You are on page 1of 16

‫قانون الضبط االقتصادي في الجزائر‬

‫المطلب األول ‪ :‬في مجال رقابة الممارسات المنافية للمنافسة‬

‫يؤه ل المش رع بعض س لطات الض بط القطاعي ة على غ رار ك ل من س لطة ض بط البري د والمواص الت الس لكية‬
‫والالس لكية ‪ ،‬لجن ة ض بط الغ از والكهرب اء ولجن ة اإلش راف على التأمين ات باإلختص اص للفص ل في القض ايا‬
‫المتعلقة بالممارسات المنافية للمنافسة في قطاعات تدخلها وهو ما يرتب منازعة واضحة إلختصاص مجلس‬
‫المنافسة في هذا المجال بإعتباره السلطة المؤهلة حسب األمر رقم ‪ 03-03‬بالفصل قي الممارسات واألعمال‬
‫المدبرة ‪ ،‬التعسف في وضعية الهيمنة ‪ ،‬عقود البيع االستشاري ‪ ،‬التعسف في إستغالل وضعية التبعية والبيع‬
‫بأسعار مخفضة بشكل تعسفي ‪.‬‬

‫إن منح اختصاص سلطات الضبط القطاعية في مجال المنافسة ‪ ،‬خاصة مع توفر تنظيمها الهيكلي على‬
‫مديريات للمنافسة‪ ،1‬يعبر حسب األستاذ " زوايمية " عن تداخل واضح لإلختصاص ‪ .‬فالمشرع ورغم اعترافه‬
‫باختص اص ع ام لمجلس المنافس ة في مراقب ة الممارس ات المنافي ة للمنافس ة والتجميع ات االقتص ادية إال أن ه في‬
‫‪2‬‬
‫المقابل يكرس اختصاصا موازيا لسلطات الضبط في هذين المجالين‬

‫في سوق االتصاالت‬ ‫‪-1‬‬

‫يقوم إدخال المنافسة في سوق االتصاالت على الشروط المتعلقة بتعريفة الربط البيني وكذا الشروط التقنية‬
‫ونمط دخول متعاملين جدد وهو سوق معرض لوجود وضعية هيمنة للمتعامل التاريخي ‪ . 3‬في هذا االطار‬
‫فإن ضبط هذا السوق يتطلب تدخل كال من سلطة الضبط القطاعية ومجلس المنافسة ‪ .‬فدور سلطة الضبط‬

‫على غرار "مديرية التعريفة ‪ ،‬المنافسة واالستشراف " بلجنة ضبط الغاز والكهرباء و " المديرية االقتصادية ‪ ،‬المنافسة واالستشراف "‬ ‫‪1‬‬

‫بسلطة ضبط البريد والمواصالت السلكية والالسلكية ممثلة في " قسم التنظيم االقتصادي والتنافسي " انظر الملحق رقم ‪03‬‬

‫‪2‬‬
‫‪R.ZOUAIMIA Droit de la régulation économique , op cit,p154.‬‬
‫‪Il existe en somme un chevauchement de compétences entre le conseil de la concurrence‬‬
‫‪Et les autorités de régulation sectorielles en matière de pratiques restrictives de concurrence.‬‬
‫‪Si l'ordonnance relative a la concurrence donne au conseil de la concurrence une compétence‬‬
‫‪Exclusive pour en connaitre, les textes régissant les autres secteurs attribuent des compétences‬‬
‫‪Parallèles aux autorités sectorielles pour connaitre les mêmes pratiques.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪A-L.ANNAMAYER op cit, p425.‬‬
‫‪Le développement dans le secteur des télécommunications repose en partie sur des conditions‬‬
‫‪Relatives aux tarifs d'interconnexion, aux conditions techniques ou aux rythme d'entrée dans le‬‬
‫‪Secteur, le fonctionnement du marche risque d'être affecte par al position dominante de l'operateur‬‬
‫هن ا يتعل ق بالت دخل على مس توى بني ة المنافس ة ‪ ،‬أي معالج ة وض عية الهيمن ة ال تي يس تفيد منه ا المتعام ل‬
‫التاريخي من خالل وضع الشروط التقنية والمالية التي يخضع لها المنافسون الجدد في حين أن دور مجلس‬
‫المنافسة يرتبط بالتدخل البعدي على مستوى ممارسات المتعاملين وخاصة في مجال تعريفة الخدمات ‪.‬‬

‫عملي ا ف إن اله دفان يتقاطع ان ‪ ،‬حيث يؤه ل المش رع س لطة الض بط من خالل الق انون رقم ‪03-2000‬‬
‫بص فتها ممثل ة للدول ة وفي إط ار ص الحياتها العام ة المرتبط ة بض بط ه ذا الس وق بض مان إح ترام قواع د‬
‫المنافسة المشروعة بين المتعاملين وتجاه المرتفقين‪ ، 1‬حيث يمنح المشروع سلطة الضبط اختصاص السهر‬
‫على وجود منافسة فعلية ومشروعة في قطاع البريد والمواصالت السلكية والالسلكية كما يؤهلها التخاذ ك ل‬
‫التدابير الضرورية لترقية أو استعادة المنافسة في هاتين السوقين‪ .2‬كما ينظم المشرع في ظل هذا القانون‬
‫وضعية الهيمنة التي يكرسها قانون المنافسة وذلك من خالل منع كل متعامل أو موفر الخدمات من تقديم‬
‫اعانات مالية لنشاطات أخرى مأخوذة من نشاط يكون فيه هذا المتعامل في وضعية هيمنة‪.3‬‬

‫إن ضبط سوق االتصاالت يتسم بوجود تداخل بين القانون العام للمنافسة وقانون الضبط القطاعي ‪،‬‬
‫فضبط وضعية الهيمن ة للمتعام ل التاريخي والنزاعات المتعلقة بالربط البيني تف ترض تطبيق قواعد ق انون‬
‫المنافس ة كم ا تف ترض وج ود مس ائل متعلق ة ب المرفق الع ام في نفس ال وقت ‪ 4‬بالنس بة لألس تاذ ((بس عي))‬
‫الرئيس الحالي لسلطة الضبط فإن القانون رقم ‪ 03-2000‬إضافة إلى نصوصه التنظيمية يكرس القواعد‬
‫العامة لقانون المنافسة ‪ ،‬غير أن المبادئ التنافسية تجد تطبيقا خاصا لها في مجال االتصاالت خصوصا‬
‫في مجال الربط البيني ‪ ،‬الذي يسمح بدخول متعاملين جدد دون عرقلة أو تعسف من طرف المتعامل التاريخي‬
‫الموجود في وضعية احتكار عند فتح السوق وهو ما يعبر عن ترجمة قانون االتصاالت للمارسات المنافية‬
‫للمنافسة التي يمنعها ويعاقب عليها قانون المنافسة ‪.5‬‬

‫المادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ 03-2000‬السالف الذكر‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 03-2000‬السالف الذكر‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪ 03-2000‬السالف الذكر ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪A-L.ANNAMAYER op cit, p427.‬‬
‫‪(( Ces zones frontières impliquent toujours un aspect de droit de la concurrence en même temps‬‬
‫‪Quelles comportent un aspect d'organisation d'un service public)).‬‬
‫‪5‬‬
‫‪M-T.BESSAI op cit,p45.‬‬
‫‪((Cela est bien ici la traduction en droit des télécommunications de la pratique anticoncurrentielle‬‬
‫‪Réprimée et interdit dans la loi sur la concurrence et constituant à abuser soit dune position mono-‬‬
‫)) ‪Politique ou dune position dominante, soit à exploiter une position de dépendance économique De tiers‬‬
‫تج د ه ذه الترجم ة مكان ا له ا في دف تر الش روط وال ذي يك رس في مادت ه ‪ 16‬ض من الفص ل الث الث‬
‫المخصص لشروط االستغالل التجاري االلتزام بالمنافسة المشروعة ‪ ،‬حيث يلتزم صاحب الرخصة بممارسة‬
‫منافسة مشروعة مع المتعاملين المنافسين له ‪ ،‬خاصة باالمتناع عن كل ممارسة غير تنافسية مثل التفاهم غير‬
‫المسموح به على وجه الخصوص سيما في مجال التعريفة أو التعسف في استعمال وضعيته المسيطرة‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫إلعتماد دليل‬ ‫في مجال الربط البيني كذلك يؤهل المشرع عن طريق المرسوم التنفيذي رقم ‪156-02‬‬
‫الرب ط الب ني بين المتع املين حيث يه دف إلى تش جيع نف اد المس تعملين النه ائيين للش بكات والخ دمات في س وق‬
‫االتص االت بتقليص الح دود ال تي تعي ق المنافس ة الح رة المرتبط ة بالوض عية المهيمن ة لبعض المتع املين ‪ ،‬كم ا‬
‫‪3‬‬
‫يمكنها التدخل بتعديل هذا الدليل عندما تالحظ أن شروط المنافسة غير مضمونة‬

‫يك رس ه ذا النص وض عية الق وة رغم أن األم ر رقم ‪ 06 – 95‬وال ذي ال ي رد ض من تأش يراته ال يتض من مث ل‬
‫هذه الوضعية بل يحصر الوضعيات المنافية للمنافسة في االتفاقيات واألعمال المدبرة ‪ ،‬وضعية الهيمنة والبيع‬
‫بسعر أدنى من الكلفة الحقيقية ‪ .‬كما يعرف هذا المرسوم وضعية القوة بالنسبة للمتعاملين في سوق االتصاالت‬
‫بأنها‬

‫(( ك ل متعام ل يح وز على وض عية ت أثير معت برة في الس وق الوطني ة لالتص االت المع ني ))كم ا يؤه ل س لطة‬
‫الضبط القطاعية لتحديد المتعامل القوي ‪.‬‬

‫إذا ك ان األم ر رقم ‪ 06 – 95‬ال يع رف وض عية الهيمن ة ف إن األم ر رقم ‪ 03- 03‬يجع ل من معي ار‬
‫الق وة االقتص ادية معي ارا حاس ما في تق ديرها ‪ ،‬حيث يعرفه ا (( بأنه ا الوض عية ال تي تمكن مؤسس ة م ا من‬
‫الحصول على مركز قوة اقتصادية في السوق المعني من شأنها عرقلة قيام منافسة فعلية فيه وتعطيه إمكانية‬
‫القيام بتصرفات منفردة إلى حد معتبر إزاء منافسيها أو زبائنها أو ممونيها )) ‪.‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05 -174‬المؤرخ في ‪ 09‬ماي ‪ 2005‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 02 – 156‬المؤرخ في ‪ 09‬ماي ‪ 2002‬المحدد لشروط الربط البيني لشبكات وخدمات االتصاالت السلكية‬ ‫‪2‬‬

‫واالالسلكية ‪ ،‬ج ر رقم ‪.33‬‬


‫المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي السالف الذكر‬ ‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫على المرسوم التنفيذي رقم ‪ 156 – 02‬وخصوصا في مادته الثانية‬ ‫تستند سلطة الضبط في أحد قراراتها‬
‫‪2‬‬
‫غير أنها تعتمد في‬ ‫التي تعرف هذه الوضعية كما أنه يمنحها صراحة اختصاص تعيين المتعامل القوي‬
‫تأش يرات نفس الق رار على مص طلح الهيمن ة ال ذي يكرس ه األم ر رقم ‪ 03 -03‬دون ذك ره ص راحة من خالل‬
‫االش ارة إلى وض عية المتعام ل الت اريخي (( اتص االت الجزائ ر )) ‪ ،‬وال ذي ورث منش آت وش بكات هام ة وخصوص‬
‫تجهيزات االرسال التي تظهر هيمنته على السوق ومن ثم ممارسته لتأثير معتبر في سوق الهاتف الثابت‪ 3‬ومن‬
‫‪4‬‬
‫في هذا المجال ينص عرض أسباب مشروع قانون البريد والمواصالت‬ ‫ثم فهي تكيفه بالمتعامل القوي‬
‫لس نة ‪ 2013‬على إدراج مفه وم المتعام ل الق وي بمفه وم وض عية الهيمن ة ال تي يكرس ها األم ر رقم ‪03- 03‬‬
‫وذل ك تفاديا لك ل خل ط ‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 37‬من ه على من ع إعان ة نشاطات يك ون فيها المتعام ل في وضعية‬
‫هيمنة طبقا للتشريع المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬غير أنه يؤهل سلطة الضبط صراحة باختصاص مراقبة وجود هذه‬
‫‪.5‬‬ ‫الوضعية وإ مكانية تصحيحها والسهر على تطبيق تعريفة تشجع المنافسة‬

‫‪6‬‬
‫الممارسات المنافية للمنافسة ويحددها‬ ‫في مجال التعريفات كذلك ‪ ،‬يمنع المرسوم التنفيذي رقم ‪141 – 02‬‬
‫في ال بيع بالخس ارة ‪ ،‬دعم خدم ة خاض عة للمنافس ة بواس طة خدم ة في وض عية احتك ار ال بيع المجم ع لخدم ة في‬
‫قطاع تنافسي ولخدمة في وضعية احتكار وأخيرا البيع المجمع لخدمات من نفس القطاع عندما يتم فرض هذا‬
‫البيع ‪ . 7‬من جهة أخرى ‪ ،‬ينص المشرع على تحديد التعريفات إستنادا لقواعد المنافسة وتشجيعها من خالل‬
‫تمكين س لطة الض بط القطاعي ة ب اقتراح على ال وزير المكل ف بالقط اع منح ت راخيص جدي دة والس هر على منح‬
‫اعتمادات جديدة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Décision n 09/SP/PC/ARPT du 6 février 2007 portant désignation d'Algérie télécom comme‬‬
‫‪Operateur puissant sur le marche des liaisons louées.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪((Considérant le même tiret dudit article qui attribue expressément et a titre exclusif a l'autorité‬‬
‫‪De Régulation le pouvoir de designer les operateurs puissants)).‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Considérant l'importante infrastructure de réseau dont a hérité AT en sa qualitéd'operateur‬‬
‫‪Historique ….. et a développé depuis la mise en exploitation de son réseau . Notamment ses‬‬
‫‪Equipements de transmission qui démontre sa dominance sur le marche des liaisons louées )).‬‬
‫‪4‬‬
‫‪(( Considérant , compte tenu de ce qui précède , que l'operateur AT exerce une influence‬‬
‫‪Significative au sens qui lui est réservée par le décret exécutif 02 -156 sus cite, sur les marches‬‬
‫‪Des liaisons louées )).‬‬
‫المادة ‪ 18‬من مشروع القانون‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 141 – 02‬المؤرخ في ‪ 16‬أفريل ‪ 2002‬المحدد للقواعد المطبقة على متعاملي الشبكات العمومية لإلتصاالت‬ ‫‪6‬‬

‫السلكية والالسلكية لتعريفة الخدمات المقدمة للجمهور ‪ ،‬ج ر رقم ‪.28‬‬


‫المادة ‪ 04‬من نفس المرسوم التنفيذي ‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫إذا ك ان ق انون المنافس ة ال يمكن مجلس المنافس ة إال من إختص اص مراقب ة الممارس ات المنافي ة للمنافس ة‬
‫واس تبعاد اختص اص الفص ل في القض ايا المتعلق ة بتع ويض الض رر الن اجم عن ه ذه الممارس ات وال ذي يع د من‬
‫اختصاص القاضي كمبدأ عام ‪ ،‬فإن هذا النص يمنح سلطة الضبط القطاعية اختصاص الفصل كدرجة أولى في‬
‫شكاوى الزبائن أو المتعاملين المتضررين من الممارسات المنافية للمنافسة المتعلقة بالتعريفة‪.1‬‬

‫في مجال الممارسات المنافية للمنافسة وتحديدا التعسف في وضعية الهيمنة يستند االجتهاد القضائي لسلطة‬
‫الضبط على قانون المنافسة خصوصا في مادته الثالثة المتعلقة بتعريف هذه الوضعية ‪. 2‬‬

‫يعرف الفقه وضعية الهيمنة انطالقا من وضعية المتنافسين والشركاء في السوق ‪ ،‬فالمؤسسة الموجودة في هذه‬
‫الوضعية ال تتمتع باستقاللية التصرف فحسب مقرنة بمنافسيها ‪ ،‬بل باستطاعتها ممارسة تأثير عليهم‪ .3‬يتم في‬
‫كل الدول التي تبنت قانون المنافسة اعتماد معايير بنيوية وسلوكية لتعريف وتقدير وضعية الهيمنة في السوق‬
‫على غرار حصة السوق‪ 4‬إضافة إلى القي ود التي تعيق الدخول إلى الس وق والقوة المالي ة للمؤسس ات وهو ما‬
‫يكرسه التعريف المقدم من قبل مجلس المنافسة في رأيه االستشاري حول وضعية المتعامل ‪Lafarge‬في سوق‬
‫‪5‬‬
‫االسمنت‬

‫حيث تعرف هذه الوضعية بأنها )) االستغالل التعسفي لقوة السوق والتي تتعلق بوضعية هيمنة يكون أثرها أو‬
‫موض وعها من ع أو تقليص المنافس ة "‪ 6‬في ق راره ح ول إخط ار ش ركة ‪ AGRODIS‬ض د ال ديوان الوط ني‬
‫للتموين والخدمات الفالحية‪ ONAPSA‬حول التعسف في وضعية الهيمنة وإ غراق السوق بمناسبة تسويق هذا‬
‫الديوان لبذور البطاطا ‪ ،‬تعتمد منهجية مجلس المنافسة على ثالث مراحل إلثبات التعسف في وضعية الهيمنة ‪:‬‬

‫المادة ‪ 05‬من نفس المرسوم التنفيذي‬ ‫‪1‬‬

‫تستند كل قرارات سلطة الضبط على القانون رقم ‪ 03 – 2000‬في مادته ‪ . 13‬يعد هذا القرار أول قرار تستند فيه سلطة الضبط إلى‬ ‫‪2‬‬

‫األمر رقم ‪ 03 – 03‬خصوصا المادة ‪ 3‬المتعلقة بتعريف وضعية الهيمنة دون اإلشارة إلى المادة ‪ 11‬المتعلقة بالتعسف في هذه الوضعية‬
‫‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪J- B. BLAISE op cit, p418.‬‬
‫‪((L’apposition dominante doit se définir par rapport aux concurrents et aux partenaires économiques.‬‬
‫‪L'entreprise en position dominante non seulement jouit d’une indépendance de comportement par‬‬
‫‪Rapport à ses concurrents et à ses partenaires. Mais encore est en mesure d’exercer un pouvoir sur eux)).‬‬
‫تقدر هذه الحصة في القانون األوروبي ب ‪ % 40‬فيما تقدر في الواليات المتحدة من خالل قانون ‪ Sherman Act‬ب ‪ % 75‬أما القانون الجزائري فيحددها بنس‪i‬بة ‪%‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪40‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4 Avis n 01 du 25 juillet 2013 relatif a la demande du ministère du commerce sur la résomption‬‬
‫‪D’abus de position dominante au niveau du ciment, BOC.n 02,p33 – 41.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪BOC, n 02, p37.‬‬
‫‪((L’abus de position dominante est l'exploitation abusive d'un pouvoir de marché correspond à‬‬
‫‪Une position dominante et ayant pour objet ou pour effet d’empêcher, de restreindre ou de fausser‬‬
‫‪Le jeu de la concurrence)).‬‬
‫أوال ‪ :‬تحديد السوق المعني ‪ Marché pertinent‬وهو يعرف حسب المجلس بمكان إلتقاء العرض والطلب‬

‫ثانيا ‪ :‬تحديد وضعية المؤسسة وتكييفها مع أحكام قانون المنافسة إذا كانت تستجيب للمعايير الموضوعية من‬
‫قبل المشرع والمعروف لوضعية الهيمنة ‪ ،‬في هذا اإلطار فإن المجلس اعتبر أنه إذا كانت حصة السوق تشكل‬
‫معيارا حاسما إلثبات وضعية الهيمنة فإنها في المقابل ال تكفي لوحدها لتكييف هذه الممارسة ‪.‬‬

‫ثالث ا ‪ :‬إثب ات التعس ف في وض عية الهيمن ة من خالل تحلي ل يعتم د على طبيع ة المعلوم ات المقدم ة من ط رف‬
‫المؤسسة صاحبة اإلخطار ‪ .‬في هذه القضية وبالنظر إلى أن شركة ‪ AGRODIS‬لم تقدم للمجلس معلومات‬
‫كافية لتقدير هذه الوضعية خاصة حصتها في السوق ورقم أعمالها ‪ ،‬فق د تم رفض إخطارها من قبل المجلس‬
‫النعدام التأسيس‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫المقاييس المعرفة لوضعية الهيمنة انطالقا‬ ‫في مجال االتصاالت يحدد المرسوم التنفيذي رقم ‪314 – 2000‬‬
‫من أربعة معايير أساسية تتعلق بحصة العون االقتصادي في السوق مقارنة بالحصة التي يحوزها كل األعوان‬
‫الموجودون في نفس السوق ‪ ، 3‬االمتيازات القانونية أو التقنية التي تتوفر لديه ‪ ،‬العالقات المالية أو التعاقدية أو‬
‫الفعلية التي تربطه بأعوان آخرين إضافة إلى إمتيازات القرب الجغرافي التي يستفيد منها ‪ .‬وهي معايير دولية‬
‫تم اعتمادها من قبل مجلس المنافسة ‪ ،‬إضافة إلى تمسكه باختصاصه في وضع معايير أخرى ‪ ،‬حيث ورد في‬
‫رأيه االستشاري بخصوص مشروع هذا المرسوم أن هذه المقاييس التي تضفي على العون االقتصادي وضعية‬
‫الهيمنة ‪ (( ،‬ال تثير أي إشكال طالما أن المقاييس األربعة المقترحة هي مقاييس معمول بها عالميا وأنها لم ترد‬
‫في المشروع على سبيل الحصر مما يفسح المجال للمجلس لوضع مقاييس أخرى بالتدرج وعلى ضوء دراسته‬
‫للحاالت التي تعرض ))‪.4‬‬

‫يتبنى االجتهاد القضائي لسلطة الضبط معايير قطاعية خاصة في تكييف وضعية الهيمنة ‪ ،‬حيث يعتمد أحد‬
‫قراراتها ‪ 5‬الذي قانون التقسيط االقتصادي في الجزائر‬

‫‪1‬‬
‫‪Conseil de la concurrence, Rapport annuel 1996, p24 -26.‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 2000 – 314‬المؤرخ في ‪ 14‬أكتوبر ‪ ، 2000‬يحدد المقاييس التي تبين أن العون اإلقتصادي في وضعية‬ ‫‪2‬‬

‫هيمنة وكذلك مقاييس األعمال الموصوفة بالتعسف في وضعية الهيمنة ‪,‬ج ر رقم ‪ ( 61‬ملغى )‬
‫تحدد حصة السوق بالعالقة بين رقم أعمال العون االقتصادي المعني ورقم أعمال التنفيذي ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫مجلس المنافسة ‪ :‬تقرير النشاط السنوي ‪ , 2000‬ص‪10‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫‪D ECISION N°06/SP/PC/ARPT DU 6 Février 2007 déclarant l’opérateur Ora Scom télécom Algérie‬‬
‫‪En position dominante sur le marché du service de la téléphonie mobile au public de type GSM.‬‬
‫كي ف المتعام ل " أوراس كوم " ب المهيمن على س وق االتص االت س نة ‪ 2007‬على المع ايير الدولي ة في‬
‫مج ال تع يين المتع املين المهيم نين في س وق االتص االت‪ 1‬وأساس ا المعي ار الكمي‪ 2‬المتعل ق بع دد المش تركين‬
‫‪4‬‬
‫وحصة المتعامل في السوق المقدرة إنطالقا من رقم االعمال المحقق‪ 3‬حسب تقرير النشاط السنوي ‪2012‬‬
‫فإن حصة المتعامل أوراسكوم لالتصاالت من السوق وصلت نسبة‪% 47.55‬يليه المتعامل إتصاالت الجزائر‬
‫بحص ة ‪ % 28.31‬وأخ يرا المتعام ل وطني ة لالتص االت بنس بة ‪ % 24.14‬حيث تل زم س لطة الض بط‬
‫‪5‬‬
‫بالنسبة الحص ائيات سنة‬ ‫المتع املين بإعالمها بحصص هم في السوق لتمكينه ا من متابعة حركة المنافسة‬
‫‪ % 47.9‬فيم ا‬
‫‪ 2014‬ف إن س وق االتص االت ع رف إس تقرارا ملحوظ ا ‪ ,‬حيث بقيت حص ة المتعام ل أوراس كوم‬
‫‪ % 29‬أما حصة المتعامل وطنية فقد إنخفضت الى ‪% 23.1‬قانون الضبط‬
‫إرتفعت حصة إتصاالت الجزائر الى‬
‫االقتصادي في الجزائر‬

‫أما فيما يخص سوق الجيل الثالث فهي تعرف تقدم المتعامل العمومي اتصاالت الجزائر بحصة ‪ % 44.2‬يليه‬
‫‪6‬‬
‫المتعامل وطنية بحصة ‪% 43.8‬أما المتعامل أوراسكوم فيكتفي بحصة ‪% 12‬‬

‫يلزم االجتهاد القضائي لمجلس المنافسة في هذا المجال المتعامل المشتكي من التعسف في وضعية الهيمنة‬
‫لمتعامل أخر بإثبات وضعية الهيمنة وهو ما ورد في قراره المتعلق بإخطار شركة (( أقروديس )) ضد الديون‬
‫الوطني للتموين والخدمات الفالحية (( أونابسا ‪ )) 7‬والذي جاء فيه ‪:‬‬

‫إعتبارا أن الطرف المخطر لم يبين الممارسات التي يكون قد قام بها الديون فصد السماح للمجلس بالنظر فيما‬
‫إذا ك انت ه ذه الممارس ات ال تي يك ون ق د ق ام به ا ال ديوان قص د الس ماح للمجلس ب النظر فيم ا إذا ك انت ه ذه‬

‫‪1‬‬
‫‪Considérant les critères de détermination de la puissance des opérateurs sur le marché télécommunication usitée sur le plan‬‬
‫"‪international et retenus par l'ARPT‬‬
‫‪2‬‬
‫‪"considérant l'indicateur quantitatif considérée comme étant un critère principal pour mesurer la puissance des opérateurs sur les‬‬
‫‪marchés pertinents".‬‬
‫‪3‬‬
‫‪"considérant le nombre d'abonnés d'OTA à la fin du mois de décembre 2006 qui à dépasser les 10 millions, soit exactement selon‬‬
‫; ‪les informations transmises par lui aux services de l'APRT, 10.530.826 abonnées‬‬
‫‪Considérant que OTA détient, à la fin du mois de décembre 2006, sur le marché du service de la téléphone mobile au public de‬‬
‫…‪type GSM, un part en chiffre d’affaires‬‬
‫‪Considérant que OTA détient, à la fin du mois de décembre 2006, sur le marché du service de la téléphone mobile au public de‬‬
‫" ‪type GSM, un part en nombre d'abonnés supérieure à 50%‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ARPT: rapport annuel 2012, P 50.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪décision n° 15/SP/PC/ARPT du 22 Avril 2007, portant obligations de l'opérateur wataniya télécom Algérie au titre de la‬‬
‫‪régulation des tarifs au public du service de la téléphone mobile de type GSM.‬‬
‫‪"considérant la nécessité pour L'ARPT, compte tenu de la situation de la concurrence sur le marché de la téléphonie mobile de‬‬
‫‪type GSM, du suivre l'évolution de la dynamique concurrentielle sur ledit marché".‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ARPT: Bilan 2014 de régulation du marché des télécommunications et du marché postal, P 08.‬‬
‫قرار رقم‪ 96 :‬ق ‪ 01‬المؤرخ في ‪ 24‬بشأن اإلخطار الوارد من شركة "أقروديس" ضد الديوان الوطني للتموين والخدمات الفالحية‬ ‫‪7‬‬

‫"أونابسا"‪.‬‬
‫الممارسات تهدف أو يمكن أن تهدف الى عرقلة حرية المنافسة أو الحد منا أو االخالل بها ‪ ,‬إعتبارا أنه مادام‬
‫لم يثبت أن الديوان كان في وضعية هيمنة على السوق فإن النظر في التعسف المزعوم الناتج عن هذه الهيمنة‬
‫ال ذي أش ار إلي ه الط رف المخط ر يص بح غ ير ذي موض وع )) عكس ذال ك ‪ ,‬التل زم س لطة الض بط البري د‬
‫والمواص الت الس لكية و الالس لكية المتعام ل المتض رر من وض عية التعس ف بإثب ات وض عية المتعام ل المهين ‪:‬‬
‫ففي نزاع بين المتعاملين (( إتصاالت الجزائر )) و (( أورسكوم سنة ‪ 2005‬إستندت سلطة الضبط في قرارها‬
‫‪1‬‬
‫على المادة الثالثة من قانون المنافسة المتعلقة بتعريف وضعية التعسف في الهيمنة لتقدير سلوك المتعامل‬
‫‪ %60‬من السوق‪ 2‬إال أنه لم يتعسف في استعمال هذه الوضعية‬
‫اتصاالت الجزائر والذي رغم حيازته على حصة‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬ ‫مؤكدة اختصاصها في تقدير هذه الوضعية‬

‫‪ .2‬في سوق الغاز والكهرباء‬

‫يؤه ل ق انون الض بط القط اعي لجن ة ض بط الغ از والكهرب اء للقي ام بمهم ة الس هر على الس ير التنافس ي والش فاف‬
‫لسوق الكهرباء والسوق الوطنية للغاز لفائدة المستهلكين وفائدة المتعاملين‪ .4‬إذا كانت هذه المهمة تشكل مجال‬
‫التدخل الطبيعي لسلطة الضبط القطاعية ‪ ،‬باعتبار أن الضبط يمزج بين األهداف االقتصادية المتعلقة بتحقيق‬
‫الفعالي ة االقتص ادية وتش جيع المنافس ة عن طري ق ض مان دخ ول أك بر ع دد ممكن من المتع املين وأه داف المص لحة‬
‫العام ة المتعلق ة بحماي ة المرف ق الع ام ‪ ،‬ف إن المش رع يؤه ل ه ذه األخ يرة لممارس ة اختصاص ات في مج ال‬
‫الممارسات المنافية للمنافسة على غرار وضعية الهيمنة والتي تشكل االختصاص الطبيعي لمجلس المنافسة ‪.‬‬

‫المادة ‪ 113‬من القانون رقم‪ 01-02 :‬السالف الذكر‬ ‫‪-2‬‬

‫تنص المادة ‪ 115‬في فقرتها الثامنة من القانون رقم ‪ 01 – 02‬على مهام لجنة الضبط في (( التأكد من عدم‬
‫وج ود وض عية مهيمن ة يمارس ها مت دخلون آخ رون على مس ير المنظوم ة )) وه و الش خص المعن وي المكل ف‬
‫بتنس يق منظوم ة إنت اج ونق ل الكهرب اء ( مرك ز التحكم ) (( وعلى مس ير الس وق )) وه و الش خص المعن وي‬

‫‪1‬‬
‫‪- décision n° 32/SP/PC/ARPT/05 du 28 aout 2005 relative au litige en matière d'obligation de paiement des décomptes‬‬
‫‪d'interconnexion entre les opérateurs Ora Scom télécom Algérie et Algérie télécom.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- décision n° 33/SP/PC/ARPT/05 du 28 aout 2005 relative au litige en matière d’obligation de paiement des décomptes‬‬
‫‪d’interconnexion entre les opérateurs Ora Scom télécom Algérie et Algérie télécom.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪décision n° 33/SP/PC/ARPT/05 du 28 aout 2005 relative au litige concernant le paiement des soldes des factures‬‬
‫‪d’interconnexion entre les opérateurs Ora Scom télécom Algérie et Algérie télécom.‬‬
‫‪« il est nécessaire de signaler que pour autant que l’on puisse dure qu’AT se trouve dans une position dominante, alors que la‬‬
‫‪demanderesse occupe plus de 60% de parts de marché de la téléphonie fixe et mobile ».‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Ibid.‬‬
‫‪« il est clair qu’aucun abus ne peut lui être imputé, il est étonnant de voir que la demanderesse se substitue à l’ARPT, seul autorité‬‬
‫‪pour dire si un opérateur occupe une position puissante ».‬‬
‫المكلف بالتسيير االقتصادي لنظام عروض بيع الكهرباء وشرائها‪ .‬تكرس هذه المادة في فقرتها الثامنة تعارضا‬
‫واضحا تجاه قانون المنافسة رغم وروده في تأشيرات هذا النص ‪ ،‬فهي ال تمنح اختصاصا موازيا الختصاص‬
‫مجلس المنافسة بل تتعداه إلى مخالفة أحكام قانون المنافسة باعتبارها تمنع وضعية الهيمنة فيما يعاقب مجلس‬
‫المنافسة على التعسف في استعمال هذه الوضعية‪.1‬‬

‫ال يمنع قانون المنافسة وضعية الهيمنة في حد ذاتها ‪ ،‬وإ نما يحضر في مادته السابعة كل تعسف ناتج عن هذه‬
‫الوض عية في الس وق أو في ممارس ة النش اطات التجاري ة ‪ ،‬تقليص أو مراقب ة اإلنت اج أو مناف ذ التس ويق أو‬
‫االستثمارات أو التطور التقني ‪ ،‬اقسام األسواق أو مصادر التموين ‪ ...‬وهو منع يهدف إلى السهر على حسن‬
‫سير المنافسة وضمان مصالح المستهلك وتحقيق الفعالية االقتصادية‪.2‬‬

‫يرتبط اجتهاد مجلس المنافسة بخصوص تكييف الطابع المنافي للمنافسة لوضعية الهيمنة بإثبات طابعها‬
‫التعسفي ‪ ، 3‬فحجم المؤسسة وحصتها في السوق ليست ممنوعة في حد ذاتها وإ نما إعاقة هذه القوة اإلقتصادية‬
‫للمنافسة ‪ ،‬ومن ثم فإن إجتهاد المجلس وعلى غرار المعايير الدولية في هذا المجال يشترط تفاعل شرطين ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫قيام المؤسسة الموجودة في حالة هيمنة بممارسات تعسفية وتأثير هذه الممارسات على المنافسة في السوق‬
‫وه و م ا يظه ر من خالل ثالث قض ايا أساس ية تمت معالجته ا في ظ ل األم ر رقم ‪ 06 – 95‬وتخص كله ا‬
‫مؤسس ات عمومي ة هي الش ركة الوطني ة للتب غ والك بريت ‪ ،‬الش ركة الوطني ة للص ناعات االلكتروني ة والش ركة‬
‫الجزائرية للمعارض ‪ ،‬أين ال يمنع المجلس هذه الوضعية في حد ذاتها وإ نما يعاقب على التعسف في استعمالها‬
‫باعتبارها ممارسة منافية للمنافسة‪.‬‬

‫يعرف المرسوم التنفيذي رقم‪ 314-2000 :‬حالة التعسف في وضعية الهيمنة بأنها‪" :‬كل فعل يرتكبه عون اقتصادي في وضعية هيمنة‬ ‫‪1‬‬

‫على السوق المعنية يستجيب للمقاييس التالية‪ :‬المناورات التي تهدف إلى مراقبة الدخول إلى السوق أو سيرها؛ المساس المتوقع أو الفعلي‬
‫بالمنافسة وغياب حل بديل بسبب وضعية تبعية اقتصادية"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪CNUCED : l’abus de position dominante, Genève, 2008, P 04.‬‬
‫‪« Les objectives de l’application des interdictions d’abus de position dominante qui font l’objet d’un large consensus consistent‬‬
‫‪notamment à veiller au bon fonctionnement de la concurrence et à promouvoir l’intérêt des consommateurs et l’efficacité‬‬
‫‪dynamique ».‬‬
‫‪.N.BENCHIKHI: "les pratique prohibées", BOC, n° 02, 2013, P 20 3‬‬
‫" ‪il ressort de la jurisprudence du conseil de la concurrence que la nature anticoncurrentielle des pratiques relevées à l'encontre‬‬
‫‪."d'une entreprise en position dominante est présumées dès lors que leur caractère abusif a été démontré‬‬
‫‪Ibid, P 16 4‬‬
‫" ‪que l'entreprise en position dominante mette en œuvre des pratiques abusives et que ces pratiques abusives affectent le jeu de la‬‬
‫‪."concurrence sur le marché‬‬
‫ففي القض ية األولى س لط المجلس غرام ة مالي ة ق درها ‪768.000.00‬دج على الش ركة الوطني ة للتب غ‬
‫والكبريت مكيفا ممارساتها بالتعسف في وضعية الهيمنة واالحتكار والتمييز تجاه زبائنها ‪ .‬حيث جاء في نص‬
‫القرار‪ (( :1‬اعتبارا أن موقع الشركة‬

‫المشتكى منها في السوق موقع احتكار أو هيمنة وأن وضعية الزبائن وضعية تبعية فان التعامل معهم على هذا‬
‫النحو يعد ممارسة تعسفية مما يتعين معه األخذ بأحكام الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 7‬من األمر المتعلق بالمنافسة ))‪.‬‬
‫يضيف اجتهاد المجلس معيارا حاسما في تكييف التعسف في وضعية الهيمنة وهو عدم قابلية منتوج المؤسسة‬
‫لإلس تبدال (( لكن ح تى على ف رض أن الص عوبات المحتج به ا ت ؤثر س لبا على س ير الش ركة فإنه ا م ع ذل ك ال‬
‫تبرر هذه الممارسة في نظر قانون المنافسة السيما وأنها تحتل موقع هيمنة على السوق بدرجة يستحيل معها‬
‫إيجاد بدائـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل لمنتوجاتها ))‪.‬‬

‫في القض ية الثاني ة ‪ ،‬س لط المجلس غرام ة مالي ة ق درها ‪ 4.348.560.00‬دج على الش ركة الوطني ة‬
‫للص ناعات االلكتروني ة باعتب ار التعس ف في وض عية الهيمن ة والممارس ات التمييزي ة تج اه ش ركائها التج اريين ‪،‬‬
‫حيث جاء في قرار المجلس ‪ 2‬أن ه (( إذا ك ان للمؤسسة كام ل الحري ة في تحديد السياسة التجارية التي تخ دم‬
‫مصالحها ‪ ،‬فانه ال يجوز لها من منظور قانون المنافسة بين مختلف البائعين ‪ ،‬أو إلضعاف قدرة البعض على‬
‫منافس ة البعض اآلخ ر ))‪ .‬يكي ف المجلس وض عية المؤسس ة بالهيمن ة ‪ ،‬حيث ج اء في ق راره ‪ (( :‬اعتب ارا أن‬
‫الممارسات التي أقدمت المؤسسة على ارتكابها قائمة وتشكل في حد ذاتها‬

‫كيف المتعامل " أوراسكوم " بالمهيمن على سوق االتصاالت سنة ‪ 2007‬على المعايير الدولية في مجال‬
‫تع يين المتع املين المهيم نين في س وق االتص االت‪ 3‬وأساس ا المعي ار الكمي‪ 4‬المتعل ق بع دد المش تركين وحص ة‬
‫المحقق‪ .‬حسب تقرير النشاط السنوي ‪ ،6 2012‬فإن حصة‬
‫‪5‬‬
‫المتعامل في السوق المقدرة انطالقا من رقم األعمال‬
‫‪ ،%47.55‬يلي ه المتعام ل اتص االت الجزائ ر بحص ة‬
‫المتعام ل أوراس كوم لالتص االت من الس وق وص لت نس بة‬

‫القرار رقم ‪ 98‬ق ‪ 03‬المؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر ‪ 1998‬المتعلق بممارسات الشركة الوطنية للتبغ والكبريت ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫القرار رقم ‪ 01 – 99‬المؤرخ في ‪ 23‬جوان ‪ 1999‬المتعلق بالممارسات المرتكبة من قبل المؤسسة الوطنية للصناعات اإللكترونية‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪- "Considérant les critères de détermination de la puissance des opérateurs sur le marché télécommunication usités sur la plan‬‬
‫"‪international et retenus par l'ARPT‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- "considérant l'indicateur quantitatif considérée comme étant un critère principal pour mesurer la puissance des opérateurs sur les‬‬
‫‪marchés partinents".‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- "considérant le nombre d'abonnés d'OTA à la fin du mois de décembre 2006 qui àdépassé les 10 millions, soit exactement selon‬‬
‫;‪les informations transmises par lui aux services de l'APRT, 10.530.826 abonnées‬‬
‫‪Considérant que OTA détient, à la fin du mois de décembre 2006, sur le marché du service de la téléphone mobile au public de‬‬
‫…‪type GSM, un part en chiffre d'affaire‬‬
‫‪Considérant que OTA détient, à la fin du mois de décembre 2006, sur le marché du service de la téléphone mobile au public de‬‬
‫"‪type GSM, un part en nombre d'abonnés supérieure à 50%‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- ARPT: rapport annuel 2012, P 50.‬‬
‫‪ %28.31‬وأخ يرا المتعام ل وطني ة لالتص االت بنس بة ‪ ،%24.14‬حيث تل زم س لطة الض بط المتع املين‬
‫بإعالمها بحصصهم في السوق لتمكينها من متابعة حركية المنافسة‪ ،1‬بالنسبة إلحصائيات سنة ‪ 2014‬فإن‬
‫‪ ،%47.9‬فيم ا ارتفعت حص ة‬
‫س وق االتص االت ع رف اس تقرارا ملحوظ ا‪ ،‬حيث بقيت حص ة المتعام ل أوراس كوم‬
‫اتصاالت الجزائر إلى‪ ،%29‬أما حصة المتعامل وطنية فقد انخفضت إلى ‪.%23.1‬‬
‫أم ا فيم ا يخص س وق الجي ل الث الث فهي تع رف تق دم المتعام ل العم ومي اتص االت الجزائ ر بحص ة‬
‫‪ ،%44.2‬يليه المتعامل وطنية بحصة ‪ %43.8‬أما المتعامل أوراسكوم فيكتفي بحصة ‪.2%12‬‬
‫يلزم االجتهاد القضائي لمجلس المنافسة في هذا المجال المتعامل المشتكي من التعسف في وضعية الهيمنة‬
‫‪ ،‬وه و م ا ورد في ق راره المتعل ق بإخط ار ش ركة "أق روديس"ض د ال ديوان الوط ني للتم وين والخ دمات الفالحي ة‬
‫"أونابسا"‪ 3‬والذي جاء فيه‪" :‬اعتبارا أن الطرف المخطر لم يبين الممارسات التي يكون قد قام بها الديوان قصد‬
‫السماح للمجلس بالنظر فيما إذا كانت هذه الممارسات تهدف أو يمكن أن تهدف إلى عرقلة حرية المنافسة أو‬
‫الحد منها أو اإلخالل بها‪ ،‬اعتبارا أنه مادام لم يثبت أن الديوان كان في وضعية هيمنة على السوق فإن النظر‬
‫في التعسف المزعوم الناتج عن هذه الهيمنة الذي أشار إليه الطرف المخطر يصبح غير ذي موضوع"‪ .‬عكس‬
‫ذل ك‪ ،‬ال تل زم س لطة ض بط البري د والمواص الت الس لكية والالس لكية المتعام ل المتض رر من وض عية التعس ف‬
‫بإثب ات وض عية المتعام ل المهيمن؛ ففي ن زاع بين المتع املين "اتص االت الجزائ ر" و"أوراس كوم" س نة ‪2005‬‬
‫استندت سلطة الضبط في قرارها‪ 4‬على المادة الثالثة من قانون المنافسة المتعلقة بتعريف وضعية التعسف في‬
‫‪5‬‬
‫السوق إال أنه لم‬ ‫الهيمنة لتقدير سلوك المتعامل اتصاالت الجزائر والذي رغم حيازته على حصة‪ %60‬من‬
‫يتعسف في استعمال هذه الوضعية مؤكدة اختصاصها في تقدير هذه الوضعية ‪.6‬‬
‫‪ -2‬في سوق الكهرباء والغاز‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- décision n° 15/SP/PC/ARPT du 22 Avril 2007, portant obligations de l'opérateur wataniya télécom Algérie au titre de la‬‬
‫‪régulation des tarifs au public du service de la téléphone mobile de type GSM.‬‬
‫‪"considérant la nécessité pour L'ARPT, compte tenu de la situation de la concurrence sur le marché de la téléphonie mobile de‬‬
‫‪type GSM, du suivre l'évolution de la dynamique concurrentielle sur ledit marché".‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- ARPT: Bilan 2014 de régulation du marché des télécommunications et du marché postal, P 08.‬‬
‫‪ -3‬قرار رقم‪ 96 :‬ق ‪ 01‬المؤرخ في ‪ 24‬بشأن اإلخطار الوارد من شركة "أقروديس" ضد الديوان الوطني للتموين والخدمات الفالحية‬
‫"أونابسا"‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪- décision n° 32/SP/PC/ARPT/05 du 28 aout 2005 relative au litige en matière d'obligation de paiement des décomptes‬‬
‫‪d'interconnexion entre les opérateurs Orascom télécom Algérie et Algérie télécom.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- décision n° 33/SP/PC/ARPT/05 du 28 aout 2005 relative au litige concernant le paiement des soldes des factures‬‬
‫‪d'interconnexion entre les opérateurs Orascom télécom Algérie et Algérie télécom.‬‬
‫‪"il est nécessaire de signaler que pour autant que l'on puisse dure qu'AT se trouve dans une position dominante, alors que la‬‬
‫‪demanderesse occupe plus de 60% de parts de marché de la téléphonie fixe et mobile".‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Ibid‬‬
‫‪"il est clair qu'aucun abus ne peut lui être imputé, il est étonnant de voir que la demanderesse se substitue à l'ARPT, seul autorité‬‬
‫‪pour dire si un opérateur occupe une position puissante".‬‬
‫يؤهل قانون الضبط القطاعي لجنة ضبط الغاز الكهرباء للقيام بمهمة السهر على السير التنافسي والش فاف‬
‫لسوق الكهرباء والسوق الوطنية للغاز لفائدة المستهلكين وفائدة المتعاملين‪ .1‬إذا كانت هذه المهمة تشكل مجال‬
‫التدخل الطبيعي لسلطة الضبط القطاعية‪ ،‬باعتبار أن الضبط يمزج بين األهداف االقتصادية المتعلقةى بتحقيق‬
‫الفعالي ة االقتص ادية وتش جيع المنافس ة عن طري ق ض مان دخ ول أك بر ع دد ممكن من المتع املين وأه داف‬
‫المصلحة العامة المتعلقة بحماية المرفق العام‪ ،‬فإن المشرع يؤهل هذه األخيرة لممارسة اختصاصات في مجال‬
‫الممارسات المنافية للمنافسة على غرار وضعية الهيمنة والتي تشكل االختصاص الطبيعي لمجلس المنافسة‪.‬‬
‫تنص الم ادة ‪ 115‬في فقرته ا الثامن ة من الق انون ‪ 01-02‬على مه ام لجن ة الض بط في "التأك د من ع دم‬
‫وجود وضعية مهيمنة يمارسها متدخلون آخرون على مسير المنظومة" وهو الشخص المعنوي المكلف بتنسيق‬
‫منظوم ة إنت اج ونق ل الكهرب اء (مرك ز التحكم) "وعلى مس ير الس وق" وه و الش خص المعن وي المكل ف بالتس يير‬
‫االقتصادي لنظام عروض بيع الكهرباء وشرائها‪ ،‬تكرس هذه المادة في فقرتها الثامنة تعارضا واضحا تجاه‬
‫ق انون المنافس ة رغم وروده في تأش يرات ه ذا النص‪ ،‬فهي ال تمنح اختصاص ا موازي ا الختص اص مجلس‬
‫المنافسة بل تتعداه إلى مخالفة أحكام قانون المنافسة باعتبارها تمنع وضعية الهيمنة فيما يعاقب مجلس المنافسة‬
‫‪2‬‬
‫على التعسف في استعمال هذه الوضعية‪.‬‬
‫ال يمنع قانون المنافسة وضعية الهيمنة في حد ذاتها‪ ،‬وإ نما يحظر في مادته السابعة كل تعسف ناتج عن‬
‫ه ذه الوض عية في الس وق أو احتك ار له ا أو على ج زء منه ا قص د الح د من ال دخول في الس وق أو في ممارس ة‬
‫النش اطات التجاري ة‪ ،‬تقليص أو مراقب ة اإلنت اج أو مناف ذ التس ويق أو االس تثمارات أو التط ور التق ني‪ ،‬اقتس ام‬
‫األسواق أو مصادر التموين‪...‬وهو منع يهدف إلى السهر على حسن سير المنافسة وضمان مصالح المستهلك‬
‫‪3‬‬
‫وتحقيق الفعالية االقتصادية‪.‬‬
‫يرتبط اجتهاد مجلس المنافسة بخصوص تكييف الطابع المنافي للمنافسة لوضعية الهيمنة بإثبات طابعها‬
‫التعسفي‪ ،4‬فحجم المؤسسة وحصتها في السوق ليست ممنوعة في حد ذاتها وإ نما إعاقة هذه القوة االقتصادية‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 113‬من القانون رقم‪ 01-02 :‬السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬يعرف المرسوم التنفيذي رقم‪ 314-2000 :‬حالة التعسف في وضعية الهيمنة بأنها‪" :‬كل فعل يرتكبه عون اقتصادي في وضعية هيمنة‬
‫على السوق المعنية يستجيب للمقاييس التالية‪ :‬المناورات التي تهدف إلى مراقبة الدخول إلى السوق أو سيرها؛ المساس المتوقع أو الفعلي‬
‫بالمنافسة وغياب حل بديل بسبب وضعية تبعية اقتصادية"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-CNUCED: l'abus de position dominante, Genève, 2008, P 04.‬‬
‫‪"les objectives de l'application des interdictions d'abus de position dominante qui font l'objet d'un large consensus consistent‬‬
‫‪notamment à veiller au bon fonctionnement de la concurrence et à promouvoir l'intérêt des consommateurs et l'efficacité‬‬
‫‪dynamique".‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-N.BENCHIKHI: "les pratique prohibées", BOC, n° 02, 2013, P 20.‬‬
‫للمنافسة‪ ،‬ومن ثم فإن اجتهاد المجلس وعلى غرار المعايير الدولية في هذا المجال يشترط تفاعل شرطين‪:‬‬
‫قيام المؤسسة الموجودة في حالة هيمنة بممارسات تعسفية وتأثير هذه الممارسات على المنافسة في السوق‪،1‬‬
‫وهو ما يظهر من خالل ثالث قضايا أساسية تمت معالجتها في ظل األمر رقم ‪ 06-95‬وتخص كلها مؤسسات‬
‫عمومي ة هي الش ركة الوطني ة للتب غ والك بريت‪ ،‬الش ركة الوطني ة للص ناعات اإللكتروني ة والش ركة الجزائري ة‬
‫للمعارض‪ ،‬أين ال يمنع المجلس هذه الوضعية في حد ذاتها وإ نما يعاقب على التعسف في استعمالها باعتباره ا‬
‫ممارسة منافية للمنافسة‪.‬‬
‫االقتصادي‪ ،‬حيث إذا كان المبدأ العام هو إجازة التجميعات فإن المغاالة في االندماج قد يؤدي إلى اإلساءة‬
‫في اس تعمال الس يطرة والهيمن ة على الس وق مم ا يس توجب مراقبته ا كونه ا الممارس ة الوحي دة ال تي من ش أنها‬
‫‪2‬‬
‫اإلخالل بقواعد المنافسة الحرة على مستوى القطاع المصرفي‪.‬‬
‫من الناحية النظرية فإن قواعد قانون المنافسة يمكن تطبيقها على هذا القطاع ومن ذلك تلك األحكام التي‬
‫تعترف لمجلس المنافسة بمراقبة التجميعات في هذا القطاع‪ ،‬باعتبار قطاع البنوك يصنف ضمن نشاط الخدمات‬
‫بمفه وم الم ادة الثاني ة من ق انون المنافس ة‪ ،‬لكن في المقاب ل ف إن المش رع ينص من خالل ق انون النق د والق رض‬
‫بمراقبة التنازل عن األسهم وإ خضاعه لنظام الرخصة المسبقة فالمادة ‪ 94‬تنص على أن‪" :‬كل تنازل عن أسهم‬
‫أو سند مشابه في بنك أو مؤسسة مالية يخضع للترخيص المسبق لمحافظ بنك الجزائر"‪ ،‬تخضع عملية التنازل‬
‫‪3‬‬
‫لنفس ش روط إنش اء بن ك أو مؤسس ة مالي ة جدي دة‪ ،‬حيث يخض عها النظ ام الم ؤرخ في ‪ 24‬س بتمبر ‪2009‬‬
‫للرخصة المسبقة لمجلس النقد والقرض‪.‬‬
‫في ق راره الش هير الم ؤرخ في ‪ 16‬م اي ‪ 2003‬ح ول تجمي ع بنكي ‪ Crédit Agricole‬و‪Crédit‬‬
‫‪ Lyonnais‬يفص ل مجلس الدول ة الفرنس ي بين الح دود الفاص لة بين أه داف ق انون الض بط وأه داف ق انون‬
‫المنافس ة في قط اع البن وك‪ ،‬جيث إذا ك ان مجلس مؤسس ات الق رض ومؤسس ات االس تثمار يتمت ع في إط ار‬
‫ممارس ات ص الحيات ال ترخيص الممنوح ة ل ه كس لطة إداري ة ب البحث في ت رخيص عملي ة إن ك ان ي ؤدي إلى‬

‫‪"il ressort de la jurisprudence du conseil de la concurrence que la nature anticoncurrentielle des pratiques relevées à l'encontre‬‬
‫‪d'une entreprise en position dominante est présumées dès lors que leur caractère abusif a été démontré".‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Ibid, P 16‬‬
‫‪"que l'entreprise en position dominante mette en œuvre des pratiques abusives et que ces pratiques abusives affectent le jeu de la‬‬
‫‪concurrence sur le marché".‬‬
‫‪ -2‬ن‪ .‬بو الخضرة‪ ،‬االندماج المصرفي بين اللجنة المصرفية ومجلس المنافسة‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.363‬‬
‫‪ -3‬النظام رقم‪ 02-06 :‬المؤرخ في‪ 24 :‬سبتمبر ‪ 2009‬يحدد شروط إنشاء بنك أو مؤسسة مالية وفتح فرع بنك أو مؤسسة مالية أجنبية‪،‬‬
‫ج ر ‪.77‬‬
‫التعس ف في وض عية الهيمن ة ومن ع ه ذه العملي ة‪ ،‬ف إن ه ذا االختص اص ال يع د اختصاص ا عام ا للرقاب ة الوقائي ة‬
‫‪1‬‬
‫للتجميعات من خالل إخضاعها لشروط مراقبة اإلخطار المتعلقة بالمنافسة والتي ال يتضمنها أي نص‪.‬‬
‫اعتم د مجلس الدول ة في تأس يس ق راره بقب ول اختص اص مجلس مؤسس ات الق رض ومؤسس ات االس تثمار‬
‫على هدف الضبط في قطاع البنوك والمتعلق في مفهوم نسبي هو "حسن سير النظام المصرفي" والذي وإ ن كان‬
‫يضم أبعادا ذات طابع حذري على غرار حماية مصالح المودعين إال أنه ال يضم بالضرورة تقييم آثار عمليات‬
‫‪2‬‬
‫التجميع من خالل قانون المنافسة‪.‬‬
‫في مجال الطاقة كذلك يؤهل المشرع لجنة ضبط الغاز والكهرباء لممارسة اختصاص مراقبة التجميعات‬
‫في ه ذا القط اع‪ ،‬حيث تنص الم ادة ‪" 13-115‬بإب داء ال رأي المس بق في عملي ات تجمي ع المؤسس ات أو ف رض‬
‫الرقابة على مؤسسة كهربائية أو أكثر من طرف مؤسسة أخرى تمارس النشاطات المتعلقة بإنتاج أو الكهرباء‬
‫ونقلها وتوزيعها"‪ ،‬في تعليقه على هذه المادة يرى مجلس المنافسة بأنها تمنح للجنة الضبط اختصاصا موازيا‬
‫الختصاص ه الع ام المك رس في ق انون المنافس ة‪ ،‬حيث "تش كل ه ذه الم ادة مرادف ا للم ادة ‪ 12‬من األم ر المتعل ق‬
‫بالمنافسة التي تخضع أي مشروع أو تجميع أو أي تجميع إلى الرخصة المسبقة لمجلس المنافسة علما بأن هذه‬
‫‪3‬‬
‫المادة قابلة للتطبيق في جميع القطاعات بما في ذلك قطاع الكهرباء والغاز"‪.‬‬
‫في مج ال التأمين ات ك ذلك‪ ،‬يخض ع المش رع ك ل مش روع تجمي ع ش ركات ت أمين إلى ش رط النش ر القبلي‬
‫لمشروع التجميع في نشرة اإلعالنات القانونية وفي يوميتين وطنيتين واحدة منها بالعربية قبل خضوعه لرقابة‬
‫‪4‬‬
‫لجنة اإلشراف على التأمينات‪.‬‬
‫في مج ال االتص ال‪ ،‬يمن ع المش رع عملي ات التجمي ع ويوك ل ه ذا االختص اص لس لطة ض بط الص حافة‬
‫المكتوب ة‪ ،5‬غ ير أن ه في نفس ال وقت يوك ل ل وزير االتص ال مهم ة العم ل على تف ادي تمرك ز العن اوين وأجه زة‬
‫‪6‬‬
‫الصحافة من التأثير المالي والسياسي أو اإليديولوجي باقتراح النصوص التشريعية والتنظيمية المالئمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- "l'habilitation ainsi donnée au comité des établissements de crédit et des entreprises d'investissement pour préserver le bon‬‬
‫‪fonctionnement du système bancaire en l'absence de règles de fond et de procédure édictées par le législateur et qui se‬‬
‫‪substitueraient à celles écartées par l'article L5114 du code monétaire et financier ne lui donne pas compétence pour procéder à un‬‬
‫‪contrôle d'une opération de concentration en assortissant sa décision d'agrément des conditions particulières tenant au respect de‬‬
‫"‪ma concurrence‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- G. GOULARD, "le contrôle des concentrations économiques, 1. Dans le secteur bancaire" RFDA, Janvier-février 2004, P 113.‬‬
‫‪ -3‬مجلس المنافسة‪ ،‬تقرير النشاط السنوي ‪ ،2002‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 230‬من ألمر رقم ‪ 07-95‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -5‬تنص المادة ‪ 40‬من القانون العضوي رقم ‪ 05-12‬على أنه من مهام سلطة ضبط الصحافة المكتوبة "السهر على منع تمركز العناوين‬
‫واألجهزة تحت التأثير المالي والسياسي واإليديولوجي لمالك واحد"‪.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 216-11 :‬المؤرخ في‪ 12 :‬جويلية ‪ ،2011‬المحدد لصالحيات********************‬
‫إذا كانت هذه النصوص القطاعية تعترف باختصاص مراقبة التجميعات لسلطات الضبط القطاعية بغض‬
‫النظ ر عن االختص اص الع ام لمجلس المنافس ة في ه ذا المج ال‪ ،‬فه ل يمكن قب ول ه ذا االختص اص على أس اس‬
‫قاعدة الخاص يقيد العام‪ ،‬باعتبار قانون المنافسة هو قانون مشترك ‪ Droit commune‬يحدد القواعد العامة‬
‫والمش تركة بين ك ل القطاع ات‪ ،‬فيم ا يع ود لق وانين الض بط القطاعي ة تحدي د وتك ييف قواع دها م ع خصوص ياتها‬
‫التقنية القطاعية؟‪.‬‬
‫إن قب ول ه ذه الفرض ية ي ؤدي إلى التفرق ة بين القطاع ات الخاض عة للض بط وال تي يتم بش أنها قب ول‬
‫اختصاص سلطات الضبط القطاعية بمراقبة التجميعات والقطاعات الغير خاضعة للضبط والتي تخضع عملي ات‬
‫التجميع بها لرقابة مجلس المنافسة وهو ما يتنافى مع مجال تطبيق قانون المنافسة والذي يستبعد هذه التفرقة‪،‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬فإن قبول هذه الفرضية يستدعي انسجام القواعد القطاعية مع األحكام العامة لقانون المنافسة‬
‫في ه ذا المج ال م ع االختالف في القواع د المتعلق ة بالخصوص يات القطاعي ة‪ ،‬غ ير أن المالح ظ أن التش ريعات‬
‫القطاعي ة ال ت راعي األحك ام الع ام لق انون المنافس ة فحس ب‪ ،‬ب ل تعارض ها أحيان ا‪ ،‬وأحيان ا ال تتض من أي ة حل ول‬
‫عملية بشأن بعض المسائل اإلجرائية‪.‬‬
‫فهذه النصوص ال تراعي مثال الشروط العامة التي يكرسها قانون المنافسة لمراقبة التجميعات على غرار‬
‫المساس بالمنافسة وتعزيز وضعية الهيمنة على سوق ما إضافة إلى الشرط الكمي المتعلق بتحقيق ‪ %40‬من‬
‫المبيع ات أو المشتريات المنج زة في سوق ما‪ .‬فالمادة الثاني ة من المرس وم التنفيذي رقم ‪ 219-05‬تك رس هذا‬
‫الط ابع الختص اص المجلس في مج ال مراقب ة التجميع ات االقتص ادية حيث يس ري على كاف ة عملي ات التجمي ع‬
‫التي من شأنها المساس بالمنافسة دون اعتبار لطبيعة القطاع المعني‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬فإن قانون الضبط القطاعي ال ينظم كيفيات ممارسة هذا االختصاص من قبل سلطات‬
‫الض بط كم ا ال يحي ل على التنظيم لتحدي د ذل ك‪ ،‬وه ذا عكس ق انون المنافس ة ال ذي يحي ل على التنظيم وينظم من‬
‫خالل المرس وم التنفي ذي رقم‪ 219-05 :‬كيفي ات تق ديم الطلب‪ ،‬مكون ات المل ف إض افة إلى الملحقين المتعلقين‬
‫بطلب ال ترخيص واس تمارة المعلوم ات الخاص ة بعملي ة التجمي ع‪ ،‬باإلض افة إلى ذل ك فق انون المنافس ة يتض من‬
‫بعض االس تثناءات المتعلق ة ب الترخيص بالتجميع ات على غ رار الم ادة ‪ 21‬ال تي تمكن الحكوم ة ب الترخيص‬
‫التلقائي بالتجميع الذي كان محل رفض من مجلس المنافسة إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك والماد ‪ 21‬مكرر‬
‫من ق انون المنافس ة مثال‪ ،‬وال تي ت رخص التجميع ات الناجم ة عن تط بيق نص تش ريعي أو تنظيمي‪ ،‬في حين أن‬
‫قوانين الضبط القطاعية ال تورد أحكاما خاصة بالترخيص تقيد من المبدأ العام الوارد في قانون المنافسة وإ نما‬
‫تمنح اختصاصا موازيا لمجلس المنافسة في مراقبة التجميعات‪.‬‬

You might also like