You are on page 1of 179

‫شكر وتقدير‪:‬‬

‫تتقدم وحدة التقييم واالمتحانات العامة باسم مديرها الدكتور محمد اللحام وجميع موظفي الوحدة من‬
‫عطوفة األستاذ الدكتور عبدهللا سرور الزعبي رئيس جامعة البلقاء التطبيقية بوافر الشكر وجزيل االمتنان‬
‫على ما بذله من جهد وما أواله من عناية ورعاية لتأليف كتاب التربية الوطنية واخراجه واعتماده مرجعا ً‬
‫لتدريس مادة التربية الوطنية لطلبة البكالوريوس والدبلوم من أبناء جامعة البلقاء التطبيقية وكافة الكليات التي‬
‫تشرف عليها الجامعة‪.‬‬

‫كما وتتقدم الوحدة بالشكر الجزيل لكافة أعضاء اللجنة المكلفة بصياغة هذا الكتاب وتأليفه برئاسة األستاذ‬
‫الدكتور عبد الناصر الزيود نائب رئيس الجامعة‪ ،‬لما قدمته هذه اللجنة من خبرات واسعة تمخضت في وضع‬
‫وصياغة محاور هذا الكتاب واخراجه على هذا الشكل األمثل‪.‬‬

‫وقد قامت وحدة التقييم واالمتحانات العامة بنشر محتوى المحورين األول والثاني من الكتاب على موقع‬
‫الوحدة على شبكة االنترنت‪ ،‬وسيتم نشر ما تبقى من محاور حال االنتهاء منها وورودها للوحدة تباعاً‪.‬‬

‫كما وتثمن الوحدة توجه عطوفة األستاذ الدكتور رئيس الجامعة برصد جزء من ريع هذا الكتاب لصندوق‬
‫الطالب الفقير في الجامعة‪.‬‬

‫وفقنا هللا واياكم لخدمة هذا الوطن تحت ظل راية حضرة صاحب الجاللة الهاشمية الملك عبدهللا الثاني‬
‫بن الحسين المعظم حفظه هللا ورعاه‪.‬‬

‫مدير وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬


‫الدكتور محمد اللحام‬
‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫التربية الوطنية‬
‫‪2018‬‬
‫لجنة االشراف على اعداد الكتاب‬

‫األستاذ الدكتور عبدالناصر طلب الزيود ‪ /‬مقررا‬


‫األستاذ الدكتور مصطفى محمد عيروط ‪ /‬عضوا‬
‫الدكتور محمد محمد اللحام ‪ /‬عضوا‬
‫الدكتور خالد حامد شنيكات ‪ /‬عضوا‬
‫الدكتور لؤي ابراهيم بواعنة ‪ /‬عضوا‬
‫الدكتور أحمد خليف العفيف ‪ /‬عضوا‬
‫الدكتورة ايمان الحسين البشير ‪ /‬عضوا‬
‫الدكتور يوسف سالمة المسعيدين ‪ /‬عضوا‬
‫الدكتور هاني أحمد الشبول ‪ /‬عضوا‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫كان الشباب وال زال محور اهتمام جاللة الملك عبد اهلل الثاني بن الحسين‪ ،‬فهم أساس بناء‬
‫الوطن وتنميته‪ ،‬وعليه كان من الضروري إعداد هؤالء الشباب لمثل هذه المهمة‪ ،‬وتوعيتهم بتاريخ‬
‫األردن وأهميته السياسية والجغرافية في المنطقة وفيي الايالم أجمي ‪ ،‬لترسييخ محبية هيذا اليوطن فيي‬
‫قلوبهم‪ ،‬وبذلهم الغالي والنفيس من أجله‪ ،‬فيقطفون بذلك ثمار محبيتهم ليه بتلقييهم أفضيل التيدما‬
‫التي يمكن توفيرها ألي مواطن في بلده‪.‬‬ ‫التاليمية والصحية وغيرها من التدما‬
‫لييه جامايية البلقياء التطبيقييية‪ ،‬بإعييداد كتياب شييامل فييي التربيية الوطنييية لطلبيية‬ ‫وهيذا مييا سيا‬
‫المرحلة الجاماية األولى وطلبة الشهادة الجاماية المتوسيطة‪ ،‬فكيان هيذا الكتياب منيارة للطلبية لفهيم‬
‫م ارحييل تكييوين الدوليية منييذ تأسيسييها وحتييى هييذه اللح يية وهييو ميين أوا ييل كتييب التربييية الوطنييية التييي‬
‫تتضي ييمن في ييي متنهي ييا محي ييو ار عي يين الج ي ي ار م ا لكترونيي يية‪ ،‬والفضي يياء ا لكتروني ييي‪ ،‬ووسي ييا ل التواصي ييل‬
‫االجتماعي ومدى تأثيرها على هذا الجيل‪.‬‬
‫وقييد احتييوى الكتيياب علييى سييباة محيياور‪ ،‬حيييت تضييمن المحييور األول تاريفييا ألهييم المفيياهيم‬
‫الوطنية‪ :‬مثل التربية الوطنية‪ ،‬واالنتماء‪ ،‬والوالء‪ ،‬والمصلحة الوطنية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫وتحييدت المحييور الثيياني بإسييهاب عيين الديموقراطييية‪ ،‬والمواطنية‪ ،‬والرؤييية الملكييية ألردن الغييد‬
‫(رؤي يية م يين ت ييالل األوراق النقاش ييية ورس ييالة عم ييان ‪ ،‬حي ييت غط ييى مواض ييي األحي يزاب السياس ييية‪،‬‬
‫المجتمي الميدني‪ ،‬والوحيدة الوطنيية‪ ،‬والمجتمي‬ ‫والمساواة‪ ،‬والادالة‪ ،‬والحوار‪ ،‬والتسيام‪ ،،‬ومؤسسيا‬
‫المدني والدولة المدنية‪.‬‬
‫موضييوم المحييور الثالييت‪ ،‬حيييت تحييدت عيين‬ ‫أمييا نشييأة وتصوصييية الدوليية األردنييية فكان ي‬
‫سييبب التسييمية وجغرافييية المكييان األردنييي‪ ،‬والتنييوم الحضيياري والتيياريتي األردنييي‪ ،‬والثييورة الاربييية‬
‫المحييور أهييم مبيياد ار‬ ‫الكبييرى‪ ،‬ومييا تالهييا ميين إنشيياء الدوليية األردنييية حتييى يومنييا هييذا‪ ،‬واسييتار‬
‫جاللة الملك عبد اهلل الثاني بن الحسيين ومشيارياه النهضيويةم منهيا األردن أوال‪ ،‬وكلنيا‬ ‫وطروحا‬
‫أسييس السياسيية التارجييية األردنييية فييي عهييده‪ ،‬والرعاييية والوصيياية الهاشييمية‬ ‫األردن‪ ،‬كمييا اسييتار‬
‫األردنية للمقدسا ‪.‬‬
‫المح ييور ال اربي ي الن ييام السياس ييي‪ ،‬والسياس يية التارجي يية األردني يية‪ ،‬متض ييمنا الدس ييتور‬ ‫ون يياق‬
‫وفقييا للدسييتور‪ ،‬والمواثيييق الوطنييية األردنييية‪،‬‬ ‫األردنييي وتاديالتييه‪ ،‬وهيكليية الن ييام وتوزي ي السييلطا‬
‫والديموقراطية‪.‬‬
‫ولما كيان األمين واألميان هيو ميا يصيبو إلييه كيل ميواطن‪ ،‬فقيد كيان ل ازميا أن يتحيدت الكتياب‬
‫المااصي يرة‪ ،‬فا ي ايرأل األم يين ال ييوطني‪ ،‬واألم يين‬ ‫ف ييي مح ييوره الت ييامس ع يين األم يين ال ييوطني والتح ييديا‬
‫الوطنية في‬ ‫الوطني الشامل‪ ،‬واألمن الوطني األردني‪ ،‬ومرتكزاته‪ ،‬وأولوياته‪ ،‬وبين دور المؤسسا‬
‫تحقيق األمن الوطني‪.‬‬
‫وتطييرق المحييور السييادس إلييى المجتم ي األردنييي‪ :‬تاريفييه‪ ،‬وتصا صييه‪ ،‬والتقسيييم السييكاني‪،‬‬
‫المجتم ي األردنييي وتصا ص يه‪ ،‬واألس يرة األردنييية‪ ،‬ومشيياركة الم يرأة فييي الحييياة‬ ‫والتنمييية‪ ،‬ووحييدا‬
‫الاامة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫كم ييا وتن يياول الكت يياب ف ييي المح ييور الس يياب ا ع ييالم ال ييوطني ومؤسس يياته ودوره ييا ف ييي تثقي ييأل‬
‫الرسييمية وبكييل شييفافية‪ ،‬ودور ا عييالم‬ ‫الميواطنين وتييوعيتهم وايصييال المالوميية إليييهم عبيير القن يوا‬
‫مين الشيباب‪ ،‬إضيافة‬ ‫االلكتروني في مكافحة الفكر المتطرأل الذي قد يلوت ويسمم أدمغية اليبا‬
‫إلي ييى وسي ييا ل االتصي ييال والتواصي ييل االجتمي يياعي‪ ،‬والج ي ي ار م االلكترونيي يية وماهيتهي ييا وسي ييبل مكافحتهي ييا‬
‫وتطرها على األمن القومي‪.‬‬
‫وفي النهاية أدعو اهلل أن يكون هذا الكتاب الذي تم إعداده بجهود وسواعد زمال ي أعضاء‬
‫لييه‬ ‫الهي يية التدريسييية فييي جامايية البلقيياء التطبيقييية مرجاييا فييي حييب الييوطن والتفيياني فييي االتييال‬
‫وا نتميياء إليييه والسيياي لتدمتييه والتضييحية ألجلييه ميين تييالل بييذل الغييالي والنفيييس فييي سييبيل رفاتييه‬
‫وازدهاره‪.‬‬
‫حضيرة‬ ‫يل ال اريية الهاشيمية وعمييد تل البيي‬ ‫حمى اهلل األردن‪ ،‬ووفقنا وايياكم لتدمتيه تحي‬
‫صاحب الجاللة الهاشمية الملك عبداهلل الثاني بن الحسين الما م حف ه اهلل ورعاه‪.‬‬
‫ر يس جاماة البلقاء التطبيقية‬
‫األستاذ الدكتور عبداهلل سرور الزعبي‬
‫السلط – المملكة األردنية الهاشمية‬
‫‪2018‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور األول‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المحور الول‬
‫تعريف المفاهيم‬
‫اعداد‪ :‬د‪ .‬خالد شنيكات‬
‫التربية الوطنية‪ ،‬االنتماء‪ ،‬الوالء‪ ،‬المصلحة الوطنية‪ ،‬التنمية السياسية‪ ،‬الدستور‪،‬‬
‫الديموقراطية‪ ،‬الهوية الوطنية‪ ،‬النظام السياسي‪ ،‬الدولة‪ ،‬القانون والنظام‪.‬‬

‫‪ .1‬التربية الوطنية‪.‬‬

‫عملية تهدف إلى ايجاد واعداد المواطن الصالح ليكون عضوا مشاركا وفاعال في مجتمعه‬
‫مساهما في حل مشكالته‪ ،‬وتعرف أيضا تنشئة الفرد على مجموعة من المعارف والمسلكيات‬
‫والقيم التي تجعله قاد ار على خدمة مجتمعه وتطويره والدفاع عنه‪ ،‬وتعريفه بالقوانين والتقاليد‬
‫واألنظمة‪ ،‬وارثه التاريخي واألعراف الناظمة لحياته العامة والخاصة أيضا‪ ،‬وتحديد واجبات الفرد‬
‫وحقوقه ومسؤولياته تجاه المجتمع والدولة‪ ،‬وتشمل ايضا‪:‬‬

‫أ‪ -‬التربية السياسية‪ :‬التي تهدف إلى تعليم الثقافة السياسية‪ ،‬ومبادئ وأسس نظام الحكم‬
‫والسلطة في الدولة وفهمها‪ ،‬وآلية صنع الق اررات في النظام السياسي‪.‬‬

‫ب‪ -‬التربية الخلقية‪ :‬التي تركز على المنظومة القيمية واالجتماعية للفرد وتدعمها‪ ،‬وهي‬
‫ترسم حدا فاصال ما بين السلوك المرغوب فيه والسلوك غير المرغوب فيه‪.‬‬

‫‪ .2‬االنتماء‪.‬‬

‫االنتماء لغة‪ :‬من النماء والزيادة واالرتفاع والعلو‪ ،‬واصطالحا‪ :‬االنتساب أو االرتباط‬
‫الحقيقي المخلص الصادق للوطن فك ار وقوال ووجدانا وعمال وواقعا‪ ،‬واالعتزاز بمكوناته الثقافية‬
‫والبشرية والمادية‪ ،‬وجعل مصلحته فوق كل مصلحة‪ ،‬والتفاني في خدمته والتضحية في سبيله‬
‫والدفاع عنه‪ ،‬والتمسك والثقة فيه‪ ،‬ويعكس االنتماء الصلة التي تربط بين الفرد والوطن من خالل‬
‫القيام بالواجبات المطلوبة من الفرد والمحافظة على العادات والتقاليد الحميدة‪ ،‬والوقوف واالنحياز‬
‫إلى جانب الوطن في اليسر والعسر‪ ،‬وهو يرتبط بالوطن (األرض)‪.‬‬

‫‪ .3‬الوالء‪.‬‬

‫الوالء لغة‪ :‬من الدنو‪ ،‬والقرب‪ ،‬والمناصرة‪ ،‬والتأييد‪ ،‬واصطالحا‪ :‬من تبع‪ ،‬ونصر‪ ،‬وخضع‬
‫لسلطة ما (مثل األب‪ ،‬أو شيخ العشيرة‪ ،‬أو المؤسسة‪ ،‬أو الحاكم‪ ،‬أو غيرهم)‬

‫‪1‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور األول‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫والوالء اصطالحا‪ :‬هو شعور قد يكون داخليا يدفع اإلنسان إلى اإلخالص والوفاء ألولي‬
‫األمر حسب درجته ومنزلته منه لما فيه من خير ومصلحة تقوم على التقدير واالحترام‪ ،‬وقد يكون‬
‫خارجيا مرتبطا بوسائل الترغيب والترهيب‪ ،‬وتعززه وسائل التنشئة االجتماعية لألفراد من عالقات‬
‫وغيرها‪ ،‬ويرتبط الوالء بالحاكم‪.‬‬

‫ويتحقق الوالء من خالل االلتزام بالدستور‪ ،‬والقوانين‪ ،‬واألنظمة‪ ،‬والتعليمات‪ ،‬واللوائح‪،‬‬


‫والتسلح بالعلم والمعرفة‪ ،‬والمحافظة على مكتسبات الوطن الثقافية والتاريخية‪ ،‬وطاعة ولي األمر‬
‫والتمسك بالوحدة الوطنية وتأييد القيادة الهاشمية ودعمها‪.‬‬

‫‪ .4‬المصلحة الوطنية‪.‬‬

‫تعني أهداف الدولة وطموحاتها سواء كانت اقتصادية أو عسكرية أو ثقافية‪ ،‬وتعني‬
‫المصالح العامة لكل الشعب أيضا‪ ،‬وتعد المصلحة الوطنية الموجه األساسي لصانع الق اررات‪،‬‬
‫وعلى أساسها تحدد العالقات مع اآلخرين‪.‬‬

‫وتنقسم المصلحة الوطنية إلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬المصلحة الوطنية العليا‪ :‬تشمل األمن والبقاء‪ ،‬والهيبة‪ ،‬واستمرار النظام السياسي‬
‫الحاكم‪ ،‬والسعي وراء الثروة والنمو االقتصادي والقوة‪.‬‬

‫ب‪ -‬المصلحة الوطنية الدنيا‪ :‬وتتضمن توفير فرص العمل والرفاه (االزدهار)‪ ،‬والتعليم‬
‫للمواطن في المجاالت شتى‪ ،‬والتأمينات االجتماعية والصحية‪.‬‬

‫ويسعى الردن إلى تحقيق مصالحه الوطنية ضمن عدة أُطر وأهداف هي‪:‬‬

‫أ‪ .‬وطنية‪ :‬تكون بتحقيق إصالح (ازدهار) اقتصادي‪ ،‬واجتماعي‪ ،‬وسياسي‪ ،‬وغيره‪.‬‬

‫ب‪ .‬عربية‪ :‬تقوم على تقوية عالقات األردن بالجامعة العربية وعضويته بها‪ ،‬وعالقته‬
‫بالدول العربية المبنية على االحترام المتبادل‪ ،‬وتعزيز العالقات العربية البينية من خالل‬
‫التجارة‪ ،‬وتبادل الخبرات‪.‬‬

‫ج‪ .‬إسالمية‪ :‬وذلك من خالل دور األردن وعضويته في منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬وعالقته‬
‫بالدول اإلسالمية‪.‬‬

‫د‪ .‬إقليمية‪ :‬وترتكز على إقامة عالقات متوازنة وحضارية مع الجوار اإلقليمي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور األول‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫هـ‪ .‬دولية‪ :‬تستند إلى تقوية األردن لقواعد العمل الدولي وعضويته في األمم المتحدة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى عالقته مع أقطاب النظام الدولي مثل الواليات المتحدة‪ ،‬واالتحاد األوروبي‪،‬‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫ومن أهم المصالح الوطنية الردنية‪:‬‬

‫أ‪ -‬حماية الوطن والحفاظ على منعته‪ ،‬والدفاع عنه أمنيا وعسكريا‪ ،‬تطويره اقتصاديا وثقافيا‪،‬‬
‫وحماية قيمه العليا في الدين واللغة‪ ،‬والتأكيد على هويتة الحضارية عربيا واسالميا‪،‬‬
‫وحفظ وحماية مقدرات الوطن لألجيال القادمة‪.‬‬

‫ب‪ -‬حماية الدستور واحترام مؤسسية القرار عند اتخاذه بعيدا عن التفرد والمزاجية‪.‬‬

‫ج‪ -‬حفظ الوحدة الوطنية وتعزيزها بالممارسة والسلوك‪ ،‬وحماية سيادته‪.‬‬

‫‪ .5‬الهوية الوطنية‪.‬‬

‫مجموعة من السمات والخصائص الثقافية التي تميز أبناء وطن معين عن األوطان‬
‫األخرى‪ ،‬لذلك فهي ترتبط بمكونات الوطن الفكرية والمادية من معتقدات‪ ،‬ولغة‪ ،‬وقيم‪ ،‬وعادات‪،‬‬
‫وتقاليد‪ ،‬وتجربة تاريخية‪ ،‬وموقع جغرافي‪ ،‬وديانات‪ ،‬والجوانب الثقافية كافة التي تحدد طريقة‬
‫تفكير وسلوك الفرد والجماعة‪ ،‬وتعطيهم هويتهم الحضارية المتميزة‪ ،‬وتترجم روح االنتماء لدى‬
‫أبنائها‪ ،‬ولها أهميتها في رفع شأن األمم وتقدمها وازدهارها‪ ،‬وابراز شخصية األمة‪.‬‬

‫وتتضمن الهوية الوطنية الحقوق المشتركة‪ ،‬حيث يتمتع أبناء الهوية الوطنية الواحدة‬
‫بالحقوق ذاتها‪ ،‬كحق التعليم‪ ،‬وحق التعبير عن الرأي‪ ،‬وحق الحياة بكرامة‪ ،‬وحق الملكية‪ ،‬وحق‬
‫الهوية الوطنية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العمل‪ ،‬وغير ذلك من الحقوق التي تجسد معاني‬

‫‪ .6‬الديموقراطية‬

‫هي نوع من أنواع الحكم يشارك فيها المواطنون المؤهلون جميعا على قدم المساواة ‪ -‬إما‬
‫مباشرة أو من خالل ممثلين عنهم منتخبين ‪ -‬في اقتراح‪ ،‬وتطوير‪ ،‬واستحداث القوانين‪ .‬وهي‬
‫تشمل األوضاع السياسية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والثقافية التي تمكن المواطنين من‬
‫الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي من خالل تبادل سلمي للسلطة‪.‬‬
‫فالديموقراطية هي وسيلة الدولة المدنية لتحقيق االتفاق العام والصالح العام للمجتمع‪ ،‬كما أنها‬
‫وسيلتها للحكم العقالني الرشيد وتفويض السلطة وانتقالها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور األول‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫الخالق بين األفكار السياسية المختلفة‬


‫ّ‬ ‫إن الديموقراطية تتيح الفرصة للتنافس الحر‬
‫والقيادات السياسية‪ ،‬وما ينبثق عنها من برامج وسياسات‪ .‬ويكون الهدف النهائي للتنافس تحقيق‬
‫المصلحة العليا للمجتمع‪ ،‬والحكم النهائي في هذا التنافس هو الشعب الذي يشارك في انتخابات‬
‫عامة الختيار قياداته وممثليه‪ ،‬ال بصفتهم الشخصية وانما بحكم ما يطرحونه من برامج‬
‫وسياسات‪.‬‬

‫وفي الديموقراطية يكون الشعب مصدر السلطة‪ ،‬وتقرر منها الحقوق للمواطنين جميعا‬
‫على أساس من الحرية والمساواة من دون تمييز بين األفراد بسبب األصل‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو الدين‪،‬‬
‫أو اللغة‪ ،‬وكثي ار ما يستخدم اصطالح اإلدارة الديموقراطية للداللة على القيادة الجماعية التي تتسم‬
‫بالمشورة والمشاركة مع المرؤوسين في عملية اتخاذ الق اررات‪.‬‬

‫وتمثل المشاركة السياسية جوهر الديموقراطية‪ ،‬وتعني مساهمة المواطنين أفرادا وتجمعات‬
‫في عملية اتخاذ القرار في إطار النظام السياسي‪ ،‬مثل الحق في المشاركة في التصويت‪ ،‬وتولي‬
‫الوظائف العامة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ .7‬النظام السياسي‬

‫نسق من العمليات والتفاعالت‪ ،‬التي تشمل عالقة سلطة بين النخبة الحاكمة من جهة‪،‬‬
‫والمواطنين من جهة أخرى‪ ،‬وكذلك فيما بين النخب مع بعضها‪ ،‬وذلك في ظل وجود قواعد‬
‫واجراءات لتنظيم هذه العالقات مثل الدستور والقوانين الناظمة للعالقة‪ ،‬ويتأثر النظام السياسي‬
‫باأليديولوجية‪ ،‬والثقافة السياسية‪ ،‬والممارسة العملية‪ ،‬والمشاركة السياسية‪ ،‬التي قد تقل أو تزيد‪،‬‬
‫وتختلف صورها وأشكالها من نظام إلى آخر‪ ،‬وذلك للتأثير على هذه الق اررات والسياسات‪ ،‬أو‬
‫لمراجعة جوانبها‪ ،‬وكذلك للرقابة على عملية تنفيذ السياسات العامة والمحاسبة على نتائجها‪.‬‬

‫في كل نظام سياسي توجد آليات للتعبير عن المصالح‪ ،‬وترتيب األولويات‪ ،‬وتحديد البدائل‬
‫المتاحة‪ ،‬ومن ثم التعرف إلى تكلفتها ومنافعها النسبية‪ ،‬واتخاذ القرار المناسب‪.‬‬

‫ومن وظائف النظام السياسي‪:‬‬

‫أ‪ -‬النظام السياسي آلية لحل الخالفات واقرار القانون والنظام‪ ،‬ويعمل على حماية األمن‬
‫وتوفيره للمواطنين داخليا‪ ،‬وحماية إقليم الدولة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور األول‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ب‪ -‬النظام السياسي آلية لتوزيع الموارد في المجتمع‪ ،‬وهي الوظيفة التوزيعية للنظام‪ ،‬أي‬
‫توزيع موارد التنمية سواء التعليم‪ ،‬أو الصحة‪ ،‬أو غيرها‪.‬‬

‫ج‪ -‬النظم السياسية آلية للتغيير االجتماعي‪ ،‬إذ يمكن للنخبة الحاكمة أن تسعى إلى القيام‬
‫بدور مبادر إلعادة تشكيل المجتمع وفقا لتصور سياسي معين‪.‬‬

‫‪ -7‬الدولة‪.‬‬

‫هي المجتمع المنظم سياسيا‪ ،‬وقانونيا‪ ،‬ويتمثل في مجموعة من األفراد (الشعب) الذين‬
‫يقيمون على أرض محددة (إقليم) بصفة دائمة‪ ،‬ويخضعون لتنظيم سياسي‪ ،‬وقانوني‪ ،‬واجتماعي‬
‫معين تفرضه سلطة عليا تتمتع بحق استخدام القوة ويطلق عليها حكومة‪ ،‬ونستنتج أن عناصر أو‬
‫مقومات الدولة التأسيسية هي الشعب‪ ،‬واألرض‪ ،‬والحكومة‪ ،‬أما العناصر اإلضافية األخرى‬
‫فتشمل السيادة واالعتراف‪.‬‬

‫‪ -8‬الدستور‪.‬‬

‫الوثيقة األساسية التي تبين شكل الدولة (بسيطة أم مركبة)‪ ،‬وطبيعة نظام الحكم في الدولة‬
‫(ملكي أم جمهوري)‪ ،‬وشكل الحكومة أي تنظيم السلطات التنفيذية‪ ،‬والتشريعية‪ ،‬والقضائية‬
‫(رئاسية أم برلمانية أم مختلطة)‪ ،‬وتحدد اختصاصها والعالقة مع بعضها البعض‪ ،‬كما ينظم‬
‫الدستور عالقة الدولة باألفراد من حيث الحقوق والواجبات ويضع الضمانات لحماية ذلك‪ ،‬ويعتبر‬
‫الدستور القانون األسمى للدولة‪ ،‬وهو أعلى مرتبة من القوانين واألنظمة كافة‪ ،‬التي تنبثق عنه‪.‬‬

‫‪ -9‬التنمية السياسية‪.‬‬

‫تعرف على أنها تطوير النظم السياسية بشكل يجعلها أكثر قدرة على االستجابة لتحديات‬ ‫ّ‬
‫البيئة الداخلية والخارجية‪ ،‬وتعرف أيضا بأنها‪ :‬العملية التي ترمي إلى ايجاد حكم تتوفر له شرعية‬
‫وقيادة فاعلة‪ ،‬ومنهم من عرفها بـ ـ‪ :‬نمو المؤسسات والممارسات الديموقراطية في المجتمع‪ ،‬بمعنى‬
‫الداخلية‬
‫ّ‬ ‫آخر‪ ،‬هي عبارة عن مجموعة من الوسائل التي تستخدمها الدول في تطوير سياستها‬
‫الخارجية‪ ،‬وتقوم التنمية السياسية على عدد من المؤشرات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫و‬

‫أ‪ .‬االنتقال السلمي للسلطة‪.‬‬

‫ب‪ .‬وجود جهاز إداري كفء قادر على إنجاز الخطط االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪.‬‬

‫ج‪ .‬احترام الدستور والقانون واألداء السياسي النزيه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور األول‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫د‪ .‬المساواة بين الجميع في الخضوع للقواعد القانونية‪.‬‬

‫هـ‪ .‬اعتماد الكفاءة معيا ار للتوظيف السياسي واإلداري‪.‬‬

‫‪ -10‬القانون‪.‬‬

‫مجموعة من القواعد العامة الملزمة التي تنظم عالقة األفراد فيما بينهم‪ ،‬ويسن وفق أحكام‬
‫قره مجلس األمة‪ ،‬ويقترن باإلرادة الملكية السامية‪ ،‬ثم‬ ‫ِ‬
‫الدستور‪ ،‬وتعد الحكومة مشروع القانون‪ ،‬وي ّ‬
‫يتم نشره في الجريدة الرسمية إشعا ار ببدء العمل بمقتضاه رسميا‪ ،‬ويأتي القانون شارحا ومفصال‬
‫للدستور‪ ،‬ويصدر القانون عن السلطة التشريعية كما ذكرنا آنفا‪.‬‬

‫‪ -11‬النظام (ال نظمة)‪.‬‬

‫هي قواعد قانونية عامة ملزمة‪ ،‬تفسيرية وتفصيلية للتشريع العادي (القانون)‪ ،‬التي يجب أن‬
‫ال تخالف أحكامه‪ ،‬وتصدرها السلطة التنفيذية‪ ،‬ويسن النظام لتطبيق أحكام القانون‪ ،‬وت ِعد الدائرة‪،‬‬
‫قره مجلس الوزراء بعد أن يتم إعادة‬ ‫أو المؤسسة‪ ،‬أو الهيئة‪ ،‬أو الو ازرة المعنية مشروعه‪ ،‬وي ّ‬
‫صياغته من قبل ديوان التشريع والرأي‪ ،‬ويتم نشره في الجريدة الرسمية إشعا ار ببدء العمل‬
‫بمقتضاه رسميا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المحور الثاني‬
‫النموذج الديموقراطي ومسيرة اإلصالح السياسي للدولة األردنية وفقا للرؤية‬
‫الملكية (من خالل األوراق النقاشية)‬
‫اعداد‪ :‬د‪ .‬هاني الشبول‬

‫الديموقراطية ‪ ..‬الرؤية الملكية‬

‫رسم جاللة الملك عبداهلل الثاني بن الحسين معالم طريق النظام السياسي األردني‪ ،‬الذي‬
‫يكرس الديموقراطية نهجا وممارسة‪ ،‬وأرسى رؤية واضحة لإلصالح الشامل وعملية التحول‬
‫الديموقراطي التي يمر بها األردن من خالل طرح سلسلة من األوراق النقاشية‪ ،‬حيث تمثل األوراق‬
‫الخمسة األولى الرؤية األردنية لمفهوم الديموقراطية وكيفية ممارستها‪ ،‬وسبل إنجاحها كنظام سياسي‬
‫أردني في ظل الملكية الدستورية الهاشمية‪.‬‬

‫مقتطفات من األوراق النقاشية الخمسة األولى‪:‬‬

‫‪ -‬الورقة النقاشية األولى‪" :‬مسيرتنا نحو بناء الديموقراطية المتجددة" (نشرت في ‪ 29‬كانون‬
‫األول‪/‬ديسمبر ‪.) 2012‬‬
‫تزامن إصدار هذه الورقة مع وجود انتخابات نيابية في البالد‪ ،‬ورأى جاللته أن مسؤوليته‬
‫تحتم عليه تشجيع الحوار مع الشعب الذي يسير على طريق التحول الديموقراطي‪ .‬وتأتي هذه‬
‫الورقة لتحفيز المواطنين إلى الدخول في حوار حول القضايا الكبرى التي تواجه المجتمع والدولة‪.‬‬
‫وكرس جاللته هذه الورقة للحديث عن مجموعة من الممارسات المهمة لتطويرها وتجذيرها في‬
‫الحياة الديموقراطية‪ ،‬وجاء فيها على لسان جاللته‪:‬‬

‫"الديموقراطية ال تكتمل إال بالمبادرة البناءة وقبول التنوع واالختالف في الرأي‪ .‬كما أن‬
‫الوصول إلى مقاربة متوازنة تجمع بين الحوار المنفتح‪ ،‬والمنافسة الشريفة‪ ،‬واتخاذ القرار عن وعي‬
‫ودراية‪ ،‬هي لبنة أساسية في بناء النظام الديموقراطي الذي نريده نهجا يقودنا إلى المستقبل المشرق‬
‫الذي يستحقه جميع األردنيين‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإن رؤيتنا لطبيعة النظام الديموقراطي الذي نعمل على‬
‫بنائه واضحة‪ ،‬كما أن طريق الوصول إليه واضح‪ ،‬لكنه ليس بالطريق السهل‪ ،‬وال يوجد طريق‬
‫مختصر‪ ،‬إنه طريق ُيبنى بالتراكم‪ ،‬ويحتاج بشكل أساسي إلى مراجعة أهم ممارساتنا الديموقراطية‪،‬‬
‫وفي مقدمتها‪ :‬كيف نختلف ضمن نقاشاتنا العامة‪ ،‬وكيف نتخذ القرار"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫وقد رأى جاللته أن هناك أربعة مبادئ وممارسات أساسية ال بد أن تتجذر في سلوكنا السياسي‬
‫واالجتماعي حتى نبني النظام الديموقراطي الذي ننشد‪ ،‬وتجلت هذه الممارسات في اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬احترام الرأي اآلخر أساس الشراكة بين الجميع‬

‫يقول جاللته‪ " :‬لنتذكر جميعا أننا كأردنيين وأردنيات إخوة وأخوات متساوون وفي مركب‬
‫واحد‪ ،‬وأن وحدتنا واخالصنا لهذا البلد يسمو فوق كل اختالف‪ ،‬سواء أكان في العرق‪ ،‬أو األصل‪،‬‬
‫أو الدين‪ .‬ومن الضروري أن نعمل معا على توسيع دائرة االحترام والثقة المتبادلة بيننا‪ ،‬وأن نبني‬
‫عروة وثقى تجمع األردنيين على أساس احترام اإلنسان وكرامته‪.‬‬

‫‪.‬وهذا االحترام المتبادل هو ما سيمكننا من أن ُنتقن واجب االستماع كما هو حق الحديث‬


‫وال بد أن نعي جميعا بأن تفهم الرأي اآلخر هو أعلى درجات االحترام‪ ،‬وأن حرية التعبير ال تكتمل‬
‫إال إذا التزمنا بمسؤولية االستماع‪ ،‬وبهذه الممارسة فقط سنترك وراءنا نمط التفكير الذي يصنف‬
‫المجتمعات إلى مجموعات متنافرة على أساس "نحن" و"اآلخر"‪ ،‬ففي نهاية المطاف كلنا أردنيون‬
‫‪".‬وكلنا لألردن‬

‫ثانيا‪ :‬المواطنة ال تكتمل إال بممارسة واجب المساءلة‬

‫يقول جاللته‪ " :‬إنني أدعو المواطنين هنا إلى االنخراط في بحث القضايا والق اررات المهمة‬
‫ذات األولوية في مجتمعنا وسبل إيجاد حلول لها‪ ،‬ولتبدأ هذه الممارسة اليوم قبل الغد من خالل‬
‫إسماع أصواتكم في الحمالت االنتخابية‪ ،‬ومن خالل التصويت يوم االقتراع‪ .‬وتذكروا أن‬
‫الديموقراطية ال تصل مبتغاها بمجرد اإلدالء بأصواتكم‪ ،‬بل هي عملية مستمرة من خالل مساءلتكم‬
‫لمن يتولون أمانة المسؤولية‪ ،‬ومحاسبتهم على أساس االلتزامات التي قطعوها على أنفسهم‪ .‬كما أن‬
‫الديموقراطية مستمرة أيضا من خالل انخراطكم في نقاشات وحوارات هادفة حول القضايا التي‬
‫تواجه أسركم‪ ،‬ومجتمعاتكم المحلية‪ ،‬والوطن بعمومه‪ ،‬وفي مقدمتها محاربة الفقر والبطالة ‪...‬‬
‫وتتطلب هذه الممارسات أن يتقدم المرشحون لالنتخابات ببرامج عملية وموضوعية مبنية على‬
‫الحقائق وليس االنطباعات‪ ،‬بحيث توفر تلك البرامج حلوال قابلة للتنفيذ لمعالجة مشاكلنا‪ ،‬مع تجاوز‬
‫الشعارات البراقة والتنظير واإلفراط في تشخيص المشاكل دون طرح حلول واقعية وعملية"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬قد نختلف لكننا ال نفترق فالحوار والتوافق واجب وطني مستمر‬

‫يقول جاللته‪ " :‬يرتبط التواصل والتعبير عن اآلراء في المجتمع الديموقراطي بالتزام مبدأ‬
‫االحترام مع حق االختالف في الرأي‪ ،‬في ظل سعينا للوصول إلى حلول توافقية‪ .‬أما تنوع اآلراء‬
‫والمعتقدات والثقافات في مجتمعنا فقد كان على الدوام عنصر قوة‪ ،‬ولم يكن عامل ضعف أبدا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫إن االختالف ال يؤشر على وجود خلل‪ ،‬وليس شكال النعدام الوالء‪ ،‬بل إن االختالف المستند‬
‫إلى االحترام هو دافع للحوار‪ ،‬والحوار فيما بين أصحاب اآلراء المختلفة هو جوهر الديموقراطية‬
‫‪ ...‬والمبادرة للتنازل وصوال إلى حلول توافقية هي فضيلة ترفع من شأن من يتحلى بها‪ ،‬وليست‬
‫عالمة ضعف‪ ،‬فأكثر أفراد المجتمع فضال هم الذين يبادرون للتضحية في سبيل الصالح العام‪،‬‬
‫وهؤالء الذين يؤثرون على أنفسهم هم من يرسخ في الذاكرة الوطنية‪.‬‬
‫وأدعوكم أيضا لاللتزام بالحوار والنقاش سبيال لحل االختالف في الرأي‪ ،‬قبل االنسحاب من‬
‫طاولة الحوار والنزول إلى الشارع‪ .‬وبالرغم من اإليمان واإلجماع الراسخ بأن حق التظاهر مكفول‬
‫بالدستور‪ ،‬فال بد أن نعي جميعا أن هذه أداة اضط اررية‪ ،‬ال يتم اللجوء إليها إال كخيار أخير‪ ،‬وال‬
‫يصح المسارعة إلى تبنيها فيتعطل الحوار ويغلق باب التواصل‪ ...‬وال بد في هذا السياق من التأكيد‬
‫على أن اإليمان بالديموقراطية يستوجب الرفض الكامل للعنف وللتهديد باستخدامه‪ ،‬ونبذ تخريب‬
‫الممتلكات العامة‪ ،‬فهذه وسائل مرفوضة‪ ،‬وال يمكن قبولها تحت أي ذريعة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬جميعنا شركاء في التضحيات والمكاسب‬


‫يقول جاللته‪ " :‬علينا أن نضع نصب أعيننا حقيقة أن الديموقراطية في جوهرها ال تعني أنه يوجد‬
‫رابح أو خاسر‪ ،‬كما ال يوجد أجوبة صحيحة بالمطلق‪ .‬فقوتنا تكمن في قدرتنا على التعامل مع‬
‫المتغيرات من حولنا‪ ،‬ولقد كان شعبنا على امتداد تاريخنا مثاال في إثبات القدرة على التعامل مع‬
‫الظروف المستجدة من حوله‪ .‬وكونوا على ثقة بأننا جميعا سنربح مع استم اررنا في التواصل‬
‫والمضي إلى األمام على مسار اإلصالح والتنمية الشاملة‪ ،‬مع ضرورة أن يكون الجميع شركاء في‬
‫بذل التضحيات وحصد المكاسب"‪.‬‬

‫‪ -‬الورقة النقاشية الثانية‪" :‬تطوير نظامنا الديمقراطي لخدمة جميع األردنيين" (نشرت في ‪16‬‬
‫كانون الثاني‪/‬يناير ‪. )2013‬‬

‫أكد جاللة الملك في بداية هذه الورقة على أهمية الديموقراطية وأساسها مرك از على أهمية‬
‫التعديالت الدستورية على الدولة ومستقبلها ومؤسساتها بعامة ومواطنيها‪ ،‬داعيا إلى االستمرار في‬
‫تطوير القوانين والمؤسسات بقوله‪ " :‬الديموقراطية في جوهرها عملية حية نمارسها جميعا‪ ،‬مواطنين‬
‫ودولة‪ .‬وفي األردن‪َّ ،‬‬
‫شكل الدستور أساس الحياة السياسية والديموقراطية الذي طالما وفر إطا ار‬
‫تنظيميا لق ارراتنا وخياراتنا على مدى تسعين عاما‪ .‬وهذا هو األساس‪ ،‬ولكن ال بد أن تستمر‬
‫المؤسسات والقوانين بالتطور واالرتقاء نحو األفضل‪ .‬لقد حققنا بالفعل تقدما مشهودا على هذا‬
‫الطريق في السنوات األخيرة‪ ،‬إذ قادت التعديالت الدستورية التي شملت ثلث الدستور إلى تعزيز‬

‫‪3‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫الفصل والتوازن بين السلطات‪ ،‬ورسخت استقالل القضاء‪ ،‬وصون حقوق المواطن‪ .‬كما تم إنشاء‬
‫محكمة دستورية‪ ،‬وهيئة مستقلة لالنتخاب‪ .‬وهذه االنجازات تهدف إلى تمكين شعبنا األردني من‬
‫رسم مستقبل الوطن بشفافية وعدالة وبمشاركة الجميع"‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬االنتقال إلى الحكومات البرلمانية‬

‫ركز جاللته في هذه الورقة على أهم جوانب التطور الديموقراطي المتمثلة في االنتقال إلى‬
‫نهج الحكومات البرلمانية‪ ،‬بقوله‪ ... " :‬فإن مسار تعميق ديمقراطيتنا يكمن في االنتقال إلى‬
‫الحكومات البرلمانية الفاعلة‪ ،‬بحيث نصل إلى مرحلة يشكل ائتالف األغلبية في مجلس النواب‬
‫الحكومة‪ .‬وبالرغم من أن التجارب الدولية المقارنة تشير إلى الحاجة إلى عدة دورات برلمانية‬
‫إلنضاج هذه الممارسة واستقرارها‪ ،‬إال أن ما يحدد اإلطار الزمني لعملية التحول الديمقراطي هذه‬
‫هو نجاحنا في تطوير أحزاب سياسية على أساس برامجي‪ ،‬تستقطب غالبية أصوات المواطنين‪،‬‬
‫وتتمتع بقيادات مؤهلة وقادرة على تحمل أمانة المسؤولية الحكومية"‪.‬‬

‫وقد رأى جاللته أن الوصول إلى نظام الحكومات البرلمانية يعتمد على ثالثة متطلبات أساسية‬
‫تركز على الخبرة واألداء الفاعل وهي‪:‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى بروز أحزاب وطنية فاعلة وقادرة على التعبير عن مصالح وأولويات وهموم‬
‫المجتمعات ضمن برامج وطنية قابلة للتطبيق‪.‬‬
‫‪ -‬قيام الجهاز الحكومي بتطوير عمله على أسس من المهنية والحياد بعيدا عن تسييس العمل‬
‫لمساندة وارشاد وزراء الحكومات البرلمانية‪.‬‬
‫‪ -‬تغيير األعراف البرلمانية من خالل تطوير النظام الداخلي بما يعزز نهج الحكومات‬
‫البرلمانية عن طريق التشاور والتوافق بين الكتل النيابية‪.‬‬
‫‪ -‬الورقة النقاشية الثالثة‪" :‬أدوار تنتظرنا لنجاح ديموقراطيتنا المتجددة" ( نشرت في ‪02‬آذار‪/‬مارس‬
‫‪.)2013‬‬

‫خصص جاللة الملك هذه الورقة لمناقشة التطور السياسي في األردن بعد االنتخابات النيابية‬
‫في ‪ 23‬كانون الثاني‪ ،‬مبينا األدوار المحورية والمسؤوليات لكل من األحزاب السياسية ومجلس‬
‫الملَكية في تعميق وتعزيز الثقافة الديموقراطية‪.‬‬
‫النواب ومجلس الوزراء ورئيس الوزراء‪ ،‬والمواطن و َ‬
‫قال جاللته‪" :‬إننا في األردن نعي في ق اررة أنفسنا القيم الضرورية إلنجاز التحول الديمقراطي‬
‫وارساء نهج الحكومات البرلمانية‪ .‬وفي مقدمة هذه القيم وأكثرها أهمية التعددية والتسامح وسيادة‬
‫القانون وتعزيز مبادئ الفصل والتوازن بين السلطات‪ ،‬إضافة إلى حماية الحقوق الراسخة لجميع‬
‫المواطنين والمواطنات‪ ،‬وتأمين كل طيف يعبر عن رأي سياسي بفرصة عادلة للتنافس عبر صناديق‬

‫‪4‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫االقتراع‪ .‬إن هذه القيم في غاية األهمية للتأكد من أنه سيتم الحفاظ على التوازن بين احترام إرادة‬
‫األغلبية السياسية وحماية حقوق األقلية وسائر المجتمع في كل محطة من محطات التطور التي‬
‫سنمر بها‪ ...‬وعلى كل مكون في نظامنا السياسي‪ ،‬وعلى كل مؤسسة وشخصية عامة‪ ،‬وبدرجة أهم‬
‫على كل مواطن ومواطنة‪ ،‬ممارسة دور محوري لتعميق وتعزيز ثقافتنا الديموقراطية‪ .‬وسأكرس‬
‫األقسام التالية من هذه الورقة لمناقشة كيفية تطوير هذه األدوار‪ ،‬بما فيها دور الملكية‪ ،‬والمسؤوليات‬
‫التي يجب أن نتحملها جميعا‪ ،‬كمواطنين مسؤولين وفاعلين"‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬دور األحزاب السياسية‪.‬‬

‫ركز جاللته في هذه الورقة على أهمية األحزاب السياسية ودورها وتحدياتها داعيا إلى تطويرها‬
‫بقوله‪ " :‬إن مفهوم الديموقراطية ال ينحصر في تعبير األفراد عن آرائهم ووجهات نظرهم‪ ،‬بل إنه‬
‫يشمل العمل لتحويل ما ينادي به األفراد إلى خطط عمل مشتركة باقتراحات واقعية وعملية تسهم‬
‫في تقدم الوطن‪ ،‬وهذا هو الدور الرئيس لألحزاب السياسية ‪ ...‬إن التركيز يجب أن يوجه‪ ،‬في‬
‫المرحلة القادمة‪ ،‬نحو تطوير وتحفيز األحزاب ذات البرامج والقواعد الشعبية على مستوى الوطن‪،‬‬
‫بحيث يتوجه الناخبون للتصويت على أسس حزبية وبرامجية‪ ،‬وهذا األمر يفرض على األحزاب‬
‫األردنية تحديات ومسؤوليات جوهرية"‬

‫سابعا‪ :‬دور مجلس النواب‬

‫أ‪.‬أن يكون هدف النائب الحقيقي خدمة الصالح العام‪ ،‬وهذه مسؤولية ال يمكن المساومة عليها‪.‬‬

‫ب‪.‬أن يعكس أداء النائب توازنا بين المصالح على المستوى المحلي وعلى المستوى الوطني‪.‬‬

‫ج‪.‬أن يوازن النائب بين مسؤولية التعاون ومسؤولية المعارضة البناءة‪.‬‬

‫د‪ .‬أن تكون عالقة النائب بالحكومة قائمة على أسس موضوعية وليست مصلحية‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬دور رئيس الوزراء ومجلس الوزراء‬

‫أ‪.‬نيل الثقة النيابية والمحافظة عليها‪.‬‬

‫ب‪.‬وضع معايير للعمل الحكومي المتميز‪.‬‬

‫ج‪.‬تبني نهج الشفافية والحاكمية الرشيدة وترجمته قوال وعمال‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬دور الملكية‬

‫بين جاللة الملك دور ومسؤوليات الملكية الهاشمية كأحد أهم مكونات عملية التطور‬
‫ص الملكية الهاشمية على اتباع نهج يستشرف المستقبل‪ ،‬والمحافظة على‬
‫السياسي‪ ،‬بقوله‪" :‬حر ُ‬
‫دور الملك كقائد موحِّد‪ ،‬يحمي مجتمعنا من االنزالق نحو أي حالة استقطاب‪ ،‬كما يحمي قيمنا‬

‫‪5‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫األردنية األصيلة‪ .‬وستبقى الملكية‪ ،‬كما كانت دوما‪ ،‬صوت األردنيين واألردنيات جميعا‪ ،‬خاصة‬
‫الفقراء والمستضعفين منهم‪ ،‬مدافعة عن حقوقهم في المجتمع‪...‬‬

‫وبصفتي رأسا للدولة وقائدا أعلى لقواتنا المسلحة‪ ،‬فإنني سأذود في الدفاع عن قضايانا‬
‫المصيرية المرتبطة بالسياسة الخارجية وأمننا القومي ‪ ...‬كما أن دوري يتطلب التأكيد على بقاء‬
‫مؤسسة الجيش العربي‪ ،‬واألجهزة األمنية‪ ،‬والقضائية‪ ،‬والمؤسسات الدينية العامة‪ ،‬مستقلة‪ ،‬ومحايدة‪،‬‬
‫ومهنية‪ ،‬وغير مسيسة‪ ،‬على امتداد مسيرتنا نحو ديمقراطية يقوى بنيانها‪ ،‬وحكومات برلمانية تقوم‬
‫على أسس حزبية‪.‬‬

‫يترتب على الملكية أيضا مسؤولية حماية تراثنا الديني ونسيجنا االجتماعي ‪ ...‬كما أعتز‬
‫أيضا بمسؤولية صون قيمنا األساسية‪ ،‬المتمثلة بالوحدة الوطنية ‪"...‬‬

‫عاشرا‪ :‬دور المواطن‬

‫أشار جاللة الملك إلى أن دور المواطن يشكل اللبنة األساسية في بناء النظام الديموقراطي‪،‬‬
‫داعيا إلى تعزيز هذا الدور من خالل الوعي والمواطنة الفاعلة بقوله‪ " :‬فانخراط الموطنين في الحياة‬
‫العامة ضروري من أجل تطوير نظام االحزاب السياسية الفاعلة الذي نحتاجه‪ ،‬كما أن المواطنين‬
‫هم أصحاب القول الفصل في إخضاع الحكومات للمساءلة وذلك من خالل أصواتهم االنتخابية‬
‫ومستوى وعيهم ومشاركتهم ‪ ...‬فالمواطنة الفاعلة والمسؤولة توجد فضاء وطنيا عاما يكون فيه‬
‫الحوار البناء الوسيلة األولى لالعتراض‪ .‬أما التظاهر‪ ،‬وهو حق كفله الدستور‪ ،‬فال يتم اللجوء إليه‬
‫إال كخيار أخير"‪.‬‬

‫‪ -‬الورقة النقاشية الرابعة‪" :‬نحو تمكين ديموقراطي ومواطنة فاعلة" (صدرت في ‪ 02‬حزيران‪/‬يونيو‬
‫‪.)2013‬‬

‫ركز جاللة الملك في هذه الورقة على فكرة التمكين الديموقراطي وضمان تحقيق المواطنة‬
‫الفاعلة من خالل تعزيز المشاركة الشعبية ودعم المؤسسات التي تؤدي لذلك وتعزيز دور المجتمع‬
‫المدني في الرقابة والتأكيد على الشفافية‪ ،‬وتمثل ذلك في قوله‪ " :‬فإننا نعمل في األردن على تطوير‬
‫نموذجنا الديمقراطي‪ ،‬الذي يعكس ثقافة مجتمعنا األردني واحتياجاته وتطلعاته‪.‬‬

‫لقد باتت الرؤية اآلن أوضح لدى قطاعات واسعة من المجتمع‪ ،‬بأن الهدف األساسي من‬
‫اإلصالح هو تعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار‪ ،‬من خالل تعميق نهج الحكومات البرلمانية‪،‬‬
‫بحيث نصل إلى حكومات مستندة إلى أحزاب برامجية وطنية وذلك على مدى الدورات البرلمانية‬
‫القادمة‪ ،‬وبحيث تكون هذه األحزاب قادرة على تحقيق حضور فاعل في مجلس النواب‪ ،‬يمكنها من‬
‫تشكيل حكومة أغلبية على أساس حزبي برامجي‪ ،‬ويوازيها معارضة نيابية تمثل األقلية‪ ،‬وتعمل‬

‫‪6‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ضمن مفهوم حكومة الظل‪ ،‬وتنافسها بشكل بناء عبر طرح الرؤى والبرامج البديلة‪ ،‬ويشرعون في‬
‫التنافس عبر صناديق االقتراع من أجل تداول الحكومات"‪.‬‬

‫‪ -‬الورقة النقاشية الخامسة‪" :‬تعميق التحول الديمقراطي‪ :‬األهداف‪ ،‬والمنجزات‪ ،‬واألعراف‬


‫السياسية" (نشرت في ‪13‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪. )2014‬‬

‫يقول جاللته في هذه الورقة‪" :‬إن تعميق تحولنا الديمقراطي يتطلب شروطا أساسية ال بد من إنجازها‬
‫ضمن مسارات متوازية ومترابطة"‪.‬‬

‫وفيما يلي أهم محطات اإلنجاز التي تم تحقيقها حتى اآلن‪:‬‬

‫أوال‪ :‬محطات اإلنجاز التشريعي‬


‫" إن هذا المسار يتضمن اإلنجازات التي تم تحقيقها في مجال إصالح التشريعات‪ ،‬والتي تمثل‬
‫البنية األساسية ألي نظام ديمقراطي في العالم‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬
‫أ‪ .‬إقرار تعديالت دستورية ترسخ لمبادئ الفصل والتوازن بين السلطات و ٍّ‬
‫تعزز الحريات‪،‬‬
‫وتستحدث مؤسسات ديموقراطية جديدة‪.‬‬
‫ب‪.‬إنجاز حزمة جديدة من التشريعات الناظمة للحياة السياسية‪ .،‬وقد شملت هذه الحزمة‪:‬‬
‫قوانين االنتخاب‪ ،‬واألحزاب السياسية‪ ،‬واالجتماعات العامة‪.‬‬
‫ج‪.‬تطبيق قانون ِّ‬
‫معدل لقانون محكمة أمن الدولة يحصر اختصاصها في جرائم الخيانة‪،‬‬
‫والتجسس‪ ،‬واإلرهاب‪ ،‬والمخدرات‪ ،‬وتزييف العملة‪.‬‬

‫د‪ .‬التقدم النوعي الذي أحرزه مجلس النواب في تطوير نظامه الداخلي ليكون أكثر‬
‫فاعلية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬محطات اإلنجاز المؤسسي‬

‫ويتضمن هذا المسار تعزيز بعض مؤسسات الدولة القائمة وبناء مؤسسات ديمقراطية جديدة‪،‬‬
‫على النحو التالي‪:‬‬

‫أ‪.‬إنشاء محكمة دستورية تختص بتفسير نصوص الدستور والرقابة على دستورية القوانين‬
‫واألنظمة النافذة بما يضمن احترام حقوق وحريات المواطنين جميعا‪.‬‬

‫ب‪.‬استحداث هيئة مستقلة لالنتخاب‪.‬‬


‫ج‪ .‬تأسيس مجلس النواب مرك از للدراسات والبحوث التشريعية يدعم عمل النواب واللجان النيابية‬
‫المتخصصة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫د‪.‬استمرار العمل في تدعيم السلطة القضائية وتعزيز منظومة وطنية قوية للنزاهة والشفافية‬
‫والمساءلة‪.‬‬

‫هـ‪.‬االستمرار في دعم المركز الوطني لحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫و‪ .‬متابعة العمل في مسارات برنامج تطوير القطاع العام‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬محطات التطور الخاصة بأطراف المعادلة السياسية‬


‫قال جاللته‪" :‬يشتمل هذا المسار على تحديد القيم والممارسات الجوهرية‪ ،‬والتي تقع في صميم‬
‫الثقافة الديموقراطية وممارسات المواطنين‪ ،‬إضافة إلى أدوار األطراف الرئيسية في المعادلة‬
‫السياسية‪ ،‬حيث غدت القيم الضرورية لعملية تحول ديمقراطي ناجحة نحو الحكومات‬
‫البرلمانية معروفة لجميع األردنيين‪ ،‬وهي القيم التي ال بد من تجذيرها في ثقافتنا ومجتمعنا‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫االعتدال‪ ،‬والتسامح‪ ،‬واالنفتاح‪ ،‬والتعددية‪ ،‬واشراك جميع مكونات المجتمع‪ ،‬واحترام اآلخرين‬
‫والشعور بهم‪ ،‬واحترام سيادة القانون‪ ،‬وصون حقوق المواطن‪ ،‬وتأمين كل طيف يعبر عن رأي‬
‫سياسي بفرصة عادلة للتنافس عبر صناديق االقتراع‪.‬‬

‫وال بد هنا أيضا من التأكيد على ضرورة استمرار "ربيعنا األردني" في تبني الممارسات‬
‫الديموقراطية األساسية التالية‪ :‬احترام مبدأ الحوار وتبنيه في سبيل تجاوز االختالفات‪ ،‬والتالزم بين‬
‫حقوق المواطنين وواجباتهم‪ ،‬والشراكة في بذل التضحيات ونيل المكاسب‪ ،‬وتحويل االختالفات إلى‬
‫حلول توافقية‪ ،‬والمشاركة الفاعلة من قبل جميع المواطنين والمواطنات‪ ،‬كما يترتب على جميع‬
‫أطراف المعادلة السياسية ‪ -‬الملكية‪ ،‬وأعضاء مجلس األمة‪ ،‬والحكومة‪ ،‬واألحزاب السياسية‪،‬‬
‫والمواطنين‪ -‬تبني هذه القيم والممارسات وتطبيقها لدى قيامهم بأدوارهم ومسؤولياتهم الوطنية"‪.‬‬

‫مقومات الدولة الديموقراطية‬

‫مقدمة‬

‫إن الديموقراطية هي منهج إلدارة التناقضات واالختالفات داخل المجتمع بشكل سلمي‪،‬‬
‫وتتضمن توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ الق اررات‪ ،‬كما أنها وسيلة للحكم العقالني الرشيد‬
‫وتفويض السلطة وانتقالها‪.‬‬

‫أهم مضامين الديموقراطية‬

‫احترام حقوق اإلنسان وكرامته‪.‬‬ ‫•‬


‫العدالة والمساواة بين المواطنين‪.‬‬ ‫•‬

‫‪8‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫حق المشاركة السياسية للمواطنين جميعا‪.‬‬ ‫•‬


‫توافر المعلومات وهو حق المواطنين في التماس الحقيقة والمعرفة والوصول إلى المعلومات‪.‬‬ ‫•‬
‫جعل الحكومة خادمة للشعب‪.‬‬ ‫•‬
‫التمثيل من خالل اختيار أو انتخاب من يمثل المواطنين في المجالس التشريعية والبلدية‬ ‫•‬
‫والنقابات بطريقة نزيهة‪.‬‬
‫حكم القانون وسيادته‪.‬‬ ‫•‬

‫أوال‪ :‬المشاركة السياسية‬

‫تعني مساهمة المواطنين أفرادا وجماعات في عملية اتخاذ الق اررات في إطار النظام السياسي‪.‬‬

‫ومن أنماط المشاركة السياسية‪:‬‬

‫أ‪ -‬أنماط ذات طبيعة عادية (سلمية‪ /‬ديمقراطية)‪ :‬مثل التصويت‪ ،‬وعقد الندوات‪ ،‬والمناقشات‬
‫السياسية‪ ،‬واالنضمام لألحزاب السياسية‪ ،‬والترشح لالنتخابات‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنماط ذات طبيعة عادية (غير سلمية‪ /‬عنف)‪ :‬مثل التمرد‪ ،‬والعصيان المدني‪ ،‬وشن حرب‬
‫العصابات ضد قوات الدولة‪.‬‬

‫وقد أولى جاللة الملك موضوع المشاركة السياسية أهمية في الورقة النقاشية الرابعة حيث‬
‫بين ذلك بقوله‪" :‬أما المشاركة السياسية فال تكون ذات أثر إيجابي‪ ،‬إال حين يؤمن كل فرد منا بـ‬
‫"المواطنة الفاعلة"‪ ،‬التي ترتكز على ثالثة أسس رئيسة وهي‪ :‬حق المشاركة‪ ،‬وواجب المشاركة‪،‬‬
‫ومسؤولية المشاركة الملتزمة بالسلمية واالحترام المتبادل"‪.‬‬

‫وقد أكد جاللته على ضرورة المشاركة السياسية للجميع مدركا لسلبية سلوك المقاطعة‬
‫والالمباالة بقوله‪ " :‬أما االستسالم إلى عقلية الالمباالة‪ ،‬والرضوخ للواقع‪ ،‬والقبول باألداء المتواضع‬
‫فسيعطل قدرتنا كأمة على المضي قدما‪ .‬إننا لن نستطيع أن نبني أردنا أفضل وأقوى دون اإليمان‬
‫بأن المواطنة الفاعلة هي مسؤولية وواجب يترتب على كل واحد منا"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األحزاب السياسية‬

‫تتخذ األحزاب السياسية في الدول الديموقراطية مكانة أساسية ال غنى عنها على كل الصعد‪،‬‬
‫سواء السياسي‪ ،‬أو االجتماعي‪ ،‬أو االقتصادي في الدول الديموقراطية‪ ،‬وهي من تصنع القرار في‬
‫الدولة‪ ،‬وتعد ركيزة أساسية ألي نظام ديموقراطي‪ ،‬فال ديموقراطية من دون أحزاب وال أحزاب من‬
‫دون ديموقراطية‪ .‬وتعد األحزاب السياسية أحد عناصر النظام السياسي والدستوري الحديث‪ ،‬التي‬
‫يتحدد دورها بمدى مشاركتها السياسية ‪ -‬بصورة منفردة أو مشتركة‪ -‬سواء في الحكم أو في‬

‫‪9‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المعارضة وفقا ألحكام الدستور‪.‬‬

‫وقد عرف قانون األحزاب األردني في المادة ‪ 3‬رقم ‪ 39‬لعام ‪ 2015‬الحزب السياسي‬
‫بقوله‪:‬‬

‫(يعتبر حزبا كل تنظيم سياسي مؤلف من جماعة من األردنيين يؤسس وفقا ألحكام‬
‫الدستور‪ ،‬بقصد المشاركة في الحياة السياسية وتحقيق أهداف محددة تتعلق بالشؤون السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية ويعمل بوسائل مشروعة وسلمية‪).‬‬

‫وتعمل األحزاب بشكل عام على تحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬التجنيد السياسي والمشاركة السياسية‪ :‬ايجاد قيادات سياسية على المستويات العليا كافة‪،‬‬
‫سواء حكومية‪ ،‬أو برلمانية‪ ،‬أو قيادات إدارية‪ ،‬واإلسهام في الحياة العامة‪ ،‬وفي‬
‫االنتخابات‪ ،‬وحضور الندوات‪ ،‬وبالتالي ربط المواطن بالدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬التنشئة السياسية وتجذير الوعي السياسي‪.‬‬
‫‪ -3‬المساهمة في صناعة السياسة العامة‪ :‬من خالل تحديد األولويات والقضايا الوطنية‪،‬‬
‫وبالتالي هي أداة فاعلة إلحداث التغيير االجتماعي والسياسي‪.‬‬

‫ووفقا للمادة (‪ )16‬من الدستور األردني التي تنص على ما يلي‪ " :‬لألردنيين الحق في تأليف‬
‫الجمعيات واألحزاب السياسية والنقابات على أن تكون غاياتها مشروعة ووسائلها سلمية وذات نظم‬
‫ال تخالف احكام الدستور"‪ ،‬ينظم القانون طريقة تأليف الجمعيات واألحزاب السياسية ومراقبة‬
‫مواردها‪.‬‬

‫أما قانون األحزاب األردني رقم ‪ 39‬لعام ‪ 2015‬فقد نص على ما يأتي‪:‬‬

‫في المادة (‪:)4‬‬


‫أ‪ -‬لألردنيين الحق في تأليف األحزاب واالنتساب اليها وفقا ألحكام الدستور وهذا القانون‪.‬‬
‫في المادة (‪:)5‬‬
‫أ‪ -‬يؤسس الحزب على أساس المواطنة والمساواة بين األردنيين وااللتزام بالديموقراطية واحترام‬
‫التعددية السياسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال يجوز تأسيس الحزب على أساس ديني أو طائفي أو عرقي أو فئوي أو على أساس‬
‫التفرقة بسبب الجنس أو األصل‪.‬‬
‫في المادة (‪:)19‬‬

‫‪10‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫"ال يجوز التعرض ألي مواطن أو مساءلته أو محاسبته أو المساس بحقوقه الدستورية أو‬
‫القانونية بسبب انتمائه الحزبي"‪.‬‬

‫بهذا أعطى الدستور والقانون الرخصة لتأسيس األحزاب واالنتساب اليها‪ ،‬وشهد األردن منذ‬
‫تأسيسه أكثر من تجربة حزبية‪ ،‬وقد دعا جاللة الملك في ورقته النقاشية الثالثة األحزاب السياسية‬
‫إلى تطوير نفسها مبينا التحديات والمسؤوليات الجوهرية عليها إزاء هذه المرحلة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬مساهمة األحزاب في تطوير وتجذير رؤية وطنية لحياتنا السياسية‪.‬‬


‫‪ -‬التزام األحزاب بالعمل الجماعي والتقيد بالمبادئ المشتركة‪ ،‬وتبني السياسات ذات األولوية‪.‬‬
‫‪ -‬تبني األحزاب لبرامج وطنية واضحة ونظم عمل مهنية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المواطنة‬

‫ال تستقيم الدولة الديموقراطية إال بشرط وهو المواطنة‪ ،‬ويتعلق هذا الشرط بتعريف الفرد الذى‬
‫يتمتع بجنسية دولة ما‪ ،‬ويعيش على أرضها‪ ،‬فهذا الفرد ال ُيعرف بمهنته‪ ،‬أو بدينه‪ ،‬أو بإقليمه‪ ،‬أو‬
‫بعشيرته‪ ،‬أو بمذهبه‪ ،‬أو بأصله‪ ،‬وانما ُيعرف تعريفا قانونيا اجتماعيا بأنه مواطن‪ ،‬أي أنه عضو‬
‫فى مجتمع الدولة‪.‬‬
‫والمواطنة ‪ :‬مفهوم مدني برز بعد معاهدة وستفاليا (مقاطعة في ألمانيا) عام ‪1648‬م‪ ،‬التي‬
‫أنهت مرحلة حرب الثالثين عاما بين الدول األوروبية (الحروب الدينية في أوروبا)‪ ،‬وتطور معناها‬
‫ليعني العالقة القائمة بين المواطن والدولة‪.‬‬
‫فالمواطنة إذا‪ :‬هي العقد الذي يربط بين فرد (مواطن) ودولة (وطن)‪ ،‬ويتضمن هذا العقد‬
‫التزامات متبادلة بين الطرفين‪ ،‬أي الحقوق والواجبات لكليهما‪ ،‬يحددها دستور وقوانين الدولة‪.‬‬
‫والمواطنة هي أساس انتماء المواطنين ألوطانهم‪ ،‬وليس رابطة الدم أو العقيدة أو غير ذلك‪.‬‬

‫فإذا كان القانون يؤسس فى الدولة المدنية قيمة العدل‪ ،‬واذا كانت الثقافة المدنية تؤسس فيها‬
‫قيمة السلم االجتماعي‪ ،‬فإن المواطنة تؤسس في الدولة المدنية قيمة المساواة‪ ،‬حيث يتساوى‬
‫المواطنون أمام القانون‪ ،‬ولكل منهم حقوق وعليهم واجبات والتزامات تجاه الدولة التي ينتمون اليها‬
‫والمجتمع الذي يعيشون فيه‪.‬‬

‫ويتصف المواطن الصالح بعدة سمات منها‪:‬‬

‫‪ -1‬احترام كرامة اإلنسان ومعتقده وتشجيع المساواة وحب الخير لآلخرين ومساعدتهم‪.‬‬
‫‪ -2‬إظهار المثل األخالقية والمساهمة في حل مشكالت المجتمع‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ -3‬احترام الدستور والقوانين ومعرفة حقوقه وواجباته والتمسك بها‪.‬‬


‫‪ -4‬نبذ التعصب والدفاع عن الوطن واالعتزاز به‪.‬‬
‫‪ -5‬تقدير اإلنتاج وادراك األوضاع االجتماعية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والسياسية التي يعيشها وطنه‪.‬‬

‫في الورقة النقاشية السادسة أشار جاللة الملك عبداهلل الثاني إلى أهمية صون حقوق‬
‫المواطنين الراسخة على أساس المواطنة رغم تعدد االنتماءات‪ ،‬بقوله‪" :‬عندما ننظر إلى مجتمعاتنا‬
‫العربية نجد أنها تتكون من منظومة مركبة من االنتماءات الدينية‪ ،‬والمذهبية‪ ،‬والعرقية‪ ،‬والقبلية‪.‬‬
‫ولهذا التنوع أن يكون مصد ار لالزدهار الثقافي واالجتماعي والتعدد السياسي‪ ،‬ورافدا لالقتصاد‪ ،‬أو‬
‫أن يكون شعلة للفتنة والعنصرية والنزاعات‪ .‬إن ما يفصل بين هذين الواقعين هو وجود أو غياب‬
‫سيادة القانون‪ .‬إن شعور أي مواطن في مجتمعنا بالخوف والظلم ألنه ينتمي إلى أقلية‪ ،‬يضعنا‬
‫جميعا أمام واقع يستند إلى أساس مهزوز‪ .‬ومن هنا‪ ،‬فإن ضمان حقوق األقلية متطلب لضمان‬
‫حقوق األغلبية‪ .‬كل مواطن لديه حقوق راسخة يجب أن تُصان؛ وسيادة القانون هي الضمان لهذه‬
‫الحقوق واألداة المثلى لتعزيز العدالة االجتماعية"‪.‬‬

‫وتستند المواطنة إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬الحريات‪ :‬تعني الحرية قدرة األفراد على االختيار بين عدة أشياء كالتصرف‪ ،‬وطريقة العيش‪،‬‬
‫والسلوك‪ ،‬حسب توجيه اإلرادة العاقلة‪ ،‬دون اإلضرار باآلخرين‪ ،‬وبحدود القوانين‪ ،‬وضمن اآلداب‬
‫العامة للمجتمع‪.‬‬

‫وللحرية أشكال عدة منها ‪ :‬الحرية الدينية‪ ،‬وحرية الرأي‪ ،‬والعمل‪ ،‬والتنقل‪ ،‬والمراسالت‪،‬‬
‫والتجارة‪ ،‬والتفكير‪ ،‬والحرية السياسية‪ ،‬ولكن بحدود القانون‪.‬‬

‫‪ -2‬الحقوق‪ :‬هي الم ازيا والمصالح والحريات التي يشعر الفرد والجماعة أن من حقهم الحصول‬
‫عليها من المجتمع (الدولة) ضمن القانون‪ .‬وتلك الحقوق مكتسبة بمعنى ال يجوز إلغاؤها أو سلبها‪،‬‬
‫مثل المبادئ العامة لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر عن الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫عام ‪1948‬م‪.‬‬

‫وأبرز هذه الحقوق‪:‬‬


‫‪ -‬الحقوق السياسية‪ :‬وتتصل بحق المشاركة في االقتراع والترشح في االنتخابات‪ ،‬وابداء‬
‫الرأي‪ ،‬وتولي المناصب العامة‪ ،‬واالنتساب إلى األحزاب السياسية‪ ،‬وحق حرية الفكر‪.‬‬

‫‪ -‬الحقوق اإلنسانية ‪ :‬وتتصل بحق الحياة‪ ،‬والحرية‪ ،‬والمساواة‪.‬‬

‫‪ -‬الحقوق االقتصادية‪ :‬مثل حق الملكية الخاصة‪ ،‬وحق العمل‪ ،‬والتنظيم النقابي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ -‬الحقوق االجتماعية‪ :‬مثل حق تشكيل األسرة والحق في الزواج والعناية باألطفال‪ ،‬والحق‬
‫في الرعاية الصحية‪.‬‬

‫‪ -‬الحقوق المدنية‪ :‬وتتصل بحقوق األفراد المقيمين في الدولة جميعا‪ ،‬وتشمل رعايا الدولة‬
‫واألجانب المقيمين فيها‪ ،‬مثل حرياتهم المدنية‪ ،‬والرعاية‪ ،‬والمعامالت‪ ،‬والتنقل‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ -‬الحقوق القانونية‪ :‬حق المساواة أمام القانون‪ ،‬وحق المتهم بالبراءة حتى تثبت إدانته‪ ،‬والحق‬
‫في المحاكمات العادلة‪ ،‬وحق الفرد في الدفاع عن نفسه‪ ،‬وحق التعويض‪.‬‬

‫‪ -‬حق تقرير المصير‪ :‬مبدأ عالمي طرحه الرئيس األمريكي ويدر ويلسون عام ‪1918‬م‬
‫عقب انتهاء الحرب العالمية األولى والقاضي بمنح الشعوب التي تحت االحتالل حق تقرير‬
‫مصيرها‪.‬‬

‫‪ -3‬الواجبات ‪ :‬تتمثل باألفعال المطلوبة من الفرد المناط به وظيفة أو دور يجب أن يؤديه‬
‫سواء كان رئيس دولة أو مدير شركة أو جنديا أو طبيبا أو ممرضا أو معلما أو مواطنا أو غير‬
‫ذلك‪.‬‬

‫وتقسم الواجبات إلى‪ُ :‬خلُقية تتمثل بالسلوك‪ ،‬وقانونية تتعلق بااللتزام بالقوانين‪ ،‬واجتماعية‬
‫تتعلق بالزيارات‪ ،‬وعائلية تتعلق بالواجبات العائلية‪ ،‬وعقائدية تتعلق باإليمان والعبادة والصالة‪،‬‬
‫ووطنية تتعلق بحقوق الوطن على مواطنيه‪.‬‬

‫وقد كفل الدستور األردني لعام ‪1952‬م الحقوق والحريات العامة (الئحة الحقوق‪ ،‬والحريات‪،‬‬
‫والواجبات) في مواده من (‪ ،)23 -5‬شاملة أيضا تعديالت الدستور لعام ‪ ،2011‬وسيشار‬
‫للتعديالت باللون الغامق‪.‬‬

‫المادة ‪ :5‬الجنسية األردنية تُحدد بقانون‪.‬‬

‫المادة ‪:6‬‬

‫‪ .1‬األردنيون أمام القانون سواء ال تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق‬
‫أو اللغة أو الدين‪.‬‬

‫‪ .2‬الدفاع عن الوطن وأرضه ووحدة شعبه والحفاظ على السلم االجتماعي واجب مقدس‬
‫على كل أردني‪.‬‬

‫‪ .3‬تكفل الدولة العمل والتعليم ضمن حدود إمكانياتها‪ ،‬وتكفل الطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع‬
‫األردنيين‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ .4‬األسرة أساس المجتمع قوامها الدين واألخالق وحب الوطن‪ ،‬يحفظ القانون كيانها‬
‫الشرعي ويقوي أواصرها وقيمها‪.‬‬

‫‪ -5‬يحمي القانون األمومة والطفولة والشيخوخة ويرعى النشء وذوي اإلعاقات ويحميهم‬
‫من اإلساءة واالستغالل‪.‬‬

‫المادة ‪:7‬‬

‫‪.1‬الحرية الشخصية مصونة‪.‬‬

‫‪ .2‬كل اعتداء على الحقوق والحريات العامة أو حرمة الحياة الخاصة لل ردنيين جريمة‬
‫يعاقب عليها القانون‪.‬‬

‫المادة ‪:8‬‬

‫‪ .1‬ال يجوز أن يوقف أحد أو يحبس إال وفق أحكام القانون‪.‬‬

‫‪ .2‬كل من يقبض عليه أو يوقف أو يحبس أو تقيد حريته تجب معاملته بما يحفظ عليه‬
‫كرامة اإل نسان‪ ،‬وال يجوز تعذيبه‪ ،‬بأي شكل من األشكال‪ ،‬أو ايذاؤه بدنيا أو معنويا‪ ،‬كما ال‬
‫يجوز حجزه في غير األماكن التي تجيزها القوانين‪ ،‬وكل قول يصدر عن أي شخص تحت‬
‫وطأة أي تعذيب أو ايذاء أو تهديد ال يعتد به‪.‬‬

‫المادة ‪:9‬‬

‫‪ .1‬ال يجوز إبعاد أردني من ديار المملكة‪.‬‬

‫‪ .2‬ال يجوز أن يحظر على أردني اإلقامة في جهة ما أو يمنع من التنقل وال أن يلزم باإلقامة‬
‫في مكان معين إال في األحوال المبينة في القانون‪.‬‬

‫المادة ‪ :10‬للمساكن حرمة فال يجوز دخولها إال في األحوال المبينة في القانون‪ ،‬وبالكيفية‬
‫المنصوص عليها فيه‪.‬‬

‫المادة ‪ :11‬ال ُيستملك ملك أحد إال للمنفعة العامة‪ ،‬وفي مقابل تعويض عادل حسبما يعين في‬
‫القانون‪.‬‬

‫المادة ‪ :12‬ال تُفرض قروض جبرية‪ ،‬وال تُصادر أموال منقولة أو غير منقولة إال بمقتضى القانون‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المادة ‪ :13‬ال ُيفرض التشغيل اإللزامي على أحد غير أنه يجوز بمقتضى القانون فرض شغل أو‬
‫خدمة على أي شخص‪:‬‬

‫‪ .1‬في حالة اضط اررية كحالة الحرب‪ ،‬أو عند وقوع خطر عام‪ ،‬أو حريق‪ ،‬أو‬
‫طوفان‪ ،‬أو مجاعة‪ ،‬أو زلزال‪ ،‬أو مرض وبائي شديد لإلنسان أو الحيوان‪ ،‬أو‬
‫آفات حيوانية أو حشرية أو نباتية أو أية آفة أخرى مثلها‪ ،‬أو في أية ظروف‬
‫أخرى قد تعرض سالمة جميع السكان أو بعضهم إلى خطر‪.‬‬

‫‪ .2‬نتيجة الحكم عليه من محكمة‪ ،‬على أن يؤدي ذلك العمل أو الخدمة تحت إشراف‬
‫سلطة رسمية وأن ال يؤجر الشخص المحكوم عليه إلى أشخاص أو شركات أو‬
‫جمعيات أو أية هيئة عامة أو يوضع تحت تصرفها ‪.‬‬

‫المادة ‪14‬‬

‫تحمي الدولة حرية القيام بشعائر األديان والعقائد‪ ،‬طبقا للعادات المرعية في المملكة ما لم‬
‫تكن مخلة بالنظام العام أو منافية لآلداب ‪.‬‬

‫المادة ‪15‬‬

‫‪ .1‬تكفل الدولة حرية الرأي‪ ،‬ولكل أردني أن يعرب بحرية عن رأيه بالقول‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والتصوير‪،‬‬
‫وسائر وسائل التعبير‪ .‬بشرط أن ال يتجاوز حدود القانون‪.‬‬

‫‪ .2‬تكفل الدولة حرية البحث العلمي واإلبداع األدبي والفني والثقافي والرياضي بما ال يخالف‬
‫أحكام القانون أو النظام العام واآلداب‪.‬‬

‫‪ .3‬تكفل الدولة حرية الصحافة والطباعة والنشر ووسائل اإلعالم ضمن حدود القانون‪.‬‬

‫‪ .4‬ال يجوز تعطيل الصحف ووسائل اإلعالم وال إلغاء ترخيصها إال بأمر قضائي وفق أحكام‬
‫القانون‪.‬‬

‫‪ .5‬يجوز في حالة إعالن األحكام العرفية أو الطوارىء‪ ،‬أن يفرض القانون على الصحف‪،‬‬
‫والنشرات‪ ،‬والمؤلفات‪ ،‬واإلذاعة رقابة محدودة في األمور التي تتصل بالسالمة العامة‬
‫وأغراض الدفاع الوطني‪.‬‬

‫‪ .6‬ينظم القانون أسلوب المراقبة على موارد الصحف‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المادة ‪16‬‬

‫‪ .1‬لألردنيين حق اإلجتماع ضمن حدود القانون ‪.‬‬

‫‪ .2‬لل ردنيين الحق في تأليف الجمعيات والنقابات‪ ،‬واألحزاب السياسية على أن تكون غايتها‬
‫مشروعة ووسائلها سلمية‪ ،‬وذات نظم ال تخالف أحكام الدستور‪.‬‬

‫‪ .3‬ينظم القانون طريقة تأليف الجمعيات والنقابات واألحزاب السياسية ومراقبة مواردها‪.‬‬

‫المادة ‪17‬‬

‫لألردنيين الحق في مخاطبة السلطات العامة فيما ينوبهم من أمور شخصية أو فيما له صلة‬
‫بالشؤون العامة بالكيفية والشروط التي يعينها القانون‪.‬‬

‫المادة ‪18‬‬

‫تعتبر جميع المراسالت البريدية والبرقية‪ ،‬والمخاطبات الهاتفية وغيرها من وسائل االتصال‬
‫سرية فال تخضع للمراقبة أو االطالع أو التوقيف أو المصادرة إال بأمر قضائي وفق أحكام القانون‪.‬‬

‫المادة ‪19‬‬

‫يحق للجماعات تأسيس مدارسها‪ ،‬والقيام عليها لتعليم أفرادها على أن تراعى األحكام العامة‬
‫المنصوص عليها في القانون‪ ،‬وتخضع لرقابة الحكومة في برامجها وتوجيهها‪.‬‬

‫المادة ‪20‬‬

‫التعليم األساسي إلزامي لألردنيين وهو مجاني في مدارس الحكومة‪.‬‬

‫المادة ‪21‬‬

‫‪ .1‬ال يسلم الالجئون السياسيون بسبب مبادئهم السياسية أو دفاعهم عن الحرية‪.‬‬

‫‪ .2‬تحدد االتفاقيات الدولية والقوانين أصول تسليم المجرمين العاديين‪.‬‬

‫المادة ‪22‬‬

‫‪ .1‬لكل أردني حق في تولي المناصب العامة بالشروط المعينة بالقوانين أو األنظمة‪.‬‬

‫‪ . 2‬التعيين للوظائف العامة من دائمة ومؤقتة في الدولة‪ ،‬واإلدارات الملحقة بها والبلديات‬

‫‪16‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫يكون على أساس الكفاءات والمؤهالت‪.‬‬

‫المادة ‪23‬‬

‫‪ .1‬العمل حق لجميع المواطنين‪ ،‬وعلى الدولة أن توفره لألردنيين بتوجيه االقتصاد الوطني‬
‫والنهوض به‪.‬‬

‫‪ .2‬تحمي الدولة العمل‪ ،‬وتضع له تشريعا يقوم على المبادىء اآلتية‪:‬‬

‫أجر يتناسب مع كمية عمله وكيفيته‪.‬‬


‫أ‪ -‬إعطاء العامل ا‬

‫ب‪ -‬تحديد ساعات العمل األسبوعية‪ ،‬ومنح العمال أيام راحة أسبوعية وسنوية مع األجر‪.‬‬

‫ج‪ -‬تقرير تعويض خاص للعمال المعيلين‪ ،‬وفي أحوال التسريح والعجز والطوارىء الناشئة‬
‫عن العمل‪.‬‬

‫د‪ -‬تعيين الشروط الخاصة بعمل النساء واألحداث‪.‬‬

‫هـ‪ -‬خضوع المعامل للقواعد الصحية‪.‬‬

‫و‪ -‬تنظيم نقابي حر ضمن حدود القانون‪.‬‬

‫وتطورت حالة الحقوق والواجبات والحريات بشكل كبير في األردن‪ ،‬ففي عهد جاللة الملك‬
‫عبداهلل الثاني أوالها اهتماما خاصا؛ حيث أمر في عام ‪ 2000‬بتشكيل هيئة ملكية غايتها تعزيز‬
‫حالة حقوق اإلنسان في األردن؛ وفي عام ‪ 2002‬أمر بتأسيس المركز الوطني لحقوق اإلنسان‬
‫بموجب قانون‪ ،‬يعمل على حماية حقوق اإلنسان والحريات العامة في األردن وتعزيزهما ارتكا از‬
‫على‪ :‬رسالة اإلسالم السمحة‪ ،‬وما تضمنه التراث العربي واإلسالمي من قيم‪ ،‬وما نص عليه‬
‫الدستور من حقوق‪ ،‬وما أكدته العهود والمواثيق الدولية من مبادىء‪.‬‬

‫وهناك عوامل عدة ساهمت في ترسيخ حقوق اإل نسان وحرياته في األ ردن أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود اإلرادة السياسية الجادة والثابتة التي تقودها القيادة الهاشمية التي رعت حقوق اإلنسان‬
‫و الحريات العامة‪ ،‬منذ تأسيس الدولة األردنية عام ‪.1921‬‬

‫‪17‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ -2‬وجود الضمانات التشريعية المتمثلة في الدستور والقوانين ذات الصلة؛ حيث يحتل موضوع‬
‫حقوق اإلنسان والدفاع عنه أولوية متقدمة في المنظومة القانونية والتشريعية األردنية‪ ،‬وقد‬
‫ذكرناها آنفا في الدستور األردني كضمانات دستورية وتشريعية لحقوق اإلنسان وردت في‬
‫الفصل الثاني ضمن المواد من (‪ )5-23‬تحت عنوان حقوق األردنيين وواجباتهم‪ ،‬اشتملت‬
‫على الحقوق والحريات العامة‪ ،‬وهي‪ :‬حقوق المساواة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والعمل‪ ،‬وتأليف الجمعيات‬
‫واألحزاب والنقابات واالتحادات العمالية‪ ،‬والحريات الشخصية‪ ،‬وحرية الرأي والتعبير‪ ،‬وحرية‬
‫القيام بشعائر األديان والعقائد‪ ،‬وتنسجم هذه المواد والبالغ عددها (‪ )19‬مادة مع مبادىء‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ذات الصلة بالحريات العامة والحريات الدينية‪.‬‬

‫‪ -3‬تأكيدات جاللة الملك من خالل مضامين كتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة‪ ،‬وخطاباته‬
‫والتي تركز جميعها على رفع سقف الحريات العامة‪ ،‬واحترام حقوق اإلنسان‪ ،‬وتعزيز‬
‫الديموقراطية‪ ،‬لتصبح سلوكا يمارسه األردنيون جميعا‪.‬‬

‫‪ -4‬مشاركة األردن في صياغة المعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق اإلنسان؛ فاألردن‬
‫عضو في العديد من الهيئات الدولية المعنية بذلك‪ ،‬وصادق على أكثر من (‪ )30‬اتفاقية دولية‬
‫في مجال حقوق اإلنسان وحماية المدنيين‪ ،‬واستضاف مؤتمرات دولية خاصة بحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪ -5‬جعل ثقافة حقوق اإلنسان جزءا من الثقافة الوطنية األردنية؛ وذلك من خالل افساح المجال‬
‫أمام عقد الندوات‪ ،‬وورش العمل‪ ،‬والمحاضرات‪ ،‬والمؤتمرات‪ ،‬والدورات التدريبية المتعلقة بحقوق‬
‫اإلنسان بهدف نشر ثقافة حقوق اإلنسان وترسيخها كجزء من الثقافة الوطنية األردنية‪.‬‬

‫ويوجد في األردن العديد من المؤسسات (الجمعيات‪ ،‬والمنظمات‪ ،‬والمراكز) المرخصة التي‬


‫تُعنى بحقوق اإلنسان والحريات العامة‪ ،‬وتمارس نشاطاتها بكل حرية‪ ،‬وتقوم بدورها في تعزيز ونشر‬
‫ثقافة حقوق اإلنسان والدفاع عنها في المملكة‪ ،‬وفي مقدمة هذه المؤسسات‪:‬‬

‫‪ -‬مؤسسات رسمية (حكومية) مثل‪:‬‬

‫أ‪ -‬المركز الوطني لحقوق اإلنسان الذي ساهم في تأصيل مبادئ حقوق اإلنسان والتصدي‬
‫النتهاكها‪.‬‬

‫ب‪ -‬إدارة حقوق اإلنسان واألمن اإلنساني في و ازرة الخارجية‪.‬‬

‫ج‪ -‬المنسق الحكومي لحقوق اإلنسان التابع لرئاسة الوزراء‪ ،‬والمكلف برصد واستقبال‬
‫الشكاوى واالنتهاكات المتعلقة بحقوق اإلنسان‪ ،‬ومراجعة التشريعات والقوانين التي‬

‫‪18‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫تتعارض مع تعهدات والتزامات األردن الدولية في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬وكذلك متابعة‬
‫التزام المؤسسات والدوائر واألجهزة الحكومية والرسمية بمعايير حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫د‪ -‬لجنتي الحريات وحقوق اإلنسان في مجلسي األعيان والنواب‪.‬‬

‫‪ -‬مؤسسات غير رسمية (أهلية)‪:‬‬

‫مركز الجسر العربي للتنمية وحقوق اإلنسان‪ ،‬ومركز عدالة لحقوق اإلنسان‪ ،‬ومركز حماية‬
‫وحرية الصحفيين‪ ،‬ومركز اإلعالميات العربيات‪ ،‬والمنظمة العربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ومركز عمان‬
‫لدراسات حقوق اإلنسان‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫وقد حظي األردن وعلى الدوام‪ ،‬بإشادة العديد من الهيئات والمنظمات العربية والعالمية المعنية‬
‫بحقوق اإلنسان‪ ،‬التي تشير في تقاريرها المختلفة إلى التطور اإليجابي المطرد لحقوق اإلنسان في‬
‫األردن‪.‬‬

‫احتل األردن عام ‪ 2015‬المرتبة األولى عربيا‪ ،‬والمرتبة ‪ 78‬عالميا‪ ،‬في مؤشر حقوق اإلنسان‬
‫الصادر عن ثالثة معاهد أجنبية هي معهد كاتو‪ ،‬ومعهد فريزر‪ ،‬ومعهد الليبراليين التابع لمؤسسة‬
‫فريديريش نومان للحرية‪ ،‬حيث اعتمد مؤشر المعاهد الثالث على‪:‬‬

‫‪ -1‬انسجام الدستور والقوانين مع مبادئ اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬


‫‪ -2‬قوة األمن‪.‬‬
‫‪ -3‬حرية تنظيم الحركات السياسية وغير السياسية‪.‬‬
‫‪ -4‬حرية إنشاء التنظيمات الدينية‪.‬‬
‫‪ -5‬حرية الصحافة والتعبير‪.‬‬
‫‪ -6‬ضمان الحريات الفردية واالقتصادية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬سيادة القانون‪:‬‬

‫ال يمكن أن تكون أية دولة ديموقراطية متحضرة ما لم تكن قائمة سياسيا‪ ،‬واجتماعيا‪،‬‬
‫واقتصاديا على مبادئ القانون‪ ،‬إن قوة أية دولة ال تقاس فقط بما تملكه من وسائل تقنية مادية بل‬
‫بما تملكه هذه الدولة أيضا من تشريعات (قوانين) قادرة على تنظيم شؤونها‪ ،‬وحماية مواطنيها‪.‬‬
‫إن االعتراف بحقوق األفراد وحمايتها قانونيا‪ ،‬وضمان تمتعهم بحرياتهم العامة وحرياتهم‬
‫الفردية في إطار القانون أحد أهم مقومات الدولة الديموقراطية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫وفي الورقة النقاشية السادسة‪ ،‬أكد جاللة الملك على مبدأ سيادة القانون بقوله‪" :‬هناك موضوع‬
‫رئيسي أطرحه في هذه الورقة النقاشية؛ وهو بالنسبة لي ما يميز الدول المتقدمة الناجحة في خدمة‬
‫مواطنيها وحماية حقوقهم‪ ،‬وهو األساس الحقيقي الذي تُبنى عليه الديموقراطيات واالقتصادات‬
‫المزدهرة والمجتمعات المنتجة‪ ،‬وهو الضامن للحقوق الفردية والعامة‪ ،‬والكفيل بتوفير اإلطار الفاعل‬
‫لإلدارة العامة‪ ،‬والباني لمجتمع آمن وعادل؛ إنه سيادة القانون المعبِّر الحقيقي عن حبنا لوطننا‬
‫الذي نعتز به‪ .‬إن إعالنات الوالء والتفاني لألردن تبقى مجردة ونظرية في غياب االحترام المطلق‬
‫للقوانين‪".‬‬

‫وأضاف جاللته "إن مسؤولية تطبيق وانفاذ سيادة القانون بمساواة وعدالة ونزاهة تقع على‬
‫عاتق الدولة‪ .‬ولكن في الوقت نفسه‪ ،‬يتحمل كل مواطن مسؤولية ممارسة وترسيخ سيادة القانون‬
‫في حياته اليومية"‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬المساواة والعدالة‪:‬‬

‫‪ -1‬المساواة‪ :‬تعني تماثل أفراد المجتمع جميعا أمام القانون‪ ،‬أي أن المواطنين جميعا سواء‬
‫في الحصول على حقوقهم وتأدية واجباتهم‪ ،‬بغض النظر عن الطبيعة االجتماعية‪ ،‬أو‬
‫العقيدة الدينية‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو الثروة‪ ،‬أو المهنة‪.‬‬
‫وقد كرس الدستور األردني لعام ‪1952‬م مبدأ المساواة بين المواطنين األردنيين في‬
‫الفقره (أ) من مادته السادسة بقوله‪ " :‬األردنيون أمام القانون سواء‪ ،‬ال تمييز بينهم في‬
‫الحقوق والواجبات‪ ،‬وان اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين‪".‬‬

‫‪ -2‬العدالة‪ :‬العدالة نقيض الظلم‪ ،‬وتعني اإلنصاف‪ ،‬وتقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫جرءات القانونية التي تتضمن المحاكمات‬


‫أ‪ -‬العدالة اإلجرائية‪ :‬وهي تتعلق بقواعد اإل ا‬
‫العادلة‪.‬‬

‫ب‪ -‬العدالة االجتماعية (الموضوعية)‪ :‬وهي تهتم بإقامة مجتمع عادل‪ ،‬ومنصف‪،‬‬
‫ومتوازن‪.‬‬
‫فالمساواة تعني أن الجميع أمام القانون سواء‪ ،‬أما العدالة فتعني إعطاء كل ذي حق حقه مع‬
‫األخذ باالعتبار الجهد المبذول‪ ،‬كما أن أساس العدالة المساواة وجوهرها االعتدال والتوازن‪.‬‬
‫وفي الورقة النقاشية السادسة‪ ،‬نوه جاللة الملك عبداهلل الثاني إلى دور الواسطة والمحسوبية‬
‫في تقويض العدالة والمساواة بقوله‪" :‬ال يمكننا الحديث عن سيادة القانون ونحن ال نقر بأن الواسطة‬

‫‪20‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫والمحسوبية سلوكيات تفتك بالمسيرة التنموية والنهضوية للمجتمعات‪ ،‬ليس فقط بكونها عائقا يحول‬
‫دون النهوض بالوطن‪ ،‬بل ممارسات تنخر بما تم إنجازه وبناؤه وذلك بتقويضها لقيم العدالة والمساواة‬
‫وتكافؤ الفرص وقيم المواطنة الصالحة وهي األساس لتطور أي مجتمع"‪.‬‬

‫وأضاف جاللته‪" :‬وال بد من تطوير وتحديث معايير تعتمد الجدارة والكفاءة في تعيين القضاة‬
‫ونقلهم وترفيعهم بما يحقق العدالة والشفافية‪ .‬ومن الضروري بمكان تعزيز قدرات القضاة واكسابهم‬
‫المهارات الضرورية إلصدار األحكام القضائية العادلة والنزيهة؛ كما ويجب تطوير وتحديث وتمكين‬
‫أجهزة الرقابة والتفتيش القضائي لتكون تقارير التفتيش أداة قياس حقيقية وواقعية ألداء القاضي‬
‫وسلوكه"‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬الحوار‬

‫تستأثر مسألة الحوار باهتمام الدوائر واألوساط الفكرية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والثقافية على امتداد‬
‫العالم‪ ،‬وذلك لطبيعة التطورات التي أدت ‪ -‬وال زالت تؤدي – إلى حدوث كثير من االضطرابات‬
‫والتوترات األمنية والسياسية‪ ،‬والصراعات الدموية والحروب األهلية بين مختلف الفرقاء والتيارات‬
‫والتوجهات‪.‬‬
‫ومن الضروري في هذا السياق‪ ،‬التفريق بين مفهوم الحوار ومفهوم الجدال واإلفحام‪ ،‬فاألول‬
‫ينطلق من حقيقة االستماع الواعي لآلراء واألفكار‪ ،‬بينما الجدال ينطلق من إثبات تفوق األنا في‬
‫آرائها على اآلخر‪ .‬وقد تناولت الورقة النقاشية الملكية األولى الحوار معتبرة إياه بين أصحاب اآلراء‬
‫المختلفة جوهر العملية الديموقراطية‪ ،‬كما دعا جاللته األردنيين جميعا إلى االلتزام بالحوار والنقاش‬
‫سبيال إلى حل االختالف في الرأي‪.‬‬

‫فوائد الحوار‬

‫‪ .1‬يلعب دو ار فعاال في إيصال األفكار إلى األفراد وتبادلها فيما بينهم‪.‬‬


‫‪ .2‬ينمي تفكير الفرد ويساهم في صقل شخصيته‪.‬‬
‫‪ .3‬يحفز الفرد على استنباط األفكار واستحداثها‪.‬‬
‫‪ .4‬ينشط ذهن اإلنسان ويقويه‪.‬‬
‫‪ .5‬يساهم في تخليص األفراد األفكار غير الصحيحة التي يحملونها‪.‬‬
‫‪ .6‬يدفع اإلنسان إلى التوصل إلى الحقيقة من خالل التفكير‪.‬‬
‫شروط الحوار الناجح‪:‬‬
‫‪ .1‬قيامه على الصدق‪.‬‬
‫‪ .2‬تقديم األدلة والبراهين ال المغالطات‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ .3‬أن يكون القصد منه إظهار الحقيقة‪.‬‬


‫‪ .4‬احترام الرأي والرأي اآلخر‪.‬‬
‫‪ .5‬االبتعاد عن التحيز أو التعصب وتجريح األشخاص‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬التسامح‬

‫التسامح مفهوم تطرقت إلى تأصيله كل الديانات السماوية واأليديولوجيات الوضعية‪ ،‬وكل‬
‫المذاهب الفلسفية والفكرية‪ ،‬وذلك لما له من ارتباط وثيق بحياة الناس عامة‪ ،‬وبتعددها العرقي‬
‫والديني والحضاري واإليديولوجي‪ ،‬والتسامح أسلوب يتبعه اإلنسان يبدأ من ذاته‪ ،‬وتربيته‪ ،‬وقيمه‬
‫الدينية‪ ،‬والمدنية‪ ،‬والخلقية‪ ،‬وينعكس على طريقة تفكيره وتعامله مع اآلخرين‪.‬‬
‫إن أعمال العنف‪ ،‬والعنف المضاد‪ ،‬وحاالت التعصب‪ ،‬واالنغالق‪ ،‬ودوافع الهيمنة التي تنتشر‬
‫في مناطق العالم شتى تنطوي في عمقها على نوازع أنانية‪ ،‬نتيجة لغياب قيمة التسامح‪ .‬إن غياب‬
‫التسامح يفسد مناخ التساكن والعيش المشترك بين مكونات اجتماعية متعددة ومتنوعة‪ ،‬وتيارات‬
‫فكرية مختلفة‪ ،‬وقوى سياسية متعارضة‪ ،‬ومصالح اقتصادية متناقضة‪.‬‬

‫وأمام تفاقم حاالت التعصب والتطرف وما تؤدي إليه من تقتيل وتهجير‪ ،‬واهدار للطاقات‪،‬‬
‫وانتهاك للقيم اإلنسانية‪ ،‬فقد أصبح شعار التسامح (أي قبول اآلخر المختلف ال اقصاؤه) ُيطرح في‬
‫إطار إزالة بذور األحقاد والمواجهات العنيفة‪ ،‬على أساس إقرار كل طرف بوجود الطرف اآلخر أو‬
‫األطراف األخرى‪ ،‬وضمان حق االختالف والتنوع وحرية التعبير‪ ،‬واحترام الرأي أو االتجاه المغاير‪،‬‬
‫وحماية الحقوق المشروعة والحريات األساسية للجميع‪.‬‬

‫وقد برز التفكير في هذه القيم وغيرها بعد أن عرف العالم ويالت الحروب والدمار‪ ،‬وخاصة‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية التي توجت بتأسيس منظمة األمم المتحدة سنة ‪ ،1945‬التي أشرفت‬
‫على إصدار إعالن مبادئ بشأن التسامح المعتمد من قبل المؤتمر العام لليونسكو في ‪ 16‬نوفمبر‬
‫‪ ،1995‬إذ نصت مادته األولى في معنى التسامح على‪" :‬إن التسامح يعني االحترام والقبول‬
‫والتقدير للتنوع وأشكال التعبير والصفات اإلنسانية لدينا"‪ .‬والتسامح ليس واجبا أخالقيا فحسب‪،‬‬
‫وانما واجب سياسي وقانوني أيضا‪ ،‬والفضيلة التي تُيسر قيام السالم؛ حيث يساهم في إحالل ثقافة‬
‫السالم محل ثقافة الحرب‪.‬‬

‫إن ممارسة التسامح ال تعني تخلي المرء عن معتقداته أو التهاون بشأنها‪ ،‬بل تعني أن المرء‬
‫حر في التمسك بمعتقداته وأنه يقبل أن يتمسك اآلخرون بمعتقداتهم‪ .‬وهذا يعني اإلقرار بأن البشر‬
‫المختلفين‪ ،‬بطباعهم‪ ،‬وأوضاعهم‪ ،‬ولغاتهم‪ ،‬ودياناتهم‪ ،‬ومذاهبهم‪ ،‬وسلوكهم‪ ،‬وقيمهم‪ ،‬وثقافاتهم‪ ،‬لهم‬

‫‪22‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫الحق جميعا في العيش بحرية وسالم‪ ،‬وتعني أيضا أن آراء األفراد أو الجماعات ال ينبغي أن‬
‫تفرض على اآلخرين‪.‬‬

‫إن التسامح مسؤولية تشكل عماد التعددية (بما في ذلك التعددية الثقافية‪ ،‬والدينية‪ ،‬والفكرية)‪،‬‬
‫والديموقراطية‪ ،‬وحكم القانون‪ ،‬وحقوق اإلنسان؛ لذلك فقد قررت جميع الدول المنضوية في إطار‬
‫منظمة األمم المتحدة ‪ -‬من ضمنها األردن‪ -‬أن تنص في دساتيرها وقوانينها على مبادئ وقيم‬
‫التسامح‪.‬‬
‫ويشار إلى أن تعزيز ثقافة التسامح يقع على عاتق األفراد والحكومات معا‪ ،‬وأن التسامح يعد‬
‫ضرورة اجتماعية ووطنية ملحة تؤدي إلى تحقيق حالة الوئام والسلم االجتماعي وتوطيد الوحدة‬
‫الوطنية‪ .‬كما أنها تحقق تقدم ورفعة الشعوب وتطورها على الصعد الحياتية كافة‪ .‬والتسامح أوال‬
‫وقبل كل شيء قيمة أخالقية وواجب إنساني وديني ينبغي التحلي به‪ ،‬وقد ركز جاللة الملك في‬
‫أوراقه النقاشية على هذه القيمة السامية‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬مؤسسات المجتمع المدني‪:‬‬

‫تقوم فكرة مؤسسات المجتمع المدني على انتظام األفراد في جمعيات أو منظمات يقوم بإنشائها‬
‫عدد من األشخاص‪ ،‬وتقوم هذه الجمعيات بنصرة قضية مشتركة‪ ،‬وهي منظمات تطوعية غير‬ ‫ٌ‬
‫ربحية وغير إجبارية‪ ،‬وتصنف كمنظمات وسيطة بين الدولة من جهة وبين المواطن والمجتمع من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬أي تتوسط بين الشعب والدولة؛ لتحقيق فائدة للمجتمع وللمواطن‪ ،‬فهي تساعد على‬
‫تحقيق السالم واالستقرار والتكافل االجتماعي‪ ،‬وهذا يعطيها القدرة على الحد من توغل الدولة على‬
‫الشعب‪ ،‬ومشاركة الشعب في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫ومن أبرز أنواع المؤسسات التي تندرج تحت مؤسسات المجتمع المدني‪ :‬األندية الرياضية‪،‬‬
‫والملتقيات االجتماعية‪ ،‬والنقابات المهنية‪ ،‬والهيئات والمنظمات التطوعية‪ ،‬والنقابات العمالية‪،‬‬
‫واألندية الثقافية‪ ،‬ومنظمات البيئة وحقوق اإلنسان‪ ،‬والمنظمات النسائية‪ ،‬ومؤسسات العمل الخيري‬
‫جميعها‪ ،‬والعديد من المؤسسات األخرى‪ ،‬وتعمل مؤسسات المجتمع المدني ضمن األطر القانونية‬
‫النافذة والمعمول بها على أرض الدولة‪.‬‬

‫دور مؤسسات المجتمع المدني‪:‬‬

‫‪ .1‬شريك للدولة في التنمية بأنواعها‪.‬‬

‫‪ .2‬القيام ببرامج ونشاطات هادفة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪.3‬التنظيم الجماعي الذي توفره للعمل‪.‬‬

‫‪ .4‬تقبل السلوكيات األخالقية المتصلة باالحترام والتسامح والتنوع والتعدد‪.‬‬

‫‪.5‬المشاركة في التأثير على عملية صناعة القرار‪.‬‬

‫‪ -6‬التعبير عن مصالح األفراد‪.‬‬


‫وقد تطرق جاللة الملك بوضوح إلى دور المجتمع المدني ومؤسساته في عملية التحول‬
‫الديمقراطي ومراقبة األداء السياسي في الورقة النقاشية الرابعة التي تضمنت قوله‪" :‬من أهم متطلبات‬
‫التحول الديمقراطي تعزيز المجتمع المدني ودوره في مراقبة األداء السياسي وتطويره نحو األفضل‪،‬‬
‫عبر ترسيخ الثقافة الديموقراطية في المجتمع‪ ،‬ليكون التغيير الديمقراطي حقيقة ملموسة على جميع‬
‫المستويات"‪.‬‬

‫وبهذا اكتملت الصورة نحو التحول إلى نظام ديموقراطي وفق الرؤية الملكية‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬الوحدة الوطنية‬

‫الوحدة الوطنية هي أحد أهم مقومات أي وطن قوي‪ ،‬فهي مصدر تقدمه وازدهاره‪ .‬وتتجسد‬
‫الوحدة الوطنية في تالحم أفراد الشعب ومكوناته مع بعضه البعض‪ ،‬وتُعرف الوحدة الوطنية بالقدرة‬
‫على دمج فئات الشعب ومكوناته جميعها في وحدة وطنية (اجتماعية) متآلفة ومتحابة ومنسجمة‬
‫أساسها االنتماء للوطن‪ ،‬وقوامها المواطنة‪ ،‬والضمانة لهذه الوحدة‪ :‬الدستور‪ ،‬والقانون‪ ،‬والمواثيق‬
‫الوطنية‪ ،‬والمؤسسات السياسية التي تكفل الحفاظ على الوحدة الوطنية‪.‬‬

‫إن وجود الوحدة الوطنية القوية يساعد على تحقيق األمن وضمان الطمأنينة في ربوع الوطن‪،‬‬
‫على اعتبار أن الشعب يؤمن بوحدته ويؤمن بتعدده السياسي‪ ،‬وتنوعه االجتماعي‪ ،‬والثقافي‪،‬‬
‫والديني‪ ،‬والمذهبي‪ ،‬ولكن في إطار منظومة الوحدة الوطنية التي ال تفرق بين المواطنين إال على‬
‫أساس الكفاءة واإلنجاز‪ ،‬والوحدة الوطنية تعني وجود وطن واحد موحد من الشمال إلى الجنوب‬
‫ومن الشرق إلى الغرب يسكن فيه شعب متآلف أفراده وجماعاته تآلفا وطنيا‪ ،‬أساسه االنتماء‬
‫للوطن‪ ،‬وقوامه المواطنة‪ ،‬يربطهم مصير مشترك ومصالح مشتركة‪.‬‬

‫وتبرز أهمية الوحدة الوطنية في أنها أساس استقرار الدول وتطورها‪ ،‬وهي القاعدة التي يقوم‬
‫عليها البناء الوطني السليم‪ ،‬وبالتالي تشكل هدف التنمية السياسية وغايتها األولى‪ ،‬وأن المساس‬
‫بالوحدة الوطنية من شأنه أن يقوض السلم المجتمعي‪ ،‬ويوقف عمليات التنمية‪ ،‬وبالتالي يهدد وجود‬
‫الدولة وبقائها‪ ،‬وعليه فإن الوحدة الوطنية تشكل أهم الثوابت الوطنية وأكثرها حيوية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫والوحدة الوطنية تسمو على مختلف االنتماءات الفرعية‪ ،‬مثل االنتماء لإلقليم‪ ،‬أو العشيرة‪،‬‬
‫أو المنطقة (محافظة‪ ،‬أو مدينة‪ ،‬أو قرية)‪ ،‬أو العقيدة (دينية‪ ،‬أو مذهبية‪ ،‬أو سياسية‪ ،‬أو غيرها)‪،‬‬
‫أو غير ذلك من االنتماءات الفرعية‪.‬‬

‫وقد نال موضوع الوحدة الوطنية األردنية اهتمام القيادة األردنية الهاشمية منذ نشأة الدولة‪،‬‬
‫فاعتبرت المواطنين األردنيين جميعهم أسرة واحدة‪ ،‬ال فرق بين مواطن وآخر على أساس عرقي‪،‬‬
‫أو ديني‪ ،‬أو طائفي‪ ،‬أو غيره‪.‬‬

‫المجتمع المدني والدولة المدنية‪:‬‬

‫ظهرت فكرة المجتمع المدني والدولة المدنية عبر محاوالت فالسفة التنوير تهيئة األرض فكريا‬
‫لنشأة دولة (مجتمع) حديثة تقوم على مبادئ المساواة والحقوق اإلنسانية‪ ،‬وتنطلق من قيم أخالقية‬
‫فى الحكم والسيادة‪.‬‬

‫وتعرف الدولة المدنية على أنها اتحاد من أفراد يشكل مجتمعا يخضع لنظام من القوانين‪ ،‬مع‬
‫وجود قضاء يستند إلى مبادئ العدل يطبق هذه القوانين‪.‬‬

‫وترتكز الدولة المدنية على سيادة الثقافة المدنية بين الناس أوال‪ ،‬وثانيا تأسيس أجهزة سياسية‬
‫وقانونية تستطيع أن تنظم الحياة العامة‪ ،‬وتحمي الملكية الخاصة‪ ،‬وتنظم شؤون التعاقد‪ ،‬وتطبق‬
‫القانون على الناس جميعا بالتساوي‪ ،‬بعيدا عن تأثير النزعات الفردية‪ ،‬أو المذهبية‪ ،‬أو القبلية‪ ،‬أو‬
‫الطائفية‪ ،‬أو االقليمية‪ ،‬أو المناطقية‪ ،‬أو غيرها‪.‬‬
‫ومن خصائص الدولة المدنية أنها تتأسس على نظام مدنى من العالقات تقوم على قبول‬
‫اآلخر والمساواة فى الحقوق والواجبات‪ .‬إن هذه القيم التى تشكل الثقافة المدنية‪ ،‬تتأسس على قواعد‬
‫ال يجوز تجاوزها‪ ،‬على رأسها احترام القانون وسيادته‪ ،‬والقانون يتشكل من القواعد المكتوبة‪ ،‬وتأتى‬
‫بعده قواعد عرفية عديدة غير مكتوبة تشكل بنية الحياة اليومية للناس‪ ،‬تحدد لهم صور التبادل‬
‫القائم على النظام ال الفوضى‪ ،‬وعلى السلم االجتماعي ال العنف‪ ،‬وعلى العيش المشترك ال العيش‬
‫الفردي‪ ،‬وعلى القيم اإلنسانية العامة ال على النزعات المتطرفة‪.‬‬

‫لذلك ال تُنتهك في الدولة المدنية حقوق األفراد والجماعات من قبل أفراد أو جماعات آخرى‪.‬‬
‫فدائما ثمة سلطة عليا هي سلطة الدولة‪ ،‬يلجأ إليها األفراد والجماعات عندما تنتهك حقوقهم أو‬
‫تهدد باالنتهاك‪ .‬هذه السلطة (الحكومة) هي التى تطبق القانون وتحفظ الحقوق لكل األطراف‪،‬‬
‫وتمنع األطراف من أن يطبقوا أشكال العقاب بأنفسهم‪ ،‬ومن ثم فإنها تجعل من القانون أداة تقف‬
‫فوق األفراد جميعا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثاني‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫وأما المجتمع المدني فيتأسس على عقد اجتماعي بين األفراد‪ ،‬أي أن المجتمع المدني‪،‬‬
‫بحسب صياغاته األولى‪ :‬هو كل مجتمع بشري خرج من حالة الطبيعة (الفطرية) إلى الحالة المدنية‬
‫(الحضارية) التي تتمثل بوجود هيئة سياسية (حكومة) قائمة على اتفاق تعاقدي‪ .‬وبهذا المعنى فإن‬
‫المجتمع المدني هو المجتمع المنظم تنظيما سياسيا‪ .‬والعالقات داخل المجتمع المدني ليست‬
‫عالقات بين قوى أو طبقات اجتماعية‪ ،‬ولكنها عالقات بين أفراد أحرار مستقلين ومتساوين‪.‬‬
‫وقد عرف الفيلسوف "جون لوك" المجتمع المدني بـ‪" :‬عندما يؤلف عدد من األفراد جماعة‬
‫السنة الطبيعية التي تخصه ينشأ حينئذ مجتمع سياسي أو مجتمع‬
‫واحدة‪ ،‬يتخلى كل منهم عن تنفيذ ُ‬
‫مدني"‪.‬‬

‫جاللة الملك عبداهلل الثاني بن الحسين وصف الدولة المدنية في الورقة النقاشية السادسة‬
‫"سيادة القانون أساس الدولة المدنية" التي نشرت في ‪ 16‬اكتوبر ‪ ، 2016‬بقوله‪" :‬إن الدولة المدنية‬
‫هي دولة تحتكم إلى الدستور والقوانين التي تطبقها على الجميع دون محاباة؛ وهي دولة المؤسسات‬
‫التي تعتمد نظاما يفصل بين السلطات وال يسمح لسلطة أن تتغول على األخرى‪ ،‬وترتكز على‬
‫السالم والتسامح والعيش المشترك وتمتاز باحترامها وضمانها للتعددية واحترام الرأي اآلخر‪ ،‬وتحافظ‬
‫وتحمي أفراد المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الفكرية‪ ،‬وتحمي الحقوق‪ ،‬وتضمن‬
‫الحريات حيث يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات‪ ،‬ويلجأ لها المواطنون في حال انتهاك حقوقهم‪،‬‬
‫وهي دولة تكفل الحرية الدينية لمواطنيها‪ ،‬وتكرس التسامح وخطاب المحبة واحترام اآلخر‪ ،‬وتحفظ‬
‫حقوق المرأة كما تحفظ حقوق األقليات"‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المحور الثالث‬

‫الدولة األردنية‪ :‬النشأة والخصوصية‬

‫إعداد الدكتور أحمد العفيف والدكتور لؤي بواعنة‬

‫أوال‪ :‬التسمية وجغرافية المكان األردني‪.‬‬


‫الشدة‪ ،‬الغلبة‪ ،‬المتعرج‪ ،‬شديد‬
‫يرى مؤرخون عديدون أن كلمة أردن هي كلمة آرامية تعني‪ّ :‬‬
‫االنحدار‪ ،‬وقد أطلق االسم منذ القرن العاشر قبل الميالد على النهر المعروف اآلن باسم نهر‬
‫األردن‪ .‬وبعد الفتح اإلسالمي لبالد الشام في منتصف القرن السابع الميالدي أطلقت التسمية‬
‫على المناطق المحاذية لنهر األردن من الجهة الشرقية والغربية وأصبحت تعرف باسم جند‬
‫األردن الذي امتد من أطراف البادية الشامية شرقا‪ ،‬إلى سواحل البحر األبيض المتوسط غربا‬
‫ومن جنوب دمشق وصيدا وصور شماال‪ ،‬إلى نهر الزرقاء والبحر الميت ويافا جنوبا‪ ،‬وضم بذلك‬
‫كال من طبريا (مركز الجند)‪ ،‬والسامرة‪ ،‬وبيسان‪ ،‬وفحل‪ ،‬وجرش‪ ،‬وبيت راس‪ ،‬وجدارا‪ ،‬وابيال‪،‬‬
‫وسويسه‪ ،‬وصفورية‪ ،‬وعكا‪ ،‬والقدس‪ ،‬وجبل عاملة‪ ،‬أما جنوب األردن وجنوب فلسطين فقد دخلت‬
‫في إطار جند فلسطين الذي كان مركزه اللد‪.‬‬

‫أما مفهوم األردن الجغرافي الحديث بعد قيام الدولة األردنية عام ‪ ،1921‬فقد أصبح يعني‬
‫المنطقة البالغ مساحتها ‪ 89.297‬كم‪ ،²‬ويحدها من الشمال سوريا‪ ،‬ومن الغرب فلسطين ومن‬
‫الشرق السعودية والعراق‪ ،‬ومن الجنوب السعودية وخليج العقبة‪ ،‬وهي بذلك تقع في الجزء الغربي‬
‫من قارة آسيا وتمثل الجزء الجنوبي الشرقي من بالد الشام (سوريا الطبيعية)‪ ،‬وتش ّكل جزءا من‬
‫وحدة جغرافية أكبر تسمى (الهالل الخصيب) بالد الشام والعراق‪ ،‬الذي يشكل الجزء األكبر‬
‫واألهم من آسيا العربية‪.‬‬

‫ويحتل األردن بذلك موقعا جغرافيا استراتيجيا متميزا‪ ،‬ش ّكل طوال المراحل التاريخية حلقة‬
‫وصل حيوية بين مواطن الحضارات في الشرق والغرب‪ ،‬وبالتحديد بين مصر والشام والحجاز‬
‫وفلسطين والعراق من جانب‪ ،‬وبين آسيا وافريقيا من جانب آخر‪ .‬األمر الذي جعله دائما في‬
‫معترك األحداث ومنطلقا للكثير من المؤثرات الحضارية التي أدت إلى إحداث تغييرات جذرية في‬
‫يؤدي دو ار كبي ار في عملية التأثر والتأثير الحضاري‪،‬‬
‫ظروف وأوضاع المناطق المجاورة‪ ،‬وأن ّ‬
‫مما أدى بالنتيجة إلى إثراء الواقع التاريخي والحضاري لألردن على المستويات كافة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ونتيجة احتالل إسرائيل لألراضي الفلسطينية في العصر الحديث زادت األهمية االستراتيجية‬
‫لألردن‪ ،‬حيث أصبح يشغل خط التماس األول في الصراع العربي اإلسرائيلي؛ األمر الذي جعله‬
‫األكثر أهمية في حسابات منطقة الشرق األوسط وتوازنات القوى فيها ونقطة ارتكاز محورية‬
‫تتالقى وتتقاطع عندها مصالح وأهداف حيوية للقوى اإلقليمية والدولية‪.‬‬

‫ونظ ار لما يمتاز به موقع األردن الجغرافي المتوسط من ميزات تَ َوطنية إيجابية من تربة‬
‫خصبة ومناخ معتدل‪ ،‬خاصة في المناطق الشمالية والغربية فقد ش ّكل منذ القدم مركز جذب‬
‫للجماعات البشرية العديدة القادمة من المناطق المجاورة‪ ،‬التي استقرت في المناطق األردنية‬
‫المختلفة مخلّفة وراءها إرثا حضاريا أسهم في إثراء تجربة األردن الحضارية على المستويات‬
‫كافة‪ .‬ومن هذه الجماعات العمونيون‪ ،‬واألدوميون‪ ،‬والمؤابيون‪ ،‬واألنباط‪ ،‬وقبائل الفتح اإلسالمي‪،‬‬
‫وشيشان وشركس وأرمن وأكراد وسوريون ولبنانيون وفلسطينيون وعراقيون في العصر الحديث‪.‬‬

‫ووفقا لطبيعة األرض والمناخ يمكن تقسيم األردن إلى أربع مناطق رئيسة هي‪:‬‬

‫‪ )1‬األغوار‪ :‬وهي جزء من حفرة االنهدام اآلسيوية اإلفريقية‪ ،‬وتمتد من نهر اليرموك شماال‬
‫إلى خليج العقبة جنوبا‪ ،‬وتضم هذه المنطقة األغوار الشمالية ونهر األردن والبحر الميت‬
‫واألغوار الجنوبية وخليج العقبة وتحتوي هذه المنطقة جنوب البحر الميت على أخفض‬
‫بقعة في العالم‪.‬‬

‫‪ )2‬المنطقة الجبلية‪ :‬وتشرف على األغوار من الجهة الشرقية وتمتد من نهر اليرموك شماال‬
‫إلى الغرب من العقبة جنوبا وتشمل جبال عجلون‪ ،‬والبلقاء‪ ،‬والكرك‪ ،‬والطفيلة‪ ،‬والشراة‪،‬‬
‫ومن أعلى القمم في هذه الجبال قمة جبل رم التي يصل ارتفاعها إلى (‪ )1734‬مت ار‬
‫فوق سطح البحر‪ ،‬وقمة جبل أم الدامي التي ينوف ارتفاعها على (‪ )1854‬مت ار فوق‬
‫سطح البحر ‪.‬‬

‫‪ )3‬منطقة الهضاب الداخلية‪ :‬وهي المنطقة الممتدة بين المرتفعات الجبلية غربا والبادية‬
‫شرقا وتشمل سهول إربد‪ ،‬وعمان‪ ،‬وحسبان‪ ،‬ومأدبا‪ ،‬والكرك‪.‬‬

‫‪ )4‬منطقة البادية‪ :‬تشكل حوالي ثالثة أرباع مساحة األردن وتشمل المناطق الشرقية من‬
‫األردن الواقعة إلى الشرق من الخط الحديدي الحجازي‪ ،‬وتوجد في البادية األردنية بعض‬
‫الواحات مثل واحات األزرق‪ ،‬وباير‪ ،‬والجفر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ثانيا‪ :‬التنوع الحضاري والتاريخي في األردن‪.‬‬

‫كان نتيجة للموقع الجغرافي المتوسط لألردن أن فُتح المجال واسعا أمامه لصياغة التاريخ‬
‫وحركة التفاعالت البشرية على المستويات كافة‪ ،‬واالحتكاك بالهويات الثقافية المتعددة‪ ،‬مما أدى‬
‫بالنتيجة إلى إغناء شخصيته الحضارية‪ .‬وهذا ما يتضح بتحليل حركة التاريخ على األرض‬
‫األردنية التي أدت بالنتيجة إلى تشكيل الشخصية الوطنية األردنية المعاصرة بأبعادها االيجابية‬
‫العربية واإلسالمية واإلنسانية‪.‬‬

‫وتتجلى الصورة أكثر في بيان عمق األردن الحضاري من حيث اإلنسان والمكان ودوره في‬
‫صياغة التاريخ من خالل دولة األنباط العرب التي بدأ ظهورها منذ القرن السابع قبل الميالد متخذة‬
‫من مدينة البتراء عاصمة لها‪ ،‬وامتدت من شمال الحجاز إلى جنوب دمشق إلى أطراف الفرات‬
‫شرقا‪ .‬وقد قامت دولة األنباط التي اتخذت من األراضي األردنية قاعدة أساسية لوجودها على أسس‬
‫حضارية متمدنة من النواحي السياسية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية حسب مقاييس المرحلة الزمنية‬
‫التي وجدت بها‪ ،‬التي تمثلت بشكل أساسي بالزراعة‪ ،‬والسيطرة على طرق التجارة الدولية‪ ،‬وش ّكلت‬
‫في الوقت نفسه نموذجا حضاريا رائعا في الدفاع عن الهوية العربية واثبات وجودها بنضالها‬
‫المستمر في مواجهة محاوالت الهيمنة اليهودية‪ ،‬واليونانية‪ ،‬والرومانية على مدى سبعة قرون‬
‫متتالية‪.‬‬

‫شهدت األردن خالل مرحلة الحكم اليوناني والروماني التي بدأت منذ النصف الثاني من القرن‬
‫الرابع قبل الميالد إلى منتصف القرن السابع الميالدي‪ ،‬حالة من االزدهار الثقافي والسياسي‬
‫واالقتصادي والعمراني تمثل في حلف (الديكابولس) أو المدن العشرة؛ التي ش ّكلت حلفا تجاريا‬
‫وعسكريا فيدراليا في مواجهة الغزو الفارسي‪ ،‬وتجاريا في السيطرة على طرق التجارة الدولية بين‬
‫الشرق والغرب‪ ،‬وكان من هذه المدن األردنية (فحل‪ ،‬أم قيس‪ ،‬جرش (جراسيا)‪ ،‬عمان (فيالدلفيا)‪،‬‬
‫بيت راس (كاباتيلوس)‪ ،‬إربد (أربيال)‪.‬‬

‫فمع بداية عهد الرسول صلى اهلل عليه وسلم والعهد الراشدي شكلت األردن المعبر الرئيس‬
‫وتجسد ذلك‬
‫ّ‬ ‫لجيوش الفتح اإلسالمي المتجهة من الجزيرة العربية باتجاه بالد الشام ومصر والعراق؛‬
‫في معركة مؤتة سنة ‪8‬هـ‪628 /‬م في جنوب األردن‪ ،‬التي استشهد فيها ثالثة من كبار الصحابة‬
‫وهم‪ :‬زيد بن حارثة‪ ،‬وجعفر الطيار‪ ،‬وعبداهلل بن رواحة‪ ،‬وكذلك معركة اليرموك التي وقعت شمال‬
‫األردن سنة ‪15‬ه‪636 /‬م‪ ،‬التي أنهت الوجود الروماني في المنطقة العربية واستشهد فيها أيضا‬
‫عدد من كبار الصحابة منهم شرحبيل بن حسنة‪ ،‬ومعاذ بن جبل‪ ،‬وُدفنوا جميعا في األردن لتبقى‬
‫أضرحتهم شاهد عيان على بطوالتهم‪ ،‬وعلى انطالقة الدعوة اإلسالمية‪ ،‬ومما هو جدير بالمالحظة‬

‫‪3‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫أن قبائل األردن العربية سرعان ما استجابت للدعوة اإلسالمية وانضم أبناؤها لجيش الفتح اإلسالمي‬
‫كجند وقادة العبين دو ار فاعال في استكمال فتوحات الشام والعراق ومصر‪.‬‬

‫وقد جاء العهد األموي الذي امتد من عام ‪41‬هـ ‪132 -‬هـ (‪661‬م – ‪750‬م )؛ على إثر‬
‫التحكيم الذي وقع بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي اهلل عنهما‪ ،‬الذي كان في‬
‫منطقة أذرح جنوب األردن‪ .‬وشكل الجند من أبناء األردن خالل هذه المرحلة القوة الضاربة والمساندة‬
‫للخالفة األموية عسكريا في فتوحاتها جميعها‪ ،‬ومواجهة الفتن الداخلية نظ ار لكفاءتهم القتالية العالية‪،‬‬
‫التي وصفها الشاعر األموي ُك ّثير عزة المتوفي سنة ‪105‬هـ بقوله‪:‬‬

‫األردني انسيابها‬
‫ّ‬ ‫وددت بكف‬
‫ُ‬ ‫إذا قيل خيل اهلل يوما أال اركبي‬

‫ونظ ار ألهمية األردن االستراتيجية للدولة األموية؛ كونها أصبحت حلقة الوصل التي تربط مقر‬
‫الخالفة في دمشق بأقاليم الدولة في الجزيرة العربية ومصر والعراق‪ ،‬فقد أبدى الخلفاء األمويون‬
‫اهتماما كبي ار بها‪ ،‬كما يتضح ذلك من القصور األموية المنتشرة في األردن مثل قصر الحرانة‪،‬‬
‫وقصر الحالبات‪ ،‬وقصر المشتى‪ ،‬وقصر عمرة‪ ،‬وحصن الموقر‪ ،‬التي جاء تشييدها مراكز عسكرية‬
‫وادارية لضبط االتصال بين أقاليم الدولة‪.‬‬

‫وقد استمر هذا الدور الحضاري المتميز لألردن خالل العهد العباسي الذي جاءت انطالقته‬
‫األولى من الحميمة جنوب األردن‪ .‬وخالل العهد العباسي شهد األردن كما تشير الشواهد التاريخية‬
‫حالة من االزدهار على المستوى الثقافي واالقتصادي خاصة في المدن الواقعة على طرق‬
‫المواصالت‪ ،‬مثل‪ :‬عجلون‪ ،‬وعمان‪ ،‬والكرك‪ ،‬والفدين (المفرق)‪.‬‬

‫ولعل الدور األكثر تمي از فيما قدمه األردن خالل العصر العباسي الثاني‪ ،‬هو تشكيل األراضي‬
‫األردنية للقاعدة التي انطلق منها صالح الدين األيوبي‪ ،‬في حربه على الصليبيين واالنتصار عليهم‬
‫في معركة حطين سنة ‪583‬هـ‪1187 /‬م شمال األردن وفلسطين‪ ،‬وشكلت قلعة عجلون شاهدا على‬
‫عظمة هذه األرض ودورها في التاريخ اإلسالمي السياسي والعسكري في تلك المرحلة من تاريخ‬
‫األمة‪ .‬وكذلك القاعدة التي انطلق منها المماليك في االنتصار على المغول في معركة عين جالوت‬
‫سنة ‪658‬هـ‪1260 /‬م‪ .‬ويذكر المؤرخ ابن إياس أن الفضل األول في انتصارات صالح الدين‬
‫األيوبي على الصليبيين في معركة حطين وتحرير القدس منهم ترجع إلى أبناء قبائل األردن‪.‬‬

‫لقد أورثت حركة التاريخ التي ذكرت سالفا األردن الحديث تجربة حافلة باإلنجازات الحضارية‬
‫التي تحققت على أرضه؛ نتيجة لجهود ونضال أبنائه المستمر‪ ،‬وكان لذلك أكبر األثر في صياغة‬
‫هويته الوطنية بمالمحها العربية واإلسالمية األصيلة‪ ،‬التي أخذت تعبر عن نفسها بكل وضوح بعد‬

‫‪4‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫تأسيس الدولة عام ‪ ،1921‬حيث انطلق األردن من جديد بقيادته الهاشمية ذات الشرعية الدينية‬
‫والتاريخية إلثبات وجوده والدفاع عن عزة وكرامة األمة من منطلق التزامه برسالته الدينية والتاريخية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الثورة العربية الكبرى‪.‬‬

‫يرتبط األردن بالثورة العربية الكبرى‪ ،‬إذ إن قيادة األردن السياسية ممثلة باألسرة الهاشمية هي‬
‫تكز أساسيا لبناء الدولة األردنية‪.‬‬
‫استمرار لقيادة الثورة والوارثة لرايتها والمؤمنة بمعانيها مر ا‬

‫لقد جاء إعالن الثورة العربية الكبرى في ‪ /10‬حزيران‪ 1916 /‬بزعامة الشريف حسين بن علي‬
‫وأنجاله الميامين‪ :‬علي‪ ،‬وعبداهلل‪ ،‬وفيصل‪ ،‬وزيد‪ ،‬تتويجا لحركة طويلة من الوعي واليقظة العربية‪،‬‬
‫التي أخذت تبرز مالمحها في المشرق العربي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر‪ ،‬وتشكلّت‬
‫ردة فعل لسياسة االستبداد والفساد التي اتسمت بها اإلدارة العثمانية خالل هذه المرحلة؛ مما أدى‬
‫إلى تهميش العرب وانهاك طاقاتهم البشرية واالقتصادية‪ ،‬التي كان من مالمحها (محاربة اللغة‬
‫العربية‪ ،‬والتجنيد‪ ،‬والنفي‪ ،‬واإلعدامات‪ ،‬ومحاربة التعليم‪ ،‬وكثرة الضرائب)‪.‬‬

‫ونتيجة لتنامي هذه السياسة االستبدادية خاصة بعد أن نجح االتحاديون في االستيالء على‬
‫السلطة عام ‪ ،1908‬وتوريطهم للدولة العثمانية في الدخول إلى جانب (ألمانيا) ‪ -‬الطرف‬
‫األضعف‪ -‬في الحرب العالمية األولى‪ ،‬رأى زعماء الحركة العربية ضرورة اتخاذ اجراءات سريعة‬
‫لمواجهة األوضاع القائمة‪ ،‬للحفاظ على وحدة وسالمة األراضي العربية التي كانت تشكل مطمعا‬
‫للقوى االستعمارية‪ ،‬لذلك قرروا االستقالل من تبعية الحكومة التركية االتحادية واعالن قيام دولة‬
‫عربية مستقلة في آسيا تتبع زعامة األمة الشرعية ممثلة بالقيادة الهاشمية‪.‬‬

‫ويرجع السبب في اختيار الشريف حسين بن علي زعيما للثورة ‪ -‬وفقا لما أجمع عليه العرب‬
‫في ميثاق دمشق عام ‪ – 1915‬؛ إلى الشرعية الدينية‪ ،‬والتاريخية‪ ،‬والسياسية للقيادة الهاشمية في‬
‫الحكم تبعا لنسبها للدوحة النبوية المشرفة التي تحظى باالحترام والتقدير عند العرب والمسلمين كافة‪،‬‬
‫ومنصبه كشريف لمكة الذي منحه الحق الشرعي في إعطاء الشرعية النطالقة الثورة؛ بصفته‬
‫صاحب الوالية الدينية داخل الدولة وفق التقاليد العثمانية‪ ،‬وخبرته السياسية الواسعة‪ ،‬وميزاته القيادية‬
‫العالية‪ ،‬التي اكتسبها من تقلده المناصب العديدة؛ السياسية منها‪ ،‬والدينية‪ ،‬والعسكرية في الدولة‬
‫العثمانية‪ ،‬وايمانه بحقوق العرب والسعي بكل ُجرأة لصيانتها‪.‬‬

‫والواقع إن الشريف حسين بن علي‪ ،‬منذ أن تسلم منصب شرافة مكة للمرة الثانية عام ‪،1908‬‬
‫كان يتبنى موقفا واضحا ومتوازنا من الدولة العثمانية نابعا من فهمه العميق لنصوص الشريعة‬
‫اإلسالمية؛ بحكم تربيته الدينية األصيلة على يد كبار علماء بيت اهلل الحرام‪ ،‬واستيعاب التحديات‬

‫‪5‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المحيطة بالدولة العثمانية بحكم خبرته السياسية الواسعة؛ حيث كان يرى أن الدولة العثمانية هي‬
‫دولة اإلسالم الكبرى التي ينبغي الحفاظ على وحدتها وقوتها كخيار أمثل في مواجهة التحديات‬
‫االستعمارية‪ ،‬والسلطان العثماني هو ولي أمر المسلمين الواجب على الجميع إعالن الوالء والطاعة‬
‫له‪ ،‬وكان يرى في الوقت نفسه أن الدولة العثمانية هي دولة العرب كما هي دولة األتراك‪ ،‬وعليه‬
‫واجب مقدس بصفته شريفا لمكة ال يقل عن واجب السلطان نفسه؛ وهو الحفاظ على وحدتها‪ ،‬وفي‬
‫الوقت الذي كان يعلن فيه الشريف الوالء للدولة والسلطان‪ ،‬كان يعلن أيضا العداء لسياسة حزب‬
‫االتحاد والترقي الحاكم‪ ،‬هذا الحزب المشبوه الذي دأب في المناسبات كلها على اإلساءة للدولة‬
‫واإلسالم والمسلمين‪ ،‬حتى إنهم أساؤوا إلى السلطان عبد الحميد نفسه حيث نجحوا بخلعه من السلطة‬
‫ونفيه عام ‪.1909‬‬

‫وبقي الشريف حسين على هذا الموقف المتوازن المؤيد للدولة والسلطان والمعادي لالتحاديين‬
‫حتى عام ‪ ،1916‬حيث تأكد له أن الدولة العثمانية كدولة إسالمية لم تعد خاضعة لسلطة إسالمية‬
‫بعد أن استبد االتحاديون الذين كان معظمهم من اليهود بالسلطة والحكم‪.‬‬

‫• أهداف الثورة العربية الكبرى‪:‬‬

‫يمكن تحديد أهداف الثورة العربية الكبرى بإقامة دولة خالفة عربية إسالمية مستقلة في‬
‫المشرق العربي (آسيا العربية) والغاء االمتيازات األجنبية جميعها في الواليات العربية‪ .‬لذلك يمكن‬
‫تسع إلى إسقاط الدولة العثمانية اإلسالمية بل هي ثورة‬
‫القول بكل تأكيد أن الثورة العربية الكبرى لم َ‬
‫ونهضة عربية سعت بالدرجة األولى إلى إعادة بعث دولة الخالفة اإلسالمية بشرعيتها الدينية‬
‫والتاريخية كما كانت زمن الدولة الراشدية واألموية والعباسية‪ .‬بعد أن فشلت جميع الجهود بإصالح‬
‫أوضاع الدولة العثمانية‪ .‬وقد أكد ذلك الشريف حسين بقوله "نحن نقاتل من أجل مهمتين شريفتين‬
‫هما‪ :‬حفظ الدين وحرية األمة"‪.‬‬

‫وهذا ما تأكد – أيضا‪ -‬من خالل منشور الثورة األول الذي أعلنه الشريف حسين يوم‬
‫‪/26‬حزيران‪1916/‬م‪ ،‬لتوضيح أسباب الثورة ومرتكزاتها حيث قال "إن الهدف من الثورة هو نصرة‬
‫دين اإلسالم والسعي إلعالء شأن المسلمين ‪ ...‬على أساس أحكام الشرع الشريف الذي ال يكون لنا‬
‫مرجع سواه ‪ ...‬في سائر األحكام"‪ .‬وكذلك في الرسالة األولى التي بعثها الشريف حسين إلى السير‬
‫هنري مكماهون بتاريخ ‪/14‬تموز‪ 1915/‬يبين فيها شروط العرب للدخول إلى جانب بريطانيا في‬
‫الحرب العالمية األولى ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ومما يؤكد ذلك – أيضا‪ -‬ما حدث بعد أن قام االتحاديون بخلع السلطان العثماني محمد وحيد‬
‫الدين عام ‪ ،1923‬واعالن المجلس الوطني التركي ق ار ار بإلغاء الخالفة وتحويل الدولة العثمانية من‬
‫دولة إسالمية إلى دولة تركية علمانية‪ ،‬عندها قامت وفود مثلت معظم بالد العرب في ‪ /4‬آذار‪/‬‬
‫‪ 1924‬بمبايعة الشريف حسين على منصب الخالفة لتعود بذلك إلى إطارها الشرعي‪ ،‬وبهذه‬
‫المناسبة أصدر الشريف حسين بن علي الذي أصبح يحمل لقب خليفة المسلمين وأمير المؤمنين‬
‫بيانا جاء فيه‪:‬‬

‫"إن إقدام حكومة أنقرة على إلغاء منصب الخالفة اإلسالمية هو الذي جعل أهل الرأي ‪ ...‬من‬
‫علماء الدين ‪ ...‬في الحرمين الشريفين والمسجد األقصى وما جاورهما من البلدان واألمصار‬
‫يفاجئوننا ويلزموننا ببيعتهم حرصا على إقامة شعائر الدين وصيانة الشرع المبين"‪.‬‬

‫• نتائج الثورة العربية الكبرى‪:‬‬

‫على الرغم من وجود إرادة حقيقية عند الزعامات العربية وعلى رأسها القيادة الهاشمية لتحقيق‬
‫طموح الثورة المتمثل بدولة الخالفة العربية‪ ،‬إال أن الفكرة لم تتحقق كاملة‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك‬
‫إلى المؤامرة االستعمارية التي فاقت حجم اإلمكانات العربية في ذلك الوقت‪ ،‬حيث أدركت القوى‬
‫األوروبية الكبرى منذ وقت مبكر النطالقة الثورة أن نجاح العرب في تحقيق مشروعهم النهضوي‪،‬‬
‫سيؤدي حتما إلى تجمع عناصر قوة األمة‪ ،‬ممثلة بالعروبة وعقيدة اإلسالم وزعامة بني هاشم (آل‬
‫البيت)‪ ،‬أصحاب الشرعية في الحكم‪ ،‬وقد أثبت التاريخ أن اجتماع هذه العناصر الثالثة سيؤدي‬
‫بالنتيجة إلى حتمية نهضة األمة‪ ،‬وأدركت القوى االستعمارية أن نجاح الثورة سيؤدي إلى خلق مركز‬
‫قوة عربي إسالمي في المشرق العربي‪ ،‬يقضي تماما على المصالح االستعمارية في المنطقة‪.‬‬

‫لذلك تآمروا بالخفاء على هذا المشروع العربي النهضوي من خالل تقسيم المشرق العربي إلى‬
‫مناطق نفوذ بين بريطانيا وفرنسا وفقا لما تقرر في اتفاقية سايكس بيكو عام ‪ ،1916‬التي تفاوض‬
‫بشأنها مندوب بريطانيا السير سايكس ومندوب فرنسا جورج بيكو‪ ،‬التي منحت سوريا ولبنان‬
‫لالنتداب الفرنسي‪ ،‬واألردن وفلسطين والعراق لالنتداب البريطاني‪ ،‬فضال عن إصدار وعد بلفور‬
‫عام ‪ 1917‬الذي جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود تمهيدا لقيام كيان صهيوني ُيشكل حجر عثرة في‬
‫طريق أي مشروع وحدوي عربي يبرز في المستقبل‪.‬‬

‫وبسبب تمسك الشريف حسين بمواقفه المبدئية في الدفاع عن كرامة األمة ورفض مشاريع‬
‫التقسيم ووعد بلفور‪ُ ،‬نفي إلى جزيرة قبرص عام ‪ ،1925‬واسقاط ملكه نهائيا في الحجاز‪ ،‬وأُسقط‬
‫حكم ابنه فيصل في سوريا في إثر معركة ميسلون عام ‪ ،1920‬وعلى الرغم من أن الثورة لم تحقق‬

‫‪7‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫هدفها المنشود إال أنها نجحت في تحقيق عدد من األهداف األخرى‪ ،‬تمثل أهمها في‪ :‬تشكيل عدد‬
‫من الممالك الهاشمية تابعت حمل رسالة الثورة العربية ممثلة بالمملكة الحجازية ‪،1925 – 1916‬‬
‫والمملكة العراقية ‪ ،1958 – 1921‬والمملكة األردنية ‪ 1921‬والباقية بإذن اهلل إلى يوم الدين‪،‬‬
‫فضال عن إبراز الهوية العربية على المستوى العالمي‪ ،‬وتنمية الوعي القومي العربي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تأسيس اإلمارة األردنية ‪.1946 – 1921‬‬

‫بعد سقوط الحكم العربي الفيصلي في بالد الشام واحتالل فرنسا لسوريا ولبنان في إثر معركة‬
‫ميسلون في‪/20‬تموز‪ 1920/‬أصبحت منطقة األردن تعيش حالة من الفراغ السياسي حتى‬
‫‪/21‬أب‪ ،1920/‬حيث افتقدت أية سلطة حكومية أو قوات عسكرية مما أدى إلى تفاقم االضطرابات‬
‫وانعدام األمن على المستويات كافة‪ ،‬وأمام ذلك قررت بريطانيا‪ ،‬بصفتها الدولة المنتدبة على األردن‬
‫بعد اجتماعها مع عدد من الزعامات األردنية في السلط يوم ‪/21‬اب‪ ،1920/‬وأم قيس يوم‬
‫المحلية في األردن من زعماء ووجهاء المنطقة‬
‫ّ‬ ‫‪/21‬ايلول‪ ،1920/‬تشكيل عدد من مجالس اإلدارة‬
‫وتحت إشراف ضباط بريطانيين خبراء بشؤون المنطقة‪ ،‬وقد ُعرفت هذه المجالس بتاريخ األردن‬
‫الحديث باسم "الحكومات المحلية"‪ ،‬التي استمرت من‪/21‬آب‪ 1920/‬إلى ‪/21‬آذار‪ .1921/‬وهي‬
‫(حكومة السلط‪ ،‬وحكومة الكرك‪ ،‬وحكومة اربد‪ ،‬وحكومة دير يوسف‪ ،‬وحكومة عجلون‪ ،‬وحكومة‬
‫جرش)‪ ،‬إال أن هذه الحكومات كانت ضعيفة وغير قادرة على تحقيق أمن المناطق التي قامت بها‪،‬‬
‫حيث استمرت حالة الفوضى واالضطراب قائمة حتى وصل األمير عبد اهلل بن الحسين في نهاية‬
‫شهر آذار ‪ 1921/‬إلى عمان‪ ،‬ليظهر كزعامة قوية قادرة على مواجهة تناقضات المجتمع األردني‬
‫كافة القائمة في ذلك الوقت‪ ،‬واالرتقاء به؛ ليكون القاعدة السليمة الحتضان مشروع الثورة العربية‬
‫الكبرى والسير به قدما نحو األمام‪.‬‬

‫وبعد وصول األمير إلى عمان على أرس قواته العسكرية في ‪/21‬آذار‪ – 1921/‬على الرغم‬
‫من التهديدات البريطانية كلها التي واجهته منذ وصوله إلى معان في ‪ /21‬تشرين ثاني‪-1920/‬‬
‫تكشفت له جملة من األمور لم تكن واضحة من قبل‪ ،‬دفعته إلى التراجع عن النهج العسكري في‬
‫تحرير سوريا‪ ،‬واللجوء إلى أسلوب العمل الدبلوماسي‪ ،‬تمثل أهمها‪ :‬بالتفوق العسكري للقوات‬
‫العدة المدعومة بالوقت نفسه من حليفتها بريطانيا‪،‬‬‫الفرنسية بالمقارنة مع قواته من حيث العدد و ُ‬
‫فضال عن حالة الفوضى وعدم االستقرار المستشرية في أقاليم بالد الشام جميعها‪ .‬األمر الذي جعله‬
‫يدرك عدم إمكانية تحقيق أهدافه من خالل العمل العسكري؛ لذلك قبل بالعرض الذي قدمته له‬
‫الحكومة البريطانية بتأسيس دولة في األردن برئاسته ومشورة المندوب السامي البريطاني‪ ،‬وقدمت‬

‫‪8‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫بريطانيا هذا العرض إلى األمير مرغمة بعد أن أدركت شدة عزمه على حرب الفرنسيين وادراكها‬
‫أيضا حجم الشعبية الواسعة التي حظي بها قدومه إلى األردن‪.‬‬

‫لقد كان قبول األمير عبد اهلل بعرض الحكومة البريطانية المتمثل بتأسيسه إمارة عربية في‬
‫شرق األردن ليس أكثر من خطوة أولى فرضتها الظروف القائمة‪ ،‬أراد من خاللها جعل األردن نقطة‬
‫انطالق بعد أن تتهيأ له اإلمكانات التي تمكنه من تحقيق هدفه المنشود‪.‬‬

‫وقد اتّسمت سياسة األمير بتحقيق استقالل األردن بالحكمة والواقعية المستندة إلى منهج‬
‫سياسي عقالني يرتكز على أساس مبدأ خذ وطالب؛ بالتحرك العقالني التدريجي محسوب الخطوات‬
‫الذي يرتكز على مبدأ التغيير اإليجابي؛ من خالل التحديث والتطوير وليس الفوضى والتثوير‪،‬‬
‫واستطاع بهذا المنهج أن يحقق استقالل األردن عبر محطات عدة شكلت بمجملها مسيرة نضالية‬
‫استمرت ربع قرن‪ ،‬وتمثلت أولى إنجازاته التي تحققت في هذا اإلطار باستثناء األراضي األردنية من‬
‫مشروع الدولة اليهودية المقر بموجب وعد بلفور الذي شمل بموجب صك االنتداب البريطاني فضال‬
‫عن األراضي الفلسطينية األراضي األردنية جميعها الواقعة إلى الغرب من الخط الحديدي الحجازي‪،‬‬
‫حيث قامت بريطانيا نتيجة لجهود األمير في ‪ /16‬أيلول‪ 1922 /‬بإخراج األراضي األردنية من‬
‫مفهوم وعد بلفور وتعديل الحدود بين األردن وفلسطين لتصبح على امتداد نهر األردن ومنتصف‬
‫البحر الميت ووادي عربة إلى الغرب من خليج العقبة‪ ،‬ولوال هذه الخطوة المتد النشاط الصهيوني‬
‫في األردن مثلما امتد في األراضي الفلسطينية‪ ،‬وجاءت المحطة الثانية في طريق تحقيق استقالل‬
‫األردن يوم ‪ /25‬أيار‪ ،1923/‬التي تَحقق من خاللها االستقالل اإلداري لألردن عندما أعلن المقيم‬
‫البريطاني في عمان فصل اإلدارة البريطانية لألردن عن إدارة فلسطين أي إنهاء السيطرة العسكرية‬
‫المباشرة واخضاعها إلدارة االنتداب‪.‬‬

‫وفي سبيل تحقيق سيادة واستقالل الدولة األردنية الكاملين‪ ،‬سعى األمير عبد اهلل بعد ذلك إلى‬
‫توقيع معاهدة مع بريطانيا تم بموجبها االعتراف بكيان الدولة األردنية على الخريطة السياسية‬
‫الدولية بما يعطيها الحق في الدخول في عضوية األمم المتحدة وبالنتيجة يمنع المطالبات‬
‫الصهيونية المستمرة بدمج األردن في إطار وعد بلفور‪ ،‬وقد وقعت هذه المعاهدة عام ‪ ،1928‬وعلى‬
‫الرغم من أنها اشتملت على عدد من القيود االنتدابية لألردن إال أنها من جانب آخر اشتملت على‬
‫عدد من اإليجابيات تمثل أهمها باالعتراف بكيان الدولة األردنية كدول لها هوية وشخصية‪،‬‬
‫وتنازل بريطانيا عن الشؤون التشريعية واإلدارة الداخلية لألمير‪،‬‬
‫واصدار قانون أساسي (الدستور)‪ُ ،‬‬
‫وتقديم معونة مالية لألردن‪ ،‬وكذلك تعيين الحدود بين األردن وفلسطين‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ومن الجدير قوله أن معاهدة عام ‪ 1928‬لعبت دو ار مهما في بروز حركة معارضة سياسية‬
‫وطنية منظمة في األردن عكست مستوى من الوعي الفكري في ذلك الوقت‪ ،‬فقد كان نتيجة لعدم‬
‫توافق نصوص المعاهدة مع آمال وطموحات الشعب األردني بالحرية واالستقالل؛ أن قامت في‬
‫المناطق األردنية جميعها حركة معارضة وطنية تمثلت باإلضرابات والمظاهرات ورفع برقيات‬
‫التنديد‪ ،‬وقد تطور هذا الوضع عندما قام حزب الشعب األردني بالدعوة إلى عقد مؤتمر وطني في‬
‫عمان في شهر تموز عام ‪ ،1928‬وكانت النقطة األساسية التي ركز عليها المجتمعون هي‬
‫معارضة االنتداب البريطاني على األردن‪ ،‬ورفض المعاهدة ووعد بلفور‪ ،‬وتخليص األردن من‬
‫السيطرة البريطانية‪ ،‬وقد صدر عن هذا المؤتمر ميثاق وطني عكس مدى تطور الوعي السياسي‬
‫عند أبناء األردن وش ّكل نقلة نوعية في توحيد الصفوف وانتقال الحركة الوطنية إلى مرحلة شبه‬
‫منظمة واتساع آفاقها السياسية‪.‬‬

‫وقد ش ّكل الميثاق الوطني األول أحد الركائز المهمة التي عززت جهود األمير عبد اهلل مع‬
‫بريطانيا لتحقيق مزيد من االستقالل لألردن‪ ،‬الذي تحقق بصورته الكاملة يوم ‪ /25‬أيار‪،1946/‬‬
‫حيث أُعلنت البالد األردنية دولة مستقلة استقالال تاما وذات حكومة ملكية وراثية وبويع الملك عبد‬
‫اهلل األول ملكا دستوريا عليها‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أعمال وسياسات الملك عبداهلل األول‪.‬‬

‫‪ .1‬مشروع الملك عبداهلل المؤسس لحل القضية الفلسطينية‪.‬‬


‫شكلت القضية الفلسطينية الركيزة المحورية التي شغلت اهتمام قيادة األردن الهاشمية‬
‫انطالقا من التزاماتها الدينية والتاريخية تجاه قضايا األمة وخصوصية العالقة األردنية الفلسطينية‬
‫الدينية‪ ،‬والتاريخية‪ ،‬والجغرافية‪ ،‬ووحدة المصير المشترك‪ ،‬فمنذ البداية أدرك الملك المؤسس أبعاد‬
‫الخطر الصهيوني على فلسطين وبقية المناطق العربية وعدم إمكانية مقاومته إال من خالل توحيد‬
‫أقطار سوريا الكبرى (األردن‪ ،‬وسوريا‪ ،‬ولبنان‪ ،‬وفلسطين) في إطار دولة واحدة‪ ،‬باذال جهودا‬
‫حقيقية على المستويات كافة في سبيل تحقيق هذا الهدف‪ ،‬وكان من ضمن هذه الجهود المشروع‬
‫الذي طرحه على اللجنة الملكية البريطانية عام ‪ 1938‬لحل القضية الفلسطينية بعد حالة التأزم‬
‫عمت األراضي الفلسطينية بعد ثورة عام ‪ 1936‬وما تبعها من حالة اضراب عام استمر‬ ‫التي ّ‬
‫لعام ‪ 1938‬نتيجة للسياسة البريطانية المنحازة إلى الجانب اليهودي‪.‬‬

‫وقد اشتمل المشروع على‪ :‬تشكيل دولة عربية موحدة من فلسطين وشرق األردن يعطى فيها‬
‫اليهود إدارة مختارة في المناطق التي يشكلون فيها األكثرية‪ ،‬وتشكيل لجنة عربية بريطانية يهودية‬
‫لتعيين حدود هذه المناطق‪ ،‬وتحديد الهجرة اليهودية إليها بنسب معقولة‪ ،‬مع منع اليهود شراء‬

‫‪10‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫األراضي العربية أو إدخال أي مهاجر إليها على أن يتم تطبيق هذا المشروع في إطار زمني‬
‫مدته عشر سنوات تكون منها ٍ‬
‫ثمان للتجربة وسنتان إلعطاء القرار‪ ،‬وكان هذا الحل برؤية الملك‬
‫عبد اهلل مثاليا في ذلك الوقت كونه يضمن وحدة فلسطين مع األردن كخطوة أولى في طريق‬
‫توحيد سوريا الكبرى وحصر اليهود في مناطق محددة تحت سيادة الدولة العربية التي سيمثلون‬
‫بها بنسبة عددهم؛ األمر الذي سيؤدي إلى تحجيم الخطر الصهيوني على فلسطين‪.‬‬

‫إال أن هذا المشروع ُرفض من بريطانيا ومن الزعامات العربية‪ ،‬األمر الذي أدى إلى ضياع‬
‫جهود الملك عبد اهلل األول أمام عدم واقعية الطروحات العربية في ذلك الوقت‪ ،‬ولو وجدت‬
‫جهوده الدعم العربي لما وصلت القضية الفلسطينية إلى الوضع الصعب الذي أصبحت عليه‬
‫اآلن‪.‬‬

‫‪ .2‬استقالل المملكة ‪/25‬ايار‪1946‬‬

‫قبيل بدء الحرب العالمية الثانية شرعت بريطانيا في تقديم الوعود لكل مستعمراتها على‬
‫أمل مساعدتها في المجهود الحربي‪ ،‬وبالفعل دخل الجيش العربي الحرب‪ ،‬واكتسب خبرة كان لها‬
‫تأثير ايجابي على معاركه في باب الواد‪ ،‬واللطرون‪ ،‬والشيخ جراح في القدس مع اسرائيل خالل‬
‫نكبة فلسطين عام ‪ ،1948‬وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في تاريخ ‪ 27‬حزيران ‪1945‬م‪،‬‬
‫قدمت حكومة شرق األردن مذكرة للحكومة البريطانية تطالب فيها باالستقالل‪ ،‬وبناء على تلك‬
‫المذكرة وجهت الحكومة البريطانية دعوة لألمير عبد اهلل إلى زيارة لندن والقيام بمباحثات تتعلق‬
‫بمستقبل شرق األردن‪ ،‬وحددت الدعوة موعد الزيارة في أوائل سنة ‪1946‬م‪ ،‬وفي ‪1946/2/20‬م‬
‫قام األمير عبد اهلل ورئيس الوزراء إبراهيم هاشم بزيارة إلى بريطانيا‪ ،‬حيث أجرى مفاوضات مع‬
‫الحكومة البريطانية انتهت بإلغاء االنتداب عن شرقي األردن واالعتراف باستقاللها‪ ،‬وعقد معاهدة‬
‫صداقة وتحالف بين الحكومتين جرى التوقيع عليها في لندن بتاريخ ‪1946/3/22‬م جاء فيها‪:‬‬

‫‪-1‬إعالن بريطانيا رسميا انتهاء انتدابها على شرقي األردن واعتبارها دولة مستقلة ذات‬
‫سيادة برئاسة األمير عبد اهلل تتبادل التمثيل السياسي وتتعاون معها‪.‬‬

‫‪ -2‬التشاور بين الدولتين في حالة حدوث نزاع إحداهما مع دولة ثالثة‪.‬‬

‫‪ -3‬تقديم بريطانيا مساعدات مالية لألردن‪.‬‬

‫‪-4‬مدة المعاهدة ‪ 25‬سنة‪.‬‬

‫بحث المجلس التشريعي لشرقي األردن بتاريخ ‪ ،1946/5/25‬أمر إعالن استقالل البالد‬

‫‪11‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫بالملك لألمير عبد اهلل‪ ،‬وبعد‬


‫األردنية استقالال تاما على أساس النظام الملكي النيابي‪ ،‬مع البيعة ُ‬
‫المداولة قرر المجلس باإلجماع ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إعالن البالد األردنية دولة مستقلة استقالال تاما وذات حكومة ملكية وراثية نيابية‪.‬‬

‫بالملك لسيد البالد ومؤسس كيانها وريث النهضة العربية (عبد اهلل بن الحسين) بوصفه‬
‫‪ -‬البيعة ُ‬
‫ملكا دستوريا على رأس الدولة األردنية‪.‬‬

‫‪ -‬إقرار تعديل القانون األساسي األردني‪.‬‬

‫‪ -‬رفع هذا القرار إلى سيد البالد عمال بأحكام القانون االساسي ُلي َوش َح باإلرادة الملكية السامية‪.‬‬

‫تم اإلعالن عن هذا القرار بعد توشيحه باإلرادة الملكية السامية للشعب‪ ،‬الشعب األردني‬
‫واألمة العربية‪ ،‬ثم أجريت مراسيم البيعة للملك عبد اهلل في قاعة العرش‪ ،‬وتقرر اعتماد يوم‬
‫‪1946 /5/25‬م يوم عيد استقالل للمملكة األردنية الهاشمية‪.‬‬

‫‪ .3‬المشاركة في حرب ‪(1948‬نكبة فلسطين)‪.‬‬

‫خاض الجيش العربي األردني حروبا عدة؛ مدافعا عن أمته العربية واألرض األردنية‪ ،‬وقد‬
‫كان دخول األردن في أول مواجهة عسكرية حقيقية مع اليهود في فلسطين في إثر إقرار الجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة مشروع تقسيم فلسطين في ‪ ،1947/11/29‬الذي رفضته الدول العربية‬
‫وقررت اللجوء إلى العمل العسكري؛ إذ أعلنت إسرائيل قيام دولتها في ‪ 1948/5/15‬بعد‬
‫انسحاب القوات العسكرية البريطانية منها‪ ،‬مما استدعى الدخول في مواجهات معها للدفاع عن‬
‫فلسطين وشعبها وأرضها‪ ،‬حيث شاركت معظم الدول العربية في هذه الحرب التي عرفت بحرب‬
‫عام ‪ .1948‬وكانت األردن في مقدمة هذه الدول التي شاركت مشاركة فاعلة بحكم عوامل عدة‬
‫منها‪ :‬وجود سرايا للحماية واألمن لها داخل فلسطين‪ ،‬والقرب والعمق التاريخي والجغرافي بين‬
‫األردن وفلسطين‪ ،‬ولدورها المشهود له في الدفاع عن فلسطين وعروبتها كحاملة للواء الثورة‬
‫العربية الكبرى‪.‬‬

‫كما كان للهاشميين خصوصية تاريخية ودينية في القدس فهم من نسل الرسول صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ,‬فقد كان لألردنيين دور معهود في الدفاع عن القدس وفلسطين‪ ،‬فهم قد قدموا الكثير‬
‫من الشهداء‪ ،‬وكان الشهيد كايد مفلح العبيدات أول شهيد أردني على ثرى فلسطين عام ‪1920‬‬
‫مقاوما للمشروع اليهودي وهجرة اليهود إلى فلسطين‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫كانت الحرب بين العرب واليهود على جوالت عدة أثبت الجيش العربي األردني خاللها‬
‫كفاءته وجدارته‪ ،‬وسجل بطوالته على أرض فلسطين بما فيها القدس والخليل‪ ،‬وكان جزء منها‬
‫قبل انسحاب القوات البريطانية من فلسطين نذكر منها ما كان في مستعمرة جيشر (غيشر)‪،‬‬
‫ومعركة كفار عصيون وغيرها‪ ،‬التي دك فيها الجيش العربي األردني اليهود في مستعمراتهم وقتلوا‬
‫منهم الكثير‪ ،‬في محاولة منهم لتعطيل خطوط االتصاالت والمواصالت اليهودية وخاصة الطريق‬
‫المستعمرات اليهودية كما حصل‬
‫َ‬ ‫إلى القدس‪ ،‬وكان تلبية لنداء أهل فلسطين لتخليصهم من بعض‬
‫عندما وفد أهالي الخليل برئاسة محمد علي الجعبري إلى الملك عبد اهلل األول طالبين منه‬
‫تخليصهم من هذه المستعمرة (كفار عصيون)‪.‬‬

‫لقد كانت معركة القدس التي وقعت بعد انسحاب القوات البريطانية من أبرز المعارك التي‬
‫خاضها الجيش العربي األردني‪ ،‬وطلب أهالي القدس المساعدة من الملك عبد اهلل األول مع بدء‬
‫دخول القوات اليهودية إلى القدس ‪ ،1948/5/16-15‬حيث دخلت قوات الجيش العربي إلى‬
‫القدس في يوم ‪( 1948/5/17‬السريتان األولى والثانية)‪ ،‬فضال عن الكتيبة السادسة بقيادة عبد‬
‫اهلل التل‪ ،‬بعد أن تلقى أوامر من الملك عبد اهلل األول بدخول القدس وانقاذها من القوات اليهودية‪،‬‬
‫حيث قال فيما قال الملك عبد اهلل األول في جلسة مجلس الوزراء بالديوان الملكي يوم‬
‫‪ 1948/5/17‬بحضور كلوب باشا‪" :‬أريد منكم تأليف مجلس وصاية على العرش ألني أريد أن‬
‫أتولى بنفسي قيادة القوات في القدس‪ .‬إنني ال أطيق البقاء على قيد الحياة إذا سقطت القدس وأنا‬
‫أتفرج"‪ .‬وتمكن الجيش العربي األردني بعد معارك طاحنة مع القوات اليهودية من احتالل الشيخ‬
‫جراح واالتصال باألهالي داخل المدينة القديمة‪ ،‬وقطع طريق اإلمدادات عن اليهود‪ ،‬حيث‬
‫أظهرت هذه المعركة إقدام وشجاعة الجنود األردنيين بشكل يبعث الفخر واإلعجاب‪ ،‬وتمكنوا من‬
‫عزل الحي اليهودي في القدس القديمة فاحتله الجيش العربي األردني في ‪ ،1948/5/28‬وهكذا‬
‫استطاع الجيش العربي األردني الدفاع عن مدينة القدس القديمة والحفاظ على عروبتها حيث‬
‫خاض معارك بطولية خالدة مؤرخ لها مثل معركتي باب الواد‪ ،‬واللطرون‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫التي تعد‬ ‫ويسجل للجيش العربي األردني (الكتيبة الرابعة والثانية) السيطرة على اللطرون‬
‫الطريق الرئيس التي تصل تل أبيب بالقدس‪ ،‬حيث خاض الجيش معارك اللطرون وباب الواد‬
‫وهزم اليهود وحقق فيها نص ار مؤز ار بين ‪ ،1948/6/1- 5/23‬وخسر اليهود في معركة اللطرون‬
‫األولى أكثر من سبعمائة يهودي‪ ،‬أما مجموع ما خسروه في معاركهم في اللطرون ضد الجيش‬

‫(‪ )1‬اللطرون‪ :‬تقع اللطرون على سلسلة جبال وعرة تطل من ناحية الغرب على سهل اللد والرملة ومن الشرق‬
‫على الوادي الذي يمر فيه طريق باب الواد الذي يربط السهل الساحلي بالقدس‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫العربي األردني فكان أكثر من ‪ 13000‬مقاتل‪ ،‬وقدم األردن خاللها شهداء عدة‪ .‬وعندما وصلت‬
‫أنباء االنتصار الكبير في اللطرون وباب الواد(‪)2‬إلى الملك عبد اهلل األول ُسر كثيرا‪ ،‬وعزم على‬
‫زيارتهم حتى إنه وصل اللطرون في األول من حزيران وتفقد موقع المعركة بنفسه وخاطب حابس‬
‫المجالي قائد الكتيبة (الكتيبة الرابعة آنذاك) وجنوده ووصفهم بالكتيبة الرابحة‪.‬‬

‫فضال عن بطوالت الجيش العربي األردني في فلسطين والقدس فقد حملت مجموعة من‬
‫المجاهدين األردنيين السالح واشتركوا في مقاتلة اليهود‪ ،‬وخاضوا معارك ضدهم‪ ،‬في باب الواد‪،‬‬
‫وبيت محسير‪ ،‬واحتالل مستعمرة عرطوف‪ ،‬وغيرها‪ ،‬ومنهم الشيخ هارون الجازي وغيره‪.‬‬

‫وعقب انتهاء حرب ‪ 1948‬بين العرب واليهود‪ ،‬وفرض الهدنة الثانية على العرب في‬
‫‪ 1948/7/19‬انسحبت القوات المصرية والعراقية من أرض فلسطين وسلمتها إلى القوات‬
‫المسلحة األردنية؛ وبذلك أصبح الجيش العربي األردني مسؤوال عن حماية ما عرف بالضفة‬
‫الغربية‪ ،‬التي تشمل مناطق نابلس‪ ،‬والقدس‪ ،‬والخليل‪.‬‬

‫‪ .4‬وحدة الضفتين‬

‫لقد كشفت حرب ‪ 1948‬عن صحة وسالمة طروحات ومواقف الملك عبد اهلل األول تجاه‬
‫القضية الفلسطينية‪ ،‬ولكن بعد فوات األوان واحتالل إسرائيل للقسم األكبر من األراضي‬
‫الفلسطينية‪ ،‬األمر الذي دفع الزعماء والمفكرين الفلسطينيين العديدين إلى االقتناع بأن الحل‬
‫األمثل في حماية ما تبقى من االراضي الفلسطينية من خطر المشروع الصهيوني هو االتحاد مع‬
‫األردن؛ إيمانا منهم بأن الملك عبداهلل األول هو الزعيم األقدر على مواجهة المشروع الصهيوني؛‬
‫خاصة بعد أن أثبت الجيش العربي بسالته في حماية القدس في حرب ‪ ،1948‬وقد تكللت‬
‫الجهود الفلسطينية في هذا اإلطار بعقد مؤتمر في أريحا بتاريخ ‪ 1949/12/1‬شاركت فيه القوى‬
‫الفلسطينية كافة‪ ،‬وتمخض عن هذا المؤتمر ق اررات عدة من أهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬وحدة فلسطين مع شرق األردن في إطار المملكة األردنية الهاشمية‪.‬‬

‫‪ .2‬مبايعة الملك عبد اهلل بن الحسين ملكا دستوريا على فلسطين‪.‬‬

‫‪ -3‬الدعوة إلى الوحدة العربية‪.‬‬

‫(‪ )2‬باب الواد‪ :‬مكان حصين يصلح لقطع المواصالت بين القدس وتل أبيب‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ورفع هذا القرار إلى الملك عبد اهلل الذي وافق عليه بصيغته‪ ،‬وأُعلن رسميا من مجلس‬
‫ُ‬
‫األمة األردني الثاني الممثل للضفتين بتاريخ ‪ /24‬نسيان ‪ ،1950/‬لتكون بذلك وحدة الضفتين‬
‫هي أول وحدة حقيقية في تاريخ العرب الحديث تعبر عن إرادة الشعوب وطموحاتها‪ ،‬وخطوة أولية‬
‫ونموذجا يحتذى في طريق الوحدة العربية‪ ،‬وشكلت هذه الوحدة ضربة قاصمة للمشروع الصهيوني‬
‫وأهدافه التوسعية‪.‬‬

‫لقد كان نتيجة لمواقف الملك عبد اهلل األول الجريئة والمبدئية؛ الرامية إلى تحقيق الوحدة‬
‫العربية والدفاع عن عروبة فلسطين في مواجهة المشروع الصهيوني‪ ،‬أن قضى شهيدا في رحاب‬
‫المسجد األقصى يوم ‪ /20‬تموز‪ 1951/‬وهو يهم بأداء فريضة صالة الجمعة؛ نتيجة لمؤامرة‬
‫حاك تها الصهيونية وعدد من الزعامات التي تشعر دائما بعقدة النقص أمام التفوق القيادي‬
‫للهاشميين‪.‬‬

‫(عهد الملك طالل)‬

‫تسلم الملك طالل عرش المملكة األردنية بتاريخ ‪ /6‬أيلول ‪1951/‬م وفقا ألحكام الدستور‬
‫األردني‪ ،‬وعلى الرغم من قصر فترة حكمة التي لم تتجاوز السنة إال أنها كانت حافلة باإلنجازات‬
‫التي لعبت دو ار مهما في إرساء قواعد دولة أردنية حديثة‪ ،‬تقوم على مبدأ األصالة والمعاصرة من‬
‫خالل الدستور الذي أصدره عام ‪1952‬م‪ ،‬الذي يعد من أحدث الدساتير المعمول بها في العالم‬
‫من حيث تأكيد مبدأ الفصل بين السلطات وجعل السلطة القضائية مستقلة ال سلطان عليها إال‬
‫للقانون‪ ،‬وتأكيد النظام البرلماني بجعل الحكومة مسؤولة مسؤولية تامة عن أعمالها أمام السلطة‬
‫التشريعية التي ُمنحت في الوقت نفسه صالحيات واسعة في شؤون التشريع والرقابة السياسية‪،‬‬
‫وأقر الدستور الحقوق والحريات العامة بالشكل المعترف به سماويا وانسانيا وأرسى مفهوم دولة‬
‫وحس َن العالقات مع العالم العربي‪.‬‬
‫القانون والمؤسسات‪َ ،‬‬

‫وكان لهذا الدستور ‪ -‬الذي ُيعد اإلطار التشريعي المنظم للدولة‪ -‬أكبر األثر في صياغة‬
‫مالمحها العربية اإلسالمية‪ ،‬وشكل في الوقت نفسه األساس األول الذي قامت عليه بنى الدولة‬
‫األردنية العصرية المتمدنة على المستويات كافة‪ ،‬بالشكل الذي أعطاها القدرة على مواكبة‬
‫المتطلبات العصرية ومواجهة التحديات القائمة‪ ،‬وجعل التعليم إلزاميا للمراحل األساسية ومجانيا‬
‫للمراحل المدرسية جميعها‪ ،‬مما أدى إلى إحداث نهضة علمية في األردن‪ ،‬فضال عن تأسيس‬
‫ديوان المحاسبة كهيئة رقابة على واردات ونفقات الدولة‪ ،‬وتأسيس قوة خفر السواحل‪ ،‬وتوقيع‬
‫اتفاقية دفاع مشترك مع دول الجامعة العربية‪ ،‬غير أن المرض لم يمهل الملك طالل حيث تم‬

‫‪15‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫تنحيته عن العرش وفقا ألحكام الدستور األردني؛ بسبب حالته المرضية يوم ‪،1952/8/11‬‬
‫واسناد العرش إلى الملك حسين من بعده‪.‬‬

‫(عهد الملك حسين بن طالل)‬

‫أوال‪ :‬بداية عهد الملك حسين‪.‬‬

‫تسلم الملك حسين عرش المملكة األردنية الهاشمية بتاريخ ‪/11‬آب‪ ،1952/‬وكان ال يزال‬
‫تحت السن الدستورية التي حددها الدستور بـثمانية عشر سنة قمرية؛ لذلك ُشكل له مجلس‬
‫وصاية من أعضاء مجلس الوزراء وهم‪ :‬إبراهيم هاشم‪ ،‬سليمان طوقان‪ ،‬عبد الرحمن رشيدات‪،‬‬
‫الذين مارسوا مهام الملك إلى إن بلغ السن الدستوري في ‪ /2‬أيار‪ ،1953/‬حيث تسلم مهامه‬
‫الدستورية‪.‬‬

‫لقد واجهت الملك حسين في بداية حكمه التحديات الداخلية والخارجية العديدة‪ ،‬تمثل أهمها‬
‫في ترسيخ أسس وحدة الضفتين التي كانت ال تزال في بداية التأسيس وتحيط بها التحديات من‬
‫الجهات كلها فضال عن تصادم النظام مع التيارات الحزبية العقائدية القومية واليسارية التي كانت‬
‫تسعى بتوجيه من الخارج إلى اإلطاحة بنظام الحكم وادراج األردن في إطار المنظومة‬
‫اإلشتراكية‪ ،‬أما التحديات الخارجية فقد تمثل أهمها باالعتداءات اإلسرائيلية المتكررة على المواقع‬
‫األردنية العديدة؛ بهدف إنهاك طاقات األردن واجباره على االعتراف بشرعية الدولة اليهودية‪.‬‬

‫وكان لصراع ما سمي باألحالف الدولية في المنطقة خالل هذه المرحلة انعكاسات سلبية‬
‫في كثير من األحيان على أوضاع األردن الداخلية والخارجية‪ ،‬وقد استطاع الملك حسين إدارة‬
‫المرحلة باقتدار‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريب قيادة الجيش‪.‬‬

‫على الرغم من أن معاهدة عام ‪ ،1946‬أعطت األردن االستقالل السياسي التام‪ ،‬إال أنها‬
‫سمحت لبريطانيا في الوقت نفسه باالحتفاظ بقواعد عسكرية في األردن وضباط بريطانيين في‬
‫صفوف الجيش العربي؛ لضمان ُحسن تدريبه ‪ -‬كون األردن أصبحت دولة حليفة لبريطانيا –‬
‫مقابل تقديم معونة مالية لألردن قيمتها ‪ 12.5‬مليون جنيه إسترليني؛ لإلنفاق على الجيش‪ .‬وقد‬
‫أدى هذا الوضع إلى إحداث مشاكل داخلية تمثلت بالتضارب الذي كان يحدث في كثير من‬
‫األحيا ن بين الضباط األردنيين الذين يعملون من منطلق اإليمان بخدمة المصالح الوطنية‬

‫‪16‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫والقومية‪ ،‬والضباط البريطانيين الذين يعملون من منطلق خدمة المصالح البريطانية‪ ،‬وأدى وجود‬
‫الضباط البريطانيين في صفوف الجيش العربي إلى إحداث توتر في العالقات األردنية السورية‬
‫المصرية على اعتبار أن وجودهم يمس سيادة واستقالل الدولة‪.‬‬

‫لذلك ومن منطلق حرص الملك حسين على تحقيق أعلى مراتب السيادة واالستقالل للدولة‬
‫األردنية وازالة العوامل كلها التي من شأنها إحداث توتر في العالقات األردنية العربية اتخذ ق ارره‬
‫التاريخي يوم ‪/1‬آذار‪ ،1956/‬بإعفاء الجنرال جون كلوب رئيس هيئة األركان وبقية الضباط‬
‫البريطانيين من مهامهم واسنادها إلى ضباط أردنيين‪ ،‬وأسندت قيادة الجيش العربي إلى اللواء‬
‫راضي عناب‪.‬‬

‫‪ .2‬إلغاء المعاهدة األردنية البريطانية عام ‪.1957‬‬

‫أدى قرار تعريب قيادة الجيش العربي‪ ،‬إلى إحداث انفراج سياسي في األردن‪ ،‬حيث فتح‬
‫المجال واسعا أمام األحزاب جميعها؛ للمشاركة في الحياة السياسية‪ ،‬من خالل انتخابات المجلس‬
‫النيابي الخامس وتشكيل حكومة برلمانية من الحزب الوطني االشتراكي برئاسة سليمان النابلسي‪،‬‬
‫األمر الذي هيأ المجال أفضل أمام توثيق عالقات األردن مع األنظمة القومية العربية في مصر‬
‫وسوريا‪ ،‬وخاصة بعد أن تعرضت مصر عام ‪ 1956‬للعدوان الثالثي (بريطانيا وفرنسا واسرائيل)‬
‫بعد صدور قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس‪ ،‬واعالن الملك حسين استعداده‬
‫للوقوف إلى جانب مصر‪.‬‬

‫وكان نتيجة لهذا الموقف األردني أن حدث تحسن كبير في عالقة األردن بمصر وسوريا‪،‬‬
‫تُوج بتوقيع اتفاقية التضامن العربي بين (األردن ومصر وسوريا والسعودية) في عام ‪،1957‬‬
‫التي نصت على التزام هذه الدول بتقديم معونة مالية لألردن بدل المعونة البريطانية‪ .‬وهذا ما‬
‫دفع األردن بعد أن وجد الدعم المالي العربي إلى إلغاء المعاهدة مع بريطانيا عام ‪،1957‬‬
‫واخراج القواعد البريطانية كافة من األردن؛ ليصبح األردن بذلك عضوا كامل العضوية في هيئة‬
‫األمم المتحدة – التي كان قد دخلها منذ عام ‪ -1955‬متحر ار بذلك من أية تبعية لدولة أخرى‪.‬‬

‫‪ .3‬االتحاد العربي الهاشمي عام ‪.1958‬‬

‫ّأدت سياسة األحالف الدولية في المنطقة‪ ،‬وبشكل خاص بعد منتصف خمسينيات القرن‬
‫العشرين‪ ،‬إلى حدوث تقارب بين الدول العربية اليسارية ممثلة بمصر وسوريا‪ ،‬انتهى باالندماج‬
‫في إطار الجمهورية العربية المتحدة برئاسة الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتاريخ‬
‫‪ ،1958/2/1‬وقامت سياسة هذه الجمهورية منذ البداية على إعالن العداء لألردن والسعي‬

‫‪17‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫إلسقاط نظام حكمه الملكي؛ إلدراجه في إطار المنظومة االشتراكية‪ ،‬متنكرة بذلك لما تم االتفاق‬
‫عليه في اتفاقية التضامن الموقعة مع األردن‪ ،‬وقد أدى هذا الوضع إلى حدوث توتر في‬
‫العالقات األردنية المصرية واألردنية السورية‪ ،‬بشكل فتح المجال واسعا أمام إسرائيل للتمادي في‬
‫اعتداءاتها على األردن‪.‬‬

‫وبهدف مواجهة خطر التحديات اليسارية العربية واإلسرائيلية اتجه الملك حسين إلى ابن‬
‫عمه فيصل الثاني ملك العراق إلقامة اتحاد بين المملكتين الهاشميتين وفق مبادئ الثورة العربية‬
‫الكبرى‪ .‬وقد توجت الجهود األردنية والعراقية بتوقيع اتفاقية االتحاد العربي الهاشمي بتاريخ‬
‫‪ 1958/2/14‬بين البلدين‪ ،‬شملت الوحدة في شؤون السياسة الخارجية‪ ،‬والتمثيل الدبلوماسي‪،‬‬
‫والجيش‪ ،‬وازالة الحواجز الجمركية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والسياسات االقتصادية‪ ،‬وأسندت إدارة االتحاد إلى‬
‫حكومة اتحادية من البلدين مكونة من سلطة تنفيذية وتشريعية‪.‬‬

‫وتمثلت دوافع الملك حسين من تشكيل هذا االتحاد بإيجاد عمق إستراتيجي سياسي‬
‫واقتصادي وعسكري داعم لألردن في مواجهة المد الشيوعي والخطر الصهيوني‪ ،‬وانتهى هذا‬
‫االتحاد بانقالب عسكري أطاح بالنظام الملكي في العراق مدعوما من القوى اليسارية بتاريخ‬
‫‪/14‬تموز‪.1958/‬‬

‫‪ .4‬المشاركة في حرب ‪.1967‬‬

‫استمرت االعتداءات اإلسرائيلية على األردن طوال الخمسينيات والستينيات من القرن‬


‫الماضي‪ ،‬وتمكن الجيش األردني خالل األعوام ‪ 1967-1949‬من صد االعتداءات اإلسرائيلية‬
‫المتكررة على مواقعه المنتشرة على الحدود األردنية‪ -‬اإلسرائيلية (أطول خطوط المواجهة العربية‬
‫مع إسرائيل)‪ ،‬والقرى الحدودية في الضفة الغربية‪ ،‬إذ لم تنقطع تلك االعتداءات‪ ،‬وكان من‬
‫أشهرها االعتداء على قرية السموع في منطقة الخليل في تشرين الثاني من عام ‪ ،1966‬وكان‬
‫لنسور سالح الجو الملكي األردني دور فاعل في تلك المعركة‪ ،‬فقد اندفع الشهيد موفق السلطي‬
‫ورفاقه‪ ،‬وقاتلوا طائرات العدو‪ ،‬وكبدوهم خسائر بالغة‪ ،‬وساعدوا بعملهم هذا القوات األرضية على‬
‫االندفاع إلى قلب القرية واالشتباك مع العدو‪ ،‬واستشهد الطيار السلطي في تلك المعركة‪.‬‬

‫لقد كانت العالقات بين العرب واسرائيل وكذلك األجواء اإلقليمية برمتها قُبيل حرب عام‬
‫‪ 1967‬مشحونة ومتوترة ومهيأة لوقوع تلك الحرب‪ ،‬ويعود ذلك كله إلى طبيعة السياسة اإلسرائيلية‬
‫التي بقيت تتذرع بذرائع مختلفة لتسويغ سياستها التوسعية على حساب العرب‪ ،‬مستغلة إغالق‬
‫مضائق تيران في وجه المالحة اإلسرائيلية‪ ،‬إال أن القيادة السياسية األردنية ممثلة بالملك الحسين‬

‫‪18‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫بن طالل رحمه اهلل؛ وانطالقا من واجبها القومي وحرصها على فلسطين والضفة الغربية والقدس‪،‬‬
‫وادراكا منها لخطورة الموقف آنذاك‪ ،‬واصرار إسرائيل على الحرب‪ ،‬فقد قام الملك الحسين بزيارة‬
‫مفاجئة لمصر ووقع مع الرئيس جمال عبد الناصر معاهدة الدفاع المشترك بين البلدين بتاريخ‬
‫‪ 30‬أيار عام ‪.1967‬‬

‫لقد شنت إسرائيل بالفعل هجوما جويا على مصر في الخامس من حزيران عام ‪1967‬م‪،‬‬
‫وحقق ذلك الهجوم أهدافه على مصر‪ ،‬ثم األردن‪ ،‬وسوريا‪ ،‬واستمرت الحرب ستة أيام تقررت‬
‫نتائجها منذ الساعات الثالثة األولى للمعركة‪ ،‬وألحقت الحرب خسائر كبيرة بالعرب‪ ،‬وكانت‬
‫األردن قد خسرت الضفة الغربية والقدس الشرقية‪ ،‬وعلى الرغم من أن هذه الحرب لم تكن حربا‬
‫متكافئة إال أن القوات المسلحة األردنية قاتلت قتاال مريرا‪ ،‬في ظروف غير عادية‪ ،‬حيث خاضت‬
‫هذه الحرب ضد إسرائيل حفاظا على التضامن العربي‪ ،‬ووحدة الصف مع معرفتها المسبقة بأن‬
‫هذه الحرب مغامرة عسكرية خطرة؛ بسبب التفوق العسكري اإلسرائيلي‪ ،‬إال أن الجيش أدى واجبه‬
‫بكل أمانة واقتدار وشرف‪ ،‬وقدم الشهداء‪ ،‬إال أن الموقف الجوي المطلق كان لصالح إسرائيل‪،‬‬
‫مما أدى إلى فرض نتائج المعركة على األرض‪ ،‬وكان لتناقض األوامر كاالنسحاب والعودة‬
‫للمواقع والمعلومات غير الصحيحة وغير الدقيقة من الجبهة المصرية أثر كبير فيما أفضت إليه‬
‫نتيجة الحرب‪.‬‬

‫‪ .5‬االنتصار في معركة الكرامة ‪/21‬اذار ‪.1968‬‬

‫استمرت إسرائيل في سياستها العدوانية‪ ،‬بعد أن أصابها الغرور بانتصاراتها العسكرية ضد‬
‫العرب‪ ،‬فجاءت معركة الكرامة الخالدة في الحادي والعشرين من آذار عام ‪1968‬؛ لقلب تلك‬
‫الموازين‪ ،‬فكانت تللك المعركة انتصا ار للكرامة العربية قاطبة‪ ،‬كما كانت نقطة تحول في تاريخ‬
‫الجيش العربي األردني‪ ،‬إذ أحدثت تغيي ار في المعطيات العسكرية في النزاع العربي اإلسرائيلي‪،‬‬
‫وذلك من خالل إلحاقها الهزيمة بالجيش اإلسرائيلي الذي كان يروج له بأنه جيش ال يقهر‪ ,‬فقد‬
‫تصدى الجيش األردني للعدو اإلسرائيلي منذ الدقائق األولى في إثر الهجوم المفاجئ الذي شنه‬
‫ّ‬
‫على األرض األردنية بقوة عسكرية كبيرة‪ ،‬هادفا من ذلك احتالل مرتفعات البلقاء وصوال إلى‬
‫عمان العاصمة؛ ليفرضوا على األردن القبول بالتسوية التي يريدونها وتحقيق أهدافهم‬
‫االستراتيجية‪.‬‬

‫تمكن الجيش العربي األردني من التصدي للجيش اإلسرائيلي ووقف تقدمه‪ ،‬وايقاع الخسائر‬
‫الفادحة بقواته ومعداته‪ ،‬مما اضطر إسرائيل ألول مرة في تاريخها العسكري إلى طلب وقف‬
‫إطالق النار‪ ،‬إال أن الملك الحسين بن طالل رحمه اهلل رفض ذلك ما دام هناك جندي إسرائيلي‬

‫‪19‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫واحد شرقي النهر‪ ،‬مما أجبر القوات اإلسرائيلية على االنسحاب تاركة وراءها ‪ 250‬قتيال‪ ،‬و‪450‬‬
‫جريحا‪ ،‬وعددا من اآلليات والدبابات‪ ،‬وقد قدم الجيش األردني في تلك المعركة ملحمة في‬
‫التضحية والشهادة والبطولة فبلغ عدد شهدائه ‪ 66‬شهيدا و بلغ عدد الجرحى ‪ 108‬جريحا‪ ،‬وكان‬
‫للقيادة ممثلة بالملك الحسين دور كبير في رفع معنويات قواته المسلحة إذ خاطبهم ووصفهم‬
‫باألسود‪ ،‬داعيا إياهم إلى قتال العدو‪ ،‬وكان بينهم في انتصارهم‪ ،‬وكان لحسن التخطيط دور في‬
‫النصر تمثل في دقة المعلومات االستخبارية‪ ،‬وبشجاعة وحكمة قائد المعركة آنذاك الفريق الركن‬
‫حديثة الجازي‪ ،‬وغيره من قادتها األشاوس وجنودها األوفياء‪.‬‬

‫‪ .6‬مشروع المملكة المتحدة عام ‪.1972‬‬

‫في إطار توجه السياسة العربية للقبول بالحلول السلمية لحل القضية الفلسطينية بعد حرب‬
‫عام ‪ ،1967‬وبشكل خاص بعد طرح مبادرة وزير الخارجية األمريكي (ويليم روجرز) عام‬
‫‪ ،1970‬التي دعت أطراف الصراع العربي اإلسرائيلي إلى وقف العمليات العسكرية وفتح األجواء‬
‫للحل السلمي وفق ق اررات األمم المتحدة‪ ،‬وافق الملك حسين على هذه الخطوة التي رأى أنها‬
‫خطوة إيجابية تخدم القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫وبهدف استعادة الضفة الغربية وحمايتها من األطماع اإلسرائيلية وتعزيز العالقة األردنية‬
‫الفلسطينية وقرار وحدة الضفتين والمستقبل المشترك بين الشعب األردني والفلسطيني‪ ،‬تقدم الملك‬
‫حسين في ‪/15‬آذار‪ 1972/‬بمشروع عرف (بمشروع المملكة العربية المتحدة)‪ ،‬الرامي إلى إقامة‬
‫مملكة أردنية فلسطينية موحدة على أساس كونفدرالي تكون عاصمتها عمان‪ ،‬برئاسة الملك حسين‬
‫ومجلس وزاري مركزي‪ ،‬وقوات مسلحة واحدة‪ ،‬ومجلس أمة منتخب من القُطرين‪ ،‬على أن يتولى‬
‫السلطة في األقطار كلها حاكم‪ ،‬ومجلس وزراء‪ ،‬ومجلس تشريعي من أبنائه‪ .‬إال أن المشروع لم‬
‫يتحقق؛ بسبب الرفض العربي والدولي له‪.‬‬

‫‪ .7‬حرب تشرين ‪.1973‬‬

‫وعندما وقعت حرب عام ‪ 1973‬كانت مختلفة عن سابقتها‪ ،‬إذ كانت هذه الحرب هي‬
‫األولى التي امتلكت فيها الدول العربية زمام المبادرة‪ ،‬فقد خططت كل من مصر وسوريا الستعادة‬
‫أراضيها بالقوة‪ ،‬ووضعت خطة للهجوم‪ ،‬وحددت موعد تنفيذها يوم ‪ 6‬تشرين األول ‪ ،1973‬وقد‬
‫سميت هذه الحرب بمسميات عدة‪ ،‬فهي حرب رمضان‪ ،‬وحرب أكتوبر‪ ،‬وحرب تشرين‪ ،‬استطاعت‬
‫فيها القوات المصرية تدمير خط بارليف الذي أقامته إسرائيل بينها وبين مصر بعد احتاللها‬
‫سيناء عام ‪ ،1967‬وتمكنت القوات السورية من اجتياح المواقع اإلسرائيلية في هضبة الجوالن‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫أما األردن فعلى الرغم من عدم علمه المسبق بخطة الحرب وتوقيتها‪ ،‬والتخطيط لمهاجمة‬
‫القوات اإلسرائيلية إال أنه دخل الحرب إلى جانب سوريا‪ ،‬كجزء من واجبه القومي‪ ،‬وشارك في‬
‫إدخال لواء مدرع (اللواء أربعين) إلى األراضي السورية‪ ،‬وكان هذا اللواء يعمل بالتعاون مع فرقة‬
‫مدرعة من الجيش العراقي‪ ،‬وكان لهذه المشاركة أهمية بالغة إذ كانت في أشد اللحظات حرجا‬
‫للقوات السورية‪ ،‬فتصدت للقوات اإلسرائيلية وتمكنت من إيقاف زحفها نحو دمشق بعد أن كانت‬
‫الطريق مفتوحة لها باتجاه دمشق‪ ،‬وبلغت خسائر األردن في هذه الحرب ‪ 24‬شهيدا‪ ،‬و‪49‬‬
‫جريحا‪ ،‬ودمرت لها ‪ 25‬دبابة وآلية مختلفة‪.‬‬

‫‪ .8‬المشاركة في مؤتمرات القمة العربية‪.‬‬

‫سعى األردن منذ االستقالل عام ‪ 1946‬إلى تحقيق حالة الوحدة والتضامن العربي؛ من‬
‫منطلق إيمانه بأن الوحدة هي الخيار األمثل الذي يمكن األمة العربية من مواجهة التحديات‬
‫الداخلية والخارجية كافة‪ ،‬وهذا ما يتضح من خالل دور األردن في الجامعة العربية ومؤتمرات‬
‫القمة‪ ،‬حيث أثبت األردن حرصه المستمر على تطبيق ميثاق الجامعة وااللتزام بالق اررات الصادرة‬
‫عنها‪ ،‬وعن مؤتمرات القمة العربية‪ ،‬وان اختلفت مع رؤيته في بعض األحيان؛ وذلك حرصا منه‬
‫على وحدة الصف العربي‪ ،‬واحترام ق اررات اإلجماع العربي‪ ،‬ومن األمثلة على هذه الق اررات التي‬
‫وافق عليها األردن انسجاما مع الموقف العربي وكان لها انعكاسات سلبية عليه‪ ،‬قرار مؤتمر قمة‬
‫الرباط عام ‪ ،1974‬باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب‬
‫الفلسطيني‪.‬‬

‫ومما يؤكد حرص األردن على وحدة العمل العربي المشترك أنه لم يسجل عليه منذ نشأة‬
‫الجامعة العربية عام ‪ ،1945‬رفض أي قرار فيه مصلحة األمن القومي العربي‪ ،‬ولم يتغيب على‬
‫اإلطالق عن أي من القمم العربية الثماني والعشرين‪ ،‬واستضاف أربعة منها أعوام ‪،1980‬‬
‫‪.2017 ،2001 ،1987‬‬

‫‪ .9‬األردن وحرب الخليج األولى ‪( 1988 – 1980‬الحرب العراقية اإليرانية)‪.‬‬

‫مع اندالع الحرب العراقية اإليرانية عام ‪ 1980‬وقف األردن بكل طاقاته المادية والمعنوية‬
‫إلى جانب العراق‪ ،‬حيث عدت الحكومة األردنية أن إيران أصبحت بعد ثورة الخميني عام ‪1979‬‬
‫تشكل تهديدا محتمال لكل المنطقة العربية كما تأكد ذلك فيما بعد‪.‬‬

‫لقد شكل األردن خالل هذه المرحلة البوابة الحيوية للعراق‪ ،‬حيث أصبح ميناء العقبة‬
‫والطرق البرية األردنية منفذ اإلمداد األساسي لها طوال سنوات الحرب التي استمرت ثماني‬

‫‪21‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫سنوات‪ ،‬بعد إغالق الموانئ السورية في وجه العراق؛ بسبب انحياز سوريا للجانب اإليراني وكذلك‬
‫صعوبة استعمال ميناء البصرة على الخليج العربي؛ بسبب الخطر اإليراني‪ ،‬وفتح األردن المجال‬
‫أمام تشكيل قوات من المتطوعين وارسالها إلى العراق‪ ،‬التي عرفت باسم "قوات اليرموك"‪.‬‬

‫‪ .10‬قرار فك االرتباط ‪.1988‬‬

‫إن قرار فك االرتباط األردني الفلسطيني القانوني واإلداري بتاريخ ‪/31‬تموز‪ ،1988/‬لم‬
‫يك ن ق ار ار يجسد القناعة األردنية‪ ،‬حيث وافق الملك حسين على هذا القرار؛ استجابة لرغبة معظم‬
‫الدول العربية في قمة الرباط عام ‪ ،1988‬وقد جاء اإلجماع العربي الضاغط على األردن لفك‬
‫االرتباط؛ بحجة التمهيد لتسوية النزاع مع إسرائيل‪ ،‬واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة‪ ،‬التي يتطلب‬
‫قيامها إبراز الهوية الفلسطينية‪ ،‬وانفراد منظمة التحرير في تمثيل الشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫وجاءت موافقة األردن على قرار قمة الرباط ليؤكد على عدم وجود مطامع لديه في‬
‫األراضي الفلسطينية المحتلة‪ ،‬ومنافسة منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية‪ ،‬فضال عن‬
‫إفساح المجال أمام الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره في التسوية النهائية‪.‬‬

‫ومما هو جدير قوله إنه على الرغم من صدور القرار‪ ،‬بقي األردن ملتزما بمسؤوليته تجاه‬
‫القضية الفلسطينية بشكل عام والقدس بشكل خاص‪ ،‬وتجلى ذلك بكل وضوح في الجهود‬
‫الدبلوماسية الواسعة التي قادها الملك عبداهلل الثاني في مواجهة قرار الرئيس األمريكي دونالد‬
‫ترامب بتاريخ ‪ 2017/12/6‬الذي نص على اعتبار القدس عاصمة إلسرائيل‪.‬‬

‫‪ .11‬مجلس التعاون العربي ‪.1989‬‬

‫ُوقعت اتفاقية مجلس التعاون العربي عام ‪ ،1989‬في مؤتمر عقد في بغداد بتاريخ‬
‫‪ ،1989/2/16‬ضم رؤساء أربع دول عربية هي (األردن‪ ،‬والعراق‪ ،‬ومصر‪ ،‬واليمن)‪ ،‬وكان أهم‬
‫أهداف هذا المجلس تحقيق مستوى ٍ‬
‫عال من التعاون والتكامل بين الدول األعضاء في الجوانب‬
‫االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والصحية‪ ،‬والبحث العلمي؛ تمهيدا إلقامة سوق عربية مشتركة ووحدة‬
‫اقتصادية عربية‪ ،‬ومن ضمن االتفاقيات التي انبثقت عن هذا المجلس إلى حيز الوجود‪ ،‬اتفاقية‬
‫تسهيل نقل األيدي العاملة بين الدول األعضاء‪ ،‬والربط الكهربائي بين مصر واألردن والعراق‪.‬‬

‫وقد سار المجلس في أدائه سي ار حسنا منذ تشكيله حتى شهر آب‪ ،1990/‬حيث أدى‬
‫احتالل العراق للكويت إلى توقف أعماله وانهاء وجوده عام ‪.1991‬‬

‫‪22‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ .12‬الموقف األردني من حرب الخليج الثانية ‪.1991-1990‬‬

‫لقد اتسم الموقف األردني تجاه النزاع العراقي – الكويتي بالحكمة والعقالنية‪ ،‬واإلحساس‬
‫بالمسؤولية القومية الناظرة بالدرجة األولى إلى تحقيق المصلحة العربية العليا ووحدة النظام‬
‫العربي دون انحياز إلى طرف ضد آخر‪ ،‬وقد بذل األردن جهودا واسعة مع األطراف العربية‬
‫كلها؛ بهدف احتواء األزمة من خالل لغة الحوار‪ ،‬والدبلوماسية‪ ،‬والحلول التوافقية تحت مظلة‬
‫الجامعة العربية‪.‬‬

‫ركزت دبلوماسية الملك حسين على ضرورة اعتماد الوسائل السلمية لتسوية األزمة‪ ،‬إال أن‬
‫جهود الملك حسين الرامية إلى تحقيق المصلحة العربية ضاعت‪ ،‬وانتهى األمر بحرب على‬
‫العراق من قوى أجنبية‪ ،‬األمر الذي كان له تداعيات خطيرة على المنطقة العربية‪.‬‬

‫‪ .13‬معاهدة السالم األردنية اإلسرائيلية ‪.1994‬‬

‫جاءت معاهدة السالم األردنية اإلسرائيلية الموقعة عام ‪( 1994‬وادي عربة) نتاجا‬
‫لمباحثات السالم العربية اإلسرائيلية تحت الرعاية األمريكية‪ ،‬التي بدأت انطالقاتها من مؤتمر‬
‫مدريد عام ‪ ،1991‬واستند الموقف األردني في هذه المفاوضات إلى ثوابت عدة سعى من خاللها‬
‫إلى تحقيق المصلحة العربية العليا أوال وقبل المصالح كلها‪ ،‬وتتمثل هذه الثوابت فيما يأتي‪:‬‬

‫أ‪ .‬تحقيق سالم عادل وشامل مبني على أساس قرَاري مجلس األمن (‪ )338 ،242‬اللذين‬
‫نصا على األرض مقابل السالم وانسحاب إسرائيل من األراضي الفلسطينية المحتلة عام‬
‫ّ‬
‫‪ 1967‬كافة‪.‬‬

‫ب‪ .‬رفض أية تسوية سلمية ال تلتزم بق اررات الشرعية الدولية وال تُفضي إلى حل يرضي‬
‫األطراف العربية جميعها ويضمن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره‪.‬‬

‫وانطالقا من هذه الثوابت وافقت األردن على المشاركة في مباحثات مؤتمر مدريد بعد أن‬
‫وجدت موافقة من دول الجامعة العربية‪ ،‬ولم يوقع األردن على معاهدة (وادي عربة) عام ‪1994‬‬
‫حتى وقعت منظمة التحرير الفلسطينية على معاهدة (اوسلو) عام ‪ ،1993‬وقد حققت المعاهدة‬
‫األردنية اإلسرائيلية للسالم لألردن جملة من األهداف أهمها‪:‬‬

‫أ‪ .‬استعادة األراضي األردنية المحتلة كافة في الباقورة عام ‪ 1948‬وفي وادي عربة عام‬
‫‪.1967‬‬

‫‪23‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ب‪.‬استعادة حصة األردن العادلة من مياه نهر األردن ونهر اليرموك‪.‬‬

‫ج‪ .‬فك الحصار االقتصادي عن األردن‪ ،‬والغاء ديونه الخارجية واستعادته لدوره المحوري‬
‫على المستوى اإلقليمي والدولي‪.‬‬

‫د‪ .‬إلزام إسرائيل باالعتراف بسيادة الدولة األردنية على أراضيها واضعا بذلك حدا ألطماع‬
‫إسرائيل التوسعية وفكرة الوطن البديل‪.‬‬

‫هـ‪ .‬تثبيت حقوق الشعب الفلسطيني على ترابه الوطني‪.‬‬

‫و‪ .‬االعتراف بالوصاية الهاشمية على المقدسات اإلسالمية في القدس‪.‬‬

‫‪ .14‬المشاركة في قوات حفظ السالم‪.‬‬

‫شاركت وتشارك القوات المسلحة األردنية في قوات حفظ السالم الدولية بهدف المحافظة‬
‫على األمن والسلم الدوليين؛ وذلك انطالقا من الثوابت القومية واإلنسانية التي تميز بها األردن‬
‫قيادة وشعبا وحكومة‪ ،‬وتعود هذه المشاركة إلى السمعة الطيبة لتلك القوات وما تتمتع به من‬
‫حسن التدريب والكفاءة العالية‪ ،‬وقد بدأت أول مشاركة للقوات المسلحة األردنية‪/‬الجيش العربي‬
‫في عمليات حفظ السالم منذ كانون األول ‪ ،1989‬بإرسال مراقبين دوليين إلى أنغوال‪ ،‬وشملت‬
‫تلك المشاركة مناطق عدة‪ ،‬منها‪ :‬يوغسالفيا السابقة (كرواتيا‪ ،‬والبوسنة‪ ،‬والهرسك‪ ،‬وسلوفونيا‬
‫الشرقية)‪ ،‬وكوسوفو‪ ،‬وسيراليون‪ ،‬وتيمور الشرقية‪/‬إندونيسيا‪ ،‬وأفغانستان عام ‪،2001‬‬
‫والفلوجة‪/‬العراق‪ ،‬وغيرها الكثير‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وفاة الملك حسين عام ‪.1999‬‬

‫ش ّكل عهد الملك حسين عهد نهضة وازدهار لألردن فمنذ بداية تسلمه العرش باشر تحمل‬
‫مسؤولياته الدينية والتاريخية التي ورثها عن أسالفه بكل عزم واقتدار‪ ،‬باذال الجهود الممكنة كلها‬
‫في ترسيخ أركان الدولة األردنية ودفعها قُ ُدما نحو األمام‪ ،‬واالرتقاء ببنى الدولة المؤسسية وفق‬
‫أحدث األسس العصرية‪ ،‬منطلقا في األساس األول من تطوير اإلنسان األردني الذي ش ّكل وفقا‬
‫لرؤيته أساس التنمية وهدفها األساس‪.‬‬

‫وفي عهده شهد األردن تطو ار هائال على المستويات كافة؛ برزت مالمحه من خالل إيجاد‬
‫نظام سياسي يستند إلى نهج ديموقراطي‪ ،‬ومجتمع متطور في مجال التعليم النوعي والكمي‪،‬‬

‫‪24‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫وقائية‬
‫ّ‬ ‫ومنظومة عسكرية على مستوى ٍ‬
‫عال من االنضباط واالحتراف القتالي‪ ،‬وخدمات طبية‬
‫تمي از في المنطقة‪ ،‬ومجتمع آمن مستقر يعيش حالة من االنسجام ش ّكل قبلة‬
‫وعالجية هي األكثر ّ‬
‫وواحة أمان ألبناء األمة العربية جميعهم‪ ،‬ممن تعرضوا لظروف قهرية صعبة في بالدهم‪،‬‬
‫ومشاريع تنمية اقتصادية مكنت األردن من المحافظة على وتيرة التطور على الرغم من موارده‬
‫المحدودة وتحدياته الصعبة‪.‬‬

‫لقد سعى الملك حسين في المناسبات كلها إلى إرساء دعائم سليمة تؤسس لبناء نهضة‬
‫شاملة في األردن‪ ،‬تقوم على أساس األصالة والمعاصرة في المناحي الحياتية كافة‪ ،‬متخذا من‬
‫النهج الديموقراطي أسلوبا أمثل في إدارة شؤون الدولة والمجتمع‪ ،‬الذي برز بكل مالمحه بعد‬
‫عملية التَ َحول الديموقراطي عام ‪ ،1989‬فاتحا بذلك المجال أمام القوى السياسية جميعها؛‬
‫للمشاركة في العمل السياسي‪ ،‬ومستندا في ذلك كله إلى قاعدة صلبة قوامها الشرعية الدينية‬
‫والتاريخية للقيادة الهاشمية الضاربة في أعماق التاريخ العربي واإلسالمي‪.‬‬

‫ومن منطلق قناعات الملك حسين بأن عملية التنمية والتطوير ترتبط أوال وقبل األشياء كلها‬
‫بمستوى وعي المواطن‪ ،‬واخالصه في أداء مهامه أيا كان موقع مسؤوليته‪ ،‬وتفانيه في خدمة‬
‫المصلحة الوطنية العليا بعيدا عن األنانية واالعتبارات الشخصية‪ ،‬فقد أبدى اهتماما واسعا بقطاع‬
‫التعليم الذي أصبح في عهده إلزاميا للمراحل األساسية ومجانيا للمراحل المدرسية جميعها‪ ،‬األمر‬
‫الذي استوجب انتشار المدارس في أنحاء المملكة كافة؛ مما أدى إلى إحداث تراجع هائل في‬
‫األمية وجعل األردن في طليعة الدول العربية في نسبة التعليم‪ ،‬التي تجاوزت (‪ ،)90%‬وقد‬
‫ّ‬ ‫نسبة‬
‫تزامن هذا التطور مع تطور آخر في مجال التعليم العالي الذي بدأ بإنشاء الجامعات الحكومية‬
‫منذ عام ‪ ،1962‬ثم الخاصة مع بداية التسعينيات من القرن العشرين‪ ،‬حتى أضحى األردن‬
‫شجع على إقامة استثمارات واسعة في‬
‫مقصد طلبة العلم من الدول العربية كافة‪ ،‬األمر الذي ّ‬
‫مجال التعليم العالي‪ ،‬وتوفير آالف فرص العمل لألردنيين في حقول شتى‪.‬‬

‫وعلى الرغم من التحديات الصعبة كلها التي واجهت األردن خالل عهد الملك حسين‪ ،‬إال‬
‫أنه تمكن من تهيئة المناخ المناسب لالستثمار االقتصادي‪ ،‬وتنشيط التنمية في القطاعات‬
‫بنى تحتية‪ ،‬ومشاريع خدمات‪ ،‬وطرق مواصالت‪ ،‬ووسائل‬ ‫اإلنتاجية كافة‪ ،‬من خالل توفير ً‬
‫اتصاالت عصرية‪ ،‬بشكل جعل من األردن بيئة جاذبة لالستثمارات الخارجية‪ ،‬وقد أدى ذلك كله‬
‫إلى إحداث نهضة في المجاالت االقتصادية كافة‪ ،‬من زراعة‪ ،‬وسياحة‪ ،‬وصناعة‪ ،‬وتجارة‪،‬‬
‫ومشاريع خدمات‪ ،‬بشكل هيأ الفرصة لتوفير مستوى معيشي مالئم لإلنسان األردني على الرغم‬
‫من ُش ّح الموارد التي يعاني منها األردن‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫وفي الوقت الذي سعى فيه الملك حسين إلى تعزيز وبناء الجبهة األردنية الداخلية وتعميق‬
‫عد أن أمن األردن الوطني مرتبط االرتباط كله باألمن القومي العربي‬
‫أواصر الوحدة الوطنية‪ّ ،‬‬
‫واإلسالمي وأن الوحدة العربية هي الخيار األمثل في مواجهة التحديات كافة‪ ،‬وفتح أبواب األردن‬
‫على الدول الكبرى والقوى الفاعلة في النظام الدولي كافة‪ ،‬من خالل نهج سياسي يرتكز على‬
‫مبدأ المصداقية‪ ،‬والثبات‪ ،‬والمصالح والمنافع المتبادلة‪ ،‬واحترام المواثيق والق اررات الدولية‪ ،‬بشكل‬
‫أكسب األردن احترام وثقة المجتمع الدولي‪.‬‬

‫لقد حكم الملك حسين األردن قرابة نصف قرن من الزمان قضاها مخلصا في تحقيق أمن‬
‫األردن واستق ارره وتطوره‪ ،‬وخدمة القضايا العربية واإلسالمية بشكل عام‪ ،‬والقضية الفلسطينية‬
‫بشكل خاص‪ ،‬حتى ‪ ،1999/2/7‬حيث ارتقى إلى جوار ربه ليبدأ عهد جديد متميز في تاريخ‬
‫الهاشميين المجيد‪ ،‬وهو عهد الملك المعزز عبد اهلل الثاني‪.‬‬

‫(عهد جاللة الملك عبد اهلل الثاني بن الحسين)‬

‫في السابع من شباط عام ‪ 1999‬تولى جاللة الملك عبد اهلل الثاني سلطاته الدستورية‪،‬‬
‫ومنذ ذلك التاريخ وهو يعمل جاهدا على قيادة الدولة األردنية نحو مظاهر الرفعة والتقدم‬
‫واالزدهار كلها‪ ،‬باذال في سبيل ذلك جهودا مضنية بسعيه الدؤوب إلى راحة شعبه وأمنه‬
‫ورفاهيته؛ لتطوير بالده واعالء شأنها‪ ،‬وشأن مواطنيها‪ ،‬ويسعى جاللته عن طريق مد جسور‬
‫التعاون بين األردن ومختلف دول العالم‪ ،‬والمنظمات اإلقليمية والدولية؛ إلى إبقاء األردن حاضرة‬
‫على المسرحين اإلقليمي والدولي‪.‬‬

‫تُ َعد جهود جاللته ونشاطاته وانجازاته على الساحتين الداخلية والخارجية منذ توليه الحكم‬
‫دليال واضحا على سياسته الحكيمة‪ ،‬فقد تمكن منذ ذلك الوقت حتى اآلن من إثبات نفسه داخليا‬
‫ودوليا‪ ،‬حتى أصبح في قلوب األردنيين جميعا؛ لحرصه على خدمة شعبه‪ ،‬والسهر على راحتهم‪،‬‬
‫والتخطيط لمستقبلهم‪ ،‬وأصبح بذلك موضع إعجاب زعماء العالم وقادة مؤسساتها الدولية جميعهم‪،‬‬
‫بفضل دعواته وفكره وحواراته والقيم النبيلة التي يطرحها؛ لسالمة العالم واستق ارره وتقدمه‪ ،‬كالسلم‬
‫والسالم الدوليين‪ ،‬ومكافحة العنف واإلرهاب‪ ،‬وتحقيق المساواة ونبذ التمييز‪.‬‬

‫تم ّكن األردن في عهد جاللة الملك عبداهلل الثاني من تحقيق اإلنجازات العديدة على‬
‫الصعيد الداخلي وفي المجاالت جميعها‪ ،‬السياسية‪ ،‬والعسكرية‪ ،‬والدستورية‪ ،‬واالقتصادية‪،‬‬
‫واالجتماعية‪ ،‬والتعليمية‪ ،‬مما أسهم إسهاما واضحا في تطور الدولة ومؤسساتها‪ ،‬وتعزيز دور‬

‫‪26‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫مواطنيها في تنمية بالدهم‪ ،‬من خالل مشاركتهم في صنع الق ارر‪ ،‬وتعميق مفهوم المواطنة‪،‬‬
‫وتأكيد مبدأ العدالة والمساواة كنهج للدولة مع مواطنيها جميعا‪ ،‬وحقق اإلصالحات السياسية‬
‫العديدة نذكر على سبيل المثال ال الحصر من هذه اإلنجازات‪ :‬تعديل الدستور عام ‪،2011‬‬
‫واقرار قانون االنتخابات عام ‪ 2016‬بموجب القانون رقم (‪ )6‬لعام ‪ ،2016‬وقانون األحزاب‬
‫السياسية رقم (‪ )39‬لعام ‪ ،2015‬وقانون الالمركزية ‪ -‬قانون رقم (‪ )39‬لسنة ‪ ،-2015‬وآخر‬
‫للبلديات‪ ،‬وانشاء محكمة دستورية‪ ،‬وهيئة مستقلة لالنتخاب‪ ،‬واستحداث و ازرة التنمية السياسية‪،‬‬
‫وزيادة عدد مقاعد الكوتا النسائية في المجالس البلدية والنيابية‪ ،‬والالمركزية‪ ،‬وانشاء المركز‬
‫الوطني لحقوق اإلنسان عام ‪.2002‬‬

‫وفي مجاالت أخرى تم تأسيس صندوق الملك عبد اهلل الثاني للتنمية عام (‪)2001‬؛ للحد‬
‫تي الفقر والبطالة‪ ،‬ورفع مستوى معيشة المواطنين‪ ،‬وتأسيس مراكز تكنولوجيا‬ ‫من ظاهر ّ‬
‫المعلومات‪ ،‬واستحداث جوائز عدة في المملكة‪ ،‬وانشاء منطقة العقبة االقتصادية الخاصة مطلع‬
‫عام ‪ 2001‬كمنطقة حرة معفاة من الرسوم الجمركية ومن معظم الضرائب‪.‬‬

‫وشهد األردن في عهد جاللته تطورات عديدة منها تطور التعليم؛ فقد أدخل كثي ار من‬
‫الجوانب التكنولوجية الحديثة متمثلة بحوسبة التعليم‪ ،‬وعمل على تطوير المناهج بما يناسب‬
‫وحسن ظروف المعلمين‪ ،‬واستحدث جوائز خاصة‬ ‫ّ‬ ‫معطيات العصر ومتطلبات المراحل القادمة‪،‬‬
‫بالمعلم المتميز‪ ،‬وأطراف العملية التعليمية األخرى‪ ،‬واهتم بالجامعات وبرامجها وخاصة التعليم‬
‫التقني والتطبيقي‪ ،‬وأنشئت في عهد جاللته الجامعات العديدة مثل جامعة الطفيلة التقنية‪ ،‬التي بدأ‬
‫التدريس فيها في العام الجامعي (‪ ،)2005-2006‬والجامعة األلمانية األردنية في المشقر‪/‬مأدبا‬
‫في عام ‪ ،2005‬وجامعة األمير الحسين بن عبد اهلل الثاني التقنية‪ ،‬التي استقبلت الطلبة في‬
‫عامها الجامعي ‪ ،2018-2017‬وطرح جاللته ورقة ملكية خاصة؛ لتطوير التعليم في األردن‬
‫حملت رؤى ثاقبة ومعاصرة؛ لمواكبة التطور المتسارع للتعليم‪.‬‬

‫احتل تطوير االقتصاد األردني وتنميته سلم أولويات جاللته‪ ،‬من خالل عنايته الواضحة‬
‫المتمثلة بكتب التكليف السامية‪ ،‬وتوجيهاته للحكومة لهذا الملف‪ ،‬وتطويره بتشجيع الحكومة على‬
‫إقرار تشريعات تتالءم والبيئة االستثمارية في األردن‪ ،‬وازالة العقبات والتحديات التي تحد من‬
‫االستثمار‪ ،‬وتحفيز بيئة األعمال واالستثمار والنهوض بالقطاعات االقتصادية‪.‬‬

‫ومما يدل على اهتمام جاللته باالستثمار‪ ،‬استحداث حقيبة و ازرية عام ‪ 2017‬تُعنى بشؤون‬
‫االستثمار‪ ،‬واسنادها إلى وزير الدولة لشؤون االستثمار‪ ،‬وحرص جاللته خالل زياراته الخارجية‬

‫‪27‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫على جذب المستثمرين لألردن‪ ،‬بشرح البيئة االستثمارية الجاذبة لهم حيث األمن واألمان‪ ،‬وتوجيه‬
‫طاقمه إلى وضع الخطط؛ للعمل على تحفيز االقتصاد ونموه‪.‬‬

‫وتنطلق رؤية جاللة الملك إلحداث هذه التنمية االقتصادية من خالل البناء على‬
‫اإلنجازات‪ ،‬والسعي نحو الفرص المتاحة‪ ،‬واطالق سلسلة من الخطط والبرامج‪ .‬ويرى جاللته أنه‬
‫ال بد لتحقيق تلك األهداف من بناء شراكة حقيقة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬والعمل على‬
‫إدخال مزيد من اإلصالحات االقتصادية لدمج االقتصاد األردني بصورة فاعلة باالقتصاد العربي‬
‫والعالمي‪ .‬وقد جرى توقيع االتفاقيات العديدة بهذا الخصوص‪ ،‬فضال عن مشاركة األردن في‬
‫المنتديات االقتصادية‪ ،‬وتعمل هيئة االستثمار بتوجيهات ملكية على الترويج للصادرات الوطنية‪،‬‬
‫واستقطاب استثمارات في قطاعات حيوية ونوعية؛ مثل مشاريع الطاقة المتجددة‪ ،‬وصناعة‬
‫تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬والقطاع السياحي‪ ،‬والنقل‪ ،‬ومشروعات إعادة اإلعمار بجوار المملكة‪.‬‬
‫ووفقا للتوجيهات الملكية السامية فقد تم إعداد رؤية األردن ‪2025‬؛ لترسم طريقا للمستقبل وتحدد‬
‫اإلطار العام للسياسات االقتصادية واالجتماعية القائمة على إتاحة الفرصة‪.‬‬

‫ويقود جاللة الملك سياسة خارجية تتمثل بالسعي إلى إحالل السالم واالستقرار في منطقة‬
‫الشرق األوسط‪ ،‬وانهاء الصراع الفلسطيني‪ -‬اإلسرائيلي‪ ،‬وذلك بسبل ووسائل متعددة في المحافل‬
‫الدولية‪ ،‬وأمام زعماء العالم وخاصة الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وبرز ذلك واضحا من نظرته إلى‬
‫القضية الفلسطينية ومسألة القدس الشريف واعتبارها على رأس أولوياته‪ ،‬فهي القضية المركزية‬
‫بالنسبة له‪ ،‬وهي مفتاح السالم واألمن واالستقرار في المنطقة‪ ،‬رابطا مستقبل المنطقة وأمنها وأمن‬
‫شعوبها بحل الدولتين‪ ،‬الذي يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على األرض الفلسطينية‬
‫وعاصمتها القدس الشريف‪ ،‬استنادا إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السالم العربية في بيروت عام‬
‫‪ ،2002‬بحيث يكون الحل عادال وشامال‪ .‬وتمثل حرصه على القضية الفلسطينية والقدس‬
‫الشريف من خالل توقيعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على اتفاقية الوصاية الهاشمية‬
‫على المقدسات عام ‪ ،2013‬التي جعلته مدافعا عن القدس وحاميا لها ولمقدساتها اإلسالمية‬
‫والمسيحية؛ بسبب اإلرث والدور التاريخي والديني الذي يتمتع به الهاشميون‪ ،‬وبرز ذلك بدعمه‬
‫للمصالحة بين القوى والفصائل الفلسطينية (فتح وحماس)‪ ،‬وتجلى تعلقه بالقدس وعالقته بها‬
‫برفضه قرار الرئيس األمريكي ترامب الصادر في كانون األول ‪ ،2017‬والقاضي بنقل السفارة‬
‫األمريكية إلى القدس‪ ،‬وتأكد ذلك الرفض وتلك الوصاية الهاشمية للملك عبد اهلل الثاني في‬
‫المؤتمر اإلسالمي في اسطنبول عاصمة تركيا نهاية عام ‪.2017‬‬

‫‪28‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫سعى ويسعى جاللته من خالل الطرق الدبلوماسية واتصاالته المتعددة إلى وقف‬
‫االنتهاكات اإلسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني‪ ،‬وحماية المقدسات اإلسالمية والمسيحية في‬
‫القدس‪ ،‬وقف بحزم ضد إغالق أبواب المسجد األقصى أمام المصلين‪ ،‬وتكللت جهوده بإنهاء هذه‬
‫الممارسات‪.‬‬

‫وكان لجاللته مواقف واضحة وصائبة من القضايا والملفات المختلفة التي تعاني منها‬
‫المنطقة العربية‪ ،‬والبيئة اإلقليمية والدولية‪ ،‬مع التركيز على المسائل العربية األكثر خطورة؛ إيمانا‬
‫منه بالمصير العربي المشترك‪ ،‬والوحدة العربية‪ ،‬والمحافظة على أسلوب الحوار‪ ،‬وعدم التدخل‬
‫في الشؤون الداخلية للغير‪ ،‬فقد كان موقفه من األزمة في سوريا ثابتا وواضحا بدعوته ألهمية‬
‫التوصل إلى حل سياسي لألزمة‪ ،‬دون اللجوء إلى الحل العسكري‪ ،‬وتأكيده أن ال سبيل إلى‬
‫إنهائها إال بالطرق السياسية‪ ،‬بحيث تضمن أمن سوريا وأمانها‪ ،‬وتحفظ وحدة أراضيها‪ ،‬وسالمة‬
‫شعبها‪ ،‬وتكاد تكون وجهة النظر هذه تنطبق على األزمات المختلفة سواء في اليمن‪ ،‬أم ليبيا‪ ،‬أم‬
‫العراق‪ ،‬ولكنه حذر م ار ار من الخطر اإليراني في المنطقة المتمثل بدعمه للمليشيات المسلحة‪،‬‬
‫وتنفيذ إيران لمشاريعها التوسعية‪ ،‬واحتالل أراض عربية كالجزر اإلماراتية‪ ،‬وتدخلها في شؤون‬
‫دول عربية بعينها‪.‬‬

‫وحرص جاللته منذ توليه الحكم على الحضور الفاعل والمؤثر في القمم العربية جميعها‪،‬‬
‫بدءا من قمة القاهرة عام ‪ ،2000‬التي جاءت بعد تصاعد أحداث العنف ضد الفلسطينيين من‬
‫لتبني العرب مبادرة‬
‫إسرائيل‪ ،‬مرو ار بقمة بيروت عام ‪ ،2002‬التي ُعدت من أهم القمم العربية ّ‬
‫عربية‪ ،‬وصوال لحل للقضية الفلسطينية‪ ،‬وما تالها من قمم كان آخرها في الظهران‪/‬السعودية التي‬
‫عقدت في ‪ 15‬نيسان ‪ ،2018‬التي أكد فيها جاللته على الحق التاريخي للعرب والفلسطينيين‬
‫المسلمين منهم والمسيحيين في القدس‪ ،‬وأكد على الوصاية الهاشمية على المقدسات اإلسالمية‬
‫والمسيحية في القدس‪ ،‬معتب ار إياها واجبا ومسؤولية تاريخية يحملها الهاشميون‪ ،‬وبرز دور جاللته‬
‫في قمة البحر الميت‪/‬األردن التي سبقتها‪ ،‬التي عقدت في ‪ 29‬آذار ‪ ،2017‬وناقشت معظم‬
‫الملفات التي تهم األمة العربية وكان في مقدمتها الملف الفلسطيني‪ ،‬واألزمة السورية‪ ،‬حيث كان‬
‫لجاللته موقف ثابت وواضح يصب في المصلحة القومية‪ ،‬وايجاد حل شامل وعادل للقضية‬
‫الفلسطينية‪.‬‬

‫وكان لجاللة الملك موقف ثابت من الفكر المتطرف واإلرهاب‪ ،‬تمثل في التصدي لهذا‬
‫الفكر وما ينتج وينجم عنه من تنظيمات إرهابية بأشكالها كافة ورفضه رفضا قاطعا‪ ،‬وبرزت‬
‫مواقفه في هذا المجال من خالل تعاونه مع العالم واإلقليم في حربه على اإلرهاب‪ ،‬ومشاركة‬

‫‪29‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫األردن العسكرية وانضمامه إلى التحالف الدولي للحرب على اإلرهاب "تنظيم داعش اإلرهابي"‬
‫عام ‪ ،2014‬بقيادة الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ومشاركة األردن في التحالف اإلسالمي العسكري‬
‫لمكافحة اإلرهاب عام ‪ 2015‬بقيادة المملكة العربية السعودية‪ .‬وقد أكد جاللته موقفه من هذا‬
‫ار بأن الحرب على اإلرهاب هي حربنا‪ ،‬كما هي حرب الدول العربية واإلسالمية‬
‫الملف م ار ار وتكر ا‬
‫جميعها ضد ما أسماهم بخوارج العصر‪ ،‬وأن األردن عانى كما عانى غيره من اإلرهاب متصديا‬
‫له وكان على الدوام مستهدفا‪ ،‬وقدم في سبيل ذلك الشهداء ابتداء من معاذ الكساسبة‪ ،‬إلى ـراشد‬
‫الزيود‪ ،‬إلى سائد المعايطة‪ ،‬إلى معاذ الدماني الحويطات‪ ،‬لكن ذلك لن يثنيه عن االستمرار في‬
‫مواقفه في بالتصدي له‪.‬‬

‫هذا وقد قامت سياسة جاللة الملك عبد اهلل الثاني على مجموعة من الركائز منها‪:‬‬

‫‪ -1‬ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلخالص المطلق لمبادئ الثورة العربية الكبرى‪ ،‬والموروث الهاشمي‪ ،‬واالستناد إليها‬
‫كركيزة في صياغة منهجه السياسي في الحكم‪ ،‬وااللتزام بمبادئ السياسة األردنية‬
‫القومية‪ ،‬التي رسختها القيادة منذ تأسيس الدولة عام ‪ ،1921‬التي ترتكز على تحقيق‬
‫التضامن والتكامل العربي المشترك‪.‬‬

‫التطرف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬تعميق أسس المشاركة الديموقراطية القائمة على التعددية‪ ،‬واالعتدال‪ ،‬وعدم‬
‫والتسامح‪ ،‬والحوار البناء‪ ،‬كأساس سليم للحكم‪.‬‬

‫‪ -4‬تنمية وتطوير االقتصاد األردني‪.‬‬

‫‪ -5‬تحديث الجهاز اإلداري للدولة‪ ،‬ومحاربة الفساد والمحسوبية‪ ،‬وتفعيل المحاسبة والمساءلة‬
‫اعتمادا على الورقة النقاشية السادسة‪.‬‬

‫‪ -6‬إقامة عالقات متوازنة مع المنظومة الغربية خصوصا الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬


‫واالتحاد األوروبي‪ ،‬والقوى الكبرى الفاعلة في النظام الدولي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مبادرات وطروحات جاللة الملك عبداهلل الثاني ومشاريعه النهضوية‪.‬‬

‫‪ .1‬األردن أوال‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫يعد هذا المشروع النهضوي الوطني الشامل في مقدمة المشاريع التي طرحها جاللة الملك‬
‫عبد اهلل الثاني‪ ،‬التي جاءت أفكاره األساسية في رسالة ملكية وجهها جاللته إلى الحكومة في‬
‫‪2002/10/30‬م؛ بهدف تحريك مكامن القوة عند الفرد والمجتمع األردني‪ ،‬والتأسيس لمرحلة‬
‫جديدة من التنمية السياسية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والتربوية‪ ،‬واإلدارية‪ ،‬بحيث‬
‫تهدف إلى تنمية طاقات الشباب األردني وحفزهم على اإلبداع النابع من االنتماء إلى وطنهم‪.‬‬

‫شمل هذا المفهوم معظم قطاعات الدولة وهي (الحكومة‪ ،‬والبرلمان‪ ,‬والشباب‪ ،‬والقضاء‪,‬‬
‫واألحزاب‪ ,‬والنقابات المهنية‪ ,‬والمنظمات األهلية‪ ,‬واإلعالم‪ ،‬والمدارس‪ ،‬والجامعات‪ ,‬والقطاع‬
‫الخاص)‪ ،‬فكان مشروعا شامال لكل األردنيين باختالف أصولهم‪ ،‬وتوجهاتهم‪ ،‬فلم يستثن أحدا‪،‬‬
‫بحيث يتدرج به األردنيون جميعا‪ ،‬بدءا من األسرة‪ ،‬والمدرسة‪ ،‬والجامعة‪ ،‬ومؤسسات المجتمع‬
‫األهلية والرسمية‪ ،‬فهو بمثابة عقد اجتماعي‪ ،‬يعبر عن أولويات أبناء األردن جميعهم‪ ،‬فكانت‬
‫دعوة إلى القطاعات والمؤسسات جميعها؛ لتحديد أولوياتها والعمل المطلوب منها في إطار‬
‫التعددية واحترام مبادئ الدستور وسيادة القانون‪.‬‬

‫وقد ارتكز مفهوم األردن أوال على مرتكزات عديدة منها‪ :‬ضرورة توافق األردنيين واألردنيات‬
‫جميعا على تغليب مصلحة األردن على غيرها من المصالح والحسابات‪ ،‬واعتبار الوحدة الوطنية‬
‫والتمسك بقيم الوالء واالنتماء‪ ،‬وااللتزام باألدوار‪ ،‬قاعدة أساسية في تعزيز مسيرة البناء والتنمية‪،‬‬
‫والعمل على تكريس مفهوم المواطنة باعتبارها المنطلق للتفكير والممارسة‪ ،‬والمعيار األساسي في‬
‫تقييم التمايز بين المواطنين األردنيين‪ ،‬واالهتمام باستثمار اإلنسان األردني من حيث تعليمه‪،‬‬
‫وتأهيله‪ ،‬وتدريبه‪ ،‬مع التركيز على التعليم‪.‬‬

‫‪ .2‬مبادرة كلنا األردن‪.‬‬

‫جاءت مبادرة ووثيقة كلنا األردن في تموز عام ‪ 2006‬برؤية ملكية ثاقبة في الطروحات‬
‫والطموحات لمختلف مناحي حياة الدولة األردنية وقضاياها وتحدياتها‪ ،‬فضال عن بعض األوضاع‬
‫الملحة آنذاك‪ ،‬فكانت وثيقة متكاملة شاملة‪ ،‬عكست رؤية الملك في تحديد مجموعة‬ ‫اإلقليمية ُ‬
‫الثوابت واألولويات الوطنية‪ ،‬وقد انعقد ملتقى؛ لترجمة أفكار هذه المبادرة‪ ،‬حدد المشاركون فيه‬
‫خمس عشرة أولوية وطنية تمحورت في الجوانب السياسية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬فضال عن‬
‫القضايا اإلقليمية‪ ،‬كان منها‪ :‬االنتماء والمواطنة‪ ،‬وسيادة الدولة‪ ،‬وحماية المصالح الوطنية‪،‬‬
‫واألمن الوطني‪ ،‬واستقاللية ونزاهة الجهاز القضائي‪ ،‬ومحاربة الفقر‪ ،‬ومحاربة اإلرهاب والتكفير‪،‬‬
‫وتطوير الحياة الحزبية‪ ،‬واالستقرار المالي والنقدي‪ ،‬وجذب االستثمار‪ ،‬وتطوير التعليم‪ ،‬وحقوق‬

‫‪31‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫اإلنسان‪ ،‬وترسيخ مبادئ الحكم الرشيد‪ ،‬والرعاية الصحية‪ ،‬واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة‪،‬‬
‫ووحدة وسيادة العراق‪.‬‬

‫ونظ ار إلدراك جاللة الملك عبد اهلل الثاني أهمية الشباب ودورهم في بناء الوطن‪،‬‬
‫والمشاركة في صنع الق ارر وبناء الحاضر والمستقبل‪ ،‬وتعزيز مفهوم االنتماء والوالء لديهم؛ فقد‬
‫دعا جاللته إلى تشكيل "هيئة شباب كلنا األردن" عام ‪2006‬؛ لتشجيع ودعم الشباب للمشاركة‬
‫في وضع الخطط والبرامج؛ لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية على األصعدة كافة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رسالة عمان ( أنموذج يمثل وسطية اإلسالم واعتداله وتسامحه)‪.‬‬

‫وسطية اإلسالم واعتداله‪ ،‬وعبرت عن رفضها المطلق ربط‬


‫ّ‬ ‫عبرت رسالة عمان ببساطة عن‬
‫ّ‬
‫اإلسالم بممارسات فئة قليلة شوهت اإلسالم واستغلت وسطيته؛ لتسير به نحو الغلو والتطرف‬
‫ورفض اآلخر‪.‬‬

‫وقد ولدت رسالة عمان في ليلة مباركة إذ كان جاللة الملك عبداهلل الثاني قد أحيا في‬
‫التاسع من تشرين الثاني ‪ 2004‬ليلة القدر المباركة في مسجد الهاشميين‪ ،‬واستمع جاللته إلى‬
‫رسالة عمان التي ألقاها مستشار جاللته للشؤون اإلسالمية قاضي القضاة آنذاك رئيس مجلس‬
‫اإلفتاء سماحة الشيخ عز الدين الخطيب التميمي‪ ،‬التي تأتي قبل إعالن األردن عزمه عقد‬
‫مؤتمر إسالمي في عمان ‪.2005‬‬

‫وأكدت هذه الرسالة أن المملكة األردنية الهاشمية تبنت نهجا يحرص على إبراز الصورة‬
‫الحقيقية لإلسالم‪ ،‬ووقف التجني عليه؛ بحكم المسؤولية الروحية والتاريخية الموروثة التي تحملها‬
‫قيادتها الهاشمية‪.‬‬

‫وقد صدرت رسالة عمان في رمضان ‪ 1425‬هجرية‪ -‬تشرين الثاني‪ 2004 ،‬ميالدية‪،‬‬
‫ونصت على ما يلي‪:‬‬

‫ارفُ َٰٓو ْۚا إِنَّ‬


‫وبا َو َق َبآَٰئِل َ لِ َت َع َ‬ ‫اس إ ِ َّنا َخلَ ۡق َٰ َن ُكم ِّمن َذ َك ٖر َوأُن َث َٰى َو َج َع ۡل َٰ َن ُكمۡ ُ‬
‫ش ُع ٗ‬ ‫ٱل َّن ُ‬ ‫"قال تعالى‪ََٰٓ َٰ " :‬يأ َ ُّي َها‬
‫ٱَّلل َعلِي ٌم َخبِير" صدق اهلل العظيم الحجرات‪.13 :‬‬ ‫َّ َ‬ ‫أَ ۡك َر َم ُكمۡ عِ ن َد َّ ِ‬
‫ٱَّلل أَ ۡت َق َٰى ُكمْۡۚ إِنَّ‬
‫عمان‪ ،‬عاصمة‬
‫هذا بيان للناس‪ ،‬إلخوتنا في ديار اإلسالم‪ ،‬وفي أرجاء العالم‪ ،‬تعتز ّ‬
‫هدى‬
‫الهاشمية‪ ،‬بأن يصدر منها في شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن ً‬
‫ّ‬ ‫األردنية‬
‫ّ‬ ‫المملكة‬
‫الصعب من مسيرتها‪،‬‬
‫األمة‪ ،‬في هذا المنعطف ّ‬
‫للناس وبينات من الهدى والفرقان‪ ،‬نصارح فيه ّ‬

‫‪32‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫تهدد هويتها وتفرق كلمتها وتعمل‬


‫تحديات ّ‬
‫تتعرض له من ّ‬‫بما يحيق بها من أخطار‪ ،‬مدركين ما ّ‬
‫تتعرض اليوم لهجمة‬
‫أن رسالة اإلسالم السمحة ّ‬‫على تشويه دينها والنيل من مقدساتها‪ ،‬ذلك ّ‬
‫يدعون‬
‫شرسة ممن يحاولون أن يصوروها عدوا لهم‪ ،‬بالتشويه واالفتراء‪ ،‬ومن بعض الذين ّ‬
‫الرسالة السمحة التي أوحى بها‬
‫االنتساب لإلسالم ويقومون بأفعال غير مسؤولة باسمه‪ .‬هذه ّ‬
‫الباري جلّت قدرته للنبي األمين محمد صلوات اهلل وسالمه عليه‪ ،‬وحملها خلفاؤه وآل بيته من‬
‫إنسانية ودينا يستوعب النشاط اإلنساني كله‪ ،‬ويصدع بالحق ويأمر بالمعروف‬
‫ّ‬ ‫أخوة‬
‫بعده عنوان ّ‬
‫ويكرم اإلنسان‪ ،‬ويقبل اآلخر ‪.‬‬
‫وينهى عن المنكر‪ّ ،‬‬
‫الهاشمية نهجا يحرص على إبراز الصورة الحقيقية المشرقة‬
‫ّ‬ ‫األردنية‬
‫ّ‬ ‫وقد تبنت المملكة‬
‫يخية الموروثة التي‬
‫الروحية والتار ّ‬
‫ّ‬ ‫المسؤولية‬
‫ّ‬ ‫لإلسالم ووقف التجني عليه ورد الهجمات عنه‪ ،‬بحكم‬
‫الرسالة‪،‬‬
‫عية موصولة بالمصطفى صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬صاحب ّ‬ ‫الهاشمية بشر ّ‬
‫ّ‬ ‫تحملها قيادتها‬
‫ويتمثّل هذا النهج في الجهود الحثيثة التي بذلها جاللة المغفور له بإذن اهلل تعالى الملك الحسين‬
‫طيب اهلل ثراه على مدى خمسة عقود‪ ،‬وواصلها‪ ،‬من بعده‪ ،‬بعزم وتصميم جاللة الملك‬ ‫بن طالل ّ‬
‫عبد اهلل الثاني بن الحسين‪ ،‬منذ أن تسلّم الراية‪ ،‬خدمة لإلسالم‪ ،‬وتعزي از لتضامن مليار ومائتي‬
‫مليون مسلم يش ّكلون ُخمس المجتمع البشري‪ ،‬ودرءا لتهميشهم أو عزلهم عن حركة المجتمع‬
‫اإلنسانية‪ ،‬والمشاركة في تقدمها في عصرنا‬
‫ّ‬ ‫اإلنساني‪ ،‬وتأكيدا لدورهم في بن ــاء الحضارة‬
‫الحاضر‪.‬‬

‫نبيه‪ ،‬واالرتباط الدائم‬


‫واإلسالم الذي يقوم على مبادئ أساسها‪ :‬توحيد اهلل واإليمان برسالة ّ‬
‫األمة بالحج‬
‫بالخالق بالصالة‪ ،‬وتربية النفس وتقويمها بصوم رمضان‪ ،‬والتكافل بالزكاة‪ ،‬ووحدة ّ‬
‫إلى بيت اهلل الحرام لمن استطاع إليه سبيال‪ ،‬وبقواعده الناظمة للسلوك اإلنساني بكل أبعاده‪،‬‬
‫قوية متماسكة‪ ،‬وحضارة عظيمة‪ ،‬وبشر بمبادئ وقيم سامية تحقّق خير‬
‫أمة ّ‬
‫صنع عبر التاريخ ّ‬
‫الناس متساوون في الحقوق والواجبات‪ ،‬والسالم‪،‬‬
‫أن ّ‬‫اإلنسانية قوامها وحدة الجنس البشري‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬
‫والعدل‪ ،‬وتحقيق األمن الشامل والتكافل االجتماعي‪ ،‬وحسن الجوار‪ ،‬والحفاظ على األموال‬
‫والممتلكات‪ ،‬والوفاء بالعهود‪ ،‬وغيرها وهي مبادئ تؤلف بمجموعها قواسم مشتركة بين أتباع‬
‫اإللهية واحد‪ ،‬والمسلم يؤمن بالرسل جميعهم‪ ،‬وال‬
‫ّ‬ ‫أن أصل الديانات‬
‫الديانات وفئات البشر؛ ذلك ّ‬
‫يفرق بين أحد منهم‪ ،‬وا ّن إنكار رسالة أي واحد منهم خروج عن اإلسالم‪ ،‬مما يؤسس إيجاد قاعدة‬
‫ّ‬
‫واسعة؛ لاللتقاء مع المؤمنين بالديانـ ــات األخرى علـ ــى صعد مشترك ـ ــة في خدمة المجتمع‬
‫بالتميز العقدي واالستقــالل الفكري‪ ،‬مستندين في هذا كله إلى قوله تعالى‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اإلنساني دون مساس‬

‫‪33‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫َٰٓ‬
‫ٱَّلل َو َم َٰلَئِ َكتِهِۦ َو ُك ُتبِهِۦ َو ُر ُ‬
‫سلِهِۦ ََل‬ ‫سول ُ ب َمآَٰ أُنزل َ إلَ ۡي ِه مِن َّر ِّبهِۦ َو ۡٱل ُم ۡؤ ِم ُن ْۚ‬
‫ونَ ُكل ٌّ َءا َمنَ ِب َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫" َءا َمنَ َّ‬
‫ٱلر ُ‬
‫ير " البقرة‪.285 :‬‬ ‫سم ِۡع َنا َوأَ َط ۡع َن ۖا ُغ ۡف َرا َن َك َر َّب َنا َوإِلَ ۡي َك ۡٱل َمصِ ُ‬ ‫ُن َف ِّر ُق َب ۡينَ أَ َحدٖ ِّمن ُّر ُ‬
‫سلِ ِهۦْۚ َو َقالُوا َ‬

‫وك ّـرم اإلسالم اإلنسان دون النظر إلى لونه أو جنسه أو دينه " َو َل َق ۡد َك َّر ۡم َنا َبن َِٰٓي َءادَ َم‬
‫ض ۡل َٰ َن ُهمۡ َعلَ َٰى َكث ِٖير ِّم َّم ۡن َخلَ ۡق َنا َت ۡفضِ ٗيل "‬ ‫َو َح َم ۡل َٰ َن ُهمۡ فِي ۡٱل َب ِّر َو ۡٱل َب ۡح ِر َو َر َز ۡق َٰ َن ُهم ِّمنَ َّ‬
‫ٱلط ِّي َٰ َب ِ‬
‫ت َو َف َّ‬
‫اإلسراء‪.”70:‬‬

‫يل َر ِّب َك بِ ۡٱلح ِۡك َم ِة‬ ‫الدعوة إلى اهلل يقوم على الرفق واللين " ۡٱد ُع إِلَ َٰى َ‬
‫س ِب ِ‬ ‫أن منهج ّ‬ ‫وأ ّك ّد ّ‬
‫س ِبيلِهِۦ َو ُه َو أَ ۡعلَ ُم‬
‫ضل َّ َعن َ‬ ‫س ْۚنُ إِنَّ َر َّب َك ه َُو أَ ۡعلَ ُم بِ َمن َ‬
‫س َن ۖ ِة َو َٰ َجد ِۡل ُهم ِبٱلَّتِي ه َِي أَ ۡح َ‬
‫َو ۡٱل َم ۡوعِ َظ ِة ۡٱل َح َ‬
‫ِب ۡٱل ُم ۡه َتدِينَ “ النحل‪ ،125 :‬ويرفض الغلظة والعنف في التوجيه والتعبير " َف ِب َما َر ۡح َمةٖ ِّمنَ َّ‬
‫ٱَّللِ‬
‫او ۡرهُمۡ فِي‬ ‫ش ِ‬‫ٱس َت ۡغف ِۡر َل ُهمۡ َو َ‬
‫ف َع ۡن ُهمۡ َو ۡ‬
‫ٱع ُ‬ ‫ضوا م ِۡن َح ۡولِ ۖ َك َف ۡ‬ ‫ب َلَن َف ُّ‬ ‫نت َف ًّظا َغل َ‬
‫ِيظ ۡٱل َق ۡل ِ‬ ‫ِنت لَ ُهمۡۖ َولَ ۡو ُك َ‬‫ل َ‬
‫ۡٱۡلَ ۡم ۖ ِر“ آل عمران‪.159:‬‬

‫الرحمة والخير للناس أجمعين‪ ،‬قال تعالى" َو َمآ‬


‫أن هدف رسالته هو تحقيق ّ‬ ‫وقد ّبين اإلسالم ّ‬
‫س ۡل َٰنَكَ إِ اال َر ۡح َم ٗة لِّ ۡل َٰ َعلَ ِمينَ " األنبياء‪ ،107 :‬وقال صلى اهلل عليه وسلم “الراحمون يرحمهم‬
‫أَ ۡر َ‬
‫الرحمن‪ ،‬ارحموا من في األرض يرحمكم من في السماء” (حديث صحيح)‪.‬‬

‫حث على التسامح والعفو‬ ‫وفي الوقت الذي دعا فيه اإلسالم إلى معاملة اآلخرين بالمثل‪ّ ،‬‬
‫َٰٓ‬
‫صلَ َح َفأ َ ۡج ُرهُۥ َعلَى َّ ِْۚ‬
‫ٱَّلل إِ َّن ُهۥ‬ ‫س ِّي َئة ِّم ۡثل ُ َه ۖا َف َم ۡن َع َفا َوأَ ۡ‬ ‫يعبران عن سمو النفس " َو َج َٰ َزؤُ ا َ‬
‫س ِّي َئةٖ َ‬ ‫اللذين ّ‬
‫ْۚ‬ ‫ِب َٰ َّ‬
‫سنُ َفإِ َذا‬ ‫ٱلس ِّي َئ ُة ۡٱد َف ۡع بِٱلَّتِي ه َِي أَ ۡح َ‬ ‫س َن ُة َو ََل َّ‬ ‫ٱلظلِمِينَ " الشورى‪َ " ،40:‬و ََل َت ۡس َت ِوي ۡٱل َح َ‬ ‫ََل ُيح ُّ‬
‫وقرر مبدأ العدال ــة ف ــي معاملة اآلخريـ ــن‬ ‫َٰ‬
‫فصلت‪ّ .34:‬‬ ‫ٱلَّذِي َب ۡي َن َك َو َب ۡي َن ُهۥ َع َد َوة َكأ َّن ُهۥ َول ٌِّي َحمِيم " ّ‬
‫َ‬

‫ٱع ِدلُوا‬ ‫وا ۡ‬ ‫ش َنَانُ َق ۡوم علَ َٰ َٰٓى أَ ََّل َت ۡع ِدلُ ْۚ‬
‫وصيانة حقوقهـ ــم‪ ،‬وعدم بخس النـ ــاس أشياءهم " َو ََل َي ۡج ِر َم َّن ُكمۡ َ‬
‫ٍ َ‬
‫ٱَّلل َي ۡأ ُم ُر ُكمۡ أَن ُت َؤدُّوا ۡٱۡلَ َٰ َم َٰ َن ِ‬ ‫ۡ ۖ‬
‫ت إِلَ َٰ َٰٓى أَ ۡهلِ َها َوإِ َذا َح َك ۡم ُتم َب ۡينَ‬ ‫ب لِل َّتق َو َٰى " المائدة‪ " ،8:‬إنَّ َّ َ‬ ‫ه َُو أَ ۡق َر ُ‬
‫اس أَ ۡش َيا ََٰٓءهُمۡ‬
‫سوا ٱل َّن َ‬ ‫ِيزانَ َو ََل َت ۡب َخ ُ‬ ‫اس أَن َت ۡح ُك ُموا ِب ۡٱل َع ۡد ِْۚل " النساء‪َ " ،58:‬فأ َ ۡوفُوا ۡٱل َك ۡيل َ َو ۡٱلم َ‬ ‫ٱل َّن ِ‬
‫ص َٰلَ ِح َه ْۚا " األعراف‪.85 :‬‬ ‫َو ََل ُت ۡفسِ دُوا فِي ۡٱۡلَ ۡر ِ‬
‫ض َب ۡع َد إِ ۡ‬

‫وحرم الغدر والخيانة‪،‬‬ ‫وأوجب اإلسالم احترام المواثيق والعهود وااللتزام بما نصت عليه‪ّ ،‬‬
‫ٱَّلل َع َل ۡي ُكمۡ َكف ًّ ْۚ‬
‫ِيل "‬ ‫ۡ‬ ‫ٱَّلل إ َذا َٰ َع َهد ُّتمۡ َو ََل َتنقُ ُ ۡ‬
‫ضوا ٱۡلَ ۡي َٰ َمنَ َب ۡع َد َت ۡوكِي ِدهَا َو َق ۡد َج َعل ُت ُم َّ َ‬ ‫" َوأَ ۡوفُوا ِب َع ۡه ِد َّ ِ ِ‬
‫النحل‪.91:‬‬

‫وأعطى للحياة منزلتها السامية فال قتال لغير المقاتلين‪ ،‬وال اعتداء على المدنيين المسالمين‬
‫ونساء؛ فاالعتداء‬
‫ً‬ ‫الدراسة وشيوخا‬
‫وممتلكاتهم‪ ،‬أطفاال في أحضان أمهاتهم وتالميذ على مقاعد ّ‬

‫‪34‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫حق الحياة في كل إنسان وهو من أكبر‬ ‫على حياة إنسان بالقتل أو اإليذاء أو التهديد اعتداء على ّ‬
‫ۡ‬ ‫ألن حياة اإلنسان هي أساس العمران البشري " َمن َق َتل َ َن ۡف َۢ َ‬
‫س أَ ۡو َف َ‬
‫سادٖ فِي‬ ‫سا بِ َغ ۡي ِر َنف ٍ‬ ‫اآلثام‪ّ ،‬‬
‫اس َجم ِٗيع ْۚا " المائدة‪.32:‬‬ ‫اس َجم ِٗيعا َو َم ۡن أَ ۡح َياهَا َف َكأ َ َّن َمآَٰ أَ ۡح َيا ٱل َّن َ‬ ‫ۡٱۡلَ ۡر ِ‬
‫ض َف َكأ َ َّن َما َق َتل َ ٱل َّن َ‬
‫والدين اإلسالمي الحنيف قام على التوازن واالعتدال والتوسط والتيسير " َو َك َٰ َذلِ َك َج َع ۡل َٰ َن ُكمۡ أ ُ َّم ٗة‬
‫ش ِه ٗيدا " البقرة‪ ،143:‬وقال صلى اهلل‬
‫سول ُ َعلَ ۡي ُكمۡ َ‬ ‫س ٗطا لِّ َت ُكو ُنوا ُ‬
‫ش َهدَ ا ََٰٓء َعلَى ٱل َّن ِ‬
‫اس َو َي ُكونَ ٱل َّر ُ‬ ‫َو َ‬
‫التدبر‬
‫أسس للعلم و ّ‬
‫يسروا وال تعسروا وبشروا وال تنفروا " (حديث صحيح)‪ ،‬وقد ّ‬
‫عليه وسلم " ّ‬
‫اإلسالمية الراسخة التي كانت حلقة مهمة انتقل بها‬
‫ّ‬ ‫والتفكير ما مكن من إيجاد تلك الحضارة‬
‫الغرب إلى أبواب العلم الحديث‪ ،‬والتي شارك في إنجازاتها غير المسلمين باعتبارها حضارة‬
‫التشدد‪ ،‬ذلك أنها‬
‫الغلو والتطّرف و ّ‬‫إنسانية شاملة‪ .‬وهذا الدين ما كان يوما إالّ حربا على نزعات ّ‬
‫ّ‬
‫حجب العقل عن تقدير سوء العواقب واالندفاع األعمى خارج الضوابط البشرّية دينا وفك ار وخلقا‪،‬‬
‫وهي ليست من طباع المسلم الحقيقي المتسامح المنشرح الصدر‪ ،‬واإلسالم يرفضها – مثلما‬
‫السماوية السمحة جميعها – باعتبارها حاالت ناشزة وضروبا من البغي‪ ،‬كما‬
‫ترفضها الديانات ّ‬
‫أمة بعينها وانما هي ظاهرة عرفتها ك ّل األمم واألجناس وأصحاب األديان‬
‫أنها ليست من خواص ّ‬
‫وتصدى لها أجدادنا عبر‬
‫ّ‬ ‫إذا تجمعت لهم أسبابها‪ ،‬ونحن نستنكرها وندينها اليوم كما استنكرها‬
‫التاريخ اإلسالمي دون هوادة‪ ،‬وهم الذين أ ّكدوا‪ ،‬مثلما نؤكد نحن‪ ،‬الفهم الراسخ الذي ال يتزعزع‬
‫الدنيا واآلخرة‪،‬‬
‫بأن اإلسالم دين أخالقي الغايات والوسائل‪ ،‬يسعى لخير الناس وسعادتهم في ّ‬
‫ّ‬
‫والدفاع عنه ال يكون إال بوسائل أخالقية‪ ،‬فالغاية ال تبرر الوسيلة في هذا الدين‪ .‬واألصل في‬
‫عالقـ ــة المسلمين بغيرهم هي الس ـ ــلم‪ ،‬فال قتال حيث ال عدوان وانما المودة والعدل واإلحسان‪ََّ " ،‬ل‬
‫ين َولَمۡ ُي ۡخ ِر ُجو ُكم ِّمن ِد َٰ َي ِر ُكمۡ أَن َت َب ُّروهُمۡ َو ُت ۡقسِ ُط َٰٓوا إِلَ ۡي ِهمْۡۚ‬ ‫َٰ‬ ‫َي ۡن َه َٰى ُك ُم َّ‬
‫ٱَّلل ُ َع ِن ٱلَّذِينَ لَمۡ ُي َقتِلُو ُكمۡ فِي ٱلدِّ ِ‬
‫ٱلظلِمِينَ " البقـرة‪.193:‬‬ ‫ِب ۡٱل ُم ۡقسِ طِ ينَ " الممتحنة‪َ " ،8:‬فإِ ِن ٱن َت َه ۡوا َف َل ُع ۡد َٰ َونَ إِ ََّل َع َلى َٰ َّ‬ ‫إِنَّ َّ َ‬
‫ٱَّلل ُيح ُّ‬

‫واننا نستنكر‪ ،‬دينيا وأخالقيا‪ ،‬المفهوم المعاصر لإلرهاب‪ ،‬والذي يراد به الممارسات الخاطئة‬
‫اإلنسانية بصورة باغية متجاوزة‬ ‫ّ‬ ‫التعدي على الحياة‬
‫ّ‬ ‫ّأيا كان مصدرها وشكلها‪ ،‬والمتمثلة في‬
‫ألحكام اهلل‪ ،‬تروع اآلمنين وتعتدي على المدنيين المسالمين‪ ،‬وتجهز على الجرحى وتقتل األسرى‪،‬‬
‫وتستخدم الوسائل غير األخالقية‪ ،‬من تهديم العمران واستباحة المدن‪َ " ،‬و ََل َت ۡق ُتلُوا ٱل َّن ۡف َ‬
‫س ٱلَّتِي‬
‫ۡ ْۚ‬
‫أن وسائل مقاومة الظلم‬ ‫َح َّر َم ٱَّللُ إِ ََّل ِبٱل َح ِّق " األنعام‪ ،151:‬ونشجب هذه الممارسات ونرى ّ‬
‫َّ‬
‫القوة لبناء‬
‫األمة لألخذ بأسباب المنعة و ّ‬
‫واقرار العدل تكون مشروعة بوسائل مشروعة‪ ،‬وندعو ّ‬
‫ب عبر التاريخ في تدمير بنى شامخة في‬ ‫تسب َ‬
‫التطرف ّ‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫الذات والمحافظة على الحقوق‪ ،‬ونعي ّ‬

‫‪35‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫أن شجرة الحضارة تذوي عندما يتمكن الحقد وتنغلق الصدور‪ .‬والتطرف بكل‬ ‫مدنيات كبرى‪ ،‬و ّ‬
‫أشكاله غريب عن اإلسالم الذي يقوم على االعتدال والتسامح‪ .‬وال يمكن إلنسان أنار اهلل قلبه أن‬
‫تصور اإلسالم على‬‫ّ‬ ‫متطرفا‪ .‬وفي الوقت نفسه نستهجن حملة التشويه العاتية التي‬ ‫ّ‬ ‫يكون مغاليا‬
‫جدية على‬‫ويؤسس لإلرهاب‪ ،‬وندعو المجتمع الدولي‪ ،‬إلى العمل بكل ّ‬ ‫ّ‬ ‫يشجع العنف‬
‫أنه دين ّ‬
‫الدولية الصادرة عن األمم المتحدة‪ ،‬والزام كافة‬
‫ّ‬ ‫تطبيق القانون الدولي واحترام المواثيق والق اررات‬
‫الحق إلى‬
‫ّ‬ ‫األطراف القبول بها ووضعها موضع التنفيذ‪ ،‬دون ازدواجية في المعايير‪ ،‬لضمان عودة‬
‫ألن ذلك من شأنه أن يكون له سهم وافر في القضاء على أسباب العنف‬ ‫أصحابه وانهاء الظلم؛ ّ‬
‫الغلو والتطرف‪.‬‬
‫و ّ‬
‫إن هدي هذا اإلسالم العظيم الذي نتشرف باالنتساب إليه يدعونا إلى االنخراط والمشاركة‬‫ّ‬
‫وتقدمه‪ ،‬متعاونين مع كل قوى الخير والتع ّقل‬
‫قيه ّ‬ ‫في المجتمع اإلنساني المعاصر واإلسهام في ر ّ‬
‫ومحبي العدل عند الشعوب كافةً؛ إب ار از أمينا لحقيقتنا وتعبي ار صادقا عن سالمة إيماننا وعقائدنا‬
‫ّ‬
‫المبنية على دعوة الحق سبحانه وتعالى للتآلف والتقوى‪ ،‬والى أن نعمل على تجديد مشروعنا‬
‫عملية محكمة يكون من أولوياتها تطوير‬
‫ّ‬ ‫الحضاري القائم على هدي الدين‪ ،‬وفق خطط علمية‬
‫اإلنسانية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مناهج إعداد الدعاة؛ بهدف التأكد من إدراكهم لروح اإلسالم ومنهجه في بناء الحياة‬
‫باإلضافة إلى إطالعهم على الثقافات المعاصرة؛ ليكون تعاملهم مع مجتمعاتهم عن وعي‬
‫ير ٍة أَ َن ۠ا َو َم ِن ٱ َّت َب َعن ِۖي " يوسف‪ ،108:‬واإلفادة‬ ‫وبصيرة‪ " ،‬قُ ۡل َٰ َه ِذهِۦ َ‬
‫س ِبيل َِٰٓي أَ ۡد ُع َٰٓوا إِلَى َّ ِْۚ‬
‫ٱَّلل َعلَ َٰى َبصِ َ‬
‫علمية سليمة دون ضعف‬ ‫ّ‬ ‫لرد الشبهات التي يثيرها أعداء اإلسالم بطريقة‬
‫من ثورة االتصاالت؛ ّ‬
‫أو انفعال وبأسلوب يجذب القارئ والمستمع والمشاهد‪ ،‬وترسيخ البناء التربوي للفرد المسلم القائم‬
‫ضد‬
‫الشخصية المتكاملة المحصنة ّ‬
‫ّ‬ ‫المؤسسة للثقة في الذات‪ ،‬والعاملة على تشكيل‬
‫ّ‬ ‫على الثوابت‬
‫المفاسد‪ ،‬واالهتمام بالبحث العلمي والتعامل مع العلوم المعاصرة على أساس نظرة اإلسالم‬
‫المتميزة للكون والحياة واإلنسان‪ ،‬واالستفادة من إنجازات العصر في مجاالت العلوم والتكنولوجيا‪،‬‬
‫وتبني المنهج اإلسالمي في تحقيق التنمية ال ّشاملة الذي يقوم على العناية المتوازنة بالجوانب‬
‫ّ‬
‫األساسية‪ ،‬وتأكيد حقّه في‬
‫ّ‬ ‫االجتماعية‪ ،‬واالهتمام بحقوق اإلنسان وحرّياته‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫الروحية و‬
‫ّ‬
‫األساسية‪ ،‬وادارة شؤون المجتمعات وفق مبادئ العدل‬
‫ّ‬ ‫الحياة والك ارمة واألمن‪ ،‬وضمان حاجاته‬
‫قدمه المجتمع اإلنساني من صيغ وآليات؛ لتطبيق الديموقراطية ‪.‬‬
‫والشورى‪ ،‬واالستفادة مما ّ‬
‫واألمل معقود على علماء أمتنا أن ينيروا بحقيقة اإلسالم وقيمه العظيمة عقول أجيالنا‬
‫وعدة مستقبلنا‪ ،‬بحيث تجنبهم مخاطر االنزالق في مسالك الجهل والفساد‬
‫الشابة‪ ،‬زينة حاضرنا ّ‬
‫ّ‬
‫التبعية‪ ،‬وتنير دروبهم بالسماحة واالعتدال والوسطية والخير‪ ،‬وتبعدهم عن مهاوي‬
‫واالنغالق و ّ‬
‫المدمرة للروح والجسد؛ كما نتطلع إلى نهوض علمائنا إلى اإلسهام في تفعيل‬
‫ّ‬ ‫التطرف والتشنج‬
‫ّ‬

‫‪36‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫الراشد‬
‫السلوك والخطاب ّ‬ ‫مسيرتنا وتحقيق أولوياتنا بأن يكونوا القدوة والمثل في الدين والخلق و ّ‬
‫لألمة دينها السمح الميسر وقانونه العملي الذي فيه نهضتها وسعادتها‪ ،‬ويبثون‬
‫المستنير‪ ،‬يقدمون ّ‬
‫المحبة‪ ،‬بدقّة العلم وبصيرة الحكمة ورشد‬
‫األمة وفي أرجاء العالم الخير والسالم و ّ‬‫بين أفراد ّ‬
‫السياسة في األمور كلها‪ ،‬يجمعون وال يفرقون‪ ،‬ويؤلفون القلوب وال ينفرونها‪ ،‬ويستشرفون آفاق‬
‫التلبية لمتطلبات القرن الحادي والعشرين والتصدي لتحدياته ‪.‬‬

‫الغلو‬
‫ّ‬ ‫التقدم‪ ،‬ويجنبها شرور‬ ‫اإلسالمية سبل النهضة والرفاه و ّ‬ ‫ّ‬ ‫واهلل نسأل أن يهيئ ألمتنا‬
‫عزتها‪ ،‬إنه نعم المولى ونعم النصير‪.‬‬ ‫والتطرف واالنغالق‪ ،‬ويحفظ حقوقها‪ ،‬ويديم مجدها‪ ،‬ويرسخ ّ‬
‫س ِبيلِ ِهۦْۚ َٰ َذلِ ُكمۡ‬ ‫قال تعالى‪َ " :‬وأَنَّ َٰ َه َذا صِ َٰ َرطِ ي ُم ۡس َتق ِٗيما َفٱ َّت ِب ُعو ۖ ُه َو ََل َت َّت ِب ُعوا ٱل ُّ‬
‫س ُبل َ َف َت َف َّر َق ِب ُكمۡ َعن َ‬
‫ص َٰى ُكم بِهِۦ لَ َعلَّ ُكمۡ َت َّتقُونَ " األنعام‪ .153 :‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫َو َّ‬

‫ثالثا‪ :‬الرعاية الهاشمية األردنية للمقدسات في القدس الشريف‪.‬‬

‫‪ )1‬اإلعمار الهاشمي األول (‪.)1922-1954‬‬

‫تمثلت هذه المرحلة بتبرع سخي من الشريف الحسين بن علي بمبلغ (‪ )24.000‬ألف‬
‫ليرة ذهبية عام ‪1924‬؛ إلعمار المسجد األقصى وترميمه نتيجة تعرضه للمخاطر؛ وكان‬
‫ذلك تلبية لنداء أهل القدس حينما ازره في مكة وفد مقدسي يمثل المجلس األعلى اإلسالمي‬
‫برئاسة الحاج أمين الحسيني رئيس المجلس‪ -‬الذي كانت مهمته الحفاظ على المقدسات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وجمع األموال؛ لترميم قبة الصخرة ‪ -‬إذ وصفوا للشريف صورة المسجد األقصى‬
‫وحاله‪ -‬وقد كان لهذا اإلعمار الذي استمر ست سنوات أثر كبير في إنقاذ المسجد األقصى‬
‫من الزلزال الذي ضرب القدس عام ‪ ،1927‬ونظ ار لالرتباط الوثيق بين الهاشميين والمقدسات‬
‫االسالمية في القدس ‪ -‬هذا االرتباط الذي بدأه سيدنا محمد عليه الصالة والسالم برحلة‬
‫االسراء والمعراج‪ -‬فقد كانت وصية الشريف الحسين قبل وفاته أن يدفن في ساحة المسجد‬
‫األقصى كرسالة ألحفاده من بعده تؤكد على االرتباط الوثيق ما بين الهاشميين والقدس‪,‬‬
‫وكان دفنه بعد وفاته في الرواق الغربي للحرم الشريف في حزيران عام ‪ ،1931‬وتابع جاللة‬
‫الملك عبد اهلل األول مسؤولية والده تجاه القدس فقد كان أول من أطلق الدعوة إلى ترميم‬
‫محراب زكريا‪ ،‬واعادة ترميم المباني المحيطة به التي تضررت؛ بسبب حرب عام ‪،1948‬‬
‫وأسهم شخصيا في إخماد حريق كاد أن يدمر كنيسة القيامة عام ‪1949‬م‪ ،‬فأمر بإعادة‬
‫ترميمها والعناية بها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ )2‬اإلعمار الهاشمي الثاني (‪.)1954-1964‬‬

‫بدأت هذه المرحلة من اإلعمار مع تولي جاللة الملك الحسين بن طالل سلطاته الدستورية‪،‬‬
‫فقد أمر في عام ‪ 1954‬بتشكيل مرسوم لجنة إعمار المسجد األقصى المبارك بقانون رقم (‪)32‬‬
‫لسنة ‪1954‬؛ لتأخذ هذه الرعاية للمقدسات صفة الثبات والدوام‪ ،‬ولتكون الرعاية الهاشمية‬
‫للمقدسات حقا ثابتا تاريخيا وقانونيا‪ ،‬وذلك من منطلق المسؤولية التاريخية للهاشميين تجاه‬
‫المقدسات‪ ،‬واشتمل اإلعمار خالل هذه المرحلة على إعمار مبنى المسجد األقصى المبارك‬
‫وترميم جدرانه‪ ،‬وترميم المعالم اإلسالمية في ساحة الحرم‪ ،‬الذي تمثل بإعادة كسوة قبة الصخرة‬
‫والمحاريب‪ ،‬تاله اإلعمار الشامل الذي تمثل بإعادة كسوة قبة الصخرة باأللمنيوم األصفر‪ ،‬وبهذا‬
‫اإلعمار عاد للقبة بهاؤها وجمالها‪ ،‬وأقيم احتفال برعاية الملك الحسين في ساحة المسجد األقصى‬
‫في عام ‪ 1964‬بعد االنتهاء من عملية اإلعمار هذه‪.‬‬

‫‪ )3‬اإلعمار الهاشمي الثالث‪.‬‬

‫على الرغم من االحتالل اإلسرائيلي لمدينة القدس عام ‪ ،1967‬فقد بقيت أجهزة األوقاف‬
‫اإلسالمية جميعها في الضفة الغربية بما فيها القدس الشريف مرتبطة بو ازرة األوقاف والشؤون‬
‫اإلسالمية األردنية‪ ،‬التي ظلت تمارس دورها في رعاية الحرم القدسي الشريف وترصد األموال‬
‫الالزمة ألعمال اإلعمار على نحو متواصل‪ ،‬تخلل اإلعمار في هذه المرحلة إعمار طارئ نتيجة‬
‫األضرار الكبيرة التي لحقت بالمسجد األقصى المبارك في إثر الحريق الذي أضرمه أحد اليهود‬
‫المتعصبين في المسجد األقصى في آب من عام ‪1969‬م‪ ،‬حتى أدى إشعال النار فيه إلى تدمير‬
‫معظم أجزاء المسجد ومنها منبر صالح الدين األيوبي‪ ،‬وأماكن أخرى كثيرة في المسجد كنوافذه‬
‫وسجاده‪ ،‬حتى امتدت آثاره التخريبية إلى ثلث المسجد‪.‬‬

‫بتحمل مسؤولياتها التاريخية‬


‫أصدر الملك الراحل الحسين بن طالل توجيهاته للجنة اإلعمار ّ‬
‫والقانونية؛ إلعادة الوضع إلى سابق عهده‪ ،‬ورصدت الحكومات المتعاقبة المخصصات الالزمة؛‬
‫إلزالة آثار هذا الحريق المشؤوم‪ ،‬واعادة البناء الحضاري إلى ما كان عليه من بهاء ورونق‪،‬‬
‫وتمكنت اللجنة بعد جهود مضنية عام ‪1987‬م من إزالة آثار الحريق‪ ،‬وبلغت تكاليف إزالة‬
‫الحريق (‪ )19‬مليون دينار أردني تكفلت بها األردن‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫وقد شمل اإلعمار الهاشمي خالل هذه المرحلة‪:‬‬

‫أ‪ -‬إعمار المسجد األقصى المبارك وتضمن (إزالة آثار الحريق الذي دمر ثلث المسجد‪ ،‬واعادة‬
‫بناء منبر صالح الدين على نحو قريب من المنبر األصلي‪ ،‬وترميم القبة الخشبية الداخلية‬
‫واألعمدة والزخارف وأجزاء من جدران المسجد األقصى ودعاماته‪ ،‬واعادة تركيب القبة‬
‫الخارجية‪ ،‬وتركيب جهاز إنذار ضد الحريق واطفاء للنار‪ ،‬وترميم جامع عمر بن الخطاب‬
‫الواقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من المسجد األقصى‪ ،‬ومحراب زكريا‪ ،‬وترميم النوافذ‬
‫والشبابيك‪ ،‬وفرش أرض المسجد بسجاد فاخر‪ ،‬فضال عن إعمار قبة الصخرة المشرفة‪.‬‬

‫ب‪ -‬ترميمات أخرى في ساحة الحرم القدسي الشريف وشملت (ترميم قبة السلسلة‪ ،‬وترميم‬
‫المتحف اإلسالمي‪ ،‬وترميم سوق القطانين‪ ،‬وترميم جامع المدرسة األغونية‪ ،‬وترميم سبيل‬
‫قايتباي‪ ،‬وترميم مكتبة المسجد األقصى‪ ،‬وترميم باب الرحمة التاريخي الذي يقع في البستان‬
‫الشرقي للحرم الشريف‪ ،‬وترميم ضريح الشريف حسين بن علي‪ ،‬وغيرها )‪.‬‬

‫وبعد االنتهاء من إعمار المسجد األقصى‪ ،‬وجد الملك الحسين رحمه اهلل أن لجنة اإلعمار‬
‫تعاني نقصا ماليا كبي ار ال سيما لتنفيذ التصفيح النحاسي المذهب لقبة الصخرة‪ ،‬لذا تبرع في‬
‫‪11‬شباط ‪ 1992‬بمبلغ (‪ )8.249000‬دوال ار لتمويل المشروع‪.‬‬

‫‪ )4‬اإلعمار الهاشمي الرابع (‪.)1994-1999‬‬

‫وجه جاللة الملك‬


‫ابتدأ هذا اإلعمار بالتركيز على إعادة منبر صالح الدين األيوبي‪ ،‬إذ ّ‬
‫الحسين رحمه اهلل رسالة إلى الدكتور عبد السالم المجالي رئيس الوزراء آنذاك في ‪ 28‬آب‬
‫‪1993‬؛ يأمر فيها أن تباشر لجنة اإلعمار بإعادة صنع منبر صالح الدين مهما كلف المشروع‬
‫من وقت وجهد ومال‪.‬‬

‫‪ )5‬اإلعمار الهاشمي الخامس في عهد جاللة الملك عبد اهلل الثاني (‪-1999‬اآلن)‪.‬‬

‫استمرت الرعاية الهاشمية للقدس ومقدساتها في عهد الملك عبد اهلل الثاني بن الحسين‪،‬‬
‫وأصبحت جزءا ال يتج أز من برامج عمل الحكومات في عهده‪ ،‬وكان هذا استم ار ار للنهج الهاشمي‬
‫في رعاية المقدسات‪ ،‬وقد تمثل اإلعمار الهاشمي في عهد جاللته بالمظاهر والمشروعات‬
‫العديدة التي أمر جاللته بتنفيذها خدمة للقدس ومقدساتها ومنها‪:‬‬

‫أ‪ .‬مشروع إعادة بناء منبر صالح الدين األيوبي للمسجد األقصى المبارك‪ ،‬وتم إنجازه في‬
‫جامعة البلقاء التطبيقية في كلية الفنون اإلسالمية‪ ،‬وتبرع في تموز عام ‪ 2006‬بتكاليف‬

‫‪39‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الثالث‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المنبر كافة‪ ،‬وتشرف جاللته باإلعالن عن انتهاء العمل في المنبر في ‪2007/1/23‬؛‬


‫تمهيدا لنقله إلى المسجد األقصى المبارك حتى يأخذ مكانه بدال من المنبر الذي أحرقه‬
‫اليهود عام ‪ ،1969‬وتم نقله إلى القدس في احتفال مهيب‪.‬‬

‫ب‪ .‬مشروع بناء مئذنة خامسة للمسجد األقصى المبارك‪ ،‬إذ أصدر أوامره بخصوصها في شهر‬
‫رمضان من عام ‪.2006‬‬

‫ج‪ .‬مشروع إنشاء الصندوق الهاشمي إلعمار المسجد األقصى وقبة الصخرة بموجب قانون‬
‫صدر عام ‪ ،2007‬وتجديد فرش مسجد قبة الصخرة المشرفة بتبرع من جاللته‪ ،‬وأعمال‬
‫صيانة متعددة لألماكن المقدسة‪ ،‬ومنها ترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة في القدس‪،‬‬
‫إذ تبرع جاللته عام ‪ 2016‬لترميمه على نفقته الخاصة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المحور الرابع‬

‫األردني‬
‫ّ‬ ‫السياسي‬
‫ّ‬ ‫النظام‬

‫إعداد الدكتور خالد شنيكات‬

‫ردني وتعديالته (‪ ،1952 ،1947 ،1928‬تعديالت عام ‪.)2011‬‬


‫أوال‪ :‬الدستور األ ّ‬

‫‪ .1‬عام ‪.1928‬‬

‫نشأ القانون األساسي بموجب المعاهدة األردنية البريطانية عام ‪ ،1928‬وتنازلت الحكومة‬
‫البريطانية عن السلطتين التشريعية والتنفيذية لألمير عبداهلل بن الحسين‪ ،‬وبناء على القانون‬
‫سياسي على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األساسي‪ ،‬تم توزيع هيكل ّية النظام ال‬

‫أ‪ .‬رئيس الدولة‪ :‬نص القانون األساسي وفق المادة (‪ )16‬على منح األمير عبد اهلل بـن‬
‫الحسـين وورثته من بعده السلطات التشريعية والتنفيذية وهـو رئـيس الدولـة ولـه صالحيات‬
‫متعددة ‪،‬منها‪ :‬يحق له عقد المعاهدات‪ ،‬يأمر بإجراء انتخابات المجلس التشريعي‪،‬‬
‫يصادق على القوانين ويراقب تنفيذها‪.‬‬

‫ب‪ .‬المجلس التنفيذي‪ :‬تتمثل صالحيات المجلس بإسـداء المشـورة لألمير‪ ،‬وقد حدد القانون‬
‫األساسي أعضاءه بخمسة أعضاء يعيـنهم األميـر بناء على توصية رئيس المجلس‪ ،‬ويعد‬
‫المجلس مسـؤوال عـن الشـؤون اإلدارية للبالد ويوافق األمير على ق ارراته حتى تصبح سارية‬
‫المفعول‪ ،‬ورئيس الوزراء هو رئيس المجلس التشريعي‪ ،‬والوزراء هم أعضاء في المجلس‬
‫التشريعي‪.‬‬

‫تشريعي‪ :‬أنيطت السلطة التشريعية باألمير والمجلـس التشريعي‪ ،‬ويتألف‬


‫ّ‬ ‫ج‪ .‬المجلس ال‬
‫المجلس من النواب المنتخبـين ومـن رئـيس المجلـس التنفيـذي وأعضائه‪ ،‬وكانت مهامه‬
‫وضع القوانين واألنظمة الخاصة به والنظـر فـي مشاريع القوانين المقدمة إليه من المجلس‬
‫التنفيـذي‪ ،‬والنظـر فـي قـانون الميزانية العام‪ ،‬ولم يكن للمجلس التشريعي دور في الرقابة‬
‫السياسية أو اإلدارية على أعمال السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫د‪ .‬حقوق الشعب والقضاء‪ :‬شدد القانون األساسي (الدستور) على مبدأ المساواة بين‬
‫المواطنين في الحقـوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة أو الطبقة‬
‫االجتماعية وأكد على حماية الحريات الشخصية وحقوق الملكية‪ ،‬ونص علـى أن اإلسالم‬
‫دين الدولة الرسمي واللغة العربية لغتها الرسمية‪ ،‬أما سلطة القضاء‪ :‬فهي مستقلة‬

‫والمحاكم جميعها مصونة من التدخل بشؤونها‪ ،‬وقضاة المحاكم المدنية والشرعية يتم‬
‫تعيينهم بإرادة أميرية سامية‪ ،‬وال يعزلون إال بمقتضى أحكام القانون الخاص بالسلطة‬
‫القضائية‪ ،‬أما بالنسبة لالئحة الحقوق فقد نصت على المساواة والحرية لكل األردنيين‪.‬‬

‫دستور مرنا؛ ألن إجراءات تعديله تتشابه واجراءات تعديل القوانين‪.‬‬


‫ا‬ ‫ويعد دستور ‪1928‬‬

‫‪ .2‬دستور عام ‪1947‬‬

‫بعد إعالن استقالل األردن في ‪/25‬آيار‪ ،1946/‬وتحول اإلمارة إلى مملكة‪ ،‬والمناداة‬
‫باألمير عبداهلل بن الحسين ملك على المملكة األردنية الهاشمية‪ ،‬جرى استبدال القانون األساسي‬
‫بـ ـ ـ " الدستور" األردني‪ ،‬الذي تمت المصادقة عليه من المجلس التشريعي في ‪1947/11/28‬م‪،‬‬
‫وتميز دستور عام ‪ 1947‬بالخصائص المهمة اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ .‬نص على مبدأ السيادة الداخلية والخارجية بالقول "إن المملكة األردنية الهاشمية دولة مستقلة‬
‫ذات سيادة ‪،‬دينها اإلسالم وهي حرة مستقلة ملكها ال يتج أز وال ينزل عن شيء منه"‪.‬‬

‫ب‪ .‬أخذ بعدم التطرق إلى عالقة األردن باألمة العربية‪.‬‬

‫ج‪ .‬أخذ بنظام الحكم الملكي الوراثي النيابي‪.‬‬

‫د‪ .‬أناط السلطة التنفيذية بالملك وهو رئيس الدولة‪ ،‬الذي يصادق على القوانين ويصدرها‬
‫ويراقب تنفيذها‪ ،‬وهو القائد األعلى للقوات المسلحة‪ ،‬الذي يعلن الحرب ويبرم المعاهدات‬
‫بعد موافقة مجلس الوزراء‪ ،‬ويعين رئيس الوزراء والوزراء‪ ،‬ومجلس الوزراء مسؤول أمام‬
‫الملك مسؤولية تضامنية عن أمور السياسة العامة في الدولة‪.‬‬

‫هـ‪ .‬أخذ بمبدأ الرقابة السياسية على أعمال السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫و‪ .‬جعل السلطة التشريعية تتكون من مجلسين‪ ،‬ألول مرة هما‪ :‬مجلس النواب ومدته أربع‬
‫سنوات‪ ،‬ومجلس األعيان ومدته ثماني سنوات‪.‬‬

‫ز‪ .‬أخذ بمبدأ الفصل المرن بين السلطات؛ بمعنى أال يتولى النواب مناصب حكومية‪.‬‬

‫ح‪ .‬أخذ بمبدأ سيادة القانون ونص على "األردنيون أمام القانون سواء"‪ ،‬ومبدأ الحريات العامة‪،‬‬
‫وتأسيس الجمعيات‪ ،‬وحرية االجتماع‪ ،‬والتعبير عن الرأي‪ ،‬وحفظ حقوق األقليات الدينية‬
‫والعرقية‪.‬‬

‫ط‪ .‬أناط السلطة التشريعية بمجلس األمة والملك‪ ،‬واقتصر حق اقتراح القوانين على رئيس‬
‫الوزراء‪ ،‬واشترط أن اليتجاوز عدد أعضاء مجلس األعيان نصف عدد أعضاء مجلس‬
‫النواب‪.‬‬

‫ي‪ .‬السلطة القضائية‪ :‬المحاكم مفتوحة للجميع ويمنع التدخل بق ارراتها‪.‬‬

‫ويعد دستور عام ‪1947‬جامدا؛ ألن هناك إجراءات خاصة لتعديل قواعده الدستورية‪.‬‬

‫‪ .3‬دستور عام ‪.1952‬‬

‫شهدت األردن بعد صدور دستور عام ‪ 1947‬تطورات سياسية كثيرة اقتضت إجراء بعض‬
‫التعديالت على هذا الدستور‪ ،‬وعليه‪ ،‬تم إقرار دستور جديد في ‪ /8‬كانون الثاني‪ ،1952/‬وقد‬
‫جاء هذا الدستور الجديد ليكون دستو ار شوريا ديموقراطيا ومن طليعة الدساتير المتقدمة في العالم‬
‫الديموقراطي‪.‬‬

‫سياسي وفقا لدستور ‪:1952‬‬


‫ّ‬ ‫سمات النظام ال‬

‫أ‪ .‬األخذ بنظام الحكم النيابي الملكي الوراثي ‪ ،‬إذ نصت المادة (‪ )24‬من الدستور على‪" :‬إن‬
‫األمة مصدر السلطات" وفي هذا النص تأكيد على مبدأ سيادة الشعب‪ ،‬الذي ينجم عنه‬
‫األخذ بالنظام الديموقراطي‪.‬‬

‫ب‪ .‬تأكيد الهوية القومية العربية للشعب األردني‪ ،‬فهو جزء من األمة العربية‪.‬‬

‫ج‪ .‬أوامر الملك الشفوية أو الخطية ال تخلي الوزراء من مسؤولياتهم‪.‬‬

‫د‪ .‬األخذ بنظام المجلسين (األعيان والنواب) شريطة أن ال يتجاوز عدد أعضاء مجلس‬
‫األعيان نصف عدد أعضاء مجلس النواب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫هـ‪ .‬القضاة مستقلون ال سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون‪.‬‬

‫و‪ .‬تنظيم الحقوق وااللتزام بالحريات العامة والشخصية ( المواد (‪ )5-23‬من الدستور)‬

‫ز‪ .‬حق الملك ‪ -‬بناء على قرار من مجلس الوزراء‪ -‬إعالن األحكام العرفية بإرادة ملكية في‬
‫أنحاء المملكة جميعها أو أي جزء منها‪.‬‬

‫ح‪ .‬وجود رئيس دولة‪ ،‬ومجلس نواب منتخب‪ ،‬ويجوز للملك حل البرلمان للمرة األولى‪ ،‬أما المرة‬
‫الثانية فال يجوز له ذلك لألسباب ذاتها‪.‬‬

‫ط‪ .‬السلطة التشريعية مناطة بمجلس األمة والملك‪.‬‬

‫ي‪ .‬السلطة التنفيذية مناطة بالملك‪ ،‬ويتوالها عبر مجلس الوزراء‪ ،‬الذي يمارسها عبر إرادة ملكية‬
‫سامية ومنفردا في حاالت محددة‪.‬‬

‫ك‪ .‬األخذ بالفصل المرن بين السلطات؛ فقد أوجد الدستور تعاونا تمثل في حق السلطة‬
‫التشريعية في القيام بأعمال الرقابة؛ ألن الو ازرة مسؤولة أمام السلطة التشريعية‪ ،‬كذلك حق‬
‫الثقة‪ ،‬وسحبها لمجلس النواب في الو ازرة‪ ،‬أما السلطة التنفيذية فهي تشارك في عملية اقتراح‬
‫القوانين‪ ،‬وتصديقها واصدارها‪ ،‬وحق عمل القوانين المؤقتة في حالة عدم انعقاد مجلس األمة‪.‬‬

‫ل‪ .‬الدستور جامد؛ ألن تعديله يحتاج إلى إجراءات خاصة تختلف طريقة تعديلها مع طريقة‬
‫تعديل القوانين العادية‪ ،‬وتتمثل اإلجراءات باآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬الحصول على أكثرية الثلثين من أعضاء المجلسين‪ ،‬ويكون بالمناداة على األعضاء‬
‫بصوت عال‪.‬‬

‫‪ -‬لزوم تصديق الملك على التعديل‪ ،‬واال يعد الغيا‪.‬‬

‫‪ .4‬التعديالت الدستورّية عام ‪.2011‬‬

‫تضمنت التعديالت الدستورية لعام ‪ 2011‬أآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التأكيد على استقاللية السلطة القضائية‪.‬‬

‫ب‪ -‬يشترط فيمن يتولى الو ازرة وما في حكمها عدم ازدواجية الجنسية‪.1‬‬

‫‪ .1‬تم إلغاء ذلك الحقا بتعديالت جديدة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ج‪ -‬عند استقالة أو وفاة أو إقالة رئيس الوزراء يعتبر جميع الوزراء مستقيلين‪.2‬‬

‫د‪ -‬تسهيل محاكمة الوزراء وبما يسمح بخضوعهم للقانون وعلى وجه التحديد أمام المحاكم‬
‫النظامية‪ ،‬وتفعيل رقابة السلطة التشريعية على أدائهم‪.3‬‬

‫هـ‪ -‬إنشاء المحكمة الدستورية‪ ،‬وتحديد ماهيتها ونظامها واختصاصاتها وآلية التقاضي فيها‪.‬‬

‫• ماه ّية المحكمة الدستورّية ونظامها‪ :‬تعد المحكمة الدستورية هيئة قضائية مستقلة‬
‫تنشأ بقانون‪ ،‬ومقرها عمان‪ ،‬وتتكون من تسعة أعضاء يعينهم الملك من بينهم رئيس‬
‫المحكمة‪ ،‬ومدة العضوية ست سنوات غير قابلة للتجديد‪.‬‬

‫" تنشأ بقانون محكمة دستورية يكون مقرها في العاصمة‪ ،‬وتعتبر هيئة قضائية‬
‫مستقلة قائمة بذاتها‪ ،‬وتؤلف من تسعة أعضاء على األقل من بينهم الرئيس يعينهم‬
‫الملك"‪ " ،4‬تكون مدة العضوية في المحكمة الدستورية ست سنوات غير قابلة‬
‫للتجديد"‪.5‬‬

‫• صالحيات المحكمة الدستورّية‪ :‬وفقا لنص المادة (‪ ،)59‬تكون صالحيات المحكمة‬


‫اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬تختص المحكمة الدستورية بالرقابة على دستورية القوانين واألنظمة النافذة‪،‬‬


‫وتصدر أحكامها باسم الملك‪ ،‬وتكون أحكامها نهائية وملزمة لجميع السلطات‬
‫وللكافة‪ ،‬وتنشر أحكام المحكمة الدستورية في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫‪ -‬للمحكمة حق تفسير نصوص الدستور؛ إذا طلب إليها ذلك بقرار يتخذه أحد‬
‫مجلسي األمة باألغلبية‪ ،‬ويكون قرارها نافذ المفعول بعد نشره في الجريدة‬
‫الرسمية‪.‬‬

‫‪ .4‬راجع المادة المعدلة للدستور رقم ‪55‬‬


‫‪ .5‬راجع المواد المعدلة للدستور ‪.57 ،56 ،55‬‬
‫‪ . 4‬المادة (‪ )58‬الفقرة (‪.)1‬‬
‫‪ . 5‬المادة (‪ )58‬الفقرة (‪.)2‬‬

‫‪5‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫• حق التقاضي أمام المحكمة الدستورّية‪ :‬وفقا لنص المادة (‪)60‬؛ للجهات التالية‬
‫حق الطعن مباشرة لدى المحكمة في دستورية القوانين واألنظمة النافذة وهي‪ :‬مجلس‬
‫األعيان‪ ،‬ومجلس النواب‪ ،‬ومجلس الوزراء‪.‬‬

‫و‪ -‬إنشاء الهيئة المستقلة لالنتخابات‪ :‬تنشأ بقانون هيئة مستقلة تشرف على العملية االنتخابية‬
‫وتديرها في كل مراحلها‪ ،‬كما تشرف على أية انتخابات أخرى يقررها مجلس الوزراء‪.6‬‬

‫ز‪ -‬نقل صالحيات الطعن في صحة النواب من مجلس النواب إلى محكمة االستئناف‪ ،‬في خالل‬
‫‪ 15‬يوما من تاريخ نشر النتائج في الجريدة الرسمية‪ ،‬وتصدر أحكامها خالل ‪ 30‬يوما من‬
‫تاريخ تسجيل الطعن لديها‪ ،‬ويعلن مجلس النواب بطالن نيابة النائب واسم النائب الفائز اعتبا ار‬
‫من تاريخ صدور الحكم‪ ،‬كذلك إذا تبين للمحكمة أن إجراءات عملية االنتخاب في دائرة النائب‬
‫المطعون بصحة انتخابه ال تتفق والقانون فإنه يحق للمحكمة إعالن بطالن االنتخاب في‬
‫الدائرة‪.7‬‬

‫ح‪ -‬الحكومة التي يحل مجلس النواب في عهدها تستقيل خالل أسبوع من تاريخ الحل‪ ،‬وال يجوز‬
‫تكليف رئيسها بتشكيل الحكومة التي تليها‪.8‬‬

‫ط‪ -‬تمديد مدة الدورة العادية لمجلس األمة من أربعة أشهر إلى ستة أشهر‪ ،‬إال إذا تم حل المجلس‪،‬‬
‫ويجوز للمك أن يمدد الدورة لمدة ال تزيد عن ثالثة أشهر أخرى‪.9‬‬

‫ي‪ -‬ال تعتبر جلسة أي من المجلسين قانونية إال إذا حضرتها األغلبية المطلقة ألعضاء المجلس‪،‬‬
‫وتستمر الجلسة قانونية ما دامت هذه األغلبية حاضرة فيها‪.10‬‬

‫ك‪ -‬تحديد حاالت إصدار القوانين المؤقتة من مجلس الوزراء بموافقة الملك؛ إذا كان مجلس‬
‫النواب منحال حسب المادة (‪ )94‬الفقرة األولى بما يلي‪ :‬الكوارث العامة‪ ،‬وحالة الحرب‬
‫والطوارئ‪ ،‬والحاجة إلى نفقات ضرورية ومستعجلة ال تحتمل التأجيل‪.‬‬

‫‪ 6‬المادة المعدلة (‪ )67‬الفقرة (‪.)2‬‬


‫‪ 7‬المادة المعدلة (‪.)71‬‬
‫‪ 8‬المادة (‪ )74‬الفقرة (‪.)2‬‬
‫‪ 9‬المادة المعدلة (‪ )78‬الفقرة (‪.)3‬‬
‫‪ 10‬المادة (‪ )84‬الفقرة (‪.)1‬‬

‫‪6‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ل‪ -‬إنشاء مجلس قضائي بقانون يتولى جميع الشؤون المتعلقة بالقضاة النظاميين‪.11‬‬

‫م‪ -‬إنشاء قضاء إداري يتكون من درجتين بدال من محكمة العدل العليا‪.12‬‬

‫سياسي وتوزيع السلطة وفقا لدستور ‪.1952‬‬


‫ّ‬ ‫ثانيا‪ :‬هيكل ّية النظام ال‬

‫* السلطات العامة الثالث للدولة (التنفيذية‪ ،‬والتشريعية‪ ،‬والقضائية)‪.‬‬

‫‪ .1‬السلطة التنفيذ ّية‪.‬‬

‫أ‪ .‬الملك‪ :‬هو رأس السلطة التنفيذية ويتوالها عبر مجلس الوزراء‪ ،‬ويمارس صالحياته عبر‬
‫إرادة ملكية سامية‪ ،‬ومنفردا في حاالت محددة‪ ،‬وهو مصون من التبعيات والمسؤوليات‬
‫كلها وهو رمز الدولة ووحدتها وهويتها الوطنية‪ ،‬وتناولها الدستور من حيث‪:‬‬

‫‪ )1‬طريقة اختيار الملك‪ ،‬وتنظيم مؤسسة العرش‪ :‬نظم الدستور األردني مؤسسة‬
‫أمر إال ووضع له حلوال قانونية ودستورية‪ ،‬ال سيما‬
‫العرش تنظيما دقيقا‪ ،‬ولم يدع ا‬
‫الفصل الرابع منه؛ الذي يتحدث عن السلطة التنفيذية‪ ،‬وعن الملك وحقوقه‪ ،‬إذ نجد‬
‫أن المادة (‪ )28‬تنص على أن‪" :‬عرش المملكة األردنية الهاشمية وراثي في أسرة‬
‫الملك عبداهلل بن الحسين‪ ،‬وتكون وراثة العرش في الذكور من أوالد الظهور‪"...‬‬

‫• يشترط فيمن يتولى العرش (الملك)‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون مسلما‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون عاقال‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يكون مولودا من زوجة شرعية‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يكون مولودا من أبوين مسلمين‪.‬‬

‫‪ -5‬أال يكون قد أستثني بإرادة ملكية تمنعه من استالم العرش ‪.‬‬

‫‪ 11‬المادة (‪.)98‬‬
‫‪ 12‬المادة (‪.)100‬‬

‫‪7‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ -6‬أن يكون قد بلغ سن الرشد‪ ,‬وأتم ثماني عشرة سنة قمرية من عمره‪.‬‬

‫‪ -7‬أن يؤدي القسم إثر تبوئه العرش أمام مجلس األمة للمحافظة على‬
‫الدستور‪ ,‬واإلخالص ألمته‪.‬‬

‫‪ )2‬صالحيات الملك‪:‬‬

‫أ‪ -‬المصادقة على القوانين واصدارها‪ ،‬نص المادة ‪ 31‬من الدستور "الملك يصدق‬
‫على القوانين ويصدرها ويأمر بوضع األنظمة الالزمة لتنفيذها بشرط أن ال‬
‫تتضمن ما يخالف أحكامها"‪.‬‬

‫ب‪ -‬هو القائد األعلى للقوات المسلحة‪.‬‬

‫ج‪ -‬إعالن الحرب وابرام االتفاقيات وعقد الصلح بشرط أن ال تترتب التزامات مالية‬
‫على الدولة وأن ال تمس حقوق األردنيين‪ ،‬وأن ال تخالف بنودها العلنية بنودها‬
‫السرية‪.‬‬

‫د‪ -‬دعوة مجلس األمة إلى االجتماع وافتتاح المجلس وتأجيله وفق أحكام الدستور‪،‬‬
‫وحله‪.‬‬

‫هـ‪ -‬إصدار األوامر بإجراء االنتخابات لمجلس النواب وفقا ألحكام القانون‪.‬‬

‫ز‪ -‬تعيين رئيس الوزراء والوزراء واقالتهم وقبول استقالتهم بناء على تنسيب رئيس‬
‫الوزراء‪.‬‬

‫ح‪ -‬تعيين أعضاء مجلس األعيان‪ ،‬وحل المجلس‪ ،‬وتعيين رئيس مجلس األعيان‬
‫من بينهم لمدة سنتين قابلة للتجديد وقبول استقالته‪.‬‬

‫ط‪ -‬إنشاء ومنح واسترداد الرتب المدنية والعسكرية واألوسمة وألقاب الشرف‬
‫األخرى‪.‬‬

‫ي‪ -‬حق العفو الخاص وتخفيض العقوبة‪ ،‬أما العفو العام فيقرر بقانون عام‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ك‪ -‬المصادقة على أحكام اإلعدام‪.‬‬

‫ل‪ -‬حق رئاسة األسرة المالكة‪.‬‬

‫م‪ -‬حق تعيين رجال الحاشية والقصر‪.‬‬

‫ب‪ .‬الحكومة‪ :‬مجلس الوزراء‬

‫مجلس الوزراء‪ :‬يؤلف من رئيس الوزراء وعدد من الوزراء حسب الحاجة ومقتضيات‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬وتعد الحكومة صاحبة الوالية العامة على شؤون الدولة كافة‪ ،‬تقوم بتنفيذ‬
‫القوانين واألنظمة وأعمال اإلدارة كافة في المؤسسات العامة‪ ،‬وتتمثل صالحيات الحكومة‬
‫باآلتي‪:‬‬

‫‪ )1‬القيام بأعمال اإلدارة العليا في الدولة والمؤسسات العامة كافة‪ ،‬واإلشراف والرقابة‬
‫على أعمال الدولة جميعها‪.‬‬

‫‪ )2‬تنفيذ السياسة العامة للدولة على الصعيدين الخارجي والداخلي‪.‬‬

‫‪ )3‬اقتراح مشروعات القوانين‪ ،‬ورفعها إلى مجلس األمة‪ ،‬واصدار األنظمة والتعليمات‪.‬‬

‫‪ )4‬إعداد الموازنة العامة للدولة سنويا‪.‬‬

‫‪ )5‬تحمل المسؤولية المشتركة (التضامنية) عن السياسة العامة للدولة أمام مجلس‬


‫النواب‪.‬‬

‫‪ )6‬وضع قوانين مؤقتة بموافقة الملك أثناء غياب مجلس األمة‪.‬‬

‫‪ )7‬إسداء المشورة والنصح للملك وتحمل المسؤولية عنه أمام مجلس النواب‪.‬‬

‫‪ )8‬تعيين وعزل الموظفين واحالتهم على التقاعد وفقا ألحكام القوانين واألنظمة المعمول‬
‫بها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫تشريعية‬
‫ّ‬ ‫‪ .2‬السلطة ال‬

‫أناط الدستور األرني السلطة التشريعية بالملك وبمجلس األمة الذي يضم مجلسي األعيان‬
‫والنواب‪.‬‬

‫أوالً‪:‬‬

‫أ‪ .‬مجلس النواب‪ :‬ويتألف من أعضاء منتخبين وفقا لقانون االنتخابات النيابية لكل أربع‬
‫سنوات؛ عن طريق انتخابات عامة يشارك فيها المواطنون جميعا ممن يبلغون السن‬
‫القانونية‪ .‬وقد نصت المادة (‪ )75‬من الدستور في فصله السادس ‪ /‬القسم الثالث (أحكام‬
‫شاملة للمجلسين) أنه ال يكون عضوا في مجلسي األعيان والنواب‪:‬‬

‫‪ )1‬من لم يكن أردنيا‪.‬‬

‫‪ )2‬من يحمل جنسية دولة أخرى‪.‬‬

‫‪ )3‬من كان محكوما عليه باإلفالس ولم يستعد اعتباره قانونيا‪.‬‬

‫‪ )4‬من كان محجو ار عليه ولم يرفع الحجر عنه‪.‬‬

‫‪ )5‬من كان محكوما عليه بالسجن لمدة تزيد على سنة واحدة بجريمة غير سياسية‪،‬‬
‫ولم يعف عنه‪.‬‬

‫‪ )6‬من كان مجنونا أو معتوها‪.‬‬

‫‪ )7‬من كان من أقارب الملك في الدرجة التي يتعين بقانون خاص‪.‬‬

‫وقد حددت المادة (‪ )70‬من الدستور شرطا لعضو مجلس النواب زيادة على الشروط‬
‫المذكورة آنفا المعينة في المادة (‪ )65‬من الدستور وهو‪ :‬أن يكون أتم الثالثين سنة شمسية‬
‫من عمره‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫وتبلغ مدة المجلس حسب الدستور أربع سنوات شمسية تبدأ من تاريخ إعالن نتائج‬
‫االنتخابات العامة في الجريدة الرسمية‪ ،‬وللملك حق تمديد المجلس لفترة ال تزيد على سنتين‬
‫وال تقل عن سنة‪ ،‬أما رئاسة مجلس النواب فتتم من خالل انتخاب األعضاء لرئيس من بينهم‬
‫في بدء الدورات العادية كلها لمدة سنة‪ ،‬ويرتبط عدد النواب بالسكان‪ ،‬وبالمجمل فإن عدد‬
‫أعضاء مجلس النواب اتسم بالزيادة على النحو اآلتي‪-110-80- 60- 50- 40-20 :‬‬
‫ليصل حاليا إلى‪ 130‬عضوا‪.‬‬

‫ب‪ .‬مجلس األعيان ‪ :‬ويتكون من مجموعة من األعضاء يتم تعيينهم من الملك وفقا لنص‬
‫المادة (‪ )36‬من الدستور األردني بشرط أن ال يتجاوز عددهم نصف عدد أعضاء مجلس‬
‫النواب‪.‬‬

‫ويشرح نص المادة (‪ )65‬ماهية مجلس األعيان‪ ،‬وفي حالة اجتماع المجلسين معا‬
‫في جلسة مشتركة يتولى الرئاسة رئيس مجلس األعيان وهذه ميزة لمجلس األعيان‪.‬‬

‫ويشترط الدستور شروطا للعضوية في مجلس األعيان‪ -‬زيادة على الشروط الواردة‬
‫في المادة (‪ )75‬من الدستور‪ -‬وهي‪:‬‬

‫‪ )1‬أن يكون قد أتم األربعين سنة شمسية من عمره‪.‬‬

‫‪ )2‬أن يكون من إحدى الطبقات اآلتية‪ :‬رؤساء الوزراء والوزراء السابقون والحاليون‪،‬‬
‫ورؤساء مجلس النواب‪ ،‬والسفراء والنواب السابقون الذين انتخبوا ألكثر من مرة‪،‬‬
‫وغيرهم ككبار ضباط الجيش – أمير لواء فصاعدا‪ ،-‬ورؤساء وقضاة محاكم التمييز‬
‫واالستئناف النظامية والشرعية‪.‬‬

‫تشريعية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ثانياً‪ :‬اختصاصات السلطة ال‬

‫تشريعي‪ :‬يمر بمراحل متعددة وهي‪:‬‬


‫ّ‬ ‫‪ .1‬االختصاص ال‬

‫أ‪ -‬مرحلة االقتراح‪ :‬وهي حق للسلطة التنفيذية والتشريعية ويشترط فيه موافقة عشرة‬
‫أعضاء على األقل من المجلسين‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ب‪ -‬مرحلة إقرار القوانين‪ :‬تم تفصيل ذلك من خالل نص المادة (‪ )91‬على "‪...‬ال‬
‫يصدر قانون إال إذا أقره المجلسان" وتتم بعد إحالة الحكومة مشروع القانون إلى‬
‫مجلس النواب إذ يقوم رئيس المجلس بقراءة المشروع على األعضاء‪ ،‬وبعد إحالة‬
‫المشروع إلى اللجنة القانونية المختصة وأخذ أريها فيه‪ ،‬يناقش المشروع‪ ،‬ويتم‬
‫التصويت بالموافقة عليه من مجلس النواب ثم مجلس األعيان‪ ،‬وبهذا يعد المشروع‬
‫مقرا‪.‬‬

‫ج‪ -‬مرحلة التصديق على القوانين‪ :‬وتكون بمصادقة جاللة الملك عليها‪ .‬وللملك حق‬
‫رفض المشروع خالل مدة ستة أشهر مع إبداء األسباب‪ ،‬وللمجلس األخذ بهذه‬
‫األسباب أو إقرار القانون بأغلبية الثلثين‪ ،‬وعندها يصبح من الواجب إصداره‪ ،‬وفي‬
‫حالة عدم رده خالل ستة أشهر من الملك‪ ،‬يعد القانون مصادقا عليه‪ ،‬وال يجوز‬
‫إعادة تقديم أي اقتراح لقانون سبق أن تقدم به أي من أعضاء مجلسي األعيان أو‬
‫النواب وتم رفضه من مجلس األمة في الدورة ذاتها‪.‬‬

‫د‪ -‬مرحلة إصدار القوانين ونشرها‪ :‬وهنا تأخذ هذه القوانين طريقها إلى التنفيذ‪ ،‬إذ‬
‫يكلف الملك السلطة التنفيذية العمل بأحكامه‪ ،‬ثم يتم نشر القانون في الجريدة‬
‫الرسمية وبعد شهر يعد ساري المفعول ما لم ينص القانون ذاته على غير ذلك‪.‬‬

‫‪ .2‬االختصاص الرقابي‪ :‬أي الرقابة على الحكومة‪ ،‬ويكون باألشكال اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬السؤال‪ :‬هو استفهام عضو مجلس األعيان أو النواب من رئيس الوزراء أو الوزراء‬
‫عن أمر يجهله في شأن من الشؤون التي تدخل في اختصاصهم‪ ،‬أو رغبته في‬
‫التحقق من حصول واقعة وصل علمها إليه‪ ،‬أو استعالمه عن نية الحكومة في‬
‫أمر من األمور‪ ،‬وعلى من وجه إليه السؤال أن يجيب خالل مدة ال تتجاوز أربعة‬
‫عشر يوما‪.‬‬

‫ب‪ -‬االستجواب‪ :‬وهو محاسبة الوزراء أو أحدهم على تصرفه في شأن من الشؤون‬
‫العامة أمام مجلس األمة وهو أعلى درجة من السؤال‪ ، ،‬وعلى الوزير أن يجيب‬
‫عن االستجواب خالل مدة ال تتجاوز ‪ 21‬يوما‪ ،‬إال إذا رأى رئيس المجلس أن‬

‫‪12‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫الحالة مستعجلة ووافق الوزير على تقصير المدة‪ ،‬ويحق للمستجوب إذا لم يقتنع‬
‫برد الوزير أن يطرح الثقة بالو ازرة أو الوزير وفقا للدستور‪.‬‬

‫ج‪ -‬التحقيق‪ :‬للمجلسين الحق في تشكيل لجان تحقيق للنظر في قضايا محددة‪ ،‬ولهذه‬
‫اللجنة الحق في استدعاء الوزير المعني الستكمال التحقيق‪ ،‬واالتصال مع‬
‫المؤسسات الحكومية واالطالع على ملفاتها‪ ،‬في ضوء ذلك تقدم لجنة التحقيق‬
‫قرارها إلى المجلس التخاذ ما يراه مناسبا‪.‬‬

‫د‪ -‬النقاش العام‪ :‬يحق ألي عضو طرح أي موضوع للنقاش العام داخل أروقة المجلس‪.‬‬

‫هـ‪ -‬إبداء الرغبة‪ :‬يحق لعضو مجلس األمة تقديم اقتراح إلى رئيس مجلسه؛ يدعو فيه‬
‫السلطة التنفيذية إلى القيام بأمر عام وبعث هذه الرغبة إلى اللجنة اإلدارية ثم إلى‬
‫اللجنة المختصة‪ ،‬وهذه الرغبة غير ملزمة للسلطة التنفيذية‪.‬‬

‫و‪ -‬منح الحكومة الثقة‪ :‬ال تعد الحكومة األردنية بموجب الدستور حكومةً دستوريةً في‬
‫حال انعقاد مجلس األمة إال بحصولها على ثقة المجلس النيابي‪ ،‬واذا حجب‬
‫مجلس النواب ثقته عن الحكومة توجب إسقاطها‪ ،‬واذا حجب المجلس ثقته عن أحد‬
‫الوزراء توجب عليه االعتزال عن منصبه‪.‬‬

‫ز‪ -‬النظر في شكاوي المواطنين‪ :‬منح الدستور األردنيين الحق في مخاطبة السلطات‬
‫العامة عن طريق تقديم العرائض والطلبات‪ ،‬التي ترفع إلى مجلس األمة الذي يقوم‬
‫بإحالتها إلى اللجان المختصة لد ارسـتها‪ ،‬وبيان الرأي فيها‪.‬‬

‫ح‪ -‬بند ما يستجد من أعمال‪ :‬وهو إعطاء أعضاء المجلس الحق في توجيه األسئلة‬
‫المباشرة إلى رئيس الوزراء أو الوزراء خالل الجلسات الرقابية‪.‬‬

‫‪ .3‬االختصاص المالي‪ :‬وتشتمل على‪:‬‬

‫أ‪ .‬عدم فرض ضرائب أو رسوم إال بالقانون‪.‬‬

‫ب‪ .‬إقرار الموازنة العامة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ج‪ .‬عدم منح أية امتيازات باستثمار المناجم والمعادن أو المرافق العامة إال بالقانون‪.‬‬

‫د‪ .‬عدم إنفاذ أية معاهدة تحمل خزينة الدولة شيئا من النفقات إال بموافقة السلطة‬
‫التشريعية‪.‬‬

‫هـ‪ .‬المسؤولية عن ديوان المحاسبة وربطه مباشرة بمجلس النواب‪.‬‬

‫إن اختصاصات مجلس األعيان التشريعية والرقابية هي اختصاصات مجلس النواب‬


‫ذاتها باستثتاء‪:‬‬

‫‪ -1‬طرح الثقة بالحكومة مرتبط بالنواب‪.‬‬

‫‪ -2‬ارتباط ديوان المحاسبة بمجلس النواب؛ فهو يقدم تقاريره إلى مجلس النواب‪.‬‬

‫عامة لعمل المجلسين‪:‬‬


‫ّ‬ ‫• شروط‬

‫‪" -1‬ال تعتبر جلسة أي من المجلسين قانونية إال إذا حضرها ثلثا أعضاء المجلس‬
‫وتستمر الجلسة قانونية ما دامت أغلبية أعضاء المجلس المطلقة حاضرة فيها"‪.13‬‬

‫‪ -2‬تصدر ق اررات كل من المجلسين بأكثرية أصوات األعضاء الحاضرين ما عدا‬


‫صوت الرئيس إال اذا نص هذا الدستور على خالف ذلك واذا تساوت األصوات‬
‫فيجب على الرئيس أن يعطي صوت الترجيح‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا كان التصويت متعلقا بالدستور أو باالقتراع على الثقة في الو ازرة أو في أحد‬
‫الوزراء فيجب أن تعطى األصوات بالمناداة على األعضاء بأسمائهم وبصوت‬
‫عال‪.‬‬

‫‪ .3‬السلطة القضائ ّية‪:‬‬

‫‪ 13‬المادة (‪.)84‬‬

‫‪14‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫هي سلطة مستقلة عن السلطتين التنفيذية والتشريعية تتوالها المحاكم على اختالف أنواعها‬
‫ومستوياتها‪ ،‬وتصدر األحكام وفقا للقانون باسم الملك‪ ،‬والقضاة مستقلون ال سلطان ألحد عليهم‬
‫غير القانون‪.‬‬

‫• أنواع المحاكم في األردن‪:‬‬

‫أ‪ -‬المحاكم النظام ّية‪ :‬تنظر هذه المحاكم في القضاء النظامي المدني‪ ،‬والتجاري‪ ،‬والجزائي‪،‬‬
‫وتضم المحاكم النظام ّية‪:‬‬

‫‪ -‬محاكم الصلح‪ :‬وتتشكل من قاض واحد‪ ،‬وتنظر في الجنح البسيطة‪ ،‬والمخالفات‪ ،‬وشهادة‬
‫الزور‪.‬‬

‫‪ -‬محاكم البداية‪ :‬تتألف من رئيس وعدد من القضاة ال يقل عن ثالثة قضاة بما فيهم الرئيس‪،‬‬
‫حسب مقتضيات الحال؛ للنظر في الدعاوي الحقوقية جميعها‪ ،‬المتعلقة باألموال غير‬
‫المنقولة التي ال تدخل في صالحيات محاكم الصلح‪ .‬وهناك درجة ثانية من محاكم البداية‬
‫وهي تلك التي تنظر في القضايا الخاصة باستئناف األحكام الصادرة عن محاكم الصلح‪،‬‬
‫وتشمل محكمة البداية‪ ،‬ومحكمة االستئناف‪ ،‬ومحكمة التمييز‪.‬‬

‫* المحكمة اإلدارّية‪ :‬تختص المحكمة اإلدارية‪ ،‬دون غيرها‪ ،‬بالنظر في الطعون جميعها‪،‬‬
‫المتعلقة بالق اررات اإلدارية النهائية بما في ذلك الطعون في نتائج انتخابات مجالس هيئات‬
‫غرف الصناعة والتجارة‪ ،‬والنقابات‪ ،‬والجمعيات‪ ،‬والنوادي المسجلة في المملكة‪ ،‬وفي‬
‫الطعون االنتخابية التي تجري وفق القوانين واألنظمة المعمول بها‪ ،‬ما لم يرد نص في‬
‫قانون آخر على إعطاء هذا االختصاص لمحكمة أخرى‪ ،‬والطعون التي يقدمها ذوو الشأن‬
‫في الق اررات اإلدارية النهائية المتعلقة بالتعيين في الوظائف العامة أو بالترفيع أو بالنقل أو‬
‫باالنتداب أو باإلعارة أو بالتكليف أو بالتثبيت في الخدمة أو بالتصنيف‪ ،‬وطعون الموظفين‬
‫العموميين المتعلقة بإلغاء الق اررات اإلدارية النهائية المتعلقة بإنهاء خدماتهم أو إيقافهم عن‬
‫العمل‪ ،‬أو إلغاء الق اررات النهائية الصادرة بحقهم من السلطات التأديبية‪ ،‬فضال عن النظر‬

‫‪15‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫في طلبات التعويض عن األضرار الالحقة؛ نتيجة الق اررات واإلجراءات المنصوص عليها‬
‫في الفقرة (أ) من هذه المادة إذا رفعت إليها تبعا لدعوى اإللغاء‪.‬‬

‫ب‪ -‬المحاكم الدين ّية‪:‬‬

‫‪ )1‬المحاكم الشرعية‪ ،‬وتتضمن صالحياتها‪:‬‬

‫‪ -‬النظر في األحوال الشخصية للمسلمين من ميراث وزواج وطالق‪.‬‬

‫‪ -‬األمور المتعلقة باألوقاف اإلسالميةء‪.‬‬

‫‪ -‬قضاء الدية إذا كان الطرفان مسلمين‪.‬‬

‫‪ )2‬مجالس الطوائف الدينية‪ :‬تنظر في مسائل األحوال الشخصية ألبناء الطوائف المسيحية مثل‬
‫الزواج والطالق‪.‬‬

‫خاصة‪ :‬وتسمى خاصة؛ بحكم اقتصار دورها على النظر في قضايا محددة‪ ،‬ويدخل‬
‫ج‪-‬المحاكم ال ّ‬
‫في إطار هذا النوع من المحاكم الخاصة في األردن المحاكم اآلتية‪:‬‬

‫‪ )1‬محكمة أمالك الدولة‪.‬‬

‫‪ )2‬محاكم البلديات‪.‬‬

‫‪ )3‬محكمة استئناف ضريبة الدخل‪.‬‬

‫‪ )4‬محكمة أمن الدولة‪.‬‬

‫‪ )5‬محكمة الجمارك البدائية واالستئنافية‪.‬‬

‫ردنية‪( :‬ميثاق عام ‪ ،1928‬وميثاق عام ‪.)1991‬‬


‫وطنية األ ّ‬
‫ثالثا‪ :‬المواثيق ال ّ‬

‫• الميثاق‪ :‬هو وثيقة سياسية مرجعية أخالقية غير إجبارية توضيحا للمسيرة السياسية‪،‬‬
‫وتحديدا مناهجها‪ ،‬وايجاد نظم عامة لممارسة التعددية السياسية‪ ،‬واألسس الديموقراطية‬
‫من أجل بناء مجتمع مدني ديموقراطي‪ .‬ويشكل وثيقة وطنية مرجعية مستقلة الرؤية‬

‫‪16‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫تسترشد بها الحكومة‪ ،‬ويستهدي بها الشعب‪ ،‬في إطار تنظيم العالقة بينهما وذلك من‬
‫خالل تحديد قواعد العمل الوطني‪ ،‬وممارسة التعددية السياسية‪ ،‬والمشاركة الشعبية في‬
‫الحياة السياسية‪ ،‬وتحمل المسؤولية مع الحكومة في مواجهة التحديات وفقا ألحكام‬
‫الدستور والتشريعات األردنية‪.‬‬

‫لألردن تجربتان في تأسيس عمل سياسي قائم على أسس الحوار الوطني والمشاركة‬
‫السياسية‪.‬‬

‫‪ .1‬التجربة األولى‪ :‬ميثاق عام ‪ ،1928‬المتزامن مع الرد على المعاهدة األردنية البريطانية لعام‬
‫‪ ،1928‬وبداية نشأة الدولة األردنية الحديثة‪ ،‬وهو دليل على انتشار الوعي السياسي العام‬
‫مبك ار في المجتمع األردني‪ ،‬وجاء بمبادرة من القوى الشعبية الوطنية وشيوخ العشائر المعارضة‬
‫للوجود البريطاني في األردن‪ ،‬إذ تداعوا إلى عقد مؤتمر وطني في عمان في ‪،1928/7/25‬‬
‫مطالبين بالدرجة األولى بق اررات مهمة في مقدمتها‪ :‬إنهاء االنتداب البريطاني‪ ،‬ورفض وعد‬
‫بلفور‪ ,‬وتحديد الهوية العربية‪ ,‬وتحديد طبيعة النظام السياسي المستقبلي لألردن بأنه نظام‬
‫ديموقراطي خاضع لسيادة القانون من خالل حكومة مستقلة برئاسة األمير عبداهلل بن الحسين‪.‬‬

‫وطني لعام ‪ ،1991‬جاءت مبادرة إنشاء هذا الميثاق من الملك‬


‫‪ .2‬التجربة الثانية‪ :‬الميثاق ال ّ‬
‫الحسين بن طالل الذي كان يحرص على إعادة تفعيل الحياة الديموقراطية في األردن‪،‬‬
‫وتوضيح نهج المسيرة السياسية‪ ،‬وقواعد العمل الوطني العام‪.‬‬

‫وطني لعام ‪1991‬‬


‫• محاور الميثاق ال ّ‬

‫اطي‪ ،‬ويتضمن اآلتي‪:‬‬


‫سياسي الديموقر ّ‬
‫ّ‬ ‫أ‪ .‬المحور ال‬

‫"نظام الحكم في المملكة األردنية الهاشمية نيابي ملكي وراثي‪ ،‬والتزام الجميع بالشرعية‪،‬‬
‫واحترام الدستور نصا وروحا هو تمكين لوحدة الشعب والقيادة"‪ .‬وترسيخ دعائم دولة القانون‬
‫التي تستمد شرعيتها من إرادة الشعب‪ ,‬وتعميق النهج الديموقراطي القائم على التعددية‬
‫السياسية والحزبية‪ ،‬والحفاظ على الصفة المدنية والديموقراطية للدولة‪.‬‬

‫وطني‪:‬‬
‫ب‪ .‬محور األمن ال ّ‬

‫‪17‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫أكد على ضرورة حماية أمن الوطن واستقالله والدفاع عنه‪ ,‬والعمل على تطوير األجهزة‬
‫األمنية‪ ,‬والعمل على صيانة الوحدة الوطنية‪.‬‬

‫ردنية والمستوى االجتماعي‪:‬‬


‫وطنية األ ّ‬
‫وية ال ّ‬
‫ج‪ .‬محور اله ّ‬

‫‪ )1‬الشعب األردني جزء من األمة العربية‪ ،‬واإلسالم هو دين الدولة‪.‬‬

‫القرن الكريم‪.‬‬
‫‪ )2‬اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة وهي لغة آ‬

‫‪ )3‬الحضارة اإلسالمية المنفتحة على الحضارة اإلنسانية قوام هوية الشعب األردني‬
‫الوطنية والقومية‪.‬‬

‫‪ )4‬إن المجتمع األردني يستمد قيمه من منظومة القيم العربية اإلسالمية واإلنسانية‪.‬‬

‫‪ )5‬حق المرأة القانوني والدستوري في المساواة في التعليم والعمل‪ ،‬والعمل على احترام‬
‫حقوق األردنيين؛ فاألردنيون جميعا سواء ال تمييز بينهم في الحقوق والواجبات‪.‬‬

‫االقتصادي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫د‪ .‬المحور‬

‫أكد على ملكية الدولة للموارد والثروات مع احترام حق الملكية والمبادرات الفردية‪,‬‬
‫وتطوير القدرات االقتصادية الوطنية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الديموقراط ّية في األردن‪.‬‬

‫نستطيع القول إن هناك خصوصية للحالة الديموقراطية في األردن‪ ،‬أسهمت عوامل‬


‫وظروف داخلية واقليمية وخارجية في تأسيسها؛ ونتيجة مجموعة من الظروف السياسية‪ ،‬واألمنية‪،‬‬
‫واالقتصادية الصعبة التي واجهت األردن؛ تعرضت المسيرة الديموقراطية لمعوقات وتحديات‬
‫كثيرة‪ ،‬وسنعالج الحياة الديموقراطية في األردن في قسمين‪ ،‬القسم األول يتعلق بالحياة البرلمانية‪،‬‬
‫والقسم اآلخر يتعلق بالتجربة الحزبية‪.‬‬

‫لمانية‪:‬‬
‫الحياة البر ّ‬

‫‪18‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المرحلة األولى (‪ :)1946 – 1928‬بدأت منذ تأسيس إمارة شرق األردن في إطار مساعي األمير‬
‫عبداهلل لتأسيس دولة عصرية في األردن تقوم على أسس دستورية‪.‬‬

‫وقد أجريت أول انتخابات للمجلس التشريعي عام ‪ ،1929‬بعد إجراء تعديالت على قانون‬
‫االنتخابات طالبت بها المعارضة‪ ،‬وفي عام ‪ 1931‬صدر قرار حكومي بحل المجلس التشريعي‬
‫األول لعدم موافقته على ملحق موازنة السنة المالية ‪.1931/1930‬‬

‫وقد استمرت انتخابات المجلس التشريعي بصورة منتظمة لمدة ثالث سنوات لكل مجلس‬
‫حسب الدستور‪ ،‬وهي مدة عمر المجلس الدستورية‪ ،‬باستثناء المجلس الرابع الذي مددت له سنتان‬
‫أخرتان‪.‬‬

‫المرحلة الثانية (‪.)1950_1947‬‬

‫اتسمت هذه المرحلة بحدوث تطورات كثيرة؛ نتيجة لحصول األردن على استقالله‪ ،‬إذ حدث‬
‫تغير في النظام السياسي‪ ،‬إذ أصبح نظام حكم ملكي بدال من نظام حكم أميري؛ ونتيجةً لذلك‬
‫أجريت بعض التعديالت على الدستور وقانون االنتخابات النيابية‪ ،‬فألغي المجلس التشريعي‬
‫ليحل محله مجلس األمة‪ ،‬الذي يتألف من مجلسي األعيان والنواب ‪ ،‬وفي عام ‪ 1947‬انتخب‬
‫أول مجلس نيابي وأكمل مدته الدستورية‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة (‪.)1974_1950‬‬

‫أسهمت عوامل ومتغيرات متعددة في التأثير على واقع الحياة الديموقراطية والنيابية األردنية‬
‫وهي‪:‬‬

‫أ‪ .‬وحدة ضفتي األردن في إطار المملكة األردنية الهاشمية‪.‬‬

‫ب‪ .‬اغتيال الملك عبداهلل بن الحسين األول في ‪ 1951/7/20‬وانتقال العرش إلى الملك‬
‫طالل في ‪ 1951/7/20‬ثم إلى الملك الحسين في ‪.1952/8/25‬‬

‫ج‪ .‬صدور الدستور األردني لعام ‪ ،1952‬الذي يعد دستو ار شوريا ديموقراطيا حدد شكل‬
‫الدولة ونظام الحكم وصالحيات السلطات العامة للدولة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫د‪ .‬ثورة ‪ 23‬يوليو المصرية والناصرية‪.‬‬

‫ه‪ .‬صدور قانون األحزاب السياسية في آذار من عام ‪ ،1955‬والسماح لألحزاب بالمشاركة‬
‫في الحياة السياسية‪ ،‬إذ تشكلت أول حكومة برلمانية حزبية عام ‪ 1956‬برئاسة سليمان‬
‫النابلسي‪.‬‬

‫و‪ .‬حرب سنة ‪ 1967‬واحتالل إسرائيل لألراضي األردنية في الضفة الغربية والقدس‪.‬‬

‫استمرت الحياة النيابية حتى عام ‪ 1974‬إذ حل المجلس النيابي التاسع وجمد‬

‫المرحلة الرابعة ( ‪.)1984_1974‬‬

‫جاء إعالن الملك حسين حل مجلس األمة األردني التاسع في ‪ 1974 /11/23‬لألسباب‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ .‬االحتالل اإلسرائيلي لبقية األراضي الفلسطينية عام ‪.1967‬‬

‫ب‪ .‬نتائج أحداث أيلول سنة ‪.1970‬‬

‫ج‪ .‬قرار مؤتمر القمة العربي في الرباط عام ‪ 1974‬القاضي باعتبار منظمة التحرير‬
‫الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني‪.‬‬

‫ونتيجة لذلك بقيت الحياة السياسية في األردن دون مجلس نيابي حتى عام ‪ ،1978‬إلى أن‬
‫قام المغفور له الملك حسين بتشكيل مجلس استشاري ‪ -‬بدال من مجلس النواب – تكون من‬
‫األطياف السياسية كافة‪ ،‬واستمر حتى عام ‪ 1984‬لثالث دورات‪ ،‬كل دورة سنتان‪.‬‬

‫المرحلة الخامسة ( بعد عام ‪.) 1984‬‬

‫بعد غياب الحياة النيابية في األردن عشر سنوات‪ ،‬جاء قرار الملك الحسين إعادة تفعيل‬
‫المسار الديموقراطي في األردن؛ كإجراء ضروري لتحقيق متطلبات التنمية السياسية في األردن‪،‬‬
‫ووسيلة الحتواء المتغيرات المستجدة على الساحة األردنية واإلقليمية والدولية؛ لذلك كان القرار‬
‫مدروسا بعناية شديدة‪ ،‬إذ تم إجراء انتخابات برلمانية عام ‪ ،1989‬وبمشاركة األطياف والتيارات‬

‫‪20‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫السياسية والحزبية كافة‪ ،‬في االنتخابات البرلمانية‪ ،‬ولذلك فإن السؤال المطروح هو‪ :‬ما هي‬
‫حزبية فيها؟‬
‫اطي في األردن واستئناف الحياة ال ّ‬
‫التحول الديموقر ّ‬
‫ّ‬ ‫العوامل التي أ ّدت إلى‬

‫متعددة‪:‬‬
‫• تمثّلت هذه العوامل بمستويات ّ‬

‫‪ .1‬المستوى الدول ّي‬

‫أ‪ .‬انهيار المعسكر الشرقي وفي مقدمته االتحاد السوفيتي السابق‪.‬‬

‫كثير من دول العالم اعتبا ار من أواخر‬


‫ا‬ ‫ب‪ .‬موجات التحول الديموقراطي التي اجتاحت‬
‫ثمانينيات القرن الماضي وشملت دول أوروبا الشرقية وأمريكا الالتينية‪.‬‬

‫‪ .2‬المستوى اإلقليمي‪.‬‬

‫أ‪ .‬التسوية السياسية في المنطقة بين العرب واسرائيل‪.‬‬

‫ب‪ .‬حرب الخليج الثانية عام ‪1990‬م‪.‬‬

‫ج‪ .‬فك االرتباط القانوني واإلداري بين الضفة الشرقية والضفة الغربية عام ‪1988‬م‪.‬‬

‫د‪ .‬تراجع المساعدات واإلعانات العربية لألردن في إثر فك االرتباط القانوني واإلداري‬
‫بالضفة الغربية‪.‬‬

‫محلي‪.‬‬
‫‪ .3‬المستوى ال ّ‬

‫أ‪ .‬تراجع النمو االقتصادي األردني‪ ،‬وزيادة حجم البطالة وغالء األسعار‪ ،‬وتخفيض النفقات‪.‬‬

‫ب‪ .‬انخفاض قيمة صرف الدينار األردني بنسبة ‪.%40‬‬

‫ج‪ .‬تراجع االحتياط الرسمي للدولة من العمالت الصعبة في بداية عام ‪1989‬م‪.‬‬

‫د‪ .‬صدور الميثاق الوطني لعام ‪ ،1991/1990‬المتضمن التمسك بالنهج الديموقراطي‪.‬‬

‫وفي ضوء ذلك كان رأي المغفور له الملك حسين أنه ال بد من إشراك الشعب في‬
‫تحمل مسؤولياته‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫دنية القانون ّية‪:‬‬


‫وقد كان من أهم إنجازات الديموقراط ّية األ ر ّ‬ ‫•‬

‫‪ -1‬إنهاء األحكام العرفية‪.‬‬

‫‪ -2‬صدور قانون األحزاب األردني لعام ‪1992‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬صدور قانون المطبوعات والنشر‪.‬‬

‫‪ -4‬إلغاء قانون مقاومة الشيوعية‪.‬‬

‫السياسية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫خامساً‪ :‬األحزاب‬

‫تتخذ األحزاب السياسية مكانة أساسية على الصعيد السياسي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬واالقتصادي؛‬
‫بوصفها صانعة للقرار في السياسات العامة للدولة‪ ،‬وهي من تضع البرامج في المجاالت شتى‬
‫للنهوض بالدولة‪ ،‬وتعد ركيزة ال غنى عنها ألي نظام ديموقراطي‪.‬‬

‫ردنية‪ ،‬شهد األردن أكثر من تجربة حزبية‪ ،‬يمكن أن نقسمها‬


‫• مراحل نشوء وتطور األحزاب األ ّ‬
‫على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬مرحلة ما قبل االستقالل‪:‬‬

‫ومن األحزاب التي نشأت في هذه المرحلة‪ :‬حزب االستقالل عام (‪ ،)1919‬الذي‬
‫نشأ في سوريا أصال بقيادة الملك فيصل األول‪ ،‬وحزب العهد العربي عام (‪)1921‬؛‬
‫ويهدف إلى تأسيس دولة عربية موحدة بقيادة الشريف الحسين بن علي وأنجاله‪ ،‬وجمعية‬
‫الشرق العربي عام (‪.)1923‬‬

‫تأسس حزب الشعب األردني عام (‪ ،)1927‬الذي يعد أول حزب ذو نشأة أردنية‬
‫وذو أهداف وطنية؛ وكان له دور في معارضة المعاهدة األردنية البريطانية‪ ،‬وعقد‬
‫المؤتمر الوطني األردني عام (‪ ،)1928‬الذي كان يهدف إلى التوصل بالطرق المشروعة‬
‫إلى استقالل البالد‪ ،‬ونشر التعليم‪ ،‬وزيادة درجات الوعي السياسي بين المواطنين‪ ،‬وحماية‬
‫الحريات‪ ،‬ونشر مبادئ المساواة والعدالة‪ ،‬وقد تم حله عام (‪ .)1930‬وتاله حزب اللجنة‬
‫التنفيذية للمؤتمر الوطني عام (‪)1929‬؛ الذي كان من أهم أهدافه مقاومة االنتداب‪ ،‬إال‬

‫‪22‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫أنه توقف عن نشاطاته في عام (‪ .)1934‬تاله قيام أحزاب أخرى منها‪ :‬حزب العمال‬
‫األردني‪ ،‬وعصبة الشباب األردني المثقف‪ ،‬وحزب التضامن العربي‪ ،‬والحزب الوطني‬
‫األردني‪ ،‬وحزب اإلخاء األردني‪.‬‬

‫وقد اتسمت التجربة الحزبية في هذه المرحلة بسيطرة الطابع النخبوي أو العشائري‬
‫على معظم هذه األحزاب؛ وكان للعالقات الشخصية دور في تأسيسها‪ ،‬ولم تكن تمتلك‬
‫رؤية سياسية واضحة؛ ولم تكن أحزابا عقائدية بل كانت شخصية ومصلحية‪ ،‬واتسمت‬
‫بقصر عمرها – سنة أو اقل‪ ،-‬ولم تكن مبنية على تنظيم مؤسسي وانما كانت أحزابا‬
‫مطلبية‪.‬‬

‫وعلى الرغم من السلبيات التي اتصفت بها أحزاب هذه المرحلة إال أنها تبنت‬
‫مجموعة من األهداف وسعت لتحقيقها ومنها‪ :‬العمل على تحقيق استقالل البالد عن‬
‫االنتداب البريطاني‪ ،‬والعمل على تعديل المعاهدة األردنية البريطانية عام ‪،1928‬‬
‫وتحسين أوضاع البالد االقتصادية واالجتماعية والثقافية والزراعية؛ وبهذا فقد عكست‬
‫هذه االحزاب الواقع السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫حزبي (‪ ،)1946-1957‬وعرفت هذه المرحلة بمرحلة وحدة الضفتين‬ ‫‪ .2‬مرحلة النشاط ال ّ‬


‫و(بتجربة الخمسينيات)‪ ،‬وقد أسهمت عوامل سياسية متعددة خالل هذه الفترة في ظهور‬
‫هذه األحزاب‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أ‪ .‬حصول االردن على استقالله عام ‪ ،1946‬والنكبة الفلسطينية سنة ‪ 1948‬وتأثيرها‬
‫على الوعي السياسي األردني والعربي‪.‬‬

‫ب‪ .‬إعالن الوحدة بين الضفتين وصدور دستور عام ‪.1952‬‬

‫ج‪ .‬تول ي جاللة المغفور له الملك الحسين الذي كان من المؤمنين باألحزاب‪ ،‬وبالخيار‬
‫الديموقراطي‪.‬‬

‫د‪ .‬تداعيات تنامي الفكر القومي العربي‪ ،‬وبروز التيار القومي العربي‪ ،‬الذي كان من‬
‫أهم عناصره الحركة الناصرية وحزب البعث العربي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ه‪ .‬ثورة ‪ 23‬يوليو لسنة ‪ 1952‬في مصر‪.‬‬

‫و‪ .‬تنامي مكانة االتحاد السوفيتي السابق‪ ،‬وكتلته الشرقية؛ عبر مساندتهم مطالب‬
‫حركات التحرر باالستقالل وتمويل مشاريع التنمية في العالم الثالث‪.‬‬

‫وقد غلب على هذه المرحلة هيمنة التيار القومي العربي المنادي بالوحدة العربية‬
‫وتحرير فلسطين‪ ،‬وتحقيق التنمية واالستقالل‪ ،‬وتطبيق الديموقراطية‪ ،‬ومحاربة‬
‫اإلمبريالية واالستعمار‪.‬‬

‫أما األحزاب والحركات السياسية التي تأسست في تلك المرحلة فهي‪:‬‬

‫حزب البعث العربي االشتراكي عام (‪ ،)1950‬والحزب الوطني االشتراكي‬


‫األردني عام (‪ ،)1954‬وحركة القوميين العرب‪ ،‬وحزب االتحاد الوطني‬
‫الدستوري‪ ،‬وحزب االتحاد الوطني‪ ،‬وحزب األمة‪ ،‬وجماعة اإلخوان المسلمين عام‬
‫(‪ ،)1946‬وحزب التحرير اإلسالمي‪ ،‬وعصبة التحرير الوطني‪.‬‬

‫• وأهم خصائص هذه المرحلة‪:‬‬

‫أ‪ .‬كانت أحزاب هذه المرحلة جماهيرية‪ :‬إذ استقطبت شرائح واسعة من المجتمع األردني‪،‬‬
‫وتميزت بفاعلية عالية‪ ،‬وأسهمت في نشر الوعي السياسي في المجتمع‪.‬‬

‫ب‪ .‬تمكنت أحزابها من تحقيق نتائج مهمة في االنتخابات النيابية العامة عبر حصولها‬
‫على ‪ 17‬مقعدا من أصل ‪ 40‬مقعدا في انتخابات عام ‪1956‬؛ ولهذا تم تشكيل أول‬
‫حكومة حزبية في تاريخ الدولة األردنية في تلك الفترة برئاسة سليمان النابلسي‪.‬‬

‫ج‪ .‬كانت معظم أحزابها امتدادا لتيارات وأيديولوجيات خارجية‪ ،‬سواء الدينية منها كاإلخوان‬
‫المسلمين‪ ،‬أم القومية كالقوميين العرب والبعث العربي‪ ،‬أم الشيوعية‪ ،‬وشكل بعضها‬
‫مصدر قلق للسلطة السياسية‪.‬‬

‫د‪ .‬شهدت التجربة تنوعا أيديولوجيا وفكريا وسياسيا واسعا‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫هـ‪ .‬أدت وسائل اإلعالم العربية المسموعة وبالتحديد المصرية والسورية دو ار مهما في‬
‫الري العام وترويج سياسات األحزاب‪.‬‬
‫تشكيل أ‬

‫وقد أوقفت هذه التجربة عام ‪ ،1957‬بعد صدور قرار من الحكومة بحل األحزاب‬
‫السياسية؛ لعدم التزامها باألنظمة والقوانين الناظمة لعملها‪ ،‬ووالئها للخارج‪ ،‬وتلقيها دعما‬
‫ماليا من الخارج‪.‬‬

‫‪ .3‬مرحلة ترخيص األحزاب وصدور قانون األحزاب لعام ‪ ،1992‬في هذه المرحلة عادت‬
‫الحياة الحزبية كجزء من عودة الحياة الديموقراطية ‪ -‬التي ذكرنا آنفا أسباب عودتها ‪،-‬‬
‫ووصل عدد األحزاب إلى ما يقارب ‪ 56‬حزبا سياسيا‪.‬‬

‫قومية‪ ،‬واإلسالم ّية الدين ّية‪،‬‬


‫وتمحورت جميعها في أربعة اتجاهات أو تيارات هي‪( :‬ال ّ‬
‫واليسارّية‪ ،‬والليبرال ّية (الوسط ّية) )‪.‬‬

‫قومية‪ :‬كانت تركز على فكرة القومية العربية والوحدة العربية‪ ،‬وفكرة‬
‫أ‪ .‬األحزاب ال ّ‬
‫تأكيد عروبة فلسطين‪ ،‬وتمثلها هذه األحزاب‪ :‬حزب البعث العربي االشتراكي‪،‬‬
‫وحزب البعث العربي التقدمي‪ ،‬وحزب جبهة العمل القومي‪ ،‬وحزب الحـ ــركـ ــة‬
‫القومي ــة‪.‬‬

‫ب‪ .‬األحزاب الدين ّية اإلسالم ّية‪ :‬كانت تدعو إلى إقامة دولة إسالمية‪ ،‬وتطبيق شريعتها‬
‫في مناحي الحياة المختلفة‪ ،‬وايجاد الحلول للمشاكل االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وهذه‬
‫االحزب هي‪ :‬جبهة العمل اإلسالمي‪ ،‬والحركة العربية االسالمية (دعاء)‪ ،‬وحزب‬
‫ا‬
‫الوسط اإلسالمي‪.‬‬

‫ج‪ .‬األحزاب اليسارّية‪ :‬كانت تدعو إلى األفكار والمبادئ األيديولوجية الماركسية‪،‬‬
‫الرسمالية والهيمنة األمريكية‪،‬‬
‫والمطالبة بحقوق العمال‪ ،‬ومحاربة اإلمبريالية و أ‬
‫والتصدي للمخططات وسياسات االحتكار اإلمبريالية الصهيونية‪ ،‬وتمثلها األحزاب‬
‫اآلتية‪ :‬الشيوعي األردني‪ ،‬والشعب الديموقراطي األردن‪ ،‬والوحدة الشعبية‬
‫الديموقراطية األردنية‪ ،‬والوحدوي األردني‪ ،‬والحركة القومية الديموقراطية الشعبية‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫والحزب الديموقراطي االجتماعي األردني‪ ،‬وحزب الطبيعة الديموقراطي األردني‪،‬‬


‫وحزب العدالة االجتماعية‪ ،‬وحزب اليسار الديموقراطي‪.‬‬

‫وطنية الليبرال ّية (الوسط ّية)‪ :‬ركزت أهدافها على‪ :‬الحريات العامة‪،‬‬
‫د‪ .‬األحزاب ال ّ‬
‫والمصالح المحلية كالمرأة والوحدة الوطنية‪ ،‬وركزت على االلتزام بالديموقراطية‬
‫القائمة على التعددية السياسية‪ ،‬ومن هذه األحزاب‪ :‬الحزب الوطني الدستوري‬
‫وحزب‬ ‫(‪ ،)1997‬وحزب المستقبل (‪ ،)1992‬وحزب المؤتمر الوطني "زمزم"‪،‬‬
‫السالم األردني‪ ،‬وحزب األرض العربية‪ ،‬وحزب أردن أقوى األردني‪ ،‬وحزب األنصار‬
‫العربي األردني‪ ،‬وحزب الجبهة األردنية الدستورية‪ ،‬وحزب الرسالة‪ ،‬وحزب التيار‬
‫الوطني األردني‪ ،‬وحزب العدالة والتنمية‪.‬‬

‫عامة لألحزاب في هذه المرحلة (ما بعد صدور قانون األحزاب عام‬
‫• السمات ال ّ‬
‫‪1992‬م)‪.‬‬

‫تميزت بالطابع الشخصي أي أنها تتمحور حول أشخاص أكثر من تمحورها حول‬
‫برامج حزبية‪ ،‬ومعظمها أحزاب قديمة‪ ،‬فقدت جاذبيتها الشعبية باستثناء حزب جبهة العمل‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ويعود ذلك إلى الضعف الشديد في االنتساب إلى األحزاب الجديدة والقديمة؛‬
‫بسبب الموروث التاريخي السلبي لألحزاب‪ ،‬وتنامي دور مؤسسات المجتمع المدني في‬
‫التأثير على صناع القرار‪.‬‬

‫• متطلبات نجاح األحزاب في األردن‪.‬‬

‫‪ .1‬تقوية موارد األحزاب وتقديم الحوافز لها؛ إلثبات فعاليتها في االنتخابات البلدية‬
‫والالمركزية والنيابية‪.‬‬

‫‪ .2‬تعزيز الفهم الحقيقي لدى القائمين على األحزاب لطبيعة دورهم‪ ،‬بطرحهم البرامج‬
‫الهادفة للنهوض بالدولة بحيث تتلمس قضايا المواطنين ومشكالتهم وتحدياتهم‪.‬‬

‫‪ .3‬تغيير النمط اإلعالمي التقليدي‪ ،‬ليصبح داعما لنشر ثقافة العمل الحزبي‪.‬‬

‫الرغبة في خدمة الوطن‪.‬‬


‫‪ .4‬استقطاب الكفاءات الشبابية المؤهلة ا‬

‫‪26‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫سياسي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫سادسا‪ :‬آل ّية صنع القرار ال‬

‫يعرف صنع القرار بأنه اختيار بديل من بدائل متعددة متاحة في لحظة معينة‪ ،‬وفق ترتيب‬
‫مؤسسي محدد‪.‬‬

‫سياسي‪ ،‬هما‪:‬‬
‫ّ‬ ‫هناك وحدتان معنيتان بصنع القرار ال‬

‫‪ .1‬الوحدة األساسيّة ‪:‬‬

‫يعد الملك رأس السلطة التنفيذية؛ إذ ترتكز هذه السلطة على شخص الملك والعائلة الهاشمية‬
‫الكريمة‪ ،‬ويقف الملك على قمة السلم السياسي ويصل إلى السلطة حسب مواد الدستور األردني‪،‬‬
‫وهو رأس الدولة مصان من التبعيات والمسؤوليات كلها ويمارس صالحياته بموجب إرادة ملكية‬
‫سامية‪ ،‬وصالحيات الملك حددها الدستور‪ ،‬وقد أشرنا إليها سابقا‪.‬‬

‫‪ .2‬الوحدات (األجهزة) المساعدة‪.‬‬

‫أ‪ .‬الديوان الملكي‪ :‬هو من أقرب وأهم هياكل صناعة القرار السياسي إلى صانع القرار األول‬
‫–الملك‪ ،-‬ويمتاز عمل رئيس الديوان بمرافقة الملك في معظم جوالته الداخلية والخارجية‪ ،‬ويعد‬
‫حلقة وصل بين الملك ومجلس الوزراء‪ ،‬ويتمتع رئيس الديوان بثقة ملكية سامية ويأتي تعيين‬
‫رئيس الديوان بأمر ملكي خاص‪.‬‬

‫ب‪ .‬مجلس الوزراء‪ :‬الملك هو الذي يختار رئيس الحكومة‪ ،‬ويتولى مجلس الوزراء مسؤولية‬
‫إدارة شؤون الدولة الداخلية والخارجية جميعها‪ ،‬ويتولى الوزراء تنفيذ هذه المسؤولية بإشراف‬
‫مباشر من رئيس الوزراء‪.‬‬

‫ج‪ .‬وزارة الخارج ّية‪ :‬هي نافذة األردن على العالم الخارجي‪ ،‬ويعمل موظفوها على إنماء وتحسين‬
‫وتوطيد العالقات مع الدول االجنبية؛ بواسطة السفراء والملحقين والمبعوثين‪.‬‬

‫د‪ .‬المؤسسة العسكرّية‪ :‬تمارس دو ار مزدوجا‪ ،‬فهي من جهة أداة من أدوات السياسة الخارجية‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى هي جهاز من أجهزة السياسة الخارجية‪ ،‬وقد أسهم الجيش في تنفيذ أهداف‬

‫‪27‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫السياسة الخارجية األردنية عن طريق إرسال البعثات العسكرية والتدريبية للعمل في الخارج‪.‬‬

‫تشريعية‪ :‬وتناط بالملك ومجلس األمة الذي يضم مجلسي األعيان والنواب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ه‪ .‬السلطة ال‬
‫وصالحيات مجلس األمة في مجال صنع السياسات الداخلية والخارجية تتمثل في‪ :‬الرقابة على‬
‫الحكومة‪ ،‬وتصديق المعاهدات التي تمس حقوق المواطنين األردنيين العامة والخاصة‪ ،‬أو ترتب‬
‫التزامات مالية على الدولة‪.‬‬

‫ردنية‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬السياسة الخارج ّية األ ّ‬
‫هي تنظيم نشاط الدولة مع غيرها من الدول‪ ،‬أو هي السلوك السياسي الخارجي‪ ،‬أو هي‬
‫عالقة الدولة بالمجتمع الدولي (الدول‪ ،‬والمنظمات الدولية‪ ،‬واإلقليمية‪ ،‬وغيرها)‪ ،‬ومن أهم أهداف‬
‫السياسة الخارجية األردنية هي‪:‬‬

‫‪ .1‬الحفاظ على استقالل األردن وسيادته الوطنية ووحدة أراضيه‪.‬‬

‫‪ .2‬تنمية وتطوير مصالح األردن ورعايتها والحفاظ عليها‪ ،‬واستغالل الموارد الوطنية‬
‫الطبيعية والبشرية‪ ،‬وتحسين االقتصاد الوطني من خالل رفع النمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪ .3‬رعاية واقع المتغيرات االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬

‫‪ .4‬تحمل األردن مسؤولية وطنية والقومية تجاه القضية الفلسطينية‪.‬‬

‫‪ .5‬حماية األمن القومي والحفاظ عليه من خالل السعي الدائم والصادق إلى إقامة عالقات‬
‫حسن الجوار مع الدول العربية كافة‪.‬‬

‫‪ .6‬احترام سيادة دول العالم واستقاللها جميعها‪.‬‬

‫‪ .7‬االلتزام بمبادئ الثورة العربية الكبرى الداعية إلى الوحدة واالستقالل والحرية‪.‬‬

‫‪ .8‬مكافحة اإلرهاب بأشكاله كلها‪ ،‬والتعاون األمني مع الدول كافة للقضاء عليه‪.‬‬

‫‪ .9‬العمل على القضاء على مصادر النزاعات اإلقليمية كلها في منطقة الشرق األوسط‪.‬‬

‫ردنية‬
‫محددات السياسة الخارج ّية األ ّ‬
‫• ّ‬
‫تنقسم محددات السياسة الخارجية األردنية إلى‪:‬‬

‫ا‪ .‬المحددات الداخل ّية‪ :‬وهي تنبع من إمكانيات تلك الدولة وقدراتها الذاتية‪ ،‬التي تشكل مقومات‬

‫‪28‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الرابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫قوتها الوطنية‪ ،‬وتقع داخل إطار إقليم الدولة وهي مرتبطة بالتكوين الذاتي والبنيوي‪ ،‬وتتكون‬
‫من العناصر اآلتية‪ :‬العوامل التاريخ ّية‪ ،‬والعوامل الجغراف ّية‪ :‬تشمل الموقع الجغرافي‪،‬‬
‫والمساحة‪ ،‬والتضاريس‪ ،‬والمناخ‪ ،‬وأهم ّية الدولة من الناحية االستراتيجية والسكانية‪ ،‬والعوامل‬
‫سياسية‪ ،‬والعوامل االقتصاد ّية‪ ،‬والعوامل العسكرّية التي تتضمن ترسانتها العسكرية‬
‫ّ‬ ‫ال‬
‫الضخمة‪ ،‬ومدى كفاءة قياداتها العسكرية‪.‬‬

‫المحددات الخارج ّية‪ ،‬وتتكون من‪ :‬اإلطار اإلقليم ّي الذي يضم دول اإلقليم والتحالفات‬
‫ّ‬ ‫‪.2‬‬
‫دولي ويضم الدول‬
‫قومي ويضم الدول والمنظمات العربية‪ ،‬واإلطار ال ّ‬
‫اإلقليمية‪ ،‬واإلطار ال ّ‬
‫األعضاء في األمم المتحدة‪ ،‬والمنظمات الدولية الحكومية؛ مثل األمم المتحدة‪ ،‬وغير‬
‫الحكومية؛ مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة أطباء بال حدود‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المحور الخامس‬
‫األمن الوطني األردني والتحديات المعاصرة‬
‫إعداد‪ :‬د‪ .‬يوسف سالمة المسيعدين‬
‫تعود جذور مصطلح األمن الوطني إلى القرن السابع عشر الميالدي‪ ،‬بعد معاهدة‬
‫(وستفاليا) عام ‪ ،1648‬التي أسست لوالدة الدولة الوطنية‪ ،‬بينما شاع أول استعمال رسمي له في‬
‫أعقاب الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وتحديدا عام ‪.1947‬‬
‫ويعد األمن الوطني من الضرورات األساسية والجوهرية التي تسعى إلى تحقيقها الدول‬
‫جميعها‪ ،‬ويأتي على رأس أولويات تحقيق المصلحة الوطنية العليا‪ ،‬ويمثل األمن أساس استقالل‬
‫الدولة وتطورها‪ ،‬ويحفظ لها جغرافيتها وسيادتها‪ ،‬ويهيئ لمواطنيها االطمئنان على ممتلكاتهم‬
‫ومعتقداتهم‪ .‬وهو من دعائم تحقيق التقدم والتنمية االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬في إطار‬
‫ما يطلق عليه جدلية األمن والتنمية‪ ،‬إذ دون أمن ال يمكن تحقيق التنمية ودون تنمية ال يمكن‬
‫ضمان األمن‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف األمن الوطني‪.‬‬


‫ُعرف هذا المفهوم بداية ظهوره بأنه قدرة الدولة على حماية كيانها من التهديدات‬
‫الخارجية‪ ،‬وهو بهذا يركز على البعد العسكري لألمن الوطني‪ ،‬إال أنه ونتيجة للتغييرات‬
‫والتطورات التي طرأت على العالقات الدولية في مجاالت متعددة‪ ،‬أخذ مفهوم األمن الوطني‬
‫بالتطور واالتساع في مضمونه‪ ،‬وأصبح يشمل أبعادا أخرى غير عسكرية‪ ،‬كالبعد االقتصادي‬
‫واالجتماعي والسياسي والثقافي وغيرها‪ ،‬وهذا ما يقودنا إلى دراسة أنواع وأبعاد األمن الوطني‪:‬‬
‫‪ .1‬األمن العسكري‪ :‬يعد هذا األمن أكثر أنواع األمن الوطني فعالية وأهمية‪ ،‬وذلك ألن أي‬
‫خلل في مكونات القوة العسكرية للدولة يعرض أمنها الوطني للخطر ولتهديدات قد تصل‬
‫إلى كيان الدولة‪ .‬وهناك مؤشرات متعددة يمكن االستناد إليها كمقياس لتحديد القوة‬
‫العسكرية للدولة‪ ،‬وبالنتيجة مدى قدرتها على تحقيق أمنها الوطني‪ ،‬ومن هذه المؤشرات‪:‬‬
‫حجم القوات المسلحة‪ ،‬ومستوى تدريبها وتسليحها‪ ،‬والمرونة والخبرة القتالية‪ ،‬والتعبئة‪،‬‬
‫واإلنتاج الحربي‪ ،‬واألحالف العسكرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ .2‬األمن االقتصادي‪ :‬يعد االقتصاد أحد األبعاد الحيوية لألمن الوطني‪ ،‬إذ يمنح االقتصاد‬
‫القوي للدولة نفوذا سياسيا كبي ار إقليميا ودوليا‪ ،‬سواء أكان االقتصاد معتمدا على قوته‬
‫الذاتية (وفرة الموارد الطبيعية وتنوعها)‪ ،‬أم على قوة مؤسسات الدولة المالية وكفاءة‬
‫منشآتها الصناعية‪ ،‬أم كان مرتبطا بتكامل مع مجموعة اقتصادية ذات مصالح مشتركة‬
‫كاالتحاد األوروبي مثال‪.‬‬

‫وتنقسم مرتكزات األمن االقتصادي إلى‪:‬‬

‫أ‪ .‬أبعاد داخلية‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -‬التنمية البشرية ضرورة لتحقيق األمن االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة الخاصة بالدولة على تأمين اقتصادها ومشاريعها االقتصادية ضد أي‬


‫تهديد داخلي أو خارجي‪.‬‬

‫‪ -‬التوازن ما بين موارد الدولة المتاحة‪ ،‬وحاجات التنمية االقتصادية‬


‫واالجتماعية فيها‪.‬‬

‫‪ -‬االستغالل األمثل للموارد المتاحة‪.‬‬

‫‪ -‬ضبط مخرجات التعليم مع متطلبات التنمية االقتصادية ‪.‬‬

‫‪ -‬محاربة الفقر والبطالة ومعالجة آثارهما‪.‬‬

‫‪ -‬ضبط ارتفاع األسعار‪.‬‬

‫ب‪ .‬أبعاد خارجية‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -‬التخلص من التبعية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬االقتراض الخارجي حسب الحاجة‪.‬‬

‫‪ -‬االعتماد على الذات بدال من المساعدات الخارجية‪.‬‬

‫وقد أكد الميثاق الوطني األردني عام ‪ 1991‬على أهمية تحقيق األمن االقتصادي‪،‬‬
‫واضعا تطلعات مستقبلية لالقتصاد األردني‪.‬‬

‫‪ .3‬األمن االجتماعي‪ :‬وهو تعبير عن قدرة الدولة على حماية قيمها االجتماعية من‬
‫التهديدات الخارجية‪ ،‬ويرتبط هذا األمن بتعزيز الوحدة الوطنية كمتطلب أساس لسالمة‬

‫‪2‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫الدولة‪ ،‬ودعم اإلرادة الوطنية‪ ،‬واجماع المواطنين على مصالح وأهداف األمن الوطني‪،‬‬
‫والتفافهم حول قيادتهم السياسية‪.‬‬

‫‪ .4‬األمن السياسي‪ :‬يرتبط األمن السياسي ارتباطا وثيقا بحرية اإلرادة الوطنية‪ ،‬وحرية اتخاذ‬
‫وصنع الق اررات السياسية‪ ،‬بما يتناسب مع مصالح الدولة‪ ،‬والمحافظة على سيادتها‬
‫وحمايتها من أية تدخالت خارجية‪ ،‬فضال عن توفير العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين‬
‫المواطنين‪ ،‬والمحافظة على كرامتهم وحريتهم‪ ،‬وااللتزام بحقوقهم الدستورية‪.‬‬
‫‪ .5‬األمن الثقافي‪ :‬يرتكز على أساس حماية الفكر والمعتقدات والحفاظ على العادات والتقاليد‬
‫والقيم‪ ،‬ومواجهة محاوالت االحتواء والهيمنة الهادفة إلى إضعاف الدولة وتمزيقها‬
‫وتجريدها مما يجمعها ويوحدها‪ .‬ويقصد باألمن الثقافي الحفاظ على المكونات الثقافية‬
‫األصلية في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة‪.‬‬

‫‪ .6‬األمن الوطني الشامل‪ :‬على الرغم من أهمية الجانب العسكري في تحقيق األمن الوطني‬
‫للدولة‪ ،‬إال أن االعتماد على هذا الجانب لم يعد السبيل الوحيد لتحقيق ذلك‪ ،‬ال سيما مع‬
‫تعدد أنواع وأبعاد األمن الوطني‪ ،‬إذ ال يمكن تصور تحقيق األمن الوطني بناء على‬
‫القوة العسكرية فقط‪ ،‬فال بد من وجود نظام سياسي متوازن‪ ،‬ونظام اقتصادي فعال‪،‬‬
‫وعالقات اجتماعية مبنية على أساس العدل والمساواة وتكافؤ الفرص‪ ،‬وعليه تصبح‬
‫الدولة أكثر قدرة على استخدام عناصر قوتها المختلفة؛ للحفاظ على كيانها وسيادتها‬
‫وكرامة شعبها‪ ،‬وهو ما يحقق لها بالنتيجة األمن الوطني الشامل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم األمن الوطني األردني‪:‬‬
‫يمكن تعريف األمن الوطني األردني بأنه التعبير السياسي واالجتماعي عن الحالة‬
‫الحقيقية التي يعيشها المجتمع‪ ،‬نتيجة للتفاعالت الواقعة ضمن البيئة المحلية واإلقليمية والدولية؛‬
‫وبذلك فإن مفهوم األمن الوطني يشمل أمن المواطن على ممتلكاته‪ ،‬ومعتقداته‪ ،‬وتاريخه‪،‬‬
‫وموروثه الحضاري‪ ،‬ويشمل سيادة الدولة وسالمة أراضيها‪ ،‬وحريتها في اتخاذ قرارها السياسي‪،‬‬
‫إضافة إلى استقرارها وقدرتها على النهوض بمتطلبات التنمية الشاملة‪ .‬ويمكن تحقيق ذلك من‬
‫خالل دمج ثالثة عناصر أساسية وهي الحاجة إلى قدرة دفاعية قادرة على ردع أي تهديد داخلي‬
‫أو خارجي‪ ،‬وحاجة المواطن لألمن واالستقرار‪ ،‬وحاجة المجتمع للتنمية الشاملة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ثالثا‪ :‬أسس ومرتكزات األمن الوطني األردني‪.‬‬


‫أشار الميثاق الوطني األردني إلى عدد من األسس التي يعتمد عليها األمن الوطني‪،‬‬
‫ويأتي في مقدمتها‪ ،‬منعة المجتمع األردني وتعزيز عوامل قوته الذاتية‪ ،‬وضمان أمن الشعب‬
‫وحريته‪ ،‬وتوفير مقومات الحياة الكريمة للمواطن بما يحقق أمنه المادي والشخصي‪ ،‬إضافة إلى‬
‫االستقرار النفسي له حيثما كان‪.‬‬
‫وقد فرض الموقع الجغرافي على األردن مواجهة عدد من األخطار التي تهدد أمنه‬
‫الوطني‪ ،‬األمر الذي أوجب عليه حشد اإلمكانيات والطاقات لمواجهة تلك األخطار‪ ،‬والدفاع عن‬
‫وجوده وأمنه‪ .‬وعلى هذا األساس فإن األمن الوطني األردني يرتكز على عدد من المرتكزات‬
‫واألركان‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬إن األمن الوطني األردني جزء ال يتج أز من األمن القومي العربي‪ ،‬يؤثر فيه ويتأثر به‬
‫سلبا وايجابا‪ ،‬مما يجعل صمود األردن ومنعته صمودا لألمة العربية ومنعتها‪.‬‬
‫‪ -‬إن السياسة األردنية تنطلق في مفهومها لألمن الوطني من إدراكها لمخاطر التجزئة‬
‫والتبعية‪ ،‬وما ينجم عن ذلك من مخاطر سياسية واقتصادية واجتماعية تهدد األمن‬
‫الوطني‪ ،‬األمر الذي يتطلب سياسة وطنية هدفها تأكيد االستقالل التام للدولة األردنية‬
‫من جوانبه جميعها‪ ،‬وتحصين المجتمع ومنعته‪ ،‬وتعميق معاني االنتماء والوالء‪.‬‬
‫‪ -‬إن تحقيق األمن الوطني يتطلب زيادة تعميق مفهوم االحتراف لألجهزة األمنية كافة‪ ،‬من‬
‫خالل توسيع قاعدتها‪ ،‬وتعزيز قدراتها وتطويرها‪ ،‬وتعبئة طاقات الوطن والشعب دعما‬
‫لها‪.‬‬
‫‪ -‬إن األمن االقتصادي واالجتماعي ركنان أساسيان من أركان األمن الوطني‪ ،‬وان أي‬
‫خرق لهذه الحالة يمثل تهديدا للمجتمع‪ .‬وهذا يستلزم زيادة قدرة الدولة في االعتماد على‬
‫مواردها الذاتية‪ ،‬وتمكينها من تلبية الحاجات األساسية للمواطنين‪ ،‬ومواجهة التحديات‬
‫التي تمثل تهديدا لألمن االقتصادي واالجتماعي كقضايا الفقر والبطالة والمياه وغيرها‪.‬‬
‫‪ -‬إن النهج الديموقراطي المترسخ في الحكم‪ ،‬يعد عنص ار أساسيا في تعميق روح االنتماء‬
‫للوطن وتعزيز الثقة بمؤسساته‪ ،‬واإلسهام في توطيد وحدة الشعب األردني‪ ،‬وحماية أمنه‬

‫‪4‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫الوطني‪ .‬ويمكن تحقيق ذلك بإتاحة أسباب المشاركة الحقيقية للمواطنين كافة‪ ،‬في إطار‬
‫من العدالة االجتماعية وتكافؤ الفرص‪.‬‬
‫‪ -‬إن الثبات واالتزان في العالقات الدولية‪ ،‬وينطلق األردن فيه من إيمانه بسيادته الوطنية‪،‬‬
‫وعدم التدخل في شؤون غيره‪ ،‬أو السماح لآلخرين بالتدخل في شؤونه‪ ,‬مرتك از على‬
‫قاعدة عريضة من العالقات الدولية المبنية على االحترام المتبادل‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أولويات األمن الوطني األردني‪.‬‬


‫تتحدد أولويات األمن الوطني في ظل الظروف السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫ويمكن اإلشارة في هذا الجانب إلى عدد من أولويات األمن الوطني األردني على مستويين‪،‬‬
‫داخلي وخارجي‪ ،‬أما الداخلي فيشمل‪:‬‬
‫‪ -‬الرسالة القومية للدولة األردنية وعروبة هويتها باعتبارها وريثة الثورة العربية الكبرى‪،‬‬
‫ونظام الحكم في األردن‪.‬‬
‫‪ -‬تماسك الجبهة الداخلية ورسوخ الوحدة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬تأصيل مفهوم دولة المؤسسات وحكم القانون‪.‬‬
‫‪ -‬وسطية الدولة األردنية وموقفها الثابت المتمثل برفض اإلرهاب والعنف والتطرف‪.‬‬
‫‪ -‬السعي إلى تحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬وتوزيع مكتسبات هذه التنمية بعدالة بين المواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬الثقة واالعتزاز بقدرات وامكانات ووعيه المواطن األردني‪.‬‬

‫أما المستوى الخارجي‪ ،‬فيشمل‪:‬‬


‫‪ -‬العمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية‪.‬‬
‫‪ -‬التصدي لظاهرة اإلرهاب والتنظيمات اإلرهابية‪.‬‬
‫‪ -‬الحل السياسي لألزمة السورية‪.‬‬
‫‪ -‬التطور الخاص بالعالقات األردنية العراقية‪.‬‬
‫‪ -‬الملف النووي اإليراني‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫خامسا‪ :‬دور المؤسسات الوطنية في تحقيق األمن الوطني والتنمية‪.‬‬


‫‪ .1‬المؤسسة العسكرية‪ :‬تُعد الموسسة العسكرية الركن األساس في األمن الوطني والتنمية‬
‫الوطنية؛ نظ ار للمهام المنوطة بها لتوفير األمن واالستقرار الداخلي وحمايته من األخطار‬
‫الخارجية‪ .‬وتتمثل هذه المؤسسة بما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬القوات المسلحة ( الجيش العربي)‬
‫إن السمة العسكرية القتالية هي المميزة لمنتسبي هذا الجيش‪ ،‬وان للقوات المسلحة‬
‫ار متميزة في التنمية الوطنية الشاملة؛ مثل مجال توفير الرعاية الصحية‬
‫(الجيش العربي) أدو ا‬
‫للمواطنين من خالل مستشفياتها المنتشرة في أنحاء المملكة‪ .‬وفي مجال التعليم تسهم القوات‬
‫المسلحة بتقديم الخدمة التعليمية والتثقيفية لشريحة واسعة من أبناء الوطن من خالل مدارس‬
‫الثقافة العسكرية‪ ،‬وتوفير التعليم الجامعي ألبناء العسكريين العاملين والمتقاعدين‪ .‬وللقوات‬
‫المسلحة دور مهم في عمليات اإلخالء واإلنقاذ في الظروف االستثنائية‪ .‬كذلك لسالح‬
‫الهندسة الملكي دور في إنشاء السدود الترابية في البادية األردنية‪ ،‬واستصالح األراضي‬
‫الزراعية‪ ،‬وشق الطرق الزراعية‪ .‬فضال عن دور القوات المسلحة في إعداد الكوادر الفنية‬
‫الماهرة والمدربة‪ .‬وال بد من اإلشارة هنا إلى الدور اإلنساني الذي تقوم به القوات المسلحة‬
‫األردنية خارج حدود الوطن والمتمثل في مهام حفظ السالم الدولية في مناطق متفرقة‪ ،‬فضال‬
‫عن تقديم الرعاية الصحية من خالل المستشفيات العسكرية في مناطق منكوبة من العالم‪.‬‬
‫ب‪ .‬مديرية األمن العام‪.‬‬
‫وتتمثل أهم مسؤوليات األمن العام بالمحافظة على األمن والنظام‪ ،‬وحماية األرواح‬
‫والممتلكات‪ ،‬ومنع الجرائم والعمل على اكتشافها والقبض على مرتكبيها وتقديمهم للعدالة‪،‬‬
‫وتنظيم حركة الدخول والخروج من المراكز الحدودية‪ ،‬ومراقبة وتنظيم حركة المرور على‬
‫الطرق‪ .‬ولألمن العام دور اجتماعي تقوم به إدارات متعددة أُنشئت لهذه الغاية لعل من‬
‫أهمها‪ :‬إدارة حماية األسرة‪ ،‬وادارة مكافحة المخدرات‪ ،‬واإلدارة الملكية لحماية البيئة‪ .‬وتم‬
‫إنشاء أقسام للشرطة المجتمعية في مديريات الشرطة المختلفة‪ ،‬وهي عبارة عن تنظيم شرطي‬
‫اجتماعي يرتكز على االتصال المباشر مع المجتمع المحلي‪ ،‬والتعاون ما بين المواطن ورجل‬
‫الشرطة للمحافظة على األمن‪ .‬وتم كذلك إنشاء مكتب المظالم وحقوق اإلنسان؛ بهدف‬
‫التحقق من سالمة اإلجراءات الشرطية وحسن تنفيذها بما يكفل العدالة والمساواة بين‬
‫المواطنين‪ ،‬وضمان عدم المساس بحرياتهم وحقوقهم الشخصية التي كفلها الدستور‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ج‪ .‬دائرة المخابرات العامة‪.‬‬


‫تأسست دائرة المخابرات العامة بموجب قانون المخابرات العامة رقم ‪ 24‬لعام‬
‫‪ ،1964‬وحدد القانون واجبات ومهام دائرة المخابرات العامة بحماية األمن الداخلي والخارجي‬
‫ويعين مدير المخابرات العامة من جاللة الملك بإرادة ملكية سامية حسب نص‬
‫للمملكة‪ُ ،‬‬
‫المادة ‪ 127‬من الدستور‪.‬‬
‫وتتمثل استراتيجية دائرة المخابرات العامة بموجب قانونها والتشريعات النافذة في المملكة‪،‬‬
‫بحماية األمن الوطني‪ ،‬من خالل المهام اآلتية‪ :‬جمع وتحليل المعلومات وتقديمها إلى صانع‬
‫القرار‪ ،‬ومقاومة التخريب الفكري الذي يولد فعال ماديا تخريبيا‪ ،‬ومقاومة أي محاوالت الختراق‬
‫المجتمع األردني‪ ،‬ومقاومة التخريب المادي‪ ،‬ومكافحة اإلرهاب أيا كانت أشكاله وأهدافه‬
‫ومصادره‪ ،‬ومكافحة التجسس‪ ،‬والقيام بالمهام والعمليات االستخبارية لضمان أمن المملكة‬
‫وسالمتها‪.‬‬
‫د‪ .‬المديرية العامة للدفاع المدني‪.‬‬
‫إن تأسيس المديرية العامة للدفاع المدني كان في عام ‪ ،1956‬حين تم إنشاؤها‬
‫كدائرة تابعة لمديرية األمن العام‪ ،‬إلى أن انفصلت عنها إداريا عام ‪ ،1970‬وفي عام ‪1978‬‬
‫انفصلت دائرة الدفاع المدني عن مديرية األمن العام ماليا وأصبح لها موازنتها الخاصة‪ .‬وفي‬
‫عام ‪ 1999‬صدر قانون آخر للدفاع المدني بهدف االستجابة إلى متطلبات الواقع األردني‬
‫ووضع الخطط الكفيلة بمواجهة األخطار بأسلوب علمي‪ ،‬وقد حدد القانون الجديد مهام‬
‫متعددة للمديرية العامة للدفاع المدني منها‪ :‬القيام بعمليات اإلطفاء واإلنقاذ‪ ،‬وحاالت‬
‫اإلسعاف الناتجة عنها‪ ،‬وتوفير وسائل وأدوات اإلنذار من الغارات الجوية والكوارث وتنظيمها‬
‫واإلشراف عليها‪ ،‬والتحقق من جاهزية المالجئ العامة لالستخدام‪ ،‬واإلشراف على إنشاء‬
‫محطات المحروقات ووكاالت توزيع الغاز السائل ومستودعاتها‪ ،‬وتدريب الفرق التطوعية‬
‫على أعمال الدفاع المدني من القطاعين الخاص والعام‪ ،‬والتحقق من توفر متطلبات الوقاية‬
‫ووسائل الحماية الذاتية ووسائل اإلنذار واإلطفاء للمحال التجارية والصناعية‪.‬‬
‫ه‪ .‬المديرية العامة لقوات الدرك‪.‬‬
‫تأسست المديرية العامة لقوات الدرك عام ‪ 2008‬وذلك حين أصدر جاللة الملك‬
‫توجيهاته السامية بتشكيلها وحدة أمنية مستقلة مرتبطة بو ازرة الداخلية‪.‬‬
‫وقد أشار قانون قوات الدرك وتعديالته لعام ‪ 2008‬إلى الهدف من إنشاء قوات‬
‫الدرك؛ والمتمثل بالمحافظة على استقرار األمن وتحقيق السيطرة على األوضاع واألعمال‬
‫كافة التي تمس السالمة العامة أو األمن الداخلي‪ ،‬وذلك من خالل‪ :‬المحافظة على األمن‬

‫‪7‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫والنظام‪ ،‬وفرض القانون حيثما اقتضى األمر ذلك‪ ،‬وتأمين الحماية الالزمة للهيئات‬
‫الدبلوماسية والمؤسسات الرسمية العامة والمنشآت ذات األهمية الخاصة‪ ،‬وتقديم اإلسناد‬
‫لألجهزة األمنية األخرى عند الحاجة‪ ،‬وأية واجبات أو مهام تتطلبها التشريعات النافذة ذات‬
‫العالقة أو تقتضيها الضرورة‪.‬‬
‫‪ .2‬المؤسسات االقتصادية‪ :‬وتتمثل هذه المؤسسات بما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ .‬وزارة الصناعة والتجارة‪.‬‬
‫أُنشئت أول و ازرة للصناعة والتجارة في األردن عام ‪ ،1952‬وقد ُعرفت الو ازرة عبر‬
‫تاريخها بأسماء مختلفة‪.‬‬
‫وتسعى الو ازرة إلى تحقيق دورها في التنمية واألمن الوطني‪ ،‬من خالل قيامها بمهام‬
‫متعددة منها‪ :‬تنمية وتطوير الصناعات المحلية وزيادة تنافسيتها‪ ،‬وتطوير وتحسين التجارة‬
‫الخارجية من السلع والخدمات‪ ،‬وتنظيم ومراقبة التجارة الداخلية والخارجية‪ ،‬وضبط األسواق‬
‫وحماية المستهلك‪ ،‬وتشجيع االستثمار وزيادته كما ونوعا‪.‬‬
‫ولتمكين الو ازرة من تأدية مهامها ومواكبة التطو ارت التي شهدها االقتصاد األردني‪ ،‬تم‬
‫إنشاء المؤسسات المتعددة المتخصصة التابعة للو ازرة‪ ،‬ومن أهمها‪ :‬مؤسسة المواصفات‬
‫والمقاييس‪ ،‬ومؤسسة المدن الصناعية‪ ،‬ومؤسسة تشجيع االستثمار‪ ،‬والمؤسسة االستهالكية‬
‫المدنية‪ ،‬وهيئة التأمين‪.‬‬
‫ب‪ .‬وزارة المالية‪.‬‬
‫أُنشئت أول و ازرة للمالية في األردن في عهد اإلمارة عام ‪ ،1921‬وبحكم قوانين‬
‫إنشاء هذه الو ازرة ارتبطت بها دوائر متعددة منها‪ ،‬دائرة الجمارك‪ ،‬ودائرة ضريبة الدخل‬
‫والمبيعات‪ ،‬ودائرة الموازنة العامة‪ ،‬ودائرة األراضي والمساحة‪ ،‬ودائرة اللوازم العامة‪.‬‬
‫وتتولى و ازرة المالية من خالل دوائرها المختلفة‪ ،‬عددا من المهام والواجبات منها‪:‬‬
‫وضع السياسة المالية للدولة ومتابعة تحقيق وتحصيل اإليرادات العامة وتوريدها للخزينة‪،‬‬
‫وادارة الدين العام الداخلي والخارجي‪ ،‬وتحقيق التكامل بين السياستين المالية والنقدية بما‬
‫يخدم االقتصاد الوطني‪ ،‬فضال عن توجيه االستثمار الحكومي بما يتفق مع السياسات المالية‬
‫والنقدية‪.‬‬
‫ج‪ .‬وزارة التخطيط والتعاون الدولي‪.‬‬
‫تقوم هذه الو ازرة بمهامها وواجباتها على ثالثة مستويات‪ ،‬أولها المستوى الوطني‪:‬‬
‫وذلك من خالل وضع الخطط على المدى المتوسط والطويل‪ ،‬ووضع برامج ومشاريع التنمية‬
‫بأنواعها المختلفة لتمثل خطط وبرامج عمل للحكومة‪ .‬ثانيها‪ ،‬المستوى المحلي‪ :‬وذلك من‬

‫‪8‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫خالل وضع السياسات الالزمة لمعالجة االختالالت في مجال التنمية الشاملة في مناطق‬
‫المملكة المختلفة‪ ،‬وتوجيه برامجها التنموية إلى المحافظات استنادا على الميزات النسبية‬
‫والفرص االستثمارية لكل محافظة‪ ،‬وبما يضمن توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع‬
‫ومتابعة القرار التنموي‪ ،‬وتمكين المواطنين والهيئات المحلية من تحديد احتياجاتهم وترتيب‬
‫أولوياتهم للنهوض بمجتمعاتهم المحلية‪ .‬ثالثها‪ ،‬المستوى الدولي‪ :‬وذلك من خالل سعي‬
‫الو ازرة إلى توفير التمويل الالزم من منح‪ ،‬وقروض ميسرة‪ ،‬ومساعدات فنية لتنفيذ البرامج‬
‫والمشاريع التنموية ذات األولوية وفقا للخطط والبرامج التنموية للحكومة األردنية‪ ،‬وتسعى‬
‫الو ازرة وبالتعاون مع الجهات المانحة إلى تنسيق عملية توزيع التمويل المتاح جغرافيا‬
‫وقطاعيا‪.‬‬
‫د‪ .‬وزارة الزراعة‪.‬‬
‫وتسهم و ازرة الزراعة والمؤسسات المرتبطة بها في دور كبير في تحقيق التنمية ودعم‬
‫األمن الوطني؛ من خالل رسم السياسات الزراعية وتحديثها وتنفيذها‪ ،‬وتقوم الو ازرة من خالل‬
‫المركز الوطني للبحث واإلرشاد الزراعي‪ ،‬بالعمل على زيادة اإلنتاج الزراعي وتنويعه‬
‫وتجويده بهدف تحقيق االكتفاء الذاتي مع الحفاظ على التوازن البيئي واستدامة الموارد‪،‬‬
‫واجراء البحوث التطبيقية الزراعية والنشاطات اإلرشادية‪ .‬وتسهم و ازرة الزراعة من خالل‬
‫مؤسسة اإلقراض الزراعي في تمويل أنشطة ومشروعات في القطاع الزراعي في مجال‬
‫إدخال التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬وتشجيع الزراعات المحمية ذات التقنيات الحديثة بهدف الترشيد‬
‫في استهالك المياه المستخدمة في الزراعة‪ ،‬فضال عن تقديم التمويل الستصالح األراضي‬
‫وتنمية الثروة الحيوانية‪.‬‬
‫هـ‪ .‬وزارة المياه والري‪.‬‬
‫وتضم تحت مظلتها سلطتي المياه ووادي األردن‪ ،‬وقد حظي قطاع المياه باهتمام‬
‫كبير من القيادة الهاشمية‪ ،‬فهو يمثل الركيزة األساسية لتطوير القطاعات التنموية كافة‪،‬‬
‫ولتحقيق األمن الوطني بشكل عام واألمن المائي بشكل خاص‪ ،‬وتقوم الو ازرة بدورها في هذا‬
‫الجانب؛ من خالل االهتمام المتزايد بقطاع المياه واالستغالل األمثل للمتوفر منها‪ ،‬وتحديث‬
‫شبكات الرصد المائي‪ ،‬ومراقبة نوعية المياه السطحية والجوفية‪ ،‬ومعالجة المياه العادمة‬
‫واستخدامها لألغراض الزراعية‪ ،‬إضافة إلى إنشاء السدود والحفائر‪.‬‬
‫و‪ .‬وزارة الطاقة والثروة المعدنية‪.‬‬
‫وعهد إلى هذه الو ازرة عملية التخطيط الشامل لقطاع الطاقة والثروة المعدنية‪ ،‬ووضع‬
‫السياسات العامة والتأكد من تنفيذها بما يحقق األهداف الوطنية لهذا القطاع‪ ،‬وتتمثل أهم‬

‫‪9‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫واجبات ومهام و ازرة الطاقة بتوفير النفط الخام والمشتقات النفطية الالزمة للقطاعات‬
‫االستهالكية بأقل تكلفة‪ ،‬والعمل على توفير الطاقة الكهربائية بصورة مستمرة وبأفضل‬
‫المعايير والمواصفات‪ ،‬وتطوير واستغالل مصادر الطاقة المحلية وزيادة إسهامها في خليط‬
‫الطاقة الكلي‪ ،‬وتحسين كفاءة الطاقة واستخدامها وصوال إلى تحسين نوعية الخدمة المقدمة‬
‫إلى المستهلك‪ ،‬وتهيئة الفرصة للقطاع الخاص وتشجيعه على االستثمار في قطاع الطاقة‬
‫والثروة المعدنية‪ ،‬و تخفيف أعباء تكاليف صناعة الطاقة واستيرادها عن ميزانية الدولة‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن اإلطار المؤسسي لقطاع الطاقة يشمل فضال عن و ازرة‬
‫الطاقة والثروة المعدنية‪ ،‬هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن‪ ،‬ومؤسسات قطاع الكهرباء؛ وهي‬
‫المؤسسات التي تُعنى بتوليد ونقل وتوزيع الكهرباء داخل المملكة‪ ،‬ومؤسسات قطاع البترول‬
‫والغاز والخامات المعدنية‪ ،‬وهى المؤسسات التي تتولى عملية التنقيب عن البترول والغاز‬
‫والخامات المعدنية داخل المملكة وكذلك عمليات تكرير النفط الخام‪ ،‬وهيئة الطاقة الذرية‬
‫األردنية؛ التي تهدف إلى نقل االستخدامات السلمية للطاقة النووية إلى األردن وتطويرها‬
‫لتوليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه واستخدامها في المجاالت الزراعية والطبية والصناعية‪.‬‬
‫‪ .3‬المؤسسات التربوية والتعليمية‪.‬‬
‫تتمثل هذه المؤسسات في مدارس و ازرة التربية والتعليم‪ ،‬وفي الجامعات والمعاهد‬
‫التابعة لو ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬ويشار في هذا الجانب إلى أن عدد المدارس في‬
‫العام الدراسي ‪ 2017 /2016‬قد بلغ حوالي ‪ 7227‬مدرسة‪ ،‬وبلغ عدد الطلبة حوالي‬
‫‪ 1992481‬طالبا وطالبة‪ ،‬فيما بلغ عدد المعلمين حوالي ‪ 126262‬معلما ومعلمة‪ ،‬أما‬
‫الجامعات والمعاهد فقد بلغ عددها ‪ 72‬جامعة ومعهدا‪ ،‬وبلغ عدد الطلبة في العام الدراسي‬
‫‪ 2016/2015‬حوالي ‪ 310019‬طالبا وطالبة‪ ،‬أما عدد أعضاء هيئة التدريس فقد بلغ‬
‫حوالي ‪ 11983‬مدرسا ومدرسة‪ ،‬وتسعى هذه المؤسسات إلى تحقيق فلسفة التربية والتعليم‬
‫في األردن المنبثقة من‪ :‬الدستور األردني‪ ،‬والحضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬ومبادئ الثورة‬
‫العربية الكبرى‪ ،‬والتجربة الوطنية األردنية‪.‬‬
‫وتسهم المؤسسات التربوية والتعليمية في تحقيق التنمية واألمن الوطني من خالل‬
‫قيامها بواجباتها‪ ،‬التي يتمثل أهمها بتعزيز االنتماء الوطني والقومي‪ ،‬وتعميق العقيدة‬
‫اإلسالمية وقيمها الروحية واألخالقية‪ ،‬وخلق ثقافة وطنية مشتركة بما يسهم في تعميق الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬ووضع السياسات لحماية الشباب من االنحراف والجريمة‪ ،‬وتنمية القيم النبيلة لديهم‪،‬‬
‫فضال عن تعزيز دور الجامعات بوصفها منارات لإلبداع وحرية التفكير والتعبير بعيدا عن‬

‫‪10‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫التعصب أو التبعية‪ ،‬واعداد القيادات المهنية المتخصصة القادرة على نشر العلم والمعرفة‬
‫والتوعية الوطنية في جوانب الحياة المختلفة‪.‬‬
‫‪ .4‬االستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية ‪.2025-2016‬‬
‫تم إعداد هذه االستراتيجية تلبية لتوجيهات ملكية سامية تضمنتها رسالة وجهها جاللة‬
‫الملك عبد اهلل الثاني عام ‪ 2015‬إلى رئيس الوزراء عبد اهلل النسور لتشكيل لجنة وطنية لتنمية‬
‫الموارد البشرية‪ ،‬وقد استأنست هذه اللجنة عند إعدادها لالستراتيجية بالمبادرات االستراتيجية‬
‫الفاعلة‪ ،‬التي شملت رؤية األردن ‪ ،2025‬واالستراتيجية الوطنية للتشغيل‪ ،‬وال شك بأن تحقيق‬
‫أهداف هذه االستراتيجية سيسهم في تحقيق التنمية المستدامة التي تنعكس على التطور في‬
‫المجاالت المختلفة‪.‬‬
‫أ‪ .‬رؤية االستراتيجية‪ :‬تتمثل رؤية االستراتيجية بأن تحقيق االزدهار في الدول التي تفتقر‬
‫إلى الموارد الطبيعية كاألردن مثال‪ ،‬يعتمد بشكل كبير على القدرات البشرية ومؤهالتها‪،‬‬
‫التي تحققت بفعل التعليم المتميز ومخرجاته النوعية‪ ،‬فنجد أن االستثمار في التعليم يأتي‬
‫على رأس األولويات الوطنية األردنية‪ ،‬وانعكس ذلك على اإلنجازات التي حققتها مسيرة‬
‫التعليم في األردن وتفوقت من خاللها على كثير من دول اإلقليم‪.‬‬
‫إال أن مسيرة التعليم في األردن قد شهدت مؤخ ار تراجعا ملحوظا‪ ،‬إذ لم تعد‬
‫مخرجاتها بالمستوى الذي يلبي متطلبات التنمية في األردن أو القدرة على المنافسة إقليميا‬
‫وعالميا‪ ،‬وثمة مؤشرات على ذلك منها‪ :‬معدالت االلتحاق والتقدم في الدراسة‪ ،‬ونتائج‬
‫االمتحانات المدرسية‪ ،‬ونسبة الطلبة المتسربين‪ ،‬ومعدالت توظيف الخريجين وأهليتهم‬
‫إليجاد فرصة عمل‪ ،‬األمر الذي يؤكد عدم نجاعة نظام التعليم في تحقيق الطموحات‬
‫المرجوة؛ لذلك جاءت التوجيهات الملكية بتشكيل اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية‪،‬‬
‫التي عهد إليها مهمة تشخيص الواقع ومعرفة أسباب االختالالت وايجاد أفضل الحلول‬
‫لمعالجتها‪.‬‬
‫ب‪ .‬محاور االستراتيجية‪ :‬تناولت االستراتيجية محاور متعددة تم تشخيصها ودراسة‬
‫االختالالت والتحديات التي تواجهها‪ ،‬وتقديم الحلول الفضلى لمعالجتها‪ ،‬وسنشير فيما‬
‫يلي إلى أهم ما جاء في هذه المحاور‪:‬‬
‫‪ -‬محور التعليم المبكر وتنمية الطفولة‪ :‬يمثل التعليم في هذه المرحلة أساسا في تطوير‬
‫شخصية الطفل وتفكيره ثم إعداده للمرحلة اآلتية من التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬محور التعليم األساسي والثانوي‪ :‬يمثل التعليم في هذه المرحلة فرصة إلطالق‬
‫اإلمكانيات الكامنة في الطفل وتحقيق أهدافه‪ ،‬وتنمية حب التعلم والقيم الوطنية‬

‫‪11‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫واكتساب المعارف والمهارات والخبرات عالية القيمة‪ ،‬فضال عن الحصول على‬


‫المؤهالت الجوهرية واالستعداد لمستقبل أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬محور التعليم والتدريب المهني والتقني‪ :‬في هذا المحور أكدت االستراتيجية على‬
‫أهمية وجود نظام متطور للتعليم والتدريب المهني والتقني‪ ،‬ويشار إلى أن األردن‬
‫حقق تقدما واضحا في هذا المجال‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك هناك تصورات سلبية عن‬
‫التعليم والتدريب المهني والتقني‪ ،‬إذ ُينظر إليه من الطلبة وأُسرهم على أنه مسار من‬
‫الدرجة الثانية للتعليم‪ ،‬وبالنتيجة يفضلون التعليم األكاديمي والجامعي‪ ،‬مع ما قد‬
‫يالزم ذلك من فترات طويلة من التعطل بعد التخرج ‪.‬‬
‫‪ -‬محور التعليم العالي‪ :‬أشارت االستراتيجية في هذا المحور إلى ضرورة مواجهة‬
‫االختالالت التي تواجه مسيرة التعليم العالي في األردن ومنها‪ :‬أن التشريعات ما‬
‫زالت غير مستقرة وال ترتقي إلى مستوى تشكيل منظومة متكاملة للتعليم الجامعي وال‬
‫زالت غير قادرة على معالجة الفجوات واالختالالت جميعها‪ ،‬وأن أسس قبول الطلبة‬
‫تعيق ضمان ُمدخالت مالئمة لمتطلبات التعليم الجامعي‪ ،‬فضال عن تدني الدعم‬
‫المالي للجامعات لتلبية احتياجات التعليم‪ ،‬واستمرار الفجوة بين ُمخرجات التعليم‬
‫العالي واحتياجات سوق العمل‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن البحث العلمي ما زال غير‬
‫قادر على تقديم نتائج ملموسة على صعيد التطوير والتنمية واالبتكار‪ ،‬والبيئة‬
‫الجامعية مازالت تشهد اختالال وال تحقق التفاعل اإليجابي بين عناصرها‪.‬‬
‫ج‪ .‬أهداف االستراتيجية‪ :‬تسعى االستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية إلى تحقيق‬
‫األهداف اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬التحقق من حصول األطفال جميعا على تعليم مبكر عالي الجودة وتجارب تُسهم في‬
‫تطويرهم واالرتقاء بجاهزيتهم لاللتحاق بمرحلة التعليم األساسي‪ ،‬فتؤمن لهم الحياة‬
‫الصحية والرفاهية في المستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان حصول الطلبة جميعهم على تعليم منصف يتميز بذي كفاءة وجودة عاليتين‬
‫يشمل طلبة المرحلتين األساسية والثانوية‪ ،‬وبما يضمن الحصول على مخرجات تعليمية‬
‫فاعلة ومتماشية مع متطلبات الحياة وسوق العمل‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق زيادة كبيرة في أعداد الشباب والبالغين ممن يمتلكون المهارات الفنية والتقنية‬
‫المتوافقة مع احتياجات سوق العمل وتمكنهم من الحصول على وظائف مناسبة‪ ،‬وتفتح‬
‫المجال أمامهم للدخول في عالم ريادة األعمال‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ -‬الحرص على إتاحة الفرصة العادلة لاللتحاق والحصول على تعليم عال بتكاليف مناسبة‬
‫وذي جودة عالية‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬التحديات المعاصرة‪.‬‬
‫يواجه األردن كغيره من الدول على امتداد قارات العالم‪ ،‬تحديات داخلية وخارجية‬
‫متعددة؛ تؤثر في أمنه الوطني وتعيق مسيرة التنمية فيه‪ ،‬وتختلف هذه التحديات من دولة إلى‬
‫أخرى تبعا لظروف كل منها‪ ،‬ويصبح من الواجب على هذه الدول مواجهة تلك التحديات ضمن‬
‫خطط استراتيجية واقعية واضحة المعالم‪ ،‬ومحددة بإطار زمني‪ ،‬واالبتعاد كليا عن ثقافة ترحيل‬
‫التحديات أو التعامل معها بأسلوب الفزعة‪ ،‬ومن أهم هذه التحديات‪:‬‬

‫‪ .1‬التحديات االقتصادية‬
‫يعد األردن من الدول ذات االقتصاد الصغير‪ ،‬وقليلة الموارد الطبيعية‪ ,‬عدا عن كونه‬
‫من الدول التي تتأثر بشكل واضح بتداعيات األزمات التي تحدث محليا واقليميا ودوليا‪،‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك فقد شهد االقتصاد األردني تطورات اقتصادية ملحوظة تمثل أهمها‬
‫بزيادة الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وزيادة مستوى دخل الفرد‪ ،‬وانشاء بنية تحتية متميزة من طرق‬
‫ومياه وكهرباء‪ ،‬وأصبحت له مكانة مرموقة بين دول العالم في مجال تقديم الخدمات الصحية‬
‫والتعليمية وادارة الموارد البشرية واألمن وغيرها‪ .‬إال أن ذلك ال ينفي وجود تحديات اقتصادية‬
‫متعددة انعكست بشكل سلبي على جوانب الحياة المختلفة‪ ،‬يتمثل أهمها بما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬البطالة‪.‬‬
‫وهي ظاهرة اقتصادية واجتماعية‪ ،‬تكمن خطورتها فيما تحمله بين طياتها من‬
‫بذور تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬وتمثل تهديدا واضحا ألمن المجتمع‬
‫واستم ارره‪ ،‬وتتمثل البطالة بالحالة التي يكون فيها الفرد قاد ار على العمل وراغبا فيه‪،‬‬
‫لكنه ال يجد العمل واألجر المناسبين‪ .‬ويعاني األردن من مشكلة البطالة‪ ،‬إذ تشير‬
‫دائرة اإلحصاءات العامة إلى أن معدل البطالة وصل حتى الربع األول من عام‬
‫‪ 2018‬إلى ‪ ،%18.4‬ويعود ذلك إلى أسباب متعددة منها‪:‬‬
‫‪ -‬العزوف عن التشغيل الذاتي؛ وذلك بسبب ضعف النوافذ التمويلية الحكومية‬
‫الالزمة لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫‪ُ -‬مخرجات التعليم ال سيما في مرحلة التعليم الجامعي ال تتواءم واحتياجات‬
‫السوق‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ -‬ارتفاع معدالت النمو السكاني ال يتناسب و معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬


‫‪ -‬ازدياد معدالت العمالة الوافدة‪ ،‬التي تقبل بأجر أقل مما تقبله العمالة األردنية‪.‬‬
‫‪ -‬قلة الموارد الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬الوضع السياسي في بعض دول الجوارغير مستقر‪.‬‬
‫وقد لجأت الحكومة إلى اإلجراءات والتدابير المتعددة للحد من البطالة والتخفيف من‬
‫آثارها السلبية‪ ،‬وتمثلت هذه اإلجراءات بما يلي‪:‬‬
‫كبير من العاطلين عن العمل‬
‫‪ -‬التوسع في برامج التأهيل والتدريب‪ ،‬ال سيما أن عددا ا‬
‫يعانون من تدني مستوى التأهيل والتدريب‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على جذب االستثمارات؛ األمر الذي من شأنه توفير فرص العمل المتعددة‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة مواءمة ُمخرجات التعليم ال سيما التعليم الجامعي مع احتياجات السوق‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط مستويات العمالة الوافدة‪ ،‬وتحديد القطاعات المسموحة لهم للعمل فيها‪.‬‬
‫‪ -‬دعم المشاريع التنموية اإلنتاجية للعاطلين عن العمل‪.‬‬
‫ب‪ .‬الطاقة‬
‫ُيعد قطاع الطاقة أكبر القطاعات عبئا على االقتصاد األردني‪ ،‬وذلك الفتقار الدولة إلى‬
‫المصادر المحلية للطاقة األحفورية (النفط‪ ،‬والغاز‪ ،‬والفحم الحجري)‪ ،‬أو عدم استغالل المتوفر‬
‫منها (الصخر الزيتي)‪ ،‬واالعتماد الكبير على استيرادها من الخارج‪ ،‬إذ يستورد األردن ما يزيد‬
‫عن ‪ %95‬من احتياجاته من الطاقة‪ ،‬وبما يشكل ‪ %10‬من الناتج المحلي اإلجمالي لعام‬
‫‪ ،2017‬ويواجه قطاع الطاقة تحديات كبيرة منها الطلب المتزايد على الطاقة‪ ،‬ومخاطر التقلبات‬
‫في أسعارها‪ ،‬فضال عن احتماالت انقطاع إمدادات الطاقة المستوردة كما حدث مع الغاز‬
‫المصري‪.‬‬
‫ولمواجهة تلك التحديات‪ ،‬تم تطوير استراتيجية وطنية شاملة لقطاع الطاقة للفترة التي‬
‫امتدت من عام ‪ 2015‬وحتى عام ‪ ،2025‬كان من أبرز أهدافها تنويع مصادر الطاقة مع زيادة‬
‫نسبة المصادر المحلية في خليط الطاقة الكلي؛ لتصل في عام ‪ 2025‬إلى ‪ .%40‬ومن أهم‬
‫المؤشرات على جدية الحكومة في هذا الشأن ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬متابعة تنفيذ مشروع بناء خط أنابيب لتصدير النفط العراقي عبر األراضي األردنية إلى‬
‫ميناء التصدير في العقبة بطاقة تصديرية تبلغ مليون برميل يوميا‪.‬‬
‫‪ -‬إنجاز مشاريع الطاقة الشمسية المتعددة ومن أهمها‪ :‬مشروع شمس معان لتوليد الطاقة‬
‫ويعد هذا المشروع األضخم من نوعه في‬‫الكهربائية بوساطة الخاليا الكهروضوئية‪ُ ،‬‬
‫الشرق األوسط‪ .‬وتم توليد الطاقة الكهربائية باستغالل الطاقة الشمسية في مناطق‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫األزرق‪ ،‬والمفرق‪ ،‬ومخيم الزعتري‪ ،‬والقويرة‪ ،‬فضال عن تركيب عدد من أنظمة الطاقة‬
‫الشمسية وربطها على شبكات توزيع الكهرباء في قطاعات مختلفة منها‪ :‬المنازل‪،‬‬
‫والمدارس‪ ،‬والجامعات‪ ،‬والمساجد‪ ،‬والمؤسسات التجارية والصناعية‪ ،‬والبنوك‪،‬‬
‫والمستشفيات‪ ،‬وغيرها)‪.‬‬
‫‪ -‬توليد الطاقة الكهربائية باستغالل طاقة الرياح بقدرة ‪ 197‬ميجاواط‪ /‬ساعة‪ ،‬من خالل‬
‫مشروع طاقة الرياح في الطفيلة بقدرة ‪ 117‬ميجاواط‪/‬ساعة‪ ،‬ومشروع استغالل طاقة‬
‫الرياح في معان بالقرب من جامعة الحسين بقدرة ‪ 80‬ميجاواط‪/‬ساعة‪.‬‬
‫‪ -‬تحقق في عام ‪ 2017‬القفل المالي لبناء أول محطة لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام‬
‫الحرق المباشر للصخر الزيتي بقدرة ‪ 470‬ميجاواط‪/‬ساعة‪ ،‬وبكلفة وصلت إلى ‪2.2‬‬
‫مليار دينار أردني‪ ،‬ومن المتوقع تشغيل المشروع عام ‪.2020‬‬
‫‪ -‬ترشيد استهالك الطاقة في القطاعات المختلفة‪ ،‬من خالل برنامج القطاع المنزلي‪،‬‬
‫وبرنامج دعم القطاع الصناعي‪ ،‬وبرنامج دعم دور العبادة بالتعاون مع و ازرة األوقاف‪،‬‬
‫وبرنامج دعم الفنادق‪ ،‬وبرنامج تدفئة المدارس الحكومية‪.‬‬
‫ج‪ .‬المديونية‬
‫بدأ األردن في التوجه نحو التمويل الخارجي منذ قيام المملكة‪ ،‬إذ كان أول قرض خارجي‬
‫عام ‪ 1950‬مع بريطانيا التي كانت مصدر اإلقراض الوحيد آنذاك‪ ،‬وامتد اإلقتراض حتى وصل‬
‫إلى أكثر من ‪ 26‬مليار دينار عام ‪ 2016‬وبنسبة ( ‪ % 95.1‬من الناتج المحلي اإلجمالي)‪.‬‬
‫ومن التحديات االقتصادية األخرى التي تواجه األردن‪:‬‬
‫‪ -‬انخفاض حجم المساعدات الخارجية وال سيما المساعدات العربية‪ .‬وانخفاض عائدات‬
‫إيرادات القطاع السياحي الذي تأثر سلبا بأحداث الربيع العربي‪.‬‬
‫‪ -‬تحمل أعباء اللجوء السوري (‪ ،)2011-2018‬الذي شكل ضغطا على الموازنة العامة‬
‫للدولة‪ ،‬خصوصا في ظل عدم التمويل الكامل لخطة االستجابة لألزمة السورية من‬
‫المجتمع الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬االستمرار في السياسة المالية القائمة على فرض المزيد من الضرائب‪.‬‬

‫‪ .2‬التحديات السياسية‪ :‬ويتمثل أهمها بــ‪:‬‬


‫أ‪ .‬اإلرهاب‬
‫لقد تعرض األردن لإلرهاب منذ تأسيس الدولة‪ ،‬وال زال التهديد قائما‪ ،‬ال سيما وأن معظم‬
‫التنظيمات اإلرهابية أصبحت على حدوده مع كل من العراق وسوريا‪ ،‬ولذلك قامت الدولة األردنية‬

‫‪15‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫باتخاذ إجراءات متعددة لمواجهة هذا التحدي تمثلت بما يأتي‪ :‬على الجانب التشريعي‪ ،‬قامت‬
‫الحكومة األردنية عام ‪ 2001‬بإصدار قانون معدل لقانون العقوبات األردني‪ ،‬الذي فرض بموجبه‬
‫عقوبات مشددة على أي فعل أو عمل ُيعد من وجهة نظر القانون من األفعال اإلرهابية‪ ،‬وتضمن‬
‫القانون نصوصا تجرم وتعاقب األشخاص الذين يشكلون عصابات أو مجموعات بقصد القيام‬
‫بأعمال إرهابية‪ .‬وقامت الحكومة في عام ‪ 2006‬بإقرار قانون منع اإلرهاب‪ ،‬الذي ُعد بحد ذاته‬
‫قانونا وقائيا واحت ارزيا‪ .‬وفي عام ‪ 2007‬قامت الحكومة األردنية بإصدار سلسلة من اإلجراءات‬
‫والقوانين لمكافحة غسيل األموال التي تُعد أحد روافد تمويل اإلرهاب‪ .‬وأقرت الحكومة األردنية‬
‫عام ‪ 2014‬الخطة الوطنية لمواجهة التطرف‪ ،‬التي حددت من خاللها مسؤوليات الو ازرات‬
‫المختلفة في مواجهة خطر التطرف واإلرهاب‪.‬‬
‫أما على الجانب الديني واالجتماعي واالقتصادي‪ ،‬فقد أصدرت الحكومة األردنية ‪ -‬في‬
‫سبيل حماية المجتمع من االنجرار إلى الجماعات اإلرهابية أو تقديم المساعدة لها أو دعمها ‪-‬‬
‫عددا من اإلجراءات منها‪ :‬إطالق رسالة عمان عام ‪ 2004‬التي أكدت على عدد من القضايا‬
‫المهمة منها محاربة اإلرهاب‪ ،‬وقامت الحكومة بإجراءات مختلفة عبر و ازراتها المتعددة لمواجهة‬
‫آفة اإلرهاب‪ ،‬فعلى سبيل المثال قامت و ازرة األوقاف بإعداد خطة مواجهة الفكر المتطرف من‬
‫خالل تشكيل لجان خاصة لتفعيل الدعوة واإلرشاد وبيان صورة اإلسالم السمحة‪ ،‬وتوجيه أئمة‬
‫وزرة‬
‫المساجد إلى إجراء لقاءات توعوية وارشادية لتحصين الشباب المسلم‪ .‬من جانبها قامت ا‬
‫التنمية االجتماعية بمراقبة إجراءات حصول الجمعيات على الدعم الخارجي من حيث‪ :‬مصدره‪،‬‬
‫سينفق عليها‪ .‬وقامت و ازرة التربية والتعليم في عام ‪2016‬‬
‫ومقداره‪ ،‬وطريقة استالمه‪ ،‬والغاية التي ُ‬
‫بتعديل بعض المناهج المدرسية لضمان خلوها من أي فكر متطرف قد يحفز الطلبة على‬
‫اإلرهاب‪ .‬أما و ازرة الثقافة فقد قامت بوضع النشاطات الشبابية المتعددة للتعريف بالتطرف ومدى‬
‫أفكار متطرفة عبر‬
‫ا‬ ‫خطورة اإلرهاب‪ .‬ومن جانبها قامت و ازرة االتصاالت بمراقبة المواقع التي تبث‬
‫اإلنترنت‪.‬‬

‫أما الجانب األمني فقد قامت الحكومة بوضع السياسات المتعددة الهادفة إلى تحقيق‬
‫األمن‪ ،‬أهمها‪ :‬تشديد إجراءات إصدار البطاقات الشخصية وجوازات السفر ضمن المعايير‬
‫الدولية؛ لضمان عدم تزويرها من الجماعات اإلرهابية‪ ،‬واتخاذ عدد من اإلجراءات التي تسهم في‬
‫تسهيل عملية تبادل المعلومات ما بين األجهزة األمنية األردنية ونظيراتها في الدول األخرى‪ .‬ومن‬
‫جانب آخر قامت و ازرة الداخلية ممثلة بمديرية األمن العام باتخاذ إجراءات متعددة لإلسهام في‬
‫مكافحة اإلرهاب والحد من آثاره‪ ،‬إذ تم اإلعالن عن ظاهرة األكواخ األمنية المنتشرة في المناطق‬

‫‪16‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المختلفة‪ ،‬وكذلك المحطات األمنية المنتشرة على الطرق الواصلة بين المدن األردنية المختلفة‪،‬‬
‫وقامت و ازرة الداخلية بوضع خطط جديدة وبرامج إلصالح نزالء السجون‪ ،‬ال سيما الجماعات‬
‫الدينية المتشددة‪ ،‬من خالل عزلهم عن باقي النزالء؛ لضبط محاولة نشر أفكارهم المتطرفة‪،‬‬
‫والعمل على إعادة تأهيلهم‪.‬‬
‫الصراع اإلقليمي‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫إن األردن وبحكم موقعه الجغرافي‪ ،‬يتأثر تأث ار كبي ار باألحداث السياسية المحيطة به‪ ،‬وهو‬
‫أنموذج للدولة اإلقليمية الصغيرة المحاطة ببيئة تتسم بقدر كبير من عدم االستقرار‪ ،‬وهذا يدفعه‬
‫إلى السعي بجدية إلى إيجاد حالة من األمن واالستقرار‪ ،‬والقضاء على أشكال الصراع ومصادره‬
‫كافة‪ .‬وتشكل القضية الفلسطينية أهم التحديات اإلقليمية التي تواجه الدولة األردنية‪ ،‬وعليه فإن‬
‫األردن يحرص على إيجاد حل عادل ونهائي يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية على التراب‬
‫الفلسطيني‪ ،‬مع إدراك أن مخرجات وصيغ الحل على مساس مباشر بمصالح األردن وأمنه‪.‬‬
‫صور متعددة منها ما عرف‬
‫ا‬ ‫ومن التحديات كذلك مواجهة الخطر الصهيوني الذي اتخذ‬
‫في األدبيات السياسية بنظرية الوطن البديل‪ ،‬التي تقوم على أساس تهجير الشعب الفلسطيني‪،‬‬
‫وجعل األردن موطنا له‪ ،‬وذلك على الرغم من توقيع اتفاقية السالم األردنية اإلسرائيلية‪ ،‬التي‬
‫اعترفت إسرائيل بموجبها بكيان الدولة األردنية وسيادتها‪ ،‬وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته‬
‫على ترابه الوطني‪.‬‬
‫ومن التحديات اإلقليمية أيضا األزمة السورية بكل تداعياتها السياسية‪ ،‬واألمنية‪،‬‬
‫واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬وتأكيد األردن الدائم أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد إلنهاء‬
‫األزمة السورية‪.‬‬
‫ومن التحديات اإلقليمية كذلك تنامي الدور اإليراني في المنطقة من خالل تعزيز نفوذها‬
‫في كل من العراق وسوريا ولبنان‪ ،‬ومحاوالت اختراقها لبعض الدول التي تتواجد بها الطوائف‬
‫الشيعية‪ ،‬وهو ما بدت آثاره واضحة في اليمن من خالل دعم الحوثيين‪.‬‬
‫ج‪ .‬الوحدة الوطنية‪.‬‬
‫تُعد الوحدة الوطنية من أهم مرتكزات األمن الوطني‪ ،‬لذلك يحرص األردن على مواجهة‬
‫احترم حقوق المواطنة‪ ،‬وتعزيز مبدأ االنتماء والوالء‬
‫هذا التحدي من خالل تعزيز روح المواطنة‪ ،‬و ا‬
‫للوطن وقائده‪.‬‬
‫د‪ -‬االستمرار في النهج الديموقراطي والتنمية السياسية‪.‬‬
‫يرى القائمون على النظام في األردن أن مسألة الديموقراطية والتنمية السياسية هي أولوية‬
‫في أجندته السياسية؛ بهدف إشراك فئات المجتمع كافة في عملية صنع القرار‪ ،‬وفي هذا الجانب‬

‫‪17‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫فإن األردن يواجه تحدي تعميق الديموقراطية كنظام حكم‪ ،‬وثقافة سياسية‪ ،‬ومنهج إدارة الصراعات‬
‫االجتماعية والسياسية‪ ،‬وحل النزاعات بصورة سلمية بما يسهم في تحقيق األمن الوطني‪.‬‬
‫‪ .3‬التحديات االجتماعية‪ :‬يواجه األردن تحديات اجتماعية متعددة انبثقت من جملة التغييرات‬
‫السياسية واالقتصادية التي تعرض لها األردن‪ ،‬ومن أهم هذه التحديات‪:‬‬
‫أ‪ .‬الفقر‪.‬‬
‫ُيعد الفقر ظاهرة ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية‪ ،‬وال يكاد يخلو منها مجتمع من‬
‫المجتمعات‪ ،‬ويتمثل مفهوم الفقر بعدم مقدرة الشخص على توفير الدخل الالزم لتلبية الحاجات‬
‫األساسية (الغذاء‪ ،‬والمأوى‪ ،‬والملبس‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والصحة‪ ،‬والنقل) التي تمكنه من أداء عمله‬
‫بصورة مقبولة‪ .‬وقد أشارت الدراسات المتعددة إلى نوعين من نسب الفقر في األردن وهما‪:‬‬
‫‪ -‬الفقر المطلق‪ ،‬ويتمثل بعدم استطاعة المواطن من خالل دخله إشباع الحد األدنى من‬
‫احتياجاته األساسية المتمثلة بالغذاء‪ ،‬والمسكن‪ ،‬والملبس‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والصحة‪،‬‬
‫والمواصالت‪.‬‬
‫المدقع‪ ،‬وهو الذي يتمثل بعدم استطاعة المواطن من خالل دخله إشباع الحاجات‬ ‫‪ -‬الفقر ُ‬
‫الغذائية المتمثلة بعدد معين من السعرات الحرارية التي تمكنه من مواصلة الحياة‪.‬‬

‫وبناء على آخر بيانات مسح لنفقات ودخل األسرة في األردن‪ ،‬الذي أجري عام ‪،2010‬‬
‫تم احتساب خط الفقر المطلق بما قيمته ‪ 814‬دينا ار للفرد في السنة‪ ،‬وعليه فقد بلغت نسبة الفقر‬
‫في األردن لعام ‪ ،)% 14.4( 2010‬وتعزى أسباب ارتفاع معدل الفقر في األردن إلى ما يلي‪:‬‬
‫انعدام االستقرار السياسي في الدول المجاورة وانعكاساته السلبية على االقتصاد األردني‪،‬‬
‫وانخفاض حجم المساعدات العربية واألجنبية‪ ،‬وسياسات التقشف التي تنتهجها الحكومة نتيجة‬
‫ارتفاع عجز الموازنة والدين العام‪ ،‬وسوء إدارة الموارد‪ ،‬وارتفاع مستوى تكاليف المعيشة‪ ،‬وزيادة‬
‫الضرائب بشكل مباشر وغير مباشر‪ ،‬ورفع الدعم عن السلع والخدمات األساسية‪ ،‬وارتفاع معدل‬
‫البطالة‪.‬‬
‫إن السياسات االقتصادية الحكومية تؤدي أحيانا إلى انزالق فئات سكانية إلى ما دون‬
‫خط الفقر‪ ،‬وتقوم و ازرة التنمية االجتماعية ‪ -‬الجهة المختصة ‪ -‬بالحد من ظاهرة الفقر‪ ،‬من‬
‫خالل صندوق المعونة الوطنية الذي يتولى إدارة برامج المساعدة االجتماعية المتعددة‪ ،‬وتسعى‬
‫الحكومة إلى الحد من الفقر من خالل استراتيجيات يمولها المانحون‪ ،‬وتتكون هذه االستراتيجيات‬
‫من برامج لتطوير البنى التحتية واجراءات لتحسين اإلنتاجية الهادفة إلى تحفيز الفقراء على‬
‫تطوير بدائل لكسب الرزق‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ب‪ .‬إصالح منظومة القيم االجتماعية‪.‬‬


‫تتحدد من خالل القيم االجتماعية طبيعة العالقة بين الفرد والفرد‪ ،‬والفرد والمجتمع‪ ،‬والفرد‬
‫والدولة‪ ،‬وهذا يتطلب إعادة بناء الثقافة السياسية التي تتمثل في توجهات وآراء األفراد تجاه دورهم‬
‫السياسي‪ ،‬وتجاه اآلخرين‪ ،‬وتجاه نظامهم السياسي‪ ،‬وهذا يتطلب بدوره إعادة النظر في مؤسسات‬
‫التنشئة السياسية واألدوار التي تقوم بها في مجال التنشئة الوطنية‪.‬‬

‫‪ .4‬التحديات البيئية‪.‬‬
‫لعل أهمها‪:‬‬
‫أ‪ .‬العجز المائي‪.‬‬
‫يندرج األردن ضمن أفقر عشر دول في العالم في موارده المائية‪ ،‬إذ ينخفض معدل‬
‫استهالك الفرد في هذه الدول عن ‪1000‬م‪ 3‬سنويا‪ ،‬ويمثل هذا الرقم حد الفقر العالمي لحصة‬
‫الفرد من المياه‪ ،‬مع مالحظة أن حصة المواطن األردني من المياه ال تتجاوز ‪ 100‬م‪ ،3‬ويعود‬
‫ذلك إلى عوامل متعددة‪ ،‬أهمها‪ :‬محدودية الموارد المائية بسبب شح األمطار‪ ،‬وارتفاع كلفة توفير‬
‫المياه‪ ،‬وتزايد عدد السكان‪ ،‬والهجرات القسرية من الدول المجاورة‪ ،‬واالعتداء على مصادر المياه‪،‬‬
‫واالستخراج الجائر للمياه الجوفية‪ ،‬فضال عن اعتداء إسرائيل على حصة األردن من مياه نهري‬
‫األردن واليرموك‪.‬‬
‫ولمواجهة تحديات العجز المائي‪ ،‬أنجزت الحكومة المشاريع االستراتيجية المتعددة‪،‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬مشروع جر مياه الديسي‪ :‬إذ تم البدء بالتشغيل عام ‪ ،2014‬ويهدف المشروع إلى تزويد‬
‫عمان والمحافظات األخرى بكميات إضافية من المياه‪.‬‬
‫‪ -‬مشروع الناقل الوطني واعادة التوزيع‪ :‬إذ تم البدء بالتشغيل عام ‪ ،2017‬ويهدف‬
‫المشروع إلى نقل المياه من الجنوب مرو ار بالوسط وانتهاء بالشمال‪ ،‬ومن محافظة إلى‬
‫أخرى عند الحاجة‪ ،‬وقد قدرت تكاليف المشروع بحوالي ‪ 172‬مليون دينار‪ ،‬وسيتم من‬
‫خالله نقل ‪ 30‬مليون م‪ 3‬من المياه سنويا‪.‬‬
‫السمر لمعالجة المياه العادمة واعادة استخدامها في‬
‫ا‬ ‫‪ -‬خطة لتوسعة مشروع محطة الخربة‬
‫األغراض الزراعية‪ ،‬وبتكلفة تصل إلى ‪ 200‬مليون دوالر‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير وتحديث شبكة الرصد المائي‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ -‬خطة تنفيذ مشروع قناة البحرين‪ :‬من خالل إنشاء قناة تربط بين البحر األحمر والبحر‬
‫الميت؛ لتحقيق جملة من األهداف تخدم األمن الوطني األردني من توفير مياه وتوليد‬
‫طاقة كهربائية‪.‬‬

‫ب‪ .‬تلوث الهواء‪.‬‬


‫ُيعد تلوث الهواء أسرع أشكال التلوث البيئي انتشا ار؛ وذلك بفعل حركة الرياح‪ ،‬واألردن‬
‫كغيره من الدول يتعرض لحاالت تلوث خطيرة لها انعكاسات سلبية على حياة اإلنسان‪ ،‬وسالمة‬
‫البيئة‪.‬‬
‫وتتمثل أهم مصادر تلوث الهواء في األردن بثالثة مصادر‪ ،‬أولها مصادر ثابتة‪ :‬وهي‬
‫الصناعات االستخراجية كالفوسفات واإلسمنت واألسمدة‪ ،‬والصناعات التحويلية‪ :‬كمصفاة‬
‫البترول‪ ،‬ومحطات توليد الطاقة الكهربائية‪ ،‬وحرق النفايات الصلبة‪ ،‬ومحطات معالجة المياه‬
‫العادمة‪ .‬ثانيها مصادر متحركة‪ :‬وتشمل وسائط النقل المختلفة‪ .‬ثالثها مصادر طبيعية‪ :‬وتشمل‬
‫العواصف الترابية والحرائق وغيرها‪.‬‬
‫وفي ظل تفاقم مشكلة تلوث الهواء استوجب األمر اتخاذ إجراءات متعددة للحد منها‪،‬‬
‫مثل زيادة االهتمام بكفاءة االحتراق الداخلي لوقود المركبات‪ ،‬واستخدام وسائل تكنولوجية حديثة‬
‫للتخفيف من انبعاث الغازات من المصانع‪ ،‬وزيادة المساحات الخضراء‪ ،‬واتباع أساليب علمية‬
‫للتخلص من النفايات‪ ،‬وتطوير نظام النقل للحد من االزدحام المروري‪ ،‬وانشاء المجمعات‬
‫الصناعية بعيدا عن المدن‪.‬‬
‫ج‪ .‬التصحر‪.‬‬
‫ُيعد التصحر من أهم التحديات البيئية في األردن‪ ،‬إذ تبلغ نسبة األراضي الصحراوية‬
‫وشبه الصحراوية حوالي ‪ %81‬من مساحته‪ ،‬فيما تبلغ نسبة األراضي المهددة بالتصحر حوالي‬
‫‪ .%16‬وتعود أهم أسباب التصحر في األردن إلى عوامل طبيعية تتمثل بطبيعة المناخ الجاف‬
‫اجع‬
‫لألردن‪ ،‬وهناك عوامل مرتبطة باألنشطة البشرية ومنها الزحف العمراني العشوائي‪ ،‬وتر ُ‬
‫الحرجية؛ بسبب التحطيب غير المسؤول والرعي الجائر‪ ،‬فضال عن الضخ‬
‫مساحة األراضي ُ‬
‫الجائر للمياه الجوفية‪.‬‬
‫وكنتيجة لتلك التحديات ظهرت الحاجة إلى ضرورة حماية البيئة والحفاظ عليها‪ ،‬فتم‬
‫تأسيس المؤسسة العامة لحماية البيئة‪ ،‬التي أصبحت فيما بعد و ازرة البيئة‪ ،‬وبناء على توجيهات‬
‫ورؤى جاللة الملك وتحقيقا لرسالة و ازرة البيئة‪ ،‬واستنادا إلى الحاجة الماسة لتحقيق األمن البيئي‪،‬‬
‫تم إنشاء اإلدارة الملكية لحماية البيئة‪ ،‬التي تولت مسؤولية ضبط الجرائم البيئية‪ ،‬وحماية الغابات‬

‫‪20‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫والتنوع األحيائي البري والبحري‪ ،‬والحد من التلوث‪ ،‬وحماية المصادر المائية والمحميات‬
‫الطبيعية‪ ،‬والمشاركة في نشر الوعي البيئي‪.‬‬
‫‪ .5‬التحديات الثقافية‬
‫تتمثل أهمية الثقافة في أنها تمنح مجتمعا ما شخصيته المتميزة‪ ،‬والثقافة األردنية تميزت‬
‫بأنها مستمدة من قيم عقيدتنا اإلسالمية السمحة‪ ،‬ومبادئنا‪ ،‬ونظمنا‪ ،‬وتاريخنا‪ ،‬وتراثنا‪،‬‬
‫وخصوصيتنا الوطنية‪ .‬وتواجه الثقافة األردنية تحديات متعددة منها‪:‬‬
‫أ‪ .‬العولمة الثقافية‪ :‬إذ تتجه ثقافة الدول المتقدمة نحو تنميط الثقافات األخرى‪ ،‬وادخالها في‬
‫إطارها الخاص‪ ،‬بالوسائل المختلفة مثل‪ :‬تقنيات االتصال الحديث‪ ،‬ونشر المفاهيم‬
‫والقناعات‪ ،‬واستخدام وكاالت األنباء والخبراء واألفالم وغيرها)؛ مما يشكل خط ار على‬
‫الثقافات األخرى‪ ،‬وتهديدا لهويتها الحضارية‪.‬‬
‫ب‪ .‬ارتفاع نسبة األمية الثقافية والتكنولوجية‪ :‬فعلى الرغم من ازدياد الجامعات والمدارس‬
‫ودور العلم ومراكز البحث والتطوير‪ ،‬إال أن الواقع يسجل ارتفاعا مذهال في األمية‬
‫ويقصد باألمية الثقافية‪ :‬غياب النظرة الشاملة للكون واإلنسان‬
‫الثقافية والتكنولوجية‪ُ .‬‬
‫والحياة‪ ،‬وضعف المعرفة العامة بأحوال المجتمع وتاريخه ومشكالته‪ ،‬والعجز عن‬
‫التحليل النقدي لمشكالته المتجددة واقتراح الحلول المناسبة لها‪ .‬أما األمية التكنولوجية‬
‫فيقصد بها‪ :‬ضعف القدرة على مواجهة المشكالت وحلها بطرق علمية صحيحة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وضعف المهارات أو غيابها في التعامل مع اآلالت واألجهزة الحديثة‪.‬‬
‫ج‪ .‬حالة اإلحباط التي يعيشها المثقف تجعله غير قادر على القيام بما تمليه عليه رسالة‬
‫الثقافة المتمثلة بصياغة منظومة فكرية من القيم اإلنسانية‪ ،‬وانصرافه إلى البحث عن‬
‫لقمة العيش في ظل أوضاع اقتصادية صعبة‪.‬‬
‫د‪ .‬ضعف القيم الروحية واألخالقية التي تعد األساس في الثقافة العربية واإلسالمية‪ ،‬وأبرز‬
‫هذه القيم‪ :‬تكريم اإلنسان‪ ،‬قال تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم)‪ ،‬سورة اإلسراء‪ :‬آية رقم ‪،70‬‬

‫والعدل‪ ،‬لقوله تعالى ( إن الله يأ ُم ُر بالعدل واإلحسان)‪ ،‬سورة النحل‪ :‬آية ‪ ،90‬ورفعُ‬
‫الظلم قال تعالى (واللهُ ال ُيحب الظالمين)‪ ،‬سورة آل عمران‪ :‬آية ‪ ،57‬ومن القيم أيضا‬
‫المساواة والتسامح والحرية وغيرها الكثير‪.‬‬
‫ه‪ .‬اللغة العربية‪ :‬هي لغتنا الوطنية‪ ،‬ولغة التعليم العام‪ ،‬ومع ذلك فإنها تواجه تحديات‬
‫متعددة‪ ،‬منها ما يتعلق بضعف محتوى المادة التعليمية‪ ،‬فضال عن احتواء هذا المحتوى‬
‫على أخطاء لغوية ونحوية‪ ،‬وعدم عناية المدرسين باستعمال اللغة الفصيحة أو حتى‬
‫السليمة مع الطلبة‪ ،‬واهمال استعمال اللغة العربية‪ ،‬وتسلل كم هائل من المفردات‬

‫‪21‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور الخامس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ف اللغة العربية ويحو ُل دون تطورها‬


‫األجنبية إليها‪ ،‬وال شك أن استمرار هذا الوضع ُيضع ُ‬
‫ونموها‪ ،‬األمر الذي سينعكس سلبا على الثقافة العربية‪.‬‬
‫و‪ .‬محدودية مشاركة القطاع الخاص في تمويل األنشطة الثقافية‪.‬‬
‫ويمكن مواجهة تلك التحديات من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬إيجاد ثقافة وطنية شاملة بأبعادها العربية واإلسالمية واإلنسانية‪ ،‬ومقاومة محاوالت‬
‫طمس وتشويه ثقافتنا العربية واإلسالمية‪.‬‬
‫االهتمام باللغة العربية ألنها لغة القرآن‪ ،‬ولغة الخطاب في الجنة‪ ،‬ولغة سيدنا آدم عليه‬ ‫‪-‬‬
‫السالم هي الوعاء الذي يحفظ تراث األمة وهويتها‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة صياغة السياسات التربوية والتعليمية؛ لمواكبة العصر‪.‬‬
‫‪ -‬استيعاب التدفق الثقافي العالمي واعادة صياغته بما يتفق مع ثقافتنا‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المحور السادس‬

‫المجتمع األردني‬

‫إعداد د‪ .‬إيمان الحسين‬

‫فف د للءجتءففم ءففل أمطففر أهءيففخ خل ففخ لءفهفف‬ ‫أختلففع ملءففل أجتءففلع ملففر ف محففع‬

‫قم جغم في‬ ‫لءجتءم‪ ،‬ولكن لءشتمك في ف محع لءجتءم أنه جء مخ أو جء ملت ف يش في‬

‫و ح فمبط بينهل مالقلت جتءلميخ و دحنيخ وفشتمك في ثقلفخ شتمكخ‪.‬‬

‫معنى ذلك أن هناك مقومات أساسية للمجتمع منها‪:‬‬

‫‪ .1‬جء مخ ن لنلس حش مون بأنهم حك ن ن وح ة و ح ة ولهل أه ف و صللح شتمكخ‪.‬‬

‫كلأع ضففي‬ ‫ورضي ففخ أع‬ ‫‪ .2‬نطففل جغم فففي حجءففم أفففم د لءجتءففم و جءلملفففه‪ ،‬فللتوففلعح‬
‫لزع ميخ أو لص م أو لجضلل أو لثمو ت لطضي يخ كلهل فؤثم في حيلة النسلن ‪.‬‬

‫في أعدن وأثمهل ملر رضي خ حيلة لسكلن )‬ ‫( ثلل ‪ :‬فن ع لتولعح‬

‫‪ .3‬وج د نظل حسءح أمول لءجتءم بللت ضيممن آع ئهم‪.‬‬

‫‪ .4‬ل لد ت و لتقللي و لقيم و أمم ف لتي ف كم وف جه سل كيلت أفم د وفشكل ثقلفخ لءجتءم‬

‫وف د ه حته‪.‬‬

‫لءجتءم‪ ،‬في حفين أن بنفل لءجتءفم‬ ‫إن لت محع نع لذكم حءكن م ٌ ه ف محفل أسلسيل لءفه‬

‫لء ني ح ني ف ءيق ل حء قم ريخ وفف يل سلطخ لقفلن ن‪ ،‬لفذلك ففإن لءجتءفم لءف ني مضفلعة مفن‬

‫جء مخ ن لضنر لسيلسيخ و القتصلدحخ و الجتءلميفخ و لقلن نيفخ و لثقلفيفخ‪ .‬ومليفه ففإن لءجتءفم‬

‫لءففف ني حتكففف ن فففن لءؤسسفففلت إنتلجيفففخ و ل حنيفففخ و لت ليءيفففخ و لنقلبفففلت بأن مهفففل و أحفففز‬

‫و الف لد ت وغيمهل ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫خصائص المجتمع االردني‬

‫ح ف لءجتءففم أعدنففي جتء ففل تجلنسففل ملففر لففمغم ففن لهجففم ت لقسففمحخ لءتتللي فخ ملففر‬

‫أعدن‪ ،‬لتفففي أثفففمت ملفففر لتمكيفففم لففف حء غم في لفففأعدن‪ ،‬وأكسفففضته ي صفففيخ تءيفففزة نتيجفففخ‬

‫و نلبت يتر ‪.‬‬ ‫الختالر و لتز وج لق حم و ل حث بين مم‬

‫لءسفففلء ن لغللضيفففخ ل ظءفففر فففن لسفففكلن‪ ،‬فوفففال مفففن لءسفففي يين ل فففم‬ ‫وحشفففكل ل فففم‬

‫و لشيشفلن‪ ،‬لفذحن هفلجمو فن بفالد لقفقفلس ؛ فن أجفل ل ففلع ملفر‬ ‫و أع ن‪ ،‬وكفذلك لشفمك‬

‫بلف ن‬ ‫دحنهم إسال ي ب أن فم إحتالل بالدهفم فن قف ت عوسفيل لقيصفمحخ‪ ،‬و سفت رن ب ف‬

‫ل رن ل مبي نهل أعدن‪ .‬أ ل بلقي لسكلن فيتشكل ن أجنلس أخمى كلل عوز و لنف ع وآخفمحن‬

‫فتءيز لءجتءم أعدني بللتن ع‪.‬‬

‫وكفل لنظل لسيلسي و الجتءلمي للجءيم ل محخ الجتءلميخ و ل حنيخ مقيف ة و ءلعسفخ؛ ءفل‬

‫لطق س و ل لد ت و لتقللي ‪.‬‬ ‫يتهم و لتفمد في ب‬ ‫سلم هم في ل فلع ملر خص‬

‫ولل شلئمحخ دوعفي لءجتءم أعدنفي ك حف ت فنظيءيفخ أجتءلميفخ ففي عفل ضف ع نظءفلت‬

‫دوع هءل في سيمة لءجتءم أعدني‪ ،‬سيلسفيل و جتءلميفل و قتصفلدحل‬ ‫لءجتءم لء ني ‪ .‬لأحز‬

‫وثقلفيل ‪.‬‬

‫ونظم أن لم بطخ لقضليخ هي أق ى‪ ،‬فق فشكلت لتقللي و ل لد ت و لقيم ل يلفيخ بنل مليهل‬

‫لفتففم ت ر حلفخ‪،‬‬ ‫فلفك لتففي ف جفه سفل ك أفففم د وفشففكل ثقففلفتهم نتيجفخ ف ففلحش ب وففهم فم ب ف‬

‫وبللتللي فللءجتءم أعدني ملد فه وفقلليف ه الجتءلميفخ لء عوثفخ لتفي أسفهءت ففي فشفكيل ه حتفه‬

‫و يزفه من لءجتء لت أخمى ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ن ل فلد ت و لتقلليف كءصفطلح و حف ‪،‬‬ ‫ظم أفم د لءجتء لت حسفت‬ ‫وملر لمغم ن أن‬

‫إال أن هنلك إختالفل بينهءل؛ فءثال حتم ف محفع ل فلد ت الجتءلميفخ ملفر أنهفل أف فلل ففتم ءلعسفتهل‬

‫بص عة تكفمعة حفمضفهل لءجتءفم ملفر أففم ده‪ ،‬وقف ففم ف عثهفل فن جيفل إلفر جيفل ‪ ،‬و فن هفذه‬

‫ل لد ت ل ه إحجلبي و نهل ل ه لسلضي ‪ ،‬فءن ل لد ت إحجلبيخ في لءجتءفم أعدنفي‪ ،‬حسفن‬

‫لويلفخ و لتكلفل الجتءلمي وغيمهل‪.‬‬

‫ل يفلع ت لنلعحفخ و لءضللغفخ ففي أففم‬ ‫ل لد ت لسلضيخ لتي ففم ف عثهفل ‪ ،‬إرفال‬ ‫أ لب‬

‫وغيمهل‪ ،‬وحءكن للتمبيخ أن ف ءل ملر فنقيخ ل لد ت و لء عوثفلت لثقلفيفخ لسفلضيخ ‪ .‬كءفل‬ ‫و أفم‬

‫أن لل لءخ‪ ،‬وللتكن ل جيل ل حثخ‪ ،‬ولأوضلع أقتصلدحخ‪ ،‬أثم كضيفم ففي إحف ث لتغييفم لسفمحم‬

‫في ل لد ت إحجلبيخ نهل و لسلضيخ ‪.‬‬

‫فيءل حءكفن ف محفع لتقلليف بأنهفل ف عوث ثقفلفي ففم ف عثفه مضفم أجيفلل وأ فضح كفللءم جم‬

‫لق حءخ لتي ن تفظ بهل ون تز بهل وفمس ت وف لت إلر ءلعسلت جتءلميخ لهل كلنفخ لق سفخ‬

‫أنهل ف فظ هيضخ لجءلمخ‪ ،‬لذلك ن لص م فغييمهل‪ ،‬ون ن ن د إليهل من ل لجخ ‪.‬‬

‫ونظم للتط ع ت ل لءيخ و لتكن ل جيخ و ل لءخ لتي أدت إلر لتأثيم لسمحم ملر لثقلففلت‪،‬‬

‫وطمحن أحيلنل إلر فضمحم فصمفلفهم لأبنل ف ت‬ ‫وأفسلع لفج ة بين أجيلل‪ ،‬فق أ ضح البل‬

‫سففءر ل فففلد ت و لتقلليففف ‪ ،‬حيففث إن كثيفففم فففن لءءلعسفففلت فصفف ع دون ومفففي‪ ،‬نتيجفففخ نشفففأفهم‬

‫ل فلد ت و لتقلليف لسفل يخ؛ ب جفخ النفتفل‬ ‫أبنل ال حتقضلف ن ب ف‬ ‫الجتءلميخ‪ ،‬ومليه فإن ب‬

‫فل فم رخفمحن‪ ،‬ملءفل أن إنفتفل ملفر ل فللم ال حءكفن أن ح فللع ل فلد ت‬ ‫لتكن ل جي‪ ،‬و لت‬

‫فل فم‬ ‫و لتقللي إحجلبيخ في يي ‪ ،‬وبللتللي فإنه ن لوموعي أن حكف ن لففمد قفلدع ملر لت‬

‫ثخ و لمبط م لق ب ون أن حوم أو حقلل ن ذ فه أو ن يفأن أسفمفه أو جتء فه أو حصف ع‬ ‫ل‬

‫‪3‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫أن حسفيم‬ ‫منفه أي ف فل حسفي إلفر لء تقف ت لسفلئ ة‪ ،‬وحج لفه حن فمف مفن لءسفلع لذي حفتفم‬

‫مليه ى ل يلة‪.‬‬

‫ولكل رضقخ في لءجتءم فقللي هل ل ل فخ‪ ،‬كلإحتففلالت ففي لءنلسفضلت الجتءلميفخ و لجلهفلت‬

‫و لءه ع وغيمهل ‪.‬‬

‫أ ل القيم فهي لتي ف جه سل ك إنسلن وفنظم مالقلفه بلالخمحن و ن أبمز لقيم الجتءلميخ‬

‫في أعدن لكم ‪ ،‬و لتسل ح‪ ،‬و لت لون وغيمهل ‪.‬‬

‫واصُُحا ‪ :‬ه ا ماات ف اااتت‬ ‫مرااتم ا‬ ‫الع ُرف لغ ُ ‪ :‬ماات ارااتلي الااس في ااتا هااو ااتتفا‬

‫اه ياس‬ ‫يا ل‬ ‫في تا‪ ،‬ستل ف الس من هرل شتع بل ‪ ،‬أ يفظ ارتله ف إط قس اى مر ى خات‬

‫اات ساامتع ظيااا فيافااظ هااتيرلي‪ :‬ماات لرلهااس في ااتا ها ا ‪ ،‬وبللتففللي‬ ‫هااو اللغُ ‪ ،‬ال لابااتتل رلاال‬

‫فففلأمم ف ق ف فصففضح فشففمح لت؛ أنهففل ف كففم لءجتءففم‪ ،‬و ل فمف فففي جتء نففل أحيلنففل أق ف ى ففن‬

‫لقلن ن‪ ،‬كللجل ة ثال ‪.‬‬

‫ونتيجففخ للتط ف ع ت لسيلسففيخ و القتصففلدحخ وفغييففم لتمكيففم لضنففلئي للءجتءففم و ل لء فخ فءففن‬

‫م ع قيءي بفين لقفيم لسفلئ ة و لقفيم لج حف ة ( كفلإختالر فثال أوف لفيم إنفلث‬ ‫لطضي ي أن حنشأ‬

‫ومءل لءمأة )‪ ،‬ءل أثمفي أخال و لسل كيلت ‪.‬‬

‫المجتمع األردني‬

‫أوال‪ :‬السكان في األردن وفقا ألماكن سكنهم‬

‫أ‪.‬سكان البادية األردنية‬

‫‪4‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ ،‬وحتض ف ن إد عحففل إلففر‬ ‫وهففم لضف و‪ ،‬وحقسففء ن إلففر بف و لشففءلل‪ ،‬وبف و ل سففط وبف و لجنف‬

‫لء لفظلت الفيخ ( لءفم ‪ ،‬و عب ‪ ،‬و ل ل ءخ‪ ،‬و لدبل‪ ،‬و لطفيلخ‪ ،‬و لكمك‪ ،‬و لن ‪ ،‬و ل قضخ )‪.‬‬

‫ولسكلن لضلدحخ لهجخ فءيزهم من غيمهم‪ ،‬وحتءسك ن بلل لد ت و لتقللي لض وحخ أ يلخ‪.‬‬

‫يشتهم ملر فمبيخ أغنل و إبل فقط ‪ ،‬إال أنه نذ نهلحخ لستينيلت‬ ‫لق أمتء لض و سلبقل في‬

‫ففخ‬ ‫ففن لقففمن ل شففمحن‪ ،‬عهففمت هففن ج حفف ة وأنءففلر مءففل فتءثففل بلل عففلئع ل ك ي فخ و ل‬

‫فالت و الفصفلل‬ ‫لت و إ متءلد ملر ل خل لثلبت‪ ،‬نتيجخ لتط ع وسلئل لء‬ ‫ل سكمحخ و ل‬

‫لزع ميفخ و نتشفلع‬ ‫و نتشلع لطم‬ ‫وعبط لقمى و لتجء لت لسكلنيخ لض وحخ م ب وهل لض‬

‫لت لءل و لكهمبل ‪.‬‬ ‫لت ل ك يخ و هل ب‬ ‫ل ل‬ ‫لت ليم ‪ ،‬وفجهيز لء عس‪ ،‬وو‬

‫ب‪ .‬سكان الريف‬

‫يشتهم ملر لزع مخ وفمبيفخ‬ ‫وهم لذحن حقطن ن لقمى و أعحلف‪ ،‬حيث متء و سلبقل في‬

‫لءليففيخ فقففط‪ ،‬إال أن فه نتيجففخ للتط ف ع ت لتنء ح فخ وف ف فيم جءيففم ل ف لت‪ ،‬أ ففضح سففكلن لمحففع‬

‫ح ءل ف ن فففي لءجففلالت كلفففخ ‪ ،‬ملءففل أن هنففلك نسففضخ كضيففمة ففن سففكلن لمحففع هففلجمو وال ز ل ف‬

‫حهلجمون إلر لء ن؛ رلضل لل لم و ل ءل ن أجل ف سين عموفهم لء يشيخ‪.‬‬

‫ل ف لت ففي‬ ‫لقمى أ ض ت تصلخ م لء ن لمئيسخ‪ ،‬وأ فض ت ب ف‬ ‫كءل نج أن ب‬

‫لت لء ج دة في لء حنخ‪.‬‬ ‫م د ن لقمى لقمحضخ ن لء ن فولهي ل‬

‫ج‪ .‬سكان المدن‬

‫وهم ل وم‪ ،‬حيث حشكل ن لنسضخ أكضم ن سكلن أعدن ‪ ،‬وحقطن ن لءف ن أعدنيفخ ثفل‬

‫( مءففلن‪ ،‬و لسففلط‪ ،‬و عبف ‪ ،‬و لدبففل‪ ،‬و ل قضففخ‪ ،‬وجففم ‪ ،‬ومجلف ن‪ ،‬و لكففمك‪ ،‬و لزعقففل ‪ ،‬و لطفيلففخ‪،‬‬

‫و لءفم ‪ ،‬و لم ثل‪ ،‬و لم يفخ‪ ،‬وغيمهل ن لء ن أعدنيخ)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫لت و لنشلرلت القتصفلدحخ و لسيلسفيخ‬ ‫لء ن نلرق جلذبخ للسكلن نتيجخ لتءمكز ل‬ ‫وف‬

‫لت بين لء ن و لمحع و لضلدحخ ق‬ ‫و إد عحخ فيهل‪ .‬إال أنه في لسن ت أخيمة فإن لفج ة في ل‬

‫فقلصت كءل ذكمنل نفل‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬السكان في األردن وفقا ألنواع التركيب السكاني وحجمه‬

‫وفقل لت د لسكلن و لءسلكن لذي أجمفه د ئمة الحصل ت ل ل خ مل ‪ ،2015‬بلغ إجءفللي‬

‫لسكلن لذحن فم م هم ف ال ‪ 9,531,712‬نسءخ ‪ ( ،‬نسضخ لسكلن أعدنيين ‪ ،%69.4‬بينءل فضلغ‬

‫نسضخ غيم أعدنيين ح لي ‪ %30‬ن إجءللي لسكلن ‪ ،‬نصفهم فقمحضفل فن لسف عحين وحضلفغ ‪1.3‬‬

‫لي ن نسءخ بينءل حضلغ م د لءصمحين ح لي ‪ 660‬ألفل نسءخ) ‪،‬‬

‫وذلك ح ني أن م د سكلن لءءلكخ أعدنيخ نذ ستينيلت لقمن ل شمحن‪ ،‬ق فولمع أكثم‬

‫فففن مشفففم م ت خفففالل خءسفففخ وخءسففف ن مل فففل‪ .‬وكلنفففت لزحفففلدة أكضفففمخالل ل قففف لءلضفففي‪،‬‬

‫ل لنء لسكلني في أعدن خفالل لفتفمة فن مفل ‪2004‬‬ ‫ل نذ مل ‪ ،2011‬فق بلغ‬ ‫وخص‬

‫حتر مل ‪ 2015‬حف لي ‪ %5.3‬سفن حل‪ .‬وح ف د هفذ العفففلع ففي لء ف ل إلفر لهجفم ت لقسفمحخ‬

‫ف ل لنء ف لسففن ي لأعدنيففين ‪ %3.1‬سففن حل قلبففل ‪ %18‬لغيففم‬ ‫للءءلكففخ‪ ،‬حيففث كففلن‬ ‫و للج ف‬

‫أعدنيين‪ .‬وبلغ ت سط حجم السمة ‪ 4,82‬فمد ‪ ،‬وبءقلعنخ ت سط حجفم أسفمة بللت ف د ت نففخ‬

‫لت عحجي خالل ل ق د أعب خ أخيمة‪.‬‬ ‫لذكم‪ ،‬حتضين أن حجم أسمة أستءم بلإن فل‬

‫وح ل ف زحم لسكلن حسم لء لفظلت بنل ملر ف د مل ‪ 2015‬فق فجفلوز مف د لسفكلن‬

‫لء لفظخ أكثفم جفذبل‬ ‫لفظخ ل ل ءخ أعب خ الحين نسءخ؛ وح د ذلك إلر أن ل ل ءخ ف‬ ‫في‬

‫لأعدنيففين وللقففلد ين إلففر لءءلكففخ ففن غيففم أعدنيففين‪ .‬وكففذلك فقفف أعففففم نصففيم لء لفظففلت‬

‫‪6‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ل لالجئين لسف عحين ثفل‪ :‬إعبف و لءففم ‪ ،‬وذلفك ملفر حسفل‬ ‫لءستقضلخ لغيم أعدنيين وخص‬

‫لء لفظلت لتي لم فستقضل أم د كضيمة‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬السكان والتنمية‬

‫إن مففف د لسفففكلن و ل صفففلئل لسفففكلنيخ و القتصفففلدحخ و ففف الت لنءففف لسفففكلني و لت زحفففم‬

‫لجغم في لهم حؤثمفي إ كلنلت لتنءيخ بشكل مل ‪ ،‬وملر فمص ف سفين ن ميفخ ل يفلة‪ ،‬و ل ف فن‬

‫لفقم؛ وذلك أن ل القفخ بفين لسفكلن و لتنءيفخ مالقفخ ففلمليفخ‪ .‬فللزحفلدة لسفكلنيخ غيفم لء عوسفخ‬

‫الت لفقم وذلك إن لفم حكفن هنفلك إسفتثءلع وف عيفع لءف عد‬ ‫فؤدي إلر ض ع لتنءيخ وزحلدة‬

‫لضشمحخ بللشكل لص يح‪.‬‬

‫ت ج همحف ٍخ نفذ نتصفع لقففمن لءلضفي ففي لج نفم لءجتء يففخ‬


‫لقف يفه ت لءءلكفخ فغيفم ٍ‬

‫ل في لج نم ل حء غم فيخ‪ ،‬ءل أدى إلر نتقلل لءجتءم لسكلني في أعدن فن‬ ‫كلفخ‪ ،‬وخص‬

‫القتم‬ ‫لءمفف خ إلر ست حلت أقل أعففلمل‪ ،‬يكلت في جء مهل ؤيم ن‬ ‫ست حلت إنجل‬

‫ن ل خ ل في محلخ النتقلل ل حء غم في و فل حتمففم ملفر ذلفك فن فم فخ سفكلنيخ فتءيفز‬

‫كضيفم ففي نسفضخ لسفكلن ففي‬


‫ٍ‬ ‫في نسضخ أرفلل دون سن ‪ 15‬فن مف د لسفكلن‪ ،‬وفز حف ٍ‬ ‫بلالن فل‬

‫أمءلع لءنتجخ‪.‬‬

‫فل هفي‪ :‬إنجفل و ل فيفلت‬ ‫إن لتغيم ت لسكلنيخ في لءجتء لت فك ن نتيجخ فأثيم ثالثخ م‬

‫و لهجمة‪ .‬ففللتغيم لطضي في للسفكلن حتءثفل بفللفم بفين لء ليف و ل فيفلت‪ .‬أ فل وكءفل ه ل فلل ففي‬

‫أعدن فللهجمة فؤدي دوع حلسءل في لنء لسكلني كضقيخ ل ول لءستقضلخ للءهلجمحن‪.‬‬

‫وبللتللي فإن لنء لسكلني = لتغيم لطضي ي ( لء لي – ل فيلت) ‪ ( +‬لفي لهجمة)‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫عناصر النمو السكاني‬

‫‪ .1‬اإلنجاب‬

‫ح ففمف إنجففل بأنففه‪ :‬قف عة لففزوجين ملففر إنجففل أرفففلل أحيففل ‪ .‬ولففه لف وع أكضمفي لتغيففم‬

‫لكلفي خفالل لفتفمة‬ ‫ف ل إنجفل‬ ‫ل لذي يه ه‬ ‫لءت‬ ‫لسكلني في أعدن‪ ،‬ونتيجخ لالن فل‬

‫فن (‪ ) 5.3‬رففال للءفمأة ففي‬ ‫ف ل إنجفل‬ ‫لز نيخ ن مل ‪ – 1976‬لر مفل ‪ ،2012‬إن فف‬

‫فن‬ ‫مل ‪ 1976‬إلر ( ‪ ) 4.7‬رفال للءمأة في مل ‪ ، 2012‬أ ل حجم أسمة أعدنيخ فقف ن فف‬

‫( ‪ ) 6.7‬مل ‪ 1979‬إلر ح لي (‪ ) 4.82‬وفقل للت د لسكلني ‪.2015‬‬

‫وقد أسهم في انخفاض مستويات اإلنجاب لألردنيين مايأتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عففففلع لسففن من ف لففزو ج أول؛ وذلففك ح ف د إلففر عففففلع نسففضخ لت لففيم‪ ،‬وإعففففلع فكففلليع‬

‫لفزو ج وغيمهفل‪ .‬ووفقفل للت ف د لسفكلني ل فل ‪ 2015‬فقف بلفغ ت سفط ل ءم لفذي حتفزوج منف ه‬

‫أعدني ن ( ‪ ) 25.5‬سنخ للذك ع‪ ،‬قلبل (‪ ) 21.5‬سنخ لإلنلث‪.‬‬

‫وحشيم لت د ل ل للسكلن و لءسلكن ل ل ‪ 2015‬إلر ت سط مءم ل زوبيخ في أعدن وهف‬

‫ؤيمخلص للذحن فزوج ‪ ،‬حيث فشيم لنتلئج إلر أن لذك ع حقو ن في لءت سط (‪ ) 32.7‬سفنخ‬

‫فففي ل زوبي فخ قضففل أن حتزوج ف ‪ ،‬فففي حففين أن إنففلث حقوففين ( ‪ ) 27.7‬سففنخ قضففل أن حتففزوجن ‪.‬‬

‫( لءص ع‪ :‬د ئمة إحصل ت ل ل خ لت د ل ل للسكلن ل ل ‪.)2015‬‬

‫ثانيا‪ :‬الهتءل و لتمكيزملر بم ج ووسلئل فنظيم أسمة‪.‬‬

‫لكلفي ففي أعدن ح ف د إلفر‪:‬‬ ‫ف ل إنجفل‬ ‫لءلء س ففي‬ ‫وبللتللي فإن لسضم في الن فل‬

‫عفففلع لءسفت ى لت ليءفي لإلنفلث‪ ،‬وزحفلدة نسفضخ شفلعكتهن ففي لنشفلر القتصفلدي‪ ،‬فوفال مفن‬

‫عففلع ت سط ل ءممن لزو ج أول‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ف الت إنجففل سففيؤدي إلففر فغيمفففي لتمكيففم ل ءففمي‬ ‫فففي‬ ‫و ففن لطضي ففي أن الن فففل‬

‫نسضخ إمللفخ ل ءمحفخ و القتصفلدحخ‪ ،‬وسفيؤدي ملفر‬ ‫للسكلن و ل حتصل به ن ف ميلت كلن فل‬

‫لء ف ى لض ي ف إلففر عه ف ع عففلهمة لت ء فم للسففكلن‪ ،‬ءففل سففيتطلم إجففم ف ف حالت سففتءمة ملففر‬

‫لت للفئلت ل ءمحخ كلهل‪.‬‬ ‫لسيلسلت و لضم ج و ل‬

‫‪ .2‬الوفيات‬

‫بلغ ف قم ل يلة لإلنلث ملفر لءسفت ى لف رني (‪ ) 76.7‬سفنخ قلبفل (‪ ) 72.7‬سفنخ للفذك عأي‬

‫بزحلدة ق عهل عبم سن ت لصللح إنلث‪.‬‬

‫لفظفخ لضلقففل و لفظففخ مجلف ن أملففر ف قفم لل يففلة للففذك عفي أعدن‪ ،‬حيففث بلففغ‬ ‫وسففجلت‬

‫لفظخ لزعقل بت قم حيلة بلغ (‪ ) 73‬سنخ للفمد‪ .‬وفي لءقلبل‪ ،‬سجلت‬ ‫(‪ )73.5‬سنخ للفمد‪ ،‬فلتهءل‬

‫لفظففخ لطفيلففخ و لفظففخ لدبففل أدنففر قففيم لت قففم ل يففلة للففذك ع وبلغففت (‪ ) 70.4‬سففنخ للفففمد‬

‫أملر للسكلن ل ل ‪.)2014‬‬ ‫و(‪ )70.6‬سنخ للفمد للء لفظتين ملر لت لي‪ ( .‬فقمحم لءجل‬

‫إن لتضففلحن فففي ل ءففم لءت ق فم من ف ل ف الدة بففين لء لفظففلت ؤي ف ٌمملر لتضففلحن فففي ل ف لت‬

‫لص يخ وغيمهفل‪ ،‬وهفذ حتطلفم فن ت فذي لقفم ع وع سفءي لسيلسفلت إمفلدة لنظفم ففي ف زحفم‬

‫لت وف قيق ل لخ بين لء لفظلت ‪.‬‬ ‫ل‬

‫‪ .3‬الهجرة‬

‫ت تالحقف ٍخ فن لهجفم ت لقسفمحخ نتيجفخ للصفم ملت لسيلسفيخ لتفي‬


‫جفل ٍ‬ ‫يه أعدن قف و‬

‫يه فهل لءنطقخ في لقمن لءلضي‪ ،‬و ستقضل أعدن أم د كضيمة ن لالجئين لفلسطينيين نتيجفخ‬

‫ل مبي فخ ‪ -‬إسففم ئيليخ فففي مففل ‪ 1948‬وأم ف د كضيففمة ففن لنففلزحين ففن لوفففخ لغمبيففخ‬ ‫ل ففم‬

‫ت قسففمح ٍخ ففن لضنففلن فففي مففل ‪1975‬؛ نتيجففخ‬


‫لففأعدن فففي مففل ‪ .1967‬ويففه أعدن ق ف و هجففم ٍ‬

‫أهليخ آنذ ك‪ .‬و م ب حفخ مقف لتسف ينيلت‪ ،‬فف فقت أمف د كضيفمة فن لءهفلجمحن ل فم قيين‬ ‫لل م‬

‫‪9‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫لتففي فلتهففل فففي مففل‬ ‫أز ففخ ل لففيج لثلنيففخ‪ ،‬و ل ففم‬ ‫إلففر أعدن فففي مففل ‪1990‬؛ نتيجففخ لنش ف‬

‫‪ .1991‬وفج د ف فق لءهلجمحن ل فم قيين إلفر أعدن إثفم حفم مفل ‪ ،2003‬وأيفلعت صفلدع‬

‫لضيلنلت إلر أن م دهم ق فل نصع لي ن هلجم‪ .‬وأدت أح ث لتي فشه هل سف عحل نفذ مفل‬

‫ظءهفففم ففن لنسففل و أرففففلل‪،‬‬ ‫ت تالحقفففخ و سففتءمة ففن لالجئففين‪،‬‬


‫جففل ٍ‬ ‫‪ 2011‬إلففر قفف و‬

‫وفق عأم د لس عحين لءقيءين في أعدن حلليل (‪ )1,265,514‬لي ن نسءخ ( لت د ل ل للسكلن‬

‫و لءسلكن ‪ ،)2015‬وبللتللي فق فمضت ل للخ لس عحخ و ق ل دحء غم فيل ملر أعدن سيك ن له‬

‫فأثيمكضيمملر سينلعح لت ل ل حء غم في و النتفلع ن م ئ لفم خ لسكلنيخ‪.‬‬

‫(وتظهر الفرصة السكانية عندما يبدأ معدل نموو الفئوة السوكانية فوي أعموار القوول البةورية‬

‫األفراد في األعمار ‪ 64 -15‬سنة بالتفوق بةك ٍل كبيرٍ على معودل نموو فئوة المعوالين فوي األعموار‬

‫دون الخامسة عةرة و(‪ )65‬سنة فأكثر)‪.‬‬

‫أثفففم وسيؤثمبشفففكل كضيمففففي لءجتءفففم أعدنفففي‬ ‫إن لتغييم لففف حء غم في لنفففلفج مفففن للجففف‬

‫قتصلدحل وسيلسيل و جتءلميل وثقلفيل‪ ،‬كءل وسيك ن له أثمكضيفم ففي عفففلع نسفضخ إمللفخ‪ ،‬و زدحفلد‬

‫نسففم لفقففم و لضطللففخ؛ ءففل سففيؤدي إلففر عففففلع ل نففع و لجففم ئم؛ وبللتففللي لتففأثيمملر أ ففن‬

‫لت لص يخ و لت ليءيخ وغيمهل‪.‬‬ ‫الجتءلمي و لسيلسي فوال من لوغط ملر ل‬

‫الجريمة في المجتمع األردني‬

‫لجمحءخ ال ف ث في أعدن إال نلدع ‪ ،‬فق كلن لءجتءم أعدني بسيطل ف كءه قفيم لصف‬

‫و أ لنخ و لن ة و أستقل خ وغيمهل ن لقيم لتفي ف كفم لسفل ك و لءسفتء ة فن ف فلليم لشفمح خ‬

‫إسال يخ و لقيم ل مبيخ لءت عثخ‪.‬‬

‫إال أن لتط ف ع ت لسيلسففيخ و القتصففلدحخ و ل سففكمحخ لتففي ح ف ثت ملففر لءسففت حين ل ففللءي‬

‫و القليءي وف فق لالجئين‪ ،‬و عففلع ست ى لفقم و لضطللخ‪ ،‬و عففلع ست ى لء يشخ وغيمهل ن‬

‫‪10‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫لتففي أدت إلففر إزدحففلد جففم ئم نففلدع ففل كلنففت ف ف ث وكففذلك إلففر عه ف عجم ئم لففم فكففن‬ ‫أسففضل‬

‫جف دة أ ففال فففي لءجتءففم أعدنففي‪ .‬كجففم ئم لقتففل و لنصففم و الحتيففلل و لسففمقخ و إغتصففل‬

‫وكذلك إفجلعوف لري لء ع ت فوال من لجم ئم اللكتمونيخ‪.‬‬

‫اوال‪ -‬المخدرات‬

‫ب أت علهمة نتشلع لء ف ع ت فشفكل قلقفل للءجتءفم أعدنفي ففي أن فل لءءلكفخ كلففخ؛ وذلفك‬

‫أن لء ع ت بأن مهل كلفخ ن أخطم رفلت لتي حءكن أن ف م لءجتءم ‪ ،‬وف مف بأنهفل (كفل‬

‫ت فففي غيففم‬ ‫ففلدة ف ت ف ي ملففر منل ففم ن ففخ أو سففكنخ أو فت فمة أو نشففطخ‪ ،‬لتففي إذ سففت‬

‫لطضيخ لء ة لهل؛ فإنهل حءكن أن فصيم لجسم بللفت ع و ل ء ل وفشل نشلره وفصيم‬ ‫أغم‬

‫لءز نخ‪ ،‬وحءكن أن ففؤدي‬ ‫لجهلز ل صضي لءمكزي و لجهلز لتنفسي و لجهلز ل وعي بلأ م‬

‫سضضخ أضم ع ‪ ،‬وق فك ن لدة نضلفيخ أو صن خ )‪.‬‬ ‫إلر حللخ ن لت د أو ل حسءر إد لن‬

‫مة وخطيمة ملر كل ن لفمد و لءجتءم في نلحي‬ ‫إن نتشلع لء ع ت وففشيهل له آثلع‬

‫ل يلة كلفخ‪ :‬كلالقتصلدحخ و الجتءلميخ و ال نيخ و لسيلسفيخ‪ ،‬حيفث إن لنسفضخ أكضفم ن لءت فلرين‬

‫هم ن فئخ لشضل ‪ ،‬وهي لفئخ لتي ح تء مليهل بنل لءجتء لت وفق هل ‪.‬‬

‫أ‪ .‬آثار انتةار المخدرات ‪:‬‬

‫ل نع لءجتء ي أ لجل ي أ أسمي لتي ق فؤدي إلر‬ ‫‪ . 1‬نتشلع ل نع بأن مه كلفخ س‬


‫لقتل أحيلنل‪.‬‬

‫‪ . 2‬نتشلع لفسلد و لف ضر‪.‬‬

‫ت بأيكللهل كلفخ‪.‬‬ ‫‪ .3‬نتشلع جءيم أن ع لجم ئم‪ :‬كللسمقخ و لنصم و الحتيلل و لقتل و المت‬

‫‪ .4‬ه ع لل ل ولخ بلإنفل ملر ك دع أ ن لءكلف خ نتشلع لء ع ت وكذلك كلفخ مالج إد فلن‬
‫و ثلعه‪ ،‬فوال من كلف خ لءموجين للء ع ت‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫حيلة عجلل أ ن ل ل و لء رنين لل طمخالل مءليلت لء هءخ و لءتلب خ لءموجفي‬ ‫‪ .5‬ف مح‬
‫لء ع ت وفجلعه‪.‬‬

‫‪ .6‬لتأثيمملر لنلفج القتصلدي نتيجخ لت ني إنتلج لفمد لءت لري‪.‬‬

‫أ ن أجتءلمي‪.‬‬ ‫‪ .7‬غيل‬

‫ملفر لففمد أ‬ ‫أ ن القتصلدي و الجتءلمي لأسمة ‪ ،‬وغيمهفل فن الثلع لسفلضيخ سف‬ ‫‪ .8‬غيل‬

‫أسمة أ لءجتءم‪.‬‬

‫ب‪ .‬أسباب انتةار المخدرات وتعاطيها ‪:‬‬

‫ب أت ل ولخ فش م ب طم نتشلع لء ف ع ت‪ ،‬ملءفل أنفه ول قفت قمحفم كفلن أعدن ح ف ءفم‬

‫سففتقم لهففل‪ .‬وبللتففللي فففإن د ئففمة كلف ففخ لء ف ع ت وبللت ففلون ففم ؤسسففلت‬ ‫للء ف ع ت ولففي‬

‫لءجتءففم لءفف ني و لجل ففلت و لءفف عس وغيمهففل ففن لءؤسسففلت‪ ،‬قل ففت بللض ففث مففن أسففضل‬

‫ظفم نفلرق لءءلكفخ ‪ ،‬وذلفك فن أجفل نفم سفتف للهل‬ ‫ف لريهل و نتشلعهل بين فئلت لءجتءم في‬

‫إفجفلع و لتففموحج‬ ‫بففين أفففم د لءجتءففم‪ .‬و ففن أجففل ف قيففق ذلففك مءلففت ملففر لت ففمف إلففر أسففضل‬

‫و لت لري‪ ،‬ن أجل ف قيق لقول ملر شكلخ لء ع ت‪.‬‬

‫وقد تبيـن أن من أسبـاب انتةـار اإلتجــاروالتــرويج للمخـــدرات ما يــأتي‪:‬‬

‫‪ .1‬ف قيق لثموة للتجلع لكضلعبللمبح لسمحم ‪.‬‬

‫ففلهم ففم لجهففلت‬ ‫لءنففلرق بته ح ف أهلهففل فففي حففلل ف‬ ‫‪ .2‬سففيطمة فجلع لء ف ع ت ملففر ب ف‬

‫أ نيخ‪.‬‬

‫‪ .3‬به ف كسم لءلل ن أجل ل يش نظم للظموف القتصلدحخ لص ضخ‪.‬‬

‫فجلع لء ع ت‪ ،‬أسهم في نتشلع لء ع ت‪.‬‬ ‫ل ق بلت لقلن نيخ لم دمخ كإم‬ ‫‪ .4‬غيل‬

‫‪12‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫لمقلبخ لف للفخ ملفر أ فلكن ل ل فخ كللءقفلهي و فلل نلت ل القفخ لمجلليفخ و لنسفلئيخ‪،‬‬ ‫‪ .5‬غيل‬

‫و أن حخ لمحلضيخ‪ ،‬و طلت ل لفالت‪ ،‬و ل ف ئق ل ل فخ‪ ،‬و أن حفخ لليليفخ وغيمهفل فن لءنفلرق‬

‫الذ لت لري لء ع ت ‪.‬‬ ‫ل ل خ لتي ف‬

‫لءسؤولين في تلب خ لتجلعوم فطضيق لقلن ن مليهم ‪.‬‬ ‫‪ .6‬ف لون وف رؤ ب‬

‫‪ .7‬فصنيم أن ع ت دة ن لء ع ت وزع مخ ب وهل يجم نتشلعهل في فتمة وجيزة ‪.‬‬

‫ظم فئفلت لءجتءفم‪ ،‬لشفضل و الرففلل وكفذلك‬ ‫ظم لءنلرق وبين‬ ‫إن نتشلع لت لري في‬

‫أغنيل و لفقم ‪ ،‬و لءت لءين و أ يين؛ إنءل ح د لر م ة أسضل أهءهل لحأفي‪:‬‬

‫‪ -1‬ف فيم لء ع ت بأس لع زهي ة ءل حسلم ملر ل ص ل مليهل ‪.‬‬

‫قل أهم حلفزملر لتجمبخ‪.‬‬ ‫أ‬ ‫لفو ل وحم الستطالع وإل ل‬ ‫‪-2‬‬

‫ن خالل لوغط لنفسي ( ل كنت عجال لجمبت )‪.‬‬ ‫‪ -3‬لت ي لسلضي بين لشضل‬

‫‪ -4‬لفم غ ل ى لشضل ‪.‬‬

‫ل لتي فؤدي إلر إحضلر لشضل ‪.‬‬ ‫أح ل‬ ‫‪ -5‬لضطللخ ‪ ،‬لتي ف‬

‫ن ل قم في حين أنه حؤز لءشكلخ‪.‬‬ ‫‪ -6‬لفقم‪ ،‬ذ ح تق لفقيمأنه بتنلوله لء ع ت حهم‬

‫ل وع لمقلبي و لتمب ي لأسمة وللءؤسسلت لتمب حخ‪.‬‬ ‫لتمبيخ‪ ،‬وغيل‬ ‫‪ -7‬س‬

‫‪ -8‬م ومي أهل وجهلهم بكيفيفخ لت فمف إلفر لءؤيفم ت أوليفخ لتفي فف ل ملفر وقف ع‬

‫أبنلئهم فمحسخ للء ع ت‪.‬‬

‫‪ -9‬لتفكك أسمي‪.‬‬

‫ل زع ل حني‪.‬‬ ‫‪ -10‬غيل‬

‫‪ -11‬ض ع دوع ؤسسلت لءجتءم لء ني و م كز لشضل و لءؤسسلت لشضلبيخ‪.‬‬

‫وسلئل لتكن ل جيل‪.‬‬ ‫ست‬ ‫‪ -12‬س‬

‫‪13‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ثانيا‪ :‬العنف‬

‫أ ضح ل نع عفلهمة بشفمحخ فشفكل ف ف حل لل فللم حسفت جم ل ع سفخ و الهتءفل فم ل لفم أن‬

‫لضشمحخ‪ ،‬وذلك بقتل هلبيل أخيه قلبيل‪ ،‬وب سفم نظءفخ لصف خ ل للءيفخ‪ ،‬ففإن‬ ‫ل نع ب أ نذ ب‬

‫ل نع بأن مه يتر حتسضم ب فلة ل حزح ملر لي ن وعبم لي ن نسء ٍخ في أن ل ل فللم جءي هفل‬

‫لنفلة قف فكف ن جسف حخ ‪،‬‬ ‫سن حل‪ ،‬فوال من إ لبلت و إملقلت؛ وبللتللي فأنه سفينتج مفن ذلفك‬

‫وجنسيخ‪ ،‬ونفسيخ‪ ،‬وإنجلبيخ‪ ،‬وهذ سيؤدي لر وج د أمضل ملر ل ول ‪.‬‬

‫ويمكوون تعريووف العنووف لغووة‪ :‬بأنففه لشف ة و لقسف ة‪ ،‬و ل نففع اصووطاحا لشف ة و لقسف ة ونففزع‬

‫جسءيل أ نفسيل أ جنسيل‬ ‫أذى بلرخمحن‪ ،‬س‬ ‫ف أوسل ك حقص به إل ل‬


‫لمفق‪ ،‬وه كل فصم ٍ‬

‫أ إهلنخ أ إهءلال أ ستهز أ س محخ أ إجضفلع أ فسفلطل وإعهفلع قف ة أوسفيطمة ملفر لءف عد‬

‫ت بذحئ ٍخ أو خلديخ أو ؤلء ٍخ‪.‬‬


‫أوإسءلع كلءل ٍ‬

‫ل ت ءف للقف ة لجسف حخ ضف‬ ‫وحءكن ف محع ل نع بأنه أي سل ٍك حتوءن فه ح أو سفت‬

‫أكففلن فففمد أ رلئفففخ أ جءلمففخ‪ ،‬وقفف حنففتج مففن هففذ لسففل ك أو‬ ‫فففته سفف‬ ‫رخم هءففل كلنففت‬

‫خٌ نفسيخ أو حم ٌ‬
‫لن أو فأخ ٌم في لنء ‪ .‬فلل نع ف محفلت مف ة فصفم جءي هفل‬ ‫لءءلعسخ قت ٌل أو‬

‫بإل ل أذى بلالخمأو الخمحن ‪.‬‬

‫أنواع العنف وفقا لمكان حدوثه‪:‬‬

‫أوال ‪:‬العنف األسري‬

‫به أح أفم د‬ ‫حءكن ف محع ل نع أسمي بأنه أي فصمف حتسم بلل و نيخ حق‬

‫أذى‪ ،‬و لسيطمة‪ ،‬و إخولع بص عة‬ ‫أسمة ض فمد ن أفم دهل؛ وذلك به ف إل ل‬

‫إجضلعحخ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫أ إهءلل أ لت قيمأ لسيطمة ملر‬ ‫لوم‬ ‫و ل نع أسمي بأيكلل كلفخ س‬

‫ملر لمو بط أسمحخ وملر ستقضل أفم د أسمة‬ ‫لء عد له آثلعنفسيخ سلضيخ فن ك‬

‫وبللتللي ملر لءجتءم ‪.‬‬

‫ومن أسباب العنف األسري ‪:‬‬

‫ل زع ل حني وكذلك لتفسيم ل لرئ لل حن‪.‬‬ ‫‪ .1‬غيل‬

‫‪ .2‬لفقم‪.‬‬

‫‪ .3‬لضطللخ‪.‬‬

‫‪ .4‬لنشأة في أسمة حس دهل ل نع‪.‬‬

‫لتكلفؤ بين لزوجين‪.‬‬ ‫‪ .5‬غيل‬

‫‪ .6‬ف لري لء ع ت و لك ل‪.‬‬

‫ملر أسمة‪.‬‬ ‫‪ .7‬أسضل سيلسيخ‪ ،‬فللظلم و لقءم سيؤثم ن نفسيل في لفمد ءل حن ك‬

‫أبنل أ‬ ‫بين لذك عوبين النلث أ ففويل أح‬ ‫‪ .8‬لتءييزبين أفم د أسمة‪،‬س‬

‫ففويل أي فمد ملر أفم د الخمحن ‪.‬‬

‫ضليم أو‬ ‫لتي فؤدي إلر إحذ‬ ‫ن ل نع أسمي بلالبت لد من أسضل‬ ‫وحءكن ل‬

‫ففن ل نففع‬ ‫غيم ضليففم‪ ،‬كءففل أن للمقلبففخ لذ في فخ ملففر لتصففمفلت و لسففضخ لففذ ت سففي‬

‫أسمي‪ ،‬فوالمن لتمكيزملر لتمبيخ ل حنيخ ونشم ل مي ففي ل سفلئل إمال يفخ كلففخ‬

‫وغيمهل لءل لل نع أسمي ن ثلع سلضيخ ملر لءجتءم‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬العنف الجامعي‬

‫لضيئخ الجتءلميخ لتي نشأ فيهفل وكفذلك لضيئفخ أسفمحخ‬ ‫إن سل ك لطللم في لجل خ ح ك‬

‫لتي فمبر فيهل ‪ ،‬وإننل نج أن ل نع في لجل لت ق نتشم بص عة كضيفمة ‪ ،‬حتفر كفلد أن حصفضح‬

‫ن ل نع في لجل لت‪.‬‬ ‫مفخ أسضل وفف يل لقلن ن أدى إلر ل‬ ‫علهمة‪ ،‬إال أن‬

‫‪15‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫إن ل نففع لجففل ي ففن أهففم لءشففكالت لتففي ح جههففل لطلضففخ فففي لجل ففخ‪ ،‬وح ف ل نففع‬

‫لجل ي ن لسل كيلت ل و نيفخ و لءتطمففخ؛ و فن هفذه لسفل كيلت‪ :‬لوفم ‪ ،‬و لشفتم و لقفذف‪،‬‬

‫‪.‬‬ ‫و لءشلجم ت‪ ،‬و لت ي ملر ءتلكلت لجل خ وإفالفهل و لت م‬

‫أسباب حدوث العنف في الجامعات‬

‫‪ .1‬أسباب اجتماعية نهل ‪ :‬لت صم لقضلي ‪ ،‬ونتفلئج النت لبفلت‪ ،‬ومالقفخ لففمد بأهلفه وجيم نفه‪،‬‬

‫و لء قع و لءشكالت لتي ح جههل لطللم وح جزمن حلهل ‪.‬‬

‫ذلفك سفلضل‬ ‫‪ .2‬أسباب اكاديمية نهل‪ :‬ف ني ف صيل لطللم الكفلدحءي حفؤدي إلفر إحضلرفه وحفن ك‬

‫ملر سل كه فجله الخمحن أو فجله ءتلكلت لجل خ ‪.‬‬

‫سفلضل ملفر كيفيفخ قوفل لطللفم‬ ‫‪ .3‬الفراغ نهل‪ :‬إن ف ني لنشلرلت لن ميخ في لجل لت حن ك‬

‫ل قت فم غه‪.‬‬

‫وحءكففن ل ف ففن ل نففع لجففل ي ‪ ،‬ب قف بففم ج ف م حففخ وف عحضيففخ فففي لجل ففلت‪ ،‬وإيففم ك‬

‫لطلضخ في لنشلرلت جءي هل وكذلك إمطلؤهم ل ق في إختيلعنشلرلفهم‪ ،‬كءل أن فف يل لقلن ن في‬

‫ن ل نع لجل ي‪.‬‬ ‫لقضخ لءتسضم في لءشلجم ت سي‬

‫ثالثا ‪ :‬العنف المدرسي‬

‫جسف ي و نفسفي أو فلدي د خفل‬ ‫حقص بلل نع لء عسي بأنه ي سل ك ق حؤدي إلر إحذ‬

‫ل سط لء عسي‪ ،‬و ن لءءكن أن حكف ن ل نفع لء عسفي بفين لطلضفخ ذ فهفم أو جهفل فن لء لفم‬

‫لطللم أو لء لم أو أي فمد د خل لء عسخ‪.‬‬ ‫لطلضخ أو ن إد عة ن‬ ‫ن‬

‫أشكال العنف المدرسي‬

‫‪ .1‬إهلنخ و لت بيخ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ .2‬لءشلجم ت بين لطلضخ‪.‬‬

‫ملر لءم فق‪ ،‬وف محم لءءتلكلت ل ل خ‪.‬‬ ‫‪ .3‬المت‬

‫ت لجنسيخ‪.‬‬ ‫‪ .4‬المت‬

‫‪ .5‬لتموحج للت خين و لء ع ت و لءؤثم ت ل قليخ‪.‬‬

‫أسباب العنف المدرسي‬

‫لفمدحخ بينهم ‪.‬‬ ‫مفخ لفمو‬ ‫مفخ الحتيلجلت لطالبيخ لء ن حخ و لءلدحخ‪ ،‬وم‬ ‫‪ .1‬م‬

‫‪ .2‬ض ع ي صيخ لء لم ‪.‬‬

‫ل م‬ ‫ل ل ى لء لءين‪ ،‬وف ني خضمفهم بأسلليم لت‬ ‫‪ .3‬ف ني هلع ت الفصلل و لت‬

‫لطلضخ؛ ءل حج لهم حلجأون لل نع وبللتللي إحقلع ل ق بلت ب قهم ‪.‬‬

‫‪ .4‬فتقلع لء عسخ لر لءم فق ل ل خ‪ ،‬وم وج د بيئخ عسيخ آ نخ‪.‬‬

‫رابعا ‪:‬العنف المجتمعي‬

‫إنسفلن؛ ءفل‬ ‫حءكن ف محع ل نع لءجتء ي بأنفه سفل ك حفؤدي إلفر إحفذ أو نتهفلك ل قف‬

‫حؤدي إلر إح ث خلل ل في لءجتءم‪ ،‬وق حك ن هذ إحذ في لءف عس أوففي لجل فلت أو ففي‬

‫ئق أوغيمهل‪ ،‬وكذلك ل نع القتصلدي و لسيلسي و لقلن ني‪،‬‬ ‫لش عع أوأ لكن ل ءل‪ ،‬أوفي ل‬

‫لذ فإن ل نع لءجتء ي ح خطيم أنه ح ل في أ ن لءجتءم ‪.‬‬

‫ففن أيففكلل ل نففع لتففي ف ف غمحضففخ ملففر جتء نففل‪،‬‬ ‫وق ف نتشففم فففي رونففخ أخيففمة ب ف‬

‫في لشلعع و لسمقخ و لمي ة وغيمهل ن ظلهم ل نع لءجتء ي‪.‬‬ ‫كللسلم و لنهم و لت م‬

‫أسباب العنف المجتمعي‬

‫قتصلدحخ‪ :‬كلعففلع ست ى لء يشخ و لفقم و لضطللخ‪.‬‬ ‫‪ .1‬أسضل‬

‫‪17‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ل لخ و لءسلو ة‪.‬‬ ‫جتءلميخ‪ :‬كغيل‬ ‫‪ .2‬أسضل‬

‫خ‪.‬‬ ‫‪ .3‬أسضل سيلسيخ‪ :‬كفشل فط حم ل يلة لسيلسيخ ووج د دحءقم ريخ نق‬

‫ل مي لقلن ني‪.‬‬ ‫‪ .4‬أسضل قلن نيخ‪ :‬ك‬

‫أهم الوسائل لمواجهة العنف المجتمعي‬

‫يلفهل‪.‬‬ ‫‪ .1‬إجم ب ث ملءيخ ح ل ل نع و أخذ بت‬

‫‪ .2‬إمطل إمال دوع فلمال في لت ميخ‪ ،‬ن خالل بم ج هلدفخ في نلحي ل يلة كلفخ‪.‬‬

‫‪ .3‬لقول ملر ل سطخ و لء س بيخ‪.‬‬

‫‪ .4‬ف حل لق نين لنلعءخ لل يلة لسيلسيخ‪.‬‬

‫‪ .5‬ضءلن نت لبلت نزحهخ‪.‬‬

‫‪ .6‬لقول ملر لفسلد‪.‬‬

‫‪ .7‬ف قيق ل لخ الجتءلميخ بين أفم د وبين لء لفظلت‪.‬‬

‫‪ .8‬ضءلن سيلدة لقلن ن‪.‬‬

‫فوالمن ل ح ن لءقتمحلت لءت دة ك ل شكلتي لفقفم و لضطللفخ لوفءلن ل فيش‬

‫‪ ،‬وبذلك سيتم لقول ملر ل نع لءجتء ي ‪.‬‬ ‫لكمحم للء رنين جءي ل ملر ح س‬

‫أنواع العنف وفقا للمعنف‬

‫‪ .1‬ل نع ض لءمأة ‪.‬‬

‫‪ .2‬ل نع ض أرفلل ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ .3‬ل نع ض لءسنين ‪.‬‬

‫‪ .4‬ل نع ض لمجل ‪.‬‬

‫حءكن لتأكي أن جءيم أيكلل ل نع لءءلعسخ ض أي فمد سفتؤدي إلفر منفع نفسفي‪،‬‬

‫أكلن منفل جسف حل أ إجتءلميفل أ غيفمه سفيكلع ل ولفخ‬ ‫وأن أي منع حقم ملر أي فمد س‬

‫لدحل بشكل ضليمأوغيم ضليم‪.‬‬

‫لطفففل و ففلقيففخ‬ ‫أعدن ملففر الففلقي فلت ل وليففخ لءت ف دة كلففلقي فخ حق ف‬ ‫ففلد‬ ‫وق ف‬

‫لقول ملر أيكلل لتءييز ض لءمأة كلهل‪.‬‬

‫األسرة األردنية‬

‫أسمة إح ى أهم لءؤسسلت لتمب حخ‪ ،‬حيث إن لهل ل وع أكضم في بنل ي صفيخ‬ ‫ف‬

‫فللح نفت ٍم‬ ‫لفمد نذ رف لتفه‪ ،‬وكفذلك ففي بنفل لءنظ فخ لقيءيفخ ل حفه‪ ،‬وإمف ده كءف رن‬

‫أسمفه وورنه‬

‫ولألسرة في المجتمع األردني نوعان هما ‪:‬‬

‫‪ .1‬أسمة لءءت ة‪.‬‬

‫‪ .2‬أسمة لن وحخ‪.‬‬

‫ج ف دة فففي لمحففع‪ ،‬إال أن هنففلك ف ف ل سففتءم ن نءففط‬ ‫فلأسففمة لءءت ف ة كلنففت وال ز لففت‬

‫فل ت ف دة نهفل‪ :‬لت لفيم و لهجفمة فن لمحفع إلفر‬ ‫أسمة لءءت ة إلر أسمة لن وحخ؛ نتيجفخ ل‬

‫ل‪.‬‬ ‫لء حنخ‪ ،‬و لتن ع في أيكلل لنشلر القتصلدي و الستقالل لءلدي و لت وموغيمهل ن ل‬

‫وظائف األسرة األردنية ‪:‬‬

‫‪ .1‬لتمبيخ أخالقيخ و لتنشئخ الجتءلميخ ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ .2‬ل عيفخ ل حنيخ ‪.‬‬

‫‪ .3‬إم د لءهني ‪.‬‬

‫‪ .4‬لقول ملر لنز ملت وفوهل رضقل لأمم ف لسلئ ة ‪.‬‬

‫‪ .5‬ف زحز النتءل لل رن ‪.‬‬

‫المةكات التي تواجه األسرة األردنية‬

‫لقففف ففففأثمت أسفففمة أعدنيفففخ بلل لءفففخ و لتطففف ع ت القتصفففلدحخ و لسيلسفففيخ و الجتءلميفففخ‬

‫و لتكن ل جيخ وأ ض ت ف جه ف حلت و شكالت لم فكن نتشمة في لءجتءم أعدني نهل ‪:‬‬

‫‪ .1‬زدحلد نسضخ لطال ‪.‬‬

‫‪ .2‬لتفكك السمي ‪.‬‬

‫‪ .3‬ن م ف أبنل ‪.‬‬

‫‪ .4‬ل نع أسمي ‪.‬‬

‫‪ .5‬لتءمد ملر ل ل حن ‪.‬‬

‫تعدد الزوجات ‪:‬‬

‫وح نففففي لففففزو ج بففففأكثم ن زوجففففخ‪ ،‬وقفففف يففففممهل السففففال ‪ ،‬ولت فففف د لزوجففففلت ؤحفففف حن‬

‫و لعضين؛ حيث حمى لءؤح ون أنه حق للمجل وه ضموعة لطضي خ لمجل لضي ل جيخ وكفذلك‬

‫ت لقخ بلإنجل وغيمهل ‪.‬‬ ‫للقول ملر ل ن سخ لءتفشيخ في لءجتءم‪ ،‬وأسضل‬

‫لقف عة ملفر ف قيفق لتمبيفخ أسففمحخ‬ ‫ففي حفين حجف لء لعضف ن أن لت ف د حفؤدي إلفر مف‬

‫لمملحفخ لصف يخ أو ل لرفيفخ كفذلك سفيؤدي‬ ‫لسليءخ‪ ،‬و لمملحخ لءنلسضخ للزوجفخ و أرففلل سف‬

‫‪20‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ج دة أ فال‪ ،‬لتفي قف ففؤدي لفر‬ ‫إلر لصم ع بين لزوجين‪ ،‬و ولمفخ لءشلكل لتي ق فك ن‬

‫لتفكفك أسففمي و ن فم ف أبنففل ؛ وبللتففللي زحفلدة لءشففلكل لءت لقففخ بلأبنفل ‪ ،‬فوففالمن لوففغط‬

‫عد أسمة ‪.‬‬ ‫ملر‬

‫مةاركة المرأة في الحياة العامة‬

‫لق كفلت لشمح خ السال يخ حق شلعكخ لءمأة في ل يفلة ل ل فخ‪ ،‬وأكف ل سفت ع أعدنفي‬

‫ل رني أعدني ملر لءسلو ة بين لءمأة و لمجل‪.‬‬ ‫و لءيثل‬

‫بأوضففلع لءففمأة‪،‬‬ ‫فشففكل لءففمأة أعدني فخ ح ف لي نصففع لءجتءففم؛ لففذلك فقوففيخ لنه ف‬

‫فهل يمحكل كل ال في فنءيخ لءجتءم وفق ه‪ ،‬ن أهم أول حلت‬ ‫وفءكينهل ن أد دوعهل لفلمل ب‬

‫ل ول و ل ك لت و لءنظءفلت غيفم ل ك يفخ‪ ،‬ذ ال فنءيفخ يفل لخ و سفت خ دون شفلعكخ فلملفخ‬

‫للءمأة و لشضل ورلقلت لءجتءم كلفخ‪.‬‬

‫أعدن نذ مق د ملفر إد فلج لءفمأة ففي ل يفلة ل ل فخ‪ ،‬فن خفالل بفم ج تكل لفخ‬ ‫لذ دأ‬

‫ئفق لتفي ف ف ل دون شفلعكتهل‪ ،‬و لسف ي‬ ‫م ج خ لتشمح لت‪ ،‬وف ح ل قضلت و ل‬ ‫وجهت ن‬

‫بأدو عهل‪ ،‬و حتالل كلنتهل لالئقخ‪ ،‬ف ءلت ل ك خ ملفر‬ ‫إلر بنل ق ع فهل‪ ،‬وفءكينهل ن لنه‬

‫إدع ج قولحل لءمأة ملفر أجنف ة ل ك يفخ‪ ،‬سفتن ة إلفر لفمؤى لءلكيفخ لسفل يخ‪ ،‬و مفكفزة إلفر‬

‫ففم حخ إلففر م ف ج ف ز‬ ‫ل سففت ع أعدنففي‪ ،‬لففذي حؤك ف ملففر لءسففلو ة وحشففيم‬ ‫نص ف ص وعو‬

‫لتءييز‪ .‬وخطت لءمأة أعدنيخ خطف ت و سف خ بلفجفله حفتالل أدو عهفل لءالئءفخ‪ ،‬وأخفذ كلنتهفل‬

‫ل ص ل ملر حق قهل لكل لخ في لءجتءم‪.‬‬ ‫لطضي يخ و لس ي ن‬

‫لق حققت لءمأة إنجلز ت كضيمة في لءجلالت كلفخ‪ ،‬ووفقل لف ئمة الحصفل ت ل ل فخ ففإن‬

‫ل ففل ‪ 2015‬بلغففت ‪( %5 .6‬نسففضخ ل فذك ع‬ ‫نسففضخ أ ي فخ فففي العدن ل ءففم(‪ ) 15‬سففنخ فءففل ف ف‬

‫‪ ،%5.3‬ونسضخ إنلث ‪ )%10‬إال أن نسضخ لت لقهل في لت ليم أسلسي ف لدل فقمحضل نسضخ لت فل‬

‫‪21‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫لفذك ع‪ ،‬كءفل أن نسفضخ‬ ‫نسفضخ لت فل‬ ‫لذك ع‪ ،‬في حين أن نسضخ لت لقهل في لءمحلخ لثلن حفخ ففف‬

‫لت لقهل في لجل لت فزح ملر ‪ %60‬في لكليلت ل لءيخ و أدبيخ‪.‬‬

‫ملفر شفلعكتهل‬ ‫وملر لمغم ن أن الستثءلع في ف ليم لءمأة كضيم‪ ،‬إال أن ذلك ال حن ك‬

‫ل ءل‪ ،‬حيث لم فتجفلوز نسفضخ شفلعكتهل مضمسفن ت تتلليفخ فل بفين ( ‪) 14% - 12%‬‬ ‫في س‬

‫ءل حؤثمملر ل خل لق ي‪.‬‬

‫ف ي شفلعكتهل لسيلسفيخ‪ ،‬فقف حققفت إنجفلز ت كضيفمة؛ فنتيجفخ لنوفللهل لط حفل‬ ‫أ ل ملفر‬

‫ول ج د إع دة سيلسيخ فؤ ن بأهءيخ شلعكتهل‪ ،‬فق حصلت لءمأة أعدنيخ ملر حقهل في لتميح‬

‫مل ‪ ،1974‬ويلعكت كنلخضخ مل ‪ ،1984‬وكءمي خ مل ‪ ،1989‬إال‬ ‫لن‬ ‫و النت ل لءجل‬

‫لشمكسفي؛ ءفل يفجم لنسفل‬ ‫أنهل حققت نجلحل مل ‪ 1993‬من ل فلزت ف جلن فيصل من لءق‬

‫ملر لتميح في النت لبلت لنيلبيخ مفل ‪ ،1997‬فتميف ت ‪ 17‬فمأة‪ ،‬ولفم ح فللفهن ل فظ ‪ ،‬ءفل‬

‫دمففل لقيففلد ت لنسففلئيخ و ؤسسففلت لءجتءففم لء ف ني إلففر فنفيففذ حءففالت لكسففم لتأحي ف ‪ ،‬و لءطللضففخ‬

‫بت صيل قلم للنسل ( لك فل)‪.‬‬

‫فتم ف صيل ستخ قلم مل ‪ ، 2003‬م ل فلع ملر حقهل بللءنلفسخ ملر لءقلم أخفمى‬

‫‪ .‬إال أن ذلك لم ح قق رء حلت لنسل ‪ ،‬فلستءمت لءطللضلت بزحلدة حصخ لءمأة ‪ ،‬إلر أن و فل‬

‫م د لءقلم لء صصخ للنسفل ‪ 15‬ق ف ‪ ،‬ونظفم أن لنسفل أثضفتن جف عفهن وبف أ فغييفم رفيفع‬

‫نسففل بءقلمف أسلسفيخ؛ ليصففضح مف د لنسفل فففي جلف‬ ‫ملفر لثقلفففخ لءجتء يفخ‪ ،‬فقف فففلزت خءف‬

‫الميلن‪.‬‬ ‫‪ 20‬مأة مل ‪ ،2016‬كذلك فم ف يين نسل في جل‬ ‫لن‬

‫كءل أن نسضخ شلعكخ لءمأة في لضل حلت فزحف ملفر ‪ ،%34‬ملءفل أن نسفضخ لك ففل للءفمأة ففي‬

‫جففلل‬ ‫لضل حففخ فضلففغ ‪ ،%25‬فوففالمن ف صففيل ففل نسففضته ‪ %15‬ففن مفف د أموففل‬ ‫لءجففلل‬

‫لء لفظلت للءمأة‪ .‬ب يث حتم نت ل ‪ %10‬و ف يين ‪ %5‬فقط ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫نفذ ذلففك‬ ‫وكفلن ف يفين أول وزحفمة ففي أعدن مفل ‪ ،1979‬حيفث فم وحفت شففلعكخ لنسفل‬

‫ففم ‪ ) 7 -‬وزحفم ت‪ ،‬ونوفيع أن لءفمأة فشفلعك ففي لء قفم كلففخ‬ ‫ل ل في جءيفم لف ز ع ت (‬

‫لءمفضلت في لقطلع ل سكمي ( لق ت لءسفل خ‪ ،‬و أ فن‬ ‫فءنهن سفيم ت وأ نل مل ين‪ ،‬وب‬

‫ل ل و ل فلع لء ني‪ ،‬وغيمهل) ‪.‬‬

‫كءل ن للءفمأة دوع كضيفم ففي لجهفلز لقوفلئي‪ ،‬فقف ففم ف يفين أول قلضفيخ ففي أعدن مفل‬

‫كءفخ دوليفخ‪.‬‬ ‫‪ 1996‬هي لقلضيخ فغمح حكءت‪ ،‬كءل فم ف يينهل الحقفل كفأول قلضفيخ ممبيفخ ففي‬

‫كءفخ‪ ،‬وففي‬ ‫فق أ ض ت نسضخ لنسل في لقول فزحف ملفر ‪ .%30‬وففم ف يفين عئيسفخ‬ ‫ل لي‬

‫كءخ لتءييز‪.‬‬ ‫‪ 2018/1/25‬فم ف يين أول قلضيخ في‬

‫المراجع‬

‫‪ -‬ب جلبم‪ ،‬يضيم ( ‪ )1979‬لءجتءم العدني‪ ،‬دع سخ جتءلميخ فمب حخ‪ ،‬لجل خ العدنيخ‪.‬‬

‫‪ -‬لتففل‪ ،‬سفف ي صففطفر‪ ،‬وآخففمون (‪ ،)2017‬لتمبيففخ ل رنيففخ لطلضففخ لفف رن ل مبففي‪ ،‬لءءلكففخ‬

‫العدنيخ لهليءيخ‪ ،‬لطض خ الولر‪.) 2017 ، 2016( ،‬‬

‫ء مض هللا (‪ )2009‬لص ع و أدو ع لجن عحه للمجفل و لءفمأة ففي ثقلففخ جتءفم‬ ‫‪ -‬لجمحضيم‪،‬‬

‫لضلدحخ أعدنيخ ‪ ،‬مءلن‪ ،‬مكز لثمحل‪.‬‬

‫لضل حفخ ‪ ،‬فشفمحن أول ‪ ،‬دع سفخ ق فخ‬ ‫‪ -‬ل سين ‪ ،‬حءلن بشفيم (‪ ،)2009‬عدنيفلت ففي لءجفلل‬

‫للجنخ ل رنيخ العدنيخ لشؤون لءمأة‪ ،‬لي نيفيم ‪.UNDP ،‬‬

‫‪ -‬ل لعوف‪ ،‬ل ‪ ،‬و ل سين‪ ،‬حءلن بشيم (‪ ،)2010‬فجمبخ لءمأة العدنيخ لءمي خ لالنت لبلت‬

‫الجتءلميففخ ‪ ،‬جلففخ ملءيففخ مللءيففخ‬ ‫لنيلبيففخ ل ففل ‪ ، 2007‬ب ففث نش ف ع‪ ،‬لءجلففه أعدنيففخ لل ل ف‬

‫كءه لءجل (‪ ،)3‬ل د (‪ ،)2‬فء ز ‪.2010‬‬

‫‪23‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ -‬خ ل ة‪ ،‬صطفر‪ ،‬وزهم ن‪ ،‬وسل ‪ ،‬و ل ءلحمة‪ ،‬يفيمحن (‪ )2007‬لءضفلدع ت لءلكيفخ لسفل يخ‬

‫لجاللخ لءلك مض هللا لثلني بن ل سين‪ ،‬أعدن‪ ،‬د ئمة لءكتضخ ل رنيخ‪.‬‬

‫‪ -‬ل الحله‪ ،‬م د (‪ )2009‬لسيلسخ إمال يخ أعدنيخ ن خالل عؤحخ لءلفك مضف هللا بفن ل سفين‬

‫أوسط ‪ ،‬مءلن ‪ ،‬أعدن‪.‬‬ ‫لإلمال ‪ ،‬عسللخ لجستيم نش عة‪ ،‬جل خ لشم‬

‫‪ -‬د ئمة الحصل ت ل ل خ ( ‪ )2016‬لت د ل ل للسكلن و لءسلكن ل ل ‪.2015‬‬

‫‪ -‬عبلب خ‪ ،‬حء (‪ )1998‬لش صيخ العدنيخ سفءلفهل وخصلئصفهل ‪ ،‬دع سفخ ففي رضي فخ لءجتءفم‬

‫لجل خ العدنيخ ‪.‬‬ ‫العدني‬

‫‪ -‬مضيففف ت‪ ،‬يففففيق‪ ،‬وآخفففمون ( ‪ )2003‬سفففيمة لصففف لفخ أعدنيفففخ‪ ،2000-1920 ،‬مءفففلن‪،‬‬

‫طض ملت نقلبخ لص فيين‪.‬‬

‫ء ‪ ،)2016( ،‬لتمبيفخ ل رنيفخ ‪ ،‬جل فخ لضلقفل‬ ‫‪ -‬ممبيلت‪ ،‬غللم‪ ،‬ينيكلت‪ ،‬خلل و لء ني ‪،‬‬

‫لتطضيقيخ‪.‬‬

‫لص ف لفخ و إمففال ‪ :‬لنظمحففخ‬ ‫ء ف ‪ ،‬و لهشففلء ن‪ ،‬نففلحع ذحففل (‪،)1991‬‬ ‫‪ -‬ل ءففلحمة ‪ ،‬خلل ف‬

‫و لتطضيق ‪ ،‬ر‪ ،1‬فلسطين‪ :‬نش ع ت د ع ل رن للنشم و لت زحم‪.‬‬

‫لسيلسي للءلك‬ ‫للجخ لص لفخ العدنيخ لء ع لشضل في ل طل‬ ‫‪ -‬لزغل ن‪ ،‬خ لخ(‪،) 2016‬‬

‫مض هللا بن ل سين ( ‪ ) 2005-2014‬دع سخ ف ليليه ‪ ،‬عسفللخ لجسفتيم نشف عة‪ ،‬جل فخ لشفم‬

‫الوسط ‪ ،‬مءلن‪ ،‬العدن‪.‬‬

‫ففيلغخ لففمأي ل ففل ‪ ،‬عسففللخ لجسففتيم‬ ‫‪ -‬زودة‪ ،‬ضففلعك (‪ )2012‬دوع إمففال الجتءففلمي فففي‬

‫نش عة‪ ،‬جل خ ل لج خوم في بلفنخ ‪ /‬ف ن ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السادس‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ -‬لف ز‪،‬مض لمحءن‪ ،‬لس د‪ ،‬حسني وآخمون لءجتءم العدني ‪ ،‬د ع ل ل ف للنشفم و لت زحفم ‪،‬‬

‫مءلن – العدن‪.‬‬

‫أملر لإلمال (‪ )2004‬نظمة في لتشمح لت إمال يخ أعدنيخ‪ ،‬لسيلسخ إمال يخ‪.‬‬ ‫‪ -‬لءجل‬

‫الملر للسكلن (‪ )2016‬لسكلن و لتنءيخ في العدن ‪.‬‬ ‫‪ -‬لءجل‬

‫لفم خ لسكلنيخ في أعدن‬ ‫الملر للسكلن ( ‪ )2017‬وثيقخ سيلسلت‬ ‫‪ -‬لءجل‬

‫لفظخ‪ ،‬ملي (‪ )2007‬لتمبيخ ل رنيخ‪ ،‬لطض خ أولر ‪ ،‬د ع جمحم للنشم و لت زحم ‪ ،‬مءفلن ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬لء سفففر‪ ،‬مصفففل (‪ )1998‬فطففف ع لصففف لفخ أعدنيفففخ‪ ،‬أعدن ‪ ،‬نشففف ع ت لجء يفففخ ل لءيفففخ‬

‫لءلكيخ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المحور السابع‬

‫االعالم االلكتروني و األمن الوطني‬

‫إعداد د‪.‬محمد اللحام‬

‫اوال‪ :‬اإلعالم ودوره الوطني ومؤسساته‬

‫تشكل وسائل اإلعالم أحد أبرز وأهم المؤسسات الوطنية التي تسهم في بناء التربية‬

‫الوطنية للمجتمع‪ ،‬وتتنوع األطراف المشاركة في نقل الصورة اإلعالمية لتحقيق غايات اإلعالم‬

‫األردني‪ ،‬وتأتي وزارة اإلعالم سابقا في مقدمتها أو المؤسسات التي تعمل في ظلها بعد إلغائها‬

‫مثل دائرة المطبوعات والنشر‪ ،‬يضاف إليها الصحافةو مؤسسة اإلذاعة والتلفزيون والمؤسسات‬

‫اإلعالمية األخرى ذات العالقة بالعملية اإلعالمية ومنها مركز المعلومات الوطني الذي تم‬

‫إنشاؤه عام ‪1993‬م لتوفير قاعدة معلومات وطنية‪ ،‬ووكالة األنباء األردنية "بترا"‪.‬‬

‫يتمثل دور اإلعالم في التربية الوطنية من خالل الوظائف التي تتميز بها وفي‬

‫مقدمتها نقل األخبار المختلفة‪ ،‬والتعبير عن االتجاهات المختلفة في المجتمع سواء من‬

‫النواحي السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬واألمر األهم هو توجيه المنظومة‬

‫القيمية للمجتمع بهدف تطوير الذات والحفاظ على شخصيته‪ ،‬وفي الجانب اآلخر يمكن‬

‫‪1‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫لإلعالم وخاصة الرسمي منها أن يساهم في تعزيز التماسك االجتماعي ألبناء المجتمع والرد‬

‫على الدعاية المضادة التي يحاول البعض بثها لزعزعة اآلخرين ‪.‬‬

‫وحتى تتمكن الدولة‪-‬أية دولة‪-‬من تحقيق الغاية من التربية الوطنية وانجاح أهدافها‬

‫ومراميها ورسالتها لتنشئة جيل واع‪ ،‬منتم لبلده‪ ،‬وموال لقيادته‪ ،‬ال بد لها من إعطاء مساحة‬

‫كافية للحوار واإلبداع‪ ،‬وقبول اآلخر‪ ،‬وتعميق مفهوم حرية الرأي التي كفلها الدستور األردني‬

‫والميثاق الوطني األردني‪ ،‬أضف إلى ذلك كله إنه في ظل العولمة الثقافية مع تطور وسائل‬

‫التكنولوجيا الحديثة لقد أصبح المجتمع بحاجة إلى رؤى‪ ،‬واستراتيجيات جديدة تتالءم والعصر‬

‫والتقدم والتسارع في نقل المعلومات‪ ،‬واتساعها‪ ،‬بهدف تعزيز قدرات المواطنين‪ -‬والشباب جزء‬

‫منهم‪ -‬على مواجهة التبادالت الثقافية والخارجية وخاصة السلبية منها‪ ،‬للحيلولة دون قدرتها‬

‫على إيصال أو بث ما تريد لداخل الوطن بيسر وسهولة‪ ،‬إذ ال بد من إيجاد جيل متسلح بالعلم‬

‫والثقافة والحرية لرد على تلك الصور السلبية‪ .‬ولهذا أصبحنا بحاجة إلعالم قوي متمكن‬

‫وشفاف‪ ،‬تقوم عالقته مع مواطنيه على الثقة المتبادلة‪ ،‬وبحاجة إلعالميين ذات مستويات‬

‫وقدرات إعالمية منافسة للخارج لديها قدرة على إقناع الشباب من خالل محاورتهم وفتح‬

‫المجال لهم بمزيد من الرؤى والقناعات‪ ،‬والحوارات التي تهم الوطن ومؤسساته‪ ،‬وتحدياته‬

‫لتعميق حب الوطن‪ ،‬واالنتماء في نفسه على أسس صحيحة واضحة أساسها الحوار‬

‫‪2‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫والحريات‪ ،‬واحترام الرأي والرأي اآلخر‪ ،‬وصوال به لشخصية قادة قيادة المستقبل والوطن نحو‬

‫األمام‪.‬‬

‫وقد شهد اإلعالم األردني في عهد جاللة الملك عبد اهلل الثاني تطورات هامة وجوهرية‬

‫أساسها رفع مستوى الحرية الصحيفة‪ ،‬واإلنجازات‪ ،‬والدعوة إلعالم وطني حر ومسؤول‪ ،‬مع‬

‫دعوته المستمرة إلعالم فاعل يعبر عن مصالح األردن واألردنيين‪ ،‬وتمثل ذلك بلقاءاته‬

‫المستمرة معهم‪ ،‬باالستماع إلى وجهات نظرهم‪ ،‬وتحديات مجتمعهم المشاركة بوضع الحلول‬

‫لتلك التحديات المستقبلية‪.‬‬

‫إال إن اإلعالم األردني ما زال يعاني من العديد من التحديات وفي مقدمتها نيل الثقة‬

‫بين المواطن والمؤسسات اإلعالمية‪ ،‬واحترام آراء المواطنين وعقولهم وتفكيرهم‪ ،‬واشراكهم في‬

‫توجيه الرسالة اإلعالمية والمنافسة اإلعالمية القوية مع مؤسسات عربية وأجنبية‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬الجرائم اإللكترونية‪ :‬خطورتها وتاثيرها على األمن الوطني االردني وطرق‬

‫الوقاية منها‪:‬‬

‫لقد سهل التطور الحاصل في تكنولوجيا الحاسب اآللي‪ ،‬وظهور الشبكة العنكبوتية‬

‫العالمية لالنترنت‪ ،‬من سبل الحياة‪ ،‬كما ساهم في اختصار الوقت والجهد‪ ،‬لما قدمته هذه‬

‫‪3‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫الوسائل للبشرية من تسهيالت وخدمات وايجابيات‪ ،‬إذ غيرت نمط حياة الشعوب فلعبت دو ار‬

‫في رقيها وتطورها‪ ،‬لكن في الوقت نفسه‪ ،‬كان لها جانبا سلبيا أثر على حياة الناس‬

‫ومصالحهم تعداه لمصالح الدول أيضا تمثل باإلساءة الستخدام البعض لهذه التكنولوجيا‪ ،‬من‬

‫خالل تطويع االنترنت وغيره من الوسائل االلكترونية الرتكاب أنواع جديدة من الجرائم التي‬

‫أطلق عليها الجرائم اإللكترونية والتي عادة ما تتم عبر معدات وأجهزة اليكترونية أو باستخدام‬

‫شبكة االنترنت الرتكابها‪.‬‬

‫والجريمة االلكترونية تعتبر من الظواهر الحديثة‪ ،‬وذلك الرتباطها بتقنية تكنولوجيا‬

‫المعلومات وتشمل في مضمونها جميع االعتداءات والجرائم التي تقع في البيئة التقنية وعلى‬

‫نظم المعالجة اآللية وبما تحويه هذه األنظمة من معلومات بمختلف أنواعها‪ ،‬كما يتسع ليشمل‬

‫جميع االبتكارات االلكترونية في مجال تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬فضال عن الجرائم التي تستخدم‬

‫هذه النظم كوسيلة الرتكاب الجرائم‪ ،‬كما إن التطورات النوعية التي حققتها تكنولوجيا‬

‫المعلومات أتاحت الفرصة لظهور أنواع جديدة ومستحدثة من الجرائم االلكترونية‪ ،‬والتي تحمل‬

‫طابع هذه التقنية المعلوماتية‪ ،‬وتساير على الدوام مسار تقدمها‪ ،‬باعتمادها على الحاسب‬

‫اآللي والشبكة المعلوماتية كأداة الرتكابها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫ال يوجد تعريف واحد لما يسمى بالجرائم اإللكترونية أو(الجرائم المعلوماتية)‪ ،‬وقد بذل‬

‫المختصون والفقهاء في هذا المجال جهودا حثيثة إليجاد تعريف جامع ومانع لكنهم لم‬

‫يتوصلوا لذلك‪ ،‬فقد عرفها البعض بأنها "تشمل أية جريمة ضد المال مرتبطة باستخدام‬

‫المعالجة اآللية للمعلوماتية" وعرفها الفقيه األلماني تاريمان بأنها‪" :‬كل أشكال السلوك غير‬

‫المشروع أو الضار بالمجتمع الذي يرتكب باستخدام الحاسب اآللي"‪ ،‬وعرفت أيضا بأنها "كل‬

‫فعل أو امتناع عمدي ينشأ عن االستخدام غير المشروع لتقنية المعلومات ويهدف إلى‬

‫االعتداء على األموال المادية أو المعنوية" وعرفتها منظمة التعاون االقتصادي والتنمية على‬

‫أنها "كل سلوك غير مشروع أو غير مصرح به يتعلق بالمعالجة اآللية للبيانات أو بنقلها"‪.‬‬

‫وتوسع مفهومها أكثر بحيث قصد بها "الجريمة التي يمكن ارتكابها بواسطة نظام حاسوبي أو‬

‫شبكة معلوماتية‪ ،‬وتشمل جميع الجرائم التي يمكن ارتكابها في البيئة االلكترونية"‪ .‬وهناك من‬

‫ربط هذا النوع من الجرائم باالنترنت للداللة على الجرائم الناشئة عن استخدام االنترنت ويكن‬

‫محلها المعلومات‪.‬‬

‫ويالحظ من التعريفات السابقة المتقاربة في تعريفها والمختلفة في تعبيرها أن الفقه‬

‫انقسم في تعريفه لها لقسمين األول يضيق مفهوم الجريمة‪ ،‬والثاني يوسع مفهومها‪ ،‬فأصحاب‬

‫االتجاه الذي يضيق الجريمة اإللكترونية عرفها على أنها الجرائم التي تقع على النظام‬

‫‪5‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫االلكتروني أو الشبكة المعلوماتية أو هي نشاط غير مشروع موجه لنسخ أو تغيير أو حذف أو‬

‫الوصول إلى المعلومات المخزنة داخل النظام االلكتروني أو تلك التي يتم تحويلها عن طريقه‪،‬‬

‫وطبقا لهذا التعريف فإنه يضيق من مفهوم الجريمة االلكترونية بحيث حصرها فيما يقع على‬

‫النظام االلكتروني أو داخله فقط‪ .‬أما االتجاه الذي يوسع من مفهوم الجريمة اإللكترونية‬

‫(المعلوماتية) فقد عرفها بأنها "كل سلوك إجرامي يتم بمساعدة الحاسب اآللي‪ ،‬أو هي كل‬

‫جريمة تتم في محيط الحاسبات اآللية"‪ .‬فهذا االتجاه وسع من مفهوم الجريمة اإللكترونية‬

‫حيث إن مجرد مشاركة الحاسب اآللي في النشاط اإلجرامي يسبغ عليه وصف الجريمة‬

‫اإللكترونية‪.‬‬

‫خصائص الجرائم االلكترونية ومميزاتها‪:‬‬

‫تتميز الجريمة اإللكترونية بخصائص تميزها عن الجريمة التقليدية‬

‫‪ -1‬الجريمة اإللكترونية جريمة عابرة للحدود‪ ،‬حيث يمكن أن تقع جريمة من جاني في‬

‫دولة ويكون المجني عليه في دولة أخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬يمكن حدوثها في زمن قصير‪ ،‬حيث يمكن تنفيذ الجريمة االلكترونية في أقل من ثانية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ -3‬تسبب خسائر اقتصادية باهضة في أغلبية الجرائم‪ ،‬سواء ما تعلق منها بسرقة المبالغ‬

‫النقدية من بعض الحسابات‪ ،‬أو ما تعلق منها بسرقة البرامج والبيانات والمعلومات‪،‬‬

‫وكشف المعلومات واألسرار‪.‬‬

‫‪ -4‬إمكانية تعدد المجني عليهم‪ ،‬وكذلك مسرح الجريمة‪ ،‬حيث يمكن للفاعل أن يقوم‬

‫باستهداف أكثر من شخص في أماكن متفرقة‪.‬‬

‫‪ -5‬صعوبة إثباتها‪ ،‬بحيث ال تترك آثا ار مادية تدل على مرتكب الجريمة إذ يقع عليها‬

‫تغيير أو محو البيانات الموجودة بأنظمة الحاسبات اآللية أو إتالفها أو نسخها مما‬

‫يلغي أي أثر كتابي أو مادي مرئيا أو ملموسا يمكن االستعانة به إلثبات الجريمة‪.‬‬

‫‪ -6‬ترتكب عبر شبكة اال نترنت‪.‬‬

‫‪ -7‬هادئة بطبيعتها‪ ،‬إذ ال تتطلب سوى لمسات خاطفة على لوحة المفاتيح‪.‬‬

‫كما تتميز هذه الجرائم بخطورتها الشديدة وحجم األضرار الكبيرة التي تنشأ عنها‪ ،‬وتأتي‬

‫أهمية دراسة جرائم الحاسوب اآللي لما لها من خطر إذ تتناول اإلنسان في فكره وحياته‬

‫الخاصة وكذلك مسها مؤسسات الدولة في اقتصادها وكذلك لما لها من مساس وتأثير على‬

‫أمن البالد القومي والسياسي واالقتصادي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫لقد أصبحت الحاجة ماسة للغاية في األردن لمشروع قانون ينظم أمن المعلومات ويعمل‬

‫على حمايتها‪ ،‬ويعود ذلك لظروف ودواع عديدة يأتي في مقدمتها التطور التكنولوجي‬

‫المتسارع في وسائل االتصاالت‪ ،‬وما نجم عنه من اتساع في نطاق استخدام الشبكة‬

‫المعلوماتية سواء في وسائل االتصال االجتماعي أو تطبيقات بعض األجهزة الذكية ونتيجة‬

‫كذلك إلساءة البعض عند استخدام هذه الوسائل وما نجم عنها من انتشار لظاهرة الجرائم‬

‫اإللكترونية سواء من تلك التي تمس الوحدة الوطنية أو التي تمس األشخاص مثل جريمة‬

‫االبتزاز والجرائم الواقعة على األموال مثل جرائم االحتيال اإللكتروني‪ ،‬والحاجة لتجريم بعض‬

‫األفعال خاصة تلك التي تمس األطفال كجرائم االستغالل الجنسي‪ .‬وهذا استوجب من الحكومة‬

‫تقديم مقترح مشروع قانون ينظم ذلك وهو مشروع قانون معدل لقانون الجرائم اإللكترونية‬

‫لسنة ‪ 2018‬والعمل على إحالته لمجلس النواب إلق ارره‪.‬‬

‫وقد غلظ مشروع القانون الجديد من العقوبات التي تتراوح بين الحبس وبين الغرامة في‬

‫معظم مواده ومنها‪" :‬كل من دخل قصدا إلى موقع الكتروني لتغييره أو إلغائه أو إتالفه أو‬

‫تعديل محتوياته أو إشغاله أو انتحال صفته أو انتحال شخصية مالكه" بحيث ال تقل عن ثالثة‬

‫شهور سجن وال تزيد عن سنتين وغرامة ال تقل عن ‪ 500‬دينار وال تزيد عن ‪ 1000‬دينار‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫كما ترفع مسودة القانون عقوبة الحبس ليصبح حدها األدنى ثالثة شهور وحدها األعلى‬

‫ال يزيد عن سنة‪ ،‬وغرامة ال تقل عن ‪ 500‬دينار وال تزيد عن ‪ 1000‬دينار لـ‪" :‬كل من دخل‬

‫قصدا إلى الشبكة المعلوماتية أو نظام معلومات بأي وسيلة دون تصريح أو بما يخالف أو‬

‫يجاوز التصريح"‪.‬‬

‫كما ترفع مسودة القانون عقوبتي الحبس والغرامة لجرم الدخول إلى الشبكات بغرض "إلغاء‬

‫أو حذف أو إضافة أو تدمير أو إفشاء أو إتالف أو حجب أو تعديل أو تغيير أو نقل أو نسخ‬

‫بيانات أو معلومات أو توقيف أو تعطيل عمل الشبكة المعلوماتية أو نظام معلومات الشبكة‬

‫المعلوماتية"‪.‬‬

‫كما عاقب القانون كل من دخل قصدا لمواقع اليكترونية لالطالع على بيانات أو معلومات‬

‫غير متاحة للجمهور تمس األمن الوطني أو العالقات الخارجية للمملكة أو السالمة العامة‪.‬‬

‫بالحبس مدة ال تقل عن أربعة شهور‪ .‬وجاءت المادة (‪ )11‬لتقنين بعض التصرفات كالنقد أو‬

‫غيره حيث عاقبت هذه المادة كل من قام بإرسال أو إعادة إرسال أو نشر بيانات أو معلومات‬

‫عن طريق الشبكة المعلوماتية أو الموقع اإللكتروني أو نظام معلومات ينطوي على ذم أو قدح‬

‫أو تحقير أي شخص بالحبس مدة ال تقل عن ثالثة شهور وبغرامة ال تقل عن ‪ 100‬دينار‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫وأضاف مشروع القانون الجديد تعريف خطاب الكراهية وهو "كل قول أو فعل من شأنه‬

‫إثارة الفتنة والنعرات الدينية أو الطائفية أو العرقية أو اإلقليمية أو التمييز بين األف ارد‬

‫والجماعات‪ ".‬كما عزز القانون وتضامن مع الحماية للفتيات والنساء واألطفال في الجرائم‬

‫االلكترونية وخاصة المتعلقة بالمواد اإلباحية واالستغالل الجنسي واالبتزاز االلكتروني‪ .‬بمعنى‬

‫أنه جاء حافظا وحاميا للحياء العام لألفراد‪ .‬ومنع االبتزاز لشخص لحمله على القيام بفعل أو‬

‫االمتناع عنه‪ ،‬أو لخرق الحياة الخاصة لآلخرين‪.‬‬

‫ويرى البعض أن مشروع القانون هذا جاء لحماية الحياة الشخصية للمواطنين والمسؤولين‬

‫والشخصيات العامة من االستهداف واإلساءة أو المساهمة من الحد من اغتيال الشخصية‪،‬‬

‫فما اعتبره آخرون أنه يشكل قيودا على الحريات الصحفية والحريات بشكل عام وخاصة المادة‬

‫(‪ )11‬منه إذ اعتبروها تكميما لألفواه‪ ،‬وتقليصا لحجم الحريات‪.‬‬

‫وتقوم وحدة الجرائم االلكترونية التابعة لمديرية األمن العام بدور رقابي هام‪ ،‬في التصدي‬

‫للشائعات‪ ،‬والفيديوهات المفبركة‪ ،‬واغتيال الشخصيات‪ ،‬حيث تعاملت هذه الوحدة خالل عام‬

‫‪ 2015‬مع ‪ 48‬قضية إال إن انتشار األجهزة الذكية واإلفراط في استخدامها سبب في زيادة‬

‫عدد القضايا‪ ،‬حيث يعد األردن من أكثر دول العالم استخداما للفيسبوك بحسب دراسات صدرت‬

‫‪10‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫مؤخ ار من جهات متخصصة‪ ،‬وبلغت اإلحصائية التي تعاملت معها وحدة الجرائم االلكترونية‬

‫وفقا لمديرها خالل عام ‪ 2018‬إلى حوالي ‪ 6200‬قضية‪ ،‬كما كشفت الدائرة عن تعامل مع‬

‫عدد قليل من قضايا االبتزاز واالستغالل الالأخالقيين وخاصة األطفال من قبل أصحاب النفوس‬

‫المريضة‪.‬‬

‫ومن النصائح التي تقدمها هذه الوحدة لمستخدمي هذه التقنيات الحديثة من هاتف ذكي‬

‫ومواقع للتواصل االجتماعي وفيسبوك وغيرها‪ ،‬والتي تأمل بااللتزام بها وخاصة فئة الشباب ما‬

‫يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬عدم نشر الصور الشخصية التي تحاكي الحياة اليومية‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم نشر صور جوازات السفر‪.‬‬

‫‪ -3‬تجنب تبادل الصور الخاصة بالزوجين عبر وسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -4‬االمتناع والحذر من فتح الكامي ار مع األشخاص الغرباء‪ ،‬ومن بعض التطبيقات الذكية‬

‫حيث هناك أحكاما وشروطا يجب االطالع عليها قبل تحميلها‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ -5‬عدم الرضوخ لالبتزاز وذلك بقيام الضحايا بدفع مبالغ مالية لمبتزهم‪ ،‬واللجوء للطرق‬

‫القانونية‪.‬‬

‫‪ -6‬ضرورة قيام األهل بمراقبة أطفالهم خوفا من وقوعهم ضحية لالبتزاز‪ ،‬وأن يكون‬

‫مالذهم هو الجهات األمنية‪.‬‬

‫‪ -7‬تحكيم أي مستخدم ألدوات التواصل االجتماعي للعقل قبل قيامه بنشر أي فيديو أو‬

‫أخبار يتم تداولها (مثل توزيع مخدرات‪ ،‬أو تنزيل بوستات وعبارات تتحدث عن تجارة‬

‫المخدرات)‪.‬‬

‫‪ -8‬عدم استخدام كلمة محشش على سبيل النكتة في وسائل التواصل االجتماعي لما لها‬

‫من تأثير على المراهقين وحبهم لتلك الشخصية‪.‬‬

‫أهمية اإلعالم اإللكتروني ودوره في مكافحة التطرف‬ ‫ثالثا‪:‬‬

‫يلعب اإلعالم اإللكتروني في عالمنا المعاصر دو ار كبي ار هاما ومؤث ار في حياة الجميع‪،‬‬

‫وخاصة الشباب منهم والتي تعتبر من أكثر الفئات استهدافا لكثير من القضايا والتحديات‬

‫ومن ظاهرة اإلرهاب التي أصبحت ظاهرة عالمية ال تعرف حدودا وال جنسية وال دينا وال‬

‫عرقا‪ ،‬وال يمكن لبلد من البلدان أن يكون بمنأى عنها‪ ،‬ويسعى القائمون على الظاهرة‬
‫‪12‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫اإلرهابية لتنفيذ خططهم اإلجرامية باستقطاب الشباب وتجنيدهم لصالحها من خالل‬

‫استغاللهم لوسائل التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬ومختلف وسائل التواصل االجتماعي المتاحة‬

‫للجميع للترويج لمعتقداتها تلك‪.‬‬

‫ونتيجة لتزايد دور الجماعات اإلرهابية وتوسيع أهدافها ومكامن خطرها في اإلقليم‪،‬‬

‫وكذلك ما أصاب العالم من تطور تكنولوجي حديث من خالل الشبكة العنكبوتية بحيث‬

‫أصبحت متاحة للجميع وبأقل التكاليف‪ ،‬فقد اتخذت الدولة األردنية قيادة وحكومة على‬

‫عاتقها ومسؤولياتها جملة من الخطوات للتصدي لذلك ومنها العمل على بناء استراتيجيات‬

‫لمواجهة هذه الظاهرة‪ ،‬وكانت مديرية األمن العام في مقدمة تلك المؤسسات من خالل‬

‫تطبيق استراتيجيتها األمنية بقيامها استحداث مركز متخصص تحت اسم مركز السلم‬

‫المجتمعي كأحد مشاريعها ضمن خطتها االستراتيجية لمكافحة التطرف واإلرهاب‪ ،‬بحيث‬

‫يعنى هذا المركز كوحدة متخصصة بالفكر تثقيفا وتدريبا‪.‬‬

‫وقد بذلت الدولة األردنية العديد من الجهود في سبيل مكافحة التطرف ايدولوجيا سواء‬

‫من خالل محاربة الفكر المتطرف بالفكر السليم‪ ،‬وتحصين المجتمع من خالل قيام وزارة‬

‫األوقاف بدورها الوعظي بمكافحة الفكر بالفكر‪ ،‬وكذلك العمل تعزيز مفاهيم الديمقراطية‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫واحترام حقوق اإلنسان وحرياته وتفعيل مشاركته السياسية للحفاظ على االستقرار‬

‫السياسي واالقتصادي في البالد‪ ،‬وتعزيز مفاهيم التنشئة السياسية من خالل المؤسسات‬

‫التعليمية بارتقاء مناهجها وتغير لغة الخطاب وايجاد أفكار إبداعية خالقة‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالجهود األردنية المتعلقة بهذا الجانب والمتعلقة بالشبكة العنكبوتية‬

‫فقد ركزت على توظيف التكنولوجيا الحديثة إيجابا وذلك بالعمل على مكافحة التجنيد‬

‫اإللكتروني والتركيز التقني على مكافحة الفكر الذي تتبناه تلك الجماعات التكفيرية على‬

‫المنابر والمواقع اإللكترونية بمتابعتها ومالحقتها من خالل الوحدة المتخصصة للحيلولة‬

‫دون إيقاع الشباب بشباكها‪ ،‬وأفكارها‪ .‬كما عملت على تعديل التشريعات المتعلقة بجرائم‬

‫اإلرهاب (وخاصة قانون منع اإلرهاب وقانون غسيل األموال) من خالل إقرار قانون منع‬

‫اإلرهاب رقم ‪ 55‬لسنة ‪ ،2006‬والقانون المعدل لقانون منع اإلرهاب رقم ‪ 18‬لسنة‬

‫‪ 2014‬وخاصة ما ورد بالمادة (‪ )3‬منه فقرة (هـ) والمتعلقة بمكافحة التجنيد اإللكتروني‪.‬‬

‫تتنوع وسائل استقطاب الجماعات اإلرهابية لمؤيديها‪ ،‬منها ما هو تقليدي ومنها ما هو‬

‫إلكتروني باستغالل العالم االفتراضي (االنترنت) إذ أدت الثورة الراهنة في تقنية المعلومات‬

‫لظهور العديد من وسائل االتصاالت والتواصل االجتماعي (الهواتف الخلوية‪ ،‬االنترنت‪،‬‬

‫‪14‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫الرسائل االلكترونية‪ ،‬مواقع التواصل االجتماعي المختلفة) والتي تفرز كما هائال من‬

‫المعلومات والبيانات حيال قضايا المجتمع المختلفة أصبح بإمكانها من خاللها عكس‬

‫تصوراتها ورؤاها‪ ،‬وربما تحريضاتها وعدم قبولها بالواقع‪.‬‬

‫تظهر أهمية استخدام هذه الجماعات لالنترنت من خالل سعيها إلى تضخيم الصورة‬

‫الذهنية لقوة وحجم تلك المنظمات‪ ،‬وبما يخدم الجانب اإلعالمي والعسكري لها‪ ،‬بمعنى‬

‫الترويج لها ولقوتها وأفكارها أمام الجميع ومنها الناشئة‪ ،‬وبالتالي إمكانية اصطيادهم‪.‬‬

‫كما تسعى هذه الجماعات والمنظمات إلى االستفادة من اال نترنت أو استثماره بالتنقيب‬

‫عن المعلومات والحصول على التمويل والتبرعات وعملية تجنيد األشخاص‪ ،‬وكذلك تحقيق‬

‫الترابط التنظيمي عبر تبادل المعلومات واألفكار‪ ،‬والمقترحات‪ ،‬الميدانية حول كيفية إصابة‬

‫الهدف واختراقه‪ ،‬وكيفية صنع المتفجرات والتخطيط والتنسيق للعمل اإلرهابي وكذلك من‬

‫تدمير مواقع االنترنت المضادة أو اختراق مؤسسات حيوية أو تعطيل الخدمات الحكومات‬

‫اإللكترونية‪.‬‬

‫كما تساعد ميزة هذه التقنيات الحديثة هذه الجماعات اإلرهابية لتنفيذ عملياتها‬

‫وأهدافها وذلك ما يلي‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫‪ -1‬الوصول ألكبر عدد ممكن من األشخاص وايصال األفكار والنشاطات‪.‬‬

‫‪ -2‬الوصول إلى أشخاص خارج الدول وايصال األفكار والمعلومات لهم‪.‬‬

‫‪ -3‬صعوبة معرفة هوية الشخص الحقيقي في حال اختفائها وكذلك صعوبة التتبع‬

‫االلكتروني‪.‬‬

‫‪ -4‬سهولة التواصل بين أعضاء التنظيم وأكثر أمنا وأقل تكلفة‪.‬‬

‫‪ -5‬إمكانية رصد ردود األفعال واالنطباعات عن أي شيء وبشكل أوسع‪.‬‬

‫‪ -6‬التعرف على أكثر المواقع والجهات المستهدفة قبل إجراء أي عملية عن طريق‬

‫صفحات الجهة والعاملين فيها‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬دور وأهمية مواقع التواصل االجتماعي في االمن الوطني واالجتماعي‬

‫االردني‬

‫تعرف مواقع التواصل االجتماعي على أنها مجموعة من المواقع اإللكترونية الموجودة على‬
‫شبكة االنترنت ‪ ،‬وهدفها الرئيس بناء تواصل بين مجموعة من االشخاص في مختلف أنحاء‬
‫العالم ‪ ,‬واصبحت هذه المواقع وسيلة لحفظ المعلومات كمقاطع الفيديو والصور والوثائق‬
‫والملفات اإللكترونية كما وفرت مواقع التواصل االجتماعي هذه خدمات كثيرة لمستخدميها لم‬

‫‪16‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫تكن معروفة من قبل مثل ‪:‬تخصيص مجموعة من االصدقاء والحصول على االخبار بشكل‬
‫مباشر‪.‬‬

‫التواصل‬ ‫ومن مواقع التواصل االجتماعية المشهورة فيس بوك الذي يعد أشهر مواقع‬
‫االجتماعي اذ يتجاوز عدد مستخدميه المليار شخص ‪.‬ومنها أيضا تويتر الذي يعد ثاني أشهر‬
‫موقع من مواقع التواصل االجتماعي الذي انطلق عام ‪,2006‬ويمتاز بطابعه الرسمي‬
‫ويستخدمه أغلب الشخصيات المشهورة في العالم كالسياسيين والفنانين والرياضيين ‪,‬وكل نص‬
‫يكتب به يطلق عليه تغريدة‬

‫لم يعد األمن االجتماعي منفصالً عن األمن الوطني‪ ،‬فقد أضحى تماسك المجتمع‪ ،‬ومنع‬
‫إثارة النزاعات الداخلية بين فئاته ومكوناته والحفاظ على هويته الثقافية‪ ،‬من أبرز مقومات‬
‫األمن الوطني للدول‪ ،‬وهو ما يطرح في أحد أبعاده العالقة بين وسائل التواصل االجتماعي‬
‫وأمن المجتمع ذاته‪ ،‬السيما مع تزايد عدد سكان الدول العربية المستخدمين لمواقع التواصل‬
‫االجتماعي‪ .‬فوفقاً الحصائيات عالمية بلغ عدد مستخدمي فيسبوك في الدول العربية نحو‬
‫‪ 156‬مليون مستخدم وفقاً إلحصاءات ‪ ،2017‬منهم ما يزيد عن ‪ 4‬مليون مستخدم في‬
‫االردن‪.‬‬

‫تأتي أهمية دراسة وسائل التواصل االجتماعي في المجتمع لتأثيرها على االمن المجتمعي‬
‫والوطني ‪،‬اذ أصبحت تسهم وتسيطر بل وتغير من الرأي العام في االردن لما لها من سيطرة‬
‫على المواقف وانتشار خاصة بين الشباب االكثر اقباال على الشبكة العنكبوتية اذ تعد وسائل‬
‫التواصل االجتماعي فضاء مفتوحا بال حدود يسمح للجميع بالتواصل مع بلدان وثقافات‬
‫مختلفة لم يكن باالمكان الوصول لها من قبل‪.‬‬
‫يعتبر الفيس بوك الشبكة االكثر شعبية في االردن ‪,‬وان نسبة استخدام األسر التي تستخدم‬
‫االنترنت في منزلها حوالي ‪ 60‬بالمائة اذ لعبت هذه الوسائل دو ار كبي ار في التضليل حيث أنها‬
‫تأخذ المعلومة على أنها مسلمة دون التحقق منها وبالتالي مساهمتها في تشوه ثقافي ‪.‬‬

‫ويمكن اإلشارة إلى إمكانية تأثير وسائل التواصل االجتماعي سلبياً على أمن المجتمعات إلى‬
‫الحد الذي قد يصل إلى انتشار العنف الداخلي‪ ،‬من خالل تهديد االنسجام االجتماعي والثقافي‪،‬‬
‫حيث يمكن عبر وسائل التواصل االجتماعي نشر ثقافات وتوجهات وأفكار ال تنسجم مع قيم‬

‫‪17‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫المجتمع‪ ،‬وربما تعارضها كلية‪ ،‬خصوصاً بالنسبة لفئات الشباب وصغار السن الذين قد ال‬
‫يملكون حصانة كافية ضد التأثر بهذه األفكار‪ ،‬مما قد ينتج عنه اغترابهم عن المجتمع وتباعد‬
‫المسافات بينهم وبينه إلى درجة قد تصل حد العداء أو القطيعة‪ ،‬بحكم قدرة مواقع التواصل‬
‫االجتماعي على إقامة عالم افتراضي بديل‪.‬‬
‫أدى انتشار استخدام مواقع التواصل االجتماعي وسهولة التواصل بين أفراد المجتمع إلى‬
‫إتاحة بيئة خصبة لنشر وتبادل المعلومات بصورة غير مسبوقة إال أن ذلك لم يخلو من‬
‫المحاذير التي يزداد تأثيرها السلبي من خالل نشر الشائعات المغرضة التي تهدد االستقرار‬
‫واألمن المجتمعي وتحتاج إلى جهود ومتابعة مستمرة لرصد الشائعات وتحليلها ومعرفة‬
‫مصدرها ومقاصدها وسرعة الرد عليها لتالفي تأثيراتها السلبية على الفرد وأمن المجتمع‪.‬‬
‫واليوم أصبحت الشائعات مع وجود أدوات التواصل االجتماعي وامكانية وصول الخبر غير‬
‫الصحيح لكل شخص في مكانه وموقعه وعمله‪ ،‬سالحاً خطي ارً ‪,‬وان المشكلة ال تكمن في‬
‫استخدام شبكات التواصل االجتماعي ولكن في سهولة نشر الشائعات عبرها‪ ،‬وما يمكن أن‬
‫ينتقل من سلبيات ومخاطر بواسطة هذه الشائعات عبر الشبكات اإللكترونية االمر الذي يدعونا‬
‫جميعا للتكاتف للتصدي للشائعة وتحصين مواطنينا وابنائنا لمحاربة الشائعة والتأكد من‬
‫المعلومة قبل نشرها حفاظا على أمننا الوطني االردني ومكوناته جميعها‬

‫في ندوة عقدها مركز الرأي للدراسات بعنوان (االعالم ومنصات التواصل االجتماعي )بتاريخ‬
‫‪ 2017/11/28‬دعا المنتدون لضرورة وضع ضوابط ومعايير لمواقع التواصل االجتماعي‬
‫‪.‬فقد بات كثي ار من الشباب ياخذون معلوماتهم من مواقع التواصل االجتماعي خاصة الفيسبوك‬
‫وتويتر دون الرجوع للصحف أو الخبر األكيد اذ أن السيطرة على المعلومة أصبحت معدومة ‪.‬‬
‫حيث أشار أحدهم أننا اليوم لدينا امام أنتشار واسع لمواقع التواصل االجتماعي أو ما يسمى‬
‫«اإلعالم االجتماعي» والذي أصبح أكثر قدرة في التأثير على المجتمعات‪ ،‬مضيفاً أنه في‬
‫بعض الدول كان وما زال له أثر سياسي كما في مصر‪.‬ويجب علينا جميعا التعامل مع كل‬
‫جديد ومعاصر واالستفادة منه مع االخذ بمحاذيره وضوابطه فجيل الثمانينات يختلف عن جيل‬
‫الخمسينات‪ ،‬واليوم هناك جيل األلفين الذين لهم مزاياهم الخاصة التي يختلفون بها عن‬
‫األجيال التي سبقتهم‪ .‬اال أن المشكلة تكمن في أن كالً من اإلعالم الرسمي والحكومة ال‬
‫يستطيعون االستفادة من وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬و قد تمت المطالبة بوجوب احترام عقلية‬
‫المواطن وأن نفهم ان الشخص الموجود على مواقع التواصل اليوم لديه القدرة على تحليل أي‬
‫قضية بالشأن العام وبأفضل النتائج من دون ان يكون دارساً للصحافة أو السياسة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫وفي مداخلة ألحد االعالميين تمت االشارة الى إن اإلعالم االجتماعي هو حديث الساعة‬
‫اآلن‪،‬حيث خلقت مواقع التواصل االجتماعي مساحات واسعة من حرية الرأي والتعبير‪ ،‬الفتاً‬
‫إلى أن معظمها ولألسف حريات غير مسؤولة وغير منضبطة‪ ،‬مؤكداً أنه ليس هناك ضوابط‬
‫ومعايير لمواقع التواصل االجتماعي أو ما يسمى بـ»اإلعالم االجتماعي»‪.‬ورأى أن اإلعالم‬
‫المحترف أو (المهني) أصبح يتراجع لصالح اإلعالم االجتماعي في المواقع اإللكترونية‪ ،‬كون‬
‫اإلعالم المحترف يتوخى مزيداً من الدقة والموضوعية واالحترافية‪ ،‬وبالمقابل فإن ما يسمى بـ"‬
‫المواطن الصحفي" يتسم بسرعة الوصول وايصال المعلومة‪.‬‬
‫ويرى كثير من المختصين ان مجتمعنا مجتمعا شابا ‪,‬وان تاثير االعالم االجتماعي اصبح‬
‫واضحا في ميدان الشباب وعليه فمن المهم ان يكون التركيز على هذا االعالم بحيث يكون‬
‫اعالما هادفا ومسؤوال وليس اعالم اعتداء واغتيال شخصيات وخوض في حريات االّخرين‬
‫وخصوصياتهم وضرورة وضع ضوابط له ‪,‬والعمل على توجية استغالل طاقات الشباب في هذا‬
‫االعالم والتوسع فيه ولكن بطريقة مغايره بحيث يتم توجيهها لمكافحة التطرف واالرهاب ‪.‬‬

‫لقد اضحت االشاعات وترويجها على مواقع التواصل االجتماعي واسعة االنتشار ومتسارعة‬
‫مما يتطلب من الجميع االنتباه لجملة من المالحظات البد من االخذ بها لفهم هذه الظاهرة‬
‫وكيفية التعامل معها لما لها من خط ار على االمن المجتمعي والوطني ومنها‪:‬‬
‫‪-‬ضرورة التنبه لخطر االشاعة على الرغم من قدمها النها حربا نفسية مدمرة للفرد والمجتمع‬
‫والمؤسسات لما لها من اّثار كالفتنة والشرذمة واغتيال لالبرياء ومن شخصيات وطنية وخاصة‬
‫العامة منها‬

‫‪-‬حاجة االشاعة لدرجة من الوعي لعدم تصديقها والتثبت منها ‪ ,‬الن مصدر االشاعة من‬
‫خاوو الفكر‬

‫‪-‬عدم تداول االحاديث غير الموثوقة او بث الرسائل المفبركة وغير الصحيحة اال بعد التحقق‬
‫منها ‪,‬حتى أن بترها بعد كشف زيفها أو كذبها يعد واجبا وطنيا‬

‫‪-‬ضرورة تكاتف المجتمع للتعاون في الوقاية من هذه االّفة من خالل التثبت من حقيقتها‬
‫والتحليل الموضوعي والمنطقي لها لعدم قبولها واالستفادة من المنابر الدينية والشبابية‬

‫‪19‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫والتعليمية للتوعية منها وخطرها ‪ ،‬يضاف لذلك كله االخذ بتطبيق القانون الرادع ضد مروجي‬
‫تلك االشاعات والعمل على صياغة استراتيجية وطنية لدرء خطرها ‪.‬‬

‫‪-‬عدم الترويج لالشاعة واالدعاءات الباطلة الملفقة ‪,‬النها عدو للوطن وفيها اساءة له ولكل‬
‫مكوناته ومؤسساته ولو كانت من غير قصد ‪,‬فالمواطنة تقتضي منا االيجابية ال السلبية ‪,‬‬
‫الن األوطان ال تبنى بالتشكيك وجلد الذات‪ ،‬وال بالنيل من اإلنجازات وانكارها‪ ،‬بل بالعزم واإلرادة‬
‫والعمل الجاد‪.‬‬

‫هذا وقد نشر جاللة الملك عبداهلل الثاني بن الحسين حفظه اهلل مقاال بعنوان ‪":‬منصات‬
‫التواصل أم التناحر االجتماعي " بتاريخ ‪2018/10/30‬عالج فيه مواطن الخلل عند استخدام‬
‫منصات التواصل االجتماعي ودورها والخطر المترتب على سوء استخدامها على الوطن‬
‫ومكوناته وتقدمه ‪,‬داعيا مستخدميها ليكونوا على قدر المسؤولية في تفاعلهم مع احداث‬
‫الوطن وداعيا في الوقت ذاته الحكومة لتوفير معلومات دقيقة للمواطن دون تباطؤ ‪,‬مؤكدا على‬
‫أن تطوير التتشريعات الوطنية اصبحت حاجة ملحة اليوم بما يؤكد على صون وحماية حرية‬
‫التعبير والحفاظ على خصوصية المواطنين ‪,‬والقضاء على اإلشاعات واألخبار المضللة‪ ،‬ومنع‬
‫التحريض على الكراهية ‪ ،‬موجها الجميع للتمحيص في المعلومات التي ينقلوها بأن نفكر فيما‬
‫ونتمعن فيما نشارك مع اآلخرين‪ .‬فال بد من تحكيم المنطق والعقل في تقييم‬
‫َّ‬ ‫نق أر وما نصدق‪،‬‬
‫األخبار والمعلومات ‪ .‬وهذا نصه‪:‬‬

‫بقلم‪ :‬عبداهلل الثاني بن الحسين‬

‫"أردت عبر هذا المقال أن أخاطب جميع أبناء وبنات األردن الغالي‪ ،‬ألشجع النقاش البناء حول‬
‫أولوياتنا وقضايانا الوطنية المهمة؛ وهي كثيرة ومتنوعة‪ ،‬وقد سلطت الضوء على عدد منها‬
‫خالل لقاءاتي المختلفة‪ ،‬ومؤخ ار في خطاب العرش‪ ،‬ومنها السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫وسأحرص على االستمرار في اإلضاءة على هذه القضايا الوطنية المهمة‪ ،‬عبر مختلف المنابر‬
‫واألساليب في القادم من األيام‪ .‬ولكنني ارتأيت‪ ،‬في هذا المقال‪ ،‬أن أركز الجهد على مسألة‬
‫جوهرية‪ ،‬وهي بعض الظواهر االجتماعية المقلقة على منصات التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫قد يكون عصرنا هذا شاهدا على أكبر تغيير في تاريخ اإلعالم والتواصل‪ ،‬وفي أنماط استهالك‬
‫المعلومات‪ ،‬وانتاجها ونشرها والتفاعل معها‪ .‬فأنا واثق أن معظمكم يق أر هذا المقال من على‬

‫‪20‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫شاشة المحمول‪ .‬وعند انتهائكم‪ ،‬سيطرح بعضكم آراءه وأفكاره عبر مواقع التواصل االجتماعي‪،‬‬
‫وأتطلع لقراءتها‪.‬‬

‫اليوم‪ ،‬توفر تلك المنصات اإللكترونية‪ ،‬كفيسبوك وتويتر وغيرها‪ ،‬لنا جميعا صوتا مسموعا‬
‫عما يجول في خاطرنا ونتبادل اآلراء‪ ،‬لنلتف حول‬
‫وفرصا غير مسبوقة للتواصل‪ ،‬لنعرب ّ‬
‫القضايا المحورية واإل نسانية‪ ،‬ونسلط الضوء على القضايا المصيرية ونناقشها؛ بل ونبني‬
‫عليها‪ ،‬إن كان الحوار بناء‪.‬‬

‫وتلك التقنيات واألدوات باتت في غاية األهمية لنا جميعا‪ ،‬بل ولي أيضا‪ ،‬فمن خاللها أسمع‬
‫أفكار المواطنين وآرائهم دون فلترة للمعلومات أو اآلراء أو حواجز أو قيود‪ ،‬قدر االستطاعة‪.‬‬

‫وقد تمضي العصور وتتغير وتتبدل األدوات من حولنا وبين أيدينا‪ ،‬لكن يبقى في داخل كل‬
‫أردني وأردنية قيم مثلى تجسد أعلى معاني األخوة والتضامن والتكافل‪ .‬ذلك ما يميزنا‪ ،‬وهو‬
‫المرساة التي تبقينا ثابتين في وجه العواصف التي تضربنا‪.‬‬

‫وما من منصف ينكر ثبات األردن في وجه الصعاب والمحن‪ .‬وما من قوة أو فتنة أو أجندة‬
‫قادرة أن تثني األردنيين عن االلتفاف حول الوطن مع أول عالمة تهديد قد تمس أمنه‬
‫ووحدته‪ .‬وان تلك القيم الراسخة التي ورثناها جميعا ونحرص على غرسها في أبنائنا‪ ،‬إنما هي‬
‫الدرع الواقي الذي نحرص عليه ونفاخر بهيبته وصالبته‪.‬‬

‫إال أنني بدأت أرى مؤخ ار على منصات التواصل االجتماعي‪ ،‬محاوالت لخلخلة ثبات هذه‬
‫المرساة‪ ،‬وهو ما دفعني لمخاطبتكم اليوم‪ .‬فحين نتصفح منصات التواصل االجتماعي نصطدم‬
‫بكم هائل من العدوانية‪ ،‬والتجريح‪ ،‬والكراهية‪ ،‬حتى تكاد تصبح هذه المنصات مكانا للذم‬‫أحيانا ٍّ‬
‫والقدح‪ ،‬تعج بالتعليقات الجارحة والمعلومات المضللة‪ ،‬والتي تكاد أحياناً تخلو من الحياء أو‬
‫لباقة التخاطب والكتابة‪ ،‬دون مسؤولية أخالقية أو اجتماعية أو االلتزام بالقوانين التي وجدت‬
‫لردع ومحاسبة كل مسيء‪.‬‬

‫وما شهدناه مؤخ ار في حادثة البحر الميت‪ ،‬التي آلمتنا جميعا‪ ،‬وما تبعه من تعليقات البعض‬
‫يؤكد هذا التأرجح‪ ،‬ويذكرنا بأن استخدام منصات التواصل االجتماعي يملي علينا أن نكون‬

‫‪21‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫على قدر المسؤولية في تفاعلنا مع أحداث يشهدها الوطن‪ .‬وأجد نفسي هنا مضط ارً للوقوف‬
‫عند بعض أشكال هذا التفاعل؛ إذ يجب أن نفرق بين آراء انتقدت األداء وطالبت بتحديد‬
‫المسؤوليات‪ ،‬وهذا نابع من الحرص وهو مطلوب‪ ،‬وبين قلة ممن أساؤوا بالشماتة والسخرية‪،‬‬
‫بحق أبنائنا وبناتنا الذين فقدناهم‪ ،‬ما يضعنا أمام العديد من التساؤالت حول أساس عالقتهم‬
‫بالمجتمع‪ ،‬واألهداف من وراء هذه السلبية التي أفقدتهم ولألسف‪ ،‬إنسانيتهم‪ .‬وال بد أن‬
‫عمن يقف وراء هذه اآلراء البعيدة عن قيم مجتمعنا‪.‬‬
‫نتساءل ّ‬

‫إن التعامل مع حادثة البحر الميت المؤلمة يتطلب الوقوف على أوجه الخلل والتقصير‪،‬‬
‫ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته‪ ،‬واستخالص الدروس‪ ،‬حتى نتجنب مثل هذه الحوادث‬
‫المؤلمة مستقبال‪ ،‬ويستدعي أيضا نظرة فاحصة وشاملة لحجم وطبيعة التفاعل على منصات‬
‫التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫وال يخفى على أي متابع للنقاشات الرائجة على اإلنترنت‪ ،‬أن اإلشاعات واألخبار الملفقة هي‬
‫الوقود الذي يغذي به أصحاب األجندات متابعيهم الستقطاب الرأي العام أو تصفية حسابات‬
‫شخصية وسياسية‪.‬‬

‫وقد جاء التحذير من اإلشاعات ومن يروج لها في قول اهلل عز وجل في اآلية السادسة من‬
‫سورة الحجرات‪:‬‬

‫وبين األكاذيب والشعارات الفارغة والبطوالت الزائفة‪ ،‬تنتشر في كثير من األحيان‪ ،‬السلبية‬
‫والشعور باإلحباط‪ .‬ويبقى القارئ حائ ار بين الحقيقة واإلشاعة‪ .‬ويخيم على المجتمع جو من‬
‫الريبة واإلرباك والتشاؤم‪ ،‬بسبب إشاعات مصدر مصداقيتها الوحيد هو سرعة انتشارها‪،‬حتى‬
‫بات العالم االفتراضي ال يعكس الصورة الحقيقية لقيمنا األصيلة ومجتمعنا ولواقعنا الذي نعيش‬
‫فيه كل يوم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫فاإلشاعة باستطاعتها الدوران حول العالم قبل أن ترفع الحقيقة رأسها‪ .‬وهذا ما دعمته دراسة‬
‫لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مفادها أن األخبار الملفقة على منصة تويتر مثال لديها‬
‫فرصة انتشار تتجاوز ‪ %70‬مقارنة بالحقيقة‪.‬‬

‫ويحضرني هنا موجة اإلشاعات واألكاذيب التي انتشرت في فترة إجازتي المعتادة‪ .‬ال بل حتى‬
‫وبعد عودتي واستئناف برامجي المحلية‪ ،‬ظل السؤال قائما‪ :‬أين الملك؟! ليستمر البعض‬
‫بالتشكيك في وجودي حتى وأنا أمامهم‪.‬هل أصبح وهم الشاشات أقوى من الواقع عند البعض؟‬

‫لألسف‪ ،‬حاول البعض في اآلونة األخيرة نشر اإلشاعات التي تستهدف معنويات األردنيين‬
‫اجهون بأن اتهاماتهم خالية من الصحة‪ ،‬يلجؤون إلى مقولة أن ال دخان‬
‫وتماسكهم‪ ،‬وحين يو َ‬
‫دون نار‪ .‬وأؤكد بأن من يكن لألردن نوايا سيئة سيشعل فتيل األزمات من ال شيء‪ ،‬ويفتعل‬
‫الحرائق إن استدعى األمر‪.‬‬

‫وسأجد نفسي مضط ار بين الفينة واألخرى للحديث في هذا الشأن‪ ،‬وعلينا جميعا أن ال نتوانى‬
‫عن مواجهة من يختبؤون وراء شاشاتهم وأكاذيبهم‪ ،‬بالحقيقة‪ .‬وبإمكان كل من يتعرض‬
‫لإلساءة أن يلجأ للقضاء لينصفه‪ ،‬فنحن دولة قانون ومؤسسات‪.‬‬

‫وأؤكد أن كل من يسيء إلى أردني – سواء من عائلتي األردنية الكبيرة أو الصغيرة – فهو‬
‫يسيء لي شخصيا‪.‬‬

‫وحتى نضع ظاهرة التضليل في سياقها الصحيح‪ ،‬يجب أن نتذكر أنها كمشكلة ليست حك ار‬
‫علينا في األردن فقط‪ ،‬بل ظاهرة وتحد عالمي‪،‬فقد ظهرت قوة تأثير األخبار المزيفة والمضللة‬
‫على أحداث مفصلية في العامين الماضيين‪،‬في أوروبا والواليات المتحدة‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق نرى الكثير من الدول تتجه لوضع تشريعات لضبط انتشار األخبار المزيفة‬
‫والمضللة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫وعليه‪ ،‬فقد أصبحت الحاجة ملحة اليوم لتطوير تشريعاتنا الوطنية‪،‬بما يؤكدعلى صون وحماية‬
‫حرية التعبير‪،‬ويحفظ حق المواطنين في الخصوصية‪ ،‬والقضاء على اإلشاعات واألخبار‬
‫المضللة‪ ،‬ومنع التحريض على الكراهية‪ ،‬خاصةوأن عددا من مديري أكبر منصات التواصل‬
‫االجتماعي أنفسهم أقروا بأن منصاتهم يمكن استغاللها ألغراض سلبية وتخريبية‪.‬‬

‫وفي ظل هذه التطورات الملحة والتي تستوجب المعالجة‪،‬ال بد من مراعاة التوازن بين صيانة‬
‫حرية التعبير‪ ،‬وهو الحق الذي نحرص عليه دائما‪ ،‬وبين حقوق وأولويات في غاية األهمية‬
‫الستقرار وعافية مجتمعنا‪ ،‬وهذا من شأنه المساهمة بشكل إيجابي في إثراء النقاش العام‬
‫الضروري للتعامل مع ظاهرة االستخدام غير الراشد والسلبي‪ ،‬في كثير من األحيان‪ ،‬لوسائل‬
‫التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫وال شك في أن لشركات منصات التواصل االجتماعي دورافي التصدي لظاهرة االستخدام السلبي‬
‫للمنصات اإللكترونية عبر التطوير التقني المستمر والمراجعة الدورية للضوابط األخالقية‬
‫والقانونية‪ .‬كما أن عصر االنفتاح يحتم على الحكومات العمل بشفافية‪ ،‬وتوفير معلومات دقيقة‬
‫للمواطن دون تباطؤ‪ .‬وآمل أن تكون حكومتنا الحالية عند حسن ظننا‪ ،‬وأن ترتقي لتوقعات‬
‫شعبنا في هذا الخصوص‪ ،‬دون أن نغفل هنا مسؤولية منابر اإلعالم واإلعالميين‪ ،‬كأحد أهم‬
‫روافع نظم تدفق المعلومات والتواصل‪ ،‬إذ يجب عليهم رفع معاييرهم المهنية وااللتزام‬
‫بالمسؤوليات األخالقية التي تقع على عاتقهم‪.‬‬

‫لكن األهم‪ ،‬هو مسؤوليتنا كأفراد ومجتمعات بأن ال نرتضي ألنفسنا أن نكون متلقين فقط‪ ،‬بل‬
‫ونتمعن فيما نشارك مع اآلخرين‪ .‬ال بد من تحكيم المنطق‬
‫َّ‬ ‫أن نفكر فيما نق أر وما نصدق‪،‬‬
‫والعقل في تقييم األخبار والمعلومات‪.‬‬

‫ولنسأل أنفسنا‪ :‬إلى ماذا سيؤول حالنا إن لم نكن مسؤولين وحذرين في تفاعلنا على‬
‫المنصات اإللكترونية؟ ما هو مستقبل مجتمعنا إن نبذنا العقالنية والمنطق‪ ،‬وآثرنا اإلشاعة‬

‫‪24‬‬
‫التربية الوطنية‬ ‫جامعة البلقاء التطبيقية‬
‫المحور السابع‬ ‫وحدة التقييم واالمتحانات العامة‬

‫على الحقيقة؟ إن كان حديثنا مبنيا على األكاذيب واإلشاعات؟ إن أصبح اغتيال الشخصيات‬
‫أم ارً مقبوالً واعتيادياً؟ تخيلوا إن سيطر الخوف على المسؤولين فأقعدهم عن اتخاذ ق اررات‬
‫تصب في مصلحة الوطن والمواطن‪ ،‬أو دفعهم للتسرع في اتخاذ ق اررات ارتجالية؟ إن لم يكن‬
‫في متناول المواطنين حقائق ومعلومات موثوقة‪ ،‬كيف لهم أن يتخذوا ق اررات مدروسة‪،‬‬
‫ويشاركوا في حوار وطني مسؤول حول المواضيع المفصلية؟‬

‫نعم‪ ،‬لم يصل األردن بعد إلى المكانة التي نطمح لها‪ ،‬وال الموقع الذي يتطلع إليه األردنيون‬
‫ويستحقونه‪ ،‬فما تزال أمامنا تحديات كثيرة‪ .‬لهذا أولويتنا األولى هي التطوير واإلصالح‪ .‬لكن‪،‬‬
‫ال بد من التذكير بأن األوطان ال تبنى بالتشكيك وجلد الذات‪ ،‬وال بالنيل من اإلنجازات وانكارها‪،‬‬
‫بل بالعزم واإلرادة والعمل الجاد‪،‬واال نخراط اإليجابي والمشاركة البناء في القضايا الوطنية‪.‬‬

‫وها نحن نقف بفخر على أعتاب مئوية تأسيس الدولة األردنية‪ ،‬والعالم من حولنا يتطور‬
‫بسرعة غير مسبوقة‪ .‬فلنضع المستقبل نصب أعيننا ونمضي نحوه بثبات وقوة وايجابية‪ ،‬كي ال‬
‫ِّ‬
‫لنسخر أدوات العصر لصالحنا ونثريها بصبغة أردنية‪ ،‬تعكس هويتنا والقيم‬ ‫يفوتنا الركب‪.‬‬
‫واألخالق التي أنارت مسيرة هذا الوطن على مر مائة عام"‬

‫‪25‬‬

You might also like