You are on page 1of 62

‫جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫القانون اإلقتصادي العام‬

‫من إعداد الدكتورة ‪ :‬حدة بوخالفة‬

‫السنة الجامعية ‪2019 – 2018 :‬‬


‫مقــدمة‬
‫لق''د ش''هد الع''الم تح''والت إقتص''ادية كث''يرة ك''ان س''ببها أزم''ات إقتص''ادية م''رت به''ا‬
‫ال''دول على حقب''ات زمني''ة مختلف''ة ‪ ،‬فك''انت ال''دول تعم''ل بش''كل حي''ادي بص''ك النق''ود و‬
‫فرض الضرائب و بعد ذلك بدأت تتدخل بشكل كب'ير في الحق'ل اإلقتص'ادي رغب'ة منه'ا‬
‫في تنمي''ة اإلقتص''اد و مس''اعد األف''راد و تحس''ين معيش''تهم إال أن ه''ذا زاد من األزم''ات‬
‫اإلقتص''ادية ‪ ،‬و علي''ه ظه''ر مفه''وم أخ'ر لتحس'ين دور الدول''ة في الحق''ل اإلقتص''ادي عن‬
‫طريق سن مجموعة من القوانين التي تضبط هذا التدخل ‪.‬‬
‫و منها الجزائر التي ركزت خاصة على اإلصالحات القانونية و ذل''ك بوض''ع أط''ر‬
‫قانونية توجه النظام اإلقتصادي من اإلقتصاد المخطط نحو االقتصاد الحر ‪.‬‬
‫و تتمح''ور ه''ذه الدراس''ة ح''ول الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام ال''ذي يق''وم على مجموع''ة‬
‫من المبادئ و القواعد القانونية التي تحدد شكل الس'وق الح'ر و كيفي''ة تعام''ل الدول''ة م''ع‬
‫التوجه اإلقتصادي الجديد الذي تبنته مؤخرا ‪.‬‬
‫و عليه يكون الســؤال المطـروح‪ :‬مــا هــو الشــكل القـانوني لضــوابط تــدخل الدولـة‬
‫في الحقل االقتصادي ؟ و كيف ساعد وجود القانون اإلقتصادي العام في حل األزمات‬
‫اإلقتصادية ؟ ‪.‬‬
‫و لإلجابة عن هذا التساؤل قسمنا دراستنا إلى ‪:‬‬
‫المحور األول ‪ :‬تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي‬

‫المبحث األول ‪ :‬تطور فكرة تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األراء الفقيه حول تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي بين التأييد‬
‫و المعارضة‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬صور و أساليب تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي‬


‫المحور الثاني ‪ :‬القانون اإلقتصادي العام‬

‫المبحث األول ‪ :‬نظرة حول القانون اإلقتصادي العام‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مصادر و مبادئ القانون اإلقتصادي العام‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مجاالت القانون اإلقتصادي العام‬

‫و قبل تناول هذه المحاور إرتأينا تحديد بعض المفاهيم التي تخدم هذه الدراسة على النحــو‬
‫التالي ‪:‬‬
‫التعريف بالمفاهيم األساسية‬
‫‪‬الضبط ‪:‬‬
‫ي ' ''رى الفقيهين ‪ Jean-Claude Prager et François Villeroy de Galhau‬أن‬
‫الض''بط يفهم كأن''ه الرؤي''ة الحالي''ة للسياس''ة اإلقتص''ادية و ال''ذي يجم''ع ك''ل أدوات قي''ادة‬
‫اإلقتصاد ‪ ،‬و الذي يشكل اليوم نظاما معقدا ‪ ،‬ه'ذان الكاتب'ان يقترح'ان إع'ادة تفس'ير ك'ل‬
‫موض''وعات السياس''ة اإلقتص''ادية عن طري''ق فك''رة الض''بط‪ ، 1‬و تن''درج عملي''ة الض''بط‬
‫ض' ''من اإلختص' ''اص الط' ''بيعي للدول' ''ة و يقص' ''د به' ''ا مجموع' ''ة الق' ''وانين و التنظيم' ''ات‬
‫المفروض''ة من قب''ل الدول''ة على النش''اط اإلقتص''ادي ‪ ،‬و ق''د تبل''ورت عملي''ة الض''بط في‬
‫ظل إقتصاد السوق لتستهدف تكريس مبادئه و تقوية اإلش'راف و الرقاب''ة في''ه لم''ا يتم''يز‬
‫به من حرية تنقصها ألي'ة الض'بط األلي أو ال'ذاتي ‪ ،‬و ه'ذا م'ا ي'برر من الناحي'ة العملي'ة‬
‫استمرارية الدولة في التدخل نسبيا لضمان استمراريته‪.2‬‬
‫و من بين الفقه الذي يأخذ بالمفهوم الواسع لفكرة الضبط نج''د األس''تاذ ‪Laurence‬‬

‫‪ ، BOY‬و هي توجه دراسة نقدية لمقاربة األستاذ ‪ Frison-roshe‬فه'ذه األخ'يرة ت'رى‬


‫أن الض' ''بط ه' ''و فتح القطاع' ''ات ال' ''تي ك' ''انت في وض' ''عية إحتك' ''ار على المنافس' ''ة بفع' ''ل‬
‫الق' ''انون الجم' ''اعي االوروبي ‪ ،‬أم' ''ا األس' ''تاذ ‪ Claude Champaud‬فيعرف' ''ه على أن' ''ه ‪:‬‬
‫مجرد التدخل في نظام معقد أو تنسيقه من أجل الوص''ل على تس''يير جي''د و منض''بط أو‬
‫السياق الذي بفضله تجد في''ه أل''ة أو جه''از نفس'ه في حال''ة ت''وازن ‪ ،‬فالض''بط اإلقتص''ادي‬
‫حسب هذا الفقيه يطبق بكيفيتين ‪ :‬إما عن طري''ق النظ''ام في ح'د ذات''ه ‪ ،‬ففي ه''ذه الحال''ة‬
‫يمكن الكالم عن الضبط التلقائي ‪ ،‬ما عن طريق تدخل ميكانيزم خارجي عن النظام‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jean-Claude Prager et François Villeroy de Galhau , Dix-huit Leçons sur la politique‬‬
‫‪économique. A la recherche de la régulationk . SUIL . 2003 .‬‬
‫‪ 2‬عج=====ابي عم=====اد ‪ ،‬التجرب=====ة الجزائري=====ة إلح=====داث س=====لطات الض=====بط اإلقتص=====ادي ‪ ،‬منش=====ور على الموق=====ع‬
‫‪ ، https://www.asjp.cerist.dz/en/article/34365‬تاريخ النشر ‪ ، 09/09/2018‬على الساعة ‪ ، 20/45‬ص ‪. 114‬‬
‫و في هذه الحالة نكون أمام ضبط خارجي ‪.3‬‬

‫‪‬النشاط اإلقتصادي ‪:‬‬


‫ه' ''و المجه' ''ود ال' ''ذي يبذل' ''ه الف' ''رد إلش' ''باع حاجات' ''ه أو الحص' ''ول على األم' ''وال و‬
‫الخدمات كما يعبر عن األفعال و المب'ادرات ال'تي يأخ'ذها الف'رد في المي'دان اإلقتص'ادي‬
‫فيم ''ا يخص اإلنت ''اج ‪ ،‬المبادل ''ة ‪ ،‬التوزي ''ع ‪ ،‬اإلس ''تهالك‪ ، 2‬و لق ''د وص ''ف م ''اكس في ''بر‬
‫النش''اط اإلقتص''ادي في المجتمع''ات م''ا قب''ل الرأس''مالية على أن''ه ( يرتك''ز على الحف''اظ‬
‫على مصلحة طبقات إجتماعية معينة و جماعات معين''ة و يقص''د ب''ذلك ع''دم اإلب''داع في‬
‫النشاط اإلقتصادي مخافة الخ'روج عن الم'ألوف و التقالي'د الس'ائدة و األع'راف و الق'وع‬
‫في أضرار يحذر منها رجال الدين‪.3‬‬
‫و يعتبر النشاط اإلقتص'ادي نظ'ام من النظم اإلقتص'ادية المعاص'رة ال'تي تعتم'د على‬
‫العديد من الوحدات اإلقتصادية التي تقوم بإنتاج و توزيع و ت''داول المنتوج''ات من س''لع‬
‫و خدمات ‪ ،‬الالزمة إلشباع الحاجات الفردية و الجماعية ‪.4‬‬
‫و يع''رف أيض''ا النش''اط اإلقتص''ادي بأن''ه نش''اط عقالني يعتم''د على عق''ل اإلنس''ان ‪،‬‬
‫يستخدم الوسائل و بهدف إلى ترشيد إستعمالها للحصول على أك''بر منفع''ة بأق''ل تك''اليف‬
‫ممكن ' ''ة ‪ ،‬و يمكن تلخيص ' ''ه في مجموع ' ''ة من الوس ' ''ائل و اإلس ' ''تخدامات ذات الم ' ''دلول‬
‫اإلقتص ''ادي ال ''تي يق ''وم به ''ا الف ''رد من إنت ''اج ‪ ،‬توزي ''ع ‪ ،‬مبادل ''ة ‪ ،‬إس''تهالك ‪ ،‬كم ''ا يمكن‬
‫توسيعها في الحياة اإلقتصادية من إنتاج صناعي ‪ ،‬زراعي ‪ ،‬تقديم خدمات‪.5‬‬

‫‪‬السلطة اإلدارية المستقلة ‪:‬‬


‫قامت الدولة بإستحداث آليات جديدة تختلف بإداراتها الكالسيكية و المتمثلة في‬

‫‪ 3‬بري نور الدين ‪ ،‬محاضرات في قانون الضبط اإلقتضادي ‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميره ‪ ،‬بجاية ‪ ، 2016،‬ص ‪. 19‬‬
‫‪ 2‬فتح هللا ولعلو ‪ ،‬اإلقتصاد السياسي ‪ ،‬دار الحداثة للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1981 ،‬ص ‪. 454‬‬
‫‪ 3‬ونادي رشيد ‪ ،‬ألية تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي عبر سياستها المالية ‪ ،‬مجل==ة أبح==اث إقتص==ادية و إداري==ة ‪ ،‬الع==دد‬
‫التاسع ‪ ،‬جوان ‪ ، 2011‬جامعة بسكرة ‪ ،‬ص ‪. 110‬‬
‫‪ 4‬محمد دويدار‪ ،‬مبادئ اإلقتصاد السياسي ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 17‬‬
‫‪ 5‬ونادي رشيد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 110‬‬
‫السلطات اإلدارية المستقلة أو كما تسمى أيض''ا س'لطات الض''بط المس'تقلة ال''تي منحت‬
‫لها الدولة مهمة ضبط النشاط اإلقتصادي و المالي ‪.‬‬

‫و تع' ''رف الس' ''لطة اإلداري' ''ة المس' ''تقلة بأنه' ''ا هيئ' ''ات وطني' ''ة ال تخض' ''ع ال للس' ''لطة‬
‫الرئاس''ية و ال للوص''اية اإلداري''ة ‪ ،‬فهي عكس اإلدارة التقليدي''ة ‪ ،‬إذ تتمت''ع باس''تقاللية‬
‫عض ''وية و وظيفي ''ة س ''واء عن الس ''لطة التنفيذي ''ة أو الس ''لطة التش ''ريعية لكنه ''ا تخض ''ع‬
‫للرقاب' ''ة القض' ''ائية ‪ ،‬ه' ''ذه الهيئ' ''ات له' ''ا س' ''لطات واس' ''عة تجعله' ''ا تبتع' ''د عن الهيئ' ''ات‬
‫اإلستشارية مهامها تتمثل في ضبط القطاع اإلقتص''ادي ‪ ،‬و بفض''ل اس''تقالليتها تض''من‬
‫الحي ''اد طالم ''ا أن الدول ''ة تت ''دخل في المج ''ال اإلقتص ''ادي كع ''ون فال يتص ''ور أن تك ''ون‬
‫خصما و حكما‪.1‬‬

‫و من بين سلطات الضبط التي تم إنشاؤها بموجب القانون الجزائري ‪:‬‬

‫المجلس األعلى لإلعالم‪ 2‬و قد تم حله سنة ‪. 1993‬‬ ‫‪-‬‬

‫مجلس النقد و القرض‪. 3‬‬ ‫‪-‬‬

‫اللجنة المصرفية‪. 4‬‬ ‫‪-‬‬

‫لجنة تنظيم عمليات البورصة و مراقبتها‪. 5‬‬ ‫‪-‬‬

‫مجلس المنافسة‪. 6‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1‬بري نور الدين ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 23‬‬


‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 07-90‬ا‪ ،‬المتعلق باإلعالم ‪ ،‬الصادر في ‪ 3‬أفريل ‪ ، 1990‬ج ر عدد ‪ ، 14‬المؤرخة في ‪ 3‬أفريل ‪. 1990‬‬
‫‪ 3‬القانون رقم ‪ ، 10 – 90‬المتعلق بالنقد و القرض ‪ ، ،‬الص==ادر في ‪ 14‬أفري==ل ‪ ، 1990‬ج ر ع==دد ‪ ، 16‬المؤرخ==ة في ‪14‬‬
‫أفريل ‪ 1990‬و قد تم إلغاء هذا القانون بموجب القانون ‪ ، 11 03‬الصادر في ‪ 11‬أوت ‪ ، 2003‬المتعلق بالنقد و القرض ‪..‬‬
‫‪ 4‬األمر رقم ‪ ، 03 – 11‬المتعلق بالنقد و القرض ‪ ،‬الصادر في ‪ 26‬أوت ‪ ،‬ج ر عدد ‪ ، 52‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫‪ 5‬المرسوم التشريعي رقم ‪ ، 10 – 93‬المتعلق ببورص==ة القيم المنقول==ة ‪ ،‬الص==ادر في ‪ 23‬م==اي ‪ ، 1993‬ج ر ع==دد ‪، 41‬‬
‫المؤرخة في ‪ 24‬ماي ‪. 1993‬‬
‫‪ 6‬األمر رقم ‪ ، 03- 03‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬الصادر في ‪ 19‬جويلية ‪ ، 2003‬ج ر عدد ‪ ، 43‬المؤرخة في ‪ 20‬جويلية ‪2003‬‬
‫‪ ،‬معدل و متمم بموجب القانون رقم ‪ 12 – 08‬الصادر في ‪ 25‬جويلي==ة ‪ ، 2008‬ج ر ع==دد ‪ ، 36‬المؤرخ==ة في ‪ 28‬جويلي==ة‬
‫‪ ، 2008‬المعدل و المتمم بموجب القانون رقم ‪ ، 05 – 10‬الصادر في ‪ 15‬أوت ‪ ، 2010‬ج ر عدد ‪ ، 46‬المؤرخ==ة في ‪17‬‬
‫أوت ‪. 2010‬‬
‫سلطة ضبط البريد و المواصالت السلكية و الالسلكية‪. 7‬‬ ‫‪-‬‬

‫الوكالة الوطنية للممتلكات المنجمية‪ 2‬والوكالة الوطنية للجيولوجيا والمراقبة المنجمية‪.3‬‬ ‫‪-‬‬

‫لجنة ضبط الكهرباء و توزيع الغاز عبر القنوات‪. 4‬‬ ‫‪-‬‬

‫سلطة الضبط للنقل‪. 5‬‬ ‫‪-‬‬

‫الوكالة الوطنية لمراقب'ة النش'اطات و ض'بطها في مج'ال المحروق'ات و الوكال'ة الوطني'ة‬ ‫‪-‬‬

‫لتثمين موارد المحروقات‪. 6‬‬


‫سلطة ضبط المياه‪. 7‬‬ ‫‪-‬‬

‫الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد و مكافحته‪. 8‬‬ ‫‪-‬‬

‫لجنة اإلشراف على التأمينات‪. 9‬‬ ‫‪-‬‬

‫الوكالة الوطنية للموارد الصيدالنية المستعملة في الطب البشري‪. 10‬‬ ‫‪-‬‬

‫سلطة ضبط السمعي البصري‪. 11‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 7‬القانون رقم ‪ ، 03 – 2000‬المتعلق بالبريد و المواصالت السلكية و الالسلكية ‪ ،‬الصادر في ‪ 5‬أوت ‪ ،2000‬ج ر عدد ‪48‬‬
‫‪ ،‬المؤرخة في ‪ 6‬أوت ‪. 2000‬‬
‫‪ 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 199 – 03‬المتعلق بالنظام الداخلي للوكالة الوطنية للممتلكات النجمية ‪ ،‬الص==ادر في ‪ 1‬أفري==ل‬
‫‪ ، 2004‬ج ر عدد ‪ ، 20‬المؤرخة في ‪ 14‬أفريل ‪. 2004‬‬
‫‪ 3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 94 – 04‬المتعلق بالنظام الداخلي للوكالة الوطنية للجيولوجيا و المراقبة المنجمية ‪ ،‬جر عدد ‪20‬‬
‫‪ ،‬المؤرخة في ‪ 14‬أفريل ‪. 2004‬‬
‫‪ 4‬القانون رقم ‪ ، 01 – 02‬المتعلق بالكهرباء و الغاز بواس==طة القن==وات ‪ ،‬الص==ادر في ‪ 5‬فيف==ري ‪ ، 2002‬ج ر ع==دد ‪، 8‬‬
‫المؤرخة في ‪ 5‬فيفري ‪. 2002‬‬
‫‪ 5‬القانون رقم ‪ ، 11-02‬المتعلق بقانون المالیة لسنة ‪ ، 2003‬الصادر في ‪ 24‬دیس==مبر ‪ ، 2002‬ج ر ع==دد ‪ ، 86‬المؤرخ==ة‬
‫في ‪ 25‬دیسمبر ‪. 2002.‬‬
‫‪ 6‬القانون رقم ‪ ، 07 – 05‬المتعلق بالمحروقات ‪ ،‬صالدر في ‪ 28‬أفريل ‪ ، 2005‬ج ر عدد ‪ ، 50‬المؤرخة في ‪ 19‬جويلية‬
‫‪ ، 2005‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫‪ 7‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 303 – 08‬الصادر في ‪ 27‬سبتمبر ‪ ، 2008‬المتعلق بصالحيات و قواعد تنظيم سلطة الض==بط‬
‫الخدمات العمومية للمياه و عملها ‪ ،‬ج ر عدد ‪ ، 60‬المؤرخة في ‪ 28‬سبتمبر ‪. 2008‬‬
‫‪ 8‬القانون رقم ‪ ، 01 – 06‬الصادر في ‪20‬فيفري ‪ ، 2006‬المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته ‪ ،‬ج ر عدد ‪ ، 14‬المؤرخة‬
‫في ‪ 8‬مارس ‪ ، 2006‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫‪ 9‬القانون رقم ‪ ، 04 – 06‬المتعلق بالتأمينات ‪ ،‬الصادر في ‪ 20‬فيفري ‪ ، 2006‬ج ر ع==دد ‪ ، 15‬المؤرخ==ة في ‪ 22‬فيف==ري‬
‫‪. 2006‬‬
‫‪ 10‬المرسوم النفيذي ‪ ، 308-15‬الصادر في ‪ 06‬ديسمبر ‪2015‬‬
‫‪ 11‬القانون العضوي رقم ‪ ، 05 – 12‬المتعلق باإلعالم ‪ ،‬الصادر في ‪ 12‬جانفي ‪ ، 2012‬ج ر ع==دد ‪ ، 2‬المؤرخ==ة في ‪15‬‬
‫جانفي ‪. 2012‬‬
‫إن ه ' ''ذه الهيئ ' ''ات اإلداري ' ''ة المس ' ''تقلة تتمت ' ''ع بع ' ''دة إختصاص ' ''ات ك ' ''انت أص ' ''ال من‬
‫إختصاص السلطات الثالثة (التشريعية‪ ،‬التنفيذية و القضائية) و كل هيئة تتدخل في مجال‬
‫إختصاصها لتحقيق مهمة الضبط في المجال اإلقتصادي ‪.‬‬

‫‪‬الخوصصة في القطاع العام اإلقتصادي ‪:‬‬


‫لقد ظهر مفهوم الخوصصة في الكثير من دول العالم كم'رادف لتنمي'ة اإلقتص'اد و‬
‫تط' ''ويره ‪ ،‬و أم' ''ام فش' ''ل السياس' ''ة اإلقتص' ''ادية المتبع' ''ة في الجزائ' ''ر ك' ''ان لزام' ''ا عليه' ''ا‬
‫تغييرها باتجاه أخر يصاحبه مجموعة من اإلصالحات ‪.‬‬
‫و مص''طلح الخوصص''ة ظه''ر للتعب''ير عن عملي''ة تحوي''ل بعض الوح''دات اإلنتاجي''ة‬
‫(على المس ''توى الوط ''ني)‪ ،‬من نط ''اق القط ''اع الع ''ام إلى النط ''اق الخ ''اص‪ ،‬من أبرزه ''ا‬
‫الخصخصـة و التخصـيص و االستخص''اص‪ ،‬و ن''زع الملكي''ة العام''ة و غيره''ا‪ ،‬و لكن‬
‫من أك ' ''ثر ه ' ''ذه المص ' ''طلحات ش ' ''يوعا اس ' ''تخدام تعبيـر الخصخصـة ‪ ،‬و لق ' ''د ظه ' ''رت‬
‫تعريفات عديدة للخصخصة فيعرفها البعض" على أنه''ا نق''ل لملكي''ة مش''روع من القط''اع‬
‫العام الى القطـاع الخاص‪.1‬‬
‫فالخوصص''ة في مفهومه''ا البس''يط تع''ني تحوي''ل الملكي''ة العام''ة إلى ملكي''ة خاص''ة‬
‫باستبعاد رأس الم''ال الع''ام‪ ،‬وهـي عكس الت''أميم ال''ذي يع''ني مص''ادرة الملكي''ات الخاص''ة‬
‫لص'الح الدول'ة‪ .‬و كم'ا يش'ير " مفهـوم الخوصصـة الزال غـامض المع'الم‪ ،‬ه'ذا م'ا يع'بر‬
‫عن ' ''ه اختالف التع ' ''اريف ال ' ''تي أعطيت ل ' ''ه "" و ه ' ''و مص ' ''طلح ظه ' ''ر ع ' ''ام ‪ 1979‬في‬
‫انجلتـرا‪ ،‬ويشـير إلى التحول من القطاع العام إلى القط'اع الخ'اص بأس'اليب متع'ددة‪ :‬إم'ا‬
‫بتحويل كامل للملكية أو تحوي'ل جزئـي للملكيـة‪ ،‬وه'ذا م'ا يع'رف بخوصص'ة الملكي'ة أو‬
‫إحالل إدارة قط ' ''اع خ ' ''اص إلدارة المش ' ''روعات العام ' ''ة أو م ـ ـ ـ ـــا يسـمى بخوصصـة‬
‫اإلدارة"‪. 2‬‬

‫‪ 1‬شيماء مبارك ‪ ،‬إستراتيجية الخوصصة في المؤسس==ة الجزائري==ة ‪ ،‬مجل==ة العل==وم األإنس==انية و اإلجتماعي==ة ‪ ،‬الع==دد ‪، 26‬‬
‫سبتمبر ‪ ، 2016‬ص ‪.432‬‬
‫‪ 2‬نفس المرجع ‪.‬‬
‫و يمكن الق ''ول أن أول من إس ''تخدم ه ''ذا المص ـ ـــطلح هـ ـ ـــو االقتص ''ادي "هان ''ك" و‬
‫الذي عرف الخوصصة على أنها "تحويل الملكية العام'ة مـن القطـاع الخ'اص‪ ،‬إدارة أو‬
‫إيجارا أو مشاركة أو بيعا و شراءا فيما يتبع الدولـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة أو ت ـ ـ ـ ــنهض ب ـ ــه أو تهيمن‬
‫عليه في قطاعات النشاط االقتصادي المختلفة أو مجال الخدمات العامة‪.1‬‬
‫أم ''ا في الق ''انون الجزائ ''ري فق ''د عرفه ''ا األمـر ‪ ( 22-95‬تعنـي الخوصص ''ة القي ''ام‬
‫بمعامل ''ة أو مع ''امالت تجاري ''ة تتجس ''د‪ - :‬إم ''ا تحوي ''ل ملكي ''ة ك ''ل األص ''ول المادي ''ة أو‬
‫المعنوي''ة في مؤسس''ة عموميـة أو جـزء منه''ا‪ ،‬أو ك''ل رأس''مالها أو ج''زء من''ه‪ ،‬لص''الح‬
‫أش' ''خاص طبيع' ''يين أو معن' ''ويين ت' ''ابعين للقـانون الخ' ''اص‪ - .‬وإ م' ''ا في تحوي' ''ل تس' ''يير‬
‫مؤسس''ات عمومي''ة إلى أش''خاص طبيع''يين أو معن''ويين ت''ابعين للق''انون الخ''اص‪ ،‬وذل''ك‬
‫بواسطة صيغ تعاقدية يجـب أن تحـدد كيفيـات تحويـل التسـيير و ممارس'ته وش'روطه) ‪،‬‬
‫كما عرفها األمر‪ ( :01-04‬يقصد بالخوصصة ك'ل ص'فقة تتجس'د في نق'ل الملكي'ة إلـى‬
‫وتشمل هذه الملكية‪ :‬أشخاص طبيع'يين أو معن'ويين خاض'عين للق'انون الخ'اص من غ'ير‬
‫المؤسسـات العموميـة‪ - ،‬كل رأسمال المؤسسة أو ج''زء من''ه‪ ،‬تح''وزه الدول''ة مباش''رة أو‬
‫غيـر مباشـرة و ‪/‬أو حص ''ص إجتماعي ''ة أو اكتت ''اب لزي ''ادة في الرأس ''مال‪ .‬األش ''خاص‬
‫المعنوي' ''ون الخاض' ''عون للق' ''انون الع' ''ام‪ ،‬وذل' ''ك عن طري' ''ق التنـازل عـن أسـهم أو ‪-‬‬
‫األصول التي تشكل وحدة استغالل مستقلة في المؤسسات التابعة للدولة )‪.‬‬

‫‪ 1‬عجة الجياللي‪ ،‬المظاهر القانونية لإلصالحات االقتصادية‪ ،‬أطروح==ة لني==ل درج==ة ال==دكتوراه في الق==انون‪ ،‬معه==د الحق==وق‬
‫والعلوم اإلدارية‪،‬جامعة الجزائر‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 356‬‬
‫المحور األول ‪ :‬تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي‬
‫لق''د تط''ورت األنظم''ة اإلقتص''ادية بتط''ور ش''كل الدول''ة السياس''ية و حاج''ة الدول''ة‬
‫لتنظيم ش ''ؤونها الداخلي ''ة م ''ع أفراده ''ا و سياس ''اتها الخارجي ''ة م ''ع بقي ''ة ال ''دول ‪ ،‬و ألن‬
‫اإلقتص''اد عص''ب حي''اة ال''دول و اس''تمرارها فش''كل ت''دخل الدول''ة ق''د تط''ور و اختل''ف‬
‫عبر الزمن و حسب ظروف الدول ‪ .‬و سنتناول في هذا المح''ور في مبح''ثين ‪ ،‬األول‬
‫‪ :‬تط''ور فك''رة ت''دخل الدول''ة في النش''اط اإلقتص''ادي ‪ ،‬أم''ا الث''اني ‪ :‬األراء الفقي''ه ح''ول‬
‫تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي بين التأييد و المعارضة و أخيرا ‪ ،‬المبحث الثالث‬
‫‪ :‬صور و أسباب تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تطور فكرة تدخل الدولة في النشاط‬

‫اإلقتصادي‬
‫لق' ''د إرتأين' ''ا أن نتن' ''اول ه' ''ذا المبحث في مطل' ''بين ‪ ،‬حيث س' ''نتطرق في المطلب‬
‫األول ‪ :‬تط ''ور فك ''رة ت ''دخل الدول ''ة في األنظم ''ة اإلقتص ''ادية ‪ ،‬و في المطلب الث ''اني ‪:‬‬
‫تطور فكرة تدخل الدولة الجزائرية في النشاط اإلقتصادي ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تطور فكرة تدخل الدولة في األنظمة اإلقتصادية‬

‫تط''ورت فك''رة ت''دخل الدول''ة في اإلقتص''اد من بل''د إلى أخ'ر و من حقب''ة زمني''ة إلى‬
‫أخـ ـ ـ ـ ـــرى ‪ ،‬بغ ـ ـ ـ ـ ـ ـــرض تحقي' ' ''ق أه' ' ''داف متع' ' ''ددة ‪ ،‬تتدخ ـــل الحكوم' ' ''ات في الحي ـ ـــاة‬
‫اإلقتصادية‬
‫بأشكال مختلفة ‪ ،‬أهمها السياسة المالي''ة ‪ ،‬ت''ارة عن طري''ق الض''رائب و الرس''وم و ت''ارة‬
‫أخ''رى عن طري''ق اإلنف''اق الحك''ومي ‪ .‬و هـ ـ ـ ـــذا م''ا يس''مى بالسياس''ة المالي''ة للدول''ة من‬
‫إعادة‬
‫توزيع الدخل و توجيه اإلستثمار و دعم اإلستهالك عن طريق تحديد األسعار و تس''مى‬
‫سياس''ة إنفاقي''ة ‪ ،‬و ف''رض ض''رائب و رس''وم على نش''اطات و إعف''اء أخ''رى أو رفعه''ا‬
‫على م ''وارد و تخفيض ''ها ألخ ''رى و ي ''دعى بالسياس ''ة الجبائي ''ة ‪ .‬كم ''ا تت ''دخل في تحدي ''د‬
‫س''عر الص''رف ت''ارة لتط''وير اإلس''تثمار و ذل''ك بت''دخلها في األس''واق المالي''ة و ه''ذا م''ا‬
‫يسمى بالسياسة النقدية ‪ ،‬كما يمكنها قيادة المشاريع و النشاطات الهامة بنفسها ‪.‬‬
‫و ت''دخل الدول''ة في اإلقتص''اد ليس ولي''د الي''وم ‪ ،‬لكن يرج''ع ذل''ك إلى أفك''ار س''بقت‬
‫كي''نز مث''ل المقري''زي ال''ذي ط''الب بت''دخل الدول''ة في اإلقتص''اد في حال''ة وج''ود أزم''ات‬
‫إقتص ''ادية و التعام ''ل بعمل ''ة واح ''دة ب ''دال من ال ''ذهب و الفض ''ة خش ''ية أن تط ''رد العمل ''ة‬
‫الرديئة العمل'ة الجي'دة ‪ ،‬ثم إذا تعقمن'ا أك'ثر في ج'ذور الت'اريخ نج'د ص'ورة و ل'و بس'يطة‬
‫من ص''ور ت''دخل الدول''ة ‪ ،‬خالل األزم''ة اإلقتص''ادية ال''تي مس''ت مص''ر الم''ذكورة عن''دنا‬
‫في القرأن الك'ريم ‪ ،‬إذ أش'ار من خالله'ا س'يدنا يوس'ف علي'ه الس'الم على المل'ك بتخ'زين‬
‫القمح لمدة معينة ثم توزيعه كحل الحتواء األزمة و ضبطها ‪.‬‬
‫أما الفكر الحديث ‪ ،‬ظهرت مالمح تدخل الدولة جليا في اإلقتصاد بعد تفشي أزمة‬
‫الكس''اد الع''المي ‪ ، 1929‬إذ ط''الب كي''نز بت''دخل الدول''ة في الحي''اة اإلقتص''ادية ‪ .‬و ك''ان‬
‫ت''دخل الدول''ة قب''ل أزم''ة ‪ 1929‬يقتص''ر على الحماي''ة و األمن و ال''دفاع و القض''اء ‪ ،‬و‬
‫كان يطلق عليها بالدولة الحارسة ‪.‬‬
‫ثم توس''ع و تن''امي الطبق''ة البورجوازي''ة المتس''ببة في أزم''ة ‪ 1929‬و فق''دان رب''ع‬
‫المجتم ''ع لمنص ''ب عمل ''ه ‪ ،‬ب ''ات ض ''روريا ت ''دخل الدول ''ة لض ''بط العمال ''ة ‪ ،‬فلج ''أت إلى‬
‫سياسات مالية عندما فش'لت مح'اوالت سياس'اتها اإلجتماعي'ة بتحسيس'ها للطوائ'ف الديني'ة‬
‫تارة و العائالت تارة أخ'رى ‪ ،‬ثم أخ'ذت ش'كل ق'وانين إجتماعي'ة ‪ ،‬و علي'ه أطل'ق تس'مية‬
‫الدول ''ة الحامي ''ة بع ''دما ك ''انت حارس ''ة فق ''امت بالرقاب ''ة على اإلنت ''اج و ط ''رق اإلنت ''اج و‬
‫األسعار ‪ ،‬و تنامي هذا الدور حتى أصبحت تس''يطر على نش''اطات إقتص''ادية بامتالكه''ا‬
‫ألسهم فسميت بالدولة المقاولة ‪.‬‬
‫أراد كي ''نز من خالل ه ''ذه النظري ''ة تبي ''ان العالق ''ة بين ال ''دخل و اإلس ''تثمار ت ''دعى‬
‫بالمض''اعف ‪ ،‬أي السياس''ة األك''ثر نفع''ا على تخفيض مع''دل الفائ''دة بالنس''بة إلى منح''نى‬
‫المنفعة الحدية لرأس حتى يتحقق التشغيل الكامل ‪.‬‬
‫و مع تزايد ت'دخل الدول'ة في النش'اط اإلقتص'ادي خاص'ة في ظ'ل إقتص'اد الس'وق ‪،‬‬
‫بوض' ''عها لسياس' ''ات محكم' ''ة و س' ''ن ق' ''وانين و من' ''اخ إس' ''تثماري ‪ ،‬مراقب' ''ة المنافس' ''ة و‬
‫تنظيمها ‪ ،‬إرساء قواعد المالءم''ة و المع''ايير النوعي''ة و الج''ودة ( من''ع أش''كال اإلحتك''ار‬
‫و الغش ) ‪ ،‬حماية المس'تهلك ‪ ،‬إدخ'ال تص'حيحات و تص'ويبات على الحي'اة اإلقتص'ادية‬
‫ت''ارة عن طري''ق ق'وانين مالي''ة س'نوية ( سياس'ة مالي''ة ) ‪ ،‬من ج'انب اإلي''رادات ( توجي''ه‬
‫جب ' ' ''ائي ) دعم اإلس ' ' ''تثمار ‪ ،‬تش ' ' ''جيع قطاع ' ' ''ات و م ' ' ''واد ‪ ،‬منح مزاي ' ' ''ا ‪ ،‬إمتي ' ' ''ازات ‪،‬‬
‫إعف''اءات ‪ ،‬رس''وم جدي''دة و غيره''ا ‪ ،‬أم''ا من ج''انب النفق''ات فهي تح''اول إع''ادة توزي''ع‬
‫ال ' ''دخل توزيع ' ''ا ع ' ''ادال ‪ ،‬و إرس ' ''اء مب ' ''دأ العدال ' ''ة اإلجتماعي ' ''ة من تحوي ' ''ل إقتطاع ' ''ات‬
‫( ضرائب و رس'وم ) فرض'تها على ذوي ال'دخل المرتف'ع ‪ ،‬بغي'ة توجيهه'ا ص'وب ذوي‬
‫الدخل المنخفض‪. 1‬‬

‫ونادي رشيد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪. 117 – 116‬‬ ‫‪1‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور فكرة تدخل الدولة الجزائرية في النشاط‬

‫اإلقتصادي‬

‫بع' ' ''د اإلس' ' ''تقالل س' ' ''ادت مب' ' ''ادئ األإقتص' ' ''اد اإلش' ' ''تراكي في المنظوم' ' ''ة القانوني' ' ''ة‬
‫الجزائري ''ة حيث إرتب ''ط دور الدول ''ة ب ''اإلحالل مح ''ل ق ''وة الس ''وق ‪ ،‬إذ بع ''دما ب ''دأ ينتش ''ر‬
‫مفهوم الدولة المنتج'ة أو الدول'ة اإلش'تراكية ‪ ،‬األم'ر ال'ذي دعم إنتش'ار أس'لوب التخطي'ط‬
‫المركزي على الصعيدين العملي و األكاديمي‪ ، 1‬حيث ق''امت الجزائ''ر بعملي''ات تص''نيع‬
‫ثقيل' ''ة قص' ''د توف' ''ير وس' ''ائل اإلنت' ''اج و الم' ''واد األولي' ''ة و تك' ''ثيف اإلس' ''تثمار في قط' ''اع‬
‫الصناعة ‪.‬‬
‫إال أن اإلقتصاد الجزائ''ري ب''دأ يع''اني في أواخ''ر الثمانين''ات من الق''رن الماض''ي من‬
‫ع ' ''دة تعقي ' ''دات بس ' ''بب ت ' ''دهور أس ' ''عار الب ' ''ترول ‪ ،‬من هن ' ''ا ظه ' ''رت ض ' ''رورة إج ' ''راء‬
‫تصحيحات في السياسة اإلقتصادية و التحول إلى إقتصاد السوق ‪ ،‬و خالل كل مراحل‬
‫التنمي' ''ة اإلقتص' ''ادية في الجزائ' ''ر ‪ ،‬ك' ''ان لإلنف' ''اق الحك' ''ومي ال' ''دور األب' ''رز في تحقي' ''ق‬
‫األهداف التنموية ‪ ،‬الذي يمثل صورة من صور ت'دخل الدول'ة في النش'اط اإلقتص'ادي ‪،‬‬
‫و وس''يلة من وس''ائل تنفي''ذ ال''برامج الحكومي''ة‪2‬إض''افة إلى أن الدول''ة الجزائري''ة ق''د تبنت‬
‫برنامجا إصالحيا كثيفا من أجل إعدة النظر و تعديل سياستها اإلقتصادية فقامت ب''إبرام‬
‫إتفاق''ات م''ع ص''ندوق النق''د ال''دولي و ك''انت أولهم''ا هي إتفاقي''ة ‪ standby‬في ‪ 30‬م''اي‬
‫‪ ، 1989‬و ذل' ''ك لعالج اإلحتالالت الهيكلي' ''ة ال' ''تي ع' ''انت منه' ''ا بس' ''بب إرتف' ''اع مع' ''دل‬
‫المديونية و ل''تي أنهكت ق'دراتها في تس'ديد ديونه''ا في األوق'ات الح'ددة ‪ ،‬و من األس'باب‬

‫‪ 1‬وص==اف س==عيدي ‪ ،‬ال==دور اإلقتص==ادي الجدي==د للدول==ة في ظ==ل العولم==ة ‪ ،‬مجل==ة مخ==بر الش==راكة و اإلس==تثمار ‪ ،‬ع==دد‬
‫‪، 921‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪. 508‬‬
‫‪ 2‬كماسي محمد األمين ‪ ،‬دادن عبد الغني ‪ ،‬تحليل النفقات في الميزانية العامة للدولة باستخدام أسلوب التحليل إألى المركاب‬
‫األاساسية حالة الجزائر من الفترة الممتدة من بين ‪، 2000 – 1979‬العدد ‪ ، 1‬مجلة الباحث ‪ ،‬ورقلة ‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 70‬‬
‫ال''تي أدت بالدول''ة إلى وقوعه''ا في مث''ل ه''ذه الض''غوطات ه''و لجوئه''ا إلى اإلق''تراض و‬
‫تراكم ديونها الخارجية ‪. 1‬‬
‫و أمام إصالحات ق'امت به'ا الجزائ'ر ‪ ،‬ك'ان الب'د منه'ا تب'ني المب'ادئ التالي'ة ‪ :‬مب'دأ‬
‫حرية الصناعة و التجارة ‪ ،‬إزالة األحتكارات العمومية ‪ ،‬خوصصة المؤسس''ات العام''ة‬
‫‪ ،‬مبدأ حرية المنافسة ‪.‬كما سن المشرع محموعة من القوانين من بينها ‪ ،‬قانون النقد و‬
‫القرض في سنة ‪ 1990‬الذي سمح للخواص بإنشاء البنوك و المؤسسات المالية و‬
‫اإلس'تثمار في جمي'ع القطاع'ات عن طري'ق الق'روض و التس'هيالت ال'تي تحص'لوا عليه'ا‬
‫حيث كانت اإلستثمارات مقيدة إلى غاية صدور القانون ‪ 12-93‬الذي شرع اإلس'تثمار‬
‫للخ ''واص ‪ ،‬و غيره ''ا من الق ''وانين ال ''تي تح ''دثت عن إنفت ''اح اإلقتاص ''د الجزائ ''ري على‬
‫السوق الحر ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األراء الفقيه حول تدخل الدولة في النشاط‬


‫اإلقتصادي بين التأييد و المعارضة‬
‫إختلفت األاراء الفقهي''ة ح''ول ض''رورة ت''دخل الدول''ة في النش''اط اإلقتص''ادي ‪ ،‬فظه''رت‬
‫أراء معارضة و أخرى مؤيدة لهذا التدخل و التي سنبينها بالشكل التالي ‪.‬‬

‫‪ 1‬العايب ياسين ‪ ،‬تقييم سياسة تمويل للمؤسسات اإلقتصاادية في الجزائر ‪،‬مجل==ة أداء المؤسس==ات الجزائري==ة ‪ ،‬الع==دد ‪، 2‬‬
‫جامعة قسنطينة ‪ ، 2012 ،‬ص ‪. 73‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬األراء المعارضة لتدخل الدولة‬

‫في النشاط اإلقتصادي‬

‫و هي األراء ال' ' ''تي عارض' ' ''ت ت' ' ''دخل الدول' ' ''ة في النش' ' ''اط اإلقتص' ' ''ادي إلى إس' ' ''تدعت‬
‫الضرورة لذلك ‪ ،‬و أهم هذه اإلتجاهات هي ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أراء الطبيعين‬

‫يرفض الطبيعيون تدخل الدولة في النشاط اإلقتص''ادي إال في أض''يق الح''دود ‪ ،‬و‬
‫من العوام''ل ال''تي أدت بهم إلى تب''ني ه''ذه النظ''رة ه''و ت''دهور اإلنت''اج ال''زراعي و س''وء‬
‫أح''وال الم''زارعين بفرنس''ا ‪ ،‬بس''بب ت''دني دخ''ولهم نتيج''ة تط''بيق سياس''ة التج''اريين ال''تي‬
‫ك''انت تن''ادي بخفض أثم''ان الس'لع الزراعي''ة لتش'جيع الص''ناعة ‪ ،‬إض''افة إلى القي''ود ال''تي‬
‫فرض ''تها الدول ''ة على حري ''ة التج ''ار و المنتجين و ك ''ل م ''ا يتعل ''ق بالتج ''ارة الداخلي ''ة أو‬
‫الخارجية‪ . 1‬و كذا فساد الجهاز البيروقراطي للدولة ‪.‬‬
‫و تستند أراء الطبيعين على ما يع''رف بالنظ''ام الط''بيعي الق''ائم على مب''ادئ الحري''ة‬
‫و تحقي''ق المص''لحة الشخص''ية و المنافس''ة ‪ ،‬و هي ب''ذلك تن''ادي بض''رورة الرج''وع إلى‬
‫الطبيع ''ة ‪ ،‬ألن هن ''اك ق ''وانين طبيعي ''ة تحكم النش ''اط اإلقتص ''ادي و تس ''ييره بانتظ ''ام دون‬
‫الحاجة إلى تدخل الدولة التي يجب عليه'ا أن ت'ترك تص'رفات األف'راد الح'رة تحكم س'ير‬
‫األاحداث اإلقتصادية ‪ ،‬و كل تدخل من طرف الدولة لتوجيه النش''اط اإلقتص''ادي يعط''ل‬
‫النمو ألن هناك يد خفية تعمل على خلق التوازن المستمر بين المصالح‪. 2‬‬

‫‪ 1‬أحمد جامع ‪ ،‬الرأسمالية الناشئة ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1988 ،‬ص ‪. 144‬‬
‫‪ 2‬معيزي قويدر ‪ ،‬تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي في ظل اقتص==اد الس==وق ‪ ،‬مجل==ة اإلقتص==اد الجدي==د ‪ ،‬الع==دد ‪ ، 8‬م==اي‬
‫‪ ، 2013‬ص ‪. 138‬‬
‫و انطالق ''ا من فك ''رة النظ ''ام الط ''بيعي دفعهم ذل ''ك إلى تحدي ''د المه ''ام ال ''تي تق ''وم به ''ا‬
‫الدولة و المتمثلة في ‪:‬‬
‫نشر الدول'ة كاف'ة المعلوم'ات ال'تي تس'اعد األأف'راد على فهم مض'مون الق'انون الط'بيعي‬ ‫‪-‬‬
‫و اإللتزام به ‪.‬‬
‫قيام الدولة بجميع األشغال العامة و المتمثلة في إقامة الطرق و القن''وات و الجس''ور ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫و ذلك من أجل زيادة إنتاجية القطاع الزراعي ‪.‬‬
‫تسهيل الدولة للمبادالت التجارية سواءا كانت داخلية أو خارجية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير الحماية لممتلكات األفراد‪ ،‬و منع أي إعتداء يصيبها أو يؤثر على استغاللها‪. 1‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أراء الكالسيك‬


‫تق''وم أراء الكالس''يك على فك''رة إطالق الحري''ات الفردي''ة وفق''ا لمقول''ة أدم س''ميث‬
‫الش''هرة ( دع''ه يعم''ل دع''ه يم''ر ) ‪ ،‬و بالت''الي تعتم''د ه''ذه المدرس''ة على فك''رة اإلقتص''اد‬
‫الحر القائم على رفض تدخل الدول'ة في الت'أثير على ألي'ة الس'وق الح'رة و اإلمتن'اع عن‬
‫التدخل في الحياة اإلقتصادية و األإجتماعية لألفراد‪. 2‬و أن ال'دور المناس'ب للدول'ة يجب‬
‫أن يتقلص ليص'بح دور الدول'ة الحارس'ة و ين'ادي الكالس'يك بض'رورة إزال'ة الدول'ة لك'ل‬
‫القي''وم ال''تي تع''وق النش''اط اإلقتص''ادي ‪ ،‬م''ع ت''رك ك''ل ف''رد ح''ر في تحقي''ق مص''لحته و‬
‫يباشر كل األنشطة اإلقتصادية التي يختارها ‪.‬‬
‫و طبق''ا لمب''دأ نظ''ام الحري''ة الطبيعي''ة فعلى الدول''ة أن تلغي الجه''از التنظيمي ال''ذي‬
‫يوج''ه السياس''ة التجاري''ة و تكف''ل حري''ة م''رور الس''لع داخ''ل الدول''ة و أن تح''رر تجارته''ا‬
‫الخارجي''ة ‪ ،‬و ي''رى أنص''ارها ب''أن هن''اك ي''دا خفي''ة تتمث''ل في اقتص''اد الس''وق تعم''ل من‬
‫تلق''اء نفس''ها على تحقي''ق الت''وازن ال''ذاتي لإلقتص''اد ‪ ،‬و من ثم ف''إن أي ت''دخل للدول''ة في‬
‫هذا اإلطار سيؤدي إلى اإلضرار بالنظام ألن جهاز الدولة من وجهة نظ'رهم غ'ير كف'ؤ‬

‫تيسير الرداوي ‪ ،‬تاريخ األفكار و الوقائع األإقتصادية ‪ ،‬منشورات الحلبي ‪ ،‬دمشق ‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 182‬‬ ‫‪1‬‬

‫عاطف حسن النقلي ‪ ،‬مبادئ اإلقتصاد المالي ‪ ،‬مكتبة النصر ‪ ،‬الزقازيق ‪ -‬مصر ‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 6‬‬ ‫‪2‬‬
‫لت''ولي عملي''ات اإلنت''اج و التخص''يص و التوزي''ع على نح''و يحق''ق الكف''اءة اإلقتص''ادية و‬
‫التشغيل الكامل‪. 1‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أراء الكالسيك الجدد‬


‫في البداي' ''ة ك' ''ان ي' ''رى الكالس' ''يك الج' ''دد ب' ''أن اإلقتص' ''اد الس' ''وق يع' ''اني من بعض‬
‫اإلخفاق' ' ''ات ال' ' ''تي تتطلب ض' ' ''رورة ت' ' ''دخل الدول' ' ''ة في المج' ' ''ال اإلقتص' ' ''ادي لعالج ه' ' ''ذه‬
‫اإلخفاق''ات الممثل''ة في اإلفتق''ار إلى المنافس''ة الكامل''ة و ع''دم اإلس''تقرار و ع''دم العدال''ة و‬
‫األاث' ''ار اإلجتماعي' ''ة غ' ''ير المرغوب' ''ة ‪ ،‬لكن األازم' ''ة الهيكلي' ''ة ال' ''تي تعرض' ''ت له' ''ا الدول' ''ة‬
‫الرأس''مالية م''ع بداي''ة الس''بعينات من الق''رن العش''رين غ''يرت أفك''ار الكالس''يك الج''دد ال''تي‬
‫قادها الفقيهين ميلتون فريدمان و الفر ‪ ،‬حيث أرجع األازمات اإلقتصادية الرأسمالية إلى‬
‫ت ''دخل الدول ''ة في النش ''اط االقتص ''ادي ‪ ،‬و ل ''ذلك ن ''ادى الكالس ''يك الج ''دد بض ''رورة تقليص‬
‫ت''دخل الدول''ة في النش''اط االقتص''ادي و رف''ع ي''دها عن الش''ؤون االقتص''ادية ‪ ،‬و ب''دال من‬
‫تركيز الدولة على العدالة و إعادة توزيع الدخل و الثروة فإنه يتعين عليها أن تركز على‬
‫الكفاءة و النمو ‪ ،‬و هكذا يرى الكالسيك الجدد بأن الدولة ال تكون أكثر من دولة حارس''ة‬
‫و ال تت ''دخل في النش ''اط اإلقتص ''ادي إلى في أض ''يق الح ''دود على أس ''اس جه ''از الس ''وق و‬
‫المبادرة الفردية قادرين على مواجهة اإلخفاقات التي تحدث في اإلقتصاد‪.2‬‬

‫حجج معارضي تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫إن اإلخفاقات ال'تي يتع'رض له'ا الس'وق س'ببها ت'دخل الدول'ة في النش'اط اإلقتص'ادي ‪ ،‬و‬ ‫‪-‬‬
‫هذه األغخفاقات يمكن أن تختفي في حالة إمتناع الدولة عن التدخل ‪ ،‬فمثال تبني الدولة‬
‫لسياسة تجارية حمائية يؤدي إلى إضعاف الوضع التنافسي للمؤسسات المحلية و زيادة‬

‫‪ 1‬معزي قويدر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 138‬‬


‫‪ 2‬أحمد رشاد موسى ‪ ،‬دور الدولة في النظام اإلقتصادي المعاصر ‪ ،‬الجمعية المصرية لإلقتصاد و اإلحصاء و التشريع ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ، 1995 ،‬ص ‪. 4‬‬
‫قوة النقابات العمالية ‪ ،‬كم'ا ي'ترتب على ت'دخل الدول'ة من خالل سياس'ة نقدي'ة أو سياس'ة‬
‫مالية أن ينتج عنه عدم إستقرار في السوق ‪.‬‬
‫إمكاني' ''ة إس' ''تغالل أص' ''حاب المص' ''الح ( أف' ''راد أو مؤسس' ''ات ) ت' ''دخل الدول' ''ة في بعض‬ ‫‪-‬‬
‫المجاالت لتقوية نفوذهم و تعظيم أرباحهم ‪ ،‬و على ذلك يمن'ع إس'تغالل النظ'ام الق'انوني‬
‫في الدولة لكي يخدم أصحاب هذه الصالح على حساب المستهلكين ‪.‬‬
‫ت''دخل الدول''ة في النش''اط اإلقتص''ادي على نط''اق واس''ع ي''ترتب عن''ه زي''ادة اإلنف''اق الع''ام‬ ‫‪-‬‬
‫لمواجه''ة أعب''اء ه''ذا الت''دخل ‪ ،‬ه''ذا يقتض''ي البحث عن م''وارد مالي''ة إض''افية س''واء من‬
‫خالل ف ''رض ض ''رائب جدي ''دة أو الرف ''ع في نس ''ب الض ''رائب المفروض ''ة أو من خالل‬
‫اإلق' ''تراض من الخ' ''ارج أو من خالل التموي' ''ل بالتض' ''خم ‪ ،‬و ل' ''ذلك ي' ''رى أنص' ''ار ع' ''دم‬
‫التدخل أن األفضل لإلقتص''اد ع''دم ت''دخل الدول''ة تفادي''ا لألض''رار الس'لبية على اإلقتص''اد‬
‫الوطني الناجمة عن مثل هذه القرارات ‪.‬‬
‫إن الوج''ود الدول''ة في الس''وق غ''ير ض''روري ألن م''ا ت''رغب الدول''ة في القي''ام ب''ه يمكن‬ ‫‪-‬‬
‫للقطاع الخاص القيام به على أحسن وجه و أكثر فعالية ‪.‬‬
‫ال يشجع نظ'ام الح'وافز المطب'ق في المؤسس'ات العمومي'ة من ح'دة المنافس'ة و اإلنتاجي'ة‬ ‫‪-‬‬
‫في السوق خصوصا م''ع احتك''ار مص''ادر اإلنت''اج و توجيهه''ا من ج'انب فئ''ة قليل''ة ق'د ال‬
‫تستحقها ‪.‬‬
‫بينت تج''ارب التخطي''ط المرك''ز محدودي''ة إمكاني''ة الس''لطة المركزي''ة على توف''ير بيان''ات‬ ‫‪-‬‬
‫دقيقة عن مجمل عناصر اإلقتصاد الوطني ‪ ،‬كما أدت البيروقراطية و الجمود اإلداري‬
‫إلى عدم مس'ايرة التط''ورات اإلقتص''ادية الحديث''ة الحاص''لة إض''افة إلى غي''اب ال''دافع عن‬
‫العمل و الحافز على اإلبتكار ‪.‬‬
‫ال يتحدد بقاء و اس'تمرارية المؤسس'ة على أس'اس النت'ائج و النش'اط الفعلي في الس'وق ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب ''ل تبقى ه ''ذه اإلس ''تمرارية و البق ''اء تحكمه ''ا الق ''رارات اإلداري ''ة البعي ''دة عن الرش ''ادة‬
‫اإلقتصادية ‪.‬‬
‫ال يك ''ون نش ''اط المؤسس ''ة م ''راع الحتياج ''ات الس ''وق ‪ ،‬ب ''ل يعم ''ل على تلبي ''ة احتياج ''ات‬ ‫‪-‬‬
‫خاصة بالسياسيين و التي قد تكون ألغراض إنتخابية ‪.‬‬
‫فش''ل و عج''ز الدول''ة عن مواجه''ة ح''االت قص''ور الس''وق نتيج''ة البيروقراطي''ة و الفس''اد‬ ‫‪-‬‬
‫بكب ص ' ''وره و أش ' ''كاله و وج ' ''ود خل ' ''ل في الهياك ' ''ل المؤسس ' ''تية و ض ' ''عف و هشاش ' ''ة‬
‫مؤسسات الدولة ‪.‬‬
‫إض' ''محالل ق' ''وة الدول' ''ة لص' ''الح ف' ''اعلين و تنظيم' ''ات جدي' ''دة من المس' ''تثمرين و رج' ''ال‬ ‫‪-‬‬
‫األعمال‪.‬‬
‫الض''غط المم''ارس من ط''رف جماع''ات المص''الح على أص''حاب الق''رارات س''واء ك''انوا‬ ‫‪-‬‬
‫في الس ' ''لطة التش ' ''ريعية أو في الس ' ''لطة التنفيذي' ' ''ة إلص' ' ''دار ق ' ''رارات و ق ' ''وانين تخ ' ''دم‬
‫مصالحهم ‪.‬‬
‫ك ''ذلك ش ''هد الواق ''ع اإلقتص ''ادي جمل ''ة من التط ''ورات دعمت مواق ''ف الرافض ''ين لت ''دخل‬ ‫‪-‬‬
‫الدولة في النشاط اإلقتصادي منها ‪ ،‬تفكك و تردي أوض''اع ال''دول اإلش''تراكية كاإلتح''اد‬
‫الس''وفيتي و دول أوروب''ا الش''رقية مم''ا جع''ل فك''رة التنف''ير من اإلقتص''اد المخط''ط تلقى‬
‫رواجا و قبوال‬
‫كفك ''رة و كتط ''بيق عملي ‪ .‬إض ''افة ل ''ذلك ال ''برامج المش ''روطة ال ''تي ق ''دمتها المؤسس ''ات‬
‫الدولية لتصحيح األوضاع السيئة ال'تي ش'هدتها إقتص'اديات ال'دول النامي'ة و في مق'دمتها‬
‫األخ ''ذ بالنظ ''ام إقتص ''اد الس ''وق و تقليص ت ''دخل الدول ''ة في النش ''اط اإلقتص ''ادي في ه ''ذه‬
‫الدول‪. 1‬‬

‫‪ 1‬معيزي قويدر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص – ص ‪. 142 –141‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬األراء المؤيدة لتدخل الدولة‬

‫في النشاط اإلقتصادي‬

‫ظه''رت بعض األراء الفقهي''ة ال''تي ت''دعم ت''دخل الدول''ة في الس''وق ح''تى تنهض‬
‫باإلقتصاد و تساعد العاملين فيه ‪ ،‬و من اهمها ما يلي ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أراء التجاريين‬


‫ين ''ادي التج ''اريون بالت ''دخل الواس ''ع للدول ''ة في الحي ''اة اإلقتص ''ادية ‪ ،‬و م ''ع تزاي ''د‬
‫الكبير في حركة نمو التجارة و تراكم رأس المال ‪ ،‬نادى التجاريون بإعطاء دور أكبر‬
‫للدول ' ''ة إلدارة النش ' ''اط اإلقتص ' ''ادي لحماي ' ''ة الس ' ''وق الداخلي ' ''ة من ال ' ''واردات المنافس ' ''ة‬
‫للص''ناعة الوطني''ة الناش''ئة ‪ ،‬و العم''ل على تعظيم الث''ورة و تحقي''ق ف''ائض في الم''يزان‬
‫التج''اري بتمل''ك الدول''ة للمع''ادن النفيس''ة ال''تي تمكنه''ا من زي''ادة نش''اطها اإلقتص''ادي في‬
‫التجارة الدولية ‪ ،‬م'ع إش'رافها على إنت'اج الس'لع الموجه'ة للتص'دير و تهيئ'ة الظ'روف و‬
‫األسباب لزيادة الصادرات‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬األراء الكينزية‬


‫ظهرت النظرية الكينزي'ة كمحاول'ة لعالج األث'ار الس'لبية ألزم'ة الكس'اد الكب'ير لع'ام‬
‫‪ ، 1929‬و ق ''د أرجعت النظري ''ة ب ''أن اإلحتالل الحاص ''ل في اإلقتص ''اد في مس ''توى أق‬
‫من التش ''غيل الكام ''ل مم ''ا أنتج بطال ''ة مرتفع ''ة ‪ ،‬و الح ''ل حس ''ب ه ''ذه النظري ''ة يكمن في‬
‫ت'دخل الدول'ة من خالل زي'ادة حجم الطلب الكلي لزي'ادة مع'دل التش'غيل ‪ ،‬و أن التش'غيل‬
‫الكام ''ل ال يك ''ون إال عن ''د اس''تثمار مح''دد يك ''ون بت ''دخل الدول ''ة ‪ ،‬و من هن ''ا ن ''ادى كي ''نز‬

‫‪ 1‬معيزي قويدر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 139‬‬


‫بوجوب إضطالع الدول'ة ب'دور ه'ام ليس فق'ط من خالل السياس'ة المالي'ة و النقدي'ة ‪ ،‬ب'ل‬
‫و أيض''ا من خالل القي''ام باألعم''ال العام''ة و إنش''اء المراف''ق ‪ ،‬ذل''ك أن ت''دخل الدول''ة في‬
‫النش' ''اط اإلقتص' ''ادي ه' ''و العام' ''ل الق' ''ادر على تنمي' ''ة الطلب الفع' ''ال حيث ينمي ك' ''ل من‬
‫الغس''تهالك و اإلس''تثمار في نفس ال''وقت ‪ ،‬و ه''ذا كفي''ل للرف''ع من مع''دالت التش''غيل و‬
‫النمو و تحقيق اإلستقرار اإلقتصادي‪. 1‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أراء الرفاهيين‬


‫يتمح ' ''ور رأي ه ' ''ؤوالء ح ' ''ول تخفي ' ''ف مس ' ''اوئ الرأس ' ''مالية و الح ' ''د من جاذبي ' ''ة‬
‫اإلشتراكية‪ ،‬و أن المنافسة الكاملة هي الضامن الوحيد لتحقيق الرفاهية المثلى لألف''راد‬
‫دون ت ' ''دخل الدول ' ''ة ‪ ،‬لكن وج ' ''ود ح ' ''االت اإلبتك ' ''ار و تقلب ' ''ات األس ' ''واق و الص ' ''دمات‬
‫الخارجي ''ة يمكن أن ت ''ؤدي إلى فش ''ل الس ''وق أو إنح ''راف التوزي ''ع و الخص ''يص الع ''ادل‬
‫للموارد ‪ ،‬األمر الذي ينتج عنه تحس''ن أوض ـــاع البعض على حس ـ ـــاب البعض األخ''ر ‪،‬‬
‫لـ ـــذلك يكــون من اللالزم على الدول ـــة الت''دخل لت''أمين حص ـ ـــول كـ ـــل ف''رد على حاجــاته‬
‫األساس' ''ية كـ ـــالتعليم و السكـ ـــن ‪ ،‬و الرعايـة الص' ''حية و النق' ''ل العـ ـــام ‪ ،‬كمـ ـــا تض' ''من‬
‫التشغيل التـ ـ ــام لقوة العمل و تضمن التوزيع الع ـ ــادل للدخل و الثروة و كـ ـ ـ ــل ذلك يدعو‬
‫الدولة إلى‬
‫أن تقوم بدور في اإلقتصاد أكثر إتساعا و نشاطا مما يسمح به الفكر الرأسمالي‪.2‬‬
‫حجج أنصار تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم وجود بعض األاسواق أو تبعثرها مع ضعف عالقات اإلتصال و تبادل‬ ‫‪-‬‬

‫المعلومات فيما بينها و كذا محدودية طبقة رجال األعمال لإلعتماد عليها في الدول النامية‪.‬‬

‫‪ 1‬عادل حشيش أحمد ‪ ،‬مصطفى رشيد شيحة ‪ ،‬مقدمة في اإلقتصاد العام ‪ ،‬دار المعرفة الجامعي==ة ‪ ،‬اإلس==كندرية ‪، 1990 ،‬‬
‫ص ‪. 50‬‬
‫‪ 2‬قدي عبد الحميد ‪ ،‬المدخل إلى السياسات اإلقتصادية ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 5‬‬
‫يتطلب التط' ''ور اإلقتص' ''ادي و اإلجتم' ''اعي في الدول' ''ة ق' ''رارات إس' ''تثمارية على درج' ''ة‬ ‫‪-‬‬
‫كب''يرة من األأهمي''ة و الض''خامة و الخط''ورة ال يمكن أن يتحمله''ا القط''اع الخ''اص ال''ذي‬
‫ال تهمه إال الربحية و استرداد رأس الم''ال في اق''رب األج''ال ‪ ،‬كم''ا أن الس''لع العام''ة ال‬
‫تج' ''ذب إهتم' ''ام القط' ''اع الخ' ''اص إلنتاجه' ''ا و ه' ''ذا م' ''ا يتحتم ت' ''دخل الدول' ''ة في النش' ''اط‬
‫اإلقتصادي مثل بناء الطرق العامة و حفظ األمن و تحقيق العدالة ‪.‬‬
‫يعت''بر نظ''ام الس''وق أك''ثر عرض''ة لإلض''طرابات و أق''ل ق''درة على تص''حيحها ذاتي''ا ‪ ،‬و‬ ‫‪-‬‬
‫ل ''ذلك فال تع ''دو أن تك ''ون فك ''رة الي ''د الخفي ''ة ال ''تي ن ''ادى أدم س ''ميث و ال ''تي تعم ''ل على‬
‫تحقيق التوازن بين المصلحة الخاصة و المصلحة العام''ة س'وى وهم و ليس'ت ص''ائبة ‪،‬‬
‫ألن سعي كل فرد لتحقي''ق مأرب''ه الشخص''ية في الكث''ير من األحي''ان ال ي''ؤدي إلى نتيج'ة‬
‫سلبية على المجتمع فقط بل قد ال يتحقق حتى المصلحة للفرد نفسه بالمقارنة مع وضع‬
‫بديل يمكن الوصول إليه بالتضامن و التفاهم بين األفراد ‪.‬‬
‫فشل السوق عن تحريك الموارد بسبب ض''عفه على تزوي''د المتع''املين بالمعلوم''ات ال''تي‬ ‫‪-‬‬
‫يحتاجونه''ا عن التوزي''ع الح''الي للم''وارد ‪ ،‬و ض''عف المتع''املين في الكث''ير من الم''رات‬
‫عن إس ' ''تغالل ه ' ''ذه المعلوم ' ''ات إم ' ''ا العتب ' ''ارات تتعل ' ''ق بالتقني ' ''ة أو العتب ' ''ارات تتعل ' ''ق‬
‫بالتكاليف ‪.‬‬
‫عج ''ز الس ''وق في توجي ''ه الم ''وارد اإلقتص ''ادية نح ''و أفض ''ل إس ''تخدام بش ''كل ي ''ؤدي إلى‬ ‫‪-‬‬
‫تحس''ين وض''عية الف''رد دون اإلض''رار بب''اقي األف''راد ‪ ،‬و له''ذا تج''د الدول''ة نفس''ها مج''برة‬
‫للتدخل إلعادة توجيه الموارد اإلقتص'ادية لص'الح الس'لع المس'تهلكة من ط'رف مح'دودي‬
‫الدخل و الذين يشكلون النسبة الغالبة من المجتمع خاصة في الدول النامية ‪.‬‬
‫إغف ''ال الس ''وق لإلعتب ''ارات غ ''ير اإلقتص ''ادية مث ''ل تحقي ''ق العدال ''ة في توزي ''ع ال ''دخل و‬ ‫‪-‬‬
‫ال ''ثروة ألن األف ''راد ليس ل ''ديهم الق ''درة على ال ''دخول للس ''وق أو المش ''اركة في العملي ''ة‬
‫اإلنتاجية ‪ ،‬و هذا يستدعي تدخل الدولة لحماية الفقراء و محدودي الدخل لس''د حاج''اتهم‬
‫من الس' ''كن في النش' ''اط اإلقتص' ''ادي هي معالج' ''ة األزم' ''ات اإلقتص' ''ادية و المالي' ''ة ال' ''تي‬
‫تع''تري النظم اإلقتص''ادية و عج'ز الس'وق عن مواجه''ة ت''داعياتها ‪ ،‬وهن''ا تص''بح الحاج'ة‬
‫ملحة لتدخل الدولة لتحقيق اإلستقرار اإلقتصادي‪. 1‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬صور و أسباب تدخل الدولة‬

‫في النشاط اإلقتصادي‬

‫لق ''د ع ''رف الفك ''ر اإلقتص ''ادي ع ''دة ص ''ور لت ''دخل الدول ''ة في النش ''اط اإلقتص ''ادي ‪ ،‬و‬
‫اختلف هذا التدخل من دولة ألخرى و من فترة زمنية ألخرى تماشيا و اإلمكاني''ات المالي''ة و‬
‫المؤسس ''ية للدول ''ة ‪ ،‬إض ''افة الختالف ظ ''روف و أوض ''اع ك ''ل دول ''ة ‪ ،‬و يمكن تص ''نيف دور‬
‫الدولة بالشكل التالي ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬صور تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي‬

‫عملت ال ''دول على تحس ''ين ص ''ورة إقتص ''ادها و ظ ''روف المعيش ''ة لألف ''راد بالت ''دخل في‬
‫الحقل اإلقتصادي حسب متطلبات ذلك و التغيرات التي شهدها نظامها اإلقتص''ادي ‪ ،‬و يمكن‬
‫حصر أشكال تدخل الدولة حسب الفروع التالية ‪ ،‬الفـرع األول ‪ :‬الدولة الحـارسة‪ ،‬الفرع‬
‫الثاني ‪ :‬الـدولـ ـ ـ ــة المتدخلة ‪ ،‬الفرع الثالث ‪ :‬الدولـ ـ ـ ــة المنتجة‪ ،‬الفرع الرابع ‪ :‬الـدولـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫الضابطة‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الدولة الحارسة‬

‫لق''د س''اد مفه''وم الدول''ة الحارس''ة في ظ''ل س''يادة أفك''ار النظري''ة الكالس''يكية ال''تي‬
‫ك''انت تب''ني على أس''اس ت''رك النش''اط اإلقتص''ادي لألف''راد دون ت''دخل من الدول''ة ‪ ،‬م''ع‬

‫‪ 1‬رامي السيد فوزي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.82‬‬


‫إقتصار دور الدولة في جباية الضرائب بما يمكنها من تغطية وظائفه''ا التقليدي''ة ‪ ،‬و ق''د‬
‫ترتب على ذلك أن وظيفة الدولة هو القيام بأعم'ال األمن و الحماي'ة و العدال'ة و ال'دفاع‬
‫م''ع إمكاني''ة إقام''ة بعض المراف''ق العام''ة ‪ ،‬أي أنه''ا تك''ون حارس''ة للنش''اط اإلقتص''ادي‪،‬‬
‫فهي تأخ''ذ وظائفه''ا من الفك''ر الح''ر ال''داعي إلى حي''اد الدول''ة بع''دم ت''دخلها ‪ ،‬فالدول''ة في‬
‫هذا النوع مجردة من جوانبها اإلجتماعية إال ما تعلق ب''األمن ‪ ،‬حيث تس''هر على جباي''ة‬
‫الض ''رائب لتغطي ''ة الوظ ''ائف التقليدي ''ة ‪ ،‬فهي كم ''ا ي ''رى أدم س ''ميث يجب أن تمتن ''ع عن‬
‫الت ' ''دخل في النش ' ''اط اإلقتص ' ''ادي يترك ' ''يز نش ' ''اطها في وظائفه ' ''ا اإلداري ' ''ة و العدال ' ''ة و‬
‫األعمال العامة و قيامها ببعض األنشطة اإلقتصادية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الدولة المتدخلة‬


‫لقد فرضت األوضاع اإلقتصادية و اإلجتماعية المتطورة على ض''رورة التخلص‬
‫من مفه ''وم الدول ''ة الحارس ''ة ليح ''ل محل ''ه مفه ''وم الدول ''ة المتدخل ''ة ‪ ،‬و خاص ''ة بع ''د أن‬
‫إجتاحت العالم أزمة الكساد الكبير لعام ‪ ، 1929‬ال''تي جعلت اإلقتص''اديين يش''ككون في‬
‫ص ''حة النظري ''ة الكالس ''يكية بع ''د عج ''ز إقتص ''اديات ال ''دول عن إع ''ادة الت ''وازن التلق ''ائي‬
‫بالطريق''ة الذاتي''ة ال''تي ك''ان ين''ادي به''ا الكالس''يك ‪ ،‬و الدول''ة المتدخل''ة هي الدول''ة غ''ير‬
‫حيادية بحيث تزايد دورها في النش'اط اإلقتص'ادي و اإلجتم'اعي باإلض'افة إلى وظائفه'ا‬
‫التقليدي ''ة ‪ ،‬و ه ''ذا الت ''دخل نج ''ده في أراء فقه ''اء التج ''اريين من خالل ض ''مان األعم ''ال‬
‫التجاري ''ة ‪ ،‬كم ''ا نج''ده عن ''د الكي ''نزيين من خالل إقام ''ة بعض المش''اريع العام ''ة لتحري ''ك‬
‫النش ''اط اإلقتص ''ادي من الرك ''ود ‪ ،‬كم ''ا نج ''ده في أطروح ''ات اإلش ''تراكيين الداعي ''ة إلى‬
‫توسيع الملكية العامة على حساب الملكي''ة الخاص''ة للقض''اء على التن''اقض بين المص''الح‬
‫العامة و المص'الح الخاص'ة ‪ ،‬كم'ا نج'ده ط'رح فقه'اء الرف'اهيين ‪ ،‬ال'تي تن'ادي بض'رورة‬

‫‪ 1‬محمد عبد المومن ‪ ،‬المفهوم التطوري للدولة بين المضامين اإلقتص==ادية والمض==امين اإلجتماعي==ة ‪ ،‬مق==ال منش==ور على‬
‫الموقع ‪ ، https://www.asjp.cerist.dz/en/article/21707 :‬تاريخ الولوج ‪ ، 09/09/2018 :‬على الس=اعة ‪19/22 :‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫تخص ''يص الم ''وارد ب ''أكثر فعالي ''ة و تقليص الج ''وانب الس ''لبية لح ''االت ع ''دم الكف ''اءة في‬
‫السوق‪.1‬‬
‫و يرى الفقيه كينز أن تدخل الدولة يكون على مستويين هما ‪:‬‬

‫‪‬التدخل المباشر ‪ :‬و ذلك بأن تقوم الدولة بما يلي ‪:‬‬

‫رفع اإلنفاق العام في مج'االت اإلس'تثمار لزي'ادة ف'رص العم'ل و رف'ع مس'توى ال'دخل و‬ ‫‪-‬‬
‫بالتالي يرتفع مستوى اإلنفاق و الطلب على السلع و الخدمات ‪.‬‬
‫ف' ''رض الض' ''رائب التص' ''اعدية ح' ''تى تس' ''تفيد منه' ''ا الفئ' ''ات الفق' ''يرة ذات المي' ''ل المرتف' ''ع‬ ‫‪-‬‬
‫لإلستهالك الكلي ‪.‬‬
‫التدخل في حالة ظهور التض'خم من خالل تقلي'ل اإلنف'اق الح'ومي و تحدي'د الض'رائب و‬ ‫‪-‬‬
‫التحكم في أسعار الفائدة ‪.‬‬

‫‪‬التدخل غير المباشر ‪ :‬و في هذه الحالة يكون الدولة من خالل ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫إص' ' ''دار تش' ' ''ريعات و ق' ' ''وانين تن' ' ''اهض اإلحتك' ' ''ار بم' ' ''ا يحق' ' ''ق خفض أس' ' ''عار الس' ' ''لع‬ ‫‪-‬‬
‫اإلس ' ''تهالكية و رف ' ''ع الطلب عليه ' ''ا ‪ ،‬و ه ' ''ذا يش ' ''جع المنتجين على زي ' ''ادة الطلب على‬
‫اإلستثمار الضروري لهذا اإلنتاج ‪.‬‬
‫تط''بيق سياس''ة توس''عية تعم''ل على خفض س''عر الفائ''دة للرف''ع من مس''توى اإلس''تثمار و‬ ‫‪-‬‬
‫بالتالي زيادة الطلب الكلي‪. 2‬‬
‫‪‬و هن' ''اك مص' ''طلح أخ' ''ر يس' ''تخدم للتعب' ''ير عن ت' ''دخل الدول' ''ة و ه' ''و الدول' ''ة‬
‫الض'ارة ‪ ،‬حيث يع'ود إس'تعمال وص'ف الدول'ة الض'ارة إلى ‪James Kennth Galbraith‬‬

‫الذي ذكر بأن الدولة لم تكن يوما أكثر قوة مما عي عليه الي'وم إال أنه'ا أص'بحت ‪Etat‬‬

‫‪ : Prédateur‬دول ' ''ة ض ' ''ارة ‪ ،‬حيث الس ' ''لطة الحاكم ' ''ة لم ت ' ''أتي لتط ' ''بيق مب ' ''ادئ الفك ' ''ر‬
‫الليب ' ''يرالي ب ' ''ل ج ' ''اءت لتوظي ' ''ف ه ' ''ذه األس ' ''س إلعط ' ''اء الش ' ''رعية على م ' ''ا يتخ ' ''ذ من‬

‫معيزي قويدر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص – ص ‪. 145 – 144‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 140‬‬ ‫‪2‬‬


‫إص ''الحات حيث المفارق ''ة تكمن في مفه ''وم الس ''وق ال ''ذي ه ''و ع ''ددهم م ''ا ه ''و إال إقن ''اع‬
‫إلخف''اء حقيق''ة أخ''رى و هي أن الدول''ة ق''د وض''عت في خدم''ة المص''الح الخاص''ة لل''ذين‬
‫اس ''تحوذوا على الس ''لطة اإلقتص' ''ادية فق' ''د مص' ''طلح الض' ''ارة أو المتوحش ''ة للتعب' ''ير عن‬
‫إرتكاز السلطة العمومية على أليات الت'دخل ال'تي يحوزونه'ا و تحويله'ا من مس'ارها في‬
‫خدم ''ة الص ''الح الع ''ام إلى المص ''لحة الخاص ''ة إلى درج ''ة إس ''تعمال الح ''روب و تس ''خير‬
‫الخدمة العمومية بوضعها في خدمة الشركات الخاصة المصنعة لألسلحة و األدوية‪.1‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬الدولة المنتجة‬


‫و تس' ''مى أيض' ''ا بالدول' ''ة اإلش' ''تراكية ‪ ،‬و هي نتيج' ''ة ألفك' ''ار و مب' ''ادئ اإلقتص' ''اد‬
‫اإلشتراكي ‪ ،‬و و الدولة المنتجة ال يقتصر دورها في التدخل في النش'اط اإلقتص'ادي و‬
‫اإلجتماعي ‪ ،‬با يتعدى إلى كونها تق'وم بعملي'ات اإلنت'اج و التوزي'ع و توف'ير الخ'دمات ‪.‬‬
‫و لق'د تغ'يرت الوظيف'ة الدول'ة في الكث'ير من ال'دول ال'تي تبنت النهج اإلش'تراكي ‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت تسيطر بالكامل على النشاط اإلقتصادي و اإلجتماعي حيث كادت أن تصل‬

‫ه' ''ذه الس' ''يطرة إلى نس' ''بة ‪ %100‬و اختفى في ه' ''ذا النم' ''وذج النش' ''اط الف' ''ردي إلى ح' ''د‬
‫كبير‪.2‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬الدولة الضابطة‬


‫الدولة الضابطة مصطلح حديث ينطلق من مص''طلحي التنظيم التنظيم و الض''بط‬
‫حيث أص''بحا مفهوم''ان جدي''دان ل''دور الدول''ة ‪ ،‬إنتش''ر إس''تعمالها بع''د نش''ر أفك''ار نظري''ة‬
‫اإلختي ''ارات العام ''ة ال ''تي رفض ''ت المف ''اهيم الس ''ابقة للدول ''ة كالدول ''ة المتدخل ''ة و الدول ''ة‬
‫المحاي''دة و تعويض''ها بمص''طلح الدول''ة الض''ابطة و ه''ذا ق''رار بإلغ''اء االش''كال التقليدي''ة‬

‫محمد عبد المومن ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪. 318 – 317‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪،‬السياسات اإلقتصادية ‪ ،‬مجموعة النيل العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 42‬‬ ‫‪2‬‬
‫للعم' ''ل العم' ''ومي بنقل' ''ه إلى التنظيم و الض' ''بط في محاول' ''ة إلف' ''راغ مفه' ''وم الدول' ''ة من‬
‫سلطاتها التي تؤثر بها في أليات السوق‪. 1‬‬
‫حس ''ب الفقيهين ‪ G.Majon et A.La spina‬ف ''إن الدول ''ة الض ''ابطة هي تحوي ''ل‬
‫وظ''ائف الدول''ة ‪ ،‬و ذل''ك ب''أن أص''بحت ال تت''دخل مباش''رة في الغقتص''اد و لم تع''د تعتم''د‬
‫على إمتي ''ازات الملكي ''ة ‪ ،‬لكن تت ''دخل عن طري ''ق إنت ''اج القواع ''د من أج ''ل التوفي ''ق بين‬
‫حق' ''وق و إلتزام' ''ات األش' ''خاص ‪ ،‬و تحقي' ''ق أه' ''داف ه' ''ذه القواع' ''د عن طري' ''ق توقي' ''ع‬
‫الجزاء‪. 2‬‬
‫و يعتبر المصطلح الدولة الضابطة جديد و هو يجمع بين الدولة و السوق ‪ ،‬دون‬
‫أن يتواجد أي تناقض أو تن''افي بين الدول''ة و روح النظ''ام الليب''يرالي الق''ائم على الحري''ة‬
‫الفردية ‪ ،‬إذ يتميز تدخل الدولة في هذا النظام بأنه يس''تجيب للمتطلب''ات إدخ''ال المنافس''ة‬
‫في القطاعات اإلحتكارية ‪ ،‬إذ يضمن الدولة التنافسية حماية الس'وق و ك'ذا تحقي'ق مه'ام‬
‫المرف''ق الع''ام ‪ ،‬و هي مهم''ا جدي''دة تك''رس مفهوم''ا جي''دا للدول''ة في ظ''ل نظ''ام إقتص''اد‬
‫السوق ‪ ،‬تسمى بالدولة الضابطة التي تخلت عن وظيفة المقاولة و التسير المباشر‬

‫لصالح المبادرة الخاصة‪. 3‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مجال تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي‬

‫تعم''ل ال''دول في ت''دخلها في النش''اط اإلقتص''ادي ض''من ح''دود و أس''باب ت''برر له''ا‬
‫هذا التدخل و ال'تي يح'ددها الق'انون اإلقتص'ادي له'ا ‪ ،‬و س'نتطرق لمج'ال ت'دخلها بتقس'يم‬

‫‪ 1‬محمد عبد المومن ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 10‬‬


‫‪ 2‬بري نور الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ 3‬وليد بو جملين ‪ ،‬قانون الضبط اإلقتصادي في الجزائر ‪ ،‬دار بلقيس ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2011 ،‬ص – ص ‪. 131 – 130‬‬
‫ه''ذا المطلب إلى ف''رعين ‪ ،‬الف''رع األول ‪ :‬ح''دود ت''دخل الدول''ة في النش''اط اإلقتص''ادي‪،‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أسباب تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬حدود تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي‬


‫تكثيف الرقابة على نشاطات القطاع المصرفي العام و الخاص ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هيمنة الدولة على قطاع النقل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حماية المودعين و المدخرين لدى البنوك التي رخصت الدولة باعتمادها ‪ ،‬في‬ ‫‪-‬‬
‫حالة اإلفالس أو التصفية ‪.‬‬
‫سن قوانين من شأنها حماية المودعين ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إلتزام الدولة بتحمل مسؤولياتها عند حدوث أزمة تسببت فيها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تكثيف الرقابة على النفقات ذات طابع تدخلي غير منتج ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإللتزام بتق''ديم ميزاني''ات و ش'رح لنش'اطات و تط''بيق ال''برامج المس'طرة ‪ ،‬لك''ل‬ ‫‪-‬‬
‫مبلغ تم إنفاقه أمام المواطنين عن طريق اإلعالن و اإلشهار ‪.‬‬
‫تقديم تقارير مفصلة على المشاريع غير المكتملة مع عرض األسباب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معاقب ''ة اإلس ''راف و التعه ''د بإع ''ادة المب ''الغ المالي ''ة في حال ''ة ثب ''وت إس ''راف و‬ ‫‪-‬‬
‫تبذير ما عام و إختالس ‪.‬‬
‫الرقابة على تحويل األموال من طرف مؤسسات أجنبية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنظيم و متابعة النشاطات المصنفة ملوثة للبيئة ‪ ،‬تسيير النفايات الخطيرة و‬ ‫‪-‬‬

‫الضارة و المتسببة في األمراض ‪.‬‬

‫عن' ''دما تت' ''دخل الدول' ''ة من قروض' ''ها ‪ ،‬يجب عليه' ''ا أن تتأك' ''د من ع' ''دم كبحه' ''ا‬ ‫‪-‬‬
‫للنشاط اإلقتصادي مستقبال ‪ ،‬كما أن السياسات المالي''ة المقي''دة ت''ؤدي غالب''ا إلى‬
‫تن' ''اقض الض' ''رائب مم' ''ا ي' ''ؤدي إلى إرتف' ''اع في ال' ''دخل المت' ''اح و اإلس' ''تهالك‬
‫الخاص مما يعوض ما يكون أثر تعويضي لإلستهالك العام‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أسباب تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي‬

‫يجب أن يكون هناك بعض المبررات لتدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي و‬


‫التي يمكن حصرها في النقاط التالية ‪:‬‬
‫توف''ير الس''لع و الخ''دمات الض''رورية و هي الس''لع األساس''ية ال''تي يحتاجه''ا األف''راد في‬ ‫‪-‬‬
‫حي ''اتهم اليومي ''ة و بش ''كل ض ''روري ‪ ،‬أم ''ا الخ ''دمات فهي ال ''تي تتعل ''ق ب ''المرافق العام ''ة‬
‫خاصة و اليت تسهل حياة المواطن كالدفاع و الصحة و السكن و التعليم و النقل ‪....‬و‬
‫غيره'ا ‪ .‬و يتم توفيره'ا عن طري'ق إس'تثمار القط'اع الع'ام و المؤسس'ات الحكومي'ة ذات‬
‫الكفاءة العالية أو عن طريق الترخيص للقطاع الخاص بتوفير هذه الس'لع و الخ'دمات ‪،‬‬
‫كإنش ' ' ''اء المص ' ' ''انع و توف ' ' ''ير الس ' ' ''ياحة و ش ' ' ''ركات النق ' ' ''ل و ال ' ' ''دارس و الجامع ' ' ''ات‬
‫الخاص''ة ‪...‬و غيره''ا‪ .‬إع''ادة توزي''ع ال''دخل و ال''ثروة في المجتم''ع ‪ ،‬حيث ت''درك ال''دول‬
‫عدم مقدرة إقتصاد السوق على إعادة توزيع الدخل لصالح الطبقات الفق''يرة نظ''را لت''أثر‬
‫هذا التوزيع بالندرة النس'بية لعوام''ل اإلنت''اج ‪ ،‬و الممارس'ات اإلحتكاري''ة في األس''واق و‬
‫هيك ''ل توزي ''ع ال ''ثروة ‪ ،‬و ل ''ذا فهي تق ''رر الت ''دخل لتحقي ''ق ذل ''ك إال أن ت ''دخلها لتحس ''ين‬
‫توزيع الدخل يجب أال بخل بألية عمل الس'وق الح'ر ‪ ،‬أي ال يتعين أن ي'أتي عن طري'ق‬
‫وضع حد أقصى ألسعار السلع و الخ'دمات أو وض'ع ح'د أدنى لألـسعار و األج'ور ‪ ،‬و‬
‫إنما يجب أن يأتي عن طريق منح الدعم لمس'تحقيه إم'ا في ص'ورة نقدي'ة أو في ص'ورة‬
‫عيني''ة ‪ ،‬كم''ا يتم إع''ادة توزي''ع ال''دخل و ال''ثروة عن طري''ق تحس''ين الكف''اءة اإلقتص''ادية‬
‫ألنه يقلل من حاالت الفقر في المجتمع ‪ ،‬و ينشط من حاالت اإلس''تهالك و اإلس''تثمار ‪،‬‬
‫و في الواق ''ع العملي تس ''تخدم الدول ''ة أس ''اليب عدي ''دة لتحقي ''ق األه ''داف التوزيعي ''ة منه ''ا‬
‫ونادي رشيد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 119‬‬ ‫‪1‬‬
‫الم ''دفوعات التحويلي ''ة كالتقاع ''د و تق ''ديم ب ''رامج رفاهي ''ة إلعان ''ة الع ''اطلين عن العم ''ل و‬
‫المح''رومين ‪ ،‬التقلي''ل من البطال''ة ‪ ،‬و الض''رائب ‪ ،‬رفح الح''د األدنى لألج''ور ‪ ،‬ض''مان‬
‫العم''ل للفئ''ات الفق''يرة ‪ ،‬الت''أمين اإلجتم''اعي ‪ ،‬توف''ير الحاج''ات الض''رورية للفق''راء مث''ل‬
‫الس''كن اإلجتم''اعي و التعليم المج''اني و الص''حة ‪ ،‬مس''اعدة مح''دودي ال''دخل ب''اإلقتراض‬
‫من البنوك بمعدل فائدة منخفض أو بدون فائدة لإلستثمار في مشاريع صغيرة‪. 1‬‬
‫القيام بإصالحات على مستوى السوق ‪ ،‬فقد ال يتوفر في السوق السلع و الخدمات التي‬ ‫‪-‬‬
‫يحتاجه''ا المجتم''ع ‪ ،‬مم''ا يجب على الدول''ة الت''دخل لمس''اعدة الع''ون اإلقتص''ادي و ذل''ك‬
‫بتوف' ''ير و إص' ''الح المنافس' ''ة الكامل' ''ة و المش' ''روعة في ممارس' ''ة النش' ''اط اإلقتص' ''ادي و‬
‫محارب''ة اإلحتك''ار و توزي''ع الم''وارد األولي''ة بش''كل منتظم و متس''اوي بين الع''املين في‬
‫الس''وق ح''تى يك''ون هن''اك إنتظ''ام و تن''وع في توف''ير الس''لع و الخ''دمات بم''ا يخ''دم أف''راد‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫تعمل الدولة على مساعدة العون اإلقتصادي في توجيه مخطط مش''اريعه و ذل''ك بتوف''ير‬ ‫‪-‬‬
‫المعلوم ' ''ات المناس ' ''بة عن الظ ' ''روف اإلقتص ' ''ادية و م ' ''ا يحتاج ' ''ه الس ' ''وق ‪ ،‬و م ' ''ا هي‬
‫اإلس' ''تثمارات المت' ''وفرة وف' ''ق ظ' ''روف الطلب و الع' ''رض ‪ ،‬و ب' ''ذلك ت' ''دخل الدول' ''ة هن' ''ا‬
‫ضروري لتوجيه اإلستثمارات و تمويلها و تحديد األسواق التي تعمل فيها ‪.‬‬
‫تتدخل الدولة بتقديم المساعدات لألعوان اإلقتصادية من تسهيالت و تخفيض الضرائب‬ ‫‪-‬‬
‫و حماي ''ة بعض الص ''ناعات خاص ''ة ال ''تي تنتج الس ''لع الض ''رورية لألف ''راد ذوي ال ''دخل‬
‫المحدود ‪.‬‬
‫تت'دخل الدول'ة بتحقي'ق م'ا يس'مى باإلس'تقرار اإلقتص'ادي ‪ ،‬حيث ي'رى اإلقتص'اديون ب'أن‬ ‫‪-‬‬
‫إقتصاد السوق عرضة بأستمرار لتقلبات إقتصادية ذات طابع دوري ن حيث تؤثر هذه‬
‫التقلب' ''ات على إقتص' ''اديات ال' ''دول ‪ ،‬حيث يت' ''أثر ك' ''ل من األداء اإلقتص' ''ادي و مع' ''دالت‬
‫التوظيف ‪ ،‬و أن ت''دخل الدول''ة من خالل السياس'ات المالي''ة و النقدي''ة يص''بح واجب''ا لنق''ل‬

‫معيزي قويدر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 146‬‬ ‫‪1‬‬


‫اإلقتصاد من هذه الحال'ة إألى حال'ة الت'وازن و األإس'تقرار اإلقتص'ادي في إط'ار سياس'ة‬
‫ترمي إلى تحقيق معدل نمو مقبول في أجل الطويل ‪ ،‬مع أقل تضحية ب''النمو في الف''ترة‬
‫القصيرة‪. 1‬‬
‫محاربة الجرائم اإلقتصادية ‪ ،‬عن طريق سن قوانين و تشريعات تسمح للدولة بالت''دخل‬ ‫‪-‬‬
‫لمحارب''ة ه''ذه الظ''واهر الخط''يرة ال''تي تعي''ق تق''دم الدول''ة و تض''ر بمص''الح األف''راد ‪ ،‬و‬
‫ل ''ذلك تعم ''ل ال ''دول على مكافح ''ة ه ''ذه الج ''رائم ( غس ''يل األم ''وال ‪ ،‬الغش الض ''ريبي ‪،‬‬
‫المضاربة باألس'عار ‪ ، )...‬من خالل المزي'د من التح'رر اإلقتص'ادي و الح'د من القي'وم‬
‫الحكومية ‪ ،‬و تقوية ألي''ات الج'انب األخالقي ل''دى الع''املين في الدول''ة ‪ ،‬الرقاب''ة الش'عبية‬
‫على ت''دخل الدول''ة ‪ ،‬إقام''ة مؤسس''ات رقابي''ة ذات مص''داقية ‪ ،‬زي''ادة الش''فافية في ش''ؤون‬
‫اإلنفاق العام و الحكم و غيرها‪.2‬‬
‫القضاء على المشاكل الفقر و الع''وز ال''ذي يع''اني منه''ا األف''راد من إنخف''اض ال''دخل ‪ ،‬و‬ ‫‪-‬‬
‫غالء المعيش ' ''ة و ع ' ''دم الق ' ''درة الش ' ''رائية في إقتن ' ''اء الس ' ''لع و الخ ' ''دمات ال ' ''تي تعت ' ''بر‬
‫ض''رورية بش''كل ي''ومي لألف''راد ‪ ،‬و تحس''ين الوض''عية اإلجتماعي''ة للمجتم''ع عن طري''ق‬
‫مكافح''ة البطال''ة و توف''ير الص''حة و التعليم و الس''كن و غيره''ا ‪ .‬و توف''ير س''لع جماعي''ة‬
‫للمجتم''ع ‪ ،‬كالمواص''الت و خ''دمات األمن الق''ومي ‪ ،‬و الص''حة و التعليم و الترفي''ه ‪ ،‬و‬
‫ال''تي ال يمكن تركه''ا لمب''ادرة المش''روع الخ''اص ن لم''ا ق''د يس''بب من ه''در في الطاق''ات‬
‫من ناحي' ''ة ‪ ،‬أو إرتف' ''اع في إس' ''عار تل' ''ك الس' ''لع و الخ' ''دمات ‪ ،‬بحيث تص' ''بح بعي' ''دة عن‬
‫‪3‬‬
‫متناول الكثير من أفراد المجتمع من ناحية أخرى‬
‫تعت' ''بر حماي' ''ة البيئ' ''ة من أهم الموض' ''وعات الحديث' ''ة المتداول' ''ة عالمي' ''ا ‪ ،‬و ه' ''ذا بس' ''بب‬ ‫‪-‬‬
‫التجاوزات الكثيرة التي قامت بها المصانع و الش''ركات و ال''تي تس''ببت في تل''وث البيئ''ة‬

‫‪ 1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 147‬‬


‫‪ 2‬طارق محمود السالوسي ‪ ،‬التحليل اإلقتصادي للفساد ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ، 2005،‬ص ‪. 74‬‬
‫‪ 3‬عصمت بكر أحمد ‪ ،‬تدخل الدولة لتحقيق الكفاءة اإلقتصادية في ظل األغقتصاد األإسالمي و األإقتصاد الوضعي ( دراسة‬
‫مقارنة ) ‪ ،‬مجلة تكريت للعلوم األغدارية و اإلقتصادية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 5‬العدد ‪ ، 2009 ، 14‬ص ‪. 104‬‬
‫و ال''تي تش''كل خط''را ليس على االبيئ''ة فق''ط و إنم''ا على المحي''ط ال''ذي يعيش في''ه الف''رد‬
‫ك ''ذلك ‪ ،‬و ل ''ذلك تت ''دخل ال ''دول في محارب ''ة ه ''ذه التج ''اوزات عن طري ''ق الق ''وانين ال ''تي‬
‫تفرضها على أصحاب المصانع و الشركات للحد من هذه الظاهرة ‪.‬‬
‫أص''بح المس''تهلك عرض''ة لجمل''ة من الممارس''ات من قب''ل العدي''د من الؤسس''ات ‪ ،‬حيث‬ ‫‪-‬‬
‫أص ''بحت تس ''تعمل أس ''اليب مختلف ''ة بغض النظ ''ر عن م ''دى ش ''رعيتها من ع ''دمها لحمل ''ه‬
‫على إستهالك منتجات غ''ير مطابق''ة للمواص''فات و ذات أخط''ار على ص''حته و س'المته‬
‫من جه' ''ة الج' ''ودة أو النوعي' ''ة ‪ ،‬و له' ''ذا أص' ''بح من واجب الدول' ''ة من خالل تش' ''ريعات‬
‫خاصة حماية المستهلك حتى يتمكن من الحصول على السلع و خدمات جودة و نوعي''ة‬
‫و تناسب قدرته الشرائية و تحافظ على صحته و سالمته و حقوقه ‪ ،‬و هذه الحماي''ة لن‬
‫ت'ؤتي ثماره'ا إال من خالل ت'امين س'المة الس'لع و الخ'دمات و تحس'ين جودته'ا ‪ ،‬توعي'ة‬
‫المستهلك و إعالمه و إرشاده على استعمال أنم''اط اإلس'تهالك ‪ ،‬وض''ع مع''ايير للس'المة‬
‫الصحية و األمنية ‪ ،‬ضبط قواعد الصنع ‪ ،‬تمكين مؤسسات الرقابة من أداء دوره''ا من‬
‫خالل وض''ع مختل''ف أدوات الرقاب''ة تحت تص''رفها و إش''راك جمعي''ات المجتم''ع الم''دني‬
‫‪1‬‬
‫المهتمة بالموضع في هذا المسعى‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬القانون اإلقتصادي العام‬


‫إن التط' ''ورات ال' ''تي ش' ''هدها الع' ''الم م' ''ؤخرا بس' ''بب العولم' ''ة و غيره' ''ا ‪ ،‬أث' ''رت على‬
‫إقتصاديات الدول ‪ ،‬و نتيجة لهذا التأثر ك''ان لزام''ا على ال''دول إنش''اء منظوم''ة قانوني''ة‬
‫جديدة تتماشى معه ‪ ،‬و طبعا وجد القانون اإلقتصادي العام كإطار قانوني ينظم تدخل‬
‫الدول' ''ة و ي' ''واكب تط' ''ورات اإلقتص' ''ادية ‪ ،‬و س' ''نعالج ه' ''ذا المح' ''ور في ثالث مب' ''احث‬
‫كالت ''الي ‪ ،‬المبحث األول ‪ :‬نظ ''رة ح ''ول الق ''انون اإلقتص ''ادي الع ''ام ‪ ،‬المبحث الث ''اني ‪:‬‬

‫معيزي قدويدر ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 156‬‬ ‫‪1‬‬


‫مص ' ''ادر و مب ' ''ادئ الق ' ''انون اإلقتص ' ''ادي الع ' ''ام ‪ ،‬المبحث الث ' ''الث ‪ :‬مج' ''االت الق ' ''انون‬
‫اإلقتصادي العام ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬نظرة حول القانون اإلقتصادي العام‬

‫س''نتطرق في ه''ذا المبحث لإلط''ار المف''اهيمي للق''انون اإلقتص''ادي الع''ام ‪ ،‬و ذل''ك‬
‫بتقس ''يم ه ''ذا المبحث إلى مطل ''بين ‪ ،‬المطلب األول ‪ :‬مفه ''وم الق ''انون اإلقتص ''ادي الع ''ام‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬خصوصية و محتوى القانون اإلقتصادي العام‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم القانون اإلقتصادي العام‬

‫يعتبرالق''انون اإلقتص''ادي الع''ام ش''كل من أش''كال تط''ور مفه''وم ت''دخل الدول''ة في‬
‫إطار قانوني منظم ‪ ،‬و الذي سنتعرف عليه بهذا المطلب في فرعين ‪ ،‬الف''رع األول ‪:‬‬
‫تعري''ف الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام ‪ ،‬الف''رع الث''اني ‪ :‬تط''ور فك''رة الق''انون اإلقتص''ادي‬
‫العام‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬تعريف القانون اإلقتصادي العام‬


‫نظرا لحداث'ة أس'باب ظه'ور الق'انون اإلقتص'ادي الع'ام و تح'ول الدول'ة نح'و ض'بط‬
‫تدخلها في النشاط اإلقتصادي ‪،‬الذي صاحبه إنش'اء مؤسس'ات إقتص''ادية لف''رض س'يطرة‬
‫الدول''ة على إقتص''ادها الوط''ني ‪ ،‬و نظ''را له''ذه التط''ورات ك''ان هن''اك مح''اوالت تعريف''ه‬
‫إختلفت في إيجاد مفهوم دقيق لهذا القانون ‪ ،‬نذكر منها ‪:‬‬

‫في ب''ادئ األم''ر يمكن أن ن''ذكر نظ''رتهم للق''انون اإلقتص''ادي ‪ ،‬حيث إق''ترح الفقي''ه‬
‫ف'ارجي تعريف'ا للق'انون اإلقتص'ادي و ه'و ق'انون تنظيم و التنمي'ة اإلقتص'ادية س'واء ك'ان‬
‫ذل''ك من فع''ل الدول''ة أو من فع''ل الس''لطة الخاص''ة أو باتف''اق اإلث''نين ‪ ،‬بمع''نى أخ''ر يع''د‬
‫الق ''انون األإقتص ''ادي في تص ''ور ف ''ارجي ‪ ،‬ق ''انون الترك ''يز اإلقتص ''ادي و ق ''انون ت ''دخل‬
‫الدولة في اإلقتصاد‪. 1‬‬
‫و عليه يمكن القول ظهور بوادر مف'اهيم للق'انون اإلقتص'ادي الع'ام من خالل ه'ذه‬
‫النظ''رة ال''تي تتح''دث عن ت''دخل الدول''ة من خالل س''لطات مؤسس''اتها ‪ ،‬و من هن''ا يمكن‬
‫أن نذكر بعض التعريفات التي حددت مفهوم القانون اإلقتصادي كال حسب نظرته ‪.‬‬
‫الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام ه''و الق''انون ال''ذي يطب''ق على ت''دخل األش''خاص العام''ة في‬ ‫‪-‬‬
‫اإلقتص' ''اد أو الت' ''دخل العم' ''ومي في المس' ''ائل اإلقتص' ''ادية‪ .‬و ق' ''د عرف' ''ه البعض بأن' ''ه‬
‫ق' ''انون مس' ''تقل يبتغي تنظيم ت' ''دخل األش' ''خاص العام' ''ة في اإلقتص' ''اد و الت' ''أثير على‬
‫الف''اعلين اإلقتص''اديين ع''اميين ك''اننوا أو خ''واص و أن''ه ك''ذلك تعب''ير عن اإلرادة في‬
‫توجيه السوق ‪ ،‬من طبيعته الحث و له بعد إستشرافي ‪.‬‬
‫أم ''ا الفقي ''ه ‪ d. linotte‬ف ''يرى أن الق ''انون اإلقتص ''ادي الع ''ام يتعل ''ق بوض ''ع سياس ''ة‬ ‫‪-‬‬
‫إقتصادية لألشخاص األإدارية بواسطة القانون‪.2‬‬
‫و ه''و ق''انون ت''دخل الدول''ة الس''لطات العام''ة في الحي''اة اإلقتص''ادية ‪ ،‬و ه''و مجم''وع‬ ‫‪-‬‬
‫القواع''د ال''تي تس''عى في زمن معين ‪ ،‬و في مجتم''ع معين ‪ ،‬إلى ض''مان الت''وازن بين‬
‫مص' ''الح الف' ''اعلين اإلقتص' ''اديين إن ك' ''انوا من الق' ''انون الع' ''ام أو من الق' ''انون الق' ''انون‬
‫الخاص ‪ ،‬أو المصلحة اإلقتصادية العامة‪. 3‬‬
‫الق ''انون اإلقتص ''ادي الع ''ام م ''ا ه ''و في الواق ''ع إال س ''وى الميكانيزم ''ات القانوني ''ة ال ''تي‬ ‫‪-‬‬
‫تحاول األشخاص العامة تغيير التصرف الطبيعي للفاعلين اإلقتص''اديين بواس''طتها ‪،‬‬
‫و يعرف أيضا بتسمية قانون السياسة اإلقتصادية‪.4‬‬

‫‪ 1‬عبد الرززاق زواتين ‪ ،‬دروس في القانون االقتصادي العام ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2016 ،‬ص ‪. 18‬‬
‫‪ 2‬سالمي وردة ‪ ،‬دروس في القانون العام اإلقتصادي ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ، 2017 ،‬ص ‪. 9‬‬
‫‪ 3‬عبد المجيد صغير بيرم ‪ ،‬الوجيز في القانون العام اإلقتصادي ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة المسيلة ‪، 2017 ،‬‬
‫ص‪.7‬‬
‫‪ 4‬محمد بكرارشوش ‪ ،‬القانون العام اإلقتصادي ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامة ورقلة ‪ ، 2014 ،‬ص ‪. 9‬‬
‫أم''ا بالنس''بة للفقي''ه ديدي''ه لين''وت فيع''رف الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام أن''ه ق''انون رس''م و‬ ‫‪-‬‬
‫وض''ع سياس''ة إقتص''ادية لألش''خاص اإلداري''ة بواس''طة الق''وانين ‪ ،‬أم''ا الفقي''ه تروش''يه‬
‫فيع ''رف الق ''انون اإلقتص ''ادي الع ''ام أن ''ه ق ''انون يش ''مل جمي ''ع القزواع ''د المطبق ''ة على‬
‫العالق ''ات ال ''تي ترب ''ط أش ''خاص قانوني ''ة و وح ''دات إقتص ''ادية م ''تى ت ''دخلت الس ''لطة‬
‫العام ''ة في ه ''ذه العالق ''ات‪ ،‬و ن ''ذكر أيض ''ا تعري ''ف الفقي ''ه ديف ''ولفي ال ''ذي يع ''رف ه ''ذا‬
‫الق'انون أن'ه ذل'ك الق'انون المطب'ق على ت'دخالت األش'خاص العمومي'ة في اإلقتص'اد و‬
‫كيفية تنظيمها‪.1‬‬
‫‪‬من خالل التعريف''ات ال''تي ج''اء به''ا ه''ؤوالء يمكن أن نس''تنتج بعض تعريف''ات‬
‫للقانون اإلقتصادي حسب األسس التي يقوم عليها فيمكن القول أنه ‪:‬‬
‫ق''انون تنظيم التنمي''ة اإلقتص''ادية بين الدول''ة و الش''خص المعن''وي أو بين األش''خاص‬ ‫‪-‬‬
‫المعنوية فيما بينها ‪.‬‬
‫ه' ''و ذل' ''ك الق' ''انون ال' ''ذي ت' ''وفر في' ''ه الدول' ''ة مجم' ''وع التس' ''هيالت لألش' ''خاص العام' ''ة‬ ‫‪-‬‬
‫لممارسة األنشطة اإلقتصادية ‪.‬‬
‫هو ذلك القانون الذي تتدخل فيه السلطة العامة في األنشطة اإلقتصادية لضمان‬ ‫‪-‬‬
‫التوازن بين المصالح الخاصة لألع'وان االقتص'اديين (ع'امون وخ'واص) والمص'لحة‬
‫العامة ‪.‬‬
‫هو ذلك القانون الذي ينظم العالق'ة بين هي''أت الدول''ة و األع''وان اإلقتص''اديين في‬
‫تطوير التنمية اإلقتصادية ‪.‬‬
‫لقد تطرقت هذه التعريفات إلى جوانب كثيرة يتميز به''ا الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام‬
‫و ق'د اغفلت خصوص'ية ه'ذا الق'انون ‪ ،‬فه'ذا األخ'ير ه'و ق'انون جدي'د يس'تخدم اس'اليب و‬
‫قواع ''د قانوني ''ة خاص ''ة ب ''ه و هك ''ذا يص ''بح الق ''انون الجدي ''د عب ''ارة إمت ''داد لق ''وانين قديم ''ة‬
‫تتعلق بالمجال اإلقتصادي ‪.‬‬

‫عبد الرززاق زواتين ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 19‬‬ ‫‪1‬‬


‫الفرع الثاني ‪ :‬تطور فكرة القانون اإلقتصادي العام‬

‫أوال ‪ :‬تطور الفكرة في إنجلترا‬


‫قبل قيام الثورة الصناعية على إمتداد القارة األوروبية ‪ ،‬كانت إنجلترا ‪ ،‬إبتداءا‬
‫من سنة ‪ ، 1215‬و مه''دا للعدي''د من الوث''ائق األساس'ية في مج'ال الحرك''ات األاساس'ية‬
‫للف ' ''رد اإلجل ' ''يزي ‪ ،‬و هي مواثي ' ''ق تبقى و إلى يومن ' ''ا ه ' ''ذا مح ' ''ل إهتم ' ''ام من لن ' ''دن‬
‫الدارس ' ''ين و الب ' ''احثين في الش ' ''أن الحق ' ''وقي على الص ' ''عيد ال ' ''دولي و أهمه ' ''ا ‪ :‬عه ' ''د‬
‫الماكماكارت ' ''ا ( ‪ ) magma carta‬لع ' ''ام ‪ ، 2015‬و هي وثيق ' ''ة حقوقي ' ''ة أساس' ''ية‬
‫حرره''ا ممثل''و طبق''ة اإلقط''اعيين بغ''رض تحدي''د الس''لطات الواس''عة ال''تي ك''ان يح''وز‬
‫عليه ''ا المل ''ك المس ''تبد ‪ ،‬و ق ''د ك ''ان له ''ا األث ''ر الب ''الغ في اإلق ''رار بالعدي ''د من الحق ''وق‬
‫األساسية اللصيقة باإلنسان ك''الحق في الحري''ة الفردي''ة ( حري''ة إنتق''ال المل''ك الح''ق في‬
‫إبداء رأي معارض ‪ ،‬الحق في الملكية الفردي''ة ‪ ،‬الح''ق في التج''ارة ) ‪ ،‬باإلض''افة إلى‬
‫ض''مان الحري''ة الشخص''ية لألف''راد القض''ائية منه''ا و اإلداري''ة ‪ :‬عريض''ة الحق''وق لع''ام‬
‫‪ : 1628‬و هي عريضة حقوقية تاريخية أسست لمنظومة حقوقية أساسية في إنجل''ترا‬
‫أجبرت الحكوم''ة األإنجليزي''ة بقي''ادة ش'ارل األول على إلغ''اء جباي''ة ض''ريبة لم يص''وت‬
‫البرلم ''ان عليه ''ا ‪.‬ش ''رعية الحق ''وق لع ''ام ‪ : 1689‬و ق ''د ك ''انت مح ''ل تص ''ديق برلم ''اني‬
‫بتاريخ ‪ 25‬أكتوبر ‪ ، 1689‬إن أهم ما جاء فيها تحريم أي تعلي''ق لمفع''ول أي ق''انوني‬
‫من طرف الملك ‪ ،‬باإلضافة إلى تجريم فرض أية ضريبة أو إنشاء محاكم من طرف‬
‫المل' ''ك دون موافق' ''ة البرلم' ''ان م' ''ع ض' ''مان الحري' ''ات الشخص' ''ية ‪ ،‬و الح' ''ق في تق' ''ديم‬
‫المواطن لعريضة‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تطور فكرة في فرنسا‬


‫في عام ‪ 1879‬قامت الدولة الفرنسة بإلغ'اء الطوائ'ف الحرفي'ة و اس'تبدلتها بنظ'ام‬
‫قانوني جديد يقوم على عق''د العم''ل الف''ردي ‪ ،‬فأنش'أت س'وقا م''أجورا للعم''ل ‪ ،‬و الح'رب‬
‫العالمي ''ة األولى أص ''ى البرلم ''ان بتأس ''يس تنظيم دولي يع ''ني بش ''ؤون العم ''ل ‪ ،‬و ب ''ذلك‬

‫‪ 1‬بيرم عز الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 19‬‬


‫ب ''ادرت الس ''لطات العمومي ''ة في الت ''دخل في الش ''ؤون اإلقتص ''ادية عن طري ''ق ‪ :‬إعتم ''اد‬
‫الس ''لطات العمومي ''ة الفرنس ''ية المباش ''ر للمراف ''ق العمومي ''ة س ''نة‪ 1848‬و ه ''و م ''ا أص ''بح‬
‫يع ' ''رف بعق' ''د اإلمتي ' ''از ‪ ،‬أيض ' ''ا إس' ''تحداث حكوم ' ''ة الجبه ' ''ة الش' ''عبية بع ' ''د األإنتخاب ' ''ات‬
‫التش ' ''ريعية الفرنس ' ''ية ‪ 3‬م ' ''اي ‪ ، 1936‬و أخ ' ''يرا دعم و تعزي ' ''ز المؤسس ' ''ة العمومي ' ''ة‬
‫اإلدارية التي لها القدرة على أن يكون متواجدة في أماكن السلطات العمومية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬خصوصية و محتوى القانون اإلقتصادي العام‬

‫بعد التطرق ألهم تعاريف للقانون اإلقتصادي العام إرتأينا تحدي''د خصوص''يته و‬
‫محت ' ' ''واه في ه ' ' ''ذا المطلب بتقس ' ' ''يمه لف ' ' ''رعين ‪ ،‬الف ' ' ''رع األول ‪ :‬خصوص ' ' ''ية الق ' ' ''انون‬
‫اإلقتصادي العام الفرع الثاني ‪ :‬محتوى القانون اٌإلقتصادي العام ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬خصوصية القانون اإلقتصادي العام‬

‫إن العالق' ''ات اإلقتص' ''ادية الناش' ''ئة عن ممارس' ''ة األنش' ''طة اإلقتص' ''ادية تنظمه' ''ا‬
‫الق''وانين األخ''رى كالق''انون التج''اري و العم''ل و الض''ريبي ق''انون الش''ركات و غيره''ا‬
‫من القوانين األخرى التي تنظم إقتصاد الدول ‪ ،‬إال أن القانون اإلقتصادي العام يتم''يز‬
‫بخاصية ربطه بين فروع القانون العام و القانون الخاص ‪.‬‬
‫فالقانون الخاص ينظم العالقات بين األشخاص العادي'ة أم'ا الق'انون الع'ام فيتم'يز‬
‫باس'تعمال الس'طة العام'ة لص'الحياتها و ب'الرغم من ذل'ك نج'ده يحق'ق مع'نى الجم'ع بين‬
‫أهداف القانونين في تحقيق المصلحة الخاصة و العامة معا ‪.‬‬
‫و علي ''ه يمكن الق ''ول أن للق ''انون اإلقتص ''ادي خصوص ''ية تتمث ''ل في تنظيم عم ''ل‬
‫األعوان اإلقتصادية مع مراعاة تدخل الدولة بشكل منتظم في النشاط اإلقتصادي ‪.‬‬
‫كما أن نطاق القانون اإلقتصادي العام واسع يشمل جميع المج''االت اإلقتص''ادية‬
‫على غ''رار بعض الق''وانين ال''تي يك''ون مجاله''ا مح''دد بقواع''د ال''تي تعم''ل به''ا كالق''انون‬
‫التجاري ال''ذي يختص بتحدي''د مفه''وم الت''اجر و العم''ل التج''اري و عالقتهم ببعض ‪ ،‬و‬
‫أيضا قانون الشركات الذي مجاله الشركة و أنواعه''ا و تنظيم ط''رق تأسيس''ها و كيفي''ة‬
‫عمله ''ا و ح ''االت حله ''ا ‪ ،‬و أيض ''ا ق ''انون العم ''ل ال ''ذي يح ''د حق ''وق العام ''ل و عالقت ''ه‬
‫بأرباب العمل ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬محتوى القانون اٌإلقتصادي العام‬


‫إن القانون اإلقتنصادي العام يشمل جميع القوانين التي مجالها إقتص''ادي و لكن‬
‫من الج''انب التنظيمي له''ا ‪ ،‬فمثال ي''دخل في قواع''ده ق''انون المنافس''ة ‪ ،‬من حيث تنظيم‬
‫مب''دأ المنافس''ة المش''روعة عن طري''ق لج''ان أسس''تها الدول''ة ل''ذلك ‪ ،‬و أيض''ا ي''دخل في‬
‫مجال ''ه الق ''انون الض ''ريبي من خالل قواع ''ده جباي ''ة الض ''ريبة و المؤسس ''ات اإلداري ''ة‬
‫المختص' ''ة بمراقب' ''ة جباي' ''ة الض' ''رائب و معاقب' ''ة مخالفيه' ''ا ‪ .‬فه' ''و ق' ''انون المؤسس' ''ات‬
‫اإلدارية المستقلة التي تنظم مجال العمل اإلقتصادي ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مصادر و مبادئ القانون اإلقتصادي العام‬


‫لقد تنوعت مصادر الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام و ه''ذا لتوس'ع مج'ال تطبيق''ه و ك''ذا‬
‫إختلفت مب' ''ادؤه لش' ''موله على قطاع' ''ات كث' ''يرة تس' ''يطر عليه' ''ا الدول' ''ة بمجموع' ''ة من‬
‫القوانين ‪ ،‬و للتفصيل أكثر في هذا قس'منا ه'ذا المبحث إلى مطل'بين ‪ ،‬المطلب األول ‪:‬‬
‫مصادر القانون اإلقتصادي العام المطلب الثاني ‪ :‬مبادئ القانون اإلقتصادي ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مصادر القانون اإلقتصادي العام‬

‫يعتبر تحديد مصادر القانون اإلقتصادي الع''ام من أهم نق''اط بحثن''ا ‪ ،‬حيث تتح''دد‬
‫مع''ه قوت''ه اإللزامي''ة و مج''ال تطبيق''ه ‪ ،‬و علي''ه يمكن تقس''يم ه''ذا المطلب إلى ‪ ،‬الف''رع‬
‫األول ‪ :‬المصادر الداخلية الفرع الثاني ‪ :‬المصادر الخارجية ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المصادر الداخلية‬
‫أوال ‪ :‬الدستور‬
‫لق ''د نص ''ت دس ''اتير الجزائ ''ر على الكث ''ير من النص ''وص القانوني ''ة فيم ''ا يتعق ''ل‬
‫بالمس ' ''ائل اإلقتص ' ''ادية ‪ ،‬و ال ' ''تي يجب أن يتقي ' ''د به ' ''ا المش ' ''رع في تنظيم ' ''ه الق ' ''وانين‬
‫اإلقتص ''ادية و ال ''تي ال يمكن مخالفته ''ا تحت طائل ''ة الرقاب ''ة الدس ''تورية للق ''وانين وفق ''ا‬
‫لإلجراءات التي نص عليها الدستور ‪.‬‬
‫كما أن الدستور هو الذي يحدد النظام اإلقتصادي الذي تنتهج'ه الدول'ة و األس'س‬
‫التي يقوم عليها ‪.‬‬
‫و ق' ''د ذك' ''ر دس' ''تور الجزائ' ''ر بعض الم' ''واد القانوني' ''ة ال' ''تي تنص على المس' ''ائل‬
‫اإلقتصادية منها ‪ :‬المادة ‪ 21‬التي تمنح للدولة الحق في تنظيم التجارة الخارجية ‪،‬‬
‫الم''ادة ‪ 37‬ال''تي تك''رس مب''دأ حري''ة التج''ارة و الص''ناعة ‪ ،‬الم''ادة ‪ 52‬ال''تي تنص على‬
‫مب' ''دأ ح' ''ق الملكي' ''ة ‪ ،‬و الم' ''ادة ال' ''تي تس' ''اوي بين األف' ''راد في أداء الض' ''ريبة و تحم' ''ل‬
‫التكاليف العمومية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التشريع ( القانون )‬
‫لقد أصدر المشرع الجزائري الكثير من القوانين ال''تي تنظم المس''ائل اإلقتص''ادية‬
‫في الكثير من المجاالت ‪ ،‬كتنظيم التجارة و تحدي''د ص''فة الت''اجر و العالق'ات التجاري''ة‬
‫في الق ' ' ''انون التج ' ' ''اري ‪ ،‬تحدي ' ' ''د أن ' ' ''واع الض ' ' ''ريبة و كيفي ' ' ''ة تحص ' ' ''يلها في الق ' ' ''انون‬
‫الضريبي ‪ ،‬النظام الجمركي ‪ ،‬القوانين المتعلقة بالعمل سواء في عند الخواص أو في‬
‫القط ''اع الع ''ام ‪ ،‬نظ ''ام الملكي ''ة العقاري ''ة ‪ ،‬الق ''وانين المتعلق ''ة بالمن ''اجم و المحروق ''ات ‪،‬‬
‫ق''الوانين المكتعلق''ة ب''البنوك و الق''روض ‪ ،‬و غيره''ا من الترس''انة القانوني''ة ال''تي أع''دها‬
‫المشرع الجزائري لحماية اإلقتصاد الوطني ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬القوانين التنظيمية‬
‫تعتبر هذه القوانين المص'در الرئيس'ي للق'انون اإلقتص'ادي الع'ام ‪ ،‬و هي تتض'من‬
‫الصالحيات التي تتمتع بها نجد السلطة التنظيمية التي منحها إياها القانون و التي تعد‬
‫من أهم إختصاص''ات الس''لطة التنفيذي''ة المجس''دة في رئيس الجمهوري''ة وال''وزير األول‬
‫الممنوحة لهما دستوريا ‪،‬حيث نصت المادة ‪ 125‬من الدستور المسائل التنظيمية التي‬
‫يمارس ''ها رئيس الجمهوري ''ة في المس ''ائل غ ''ير المخصص ''ة للق ''انون مث ''ال ذل ''ك تنظيم‬
‫مجل الصفقات العمومية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المصادر الخارجية‬


‫تتح ' ''دد المص ' ''ادر الخارجي ' ''ة للق ' ''انون بص ' ''فة عام ' ''ة في المواثي ' ''ق و المعاه ' ''دات و‬
‫اإلعالنات و االتفاقيات الدولية التي صادقت عليه'ا الدول'ة و أص'بحت س'ارية المفع'ول‬
‫داخل ترابها‪.‬‬
‫و من أهم المص ''ادر الدولي ''ة للق ''انون الع ''ام االقتص ''ادي حس ''ب األهمّي ة أذك ''ر‬
‫اآلتي‪-:‬التوص''يات الص''ادرة عنهيئ''ة األمم المتح''دة‪:‬ج''اء االعالن الرس''مي عن تأس''يس‬
‫منظم' ''ة األمم المتح' ''دة بت' ''اريخ ‪ 24‬أكت' ''وبر ‪ ،1945‬و اعتم' ''اد الميث' ''اق المؤّس س له' ''ا‬
‫بت''اريخ ‪ 26‬ج''وان ‪ ،1945‬مباش''رة بع''د االعالن عن انته''اء الح''رب العالمي''ة الثاني''ة(‬
‫‪ ،)1945-1939‬و ال ' ''تي تح ' ''ددت أه ' ''دافها في اآلتي‪ :‬تحقي ' ''ق التع ' ''اون بين الق ' ''انون‬
‫الدولي و األمن العالمي؛*التنمية االقتصادية؛الرقّي االجتماعي؛حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫و هي المنظم''ة الدولي''ة ال''تي تض 'ّم ن ميثاقه''ا‪ ،‬و على عكس الميث''اق المؤّس س‬
‫لعص ' ' ''بة األمم المتح ' ' ''دة س ' ' ''نة ‪ ،1919‬وللم' ' ' 'ّر ة األولى في ت ' ' ''اريخ الوث ' ' ''ائق الدولي ' ' ''ة‬
‫كلم'ة"ش'عوب"‪( :‬نحن ش'عوب األمم المتح'دة) وال'تي ج'اء تأسيس'ها ك'ذلك من أج'ل إقام'ة‬
‫رب'اط بين األمن و الس'الم و التنمي'ة ‪ .‬وبم'ا أن الجزائ'ر ق'د م'رت بمرحل'تين أساس'يتين‬
‫في التأسيس لقواعد الق'انون الع'ام االقتص'ادي رأيت أّن ه من الض'رورة بمك'ان أن أق'وم‬
‫بالتقس''يم اآلتي‪-:‬المرحل''ة األولى‪ :‬و هي الممت''دة من س''نة ‪ 1962‬و إلى غاي''ة ‪1988‬‬
‫والمتمّيزة بغلبة االستثمار العمومي دون الخاص الوط'ني أو األجن'بي على ح'د س'واء؛‬
‫‪-‬المرحل ''ة الثاني ''ة‪ :‬وهي المرحل ''ة المتمّي زة ال ''تي انطلقت من س ''نة ‪(1989‬من ت ''اريخ‬
‫التعديل الدستوري لعام ‪ )1989‬إلى يومنا هذا‪.1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مبادئ القانون اإلقتصادي‬

‫لق''د إخترن''ا بعض المب''ادئ ال''تي إرتأين''ا أنه''ا تكم''ل أي نظ''ام إقتص''ادي يس''عى على‬
‫إنفتاح السوق ‪ ،‬و التي تطرقنا إليها بتقسيم هذا المطلب إلى الفروع التالي'ة ‪ ،‬الف'رع األول ‪:‬‬
‫مبدأ حرية التجارة و الص'ناعة ‪ ،‬الف'رع الث'اني ‪ :‬مب'دأ حري'ة اإلس'تثمار‪ ،‬الف'رع الث'الث‪ :‬مب'دأ‬
‫حق الملكية ‪ ،‬الفرع الرابع ‪ :‬مبدأ المساواة‪ ،‬الفرع الخامس‪ :‬مبدأ المنافسة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مبدأ حرية التجارة و الصناعة‬

‫نتيج ''ة لسياس ''ة اإلنفت ''اح اإلقتص ''ادي على الس ''وق إعتم ''دت الجزائ ''ر مب ''دأ حري ''ة‬
‫التج''ارة و الص''ناعة في دس''تور ‪ 1996‬في الم''ادة ‪ 37‬من''ه و ال''تي ج''اء فيه''ا ‪ :‬حري''ة‬
‫التج''ارة و الص''ناعة مض''مونة و تم''ار في إط''ار الق''انون ‪.‬و المالح''ظ على ه''ذا النص‬
‫أنه جاء بصفة مطلقة دون تخصيص ‪ ،‬حيث لم يميز بين الجزائ''ري و األجن''بي بش''أن‬
‫اإلستفادة من هاته الحرية كما أحاط هذا المبدأ بعدة ضمانات من بينها حري''ة اإلبتك''ار‬
‫في الم''ادة ‪ 38‬من''ه ض''مان نزاه''ة المؤسس''ات الدول''ة في معامل''ة اإلس''تثمار في الم''ادة‬
‫‪ 28‬منه ‪ ،‬مسؤولية الدولة عن أمن األشخاص و الممتلك''ات ‪ ،‬ض''مان مش''روعية ن''زع‬
‫الملكي''ة طبق''ا لنص الم''ادة ‪ 20‬من''ه ‪ ،‬ض''مان ع''دم إنته''اك حرم''ة اإلنس''ان حس''ب نص‬
‫المادة ‪ 34‬منه ‪ ،‬ضمان حق الملكية في نص المادة ‪ 52‬منه دون قيد أو شرط‪.2‬‬

‫‪ 1‬عبد المجيد صغير بيرم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬


‫‪ 2‬عجابي عماد ‪ ،‬تكريس مبدأ حرية التجارة و الصناعة في الجزائر‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمي==ة ‪ ،‬الع==دد الراب==ع ‪،‬‬
‫كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة المسيلة ‪ ،‬ديسمبر ‪ ، 2014‬ص ‪. 265‬‬
‫و يقص''د بمب''دأ حري''ة التج''ارة و الص''ناعة يقض''ي ب''أن ك''ل ش''خص ل''ه الح''ق في‬
‫مباش' ''رة و ممارس' ''ة نش' ''اط واح' ''د أو أك' ''ثر ‪ ،‬إنطالق' ''ا من رغبت' ''ه الذاتي' ''ة و باختي' ''اره‬
‫الحر ‪ ،‬دون الحاجة إلى تصريح أو رقابة ‪.‬‬
‫و بمع ' ''نى أخ ' ''ر فتح مي ' ''دان النش ' ''اط التج ' ''اري و الص ' ''ناعي ‪ ،‬للنش ' ''اط الح ' ''ر و‬
‫للمب' ''ادرة الخاص' ''ة و ه' ''ذا دون قي' ''ود أو عوائ' ''ق معين' ''ة باس' ''تثناء تل' ''ك ال' ''تي تفرض' ''ها‬
‫متطلبات الضبط اإلقتصادي‪.1‬‬
‫إن ه' ''ذا المب' ''دأ يش' ''مل حري' ''ة النش' ''اط التج' ''اري و الص' ''ناعي و ال يش' ''مل المهن‬
‫الحرة و ال النشاط الفالحي ‪ ،‬و المقصود من تكريس هذا المبدأ هو منع السلطة‬
‫العمومية من التدخل في األنشطة الحرة التي يمارسها الخواص ‪.‬‬
‫و يمكن الق' ''ول أن الق' ''انون إعت' ''بر الص' ''ناعة و التج' ''ارة متالزم' ''تين ‪ ،‬و علي' ''ه‬
‫فمع' ''نى التج' ''ارة في نط' ''اق الق' ''انون التج' ''اري يختل' ''ف عن المع' ''نى ال' ''دارج في عل' ''وم‬
‫اإلقتص ''اد ‪ ،‬إذ أن المقص ''ود بالتج ''ارة في المج ''ال األإقتص ''ادي هي عملي ''ات الوس ''اطة‬
‫بين المنتج و المستهلك ‪ ،‬أي تداول و توزيع الثروات دون اإلنتاج ‪ ،‬األم''ر ال''ذي يفهم‬
‫من هذا المعنى أن هناك فرق بين اإلنتاج الثروات ‪ ،‬و هي م'ا يطل'ق عليه'ا إص'طالح‬
‫الصناعة ‪ ،‬و بين تداول الثروات و هي ما يع''رف بالتج''ارة ‪ ،‬بينم''ا في مج''ال الق''انون‬
‫التج' ''اري ‪ ،‬نج' ''د أ‪ ،‬التج' ''ارة تمت' ''د إلى ج' ''انب كب' ''ير من الص' ''ناعة ‪ ،‬و بخاص' ''ة تل' ''ك‬
‫الصناعة التحويلية ‪ ،‬التي تقوم بتحوي'ل الم'واد األولي'ة أو النص'ف مص'نوعة إلى م'واد‬
‫ص''الحة لإلس''تعمال ‪ ،‬و على ذل''ك ف''إن الش''خص ال''ذي يق''وم به''ذا التص''نيع فإن''ه يعت''بر‬
‫ت' ''اجرا ‪ ،‬أم' ''ا الش' ''خص ال' ''ذي يق' ''وم باس' ''تخراج الم' ''واد األولي' ''ة من األرض أو الم' ''واد‬
‫الطبيعية فال يعتبر تاجرا أي إقتاصر التجارة على عمليات تحويل ال''ثروات و ت''داولها‬
‫‪ ،‬و بالت ''الي كلم ''ة التج ''ارة مع ''نى واس ''ع ‪ ،‬فمن هن ''ا يطب ''ق الق ''انون التج ''اري ‪ ،‬في أن‬
‫واح' ''د ‪ ،‬على الص' ''ناعة و التج' ''ارة ‪ ،‬و له' ''ذا الس' ''بب يعت' ''بر الص' ''ناعي ‪ ،‬أي ص' ''احب‬
‫المصنع تاجرا ‪ ،‬و من ثم يخضع لنفس األحكام القابلة للتطبيق على التاجر‪.2‬‬

‫‪ 1‬كتو محمد الشريف ‪،‬الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري (دراسة مقارنة بالق==انون الفرنس==ي ) ‪ ،‬أطروح==ة‬
‫دكتوراه ‪ ،‬دولة في القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة تيزي وزو ‪ ، 2004 ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ 2‬عجابي عماد ‪ ،‬المرجع السابق الثاني ‪ ،‬ص ‪. 268‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مبدأ حرية اإلستثمار‬

‫لق ' ''د تم تك ' ''ريس مب ' ''دأ حري ' ''ة اإلس ' ''تثمار ألول م ' ''رة في الق ' ''انون رقم ‪90-10‬‬
‫الم ''ؤرخ في ‪ 14‬أفري ''ل ‪ 1990‬المتعل ''ق بالنق ''د و الق ''رض ‪ ،‬حيث نص ''ت الم ''ادة ‪183‬‬
‫من' ''ه ‪ ( :‬ي' ''رخص لغ' ''ير المقيمين بتحوي' ''ل رؤوس األم' ''وال إلى الجزائ' ''ر لتموي' ''ل أي' ''ة‬
‫نشاطات إقتصادية غير مخصص''ة ص''راحة للدول''ة أو المؤسسس''ات المتفرع''ة عنه''ا أو‬
‫ألي ش''خص معن''وي ‪ ، )...‬ثم أك''د علي''ه المش''رع الجزائ''ري في المرس''وم التش''ريعي‬
‫رقم ‪ 93-12‬الم' ''ؤرخ في ‪ 5‬أكت' ''وبر ‪ 1993‬المتعل' ''ق بترقي' ''ة اإلس' ''تثمار ‪ ،‬و ك' ''ذا في‬
‫األم''ر رقم ‪ 01-03‬الم''ؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬المتعل''ق بتط''وير اإلس''تثمار المع''دل‬
‫و المتمم بنص المادة ‪ 4‬منه على أنه ( تنجز اإلستثمارات في حري''ة تام''ة م''ع مراع''اة‬
‫التش''ريع و التنظيم''ات المتعلق''ة بالنش''اطات المقنن''ة و حماي''ة البيئ''ة ‪ ، )...‬إال أن''ه يمكن‬
‫الق''ول أن ه''ذا المب''دأ ق''د كف''ل دس''توريا قب''ل ك''ل ه''ذا ن بحيث نص''ت الم''ادة ‪ 37‬من‬
‫دس ''تور ‪ 1996‬على أن ( حري ''ة التج ''ارة و الص ''ناعة مض ''مونة و تم ''ارس في إط ''ار‬
‫القانون ) ‪.‬‬
‫إن من أهم نت ' ''ائج تك ' ''ريس مب ' ''دأ حري ' ''ة اإلس ' ''تثمار ه ' ''و ع ' ''دم تحدي ' ''د قطاع ' ''ات‬
‫مخصص' ''ة للدول' ''ة أو لمؤسس' ''اتها و فتح جمي' ''ع عملي' ''ات اإلس' ''تثمار أم' ''ام الوطن' ''يين و‬
‫األجانب ‪.‬إال أن المادة ‪ 30‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 93-12‬وض'عت ش'رطا يتمث'ل‬
‫في ض''رورة مراع''اة التش''ريع و لتنظيم المتعلقين بالنش''اطات المقنن''ة ‪ ،‬ا‪/‬ا الم''ادة ‪ 4‬من‬
‫األم'ر ‪ 01-03‬المع'دل و المتمم فق'د أض'افت حماي'ة البيئ'ة إلى ج'انب ه'ذه النش'اطات ن‬
‫كما وضع الشمرع الجزائري بعض القيوم لممارسة اإلس''تثمارات األجنبي''ة في الجزائ''ر‬
‫في الق ''انون الم ''الي التكميلي لس ''نة ‪ 2009‬و ال ''تي تتمث ''ل في – نظ ''ام الش ''راكة و ح ''ق‬
‫الشفعة باإلضافة إلى نظام التصريح لدى الوكالة الوطنية لتطوير األإستثمار ‪ ANDI‬و‬
‫الدراس''ة المس''بقة من المجلس الوط''ني لإلس''تثمار ‪ CNI‬كهيئ''ات ض''بط ت''ابعين للدول''ة‬
‫لمراقبة اإلستثمارات األجنبية ‪.‬‬
‫و ب ''الرغم من أن ه ''ذه الش''روط ق''د تقلص مج''ال اإلس''تثمار في الجزائ ''ر إال انه ''ا‬
‫وضعت لحماية النشاطات األإقتصادية و المصالح العامة ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬مبدأ حق الملكية‬

‫يعتبر رحق الملكية من الحقوق المكفولة في القانون المدني و الدستور ألي دولة‬
‫‪،‬و هو حق الشخص في ممارسة سلطات على الشيء الذي يثبت تملكه بأي طريق''ة في‬
‫الحدود التي وضعها القانون و لغاية تحقيق مصالحه الخاصة ‪.‬‬
‫فنصت المادة ‪ 674‬من القانون المدني ( الملكية هي حق التمتع و التصرف في‬
‫األش''ياء بش''رط أال تس''تعمل إس''تعماال تحرم''ه الق''وانين و األنظم''ة) ‪.‬و نج''د أن المش''رع‬
‫الجزائ ''ري ق ''د رب ''ط مس ''ألة بح ''ق التمت ''ع و التص ''رف المنص ''ب على األأش ''ياء المملوك ''ة‬
‫ش''ريطة أن ال يك''ون ذل''ك متعارض''ا م''ع الق''وانين الج''اري به''ا العم''ل ‪ ،‬و إخ''راج ح''ق‬
‫التص'رف و التمت'ع من مع'اني اإلطالق و إدراجه'ا تحت طائل'ة النس'بية تج'د مناطه'ا في‬
‫إحالة المواد ‪ 681 ، 679 ، 677‬إلى أليات ت'دخل الدول'ة ‪ .‬ت'ارة تحت عن'وان الت'أميم‬
‫و ت' ' ''ارة أخ' ' ''رى تحت عن' ' ''وان ن' ' ''زع الملكي' ' ''ة للمنفع' ' ''ة العام' ' ''ة و ط' ' ''ورا تحت عن' ' ''وان‬
‫اإلس ''تالء ‪ .‬على أن المش ''رع الجزائ ''ري في ك ''ل األح ''وال لم ي ''ترك الب ''اب مفتوح ''ا أم ''ام‬
‫تعس ''ف من ش ''أن المال ''ك أن يش ''عر ب ''ه عن ''دما بعث في ''ه ش ''يئا من الطمأنين ''ة بتمكين ''ه من‬
‫فك''رة اللج''وء للقض''اء و تمكين''ه من المطالب''ة أمام''ه من التع''ويض الع''ادل ‪.‬و ال ش''ك أن‬
‫المشرع الجزائري في حديثه عن فكرة الملكية عندما ربطها بألي''ات الحماي''ة إنم''ا يك''ون‬
‫ق ''د أخ ''ذ الج ''انب ال ''وظيفي اإلجتم ''اعي ال ''ذي ينبغي أن تتس ''م ب ''ه عملي ''ة أيلول ''ة الملكي ''ة‬
‫الخاصة للقطاع العام مغلبا بهذه المثابة المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية‪. 1‬‬
‫و ق''د تم تك''ريس مب''دأ ح''ق الملكي''ة في دس''اتير الجزائ''ر ‪ ،‬حيث نص''ت الم''ادة ‪16‬‬
‫من دس ''تور ‪ 1976‬على ‪ ( :‬أن الملكي ''ة الخاص ''ة الس ''يما في المي ''دان اإلقتص ''ادي يجب‬
‫أن تس''اهم في تنمي''ة البالد و أن تك''ون ذات منفع''ة إجتماعي''ة و هي مض''مونة في إط''ار‬
‫الق''انون ) ‪ ،‬و ج''اء في الم''ادة ‪ 49‬من دس''تور ‪ ( 1989‬الملكي''ة الفردي''ة مض''مونة) ‪ ،‬و‬
‫هو نفس األمر الذي أكدت عليه المادة ‪ 52‬من دستور ‪ 1996‬و الم'ادة ‪ 64‬من دس'تور‬
‫‪ . 2016‬و في جميع ه'ذه النص'وص أك'د المش'رع على حماي'ة الق'انون الجزائ'ري لح'ق‬
‫‪ 1‬نصر الدين األخضري ‪ ،‬قانون األمالك الوطنية الجزائري بين ضرورات التطور و حقيقة التعثر ‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة و‬
‫القانون ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬جوان ‪ ،2009‬ص ‪. 140‬‬
‫الملكي''ة و لكن ه''ذه الحماي''ة ال يع''ني أن يم''ارس الش''خص حق''ه بش''كل مطل''ق فيجب أن‬
‫يخضع لضوابط نظمها القانون لحماية ه'ذا الح'ق و تحقي'ق المص'لحة العام'ة و الخاص'ة‬
‫على حد السواء ‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬مبدأ المساواة‬


‫لقد كرس المشرع الجزائري مبدأ المساواة في جميع الدساتير ‪ ،‬فنصت المادة ‪12‬‬
‫من دستور ‪ 1963‬على ( مساواة كل لجزائرين في الحقوق و الواجبات ) ‪،‬و نصت‬
‫الم''ادة ‪ 39/2‬من''ه ( أن ك''ل المواط''نين متس''اوون في الحق''وق و الواجب''ات ) ‪ .‬و نص''ت‬
‫المادة ‪ 28‬من دستور ‪ 1989‬على أن ( كل المواطنين سواسية أمام القانون و ال يمكن‬
‫أن يتعذر بأي تمييز يعود سببه إلى المولد أو الع'رق أو الجنس أو ال'رأي أو أي ش'رط‬
‫أو أي ظرف أخر شخصي أو إجتماعي ) ‪ ،‬و أخيرا المـادة ‪ 29‬من دستور‬
‫‪ ( : 1996‬كل المواطنين سواسية أمام القانون ) ‪.‬‬
‫و أم ''ام ه ''ذه الم ''واد فيمكن الق ''ول أن ممارس ''ة األانش ''طة اإلقتص ''ادية و الخض ''وع‬
‫للق ''وانين ال ''تي تنظمه ''ا إنم ''ا ه ''و أم ''ر يم ''ارس بش ''كل متس ''اتوي بين جمي ''ع الع ''املين في‬
‫اإلقتصاد ‪ ،‬فالمساواة هنا تكون أمام الق''انون فيم''ا يتعل''ق بنص''وص الق''انون و مض''مونها‬
‫و كيفي' ''ة تطبيقه' ''ا و بالنس ''بة لمس ''ألة تط' ''بيق الق' ''انون فإنن' ''ا نت' ''دث عن الس ''لطات العام' ''ة‬
‫العاملة في النشاط‬
‫اإلقتصادي أو التي أشأتها الدولة لضبط اإلقتصاد و حمايته ‪.‬‬
‫و بالرغم من أن تطبيق مبدأ المساواة قد يختلف من فئ'ة ألخ'رى أو جه'ة أو ف'رد‬
‫أو ش ''خص معن ''وي إال أن الق ''انون ق ''د وض ''ع قواع ''د لتبي ''ان ه ''ذه اإلختالف ''ات و كيفي ''ة‬
‫مواجهتها حتى يضمن تحقيق مبدأ المساواة ‪.‬و مثال ذلك ‪ :‬أن كل المواطنين متس''اوون‬
‫في تأدي ''ة اإلقتط ''اع الض ''ريبي ‪ ،‬إال أن اداء الض ''ريبة يك ''ون حس ''ب مق ''درة ك ''ل فئ ''ة في‬
‫المشاركة في التكاليف العمومية ‪.‬‬
‫و أيض ' ''ا المس ' ''اواة في اإلنتف ' ''اع ب ' ''المرافق العام ' ''ة ‪ ،‬حيث تقض ' ''ي الم ' ''اواة أم ' ''ام‬
‫المراف''ق العام''ة التس''وية الكامل''ة في المعامل''ة األف''راد بغ''ير تمي''يز و تفرق''ة في اإلنتف''اع‬
‫بخ''دمات المراف''ق العام''ة ‪ ،‬و ينطل''ق المب''دأ به''ذا المع''نى على جمي''ع المراف''ق العام''ة في‬
‫الدولة بكافة أنواعها اإلدارية ‪ ،‬الصناعية ‪ ،‬التجارية ‪.‬‬
‫أيض' ''ا المس ''اواة في اإلنتف' ''اع من الم' ''وارد الطبيعي' ''ة للدول' ''ة ‪ ،‬حيث تل' ''تزم الدول' ''ة‬
‫بتوزيعها بشكل متساوي و منتظم حتى يستفيد منها جميع العاملين في اإلقتصاد ‪.‬‬
‫أيض ' ''ا اإلس' ''تفادة من التس' ''هيالت ال ' ''تي تق' ''دمها الدول ' ''ة في مج' ''ال اإلس' ''تثمار من‬
‫الرخص و القروض و ضمان األسواق و غيره''ا ال''تي تس''هل على الع''املين في النش''اط‬
‫اإلقتصادي ممارسة أعمالهم بشكل متساوي ‪.‬‬

‫الفرع الخامس ‪ :‬مبدأ المنافسة‬

‫لقد تم تجسيد هذا المبدأ بك'ل وض'وح في الق'انون الجزائ'ري من خالل النص'وص‬
‫القانوني ''ة المنظم ''ة للمنافس ''ة ‪ ،‬حيث ج ''اء في نص الم ''اد األولى من األم ''ر ‪95 – 06‬‬
‫المتعلق بالمنافسة و األسعار ما يلي ( إن موضوع هذا األمر ه''و تنظيم و ترقي''ة حري''ة‬
‫المنافس' ' ''ة ‪.)..‬و يق' ' ''وم مب' ' ''دأ حري' ' ''ة المنافس' ' ''ة على أس' ' ''اس حري' ' ''ة ممارس' ' ''ة األنش' ' ''طة‬
‫اإلقتص''ادية بش''كل مش''روع أن ت''زاحم و تس''ابق بين األع''وان اإلقتص''ادية بش''كل ي''ؤدي‬
‫إألى اإلضرار بأحدهم و باإلقتصاد الوطني ‪.‬‬
‫و إذا رجعن ' ''ا للم ' ''ادة ‪ 4‬من األأم ' ''ر رقم ‪ 03-03‬المتعل ' ''ق بالمنافس ' ''ة المع ' ''دل و‬
‫المتمم بالقانون ‪ 08-12‬المؤرخ في جوان ‪ 2008‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬و التي نص''ت ‪:‬‬
‫تحدد بصفة حرة أسعار السلع و الخ''دمات إعتم''ادا على قواع''د المنافس''ة ‪ ،‬ف''إن المش''رع‬
‫الجزائ''ري نص ص''راحة على اإلقتص''اد الح''ر و ال''ذي ال تت''دخل في''ه الدول''ة بمؤسس''اتها‬
‫إال بشكل غير مباشر ‪.‬‬
‫و لق''د إس''تحدثت الجزائ''ر مص''الح متع''ددة لض''مان مش''رعية مب''دأ المنافس''ة و ذل''ك‬
‫من خالل القض ''اء و مجلس المنافس ''ة إض ''افة إلى س ''لطات الض ''بط و المص ''الح التابع ''ة‬
‫لوزارة التجارة ‪.‬‬
‫و يمكن الق''ول أن مب''دأ حري''ة المنافس''ة ه''و تع''دد الق''ائمين أو الممارس''ين للنش''اط‬
‫اإلقتصادي ‪ ،‬فحرية المنافسة تعني العمل في سوق يتعدد في'ه الممارس'ون اإلقتص'اديون‬
‫لنفس النشاط و أن يستمروا في ه''ذه المنافس''ة من دون قي''ود ‪ ،‬أو بمع''نى أخ''ر ‪ ،‬أن ك''ل‬
‫شخص يعتبر حرا للقيام بأي نشاط إقتص'ادي ‪ ،‬و ذل'ك بش'رط إح'ترام متطلب'ات الق'انون‬
‫التجاري و بصورة أعم و أدق قانون الضبط اإلقتصادي ‪.1‬‬
‫إن تطبيق هذا المبدأ قد يرجع لع''دة إعتب''ارات منه''ا نظ''ام الع''رض و الطلب ال''ذي‬
‫يسود السوق ‪ ،‬حيث توجد وضعيات كث'يرة له'ذا المب'دأ ‪ ،‬فالمتع'املون اإلقتص'اديون ق'د‬
‫ي''تزاحمون لكس''ب الزب''ائن و ق''د يك''ون لتط''وير اإلنت''اج و تحس''ن الخ''دمات ‪ ،‬و ب''الرغم‬
‫من أنهم ال يرض ' ''ون جمي ' ''ع الزب ' ''ائن و ال باألس ' ''عار المتوقع ' ''ة إال ‪ ،‬هم يح ' ''اولون أن‬
‫يتقيدوا بالضوابط القانونية لهذا المبدأ في إقتصاد السوق ‪.‬‬
‫إن ه ''ذا المب ''دأ ق ''د ينتج عن ''ه مجموع ''ة من األفك ''ار و هي حري ''ة التعاق ''د ‪ ،‬حري ''ة‬
‫األسعار ‪ ،‬الحق في التملك أو الملكية‪ ،‬إختيار المشروع أو النشاط اإلقتصادي المناسب‬
‫و كل هذا يصب في تطوير اإلقتصاد الوطني ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مجاالت القانون اإلقتصادي العام‬


‫إن تحدي''د مفه''وم الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام يتح''دد أك''ثر ب''التطرق لمجاالت''ه و ال''تي‬
‫س''نتطرق له''ا في ه''ذا المبحث بتقس''يمه إلى مطل''بين ‪ ،‬المطلب األول ‪ :‬س''لطات الض''بط‬
‫اإلقتصادي المطلب الثاني ‪ :‬القطاع العام اإلقتصادي ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬سلطات الضبط اإلقتصادي‬

‫تع ''ترب الس ''لطات اإلداري ''ة المس ''تقلة بمثاب ''ة س ''لطات مكلف ''ة بمهم ''ة ض ''بط النش ''اط‬
‫اإلقتص' ' ' ''ادي‪ ،‬فهي ال تكتفي بالتس' ' ' ''يري ‪ ،‬و إنم' ' ' ''ا ت' ' ' ''راقب نش' ' ' ''اط معين في المج' ' ' ''ال‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬لتحقي'ق الت'وازن وح'تى يتس'نى له'ذه الهيئ'ات أداء مهامه'ا في ض'بط الس'وق‬
‫خ ''ولت إليه ''ا اإلختصاص ''ات ال ''تي ك ''انت عائ ''دة س ''ابقا لإلدارة التقليدي ''ة‪ ،‬فبع ''د إنس ''حاب‬

‫‪ 1‬تيور سي محمد ‪ ،‬الضوابط القانونية للحرية التنافسية في الجزائ==ر ‪ ،‬دار هوم==ه للطباع==ة و النش==ر و التوزي==ع ‪،‬الجزائ==ر ‪،‬‬
‫‪ ، 2013‬ص ‪. 100‬‬
‫الدولة من تسيير الشؤون اإلقتصادية و المالية‪ ،‬خول هذا اإلختصاص لسلطات الض''بط‬
‫المس ''تقلة‪ ،‬ال ''تي له ''ا س ''لطة اتخ ''اذ الق ''رارات‪ ، 1‬و س ''نتطرق في ه ''ذا المطلب لمب ''برات‬
‫سلطات الضبط اإلقتصادي في الفرع األول ‪ ،‬و أهم مهامها في الفرع الثاني ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مبررات سلطات الضبط اإلقتصادي‬


‫أوال ‪ :‬التطورات اإلقتصادية و المالية‬
‫لقد فرضت األزمة اإلقتصادية ال'تي ع'رفت الجزائ'ر من'ذ س'نوات الثمانيني'ات ‪ ،‬بع'د‬
‫إنخفاض عائدات البترول و تدهور المعيشة اإلجتماعية و اإلقتصادية إلى إحداث‬
‫تط ''ورات إقتص ''ادية و مالي ''ة و ك ''ان أهمه ''ا ال ''دخول في ص ''ندوق النق ''د ال ''ولي و تب ''ني‬
‫السوق الحرة ‪ ،‬بفتح المجال لإلستثمار لألجانب و الخ''واص الوطن''يين ‪ ،‬ووض''ع قواع''د‬
‫و تقني ' ''ات إقتص ' ''ادية تمثلت في س ' ''لطات الض ' ''بط اإلقتص ' ''ادي و ذل ' ''ك لض ' ''بط الحق ' ''ل‬
‫اإلقتصادي ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ضعف النظام المؤسساتي أمام التطورات اإلقتصادية في ظل العولمة‬


‫لق' ''د أثبت النظ' ''ام اإلقتص' ''اديي الق' ''ديم فش' ''له في ح' ''ل األزم' ''ات ال' ''تي لحقت بجمي' ''ع‬
‫القطاع ''ات ‪ ،‬و مم ''ا زاد ص ''عوبة في ح ''ل ه ''ذه المش ''اكل ه ''و ظه ''ور العولم ''ة ‪ ،‬فإفتق ''ار‬
‫الهياكل القديم للخبرة و المؤهالت التي تمكنها من تس'يير القطاع'ات اإلقتص'ادية ‪ ،‬فع'دم‬
‫تخصص ''ها جع ''ل من ت ''دخلها أم ''را ص ''عبا في التكي ''ف م ''ع الواق ''ع اإلقتص ''ادي و الم ''الي‬
‫الجديد و المتطور ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص سلطات الضبط اإلقتصادي‬

‫أوال ‪ :‬الكفاءة و الفعالية‬


‫‪ 1‬سعودي علي ‪ ،‬سلطات الضبط اإلقتصادي ومهامها ‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية و السياسية ‪،‬جامعة األغواط ‪ ،‬العدد ‪،6‬‬
‫‪ ، 2017‬ص ‪. 27‬‬
‫تس' ''عى الدول' ''ة الجزائري' ''ة بش' ''كل مس' ''تمر إلح' ''داث تغ' ''يرات و إص' ''الحات ش' ''املة‬
‫لإلدارة العامة التي تمثل الجسم المحرك لإلنشطة اإلقتص''ادية و المالي''ة ‪ ،‬بحيث ب''رزت‬
‫أراء تنادي و تدعو إلى إعادة أداء الدولة لوظائفها بك''اءة و فعالي''ة أعلى و األأخ''ذ بعين‬
‫اإلعتبار و بجدي'ة األدوار الجدي'ة للدول'ة الض'ابطة ال'تي تعم'ل على تق'ديم الخ'دمات فيه'ا‬
‫وفق أليات و معايير إقتصاد السوق‪. 1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلتصال المباشر بالمحيط اإلقتصادي‬
‫يتطلب اإلتص''ال المباش''ر وج''ود هيئ''ات له''ا عالق''ة مباش''رة بالقطـاع اإلقتص''ادي الـذي‬
‫تس''هر على تط''ويره و متابعت''ه ‪ ،‬و ه''ذا م''ا يم''يز س''لطات الض''بط اإلقتص''ادي على هياك''ل‬
‫الدولة القديمة ‪.‬‬
‫ثلثا ‪ :‬العمل بشفافية و عدم التحيز‬
‫قد يميل أعضاء اإلدارة في عملهم لجانب معين دون أخر مما يجعل مهمة تحقيق‬
‫المساواة و حرية المنافس'ة ص'عبة ‪ ،‬من أج'ل ذل'ك تعم'ل س'لطات الض'بط بك'ل ش'فافية و‬
‫عدم التحيز ‪ ،‬مما يعزز الثقة في أعملها و يحقق الشرعية في احترام القانون ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬القطاع العام اإلقتصادي‬

‫سنقسم هذا المطلب إلى فرعين بالشكل التالي ‪ ،‬الفرع األول ‪ :‬المؤسسة العمومية‬
‫اإلقتص' ''ادية الف' ''رع الث' ''اني ‪ :‬المؤسس' ''ة العمومي' ''ة ذات الط' ''ابع الص' ''ناعي والتج' ''اري (‬
‫‪.)E.P.I.C‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬المؤسسة العمومية اإلقتصادية‬

‫‪1‬‬
‫‪RAFFARIN Jean-Pierre, Pour une nouvelle gouvernance, Editions l’Archipel, Paris, 2002,‬‬
‫‪pp.30-34.‬‬
‫تنص الم ''ادة ‪ 05‬من الق ''انون‪ 1‬رقم‪ " :88-01 :‬المؤسس ''ات العمومي ''ة اإلقتص ''ادية‬
‫هي ش' ''ركات مس' ''اهمة أو ش' ''ركات مح' ''دودة المس' ''ؤولية تمل' ''ك الدول' ''ة و‪/‬أو الجماع' ''ات‬
‫المحلي''ة فيه''ا مباش''رة أو بص''فة غ''ير مباش''رة جمي''ع األس''هم ‪/‬أو الحص''ص ‪ ،‬و بالت''الي‬
‫يمكنن''ا تعري''ف المؤسس''ة العمومي''ة اإلقتص''ادية حس''ب المفه''وم الض''يق على أنه''ا ش''ركة‬
‫تجارية تتخذ شكل شركات المس'اهمة أو الش'ركات ذات المس'ؤولية المح'دودة‪ .‬و ق'د أك'د‬
‫فيما بعد هذا الطابع‬
‫التج ' ''اري للمؤسس ' ''ات العمومي ' ''ة اإلقتص ' ''ادية األم ' ''ر‪ 2‬رقم ‪ 95-25‬الم ' ''ؤرخ في‪25 :‬‬
‫سبتمبر ‪ 1995‬المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابع''ة للدول''ة ‪ ،‬حيث ج'اء في‬
‫المادة ‪ 23‬منه تعتبر المؤسس'ات العمومي'ة اإلقتص'ادية ال'تي تراقبه'ا الش'ركات القابض'ة‬
‫العمومية أو التي تملك فيها مساهمات شركات تجارية تخضع للقانون العام ‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 25‬فقرة ‪ 01‬من نفس األمر"يخضع إنشاء المؤسسات العمومي''ة‬
‫اإلقتص''ادية وتنظيمه''ا وس''يرها لألش''كال الخاص''ة بش''ركات رؤوس األم''وال المنص''وص‬
‫عليه''ا في الق''انون التج''اري وق''د أك''د ك''ذلك ه''ذا الط''ابع التج''اري للمؤسس''ات العمومي''ة‬
‫اإلقتص' ' ' ' ''ادية األم' ' ' ' ''ر رقم‪ 01-04 :‬الم' ' ' ' ''ؤرخ في‪ 20 :‬أوت ‪ 2001‬المتعل' ' ' ' ''ق بتنظيم‬
‫المؤسس''ات العمومي''ة اإلقتص''ادية وتس''ييرها وخوصص''تها ال''ذي ألغى األم''ر رقم‪-25 :‬‬
‫‪ .95‬فنص ''ت الم ''ادة ‪ 02‬من ''ه " المؤسس ''ات العمومي ''ة اإلقتص ''ادية هي ش ''ركات تجاري ''ة‬
‫تح'وز فيه'ا الدول'ة أو أي ش'خص معن'وي آخ'ر خاض'ع للق'انون الع'ام أغلبي'ة رأس الم'ال‬
‫االجتماعي مباشرة أو غير مباشرة وهي تخضع للقانون العام ‪.‬‬
‫عرف المشرع الجزائري المؤسسة العمومية اإلقتصادية في المادة الثاني''ة (‪ )2‬من‬
‫األم''ر رقم ‪ 01- 04‬كم''ا يلي‪ :‬المؤسس''ات العمومي''ة اإلقتص''ادية هي ش''ركات تجاري''ة‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ ،88-01‬مؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ ،1988‬المتعلق بالقانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية‪ ،‬ج ر عدد‬
‫‪ ،2‬المؤرخة في ‪ 13‬جانفي ‪ ،1988‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫‪ 2‬أمر رقم ‪ 95-25‬مؤرخ في ‪ 25‬سبتمبر ‪ ،1995‬متعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة‪ ،‬جر ي دة رس مية ع دد ‪ ،55‬ص ادر في‬
‫‪ 27‬سبتمبر ‪. 1995‬‬
‫تح' ''وز فيه ' ''ا الدول ' ''ة أو أي ش' ''خص أخ' ''ر خاض ' ''ع للق ' ''انون الع ' ''ام أغلبي ' ''ة رأس' ''مال ه ' ''ا‬
‫اإلجتماعي مباشرة أو غير مباشرة وهي تخضع للقانون العام ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي‬

‫والتجاري (‪)E.P.I.C‬‬

‫تعت' ''بر المؤسس' ''ة العمومي' ''ة ذات الط' ''ابع الص' ''ناعي و التج' ''اري أك' ''ثر األشـكال‬
‫شـيوعا لت''دخل الدول''ة في المي''دان اإلقتص''ادي‪ ،‬و ه''و ش''كل ورثت''ه الجزائ''ر عن النظ''ام‬
‫اإلس ''تعماري‪ .‬بـالرغم مـن الخالف الفقهي الح ''اد ال ''ذي أثارت ''ه ه ''ذه المؤسس ''ة ‪ ،‬إال أن‬
‫المش'رع الجزائ''ري لم ي''ولي إهتمام''ا ل''ه ‪ ،‬و ق'د عرفته''ا الم''ادة ‪ 44‬من الق''انون رقم ‪88‬‬
‫– ‪ 01‬بأنه''ا ‪ " :‬الهيئ''ة العمومي''ة ال''تي تتمكن من تموي''ل أعبائه''ا االس''تغاللية جزئي''ا أو‬
‫كليا عن طريق عائد بيع إنتاج تجاري ينجز طبقا لتعريفة معدة مسبقا و لدفتر الش''روط‬
‫العام ' ''ة ال ' ''ذي يحـدد األعب ' ''اء و التقيي ' ''دات و ك ' ''ذا عن ' ''د االقتض ' ''اء حق ' ''وق و واجب ' ''ات‬
‫المستعملين‪.‬‬

‫و نظامها القانوني مزدوج‪ ،‬عالقتها مع الدولة و تنظيمها الداخلي يخضعان‬


‫للقانون العام و عالقتها مع الغير تخضع للقانون الع''ادي و ه''ذا م''ا ج''اء في نص الم''ادة‬
‫المادة ‪ 45‬فقرة ‪ 01‬من نفس القانون‪ ،‬و أيضا نص'ت الم'ادة ‪ 47‬من'ه على أن للمؤسس'ة‬
‫العمومية ذات الطـابع الصـناعي و التجاري شكل انتقالي للتسيير يخالف نظام المؤسسـة‬
‫العموميـة اإلقتصـادية‪.‬‬
‫و لق' ''د اعت' ''بر المش' ''رع الجزائ' ''ري م' ''ا يس' ''مى بلج' ''ان التنظيم أو مراف' ''ق‬
‫التوجي''ه اإلقتص''ادي مؤسس''ات عمومي''ة ذات ط''ابع ص''ناعي و تج''اري‪ ،‬ين''اط به''ا القي''ام‬
‫ببعض المهام اإلقتصادية كإحصاء المشروعات و وضع خطط لإلنت''اج لتنظيم المنافس''ة‬
‫و درجة الجودة و استعمال األيدي العاملة‪.‬‬

‫و يمكن حص ' ''ر المؤسس ' ''ات العمومي ' ''ة الص ' ''ناعية و التجاري ' ''ة ال ' ''تي نص عليه ' ''ا‬
‫المش''رع فيم''ا يلي ‪ :‬الغ''رف الفالحي''ة ‪ ،‬الغ''رف التجاري''ة و الص''ناعية غ''رف الص''ناعة‬
‫التقليدية و الحرف ‪ ،‬الغرفة الوطنية للصيد البحري و تربية المائيات ‪.‬‬
‫الخــــــاتمة‬

‫إن تتباع األزمات اإلقتصادية في كث'ير من دول الع'الم جعلت ه'ذه األخ'يرة تبحث‬
‫عن الحل ' ''ول المناس ' ''ب في الفق ' ''ه و الق ' ''انون للخ ' ''روج منه ' ''ا ‪ ،‬فق ' ''امت بإص ' ''الحات‬
‫إقتصادية ‪ ،‬و مرت بمراحل كثيرة ‪ ،‬و توصلت أغلب الدول إال أنه ح''تى تص''ل إلى‬
‫تحقي ''ق الت ''وازن بين المص ''الح العام ''ة و المص ''الح الخاص ''ة فيجب أن تض ''ع ق ''وانين‬
‫تض''بط ت''دخلها في النش''اط اإلقتص''ادي من خالل هيئ''ات إداري''ة مس''تقلة تنظم العم''ل‬
‫اإلقتص''ادي و ت''دخل الدول''ة في الس''وق الح''ر ‪ ،‬و ه''و م''ا ع''بر عن''ه من خالل بحثن''ا‬
‫هذا بالقانون اإلقتصادي العام ‪.‬‬

‫نتائج الدراسة ‪:‬‬

‫لق' ' ''د أص' ' ''بح للدول' ' ''ة دور ه' ' ''ام في بن' ' ''اء إقتص' ' ''ادها بالت' ' ''دخل في جمي' ' ''ع المج' ' ''االت‬ ‫‪-‬‬
‫اإلقتصادية عن طريق وضع القوانين و هيئات تسيير و مراقبة األنشطة اإلقتص''ادية‬
‫دون تقييد حرية الخواص في ذلك ‪.‬‬
‫إن الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام ه''و واجه''ة الدول''ة ال''تي تع''بر عن م''دى تقب''ل األنظم''ة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلقتص ''ادية لمفه ''وم ت ''دخل الدول ''ة في ح ''دود تحقي ''ق المص ''لحة اإلقتص ''ادية العام ''ة و‬
‫الخاصة ‪.‬‬
‫تعم''ل ال''دول على تط''وير وس''ائل الض''بط اإلقتص''ادي من خالل مؤساس''اتها اإلداري''ة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلقتصادية داخل الدولة و خارجها في تحسين عالقاتها اإلقتصادية و إعطاء صورة‬
‫حسنة عن إقتصاد السوق الداخلي ‪.‬‬
‫إن توس''يع مج''االت الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام بين النش''اط اإلقتص''ادي و المؤسس''ات‬ ‫‪-‬‬
‫اإلقتص ''ادية و ض ''بطه عن طري ''ق المؤسس ''ات اإلداري ''ة المس ''تقلة يش ''كل دعم كب ''يرا‬
‫القتصاد الدولة في المحافظة على مركز رجال األعمال الوطنيين و األجانب ‪.‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫أوال ‪ :‬المصادر‬

‫الدستور‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫دستور ‪. 1963‬‬ ‫‪-‬‬

‫دستور ‪.1976‬‬ ‫‪-‬‬

‫دستور ‪. 1989‬‬ ‫‪-‬‬

‫دستور ‪. 1996‬‬ ‫‪-‬‬

‫القوانين و األوامر‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫الق ''انون رقم ‪ ،88-01‬م ''ؤرخ في ‪ 12‬ج ''انفي ‪ ،1988‬المتعل ''ق بالق ''انون الت ''وجيهي‬ ‫‪-‬‬
‫للمؤسس ''ات العمومي ''ة اإلقتص ''ادية‪ ،‬ج ر ع ''دد ‪ ،2‬المؤرخ ''ة في ‪ 13‬ج ''انفي ‪،1988‬‬
‫المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫الق' ''انون رقم ‪ 07-90‬ا‪ ،‬المتعل' ''ق ب' ''اإلعالم ‪ ،‬الص' ''ادر في ‪ 3‬أفري' ''ل ‪ ، 1990‬ج ر‬ ‫‪-‬‬
‫عدد ‪ ، 14‬المؤرخة في ‪ 3‬أفريل ‪. 1990‬‬
‫الق' ''انون رقم ‪ ، 10 – 90‬المتعل' ''ق بالنق' ''د و الق' ''رض ‪ ، ،‬الص' ''ادر في ‪ 14‬أفري' ''ل‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ، 1990‬جر عدد ‪ ، 16‬المؤرخة في ‪ 14‬أفريل ‪ 1990‬و قد تم إلغاء ه'ذا الق'انون‬
‫بموجب القانون ‪ ، 11 03‬الصادر في ‪ 11‬أوت ‪ ، 2003‬المتعلق بالنقد والقرض ‪.‬‬
‫أم ''ر رقم ‪ 95-25‬م ''ؤرخ في ‪ 25‬س ''بتمبر ‪ ،1995‬متعل ''ق بتس ''يير رؤوس األم ''وال‬ ‫‪-‬‬
‫التجارية التابعة للدولة‪ ،‬جر يدة رسمية عدد ‪ ،55‬صادر في ‪ 27‬سبتمبر ‪. 1995‬‬
‫األم ''ر رقم ‪ ، 03 – 11‬المتعل ''ق بالنق ''د و الق ''رض ‪ ،‬الص ''ادر في ‪ 26‬أوت ‪ ،‬ج ر‬ ‫‪-‬‬
‫عدد ‪ ، 52‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ ، 10 – 93‬المتعل''ق ببورص''ة القيم المنقول''ة ‪ ،‬الص''ادر في‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 23‬ماي ‪ ، 1993‬ج ر عدد ‪ ، 41‬المؤرخة في ‪ 24‬ماي ‪. 1993‬‬
‫األم''ر رقم ‪ ، 03- 03‬المتعل''ق بالمنافس''ة ‪ ،‬الص''ادر في ‪ 19‬جويلي''ة ‪ ، 2003‬ج ر‬ ‫‪-‬‬
‫ع ''دد ‪ ، 43‬المؤرخ ''ة في ‪ 20‬جويلي ''ة ‪ ، 2003‬مع ''دل و متمم بم ''وجب الق ''انون رقم‬
‫‪ 12 – 08‬الص' ''ادر في ‪ 25‬جويلي' ''ة ‪ ، 2008‬ج ر ع' ''دد ‪ ، 36‬المؤرخ' ''ة في ‪28‬‬
‫جويلي ''ة ‪ ، 2008‬المع ''دل و المتمم بم ''وجب الق ''انون رقم ‪ ، 05 – 10‬الص ''ادر في‬
‫‪ 15‬أوت ‪ ، 2010‬ج ر عدد ‪ ، 46‬المؤرخة في ‪ 17‬أوت ‪. 2010‬‬
‫الق''انون رقم ‪ ، 03 – 2000‬المتعل''ق بالبري''د و المواص''الت الس''لكية و الالس''لكية ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصادر في ‪ 5‬أوت ‪ ،2000‬ج ر عدد ‪ ، 48‬المؤرخة في ‪ 6‬أوت ‪. 2000‬‬
‫القانون رقم ‪ ، 01 – 02‬المتعلق بالكهرباء و الغاز بواسطة القن''وات ‪ ،‬الص''ادر في‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 5‬فيفري ‪ ، 2002‬ج ر عدد ‪ ، 8‬المؤرخة في ‪ 5‬فيفري ‪. 2002‬‬
‫الق ' ''انون رقم ‪ ، 11-02‬المتعل ' ''ق بق ' ''انون المالیة لس ' ''نة ‪ ، 2003‬الص ' ''ادر في ‪24‬‬ ‫‪-‬‬
‫ديسمبر ‪ ، 2002‬ج ر عدد ‪ ، 86‬المؤرخة في ‪ 25‬دیسمبر ‪. 2002.‬‬
‫القانون رقم ‪ ، 07 – 05‬المتعلق بالمحروقات ‪ ،‬صالدر في ‪ 28‬أفريل ‪ ، 2005‬ج‬ ‫‪-‬‬
‫ر عدد ‪ ، 50‬المؤرخة في ‪ 19‬جويلية ‪ ، 2005‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ ، 01 – 06‬الص'ادر في ‪20‬فيف'ري ‪ ، 2006‬المتعلقبالوقاي'ة من الفس'اد‬ ‫‪-‬‬
‫و مكافحته ‪ ،‬ج ر عدد ‪ ، 14‬المؤرخة في ‪ 8‬مارس ‪ ، 2006‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫الق'انون رقم ‪ ، 04 – 06‬المتعل'ق بالتأمين'ات ‪ ،‬الص'ادر في ‪ 20‬فيف'ري ‪ ، 2006‬ج‬ ‫‪-‬‬
‫ر عدد ‪ ، 15‬المؤرخة في ‪ 22‬فيفري ‪. 2006‬‬
‫الق' ''انون العض' ''وي رقم ‪ ، 05 – 12‬المتعل' ''ق ب' ''اإلعالم ‪ ،‬الص' ''ادر في ‪ 12‬ج' ''انفي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ، 2012‬ج ر عدد ‪ ، 2‬المؤرخة في ‪ 15‬جانفي ‪. 2012‬‬
‫النصوص التنظيمية‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫المرس' ''وم التنفي' ''ذي رقم ‪ ، 199 – 03‬المتعل' ''ق بالنظ' ''ام ال' ''داخلي للوكال' ''ة الوطني' ''ة‬ ‫‪-‬‬
‫للممتلك''ات النجمي''ة ‪ ،‬الص''ادر في ‪ 1‬أفري''ل ‪ ، 2004‬ج ر ع''دد ‪ ، 20‬المؤرخ''ة في‬
‫‪ 14‬أفريل ‪. 2004‬‬
‫المرس' ''وم التنفي' ''ذي رقم ‪ ، 94 – 04‬المتعل' ''ق بالنظ' ''ام ال' ''داخلي للوكال' ''ة الوطني' ''ة‬ ‫‪-‬‬
‫للجيولوجيا و المراقبة المنجمية ‪ ،‬جر عدد ‪ ، 20‬المؤرخة في ‪ 14‬أفريل ‪. 2004‬‬
‫المرس ''وم التنفي ''ذي رقم ‪ ، 303 – 08‬الص ''ادر في ‪ 27‬س ''بتمبر ‪ ، 2008‬المتعل ''ق‬ ‫‪-‬‬
‫بصالحيات و قواع'د تنظيم س'لطة الض'بط الخ'دمات العمومي'ة للمي'اه و عمله'ا ‪ ،‬ج ر‬
‫عدد ‪ ، 60‬المؤرخة في ‪ 28‬سبتمبر ‪. 2008‬‬
‫المرسوم النفيذي رقم ‪ ، 308-15‬الصادر في ‪ 06‬ديسمبر ‪. 2015‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المراجع‬

‫الكتب ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫بالعربية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أحمد جامع ‪ ،‬الرأسمالية الناشئة ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪. 1988 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أحم ' ''د رش ' ''اد موس ' ''ى ‪ ،‬دور الدول ' ''ة في النظ ' ''ام اإلقتص ' ''ادي المعاص ' ''ر ‪ ،‬الجمعي ' ''ة‬ ‫‪-‬‬
‫المصرية لإلقتصاد و اإلحصاء و التشريع ‪ ،‬القاهرة ‪.1995 ،‬‬
‫تيس ' ''ير ال ' ''رداوي ‪ ،‬ت ' ''اريخ األفك ' ''ار و الوق ' ''ائع األإقتص ' ''ادية ‪ ،‬منش ' ''ورات الحل ' ''بي ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دمشق ‪. 2002 ،‬‬
‫تي ''ور س ''ي محم ''د ‪ ،‬الض ''وابط القانوني ''ة للحري ''ة التنافس ''ية في الجزائ ''ر ‪ ،‬دار هوم ''ه‬ ‫‪-‬‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع ‪،‬الجزائر ‪. 2013 ،‬‬
‫ع' ''ادل حش' ''يش أحم' ''د ‪ ،‬مص' ''طفى رش' ''يد ش' ''يحة ‪ ،‬مقدم' ''ة في اإلقتص' ''اد الع' ''ام ‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫المعرفة الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 1990 ،‬‬
‫ع ' ''اطف حس ' ''ن النقلي ‪ ،‬مب ' ''ادئ اإلقتص ' ''اد الم ' ''الي ‪ ،‬مكتب ' ''ة النص ' ''ر ‪ ،‬الزق ' ''ازيق ‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫مصر ‪. 2002 ،‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد ‪،‬السياسات اإلقتصادية ‪ ،‬مجموعة النيل العربية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪. 2002‬‬
‫ط' ''ارق محم' ''ود السالوس' ''ي ‪ ،‬التحلي' ''ل اإلقتص' ''ادي للفس' ''اد ‪ ،‬دار النهض' ''ة العربي' ''ة ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2005‬‬
‫فتح اهلل ولعلو ‪ ،‬اإلقتصاد السياسي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الحداثة للطباعة والنشر ‪ ،‬ب''يروت ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪. 1981‬‬
‫قدي عبد الحميد ‪ ،‬المدخل إلى السياسات اإلقتصادية ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعي''ة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،‬الجزائر ‪2003 ،‬‬
‫محم''د دوي''دار‪ ،‬مب''ادئ اإلقتص''اد السياس'ي ‪ ،‬منش'ورات الحل''بي الحقوقي''ة ‪ ،‬ب''يروت –‬ ‫‪-‬‬
‫لبنان ‪. 2002 ،‬‬
‫ولي''د ب''و جملين ‪ ،‬ق''انون الض''بط اإلقتص''ادي في الجزائ''ر ‪ ،‬دار بلقيس ‪ ،‬الجزائ''ر ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪. 2011‬‬
‫‪ ‬بالفرنسية ‪:‬‬

‫‪- RAFFARIN Jean-Pierre, Pour une nouvelle gouvernance, Editions‬‬


‫‪l’Archipel, Paris, 2002, pp.30-34.‬‬

‫المقاالت و البحوث‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫بالعربية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫العايب ياسين ‪ ،‬تقييم سياس'ة تموي'ل للمؤسس'ات اإلقتص'اادية في الجزائ'ر ‪،‬مجل'ة أداء‬ ‫‪-‬‬
‫المؤسسات الجزائرية ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬جامعة قسنطينة ‪. 2012 ،‬‬
‫س''عودي علي ‪ ،‬س''لطات الض''بط اإلقتص''ادي ومهامه''ا ‪ ،‬مجل''ة الدراس''ات القانوني''ة و‬ ‫‪-‬‬
‫السياسية ‪،‬جامعة األغواط ‪ ،‬العدد ‪. 2017 ،6‬‬
‫ش' ''يماء مب' ''ارك ‪ ،‬إس' ''تراتيجية الخوصص' ''ة في المؤسس' ''ة الجزائري' ''ة ‪ ،‬مجل' ''ة العل' ''وم‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنسانية و اإلجتماعية ‪ ،‬العدد ‪ ، 26‬سبتمبر ‪. 2016‬‬

‫كماسي محمد األمين ‪ ،‬دادن عب'د الغ'ني ‪ ،‬تحلي'ل النفق'ات في الميزاني'ة العام'ة للدول'ة‬ ‫‪-‬‬
‫باستخدام أسلوب التحليل إألى المركاب األاساس''ية حال''ة الجزائ''ر من الف''ترة الممت''دة‬
‫من بين ‪، 2000 – 1979‬العدد ‪ ، 1‬مجلة الباحث ‪ ،‬ورقلة ‪. 2002 ،‬‬
‫عجابي عماد ‪ ،‬التجربة الجزائرية إلحداث سلطات الضبط اإلقتصادي ‪ ،‬منشور‬ ‫‪-‬‬

‫على الموق ' ' ' ' ' ' ''ع ‪ ، https://www.asjp.cerist.dz/en/article/34365‬ت ' ' ' ' ' ' ''اريخ النش ' ' ' ' ' ' ''ر‬
‫‪ ، 09/09/2018‬على الساعة ‪. 20/45‬‬
‫عج''ابي عم''اد ‪ ،‬تك''ريس مب''دأ حري''ة التج''ارة و الص''ناعة في الجزائ''ر‪ ،‬مجل''ة الب''احث‬ ‫‪-‬‬
‫للدراس ''ات األكاديمي ''ة ‪ ،‬الع ''دد الراب ''ع ‪ ،‬كلي ''ة الحق ''وق ‪ ،‬جامع ''ة المس ''يلة ‪ ،‬ديس ''مبر‬
‫‪.2014‬‬
‫عص ''مت بك ''ر أحم ''د ‪ ،‬ت ''دخل الدول ''ة لتحقي ''ق الكف ''اءة اإلقتص ''ادية في ظ ''ل اإلقتص ''اد‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمي و اإلقتصاد الوضعي ( دراسة مقارنة ) ‪ ،‬مجلة تكريت للعل''وم اإلداري''ة و‬
‫اإلقتصادية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 5‬العدد ‪. 2009 ، 14‬‬

‫ونادي رشيد ‪ ،‬ألية تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي عبر سياس'تها المالي'ة ‪ ،‬مجل'ة‬ ‫‪-‬‬
‫أبحاث إقتصادية و إدارية ‪ ،‬العدد التاسع ‪ ،‬جوان ‪ ، 2011‬جامعة بسكرة ‪.‬‬
‫وص''اف س''عيدي ‪ ،‬ال''دور اإلقتص''ادي الجدي''د للدول''ة في ظ''ل العولم''ة ‪ ،‬مجل''ة مخ''بر‬ ‫‪-‬‬
‫الشراكة و اإلستثمار ‪ ،‬عدد ‪، 921‬الجزائر ‪.‬‬
‫محمد عبد المومن ‪ ،‬المفهوم التطوري للدولة بين المضامين اإلقتصادية والمضامين‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجتماعي ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ''ة ‪ ،‬مق ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ''ال منش ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ''ور على الموق ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ''ع ‪:‬‬
‫‪ ، https://www.asjp.cerist.dz/en/article/21707‬ت''اريخ الول''وج ‪09/09/2018 :‬‬
‫‪ ،‬على الساعة ‪. 19/22 :‬‬
‫معيزي قويدر ‪ ،‬تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي في ظ'ل اقتص'اد الس'وق ‪ ،‬مجل'ة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلقتصاد الجديد ‪ ،‬العدد ‪ ، 8‬ماي ‪. 2013‬‬
‫نصر ال'دين األخض'ري ‪ ،‬ق'انون األمالك الوطني'ة الجزائ'ري بين ض'رورات التط'ور‬ ‫‪-‬‬
‫و حقيقة التعثر ‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة و القانون ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬جوان ‪. 2009‬‬
‫‪ ‬بالفرنسية ‪:‬‬
‫‪- Jean-Claude Prager et François Villeroy de Galhau , Dix-huit‬‬
‫‪Leçons sur la politique économique. A la recherche de la régulationk‬‬
‫‪. SUIL . 2003 .‬‬

‫األطروحات‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عج ''ة الجياللي‪ ،‬المظ ''اهر القانوني ''ة لإلص ''الحات االقتص ''ادية‪ ،‬أطروح ''ة لني ''ل درج ''ة‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتوراه في القانون‪ ،‬معهد الحقوق والعلوم اإلدارية‪،‬جامعة الجزائر‪. 2004 ،‬‬
‫كت ''و محم ''د الش ''ريف ‪،‬الممارس ''ات المنافي ''ة للمنافس ''ة في الق ''انون الجزائ ''ري (دراس ''ة‬ ‫‪-‬‬
‫مقارن ''ة بالق ''انون الفرنس ''ي ) ‪ ،‬أطروح ''ة دكت ''وراه ‪ ،‬دول ''ة في الق ''انون الع ''ام ‪ ،‬كلي ''ة‬
‫الحقوق ‪ ،‬جامعة تيزي وزو ‪. 2004 ،‬‬

‫المحاضرات ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬


‫بري نور ال'دين ‪ ،‬محاض'رات في ق'انون الض'بط اإلقتض'ادي ‪ ،‬جامع'ة عب'د الرحم'ان‬ ‫‪-‬‬
‫ميره ‪ ،‬بجاية ‪. 2016 ،‬‬
‫س' ' ''المي وردة ‪ ،‬دروس في الق' ' ''انون الع' ' ''ام اإلقتص' ' ''ادي ‪ ،‬كلي' ' ''ة الحق' ' ''وق ‪ ،‬جامع' ' ''ة‬ ‫‪-‬‬
‫قسنطينة ‪. 2017 ،‬‬
‫عب ' ''د ال ' ''رززاق زواتين ‪ ،‬دروس في الق ' ''انون االقتص ' ''ادي الع ' ''ام ‪ ،‬كلي ' ''ة الحق ' ''وق ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جامعة قسنطينة ‪. 2016 ،‬‬
‫عب''د المجي''د ص''غير ب''يرم ‪ ،‬الوج''يز في الق''انون الع''ام اإلقتص''ادي ‪ ،‬كلي''ة الحق''وق و‬ ‫‪-‬‬
‫العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة المسيلة ‪. 2017،‬‬
‫محم''د بكرارش''وش ‪ ،‬الق''انون الع''ام اإلقتص''ادي ‪ ،‬كلي''ة الحق''وق و العل''وم السياس''ية ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جامة ورقلة ‪. 2014 ،‬‬
‫مواقع األنترنت‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/34365‬‬

‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/21707‬‬

‫الفهرس‬
‫المقــدمة ‪1...........................................................................................‬‬

‫التعريف بالمفاهيم األساسية ‪3........................................................................‬‬

‫المحور األول ‪ :‬تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي ‪9.................................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تطور فكرة تدخل الدولة في النشاط ‪9..........................................‬‬

‫اإلقتصادي ‪9...................................................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تطور فكرة تدخل الدولة في األنظمة اإلقتصادية ‪9...............................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور فكرة تدخل الدولة الجزائرية في النشاط اإلقتصادي‪11....................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األراء الفقيه حول تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي بين التأييد و المعارضة‪. .‬‬
‫‪13‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬األراء المعارضة لتدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي ‪13........................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األراء المؤيدة لتدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي ‪18...........................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬صور و أسباب تدخل الدولة ‪21...............................................‬‬

‫في النشاط اإلقتصادي ‪21......................................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬صور تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي ‪21....................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مجال تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي ‪26....................................‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬القانون اإلقتصادي العام ‪31.........................................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬نظرة حول القانون اإلقتصادي العام ‪31........................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم القانون اإلقتصادي العام ‪31..............................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬خصوصية و محتوى القانون اإلقتصادي العام ‪35...............................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مصادر و مبادئ القانون اإلقتصادي العام ‪37..................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مصادر القانون اإلقتصادي العام ‪37.............................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مبادئ القانون اإلقتصادي ‪39....................................................‬‬


‫المبحث الثالث ‪ :‬مجاالت القانون اإلقتصادي العام ‪46...........................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬سلطات الضبط اإلقتصادي ‪46..................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬القطاع العام اإلقتصادي ‪48.....................................................‬‬

‫الخــــــاتمة ‪52........................................................................................‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع ‪53........................................................................‬‬

‫الفهرس ‪59..........................................................................................‬‬

‫ورقة خاصة بعرض تكوين السنة الثالثة قانون عام – مقياس القانون اإلقتصادي العام‬
‫السداسي ‪ :‬السادس‬

‫عنوان الوحدة ‪ :‬وحدات التعليم األساسي‬

‫المادة ‪ :‬القانون اإلقتصادي العام‬

‫أهداف التعليم ‪:‬‬

‫تمكين الطالب من معرفة مفهوم القانون اإلقتصادي العام و أهميته و مجاالته‬

‫المعارف المسبقة المطلوبة ‪:‬‬

‫القانون اإلداري‬

‫محتوى المادة ‪:‬‬

‫المفهم و المصادر ( المبادئ )‬ ‫‪-‬‬


‫القطاع العام و المؤسسات اإلقتصادية العامة ( المفهوم ‪ ،‬التنظيم و التسيير )‬ ‫‪-‬‬
‫مجالت القانون اإلقتصادي العام ( النشاط المالي و النشاط اإلقتصادي )‬ ‫‪-‬‬

‫طريقة التقييم ‪ :‬إمتحان ‪ +‬متواصل‬


‫المراجع ‪ ( :‬كتب و مطبوعات ‪ ،‬مواقع األنترنات‪ ،‬إلخ)‬

You might also like