You are on page 1of 43

‫الجمهورية التونسية‬

‫وزارة الصحة العمومية‬


‫الديوان الوطني للسرة والعمران البشري‬

‫منتدى السكان و الصحة النجابية‬


‫الدورة التاسعة ‪2010‬‬

‫الشباب والعنف في السرة‬


‫والمجتمع‬

‫ملف وثائقي‬
‫نوفمبـر ‪2010‬‬

‫مركز التوثيق والرشيف والنشر‬


‫الفـــــــهرس‬
‫الصفحة‬

‫‪1‬‬ ‫* كلمة الرئيس زين العابدين بن علي في القمة الخامسة عشرة لحركة‬
‫عدم النحياز بشرم الشيخ )‪ 15‬جويلية ‪(2009‬‬
‫‪2‬‬ ‫)رسالة من المين العام بمناسبة يوم الشباب الدولي )أوت ‪* 2010‬‬

‫تعـــريف العنـــف ‪1-‬‬


‫‪4‬‬ ‫تعريف العنف والتصنيف النموذجي له *‬
‫‪5‬‬ ‫تعريف العنف السري *‬

‫‪ -2‬أشكال العنف المسلط على الطفال والمراهقين‬


‫‪7‬‬ ‫* العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين وآثاره النفسية‬
‫والجتماعية‬
‫‪11‬‬ ‫* العــــنف ضد الطفال‬
‫‪13‬‬ ‫* التمييز بين الطفال‬

‫‪ -3‬مظاهر العنف لدى الشباب في تونس و في بلدان المغرب العربي‬


‫‪16‬‬ ‫* ظاهرة العنف اللفظي لدى الشباب التونسي ) المرصد الوطني للشباب‬
‫‪(2004‬‬
‫‪20‬‬ ‫* تنظيم ندوة لمعالجة عنف الشباب في تونس‬
‫‪22‬‬ ‫* العنف السري في بلدان المغرب العربي نحو كسر حاجز‬
‫الصمت‪ :‬الواقع و المقاربات‬
‫‪29‬‬ ‫* العنف السري في أرقام في بلدان المغرب العربي‬

‫‪34‬‬ ‫‪ -4‬ببليـــوغرافـــيا ‪ :‬مختارات من الفهرس الببليوغرافي للديوان‬


‫‪www.onfp.tn‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫كلمة الرئيس زين العابدين بن علي فى القمة الخامسة عشرة لحركة عدم‬
‫النحياز بشرم الشيخ )‪15‬جويلية ‪(2009‬‬

‫« ‪...‬إنن ا نعت بر التنمي ة البش رية والحاط‪44‬ة بك‪44‬ل الفئات الجتماعي‪44‬ة م‪44‬ن أه‪44‬م مقوم‪44‬ات‬
‫الستقرار والتقدم والزدهار في العالم‪.‬‬

‫وف ي ه ذا الس ياق ن‪44‬ولي أهمي‪44‬ة بالغ‪44‬ة للعناي‪44‬ة بالجي‪44‬ال الص‪44‬اعدة والنص‪44‬ات‬
‫لمشاغل الش‪44‬باب وحم‪44‬ايته م‪44‬ن ك‪44‬ل أش‪44‬كال القص‪44‬اء والتهمي‪44‬ش ووق‪44‬ايته م‪44‬ن مخ‪44‬اطر‬
‫النغلق والتط‪444‬رف بم‪444‬ا يرس‪444‬خ ثقاف‪444‬ة التس‪444‬امح والعت‪444‬دال والوس‪444‬طية ل‪444‬دى ه‪444‬ذه‬
‫الشريحة التي تمثل نسبة مرتفعة في مجتمعات الدول النامي ة وتض طلع ب دور حي وي‬
‫في بناء مستقبلها‪.‬‬

‫وفي هذا الطار تتنزل دعوة تونس إلى وضع س نة ‪ 2010‬تح ت ش عار الس‪44‬نة‬
‫الدولي‪44‬ة للش‪4‬باب وال ى عق د م ؤتمر ع المي للش باب يت وج بإص دار ميث اق دول ي يك ون‬
‫الرابطة الوثقى التي تشد شباب العالم إلى القيم الكونية المشتركة‪.‬‬

‫وإذ نت وجه بالش كر لك ل التجمع ات الجهوي ة والقليمي ة ال تي ع برت ع ن‬


‫مساندتها لهذه المبادرة فإننا نتطل ع ل دعم حركتن ا له ا والس هام ف ي تجس يمها م ن اج ل‬
‫تحقيق مزيد التقارب والتفاهم بين مختلف شعوب العالم والتأسيس لمس تقبل أك ثر أمان ا‬
‫واستقرارا وإشراقا…"‬

‫‪1‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫رسالة من المين العام بمناسبة يوم الشباب الدولي‬


‫الخميس‪ 12 ،‬آب‪/‬أغسطس ‪2010‬‬

‫إن الحتف ال ه ذه الس نة بي وم الش باب ال دولي مناس بة أيض ا للش روع ف ي الحتف ال بالس نة‬
‫الدولية للشباب تحت شعار "الحوار والتفاهم"‪.‬‬

‫وتس تدعي ال بيئة الجتماعي ة والقتص ادية المليئة بالتح ديات الي وم ال تركيز بش كل خ اص‬
‫على الشباب‪ .‬فسبعة وثمانون في المائة من الشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 15‬و ‪ 24‬عام ا‬
‫يعيشون في البلدان النامي ة‪ .‬وق د أث رت الزم ة القتص ادية العالمي ة أك ثر م ا أث رت عل ى الش باب؛‬
‫حيث إنهم يفقدون وظائفهم‪ ،‬ويسعون جاهدين ليجاد عمل ولو ب أجر منخف ض‪ ،‬ويواجه ون تقل ص‬
‫فرص الحصول على التعليم‪ .‬وف ي ه ذا ال وقت ال ذي ابت دأت في ه القتص ادات تس تقر ببطء‪ ،‬ينبغ ي‬
‫إيلء أهمية قصوى لحتياجات الشباب‪.‬‬

‫إن هذا واجب أخلقي وضرورة تنموية‪ .‬ولكنه أيضا بمثابة فرصة سانحة‪ :‬فطاقة الش باب‬
‫يمكن أن تعطي دفعة للقتصادات المتعثرة‪ .‬وأنا أجد بصفة منتظمة في حماسة الشباب الذين ألتقي‬
‫بهم في أنحاء العالم وموهبتهم ومثاليتهم مصدرا لللهام‪ .‬فهم يقدمون إسهامات مهم ة إل ى م ا نق وم‬
‫ب ه م ن أعم ال بغي ة القض اء عل ى الفق ر ووق ف انتش ار الم راض ومكافح ة تغي ر المن اخ وتحقي ق‬
‫الهداف النمائية لللفية‪.‬‬

‫وإنن ي أهي ب بال دول العض اء أن تزي د اس تثماراتها ف ي الش باب ح تى يتمكن وا م ن القي ام‬
‫بالمزيد‪ .‬وستركز المم المتحدة وشركاؤها من المنظمات الشبابية أثناء السنة الدولية عل ى الحاج ة‬
‫إل ى تش جيع الح وار والتف اهم بي ن الجي ال والثقاف ات والدي ان‪ .‬وف ي ع الم تتواص ل في ه مختل ف‬
‫الشعوب والتقاليد على نحو أوثق وأكثر ت واترا م ن أي وق ت مض ى‪ ،‬م ن الهمي ة بمك ان أن يتعل م‬
‫الشباب كيفية الص غاء باهتم ام والتع اطف م ع الخري ن وتقب‚• ل تب اين الراء‪ ،‬وأن يكون وا ق ادرين‬
‫على حل النزاعات‪ .‬ول يكاد المرء يجد مسعى أهم من رعاية ه ذه المه ارات وتثقي ف الش باب ف ي‬
‫مجال حق وق النس ان‪ ،‬حي ث ل ن رى فيه م الجي ل الق ادم م ن الق ادة فحس ب‪ ،‬ولك ن أيض ا أص حاب‬
‫المص لحة ال ذين يكتس ون أهمي ة بالغ ة الي وم‪ .‬ولنق ر أيض ا ب أن الجي ال المتقدم ة ف ي الس ن نفس ها‬
‫يمكنها أن تتعلم الكثير من تجارب ونماذج الشباب عندما يبلغون مرحلة النض ج ف ي ع الم تتس ارع‬
‫فيه وتيرة الترابط‪.‬‬

‫ولنقر ونحتفي‪ ،‬بمناسبة الحتفال بهذه السنة الدولية‪ ،‬بما يمكن للشباب القيام ب ه لبن اء ع الم‬
‫أكثر أمانا وأكثر عدل‪ .‬ولنعزز جهودنا لش راك الش باب ف ي السياس ات والبرام ج وعملي ات ص نع‬
‫القرار التي تعود بالفائدة على مستقبلهم ومستقبلنا‪.‬‬

‫‪http://www.un.org/arabic/sg/messages/2010/youthday.shtml‬‬

‫‪2‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫تــعريـــف العنـــف‬

‫‪3‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫تعريف العنف والتصنيف النموذجي له‬


‫يتعاطى التحالف المعني بالوقاية من العنف مع مشكلة العنف وفقا› للتعريف التالي‬
‫))الستخدام المتعمد للقوة البدنية الفعلية‪ ،‬أو التهديد باستخدامها ضد الذات‪ ،‬أو ضد شخص‬
‫آخر‪ ،‬أو ضد مجموعة من الشخاص‪ ،‬أو المجتمع ككل مما يسفر عن أو قد يؤدي بشكل كبير‬
‫إلى وقوع إصابات‪ ،‬أو وفيات‪ ،‬أو ضرر سيكولوجي‪ ،‬أو سوء نماء‪ ،‬أو حرمان ((كما ورد‬
‫بالتقرير الخاص بالصحة والعنف في العالم‪:‬‬

‫كما يطرح التقرير الخاص بالصحة والعنف في العالم تصنيفا› نموذجيا› للعنف‪ ،‬قد يمثـ•ل‬
‫طريقة مفيدة لفهم السياق الذي يكتنف وقوع العنف‪ ،‬والتفاعل بين مختلف أنواع العنف‪ ،‬حتى‬
‫وإن لم ي‚قبل هذا التصنيف بشكل عام‪ .‬ويميز هذا التصنيف النموذجي بين أربع طرق لوقوع‬
‫العنف‪ :‬مادي‪ ،‬وجنسي‪ ،‬ونوبات نفسية‪ ،‬وحرمان ‪ ..‬كما أنه يقس•م التعريف العام للعنف إلى‬
‫ثلثة أنواع فرعية وفقا› لطبيعة العلقة بين الضحية والجاني‪.‬‬

‫العنف ضد الذات يشير إلى العنف الذي يكون فيه الجاني والضحية هما نفس‬ ‫•‬
‫الشخص‪ ،‬ويتم تقسيمه فرعيا› إلى النتحار واليذاء الذاتي‪.‬‬
‫العنف بين الشخاص يشير إلى العنف بين الفراد‪ ،‬ويتم تقسيمه فرعيا› إلى‬ ‫•‬
‫العنف السري والعنف بين الزواج‪ ،‬والعنف المجتمعي‪ .‬وتـتضم‪Ÿ‬ن الفئة الولى سوء‬
‫معاملة الطفال؛ والعنف بين الزواج؛ وإيذاء المسنين‪ .‬في حين تنقسم الفئة الثانية إلى‬
‫العنف بين الغراب والمعارف وتشمل عنف الشباب؛ واعتداءات الغرباء؛ والعنف‬
‫المرتبط بجرائم الممتلكات‪ ،‬والعنف المرتكب في أماكن العمل وغيرها من‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫العنف الجماعي يشير إلى العنف الذي تـرتكبه مجموعة كبيرة من الفراد ويمكن‬
‫تقسيمه فرعيا› إلى عنف اجتماعي‪ ،‬وسياسي‪ ،‬واقتصادي‪.‬‬

‫التصنيف النموذجي للعنف بين الشخاص‬

‫‪4‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫‪http://www.emro.who.int/arabic/VIP/global_campaign_violenceprevention_approach_definiti‬‬
‫‪on.htm‬‬

‫تعريف العنف السري‬


‫تعتبر ظ اهرة العن ف م ن الظ واهر القديم ة ف ي المجتمع ات النس انية‪ ,‬فه ي قديم ة ق دم‬
‫النسان الذي ارتبط وما زال يرتبط بروابط اجتماعية مع الوسط الذي فيه ي ؤثر وب ه يت أثر‪ ,‬إل أن‬
‫مظاهره وأشكاله تطورت وتنوعت بأنواع جديدة فأصبح منها‪:‬‬

‫)العنف السياسي‪ ,‬والعنف الديني‪ ,‬والعنف السرى( الذي تنوع وانقسم هو أيضا› إلى‪:‬‬
‫العن ف الس رى ض د الم رأة – العن ف الس رى ض د الطف ال – العن ف الس رى ض د المس نيين‪.‬‬
‫وهذه بعض أهم التعريفات ‪:‬‬

‫عرف العنف لغويا] " بأنه الخرق بالمر وقلة الرفق به‪ ,‬وهو ضد الرفق‪ ,‬وأ‚عنف الشيء‪ :‬أي أخذه‬
‫بشدة‪ ,‬والتعنيف هو التقريع واللوم"‪.‬‬

‫وفى المعجم الفلسفى ‪ ":‬العنف مضاد للرف ق ‪ ,‬وم رادف للش دة والقس وة ‪ ,‬والعني ف ه و المتص ف‬
‫بالعنف ‪ ,‬فكل فعل شديد يخالف طبيعة الشيء ويكون مفروضا› عليه من خارج فهو بمعنى ما فع ل‬
‫ف "‪.‬‬ ‫عني‬
‫تعريف العنف السري ‪ :‬بأنه أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج عن وجود علق ات ق وة غي ر‬
‫متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين الم رأة والرج ل داخ ل الس رة‪ ،‬وم ا ي ترتب عل ى ذل ك م ن‬
‫تحديد لدوار ومكانة ك ل ف رد م ن أف راد الس رة‪ ،‬وفق ا› لم ا يملي ه النظ ام القتص ادي والجتماعي ة‬
‫السائد في المجتم ع ‪.‬العن ف الس ري ف ي نظ ر عل م الجتم اع ض ريبة الحض ارة والتنمي ة الحديث ة‪.‬‬

‫تعريف العنف ضد المرأة‪:‬‬

‫بحسب المادة الولى من العلن العالمي لحقوق النسان ‪»1993‬هو أي فعل عنيف ت دفع‬
‫إليه عصبية الجنس ويترتب عليه أو يرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة المرأة سواء م ن الناحي ة‬
‫الجسمانية أو النفسية أو الجنسية بما ف ي ذل ك التهدي د بأفع ال م ن ه ذا القبي ل أو القس ر أو الحرم ان‬
‫التعسفي من الحرية سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة‪.‬‬

‫̀يعر_ف العنف ضد الطفال‪:‬‬

‫بأن أي فعل أو المتناع عن فعل‪ ،‬يعرض حياة الطفل وسلمته وصحته الجسدية والعقلي ة‬
‫والنفسية للخطر ‪ -‬كالقتل أو الشروع في القتل ‪ -‬واليذاء ‪ -‬والهمال ‪ -‬وكافة العتداءات الجنسية‪.‬‬
‫وقد عرفت لجنة الخبراء الستشارية للمنظمات غير الحكومية الدولية لدراسة المم المتح دة ح ول‬
‫العنف ضد الطفال( العنف بأنه »العنف الفيزيائي« »الجسدي« »النفسي« »النفسي الجتم اعي«‬
‫والجنس ي ض د الطف ال م ن خلل س وء المعامل ة أو الس تغلل كأفع ال معتم دة مباش رة أو غي ر‬
‫مباشرة تؤدي لوضع الطفل عرضة للمخاطر أو الضرار بكرامته‪ ،‬وجس ده‪ ،‬وبنفس يته أو مرك زه‬
‫الجتماعي أو نموه الطبيعي‬

‫‪5‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫‪http://www.hafr-albatin.com/vb/showthread.php?t=22640‬‬

‫‪6‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫أشكال العنف المسلط على‬


‫الطفال والمراهقين‬

‫‪7‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين‬


‫وآثاره النفسية والجتماعية‬
‫"مركز المرأة العربية للبحوث والتدريب‪/‬كوثر"‬

‫تعت بر مش كلة العن ف الجنس ي ض د المراهق ات‬


‫والمراهقون في كل أنحاء العالم عامة والمه ددة ب الحروب‬
‫بصورة خاصة‪ ،‬مث ل الس ودان‪ ،‬م ن المش كلت المس كوت‬
‫عنه ا بس بب الع ادات والتقالي د‪ ،‬مم ا يش كل عائق ا ف ي‬
‫الحص ول عل ى المعلوم ات حوله ا بالص ورة ال تي تس اعد‬
‫على التعرف على حجم المشكلة‪.‬‬
‫وقد أدى هذا الم ر إلـ ى ض بابية ف ي الرؤي ة ل دى‬
‫المعنيين و المسؤلين والمجتمع وجعل معالجتـها بالوس ائل‬
‫القانوني ة و الجتماعي ة الحاس مة و ت وفير ال دعم النفس ي‬
‫والمعنوي والقانوني للمراهقات والمراهقين مسألة صعبة‪.‬‬

‫تعريف العنف الجنسي‬


‫يعرف بعض علماء النفس والجتماع‪ ،‬العنف بصورة عامة على أنه "سمة من سمات‬
‫الطبيعة النس انية‪ .‬ويظه ر العن ف عن دما يك ف العق ل ع ن الق درة عل ى القن اع أو القتن اع‪ ،‬فيلج أ‬
‫النس ان لتأكي د ال ذات ع بر العن ف والقه ر"‪ .‬ويع رف العن ف أيض ا عل ى أن ه "ض غط جس مي أو‬
‫معنوي فردي أو جماعي يؤدي إلى السيطرة على الخر وتدميره"‪ .‬ومن ثم يمكن القول إن العن ف‬
‫الجنس ي ه و "اس تخدام الق وة أو الك راه ف ي ممارس ة أي ن وع م ن أن واع الجن س م ع المراهق ات‬
‫والمراهقين أو أي شخص آخر‪ .‬وعادة ما ي ؤدي العن ف الجنس ي إل ى ت دمير المراه ق أو المراهق ة‬
‫نفسيا وبدنيا ومعنويا"‪.‬‬

‫العنف الجنسي السري‬


‫يتعرض المراهقات المراهقون إلى صور عديدة من العنف الجنسي السري‪ ،‬مما يؤثر‬
‫على صحتهم الجسدية والنفسية ومستقبلهم الجتماعي والعلمي والعملي‪ .‬وتعتبر صور العنف ضد‬
‫البناء في سن المراهقة كثيرة‪ ،‬ومنها على سبيل المثال العتداء الجنسي على الناث من قبل أح د‬
‫الف راد م ن العائل ة والغتص اب م ن قب ل أش خاص آخري ن والخت ان وال زواج المبك ر والتح رش‬
‫الجنسي والعنف اللفظي ذو اليحاءات الجنسية الذي يتعرض له المراهقات والمراهق ون عل ى ح د‬
‫سواء‪ .‬وتعد ظاهرة تعرض المرهقات والمراهقين لهذه النواع من العنف الجنسي البدني واللفظي‬
‫والنفسي متفشية في المنازل والمدارس والمؤسسات والمجتمع المحلي‪.‬‬

‫أنواع العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين‬

‫‪8‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫يمكن تقسيم أنواع العنف الجنسي الممارس ضد المراهق ات والمراهقي ن م ن الناحي ة القانوني ة إل ى‬
‫نوعين‪:‬‬

‫‪ 1‬العنف الجنسي القانوني‬


‫العنف الجنسي الذي يمارس ضد المراهقات والمراهقين وغيرهم برضي مجتمعي تام‬
‫وعلن ا وتح ت حماي ة الق انون مث ل الخت ان وال زواج المبك ر والك راه عل ى ال زواج‪ ...‬وق د أثبت ت‬
‫البح اث أن ه ذا الن وع م ن العن ف الجنس ي ل ه آث ار م دمرة عل ى نفس ية المراه ق )أو المراهق ة(‬
‫ومستقبله نجده‪ ،‬ورغ م ذل ك م ا ي زال منتش را ف ي أنح اء عدي دة م ن الع الم ويج د دعم ا م ن جه ات‬
‫ومؤسسات اجتماعية وأسرية ورسمية‪.‬‬

‫‪ 2‬العنف الجنسي غير القانوني‬


‫العنف الجنسي المحرم شرعا وقانونيا واجتماعيا مثل الغتصاب والتحرش الجنسي‬
‫والعنف اللفظي ذو اليحاءات الجنسية‪ ...‬وتقع هذه الممارسات بعي دا ع ن أعي ن الس رة والمجتم ع‬
‫ويكون المراهقات والمراهقين أكثر ضحاياها‪.‬‬

‫آثار العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين‬


‫يكون العنف الجنسي أكثر تأثيرا على الفراد إناثا وذكورا إذا ما تعرضوا له ف ي س ن‬
‫الطفول ة أو المراهق ة‪ .‬وغالب ا م ا يخل ف العت داء الجنس ي عل ى المراهق ات والمراهقي ن س واء ت م‬
‫داخل السرة أو خارجها آثار نفس ية وبدني ة واجتماعي ة ح ادة يص عب ف ي أك ثر الحي ان علجه ا‪،‬‬
‫مما ي ؤدي إل ى إنت اج شخص ية غي ر س وية أخلقي ا واجتماعي ا ونفس يا‪ .‬وتتمث ل الث ار الناتج ة ع ن‬
‫العنف الجنسي بمختلف أنواعه في ‪:‬‬

‫‪ -‬الضطرابات النفسية‪.‬‬
‫‪ -‬تعطيل قدرات المراهق)ة( وطاقاته)ا( البداعية‪.‬‬
‫‪ -‬فقد القدرة على النخراط في أنشطة المجتمع بصورة طبيعية ‪.‬‬
‫‪ -‬التعاسة في الحياة الزوجية‪.‬‬
‫‪" -‬العنوسة"‪ ،‬إذ تخشي الفتاة من الزواج خوفا من افتضاح أمرها‪.‬‬
‫‪ -‬فقد القدرة على التعامل اليجابي مع المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الشعور بالرضا عن النفس والحساس الدائم بالذنب ‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور الدائم بالمتهان‪.‬‬
‫‪ -‬عدم القدرة على التعامل مع التوترات والضغوط النفسية والجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬الكتئــــاب الحاد أو المرضي‪.‬‬
‫‪ -‬الحمل غير المرغوب فيه‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف القدرة على التركيز‪.‬‬
‫‪ -‬الدمان على المخدرات والخمر‪.‬‬
‫‪ -‬النخراط في شبكات الدعارة‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة العنف الجنسي ضد الخرين كنوع من النتقام‪.‬‬
‫‪ -‬التشرد فبعض المراهقات والمراهقين يتركون منزل السرة عند تعرضهم للعنف الجنسي‬
‫فيتحولوا إلى مشردين‪.‬‬
‫‪ -‬النبذ الجتماعي‪ ،‬فالمراهق الذي يتعرض للعنف الجنسي يصبح منبوذا اجتماعيا هو وأسرته‪،‬‬
‫وخاصة المراهقات في حالة إنجابهن لطفال غير شرعيين‪.‬‬
‫‪ -‬التخنث فمعظم المراهقات والمراهقين الذين يتعرضون إلى نوع من أنواع العنف الجنسي‬

‫‪9‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫يصبحون مخنثين‪.‬‬
‫‪ -‬السجن‪ ،‬إذ تتم إحالة المراهقات والمراهقين إلى الصلحيات إذا تم القبض عليهم في حالت‬
‫عنف جنسي وقد يكون مصيرهم السجن إذا اكتملت سنهم القانونية خاصة إذا تورطوا في جرائم‬
‫قتل من مارسوا ضدهم العنف الجنسي‪.‬‬
‫‪ -‬النخراط في الجريمة المنظمة والعصابات‪.‬‬
‫‪ -‬الميل إلى العزلة بصورة مرضية‪.‬‬
‫‪ -‬النقطاع عن الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬الحقد على المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬الصابة بالمراض الجنسية المعدية‪.‬‬
‫‪ -‬البرود الجنسي‪.‬‬
‫‪-‬العجز الجنسي‪.‬‬

‫أسباب ظهور العنف الجنسي‬


‫يؤدي عدد من السباب السياسية والقتصادية والجتماعية والنفسية إلى تفشي ظاهرة‬
‫العنف الجنسي في المجتمع بصورة عامة وفي صفوف المراهقات والمراهقين أو ضدهم بصفة‬
‫خاصة‪ .‬وتختلف هذه السباب من مجتمع إلى آخر بحكم اختلف النظام الجتماعية والسياسية‬
‫والقانونية والدينية والثقافة الجنسية السائدة‪ ،‬إل أن قواسم مشتركة بين كل المجتمعات يمكن أن‬
‫تؤدي إلى ممارسة العنف ضد المراهقات‪ .‬ومن بين هذه السباب ‪:‬‬
‫‪ -‬الفقر الشديد أو "المدقع"‪.‬‬
‫‪-‬البطالة‪.‬‬
‫‪-‬الحروب‪.‬‬
‫‪-‬الدكتاتوريات السياسية والتسلط السري‪.‬‬
‫‪ -‬الكبت بكل أنواعه )الجنسي والجتماعي والسياسي والديني‪.‬‬
‫‪ -‬تحريم الخوض في المسائل الجنسية في إطار السرة وضمن المناهج الدراسية وفي وسائل‬
‫العلم‪.‬‬
‫‪ -‬الفراغ بجميع أنواعه في صفوف الشباب والمراهقين‪.‬‬
‫‪ -‬الدمان‪.‬‬
‫‪ -‬تفشي المية و الجهل ‪.‬‬
‫‪ -‬تركيز العلم )تلفزيون‪ -‬سينما‪ -‬فيديو( على مشاهد العنف بكل أنواعه‪.‬‬
‫‪ -‬عدم اهتمام الدولة و السرة بسن المراهقة وتوفير البيئة الصالحة للمراهقات والمراهقين‬
‫لتجاوز هذه المرحلة الحرجة بأمان‪.‬‬
‫‪ -‬التمييز النوعي في التربية‬

‫خطورة العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين‬


‫تترتب عن العنف الجنسي مخاطر متعددة يتأذى منها المراهقون‪ ،‬وخاصة الناث منهم‪،‬‬
‫بحكم أنهن يتحملن نتائج "الغتصاب" والتحرش الجنسي أكثر من الذكور‪.‬‬
‫وقد يودي ما تتعرض له المراهقة من عنف جنسي بحياتها نتيجة ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوفاة لعدم تحملها جسديا أو نفسيا العنف الجنسي الممارس ضدها‪.‬‬
‫‪ -2‬محاولة التخلص من الجنين في حالة حدوث حمل غير مرغوب فيه ‪.‬‬
‫‪ -3‬الولدة غير شرعية وفي فضاءات غير صحبة‪.‬‬
‫‪ -4‬الجهاض الذي يتم عادة بصورة سرية ودون أدوات طبية‪.‬‬
‫‪ -5‬قتلها من قبل ذويها عند اكتشاف حملها غير الشرعي فيما يعرف بجرائم الشرف ‪.‬‬
‫‪ -6‬النتحار خوفا من العار‪ -‬حيث تربي المراهقات في جميع إنحاء العالم عامة و العربي‬

‫‪10‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫والسلمي خاصة بأنهن "حارسات شرف السرة" ‪.‬‬


‫‪ -7‬القتل من قبل المغتصب إذا ما حاولت مقاومته أو صده ‪.‬‬
‫‪ -8‬الصابة بمرض الكتئاب القاتل ‪.‬‬
‫‪ -9‬النخراط في الدمان القاتل‪.‬‬
‫‪ -10‬الصابة بالمراض الجنسية المميتة مثل اليدز ‪.‬‬
‫‪-11‬النزيف الحاد أثناء الولدة أو أثناء إجراء عملية الختان‪.‬‬
‫‪-12‬الصابة بمرض الناسور القاتل‪.‬‬

‫خطورة العنف الجنسي على المجتمع‬


‫تتعدى الثار السلبية لممارسة العنف الجنسي على المراهقات والمراهقين‪ ،‬المراهقين‬
‫لتنعكس على المجتمع بأسره‪ .‬ومن بين هذه المخاطر ‪:‬‬
‫‪ -‬أطفال غير الشرعيين يصبحون عالة على المجتمع ويعانون مستقبل من وضعية قانونية‬
‫واجتماعية غير مقبولة‪.‬‬
‫‪ -‬ظاهرة التشرد‬
‫‪ -‬انتشار المراض النفسية‬
‫‪ -‬تفشي الجريمة ) سرقة‪ ،‬دعارة‪ ،‬قتل‪(...‬‬
‫‪ -‬انتشار الدمان‬
‫‪ -‬تفشي فيروس نقص المناعة المكتسبة "اليدز"‬
‫‪ -‬البطالة‬
‫‪ -‬النحراف بكل أشكاله‬
‫‪ -‬الجنوح‬
‫‪ -‬تفشي ظاهرة النتحار‬

‫كيفية معالجة مشكلة العنف الجنسي ضد المراهقين‬


‫يمكن القضاء على تفشي ظاهرة العن ف الجنس ي عام ة وض د المراهقي ن والمراهق ات‬
‫بصورة خاصة عن طريق إجراء البح وث الميداني ة والنفس ية والجتماعي ة الدقيق ة ح ول الظ اهرة‬
‫ومدى انتش ارها وأس بابها وانعكاس اتها‪ ،‬وم ن ثم ة البح ث ف ي الحل ول الممكن ة والبرام ج والخط ط‬
‫اللزم وضعها للتصدي لها‪.‬‬
‫ويمكن بناء على ما تمت الشارة ل ه م ن أس باب ومظ اهر وآث ار العن ف الجنس ي عل ى المراهق ات‬
‫والمراهقي ن بص فة خاص ة والمجتم ع بص فة عام ة اس تخلص بع ض الحل ول والمتمثل ة ف ي ‪:‬‬
‫ة‪.‬‬ ‫ورة منتظم‬ ‫ة بص‬ ‫ية والجتماعي‬ ‫وث النفس‬ ‫راء البح‬ ‫‪ -‬إج‬
‫‪ -‬إجراء تحقيقات ميدانية صلب المدارس والجامعات لدراسة مدى انتشار ظاهرة العنف الجنسي ‪.‬‬
‫‪ -‬إدراج برام ج للثقاف ة الجنس ية ف ي المناه ج التعليمي ة لمح و المي ة الجنس ية ل دى المراهق ات‬
‫ن‪.‬‬ ‫والمراهقي‬
‫باب ‪.‬‬ ‫ن والش‬ ‫ات والمراهقي‬ ‫رة وللمراهق‬ ‫ة للس‬ ‫ة العلمي‬ ‫‪ -‬التوعي‬
‫‪ -‬تناول الموضوعات المتعلقة بالعنف الجنسي ضمن برامج إعلمية في مختلف وسائل العلم ‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية الروابط السرية بصورة تؤدي إلى المصارحة بين المراهق وأهله في حالة تعرضه لي‬

‫نوع من أنواع العنف الجنسي سوي كان داخل السرة أو خارجها‪.‬‬


‫‪ -‬فتح مراكز لمعالجة المراهقات والمراهقين المعنفين جنسيا جسديا ونفسيا وتشجيعهم‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أنواع العنف الجنسي ضد المراهقات والمراهقين ووضع العقوبات الرادعة لها‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم برامج ثقافية وسياسية واجتماعية لفائدة المراهقات والمراهقين يستغلونها في أوقات‬

‫‪11‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫فراغهم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫العــــنف ضد الطفال‬

‫يوجد العنف فى المدارس‪ ،‬والمؤسسات )مث ل ملجىء اليت ام وغيره ا م ن ن زل الرعاي ة‬


‫المقيمة(‪ ،‬وف ى الش وارع‪ ،‬وف ى أم اكن العم ل‪ ،‬وف ى الس جون‪ .‬ويع انى الطف ال العن ف ف ى ال بيت‪،‬‬
‫وداخل أسرهم‪ ،‬ومن أطفال آخرين‪ .‬وتفضى نس بة ص غيرة م ن العن ف ض د الطف ال إل ى الم وت‪،‬‬
‫ولك ن العن ف ف ى أغل ب الحي ان ل ي ترك علم ات مرئي ة‪ .‬وم ع ذل ك‪ ،‬ف إنه يمث ل إح دى أخط ر‬
‫المشكلت المؤثرة على أطفال اليوم‪.‬‬
‫إن قدرا كبيرا من العنف مستتر‪ .‬وقد ل يجد الطفال القدرة على البلغ عن أعمال عنف‬
‫خشية التعرض للعقاب م ن مرتك ب الس اءة ض دهم‪ .‬وق د ل ي رى الطف ل ول مرتك ب الس اءة أى‬
‫شىء غير عادى أو خطأ فى إخضاع الطفل للعن ف‪ .‬وق د ل يعت برون أعم ال العن ف ف ى ح د ذاته ا‬
‫عنف ا عل ى الطلق‪ ،‬ب ل ربم ا ينظ رون إليه ا كعق اب ض رورى ل ه م ا ي برره‪ .‬وق د يش عر الطف ل‬
‫الضحية بالخجل أو بالذنب‪ ،‬معتقدا أن العنف كان مستحقا‪ .‬وكثيرا ما ي ؤدى ذل ك بالطف ل إل ى ع دم‬
‫الرغبة فى الحديث عنه‪.‬‬
‫وينتشر العنف فى المجتمعات التى ينمو الطفال فيها‪ .‬إنهم يط العونه ف ى وس ائل العلم‪،‬‬
‫إنه جزء من المعايير القتصادية والثقافية والمجتمعية التى تصنع بيئة الطف ل‪ .‬إن ج ذروه تض رب‬
‫ف ى أعم اق القض ايا مث ل علق ات الق وى المرتبط ة بن وع الجن س‪ ،‬والس تبعاد وغي اب الكفي ل‬
‫الرئيس ى‪ ،‬والمع ايير المجتمعي ة ال تى ل تحم ى أو تح ترم الطف ل‪ .‬وتتض من العوام ل الخ رى‬
‫المخ درات‪ ،‬وت وافر الس لحة الناري ة‪ ،‬والف راط ف ى تع اطى المش روبات الكحولي ة‪ ،‬والبطال ة‪،‬‬
‫والجريمة‪ ،‬والفلت من العقوبة‪ ،‬وثقافات الصمت‬
‫وقد يكون للعنف تداعيات خطي رة بالنس بة لتنمي ة الطف ال‪ .‬وق د ي ؤدى ف ى أس وأ الح الت إل ى‬
‫الوف اة أو الص ابة‪ .‬غي ر أن ه ق د ي ؤثر أيض ا عل ى ص حة الطف ال‪ ،‬وق دراتهم عل ى التعل م أو ح تى‬
‫استعدادهم للذهاب إلى المدرسة على الطلق‪ .‬وقد ي ؤدى بالطف ال إل ى اله روب م ن ال بيت‪ ،‬مم ا‬
‫يعرض هم إل ى مزي د م ن المخ اطر‪ .‬كم ا أن العن ف ي دمر الثق ة ب النفس ل دى الطف ال‪ ،‬وق د يق وض‬
‫قدرتهم على أن يصبحوا آباء جيدين فى المستقبل‪ .‬ويواجه الطفال الذين يتعرضون للعنف خط را‬
‫كبيرا من التعرض للكتئاب والنتحار فى وقت لحق من الحياة‪.‬‬

‫تقدر منظمة الص حة العالمي ة أن ‪ 40‬ملي ون طف ل أق ل م ن ‪ 15‬س نة يع انون س وء‬ ‫‪‬‬


‫المعاملة والهمال‪ ،‬ويحتاجون إلى رعاية صحية واجتماعية‪.‬‬
‫أوضح مسح أجرى فى مصر أن ‪ 37‬ف ى الم ائة م ن الطف ال يفي دون ب أن آب اءهم‬ ‫‪‬‬
‫ض ربوهم أو ربط وهم بإحك ام‪ ،‬وأن ‪ 26‬ف ى الم ائة أبلغ وا ع ن إص ابات مث ل الكس ور‪ ،‬أو‬
‫فقدان الوعى‪ ،‬أو إعاقة مستديمة نتيجة لذلك‬
‫أبلغ ت ‪ 36‬ف ى الم ائة م ن المه ات الهن ديات الب احثين الق ائمين بالمس ح ب أنهن‬ ‫‪‬‬
‫ضربن أطفالهن بشىء ما خلل الشهر الستة الماضية‪ .‬وأفادت ‪ 10‬فى المائة أنهن ركل ن‬
‫أطف الهن‪ ،‬و ‪ 29‬ف ى الم ائة ب أنهن ج ذبن أطف الهن م ن ش عورهن‪ ،‬و ‪ 28‬ف ى الم ائة ب أنهن‬
‫ضربن أطفالهن بقبضة اليد‪ ،‬و ‪ 3‬فى المائة بأنهن عاقبن أطفالهن بوض ع الش طة الحم راء‬
‫فى أفواههم‪.‬‬
‫أوضح مسح أج رى ف ى الولي ات المتح دة ع ام ‪ 1995‬ب أن خمس ة ف ى الم ائة م ن‬ ‫‪‬‬
‫الباء الذين تناولهم البح ث اع ترفوا ب أنهم يؤدب ون أطف الهم م ن خلل واح دة أو أك ثر م ن‬

‫‪13‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫الطرق التالي ة ‪ :‬إص ابة الطف ل بش ىء م ا‪ ،‬ورك ل الطف ل‪ ،‬وض رب الطف ل‪ ،‬وتهدي د الطف ل‬
‫بسكين أو مسدس‪.‬‬

‫تش ير إحص ائيات حديث ة لش رطة جن وب أفريقي ا ب أن ‪ 21‬أل ف حال ة اغتص اب‬ ‫‪‬‬
‫لطف ال أو اعت داء عليه م ت م البلغ عنه ا‪ ،‬ارتكب ت ض د أطف ال ص غار ح تى س ن تس عة‬
‫أشهر‪ .‬ووفقا للتقديرات‪ ،‬فإن واحدة فقط من كل ‪ 36‬حالة اغتصاب يتم البلغ عنها‪.‬‬

‫‪http://www.unicef.org/arabic/protection/24267_25760.html‬‬

‫‪14‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫التمييز بين الطفال‬


‫تنص اتفاقية المم المتحدة لحقوق الطف ل عل ى أن جمي ع الطف ال يتمتع ون بنف س الحق وق‬
‫بغض النظر عن عنصر الطفل أو والديه أو الوصى الق انونى علي ه‪ ،‬أو ل ونهم أو جنس هم أو لغته م‬
‫أو دينهم أو رأيهم السياس ى أو غي ره أو أص لهم الق ومى أو العرق ى أو الجتم اعى أو ممتلك اتهم أو‬
‫عجزهم أو مولدهم أو أى وضع آخر‪.‬‬
‫غير أن التمييز واقع يومى بالنس بة للمليي ن م ن أطف ال الع الم‪ .‬وعن دما يتع رض الطف ال‬
‫للتمييز ضدهم‪ ،‬فإنهم قد يحرمون من الوصول إل ى الرعاي ة والخ دمات الساس ية‪ .‬وق د يس تبعدون‬
‫من اللتحاق بالمدرسة أو ل يتمكنون من الحص ول عل ى العلج الط بى الساس ى‪ .‬كم ا أن التميي ز‬
‫قد يؤدى إلى العن ف أو الس تغلل‪ .‬وعل ى س بيل المث ال‪ ،‬ف إن ك ثيرا م ن الطف ال الرازحي ن تح ت‬
‫أبشع أشكال عمالة الطفال يأتون من جماعات القليات أو المنبوذين‪.‬‬
‫وهناك أشكال عديدة من التمييز‪ ،‬وفيما يلى أكثرها شيوعا ‪:‬‬
‫التفرقة بين الجنسين ‪ :‬المعتق د أن وأد الرض ع بس بب التفرق ة بي ن الجنس ين‪ ،‬والجه اض‪ ،‬وس وء‬
‫التغذية والهمال وراء "فقد" من ‪ 60‬إلى ‪ 100‬مليون إمرأة من سكان العالم‪ .‬و ‪ 90‬فى الم ائة م ن‬
‫الطفال العاملين فى المنازل من الفتيات اللتى تتراوح أعمارهن بين ‪ 12‬و ‪ 17‬سنة‬
‫العاقة ‪ :‬هناك ما بين ‪ 120‬إلى ‪ 150‬مليون معاق من الطفال واليافعين فى العالم‪ .‬ويقدر أن أق ل‬
‫من اثنين فى المائة من أولئك الطفال يلتحقون بالمدرسة‪ .‬ورغم أن هناك حاجة ماس ة إل ى إج راء‬
‫المزيد من البحوث بشأن الحمل والمراض ال تى تنتق ل ع ن طري ق التص ال الجنس ى ف ى أوس اط‬
‫الي افعين م ن ذوى العاق ة‪ ،‬ف إن م ا ه و ق ائم ي دعو إل ى القل ق‪ .‬وعل ى س بيل المث ال‪ ،‬ف ى الولي ات‬
‫المتحدة‪ ،‬يبلغ معدل الص ابة بفي روس نق ص المناع ة البش رية المكتس ب‪/‬الي دز ف ى مجتم ع الص م‬
‫ضعف معدله ف ى أوس اط الش عب بص فة عام ة‪ .‬ويمث ل الطف ال المع اقون نح و ‪ 20‬ف ى الم ائة م ن‬
‫إجمالى الطفال المقيمي ن ف ى مؤسس ات ف ى وس ط وش رق أوروب ا ورابط ة ال دول المس تقلة ودول‬
‫البلطيق‬
‫العرق والعنصر ‪ :‬فى عام ‪ 1997‬فى بلغاريا‪ ،‬لم يستكمل ‪ 16‬ف ى الم ائة م ن الس كان المنتمي ن إل ى‬
‫أقلية غجر الروما تعليمهم الساسى‪ ،‬مقارن ة بثلث ة ف ى الم ائة م ن إجم الى الس كان‪ .‬وف ى روماني ا‬
‫وصلت النسب إلى ‪ 42‬فى المائة و ‪ 12‬فى المائة على التوالى‪.‬‬
‫الطائفة ‪ :‬يعانى نحو ‪ 250‬مليون نسمة من التمييز لنهم ول دوا لطائف ة مهمش ة )طبق ة اجتماعي ة(‪.‬‬
‫ففى الهند‪ ،‬تنتمى غالبية الطفال الرقاء البالغ عددهم ‪ 15‬مليونا إلى أدنى الطبقات الجتماعية‪.‬‬
‫فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب‪/‬الي‪44‬دز ‪ :‬تج رى بع ض المؤسس ات ف ى مومب اى‪ ،‬الهن د‪،‬‬
‫عل ى الطف ال المع وزين اختب ار الص ابة بفي روس نق ص المناع ة البش رية المكتس ب‪/‬الي دز‪ .‬وإذا‬
‫ج اءت النتيج ة إيجابي ة‪ ،‬ف إنهم إم ا يعزل ون أو ينقل ون إل ى برنام ج إي واء آخ ر ب الرغم م ن ت وافر‬
‫العاملين الكفاء والماكن فى مركز رعاية الطفال‪.‬‬
‫وض‪44‬ع الم‪44‬رء بالمول‪44‬د ‪ :‬ف ى الياب ان‪ ،‬يقتص ر ح ق الطف ال المول ودين خ ارج رب اط الزوجي ة ف ى‬
‫الوراثة بنص القانون على نصف ما يحصل عليه الطفال المولودين فى ظل رباط الزوجية‪.‬‬
‫‪http://www.unicef.org/arabic/protection/24267_25754.html‬‬

‫‪15‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫مظاهر العنف لدى الشباب في تونس‬


‫و في بلدان المغرب العربي‬

‫‪16‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫"علل م صغيرك يقدر كبيرك"‬

‫‪17‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫ظاهرة العنف اللفظي لدى الشباب التونسي‬


‫المرصد الوطني للشباب ‪2004‬‬
‫أول ‪ :‬مقد_مة‬

‫بي•ن ت الدراس ة أن ظ‪44‬اهرة العن‪44‬ف اللفظ ي أص بحت متفش ية ف‪44‬ي المجتم ع التونس ي ‪ ،‬وه ي‬
‫ت برز بش كل واض ح ف‪4‬ي أوس اط الش باب بمختل ف ش رائحه م ع ش يء م ن التف اوت‪ .‬وإذا ك ان له ذه‬
‫الظاهرة جذورها التاريخية فإن• أهم أسباب ودوافع انتشارها في الفترة الحالية وبش كل يبع ث عل ى‬
‫القلق ويستدعي التدخل‪ ،‬جملة التحو•لت الكثيفة والسريعة ال تي عرفه ا المجتم ع التونس ي الح ديث‬
‫والمعاصر‪ ،‬فهي ترتبط بأسباب ثقافية و اجتماعية وحضارية م ا انفك ت تطب ع الشخص ي•ة القاعدي ة‬
‫التونسية فتجعل من العنف اللفظي خاصية من خصائصها‪.‬‬

‫وإذا بي•ن ت الد•راس ة بع ض البع اد الخطي رة للظ اهرة فه ي ق د بي•ن ت أيض ا أن مث ل ه ذه‬
‫الظواهر تمثل بالمقابل علمة حركية وحيوي ة ونش اط ف‪4‬ي بني ة المجتم ع‪ ،‬ذل ك أن التحلي ل المت أني‬
‫للظاهرة يفضي أحيانا إل ى اعتباره ا مظه را م ن مظ اهر حركي ة المجتم ع وعلق ة تفاع ل وتع بير‬
‫ليست في كل الحيان تحمل مخاطر التدمير واليذان بالتخريب‪.‬‬

‫لكن البحث عن صورة أفض ل للمجتم ع التونس ي ع بر معالج ة م ا يمك ن أن يعترض ه م ن‬


‫مظ اهر الباتولوجي ا الجتماعي ة الناجم ة ع ن حركي ة المجتم ع وتط وره ال دائم يقتض ي التنب•ي ه إل ى‬
‫أهمي ة تفس ير دواف ع وأس باب ظ‪44‬اهرة العن‪44‬ف اللفظ ي المنتش رة بي ن الش باب والعم ل عل ى وض ع‬
‫مقترحات عملي•ة للتصد•ي إلى مخاطرها وانعكاساتها السلبية‪ ،‬دون الوقوع ف‪44‬ي وه م القض اء عليه ا‬
‫جملة وتفصيل‪ ،‬لن ذلك غير ممكن ول محبذ أيضا‪.‬‬

‫وإذا ما حصرنا مخاطر الظاهرة كم ا بين ت الدراس ة ف‪44‬ي م ا نش هده م ن اس تفحال للملف وظ‬
‫العني ف وتهدي د للمقد•س ات والمحرم ات بدرج ة ل ت واجه فيه ا بالس تهجان وال ردع الك افيين‪،‬‬
‫خصوصا من قبل المؤسسات المعني ة كالس رة والمدرس ة والعدال ة والم ن وغيره ا مم• ا أد•ى إل ى‬
‫نوع من التطبيع الجتماعي مع ظاهرة تبدو مرشحة لتغذية العنف المادي‪ ،‬فإن• الحاجة تب دو ماس ة‬
‫للتدخل و الصلح‬

‫لكن الصلح‪ ،‬وكما يبدو من التجارب السابقة‪ ،‬ل يمكنه أن يبلغ مداه ويحقق أهدافه إذا لم‬
‫يكن مستندا إلى خطة عمل مستقبلي•ة تعتمد التخطيط والمتابعة والتقييم المستمر• والمراجع ة الدائم ة‬
‫عل ى ض وء جمل ة م ن اله داف العام ة والمح ددات الساس ي•ة تس تمد م ن السياس ات ال تي تعتم دها‬
‫الد•ولة وفق الثوابت القيمية للمجتمع ومرجعياته ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫ويمكن لهذه الخط•ة أن تعتمد المحاور التالية‪:‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عناصر خط_ة مقاومة العنف اللفظي ‪.‬‬

‫أ‪ -‬على المستوى المنظور ) المتوسط والبعيد ( ‪.‬‬

‫‪1-‬اعتبار أن عملية الحد• من العنف اللفظي في المجتمع التونسي أو مقاومته هي جهد وطني شامل‬
‫تس اهم ف‪44‬ي بل ورته وتنفي ذه أط راف مجتمعي ة ومؤسس ات عدي دة‪ .‬فه ي تش مل خصوص ا قطاع ات‬
‫التربي ة والثقاف ة والش باب والرياض ة و العلم والع دل والم ن والش ؤون الديني ة والجمعي ات‬
‫والمنظمات والفراد‪.‬‬
‫‪2-‬اعتب ار أن ه ذه العملي• ة تتطل ب الس تمرارية والديموم ة‪ ،‬لنه ا تمث ل جه دا أساس يا ف‪44‬ي بن اء‬
‫الشخص ي•ة الوطني ة وحمايته ا م ن أي انح راف يه دد توازنه ا أو يلغ ي خصائص ها القاعدي ة ‪.‬‬
‫البتع اد ع ن الش عارات وأس اليب ال وعظ والرش اد وإتب اع مقارب ات تش اركية تربوي• ة مدروس ة ‪.‬‬
‫‪3-‬اعتماد نقاط مرجعية تستنبط من التوجهات العام ة للد•ول ة والمجتم ع تك ون نقط ة انطلق لحمل ة‬
‫دائم ة ح ول حماي ة اللغ ة الوطني• ة نطق ا وكتاب ة واس تعمال‪ ،‬وت دفع ك ل الط راف الجتماعي ة‬
‫والمجتمعية إلى احترامها ) منع المزج اللغوي‪ -‬منع استعمال الكلم البذئ التشجيع عل ى اس تعمال‬
‫اللغة الوطنية(‪.‬‬
‫‪4-‬التركيز في البرامج التربوي•ة و العلمية والثقافي ة والديني• ة عل ى قي م الح وار اله ادئ والمنط ق‬
‫الس ليم واللغ ة النظيف ة ومواق ف الت زان وجمالي ة التع بير‪ ،‬وبالمقاب ل اس تهجان مواق ف العن‪44‬ف‬
‫ومظاهره المادي•ة واللغوية‪.‬‬
‫‪5-‬توس يع مفه وم جمالي ة ونظاف ة ال بيئة م ن المج ال الط بيعي إل ى المج ال الجتم اعي واعتب ار أن‬
‫الملف وظ اللغ وي الس ليم ه و ج زء م ن جمالي ة المج ال والمحي ط ال ذي نعي ش في ه ‪.‬‬
‫‪6-‬التشجيع على تطوير مض امين ولغ ة الب داع وخاص ة الغ اني والمس رحيات والفلم‪ ،‬بم ا ف‪4‬ي‬
‫ذلك إغناء النصوص بالروح الجمالي ة والرومانس ية وإذك اء النزع ة الوطني ة ومقاوم ة ك ل أش كال‬
‫التس يب اللغ وي ال تي تظه ر ع بر الغ اني والمس رحيات وف ي بع ض وس ائل العلم ‪.‬‬
‫‪7-‬العمل على تحقيق التوازن بي ن الحداث ة والص الة لن ذل ك س يمكن م ن تج اوز الت وترات ال تي‬
‫يفرض ها التط و•ر الجتم اعي‪ .‬وتلق ي مس ألة حق وق النس ان بظلله ا عل ى ه ذا الت وازن المنش ود‬
‫للشخصي•ة التونسية‪ .‬ذل ك أن الس يل اله ائل م ن مف اهيم وقي م حق وق النس ان الواف دة عل ى المجتم ع‬
‫التونسي بطبيعة انفتاحه وحيويته يمكن أن يهدد بعض المقو•مات الخلقي ة للمجتم ع ويج رف مع ه‬
‫بعض الثوابت باسم الحرية الشخصية والتفاعل مع العصر‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫ب – على المستوى الر_اهن) القريب(‪.‬‬

‫المؤسسات التربوي_ة‪.‬‬
‫‪-1‬تطوير مضمون برامج التربية المدنية والتربية الدينية لتش مل نصوص ا ودروس ا ح ول مخ اطر‬
‫العنف اللفظي و أخرى حول التربية الجنسية والثقافة الجنسية‬
‫‪-2‬تك وين أط ر تنظيمي ة للقي ام بعملي ة التحس يس و الت أطير ف ي موض وع مقاوم ة ظ‪44‬اهرة العن‪44‬ف‬
‫اللفظي ) لجان‪ ،‬جمعيات‪ ،‬نوادي ‪...‬الخ (‬
‫‪-3‬إعادة النظر في أوقات فراغ التلميذ ف ي المعاه د والم دارس العدادي ة ) الحكومي ة والخاص ة(‬
‫والس تفادة م ن تجرب ة " المراجع ة ف ي الس اعات المتوس طة لل دروس " والتنس يق م ع الم ن ف ي‬
‫مراقبة مداخل المؤسسات التربوي•ة والماكن المؤدية لها‪.‬‬
‫‪-3‬رد• العتب ار ل دور وص ورة المرب ي وتمكين ه م ن القي ام ب دور أوس ع ف ي تربي ة النش ئ وحماي ة‬
‫الخلق الحميدة حتى خارج المؤسسة التي يعمل بها‪.‬‬
‫‪-5‬مزي د تش ريك الولي اء ف‪44‬ي متابع ة ومراقب ة أبن ائهم وتقاس م المس ؤولية التربوي ة بي ن المؤسس ة‬
‫التربوية والسرة‪.‬‬

‫‪ -‬المؤسسات الديني_ة ‪:‬‬


‫* تمث ل الجوام ع والمس اجد ) خطب ة الجمع ة ‪ ،‬المحاض رات ‪ ،‬ال د•روس( مج ال يمك ن ت وظيفه‬
‫لتحسيس الناس بأهمية مقاومة العنف اللفظي‪ ،‬خصوصا أن هذه الفضاءات تتمي•ز بقدرة فائقة عل ى‬
‫التأثير في قطاعات واسعة من المواطنين ‪.‬‬

‫المق‪444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444‬اهي ‪:‬‬
‫التدخل في مراقبة المقاهي وفرض نظام يعتمد‪:‬‬
‫‪-1‬فرض شروط تنص على ضرورة منع استعمال العنف اللفظي في فضاءات المقه ى ف‪4‬ي ك راس‬
‫روط ‪.‬‬ ‫الش‬
‫‪-2‬إخضاع العاملين ف‪4‬ي المق اهي إل ى دورات تكويني ة و تحسيس ي•ة ح ول موض وع مخ اطر العن‪4‬ف‬
‫ي‪.‬‬ ‫اللفظ‬
‫‪-3‬إسناد جوائز تشجيعي•ة للمقاهي التي تقاوم الظاهرة‬
‫‪-4‬إحك ام توظي ف المق اهي وتط وير وظائفه ا ‪ ،‬ويمك ن الس تعانة ف‪44‬ي ذل ك بالمنش طين ) خريج ي‬
‫المعاهد المختص•ة (‪.‬‬
‫‪-5‬عدم التساهل في إسناد رخص فتح المقاهي‪.‬‬
‫‪-6‬تكلي ف البل ديات بتنفي ذ ه ذا الج زء م ن الخط• ة ف ي علقته ا بالمق اهي التابع ة له ا ‪.‬‬

‫قاعات اللعاب‬
‫‪ - 1‬مراجعة أساليب وقوانين إسناد الرخ ص‪ ،‬ووض ع ش روط تربوي• ة وأمني• ة إل ى ج انب الش روط‬
‫الخرى التجارية و المتعلقة بالبيئة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مراجعة موضوع المشرفين عل ى ه ذه القاع ات ) جعله م م ن المربي ن أو م ن المنش طين ح تى‬
‫ينظموا النشاط فيها ويخضعوه إلى أهداف ترفيهي•ة موجهة(‬

‫‪20‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫الفضاءات العامة المفتوحة‪:‬‬

‫‪ -1‬تنظيم حملت تحسيسي•ة لمقاومة مظاهر العنف اللفظي في السواق والساحات العامة يمكن أن‬
‫تشارك فيها ) منظمات الكشافة والشباب والتلميذ والطلبة(‬
‫‪ - 2‬المراقبة المنية للسوق )إل ى ج انب مراقب ة الس عار والنظاف ة يمك ن مراقب ة اللغ ة المتداول ة (‪.‬‬
‫‪-3‬مراجعة طريقة عرض وكتابة اللوحات الشهارية وخاصة تلك التي تحم ل إيح اءات جنس ية أو‬
‫تس تعير عب ارات هجين ه وم ثيرة تتح دى ال ذوق الع ام وتنته ك الداب والخلق ‪.‬‬
‫مراقبة مظاهر اللباس الخليع المثير للمشاعر‪.‬‬

‫دور الشباب والثقافة‬


‫توسيع دائرة نشاط دور الشباب والثقافة في الحياء الشعبية وف ي الق رى والري اف‪ ،‬بع د أن بين ت‬
‫الدراسة أن هذه الفضاءات المراقبة و المؤطرة لنشاطات الش باب ل يس تعمل فيه ا لعن ف اللفظ ي ‪.‬‬
‫تكوين نوادي وجمعيات داخل هذه الدور تختص• في حماية اللغة الوطني• ة ومقاوم ة مظ اهر العن‪44‬ف‬
‫ي‪.‬‬ ‫اللفظ‬
‫البل‪4444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444‬ديات ‪:‬‬
‫‪-1‬القي ام بحملت تحسيس ي•ة دوري• ة للح د• م ن الظ اهرة ) محاض رات توجيهي• ة قطاعي ة أ و بحس ب‬
‫الحياء – لوحات دعائي•ة(‬
‫‪-2‬توسيع مجالت مهام العوان البلديين ) تكوين فرقة لمقاومة العنف اللفظي بالتعاون مع الم ن(‬
‫‪-3‬تنشيط لجان الحياء وتكليفها بالقيام بنشاطات تتعل•ق بموضوع الحد من ظاهرة العنف اللفظ ي ‪.‬‬
‫وسائل العلم ‪:‬‬
‫اعتماد خط_ة إعلمية لمقاومة العنف اللفظي عبر ‪:‬‬
‫بث لقطات تحسيسي•ة تدعو إلى حماية اللغة الوطنية ) ومضات‪ ،‬لقطات‪ ...‬برامج(‬ ‫‪-1‬‬
‫حملت للتوعية لمقاومة ظ‪44‬اهرة العن‪44‬ف اللفظ ي تش ترك فيه ا الذاع ات‪ ،‬التلف زات ‪ ،‬الص حافة‬
‫‪-2‬إقامة يوم ) أو أيام ( وطني للقلع عن الكلم البذئ‪.‬‬
‫‪-3‬مراقبة لغة المنشطين ولغة المواد الثقافي•ة والمنوعات المبثوثة في وس ائل العلم الوطني ة‪،‬‬
‫م ن تس رب العب ارات الن ابي والب ذيئة وإقام ة دورات تكويني ة للمنش طين والم ذيعين لتعريفه م‬
‫بالخصائص اللغوية والثقافية والعادات والتقاليد لمختلف الجهات التونسية‬
‫في السرة‬
‫إقامة برامج وطنية و جهوي•ة ومحلية لتوعية الولياء وأفراد السرة عام ة بأهمي ة مراقب ة لغ ة‬
‫البن اء وتنمي ة روح المراقب ة الذاتي ة ل ديهم وتربي ة البن اء عل ى اح ترام والخ ر وعل ى آداب‬
‫الحوار واحترام الداب العامة داخل السرة وخارجها ‪.‬‬
‫‪http://www.tunisia-sat.com/vb/showthread.php?t=368915&highlight=%D9%C7%E5%D1%C9+‬‬
‫‪%C7%E1%DA%E4%DD+%C7%E1%E1%DD%D6%ED+%DD%ED‬‬

‫‪21‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫تنظيم ندوة لمعالجة عنف الشباب في تونس‬

‫شاركت وفود أكاديمية ورسمية في ندوة ع‚قدت السبوع الماضي في ت ونس بش أن ازدي اد‬
‫ظاهرة العنف بين الش باب‪ .‬لك ن م‪ È‬ن ش ارك ف ي الن دوة م ن الش باب يعتق د أن الت دابير المقترح ة ل‬
‫تعالج المعضلة كما ينبغي‪.‬‬

‫تقرير جمال عرفاوي من تونس لمغاربية‪08/07/08 -‬‬

‫اجتمع مرشدون اجتم اعيون وأك اديميون وطلب ة ف ي إط ار الن دوة ال تي ن‚ظم ت ف ي ت ونس‬
‫تح ت عن وان "س نة الح وار م ع الش باب" لمناقش ة ظ اهرة الش باب والعن ف‪ .‬وأوص ى المش اركون‬
‫بترسيخ التربية عل ى الح وار ف ي مس توى الس رة والهياك ل الش بابية والجمعوي ة‪ ،‬كم ا أك دوا عل ى‬
‫ضرورة التصدي للتطرف والتعصب والرهاب في جميع أشكاله‪.‬‬

‫وق ال وزي ر التص ال خلل انطلق الن دوة إن الش باب التونس ي ق ادر عل ى إص لح نفس ه‬
‫بنفس ه وعل ى مقاوم ة ك ل الظ واهر ال تي يمك ن أن تعي ق تط وره وس عيه إل ى المش اركة ف ي بن اء‬
‫مستقبل تونس‪ .‬ودعا إلى ضرورة التحري والتدقيق في الحصائيات التي تربط الشباب بالعنف‪.‬‬

‫أما الجامعي عب‪44‬د الوه‪4‬اب محج‪44‬وب فق د أك د عل ى أن ه كلم ا زاد العن ف ف ي الم دارس‪ ،‬ق ل‬
‫الدراك بخط ورته‪ .‬محج وب ح ذر مم ا اعت بره تطبيع ا وتعايش ا م ع العن ف داعي ا إل ى ض رورة‬
‫التشهير به وإبراز العقوبات التي تسلط على المخالفين حتى يرتدع الخرون‪.‬‬

‫وخلل تطرقه لدور وسائل التصال للح د م ن انتش ار العن ف ف ي ص فوف الش باب ط الب‬
‫محمد حمدان مدير معهد الصحافة وعل وم الخب ار بض رورة إدراج التك وين عل ى وس ائل العلم‬
‫في المعاهد والمدارس "لتمكين الناشئة من قراءة واعية لما يتلقونه من معلومات"‪.‬‬

‫وخلل ت دخلتهم عب• ر العدي د م ن الش بان ع ن ع دم رض اهم ع ن الطريق ة ال تي ت‚ دار به ا‬


‫الحوارات مع الشباب‪ .‬فقال بعضهم إن أول تناقض أن المش رفين عل ى الن دوة م ع الش باب ه م م ن‬
‫الكهول‪ ،‬كما أن المواضيع المطروحة للنقاش ل علقة لها تقريبا بطموحاتهم وتطلعاتهم‪.‬‬

‫وقال الطالب طارق الشايب المتخرج حديثا إن المحاضرين لم يتطرقوا للمش اكل الحقيقي ة‬
‫التي تحمل الشباب على اختيار مسلك العنف للتعبير عن نفسه‪.‬‬

‫"أين قضايا التشغيل والبطالة والمحسوبية والعنف الداري وعنف الملب س الخليع ة ال تي‬
‫ترتديها فتياتنا مما يثير في نفوسنا عنفا وكبتا داخليا؟"‪ .‬الشايب طالب بتخصيص فضاءات خاص ة‬
‫للشباب لتفريغ شحنة العنف لديهم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫أم ا الطالب ة س مية ب ن رج ب فق د ق الت إن الش باب ل يتحم ل المس ؤولية كامل ة ف ي قض ية انتش ار‬
‫العنف‪.‬‬
‫"فالمسؤولية تقع بالكامل على التنشئة الجتماعية وبالتالي على الكهول"‪.‬‬
‫سمية رفضت الحديث عن عنف الذكور فقط "لنه هناك عنف تمارسه الناث"‪.‬‬
‫أم ا التلمي ذة مري م الح اجي فق د دع ت المؤسس ات التربوي ة إل ى تط بيق مناش ير وزارة التربي ة‬
‫بحذافيرها دون انتقاء في ما يتعلق بأزياء التلميذ‪.‬‬
‫وقال "الكثير من المعاه د تغ ض الط رف ع ن الملب س الخليع ة فيم ا تتش دد ف ي من ع الزي اء ال تي‬
‫يعتبرونها أزياء طائفية وهذا الحيف يساعد على التطرف"‪.‬‬
‫وقال الباحث الجتماعي سنيم بن عبد ال إنه ل م يتوق ف ع ن تق ديم المحاض رات من ذ ثلث ة أس ابيع‬
‫وكان محورها دوما انتشار ظاهرة العنف لدى الشباب‪.‬‬
‫"وهذا شيء ايجابي فالمجتمع اليوم قرر أن يكسر جدار الصمت"‪.‬‬

‫‪/http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features‬‬
‫‪feature-02/2008/07/08‬‬

‫‪23‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫العنف السري في بلدان المغرب العربي‬


‫نحو كسر حاجز الصمت‪:‬الواقع و المقاربات‬
‫مقتطفات من بحث الستاذة الجازية الهمامي‬

‫مؤتمر كرامة حول العنف السري )البحرين ‪ 4-2‬ديسمبر ‪(2008‬‬

‫من نافل القول أن العنف السري و العنف ضد المرأة بالتحديد ه و ظ اهرة كوني ة تخ ترق‬
‫ك ل المجتمع ات النس انية و ك ل الطبق ات الجتماعي ة و ذل ك دون تص ادم م ع الي ديولوجيات أو‬
‫الديان أو الحضارات أو النظم السياسية الخاصة بهذه المجتمعات‪.‬‬

‫كم ا أن العن ف الس ري و ه و الك ثر ش يوعا يط ال ك ل الش رائح النس ائية حي ث يمك ن أن‬
‫تك ون م ن ض حاياه الم رأة الفقي رة و الم رأة الغني ة‪ ،‬المتعلم ة و المي ة‪،‬المتزوجة و الرمل ة و‬
‫العزباء‪،‬الطفلة و المسنة على حد• سواء‪.‬‬

‫و تقدر إحصائيات المنظمة العالمية للصحة )‪ (1997‬أن ما بين ‪ 10‬و ‪ % 69‬م ن النس اء‬
‫ف ي الع الم ق د تعرض ن ف ي وق ت م ا م ن حي اتهن• للعن ف الزوج ي و أن ‪ 5‬إل ى ‪ % 6‬م ن النس اء‬
‫المس ن•ات يتعرض ن لس وء المعامل ة بمختل ف أش كالها )عن ف جس دي و نفس اني واس تغلل م الي و‬
‫إهمال‪(...‬‬

‫و يعت بر تقري ر اليونيف ام لس نة ‪ 2006‬أن العن ف "يه دم م واهب و ق درات ع دد ك بير م ن‬


‫الفتيات و النس اء و ينج م عن ه كلف ة ص حية و اجتماعي ة و اقتص ادية باهض ة"‪ .‬و ي بين التقري ر أن‬
‫النساء لسن بمن أى ع ن العن ف الزوج ي ف ي أي مك ان م ن الع الم فف ي بريطاني ا عل ى س بيل المث ال‬
‫تتعرض ‪ % 30‬من النساء لممارسات عنيفة من قبل الزوج أو القرين‪ ،‬الحالي أو السابق‪ ،‬و تصل‬
‫هذه النسبة إلى ‪ % 52‬في الضفة الغربية و ‪ % 21‬في نيكاراغوا و ‪ % 29‬في كندا و ‪ % 22‬في‬
‫الولي ات المتح دة المريكي ة‪ .‬و يش ير نف س التقري ر إل ى أن ظ اهرة خت ان البن ات ل ت زال تش كل‬
‫انتهاكا صارخا لحرمة المرأة الجسدية و اعتداءا عل حقوقها الجنسية في أكثر من ‪ 25‬بلدا إفريقيا‬
‫بما فيها بلدان عربية‪،‬و لدى بع ض القلي ات ف ي البل دان الس يوية و بع ض المجموع ات المه اجرة‬
‫في بلدان كثيرة من الغرب‪.‬‬

‫و يقدر عدد النساء اللتي تعرض ن له ذا العن ف الجس دي و الجنس ي و المعن وي )الخت ان(‬
‫منذ نهاية الثمانينات بـ ‪ 130‬مليون امرأة كما تتعرض له سنويا حوالي مليوني طفلة‪.‬‬

‫و قد خلص تقرير منظمة الصحة العالمية لسنة ‪ 2002‬ح ول العن ف و الص حة إل ى اعتب ار العن ف‬
‫الموجه ضد المرأة مشكل صحة عمومية عل ى المس توى الع المي نظ را لتف اقمه و لخط ورة الث ار‬
‫الناجمة عنه على المستوى الشخصي و الجماعي‪.‬‬

‫و من بين ما جاء في دراسة معمقة أنجزت بالتعاون بين اللجنة الممية لحقوق النس ان و‬
‫المنظمة العالمية للصحة و اليونيساف و قدمت نتائجها إلى الجمعية العامة للم م المتح دة ف ي س نة‬
‫‪ 2006‬أن هنالك حوالي ‪ 275‬مليون طفل في العالم كانوا شهود عيان لعمال عنف متكررة في‬

‫‪24‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫أسرهم‪ .‬لقد بات معلوما أن العنف يولد في الفضاء السري الخاص ليمتد فيما بع د إل ى غي ره م ن‬
‫الفضاءات العامة‪ .‬و في حين يعد العنف في الفضاء العام ظاهرة اجتماعية و خروجا عن المألوف‬
‫و انحرافا يعاقب عليه القانون يعتبر العن ف الس ري ش أنا خاص ا ل يج وز الخ وض في ه علن ا و ل‬
‫يقع التنديد به أو العتراف بوجوده أو تناوله في فضاء خارج فض اء الس رة ‪،‬الش يء ال ذي يجع ل‬
‫م ن الحاط ة ب ه إحاط ة تام ة م ن حي ث الحج م و المظ اهر و المنطلق ات و الث ار النفس ية و‬
‫الجتماعية و القتصادية التي يحدثها أمرا عسيرا إن لم نقل مستحيل‪.‬‬

‫ذلك أن العنف السري يتستر خلف حواجز كثيرة منها ما هو نفسي كالخج ل و الخ وف و‬
‫الشعور بالمهانة أو الشعور بالذنب ‪،‬و ما هو اجتم اعي كالمحافظ ة عل ى كي ان الس رة و ص ون و‬
‫ح دتها ‪ -‬و إن ك ان ذل ك عل ى حس اب المض طهدين‪ -‬و ك ذلك ع دم الع تراف بالفش ل ف ي العلق ة‬
‫الزوجية‪،‬و م ن الح واجز أيض ا م ا ه و اقتص ادي ك الخوف م ن الع وز و انقط اع أس باب ال رزق و‬
‫التشرد و ما إلى ذلك‪ ،‬وم ن الح واجز أخي را م ا ه و ثق افي ذهن ي يتعل ق بنظ رة العني ف و المعن ف‬
‫عل ى ح د س واء للعن ف و التعام ل مع ه عل ى أن ه حتمي ة و ق در تفرض ه الع راف الجتماعي ة و‬
‫موازين القوى في السرة ‪،‬و هي غالبا في غير صالح النساء و الطفال ‪.‬‬

‫ك ل ه ذه الح واجز تلج م ض حايا العن ف الس ري و ه م غالب ا م ن النس اء‪،‬عن الب وح ب ه و‬
‫إخراج ه إل ى دائرة الض وء بم ا يمك ن م ن مق اومته و الوقاي ة من ه‪.‬فعل ى س بيل المث ال و حس ب م ا‬
‫أف ادت ب ه دراس ة أنجزه ا معه د الم رأة ف ي اس بانيا ‪،‬ذل ك البل د المتوس طي القري ب ج د•ا م ن بل دان‬
‫المغرب العربي‪ ،‬هنالك حوالي مليوني امرأة اسبانية تتعرض ن للعن ف و لس وء المعامل ة بمختل ف‬
‫أشكالها‪ 70 ،‬منهن انتظرن خمس سنوات بأكملها قبل أن يبحن بذلك إلى شخص آخر‪.‬‬

‫الطار المفــاهـيمـي‪:‬‬

‫يعر•ف العلن العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للم م‬
‫المتحدة في سنة ‪) 1993‬القرار ‪ 48/104‬المادة ‪ (2-1‬العنف عل ى أن ه "أي فع ل عني ف ت دفع إلي ه‬
‫عص بية الجن س و ي ترتب عن ه أو يرج ح أن ي ترتب عن ه أذى أو معان اة للم رأة س واء م ن الناحي ة‬
‫الجسمانية أو الجنسية أو النفسية بما ف ي ذل ك التهدي د بأفع ال م ن ه ذا القبي ل أو القس ر أو الحرم ان‬
‫التعسفي من الحرية‪ ،‬سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة‪.‬و يفهم بالعنف ضد المرأة عل ى‬
‫سبيل الذكر ل الحصر ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬العنف البدني و الجنسي و النفسي الذي يحدث في إطار السرة بما ف ي ذل ك الض رب و التع دي‬
‫الجنسي على أطفال السرة الناث و العنف المتصل بالمهر و اغتصاب الزوجة و ختان الناث و‬
‫غي ره م ن الممارس ات التقليدي ة المؤذي ة للم رأة‪ ،‬و العن ف غي ر الزوج ي و العن ف المرتب ط‬
‫بالستغلل‪.‬‬

‫ب‪ -‬العنف البدني و الجنسي و النفسي الذي يحدث في إطار المجتمع الع ام بم ا ذل ك الغتص اب و‬
‫التعدي الجنسي و المضايقة الجنسية و التخويف في مكان العم ل و ف ي المؤسس ات التعليمي ة و أي‬
‫مكان آخر‪،‬و التجار بالنساء و إجبارهن على البغاء‪.‬‬

‫ت‪ -‬العنف البدني و الجنسي و النفسي الذي ترتكبه الدولة أو تتغاضى عنه أينما وقع‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫و ين ص العلن المم ي بوض وح عل ى أن• ه ل يمك ن للدول ة أن تتحج• ج باعتب ارات ذات‬
‫علقة بالع ادات و التقالي د و ال دين لتتخل ى ع ن مس ؤولياتها ف ي القض اء عل ى العن ف الم وج•ه ض د‬
‫المرأة‪ .‬و يحث• الدول )المادة ‪ 4‬من القرار ‪ ( 48/104‬على " العمل ب الحزم المطل وب للوقاي ة م ن‬
‫أعم ال العن ف الم وج•ه ض د الم رأة و التح ري ح ول ه ذه العم ال و معاقبته ا طبق ا للتش ريعات‬
‫الوطنية حيثما اقترفت سواء كان ذلك من طرف الدولة أو من طرف الشخاص"‪.‬‬

‫مقاربة العن‪44‬ف الس‪44‬ري ف‪4‬ي بل‪4‬دان المغ‪44‬رب العرب‪4‬ي ‪ :‬م‪4‬ن المس‪44‬ار ال‪4‬دولي و القليم‪44‬ي إل‪4‬ى الواق‪4‬ع‬
‫الوطني‪ :‬المسار الدولي و القليمي ‪:‬‬

‫إن الوعي ال دولي الع ام بخط ورة ظ اهرة العن ف الم وجه ض د الم رأة بم ا ف ي ذل ك العن ف‬
‫السري‪ ،‬و ما ينجم عنه من تبعات سلبية و من خسائر على جميع الصعدة من ناحي ة‪ ،‬و الهمي ة‬
‫التي بات يوليها المجتمع الدولي إلى مسألة تحرير المرأة وصون حقوقه ا النس انية و تمكينه ا م ن‬
‫سبل المشاركة الفاعلة ف ي التنمي ة بجمي ع أبعاده ا م ن ناحي ة ثاني ة‪،‬و الحركي ة الهائل ة ال تي ش هدها‬
‫العالم في هذا المجال في الربع الخير من القرن العش رين ب دفع م ن الحرك ات النس وية م ن ناحي ة‬
‫ثالثة‪ ،‬كان من نتائجها أن وردت الشارة إلى العنف ضد المرأة و إلى ضرورة مع الجته و الوقاي ة‬
‫منه فيما ل يقل عن ‪ 10‬اتفاقيات و بيانات و مفاهمات دولية مختلفة‪.‬‬

‫و تعت بر التفاقي ة الدولي ة الخاص ة بإلغ اء كاف ة أش كال التميي ز ض د الم رأة )‪ (1979‬ال تي‬
‫ص ادقت عليه ا إل ى ح دود س نة ‪ 185، 2006‬دول ة )م ن ض منها ‪ 18‬دول ة عربي ة ( م ن أه م‬
‫النصوص الدولي ة ال تي اع ترفت ب أن حق وق النس اء ه ي حق وق هام ة و ش املة ف ي ك ل المج الت‬
‫العامة و الخاصة‪ ،‬المدنية و السياس ية و القتص ادية و الجتماعي ة و الثقافي ة‪ .‬ووض عت مجموع ة‬
‫من الجراءات العامة و الستثنائية و التدابير و السياسات لضمان التمتع بهذه الحقوق ‪.‬‬

‫و اعتبر القرار ‪ 15/1990‬لسنة ‪ 1990‬الصادر عن المجلس القتصادي و الجتماعي أن‬


‫العنف الموجه ضد النساء في السرة و المجتمع ظاهرة عالمية ل ترتبط بمستوى معيشي أو طبقة‬
‫اجتماعية أو ثقافية معينة و نص على وجوب اتخاذ إجراءات عاجلة و ناجعة للقضاء على تبعاته‪.‬‬

‫أما المؤتمر الدولي لحقوق النسان المل تئم بفيان ا س نة ‪ 1993‬فق د اعت بر أن العن ف المبن ي‬
‫على النوع هو اعتداء على الحقوق الساسية للنساء التي نادي بإدماجها بشكل أكبر في نظام المم‬
‫المتحدة لحق وق النس ان‪ .‬و ف ي نف س الس نة )‪ (1993‬ت م إص دار العلن الع المي لمكافح ة العن ف‬
‫ض د الم رأة ال ذي ق دم تعريف ا ش امل لمفه وم العن ف ض د الم رأة و أص بح ب ذلك يش كل مرجعي ة‬
‫مشتركة لكل النشطاء في مجال محاربة العنف ضد المرأة زيادة عل ى ك ونه يش كل التزام ا معنوي ا‬
‫للبلدان الموقعة عليه‪.‬‬

‫كما أعطى قرار لجنة حقوق النسان في هيئة المم المتحدة في سنة ‪ 1994‬الخاص بتعين‬
‫مقرر خاص حول العنف الموجه ضد المرأة و بتمكينه من صلحيات القيام بتحريات في ما يتعلق‬
‫بالعتداء على حق وق النس اء‪،‬دفعا قوي ا باتج اه اتخ اذ إج راءات من اوئة للعن ف ض د الم رأة بجمي ع‬
‫أشكاله‪.‬‬

‫و يعتبر قرار الجمعي ة العام ة للم م المتح دة )‪ (54/134‬ف ي س نة ‪ 1999‬بتخص يص ي وم‬


‫ع المي )‪ 25‬نوفم بر م ن ك ل س نة ( للقض اء عل ى العن ف ض د الم رأة م ن المحط ات الب ارزة ف ي‬
‫المس ار المن اوئ للعن ف ض د الم رأة و آلي ة مهم ة لتع بئة ال رأي الع ام الع المي ف ي مواجه ة ه ذه‬
‫الظاهرة الخطيرة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫و في المؤتمر العالمي الرابع حول المرأة )بيحين ‪ (1995‬أكدت الدول المشاركة التزامه ا‬
‫بتدعيم الجراءات لمقاومة العنف المبني على النوع و بتوفير معطيات و إحصائيات دقيقة حول‬

‫العنف الم وجه ض د الم رأة‪.‬و ف ي نف س الس ياق أعلن ت المنظم ة العالمي ة للص حة ف ي س نة‬
‫‪ 1996‬العن ف كمش كلة ص حة عمومي ة ذات أولوي ة و اتخ ذت م ن الص ابات الجس دية و العاه ات‬
‫التي تنتج عنه سببا لهذا العلن و أفردته في س نة ‪ 2002‬بتقري ر كام ل بين ت في ه الث ار الخط رة‬
‫للعنف الجس دي و النفس ي عل ى ض حاياه و الكلف ة الباهض ة ال تي يتحمله ا المجتم ع نتيج ة ل ذلك‪ ،‬و‬
‫اعتمدت بالمناسبة خطة عمل عالمي ة لمقاوم ة العن ف ض د النس اء والمراهق ات‪ .‬كم ا أص درت ف ي‬
‫سنة ‪ 2004‬دليل حول الوقاية من العنف‪.‬‬

‫و من جهتها تبنت منظمة العفو الدولي ة ف ي م ارس ‪ 2004‬حمل ة عالمي ة لمناهض ة العن ف‬
‫ض د الم رأة و ه ي حمل ة متواص لة و نش رت تقريره ا المفص ل تح ت ش عار "مص ائرنا بأي دينا‪..‬‬
‫فلنض ع ح د•ا للعن ف ض د الم رأة " ال ذي س لطت في ه الض وء عل ى مس ؤولية الدول ة و المجتم ع و‬
‫الفراد في مقاومة هذه الظاهرة الخطيرة و المتنامية‪.‬‬

‫و في نفس هذا الطار تعددت مب ادرات الهيئات الدولي ة و المنظم ات الممي ة كص ندوق‬
‫المم المتحدة للسكان و صندوق المم المتحدة النمائي للمرأة‪ ،‬للحد من العنف المبن ي عل ى الن وع‬
‫و ذلك بوضع و دعم برامج للوقاية و الحماية و العلج في كل أنحاء العالم بما فيها بلدان المغ رب‬
‫العربي‪.‬‬

‫أم•ا على المستوى القليمي و تناغما مع هذا المسار الدولي المن اهض لك ل أش كال العن ف‬
‫المبني على الن وع فق د ن ص• الميث اق الفريق ي لحق وق النس ان و الش عوب و الم رأة الص ادر س نة‬
‫‪ 1995‬في العديد من فقراته على القضاء عل ى ك ل أش كال العن ف ض د الم رأة و عل ى الممارس ات‬
‫المؤذية و عل ى ح ق الم رأة ف ي الكرام ة و الحي اة و الم ن و الس لمة‪.‬كم ا عين ت اللجن ة الفريقي ة‬
‫لحقوق النسان و الشعوب مقر•رة خاصة بالعنف ضد المرأة‪.‬‬

‫وفي س نة ‪ 2006‬عق د م ؤتمر وزاري أورو‪ -‬متوس طي ف ي اس طنبول ح ول" تعزي ز دور‬
‫الم رأة ف ي المجتم ع" و أفض ى إل ى خلص ة وزاري ة ال تزمت بتنفي ذها ك ل ال دول المش اركة‪ ،‬و‬
‫تطرقت هذه الخلصة إلى حقوق المرأة السياسية و المدنية و الجتماعي ة و القتص ادية و الثقافي ة‬
‫وفي التنمية المستدامة‪.‬كما ركزت هذه الخلصة على مكافحة ظاهرة العنف في أكثر من مادة م ن‬
‫ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬إزالة جميع أشكال التمييز ضد المرأة و مناهضة كافة أشكال العن ف المم ارس ض دها و ض مان‬
‫حماية المرأة و التعويض عن حقوقها في حالة التعرض للعنف و حماي ة الحق وق الساس ية للم رأة‬
‫ض حية العن ف المنزل ي و المت اجرة بالبش ر و الممارس ات التقليدي ة الض ارة و العن ف ض د الم رأة‬
‫المهاجرة‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان توفير السياسات الملئمة و التشريعات و البني التحتية لمكافحة كاف ة أش كال العن ف ض د‬
‫رأة‪.‬‬ ‫الم‬
‫و على المستوى العربي‪ ،‬خص•ت جامعة الدول العربية مسألة العنف الموجه ض د الم رأة‬
‫بفقرة ضمن خطة عملها للنهوض بالمرأة إذ هنالك ت وجه نح و دراس ة العن ف م ن منظ ور الص حة‬
‫النجابية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫كما أدرجت منظمة المرأة العربية موضوع مقاومة العن ف ض د الم رأة ض من خط ة عمله ا‬
‫للع وام ‪ 2012-2008‬و خص ته بعدي د النش طة التوعوي ة و البحثي ة و الدراس ات القانوني ة و‬
‫أنشطة التدريب و بناء القدرات‪.‬‬

‫و ف ي نف س الس ياق ينج ز مرك ز الم رأة العربي ة للت دريب و البح وث "ك وثر" برنامج ا للح د• م ن‬
‫ظاهرة العنف ضد المرأة يتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬رف ع ال وعي و تقوي ة ق درات مق دمي الخ دمات ف ي مج ال مكافح ة العن ف ض د النس اء م ن خلل‬
‫حقيبة تدريبية في الغرض‪.‬‬

‫‪ -‬تأسيس شبكة إقليمية متفاعلة لمناهضة العنف المبني على النوع تضم ‪ 70‬عضوا بي ن مؤسس ات‬
‫و خبراء و جمعيات و مدربين‪.‬‬

‫‪ -‬انج از "ال بيت المرجع ي اللك تروني" ح ول الن وع الجتم اعي و التنمي ة و يش تمل عل ى مح ور‬
‫خاص بالعنف المبني على النوع )بصدد النجاز(‪.‬‬

‫‪ -‬إح داث قاع دة بيان ات للممارس ات الجي دة ف ي مج ال الن وع الجتم اعي و التنمي ة بم ا فيه ا‬
‫الممارسات الجيدة في مجال مقاومة العنف ضد النساء و الطفال‪.‬‬

‫لقد كان لهذا المناخ الدولي و القليمي و ما أحدثه من و عي عام بخط ورة العن ف الم وجه‬
‫ض د الم رأة و م ا خلق ه م ن ديناميكي ة لم واجهته أث ر إيج ابي عل ى السياس ات الوطني ة ف ي بل دان‬
‫المغرب العربي و هي المص ادقة عل ى التفاقي ات و المواثي ق الدولي ة الص ادرة ف ي المج ال‪،‬حيث‬
‫شهدت سنوات الـ ‪ 2000‬بداية اهتمام رسمي و إن كان بدرجات متفاوت ة بموض وع العن ف المبن ي‬
‫عل ى الن وع و العن ف الس ري تحدي دا و مق اربته عل ى أن ه ش أن ع ام يتن زل ص لب الهتمام ات‬
‫التنموية و يندرج ضمن المقاربات الوطنية لمسألة حقوق النسان ‪.‬‬

‫و تج در الش ارة هن ا إل ى أن المنطلق ات و المس ارات السياس ية المختلف ة لبل دان المغ رب‬
‫العربي خاصة منها تونس و الجزائر و المغرب‪ ،‬كانت وراء مقاربة موض وع العن ف ض د الم رأة‬
‫من زوايا و برؤى مختلفة حيث اختارت تونس منذ الستقلل سنة ‪ 1956‬منهجا في مقاربة قضية‬
‫المرأة يقوم على اعتبارها عنصرا من العناصر الرئيسية في بناء الدول ة و ف ي تح ديث المجتم ع و‬
‫تم ت بالت الي مقاربته ا م ن منظ ور تش ريعي و مؤسس اتي‪ .‬م ن ه ذا المنطل ق أت ت مجل ة الح وال‬
‫الشخصية‪ ،‬بما تكتسيه من طابع الحداثة و الريادة‪ ،‬بقوانين هي في جوهرها ص ون لكرام ة الم رأة‬
‫و حماية لها من العنف بجميع أنواعه‪ .‬و شهدت هذه المجلة باستمرار و على م ر الس نين تع ديلت‬
‫و تنقيحات لجعلها مواكبة لروح العصر و لتطور المجتمع في إطار نظرة شمولية لحقوق النس ان‬
‫واعتب ار حق وق الم رأة ج زءا ل يتج زأ م ن حق وق النس ان و بن اء عل ى ذل ك ت م إح داث اللي ات‬
‫المؤسساتية العديدة الكفيلة بتجسيم هذا التوجه في المحافظة على الحقوق و رعايتها‪.‬‬

‫و في المغرب ساهمت دمقرطة الحي اة السياس ية ف ي منتص ف التس عينات و انفتاحه ا عل ى‬


‫مكو•ن ات المجتم ع الم دني و فس ح المج ال أم ام الجمعي ات النس وية و مختل ف الق وى الناش طة ف ي‬
‫مج ال حق وق الم رأة و حق وق النس ان للتع بير ع ن ذاته ا و للمش اركة بق وة ف ي رس م السياس ات‬
‫الوطنية خاص ة م ا يتعل ق منه ا بمكافح ة ك ل أش كال العن ف ض د الم رأة‪،‬في خل ق ديناميكي ة ح ول‬
‫قضايا المرأة بصفة عامة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫أم•ا في الجزائر فقد دفع ظهور التيارات الدينية المتطرف ة ف ي التس عينات و م ا أح دثه ذل ك‬
‫من أذى في المجتمع و ما تعرضت له المرأة بسبب ذل ك م ن عن ف بجمي ع أش كاله و أن واعه‪ ،‬إل ى‬
‫ط رح موض وع العن ف ض د الم رأة عل ى الس احة الوطني ة بق وة بص فته ش أن ع ام و ال دفع باتج اه‬
‫معالجته وطنيا و رسميا‪.‬‬

‫تجس م اهتم ام ال دول المغاربي ة بموض وع العن ف المبن ي ع ل الن وع و انخراطه ا ف ي‬


‫الديناميكي ة الدولي ة لمك افحته ف ي عدي د المب ادرات و المح اولت الرامي ة إل ى ملمس ة الظ اهرة و‬
‫السعي إلى التعرف على حجمها و أشكالها ومدى تفشيها في المجتمع ‪ .‬و ق د ع بر المغ رب رس ميا‬
‫ف ي س نة ‪ 1998‬ع ن اهتم امه بالموض وع ع بر حمل ة وطني ة رس مية ت م تنظيمه ا بالش راكة م ع‬
‫مكو•ن ات المجتم ع الم دني و ب دعم م ن الهيئات الدولي ة ه دفها كس ر ح اجز الص مت ح ول العن ف‬
‫السري ‪.‬‬

‫أم ا الج زائر فق د ت ولت ف ي س نة ‪ 2003-2002‬و ب دعم م ن الهيئات الممي ة )‪OMS,‬‬


‫‪ (FNUAP, UNIFEM‬إنجاز بحث وطني حول العنف الم وجه ض د الم رأة ش مل ‪ 48‬ولي ة و‬
‫‪ 9033‬امرأة معنفة‪ ،‬و سعت من خلله إلى تجميع و تحليل المعطيات المت وفرة ح ول العن ف ض د‬
‫المرأة بهدف وضع إستراتيجية لمكافحته و الوقاية منه‪.‬‬

‫و ف‪4‬ي ت‪44‬ونس تجل‪4‬ى الهتم‪44‬ام الرس‪44‬مي بمس‪44‬ألة العن‪44‬ف ف‪44‬ي الس‪44‬رة و المجتم‪44‬ع م‪44‬ع مطل‪44‬ع‬
‫سنوات الـ ‪ 2000‬من خلل إنجاز ثلث دراس‪44‬ات اهتم‪44‬ت الول‪44‬ى ب‪44‬العنف ف‪44‬ي الوس‪44‬ط المدرس‪44‬ي و‬
‫علقته بالعنف الس‪44‬ري و اهتم‪44‬ت الثاني‪4‬ة ب‪44‬العنف اللفظ‪44‬ي ف‪4‬ي الفض‪44‬اءات العمومي‪44‬ة أم‪44‬ا الدراس‪44‬ة‬
‫الثالثة و هي دراسة نوعية شملت عين‪44‬ة مح‪44‬دودة ع‪44‬دديا فق‪44‬د اهتم‪44‬ت ب‪4‬التمثلت ح‪44‬ول العن‪44‬ف ف‪44‬ي‬
‫السرة و المجتم‪44‬ع و س‪44‬عت إل‪44‬ى تحدي‪44‬د أس‪44‬بابه و انعكاس‪44‬اته الجتماعي‪44‬ة عل‪44‬ى النس‪44‬اء و الطف‪44‬ال‬
‫بصفة خاصة ‪.‬كم‪44‬ا ينج‪44‬ر ال‪44‬ديوان ال‪4‬وطني للس‪4‬رة و العن‪44‬وان البش‪4‬ري و ه‪4‬و هيك‪44‬ل حكومي‪،‬من‪444‬ذ‬
‫س‪44‬نة ‪ 2006‬مش‪44‬روعا نموذجي‪44‬ا ف‪44‬ي ‪ 10‬ولي‪44‬ات ح‪44‬ول "تك‪44‬افؤ الن‪44‬وع و الوقاي‪44‬ة م‪44‬ن العن‪44‬ف ض‪44‬د‬
‫المرأة" يتخذ المشروع من الصحة النجابية مدخل لمقاربة موضوع العنف المبن‪44‬ي عل‪44‬ى الن‪44‬وع‬
‫و يحتوى على أنشطة بحثية و أنشطة لبناء و تطوير قدرات المتدخلين و أنش‪44‬طة إعلم و تربي‪44‬ة‬
‫و تواصل و مناصرة‪.‬‬

‫الحركات النسوية المغاربية‪ ،‬بداية الوعي و عم‪44‬ل ف‪4‬ي العم‪44‬ق لكس‪44‬ر ح‪44‬اجز الص‪44‬مت ح‪44‬ول العن‪44‬ف‬
‫الس‪444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444444‬ري‪:‬‬
‫في بلدن المغرب العربي ‪،‬و في سياق التيار العالمي النسوي الذي انطل ق م ع بداي ة الرب ع‬
‫الخي ر م ن الق رن العش رين‪،‬كان لنش وء حرك ات نس وية مس تقلة ف ي أواخ ر الثمانين ات و بداي ة‬
‫التسعينات في ك ل م ن ت ونس )الجمعي ة التونس ية للنس اء ال ديمقراطيات( و الج زائر)جمعي ة إغاث ة‬
‫‪-‬نس اء ف ي ش دة( و المغ رب )مرك ز الس تماع و الت وجيه الق انوني للنس اء ض حايا العن ف (دور‬
‫رئيسي في جلب الهتمام نح و ظ اهرة العن ف المبن ي عل ى الن وع و العن ف الس ري تحدي دا حي ث‬
‫وضعته هذه الحركات النس وية عل ى رأس اهتماماته ا النض الية و جعل ت م ن مق اومته عل ى جمي ع‬
‫الصعدة مطلبا أساسيا و مدخل رئيسيا لتحقيق المساواة و العدالة الجتماعية بين المواطنين نس اء‬
‫و رج ال دون تميي ز‪،‬و اعت برت ذل ك ش رطا م ن ش روط بل وغ المواطن ة الكامل ة‪ .‬و ك ان له ذه‬
‫الحركات النسوية سواء في تونس أو الجزائر أو المغرب‪،‬و موريتانيا لحقا‪،‬‬

‫الس بق ف ي كش ف النق اب ع ن العن ف الس ري بجمي ع أش كاله و فض حه و كس ر ح اجز‬


‫الص مت ح وله و إخراج ه م ن الفض اء الخ اص المغل ق إل ى الفض اء الع ام‪،‬و ذل ك بم ا أح دثته م ن‬
‫مراكز استماع و توجيه و إيواء و إحاطة بالنساء المعنفات‪،‬و بما قامت به من تعبئة مجتمعية ع بر‬

‫‪29‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫مختلف قنوات التصال و في إطار عمل شبكي منظم يعتم د أساس ا عل ى جم ع و نش ر المعلوم ات‬
‫حول العنف السري و تبادل التجارب في مقاربته و في الحاطة بضحاياه‪.‬‬

‫كم ا ك ان له ذه الحرك ات النس وية دور ه ام ف ي ال دفع نح و تبن ي سياس ات وطني ة لمقاوم ة‬
‫العنف المبني على الن وع و ذل ك بم ا ابتكرت ه م ن ص يغ المناص رة و حش د ال دعم و الض غط للف ت‬
‫نظر الرأي العام و المسؤولين إلى خطورة هذه الظاهرة و إلى ضرورة معالجتها في إطار مقاربة‬
‫شاملة و متعددة البعاد‪ ،‬بم ا فيه ا البع د الق انوني‪ ،‬تعت بر العن ف الس ري ش أنا عام ا يرتب ط ف ي آن‬
‫واحد بالتنمية و بحقوق النسان‪.‬‬

‫واقع العنف السري في بلدان المغرب العربي‬

‫المعطيات حول العنف السري ‪:‬إضاءات جزئية لمشكل عائم‬

‫تشكل خصوصية العنف السري و كونه يدور ضمن الشأن الع ائلي و ل يص رح• عن ه إ •‬
‫ل‬
‫من قبل القليل من النساء المعنفات‪،‬عائقا كبيرا أمام التعرف على مدى استش راء ه ذه الظ اهرة ف ي‬
‫المجتمع ات المغاربي ة و التعري ف بخطورته ا و بانعكاس اتها عل ى المس تويين الخ اص و الع ام‪.‬‬
‫فمؤسس ات البح ث العلم ي ل م ت ول موض وع العن ف الس ري س وى حي• ز ض ئيل و هامش ي ف ي‬
‫برامجها البحثية‪،‬و أغلب المحاولت المنجزة في المجال كانت من منظور سوسيولوجي و تناولت‬
‫العنف السري من زاوية التمثلت و العنف الزوجي في علقت ه ب التحولت الجتماعي ة و بتغيي ر‬
‫الدوار بين الرجال و النساء في الحياة الخاصة‪.‬‬

‫كم ا أن ن درة المعطي ات المت وفرة ح ول العن ف الس ري ف ي الوث ائق الرس مية و ف ي‬
‫الحصائيات و البيانات‪،‬إضافة إلى محدودية الدراسات حول الموضوع من ناحي ة الك م و العين ات‬
‫المدروسة و غلبة الطابع النوعي عليها‪،‬من شأنه إعطاء صورة منقوصة أو مب الغ فيه ا و ف ي كلت ا‬
‫الحالتين غير مطابقة للواقع الخاص بالعنف السري و هو ما يدعو للتعامل معها بحذر و احتراس‬
‫و اعتبارها مجرد إضاءات جزئية لمشكل عائم و خطير في آن واحد يستوجب الدرس على نط اق‬
‫أوسع و بشكل أعمق ‪.‬‬

‫إن معظم البحوث و الدراسات و المعطيات المتوفرة حاليا حول العن ف الس ري و برام ج‬
‫التدخل للحد منه في البلدان المغاربية‪،‬كما في سائر البلدان العربي ة‪،‬قد تم ت بمب ادرة م ن المجتم ع‬
‫المدني و من الجمعيات النسائية خاصة منها الناشطة في المجال و هي معطي ات ت م تجميعه ا ع بر‬
‫مراكز الصغاء و الحاطة التابعة لهذه الجمعيات‪.‬و لكن هذه المعطيات رغم أهميتها البالغ ة تظ ل‬
‫جزئية نظرا لعدم تواجد مراكز الصغاء في كل الجهات‪.‬كما ل يمكن له ا بش هادة الق ائمين عليه ا‪،‬‬
‫أن تشكل قاعدة بيانات متكاملة و ذات مصداقية عالية في غياب عمل ممنه ج وف ق مق اييس علمي ة‬
‫موح دة‪ .‬كم ا تظ ل المعطي ات المس تقاة م ن أقس ام الش رطة أو المح اكم أو أقس ام الس تعجالي‬
‫بالمستشفيات نسبية إذ هي ل تنبئ إل• عمن التجأن إلى هذه المؤسسات‪.‬‬

‫و في انتظار انجاز مسوحات وطنية شاملة حول ظاهرة العنف المبني على النوع بم ا في ه‬
‫العن ف الس رى ف ي البل دان المغاربي ة ل من اص م ن اعتم اد م ا ه و مت وفر م ن معطي ات أي ا ك ان‬
‫مصدرها للستعانة بها في ملمسة الظاهرة و فهم أبعادها‬

‫‪www.karamah.org/arabic‬‬

‫‪30‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫العنف السري في أرقام في بلدان المغرب العربي‬


‫مقتطفات من بحث الستاذة الجازية الهمامي‬

‫مؤتمر كرامة حول العنف السري )البحرين ‪ 4-2‬ديسمبر ‪(2008‬‬

‫تعد• المعطيات التي توفرها شبكة أناروز المغربية إل ى ج انب تل ك ال تي أت ت به ا الدراس ة‬


‫الوطنية حول العنف الموجه ضد النساء في الجزائر في سنة ‪ 2003‬من أوفى المعطي ات المت وفرة‬
‫حاليا حول العنف السري في المنطقة المغاربية س واء م ن حي ث ع دد الح الت المدروس ة أو م ن‬
‫حي ث أن واع و أش كال العن ف المس جلة‪،‬مع العل م أن ه أمك ن القي ام بتقاطع ات م ع بع ض المعطي ات‬
‫الخاصة بالعنف السري في تونس التي و إن كانت تهم عددا قليل من الحالت المدروس ة إل• أنه ا‬
‫تؤكد أو تطابق مع الستنتاجات التي جاء بها تقري را أن اروز الول و الث اني )‪ 2006‬و ‪ (2007‬و‬
‫الدراسات الجزائرية حول العنف الموجه ضد النساء سواء كان ذلك في ما يتعلق ب أنواع و أش كال‬
‫العنف ضد المرأة أو الملمح الرئيسية للمعنفات و المعنفين أو فيما يتعلق بالعوامل المساعدة عل ى‬
‫استشراء العنف السري و استمراره ‪.‬‬

‫ففي المغرب و في ظرف سنة )‪ 1‬س بتمبر ‪ 2005‬منتص ف أكت وبر ‪ (2006‬س جلت ش بكة‬
‫أناروز ‪ 3500‬تصريحا بالعنف )أي بمعدل ‪ 8‬تصريحات في اليوم و ‪ 250‬في أشهر( أسفرت عن‬
‫وجود ‪ 5886‬فعل اعتداء مورس ضد ‪ 3449‬امرأة ضحية عنف مبن ي عل ى الن وع‪ .‬كم ا بل غ ع دد‬
‫المعتدين المصرح بهم ‪ 3618‬معتد أي هنالك من النساء من تعرضن إلى أكثر من فعل اعتداء من‬
‫طرف أكثر من‪ 67.6% .‬معتد من المعتدين تربطهم بالضحايا علقة زواج‬

‫و ب التمعن ف ي أن واع و أش كال العن ف المم ارس عل ى الم رأة يت بين أن الفض اء الس ري و‬
‫عش الزوجية تحديدا هو الفضاء الكثر خطرا على المرأة حيث يحتل العنف الزوجي الصدارة ‪.‬و‬
‫يكتسي هذا العنف الزوجي شكل ضمن ك ل أن واع العن ف الس ري الخ رى و ذل ك بنس بة ‪% 74‬‬
‫م ن ح الت العن ف الزوج ي و يتجس م خاص ة ف ي الحرم ان م ن قانوني ا بدرج ة أول ى )‪(% 43.6‬‬
‫النفاق يليه الطرد من محل الزوجية و ع دم الع تراف بالبن اء‪،‬ثم ي أتي العن ف الجس دي م ن( و‬
‫يتمث ل أساس ا ف ي الض رب )‪(% 80.1‬ف ي المرتب ة الثاني ة م ن العن ف الزوج ي )‪ %30.4‬ح الت‬
‫العنف الجسدي و الملفت للنتباه أن معظم حالت العن ف الجنس ي المص رح به ا تم ت ‪.‬أم ا العن ف‬
‫النفسي أو البسيكولوجي السباب و الشتائم وفي إطار الزوجية )‪ % 63.2‬الضغط النفس ي‪ (...‬فه و‬
‫يشكل جزءا قارا من العنف الزوجي إذ غالبا ما يرافق أشكال العنف الخرى‪.‬‬

‫كما أن انفصام الرابطة الزوجي ة ل يحم ي ف ي ك ثير م ن الحي ان الم رأة م ن عن ف ال زوج‬
‫السابق أو من حالت العنف المسجلة و هو ما يدعو إلى العتق اد بأن الخطيب أو الص ديق)‪(%8.6‬‬
‫العلق ات الحميم ة‪،‬السابقة أو الحالي ة‪ ،‬بي ن الم رأة و الرج ل ه ي أيض ا مس رح لتن احرات و‬
‫لصراعات موازين قوى تكون غالبا ف ي غي ر ص الح الم رأة‪.‬يكتس ي العن ف خ ارج إط ار الزوجي ة‬
‫حس ب ش بكة أن اروز ش كل قانوني ا بالس اس و يتمث ل خاص ة ف ي الحرم ان م ن النفق ة م ن ط رف‬
‫الزوج السابق )‪.(%49.2‬‬

‫‪31‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫أما العنف العائلي ضد المرأة سواء كان م ن ط رف أقاربه ا أو أق ارب زوجه ا‪ ،‬الح الي أو‬
‫من الحالت المسجلة إل• أنه يتمثل ف ي الس ابق‪،‬و إن ك ان قلي ل الح دوث نس بيا )‪ ( % 4.2‬خاص ة‬
‫من طرف أحد أف راد عائل ة معظ م الح الت ف ي عن ف جس دي و ف ي الض رب تحدي دا ) ‪(% 74.4‬‬
‫ال زوج‪ .‬ه ذه الملم ح للعن ف الس ري المس لط عل ى النس اء تؤك دها معطي ات توف•ره ا الجمعي ة‬
‫التونس ية للنس اء ال ديمقراطيات )س نة ‪1998‬ع بر دراس ة عين ة ته م ملف ات ‪ 118‬ام رأة معنف ة(‬
‫والجمعية حيث يبرز أن العنف الزوجي هو الكثر ش يوعا م ن أن واع العن ف الخ رى)‪ (64%‬ف ي‬
‫نف س الس ياق و إن ل م يتس ن ف رز و تب ويب المعطي ات المت وفرة بمرك ز الحاط ة و الت وجيه‬
‫الجتم اعي الت ابع للتح اد ال وطني للم رأة التونس ية لع دم تحدي د المش كل بوض وح و ع دم تحدي د‬
‫ظروفه و مكان وقوعه بدقة إل أنه يستشف من الرقام أن العنف الزوجي بك ل أش كاله القانوني ة و‬
‫الجسدية و الجنسية هو الكثر ت رددا)م ن ‪ 2885‬حال ة مدروس ة ف ي الف ترة ‪ 2004 - 2000‬هنال ك‬
‫‪ 2272‬حالة عنف في إطار العلقة الزوجية(‪.‬‬

‫في الجزائر تم تسليط الضوء على العنف السري من خلل دراستين هامتين حول العنف‬
‫الموجه ضد النساء أنجزت الدراسة الولى في سنة ‪ 2001‬من طرف الفيدرالي ة الدولي ة لرابط ات‬
‫حقوق النسان و هي في ش كل تقري ر لف ائدة المق ررة الخاص ة للجن ة حق وق النس ان ح ول العن ف‬
‫الم وجه ض د النس اء ‪.‬أم ا الدراس ة الثاني ة فق د أنجزه ا المعه د ال وطني للص حة العمومي ة ف ي س نة‬
‫‪ 2003‬و ش ملت ‪ 9033‬مل ف إم رأة معنف ة مم ن ت رددن عل ى مراك ز الص حة العمومي ة و أقس ام‬
‫الشرطة و المحاكم و مراكز الص غاء و الس تقبال‪ .‬رغ م اعتمادهم ا لمناه ج بحثي ة مختلف ة إل• أن‬
‫الدارس تين خلص تا إل ى نت ائج متطابق ة تمام ا فيم ا يتعل ق ب العنف الس ري حي ث تش ير الدراس ة‬
‫الولى‪،‬حس ب المعطي ات المجمع ة بالمستشفيات‪،‬إل ى أن الح الت تع د ب اللف فف ي مستش فى‬
‫الجزائر العاصمة على سبيل المث ال يق در ع دد النس اء م ن العت داءات حص لت المعنف ات اللت ي‬
‫ت ترددن عل ى المستش فى س نويا بـ ‪ 9000‬ام رأة )‪ 75%‬ف ي مح ل س كنى الض حية( ثل ث ه ؤلء‬
‫النساء تقدمن أكثر من مرة إلى القس ام الستش فائية بس بب تعرض هن لعم ال عن ف متك ررة ‪.‬أم• ا‬
‫المعتدي فهو في اغلب الحالت ال زوج يلي ه حس ب ترتي ب تن ازلي الخ أو الخ وة ث م الخطي ب أو‬
‫"الحبيب" ثم البن ثم الب‪ .‬معظم المعتدين لم تقع إدانتهم حتى في ح الت الع ود‪ .‬و تفي د الدراس ة‬
‫أن النساء المعنفات يتلقين إحاطة طبية و لكن بدون أي إحاطة أو مساعدة نفسية‪.‬‬

‫أما من الدراسة الثانية حول العنف الموجه ضد النس اء ف ي الج زائر فق د بين ت أن ح والي‬
‫‪ 54%‬النس اء يتعرض ن للعن ف داخ ل الفض اء الس ري و أن ال زوج ه و المعن ف بدرج ة أول ى )‬
‫‪ ( 61.8%‬من الحالت المصرح بها في الهياكل الصحيةو يتراجع التصريح بالعنف الزوجي إل ى‬
‫الدرجة الثانية و الثالثة حسب الحالت المصرح بها في أقسام الشرطة و في المحاكم و هو ما ي دل‬
‫على أن الزوجة المعنفة قد تلتجئ تلقائيا إلى المراكز الصحية لتلقي السعافات الضرورية و لكنها‬
‫تحج م ع ن اللتج اء إل ى أقس ام الش رطة أو المح اكم للبلغ ع ن زوجه ا العني ف أو رف ع ش كوى‬
‫ض ده‪ .‬و ه و م ا يتط ابق م ع نت ائج دراس ة تونس ية أجري ت ف ي س نة ‪ 2001‬ف ي أح د أقس ام الط ب‬
‫الستعجالي حول نساء معنفات و تفيد أن ثلثي المعنفات )‪ 60‬من ‪(159‬لم تطلبن ش هادة طبي ة بع د‬
‫تلقي العلج و هو ما ينم عن عدم رغبة في البلغ عن الزوج أو القريب المعنف‪.‬‬

‫كما رفعت الدراسة الجزائرية الستار عن نوع جديد أو مس كوت عن ه م ن العن ف الس ري‬
‫و هو عنف من الحالت المبلغ عنها في أقسام‪‬البن اء عل ى أمه اتهم حي ث بل غ ه ذا العن ف نس بة ‪8‬‬
‫الشرطة و في المحاكم ‪.‬و من ناحية أخرى بينت الدراسة أن النساء المعنف ات تلتجئن بدرج ة أول ى‬
‫إلى المراكز الصحية في حالت العنف الجسدي بينما تلجئن إلى مراكز الص غاء و الس تقبال ف ي‬
‫حالت العنف النفسي و العنف الجنسي‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫في تونس أغلب الدراسات التي تناولت موضوع العنف المبني عل‪44‬ى الن‪44‬وع ه‪44‬ي دراس‪44‬ات‬
‫ذات طابع نوعي قاربت مسألة العنف سواء في الس‪44‬رة أو ف‪4‬ي المجتم‪44‬ع م‪44‬ن منظ‪44‬ور المواق‪44‬ف و‬
‫السلوكيات و التمثلت حولها‪ .‬و ن‪4‬ادرة ج‪44‬دا ه‪4‬ي الدراس‪4‬ات الكمي‪44‬ة ال‪4‬تي اهتم‪44‬ت ب‪4‬العنف الم‪44‬وجه‬
‫ض‪44‬د الم‪44‬رأة‪ .‬و تل‪44‬ك ال‪44‬تي أنج‪44‬زت ح‪44‬ول الموض‪44‬وع ل‪44‬م تك‪44‬ن عل‪4‬ى نط‪44‬اق واس‪44‬ع ب‪44‬ل تن‪4‬اولت ح‪44‬الت‬
‫محدودة ع‪4‬دديا و ه‪4‬و م‪4‬ا يقل‪4‬ل م‪4‬ن تمثيليته‪4‬ا‪ .‬و يمك‪4‬ن هن‪4‬ا الش‪4‬ارة إل‪4‬ى دراس‪4‬تين ش‪4‬ملت الول‪4‬ى‬
‫‪ 500‬ام‪44‬رأة )بلح‪44‬اج ‪ (1998‬جئن للفح‪44‬ص ف‪44‬ي مراك‪44‬ز الص‪44‬حة الساس‪44‬ية و الص‪44‬حة النجابي‪44‬ة‪.‬و‬
‫اهتمت الثانية بالعنف الزوجي و شملت ‪ 424‬امرأة ممن يترددن على مركزين للصحة الساسية‬
‫بضواحي تونس العاصمة )بوعسكر ‪. (2003‬‬

‫و ق د خلص ت الدراس تان إل ى نف س النت ائج تقريب ا حي ث ت بين أن ثل ث النس اء موض وع‬
‫الدراسة )‪(33%‬قد تعرضن للعنف من طرف الزوج أو أحد أفراد السرة )أسرة الضحية أو أسرة‬
‫زوجه ا( عل ى الق ل م رة ف ي حي اتهن‪.‬كم ا ت بين أن واح دة فق ط م ن عش رة نس اء تعرض ن للعن ف‬
‫تتجاوز العوائق النفسية و الجتماعية و ترفع أو تفكر في رفع ش كوى ض د القري ن العني ف أو ف ي‬
‫طلب الطلق كحل لحمايتها من العنف‪.‬و هذا موقف نفس اني اجتم اعي م ن العن ف الزوج ي تؤك ده‬
‫إحص ائيات الس لط القض ائية حي ث تفي د أن ‪ % 0.3‬فحس ب م ن الش كاوي المرفوع ة ف ي ح الت‬
‫عنف زوجي يقع الحكم فيها أمام المحاكم أما باقي الشكاوي فيقع سحبها من طرف الضحايا ‪.‬‬

‫كم ا تفي د إح دى الدراس ات أن م ن ‪ 159‬تص ريحا ب التعرض إل ى أعم ال عن ف ل م تفص ح‬


‫النساء الضحايا إل في ‪ 46‬حالة عن هوية المعت دي أي ‪ 71%‬م ن الض حايا لزم ن الص مت خوف ا‬
‫على أنفسهن أو ‪‬خوفا على المعتدي‬

‫‪ -‬ف ي موريتاني ا زي ادة عل ى الن واع "المعت ادة" م ن العن ف الس ري تمي ط الحص ائيات الرس مية‬
‫اللثام ع ن أش كال أخ رى م ن العن ف الس ري غي ر متداول ة ف ي البل دان المغاربي ة الم ذكورة س ابقا‬
‫)تونس و الجزائر و المغرب( و تتعلق بخت ان البن ات و تش ويه العض اء التناس لية للن اث )عن ف‬
‫جنس ي و جس دي ونفس ي( و بالطع ام القس ري للفتي ات )عن ف جس دي( و ب الزواج المبك ر أو‬
‫القسري للفتيات )عنف قانوني(‪ .‬و تفيد إحصائيات سنة ‪ 2007‬أن ‪ % 65‬من النساء و الفتيات في‬
‫موريتاني ا ق د تعرض ن للخت ان و لتش ويه العض اء التناس لية كم ا م ورس الطع ام القس ري )‬
‫‪ (gavage‬عل ى ‪ 22%‬م ن الفتي ات‪ .‬و ت م تزوي ج خم س الفتي ات الموريتاني ات )‪ (% 19‬ف ي س ن‬
‫دون ‪ 15‬سنة و ‪ % 43‬منهن في سن لم تبلغ ‪ 18‬سنة‪.‬‬

‫و ل يخفى ما لهذه النواع من العنف السري المطبوعة بطابع العادات و التقاليد من آثار‬
‫نفسية و صحية و اجتماعية س يئة عل ى النس اء و الفتي ات م ن ذل ك ع ل س بيل المث ال ارتف اع نس بة‬
‫وفيات المهات ف ي موريتاني ا حي ث تبل غ ‪ 648‬حال ة وف اة لك ل ‪ 100‬أل ف ولدة حي ة و ه ي أعل ى‬
‫نسبة في غرب إفريقيا‪.‬‬

‫الملمح السوسيو اقتصادية لضحايا العنف السري و للمعتدين‬

‫ملمح النساء ضحايا العنف‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫تتعرض النس اء إل ى العن ف الس ري ف ي مختل ف مراح ل حي اتهن و ق د ورد ف ي الدراس ة‬


‫الجزائرية أن المعنفات تتراوح أعمارهن من سنة واحدة إل ى ‪ 93‬س نة‪.‬إل• أن النس اء الش ابات يك ن‬
‫عرضة أكثر للعنف حيث يكون العنف في عدد كثير من السر أداة تأديب و تربية و رس م للح دود‬
‫الجتماعية‪ .‬فحسب تقرير شبكة أناروز تمثل الشابات في سن دون ‪ 24‬س نة ‪ % 28.1‬م ن النس اء‬
‫المعنفات و تسجل تقريبا نفس النسب لدى الفئة العمرية ‪ 34-25‬سنة )‪(% 30.8‬و ‪ 44-35‬س نة )‬
‫‪(% 31.3‬و تكون المرأة عرضة أكثر للعنف في الحالة الزوجية )‪ % 70‬من الضحايا( حيث يبدأ‬
‫العنف الزوجي مع السنة الولى للزواج )‪ (% 11.6‬و يشتد مع عدد سنين الزواج ليبل غ أش ده ف ي‬
‫السنة العاشرة من الحياة المشتركة )‪ (% 30‬و تك ون ه ذه الف ترة ه ي العن ف م ن حي ث حج م و‬
‫أشكال العنف المصرح به )كل أشكال العنف(‪.‬‬

‫و تبين الحصائيات أن النس اء المي ات أو ذوات المس توى التعليم ي المح دود ه ن الك ثر‬
‫عرضة للعنف حيث تمثل هذه الشريحة ثلثي النساء المعنفات في المغ رب و نص فهن ف ي الج زائر‬
‫و في تونس‪.‬‬

‫كما أن هشاشة الوضاع القتص ادية للم رأة أو انع دام م وارد رزق خاص ة به ا تك ون ف ي‬
‫أغلب الحالت من العوامل الميسرة لتعرضها للعنف حي ث ت بين أن رب ات ال بيوت الع اطلت ع ن‬
‫العمل يمثلن أغلبية النساء ضحايا العنف ) ‪ % 73.3‬في الجزائر و ‪ % 52.4‬في المغرب( ‪.‬‬

‫ملمح المعتدين بالعنف‪:‬‬

‫ت بين المعطي ات أن المعت دي ينتم ي غالب ا إل ى فئة الش‪44‬باب )‪72.4%‬م ن المعت دين حس ب‬
‫شبكة أناروز ت تراوح أعم ارهم بي ن ‪ 25‬و ‪ 44‬س نة( و ه و ذو مس توى تعليم ي متواض ع )أم ي أو‬
‫مس توى ابت دائي( ويلج أ غالب ا إل ى العن ف الجس دي )حس ب الدارس ة الجزائري ة( و ه و م تزوج و‬
‫تربطه بالضحية علقة قرابة أو علقة زوجية‪،‬و هو في نصف الحالت عاطل عن العمل )حس ب‬
‫الدراسة الجزائرية(و هو في ثلث الحالت عامل يومي أو حرفي )‪ (% 32.6‬و في رب ع الح الت‬
‫)‪ (% 25‬موظف )حسب تقرير شبكة أناروز( ‪.‬‬

‫العوامل المسببة لحدوث العنف السري‪:‬‬

‫في المحيط السري تشكل الخلفات العائلية أحد العوامل المسببة لحدوث العنف الذكوري‬
‫)‪ % 23.2‬حسب دراسة تونسية و ‪ % 40.5‬حسب تقرير أن اروز( و ف ي إط ار العلق ة الزوجي ة‬
‫تك ون العوام ل المادي ة المتعلق ة بالم ال و ب الراتب الش هري )‪ (% 30.5‬و اس تهلك الكح ول و‬
‫المخ درات و العلق ات الجنس ية غي ر المرغوب ة أو الش اذة ه ي العوام ل الرئيس ية و راء ان دلع‬
‫العنف الزوجي‪ .‬و من السباب المصرح بها أيض ا "ع دم طاع ة الزوج ة )‪ % 24.6‬ف ي ت ونس و‬
‫‪ % 9.1‬في المغرب(‪.‬و يمكن أيضا أن يك ون العن ف ب دون س بب ظ اهر )‪ % 14.1‬م ن الح الت‬
‫حسب أناروز(‪.‬‬

‫الثار المترتبة على العنف السري‪:‬‬

‫للعنف السري حسب ما تبينه الدراسات الوطنية و العالمية آثار صحية جسدية و نفسية و‬
‫ك ذلك اقتص ادية وخيم ة عل ى النس اء ض حايا العن ف و عل ى أطف الهن حي ث تش كو معظ م النس اء‬
‫المعنف ات م ن اض طرابات نفس ية و أرق و ح الت فق دان م ؤقت لل ذاكرة و فق دان الش هية‪ .‬كم ا أن‬

‫‪34‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫النساء ضحايا العنف الجسدي يكن أكثر عرضة للك تئاب النفس ي و للجه اض و لل برود الجنس ي‬
‫و في حالت‬

‫العنف القصوى يمك ن أن يص ل الض رر إل ى العاق ة أو الم وت‪.‬و تش ير دراس ة بوعس كر )ت ونس‬
‫‪ (2003‬إلى أن النساء المعنفات هن أكثر إقبال على الخدمات الصحية م ن متوس ط عم وم النس اء‬
‫و بذلك يكون للعنف تكلفة مادية باهضة على المرأة و السرة و المجتمع ‪.‬‬

‫أم‪44‬ا الث‪44‬ار الس‪44‬لبية عل‪44‬ى أطف‪44‬ال الم‪44‬رأة المعنف‪44‬ة فتتمث‪44‬ل ف‪44‬ي اض‪44‬طرابات نفس‪44‬ية متفاوت‪44‬ة‬
‫الخطورة و في الخفاق المدرسي أو النقطاع عن الدراسة و في العدوانية و النحراف‪.‬‬

‫و تفي‪44‬د دراس‪44‬ات المنظم‪44‬ة العالمي‪44‬ة للص‪44‬حة و اليونيس‪44‬اف أن ‪ 50%‬م‪44‬ن الطف‪44‬ال ال‪44‬ذين‬


‫ش‪44‬اهدوا العت‪44‬داء ب‪44‬العنف عل‪44‬ى الم م‪44‬ن ط‪44‬رف الب يص‪44‬بحون ب‪44‬دورهم إم_‪44‬ا معت‪44‬دين عنيفي‪44‬ن أو‬
‫ضحايا للعنف‪.‬‬

‫‪www.karamah.org/arabic‬‬

‫‪35‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫ببليـــوغرافـــيا‬
‫حول الشباب والعنف في السرة والمجتمع‬
‫مختارات من الرصيد الوثائقي لمكتبة الديوان‬

‫‪36‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫وضع الطفال في العالم ‪ ، 2007‬النساء والطفال‪ ،‬العائد المزدوج للمساواة ‪ /‬صندوق المم المتحدة للطفولة‬
‫‪ - .‬نيويورك ‪ :‬صندوق المم المتحدة للطفولة‪2006 ،‬‬
‫‪ 137 - .‬ص‪ : .‬جداول‪ ،‬صور‪ ،‬غلف مصور باللوان ; ‪ 28‬سم‪.‬‬
‫الطفول ة ‪ -‬المس اواة بي ن الجنس ين – الص حة ‪ -‬التميي ز حس ب الجن س – التغذي ة – العن ف – التعلي م ‪ -‬الم راض‬
‫المنقولة بالتصال الشخصي‬
‫‪02.128‬‬

‫أطفال الشوارع ‪ ،‬مفهوم وتجربة العمل بالوسط المفتوح ‪ ،‬ورشة عم‪4‬ل ح‪44‬ول"العم‪44‬ل بالوس‪44‬ط المفت‪44‬وح" ‪ /‬ه اني‬
‫موريس‪] - .‬السكندرية[ ‪ :‬منظمة المم المتحدة للطفولة‪ 16 - .2006 ،‬ورقة مرقونة ; ‪ 30‬سم‪.‬‬
‫أطفال الشوارع – العنف ‪ -‬الطفال المهجورون ‪ -‬التفكك الجتماعي – الغتصاب ‪ -‬عمل الطفال ‪ -‬المراض‬
‫ن‪/02.33 .‬أ‬

‫إش‪44‬كالية العن‪44‬ف‪ ،‬العن‪44‬ف المش‪44‬رع والعن‪44‬ف الم‪44‬دان ‪ /‬رج اء مك ي‪ ،‬س امي عج م‪ - .‬بي روت ‪ :‬المؤسس ة الجامعي ة‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع‪ 358 - .2008 ،‬ص‪ : .‬رسوم‪ ،‬جداول‪ ،‬غلف مصور باللوان ; ‪ 25‬سم‪.‬‬
‫العن ف ‪ -‬العن ف الجنس ي – البغ اء – النس اء ‪ -‬مكان ة الم رأة – الغتص اب – الس لم ‪ -‬الوض اع الجتماعي ة‪-‬‬
‫القتصادية – التشريع ‪ -‬العلم‬
‫‪/05.58‬أ‬

‫النحرافات الجتماعية ‪ ،‬مشكلت وحلول ‪ /‬عبد العظيم نصر المشيخص‪ - .‬بيروت ‪ :‬دار الهادي للطباعة والنش ر‬
‫والتوزيع‪512 - .2005 ،‬ص‪ : .‬غلف مصور باللوان ; ‪24‬سم‪.‬‬
‫المشكلت الجتماعية – النحراف – الجرائم – العنف ‪ -‬الفقر‬
‫‪05.29‬‬

‫السلم والمرأة و العنف ‪ /‬سلوى الشرفي‪ - .‬تونس ‪ :‬علمات‪178 - . ،‬ص‪ : .‬غلف ملون ; ‪ 23‬سم‪.‬‬
‫النساء – المرأة – التشريع – الطلق – العنف – السلم – الخفاض ‪ -‬التمييز حسب الجنس‬
‫‪/02.70‬أ‬

‫النح‪44‬راف والجريم‪44‬ة ف‪44‬ي ع‪44‬الم متغي‪44‬ر ‪ /‬ج ابر ع وض س يد‪ ،‬أب و الحس ن عب د الموج ود‪- .‬الس كندرية ‪ :‬المكت ب‬
‫الجامعي الحديث‪ 359 - .2004 ،‬ص‪ : .‬غلف مصور باللوان ; ‪ 22‬سم‬
‫علم الجريمة – النحراف – الجنوح ‪ -‬العنف‬
‫‪05.36‬‬

‫التعاون المتقدم في التدريب والتثقيف الصحي حول الوقاي‪44‬ة م‪4‬ن العن‪44‬ف والص‪44‬ابات‪ ،‬دلي‪44‬ل المس‪44‬تخدم‪ ،‬الت‪44‬دريب ‪/‬‬
‫منظمة الصحة العالمية‪ - .‬جنيف ‪ :‬منظمة الصحةالعالمية‪ 32 - .2008 ،‬ص‪ 30 ; .‬سم‬
‫التعليم الصحي – الوقاية ‪ -‬المراض المنقولة بالتصال الشخصي – التدريب ‪ -‬العنف‬
‫‪11.148‬‬

‫الجريمة وقضايا الس‪44‬لوك النحراف‪4‬ي بي‪4‬ن الفه‪44‬م والتحلي‪4‬ل ‪ /‬عص مت ع دلي‪- .‬الس كندرية ‪ :‬دار الجامع ة الجدي دة‬
‫للنشر‪ 459 - .2009 ،‬ص‪ : .‬غلف مصور باللوان ; ‪ 25‬سم‪.‬‬
‫المش كلت الجتماعي ة – الجريم ة – النح راف – العن ف – الجن وح – الس لوك – البغ اء – المخ درات ‪ -‬إدم ان‬
‫العقاقير ‪ -‬مصر‬
‫‪/05.64‬أ‬

‫‪37‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫الح‪44‬وادث والعن‪44‬ف ‪ ،‬مش‪44‬روع توعي‪44‬ة الش‪44‬باب للش‪44‬باب ‪ /‬المنظم ة الكش فية العربي ة‪- .‬الق اهرة ‪ :‬المخت بر الكش في‬
‫التربوي‪ 16 - .1997 ،‬ص‪ : .‬مصورات‪ ،‬غلف مصور باللوان ; ‪ 20‬سم‪.‬‬
‫الحوادث ‪ -‬العنف‬
‫ن‪12.01 .‬‬

‫السلوك العدواني ‪ /‬عبد الوهاب محجوب ; ترجمة نور الدين كريديس‪ - .‬تونس ‪:‬المجم ع التونس ي للعل وم والداب‬
‫والفنون "بيت الحكمة"‪ 159 - .2001 ،‬ص‪ : .‬غلف مصور باللوان ; ‪ 24‬سم‪.‬‬
‫السلوك ‪ -‬السلوك الجتماعي – العنف ‪ -‬الطفولة‬
‫‪/10.126‬أ‬

‫العنف ‪ /‬إعداد وترجمة عزيز الزرق‪ ،‬محمد الهللي‪ - .‬الدار البيضاء ‪ :‬دار توبقال للنشر‪ 82 - .2009 ،‬ص‪: .‬‬
‫غلف مصور باللوان ; ‪ 21‬سم‪.‬‬
‫العنف – العولمة ‪ -‬الفلسفة‬
‫‪/05.74‬أ‬

‫العن‪44‬ف ‪ ،‬ف‪44‬ي مواق‪44‬ف الحي‪44‬اة اليومي‪44‬ة ‪ ،‬نطاق‪44‬ات التفاع‪44‬ل ‪ /‬محم ود س عيد إبراهي م الخ ولي ‪ - .‬الس كندرية ‪ :‬دار‬
‫ومكتب ة الس راء للطب ع والنش ر والتوزي ع‪ 170 - . 2006 ،‬ص‪ :.‬ج داول‪ ،‬غلف مص ور ب اللوان ; ‪ 24‬س م‪- .‬‬
‫)سلسلة قضايا العنف ; ‪(1‬‬
‫العنف ‪ -‬البحث الجتماعي – العلج ‪ -‬الوفاة‬
‫‪05.56‬‬

‫العنف السري ‪ ،‬رسالة تخرج بالمعه‪44‬د العل‪4‬ى للقض‪44‬اء ‪ /‬إع داد أميم ة حلي م ; إش راف حس ن ب ن فلح‪ - .‬ت ونس ‪:‬‬
‫المعهد العلى للقضاء‪ 217 - .2005 ،‬ص‪ 30 ; .‬سم‪.‬‬
‫العنف ‪ -‬العنف داخل السرة – السرة ‪ -‬الطفال‬
‫‪05.62‬‬

‫العنف القائم على أساس النوع ‪ /‬الديوان الوطني للسرة والعمران البشري‪ – .‬ت ونس ‪ :‬ال ديوان ال وطني للس رة‬
‫والعمران البشري‪ 72 - .2007 ،‬ص‪ : .‬غلف مصور باللوان ; ‪ 22‬سم‪.‬‬
‫العنف – المرأة ‪ -‬تونس‬
‫‪/05.53‬أ‬

‫العنف داخل السرة بين الوقاية والتجريم والعقاب ‪ ،‬في الفقه السلمي والقانون الجنائي ‪ /‬أبو الوف اء محم د أب و‬
‫الوفاء‪ - .‬السكندرية ‪ :‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪124 - .2000 ،‬ص‪ : .‬غلف ملون ; ‪ 24‬سم‪.‬‬
‫الس رة – العن ف ‪ -‬العلق ات بي ن الزوجي ن ‪ -‬الم ذاهب الديني ة ‪ -‬الدوار الزوجي ة – الس لم – الجه اض –‬
‫المعاشرة – القانون ‪ -‬مصر‬
‫‪03.12‬‬

‫العنف ضد الفتيات والنساء ‪ ،‬أولوية من أولويات الصحة العام‪44‬ة ‪ /‬ص ندوق الم م المتح دة للس كان‪ - .‬نيوي ورك ‪:‬‬
‫صندوق المم المتحدة للسكان‪ 24 - .1998 ،‬ص‪ : .‬غلف مصور باللوان‪ ،‬مصورات ; ‪ 28‬سم‪.‬‬
‫التمييز حسب الجنس ‪ -‬الصحة النجابية – العنف – النساء‬
‫ن‪/10.04 .‬أ‬

‫‪38‬‬
‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‪ ،‬الحلقة الرابعة‪ ،‬نوفمبر ‪2010‬‬

‫العنف‪...‬موت مؤجل التنفيذ ‪ /‬الديوان الوطني للسرة والعمران البشري‪ - .‬تونس ‪ :‬الديوان الوطني للسرة‬
‫و العمران البشري‪2006 ،‬‬
‫‪– .‬شريط وثائقي‬
‫النوع الجتماعي ‪ -‬التمييز حسب الجنس ‪ -‬تونس‬
‫ش‪05.02.‬‬

‫الهيمنة الذكورية ‪ /‬بيار بورديو ; ترجمة سلمان قعفراني‪ - .‬بيروت ‪ :‬المنظمة العربية للترجمة‪2009 ،‬‬
‫‪ 200 - .‬ص‪ : .‬غلف ملون ; ‪ 22‬سم‪.‬‬
‫النساء – المرأة – العنف ‪ -‬التمييز حسب الجنس‬
‫‪02.167‬‬

‫ظ‪44‬اهرة العن‪44‬ف اللفظ‪44‬ي ل‪44‬دى الش‪44‬باب التونس‪44‬ي ‪ ،‬دراس‪44‬ة سوس‪44‬يو‪-‬ثقافي‪44‬ة ‪ /‬المرص د ال وطني للش باب ‪ -‬المنج ي‬
‫الزي دي‪ ،‬محم د نجي ب بوط الب‪ ،‬محم د المه دي الم بروك‪ - .‬ت ونس ‪ :‬المرص د ال وطني للش باب‪- . 2004 ،‬‬
‫‪103‬ص‪ : .‬جداول‪ ،‬رسوم‪ ،‬غلف مصور باللوان ; ‪30‬سم‪.‬‬
‫الشباب – العنف – الجنسانية ‪ -‬تونس‬
‫‪02.95‬‬

‫مقاربة للعنف الموجه ضد المرأة‪/‬الطفلة ومدى شرعنته وآثاره على ا الصحية والحقوق النجابية ‪ /‬فريدة بناني‬
‫‪] - .‬د‪.‬ت‪] : [.‬د‪.‬ن‪] ،[.‬د‪.‬ت‪ 30 - .[.‬ص‪ 30 ; .‬سم‪.‬‬
‫العنف ‪ -‬حقوق النسان – النساء – البنات – الصحة ‪ -‬العنف‬
‫‪05.42‬‬

‫المهارات الحياتية في خدمة التكافؤ بين الجنسين وإرساء ثقافة اللعنف لدى الشباب ‪ /‬ال ديوان ال وطني للس رة‬
‫والعمران البشري‪ - .‬تونس ‪ :‬الديوان الوطني للسرة والعمران البشري‪ 56 - .2009 ,‬ص‪ 21 ; .‬سم‬
‫العنف ‪ -‬التكافؤ بين الجنسين – المرأة ‪ -‬تونس‬
‫‪/05.67‬أ‬

‫‪39‬‬
‫منتدى السكان والصحة النجابية‬
‫الدورة التاسعة لسنة ‪2010‬‬

‫الشباب في عالم متغير ‪ :‬مسارات حسب النوع الجتماعي‬

‫برنامج الحلقة الرابعة‬


‫"الشباب والعنف في السرة والمجتمع"‬
‫بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة والسنة الدولية للشباب‬

‫الجمعة ‪ 26‬نوفمبر ‪2010‬‬


‫الساعة الثالثة بعد الزوال بمقر الديوان‬
‫كلم‪22‬ة الفتت‪22‬اح ‪ :‬الس‪22‬تاذة نبيه‪22‬ة قدان‪22‬ة‪ ،‬الرئيس ة الم ديرة العام ة لل ديوان ال وطني للس رة‬ ‫•‬
‫والعمران البشري‬

‫ش‪22‬ريط وث‪22‬ائقي ح‪22‬ول موض‪22‬وع الحلق‪22‬ة ‪ :‬إنج از مرك ز إنت اج الم دعمات الس معية البص رية‬ ‫•‬
‫والمطبوعات بالديوان‬

‫دور الديوان الوطني للسرة والعمران البشري في مكافحة العن‪22‬ف ‪ /‬الس‪22‬يدة زين‪22‬ب حلي‪22‬م‪،‬‬ ‫•‬
‫باحثة مساعدة متخصصة في علم النفس بالديوان الوطني للسرة والعمران البشري‬
‫الس‪22‬يدة فائق‪22‬ة بقب‪22‬ق ‪ ،‬أس تاذة مس اعدة متخصص ة ف ي عل م النف س وكاهي ة م دير البح ث بال ديوان‬
‫الوطني للسرة والعمران البشري‬

‫العن‪22‬ف ل‪22‬دى الش‪22‬باب وس‪22‬بل الوقاي‪22‬ة من‪22‬ه‪ /‬ال‪22‬دكتورة هال‪22‬ة وني‪22‬ش‪ ،‬خ بيرة ف ي ص حة‬ ‫•‬
‫المراهقين‬

‫ظاهرة العنف اللفظي لدى الشباب التونسي ‪ /‬السيد محمد مه‪22‬دي م‪2‬بروك‪ ،‬أس تاذ ف ي عل م‬ ‫•‬
‫الجتماع بكلية ‪ 9‬أفريل بتونس‬

‫إدارة النقاش‪ :‬الس‪22‬يدة ع‪22‬ائدة غرب‪22‬ال‪ /‬المندوب ة العام ة لحماي ة للطفول ة‪ ،‬وزارة ش ؤون‬ ‫•‬
‫المرأة والسرة والطفولة والمسنين‬

‫أنشطة توثيقية حول موضوع الحلقة ‪:‬‬


‫تنظيم معرض وثائقي ببهو الديوان‬ ‫‪-‬‬
‫توزيع ملف وثائقي متخصص )باللغتين العربية والفرنسية(‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم فقرة منتدى السكان والصحة النجابية عبر البوابة المعلوماتية للديوان وملف صحفي إلكتروني‬ ‫‪-‬‬
‫تنظيم حفل استقبال على شرف المشاركين‬ ‫‪-‬‬

You might also like