You are on page 1of 19

‫عنوان البحث‪ :‬تحديد طبيعة العوامل االجتماعية المساهمة في تعاطي المخدرات بين الشباب في الوسط المدرسي‪.

‬‬
‫تحديد طبيعة العوامل االجتماعية المساهمة في تعاطي المخدرات بين الشباب في الوسط المدرسي‪.‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫يع د المجتم ع الرك يزة األساس ية ال تي من خالل ه يكتم ل النم و الجس مي والعقلي واالجتم اعي ألف رداه‬
‫نم وا س ويا‪ ،‬لكن نج د في بعض األحي ان نالح ظ أش خاص نم وهم غ ير س وي من خالل الممارس ات‬
‫المختلفة التي يمارسونها داخل المجتمع عن ما هو طبيعي وقانوني‪.‬‬

‫وتع د المخ درات ﺇﺤﺩﻯ المشكالت االجتماعية ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺍﺠﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ التي لم تكن مجهولة لدى‬
‫المجتمع الجزائري لها جذورها في عمق الحضارات اإلنسانية‪ ،‬لكنها لم تكن تشكل ظاهرة مرضية إال‬
‫من خالل انتش ارها المه ول ال ذي لم تفلت من ه أي دول ة في الع الم‪ ،‬فق د ش هدت الجزائ ر في الس نوات‬
‫األخيرة زيادة في حصيلة كميات المخدرات المضبوطة وكذا زيادة في أعداد المدمنين‪.‬‬

‫ﻭﺘﺘﺯﺍﻴﺩ مشكالت المدمنين على المخدرات ﺒﺸﻜل ﻤﻠﺤﻭﻅ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ‪،‬‬
‫ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻅﺭﻭﻑ االجتماعية‪ ،‬ﻭﺒﻌﻀﻬﺎ ﺜﻘﺎﻓﻲ ﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬ﺜﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍالقتصادية ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬

‫ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ اإلدمان على المخدرات ﻴﻌد مظهر من ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ االنساني ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺭﻓﺘﻪ‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻓﺈﻥ معدﻻﺘﻪ ﻓﻲ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﻭﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺨﻼل ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ‪ ،‬ﺒﺤﺴﺏ ﻤﺎ‬
‫ﺘﻁﺎﻟﻌﻨﺎ ﺒﻪ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻭاألخبار ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ‪ ،‬وخاصة في وسط الشباب بما في ذلك الشاب‬
‫المتمدرس‪.‬‬

‫إن العوام ل والمتغ يرات ال تي ك انت وراء اهتم ام الب احثين والمختص ين في علم النفس وعلم االجتم اع‬
‫لدراسة العوامل الكامنة وراء تعاطي المخدرات داخل الوسط المدرسي‪ ،‬خاصة العوامل االجتماعية من‬
‫أج ل وض ع الحل ول المناس بة لمعالج ة ه ذه الظ اهرة‪ ،‬وهي ظ اهرة متش بعة تتغ ذى من مص ادر مختلف ة‬
‫ابتداء من األسرة‪ ،‬الجيران واألقارب واألصدقاء والمحيط العام‪ ،‬مما يتطلب تظافر الجهود من أجل أن‬
‫تكون الحلول المقترحة لهذه الظاهرة من أجل نتائج ومردود ايجابي لمخرجات المجتمع‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المجتمع‪ ،‬المخدرات‪ ،‬العوامل االجتماعية‪ ،‬الوسط المدرسي‪.‬‬


Résumé

La société est le pilier fondamental de la croissance physique, mentale et sociale de ses


membres individuels, mais parfois nous trouvons que leur croissance est inégale à travers
.les diverses pratiques qu'ils pratiquent dans la société sur ce qui est naturel et légal

Drogue est l'un des problèmes sociaux auxquels sont confrontées les communautés qui ne   
sont pas inconnus de la société algérienne a ses racines dans la profondeur des civilisations
humaines, mais elles étaient constituent pas un phénomène satisfaisant que par la
propagation incroyable qui n'a pas échappé à ce tout pays dans le monde, l'Algérie a connu
.ces dernières années une augmentation Et l'augmentation du nombre de toxicomanes

Les toxicomanes et les problèmes augmentent de manière significative dans toutes les   
sociétés pour des raisons différentes, des conditions sociales et sociales connexes, et
certains sont liés aux coutumes et aux valeurs culturelles qui prévalent dans la société, et
.ceux liés aux conditions économiques vécues par la communauté

Bien que la toxicomanie soit une manifestation du comportement humain des sociétés   
humaines, ses taux ont augmenté et augmenté au cours des dernières décennies du siècle
dernier, selon les journaux locaux et internationaux et les nouvelles, en particulier chez les
.jeunes, y compris les jeunes adultes

Les facteurs et variables qui étaient derrière l'attention des chercheurs et des spécialistes   
en psychologie et en sociologie pour étudier les facteurs à l'origine de la toxicomanie dans
le milieu scolaire, en particulier les facteurs sociaux afin de trouver des solutions
appropriées pour résoudre ce phénomène, un phénomène saturé alimenté par différentes
sources à partir de la famille, les voisins, parents et amis Et l'environnement général, qui
exige des efforts concertés pour être les solutions proposées à ce phénomène pour les
.résultats et un retour positif aux résultats de la société

.Mots-clés: société, drogues, facteurs sociaux, environnement scolaire


‫‪ -1‬اإلشكالية‪:‬‬

‫إن عوام ل الخط ر لتع اطي المخ درات ال يمكن أن تنحص ر في األس باب االجتماعي ة‪ ،‬االقتص ادية‬
‫والثقافي ة فق ط‪ ،‬وإ ال كي ف نفس ر وج ود نس بة معين ة من الم دمنين في الوس ط المدرس ي‪ ،‬في حين أن ك ل‬
‫أفراده معرضين إلى نفس الظروف‪ ،‬وحتى على مستوى العائلة الواحدة نجد اإلخوة معرضين إلى نفس‬
‫الوض ع االجتم اعي‪ ،‬االقتص ادي والثق افي‪ ،‬لكن قد يتع اطى أح د أفراده ا المخ درات في حين ال يت ورط‬
‫فيه ا اآلخ ر‪ ،‬مم ا ي بين أن تع اطي المخ درات مرتب ط ك ذلك بالبني ة النفس ية للف رد وبم ا يعترض ه من‬
‫اضطرابات‪.‬‬
‫وبالمقاب ل نج د أن اإلدم ان على المخ درات يظه ر ل دى الف رد انحراف ات أخ رى‪ ،‬ت ترجم في ش كل‬
‫اضطرابات نفسية قد تخلق عدوانية تجاه اآلخرين أحيانا‪ ،‬وأحيانا أخرى قد تصل بالفرد إلى مستوى‬
‫المرض العقلي‪ ،‬أو قد تدفع به إلى محاولة االنتحار أو إلى االنتحار الفعلي‪.‬‬
‫فالسلوك أو النشاط الذي يقوم به الفرد استجابة لدوافعه وحاجاته ورغباته‪ ،‬ال يخلو من أحد األمرين‪:‬‬
‫‪ -‬إما أن ينجح في تحقيق أغراض الفرد‪ ،‬وبذلك يشبع الدافع و ترضى الحاجة‪ ،‬ويتحقق التكيف النفسي‬
‫لهذا الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬وإ م ا أن يفش ل في تحقي ق أغ راض الف رد ألس باب وعقب ات ترج ع إلى الف رد نفس ه أو إلى البيئ ة‬
‫والظروف المحيطة به‪.‬‬
‫نتيجة لهذا الفشل يبدأ لدى الفرد الصراع النفسي‪ ،‬وتظهر على سلوكه أعراض سوء التكيف النفسي‪،‬‬
‫التي قد تأخذ أشكاال متنوعة تختلف حسب طبيعة الشخص وحسب طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬وقد‬
‫يكون من بين أعراض هذا الفشل أو اإلحباط االنطواء على النفس‪ ،‬التوتر النفسي والشعور بالنقص‪ ،‬أو‬
‫قد يذهب الشخص إلى الجنوح‪ ،‬النظرة السلبية للحياة‪ ،‬أو تعاطي المواد المخدرة‪.‬‬
‫وهكذا يمكن القول بأن إرضاء حاجات الفرد هي عامل مساعد على تحقيق التكيف والصحة النفسية‪،‬‬
‫وإ هم ال هذه الحاج ات هو أهم أس باب االنحراف والمش اكل النفس ية‪ ،‬ال تي ال يقف أثره ا على الفرد ب ل‬
‫يتعداه إلى المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫اه ذا ارتأين ا في ه ذه الدراس ة تس ليط الض وء على ظ اهرة تع اطي المخ درات من خالل تبي ان العوام ل‬
‫االجتماعي ة المس اهمة في تع اطي الش باب للمخ درات خاص ة الش باب المتم درس‪ ،‬وذل ك من خالل ط رح‬
‫التساؤل التالي‪:‬‬

‫م ا طبيع ة العوام ل االجتماعي ة المس اهمة في تع اطي التالمي ذ للمخ درات من وجه ة رأي تالمي ذ‬ ‫‪-‬‬
‫الطور الثانوي؟‪.‬‬

‫‪ -2‬الفرضيات العامة‪:‬‬

‫‪ -‬هناك عدة عوامل اجتماعية تساهم في تعاطي التالميذ للمخدرات ‪.‬‬

‫‪ -3‬الفرضيات اإلجرائية‪:‬‬

‫‪ -1‬الظروف األسرية تساهم في تفشي ظاهرة اإلدمان على المخدرات في وسط الشباب المتمدرس‪.‬‬
‫‪ 2-‬الظروف المدرسية تساهم في تفشي ظاهرة اإلدمان على المخدرات في وسط الشباب المتمدرس‪.‬‬
‫‪ -3‬وسائل اإلعالم تساهم في تفشي ظاهرة اإلدمان على المخدرات في وسط الشباب المتمدرس‪.‬‬

‫‪ -4‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫ترمي الدراسة إلى تحقيق ما يلي ‪:‬‬

‫‪ 1-‬التع رف إلى العوام ل االجتماعي ة المؤدي ة إلى تفش ي ظ اهرة داخ ل المجتمع‪ ،‬وأهميته ا في تش كيل‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫‪ -2‬تسليط األضواء على هذه المشكلة ووضع بعض الحلول المقترحة لها ‪.‬‬
‫‪ -3‬رف ع بعض التوص يات في ض وء نت ائج الدراس ة للمس ؤولين والق ائمين على مؤسس ات التنش ئة‬
‫االجتماعية للتكفل باألطفال‪.‬‬
‫‪ -4‬االتص ال المباش ر بين األولي اء واألطف ال خالل مالحظ ة بداي ة ظه ور أثار تع اطي المخ درات على‬
‫أبناءهم ومعرفتهم بالعامل المساهم في إتباع أبنائهم لهذه الظاهرة في سلوكياتهم‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫تكمن أهمي ة الدراس ة الحالي ة في أهمي ة الج انب ال ذي تتص دى لدراس ته حيث تس عى لدراسة ظ اهرة‬
‫تع اطي المخ درات والعوام ل المؤدي ة إلى تفش يها وانتش ارها داخ ل المجتم ع‪ ،‬تنط وي دراس ة موض وع‬
‫اإلدم ان على المخ درات في بش كل ع ام على أهمي ة بالغ ة خاص ة في ال وقت ال راهن‪ ،‬فق د اتس عت دائ رة‬
‫اإلدمان على المخدرات بمختلف أشكاله في المجتمع الجزائري وطالت حتى المؤسسات التربوية التي‬
‫وجدت أصال لتهذيب األخالق وتنشئة األفراد على نبد السلوكات السلبية ‪ ،‬كما تكمل أهمية الموضوع‬
‫في اتص الها المباش ر باألولي اء ألنهم يتص لون مباش ر بالع املين اآلخ رين (المدرس ة والوس ائل اإلعالم)‪،‬‬
‫من خالل متابعة مسار أبنائهم داخل المدرسة وكذا نوعية البرامج المشاهدة داخل المنزل‪.‬‬

‫تعريف المخدر‪:‬‬ ‫‪-6‬‬


‫يعرف المخدر لغويا بأنه ‪ :‬ستر يمد لجارية في ناحية البيت ‪ ،‬ثم صار كل ما وراءه من بيت ونحوه‬
‫جدرا‪.‬‬
‫امذالل يغشي‬
‫ْ‬ ‫يقال جارية مخدرة إذا ألزمت الخدر و مخدرة(ابن منظور‪، 1994 ،‬ص ‪ )796‬و الخدر‬
‫األعض اء‪:‬الرج ل والي د والجس د وق د خ درت الرج ل يخ در‪ ،‬والخ در من الش راب وال دواء ‪:‬فت ور يع تري‬
‫الشارب وضعف (ابن منظور‪، 1994 ،‬ص ‪)796‬‬
‫ويض يف ابن األع رابي ‪ :‬الخ درة ثق ل الرج ل وامتناعه ا على المش ي‪ ،‬خ در ‪ :‬كأن ه ن اعس‪ ،‬والخ ادر ‪:‬‬
‫الفاتر الكسالن( ابن منظور‪، 1994 ،‬ص ‪)796‬‬
‫تع ني ش يئا ذو نوعي ة س يئة أو ش يء قلي ل ‪ Drogue‬و أم ا في اللغ ة الفرنس ية فكلمة الفائ دة‪ ،‬فهي كلم ة‬
‫كثيرة الت داول و في مج االت مختلف ة ‪ ،‬فق د تع ني لعب ة من ألع اب ال ورق ال تي ك ان يلعبه ا الجن ود‬
‫والمالح ون ‪،‬كم ا أنه ا ق د تع ني العق اقير ال تي تس تعمل في الص باغة و الكيمي اء وفي الص يدلية كم ا أنه ا‬
‫تعني الشيء الذي يؤدي إلى التسمم‪.‬‬
‫إن كلمة ‪ Drogue‬بالفرنس ية ترتبط بك ل م ا ه و س يئ وغير ص الح كم ا ال ي وحي بالثق ة‪ .‬وفي الق رن‬
‫العشرين أصبحت كلمة ‪ Drogue‬الكالم العام تعني المواد السامة والمخدرات ‪.‬‬
‫((‪Webster ,1981,p695‬‬
‫أم ا كلم ة ‪ Narcotic‬أو ‪ Drug‬ففي اللغ ة االنجليزي ة فهي كلم ة تحتم ل مع نى واح دا وهي الم ادة ال تي‬
‫تستعمل طبيا والتي تؤثر على بنية و وظيفة الجسم‪.‬‬
‫إن م ا يمكن مالحظت ه في ه ذه التعريف ات اللغوي ة لكلم ة مخ در باللغ ة العربي ة والفرنس ية‪ ،‬واللغ ة‬
‫االنجليزية أن هناك بعض العجز‪ ،‬خاصة في اللغة الفرنسية ‪ Drogue‬استعملت في مجاالت متباعدة و‬
‫ذات معاني مختلفة‪ ،‬ومع هذا فله معنى من المعاني المختلفة التي تتميز بها هذه الكلمة و هو دواء سيئ‬
‫أو الشيء‬
‫الذي يؤدي إلى التسمم و على الرغم ما لهذه المعاني من الصحة فإنها تبقى عامة وال تفي بالغرض‪.‬‬
‫أما في اللغة العربية فكلمة مخدر تعني ستر أو حجب العقل عن التمييز واإلدراك و قد يكون دواء أو‬
‫شراب‪.‬‬
‫و يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يمكن للمخدر أن يكون شرابا أو دواء‪.‬‬
‫‪ -‬وصف بعض آثار تعاطي المخدرات(الفشل‪ ،‬الفتور‪ ،‬الكسل)‪ ،‬وال يقصد هنا إال المخدرات المسكنة‬
‫وهنا يكمن النقص فالمخدرات أنواع كثيرة فإلى جانب المسكنات هناك المنشطات والمهلوسات ‪.‬‬
‫أم ا من الناحية العلمية فكلمة مخدر تعني‪ ":‬مواد يتعاطاه ا الكائن الحي بحيث تع دل وظائفه أو أكثر‬
‫من وظائفه الحيوية‪Pelc,1983,P(218 (.‬‬
‫كم ا يع رف المخ در بأن ه ‪ ":‬م ادة طبيعي ة أو مص نعة تفع ل في جس م اإلنس ان و ت ؤثر علي ه فتغ ير‬
‫إحساس اته‪ ،‬و تص رفاته و بعض وظائف ه و ينتج عن تك رار اس تعمال ه ذه الم ادة نت ائج خط يرة على‬
‫الصحة الجس دية و العقلية و تأثير مؤذ على البيئ ة و المجتم ع‪ (.‬رشاد عبد اللطيف‪ ،1992 ،‬ص‪-41‬‬
‫‪)42‬‬
‫أما بالنسبة لسعد المغربي( ‪ ) 1984‬فيعرف المادة المخدرة على أنها كل ‪ ":‬مادة خام أو مستحضرة‬
‫تحتوي على مواد منبهة أو مسكنة من ش أنها إذا ما استخدمت في غير األعراض الطبي ة و الصناعية‬
‫الموجه ة أن ت ؤدي إلى حال ة من التع ود و اإلدم ان عليه ا‪ ،‬مم ا يض ر ب الفرد و المجتم ع جس ميا ونفس يا‬
‫واجتماعيا" (رشاد عبد اللطيف‪، 1992 ،‬ص ‪)40‬‬
‫كم ا تع رف المخ درات بأنه ا ‪ ":‬عق اقير ت ؤثر على الجه از العص بي المرك زي بالتنش يط أو التثبي ط أو‬
‫تسبب الهلوسة و التخيالت و تؤدي بمقتضاها إلى التعود أو اإلدمان وتضر باإلنسان صحيا و اجتماعيا‬
‫و ينتج عن ذلك أضرار اجتماعية و اقتصادية للفرد و المجتمع ‪،‬ويحذر استعمالها الشرائع السماوية و‬
‫االتفاقيات الدولية ‪،‬والقوانين المحلية (رشاد عبد اللطيف‪، 1992 ،‬ص ‪)40‬‬
‫فهو في الحقيقة مخدر فعال حتى وإ ن كان ( ‪ )Psychotrope‬أما بالنسبة لألطباء‪ :‬فكل عقار نفسي‬
‫هذه المواد ال تملك نفس القدرة على خلق التعود عند المتعاطي‪)Block,1993,p202 ( .‬‬
‫تعريف تعاطي المخدرات‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫يعرف المركز القومي للبحوث الجنائية بمصر تعاطي المخدرات بأنه‪ ":‬استخدام أي عقار مخدر بأي‬
‫ص ورة من الص ور المعروف ة في مجتم ع م ا للحص ول على ت أنيس نفس ي أو عقلي معين ( رش‪CC‬اد عب‪CC‬د‬
‫اللطيف‪، 1992 ،‬ص‪)40‬‬
‫أنواع تعاطي المخدرات ‪:‬‬ ‫‪-8‬‬
‫ليس ك ل متع اطي للمخ درات في بعض المناس بات أو للتج ريب م دمن عليه ا‪ ،‬من ه ذا المنطل ق فق د تم‬
‫إدخال المتعاطين للمخدرات في ثالثة فئات وهي ‪:‬‬
‫‪ Usage Expérimental‬التجريبي أو االستكشافي التعاطي‪1-‬‬
‫يع بر التع اطي التجري بي عن وض عية يتع اطى فيه ا الش خص المخ درات من م رة إلى ثالثة م رات في‬
‫حياته‪ ،‬دوافعه غالبا ما تكون فضولية‪ ،‬الستكشاف أحوالها‪.‬‬
‫و يعتبر اإلش هار القص دي أو غ ير القص دي من طرف األص دقاء‪ ،‬وفي بعض األحي ان وس ائل اإلعالم‬
‫أحد العوامل التي تدفع بالشباب لتعاطي المخدرات‪.‬‬
‫‪ Usage occasionnel :‬العرضي أو التعاطي الظرفي ‪2-‬‬
‫يعني أن الشخص يتعاطي المخدرات من وقت آلخر‪ ،‬وقد ال يزيد على مرة أو مرتين في الشهر‪ ،‬فال‬
‫يشعر بتبعية نحوه‪ ،‬وال يتعاطاه إال في حالة توفرها بسهولة‪ ،‬ويكون تعاطي المخدر عادة‪ ،‬عفويا أكثر‬
‫منه مدبرا‪ ،‬و قد يستمر في التعاطي إذا ما توفرت بعض العوامل النفسية االجتماعية (هيلين‪ ،‬بوليس‪،‬‬
‫‪)1988‬‬
‫‪ Usage Régulier:‬المنتظم التعاطي‪3-‬‬
‫يعتبر هذا المستوى مرحلة متقدمة عن المرحلتين السابقتين في تعلق المتعاطي بالمخدرات‪ ،‬ويقصد به‬
‫التع اطي المتواص ل و المنتظم للمخ درات‪ ،‬و يرتب ط وص ول المتع اطي له ذه المرحل ة بالعوام ل النفس ية‬
‫مثل االكتئاب و القلق و اليأس و اإلحباط أكثر من ارتباطه بالعوامل الخارجية مثل وسائل اإلعالم و‬
‫تأثير األصدقاء‪.‬‬
‫‪ Pharmaco Dépendance :‬الكثيف أو القهري التعاطي‪4-‬‬
‫إن أهم ما يميز التعاطي الكثيف أو القهري هو التعاطي اليومي‪ ،‬كما قد يتمثل في تناول مقادير كبيرة‬
‫لمدة أيام‪ ،‬فالمدمن هو أي فرد يستخدم العقاقير استخداما قهريا‪ ،‬بحيث يضر بصحته‪ ،‬كما تفقده القدرة‬
‫على ض بط النفس بالنس بة إلدمانه (ف‪CC‬اروق س‪CC‬يد عب‪CC‬د االس‪CC‬الم‪ ،)1988 ،‬تعت بر درج ة س يطرة المخ در‬
‫على حي اة الف رد العام ل المرك زي في التع اطي القه ري‪ ،‬ويك ون الف رد تابع ا نفس يا‪ ،‬وفي بعض األحي ان‬
‫جس ديا للمخ در‪ ،‬وق د تظه ر مش كالت ص عوبة التواف ق م ع الحي اة االجتماعي ة‪ ،‬وتب دأ عالقات ه تس وء مع‬
‫أسرته‪ ،‬وأصدقائه والمحيطين به‪.‬‬
‫عوامل التعاطي ‪:‬‬ ‫‪-9‬‬
‫يعتقد بعض الباحثين أن أسباب تعاطي المخدرات تكمن في شخصية المتعاطي‪ ،‬واستعداده النفسي أن‬
‫يكون مدمنا‪ ،‬في حين يرجع البعض اآلخر أسباب التعاطي إلى الخلفية االجتماعية المتدهورة ‪ ،‬وغياب‬
‫الضبط األسري والظروف الحياتية القاهرة‪ ،‬كما يرجع باحثين آخرين األمر إلى طبيعة العقار نفسه‪،‬‬
‫وكل العوامل المتعلقة به‪.‬‬
‫وعلى ال رغم من أن ه ذه العوام ل في الواق ع تك ون غ ير منفص لة‪ ،‬ب ل تم ارس تأثيرها مجتمع ة و‬
‫متفاعلة‪ ،‬إال أننا نفضل شرحها منفصلة حتى يسهل فهمها‪.‬‬
‫‪ -9-1‬األسباب المتعلقة بالمتعاطي نفسه‪:‬‬
‫لقد أثبت علم النفس أن هناك فروقا فردية بين الناس تبقي تميزهم حتى وٕا ن ظهر التشابه بشكل كبير‪،‬‬
‫لذا فإن اإلدمان كظاهرة مرضية لها عالقة بخصائص المتعاطي نفسه ونورد هنا أهم هذه الخصائص‪:‬‬
‫العوامل‪ C‬الوراثية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يعتق د الب احثون في ه ذا المج ال أن هن اك عالق ة بين إدم ان األولي اء ووق وع أبن ائهم في اإلدم ان ‪،‬‬
‫ويؤيدون وجهة النظر هذه بدراسات عديدة‪ ،‬غير أنه لحد اآلن ال توجد أدلة قاطعة ونهائية تثبت هذا‬
‫الرأي‪.‬‬
‫شخصية المدمن‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يرى علماء النفس أن تعاطي المخدرات قد يكون بديال لتفادي الحرمان واإلحباط‪ ،‬وأنه نشاط تعويضي‬
‫إلعادة التوازن بين القصور والعجز من جهة واإلنجاز والعمل من جهة أخرى( إبراهيم إمام‪، 1982،‬‬
‫ص ‪)11‬‬
‫إن هذه المميزات النفسية التي تدفع الشخص إلى مجال التعاطي بحثا عن إحداث التوازن‬
‫والتي تهدف إلى التعرف على سمات ( ‪ Winick‬أكدتها العديد من الدراسات‪ ،‬منها دراسة (‬
‫الشخصية اإلدمانية‪ ،‬وصنفتها إلى ‪:‬‬
‫أ‪ -‬غير الناضج‪:‬‬
‫وهو العاجز عن إقامة عالقات هادفة مع أشخاص آخرين‪ ،‬وال يستطيع االعتماد على نفسه واالستقالل‬
‫عن أبويه‪.‬‬
‫ب‪ -‬المتفاني في ذاته‪:‬‬
‫وهو الذي ال يستطيع أن يؤجل إشباع رغباته ‪ ،‬ويريد إشباعها في التو و الحال‪.‬‬
‫ج‪ -‬المضطهد لذاته‪ :‬وهو الذي يعاني القلق عن التعبير عن غضبه‪ ،‬ولذلك يلجأ إلى الخمر والمخدرات‬
‫لتخفيف القلق ‪ ،‬حتى يعبر عن غضبه بطريقة عنيفة في بعض األحيان‪.‬‬
‫د‪ -‬الشخصية االكتئابية‪:‬‬
‫وهي شخصية قلقة ومتوترة يلجأ للمخدر لتسكين قلقه‪ ،‬ويؤدي تكرار تعاطيه إلى اإلدمان‪.‬‬
‫ه‪ -‬الضعيف جنسيا‪:‬‬
‫وهو الذي يعاني شذوذا أو ضعفا جنسيا‪ ،‬وبخاصة الجنسية المثلية( عفاف محمد عبد المنعم‪، 2003 ،‬‬
‫ص ‪)80‬‬
‫وعلى اختالف هذه األن واع من الشخص يات‪ ،‬فإنه ا وحس ب ه ذه الدراس ة تك ون االس تعداد ال ذاتي للف رد‬
‫الستخدام المخدرات‪ ،‬وعموما فإن الدوافع النفسية التي يعترف بها المدمنون حول تجرؤهم لدخول عالم‬
‫المخدرات هو البحث عن اللذة‪ ،‬واالبتعاد عن اآلالم الجسمية والنفسية‪.‬‬
‫وق د أض اف ه اني عرم وش عوام ل أخ رى متعلق ة دائما بشخص ية الم دمن (هاني عرم وش‪، 1993 ،‬‬
‫ص‪ )301‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬حب االستطالع‪:‬‬
‫إذ يندفع كثيرا من الشباب إلى التعاطي‪ ،‬بسبب حب اكتشاف المجهول‪ ،‬وتجريب ما قد سمعوا عنه‬
‫أو شاهدوه في اإلعالم المقروء أو المرئي في البرامج الخليعة وغيرها‪.‬‬
‫‪ -2‬حب اإلثارة‪:‬‬
‫إذ ت روج كثير من األقاوي ل أن المخ درات تلهب مش اعر الل ذة‪ ،‬وتح دث متع ة عارم ة ل دى ممارس ة‬
‫الجنس‪ ،‬فيقبل الشباب عليها بشغف طلبا لمزيد من اإلثارة واللذة‪.‬‬
‫‪ -3‬الملل‪:‬‬
‫إن الحياة الروتينية‪ ،‬وغياب مشاريع مستقبلية‪ ،‬والفراغ النفسي وتدني الطموح قد يجعل من المخدرات‪.‬‬
‫‪ -4‬الجهل‪:‬‬
‫أم ر نقط ة وه و أن الكثير من الش باب يقع ون في التع اطي عن جه ل بمض اعفاتها‪ ،‬ومنهم من ي دعي‬
‫تجربتها‪ ،‬ثم التوقف عنها‪ ،‬ولكن هيهات‪.‬‬
‫‪ -5‬غياب الوازع الديني‪:‬‬
‫إذ أن ضعف اإليمان وعدم وجود رادع ديني قوي ‪ ،‬يفقد الشخص توازنه النفسي‪ ،‬ويوقعه في المعصية‬
‫‪ ،‬ويس هل ل ه إلح اق الض رر بذات ه وب اآلخرين‪ .‬وق د أض اف زين العاب دين درويش عنص را مهم ا متعلق ا‬
‫بشخصية المتعاطي‪ ،‬واعتبره عامال نفسيا مهما ومهيئا لعملية التعاطي وهو‪:‬‬
‫الفشل الدراسي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يعتبر الفشل الدراسي من أهم األسباب التي تدعم سير المراهقين و الشباب تجاه أبواب االنحراف ‪،‬‬
‫وأهمها تعاطي المخدرات‪ ،‬لما يلحقه بالشاب من آثار نفسية وٕا حساس بالفشل وانعدام القيمة ‪ ،‬خاصة إذا‬
‫صاحبه ضغط األولياء ‪ ،‬وتقييماتهم السلبية للشخصية‪ ،‬قياسا على اإلخفاق المدرسي‪ ،‬الذي تكبده االبن‪،‬‬
‫وه و األم ر ال ذي ينف ره من ال بيت بحثا عن س ند اجتم اعي يج ده في رفق اء ق د يش جعونه على إتي ان‬
‫نشاطات منحرفة كالتعاطي ‪.‬‬
‫‪ -9-2‬عوامل خاصة بالمادة المتعاطاة ‪:‬‬
‫هن اك مجموع ة عوام ل لص يقة به ذه الم واد وال تي تت دخل بص ورة أو ب أخرى في تش كيل ظ اهرة‬
‫التعاطي‪ ،‬والمتمثلة في توافر المادة المتعاطاة‪ ،‬الثمن‪ ،‬والقواعد المنظمة للتعامل فيها‪.‬‬
‫عامل التوافر‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تش ير كثير من الق رائن إلى أن الدرج ة التي تت وافر به ا م ادة نفس ية غير مشروعة في المجتم ع تعت بر‬
‫عامال مهما في شيوع اإلقبال عليها ولو على سبيل التجريب‪.‬‬
‫عامل الثمن‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يعت بر الثمن من العوام ل الهام ة ال تي تت دخل في تش كيل ظ اهرة التع اطي‪ ،‬وق د تت دخل بأش كال مختلف ة‪،‬‬
‫منها تعديل معدالت االنتشار بالعمل على زيادتها أو تقليصها‪.‬‬
‫عامل القوانين والقواعد‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫لق د لج أت معظم حكوم ات الع الم‪ ،‬في ف ترات تاريخي ة مختلف ة إلى اس تخدام آلي ة الق انون للت أثير في‬
‫معدالت انتشار التعاطي لكثير من المواد المحدثة لالعتماد‪.‬‬
‫نظرة المجتمع للعقار‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يتأثر توافر المخدرات و المواد المسكرة عليها بنظرة المجتمع‪ ،‬إذ أن في المجتمعات الغربية‪ ،‬مثال ال‬
‫يكون هناك حرج أبدا من االتجار بالخمر وشربه‪ ،‬لذلك يكون احتمال اإلدمان عليه كبيرا ‪ ،‬على عكس‬
‫المجتمع ات المس لمة ال تي يح رم فيه ا ال دين ش رب الخمر وبيعه ا ويمقت المجتم ع ك ل من ل ه عالق ة ب ه‪،‬‬
‫وهذا ينقص احتماالت اإلدمان‪.‬‬
‫‪ -9-3‬أسباب متعلقة بالبيئة والمجتمع‪:‬‬
‫إن العوام ل البيئي ة واالجتماعي ة ال تق ل أهمي ة عن ب اقي العوام ل المس ببة للتع اطي‪ ،‬إذ أن الف رد ك ائن‬
‫اجتم اعي تتش كل شخص يته وتتح دد معالمه ا من خالل م ؤثرات بيئي ة‪ ،‬كم ا تضع البيئ ة للف رد ح دودا‬
‫ومطالبا يستجيب لها بشكل يكون مقبوال من محيطه وٕا ن لم يكن ذلك‪ ،‬فإنه يتعرض لضغوطات نفسية‬
‫تقلل توافقه وقد تسبب في انحرافه‪ .‬وترتبط العوالم البيئية بعدة عناصر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬عوامل التنميط الحضاري‪:‬‬
‫وهي تش ير إلى األفك ار والقيم والتص رفات الش ائعة في المجتم ع حي ال المخ درات ‪ ،‬وال تي يمكن أن‬
‫تؤثر في إقبال األشخاص على التعاطي أو نفورهم منها‪ ،‬ويمكن أن نذكر على سبيل المثال أن الحشيش‬
‫في مصر يشيع عنه أنه يزيد في ذكاء الفرد‪ ،‬وإ بداعه‪ ،‬وعلى العكس من ذلك في بلد آخر مثل رواندا‬
‫يرتب ط الحش يش في تص ورات مواطنيه ا بالمع اني الس يئة‪ ،‬حيث ال يتعاط اه إال الفئ ات ال دنيا‪ ،‬والمنحط ة‬
‫في المجتم ع ‪ ،‬ل ذلك ف إن ه ذه األفك ار الش ائعة تق وم بعملي ة تش ريط حض اري ألغلب أف راد المجتم ع‪،‬‬
‫فتنفرهم منه (زين العابدين درويش‪ ، 1999 ،‬ص ‪)262‬‬
‫‪ -2‬ظروف الحياة األسرية‪:‬‬
‫يتعلم الفرد في أسرته القيم والمعايير االجتماعية واألنماط المختلفة من السلوك‪ ،‬وهذا يتحدد بنوعية‬
‫األسرة‪ ،‬فإذا كانت هذه األسرة متماسكة ومتحابة‪ ،‬تشعر أفرادها باالنتماء من خالل االهتمام والمتابعة‪،‬‬
‫ف إن ذل ك ينعكس على الص حة النفس ية لألبن اء‪ ،‬وت وافقهم النفسي واالجتم اعي‪ ،‬وعلى العكس من ذل ك ‪،‬‬
‫فإن األسر المفككة والمضطربة تنشئ أفراد مضطربين‪ ،‬ومنحرفين‪ ،‬وهذا هو الرأي السائد بين علماء‬
‫النفس االجتماعي‪ ،‬إذ يعتبرون أن السلوك اإلجرامي ‪ ،‬وتعاطي المخدرات هو نتيجة للتنشئة االجتماعية‬
‫الخاص ة ب الفرد‪ ،‬حيث أن ه س لوك مكتس ب وأن التنش ئة االجتماعي ة غ ير الجي دة تف رز أنماط ا وس لوكا‬
‫إنحرافيا‪،‬‬
‫وتعاطي المخدرات واإلدمان عليها أحد أنواع هذا السلوك المنحرف‪( .‬رشاد أحمد عبد اللطيف‪1999 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ‪)67‬‬
‫وتدل البحوث الواقعية أن أغلب المتعاطين ينحدرون من أسر مفككة‪ ،‬ومضطربة‪ ،‬وتتسم‬
‫بالمظاهر التالية‪ ( :‬زين العابدين درويش‪ ، 1999 ،‬ص ‪)263‬‬
‫‪ - 1‬إتباع الشدة في المعاملة واستعمال العقاب الجسدي والطرد‪.‬‬
‫‪ - 2‬زيادة عدد ـأفراد األسرة‪.‬‬
‫‪ - 3‬وقوع الطالق أو االنفصال بين الوالدين‪.‬‬
‫‪ -4‬االنحالل الخلقي داخل األسرة‪ ،‬وضعف القيم الدينية‪.‬‬
‫‪ - 5‬توتر العالقات األسرية‪.‬‬
‫عن اعتبار االغتراب عن ( ‪ 1990Nowinski‬نوفسكي كما ذهب بعض الباحثين أمثال (‬
‫القيم االجتماعي ة والديني ة التقليدي ة يض ع الش باب في مخ اطرة كب يرة ‪ ،‬وهي تع اطي الم واد المخ درة‪،‬‬
‫والش باب في ه ذه الظ روف من المحتم ل أن ينج ذبوا في تي ار جماع ة الرف اق ال تي قد تك ون متورط ة‬
‫بدرجة شديدة في تعاطي المواد المخدرة هروبا من الواقع‪ ،‬وخاصة إذا ما كانوا تحت تأثير ضغوط‪،‬‬
‫ويعانون من انخفاض تقدير الذات‪ ،‬ولديهم عالقات ضعيفة مع والديهم‪ ،‬ويعيشون في أسرة بها أفراد‬
‫يتع اطون الم واد المخ درة أو مغ تربون عن القيم و األدوار االجتماعي ة التقليدي ة (حس ين فاي د‪، 2001 ،‬‬
‫ص ‪)200‬‬
‫‪ -3‬وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫تعتبر وسائل اإلعالم من اآلليات االجتماعية التي يستخدمها المجتمع للتأثير على ظاهرة ما‪ ،‬بالسلب أو‬
‫باإليج اب‪ ،‬وي ذكر س ويف أن ه في دراس ات ميداني ة اس تهدفت فئ ة عريض ة من الش باب في الم دارس‬
‫والجامع ات أن وس ائل اإلعالم (الرادي و والتلفزي ون والص حف ) ت أتي في مرتب ة بع د مرتب ة األص دقاء‬
‫مباش رة ‪ ،‬كمص در يس تمد من ه الش باب معلوم اتهم عن المخ درات بجمي ع أنواعه ا‪ ،‬كم ا أوض ح نفس‬
‫المصدر وجود ارتباط إيجابي قوي بين درجة تعرض الشباب لهذه المعلومات واحتماالت تعاطيهم هذه‬
‫المخدرات (مصطفى سويف‪ ، 1996 ،‬ص ‪)87‬‬
‫إذ تعم ل وس ائل اإلعالم على زي ادة انتش ار ثقاف ة المخ درات عن طري ق مس توى األول والثاني وه و‬
‫السماع والرؤية‪ ،‬ويعد التعرض لثقافة المخدرات من العوامل المساهمة في زيادة احتماالت التعاطي‪.‬‬
‫لقد أوضحت نتائج البحوث التي أجريت في هذا الصدد‪ ،‬أن هناك ارتباطا بين التعرض المعرفي عن‬
‫طريق السمع أو الرؤية المباشرة لثقافة المواد النفسية المؤثرة في األعصاب وبين معتقدات واتجاهات‬
‫األف راد نح و ه ذه الم واد‪ ،‬وم ع المزي د من التع رض لثقافة المخ درات ت زداد احتمالي ة أن يق دم الش خص‬
‫على التعاطي(عبد اللطيف محمد خليفة‪ ، 1998 ،‬ص ‪)177‬‬
‫كما أشار تقرير أعده مركز القومي للبحوث االجتماعية والجنائية حول ظاهرة انتشار المخدرات في‬
‫مص ر‪ ،‬إلى الت أثير اإليج ابي لوس ائل اإلعالم خاص ة التلفزي ون والس ينما‪ ،‬في اإلقب ال على التع اطي‬
‫ب االبراز المخ درات على أنه ا وس يلة لنس يان الهم وم واإلحس اس بالس عادة ول و لف ترة من ال وقت ( رأفت‬
‫سليمان علي‪ ، 1985 ،‬ص ‪)61‬‬
‫‪ -10‬المنهج واألداة المتبعة في البحث‪:‬‬
‫استعمل المنهج الوصفي المالئم الستقصاء المعلومات من العينة‪ ،‬كما تم االستعانة باالستمارة كأداة‬
‫للبحث لتمكنها من استقصاء أكبر عدد ممكن من اآلراء‬
‫‪-11‬بناء األداة‪:‬‬
‫بعد إجراء مقابلة مع عدد من أولياء التالمي ذ (‪ 05‬ولي تلمي ذ) قمنا ببناء االس تبيان التالي بع د قياس‬
‫وثبات األداة‪ ،‬حيث احتوت على ثالث محاور‪:‬‬
‫‪ -1‬المحور األول‪ :‬خاص بمساهمة األسرة في تفشي ظاهرة العنف مكونة من (‪ )14‬عبارة‪.‬‬
‫‪ -2‬المح ور الثاني‪ :‬خ اص بمس اهمة المدرس ة في تفش ي ظ اهرة اإلدم ان على المخ درات مكون ة من (‬
‫‪ )10‬عبارات‪.‬‬
‫‪ -3‬المحو الثالث‪ :‬خاص بمساهمة وسائل اإلعالم في تفشي ظاهرة اإلدمان على المخدرات مكونة من‬
‫(‪ )08‬عبارات‪.‬‬
‫‪-12‬عينة البحث‪:‬‬
‫تمثلت عينة البحث على التالميذ التعليم الثانوي سنة ثالثة مكونة من (‪ )50‬تلميذ‪.‬‬
‫‪-13‬تحليل النتائج األولية‪:‬‬
‫بعد معالجة البيانات بواسطة برنامج ‪ spss‬خلصت الدراسة إلى النتائج اآلتية‪:‬‬
‫الفرضية األولى‪ :‬العوامل األسرية تساهم في تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات داخل المجتمع من وجهة‬
‫نظر التالميذ‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)01‬يمثل مساهمة العوامل األسرية في تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات داخل المجتمع‬
‫غير موافق‬ ‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫ال رق العبارة‬

‫التكرار ‪%‬‬ ‫التكرار ‪%‬‬ ‫التكرار ‪%‬‬ ‫م‬

‫‪30%‬‬ ‫‪15 10%‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪30‬‬ ‫قلة جلوس األبوين مع األبناء لنصحهم وإ رشادهم‬ ‫‪01‬‬
‫‪08%‬‬ ‫‪04 02%‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪45‬‬ ‫إهمال األسرة للتلميذ وعدم متابعته‪.‬‬ ‫‪02‬‬
‫‪38%‬‬ ‫‪19 40%‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫تشجيع بعض اآلباء لألبناء على أخذ حقوقهم بالقوة‬ ‫‪03‬‬
‫‪20%‬‬ ‫‪10 10%‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪35‬‬ ‫الشجار شبه الدائم مع األبوين‬ ‫‪04‬‬
‫‪32%‬‬ ‫‪16 20%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪48%‬‬ ‫‪24‬‬ ‫كثرة غياب األب عن المنزل‬ ‫‪05‬‬
‫‪06%‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪94%‬‬ ‫‪47‬‬ ‫معاملة التلميذ داخل األسرة بالقسوة‬ ‫‪06‬‬
‫‪12%‬‬ ‫‪06 08%‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪40‬‬ ‫افتقار التلميذ لمشاعر المحبة داخل األسرة‬ ‫‪07‬‬
‫‪10%‬‬ ‫‪05 02%‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪88%‬‬ ‫‪44‬‬ ‫التميز في األسرة بين الطفل وإ خوته‬ ‫‪08‬‬
‫‪14%‬‬ ‫‪07 08%‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪78%‬‬ ‫‪39‬‬ ‫غياب األب عن المنزل لفترة طويلة بحجة العمل‬ ‫‪09‬‬
‫‪26%‬‬ ‫‪13 10%‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪64%‬‬ ‫‪32‬‬ ‫تعاطي األولياء للمخدرات داخل المنزل‬ ‫‪10‬‬
‫‪28%‬‬ ‫‪14 02%‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪35‬‬ ‫كثرة األبناء في األسرة‬ ‫‪11‬‬
‫‪16%‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪84%‬‬ ‫‪42‬‬ ‫عدم توفير األسرة للحاجات األساسية من أكل ولباس‬ ‫‪12‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00 100%‬‬ ‫‪50‬‬ ‫معاملة التلميذ داخل األسرة بالدالل الزائد‬ ‫‪13‬‬
‫‪22%‬‬ ‫‪11 08%‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪70%‬‬ ‫‪35‬‬ ‫التذبذب في معاملة الطفل داخل األسرة بين القسوة والحب‬ ‫‪14‬‬

‫التعليق على الجدول‪:‬‬


‫نالح ظ من خالل الج دول رقم (‪ )01‬أن نس بة موافق ة التالمي ذ ح ول مس اهمة الظ روف األس رية في‬
‫تفشي ظ اهرة اإلدم ان على المخ درات داخ ل المجتم ع‪ ،‬حيث ك انت النت ائج بموافق ة كب يرة من خالل قل ة‬
‫الح وار داخ ل الم نزل بين األولي اء واألطف ال بنس بة ‪ ،%60‬وك ذا غي اب الوال دين المط ول عن الم نزل‬
‫خاصة بحجة العمل ‪ ،%78‬كما انشغال األولياء بتوفر الحاجات األساسية من أكل ولباس لألبناء ‪%84‬‬
‫مما يزيد من مسافة الفراق بين الوالدين واألبناء‪ ،‬كما أظهرت النتائج تذبذب في معاملة الطفل داخل‬
‫األسرة بين القسوة والحب‪ ،%70‬باإلضافة إلى الدالل الزائد للولدين تجاه الطفل بنسبة كبيرة قدرت بـ‬
‫‪ ،%100‬أي أن العوام ل األسرية تس اهم في تفي ظ اهرة تفشي اإلدم ان على المخدرات داخ ل المجتمع‬
‫من وجهة نظر التالميذ‪.‬‬
‫وبالتالي فالفرضية األولى تحققت‪.‬‬
‫‪2-‬الفرضية الثانية‪ :‬العوامل المدرسية تساهم في تفشي ظاهرة اإلدمان على المخدرات داخل المجتمع‪.‬‬
‫ج دول رقم (‪ )02‬يمثل مس اهمة العوام ل المدرس ية في تفش ي ظ اهرة اإلدم ان على المخ درات داخ ل‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫غير موافق‬ ‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫العبارات‬

‫‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫التك را ‪%‬‬ ‫التكرار ‪%‬‬


‫ر‬
‫‪14%‬‬ ‫‪07 04%‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪82%‬‬ ‫‪41‬‬ ‫كثرة انضمام الطفل بأصدقاء السوء داخل المدرسة‬ ‫‪15‬‬
‫‪10%‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪45‬‬ ‫ضعف القوانين المدرسية‬ ‫‪16‬‬
‫‪06%‬‬ ‫‪03 04%‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪45‬‬ ‫ضعف االتصال بين األسرة والمدرسة‬ ‫‪17‬‬
‫‪24%‬‬ ‫‪12 12%‬‬ ‫‪06‬‬ ‫‪64%‬‬ ‫قل ة األنش طة المدرس ية ال تي توظ ف فيه ا الطف ل ‪32‬‬ ‫‪18‬‬
‫طاقته‬
‫‪04%‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪96%‬‬ ‫‪48‬‬ ‫سوء العالقة بين التلميذ واألستاذ‬ ‫‪19‬‬
‫‪06%‬‬ ‫‪03 02%‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪92%‬‬ ‫‪46‬‬ ‫عدم تفهم األساتذة لمشاكل التالميذ‬ ‫‪20‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00 100%‬‬ ‫‪50‬‬ ‫كثرة عدد التالميذ داخل القسم يصعب مراقبهم‬ ‫‪21‬‬

‫‪04%‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪96%‬‬ ‫‪48‬‬ ‫عدم تلبية المدرسة لميول التلميذ‬ ‫‪22‬‬
‫‪28%‬‬ ‫‪14 08%‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪64%‬‬ ‫‪32‬‬ ‫افتقاد المدرسة لعنصر التشويق في الدراسة‬ ‫‪23‬‬
‫‪14%‬‬ ‫‪07 06%‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪40‬‬ ‫تحيز األساتذة لبعض التالميذ دون غيرهم‬ ‫‪24‬‬

‫التعليق على الجدول‪:‬‬


‫نالحظ من خالل الجدول رقم (‪ )02‬الذي يمثل مساهمة العوامل المدرسية في تفشي ظاهرة اإلدمان‬
‫على المخدرات داخل المجتمع‪ ،‬حيث أظهرت النتائج أن نسبة موافقة التالميذ على مساهمة هذا العامل‬
‫بنس بة كب يرة من خالل أن التالمي ذ ي رون ب أن س وء العالق ة بين األس تاذ والتلمي ذ تول د لدي ه الرغب ة في‬
‫الخروج من المدرسة مما يترك المساحة لرفقاء السوء لالتصال بالتلميذ وبالتالي تحريضه على اإلدمان‬
‫على المخ درات ‪ ، %96‬كم ا أن ك ثرة ع دد التالمي ذ داخ ل القس م بنس بة ‪ %100‬كم ا أن ع دم تلبي ة‬
‫المدرس ة لمي ل لتلمي ذ ‪ %96‬وافتقاره ا لعنص ر التش ويق ‪ %64‬ت ؤدي إلى محاول ة خ روج التلمي ذ من‬
‫المدرسة والولوج إلى الشارع‪ ،‬كما أن تحيز األستاذ لبعض التالميذ دون سواهم ‪ %80‬تزيد من الهفوة‬
‫بينهم‪ ،‬كما أن قلة األنشطة المدرسة التي توظف طاقة التلميذ ‪ ، %64‬مما يوضح لنا مساهمة العامل‬
‫المدرسي في تفشي ظاهرة اإلدمان على المخدرات داخل المجتمع‪.‬‬
‫وبالتالي فالفرضية الثانية تحققت‬
‫‪ -3‬الفرضية الثالثة‪ :‬وسائل اإلعالم تساهم في تفشي ظاهرة اإلدمان على المخدرات داخل المجتمع‪.‬‬

‫ج دول رقم (‪ :)03‬يمثل مس اهمة وس ائل اإلعالم في نفش ي ظ اهرة اإلدم ان على المخ درات داخ ل‬
‫المجتمع‪:‬‬

‫غير موافق‬ ‫محايد‬ ‫موافق‬ ‫العبارات‬


‫‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫التك را ‪%‬‬ ‫التك را ‪%‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫‪26%‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪64%‬‬ ‫‪32‬‬ ‫مشاهدة التلميذ ألفالم المشجعة على اإلدمان‬ ‫‪25‬‬
‫‪06%‬‬ ‫‪03‬‬ ‫‪04%‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪45‬‬ ‫متابعة التلميذ لبرامج األجنبية الغير مراقبة‬ ‫‪26‬‬
‫‪30%‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫ع دم بث ب رامج لتوجي ه التلمي ذ من خط ر ‪30‬‬ ‫‪27‬‬
‫المخدرات‬
‫‪04%‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪96%‬‬ ‫‪48‬‬ ‫إعطاء الحرية للتلميذ لمشاهدة ما يريد‬ ‫‪28‬‬
‫‪08%‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02%‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪90%‬‬ ‫‪45‬‬ ‫مشاهدة الدعايات المؤدية لإلدمان على المخدرات‬ ‫‪29‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪50‬‬ ‫تقمص شخصيات األبطال المروجين للمخدرات‬ ‫‪30‬‬
‫‪14%‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪74%‬‬ ‫‪37‬‬ ‫مشاهدة التلميذ أفالم خاصة بالكبار‬ ‫‪31‬‬
‫‪04%‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪02%‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪94%‬‬ ‫‪47‬‬ ‫إبراز الصحف واألخبار النتشار المخدرات‬ ‫‪32‬‬

‫التعليق على الجدول‪:‬‬

‫نالح ظ من خالل الج دول رقم (‪ )03‬أن معظم التالمي ذ يوافق ون على أن لوس ائل اإلعالم دور في‬
‫تفش ي ظ اهرة اإلدم ان على المخ درات داخ ل المجتم ع وذل ك من خالل ك ثرة س ماح األولي اء ألبن ائهم‬
‫بمشاهدة أفالم خاصة بالكبار ‪ ،%74‬كما تظهر كذلك من خالل كثرة مشاهدة األطفال ألفالم المشجعة‬
‫على اإلدم ان ‪ ،%64‬كم ا أن إعط اء الحري ة للتلميذ لمش اهدة م ا يري د ‪%96‬مش اهدة ال دعايات المحفزة‬
‫لإلدمان على المخدرات ‪ %90‬مما يؤدي إلى ترسيخ صورة اإلدمان في أذهان األطفال‪ ،‬كما أن كثرة‬
‫إب راز الص حف واألخب ار النتش ار المخ درات ‪ %94‬ي ؤدي ك ثرة ت داول ه ذا المص طلح ل دى األطف ال‬
‫والمجتمع ككل مما يؤدي إلى استصغار الظاهرة في ذهن وسلوك الطفل‪ .‬ومنه فلوسائل اإلعالم دور‬
‫في تفشي ظاهرة اإلدمان على المخدرات داخل المجتمع‪.‬‬

‫وبالتالي فالفرضية الثالثة تحققت‪.‬‬

‫‪ -14‬تحليل النتائج العام‪:‬‬

‫من خالل تحلي ل النت ائج حس ب الفرض يات يتض ح لن ا أن للعوام ل االجتماعي ة دور كب ير في تفش ي‬
‫ظ اهرة اإلدم ان على المخ درات داخ ل المجتم ع‪ ،‬وذل ك من خالل مؤسس ات التنش ئة االجتماعي ة وال تي‬
‫تلعب دورا هام ا في تنش ئة الطف ل تنش ئة س ليمة وس وية‪ ،‬لكن إذا ط رأ ن وع من الخل ل داخ ل ه ذه‬
‫المؤسس ات من خالل الممارس ات ال تي تق وم به ا ت ؤدي إلى الخ روج به ذه التنش ئة إلى مس ار س لبي‪،‬‬
‫فالعوامل األسرية تساهم في تفشي ظاهرة اإلدمان على المخدرات داخل المجتمع من خالل التربية غير‬
‫الس ليمة والتذب ذب في التربي ة بين الحب والكره والتس امح والعق اب في نفس الموق ف‪ ،‬وك ذا كثرة غي اب‬
‫األولياء عن المنزل ونقص الحوار بين األولياء واألبناء تؤدي إلى توجه األبناء إلى الشارع مما يستثمر‬
‫طاقاته بالتوجه إلى اآلفات االجتماعية ‪ ،‬كما أن المدرسة كذلك تسهم في تفشي هذه الظاهرة من خالل‬
‫عدم تلبية حاجات التالميذ وميوالتهم وافتقادها إلى عنصر التشويق كما كثرة عدد التالميذ داخل القسم‬
‫والتمييز الذي يحدثه األستاذ بين التالميذ مما يسبب الملل داخل نفوس التالميذ فيلجئون إلى ترك مقاعد‬
‫الدراس ة والتوج ه إلى الش ارع أين يكمن مه د االنح راف واإلدم ان والمنب ع المش بع له ذه الظ اهرة‪ ،‬مم ا‬
‫يمكننا من القول بأن للمدرسة دور في تفشي ظاهرة اإلدمان على المخدرات داخل المجتمع‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك نجد مؤسسة وسائل اإلعالم وما لها من دور في تفشي ظاهرة اإلدمان على المخدرات داخل‬
‫المجتم ع وذل ك من خالل إذاع ة مختل ف األفالم واإلعالن ات المش جعة لإلدم ان‪ ،‬ح تى أن أفالم الص غار‬
‫تحم ل في ثناياه ا الظ اهرة‪ ،‬كم ا نج د تش به األطف ال بأبط ال األفالم وتقمص األدوار ي ؤدي إلى توج ه‬
‫الطف ل إلى ذل ك من خالل األدوار ال ذي يق وم به ا‪ ،‬كم ا نج د أن األخب ار ال تي تق دم م دى انتش ار أن واع‬
‫المخ درات ودخ ول كمي ات كب يرة ألرض ال وطن والتح دث المس تمر عنه ا ت ؤدي إلى استص غار ه ذه‬
‫الظاهرة لدى األطفال في ذهنهم وفي سلوكياتهم مما يؤكد لنا بأن لوسائل اإلعالم دور كبير في تفشي‬
‫ظ اهرة اإلدم ان على المخ درات‪ ،‬وبالتالي فإن ذل ك ي ؤدي بالض رورة إلى إلح اق الض رر به ذا الطف ل‪،‬‬
‫في ؤدي إلى ت وجههم إلى الش ارع المليء ب الخطر وباآلف ات وال تي يعت بر اإلدم ان أول ه ذه المخ اطر‪،‬‬
‫وبالتالي فمؤسسات التنشئة االجتماعية من أسرة‪ ،‬مدرسة ووسائل اإلعالم دور كبير في تفشي ظاهرة‬
‫اإلدمان على المخدرات داخل المجتمع‪.‬‬

‫‪ -15‬قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬ابن منظور( ‪ ،)1994‬لسان العرب‪،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫‪ -2‬رش اد أحم د عب د اللطي ف( ‪ ،)1992‬اآلثار االجتماعي ة لتع اطي المخ درات وس بل الوقاي ة والعالج‪،‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ -3‬هيلين‪ ،‬ب وليس(‪ ،)1988‬أضواء كاشفة على المخ‪CC‬درات‪ ،‬مرك ز النش اط واإلعالم للتنمية و التفاهم‬
‫الدولي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ -4‬عف اف محم د عبد المنعم( ‪ ،)2003‬اإلدمان دراسة نفسية ألسبابه ونتائجه‪ ،‬دار المعرفة الجامعي‪$$‬ة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -5‬هاني عرموش((‪ ، )1993‬المخدرات إمبراطورية الشيطان‪ ،‬دار النفائس ‪ ،‬ط ‪ ،1‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -6‬زين العاب دين درويش(‪ ،)1999‬علم النفس االجتم اعي‪ ،‬أسس ه وتطبيقات ه‪ ،‬دار الفك ر الع ربي‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -7‬حسين فايد( ‪ ،)2001‬االضطرابات السلوكية‪ -‬تشخيصها‪ -‬أسبابه‪ -‬عالجها‪ -‬مؤسسة طيبة للنشر‪،‬‬
‫ط ‪،1‬القاهر‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -8‬مصطفى سويف( ‪ ،)1996‬المخدرات و المجتمع نظرة تكاملية ‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة ‪ ،‬يصدرها‬
‫المجلس الثقافي للفنون و اآلداب ‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ -9‬عبد اللطيف محمد خليفة ( ‪ ،)1998‬دراسات في علم النفس االجتماعي‪ ،‬المجلد األول‪،‬‬
‫دار قباء‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ - 10‬رأفت سليمان علي( ‪ ،) 1985‬أضرار المخدرات والوقاية منها‪ ،‬مجلة األمة‪ ،‬العدد ‪58‬‬
‫‪Webster,A.M(1981),Webster Third New International -11‬‬
‫‪Dictionnary, G.G Marriam, Company Publishers, USA‬‬
‫‪Pelc,I(1983),Drogues Et Toxicomanies Le Facteur Humain, Les Assuetudes - 12‬‬
‫‪.Abus Et Etats De Dependance, Universite De Bruxelles, Bruxelles‬‬
‫‪, Block,H(1993),Dictionnaire De La Pschologie, Larouuse-13‬‬
‫‪.Paris, France‬‬

You might also like