You are on page 1of 8

‫جامعة البويرة‬

‫كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية و علوم التسيري‬

‫حماضرات يف مقياس قانون املنافسة‬


‫موجهة لطلبة السنة الثالثة ‪ -‬تسويق خدمات‬

‫السداسي الثاني‬

‫احملور األول‪ :‬مفهوم قانون املنافسة‬

‫احملور الثاني‪ :‬جمال تطبيق قانون املنافسة‬

‫احملور الثالث‪ :‬األفعال املنافية للمنافسة‬

‫األستاذة‪ :‬قريم سكورة‬

‫جامعة البويرة‪ :‬مارس ‪2020‬‬

‫‪1‬‬
‫المحور األول‪ :‬مفهوم قانون المنافسة‬

‫أوال‪ :‬تعريف المنافسة‬

‫أ‪ -‬لغة‪:‬‬

‫المنافسة هي من مصدر التنافس‪ ،‬والذي يعني المسابقة إلى الشيء‪ ،‬أي الرغبة في الشيء‬
‫على أساس المباراة‪ ،‬فالمنافسة إذ ال يمكن تصورها إال بين طرفين على األقل‪ ،‬يتسابقان‬
‫ويتباريان‪ ،‬بحيث يبذل كل منها جهده من أجل التفوق على الطرف اآلجر‪.‬‬

‫ب‪ -‬المنافسة في االصطالح القانوني‪:‬‬

‫إذا نظرنا إلى المنافسة نظرة عمومية أي كنمط لتنظيم المجتمع‪ ،‬يمكن القول بأنها عملية‬
‫المواجهة‪ ،‬بين رغبات وتوجهات ثالث أطراف معنية‪ :‬المتعاملون االقتصاديون من جهة‪ ،‬في‬
‫بحثهم عن اكبر ربح ممكن؛ ومن جهة أخرى العمال‪ ،‬وسعيهم للحصول على أعلى راتب؛‬
‫وأخي ار المستهلكون‪ ،‬ورغبتهم الدائمة في إشباع حاجاتهم المادية أو الخدمات بأقل تكلفة‪،‬‬
‫والختزال ذلك يمكننا القول أنها تمثل أحسن عالقة ممكنة بين كل من السعر والجودة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القاموس القانوني‪ ،‬نجد بأن المنافسة تعرف بأنها عملية التنافس االقتصادي‪،‬‬
‫أو الغرض المقدم من طرف عدة مؤسسات مختلفة ومتزاحمة لنفس السلع والخدمات‪ ،‬محاولة‬
‫في ذلك إشباع حاجات متشابهة‪ ،‬مع وجود حظوظ متقاربة وعكسية لدى هذه المؤسسات‬
‫لكسب أو خسارة امتيازات الزبائن‪.‬‬

‫ج‪ -‬المقاربة االقتصادية للمنافسة‪:‬‬

‫المنافسة في األصل هي فكرة اقتصادية‪ ،‬يقصد بها المسابقة بين المؤسسات التي تعرض‬
‫نفس السلع والخدمات في سوق واحد‪ ،‬بهدف إشباع حاجيات المستهلك من جهة‪ ،‬والحصول‬
‫على أكبر ربح ممكن من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف قانون المنافسة‬

‫قانون المنافسة هو مجموعة من القواعد التشريعية والتنظيمية التي تتحكم في المنافسة‬


‫وتضبط سلوكيات المؤسسات (المتعاملين االقتصاديين) أثناء نشاطها في السوق‪ ،‬لغرض‬
‫ضمان منافسة حرة ونزيهة في السوق المعني‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهداف قانون المنافسة‬

‫الدور األساسي الذي يؤديه قانون المنافسة هو التوفيق بين المصالح المتضاربة بين عناصر‬
‫ثالثة‪ ،‬إذ يهدف إلى حماية المنافسة (الحرية التنافسية)‪ ،‬وفي الوقت ذاته يحرص على حماية‬
‫المتنافسين‪ ،‬ومن جهة أخرى حماية مصالح المستهلك‪.‬‬

‫‪ -1‬حماية المنافسة‬

‫أول ما تهدف إلى تحقيقه قواعد المنافسة هو ضمان السير الحسن للسوق‪ ،‬وتحقيق القابلية‬
‫فيه‪ ،‬وبمعنى آخر‪ ،‬حمايتها من كل ممارسة من شأنها المساس بحرية ونزاهة المنافسة؛ وذلك‬
‫من خالل منع الممارسات التي يكون موضوعها‪ ،‬أو من أثارها‪ ،‬منع أو تضييق المنافسة‬
‫في السوق المعني‪.‬‬

‫‪ -2‬حماية المتنافسين‬

‫يهدف قانون المنافسة إلى حماية المتدخلين في السوق‪ ،‬أي حماية الشركاء في المؤسسة‬
‫الواحدة والمؤسسات المتنافسة فيما بينها في السوق الواحد‪ ،‬وذلك عن طريق الحظر والمعاقبة‬
‫عن كل فعل غير مشروع يرتكبه المتنافسون‪ ،‬ويمس بنزاهة المنافسة‪.‬‬

‫‪ -3‬حماية المستهلك‬

‫أصبح قانون المنافسة يضع المستهلك ضمن محور اهتمام قواعده‪ ،‬والمستفيد النهائي من‬
‫المنافسة الفعلية والمنظمة‪ ،‬على اعتباره أنه آخر حلقة من سلسلة اإلنتاج؛ ولقد أصبح‬
‫للمستهلك مكانة ضمن سياسة المنافسة‪ ،‬فلم يعد المستهلك المحمي فقط وانما أصبح عنصر‬

‫‪3‬‬
‫فعاال في اقتصاد السوق؛ ألنه أصبح له إمكانية تقييد المعلومات حول السوق‪ ،‬ال سيما في‬
‫حاالت عدم السير الحسن للسوق‪.‬‬

‫كما أن حماية المنافسة أو المؤسسات داخل السوق تتبعه بالضرورة حماية المستهلك‪،‬‬
‫ويتضح ذلك من خالل حظر عمليات االحتكار بهدف رفع األسعار‪ ،‬والبيع بالخسارة التي قد‬
‫تعرقل حرية ونزاهة المنافسة‪ ،‬مما قد يؤدي إلى انسحاب األعوان االقتصاديين األقل قدرة‪،‬‬
‫وبالتالي هيمنة األعوان االقتصاديين األكثر قدرة على السوق‪ ،‬وهذا بما يستتبع ذلك من‬
‫ارتفاع األسعار بشكل غير مبرر اقتصاديا‪ ،‬وهو ما يعود سلبا على المستهلك‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تطور قانون المنافسة‬

‫ظهر أول تشريع هو المنافسة في أواخر القرن ‪ 19‬بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وذلك بعد‬
‫اتساع حركة التركيز االقتصادي وتبني مبدأ الحرية االقتصادية مما أدى إلى ظهور‬
‫مجموعات احتكارية وانتشار الممارسات المقيدة والمنافية للمنافسة‪ .‬وصدرت مجموعة من‬
‫القوانين أطلق عليها "قوانين حظر التجمعات االحتكارية وتضمنت‪:‬‬

‫‪ -1‬قانون شرمان‪ .)Sherman acte( :‬وهو أول قانون فدرالي سنة ‪ 1690‬تضمن‬
‫نصوص تحمي حرفيي التجارة والمنافسة عن طريق منع كل التعاقدات أو التكتالت أو‬
‫التواطؤ المقيدة لها‪.‬‬

‫‪ -2‬قانون كاليتون‪ .)Clayton acte( :‬صدر سنة ‪ 1914‬وهو ثاني قانون فدرالي‬
‫لمواجهة األساليب المقيدة للمنافسة‪ ،‬ويمنع اللجوء إلى األسعار التميزية‪ ،‬وفي السنة ذاتها‬
‫صدر القانون المؤسس للجنة التجارية الفدرالية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬مجال تطبيق قانون المنافسة‬

‫تنص المادة ‪ 02‬من األمر ‪ 03/03‬المتعلق بالمنافسة على أن‪" :‬بغض النظر عن كل‬
‫األحكام األخرى المخالفة‪ ،‬تطبق أحكام هذا األمر على ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬نشاطات اإلنتاج‪ :‬بما فيها النشاطات الفالحية وتربية المواشي‪.‬‬

‫‪ -‬نشاطات التوزيع‪ :‬ومنها تلك التي يقوم بها مستوردو السلع إلعادة بيعها على حالها‬
‫ووكالء ووسطاء بيع المواشي وبائعو اللحوم بالجملة‪.‬‬

‫‪ -‬نشاطات الخدمات والصناعة التقليدية والصيد البحري‪ :‬والتي يقوم بها أشخاص معنوية‬
‫عمومية‪ ،‬وجمعيات ومنظمات مهنية‪ ،‬مهما يكن وضعها القانوني وشكلها وهدفها ‪.‬‬

‫‪ -‬الصفقات العمومية‪ :‬بدءا بنشر اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النهائي للصفقة‪.‬‬

‫غير أنه يجب أال يعيق تطبيق هذه األحكام أداء مهام المرفق العام أو ممارسة صالحيات‬
‫السلطة العمومية ‪.‬‬

‫وفقا لهذه المادة تظهر أهمية تبيان نطاق تطبيق قانون المنافسة في تحديد النشاطات التي‬
‫تخضع لقانون المنافسة وكذلك األشخاص المعنية بأحكامه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النشاطات التي تخضع لقانون المنافسة‬

‫لقد تجلى الطابع االقتصادي لقانون المنافسة في خضوع جميع النشاطات االقتصادية‬
‫ألحكامه‪ ،‬على اعتبار أن قانون المنافسة يهدف إلى حماية المنافسة في جميع القطاعات‬
‫االقتصادية مهما كانت طبيعة هذه النشاطات االقتصادية‪ ،‬نشاطات اإلنتاج‪ ،‬التوزيع‪،‬‬
‫الخدمات واالستيراد‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وهذا ما أكدته المادة ‪ 02‬السالفة الذكر‪ ،‬بحيث جعل المشرع الجزائري من خاللها ‪،‬‬
‫النشاطات االقتصادية محل تطبيق قانون المنافسة وحددها المشرع الجزائري على سبيل‬
‫الحصر فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬نشاطات اإلنتاج‬

‫عرفته المادة ‪03‬من القانون ‪ 03/09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش اإلنتاج بأنه‬
‫"العمليات التي تمثل في تربية المواشي وجمع المحصول والجني والصيد البحري والذبح‬
‫والمعالجة والتصنيع والتحويل والتركيب وتوضيب المنتوج بما في ذلك تخزينه أثناء مرحلة‬
‫تصنيعه وهذا قبل تسويقه األول"‪.‬‬

‫وفقا لهذه المادة يفهم أن اإلنتاج يشمل النشاط الصناعي والنشاط الفالحي وعرض المنتوج‬
‫في شكله الطبيعي كالصيد البحري‪ ،‬ويشمل حتى التخزين أثناء التصنيع‪ ،‬ويكون ذلك قبل‬
‫تسويقه األول‪ ،‬وعليه التخزين بعد عملية التسويق ال يعتبر إنتاج‪.‬‬

‫وما يالحظ من هذا التعريف لنشاط اإلنتاج الوارد في المادة ‪ 03‬انه جاء واسع النطاق ‪،‬‬
‫مقارنة بالمادة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ 03/03‬السالف الذكر‪ ،‬التي ذكرت فقط النشاطات‬
‫الفالحية بما فيها تربية المواشي‪ ،‬من عمليات نشاط اإلنتاج‪.‬‬

‫ولكن من عبارة "بما فيها" يفهم بأن المشرع الجزائري في المادة ‪ 02‬ذكر تلك العمليات‬
‫التابعة لنشاط اإلنتاج على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر؛ ومنه يمكن القول أن‬
‫نشاط اإلنتاج يشمل عمليات أخرى‪ ،‬وهي التي ذكرتها المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪03/09‬‬

‫ثانيا‪ :‬األشخاص األخرى الخاضعة لقانون المنافسة‬

‫هذه األشخاص ليست تاج ار أو حرفي أو شركة تمارس نشاطات اإلنتاج أو التوزيع أو‬
‫الخدمات أو االستيراد بصفة دائمة ومع ذلك تخضع لقانون المنافسة ونذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫أ‪-‬األشخاص العمومية‪:‬‬

‫لقد وسع المشرع الجزائري بموجب تعديل ‪ 2008‬لقانون المنافسة مفهوم المتدخل في السوق‬
‫إلى فئة األشخاص العمومية‪.‬‬

‫فحسب عبارة ‪ " :‬بما فيها تلك التي يقوم بها األشخاص العموميون ‪."..‬‬

‫فان قانون المنافسة يطبق على األشخاص العمومية‪ ،‬سواء تعلق األمر بالدولة (الو ازرات) أو‬
‫الواليات أو البلديات ‪ ،‬وكذلك المؤسسات العمومية ذات الطباع اإلداري‪ ،‬إذ قامت بنشاطات‬
‫اقتصادية وظهرت كمتدخل في السوق‪.‬‬

‫ولكن أضاف المشرع الجزائري فقرة أخرى في المادة ‪ 02‬السالف الذكر "هي أنه يجب أن ال‬
‫يعيق تطبيق هذه األحكام أداء مهام المرفق العام أو ممارسة صالحيات السلطة العمومية"‪.‬‬

‫فهذه الفقرة دليل على أن تطبيق قانون المنافسة ال يرتبط بصفة األشخاص المتدخلين في‬
‫السوق وانما بطبيعة النشاط الذي يمارسونه ‪.‬‬

‫وعليه يجب التمييز بين مختلف المهام الممنوحة للشخص المعنوي ‪ ،‬فإذا تضمن النشاط‬
‫الذي يقوم به امتيازات السلطة العامة‪ ،‬وارتبط بمهام تلك األشخاص العمومية‪ ،‬فان عمله ال‬
‫يضفي عليه الطابع االقتصادي وبالتالي يتم استبعاده من قانون المنافسة‪.‬‬

‫وأما إذا كان نشاط الشخص العمومي مرتبط بإحدى النشاطات االقتصادية من إنتاج أو‬
‫توزيع أو خدمات أو استيراد‪ ،‬فانه يخضع لقانون المنافسة ‪ ،‬ومن هنا تظهر المساواة بين‬
‫المتعاملين الخواص واألشخاص العموميون في إطار قانون المنافسة الذي ال يعتد بالتفرقة‬
‫بين القانون العام والقانون الخاص إنما يعتد بالطابع االقتصادي للنشاط‪.‬‬

‫ب‪-‬الجمعيات‬

‫عرفت المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 31-90‬المتعلق بالجمعيات الجمعيات بأنها "اتفاقية تخضع‬
‫للقوانين المعمول بها ويجتمع في إطارها أشخاص طبيعيون أو معنويون على أساس تعاقدي‬

‫‪7‬‬
‫لغرض غير مربح يشتركون في تسخير معارفهم ووسائلهم لمدة محددة أو غير محددة من‬
‫اجل ترقية األنشطة ذات الطابع المهني واالجتماعي والعلمي والديني والتربوي والثقافي‬
‫والرياضي على الخصوص"‪.‬‬

‫فالجمعيات إذا ليس لها غرض مربح كالتاجر أو الشركة‪ ،‬وانما هدفها مهني أو ديني أو‬
‫علمي أو ثقافي أو رياضي‪.‬‬

‫واذا قامت بنشاط اقتصادي ال يكون للربح الشخصي وال يكون بصفة مستمرة‪ ،‬وانما للتمويل‬
‫فقط‪ ،‬وتحقيق األهداف التي أسست من أجلها‪.‬‬

‫غير أ نه من الناحية الواقعية ممارسة بعض الجمعيات لنشاطات اقتصادية يجعلها في دور‬
‫المنافس لألعوان االقتصاديين الذي ينشطون في نفس المجال‪ ،‬خاصة إذا كان إنتاجها واسع‬
‫بحيث يؤثر ذلك على السوق ‪.‬‬

‫لذلك تنبه المشرع الجزائري لهذه المسألة وعدل المادة ‪ 02‬من األمر رقم ‪ 03/03‬المتعلق‬
‫بالمنافسة لسنة ‪ 2008‬بموجب القانون ‪ 12/08‬ونص صراحة على اعتبار الجمعيات من‬
‫بين األشخاص التي يطبق عليها قانون المنافسة ‪ ،‬وذلك مهما كان وضعها القانوني وشكلها‬
‫وهدفها‪ ،‬ويفهم من ذلك حتى ولو لم يكن هدفها اقتصادي (أي الحصول على الربح) مثل‬
‫المؤسسات‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like