You are on page 1of 14

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫يعتبر إحداث المحاكم المالية ضمانة مهمة في سبيل تقويم السياسات العامة في مختلف‬
‫المجتمعات الديموقراطية‪ ،‬وذلك عن طريق تحصين المؤسسات وحماية المال العام السيما إذا‬
‫توفرت الضمانات الالزمة لتفعيل هذه المحاكم‪.1‬‬

‫من جهة ثانية‪ ،‬يمكن القول على أن المحاكم المالية ممثلة في المجلس األعلى للحسابات‬
‫والمجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬تعتبر بمثابة قضاء متخصص لحماية المال العام؛ وقد أشار‬
‫إليها الدستور الجديد لسنة ‪ 1122‬في الباب العاشر منه تحت عنوان "المجلس األعلى‬
‫للحسابات"‪ ،‬في الفصول من‪241‬إلى ‪251‬منه؛ وأيضا بمقتضى القانون رقم ‪ 91.66‬المعتبر‬
‫بمثابة مدونة المحاكم المالية‪.2‬‬

‫وانسجاما مع التوجه الذي سار عليه القانون المنظم للمحاكم المالية‪ ،‬سنعمل على تناول‬
‫تأليف وسير عمل كل من المجلس األعلى للحسابات والمجالس الجهوية من خالل المطلبين‬
‫اآلتيين‪:‬‬

‫‪ 1‬للتعمق في هذه المحاكم يمكن الرجوع إلى ‪:‬‬


‫أحميدوش مدني‪ :‬المحاكم المالية في المغرب؛ دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة؛ مطبعة فضالة‪ /‬الدمحمية؛ الطبعة األولى‬
‫‪4141‬ه‪4002 /‬م‪.‬‬

‫‪ 2‬القانون رقم ‪ 99.66‬المتعلق بمدونة المحاكم المالية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0.19.091‬المؤرخ ب فاتح‬
‫ربيع اآلخر ‪ 01( 0191‬يونيو ‪9119‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 9 0111‬جمادى اآلخرة ‪ 00( 0191‬غشت ‪.9119‬‬

‫‪2‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تنظيم واختصاصات المجلس األعلى للحسابات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأليف المجالس الجهوية للحسابات وكيفية سير عملها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تنظيم واختصاصات المجلس األعلى‬


‫للحسابات‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬تنظيم المجلس األعلى للحسابات‪.‬‬

‫بحسب المادة الرابعة من القانون ‪ 99.66‬فإن المجلس األعلى للحسابات يتألف‬


‫المجلس من قضاة يسري عليهم النظام األساسي الخاص المنصوص عليه في الكتاب الثالث‬
‫من هذا القانون‪ ،‬وهم‪:‬‬

‫‪ -‬الرئيس األول‪.‬‬
‫‪ -‬الوكيل العام‪.‬‬
‫‪ -‬المستشارون‪.‬‬

‫يتوفر المجلس على كتابة عامة وعلى كتابة الضبط "‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الرئيس األول‪.‬‬

‫خصص المشرع المغربي للرئيس األول المواد ‪ 8‬إلى ‪ ،31‬والذي تتجلى أهم‬
‫مقتضياته فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬يتولى الرئيس اإلشراف العام على المجلس وعلى تنظيم أشغاله وتسيير‬
‫إدارته؛‬
‫‪ ‬يتولى مراقبة أعمال وأنشطة قضاة المحاكم المالية ماعدا القضاة المعينين‬
‫بالنيابات العامة لدى المحاكم؛‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬يقوم بتسيير الشؤون اإلدارية للقضاة وباقي الموظفين اإلداريين التابعين‬
‫للمحاكم؛‬
‫‪‬يجوز للرئيس أن يقدم في جميع القضايا التي تدخل في مجال اختصاصات‬
‫المجلس‪ ،‬مالحظاته واقتراحاته إلى سلطات الحكومية المختصة بواسطة‬
‫مذكرات استعجالية؛ ويخبر باإلجراءات التي تتخذ في شأنها‪ ،‬وتدرج عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬في تقارير المجلس؛‬
‫‪ ‬يلزم األشخاص الذين توجه إليهم المذكرات االستعجالية باإلجابة عليها في‬
‫أجل ستين يوما؛‬
‫‪ ‬يوجه الرئيس األول نسخا من مجموع المذكرات االستعجالية واألجوبة المتعلقة‬
‫بها إلى الوزير المكلف بالمالية؛‬
‫‪ ‬يعهد في كل و ازرة إلى موظف سام له على األقل رتبة مدير اإلدارة المركزية‬
‫بمهمة تتبع اإلجراءات المتخذة بشأن المذكرات االستعجالية للرئيس األول‪،‬‬
‫ويبلغ هذا التعيين للمجلس‪.‬‬
‫‪ ‬يجوز للرئيس أن يأمر بإجراء كل بحث تمهيدي في الميادين الخاضعة لرقابة‬
‫المجلس مع مراعاة مقتضيات المادة ‪ 55‬من هذا القانون‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوكيل العام للملك‪.‬‬

‫حدد مهام الكيل العام للملك المادة‪ 24‬من القانون رقم ‪91.66‬؛ التي تتلخص‬
‫مضامينها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يمارس مهام النيابة العامة الوكيل العام للملك؛ ويساعده محامون عامون‪،‬‬
‫وإذا تغيب أو عاقه عائق ناب عنه أحد المحامين العامين الذي يعينه سنويا‬
‫لهذا الغرض‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬يمارس الوكيل العام للملك مهام النيابة العامة بإيداع مستنتجات أو ملتمسات‪،‬‬
‫وال يقوم مهام النيابة العامة إال في المسائل القضائية المسند النظر فيها إلى‬
‫المجلس‪.‬‬
‫‪‬تبلغ إليه التقارير المتعلقة باالختصاصات القضائية للمجلس؛‬
‫‪ ‬يحيل على المجلس العمليات التي قد تشكل تسيي ار بحكم الواقع؛‬
‫‪ ‬يلتمس من الرئيس األول فيما إذا وقع تأخير في اإلدالء بالحسابات‪ ،‬تطبيق‬
‫الغرامة المنصوص عليها في المادة ‪ 42‬من هذا القانون؛‬
‫‪ ‬ينسق ويراقب عمل النيابة العامة لدى المجالس الجهوية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المستشارون‬

‫إضافة إلى الرئيس والوكيل العام للملك‪ ،‬فإن المجلس األعلى للحسابات‬
‫يتوفر على كتابة عامة وعلى كتابة للضبط‪ .‬تتولى هذه األخيرة بحسب‬
‫المادة‪ 41‬من القانون رقم ‪ 14.22‬تسجيل الحسابات والوثائق المحاسبية‬
‫األخرى المقدمة إلى المجلس وتوزيعها على الغرف حسب برنامج أشغال‬
‫المجلس المشار إليه في المادة ‪ 8‬أعاله‪ ،‬وتقوم كتابة الضبط بحفظ الحسابات‬
‫والوثائق المذكورة وكذا بتبليغ الق اررات وإجراءات المجلس األخرى‪ ،‬كما تشهد‬
‫بصحة نسخ ومختصرات األحكام القضائية‪.‬‬
‫إضافة لما‪ ،‬فإن المجلس األعلى للحسابات يتكون من العديد من الهيئات‪-‬‬
‫هيئات المجلس األعلى‪ ،-‬والتي تتمثل حسب المادة ‪ 41‬من قانون المحاكم‬
‫المالية فيما يلي‪ :‬الجلسة الرسمية‪ ،‬هيئة الغرف المجتمعية‪ ،‬هيئة الغرف‬
‫المشتركة‪ ،‬غرفة المشورة‪ ،‬الغرف‪ ،‬فروع الغرف‪ ،‬ولجنة البرامج والتقارير‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اختصاصات المجلس األعلى للحسابات‬

‫تناول المشرع المغربي بمقتضى الباب الثاني من القانون رقم ‪ 99.66‬االختصاصات‬


‫المسندة له والمساطر المتبعة أمامه؛ مؤكدا ما سبق للدستور المغربي لسنة ‪ 9133‬أن أكد‬
‫عليه بمقتضى الفصلين‪ 341‬و‪348‬؛ وعموما‪ ،‬فإننا نستشف من خالل هذه المقتضيات ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪-‬يتولى المجلس األعلى للحسابات مراقبة المالية العمومية للملكة (الفقرة األولى من الفصل‬
‫‪ 341‬من الدستور)؛‬

‫‪-‬يمارس المجلس األعلى للحسابات مهمة تدعيم وحماية مبادئ وقيم الحكامة الجيدة‬
‫والشفافية والمحاسبة‪ ،‬بالنسبة للدولة واألجهزة العمومية (الفقرة الثانية من الفصل‪ 341‬من‬
‫الدستور)؛‬

‫‪-‬يتولى المجلس األعلى للحسابات ممارسة المراقبة العليا على تنفيذ قوانين المالية‪ .‬ويتحقق‬
‫من سالمة العمليات المتعلقة بمداخيل ومصاريف األجهزة الخاضعة لمراقبته بمقتضى‬
‫القانون‪ .‬ويقيم كيفية تدبيرها لشؤونها‪ ،‬ويتخذ عند االقتضاء‪ ،‬عقوبات عن كل إخالل بالقواعد‬
‫السارية على العمليات المذكورة (الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 314‬من الدستور)؛‬

‫‪-‬تناط بالمجلس األعلى للحسابات مهمة مراقبة وتتبع التصريح بالممتلكات‪ .‬وتدقيق حسابات‬
‫األحزاب السياسية‪ ،‬وفحص النفقات المتعلقة بالعمليات االنتخابية(الفقرة األولى من الفصل‬
‫‪ 341‬من الدستور)‪.‬‬

‫‪-‬يقدم المجلس األعلى للحسابات مساعدته للحكومة‪ ،‬في الميادين التي تدخل في نطاق‬
‫اختصاصاته بمقتضى القانون (الفصل ‪ 348‬من الدستور)؛‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬ينشر المجلس األعلى للحسابات جميع أعماله‪ ،‬بما فيها التقارير الخاصة والمقررات‬
‫القضائية (الفقرة الرابعة من الفصل‪ 348‬من الدستور)‪.‬‬

‫‪-‬يرفع المجلس األعلى للحسابات للملك تقري ار سنويا‪ ،‬يتضمن بيانا عن جميع أعماله‪،‬‬
‫ويوجهه أيضا إلى رئيس الحكومة‪ ،‬وإلى رئيسي مجلسي البرلمان‪ ،‬وينشر بالجريدة الرسمية‬
‫للمملكة (الفقرة الخامسة من الفصل ‪ 348‬من الدستور)‪.‬‬

‫‪-‬يقدم الرئيس األول للمجلس عرضا عن أعمال المجلس األعلى للحسابات أمام البرلمان‪،‬‬
‫ويكون متبوعا بمناقشة (الفقرة السادسة من الفصل ‪ 348‬من الدستور)‪.‬‬

‫‪-‬يدقق حسابات مرافق الدولة وكذا حسابات المؤسسات العمومية والمقاوالت التي تملك الدولة‬
‫أو المؤسسات العمومية رأسمالها كليا أو بصفة مشتركة بين الدولة والمؤسسات العمومية‬
‫والجماعات المحلية‪ ،‬إذا كانت هذه األجهزة تتوفر على محاسب عمومي‪( ،‬المادة ‪ 92‬من‬
‫القانون رقم ‪.)66.99‬‬

‫‪-‬البت في الحسابات‪ ،‬فبمقتضى المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ ،99.66‬فإن المستشار المقرر‬
‫يقدم تقريره إلى الهيئة‪ ،‬ويبدي المستشار المراجع رأيه حول كل اقتراح من اقتراحات المستشار‬
‫المقرر‪ ،‬ويقدم ممثل النيابة العامة مستنتجاته‪ ،‬وإذا تغيب أو عاقه عائق تولى رئيس الهيئة‬
‫تالوة مستنتجات النيابة العامة‪ ،‬وبعد المناقشة وانسحاب كل من ممثل النيابة العامة إن كان‬
‫حاض ار وكاتب الضبط‪ ،‬تتداول الهيئة وتتخذ في شأن كل اقتراح إجراء يتم تسجيله على طرة‬
‫التقرير من طرف رئيس الهيئة‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن استئناف الق اررات النهائية الصادرة ابتدائيا عن الغرف وفروع الغرف أمام‬
‫هيئة الغرف المشتركة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬استئناف أحكام المجالس الجهوية‪ ،‬حيث يبت المجلس في طلبات استئناف األحكام‬
‫الصادرة بصفة نهائية عن المجالس الجهوية‪ ،‬وذلك بناء على عريضة يتقدم بها المحاسب‬
‫العمومي أو ذوو حقوقه بصفة شخصية أو بواسطة وكيل أو زير الداخلية أو الوالي أو‬
‫العامل في حدود االختصاصات المخولة لهم تطبيقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري‬
‫بها العمل أو الوزير المكلف بالمالية أو الخازن بالجهة أو العمالة أو اإلقليم أو وكيل الملك‬
‫أو الممثل القانوني للجماعة المحلية أو الهيئة أو المؤسسة أو المقاولة العمومية المعنية‬
‫(المادة ‪ 48‬من القانون رقم ‪.)99.66‬‬

‫الطعن بالنقض‪ ،‬ذلك أنه يحق للمحاسب العمومي أو لذوي حقوقه بصفة شخصية أو‬
‫بواسطة وكيل‪ ،‬أن يمارسوا الطعن بالنقض أمام المجلس األعلى داخل أجل ستين (‪ )91‬يوما‬
‫الموالية لتاريخ تبليغ القرار النهائي الصادر استئنافيا عن المجلس‪ ،‬إذا أروا أن هناك خرقا‬
‫للقانون أو عدم احترام اإلجراءات الشكلية أو انعدام التعليل أو عدم اختصاص المجلس‬
‫(المادة ‪ 46‬من القانون رقم ‪.)99.66‬‬

‫‪ -‬طلب المراجعة‪ ،‬حيث إنه وفي حالة اكتشاف عنصر جديد‪ ،‬يحق للمحاسب العمومي أو‬
‫لذوي حقوقه بصفة شخصية أو بواسطة وكيل‪ ،‬طلب مراجعة ا‬
‫القررات النهائية الصادرة عن‬
‫المجلس ابتدائيا أو استئنافيا‪ ،‬ويخول نفس الحق إلى الوكيل العام للملك وإلى الوزير المكلف‬
‫بالمالية والوزير المعني باألمر والخازن العام للمملكة‪.‬‬

‫‪-‬التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪ ،‬ذلك أنه بحسب المادة ‪ 23‬من القانون رقم‬
‫‪ ،99.66‬فإن المجلس يمارس مهمة قضائية في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون‬
‫المالية بالنسبة لكل مسؤول أم موظف أو عون بأحد األجهزة الخاصة لرقابة المجلس‪ ،‬كل‬
‫في حدود االختصاصات المخولة له‪ ،‬والذي يرتكب إحدى المخالفات المنصوص عليها في‬
‫المواد ‪ 24‬و ‪ 22‬و ‪ 29‬بعده‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪-‬استئناف الق اررات الصادرة عن المجلس في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية‬
‫والشؤون المالية (المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪.)99.66‬‬

‫‪ -‬استئناف األحكام الصادرة عن المجالس الجهوية في ميدان التأديب المتعلق‬


‫بالميزانية والشؤون المالية (المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪.)99.66‬‬

‫‪-‬مراقبة التسيير (المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ ،)99.66‬ومراقبة استخدام األموال‬


‫العمومية (المادة ‪ 89‬من نفس القانون)‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأليف المجالس الجهوية للحسابات‬


‫واختصاصاتها‪.‬‬

‫سنقوم بتقسيم هذا المطلب إلى فقرتين؛ نتطرق في األولى لتنظيم المجالس الجهوية‬
‫للحسابات‪ ،‬على أن نتناول في الفقرة الثانية الختصاصاتها‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تنظيم المجالس الجهوية للحسابات‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 336‬من مدونة المحاكم المالية على أنه‪:‬‬

‫" يتألف المجلس الجهوي من قضاة يسري عليهم النظام األساسي الخاص المنصوص‬
‫عليه في الكتاب الثالث من هذا القانون‪ ،‬وهم‪:‬‬

‫‪ -‬رئيس المجلس الجهوي‪.‬‬


‫‪ -‬وكيل الملك‪.‬‬
‫‪ -‬المستشارون‪.‬‬

‫يتوفر المجلس الجهوي على كتابة عامة وعلى كتابة الضبط "‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أوال‪ :‬رئيس المجلس الجهوي‬

‫انطالقا من المادة المشار إليها أعاله يظهر أن الرئيس هو أهم مؤسسة بالمجلس‬
‫الجهوي نظ ار إلى أنه هو المكلف باإلشراف العام على المجلس وتنظيم أشغاله وترؤس‬
‫جلساته‪ ،‬وجلساته فروعه إن أراد ذلك‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬يسهر على تحديد البرنامج السنوي ألشغال المجلس بعد تنسيق مع‬
‫وكيل الملك ومشاركة من قبل رؤساء الفروع‪ ،‬كما يضطلع بمهمة توزيع األشغال على‬
‫المستشارين‪ ،‬وهو بذلك يكون من حيث مهامه أقرب وبشكل كبير من المهام التي يمارسها‬
‫رؤساء المحاكم العادية مع فارق جوهري يتمثل في كون هؤالء يمارسون مهامهم وفقا للق اررات‬
‫التي يتم تتخذها الجمعية العمومية للمحكمة التي تنعقد داخل الخمسة عشر يوما األولى من‬
‫شهر دجنبر من كل سنة‪.‬‬

‫ويطرح التساؤل عن الحالة التي يحول فيها مانع دون أن يمارس رئيس المجلس‬
‫الجهوي مهامه‪ ،‬هل ينوب عنه أقدم المستشارين على غرار القواعد المعمول بها في المحاكم‬
‫العادية أم هناك مقتضيات خاصة أفردها المشرع للعمل في إطار المحاكم المالية ؟ جوابا‬
‫عن هذا التساؤل‪ ،‬يمكن القول إن مدونة المحاكم المالية حسمت األمر بالتنصيص على أن‬
‫الذي ينوب عن رئيس المجلس الجهوي حال غيابه أو وجود مانع دون قيامه بمهامه هو أحد‬
‫رؤساء الفروع التابعة للمجلس‪ ،‬وإذا تعذر ذلك تمنح صالحيات الرئيس ألقدم مستشار‬
‫بالمجلس‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وكيل الملك‬

‫إلى جانب رئيس المجلس الجهوي هناك وكيل الملك الذي يمارس مهام النيابة العامة‪،‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الوكيل بالمجلس الجهوي يعين من بين المستشارين العاملين‬
‫بالمجلس‪ ،‬وهذه طريقة أقرب إلى تعيين المفوض الملكي بالمحاكم اإلدارية الذي يعينه الرئيس‬

‫‪10‬‬
‫من بين القضاة المنتمين للمحكمة اإلدارية للدفاع عن الحق والقانون‪ ،‬لكن بالمقابل‪ ،‬يختلف‬
‫تعيين وكيل الملك لدى المجلس الجهوي للحسابات عن تعيين وكيل الملك بكل من المحاكم‬
‫االبتدائية والمحاكم التجارية‪ ،‬حيث يتم التعيين بناء على القرار الذي يتخذه المجلس األعلى‬
‫للقضاء وهو ينظر في الملفات المتعلقة بالمسؤوليات على صعيد المملكة‪ ،‬فهو إذن ال يعين‬
‫من قبل الرئيس خالفا لوكيل الملك لدى المحاكم المالية‪.‬‬

‫وعلى غرار ما هو معمول به بالمحاكم االبتدائية والمحاكم التجارية‪ ،‬يساعد وكيل‬


‫الملك لدى المجلس الجهوي للحسابات نائب أو عدة نواب يعينون وفقا لنفس الطريقة التي‬
‫يتعين بها وكيل الملك لدى المجلس‪ ،‬وهو األمر الذي يتباين وطريقة تعيين نواب وكالء‬
‫الملك لدى المحاكم العادية‪.‬‬

‫ويلعب وكيل الملك بالمجلس دو ار هاما وفعاال بالنسبة للمساطر التي تعرض أمام‬
‫المجلس‪ .‬فهو الذي يقوم بإيداع مستنتجات وملتمسات النيابة العامة‪ ،‬كما تبلغ إليه التقارير‬
‫التي لها صلة باالختصاصات القضائية للمجلس الجهوي‪.‬‬

‫ويكون حضور النيابة ضروريا في القضايا التي تعرض على المجلس‪ ،‬وهذا ما‬
‫يستفاد من الفقرة الخامسة من المادة ‪ 393‬من مدونة المحاكم المالية التي تقضي بأنه‪:‬‬

‫" ويحضر – أي وكيل الملك‪ -‬جلسات المجلس الجهوي‪ ،‬وعندئذ يمكن أن يقدم‬
‫مالحظات جديدة‪ ،‬كما يجوز له أن يعين أحد نوابه لتمثيله في هذه الجلسات‪"....‬‬

‫ولوكيل الملك أن يحيل إلى المج لس على األفعال التي يكتشف أنها تدخل في‬
‫اختصاص المجلس الجهوي خاصة في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون المالية‪،‬‬
‫ويقوم إلى جانب ما سبق‪ ،‬بإشعار الوكيل العام للملك لدى المجلس بسير أعمال النيابة‬
‫العامة وذلك عن طريق تقارير يرفعها لهذه الغاية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ثالثا‪ :‬المستشارون‪.‬‬

‫ومن الهيئات التي يتكون منها المجلس الجهوي للحسابات الكتابة العامة التي تسهر‬
‫على تقديم الحسابات داخل اآلجال القانونية‪ ،‬وتقوم بإخبار وكيل الملك بكل تأخير‪ ،‬وتساعد‬
‫الرئيس في تحضير البرامج وتنسيق أشغال المجلس‪.‬‬

‫أما كتابة الضبط فهي الهيأة األساسية بالمجلس الجهوي التي تتولى تسجيل الحسابات‬
‫والوثائق المحاسبية األخرى المقدمة إلى المجلس‪ ،‬وهي التي تضطلع أيضا بمهمة حفظ‬
‫الحسابات والقيام بتبليغ األحكام وكافة إجراءات المجلس الجهوي‪.‬‬

‫وال يمكن أن ننسى أن لتأليف المجلس الجهوي للحسابات خصوصية أخرى غير ما‬
‫سلف إيراده أعاله‪ ،‬إذ يمكن تقسيمه إلى فروع بأمر من الرئيس األول الذي يعرض على‬
‫تأشيرة الوزير المكلف بالمالية والوزير المكلف بالوظيفة العمومية‪.‬‬

‫وفي ختام هذه النقطة ال بد من اإلشارة إلى أن جلسات المجلس الجهوي للحسابات‬
‫وجلسات فروعه ال تصح إال بحضور خمسة قضاة من بينهم رئيس المجلس الجهوي أو‬
‫رئيس الفرع‪ ،‬وال شك أن تشكيله المجلس المومأ إليها ال تسمح إطالقا بالتشكيلة الفردية‪،‬‬
‫وذلك خالفا للمحاكم االبتدائية التي يمكن أن تتألف هيأة الحكم بها إما من قاض منفرد أو‬
‫من ثالثة قضاة وهو العدد الذي يستلزمه التنظيم القضائي الصادر سنة ‪ 3614‬والمعدل‬
‫عدة مرات لصحة اإلجراءات أمام كافة محاكم الموضوع باستثناء محكمة النقض التي‬
‫تستوجب حضور خمسة قضاة والغرفة الجنائية االستئنافية بمحكمة االستئناف التي ال تصح‬
‫تشكيلتها ما لم تتألف من خمسة قضاة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اختصاصات المجالس الجهوية للحسابات‬

‫بحسب الفصل ‪ 346‬من دستور ‪ ،9133‬تتولى المجالس الجهوية للحسابات مراقبة‬


‫حسابات الجهات والجماعات الترابية األخرى وهيئاتها‪ ،‬وكيفية قيامها بتدبير شؤونها‪ .‬وتعاقب‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬عن كل إخالل بالقواعد السارية على العمليات المذكورة‪.‬‬

‫وقد وقفت المادة ‪ 338‬من القانون رقم ‪ 99.66‬على أهم اختصاصات المجالس‬
‫الجهوية للحسابات؛ حيث إنه يمارس في حدود اختصاصه‪:‬‬

‫‪ :4‬البت في حسابات الجماعات المحلية وهيئاتها والمؤسسات العمومية‬


‫الخاضعة لوصاية هذه الجماعات والهيئات ومراقبة تسييرها؛‬
‫‪ : 4‬مراقبة تسيير المقاوالت المخولة االمتياز في مرفق عام محلي أو المعهود‬
‫إليها بتسييره والشركات والمقاوالت التي تملك فيها جماعات محلية وهيئات‬
‫ع لى انفراد أو بصفة مشتركة بشكل مباشر أو غير مباشرة أغلبية األسهم في‬
‫الرأسمال أو سلطة مرجحة في اتخاذ القرار؛‬
‫‪ :2‬مراقبة استخدام األموال العمومية التي تتلقاها المقاوالت غير تلك المذكورة‬
‫أعاله‪ ،‬أو جمعيات أو أجهزة أخرى تستفيد من مساهمة في رأس المال أو‬
‫مساعدة كي فما كان شكلها تقدمها جماعة محلية أو هيئة أو أي جهاز آخر‬
‫يخضع لمراقبة المجلس الجهوي؛‬
‫‪ :1‬ممارسة مهمة قضائية في ميدان التأديب المتعلق بالميزانية والشؤون‬
‫المالية بالنسبة لكل مسؤول أو مستخدم يعمل في‪:‬‬
‫‪-‬الجماعات المحلية وهيئاتها؛‬
‫‪-‬المؤسسات العمومية الخاضعة لوصاية هذه الجماعات والهيئات؛‬

‫‪13‬‬
‫‪-‬كل شركات أو المقاوالت التي تملك فيها الجماعات المحلية أو الهيئات على‬
‫انفراد أو بصفة مشتركة بشكل مباشر أو مباشر أغلبية األسهم في الرأسمال أو‬
‫سلطة مرجحة في اتخاذ القرار؛‬
‫يخضع كل من الوالي والعامل لقضاء المجلس الجهوي في الحاالت التي‬
‫يعمالن فيها باعتبارهما آمرين بالصرف لجماعة محلية أو هيئة‪ ،‬وفي الحاالت‬
‫األخرى تطبق عليهما مقتضيات الفصل الثاني من الباب الثاني من الكتاب‬
‫األول من هذا القانون‪.‬‬
‫‪ : 5‬المساهمة في مراقبة اإلجراءات المتعلقة بتنفيذ ميزانيات الجماعات المحلية‬
‫وهيئاتها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المحكمة العسكرية و المحكمة الدستورية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المحكمة العسكرية‬

‫يدخل القانون الجديد للقضاء العسكري‪ 3‬في إطار تطبيق مقتضيات الدستور الحالي‬
‫للمملكة لسنة ‪ ،9133‬سيما في الشق المتعلق بتعزيز مبادئ حقوق اإلنسان وتحقيق المساواة‬
‫أمام القانون وفي الولوج إلى القضاء‪.‬‬

‫وقد ألغى القانون المذكور النصوص السابقة المخالفة ألحكامه والتي كانت تنظم‬
‫القضاء والعدل العسكريين‪ ،4‬ويتميز القانون الجديد باعتماده لتصور ورؤية جديدة لهذا النوع‬
‫من القضاء تنبني باألساس على اعتبار المحكمة العسكرية محكمة عادية متخصصة بدل‬
‫طبيعتها االستثنائية التي عرفت بها لسنوات كثيرة خلت‪.‬‬

‫‪ - 3‬القانون رقم ‪ -42 -408‬الصادر األمر بتنفيذه بالظهير الشريف رقم ‪ 481 -41 -4‬بتاريخ ‪ 41‬من صفر ‪40 ( 4121‬‬
‫دجنبر ‪ ،)4041‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 1244‬بتاريخ فاتح يناير ‪ .4045‬ص وما يليها‪.‬‬
‫‪ - 4‬ويتعلق األمر حسب المادة ‪ 442‬من القانون ‪ 42 -408‬ب‪:‬‬
‫‪ -‬الظهير بمثابة قانون رقم ‪ 4.51.410‬بتاريخ ‪ 1‬ربيع الثاني ‪ 40 ( 4211‬نونبر ‪ )4251‬النظم للقضاء أو العدل‬
‫العسكري‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4242‬بتاريخ ‪ 42‬شعبان ‪ 4214‬الموافق لـ ‪ 45‬مارس ‪ ،4251‬ص‪.141.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاني من الظهير الشريف رقم ‪ 4.58.481‬الصادر في ‪ 4‬شتنبر ‪ 4258‬بشأن الوجيز على المخالفات للتشريع‬
‫الخاص باألسلحة والعتاد واألدوات المفرقعة‪.‬‬
‫‪14‬‬

You might also like