You are on page 1of 214

‫جــــــامعة زيـــــان عــاشور – الجــلفــــة –‬

‫كلية الحقــوق والعلــوم السيـاسية‬


‫قســـم الحقـــــوق‬

‫الجريمة المنظمة العابرة للحدود‬


‫وسبل مكافحتها دوليا وإقليميا‬

‫مذكرة في تخصص قانون العالقات الدولية لنيل شهادة الماجستير في القانون‬


‫الدولي العام والعالقات الدولية‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬

‫رزق هللا العربي بن المهيدي‬ ‫‪ -‬بن عمر الحاج عيسى‬

‫السنة الجامعية‪0200 – 0202:‬‬


‫جـــــــامعة زيـــان عـــــاشور – الجــــلفة –‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬

‫جرائم اإلرهاب الدولي‬


‫وانعكاساتها على حقوق اإلنسان‬
‫مذكرة في تخصص قانون العالقات الدولية لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي العام‬
‫والعالقات الدولية‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬

‫رزق هللا العربي بن المهيدي‬ ‫‪ -‬بن عمر الحاج عيسى‬

‫لجنة المناقشة‬
‫الدكتور‪ :‬بن داود إبراهيم ‪.................................................‬رئيسا‬
‫الدكتور‪ :‬طيبي عيسى‪.....................................................‬مناقشا‬

‫السنة الجامعية‪0200 - 0202 :‬‬


‫اللهم انفعني بما علمتني‪-‬وعلمني ما ينفعني وارزقني‬
‫علما ينفعني‬
‫اللهم أخرجني من ظلمات الوهم وافتح علي بمعرفة العلم‬
‫ولين أخالقي بالحلم‬
‫اللهم ارني الحق حقا وارزقني إتباعه وارني الباطل‬
‫باطال وارزقني اجتنابه‬
‫وال تجعل علي متشابها فأتبع الهوى‬
‫اللهم ال سهل إال ما جعلته سهال وأنت تجعل الحزن إذا‬
‫شئت سهال‬
‫)سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم(‬
‫‪.‬اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين*‬
‫اإلهــــــــــــــداء‬
‫‪.‬‬

‫أهدي ثمرة جهدي التي طالما تمنيت إهدائها و تقديمها في‬


‫أحلى طبق‬
‫إلى الذي عمل و كد و جد فقاس ثم غلب حتى وصلت إلى‬
‫هدفي هذا‪ ،‬إلى المصباح الذي ال يبخل إمدادي بالنور‪ ،‬إلى‬
‫الذي علمني بسلوكه خصاال أعتز بها في حياتي والدي‬
‫‪.‬العزيز‪.‬‬
‫إلى التي حملتني وهنا على وهن‪ ،‬و قاست و تألمت أللمي‪،‬‬
‫إلى من رعتني بعطفها وحنانها و سمعت طرب الليل من‬
‫أجلي‪ ،‬إلى أول كلمة نطقت بها شفتاي أمي الحبيبة‪.‬‬
‫إلى الذي قام بواجب الوالد في غيابه و ما فتيي يمدنا بالحنان‬
‫و النصائح إلى العم الحاج خالد‪.‬‬
‫إلى روح من تركونا لألبد و تركوا فراغا ال يعوض إلى‬
‫أرواح أجدادنا طيب هللا مثواهم و إلى كل من رحلوا إلى دار‬
‫اآلخرة و ما ذلك إال سنة هللا في خلقه عسى ان نكون خير‬
‫‪.‬خلف لخير سلف و لو بالقليل‪.‬‬
‫كلمـــــــــة شــــكــــــر‬
‫لحظات يقف فيها المرء حائرا عاجزا عن التعبير لما يختلج في صدر‬
‫ه من تشكرات ألشخاص أمدوه بالكثير و الكثير الذي أثقل كاهله‪ ،‬لحظات‬
‫صار البد أن ينطق بها اللسان و يعترف بفضل اآلخرين اتجاهه ألنهم و‬
‫بصراحة كانوا األساس المتين الذي بني عليه صرح العلم و المعرفة لديه‬
‫و أناروا سبيل بلوغهما‬
‫فأتقدم بالشكر الجزيل إلى كل من الوالدين الكريمين ‪,‬إلى العم الكريم و‬
‫عائلته‪.‬إلى اإلخوة حفظهما هللا‪,‬إلى كافة أعضاء العائلة سواء كان من‬
‫القريب أو البعيد‪ .‬إلى جميع األصدقاء و األحباب و كل من كان له‬
‫مشاركة في هذا العمل و لو بكلمة طيبة‪.‬‬
‫كما يسعدني أن أتقدم بألف سالم و تحية شكر إلى الدكتور العربي بن‬
‫مهيدي رزقا هللا لما له من اجر كبير جزاء ما يقوم به من واجب أمام‬
‫طلبة العلم الذين يقصدونه و القوا دوما الباب مفتوحا و قبله القلب مفتوحا‬
‫و مرحبا‪.‬جزاك هللا خيرا‪.‬‬
‫إلى األساتذة الكرام أعضاء لجنة المناقشة الموقرة أتقدم لكم بالشكر‬
‫الجزيل على قبولكم اإلشراف على المناقشة و الحكم على المذكرة‪.‬‬

‫وفي األخير أشكر كل من ساهم في إنجاح هذه المذكرة من بعيد أو من‬


‫قريب‬
‫مقدمـــــــــــــة‬
‫مقدمة‬
‫لقد أدرك اإلنسان منذ فجر التاريخ أمهية التفاعل مع حميطه باعتباره مسة أساسية يف الطبيعة‬
‫اإلنسانية وقد تطور هذا التفاعل ليصبح تعاونا بني األفراد انطالقا من حاجة اإلنسان ألخيه اإلنسان‬
‫وصوال إىل التعاون بني اجملتمعات البشرية من أجل ضمان استقرار حياهتم وإشباع حاجاهتم‬
‫االجتماعية واالقتصادية واألمنية‪ ،‬وقد تضمنت مجيع الشرائع السماوية مبدأ التعاون كمبدأ أصيل‬
‫لضمان احلياة اإلنسانية الكرمية للبشر‪.‬‬

‫لقد جاء اإلسالم قبل أكثر من أربعة عشر قرنا ليخرج الناس من مفهوم القبلية والقومية إىل‬
‫مفهوم العاملية انطالقا من وحدة األسرة البشرية وليؤكد مبدأ التعاون بني البشر على اختالف أدياهنم‬
‫وأجناسهم مقررا بأن هذا االختالف بينهم مل تكن احلكمة منه االنقسام والتنازع بل التعارف‬
‫والتعاون فيما بينهم لتحقيق اخلري والنماء وحماربة الفساد أينما كان‪ ،‬قال تعاىل ‪:‬‬

‫" يا أيها الناس إنا خلقناكم ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن‬
‫أكرمكم عند الله أتقاكم" (احلجرات‪ ،‬آية ‪.)31‬‬

‫حيث أن األمن من أهم احلاجات األساسية لإلنسان على مر العصور فقد كان من أهم‬
‫اجملاالت اليت اهتمت اجملتمعات البشرية هبا وسعت للتعاون فيها لتحقيقه ‪ ،‬فاألمن شرط ضروري‬
‫الستقرار احلياة ورقيها وال ميكن أن تكون هناك تنمية وازدهار و رقي دون توفره لكافة البشر‬
‫واملمتلكات‪.‬‬

‫وقد أعلن اإلسالم منذ الوهلة األوىل حماربته للجرمية يف شىت صورها وحث الناس على التعاون‬
‫للتصدي هلا أينما كانت قال تعاىل‪" :‬ولوال دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت األرض‬
‫ولكن الله ذو فضل على العالمين " (البقرة‪ ،‬آية ‪.)123‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمـــــــــــــة‬
‫ويف العصر احلديث اهتمت اجلماعة الدولية قبل ظهور ظاهرة التنظيم الدويل حبماية جمتمعاهتا‬
‫من اجلرمية اليت تعدد أماكن نشاطها وآثارها بني الدول بصفة خاصة‪ ،‬حيث بذلت الدول منذ القرن‬
‫الثامن عشر العديد من اجلهود الدولية اليت ترتكز على املواجهة اجلماعية للجرائم ذات الطابع الدويل‬
‫يف ذلك الوقت من خالل املؤمترات واالتفاقيات الدولية مثل مؤمتر فيينا عام ‪ 3131‬ملكافحة االجتار‬
‫بالرقيق األبيض واالتفاقية الرامية إىل توحيد اجلهود والتعاون يف سبيل حماصرة ومكافحة اجلرمية واحلد‬
‫من أضرارها‪.‬‬

‫وعند إنشاء عصبة األمم مل يعد إليها مهمة حفظ األمن والسلم الدوليني فحسب بل عهد إليها‬
‫جبانب ذلك حتقيق العديد من األهداف االجتماعية املبينة يف املادة الثالثة والعشرين من العهد وكان‬
‫من ابرز تلك األهداف مكافحة اجلرمية ذات الطابع الدويل ومن ذلك مكافحة املخدرات حيث مت‬
‫عقد العديد من االتفاقيات الدولية اليت كان من نتائجها إنشاء أجهزة دولية ملكافحة املخدرات مثل‬
‫املكتب املركزي الدائم لألفيون عام ‪.3221‬‬

‫كما أدركت الدول تعاظم خطر اجلرمية واحلاجة امللحة للتعاون الشرطي فيما بينها ملواجهتها‬
‫من خالل تنسيق اجلهود وتوحيد اإلجراءات وقد نتج عن ذلك إنشاء اللجنة الدولية للشرطة اجلنائية‬
‫واليت أصبحت فيما بعد املنظمة الدولية للشرطة اجلنائية ومقرها باريس‪.‬‬

‫وبإنشاء هيئة األمم املتحدة عام ‪3291‬م دخلت اجلماعة الدولية عهدا جديدا ومتطورا يف‬
‫مكافحة اجلرمية الدولية اليت متس املصاحل العليا للدول والشعوب املنتمية هلذه اهليئة من خالل املواجهة‬
‫اجلماعية هلذه اجلرمية بقواعد القانون الدويل وما تفرع منه مثل القانون الدويل االجتماعي والقانون‬
‫اجلنائي الدويل ‪.‬‬

‫لقد عملت هيئة األمم املتحدة إىل جانب جهودها يف حفظ األمن والسلم الدوليني كهدف‬
‫أصيل هلا على مكافحة اجلرمية الدولية وفق قواعد القانون الدويل وفروعه من خالل مؤمترات منع‬
‫اجلرمية ومعاملة اجملرمني وعقد االتفاقيات الدولية وتشجيع االتفاقيات اإلقليمية والثنائية بني الدول اليت‬

‫‌ب‬
‫مقدمـــــــــــــة‬
‫هتدف إىل توحيد وتنسيق اجلهود وتعزيز التعاون األمين الدويل يف سبيل مواجهة اجلرمية الدولية اليت‬
‫أصبحت أكثر خطورة بسبب ما شهده العامل من تطور وتقدم يف تقنية املعلومات ووسائل التنقل‬
‫واالتصاالت وقد أنشأت األمم املتحدة من أجل ذلك العديد من املراكز الدولية واملكاتب املتخصصة‬
‫واملعاهد البحثية والتدريبية بغية ضمان فاعلية املواجهة مع اجلرمية الدولية‪.‬‬

‫ويف الوقت احلاضر أصبح تعاون الدولة مع الدولة األخرى يف جمال مكافحة اجلرمية الدولية‬
‫بشكل عام واجلرمية املنظمة عرب الوطنية على وجه اخلصوص التزاما قانونيا تفرضه قواعد القانون‬
‫الدويل من خالل التعاون األمين الدويل مب ال يتناقض مع مبدأ السيادة والقانون الوطين ‪ ،‬كما تفرضه‬
‫املصلحة الوطنية املتمثلة يف منع ومكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪.‬‬

‫مشكلة موضوع البحث ‪:‬‬

‫لقد عبّر مؤمتر األمم املتحدة احلادي عشر ملنع اجلرمية والعدالة اجلنائية الذي انعقد يف ‪2001‬م‬
‫عن ما شهدته السنوات العشر األخرية من نقلة نوعية يف بنية وأسلوب اجلرمية املنظمة متثلت يف ثالث‬
‫اجتاهات أبرزت مدى خطورهتا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا على مستوى العامل‪ ،‬فاجلرمية املنظمة‬
‫امتدت لتصل إىل البلدان النامية يف املناطق اليت تعاين من الصراعات واحلروب حيث وجدت األرض‬
‫اخلصبة للنمو فيها كالفساد واإلرهاب و خملفات احلروب بيئة مناسبة لنمو وتطور اجلرمية وفرصة‬
‫لإلثراء غري املشروع ‪ ،‬ويتمثل االجتاه الثاين يف النقلة النوعية للجرمية املنظمة باألسلوب الذي توسعت‬
‫به التنظيمات اإلجرامية من خالل إدخال أنشطة جديدة إىل ميدان عملها‪ ،‬مثل جرائم االحتيال‬
‫وخاصة االحتيال اإللكتروين وجرائم التكنولوجيا األخرى‪ ،‬كما طورت اجلماعات اإلجرامية االجتار‬
‫باألشخاص لتصبح قيمته مليارات الدوالرات باإلضافة إىل االجتار غري املشروع باألسلحة والبضائع‬
‫املهربة واألشياء الثقافية واملواد الطبيعية‪ ،‬ويتمثل االجتاه الثالث هلذه النقلة يف اجلرمية املنظمة يف‬
‫التغريات اهلامة يف اهلياكل التنظيمية للجماعات اإلجرامية ‪ ،‬فاالحتمال األكثر واقعية أن اجلماعات‬
‫اإلجرامية املنظمة مل تعد يف كيانات مؤسسة هرمية كبرية كما كان يف السابق‪ ،‬فالتطور التقين يف جمال‬

‫‌ج‬
‫مقدمـــــــــــــة‬
‫املعلومات واالتصاالت يسمح باالستغناء عن األعداد الكبرية من األفراد كما أن صغر اجملموعات‬
‫ميكن من التنقل واحلركة بني البلدان وممارسة األنشطة اإلجرامية بسهولة وسرية تامة‪ ،‬وتشري األدلة‬
‫املتاحة إىل أن اجلماعات اإلجرامية أكثر ختلال وحركية وقد وسعت من نشاطها جغرافيا ونوعيا‪.‬‬

‫وتكمن مشكلة الدراسة يف أن اجملتمع الدويل واملنظمات اإلقليمية والدولية قد جنحت إىل حد‬
‫بعيد يف حتديد أطر وآليات التعاون الدويل يف مواجهة اجلرمية ذات الطابع الدويل بشكل عام اجلرمية‬
‫املنظمة عرب الوطنية على وجه اخلصوص‪ ،‬وذلك من خالل العديد من املؤمترات واالتفاقيات الدولية‬
‫واإلقليمية يف هذا اجملال‪ ،‬إال أن تفعيل هذا التعاون األمين على أرض الواقع من خالل أجهزة إنفاذ‬
‫القانون يف الدول يبقى حمل جدل وغموض بسبب تزايد نشاط اإلجرام املنظم عرب احلدود الدولية‪،‬‬
‫حيث أصبحت اجلرمية املنظمة عرب الوطنية من املشاكل امللحة اليت تواجه واضعي السياسات يف دول‬
‫العامل نظرا ملا تشكله األنشطة اإلجرامية املنظمة عرب الوطنية من هتديد للنظم االقتصادية والسياسية‬
‫والنسيج االجتماعي لكثري من الدول حتت ضغط القوة املالية جلماعات اجلرمية املنظمة‪.‬‬

‫ومميزات التقدم التكنولوجي يف جمال احلصول على املعلومات على الصعيد العاملي وأسلوب‬
‫إدارة األعمال التجارية ‪ ،‬األمر الذي جعل أمهية احلدود الدولية املادية أقل أمهية بالنسبة جلماعات‬
‫اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ ،‬وتشري التقارير واإلحصاءات العاملية يف اآلونة األخرية إىل زيادة هائلة يف‬
‫الكثري من اجلرائم املنظمة عرب الوطنية مثل االجتار باألشخاص وهتريب املهاجرين واالجتار باألعضاء‬
‫البشرية وجرائم االختطاف واملخدرات‪.‬‬

‫كما تشهد اجلرائم املتعلقة باحلاسوب اليت تنشط فيها اجلماعات اإلجرامية املنظمة عرب الوطنية‬
‫زيادة هائلة بسبب ما توفره تلك التقنية من تسهيالت الرتكاب اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪،‬حيث‬
‫ميكن إدارة العملية اإلجرامية املنظمة من مكان بعيد عن مسرح اجلرمية ذاهتا ومن خارج حدود الدولة‬
‫نفسها‪ ،‬مثل جرائم االحتيال املتعلقة بترويج وعرض املواد اإلباحية‪.‬‬

‫‌د‬
‫مقدمـــــــــــــة‬
‫وهذا يطرح تساؤالت عديدة حول مدى جناح التعاون الدويل يف مكافحة اجلرمية املنظمة عرب‬
‫الوطنية منها‪:‬‬

‫‪ -‬ما مدى تطبيق أساليب التعاون الدويل ومعوقاته يف هذا اجملال؟‬


‫‪ -‬ما هي أهم اجلرائم املنظمة عرب الوطنية اليت يتم فيها تطبيق هذه األساليب؟‬
‫‪ -‬ما هي اآلليات املقترحة لتعزيز التعاون الدويل يف هذا اجملال؟‬
‫ولإلجابة على هذه التساؤالت يتطلب األمر دراسة دور التعاون الدويل و اإلقليمي يف مواجهة‬
‫اجلرمية املنظمة عرب الوطنية والتعرف على املعوقات اليت حتد من فاعليته يف هذا اجملال‪.‬‬

‫حبيث ميكن صياغة مشكلة موضوع البحث يف التساؤل التايل‪:‬‬

‫‪ -‬ما واقع التعاون الدويل و اإلقليمي يف مواجهة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية؟‬

‫أمهية الدراسة‪:‬‬
‫تربز أمهية الدراسة من خالل عدة أبعاد ميكن إجيازها على النحو التايل‪:‬‬
‫أ‪-‬أمهية موضوع الدراسة ذاته‪:‬‬
‫حيث تربز أمهية موضوع الدراسة من خالل أمهية التعاون الدويل و اإلقليمي يف مواجهة‬
‫اجلرمية املنظمة عرب الوطنية خاصة يف ظل التطور املتسارع هلذه اجلرمية الذي يتوقع أن يشمل‬
‫يف املستقبل القريب اجملاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬اجملال املكاين‪:‬النشاط اإلجرامي للجرمية املنظمة عرب الوطنية يف تطور يكاد يشمل مجيع‬
‫الدول يف اجلماعة الدولية‪.‬‬
‫‪-‬اجملال النوعي‪:‬و يتمثل يف ازدياد و تنوع أنشطة اإلجرام املنظم عرب احلدود الدولية‪.‬‬
‫اجملال الكيفي‪:‬و يتمثل يف تطور أساليب إدارة العمل اإلجرامي املنظم مما يصعب اختراقها من‬
‫قبل األجهزة املكلفة مبكافحة اجلرمية املنظمة‪.‬‬

‫‌ه‬
‫مقدمـــــــــــــة‬
‫كما تربز أمهية موضوع الدراسة من خالل األمهية اليت حيظى هبا التعاون الدويل و اإلقليمي‬
‫يف مواجهة اإلرهاب الذي ثبت ارتباطه و اعتماده على اجلرمية املنظمة عرب الوطنية باعتبارمها‬
‫جرميتني دوليتني تدعم كل منهما األخرى على الرغم من اختالف أهدافهما النهائية‪,‬فجرائم‬
‫غسيل األموال و إنتاج و هتريب املخدرات من نشاطات اإلجرام املنظم اليت تستغلها‬
‫اجلماعات اإلرهابية يف متويل نشاطاهتا لتنفيذ خمططاهتا اإلجرامية و هذا ما أشارت إليه أوراق‬
‫العمل اليت قدمها وفد مجهورية إيران و باكستان إىل املؤمتر الدويل ملكافحة اإلرهاب"الرياض‬
‫‪,"2001‬مما يستدعي تفعيل التعاون الدويل و اإلقليمي يف مواجهة اجلرمية املنظمة تنفيذا ملا‬
‫صاغته الدول و املنظمات الدولية من اتفاقيات إقليمية ودولية خاصة يف ظل املتغريات اجلديدة‬
‫اليت تشهدها مجاعات اإلجرام املنظم من ابتكار ألنشطة إجرامية جديدة و من تغريات يف بنية‬
‫املؤسسات اإلجرامية جعلتها أسرع حركة عرب احلدود الدولية مبساعدة التقدم العلمي و‬
‫التكنولوجي الذي يكتسح معظم جماالت احلياة‪,‬و بفضل ما فرضته العوملة من انفتاح سياسي‬
‫و اقتصادي و ثقايف و ما تشهده الساحة الدولية يف ذات الوقت من اضطرابات سياسية و‬
‫أمنية و اقتصادية‪.‬‬
‫األمهية العلمية للدراسة‪:‬‬
‫تربز األمهية العلمية للدراسة من خالل األمهية املتنامية اليت يوليها اجملتمع الدويل للتعاون من‬
‫اجل مكافحة اجلرمية بصفة عامة‪,‬كما تربز أمهية الدراسة على وجه اخلصوص يف خطورة‬
‫اجلرائم املنظمة عرب الوطنية يف الوقت احلاضر و احلاجة امللحة للتعاون الدويل‬
‫ملواجهتها‪,‬باعتبارها ظاهرة عاملية أخذت باالنتشار و االمتداد لتطال دول كانت بعيدة يف‬
‫املاضي عن هذه الظاهرة مثل الدول العربية و غريها من البلدان النامية بفعل التقدم‬
‫التكنولوجي يف جمال تقنية املعلومات و النقل و االتصاالت و متطلبات االنفتاح االقتصادي و‬
‫حرية التجارة‪,‬و يستدعي فهمها كظاهرة حديثة مل توضع هلا نظريات تفسريية مقبولة و‬

‫‌و‬
‫مقدمـــــــــــــة‬
‫جهود علمية يتم من خالهلا التعرف على واقعها و عوامل انتشارها و دور التعاون الدويل يف‬
‫مواجهتها خاصة يف ظل قلة الدراسات العربية املتعمقة يف هذا اجملال‪.‬‬

‫األمهية العملية للدراسة‪:‬‬


‫تربز أمهية الدراسة العملية من خالل األمهية اليت حتظى هبا اجلرمية املنظمة عرب الوطنية باعتبارها‬
‫حتديا كبريا يواجه اجملتمع الدويل عموما و أجهزة العدالة اجلنائية بصفة خاصة بسبب تزايد‬
‫نشاط اإلجرام املنظم على مستوى العامل‪,‬فعلى سبيل املثال تشري تقارير األمم املتحدة إىل تزايد‬
‫ملحوظ يف االجتار باألشخاص يف السنوات األخرية من قبل مجاعات اإلجرام املنظم ‪,‬و تعد‬
‫آسيا و إفريقيا و أوربا الوسطى و الشرقية منطقة عبور هامة هلذا االجتار و تظهر آسيا كمنطقة‬
‫مصدر و مقصد هلذا االجتار على حد سواء‪,‬كما أصبح هتريب املهاجرين عمال جتاريا عامليا‬
‫يدر أرباحا طائلة تقدر سنويا بني ‪ 1.1‬مليار دوالر إىل ‪30‬مليار دوالر كما تقدر عدد‬
‫األسلحة الصغرية املتداولة حبوايل ‪100‬مليون دوالر‪,‬و هذا حسب إحصاءات املصرح عنها يف‬
‫مؤمتر األمم املتحدة احلادي عشر ملكافحة اجلرمية "‪."2001‬‬
‫و تقدر إحصاءات صندوق النقد الدويل حجم غسل األموال سنويا يف العامل من ‪210‬‬
‫مليار دوالر إىل ‪ 31‬تريليون دوالر‪,‬كما تزايدت جرائم احلاسوب بشكل غري مسبوق بعد أن‬
‫وجدت عصابات اإلجرام املنظم مكانا هلا فيها مثل جرائم التجارة االلكترونية و جرائم‬
‫قرصنة الربامج االلكترونية و جرائم قرصنة و سرقة املعلومات و جرائم اإلباحة االلكترونية‪.‬‬
‫فتشري تقارير يف الواليات املتحدة إىل وجود أكثر من ‪100‬مليون صك مصريف مزور يتم‬
‫توزيعه سنويا كما تقدر خسائر تزوير املستندات املالية يف أمريكا حبوايل ‪30‬مليار دوالر‬
‫سنويا كما تتواصل أنشطة اإلجرام املنظم التقليدية مثل إنتاج و هتريب املخدرات و االجتار‬
‫باألعضاء البشرية و االجتار الغري مشروع باألسلحة و اآلثار عرب احلدود بني الدول‪,‬كما‬
‫أعادت بعض اجلماعات اإلجرامية املنظمة جرائم القرصنة البحرية يف جنوب شرق آسيا و‬

‫‌ز‬
‫مقدمـــــــــــــة‬
‫البحر األمحر بصفة خاصة و مناطق أخرى إىل ممارسة أنشطتها باهلجوم على السفن يف البحر‬
‫حيث تشري اإلحصائيات الدولية لغارات القرصنة يف مناطق العامل و أن العدد اإلمجايل‬
‫هلجمات القراصنة على السفن الذي بلغ عنه عام ‪ 2001‬بلغ ‪ 230‬هجوما‪,‬وقع اغلبها يف‬
‫مياه الشرق األقصى على سفن كانت تشق طريقها يف البحر‪,‬و قد لوحظ اقتران القرصنة و‬
‫االستيالء على السفينة بكاملها مما يدل على خطورهتا و خاصة يف الشريط الساحلي‬
‫للصومال‪.‬‬
‫و تؤدي األنشطة اإلجرامية املنظمة عرب الوطنية إىل خسائر فادحة لألنظمة االقتصادية يف‬
‫الدول بفعل تأثريها على األسواق املشروعة و السياسات النقدية‪.‬و ارتفاع قيمة التأمني‬
‫التجاري‪,‬فضال عن تأثرياهتا االجتماعية السلبية املختلفة‪.‬‬
‫كما تربز أمهية الدراسة عمليا من خالل احلاجة املاسة املتنامية لفهم طبيعة اجلرمية املنظمة‬
‫عرب الوطنية و أنشطتها و أساليبها و دور التعاون الدويل يف مكافحتها و ذلك من قبل العاملني‬
‫يف جمال التحريات اجلنائية و املنافذ احلدودية يف الوطن العريب بصفة خاصة‪,‬األمر الذي يؤدي‬
‫إىل استكمال متطلبات مكافحة هذه اجلرمية و اليت بادرت احلكومات إىل اجناز اجلزء األساسي‬
‫منها من خالل االنضمام إىل اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية و‬
‫االلتزام بأحكامها املتعلقة بالتعاون الدويل يف هذا اجملال‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫هتدف الدراسة إىل التعرف على واقع التعاون الدويل و اإلقليمي يف مواجهة اجلرمية املنظمة‬
‫الدولية من خالل حتقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التعريف خبصائص اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على عوامل انتشار اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪.‬‬

‫‌ح‬
‫مقدمـــــــــــــة‬
‫‪ -‬التعرف على أهم اجلرائم املنظمة اليت يتم تطبيق عليها أساليب املكافحة‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على أساليب التعاون الدويل و اإلقليمي ملكافحة هذه الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على اآلليات املقترحة لتعزيز التعاون الدويل و اإلقليمي يف مكافحة اجلرائم املنظمة‬
‫عرب الوطنية يف جمال هتريب املخدرات و غسيل األموال‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على اآلليات املقترحة لتعزيز التعاون الدويل يف مواجهة اجلرمية املنظمة الدولية‪.‬‬
‫تساؤالت الدراسة‪:‬‬
‫التساؤل الرئيسي للدراسة هو‪:‬ما واقع التعاون الدويل و اإلقليمي يف مواجهة اجلرمية املنظمة‬
‫عرب الوطنية ؟و يتفرع منه التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما عوامل انتشار اجلرمية املنظمة عرب الوطنية؟‬
‫‪ -‬ما هي أساليب التعاون الدويل و اإلقليمي اليت يتم تطبيقها ملكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‬
‫؟‬
‫‪ -‬ما هي أهم اجلرائم املنظمة عرب الوطنية؟‬
‫‪ -‬ما هي اآلليات املقترحة و املوفرة لتحقيق تعاون دويل و إقليمي جملاهبة و مكافحة اجلرمية‬
‫املنظمة عرب الوطنية؟‬

‫‌ط‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫متهيد ‪:‬‬
‫يعترب التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة من املفاهيم اليت يصعب وضع تعريف جامع مانع هلا‬
‫ويرجع ذلك ألسباب عدة منها إتساع اجملال والصور واألشكال اليت ميكن أن يتخذها هذا التعااون‬
‫ولعدم إمكان حصرها أو حصر الوسائل اجلديدة واملتجددة اليت جتعل من هذا التعاون ظاهرة ماتريةة‬
‫ومتطورة بشكل مستمر‪.‬‬
‫كما ترجع هذه الصعوبة أيضا إلرتباط هذا املفهوم بكل من مفاهيم اجلرمية واإلجرام ومكافحة‬
‫اجلرمية والتعاون مبعناه الواسع وهي مجيعا مثل كثة من املفاهيم اإلجتماعية يصعب وضع أطر حماددة‬
‫ألي منها‪ ،‬ويف حماولة للتعرف على أهم مالمح التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية "نساتعر لفكارة‬
‫اجلرمية املنظمة وأهم مساهتا ومدى احلاجة إىل التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة وذلك بتخصيص‬
‫مبحثني األول لدراسة وتعريف اجلرمية املنظمة والثاين مت ختصيصه إلبراز مفهوم التعاون الدويل وذكر‬
‫أهم وسائل التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة الدولية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫املبحث األول‪ :‬مفهوم اجلرمية املنظمة‬

‫إن التحوالت االجتماعية واالقتصادية والسياسية اليت شهدها العامل خالل السنوات األخاةة‬
‫كان هلا تأثةا على اجلرمية املنظمة اليت أخذت بدورها أبعادا يف ظل العوملة وبالتايل إختذت هلا فضاااا‬
‫يف إطار النظام العاملي اجلديد‪.‬‬
‫لقد أصبحت تلك املتريةات هتدد إستقرار النظام الدويل فإزداد قلق املهتمني إزاا هاذه الظااهرة‬
‫اإلجرامية الدولية مما أدى بالفقهاا ورجال القانون واملنظمات العاملية واإلقليمية إىل حماولاة إاااد‬
‫تعريف للجرمية املنظمة حيظى باإلمجاع من طرف املنظومة الدولية‪.‬‬
‫مث إن الوصول إىل حتديد تعريف جامع مانع للجرمية املنظمة يساعد يف فهم وحتديد النشاطات‬
‫اإلجرامية والتنظيمات اإلجرامية الدولية وبالتايل تتمكن املنظمات الدولية واإلقليمياة والتشاريعات‬
‫الوطنية يف إااد الوسائل واإلجرااات والعقوبات املالئمة هلا‪.‬‬
‫وعليه سنتناول أهم احملاوالت اليت قامت هبا املنظمات الدولية والتشريعات الداخلية لتعريفهاا ورأي‬
‫الفقه يف التعريفات‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬تعريف اجلرمية املنظمة وخصائصها‬

‫سنتناول يف هذا املطلب تعريفا شامال للجرمية املنظمة وذلك بتخصيص أربعة فروع الفرع األول‬
‫موقف املنظمات الدولية من تعريف اجلرمية املنظمة ويف الفرع الثاين تعريف التشاريعات الداخلياة‬
‫للجرمية املنظمة وموقف الفقه من تعريف اجلرمية املنظمة ويف الفرع الثالث خصائص اجلرمية املنظماة‬
‫(‪)1‬‬
‫ويف الفرع الرابع أركان اجلرمية املنظمة‪.‬‬

‫و كتعريف عام للجرمية هي سلوك أنساين ‪ ،‬ولتجسيد هذا السلوك ينبريي أن يكون هنااك إرادة‬
‫وسلوك إنساين ( فعل ) سليب أو إاايب أي عمل أو امتناع عن فعل ‪ ،‬وأن تتجه اإلرادة للقيام بعمال‬
‫جرمه القانون ‪ ،‬أو االمتناع عن القيام بعمل أمر به القانون مع توفر اإلرادة هبذا االمتنااع ‪ ،‬أي أن‬
‫يتزامن هذا الفعل أو االمتناع عن الفعل بوجود نص قانوين ارم هذا الفعل ‪ ،‬وان تكون األساباب‬

‫‪.1‬امحد شوقي ابو خطوة‪ :‬جرائم االحتيال و اإلجرام املنظم‪,‬مطبوعات جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪,‬الطبعة األوىل‪,8002,‬ص‪61‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫كافية ألحداث النتيجة اجلرمية هلذا الفعل أو االمتناع عن القيام به‪ ،‬ومن هنا تكون اجلرمية هي فعال‬
‫أنساين بارتكاب عمل خمالف للقانون‪ ،‬وأن تكون النتيجة كافية ألحداث أثر هلذا الفعل‪.‬‬
‫ويتعني التفرقة بني املنظمات اإلجرامية احمللية واملنظمات اإلجرامية عرب الوطنية حيث ميتد نشاط‬
‫األوىل داخل إقليم دولة واحدة بينما يتعدى نشاط الفئة الثانية تلك احلدود وتبعا هلذه التفرقة ميكان‬
‫القول أنه ال يعترب جرمية منظمة عرب الوطنية إذا إرتكب اجلرم داخل دولة واحدة وإذا كان أعضااا‬
‫اجلماعة اإلجرامية من مواطين تلك الدولة أو هيئات تابعة هلا وإذا كانت اآلثار النامجة عان اجلارم‬
‫حمصورة يف تلك الدولة‪ .‬وكلمة جرمية أصلها من جرم مبعىن كسب وقطع وكانت هاذه الكلماة‬
‫مستعملة منذ القدمي للداللة على كسب املكروه غة املستحسن‪.‬فاجلرائم املنظمة هي بطبيعتها تلاك‬
‫اجلرائم اليت تصيب بالضرر الكبة أكثر من دولة نتيجة لتجاوز حدودها(‪.)1‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬موقف املنظمات الدولية من تعريف اجلرمية املنظمة‬


‫بذلت على الصعيد الدويل جهود حثيثة لتعريف اجلرمية املنظمة وبيان خصائصاها مث إاااد‬
‫الوسائل الالزمة ملكافحتها لذلك سنتناول أهم هذه اجلهود على الصعيد الادويل وعلاى الصاعيد‬
‫اإلقليمي‪.‬‬
‫ففي عام ‪ 6822‬عقدت ندوة حول اجلرمية املنظمة مبقر األنتربول حيث عرفت اجلرمية املنظمة بأهنا ‪:‬‬
‫"كل تنظيم أو جتمع أشخاص ميارسون نشاط حمدد الرير وحتقيق الاربح دون احتارام احلادود‬
‫(‪)2‬‬
‫الوطنية"‪.‬‬
‫وانتقد التعريف السابق ألنه مل يتعر للبناا التنظيمي للجماعة اإلجرامية وأنه مل يتضامن وسايلة‬
‫العنف أو التهديد واليت تستخدمها اجلماعة املنظمة يف حتقيق أغراضها وتفاديا لإلنتقادات السابقة أعاد‬
‫األنتربول تعريف اجلرمية املنظمة بأهنا‪ ":‬أي مجاعة من األشخاص هلا بناا تنظيمي وهتدف إىل حتقياق‬
‫الربح بالطرق غة املشروعة وتستخدم عادة التخويف والفساد"(‪.)3‬‬
‫ويف عام ‪ 6882‬عرف اإلحتاد األورويب اجلرمية املنظمة بأهنا‪":‬مجاعة مشكلة من أكثر من شخصني‬
‫هلا هيكل تنظيمي دائمة يف الزمان وتعمل بشكل على إرتكاب جرائم يعاقب عليها سواا كانت تلك‬

‫‪ 1‬نزيه نعيم شالال ‪ :‬اجلرمية املنظمة ‪،‬منشورات احلليب احلقوقية‪،‬الطبعة‪،8060 ،6‬ص‪.61‬‬


‫‪ 2‬د‪.‬فائزة يونس الباشا ‪ :‬اجلرمية املنظمة يف ظل االتفاقيات الدولية والقوانني الوطنية‪،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪،‬طبعة‪8008‬م‪،‬ص‪.86‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬فائزة يونس الباشا ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.88‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫اجلرائم غاية يف ذاهتا أو وسيلة لتحقيق الربح وتستخدم عند اللزوم حق التأثة على رجاال السالطة‬
‫العامة"‪.‬‬
‫ويف عام ‪ 6881‬يف املؤمتر التاسع ملنع اجلرمية ومعاملة اجملرمني "األمم املتحدة" وبناا على توصاية‬
‫مؤمتر نابويل ‪ 6884‬عن اجلرمية العابرة للحدود واخلاصة بإمكانية إبرام إتفاقية ملكافحة اجلرمية املنظمة‬
‫دعى املؤمتر إىل إعطاا أولوية للموضوع وقد قدم مشروع هذه اإلتفاقية يف هناية ‪ 6881‬من حكومة‬
‫بولونيا وأيدته الواليات املتحدة وفرنسا ونوقش هذا املشروع خالل إجتماعات عقدت يف "بالةمو"‬
‫و"فيينا" إىل أن رأت إتفاقية مكافحة اجلرمية املنظمة النور يف بالةمو سنة ‪ 8000‬وقاد إعتماد يف‬
‫تعريف اجلرمية املنظمة على معيار جسامة اجلرمية الذي إعتمده اإلحتاد األورويب عام ‪.6882‬‬
‫وقد عرفت املادة ‪ 8‬فقرة "أ" من إتفاقيته اجلرمية املنظمة أو اجلماعة اإلجرامية املنظمة بأهنا مجاعة ذات‬
‫بناا هيكلي يتكون من ثالثة أشخاص فأكثر وتدوم لفترة من الزمن إلرتكاب جرمية أو أكثار مان‬
‫‪1‬‬
‫اجلرائم املنصوص عليها يف االتفاقية‪.‬‬
‫أما الفقرة "ب" فقد عرفت اجلرمية اجلسيمة بأهنا كل فعل يشكل جرمية يعاقب عليها بعقوبة ساالبة‬
‫للحرية ال يقل حدها عن أربع سنوات أو بعقوبة أشد من ذلك كما بينت اإلتفاقية(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬تعريف التشريعات الداخلية للجرمية املنظمة ‪:‬‬


‫اجتهت التشريعات يف تعريف اجلرمية املنظمة يف ثالث إجتاهات ‪:‬‬
‫‪ -6‬اإلجتاه األول ‪ :‬عدم إيراد تعريف اجلرمية املنظمة يف صلب القانون‪.‬‬
‫‪ -8‬اإلجتاه الثاين ‪ :‬تعريف اجلرمية املنظمة بداللة املنظمات اإلجرامية اليت متارس أنشطتها ‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلجتاه الثالث ‪ :‬تعريف اجلرمية املنظمة يف صلب القانون‪.‬‬
‫وسنتناول أهم التشريعات هلذه املسألة ‪:‬‬
‫فقد عرف املشرع اإليطايل اجلرمية املنظمة بأهنا ‪ ":‬قيام منظمة إرهابية مكونة من ثالث أشاخاص‬
‫فأكثر تتخذ أسلوب املافيا وتتميز هذه اجلرمية بأن أعضاا اجلماعة أو العصابة يستعملون قوة وسالطة‬
‫العصابة املتمثلة يف قاعدة الصمت لكي يستمدوا منها القدرة على إرتكاب اجلرمية واإلستيالا بشكل‬

‫‪1‬راجع امللحق رقم"‪"6‬من الرسالة‪.‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬كوركبس يوسف داود ‪ :‬اجلرمية املنظمة ‪،‬دار الثقافة‪،‬عمان‪،‬طبعة‪،8006‬ص‪.81‬‬
‫‪14‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫مباشر أو غة مباشر على اإلدارة أو السيطرة على النشاط اإلقتصادي لتحقيق أرباح غة عادلة أو غة‬
‫مشروعة"‪.‬‬
‫أما املشرع األمريكي فقد صدر قانون فدرايل سنة ‪ 6890‬خاص ملواجهة اجلرمية املنظمة مسي بقانون‬
‫"ريكو" وعرف اجلرمية املنظمة بأهنا‪ ":‬مجاعة متارس أنشطتها خارج رقابة الشعب وحكومته وال تقوم‬
‫بإرتكاب جرائمها باحلال وإمنا لعدة سنوات وفقا لتخطيط مسبق دقيق ومعقد وتسعى للسيطرة على‬
‫جمال معني من األنشطة باجلملة بقصد احلصول على أكرب قدر من إمكانياهتا يف إعداد وتقدمي السالع‬
‫واخلدمات غة املشروعة إىل جانب إندماجها يف املشروعات اإلقتصادية العادية"‪.‬‬
‫أما املشرع الفرنسي فلم يتصد للجرمية املنظمة إال من خالل اجلرائم التقليدية مثل تأسايس عصاابة‬
‫أشرار ولقد بذلت حماوالت لتعديل القانون للوصول إىل تعريف اجلرمية املنظمة إال أهنا رفضت حبجة‬
‫(‪) 1‬‬
‫غمو مصطلح املنظمة اإلجرامية وخمالفته ملبدأ املشروعية‪.‬‬
‫أما املشرع املصري فقد ميز بني ثالثاة مان النمااذج اإلجرامياة للجرمياة املنظماة وهاي‪:‬‬
‫تأسيس مجاعة إجرامية منظمة واإلنضمام إىل مجاعة إجرامية منظمة مث االتصاال جبماعاة إجرامياة‬
‫منظمة‪ ،‬حيث نصت املادة ‪ 21‬مكرر من قانون العقوبات املصري‪ " :‬يعاقب بالسجن كل من أسس‬
‫أو نظم أو أدار على خالف أحكام القانون مجعية أو منظمة أو عصابة يكون الرير منها الدعوة إىل‬
‫تعطيل أحكام الدستور أو القوانني أو منع إحدى مؤسسات الدولة أو إحدى السلطات العامة مان‬
‫ممارسة أعماهلا أو اإلعتداا على احلرية الشخصية للمواطن أو غةها من احلريات واحلقوق العامة اليت‬
‫كفلها الدستور أو القانون أو اإلضرار بالوحدة الوطنية أو السالم اإلجتماعي ويعاقاب باألشاريال‬
‫الشاقة املؤقتة كل من توىل زعامة أو قيادة منظمة أو مدها مبعونات مادية أو مالية مع علمه باالرير‬
‫(‪)2‬‬
‫الذي تدعو إليه"‪.‬‬
‫فنجد املشرع املصري قد جرم تأسيس اجلماعة اإلجرامية أو اإلنضمام إليها أو اإلتصال هبا كما باني‬
‫األشكال املختلفة للجماعات املنظمة(‪.)3‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬سامي الشوا ‪ :‬اجلرمية املنظمة ومداها على األنظمة العقابية‪،‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪،‬بال تاريخ‪،‬ص‪.618‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬كوركيس يوسف داود ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.84‬‬
‫‪3‬د‪.‬كوركيس يوسف داود ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.81‬‬
‫‪15‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫وذهب املشرع اجلزائري عندما جرم مبوجب مادة ‪ 691‬من قانون العقوبات تكاوين مجعياة‬
‫أشرار ومساعدة اجملرمني من دون حىت أن يعرف ما املقصود باإلتفاق وكذلك بتجرميه لألنشطة اليت‬
‫تضطلع هبا هذه اجلمعية من خالل إصداره لسلسلة من النصوص املتعلقة هبذه األنشطة منها ‪:‬‬
‫قانون رقم ‪ 01-08‬مؤرخ يف ‪ 68‬يوليو ‪ 8001‬يتضمن قمع جرائم خمالفة أحكام إتفاقياة حظار‬
‫إستحداث وإنتاج وختزين وإستعمال أسلحة كيماوية وتدمة تلك األسلحة‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 04-62‬مؤرخ يف ‪ 8004/68/81‬يتعلق بالوقاية من املخدرات واملؤثرات العقلية‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 01-06‬مؤرخ يف ‪ 8001/08/01‬املتعلق بالوقاية من تبيض األموال ومتويل اإلرهاب‬
‫ومكافحتهما‪.‬‬
‫وعلى العموم ومهما يكن من االختالف حول تعريف اجلرمية املنظمة فإنه ميكن تعرياف اجلرمياة‬
‫املنظمة على أهنا‪ ":‬اجلرمية اليت ترتكبها منظمة إجرامية مؤلفة من ثالثة أشخاص أو أكثر أنشأت بقصد‬
‫ارتكاب جرائم معينة بنحو مستمر وبباعث الربح"(‪.)1‬‬
‫*‪ -‬موقف الفقه من تعريف اجلرمية املنظمة ‪:‬‬
‫إجته الفقه يف تعريف اجلرمية املنظمة إىل إجتاهني أساسيني ‪:‬‬

‫‪-‬اإلجتاه األول ‪ :‬امع بني املنظمة اإلجرامية واجلرمية أي أن اجلرمية املنظمة هي اليت ترتكبها املنظمة‬
‫اإلجرامية‪.‬‬
‫‪-‬اإلجتاه الثاين ‪ :‬تعريف اجلرمية املنظمة عن طريق إبراز العناصر األساساية للمنظماة اإلجرامياة‬
‫لبعض اآلراا‬ ‫وإستعمال مصطلح اجلرمية املنظمة واملنظمة اإلجرامية كمصطلحني مترادفني وسنتعر‬
‫الفقهية هلذا الصدد‪.‬‬
‫عرف بعض الفقهاا األملان اجلرمية املنظمة من خالل تبيان اخلصائص األساسية هلا وهي ‪:‬‬
‫اللجوا للعنف واملهارة واإلحتراف بإرتكاب اجلرائم وإستخدام التكنولوجيا احلديثة وإستخدام الرشوة‬
‫وجتاوز اجلرمية للحدود الوطنية وأن اهلدف الرئيسي للجماعة اإلجرامية هو حتقيق الربح املادي‪.‬‬

‫‪ 1‬فتحي وردية‪ /‬آيت مولود سامية ‪ :‬دور القانون اجلزائي اجلزائري يف مكافحة اجلرمية املنظمة ‪،‬امللتقى الوطين الثالث حول اجلرمية املنظمة وسياسة مكافحتها‬
‫باجلزائر‪،‬األغواط‪.8002،‬‬
‫‪16‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫أما الفقه األمريكي فيعرف اجلرمية املنظمة بأهنا "مجاعة سرية أو على األقل معزولاة علاى‬
‫هامش اجملتمع هلا سلطة مركزية وتقوم على أساس عائلي وتسيطر على األسواق غة املشاروعة" و‬
‫يؤخذ على هذا التعريف أنه يضيق من نطاق اجلرمية املنظمة"(‪.)1‬‬
‫أما الفقه الروسي فقد عرف اجلرمية املنظمة بأهنا ‪":‬ظاهرة إجتماعية سلبية تتصف بإختاذ اجملموعاات‬
‫اإلجرامية ‪،‬أما على أساس حملي أو قومي مع تقسيم املستويات القيادية واختيار القيادات وهلا خاصية‬
‫التنظيم واإلنتماا وتستخدم اإلفساد احلكومي وجتنيد املوظفني العموميني باإلغواا أو اإلبتزاز من أجل‬
‫كفالة سالمة التنظيم اإلجرامي وأعضااه إلحتكار وتوسعة دائرة النشاط غة املشروع لتحقيق أقصى‬
‫كسب مادي(‪.)2‬‬
‫ويعرف البعض اجلرمية املنظمة بأهنا‪ ":‬كل جرمية ترتكب بواسطة شخص عضو يف مجاعاة قائماة‬
‫ومنظمة إلرتكاب جرائم بذاهتا من بينها املخدرات والدعارة والتهريب والقمار واإلبتزاز‪.‬‬
‫وقد عرفها البعض اآلخر بأهنا اجلرمية اليت ترتكبها منظمة إجرامية مؤلفة من ثالثة أشاخاص فاأكثر‬
‫ونشأت بقصد إرتكاب جرائم معينة على حنو مستمر وبباعث الربح املادي(‪.)3‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬خصائص اجلرمية املنظمة‬
‫خصائص اجلرمية املنظمة ميكن أن تشتق من تعريفها وهي أن اجلرمية املنظمة يتم إرتكاهبا عن طريق‬
‫عصابات إجرامية منظمة تتخذ الشكل اهلرمي املتدرج تقوم على ‪:‬‬
‫‪ ‬مبدأ تقسيم العمل داخل املنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬سرية اخلطط واألنشطة اليت متارسها‪.‬‬
‫‪ ‬اإلستمرارية والثبات يف وجودها‪.‬‬
‫‪ ‬إستخدام العنف والتهديد واإلرهاب والرشوة لتنفيذ أغراضها‪.‬‬
‫‪ ‬حتقيق الربح كهدف هلا‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة على شل تطبيق قانون العقوبات بالتخويف والرشوة‪.‬‬
‫‪ ‬املزج بني األنشطة املشروعة وغة املشروعة برير التمويه‪.‬‬
‫‪ ‬وميكن إمجال خصائص اجلرمية املنظمة يف خاصيتني ‪:‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬جهاد حممد بريزات ‪ :‬اجلرمية املنظمة"دراسة حتليلية"‪,‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪,‬األردن‪,8060,‬ص‪.46‬‬
‫‪ 2‬حمي الدين عو ‪ :‬اجلرمية املنظمة ‪،‬مقال منشور مبجلة الدراسات األمنية والتدريب‪،‬الريا ‪،8002,‬ص‪.68‬‬
‫‪ 3‬أ‪ .‬جهاد حممد بريزات ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.44‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫‪ - 6‬املنظمة اإلجرامية ‪ :‬وهي إحتاد إرادة ثالثة أشخاص أو أكثر وانعقادها على اإلجرام وتأسايس‬
‫املنظمة يف معظم التشريعات يعد جرمية قائمة بذاهتا معاقب عليها‪،‬دون التوقف على وقوع اجلارائم‬
‫املتفق عليها أو عدم حتقيقها(‪ )1‬املشرعون هنا حيرمون النزعة اإلجرامية اجلماعياة نظارا خلطرهاا‬
‫وهتديدها ألمن اجلماعة وسالمتها وتظهر هذه النزعة يف إجتاه إرادة أفراد العصبة إىل إرتكاب عادة‬
‫جرائم والدول ملزمة بوجوب العقاب على جمرد األعمال اليت تنطوي على اإلشتراك يف مجاعة إجرامية‬
‫منظمة يكون الرير منها إرتكاب هذه اجلرائم‪.‬‬
‫‪ - 2‬األثر عرب الوطين للجرمية‪:‬ويعين حتقيق أحد عناصر الركن املادي للجرمية يف أكثر مان دولاة‬
‫سواا الفعل أو النتيجة ومن مث ختل اجلرمية باألمن يف كل مكان واقع فيه جزا من الركن املادي هلا‪.‬‬
‫ولكن إذا وقع السلوك ونتيجته يف دولة واحدة ومل يتعداها لريةها وإرتكبه أشخاص من نفس اإلقليم‬
‫فال يتحقق األثر عرب الوطين وتشة العبارة "عابرة للحدود" كما إستخدمتها وثائق األمم املتحادة إىل‬
‫املعلومات واألموال واألشخاص واألشياا امللموسة وغة امللموسة اليت تنتقل عرب حدود الدولة والواقع‬
‫أنه عندما يزيد الطلب على السلع واخلدمات غة املشروعة اليت يعمل يف جماهلا اإلجرام املانظم فاإن‬
‫األنشطة اإلجرامية متتد إىل خارج حدود الدولة عن طريق التنظيمات اإلجرامية(‪.)2‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬أركان احلرمية املنظمة ‪:‬‬


‫تتميز اجلرمية املنظمة خبصائص معينة متيزها من غةها من اجلرائم العادية ومن هنا فإن القواعد العامة‬
‫يف قانون العقوبات ال تستوعب أركان وخصائص اجلرمية املنظمة وذلك إلختالف طبيعة هذه اجلرمية‬
‫عن اجلرائم التقليدية ونستربز خصوصياهتا من خالل دراسة الركن املادي والركن املعنوي هلا‪.‬‬
‫‪ -6‬الركن املادي للجرمية املنظمة ‪:‬‬
‫الركن املادي للجرمية املنظمة خيتلف عن أي ركن مادي جلرمية تقليدية لذلك سنربز عناصر الاركن‬
‫املادي من خالل إبراز اخلصائص املميزة للجرمية املنظمة وهي السلوك اجلرمي والنتيجة‪.‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬مريوة صباح ‪ :‬اجلرمية املنظمة وآليات مكافحتها على املستوى الدويل ‪,‬امللتقى الوطين الثالث حول اجلرمية املنظمة وسياسة مكافحتها‪،‬األغواط‪ .8002،‬ص‪21‬‬
‫‪ 2‬أ‪.‬مريوة صباح ‪ :‬املرجع السابق‪،‬ص‪..21‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫أ) طبيعة السلوك اإلجرام ي اجلرمية املنظمة ‪ :‬قصد بالسلوك اإلجرامي ذلك النشاط اإلرادي سلبيا‬
‫كان أم إاابيا الذي جرمه القانون ولكي يتحقق النموذج القانوين للجرمية التامة البد أن يكون هناك‬
‫(‪) 1‬‬
‫نشاط سليب أو إاايب ونتيجة جرمية يقع هبا اإلعتداا على مصلحة حيميها القانون‪.‬‬
‫وعليه فإن السلوك اإلجرامي الالزم بتحقيق الركن املادي للجرمية املنظمة يتضمن أحد األنشطة التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬التنظيم ‪ :‬ويتميز هذا التنظيم بعدة مميزات من أمهها ‪:‬‬
‫‪ -‬عدد األعضاا ‪ :‬أغلبية التشريعات تتطلب بأن تكون املنظمة اإلجرامية مؤلفة من ثالثة أشاخاص‬
‫فأكثر كالقانون اإليطايل والبلجيكي وكذلك أخذ به اإلحتاد األورويب ونصت على ذلك أيضا إتفاقية‬
‫األمم املتحدة ملكافحة اجلرمية املنظمة الدولية يف بالةمو سنة ‪.8000‬‬
‫‪ -‬أن يتمتع التنظيم هبيكل تنظيمي هرمي ‪ :‬أي أن هناك تدرجا بالوظائف من الارئيس حاىت أد‬
‫املرؤوس وخيضع األعضاا إىل تنظيم وقانون داخلي صارم‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلستمرارية ‪ :‬تعترب اجلرمية املنظمة مستمرة إذا إمتد حتقق عناصرها إىل وقات طويال نسابيا‬
‫والسلوك اإلجرامي يف اجلرمية املنظمة ميتاز بصفة اإلستمرار‪.‬‬
‫‪ .3‬وسائل إرتكاب السلوك اجلرم ي اجلرمية املنظمة ‪ :‬حيث تلجاأ التنظيماات اإلجرامياة إىل‬
‫إستخدام وسائل خاصة لتحقيق أهدافها وتتمثل يف ‪:‬‬
‫‪ -‬إستخدام العنف والتخويف‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬استخدام الرشوة والفساد‪.‬‬
‫‪ .4‬حتقيق الربح املادي ‪ :‬تسعى اجلماعات اإلجرامية املنظمة من وراا األعمال اليت تقاوم هباا إىل‬
‫الكسب املادي‪.‬ومتارس اجلماعات اإلجرامية أنشطتها حتت غطاا أعمال مشروعة يف ظاهرها إال أهنا‬
‫يف الواقع غة مشروعة وال تقبل بالربح الزهيد وال تتوا يف إستخدام أية وسيلة للوصاول إىل هاذا‬
‫(‪)3‬‬
‫اهلدف من خالل اإلفساد والقمار وأعمال الدعارة واملخدرات‪.‬‬
‫‪ .5‬نفاذ النشاط اجلرم عرب احلدود "التدويل" ‪:‬من أهم مميزات اجلرمية املنظمة أهنا أصبحت عاملية‬
‫خصوصا مع التطور التكنولوجي حيث أصبح العامل قرية صريةة وأصبح اإلتصال بني الدول ساريعا‬
‫جدا مما أدى إىل عوملة اجلرمية املنظمة وحسب إتفاقية بالةمو يف فقرهتا الثانية املادة الثالثة ‪:‬‬

‫‪ 1‬ا‪.‬جهاد حممد الربيزات املرجع السابق ‪،‬ص‪.41‬‬


‫‪ 2‬د‪.‬حممود شريف بسيوين‪,‬اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪,‬دار الشروق‪,‬القاهرة‪,8004,‬ص‪.88‬‬
‫‪3‬د‪.‬حممود شريف بسيوين‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.10‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫أن اجلرمية املنظمة تكون عابرة للحدود الوطنية يف احلاالت التالية‪:‬‬


‫‪ ‬إذا وقعت يف أكثر من دولة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا وقعت يف دولة ومت التحضة هلا من إقليم أخر‪.‬‬
‫‪ ‬إذا وقعت يف دولة واحدة ولكنها سامهت يف إرتكاهبا مجاعة متارس أنشطة يف أكثر من دولة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا وقعت يف دولة معينة وكان هلا آثار جوهرية امتدت إىل دولة أخرى‪.‬‬
‫ب) النتيجة اجلرمية ‪:‬‬
‫إن املدلول املادي للنتيجة يعترب جمموعة من اآلثار املادية واليت تكتفي املالحظة احلسية إلدراكها‪ ،‬أما‬
‫املدلول القانوين فيفتر تكييفا قانونيا ويتطلب الرجوع إىل النصوص القانونية‪.‬‬
‫هذا ويتوقف حتديد النتيجة اجلرمية يف اجلرائم بوجه عام على حتديد نوع أو شكل اجلرمية املرتكباة‬
‫وذلك إال بتحقق نتيجة مادية كالقتل ووجود ضرر‪.‬‬
‫واجلرمية املنظمة كما تكون من اجلرائم املادية ذات األثر املادي امللموس فإن يف بعض مناذجها وأغلبها‬
‫(‪)1‬‬
‫تكون من جرائم اخلطر‪.‬‬
‫إذا فاجلرمية املنظمة هي من اجلرائم العائقة اليت تتطلب لقيام ركنها املادي إرتكاب النشاط اإلجرامي‬
‫وفقا للوصف القانوين دون لزوم أن تقع نتيجة مادية وقيام عالقة سببية بني النشاط والنتيجة(‪.)2‬‬
‫‪ -8‬الركن املعنوي للجرمية املنظمة ‪:‬‬
‫وينقسم الركن املعنوي إىل نقطتني أساسيتني ‪:‬‬
‫أ) عنصري القصد املتطلبان يف الركن املعنوي للجرمية املنظمة ‪:‬‬
‫الركن املعنوي حيظى بأمهية أساسية يف النظرية العامة للجرمية فال جرمية برية ركن معنوي وبالتايل ال‬
‫يسأل شخص عن أية جرمية ما مل تكن هناك عالقة بني ماديات اجلرمية ونفسيته وهذا يشكل ضمانا‬
‫لتحقيق العدالة ‪.‬‬
‫ويف اجلرمية املنظمة فإنه يلزم لتوافر الركن املادي إجتاه إرادة اجلاين إىل حتقياق النشااط والنتيجاة‬
‫اإلجرامية وذلك وفقا لنص التجرمي وهذا ما أكدته املادة الثالثة من إتفاقية مكافحة اجلرمياة املنظماة‬

‫‪ 1‬جهاد حممد الربيزات ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.98‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬حممد إبراهيم زيد ‪ :‬اجلرمية املنظمة ‪،‬أكادميية األمة نايف‪،‬الريا ‪،6888،‬ص‪.11‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫"بالةمو ‪ "8000‬القيام عمدا وعن علم هبدف اجلماعة اإلجرامية املنظمة ونشاطها اإلجرامي العام أو‬
‫بعزمها على إرتكاب اجلرائم املعينة"(‪.)1‬‬
‫ب) داللة عنصري القصد املتطلبني للركن املعنوي يف اجلرمية املنظمة ‪:‬‬
‫البد أن تتجه إرادة كل مساهم يف مجاعة إجرامية منظمة إىل االتفاق والتداخل مع اآلخرين لتحقياق‬
‫األغرا واألهداف اليت ترمي إليها اجلماعة اإلجرامية وإرتضاا كل مساهم بتحقيق نشااطه وماا‬
‫يرتكبه املسامهون من اجلرائم‪.‬‬
‫وبالتايل فإن اإلتفاق والتداخل يعربان عن احلالة أو الرابطة الذهنية للجاين ومها عنصران الزماان يف‬
‫اجلرمية املنظمة لقيام القصد اجلنائي‪.‬‬
‫االتفاق ‪ :‬إن تعدد اجلناة يف اجلرمية املنظمة أمر حتمي لذلك البد من إرتباط ذهين بني هؤالا اجلنااة‬
‫يترجم إىل االتفاق على ارتكاب جرائم معينة من أجل حتقيق أغرا اجلماعة وبالتايل فإن جمرد العلم‬
‫باإلتفاق ال يكفي لقيام القصد اجلرمي بل البد من إجتاه إرادة األعضاا للدخول فيه والبد من حتقاق‬
‫التماثل يف عناصر القصد اجلنائي لدى كل مساهم يف اجلماعة اإلجرامية وال يكفي جمرد إتفاق سابق‬
‫أو جمرد تفاهم‪.‬‬
‫والعلم باجلرمية املنظمة ينصل على اإلتفاق وموضوعه وإرادة حتقيق أهدافه وغاياته وبالتايل فإن القصد‬
‫اجلرمي ينتفي وفقا لألحكام العامة إذا مل تتجه اإلرادة للمسامهة باإلتفاق وإن مل تكن اإلرادة معتدا هبا‬
‫(‪)2‬‬
‫قانونيا‪.‬‬
‫نية التداخل "التعاون" ‪:‬ويستدل على ضرورة توافر التداخل يف اجلرمية املنظمة من نص املادة الثالثاة‬
‫من إتفاقية مكافحة اجلرمية املنظمة "بالةمو ‪ "8000‬إلعتباره عنصر الزما لقيام الركن املعنوي ويعرب‬
‫ذلك عن ضرورة علم كل مساهم بوجود أعضاا آخرين يسامهون معه يف تنفيذ أغارا اجلماعاة‬
‫اإلجرامية ووجود اإلتفاق السابق لتحقق نية التداخل ومع ذلك تقوم اجلرمية جملرد إرتضااا اجلااين‬
‫اإلسهام يف حتقيق أهداف املنظمة ولو مل ينشأ إتفاق سابق‪.‬‬

‫‪ 1‬ا‪ .‬د عبد الفتاح مصطفى الصيفي و ا‪.‬د مصطفى عبد اجمليد كاره و ا‪.‬د امحد حممد النكالوي‪,‬اجلرمية املنظمة‪-‬التعريف و األمناط و االجتاهات‪,-‬مطبوعات أكادميية نايف العربية للعلوم‬
‫األمنية‪,‬الريا ‪.6888,‬ص‪.82‬‬
‫‪2‬ا‪.‬د عبد الفتاح مصطفى الصيفي و ا‪.‬د مصطفى عبد اجمليد كاره و ا‪.‬د امحد حممد النكالوي‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪88‬و‪.10‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫أما إذا أقتصر نشاط الفرد على إعانة اجلماعة اإلجرامية بأعمال مشروعة مثل معاجلة أعضااهم ‪...‬إخل‬
‫فإن ذلك ال يعترب كافيا لقيام النشاط اإلجرامي ولو كان عاملا بنشاط اجلماعة غة املشروع وهذا ماا‬
‫أكده املؤمتر الدويل السادس عشر لقانون العقوبات‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يتبني لنا أن اإلتفاق ونية التداخل الزمان لتحقيق الركن املعنوي يف اجلرمية املنظمة‬
‫وبدوهنما تفقد اجلرمية املنظمة وحدهتا فيما يتعلق باجلناة وال يسأل كل منهم عن نشااطه بصاورة‬
‫مستقلة(‪.)1‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬مناذج من اجلرائم املنظمة وأهم املنظمات اإلجرامية‬


‫يواجه اجملتمع املعاصر اليوم أزمات اجلرائم املنظمة واليت دخلت كل بلاد وإقلايم وأبادلت‬
‫مفاهيمه السياسية والتنظيمية والعقابية‪،‬و اجتاحت العامل جرائم الفساد والرشوة وإساتريالل النفاوذ‬
‫واإلختالس وهتريب األموال والسطو على البنوك واإلختطاف ‪...‬إخل ‪ ،‬إىل جانب جرائم إقتصاادية‬
‫أخرى وكلها جرائم أضحت منظمة داخل الدول وخاصة خارج حدود الدول حيث أصبحت تتسم‬
‫بصفة اجلرائم املنظمة العابرة للحدود أو الدولية‪.‬‬
‫فقد أكد تقرير برنامج األمم املتحدة للتنمية أن "نظام العوملة" قد زاد من املخاطر على أمن وحيااة‬
‫البشر يف خمتلف أحناا العامل‪.‬‬
‫وأشار التقرير أيضا أن ألوان عصابات اجلرمية املنظمة بأشكاهلا املختلفة حتقق حالياا مبالرياا تقادر‬
‫‪6.1‬مليار دوالر أمريكي بطرق غة مشروعة نتيجة التهريب واإلجتار غاة املشاروع باملخادرات‬
‫(‪)2‬‬
‫واألسلحة والنساا واألطفال والالجئني‪.‬‬
‫وبذلك سنحاول تسليط األضواا على أبرز اجلرائم املنظمة املتنقلة واملنتشرة يف العديد من دول العامل‬
‫وسنذكر من أمهها على النحو التايل‪:‬‬

‫‪1‬ا‪.‬د عبد الفتاح مصطفى الصيفي و ا‪.‬د مصطفى عبد اجمليد كاره و ا‪.‬د امحد حممد النكالوي ‪ :،‬مرجع سابق ص‪.16‬‬
‫‪2‬ا‪.‬د‪.‬حممود شريف بسيوين‪,‬اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪,‬دار الشروق‪,‬القاهرة‪,8004,‬ص‪61‬‬
‫‪22‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫الفرع األول ‪ :‬الفساد املنظم والرشوة والتهريب‪:‬‬


‫يسود الفساد يف العامل أمجع ولكنه يسجل مستويات أعلى يف البنية السياسية واإلدارية للدول النامية‪،‬‬
‫وقد يكون الفساد إما منظما أو عشوائيا وبالنسبة للفساد املنظم ميكن معرفة كلفته مسبقا يف حني أن‬
‫الكلفة والنتائج غة مضمونة يف الفساد العشوائي‪ ،‬فيشة التقرير السنوي لعام ‪ 8002‬الذي نشارته‬
‫منظمة الشفافية الدولية واخلاص مبستويات الفساد أن ظاهرة الفساد تستثري يف الدول الرينية والفقةة‬
‫كذلك‪ ،‬حيث جاات بنريالديش على رأس قائمة الدول اليت تعاين من الفساد مث البلدان الفقةة وبعض‬
‫البلدان العربية حيث جاات اجلزائر يف املرتبة ‪.)1(89‬‬
‫ويلبس الفساد عبااات خمتلفة على املستوى العاملي ويتداخل مع نشاطات بعض األحزاب السياسية‬
‫واملنظمات اإلنسانية وبرامج املساعدات وصفقات السالح وجتارة املخدرات‪.‬‬
‫كما يعرف الفساد السياسي مبعناه األوسع بأنه إسااة إستخدام السلطة العامة "احلكومية" ألهاداف‬
‫غة مشروعة وعادة ما تكون سرية لتحقيق مكاسب شخصية ‪.‬‬
‫وقدجاا يف "ديباجة" مشروع إتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد "فيينا‪"8001‬ما حرفيته‪:‬‬
‫"إن اجلمعية العامة‪ ،‬إن الدول األطراف يف هذه اإلتفاقية إذ تقلقها خطورة املشاكل الايت يطرحهاا‬
‫الفساد واليت ميكن أن هتدد إستقرار اجملتمعات وأمنها وتقو قيم الدميقراطية واألخاالق وتعار‬
‫التنمية االجتماعية واالقتصادية والسياسية للخطر ‪.‬‬
‫وإذ تقلقها أيضا الصالت القائمة بني الفساد وسائر أشكال اجلرمية وخاصة اجلرمية املنظمة وإذ تقلقها‬
‫كذلك أن حاالت الفساد والسيما الواسعة النطاق غالبا ما ختص مبالغ مالية طائلة متثل نسبة كابةة‬
‫من موارد البلدان املتضررة‪ .‬وأن تسريب تلك األموال يلحق ضررا بالريا باإلستقرار السياسي لتلاك‬
‫البلدان وتطورها اإلقتصادي واإلجتماعي ‪.‬‬
‫ونظرا ألن عوملة اقتصاديات العامل قد أدى إىل حالة مل يعد فيها الفساد شأنا حمليا بل أصبح ظاهرة‬
‫عرب وطنية إذ وتضع يف إعتبارها أن القضاا على الفساد هو من مسؤوليات الدول وأنه اب عليها أن‬
‫تتعاون معا لضمان فعالية جهودها يف هذا اجملال(‪.)2‬‬

‫‪ 1‬اللواا‪.‬د‪.‬حممد األمني البشرى‪.‬الفساد و اجلرمية املنظمة‪.‬منشورات جامعة نايف العربية للعلوم االمنية‪.‬الريا ‪.8009.‬ص‪.62‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬نزيه نعيم شالال ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.16‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬االجتار باألشخاص واستغالل بغاء الغري‬


‫إن االجتار باألشخاص يتناىف مع أبسط القواعد اإلنسانية ومع قيم وأخالق الشعوب‪ ،‬وهذه‬
‫الظاهرة متارسها بعض املنظمات اإلجرامية وقد نشطت مؤخرا يف ممارسة مثل هذه النشاط ملا حيققاه‬
‫من أرباح طائلة‪ ،‬ومن أهم املنظمات اليت متارس هذه الظاهرة مجعيات الثالوث الصاينية واليااكوزا‬
‫اليابانية(‪.)1‬‬
‫وتتخذ هذه الصورة اإلجرامية صورا خمتلفة ومن أمهها ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلجتار بالنساا بصفة الدعارة وإستريالل األطفال للتبين وللقتل من أجل اإلجتار بأعضااهم‪.‬‬
‫‪ -‬هتريب املهاجرين بطرق غة مشروعة‪.‬‬
‫ونظرا خلطورة هذه اجلرائم فقد كانت حمط إهتمام األمم املتحدة من خالل إضافة بروتوكول‬
‫خاص مبكافحة ومنع تلك اجلرائم باتفاقية مكافحة اجلرمية املنظمة املنعقدة يف بالةمو ‪ 8000‬وأنه مع‬
‫األخذ باإلعتبار الصكوك الدولية املختلفة اليت تشمل على قواعد وأحكام عملية ملكافحة إساتريالل‬
‫األشخاص وخباصة النساا واألطفال إال أنه ال توجد وثيقة عاملية تشمل كافة جوانب جرائم اإلجتار يف‬
‫األشخاص وغياب مثل هذه الوثيقة اعل احلماية اليت تكفل لألشخاص الضعفاا الذين تنصب عليهم‬
‫تلك اجلرائم غة كافية‪.‬‬
‫وهذا الربوتوكول كما نصت املادة األوىل منه يعد مكمال إلتفاقية األمم املتحادة ملكافحاة‬
‫اجلرمية املنظمة وقد عرف الربوتوكول هذا يف املادة الثالثة فقرة "أ" اإلجتار باألشخاص بأنه جتنياد أو‬
‫نقل أو إيواا أو إستقبال األشخاص عن طريق التهديد أو بإستعمال القوة أو أية صورة أخرى باإلكراه‬
‫أو باخلطف أو اإلحتيال أو اخلداع ‪.‬‬
‫وبقرااة التعريف السابق جند أن الربوتوكول قد وسع من نطاق جرمية اإلجتاار باألشاخاص‬
‫وذلك لضبط هذه اجلرمية بكافة صورها‪.‬‬
‫هذا وقد أضافت األمم املتحدة إىل إتفاقية بالةمو لسنة ‪ 8000‬املتعلقة مبكافحاة اجلرمياة املنظماة‬
‫بروتوكوال آخر يتعلق مبكافحة هتريب املهاجرين بطرق غة مشروعة سواا أكان ذلك برا أو حبرا أو‬
‫جوا(‪.)2‬‬

‫‪,8060‬ص‪.2-9‬‬ ‫‪ 1‬أ‪ .‬د حممد حيي املطر اجلهود الدولية ملكافحة االجتار بالبشر"اجلزا األول"‪,‬منشورات جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪,‬الريا‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬جهاد حممد بريزات‪:‬مرجع سابق‪،‬ص‪.20‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬تبييض األموال أو غسل األموال‬


‫يقصد مبصطلح "تبييض األموال" بشكل عام عملية إضفاا املشروعية على األموال الناجتة عان‬
‫أنشطة غة مشروعة‪ ،‬وكريةه من املصطلحات القانونية فقد وردت عدة تعااريف هلاذا املصاطلح‬
‫نوجزها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -6‬هو عملية حتويل األموال املتحصلة من أنشطة جرمية هبدف إخفاا أو إنكار املصدر غة الشرعي‬
‫واحملظور هلذه األموال أو مساعدة أي شخص إرتكب جرما بتجنب املسؤولية القانونية عن اإلحتفاظ‬
‫مبحصالت هذا اجلرم‪.‬‬
‫‪ -8‬أنه األعمال اليت من شأهنا حتويل األموال أو نقلها مع العلم بأهنا مستمدة من أية جرمية من جرائم‬
‫املخدرات وهبدف إخفاا املصدر غة املشروع لألموال‪.‬‬
‫‪ -1‬يعترب تبيض األموال كل فعل يقصد منه ‪:‬‬
‫‪ ‬إخفاا املصدر احلقيقي لألموال غة املشروعة‪.‬‬
‫‪ ‬حتويل األموال أو إستبداهلا مع العلم بأهنا أموال غة مشروعة‪.‬‬
‫‪ ‬متلك األموال غة املشروعة أو مبادلتها أو إستخدامها أو توظيفها لشراا أموال منقولة أو غة‬
‫منقولة‪.‬‬
‫‪ -4‬كل عمل يهدف إىل إخفاا طبيعة أو مصدر األموال الناجتة عن النشاطات اجلرمية‪.‬‬
‫ويف األخة اب اإلشارة إىل أن معظم التعريفات حصرت هذه اجلرمية باألموال الناجتة عن جارائم‬
‫املخدرات إال أن اإلجتاه الريالب األن يتوسع يف هذا التعريف ليشمل األموال الناجتة عن مجيع اجلرائم‬
‫واألعمال غة املشروعة ومنها تعريف جمموعة العمل املايل "‪ "GAFI‬التابع لألمام املتحادة "أي‬
‫عملية من شأهنا إخفاا املصدر غة املشروع الذي اكتسبت منه األموال"‪.‬‬
‫كما أن جلرمية تبييض األموال خصائص حمددة كأهنا جرمية دولية وجرمية منظمة وجرمية ذات قصد‬
‫أي جرمية مقصودة وأهنا ذات طابع إقتصادي أي جرمية إقتصادية(‪.)1‬‬
‫باإلضافة إىل اجلرائم املذكورة سابقا هناك عدة جرائم أخرى تعد من صاور اجلارائم ذات‬
‫الطابع املنظم والدويل كجرمية املتاجرة باملخدرات اليت أصبحت اليوم ذات رؤوس أموال ضخمة تصل‬
‫إىل املالية من الدوالرات‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عبد اهلل حممد احللو ‪ :‬اجلهود الدولية والعربية ملكافحة جرمية تبييض األموال دراسة مقارنة ‪،‬منشورات احلليب احلقوقية‪،‬لبنان‪،‬الطبعة األوىل ‪،8009‬ص‪.69‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫وأيضا اب التنويه إىل جرائم اإلرهاب بصفة عامة سواا األعمال اإلرهابية أو املنظمات اإلرهابياة‬
‫واليت تعدت العمليات املسلحة والقتل واحلروب الداخلية واألهلية إىل أن أصبح هناك العدياد مان‬
‫األعمال اإلرهابية كاإلرهاب البيولوجي والوبائي واملكرويب واإلرهااب اإللكتاروين واإلرهااب‬
‫املريناطيسي واإلرهاب الفكري والبيئي(‪.)1‬‬

‫أهم املنظمات اإلجرامية ‪:‬‬


‫‪ -1‬املافيا اإليطالية ‪:‬‬
‫تعرف املافيا بأهنا نوع من الرابطة اإلجرامية وهي واقع تارخيي ومدونة ثقافية ولكنها مشكلة لرير‬
‫معني وهي ذات هيكل سلطوي يتفاعل مع النظام القانوين بكل أشكاله املتعددة ويشة هذا اإلسام‬
‫بصيريته املستخدمة إىل املافيا الصقلية واليت حتافظ على كثة من تقاليدها ويرجع ظهورها يف صقلية إىل‬
‫القرن التاسع عشر‪.‬‬
‫وإبتدااا البد من اإلشارة إىل أن العائلة هي أساس تكوين املافيا يف صقلية وهي الركيزة اليت تقاوم‬
‫عليها واملقصود هنا ليس العائلة باملعىن الضيق بل القصد هو العائلة املمتدة أو العشةة حبيث يعتماد‬
‫على العالقات الرأسية "اجلد فاألب فاألبن واألحفاد" وعالقات الدم واملصاهرة حبيث يادين مجياع‬
‫أعضائها بالوالا والطاعة‪.‬‬
‫هنا وقد جتمعت بعض عائالت املافيا اإليطالية يف مراحل تطورها حتت إسم مجاعات "كوزانواسترا"‬
‫اليت سيطرت على اإلجرام املنظم يف إيطاليا(‪.)2‬‬
‫هذا وتقوم املافيا الصقلية على هيكل تنظيمي يقوم على التدرج اجلرمي يف الوظائف حبيث يوجد يف‬
‫القمة الرئيس مث النائب ويليه مستشار أو أكثر ومن مث رئيس اجملموعة‪.‬‬
‫كما متتاز املافيا اإليطالية بالترابط القوي بني أعضائها حبيث حيكمها "قانون الصمت" الاذي يلازم‬
‫األعضاا بالعمل بسرية مطلقة ومن خيالف ذلك يستوجب عقابه بأقصى العقوبات كالقتل إذا أفشاى‬
‫العضو أي سر من أسرارها‪.‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬أمة فرج يوسف ‪ :‬اجلرمية املنظمة عرب الوطنية ‪،‬دار املطبوعات اجلامعية ‪،‬اإلسكندرية‪،8002،‬ص‪.69‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬جهاد حممد بريزات ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.69‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫وتعتمد املافيا على القتل والعنف لتحقيق أهدافها حىت إنتشرت بني هذه اجلماعات ثقافاة القتال‪،‬‬
‫وهذه الثقافة هلا جوانب متعددة حبيث يعترب العضو الذي يضحي بنفسه فيقتل من أجال مصالحة‬
‫اجلماعة اإلجرامية بأنه قام بعمل عظيم ‪.‬‬
‫وتعدد األنشطة اإلجرامية للمافيا يف صورة عمليات االبتزاز والتهديد واالغتيال ومن أبرز األنشاطة‬
‫اليت متارسها املافيا عمليات االجتار باألسلحة واالجتار باملخدرات والتهريب اليت تدر أيضاا أرباحاا‬
‫طائلة تصل إىل عشرات املليارات باإلضافة إىل القمار وكذلك سلب األموال وفر اإلتاوة(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬عصابات املثلث الصينية‪:‬‬


‫واإلنسان" وقد نشأت هذه اجلماعة قبل‬ ‫تشة كلمة "مثلث" يف الثقافة الصينية إىل "السماا واألر‬
‫ثالثة قرون تقريبا هبدف مقاومة اإلضطهاد اليت كانت متارسه اإلمرباطورية اليابانية وبعاد ساقوط‬
‫اإلمرباطورية عام ‪6868‬م حتولت هذه اجلماعة إىل حركات ومنظمات إجرامية متعددة توجد أغلبها‬
‫يف "هونج كونج" ومتارس عصابات املثلث الصينية منذ ذلك احلني أنشطة إجرامية متعددة مثل اإلبتزاز‬
‫وهتريب املخدرات والبرياا والقمار(‪.)2‬‬
‫وازداد نشاطها يف السنوات األخةة يف عمليات هتريب املهاجرين إىل الواليات املتحدة األمريكياة‬
‫وتضم عصابات املثلث الصينية اآلالف من اجملرمني حيث تشة اإلحصائيات اجلنائية الرمسية أنه قد مت‬
‫خالل الفترة من ‪ 6881-6886‬ضبط أكثر من ‪ 900‬ألف عصابة إجرامية وعدد ‪8.100.000‬‬
‫عضو يف هذه العصابات اإلجرامية يف الصني‪.‬‬
‫وميتد النشاط اإلجرامي لتنظيم املثلث الصيين إىل خارج الصني حيث يشمل الواليات املتحدة وكندا‬
‫وبريطانيا وفرنسا وماليزيا والفليبني وتتمثل أهم هذه األنشطة يف اإلجتار باملخدرات واهلجارة غاة‬
‫الشرعية وغسل األموال والدعارة‪.‬‬
‫وذلك إىل جانب األعمال املشروعة اليت متارسها تلك التنظيمات اإلجرامية للتموية والتريطية مثال‬
‫املطاعم والنوادي وغةها من األنشطة املشروعة بإعتبارها إستثمارات أجنبية يف تلك البلدان‪.‬‬

‫‪ 1‬ا‪.‬جهاد حممد الربيزات‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.601‬‬


‫‪ 2‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين ‪ :‬التعاون األمين الدويل ودوره يف مواجهة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية ‪،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪،8001،‬ص‪.10‬‬
‫‪27‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫‪ -3‬الياكوزا اليابانية ‪:‬‬


‫تعد منظمة الياكوزا اليابانية اإلجرامية من أقوى وأخطر مجاعات اجلرمية املنظمة حول العامل وقاد‬
‫نشأت الياكوزا يف اليابان منذ سنوات بعيدة على إثر قضاا احلكومة اليابانية على عصابات الساموراي‬
‫اليت كانت متارس اجلرمية املقترنة بالعنف ضد املواطنني يف املقاطعات اليابانية حيث إنتقل نشاط هذه‬
‫اجلماعات اإلجرامية إىل اخلفاا بعد أن كان شبه معلن يف تلك املناطق ويشتهر أعضاا الياكوزا بالوشم‬
‫(‪)1‬‬
‫الذي يتفنون بوضعه على أجسامهم للداللة على الوالا املطلق للمنظمة‪.‬‬
‫ويقدر أعضاا الياكوزا يف اليابان حبويل ‪ 86‬ألف عضو يتركازون يف ثاالث عصاابات هاي‬
‫"ياماجوشي جومي" و"عصابة يناجواكاي" و"عصابة سوميوشيكاي" ومعظم نشاط الياكوزا يتركاز‬
‫يف االجتار مبخدرات "امليتاميتامني" وقد عقدت الياكوزا يف السنوات األخةة إتفاقا ماع كاارتالت‬
‫الكوكايني يف كولومبيا لترويج الكوكايني يف اليابان كما تنشط الياكوزا يف جرائم الدعارة واإلجتاار‬
‫بالسالح والقتل واإلبتزاز واخلطف وهلا وجود بارز يف خمتلف أحناا جنوب شرق آسيا‪.‬‬
‫كما متارس الياكوزا أعمال ونشاطات مشروعة يف التجارة والترفيه كما تعمل على التريلريل يف أوساط‬
‫النخب السياسية اليابانية وبعض املسؤولني الرفيعني يف احلكومة اليابانية وذلك شأهنا شأن املنظماات‬
‫(‪) 2‬‬
‫اإلجرامية الكبةة حول العامل وذلك لبسط النفوذ وزيادة السيطرة ‪.‬‬
‫‪-4‬املافيا الروسية‪:‬‬
‫نشأت املافيا الروسية يف االحتاد السوفييت واآلن هلا نفوذ يف مجيع أحناا العامل ‪،‬عدد أعضااها ما‬
‫يقارب ‪ 011.111‬إىل ‪ 011.111‬عضو ناشط اليوم العدد أكرب طبعاً وهم متورطني يف اجلرمياة‬
‫املنظمة وقد انتشرت هذه العصابة بعد اهنيار االحتاد السوفييت يف كافة أحناا العامل وتركزت بدول مثل‬
‫إسرائيل‪،‬اجملر‪،‬أسبانيا وكندا واململكة املتحدة والواليات املتحدة وروسيا‪،‬برلني وبلجيكا وقد هااجر‬
‫معظم أعضااها إىل إسرائيل وأمةكا وأملانيا باستخدام هوياهتم اليهودية واألملانية وتشمل أنشاطتها‬
‫هتريب املخدرات واألسلحة النارية ‪ ،‬والتفجةات ‪ ،‬وترويج املواد اإلباحية ‪ ،‬واالحتيال على اإلنترنت‬
‫و هتريب األعضاا البشرية وما إىل ذلك ولديهم قانون يقول ال تتعاون أبداً مع احلكومة وإن مت القبض‬
‫على أي عضو منهم يقومون بقتله بعد أن تفرج عنه السلطات وقد تطورت املافيا الروسية عدة مرات‬

‫‪ 1‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين ‪:‬مرجع سابق‪،‬ص‪.16‬‬


‫‪ 2‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين ‪:‬مرجع سابق‪،‬ص‪.18‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫منذ وفاة "ستالني" و قطعت شوطا كبةا أثناا حكم "برانيف" ولكنها اشتدت قوة عقاب حكام‬
‫"غورباتشوف" ومع قرب اهنيار االحتاد السوفييت صارت أقوى وأمشل وامتدت إىل كل الدول حول‬
‫العامل والسبب يف قوهتا هو انضمام الكثة من ضباط املخابرات الروس احملترفني واخلرباا يف اإلحصاا‬
‫وغسل األموال وعلماا نوويني وأعضاا سابقني يف احلزب الشيوعي بعد اهنيار االحتاد الساوفييت إىل‬
‫هذه العصابات حيث يبيعون خرباهتم لتصبح املافيا الروسية منظمة شبه عسكرية أو مرتزقة أعضااها‬
‫متمرسني وميتلكون اخلربات ودهاا الثعالب لتشمل أعماهلم اإلجرامية كل ما ميكن أن يتخيله العقال‬
‫من طرق جللب النقود إليهم وقد ارتبطت مبعاهدات مع املافيا الصقلية األمةكية ودخلت نيويورك و‬
‫يعرف أعضااها باسم ‪ Organisalecia‬ومعناها املنظمة‪ .‬واجلدير بالاذكر أن بعاض زعمااا‬
‫العصابات الروس باتوا مييلون إىل حتنيط أجسادهم بعد موهتم يف هذه األيام ألن خرباا التحنيط الروس‬
‫(‪)1‬‬
‫انضموا لعصابات املافيا أيضاً‪.‬‬
‫‪-5‬املافيا املكسيكية‪:‬‬
‫بدأت نشاطات املافيا املكسيكية منذ ‪ 0501‬وتعترب من أقوى املافيا انتشارا يف السجون األمةكية‬
‫حيث يقوم أعضااها حبماية بعض السجناا املستهدفني من قبل ضباط شرطة السجون ويقومون أيضاً‬
‫حبماية السجناا املستهدفني من سجناا مثلهم بأجر‪ ،‬ويقومون بعمليات تصفية ضمن السجون وأيضا‬
‫يقومون بعمليات ابتزاز واجتار وترويج املخدرات وعدد أعضااها داخل الوالياات املتحادة يبلاغ‬
‫‪ 01.111‬عضو وميكن التعرف إليهم من خالل وشوم يقومون برمسها على أجساادهم تتضامن‬
‫عبارات باملكسيكية أو رموز مكسيكية كسكاكني متقاطعة ويقال أن هناك ‪ 001‬عضاو ماوزعني‬
‫داخل السجون األمةكية لديهم سلطة للقتل ولقيادة جمموعات أد منهم كمساعدين هلام ضامن‬
‫السجون لتنفيذ أوامرهم من أحكام التصفية وجباية اإلتاوات وتأيت قوة هذه العصابة من خالل ضريبة‬
‫(‪) 2‬‬
‫احلماية اليت يقومون بفرضها على كافة السجناا ومن يرفض الدفع يتم قتله‪.‬‬
‫‪-6‬كارتالت املخدرات الكولومبية‪:‬‬
‫هذه العصابات متخصصة للتجارة باملخدرات بكافة أشكاهلا وفعلياً حصتها من توزيع املخادرات‬
‫تبلغ ‪ % 01‬من أمجايل حصص التوزيع يف العامل حيث تقوم بتصنيع الكوكايني املستخرج من أشجار‬

‫‪ 1‬د‪.‬يوسف حسن يوسف‪ ,‬اجلرمية املنظمة الدولية و اإلرهاب الدويل‪ ,‬يوسف حسن يوسف‪ ,‬املركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ,‬القاهرة‪ ,8060 ,‬ص‪.11‬‬
‫‪ 2‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين ‪:‬مرجع سابق‪،‬ص‪.18‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫الكوكايني وتتاجر به وتريطي هذه املنظمة عدة البلدان وهناك أكثر من عصابة نشطة يف كولومبيا هي‬
‫( كارتل كايل) و (كارتل مادلني) واليت كان يرأسها "بابلو أسكوبار" والذي قتل يف ‪ 0551‬وهاي‬
‫كارتاالت قوية ومصدر رئيسي حلركة املخدرات حول العامل وبعد احتاد حكوماة كولومبياا ماع‬
‫الواليات املتحدة يف حرب شرسة ضد أسياد هذه التجارة الذين قاموا باالختفاا عن األنظار وإدارة‬
‫أعماهلم من خالل خطف وقتل وإرهاب كل من يقدم معلومات عنهم للحكومة الكولومبية ويعملون‬
‫(‪)1‬‬
‫باملخدرات بقوة حول العامل ومستعدين لدفع حياهتم من اجل محاية غرام واحد من اهلروين‪.‬‬
‫هذه هي من أهم العصابات أو املنظمات اإلجرامية الكربى يف العامل واليت تبسط أعماهلاا علاى‬
‫املستوى الدويل رغم تسمياهتا اإلقليمية وهذا باإلضافة إىل املافيا اجلامايكية الربيطانية و املافيا األلبانية‬
‫و املافيا الصربية‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪.‬يوسف حسن يوسف‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.11‬‬


‫‪30‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬التعاون الدويل ي جمال مكافحة اجلرمية املنظمة‬

‫نتيجة للتطورات اليت حدثت يف العامل املعاصر والثورة التكنولوجية الكبةة اليت أدت إىل تطور غة‬
‫مسبوق يف وسائل املواصالت واإلتصاالت واليت أدت إىل تقليص املسافات بني أجزاا العامل املختلفة‬
‫وإزدياد إعتماد الدول على غةها يف احلصول على إحتياجاهتا تبينت للادول أن عليهاا أن ختطاو‬
‫خطوات أخرى يف سبيل التعاون الدويل وأضحى عليها أن تضم جهودها حتقيقا للمصلحة املشاتركة‬
‫للدول مجيعا وأصبح من احملتم على الدول أن ال تتصرف من منطلق مصاحلها احليوية فحساب بال‬
‫عليها أن ترعى يف تلك التصرفات مصاحل الدول األخرى ومقتضيات الترابط الدويل‪.‬‬
‫وللتعرف على "مفهوم التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة" والعوامل املؤثرة يف تنميته وتشجيعه‬
‫وتلك اليت ميكن أن تعوق حركته كان من الواجب التعرف على األطر اليت تشارك يف حركته داخل‬
‫النظام الدويل ونظريات التعاون والصراع والعالقات الدولية والتنظيم الدويل وإستراتيجيات مكافحة‬
‫اجلرمية مبستوياهتا املختلفة ‪ ،‬ويف هذا املبحث سنتناول من خالله حماولة تعرياف التعااون الادويل‬
‫ملكافحة اجلرمية املنظمة استدراج أهم آليات وصور ووسائل التعااون الادويل ملكافحاة اجلرمياة‬
‫املنظمة(‪.)1‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬مفهوم وتطور التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة‬


‫أصبحت اجلرمية املنظمة هتدد كيانات دول بأكملها إقتصاديا نظرا ملداخيلها اخليالية فعلى سابيل‬
‫املثال قدر اخلرباا نشاط االجتار باملخدرات حمققا أرباحا مبا تزيد عن ‪ 400‬مليار دوالر أي ما يعادل‬
‫كل الناتج عن البترول العاملي وتقدره األمم املتحدة مبا ال يقل عن ‪ %9‬من حجم التجارة العاملية إال‬
‫أن الرقم احلقيقي لعائدات هذه اجلرائم يزيد عن هذا بكثة وفقا إلحصائيات منظمة األنتربول ومان‬
‫جهة أخرى فقد أصبحت هذه املنظمات تسيطر على احلكومات ودول بأكملها وفقا لتقرير مادير‬
‫اإلستخبارات األمريكية سنة ‪ 8004‬فإن هناك مناطق خاضعة متاما لسيطرة املنظماات اإلجرامياة‬
‫كاملكسيك و البةو وتركيا و رومانيا وكولومبيا وأكرانيا والصني‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عالا الدين شحاتة ‪ :‬التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية‪-‬دراسة إستراتيجيته الوطنية للتعاون الدويل ملكافحة املخدرات‪ -‬إيتراك للنشر والتوزيع‪،‬القاهرة‪،8000،‬ص‪.9‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫وعليه فإنه ال مفر من تعاون دويل فعال وجدي حيث ال اب القول القضاا على اجلرمياة املنظماة‬
‫إلستحالة ذلك بل لإلنقاص من نشاطها(‪.)1‬‬
‫ولذلك اب توافر تعاون دويل فعال قائم على مسامهة اجلميع ساواا كانات دول أو منظماات‬
‫ولذلك يف األول سنربز أو حناول إظهار تعريف شامل أو عام للتعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة‬
‫كون مفهوم التعاون الدويل مفهوم عام وليس خاص مبكافحة اجلرمية املنظمة حيث إذا أدركنا مفهوما‬
‫وتعريفا شامال وكافيا للتعاون الدويل يسهل من بعداها إااد وتبيان الوسائل وآليات التعاون الادويل‬
‫(‪)2‬‬
‫ملكافحة اجلرمية املنظمة‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة‬


‫تطورت حركة التعاون بني وحدات النظام الدويل عرب التاريخ الطويل وتعددت مفاهيمه وجماالتاه‬
‫وأساليبه وأشكاله كما تباينت النظريات اليت تناولته إىل أن وصل إىل حالته الراهنة يف عاملنا املعاصار‬
‫حيث أضحى التعاون ظاهرة واقعة كانت يف كثة من األحيان بديال للصراع بني الدول أو وسايلة‬
‫لتهدئته ووقف تصعيده كما كانت وسيلة لزيادة قدرات الدول على مواجهة املخاطر املشتركة الايت‬
‫هتددها سواا على املستوى الثنائي أم اإلقليمي أم العاملي‪.‬‬
‫فنتيجة للتطورات اليت حدثت يف العامل والثروة التكنولوجية الكبةة اليت أدت إىل تطور غاة‬
‫مسبوق يف وسائل املواصالت واإلتصاالت واليت أدت إىل تقليص املسافات بني أجزاا العامل املختلفة‬
‫وإزدياد إعتماد الدول على غةها يف احلصول على احتياجاهتا تبني للدول أن عليها أن ختطو خطوات‬
‫أخرى يف سبيل التعاون الدويل وأضحى عليها أن تضم جهودها حتقيقا للمصلحة املشتركة للادول‬
‫مجيعا وأصبح من احملتم على الدول أال تتصرف من منطلق مصاحلها احليوية فحسب بال عليهاا أن‬
‫ترعى يف تلك التصرفات مصاحل الدول األخرى و مقتضيات الترابط الدويل‪.‬‬
‫وللتعرف على "مفهوم التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية "والعوامل املؤثرة يف تنميته وتشجيعه وتلاك‬
‫اليت ميكن أن تعوق حركته كان من الواجب التعرف على األطر اليت تشارك يف حركته داخل النظام‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬فليج غزالن صور التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة‪ -‬امللتقى الوطين الثالث حول اجلرمية املنظمة وسياسة مكافحتها باجلزائر‪،‬األغواط‪،8002،‬ص‪.161‬‬
‫‪ 2‬أ‪ .‬فليج غزالن‪,‬مرجع سابق‪,‬ص‪164‬‬
‫‪ 1‬د‪ .‬عالا الدين شحاتة ‪:‬مرجع سابق‪،‬ص‪60‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫الدويل ونظريات التعاون والصراع‪.‬والعالقات الدولية والتنظيم الدويل وإستراتيجيات مكافحة اجلرمية‬
‫(‪)1‬‬
‫مبستوياهتا املختلفة‪.‬‬
‫فبذلك ميكن الوصول إىل تعريف للتعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة والذي هو من املفاهيم‬
‫اليت يصعب وضع تعريف جامع مانع هلا ‪ ،‬ويرجع ذلك ألسباب عدة منها إتساع اجملاال والصاور‬
‫واألشكال اليت ميكن أن يتخذها هذا التعاون ولعدم إمكان حصرها أو حصار الوساائل اجلديادة‬
‫واملتجددة اليت جتعل من هذا التعاون ظاهرة متريةة ومتطورة بشكل مستمر ‪.‬‬
‫كما ترجع هذه الصعوبة أيضا إلرتباط هذا املفهوم بكل من مفاهيم اجلرمية واإلجاراا ومكافحاة‬
‫اجلرمية والتعاون مبعناه الواسع وهي مجيعا مثل كثةا من املفاهيم اإلجتماعية يصعب وضع أطر حمددة‬
‫ألي منها(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬تطور احلاجة إىل التعاون الدويل‬


‫لقد أدى تطور التعاون بني الدول وإمتداد القانون اجلنائي إىل بعض صور السلوك الفاردي الايت‬
‫ترتكب خارج والية القضاا اإلقليمي للدولة إىل ظهور جمموعة كاملة من القواعد والتطبيقات اخلاصة‬
‫بتنازع القوانني اجلنائية نتيجة هلذه اجلهود كما حدث تقارب جديد لتحقيق التوازن باني خمتلاف‬
‫مصاحل الدولة يف متابعة إمتداد قضائها اجلنائي خارج اإلقليم وقد توافق هاذا التقاارب اجلدياد يف‬
‫حدوثه مع تزايد إنتقال األفراد بني خمتلف الدول مما طرح حتديات جديدة للتعاون الدويل يف املسائل‬
‫اجلنائية(‪.)2‬‬
‫ومع هذا التطور يف اجملاالت التشريعية والقانونية القضائية كان هناك العديد من التطورات األخرى‬
‫اليت كانت جتري بشكل متواز يف اجملاالت التنفيذية واإلدارية وقد أدت هذه التطورات يف النهاية إىل‬
‫ظهور كيانات جديدة وتطور كيانات أخرى مما كان له عظيم األثر على حركة التعااون الادويل‬
‫ملكافحة اجلرمية ‪ ،‬ولعل أهم هذه الكيانات كان منظمة الشرطة اجلنائية الدولية "األنترباول" والايت‬
‫إستهدفت منذ إنشائها تبادل املعلومات واملساعدة بني األعضاا(‪.)3‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عالا الدين شحاتة ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.84‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬طارق عبد الوهاب سليم –"اجلهود املشتركة يف اجملتمع العاملي ملكافحة اجلرمية"‪ -‬حبث مقدم للمؤمتر السنوي الثالث ألكادميية الشرطة وجامعه الينوي حول القضايا اجلنائية‬
‫املقارنة يف الشرق األوسط‪-‬القاهرة‪،6881‬ص‪.64‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬طارق عبد الوهاب سليم‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.61‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫ومل يقتصر التطور على ما سبق ذكره‪،‬بل إن تصاعد االهتمام الدويل من جانب الدول ومان قبال‬
‫منظمة األمم املتحدة بإجرااات مكافحة اجلرمية ومعاملة اجملرمني واحملكوم عليهم بعقوباات ساالبة‬
‫للحرية قد أدى إىل بذل الكثة من اجلهود يف إجتاه حتقيق املزيد من التعاون الدويل يف هذا اجملال‪.‬‬
‫فقد قامت منظمة األمم املتحدة من خالل اجمللس اإلقتصادي واإلجتماعي التابع هلا بإنشااا جلناة‬
‫دولية ملنع ومكافحة اجلرمية ومعاملة املذنبني وعهد هلذه اللجنة تنظيم مؤمترا دوريا كل مخس سنوات‬
‫للنظر يف األمور املتعلقة باجلرمية ودراسة التطورات اجلديدة يف جمال مكافحتها وأساليب معاجلتها(‪.)1‬‬
‫كما سبق ذكره يف الفرع األول فإن "التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة" يصعب وضع تعريف‬
‫جامع مانع له‪،‬حيث يرجع ذلك إىل صعوبة تعريف كل من اجلرمية ذاهتا والتعاون الدويل بوجه عاام‬
‫وكذا إىل إتساع دائرة الصور املختلفة اليت يتخذها التعاون وأيضا حلداثة الكثة من هاذه الصاور و‬
‫لتداخل صور هذا التعاون مع بعض من صور التعاون الدويل يف اجملاالت األخرى‪.‬‬
‫فيتناول بعض الفقهاا "التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة" على أنه أحد أوجه التعاون الادويل‬
‫املتعددة الذي يهدف إىل مالحقة اجملرمني ومكافحة اجلرائم وباعتباره مظهرا حديثا من مظاهر تشابك‬
‫املصاحل الدولية يف هذا العصر ‪.‬‬
‫ويشيد أخرون إىل "فكرة التعاون" عندما يعرفون " القانون الدويل اجلنائي" بأنه ذلك الفارع مان‬
‫النظام القانون الدويل الذي ميثل إحدى السبل املستخدمة لتحقيق هذه الدرجة العالية مان التوافاق‬
‫واإلنسجام مع أهداف اجملتمع العاملي ‪ ،‬يف منع اجلرمية واحلفاظ على اجملتمع وتقومي املنحرفني لوقايتاه‬
‫وصونه ووضعه يف أحسن حال ‪ ،‬وذلك من أجل مصاحل إجتماعية عاملية معينة ومن مث فإهنم ينظرون‬
‫إىل "التعاون الدويل" هنا على أنه السبيل إىل حتقيق احلماية الالزمة للقيم واملصاحل االجتماعية العاملياة‬
‫(‪)2‬‬
‫املشتركة‪.‬‬
‫ويف األخة ومما سبق عرضه أن "التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة" ميثل أحد صنوف التعاون‬
‫بني الدول يف عالقاهتا اخلارجية ويقصد به تبادل العون واملساعدة وتضافر اجلهود املشتركة بني طرفني‬
‫دوليني أو أكثر لتحقيق نفع أو خدمة أو مصلحة مشتركة ويف جمال التصدي ملخااطر وهتديادات‬
‫اإلجرام وما يرتبط به من جماالت أخرى كمجال العدالة اجلنائية وجمال األمن أو لتخطي مشاكالت‬
‫احلدود والسيادة اليت قد تعتر اجلهود الوطنية ملالحقة اجملرمني وتعقب مصادر التهديد سواا كانت‬
‫‪ 1‬د‪ .‬عالا الدين شحاتة ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.82‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬عالا الدين شحاتة ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.88‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫هذه املساعدة املتبادلة قضائية أم تشريعية أو شرطية أو موضوعية أو إجرائية ‪ ،‬وسواا إقتصرت علاى‬
‫جهود دولتني فقط أم إمتدت إقليميا أو عامليا(‪.)1‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬صور التعاون الدويل ي جمال مكافحة اجلرمية املنظمة‬


‫صور وأشكال التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية متعددة وميكن إستحداث أمناط جديدة منها وفقاا‬
‫حلاجة الدول وطبيعة التحديات اليت تفرضها اجلرائم املستحدثة فإذا كان التسليم هو الصورة التقليدية‬
‫األوىل للتعاون الدويل ملكافحة اجلرمية فإن ربط شبكات اإلتصاالت واملعلومات بني الدول يعد صورة‬
‫حديثة نسبيا أتاحها التطور التكنولوجي وفرضتها ظروف التطور اإلجرامي‪.‬‬
‫وعليه خنلص إىل صعوبة مجع وحصر كافة صور وأشكال التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظماة‬
‫وذلك إلحتمالية إستحداث صور مبتكرة للتعاون مل تكن معروفة من قبل أو تعديل بعاض الصاور‬
‫القائمة بالفعل إىل شكل يالئم إحتياجات الدول وظاروف احلاجاة واملساتجدات والتطاورات‬
‫التكنولوجية واألمنية املختلفة(‪.)2‬‬
‫وعلى ذلك فإن تناول الدراسة لصور وأشكال التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة سوف يقتصر‬
‫على عر النماذج األكثر شيوعا وذات األمهية العملية فسنتناول يف هذا املطلب كافة التصانيفات‬
‫املتقدمة بسيطة كانت أم متوسطة أو وثيقة‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬صور ووسائل العالقات التعاونية البسيطة‬


‫‪ -6‬الصور األولية للتعاون البسيط ‪:‬‬
‫من أهم الصور األولية للتعاون البسيط تبادل الرسائل والزيارات وعقد اللقااات وتبادل اخلاربات‬
‫وتنظيم حلقات املناقشة وسنتناوهلا بإااز ‪:‬‬
‫أ) تبادل الرسائل‪ :‬غالبا ما تكون هذه املبادرة يف شكل إرسال خطاباات أو رساائل أو بعاض‬
‫املطبوعات اليت حتتوي على بعض معلومات عن الطرف املرسل وأنشاطته ورمباا ظروفاه العاماة‬
‫(‪)3‬‬
‫واملشكالت املشتركة اليت يتعر هلا و اليت يرغب يف إقامة التعاون بشأهنا‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عالا الدين شحاتة ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.10‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬عبد املنعم سعيد ‪":‬أسلوب حتليل األحداث يف العالقات الدولية"‪-‬مطبوعات جامعة القاهرة ‪،6880‬ص‪.18‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬صالح الدين عامر – مقدمة لدراسة القانون الدويل العام‪ -‬دار النهضة العربية‪،‬القاهرة‪،8009،‬ص‪.608‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫وقد يتم إرسال اخلطابات األوىل عن طريق طرف ثالث – منظمة أو دولة أخرى‪ -‬كما ميكن أن‬
‫ترسل من خالل قنوات دبلوماسية أو ترسل مباشرة لبعض األجهزة املعنية مبكافحة اجلرمية‪.‬‬
‫ب) تنظيم وتبادل الزيارات ‪ :‬الزيارات ميكن أن تتم بشكل رمسي أو شبه رمسي أو غة رمسي وقاد‬
‫تكون معلنة أو سرية كما ميكن أن تكون الزيارات بدعوة من الدولة أو اجلهة املستقبلة كما ميكن أن‬
‫تكون بناا على طلب الطرف الزائر وميكن أن تكون الزيارة فردية أو مجاعية أو بعثة‪.‬‬
‫ويعد اإلعداد للزيارة من األمور اهلامة للطرفني فعلى الزائر إختيار ممثليه أو الوفد القاائم بالزياارة‬
‫بالشكل الذي خيدم الرير من الزيارة ومن جانب الطرف األخر أي الطرف املستقبل فإنه يبدأ مان‬
‫التنسيق مع الطرف اآلخر إلعداد برنامج الزيارة وحتضة ما يلزم الستقبال الزائارين ‪،‬ماع مراعااة‬
‫املستوى اإلداري والسياسي لرئيس الوفد أو الزائرين ومراعاة التخصص واخلربة املالئماة ملوضاوع‬
‫الزيارة‪.‬‬
‫وعلى جانب آخر يالحظ أن كثةا من الدول واملنظمات واألجهزة اليت ترغب يف دعم التعاون مع‬
‫األطراف األخرى غالبا ما تريتنم مناسبات وجود األشخاص املعنيني بالقرب مناها عناد حضاور‬
‫مؤمترات تدريبية(‪.)1‬‬
‫ج) تبادل اآلراء وابخربات وتنظيم للقات املناقشة ‪ :‬صورة أخرى تتمثل يف عقد لقااات لتباادل‬
‫اآلراا واخلربات وغالبا ما تتم هذه اللقااات على هامش املؤمترات الكربى اليت تشارك فيها العديد من‬
‫الوفود عامليا أو إقليميا كما ميكن أن تتم بني مسؤويل اإلتصال بالسفارات أو املكاتاب اجلريرافياة‬
‫اإلقليمية للمنظمات‪.‬‬
‫كما ميكن جلهات أن تبادر بتنظيم حلقات مناقشة كشكل من أشكال هذه اللقااات واليت ال ترقى‬
‫إىل مستوى الدورات التدريبية أو اإلجتماعات الرمسية أو املؤمترات ومتثل كافة هذه الصور وسيلة طيبة‬
‫للحوار واملناقشة والتشاور وتبادل الرآي واخلربة(‪.)2‬‬
‫‪ -8‬الصور املتطورة للتعاون البسيط‪ :‬ننتقل هنا لبيان بعض الصور األكثر تطورا للتعااون الادويل‬
‫ألهم مناذج هذه الصور ‪:‬‬ ‫البسيط والذي يعد خطوة أخرى حنو تعاون أكثر فاعلية فسنتعر‬

‫‪ 1‬د‪ .‬صالح الدين عامر ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.608‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬عالا الدين شحاتة ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.22‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫أ) تنظيم الدورات التدريبية ‪ :‬تنظيم الدورات التدريبية للعاملني يف أجهزة العدالة اجلنائية واملعنايني‬
‫مبكافحة اجلرمية على املستوى الدويل ‪،‬يعد صورة أكثر تطورا للتعاون الدويل الذي يستهدف تقريب‬
‫وجهات النظر وتوحيد املفاهيم بني املشاركني يف مكافحة اجلرمية يف الدول املختلفة من خالل تبادل‬
‫اخلربة وطرح موضوعات ومشكالت للتدارس املشترك والتعرف على أحدث التطورات يف جمااالت‬
‫اجلرمية املنظمة وأساليب مكافحتها‪.‬‬
‫وحتقق مثل هذه الدورات والربامج العديد من الفوائد للجهات املنظماة وللمشااركني يف هاذه‬
‫الدورات فاجلهة املنظمة ميكنها من خالل عقد مثل هذه الربامج أن تطرح ما تريده من موضاوعات‬
‫حيوية‪.‬‬
‫وعلى اجلانب األخر فإن هذه الربامج ميكن أن تفيد متلقي هذا التدريب يف زيادة مهاراته وخرباتاه‬
‫ومعلوماته وقدراته على التعامل مع األجهزة الدولية األخرى األمر الذي ينعكس على اجلهة اليت ينتمي‬
‫إليها بالفائدة(‪.)1‬‬
‫ب) تنظيم اإلجتماعات وإجراء املفاوضات ‪ :‬إذا ما إلتقت إرادة طرفني أو أكثار مان أطاراف‬
‫العالقات الدولية على االنتقال من مرحلة تبادل اآلراا ووجهات النظر واخلطاباات واخلاربات إىل‬
‫مرحلة التشاور واحلوار واملناقشة و املفاوضة‪.‬وذلك من أجل تنظيم العالقات فيما بيناها أو ترتيباها‬
‫(‪)2‬‬
‫بشكل أو بآخر فإهنا غالبا ما تلجأ إىل عقد لقااات أو اجتماعات إلدارة هذا التفاو ‪.‬‬
‫وهذه االجتماعات قد تكون معلنة أو سرية وقد تكون بني طرفني أو أكثر وقد تكون جملرد تنظايم‬
‫وترتيب أو تطوير العالقات فقط أو متتد إىل حماولة حل بعض املشكالت القائمة بني األطراف‪.‬‬
‫وختتلف املفاوضات باختالف أشكاهلا وأمناطها فاملفاوضات مل تعد ثنائية فحسب يقوم هبا رجاال‬
‫الدبلوماسية التقليدية وإمنا أصبحت ذات أشكال عديدة‪.‬‬
‫وبصفة عامة ميثل "تنظيم اإلجتماعات وإجراا املفاوضات" إحدى صور التعاون البسيط وإن كان يف‬
‫الوقت ذاته يعد صورة أكثر تطورا بإعتباره يشكل أساسا قويا ألشكال التعاون األخرى األكثر تقدما‬
‫(‪)3‬‬
‫حيث ميكن من خالهلا إزالة أوجه اخلالف وتقريب وجهات النظر إىل نقاط التالقي‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عالا الدين شحاتة ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.28‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬صالح الدين عامر ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.604‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬صالح الدين عامر ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.601‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫ج) تنظيم املؤمترات الدولية ملكافحة اجلرمية املنظمة ‪ :‬وتنظيم املؤمترات وإن كان يتشابه مع تنظايم‬
‫االجتماعات إلجراا املفاوضات ورمبا ينظر إليها على أهنا نوعا منها إال أنه نظرا ألمهيتها اخلاصة فقد‬
‫يرى عرضها بشكل منفصل فكما كان التسليم هو أول مظهر للتعاون الدويل تارخييا جند أن املؤمترات‬
‫كانت أول مظهر للتعاون الدويل يف العصر احلديث‪.‬‬
‫واملؤمترات الدولية ملكافحة اجلرمية تتعدد فمنها مؤمترات عاملية وإقليميته ومنها ما تنظماه جهاات‬
‫حكومية أو غة حكومية(‪.)1‬‬
‫د‪ -‬توقيع اإلعالنات املشتركة ومذكرات التفاهم واإلتفاقات والربامج والربوتوكوالت الثنائية‪:‬‬
‫يعد توقيع مثل هذه اإلعالنات أو املذكرات أو االتفاقات أو الربوتوكوالت مبثابة صورة أكثر تطورا‬
‫للتعاون فيما بني األطراف الدوليني ملا تتضمنه من إفصاح عن إرادهتا وأهادافها ورغباهتاا وبداياة‬
‫إلتزاماهتا ببذل جهد مشترك مع األطراف األخرى‪.‬‬
‫ومن أهم مزايا مثل هذه الوثائق ‪:‬‬
‫‪ ‬أهنا ميكن أن تنشيا جدول زمين يسهل من التعاون مع إحتياجات و متطلباات وأولوياات‬
‫أطراف التعاون‪.‬‬
‫‪ ‬أهنا ميكن أن ترسم بوضوح كافة اإلجرااات التفصيلية اليت حتكم جمال اإلهتمام املشترك باني‬
‫أطراف التعاون(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬صور ووسائل العالقات التعاونية املتوسطة والوثيقة ‪:‬‬


‫إن األنشطة اإلجرامية اليت يقوم هبا أعضاا اإلجرام املنظم غالبا ما تكون عابرة للحدود الوطنياة أو‬
‫اإلقليمية أو الدولية العابرة للقارات‪ ،‬وبالتايل فإن الدولة مبفردها ال تستطيع أن تقاوم ذلك لوحادها‬
‫سواا من باب مجع املعلومات واقتفاا آثار النشاطات اإلجرامية وهنا يظهر التعاون الدويل يف مكافحة‬
‫اجلرمية وهذا بعد ذكر الصور البسيطة وسنذكر هنا بعض صور و وسائل العالقات التعاونية املتوسطة‬
‫والوثيقة‪.‬‬
‫‪ -6‬التعاون القضائ والقانوين بني الدول ‪ :‬يعد التعاون املتبادل بني الدول فيماا يتعلاق بتقادمي‬
‫املساعدات القانونية والقضائية من أبرز وسائل تضييق اخلناق على األنشطة اإلجرامية العابرة للحدود‬

‫‪ 1‬د‪ .‬عالا الدين شحاتة ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.81‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬عالا الدين شحاتة ‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص‪.84‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫وهذا ما عربت عنه توصيات مؤمترات األمم املتحدة واليت حتث على تقدمي تلك املساعدات بني الدول‬
‫ولعل املنظمة الدولية للشرطة الدولية "األنتربول" إحدى أهم مظاهر التعاون الدويل يف مواجهة اجلرمية‬
‫املنظمة وذلك عن طريق تبادل املعلومات اخلاصة باجلرمية واجملرمني كما هتدف املسااعدة القانونياة‬
‫والقضائية املتبادلة إىل تعاون األطراف يف التحقيقات واملالحقات واإلجارااات القضاائية املتعلقاة‬
‫باجلرائم املنظمة‪.‬‬
‫‪ -8‬توليد التشريعات املتعلقة مبكافحة اجلرمية املنظمة ‪ :‬يستوجب على الدول العمل فيما بيناها‬
‫بصورة منظمة ومنضبطة هبدف التقريب والتنسيق بني خمتلف النصوص التشريعية ذات العالقة بتجرمي‬
‫اجلرائم من جهة وإااد اإلجرااات القضائية اليت تساعد على قبض اجملرمني واحلاد مان أنشاطتهم‬
‫اإلجرامية ويتجلى ذلك يف جترمي عائدات األنشطة ومصادرة األموال ذات املصدر الالمشروع مان‬
‫جهة ثانية ومن مث تترك الدول فيما بينها اجملال مفتوحا يف إجراا املتابعات والتحقيقات القضائية دون‬
‫(‪)1‬‬
‫االصطدام مببدأ سيادة الدولة‪.‬‬
‫‪ -1‬إبرام املعاهدات واإلتفاقيات الدولية املتعلقة مبكافحة اجلرمية املنظمة حتت خطة العمال العاملياة‬
‫ملكافحة اجلرمية املنظمة عرب الدول و إىل إبرام املعاهدات الثنائية واملتعددة األطراف يف جمال التعااون‬
‫الدويل فيما يتعلق بتسليم اجملرمني الضالعني بإرتكاب جرائم خطةة‪.‬‬
‫وعليه فإن املعاهدات تأخذ أمهية كبةة تبعا للطابع اإللزامي ألطرافها حياث تؤكاد املعاهادات‬
‫واإلتفاقيات املوقعة على ضرورة حتقيق النتائج واألهداف املرجوة من ورائها ولضمان فاعليتها‪.‬‬
‫ففي املعاهدات األوروبية املعروفة بإسم معاهدة"ماستريشت" املوقعة بتاريخ ‪ 9‬فيفاري ‪ 6888‬مت‬
‫وضع سياسة تعاون ملكافحة اجلرمية املنظمة وكافة أشكال التهريب واإلحتيال وكل ما خيص الادول‬
‫(‪)2‬‬
‫األوروبية واألعضاا‪.‬‬
‫أما بالنسبة إىل الدول العربية فهناك قواعد السالوك للادول العربياة لسانة ‪ 6881‬وكاذلك‬
‫اإلستراتيجية العربية ملكافحة اإلرهاب لسنة ‪ 6889‬واإلتفاقية العربية ملكافحاة اإلرهااب لسانة‬
‫‪.)3(6882‬‬

‫‪ 1‬ا‪.‬عيسى اليف الصمادي ‪ :‬إستراتيجية مكافحة اجلرمية املنظمة يف اإلطار الدويل واإلقليمي والوطين ‪،‬جملة "دراسة قانونية "عدد ‪/09‬مايو ‪،8060‬ص‪.61‬‬
‫‪ 2‬ا‪ .‬عيسى اليف الصمادي ‪:‬مرجع سابق‪،‬ص‪.69‬‬
‫‪ 3‬أ‪.‬عيسى اليف صمادي ‪:‬مرجع سابق‪،‬ص‪.62‬‬
‫‪39‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫‪ -4‬التعاون الشرط الدويل ‪ :‬إن من شأن التعاون الشرطي الدويل أن يعزز نفاذ القانون بطرق شىت‬
‫فهو ميكن السلطات من احلصول على أدلة من اخلارج بطريقة جائزة داخليا إذ ميكن تكليف الشهود‬
‫باحلضور للتعرف على أماكن األشخاص وتقدمي املستندات واألدلة كما ميكان أن يسامح لرجال‬
‫الشرطة بإجراا حتريات يف أي دولة أجنبية غة دولته ويف هذه احلالة يلتزم بأداا شهادته مبا حدث أمام‬
‫اجلهة القضائية إذا طلب منه ذلك فرجال الشرطة األجانب هلم نفس املزايا واإللتزاماات املوجاودة‬
‫بالنسبة لزمالئهم يف أي دولة أجنبية أخرى يقومون فيها بإجراا التحريات والتحقيقات الالزمة(‪.)1‬‬
‫ويسمح التعاون الشرطي كذلك بربط شبكات اإلتصال واملعلومات بني الدول خاصة مع التطورات‬
‫التكنولوجية احلديثة وحاجة الدول إىل مثل هذا التعاون وميثل التعاون الشرطي بني الواليات املتحدة‬
‫األمريكية وكندا أهم النماذج فقد أتاح للشرطة امللكية الكندياة "‪ "RCMP‬اإلتصاال املباشار‬
‫باحلاسب اآليل للمباحث الفيدرالية واخلاص باإلستخبارات اجلنائية وهناك تعاون بني البينني وغاناا‬
‫والتعاون بني نيجةيا والطوغو الذي مت سنة ‪ 6824‬يف الجوس ‪ ،‬والتعاون الثناائي باني بلجيكاا‬
‫وجةاهنا كما يسمح بالقيام ببعض العمليات الشرطية واألمنية املشتركة كعمليات "التسليم واملراقب"‬
‫الذي يتم بني دولتني أو أكثر حيث يتم فيه السماح لشحنة غة مشروعة باملرور عرب إقليم ما تكاون‬
‫فيه هليئة الرقابة "الشرطة ‪،‬اجلمارك‪...،‬إخل" احلق يف املصادرة أو القبض إال أهنا ال تفعل ذلاك لكاي‬
‫يكتشف املسار التايل للشحنة فالتسليم املراقب يستهدف حتديد هوية أكرب عدد ممكن مان أعضااا‬
‫شبكة ما من شبكات التهريب والقبض عليهم يف موقع تتوفر فيه أدلة قانونية أكثر‪.‬‬
‫ونظرا ألمهية التعاون الشرطي نصت إتفاقية األمم املتحدة ملكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية لسنة‬
‫‪ 8000‬يف املادة ‪ 89‬منها على إلزامية تعاون الدول األطراف بصورة وثيقة مبا يتفق ماع نظمهاا‬
‫القانونية الداخلية برير تدعيم فعالية إجرااات كشف اجلرائم املنصوص عليها يف اإلتفاقية والعقاب‬
‫عليها‪.‬‬
‫كما نصت املادة ‪ 89‬فقرة ‪ 8‬من اإلتفاقية أنه على الدول األطراف أن تنظر يف إبرام إتفاقياات أو‬
‫ترتيبات ثنائية أو متعددة األطراف بشأن التعاون املباشر بني أجهزهتا بنفاذ القوانني وإن مل تكن هناك‬
‫إتفاقيات جاز لألطراف أن تعترب هذه اإلتفاقية أساس التعاون الشرطي‪.‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬ليلى إبراهيم الريدواين ‪ :‬التعاون التقين والشرطي كآليتني من اآلليات الدولية ملكافحة اجلرمية املنظمة ‪/‬امللتقى الوطين الثالث حول اجلرمية املنظمة وسياسة مكافحتها‬
‫باجلزائر‪،‬األغواط‪،8002،‬ص‪.112‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة‬

‫ويتجسد التعاون الشرطي الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة من خالل أجهزة عديدة منها الدولياة و‬
‫أبرزها ‪ :‬املنظمة الدولية اجلنائية "األنتربول"‪،‬و أمهها على املستوى اإلقليمي جهاز الشرطة األوربياة‬
‫"االوروبول"(‪.)1‬‬
‫ويف األخة فموضوع التعاون الدويل يف جماالت مكافحة اجلرمية هو كما سبق بيانه يقوم بني الدول‬
‫وأجهزة العدالة اجلنائية هبا وكافة األجهزة احلكومية وغة احلكومية املعنية مبكافحة اجلرمياة املنظماة‬
‫بالدول املختلفة وهو كأي تعاون يف جمال متخصص من جماالت التعاون بني الدول البد أن يؤثر وأن‬
‫يتأثر بأشكال التعاون والعالقات األخرى اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية ‪...‬إخل وخاصة العالقاات‬
‫السياسية‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإنه ما تزايدت املصاحل املشتركة والرغبة يف دعم وتوثيق الروابط وتوصيد العالقات فإنه‬
‫ميكن أن تنشأ صور وأشكال ووسائل وتطبيقات جديدة للعالقات التعاونية يف جمال مكافحة اجلرمية ‪،‬‬
‫قد تتميز بتوجهها حنو التوحد واإلحتاد يف نظم العمل(‪.)2‬‬
‫وإذا ما وصل األمر إىل التوحد الفعلي بني أي من أجهزة العدالة اجلنائية يف الدول أطراف الرابطاة‬
‫التعاونية ‪،‬فإهنا تظل رغم ذلك تعد رابطة تعاونية وثيقة طاملا أن سلطات الدول املشاركة مل تتوحاد‬
‫بعد وطاملا أن شخصية الدول الذاتية ما زالت قائمة بشكل منفصل ومتميز(‪.)3‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬ليلى إبراهيم الريدواين ‪:‬مرجع سابق‪،‬ص‪.140‬‬


‫‪ 2‬د‪.‬عالا الدين سحاتة ‪ :‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.81‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬عالا الدين سحاتة ‪ :‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.81‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫متهيد‪:‬‬
‫سلف القول أن التعاون الدويل يف جمال مكافحة اجلرمية املنظمة كان له جذور ممتدة عرب‬
‫تاريخ طويل يزيد عن ثالثة أرباع القرن من الزمان قبل تويل األمم املتحدة قيادة هربذ ارركربة‬
‫التعاونية ‪ ،‬و كان للجهود اليت بذلت خالل هذ الفترة سواء على املستوى اركربومي أو غرب‬
‫اركومي الفضل يف إرساء الكث من القواعد و املبادئ الدولية اليت أسهمت يف دعم التعرباون و‬
‫ظهور " التنظيم الدويل‪ 1‬األمين و اجلنائي " الذي يستهدف مكافحة اجلرمية بصورته الراهنة ‪.‬‬
‫فسيتم يف هذا الفصل تناول التنظيمات العاملية ملكافحة اجلرمية املنظمة‪،‬فاملقصود بالنسرببة‬
‫‪ .‬ويقصربد بتحديربد‬ ‫ملوضوع الدراسة هو تناول التنظيمات عامة العضوية حمددة اإلختصربا‬
‫اقتصار عمل املنظمة على مكافحة اجلرمية‪ ،‬سواء مكافحة اجلرمية بوجربه عربا ‪ ،‬أو‬ ‫االختصا‬
‫مكافحة بعض األنواع اخلاصة من اجلرائم ‪.‬‬
‫يف مكافحة اجلرمية املنظمة ال بد‬ ‫و قبل البدء يف املنظمات الدولية اليت هلا دور ها و خا‬
‫يف األول توضيح معىن شامل للمنظمة الدولية بصفة عامة و مفهو املنظمربة املتصصصربة بصربفة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫جيري استصدا مصطلح املنظمة الدولية يف عدة مفاهيم‪ ،‬فهي تعين كيانا دائما بإرادته الذاتية‬
‫تنشئة الدول بواسطة معاهدة لتحقيق فائدة مشتركة هلم على الصعيد الدويل ‪ ،‬و عهد األكادمييون‬
‫يف ميدان القانون إىل اعطاء مفاهيم مشاهبة ‪ ،‬فقد عرفها "دانيال كوالر " بأهنا جهاز تعاون برب‬
‫الدول أو شركة دول ‪ ،‬تتابع أهدافا ذات فائدة مشتركة بواسطة هيئات مستقلة ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫يفرق الكث من املتصصص ب مصطلحات " التنظيم العامل ي " ‪ " ،‬املنظمات الدولية "‪" ،‬التعاون الدويل "‪ .‬ويرى البعض أن التنظيم الدويل هو غاية املنظمات الدولية ‪ ،‬و‬
‫يرى البعض اآلخر أنه يشمل كل مظهر للعالقات الدولية مثل إنشاء العالقات الدبلوماسية و القنصلية و ابرا املعاهدات الدولية و التحكيم الدويل و غ ذلك من األنظمة‬
‫القانونية الدولية ‪ .‬راجع ‪ :‬د‪ .‬عبد العزيز حممد سرحان " التنظيم الدويل "‪ -‬دار النهضة العربية – القاهرة ‪.31 3791‬‬
‫‪.382‬‬ ‫‪ 2‬أ‪.‬د عمر سعد اهلل و د‪ .‬أمحد بن ناصر – قانون اجملتمع الدويل املعاصر – ديوان املطبوعات اجلامعية الطبعة ‪ -2001- 2‬اجلزائر –‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫ومن جهة أخرى يرى الدكتور عبد العزيز حممد سرحان أهنا وحدة قانونية تنشربئها الربدول‬
‫لتحقيق غاية معينة ‪ ،‬و تكون هلا إرادة مستقلة يتم التعب عنها ع أجهزة خاصة باملنظمة ودائمة"‪.‬‬
‫كما ختتلف املنظمات الدولية من حيث طبيعة النشاط الذي متارسه و الذي يكربون علربى‬
‫نوع إما سلوكي أو مادي‪ ،‬و هذا حسب املبتغى األول املنشود إلنشاء هذ املنظمة ‪.‬‬
‫ففي هذا الفصل سنتناول من أهم املنظمات الدولية ذات الطابع العاملي يف مكافحة اجلرميربة‬
‫املنظمة حيث سيتم ختصيص مبحث املبحث األول ملنظمة األمم املتحدة و املبحث الثاين للمنظمة‬
‫الدولية للشرطة اجلنائية‪.‬‬

‫املبحث األول‪:‬منظمة األمم املتحدة كآلية ملكافحة اجلرمية املنظمة‬


‫سنتناول يف هذا املبحث آليات و جمهودات األمم املتحدة يف مكافحة اجلرمية املنظمة علربى‬
‫املستوى الدويل بصفتها منظمة دولية ‪،‬و لكن قبل البدء يف ذلك يستوجب إلقاء نظرة عامة حول‬
‫إنشاء هذا الكيان الدويل املهم يف وقت سابق و الذي يزداد أمهية يوما بعد يو نتيجربة التطربور‬
‫اراصل على املستوى الدويل و تنوع العالقات ب الدول حديثا و الذي حيكمها تنظربيم األمربم‬
‫املتحدة ‪ .‬فقد تأسست األمم املتحدة يف أعقاب خطوات متتاليربة بربدأت يف ‪ 31‬أوت ‪3713‬‬
‫عندما اتفقت الواليات املتحدة األمريكية و بريطانيا على املبادئ األساسية للسال و اليت عرفربت‬
‫فيما بعد بامليثاق األطلسي ‪ ،‬و قد استصد هذا اإلسم ألول مرة يف اعالن األمم و تعاهدوا باسم‬
‫حكوماهتم على مواصلة اررب ضد دول احملور ‪.1‬‬
‫و خالل شهري أوت و أكتوبر عا ‪ 3711‬حددت الدول املشتركة يف مؤمتر "دومبورتون‬
‫أوكس " و الذي كان يضم ممثلي الص و اإلحتاد السوفييت و اململكة املتحدة و الواليات املتحدة‬

‫‪391‬‬ ‫‪ 1‬د‪.‬بن عامر تونسي – قانون اجملتمع الدويل املعاصر – اجلزائر – ديوان املطبوعات اجلامعية – الطبعة ‪– 2001 – 1‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫معامل االقتراحات املبدئية اخلاصة بتأسيس املنظمة الدولية موضوع البحث ‪ ،‬مث مؤمتر " يالطا " يف‬
‫ف اير ‪ 3711‬الذي مت اإلتفاق فيه على نظا التصويت يف جملس األمن‪.1‬‬
‫و يف الفترة ماب أبريل و يونيو عا ‪ 3711‬انعقد مؤمتر " سان فرانسيسربكو "ضضربور‬
‫مخس دولة قامت بوضع صورة ميثاق األمم املتحدة و اليت أقرهتا الدول املؤمترة و مت التوقيع عليها‬
‫يف ‪ 22‬جوان من نفس السنة ووقعته فيما بعد هولندا و لوأهنا مل تكن ممثلة يف املؤمتر ‪ ،‬و مع ذلك‬
‫فقد اعت ت ضمن الدول األصلية املنضمة إىل عضوية األمم املتحدة و عددها ‪ 13‬دولة ‪.‬‬
‫كما أن لألمم املتحدة أهداف و مبادئ جاءت يف ديباجة امليثاق يف مادته األوىل األهداف أما‬
‫املادة الثانية فنصت على املبادئ‪ ،‬فنذكر من أهم أهدافها‪:‬‬
‫‪ -‬حفظ السلم و األمن الدويل ‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية العالقات ب الدول ‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق التعاون الدويل رل املشكالت اإلقتصادية و اإلجتماعية و الثقافية و اإلنسانية ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون األمم املتحدة مركزا لتنسيق أعمال الدول‪. 2‬‬
‫فعند ذكر هذ األهداف مت ذكر حفظ السلم و األمن الدويل و حتقيق التعرباون الربدويل رربل‬
‫املشكالت اإلقتصادية و الذي هو موضوع دراستنا أال و هو مكافحة اجلرمية املنظمربة الدوليربة‬
‫بصفتها أحد املشاكل اليت تواجهها األمم املتحدة يف حتقيق أهدافها‪. 1‬‬
‫فمنظمة األمم املتحدة من خالل دورها اإلجتماعي و اإلقتصادي تضطلع بدور ها يف جمربال‬
‫تعزيز التعاون األمين الدويل ملكافحة اجلرمية بوجه عا ‪ ،‬من خالل أجهزهتا و براجمها املتصصصة ‪.‬‬
‫و بذلك سيتم تقسيم املبحث املصصص لدراسة مكافحة األمم املتحدة للجرمية املنظمربة و ذلربك‬

‫‪ 1‬د‪.‬بن عامر تونسي – مرجع سابق – ‪.391‬‬


‫‪ 2‬د‪ .‬بن عامر تونسي – مرجع سابق – ‪.392‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.399‬‬ ‫د‪ .‬بن عامر تونسي – مرجع سابق –‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫بتصصيص مطلب ‪ ،‬املطلب األول خصص لذكر أهم أجهزة األمم املتحدة ملكافحة اجلرمية املنظمة‬
‫‪1‬‬
‫و املطلب الثاين لذكر أهم و أبرز جمهودات األمم املتحدة ملكافحة اجلرمية املنظمة‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬آليات األمم املتحدة املتخصصة مبكافحة اجلرمية املنظمة ‪:‬‬
‫كما هو متعارف عليه فلألمم املتحدة منظمات و جلان و جمالس تابعة هلا و تعمربل علربى‬
‫و املقرر هلا‪ ،‬و اليت بدورها تعت آليات لتطبيق برامج األمم املتحدة و‬ ‫املنصو‬ ‫حسب اختصا‬
‫على س ورهتا و العمل هبا يف الدول األعضاء و املصادقة على إتفاقيربات‬ ‫تطبيقها و خاصة ارر‬
‫هاته اآلليات‪.‬‬
‫و يف مكافحة اجلرمية ملنظمة هناك آليات عديدة خصصت ملكافحة أنواع اجلرمية املنظمة‪ .‬أو‬
‫عد أحد اختصاصاهتا مكافحة اجلرمية املنظمة ‪ ،‬و سنذكر هاته اآلليات حماول ابراز مفهومهربا و‬
‫عملها يف مكافحة اجلرمية املنظمة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬اجمللس اإلقتصادي و اإلجتماعي ‪:‬‬
‫يقو اجمللس االقتصادي و اإلجتماعي بالتنسيق ب أعمال وكاالت األمم املتحدة املتصصصربة و‬
‫عددها ‪ 31‬و ‪ 30‬جلان فنية ‪ ،‬و مخس جلان اقليمية و يلتقى تقارير من ‪ 33‬صندوقا و برناجمربا‬
‫لألمم املتحدة و يصدر التوصيات يف جمال السياسة العامة إىل منظومة األمم املتحربدة و الربدول‬
‫األعضاء ‪ ،‬و مبوجب ميثاق األمم املتحدة فإن اجمللس االقتصادي و اإلجتماعي مسؤول عن حتقيق‬
‫مستوى أعلى للمعيشة و توف أسباب اإلستصدا املتصل لكل فرد و النهوض بعوامربل التطربور‬
‫والتقد االقتصادي و اإلجتماعي‪ ،3‬مبا يف ذلك التصدي ألعمال اإلجرا املنظم ‪ ،‬و تعزيز التعاون‬
‫الدويل و إرساء مبادئ احترا التعاون الدويل و ارساء مبادئ احترا حقوق اإلنسان و ارريربات‬

‫‪31‬‬ ‫‪ 3‬إميان حممد اصبايب – املنظمات الدولية التابعة لألمم املتحدة – جملة الدبلوماسي عدد ‪ – 28‬ماي ‪– 2002‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫األساسية للجميع ‪ ،‬و تشمل مسؤوليات اجمللس اإلقتصادي و االجتماعي أكثر من ‪ % 90‬من‬
‫املوارد البشرية و املالية ملنظومة األمم املتحدة‪. 1‬‬
‫كما جيب الذكر أن من إختصاصاته تعزيز التعاون الدويل يف أغراض التنمية ‪ ،‬و قد عهدت‬
‫إليه اجلمعية العامة يف هذا اإلطار مبكافحة اجلرمية بوجه عا و اإلجرا الدويل على وجه اخلصو‬
‫وينبثق من هذا اجمللس االقتصادي و االجتماعي اللجان الفنية املتصصصة التالية ‪:‬‬
‫أ – جلنة منع اجلرمية و العدالة اجلنائية ‪:‬‬
‫و هي إحدى اللجان الفنية التابعة للمجلس االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬و تتألف اللجنة مربن‬
‫‪ 10‬دولة من األعضاء يف األمم املتحدة ينتصبها اجمللس االقتصادي و االجتماعي على أساس مبدأ‬
‫التوزيع اجلغرايف‪ ،‬و ينتصب األعضاء فيها لفترة مدهتا ‪ 1‬سنوات‪ ،‬و يعهد إىل اللجنربة الوظربائف‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تزويد األمم املتحدة باملشورة السياسية العامة ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية ‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير و تنفيذ برنامج األمم املتحدة ملنع اجلرمية و متابعته على أساس من التصطيط املتوسط‬
‫األجل‪.‬‬
‫‪ -‬توف دعم الدول األعضاء ل نامج األمم املتحدة يف جمال منع اجلرمية و العدالة اجلنائية‪.‬‬
‫‪ -‬التحض للمؤمترات و النظر فيما تعرضه من مقترحات ل نامج العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬تسي قيا املعاهد اإلقليمية مبمارسة أنشطتها و التنسيق بينها يف هذا اجملال‪. 2‬‬
‫ب – جلنة املخذرات ‪:‬‬
‫أنشئت اللجنة عا ‪ 3712‬بقرارمن اجمللس االقتصادي و االجتماعي و من وظائفها ‪:‬‬

‫‪ - 1‬إميان حممد اصبايب – املنظمات الدولية التابعة لألمم املتحدة – جملة الدبلوماسي عدد ‪ – 28‬ماي ‪31 – 2002‬‬
‫‪ 2‬اجلرمية املنظمة وأساليب مكافحتها "أضاث حلقة علمية " مطبوعات أكادميية نايف العربية للعلو األمنية ‪70 ،3777،‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -‬مساعدة اجمللس االقتصادي و االجتماعي يف ممارسة اإلشراف على تطبيق اإلتفاقيات الصادرة‬
‫يف شأن املصدرات و املؤثرات العقلية ‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي املشورة للمجلس يف كل املوضوعات املتعلقة بالرقابة على املصذرات و إعداد مشرباريع‬
‫االتفاقيات الدولية عند الضرورة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد التقارير للجان الفرعية و مؤمترات رؤساء األجهزة الوطنية و فرق العمل الربيت تقربو‬
‫‪1‬‬
‫بتشكيلها و اعتمادها اخلطط السنوية ل نامج األمم املتحدة الدويل املعين مبكافحة املصدرات‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬مكتب األمم املتحدة املعين باملخدرات و اجلرمية ‪:‬‬
‫انشئ املكتب عا ‪ 3779‬يف إطار األمانة العامة لألمم املتحدة ‪ ،‬و يقو املكتب بقيادة العمل‬
‫التنفيذي يف جمال مكافحة املصدرات و اإلجرا الدويل ‪ ،‬و هو عمل أرست قواعد اجلمعية العامة‬
‫لألمم املتحدة و اجمللس االقتصادي و االجتماعي و جلنة منع اجلرمية و العدالة اجلنائية و مربؤمترات‬
‫األمم املتحدة ملنع اجلرمية و يضم املكتب مايلي ‪:‬‬
‫أ – برنامج األمم املتحدة الدويل للرقابة على املخدرات‪:‬‬
‫حيث أنشئ هذا ال نامج عا ‪ 3770‬و يضم شعبة تنفيذ املعاهدات و الشؤون القانونيربة و‬
‫شعبة األنشطة التنفيذية و شعبة اخلدمات التقنية و خيتص ال نامج بالوظائف التالية ‪:‬‬
‫التنسيق و القيادة لكل أنشطة األمم املتحدة يف مكافحة املصدرات و التنسيق ب الدول يف هذا‬ ‫‪-‬‬
‫اجملال‪.‬‬
‫العمل على اإلرتقاء بنشاط الدول إىل األفضل يف جمال مكافحة املصذرات من خالل تبربادل‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫املعلومات يف هذا اجملال ‪.‬‬
‫توف اخل ة عند الطلب ‪.1‬‬ ‫‪-‬‬

‫باألمم املتحدة ‪www.un.org/ecosoc :‬‬ ‫‪ 1‬الرجوع إىل املوقع اإللكتروين اخلا‬


‫باألمم املتحدة ‪www.un.org/ecosoc :‬‬ ‫‪ 2‬الرجوع إىل املوقع اإللكتروين اخلا‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -‬ب‪ -‬املركز املعين مبنع اإلجرام الدويل ‪:‬‬
‫حيضى املركز بأمهية بالغة يف جمال منع اجلرمية و من مث تغ اهمه إىل قسم اجلرميربة و العدالربة‬
‫اجلنائية ‪ ،‬و يف عا ‪ 3779‬أصبح يسمى املركز املعين مبنع اإلجرا الدويل و يشمل نشاط املركز‬
‫مكافحة اجلرمية املنظمة و اإلجتار غ املشروع باملصذرات و جرائم اإلجتار غ املشروع باألسلحة‬
‫و جرائم الفساد و غسل األموال و هتريب البشر‪ ،‬و االجتار بالنساء و األطفال ومن مهامه مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬يقد خدمات السكرتاريا ل نامج األمم املتحدة ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية ‪.‬‬
‫‪ -‬يتابع تنفيذ توصيات جلنة منع اجلرمية و العدالة اجلنائية و يتوىل التحض لدورهتا‪.‬‬
‫‪ -‬يتابع تنفيذ توصيات مؤمترات منع اجلرمية و معاملة اجملرم ‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد الدول األعضاء يف منظمة األمم املتحدة على تطبيق املعاي الدولية للمبادئ التوجيهية و‬
‫املعاهدات النموذجية يف جمال منع اجلرمية و املسائل اجلنائية‪.‬‬
‫‪ -‬يقد الدعم املادي و التقين ملساعدة الدول على إنشاء نظم العدالة وتطويرها‪.‬‬
‫و من أهم إجنازاته مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬قا باإلشتراك مع املعهد اإلقليمي لألمم املتحدة لبحوث اجلرمية بوضع برنامج عاملي ملكافحربة‬
‫الفساد يف العمل اإلداري و قطاع األعمال و فساد املسؤول ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع البحوث العلمية و اصدار املنشورات املتعلقة مبنع اجلرمية ‪.‬‬
‫‪ -‬نشر املعلومات املتعلقة مبنع اجلرمية بالوسائل اإللكترونية ‪.‬‬
‫‪ -‬تعاون مع برنامج األمم املتحدة املعين باملصذرات يف إصدار جملربة األمربم املتحربدة املعنيربة‬
‫‪2‬‬
‫باملصدرات و اجلرمية‪.‬‬

‫‪ 1‬الرجوع إىل املوقع اإللكتروين ‪www.unodoc.org‬‬


‫‪38‬‬ ‫‪ 2‬اميان حممد اصبايب – مرجع سابق –‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫ج – فرع منع اإلرهاب ‪:‬‬
‫أنشئ هذا املركز عا ‪ 3777‬و يعمل بالتعاون الوثيق مع املركز املعين مبنع اإلجرا الربدويل و‬
‫مكتب األمم املتحدة للشؤون القانونية يف نيويورك ‪ ،‬و يركز نشاطه يف البحث و التعاون التقين و‬
‫تشجيع التعاون الدويل يف جمال منع اإلرهاب ‪ ،‬كما يعمل على انشاء قاعدة معلومات و حتليلها و‬
‫نشر نتائجها و اصدار كتيبات ارشادية يف جمال مساعدة ضحايا اإلرهاب و إرشاد الصربحفي ‪.‬‬
‫كما يعمل مع جلنة مكافحة اإلرهاب الدولية يف جمال اختيار جمموعة اخل اء الذين يعملون معها يف‬
‫هذا اجملال‪.1‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬برنامج عمل األمم املتحدة ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية ‪:‬‬
‫مت انشاء هذا ال نامج بناءا على توصية مؤمتر األمم املتحدة الثامن ملنع اجلرمية و معاملة اجملرم‬
‫الذي انعقد يف هافانا عا ‪ ،3770‬حيث أصدرت اجلمعية العامة لألمم املتحربدة قربرار يقضربي‬
‫بتشكيل فريق عمل حكومي مكون من ‪10‬عضوا لوضع برنامج عمربل دويل فعربال يف األمربم‬
‫املتحدة يف جمال منع اجلرمية املنظمة و العدالة اجلنائية و قد اجتمع الفريق املعين و رفع مقترحاته إىل‬
‫اجملتمع الوزاري الذي إنعقد يف باريس عا ‪. 3773‬‬
‫و يهدف برنامج عمل األمم املتحدة ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية إىل حتقيق مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬منع اجلرمية داخل الدول و فيما بينها‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة اجلرمية على الصعيدين الوطين و الدويل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تعزيز التعاون اإلقليمي و الدويل يف منع اجلرمية و العدالة اجلنائية ‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق تكافل و تضافر اجلهود اليت تبذهلا الدول األعضاء يف جمال منع اجلرمية ع الوطنية و‬
‫مكافحتها‪.‬‬

‫‪ 1‬اميان حممد امبايب – مرجع سابق – ‪.37‬‬


‫‪ 2‬د‪.‬حممود شريف بسيوين – مرجع سابق – ‪302‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -‬تطبيق العدالة بصورة أكثر كفاءة و فعالية مع مراعاة حقوق اإلنسان فيما خيص املتهم و‬
‫الضحايا ‪.1‬‬
‫و تشمل هذ األهداف الرئيسية لل امج أهداف فرعية تغطي جماالت ختصصية كمايلي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬األهداف يف اجملال األنشطة التنفيذية و التخطيط و التنسيق ‪:‬‬
‫‪ -‬تزويد الدول األعضاء باخلدمات اإلستشارية و التدريب و تبادل املعلومربات يف الوقربت‬
‫املناسب ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع و تعزيز التعاون التقين و الفين الذي يكفل قدرة الدول احملتاجة ملواجهربة اإلجربرا‬
‫املنظم‪.‬‬
‫‪ -‬توف الدعم املايل ألنشطة ال امج التنفيذية و حث الدول الغنية على تقدمي ذلك الدعم‪.‬‬
‫‪ -‬دعم شبكات املعاهد اإلقليمية التابعة لألمم املتحدة لإلسها يف نشاطات ال نامج‪.‬‬
‫ب – األهداف يف جمال التعاون األمين ملكافحة اجلرمية العابرة للحدود ‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز التعاون الدويل يف جمال منع اجلرمية‪.‬‬
‫‪ -‬دعم و تطوير التعاون ب الدول للحد من اجلرائم العابرة للحدود ‪.‬‬
‫‪ -‬صياغة استراتيجيات فعالة للعمل التعاوين ملكافحة اجلرمية املنظمة و اإلرهاب و اجلربرائم ضربد‬
‫البيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬املساعدة على تطبيق املعاهدات و االتفاقيات الدولية يف جمال مكافحة اجلرميربة املنظمربة عرب‬
‫الوطنية‪.2‬‬
‫ج – األهداف يف جمال إدارة شؤون منع اجلرمية ‪:‬‬
‫‪ -‬تشجيع البحوث العلمية و الدراسات املتصصصة ملكافحة اجلرمية ‪.‬‬

‫‪ 1‬إميان حممد امبايب – مرجع سابق – ‪23‬‬


‫‪302‬‬ ‫‪ - 2‬د‪.‬حممود شريف بسيوين – مرجع سابق –‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -‬املساعدة على تطبيق الدول لألساليب ارديثة يف ادارة العمل املتعلق مبواجهة االجرا ‪.‬‬
‫‪ -‬تبادل املعلومات ب الدول حول منع اجلرمية و العدالة اجلنائية‪.‬‬
‫د – األهداف يف جمال معايري و قواعد منع اجلرميةو العدالة اجلنائية ‪:‬‬
‫‪ -‬متابعة الدول لتطبيق صكوك األمم املتحدة و تطوير قدرات العامل يف ميدان العدالة اجلنائية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬تطوير املعاي املتعلقة ضقوق االنسان بالنسبة للسجناء و محايتها‪.‬‬
‫ويعت برنامج األمم املتحدة ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية من أهم اجنازات املنظمة نظرا ملا يتصف‬
‫به من مشولية اقتضت أن يساهم يف اجناز العديد من األجهزة و اجلان و املعاهربد التابعربة لألمربم‬
‫‪2‬‬
‫املتحدة ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬املعاهد األقاليمية و اإلقليمية واملنتسبة ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية ‪:‬‬

‫أ – معهد األمم املتحدة اإلقليمي لبحوث اجلرمية و العدالة اجلنائية ‪:‬‬


‫حيث أنشئ هذا املعهد يف روما عا ‪ 3728‬و هو املعهد اإلقليمي الوحيد يف هذا اجملال ‪ ،‬ولربه‬
‫نشاط ها يف إجراء البحوث و الدراسات يف جمال التدريب للعامل يف ميدان مكافحة اجلرمية ‪ ،‬و‬
‫يقد املعهد خ ته يف جمال التعاون التقين ب الدول ‪ ،‬كما توجد عالقات مهمة وواسعة مع معاهد‬
‫األمم املتحدة اإلقليمية ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية‪. 3‬‬
‫ب‪ -‬املعاهد اإلقليمية ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية ‪:‬‬
‫أنشئت األمم املتحدة أربعة معاهد إقليمية ملنع اجلرمية وهي موزعة جغرافيا على النحو التايل ‪:‬‬
‫‪ -‬معهد هلسنكي ملنع اجلرمية و مكافحتها و مقر فنلندا ‪.‬‬

‫‪ -‬أ‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – التعاون األمين الدويل و دور يف مواجهة اجلرمية املنظمة ع الوطنية – مطبوعات جامعة نايف العربية للعلو األمنيربة – الريرباض‬ ‫‪1‬‬

‫‪. 328‬‬ ‫‪-2002‬‬


‫‪. 328‬‬ ‫‪ 2‬أ‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – مرجع سابق‪-‬‬
‫‪ 3‬الرجوع إىل املوقع اإللكتروين ‪www.unodoc.org‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -‬معهد األمم املتحدة ملنع اجلرمية و معاملة املذنب و مقر طوكيو ‪.‬‬
‫‪ -‬معهد األمم املتحدة ملنع اجلرمية و معاملة املذنب و مقر سان خوسيه بكوستاريكا ‪.‬‬
‫‪ -‬معهد األمم املتحدة ملنع اجلرمية و معاملة املذنب و مقر يوغندا ‪.‬‬
‫و تعمل هذ املعاهد ضمن اتفاقيات مت ابرامها ب الدول املضيفة لتلك املعاهد و برب األمربم‬
‫املتحدة ‪ ،‬و تقو املعاهد املشار إليها بدور ها يف تطوير قدرات العامل يف ميدان العدالة اجلنائية‬
‫و مكافحة اجلرمية و اجراء البحوث و الدراسات حول نشاط اجلرمية و تبادل اخل ات العلمية ب‬
‫الدول و املنظمات األمنية حتت إشراف األمم املتحدة‪.1‬‬
‫ج – اجلامعات و املعاهد املنتسبة ‪:‬‬
‫و هي مراكز علمية غ تابعة لألمم املتحدة لكنها ترتبط بعالقات تعاون وثيق معها يف جمربال‬
‫منع اجلرمية و العدالة اجلنائية و هي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪:‬‬
‫و مقرها مدينة الرياض تأسست عا ‪ ، 3798‬و تعد من الصروح العلمية املهمة يف ميربدان‬
‫منع اجلرمية و العدالة اجلنائية وقد تدرجت يف نشأهتا من مركز للدراسات األمنية إىل أكادمييربة و‬
‫حتولت إىل جامعة عا ‪، 2001‬وتعت اجلامعة هي اجلهاز العلمي جمللس الوزراء الداخلية العرب ‪،‬‬
‫كما تتمتع اجلامعة خب ة طويلة يف ميادين الدراسات العليا األمنية على مستوى الشرق األوسط ‪،‬‬
‫ويف جمال التعاون األمين الدويل العاملي بصفة عامة و العريب بصفة خاصة ‪ ،‬و تقو اجلامعة ب نامج‬
‫عايل املستوى طوال العا الدراسي يشمل كلية الدراسات العليا اليت متربنح درجربة الربديبلو و‬
‫املاجست و الدكتورا يف ختصصات علمية أمنية خمتلفة ‪ ،‬كما يشمل برنامج اجلامعة عقد الدورات‬
‫التدريبية للعامل يف ميدان العدالة اجلنائية يف الدول العربية و عقد املؤمترات العاملية و اإلقليميربة ‪،‬‬
‫باإلضافة إىل الندوات و احملاضرات العلمية ‪.‬‬
‫‪310‬‬ ‫‪ 1‬أ‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – مرجع سابق –‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫كما ترتبط اجلامعة بتعاون وثيق مع مركز األمم املتحدة ملنع اإلجرا الدويل و عدد كب من‬
‫املعاهد و املراكز العلمية يف جمال منع اجلرمية و العدالة اجلنائية على مستوى العامل ‪.1‬‬
‫‪ -2‬املعهد األسترايل لعلم اجلرمية ‪:‬‬
‫ومقر كان ا ‪ ،‬أنشئ عا ‪ ، 3793‬و يقو املعهد بنشاط ها يف اجملربال البحربوث و‬
‫اإلحصائيات املتعلقة باجلرمية واملصذرات و محاية البيئة ‪ ،‬كما نظم املعهد العديد مربن املربؤمترات‬
‫الوطنية و الدولية يف تلك اجملاالت ‪ ،‬كما يعت املعهد األسترايل من األعضاء املؤسس للشرببكة‬
‫العاملية للمعلومات عن اجلرمية و العدالة اجلنائية‪. 2‬‬
‫‪ – 3‬املركز الدويل إلصالح القانون اجلنائي ‪:‬‬
‫و مقر فانكوفر بكندا و أنشئ عا ‪ ، 3773‬و قا املركز الدويل إلصالح القانون اجلنربائي‬
‫مبشاركة كل من جامعة كولومبيا ال يطانية و جامعة سيمون فريزر ‪ ،‬و يرتكز نشاطه يف جمربال‬
‫البحوث و نشر املعلومات املتعلقة بالقانون اجلنائي ‪.3‬‬
‫‪ -4‬املعهد الدويل للدراسات العليا يف العلوم اجلنائية ‪:‬‬
‫و مقر إيطاليا‪.‬أنشئ عا ‪ 3792‬و يتركز نشاط املعهد يف البحوث و الدراسات حول‬
‫حقوق اإلنسان و تطوير العلو اجلنائية ‪ .‬وله ارتباطات وثيقة مع اجمللس االقتصادي و االجتماعي‬
‫باالمم املتحدة من ناحية ومع اجمللس األوريب من ناحية أخرى و يعقد يف املركربز العديربد مربن‬
‫املؤمترات و ارلقات الدراسية يف جماالت العلو اجلنائية املصتلفة ‪.4‬‬

‫‪ 1‬الرجوع إىل املوقع اإللكتروين للجامعة العربية للعلو األمنية ‪www.nauss.edu.‬‬


‫باملعهد األسترايل لعلم اجلرمية ‪www.aic.gov.au‬‬ ‫‪ 2‬الرجوع إىل املوقع اإللكتروين اخلا‬
‫‪3‬‬
‫باملركز الدويل إلصالح القانون اجلنائي بكندا ‪www.crime-prevention-intl.org :‬‬ ‫الرجوع إىل املوقع اإللكتروين اخلا‬
‫باملعهد الدويل للدراسات العليا يف العلو اجلنائية إيطاليا ‪www.isisc.org:‬‬ ‫الرجوع إىل املوقع اإللكتروين اخلا‬ ‫‪4‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫الفرع اخلامس ‪ :‬مؤمترات منع اجلرمية و العدالة اجلنائية ‪:‬‬
‫تستند مؤمترات األمم املتحدة ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية إىل قرار اجلمعية العامة لألمربم‬
‫املتحدة يف عا ‪ 3710‬املتضمن عقد مؤمتر األمم املتحدة ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية لكل مخس‬
‫سنوات‪ .‬وهتدف هذ املؤمترات اإىل حتقيق تبادل الرأي و اخل ة ب املصتص يف جمال مكافحربة‬
‫اجلرمية والعدالة اجلنائية يف العامل للوصول إىل قرارات و قواعد و اتفاقيات و رسربم سياسربات‬
‫واستراتيجيات منع اجلرمية و ارساء قواعد العدالة اجلنائية و تشارك يف هذ املؤمترات وفود مربن‬
‫يف جمال منع اجلرميربة باإلضربافة إىل ممربثل عربن‬ ‫الدول األعضاء من ذوي اخل ة و اإلختصا‬
‫الوكاالت املتصصصة لألمم املتحدة و يتم اإلعداد لتلك املؤمترات و إمنائها بناءا علربى اخلطربوات‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -3‬عقد إجتماعات و ندوات وطنية و إقليمية قبل كل مؤمتر تغطي كل مناطق العامل لدراسربة‬
‫املوضوعات اليت سيتناوهلا املؤمتر ‪.‬‬
‫‪ -2‬تقد جلنة منع اجلرمية توصياهتا بشأن كل موضوع على حدى ‪.‬‬
‫‪ -1‬صدور توصيات املؤمتر بناءا على مامت يف اإلجتماعات و الندوات و بناءا على توصيات اللجنة‬
‫‪ -1‬صدور قرارات املؤمتر وفقا للتوصيات الصادرة من ممثلي الدول ارضور يف املؤمتربر‪.‬‬
‫و قد عقدت اجلمعية العامة لألمم املتحدة منذ عا ‪ 3710‬حىت عا ‪ 2030‬إثنا عشر مؤمتر ملنع‬
‫اجلرمية و العدالة اجلنائية تناولت فيه العديد من املوضوعات املتعلقة باجلرمية واجملرم و سربنذكر‬
‫‪1 .2030‬‬ ‫آخر مخس مؤمترات بدءا من املؤمتر الثامن ‪ 3770‬حىت املؤمتر الثاين عشر‬
‫‪ – 1‬املؤمتر الثامن ‪:‬‬
‫عقد املؤمتر الثامن ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية يف هافانا من ‪29‬آب أغسطس إىل ‪ 9‬ايلربول‬
‫سبتم ‪ . 3770‬و قد ناقش املؤمتر العديد من املوضوعات كان أمهها سربرقة اآلثربار و دفربن‬
‫‪313‬‬ ‫‪ 1‬أ‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – مرجع سابق –‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫النفايات اخلط ة يف احمليطات ‪,‬و اإلجتار غ املشروع باملصذرات‪،‬كما عمم املؤمتر معلومات عربن‬
‫الشبكات اراسوبية اخلاصة بالعدالة اجلنائية‪،‬و األحكا املتعلقة ضجز العائدات املاليربة لإلجربرا‬
‫املنظم‪ ،‬وفحص السجالت املصرفية ‪,‬كما اعتمد املؤمتر املبادئ األساسية بشأن استصدا القربوة و‬
‫األسلحة النارية من جانب املوظف املكلف بانفاذ القوان ‪،‬و املبادئ التوجيهية بشأن دور أعضاء‬
‫النيابة العامة واحملام كما إعتمد املؤمتر املعاهدة النموذجية لتسليم اجملرم ‪،‬و املعاهدة النموذجية‬
‫بشأن نقل االشراف على اجملرم احملكو عليهم بأحكا مشروطة أو املفرج عنهم افراجا مشروطا‬
‫و املعاهدة النموذجية ملنع اجلرائم اليت متس التراث الثقايف للشعوب ‪.‬‬
‫كما اعتمد املؤمتر قرار بشأن الفساد و اجلرمية املنظمة و مكافحتها و األنشربطة اإلجراميربة‬
‫اإلرهابية‪. 1‬‬
‫‪ -2‬املؤمتر التاسع‪:‬‬
‫عقد املؤمتر يف القاهرة من ‪ 27‬ابريل اىل ‪ 8‬ماي سنة ‪ ، 3771‬و قد ناقش املؤمتر خطط‬
‫ملكافحة العصابات و اجلرائم االقتصادية من خالل تدعيم التعاون الدويل و املساعدة التقنية العلمية‬
‫لتعزيز سيادة القانون و كذلك التداب ملكافحة غسل األموال‪.2‬‬
‫‪ -3‬املؤمتر العاشر ‪ :‬عقد املؤمتر يف فينا من ‪30‬اىل نيسان ‪ /‬أبريل من عربا ‪ 2000‬و كربان‬
‫املوضوع احملوري للمؤمتر هو " اجلرمية و العدالة مواجهة حتديات القرن ارادي و العشرين "‪.‬‬
‫و ناقش املؤمتر مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬كيفية تعزيز حكم القانون ‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون الدويل يف مكافحة اجلرمية املنظمة ع الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬منع اجلرمية منعا فعاال ‪.‬‬

‫‪313‬‬ ‫‪ 1‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – مرجع سابق –‬


‫‪313‬‬ ‫‪ 2‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – مرجع سابق –‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -‬اجلناة و الضحايا ‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة الفساد ‪.‬‬
‫‪ -‬اجلرائم املتصلة باراسوب ‪.‬‬
‫‪ -‬إشتراك اجملتمع احمللي يف منع اجلرمية ‪.‬‬
‫‪ -‬املرأة يف نظا العدالة اجلنائية‪. 1‬‬
‫‪ -4‬املؤمتر احلادي عشر ‪:‬عقد مؤمتر األمم املتحدة ارادي عشر ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائيربة يف‬
‫بانكوك خالل الفترة ‪ 21-38‬أفريل سنة ‪, 2001‬و قد ناقش املؤمتر أحوال اجلرمية و العدالربة‬
‫اجلنائية على نطاق العامل‪,‬و التعاون الدويل ملكافحة اإلرهاب و العالقة ب اإلرهرباب و اجلرميربة‬
‫املنظمة‪,‬و التداب الفعالة ملكافحة اجلرمية املنظمة ع الوطنية‪,‬و اجلرائم االقتصادية‪,‬كما ناقش املؤمتر‬
‫الفساد بإعتبار من أهم التهديدات يف القرن ارادي و العشرين‪. 2‬‬
‫‪ -5‬املؤمتر الثاين عشر ‪ :‬عقد املؤمتر بالسلفادور بال ازيل من ‪ 32‬إىل ‪ 37‬مربن أفريربل سربنة‬
‫‪ 2030‬و كسابق املؤمترات كان حتت عنوان أو كمبدأ إعمال األمم املتحدة التوجيهية يف جمال‬
‫منع اجلرمية‪,‬و أن منع اجلرمية هو أول حتمية لتحقيق العدالة وأن حتقيق ذلك يكربون اسربتنادا إىل‬
‫املبادئ الثمانية التالية ‪:‬‬
‫أ – القيادة اركومية على مجيع املستويات إلنشاء إطار مؤسسي ملنع اجلرمية و ارفاظ عليه‪.‬‬
‫ب – إدراج مفهو منع اجلرمية يف سياسات التنمية االجتماعية و االقتصادية‪.‬‬
‫ج – التعاون ب املؤسسات اركومية و اجملتمع املدين و قطاع االعمال ‪.‬‬
‫د –توف التمويل الكايف الطويل األجل لوضع ال امج و ارفاظ عليهربا و تقييمهربا و املسرباءلة‬
‫الواضحة يف استصدا األموال‪.‬‬

‫‪ 1‬تقرير األم العا لألمم املتحدة ‪2001.‬‬


‫‪ 2‬وثائق مؤمتر األمم املتحدة ارادي عشر ملنع اجلرمية ‪2001‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫– العمل القائم على املعرفة ‪ ،‬أي اإلستفادة من جمموعة القرائن املتوفرة يف التصصصات املتعددة‬
‫بشأن مشاكل اجلرمية وأسباهبا‪،‬و من املمارسات اجملربة‪،‬من أجل وضع استراتيجيات منع اجلرمية ‪.‬‬
‫و – إحترا حقوق اإلنسان و سيادة القانون‪،‬و تعزيز ثقافة احترا القانون‪.‬‬
‫ز – دراسة الصالت ب اجلرمية املنظمة ع الوطنية‪.‬‬
‫و جاءت ورقة املؤمتر على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -3‬استدراج عناصر لتنفيذ مبادئ األمم املتحدة التوجيهية ملنع اجلرمية تنفيذا فعاال و ناجحربا و‬
‫ذلك برب‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء هيئة مركزية مكلفة بتنفيذ ال امج الوطنية و تنسيق جهود أجهزة اركم املركزية و‬
‫احمللية و جهود سائر املنظمات‪. 1‬‬
‫‪ -‬إجراء استعراض منتظم لإلستراتيجيات من أجل حتديد اإلحتياجات ارقيقية و املمارسات‬
‫الفضلى ‪ ،‬و موائمة اخلطط الوطنية و احمللية تبعا لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد أدلة إرشادية و اعدد و كتيبات تساعد على نشر املعارف املتعلقة مبنع اجلرمية و على‬
‫تنفيذ اخلطط تنفيذا متسقا‪.‬‬
‫‪ -‬خلق التزا لدى أجهزة اركم الوطنية و احمللية لنجاح برامج منع اجلرمية مع دعم ذلك مبا يكفي‬
‫من املوارد‪.‬‬
‫‪-‬إقامة عالقات تشارك و تعاون مع املنظمات غ اركومية و تشجيع مشاركة عامة الناس يف‬
‫جهود منع اجلرمية‪. 2‬‬
‫و مما سبق ميكن القول أن مؤمترات األمم املتحدة ملنع اجلرمية اليت انعقدت خالل السنوات املاضية‬
‫تعت من أهم آليات التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة و قد حققت الكث من اإلجنربازات يف‬

‫‪ 1‬أوراق عمل مؤمتر األمم املتحدة الثاين عشر ملنع اجلرمية ‪2030‬وثيقة رقم ‪.1‬‬
‫‪ 2‬أوراق عمل مؤمتر األمم املتحدة الثاين عشر ملنع اجلرمية ‪2030‬وثيقة رقم ‪1‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫جمال مكافحة اجلرمية و العدالة اجلنائية من خالل متابعتها لنشاط اجلرمية و آثارها على املسربتوى‬
‫العامل و العمل على اختاذ التداب الرامية جلعل العامل أكثر أمنا و عدالة‪.1‬‬
‫و يف األخ جيب التنويه إىل أن مجعية األمم املتحدة قد أنشأت مايسربمى ب " شرببكة‬
‫املراسل " ‪ ،‬و هي مكونة من املراسل الوطني و املعين من قبل حكومات الدول األعضربرباء‬
‫باال مم املتحدة و مهمتهم تتمثل يف تبادل املعلومات املتعلقة باجلرمية و وسائل مكافحتها مع األمم‬
‫املتحدة ‪ .‬و ميثل املراسلون حلقة وصل مهمة ب تلك الدول و املراكز و املكاتب املتصصصربة يف‬
‫جمال منع اإلجرا باألمم املتحدة‪ .‬و مما الشك فيه أن برنامج األمم املتحدة ملنع اجلرمية و العدالربة‬
‫اجلنائية املشار إليه سابقا و الذي يساهم فيه هذا الكم اهلائل من األجهزة و اللجان و املعاهد التابعة‬
‫و املتعاونة مع األمم املتحدة هو برنامج طموح و يؤدي مهمة نبيلة و فعالة يف مكافحة اجلرمية و يف‬
‫ميدان العدالة اجلنائية كما يعت من الدعائم الرئيسية املهمة يف تعزيز التعاون ا الدويل يف مواجهربة‬
‫‪2.‬‬ ‫اجلرمية بشكل عا و اجلرمية املنظمة على وجه اخلصو‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬جهود منظمة األمم املتحدة اخلاصة بالتعاون الدويل ملواجهة اجلرمية املنظمةة‬
‫عرب الوطنية ‪:‬‬
‫بدأت منظمة األمم املتحدة باالهتما مبكافحة اجلرمية العابرة للدول مربن خربالل مكافحربة‬
‫املصذرات و املؤثرات العقلية بإعتبارها أقد اجلرائم املنظمة ع الوطنية حيث أنشأت عا ‪3712‬‬
‫جلنة املصذرات املكونة من عدد من الدول األعضاء يف األمم املتحدة اليت يتم اختيارها مربن قبربل‬
‫اجمللس االقتصادي و االجتماعي طبقا للتوزيع اجلغرايف و التمثيل املناسب لثالث فئات من الدول ‪:‬‬
‫‪ -‬الدول املنتجة جملموعيت الكوكاي و األفيونات ‪.‬‬
‫‪ -‬الدول املنتجة للمؤثرات العقلية‪.‬‬

‫‪ 1‬أ‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – مرجع سابق – ‪312 ،‬‬


‫‪ - 2‬أ‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – مرجع سابق – ‪311 ،‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -‬الدول املستهلكة للمصذرات و املؤثرات العقلية ‪. 1‬‬
‫و كانت وظيفة اللجنة الرئيسية توجيه السياسة العامة ل نامج األمم املتحدة املعين مبكافحربة‬
‫املصذرات و دعم نشاطه ‪ .‬كما أنشأت األمم املتحدة " اهليئة الدولية ملراقبربة املصربذرات عربا‬
‫‪ 3723‬و تتمثل مهمتها الرئيسية يف السعي إىل قصور زراعة املصذرات و إنتاجها فقط علربى‬
‫الكمية الكافية اليت تتطلبها األغراض الطبية ‪ ،‬كما تسعى إىل منع زراعة املصذرات و انتاجهربا و‬
‫‪2‬‬
‫اإلجتار فيها بطرق غ مشروعة ‪.‬‬
‫و قد توجت جهود األمم املتحدة يف جمال املكافحة املصذرات بإعتبارها جرمية عرب وطنيربة‬
‫يسود خطرها اجملتمع الدويل بأسر ‪.‬بعقد اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة املصربذرات و املربؤثرات‬
‫العقلية عا ‪. 3788‬و اليت تعت ضق منوذجا هاما يف جمال تعزيز التعرباون األمربين الربدويل يف‬
‫مواجهة اجلرمية ع الدولية ‪ ،‬و قد سصرت األمم املتحدة إمكانياهتا لتفعيلها ووضربع أحكامهربا‬
‫موضع التنفيذ من خالل برنامج األمم املتحدة للرقابة على املصذرات الذي أنشأته عا ‪ 3770‬يف‬
‫إطار مكتب األمم املتحدة املعين باملصذرات و اجلرمية التابع لألمانة العامة لألمم املتحدة‪.‬‬
‫و يعت مؤمتر األمم املتحدة الثامن ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية الذي عقد يف "هافانا " بكوبا‬
‫عا ‪ . 3770‬و هو أول مؤمتر يعطي للجرمية املنظمة اهتماما خاصا حيربث تضربمن جربدول‬
‫األعمال موضوعا خاصا عن اجلرمية املنظمة ع الوطنية مبفهومها املعاصر‪.‬‬
‫و قد تبىن ذلك املؤمتر املبادئ التوجيهية اخلاصة بالتعاون الدويل ملواجهة اجلرمية املنظمربة عرب‬
‫الوطنية اليت أعدهتا اإلجتماعات اإلقليمية التحض ية للمؤمتر و اليت ميكن إجيازها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪.871‬‬ ‫‪ - 1‬د ‪ .‬عالء الدين شحاتة ‪ ،‬التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية –ايتراك للنشر و التوزيع القاهرة ‪0222‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.117‬‬ ‫أ ‪ .‬أم فرج يوسف ‪ .‬اجلرمية املنظمة ع الوطنية ‪ .‬دار املطبوعات اجلامعية – اإلسكندرية ‪. 2008 .‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -3‬استحداث ترتيبات جديدة و فعالة لدعم التعاون الدويل ملواجهة األبعاد ع الوطنية للجرميربة‬
‫املنظمة مع اإلهتما بتطوير تبادل املعلومات ب األجهزة املصتصة يف الدول األعضرباء يف األمربم‬
‫املتحدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬مساندة اركومات للجهود اليت تبذهلا الدول و املنظمات الدولية ملكافحة اإلجتار غ املشروع‬
‫يف املصذرات‬
‫‪ -1‬وضع تشريع منوذجي ملصادرة األموال املكتسبة بطرق غ مشروعة ‪.‬‬
‫‪ -1‬استحداث أساليب متطورة و فعالة ملنع دخول رؤوس األموال املتأتية من مصادر غ مشروعة‬
‫إىل األسواق املالية املشروعة ‪.‬‬
‫‪ -1‬العمل على دعم التعاون التقين و تبادل اخل ات و التجارب و تقدمي املساعدة للربدول الربيت‬
‫حيتاجها‪ .‬و تشجيع عقد مؤمترات ألعضاء سلطات و تنفيذ القوان و اإلدعاء و القضاء يف الدول‬
‫‪1‬‬
‫األعضاء يف األمم املتحدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬استصدا التقد التكنولوجي يف جمال مراقبة جوازات السفر و تشجيع اجلهود يف جمال التعرف‬
‫على السيارات و السفن و الطائرات املستعملة يف السرقات و رصدها ‪.‬‬
‫‪ -9‬انشاء و تطوير قواعد بيانات عاملية و إقليمية ووطنية حتتوي على السجالت املتعلقة بانفرباذ‬
‫القوان و اجملرم ‪.‬‬
‫‪ -8‬إعطاء املزيد من االهتما لتبادل املساعدة القضائية خاصة يف جمال تسليم اجملربرم و تنفيربذ‬
‫القوان و مصادرة األموال املكتسبة من اجلرمية ‪.‬‬
‫‪ -7‬االهتما بالبحوث املقارنة املتعلقة باجلرمية املنظمة ‪.‬‬
‫‪ -30‬حث املعاهد اإلقليمية ملنع اجلرمية بإعطاء اجلرمية املنظمة اهتماما أكثر ‪. 2‬‬

‫‪ 1‬وثائق األمم املتحدة الثامن ملنع اجلرمية هافانا‪.‬كوبا ‪28 3770 .‬‬
‫‪ 2‬وثائق مؤمثر األمم املتحدة الثامن ملنع اجلرمية هافانا‪.‬كوبا ‪28 3770 .‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫و شهد عا ‪ 3771‬مرحلة مهمة يف جمال التعاون الدويل ملواجهة اجلرمية املنظمة ع الوطنية ‪،‬‬
‫حيث عقد املؤمتر الوزاري العاملي املعين باجلرمية املنظمة ع الوطنية يف الفتربرة مرباب ‪21-23‬‬
‫نوفم ‪ 3771‬مبدينة نابويل اإليطالية تنفيذ القرار اجمللس اإلقتصربادي و اإلجتمرباعي يف األمربم‬
‫‪1‬‬
‫املتحدة ‪ 27/3771‬ملواجهة أخطار اجلرمية املنظمة ع الوطنية يف العامل ‪.‬‬
‫و قد نتج عن املؤمتر آليات فعالة لتعزيز التعاون األمين الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمربة عرب‬
‫الوطنية وافقت عليها اجلمعية العامة لألمم املتحدة بقرارها ‪ 317/17‬يف ‪ 21‬ديسم ‪3777‬‬
‫و متثلت فيمايلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إعالن نابويل ‪:‬‬
‫تضمن اإلعالن التعب عن إرادة اجملتمع الدويل يف إيالء مكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنيربة‬
‫اهتماما و أولوية قصوى بعد انتشارها و تفاقم أخطارها ‪ .‬و التأكيد على تطوير التعاون الربدويل‬
‫وتوحيد اجلهود ملكافحتها ‪ ،‬و اإلهتما بتقدمي اجملتمع الدويل املساعدة للبلدان النامية و البلدان اليت‬
‫متر اقتصادياهتا مبرحلة حتول جلعل مؤسساهتا و أنظمتها أكثر قدرة على مواجهة اجلرمية املنظمة من‬
‫خالل تنفيذ املبادئ و التوصيات الدولية يف هذا اجملال‪ ،‬كما ع اإلعالن عن رغبة اجملتمع الدويل‬
‫والتنسيق على املستوى األجهزة املتصصصة ب الدول يف هذا اجملال ‪.2‬‬
‫ب – خطة العمل العاملية ملكافحة اجلرمية املنظمة الدولية ‪:‬‬
‫تضمنت اخلطة عددا من البنود العلمية اهلامة اليت تستهدف توحيد و تنسيق اجلهود ب الدول يف‬
‫جمال مكافحة اجلرمية املنظمة الدولية أمهها مايلي ‪:‬‬
‫اجراء املنظمات دراسات عن واقع اجلرمية املنظمة الدولية و خصائصها و آثارها و تطويرها‬ ‫‪-3‬‬
‫والعمل على تبادل هذ الدراسات فيما ب الدول لإلستفادة منها ‪.‬‬

‫‪310‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ 1‬أ‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – مرجع سابق –‬


‫‪313‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ 2‬أ‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – مرجع سابق –‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫تطوير أجهزة و أنظمة العدالة اجلنائية هبدف حتس اآلداء يف جمال مالحقة و ضبط اجملرم‬ ‫‪-2‬‬
‫ع اردود الدولية ‪.‬‬
‫التوسع يف جترمي األفعال الداعمة للجرمية املنظمة مثل اإلتفاق اجلنائي على تشكيل عصربابة‬ ‫‪-1‬‬
‫أو إدارة أو جمرد اإلنضما إليها ‪.‬‬
‫تطوير عملية حفظ املعلومات املتعلقة بالعصابات اإلجرامية و أنشطتها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تشجيع األجهزة األمنية املصتصة يف الدول على تعي ضباط اتصال لتسي عمليات تبادل‬ ‫‪-1‬‬
‫املعلومات و إنشاء فرق عمل مشتركة قادرة على كشف مجاعات اجلرمية املنظمة ‪.‬‬
‫قيا األمم املتحدة بدورها يف جمال توف الدعم التقين و اخل ات الفنية و تدريب أجهربزة‬ ‫‪-2‬‬
‫العدالة اجلنائية يف الدول ‪ .‬و صياغة مناذج عملية للقوان املوضوعية و اإلجرائية املتعلقة باجلرميربة‬
‫املنظمة الدولية تستهدي هبا الدول عند تعديل تشريعاهتا لتتناسب مع متطلبات مكافحربة اجلرميربة‬
‫‪1‬‬
‫املنظمة ‪.‬‬
‫قيا الدول بتنفيذ التوصيات الدولية ملراقبة و مكافحة عمليات غسل األموال و التعرباون‬ ‫‪-9‬‬
‫فيما بينها يف هذا اجملال‪.‬‬
‫و قد تواصلت جهود األمم املتحدة يف جمال تعزيز التعاون الدويل من خالل مؤمتر األمربم‬
‫املتحدة التاسع ملنع اجلرمية و معاملة اجملرم الذي عقد عا ‪ 3771‬يف القاهرة و الذي ركز على‬
‫اإلجراءات املتعلقة مبكافحة اجلرمية املنظمة ع الوطنية و كان من أهم توصيات املؤمتر يف جمربال‬
‫التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة ‪:‬‬
‫‪ -3‬حث الدول األعضاء يف األمم املتحدة على إقامة التعاون الدويل و تعزيز ملكافحربة اجلرميربة‬
‫املنظمة الدولية‪.‬‬
‫‪ -2‬تسي التحقيقات اجلنائية يف اجلرمية املنظمة ع اردود الوطنية‪.‬‬

‫‪ - 8‬وثائق املؤمتر الوزاري العاملي املعين باجلرمية املنظمة ع الوطنية ‪. 8111‬وثيقة رقم ‪.8‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪-1‬اإلهتما بالتبادل املعلوماتى عن اخل ات و التجارب الوطنية يف جمال مكافحة اجلرمية املنظمربة‬
‫ع الوطنية‪.‬‬
‫‪ -1‬وضع التشريعات املناسبة ملكافحة سرقة السيارات و اإلجتار هبا على املستوى الدويل‪. 1‬‬
‫كما يعت إعالن فيينا الذي صدر عن املؤمتر األمم املتحدة العاشر ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية‬
‫يف فيينا يف الفترة من ‪30‬إىل ‪ 39‬أفريل سنة ‪ 2000‬خطوة مهمة خطتها األمم املتحربدة وربو‬
‫تطوير و تفعيل مكافحة اجلرمية املنظمة ع الوطنية حيث أعربت الدول يف اإلعالن عن قلقها إزاء‬
‫اجلرمية املنظمة ع الوطنية و اإلرتباطات ب خمتلف أشكاهلا‪. 2‬‬
‫وقد وضعت جلنة منع اجلرمية و العدالة اجلنائية خطط عمل لتنفيذ إعالن فيينا يف الفترة من عا‬
‫‪ 2003‬إىل عا ‪ 2001‬وهي خطط عمل متثل األساس الذي جيب أن تلتربز بربه الربدول و‬
‫املنظمات يف مكافحة اجلرمية إلتزاما بقوى التعاون األمين الدويل‪,‬و تشمل خطط وطنية و إجراءات‬
‫دولية ملكافحة اجلرمية املنظمة ع الوطنية ‪ ،‬وجرائم أخرى ذات صلة هبا مثل جرائم الفسرباد و‬
‫و هتريب املهاجرين ‪ .‬وصنع األسلحة النارية و مكوناهتا و االجتار هبا بصربورة‬ ‫اإلجتار باألشصا‬
‫غ شرعية‪,‬و جرائم غسل األموال‪. 3‬‬
‫و قد توجهت منظمة األمم املتحدة و الدول األعضاء فيها بالتوصل إىل إتفاقية األمم املتحدة‬
‫ملكافحة اجلرمية املنظمة ع الوطنية بعد جهد كب بذلته اللجنة اركومية الدولية الربيت إعتمربدهتا‬
‫اجلمعية العامة لألمم املتحدة عا ‪ 3778‬بغرض اتفاقية دولية شاملة ملكافحة اجلرمية املنظمربة و‬
‫بروتوكوالت دولية للتصدي الجتار النساء و األطفال و هتريب املهاجرين و مكافحة صنع األسلحة‬
‫النارية و االجتار غ املشروع هبا و كان من أهم الصعوبات اليت واجهت اللجنة املشربار إليهربا‬

‫‪ - 1‬وثائق األمم املتحدة التاسع ملنع اجلرمية – القاهرة – ‪ -8112‬التقرير اخلتامي‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪.311‬‬ ‫‪ -‬أ‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – مرجع سابق –‬
‫‪3‬‬
‫‪.18‬‬ ‫‪ -‬د‪ .‬حممد فاروق النبهان –مكافحة اإلجرا املنظم – دار النشر باملركز العريب للدراسات األمنية و التدريب ‪-‬الرياض – بدون سنة ‪-‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫اختالف وجهات النظر الدول حول تعريف اجلرمية املنظمة و صيغة ع الوطنيربة إال أن اللجنربة‬
‫استطاعت من خالل دوراهتا الثمان اليت عقدت يف الفترة من ‪ 37‬يناير إىل يونيو ‪ 2000‬التغلب‬
‫على تلك الصعوبات و التوصل إىل اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة اجلرمية املنظمة الدوليربة الربيت‬
‫اعتمدت و عرضت للتوقيع و التصديق و اإلنضما مبوجب قرار اجلمعية العامة لألمم املتحدة رقم‬
‫‪ 21/11‬الدورة اخلامسة و اخلمسون املؤرخ يف ‪ 31‬نوفم ‪ .2000‬كما توصلت األمم املتحدة‬
‫إىل بروتوكوالت ثالثة مكملة لإلتفاقيات و هي ‪:‬‬
‫‪ -‬بروتوكول مكافحة هتريب املهاجرين عن طريق ال و البحر و اجلو‪.‬‬
‫و خباصة النساء و األطفال‪.‬‬ ‫‪ -‬بروتوكول منع و معاقبة االجتار باألشصا‬
‫‪ -‬بروتوكول مكافحة صنع األسلحة النارية وأجزائها ومكوناهتا والذخائر و اإلجتار هبا بطرق غ‬
‫‪1‬‬
‫مشروعة ‪.‬‬
‫و يف مؤمتر األمم املتحدة ارادي عشر ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية الذي انعقد يف بانكوك‬
‫يف الفترة من ‪38‬إىل ‪ 21‬أبريل ‪ 2001‬قدمت األمم املتحدة تصورا مباشرا و مركزا عن واقع و‬
‫اجتاهات و تطور اجلرمية املنظمة ع الوطنية‪،‬و أوضحت ما أكد تقرير الفريق الرفيربع املسربتوى‬
‫املعين بالتهديدات و التحديات و التغي على أمهية رد األمم املتحدة بصورة عاجلة علربى حتربدي‬
‫اجلرمية املنظمة ع الوطنية بإعتبارها واحدة من جمموعة التهديدات اليت يتع على الدول أن هتتم‬
‫هبا اآلن و يف العقود القادمة كما شدد املؤمتر على تقدمي املساعدة إىل الدول يف جمال بناء القدرات‬
‫‪2‬‬
‫تسي ا لتنفيذ اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة اجلرمية املنظمة ع الوطنية و ال توكوالت امللحقة هبا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪311‬‬ ‫أ‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – مرجع سابق –‬
‫‪311‬‬ ‫‪ 2‬أ‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين – مرجع سابق –‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫ومن أهم توصيات املؤمتر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -3‬ينبغي للدول األعضاء أن تصدق على اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة اجلرمية املنظمربة عرب‬
‫الوطنية وال وتوكوالت امللحقة هبا و أن تعيد النظر يف تشريعاهتا بغية تنفيذ تلك الصكوك ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ينبغي للدول تعزيز مهارات و قدرات أجهزة العدالة اجلنائية املسئولة عن مكافحة اجلرمية‬
‫‪1‬‬
‫املنظمة ع الوطنية ‪.‬‬
‫‪ -1‬ينبغي لألمم املتحدة أن تواصل تقدمي املساعدة التقنية للدول األعضاء عند الطلب مبربا فيهربا‬
‫الدول اخلارجة من الصراعات أو املارة مبرحلة إنتقالية سياسية‪. 2‬‬
‫و يف مؤمتر األمم املتحدة الثاين عشر ملنع اجلرمية و العدالة اجلنائية الذي انعقد يف السربلفادور‬
‫بال ازيل بتاريخ من ‪ 32‬إىل ‪ 37‬أبريل ‪2030‬مت كعادة املؤمتر استدراج األعمربال السربابقة يف‬
‫مكافحة اجلرمية املنظمة و تبيان أهم ما توصلت إليه أجهزة األمم املتحدة و الربدول األعضرباء يف‬
‫تنفيذ املبادئ التوجيهية ملنع اجلرمية مبا يف ذلك اإلختالف يف الدول مربن حيربث تطبيربق هربذ‬
‫التوجهات على املستوى الوطين ‪ ،‬و قد خرج املؤمتر بنوع من التوصيات ‪:‬‬
‫أ – توصيات إىل األمم املتحدة و املنظمات الدولية األخرى‪:‬‬
‫ينبغي أن يبقى منع اجلرمية هدفا تتزايد أمهيته من األهداف السياسية اجلنائية لألمم املتحربدة‪،‬‬
‫والسيما يف سياق املساعدة القانونية الرامية إىل بسط سيادة القانون و املقدمة يف جماالت التنميربة‬
‫العامة اإلجتماعية و االقتصادية و ينبغي السعي يف إطار هذا اهلدف إىل تعزيز االندماج االجتماعي‬
‫و توسيع نطاقه على وو يشمل الشباب اجلاو و مرتكيب اجلرائم من البالغ ‪ ،‬مبا يف ذلك إعادة‬
‫إدماج السجناء السابق يف صميم ارياة اإلجتماعية ‪.‬‬

‫‪ 1‬وثائق مؤمتر األمم املتحدة ارادي عشر ملنع اجلرمية ‪2001‬بانكوك – وثيقة ‪21‬‬
‫‪ - 2‬وثائق مؤمتر األمم املتحدة ارادي عشر ملنع اجلرمية ‪2001‬بانكوك – وثيقة ‪29‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫ينبغي للمجتمع الدويل أن يعزز الدراسات و يتابعها‪,‬و أن يشجع مشاريع املسرباعدة التقنيربة‬
‫الرامية إىل تناول الصالت ب اجلرمية املنظمة و اجلرمية احمللية ‪ ،‬بغية ادراج تداب منع اجلرميربة يف‬
‫حلول تكفل تذليل هذ املشكلة ‪.1‬‬
‫ينبغي لألمم املتحدة و املنظمات الدولية و اإلقليمية األخرى العاملة يف جمال منربع اجلرميربة و‬
‫العدالة اجلنائية أن تنشر على نطاق أوسع مبادئ األمم املتحدة التوجيهية ملنربع اجلرمية و الوثربائق‬
‫ذات الصلة‪ ,‬و السيما يف اجلربامعات و معاهد التدريب لتعزيز االعتراف هبربا و اسربتصدامها و‬
‫تطبيقا ‪.2‬‬
‫ينبغي جلميع هذ الكيانات أيضا أن تيسر التدريب املناسب للممارس يف جمال ختطيط برامج‬
‫منع اجلرمية و تنفيذها و تقسيمها‪ .‬و ينبغي أن حيضى التدريب يف جمال منع اجلرمية الذي يراعربي‬
‫عوامل جغرافية‪،‬و اجتماعية و اقتصادية معينة لتنفيذ أنشطة وقائية يف سياقات حملية بالتشجيع على‬
‫كل من املستوى األقاليمي و اإلقليمي و الداخلي من خالل توف التدريب التقليدي و تكنولوجيا‬
‫املعرض لإليذاء‪.‬‬ ‫املعلومات ارديثة‪،‬مع التركيز العلمي الدائم على اجملتمعات احمللية و األشصا‬
‫ب – توصيات إىل احلكومات الوطنية‪:‬‬
‫‪ -‬ينبغي للحكومات تنفيذ تداب منع اجلرمية قيادة حازمة و قد تتطلب تداب منع اجلرميربة‬
‫املشتركة ب القطاعات تغي ات كب ة يف مواقف صناع السياسات و املمارسرب و تغرب ات يف‬
‫اهلياكل التنظيمية و جماالت التعاون ‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي أال يعت منع اجلرمية مسألة إنفاذ القانون و عدالة جنائية فحسب ‪ ،‬فمن احملتمربل أن‬
‫يكون ألي سياسة تؤثر على نوعية حياة املوظف والسيما األسر و األطفال و اليافع وقع علربى‬
‫منع اجلرمية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وثائق مؤمتر األمم املتحدة الثاين عشر ملنع اجلرمية ‪ 2030‬السلفادور وثيقة ‪.21‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬وثائق مؤمتر األمم املتحدة الثاين عشر ملنع اجلرمية ‪ 2030‬السلفادور وثيقة ‪.21‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -‬تتطلب االستراتيجيات الفعالة ملنع اجلرمية بيانات اساسية وجودة عالية يف التصطيط و التنفيذ‬
‫و التقييم‪،‬بالنظر اىل أن املوارد الالزمة للوفاء هبذ املعاي قد ال تكربون متربوفرة دائمربا فينبغربي‬
‫للحكومات ‪ ،‬و السيما يف الدول النامية أن تسعى سعيا حثيثا إىل ارصول على ما يوفر العديربد‬
‫من املنظمات و فرادى الدول األعضاء من مساعدة تقنية على صربعيد املشربورة و التربدريب و‬
‫التمويل ‪.1‬‬
‫‪-‬و يف الوقت نفسه ينبغي أن تكون الدول األعضاء مستعدة لتبادل خ اهتا املتعلقة باستراتيجياهتا‬
‫اخلاصة مبنع اجلرمية و قد يكون توف التدريب و بناء القدرات ضروري على الصربعيد الربوطين‬
‫لكفالة توفر موظف كفوئ ووضع هنوج ملنع اجلرمية تناسب الظروف اخلاصة لكل بلد‪.‬‬
‫‪-‬إن منع اجلرمية جهد يبذل عادة على املدى الطويل‪,‬و إذا مل توفر األموال لفترة زمنية كافية فقد‬
‫تصبح هباءا منثورا ‪ .‬و لكن ينبغي أن يقترن التمويل الطويل األجل مبساءلة حقيقية عن اسربتصدا‬
‫املوارد و بتقييم للنتائج ‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وثائق مؤمتر األمم املتحدة الثاين عشر ملنع اجلرمية ‪ 2030‬السلفادور وثيقة ‪22 . 21‬‬
‫‪2‬‬
‫وثائق مؤمتر األمم املتحدة الثاين عشر ملنع اجلرمية ‪ 2030‬السلفادور وثيقة ‪22‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬املنظمة الدولية للشرطة اجلنائية " األنتربول "كآلية ملكافحة اجلرمية املنظمة‬
‫بعد بداية احلرب العاملية األوىل أي سنة ‪ 9191‬حاول الكولونيل "فان هوتني " اهلولنددي‬
‫إحياء فكرة التعاون الدويل يف اجال الررةة انجنايية الدولية ن ةري تكيي الررةة اهلولندية ‪ ،‬مث‬
‫انعقاد مؤمتر فيينا يف ‪ 7-3‬جوييية ‪ 9193‬هلذا الغرض بدنوى م املدير العام ليررةة يف فييندا‬
‫الذي ضم مندويب ‪ 7‬دول و الذي استقر ن هذا املؤمتر إنراء اليجنة الدولية ليررةة انجناييدة و‬
‫اليت كان مقرها فيينا و أهدافها العمل و التنسي يف اجال مكافحة انجرمية برىت أنوانها خاصة منها‬
‫اليت كانت تتص بنوع م التنظيم‪. 1‬‬
‫تأسيس املنظمة الدولية للشرطة اجلنائية ‪: Interpol‬‬
‫تأسيس املنظمة الدولية ليررةة انجنايية هبذه التسمية يف مؤمتر نقد مابني الفترة مد ‪ 6‬إىل ‪1‬‬
‫جوان ‪ 9196‬بربوكسل بيجيكا بدنوى " لوفاج" املفتش العام ليررةة البيجيكية و حضر املؤمتر‬
‫ممثل ن ‪ 97‬دولة ‪ ،‬وكان م نتايج املؤمتر إحياء اليجنة الدولية ليررةة انجنايية اليت كان مقرها‬
‫في ينا و كذا نقيها إىل باريس و شكيت هلا نجنة تنفيذية متكونة م ممثيي مخسدة أنضداء مد‬
‫احلاضري يف املؤمتر برياسة " لوفاج " و منذ ذلك التاريخ أصبح يطي نييها تسمية املنظمة الدولية‬
‫ليررةة انجنايية بدال م اليجنة الدولية ليررةة انجنايية ‪ ،‬و أصبح مقرها باريس بعدما كدان يف‬
‫فيينا‪.2‬‬
‫مث قامت انجمعية العامة ليمنظمة الدولية ليررةة انجنايية بعقد دوراهتا ‪ 92‬بفيينا بني ‪ 7‬إىل ‪93‬‬
‫جوييية ‪ 9126‬واليت م خالله مت انتماد دستور املنظمة الدولية ليررةة انجناييدة و بررسدال‬
‫دستور هذه املنظمة إىل وزراء خارجية الدول األنضاء م أجل إبداء انتراضهم يف خالل ‪ 6‬أشهر‬

‫‪ 1‬أ ‪ .‬نبد النيب مصطفى – مداخية بعنوان ماهية منظمة األنتروبول كآلية ملكافحة انجرمية املنظمة – امليتقى الوةين الثالث حول انجرمية املنظمة و سياسة مكافحتها بانجزاير ‪.‬‬
‫األغواط ‪ – 9002 .‬ص ‪.903‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬حممد نيي جعفر – مكافحة انجرمية – املؤسسة انجامعية لنرر و الطبانة و التوزيع لبنان ‪ ،9126‬ص ‪. 992‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫إال أنه مل حتدث أي م االنتراضات آنذاك حول دستور املنظمة حبيث أصبح نافذا بعد انقضداء‬
‫الفترة احملددة ليطع مبوجب املادة ‪ 20‬منه و الذي أصبح يعرف اآلن مبيثاق املنظمدة و أخدذت‬
‫مدينة" ليون " مقرها و تضم حاليا ‪ 977‬دولة ‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬البناء التنظيمي لألنتروبول ووسائلها يف حتقيق التعاون الشرطي الدويل ‪:‬‬
‫سنتناول يف هذا املطيب كل ما خيتص م جانب تنظيمي لألنتروبدول و أجهزهتدا و إدارهتدا‬
‫باإلضافة إىل وسايل نميها يف حتقي التعاون الررةي ‪.‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬البناء التنظيمي للمنظمة ‪:‬‬
‫حيدد ميثاق املنظمة الدولية ليررةة انجنايية البناء التنظيمي هلا نيى النحو التايل ‪:‬‬
‫‪ -1‬اجلمعية العامة‪:‬‬
‫و هي السيطة العييا يف املنظمة و تتكون م ممثيي الدول األنضاء ‪ ,‬و جتتمع مرة كل‬
‫نام كما ميك نقد دورات استثنايية مبوافقة الدول األنضاء أو بطيب م اليجنة التنفيذية‪.‬‬
‫و ختتص انجمعية العامة بتحديد السياسة العامة ليمنظمة و إصدار القرارات املتعيقة باملسايل الديت‬
‫ختتص باملنظمة مبعانجتها‪ .‬و تتخذ انجمعية قراراهتا و توصياهتا باألغيبية البسيطة ال صوت الددول‬
‫األنضاء إال يف حاالت استثنايية ينص نييها ميثاق املنظمة ‪.1‬‬
‫‪ -2‬اللجنة التنفيذية‪:‬‬
‫تتكون اليجنة م ‪ 93‬نضوا و هم رييس املنظمة و ثالثة نواب ليرييس و تسعة أنضداء مت‬
‫اختيارهم م الدول األنضاء‪,‬و يتم انتخاب الرييس ملدة ‪ 9‬سنوات و النواب و األنضاء ملددم ‪3‬‬
‫سنوات و ختتص اليجنة باإلشراف نيى تنفيذ قرارات انجمعية العامدة‪,‬و لإلشدراف نيدى إدارة‬
‫شؤون املنظمة‪ ,‬و إنداد جدول أنمال انجمعية العامة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين – مرجع ساب – ص ‪996‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -3‬األمانة العامة ‪:‬‬
‫تتكون األمانة العامة م األمني العام و اإلدارات الدايمة ليمنظمة وم أمهها ‪:‬‬
‫أ – إدارة التنسيق الشرطي ‪ :‬و تضم شعبة مكافحة اإلجرام العام ( جدرايم االنتدداء نيدى‬
‫األشخاص واألموال ‪ ،‬شعبة مكافحة االجتار غري املرروع باملخدرات ‪ ،‬شعبة اإلجرام االقتصادي‬
‫و املايل واالستخبار انجنايي )‪.‬‬
‫ب – إدارة القضايا القانونية‪ :‬و ختتص هذه اإلدارة بتقدمي اخلربة القانونية يف مجيع اجاالت التعاون‬
‫األمين وصياغة األنظمة و اليوايح و توصيات و قرارات وحدات املنظمة و إصدار اجملية الدوليدة‬
‫ليررةة انجنايية ومجع املعيومات املتعيقة باإلجرام الدويل و حتيييها و نررها‪.‬‬
‫ج – إدارة الدعم التقين ‪ :‬و تضم هذه اإلدارة شعبة االتصاالت و شعبة احلاسب اآليل و فدرع‬
‫التقصي اآليل ‪ ،‬و شعبة املضبوةات و شعبة البحث و التطوير ‪.‬‬
‫د – املكاتب الوطنية ‪ :‬و هي املكاتب اليت يتم إنرايها يف الدول األنضاء لتكون حيقة وصل بني‬
‫األجهزة الررةية يف الدولة و بني املكاتب الوةنية املماثية يف الدول األخرى و بينها و بني األمانة‬
‫العامة لألنتروبول م ناحية أخرى ‪.1‬‬
‫‪ -‬اللجنة الدائمة لتكنولوجيا املعلومات ‪:‬‬
‫اليجنة م ندد م الفنيني و م رؤساء احملطات اإلقييمية وم ممثيي ندد م املكاتدب‬ ‫تتأل‬
‫املركزية الوةنية و جتتمع مرتني كل سنة و تقدم املرورة الفنية فيما يتعيد باسدتخدام املنظمدة‬
‫ليوسايل التكنولوجية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين – مرجع ساب – ص ‪996‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -‬املستشارين‪:‬‬
‫تستعني املنظمة بعدد م املستراري ذوي اخلربة العاملية تعينهم اليجنة التنفيذية لدراسة مسدايل‬
‫خاصة وحمددة تتعي بعمل املنظمة‪ ,‬و مدة واليتهم ثالث سنوات‪. 1‬‬
‫‪ - .‬مالية املنظمة ‪:‬‬
‫تتكون مالية املنظمة م املسامهات السنوية اليت تدفعها الدول األنضاء و يعترب األمدني العدام‬
‫ليمنظمة هو املسؤول ن تنفيذ ميزانية املنظمة أمام انجمعية العامة ‪.2‬‬
‫‪ -‬وظائف املنظمة ‪:‬‬
‫تقوم املنظمة بدور هام يف اجال تبادل املعيومات و تسييم اجملرمني و تعقبهم و التنسدي بدني‬
‫املكاتب الوةنية يف هذا اجملال‪ .‬وليمنظمة نراط هام و فعال يف مكافحة اإلجرام الدويل و خاصدة‬
‫ما يتعي بتهريب و إنتاج املخدرات واإلجرام املنظم‪ .‬كما تتعاون املنظمة مع العديد م انجهدات‬
‫الدولية يف اجال منع انجرمية مثل نجنة املخدرات و اهليئة الدولية ملراقبة املخدرات يف األمم املتحدة‪.3‬‬
‫و يرتكز نمل نراةات املكاتب الوةنية ليمنظمة يف الدول األنضاء نيى إجابة الطيبدات‬
‫اليت تريد األمانة العامة ليمنظمة أوم املكاتب الوةنية املماثية يف الدول و ذلك فيما يتعي مبسايل‬
‫التعاون الدويل يف اجال تقفي اجملرمني الفاري و تبادل املعيومات حيال أماك تواجدهم و القبض‬
‫نييهم ‪ .‬و إحالة الطيبات املتعيقة باإلجراءات الررةية إىل أجهزة الررةة الوةنية لتنفيذها وفد‬
‫األنظمة املتبعة ‪,‬كما يتوىل املكتب الوةين ليمنظمة إحالة ميفات ةيبات االسترياد الديت تعددها‬
‫األجهزة األمنية داخل الدولة إىل املكاتب الوةنية املماثية يف الدول األخرى باإلضافة إىل إجراءات‬
‫وةيبات تعاون دويل ترد م األجهزة األمنية الداخيية خبصوص قضايا و جرايم منظورة لديها ‪.‬‬

‫‪ 1‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين – مرجع ساب – ص ‪996‬‬


‫‪ 2‬موقع منظمة الررةة انجنايية الدولية نيى االنترنيت ‪www.interpol.com‬‬
‫‪ 3‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين – مرجع ساب – ص ‪992‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫كما تتوىل املكاتب الوةنية إنداد ةيبات أو تعميمات البحث الدولية مبوجب نرراهتا اخلاصة ن‬
‫املطيوبني و املسروقات وفقا ملا يريد م األجهزة األمنية الداخيية‪. 1‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬وسائل األنتربول يف حتقيق التعاون الشرطي الدويل ‪:‬‬
‫متارس املنظمة الدولية ليررةة انجنايية نميها يف حتقي التعاون الررةي الدويل م خدالل‬
‫وسايل و ةرق نديدة تتمثل فيما ييي‪:‬‬
‫‪ -1‬شبكة االتصاالت‪:‬‬
‫ترتبط معظم الدول األنضاء يف املنظمة شبكة االتصاالت الررةية املستقية اخلاصة باملنظمة‬
‫و املكونة م احملطة املركزية يف فرنسا وم احملطات اإلقييمية املوزنة نيى قارات العامل‪.‬‬
‫‪ -2‬شبكة املعلومات اجلديدة ( ‪: )× 400‬‬
‫و تعرف شبكة املعيومات ‪ × 400‬بنظام االتصاالت الكومبيوتري و هو نبارة ن شدبكة‬
‫ننكبوتيه " انترنت "خاصة باملنظمة‪ .‬يتم م خالهلا تبادل املعيومات بني املكتبدات الوةنيدة يف‬
‫الدول األنضاء م ناحية و بني املنظمات و تيك املكاتب م ناحية أخرى‪ ,‬و ترمل املعيومات و‬
‫الصور الفوتوغرافية و صحاي البصمات و البيانات املكتوبة ‪.9‬‬
‫‪ -3‬االستخبار اجلنائي ‪:‬‬
‫هو نبارة ن العمل الذي تقوم به إدارة التنسي الررةي أو قسم الررةة يف املنظمدة‪,‬و‬
‫الذي يتمثل يف حتييل املعيومات اليت يتم مجعها م اجملرمني و انجرايم‪,‬وم مث توزيعها نيى املكاتب‬
‫الوةنية يف الدول األنضاء و حفظها يف كومبيوتر املنظمة ليرجوع إليها نند الربط بني املعيومات‬
‫واحلوادث اإلجرامية اليت حتدث يف الدول‪.‬‬

‫‪ - 1‬أ‪ .‬نزيز ب أسامة ‪ .‬انجرمية املنظمة ‪ .‬حبث منرور يف االنترنيت يف موقع ‪ :‬منتدى القانون‬

‫‪ -9‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين – مرجع ساب – ص‪991‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫و ترتمل املعيومات اليت يتم حفظها م قبل شعبة االستخبار انجنايي نيدى سدجالت‬
‫كمبيوتر مصنفة باألمساء احمليية أو املستعارة لألشخاص ‪ ،‬و أنواع انجرايم و أسداليبها و أمداك‬
‫ارتكاهبا‪,‬و األشياء املسروقة أو املفقودة اليت جيري البحث ننها كما ترمل املعيومات اسدتمارات‬
‫البصمات اخلاصة باجملرمني الدوليني و البصمات املرفونة م أماك ارتكاب انجرايم ‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫‪1‬‬
‫صور اجملرمني الدوليني املطيوبني و أرباب السواب اإلجرامية الدولية ‪.‬‬
‫‪ -4‬النشرات الدولية‪:‬‬
‫متثل النررات الدولية وسيية مهمة ليمنظمة يف اجال البحث و التحري ند األشدخاص و‬
‫األشياء املطيوب البحث ننها هبدف العثور نييها و ضبطها و تسييمها ليجهات األمنية يف الدول‬
‫اليت تصدر هذه النررات م خالل مكاتبها الوةنية و تتنوع النررات الدولية حبسب تنوع أسباب‬
‫إصدارها كما ييي ‪:‬‬
‫‪ -‬النشرات احلمراء‪:‬‬
‫و هي النررات اليت تتضم ةيب توقي شخص متهيدا لتسييمه ليمكتب الوةين الذي يصددرها‬
‫باإلضافة إىل كل املعيومات املتعيقة بانجرمية املنسوبة إليه ‪.‬‬
‫‪ -‬النشرات الزرقاء‪:‬‬
‫و تتضم ةيب املعيومات و حتريات ن شخص معني ‪ ,‬مثل مكان تواجده أو سابقه ‪.‬‬
‫‪ -‬النشرات اخلضراء ‪:‬‬
‫و تتضم معيومات حتذيرية ن اجرم حمترف ميارس نراةه اإلجرامي متنقال بني الدول‪. 2‬‬

‫‪ 1‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين – مرجع ساب – ص‪920-991‬‬


‫‪ 2‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين – مرجع ساب – ص‪929‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫النشرات الصفراء‪ :‬و تتضم ةيبات حبث ن مفقودي أو معرفة معيومدات ند أشدخاص‬
‫ناجزي ن حتديد هويتهم‪.‬‬
‫‪ -‬النشرات السوداء‪:‬‬
‫وتتضم معيومات تتعي بأوصاف انجثث اجملهولة اهلوية بقصد التعرف نييها‪.‬‬
‫‪ -‬نشرات األشياء املسروقة ‪:‬‬
‫و تتضم أوصاف األشياء املسروقة املطيوب البحث ننها‪.‬‬
‫‪ -‬نشرات األساليب اإلجرامية ‪:‬‬
‫و هي نررات خاصة يتم توزيعها نيى املكاتب الوةنية يف الدول األنضاء تتضم تفاصيل ند‬
‫األساليب اإلجرامية انجديدة يف ارتكاب جرايم معينة هبدف أخذ احليطة و احلذر و اكتراف مدا‬
‫يقع منها يف الوقت املناسب‪.‬‬
‫‪ -5‬التعاميم و التقارير ‪:‬‬
‫تصدر األمانة العامة ليمنظمة بني فترة و أخرى تعاميم و تقارير تتضم معيومات كثرية تتعي‬
‫بانجرايم اليت تقع وبعض فئات اجملرمني يف الدول و ذلك هبدف االستفادة منها يف الوقايدة مد‬
‫انجرمية و احلد م وقونها يف خمتي الدول ‪.‬‬
‫‪ -6‬كتيبات تيسري التعرف على اهلوية ‪:‬‬
‫أصدرت "األنتروبول " ندد م الكتيبات اليت حتتوي نيى معيومات تساند يف التعرف نيدى‬
‫هوية األشخاص املطيوبني أو األدوات املستخدمة يف انجرايم منها ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬كتيب ن ةريقة التعبري باألرقام يف كتابة األمساء الصينية‪.‬‬
‫‪ -‬كتيب حيتوي نيى معيومات برأن لوحات السيارات يف خمتي البيدان و صورها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين – مرجع ساب – ص ‪929‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -‬كتيبات حول مواصفات ذخاير األسيحة و مصادر صنانتها‪.‬‬
‫‪ – 7‬تدريب موظفي الشرطة‪:‬‬
‫يساند " االنتربول " يف تدريب العاميني يف مكافحة انجرمية يف خمتي الدول األنضاء ‪ ,‬و مد‬
‫خالل نقد الندوات املتخصصة يف الدول ‪ ,‬و إنتاج الوسايل و األفالم التعييمية يف اجال مكافحدة‬
‫العمالت ‪ ,‬و جرايم األخدرى ذات الطدابع‬ ‫جرايم االجتار غري املرروع باملخدرات ‪ ,‬و تزيي‬
‫‪1‬‬
‫الدويل‪.‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬دور االنتربول من خالل أقسامها املتخصصة يف مكافحة اجلرمية املنظمة وأهمم‬
‫جهودها‬
‫يتجسد الدور األمين العميي ليمنظمة الدولية ليررةة انجنايية ملكافحة انجرمية املنظمدة مد‬
‫خالل أجهزهتا حسب نص املادة ‪ 2‬م ميثاق األنتربول سواء تعيد األمدر بانجمعيدة العامدة‬
‫املتخصصة أو بوضع السياسة العامة ليمنظمة و ترجيع املعرفة املتبادلة اليت تساهم يف منع انجرميدة‬
‫املنظمة و اليجنة التنفيذية املختصة بتنفيذ قرارات انجمعية العامة و السكرتارية العامة اليت تتكدون‬
‫م األمني العام و اإلدارات الدايمة التابعة لألمانة العامة اليت تتكون م أربعة أقسام متخصصدة ‪.‬‬
‫إضافة ليجنة الرقابة الداخيية نيى حمفوظات األنتربول الداخيية و املسترارون وصوال ليمكاتدب‬
‫املركزية الوةنية يف اقييم كل دولة حتقيقا لفانيية التعاون األمين الدويل بالتنسي مع اليجنة الدايمة‬
‫لتكنولوجيا املعيومات اليت تقدم املرورة الفنية يف استخدام التكنولوجيا احلديثة‪ .‬و األجهزة السالفة‬
‫الذكر تركل التنظيم اهليكيي ملنظمة االنتربول أما مسألة مكافحة انجرمية املنظمة نيدى الصدعيد‬
‫العميي ليمنظمة يكون نيى مستوى األجهزة املخصصة لذلك كال حسب اختصاصه‪. 2‬‬

‫– مصر‪،‬بدون سنة نرر‪،‬ص ‪92‬‬ ‫‪ 1‬حممد منصور الصاوي – أحكام القانون الدويل‪:‬مكافحة انجرايم ذات الطبيعة الدولية – دار املطبونات انجامعية‬
‫موقع منظمة الررةة انجنايية الدولية نيى االنترنيت ‪www.interpol.com‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫الفرع األول‪ :‬مكافحة اجلرمية املنظمة حسب اختصاص أجهزهتا‪:‬‬
‫سوف يتم التطرق م خالل هذا انجزء إىل مكافحة انجرمية املنظمة منت خالل أو حسب أجهزة‬
‫املنظمة املتخصصة و ذلك نيى النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -1‬مكافحة اجلرمية املنظمة يف قسم التنسيق الشرطي‪:‬‬
‫يتمثل قسم التنسي الررةي يف جتميع املعيومات الضرورية ليتعامل مع القضدايا املتعيقدة‬
‫بالتعاون الررةي الدويل و خصوصا يف جرمية تبيض األموال و يتكون القسم م شعبة اإلجدرام‬
‫العام و شعبة اإلجرام االقتصادي و املايل و شعبة االجتار باملخدرات و شعبة االستخبار انجنايي‪.‬‬
‫و هذا القسم يف احلقيقة يتكون م ثالث اجمونات كل اجمونة ضم اختصاصاهتا فهناك‬
‫اجمونة متخصصة يف اجملال االقتصادي املايل أو باألحرى يف اجال جرمية تبييض األموال و اجمونة‬
‫متخصصة م انجرايم التكنولوجية املتعيقة أساسا جبرايم الكومبيوتر و جرايم االنترنيت و اجمونة‬
‫أخرى متعيقة مبكافحة اإلرهاب و األموال املوجهة له ‪.‬‬
‫أ – جمموعة مكافحة األموال املتأتية من نشاطات إجرامية " فوباك " ‪:‬‬
‫اجمونة "فوباك" هي اجمونة تابعة لرعبة اإلجرام االقتصادي املايل باشدرت نميدها يف بديدة‬
‫‪ 9123‬و استحدثت إثر قرار انجمعية العامة املنعقدة يف مدينة " كان " نام ‪9129‬م و املهمدة‬
‫الرييسية هلذه اجملمونة تسهل تبادل املعيومات برأن العمييات املرتبطة بالنراةات اإلجرامية و تتبع‬
‫األصول املالية غري املررونة م خالل تقنيات التحقي املايل و تسهل تبادل املعيومدات بردأن‬
‫العمييات املرتبطة بالنراةات اإلجرامية و تتبع األصول املالية غري املررونة م خدالل تقنيدات‬
‫التحقي املايل‪. 1‬‬
‫و مبا أن اجمونة فوباك أنرأت ملكافحة انجرمية املنظمة يف صورهتا املتمثية يف تبييض األموال ‪,‬‬
‫ةورت هذه اجملمونة أهدافها ملكافحة انجرمية املنظمة و ذلك م خالل مخس اجتاهات يتعي األول‬

‫‪ 1‬النشرة الرسمية لألنتربول ‪،‬مقال منشور في المجلة الدولية للشرطة الجنائية‪،‬العدد ‪،313‬ديسمبر ‪،9122‬ص‪.963‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫بتحرير قايمة األصول املالية اإلجرامية و جتديدها باستمرار و االجتاه الثاين اإلسدهام يف تطدوير‬
‫النصوص القانونية اليت هتيأ لدواير الررةة ووسايل التحقي الستبعاد الربهات نيى األموال املرتبه‬
‫فيها و معرفة مصدرها احلقيقي و هلذا الغرض تترارك اجمونة فوباك يف أشغال األمم املتحدة هلذا‬
‫الغرض و قد شاركت يف اتفاقية فيينا ملكافحة االجتار غري املرروع باملخدرات و املؤثرات العقيية‬
‫لسنة ‪ 9122‬كما شاركت يف أشغال اجيس أوربدا و اجيدس التعداون انجمركدي و أماندة‬
‫ا"لكومنوييث"‪ .1‬أما االجتاه الثالث‪ ,‬وضع مناذج قوانني لتسهيل وصول دواير الررةة املصدرفية و‬
‫التجارية و جترمي حصيية النراط اإلجرامي و تيزم الدول بتتبع األموال غري املررونة و مصادرها و‬
‫سامهت يف س قوانني دول كثرية يف منظمة حبر الكراييب و االجتاه الرابع ليتدريب نيى تقنيدات‬
‫التحقي املايل و االجتاه اخلامس املراركة يف اجتمانات نمل األمانة العامة لترجيع التحقي املايل‬
‫و املساندة التقنية و دراسة ميفات االحتيال اليت ترتكب م البنوك الومهية‪.2‬‬
‫أما ن دور اجمونة فوباك يف ميدان انجرمية املنظمة فتظهر م خالل ندد االجتمانات الديت‬
‫تعقدها فعيى سبيل املثال االجتماع اإلفريقي املنعقد يف ابيدجان يف مدارس ‪ . 9122‬كمدا مت‬
‫التركيز نيى التعاون اإلقييمي لألنتربول يف نقد حيقة إندادية يف " كوتوندو " مد ‪91- 92‬‬
‫نوفمرب ‪ 9122‬خاص مبكافحة املخدرات‪ ،‬أما ن االجتماع القاري األمريكي نقد يف " بيونس‬
‫ايرس " م ‪ 99-92‬ماي ‪ 9122‬درس إمكانية إنراء مكتب فرني يف أمريكا انجنوبية و إنراء‬
‫مكتب فرني ليمكتب املركزي الوةين ليواليات املتحددة األمريكيدة يف " بورتوريكدو " ‪ .‬و‬
‫االجتماع القاري اآلسيوي نص نيى إنراء دواير إقييمية يف آسيا حملاربة املخددرات و مصدادر‬
‫أمواهلا ‪,‬و ن االجتماع القاري األوريب مت إنراء اليجنة الفنية ليتعاون يف أوربا ن ةري األماندة‬
‫األوربية ضم األمانة العامة لألنتربول‪. 3‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬نادر نبد العزيز ‪ ،‬تبييض األموال ‪ ،‬منرورات احلييب احلقوقية ‪،9009‬لبنان ص‪.999‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬نادر عبد العزيز‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.992‬‬
‫‪ 3‬النررة الرمسية لألنتربول – مرجع ساب – ص ‪.929-929‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫كما ةيبت اجملمونة بتفعيل تبادل املعيومات و ترجيع الدول األنضاء نيى تنفيذ القوانني‬
‫و اليوايح ملصادرة نايدات اإلجرام ‪ .‬كما نادت باإلقرار باتفاقية فيينا لعام ‪ 9122‬ضد االستعمال‬
‫غري املرروع باملخدرات و املؤثرات العقيية و اليحة " ‪ "OAS‬املصغر ‪ 9119‬خبصوص تبييض‬
‫األموال املتحصل نييها باالجتار باملخدرات و تطبي توصيات نجنة العمدل املدايل " ‪ "GAFI‬و‬
‫اتفاقية اجيس أوربا و تطبي توجيه اجمليس العام لألنتربول يف " نيودهلي " نام ‪ 9117‬و الذي أقر‬
‫بضرورة إنمال اتفاقية فيينا ‪ 9122‬املذكور سابقا ‪ .‬و اتفاقية اجيس اجملتمعات األوربيدة ‪9119‬‬
‫ملنع استعمال القطاع املصريف لغسيل األموال ‪.1‬‬
‫ب – جمموعة جرمية التكنولوجيا املتقدمة‪:‬‬
‫ظهرت اجمونة جرمية التكنولوجيا املتقدمة "‪" FHT‬بعد أن مت إنادة تردكيل سدكرتارية‬
‫األنتربول العامة واجيس املالية املصغر منذ ‪ 9009/01/97‬و ربطت انجرميدة املنظمدة جبدرايم‬
‫التكنولوجيا املتقدمة كالعمالت املزيفة و التعدي نيى املعيومات و املعانجة اآللية ليمعطيات ‪.‬مد‬
‫خالل التعاون األمين و الفين مع املنظمات املتخصصة يف قضايا تبييض األموال‪ ,‬مع االرتقاء بربامج‬
‫موجهة ليجرمية املنظمة يف املياه الداخيية و البحر اإلقييمي و تطوير قواند البيانات و املعيومدات‬
‫اخلاصة باألصول املالية املربوهة و تفعيل دور اجمونة م املنظمات الدولية و اإلقييميدة و كدل‬
‫التنظيمات اليت تساهم يف تقييم اإلجراءات الكفيية مبكافحة انجرمية املنظمة‪. 2‬‬
‫و ميثل التعاون بني اجمونة جرايم التكنولوجيا املتقدمة و بني جتمع امجوندت " ‪"EGMENT‬‬
‫جبمع املخابرات املالية القومية‬ ‫‪EGMENT GROUP‬‬ ‫لوحدات املخابر املالية و اجمونة اجومنت‬
‫يف كل دولة و أةي نييها هذا االسم بانتباره مكان اجتمانها ألول مرة بقصدر امجوندت ب‬
‫"بروكسل"و هي يف األصل وحدات خمابرات مالية " ‪ "FUIS‬منرأة ط رف أجهدزة حكوميدة‬

‫‪ 1‬املدخل العام نجرمية تبيض األموال – مقال منرور نيى موقع منظمة الررةة انجنايية الدولية نيى االنترنيت ‪www.interpool.com‬‬
‫‪ 2‬النشرة الرسمية لألنتربول‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.979‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫متخصصة ملكافحة انجرمية املنظمة يف صورت تبييض األموال و لتبادل املعيومات فيما خيص برامج‬
‫مكافحة األموال القومية ‪ .‬و منذ سنة ‪9112‬م دنت احلاجة ملكافحة انجرمية املنظمة فيما يتعيد‬
‫بتبييض األموال هدفها تزويد أجهزة االنتربول و وحدات املخابرات املالية القومية باملعيومات لدنم‬
‫برااجها ملكافحة انجرمية املنظمة مع حتسني اخلربة و االتصال و الدنم الفين مد خدالل تبدادل‬
‫املعيومات و البيانات بني األجهزة و املؤسسات املالية و أجهزة القضاء‪. 1‬‬
‫حدد التعاون بني اجمونة جرايم التكنولوجيا املتقدمة و انجمعية األمنية القومية " ‪"EGMENT‬‬
‫اليت تساهم يف تقدمي الدنم األمين داخل املؤسسات املالية الدولية و الوةنية و مراقبة حركدة رؤوس‬
‫األموال م و إىل البنوك األجنبية و الوةنية و إنراء اجمونة اليجان املتخصصة و اخلرباء و املدراقبني‬
‫املاليني لوضع برنامج م شأنه مكافحة انجرمية املنظمة يف صورهتا األكثر انترارا و هي تبييض األموال‬
‫م خالل التحري نيى مصادر األموال و كذا مسارها و مراقبة بطاقات االيتمدان و التحدويالت‬
‫اإللكترونية‪.2‬‬
‫ج – جلنة االنتربول لغسيل األموال و اإلرهاب الدويل ‪:‬‬
‫تعمل هذه اليجنة بالتنسي مع السكرتارية العامة لألنتربول و مع املنظمات الدوليدة نيدى‬
‫رناية الوني الدويل ملكافحة التسهيالت املالية املوجهة ليعمل اإلرهايب‪ ،‬أنرأت هذه اليجنة حديثا‬
‫و هذا باجتمانها األول يف ‪ 9009/01/99‬ملكافحة متويل اإلرهاب و اليت حددت اجمونة م‬
‫النقاط ترتكز نييها اليجنة و هي ‪:‬‬
‫‪ -‬حتسني تبادل املعيومات‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة الرموز و تقنيات تبييض األموال و نالقاهتا بتمويل اإلرهاب ‪.‬‬
‫‪ -‬استحداث األنظمة الرقابية املالية‪.‬‬

‫‪ 1‬المدخل العام لجريمة تبيض األموال‪ ،‬مقال منرور نيى موقع منظمة الررةة انجنايية الدولية نيى االنترنيت ‪www.interpol.com‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬سليمان عبد المنعم‪،‬مسؤولية المصارف الجنائية عن األموال غير النظيفة "ظاهرة غسيل األموال"الدار الجامعية للنشر ‪،‬مصر‪،9009،‬ص‪.999‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -‬التدريب و املساندة التقنية مع حتديد األصول املالية اإلرهابية‪.‬‬
‫‪ -‬جتميد األرصدة املرتبطة باإلرهابيني‪.1‬‬
‫لك جتدر اإلشارة أن املنظمة األنتربول ال تكافح اإلرهاب الدويل نيى أساس أنه جرمية منظمة‬
‫ن اآلخدر‬ ‫ألن اإلرهاب خيرج م نطاق انجرمية املنظمة كون أن اجملال كل م انجرميتني خيتي‬
‫فرذا كانت انجرمية املنظمة هدفها مادي أي حتقي غرض مايل فرن جرمية اإلرهاب الدويل هددفها‬
‫إيديولوجي فمهمة األنتربول يف هذا اجملال أي مكافحة انجرمية املنظمة املرتبطة باإلرهاب إمنا تتعي‬
‫أساسا مبراقبة متويل اإلرهاب أو املتأتية منه‪. 2‬‬
‫‪ -2‬مكافحة اجلرمية املنظمة يف نطاق قسم الدعم الفين ‪:‬‬
‫يضطيع قسم الدنم الفين يف املنظمة الدولية ليررةة انجناييدة بأنمدال الدراسدة املتعيقدة‬
‫بالتكنولوجيا يف ميدان االتصال و الكومبيوتر و كذا تقدمي املردورة الفنيدة ليجندة التنفيذيدة‬
‫الستعمال التكنولوجيا املتقدمة ليتقصي ن ةري استحداث التقنيدات األمنيدة و الردبكات‬
‫املعيوماتية ليتنسي الفعال ن ةري األنظمة الثالث اآلتية ‪:‬‬
‫أ – منظومة االتصال و قواعد البيانات اجلنائية الدولية ‪:‬‬
‫انتمد قسم الدنم الفين بالتنسي مع انجمعية العامة لألنتربول يف إسبانيا سنة ‪ 9003‬قواند‬
‫جديدة بالتعاون الررةي الدويل و توفري قواند بيانات نجمع املعيومات انجنايية و تقييمها و نررها و‬
‫هذا بتحسني نظام املعيومات انجنايية لألنتربول و التأكيد نيى صحة الوثاي يف نطاق املراقبة نيدى‬
‫انجرمية املنظمة يف صورهتا " التعدي ألعمدي " نيى نظام املعانجة اآللية ليمعطيات أو مدا يعدرف‬
‫باحلكومة اإللكترونية ‪ ,‬مع تطوير تقنية التحييل انجنايي لتحييل مجانة انجرمية املنظمدة يف صدورة‬
‫التعدي نيى احلكومة اإللكترونية ووضع برامج تدريبية و ورش نمل حول الوني التحيييي لتقنيات‬

‫‪ 1‬لجنة عمل األنتربول لمكافحة تمويل منشور على موقع منظمة الشرطة الجنائية الدولية موقعها الخاص باألنترنت‬
‫‪WWW.INTERPOL.COM‬‬
‫‪ 2‬أ‪.‬شعاشعية لخضر ‪ :‬دور األنتربول من خالل أقسامها المتخصصة في مكافحة الجريمة المنظمة ‪،‬الملتقى الوطني الثالث حول الجريمة المنظمة‬
‫وسياسة مكافحتها بالجزائر‪،‬األغواط‪،9002،‬ص‪.999‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫اإلجرام املنظم م ةرف الضباط السامني و العمل نيى إنفاذ القانون ‪ ,‬حبيدث انتمددت سدنة‬
‫‪9009‬م إستراتيجية نميية لتعميم مهام حتيييية لتحسني آفاق التطبي الناجح لالستخبار انجنايي‪.1‬‬
‫ب – اإلسناد العلمي للشرطة العلمية ‪:‬‬
‫يقدم قسم الدنم الفين تدابري نميية لرفع دور املكاتب املركزية و قدرة رد األمانة العامة و‬
‫تطوير مركز القيادة ووضع الربامج اخلاصة بداجملرمني املتخصصدني يف انجدرايم التكنولوجيدة‬
‫املستخدمة يف انجرمية املنظمة ويعترب مركز القيادة و التنسي الصية املدنمة ليبيددان األنضداء و‬
‫األمانة العامة لالنتربول و أجهزة إنفاذ القانون ‪ ،‬هدفه حتديد أولويات املعيومات الداخيية ‪ ،‬و رد‬
‫فوري ليطيبات املستعجية ‪ ،‬و تنسي املعيومات و اخلدمات الررةية و العيمية و األمنيدة لتتبدع‬
‫انجرمية املنظمة ‪ ،‬و نييه ةالبت الدول قصد تتبع املتورةني يف انجرمية املنظمة ‪ ،‬ضرورة رفع دور‬
‫املكاتب املركزية و زيادة قدرهتا بردماج املكاتب الفرنية اإلقييمية يف إدارة مركزه‪. 2‬‬
‫ج – األنشطة التدريبية ‪:‬‬
‫تعترب األنرطة التدريبية م بني أهم النراةات اليت ينسقها و يدنمها قسم الدنم الفدين ‪،‬‬
‫زيادة والتخصص لألجهزة األمنية الوةنية و ترتكز إمكانياهتا يف مكافحدة اإلجدرام املدنظم يف‬
‫األنرطة التدريبية اليت ترباجها نيى مستوى الدول األنضاء يف شكل ورشدات نمدل و دورات‬
‫تدريبية م تنظيم حمييني جناييني ومتخصصني يف مكافحة انجرمية املنظمة و تبادل املعيومات هبذا‬
‫الرأن بالنسبة ليدول اليت هي حباجة هلذه الدورات التدريبية مثل دول إفريقيا الرمالية و كدذلك‬
‫دول الررق األوسط نيى سبيل املثال دورة القاهرة لسنة ‪9000‬م و دورة أريثريا لسنة ‪9009‬م‬
‫‪ .‬وهتدف هذه الدورات التدريبية أساسا إىل تدريب ضباط املكاتب املركزية الوةنية العاميدة يف‬
‫املكاتب التابعة لألنتربول نيى مستوى الدول األنضاء‪.3‬‬

‫‪ 1‬تقرير األمانة العامة لألنتربول لسنة ‪ 9003/9009‬منشور على موقع المنظمة على اإلنترنت‪ ،‬ص‪www.interpol.com 9‬‬
‫‪ 2‬تقرير األمانة العامة لألنتربول لسنة ‪، 9003/9009‬مرجع سابق‪،‬ص‪9‬‬
‫‪ 3‬تقرير األمانة العامة لألنتربول لسنة ‪، 9003/9009‬مرجع سابق‪،‬ص‪6‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪ -3‬مكافحة جرمية تبيض األموال يف نطاق املكاتب املركزية الوطنية ‪:‬‬
‫نصت املواد ‪ 33/39/39‬م ميثاق املنظمة الدولية ليررةة انجنايية نيى ضرورة إنرداء‬
‫مكاتب مركزية وةنية يف إقييم كل دولة نضو كجهاز م األجهزة احلكومية ملنظمة األنتربدول‬
‫حتقيقا لفانيية التعاون الدويل يف مكافحة النراط اإلجرامي املنظم ‪ ،‬بعدما أثبتدت التجدارب أن‬
‫التعاون الررةي صادف ندة مصانب كاختالف اهلياكل م بينها أجهزة الررةة الوةنية‪ ,‬هلذه‬
‫األسباب أسندت مهمة التعاون يف كل دولة نضو يف االنتربول ملصيحة دايمة و معينة م الدولة و‬
‫تعترب املكاتب املركزية حيقة وصل بني األجهزة األمنية يف الدولة و املكاتب الوةنية املركزيدة يف‬
‫الدول ‪ ،1‬و ذلك نيى حنو األيت‪:‬‬
‫أ – تبادل البيانات و تنسيق املعلومات ‪:‬‬
‫تساهم هذه املكاتب يف مجع البيانات و املعيومات لدى أجهزة الررةة املختيفة يف الدولة‬
‫و تبادهلا مع املكاتب املركزية األخرى مع إرسال صورة منها لألمانة العامة لألنتربول م أجدل‬
‫إنداد امليفات ومراقبة اجملرمني باإلضافة إىل ربط شبكات االتصال مع هذه املكاتدب و أجهدزة‬
‫العدالة انجنايية الوةنية ‪ ،‬وتتبادل االتصاالت بوسايل خاصة وبسرنة م خدالل بدث رسدايل‬
‫وخدمات التوثي والتواصل ن ةري االنترنت وفقا ألنظمة مرفرة والتعاون الثنايي اإلقييمي م‬
‫أجل ربط شبكة املعيومات بني الدول بالوسايل التكنولوجية حتسينا لالستخبارات انجنايية واملالية و‬
‫إضافة ليتعاون بني املكاتب املركزية واجمونة "‪ " EGMENT‬لالسدتخبارات املاليدة‪ ,‬و‬
‫االتصال قصد دنم الدول األنضاء وتسهيل املكاتب املركزية الوةنية لألنتربول بالتنسدي مدع‬
‫األجهزة األمنية قصد تتبع انجرمية املنظمة والعمل نيى جتميد مجيع العايدات املتحصل نندها مد‬
‫اإلجرام املنظم ‪ ،‬و إلقاء القبض نيى املتورةني يف انجرمية و نييه فرن مكاتب الردرةة املركزيدة‬

‫‪ 1‬شعاشعية لخضر‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.999‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫تساهم يف استحداث الربامج القومية ملكافحة انجرمية املنظمة حتقيقا ليسياسة األمنيدة ليمنظمدة‬
‫الدولية ليررةة انجنايية‪.1‬‬
‫ب – العمليات األمنية املشتركة‪:‬‬
‫تقوم مكاتب الررةة املركزية الوةنية التابعة لالنتربول بدور الوسيط بدني االنتربدول‬
‫والدول األنضاء قصد تنسي انجهود ليمساندات األمنية املتبادلة لالستجابة ملتطيبدات املكاتدب‬
‫املركزية ومسامهتها يف تنسي انجهود األمنية إلجناح العمييات األمنية املرتركة إلحباط نمييدات‬
‫تبييض األموال وإدانة املتورةني ومصادرة حمصالت جرايمهم وهذا ن ةري ةيب م مكتب‬
‫وةين مركزي مماثل يف دولة أخرى م أجل إلقاء القبض نيى متهم موجود فيها أو مردتبه فيده‬
‫واستجوابه ومالحقته قضاييا ليحصول نيى أدلة تبييغ املستندات و القيدام بعمييدات التفتديش‬
‫لألماك وتتبع نايدات انجرايم داخل الدولة‪. 2‬‬
‫كذلك تفعيل التعاون يف اجال التحري اخلاص كاملراقبة اإللكترونيدة و التسدييم املراقدب‬
‫بالتقصي وتتبع مسار احملصوالت امليوثة حتديدا ألكرب قدر ممك م أنضاء الردبكة اإلجراميدة‬
‫واملوظفني املتورةني يف مؤسسات الدولة "جرايم أصحاب الياقات البيضاء " ‪ .‬والتحقي اخلاص يف‬
‫مواجهة حمتريف التكنولوجيا واالنترنت و براجة احلاسوب و ال تكون هذه العميية إجيابية و فعالدة‬
‫إال بالتعاون و الثقة املتبادلة و هي م بني الصور املتطورة ليتعاون األمين‪. 3‬‬
‫وتفعيال لدور مكاتب الررةة املركزية األمنية اليت تقوم بالتقصي ن الفداري واهلداربني‬
‫بصورة نند تيقيها الطيب م أجهزة إنفاذ القوانني الوةنية و توسيع الوصول ملنظومة االنتربدول‬
‫العاملية لالتصاالت الررةية و العمل بركل وثي مع األجهزة األمنية و احمليية نيى خط املواجهدة‬
‫ملكافحة انجرمية املنظمة العابرة ليحدود الوةنية نيى سبيل املثال مكتب األنتربول ببريوت الدذي‬

‫‪ 1‬د‪.‬محمد منصور الصاوي ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.797‬‬


‫‪ 2‬نشرة األنتربول اإلعالمية" األنتربول عرض عام "منشور على موقع المنظمة على األنترنت ‪WWW.INTERPOL.COM‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬عالء الدين شحاتة‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.997‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫ساهم يف القضاء نيى انجرمية املنظمة و نايداهتا يف تبييض األموال و جتميد األرصدة املتأتية مد‬
‫انجرمية املنظمة ‪.‬‬
‫أما ن نمل األنتربول يف الدول املركبة كالواليات املتحدة األمريكية فيده دور فعدال‬
‫بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالية األمريكية ‪ ,‬إذ استطاع يف جوييية ‪ 9112‬م القدبض‬
‫نيى ندد كبري م اجرمي اإلجرام املنظم و ذلك بالتعاون مع مكتب األنتربول املركزي و مكتب‬
‫التحقي الفدرايل يف مدينة " لوس أجنيس "‪. 1‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬جهود األنتربول اخلاصة مبكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية ‪:‬‬
‫تبذل املنظمة الدولية ليررةة انجنايية جهودا مهمة و فعالة يف مكافحة انجرميدة املنظمدة ندرب‬
‫الوةنية‪ ,‬وميك تناول أهم انجهود فيما ييي‪:‬‬
‫‪ -9‬أولت املنظمة الدولية ليررةة انجنايية " األنتربول " اهتماما خاصا مبكافحة انجرمية م خالل‬
‫العديد م القرارات اهلامة اليت مت اختاذها نيى مستوى انجمعية العامة لألنتربول و م أهم تيدك‬
‫‪ "AGN/‬الذي مت اختاذه خالل دورة انجمعية العامة السابعة‬ ‫"‪57 /RES /97‬‬ ‫القرارات القرار رقم‬
‫درار "‬
‫دة" و القد‬
‫دة املنظمد‬
‫دوان " انجرميد‬
‫دام ‪9122‬م بعند‬
‫دانكوك ند‬
‫ددة يف بد‬
‫دني املنعقد‬
‫واخلمسد‬
‫‪ "AGN/69/RES/2‬الذي مت تبنيه يف دورة انجمعية العامة الثانية و الستني املنعقدة يف أوربا ندام‬
‫حتت ننوان " التعاون الدويل ليحرب ضد انجرمية املنظمة "‪.2‬كما أنينت انجمعية العامدة‬ ‫‪9113‬‬

‫لألنتربول يف جيستها السابعة و الستني يف القاهرة نام ‪ 9112‬م بأن حماربة انجرمية نرب الوةنية ميثل‬
‫إحدى أولويات الررةة الدولية يف قيامها بدور هام املتمثل بتنسي تعاون الررةة الدوليدة ضدد‬
‫انجرمية املنظمة ‪.‬‬

‫‪ 1‬شعاشعية لخضر‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪997.‬‬


‫‪ 9‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.929‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫‪-9‬أنرأ االنتربول نام ‪9121‬م فرنا ليجرمية املنظمة احل بالسكرتارية العامة بغدرض دراسدة‬
‫انجوانب املتصية بانجرمية املنظمة نرب الوةنية و إبعادها و إجياد قاندة معيومات شامية ليمنظمدات‬
‫اإلجرامية و هياكيها التنظيمية و األشخاص األنضاء فيها ‪.‬‬
‫‪ -3‬لألنتربول اهتمام خاص جبرايم غسل األموال‪ ,‬و قد أصدر يف نام ‪9112‬م خدالل دورتده‬
‫الرابعة و الستني إنالن ضد غسيل األموال‪.‬‬
‫‪ -9‬يضطيع األنتربول بكثري م اإلجراءات املتعيقة مبكافحة انجرمية املنظمة م خالل الكراسدات‬
‫اليت تعدها األمانة العامة برأن األشخاص املطيوبني لضيونهم يف منظمات إجرامية ‪ ،‬و تتضدم‬
‫الكراسات الصور و األمساء والبصمات و األمساء املستعارة و تفاصيل اهلوية هلؤالء األشدخاص ‪,‬‬
‫وتوزع هذه الكراسات نيى مجيع املكاتب الوةنية املركزية لالنتربول يف الدول األنضاء‪.1‬‬
‫‪ -2‬تقوم املنظمة بدور هام يف اجال تسييم اجملرمني سواء كانوا متهمني أو هاربني أو حمكوم نييهم‬
‫باإلندام يف اجال اإلجرام الدويل املنظم ‪.‬‬
‫العمية بانتباره نراةا رييسيا مد أنردطة‬ ‫‪ -6‬يضطيع االنتربول بدور هام يف مكافحة تزيي‬
‫اإلجرام املنظم ويعقد االنتربول مؤمترات دولية ملكافحة تزيي العمية يسيط فيها الضدوء نيدى‬
‫حجم هذه انجرمية و األساليب انجديدة املستخدمة فيها ‪.‬‬
‫‪ -7‬يضطيع االنتربول بدور هام يف مكافحة االجتار غري املرروع باملخددرات ندرب الددول ‪،‬و‬
‫اإلجرام املرتبط بالتكنولوجيا و االجتار بالبرر ‪ .‬و قد خصصت هلذه انجرايم وحدات متخصصدة‬
‫بانتبارها م أهم أنرطة انجرمية املنظمة‪.2‬‬
‫ونظرا ملا ميتيكه االنتربول م إدارة حقيقية معينة و وسايل تقنية و معيوماتية يف مكافحدة‬
‫بانجرمية املنظمة نرب الوةنية‪ ،‬فرنه ينتظر م اجملتمع الدويل تقدمي كامل الدنم لالنتربدول يف هدذا‬

‫‪ 1‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.923-929‬‬


‫‪ 2‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪929‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫اجملال لتفصيل وسايل االنتربول يف زيادة التنسي و التعاون الدويل ملكافحة انجرمية املنظمدة ندرب‬
‫الوةنية ‪ ،‬و يتأتى ذلك م خالل إيالء األجهزة األمنية يف الدول األنضاء أمهية خاصة بتفعيدل و‬
‫توثي العالقة مع االنتربول بواسطة املكتب الوةين املركزي مد خدالل الردفافية يف تصددير‬
‫املعيومات و اإلحصاءات ذات الصية بانجرمية املنظمة نرب الوةنية ‪ ,‬و املسامهة الفعالة يف الربامج و‬
‫األنرطة اليت متارسها املنظمة الدولية ليررةة انجنايية ‪ .‬كما يتطيب م الدول اليت مل تصل فيهدا‬
‫انجرمية املنظمة نرب الوةنية إىل حد الظاهرة أن تويل استرراف املستقبل بالنسبة ليجرمية املنظمة نرب‬
‫الوةنية أمهية خاصة و أن تبادر إىل االستفادة م خربات و جتارب األنتربول يف إةدار مكافحدة‬
‫انجرمية املنظمة نرب الوةنية‪.1‬‬
‫مما الشك فيه أن م أهم وسايل التحري ن اجتاهات انجرمية املنظمة نرب الوةنية يف اخلارج بغية‬
‫منع وصوهلا إىل دولة ما هي تتبع املعيومات اليت توفرها املنظمة الدولية ليررةة انجنايية م خالل‬
‫استخباراهتا انجنايية و شبكة معيوماهتا احلاسوبية اليت تضم الكثري م املعيومات املتجددة يف هدذا‬
‫اجملال‪ ،‬حيث استحدث االنتربول يف اآلونة األخرية منظومة فريدة مد نونهدا تعدرف باسدم‬
‫"‪ "7/99‬أي األنتربول ‪99‬سانة يف اليوم ‪ 7‬أيام يف األسبوع " و هي منظومة نالية األمدان ذات‬
‫فانيية قصوى تستخدم االنترنت كنف ليبيانات املرمزة ‪ .‬و هي متك اجمونة االنتربول م تبادل‬
‫املعيومات والوصول إىل قواند البيانات الررةية متعددة ترمل معيومات هامة كأمساء األفدراد و‬
‫بصمات األصابع والصور ووثاي السفر ‪,‬كما يضع االنتربول ضم أولوياته بدرامج مكافحدة‬
‫اإلجرام اخلاصة باجملرمني الفاري واإلرهاب و املخدرات و اإلجرام املنظم بصفة نامة و اإلجدرام‬
‫املايل املتصل بالتكنولوجيا املتقدمة ‪.‬‬

‫‪ 1‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪929‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫كما توجد مراريع أخرى تتناول املواد اإلباحية لألحداث نيى االنترنت و السيارات املسروقة‬
‫واألنمال الفنية املسروقة‪.1‬‬
‫كذلك قررت الررةة العاملية لألنتربول إنراء مركز متخصص يف سنغافورة ملكافحة انجرمية‬
‫االلكترونية خيتص برحداث تقنيات االستقصاء و سديفتح يف ‪9099‬م و يعمدل فيده حدوايل‬
‫‪300‬شرةي تقين وخبري‪. 2‬‬
‫كما مت يف سنة ‪9090‬م انعقاد أنمال مؤمتر "النتربول" الدويل األول ملكافحة االجتدار بالبردر‬
‫الذي نظمته وزارة داخيية سوريا بالتعاون مع املنظمة الدولية ليررةة انجنايية األنتربول مبرداركة‬
‫‪ 23‬دولة نربية و أجنبية و ‪ 99‬منظمة دولية ‪,‬و ناقش املؤمتر الذي يعد األول م نونده نيدى‬
‫مستوى الدويل يف اجال مكافحة االجتار بالبرر نيى مدى ‪ 3‬أيام حماور ترمل االستغالل انجنسي‬
‫لألةفال و النساء واستغالل العمالة احمليية و الوافدة و االجتار باألنضاء البررية‪. 3‬‬
‫املكتب املركزي لألنتربول باجلزائر ‪:‬‬
‫تؤكد البيانات واإلحصاييات اليت نرضها املركز الوةين لألنتربول بانجزاير مبناسبة األيام‬
‫الدراسية واإلنالمية حول االنتربول مبنطقة الررق األوسط و مشال إفريقيا ‪ ,‬و اليت مت يف إةارهدا‬
‫تنظيم معرض ليوثاي و الوسايل اليت تعمل هبا اهليئة األمنية العاملية ‪ ,‬أمهية هذا الددور و حيويدة‬
‫مكتب انجزاير الذي ناجل ‪ 9771‬خمالفة يف ظرف ثالث سنوات ( مد ‪9009‬م إىل ‪9006‬م )‬
‫منها ‪9639‬خمالفة يف ‪9006‬م و ذلك باالنتماد نيى العمل املرترك و تبادل املعيومدات مدع‬
‫البيدان الد‪ 927‬املنخرةة يف االنتربول ‪.‬‬
‫وم أبرز القضايا و املخالفات املعانجة يف هذا اإلةار تيك املتعيقة باملخدرات و تبيديض‬
‫األموال واألنمال اإلرهابية و التزوير و استعمال املزور حيث بيغ حجم القضايا املتصية بربكات‬

‫‪ 1‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪922‬‬


‫‪ 2‬األنتربول يسعى بجهد لمواجهة تحالف مافيات الجريمة المنظمة‪ .‬مقال نشر في وكالة األنباء القطرية على موقعها اإللكتروني ‪.9090/99/99‬‬
‫‪ 3‬مؤتمر األنتربول لمكافحة اإلتجار بالبشر‪،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫التهريب واملتاجرة باملخدرات يف ‪ 9006‬حنو ‪900‬قضية بينما تعامل املكتب خالل نفس السدنة‬
‫مع ‪ 22‬قضية متعيقة باإلرهاب و كان ندد القضايا املتصية هبذا الصن و اليت نانجها قبل ذلدك‬
‫بيغت ‪ 29‬قضية يف ‪ 9002‬و ‪ 911‬قضية يف ‪. 9009‬‬
‫كما ناجل املكتب املركزي الوةين لألنتربول بانجزاير يف سنة ‪9006‬م ما ندده ‪ 919‬قضدية‬
‫متعيقة باإلقامة غري الررنية و ‪910‬قضية سرقة و ‪ 992‬قضية تزوير و استعمال املدزور ‪ ,‬مدع‬
‫اإلشارة إىل أن أكرب حجم م التبادالت جيريها املكتب مع دول الرمال احلوض املتوسدط و ال‬
‫سيما فرنسا ‪ ،‬بيجيكا ‪ ،‬اسبانيا ‪.‬‬
‫و قد وصل ندد االتصاالت و التبادالت بني مكتب انجزاير و باقي بيدان األنضاء يف املنظمة بني‬
‫‪ 9006-9009‬إىل ‪ 1229‬نميية ‪ ,‬م بينها ‪9999‬نميية تنسي و تبادل معيومات متدت يف‬
‫‪ . 9006‬و حتتل فرنسا املرتبة األوىل يف قايمة الدول املتعامل معها و ذلك ب ‪ 929‬نمييدة يف‬
‫‪ 9006‬و ‪ 960‬نميية يف ‪ 9002‬و ‪ 393‬نميية يف ‪ , 9009‬بينما بيغ ندد العمييدات مدع‬
‫الواليات املتحدة األمريكية ‪ 96‬نميية يف ‪. 9006‬‬
‫و قد حرصت مؤسسة الررةة انجزايرية منذ انضمامها إىل املنظمة الدولية ليررةة انجناييدة يف‬
‫‪ 9163‬نيى مواكبة التطور احلاصل نيى املستوى الددويل ‪ ,‬مد خدالل تطدوير وسداييها‬
‫االستعالماتية وإمكاناهتا العميياتية نيى غرار اإلنالم املعتمد يف قاندة االتصداالت ليمكتدب‬
‫املعروف بنظام " ‪ " 99-7‬املذكور سابقا و الذي يسمح بالتنسي الدايم و املستمر بني خمتيد‬
‫الدول األنضاء يف االنتربول‪. 1‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬عبد النبي مصطفى –ماهية منظمة األنتربول كآلية لمكافحة الجريمة المنظمة‪-‬مداخلة في الملتقى الوطني الثالث حول الجريمة المنظمة وسياسة‬
‫مكافحتها بالجزائر‪،‬األغواط‪،9002،‬ص‪.907‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫إذا ما أردنا تقييم دور منظمة األنتربول فرهنا تعترب م أهم املنظمات الدولية الناجحدة و‬
‫الفعالة يف أداء مهامها نيى املستوى الدويل ‪ ،‬حبيث سامهت يف حتقي التعاون الدويل بني أجهدزة‬
‫الررةة يف خمتي البيدان األنضاء‬
‫ويرجع هذا إىل كون هذه املنظمة الدولية ليررةة انجنايية ختتص مبكافحة جرايم القدانون العدام‬
‫كجرمية تبييض األموال وجرايم املخدرات و اليت تسبب ضررا نجميع الدول بدون استثناء و كل‬
‫الدول ترغب يف االستفادة م خدمات هذه املنظمة اليت أصبح باإلضافة إىل ذلك ندد أنضدايها‬
‫يضاهي ندد الدول يف منظمة األمم املتحدة ‪.‬‬
‫و تظهر أمهية املنظمة الدولية ليررةة انجنايية يف املساندات اليت تقدمها ليدول األنضاء م‬
‫خالل حتسني أداء جهاز الررةة ‪ ،‬و ذلك بوضع برامج تدريب متطورة و تزويد البيدان األنضاء‬
‫بوسايل التكنولوجيا املتطورة اليت تساهم يف كر انجرمية و مكافحتها ‪ ،‬وم هنا ميك القول أن‬
‫املنظمة الدولية ليررةة انجنايية تعترب جهاز رييسي لتحقي التعاون الدويل يف مكافحدة انجرميدة‬
‫‪1‬‬
‫املنظمة‪.‬‬
‫و يف األخري إىل جانب منظمة األمم املتحدة و املنظمة الدولية ليررةة انجناييدة توجدد‬
‫منظمات دولية ناملية نديدة تساهم يف دنم و تعزيز التعاون الدويل ملكافحة انجرمية املنظمدة مبدا‬
‫يتناسب مع ةبيعة نميها األساسية ومبا حيد م انجرايم ذات الطابع الدويل بالتنسي مع األجهدزة‬
‫املختصة يف الدول و املراكز املتخصصة يف األمم املتحدة و فيما ييي نتناول أهم املنظمات الدولية‬
‫يف هذا اجملال‪:‬‬
‫‪ -1‬املنظمة العاملية للجمارك ‪:‬‬
‫واليت تعترب منظمة حكومية ناملية ‪ ,‬و هي تضم يف نضويتها ‪ 996‬دولة و هلا إسدهامات‬
‫نديدة مهمة يف تعزيز التعاون األمين الدويل يف مواجهة هتريب املخدرات و األسديحة الناريدة و‬

‫‪ 1‬أ‪.‬غربي أسامة‪،‬مرجع ساابق‪.‬ص‪21‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫املمنونات برىت أنوانها ‪ ,‬باإلضافة إىل مراقبة هتريب اآلثار املسروقة ‪ ,‬و ذلك م خالل تبدادل‬
‫املعيومات بني الدول نرب مكاتبها املنتررة حول العامل‪.1‬‬
‫‪ -2‬منظمة التجارة العاملية ‪:‬‬
‫أنرأت املنظمة نام ‪ 9112‬و ختتص بتحرير االقتصاد نيى مستوى العامل ‪ ،‬و تسهم يف التعداون‬
‫األمين الدويل م خالل نراةها مع البنك الدويل و صندوق النقد الدويل يف احلد مد انتردار‬
‫الفساد يف أوساط املوظفني يف اجملاالت السياسية و االقتصادية لدى خمتي الدول خاصة دول العامل‬
‫الثالث‪ ،‬وم أهم اجنازاهتا يف هذا اجملال جهودها يف مكافحة الرشوة الدولية مبوجدب االتفاقيدة‬
‫املعدلة ملنظمة التجارة الدولية نام ‪9116‬م ‪.2‬‬
‫‪ -3‬املنظمة الدولية للطريان املدين ‪:‬‬
‫تأسست املنظمة نام ‪9197‬م و مقرها " مونتريال " بكندا ‪ .‬و تضم املنظمة يف نضويتها‬
‫‪922‬دولة‪ ،‬وهي منظمة دولية حكومية ‪ .‬و تسهم املنظمة يف تعزيز التعاون األمين الددويل مد‬
‫خالل تعزيز القبول العام لالتفاقيات الدولية لألم انجوي و منع األنمال املوجهة ضدد سدالمة‬
‫الطريان املدين‪.‬‬
‫املنظمة الدولية للمالحة البحرية ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تأسست املنظمة نام ‪ 9192‬و مقرها لندن بربيطانيا ‪ ،‬وتضم املنظمة يف نضدويتها ‪969‬‬
‫دولة وتسهم املنظمة يف تعزيز التعاون األمين الدويل م خالل جهودهدا يف مندع اإلرهداب و‬
‫القرصنة ضد السف ووفقا لالتفاقيات الدولية املتعيقة بقمع األنمال غري املررونة املوجهة ضدد‬

‫‪ 1‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪922‬‬


‫‪ 2‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪926‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى الدولي‬
‫سالمة املالحة وبروتوكول قمع األنمال غري املررونة املوجهة ضد سالمة املنظمات الثابتة نيدى‬
‫انجرف القاري‪.1‬‬

‫‪ 1‬أ خالد ب مبارك القريوي القحطاين‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.927-926‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫متهيد ‪:‬‬
‫بعد تناول مكافحة اجلرمية املنظمة على املستوى الدويل يف الفصل الثاين سيتم ختصيص‬
‫الفصل الثالث ملكافحة اجلرمية املنظمة غلى املستوى اإلقليمي ملا هلذا الفصل من أمهية يف املوضوع‬
‫حيث وبعد ذكر أهم اآلليات ملكافحة اجلرمية املنظمة على املستوى الدويل فهناك أيضا عمل كبري‬
‫وجبار على املستوى اإلقليمي ‪.‬‬
‫فالعامل منقسم إىل عدة أقاليم تشكلت على عدة اعتبارات سواء كانت على حسب اهلوية‬
‫أو التاريخ املشترك أو مجعتهم لغة ودين واحد أو مجعتهم مصري مشترك أو املصاحل املشتركة‪.‬‬
‫فقد فرض خطر اجلرمية املنظمة الذي يؤثر على األمن اإلقليمي ضرورة التعاون بني الدول اليت‬
‫معها ثقافة أو مصاحل مشتركة فانطالقا من ذالك سيتم تبيان أهم اجلهود اإلقليمية ملكافحة اجلرمية‬
‫املنظمة من خالل قسمني أساسيني حيث مت ختصيص املبحث األول للجهود العربية ملكافحة هذه‬
‫الظاهرة وذلك ألمهية أقاليم الدول العربية أو الوطن العريب للجزائر حبيث تعد جزء ال يتجزأ منه‬
‫ويف املبحث الثاين جهود األمم األوربية يف مكافحة اجلرمية املنظمة وهذا نظرا للتطور الكبري الذي‬
‫حيصل يف اإلقليم األوريب يف مجيع أشكال نشاطه والتوافق واالنسجام الذي حيدث فيه يف مجيع‬
‫أنواع التعاون اإلقليمي و التواجد اإلقليمي حلل املشكالت واألخطار اليت هتدد كيان ونشاط‬
‫واقتصاد هذا اإلقليم‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫املبحث األول ‪ :‬مكافحة الدول العربية للجرمية املنظمة العابرة للحدود ‪:‬‬
‫عندما نذكر الدول العربية سنتذكر حتما هذا الكيان الكبري واملمتد والذي جيمعه تاريخ‬
‫مشترك ودين ولغة واحدة ومصري مشترك يف ظل املكنز مات العاملية اجلديد حيث أن هذا الكيان‬
‫أو هذا اإلقليم له كيان أو جهاز ينظمه أال وهو جامعة الدول العربية‪.‬فقد انشات اجلامعة العربية‬
‫عام ‪5491‬م وفقا مليثاقها الذي مت إقراره يف املؤمتر العريب العام حبضور سوريا ولبنان واألردن‬
‫والعراق واململكة العربية السعودية ومصر وفيما بعد انضمت الدول العربية إليها وأصبحت تتألف‬
‫من ‪ 22‬دولة عربية وقامت اجلامعة باعتبارها منظمة دولية إقليمية على أساس واحترام سيادة‬
‫الدول األعضاء هبدف احملافظة على استقالل الدول األعضاء وحفظ السلم واألمن الدويل والتعاون‬
‫يف اجملالت السياسية واالقتصادية واألمنية واالجتماعية‪.1‬وكانت بداية جناح التعاون بني الدول‬
‫األعضاء يف اجلامعة العربية يف اجملال األمين ومكافحة اجلرمية إنشاء املكتب الدائم لشؤون املخدرات‬
‫باألمانة العامة للجامعة العربية عام ‪ 5411‬م ويعترب هذا املكتب أول جهاز امين إقليمي عريب‪.‬‬
‫ويف عام ‪ 5491‬م مت إنشاء املنظمة العربية للدفاع االجتماعي ضد اجلرمية مبوجب اتفاقية دولية‬
‫إقليمية منشئة هلا‪ .‬وكان الغرض منها توثيق التعاون بني الدول األعضاء هبدف الوقاية من اجلرمية‬
‫ومكافحتها ومعاجلة آثارها يف اجملاالت التشريعية والقضائية واالجتماعية والشرطية وإصالح‬
‫السجون وقد استمرت مسرية التعاون األمين الدويل اإلقليمي بني الدول األعضاء يف جامعة الدول‬
‫العربية من خالل مؤمترات قادة الشرطة واألمن العريب ومؤمترات وزراء الداخلية العرب و مؤمترات‬
‫وزراء العدل العرب ‪ ،‬وكانت تلك املؤمترات يف إطار املنظمة العربية للدفاع االجتماعي اليت‬
‫حرصت إىل جانب على ذلك تنمية وتدعيم عالقاهتا باملنظمات الدولية العاملية و اإلقليمية ذات‬
‫املتماثل مثل قسم منع اجلرمية والعدالة اجلنائية التابع لألمم املتحدة واللجنة الدولية‬ ‫االختصا‬
‫للشرطة اجلنائية األنتربول ‪,‬واجمللس األوريب‪. 2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حاتم حازم ‪ ،‬المنظمات اإلقليمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬طبعة ‪، 3‬مصر‪ ،2119‬ص‪.51‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬خالد بن مبارك القريوني القحطاني ‪ ،‬الت عاون األمني الدولي ودوره في مواجهة الجريمة المنظمة عبر الوطنية‪ ،‬جامعة نايف للعلوم اآلمنية‪،‬‬
‫الرياض‪،2119 ،‬ص‪591‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫ويف مؤمتر الوزراء الداخلية العرب عام ‪ 5411‬م املنعقد يف مدينة الطائف باململكة العربية‬
‫السعودية اختذ املؤمتر قرار لتطوير املؤمتر إىل جملس دائم لوزراء الداخلية العرب‪,‬ويعترب حاليا أهم‬
‫آلية ملكافحة اجلرمية املنظمة على مستوى الدول العربية‪. 1‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬جملس وزراء الداخلية العرب ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬إدارة وأجهزة جملس وزراء الداخلية العرب‬
‫نشأت فكرة إنشاء جملس وزراء الداخلية العرب خالل مؤمتر األول لوزراء الداخلية العرب‬
‫الذي انعقد يف القاهرة عام ‪5411‬م ‪,‬وتقرر إنشائه يف املؤمتر الثالث الذي انعقد يف مدينة الطائف‬
‫عام ‪ 5411‬م وقد صدق املؤمتر االستثنائي لوزراء الداخلية العرب الذي عقد بالرياض عام‬
‫‪ 5411‬على النظام األساسي للمجلس والذي مت عرضه على جملس جامعة الدول العربية يف شهر‬
‫سبتمرب ‪5411‬م حيث مت إقراره ‪ .‬وقد عقد جملس وزراء الداخلية العرب ستة وعشرين دورة حىت‬
‫اآلن وكان أوله يف اململكة املغربية يف شهر ديسمرب عام ‪ 5412‬وأخرها ببريوت لبنان يف يناير‬
‫‪.2 2114‬‬
‫وبإنشاء جملس وزراء الداخلية العرب دخلت مسرية التعاون األمين العريب كمرحلة جديدة‬
‫ومتطورة حيث توىل اجمللس مهام واختصاصات يف غاية األمهية يف جمال توثيق التعاون األمين‬
‫لتنسيق اجلهود بني الدول العربية يف جمال األمن الداخلي ومكافحة اجلرمية ‪.‬وتتمثل أهم‬
‫اختصاصات اجمللس يف ما يلي ‪:‬‬
‫أ – رسم السياسة العامة للدول األعضاء يف جمال تطوير العمل املشترك يف جمال األمن الداخلي‬
‫وإقرار اخلطط األمنية العربية املشتركة‪.‬‬
‫ب – إنشاء اهليئات واألجهزة الالزمة لتنفيذ اجمللس وتشكيل جلان متخصصة يف اجملاالت األمنية‬
‫اإلصالحية‪.‬‬
‫ج‪ -‬إقرار برامج العمل السنوية املقدمة للمجلس من األمانة العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.595‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مقال منشور في موقع األخبار اللبناني على اإلنترنت‪ 29 ،‬أوت ‪WWW.NOWLEBANON.com 2114‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫ويعقد اجمللس اجتماعاته يف مقر جامعة الدول العربية‪ ،‬أو يف أي دولة عربية بناء على دعوة منها‬
‫وموافقة اجمللس‪ ,‬وللمجلس أمانة عامة ومقرها تونس‪.‬‬
‫كما مت نقل املكاتب الدائمة الثالثة التابعة للمنظمة العربية للدفاع االجتماعي ضد اجلرمية وهي‬
‫مكتب مكافحة اجلرمية يف بغداد ‪ ،‬واملكتب العريب للشرطة اجلنائية يف دمشق‪ ,‬واملكتب العريب‬
‫لشؤون املخدرات يف عمان‪ ,‬وذلك من نطاق املنظمة إىل نطاق جملس وزراء الداخلية العرب ‪.‬‬
‫كما صدر قرار اجمللس االقتصادي واالجتماعي يف جامعة الدول العربية عام ‪5411‬م حبل املنظمة‬
‫العربية للدفاع االجتماعي النتفاء احلاجة إليها بعد انتقال اختصاصاهتا إىل جملس وزراء الداخلية‬
‫العرب‪. 1‬‬
‫ويتكون جملس وزراء الداخلية العرب من عدة أجهزة تعمل يف نطاقها وتسعى إىل حتقيق أهدافها‬
‫وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ – 5‬األمانة العامة ومقرها تونس ‪ :‬األمانة العامة جمللس وزراء الداخلية العرب تعترب اجلهاز‬
‫التنفيذي "الفين واإلداري" للمجلس تتخذ من تونس مقر هلا ‪.‬ويرأسها أمني عام خيتاره اجمللس من‬
‫بني مرشحي الدول العربية ويعينه ملدة ثالثة سنوات قابلة للتجديد‪,‬وهو املرجع يف األمانة العامة‬
‫واملسئول أمام اجمللس عن سري العمل فيها وتطبيق أحكام أنظمتها ‪ ،‬وقد جرى تعيني دكتور "كرم‬
‫نشأت إبراهيم" كأول أمني عام للمجلس وهو املنصب الذي ظل يشغله حىت ‪،5442/11/35‬‬
‫مث توىل هذا املنصب بعده الدكتور امحد بن حممد السامل من ‪ 5442/19/15‬حىت‬
‫‪ 2115/11/35‬وتالها الدكتور حممد بن على كومان الذي يشغل هذا املنصب منذ‬
‫‪ 2115/19/15‬وحىت اآلن‪ ,‬وتعمل يف نطاق األمانة العامة مخسة مكاتب متخصصة وهي ‪:‬‬
‫ا‪-‬املكتب العريب للحماية واإلنقاذ ‪ :‬يوىل أمهية إىل مواجهة ومكافحة الكوارث واحلوادث‬
‫اجلسيمة وبذلك توفري رسائل الوقاية واحلماية واإلغاثة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مقال منشور في موقع األخبار اللبناني على اإلنترنت‪ 29 ،‬أوت ‪WWW.NOWLEBANON.com 2114‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫ب‪-‬املكتب العريب ملكافحة اجلرمية ‪ :‬يتخذ املكتب من بغداد مقرا له‪ ,‬وقد باشر مهامه عام‬
‫‪5691‬م يف نطاق املنظمة العربية للدفاع االجتماعي ضد اجلرمية‪,‬وذلك بعد اكتمال تصديقات‬
‫الدول أعضاء على اتفاقية املنشآت املنظمة مبوجب قرار جملس جامعة الدول العربية رقم ‪5911‬‬
‫بتاريخ ‪ 5491/19 /51‬م ‪.‬‬
‫ج‪ -‬املكتب العريب للشرطة اجلنائية‪ :‬مت إنشاء املكتب العريب للشرطة اجلنائية يف عام ‪ 5491‬م‬
‫عندها اكتملت تصديقات الدول األعضاء يف جامعة الدول العربية على االتفاقية اخلاصة بإنشاء‬
‫املنظمة العربية للدفاع االجتماعي ضد اجلرمية حيث كان مكتب الشرطة اجلنائية يف دمشق احد‬
‫مكاتبها املتخصصة‪ .‬وحتدد أهداف املكتب آنذاك بالعمل على دراسة أسباب اجلرمية ومكافحتها‪,‬‬
‫ومعاملة اجملرمني‪ ,‬وتأمني التعاون املتبادل بني الشرطة اجلنائية العربية‪ ,‬وظل املكتب ميارس نشاطه‬
‫منه خالل ثالثة وزارات «الداخلية‪ ,‬العدل‪ ,‬الشؤون االجتماعية" على مستوى الدول العربية‪.‬‬
‫د‪ -‬املكتب العريب لإلعالم األمين ‪ :‬هو احد املكاتب املتخصصة التابعة لألمانة العامة جمللس وزراء‬
‫الداخلية العرب‪,‬أنشأ بقرار رقم ‪ 211‬الصادر عن جملس وزراء الداخلية العرب خالل الدورة‬
‫التاسعة املنعقدة بتونس ‪ 1-3‬يناير ‪ 5442‬م‪.‬‬
‫هـ‪ -‬املكتب العريب للشؤون املخدرات ‪ :‬أنشئ هذا املكتب يف نطاق األمانة العامة جلامعة‬
‫الدول العربية يف شهر أيلول عام ‪ 5411‬م‪ :‬مبوجب قرار اللجنة السياسية جلامعة الدول العربية‬
‫بتاريخ ‪ 5491/11/29‬م‪, 1‬وكان مقره القاهرة‬
‫‪ -2‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ومقرها الرياض ‪:‬‬
‫اجلامعة هي اجلهاز العلمي امللحق جمللس وزراء الداخلية العرب ويرأس جملس إدارهتا‬
‫صاحب السمو امللك األمري نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية يف مملكة العربية السعودية‪,‬وهتدف‬
‫اجلامعة إىل تطوير الدراسات العلية يف اجملاالت األمنية والعدالة اجلنائية وإثراء البحوث العلمية يف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مقال منشور في موقع جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪www.nouss.edu-sa.2151 ،‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫جمال الوقاية من اجلرمية ومكافحتها على املستوى العريب وعقد الدورات التربوية للعاملني يف جمال‬
‫منع اجلرمية يف الدول العربية من اجل تطوير قدراهتم ومهاراهتم يف هذا اجملال ‪.‬‬
‫كما هتدف اجلامعة إىل تنمية الروابط بني املؤسسات العلمية االجتماعية والشرطة على املستوى‬
‫العريب والعاملي‪. 1‬‬
‫‪ -3‬اإلحتاد الرياضي العريب للشرطة ومقره القاهرة ‪ :‬يتوىل اإلحتاد الرياضي العريب للشرطة تنسيق‬
‫اجلهود بني أجهزة الشرطة العربية يف جمال األنشطة الرياضية ملنسوبيها‪.‬‬
‫‪ -9‬شعب االتصال ‪ :‬أنشئت شعب االتصال يف مقرات ووزارات الداخلية الدول العربية‪,‬هبدف‬
‫التنسيق بينها وبني األمانة العامة للمجلس و املكاتب املتخصصة وأجهزة اجمللس األخرى ‪.‬والتعاون‬
‫فيما بينها يف جمال مكافحة اجلرمية املنظمة وضبطها‪.2‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬أهم اجنازات جملس الوزراء الداخلية العرب ‪:‬‬
‫أجنز اجمللس العديد من املهام املوكلة إليه‪ ,‬ويعد مثال هام حيتذ يف جمال التعاون الدويل‬
‫اإلقليمي‪ ،‬ومن أهم اإلجنازات يف جمال تعزيز التعاون األمين اإلقليمي العريب ملواجهة ظاهرة اجلرمية‬
‫املنظمة العابرة للحدود والدولية ما يلي ‪:‬‬
‫أ – االتفاقية العربية ملكافحة االجتار الغري مشروع باملخدرات واملؤثرات العقلية عام ‪:4991‬‬
‫تضمنت هذه االتفاقية إجراءات التصدي ملشكلة إساءة استعمال املخدرات وأساليب‬
‫وصور التعاون األمين العريب يف اجملاالت اجلناية والقضائية والقانونية هبدف مكافحة االراار غري‬
‫املشروع باملخدرات‪ ,‬وتعد االتفاقية من أهم االتفاقيات األمنية العربية هلا ملا استحدثته من صور‬
‫للتعاون العريب ملكافحة االراار غري الشرعي باملخدرات واملؤثرات العقلية الذي يعد من أكثر‬
‫أنشطة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية اليت تستهدف الدول عامة والدول العربية على وجه اخلصو ‪.3‬‬
‫وقد تضمنت االتفاقية النص على تزايد خطورة جرائم التجارة الغري مشروعة باملخدرات‬
‫عندما تكون هلا صلة باجلرمية املنظمة حيث طالبت االتفاقية الدول األطراف يف املادة الرابعة العمل‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مقال منشور في موقع جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪www.nouss.edu-sa . 2151 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.593-592‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬خالد بن مبارك القريوي القحطاني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.599‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫على أن متكن حماكمها وسلطاهتا املختصة األخرى من مراعاة الظروف الواقعية اليت راعل ارتكاب‬
‫عليها يف االتفاقية أمرا بالغ اخلطورة مثل ‪:‬‬ ‫اجلرائم املنصو‬
‫‪ ‬التورط يف اجلرمية ترتكبها عصابة إجرامية منظمة ينتمي إليها اجملرم‪.‬‬
‫‪ ‬تورط اجلاين يف أنشطة إجرامية لعصابة دولية لتهريب األسلحة وتزييف النقود واإلرهاب‪.‬‬
‫‪ ‬تورط اجلاين يف أنشطة أخرى خمالفة للقانون تسهل ارتكاب اجلرمية‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام اجلاين للعنف واألسلحة ‪.‬‬
‫‪ ‬شغل اجلاين لوظيفة عامة واتصال اجلرمية هبذه الوظيفة ‪.‬‬
‫يف اجلرائم مماثلة وذلك بالقدر‬ ‫‪ ‬صدور أحكام سابقة باإلدانة األجنبية أو حملية وبوجه خا‬
‫الذي يسمح به القانون يف الدولة الطرف‪.1‬‬
‫كما نصت االتفاقية على أساليب التعاون األمين الدويل يف جرائم هتريب املخدرات اليت‬
‫تنشط فيها عادة اجلماعات اإلجرامية املنظمة عرب الوطن مثل ما نصت عليه املادة العاشرة من‬
‫االتفاقية حيث نصت على تقدمي املساعدة إىل دول العبور السيما الدول اليت حتتاج إىل مثل هذه‬
‫املساعدة عن طريق برامج التعاون التقين ونصت املادة احلادية عشر من االتفاقية أيضا على تطبيق‬
‫تقنية التسليم املراقب للمخدرات وهو أسلوب يتم مبوجب السماح للشاحنات احململة بسلع أو‬
‫حاويات حتتوى على الشحنات غري املشروعة من املخدرات واملؤثرات العقلية مبواصلة طريقها إىل‬
‫خارج إقليم بلد أو أكثر أو عربه أو إىل داخله بعلم سلطته املختصة وحتت مراقبتها بغية كشف‬
‫املتورطني يف ارتكاب اجلرمية التهريب أو اجلرمية األخرى املشبوهة يف االتفاقية‪.2‬‬ ‫هوية األشخا‬
‫وال شك أن نص االتفاقية على املادة الرابعة والعاشرة واحلادية عشر املشار إليها سابقا‬
‫يستهدف التشديد يف التعامل مع اجلماعات اإلجرامية املنظمة عرب الوطنية اليت متارس أنشطة االراار‬
‫غري املشروع باملخدرات واليت تتصف بالتخطيط الدقيق لعمليات اإلجرامية خاصة يف جمال هتريب‬
‫املخدرات عرب احلدود الدولية الربية والبحرية واجلوية واستخدام األسلحة والعنف عندما تتم حماولة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد األمين البشري‪ ،‬الفساد والجريمة المنظمنة‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪599،2111،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬محمد األمين البشري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.591-599‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫القبض عليهم مما يفعل من مكافحة االراار غري املشروع باملخدرات بصفة وحيد من حركة‬
‫اجلماعات اإلجرامية املنظمة الضالة يف هذا النشاط اإلجرامي بني الدول األطراف‪.‬‬
‫ب‪ -‬االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب عام ‪ 4991‬م‪ :‬وتعترب االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب‬
‫دليال واضحا على جناح جملس وزراء الداخلية العرب يف استشعار خطر اإلرهاب دليال واضحا‬
‫على جناح جملس وزراء الداخلية العرب يف استشعار خطر اإلرهاب وتعاظم آثاره وقد جاءت هذه‬
‫االتفاقية لتؤكد وقوف الدول العربية ضد مجيع أشكال اإلرهاب ومصادره وأسبابه وآيا كانت‬
‫أماكنه‪.1‬‬
‫ج‪ -‬اإلستراجتية األمنية العربية عام ‪ 4911‬م‪ :‬وهتدف اإلستراراية إىل حتقيق التكامل األمين‬
‫العريب ومكافحة اجلرمية بشكل عام وصورها احلديثة بصفة خاصة‪.2‬‬
‫د‪ -‬اإلستراجتية العربية لتوعية األمنية عام ‪ 4991‬م‪ :‬وهتدف اإلستراراية إىل تعزيز التعاون بني‬
‫األجهزة األمنية واجلهات اإلعالمية يف جمال الوقاية من اجلرمية وحتصني اجملتمع العريب من أسباهبا من‬
‫خالل نشر وتكريس القيم الدينية والتربوية ‪ ،‬كما حددت إستراراية اإلطار العام لنقل إخبار‬
‫اجلرائم يف الوسائل اإلعالمية‪.3‬‬
‫هـ‪ -‬االتفاقية العربية للتعاون القضائي اليت اقرها جملس وزراء الداخلية العرب عام ‪5413‬م‪.‬‬
‫و‪ -‬القانون العريب النموذجي لتسليم املتهمني احملكوم عليهم الذي اقره جملس وزراء الداخلية‬
‫العرب عام ‪ 2112‬م ‪ ،‬والذي جيرى العمل على مراجعته حاليا هبدف تطويره واقتراح اآلليات‬
‫املناسبة لزيادة فعاليته ‪.4‬‬
‫كما أجنز اجمللس العديد من القوانني النموذجية واإلسترارايات املتعلقة باملخدرات واإلرهاب‬
‫واملرور واحلماية املدنية هبدف التنسيق وتوثيق التعاون األمين العريب يف تلك اجملاالت ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وثائق اإلجتماع المشترك لوزراء الداخلية والعدل العرب‪5441 ،‬م‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مجلس وزراء الداخلية العرب‪ ،‬قرار رقم ‪5413 ، 51‬م‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬مجلس وزراء الداخلية العرب قرار رقم ‪5449 ،219‬م‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬وثائق مجلس وزراء الداخلية العرب ‪.2119،‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫ويف جمال تعزيز التعاون الدويل العاملي ينتهج جملس وزراء الداخلية العرب أسلوب عمل يتمثل يف‬
‫اخلطوات التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعزيز التعاون مع اهليئات و املنظمات الدولية املتخصصة يف مكافحة اجلرمية مثل قسم منع‬
‫اجلرمية والعدالة اجلنائية يف هيئة األمم املتحدة‪ ,‬واملنظمة الدولية للشرطة الدولية‪.‬‬
‫العمل على إشراك عناصر عربية فاعلة يف أجهزة منظمات دولية متخصصة يف مكافحة‬ ‫ب‪-‬‬
‫اجلرمية‪.1‬‬
‫ج‪ -‬التواجد العريب يف احملافل والنشاطات الدولية ذات الصلة مبكافحة اجلرمية ‪ ،‬مثل املؤمترات‬
‫والندوات العاملية‪ ،‬مع العناية بتنسيق اجلهود العربية وتوحيد مواقفها حيال موضوعات مطروحات‬
‫يف هذه اللقاءات ‪.‬‬
‫د‪ -‬املسارعة يف انضمام الدول العربية اىل االتفاقيات الدولية املتعلقة مبكافحة املخدرات وإجراء‬
‫تعديالت على املعاهدات واالتفاقيات السابقة لتتناسب مع التوجه العاملي يف جمال تسليم مرتكيب‬
‫جرائم املخدرات‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تكثيف احلضور العريب الجتماعات جلنة املخدرات الدولية ‪،‬و املشاركة يف مجيع أنشطته ‪.‬‬
‫و‪ -‬االهتمام بتبادل املعلومات املتعلقة بزراعة املخدرات وتصنيعها واالراار هبا واستعماهلا مع‬
‫الدول األخرى واملنظمات الدولية املتخصصة يف هذا اجملال ‪.‬‬
‫ز‪ -‬توثيق محالت صالت التعاون أمانة جملس وزراء الداخلية من خالل مكتبها لشؤون املخدرات‬
‫مع مكتب املخدرات يف األمم املتحدة و املنظمات الدولية متخصصة األخرى يف هذا اجملال‪.2‬‬
‫ويعترب اجتماع جملس وزراء الداخلية العرب الذي انعقد يف تونس يف الفترة من ‪ 59/52‬سبتمرب‬
‫‪ 5449‬م منعطفا هاما يف جمال مواجهة العامل العريب بأخطار اجلرمية املنظمة عرب الوطنية حيث‬
‫تضمن جدول أعمال اجمللس مناقشة اجلرمية املنظمة وخصائصها وأساليبها وأساليب انتشارها ‪ ،‬و‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬خالد بن مبارك القريوي القحطاني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.599‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬خالد بن مبارك القريوي القحطاني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪591 -599‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫املستجدات اليت طرأت عليها ‪ ،‬وقد اختذ اجمللس جمموعة من القرارات العامة يف هذا اجملال أمهها ما‬
‫يلى ‪:‬‬

‫‪ -4‬الوقاية من اجلرائم املنظمة من خالل ‪:‬‬


‫أ‪ -‬حتصني اجملتمع العريب بالقيم األخالقية والتربوية واإلسالمية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إسهام املواطنني يف مكافحة اجلرمية املنظمة من خالل استخدام وسائل اإلعالم يف تبصري‬
‫املواطنني الختاذ اإلجراءات الوقائية من األفكار اهلادمة ودعم النشاطات الطوعية املساندة لعمل‬
‫األجهزة األمنية يف جمال مكافحة اجلرمية ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تطوير قوانني العمل والضمان االجتماعي‪.1‬‬
‫‪ -2‬مكافحة اجلرمية املنظمة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬على املستوى الوطين من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬تشكيل جلنة عليا ملكافحة اجلرائم املنظمة مكونة من ممثلني عن جهات خمتصة يكون من مهامها‬
‫تأمني تبادل املعلومات فيما بينها‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية وتطوير الكوادر األمنية املتخصصة يف ضوء املستجدات احلديثة للجرمية املنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬سد الثغرات القانونية اليت راذب اجملمعات اإلجرامية املنظمة إلشغاهلا ‪.‬‬
‫‪ ‬تشديد عقوبات اجلرائم املنظمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬على املستوى العريب من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬عقد اتفاقيات ثنائية ومتعددة األطراف يف جمال مكافحة اجلرمية املنظمة ‪.‬‬
‫‪ ‬وضع خطة منوذجية لتوعية املواطن العريب و حتصينه بالقيم األخالقية والروحية‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء بنك للمعلومات اخلاصة باجلرائم املنظمة يف املكتب العريب للشرطة اجلنائية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪.‬خالد بن مبارك القريوي القحطاني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.591‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫يف جمال تشديد العقوبات يف‬ ‫‪ ‬التنسيق يف جماالت والسياسات اجلنائية على وجه اخلصو‬
‫اجلرائم املنظمة‪.1‬‬
‫كما اعتمد جملس وزراء الداخلية العربية يف دورته الثامنة عشر يف تونس يف الفترة زمن ‪-24‬‬
‫‪ 31‬كانون الثاين ‪ 2115‬م توصيات املؤمترات يف اجتماعه اليت نظمتها األمانة العامة للمجلس‬
‫خالل عام ‪ 2111‬م ومن أهم تلك التوصيات إعداد وثيقة بشأن الروابط بني اإلرهاب واجلرمية‬
‫املنظمة يف ضوء املرئيات واملقترحات اليت تقدمها الدول العربية يف هذا اجملال وقد قدمت معظم‬
‫الدول العربية رؤيتها واليت أكدت يف جمملها وجود روابط بني اإلرهاب واجلرمية املنظمة‪.‬‬
‫و يف آخر و أحدث اجتماع لوزراء الداخلية والعدل العرب الذي عقد بتاريخ ‪ 25‬ديسمرب‬
‫‪ 2151‬مبقر اجلامعة العربية بالقاهرة للبحث يف القضايا األمنية والقضائية العربية وللتوقيع على‬
‫مخس اتفاقيات عربية يف جمايل القضاء والتعاون األمين‪.‬‬
‫وأفاد املستشار اإلعالمي جمللس وزراء الداخلية العرب باالتفاقيات اخلمس اخلاصة لتعزيز التعاون‬
‫بني دول العربية يف اجملاالت األمنية والقضائية املختلفة وهي‪:2‬‬
‫‪ -5‬االتفاقية العربية ملكافحة غسل األموال ومتويل اإلرهاب ‪.‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية العربية ملكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ -3‬االتفاقية العربية ملكافحة اجلرمية املنظمة عرب احلدود الوطنية‪.‬‬
‫‪ -9‬االتفاقية العربية ملكافحة جرائم تقنية املعلومات‪.‬‬
‫‪ -1‬االتفاقية العربية لنقل نزالء املؤسسات العقابية‪.‬‬
‫ومن جهته قال مصدر مسئول يف اجلامعة العربية أن االتفاقيات األربع األوىل مرتبطة بعصر‬
‫العوملة وتزايد اجلرمية وجرائم تقنية املعلومات على شبكة املعلومات الدولية لالنترنيت واجلرمية‬
‫املنظمة اليت ميكن أن خيطط هلا يف قارة ويتم تنفيذها يف قارة أخرى وأضاف أن االتفاقية اخلامسة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪.‬خالد بن مبارك القريوي القحطاني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.594-591‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪.‬خالد بن مبارك القريوي القحطاني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.594-591‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫بنقل نزالء املؤسسات العقابية واإلصالحية يف الدول العربية وانه ال ميكن للدول مبفردها أن‬
‫تتصدى جلرائم هذا العصر مؤكدا أن التكتالت اإلقليمية ميكن أن تواجه مثل هذه اجلرائم‪.1‬‬
‫‪:‬‬ ‫املطلب الثاين ‪ :‬أهم اجلهود العربية يف مكافحة أشكال وأنواع اجلرمية املنظمة‬
‫سنتناول بعض اجلهود العربية يف مكافحة أهم صور اجلرمية املنظمة عرب الوطنية يف إقليم‬
‫غسل األموال وهتريب واالراار الغري‬ ‫الوطن العريب ومن أهم صور اجلرمية املنظمة نذكر باخلصو‬
‫مشروع يف املخدرات واإلرهاب واالراار بالبشر‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬اجلهود العربية ملكافحة غسل األموال‬
‫تتضح جهود الدول العربية بشكل كبري يف ضوء التعاون القائم بينها يف جمال مكافحة‬
‫اجلرمية املنظمة وعلى األخص جرائم غسيل األموال‪ ,‬فقد بذلت جامعة الدول العربية وجملس وزراء‬
‫الداخلية العرب واألمانة العامة التابعة له‪.‬وكذلك ما يبذله جملس التعاون اخلليجي للحد من‬
‫عمليات غسيل األموال داخليا وخاصة خارجيا ومنع انتشارها من اجلهود املبذولة يف املنظمة‬
‫العربية ما يأيت‪:‬‬
‫‪ -4‬من خالل أنشطة اجلامعة العربية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬املؤمتر العريب الثاين لرؤساء وأجهزة ملكافحة ضد تبييض األموال‪ :‬عقد يف ‪5449‬م‬
‫بعمان‪,‬وصدرت عنه توصية بضرورة التنسيق بني املؤسسات املالية واألجهزة األمنية يف الدول‬
‫العربية‪،‬للتعرف على األساليب واحليل املستخدمة يف عمليات تبييض األموال املتتالية من‬
‫االراار الغري مشروع باملخدرات واملؤثرات العقلية مع سرعة وضع القواعد واإلجراءات‬
‫الالزمة حملاربة هذه اجلرمية يف ضوء التجارب العربية والدولية هبذا الشأن‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪.‬خالد بن مبارك القريوي القحطاني ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.511‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عبد هللا محمود الحلو ‪ ،‬الجهود الدولية والعربية لمكافحة جريمة تبيض األموال‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشورات الحلبي ‪ ،‬ط‪،2111 5‬‬
‫لبنان‪،‬ص‪311‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫ب ‪ -‬مؤمترات التعاون األمين العريب تونس ‪4991‬م ‪:‬‬
‫عقد هذا املؤمتر بتونس حبضور وزراء الداخلية العرب األعضاء هبدف حتقيق التنسيق الدويل‬
‫واإلقليمي ملنع اجلرمية وتعقبها ومصادرة األموال احملققة منها ومكافحة جرائم غسل األموال‬
‫وحتقيق التعاون الدويل مع األنتربول فيما يتعلق بتسليم اجملرمني‪،‬وعدم استخدام احلسابات‬
‫املصرفية السرية يف إخفاء األموال الناراة عن االراار باملخدرات كما حث هذا املؤمتر على‬
‫ضرورة تعاون الدول العربية يف مكافحة اجلرمية املنظمة املتعلقة باالراار باملخدرات ومنع‬
‫استخدام قواعدها يف دعم اإلرهاب أو متويل املنظمات اإلرهابية‪.1‬‬
‫ج ‪ -‬مشروع قانون عريب موحد ملكافحة تبييض األموال ‪0222‬م ‪ :‬مت حبث هذا املشروع‬
‫ضمن اعمال املؤمتر العريب الرابع عشر لرؤساء أجهزة مكافحة املخدرات يف الدول العربية يف‬
‫دورة انعقادها بتاريخ ‪ 54‬جويلية ‪ 2111‬واهم ما استهدف املؤمتر‪:‬‬
‫‪ ‬حبث مشروع قانون عريب استشاري ملكافحة تبييض األموال وهذا املشروع كانت قد‬
‫أعدته األمانة العامة جمللس وزراء الداخلية العرب على أمل أن يكون قاعدة ميكن للدول‬
‫العربية االستفادة منها يف وضع قوانني خاصة مبكافحة تبييض املوال املتتالية من االراار غري‬
‫املشروع باملخدرات هبدف حرمان راار املخدرات من عائداهتا السنوية الضخمة‪.2‬‬
‫د – مؤمتر مناقشة جرمية غسل األموال ووسائل مكافحتها ‪ :‬نظمت األكادميية العربية‬
‫للعلوم املالية واملصرفية التابعة جلامعة الدول العربية بالقاهرة بتاريخ ‪ 53‬جوان ‪ 2119‬م‬
‫مؤمترا عقد حتت عنوان "تزايد هتديدات غسيل األموال وتنوع أساليبه والعمل الدويل‬
‫ملكافحته" ‪،‬حيث حذر رئيس األكادميية من أن األموال املغسولة مبختلف أشكاهلا ووسائل‬
‫مكافحتها تستخدم لكسب تأييد األحزاب السياسية و اهليئات ومنظمات اجملتمع املدين هلذا‬
‫احلاكم أو ذاك‪ .‬وبأن األموال املغسولة تستخدم إلسقاط احلكومات الوطنية من خالل متريرها‬
‫إىل من يتوىل مثل هذه املهمات بعد حتويلها من الدول الراغبة يف ذلك‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬عيسى الفي الصمادي‪ ،‬إستراتيجية مكافحة الجريمة المنظمة في اإلطار الدولي واإلقليمي والوطني‪ ،‬مكافحة غسل األموال نموذجا‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات القانونية الجزائر ‪ ،‬عدد ‪ 11‬مايو ‪ ، 2151‬ص ‪.29‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عبد هللا محمود الحلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.355‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫وقد ناقش املؤمتر موضوع تبييض األموال من خالل النظام املصريف واجلهود املكرسة من قبل‬
‫"جلنة بازل" وجلنة العمل املايل ونشاط تبييض األموال من خالل آلية املدفوعات واألسواق‬
‫املالية والتامني وأنظمة التحويالت غري الرمسية وتقسيم وحدات التحريات املالية املتخصصة‬
‫وتنسيق العمل القطري واإلقليمي والدويل ملكافحة تبييض األموال ‪.‬‬
‫وقد شارك يف هذا املؤمتر مصرفيون ومسئويل مكافحة غسيل األموال يف الدول العربية‬
‫والواليات املتحدة األمريكية وأوربا‪.1‬‬
‫‪ – 0‬من خالل أنشطة احتاد املصارف العربية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ندوة احتاد املصارف العربية بعنوان مكافحة تبيض األموال‪:‬‬
‫عقدت هذه الندوة يف بريوت خالل فترة ‪ 55-14‬جانفي ‪2112‬م وقد شارك فيها ‪52‬‬
‫دولة عربية وممثل من األمم املتحدة وكان اهلدف منها حبث موضوع تبييض األموال ووضع‬
‫احللول الناجحة ملكافحته نظرا ألبعاده السلبية على العمل االقتصادي واملصريف يف الدول اليت‬
‫تتسرب إليها أموال ملوثة ‪،‬والن املصارف تعترب ساحات احلرب على تبييض األموال مما‬
‫يفرض اهتمامها خاصا يستدعى إجياد األجهزة واإلجراءات املساعدة يف احلرب الدولية على‬
‫اإلرهاب واألموال اليت تغذيه وان املصارف مطالبة باحلذر والتعاون يف مسألة اللوائح اليت ترد‬
‫إليها من املرجعيات األمنية الدولية واملتعلقة حبسابات يشبه بعالقتها مبوضوع اإلرهاب ‪.‬‬
‫كما دعت الندوة إىل‪:‬‬
‫‪ ‬حتصني األجهزة املصرفية من عمليات تبييض األموال ومتويل اإلرهاب ‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء آلية عربية هبدف تنسيق املكافحة اجلماعية لتبييض األموال ومتويل اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء مركز عريب لتسوية شىت املدفوعات البينية العربية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مقال منشور في جريدة "الرأي" األردنية عدد رقم ‪ ،52321‬بتاريخ ‪2119/19/55‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫‪ ‬التشدد يف توفري متطلبات اإلدارة السلمية واإلفصاح والشفافية يف املؤسسات املالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬للتصدي لبعض احملاوالت حملاصرة هذه املؤسسات بسبب الشبهة اليت أثريت بعد‬
‫حوادث ‪ 55‬سبتمرب يف الواليات املتحدة حول نشاط بعض املؤسسات اإلنسانية‪.1‬‬
‫ب‪ -‬ندوة احتاد مصارف العربية بعنوان سالمة املصارف العربية يف إطار مقررات جلنة بازل‬
‫الثانية ‪ :‬عقد هذه الندوة يف عمان خالل الفترة ‪ 22 -21‬أوت ‪2112‬م بالتعاون مع البنك‬
‫املركزي األردين ومجعية البنوك يف األردن وحبضور عدد كبري من اخلرباء املاليني واملصرفيني‬
‫ومسئويل البنوك املركزية واملصارف العربية‪ ،‬وكانت الغاية منها إماطة اللثام عن كل ما هو‬
‫جديد يف عامل الصناعة املصرفية ‪ ،‬للتعرف على املستجدات والتحديات وأفضل السبل ملواجهة‬
‫تلك التحديات ‪ ،‬حىت تتكيف البنوك واملؤسسات املصرفية مع األوضاع ومتطلبات اجلديدة‬
‫ولتهيئة البنوك لالنسجام والتوافق مع متطلبات وقرارات جلنة بازل الثانية‪.2‬‬
‫وقد نبهت هذه الندوة إىل ضرورة نشر الوعي واملعرفة يف األوساط املصرفية العربية حول‬
‫مقررات جلنة بازل الثانية اليت سيبدأ تطبيقها مع بداية عام ‪ 2119‬م واليت جاءت كنتيجة‬
‫للمعايري اجلديدة اليت جيرى احلديث عنها منذ عام ‪2111‬م واليت كانت نتيجة لتزايد املخاطر‬
‫ووجود تعليمات جديدة ملكافحة تبييض األموال وحتول بعض هذه األموال إىل ممارسة اإلرهاب‬
‫كما طالبت الندوة بضرورة تطوير التشريعات ملسايرة هذه التطورات‪.3‬‬
‫ج ‪ -‬املؤمتر الدويل األول حول مكافحة غسل األموال و متويل اإلرهاب‪:‬‬
‫انعقد هذا املؤمتر يف القاهرة بتاريخ من ‪22‬إىل ‪ 23‬مارس ‪2119‬م ورعى هذا املؤمتر البنك‬
‫العريب ‪،‬ومت تنظيمه من قبل احتاد مصارف العربية باالشتراك مع وزارة اخلزانة األمريكية‬
‫وبالتعاون مع جمموعة العمل املايل ملنطقة الشرق األوسط ومشال إفريقيا ومجعية املصرفيني العرب‬
‫يف مشال أمريكا ومجعية املصرفيني للتجارة واملال املنبثقة عن مجعية املصرفيني األمريكيني وجاء‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد هللا محمود الحلو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.359‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬لجنة بازل األولى أصدرت قانون المبادئ سنة ‪ 5411‬حول منع االستخدام المجرم للنظام المصرفي غايات تبييض األموال والذي عرف فيما‬
‫بعد ببيان بال‪ ،‬وهدف إلى تحقق موقف عام يضمن مساهمة المصارف في مكافحة تبييض األموال‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عبد هللا الحلو‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪359‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫هذا املؤمتر كجزء من مبادرة حلوار القطاعات اخلاصة يف الواليات املتحدة األمريكية والشرق‬
‫األوسط ومشال إفريقيا‪.1‬‬
‫وركز املؤمتر على عدد من القضايا املتعلقة بتطوير وتطبيق أنظمة مكافحة تبييض األموال‬
‫ومتويل اإلرهاب وإدارة وتقييم إجراءات مكافحة تبييض األموال ومتويل اإلرهاب ودور البنوك‬
‫يف ذالك ‪.‬‬ ‫اإلسالمية يف إجراءات مكافحة تبييض األموال ومتويل إرهاب ودور القطاع اخلا‬
‫لتوحيد جهودهم مع القطاع العام من أجل‬ ‫وميثل هذا املؤمتر مبادرة دولية جديدة لقطاع اخلا‬
‫تقوية سبل احلماية ضد تبييض األموال ومتويل اإلرهاب يف شرق األوسط ومشال إفريقيا‬
‫ويهدف املؤمتر كذلك إىل رفع مستويات الوعي يف املؤسسات املالية والبنوك يف املنطقة ودعم‬
‫جهود تطبيق املمارسات والربامج الدولية ملكافحة تبييض األموال ومتويل اإلرهاب‪.2‬‬
‫‪ - 1‬من خالل أنشطة جملس تعاون اخلليجي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مشروع قانون خليجي موحد ملكافحة تبييض األموال‪:‬‬
‫يف اجتماع اللجنة القانونية يف جملس التعاون اخلليجي يف شهر فيفري سنة ‪2115‬م متت‬
‫مناقشة موضوع إعداد مشروع متكامل ملكافحة تبييض األموال الناراة عن االراار الغري مشروع‬
‫للمخدرات يف الدول جملس التعاون اخلليجي ‪ ،‬وضمت اللجنة ممثلني عن وزارات الداخلية‬
‫واملالية يف الدول األعضاء ‪.‬وذكر أن اللجنة ستسعى إىل أن يكون هذا القانون متوافقا مع‬
‫التوصيات الدولية الصادرة بشأن مكافحة تبييض األموال‪،‬مستفيدة من التطبيقات املتوفرة دوليا‬
‫وأمهها النموذج الصادر عن منظمة دول الكومنولث الربيطانية‪.3‬‬ ‫هبذا اخلصو‬
‫ب‪ -‬خطوات مجاعية فعالة ملكافحة تبييض األموال ‪:‬‬
‫اختذت دول جمالس التعاون اخلليجي عدد من اخلطوات الفعالة ملكافحة تبييض األموال‬
‫بصورة مجاعية أو فردية أمهها التصديق على كافة االتفاقيات الدولية اليت حترم عمليات تبييض‬
‫األموال مثل اتفاقية فيينا لعام ‪5411‬م واالتفاقية العربية ملكافحة االراار الغري مشروع‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عبد هللا الحلو‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪351‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عبد هللا الحلو‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.359‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬تقرير في جريدة الوطن اللبنانية بتاريخ ‪. 2115/12/13‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫باملخدرات تونس ‪5449‬م ومتابعة اجلهود الدولية املتعلقة هبذه املكافحة ومنها بيان بازل‬
‫‪5411‬م‪.1‬‬
‫كما تبذل جهود مشتركة من خالل إستراراية أمنية مت االتفاق عليها بني وزراء داخلية‬
‫دول جملس التعاون اخلليجي يف اجتماعهم التاسع عشر بالرياض واخلاصة بإجياد صيغة تعاون‬
‫بظاهرة تبييض األموال وحتقيق العقاب‬ ‫أمين كبري بني هذه الدول‪ ،‬وإصدار قانون متكامل خا‬
‫الرادع ملرتكيب هذه اجلرمية‪ ،‬وتكثري اإلجراءات الفردية ومكافحة هذه اجلرمية ‪،‬وحث البنوك‬
‫املركزية يف الدول األعضاء على اختاذ إجراءات صارمة ملواجهة عمليات تبييض األموال‪،‬‬
‫ومراعاة التوصيات األربعني الصادرة عن اللجنة الدولية يف ما يتعلق مبعرفة مصادر األموال‪.‬‬
‫ج ‪ -‬نشاط األمانة العامة جمللس التعاون اخلليجي‪ :‬حيث أن دول جملس التعاون اخلليجي هي‬
‫عضوا يف اللجنة املالية الدولية ملكافحة تبييض األموال‪ ،‬وهي هيئة حكومية دولية كونتها‬
‫جمموعة من الدول الصناعية السبع‪،‬وأن عدد أعضاء هذه اللجنة احلاليني ‪ 29‬دولة باإلضافة إىل‬
‫منظمتني دوليتني مها املفوضية األوربية وجملس التعاون اخلليجي وهدفها تقييم مدى فاعلية‬
‫القوانني واألنظمة اخلاصة ملكافحة تبييض األموال يف دول العامل‪.‬‬
‫وعليه وانطالقا من هذه العضوية‪ :‬فإن األمانة العامة جمللس التعاون اخلليجي تويل اهتماما متزايدا‬
‫ملوضوع مكافحة تبييض األموال من خالل مشاركتها يف اجتماعات اللجنة املالية يف‬
‫باريس‪،‬وهذه اللجنة راتمع ثالثة مرات سنويا وتصدر تقريرا مفصال ويف هناية كل عام تعلن‬
‫نشاط تبييض األموال يف الدول األعضاء‪ ،‬كما تقدم فرق مكلفة من هذه اللجنة لزيارات‬
‫ميدانية للدول األعضاء وتطلع وعلى مجيع األنظمة املطبقة يف هذه الدول للتأكد من اإلجراءات‬
‫اليت تتخذها حملاربة جرائم تبييض األموال‪.2‬‬
‫كما تسعى األمانة العامة إىل إلغاء نضام السرية يف البنوك وإىل تشديد الرقابة اجلادة‬
‫للحركة النقدية وعرب احلدود وإىل رفض رقابة على التحويالت اإللكترونية‪ ،‬وتقوم بتزويد‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬تقرير في جريدة الوطن اللبنانية بتاريخ ‪2115/12/13‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تقرير في مجلة اقتصاد وأعمال‪ ،‬تاريخ ‪.2112/15/14‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫الدول األعضاء بالتشريعات والقوانني واالبتكارات وأحدث التقنيات اليت يلجأ إليها غاسلي‬
‫األموال وتقوم كذلك بعقد ندوات ومؤمترات لدول اخلليج حول السبل الكافلة ملكافحة تبييض‬
‫األموال‪.1‬‬
‫د‪ -‬جهود خليجية أخرى ملكافحة تبييض األموال ‪ :‬تعمل دول جملس التعاون اخلليجي على‬
‫تشديد الرقابة على منافذ الدخول الربية والبحرية واجلوية بغاية الكشف عن عمليات‬
‫التهريب‪،‬كما أهنا قامت بتعزيز أنظمة الرقابة الداخلية من خالل تأهيل وتدريب سلطاهتا العامة‬
‫يف جمال مكافحة جرائم املخدرات وتبييض األموال لغايات التحري والكشف عن تلك‬
‫العمليات‪ ،‬كما عملت على رفع عقوبة هتريب وترويج املخدرات ضمن تشريعاهتا الداخلية‬
‫لتصل إىل حد اإلعدام‪.2‬‬
‫كما كثفت من تعاوهنا مع الدول املتقدمة و املنظمات الدولية املتخصصة مثل األنتربول‬
‫وجملس التعاون اجلمركي هبدف اكتساب املزيد من اخلربة وتبادل املعلومات وللتعرف على‬
‫املصادر الرئيسية ألنشطة هتريب املخدرات باإلضافة إىل سعيها الدائم لتطوير وسائل مكافحته‪.3‬‬
‫الفرع الثاين ‪:‬اجلهود العربية ملكافحة جرمية اإلرهاب ‪:‬‬
‫اجملتمع العريب بكل أطيافه السياسية والدينية ملكافحة جرمية اإلرهاب‬ ‫انطالقا من حر‬
‫على دعم مسرية العمل العريب املشترك ‪،‬والذي يدفع باحملافظة عليه الروابط التارخيية‬ ‫وحر‬
‫واجلغرافية والدينية‪ ،‬واحملافظة على سالمة كل دول اجلوار العريب من الناحية األمنية فقد بذلت‬
‫جهود عديدة ومكثفة ملكافحة اجلرمية اإلرهابية فقد مت عقد عدد من االتفاقيات العربية وأمهها‬
‫االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب ‪.‬‬
‫فقد صدرت االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب خالل االجتماع املشترك جمللس وزراء‬
‫الداخلية والعدل العرب يف القاهرة عام ‪5441‬م ‪ ،‬وتعترب هذه االتفاقية خطوة مهمة على املستوى‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تقرير في مجلة اقتصاد وأعمال‪ ،‬تاريخ ‪.2112/15/14‬منقول عن موقع االنترنت ‪www.islamonline.net/arabic/economics‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عقوبة مهرب المخدرات بقصد االتجار بها في السعودية هي اإلعدام‪ ،‬وهي عقوبة وجوبية وجوازية للمحكمة لمروج المخدرات للمرة الثانية‪،‬‬
‫تنفيذا لقرار هيئة كبار العلماء‪ ،‬رقم ‪ 531‬تاريخ ‪5911/19/21‬هـ ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬تقرير في مجلة اقتصاد وأعمال‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫العريب اإلقليمي حملاربة ظاهرة اإلرهاب والعنف والتطرف هلذه املنطقة ‪ .‬ولكي نتعرف على اجلهود‬
‫العربية ملنع ومكافحة اإلرهاب فأننا سنتناول اجلهود من اخلالل االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ ‬االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب ‪ :‬صدرت االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب بالقاهرة ‪،‬‬
‫ومبقر األمانة العامة جلامعة الدول العربية‪ ،‬وحتديدا يف ‪ 22‬أفريل ‪5441‬م بعد التقاء جملس وزراء‬
‫الداخلية والعدل العرب متثل اتفاقية خالصة الفكر العريب األمين والقضائي ألهنا صدرت من أعلى‬
‫جهات أمنية وقضائية وبدأ سريان اتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب يف ‪ 1‬أفريل ‪. 5441‬‬
‫و توالت بعدها اجلهود العربية ملكافحة اإلرهاب من خمتلف الفعاليات العربية اجلماعية حيث‬
‫أصدر جملس اجلامعة العربية أثناء انعقاد القمة العربية يف بريوت يف الفترة من ‪ 21-51‬مارس‬
‫‪2112‬م قرارا يتضمن رفضه القاطع وإدانته احلامسة لإلرهاب بكافة أشكاله وصوره باإلضافة إىل‬
‫تأييده إىل اجلهود الرامية إىل عقد مؤمتر دويل يف إطار األمم املتحدة ملناقشة ظاهرة اإلرهاب بكافة‬
‫صوره ‪ ،‬ويف مؤمتر القمة العريب املنعقد يف دمشق بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪ 2111‬م أكد الزعماء العرب‬
‫على مواصلة التصدي لإلرهاب من أجل استئصاله وإزالة أسبابه‪. 1‬‬
‫وسنتناول يف دراسة فحوى االتفاقية يف ثالثة نقاط‪:‬‬
‫‪ -5‬التعاون األمين العريب ملكافحة اإلرهاب ‪ :‬إن اجلرمية اإلرهابية وملا متتاز به من خطورة أصبح‬
‫من الصعوبة أن تواجهها الدول منفرد لذلك جلأت الدول العربية من خالل اتفاقية عربية ملكافحة‬
‫اإلرهاب إىل خلق حالة من التعاون والتكامل األمين ملواجهة هذه اجلرمية‪.2‬‬
‫وقد اسند يف ذلك على ثالث ركائز أساسية‪:‬‬
‫أ‪ -‬تدابري أمنية ملنع اإلرهاب ‪ :‬إذ فضال عن تعهد الدول املتعاهدة بعدم تنظيم أو متويل أو ارتكاب‬
‫األعمال اإلرهابية‪ ،‬تعهدت باحليلولة دون حدودها الربية والبحرية واجلوية ملنع حاالت التسلل‬
‫منها‪، 3‬ودون اختاذ أراضيها مسرحا لتخطيط أو تنظيم أو تنفيذ اجلرائم اإلرهابية ومنع تسلل‬
‫العناصر اإلرهابية أو إقامتها على أراضيها وتطوير وتعزيز األنظمة املتصلة بإجراءات املراقبة و تأمني‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪.‬غسان صبري كاطع ‪ ،‬الجهود العربية لمكافحة جريمة اإلرهاب‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪،2155،‬ص ‪.531‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪.‬احمد محسن ‪ ،‬التعاون األمني العربي والتحديات األمنية‪ ،‬أكاديمية نايف للعلوم األمنية‪،‬الرياض‪.5444،‬ص‪33‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬انظر الملحق رقم " ‪ " 2‬المادة الثالثة من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫احلدود واملنافذ وهبذا املعىن فإن الدول املنظمة متتنع من تقدمي أي مساعدة من أي نوع كان‬
‫واالمتناع عن تقدمي أي دعم سواء كان لوجستيكيا أو عسكريا حتت أي ذريعة أو صورة من‬
‫الصور ‪ ،‬كما تلتزم الدول حبماية الشخصيات واملنشآت احليوية ‪.‬وأن يتوج ذلك بإنشاء وحتديث‬
‫قاعدة للبيانات واملعلومات للمتابعة والرصد اإلرهايب‪ ،‬وتعزيز اإلعالم األمين وكشف خطورة‬
‫اجلماعات اإلرهابية ومدى ضررها على اجملتمع بكافة فعملياته ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تدابري وطنية ملكافحة اإلرهاب ‪ :‬وتتمثل يف القبض على مرتكيب اجلرائم اإلرهابية‬
‫وتسليمهم وكذلك توفري احلماية للعاملني على تطبيق العدالة وملصادر املعلومات والشهود‪ ،‬وإقامة‬
‫تعاون فعال بني األجهزة املعنية وبني املواطنني ملواجهة اإلرهاب مبا يف ذلك تشجيع وتأمني‬
‫املواطنني على اإلبالغ على األعمال اإلرهابية‪.1‬‬
‫ج ‪ -‬التعاون العريب ملنع ومكافحة اإلرهاب‪ :‬جنحت االتفاقية عندما تبنت مبدأ رئيسيا يف جمال‬
‫منع مكافحة اإلرهاب هو مبدأ تصعيب اهلدف وهو مبدأ وقائي وهو يعين أن تتخذ اجلهات األمنية‬
‫كافة التدابري واإلجراءات األمنية اليت من شأهنا احليلولة دون وصول أسلحة ومتفجرات إىل أيدي‬
‫اإلرهابيني‪،‬وتبادل املعلومات املتعلقة بأنشطة اجلماعات اإلرهابية وقيادهتا وعناصرها وأماكن‬
‫متركزها وبالتايل حتول دون ارتكاب املزيد من احلوادث اإلرهابية‪ ،‬وبغية الوصول إىل مستوى أمين‬
‫عريب رفيع اتفقت الدول العربية على أن تتعاون فيما بينها على إجراء وتبادل الدراسات والبحوث‬
‫ومكافحة اجلرائم اإلرهابية وتوفري املساعدات الفنية إلعداد برامج عقد دورات تدريبية مشتركة‬
‫للعاملني يف جمال مكافحة اإلرهاب ‪ ،‬لتنمية قدراهتم العلمية ولرفع مستوى ذاهتم وذلك من خالل‬
‫ثالثة قنوات رئيسية حددهتا املادة من االتفاقية‪.2‬‬
‫‪ ‬املعلومات ‪ :‬تعاهدت الدول املتعاقدة بتعزيز تبادل املعلومات يف ما بينهما حول أنشطة وجرائم‬
‫اجلماعات اإلرهابية وقيادهتا وعناصرها وأماكن متركزها وتدريبها ووسائل ومصادر متويلها‬
‫وتسليحها ووسائل االتصال اليت تستخدمها اجلماعات اإلرهابية وان ختطر دولة متعاقدة أي دولة‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم " ‪ " 2‬المادة الثالثة من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪.‬غسان صبري ‪ ،‬الجهود العربية لمكافحة جريمة اإلرهاب‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪،2155،‬ص ‪.591‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫متعاقدة أخرى على وجه السرعة مبا لديها من معلومات عن أي جرمية إرهابية ارتكبت يف إقليمها‬
‫هبدف املساس مبصاحل تلك الدولة أو مبوطنيها أو مبا قد يتوفر لديها من معلومات أو بيانات من‬
‫شأهنا أن حتول دون وقوع مثل هذه اجلرائم‪.‬‬
‫وقد فرضت االتفاقية السرية على ما يتم التبادل للمعلومات يف هذا الشأن وألزمت الدولة املتعاقدة‬
‫باحلفاظ على سريتها‪.1‬‬
‫‪ ‬التحريات ‪ :‬تعاهد الدول املتعاقدة بتقدمي املساعدة يف جمال التحري والقبض على اهلاربني من‬
‫املتهمني أو احلكومة عليهم جبرائم إرهابية ‪.‬‬
‫‪ ‬اخلربات ‪ :‬تعهدت الدول املتعاقدة للتعاون على إجراءات وتبادل الدراسات والبحوث ملكافحة‬
‫اجلرائم اإلرهابية والتعاون من اجل توفري املساعدات التقنية بإعداد برامج أو عقد دورات تدريبية‬
‫مشتركة يكون اهلدف منها تنمية القدرات العلمية والعملية ورفع مستوى أداء العمليات يف جمال‬
‫مكافحة اإلرهاب‪.2‬‬
‫‪ -2‬التعاون القضائي العريب ملكافحة اإلرهاب‪ :‬سنتناول هنا الفصل الثاين من اتفاقية التعاون‬
‫العريب يف جمال القضائي وذلك يف مخس نقاط ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تسليم اجملرمني ‪ :‬يقصد بتسليم اجملرمني جمموعة اإلجراءات القانونية اليت هتدف إىل قيام دول‬
‫بتسليم شخص متهم أو حمكوم عليه إىل دولة أخرى لكي حياكم هبا أو ينفذ فيها احلكم الصادر‬
‫عليه من حماكمها‪ .‬املادة ‪ 15‬يف املعاهدة النموذجية لتسليم اجملرمني الصادرة بقرار اجلمعية العامة‬
‫لألمم املتحدة رقم ‪ ،559/91‬ولقد أبرمت العديد من االتفاقيات الدولية الثنائية منها واجلماعية‬
‫ومثال ذلك "االتفاقية املصرية اجلزائرية" املربمة سنة ‪ 5499‬م أو معاهدات مجاعية كاتفاقية جامعة‬
‫الدول العربية املربمة يف سنة ‪5413‬م ‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم " ‪ " 2‬الفقرة األولى من المادة الرابعة من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم " ‪ "2‬الفقرة الثالثة من المادة الرابعة من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬د‪.‬غسان صيري ‪ ،‬الجهود العربية لمكافحة جريمة اإلرهاب‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪،2155،‬ص ‪.592‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫‪ ‬أحكام التسليم يف االتفاقية العربية ‪ :‬وبالنسبة لالتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب لعام ‪5442‬م‬
‫فقد تناولت أحكام تسليم اجملرمني يف املادة اخلامسة من الفصل الثاين من االتفاقية حيث اتفق‬
‫األطراف على أن اجلرائم اإلرهابية ال تعد جرائم سياسية ولو كانت بدافع سياسي وتعهدت كل‬
‫الدول بتسليم املتهمني أو احملكوم عليهم يف اجلرائم اإلرهابية املطلوب تسليمهم من أي من هذه‬
‫الدول ولقد استثنت االتفاقية تطبيق تسليم اجملرمني يف حاالت معينة ذكرهتا االتفاقية على سبيل‬
‫احلصر وهي اجلرائم ذات الصبغة السياسية وجرائم اإلخالل بالواجبات العسكرية واجلرائم اليت‬
‫صدر فيها حكم بات غري قابل للطعن ‪.‬‬
‫ويف حالة ما إذا كان اإلرهايب من مواطين الدولة املطلوب إليها التسليم وكان النظام‬
‫القانوين هلذه الدولة ال جييز هلا تسليم مواطنيها فتلتزم الدولة املطلوب إليها التسليم بتوجيه االهتام‬
‫ضد من يرتكب منهم لدى أي من الدول املتعاقدة األخرى جرمية من اجلرائم اإلرهابية وهلا أن‬
‫تستعني يف هذا الشأن بالتحقيقات اليت أجرهتا الدول طالبة التسليم ‪.‬‬
‫وأعطت االتفاقية إمكانية للدول بتأجيل تسليم اجملرم املطلوب تسليمه إذا كان قيد احملاكمة‬
‫أو أن يكون خاضعا لتنفيذ عقوبة يف جرمية أخرى‪.‬‬
‫ومن أجل تسليم بني دول االتفاقية فإنه ال يعتد بالتكليف القانوين للجرمية ومقدار العقوبة والذي‬
‫نصت عليه قوانينها الداخلية‪.1‬‬
‫ب‪ -‬اإلنابة القضائية ‪ :‬ألزمت االتفاقية كل الدول املتعاقدة أن تطلب إىل أي دولة أخرى متعاقدة‬
‫القيام يف إقليمها نيابة عنها بأي إجراء قضائي متعلق بدعوى ناشئة عن جرمية إرهابية سواء مساع‬
‫شهادة الشهود أو تبليغ الوثائق القضائية إجراءات املعاينة وفحص األشياء ومع ذلك أعطت هلا حق‬
‫رفض تنفيذ اإلنابة القضائية إذا كانت اجلرمية حمل اهتمام أو حتقيق أو مكافحة لدى الدولة‬
‫املطلوب إليها تنفيذ اإلنابة أو من شأهنا املساس بسيادة الدول املكلفة بتنفيذه أو بأمنها أو بالنظام‬
‫العام‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪.‬غسان صيري ‪ ،‬الجهود العربية لمكافحة جريمة اإلرهاب‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪،2155،‬ص ‪.592‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم "‪ " 2‬المادة ‪ 51‬من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫كما جيوز للدولة و ألسباب قهرية تأجيل تنفيذ طلب اإلنابة القضائية املقدم من الدولة‬
‫الطالبة شريطة أن يتم إخبار الدول الطالبة هبذه التأجيل وان اإلنابة القضائية حمددة يف نطاق ما‬
‫صدرت اإلنابة بشأنه فال جيوز استخدامها خارج ما ورد يف طلب اإلنابة‪.1‬‬
‫ج ‪ -‬التعاون القضائي ‪ :‬ألزمت االتفاقية كل دولة متعاقدة أن تقدم للدول األخرى املساعدة‬
‫املمكنة و الالزمة للتحقيقات أو اإلجراءات املتعلقة باجلرائم اإلرهابية واستحداث حكما يف جمال‬
‫القضائي إلحدى الدول املتعاقدة مبحاكمة متهم‬ ‫التعاون القضائي مؤداه أنه إذا انعقد االختصا‬
‫عن جرمية إرهابية فيجوز هلذه الدول أن تطلب إىل الدول اليت يوجد املتهم يف إقليمها حماكمته عن‬
‫هذه اجلرمية شريطة موافقة هذه الدولة‪.2‬‬
‫ويترتب على قبول طلب احملاكمة وقف إجراءات املالحقة والتحقيق واحملاكمة يف الدول املطالبة‬
‫باستثناء ما تستلزم سبل التعاون بني الدولتني‪.3‬‬
‫د ‪ -‬تسليم األشياء والعائدات احملصلة عن اجلرمية ‪ :‬تناول هذا الشطر كيفية التصرف يف األشياء‬
‫والعائدات احملصلة من اجلرمية حيث ألزمت االتفاقية الدول املتعاقدة بتسليم األشياء والعائدات‬
‫احملصلة من اجلرمية اإلرهابية للدول الطالبة وأينما وجدت هذه األشياء حىت ولو مل يتم تسليم املتهم‬
‫ألي سبب من األسباب مع ضمان حقوق الغري حسين النية على األشياء والعائدات ‪،‬وعلى الدولة‬
‫املطلوب منها التسليم اختاذ مجع التدابري لتنفيذ التزامها بالتسليم‪.4‬‬
‫هـ ‪ -‬تبادل األدلة ‪ :‬ألزمت االتفاقية الدول املتعاقدة أن تقوم بفحص اآلثار و األدلة الناراة عن‬
‫اجلرائم اإلرهابية الواقعة على إقليمها وهلا طلب املساعدة يف فحص األدلة من أي دولة عضو يف‬
‫االتفاقية وللدولة اليت وقعت اجلرمية على أراضيها احلق بتزويد الدولة اليت وقعت اجلرمية ضد‬
‫مصاحلها بالنتيجة ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم "‪ " 2‬المادة ‪ 52‬من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم "‪ " 2‬المادة ‪ 59‬من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم "‪ " 2‬المادة ‪ 51‬من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم "‪ " 2‬المادة ‪ 21-54‬من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم "‪ "2‬المادة ‪ 25‬من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫‪ -3‬آلية تنفيذ االتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب ‪ :‬لقد تناولت االتفاقية يف الفصل الثالث آلية‬
‫التنفيذ حيث قسمت إىل ثالثة أجزاء وجاءت كاآليت ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إجراءات التسليم ‪ :‬حددت االتفاقية اجلهات اليت يتم عن طريقها تبادل طلبات التسليم إما من‬
‫اجلهات املختصة يف الدول املتعاقدة مباشرة أو عن طريق وزارات العدل هبا ومن يقوم مقامها أو‬
‫بالطريق الدبلوماسي ‪.‬‬
‫وحسنا ما فعل املشرع العريب عندما منح من خالل االتفاقية للسلطات القضائية يف الدولة‬
‫الطالبة احلق أن تطلب كتابة من الدولة املطلوب إليها حبس الشخص احتياطيا إىل حني وصول‬
‫طلب التسليم ‪.‬حيث يؤدي ذلك إىل عدم إفالت اجملرم من العقاب و يف أي مكان للدول‬
‫األعضاء‪ ،‬وإما إذا مل يقدم طلب التسليم مصحوبا باملستندات سالفة الذكر‪.‬فانه ال جيوز حبس‬
‫الشخص املطلوب تسليمه مدة ال تزيد عن الثالثني يوما من تاريخ إلقاء القبض عليه‪.1‬‬
‫ب ‪ -‬إجراءات تنفيذ اإلنابة القضائية ‪ :‬ألجل حتقيق فاعلية التعاون القضائي بني الدول األعضاء‬
‫عرضت االتفاقية على وضع إجراءات اإلنابة القضائية ضمن نصوصها ‪،‬حمددة بياناهتا و اجلهة‬
‫املختصة ‪،‬فطلبات اإلنابة القضائية جيب أن تتضمن البيانات اآلتية‪ :‬اجلهة املختصة الصادرة عنها‬
‫الطلب ‪،‬موضوع الطلب و سببه و هو حتديد هوية الشخص املعين باإلنابة و جنسيته‪ ،‬بيان اجلرمية‬
‫و اليت تطلب اإلنابة بسببها و تكييفها القانوين والعقوبة املكررة على اقترافها‪.2‬‬
‫ج ‪ -‬إجراءات محاية الشهود واخلرباء ‪ :‬أن الدولة الطالبة هي اليت تقدر أمهية الشاهد أو اخلبري‬
‫الذي ترغب حبضوره أمام سلطاته القضائية وتقوم بإعالم الدولة املطلوب إليها وال جيوز إكراه‬
‫الشاهد أو اخلبري على احلضور ويف حالة حضور الشاهد أو اخلبري طواعية إىل بلد الطالب فيتم‬
‫تبليغه باحلضور حسب القوانني الداخلية هلذا البلد وال جيوز حبس املكلف باحلضور حىت لو كانت‬
‫عن أحكام أخرى غري مشار إليها يف طلب احلضور وتنقضي حصانة الشخص املكلف باحلضور إذا‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم "‪ " 2‬المادة ‪ 29-23‬من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم "‪ "2‬المادة ‪ 24‬من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫بقي ملدة ثالثني يوما متواصلة يف الدولة من الطالبة حىت و لو أصبح وجوده غري مطلوب من‬
‫اجلهات القضائية وتسقط احلصانة عنه يف حالة مغادرة البالد والعودة إليها مرة أخرى‪.1‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬التعاون والتنسيق ملكافحة جرائم التهريب يف الدول العربية‬
‫تكتسي جرائم التهريب باملفهوم الشامل خطورة بالغة يف عصرنا احلاضر وخاصة بالنسبة‬
‫للدول النامية فهي هتدد كيان اجملتمع من النواحي األمنية واالقتصادية والصحية واألخالقية ومتثل‬
‫بذلك حجرة تعثر يف سبيل النمو والتقدم احلضاري فجرائم هتريب األسلحة والذخائر هتدد سالمة‬
‫املواطن وأمن اجملتمع العريب أما جرائم التهريب اجلمركي فتؤثر على االقتصاد الوطين و تنعكس‬
‫سلبيا على اإلنتاج من جهة وعلى الدخل القومي من جهة أخرى‪ ،‬أما جرائم هتريب املخدرات‬
‫مبختلف أنواعها ومشتقاهتا فتتسبب يف اهنيار القدرات الصحية والعقلية للذين يدمنون عليها‬
‫فيصبحون عالة على اجملتمع الذي يعيشون فيه ومن املالحظ أن تطور وسائل النقل احلديثة برا‬
‫وحبرا وجوا وتطور سرعة االتصال بني خمتلف بلدان العامل قد ساعد على التنظيم احملكم لشبكات‬
‫التهريب وعصابات املهربني كما أن األرباح الطائلة اليت راىن من وراء عمليات التهريب قد تشجع‬
‫على االنتشار بني فئات اجتماعية متباينة جذهبا إغراء الكسب السريع كل هذه العوامل حتت‬
‫التنسيق والتعاون بني األجهزة األمنية وتفرض وضع إستراراية موحدة للكشف عن هذه اجلرائم‬
‫ومكافحتها على صعيد الدول العربية‪.2‬‬
‫و ميكن حصر سبل التعاون على مستويني‪ ،‬يتمثل األول يف تبادل املعلومات وتنبيهات عن‬
‫كبار املهربني والعصابات اليت تزاول نشاطها ألتهرييب يف الدول العربية‪ .‬و ميكن أن نطلق‬ ‫أشخا‬
‫عليه اسم التعاون اإلعالمي‪ ،‬وينحصر الثاين يف أعمال مالحقة املهربني والبحث عنهم وإيقافهم‬
‫وتسليمهم إىل السلطات املعنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم "‪ "2‬المادة ‪ 39-31-39‬من االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬فيصل محمد المشاط‪ ،‬جرائم التهريب في الوطن العربي‪ ،‬المركز العربي للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ ،2111 2‬ص ‪.91-91‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫ويتميز هذا النوع من التعاون بالصيغة امليدانية فيجوز أن نطلق عليه صفة التعاون امليداين‬
‫وسواء كان التعاون إعالميا أو ميدانيا‪ ،‬فإن تطوره وانتشاره على صعيد الدول العربية هو اكرب‬
‫ضمان إجناح اجملهودات املبذولة للكشف علن جرائم التهريب ومكافحته‪.1‬‬
‫‪ -5‬التعاون العريب لإلعالمي ‪ :‬إن أمهية تبادل املعلومات اجلنائية يف الكشف عن اجملرمني عامة و‬
‫عن املهربني خاصة وبالتايل مكافحتهم ‪ ،‬قد اتضحت منذ زمن طويل وأدت إىل ظهور منظمات‬
‫دولية هتدف لبلورة التعاون على الصعيد العاملي ‪ ،‬وأبرزها املنظمة الدولية للشرطة اجلنائية‪.‬‬
‫وعلى الصعيد العريب فإن املنظمة العربية للدفاع االجتماعي ضد اجلرمية املنظمة عن جامعة‬
‫الدول العربية راسم التعاون املتبادل بني خمتلف إدارات الشرطة اجلنائية يف الدول العربية‪ ،‬إذ تنص‬
‫املادة األوىل من االتفاقية على أنّ الغرض من إنشاء املنظمة هو العمل على دراسة أسباب اجلرمية‬
‫ومكافحتها ومعاملة اجملرمني وتأمني التعاون املتبادل بني الشرطة اجلنائية يف البالد العربية ومكافحة‬
‫املخدرات ‪.‬‬
‫ولتنمية هذا التعاون على مستوى الدول العربية وزيادة التنسيق بني األجهزة األمنية‬
‫ملكافحة جرائم التهريب فإن إنشاء مكتب للتنسيق اإلعالمي حتت إشراف وإدارة املركز العريب‬
‫للدارسات األمنية والتدريب ميثل حال مناسبا يساهم يف الكشف عن اهلوية ومعرفة أساليب عملهم‬
‫ونوعية نشاطهم خاصة إذا علمنا أن جرائم التهريب تتسم بطابع معني من حيث أساليب ارتكاهبا‬
‫وأهدافها وصفة مرتكبيها‪.‬‬
‫وميكن أن حيتوي هذا املكتب على سجل مركزي للمهربني على الصعيدين العريب والدويل‬
‫يسمح ألعضائه باإلطالع على السوابق القضائية وأساليب العمل املتبعة يف الدول العربية واألجنبية‬
‫كما تتوفر لديه وسائل االتصال احلديثة وخاصة جهاز بث والتقاط املعلومات ‪remate‬‬
‫‪ copier‬ويدخل يف مهامه أيضا تبادل النشرات التنبيهية واإلعالمية عن عمليات التهريب اهلامة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬فيصل محمد المشاط ‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫مع املنظمات الدولية األخرى املتخصصة يف مقاومة اإلجرام وعقد الندوات واملؤمترات ونشر‬
‫البحوث اهلادفة للتعرف على جرائم التهريب املختلفة وطرق الكشف عنها وأساليب مكافحتها‪.1‬‬
‫‪ -2‬التعاون العريب امليداين ‪ :‬كثريا ما يتمكن بعض أفراد عصابات التهريب وخاصة احملنكني منهم‬
‫بعد افتضاح أمرهم يف دولة معينة من الفرار اىل دولة أخرى عربية أو أجنبية للتستر واجتناب‬
‫اجلزاء‪ ،‬ويف هذه احلالة فإن القواعد الدولية املعمول هبا حاليا بطيئة وتستغرق وقتا طويال إذ يستلزم‬
‫األمر توجيه طلب كتايب عن طريق القناة الدبلوماسية وما يتبع ذلك من مبادئ التسلسل اإلداري‬
‫حبيث يتمكن املهربون يف هذه األثناء من مغادرة تراب هذه الدولة إىل مكان جمهول يواصل فيه‬
‫نشاطهم اإلجرامي بكل أمان‪ ،‬وهكذا تربز جليا فوائد التعاون امليداين بني األجهزة األمنية للدول‬
‫العربية عن طريق ‪:‬‬
‫أ‪ -‬املالحقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬البحث‪.‬‬
‫ج – التسليم‪.‬‬
‫أ‪ -‬املالحقة ‪ :‬من غري اجلائز مبدئيا االستمرار يف متابعة املهربني عرب احلدود ولو ملسافة قصرية الن‬
‫رااوز احلدود تعترب خرق لسيادة الدولة اجملاورة فيضطر رجال الشرطة إىل الرجوع على أعقاهبم‪.‬‬
‫وقد شجعت هذه الوضعية كثري من كبار املهربني على االستقرار يف أمكان قريبة من احلدود حبيث‬
‫يتمكنون من اجتيازها بسرعة يف حاالت اخلطر هلذا يستحسن متكني أعوان األمن اعتمادا على‬
‫مبدأ التعاون بني الدول العربية من حق املالحقة‪ "Le droit de suite" ،‬يف بعض احلاالت‬
‫االستثنائية وبشروط معينة أمهها وجود اتفاقية ثنائية أو اجتماعية يف هذا الغرض‪.‬‬
‫وان يكون اهلدف من املتابعة عرب احلدود إلقاء القبض على اجملرم الفار مث تسليمه فورا إىل‬
‫السلطات احمللية ريثما تتم إجراءات استرداده بالطرق العادية‪،‬هذا وقد ساعد إقرار حق املالحقة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬فيصل محمد المشاط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪94‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫بعض الدول األوربية اليت اعتمدته مثل دول البنلوكس "بلجيكيا‪ ،‬هولندا‪ ،‬لكسمبورغ" على‬
‫إيقاف الكثري من املهربني واإلرهابيني ووضع حد لعمليات التسرب عرب احلدود ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ب‪ -‬البحث ‪ :‬الغاية من التعاون يف هذا احلالة هي معرفة املكان الذي جلأ إليه املهرب والتحري‬
‫من التعاون الوثيق بني خمتلف األجهزة األمنية للدول العربية للوصول إىل‬ ‫لكشفه وتوقيفه وال منا‬
‫نتيجة اجيابية ألن عملية البحث صعبة جدا نظرا لالحتياطات الكبرية اليت حييط هبا املهربون أنفسهم‬
‫يف مثل هذه احلاالت ولعل اجنح طريق للتعاون هي املشاركة الفعلية من طرف أعوان شرطة‬
‫البلدين يف عملية البحث امليداين‪.2‬‬
‫ج ‪ -‬التسليم ‪ :‬خيتلف مفهومه عن التوقيف اختالفا جوهريا‪ ،‬ذلك أن إلقاء القبض على اجملرم‬
‫الفار وتوقيفه يف الدولة اليت جلأ إليها يعترب إجراءا مؤقتا ‪ Procédure provisoire‬حيرم‬
‫الالجئ من حريته بصفة مؤقتة يف سبيل املصلحة العامة‪،‬أما التسليم فهو قرار خطري البد من أن‬
‫خيضع لشروط قانونية دقيقة وحياط بضمانات كثرية تكون حاجزا الستعماله بطريقة تعسفية ‪.‬‬
‫ومن املعلوم انه قد مت إبرام اتفاقية لتسليم اجملرمني يف إطار اجلامعة العربية خالل سنة ‪5412‬م‬
‫لكن من الضروري مراجعتها وتبسيط إجراءاهتا فيما يتعلق بتسليم اهلاربني حىت ال تتاح هلؤالء‬
‫فرصة اإلفالت من العدالة وتفادي تسليط اجلزاء‪.3‬‬
‫الفرع الرابع ‪:‬اجلهود العربية ملكافحة جرائم املخدرات ‪:‬‬
‫تكتسي أمهية مكافحة جرمية املخدرات أمهية كبرية من بني أهم اجلرائم املنظمة يف الوطن‬
‫العريب‪،‬حيث يوىل هلا أمهية كبرية ملكافحتها إىل جانب جرائم اإلرهاب املنظم‪ .‬وكما ملكافحة‬
‫اجلرائم املخدرات أمهية دولية فأمهيتها على املستوى اإلقليمي أمهية حتمية أيضا وخاصة يف اإلقليم‬
‫العريب ملا أصبحت جرمية هتريب واالراار واالستهالك للمواد املخدرة املؤثرات العقلية بأنواعها لذا‬
‫وجب التعاون اهلام واملثمر من طرف الدول العربية ملواجهة هذه اجلرمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬فيصل محمد المشاط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ .‬فيصل محمد المشاط‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬فيصل محمد المشاط ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12-15‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫وكان من مثرة التعاون العريب يف جمال مكافحة اجلرمية بشكل عام و املخدرات بشكل خا‬
‫إنشاء جملس وزراء الداخلية العرب‪ ،1‬الذي كان له العديد من اجلهود املتميزة للتصدي ملشكالت‬
‫املخدرات وخاصة يف اجملاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -5‬يف جمال السياسة العامة ‪ :‬أسفرت اجلهود العربية يف جمال السياسة العامة ملكافحة املخدرات‬
‫ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬اعتماد اإلستراراية العربية ملكافحة االستعمال الغري شرعي للمخدرات واملؤثرات العقلية عام‬
‫‪5419‬م ومتابعة تنفيذها‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد وتنفيذ اخلطة املرحلية الثانية هلذه اإلستراراية للسنوات ‪2112‬إىل ‪2119‬م ومتابعة‬
‫تنفيذها ‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد قانون عريب منوذجي موحد للمخدرات عام ‪5419‬م‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد خطة إعالمية عربية موحدة ملكافحة ظاهرة املخدرات يف عام ‪5444‬م‪.‬‬
‫‪ ‬املوافقة على االتفاقية العربية ملكافحة االراار غري املشروع باملخدرات واملؤثرات العقلية عام‬
‫‪5444‬م ‪..‬‬
‫‪ ‬اعتماد مشروع وثيقة إستراراية عربية شاملة ملواجهة ظاهرة املخدرات يف الوطن العريب ‪.‬‬
‫‪ -0‬جمال املؤمترات واالجتماعات ‪:‬‬
‫‪ ‬تقوم األمانة العامة للمجلس بعقد املؤمتر السنوي لرؤساء أجهزة مكافحة املخدرات يف الدول‬
‫العربية وقد عقد حىت اآلن ‪ 29‬مؤمترا كان آخرها مؤمتر ‪ 2151‬بتونس‪.‬‬
‫‪ ‬تعقد األمانة العامة اجتماعا سنويا لرؤساء أجهزة املكافحة يف كل جمموعة من اجملموعات العمل‬
‫الفرعية اإلجرائية الثالثة ملكافحة املخدرات وتنظر يف جدول أعمال االجتماعات السابقة لكل‬
‫جمموعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ارجع إلى الصفحة رقم «‪ »49‬من الرسالة‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫‪ ‬تقوم األمانة العامة بعقد اجتماع سنوي للجنة متابعة تنفيذ اخلطط املرحلية لإلستراراية هذا‬
‫باإلضافة إىل اجتماعات اللجان املتخصصة اليت تعقدها األمانة العامة يف هذا اجملال ضمن برامج‬
‫عملها السنوية‪.1‬‬
‫‪ -3‬جمال األحباث والدراسات واإلصدارات‪ :‬نظرا ألمهية األحباث والدراسات املنهجية والتطبيقية‬
‫و اإلصدارات العلمية يف جمال التصدي للمخدرات ومكافحتها فقد حرصت األمانة العامة على‬
‫متابعة مجيع املستجدات يف هذا اجملال ومن ابرز اإلصدارات‪:‬‬
‫‪ -‬جمموعة قوانني املخدرات واملؤثرات العقلية يف الدول العربية‪.‬‬
‫‪ -‬الدراسات القانونية املقارنة لقوانني املخدرات املعمول هبا يف الدول العربية‪.‬‬
‫‪ -‬دليل اخلرباء العرب واألجانب يف جمال املخدرات‪.‬‬
‫‪ -‬األعداد السنوية من النشرة اإلحصائية للمخدرات ‪.‬‬
‫‪ -‬التقرير اإلحصائي السنوي لقضايا املخدرات املضبوطة يف الدول العربية‪.‬‬
‫‪ -‬جمموعة توصيات املؤمترات العربية لرؤساء أجهزة مكافحة املخدرات ‪.‬‬
‫ومن ابرز الدراسات‪:‬‬
‫‪ ‬دراسة عن حتقيق يف قضايا املخدرات وسبل التنسيق بني جهود احملققني يف الدول العربية يف هذا‬
‫اجملال‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة استطالعية عن التسليم املراقب للمخدرات واملؤثرات العقلية يف املنطقة العربية‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة عن وسائل هتريب املخدرات واملؤثرات العقلية بالطرق الربية والبحرية واجلوية يف املنطقة‬
‫العربية‪.2‬‬
‫‪-9‬جمال التعاون والعمل اإلجرائي اليومي‪:‬‬
‫يشكل العمل اليومي لألمانة العامة جمللس وزراء الداخلية العرب ومكتبها املتخصص بشؤون‬
‫املخدرات بعدا كبريا وركيزة أساسية يف املتابعة والتنسيق يف قضايا املخدرات مع األجهزة املختصة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عالء الدين شحاتة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.219‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عالء الدين شحاتة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.219-211‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫يف الدول األعضاء من خالل شعب اتصال اجمللس املوجود يف كل بلد عريب يف سبيل اختاذ التدابري‬
‫واإلجراءات املناسبة يف القضايا املطروحة يف جمال العمل اليومي‪.1‬‬
‫‪ -5‬جمال التعاون مع اهليئات واملنظمات الدولية املتخصصة ‪:‬‬
‫عمل جملس وزراء الداخلية العرب على تعزيز التعاون مع اهليئات واملنظمات الدولية املتخصصة‬
‫يف جمال مكافحة املخدرات واملؤثرات العقلية بأبعادها املختلفة من خالل اجلوانب التالية ‪:‬‬
‫‪-‬توثيق التعاون بني االمانة العامة جمللس وزراء الداخلية العرب من خالل مكتبها املتخصص‬
‫بشؤون املخدرات مع برنامج األمم املتحدة املعين باملكافحة الدولية للمخدرات "البنوسيد"‬
‫‪2 Pnucid‬واملنظمة الدولية للشرطة اجلنائية األنتربول‪.3‬‬
‫‪ ‬تبادل املعلومات والبيانات املتعلقة بقضايا املخدرات وزراعتها وتصنيعها واالراار غري شرعي هبا‬
‫مع شعبة املخدرات يف منظمة األنتربول وبرنامج األمم املتحدة املعين باملكافحة الدولية‬
‫للمخدرات‪.‬‬
‫‪ ‬مشاركة ممثلني من األمانة العامة يف املؤمترات واالجتماعات املتخصصة يف جمال املخدرات اليت‬
‫تعقدها املنظمات واهليئات الدولية املختصة وإعداد تقارير مفصلة عن أعماهلا وتوصياهتا و تزويد‬
‫األجهزة املختصة يف الدول األعضاء بنسخ منها‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على تكييف التواجد العريب املؤثر والفعال يف نطاق عمل املنظمات واهليئات الدولية‬
‫املتخصصة ‪.‬‬
‫‪ ‬دعوة املنظمة الدولية للشرطة اجلنائية األنتربول وبرنامج األمم املتحدة املعين ملكافحة الدولية‬
‫للمخدرات لترشيح ممثلني عنها حلضور املؤمترات العربية السنوية لرؤساء أجهزة مكافحة‬
‫املخدرات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عالء الدين شحاتة ‪.‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Le programme des nations unies pour le control international des drogues :fait parti de l'office des nations‬‬
‫‪unies contre la drogue et les crimes.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ارجع للصفة رقم "‪ "94‬من الرسالة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫‪ ‬تقوم األمانة العامة سنويا بإعداد ورقة عمل عن املستجدات الدولية يف جمال املخدرات وعرضها‬
‫على جدول أعمال املؤمتر العريب الدوري لرؤساء أجهزة مكافحة املخدرات‪.‬‬
‫‪ ‬قامت األمانة العامة من خالل مكتبها املتخصص بشؤون املخدرات بإعداد ورقة عمل عن سبل‬
‫ووسائل تعزيز عالقة األمانة العامة باملنظمات واهليئات الدولية املعنية مبكافحة املخدرات‪.1‬‬
‫‪-‬توصيات املؤمتر العريب ‪ 01‬لرؤساء أجهزة مكافحة املخدرات ‪:‬‬
‫تبىن املؤمتر العريب ‪ 29‬لرؤساء أجهزة مكافحة املخدرات واملنعقد يف ‪ 21‬اكتوبر ‪2151‬م‬
‫بالعاصمة التونسية يف اختتام أشغاله عدة توصيات هتدف إىل دعم اجلهود العربية يف مكافحة‬
‫املخدرات وتعزيز عالقات التعاون بني البلدان العربية يف هذا اجملال ‪.‬‬
‫وقد دعا املؤمترون يف توصياهتم الدول األعضاء إىل تعزيز اإلجراءات الوقائية من استعمال‬
‫املخدرات و املؤثرات العقلية وذلك من خالل تسطري برامج وطنية منسقة عالوة على تشديد‬
‫الرقابة على املواد واألدوية الصيدالنية ذات التأثري النفسي والعقلي وتشديد العقوبات على كل من‬
‫يتاجر هبا أو يروج هلا بشكل غري شرعي وتضمنت التوصيات أمهية االستفادة من شىت التجارب‬
‫الدولية املتعلقة مبكافحة املخدرات والوقاية منها وتكثيف الرعاية الصحية للمدمنني عرب شىت مراكز‬
‫العالج وبالتايل تأهيلهم وإعادة دجمهم يف اجملتمع بشكل طبيعي وعادي كما أوصى املؤمتر بضرورة‬
‫تكثيف الرقابة على طرق هتريب املخدرات وأساليب إخفائها مبا يساهم يف مكافحة التهريب‬
‫وضبط املهربني كما دعا إىل تعزيز التعاون امليداين بني أجهزة مكافحة املخدرات والعمل على‬
‫تفعيل االتفاقيات القائمة وعقد املزيد من االتفاقيات الثنائية مبا يكفل حتقيق مواجهة تامة لظاهرة‬
‫تعاطي املخدرات وبالنظر إىل تزايد عمليات التهريب عرب البحر حث املؤمتر يف توصياته على‬
‫تكوين اإلطارات املختصة يف هذا امليدان ودعم التجهيزات والتقنيات املتطورة مبا يكفل التصدي‬
‫لتهريب املخدرات واملؤثرات العقلية كما دعا الدول األعضاء ذات احلدود البحرية إىل العمل على‬
‫تعزيز عالقات التعاون فيما بينها من خالل عقد اتفاقيات ثنائية متعددة األطراف وضمان تبادل‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عالء الدين شحاتة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنظمة على المستوى اإلقليمي‬
‫املعلومات واخلربات الالزمة يف جمال هتريب املخدرات حبرا وذلك عرب آليات علمية متطورة‬
‫واجلدير بالذكر أن التوصيات الصادرة عن املؤمتر ستحال على الدورة املقبلة جمللس وزراء الداخلية‬
‫‪1‬‬
‫العرب للنظر فيها واعتمادها‪.‬‬
‫‪ -‬توقيع اتفاقية مقر مركز املعلومات اجلنائية ملكافحة املخدرات جمللس التعاون اخلليج العربية مت‬
‫يف يوم ‪ 35‬جانفي‪2155‬م مبقر األمانة العامة جمللس التعاون يف الرياض التوقيع على اتفاقية مقر‬
‫مركز املعلومات اجلنائية ملكافحة املخدرات جمللس التعاون لدول اخلليج العربية ووصف األمني‬
‫العام جمللس التعاون بأن هذا التوقيع يعد اجنازا كبريا واعتربه لبنة تضاف إىل ما حققته دول اجمللس‬
‫من اجنازات يف جمال األمين ومكافحة املخدرات‪. 2‬‬
‫هذه من أهم اجملهودات العربية يف مكافحة أهم اجلرائم املنظمة العابرة للحدود واليت هتدد‬
‫إقليمها واليت ال سبيل ملكافحتها إال بالتعاون والعمل امليداين املشترك ملكافحة هذه اجلرائم‬
‫والتنظيمات اإلجرامية بأنواعها‪. 3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مقال منشور على موقع وكالة األخبار اإلماراتية بتاريخ ‪.2155/12/15:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مقال منشور على موقع وكالة األخبار اإلماراتية بتاريخ ‪.2155/12/15:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬مقال منشور على موقع وكالة األخبار اإلماراتية بتاريخ ‪.2155/12/15:‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬مكافحة اجلرمية املنظمة على املستوى األوريب ‪:‬‬

‫إن اجلرمية املنظمة أصبحت تشكل عائقا يف أوربا لتحقيق التطور واملبتغى املنشود لتحقيق‬
‫التكافؤ والتوحيد األوريب بفتح احلدود وتسهيل املعامالت الدولية يف خمتلف اجملاالت حيث أن‬
‫أشكال اجلرمية املنظمة ونشاطاهتا املتقدمة أصبح سحس اها ألف حسا م طر ااهياات األوربية‬
‫ملا اها م تأثري سليب على مسرية تقدم الشراكة بني الدول األوربية وتسهيل املعامالت على احلدود‬
‫والتبادل التجاري ‪.‬‬

‫حيث بينت آخر اإلحصائيات يف أوربا أن الربح الصايف وليس رأس املال يف شهر واحد م‬
‫هتري ااهريوي يف طر دول البلقان‪، 1‬يتجاوز بدرجة كبرية سقف ‪ 011‬مليون أورو ‪.‬وحس‬
‫تقارير وإحصائيات منظمة "األوروبول" لسنة ‪ 5112‬انه مت تسري واستهالك يف أوربا ما يقار‬
‫‪ 032‬ط م ااهروي وهو ما يعدو هذا الرقم معدال سنويا يف أوربا‪,‬ويف نفس تقرير األوروبول‬
‫أن جممل ‪ 032‬ط م ااهروي ‪ %01‬منها سربت عرب دول البلقان إىل أوربا الغربية أي مبعدل ‪0‬‬
‫أطنان كل شهر وان ما يتحصل عليه بائعي هذه املادة يف أوربا ع طريق التجزئة حوايل ما قيمته‬
‫‪ 4‬مليارات اورو يف السنة حيث يتراوح سعر الكيلو الصايف الواحد ما بني ‪ 21.111‬و‬
‫‪ 01.111‬دوالر أمريكي‪. 2‬‬

‫ويف تقرير آخر يقدر أن يف أوربا وحدها يوجد ‪ 041.111‬شخص م ضحايا االجتار‬
‫بالبشر ألغراض االستغالل يف األنشطة اجلنسية‪ ,‬ويدر هؤالء الضحايا على م يستغلوهنم سنويا‬
‫إيرادات جمملها ‪ 3‬باليني دوالر أمريكي‪ .‬وجاء على وصف املدير التنفيذي ملكت األمم املتحدة‬
‫املعين باملخدرات واجلرمية "انطونيو ماريا كوستا"انه يوجد يف خمتلف أحناء العامل ماليني م العبيد‬
‫اجلدد يتجر هبم بسعر ال يتجاوز كثريا يف قيمته احلقيقة سعر العبيد يف القرون العابرة كما ذكر‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬دول البلقان ‪ :‬هي شبه جزيرة تقع في الجزء الجنوبي الشرقي للقارة األوربية‪ ،‬أشتق اسمها من سلسلة جبال البلقان التي تمتد من بلغاريا إلى‬
‫الجمهورية الصربية وتعد أحد أهم المناطق أوربيا‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Xavier Raufer , Lutte contre le crime organisé , l'union européenne, édition que Sai-je ?4éme édition, France‬‬
‫‪2005.p36.‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫السيد كوستا يف نفس التقرير أن أوربا هي اكرب أسوا ااهريوي اإلقليمية م حيث قيمة ‪51‬‬
‫بليون دوالر أمريكي بينما روسيا هي اآلن اكرب مستهلك وطين وحيد للهروي يف العامل ‪ 01‬طنا‪.‬‬
‫وذكر أيضا السيد كوستا أن املخدرات تقتل يف كل عام ما يتراوح ‪ 31.111‬و ‪ 41.111‬م‬
‫شبا روسيا أي ضعف عدد جنود جيش األمحر الذي قتلو أثناء غزو أفغانستان يف الثمانينات م‬
‫القرن املاضي‪.‬‬

‫على مدار العقد‬ ‫كما ارتفع عدد البضائع املقلدة اليت تكتشف على حدود أوربا عشر أضعا‬
‫املاضي بقيمة سنوية تربو على ‪ 01‬باليني دوالر أمريكي‪ .‬وقد تبني أن ما يصل إىل نصف كمية‬
‫السلع مقلدة وم نوعية ردياة‪.1‬‬

‫وبذلك سنتناول أهم املنظمات وااهياات اليت حول اها أو عدت مكافحة اجلرمية بصفة عامة‬
‫ومكافحة اجلرمية املنظمة بصفة خاصة على مستوى اإلقليم األوريب أو دول االحتاد األوريب‪.‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬أهم املنظمات واهليئات وعملها يف مكافحة اجلرمية املنظمة ‪:‬‬

‫‪ -1‬جملس أوربا ‪:‬‬

‫نشأ جملس أوربا كمنظمة دولية إقليمية مبوج االتفاقية األوربية عام ‪0141‬م وتشمل العضوية‬
‫األصلية جمموعة الدول املؤسسة له وهي اجنلترا وفرنسا و ايطاليا وبلجيكيا والدامنرك وايرلندا‬
‫ولكسمبورغ وهولندا والسويد والنرويج‪ .‬وميك ألي دولة أوربية قادرة على تنفيذ التزامات‬
‫اجمللس االنضمام إليه‪ ,‬ويقوم اجمللس على أساس كفالة متتع األفراد حبقو اإلنسان وحرياته‬
‫اجمللس املتمثلة يف حتقيق الوحدة األوربية‬ ‫األساسية والتعاون بني الدول األعضاء لتحقيق أهدا‬
‫والتعاون األوريب وتطويره إىل جان احترام ميثا األمم املتحدة‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تقرير لمكتب األمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة‪ ،‬نشر يوم‪.5101/10/00 :‬على موقع دائرة اإلعالم لألمم‬
‫المتحدة‪www.unis.univienna.org:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عيد محمد فتحي‪ ،‬اإلجرام المعاصر‪ ،‬ط‪ ، 0‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬الرياض‪ ،5112 ،‬ص‪.30‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫وقد أجنز اجمللس األوريب العديد م االتفاقيات واملشاريع الدولية اإلقليمية يف جمال تعزيز‬
‫ودعم التعاون الدويل اإلقليمي ملكافحة اجلرمية بصفة عامة واجلرمية املنظمة بصفة خاصة وم أهم‬
‫االتفاقيات ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اتفاقية القانون اجلنائي جمللس أوربا عام ‪1991‬م‪:‬‬

‫وقد مشلت االتفاقية جترمي األفعال املتعلقة برشوة املوظفني العموميني واملتاجرة بالنفوذ وغسل‬
‫األموال كما نصت االتفاقية على التعاون يف جمال تسليم اجملرمني الذي يرتكبون اجلرائم املشبوهة‬
‫يف االتفاقية واملساعدة القانونية املتبادلة يف جمال مكافحة هذه اجلرائم ‪.‬‬

‫‪ -‬املبادئ التوجيهية العشرون ملكافحة الفساد عام ‪1991‬م‪:‬‬

‫وتتضم املبادئ املشمولة باالتفاقية وإيقاظ وعي اجلمهور وتعزيز السلوك األخالقي و ضمان‬
‫للعاملني يف ميدان منع‬ ‫جترمي الفساد على الصعيد الوطين والدويل وضمان االستقالل املناس‬
‫جرائم الفساد وضبط عائدات الفساد واحلد م حصانات التحقيق فيها‪.1‬‬

‫‪ -‬اتفاقية جملس أوربا لغسل األموال عام ‪1991‬م‪:‬‬

‫و مشلت االتفاقية كل ما يتعلق بأعمال البحث و التحري الشرطي و القبض على اجملرمني و‬
‫مصادرة العائدات اإلجرامية يف اجلرائم اخلاصة بغسل األموال‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬اتفاقية اجمللس األوريب ملكافحة االجتار غري املشروع للمخدرات عرب البحار عام ‪1991‬م‬

‫‪ -‬االتفاقية األوربية ملكافحة اإلرهاب عام ‪:1911‬‬

‫واليت اختذت فيها الدول األوربية موقفا حامسا ضد األفعال اخلطرية وضد سالمة الطريان املدين‬
‫واحتجاز الرهائ ‪,‬واجلرائم اليت تستخدم يف تنفيذها املتفجرات والقذائف‪,‬وأي أفعال عنيفة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عيد محمد فتحي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪.‬أحمد حسن عبد الحميد‪ ،‬التعاون األمني العربي وتحديات األمنية الدولية ‪ ،‬ط‪ ، 0‬مركز البحوث والدراسات‪ ،‬الرياض‪ ،5111 ،‬ص ‪.525‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫وجود حضر عام ‪،‬كما أوجبت االتفاقية على الدول األعضاء عدم إدخال مثل هذه‬ ‫تستوج‬
‫اجلرائم ضم اجلرائم السياسية ‪.1‬‬

‫‪ -‬قام اجمللس األوريب عام ‪0112‬م باالشتراك مع جلنة اجملتمعات األوربية بتنفيذ مشروع‬
‫إىل تقومي الوضع يف ستة عشر دولة يف وسط وشر‬ ‫باسم" اكتوبس ‪ "Octopus‬يهد‬
‫التشريعات والعمل احلقيقي يف جمال مكافحة اجلرمية املنظمة ‪.‬‬ ‫أوربا‪ ,‬خبصو‬
‫‪ -‬إنشاء اجمللس األوريب عام ‪ 0110‬للجنة جديدة م اخلرباء يف القانون اجلنائي لدارسة‬
‫مالمح اجلرمية املنظمة وحتديد نقاط الضعف يف العمل التعاوين الدويل ملكافحتها‪,‬واقتراح احللول‬
‫املناسبة اها ومعاجلتها ‪.‬‬
‫‪ -‬تبين اجمللس األوريب عام ‪0110‬م مشروع توصية بشان محاية الشهود يف اجلرائم املنظمة‪.2‬‬
‫‪ -1‬االحتاد األورويب ‪:‬‬

‫بعد توقيع معاهدة الوحدة األوربية ماستترخ "‪ "treaty of maastricht‬عام‬


‫و السلع‬ ‫‪ 0112‬وما وفرته م سهولة احلركة بني الدول األوربية اليت مشلت حركة األشخا‬
‫واخلدمات وإزاء استغالل مجاعات اجلرمية املنظمة اهذه التسهيالت يف زيادة أنشطتها ‪،‬بدأت‬
‫الدول األوربية تعاونا امنيا متطورا وفعاال متثل يف عدد م القرارات واالتفاقيات اليت استهدفت‬
‫مكافحة اجلرائم املنظمة بني الدول األوربية وكان م أمهها ما يلي ‪:‬‬

‫للشرطة اجلنائية‬ ‫أ‪ -‬يف عام ‪0112‬م وقعت الدول األوربية اتفاقية مبوجبها إنشاء مكت‬
‫األوربية "‪" Europol‬ليحل حملة وحدة شرطة املخدرات األوربية اليت أنشأت عام ‪0113‬م‬
‫املخدرات ليشمل جرائم االجتار باملواد املشعة والنووية‬ ‫واليت امتد اختصاصها إىل جان‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪.‬أحمد محسن عبد الحميد‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.524‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪.‬أحمد محسن عبد الحميد‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.520‬‬

‫‪130‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫اجلرائم اخلمس و أي‬ ‫إىل جان‬ ‫الشرطة األوربية مكافحة اإلرها‬ ‫يغطي مكت‬ ‫وسو‬
‫جرائم منظمة أخرى يراد للشرطة األوربية مكافحتها‪. 1‬‬

‫ويتركز عمل مكت الشرطة األوربية على تنسيق العمليات بني قوى الشرطة الوطنية يف‬
‫االحتاد األوريب وتسهيل تبادل املعلومات ثنائيا ومجاعيا م خالل شع االتصال يف هذه الدول‬
‫الشرطة األوربية‬ ‫كما ستقوم كل شعبة اتصال بإعارة ضابط اتصال م قبلها إىل مكت‬
‫وسو تتوىل شع االتصال بالدول األوربية املهام التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬إمداد مكت الشركة اجلنائية األوربية باملعلومات واستقبال معلومات منه‪.‬‬


‫‪ -‬االستجابة لطلبات احلصول على املعلومات ‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم املعلومات لألجهزة املختصة يف الدول األعضاء ‪.‬‬
‫ب‪ -‬انشأ االحتاد األوريب "جلنة ك‪ " 4‬وختتص بتنسيق كافة االعمال يف جمال العدالة والشؤون‬
‫الداخلية يف الدول األوربية ويرأس اجتماعات اللجنة الدول اليت اها رئاسة اإلحتاد األوريب‬
‫وتشر "جلنة ك‪ "4‬على ثالثة جمموعات رئيسية هي ‪:‬‬
‫‪ -‬اجملموعة األوىل‪ :‬ااهجرة واللجوء السياسي‪.‬‬
‫‪ -‬اجملموعة الثانية‪ :‬تعاون الشرطة واجلمارك‪.‬‬
‫‪ -‬اجملموعة الثالثة‪ :‬التعاون القضائي‪.‬‬

‫الشرطة اجلنائية‬ ‫حيث يشمل عمل اجملموعة الثانية املخدرات واجلرمية املنظمة ومكت‬
‫كما تشمل اجملموعة الثالثة عمليات تسليم اجملرمني وتبادل‬ ‫األوربية ومكافحة اإلرها‬
‫املساعدة القضائية‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬د‪.‬أحمد محسن عبد الحميد‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.502‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪.‬أحمد محسن عبد الحميد‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪502‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫‪ -3‬الشبكة األوربية ملنع اجلرمية " ‪:" REPC‬‬
‫أسست الشبكة األوربية ملنع اجلرمية بأمر م اجمللس األوريب بتاري ‪ 31‬نوفمرب ‪5111‬‬
‫ومهمتها املسامهة يف وضع تدابري وقائية داخل االحتاد األوريب‪ ،‬والشبكة األوربية ال توفر فقط‬
‫إطارا للتعاون بني الدول األعضاء يف االحتاد األوريب ولكنها تدعم أيضا أنشطة منع اجلرمية على‬
‫الصعيديني الدويل واحمللي ‪.‬‬
‫‪ -‬مهام الشبكة ‪:‬‬
‫‪ -‬تسيري التعاون واالتصاالت وتبادل املعلومات فيما بني أصحا املصلحة املشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬مجع وتقييم ونشر املعلومات بشأن الوقاية م اجلرمية‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم املؤمترات واألنشطة األخرى املوازية اها للوقاية م اجلرمية ونشر النتائج‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي خرباهتا إىل املؤسسات األوربية "اجمللس األوريب واملفوضية "‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي تقارير ع أنشطتها السنوية إىل اجمللس األوريب‪.‬‬
‫‪ -‬وضع وتنفيذ برنامج العمل الذي سحدد وسائل القضاء على اجلرمية ‪.‬‬

‫خمتلفة لتبادل املعلومات م‬ ‫ولتنفيذ الشبكة ملهامها على أحس وجه تستعمل أسالي‬
‫خالل املمثلني الوطنيني ونقاط االتصال وتبقى على اتصال دائم وبشكل دائم مع مجيع‬
‫املصلحة املباشرة مبا يف ذلك منظمات منع اجلرمية والسلطات احمللية واجملتمع املدين‬ ‫أصحا‬
‫باإلضافة إىل ذلك أن تقوم الشبكة األوربية ملنع اجلرمية بنشر املعلومات ع أنشطتها ومعلومات‬
‫على االنترنت وأخريا بأهنا تعزز نتائج املشاريع‬ ‫مفيدة يف الوقاية م اجلرمية على موقعها اخلا‬
‫املتعلقة مبنع اجلرمية اليت ميواها اإلحتاد األوريب‪.1‬‬

‫هيكل الشبكة ‪ :‬تتكون الشبكة األوربية ملنع اجلرمية م ثالثة ركائز أساسية اهيكلها وهي جملس‬
‫اإلدارة واألمانة ونقاط االتصال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مقال منشور على موقع التشريعات األوربي ‪www.europa.eu/legislation. ،5111/00/31 ،‬‬

‫‪132‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫أ‪ -‬جملس اإلدارة‪ :‬وجيمع جملس اإلدارة ‪:‬‬
‫‪ -‬املمثلني الوطنيني اليت تعينهم كل دولة م الدول األعضاء يف اإلحتاد ‪.‬‬
‫‪ -‬الرئيس املعني م طر املمثلني الوطنيني‪.‬‬
‫‪ -‬جلنة تنفيذية برئاسة الرئيس وتتألف حبد أقصى م ستة أعضاء جملس اإلدارة و ممثل ع‬
‫اللجنة‪.‬‬
‫ولضمان التشغيل والعمل املنظم للشبكة‪ ,‬فمجلس اإلدارة هو املساول ع اإلدارة العامة‬
‫والتسيري وهو الذي خيول له تسيري النظام املايل‪ ,‬اإلستراتيجيات‪ ,‬برامج العمل والتقارير‬
‫السنوية للشبكة‪ .‬وجيتمع جملس اإلدارة مرة على األقل كل ستة أشهر‪.‬‬
‫ب‪ -‬األمانة ‪ :‬وتدعم جملس اإلدارة و مهمتها ‪:‬‬

‫‪ -‬تقدمي الدعم اإلداري والعام إلعداد االجتماعات واملؤمترات‪.‬‬

‫‪ -‬إعداد التقارير السنوية وبرامج العمل‪.‬‬

‫‪ -‬تقدمي اخلدمات التحليلية واملساعدة على حتديد أنشطة البحوث واملعلومات ذات الصلة يف‬
‫جمال منع اجلرمية ‪.‬‬

‫‪ -‬توفري منتدى لالتصاالت ألعضاء الشبكة ‪.‬‬

‫‪ -‬إدارة موقع الشبكة على اإلنترنت‪.‬‬

‫ج‪ -‬نقاط االتصال ‪ :‬يتم حتديد مراكز االتصال م قبل الدول األعضاء يف االحتاد األوريب‬
‫فهي تسمح للممثلني الوطنيني بتبادل املعلومات واخلربات ‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مقال منشور على موقع التشريعات األوربي ‪www.europa.eu/legislation. ،5111/00/31 ،‬‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫مبكت‬ ‫‪ -4‬األوروبول ‪ :‬هي وكالة إنفاذ القانون وتطبيقه داخل االحتاد األوريب وهو املعرو‬
‫الشرطة اجلنائية األوربية أسسه االحتاد األوريب يف عام ‪0112‬م ليحل حمل وحدة شرطة املخدرات‬
‫األوربية ‪.‬‬

‫إنشاء االوروبول هو املساعدة يف بناء أوربا أكثر أمنا م خالل توفري الدعم‬ ‫وهد‬
‫للسلطات إلنفاذ القانون يف الدول األعضاء يف االحتاد األوريب لكفاحها ضد اإلرها و اجلرائم‬
‫املنظمة مبختلف أشكااها‪.‬‬

‫و يقع مقر االوروبول يف"الهاي"هبولندا و يعمل يف إدارهتا ‪251‬موظف و تعمل بكث‬


‫مع وكاالت إنفاذ القانون يف البلدان ‪ 50‬التابعة لالحتاد األوريب و غريها م الشركاء مثل‬
‫استراليا‪,‬كندا و الواليات املتحدة األمريكية و النرويج‪.‬‬

‫و كما هو سائد فليس ملساويل االوروبول السلطة املباشرة إللقاء القبض على اجملرمني بل‬
‫اختصاصهم تقدمي املساعدة ألجهزة األم يف الدول األعضاء م خالل مجع وحتليل ونشر‬ ‫م‬
‫املعلومات وتنسيق العمليات مما يفيد الدول األعضاء يف استخدام هذه املساعدات لكشف ومنع‬
‫اجلرائم والتحقيق فيها وفقا لذلك وتتبع يف النهاية مالحقة اجملرمني و القبض عليهم كما جيوز‬
‫للخرباء واحملللني التابعني لألوروبول املشاركة يف فر التحقيق للمساعدة يف حل اجلرائم على‬
‫ارض الواقع يف دول أعضاء االحتاد األوريب ‪ ،‬حث أن موظفي االوروبول يأتون م أنواع خمتلفة‬
‫م وكاالت إنفاذ القوانني مبا يف ذلك الشرطة التقليدية وشرطة احلدود واجلمارك واألجهزة‬
‫‪1‬‬ ‫األمنية‪.‬‬

‫‪ -‬أمهية خدمات األوروبول يف مواجهة اجلرمية املنظمة ‪:‬‬

‫العمارة األمنية يف أوربا حبيث يسمح اها‬ ‫أمهية األوروبول هي أهنا حتتل موقعا هاما يف قل‬
‫بتقدمي جمموعة فريدة م اخلدمات حبيث ان األوروبول هي مركز لدعم العمليات القمعية ومركز‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬تعريف لمنظمة األوروبول المنشور على موقع الوكالة‪www.europole.europa.eu ،‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫للمعلومات اجلنائية ومركز للخربة يف جمال إنفاذ القانون وم أهم نشاطاهتا التحليل‪ ,‬فاألوروبول‬
‫توظف أكثر م ‪ 011‬حملل الذي هم يف علم اجلرمية م بني أفضل املدربني يف أوربا مما جيعلها‬
‫واحدة م جماالت القدرة التحليلية األكثر تركيزا يف اإلحتاد األوريب حبيث أن حمللليها استخدام‬
‫‪1‬‬ ‫أدوات متقدمة لدعم الدراسات االستقصائية اليومية للدول األعضاء‪.‬‬

‫وإلعطاء شركائه وجهة نظر أكثر تفصيال ملشاكل اجلرمية املنظمة اليت تواجهها فاألوروبول‬
‫بالدول يف االحتاد‬ ‫تنتج تقييمات منتظمة وتقدم حتليال معمقا والتنبؤ باجلرمية املنظمة واإلرها‬
‫األوريب ‪.‬‬

‫يف االحتاد‬ ‫كما أن األوروبول يصدر تقرير سنويا ع حالة اإلجرام واجتاهات اإلرها‬
‫األوريب ويعطي هذا التقرير حملة مفصلة ع حالة اإلرها يف االحتاد األوريب ويتعامل األوروبول‬
‫مع أكثر م ‪ 1111‬حالة سنويا مما يعكس التحليالت والعمليات اليت تقدم باإلضافة إىل اخلدمة‬
‫املوقرة م اجلهاز واليت تعمل بشكل مستمر ‪ 54‬ساعة يف اليوم و‪ 0/0‬أيام‪.2‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬أهم جمهودات مكافحة اجلرمية املنظمة أوربيا ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬خطة عمل االحتاد األوريب ملكافحة جرمية املخدرات ‪: 1011-1009‬‬

‫كتكملة خلطة عمل االحتاد األوريب ملكافحة املخدرات ‪ 5110-5112‬ستستند أيضا‬


‫خطة العمل احلالية ‪ 5105 -5111‬على اإلجراءات املعمولة هبا لتنسيق السياسة العامة ملكافحة‬
‫املخدرات يف الدول األعضاء أي خطيت تنفيذ إستراجتية مكافحة املخدرات التابعة لإلحتاد األوريب‬
‫العام منها هو احلد‬ ‫‪ 5105-5112‬واليت اعتمدها اجمللس األوريب يف ديسمرب ‪ 5114‬وااهد‬
‫والعرض على املخدرات واألضرار االجتماعية والصحية النامجة ع استهالك وجتارة‬ ‫م الطل‬
‫املخدرات ‪.‬‬

‫‪0‬‬
‫‪ -‬تعريف لمنظمة األوروبول المنشور على موقع الوكالة‪www.europole.europa.eu ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تعريف لمنظمة األوروبول المنشور على موقع الوكالة‪www.europole.europa.eu ،‬‬

‫‪135‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫وحتتوي خطة عمل االحتاد األوريب املتفق عليها ملكافحة املخدرات واليت تتركز على مخسة‬
‫أولويات ‪:‬‬

‫‪ -‬حتسني التنسيق ‪.‬‬


‫‪ -‬ختفيض الطل ‪.‬‬
‫‪ -‬ختفيض العرض‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني التعاون الدويل ‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني فهم ظاهرة تعاطي وتناول املخدرات‪.1‬‬

‫‪-0‬حتسني التنسيق ‪:‬‬

‫تعزيز التعاون والتنسيق سواء‬ ‫لوضع وتنفيذ أكثر فاعلية لسياسة مكافحة املخدرات جي‬
‫على املستوى الوطين أو املستوى الدويل‪،‬كذلك ‪ 2 GHD‬والتابع للمجلس األوريب جي أن ينسق‬
‫وبصيغة مسبقة سياسة مكافحة املخدرات يف دول االحتاد األوريب بالتوازي مع ذلك ينبغي‬
‫للمجلس واللجنة التابعة ضمان اتسا سياسات مكافحة املخدرات داخليا وخارجيا للعمل على‬
‫قضايا حمددة وملحة و أن تعقد بانتظام اجتماعات للمنسقني الوطنيني ‪.‬‬

‫وضع وإسناد سياسة ملكافحة املخدرات على إتباع وهنج متوازن‬ ‫وعلى الصعيد الوطين جي‬
‫اللجنة رأي املنتدى واجملتمع املدين حول‬ ‫ومتكامل ويضم مشاركة اجملتمع املدين‪.‬وان تطل‬
‫املخدرات على األقل مرة كل سنة ‪.‬وتدعو اجملتمع املدين للمسامهة يف مكافحة املخدرات كجزء‬
‫م مبادرة التحالف األوريب ضد املخدرات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Plan d'action drogue de l'union européenne 2009/2012, du 20/12/2008, journal officiel c326 du 20/12/2008‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- GHD: le groupe horizontal drogue‬‬

‫‪136‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫‪-5‬ختفيض الطلب‪:‬‬

‫حتسينها‪.‬‬ ‫فعالية التدابري للحد م تعاطي املخدرات وآثارها االجتماعية والصحية جي‬
‫تعزيز سهولة وتوافر وجود اخلدمات لتلقي العالج والوقاية واحلد م‬ ‫وينبغي على وجه اخلصو‬
‫اإلضرار التابعة والنامجة عنها‪.‬وتقدمي برامج وتدخالت وقائية وفعالة ملختلف الفاات املستهدفة‪.‬كما‬
‫أن تؤخذ احتياجات حمددة م متعاطي املخدرات يف االعتبار‪.‬والسيما فيما يتعلق بسنهم‬ ‫جي‬
‫ونوع اجلنس واخللفية الثقافية‪.‬كذلك التدابري املستهدفة اليت وضعت ملنع السلوكيات احملفوظة‬
‫باملخاطر م هؤالء املستهلكني‪.‬‬

‫النفسية والدوائية تكون الربامج‬ ‫وينبغي أن جمموعة م العالجات اجلامعة بني األسالي‬
‫اجلديدة واحملسنة إلعادة التأهيل وإعادة اإلدماج‪.1‬‬

‫‪ - 3‬ختفيض العرض‪:‬‬

‫أن يكون جمربا ملكافحة فعالة ضد‬ ‫التعاون يف جمال إنفاذ القانون يف االحتاد األوريب جي‬
‫على األوروبول‬ ‫إنتاج املخدرات واالجتار غري املشروع باملخدرات وحتقيق اهذه الغاية جي‬
‫واالوروجست‪ EUROJUST 2‬وأجهزة الشرطة إىل التعاون والتكامل باإلضافة أيضا إىل‬
‫اجلمارك وأم احلدود ‪.‬‬

‫تشجيع التنفيذ الكامل لوسائل‬ ‫وينبغي تعزيز التعاون القضائي بني الدول األعضاء باخلصو‬
‫االحتاد األوريب القضائي والقانوين واالستجابة بسرعة وفعالية للتهديدات اجلديدة لقواعد األم‬
‫القومي مثل "‪ "MAOC‬مركز التحليل والعمليات البحرية ملكافحة االجتار باملخدرات‪ ،‬أو فريق‬
‫خفض إنتاج‬ ‫العمل ملكافحة اجلرمية املنظمة يف منطقة حبر البلطيق اليت ينبغي أن تنشا‪،‬وأيضا جي‬

‫‪1‬‬
‫‪- Plan d'action drogue de l'union européenne 2009/2012, du 20/12/2008, journal officiel c326 du 20/12/2008‬‬
‫‪ -5‬االوروجست‪:‬وحدة التعاون القضائي في االتحاد األوربي‪,‬وكالة أوربية مسئولة عن تعزيز التعاون القضائي على المستوى األوربي‪,‬أسست من‬
‫قبل المجلس األوربي عام ‪5115.‬‬

‫‪137‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫املخدرات االصطناعية واالجتار باملخدرات‪.‬كذلك حتسني إدارة الرقابة على احلدود والتعاون يف‬
‫جمال العمليات غلى الصعيد الدويل‪.1‬‬

‫‪ - 4‬حتسني التعاون الدويل‪:‬‬

‫م الضروري حتسني كفاءة التعاون مع البلدان األخرى واملنظمات الدولية وينبغي أن‬
‫تكون سياسة مكافحة املخدرات يف االحتاد األوريب متكاملة مع قضايا التنمية واألم ‪ ،‬وينبغي أن‬
‫تدعم املشاريع وبرامج التنمية البديلة بزيادة الدعم املايل‪.‬وم الضروري تشجيع املشاريع التنموية‬
‫اليت تركز على الدول املنتج والبلدان الواقعة على طول الطر اليت يسلكها االجتار غري املشروع‬
‫باملخدرات م اجل احلد م العرض والطل على املخدرات‪.2‬‬

‫‪ -2‬حتسني فهم ظاهرة تعاطي املخدرات ‪ :‬فهم هذه الظاهرة داخل إقليم االحتاد األوريب جي‬
‫أن تتحس ‪.‬ليس فقط لتوعية املواطنني‪ ،‬ولك أيضا لتوسيع قاعدة املعرفة للسياسات العامة‪,‬م‬
‫خالل الترويج للدراسات احلديثة وتبادل البيانات على املخدرات‪.‬‬

‫كذلك البد م مواصلة تطوير األدوات الالزمة لتقييم حالة املخدرات يف أوربا مبا يف ذلك‬
‫املؤشرات اخلمسة الوبائية الرئيسية للمركز األورويب لرصد املخدرات و األمان عليها‬
‫" ‪."OEDIT‬‬

‫للدول األعضاء بانتظام تقييم سياستها املتعلقة باملخدرات وتعديلها إذا لزم‬ ‫كذلك جي‬
‫األمر وجيري استعراض خطة العمل احلالية سنويا باإلضافة إىل ذلك سيتم تقييم وتنفيذ إستراتيجية‬
‫مكافحة املخدرات التابع لالحتاد األوريب للفترة ‪ 5105-5112‬وخطة العمل يف عام ‪5105‬‬
‫ملتابعة اإلجراءات‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Plan d'action drogue de l'union européenne 2009/2012, du 20/12/2008, journal officiel c326 du 20/12/2008‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Plan d'action drogue de l'union européenne 2009/2012, du 20/12/2008, journal officiel c326 du 20/12/2110.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Plan d'action drogue de l'union européenne 2009/2012, du 20/12/2008, journal officiel c326 du 20/12/2008.‬‬

‫‪138‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫ب ‪ -‬العمل األوريب ملكافحة جرمية تبييض األموال ‪:‬‬

‫تستثمر أوربا كثريا يف مكافحة تبييض األموال واليت هي بصفتها تتحمل مسؤولية خاصة‬
‫يف جمال مكافحة غسل األموال‪,‬ففي الواقع هناك نسبة كبرية م اجلرائم املالية يف أوربا واملناطق‬
‫اليت ترتبط هبا تارخييا وجغرافيا‪.‬‬

‫فبذلك جاء لقاء جنيف يف ‪ 0‬أكتوبر ‪0112‬م يوضح متاما وعي الدول األوربية للمشكلة‬
‫واحلاجة املاسة ملكافحتها‪,‬ومنذ ذلك الوقت مت إحراز تقدم كبري يف هذا اجملال كإنشاء‬
‫االوروجوست ‪ eurojust‬يف مؤمتر تامبريي ‪ tampere‬بفنلندا يف ‪16‬كتوبر ‪0111‬م‬
‫وكذلك التوقيع على اتفاقية املساعدة املتبادلة يف املسائل اجلنائية بني الدول األعضاء يف االحتاد‬
‫األوريب واملوقعة يف ‪ 51‬مايو ‪ 5111‬والربوتوكول التابع اها واملوقع يف ‪ 02‬أكتوبر م سنة‬
‫‪ 5110‬وأيضا االتفا السياسي بشأن مذكرة التوقيف األوريب يف اجمللس األوريب املوقعة باليك‬
‫‪ laeken‬ببلجيكا بتاري ‪ 04‬ديسمرب ‪.5110‬‬

‫ويف الوقت نفسه فقد مت إحراز تقدم ملحوظ م خالل إعادة النظر يف توجيه مكافحة غسل‬
‫األموال‪:‬‬

‫أ‪ -‬بروتوكول مكافحة غسل األموال التفاقية املساعدة املتبادلة يف املسائل اجلنائية يف‬
‫االحتاد األوريب ‪:‬‬

‫هذا النص ينبع م واحدة م العديد م املبادرات لتعزيز الكفاح األوريب ملكافحة‬
‫غسل األموال وكنتيجة للمفاوضات الصعبة واليت بدورها تشكل خطوة هامة لتحقيق املساعدة‬
‫والغري يف ذلك أن هذا النجاح مر‬ ‫القانونية بوجه عام ومكافحة غسل األموال بوجه خا‬
‫م دون أن يعري له أي اهتمام‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫ومثال ذلك أن م املؤسف مل يرد ذكر الربوتوكول يف اإلعالن اخلتامي ملؤمتر الربملانات‬
‫يف االحتاد األوريب ملكافحة غسيل األموال يف ‪ 0‬فيفري ‪ 5115‬وذلك مثل االتفاقية األوىل يف‬
‫‪ 51‬فيفري ‪ 5111‬حيث مت اعتماد هذا الربتوكول يف سيا حمدد م "الركيزة الثالثة" لإلحتاد‬
‫األوريب‪.1‬‬

‫*‪ -‬مذكرة التوقيف األوريب ‪ :‬وضع اللمسات األخرية على القرار األخري بشأن أنشاء‬
‫مذكرة التوقيف األوربية يعد خطوة إىل األمام م اجل القضاء على غسيل األموال يف أوربا‬
‫حيث أنه سيضع حدا هنائيا لذلك‪ ,‬و ذلك يف حدود نطاقه إلجراءات تسليم اجملرمني بني‬
‫الدول األعضاء يف االحتاد األوريب‪,‬حيث يعد هذا النجاح نتيجة لتسوية الشروط اليت ميك‬
‫استنتاج أنه مت اختاذ خطوة هامة حنو التعاون القانوين القضائي ضد اجلرمية املنظمة ‪ ،‬وكل‬
‫ذلك على الرغم م استمرار املعارضة الدائمة م احلكومة االيطالية ورئيسها "سلفيو‬
‫برلسكوين" إال أنه وض واستسلم لذلك نتيجة الضغوط الدائمة م الدول األعضاء األخرى‬
‫ويتضم الربوتوكول عدة جرائم واليت مسيت بالقائمة اإلجيابية وتتضم ‪ 35‬جرمية م‬
‫أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬الرشوة‪.‬‬
‫‪ -‬تبييض األموال‪.‬‬
‫‪ -‬الكس الغري املشروع واالبتزاز‪.‬‬
‫‪ -‬املشاركة يف تنظيم إجرامي‪.‬‬
‫‪ -‬احليل اإلجرامية‪.‬‬
‫‪ -‬تزوير الوثائق اإلدارية واالجتار فيها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Anne brouard , l'europe et la lute contre le blanchiment d'argents, fondation robert shumane, France‬‬
‫‪2004.p46‬‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫وعالوة على ذلك فإن معظم اجلرائم التابعة لغسل املوال واملرتبطة هبا ضمنتها أيضا القائمة‬
‫وبذلك سيكون القرار نافذا ابتداء م ‪ 0‬جانفي ‪5114‬م‪. 1‬‬

‫ج‪-‬العمل األوريب ملكافحة اهلجرة غري الشرعية‪:‬‬

‫االرتفاع‬ ‫لقد أصبحت ااهجرة غري الشرعية تشكل مها أوربيا واضحا و ذلك بسب‬
‫املستمر يف عدد املهاجري إليها‪,‬لذلك عقد االحتاد األوريب العزم و التصميم على مكافحة‬
‫ااهجرات غري املشروعة ‪.‬‬

‫و يرجع اخنفاض عدد املهاجري إىل اجلهد و السياسات املتنوعة اليت بدأت تتبعها الدول‬
‫األوربية باالتفا مع دول الساحل اإلفريقي على البحر املتوسط حول حماربة ظاهرة ااهجرة غري‬
‫املشروعة‪,‬إضافة إىل تشديد احلراسة على الساحل األوريب‪.‬‬

‫هذا إىل جان ارتفاع عدد الضحايا غرقا يف البحر أثناء رحلة ااهجرة و االنتقال إىل أوربا شكل‬
‫حبد ذاته رادعا قويا قلل م ميل الشبا إىل ااهجرة‪.‬‬

‫و تعترب فرنسا ؤ بريطانيا و اسبانيا و ايطاليا م أكثر اجملتمعات األوربية اليت تعاين م‬
‫ااهجرة‪,‬األمر الذي دفع اجلميع للتأكيد على قضية حماربة ااهجرة باعتبارها على راس أولياهتم‪,‬ففي‬
‫مع فرنسيني أو‬ ‫فرنسا ترتبط ظاهرة ااهجرة غري املشروعة بظاهرة "الزواج الشكلي"لألجان‬
‫احلصول على اجلنسية الفرنسية‪,‬و برغم تشدد الدولة الفرنسية يف مواجهة ااهجرة‬ ‫فرنسيات هبد‬
‫غري املشروعة يبدو واضحا أن عمليات اإلبعاد و تشدد أجهزة الشرطة غري كافية لردع املهاجري‬
‫‪2‬‬
‫طاملا أن احلدود الربية مفتوحة و الدخول إىل فرنسا عربها يتم غالبا دون أي رقابة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Anne brouard,l'europe et la lute contre le blanchiment d'argents, fondation robert shumane, France‬‬
‫‪2004.p47.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- -‬مقال منشور على المجلة السورية لالستشارات و الدراسات القانونية بتاريخ ‪5100./10/15‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫و متثل ايطاليا و اسبانيا و بولندا"البط الرخو" ألوربا اليت يفد إليها األفارقة عرب البحر‬
‫املتوسط‪,‬و لك تعد ايطاليا أكثر اجملتمعات األوربية تضررا م ااهجرة غري الشرعية‪,‬و يف مواجهة‬
‫موجات ااهجرة املتتابعة أعلنت احلكومة االيطالية حالة الطوارئ ملواجهة ظاهرة تدفق ااهجرة غري‬
‫الشرعية على البالد‪.‬‬

‫و تعد بريطانيا م الدول اليت تنشغل مبسالة ااهجرة غري الشرعية على أراضيها‪,‬ففي إطار احلملة‬
‫اليت بدأهتا بعض الدول األوربية ملواجهة املهاجري ‪,‬طالبت بريطانيا االحتاد األوريب باختاذ إجراءات‬
‫مشددة يف هذا االجتاه‪,‬و يف نفس الصدد أكدت احلكومة الربيطانية على ضرورة التعاون األوريب‬
‫إلقرار مشروع قانون للتصدي للقائمني بااهجرة غري املشروعة‪,‬اليت أصبحت متثل خطورة شديدة‬
‫للقارة األوربية‪,‬مشريا إىل انه قد مت االتفا على فرض غرامة قدرها ‪022‬جنيه إسترليين على جتار‬
‫ااهجرة غري املشروعة يف حال ضبطهم و هم يهربون مهاجري يف سياراهتم‪,‬كما وضعت وزارة‬
‫ااهجرة الربيطانية تشريعات جديدة تلزم الوافدي م آسيا أن يدفعوا وديعة تصل إىل ‪61‬الف‬
‫دوالر إذا اشتبهت سلطات ااهجرة يف أن القادمني ينوون اإلقامة يف بريطانيا بشكل غري شرعي‪.1‬‬

‫اآلليات املتبعة ملواجهة اهلجرة غري الشرعية‪:‬‬

‫و دعم الرخاء و‬ ‫‪-0‬سعى االحتاد األوريب إىل إقامة عالقات مشتركة تقوم على جوار طي‬
‫االقتصاد مع الدول املصدرة للهجرة‪,‬و قد حدد االحتاد األوريب لنفسه أهدافا عديدة منها‪:‬‬

‫‪ ‬إقامة منطقة مشتركة م السالم و االستقرار م خالل شراكات سياسية و أمنية‪.‬‬


‫‪ ‬خلق منطقة رفاهية مشتركة م خالل شراكات اقتصادية و مالية‪.‬‬
‫‪ ‬دعم التفاهم بني احلضارات و التبادل بني اجملتمعات املدنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬ا‪.‬محمد محمود السرياني‪.‬هجرة قوارب الموت عبر البحر المتوسط بين الشمال و الجنوب‪.‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪.5101.‬الرياض‬
‫ص‪021‬‬

‫‪142‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫‪ ‬االرتقاء بالقيم اجلوهرية اليت يتبناها االحتاد األوريب و الدول األعضاء م ضمنها حقو‬
‫اإلنسان و الدميقراطية‪.....‬اخل‪.‬‬

‫و استجابة اهذه التوجيهات األوربية بدأت تربز بعض مظاهر التعاون م قبل دول كاجلزائر على‬
‫سبيل املثال بتأكيدها على أن إشكالية ااهجرة غري املنتظمة تتجاوز حدود الدول و ال ميك‬
‫معاجلتها بعمل دولة واحدة بل يف إطار شراكة مشولية مسؤولية و تطوعية‪,‬وتأكيدا اهذا التعاون‬
‫تلتزم اجلزائر بشكل صارم حبماية حقو اإلنسان و اجملهودات اليت تبذل يف جمال حماربة ااهجرة غري‬
‫الشرعية و شبكات هتري البشر‪.‬‬

‫‪-0‬تتمثل اآللية الثانية يف ضرورة اجتاه االحتاد األوريب إىل التعاون مع الدول املصدرة للهجرة‬
‫باعتبار أن ذلك يص يف الوسائل غري املباشرة ملكافحة ااهجرات املتزايدة‪,‬ذلك أن مساعدة الدول‬
‫على حماربة الفقر‪,‬و احترام حقو اإلنسان‪,‬و نشر الدميقراطية سيساهم يف تقلص عدد املهاجري‬
‫اخلارجني منها‪,‬على أن تراعي ضرورة أن تتبع السياسات التنموية م احتياجات و متطلبات‬
‫اجملتمعات يف الدول النامية و ليس فقط بالنظر إىل متطلبات سو العمل األوريب‪.‬‬

‫‪-3‬تتمثل اآللية الثالثة يف تصعي إجراءات ااهجرة غري املشروعة إىل دول االحتاد األوريب‪,‬مثال على‬
‫ذلك "إذا طل شخص اللجوء السياسي بسب التمييز السياسي ضده فانه عليه أن يقدم مستندات‬
‫اللذي قاموا بالتمييز ضده"‪.‬‬ ‫تفيد ذلك‪,‬على أن تكون صادرة م األشخا‬

‫‪-4‬و تتجه اآللية الرابعة إىل ضبط املهاجري و وضعهم يف معسكرات متهيدا لترحيلهم أو العمل‬
‫اإلنسانية‬ ‫على مجعهم م اجملتمع و ترحيلهم‪.‬و تتسم هذه املعسكرات باالزدحام و الظرو‬
‫املتردية‪ ,‬فاملعسكر الذي خصص أساسا ليسع ‪ 022‬شخص يوضع به أحيانا ‪ 452‬شخص‪.‬و نظرا‬
‫ألهنم يعيشون يف ظرو إنسانية متردية فانه ال يسمح للصلي األمحر بزيارهتم‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬اللواء محمد فتحي عيد‪.‬التجارب الدولية في مكافحة الهجرة غير المشروعة‪.‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪.5101.‬الرياض ص‪. 43‬‬

‫‪143‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬مكافحة الجريمة المنضمة على المستوى اإلقليمي‬
‫‪-5‬تؤكد اآللية اخلامسة على أمهية دمج الالجاني يف اجملتمعات األوربية‪,‬فقد عملت دول االحتاد‬
‫األوريب باجتاه الوصول إىل تشريع يتوىل يف مقابل ذلك محاية حقو الالجاني‪,‬حيث مينح الالجئ‬
‫احلق يف التصدي لرفض طل جلوئه إما ع طريق التحاور املباشر أو ع طريق استحضار مترمجني‬
‫له أو ع طريق التفويض القضائي‪.‬و يرى بعض فقهاء القانون يف هذا التشريع خدمة جليلة‬
‫لالجاني‪,‬لكونه يشملهم مبزيد م احلماية الدولية و م الطبيعي أن تتسع هذه النظرة اإلنسانية حلق‬
‫اللجوء السياسي لتشمل املشاركني يف ااهجرة غري املشروعة‪,‬فتسعى إىل إدماجهم يف اجملتمع الذي‬
‫هاجروا إليه‪,‬و لك أمام تدفق ااهجرة ااهائل على اجملتمعات األوربية‪,‬فإنه يوجد ميل إىل عدم‬
‫اللجوء إىل آلية اإلدماج إال عند الضرورة القصوى‪.‬‬

‫إىل زيادة‬ ‫‪-1‬تتمثل اآللية السادسة يف اجتاه بعض دول االحتاد األوريب العتماد سياسات هتد‬
‫حىت ميكنها االستغناء ع العمالة املهاجرة إليها و خاصة عمالة ااهجرة غري‬ ‫معدالت اإلجنا‬
‫املشروعة‪,‬غري أن هذه السياسات ل تفسر إال ع نتائج على املدى البعيد و هي بصدد مواجهة‬
‫مشكلة حالية‪.‬‬

‫‪ -7‬و تعد آلية املساومة هي اآللية السابعة‪,‬حيث ترفع بعض الدول ظاهرة ااهجرة غري املشروعة‬
‫أو انتصارات على الصعيد الداخلي وتعتمد‬ ‫"كفزاعة"للدول األوربية األخرى لتحقيق مكاس‬
‫الدعم‬ ‫هذه السياسات أيضا و ذلك يف حماولة الستقطا‬ ‫الدول املصدرة للهجرة م اجلنو‬
‫اخلارجي للنظام السياسي و أيضا حصواهم على الدعم االقتصادي حبجة توجيهها إىل التنمية‬
‫العمل اليت تساعد على تقليل أعداد املهاجري ‪.1 .‬‬ ‫االقتصادية و االجتماعية لتوفري فر‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬اللواء محمد فتحي عيد‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص‪42/44‬‬

‫‪144‬‬
‫خـــاتمـــــــــــــــة‬
‫خامتة‬

‫يتبني لنا من خالل دراسة اجلرمية أهنا من اخطر املشاكل األمنية اليت تواجه اجملتمع الدويل مما‬
‫جعلها جرمية العصر احلديث‪ ،‬وذلك ملواكبتها للتطور اهلائل الذي شهده العامل يف كافة اجملاالت‬
‫العلمية والتكنولوجية‪ ،‬وهي نتاج سياسة االنفتاح العاملي مما أدى إىل انتشار آثارها على نطاق‬
‫واسع بني الدول‪ ،‬ومما جعلها من املوضوعات الساخنة املتداولة يف احملافل الدولية واملؤمترات‬
‫اإلقليمية للبحث عن الصيغة املثلى ملواجهة جسامة األضرار واألخطار املترتبة على تزايد نشاطها‬
‫وانتشاره يف كافة أحناء العامل‪.‬‬

‫وجيب اإلشارة هنا إىل أن املنظمات اإلجرامية استغلت املناخ الدويل املتسم باملرونة كنتيجة‬
‫لالنفتاح العاملي وسياسة السوق احلر واستفادت من التطورات العلمية مثلما استفادت منه األجهزة‬
‫األمنية مما أدى إىل توسيع دائرة عملياهتا ونشاطها بشكل مباشر وذلك بأن تقوم هي بنفسها‬
‫بتوسيع نشاطها الدويل وبطرق غري مباشرة عن طريق إنشاء شبكات تعاونية دولية تكفل توثيق‬
‫التعاون بينها‪ ،‬وقد تعرضنا لبعض هذه النماذج ‪.‬‬

‫هذا ومتارس املنظمات اإلجرامية أنشطة إجرامية متعددة وقد حتترف بعض املنظمات أنشطة‬
‫معينة وهذه األنشطة ال ميكن حصرها‪ ،‬وقد بينا أهم هذه األنشطة وركزنا على النشاط املساعد‬
‫هلذه األنشطة وهو غسيل األموال‪ ،‬والذي يرافق معظم أنشطة اجلرمية املنظمة وذلك إلضفاء‬
‫الشرعية على متحصالت اجلرائم املنظمة‪.‬‬

‫ومن هنا كان البد من حتديد مالمح اجلرمية املنظمة رغم عدم التوصل إىل تعريف متفق‬
‫عليه على الصعيد الدويل من خالل حتديد العناصر اليت تتميز اها اجلرمية املنظمة عن غريها من‬
‫اجلرائم األخرى واليت كانت حمل اهتمام الفقه وعلماء القانون واالجتماع ‪ ،‬والبحث عن آليات‬
‫جديدة ملواجهة اجلرمية املنظمة تتناسب وأساليب ارتكااها‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫خـــاتمـــــــــــــــة‬
‫واجلرمية املنظمة هي جرمية خطرية ترتكب من قبل تنظيم هيكلي إجرامي مكون من‬
‫شخصني فأكثر‪ ،‬تنتهج اإلدارة العلمية يف تسيري نشاطاته ‪ ،‬وخيضع أعضاء التنظيم إىل قواعد صارمة‬
‫من أمهها قانون الصمت‪ ،‬وهي جرمية مستمرة لفترة غري حمددة ‪ ،‬تعرب حدود الدول وتتخذ من‬
‫العنف واإلفساد واالبتزاز والرشوة طريقا للوصول إىل أهدافها واملتمثلة يف حتقيق الربح املادي‬
‫وحماولة إضفاء الشرعية على هذه األموال من خالل إقامة مشروعات متارس نشاطات اقتصادية‬
‫وجتارية يف خمتلف دول العامل‪ ،‬وتفضل الدول اليت ال يوجد اها تشريعات فعالة ملراقبة عمليات‬
‫غسيل األموال‪.‬‬

‫وانطالقا مما سبق فإنه ال بد من تقدمي التوصيات التالية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬تعريف اجلرمية املنظمة‪:‬‬

‫البد من اعتماد تعريف موحد للجرمية املنظمة تتفق عليه مجيع الدول وحتت مظلة األمم‬
‫املتحدة وذلك لتحديد اجلرائم اليت تدخل يف نطاق اجلرمية املنظمة ولتحديد أركاهنا وذلك لتدعيم‬
‫سياسة مكافحة اجلرمية املنظمة ألن عاملية اإلجرام يتطلب عاملية املكافحة‪.‬‬

‫‪ – 2‬املواجهة املستمرة يف قانون العقوبات‪:‬‬

‫أ‪ -‬جترمي جمرد االنتماء إىل املنظمات اإلجرامية حبيث تشمل مجيع صور االشتراك أجلرمي‪.‬‬
‫ب‪ -‬تشديد العقوبة على كافة صور اجلرمية املنظمة واملساواة يف العقوبة بني كافة املشتركني‪،‬‬
‫فاعلني أو متدخلني أو حمرضني‪.‬‬
‫ت‪ -‬تشجيع أعضاء التنظيمات اإلجرامية على االنسحاب من التنظيم وذلك إلختراقه وكسر‬
‫حاجز الصمت الذي حيكم أعضاؤه من خالل اإلعفاء من العقاب أو التخفيف حسب‬
‫اخلدمة اليت يقدمها التائب للعدالة‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫خـــاتمـــــــــــــــة‬
‫‪ -3‬قانون أصول احملاكمات اجلزائية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬إنشاء أجهزة خاصة ملكافحة اجلرمية املنظمة أجهزة شرطية وأخرى قضائية‪.‬‬
‫ب‪ -‬احلد من قرينة الرباءة وذلك بنقل عبء اإلثبات على املتهم باجلرائم اخلطرية وضمن ضوابط‬
‫حمددة تراعي حقوق اإلنسان وحرياته األساسية‪.‬‬
‫ت‪ -‬التوسع يف إجراءات االستدالل ومنح أفراد الضابطة العدلية سلطات أوسع مع وضع‬
‫ضوابط معينة تكفل املوازنة بني مصلحة اجملتمع يف مكافحة اجلرمية وبني حقوق اإلنسان‬
‫األساسية‪.‬‬
‫د‪ -‬التوسع يف إجراءات مجع األدلة و التنقيب عن اجلرمية املنظمة من خالل فكرة االستدالل‬
‫املسبق و التوسع يف تفتيش املساكن والتخفيف من شروط مراقبة احملادثات اهلاتفية‪ ،‬وغريها من‬
‫الوسائل احلديثة للتحقيق اجلنائي على أن يتم ذلك وفق ضوابط حمددة تكفل حقوق اإلنسان‬
‫وحرياته األساسية ‪ ،‬ومن أهم هذه الضوابط قضائية اإلجراءات‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تأمني محاية األشخاص من أطراف الدعوى اجلنائية كالشهود وضحايا اجلرائم باإلضافة‬
‫إىل املتعاونني مع العدالة‪.‬‬

‫‪ – 4‬التعاون الدويل يف مكافحة اجلرمية املنظمة ‪:‬‬

‫أ – التعاون الدويل من خالل حماولة توحيد سياسة التجرمي والعقاب بشأن اجلرمية املنظمة حبيث‬
‫تكفل عدم إفالت اجلناة من العقاب‪ ،‬وتفويت الفرصة على املنظمات اإلجرامية لتوسيع أنشطتها‪،‬‬
‫والبد من ضرورة اإلسراع بالتوقيع والتصديق على اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة اجلرمية املنظمة‪.‬‬

‫ب – التعاون الشرطي بني الدول من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬تبادل املعلومات بشأن أعضاء التنظيمات اإلجرامية وبشأن مرتكيب اجلرائم عن طريق‬
‫منظمة األنتربول‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫خـــاتمـــــــــــــــة‬
‫‪ -‬إجياد ضباط ارتباط بني األجهزة األمنية يف الدول املختلفة للتنسيق فيما يتعلق بإجراءات‬
‫االستدالل ويكون موقعهم سفارات دوهلم وتوقيع اتفاقيات فيما بني الدول لتنظيم‬
‫إجراءات تسليم اجملرمني ومراقبة ومتابعة الفارين بني حدود الدول املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬تبادل املوظفني واخلربات املستجدة بني األجهزة األمنية يف الدول‪.‬‬

‫ج – التعاون القضائي من خالل ‪:‬‬

‫‪ -‬تبادل املساعدة القضائية عن طريق اإلنابة القضائية وغريها من اإلجراءات األخرى‪.‬‬


‫‪ -‬التخفيف من حدة شروط تسليم اجملرمني واعتماد اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة اجلرمية‬
‫املنظمة كأساس لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون يف جمال ضبط ومصادرة عوائد اجلرائم‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد الوسائل اجلديدة لتعزيز التعاون القضائي ومن أمهها‪:‬‬
‫‪ ‬إقرار نظام االتصال املباشر بني السلطات القضائية‪.‬‬
‫‪ ‬تيسري عمليات انتقال أعضاء النيابة العامة من بلد آلخر‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام الوسائل التكنولوجية احلديثة كسماع شهادة الشهود من دولة أخرى عن‬
‫طريق الدوائر التلفزيونية او احملادثات و االجتماعات املباشرة على شبكة االنترنت‬
‫‪Live meeting‬‬ ‫و املعروفة ب‬
‫‪ ‬تنفيذ اإلنابة القضائية وفقا لألحكام اإلجرائية املنصوص عليها لدى الدولة الطالبة‪.‬‬

‫‪ – 5‬سياسة فاعلة يف مرحلة تنفيذ اجلزاء اجلنائي ‪:‬‬

‫رغم أمهية النصوص التجرميية و املواثيق الدولية ملواجهة اجلرمية املنظمة إال أن ما يكمل هذه اجلهود‬
‫هو حتديث وتطوير أنظمة املؤسسات اإلصالحية "مراكز اإلصالح والتأهيل" وهذا يتطلب‬
‫الضوابط التالية‪:‬‬

‫‪145‬‬
‫خـــاتمـــــــــــــــة‬
‫أ – ضرورة إعداد اصالحات تتفق وطبيعة دوافع اجلرمية املنظمة وغايتها و اليت قد خيتلف نطاقها‬
‫من نوع آلخر‪.‬‬

‫ب – إعداد جهاز متكامل من القائمني على إدارة املراكز املخصصة للنزالء من مرتكيب اجلرائم‬
‫املنظمة حبث يتم تأهيلهم فنيا وقانونيا وإداريا على النحو الذي ميكنهم من اإلدارة الفاعلة وصوال‬
‫لألهداف املرجوة‪.‬‬

‫ج – األخذ بنظام اإلفراج الشرطي لفئات مرتكيب اجلرائم املنظمة أو اجلرائم املساعدة عندما‬
‫تتحقق إدارة مراكز اإلصالح والتأهيل أهنم جديرون مبثل هذه املكافأة وذلك تشجيعها للجناة‬
‫احملكوم عليهم بالثقة يف أنفسهم والعودة حلظرية القانون‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫‪ – 1‬القرآن الكرمي‬

‫‪ -2‬املراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫أ‪-‬الكتب‪:‬‬

‫‪ .1‬جهاد حممد الربيزات‪ ،‬اجلرمية املنظمة‪ ،‬دراسة حتليلية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪،‬ط‪2212،2‬‬
‫‪ .2‬نزيه نعيم شالال‪ ،‬اجلرمية املنظمة ‪ ،‬دراسة حتليلية‪ ،‬منشورات احللي احلقوقية‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪2212 ،1‬‬
‫‪ .3‬عالء الدين شحاتة‪ ،‬التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة‪ ،‬دراسة لإلستراجتية‬
‫الوطنية للتعاون الدويل ملكافحة املخدرات‪،‬ايتراك للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪،‬‬
‫ط‪.2222 ،1‬‬
‫‪ .4‬حممود شريف بسيوين‪ ،‬اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ ،‬ماهيتها و وسائل مكافحتها‬
‫دوليا وعربيا ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.2224،1‬‬
‫‪ .5‬عبد اهلل حممود احللو‪ ،‬اجلهود الدولية والعربية ملكافحة جرمية تبيض األموال ‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪.2222،1‬‬
‫‪ .6‬غسان صربي كاطع‪ ،‬اجلهود العربية ملكافحة جرمية اإلرهاب ‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‬
‫األردن‪،‬ط‪.2211،1‬‬
‫‪ .2‬نبيل صقر‪ ،‬أ‪.‬قمراوي عز الدين‪ ،‬اجلرمية املنظمة – التهريب واملخدرات‪،‬وتبييض‬
‫األموال يف التشريع اجلزائري‪،‬دار اهلدى‪ ،‬عني مليلة‪ ،‬اجلزائر ‪،‬ط‪.2222 1‬‬
‫‪ .2‬أمري فرج يوسف ‪ ،‬اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪،‬مصر‪ ،‬ط‪.2222،1‬‬
‫‪ .9‬يوسف حسن يوسف‪ ،‬اجلرمية املنظمة الدولية واإلرهاب الدويل ‪ ،‬املركز القومي‬
‫لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2212‬‬
‫عبد اهلل حسني اخلليفة‪ ،‬أبعاد اجلرمية ونظم العدالة اجلنائية يف الوطن العريب‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬الرياض‪ ،‬اململكة السعودية ‪ ،‬ط‪2222،2‬‬
‫عبد الفتاح مصطفى الصيفي ود‪.‬مصطفى عبد اجمليد كاره ود‪.‬أمحد حممد‬ ‫‪.11‬‬
‫النكالوي‪ ،‬اجلرمية املنظمة التعريف واألمناط واالجتاهات‪ ،‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث ‪ ،‬الرياض‪،‬ط‪.2229،1‬‬
‫حممد األمني ‪ ،‬الفساد واجلرمية املنظمة‪،‬مركز الدراسات والبحوث‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫الرياض‪،‬السعودية‪ ،‬ط‪.2222،1‬‬
‫حممد حيي مطر وجمموعة من اخلرباء املتخصصني‪ ،‬اجلهود الدولية يف‬ ‫‪.13‬‬
‫مكافحة االجتار بالبشر‪ ،‬ج‪،1‬ج‪،2‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬‬
‫السعودية‪،‬ط‪.2212‬‬
‫عباس أبوشامة عبد احملمود واللواء د‪.‬حممد األمني البشرى‪ ،‬إحصاءات‬ ‫‪.14‬‬
‫اجلرمية يف الدول العربية ‪ ،‬مصادرها ومجعها وحتليلها‪ ،‬جامعة نايف‪،‬السعودية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2212‬‬
‫خمتار حسني شبلي‪ ،‬اإلجرام االقتصادي واملايل الدويل وسبل مكافحته‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬ط‪.2222،1‬‬
‫عبد العزيز سرحان ‪ ،‬التنظيم الدويل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ديوان املطبوعات‬ ‫‪.16‬‬
‫اجلامعية ‪،‬ط‪.1923 ،1‬‬
‫عمر سعد اهلل ود‪.‬أمحد بن ناصر‪ ،‬قانون اجملتمع الدويل املعاصر ‪ ،‬ديوان‬ ‫‪.12‬‬
‫املطبوعات اجلامعية ‪،‬اجلزائر‪ ،‬ط‪.2223 2‬‬
‫بن عامر التونسي ‪ ،‬قانون اجملتمع الدويل‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫اجلزائر‪.2223.‬‬

‫‪ .19‬أمحد شوقي أبو خطوة‪ ،‬جرائم االحتيال واإلجرام ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم‬
‫األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬ط‪.2222 .1‬‬

‫‪ .22‬كوركيس يوسف داود ‪ :‬اجلرمية املنظمة ‪،‬دار الثقافة‪،‬عمان‪،‬طبعة‪2221‬‬

‫‪ 21‬سامي الشوا ‪ :‬اجلرمية املنظمة ومداها على األنظمة العقابية‪،‬دار النهضة‬


‫العربية‪،‬القاهرة‪،‬بال تاريخ‬

‫‪ 22‬حممد إبراهيم زيد ‪ :‬اجلرمية املنظمة ‪،‬أكادميية األمري نايف‪،‬الرياض‪1999،‬‬

‫‪ 23‬خالد بن مبارك القريوي القحطاين ‪ :‬التعاون األمين الدويل ودوره يف مواجهة اجلرمية‬
‫املنظمة عرب الوطنية ‪،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪2226،‬‬

‫‪ 24‬عبد املنعم سعيد‪":‬أسلوب حتليل األحداث يف العالقات الدولية"‪-‬مطبوعات جامعة‬


‫القاهرة ‪1992‬‬

‫‪ 52‬حممد فاروق النبهان – مكافحة اإلجرام املنظم – دار النشر باملركز العريب للدراسات‬
‫األمنية و التدريب ‪-‬الرياض – بدون سنة ‪-‬‬

‫‪ 26‬حممد علي جعفر – مكافحة اجلرمية – املؤسسة اجلامعية لنشر و الطباعة و التوزيع لبنان‬
‫‪1926‬‬
‫‪ 22‬حممد منصور الصاوي – أحكام القانون الدويل ‪ :‬مكافحة اجلرائم ذات الطبيعة‬
‫الدولية – دار املطبوعات اجلامعية – مصر‪،‬بدون سنة نشر‬

‫‪ 22‬نادر عبد العزيز‪ ،‬تبييض األموال‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية ‪ ،2221‬لبنان‬


‫‪ 52‬سليمان عبد املنعم ‪ ،‬مسؤولية املصارف اجلنائية عن األموال غري النظيفة "ظاهرة‬
‫غسيل األموال"الدار اجلامعية للنشر ‪،‬مصر‪5005،‬‬

‫حامت حازم‪ ،‬املنظمات اإلقليمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬طبعة الثالثة‪,‬مصر‬ ‫‪00‬‬

‫‪. 03‬امحد حمسن ‪ ،‬التعاون األمين العريب والتحديات األمنية‪ ،‬أكادميية نايف للعلوم‬
‫األمنية‪،‬الرياض‪1999،‬‬

‫‪ 05‬فيصل حممد املشاط ‪ ،‬جرائم التهريب يف الوطن العريب ‪ ،‬املركز العريب للدراسات‬
‫األمنية والتدريب‪ ،‬الرياض‪،‬ط‪5002 5‬‬

‫‪ 00‬عيد حممد فتحي‪ ،‬اإلجرام املعاصر‪ ،‬ط‪ ، 3‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪5002‬‬

‫‪ 03‬أمحد حسن عبد احلميد‪ ،‬التعاون األمين العريب وحتديات األمنية الدولية ‪ ،‬ط‪ ، 3‬مركز‬
‫البحوث والدراسات‪ ،‬الرياض‪.5002 ،‬‬

‫‪ 02‬فائزة يونس الباشا ‪ :‬اجلرمية املنظمة يف ظل االتفاقيات الدولية والقوانني الوطنية‪،‬دار النهضة‬
‫العربية‪،‬القاهرة‪،‬طبعة‪2222‬‬

‫‪ 36‬حممود شريف بسيوين‪ ,‬اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪,‬دار الشروق‪,‬القاهرة‪2224,‬‬

‫‪ 32‬يوسف حسن يوسف‪,‬اجلرمية املنظمة الدولية و اإلرهاب الدويل‪,‬املركز القومي لإلصدارات‬


‫القانونية‪,‬القاهرة‪2212,‬‬

‫ب‪ -‬الرسائل اجلامعية ‪:‬‬

‫‪32‬أ‪ .‬رنا جرب‪ ،‬اجلرمية املنظمة ‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة لنيل املاجسري يف القانون اجلنائي‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪.2222 ،‬‬
‫ج‪ -‬املقاالت والدوريات‪:‬‬

‫‪ . 1‬العريب بن مهيدي رزق اهلل و عيسى حلاق‪-‬طرق و استراتيجيات مكافحة اجلرمية املنظمة‪-‬‬
‫امللتقى الوطين الثالث حول اجلرمية املنظمة وسياسة مكافحتها باجلزائر‪،‬األغواط‪.8002،‬‬

‫‪ -8‬فتحي وردية‪ /‬آيت مولود سامية ‪ :‬دور القانون اجلزائي اجلزائري يف مكافحة اجلرمية املنظمة‬
‫‪،‬امللتقى الوطين الثالث حول اجلرمية املنظمة وسياسة مكافحتها باجلزائر‪،‬األغواط‪.8002،‬‬

‫‪ - 3‬مريوة صباح ‪ :‬اجلرمية املنظمة وآليات مكافحتها على املستوى الدويل ‪/‬امللتقى الوطين الثالث‬
‫حول اجلرمية املنظمة وسياسة مكافحتها‪،‬األغواط ‪. 2222‬‬

‫‪ -4‬فليج غزالن‪ :‬صور التعاون الدويل ملكافحة اجلرمية املنظمة‪ -‬امللتقى الوطين الثالث حول اجلرمية‬
‫املنظمة وسياسة مكافحتها باجلزائر‪،‬األغواط‪.2222،‬‬

‫‪ -5‬طارق عبد الوهاب سليم ‪":‬اجلهود املشتركة يف اجملتمع العاملي ملكافحة اجلرمية"‪ -‬حبث مقدم‬
‫للمؤمتر السنوي الثالث ألكادميية الشرطة وجامعه الينوي حول القضايا اجلنائية املقارنة يف الشرق‬
‫األوسط‪-‬القاهرة‪. 2223‬‬

‫‪ -6‬عيسى اليف الصمادي ‪ :‬إستراتيجية مكافحة اجلرمية املنظمة يف اإلطار الدويل واإلقليمي‬
‫والوطين ‪،‬جملة "دراسة قانونية "عدد ‪/22‬مايو ‪.2212‬‬

‫‪ -2‬ليلى إبراهيم العدواين ‪ :‬التعاون التقين والشرطي كآليتني من اآلليات الدولية ملكافحة اجلرمية‬
‫املنظمة ‪/‬امللتقى الوطين الثالث حول اجلرمية املنظمة وسياسة مكافحتها باجلزائر‪،‬األغواط‪2222،‬‬

‫‪ -2‬سعادة السفري خملص حممد جبه ‪ :‬الوكاالت الدولية احلكومية املتخصصة املرتبطة باألمم‬
‫املتحدة – جملة الدبلوماسي – العدد و السنة غري معروضني‪.‬‬
‫‪ -9‬عبد النيب مصطفى ‪:‬ماهية منظمة األنتربول كآلية ملكافحة اجلرمية املنظمة – امللتقى الوطين‬
‫الثالث حول اجلرمية املنظمة و سياسة مكافحتها باجلزائر ‪ .‬األغواط ‪2222 .‬‬

‫‪ -12‬شعاشعية خلضر ‪ :‬دور األنتربول من خالل أقسامها املتخصصة يف مكافحة اجلرمية املنظمة‬
‫‪،‬امللتقى الوطين الثالث حول اجلرمية املنظمة وسياسة مكافحتها باجلزائر‪،‬األغواط‪5002،‬‬

‫د‪-‬التقارير و الوثائق‪:‬‬

‫‪ -3‬تقرير ملكتب األمم املتحدة املعين باملخدرات واجلرمية‪ ،‬نشر يوم‪.5030/01/31 :‬على موقع‬
‫دائرة اإلعالم لألمم املتحدة‪.‬‬

‫‪ -5‬وثائق مؤمتر األمم املتحدة الثاين عشر ملنع اجلرمية ‪ 5030‬السلفادور‪.‬‬

‫‪ -0‬وثائق االجتماع املشترك لوزراء الداخلية والعدل العرب‪3222 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬تقرير األمني العام لألمم املتحدة عن اجلرمية املنظمة ‪.2225.‬‬

‫‪ -5‬النشرة الرمسية لألنتربول ‪،‬تقرير منشور يف اجمللة الدولية للشرطة اجلنائية‪،‬العدد ‪،020‬ديسمرب‬
‫‪.3222‬‬

‫‪ – 3‬املراجع باللغة بالفرنسية ‪:‬‬

‫أ‪-‬الكتب‪:‬‬

‫‪1-Xavier raufer , la lutte contre le crime organisé ,que‬‬


‫‪sais- je?, 4eme édition, France ; 2005.‬‬
‫‪2-Jean Paul brodeur, le crime organisé, les classiques des‬‬
‫‪sciences sociales, Québec, Canada, 2002.‬‬
3-Anne brouard , l'europe et la lute contre le
blanchiment d'argents, fondation robert shumane,
France 2004.

:‫الوثائق‬-‫ب‬
1- Plan d'action drogue de l'union européenne
2009/2012, du 20/12/2008, journal officiel c326 du
20/12/2222.
‫اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‬

‫املادة ‪1‬‬

‫بيان الغرض‬

‫الغرض من هذه االتفاقية تعزيز التعاون على منع اجلرمية املنظمة عرب الوطنية ومكافحتها مبزيد من الفعالية‪.‬‬

‫املادة ‪2‬‬

‫استخدام املصطلحات ألغراض هذه االتفاقية‪:‬‬

‫(أ) يقصد بتعبري “مجاعة إجرامية منظمة” مجاعة حمددة البنية‪ ،‬مؤلفة من ثالثة أشخاص أو أكثر‪ ،‬موجودة لفترة‬
‫من الزمن وتقوم معا بفعل مدبر هبدف ارتكاب واحدة أو أكثر من اجلرائم اخلطرية أو اجلرائم املقررة وفقا هلذه‬
‫االتفاقية‪ ،‬من أجل احلصول‪ ،‬بشكل مباشر أو غري مباشر‪ ،‬على منفعة مالية أو منفعة مادية أخرى؛‬

‫(ب) يقصد بتعبري “جرمية خطرية” سلوك ميثل جرما يعاقب عليه باحلرمان من احلرية ملدة قصوى ال تقل عن‬
‫أربع سنوات أو بعقوبة أشد؛‬

‫(ج) يقصد بتعبري “مجاعة حمددة البنية” مجاعة غري مشكلة عشوائيا لغرض االرتكاب الفوري جلرم ما‪ ،‬وال يلزم‬
‫أن تكون ألعضائها أدوار حمددة رمسيا‪ ،‬أو أن تستمر عضويتهم فيها أو أن تكون هلا بنية متطورة؛ أو‬

‫(د) يقصد بتعبري “املمتلكات” املوجودات أيا كان نوعها‪ ،‬سواء أكانت مادية أم غري مادية‪ ،‬منقولة أم غري‬
‫منقولة‪ ،‬ملموسة أم غري ملموسة‪ ،‬واملستندات أو الصكوك القانونية اليت تثبت ملكية تلك املوجودات أو وجود‬
‫مصلحة فيها؛‬

‫(هـ) يقصد بتعبري “عائدات إجرامية” أي ممتلكات تتأتى أو يتحصل عليها‪ ،‬بشكل مباشر أو غري مباشر‪ ،‬من‬
‫ارتكاب جرم؛‬

‫(و) يقصد بتعبري “التجميد” أو “الضبط” احلظر املؤقت لنقل املمتلكات أو تبديلها أو التصرف فيها أو‬
‫حتريكها أو إخضاعها للحراسة أو السيطرة املؤقتة بناء على أمر صادر عن حمكمة أو سلطة خمتصة أخرى؛‬

‫(ز) يقصد بتعبري “املصادرة”‪ ،‬اليت تشمل احلجز حيثما انطبق‪ ،‬التجريد النهائي من املمتلكات مبوجب أمر‬
‫صادر عن حمكمة أو سلطة خمتصة أخرى؛‬

‫(ح) يقصد بتعبري “اجلرم األصلي” أي جرم تأتّت منه عائدات ميكن أن تصبح موضوع جرم حسب التعريف‬
‫الوارد يف املادة ‪ 6‬من هذه االتفاقية؛‬
‫(ط) يقصد بتعبري “التسليم املراقب” األسلوب الذي يسمح لشحنات غري مشروعة أو مشبوهة باخلروج من‬
‫إقليم دولة أو أكثر أو املرور عربه أو دخوله‪ ،‬مبعرفة سلطاته املختصة وحتت مراقبتها‪ ،‬بغية التحري عن جرم ما‬
‫وكشف هوية األشخاص الضالعني يف ارتكابه؛‬

‫(ي) يقصد بتعبري “منظمة إقليمية للتكامل االقتصادي” منظمة شكّلتها دول ذات سيادة يف منطقة ما‪ ،‬أعطتها‬
‫الدول األعضاء فيها االختصاص فيما يتعلق باملسائل اليت تنظمها هذه االتفاقية وخوّلتها حسب األصول ووفقا‬
‫لنظامها الداخلي سلطة التوقيع أو التصديق عليها أو قبوهلا أو املوافقة عليها أو االنضمام إليها‪ .‬وتنطبق اإلشارات‬
‫إىل “الدول األطراف” مبقتضى هذه االتفاقية على هذه املنظمات يف حدود نطاق اختصاصها‪.‬‬

‫املادة ‪3‬‬

‫نطاق االنطباق‬

‫‪ -1‬تنطبق هذه االتفاقية‪ ،‬باستثناء ما تنص عليه خالفا لذلك‪ ،‬على منع اجلرائم التالية والتحري عنها ومالحقة‬
‫مرتكبيها‪:‬‬

‫اجلرائم املقررة مبقتضى املواد ‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 8‬و‪ 32‬من هذه االتفاقية؛ و‬ ‫(أ)‬

‫(ب) اجلرمية اخلطرية حسب التعريف الوارد يف املادة ‪ 3‬من هذه االتفاقية؛‬

‫حيثما يكون اجلرم ذا طابع عرب وطين وتضلع فيه مجاعة إجرامية منظمة‪.‬‬

‫‪ -3‬ألغراض الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة‪ ،‬يكون اجلرم ذا طابع عرب وطين إذا‪:‬‬

‫ارتُكب يف أكثر من دولة واحدة؛ أو‬ ‫(أ)‬

‫(ب) ارتُكب يف دولة واحدة ولكن جانبا كبريا من اإلعداد أو التخطيط له أو توجيهه أو اإلشراف عليه جرى‬
‫يف دولة أخرى؛‬

‫(ج) ارتُكب يف دولة واحدة‪ ،‬ولكن ضلعت يف ارتكابه مجاعة إجرامية منظمة متارس أنشطة إجرامية يف أكثر من‬
‫دولة واحدة؛ أو‬

‫(د) ارتُكب يف دولة واحدة‪ ،‬ولكن له آثارا شديدة يف دولة أخرى‪.‬‬

‫املادة ‪4‬‬

‫صون السيادة‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تؤدي التزاماهتا مبقتضى هذه االتفاقية على حنو يتفق مع مبدأي‬ ‫‪-1‬‬
‫املساواة يف السيادة واحلرمة اإلقليمية للدول‪ ،‬ومع مبدأ عدم التدخل يف الشؤون الداخلية للدول األخرى‪.‬‬
‫ليس يف هذه االتفاقية ما يبيح لدولة طرف أن تقوم يف إقليم دولة أخرى مبمارسة الوالية القضائية‬ ‫‪-3‬‬
‫وأداء الوظائف اليت يناط أداؤها حصرا بسلطات تلك الدولة األخرى مبقتضى قانوهنا الداخلي‪.‬‬

‫املادة ‪5‬‬

‫جترمي املشاركة يف مجاعة إجرامية منظمة‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تعتمد ما قد يلزم من تدابري تشريعية وتدابري أخرى لتجرمي األفعال‬ ‫‪-1‬‬
‫التالية جنائيا عندما تُرتكب عمدا‪:‬‬

‫أي من الفعلني التاليني أو كليهما‪ ،‬باعتبارمها جرميتني جنائيتني متميزتني عن اجلرائم اليت تنطوي‬ ‫(أ)‬
‫على الشروع يف النشاط اإلجرامي أو إمتامه‪:‬‬

‫‘‪ ’1‬االتفاق مع شخص آخر أو أكثر على ارتكاب جرمية خطرية لغرض له صلة مباشرة أو غري‬
‫مباشرة باحلصول على منفعة مالية أو منفعة مادية أخرى وينطوي‪ ،‬حيثما يشترط القانون‬
‫الداخلي ذلك‪ ،‬على فعل يقوم به أحد املشاركني يساعد على تنفيذ االتفاق‪ ،‬أو تضلع فيه مجاعة‬
‫إجرامية منظمة؛‬

‫‘‪ ’3‬قيام الشخص‪ ،‬عن علم هبدف مجاعة إجرامية منظمة ونشاطها اإلجرامي العام أو بعزمها‬
‫على ارتكاب اجلرائم املعنية‪ ،‬بدور فاعل يف‪:‬‬

‫أ ‪ -‬األنشطة اإلجرامية للجماعة اإلجرامية املنظمة؛‬

‫أنشطة أخرى تضطلع هبا اجلماعة اإلجرامية‪ ،‬مع علمه بأن مشاركته ستسهم يف‬ ‫ب‪-‬‬
‫حتقيق اهلدف اإلجرامي املبني أعاله ؛‬

‫(ب) تنظيم ارتكاب جرمية خطرية تضلع فيها مجاعة إجرامية منظمة‪ ،‬أو اإليعاز بارتكاب‬
‫تلك اجلرمية أو املساعدة أو التحريض عليه أو تيسريه أو إسداء املشورة بشأنه‪.‬‬

‫ميكن االستدالل على العلم أو القصد أو اهلدف أو الغرض أو االتفاق املشار إليه يف الفقرة ‪ 1‬من‬ ‫‪-3‬‬
‫هذه املادة من املالبسات الوقائعية املوضوعية‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف اليت يشترط قانوهنا الداخلي ضلوع مجاعة إجرامية منظمة لتجرمي األفعال‬ ‫‪-2‬‬
‫املنصوص عليها يف الفقرة ‪( 1‬أ) ‘‪ ’1‬من هذه املادة أن تكفل مشول قانوهنا الداخلي مجيع اجلرائم اخلطرية‬
‫اليت تضلع فيها مجاعات إجرامية منظمة‪ .‬ويتعني على تلك الدول األطراف‪ ،‬وكذلك على الدول األطراف‬
‫اليت يشترط قانوهنا الداخلي إتيان فعل يساعد على تنفيذ االتفاق‪،‬‬
‫‪-3-‬‬
‫لتجرمي األفعال املنصوص عليها يف الفقرة ‪( 1‬أ)‘‪ ’1‬من هذه املادة‪ ،‬أن تبلغ األمني العام لألمم املتحدة‬
‫بذلك وقت توقيعها على هذه االتفاقية أو وقت إيداعها صكوك التصديق عليها أو قبوهلا أو إقرارها أو‬
‫االنضمام إليها‪.‬‬

‫املادة ‪6‬‬

‫جترمي غسل العائدات اإلجرامية‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تعتمد‪ ،‬وفقا للمبادئ األساسية لقانوهنا الداخلي‪ ،‬ما قد يلزم من‬ ‫‪-1‬‬
‫تدابري تشريعية وتدابري أخرى لتجرمي األفعال التالية جنائيا يف حال ارتكاهبا عمدا‪:‬‬

‫حتويل املمتلكات أو نقلها‪ ،‬مع العلم بأهنا عائدات إجرامية‪ ،‬بغرض إخفاء أو‬ ‫(أ) ‘‪’1‬‬
‫متويه املصدر غري املشروع لتلك املمتلكات أو مساعدة أي شخص ضالع يف ارتكاب اجلرم‬
‫األصلي الذي تأتت منه على اإلفالت من العواقب القانونية لفعلته؛‬

‫إخفاء أو متويه الطبيعة احلقيقية للممتلكات أو مصدرها أو مكاهنا أو كيفية التصرف‬ ‫‘‪’3‬‬
‫فيها أو حركتها أو ملكيتها أو احلقوق املتعلقة هبا‪ ،‬مع العلم بأهنا عائدات إجرامية؛‬

‫(ب) ورهنا باملفاهيم األساسية لنظامها القانوين‪:‬‬

‫اكتساب املمتلكات أو حيازهتا أو استخدامها مع العلم‪ ،‬وقت تلقيها‪ ،‬بأهنا عائدات‬ ‫‘‪’1‬‬
‫إجرامية؛‬

‫املشاركة يف ارتكاب أي من اجلرائم املقررة وفقا هلذه املادة‪ ،‬أو التواطؤ أو التآمر على‬ ‫‘‪’3‬‬
‫ارتكاهبا‪ ،‬وحماولة ارتكاهبا واملساعدة والتحريض على ذلك وتسهيله وإسداء املشورة بشأنه‪.‬‬

‫ألغراض تنفيذ أو تطبيق الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تسعى إىل تطبيق الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة على أوسع جمموعة من‬ ‫(أ)‬
‫اجلرائم األصلية؛‬

‫(ب) يتعني على كل دولة طرف أن تدرج يف عداد اجلرائم األصلية كل جرمية خطرية‪ ،‬حسب التعريف‬
‫الوارد يف املادة ‪ 3‬من هذه االتفاقية‪ ،‬واجلرائم املقررة وفقا للمواد ‪ 5‬و‪ 8‬و‪ 32‬من هذه االتفاقية‪ .‬ويف حالة‬
‫الدول األطراف اليت حتدد تشريعاهتا قائمة جرائم أصلية معينة‪ ،‬يتعني عليها أن تدرج يف تلك القائمة‪ ،‬كحد‬
‫أدىن‪ ،‬جمموعة شاملة من اجلرائم املرتبطة مجماعات إجرامية منظمة؛‬
‫ألغراض الفقرة الفرعية (ب)‪ ،‬يتعني أن تشمل اجلرائم األصلية اجلرائم املرتكبة داخل وخارج الوالية‬ ‫(ج)‬
‫القضائية للدولة الطرف املعنية‪ .‬غري أنه ال تكون اجلرائم املرتكبة خارج الوالية القضائية للدولة الطرف‬
‫جرائم أصلية إال إذا كان الفعل ذو الصلة فعال إجراميا مبقتضى القانون الداخلي للدولة اليت ارتكب فيها وأن‬
‫ميثل فعال إجراميا مبقتضى القانون الداخلي للدولة الطرف اليت تنفذ أو تطبق هذه املادة إذا ارتكب هناك؛‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تزود األمني العام لألمم املتحدة بنسخ من قوانينها املنفّذة هلذه املادة‬ ‫(د)‬
‫ونسخ من أي تغيريات جترى على تلك القوانني الحقا أو بوصف هلا؛‬

‫إذا كانت املبادئ األساسية للقانون الداخلي للدولة الطرف تقتضي ذلك‪ ،‬جيوز النص على أن‬ ‫(ه)‬
‫اجلرائم املبينة يف الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة ال تنطبق على األشخاص الذين ارتكبوا اجلرم األصلي؛‬

‫جيوز االستدالل على عنصر العلم أو القصد أو الغرض‪ ،‬الذي يلزم توافره يف أي جرم مبني يف الفقرة‬ ‫(و)‬
‫‪ 1‬من هذه املادة‪ ،‬من املالبسات الوقائعية املوضوعية‪.‬‬

‫املادة ‪7‬‬

‫تدابري مكافحة غسل األموال‬

‫يتعني على كل دولة طرف‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أن تنشئ نظاما داخليا شامال للرقابة واإلشراف على املصارف واملؤسسات املالية غري املصرفية‬ ‫(أ)‬
‫وكذلك‪ ،‬حيثما يقتضي األمر‪ ،‬سائر اهليئات املعرضة بشكل خاص لغسل األموال‪ ،‬ضمن نطاق اختصاصها‪،‬‬
‫من أجل ردع وكشف مجيع أشكال غسل األموال‪ ،‬ويتعني أن يشدد ذلك النظام على متطلبات حتديد هوية‬
‫الزبون وحفظ السجالت واإلبالغ عن املعامالت املشبوهة؛‬

‫(ب) أن تكفل‪ ،‬دون إخالل بأحكام املادتني ‪ 18‬و‪ 32‬من هذه االتفاقية‪ ،‬قدرة األجهزة اإلدارية‬
‫والرقابية وأجهزة إنفاذ القوانني وسائر األجهزة املكرسة ملكافحة غسل األموال (مبا فيها السلطات القضائية‪،‬‬
‫حيثما يقضي القانون الداخلي بذلك) على التعاون وتبادل املعلومات على الصعيدين الوطين والدويل ضمن‬
‫نطاق الشروط اليت يفرضها قانوهنا الداخلي‪ ،‬وأن تنظر‪ ،‬ألجل تلك الغاية‪ ،‬يف إنشاء وحدة استخبارات مالية‬
‫تعمل كمركز وطين جلمع وحتليل وتعميم املعلومات عما حيتمل وقوعه من غسل لألموال‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تنظر يف تنفيذ تدابري جمدية لكشف ورصد حركة النقد والصكوك‬ ‫‪-3‬‬
‫القابلة للتداول ذات الصلة عرب حدودها‪ ،‬رهنا بوجود ضمانات تكفل حسن استخدام املعلومات ودون‬
‫إعاقة حركة رأس املال املشروع بأي صورة من الصور‪ .‬وجيوز أن تشمل تلك التدابري اشتراط قيام األفراد‬
‫واملؤسسات التجارية باإلبالغ عن حتويل الكميات الكبرية من النقد ومن الصكوك القابلة للتداول ذات‬
‫الصلة عرب احلدود‪.‬‬
‫‪-5-‬‬
‫لدى إنشاء نظام رقايب وإشرايف داخلي مبقتضى أحكام هذه املادة‪ ،‬ودون مساس بأي مادة أخرى‬ ‫‪-2‬‬
‫من هذه االتفاقية‪ ،‬يُهاب بالدول األطراف أن تسترشد باملبادرات ذات الصلة اليت اختذهتا املنظمات اإلقليمية‬
‫واألقاليمية واملتعددة األطراف ملكافحة غسل األموال‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تسعى إىل تطوير وتعزيز التعاون العاملي واإلقليمي ودون اإلقليمي‬ ‫‪-4‬‬
‫والثنائي بني األجهزة القضائية وأجهزة إنفاذ القانون وأجهزة الرقابة املالية من أجل مكافحة غسل األموال‪.‬‬

‫املادة ‪8‬‬

‫جترمي الفساد‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تعتمد ما قد يلزم من تدابري تشريعية وتدابري أخرى لتجرمي األفعال‬ ‫‪-1‬‬
‫التالية جنائيا عندما ترتكب عمدا‪:‬‬

‫وعد موظف عمومي مبزية غري مستحقة أو عرضها عليه أو منحه إياها‪ ،‬بشكل مباشر أو غري‬ ‫(أ)‬
‫مباشر‪ ،‬سواء لصاحل املوظف نفسه أو لصاحل شخص آخر أو هيئة أخرى‪ ،‬لكي يقوم ذلك املوظف بفعل ما‬
‫أو ميتنع عن القيام بفعل ما ضمن نطاق ممارسته مهامه الرمسية؛‬

‫(ب) التماس موظف عمومي أو قبوله‪ ،‬بشكل مباشر أو غري مباشر‪ ،‬مزية غري مستحقة‪ ،‬سواء لصاحل‬
‫املوظف نفسه أو لصاحل شخص آخر أو هيئة أخرى‪ ،‬لكي يقوم ذلك املوظف بفعل ما أو ميتنع عن القيام‬
‫بفعل ما ضمن نطاق ممارسته مهامه الرمسية‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تنظر يف اعتماد ما قد يلزم من تدابري تشريعية وتدابري أخرى لتجرمي‬ ‫‪-3‬‬
‫السلوك املشار إليه يف الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة الذي يضلع فيه موظف عمومي أجنيب أو موظف مدين دويل‪.‬‬
‫وباملثل‪ ،‬يتعني على كل دولة طرف أن تنظر يف جترمي أشكال الفساد األخرى جنائيا‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تعتمد أيضا ما قد يلزم من تدابري للتجرمي اجلنائي للمشاركة كطرف‬ ‫‪-2‬‬
‫متواطئ يف جرم مقرر مبقتضى هذه املادة‪.‬‬

‫ألغراض الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة واملادة ‪ 9‬من هذه االتفاقية‪ ،‬يقصد بتعبري “املوظف العمومي” أي‬ ‫‪-4‬‬
‫موظف عمومي أو شخص يقدم خدمة عمومية‪ ،‬حسب تعريفها يف القانون الداخلي وحسبما تطبق يف‬
‫القانون اجلنائي للدولة الطرف اليت يقوم الشخص املعين بأداء تلك الوظيفة فيها‪.‬‬
‫املادة ‪9‬‬

‫تدابري مكافحة الفساد‬

‫باإلضافة إىل التدابري املبينة يف املادة ‪ 8‬من هذه االتفاقية‪ ،‬يتعني على كل دولة طرف أن تعتمد‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بالقدر الذي يناسب نظامها القانوين ويتسق معه‪ ،‬تدابري تشريعية أو إدارية أو تدابري فعالة أخرى لتعزيز نزاهة‬
‫املوظفني العموميني ومنع فسادهم وكشفه ومعاقبته‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تتخذ تدابري لضمان قيام سلطاهتا باختاذ إجراءات فعالة ملنع فساد‬ ‫‪-3‬‬
‫املوظفني العموميني وكشفه ومعاقبته‪ ،‬مبا يف ذلك منح تلك السلطات استقاللية كافية لردع ممارسة التأثري‬
‫غري السليم على تصرفاهتا‪.‬‬

‫املادة ‪11‬‬

‫مسؤولية اهليئات االعتبارية‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تعتمد ما قد يلزم من تدابري‪ ،‬مبا يتفق مع مبادئها القانونية‪ ،‬إلرساء‬ ‫‪-1‬‬
‫مسؤولية اهليئات االعتبارية عن املشاركة يف اجلرائم اخلطرية اليت تضلع فيها مجاعة إجرامية منظمة واجلرائم‬
‫املقررة وفقا للمواد ‪ 5‬و ‪ 6‬و ‪ 8‬و‪ 32‬من هذه االتفاقية‪.‬‬

‫رهنا باملبادئ القانونية للدولة الطرف‪ ،‬ميكن أن تكون مسؤولية اهليئات االعتبارية جنائية أو مدنية‬ ‫‪-3‬‬
‫أو إدارية‪.‬‬

‫تترتب هذه املسؤولية دون مساس باملسؤولية اجلنائية لألشخاص الطبيعيني الذين ارتكبوا اجلرائم‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تكفل‪ ،‬على وجه اخلصوص‪ ،‬إخضاع األشخاص االعتباريني الذين‬ ‫‪-4‬‬
‫تلقى عليهم املسؤولية وفقا هلذه املادة جلزاءات جنائية أو غري جنائية فعالة ومتناسبة ورادعة‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫اجلزاءات النقدية‪.‬‬

‫املادة ‪11‬‬

‫املالحقة واملقاضاة واجلزاءات‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن جتعل ارتكاب أي جرم مقرر وفقا للمواد ‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 8‬و‪ 32‬من هذه‬ ‫‪-1‬‬
‫االتفاقية خاضعا جلزاءات تراعى فيها خطورة ذلك اجلرم‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تسعى إىل ضمان أن أية صالحيات قانونية تقديرية يتيحها قانوهنا‬ ‫‪-3‬‬
‫الداخلي فيما يتعلق مبالحقة األشخاص الرتكاهبم جرائم مشمولة هبذه االتفاقية تُمارس من أجل حتقيق‬

‫‪-7-‬‬
‫الفعالية القصوى لتدابري إنفاذ القوانني اليت تتخذ بشأن تلك اجلرائم‪ ،‬ومع إبالء االعتبار الواجب لضرورة‬
‫ردع ارتكاهبا‪.‬‬

‫يف حالة اجلرائم املقررة وفقا للمواد ‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 8‬و‪ 32‬من هذه االتفاقية‪ ،‬يتعني على كل دولة طرف‬ ‫‪-2‬‬
‫أن تتخذ تدابري مالئمة‪ ،‬وفقا لقانوهنا الداخلي ومع إبالء االعتبار الواجب حلقوق الدفاع‪ ،‬ضمانا ألن تُراعى‬
‫يف الشروط املفروضة فيما يتعلق بالقرارات اخلاصة باإلفراج بانتظار احملاكمة أو اإلفراج بانتظار االستئناف‬
‫ضرورة ضمان حضور املدعى عليه يف اإلجراءات اجلنائية الالحقة‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تكفل مراعاة حماكمها أو سلطاهتا املختصة األخرى خطورة اجلرائم‬ ‫‪-4‬‬
‫املشمولة هبذه االتفاقية لدى النظر يف إمكانية اإلفراج املبكر أو املشروط عن األشخاص املدانني بارتكاب‬
‫تلك اجلرائم‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن حتدد يف إطار قانوهنا الداخلي‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬مدة تقادم طويلة‬ ‫‪-5‬‬
‫تستهل أثناءها اإلجراءات اخلاصة بأي جرم مشمول هبذه االتفاقية‪ ،‬ومدة أطول عندما يكون اجلاين املزعوم‬
‫قد فرّ من وجه العدالة‪.‬‬

‫ليس يف هذه االتفاقية ما ميس باملبدأ القائل بأن توصيف اجلرائم املقررة وفقا هلذه االتفاقية وتوصيف‬ ‫‪-6‬‬
‫الدفوع القانونية املنطبقة أو املبادئ القانونية األخرى اليت حتكم مشروعية السلوك حمفوظ حصرا لقانون‬
‫الدولة الطرف الداخلي‪ ،‬وبوجوب مالحقة ومعاقبة تلك اجلرائم وفقا لذلك القانون‪.‬‬

‫املادة ‪12‬‬

‫املصادرة والضبط‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تعتمد‪ ،‬إىل أقصى حد ممكن يف حدود نظمها القانونية الداخلية‪ ،‬ما‬ ‫‪-1‬‬
‫قد يلزم من تدابري للتمكني من مصادرة ‪:‬‬

‫العائدات اإلجرامية املتأتية من اجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية‪ ،‬أو ممتلكات تعادل قيمتها قيمة تلك‬ ‫(أ)‬
‫العائدات؛‬

‫(ب) املمتلكات أو املعدات أو األدوات األخرى اليت استخدمت أو يراد استخدامها يف ارتكاب جرائم‬
‫مشمولة هبذه االتفاقية‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تعتمد ما قد يلزم من تدابري للتمكني من التعرف على أي من‬ ‫‪-3‬‬
‫األصناف املشار إليها يف الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة أو اقتفاء أثرها أو جتميدها أو ضبطها‪ ،‬بغرض مصادرهتا يف‬
‫هناية املطاف‪.‬‬
‫إذا كانت العائدات اإلجرامية قد حُوّلت أو بُدّلت‪ ،‬جزئيا أو كليا‪ ،‬إىل ممتلكات أخرى‪ ،‬وجب‬ ‫‪-2‬‬
‫إخضاع تلك املمتلكات‪ ،‬بدال من العائدات‪ ،‬للتدابري املشار إليها يف هذه املادة‪.‬‬

‫إذا كانت العائدات اإلجرامية قد اختلطت مبمتلكات اكتسبت من مصادر مشروعة‪ ،‬وجب‬ ‫‪-4‬‬
‫إخضاع تلك املمتلكات للمصادرة يف حدود القيمة املقدرة للعائدات املختلطة‪ ،‬دون مساس بأي صالحيات‬
‫تتعلق بتجميدها أو ضبطها‪.‬‬

‫يتعني أن ختضع أيضا للتدابري املشار إليها يف هذه املادة‪ ،‬على ذات النحو وبنفس القدر املطبقني على‬ ‫‪-5‬‬
‫العائدات اإلجرامية‪ ،‬اإليرادات أو املنافع األخرى املتأتية من العائدات اإلجرامية‪ ،‬أو من املمتلكات اليت‬
‫حُولت العائدات اإلجرامية إليها أو بدلت هبا‪ ،‬أو من املمتلكات اليت اختلطت هبا العائدات اإلجرامية‪.‬‬

‫ألغراض هذه املادة واملادة ‪ 12‬من هذه االتفاقية‪ ،‬يتعني على كل دولة طرف أن ختول حماكمها أو‬ ‫‪-6‬‬
‫سلطاهتا املختصة األخرى أن تأمر بتقدمي السجالت املصرفية أو املالية أو التجارية أو بالتحفظ عليها‪ .‬وال‬
‫جيوز للدول األطراف أن ترفض العمل بأحكام هذه الفقرة حبجة السرية املصرفية‪.‬‬

‫جيوز للدول األطراف أن تنظر يف إمكانية إلزام اجلاين بأن يبني املصدر املشروع للعائدات اإلجرامية‬ ‫‪-2‬‬
‫املزعومة أو املمتلكات األخرى املعرضة للمصادرة‪ ،‬بقدر ما يتفق ذلك اإللزام مع مبادئ قانوهنا الداخلي‬
‫ومع طبيعة اإلجراءات القضائية واإلجراءات األخرى‪.‬‬

‫ال جيوز تفسري أحكام هذه املادة مبا ميس حقوق األطراف الثالثة احلسنة النية‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫ليس يف هذه املادة ما ميس باملبدأ القائل بضرورة أن يكون حتديد وتنفيذ التدابري اليت تشري إليها وفقا‬ ‫‪-9‬‬
‫ألحكام القانون الداخلي للدولة الطرف ورهنا بتلك األحكام‪.‬‬

‫املادة ‪13‬‬

‫التعاون الدويل ألغراض املصادرة‬

‫يتعني على الدولة الطرف اليت تتلقى طلبا من دولة طرف أخرى هلا والية قضائية على جرم مشمول‬ ‫‪-1‬‬
‫هبذه االتفاقية من أجل مصادرة ما يوجد يف إقليمها من عائدات إجرامية أو ممتلكات أو معدات أو أدوات‬
‫أخرى مشار إليها يف الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 13‬من هذه االتفاقية‪ ،‬أن تقوم إىل أقصى حد ممكن يف إطار‬
‫نظامها القانوين الداخلي مبا يلي‪:‬‬

‫أن حتيل الطلب إىل سلطاهتا املختصة لتستصدر منها أمر مصادرة‪ ،‬ولتنفذ ذلك األمر يف حال‬ ‫(أ)‬
‫صدوره؛‬

‫‪-9-‬‬
‫(ب) أن حتيل إىل سلطاهتا املختصة أمر املصادرة الصادر عن حمكمة يف إقليم الدولة الطرف الطالبة وفقا‬
‫للفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 13‬من هذه االتفاقية‪ ،‬هبدف تنفيذه بالقدر املطلوب‪ ،‬من حيث أنه يتعلق بعائدات‬
‫إجرامية أو ممتلكات أو معدات أو أدوات أخرى مشار إليها يف الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 13‬وموجودة يف إقليم‬
‫الدولة الطرف متلقية الطلب‪.‬‬

‫إثر تلقي طلب من دولة طرف أخرى هلا والية قضائية على جرم مشمول هبذه االتفاقية‪ ،‬يتعني على‬ ‫‪-3‬‬
‫الدولة الطرف متلقية الطلب أن تتخذ تدابري للتعرف على العائدات اإلجرامية أو املمتلكات أو املعدات أو‬
‫األدوات األخرى املشار إليها يف الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 13‬من هذه االتفاقية واقتفاء أثرها وجتميدها أو‬
‫ضبطها‪ ،‬بغرض مصادرهتا يف هناية املطاف بأمر صادر عن الدولة الطرف الطالبة أو‪ ،‬عمال بطلب مقدم‬
‫مبقتضى الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة‪ ،‬بأمر صادر عن الدولة الطرف متلقية الطلب‪.‬‬

‫تنطبق أحكام املادة ‪ 18‬من هذه االتفاقية على هذه املادة‪ ،‬مع ما تقتضيه احلال من تغيريات‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وباإلضافة إىل املعلومات احملددة يف الفقرة ‪ 15‬من املادة ‪ ،18‬يتعني أن تتضمن الطلبات املقدمة عمال هبذه‬
‫املادة ما يلي‪:‬‬

‫يف حالة طلب ذي صلة بالفقرة ‪( 1‬أ) من هذه املادة‪ ،‬وصفا للممتلكات املراد مصادرهتا‪ ،‬وبيانا‬ ‫(أ)‬
‫بالوقائع اليت تستند إليها الدولة الطرف الطالبة يكفي لتمكني الدولة الطرف متلقية الطلب من استصدار أمر‬
‫املصادرة يف إطار قانوهنا الداخلي؛‬

‫(ب) يف حالة طلب ذي صلة بالفقرة ‪( 1‬ب) من هذه املادة‪ ،‬نسخة مقبولة قانونا من أمر املصادرة الذي‬
‫يستند إليه الطلب والذي هو صادر عن الدولة الطرف الطالبة‪ ،‬وبيانا بالوقائع ومعلومات بشأن النطاق‬
‫املطلوب لتنفيذ األمر؛‬

‫يف حالة طلب ذي صلة بالفقرة ‪ 3‬من هذه املادة‪ ،‬بيانا بالوقائع اليت تستند إليها الدولة الطرف‬ ‫(ج)‬
‫الطالبة وعرضا لإلجراءات املطلوبة‪.‬‬

‫يتعني على الدولة الطرف متلقية الطلب أن تتخذ القرارات أو اإلجراءات املنصوص عليها يف‬ ‫‪-4‬‬
‫الفقرتني ‪ 1‬و ‪ 3‬من هذه املادة وفقا ألحكام قانوهنا الداخلي وقواعدها اإلجرائية أو أي معاهدة أو اتفاق أو‬
‫ترتيب ثنائي أو متعدد األطراف قد تكون ملتزمة هبا جتاه الدولة الطرف الطالبة ورهنا به‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تزود األمني العام لألمم املتحدة بنسخ من قوانينها ولوائحها اليت‬ ‫‪-5‬‬
‫جتعل هذه املادة نافذة املفعول‪ ،‬وبنسخ من أي تغيريات تدخل الحقا على تلك القوانني واللوائح أو بوصف‬
‫هلا‪.‬‬
‫إذا اختارت الدولة الطرف أن جتعل اختاذ التدابري املشار إليها يف الفقرتني ‪ 1‬و ‪ 3‬من هذه املادة‬ ‫‪-6‬‬
‫مشروطا بوجود معاهدة هبذا الشأن‪ ،‬وجب على تلك الدولة الطرف أن تعترب هذه االتفاقية مبثابة األساس‬
‫التعاهدي الالزم والكايف‪.‬‬

‫جيوز للدولة الطرف أن ترفض التعاون مبقتضى هذه املادة إذا مل يكن اجلرم الذي يتعلق به الطلب‬ ‫‪-2‬‬
‫جرما مشموال هبذه االتفاقية‪.‬‬

‫ال جيوز تفسري أحكام هذه املادة مبا ميس حقوق األطراف الثالثة احلسنة النية‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تنظر يف إبرام معاهدات أو اتفاقات أو ترتيبات ثنائية أو متعددة‬ ‫‪-9‬‬
‫األطراف لتعزيز فاعلية التعاون الدويل املضطلع به عمال هبذه املادة‪.‬‬

‫املادة ‪14‬‬

‫التصرف يف العائدات اإلجرامية املصادرة أو املمتلكات املصادرة‬

‫يتعني على الدولة الطرف اليت تصادر عائدات إجرامية أو ممتلكات عمال باملادة ‪ ،13‬أو الفقرة ‪1‬‬ ‫‪-1‬‬
‫من املادة ‪ 12‬من هذه االتفاقية‪ ،‬أن تتصرف يف تلك العائدات أو املمتلكات وفقا لقانوهنا الداخلي‬
‫وإجراءاهتا اإلدارية‪.‬‬

‫عندما تتخذ الدول األطراف إجراء ما بناء على طلب دولة طرف أخرى‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 12‬من هذه‬ ‫‪-3‬‬
‫االتفاقية‪ ،‬يتعني على تلك الدول أن تنظر على سبيل األولوية‪ ،‬بالقدر الذي يسمح به قانوهنا الداخلي وإذا ما‬
‫طلب منها ذلك‪ ،‬يف رد العائدات اإلجرامية املصادرة أو املمتلكات املصادرة إىل الدولة الطرف الطالبة‪ ،‬لكي‬
‫يتسىن هلا تقدمي تعويضات إىل ضحايا اجلرمية أو رد تلك العائدات اإلجرامية أو املمتلكات إىل أصحاهبا‬
‫الشرعيني‪.‬‬

‫جيوز للدولة الطرف‪ ،‬عند اختاذ إجراء بناء على طلب مقدم من دولة طرف أخرى وفقا للمادتني‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ 13‬و‪ 12‬من هذه االتفاقية‪ ،‬أن تنظر بعني االعتبار اخلاص يف إبرام اتفاقات أو ترتيبات بشأن‪:‬‬

‫التربع بقيمة تلك العائدات اإلجرامية أو املمتلكات أو باألموال املتأتية من بيع تلك العائدات‬ ‫(أ)‬
‫اإلجرامية أو املمتلكات‪ ،‬أو مجزء منها‪ ،‬إىل احلساب املخصص وفقا للفقرة ‪( 3‬ج) من املادة ‪ 23‬من هذه‬
‫االتفاقية واىل اهليئات الدولية ‪ -‬احلكومية املتخصصة يف مكافحة اجلرمية املنظمة؛‬

‫(ب) اقتسام تلك العائدات اإلجرامية أو املمتلكات‪ ،‬أو األموال املتأتية من بيع تلك العائدات اإلجرامية أو‬
‫املمتلكات‪ ،‬وفقا لقانوهنا الداخلي أو إجراءاهتا اإلدارية‪ ،‬مع دول أطراف أخرى‪ ،‬على أساس منتظم أو‬
‫حسب احلالة‪.‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫املادة ‪15‬‬

‫الوالية القضائية‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تعتمد ما قد يلزم من تدابري لتأكيد سريان واليتها القضائية على‬ ‫‪-1‬‬
‫اجلرائم املقررة مبقتضى املواد ‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 8‬و‪ 32‬من هذه االتفاقية يف احلاالت التالية‪:‬‬

‫عندما يُرتكب اجلرم يف إقليم تلك الدولة الطرف؛ أو‬ ‫(أ)‬

‫(ب) عندما يُرتكب اجلرم على منت سفينة ترفع علم تلك الدولة الطرف أو طائرة مسجلة مبوجب قوانني‬
‫تلك الدولة وقت ارتكاب اجلرم‪.‬‬

‫رهنا بأحكام املادة ‪ 4‬من هذه االتفاقية‪ ،‬جيوز للدولة الطرف أن تؤكد أيضا سريان واليتها القضائية‬ ‫‪-3‬‬
‫على أي جرم من هذا القبيل يف احلاالت التالية‪:‬‬

‫عندما يُرتكب اجلرم ضد أحد مواطين تلك الدولة الطرف؛‬ ‫(أ)‬

‫(ب) عندما يُرتكب اجلرم أحد مواطين تلك الدولة الطرف أو شخص عدمي اجلنسية يوجد مكان إقامته‬
‫املعتاد يف إقليمها؛ أو‬

‫عندما يكون اجلرم‪:‬‬ ‫(ج)‬

‫واحدا من اجلرائم املقررة وفقا للفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 5‬من هذه االتفاقية‪ ،‬ويُرتكب خارج إقليمها‬ ‫‪-1‬‬
‫هبدف ارتكاب جرمية خطرية داخل إقليمها؛‬

‫واحدا من اجلرائم املقررة وفقا للفقرة ‪( 1‬ب) ‘‪ ’3‬من املادة ‪ 6‬من هذه االتفاقية‪ ،‬ويُرتكب خارج‬ ‫‪2-‬‬
‫إقليمها هبدف ارتكاب جرم مقرر وفقا للفقرة ‪( 1‬أ) ‘‪ ’1‬أو ‘‪ ’3‬أو (ب) ‘‪ ’1‬من املادة ‪ 6‬من هذه‬
‫االتفاقية داخل إقليمها‪.‬‬

‫ألغراض الفقرة ‪ 13‬من املادة ‪ 16‬من هذه االتفاقية‪ ،‬يتعني على كل دولة طرف أن تعتمد ما قد‬ ‫‪-2‬‬
‫يلزم من تدابري لتأكيد سريان واليتها القضائية على اجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية‪ ،‬عندما يكون اجلاين‬
‫املزعوم موجودا يف إقليمها وال تقوم بتسليم ذلك الشخص حبجة وحيدة هي كونه أحد رعاياها‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تعتمد أيضا ما قد يلزم من تدابري لتأكيد سريان واليتها القضائية على‬ ‫‪-4‬‬
‫اجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية عندما يكون اجلاين املزعوم موجودا يف إقليمها وال تقوم بتسليمه‪.‬‬

‫إذا أُبلغت الدولة الطرف اليت متارس واليتها القضائية مبقتضى الفقرة ‪ 1‬أو ‪ 3‬من هذه املادة‪ ،‬أو‬ ‫‪-5‬‬
‫علمت بطريقة أخرى‪ ،‬أن دولة واحدة أو أكثر من الدول األطراف األخرى جتري حتقيقا أو تقوم مبالحقة‬
‫قضائية أو تتخذ إجراء قضائيا بشأن السلوك ذاته‪ ،‬يتعني على السلطات املختصة يف هذه الدول األطراف أن‬
‫تتشاور فيما بينها‪ ،‬حسب االقتضاء‪ ،‬هبدف تنسيق ما تتخذه من تدابري‪.‬‬

‫دون املساس بقواعد القانون الدويل العام‪ ،‬ال حتول هذه االتفاقية دون ممارسة أي والية قضائية‬ ‫‪-6‬‬
‫جنائية تؤكد الدولة الطرف سرياهنا وفقا لقانوهنا الداخلي‪.‬‬

‫املادة ‪16‬‬

‫تسليم اجملرمني‬

‫تنطبق هذه املادة على اجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية‪ ،‬أو يف احلاالت اليت تنطوي على ضلوع مجاعة‬ ‫‪-1‬‬
‫إجرامية منظمة يف ارتكاب جرم مشار إليه يف الفقرة ‪( 1‬أ) أو (ب) من املادة ‪ 2‬وعلى وجود الشخص‬
‫الذي هو موضوع طلب التسليم يف إقليم الدولة الطرف متلقية الطلب‪ ،‬شريطة أن يكون اجلرم الذي يُلتمس‬
‫بشأنه التسليم معاقبا عليه مبقتضى القانون الداخلي لكل من الدولة الطرف الطالبة والدولة الطرف متلقية‬
‫الطلب‪.‬‬

‫إذا كان طلب التسليم يتضمن عدة جرائم خطرية منفصلة‪ ،‬وبعض منها ليس مشموال هبذه املادة‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫جاز للدولة الطرف متلقية الطلب أن تطبق هذه املادة أيضا فيما يتعلق باجلرائم األخرية‪.‬‬

‫‪ -2‬يعترب كل جرم من اجلرائم اليت تنطبق عليها هذه املادة مدرجا يف عداد اجلرائم اخلاضعة للتسليم يف‬
‫أية معاهدة لتسليم اجملرمني سارية بني الدول األطراف‪ .‬وتتعهد الدول األطراف بإدراج تلك اجلرائم يف‬
‫عداد اجلرائم اخلاضعة للتسليم يف أية معاهدة لتسليم اجملرمني تربم فيما بينها‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا تلقت دولة طرف‪ ،‬جتعل تسليم اجملرمني مشروطا بوجود معاهدة‪ ،‬طلب تسليم من دولة طرف‬
‫أخرى ال ترتبط معها مبعاهدة لتسليم اجملرمني‪ ،‬جاز هلا أن تعترب هذه االتفاقية هي األساس القانوين للتسليم‬
‫فيما يتعلق بأي جرم تنطبق عليه هذه املادة‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف اليت جتعل تسليم اجملرمني مشروطا بوجود معاهدة‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫أن تبلّغ األمني العام لألمم املتحدة‪ ،‬وقت إيداعها صك التصديق على هذه االتفاقية أو قبوهلا أو‬ ‫(أ)‬
‫إقرارها أو االنضمام إليها‪ ،‬مبا إذا كانت ستعترب هذه االتفاقية هي األساس القانوين للتعاون بشأن تسليم‬
‫اجملرمني مع سائر الدول األطراف يف هذه االتفاقية؛‬

‫(ب) أن تسعى‪ ،‬حيثما اقتضى األمر‪ ،‬إىل إبرام معاهدات بشأن تسليم اجملرمني مع سائر الدول األطراف‬
‫يف هذه االتفاقية بغية تنفيذ هذه املادة‪ ،‬إذا كانت ال تعترب هذه االتفاقية هي األساس القانوين للتعاون بشأن‬
‫تسليم اجملرمني‪.‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫يتعني على الدول األطراف اليت ال جتعل تسليم اجملرمني مشروطا بوجود معاهدة أن تعترب اجلرائم اليت‬ ‫‪-6‬‬
‫تنطبق عليها هذه املادة جرائم خاضعة للتسليم فيما بينها‪.‬‬

‫يكون تسليم اجملرمني خاضعا للشروط اليت ينص عليها القانون الداخلي للدولة الطرف متلقية‬ ‫‪-2‬‬
‫الطلب أو معاهدات تسليم اجملرمني املنطبقة‪ ،‬مبا يف ذلك الشرط املتعلق باحلد األدىن للعقوبة املسوغة للتسليم‬
‫واألسباب اليت جيوز للدولة الطرف متلقية الطلب أن تستند إليها يف رفض التسليم‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف‪ ،‬رهنا بقوانينها الداخلية‪ ،‬أن تسعى إىل تعجيل إجراءات التسليم واىل‬ ‫‪-8‬‬
‫تبسيط ما يتصل هبا من متطلبات إثباتيه تتعلق بأي جرم تنطبق عليه هذه املادة‪.‬‬

‫جيوز للدولة الطرف متلقية الطلب‪ ،‬رهنا بأحكام قانوهنا الداخلي وما ترتبط به من معاهدات لتسليم‬ ‫‪-9‬‬
‫اجملرمني‪ ،‬وبناء على طلب من الدولة الطرف الطالبة‪ ،‬أن حتتجز الشخص املطلوب تسليمه واملوجود يف‬
‫إقليمها‪ ،‬أو أن تتخذ تدابري مناسبة أخرى لضمان حضوره إجراءات التسليم‪ ،‬مىت اقتنعت بأن الظروف‬
‫تسوّغ ذلك وبأهنا ظروف ملحة‪.‬‬

‫‪ -13‬إذا مل تقم الدولة الطرف اليت يوجد اجلاين املزعوم يف إقليمها بتسليم ذلك الشخص فيما يتعلق مجرم‬
‫تنطبق عليه هذه املادة‪ ،‬لسبب وحيد هو كونه أحد مواطنيها‪ ،‬وجب عليها‪ ،‬بناء على طلب الدولة الطرف‬
‫اليت تطلب التسليم‪ ،‬أن حتيل القضية دون إبطاء ال مسوغ له إىل سلطاهتا املختصة بقصد املالحقة‪ .‬ويتعني‬
‫على تلك السلطات أن تتخذ قرارها وتضطلع بإجراءاهتا على النحو ذاته كما يف حالة أي جرم آخر ذي‬
‫طابع جسيم مبقتضى القانون الداخلي لتلك الدولة الطرف‪ .‬ويتعني على الدول األطراف املعنية أن تتعاون‬
‫معا‪ ،‬خصوصا يف اجلوانب اإلجرائية واملتعلقة باألدلة‪ ،‬ضمانا لفعالية تلك املالحقة‪.‬‬

‫‪ -11‬عندما ال جييز القانون الداخلي للدولة الطرف تسليم أحد مواطنيها بأي صورة من الصور إال بشرط‬
‫أن يعاد ذلك الشخص إىل تلك الدولة الطرف لقضاء احلكم الصادر عليه نتيجة للمحاكمة أو اإلجراءات‬
‫اليت طُلب تسليم ذلك الشخص من أجلها وتتفق هذه الدولة الطرف والدولة الطرف اليت طلبت تسليم‬
‫الشخص على هذا اخليار وعلى ما تريانه مناسبا من شروط أخرى‪ ،‬يتعني اعتبار ذلك التسليم املشروط‬
‫كافيا للوفاء بااللتزام املبني يف الفقرة ‪ 13‬من هذه املادة‪.‬‬

‫‪ -13‬إذا رُفض طلب تسليم‪ ،‬مقدم بغرض تنفيذ حكم قضائي‪ ،‬حبجة أن الشخص املطلوب تسليمه هو‬
‫من مواطين الدولة الطرف متلقية الطلب‪ ،‬وجب على الدولة الطرف متلقية الطلب‪ ،‬إذا كان قانوهنا الداخلي‬
‫يسمح بذلك وإذا كان ذلك يتفق ومقتضيات ذلك القانون‪ ،‬وبناء على طلب من الطرف الطالب‪ ،‬أن تنظر‬
‫يف تنفيذ احلكم الصادر مبقتضى قانون الطرف الطالب الداخلي‪ ،‬أو تنفيذ ما تبقى من العقوبة احملكوم هبا‪.‬‬
‫‪ -12‬يتعني أن تُكفل ألي شخص تُتخذ حبقه إجراءات فيما يتعلق بأي من اجلرائم اليت تنطبق عليها هذه‬
‫املادة معاملة منصفة يف كل مراحل اإلجراءات‪ ،‬مبا يف ذلك التمتع مجميع احلقوق والضمانات اليت ينص‬
‫عليها قانون الدولة الطرف اليت يوجد ذلك الشخص يف إقليمها‪.‬‬

‫‪ -14‬ال جيوز تفسري أي حكم يف هذه االتفاقية على أنه يفرض التزاما بالتسليم إذا كان لدى الدولة‬
‫الطرف متلقية الطلب دواع وجيهة لالعتقاد بأن الطلب قدم بغرض مالحقة أو معاقبة شخص بسبب نوع‬
‫جنسه أو عرقه أو ديانته أو جنسيته أو أصله اإلثين أو آرائه السياسية‪ ،‬أو أن االمتثال للطلب سيلحق ضررا‬
‫بوضعية ذلك الشخص ألي سبب من تلك األسباب‪.‬‬

‫‪ -15‬ال جيوز للدول األطراف أن ترفض طلب تسليم جملرد أن اجلرم يعترب أيضا منطويا على مسائل مالية‪.‬‬

‫‪ -16‬قبل رفض التسليم‪ ،‬يتعني على الدولة الطرف متلقية الطلب‪ ،‬حيثما اقتضى األمر‪ ،‬أن تتشاور مع‬
‫الدولة الطرف الطالبة لكي تتيح هلا فرصة وافرة لعرض آرائها ولتقدمي املعلومات ذات الصلة بادعاءاهتا‪.‬‬

‫‪ -12‬يتعني على الدول األطراف أن تسعى إىل إبرام اتفاقات أو ترتيبات ثنائية ومتعددة األطراف لتنفيذ‬
‫تسليم اجملرمني أو تعزيز فاعليته‪.‬‬

‫املادة ‪17‬‬

‫نقل األشخاص احملكوم عليهم‬

‫جيوز للدول األطراف أن تنظر يف إبرام اتفاقات أو ترتيبات ثنائية أو متعددة األطراف بشأن نقل األشخاص‬
‫الذين حيكم عليهم بعقوبة احلبس أو بأشكال أخرى من احلرمان من احلرية‪ ،‬الرتكاهبم جرائم مشمولة هبذه‬
‫االتفاقية‪ ،‬إىل إقليمها لكي يتسىن ألولئك األشخاص إكمال مدة عقوبتهم هناك‪.‬‬

‫املادة ‪18‬‬

‫املساعدة القانونية املتبادلة‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تقدم كل منها لألخرى أكرب قدر ممكن من املساعدة القانونية املتبادلة‬ ‫‪-1‬‬
‫يف التحقيقات واملالحقات واإلجراءات القضائية فيما يتصل باجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية‪ ،‬حسبما تنص‬
‫عليه املادة ‪ ،2‬ويتعني عليها أن متد كل منها األخرى تبادليا مبساعدة مماثلة عندما تكون لدى الدولة الطرف‬
‫الطالبة دواع معقولة لالشتباه يف أن اجلرم املشار إليه يف الفقرة ‪( 1‬أ) أو (ب) من املادة ‪ 2‬هو ذو طابع عرب‬
‫وطين‪ ،‬مبا يف ذلك أن ضحايا تلك اجلرائم أو الشهود عليها أو عائداهتا أو األدوات املستعملة يف ارتكاهبا أو‬
‫األدلة عليها توجد يف الدولة الطرف متلقية الطلب وأن مجاعة إجرامية منظمة ضالعة يف ارتكاب اجلرم‪.‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫يتعني تقدمي املساعدة القانونية املتبادلة إىل أقصى مدى ممكن ضمن إطار قوانني الدولة الطرف متلقية‬ ‫‪-3‬‬
‫الطلب ومعاهداهتا واتفاقاهتا وترتيباهتا ذات الصلة‪ ،‬فيما يتصل بالتحقيقات واملالحقات واإلجراءات القضائية‬
‫املتعلقة باجلرائم اليت جيوز حتميل هيئة اعتبارية املسؤولية عنها مبقتضى املادة ‪ 13‬من هذه االتفاقية يف الدولة‬
‫الطالبة‪.‬‬

‫جيوز أن تُطلب املساعدة القانونية املتبادلة‪ ،‬اليت تقدم وفقا هلذه املادة‪ ،‬ألي من األغراض التالية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫احلصول على أدلة أو أقوال من األشخاص؛‬ ‫(أ)‬

‫(ب) تبليغ املستندات القضائية؛‬

‫تنفيذ عمليات التفتيش والضبط‪ ،‬والتجميد؛‬ ‫(ج)‬

‫فحص األشياء واملواقع؛‬ ‫(د)‬

‫(هـ) تقدمي املعلومات واألدلة والتقييمات اليت يقوم هبا اخلرباء؛‬

‫تقدمي أصول املستندات والسجالت ذات الصلة‪ ،‬مبا فيها السجالت احلكومية أو املصرفية أو املالية‬ ‫(و)‬
‫أو سجالت الشركات أو األعمال‪ ،‬أو نسخ مصدقة عنها؛‬

‫التعرف على العائدات اإلجرامية أو املمتلكات أو األدوات أو األشياء األخرى أو اقتفاء‬ ‫(ز)‬
‫أثرها ألغراض احلصول على أدلة؛‬

‫تيسري مثول األشخاص طواعية يف الدولة الطرف الطالبة؛‬ ‫(ح)‬

‫أي نوع آخر من املساعدة ال يتعارض مع القانون الداخلي للدولة الطرف متلقية الطلب‪.‬‬ ‫(ط)‬

‫جيوز للسلطات املختصة للدولة الطرف‪ ،‬دون مساس بالقانون الداخلي‪ ،‬ودون أن تتلقى طلبا‬ ‫‪-4‬‬
‫مسبقا‪ ،‬أن حتيل معلومات متعلقة مبسائل جنائية إىل سلطة خمتصة يف دولة طرف أخرى حيثما ترى أن هذه‬
‫املعلومات ميكن أن تساعد تلك السلطة على القيام بالتحريات واإلجراءات اجلنائية أو إمتامها بنجاح أو قد‬
‫تُفضي إىل قيام الدولة الطرف األخرى بصوغ طلب عمال هبذه االتفاقية‪.‬‬

‫يتعني أن تكون إحالة املعلومات املقدمة عمال بالفقرة ‪ 4‬من هذه املادة دون إخالل مبا جيري من‬ ‫‪-5‬‬
‫حتريات وإجراءات جنائية يف الدولة اليت تتبعها السلطات املختصة اليت تقدم تلك املعلومات‪ .‬ويتعني على‬
‫السلطات املختصة اليت تتلقى املعلومات أن متتثل ألي طلب بإبقاء تلك املعلومات‪ ،‬ولو مؤقتا‪ ،‬طي الكتمان‪،‬‬
‫أو بفرض قيود على استخدامها‪ .‬بيد أن هذا ال مينع الدولة الطرف املتلقية من أن تفشي يف إجراءاهتا‬
‫معلومات تربئ شخصا متهما‪ .‬ويف تلك احلالة‪ ،‬يتعني على الدولة الطرف املتلقية أن تبلغ الدولة الطرف‬
‫احمليلة قبل إفشاء تلك املعلومات‪ ،‬وأن تتشاور مع الدولة الطرف احمليلة إذا ما طلب ذلك‪ .‬وإذا تعذر‪ ،‬يف‬
‫حالة استثنائية‪ ،‬توجيه إشعار مسبق‪ ،‬وجب على الدولة الطرف املتلقية أن تبلغ الدولة الطرف احمليلة بذلك‬
‫اإلفشاء دون إبطاء‪.‬‬

‫ال متس أحكام هذه املادة االلتزامات الناشئة عن أية معاهدة أخرى‪ ،‬ثنائية أو متعددة األطراف‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫حتكم املساعدة القانونية املتبادلة أو ستحكمها كليا أو جزئيا‪.‬‬

‫تنطبق الفقرات ‪ 9‬إىل ‪ 39‬من هذه املادة على الطلبات املقدمة عمال هبذه املادة إذا كانت الدول‬ ‫‪-2‬‬
‫األطراف املعنية غري مرتبطة مبعاهدة لتبادل املساعدة القانونية‪ .‬وإذا كانت تلك الدول األطراف مرتبطة‬
‫مبعاهدة من هذا القبيل‪ ،‬وجب تطبيق األحكام املقابلة يف تلك املعاهدة‪ ،‬ما مل تتفق الدول األطراف على‬
‫تطبيق الفقرات ‪ 9‬إىل ‪ 39‬من هذه املادة بدال منها‪ .‬وتُشجع الدول األطراف بشدة على تطبيق هذه‬
‫الفقرات إذا كانت تسهل التعاون‪.‬‬

‫ال جيوز للدول األطراف أن ترفض تقدمي املساعدة القانونية املتبادلة وفقا هلذه املادة بدعوى السرية‬ ‫‪-8‬‬
‫املصرفية‪.‬‬

‫جيوز للدول األطراف أن ترفض تقدمي املساعدة القانونية املتبادلة مبقتضى هذه املادة حبجة انتفاء‬ ‫‪-9‬‬
‫ازدواجية التجرمي‪ .‬بيد أنه جيوز للدولة متلقية الطلب‪ ،‬عندما ترى ذلك مناسبا‪ ،‬أن تقدم املساعدة‪ ،‬بالقدر‬
‫الذي تقرره حسب تقديرها‪ ،‬بصرف النظر عما إذا كان السلوك ميثل جرما مبقتضى القانون الداخلي للدولة‬
‫الطرف متلقية الطلب‪.‬‬

‫‪ -13‬جيوز نقل أي شخص حمتجز أو يقضي عقوبته يف إقليم دولة طرف ومطلوب وجوده يف دولة طرف‬
‫أخرى ألغراض التعرف أو اإلدالء بشهادة أو تقدمي مساعدة أخرى يف احلصول على أدلة من أجل حتقيقات‬
‫أو مالحقات أو إجراءات قضائية تتعلق مجرائم مشمولة هبذه االتفاقية إذا استويف الشرطان التاليان‪:‬‬

‫موافقة ذلك الشخص طوعا وعن علم؛‬ ‫(أ)‬

‫(ب) اتفاق السلطات املختصة يف الدولتني الطرفني‪ ،‬رهنا مبا تراه هاتان الدولتان الطرفان مناسبا من‬
‫شروط‪.‬‬

‫‪ -11‬ألغراض الفقرة ‪ 13‬من هذه املادة‪:‬‬

‫يكون للدولة الطرف اليت ينقل إليها الشخص سلطة إبقائه قيد االحتجاز‪ ،‬وعليها التزام بذلك‪ ،‬ما مل‬ ‫(أ)‬
‫تطلب الدولة الطرف اليت نقل منها الشخص غري ذلك أو تأذن بغري ذلك؛‬

‫‪- 17 -‬‬
‫(ب) يتعني على الدولة الطرف اليت ينقل إليها الشخص أن تنفذ‪ ،‬دون إبطاء‪ ،‬التزامها بإعادته إىل عهدة‬
‫الدولة الطرف اليت نقل منها وفقا ملا يتفق عليه مسبقا‪ ،‬أو بأية صورة أخرى‪ ،‬بني السلطات املختصة يف‬
‫الدولتني الطرفني؛‬

‫ال جيوز للدولة الطرف اليت ينقل إليها الشخص أن تطالب الدولة الطرف اليت نقل منها ببدء‬ ‫(ج)‬
‫إجراءات تسليم من أجل إعادة ذلك الشخص؛‬

‫تُحتسب املدة اليت يقضيها الشخص املنقول قيد االحتجاز يف الدولة اليت نقل منها ضمن مدة‬ ‫(د)‬
‫العقوبة املفروضة عليه يف الدولة الطرف اليت نقل إليها‪.‬‬

‫‪ -13‬ما مل توافق على ذلك الدولة الطرف اليت يُتوخى نقل شخص ما منها‪ ،‬وفقا للفقرتني ‪ 13‬و‪ 11‬من‬
‫هذه املادة‪ ،‬ال جيوز مالحقة ذلك الشخص‪ ،‬أيا كانت جنسيته‪ ،‬أو احتجازه أو معاقبته أو فرض أي قيود‬
‫أخرى على حريته الشخصية‪ ،‬يف إقليم الدولة اليت ينقل إليها‪ ،‬بسبب أفعال أو اغفاالت أو أحكام إدانة‬
‫سابقة ملغادرته إقليم الدولة اليت نقل منها‪.‬‬

‫‪ -12‬يتعني على كل دولة طرف أن تعيّن سلطة مركزية تكون مسؤولة وخمولة بتلقي طلبات املساعدة‬
‫القانونية املتبادلة وتقوم بتنفيذ تلك الطلبات أو بإحالتها إىل السلطات املختصة لتنفيذها‪ .‬وحيثما تكون‬
‫للدولة الطرف منطقة خاصة أو إقليم خاص ذي نظام مستقل للمساعدة القانونية املتبادلة‪ ،‬جيوز هلا أن تعني‬
‫سلطة مركزية منفردة تتوىل املهام ذاهتا فيما يتعلق بتلك املنطقة أو بذلك اإلقليم‪ .‬ويتعني على السلطات‬
‫املركزية أن تكفل سرعة وسالمة تنفيذ الطلبات املتلقاة أو إحالتها‪ .‬وحيثما تقوم السلطة املركزية بإحالة‬
‫الطلب إىل سلطة خمتصة لتنفيذه‪ ،‬يتعني عليها أن تشجع تلك السلطة املختصة على تنفيذ الطلب بسرعة‬
‫وبصورة سليمة‪ .‬ويتعني إبالغ األمني العام لألمم املتحدة باسم السلطة املركزية املعيّنة هلذا الغرض وقت قيام‬
‫كل دولة طرف بإيداع صك تصديقها على هذه االتفاقية أو قبوهلا هبا أو إقرارها أو االنضمام إليها‪ .‬ويتعني‬
‫توجيه طلبات املساعدة القانونية املتبادلة وأي مراسالت تتعلق هبا إىل السلطات املركزية اليت عينتها الدول‬
‫األطراف‪ .‬وال ميس هذا الشرط حق أية دولة طرف يف أن تشترط توجيه مثل هذه الطلبات واملراسالت‬
‫إليها عرب القنوات الدبلوماسية‪ ،‬ويف احلاالت العاجلة‪ ،‬وحيثما تتفق الدولتان الطرفان املعنيتان‪ ،‬عن طريق‬
‫املنظمة الدولية للشرطة اجلنائية‪ ،‬إن أمكن ذلك‪.‬‬

‫‪ -14‬يتعني تقدمي الطلبات كتابة أو‪ ،‬حيثما ميكن‪ ،‬بأية وسيلة تستطيع إنتاج سجل مكتوب بلغة مقبولة‬
‫لدى الدولة الطرف متلقية الطلب‪ ،‬وبشروط تتيح لتلك الدولة الطرف أن تتحقق من صحته‪ .‬ويتعني إبالغ‬
‫األمني العام لألمم املتحدة باللغة أو اللغات املقبولة لدى كل دولة طرف وقت قيام كل دولة طرف بإيداع‬
‫صك تصديقها على هذه االتفاقية أو قبوهلا هبا أو إقرارها أو االنضمام إليها‪ .‬ويف احلاالت العاجلة‪ ،‬وحيثما‬
‫تتفق الدولتان الطرفان على ذلك‪ ،‬جيوز أن تقدم الطلبات شفويا‪ ،‬على أن تُؤكد كتابة على الفور‪.‬‬
‫‪ -15‬يتعني أن يتضمن طلب املساعدة القانونية املتبادلة ما يلي‪:‬‬

‫هوية السلطة مقدمة الطلب؛‬ ‫(أ)‬

‫(ب) موضوع وطبيعة التحقيق أو املالحقة أو اإلجراء القضائي الذي يتعلق به الطلب‪ ،‬واسم ووظائف‬
‫السلطة اليت تتوىل التحقيق أو املالحقة أو اإلجراء القضائي؛‬

‫ملخصا للوقائع ذات الصلة باملوضوع‪ ،‬باستثناء ما يتعلق بالطلبات املقدمة لغرض تبليغ مستندات‬ ‫(ج)‬
‫قضائية؛‬

‫وصفا للمساعدة امللتمسة وتفاصيل أي إجراء معني تود الدولة الطرف الطالبة إتباعه؛‬ ‫(د)‬

‫(هـ) هوية أي شخص معين ومكانه وجنسيته‪ ،‬حيثما أمكن ذلك؛‬

‫الغرض الذي تلتمس من أجله األدلة أو املعلومات أو التدابري‪.‬‬ ‫(و)‬

‫‪ -16‬جيوز للدولة الطرف متلقية الطلب أن تطلب معلومات إضافية عندما يتبني أهنا ضرورية لتنفيذ‬
‫الطلب وفقا لقانوهنا الداخلي‪ ،‬أو عندما يكون من شأن تلك املعلومات أن تسهل ذلك التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -12‬يتعني أن يكون تنفيذ الطلب وفقا للقانون الداخلي للدولة الطرف متلقية الطلب‪ ،‬وأن يكون‪،‬‬
‫بالقدر الذي ال يتعارض مع القانون الداخلي للدولة الطرف متلقية الطلب وعند اإلمكان‪ ،‬وفقا لإلجراءات‬
‫احملددة يف الطلب‪.‬‬

‫‪ -18‬عندما يتعني مساع أقوال شخص موجود يف إقليم دولة طرف‪ ،‬بصفة شاهد أو خبري‪ ،‬أمام السلطات‬
‫القضائية لدولة طرف أخرى‪ ،‬ويكون ذلك ممكنا ومتفقا مع املبادئ األساسية للقانون الداخلي‪ ،‬جيوز للدولة‬
‫الطرف األوىل أن تسمح‪ ،‬بناء على طلب الدولة األخرى‪ ،‬بعقد جلسة استماع عن طريق الفيديو إذا مل‬
‫يكن ممكنا أو مستصوبا مثول الشخص املعين بنفسه يف إقليم الدولة الطرف الطالبة‪ .‬وجيوز للدول األطراف‬
‫أن تتفق على أن تتوىل إدارة جلسة االستماع سلطة قضائية تابعة للدولة الطرف الطالبة وأن حتضرها سلطة‬
‫قضائية تابعة للدولة الطرف متلقية الطلب‪.‬‬

‫‪ -19‬ال جيوز للدولة الطرف الطالبة أن تنقل املعلومات أو األدلة اليت زودهتا هبا الدولة الطرف متلقية‬
‫الطلب‪ ،‬أو أن تستخدمها يف حتقيقات أو مالحقات أو إجراءات قضائية غري تلك املذكورة يف الطلب‪ ،‬دون‬
‫موافقة مسبقة من الدولة الطرف متلقية الطلب‪ .‬وليس يف هذه الفقرة ما مينع الدولة الطرف الطالبة من أن‬
‫تفشي يف إجراءاهتا معلومات أو أدلة تؤدي إىل تربئة شخص متهم‪ .‬ويف احلالة األخرية‪ ،‬يتعني على الدولة‬
‫الطرف الطالبة أن تبلغ الدولة الطرف متلقية الطلب قبل حدوث اإلفشاء وأن تتشاور مع الدولة الطرف‬

‫‪- 19 -‬‬
‫متلقية الطلب‪ ،‬إذا ما طلب منها ذلك‪ .‬وإذا تعذر‪ ،‬يف حالة استثنائية‪ ،‬توجيه إشعار مسبق‪ ،‬وجب على‬
‫الدولة الطرف الطالبة أن تبلغ الدولة الطرف متلقية الطلب‪ ،‬دون إبطاء‪ ،‬حبدوث اإلفشاء‪.‬‬

‫‪ -33‬جيوز للدولة الطرف الطالبة أن تشترط على الدولة الطرف متلقية الطلب أن حتافظ على سرية‬
‫الطلب ومضمونه‪ ،‬باستثناء القدر الالزم لتنفيذه‪ .‬وإذا تعذر على الدولة الطرف متلقية الطلب أن متتثل‬
‫لشرط السرية‪ ،‬وجب عليها أن تبلغ الدولة الطرف الطالبة بذلك على وجه السرعة‪.‬‬

‫‪ -31‬جيوز رفض تقدمي املساعدة القانونية املتبادلة‪:‬‬

‫إذا مل يقدم الطلب وفقا ألحكام هذه املادة؛‬ ‫(أ)‬

‫(ب) إذا رأت الدولة الطرف متلقية الطلب أن تنفيذ الطلب يرجح أن ميس سيادهتا أو أمنها أو نظامها‬
‫العام أو مصاحلها األساسية األخرى؛‬

‫إذا كان من شأن القانون الداخلي للدولة الطرف متلقية الطلب أن حيظر على سلطاهتا تنفيذ اإلجراء‬ ‫(ج)‬
‫املطلوب بشأن أي جرم مماثل‪ ،‬لو كان ذلك اجلرم خاضعا لتحقيق أو مالحقة أو إجراءات قضائية يف إطار‬
‫واليتها القضائية؛‬

‫إذا كانت االستجابة للطلب تتعارض مع النظام القانوين للدولة الطرف متلقية الطلب فيما يتعلق‬ ‫(د)‬
‫باملساعدة القانونية املتبادلة‪.‬‬

‫‪ -33‬ال جيوز للدول األطراف أن ترفض طلب مساعدة قانونية متبادلة جملرد اعتبار أن اجلرم ينطوي أيضا‬
‫على مسائل مالية‪.‬‬

‫‪ -32‬يتعني إبداء أسباب أي رفض لتقدمي املساعدة القانونية املتبادلة‪.‬‬

‫‪ -34‬يتعني على الدولة الطرف متلقية الطلب أن تنفذ طلب املساعدة القانونية املتبادلة يف أقرب وقت‬
‫ممكن‪ ،‬وأن تراعي إىل أقصى مدى ممكن أي مواعيد قصوى تقترحها الدولة الطرف الطالبة وتورد أسباهبا‬
‫على األفضل يف الطلب ذاته‪ .‬ويتعني على الدولة الطرف متلقية الطلب أن تستجيب للطلبات املعقولة اليت‬
‫تتلقاها من الدولة الطرف الطالبة بشأن التقدم احملرز يف معاجلة الطلب‪ .‬ويتعني على الدولة الطرف الطالبة أن‬
‫تبلغ الدولة الطرف متلقية الطلب على وجه السرعة عندما تنتهي حاجتها إىل املساعدة امللتمسة‪.‬‬

‫‪ -35‬جي وز للدولة الطرف متلقية الطلب تأجيل املساعدة القانونية املتبادلة لكوهنا تتعارض مع حتقيقات أو‬
‫مالحقات أو إجراءات قضائية جارية‪.‬‬

‫‪ -36‬يتعني على الدولة الطرف متلقية الطلب‪ ،‬قبل رفض طلب مبقتضى الفقرة ‪ 31‬من هذه املادة‪ ،‬أو قبل‬
‫تأجيل تنفيذه مبقتضى الفقرة ‪ 35‬من هذه املادة‪ ،‬أن تتشاور مع الدولة الطرف الطالبة للنظر فيما إذا كان‬
‫ميكن تقدمي املساعدة رهنا مبا تراه ضروريا من شروط وأحكام‪ .‬فإذا قبلت الدولة الطرف الطالبة املساعدة‬
‫رهنا بتلك الشروط‪ ،‬وجب عليها االمتثال لتلك الشروط‪.‬‬

‫‪ -32‬دون مساس بانطباق الفقرة ‪ 13‬من هذه املادة‪ ،‬ال جيوز مالحقة أي شاهد أو خبري أو شخص آخر‬
‫يوافق‪ ،‬بناء على طلب الدولة الطرف الطالبة‪ ،‬على اإلدالء بشهادته يف إجراءات قضائية‪ ،‬أو على املساعدة‬
‫يف حتريات أو مالحقات أو إجراءات قضائية يف إقليم الدولة الطرف الطالبة‪ ،‬أو احتجاز ذلك الشاهد أو‬
‫اخلبري أو الشخص اآلخر أو معاقبته أو إخضاعه ألي إجراء آخر يقيد حريته الشخصية يف إقليم ذلك‬
‫الطرف‪ ،‬خبصوص أي فعل أو إغفال أو حكم إدانة سبق مغادرته إقليم الدولة الطرف متلقية الطلب‪ .‬وينتهي‬
‫هذا املرور اآلمن إذا بقي الشاهد أو اخلبري أو الشخص اآلخر مبحض اختياره يف إقليم الدولة الطرف الطالبة‪،‬‬
‫بعد أن تكون قد أتيحت له فرصة املغادرة خالل مدة مخسة عشر يوما متصلة‪ ،‬أو أية مدة تتفق عليها‬
‫الدولتان الطرفان‪ ،‬اعتبارا من التاريخ الذي أبلغ فيه رمسيا بأن حضوره مل يعد مطلوبا من السلطات‬
‫القضائية‪ ،‬أو يف حال عودته إىل اإلقليم مبحض اختياره بعد أن يكون قد غادره‪.‬‬

‫‪ -38‬يتعني على الدولة الطرف متلقية الطلب أن تتحمل التكاليف العادية لتنفيذ الطلب‪ ،‬ما مل تتفق‬
‫الدولتان الطرفان املعنيتان على غري ذلك‪ .‬وإذا كانت تلبية الطلب تستلزم أو ستستلزم نفقات ضخمة أو‬
‫ذات طابع غري عادي‪ ،‬وجب على الدولتني الطرفني املعنيتني أن تتشاورا لتحديد الشروط واألحكام اليت‬
‫سينفذ الطلب مبقتضاها‪ ،‬وكذلك كيفية حتمل تلك التكاليف‪.‬‬

‫‪( -39‬أ) يتعني على الدولة الطرف متلقية الطلب أن توفر للدولة الطرف الطالبة نسخا من السجالت أو‬
‫الوثائق أو املعلومات احلكومية املوجودة يف حوزهتا واليت يسمح قانوهنا الداخلي بإتاحتها لعامة الناس؛‬

‫(ب) جيوز للدولة الطرف متلقية الطلب‪ ،‬حسب تقديرها‪ ،‬أن تقدم إىل الدولة الطرف الطالبة‪ ،‬كليا أو‬
‫جزئيا أو رهنا مبا تراه مناسبا من شروط‪ ،‬نسخا من أي سجالت أو وثائق أو معلومات حكومية‪ ،‬موجودة‬
‫يف حوزهتا وال يسمح قانوهنا الداخلي بإتاحتها لعامة الناس‪.‬‬

‫‪ -23‬يتعني على الدول األطراف أن تنظر‪ ،‬حسب االقتضاء‪ ،‬يف إمكانية عقد اتفاقات أو ترتيبات ثنائية أو‬
‫متعددة األطراف ختدم األغراض املتوخاة من أحكام هذه املادة‪ ،‬أو تضعها موضع التطبيق العملي‪ ،‬أو‬
‫تعززها‪.‬‬

‫املادة ‪19‬‬

‫التحقيقات املشتركة‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تنظر يف إبرام اتفاقات أو ترتيبات ثنائية أو متعددة األطراف جتيز للسلطات‬
‫املختصة املعنية أن تنشئ هيئات حتقيق مشتركة‪ ،‬فيما يتعلق باملسائل اليت هي موضع حتقيقات أو مالحقات‬

‫‪- 21 -‬‬
‫أو إجراءات قضائية يف دولة أو أكثر‪ .‬ويف حال عدم وجود اتفاقات أو ترتيبات كهذه‪ ،‬جيوز القيام‬
‫بالتحقيقات املشتركة باالتفاق يف كل حالة على حدة‪ .‬ويتعني على الدول األطراف املعنية أن تكفل‬
‫االحترام التام لسيادة الدولة الطرف اليت سيجري ذلك التحقيق داخل إقليمها‪.‬‬

‫املادة ‪21‬‬

‫أساليب التحري اخلاصة‬

‫يتعني على كل دولة طرف‪ ،‬إذا كانت املبادئ األساسية لنظامها القانوين الداخلي تسمح بذلك‪ ،‬أن‬ ‫‪-1‬‬
‫تقوم‪ ،‬ضمن حدود إمكانياهتا ووفقا للشروط املنصوص عليها يف قانوهنا الداخلي‪ ،‬باختاذ ما يلزم من تدابري‬
‫إلتاحة االستخدام املناسب ألسلوب التسليم املراقب‪ ،‬وكذلك ما تراه مناسبا من استخدام أساليب حتر‬
‫خاصة أخرى‪ ،‬مثل املراقبة اإللكترونية أو غريها من أشكال املراقبة‪ ،‬والعمليات املستترة‪ ،‬من جانب سلطاهتا‬
‫املختصة داخل إقليمها لغرض مكافحة اجلرمية املنظمة مكافحة فعالة‪.‬‬

‫بغية التحري عن اجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية‪ ،‬تُشجّع الدول األطراف على أن تربم‪ ،‬عند‬ ‫‪-3‬‬
‫االقتضاء‪ ،‬اتفاقات أو ترتيبات مالئمة ثنائية أو متعددة األطراف الستخدام أساليب التحري اخلاصة هذه يف‬
‫سياق التعاون على الصعيد الدويل‪ .‬ويتعني أن يكون إبرام تلك االتفاقات أو الترتيبات وتنفيذها مع املراعاة‬
‫الكاملة ملبدأ تساوي الدول يف السيادة‪ ،‬وجيب أن يكون تنفيذها مع التقيد الصارم بأحكام تلك االتفاقات‬
‫أو الترتيبات‪.‬‬

‫يف حال عدم وجود اتفاق أو ترتيب على النحو املبني يف الفقرة ‪ 3‬من هذه املادة‪ ،‬يتعني اختاذ‬ ‫‪-2‬‬
‫ما يقضي باستخدام أساليب التحري اخلاصة هذه على الصعيد الدويل من قرارات لكل حالة على حدة‪،‬‬
‫وجيوز أن تراعى فيها‪ ،‬عند الضرورة‪ ،‬الترتيبات املالية والتفامهات املتعلقة مبمارسة الوالية القضائية من جانب‬
‫الدول األطراف املعنية‪.‬‬

‫جيوز‪ ،‬مبوافقة الدول األطراف املعنية‪ ،‬أن تشمل القرارات اليت تقضي باستخدام أسلوب التسليم‬ ‫‪-4‬‬
‫املراقب على الصعيد الدويل طرائق مثل اعتراض سبيل البضائع والسماح هلا مبواصلة السري ساملة أو إزالتها أو‬
‫إبداهلا كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫املادة ‪21‬‬

‫نقل اإلجراءات اجلنائية‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تنظر يف إمكانية أن تنقل إحداها إىل األخرى إجراءات املالحقة املتعلقة مجرم‬
‫مشمول هبذه االتفاقية‪ ،‬يف احلاالت اليت يعترب فيها ذلك النقل يف صاحل التسيري السليم للعدالة‪ ،‬وخصوصا‬
‫عندما يتعلق األمر بعدة واليات قضائية‪ ،‬وذلك هبدف تركيز املالحقة‪.‬‬

‫املادة ‪22‬‬

‫إنشاء سجل جنائي‬

‫جيوز لكل دولة طرف أن تعتمد ما قد يلزم من تدابري تشريعية أو تدابري أخرى لكي تأخذ بعني االعتبار‪،‬‬
‫وفقا ملا تراه مالئما من شروط‪ ،‬وللغرض الذي تعتربه مالئما‪ ،‬أي حكم إدانة صدر سابقا حبق اجلاين املزعوم‬
‫يف دولة أخرى‪ ،‬بغية استخدام تلك املعلومات يف إجراءات جنائية ذات صلة مجرم مشمول هبذه االتفاقية‪.‬‬

‫املادة ‪23‬‬

‫جترمي إعاقة سري العدالة‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تعتمد ما قد يلزم من تدابري تشريعية وتدابري أخرى لتجرمي األفعال التالية‬
‫جنائيا‪ ،‬عندما ترتكب عمدا‪:‬‬

‫استخدام القوة البدنية أو التهديد أو الترهيب أو الوعد مبزية غري مستحقة أو عرضها أو منحها‬ ‫(أ)‬
‫للتحريض على اإلدالء بشهادة زور أو للتدخل يف اإلدالء بالشهادة أو تقدمي األدلة يف إجراءات تتعلق‬
‫بارتكاب جرائم مشمولة هبذه االتفاقية؛‬

‫(ب) استخدام القوة البدنية أو التهديد أو الترهيب للتدخل يف ممارسة أي موظف قضائي أو موظف معين‬
‫بإنفاذ القانون مهامه الرمسية يف إجراءات تتعلق بارتكاب جرائم مشمولة هبذه االتفاقية‪ .‬وليس يف هذه الفقرة‬
‫الفرعية ما ميس حق الدول األطراف يف أن تكون لديها تشريعات حتمي فئات أخرى من املوظفني‬
‫العموميني‪.‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫املادة ‪24‬‬

‫محاية الشهود‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تتخذ تدابري مالئمة يف حدود إمكاناهتا لتوفري محاية فعالة من أي‬ ‫‪-1‬‬
‫انتقام أو ترهيب حمتمل للشهود يف اإلجراءات اجلنائية الذين يدلون بشهادة خبصوص اجلرائم املشمولة هبذه‬
‫االتفاقية‪ ،‬وكذلك ألقارهبم وسائر األشخاص الوثيقي الصلة هبم‪ ،‬حسب االقتضاء‪.‬‬

‫جيوز أن تشمل التدابري املتوخاة يف الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة‪ ،‬يف مجلة أمور‪ ،‬ودون مساس حبقوق‬ ‫‪-3‬‬
‫املدعى عليه‪ ،‬مبا يف ذلك حقه يف حماكمة حسب األصول‪:‬‬

‫وضع قواعد إجرائية لتوفري احلماية اجلسدية ألولئك األشخاص‪ ،‬كالقيام مثال‪ ،‬بالقدر الالزم‬ ‫(أ)‬
‫واملمكن عمليا‪ ،‬بتغيري أماكن إقامتهم‪ ،‬والسماح عند االقتضاء بعدم إفشاء املعلومات املتعلقة هبوية أولئك‬
‫األشخاص وأماكن وجودهم أو بفرض قيود على إفشائها؛‬

‫(ب) توفري قواعد خاصة باألدلة تتيح اإلدالء بالشهادة على حنو يكفل سالمة الشاهد‪ ،‬كالسماح مثال‬
‫باإلدالء بالشهادة باستخدام تكنولوجيا االتصاالت‪ ،‬ومنها مثال وصالت الفيديو أو غريها من الوسائل‬
‫الوافية‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تنظر يف إبرام اتفاقات أو ترتيبات مع دول أخرى بشأن تغيري أماكن‬ ‫‪-2‬‬
‫إقامة األشخاص املذكورين يف الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة‪.‬‬

‫تنطبق أحكام هذه املادة كذلك على الضحايا من حيث كوهنم شهودا‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫املادة ‪25‬‬

‫مساعدة الضحايا ومحايتهم‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تتخذ تدابري مالئمة يف حدود إمكانياهتا لتوفري املساعدة واحلماية‬ ‫‪-1‬‬
‫لضحايا اجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية‪ ،‬خصوصا يف حاالت تعرضهم للتهديد باالنتقام أو للترهيب‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تضع قواعد إجرائية مالئمة توفر لضحايا اجلرائم املشمولة هبذه‬ ‫‪-3‬‬
‫االتفاقية سبل احلصول على التعويض وجرب األضرار‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تتيح‪ ،‬رهنا بقانوهنا الداخلي‪ ،‬إمكانية عرض آراء الضحايا وشوا‬ ‫‪-2‬‬
‫غلهم وأخذها بعني االعتبار يف املراحل املناسبة من اإلجراءات اجلنائية املتخذة حبق اجلناة‪ ،‬على حنو ال ميس‬
‫حبقوق الدفاع‪.‬‬
‫املادة ‪26‬‬

‫تدابري تعزيز التعاون مع أجهزة إنفاذ القوانني‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تتخذ التدابري املالئمة لتشجيع األشخاص الذين يشاركون أو كانوا‬ ‫‪-1‬‬
‫يشاركون يف مجاعات إجرامية منظمة على‪:‬‬

‫اإلدالء مبعلومات مفيدة إىل األجهزة املختصة ألغراض التحري واإلثبات فيما خيص أمورا منها‪:‬‬ ‫(أ)‬

‫هوية اجلماعات اإلجرامية املنظمة أو طبيعتها أو تركيبتها أو بنيتها أو مكاهنا أو أنشطتها؛‬ ‫‘‪’1‬‬

‫الصالت‪ ،‬مبا فيها الصالت الدولية‪ ،‬مجماعات إجرامية منظمة أخرى؛‬ ‫‘‪’3‬‬

‫اجلرائم اليت ارتكبتها أو قد ترتكبها اجلماعات اإلجرامية املنظمة؛‬ ‫‘‪’2‬‬

‫(ب) توفري مساعدة فعلية وملموسة لألجهزة املختصة ميكن أن تساهم يف جتريد اجلماعات اإلجرامية‬
‫املنظمة من مواردها أو من عائدات اجلرمية‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تنظر يف إتاحة إمكانية اللجوء‪ ،‬يف احلاالت املناسبة‪ ،‬إىل ختفيف‬ ‫‪-3‬‬
‫عقوبة الشخص املتهم الذي يقدم عونا كبريا يف إجراءات التحقيق أو املالحقة بشأن إحدى اجلرائم املشمولة‬
‫هبذه االتفاقية‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تنظر يف إمكانية منح احلصانة من املالحقة ألي شخص يقدم عونا‬ ‫‪-2‬‬
‫كبريا يف عمليات التحقيق أو املالحقة املتعلقة مجرم مشمول هبذه االتفاقية‪ ،‬وفقا للمبادئ األساسية لقانوهنا‬
‫الداخلي‪.‬‬

‫يتعني أن تكون محاية أولئك األشخاص على النحو املنصوص عليه يف املادة ‪ 34‬من هذه االتفاقية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫عندما يكون الشخص املشار إليه يف الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة موجودا يف إحدى الدول األطراف‬ ‫‪-5‬‬
‫وقادرا على تقدمي عون كبري إىل األجهزة املختصة لدى دولة طرف أخرى‪ ،‬ميكن للدولتني الطرفني املعنيتني‬
‫أن تنظرا يف إبرام اتفاقات أو ترتيبات‪ ،‬وفقا لقانوهنما الداخلي‪ ،‬بشأن إمكانية قيام الدولة الطرف األخرى‬
‫بتوفري املعاملة املبينة يف الفقرتني ‪ 3‬و‪ 2‬من هذه املادة‪.‬‬

‫املادة ‪27‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫التعاون يف جمال إنفاذ القوانني‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تتعاون فيما بينها تعاونا وثيقا‪ ،‬مبا يتفق والنظم القانونية واإلدارية‬ ‫‪-1‬‬
‫الداخلية لكل منها‪ ،‬من أجل تعزيز فاعلية تدابري إنفاذ القوانني الرامية إىل مكافحة اجلرائم املشمولة هبذه‬
‫االتفاقية‪ .‬ويتعني على كل دولة طرف أن تعتمد‪ ،‬على وجه اخلصوص‪ ،‬تدابري فعالة من أجل‪:‬‬

‫تعزيز قنوات االتصال بني سلطاهتا وأجهزهتا ودوائرها املختصة‪ ،‬وإنشاء تلك القنوات عند الضرورة‪،‬‬ ‫(أ)‬
‫من أجل تيسري تبادل املعلومات بصورة مأمونة وسريعة عن كل جوانب اجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية‪ ،‬مبا‬
‫يف ذلك‪ ،‬إذا رأت الدول األطراف املعنية ذلك مناسبا‪ ،‬صالهتا بأنشطة إجرامية أخرى؛‬

‫(ب) التعاون مع الدول األطراف األخرى‪ ،‬فيما يتعلق باجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية‪ ،‬على إجراء‬
‫حتريات بشأن‪:‬‬

‫هوية األشخاص املشتبه يف ضلوعهم يف تلك اجلرائم وأماكن وجودهم وأنشطتهم‪ ،‬أو أماكن‬ ‫‘‪’1‬‬
‫األشخاص اآلخرين املعنيني؛‬

‫حركة عائدات اجلرائم أو املمتلكات املتأتية من ارتكاب تلك اجلرائم؛‬ ‫‘‪’3‬‬

‫حركة املمتلكات أو املعدات أو األدوات األخرى املستخدمة أو املراد استخدامها يف ارتكاب تلك‬ ‫‘‪’2‬‬
‫اجلرائم؛‬

‫القيام‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬بتوفري األصناف أو الكميات الالزمة من املواد ألغراض التحليل أو التحقيق؛‬ ‫(ج)‬

‫تسهيل التنسيق الفعال بني سلطاهتا وأجهزهتا ودوائرها املختصة‪ ،‬وتشجيع تبادل العاملني وغريهم‬ ‫(د)‬
‫من اخلرباء‪ ،‬مبا يف ذلك‪ ،‬رهنا بوجود اتفاقات أو ترتيبات ثنائية بني الدول األطراف املعنية‪ ،‬تعيني ضباط‬
‫اتصال؛‬

‫(هـ) تبادل املعلومات مع الدول األطراف األخرى عن الوسائل واألساليب احملددة اليت تستخدمها‬
‫اجلماعات اإلجرامية املنظمة‪ ،‬مبا يف ذلك‪ ،‬وحسب مقتضى احلال‪ ،‬الدروب ووسائط النقل‪ ،‬واستخدام‬
‫هويات مزيفة‪ ،‬أو وثائق حمورة أو مزيفة‪ ،‬أو وسائل أخرى إلخفاء أنشطتها؛‬

‫تبادل املعلومات وتنسيق التدابري اإلدارية وغري اإلدارية املتخذة حسب االقتضاء لغرض الكشف‬ ‫(و)‬
‫املبكر عن اجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية‪.‬‬

‫بغية وضع هذه االتفاقية موضع النفاذ‪ ،‬يتعني على الدول األطراف أن تنظر يف إبرام اتفاقات أو‬ ‫‪-3‬‬
‫ترتيبات ثنائية أو متعددة األطراف بشأن التعاون املباشر بني أجهزهتا املعنية بإنفاذ القوانني‪ ،‬ويف تعديل تلك‬
‫االتفاقات أو الترتيبات حيثما وجدت‪ .‬وإذا مل تكن هناك بني الدول األطراف املعنية اتفاقات أو ترتيبات من‬
‫هذا القبيل‪ ،‬جاز لألطراف أن تعترب هذه االتفاقية هي األساس للتعاون يف جمال إنفاذ القوانني فيما يتعلق‬
‫باجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية‪ .‬ويتعني على الدول األطراف‪ ،‬كلما اقتضت الضرورة‪ ،‬أن تستفيد استفادة‬
‫تامة من االتفاقات أو الترتيبات‪ ،‬مبا فيها املنظمات الدولية أو اإلقليمية‪ ،‬لتعزيز التعاون بني أجهزهتا املعنية‬
‫بإنفاذ القوانني‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تسعى إىل التعاون يف حدود إمكاهنا للتصدي للجرائم املنظمة عرب‬ ‫‪-2‬‬
‫الوطنية اليت ترتكب باستخدام التكنولوجيا احلديثة‪.‬‬

‫املادة ‪28‬‬

‫مجع وتبادل وحتليل املعلومات عن طبيعة اجلرمية املنظمة‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تنظر يف القيام‪ ،‬بالتشاور مع األوساط العلمية واألكادميية‪ ،‬بتحليل‬ ‫‪-1‬‬
‫االجتاهات السائدة يف اجلرمية املنظمة داخل إقليمها‪ ،‬والظروف اليت يعمل فيها اإلجرام املنظم‪ ،‬وكذلك‬
‫اجلماعات احملترفة الضالعة والتكنولوجيات املستخدمة‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تنظر يف تطوير اخلربة التحليلية املتعلقة باألنشطة اإلجرامية املنظمة‬ ‫‪-3‬‬
‫وتقاسم تلك اخلربة فيما بينها ومن خالل املنظمات الدولية واإلقليمية‪ .‬وحتقيقا هلذا الغرض‪ ،‬ينبغي وضع‬
‫تعاريف ومعايري ومنهجيات مشتركة وتطبيقها حسب االقتضاء‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تنظر يف رصد سياساهتا وتدابريها الفعلية ملكافحة اجلرمية املنظمة‪ ،‬ويف‬ ‫‪-2‬‬
‫إجراء تقييمات لفعالية تلك السياسات والتدابري وجناعتها‪.‬‬

‫املادة ‪29‬‬

‫التدريب واملساعدة التقنية‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تعمل‪ ،‬قدر الضرورة‪ ،‬على إنشاء أو تطوير أو حتسني برنامج تدريب‬ ‫‪-1‬‬
‫خاص للعاملني يف أجهزهتا املعنية بإنفاذ القانون‪ ،‬ومن بينهم أعضاء النيابة العامة وقضاة التحقيق وموظفو‬
‫اجلمارك وغريهم من العاملني املكلفني مبنع وكشف ومكافحة اجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية‪ .‬وجيوز أن‬
‫تشمل تلك الربامج إعارة املوظفني وتبادهلم‪ .‬ويتعني أن تتناول تلك الربامج‪ ،‬على وجه اخلصوص وبقدر ما‬
‫يسمح به القانون الداخلي‪ ،‬ما يلي‪:‬‬

‫الطرائق املستخدمة يف منع اجلرائم املشمولة هبذه االتفاقية وكشفها ومكافحتها؛‬ ‫(أ)‬

‫(ب) الدروب واألساليب اليت يستخدمها األشخاص املشتبه يف ضلوعهم يف اجلرائم املشمولة هبذه‬
‫االتفاقية‪ ،‬مبا يف ذلك داخل دول العبور‪ ،‬والتدابري املضادة املناسبة؛‬

‫‪- 27 -‬‬
‫مراقبة حركة املمنوعات؛‬ ‫(ج)‬

‫كشف ومراقبة حركة العائدات اإلجرامية أو املمتلكات أو املعدات أو غريها من األدوات‬ ‫(د)‬
‫واألساليب املستخدمة يف نقل أو إخفاء أو متويه تلك العائدات أو املمتلكات أو املعدات أو غريها من‬
‫األدوات‪ ،‬وكذلك األساليب املستخدمة يف مكافحة جرائم غسل األموال وغريها من اجلرائم املالية؛‬

‫(هـ) مجع األدلة؛‬

‫تقنيات املراقبة يف املناطق التجارية احلرة واملوانئ احلرة؛‬ ‫(و)‬

‫املعدات والتقنيات احلديثة إلنفاذ القوانني‪ ،‬مبا يف ذلك املراقبة اإللكترونية والتسليم املراقب‬ ‫(ز)‬
‫والعمليات السرية؛‬

‫الطرائق املستخدمة يف مكافحة اجلرمية املنظمة عرب الوطنية اليت ترتكب باستخدام أحلوا سيب أو‬ ‫(ح)‬
‫شبكات االتصاالت السلكية والالسلكية أو غري ذلك من أشكال التكنولوجيا احلديثة؛‬

‫الطرائق املستخدمة يف محاية الضحايا والشهود‪.‬‬ ‫(ط)‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تتساعد على ختطيط وتنفيذ برامج حبث وتدريب تستهدف تقاسم‬ ‫‪-3‬‬
‫اخلربة يف اجملاالت املشار إليها يف الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة‪ ،‬وهلذه الغاية‪ ،‬يتعني عليها أيضا أن تستخدم‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬املؤمترات واحللقات الدراسية اإلقليمية والدولية لتعزيز التعاون وحفز النقاش حول املشاكل اليت‬
‫متثل شاغال مشتركا‪ ،‬مبا يف ذلك مشاكل دول العبور واحتياجاهتا اخلاصة‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تشجع التدريب واملساعدة التقنية الكفيلني بتيسري تسليم اجملرمني‬ ‫‪-2‬‬
‫واملساعدة القانونية املتبادلة‪ .‬وميكن أن يشمل هذا التدريب واملساعدة التقنية التدريب اللغوي وإعارة وتبادل‬
‫املوظفني الذين يتولون مسؤوليات ذات صلة يف السلطات أو األجهزة املركزية‪.‬‬

‫يف حالة االتفاقات أو الترتيبات الثنائية واملتعددة األطراف القائمة‪ ،‬يتعني على الدول األطراف أن‬ ‫‪-4‬‬
‫تعزز‪ ،‬بالقدر الضروري‪ ،‬اجلهود املبذولة لتحقيق أكرب زيادة ممكنة يف أنشطة العمليات والتدريب املضطلع‬
‫هبا يف إطار املنظمات الدولية واإلقليمية‪ ،‬ويف إطار سائر االتفاقات أو الترتيبات الثنائية واملتعددة األطراف‬
‫ذات الصلة‪.‬‬

‫املادة ‪31‬‬
‫تدابري أخرى‪ :‬تنفيذ االتفاقية من خالل‬
‫التنمية االقتصادية واملساعدة التقنية‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تتخذ تدابري تساعد على التنفيذ األمثل هلذه االتفاقية قدر اإلمكان‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫من خالل التعاون الدويل‪ ،‬آخذة يف اعتبارها ما للجرمية املنظمة من آثار سلبية يف اجملتمع بشكل عام ويف‬
‫التنمية املستدامة بشكل خاص‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تبذل جهودا ملموسة‪ ،‬قدر اإلمكان وبالتنسيق فيما بينها وكذلك مع‬ ‫‪-3‬‬
‫املنظمات الدولية واإلقليمية‪ ،‬من أجل‪:‬‬

‫تعزيز تعاوهنا على خمتلف املستويات مع البلدان النامية‪ ،‬بغية تدعيم قدرة تلك البلدان على منع‬ ‫(أ)‬
‫اجلرمية املنظمة عرب الوطنية ومكافحتها؛‬

‫(ب) زيادة املساعدة املالية واملادية املقدمة لدعم ما تبذله البلدان النامية من جهود ترمي إىل مكافحة‬
‫اجلرمية املنظمة عرب الوطنية مكافحة فعالة‪ ،‬وإلعانتها على تنفيذ هذه االتفاقية بنجاح؛‬

‫تقدمي املساعدة التقنية إىل البلدان النامية والبلدان ذات االقتصادات االنتقالية‪ ،‬ملساعدهتا على تلبية ما‬ ‫(ج)‬
‫حتتاج إليه لتنفيذ هذه االتفاقية‪ .‬وحتقيقا لذلك‪ ،‬يتعني على الدول األطراف أن تسعى إىل تقدمي تربعات‬
‫كافية ومنتظمة إىل حساب خيصص حتديدا هلذا الغرض يف آلية متويل لدى األمم املتحدة‪ .‬وجيوز للدول‬
‫األطراف أيضا أن تنظر بعني االعتبار اخلاص‪ ،‬وفقا لقانوهنا الداخلي وألحكام هذه االتفاقية‪ ،‬يف التربع‬
‫للحساب اآلنف الذكر بنسبة مئوية من األموال‪ ،‬أو مما يعادل قيمة عائدات اجلرائم أو املمتلكات اليت تصادر‬
‫وفقا ألحكام هذه االتفاقية؛‬

‫تشجيع سائر الدول واملؤسسات املالية حبسب االقتضاء على االنضمام إليها‪ ،‬وإقناعها به‪ ،‬يف اجلهود‬ ‫(د)‬
‫املبذولة وفقا هلذه املادة‪ ،‬خصوصا بتوفري املزيد من برامج التدريب واملعدات احلديثة للبلدان النامية بغية‬
‫مساعدهتا على حتقيق أهداف هذه االتفاقية‪.‬‬

‫يتعني أن يكون اختاذ هذه التدابري‪ ،‬قدر اإلمكان‪ ،‬دون مساس بااللتزامات القائمة بشأن املساعدة‬ ‫‪-2‬‬
‫األجنبية أو بغري ذلك من ترتيبات التعاون املايل على الصعيد الثنائي أو اإلقليمي أو الدويل‪.‬‬

‫جيوز للدول األطراف أن تربم اتفاقات أو ترتيبات ثنائية أو متعددة األطراف بشأن املساعدة املادية‬ ‫‪-4‬‬
‫واللوجستية‪ ،‬مع مراعاة الترتيبات املالية الالزمة لضمان فعالية وسائل التعاون الدويل املنصوص عليها يف هذه‬
‫االتفاقية وملنع اجلرمية املنظمة عرب الوطنية وكشفها ومكافحتها‪.‬‬

‫املادة ‪31‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫املنع‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تسعى إىل تطوير وتقييم مشاريعها الوطنية واىل إرساء وتعزيز أفضل‬ ‫‪-1‬‬
‫املمارسات والسياسات الرامية إىل منع اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تسعى‪ ،‬وفقا للمبادئ األساسية لقانوهنا الداخلي‪ ،‬إىل تقليل الفرص‬ ‫‪-3‬‬
‫اليت تتاح حاليا أو مستقبال للجماعات اإلجرامية املنظمة لكي تشارك يف األسواق املشروعة بعائدات‬
‫اجلرائم‪ ،‬وذلك باختاذ ما يلزم من التدابري التشريعية أو اإلدارية أو التدابري األخرى‪ .‬وينبغي أن تركز هذه‬
‫التدابري على ما يلي‪:‬‬

‫تدعيم التعاون بني أجهزة إنفاذ القوانني أو أعضاء النيابة العامة واهليئات اخلاصة املعنية‪ ،‬مبا فيها‬ ‫(أ)‬
‫أوساط الصناعة؛‬

‫(ب) الترويج لوضع معايري وإجراءات بقصد صون سالمة اهليئات العامة واهليئات اخلاصة املعنية‪ ،‬وكذلك‬
‫لوضع مدونات لقواعد السلوك للمهن ذات الصلة‪ ،‬وخصوصا احملامني وكتاب العدل وخرباء الضرائب‬
‫االستشاريني واحملاسبني؛‬

‫منع إساءة استغالل اجلماعات اإلجرامية املنظمة للمناقصات اليت جتريها اهليئات العامة وكذلك‬ ‫(ج)‬
‫لإلعانات والرخص اليت متنحها اهليئات العامة للنشاط التجاري؛‬

‫منع إساءة استخدام اهليئات االعتبارية من جانب اجلماعات اإلجرامية املنظمة؛ وميكن هلذه التدابري‬ ‫(د)‬
‫أن تشمل‪:‬‬

‫‘‪ ’1‬إنشاء سجالت عامة عن اهليئات االعتبارية واألشخاص الطبيعيني الضالعني يف إنشاء اهليئات‬
‫االعتبارية وإدارهتا ومتويلها؛‬

‫‘‪ ’3‬استحداث إمكانية القيام‪ ،‬بواسطة أمر صادر عن حمكمة أو أية وسيلة أخرى مناسبة‪،‬‬
‫بإسقاط أهلية األشخاص املدانني مجرائم مشمولة هبذه االتفاقية للعمل كمديرين للهيئات‬
‫االعتبارية املنشأة ضمن نطاق واليتها القضائية وذلك لفترة زمنية معقولة؛‬

‫‘‪ ’2‬إنشاء سجالت وطنية عن األشخاص الذين أسقطت أهليتهم للعمل كمديرين للهيئات‬
‫االعتبارية؛‬

‫‘‪ ’4‬تبادل املعلومات الواردة يف السجالت املشار إليها يف الفقرتني الفرعيتني (د) ‘‪ ’1‬و‘‪ ’2‬من‬
‫هذه الفقرة مع اهليئات املختصة يف الدول األطراف األخرى‪.‬‬
‫يتعني على الدول األطراف أن تسعى إىل تعزيز إعادة إدماج األشخاص املدانني بأفعال إجرامية‬ ‫‪-2‬‬
‫مشمولة هبذه االتفاقية يف اجملتمع‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تسعى إىل إجراء تقييم دوري للصكوك القانونية واملمارسات اإلدارية‬ ‫‪-4‬‬
‫القائمة ذات الصلة بغية استبانة مدى قابليتها إلساءة االستغالل من جانب اجلماعات اإلجرامية املنظمة‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تسعى إىل تعزيز وعي الناس بوجود اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‬ ‫‪-5‬‬
‫وأسباهبا وجسامتها واخلطر الذي تشكله‪ .‬وجيوز نشر املعلومات من خالل وسائط اإلعالم اجلماهريية حيث‬
‫يكون ذلك مناسبا‪ ،‬كما يتعني أن تشمل تدابري ترمي إىل ترويج مشاركة الناس يف منع هذه اجلرمية‬
‫ومكافحتها‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تبلغ األمني العام لألمم املتحدة باسم وعنوان السلطة أو السلطات‬ ‫‪-6‬‬
‫اليت ميكنها أن تساعد الدول األطراف األخرى على وضع تدابري ملنع اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪.‬‬

‫يتعني على الدول األطراف‪ ،‬حسب االقتضاء‪ ،‬أن تتعاون فيما بينها ومع املنظمات الدولية واإلقليمية‬ ‫‪-2‬‬
‫املعنية على تعزيز وتطوير التدابري املشار إليها يف هذه املادة‪ .‬وهذا يشمل املشاركة يف املشاريع الدولية الرامية‬
‫إىل منع اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪ ،‬وذلك مثال بتخفيف وطأة الظروف اليت جتعل الفئات املهمشة اجتماعيا‬
‫عرضة ألفعال اجلرمية املنظمة عرب الوطنية‪.‬‬

‫املادة ‪32‬‬

‫مؤمتر األطراف يف االتفاقية‬

‫ينشأ هبذا مؤمتر لألطراف يف االتفاقية من أجل حتسني قدرة الدول األطراف على مكافحة اجلرمية‬ ‫‪-1‬‬
‫املنظمة عرب الوطنية وتعزيز تنفيذ هذه االتفاقية واستعراضه‪.‬‬

‫يتعني على األمني العام لألمم املتحدة عقد مؤمتر األطراف يف موعد أقصاه سنة واحدة بعد بدء نفاذ‬ ‫‪-3‬‬
‫هذه االتفاقية‪ .‬ويتعني على مؤمتر األطراف أن يعتمد نظاما داخليا وقواعد حتكم األنشطة املبينة يف الفقرتني‬
‫‪ 2‬و ‪ 4‬من هذه املادة (مبا يف ذلك قواعد بشأن تسديد النفقات املتكبدة لدى االضطالع بتلك األنشطة)‪.‬‬

‫يتعني على مؤمتر األطراف أن يتفق على آليات إلجناز األهداف املذكورة يف الفقرة ‪ 1‬من هذه‬ ‫‪-2‬‬
‫املادة‪ ،‬مبا يف ذلك ما يلي‪:‬‬

‫تيسري األنشطة اليت تضطلع هبا الدول األطراف مبقتضى املواد ‪ 39‬و‪ 23‬و‪ 21‬من هذه االتفاقية‪،‬‬ ‫(أ)‬
‫مبا يف ذلك بواسطة التشجيع على حشد التربعات؛‬

‫‪- 31 -‬‬
‫(ب) تيسري تبادل املعلومات بني الدول األطراف عن أمناط واجتاهات اجلرمية املنظمة عرب الوطنية وعن‬
‫املمارسات الناجحة يف مكافحتها؛‬

‫التعاون مع املنظمات الدولية واإلقليمية وغري احلكومية ذات الصلة؛‬ ‫(ج)‬

‫االستعراض الدوري لتنفيذ هذه االتفاقية؛‬ ‫(د)‬

‫(هـ) تقدمي توصيات لتحسني هذه االتفاقية وحتسني تنفيذها‪.‬‬

‫ألغراض الفقرتني الفرعيتني ‪( 2‬د) و(هـ) من هذه املادة‪ ،‬يتعني أن حيصل مؤمتر األطراف على‬ ‫‪-4‬‬
‫املعرفة الالزمة بالتدابري اليت تتخذها الدول األطراف لتنفيذ هذه االتفاقية‪ ،‬والصعوبات اليت تواجهها أثناء‬
‫القيام بذلك‪ ،‬من خالل املعلومات املقدمة من الدول األطراف‪ ،‬ومن خالل ما قد ينشئه مؤمتر األطراف من‬
‫آليات استعراض تكميلية‪.‬‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تقدم إىل مؤمتر األطراف معلومات عن براجمها وخططها وممارساهتا‬ ‫‪-5‬‬
‫وكذلك عن تدابريها التشريعية واإلدارية الرامية إىل تنفيذ هذه االتفاقية‪ ،‬حسبما يقضي به مؤمتر األطراف‪.‬‬

‫املادة ‪33‬‬

‫األمانة‬

‫يتعني على األمني العام لألمم املتحدة توفري خدمات األمانة الالزمة ملؤمتر األطراف يف االتفاقية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يتعني على األمانة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫أن تساعد مؤمتر األطراف على االضطالع باألنشطة املبينة يف املادة ‪ 23‬من هذه االتفاقية‪ ،‬وأن‬ ‫(أ)‬
‫تضع الترتيبات لدورات مؤمتر األطراف وأن توفر اخلدمات الالزمة هلا؛‬

‫(ب) أن تساعد الدول األطراف‪ ،‬بناء على طلبها‪ ،‬على توفري املعلومات ملؤمتر األطراف‪ ،‬حسبما هو‬
‫متوخى يف الفقرة ‪ 5‬من املادة ‪ 23‬من هذه االتفاقية؛‬

‫أن تكفل التنسيق الالزم مع أمانات املنظمات الدولية واإلقليمية ذات الصلة‪.‬‬ ‫(ج)‬

‫املادة ‪34‬‬

‫تنفيذ االتفاقية‬

‫يتعني على كل دولة طرف أن تتخذ ما يلزم من تدابري‪ ،‬مبا يف ذلك التدابري التشريعية واإلدارية‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وفقا للمبادئ األساسية لقانوهنا الداخلي‪ ،‬لضمان تنفيذ التزاماهتا مبقتضى هذه االتفاقية‪.‬‬
‫يتعني أن جترّم يف القانون الداخلي لكل دولة طرف األفعال اجملرّمة وفقا للمواد ‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 8‬و‪ 32‬من‬ ‫‪-3‬‬
‫هذه االتفاقية‪ ،‬بصرف النظر عن طابعها عرب الوطين أو عن ضلوع مجاعة إجرامية منظمة فيها على النحو‬
‫املبني يف الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 2‬من هذه االتفاقية‪ ،‬باستثناء احلاالت اليت تشترط فيها املادة ‪ 5‬من هذه‬
‫االتفاقية ضلوع مجاعة إجرامية منظمة‪.‬‬

‫جيوز لكل دولة طرف أن تعتمد تدابري أكثر صرامة أو شدة من التدابري املنصوص عليها يف هذه‬ ‫‪-2‬‬
‫االتفاقية من أجل منع اجلرمية املنظمة عرب الوطنية ومكافحتها‪.‬‬

‫املادة ‪35‬‬

‫تسوية النـزاعات‬

‫يتعني على الدول األطراف أن تسعى إىل تسوية النزاعات املتعلقة بتفسري أو تطبيق هذه االتفاقية‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫من خالل التفاوض‪.‬‬

‫أي نزاع ينشأ بني دولتني أو أكثر من الدول األطراف بشأن تفسري أو تطبيق هذه االتفاقية‪ ،‬وتتعذر‬ ‫‪-3‬‬
‫تسويته عن طريق التفاوض يف غضون فترة زمنية معقولة جيب تقدميه‪ ،‬بناء على طلب إحدى تلك الدول‬
‫األطراف‪ ،‬إىل التحكيم‪ .‬وإذا مل تتمكن تلك الدول األطراف‪ ،‬بعد ستة أشهر من تاريخ طلب التحكيم‪ ،‬من‬
‫االتفاق على تنظيم التحكيم‪ ،‬جاز ألي من تلك الدول األطراف أن حتيل النزاع إىل حمكمة العدل الدولية‬
‫بطلب وفقا للنظام األساسي للمحكمة‪.‬‬

‫جيوز لكل دولة طرف أن تعلن‪ ،‬وقت التوقيع أو التصديق على هذه االتفاقية أو قبوهلا أو إقرارها أو‬ ‫‪-2‬‬
‫االنضمام إليها‪ ،‬أهنا ال تعترب نفسها ملزمة بالفقرة ‪ 3‬من هذه املادة‪ .‬وال جيوز إلزام الدول األطراف األخرى‬
‫بالفقرة ‪ 3‬من هذه املادة جتاه أي دولة طرف أبدت مثل هذا التحفظ‪.‬‬

‫جيوز ألي دولة طرف أبدت حتفظا وفقا للفقرة ‪ 2‬من هذه املادة أن تسحب ذلك التحفظ يف أي‬ ‫‪-4‬‬
‫وقت بإشعار يوجه إىل األمني العام لألمم املتحدة‪.‬‬

‫املادة ‪36‬‬

‫التوقيع والتصديق والقبول واإلقرار واالنضمام‬

‫يفتح باب التوقيع على هذه االتفاقية أمام مجيع الدول من ‪ 13‬إىل ‪ 15‬كانون األول‪/‬ديسمرب‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ 3333‬يف بالريمو‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬مث يف مقر األمم املتحدة بنيويورك حىت ‪ 13‬كانون األول‪/‬ديسمرب ‪.3333‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫يُفتح باب التوقيع على هذه االتفاقية أيضا أمام املنظمات اإلقليمية للتكامل االقتصادي شريطة أن‬ ‫‪-3‬‬
‫تكون دولة واحدة على األقل من الدول األعضاء يف تلك املنظمة قد وقعت على هذه االتفاقية وفقا للفقرة‬
‫‪ 1‬من هذه املادة‪.‬‬

‫ختضع هذه االتفاقية للتصديق أو القبول أو اإلقرار‪ .‬وتودع صكوك التصديق أو القبول أو اإلقرار‬ ‫‪-2‬‬
‫لدى األمني العام لألمم املتحدة‪ .‬وجيوز للمنظمة اإلقليمية للتكامل االقتصادي أن تودع صك تصديقها أو‬
‫قبوهلا أو إقرارها إذا كانت قد فعلت ذلك دولة واحدة على األقل من الدول األعضاء فيها‪ .‬ويتعني على‬
‫تلك املنظمة أن تعلن يف صك تصديقها أو قبوهلا أو إقرارها نطاق اختصاصها فيما يتعلق باملسائل اليت‬
‫حتكمها هذه االتفاقية‪ .‬ويتعني أيضا على تلك املنظمة أن تُعلم الوديع بأي تعديل ذي صلة يف نطاق‬
‫اختصاصها‪.‬‬

‫جيوز أن تنضم إىل هذه االتفاقية أي دولة أو أي منظمة إقليمية للتكامل االقتصادي تكون دولة‬ ‫‪-4‬‬
‫واحدة على األقل من الدول األعضاء فيها طرفا يف هذه االتفاقية‪ .‬وتودع صكوك االنضمام لدى األمني‬
‫العام لألمم املتحدة‪ .‬ويتعني على املنظمة اإلقليمية للتكامل االقتصادي أن تعلن‪ ،‬وقت انضمامها‪ ،‬نطاق‬
‫اختصاصها فيما يتعلق باملسائل اليت حتكمها هذه االتفاقية‪ .‬ويتعني أيضا على تلك املنظمة أن تعلم الوديع‬
‫بأي تعديل ذي صلة يف نطاق اختصاصها‪.‬‬

‫املادة ‪37‬‬

‫العالقة بالربوتوكوالت‬

‫جيوز تكميل هذه االتفاقية بربوتوكول واحد أو أكثر‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫لكي تصبح أية دولة أو منظمة إقليمية للتكامل االقتصادي طرفا يف بروتوكول‪ ،‬جيب أن تكون طرفا‬ ‫‪-3‬‬
‫يف هذه االتفاقية أيضا‪.‬‬

‫ال تكون الدولة الطرف يف هذه االتفاقية ملزمة بأي بروتوكول ما مل تصبح طرفا يف ذلك‬ ‫‪-2‬‬
‫الربوتوكول وفقا ألحكامه‪.‬‬

‫يتعني تفسري أي بروتوكول ملحق هبذه االتفاقية باالقتران مع هذه االتفاقية‪ ،‬ومع مراعاة الغرض من‬ ‫‪-4‬‬
‫ذلك الربوتوكول‪.‬‬
‫املادة ‪38‬‬

‫بدء النفاذ‬

‫يبدأ نفاذ هذه االتفاقية يف اليوم التسعني من تاريخ إيداع الصك األربعني من صكوك التصديق أو‬ ‫‪-1‬‬
‫القبول أو اإلقرار أو االنضمام‪ .‬وألغراض هذه الفقرة‪ ،‬يتعني عدم اعتبار أي صك تودعه منظمة إقليمية‬
‫للتكامل االقتصادي صكا إضافيا إىل الصكوك اليت أودعتها الدول األعضاء يف تلك املنظمة‪.‬‬

‫يبدأ نفاذ هذه االتفاقية‪ ،‬بالنسبة لكل دولة أو منظمة إقليمية للتكامل االقتصادي تصدق على هذه‬ ‫‪-3‬‬
‫االتفاقية أو تقبلها أو تقرها أو تنضم إليها بعد إيداع الصك األربعني من تلك الصكوك‪ ،‬يف اليوم الثالثني‬
‫من تاريخ إيداع تلك الدولة أو املنظمة ذلك الصك ذا الصلة‪.‬‬

‫املادة ‪39‬‬

‫التعديل‬

‫بعد انقضاء مخس سنوات على بدء نفاذ هذه االتفاقية‪ ،‬جيوز للدولة الطرف أن تقترح تعديال هلا‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وأن تقدم هذا االقتراح إىل األمني العام لألمم املتحدة‪ ،‬الذي يقوم بناء عليه بإبالغ الدول األطراف ومؤمتر‬
‫األطراف يف االتفاقية بالتعديل املقترح بغرض النظر يف االقتراح واختاذ قرار بشأنه‪ .‬ويتعني على مؤمتر‬
‫األطراف أن يبذل قصارى جهده للتوصل إىل توافق يف اآلراء بشأن كل تعديل‪ .‬وإذا ما استنفدت كل‬
‫اجلهود الرامية إىل حتقيق توافق اآلراء دون أن يتسىن التوصل إىل اتفاق‪ ،‬يتعني‪ ،‬كمالذ أخري‪ ،‬ألجل اعتماد‬
‫التعديل‪ ،‬اشتراط التصويت له بأغلبية ثلثي أصوات الدول األطراف احلاضرة واملصوتة يف اجتماع مؤمتر‬
‫األطراف‪.‬‬

‫يتعني أن متارس املنظمات اإلقليمية للتكامل االقتصادي‪ ،‬يف املسائل اليت تندرج ضمن نطاق‬ ‫‪-3‬‬
‫اختصاصها‪ ،‬حقها يف التصويت يف إطار هذه املادة بإدالئها بعدد من األصوات مساو لعدد دوهلا األعضاء‬
‫اليت هي أطراف يف االتفاقية‪ .‬وال جيوز لتلك املنظمات أن متارس حقها يف التصويت إذا مارست دوهلا‬
‫األعضاء ذلك احلق‪ ،‬والعكس بالعكس‪.‬‬

‫يكون أي تعديل يعتمد وفقا للفقرة ‪ 1‬من هذه املادة خاضعا للتصديق أو القبول أو اإلقرار من‬ ‫‪-2‬‬
‫جانب الدول األطراف‪.‬‬

‫يبدأ نفاذ أي تعديل يعتمد وفقا للفقرة ‪ 1‬من هذه املادة‪ ،‬فيما يتعلق بأي دولة طرف‪ ،‬بعد تسعني‬ ‫‪-4‬‬
‫يوما من تاريخ إيداع تلك الدولة الطرف لدى األمني العام لألمم املتحدة صك تصديقها على ذلك التعديل‬
‫أو موافقتها عليه أو إقراره‪.‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫عندما يبدأ نفاذ أي تعديل‪ ،‬يصبح ملزما للدول األطراف اليت أعربت عن قبوهلا االلتزام به‪ ،‬وتظل‬ ‫‪-5‬‬
‫الدول األطراف األخرى ملزمة بأحكام هذه االتفاقية وبأي تعديالت سابقة تكون قد صدقت أو وافقت‬
‫عليها أو أقرهتا‪.‬‬

‫املادة ‪41‬‬

‫االنسحاب‬

‫جيوز للدولة الطرف أن تنسحب من هذه االتفاقية بتوجيه إشعار كتايب إىل األمني العام لألمم‬ ‫‪-1‬‬
‫املتحدة‪ .‬ويصبح هذا االنسحاب نافذا بعد سنة واحدة من تاريخ استالم األمني العام ذلك اإلشعار‪.‬‬

‫ال تعود أي منظمة إقليمية للتكامل االقتصادي طرفا يف هذه االتفاقية عندما تنسحب من االتفاقية‬ ‫‪-3‬‬
‫مجيع الدول األعضاء يف تلك املنظمة‪.‬‬

‫يستتبع االنسحاب من هذه االتفاقية مبقتضى الفقرة ‪ 1‬من هذه املادة االنسحاب من أي‬ ‫‪-2‬‬
‫بروتوكوالت ملحقة هبا‪.‬‬

‫املادة ‪41‬‬

‫الوديع واللغات‬

‫يسمّى األمني العام لألمم املتحدة وديعا هلذه االتفاقية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يتعني إيداع أصل هذه االتفاقية‪ ،‬اليت يتساوى نصها اإلسباين واإلنكليزي والروسي والصيين والعريب‬ ‫‪-3‬‬
‫والفرنسي يف احلجية‪ ،‬لدى األمني العام لألمم املتحدة‪.‬‬

‫وإثباتا ملا تقدم‪ ،‬قام املفوضون املوقعون أدناه‪ ،‬املخول هلم ذلك حسب األصول من جانب حكوماهتم‪،‬‬
‫بالتوقيع على هذه االتفاقية‪.‬‬
‫امللحق‪2‬‬

‫اإلتفاقية العربية ملكافحة اإلرهاب‬

‫صدرت اإلتفاقية بقرار من جملسي العدل والداخلية العرب يف اجتماعهما املشترك الذي عقد مبقر‬
‫األمانة العامة جلامعة الدول العربية بتاريخ ‪ ، 8991/40/22‬تاريخ بدء النفاذ ‪ 7‬مايو ‪8999‬‬
‫وفقا للمادة ‪04‬‬

‫الديباجة ‪:‬‬

‫إن الدول العربية املوقعة رغبة يف تعزيز التعاون فيما بينها ملكافحة اجلرائم اإلرهابية اليت‬
‫هتدد أمن الدولة العربية واستقرارها‪ ،‬وتشكل خطرا على مصاحلها احليوية‪.‬‬
‫والتزاما باملبادئ األخالقية والدينية السامية‪ ،‬والسيما أحكام الشريعة اإلسيتالمية‪ ،‬وذيتذا‬
‫بالتراث اإلنساين لألمة العربية ال تنبذ ذل أشكال العنف واإلرهاب‪ ،‬وتدعو إىل محاية حقيتو‬
‫اإلنسان ‪ ،‬وهي األحكام ال تتماشى معها مبادئ القانون الدويل وأسسه ال قامت على تعيتاون‬
‫الشعوب من أجل إقامة السالم‪.‬‬
‫والتزاما مبيثا جامعة الدول العربية وميثا هيئة األمم املتحدة ومجيع العهود واملواثيق‬
‫الدولية األخرى ال تكون الدول املتعاقدة يف هذه اإلتفاقية طرفا فيها‪.‬‬

‫وتأذيدا على حق الشعوب يف الكفاح ضد اإلحتالل األجنيب والعدوان مبختلف الوسائل ‪،‬‬
‫مبا يف ذلك الكفاح املسلح من أجل حترير أراضيها‪ ،‬واحلصول على حقها يف تقرير مصريها‬
‫واستقالهلا ‪ ،‬ومبا حيافظ على الوحدة الترابية لكل بلد عريب ‪ ،‬وذلك ذله وفقا ملقاصد ومبادئ‬
‫ميثا وقرارات األمم املتحدة فقد اتفقت على عقد اإلتفاقية داعية ذل دولة عربية مل تشارك يف‬
‫إبرامها إىل االنضمام إليها‪.‬‬
‫الباب األول‬

‫تعاريف وأحكام عامة‬

‫املادة األوىل‪:‬‬

‫يقصد باملصطلحات التعريف املبني إزاء ذل منها‪:‬‬

‫‪-8‬الدولة املتعاقدة‪ :‬ذل دولة عضو يف جامعة الدول العربية صادقة على هذه اإلتفاقية‪ ،‬وأودعت‬
‫وثائق تصديقها لدى األمانة العامة للجامعة‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلرهاب ‪ :‬ذل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا ذانت بواعثه أو أغراضه‪ ،‬يقع تنفيذا‬
‫ملشروع أجرامي فردي أو مجاعي يهدف إىل إلقاء الرعب بني الناس‪ ،‬أو ترويعهم بإيذائهم أو‬
‫تعريض حياهتم أو حريتهم أو أمنهم للخطر أو إحلا الضرر بالبيئة أو بأحد املرافق أو األمالك‬
‫العامة أو اخلاصة أو احتالهلا أو اإلستيالء عليها‪ ،‬أو تعريض أحد املوارد الوطنية للخطر‪.‬‬

‫‪ -3‬اجلرمية اإلرهابية ‪ :‬هي أي جرمية أو شروع فيها ترتكب تنفيذا لغرض إرهايب يف أي من‬
‫الدول املتعاقدة ‪ ،‬أو على رعاياها أو ممتلكاهتا أو مصاحلها يعاقب عليها يف اإلتفاقيات التالية‪ ،‬عدا‬
‫ما استثنته منها تشريعات الدول املتعاقدة أو ال مل تصاد عليها‪.‬‬

‫أ‪-‬إتفاقية طوذيو واخلاصة باجلرائم واألفعال ال ترتكب على منت الطائرات واملوقعة بتاريخ‬
‫‪8993/49/80‬‬

‫ب‪ -‬اتفاقية الهاي بشأن مكافحة االستيالء غري املشروع على الطائرات واملوقعة بتاريخ‬
‫‪.8974/82/89‬‬

‫ج‪-‬اتفاقية مونتريال اخلاصة بقمع األعمال غري املشرعة املوجهة ضد سالمة الطريان املدين واملوقعة‬
‫يف ‪ 8978/49/23‬والربوتوذول امللحق واملوقع يف مونتريال يف ‪.8910/40/84‬‬

‫د‪-‬اتفاقية نيويورك اخلاصة مبنع ومعاقبة اجلرائم املرتكبة ضد األشخاص املشمولني باحلماية الدولية‬
‫مبن فيهم املمثلون الدبلوماسيون واملوقعة يف ‪.8973/82/80‬‬
‫هيت اتفاقية اختطاف واحتجاز الرهائن املوقعة يف ‪.8979/82/87‬‬

‫و‪ -‬اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار لسنة ‪8913‬م ما تعلق منها بالقرصنة البحرية‪.‬‬

‫املادة الثانية‪:‬‬

‫أ‪-‬ال تعد جرمية‪ ،‬حاالت الكفاح مبختلف الوسائل مبا يف ذلك الكفاح املسلح ضد اإلحتالل‬
‫األجنيب والعدوان من أجل حترير وتقرير املصري‪ ،‬وفقا ملبادئ القانون الدويل وال يعترب هذه احلاالت‬
‫ذل عمل ميس بالوحدة الترابية ألي من الدول العربية‪.‬‬

‫ب‪ -‬ال تعد أي من اجلرائم اإلرهابية املشار إليها يف املادة السابقة من اجلرائم السياسية ويف تطبيق‬
‫أحكام هذه اإلتفاقية ال تعد من اجلرائم السياسية ولو ذانت بدافع سياسي اجلرائم التالية ‪:‬‬

‫‪-8‬التعدي على ملوك ورؤساء الدول املتعاقدة واحلكام وزوجاهتم أو أصوهلم أو فروعهم‪.‬‬

‫‪-2‬التعدي على أولياء العهد أو نواب رؤساء الدول أو رؤساء احلكومات أو الوزراء يف أي من‬
‫الدول املتعاقدة‪.‬‬

‫‪-3‬التعدي على األشخاص املتمتعني حبماية دولية مبن فيهم السفراء والدبلوماسيون يف الدول‬
‫املتعاقدة أو املعتمدون لديها‪.‬‬

‫‪-0‬القتل العمد والسرقة املصحوبة بإذراه ضد األفراد أو السلطات أو وسائل النقل باملواصالت‪.‬‬

‫‪-0‬أعمال التخريب واإلتالف للممتلكات العامة واملمتلكات املخصصة خلدمة عامة حىت ولو‬
‫ذانت مملوذة لدولة أخرى من الدول املتعاقدة‪.‬‬

‫‪-9‬جرائم التصنيع أو التهريب أو حيازة األسلحة أو الذخائر أو املتفجرات أو غريها من املواد ال‬
‫تعد إلرتكاب جرائم إرهابية‪.‬‬
‫الباب الثاين‬

‫أسس التعاون العريب ملكافحة اإلرهاب‬

‫الفصل األول‬

‫يف اجملال األمين‬

‫الفرع األول ‪ :‬تدابري منع ومكافحة اجلرائم اإلرهابية‬

‫املادة الثالثة ‪:‬‬

‫تتعهد الدول املتعاقدة بعدم تنظيم أو متويل أو ارتكاب األعمال اإلرهابية أو اإلشتراك فيها بأية‬
‫صورة من الصور ‪ ،‬والتزاما منها مبنع ومكافحة اجلرائم اإلرهابية طبقا للقوانني واإلجراءات‬
‫الداخلية منها فإهنا تعمل على‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تدابري املنع‬

‫‪-8‬احليلولة دون اختاذ أراضيها مسرحا لتخطيط أو تنظيم أو تنفيذ اجلرائم اإلرهابية أو الشروع أو‬
‫اإلشتراك فيها بأية صورة من الصور‪ ،‬مبا يف ذلك العمل على منع تسلل العناصر اإلرهابية إليها أو‬
‫إقامتها على أراضيها فرادى أو مجاعات واستقباهلا أو إيوائها أو تدريبها وتسليحها أو متويلها أو‬
‫تقدمي أي تسهيالت هلا‪.‬‬

‫‪ -2‬التعاون والتنسيق بني الدول املتعاقدة وخاصة اجملاورة منها وال تعاين من اجلرائم اإلرهابية‬
‫بصورة متشاهبة أو مشترذة‪.‬‬

‫‪ -3‬تطوير وتعزيز األنظمة املتصلة بالكشف عن نقل واسترياد وتصدير وختزين واستخدام األسلحة‬
‫والذخائر واملتفجرات وغريها من وسائل االعتداء والقتل والدمار وإجراءات مراقبتها عرب اجلمارك‬
‫واحلدود ملنع انتقاهلا من دولة متعاقدة إىل أخرى أو إىل غريها من الدول إال ألغراض مشروعة على‬
‫حنو ثابت‪.‬‬
‫‪ -0‬تطوير وتعزيز األنظمة بإجراءات املراقبة وتأمني احلدود واملنافذ الربية والبحرية واجلوية ملنع‬
‫حاالت التسلل منها‪.‬‬

‫‪ -0‬تعزيز نظم تأمني ومحاية الشخصيات واملنشآت احليوية ووسائل النقل العام‪.‬‬

‫‪ -9‬تعزيز احلماية واألمن والسالمة للشخصيات و للبعثات الدبلوماسية والقنصلية واملنظمات‬


‫اإلقليمية والدولية املعتمدة لدى الدولة املتعاقدة وفقا لإلتفاقيات الدولية ال حتكم هذا املوضوع‪.‬‬

‫‪ -7‬تعزيز أنشطة اإلعالم األمين وتنسيقها مع األنشطة اإلعالمية يف ذل دولة وفقا لسياستها‬
‫اإلعالمية ‪ ،‬وذلك لكشف أهداف اجلماعات والتنظيمات اإلرهابية واحباط خمططاهتا‪ ،‬وبيان مدى‬
‫خطورهتا على األمن واإلستقرار‪.‬‬

‫‪ -1‬تقوم ذل دولة من الدول املتعاقدة بإنشاء قاعدة بيانات جلمع وحتليل املعلومات اخلاصة‬
‫بالعناصر واجلماعات واحلرذات والتنظيمات اإلرهابية ومتابعة مستجدات ظاهرة اإلرهاب‬
‫والتجارب الناجحة يف مواجهتها وحتديث هذه املعلومات وتزويد األجهزة املختصة يف الدول‬
‫املتعاقدة هبا وذلك يف حدود ما تسمح به القوانني واإلجراءات الداخلية لكل دولة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تدابري املكافحة‬

‫القبض على مرتكيب اجلرائم اإلرهابية وحماذمتهم وفقا للقانون الوطين أو تسليمهم وفقا‬ ‫‪-8‬‬
‫ألحكام هذه اإلتفاقية أو اإلتفاقيات الثنائية بني الدولتني الطالبة واملطلوب إليها‬
‫التسليم‪.‬‬
‫تأمني محاية فعالة للعاملني يف ميدان العدالة اجلنائية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تأمني محاي فعالة ملصادر املعلومات عن اجلرائم اإلرهابية والشهود فيها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫توفري ما يلزم من مساعدات لضحايا اإلرهاب‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫إقامة تعاون فعال بني األجهزة املعنية وبني املواطنني ملواجهة اإلرهاب مبا يف ذلك إجياد‬ ‫‪-0‬‬
‫ضمانات وحوافز مناسبة للتشجيع على اإلبالغ عن األعمال اإلرهابية‪ .‬وتقدمي‬
‫املعلومات ال تساعد يف الكشف عنها والتعاون يف القبض على مرتكبيها‪.‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬التعاون العريب ملنع ومكافحة اجلرائم اإلرهابية‬

‫املادة الرابعة‪:‬‬

‫تتعاون الدول املتعاقدة ملنع ومكافحة اجلرائم اإلرهابية طبقا للقوانني واإلجراءات الداخلية لكل‬
‫دولة ومن خالل اآليت ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تبادل املعلومات‬

‫تتعهد الدول بتعزيز تبادل املعلومات فيما بينها حول‪:‬‬ ‫‪-8‬‬


‫أنشطة وجرائم اجلماعات اإلرهابية وقياداهتا وعناصرها وأماذن مترذزها ووسائل‬ ‫أ‪-‬‬
‫ومصادر متويلها وتسليحها وأنواع األسلحة والذخائر واملتفجرات ال تستخدمها‬
‫وغريها من وسائل اإلعتداء والقتل والدمار‪.‬‬
‫ب‪ -‬وسائل اإلتصال والدعاية ال تستخدمها اجلماعات اإلرهابية وأسلوب عملها وتنقالت‬
‫قياداهتا وعناصرها ووثائق السفر ال تستعملها‪.‬‬
‫تتعهد ذل من الدول املتعاقدة بإخطار أية دولة متعاقدة أخرى على وجه السرعة‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫باملعلومات املتوفرة لديها عن أية جرمية إرهابية تقع يف إقليمها تستهدف املساس مبصاحل‬
‫تلك الدولة أو مبواطنيها‪ ،‬على تبني يف ذلك اإلخطار ما أحاط باجلرمية من ظروف‬
‫واجلناة فيها وضحاياها واخلسائر النامجة عنها واألدوات املستخدمة يف ارتكاهبا وذلك‬
‫بالقدر الذي ال يتعارض مع متطلبات البحث والتحقيق‪.‬‬
‫تتعهد الدول املتعاقدة بالتعاون فيما بينها لتبادل املعلومات ملكافحة اجلرائم اإلرهابية‬ ‫‪-3‬‬
‫وأن تبادر بإخطار الدولة األخرى املتعاقدة بكل ما يتوافر لديها من معلومات أو‬
‫بيانات من شأهنا أن حتول دون وقوع جرائم إرهابية على إقليمها أو ضد مواطنيها أو‬
‫املقيمني فيها أو ضد مصاحلها‪.‬‬
‫تتعهد ذل من الدول املتعاقدة بتزويد أية دولة متعاقدة أخرى مبا يتوافر لديها من‬ ‫‪-0‬‬
‫معلومات أو بيانات من شأهنا أن ‪:‬‬
‫أن تساعد يف القبض على متهم أو متهمني بارتكاب جرمية ارهابية ضد مصاحل‬ ‫أ‪-‬‬
‫تلك الدولة أو الشروع أو اإلشتراك فيها سواء باملساعدة أو اإلتفا أو‬
‫التحريض‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن تودي إىل ضبط أي أسلحة أو ذخائر أو متفجرات أو أدوات أو األموال‬
‫ال استخدمت أو أعدت لإلستخدام يف جرمية إرهابية‪.‬‬
‫تتعهد الدول املتعاقدة باحملافظة على سرية املعلومات املتبادلة فيما بينها وعدم تزويد أية‬ ‫‪-0‬‬
‫دولة غري متعاقدة أو جهة أخرى هبا دون أخد املوافقة املسبقة للدولة مصدر املعلومات‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التحريات‬

‫تتعهد الدول املتعاقدة بتعزيز التعاون فيما بينها وتقدمي املساعدة يف جمال إجراءات التحري‬
‫والقبض على اهلاربني من املتهمني أو احملكوم عليهم جبرائم إرهابية وفقا لقوانني وأنظمة ذل‬
‫دولة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تبادل اخلربات‬

‫تتعاون الدول املتعاقدة على إجراء وتبادل الدراسات والبحوث ملكافحة اجلرائم‬ ‫‪-8‬‬
‫اإلرهابية ذما تتبادل ما لديها من خربات يف جمال املكافحة‪.‬‬
‫تتعاون الدول املتعاقدة يف حدود امكانياهتا على توفري املساعدات الفنية املتاحة ألعداد‬ ‫‪-2‬‬
‫برامج أو عقد دورات تدريبية مشترذة‪ ،‬خاصة بدولة أو جمموعة من الدول املتعاقدة‬
‫عند احلاجة للعاملني يف جمال مكافحة اإلرهاب لتنمية قدراهتم العلمية والعملية ورفع‬
‫مستوى أدائهم‪.‬‬
‫الفصل الثاين‬

‫يف اجملال القضائي‬

‫الفرع األول ‪ :‬تسليم اجملرمني‬

‫املادة اخلامسة‬

‫تتعهد ذل دولة من الدول املتعاقدة بتسليم املتهمني أو احملكوم عليهم يف اجلرائم اإلرهابية‬
‫املطلوب تسليمهم من أي من هذه الدول‪ ،‬وذلك طبقا للقواعد والشروط املنصوص عليها يف‬
‫هذه اإلتفاقية‪.‬‬

‫املادة السادسة‪:‬‬

‫ال جيوز التسليم يف أي من احلاالت التالية ‪:‬‬

‫إذا ذانت اجلرمية املطلوب من أجلها التسليم معتربة مبقتضى القواعد القانونية النافذة‬ ‫أ‪-‬‬
‫لدى الدولة املتعاقدة املطلوب إليها التسليم جرمية هلا صبغة سياسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا ذانت اجلرمية املطلوب من اجلها التسليم تنحصر يف اإلخالل بواجبات عسكرية‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا ذانت اجلرمية املطلوب من أجلها التسليم قد ارتكبت يف إقليم الدولة املتعاقدة‬
‫املطلوب إليها التسليم إال إذا ذانت هذه اجلرمية قد أضرت مبصاحل الدولة املتعاقدة‬
‫طالبة التسليم‪ ،‬وذانت قوانينها تنص على التسليم قد بدأت إجراءات التحقيق أو‬
‫املكافحة‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا ذانت الدعوى عند وصول طلب التسليم قد انقضت أو العقوبة قد سقطت مبضي‬
‫املدة طبقا لقانون الدولة املتعاقدة طالبة التسليم‪.‬‬
‫إذا ذانت اجلرمية قد ارتكبت خارج إقليم الدولة املتعاقدة الطالبة من شخص ال حيمل‬ ‫ج‪-‬‬
‫جنسيتها وذان قانون الدول املتعاقدة املطلوب إليها التسليم ال جييز توجيه اإلهتام عن‬
‫مثل هذه اجلرائم إذا ارتكبت خارج إقليمه من مثل هذا الشخص‪.‬‬
‫إذا صدر عفو يشمل مرتكيب هذه اجلرائم لدى الدولة املتعاقدة الطالبة‪.‬‬ ‫ح‪-‬‬
‫إذا ذان النظام القانوين للدولة املطلوب إليها التسليم ال جييز هلا تسليم مواطنيها فتلتزم‬ ‫خ‪-‬‬
‫الدولة املطلوب إليها التسليم بتوجيه اإلهتام ضد من يرتكب منهم لدى أي من الدول‬
‫املتعاقدة األخرى جرمية من اجلرائم اإلرهابية إذا ذان الفعل معاقبا عليه يف ذل من‬
‫الدولتني بعقوبة سالبة للحرية ال تقل مدهتا عن سنة أو بعقوبة أشد وحتدد جنسية‬
‫املطلوب تسليمه بتاريخ وقوع اجلرمية املطلوب التسليم من أجلها ويستعان يف هذا‬
‫الشأن بالتحقيقات ال أجرهتا الدولة طالبة التسليم‪.‬‬

‫املادة السابعة‪:‬‬

‫إذا ذان الشخص املطلوب قيد التحقيق أو احملاذمة أو حمكوما عليه عن جرمية أخرى يف الدولة‬
‫املطلوب إليها التسليم فإن تسلميه يؤجل حلني التصرف يف التحقيق أو انتهاء احملاذمة أو تنفيذ‬
‫العقوبة‪ ،‬وجيوز مع ذلك للدولة املطلوب إليها التسليم تسليمه مؤقتا للتحقيق معه أو حماذمته‬
‫بشرط إعادته للدولة ال سلمته قبل تنفيذ العقوبة يف الدولة طالبة التسليم‪.‬‬

‫املادة الثامنة ‪:‬‬

‫لغرض تسليم مرتكيب اجلرائم مبوجب هذه اإلتفاقية ال يعتد مبا قد يكون بني التشريعات‬
‫الداخلية للدول املتعاقدة من اختالف يف التكييف القانوين للجرمية جناية ذانت أو جنحة أو‬
‫بالعقوبة املقررة هلا بشرط أن تكون معاقبا عليها مبوجب قوانني ذلتا الدولتني بعقوبة سالبة‬
‫للحرية ملدة ال تقل عن سنة أو بعقوبة أشد‪.‬‬

‫الفرع الثاين ‪ :‬اإلنابة القضائية‬

‫املادة التاسعة‪:‬‬

‫لكل دولة متعاقدة أن تطلب إىل أية دولة أخرى متعاقدة القيام يف إقليمها نيابة عنها بأي إجراء‬
‫قضائي متعلق بدعوى ناشئة عن جرمية إرهابية وبصفة خاصة‪:‬‬

‫مساع شهادة الشهود واألقوال ال تؤخذ على سبيل اإلستدالل‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫ب‪ -‬تبليغ الوثائق القضائية‪.‬‬
‫ت‪ -‬تنفيذ عمليات التفتيش واحلجز‪.‬‬
‫ث‪ -‬إجراء املعاينة وفحص األشياء‬
‫احلصول على املستندات أو الوثائق والسجالت الالزمة أو نسخ مصدقة منها‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫املادة العاشرة‪:‬‬

‫تلتزم ذل من الدول املتعاقدة بتنفيذ اإلنابات القضائية املتعلقة باجلرائم اإلرهابية وجيوز هلا‬
‫رفض طلب التنفيذ يف أي من احلالتني التاليتني‪:‬‬

‫إذا ذانت اجلرمية موضوع الطلب حمل اهتام أو حتقيق أو حماذمة لدى الدولة املطلوب‬ ‫أ‪-‬‬
‫إليها تنفيذ اإلنابة‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا ذان تنفيذ الطلب من شأنه املساس بسيادة الدولة املكلفة بتنفيذه أو بأمنها أو‬
‫بالنظام العام فيها‪.‬‬

‫املادة احلادية عشرة‪:‬‬

‫ينفذ طلب اإلنابة القضائية ألحكام القانون الداخلي للدولة املطلوب إليها التنفيذ وعلى وجه‬
‫السرعة وجيوز هلذه الدولة تأجيل التنفيذ حىت استكمال اجراءات التحقيق والتتبع القضائي‬
‫اجلاري لديها يف نفس املوضوع‪ ،‬أو زوال األسباب القهرية ال دعت للتأجيل على أن يتم‬
‫إشعار الدولة الطالبة هبذا التأجيل ‪.‬‬

‫املادة الثانية عشرة‪:‬‬

‫يكون لإلجراء الذي يتم بطريق اإلنابة وفقا ألحكام هذه اإلتفاقية األثر القانوين ذاته‪،‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ذما لو مت أمام اجلهة املختصة لدى الدولة الطالبة اإلنابة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال جيوز استعمال ما نتج عن تنفيذ اإلنابة إال يف نطا ما صدرت اإلنابة بشأنه‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬التعاون القضائي‬

‫املادة الثالثة عشرة‪:‬‬

‫تقدم ذل دولة متعاقدة للدول األخرى املساعدة املمكنة والالزمة لتحقيقات أو اجراءات‬
‫احملاذمة املتعلقة باجلرائم اإلرهابية‪.‬‬

‫املادة الرابعة عشرة‪:‬‬

‫إذا انعقد اإلختصاص القضائي إلحدى الدول املتعاقدة مبحاذمة متهم عن جرمية‬ ‫أ‪-‬‬
‫ارهابية فيجوز هلذه الدولة أن تطلب إىل الدولة ال يوجد املتهم يف إقليمها حماذمته‬
‫عن هذه اجلرمية شريطة موافقة هذه الدولة وأن تكون اجلرمية معاقبا عليها يف دولة‬
‫احملاذمة بعقوبة سالبة للحرية ال تقل مدهتا عن سنة واحدة أو بعقوبة أشد وتقوم الدولة‬
‫الطالبة يف هذه احلالة مبوافاة الدولة املطلوب منها جبميع التحقيقات والوثائق واألدلة‬
‫اخلاصة باجلرمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬جيري التحقيق أو احملاذمة حسب مقتضى احلال عن الواقعة أو الوقائع ال أسندهتا‬
‫الدولة الطالبة إىل املتهم وفقا ألحكام قانون دولة احملاذمة‪.‬‬

‫املادة اخلامسة عشرة‪:‬‬

‫يترتب على تقدمي الدولة الطالبة لطلب احملاذمة وفقا للبند "أ" من املادة السابقة وقف إجراءات‬
‫املالحقة والتحقيق واحملاذمة املتخذة بشأن املتهم املطلوب حماذمته وذلك باستثناء ما تستلزمه‬
‫مقتضيات التعاون أو املساعدة أو اإلنابة القضائية ال تطلبها الدولة املطلوب إليها إجراء‬
‫احملاذمة‪.‬‬

‫املادة السادسة عشرة ‪:‬‬

‫ختضع اإلجراءات ال تتم يف أي من الدولتني الطالبة أو ال جتري فيها احملاذمة لقانون‬ ‫أ‪-‬‬
‫الدولة ال يتم فيها اإلجراء وتكون هلا احلجية املقررة يف هذا القانون‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال جيوز للدولة الطالبة حماذمة أو إعادة حماذمة من طلبت حماذمته إال إذا امتنعت‬
‫الدولة املطلوب إليها عن إجراء حماذمته‪.‬‬
‫ت‪ -‬ويف مجيع األحوال تلتزم الدولة املطلوب إليها احملاذمة ‪ ،‬بإخطار الدولة الطالبة مبا‬
‫اختذته بشأن طلب إجراء احملاذمة‪ ،‬ذما تلتزم بإخطارهم بنتيجة التحقيقات أو احملاذمة‬
‫ال جتريها‪.‬‬

‫املادة السابعة عشرة ‪:‬‬

‫للدولة املطلوب إليها إجراء احملاذمة اختاذ مجيع اإلجراءات والتدابري ال يقررها قانوهنا قبل‬
‫املتهم سواء يف الفترة ال تسبق وصول طلب احملاذمة إليها أو بعده‪.‬‬

‫املادة الثامنة عشرة ‪:‬‬

‫ال يترتب على نقل اإلختصاص باحملاذمة املساس حبقو املتضرر من اجلرمية ويكون له اللجوء‬
‫إىل قضاء الدولة الطالبة أو دولة احملاذمة يف املطالبة حبقوقه املدنية الناشئة عن اجلرمية‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬األشياء والعائدات املتحصلة عن اجلرمية والناجتة عن ضبطها‬

‫املادة التاسعة عشرة ‪:‬‬

‫إذا تقرر تسليم الشخص املطلوب تسلميه تلتزم أي من الدول املتعاقدة بضبط وتسليم‬ ‫أ‪-‬‬
‫األشياء والعائدات املتحصلة من اجلرمية اإلرهابية أو املستعملة فيها‪ ،‬أو املتعلقة هبا‬
‫للدولة الطالبة سواء وجدت يف حيازة الشخص املطلوب تسليمه أو لدى الغري‪.‬‬
‫ب‪ -‬تسليم األشياء املشار إليها يف الفقرة السابقة ولو مل يتم تسلمي الشخص املقرر تسليمه‬
‫بسبب هربه أو وفاته أو ألي سبب آخر وذلك بعد التحقق من أن تلك األشياء متعلقة‬
‫باجلرمية اإلرهابية‪.‬‬
‫ت‪ -‬ال ختل أحكام الفقرتني السابقتني حبقو أي من الدول املتعاقدة أو حسن النية من الغري‬
‫على األشياء أو العائدات املذذورة‪.‬‬
‫املادة العشرون ‪:‬‬

‫للدولة املطلوب إليها تسليم األشياء والعائدات اختاذ مجيع التدابري واإلجراءات التحفظية الالزمة‬
‫لتنفيذ التزامها بتسليها وهلا أيضا أن حتتفظ مؤقتا هبذه األشياء أو العائدات إذا ذانت الزمة‬
‫إلجراءات جزائية تتخذ عندها أو أن تسلمها إىل الدولة الطالبة بشرط استردادها منها لذات‬
‫األسباب‪.‬‬

‫الفرع اخلامس ‪ :‬تبادل األدلة‬

‫املادة احلادية والعشرون ‪:‬‬

‫تتعهد الدول املتعاقدة بفحص األدلة واآلثار الناجتة عن أية جرمية إرهابية تقع على إقليمها ضد‬
‫دولة متعاقدة أخرى بواسطة أجهزهتا املختصة وهلا اإلستعانة بأية دولة متعاقدة أخرى يف ذلك‪،‬‬
‫وتلتزم باختاذ اإلجراءات الالزمة للمحافظة على هذه األدلة واآلثار واثبات داللتها القانونية وهلا‬
‫وحدها احلق يف تزويد الدولة ال وقعت اجلرمية ضد مصاحلها بالنتيجة مىت طلبت ذلك وال‬
‫حيق للدولة أو الدول املستعان هبا إخطار أي دولة بذلك‪.‬‬

‫الباب الثالث‬

‫آليات تنفيذ القانون‬

‫الفصل األول‬

‫إجراءات التسليم‬

‫املادة الثانية والعشرون‪:‬‬

‫يكون تبادل طلبات التسليم بني اجلهات املختصة يف الدول املتعاقدة مباشرة أو عن طريق وزارات‬
‫العدل هبا أو ما يقوم مقامها‪ ،‬أو بالطريق الدبلوماسي‪.‬‬

‫املادة الثالثة والعشرون‪:‬‬


‫يقدم طلب التسليم ذتابة مصحوبا مبا يلي ‪:‬‬

‫أصل احلكم اإلدانة أو أمر القبض أو أية أورا أخرى هلا نفس القوة صادرة طبقا‬ ‫أ‪-‬‬
‫لألوضاع املقررة يف قانون الدولة الطالبة ‪ ،‬أو صورة رمسية مما تقدم‪.‬‬
‫ب‪ -‬بيان باألفعال املطلوب التسليم من أجلها يوضح فيه زمان ومكان ارتكاهبا وتكييفها‬
‫القانوين مع اإلشارة إىل املواد القانونية املطبقة عليها وصورة من هذه املواد‪.‬‬
‫ت‪ -‬أوصاف الشخص املطلوب تسليمه بأذرب قدر ممكن من الدقة وأية بيانات أخرى من‬
‫شأهنا حتديد شخصه وجنسيته وهويته‪.‬‬

‫املادة الرابعة والعشرون‪:‬‬

‫للسلطات القضائية يف الدولة الطالبة أن تطلب من الدولة املطلوب إليها بأي‬ ‫‪-8‬‬
‫طريق من طر اإلتصال الكتابية يت حبس توقيف الشخص احتياطيا إىل حني‬
‫وصول طلب التسليم‪.‬‬
‫وجيوز يف هذه احلالة للدولة املطلوب إليها التسليم أن حتبس الشخص املطلوب‬ ‫‪-2‬‬
‫احتياطيا وإذا مل يقدم طلب التسليم مصحوبا باملستندات الالزمة املبينة يف املادة‬
‫السابقة فال جيوز حبس الشخص املطلوب تسليمه مدة تزيد عن ثالثني يوما من‬
‫تاريخ إلقاء القبض عليه‪.‬‬

‫املادة اخلامسة والعشرون ‪:‬‬

‫على الدولة الطالبة أن ترسل طلبا مصحوبا باملستندات املبينة يف املادة الثالثة والعشرون من هذه‬
‫اإلتفاقية وإذا تبينت الدولة املطلوب إليها التسليم سالمة الطلب‪ ،‬تتوىل السلطات املختصة فيها‬
‫تنفيذه طبقا لتشريعها على أن حتاط الدولة الطالبة دون تأخري مبا اختذ بشأن طلبها‪.‬‬

‫املادة السادسة والعشرون‪:‬‬

‫يف مجيع األحوال املنصوص عليها يف املادتني السابقتني ال جيوز أن تتجاوز مدة احلبس‬ ‫‪-8‬‬
‫اإلحتياطي ستني يوما من تاريخ القبض‪.‬‬
‫جيوز اإلفراج خالل املدة املعينة يف الفقرة السابقة على أن تتخذ الدولة املطلوب إليها‬ ‫‪-2‬‬
‫التسليم التدابري ال يراها ضرورية للحيلولة دون هروب الشخص املطلوب‪.‬‬
‫ال حيول اإلفراج دون إعادة القبض على الشخص وتسليمه إذا ورد طلب التسليم بعد‬ ‫‪-3‬‬
‫ذلك‪.‬‬

‫املادة السابعة والعشرون‪:‬‬

‫إذا رأت الدولة املطلوب إليها التسليم حاجتها إىل إيضاحات تكميلية للتحقيق من توافر الشروط‬
‫املنصوص عليها يف هذا الفصل ختطر الدولة الطالبة وحتدد هلا موعد الستكمال هذه اإليضاحات‪.‬‬

‫املادة الثامنة والعشرون‪:‬‬

‫إذا تلقت الدولة املطلوب إليها عدة طلبات تسليم من دول خمتلفة إما عن ذات األفعال أو أفعال‬
‫خمتلفة فيكون هلذه الدولة أن تفصل يف هذه الطلبات مراعية ذافة الظروف وعلى األخص إمكان‬
‫التسليم الالحق وتاريخ وصول الطلبات ودرجة خطورة اجلرائم واملكان الذي ارتكبت فيه‪.‬‬

‫الفصل الثاين‬

‫إجراءات اإلنابة القضائية‬

‫املادة التاسعة والعشرون‪:‬‬

‫جيب أن تتضمن طلبات اإلنابة القضائية البيانات التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬اجلهة املختصة الصادر عنها الطلب‪.‬‬


‫ب‪ -‬موضوع الطلب وسببه‪.‬‬
‫ت‪ -‬حتديد هوية الشخص املعين باإلنابة وجنسيته بقدر اإلمكان‪.‬‬
‫ث‪ -‬بيان اجلرمية ال تطلب اإلنابة بسببها وتكيفيها القانوين والعقوبة املقررة على مقترفيها‬
‫وأذرب قدر ممكن من املعلومات على ظروفها مبا يكفي من دقة تنفيذ اإلنابة القضائية‪.‬‬
‫املادة الثالثون‪:‬‬

‫‪ -8‬يوجه طلب اإلنابة القضائية من وزارة العدل يف الدول الطالبة إىل وزارة العدل يف الدولة‬
‫املطلوب إليها ويعاد بنفس الطريق‪.‬‬
‫‪ -2‬يف حالة اإلتسعجال يوجه طلب اإلنابة القضائية يف الدولة الطالبة إىل السلطات القضائية يف‬
‫الدولة املطلوب إليها وترسل صورة من هذه اإلنابة القضائية يف نفس الوقت إىل وزارة‬
‫العدل يف الدولة املطلوب إليها وجيوز أن حتال الردود مباشرة عن طريق هذه اجلهة‪.‬‬

‫املادة احلادية الثالثون‪:‬‬

‫يتعني أن تكون طلبات اإلنابة القضائية واملستندات املصاحبة هلا موقعا عليها وخمتومة خبامت سلطة‬
‫خمتصة أو معتمدة منها وتعفى هذه املستندات من ذافة اإلجراءات الشكلية ال قد يتطلبها تشريع‬
‫الدولة املطلوب إليها‪.‬‬

‫املادة الثانية والثالثون‪:‬‬

‫إذا ذانت اجلهة ال تلقت طلب اإلنابة القضائية غري خمتصة مبباشرة تعني عليها إحالته تلقائيا إىل‬
‫اجلهة املختصة يف دولتها ويف حالة ما إذا أرسل الطلب بالطريق املباشر فإهنا حتيط الدولة الطالبة‬
‫علما بنفس الطريق‪.‬‬

‫املادة الثالثة والثالثون‪:‬‬

‫ذل رفض لإلنابة القضائية جيب أن يكون مسببا‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫اجراءات محاية الشهود واخلرباء‬

‫املادة الرابعة والثالثون‪:‬‬

‫إذا قدرت الدولة الطالبة أن حلضور الشاهد أو اخلبري أمام سلطاهتا القضائية أمهية خاصة فإن يتعني‬
‫أن تشري إىل ذلك يف طلبها‪ ،‬ويتعني أن يشتمل الطلب أو التكليف باحلضور على بيان تقرييب مببلغ‬
‫التعويض ونفقات السفر واإلقامة وعلى تعهدها بدفعها وتقوم الدولة املطلوب إليها بدعوة الشاهد‬
‫أو اخلبري للحضور وبإحاطة الدولة الطالبة باجلواب‪.‬‬

‫املادة اخلامسة والثالثون‪:‬‬

‫ال جيوز توقيع أي جزاء أو تدبري ينطوي على إذراه قبل الشاهد أو اخلبري الذي مل ميتثل‬ ‫‪-8‬‬
‫للتكليف باحلضور ولو تضمنت ورقة التكليف باحلضور بيان جزاء التخلف‪.‬‬
‫إذا حضر الشاهد أو اخلبري طواعية إىل إقليم الدولة الطالبة فيتم تكليفه باحلضور وفق‬ ‫‪-2‬‬
‫أحكام التشريع الداخلي هلذه الدولة‪.‬‬

‫املادة السادسة والثالثون‪:‬‬

‫ال جيوز أن خيضع الشاهد أو اخلبري للمحاذمة أو احلبس أو تقييد حريته يف إقليم الدولة‬ ‫‪-8‬‬
‫الطالبة عن أفعال أو أحكام سابقة على مغادرته إلقليم الدولة املطلوب إليها‪ ،‬وذلك أيا‬
‫ذانت جنسيته طاملا ذان مثوله أمام اجلهات القضائية لتلك الدولة بناءا على تكليف‬
‫باحلضور‪.‬‬
‫ال جيوز أن حياذم أو حيبس أو خيضع ألي قيد على حريته يف إقليم الدولة الطالة أي‬ ‫‪-2‬‬
‫شاهد أو خبري أيا ذانت جنسيته حيضر أمام اجلهات القضائية لتلك الدولة بناءا على‬
‫تكليف باحلضور عن أفعال أو أحكام أخرى غري مشار إليها يف ورقة التكليف‬
‫باحلضور وسابقة على مغادرته أراضي الدولة املطلوب إليها‪.‬‬
‫تنقضي احلصانة املنصوص عليها يف هذه املادة إذا بقي الشاهد أو اخلبري املطلوب يف‬ ‫‪-3‬‬
‫إقليم الدولة الطالبة ثالثني يوما متعاقبة بالرغم من قدرته على مغادرته بعد أن أصبح‬
‫وجوده غري مطلوب من اجلهات القضائية أو إذا عاد إىل إقليم الدولة الطالبة بعد‬
‫مغادرته‪.‬‬

‫املادة السابعة والثالثون‪:‬‬


‫تتعهد الدولة الطالبة باختاذ ذافة اإلجراءات الالزمة لكفالة محاية الشاهد أو اخلبري من‬ ‫‪-8‬‬
‫أية عالنية تؤدي إىل تعريضه أو أسرته أو أمالذه للخطر الناتج عن اإلدالء بشهادته أو‬
‫خبربته وعلى األخص‪:‬‬
‫ذفالة سرية تاريخ ومكان وصوله إىل الدولة الطالبة ووسيلة ذلك‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬ذفالة سرية حمل إقامته وتنقالته وأماذن تواجده‪.‬‬
‫ت‪ -‬ذفالة سرية أقواله ومعلوماته ال يديل هبا أمام السلطات القضائية املختصة‪.‬‬
‫تتعهد الدولة الطالبة بتوفري احلماية األمنية الالزمة ال تقتضيها حالة الشاهد أو اخلبري‬ ‫‪-2‬‬
‫وأسرته وظروف القضية املطلوب فيها‪ ،‬وأنواع املخاطر املتوقعة‪.‬‬

‫املادة الثامنة والثالثون‪:‬‬

‫إذا ذان الشاهد أو اخلبري املطلوب مثوله أمام الدولة الطالبة حمبوسا يف الدولة املطلوب‬ ‫‪-8‬‬
‫إليها فيجري نقله مؤقتا إىل املكان الذي ستعقد فيه اجللسة املطلوب مساع شهادته أو‬
‫خربته فيها وذلك بالشروط ويف املواعيد ال حتددها الدولة املطلوب إليها‪ ،‬وجيوز‬
‫ورفض النقل‪.‬‬
‫إذا رفض الشاهد أو اخلبري احملبوس‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬إذا ذان وجوده ضروريا من أجل إجراءات جنائية تتخذ يف إقليم الدولة املطلوب منها‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا ذان نقله من شأنه إطالة أمد حبسه‪.‬‬
‫ث‪ -‬إذا ذانت هناك اعتبارات حتول دون نقله‪.‬‬
‫يظل الشاهد أو اخلبري املنقول حمبوسا يف إقليم الدولة الطالبة إىل حني إعادته إىل الدولة‬ ‫‪-2‬‬
‫املطلوب إليها ما مل تطل الدولة األخرية إطال سراحه‪.‬‬
‫الباب الرابع‬

‫أحكام ختامية‬

‫املادة التاسعة والثالثون‬

‫تكون هذه االتفاقية حمال للتصديق أو قبوهلا أو إقرارها من الدول املوقعة وتودع وثائق التصديق‬
‫أو القبول أو اإلقرار لدى األمانة العامة جلامعة الدول العربية يف موعد أقصاه ثالثون يوما من‬
‫تاريخ التصديق أو القبول أو اإلقرار وعلى األمانة العامة إبالغ سائر الدول األعضاء بكل إيداع‬
‫لتلك الوثائق وتارخيه‪.‬‬

‫املادة األربعون‪:‬‬

‫تسري هذه االتفاقية بعد مضي ثالثني يوما من تاريخ إيداع وثائق التصديق عليها أو‬ ‫‪-8‬‬
‫قبوهلا أو إقرارها من سبع دول عربية‪.‬‬
‫ال تنفذ هذه االتفاقية حبق أية دولة عربية أخرى‪ ،‬إال بعد إيداع وثيقة التصديق عليها أو‬ ‫‪-2‬‬
‫قبوهلا أو إقرارها لدى األمانة العامة للجامعة‪ ،‬ومضي ثالثني يوما من تاريخ اإليداع‪.‬‬

‫املادة احلادية واألربعون‪:‬‬

‫ال جيوز ألية دولة من الدول املتعاقدة أن تبدي أي حتفظ ينطوي صراحة ضمنا على خمالفة نصوص‬
‫هذه اإلتفاقية أو خروج عن أهدافها‪.‬‬

‫املادة الثانية واألربعون‪:‬‬

‫ال جيوز ألية دولة متعاقدة أن تنسحب من هذه اإلتفاقية إال بناءا على طلب ذتايب ترسله إىل أمني‬
‫عام جامعة الدول العربية‪.‬‬

‫يرتب االنسحاب أثره بعد مضي ستة شهور من تاريخ إرسال الطلب‪ ،‬إىل أمني عام جامعة الدول‬
‫العربية وتظل أحكام هذه االتفاقية نافذة يف شأن الطلبات ال قدمت قبل انقضاء هذه املدة‪.‬‬
‫حررت هذه اإلتفاقية باللغة العربية مبدينة القاهرة‪/‬مجهورية مصر العربية يف ‪8081/82/20‬هيت‬
‫املوافق ليت‪ 8991/40/22‬من أصل واحد مودع باألمانة العامة جلامعة الدول العربية ونسخة‬
‫مطابقة لألصل حتفظ باألمانة العامة جمللس وزراء الداخلية العرب ‪ ،‬وتسلم ذذلك نسخة مطابقة‬
‫لألصل لكل طرف من األطراف املوقعة على هذه اإلتفاقية أو املنظمة إليها‪.‬‬

‫وإثباتا ملا تقدم قام أصحاب السمو واملعايل وزراء الداخلية والعدل العرب بتوقيع هذه اإلتفاقية نيابة‬
‫عن دوهلم‪.‬‬

‫متت بإذن اهلل تعاىل‬

You might also like