You are on page 1of 30

‫مادة‪ :‬هيئات الضبط والحكامة المالية واالقتصادية‬

‫عرض حول‪:‬‬

‫ضبط المنافسة االقتصادية‬


‫وتحرير األسعار‬

‫تحت إشراف الدكتور‬


‫من إعداد الطلبة‬
‫عمر العسري‬ ‫حمزة السعيد‬
‫عزيز بوكبوط‬
‫جواد الراوي‬

‫السنة الجامعية‪2019-2021 :‬‬


‫مقدمة‬
‫لما كانت حرية مزاولة النشاط االقتصادي وحرية المنافسة من سنن الفطرة الكونية‬
‫إال أن الحرية أيا كان مجال إعمالها البد من تنظيم لحمايتها من االعتداء عليها‪ ،‬ومن ثم‬
‫فان السلطة التشريعية تستطيع أن تصنع قيودا لتنظيمها بشروط مراعاة سالمة القواعد‬
‫التشريعية وعدم تعارضها مع الدستور والقانون األعلى درجة‪ ،‬وفي إطار هذه المعطيات‬
‫فان الكالم على تنظيم المنافسة هو بحث عن نقطة التوازن بين أمرين ال غنى عنهما وهو‬
‫مبدأ حرية التجارة من ناحية‪ ،‬وضرورة ضبط حرية السوق الوطنية من جهة أخرى‪.1‬‬

‫يفرض الضبط االقتص ادي على الدولة كسلطة عامة ضمان نزاهة وشفافية‬
‫الممارسات االقتصادية‪ ،‬فالدولة تعمل على تنظيم عالقة المتنافسين فيما بينهم وكذا‬
‫عالقاتهم بالمستهلكين‪ ،‬إلى جانب ذلك الدولة ملزمة بضمان مناخ خال من االحتكارات‬
‫تظهر أساسا في وضع حد للممارسات التي تهدد وجود المنافسة الحرة في السوق‪ ،‬والتي‬
‫تظهر في شكل اتفاقات أو تعسف في الهيمنة على السوق‪.‬‬

‫إذا كان غرض الدولة ضبط السوق‪ ،‬فإن المشرع لم يكتف بسن مجموعة من‬
‫القوانين‪ ،‬لتنظيم عمليات اإلنتاج والتوزيع التي تسمح للدولة كسلطة عامة‪ ،‬التدخل بصفة‬
‫غير مباشرة لضبط النشاط االقتصادي ضمانا للمنافسة الحرة بين األعوان االقتصاديين‬
‫وبين المؤسسات‪ ،‬وضمان الشفافية ونزاهة الممارسات المالية‪ ،‬بل تعداه إلى إنشاء هيئات‬
‫إدارية مستقلة أوكلت لها سلطة الضبط االقتصادي وذلك من أجل تحقيق التوازن في‬
‫المنافسة ‪2‬‬ ‫السوق وا لسهر على تطبيق هذه المقتضيات‪ ،‬ومن بين هذه المؤسسات مجلس‬
‫والهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها‪ 3‬والهيئة المغربية لسوق الرساميل‬

‫‪ - 1‬حماش سيلية‪ ،‬الضوابط القانونية للمنافسة في التشريع الجزائري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة طاهري محمد بشار – الجزائر‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد الخامس العاشر‪ ،‬جوان ‪.2016‬‬
‫‪ - 2‬ظهير شريف ‪ 1.14.117‬صادر في رمضان ‪ 30( 1435‬يونيو ‪ 2014à‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 20.13‬المتعلق بمجلس المنافسة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 6276‬بتاريخ ‪ 26‬رمضان ‪ 24( 1435‬يوليو ‪ ،)2014‬ص‪.6095.‬‬
‫‪ - 3‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.65‬صادر في ‪ 21‬شعبان ‪ 1436‬الموافق ل ‪ 9‬يونيو‪ ،‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 113.12‬المتعلق بالهيئة الوطنية والوقاية من‬
‫الرشوة ومحاربتها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 6374‬بتاريخ ‪ 15‬رمصان ‪ 1436‬الموافق ل ‪ 2‬يوليو ‪,2015‬‬

‫‪2‬‬
‫باعتبارها هيأت متخصصة تتكفل بهذه القضايا وينتظر إعادة النظر في النصوص المنظمة‬
‫لها ليتسنى لها القيام بمهامها كاملة‪.4‬‬

‫تقوم فكرة الضبط االقتصادي على تحقيق نوع من التوازن بين متطلبات السوق‪،‬‬
‫وتطوراته المستـمرة‪ ،‬وبين رغبة الدولة في تأطير النشاط االقتصادي‪ ،‬وهذا ما يتطلب‬
‫تراكم عدة وظائف ترجع باألصل إلى األداة الكالسيكية وألجل ممارسة هذه الوظائف البد‬
‫من إنشاء هيئات متخصصة تضطلع بممارسة مهام متنوعة تهدف إلى معالجة االختالالت‬
‫التي قد تؤثر على استقرار السوق‪.‬‬

‫يهدف الضبط أيضا إلى الوصول إلى نوع من التأقلم بين واقع السوق وإمكانيات‬
‫مختلف المتعاملين في ظل اقتصاد وذلك عن طريق مبادئ محددة قانونا وهذا استدعى‬
‫ضرورة إنشاء ما يعرف بسلطات الضبط االقتصادي‪ ،‬وذلك لعجز الهيئات اإلدارية‬
‫التقليدية على التدخل في ضبط المنافسة والسوق بصفة دقيقة وشاملة‪.‬‬

‫إن الضبط االقتصادي يهدف إلى خلق وضعية توازن في السوق‪ ،‬فالضبط يعرف‬
‫بأنه " المهمة التي يرجى منها إيجاد توازن بين حقوق وواجبات كل طرف‪ ،‬وذلك بوضع‬
‫قواعد المنافسة بينهم‪ ،‬ومراقبة مدى احترامها‪.‬‬

‫فإذا كان قانون المنافسة يرمي إلى إزالة الحواجز للدخول في السوق‪ ،‬فإن قانون‬
‫الضبط يراقب السوق قبل الدخول إلي ه وأثناء ممارسة‪ ،‬فسلطات الضبط تراقب السوق‬
‫بصفة دائمة ليس فقط بالنظر إلى قواعد المنافسة‪ ،‬لكن كذلك مراقبة من يمارس اللعبة‪.‬‬

‫باعتبار مبدأ حرية التجارة مبدأ يعبر عن الحرية االقتصادية بشكل عام‪ ،‬يتسع مبدأ‬
‫حرية التجارة والصناعة‪ ،‬ليستوعب العديد من المبادئ التي تحمل مظهرا من مظاهر‬
‫الحرية في ممارسة األنشطة االقتصادية‪ .‬وبصدد دراسة يكون محورها "السوق"‪ ،‬وتكون‬
‫غايتها الوقوف على النظام القانوني لحماية هذه األخيرة‪ ،‬فإن األمر يستدعي التركيز على‬

‫‪ - 4‬منصور داود‪ ،‬ا آلليات القانونية لضبط النشاط االقتصادي في الجزائر‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه ال علوم في الحقوق تخصص‪،‬‬
‫قانون األعمال‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2016/2015‬ص ‪.16‬‬

‫‪3‬‬
‫المبادئ ذات الصلة المباشرة بحركية السوق‪ ،‬والتي تشكل منطلقا أساسيا لألحكام القانونية‬
‫الخاصة بحمايته‪ .‬وفي هذا اإلطار يبرز مبدأ حرية المنافسة من جهة ومبدأ حرية األسعار‬
‫من ناحية ثانية كمبدأين يعبران عن النشاط التنافسي للسوق‪.‬‬

‫لقد اختار المغرب منذ وقت طويل اقتصاد السوق‪ ،‬ومن ثم فقد عمل على تشجيع‬
‫المبادرة الخاصة‪ ،‬فإذا كانت الدولة حاضرة بقوة غداة االستقالل في المجاالت االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬فقد تطور هذا الدور وفسح المجال للمبادرة واالستثمار الخاص مع‬
‫استمراره في القيام بوظيفته االستراتيجية المتمثلة في ضبط وسير المؤسسات ضمن‬
‫توازن ما بين متطلبات النمو االقتصادي والتماسك االجتماعي‪.‬‬

‫كما أن المغرب اختار االنفتاح على العالم‪ ،‬وما توقيعه للعديد من االتفاقيات للتبادل‬
‫الحر إلى ترسيخ لهذه االرادة التي تندرج في سياق العولمة وانفتاح االسواق والحد من‬
‫التدابير الحمائية‪ ،‬ولكي تتحقق الفائدة من ذلك‪ ،‬فإن من الضروري أن يستفيد النمو‬
‫االقتصادي من الفرص الجديدة للتصدير واالستثمار الخارجي‪ ،‬إذ يعتبر تقوية المنافسة‬
‫التي يتم إدخالها كحافز لتحسين التنافسية الشاملة للبالد ورافعة لتنمية اقتصادها جوهر‬
‫اقتصاد السوق‪ ،‬فهي مصدر ديناميته وهي في نفس الوقت مسألة معقدة حيث تصطدم من‬
‫جهة بحدود اإلطار االقتصادي الذي تكون فاعلة فيه ومن جهة اخرى بالمصالح االقتصادية‬
‫والسياسية لنخبة محدودة من المجتمع‪ ،‬لذا فمن غير الممكن ضبطها فقط بواسطة القوانين‬
‫بل يجب احداث هياكل متخصصة ومستقلة تتوفر على المرونة االزمة لتطبيق القانون‬
‫والتكيف مع االوضاع الخاصة‪.5‬‬

‫لقد انخرط المغرب منذ وقت مبكر في هذا االطار ليسهر على احترام مبادئ المنافسة‬
‫االقتصادية وتحرير األسواق‪ ،‬غير أن هذا االطار أبان عن حدوده مما استدعى الشروع‬
‫في إصالحها اإلعالن عنه وهكذا فإن دستور ‪ 62011‬قد أشار في الفصل ‪ 23‬إلى أن‬
‫الدولة تضمن حرية المبادرة وحر ية المنافسة ‪ ،‬وهي تستند إلى القانون لمعاقبة كل استغالل‬

‫‪- 5‬شكيب بنموسى‪ ،‬رئيس المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬سياسة المنافسة ومكافحة اقتصاد الريع‪ ،‬طنجة ‪ 14-17‬دجنبر ‪.2011‬‬
‫‪ - 6‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.91‬الصادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 1432‬الموافق ل ‪ 29‬يوليوز ‪ 2011‬بتنفيذ نص الدستور‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫للنفوذ أو امتيازات أو شطط في االستفادة من الموقع المهيمن أو االحتكاري وكل‬
‫الممارسات االخرى المنافية لمبدأ المنافسة الحرة والشرعية في العالقات االقتصادية‪،‬‬
‫وكذا كل المخالفات المتعلقة بتضارب المصالح واستغالل جميع أشكال االنحراف‪.‬‬

‫كما أن المغرب يتوفر على ترسانة قانونية كان الغرض منها ضبط وتقنين وتوجيه‬
‫االقتصاد نحو التحرير عن طريق المنافسة الحرة غايته في ذلك مراقبة السوق والحفاظ‬
‫‪7‬‬
‫على توازنه‪ ،‬ويضم هذا اإلطار القانوني بالدرجة األولى كل من القانون ‪104-12‬‬
‫المتعلق بحرية األسعار والمنافسة‪ ،‬والقانون المتعلق بمجلس المنافسة‪ 8‬وحتى القانون‬
‫المتعلق بحماية المستهلك‪ 9‬وكذا مدونة التجارة‪.10‬‬

‫من خالل هذا التقديم يمكن طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫ما مدى فعالية تدخل الدولة لضبط وتوجيه السوق نحو المنافسة والحفاظ على‬
‫توازنه؟‬

‫لبسط هذه اإلشكالية ومناقشة الجوانب المتعلقة بغها وفق منهجية قوامها المقاربة‬
‫القانونية يمكن طرح مجموعة من األسئلة كاآلتي‪:‬‬

‫المنافسة‬ ‫مفهوم‬ ‫◆ ما‬


‫االقتصادية؟‬
‫◆ ما أهميتها في ضبط االنحرافات الخارجة عن نطاف المنافسة المشروعة؟‬
‫◆ ما دور تحرير األسواق في ضبط االقتصاد الوطني؟‬
‫◆ متى تتدخل الدولة لضبط األسعار في األسواق؟‬

‫‪ - 7‬ظهير شريف رقم ‪ 1.14.116‬صادر في ‪ 2‬رمضان ‪ 30( 1435‬يونيو ‪ )2014‬بتنفيذ القانون ‪ 104.12‬المتعلق بحرية األسعار والمنافسة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 6276‬الصادرة ب بتاريخ ‪ 26‬رمضان ‪ 24( 1435‬يوليو ‪ ،2014‬ص‪.6077.‬‬
‫‪ - 8‬ظهير شريف رقم ‪ 1.14.117‬صادر في ‪ 2‬رمضان ‪ 30( 1435‬يونيو ‪ )2014‬بتنفيذ القانون ‪ 20.13‬المتعلق بمجلس المنافسة‪ ،‬جريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 26 – 6276‬رمضان ‪ 24( 1435‬يوليو ‪.)2014‬‬
‫‪ - 9‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.03‬صادر في ‪ 14‬من ربيع األول ‪ 18( 1432‬فبراير ‪ )2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير‬
‫لحماية المستهلك‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد بتاريخ ‪ 3‬جمادى األولى ‪ 7( 1432‬أبريل ‪ ،)2011‬ص‪.1072 .‬‬
‫‪ - 10‬ظهير شريف رقم ‪ 147..1.11‬صادر في ‪ 16‬من رمضان‪ 17( 1432‬أغسطس ‪ )2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 32.10‬المتمم بموجبه القانون‬
‫رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة كما تم تغييره وتتميمه‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 8 – 5984‬ذو القعدة ‪ 6( 1432‬أكتوبر ‪.2011‬‬

‫‪5‬‬
‫◆ ما هي االستثناءات الواردة على حرية االسعار؟‬

‫لمحاولة اإلحاطة بهذا الموضوع واالجابة عن كل من إشكاليته المركزية وكذا‬


‫األسئلة المتفرعة قمنا بتقسيمه إلى مبحثين وفقا للتصميم االتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ضبط المنافسة االقتصادية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األسعار بين التحرير والضبط‬

‫‪6‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الضبط التنافسي للسوق‬
‫من المعلوم أن القاعدة القانونية ال تنطلق من فراغ‪ ،‬بل تأتي استجابة لواقع معين‬
‫وتحقيقا لغايات محددة‪ ،‬وحتى تحقق هذه القاعدة األهداف المرجوة منها ينبغي أن يراعى‬
‫عند وضعها ضرورة استنادها ضمن مجال واسع يسمح باستيعاب كل الوضعيات‬
‫المحتملة‪.‬‬

‫إن وضع التشريع المتعلق بالمنافسة‪ ،‬قد كان على إثر انتهاج حرية التجارة‬
‫والصناعة‪ ،‬والتي تعد حرية المنافسة جزءا ال يتجزأ منها‪ ،‬ذلك أن تعدد القائمين بالنشاط‬
‫االقتصادي الواحد من شأنه أن يسفر عن جنوح المنافسة عن مسارها الطبيعي والمشروع‪،‬‬
‫وتب عا لذلك‪ ،‬فإن ممارسة الحرية االقتصادية البد أن تخضع لضوابط معينة‬

‫المطلب األول‪ :‬المنافسة كمبدأ في ضبط السوق‬


‫يتخذ مبدأ المنافسة الحرة مكانة هامة ضمن األنظمة القانونية لمختلف الدول‪ ،‬وال‬
‫شك أن هذا المبدأ‪ ،‬قد تأثر من حيث مضمونه بمختلف األطروحات االقتصادية التي أخذت‬
‫أشكال المنافسة فيها حيزا هاما من االهتمام وهذا ما يؤدي بنا إلى محاولة الوقوف على‬
‫مضمون هذا المبدأ من جهة (فقرة أولى)‪ ،‬وعلى مكانته ضمن النظام القانوني من ناحية‬
‫أخرى (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مضمون مبدأ المنافسة‬


‫"قانون المنافسة منشؤه االقتصاد وليس القانون" مقولة شائعة‪ ،‬تجد لها ضمن التأثير‬
‫ات المختلفة التي أحدثتها مختلف نظريات التحليل االقتصادي عبر العصور في نشأة‬
‫التشريعات المتعلقة بالمنافسة‪ ،‬سواء بطريقة مباشرة‪ ،‬عندما جسدت هذه التشريعات بعض‬
‫األفكار المنبثقة عن هذه النظريات‪ ،‬أو بطريقة سلبية‪ ،‬عندما مثلت هذه التشريعات رد‬
‫فعل ضد األفكار المتضمنة في هذه النظريات‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ولقد حاولت النظريات االقتصادية المتعاقبة التأسيس لفكرة المنافسة الحرة شيئا فشيئا‬
‫أصبح ينظر إليها كنظام اقتصادي‪ ،‬يجسده مبدأ حرية المنافسة‪ ،‬ويرتبط بمبدأ حرية التجارة‬
‫والصناعة‪ ،‬وهو األمر الذي أدى إلى أن مضمون مبدأ حرية المنافسة‪ ،‬ال ينظر إليه من‬
‫خالل بعده اإليجابي فحسب أي من ناحية كونه الضوء األخضر لحرية التنافس‪ ،‬ولكن‬
‫أيضا من خالل بعده السلبي‪ ،‬الذي تعكسه مختلف الضوابط التي تحكم هذا المبدأ‪ ،‬والذي‬
‫يصبح بحد ذاته بعدا إيجابيا تحت تأثير مقولة أن "المنافسة تقتل المنافسة"‪.11‬‬

‫نتيجة لألطروحات المقدمة من طرف المدرسة "النيوكالسيكية"‪ ،‬ظهر مفهوم‬


‫"المنافسة التامة" ‪ La concurrence pure et parfaite‬في الفكر االقتصادي‬
‫الكالسيكي‪ ،‬كنموذج محبذ‪ ،‬ال يكون فيه ألي فاعل اقتصادي قدرة تمكنه من التأثير في‬
‫مجريات السير العادي للسوق القائمة على آليات العرض والطلب‪.12‬‬

‫ويقوم نموذج سوق "المنافسة التامة" على جملة من الشروط‪ ،‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬التعدد في جانبي العرض والطلب‪ ،‬أي وجود عدد كبير من المتدخلين والمستهلكين‬
‫في السوق؛‬

‫‪ -2‬اعتبار السلعة المنتجة بديال كامال لسلعة المنتجين اآلخرين؛‬

‫‪ -3‬منحنى الطلب الفردي على سلعة المنتج يكون ال نهائي المرونة؛‬

‫‪ -4‬حرية الدخول إلى األسواق لعدم وجود عوائق؛‬

‫‪ -5‬توفر جميع المعلومات المطلوبة حول السلعة وسعرها وطريقة إنتاجها والتكاليف‬
‫المرتبطة بها؛‬

‫‪ - 11‬إلهام بوحاليس‪ ،‬الحماية القانونية للسوق في ظل قواعد المنافسة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم في القانون ‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪،‬‬
‫كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري ‪-‬قسنطينة‪ -‬السنة الجامعية‪ ،2017-2016 ،‬ص‪.28.‬‬
‫‪ - 12‬محمد المرغدي‪ ،‬المنافسة (أبعادها االقتصادية والقانونية)‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية (‪،)REMALD‬‬
‫الطبعة األولى المغرب‪ ،2014 ،‬العدد ‪ ،85‬ص‪.20.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -6‬حرية انتقال اإلنتاج من إنتاج سلعة إلى إنتاج أخرى‪.13‬‬

‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫تضمن‬ ‫التامة‬ ‫المنافسة‬ ‫لسوق‬ ‫الخصائص‬ ‫هذه‬ ‫إن‬


‫"‪ " L’isolementstratégique‬بمعنى عدم قدرة أي متعامل ينتمي إلى السوق من التأثير‬
‫بمعزل عن األخرين في األسعار على سبيل المثال‪ ،‬أو ما تم وصفه بالوضعية التي يغيب‬
‫فيها أي تفاعل واع بين الخيارات التي يقررها المتعاملون‪.14‬‬

‫غير أن نظام المنافسة التامة‪ ،‬قد القى نقدا شديد‪ ،‬ليس على أساس طبيعته المثالية‪،‬‬
‫وغير الواقعية فحسب ‪ ،‬بل لما يحمله أيضا من تناقضات‪ ،‬إذ قذ ينقلب من نظام ناجح‬
‫للمنافسة إلى احتمال غياب كلي ألي نشاط تنافسي فعال‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬فإن سعر‬
‫التوازن المطبق في هذا النظام من شأنه أن يؤدي إلى غياب هامش الربح لدى المؤسسات‪،‬‬
‫وقد ينتهي االمر الى اإلفالس‪.15‬‬

‫على اثر االنتقادات الموجهة الى نظرية المنافسة الكاملة‪ ،‬تم الترويج لنظام المنافسة‬
‫غير التامة أو غير المكتملة باعتبارها نمودجا وسطا بين المنافسة التامة والمنافسة‬
‫االحتكارية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مكانة المنافسة الحرة‬


‫لقد بات االعتراف بحرية التنافس والتزاحم أمرا مسلما به في كل الدول التي‬
‫انتهجت نظام االقتصاد الحر‪ ،‬غير أن أهمية المكانة التي يحتلها مبدأ حرية المنافسة قد‬
‫تختلف باختالف بعض المتغيرات‪ ،‬وعليه فإن تحديد مكانة هذا المبدأ تطرح العديد من‬
‫التساؤالت‪ ،‬فإلى أي مدى ينب غي تحديد الغايات األساسية من انتهاجها؟ وهل مكانة مبدأ‬
‫حرية المنافسة يستمدها من القيمة القانونية للقاعدة التي أقرته‪ ،‬أم أنها مستمدة من أهميته‬
‫في الواقع‪ ،‬لتحقيق تطور نوعي للحياة االقتصادية؟‬

‫‪ - 13‬إلهام بوحاليس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30.‬‬


‫‪ - 14‬محمد مرغدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.79.‬‬
‫‪ - 15‬إلهام بوحاليس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33.‬‬

‫‪9‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬فإن مكانة مبدأ حرية المنافسة ترتبط ارتباطا وثيقا بطريقة النظر‬
‫إلى المنافسة الحرة‪ ،‬وفيما إذا كانت هذه األخيرة وسيلة أم غاية في حد ذاتها‪ ،‬حيث يظهر‬
‫اتجاهان‪ ،‬بهذا الخصوص‪ ،‬أحدهما يعتبر المنافسة غاية‪ ،‬واآلخر ينظر إليها على أنها‬
‫وسيلة ضمن وسائل أخرى لتحقيق غايات أسمى‪.‬‬

‫إن اعتبار المنافسة غاية في حد ذاتها هو بعد تظهر فيه "غلبة الشحنة السياسية‬
‫واإليديولوجية‪ ،‬وتظهر فيه المنافسة "عقيدة" البد من االنصياع لها وتمجيد النتصار‬
‫عالمي للنظام الرأسمالي"‪.16‬‬

‫أما بخصوص البعد الثاني‪ ،‬فهو الذي يجعل من المنافسة الحرة نظاما اقتصاديا‪،‬‬
‫يضمن إرساؤه النجاعة االقتصادية ورفاهية المستهلكين‪ .‬ويظهر هذا المفهوم على مستوى‬
‫التشريعي األوروبي والفرنسي للمنافسة‪ ،‬حيث يتم النظر إلى المنافسة على أنها وسيلة‬
‫لتحقيق الفعالية االقتصادية وتحسين معيشة المستهلكين‪ ،‬هذا االتجاه يقود إلى ضرورة‬
‫ارتباط سياسة المنافسة بالسياسة الصناعية والتكنولوجية‪ ،‬وحتى االجتماعية‪.17‬‬

‫ولقد أفصحت عن هذا االتجاه العديد من المواقف للهيئات األوروبية‪ ،‬حيث وفي‬
‫تقريرها السنوي لسنة ‪ 1991‬عبرت اللجنة األوربية عن أهداف المنافسة‪ ،‬حيث أعتبرتها‬
‫العامل األساسي لالبتكار ولترقية اإلنتاجية‪ ،‬معتبرة أن المنافسة توجد في قاعدة السياسات‬
‫الموجهة للنمو االق تصادي وتحقيق الرفاهية‪ ،‬وأن المنافسة ال تهدف فقط إلى إلى إنتاجية‬
‫جيدة ولكنها تسمح للمستهلك بالحصول على جزء عادل من هذه الزيادة‪.18‬‬

‫إن غاية قانون المنافسة في تحقيق الفعالية االقتصادية تنطلق من حماية السوق‪،‬‬
‫فتصبح هذه الحماية هدفا لقانون المنافسة‪ ،‬يراد من خالله تحقيق غاية أكبر هي الفعالية‬

‫‪ - 16‬ولقد ساد هذا المفهوم في و‪.‬م‪.‬أ مع القوانين المضادة لالحتكار‪ ،‬والتي صدرت تحت تأثيرات سياسية واجتماعية تتلخص في إيجاد جملة من‬
‫السلطات المضادة التي تحول دون التسلط والتعسف الذي يمكن أن ينتج عن ممارسة السلطات المشروعة وحماية الحقوق األساسية للمواطن‪،‬‬
‫وعلى رأسها حقه في ممارسة النشاط االقتصادي‪ ،‬ويمكن ن نالحظ ذلك من خالل تحفظ قانون األنتيترست األمريكي بخصوص إيراد استثناءات‬
‫بشأن االتفاقات المنافية للمنافسة واالتجاه نحو حضرها ابتداء دون دراسة آثارها المحتملة على السوق‪.‬‬
‫راجع محمد المرغدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21.‬‬

‫‪ - 17‬إلهام بوحاليس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37.‬‬


‫‪18‬‬ ‫‪-20eme Rapport sur la politique de la concurrence, document officiel de la commission européenne, 1991,‬‬
‫‪site: http://ec.europa.eu.‬‬

‫‪10‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬فالسوق ليست بالحالة العفوية الطبيعية‪ ،‬بل هي حالة عابرة بإمكانها أن‬
‫تختفي‪ ،‬وهو ما يبرر ضرورة حمايتها تحت طائلة االنغالق على نفسها وبالتالي االتجاه‬
‫نحو االحتكار التام أو احتكار القلة‪ ،‬وبالتالي اختفائها‪.19‬‬

‫وفي هذا السياق ذهب التشريع المغربي إلى اعتبار المنافسة الحرة وسيلة وليست‬
‫غاية‪ ،‬وذلك بصفة صريحة من خالل المادة الثانية من القانون المتعلق بحرية األسعار‬
‫والمنافسة والتي جاء فيها "‪ .....‬تحدد أسعار السلع والمنتوجات والخدمات عن طريق‬
‫المنافسة الحرة‪.20"...‬‬

‫فحسب النص السا بق‪ ،‬يكون المشرع قد حدد غايتين لقانون المنافسة وهما الفعالية‬
‫االقتصادية وتحسين معيشة المستهلك‪ ،‬وطالما وجد تكامل بين هاتين الغايتين‪ ،‬فتحقيق‬
‫الفعالية االقتصادية يصب في مصلحة المستهلك‪ ،‬باعتباره المستفيد النهائي من أي تطور‬
‫اقتصادي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المتدخلون في ضبط المنافسة االقتصادية بالمغرب‬
‫إن المصطلحات األكثر شيوعا واستعماال من طرف المشرع لتحديد مهام السلطات‬
‫اإلدارية المستقلة المكلفة بضبط السوق هي السهر‪ ،‬اإلشراف‪ ،‬الرقابة‪ ،‬هذا يدل على أن‬
‫هناك قاسم مشترك بين هذه المهام وهي رقابة احترام وتطبيق القواعد القانونية بمختلف‬
‫أنواعها في القطاعات وضمان حقوق مختلف المعنيين بها‪ ،‬كما وصفهم أحد الفقهاء‬
‫بمستعملي القطاع من متدخلين ومتعاملين أيا كانت صفاتهم أفرادا أو مؤسسات أو شركات‪،‬‬
‫وذلك يتم في إطار وظيفة هذه الهيئات وهي الضبط بمعناه الذي يميز تدخالت هذه األخيرة‬
‫ويضم كل المهام السابقة‪.21‬‬

‫من خالل هذا المطلب سنحاول التطرق إلى كافة المتدخلين في ضبط المنافسة في‬
‫األسواق على مستوى التجربة المغربية علما أن مجلس المنافسة يمارس مجموعة من‬

‫‪ - 19‬إلهام بوحاليس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32.‬‬


‫‪ 20‬المادة الثانية من القانون ‪ 104.12‬المتعلق بحرية األسعار والمنافسة‪.‬‬
‫‪ - 21‬إلهام خرشي‪ ،‬السلطات اإلدارية المستقلة في ظل الدولة الضابطة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،2‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2015 -2014‬ص‪.189.‬‬

‫‪11‬‬
‫الصالحيات على مستوى كافة األسواق (فقرة أولى)‪ ،‬بينما هناك مجموعة أخرى من‬
‫الهيئات اإلدارية المستقلة تمارس اختصاصاتها كل حسب المجال المسند لها (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مجلس المنافسة‬


‫يعتبر مجلس المنافسة طبقا للفصل ‪ 166‬من الدستور المغربي‪ ،‬هيئة مستقلة‪ ،‬مكلفة‬
‫في إطار تنظيم منافسة حرة ومشروعة بضمان الشفافية واإلنصاف في العالقات‬
‫االقتصادية‪ ،‬خاصة من خالل تحليل وضبط وضعية المنافسة في األسواق والممارسات‬
‫التجارية غير المشروعة وعمليات التركيز االقتصادي واالحتكار‪ .‬ويتمتع مجلس‬
‫المنافسة‪ ،‬بالشخصية المعنوية بالشخصية االعتبارية طبقا للمادة األولى من القانون‬
‫‪ 20.13‬المتعلق بمجلس المنافسة‪ ، 22‬فما هو دور هذا المجلس في ضبط المنافسة في‬
‫السوق؟‬

‫من خالل استقراء القانون ‪ 20.13‬يتبن أن لمجلس المنافسة دور أساسي في ضبط‬
‫المنافسة في السوق من خالل تمتعه بسلطة تقريرية في ميدان محاربة الممارسات المنافية‬
‫لقواعد المنافسة ومراقبة عمليات التركيز االقتصادي كما هي معرفة في القانون المتعلق‬
‫بحرية األسعار والمنافسة‪ ،‬كما يكلف كذلك بإبداء أرائه بشأن طلبات االستشارة وإصدار‬
‫كما يمكنه كذلك توجيه توصيات‬ ‫‪23‬‬
‫دراسات بشأن المناخ العام للمنافسة قطاعيا ووطنيا‬
‫إلى اإلدارة لتفعيل التدابير الالزمة لتحسين السير التنافسي لألسواق‪.24‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المتدخلين في ضبط المنافسة واألسعار حسب نوعية السوق‬


‫من خالل البحث في المؤسسات المتدخلة في ضبط األسواق بمختلف أنواعها يفرز‬
‫لنا وجود مجموعة من الهيئات اإلدارية المستقلة من بينها أن كل من الهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل وشركة المساهمة المسيرة لبورصة الدار البيضاء باعتبارها مؤسسة مكلفة‬

‫‪ - 22‬ظهير شريف رقم ‪ 1.14.117‬صادر في ‪ 2‬رمضان ‪ 30( 1435‬يونيو ‪ )2014‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 20.13‬المتعلق بمجلس المنافسة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 26 – 6276‬رمضان ‪ 24( 1435‬يوليو ‪.)2014‬‬
‫‪ - 23‬المادة الثانية من القانون ‪ 20.13‬المتعلق بمجلس المنافسة‪.‬‬
‫‪ - 24‬المادة الرابعة من القانون ‪ 20.13‬المتعلق بمجلس المنافسة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫بالسهر على ضبط المنافسة واألسعار في السوق المالية (أوال)‪ ،‬ونجد كذلك بنك المغرب‬
‫ب اعتباره الساهر على مراقبة السوق النقدية واإلشراف كذلك على السوق االئتمانية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المتدخلين في ضبط المنافسة على مستوى السوق المالية‬

‫تعتبر الهيئة الم غربية لسوق الرساميل سلطة مكلفة بمراقبة السوق المالي‪ ،‬وتتمثل‬
‫مهمتها األساسية في حماية االدخار المستثمر في القيم المنقولة من خالل مراقبة مدى‬
‫احترام المقتضيات القانونية والتنظيمية التي يخضع لها السوق المالي‪ .‬وقد تم تعيين الهيئة‬
‫المغربية لسوق الرساميل كسلطة اشراف ومراقبة تجاه األشخاص الخاضعين الذين‬
‫يعملون في مجال اختصاصها بموجب المادة ‪ 13-1‬من قانون مكافحة غسل األموال‪،25‬‬
‫وبناء عليه تتولى هذه الهيئة مهام رقابية تتجلى في مراقبة الفاعلين في سوق الرساميل‬
‫وكذا مراقبة المعلومات المنشورة من قبل المصدرين‪ ،‬باإلضافة إلى المهام الحمائية‬
‫المتمثلة في حماية االدخار وذا تدبير المخاطر‬

‫ثانيا‪ :‬دور بنك المغرب في الضبط السوق النقدية والسوق االئتمانية‬

‫تنحصر عمليات السوق النقدية في تبادل السيوالت والوفورات النقدية في شكل‬


‫قروض قصيرة األجل أو تسهيالت الخزينة ليوم أو عدة أيام أو في شكل خصم األوراق‬
‫التجارية‪ ،‬وذلك تحت إشراف وكمراقبة البنك المركزي الذي يسهر على تنظيم المقاصة‬
‫وموازن ة السوق وعند االقتضاء‪ ،‬يتدخل كمقرض لألبناك التجارية‪ ،‬وتعد هذه التسهيالت‬
‫إحدى الوسائل التقليدية التي تتوفر عليها األبناك المركزية لتنفيذ السياسة المالية‬
‫واالقتصادية للحكومة وخاصة للتحكم في حجم االئتمان الممنوح من طرف األبناك‬
‫التجارية والحد من نسبة التضخم‪.26‬‬

‫وبدوره يرتبط مبدأ حرية المنافسة بمبدأ آخر هو مبدأ حرية األسعار‪.‬‬

‫‪ - 25‬ظهير شريف رقم ‪ 1.07.79‬صادر في ‪ 28‬من ربيع األول ‪ 17( 1428‬أبريل ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 43.05‬المتعلق بمكافحة غسل‬
‫األموال‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5522‬بتاريخ ‪ 14‬ربيع اآلخر ‪ 3(1428‬ماي ‪ ،)2007‬ص‪.1359.‬‬
‫‪ - 26‬أحمد آيت الطالب‪ ،‬التنظيم القانوني للسوق المالي المغربي (البنيات والفاعلون) – دراسة قانونية استشرافية لهيكلة السوق المالي والتدخالت‬
‫الفاعلين فيه على ضوء آخر اإلصالحات‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2006‬مطبعة المعارف الجديدة – الرباط – ‪ ،2006‬ص‪.20.‬‬

‫‪13‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األسعار بين التحرير والضبط‬
‫يرتبط مبدأ حرية األسعار بمبدأ حرية المنافسة‪ ،‬ارتباطا وثيقا‪ ،‬فال يمكن الحديث‬
‫عن حرية المنافسة في غياب حرية األسعار‪ ،‬كما يعد متفرعا عن مبدأ حرية التجارة‬
‫والصناعة‪ ،‬إذ ال يمكن الحديث عن اقتصاد حر في ظل نظام أسعار منظمة‪.‬‬

‫ويقصد بحرية األسعار‪ ،‬عدم تدخل الدولة لتحديد أسعار السلع والخدمات بصفة‬
‫إدارية‪ ،‬وترك األسعار حرة‪ ،‬أي خاضعة لألليات الطبيعية للعرض والطلب‪.‬‬

‫وعلى صعيد السوق تعتبر األسعار أحد أهم العناصر المحددة للصراع التنافسي‬
‫فيها‪ ،‬بحيث تعتبر المنافسة باألسعار أحد أهم العناصر في اقتصاد السوق‪ ،‬من حيث كونها‬
‫‪27‬‬
‫تدفع المتعاملين االقتصاديين الى االستغالل األمثل للموارد المسخرة بأقل تكلفة ممكنة‬

‫أما عن كون مبدأ حرية األسعار أحد منطلقات الحماية القانونية للسوق‪ ،‬فذلك ألن‬
‫آلية السعر‪ ،‬كما يمكن أن تكون وسيلة تنافسية إيجابية‪ ،‬تحفز المؤسسات في سبيل بذل‬
‫أقصى جهودها من أجل تحقيق أعلى المبيعات في السوق المعنية‪ ،‬وهو ما يعود بالفائدة‬
‫على الفعالية االقتصادية وعلى المستهلك‪ ،‬فإنه يمكن أن تتحول إلى وسيلة تنافسية سلبية‪،‬‬
‫تظهر في شكل ممارسات منافية للمنافسة‪ ،‬وتأخد السمة الغالبة فيها شكل اتفاقات تحديد‬
‫األسعار‪ ،‬أو تعسف في وضعية هيمنة مما يتطلب تدخل الدولة لوضع مجموعة من‬
‫االستثناءات قصد ضبط األسعار وتوجيهها نحو اإلطار التنافسي‬

‫المطلب األول‪ :‬حرية السعر كمبدأ‬


‫يعتبر المغرب من بين البلدان المعتمدة على نظام تحرير االسعار‪ ،‬فانطالقا من‬
‫خالل استقراء الترسانة القانونية المنظمة لهذا المجال االقتصادي نجد أن المشرع المغربي‬

‫‪ - 27‬محمد يتورسي‪ ،‬الضوابط القانونية للحرية التنافسية في الجزائر‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص‪.105.‬‬

‫‪14‬‬
‫يعتمد مبدأ حرية األسعار الذي يعتبر ضمن مبادئ حرية التجارة والصناعة‪ ،‬لكن في‬
‫مقابل ذلك يعتمد على هامش تدخل الدولة لموازنة السوق‪ ،‬من خالل التقنين والضبط‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬نظام األسعار بالمغرب‬

‫كانت الدولة تهيمن على مختلف الجوانب المتعلقة بسير االقتصاد الوطني‪ ،‬وتعمل‬
‫بواسطة مختلف أجهزتها على التحكم في كل ما يتعلق باألسواق الوطنية‪ ،‬هادفة إلى حماية‬
‫القدرة الشرائية للمستهلك عن طريق دعم المواد األساسية‪ ،‬لكن المستجدات والظروف‬
‫الدولية دفعت المغرب التخلي عن سياسة الرقابة والتوجيه االقتصادي والتوجه نحو‬
‫الليبرالية االقتصادية‪ ،‬هذا لم يكن بمحض قناعة المشرع المغربي إذ أصبح العالم قرية‬
‫صغيرة تتكسر داخل كل الحدود الجغرافية للتداخل المصالح وتتشابك االقتصاديات‬
‫وبالتالي يبرز دول التشريع المغربي الفعال المواكب للتطورات وفتح أبواب االقتصاد‬
‫الوطني في وجه المؤسسات والشركات األجنبية‪ ،‬كل هذا جعل المشرع يعدل قانون أول‬
‫قانون للمنافسة وتحرير األسواق بالمملكة المغربية ‪ 06-99‬بالقانون ‪ 104-12‬سنة‪.2014‬‬

‫بالمغرب إلى عهد الحماية حيث كانت تحدد‬ ‫‪28‬‬


‫تعود بدايات تطبيق سياسة األسعار‬
‫األسعار في إطار مدونة التجارة‪ ،‬غير أن التأسيس الحقيقي لهذه السياسة لم يتم إال بعد‬
‫دخول قانون األسعار رقم ‪29 71/008‬حيز التنفيذ سنة ‪ 1971‬والذي جاء لتعزيز اإلطار‬
‫اإلداري والقانوني لهذه السياسة‪.‬‬

‫وقد شملت عملية تقنين األسعار ما يعادل ‪ 172‬فئة من الخدمات والمواد تهم عدة‬
‫قطاعات اقتصادية‪ .‬وكانت مجموعة من هذه المواد تستفيد من دعم الحكومة ونذكر على‬
‫سبيل المثال الحليب ومشتقاته‪ ،‬المواد الغذائية كالسكر والزيت والدقيق‪....‬‬

‫‪ - 28‬السعر لغة هو القدر الذي يقوم عليه الثمن‪ ،‬ويجب التنبيه إلى الفرق بين السعر والثمن‪ ،‬فالسعر هو ما تقع عليه المبايعة بين المتعاقدين‪ ،‬أو هو‬
‫ما يكون نتيجة المساومة بينهم‪ ،‬أو هو القدر الذي يستحق في مقابل المبيع‪ ،‬لذلك الذي يوصف بالغالء أو الرخص هو السعر وليس الثمن‪ .‬أنظر في‬
‫ذلك هباش عمران‪ ،‬مبدأ حرية األسعار‪ ،‬مذكرة مكملة لمقتضيات نيل شهادة الماستر في القانون‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬جامعة لمسيلة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية ‪ .2014-2013‬ص‪.7.‬‬
‫‪ - 29‬القانون رقم ‪ 008.71‬الصادر في ‪ 21‬من شعبان ‪ 12( 1391‬أكتوبر ‪ )1971‬المتعلق بتنظيم األسعار ومراقبتها وشروط حيازة البضائع‬
‫والمنتوجات وبيعها‪ ،‬كما وقع تغييره وتتميمه‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫عرفت سياسة األسعار ابتداء من سنة ‪ 1982‬تحوال ملموسا في أهم أسسها‪ .‬ويندرج‬
‫هذا التحول في إطار التوجه الحكومي الجديد آنذاك والذي يصب في تقليص التدخل‬
‫المباشر للدولة في االقتصاد الوطني وذلك من أجل التصدي لبعض اإلكراهات الخارجية‬
‫التي كان يعرفها المغرب خالل فترة الثمانينيات والتي تزامنت مع مجموعة من الختالالت‬
‫الهيكلية‪.‬‬

‫وقد ترجمت السياسة الجديدة للحكومة أنداك من خالل التراجع التدريجي عن تقنين‬
‫األسعار وفتح االقتصاد الوطني عن طريق تحرير التجارة الخارجية وتشجيع الصادرات‪.‬‬

‫سنة ‪ 2000‬تم تكريس‬ ‫‪30‬‬


‫مع اعتماد قانون حرية األسعار والمنافسة رقم ‪06-99‬‬
‫مبدأ حرية األسعار واالحتفاظ ب ‪ 15‬مجموعة خدمات ومواد في إطار التقنين‪.‬‬

‫تعتبر الخدمات والمواد التي تم االحتفاظ بها إما ذات طابع استراتيجي أو اجتماعي‬
‫أو تغيب شروط المنافسة في تحديد أسعارها‪.‬‬

‫تعتبر حرية االسعار المبدأ االساسي القتصاد السوق‪ .‬حيث تلعب دورا أساسيا في‬
‫وضع قواعد وآ ليات المنافسة الشريفة في السوق‪ .‬ويعتبر الثمن المحدد من طرف السوق‬
‫والذي ينتج عن التوازن بين العرض والطلب الثمن األمثل الذي يحقق التوزيع المتوازن‬
‫للموارد في سوق معين‪.‬‬

‫حاليا تكرس المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 104.12‬المتعلق بحرية االسعار والمنافسة مبدا‬
‫حرية اسعار السلع والمنتوجات والخدمات اعتمادا على العرض والطلب‪ .‬إال انه يحق‬
‫لإلدارة التدخل من اجل تحديد أسعار بعض السلع والمنتوجات والخدمات في الحاالت‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬احتكار فعلي او قانوني؛‬

‫‪ - 30‬ظهير شريف رقم ‪ 1.00.225‬صادر في ‪ 2‬ربيع األول ‪ 5( 1421‬يونيو ‪ )2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 06.99‬المتعلق بحرية األسعار‬
‫والمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4810‬بتاريخ ‪ ،06/07/2000‬ص‪.1914‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬صعوبات في التموين؛‬
‫‪ -‬مقتضيات قانونية او تنظيمية‪.31‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المتدخلين في تحديد األسعار بالمغرب‬

‫في هذا اإلطار يمكن الحديث عن كل من قطاع الشؤون العامة والحكامة (أوال)‬
‫ولجنة األسعار المشتركة بين الوزارات (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قطاع الشؤون العامة والحكامة‬

‫تتوفر مديرية األسعار والمنافسة المنتمية لقطاع الشؤون العامة والحكامة والتي‬
‫أصبحت منضوية تحت لواء وزارة االقتصاد والما على نظام لليقظة فيما يخص األسعار‪،‬‬
‫هذا النظام يعمل على تتبع تطور األسعار في األسواق العالمية وكذلك في األسواق‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫تحرص مصالح المديرية على مواكبة ومتابعة التطور العادي لألسعار حيت تقوم‬
‫بتتبع‪:‬‬

‫‪ -‬أسعار المواد البترولية في السوق العالمية؛‬

‫‪ - 31‬يتم تحديد قائمة الخدمات واألسعار الخاضعة للتقنين بقرار ر قم ‪ 3086.14‬للوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة الصادر بتاريخ ‪ 29‬دجنبر‬
‫‪ 2014‬وتشمل قائمة السلع والمنتوجات والخدمات التي يمكن تحديد أسعارها كما يلي‪:‬‬
‫▪ الدقيق الوطني للقمح اللين‬
‫▪ السكر‬
‫▪ التبغ المصنع‬
‫▪ الكهرباء‬
‫▪ الماء الصالح للشرب‬
‫▪ التطهير السائل‬
‫▪ غاز البوطان‬
‫▪ النقل المسافرين عبر الطرق‬
‫▪ المنتجات الصيدلية‬
‫▪ االعمال والخدمات الطبية في القطاع الطبي الخاص‬
‫▪ االعمال المنجزة من طرف القوابل والممرضين والممرضات في القطاع الخاص‬
‫▪ الكتب المدرسية‬
‫▪ عقود المفوضين القضائيين‬
‫▪ العقود العبرية‬
‫▪ أتعاب الموثقين‬
‫▪ النقل الحضري لألشخاص بواسطة الحافالت‬
‫▪ النقل بواسطة سيارات األجرة من الصنفين األول والثاني‬
‫▪ النقل المزدوج لألشخاص‬
‫▪ االعالنات القانونية واالدارية والقضائي‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬أسعار بعض المواد كالسكر والقمح في السوق العالمية؛‬
‫‪ -‬أسعار المواد األكثر استهالكا في األسواق الوطنية؛‬
‫‪ -‬أسعار المواد المقننة؛‬
‫‪ -‬أسعار المواد المصادق عليها‪.‬‬

‫تعمل مصالح الم ديرية على تتبع مختلف التقارير والدراسات المنجزة في هذا‬
‫الخصوص‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬لجنة األسعار المشتركة بين الوزارات‬

‫يعهد إلى هذه اللجنة الوزارية لتتبع وضعية تموين األسواق وتطور األسعار‬
‫وعمليات المراقبة السهر على حالة األسواق الوطنية فيما يخص‪:‬‬

‫• التموين؛‬
‫• األسعار؛‬
‫• المراقبة التي تخص األسعار والجودة‪.‬‬

‫تعقد اللجنة اجتماعها في الخميس األخير من كل شهر لتدارس وضعية األسواق‬


‫الوطنية‪ ،‬خالل شهر رم ضان تكثف اللجنة أشغالها من خالل عقد اجتماعين كل أسبوع‪.‬‬
‫تضم هذه اللجنة ممثلي القطاعات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬وزارة الشؤون العامة والحكامة؛‬


‫‪ -‬وزارة الداخلية؛‬
‫‪ -‬وزارة االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة؛‬
‫‪ -‬وزارة الفالحة والصيد البحري‬
‫‪ -‬وزارة الطاقة والمعادن‪،‬‬
‫‪ -‬وزارة الصناعة والتجارة واالستثمار واالقتصاد الرقمي؛‬
‫‪ -‬المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني؛‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬المكتب الوطني للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية‪.32‬‬

‫وتجدر اإلشارة على أن هذه اللجنة لعبت دور محوري في إطار التدابير‬
‫االحترازية لحماية االقتصاد الوطني والمواطنين من انعكاسات وباء كورونا المستجد‬
‫"كوفيد ‪ "19‬من خالل عقد عدة اجتماعات تحت رئاسة قطاع الشؤون العامة والحكامة‬
‫وذلك مرتين في األسبوع على األقل من أجل الوقوف على وضعية التموين ومراقبة‬
‫األسعار عبر إصدار عدة بالغات وإعالنات بحماية السوق من االحتكار‪.33‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تدخل الدولة كاستثناء لمبدأ حرية األسعار‬


‫في ظل نظام السوق‪ ،‬تساهم قوى العرض والطلب‪ ،‬كأصل عام في تحديد أسعار المنتج‬
‫فتتغير األسعار صعودا وهبوطا إلى أن يتم التوازن بين المعروض من تلك السلعة والمطلوب‬
‫منها وذلك عند سعر معين يرتضيه الجميع‪.‬‬

‫ويعتبر تدخل الدولة من العوامل األساسية لتحديد االسعار في االقتصاديات المعاصرة‪،‬‬


‫إذ تتدخل الدولة في مجال األسعار بهدف تحقيق أهداف اجتماعية وأخرى اقتصادية للحد أو‬
‫الوقاية من أي مساس بحرية األسعار‪.‬‬

‫إذا كان المبـدأ العام المعمول به هو حريـة األسـعار‪ ،‬فان أن المشـرع سمح للدولـة بالتدخل‬
‫لتحديد األسـعار كاستثـناء‪ .‬ويتـأسس تدخل الدولة لتحديد األسعـار كاستـثناء على أسبـاب ارتأينا‬
‫إلى تقـسيمها إلى‪ :‬أسباب بـنيويـة وأخرى ظرفـية وهذا ما سـنحاول تبـيانه من خالل التـطرق إلى‬
‫كل اسـتثناء على حدة‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫‪-http://www.mag.gov.ma/index.php/ar/2014-11-10-11-21-42/2014-11-27-17-11-54.html .‬‬


‫‪ - 33‬من مخرجات هذه االجتماعات أنه تم تقنين أسعار الكمامات الصحية والمطهرات الكحولية بإصدار وزير االقتصاد والمالية لقرار باتخاد‬
‫تدابير مؤقتة ضد ارتفاع أسعار المطهرات الكحولية‪.‬‬
‫قرار رقم ‪ 986.20‬صادر في ‪ 21‬رجب ‪ 16( 1441‬مارس‪ )2020‬باتخاد تدابير مؤقتة ضد ارتفاع أسعار المطهرات الكحولية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 6865‬مكرر‪ 22 -‬رجب ‪( 17 1441‬مارس ‪.)2020‬‬

‫‪19‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬االستثناءات البنيوية‬

‫يمكن فيما يتعلق بالقطاعات أو المناطق الجغـرافية التي تكون فيها المنـافسة باألسعار‬
‫محدودة إما بسبب حاالت احتكار قانونـي أو فعلي وإما بفعل صعوبات دائمة في التموين؛ وإما‬
‫نتيجة أحكام تشريعـية أو تنظيمـية؛ أن تحدد اإلدارة األسعار بعد استشارة مجلس المنافسة‪.‬‬

‫فمن خالل قراءة المادة الثالثة من قانون حرية األسعار والمـنافسـة يتبين أن اإلدارة لها‬
‫الحق في التدخل لتحديد األسعار وذلك بعد استشارة مجلس المنـافسة‪ ،‬وهذا التدخـل يتجسد في‬
‫حالتين‪:‬‬

‫أ‪ -‬وضعيات االحتكار القانوني أو الفعلي‪ ،‬أو صعوبات دائمة في التموين‬

‫االحتكار قد يعود إلى أسباب منها تولـي مشروع ما تقديم خدمة حصـل على امتياز تقديمها‬
‫وفقا للقانون (الماء الصالح للشـرب‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬السكك الحديديـة‪ ،)....‬كما قد يمكن لإلدارة‬
‫اتخاذ تدابير استثنائـية في حالة وجود صعوبات مزمنة في التموين داخل قطاع معين أو في‬
‫منطقة جغـرافية معينة‪.‬‬

‫•ب‪ -‬نتيجة أحكام تشريعية أو تنظيمية‬

‫يدخل أيضا ضمن قائمة االستثناءات المنصوص عليها في المادة الثالثة من قانون حرية‬
‫األسعار والمنافسـة‪ ،‬المواد والخدمات التي تستدعي نصـوص قانونية أو تنظيـمية تقديمها أو‬
‫بيعها لفئة محدودة من المسـتهلكين وذلك اعتـبا ار لطبيـعة هذه المواد أو الخدمة‪ ،‬ويدخل ضمنها‬
‫كل المواد والخدمات التي تدعمها الدولة‪ ،‬والمواد الصيدلية‪ ،‬وقطاعات النقل العمومي باإلضافة‬
‫إلى بعض القطــاعات األخرى‪.‬‬

‫غير أن هذا ال يكفي وحده لجعل اإلدارة تتدخل من أجل تحديد األسعار وإنما استوجب‬
‫المشرع على هذه األخيـرة بضرورة استشارة مجلس المنافسة‪ ،‬كما أنه ال يجب أن تزيد مدة‬
‫تطبيق التدابير المتخذة من طرف اإلدارة لتحديد األسعار على ستة أشهر قابلة للتمديد مرة‬
‫واحدة وذلك طبقا لما نصت عليه المادة ‪ 4‬من قانون حرية األسعار والمنافسة‬

‫‪20‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االستثناءات الظرفـيـة‬

‫إن اإلدارة لها حق التدخل في حالة الظرفية المفرطة ويتبين هذا التدخل أساسا في الحاالت‬
‫التالية‬

‫•أ‪ -‬في حالة حدوث كارثة عامة أو وضعية متأزمة‬

‫فطبقا لما نصت عليه المادة ‪ 4‬من قانون حرية األسعار والمنـافسة فإنه في حالة حدوث‬
‫ظروف استثنائية ترتب عنها ارتفاع أو انخفاض فاحش في األسـعار فإن هذا يخول لإلدارة‬
‫الحق في اتخاذ تدابير أو اجراءات مؤقتة بقصد تجاوز هذه الظرفية االستثنائية‪ ،‬وقد تحدث‬
‫هذه األخيرة بفعل أسباب خارجية ومنها على سبيل المثال ال الحصر أزمة التموين الحاصلة‬
‫في مادة البتـرول أو قد تكون بفعل أسباب وطـنية داخلية غير متوقعة كاشـتداد حدة الجفاف‬
‫بسبب ندرة المياه أو حدوث فيضانات غير منتظ ـرة‪.‬‬

‫كما قد يحدث الظـرف االستثنائي بسبب حدوث اضطراب في التـموين‪ ،‬ومن قبيـل هذا‬
‫األزمات التي تـعرف السـوق دوريـا بسبب ندرة مادة السـكر أو الدقيـق‪.....‬‬

‫ب‪ -‬حدوث انخفـاض أو ارتفـاع فاحش في األسـعار‬

‫يتوجب على اإلدارة في ظـل حدوث انخفاض أو ارتفاع فاحش في األسعار أن تتدخل‬
‫بسبب عدم توازن قواعد المنافسـة‪ ،‬إذ يستوجب على اإلدارة اتخاذ تدابيـر استعجالية‪ ،‬ويبقى‬
‫تدخل اإلدارة قصد تصحيح الوضعية محاطا بمجموعة من القيود حيث اشترط المشرع لكي‬
‫تتدخل اإلدارة قصد تصحـيح الوضعية أن يكون هناك ارتفاع أو انخفاض فاحش في األسعار‪،‬‬
‫وهنـا نجد غياب أي سند أو معيار مرجعي يمكن االستناد إليه في هذا التـحديد‪.‬‬

‫كمـا اشترط المشرع من أجل تدخل اإلدارة في تـحديد األسعار أن تتوفر أسباب محددة قد‬
‫يتبين لنا ظاهريا أنها واردة على سبيل الحصر في النص ولكنها حقيقة األمر فهي عكس ذلك‬
‫فهي تترك لإلدارة مجاال واسـعا للتدخل‪ ،‬بحيث أنـه إذا لم يكن من أجل مواجهة الكوارث العامة‬
‫فإنه يكـون في ظـل الظروف االستثنــائية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫كما اشترط المشرع أيضا في تدخـل اإلدارة من أجـل تحديد األسعار بضرورة استشارة مجلس‬
‫المنافـسة من قبل اإلدارة وذلك طبقـا لما نصت عليه المادة الرابعة من قانون حرية األسعار‬
‫والمنافسة‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة أيضا أن تدخل اإلدارة في الظـروف االستثنائية وبقصد اتخاذ التدابيـر‬
‫الالزمة يكون تدخال مؤقـتا بحيث ال يجب أن تتجاوز مدة تطبيق التـدابير المتخذة من قبل‬
‫اإلدارة سـتة أشـهر قابلة للتجديد مرة واحــدة‬

‫•ج‪ -‬تحديد األسـعار بناءا عـلى توافق اإلدارة ممثلة الدولة مع ممثلي المنظمات المهنية‬
‫المعنية‬

‫فإذا كانـت اإلدارة لها الحق في التدخل في تحديد األسعـار وذلك بناءا على ما هو منصوص‬
‫عليه في المادتين الثـالثة وال اربـعة من قانون حريـة األسعار والمنافسة السالفتين الذكر‪ ،‬فإن‬
‫المادة الخامسة تعطي لإلدارة نفس الحـق‪ ،‬غير أن هذه األخيرة ال يمكن لها أن تقوم بالتدخل‬
‫بدون أن يكون هـناك حل توافقـي لإلدارة مع ممثلي المنظمـات المهنية المعنية في حالة تقديم‬
‫هذه األخيـرة لطلب أو مسعى لإلدارة وذلك طبقا لما جاء في المادة الخامسة من قانون حرية‬
‫األسعار والمنافسة ‪ ،‬حيث يجتمع ممـثلو المنظمات المهنـية المعنية‪ ،‬لكن يمكن في بعض‬
‫األحيـان أن تنفرد اإلدارة بالحق في التدخل إذا اتضح لها أن ممثلي مهني القطاع قد قاموا‬
‫بتـجاوز وخرق االتفاق محل المصـادقة‪ ،‬وبالتالي فإن اإلدارة يمـكن أن تنفرد بالحق في تحديد‬
‫األسـعار المعنـية‬

‫إال أن التسـاؤل المطروح هنا‪ ،‬ماهي اإلجراءات التي تتبعـها اإلدارة للتدخل في مجال‬
‫تحديد األسـعار؟‬

‫إن اإلدارة ملزمة باسـتشارة مجلس المنـافسة وهذا األخير يجب أن يدلي برأيه داخل أجل‬
‫أقصاه شهرين‪ ،‬غير أن هذا األجل يمكن أن يخفض إلـى شهر واحــد كما قد يمكن أيضا أن‬
‫ينخفض في حاالت استثنائية التي تستوجـب اتخاذ إجراءات استعجالية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ويتم تحديد أسـعار السلع والمنتـوجات والخدمات بقرار من الوزيـر األول أو السلطة الحكومية‬
‫المفوضة من لدنه وذلك بعد استـشارة مجلس المنافسة واستـطالع رأي لجنة األسعار المشتركة‬
‫بين الو ازرات‪ ،‬ويجـوز للوزير األول أو السلطة الحكومية المفوضة من لدنه لهذا الغرض القيام‬
‫بتكـليف موظ ِـفـين من قطاعات و ازريـة مختلفة من بينـهم أعوان هيئة مراقبي األسعـار بالقيام‬
‫بكل الد ارسـات واألبحاث التي تمكن من حصر العناصـر التي يرتكـز عليها تحديـد األسعـار‪.‬‬

‫‪23‬‬
24
‫خاتمة‬
‫يع ــد تفعي ــل مب ــدأ حري ــة المنافس ــة وتحرير االسواق أب ــرز رك ــائز اقتص ــاد الس ــوق‪،‬‬
‫حي ــث ح ــرص المش ــرع المغربي علــى ســن تش ـريعات وت ــوفير آليــات مناســبة تتــولى التس ــيير‬
‫الجيــد للمنافســة فــي الس ــوق والعم ــل عل ــى ض ـ ـبطها وتنظيمه ــا‪ ،‬حي ــث تتن ــوع اآللي ــات القانوني ــة‬
‫الكفيل ــة بحماي ــة المنافس ــة‪ ،‬ب ــين موض ــوعية تتمث ــل أساس ــا ف ــي حظ ــر الممارس ــات الت ــي تتن ــافى‬
‫م ــع المنافس ــة الحـ ـرة م ــن خ ــالل حظ ــر التواطـ ــؤ والتعسـ ــف فـ ــي اسـ ــتعمال القـ ــوة االقتصـ ــادية‪،‬‬
‫والبيـ ــع بأسـ ــعار مخفضـ ــة تعسـ ــفيا وأخي ـ ـ ار إخضاع التجمعات االقتصادية للرقابة‪ ،‬ال ــى جان ــب‬
‫ه ــذه اآللي ــات الموض ــوعية هن ــاك آلي ــات مؤسس ــاتية‪ ،‬تس ــهر عل ــى الس ــير الحس ــن للســوق‬
‫والــردع عنــد خــرق القواعــد الموضــوعية ‪،‬تتمثــل هــذه اآلليــات فــي الهيئــات االداريــة المســتقلة‪،‬‬
‫التــي أوكلــت لهــا مهمــة التــدخل مــن أجــل ضــبط وتنظــيم النشــاط داخــل الســوق‪ ،‬يوجــد علــى‬
‫رأس تل ــك الهيئ ــات مجل ــس المنافس ــة ال ــذي أعتب ــر الخبيـ ــر الع ــام بمس ــائل المنافس ــة‪ ،‬فه ــو‬
‫يعن ــى بحماي ــة المنافس ــة ف ــي جمي ــع القطاع ــات االقتص ــادية‪ ،‬ال ــى جانب ــه انش ــئت مجموع ــة‬
‫م ــن س ــلطات الض ــبط القطاعي ــة‪ ،‬الت ــي وزع ــت عل ــى قطاع ــات مختلف ــة م ــن النش ــاط‬
‫االقتص ــادي‪.‬‬

‫صفوة القول أن تدخل الدولة في المجال االقتصادي ال يزال وازعا نظ ار لتعدد الحاالت‬
‫المسموح فيها خاصة مع غياب احترام شروط المنافسة االقتصادية الشريفة‪ ،‬وهذا إن دل على‬
‫شيء إنما يدل على حرص المشرع على احاطة المنافسة واألسعار بكامل الضمانات القانونية‬
‫الكفيلة بحمايتها من أي تعسف يمكن أن يؤثر سلبا من على فعالية الحركية التجارية‪ ،‬وعليه‬
‫فإن أقصى ما يمكن قبوله بهذا الصدد هو أن التدخل االستثنائي وسيلة في يد الدولة لضبط‬
‫السوق حفاظا على النظام العام االقتصادي إلى جانب ضمان االستقرار االجتماعي وتحسين‬
‫معيشة المستهلكين تجنبا للتعسفات القائمة فيه ودحضا للعوامل المعرقلة للحركة العادية في‬
‫السوق‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫الكتب‬
‫◆ أحمد آيت الطالب‪ ،‬التنظيم القانوني للسوق المالي المغربي (البنيات والفاعلون) –‬
‫دراسة قانونية استشرافية لهيكلة السوق المالي والتدخالت الفاعلين فيه على ضوء‬
‫آخر اإلصالحات‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2006‬مطبعة المعارف الجديدة – الرباط –‬
‫‪.2006‬‬
‫◆ محمد يتورسي‪ ،‬الضوابط القانونية للحرية التنافسية في الجزائر‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2013‬‬

‫األطروحات والرسائل‬
‫◆ إلهام بوحاليس‪ ،‬الحماية القانونية للسوق في ظل قواعد المنافسة‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه علوم في القانون‪ ،‬تخصص قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري‬
‫‪ -‬قسنطينة‪ -‬السنة الجامعية‪.2017-2016 ،‬‬

‫◆ حماش سيلية‪ ،‬الضوابط القانونية للمنافسة في التشريع الجزائري‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة طاهري محمد بشار – الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،‬دفاتر السياسة‬
‫والقانون‪ ،‬العدد الخامس العاشر‪ ،‬جوان ‪.2016‬‬
‫◆ منصور داود‪ ،‬ا آلليات القانونية لضبط النشاط االقتصادي في الجزائر‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه ال علوم في الحقوق تخصص‪ ،‬قانون األعمال‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2016/2015‬‬
‫◆ إلهام خرشي‪ ،‬السلطات اإلدارية المستقلة في ظل الدولة الضابطة‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،2‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2015-2014‬‬

‫‪26‬‬
‫النصوص التنظيمية والقانونية‬

‫◆ األمر رقم ‪ 06-95‬المؤرخ في ‪25‬يناير ‪ 1995‬المتعلق بالمنافسة‪( ،‬الجريدة الرسمية‬


‫العدد ‪ 9‬لسنة ‪ ،)1995‬ملغى‪ ،‬تم تعديله بالقانون رقم ‪ 12-08‬الصادر في ‪ 25‬يونيو‬
‫‪( 2008‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،36‬لسنة ‪ )2008‬وبالقانون رقم ‪ 05-10‬الصادر‬
‫في ‪ 15‬غشت‪( 2010‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 46‬لسنة ‪.)2010‬‬
‫◆ دخل حيز النفاذ في ‪16‬مايو ‪2005‬؛ وفي ‪ 2008‬تم تعديل بعض أحكام القانون‬
‫بموجب القانون رقم ‪190‬والقانون رقم ‪193‬من ذات العام‪ ،‬ثم تم تعديل بعض أحكام‬
‫القانون بموجب قرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم ‪ 56‬لسنة ‪.2014‬‬
‫◆ ظهير شريف رقم ‪ 1.00.225‬صادر في ‪ 2‬ربيع األول ‪ 5( 1421‬يونيو ‪)2000‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 06.99‬المتعلق بحرية األسعار والمنافسة)‪ ،‬تم نشره في الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 4810‬بتاريخ ‪ 2000/07/06‬الصفحة ‪.1941‬‬
‫◆ ظهير شريف رقم ‪ 1.11.91‬الصادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 1432‬الموافق ل ‪ 29‬يوليوز‬
‫‪ 2011‬بتنفيذ نص الدستور‪.‬‬
‫◆ ظهير شريف رقم ‪ 1.14.116‬صادر في ‪ 2‬رمضان ‪ 30( 1435‬يونيو ‪ )2014‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 104.12‬المتعلق بحرية األسعار والمنافسة)‪ ،‬تم نشره في الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 6276‬الصادرة بتاريخ ‪ 26‬رمضان ‪ 24( 1435‬يوليو ‪.)2014‬‬
‫◆ ظهير شريف ‪ 1.11.03‬صادر في ‪ 14‬من ربيع االول ‪ 18( 1432‬فبراير ‪)2011‬‬
‫بتنفيذ القانون ‪ 31.08‬بتحديد تدابير لحماية المستهلك ج‪.‬ر عدد ‪ 5932‬في ‪ 7‬أبريل‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.1072‬‬
‫◆ ظهير شريف ‪ 1.14.117‬صادر في رمضان ‪ 30( 1435‬يونيو ‪ 2014‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 20.13‬المتعلق بمجلس المنافسة‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 6276‬بتاريخ ‪ 26‬رمضان ‪1435‬‬
‫(‪ 24‬يوليو ‪ ،)2014‬ص ‪.6095‬‬
‫ل‬ ‫اآلخرة ‪ 1426‬الموافق‬ ‫في ‪ 6‬جمادى‬ ‫رقم ‪ 772-05-2‬الصادر‬ ‫◆ مرسوم‬
‫‪13‬يوليو ‪ 2005‬المتعلق باإلجراءات المتبعة أمام الوكالة الوطنية لتقنين المواصالت‬
‫فيما يتعلق بالنزاعات والممارسات المنافية لقواعد المنافسة وعمليات التركيز االقتصادي‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫◆ القانون رقم ‪ 008.71‬الصادر في ‪ 21‬من شعبان ‪ 12( 1391‬أكتوبر ‪ )1971‬المتعلق‬
‫بتنظيم األسعار ومراقبتها وشروط حيازة البضائع والمنتوجات وبيعها‪ ،‬كما وقع تغييره‬
‫وتتميمه‪.‬‬
‫◆ ظهير شريف رقم ‪ 1.07.79‬صادر في ‪ 28‬من ربيع األول ‪ 17( 1428‬أبريل ‪)2007‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 43.05‬المتعلق بمكافحة غسل األموال‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪5522‬‬
‫بتاريخ ‪ 14‬ربيع اآلخر ‪ 1428‬الموافق ل ‪ 3‬ماي ‪.2007‬‬

‫◆ القانون رقم ‪ 008.71‬الصادر في ‪ 21‬من شعبان ‪ 12( 1391‬أكتوبر ‪)1971‬‬


‫المتعلق بتنظيم األسعار ومراقبتها وشروط حيازة البضائع والمنتوجات وبيعها‪ ،‬كما‬
‫وقع تغييره وتتميمه‪.‬‬

‫تقرير‬

‫‪◆ 20eme Rapport sur la politique de la concurrence, document‬‬


‫‪officiel‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪la‬‬ ‫‪commission‬‬ ‫‪européenne,‬‬ ‫‪1991,‬‬ ‫‪site:‬‬
‫‪http://ec.europa.eu .‬‬

‫المقاالت‬

‫◆ شكيب بنموسى‪ ،‬رئيس المجلس االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬سياسة المنافسة ومكافحة‬


‫اقتصاد الريع‪ ،‬طنجة ‪ 17-14‬دجنبر ‪.2011‬‬

‫◆ محمد المرغدي‪ ،‬المنافسة (أبعادها االقتصادية والقانونية)‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬منشورات‬


‫المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية)‪، (REMALD‬‬

‫‪28‬‬
‫موقع الكترواني‬

◆ http://www.mag.gov.ma/index.php/ar/2014-11-10-11-
21-42/2014-11-27-17-11-54.html

29
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪1..................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الضبط التنافسي للسوق ‪4.............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المطلب األول‪ :‬المنافسة كمبدأ في ضبط السوق‪4....................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مضمون مبدأ المنافسة‪4................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مكانة المنافسة الحرة ‪9.................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المطلب الثاني‪ :‬المتدخلون في ضبط المنافسة في السوق‪11........‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مجلس المنافسة ‪11.....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المتدخلين في ضبط المنافسة واألسعار حسب نوعية السوق‪13.....‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬األسعار بين التحرير والضبط ‪15........ .............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حرية السعر كمبدأ ‪16...................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬نظام األسعار بالمغرب ‪17..............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المتدخلين في ضبط األسعار بالمغرب‪18...............................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تدخل الدولة كاستثناء لمبدأ حرية األسعار‪19........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬االستثناءات البنيوية‪19........................................... ......‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االستثناءات الظرفية ‪21.................................................‬‬
‫خاتمة ‪23...................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع ‪24.........................................................................‬‬
‫الفهرس ‪25................................................................................‬‬

‫‪30‬‬

You might also like