You are on page 1of 21

‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬

‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي ــ الجامعة المفتوحة ـ ليبيا‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫الحمد هلل الذي جعل اإلعالم لدخول وقت الصالة خمس مرات في اليوم يبدأ بالتكبير‬
‫وينتهي بكلمة التوحيد الإله إال اهلل ‪ ،‬وأشهد إنْ الإله إال اهلل ‪ ،‬وأشهد أنَّ سيدنا محمداّ‬
‫رسول اهلل ‪ ،‬القائل ‪ ":‬إن من الحكمة لبياناً وإن من البيان لسحراً"‬
‫ولمَّا كان اإلعالم في العصر الحديث يمثل جانباًّ مهماً من حركة الحياة حيث يعمل‬
‫على تشكيل الناس ويقولبهم بقوالب وفق أهواء القائمين عليه ويحاول اإلعالم الغربي‬
‫جاهدا بما أوتي من وسائل وأدوات أن يشوه صورة اإلسالم ‪ ،‬ويلصق به تهمة اإلرهاب‬
‫كلما سنحت له الفرصة‬
‫تساؤالت البحث ‪:‬‬
‫من خالل ما تقدم تبرز التساؤالت اآلتية ‪:‬‬
‫‪1‬ـ ماهو اإلعالم؟‪ ،‬وما هي الوكاالت العالمية التي تحتكر األخبار وتصوهها وفق‬
‫مصالحها ؟‬
‫‪2‬ــ ما مدى جاذبية البث الفضائي ( التلفزيون ) وتأثيره المباشر على قولبة الناس وفق‬
‫أفكار القائمين عليها في وسائل اإلعالم المختلفة الغربية ‪،‬والخلط المتعمد بين‬
‫اإلسالمواإلرهاب ؟‬
‫‪3‬ــ كيف أن لإلعالم قوة وسيطرة وسطوة على عقول الناس حتى صار سالحا‬
‫فتاكاتستخدمه الدول المتقدمة في الحرب النفسية ؟‬
‫‪4‬ــ هل نستطيع أن ننهض بإعالم أسالمي متميز؟‪ ،‬وماهي السبل الكفيلة لتحقيق ذلك ؟‬
‫كل هذه التساؤالت يحاول البحث اإلجابة عنها‪.‬‬
‫أهداف البحث ‪:‬‬
‫يهدف البحث إلى اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التعريف باإلعالم والوكاالت العالمية التي تحتكر األخبار ‪،‬وتصوهها بطريقة‬
‫تعبر عن أهدافها ‪.‬‬
‫‪ -2‬ينبه الباحث الناس لقوة تأثير اإلعالم ‪،‬والمصادر التي يستمدمنها األخبار ‪.‬‬
‫‪ -3‬بيان ما للبث الفضائي ( التلفزيون ) من تأثير كبير على قولبة مشاهديها على‬
‫حسب أفكار القائمين عليها ‪ ،‬والخلط المتعمد بين اإلسالم واإلرهاب ‪.‬‬
‫‪ -4‬يشرح البحث العالقةالوطيدة بين الحرب النفسية واإلعالم‪.‬‬
‫‪ -5‬توضيح السبل المثلى الستنهاض إعالم إسالمي مميز ‪.‬‬
‫منهج البحث ‪:‬‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫نظرا لطبيعة البحث فقد استخدم الباحث المنهج الوصفي وبالتحديد الدراسة‬
‫المكتبية منه واعتمد في دراسته على ما كتب في هذا المجال من رسائل وتقارير‬
‫ومؤلفات حول موضوع البحث ‪.‬‬
‫بعض الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫‪0‬ــ صورة اإلسالم في اإلعالم الغربي ‪ :‬محمد بشاري ‪ ،‬وهي دراسة تتناول الحمالت‬
‫اإلعالمية الدعائية ضد اإلسالم بعد أحداث ‪ 11‬سبتمر ‪ ،‬فهي محاولة من المؤلف لتصحيح‬
‫الصورة ‪ ،‬وتنادي الدراسة إلى ضرورة بلورة خطاب إعالم عصري نقدي وموضوعي ‪،‬‬
‫يبتعد عن رتابة الخطاب اإلعالمي العربي الموجودة اليوم‪.‬‬
‫‪7‬ــ اإلعالماإلسالمي‪ :‬محمد موسى البر ‪ :‬الكتاب دراسة تأصيلية لألعالم اإلسالمي من‬
‫الكتاب والسنة كما يقدم صورا واقعية لإلعالم اإلسالمي وتطبيقات قام بها الرسول‪-‬‬
‫‪ ،-‬فاإلعالم اإلسالمي متميز عن هيره من النظم اإلعالمية المعاصرة ‪.‬‬
‫محاور الدراسة ‪:‬‬
‫المحور األول ــ تعريف اإلعالم فوائده وأضراره ‪:‬‬
‫اإلعالم ‪ :‬كلمة عربية نشأتْ في محيط هربيّ‪ ،‬وهي مشتقة من الفعل أعلم ومرادفه‬
‫لكلمة أخبر وأنبأ ‪ ،‬وكلّ هـــذه األفعال ترمي إلى تقديم معلومة ‪ ،‬ويرى عبد اللطيف‬
‫حمزة ‪ ":‬أن اإلعـــالم هو تزويد الجمهور باألخبار الصحيحة والمعلومات السليمة ‪،‬‬
‫ويحدد إبراهيم إمام هاية اإلعالم باإلقناع عن طريق المعلومات والحقائق واألرقام ‪،‬‬
‫ويمكن إيجاز تعاريفه‪ ،‬فيما يلي ‪:‬‬
‫" اإلعالم نشر الحقائق واألخبار الصادقة خدمة للصالح العالم ‪ ،‬وأن هذه العملية تتسم‬
‫باألمانة والموضوعية وهدفها النمو واليقظة والتوافق الثقافي والحضاري واالرتقاء‬
‫بمستوى الرأي العام وتنويره وتثقيفه ‪،‬وهذا هو اإلعالم اإلسالمي إذ هو ‪ ":‬إعالم جاد‬
‫يقوم على مخاطبة العقول ال الغرائز‪ ،‬فهو يعتمد على التنوير ونشر المعلومات السليمة ‪،‬‬
‫واألخبار الصادقة والحقائق الثابتة التي ترفع من مستوى التفكير ‪ ،‬وتذكي األذهان‪ ،‬وتنمي‬
‫المعرفة ‪ ،‬وتثري الفكر‪ ،‬وتحافظ على قيم المجتمع‪ ،‬وقواعد سلوكه ‪ ،)1("...‬هذه هي‬
‫المفاهيم التي يتعلمها الطلبة في الجامعات ‪ ،‬ولكن هل هو واقع اإلعالم المعاصر اليوم ؟‪،‬‬
‫يقول الشنقيطي ‪ ":‬أمَّا اإلعالم (الوضعي) وإعـــالم( البرامج والوسائل)‪ ،‬فهما حديثان‬
‫ترعرعا وازدهرا في أرض الحضارة األوروبية بشقيها الغربي والشرقي ‪ ،‬وما تمثله من‬
‫مادية وكفر وانحالل ‪ ،‬فأسسا قواعدهما وأخالقهما على قيمهما ونظرتهما للحياة والكون‬
‫ومناهجها في الفكر والسلوك وأساليب المعالجة " (‪. )2‬‬
‫وقد قيل عنه بأنه يمثل نصف المعركة ‪ ،‬وهي مقولة صحيحة؛ ألن اإلعالم هو الذي‬
‫يصنع الرأي العام ويوجهه وفق إرادة القائمين عليه ‪ ،‬وقد شعر الناس بالخوف ؛ النتقال‬
‫مراكز العنف والقوة العالمية كالنازية والفاشية إلى وسائل اإلعالم ‪ ،‬خاصة إذا وقعت‬
‫في أيدي أناس ال ضمائر لهم (‪.،)3‬‬
‫ومع التدفق الهائل من المعلومات واألخبار ‪ ،‬ومع مرور الوقت يمكن لوسائل اإلعالم‬
‫أن تتحكم في رهبات الناس وحاجياتهم وأشكال سلوكهم وأنظمة التعليم والتربية‪ ،‬وهذا‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫يشكل عبئا على البلدان النامية ؛ مما يجعلها ضحية لموجات متالحقة من المعلومات‬
‫الموجهة والمتدفقة من الدول المتقدمة حاملة في ثناياها ضروباً من القيم الثقافية والمناهج‬
‫السلوكية المغايرة لها ‪ ،‬وإذا كانت المجتمعات الغربية قد تنبهت إلى أهمية اإلعالم وعملت‬
‫على االستفادة منه في عملية التنمية البشرية وفي تثقيف الناس والمجتمع‪ ،‬فإن المجتمعات‬
‫النامية لم تسعفها الظُّــروف لالستفادة منه رهْم أنَّها في أمس الحاجة إلى ذلك ‪.‬‬
‫وعملية التدفق الحر للمعلومات واألخبار تحمل في طياتها تهديدات ومخاطر جدية‬
‫على الثقافة الوطنية في دول العالم الثالث ؛ لذا الواجب على أمتنا تحصين أمنها الثقافي‬
‫والمحافظة عليه وسط هذا الجو الملبد والعاصف من المتغيرات والتطورات المعلوماتية‬
‫الهائلة ‪ ،‬فقد أعرب كثير من المفكرين والمثقفين عن مخاوفهم من التقدم المفرط التقني‬
‫عبر المكبوح واعتبروه هزوا فكريا وثقافيا جديدا ‪ ،‬طالما أن الكالم مباح للجميع بغير قيد‬
‫أو شرط وال حسيب وال رقيب‪ ،‬والذين يتحكمون في تيار المعلومات المتدفقة يتحكمون‬
‫في مضمونها ‪ ،‬وتحدد العقول الغربية األخبار المهمة ‪ ،‬فعندما توفيت األميرة ديانا ‪،‬‬
‫فالعالم كله شهد جنازتها ونقلت جميع القنوات العالمية هذا الحدث ؛ ألن الذين يتحكمون‬
‫في المعلومات قرروا أن هذا الحدث عالمي‪.‬‬
‫يقول صالح الدين جوهر ‪ ":‬تستطيع أجهزة اإلعالم التأثير في قيم األفراد وأفكارهم‬
‫واتجاهاتهم ومواقفهم في الحياة (‪ ،)4‬فقد تدخلت في كلّ شؤون الحياة اليومية من رياضة‬
‫وفن ‪ ،‬وثقافة ‪....‬ويقول عالل الفاسي ‪ ":‬وأجهزة اإلعالم مجنّدة ومسخرة بما لديها من‬
‫أفانين التأثير واالستمالة السريعة على الفكر ‪ ،‬وبما تمتلك من أدوات التعمية‬
‫والمغالطة‪ ،‬ولها القدرة على توجيه الرأي العام؛ لذا من الواجب عدم ترك الفكر يتغذى‬
‫بما تسمح به المصادفات من قديم وال حديث ‪ ،‬وال بما يريد هيرنا أن يغذينا به من العقائد‬
‫الهدامة واألفكار المفسدة (‪ ،)5‬وهي وسيلة يستخدمها االنتهازيون في تأجيج األوضاع‬
‫المتوترة ‪ ،‬فتجَّار الحروب واختالق األزمات والمنتفعون يرون أنها فرصتهم الناجعة‬
‫إليقاع الخصوم ‪ ،‬وهي سالح استعجالي يستعمل بطريقة أو بأخرى في إيقاع الصدام بين‬
‫الفريقين المتصارعين ‪ ،‬تقول درية شفيق ‪ ،‬اإلعالمية ‪ ،‬والتي لها خبرة باإلعالم ‪ ":‬ليس‬
‫لدينا معلومات حقيقة ‪ ،‬وكل ما يوجد لدينا ‪ ،‬معلومات خاطئة وشائعات تشعل النار في‬
‫الهشيم " (‪ ،)6‬وإذا كانت هذه اإلعالمية ولها خبرة في المجال اإلعالمي ‪ ،‬رأيها أن أكثر‬
‫ما يتداول من معلومات عبر أجهزة اإلعالم أكثره خاطئ وهير دقيق ‪ ،‬ويتسبب في‬
‫عداوات‪ ،‬وإذكاء نار الفتنة ‪ ،‬فأكثر ما يذاع في فضائياتنا ‪ ،‬وينشر في صحفنا ومجالتنا‪،‬‬
‫أكثره هير ممحص وهير دقيق ‪ ،‬ويفتقر إلى الموضوعية والمهنية‪ ،‬لذلك تحرص‬
‫المؤسسات اإلعالمية والقنوات الفضائية على إنشاء قسم التدقيق اإلعالمي يقوم بمراجعة‬
‫األخبار ال من حيث اللغة وحسب ؛ بل من حيث صدق الخبر ودقته وحقيقة المعلومات‬
‫واألرقام واإلحصائيات الواردة فيها أيضا ‪.‬‬
‫والمشكلة المطروحة منذ سنوات على صعيد اليونسكو واألمم المتحدة ‪ ،‬هي إقامة‬
‫نظام إعالمي دولي جديد يقوم على الجمع بين العدل والمساواة والتوازن والحرية‬
‫والمسؤولية وعلى إلحاق العالم الثالث بالعالم المتقدم من حيث تقنيات االتصال(‪. )7‬‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫المحور الثاني ــ وكاالت األنباء العالمية واحتكارها لسوق اإلعالم ‪:‬‬
‫سوق اإلعالم محتكر بشكل كلي تقريباً من قبل أربع وكاالت هربية ‪،‬وكل إذاعات‬
‫وصحف وفضائيات العالم مشتركة بهذه الوكاالت األربع(‪ ،)8‬والتي هي تعتبر بمثابة‬
‫بنوك للمعلومات تتجمع فيها األخبار والوقائع واألحداث وصورها ‪ ،‬ومن ثَمَّ تقوم‬
‫بتوزيعها بعد صياهتها وتحويلها إلى مادة صحفية قابلة للنشر والتداول ‪ ،‬فهي تلجأ إلى‬
‫معالجة الخبر بالدَّمج واإلضافة والتوسيع واالنتقاء واالختصار وإعادة الصياهة وكتابة‬
‫المقدمة ‪ ،‬أوالتلخيص وصياهة العنوان ‪ ،‬كما تضيف إلى ذلك التحليل والتقييم والتعليق‬
‫والنقد ‪ ،‬فهي ال تنقل الخبر فقط ؛ بل تشارك في صناعة الخبر(‪ ، )9‬فأكثر من ‪%08‬‬
‫من األخبار في العالم تستقى من هذه الوكاالت(‪ )10‬وحقيقة يجب أن ال يغفل عنها أحد أن‬
‫جميع وكاالت العالم العالمية لألنباء تترك أثراً واضحاً في توجيه الرأي العالم العالمي ‪،‬‬
‫ومن المستحيل أن تكون هذه الوكاالت محايدة في عرضها لألخبار ‪ ،‬وإذا علمنا أن المادة‬
‫اإلعالمية لها ثمن بالعملة الصعبة ‪ ،‬فإن ذلك يعني أننا ندفع ثمن تشويه أفكارنا‬
‫وثقافتنا(‪ ،)11‬كما أوضحت الدارسات أن هذه الوكاالت تركز في أنبائها على األخبار‬
‫السلبية والسيئة عن الدول النامية كالفساد والعنف والكوارث (‪.)12‬‬
‫وتعتبر وكاالت األنباء العالمية من المصادر اإلعالمية التي تعتمد عليها وسائل اإلعالم‬
‫الجماهيرية بشكل أساسي للحصول على المواد اإلعالمية المختلفة وخاصة آخر األنباء‬
‫عما يجري حولنا من أحداث في العالم ‪ ،‬وتعتبر فرنسا المهد ألول وكالة أنباء في‬
‫العالم والتي أسست سنة ‪1045‬م (‪)13‬‬
‫‪ -0‬وكالة األنباء الفرنسية( أجنسي فرانس بريس)‬
‫أول من أطلق اسم وكالة أنباء على الوكالة التي حملت اسمه هو شارل هافاس اليهودي‬
‫الفرنسي في باريس وسمًّاها وكالة هافاس وهي أول وكالة تمارس تجارة األخبار‬
‫واإلعالنات في العالم وحملت شعار المعرفة الجيدة والسريعة واستخدمت في ذلك الوقت‬
‫الوسائل المتاحة من الحمام الزاجل في االتصاالت اليومية بين بروكسل وباريس ولندن‬
‫إلى استخدام التلغرافالذي اخترعسنة ‪ ،1031‬وبدأ استخدامه سنة ‪ 1058‬م ‪ ،‬وبعد هزيمة‬
‫النازية وتحرير فرنسا سنة ‪ 1444‬م صدرمرسوم يقضي بإنشاء وكالة األنباء الفرنسية (‬
‫أجنسي فرانس بريس) لما تبقي من وكالة هافاس وهي تتمتع من الناحية القانونية‬
‫باستقالل كمؤسسة مستقلة ماليا مع إمكانية حصولها على إعانات مالية من الحكومة‬
‫الفرنسية ‪ ،‬وحسب مصادرها فإنها تنقل األنباء بصدق وموضوعية وتتسم بطابع‬
‫استقاللي ‪ ،‬ولكن عند المتابعة لما تنشره يظهر لنا بوضوح أنها وسيلة من وسائل‬
‫السياسة الخارجية الفرنسية ‪ ،‬من خالل تركيزها في نقل األخبار على األولويات التي‬
‫تراها مناسبة لها بما يتناسب والمواقف الفرنسية(‪.)14‬‬
‫‪ -7‬رويتر البريطانية ‪:‬‬
‫في عام ‪ 1051‬افتتح اليهودي جوليونس رويتر األلماني الذي اكتسب الجنسية البريطانية‬
‫عام ‪1051‬م وتعلم على شارل هافاس ‪ ،‬حيث افتتح مكتب بلندن على أنه مكتب أنباء وهو‬
‫عبارة عن شركة تجارية عادية وسرعان ما تحول المكتب وكالة أنباء ووسيلة مهمة من‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫وسائل السياسة الخارجية البريطانية ومنذ العام ‪ 1441‬م أصحبت وكالة أنباء رويتر‬
‫مؤسسة مستقلة (تروست) وفق المفهوم البريطاني وضمت إليها مجموعة من الصحف‬
‫وشركات الصحافة ومعنى ذلك أنها كانت ملكا هير قابل للتجزئة لعموم الصحف في‬
‫المملكة المتحدة ‪ ،‬ويقول الرسميون في الوكالة ‪ :‬إن وكالتهم مؤسسة تمثل الصَّحافة‬
‫البريطانية وأنها تتوخى الموضوعية والدقة في أخبارها ‪ ،‬ولكن من خالل تحليل‬
‫مضمون موادها اإلعالمية تبين أنها وسيلة من الوسائل الفعّالة في السياسة الخارجية‬
‫البريطانية ‪ ،‬وهي تستخدم أساليب هاية في الدقة إلخفاء نواياها الحقيقية ‪ ،‬األمر الذي‬
‫يساعدها للقول أنها تعمل بموضوعية(‪)15‬‬
‫‪ -3‬يونيتيدبريسانترشيونال األمريكية‬
‫وتعتبر وكاالت األنباء األمريكية أداة فعالة من أدوات تنفيذ السياسة الخارجية للواليات‬
‫المتحدة األمريكية بفضل االنتشار العالمي الواسع لها؛ العتماد كثير من األوائل‬
‫اإلعالمية عليها فهي تعرض مختلف الموضوعات وفقا لمفهوم السياسة الخارجية‬
‫للواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬واألولويات التي تطرحها تلك السياسات ‪ ،‬وهذهالوكالة‬
‫تتمتع بقدرات مالية وتكنولوجية هائلة وكوادر مؤهلة ذات كفاءة عالية تجعل منها أكثر‬
‫قدرة على التنافس من وكاالت األنباء العالمية في دول العالم ‪ ،‬فهي توزع ما يقارب‬
‫نصف مليون كلمة كل يوم إلى ‪ 114‬دولة بــ ‪ 40‬لغة (‪)16‬‬
‫‪ -4‬وكالة إنتر فاكس الروسية ‪:‬‬
‫أنشأ النظام في روسيا بعد استيالء البالشفة على السلطة ‪ 1411‬م وكالة التلغراف‬
‫تغير‬
‫الروسية ‪ ،‬التي باشرت عملها ابتداء من ‪1410‬م ‪ ،‬وبعد قيام االتحاد السوفيتي َّ‬
‫اسمها إلى الوكالة التلغرافيةلإلتحاد السوفيتي تاس ‪ ،‬وتجمع األخبار من ‪ 08‬دولة‬
‫وتوزعها على المشتركين إضافة الحتكارها تجميع وتوزيعاألخبار داخل جمهوريات‬
‫االتحاد السوفيتي السابق باعتبارهاالمصدر الوحيد واإللزامي لجميع الصحف وكانت‬
‫توزع ما يقارب ‪ 1588‬كلمة كلها نصوص رسمية وشبه رسمية وبعد انهيار االتحاد‬
‫السوفيتي تحول اسمها إلى ايتار تاس ‪ ،‬وهي تعتبر أداة طيعة في يد الشيوعية وتعبر عن‬
‫السياسية الخارجية للدولة ‪ ،‬وحتى أن الكثير من الدول هير الشيوعية كانت تتجنب‬
‫االعتماد على وكالة تاس(‪)17‬‬
‫والدول الغربية ال تصدر لنا المعلومات بناء على الربح المادي الذي ستجنيه من‬
‫خالل بثها لتلك المعلومات فقط ‪ ،‬بل لها هرض آخر‪ ،‬وهو التأثير في األفكار وتخريب‬
‫العقول ومحاولة اقتالع القيم والتقاليد والعادات من جذورها واستبدالها بقيم أخرى هريبة‬
‫عن الدول النَّامية باعتبارها دوالً فقيرة وإمكانياتها محدودة ‪ ،‬فهي مهددة ومعرضة للغزو‬
‫الفكري الثقافي من خالل التدفق الهائل والسريع للمعلومات المسيسة والممنهجة ؛ مما‬
‫يجعلها ضحية لموجات متالحقة من المعلومات الموجهة والمتدفقة من الدول المتقدمة‪.‬‬
‫والخطورة ليست في احتكاروكاالت األنباء الدولية األخبار وتوزيعها بعد صياهتها وفق‬
‫أهدافها ‪ ،‬وليست الخطورة في اإلعالم السياسي الذي يقولب العقول وفق مصالحه ؛ بل‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫الخطورة تكمن في وقوع وسائل إعالمنا المتعددة الواقعة تحت تأثير الوكاالت العالمية‬
‫وفلسفتها‪ ،‬فإعالمنا يكاد يكون نسخة طبق األصل لما عليه اإلعالم الغربي (‪.)18‬‬
‫وتأتي الواليات المتحدة األمريكية في مقدمة الدول التي تسعى نحو السيطرة والهيمنة‬
‫على دول العالم الثالث ‪ ،‬بل إنها وصلت إلى درجة جعلتها توجه دول أوروبا الغربية‬
‫التي كانت قصب السبق في قيادة وتوجيه العالم ‪ ،‬وفي هذا اإلطار نشر كاتب فرنسي‬
‫هيوم فاي كتابا بعنوان ‪ :‬أمريكا تقود الرقصة ‪ ،‬ورد فيه قوله ‪ ":‬إذا كانت الواليات‬
‫المتحدة قد أسهمت بصورة حاسمة في تمزيق أوصال اإلمبراطوريات االستعمارية فما‬
‫ذلك لتحرر الشعوب المستعمرة ‪ ،‬بل لتقيم محل االستعمار التقليدي استعمارا جديدا‬
‫يخضع الشعوب ال لإلدارة السياسية ألمة أخرى كما في االستعمار األوروبي التقليدي‬
‫‪ ،‬بل لنمط في الحياة هو النمط الحياتي للنظام الغربي ‪ ،‬الذي تتمركز بؤرته في‬
‫الواليات المتحدة ‪ ،‬وإذا كان هذا الدور الذي تمارسه الواليات المتحدة األمريكية على‬
‫المسرح الثقافي العالمي ‪ ،‬فإن للصهيونية العالمية نصيب األسد في هذا الدور ‪ ،‬فهي‬
‫تمتلك عددا كبيرا من وكاالت األنباء العالمية وكذلك الصحف العالمية ودور النشر‬
‫ويحتل اليهود أعلى المناصب في هذه األماكن ؛ مما ييسر للصهاينة العالمية سهولة‬
‫التحكم في الوسائل والمعلومات التي توزع على مختلف دول العالم(‪)19‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬البث الفضائي تأثيره وجاذبيته ‪:‬‬
‫ويتحدث زاسورسكي عن اإلذاعة المرئية (التلفزيون) وتأثيره في المتلقي ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫"إنه يسعى إلى تشكيل قوالب جاهزة في سلوك الناس (‪ ، )20‬وتنتشر هذه القوالب الفكر ّية‬
‫في معظم وسائل اإلعالم العالمية (‪ ، )21‬وهي ترتكز حول المرأة ‪ ،‬والسود ‪ ،‬واألقليات ‪،‬‬
‫وتصور المسلم بأنه إرهابي ‪ ،‬وهبي ‪ ،‬وجبان ‪ ،‬ومبذر ‪ ،‬وشاذ ‪ ،‬في حين يتم التسويق‬
‫للغربي وتصويره بأنه أنيق ومتعلم وشجاع وذكي ‪ ،‬حتى تكاد تصل هذه القوالب في‬
‫أذهان الدهماء إلى معتقدات وأحكام مطلقة ‪ ،‬فكثرة عرضها وثباتها تجعل اإلنسان يرى‬
‫كلّ األشياء من خاللها أنها حقائق ال تقبل النقاش‪،‬هذه المزاعم الخطيرة لم تجد حتى اآلن‬
‫إعالما عربياً قوياً منسقاً يتصدى لهذه االفتراءات؛ بل إن اإلعالم العربي بالصّورة الحالية‬
‫الموجودة يسهم بصورة عامة في تغريب المسلم عن وطنه‪ .‬والمطروح في وسائل‬
‫اإلعالم حالياً يجعل كثيراً من متتبعيها والذين يفتقدون الحس النقدي ‪ ،‬يعرفون تفاصيل‬
‫األمورالهامشية‪،‬ويجهلون األمور األساسية ‪ ،‬فمثال يعرفون كل شي عن ال عب كرة قدم‬
‫‪ ،‬وتفاصيل حياته ودقائقها ‪ ،‬أو ممثل‪ ،‬أو مغن ‪ ،‬بينما يجهلون مصادر الطعام والشراب‬
‫وطريقة تسويقه إلى أن يصلهم‪ ،‬وهذا السالح الفتاك له حدان‪ ،‬وهذا ما يؤكده المحللون‬
‫النفسيون والقضاة أن لها تأثيراً على انحراف سلوك األحداث عن طريق المحاكاة‬
‫والتقليد‪ ،‬فتكرار المشاهد تورث الالمباالة ‪ ،‬وتصبح األشياء عادية ومألوفة ‪ ،‬مما يسهم في‬
‫خلخلة التماسك األخالقي بشكل أو بآخر ‪ ،‬ويرسخ في الذهن تصورات سيئة عن المجتمع‬
‫‪ ،‬ويعتبر تكرار المشاهد سبباً رئيسياً في تقليص عمر البراءة عند األطفال واهتيالها ‪،‬‬
‫فشخصية الطفل تتحلل مع كل مرة يشاهد فيها حادثا هريبا أو شاذا ؛ ليصبح أكثر‬
‫تصالحا وتقبال له‪ ،‬وألفالم الكرتون وهيرها تصوير لمشاهد العنف ‪ ،‬وهو خطر على‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫األطفال فهم يتعلمون من خالل المالحظة ؛ ألنهم يحبون تقليد الشخصيات المختلفة ؛‬
‫لذلك البد من ترشيدهم وتوجيههم ‪ ،‬فلديهم خلط بين عالم الحقيقة وعالم الخيال ‪ ،‬وقد‬
‫أرجع البحاث سبب انتشار الجريمة وانحراف األحداث إلى مشاهدة األفالم ؛ فرؤية‬
‫مشاهد العنف يترتب عليها الميول إلى العدوانية(‪ ، )22‬فالطفل يعيش ويتفاعل منذ بداية‬
‫إدراكه مع الخبرات الهادفة وهير الهادفة التي يتشربها من خالل أجهزة اإلعالم‬
‫المختلفة‪ ،‬فاإلعالم يعد عامال من عوامل تكوين وتشكيل حياة وشخصية اإلنسان بكل‬
‫أبعادها العقلية واالنفعالية واالجتماعية هير أن بعض المختصين في مجال اإلعالم ال‬
‫يدركون عمق األثر الذي تتركه هذه المشاهد في تشكيل العقول ‪ ،‬وال يحسون بخطورتها‬
‫على القيم األخالقية في نفوس الناشئة والبالغين على السواء إن ما تنشره هذه األجهزة‬
‫يوميا قد تسلل إلى كل أسرة وتعمق أثره في نفوس الناشئة والكبار وال مجال إلنكار هذا‬
‫األثر أو التقليل من خطورته(‪ )23‬حتى قيل إن األطفال يتربون في ثالثة مواقع في البيت‬
‫والمدرسة والبث الفضائي المرئي (التلفزيون) ‪ ،‬وهو بذلك يعد من أخطر المصادر‬
‫الموجهة للطفل لما له من جاذبية بسبب سهولة الحصول عليه ‪ ،‬فهو ينمي الجانب‬
‫االجتماعي في الطفل ‪ ،‬حيث يتم تبادل بين األطفال فيما شاهدوه ‪ ،‬وتقول اإلحصائيات إن‬
‫األوالد مابين سن السادسة والسادسة عشرة يقضون مابين خمسمائة إلى ألف ساعة في‬
‫العام أمام التلفاز ‪ ،‬وان هذا الوقت يكاد يعادل وقت الطالب في عام دراسي ؛ مما‬
‫يُظهر لنا حجم التدمير الذي يمكن أن يحدث ألبنائنا عبر اإلعالم المرئي المسموم‬
‫وللبث الفضائي المرئي (التلفزيون) جاذبيته جعلت الكبار والصغار والنساء والشيوخ‬
‫تتسمَّر أعينهم أمام الشاشات وصار لديهم قناعات شبه مؤكدة أن ما يعرض فيه يعتبر‬
‫من المسلمات‪ ،‬التي يستسلمون لها دون تفكير‪.‬‬
‫وله مضار عديدة منها عبادة الشهرة وتقويض السلطة ‪ ،‬وتعزيز الهيمنة األمريكية ‪،‬‬
‫واختفاء بعض العادات األسرية الجماعية ‪ ،‬مثل تناول الطعام في جو عائلي ‪ ،‬فهو مزيج‬
‫من عدد من الوسائل اإلعالمية ففيه من الصحافة واإلذاعة والمسرح والسينما والدراما‬
‫(‪ )24‬حتى إن بعضهم شبهه بمارد له قوة خرافية نزل في قرية فعمل فيها هدما وتحطيما‬
‫وتخريبا فاجتمع حكماء القرية وقرروا أن يركّبوا عقال لهذا المارد ‪ ،‬وانتهزوا فرصة‬
‫نومه ووضعوا فيه العقل ‪ ،‬فلما أفاق أخذ على عاتقة مساعدة كل أهل القرية في تحسين‬
‫أمور حياتهم ‪ ،‬ومن هنا نرى ضرورة انشغال علماء النفس والتربية واالجتماع‬
‫والدين واإلعالم والطب في االهتمام باإلعالم وخاصة البث الفضائي المرئي‬
‫(التلفزيون)‪ ،‬حتى نكون دوما في مستوى ما نواجهه من تحديات (‪)25‬‬
‫وهو بذلك يشكل منعطفا أساسيا في حياة األسرة وفي أساليب تثقيفها حيث يؤدي إلى‬
‫اإلقالل من ساعات القراءة ‪ ،‬وكثير من المشاهدين يستغني بالمعلومات التي يأخذها‬
‫من البث الفضائي المرئي (التلفزيون) عن القراءة وهذا أمر له خطورته ولذلك فإن‬
‫المشرف على البث الفضائي (التلفزيون ) ‪ ،‬البد أن يراعى فيه اهتمامه باألمور التالية ‪:‬‬
‫الدين‪ ،‬القيم ‪ ،‬الوطن ‪ ،‬األمة ‪ ،‬الروح المعنوية ‪ ،‬التربية ‪ ،‬النظام ‪ ،‬الجدية ‪ ،‬اللغة ‪،‬‬
‫الصور ‪ ،‬المالبس ‪ ،‬والفن (‪.)26‬‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫ولقد تبين من خالل متابعة ما يجري في البث الفضائي المرئي (التلفزيون) بصرف‬
‫النَّظر عن مضمونه يؤثر على كيفية عمل الدماغ ‪ ،‬ويدخله طورا من أطوار البالدة‬
‫والكسل ‪ ،‬وتؤثر هذه الحالة على حاسة اإلنسان النقدية ‪ ،‬وتجعله يقبل بكل ما يجري‬
‫حوله دون ردة فعل مضادة أو معاكسة‪ ،‬فلقد أثبتت الدراسات أنه مخدر بكل معنى الكلمة‬
‫(‪ ،)27‬وأنه حل محل العنف والقهر في إخضاع الناس وإقناعهم بتقبل األوضاع‬
‫االجتماعية واالقتصادية الجائرة ‪ ،‬فلقد ضعف الحس النقدي للمشاهد ‪ ،‬واستسلم لما‬
‫يعرض من هير تفكير وإدراك(‪ ، )28‬ويرى المختار الطوير أن في سيطرة اإلعالم‬
‫الغربي على كلّ مناحي الحياة ‪ ،‬لهو أكبر وسيلة من وسائل التغريب والغزو الفكري‬
‫واالستالب الحضاري (‪ ،)29‬وقد تعدى األمر القولبة وصار أشد خطورة وهو الغزو‬
‫الثقافي والفكري للشعوب النامية في هياب مضامينها المحلية المنافسة حتى أطلق بعضهم‬
‫عليه اسم التلوث الثقافي ‪ ،‬والمتوقع أمام طوفان هذه اآللة اإلعالمية الهائلة والتي تبث‬
‫على مدار اليوم والليلة أن يفوق عدد ضحاياها ضحايا الحروب والكوارث‬
‫ولقد سعت دول العالم الثالث في إطار اليونسكو إلى إقامة نظام معلومات عالمي جديد‬
‫يحمي ضحاياه من اإلعالم األمريكي ومن مظاهر عنفه ‪ ،‬ولكن الواليات المتحدة‬
‫األمريكية وتحت ضغوط القوى المسيطرة على مؤسسات اإلعالم نسفت المشروع‬
‫المقترح في مهده بدعوى المحافظة على حرية التعبير المكفولة بنصوص الدستور‬
‫األمريكي‪ ،‬بينما هم داخل مجتمعاتهم يسعون إلبعاد أطفالهم عن مظاهر العنف في اإلعالم‬
‫الترفيهي وفي برامج البث الفضائي المرئي (التلفزيون) وأفالم السينما ‪.‬‬
‫يقول أحد المستعمرين‪ -‬ينصح أتباعه كيف يجب عليهم أن يتعاملوا مع المسلمين ‪": -‬‬
‫إن كأساً وهانية تفعالن في أمة محمد ما ال يفعله ألف مدفع فأهرقوها في حبّ المادة‬
‫والشهوات" ‪ ،‬فهدفهم إلهاء الشعوب عن واقعها المرير ‪ ،‬ودفعها لليأس واإلحباط ‪،‬‬
‫وتشويه تاريخ البالد اإلسالمية ‪ ،‬وبث فيهم اإليمان بحضارة الغرب‪ ،‬وضرورة سيادتها‬
‫على هيرها من الحضارات ‪ ،‬ولقد لعبت السينما دوراً كبيرا في تخريب وهدم القيم‬
‫وتشويه العقل ودفع المشاهد المسلم للبحث عن قيم بعيدة عن تعاليم دينه وهريبة عن‬
‫تقاليده ‪ .‬لقد كان للسينما منذ سنين عديدة رقابة عالمية ‪ ،‬فلم تكن الحكومات تسمح بعرض‬
‫األفالم إال بشروط خاصة ال تتعداها ‪ ،‬وإن كانت ال تخلو من بعض االبتذال وسوء‬
‫التوجيه ‪ ،‬ولكن اليوم انهارت كل رقابة على األفالم وأصبحت السينما أداة تدمير للقيم‬
‫واألخالق ‪ ،‬وتعليم اإلجرام ‪ ،‬وأصبح الشيطان هو الموجه لها ‪ ،‬فالمشرفون عليها تجا ٌر‪،‬‬
‫وال تعنيهم المحافظة على القيم واألخالق من قريب وال بعيد هدفهم جني األرباح ‪ ،‬وبذلك‬
‫فتحوا باباً للشر فأنشؤوا جيال من المخنثين وصارت دور السينما أماكن للفساد يخجل‬
‫اإلنسان من ارتيادها لما يعرض فيها ‪ ،‬وقد يستهين البعض من خطرها ؛ ولكن خطرها‬
‫عظيم ‪ ،‬وهي تترك انطباعا ال شعوريا على نفسية المشاهد فيتأثر بما يراه ويكون‬
‫التأثير متفاوتا بحسب ثقافة المشاهد وسنِّة ونضجه العقلي ‪ ،‬ولذا ننصح األهل بأن يراقبوا‬
‫أوالدهم ‪ ،‬فال يسمحون لهم بمشاهدة ما يتعارض مع القيم واألخالق والعادات والدين (‪)30‬‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫والقانون األمريكي وضع شريحة الحتجاز الرسائل اإلعالمية هير المرهوب‬
‫فيها(‪. )31‬‬
‫والشك أن أخطر ما يواجه المتلقي المسلم العربي على األخص هو ما تسعى إليه‬
‫الحكومة األمريكية من إنشاء قنوات فضائية موجهة للعرب ناطقة بالعربية في إطار‬
‫مشروع مارشال الفكري إلعادة تأهيل العرب والمسلمين (‪ )32‬وخلفية هذا القرار‬
‫نستطيع فهمها بوضوح إذا قرأنا ما كتبه بلينكي خالل ‪ .2881‬م تحت عنوان االنتصار‬
‫في حرب األفكار هو ما تحتاج إليه أمريكا حيث جاء في هذا المقال "‪ ...‬على أمريكا أن‬
‫تواجه الواقع ‪ ،‬وهو أن كثيرا من المسلمين ينظرون إلى أمريكا على أنها العدو األول‬
‫لإلسالم وللمصالح العربية ‪ ...‬ومثل هذه المفاهيم الخاطئة تستلزم أن تعيد أمريكا بناء‬
‫قدرتها على اإلقناع ‪ ..‬وبعد حربنا الجديدة على اإلرهاب ‪ ،‬على الواليات المتحدة‬
‫األمريكية أن تعيد صورتها في العالم اإلسالمي والعالم العربي(‪ ،)33‬وقد سمح اإلعالم‬
‫الغربي لبعض الفرق الضالة المنحرفة عن تعاليم اإلسالم بتقديمه بطريقة مشوهة ‪ ،‬ومثال‬
‫على ذلك هو سماح السلطات البريطانية للقاديانية(‪ )34‬بإنشاء قناة فضائية لبث سمومها‬
‫بعدة لغات ‪ ،‬فاإلعالم الغربي عامة واألمريكي خاصة امتد إلى مناطق متعددة من العالم‬
‫يحمل زخارف الحضارة الغربية من األمازون إلى التبت إلى الهنود الحمر فهناك ما يزيد‬
‫عن الخمسمائة قمر صناعي تبث برامج الحداثة ‪.‬‬
‫وقد استطاع اإلعالم الغربي في اآلونة األخيرة أن يكون العامل الرئيسي في تكوين‬
‫الصورة الذهنية عن اإلسالم في الغرب ‪ ،‬فالمواطن الغربي ال يعرف عن اإلسالم إال ما‬
‫تنقله له وسائل اإلعالم‪ ،‬ويؤكد رياض طباره (‪ :)35‬بأن األمريكي العادي ال يعرف شيئا‬
‫خارج أمريكا إالَّ من خالل األفالم التي تعرضها دور السينما ‪ ،‬حتى أن الدراسات دلت‬
‫على أن المجتمع األمريكي يعتمد على البث الفضائي المرئي (التلفزيون) في تكوين‬
‫آرائه ابتداء من اختياره للطعام وانتهاء باختيار الرئيس(‪.)36‬‬
‫المحور الرابع ــاإلعالم و الحرب النفسية ‪:‬‬
‫‪37‬‬
‫ومع انتهاء الحرب العالمية األولى صاغ جون مارتن( )‪ ،‬مفهوم هذه الحرب حيث‬
‫توصل إلى أنه ال يمكن خوض حرب شاملة إال بالهجوم على عقول البشر وأجسادهم في‬
‫وقت واحد ‪ ،‬ووفق التوجيهات الحديثة للحرب النفسية صيغ قانون ليبكين(‪ ،)38‬حيث قال‬
‫فيه ‪ ":‬يجب أن يرى كل فرد في الشرق األوسط من خالل مشاكله الشخصية ‪ ،‬وأن‬
‫يرفض االنسياق وراء الوقائع الحقيقية ‪ ،‬فلقد صار المرء يرى ما يحدث في العالم‬
‫كأنما هو في باحة بيته ‪ ،‬مما أسهم بشكل فعّال في الحرب النفسية (‪ ،)39‬إن مشروع‬
‫الشرق األوسط هو تهيئة هذه األمة ليتمكن األعداء منها ورهم ما اخترعه اإلنسان من‬
‫آآلت الفتك والدمار إال أنها ال تمثل شيئا أمام إخطبوط اإلعالم ‪ ،‬يقول إدوارد سعيد ‪":‬‬
‫من الواضح أن الشرق األوسط اإلسالمي في هاية األهمية ‪ ،‬ولم يسبق أن هطي‬
‫اإلعالم أخباراً كما يصنع مع بلدان الشرق األوسط من متابعة فورية ومنتظمة‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫وأصبحتْ دول العالم اإلسالمي كأنها في حياة األمريكيين ‪ ،‬لكنَّها عميقة الغربة عنهم‬
‫(‪)40‬‬
‫ومن ضمن ما تنشره بعض الصحف الغربية على صدر صفحاتها في عناوين بارزة ‪،‬‬
‫بقولها‪ :‬اإلسالم قاموس الهوس التعصب الديني ‪ ،‬وصحيفة اللموند تقول بعنوان بارز‪:‬‬
‫اإلسالم يعود بالمسلمين إلى القرون الوسطى األوروبية ‪ ،‬ومن المالحظ ومن متابعة‬
‫الصحافة الفرنسية في الفترة التي تسبق أحداث شغب أو تفجيرات أنها ظلت تردد‬
‫وبشكل شبه يومي عن قرب ووقوع هجمات إرهابية محتملة ؛ وكأنها بذلك تهيئ الرأي‬
‫العام الفرنسي والعالمي لربط األحداث والهجمات اإلرهابية باإلسالم والمسلمين (‪.)41‬‬
‫ففي اإلعالم المعاصر قول سائد يرتكز على اكذب اكذب حتى يصدقك الناس ؛ ولكن هذا‬
‫المبدأ ثبت فشله في ظل األقمار الصناعية واإلعالم االتصالي وثورة االتصاالت ‪ ،‬لكن‬
‫مفعوله مازال يؤثر في شريحة كبيرة من الناس ولو بصورة جزئية ‪ ،‬وبهذه الفزاعات‬
‫التي يطلقها في تالزم مستمر رسمت صورة وهمية للعالم اإلسالمي بتضخيم المخاوف‬
‫النفسية والعنصرية‪ ،‬لتنتهي بتقرير أنه ال مفر من التصادم مع اإلسالم (‪.)42‬‬
‫وقد استخدمت وسائل اإلعالم األوروبية واألمريكية كأداة من أدوات الصراع الدولي‬
‫مستخدمة عدّة وسائل إلبراز الصورة السيئة لإلسالم منها العناوين المثيرة التي تبعث‬
‫على الخوف والقلق ‪ ،‬وتعابير مجازية عند اإلشارة إلى المسلمين مثل الطَّابور الخامس ‪،‬‬
‫حصان طروادة ‪ ،‬وحشيّ ‪ ،‬متعصب‪ ،‬بربري ‪ ،‬همجي ‪ ، "... ،‬فهي تشوّه صورة المسلم‬
‫والعربي على األخص ويطرحها للمشاهد مقترنة دائما باإلرهاب والعنف والدموية‪،‬‬
‫والشك أن مثل هذه اللغة المبهمة صارتْ جزءا من الخطاب الثقافي الشعبي ‪ ،‬ولها في‬
‫التأثير قوة الرصاصة في اختراق الجسد (‪ ،)43‬فمن ضمن نظريات اإلعالم نظرية‬
‫الرصاصة القاتلة ‪ ،‬وقد ظهرتْ في العشرينات من القرن الماضي وأطلق عليها العديد من‬
‫المسميات ومن أشهرها الرصاصة السحرية ‪ ،‬أي ‪ :‬أن الرسالة اإلعالمية المرهوب في‬
‫بثها ونشرها شبهت بطلقة نارية إذا صوّبتْ بشكل دقيق فإنّها قاتلة‪.‬‬

‫المحور الخامس ــ الخلط المتعمد في وسائل اإلعالم بين اإلسالم‬


‫واإلرهاب ‪:‬‬
‫ولنا أن نسأل عن العنف واإلرهاب هل هو ظاهرة إسالمية ؟ أو هو ظاهرة عالمية ؟‬
‫فبعض أبواق اإلعالم الغربي ‪ ،‬ومن يدور في فلكها في ديارنا ‪ ،‬تريد أن تظهر اإلرهاب‬
‫وتبرزه وكأنه خاص بالمسلمين مقصور عليهم ال يتعداهم ‪ ،‬وهذا خطأ فاحش ‪ ،‬وظلم بيّن‪،‬‬
‫فالعنف واإلرهاب في أقطار شتى ودول متفرقة ‪ ،‬فلماذا ألصق بالمسلمين وحدهم دون‬
‫هيرهم ؟‬
‫وهنالك خلط ولبس واضح ومتعمد بين اإلسالم واإلرهاب ‪ ،‬ولألسف هذا الخلط‬
‫واللبس في المفاهيم ساعد على إشهاره بعض التيارات المحسوبة على اإلسالم بتصرفاتها‬
‫الرعناء من قتل وتفجير وانتحار ‪ ،‬فلقد ربط اإلعالم الغربي عن عمد بين اإلسالم كدين‬
‫وبين التيارات المتطرفة ‪ ،‬ولم يفرق بين المسلم المعتدل وبين المتطرف اإلرهابي ‪ ،‬وقد‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫استغلت بعض األحداث ‪ ،‬ووظفت توظيفا سيئا في إلصاق تهمة اإلرهاب باإلسالم ‪،‬‬
‫فالغرب يريد أن تنتشر هذه اآلراء المغلوطة وتفشو بين الناس ‪ ،‬حتى يبين لهم مدى‬
‫صدقه في دعواه فيما يقول ‪ ،‬بأن اإلسالم دين إرهاب وقسوة ‪ ،‬فمراجعهم التي بين أيديهم‬
‫والتي يعلمونها للنشء فيها الكثير من هذا الحقد المبطن ‪ ،‬فالدكتور هلور ‪ :‬يقول في‬
‫كتابه‪ -‬تقدم التبشير العالمي‪ ": -‬كان محمد حاكما مطلقا ‪ ،‬وكان يعتقد أن من حق الملك‬
‫على شعبه أن يتبع هواه ‪ ،‬ويعمل ما يشاء ‪ ،‬وكان مجبوال على هذه الفكرة فقد كان عازما‬
‫على أن يقطع عنق كل من ال يوافقه في هواه ‪ ،‬وأما جيشه فكان يتعطش إلى التهديد‬
‫والغلب ‪ ،‬وقد أرشدهم رسولهم إلى أن يقتلوا كل من يرفض إتباعهم "(‪ ، )44‬ويقول‬
‫ومرجليوث(‪ ، )45‬في كتابه‪ -:‬محمد وقيام اإلسالم ‪ ، -‬تعليقا على هزوة خيبر‪ ": -‬عاش‬
‫محمد هذه السنين الست بعد هجرته إلى المدينة على التلصص والسلب والنهب ‪ ،‬ولكن‬
‫نهب أهل مكة قد يبرره طرده من بلده ‪ .. .‬وأما قتل اليهودية فقد كان بدعوى االنتقام منهم‬
‫" (‪ ، )46‬باهلل عليكم انظروا بعين بصيرة نافدة ما يحدث في العالم اإلسالمي اليوم من‬
‫مجازر ترتكب باسم الدين والجهاد‪ ،‬أليس بفعلهم هذا يعطون الذريعة للغرب بأن يرسخوا‬
‫األفكار المبثوثة في كتبهم عن اإلسالم ؟!‬
‫يقول محمد السماك ‪ ":‬تشكّلت في الغرب قضية معادية للعالم اإلسالمي وبخاصة في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية األكثر نفوذاً في العالم ‪ ،‬يقول نيكسون ‪ ":‬ال توجد ألية أمة‬
‫في العالم وال حتى الصين صورة سلبية في الضمير األمريكي مثل صورة العالم‬
‫اإلسالمي(‪ ، )47‬كل ذلك بسبب اإلعالم الصهيوني المضلل في كثير من األحيان ويقابله‬
‫تقصير اإلعالم العربي اإلسالمي ‪ ،‬فالغرب يروّج عبر وسائل إعالمه أن المسلمين ال‬
‫يملكون ثقافة سالم وهم المسؤولون عن زعزعة واستقرار منطقة الشرق األوسط ‪،‬‬
‫والغريب أن الدهماء منهم يرددون هذه األقاويل التي تلقفوها من إعالمهم ويرفضون أي‬
‫حوار في هذا الشأن‬
‫واإلعالم الغربي ومن سار في فلكه يتجاهل عن عمد المواقف المشرفة والتي صدرت‬
‫من األزهر ومن مجمع البحوث اإلسالمي والفقه اإلسالمي ‪ ،‬بل ويتجاهلها وال يقوم‬
‫بتحليلها وتسليط الضوء عليها في نشراته اإلخبارية وبرامجه الحوارية ‪ ،‬بل يتجه إلى‬
‫تسليط األضواء على المواقف الفردية المتطرفة التي تصدر من أفراد وفئات ال‬
‫يعبرون إال عن شذوذهم وتطرفهم ومواقفهم المشبوهة تدل بوضوح على أنهم‬
‫مأجورو ن ‪ ،‬ولألسف فقد ساعدهم على تحقيق بعض أهدافهم المذكورة ‪ ،‬وجود االستعداد‬
‫عند كثير في العالم اإلسالمي ‪ ،‬وذلك بقبول مقاالتهم ومؤلفاتهم وجعلها حقائق مسلمة‬
‫(‪ ،)48‬وقد لوحظ من دراسة مضمون البث الفضائي المرئي (التلفزيون) في الدول‬
‫األوروبية أن أكثر األفالم تشويهاً للمسلمين هي األفالم الفرنسية ثم األلمانية‪ ،‬وهي‬
‫مرتبطة باألخطاء التي ارتكبها وانزلق فيها المهاجرون المسلمون ‪ ،‬قد شجعت‬
‫الممارسات الخاطئة من قبل المهاجرين البث الفضائي المرئي (التلفزيون) الغربي على‬
‫التركيز عليها مع إهفال الممارسات المشرقة للمسلمين المهاجرين ‪ ،‬وترى إيفاد وفترا‪":‬‬
‫أ ن المهاجرين إلى البالد الفرنسية في أمس الحاجة لمن يبصرهم بواجبهم الديني في‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫مجتمع يتحرق شوقا إلى معرفة عن حقائق اإلسالم ‪ ،‬بعد أن خابت الحملة الشرسة التي‬
‫يتعرض لها الدين اإلسالمي وأتباعه(‪ ،)49‬ويرى أولف كاريه ‪ ":‬أن العديد من‬
‫األوروبيين ال يرون اإلسالم إال من خالل الجماعات المتطرفة البعيدة أساساً عن روح‬
‫اإلسالم الحقيقة(‪)50‬‬
‫ويمكن تلخيص محتوى ومضمون األفالم األوروبية التي تتناول المسلمين في النقاط‬
‫آالتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬يظهر المسلمون على أنهم كسالى جبناء سذّج ‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم المسلمين بهذه الصورة يزيد من االزدراء والكراهية والتعصب ‪.‬‬
‫‪ -3‬تصور األفالم الدين اإلسالمي بأنه دين ساذج ‪ ،‬فشهر رمضان موسم للحفالت‬
‫الماجنة ‪.‬‬
‫‪ -4‬أوصل إلى المتلقي الغربي شبه حقيقة مفادها أنه عندما يسمع كلمة مسلم يتبادر‬
‫إلى ذهنه ثري ‪ ،‬جشع ‪ ،‬يقتل األبرياء بدم بارد ‪ ،‬متشرد ‪ ،‬بال أخالق‪ ،‬زير نساء‬
‫‪ ،‬مولع بالجنس‪.‬‬
‫وفي دراسة أعدّها جاك شاهين تحت عنوان ‪ :‬العرب األشرار في السينما كيف تشوه‬
‫هيولود شعباً ‪ ،‬يخلص في دراسته إلى أن السينما تظهر العرب بأنهم العدو األول فهم‬
‫متوحشون متعصبون ‪ ،‬فكونك مسلما يعني ذلك أنك إرهابي‪ ،‬تلك هي الصور السائدة عن‬
‫اإلسالم واستخدم في إثناء بحثه عن األفالم من خالل الحاسوب كلمة بدو ‪ ،‬شيخ ‪،‬‬
‫صحراء ‪ ،‬وتتبع األفالم من سنة ‪1414‬م ‪ ،‬ووجد أنها تصور المسلمين بأنّهم شرّ محض ‪،‬‬
‫وتصورهم بأنهم عاجزون عن التفكير المنهجي السليم ‪ ،‬فالعقلية الغربية هي العقلية‬
‫الدقيقة من حيث التأمل التي تستطيع أن تفكر تفكيرا منطقيا سليماً أما هيرهم من الشعوب‬
‫فإن أهلبيتهم ساذجون ‪.‬‬
‫إن المذاهب المادية تستغل أخطاء الفكر الديني في إحراز انتصارات كثيرة ‪ ،‬وقد نتج عن‬
‫ذلك صورة مشوّهة عن اإلسالم ‪ ،‬فخلط الرأي العام الغربي في تصوراته بين اإلسْالم ‪،‬‬
‫وبين بعض االتجاهات التي تلجأ إلى العنف والقسوة والفظاظة فأنتج هذا التصور‬
‫مصطلح االسالموفوبيا ‪ ،‬وهو من المصطلحات الشائعة اليوم‪.‬‬

‫وباإلجمال يمكن لنا أن نحصي جملة من األحكام المغلوطة التي صدرتْ في حقاإلسالم‬
‫ي لتشويه صورة المسلم ‪ ،‬وهي ‪:‬‬ ‫من قبل اإلعـــالم الغرب ّ‬
‫اإلسالم دين عدواني ‪ ،‬وهو قول بعيد جداً عن حقيقة اإلسالم وجوهره النَّقي‬
‫الصافي‪ ،‬فاإلسالم دين سالم ومحبة وصفاء ورحمة وخير وأن لفظ السالم‬
‫تحية المسلم يلقيه على من عرفه ومن لم يعرفه ‪ ،‬والنبي‪ --‬نبي الرحمة قال‬
‫ن }(‪. )51‬‬
‫ك إِلَّا َرحْمَ ًة لِّ ْلعَالَمِي َ‬
‫اهلل – تعالى في حقه ‪{: -‬وَمَا أَ ْرسَلْنَا َ‬
‫اإلسالم دين إرهاب وترويع وتخويف ‪ ،‬وهو قول مجافٍ للحقيقة يجهل قائلوه‬
‫حقيقة اإلسالم فاإلسالم دين يوفر المن الشخصي ألشدّ الناس عدواة له وهم‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫حدٌ ِّمنَ الْ ُمشْ ِركِينَ اسْ َتجَا َركَ فََأجِ ْرهُ حَتَّى‬ ‫المشركون ‪ ،‬قال – تعالى ‪{ ": -‬وَِإنْ َأ َ‬
‫‪52‬‬
‫ُم أَبِْلغْ ُه مَأْمَنَهُ ذَِلكَ بِأَنَّ ُهمْ قَ ْو ٌم الَّ َيعْلَمُونَ }( )‬
‫ال َم اللّهِ ث َّ‬
‫َيسْمَعَ َك َ‬
‫اإلسالم دين هدر ‪ ،‬والغدر نقيض للسلوك الذي فرضه اإلسالم على المسلم‪،‬‬
‫َالذِينَ ُهمْ لِأَمَانَاتِ ِه ْم‬
‫فالمسلم يتصف باألمانة ونبذ الخيانة ‪ ،‬قال – تعالى ‪{ : -‬و َّ‬
‫َوعَ ْهدِ ِهمْ رَاعُونَ }(‪)53‬‬
‫اإلسالم دين يدمر العمران والحضارة ‪ ،‬وهذا الزعم يتعارض مع ماورد في‬
‫القرآن الكريم ‪ ،‬قال – تعالى ‪{ : -‬وَإِلَى ثَمُودَ َأخَا ُهمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَ ْومِ اعْ ُبدُواْ‬
‫اللّهَ مَا َلكُم ِّمنْ إِلَـهٍ غَيْ ُرهُ هُوَ أَنشََأكُم ِّمنَ األَرْضِ وَاسْ َتعْمَ َر ُكمْ فِيهَا فَاسْ َتغْفِرُوهُ‬
‫ثُمَّ تُوبُو ْا إِلَيْ ِه إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ ُّمجِيبٌ } (‪ ،)54‬وقوله – تعالى ‪{ :-‬وَالَ تُ ْفسِدُواْ فِي‬
‫الحِهَا وَا ْدعُوهُ خَوْفاً َوطَمَعاً إِنَّ َرحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ‬ ‫صَ‬ ‫األَرْضِ َب ْعدَ ِإ ْ‬
‫حسِنِينَ }(‪.)55‬‬ ‫الْ ُم ْ‬
‫وأهم أسباب الخوف من اإلسالم كما صورتها وسائل اإلعالم الغربية ‪ ،‬هي ‪:‬‬
‫الخطر الذي يمكن أن يصدر من العالم اإلسالمي في حالة تملّك أسلحة نووية‬
‫انهيار األيديولوجيات الشيوعية تحول إلى صراع حضارات‪.‬‬
‫اإلسالم دين عالمي يمكن لمعتنقيه الوصول إلى قلب أوروبا‪.‬‬
‫الواجهة التاريخية بين أوروبا والعالم اإلسالمي ‪ ،‬لفترات طويلة وهو ما‬
‫عرف بالحروب الصليبية ‪ ،‬وقد تصاعدت هذه الحدة في العقود الماضية بعد‬
‫أزمة البترول لتسهم في أحكام سيئة مسبقة عن اإلسالم ‪.‬‬
‫ظهور تيارات في أوروبا تدعو لتخصيص فرص العمل ألبناء الوطن وحدهم‬
‫والخوف من مزاحمة أبناء المسلمين لفرص عملهم‬
‫انتشار الثقافة اإلسالمية إلى حد أنها أصبحت ظاهرة مميزة في األحياء‬
‫والمدن الغربية ‪ ،‬ويتم وصف هذه الظاهرة في وسائل اإلعالم األوروبية‬
‫بتسلل العدو من الباب الخلفي‬
‫تأييد وسائل اإلعالم الغربية إلسرائيل‪ ،‬أدّى إلى التعامل مع القضايا اإلسالمية‬
‫مثل الكفاح الفلسطيني على أنه نضال ذو طابع إرهابي (‪)56‬‬
‫المحور السادس ــ كيف نصحح صورة اإلسالم في اإلعالم الغربي ؟‬
‫لقد مثل اإلعالم العربي الخبري والمرئي بصورة هزيلة ذليلة فهو تابع للغرب ‪ ،‬حذو‬
‫القذة بالقذة ‪ (،‬أي‪ :‬نضع أقدامنا في موطئ موضع أقدامهم) ال ينفك عنه قيد أنملة ‪،‬‬
‫فملكة التفكير التي ترافق عملية القراءة الواسعة والمكثفة تتضاءل لتتغلب عليها عملية‬
‫التلقي واالستماع ‪ ،‬وقد أثبتت الدراسات أن المثقفين أكثر استهالكا للبرامج الغربية من‬
‫هيرهم‪ ،‬وهذا يعتبر ارتباطا وثيقاً بين التعليم الغربي واإلعالم الغربي (‪)57‬‬
‫والتحديات الحضارية والمصيرية التي يواجهها المسلمون عامة والعرب خاصة هي‬
‫أضخم بكثير من حجم اآللة اإلعالمية التي نتعامل معها ؛ بل إنها دون المستوى‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫المطلوب ‪ ،‬للرد على حمالت التشويه والتضليل التي يشنها اإلعالم الغربي بمختلف‬
‫صوره وأشكاله ‪ ،‬فعلينا أن نخرج أنفسنا من دائرة المتلقي الذي يترجم ويحاكي الغرب‬
‫حرفيا إلى دائرة صناعة اإلعالم بحيث نكون طرفاً في المعادلة‪ ،‬فاإلعالم له قدرة على‬
‫تغيير المواقف والميول واالتجاهات بشكل ال يتصوره عقل ‪ ،‬يقول مصطفى العقاد ‪":‬‬
‫أعطوني ثمن طائرة حربية واحدة أهيّر لكم رأي العالم عن اإلسالم (‪)58‬‬
‫فهو إذن وسيلة في هاية الخطورة في توجيه الشعوب ‪ ،‬والغرب لم يستطع أن يغزو بيوتنا‬
‫ويخرب أجيالنا ويذيب شخصياتنا إال بهذه الوسيلة الخطيرة ‪ ،‬فإذا لم نحسن استخدامها‬
‫في الدفاع عن أنفسنا ‪ ،‬وفي إيضاح صورتنا في مخاطبة الشعوب األخرى للتعبير عن‬
‫ذاتنا فقد حرمنا أنفسنا من نشر الحق والعدل والخير واإلسالم والدعوة(‪ ،)59‬وصار لزاما‬
‫علينا خوض معركة إعالمية ؛ حتى نسد هذه الثغرة ونلبي هذه الحاجة الملحة بأدوات‬
‫تعبر عن ديننا ورسالتنا وحضارتنا وثقافتنا وتقاليدنا ‪ ،‬فهذا فرض من فروض الكفاية‬
‫الواجبة علينا في الوقت الراهن (‪.)60‬‬
‫وفي سنة ‪1411‬م عقد مؤتمر في المدينة المنورة حضره أكثر من مائتي عضو من سبعين‬
‫دولة وكان من ضمن توصياته أن تنشأ في البالد اإلسالمية كليات لإلعالم اإلسالمي‬
‫والعمل على رعاية العمل اإلسالمي ‪ ،‬واالهتمام بالناشئة من اإلعالميين وإنشأ مركز‬
‫إعالمي لرصد األخبار والمعلومات وتوزيعها على المنظمات والجمعيات اإلسالمية(‪،)61‬‬
‫وأن تتولى المؤسسات الفكرية والثقافية والدينية إعداد كوادر مؤهلة وبرامج وافيه شافية‬
‫لتكوّن رأياً عاماً مناسباً لثقافتنا حتى ال تكون الشاشة الصغيرة ( التلفزيون ) أخطر وسيلة‬
‫إعالمية على هذه األمة‬
‫ويوجد في الوطن العربي أكثر من ستة عشرمعهداً لتدريس اإلعالم ولكنها تدرس‬
‫نظرية اإلعالم الغربي‪ ،‬ربما ال توجد نظرية موحدة لإلعالم العربي حتى اآلن‪ ،‬رهم‬
‫ما يجمع هذه الشعوب من قواسم مشتركة ؛ ولذلك فهي تعتمد على مدرستين المدرسة‬
‫الفرنسية وتتبناها دول المغرب العربي ‪ ،‬والمدرسة األمريكية وتتبناها مصر ولبنان‬
‫خاصة ‪ ،‬وهذا يعني تبني الدراسات والنظريات األجنبية اإلعالمية في التعليم سواء‬
‫بلغتها أو مترجمة ‪ ،‬ويتساءل محمد السماك لماذا يتم إعداد الدبلوماسيين واإلعالميين‬
‫والمختصين بالدراسات اإلسالمية الخطاب الديني خارج إطار المدرسة العربية ؟ (‪،)62‬‬
‫لماذا ال ندرس في كلياتنا ومعاهدنا التي تعد الكوادر المؤهلة من اإلعالميين نظريات‬
‫التآمر من ضمن المواد التثقيفية لطالب المراحل الثانوية ؟ ‪ ،‬وكيف نتعامل مع‬
‫المعلومات الواردة إلينا من مختلف وسائل اإلعالم واالتصال؟ ‪ ،‬فعلي سبيل المثال كيف‬
‫تتعامل مع الشعارات والصور واألشكال ؟ وما داللة كل شعار وشكل؟ ‪ ،‬ولزاما علينا‬
‫التحقق من مصادر الصور التي تطرح في نشرات األخبار والتقارير ‪ ،‬وعدم التسليم لها‬
‫وتصديقها من مجرد أنها أذيعت ونشرت ‪ ،‬ثم البد من إهراق األسواق والمكتبات وشبكة‬
‫المعلومات الدولية ‪ ،‬ومواقع التواصل االجتماعي بالكتب والمقاالت والنشرات والبحوث‬
‫الجادة المثمرة ‪ ،‬والتحقيقات الصحفية الرائعة ‪ ،‬والبرامج المرئية (التلفزيونية) الهادفة‬
‫والوثائقية المفيدة حتى تتضح الصورة جيدا للمتلقي الغربي‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫وشيء أخير أحب أن أذكر أنفسنا به ‪ ،‬وهو أن قيمنا وأخالقنا تؤهالننا ألن نكون‬
‫أصحاب مدرسة إعالمية رائدة لها مرتكزاتها ومبادئها الخاصة بنا التي تختلف‬
‫اختالفا كليا على المدراس اإلعالمية الحالية التي بنيت على الغش والكذب والخداع‬
‫والتضليل والتزييف وقلب الحقائق ‪ ،‬ومع ذلك يصدقها كثير من الناس لخلو الساحة‬
‫اإلعالمية من المنافسين األقوياء القادرين على كشف الحقائق(‪. )63‬‬
‫المعوقات التي تعوق اإلعالم العربي ‪ ،‬وسبل النهوض به ‪:‬‬
‫‪ -1‬االفتقار إلى الموارد البشرية المدربة تدريبا فنيا مالئما مع اتجاهات التنمية‬
‫وظروف التطور السريع ‪.‬‬
‫‪ -2‬المعاناة من ارتفاع نسبة األمية ‪ ،‬ومما يزيد األمر سوءا أن بعض األميين أو‬
‫شبة األميين هم من العاملين في قطاع اإلنتاج اإلعالمي ‪ ،‬وبهذه النسبة المخيفة‬
‫‪ ،‬يصبح االتصال بجميع وسائله عقيما‬
‫‪ -3‬اإلصرار على اتّباع الوسائل التقليدية في قضايا التطور والشؤون المتعلقة‬
‫بالتنمية‬
‫‪ -4‬عدم التنسيق بين األجهزة المختلفة في الوطن العربي والعالم اإلسالمي‬
‫إضافة إلى األسباب المذكورة فإن هنالك خلطا والتباسا عند كثير من الناس بين الرأي‬
‫العام واإلعالم ‪ ،‬فظنوهما شيئاً واحد ‪ ،‬والحقيقة أنَّ اإلعالم يوجه النَّاس لوجهة معينة ‪،‬‬
‫وبالتّالي فإن اإلعالم هو الذي يصنع الرأي العام وفق تصورات ورؤى القائمين على‬
‫الوسائل اإلعالمية المختلفة انطالقا بما يؤمنون به ويلتزمون به من مبادئ وأفكار‬
‫وقيم؛ لذا فمن ضمن الوظائف والمهام األساسية للوسائل اإلعالمية المختلفة تكوين رأي‬
‫عام ‪ ،‬وهو ما دفع دوالً كثيرة متقدمة ومؤسسات سياسية واقتصادية ورأسمالية‬
‫للسعي الحثيث للتأثير في قناعات الجمهور‪ ،‬وهو ما تحاول الحركات الحزبية ذات‬
‫الطَّابع الضيق صنعه ‪ ،‬ويعد من أخطر األسلحة المدمرة للوحدة الوطنية حيث تؤدي تلك‬
‫النظرات الضيقة إلى تفتيت المجتمع(‪.)64‬‬
‫ف األمية الغالبة في الوطن العربي هي التي جعلت اإلعالم يلعب دور المعلم والمثقف لهذه‬
‫الشريحة فالنسب المخيفة من األمية التي تزداد عاماً بعد عام في عالمنا العربي‬
‫واإلسالمي لتدعونا إلى خوض همار صراع ترشيدي توعوي إعالمي ‪ ،‬وتستورد الدول‬
‫العربية أكثر من ‪ %08‬من مادته اإلعالمية سواء أكانت هذه البرامج مسلسالت أم‬
‫أخبارا أم تقارير إخبارية‪ ،...‬ومن المعلوم أن منتجي هذه المواد اإلعالمية المستوردة‬
‫ليسوا على ديننا وال على فكرنا ‪ ،‬وتعتبر الواليات المتحدة األمريكية من أكثر الدول‬
‫المصدرة للبرامج المرئية لدول الخليج خاصة ‪ ،‬والتي لديها فضائيات بعدد كبير تبث‬
‫لجميع أنحاء العالم اإلسالمي (‪ ،)65‬ومما يثير العزاء واألسى أن يترك المواطن العربي‬
‫لمواجهة هذا اإلخطبوط بمعزل حتى من إعالم وثقافة تقويان عوده في مواجهة هذا‬
‫اإلعصار الهائج ‪ ،‬فيجب إحكام الرقابة على الطرائق التي يؤثر بها‪ ،‬واألفكار‬
‫واالتجاهات التي يعرضها‪ ،‬فإن الغش في الموازين العقلية أكثر شيوعاً من الغش في‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫موازين التجار(‪،)66‬فالشبه التي يقذف بها اإلعالم الغربي على مختلف أنواعه ال بد من‬
‫مجابهتها بمثل السالح الذي تستخدمه‪ ،‬فعلينا أن نجيد فن مهارة إدارةاإلعالم ‪.‬‬
‫وإذا أردنا النهوض باإلعالم العربي واإلسالمي فعلينا األخذ باآلتي ‪:‬‬
‫أن تتوقف أجهزة اإلعالم عندنا من صحافة وإذاعة ومسرح وبث فضائي‬
‫(تلفزيون) ‪ ،‬عن تقديم أي شيء يتنافى مع مبادئ اإلسالم ؛ ألنه ال فائدة من‬
‫مواجهة الفكر االستشراقي التنصيري ‪ ،‬وأجهزة إعالمنا ممتلئة حد التخمة ‪،‬‬
‫وتمور بكل ما هومخالف للدين ‪.‬‬
‫على المؤسسات اإلعالمية المختلفة أن تواكب الواقع ‪،‬وأن تكون في مستوى‬
‫المواجهة وال بد من تطوير أجهزة إعالمنا فنتفنن في إيجاد برامج هادفة ترد‬
‫كيد الشبه التي تقذف على مدار الساعة والتي حيكت ببراعة فائقة وتفنن عالي‬
‫النظير‬
‫‪67‬‬
‫البد من استبعاد الكوادر التي تؤمن بالفكر الغربي عن مؤسسات اإلعالم( )‬
‫متابعة ما ينشر عن اإلسالم في وسائل اإلعالم ‪ ،‬بتكوين مراصد لتوفير‬
‫البيانات كاملة عما ينشر عن اإلسالم وتحليلها وإصدار تقرير سنوي عن حالة‬
‫اإلسالم في دوائر العام العالمية ‪.‬‬
‫الدعوة إلى عقد مؤتمر سنوي تشارك فيه المنظمات والهيئات والشخصيات‬
‫المعنية ‪.‬‬
‫البد أن تُحمى الذاتية الثقافية لألمة المسلمة حيث احتكار الدول الغربية لوسائل‬
‫األعالم أدى إلى تعريض الذاتية الثقافية عند أكثر األمم إلى الخطر السيما‬
‫األمة المسلمة وفرض علينا قيما تعكس القيم عند الغرب وأساليب حياته وهو‬
‫ما يؤدي إلى السيطرة الثقافية واألمريكية واألوروبية ‪ ،‬وقد قيل بحق إنه ال‬
‫يحق ألمة أن تدعي االستقالل إذا كانت وسائلها اإلعالمية تحت سيطرة‬
‫أجنبية(‪. )68‬‬
‫‪ -‬العمل على تنشيط العالقة بين المؤسسات البحثية واألكاديمية في العالم‬
‫اإلسالمي ونظائرها في الغرب من تبادل البحوث ‪.‬‬
‫مواجهة األفالم والكتابات والبرامج التي تشوه اإلسالم ‪ ،‬فهي تحتاج إلى عمل‬
‫مؤسسي منظم بدل الجهود الفردية ‪ ،‬لننفي هذه الصورة المشوهة ‪.‬‬
‫العمل على بلورة خطاب إعالمي عصري نقدي وموضوعي هادف يبرز‬
‫الصورة الحقيقة التي عليها اإلسالم ويبتعد عن رتابة الخطابة الموجودة اليوم‬
‫في أهلب قنواتنا اإلعالمية ‪،‬والتَّــأسيس لرؤية معرفية إسالمية مستقلة شاملة‬
‫ترتكز على االنفتاح النقدي‪ ،‬ولألسف مازلنا نفتقد إلى كثير من مقومات هذا‬
‫الخطاب‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬

‫شل وحصر الدعايات الصُّهيونية ‪ ،‬ونشر الحقائق والوقائع عن قضايانا‬


‫األساسية ‪.‬‬
‫االتجاه إلى مواقع صنع القرار في أوروبا وأمريكا ‪،‬والتي يمكن أن تنحاز إلى‬
‫صفنا‬
‫توجيه إعالم إسالمي نحو أوروبا لتوضيح أن اإلسالم ليس جامداً ‪ ،‬وإنما مثال‬
‫للحركة الدؤبة الدائمة المتجددة ‪.‬‬
‫االتصال بمراكز البحث العلمي في الخارج والملحقين الثقافيينبالسفارات‬
‫اإلسالمية بالدول الغربية‪،‬للتأكيد لمن يريد البحث عن معرفة اإلسالمأن‬
‫يتصل بمصادره األساسية وال يعتمد على وجهة نظر خصومه (‪)69‬‬
‫إذا أدرنا الحوار الحقيقي مع الغرب وكلنا ننادي به ‪ ،‬فال بد أن يتخلص‬
‫الغربيون من أحكامهم المسبقة عن اإلسالم التي هي من موروثات العصر‬
‫الوسيط ‪ ،‬وهي تتردد كثيراً في األيام الراهنة في وسائل اإلعالم الغربية ‪ ،‬من‬
‫بينها ‪:‬اإلسالم دين دموي إرهابي‪ ،‬ال يحترم المرأة ‪ ،‬شهواني يجري وراء‬
‫تعدد الزوجات ‪ ،‬والجهاد يدور حول سفك الدماء واستحواذ المغانم وتدمير‬
‫البشرية ‪.‬‬
‫البد من االنفتاح واالتصال بالمستشرقين المعاصرين الذين أنصفوا اإلسالم ‪،‬‬
‫وهم كثر أمثال مرادهوفمان‪ ،‬وآن شميل ومساعدتهم في إنتاج مادة للتعريف‬
‫كيفية مخاطبة‬ ‫باإلسالم بلغاتهم األصلية فهم األدرى واألعلم في‬
‫أقوامهم(‪ ، )70‬قال – تعالى ‪": -‬وَمَا أَ ْرسَلْنَا مِن َّرسُولٍ إِالَّ بِِلسَانِ قَوْمِهِ لِيُب َِّينَ‬
‫لَ ُهمْ" [ سورة إبراهيم ‪ :‬اآلية ‪ ، ]4 :‬كما ينبغي أن يكون للسفارات في الخارج‬
‫دور بارز في دول العالم من خالل قيامها بالعديد من األنشطة الثقافية التي‬
‫توضح صورة المسلمين عند الغربيين بشكل صحيح ‪.‬‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪-1‬اإلعالم اإلسالمي النظري في الميزان ‪ :‬سعيد إسماعيل صيني ‪ ،‬سنة ‪1411‬هــ‪1441 -‬م ‪ ،‬الرياض –‬
‫المملكة العربية السعودية ‪ ،‬ص‪.105:‬‬
‫‪ -2‬وظيفة األخبار في سورة األنعام ‪ :‬سيد محمد ساداتي الشنقيطي ‪ ،‬ط‪ ،3 :‬سنة ‪ 1418‬هــ ‪ ،‬دار عالم‬
‫الكتب ‪ ،‬الرياض – المملكة العربية السعودية ‪ ،‬ص‪ ،11 :‬واإلعالم اإلسالمي النظري في الميزان ‪ :‬سعيد‬
‫إسماعيل صيني ‪ ،‬ص‪.344:‬‬
‫‪-3‬الرأي العام بين الدعاية واإلعالم ‪ :‬عوّاشة محمد حقيق‪ ،‬طبعة سنة ‪1444‬م ‪ ،‬منشورات الجامعة‬
‫المفتوحة ‪ .‬طرابلس – ليبيا ‪ ،‬ص‪.132 :‬‬
‫‪-4‬حولية كلية التربية ‪ :‬صالح الدين جوهر ‪ ،‬بعنوان ‪ :‬نحو بيئة تربوية أنقى لإلنسان العربي ‪ ،‬جامعة‬
‫قطر ‪ ،‬العدد ‪ :‬الثاني ‪ ،‬السنة ‪ :‬الثانية‪ ،1403 ،‬ص‪ ، 41 :‬ومرشد الدعاة والمعلمين في التربية وعلم‬
‫النفس ‪ ،‬عبد السالم الجقندي ‪ ،‬وعبد اهلل النعمي ‪ ،‬ط‪ :‬سنة ‪2818‬م ‪ ،‬منشورات جمعية الدعوة اإلسالمية‬
‫العالمية ‪ .‬طرابلس – ليبيا ‪ ،‬ص‪330 :‬‬
‫‪-5‬عالَّل الفاسي وأثره في الفكر اإلسالمي المعاصر – دراسة تحليلية تتناول قضايا الفكر الحديث من‬
‫خالل الحركة اإلصالحية المعاصرة بالمغرب ‪ : -‬محمد عبد السالم بلسعل ‪ ،‬سنة ‪1400‬م ‪ ،‬منشورات‬
‫جامعة سبها ‪ .‬ليبيا ‪ ،‬ص‪.122 :‬‬
‫‪ -0‬مجلة العربي البيت ‪ ،‬العدد‪ ، 054 :‬ص‪ ، 115 :‬مايو ‪2813‬م‬
‫‪-2‬الغزو الثقافي يمتد في فراغنا ‪ :‬محمد الغزالي ‪ ،‬ط‪ ،2 :‬سنة ‪1420‬هـــ ‪2885 -‬م ‪ ،‬دار الشروق ‪،‬‬
‫ص‪.01‬‬
‫‪-0‬أقطار المغرب العربي وتحديات الغزو الغربي‪ -‬دراسة وصفية تحليلية‪ : -‬عبد الباسط دردور ‪ ،‬ط‪:‬‬
‫‪ ،1‬سنة ‪2882‬م ‪ ،‬منشورات كلية الدعوة اإلسالمية ‪ .‬طرابلس – ليبيا ‪.‬وتحتكر توزيع اإلعالن التجاري‬
‫في العالم ‪ 25‬وكالة دولية ‪ ،‬منها ‪ 22‬وكالة أمريكية ‪.‬‬
‫‪ -4‬الرأي العام واإلعالم والدعاية ‪ :‬هاني الرضا ‪ ،‬و رامز عمّار ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات‬
‫والنشر‪ ،‬ط‪1410 ،1 :‬هــ‪ 1440 -‬م بيروت ‪ -‬لبنان ‪ ،‬ص‪ . 125 :‬وصناعة الخبر يكون على صورة‬
‫قواعد وضوابط إعالمية يلتزم بها من يعمل بالمؤسسة اإلعالمية مهما كان موقعه وعمله فيها ‪ ،‬وال‬
‫يمكنه إنتاج مادة إعالمية تخرج عن هذا اإلطار الفكري أو العقدي أو المنهجي ‪ ،‬بل يجري تدقيقها‬
‫قبل إذاعتها ونشرها في أجهزة اإلعالم ووسائله المختلفة فمثال ال يجرؤ أحد في اإلعالم الغربي أن‬
‫يصف المقاتل الفلسطيني بأنه مناضل ‪ ،‬بل يوصف بأنه إرهابي ‪ ،‬وال تجرؤ أيه وسيلة إعالمية هربية‬
‫ومن يسير وفق منهجها اإلعالمي أن يناقش محرقة الهوكوست أو ينكر وجودها فالحديث عنها من‬
‫المحرمات والمحظورات مع أن الحقائق التاريخية تخالف ما يزعمونه عنها ‪ ،‬وعلى سبيل المثال الكاتب‬
‫الفرنسي باسكال بونيفاس ألّف كتابا بعنوان هل لدينا الحق في انتقاد إسرائيل فرفضت دور النشر شراؤه‬
‫‪ ،‬ورفضت الصحف نشر مقاالته ‪ .‬ينظر ‪ :‬اإلعالم اإلسالمي منهجه أساليبه في اإلقناع أهدافه وظائفه‬
‫‪ :‬عدنان الدبسي ‪ ،‬ط‪ 2818 ،1 :‬م ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬سوريا ‪ ،‬ص‪. 114 :‬‬
‫‪ -18‬فالمعلومات التي تأتي للوطن العربي قادمة من وكاالت األنباء العالمية ‪ ،‬ففي أوروبا وأمريكا ‪338‬‬
‫صحيفة ودورية لكل ألف كمواطن ‪ ،‬بينما في الوطن العربي ما معدله ‪ 33‬صحيفة ودورية لكل ألف‬
‫مواطن‪.‬‬
‫‪-11‬اإلعالم أوال ‪ :‬أسعد السحمراني ‪ ،‬دار النفائس ‪ ،‬ط‪1415 ،1 :‬هــ‪1444 -‬م ‪ .‬بيروت – لبنان ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪. 51‬‬
‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬
‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫‪ -12‬العولمة والتبادل اإلعالم الدولي ‪ :‬صابر فلحوط ‪ ،‬ومحمد البخاري ‪ ،‬ط‪ :1 :‬سنة ‪1444‬م ‪،‬‬
‫منشورات دار عالء الدين للنشر ‪ .‬دمشق ‪ -‬سوريا ‪ .‬ص‪. 04:‬‬
‫‪ -13‬المصدر نفسه ‪،‬ص‪. 144 :‬‬
‫‪ -14‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 140:‬‬
‫‪ -15‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.140 :‬‬
‫‪ -10‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.140 :‬‬
‫‪ -11‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.283 :‬‬
‫‪ -10‬الدوائر الغربية المعادية لإلسالم ‪ :‬حسن عليّ ‪ ،‬المؤسسة العربية الحديثة ‪ .‬القاهرة ‪ .‬ص‪.00 :‬‬
‫‪ - 14‬أخطار األيديولوجية الصهيونية ‪ :‬نبيل عبد الحليم متولي ‪ ،‬ط‪ ،1 :‬سنة ‪1448‬م ‪ ،‬منشورات كلية‬
‫الدعوة اإلسالمية ‪ .‬طرابلس ‪ -‬ليبيا ‪ .‬ص‪.44-43 :‬‬
‫‪-28‬الرأي العام بين والدعايةواالعالن‪ :‬عواشة حقيق ‪ ،‬ص‪143:‬‬
‫‪ -21‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪144 :‬‬
‫‪-22‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.105 :‬‬
‫‪ -23‬مرشد الدعاة والمعلمين في التربية وعلم النفس ‪ :‬عبد السالم الجقندي ‪ ،‬وعبد اهلل النعمي ‪ ،‬ص‪321 :‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -24‬اإلعالم أوال ‪ :‬أسعد السحمراني ‪ ،‬ص‪.05 :‬‬
‫‪ -25‬التلفزيون الجديد ‪ :‬محمد فتحي ‪ ،‬دار الطائف للنشر والتوزيع ‪ .‬ت ‪.‬بدون ‪ ،‬ص‪ : . 11 :‬محمد‬
‫فتحي ‪ ،‬ص‪.10 :‬‬
‫‪ -20‬اإلعالم أوال ‪ :‬أسعد السحمراني ‪ ،‬ص‪.05 :‬‬
‫‪ -21‬التلفزيون الجديد ‪ :‬محمد فتحي ‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪ -20‬اإلعالم أوال ‪ :‬أسعد السحمراني ‪ ،‬ص‪. 01 :‬‬
‫‪-24‬مواجهة التغريب والتغييبفي دراسات ياسين عريبي ‪ :‬المختار علي الطوير ‪ ،‬ط‪ :‬سنة ‪ 2884‬م ‪،‬‬
‫منشورات جمعية الدعوة اإلسالمية العالمية ز طرابلس – ليبيا ‪ ،‬ص‪. 138 :‬‬
‫‪-38‬الخطايا في نظر اإلسالم ‪ :‬عفيف عبد الفتاح طبَّارة ‪ ،‬ط‪ ،1 :‬سنة ‪1410‬م ‪ ،‬دار العلم للمالين‪.‬‬
‫بيروت – لبنان ‪ ،‬ص‪ ،04 :‬والفتنة المعاصرة وموقف المسلمين منها ‪ :‬فؤاد علي مخيمر ‪ ،‬سلسلة‬
‫مكتبة المسلم العصرية‪ ،‬رقم ‪ ، 32 :‬المؤسسة العربية الحديثة ‪ ،‬ص‪. 01 :‬‬
‫‪ -31‬التلفزيون الجديد ‪ :‬محمد فتحي ‪ ،‬ص‪. 11 :‬‬
‫‪ -32‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 21 :‬‬
‫‪ -33‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.20 :‬‬
‫‪ -34‬القاديانية ظهرت في الهند على مدعي النبوة سنة ‪1010‬م هالم احمد بقاديان بالهند إبان فترة‬
‫الحكم البريطاني لشبة القارة الهندية ‪ ،‬ووضع قانونا ألتباعه أن ال يزوجوا بناتهم إال من كان مصدقا‬
‫بنوته ‪،‬وتهدف إلى إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد فاالنجليز كانوا يقفون وراء هذه‬
‫الحركة ويحتضنون هذا المذهب ويسهلون لتباعه التوظف بالدوائر الحكومية العالمية ولديهم أطباء‬
‫ومهندسون ويوجد في بريطانيتا قناة فضائية باسم التلفزيون اإلسالمي يديرها القاديانيون ‪ ،‬وهي دعوة‬
‫ضالة ليست من اإلسالم في شيء ‪ ،‬وعقيدتها تخالف اإلسالم في كل شيء ‪ ،‬وينبغي تحذير المسلمين‬
‫من نشاطهم ‪ .‬ينظر ‪ :‬األديان المعاصرة ‪ :‬راشد الفرحان ط‪ ،2 :‬سنة ‪1405‬م ‪1480 -‬هــــمنشورات‬
‫جمعية الدعوة االسالمية العالمية ‪ .‬طرابلس ‪ -‬ليبيا ‪ ،‬ص‪ ،184 :‬الموسوعة الميسرة في المذاهب‬
‫واألحزاب المعاصرة ‪ :‬مانع الجهني ‪ ،‬سنة ‪1435‬هـ‪2814 -‬م ‪ ،‬الناشر ‪ :‬الندوة العالمية للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬الرياض ‪ -‬السعودية ‪ .‬ص‪.410 /1‬‬
‫‪ -35‬السفير اللبناني في الفترة من (‪1441 -1444‬م )م والذي عاش في أمريكا أكثر من عشرين عام‬
‫‪-30‬الدعوة إلى اهلل مشكالت الحاضر وآفاق المستقبل ‪ :‬محمد شمس الحق صديق أحمد ‪ ،‬ط‪،1 :‬‬
‫‪2881‬م ‪ ،‬جمعية الدعوة اإلسالمية العالمية ‪ .‬طرابلس – ليبيا ‪.‬ص‪244 :‬‬
‫‪ -31‬أحد خبراء الدعاية الدوليين‬
‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬
‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫‪ -30‬صهيوني ‪ ،‬أستاذ الطبيعة النووية في معهد وايزامان ‪ ،‬وهو من الفالسفة الذين طور أسس الدعاية‬
‫اإلسرائيلية وقدم لها منطقا جديدا ‪ ،‬وقد اقترح إدخال علم الدعاية تحت اسمه ‪ ،‬وهو أن تنسى إسرائيل‬
‫صورتها الذاتية ‪ ،‬وأن تجعل نفسها مرآة يرى فيها كل مستقبل أجنبي يعبر عن مشاكله‬
‫‪ -34‬التلفزيون الجديد ‪ :‬محمد فتحي ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ -48‬اإلعالم األجنبي في بالدنا رؤية عن قرب‪ :‬حازم هراب ‪،‬سنة ‪ ،2811‬دار النشر للجامعات ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬ص‪12:‬‬
‫‪ -41‬القراءة الغربية للقرآن الكريم ‪ :‬ندوة دولية نظمتها جمعية الدعوة بالتعاون مع رابطة الجامعات‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬سنة ‪ 2884‬م ‪ .‬منشورات جمعية الدعوة اإلسالمية العالمية ‪ .‬طرابلس – ليبيا ‪ .‬ص‪. 42 :‬‬
‫‪-42‬مناهج اإلستشراق المعاصر في الدراسات اإلسالمية ‪ ،‬عبد القادر بخوش ‪ ،‬ط‪2814 ،1 :‬م ‪ ،‬دار‬
‫الضياء ‪ .‬الكويت‪ .‬ص‪. 00 :‬‬
‫‪ -43‬الرأي العام بين الدعاية واإلعالم ‪ :‬عواشة حقيق ‪ ،‬ص‪.144 :‬‬
‫‪-44‬المدخل إلى التاريخ اإلسالمي ‪ :‬محمد فتحي عثمان ‪ ،‬ط‪1442 ،2 :‬م ‪ ،‬دار النفائس ‪ .‬بيروت –‬
‫لبنان ‪ ،‬ص‪. 300 :‬‬
‫‪ -45‬مرجليوث ‪ ،‬هو ‪ :‬داود ‪ ،‬أو ديفيد صمويل مرجليوث ‪ ،‬ولد بلندن سنة ‪ 1050 :‬م ‪ ،‬مستشرق‬
‫انجليزي ‪ ،‬ينحدر من أسرة يهودية ‪ ،‬اعتنق المسيحية مثل والده وصار قسا ؛ لكنه ظل في أعناق قلبه‬
‫اليهودية ‪ ،‬ولهذا كرس نفسه للدراسات اليهودية ‪ ،‬ولقد جنّد نفسه طوال حياته عدوا عنيداً لإلسالم ودفعه‬
‫تعصبه العنيف إلى عرض مزاعم شديد الغرابة لم يقصد بها سوى الهجوم على محمد ‪ --‬والحط من‬
‫رسالته ‪ .‬نال الدكتوراه في اآلداب من جامعة أكسفورد ‪ ،‬تقلد العديد من المناصب ‪ ،‬من مؤلفاته ‪ :‬آثار‬
‫شعرية عربية ‪ ،‬توفي سنة ‪ 1448‬م ‪ .‬ينظر ‪ :‬معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية ‪ :‬عمر رضا‬
‫كحالة ‪ ، 130 /4 ،‬ودفاع عن القرآن ضد منتقديه ‪ :‬عبد الرحمن بدوي ‪ ،‬ص‪ . 00-05 :‬مكتبة مدبولي‬
‫الصغير ‪.‬‬
‫‪ -40‬المدخل إلى التاريخ اإلسالمي ‪ :‬محمد فتحي عثمان ‪ ،‬ص‪300 :‬‬
‫‪ -41‬االستغالل الدينيفي الصراع السياسي ‪ :‬محمد السماك ‪،‬ط‪1428 :‬هــ ‪2888 -‬م ‪ ،‬درا النفائس‪.‬‬
‫بيروت ‪ -‬لبنان ‪ .‬ص‪.112 :‬‬
‫‪ 40‬مباحث عامة في الثقافة والفكر اإلسالمي ‪ :‬محمد عزالدين الغرياني ‪ ،‬ط‪ ،1 :‬سنة ‪2818‬م ‪،‬‬
‫منشورات جمعية الدعوة اإلسالمية العالمية ‪ .‬طرابلس – ليبيا ‪ ،‬ص‪. 121 :‬‬
‫‪ -44‬تحت راية اإلسالم ‪ :‬محمود الباجي ‪ ،‬طبعة سنة ‪ ، 1405‬الدار العربية للكتاب ‪ .‬طرابلس – ليبيا‬
‫‪ ،‬ص‪. 35 :‬‬
‫‪ - 58‬القراءة الغربية للقرآن الكريم ‪ :‬ص‪. 140 :‬‬
‫‪ -51‬سورة األنبياء ‪ ،‬اآلية ‪. 181 :‬‬
‫‪ -52‬سورة التوبة ‪ ،‬اآلية ‪. 0 :‬‬
‫‪ - 53‬سورة المؤمنون ‪ ،‬اآلية ‪. 0 :‬‬
‫‪ -54‬سورة هود – اآلية ‪. 01 :‬‬
‫‪ -55‬سورة األعراف ‪ :‬اآلية ‪.50 :‬‬
‫‪ -50‬صورة اإلسالم في اإلعالم الغربي ‪ :‬محمد بشاري ‪ ،‬ط‪ ،1 :‬سنة ‪1425‬هــــ ‪2884 -‬م ‪ ،‬دار الفكر‬
‫‪ .‬دمشق – سوريا ‪ ،‬ص‪141 :‬‬
‫‪ -51‬أزمة الثقافة في الخليج ‪ :‬محمد الرميحي ‪ ،‬ص‪. 50 :‬‬
‫‪-50‬في فقه االجتهاد والتجديد – دراسة تأصيلية تطبيقية ‪ : -‬يحي رضا جاد ‪،‬تقديم ‪ :‬محمد عمارة ‪،‬ط‪:‬‬
‫‪1431 ،1‬هـ ‪ 2818‬م ‪ ،‬دار السالم للنشر والتوزيع والترجمة ‪ ،‬القاهرة ‪ .‬جمهورية مصر العربية ‪،‬‬
‫ص‪. 208-214 :‬‬
‫‪ - 54‬ينظر ‪ :‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪202 :‬‬
‫‪ -08‬ينظر ‪ :‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 203 :‬‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬


‫د‪ .‬المرزوقي علي الهادي‬ ‫صورة اإلســـــالم في اإلعالم الغربي‬
‫‪ - 01‬اإلسالم في مواجهة الغزو الفكري اإلستشراقي والتبشيري‪ ،‬محمد حسن مهدي بخيت ‪ ،‬ط‪،1 :‬‬
‫‪2812‬م ‪ ،‬دار مجدوالي للنشر ‪ ،‬عمان األردن ‪ ،‬ص‪ ، 331 :‬والشباب المسلم في مواجهة التحديات ‪:‬‬
‫عبد اهلل ناصح علوان ‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ -02‬تبعية اإلعالم الحر ‪ :‬محمد السماك ‪،‬ط‪1411 ،1 :‬هــ ‪1441‬م ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات‬
‫والنشر ‪ .‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ .‬ص‪. 14 :‬‬
‫‪ - 03‬اإلعالم أوال ‪ :‬أسعد السحمراني ‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫‪ -04‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪24- 20 :‬‬
‫‪ -05‬أزمة الثقافة في الخليج ‪ :‬محمد الرميحي ‪ ،‬ص‪. 50 :‬‬
‫‪ - -00‬من مقاالت الشيخ محمد الغزالي ‪ ،‬جمع ‪ :‬عبد الحميد حسانين حسن ‪ ،‬ط ‪ ،2 :‬سنة ‪2882‬م ‪،‬‬
‫نهضة مصر ‪ ،‬ص‪. 10 :‬‬
‫‪ - 01‬اإلسالم في مواجهة الغزو الفكري اإلستشراقي التنصيري ‪ :‬ص‪. 344 :‬‬
‫‪ - 00‬اإلعالم اإلسالمي – دراسة تأصيلية ‪ : -‬محمد موسى البر ‪ ،‬طبعة سنة ‪1431‬هــ‪ 2818 -‬م ‪ ،‬دار‬
‫النشر للجامعات ‪ .‬القاهرة ‪ ،‬ص‪. 08 :‬‬
‫‪ - 00‬صورة اإلسالم في اإلعالم الغربي ‪ ،‬محمد بشاري ‪ ،‬ص‪05 :‬‬
‫‪ - 04‬ينظر ‪ :‬التحدي الحضاري اإلسالمي من أجل مستقبل إسالمي أفضل ‪ :‬عدنان الحاج ‪،‬ط‪،1 :‬‬
‫‪ ، 2881‬مؤسسة الرحاب الحديثة ‪ .‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ .‬ص‪. 135 :‬‬
‫‪-18‬صنع المستقباللعربي المسيرة التاريخية من القبيلة إلى العولمة‪ :‬محمد عبد العزيز ربيع ‪ ،‬ط‪،1 :‬‬
‫‪1421‬هــ ‪2888 -‬م ‪ .‬مؤسسة بحسون ‪ .‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪.‬‬

‫مــاس ‪ 7102‬م‬ ‫العدد السابع‬ ‫مجلة كليات التربية‬

You might also like