Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة القانون الاقتصادي العام
مطبوعة القانون الاقتصادي العام
المبحث الثاني :األراء الفقيه حول تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي بين التأييد
و المعارضة
و قبل تناول هذه المحاور إرتأينا تحديد بعض المفاهيم التي تخدم هذه الدراسة على النحــو
التالي :
التعريف بالمفاهيم األساسية
الضبط :
ي ' ''رى الفقيهين Jean-Claude Prager et François Villeroy de Galhauأن
الض''بط يفهم كأن''ه الرؤي''ة الحالي''ة للسياس''ة اإلقتص''ادية و ال''ذي يجم''ع ك''ل أدوات قي''ادة
اإلقتصاد ،و الذي يشكل اليوم نظاما معقدا ،ه'ذان الكاتب'ان يقترح'ان إع'ادة تفس'ير ك'ل
موض''وعات السياس''ة اإلقتص''ادية عن طري''ق فك''رة الض''بط ، 1و تن''درج عملي''ة الض''بط
ض' ''من اإلختص' ''اص الط' ''بيعي للدول' ''ة و يقص' ''د به' ''ا مجموع' ''ة الق' ''وانين و التنظيم' ''ات
المفروض''ة من قب''ل الدول''ة على النش''اط اإلقتص''ادي ،و ق''د تبل''ورت عملي''ة الض''بط في
ظل إقتصاد السوق لتستهدف تكريس مبادئه و تقوية اإلش'راف و الرقاب''ة في''ه لم''ا يتم''يز
به من حرية تنقصها ألي'ة الض'بط األلي أو ال'ذاتي ،و ه'ذا م'ا ي'برر من الناحي'ة العملي'ة
استمرارية الدولة في التدخل نسبيا لضمان استمراريته.2
و من بين الفقه الذي يأخذ بالمفهوم الواسع لفكرة الضبط نج''د األس''تاذ Laurence
1
Jean-Claude Prager et François Villeroy de Galhau , Dix-huit Leçons sur la politique
économique. A la recherche de la régulationk . SUIL . 2003 .
2عج=====ابي عم=====اد ،التجرب=====ة الجزائري=====ة إلح=====داث س=====لطات الض=====بط اإلقتص=====ادي ،منش=====ور على الموق=====ع
، https://www.asjp.cerist.dz/en/article/34365تاريخ النشر ، 09/09/2018على الساعة ، 20/45ص . 114
و في هذه الحالة نكون أمام ضبط خارجي .3
3بري نور الدين ،محاضرات في قانون الضبط اإلقتضادي ،جامعة عبد الرحمان ميره ،بجاية ، 2016،ص . 19
2فتح هللا ولعلو ،اإلقتصاد السياسي ،دار الحداثة للطباعة والنشر ،بيروت ، 1981 ،ص . 454
3ونادي رشيد ،ألية تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي عبر سياستها المالية ،مجل==ة أبح==اث إقتص==ادية و إداري==ة ،الع==دد
التاسع ،جوان ، 2011جامعة بسكرة ،ص . 110
4محمد دويدار ،مبادئ اإلقتصاد السياسي ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت – لبنان ، 2002 ،ص . 17
5ونادي رشيد ،المرجع السابق ،ص . 110
السلطات اإلدارية المستقلة أو كما تسمى أيض''ا س'لطات الض''بط المس'تقلة ال''تي منحت
لها الدولة مهمة ضبط النشاط اإلقتصادي و المالي .
و تع' ''رف الس' ''لطة اإلداري' ''ة المس' ''تقلة بأنه' ''ا هيئ' ''ات وطني' ''ة ال تخض' ''ع ال للس' ''لطة
الرئاس''ية و ال للوص''اية اإلداري''ة ،فهي عكس اإلدارة التقليدي''ة ،إذ تتمت''ع باس''تقاللية
عض ''وية و وظيفي ''ة س ''واء عن الس ''لطة التنفيذي ''ة أو الس ''لطة التش ''ريعية لكنه ''ا تخض ''ع
للرقاب' ''ة القض' ''ائية ،ه' ''ذه الهيئ' ''ات له' ''ا س' ''لطات واس' ''عة تجعله' ''ا تبتع' ''د عن الهيئ' ''ات
اإلستشارية مهامها تتمثل في ضبط القطاع اإلقتص''ادي ،و بفض''ل اس''تقالليتها تض''من
الحي ''اد طالم ''ا أن الدول ''ة تت ''دخل في المج ''ال اإلقتص ''ادي كع ''ون فال يتص ''ور أن تك ''ون
خصما و حكما.1
الوكالة الوطنية للممتلكات المنجمية 2والوكالة الوطنية للجيولوجيا والمراقبة المنجمية.3 -
الوكالة الوطنية لمراقب'ة النش'اطات و ض'بطها في مج'ال المحروق'ات و الوكال'ة الوطني'ة -
7القانون رقم ، 03 – 2000المتعلق بالبريد و المواصالت السلكية و الالسلكية ،الصادر في 5أوت ،2000ج ر عدد 48
،المؤرخة في 6أوت . 2000
2المرسوم التنفيذي رقم ، 199 – 03المتعلق بالنظام الداخلي للوكالة الوطنية للممتلكات النجمية ،الص==ادر في 1أفري==ل
، 2004ج ر عدد ، 20المؤرخة في 14أفريل . 2004
3المرسوم التنفيذي رقم ، 94 – 04المتعلق بالنظام الداخلي للوكالة الوطنية للجيولوجيا و المراقبة المنجمية ،جر عدد 20
،المؤرخة في 14أفريل . 2004
4القانون رقم ، 01 – 02المتعلق بالكهرباء و الغاز بواس==طة القن==وات ،الص==ادر في 5فيف==ري ، 2002ج ر ع==دد ، 8
المؤرخة في 5فيفري . 2002
5القانون رقم ، 11-02المتعلق بقانون المالیة لسنة ، 2003الصادر في 24دیس==مبر ، 2002ج ر ع==دد ، 86المؤرخ==ة
في 25دیسمبر . 2002.
6القانون رقم ، 07 – 05المتعلق بالمحروقات ،صالدر في 28أفريل ، 2005ج ر عدد ، 50المؤرخة في 19جويلية
، 2005المعدل و المتمم .
7المرسوم التنفيذي رقم ، 303 – 08الصادر في 27سبتمبر ، 2008المتعلق بصالحيات و قواعد تنظيم سلطة الض==بط
الخدمات العمومية للمياه و عملها ،ج ر عدد ، 60المؤرخة في 28سبتمبر . 2008
8القانون رقم ، 01 – 06الصادر في 20فيفري ، 2006المتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته ،ج ر عدد ، 14المؤرخة
في 8مارس ، 2006المعدل و المتمم .
9القانون رقم ، 04 – 06المتعلق بالتأمينات ،الصادر في 20فيفري ، 2006ج ر ع==دد ، 15المؤرخ==ة في 22فيف==ري
. 2006
10المرسوم النفيذي ، 308-15الصادر في 06ديسمبر 2015
11القانون العضوي رقم ، 05 – 12المتعلق باإلعالم ،الصادر في 12جانفي ، 2012ج ر ع==دد ، 2المؤرخ==ة في 15
جانفي . 2012
إن ه ' ''ذه الهيئ ' ''ات اإلداري ' ''ة المس ' ''تقلة تتمت ' ''ع بع ' ''دة إختصاص ' ''ات ك ' ''انت أص ' ''ال من
إختصاص السلطات الثالثة (التشريعية ،التنفيذية و القضائية) و كل هيئة تتدخل في مجال
إختصاصها لتحقيق مهمة الضبط في المجال اإلقتصادي .
1شيماء مبارك ،إستراتيجية الخوصصة في المؤسس==ة الجزائري==ة ،مجل==ة العل==وم األإنس==انية و اإلجتماعي==ة ،الع==دد ، 26
سبتمبر ، 2016ص .432
2نفس المرجع .
و يمكن الق ''ول أن أول من إس ''تخدم ه ''ذا المص ـ ـــطلح هـ ـ ـــو االقتص ''ادي "هان ''ك" و
الذي عرف الخوصصة على أنها "تحويل الملكية العام'ة مـن القطـاع الخ'اص ،إدارة أو
إيجارا أو مشاركة أو بيعا و شراءا فيما يتبع الدولـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة أو ت ـ ـ ـ ــنهض ب ـ ــه أو تهيمن
عليه في قطاعات النشاط االقتصادي المختلفة أو مجال الخدمات العامة.1
أم ''ا في الق ''انون الجزائ ''ري فق ''د عرفه ''ا األمـر ( 22-95تعنـي الخوصص ''ة القي ''ام
بمعامل ''ة أو مع ''امالت تجاري ''ة تتجس ''د - :إم ''ا تحوي ''ل ملكي ''ة ك ''ل األص ''ول المادي ''ة أو
المعنوي''ة في مؤسس''ة عموميـة أو جـزء منه''ا ،أو ك''ل رأس''مالها أو ج''زء من''ه ،لص''الح
أش' ''خاص طبيع' ''يين أو معن' ''ويين ت' ''ابعين للقـانون الخ' ''اص - .وإ م' ''ا في تحوي' ''ل تس' ''يير
مؤسس''ات عمومي''ة إلى أش''خاص طبيع''يين أو معن''ويين ت''ابعين للق''انون الخ''اص ،وذل''ك
بواسطة صيغ تعاقدية يجـب أن تحـدد كيفيـات تحويـل التسـيير و ممارس'ته وش'روطه) ،
كما عرفها األمر ( :01-04يقصد بالخوصصة ك'ل ص'فقة تتجس'د في نق'ل الملكي'ة إلـى
وتشمل هذه الملكية :أشخاص طبيع'يين أو معن'ويين خاض'عين للق'انون الخ'اص من غ'ير
المؤسسـات العموميـة - ،كل رأسمال المؤسسة أو ج''زء من''ه ،تح''وزه الدول''ة مباش''رة أو
غيـر مباشـرة و /أو حص ''ص إجتماعي ''ة أو اكتت ''اب لزي ''ادة في الرأس ''مال .األش ''خاص
المعنوي' ''ون الخاض' ''عون للق' ''انون الع' ''ام ،وذل' ''ك عن طري' ''ق التنـازل عـن أسـهم أو -
األصول التي تشكل وحدة استغالل مستقلة في المؤسسات التابعة للدولة ).
1عجة الجياللي ،المظاهر القانونية لإلصالحات االقتصادية ،أطروح==ة لني==ل درج==ة ال==دكتوراه في الق==انون ،معه==د الحق==وق
والعلوم اإلدارية،جامعة الجزائر ، 2004 ،ص . 356
المحور األول :تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي
لق''د تط''ورت األنظم''ة اإلقتص''ادية بتط''ور ش''كل الدول''ة السياس''ية و حاج''ة الدول''ة
لتنظيم ش ''ؤونها الداخلي ''ة م ''ع أفراده ''ا و سياس ''اتها الخارجي ''ة م ''ع بقي ''ة ال ''دول ،و ألن
اإلقتص''اد عص''ب حي''اة ال''دول و اس''تمرارها فش''كل ت''دخل الدول''ة ق''د تط''ور و اختل''ف
عبر الزمن و حسب ظروف الدول .و سنتناول في هذا المح''ور في مبح''ثين ،األول
:تط''ور فك''رة ت''دخل الدول''ة في النش''اط اإلقتص''ادي ،أم''ا الث''اني :األراء الفقي''ه ح''ول
تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي بين التأييد و المعارضة و أخيرا ،المبحث الثالث
:صور و أسباب تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي .
اإلقتصادي
لق' ''د إرتأين' ''ا أن نتن' ''اول ه' ''ذا المبحث في مطل' ''بين ،حيث س' ''نتطرق في المطلب
األول :تط ''ور فك ''رة ت ''دخل الدول ''ة في األنظم ''ة اإلقتص ''ادية ،و في المطلب الث ''اني :
تطور فكرة تدخل الدولة الجزائرية في النشاط اإلقتصادي .
تط''ورت فك''رة ت''دخل الدول''ة في اإلقتص''اد من بل''د إلى أخ'ر و من حقب''ة زمني''ة إلى
أخـ ـ ـ ـ ـــرى ،بغ ـ ـ ـ ـ ـ ـــرض تحقي' ' ''ق أه' ' ''داف متع' ' ''ددة ،تتدخ ـــل الحكوم' ' ''ات في الحي ـ ـــاة
اإلقتصادية
بأشكال مختلفة ،أهمها السياسة المالي''ة ،ت''ارة عن طري''ق الض''رائب و الرس''وم و ت''ارة
أخ''رى عن طري''ق اإلنف''اق الحك''ومي .و هـ ـ ـ ـــذا م''ا يس''مى بالسياس''ة المالي''ة للدول''ة من
إعادة
توزيع الدخل و توجيه اإلستثمار و دعم اإلستهالك عن طريق تحديد األسعار و تس''مى
سياس''ة إنفاقي''ة ،و ف''رض ض''رائب و رس''وم على نش''اطات و إعف''اء أخ''رى أو رفعه''ا
على م ''وارد و تخفيض ''ها ألخ ''رى و ي ''دعى بالسياس ''ة الجبائي ''ة .كم ''ا تت ''دخل في تحدي ''د
س''عر الص''رف ت''ارة لتط''وير اإلس''تثمار و ذل''ك بت''دخلها في األس''واق المالي''ة و ه''ذا م''ا
يسمى بالسياسة النقدية ،كما يمكنها قيادة المشاريع و النشاطات الهامة بنفسها .
و ت''دخل الدول''ة في اإلقتص''اد ليس ولي''د الي''وم ،لكن يرج''ع ذل''ك إلى أفك''ار س''بقت
كي''نز مث''ل المقري''زي ال''ذي ط''الب بت''دخل الدول''ة في اإلقتص''اد في حال''ة وج''ود أزم''ات
إقتص ''ادية و التعام ''ل بعمل ''ة واح ''دة ب ''دال من ال ''ذهب و الفض ''ة خش ''ية أن تط ''رد العمل ''ة
الرديئة العمل'ة الجي'دة ،ثم إذا تعقمن'ا أك'ثر في ج'ذور الت'اريخ نج'د ص'ورة و ل'و بس'يطة
من ص''ور ت''دخل الدول''ة ،خالل األزم''ة اإلقتص''ادية ال''تي مس''ت مص''ر الم''ذكورة عن''دنا
في القرأن الك'ريم ،إذ أش'ار من خالله'ا س'يدنا يوس'ف علي'ه الس'الم على المل'ك بتخ'زين
القمح لمدة معينة ثم توزيعه كحل الحتواء األزمة و ضبطها .
أما الفكر الحديث ،ظهرت مالمح تدخل الدولة جليا في اإلقتصاد بعد تفشي أزمة
الكس''اد الع''المي ، 1929إذ ط''الب كي''نز بت''دخل الدول''ة في الحي''اة اإلقتص''ادية .و ك''ان
ت''دخل الدول''ة قب''ل أزم''ة 1929يقتص''ر على الحماي''ة و األمن و ال''دفاع و القض''اء ،و
كان يطلق عليها بالدولة الحارسة .
ثم توس''ع و تن''امي الطبق''ة البورجوازي''ة المتس''ببة في أزم''ة 1929و فق''دان رب''ع
المجتم ''ع لمنص ''ب عمل ''ه ،ب ''ات ض ''روريا ت ''دخل الدول ''ة لض ''بط العمال ''ة ،فلج ''أت إلى
سياسات مالية عندما فش'لت مح'اوالت سياس'اتها اإلجتماعي'ة بتحسيس'ها للطوائ'ف الديني'ة
تارة و العائالت تارة أخ'رى ،ثم أخ'ذت ش'كل ق'وانين إجتماعي'ة ،و علي'ه أطل'ق تس'مية
الدول ''ة الحامي ''ة بع ''دما ك ''انت حارس ''ة فق ''امت بالرقاب ''ة على اإلنت ''اج و ط ''رق اإلنت ''اج و
األسعار ،و تنامي هذا الدور حتى أصبحت تس''يطر على نش''اطات إقتص''ادية بامتالكه''ا
ألسهم فسميت بالدولة المقاولة .
أراد كي ''نز من خالل ه ''ذه النظري ''ة تبي ''ان العالق ''ة بين ال ''دخل و اإلس ''تثمار ت ''دعى
بالمض''اعف ،أي السياس''ة األك''ثر نفع''ا على تخفيض مع''دل الفائ''دة بالنس''بة إلى منح''نى
المنفعة الحدية لرأس حتى يتحقق التشغيل الكامل .
و مع تزايد ت'دخل الدول'ة في النش'اط اإلقتص'ادي خاص'ة في ظ'ل إقتص'اد الس'وق ،
بوض' ''عها لسياس' ''ات محكم' ''ة و س' ''ن ق' ''وانين و من' ''اخ إس' ''تثماري ،مراقب' ''ة المنافس' ''ة و
تنظيمها ،إرساء قواعد المالءم''ة و المع''ايير النوعي''ة و الج''ودة ( من''ع أش''كال اإلحتك''ار
و الغش ) ،حماية المس'تهلك ،إدخ'ال تص'حيحات و تص'ويبات على الحي'اة اإلقتص'ادية
ت''ارة عن طري''ق ق'وانين مالي''ة س'نوية ( سياس'ة مالي''ة ) ،من ج'انب اإلي''رادات ( توجي''ه
جب ' ' ''ائي ) دعم اإلس ' ' ''تثمار ،تش ' ' ''جيع قطاع ' ' ''ات و م ' ' ''واد ،منح مزاي ' ' ''ا ،إمتي ' ' ''ازات ،
إعف''اءات ،رس''وم جدي''دة و غيره''ا ،أم''ا من ج''انب النفق''ات فهي تح''اول إع''ادة توزي''ع
ال ' ''دخل توزيع ' ''ا ع ' ''ادال ،و إرس ' ''اء مب ' ''دأ العدال ' ''ة اإلجتماعي ' ''ة من تحوي ' ''ل إقتطاع ' ''ات
( ضرائب و رس'وم ) فرض'تها على ذوي ال'دخل المرتف'ع ،بغي'ة توجيهه'ا ص'وب ذوي
الدخل المنخفض. 1
اإلقتصادي
بع' ' ''د اإلس' ' ''تقالل س' ' ''ادت مب' ' ''ادئ األإقتص' ' ''اد اإلش' ' ''تراكي في المنظوم' ' ''ة القانوني' ' ''ة
الجزائري ''ة حيث إرتب ''ط دور الدول ''ة ب ''اإلحالل مح ''ل ق ''وة الس ''وق ،إذ بع ''دما ب ''دأ ينتش ''ر
مفهوم الدولة المنتج'ة أو الدول'ة اإلش'تراكية ،األم'ر ال'ذي دعم إنتش'ار أس'لوب التخطي'ط
المركزي على الصعيدين العملي و األكاديمي ، 1حيث ق''امت الجزائ''ر بعملي''ات تص''نيع
ثقيل' ''ة قص' ''د توف' ''ير وس' ''ائل اإلنت' ''اج و الم' ''واد األولي' ''ة و تك' ''ثيف اإلس' ''تثمار في قط' ''اع
الصناعة .
إال أن اإلقتصاد الجزائ''ري ب''دأ يع''اني في أواخ''ر الثمانين''ات من الق''رن الماض''ي من
ع ' ''دة تعقي ' ''دات بس ' ''بب ت ' ''دهور أس ' ''عار الب ' ''ترول ،من هن ' ''ا ظه ' ''رت ض ' ''رورة إج ' ''راء
تصحيحات في السياسة اإلقتصادية و التحول إلى إقتصاد السوق ،و خالل كل مراحل
التنمي' ''ة اإلقتص' ''ادية في الجزائ' ''ر ،ك' ''ان لإلنف' ''اق الحك' ''ومي ال' ''دور األب' ''رز في تحقي' ''ق
األهداف التنموية ،الذي يمثل صورة من صور ت'دخل الدول'ة في النش'اط اإلقتص'ادي ،
و وس''يلة من وس''ائل تنفي''ذ ال''برامج الحكومي''ة2إض''افة إلى أن الدول''ة الجزائري''ة ق''د تبنت
برنامجا إصالحيا كثيفا من أجل إعدة النظر و تعديل سياستها اإلقتصادية فقامت ب''إبرام
إتفاق''ات م''ع ص''ندوق النق''د ال''دولي و ك''انت أولهم''ا هي إتفاقي''ة standbyفي 30م''اي
، 1989و ذل' ''ك لعالج اإلحتالالت الهيكلي' ''ة ال' ''تي ع' ''انت منه' ''ا بس' ''بب إرتف' ''اع مع' ''دل
المديونية و ل''تي أنهكت ق'دراتها في تس'ديد ديونه''ا في األوق'ات الح'ددة ،و من األس'باب
1وص==اف س==عيدي ،ال==دور اإلقتص==ادي الجدي==د للدول==ة في ظ==ل العولم==ة ،مجل==ة مخ==بر الش==راكة و اإلس==تثمار ،ع==دد
، 921الجزائر ،ص . 508
2كماسي محمد األمين ،دادن عبد الغني ،تحليل النفقات في الميزانية العامة للدولة باستخدام أسلوب التحليل إألى المركاب
األاساسية حالة الجزائر من الفترة الممتدة من بين ، 2000 – 1979العدد ، 1مجلة الباحث ،ورقلة ، 2002 ،ص . 70
ال''تي أدت بالدول''ة إلى وقوعه''ا في مث''ل ه''ذه الض''غوطات ه''و لجوئه''ا إلى اإلق''تراض و
تراكم ديونها الخارجية . 1
و أمام إصالحات ق'امت به'ا الجزائ'ر ،ك'ان الب'د منه'ا تب'ني المب'ادئ التالي'ة :مب'دأ
حرية الصناعة و التجارة ،إزالة األحتكارات العمومية ،خوصصة المؤسس''ات العام''ة
،مبدأ حرية المنافسة .كما سن المشرع محموعة من القوانين من بينها ،قانون النقد و
القرض في سنة 1990الذي سمح للخواص بإنشاء البنوك و المؤسسات المالية و
اإلس'تثمار في جمي'ع القطاع'ات عن طري'ق الق'روض و التس'هيالت ال'تي تحص'لوا عليه'ا
حيث كانت اإلستثمارات مقيدة إلى غاية صدور القانون 12-93الذي شرع اإلس'تثمار
للخ ''واص ،و غيره ''ا من الق ''وانين ال ''تي تح ''دثت عن إنفت ''اح اإلقتاص ''د الجزائ ''ري على
السوق الحر .
1العايب ياسين ،تقييم سياسة تمويل للمؤسسات اإلقتصاادية في الجزائر ،مجل==ة أداء المؤسس==ات الجزائري==ة ،الع==دد ، 2
جامعة قسنطينة ، 2012 ،ص . 73
المطلب األول :األراء المعارضة لتدخل الدولة
و هي األراء ال' ' ''تي عارض' ' ''ت ت' ' ''دخل الدول' ' ''ة في النش' ' ''اط اإلقتص' ' ''ادي إلى إس' ' ''تدعت
الضرورة لذلك ،و أهم هذه اإلتجاهات هي :
يرفض الطبيعيون تدخل الدولة في النشاط اإلقتص''ادي إال في أض''يق الح''دود ،و
من العوام''ل ال''تي أدت بهم إلى تب''ني ه''ذه النظ''رة ه''و ت''دهور اإلنت''اج ال''زراعي و س''وء
أح''وال الم''زارعين بفرنس''ا ،بس''بب ت''دني دخ''ولهم نتيج''ة تط''بيق سياس''ة التج''اريين ال''تي
ك''انت تن''ادي بخفض أثم''ان الس'لع الزراعي''ة لتش'جيع الص''ناعة ،إض''افة إلى القي''ود ال''تي
فرض ''تها الدول ''ة على حري ''ة التج ''ار و المنتجين و ك ''ل م ''ا يتعل ''ق بالتج ''ارة الداخلي ''ة أو
الخارجية . 1و كذا فساد الجهاز البيروقراطي للدولة .
و تستند أراء الطبيعين على ما يع''رف بالنظ''ام الط''بيعي الق''ائم على مب''ادئ الحري''ة
و تحقي''ق المص''لحة الشخص''ية و المنافس''ة ،و هي ب''ذلك تن''ادي بض''رورة الرج''وع إلى
الطبيع ''ة ،ألن هن ''اك ق ''وانين طبيعي ''ة تحكم النش ''اط اإلقتص ''ادي و تس ''ييره بانتظ ''ام دون
الحاجة إلى تدخل الدولة التي يجب عليه'ا أن ت'ترك تص'رفات األف'راد الح'رة تحكم س'ير
األاحداث اإلقتصادية ،و كل تدخل من طرف الدولة لتوجيه النش''اط اإلقتص''ادي يعط''ل
النمو ألن هناك يد خفية تعمل على خلق التوازن المستمر بين المصالح. 2
1أحمد جامع ،الرأسمالية الناشئة ،دار المعارف ،القاهرة ، 1988 ،ص . 144
2معيزي قويدر ،تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي في ظل اقتص==اد الس==وق ،مجل==ة اإلقتص==اد الجدي==د ،الع==دد ، 8م==اي
، 2013ص . 138
و انطالق ''ا من فك ''رة النظ ''ام الط ''بيعي دفعهم ذل ''ك إلى تحدي ''د المه ''ام ال ''تي تق ''وم به ''ا
الدولة و المتمثلة في :
نشر الدول'ة كاف'ة المعلوم'ات ال'تي تس'اعد األأف'راد على فهم مض'مون الق'انون الط'بيعي -
و اإللتزام به .
قيام الدولة بجميع األشغال العامة و المتمثلة في إقامة الطرق و القن''وات و الجس''ور ، -
و ذلك من أجل زيادة إنتاجية القطاع الزراعي .
تسهيل الدولة للمبادالت التجارية سواءا كانت داخلية أو خارجية . -
توفير الحماية لممتلكات األفراد ،و منع أي إعتداء يصيبها أو يؤثر على استغاللها. 1 -
تيسير الرداوي ،تاريخ األفكار و الوقائع األإقتصادية ،منشورات الحلبي ،دمشق ، 2002 ،ص . 182 1
عاطف حسن النقلي ،مبادئ اإلقتصاد المالي ،مكتبة النصر ،الزقازيق -مصر ، 2002 ،ص . 6 2
لت''ولي عملي''ات اإلنت''اج و التخص''يص و التوزي''ع على نح''و يحق''ق الكف''اءة اإلقتص''ادية و
التشغيل الكامل. 1
ظه''رت بعض األراء الفقهي''ة ال''تي ت''دعم ت''دخل الدول''ة في الس''وق ح''تى تنهض
باإلقتصاد و تساعد العاملين فيه ،و من اهمها ما يلي :
المعلومات فيما بينها و كذا محدودية طبقة رجال األعمال لإلعتماد عليها في الدول النامية.
1عادل حشيش أحمد ،مصطفى رشيد شيحة ،مقدمة في اإلقتصاد العام ،دار المعرفة الجامعي==ة ،اإلس==كندرية ، 1990 ،
ص . 50
2قدي عبد الحميد ،المدخل إلى السياسات اإلقتصادية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ، 2003 ،ص . 5
يتطلب التط' ''ور اإلقتص' ''ادي و اإلجتم' ''اعي في الدول' ''ة ق' ''رارات إس' ''تثمارية على درج' ''ة -
كب''يرة من األأهمي''ة و الض''خامة و الخط''ورة ال يمكن أن يتحمله''ا القط''اع الخ''اص ال''ذي
ال تهمه إال الربحية و استرداد رأس الم''ال في اق''رب األج''ال ،كم''ا أن الس''لع العام''ة ال
تج' ''ذب إهتم' ''ام القط' ''اع الخ' ''اص إلنتاجه' ''ا و ه' ''ذا م' ''ا يتحتم ت' ''دخل الدول' ''ة في النش' ''اط
اإلقتصادي مثل بناء الطرق العامة و حفظ األمن و تحقيق العدالة .
يعت''بر نظ''ام الس''وق أك''ثر عرض''ة لإلض''طرابات و أق''ل ق''درة على تص''حيحها ذاتي''ا ،و -
ل ''ذلك فال تع ''دو أن تك ''ون فك ''رة الي ''د الخفي ''ة ال ''تي ن ''ادى أدم س ''ميث و ال ''تي تعم ''ل على
تحقيق التوازن بين المصلحة الخاصة و المصلحة العام''ة س'وى وهم و ليس'ت ص''ائبة ،
ألن سعي كل فرد لتحقي''ق مأرب''ه الشخص''ية في الكث''ير من األحي''ان ال ي''ؤدي إلى نتيج'ة
سلبية على المجتمع فقط بل قد ال يتحقق حتى المصلحة للفرد نفسه بالمقارنة مع وضع
بديل يمكن الوصول إليه بالتضامن و التفاهم بين األفراد .
فشل السوق عن تحريك الموارد بسبب ض''عفه على تزوي''د المتع''املين بالمعلوم''ات ال''تي -
يحتاجونه''ا عن التوزي''ع الح''الي للم''وارد ،و ض''عف المتع''املين في الكث''ير من الم''رات
عن إس ' ''تغالل ه ' ''ذه المعلوم ' ''ات إم ' ''ا العتب ' ''ارات تتعل ' ''ق بالتقني ' ''ة أو العتب ' ''ارات تتعل ' ''ق
بالتكاليف .
عج ''ز الس ''وق في توجي ''ه الم ''وارد اإلقتص ''ادية نح ''و أفض ''ل إس ''تخدام بش ''كل ي ''ؤدي إلى -
تحس''ين وض''عية الف''رد دون اإلض''رار بب''اقي األف''راد ،و له''ذا تج''د الدول''ة نفس''ها مج''برة
للتدخل إلعادة توجيه الموارد اإلقتص'ادية لص'الح الس'لع المس'تهلكة من ط'رف مح'دودي
الدخل و الذين يشكلون النسبة الغالبة من المجتمع خاصة في الدول النامية .
إغف ''ال الس ''وق لإلعتب ''ارات غ ''ير اإلقتص ''ادية مث ''ل تحقي ''ق العدال ''ة في توزي ''ع ال ''دخل و -
ال ''ثروة ألن األف ''راد ليس ل ''ديهم الق ''درة على ال ''دخول للس ''وق أو المش ''اركة في العملي ''ة
اإلنتاجية ،و هذا يستدعي تدخل الدولة لحماية الفقراء و محدودي الدخل لس''د حاج''اتهم
من الس' ''كن في النش' ''اط اإلقتص' ''ادي هي معالج' ''ة األزم' ''ات اإلقتص' ''ادية و المالي' ''ة ال' ''تي
تع''تري النظم اإلقتص''ادية و عج'ز الس'وق عن مواجه''ة ت''داعياتها ،وهن''ا تص''بح الحاج'ة
ملحة لتدخل الدولة لتحقيق اإلستقرار اإلقتصادي. 1
لق ''د ع ''رف الفك ''ر اإلقتص ''ادي ع ''دة ص ''ور لت ''دخل الدول ''ة في النش ''اط اإلقتص ''ادي ،و
اختلف هذا التدخل من دولة ألخرى و من فترة زمنية ألخرى تماشيا و اإلمكاني''ات المالي''ة و
المؤسس ''ية للدول ''ة ،إض ''افة الختالف ظ ''روف و أوض ''اع ك ''ل دول ''ة ،و يمكن تص ''نيف دور
الدولة بالشكل التالي :
عملت ال ''دول على تحس ''ين ص ''ورة إقتص ''ادها و ظ ''روف المعيش ''ة لألف ''راد بالت ''دخل في
الحقل اإلقتصادي حسب متطلبات ذلك و التغيرات التي شهدها نظامها اإلقتص''ادي ،و يمكن
حصر أشكال تدخل الدولة حسب الفروع التالية ،الفـرع األول :الدولة الحـارسة ،الفرع
الثاني :الـدولـ ـ ـ ــة المتدخلة ،الفرع الثالث :الدولـ ـ ـ ــة المنتجة ،الفرع الرابع :الـدولـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
الضابطة.
لق''د س''اد مفه''وم الدول''ة الحارس''ة في ظ''ل س''يادة أفك''ار النظري''ة الكالس''يكية ال''تي
ك''انت تب''ني على أس''اس ت''رك النش''اط اإلقتص''ادي لألف''راد دون ت''دخل من الدول''ة ،م''ع
1محمد عبد المومن ،المفهوم التطوري للدولة بين المضامين اإلقتص==ادية والمض==امين اإلجتماعي==ة ،مق==ال منش==ور على
الموقع ، https://www.asjp.cerist.dz/en/article/21707 :تاريخ الولوج ، 09/09/2018 :على الس=اعة 19/22 :
،ص .11
تخص ''يص الم ''وارد ب ''أكثر فعالي ''ة و تقليص الج ''وانب الس ''لبية لح ''االت ع ''دم الكف ''اءة في
السوق.1
و يرى الفقيه كينز أن تدخل الدولة يكون على مستويين هما :
التدخل المباشر :و ذلك بأن تقوم الدولة بما يلي :
رفع اإلنفاق العام في مج'االت اإلس'تثمار لزي'ادة ف'رص العم'ل و رف'ع مس'توى ال'دخل و -
بالتالي يرتفع مستوى اإلنفاق و الطلب على السلع و الخدمات .
ف' ''رض الض' ''رائب التص' ''اعدية ح' ''تى تس' ''تفيد منه' ''ا الفئ' ''ات الفق' ''يرة ذات المي' ''ل المرتف' ''ع -
لإلستهالك الكلي .
التدخل في حالة ظهور التض'خم من خالل تقلي'ل اإلنف'اق الح'ومي و تحدي'د الض'رائب و -
التحكم في أسعار الفائدة .
التدخل غير المباشر :و في هذه الحالة يكون الدولة من خالل : -
إص' ' ''دار تش' ' ''ريعات و ق' ' ''وانين تن' ' ''اهض اإلحتك' ' ''ار بم' ' ''ا يحق' ' ''ق خفض أس' ' ''عار الس' ' ''لع -
اإلس ' ''تهالكية و رف ' ''ع الطلب عليه ' ''ا ،و ه ' ''ذا يش ' ''جع المنتجين على زي ' ''ادة الطلب على
اإلستثمار الضروري لهذا اإلنتاج .
تط''بيق سياس''ة توس''عية تعم''ل على خفض س''عر الفائ''دة للرف''ع من مس''توى اإلس''تثمار و -
بالتالي زيادة الطلب الكلي. 2
و هن' ''اك مص' ''طلح أخ' ''ر يس' ''تخدم للتعب' ''ير عن ت' ''دخل الدول' ''ة و ه' ''و الدول' ''ة
الض'ارة ،حيث يع'ود إس'تعمال وص'ف الدول'ة الض'ارة إلى James Kennth Galbraith
الذي ذكر بأن الدولة لم تكن يوما أكثر قوة مما عي عليه الي'وم إال أنه'ا أص'بحت Etat
: Prédateurدول ' ''ة ض ' ''ارة ،حيث الس ' ''لطة الحاكم ' ''ة لم ت ' ''أتي لتط ' ''بيق مب ' ''ادئ الفك ' ''ر
الليب ' ''يرالي ب ' ''ل ج ' ''اءت لتوظي ' ''ف ه ' ''ذه األس ' ''س إلعط ' ''اء الش ' ''رعية على م ' ''ا يتخ ' ''ذ من
ه' ''ذه الس' ''يطرة إلى نس' ''بة %100و اختفى في ه' ''ذا النم' ''وذج النش' ''اط الف' ''ردي إلى ح' ''د
كبير.2
محمد عبد المومن ،المرجع السابق ،ص -ص . 318 – 317 1
عبد المطلب عبد الحميد ،السياسات اإلقتصادية ،مجموعة النيل العربية ،القاهرة ، 2002 ،ص . 42 2
للعم' ''ل العم' ''ومي بنقل' ''ه إلى التنظيم و الض' ''بط في محاول' ''ة إلف' ''راغ مفه' ''وم الدول' ''ة من
سلطاتها التي تؤثر بها في أليات السوق. 1
حس ''ب الفقيهين G.Majon et A.La spinaف ''إن الدول ''ة الض ''ابطة هي تحوي ''ل
وظ''ائف الدول''ة ،و ذل''ك ب''أن أص''بحت ال تت''دخل مباش''رة في الغقتص''اد و لم تع''د تعتم''د
على إمتي ''ازات الملكي ''ة ،لكن تت ''دخل عن طري ''ق إنت ''اج القواع ''د من أج ''ل التوفي ''ق بين
حق' ''وق و إلتزام' ''ات األش' ''خاص ،و تحقي' ''ق أه' ''داف ه' ''ذه القواع' ''د عن طري' ''ق توقي' ''ع
الجزاء. 2
و يعتبر المصطلح الدولة الضابطة جديد و هو يجمع بين الدولة و السوق ،دون
أن يتواجد أي تناقض أو تن''افي بين الدول''ة و روح النظ''ام الليب''يرالي الق''ائم على الحري''ة
الفردية ،إذ يتميز تدخل الدولة في هذا النظام بأنه يس''تجيب للمتطلب''ات إدخ''ال المنافس''ة
في القطاعات اإلحتكارية ،إذ يضمن الدولة التنافسية حماية الس'وق و ك'ذا تحقي'ق مه'ام
المرف''ق الع''ام ،و هي مهم''ا جدي''دة تك''رس مفهوم''ا جي''دا للدول''ة في ظ''ل نظ''ام إقتص''اد
السوق ،تسمى بالدولة الضابطة التي تخلت عن وظيفة المقاولة و التسير المباشر
تعم''ل ال''دول في ت''دخلها في النش''اط اإلقتص''ادي ض''من ح''دود و أس''باب ت''برر له''ا
هذا التدخل و ال'تي يح'ددها الق'انون اإلقتص'ادي له'ا ،و س'نتطرق لمج'ال ت'دخلها بتقس'يم
عن' ''دما تت' ''دخل الدول' ''ة من قروض' ''ها ،يجب عليه' ''ا أن تتأك' ''د من ع' ''دم كبحه' ''ا -
للنشاط اإلقتصادي مستقبال ،كما أن السياسات المالي''ة المقي''دة ت''ؤدي غالب''ا إلى
تن' ''اقض الض' ''رائب مم' ''ا ي' ''ؤدي إلى إرتف' ''اع في ال' ''دخل المت' ''اح و اإلس' ''تهالك
الخاص مما يعوض ما يكون أثر تعويضي لإلستهالك العام. 1
س''نتطرق في ه''ذا المبحث لإلط''ار المف''اهيمي للق''انون اإلقتص''ادي الع''ام ،و ذل''ك
بتقس ''يم ه ''ذا المبحث إلى مطل ''بين ،المطلب األول :مفه ''وم الق ''انون اإلقتص ''ادي الع ''ام
المطلب الثاني :خصوصية و محتوى القانون اإلقتصادي العام.
يعتبرالق''انون اإلقتص''ادي الع''ام ش''كل من أش''كال تط''ور مفه''وم ت''دخل الدول''ة في
إطار قانوني منظم ،و الذي سنتعرف عليه بهذا المطلب في فرعين ،الف''رع األول :
تعري''ف الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام ،الف''رع الث''اني :تط''ور فك''رة الق''انون اإلقتص''ادي
العام.
في ب''ادئ األم''ر يمكن أن ن''ذكر نظ''رتهم للق''انون اإلقتص''ادي ،حيث إق''ترح الفقي''ه
ف'ارجي تعريف'ا للق'انون اإلقتص'ادي و ه'و ق'انون تنظيم و التنمي'ة اإلقتص'ادية س'واء ك'ان
ذل''ك من فع''ل الدول''ة أو من فع''ل الس''لطة الخاص''ة أو باتف''اق اإلث''نين ،بمع''نى أخ''ر يع''د
الق ''انون األإقتص ''ادي في تص ''ور ف ''ارجي ،ق ''انون الترك ''يز اإلقتص ''ادي و ق ''انون ت ''دخل
الدولة في اإلقتصاد. 1
و عليه يمكن القول ظهور بوادر مف'اهيم للق'انون اإلقتص'ادي الع'ام من خالل ه'ذه
النظ''رة ال''تي تتح''دث عن ت''دخل الدول''ة من خالل س''لطات مؤسس''اتها ،و من هن''ا يمكن
أن نذكر بعض التعريفات التي حددت مفهوم القانون اإلقتصادي كال حسب نظرته .
الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام ه''و الق''انون ال''ذي يطب''ق على ت''دخل األش''خاص العام''ة في -
اإلقتص' ''اد أو الت' ''دخل العم' ''ومي في المس' ''ائل اإلقتص' ''ادية .و ق' ''د عرف' ''ه البعض بأن' ''ه
ق' ''انون مس' ''تقل يبتغي تنظيم ت' ''دخل األش' ''خاص العام' ''ة في اإلقتص' ''اد و الت' ''أثير على
الف''اعلين اإلقتص''اديين ع''اميين ك''اننوا أو خ''واص و أن''ه ك''ذلك تعب''ير عن اإلرادة في
توجيه السوق ،من طبيعته الحث و له بعد إستشرافي .
أم ''ا الفقي ''ه d. linotteف ''يرى أن الق ''انون اإلقتص ''ادي الع ''ام يتعل ''ق بوض ''ع سياس ''ة -
إقتصادية لألشخاص األإدارية بواسطة القانون.2
و ه''و ق''انون ت''دخل الدول''ة الس''لطات العام''ة في الحي''اة اإلقتص''ادية ،و ه''و مجم''وع -
القواع''د ال''تي تس''عى في زمن معين ،و في مجتم''ع معين ،إلى ض''مان الت''وازن بين
مص' ''الح الف' ''اعلين اإلقتص' ''اديين إن ك' ''انوا من الق' ''انون الع' ''ام أو من الق' ''انون الق' ''انون
الخاص ،أو المصلحة اإلقتصادية العامة. 3
الق ''انون اإلقتص ''ادي الع ''ام م ''ا ه ''و في الواق ''ع إال س ''وى الميكانيزم ''ات القانوني ''ة ال ''تي -
تحاول األشخاص العامة تغيير التصرف الطبيعي للفاعلين اإلقتص''اديين بواس''طتها ،
و يعرف أيضا بتسمية قانون السياسة اإلقتصادية.4
1عبد الرززاق زواتين ،دروس في القانون االقتصادي العام ،كلية الحقوق ،جامعة قسنطينة ،2016 ،ص . 18
2سالمي وردة ،دروس في القانون العام اإلقتصادي ،كلية الحقوق ،جامعة قسنطينة ، 2017 ،ص . 9
3عبد المجيد صغير بيرم ،الوجيز في القانون العام اإلقتصادي ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة المسيلة ، 2017 ،
ص.7
4محمد بكرارشوش ،القانون العام اإلقتصادي ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامة ورقلة ، 2014 ،ص . 9
أم''ا بالنس''بة للفقي''ه ديدي''ه لين''وت فيع''رف الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام أن''ه ق''انون رس''م و -
وض''ع سياس''ة إقتص''ادية لألش''خاص اإلداري''ة بواس''طة الق''وانين ،أم''ا الفقي''ه تروش''يه
فيع ''رف الق ''انون اإلقتص ''ادي الع ''ام أن ''ه ق ''انون يش ''مل جمي ''ع القزواع ''د المطبق ''ة على
العالق ''ات ال ''تي ترب ''ط أش ''خاص قانوني ''ة و وح ''دات إقتص ''ادية م ''تى ت ''دخلت الس ''لطة
العام ''ة في ه ''ذه العالق ''ات ،و ن ''ذكر أيض ''ا تعري ''ف الفقي ''ه ديف ''ولفي ال ''ذي يع ''رف ه ''ذا
الق'انون أن'ه ذل'ك الق'انون المطب'ق على ت'دخالت األش'خاص العمومي'ة في اإلقتص'اد و
كيفية تنظيمها.1
من خالل التعريف''ات ال''تي ج''اء به''ا ه''ؤوالء يمكن أن نس''تنتج بعض تعريف''ات
للقانون اإلقتصادي حسب األسس التي يقوم عليها فيمكن القول أنه :
ق''انون تنظيم التنمي''ة اإلقتص''ادية بين الدول''ة و الش''خص المعن''وي أو بين األش''خاص -
المعنوية فيما بينها .
ه' ''و ذل' ''ك الق' ''انون ال' ''ذي ت' ''وفر في' ''ه الدول' ''ة مجم' ''وع التس' ''هيالت لألش' ''خاص العام' ''ة -
لممارسة األنشطة اإلقتصادية .
هو ذلك القانون الذي تتدخل فيه السلطة العامة في األنشطة اإلقتصادية لضمان -
التوازن بين المصالح الخاصة لألع'وان االقتص'اديين (ع'امون وخ'واص) والمص'لحة
العامة .
هو ذلك القانون الذي ينظم العالق'ة بين هي''أت الدول''ة و األع''وان اإلقتص''اديين في
تطوير التنمية اإلقتصادية .
لقد تطرقت هذه التعريفات إلى جوانب كثيرة يتميز به''ا الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام
و ق'د اغفلت خصوص'ية ه'ذا الق'انون ،فه'ذا األخ'ير ه'و ق'انون جدي'د يس'تخدم اس'اليب و
قواع ''د قانوني ''ة خاص ''ة ب ''ه و هك ''ذا يص ''بح الق ''انون الجدي ''د عب ''ارة إمت ''داد لق ''وانين قديم ''ة
تتعلق بالمجال اإلقتصادي .
بعد التطرق ألهم تعاريف للقانون اإلقتصادي العام إرتأينا تحدي''د خصوص''يته و
محت ' ' ''واه في ه ' ' ''ذا المطلب بتقس ' ' ''يمه لف ' ' ''رعين ،الف ' ' ''رع األول :خصوص ' ' ''ية الق ' ' ''انون
اإلقتصادي العام الفرع الثاني :محتوى القانون اٌإلقتصادي العام .
إن العالق' ''ات اإلقتص' ''ادية الناش' ''ئة عن ممارس' ''ة األنش' ''طة اإلقتص' ''ادية تنظمه' ''ا
الق''وانين األخ''رى كالق''انون التج''اري و العم''ل و الض''ريبي ق''انون الش''ركات و غيره''ا
من القوانين األخرى التي تنظم إقتصاد الدول ،إال أن القانون اإلقتصادي العام يتم''يز
بخاصية ربطه بين فروع القانون العام و القانون الخاص .
فالقانون الخاص ينظم العالقات بين األشخاص العادي'ة أم'ا الق'انون الع'ام فيتم'يز
باس'تعمال الس'طة العام'ة لص'الحياتها و ب'الرغم من ذل'ك نج'ده يحق'ق مع'نى الجم'ع بين
أهداف القانونين في تحقيق المصلحة الخاصة و العامة معا .
و علي ''ه يمكن الق ''ول أن للق ''انون اإلقتص ''ادي خصوص ''ية تتمث ''ل في تنظيم عم ''ل
األعوان اإلقتصادية مع مراعاة تدخل الدولة بشكل منتظم في النشاط اإلقتصادي .
كما أن نطاق القانون اإلقتصادي العام واسع يشمل جميع المج''االت اإلقتص''ادية
على غ''رار بعض الق''وانين ال''تي يك''ون مجاله''ا مح''دد بقواع''د ال''تي تعم''ل به''ا كالق''انون
التجاري ال''ذي يختص بتحدي''د مفه''وم الت''اجر و العم''ل التج''اري و عالقتهم ببعض ،و
أيضا قانون الشركات الذي مجاله الشركة و أنواعه''ا و تنظيم ط''رق تأسيس''ها و كيفي''ة
عمله ''ا و ح ''االت حله ''ا ،و أيض ''ا ق ''انون العم ''ل ال ''ذي يح ''د حق ''وق العام ''ل و عالقت ''ه
بأرباب العمل .
يعتبر تحديد مصادر القانون اإلقتصادي الع''ام من أهم نق''اط بحثن''ا ،حيث تتح''دد
مع''ه قوت''ه اإللزامي''ة و مج''ال تطبيق''ه ،و علي''ه يمكن تقس''يم ه''ذا المطلب إلى ،الف''رع
األول :المصادر الداخلية الفرع الثاني :المصادر الخارجية .
الفرع األول :المصادر الداخلية
أوال :الدستور
لق ''د نص ''ت دس ''اتير الجزائ ''ر على الكث ''ير من النص ''وص القانوني ''ة فيم ''ا يتعق ''ل
بالمس ' ''ائل اإلقتص ' ''ادية ،و ال ' ''تي يجب أن يتقي ' ''د به ' ''ا المش ' ''رع في تنظيم ' ''ه الق ' ''وانين
اإلقتص ''ادية و ال ''تي ال يمكن مخالفته ''ا تحت طائل ''ة الرقاب ''ة الدس ''تورية للق ''وانين وفق ''ا
لإلجراءات التي نص عليها الدستور .
كما أن الدستور هو الذي يحدد النظام اإلقتصادي الذي تنتهج'ه الدول'ة و األس'س
التي يقوم عليها .
و ق' ''د ذك' ''ر دس' ''تور الجزائ' ''ر بعض الم' ''واد القانوني' ''ة ال' ''تي تنص على المس' ''ائل
اإلقتصادية منها :المادة 21التي تمنح للدولة الحق في تنظيم التجارة الخارجية ،
الم''ادة 37ال''تي تك''رس مب''دأ حري''ة التج''ارة و الص''ناعة ،الم''ادة 52ال''تي تنص على
مب' ''دأ ح' ''ق الملكي' ''ة ،و الم' ''ادة ال' ''تي تس' ''اوي بين األف' ''راد في أداء الض' ''ريبة و تحم' ''ل
التكاليف العمومية .
ثانيا :التشريع ( القانون )
لقد أصدر المشرع الجزائري الكثير من القوانين ال''تي تنظم المس''ائل اإلقتص''ادية
في الكثير من المجاالت ،كتنظيم التجارة و تحدي''د ص''فة الت''اجر و العالق'ات التجاري''ة
في الق ' ' ''انون التج ' ' ''اري ،تحدي ' ' ''د أن ' ' ''واع الض ' ' ''ريبة و كيفي ' ' ''ة تحص ' ' ''يلها في الق ' ' ''انون
الضريبي ،النظام الجمركي ،القوانين المتعلقة بالعمل سواء في عند الخواص أو في
القط ''اع الع ''ام ،نظ ''ام الملكي ''ة العقاري ''ة ،الق ''وانين المتعلق ''ة بالمن ''اجم و المحروق ''ات ،
ق''الوانين المكتعلق''ة ب''البنوك و الق''روض ،و غيره''ا من الترس''انة القانوني''ة ال''تي أع''دها
المشرع الجزائري لحماية اإلقتصاد الوطني .
ثالثا :القوانين التنظيمية
تعتبر هذه القوانين المص'در الرئيس'ي للق'انون اإلقتص'ادي الع'ام ،و هي تتض'من
الصالحيات التي تتمتع بها نجد السلطة التنظيمية التي منحها إياها القانون و التي تعد
من أهم إختصاص''ات الس''لطة التنفيذي''ة المجس''دة في رئيس الجمهوري''ة وال''وزير األول
الممنوحة لهما دستوريا ،حيث نصت المادة 125من الدستور المسائل التنظيمية التي
يمارس ''ها رئيس الجمهوري ''ة في المس ''ائل غ ''ير المخصص ''ة للق ''انون مث ''ال ذل ''ك تنظيم
مجل الصفقات العمومية .
لق''د إخترن''ا بعض المب''ادئ ال''تي إرتأين''ا أنه''ا تكم''ل أي نظ''ام إقتص''ادي يس''عى على
إنفتاح السوق ،و التي تطرقنا إليها بتقسيم هذا المطلب إلى الفروع التالي'ة ،الف'رع األول :
مبدأ حرية التجارة و الص'ناعة ،الف'رع الث'اني :مب'دأ حري'ة اإلس'تثمار ،الف'رع الث'الث :مب'دأ
حق الملكية ،الفرع الرابع :مبدأ المساواة ،الفرع الخامس :مبدأ المنافسة .
نتيج ''ة لسياس ''ة اإلنفت ''اح اإلقتص ''ادي على الس ''وق إعتم ''دت الجزائ ''ر مب ''دأ حري ''ة
التج''ارة و الص''ناعة في دس''تور 1996في الم''ادة 37من''ه و ال''تي ج''اء فيه''ا :حري''ة
التج''ارة و الص''ناعة مض''مونة و تم''ار في إط''ار الق''انون .و المالح''ظ على ه''ذا النص
أنه جاء بصفة مطلقة دون تخصيص ،حيث لم يميز بين الجزائ''ري و األجن''بي بش''أن
اإلستفادة من هاته الحرية كما أحاط هذا المبدأ بعدة ضمانات من بينها حري''ة اإلبتك''ار
في الم''ادة 38من''ه ض''مان نزاه''ة المؤسس''ات الدول''ة في معامل''ة اإلس''تثمار في الم''ادة
28منه ،مسؤولية الدولة عن أمن األشخاص و الممتلك''ات ،ض''مان مش''روعية ن''زع
الملكي''ة طبق''ا لنص الم''ادة 20من''ه ،ض''مان ع''دم إنته''اك حرم''ة اإلنس''ان حس''ب نص
المادة 34منه ،ضمان حق الملكية في نص المادة 52منه دون قيد أو شرط.2
1كتو محمد الشريف ،الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري (دراسة مقارنة بالق==انون الفرنس==ي ) ،أطروح==ة
دكتوراه ،دولة في القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة تيزي وزو ، 2004 ،ص . 28
2عجابي عماد ،المرجع السابق الثاني ،ص . 268
الفرع الثاني :مبدأ حرية اإلستثمار
لق ' ''د تم تك ' ''ريس مب ' ''دأ حري ' ''ة اإلس ' ''تثمار ألول م ' ''رة في الق ' ''انون رقم 90-10
الم ''ؤرخ في 14أفري ''ل 1990المتعل ''ق بالنق ''د و الق ''رض ،حيث نص ''ت الم ''ادة 183
من' ''ه ( :ي' ''رخص لغ' ''ير المقيمين بتحوي' ''ل رؤوس األم' ''وال إلى الجزائ' ''ر لتموي' ''ل أي' ''ة
نشاطات إقتصادية غير مخصص''ة ص''راحة للدول''ة أو المؤسسس''ات المتفرع''ة عنه''ا أو
ألي ش''خص معن''وي ، )...ثم أك''د علي''ه المش''رع الجزائ''ري في المرس''وم التش''ريعي
رقم 93-12الم' ''ؤرخ في 5أكت' ''وبر 1993المتعل' ''ق بترقي' ''ة اإلس' ''تثمار ،و ك' ''ذا في
األم''ر رقم 01-03الم''ؤرخ في 20أوت 2001المتعل''ق بتط''وير اإلس''تثمار المع''دل
و المتمم بنص المادة 4منه على أنه ( تنجز اإلستثمارات في حري''ة تام''ة م''ع مراع''اة
التش''ريع و التنظيم''ات المتعلق''ة بالنش''اطات المقنن''ة و حماي''ة البيئ''ة ، )...إال أن''ه يمكن
الق''ول أن ه''ذا المب''دأ ق''د كف''ل دس''توريا قب''ل ك''ل ه''ذا ن بحيث نص''ت الم''ادة 37من
دس ''تور 1996على أن ( حري ''ة التج ''ارة و الص ''ناعة مض ''مونة و تم ''ارس في إط ''ار
القانون ) .
إن من أهم نت ' ''ائج تك ' ''ريس مب ' ''دأ حري ' ''ة اإلس ' ''تثمار ه ' ''و ع ' ''دم تحدي ' ''د قطاع ' ''ات
مخصص' ''ة للدول' ''ة أو لمؤسس' ''اتها و فتح جمي' ''ع عملي' ''ات اإلس' ''تثمار أم' ''ام الوطن' ''يين و
األجانب .إال أن المادة 30من المرسوم التشريعي رقم 93-12وض'عت ش'رطا يتمث'ل
في ض''رورة مراع''اة التش''ريع و لتنظيم المتعلقين بالنش''اطات المقنن''ة ،ا/ا الم''ادة 4من
األم'ر 01-03المع'دل و المتمم فق'د أض'افت حماي'ة البيئ'ة إلى ج'انب ه'ذه النش'اطات ن
كما وضع الشمرع الجزائري بعض القيوم لممارسة اإلس''تثمارات األجنبي''ة في الجزائ''ر
في الق ''انون الم ''الي التكميلي لس ''نة 2009و ال ''تي تتمث ''ل في – نظ ''ام الش ''راكة و ح ''ق
الشفعة باإلضافة إلى نظام التصريح لدى الوكالة الوطنية لتطوير األإستثمار ANDIو
الدراس''ة المس''بقة من المجلس الوط''ني لإلس''تثمار CNIكهيئ''ات ض''بط ت''ابعين للدول''ة
لمراقبة اإلستثمارات األجنبية .
و ب ''الرغم من أن ه ''ذه الش''روط ق''د تقلص مج''ال اإلس''تثمار في الجزائ ''ر إال انه ''ا
وضعت لحماية النشاطات األإقتصادية و المصالح العامة .
الفرع الثالث :مبدأ حق الملكية
يعتبر رحق الملكية من الحقوق المكفولة في القانون المدني و الدستور ألي دولة
،و هو حق الشخص في ممارسة سلطات على الشيء الذي يثبت تملكه بأي طريق''ة في
الحدود التي وضعها القانون و لغاية تحقيق مصالحه الخاصة .
فنصت المادة 674من القانون المدني ( الملكية هي حق التمتع و التصرف في
األش''ياء بش''رط أال تس''تعمل إس''تعماال تحرم''ه الق''وانين و األنظم''ة) .و نج''د أن المش''رع
الجزائ ''ري ق ''د رب ''ط مس ''ألة بح ''ق التمت ''ع و التص ''رف المنص ''ب على األأش ''ياء المملوك ''ة
ش''ريطة أن ال يك''ون ذل''ك متعارض''ا م''ع الق''وانين الج''اري به''ا العم''ل ،و إخ''راج ح''ق
التص'رف و التمت'ع من مع'اني اإلطالق و إدراجه'ا تحت طائل'ة النس'بية تج'د مناطه'ا في
إحالة المواد 681 ، 679 ، 677إلى أليات ت'دخل الدول'ة .ت'ارة تحت عن'وان الت'أميم
و ت' ' ''ارة أخ' ' ''رى تحت عن' ' ''وان ن' ' ''زع الملكي' ' ''ة للمنفع' ' ''ة العام' ' ''ة و ط' ' ''ورا تحت عن' ' ''وان
اإلس ''تالء .على أن المش ''رع الجزائ ''ري في ك ''ل األح ''وال لم ي ''ترك الب ''اب مفتوح ''ا أم ''ام
تعس ''ف من ش ''أن المال ''ك أن يش ''عر ب ''ه عن ''دما بعث في ''ه ش ''يئا من الطمأنين ''ة بتمكين ''ه من
فك''رة اللج''وء للقض''اء و تمكين''ه من المطالب''ة أمام''ه من التع''ويض الع''ادل .و ال ش''ك أن
المشرع الجزائري في حديثه عن فكرة الملكية عندما ربطها بألي''ات الحماي''ة إنم''ا يك''ون
ق ''د أخ ''ذ الج ''انب ال ''وظيفي اإلجتم ''اعي ال ''ذي ينبغي أن تتس ''م ب ''ه عملي ''ة أيلول ''ة الملكي ''ة
الخاصة للقطاع العام مغلبا بهذه المثابة المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية. 1
و ق''د تم تك''ريس مب''دأ ح''ق الملكي''ة في دس''اتير الجزائ''ر ،حيث نص''ت الم''ادة 16
من دس ''تور 1976على ( :أن الملكي ''ة الخاص ''ة الس ''يما في المي ''دان اإلقتص ''ادي يجب
أن تس''اهم في تنمي''ة البالد و أن تك''ون ذات منفع''ة إجتماعي''ة و هي مض''مونة في إط''ار
الق''انون ) ،و ج''اء في الم''ادة 49من دس''تور ( 1989الملكي''ة الفردي''ة مض''مونة) ،و
هو نفس األمر الذي أكدت عليه المادة 52من دستور 1996و الم'ادة 64من دس'تور
. 2016و في جميع ه'ذه النص'وص أك'د المش'رع على حماي'ة الق'انون الجزائ'ري لح'ق
1نصر الدين األخضري ،قانون األمالك الوطنية الجزائري بين ضرورات التطور و حقيقة التعثر ،مجلة دفاتر السياسة و
القانون ،العدد ، 2جوان ،2009ص . 140
الملكي''ة و لكن ه''ذه الحماي''ة ال يع''ني أن يم''ارس الش''خص حق''ه بش''كل مطل''ق فيجب أن
يخضع لضوابط نظمها القانون لحماية ه'ذا الح'ق و تحقي'ق المص'لحة العام'ة و الخاص'ة
على حد السواء .
لقد تم تجسيد هذا المبدأ بك'ل وض'وح في الق'انون الجزائ'ري من خالل النص'وص
القانوني ''ة المنظم ''ة للمنافس ''ة ،حيث ج ''اء في نص الم ''اد األولى من األم ''ر 95 – 06
المتعلق بالمنافسة و األسعار ما يلي ( إن موضوع هذا األمر ه''و تنظيم و ترقي''ة حري''ة
المنافس' ' ''ة .)..و يق' ' ''وم مب' ' ''دأ حري' ' ''ة المنافس' ' ''ة على أس' ' ''اس حري' ' ''ة ممارس' ' ''ة األنش' ' ''طة
اإلقتص''ادية بش''كل مش''روع أن ت''زاحم و تس''ابق بين األع''وان اإلقتص''ادية بش''كل ي''ؤدي
إألى اإلضرار بأحدهم و باإلقتصاد الوطني .
و إذا رجعن ' ''ا للم ' ''ادة 4من األأم ' ''ر رقم 03-03المتعل ' ''ق بالمنافس ' ''ة المع ' ''دل و
المتمم بالقانون 08-12المؤرخ في جوان 2008المتعلق بالمنافسة ،و التي نص''ت :
تحدد بصفة حرة أسعار السلع و الخ''دمات إعتم''ادا على قواع''د المنافس''ة ،ف''إن المش''رع
الجزائ''ري نص ص''راحة على اإلقتص''اد الح''ر و ال''ذي ال تت''دخل في''ه الدول''ة بمؤسس''اتها
إال بشكل غير مباشر .
و لق''د إس''تحدثت الجزائ''ر مص''الح متع''ددة لض''مان مش''رعية مب''دأ المنافس''ة و ذل''ك
من خالل القض ''اء و مجلس المنافس ''ة إض ''افة إلى س ''لطات الض ''بط و المص ''الح التابع ''ة
لوزارة التجارة .
و يمكن الق''ول أن مب''دأ حري''ة المنافس''ة ه''و تع''دد الق''ائمين أو الممارس''ين للنش''اط
اإلقتصادي ،فحرية المنافسة تعني العمل في سوق يتعدد في'ه الممارس'ون اإلقتص'اديون
لنفس النشاط و أن يستمروا في ه''ذه المنافس''ة من دون قي''ود ،أو بمع''نى أخ''ر ،أن ك''ل
شخص يعتبر حرا للقيام بأي نشاط إقتص'ادي ،و ذل'ك بش'رط إح'ترام متطلب'ات الق'انون
التجاري و بصورة أعم و أدق قانون الضبط اإلقتصادي .1
إن تطبيق هذا المبدأ قد يرجع لع''دة إعتب''ارات منه''ا نظ''ام الع''رض و الطلب ال''ذي
يسود السوق ،حيث توجد وضعيات كث'يرة له'ذا المب'دأ ،فالمتع'املون اإلقتص'اديون ق'د
ي''تزاحمون لكس''ب الزب''ائن و ق''د يك''ون لتط''وير اإلنت''اج و تحس''ن الخ''دمات ،و ب''الرغم
من أنهم ال يرض ' ''ون جمي ' ''ع الزب ' ''ائن و ال باألس ' ''عار المتوقع ' ''ة إال ،هم يح ' ''اولون أن
يتقيدوا بالضوابط القانونية لهذا المبدأ في إقتصاد السوق .
إن ه ''ذا المب ''دأ ق ''د ينتج عن ''ه مجموع ''ة من األفك ''ار و هي حري ''ة التعاق ''د ،حري ''ة
األسعار ،الحق في التملك أو الملكية ،إختيار المشروع أو النشاط اإلقتصادي المناسب
و كل هذا يصب في تطوير اإلقتصاد الوطني .
تع ''ترب الس ''لطات اإلداري ''ة المس ''تقلة بمثاب ''ة س ''لطات مكلف ''ة بمهم ''ة ض ''بط النش ''اط
اإلقتص' ' ' ''ادي ،فهي ال تكتفي بالتس' ' ' ''يري ،و إنم' ' ' ''ا ت' ' ' ''راقب نش' ' ' ''اط معين في المج' ' ' ''ال
اإلقتصادي ،لتحقي'ق الت'وازن وح'تى يتس'نى له'ذه الهيئ'ات أداء مهامه'ا في ض'بط الس'وق
خ ''ولت إليه ''ا اإلختصاص ''ات ال ''تي ك ''انت عائ ''دة س ''ابقا لإلدارة التقليدي ''ة ،فبع ''د إنس ''حاب
1تيور سي محمد ،الضوابط القانونية للحرية التنافسية في الجزائ==ر ،دار هوم==ه للطباع==ة و النش==ر و التوزي==ع ،الجزائ==ر ،
، 2013ص . 100
الدولة من تسيير الشؤون اإلقتصادية و المالية ،خول هذا اإلختصاص لسلطات الض''بط
المس ''تقلة ،ال ''تي له ''ا س ''لطة اتخ ''اذ الق ''رارات ، 1و س ''نتطرق في ه ''ذا المطلب لمب ''برات
سلطات الضبط اإلقتصادي في الفرع األول ،و أهم مهامها في الفرع الثاني .
سنقسم هذا المطلب إلى فرعين بالشكل التالي ،الفرع األول :المؤسسة العمومية
اإلقتص' ''ادية الف' ''رع الث' ''اني :المؤسس' ''ة العمومي' ''ة ذات الط' ''ابع الص' ''ناعي والتج' ''اري (
.)E.P.I.C
1
RAFFARIN Jean-Pierre, Pour une nouvelle gouvernance, Editions l’Archipel, Paris, 2002,
pp.30-34.
تنص الم ''ادة 05من الق ''انون 1رقم " :88-01 :المؤسس ''ات العمومي ''ة اإلقتص ''ادية
هي ش' ''ركات مس' ''اهمة أو ش' ''ركات مح' ''دودة المس' ''ؤولية تمل' ''ك الدول' ''ة و/أو الجماع' ''ات
المحلي''ة فيه''ا مباش''رة أو بص''فة غ''ير مباش''رة جمي''ع األس''هم /أو الحص''ص ،و بالت''الي
يمكنن''ا تعري''ف المؤسس''ة العمومي''ة اإلقتص''ادية حس''ب المفه''وم الض''يق على أنه''ا ش''ركة
تجارية تتخذ شكل شركات المس'اهمة أو الش'ركات ذات المس'ؤولية المح'دودة .و ق'د أك'د
فيما بعد هذا الطابع
التج ' ''اري للمؤسس ' ''ات العمومي ' ''ة اإلقتص ' ''ادية األم ' ''ر 2رقم 95-25الم ' ''ؤرخ في25 :
سبتمبر 1995المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابع''ة للدول''ة ،حيث ج'اء في
المادة 23منه تعتبر المؤسس'ات العمومي'ة اإلقتص'ادية ال'تي تراقبه'ا الش'ركات القابض'ة
العمومية أو التي تملك فيها مساهمات شركات تجارية تخضع للقانون العام .
كما تنص المادة 25فقرة 01من نفس األمر"يخضع إنشاء المؤسسات العمومي''ة
اإلقتص''ادية وتنظيمه''ا وس''يرها لألش''كال الخاص''ة بش''ركات رؤوس األم''وال المنص''وص
عليه''ا في الق''انون التج''اري وق''د أك''د ك''ذلك ه''ذا الط''ابع التج''اري للمؤسس''ات العمومي''ة
اإلقتص' ' ' ' ''ادية األم' ' ' ' ''ر رقم 01-04 :الم' ' ' ' ''ؤرخ في 20 :أوت 2001المتعل' ' ' ' ''ق بتنظيم
المؤسس''ات العمومي''ة اإلقتص''ادية وتس''ييرها وخوصص''تها ال''ذي ألغى األم''ر رقم-25 :
.95فنص ''ت الم ''ادة 02من ''ه " المؤسس ''ات العمومي ''ة اإلقتص ''ادية هي ش ''ركات تجاري ''ة
تح'وز فيه'ا الدول'ة أو أي ش'خص معن'وي آخ'ر خاض'ع للق'انون الع'ام أغلبي'ة رأس الم'ال
االجتماعي مباشرة أو غير مباشرة وهي تخضع للقانون العام .
عرف المشرع الجزائري المؤسسة العمومية اإلقتصادية في المادة الثاني''ة ( )2من
األم''ر رقم 01- 04كم''ا يلي :المؤسس''ات العمومي''ة اإلقتص''ادية هي ش''ركات تجاري''ة
1القانون رقم ،88-01مؤرخ في 12جانفي ،1988المتعلق بالقانون التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية ،ج ر عدد
،2المؤرخة في 13جانفي ،1988المعدل و المتمم .
2أمر رقم 95-25مؤرخ في 25سبتمبر ،1995متعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة ،جر ي دة رس مية ع دد ،55ص ادر في
27سبتمبر . 1995
تح' ''وز فيه ' ''ا الدول ' ''ة أو أي ش' ''خص أخ' ''ر خاض ' ''ع للق ' ''انون الع ' ''ام أغلبي ' ''ة رأس' ''مال ه ' ''ا
اإلجتماعي مباشرة أو غير مباشرة وهي تخضع للقانون العام .
والتجاري ()E.P.I.C
تعت' ''بر المؤسس' ''ة العمومي' ''ة ذات الط' ''ابع الص' ''ناعي و التج' ''اري أك' ''ثر األشـكال
شـيوعا لت''دخل الدول''ة في المي''دان اإلقتص''ادي ،و ه''و ش''كل ورثت''ه الجزائ''ر عن النظ''ام
اإلس ''تعماري .بـالرغم مـن الخالف الفقهي الح ''اد ال ''ذي أثارت ''ه ه ''ذه المؤسس ''ة ،إال أن
المش'رع الجزائ''ري لم ي''ولي إهتمام''ا ل''ه ،و ق'د عرفته''ا الم''ادة 44من الق''انون رقم 88
– 01بأنه''ا " :الهيئ''ة العمومي''ة ال''تي تتمكن من تموي''ل أعبائه''ا االس''تغاللية جزئي''ا أو
كليا عن طريق عائد بيع إنتاج تجاري ينجز طبقا لتعريفة معدة مسبقا و لدفتر الش''روط
العام ' ''ة ال ' ''ذي يحـدد األعب ' ''اء و التقيي ' ''دات و ك ' ''ذا عن ' ''د االقتض ' ''اء حق ' ''وق و واجب ' ''ات
المستعملين.
و يمكن حص ' ''ر المؤسس ' ''ات العمومي ' ''ة الص ' ''ناعية و التجاري ' ''ة ال ' ''تي نص عليه ' ''ا
المش''رع فيم''ا يلي :الغ''رف الفالحي''ة ،الغ''رف التجاري''ة و الص''ناعية غ''رف الص''ناعة
التقليدية و الحرف ،الغرفة الوطنية للصيد البحري و تربية المائيات .
الخــــــاتمة
إن تتباع األزمات اإلقتصادية في كث'ير من دول الع'الم جعلت ه'ذه األخ'يرة تبحث
عن الحل ' ''ول المناس ' ''ب في الفق ' ''ه و الق ' ''انون للخ ' ''روج منه ' ''ا ،فق ' ''امت بإص ' ''الحات
إقتصادية ،و مرت بمراحل كثيرة ،و توصلت أغلب الدول إال أنه ح''تى تص''ل إلى
تحقي ''ق الت ''وازن بين المص ''الح العام ''ة و المص ''الح الخاص ''ة فيجب أن تض ''ع ق ''وانين
تض''بط ت''دخلها في النش''اط اإلقتص''ادي من خالل هيئ''ات إداري''ة مس''تقلة تنظم العم''ل
اإلقتص''ادي و ت''دخل الدول''ة في الس''وق الح''ر ،و ه''و م''ا ع''بر عن''ه من خالل بحثن''ا
هذا بالقانون اإلقتصادي العام .
لق' ' ''د أص' ' ''بح للدول' ' ''ة دور ه' ' ''ام في بن' ' ''اء إقتص' ' ''ادها بالت' ' ''دخل في جمي' ' ''ع المج' ' ''االت -
اإلقتصادية عن طريق وضع القوانين و هيئات تسيير و مراقبة األنشطة اإلقتص''ادية
دون تقييد حرية الخواص في ذلك .
إن الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام ه''و واجه''ة الدول''ة ال''تي تع''بر عن م''دى تقب''ل األنظم''ة -
اإلقتص ''ادية لمفه ''وم ت ''دخل الدول ''ة في ح ''دود تحقي ''ق المص ''لحة اإلقتص ''ادية العام ''ة و
الخاصة .
تعم''ل ال''دول على تط''وير وس''ائل الض''بط اإلقتص''ادي من خالل مؤساس''اتها اإلداري''ة -
اإلقتصادية داخل الدولة و خارجها في تحسين عالقاتها اإلقتصادية و إعطاء صورة
حسنة عن إقتصاد السوق الداخلي .
إن توس''يع مج''االت الق''انون اإلقتص''ادي الع''ام بين النش''اط اإلقتص''ادي و المؤسس''ات -
اإلقتص ''ادية و ض ''بطه عن طري ''ق المؤسس ''ات اإلداري ''ة المس ''تقلة يش ''كل دعم كب ''يرا
القتصاد الدولة في المحافظة على مركز رجال األعمال الوطنيين و األجانب .
قائمة المصادر و المراجع
أوال :المصادر
الدستور: -1
دستور . 1963 -
الق ''انون رقم ،88-01م ''ؤرخ في 12ج ''انفي ،1988المتعل ''ق بالق ''انون الت ''وجيهي -
للمؤسس ''ات العمومي ''ة اإلقتص ''ادية ،ج ر ع ''دد ،2المؤرخ ''ة في 13ج ''انفي ،1988
المعدل و المتمم .
الق' ''انون رقم 07-90ا ،المتعل' ''ق ب' ''اإلعالم ،الص' ''ادر في 3أفري' ''ل ، 1990ج ر -
عدد ، 14المؤرخة في 3أفريل . 1990
الق' ''انون رقم ، 10 – 90المتعل' ''ق بالنق' ''د و الق' ''رض ، ،الص' ''ادر في 14أفري' ''ل -
، 1990جر عدد ، 16المؤرخة في 14أفريل 1990و قد تم إلغاء ه'ذا الق'انون
بموجب القانون ، 11 03الصادر في 11أوت ، 2003المتعلق بالنقد والقرض .
أم ''ر رقم 95-25م ''ؤرخ في 25س ''بتمبر ،1995متعل ''ق بتس ''يير رؤوس األم ''وال -
التجارية التابعة للدولة ،جر يدة رسمية عدد ،55صادر في 27سبتمبر . 1995
األم ''ر رقم ، 03 – 11المتعل ''ق بالنق ''د و الق ''رض ،الص ''ادر في 26أوت ،ج ر -
عدد ، 52المعدل و المتمم .
المرسوم التشريعي رقم ، 10 – 93المتعل''ق ببورص''ة القيم المنقول''ة ،الص''ادر في -
23ماي ، 1993ج ر عدد ، 41المؤرخة في 24ماي . 1993
األم''ر رقم ، 03- 03المتعل''ق بالمنافس''ة ،الص''ادر في 19جويلي''ة ، 2003ج ر -
ع ''دد ، 43المؤرخ ''ة في 20جويلي ''ة ، 2003مع ''دل و متمم بم ''وجب الق ''انون رقم
12 – 08الص' ''ادر في 25جويلي' ''ة ، 2008ج ر ع' ''دد ، 36المؤرخ' ''ة في 28
جويلي ''ة ، 2008المع ''دل و المتمم بم ''وجب الق ''انون رقم ، 05 – 10الص ''ادر في
15أوت ، 2010ج ر عدد ، 46المؤرخة في 17أوت . 2010
الق''انون رقم ، 03 – 2000المتعل''ق بالبري''د و المواص''الت الس''لكية و الالس''لكية ، -
الصادر في 5أوت ،2000ج ر عدد ، 48المؤرخة في 6أوت . 2000
القانون رقم ، 01 – 02المتعلق بالكهرباء و الغاز بواسطة القن''وات ،الص''ادر في -
5فيفري ، 2002ج ر عدد ، 8المؤرخة في 5فيفري . 2002
الق ' ''انون رقم ، 11-02المتعل ' ''ق بق ' ''انون المالیة لس ' ''نة ، 2003الص ' ''ادر في 24 -
ديسمبر ، 2002ج ر عدد ، 86المؤرخة في 25دیسمبر . 2002.
القانون رقم ، 07 – 05المتعلق بالمحروقات ،صالدر في 28أفريل ، 2005ج -
ر عدد ، 50المؤرخة في 19جويلية ، 2005المعدل و المتمم .
القانون رقم ، 01 – 06الص'ادر في 20فيف'ري ، 2006المتعلقبالوقاي'ة من الفس'اد -
و مكافحته ،ج ر عدد ، 14المؤرخة في 8مارس ، 2006المعدل و المتمم .
الق'انون رقم ، 04 – 06المتعل'ق بالتأمين'ات ،الص'ادر في 20فيف'ري ، 2006ج -
ر عدد ، 15المؤرخة في 22فيفري . 2006
الق' ''انون العض' ''وي رقم ، 05 – 12المتعل' ''ق ب' ''اإلعالم ،الص' ''ادر في 12ج' ''انفي -
، 2012ج ر عدد ، 2المؤرخة في 15جانفي . 2012
النصوص التنظيمية: -3
المرس' ''وم التنفي' ''ذي رقم ، 199 – 03المتعل' ''ق بالنظ' ''ام ال' ''داخلي للوكال' ''ة الوطني' ''ة -
للممتلك''ات النجمي''ة ،الص''ادر في 1أفري''ل ، 2004ج ر ع''دد ، 20المؤرخ''ة في
14أفريل . 2004
المرس' ''وم التنفي' ''ذي رقم ، 94 – 04المتعل' ''ق بالنظ' ''ام ال' ''داخلي للوكال' ''ة الوطني' ''ة -
للجيولوجيا و المراقبة المنجمية ،جر عدد ، 20المؤرخة في 14أفريل . 2004
المرس ''وم التنفي ''ذي رقم ، 303 – 08الص ''ادر في 27س ''بتمبر ، 2008المتعل ''ق -
بصالحيات و قواع'د تنظيم س'لطة الض'بط الخ'دمات العمومي'ة للمي'اه و عمله'ا ،ج ر
عدد ، 60المؤرخة في 28سبتمبر . 2008
المرسوم النفيذي رقم ، 308-15الصادر في 06ديسمبر . 2015 -
ثانيا :المراجع
كماسي محمد األمين ،دادن عب'د الغ'ني ،تحلي'ل النفق'ات في الميزاني'ة العام'ة للدول'ة -
باستخدام أسلوب التحليل إألى المركاب األاساس''ية حال''ة الجزائ''ر من الف''ترة الممت''دة
من بين ، 2000 – 1979العدد ، 1مجلة الباحث ،ورقلة . 2002 ،
عجابي عماد ،التجربة الجزائرية إلحداث سلطات الضبط اإلقتصادي ،منشور -
على الموق ' ' ' ' ' ' ''ع ، https://www.asjp.cerist.dz/en/article/34365ت ' ' ' ' ' ' ''اريخ النش ' ' ' ' ' ' ''ر
، 09/09/2018على الساعة . 20/45
عج''ابي عم''اد ،تك''ريس مب''دأ حري''ة التج''ارة و الص''ناعة في الجزائ''ر ،مجل''ة الب''احث -
للدراس ''ات األكاديمي ''ة ،الع ''دد الراب ''ع ،كلي ''ة الحق ''وق ،جامع ''ة المس ''يلة ،ديس ''مبر
.2014
عص ''مت بك ''ر أحم ''د ،ت ''دخل الدول ''ة لتحقي ''ق الكف ''اءة اإلقتص ''ادية في ظ ''ل اإلقتص ''اد -
اإلسالمي و اإلقتصاد الوضعي ( دراسة مقارنة ) ،مجلة تكريت للعل''وم اإلداري''ة و
اإلقتصادية ،المجلد ، 5العدد . 2009 ، 14
ونادي رشيد ،ألية تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي عبر سياس'تها المالي'ة ،مجل'ة -
أبحاث إقتصادية و إدارية ،العدد التاسع ،جوان ، 2011جامعة بسكرة .
وص''اف س''عيدي ،ال''دور اإلقتص''ادي الجدي''د للدول''ة في ظ''ل العولم''ة ،مجل''ة مخ''بر -
الشراكة و اإلستثمار ،عدد ، 921الجزائر .
محمد عبد المومن ،المفهوم التطوري للدولة بين المضامين اإلقتصادية والمضامين -
اإلجتماعي ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ''ة ،مق ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ''ال منش ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ''ور على الموق ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ' ''ع :
، https://www.asjp.cerist.dz/en/article/21707ت''اريخ الول''وج 09/09/2018 :
،على الساعة . 19/22 :
معيزي قويدر ،تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي في ظ'ل اقتص'اد الس'وق ،مجل'ة -
اإلقتصاد الجديد ،العدد ، 8ماي . 2013
نصر ال'دين األخض'ري ،ق'انون األمالك الوطني'ة الجزائ'ري بين ض'رورات التط'ور -
و حقيقة التعثر ،مجلة دفاتر السياسة و القانون ،العدد ، 2جوان . 2009
بالفرنسية :
- Jean-Claude Prager et François Villeroy de Galhau , Dix-huit
Leçons sur la politique économique. A la recherche de la régulationk
. SUIL . 2003 .
األطروحات: -3
عج ''ة الجياللي ،المظ ''اهر القانوني ''ة لإلص ''الحات االقتص ''ادية ،أطروح ''ة لني ''ل درج ''ة -
الدكتوراه في القانون ،معهد الحقوق والعلوم اإلدارية،جامعة الجزائر. 2004 ،
كت ''و محم ''د الش ''ريف ،الممارس ''ات المنافي ''ة للمنافس ''ة في الق ''انون الجزائ ''ري (دراس ''ة -
مقارن ''ة بالق ''انون الفرنس ''ي ) ،أطروح ''ة دكت ''وراه ،دول ''ة في الق ''انون الع ''ام ،كلي ''ة
الحقوق ،جامعة تيزي وزو . 2004 ،
https://www.asjp.cerist.dz/en/article/34365
https://www.asjp.cerist.dz/en/article/21707
الفهرس
المقــدمة 1...........................................................................................
اإلقتصادي 9...................................................................................
المبحث الثاني :األراء الفقيه حول تدخل الدولة في النشاط اإلقتصادي بين التأييد و المعارضة. .
13
الخــــــاتمة 52........................................................................................
الفهرس 59..........................................................................................
ورقة خاصة بعرض تكوين السنة الثالثة قانون عام – مقياس القانون اإلقتصادي العام
السداسي :السادس
القانون اإلداري