You are on page 1of 26

‫ماستر‪ :‬تدبير المالية العمومية‬

‫مادة‪ :‬هيئات الضبط والحكامة المالية واالقتصادية‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من اعداد الطلبة‪:‬‬


‫األستاذ عمر العسري‬ ‫✓ عبد العزيز معطلوي‬
‫✓ سكينة مودن‬
‫✓ باسمة الحوات‬

‫السنة الجامعية ‪2020 - 2019 :‬‬


‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫تــقــــــديــم‬
‫تعتبر السوق المالية سوق رأس المال طويل األجل الذي يمثل مجموع العرض والطلب‬
‫على رأس المال لالكتتابات‪ 1‬في رأس مال الشركات واالستثمارات طويلة األمد‪ ،2‬كما أن‬
‫األسواق المالية تشكل في العصر الحديث محور اهتمام االقتصاديين وشغلهم الشاغل‪ ،‬فمن‬
‫خاللها يتم تداول رساميل أكبر الشركات في البلد وبالتالي تعتبر مقياس اقتصاد هذا البلد‬
‫والمرآة التي تعكس حقيقة وضعه ومدى نشاطه وأداة لتقويمه‪ ،‬وانطالقا من هذه األهمية‬
‫العظيمة تسعى الدول إلى الرقابة واالشراف على عمل هذه األسواق منعا لحدوث التالعبات‬
‫من قبل بعض المتعاملين في السوق‪ ،‬ولقد كان يعتقد أن السوق قادر على يحكم نفسه وأن‬
‫يصحح نفسه بنفسه إال أن التجربة أثبتت عدم صواب هذه األفكار‪ ،‬كما أن أصحابها اعترفوا‬
‫بخطئهم بعدما اشتدت األزمة‪.3‬‬
‫وفي المغرب بادرت السلطات العمومية إلى إصالح السوق المالي عبر تحويل المغرب‬
‫من اقتصاد المديونية إلى اقتصاد األسواق المالية‪ ،‬بهدف الوصول إلى نوع من التعبئة‬
‫المتزايدة وإلى التخصيص األمثل للموارد‪ ،4‬وتم احداث مجلس أخالقيات القيم المنقولة‬
‫(‪ )CDVM‬سنة ‪ ، 1993‬كمؤسسة عمومية تحظى بالشخصية المعنوية‪ ،‬ويلعب هذا المجلس‬
‫دور "دركي البورصة" من خالل رصد وزجر التجاوزات المحتملة للفاعلين في السوق‬
‫المالية‪.5‬‬
‫بعد التطور الذي عرفه االقتصاد المغربي ظهرت الحاجة إلى إدخال اصالحات على‬
‫السوق المالية‪ ،‬فوعيا منه بأهمية ضبط السوق ودوره المحوري في جلب االستثمارات‬
‫وتحسين مناخ األعمال‪ ،‬وقصد تجاوز مظاهر قصور مجلس أخالقيات القيم المنقولة‪ ،‬بادر‬
‫المشرع المغربي إلى اصدار القانون ‪ 43.12‬التعلق بإحداث الهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل‪ ،6‬كمالءمة لالسم مع المهام التي ستقوم بها هذه اآللية الرقابية‪ ،7‬و كشخص معنوي‬
‫عمومي يتمتع باالستقالل المالي‪ ،‬لتحل محل المجلس السالف الذكر‪ ،8‬فقد عهد إليها المشرع‬
‫التأكد من حماية االدخار الموظف في األدوات المالية والسهر طبقا لمبادئ حماية االدخار‬
‫والمعاملة العادلة للمستثمرين وتأمين الشفافية ونزاهة سوق الرساميل وعلى اخبار‬

‫‪ 1‬يعرف االكتتاب كونه تصرف قانوني يلتزم بمقتضاه المكتتب بتقديم حصة في رأس مال شركة تتمثل في عدد معين من األسهم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Alain CHOINEL et Gérard ROUYER : le marché financier : Structures et Acteurs, P:44 In: la revue banque‬‬
‫‪éditeur; 4éme édition, Paris 1990, p39.‬‬
‫‪3‬سلمى بوزيان‪ ،‬الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق ‪-‬سطات‪2015-2016 -‬ص‪4:‬‬
‫‪4‬سلمى بوزيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.6 :‬‬
‫‪ 5‬مصطفى علوش‪ ،‬اآلليات القانونية لتدخل الدولة في المجال االقتصادي بالمغرب‪-‬دراسة قانونية لتحوالت الدور االقتصادي للدولة منذ برامج‬
‫التقويم الهيكلي إلى سنة ‪ -2016‬أطروحة لنيل الدكتورة في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم الحقوق السويسي‪ ،‬جامعة محمد الخامس الرباط‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪ ،2018-2017:‬ص‪.222 :‬‬
‫‪6‬الظهير شريف رقم ‪ 1.13.21‬الصادر في فاتح جمادى األولى ‪ 1434‬الموافق ل‪ 13‬مارس ‪ ،2013‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 43.12‬المتعلق بالهيئة‬
‫المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 6142‬الصادرة بتاريخ ‪ 30‬جمادى األولى ‪ 1434‬الموافق ل ‪ 11‬أبريل ‪.2013‬‬
‫‪7‬سلمى بوزيان‪ ،‬مرجع سابق‪2016 ،‬ص‪.6:‬‬
‫‪8‬مصطفى علوش‪ ،‬مرجع سابق ص‪.223 :‬‬

‫‪1‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫المستثمرين والتحقق من المعلومات ونشرها وفق األنظمة الجاري بها العمل‪ ،‬اضافة إلى‬
‫تنظيم والسهر على احترام القواعد المنظمة لعمل البورصة‪ ،‬ومن هذا المنطلق سيعمل وضع‬
‫الهيئة الجديدة لسوق الرساميل على تحسين جاذبية المغرب بشكل كبير لدى المستثمرين‬
‫األجانب‪ ،‬كما سيعطي بعدا جديدا لسوق الرساميل المغربي وبالتالي تجاوز اإلطار التنظيمي‬
‫السابق الذي يعتبر غير مناسب للتطور السريع لسوق الرساميل بصفة عامة وسوق البورصة‬
‫بصفة خاصة ‪.9‬‬
‫يكتسي موضوع هيئة الرساميل أهمية بالغة‪ ،‬سواء على المستوى النظري أو العملي‪،‬‬
‫فعلى المستوى النظري فهو من المواضيع القانونية الحديثة التي الزالت تحتاج إلى البحث‬
‫والدراسة القانونية الرتباطه بمجموعة من المؤسسات القانونية‪ ،‬أما على المستوى العملي‬
‫فالموضوع يجد أهميته نظرا لل تحوالت االقتصادية والمالية التي عرفها العالم والتي كان‬
‫المغرب معنيا بآثارها وتداعياتها األمر الذي فرض عليها التسلح بدركي للسوق المالية‬
‫المغربية لخلق مناخ جديد لدعم الثقة في السوق المالي الوطني لدى أصحاب الشركات بعدما‬
‫أحجمت العديد من الشركات عن إدراج اسمها في البورصة‪.‬‬
‫وحتى يقوم هذا الدركي بأداء مهامه التي هي في غاية األهمية والحساسية‪ ،‬فقد حاول‬
‫المشرع هيكليته وتنظيمه بما يستجيب لطبيعة مهامه‪ ،‬إال أن ذلك لم يخف التساؤل حول‬
‫استقالليته لما لها من أثر على فعالية تدخله في تنظيم سوق الرساميل بالمغرب‪ ،‬ومنه تطرح‬
‫إشكالية رئيسية تتجلى في مدى كفاية اآلليات القانونية المتاحة للهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل لتخليق السوق المالي وضبط العملية االقتصادية؟‬
‫هذه اإلشكالية تتفرع عنها مجموعة من التساؤالت الفرعية من قبيل‪ ،‬كيف نظم المشرع‬
‫المغربي الهيئة المغربية لسوق الرساميل؟ وما هي الصالحيات التي أوكلها لها لضبط‬
‫وتخليق السوق المالية؟‬
‫محاولة منا معالجة اإلشكالية الرئيسية واإلجابة على التساؤالت الفرعية سوف نقوم بتقسيم‬
‫الموضوع وفق التصميم التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التنظيم القانوني للهيئة ومحدودية االستقاللية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صالحيات الهيئة المغربية لسوق الرساميل ضمانة لضبط العملية‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪ 9‬المكتبة القانونية االلكترونية‪ ، www.bibliojuriste.club:‬تاريخ الزيارة ‪ 20‬مارس ‪ 2020‬على الساعة ‪ 18‬و ‪ 20‬دقيقة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫المبحث األول‪ :‬التنظيم القانوني للهيئة ومحدودية االستقاللية‬

‫حتى يقوم هذا الدركي بأداء مهامه التي هي في غاية األهمية والحساسية فقد حاول‬
‫المشرع هيكلته وتنظيمه بما يستجيب لطبيعة مهامه (المطلب األول) إال أن ذلك لم يمنع‬
‫المشرع من جعل الهيئة المغربية لسوق الرساميل تخضع ألليات رقابية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬هيكلة الهيئة المغربية لسوق الرساميل‬


‫تتألف الهيئة المغربية لسوق الرساميل من مجلس اإلدارة ومن المجلس التأديبي‪ ،10‬ومن‬
‫خالل هذا المطلب سنتطرق لمسألة تأليف المجلس اإلداري (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم المجلس‬
‫التأديبي (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المجلس اإلداري‬
‫يتألف مجلس إدارة الهيئة المغربية لسوق الرساميل باإلضافة إلى رئيس من عدة‬
‫أعضاء تم تحديد أغلبهم مسبقا من خالل صفاتهم‪ ،‬وهكذا يتضح من خالل المادة ‪ 15‬من‬
‫القانون المنظم للهيئة أنه‪ ،‬يسير الهيئة مجلس إدارة يتألف باإلضافة إلى رئيسيه من ممثلين‬
‫اثنين عن اإلدارة من دوي االختصاص‪ ،‬ومن ممثل واحد عن بنك المغرب يعين بصورة‬
‫قانونية من قبل والي بنك المغرب‪ ،‬ومن ثالث شخصيات تعين بصفة شخصية لمدة أربع‬
‫سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ،‬من طرف اإلدارة بالنظر إلى كفاءتهم في المجالين المالي‬
‫والقانوني ومشهود لهم بالنزاهة‪ ،‬وال يجوز أن تنتمي هذه الشخصيات عند تسميتها وطيلة مدة‬
‫انتدابها إلى اال دارة العمومية أو إلى مؤسسة عمومية وال أن تشغل مناصب المسؤولية داخل‬
‫األشخاص والهيئات الخاضعة لمراقبة الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬ويعين أعضاء‬
‫مجلس اإلدارة ‪.11‬‬
‫في ظل القانون المنظم لمجلس القيم المنقولة الذي حلت محله الهيئة المذكورة‪ ،‬كانت‬
‫مقتضيات المادة الثانية من المرسوم رقم ‪ 12 2.93.689‬تحدد األعضاء الممثلين لإلدارة‪،‬‬
‫وهم وزير العدل أو ممثله و الوزير المكلف بالمالية أو ممثله ومدير الخزينة العامة والمالية أو‬
‫ممثله‪ ،‬أما القانون المنظم للهيئة فهو لم يعمل على تحديد ممثلي اإلدارة واكتفى باإلشارة إلى‬
‫أنه يتعين أن يكونوا من ذوي االختصاص‪.‬‬

‫‪10‬المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 43.12‬المتعلق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل‪.‬‬


‫‪11‬المادة ‪ 15‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪12‬المرسوم رقم ‪ 2.91.689‬كما تم تتميمه وتعديله بموجب المرسوم الصاد عن الوزير األول تحت رقم ‪ 551-204‬الصادر بتاريخ ‪ 8‬رمضان‬
‫‪1425‬الموافق ل‪ 22،‬أكتوبر ‪ 2004‬المنشور بالجريدة عدد ‪ 5262‬بتاريخ ‪ 4‬نونبر ‪ 2004‬ص ‪.2025‬‬

‫‪3‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫و المشرع لم يحدد مدة تعينهم وذلك نظرا ألن مهامهم داخل الهيئة تعتبر تابعة لمهامهم‬
‫الرئيسية التي يعينون من أجلها‪.13‬‬
‫ال يجوز عزل أعضاء مجلس اإلدارة المعينين بصفة شخصية إال في حالة عدم قدرتهم‬
‫على مزاولة مهامهم أو في حالة ارتكابهم خطأ فادحا أو عند وقوع حالة التنافي المشار إليها‬
‫في الفقرة األولى من المادة ‪ ،15‬وعند وقوع حالة التنافي‪ ،‬ينتهي انتداب العضو المعني بقوة‬
‫القانون‪ ،14‬ويستشف من خالل تحديد حاالت التنافي المشار إليها ميل المشرع نحو إرساء‬
‫جرعة كافية من الصرامة التي من شأنها أن تدعم سيادة الشفافية على مستوى تركيبة هذا‬
‫المجلس حتى تكون مهمة السهر على المساواة في التعامل مع المكتتب أمرا قريب التحقق‪.‬‬
‫يستفاد من مقتضيات المادة ‪ 18‬من القانون المنظم للهيئة المغربية لسوق الرساميل أن‬
‫رئاسة مجلس اإلدارة تسند إلى رئيس الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬الذي يتمتع بجميع‬
‫السلط واالختصاصات الالزمة إلدارة وتسيير الهيئة والقيام بالمهام المسندة إليها‪.15‬‬
‫ولعل أهم ما يالحظ على القانون الجديد أنه استغنى في تنظيميه للهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل عن جهاز في غاية األهمية‪ ،‬ويتعلق األمر بالمدير العام الذي كان يمثل قطب‬
‫الرحى في نشاط مجلس القيم المنقولة بحكم االختصاصات الواسعة التي كان يتمتع بها والتي‬
‫تستهل بتنفيذ قرارات مجلس اإلدارة مرورا بتسيير المصالح التابعة لمجلس القيم المنقولة‬
‫لتصل ذروتها من خالل تعيين مستخدمي المجلس وفصلهم من مهامهم‪ ،‬وعلى العموم فإنه‬
‫يعمل على تنفيذ قرارات مجلس اإلدارة الذي يمكن أن يفوض له السلط أو المهام التي يراها‬
‫ضرورية كما كان يجوز له بدوره أن يفوض إلى مستخدمي المجلس واحدة أو أكثر من‬
‫السلط أو المهام المفوضة إليه من لدن مجلس اإلدارة‪.16‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المجلس التأديبي‬
‫يتكون المجلس التأديبي من ثالثة أعضاء دائمين‪ ،‬من بينهم قاض يعينه الوزير المكلف‬
‫بالمالية باقتراح من الوزير المكلف بالعدل وشخصين يتم تعيينهما بصفة شخصية‪ ،‬بعد عملية‬
‫انتقاء بناء على سيرهم الذاتية‪ ،‬من لدن مجلس إدارة الهيئة المغربية لسوق الرساميل اعتبارا‬
‫إلى نزاهتهم وكفاءتهم في المجالين القانوني والمالي‪ ،‬ويرأس المجلس التأديبي العضو‬
‫القاضي‪ ،‬أما في ما يخص مدة انتداب أعضاء المجلس التأديبي المعينين فهي أربع سنوات‬
‫قابلة للتجديد مرة واحدة ‪.17‬‬

‫‪ 13‬عبد الرحمان السباعي‪" ،‬مبدأ المساواة بين المساهمين في شركة المساهمة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة موالي‬
‫اسماعيل‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2014/2013‬ص ‪.343‬‬
‫‪ 14‬الفقرة األخيرة من المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 43.12‬المتعلق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل‪.‬‬
‫‪ 15‬المادة ‪ 18‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ - 16‬عبد الرحمان السباعي‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.342‬‬
‫‪ 17‬المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 43.12‬المتعلق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة على الهيئة‬


‫تخضع الهيئة المغربية لسوق الرساميل لنوعين من الرقابة‪ ،‬رقابة داخلية أو إدارية‬
‫والتي يتوالها مندوب الحكومة ولجنة االفتحاص (الفقرة األولى)‪ ،‬وكذا الرقابة الخارجية أو‬
‫القضائية التي سنتطرق فيها للمحكمة المختصة وكذا مسطرة الطعن أمام هذه المحكمة‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫تتجلى الرقابة اإلدارية في الدور الذي يقوم به مندوب الحكومة‪ ،‬ثم الدور الذي تقوم به‬
‫لجنة االفتحاص‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مندوب الحكومة‬
‫تعين اإلدارة‪ 18‬مندوبا للحكومة لدى الهيئة المغربية لسوق الرساميل من بين الموظفين‬
‫السامين من دوي االختصاص بالوزارة المكلفة بالمالية ويوجه في نهاية كل سنة تقريرا إلى‬
‫الوزير المكلف بالمالية حول القيام بمهمته‪ ،‬والتي تتمحور حول مراقبة أنشطة الهيئة‬
‫والسهر على تقييدها باألحكام التشريعية والتحقق من توفر المجلس التأديبي على جميع‬
‫اإلمكانيات الضرورية لمزاولة أنشطته‪ ،‬كذلك حضور جلسات الهيئة بصفة استشارية‬
‫والموافقة على توزيع أرباح الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪.19‬‬
‫والمالحظ أن هناك تناقضا في مهام مندوب الحكومة بين الصفة االستشارية والموافقة‬
‫على توزيع أرباح الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬لكن في جواب للوزير المكلف بالمالية‬
‫دعا للتفريق بين مهام الهيئة التي ال يتدخل فيها مندوب الحكومة بل يكتفي بالسهر على حسن‬
‫تطبيقها للقوانين والتشريعات وبين تدبير الهيئة حيث يتدخل مندوب الحكومة بخصوص‬
‫توزيع األرباح ألن األمر يخص الدولة‪ ،‬وهو ما من شأنه تعميق رقابة الهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل في إطار التدبير الجيد لقواعد الحكامة الجيدة‪ ،‬كما أن مجلس القيم المنقولة كان‬
‫يخضع لسلطة الوصاية بغرض تقييد أجهزته بالمهام المسندة إليه والسهر بوجه عام على‬
‫تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالمؤسسات العامة‪ ،‬وال تتنافى الوصاية مع‬
‫شرط االستقاللية ألنها تعني حق الرقابة على تقييد أعمال هذه الهيئة بالشرعية دون التدخل‬
‫في مفهوم وجوهر العمل وآثاره‪.20‬‬

‫‪ 18‬يقصد باإلدارة الوزارة المكلفة بالمالية كما جاء في الفقرة االخيرة من المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 43.12‬المتعلق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل‪.‬‬
‫‪19‬للمزيد راجع المادة ‪ 2‬من القانون ‪.43.12‬‬
‫‪ 20‬سلمى بوزيان‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 57‬و‪.58‬‬

‫‪5‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫ثانيا‪ :‬لجنة االفتحاص‬


‫نصت المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 43-12‬على أنه تحدث الهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل‪ ،‬بنية للمراقبة الداخلية مكلفة بالسهر على احترام مختلف أجهزة ومصالح الهيئة‬
‫للمعايير والمساطر المطبقة على أنشطتها وذلك عن طريق افتحاصات منتظمة‪ ،‬تعد هذه‬
‫البنية تقريرا سنويا ترفعه لمجلس إدارة الهيئة‪.‬‬
‫يعرف مشروع قانون هيئة األسواق المالية الفرنسية (‪ )AMF‬لجنة االفتحاص بكونها لجنة‬
‫مكونة من المجلس اإلداري المتدخل وأعضاء المجلس اإلداري وهي المسؤولة عن اإلشراف‬
‫على العمليات المحاسبية وإبالغ التقارير المالية للمتدخل وللمفتحص من قبل مفتحصهم‬
‫الخارجي للبيانات المالية‪.21‬‬
‫تخضع حسابات الهيئة المغربية لسوق الرساميل الفتحاص سنوي ينجز تحت مسؤولية‬
‫مفتحص خارجي ويتم إعداده حسب معايير المهنة وحسب األحكام التشريعية الجاري بها‬
‫العمل ويوجه تقرير اإلفتحاص إلى أعضاء مجلس اإلدارة داخل أجل أقصاه ثالثة أشهر من‬
‫اختتام السنة المالية وبعد دراسته من طرف المجلس يتم نشره حسب كيفيات تحدد في النظام‬
‫العام المشار إليه في المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪.2243.12‬‬
‫وبالتالي يالحظ هنا حضور المفتحص الخارجي كأحد المستجدات التي جاءت بها الهيئة‬
‫المغربية لسوق الرساميل بعكس مجلس القيم المنقولة الذي كان يتوفر على مفتحص داخلي‬
‫فقط حيث يقوم المتدخل بتعيين مراقب داخلي مكلف بالحرص على وضع منظومة المراقبة‬
‫الداخلية وعلى حسن سيرها وتطبيق القواعد المتعلقة باألخالقيات‪ ،23‬وبالتالي يمكن القول بأن‬
‫حضور المفتحص الخارجي في تشكيلة الهيئة المغربية لسوق الرساميل يضفي نوعا من‬
‫االستقاللية‪ ،‬ويمكن مالحظتها من ثالث جوانب‪:‬‬
‫‪ -‬االستقاللية عند وضع برنامج اإلفتحاص؛‬
‫‪ -‬االستقاللية عند القيام باإلفتحاص؛‬
‫‪ -‬االستقاللية عند إعداد التقارير‪.‬‬
‫ويالحظ أيضا أن حضور المفتحص الخارجي جاء مكمال لدور المفتحص الداخلي فهذا‬
‫األخير يهدف الى تحسين وتطوير وإحكام نظام المراقبة الداخلية بينما المفتحص الخارجي‬
‫يسعى إلى تصميم برنامج التدقيق وتحديد حجم العينات وكمية االختيارات الالزمة لذلك‪.24‬‬

‫‪ 21‬سلمى بوزيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬


‫‪ 22‬المادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ 43.12‬المتعلق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل‪.‬‬
‫‪ 23‬سلمى بوزيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ 24‬سلمى بوزيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪6‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة القضائية‬


‫لدراسة الرقابة القضائية على الهيئة سوف نقوم بالتطرق إلى المحكمة المختصة (أوال)‬
‫على أن نعالج مسطرة الطعن أمام المحكمة (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المحكمة المختصة‬
‫تتدخل السلطة القضائية ممثلة في شخص رئيس المحكمة المختصة بناء على طلب‬
‫معلل من الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬إذ له أن يصدر بصفته قاضيا للمستعجالت أمرا‬
‫بأن توضع تحت الحراسة األموال أو القيم أو السندات أو الحقوق أو أية وثائق أو عناصر‬
‫مادية أخرى مملوكة لألشخاص الداخلة في دعواها‪ ،‬والمراقبين من لدن الهيئة المغربية‬
‫لسوق الرساميل أيا كان الشخص الموجودة بين يديه‪ ،‬ويجوز له كذلك بنفس الصفة السابقة أن‬
‫يأمر بناء على طلب معلل من الهيئة الزام األشخاص المراقبين المذكورين بإيداع مبلغ مالي‬
‫يحدد قدره وأجل إيداعه‪.25‬‬
‫إذا كان من شأن إحدى المخالفات ألحكام القانون رقم ‪ 43-12‬أو للنصوص التشريعية‬
‫المشار إليها في المادة ‪ 4‬من نفس القانون‪ ،‬أن تمس بحقوق المدخرين أو بسير سوق‬
‫الرساميل‪ ،‬جاز لرئيس المحكمة المختصة بناء على طلب معلل من الهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل‪ ،‬أن يأمر بصفته قاضيا للمستعجالت الشخص المسؤول منها بالتقيد باألحكام‬
‫المذكورة أو بوضع حد للمخالفة أو بإلغاء آثارها‪ ،‬ويجوز له كذلك بنفس الصفة السابقة‪،‬‬
‫وأيضا بناء على طلب معلل من الهيئة المغربية لسوق الرساميل اتخاذ كل إجراء تحفظي‬
‫ضروري لضمان تنفيذ األمر الصادر عنه‪.26‬‬
‫ويالحظ أن المشرع منح في هذا الصدد صالحية التدخل للسلطة القضائية دون نشوء‬
‫نزاع بمعنى قبل صدور قرار عن الهيئة المغربية لسوق الرساميل وهذا يخالف تماما ما‬
‫يجري به العمل إذ أن السلطة القضائية ال تتدخل إال بعد نشوء نزاعات بغية البث فيها‪ ،‬كما‬
‫أن المشرع لم يحدد المحكمة المختصة ‪.27‬‬
‫ف بالنسبة لمجلس القيم المنقولة فقد كان إسناد النظر في القرارات الفردية إلى المحكمة‬
‫التجارية‪ ،‬ولعل ما دفع المشرع المغربي إلى إسناد النظر إلى رئيس المحكمة التجارية بصفته‬
‫قاضي لألمور المستعجلة هو سعيه لالستفادة من المسطرة المستعجلة من جهة ومن اآلجال‬
‫القصيرة واإلجراءات المرنة المتبعة أمام هذه المحاكم‪.28‬‬

‫‪ 25‬المادة ‪ 39‬من القانون رقم ‪.43.12‬‬


‫‪ 26‬المادة ‪ 40‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ - 27‬سلمى بوزيان‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.69،70‬‬
‫‪ - 28‬سلمى بوزيان‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.72‬‬

‫‪7‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫ثانيا‪ :‬مسطرة الطعن أمام المحكمة‬

‫يمكن الطعن ألجل الشطط في استعمال السلطة في القرارات الصادرة عن الهيئة‬


‫المغربية لسوق الرساميل في اطار مزاولة مهامها أمام المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،29‬هذا‬
‫الطعن يمكن ممارسته ممن توفرت فيه الشروط المنصوص عليها في القواعد العامة حتى‬
‫ولو لم يرد بشأنه نص خاص‪ ،‬ويجب تقديمه أمام المحكمة اإلدارية بالرباط وفق المسطرة‬
‫المعمول بها في القانون المنظم للمحاكم اإلدارية‪.30‬‬
‫وفي غياب النصوص الخاصة التي تنظم الطعن في قرارات الهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل يمكن الرجوع إلى القواعد العامة‪ ،‬حيث أن كل قرار إداري صدر من جهة غير‬
‫مختصة أو لعيب في شكله أو النحراف في السلطة أو النعدام التعليل أو لمخالفة القانون‪،‬‬
‫يشكل تجاوزا في استعمال السلطة‪ ،‬ويحق للمتضرر الطعن فيه أمام الجهة القضائية اإلدارية‬
‫المختصة‪.31‬‬

‫‪29‬المادة ‪ 56‬من القانون رقم ‪.43-12‬‬


‫‪30‬حسب المادة ‪ 21‬والمادة ‪ 22‬من القانون ‪ 41-90‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية‪ ،‬يجب أن يكون طلب اإللغاء بسبب تجاوز السلطة مصحوبا‬
‫بنسخة من القرار اإلداري المطلوب إلغاؤه أسبقه تقديم تظلم غداري يتعين أن يصحب طلب اإللغاء أيضا بنسخة من القرار الصادر برفض التظلم‬
‫أو بنسخة وثيقة تشهد بإيداع التظلم إن كان رفضه ضمنيا‪.‬‬
‫‪31‬المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬صالحيات الهيئة المغربية سوق الرساميل‪ ،‬ضمانة‬


‫لضبط العملية االقتصادية‬

‫تعتبر الهيئة المغربية لسوق الرساميل أداة فعالة لحماية السوق المالي وترسيخ مبادئ‬
‫الشفافية والمساواة بين كل المتدخلين في هذا السوق وللقيام باألدوار المنوطة بها خول لها‬
‫المشرع مجموعة من الصالحيات التي تتخذ مجموعة من األبعاد منها ما هو رقابي حمائي‬
‫(مطلب أول) وكذا مجموعة من الصالحيات في المجال الجنائي الزجري (مطلب ثاني)‬
‫وذلك من أجل خلق كيانات اقتصادية متينة‪ ،‬تضمن االستقرار االقتصادي العام وضبط‬
‫السوق وردع المخالفين لها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االختصاصات الرقابية والحمائية‬


‫أناط القانون رقم ‪ ،43.12‬بالهيئة المغربية لسوق الرساميل من خالل مجموعة من‬
‫المواد‪ ،‬مهام رقابية (فقرة أولى) على مجموعة من المؤسسات المالية‪ ،‬وذلك لتحصين السوق‬
‫كما لها أدوارا وقائية (فقرة ثانية) للتدخل في مسار هذه المؤسسات كشريك في تجاوز‬
‫األزمات سواء داخل السوق المالية الداخلية أو الدولية من خالل التعاون الدولي في هذه‬
‫السوق‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المهام الرقابية‬
‫تمارس الهيئة المغربية لسوق الرساميل مهام رقابية مهمة على مجموعة من الفاعلين في‬
‫السوق (أوال)‪ ،‬كما تضطلع بمهام ال يستهان بها من أجل مراقبة المعلومات(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مراقبة الفاعلين في سوق الرساميل‬
‫تمارس الهيئة المغربية لسوق الرساميل اختصاصات المراقبة المسندة إليها وفق‬
‫النصوص التشريعية المعمول بها إزاء الهيئات واألشخاص الخاضعين لمراقبتها والمشار‬
‫إليهم في المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ ،43.12‬كما تتأكد من احترامهم لألحكام التشريعية‬
‫والتنظيمية المطبقة عليهم والسيما تلك المتعلقة بما يلي‪:32‬‬

‫• شركات البورصة والشركة المسيرة لبورصة القيم‪ ،33‬ففيما يخص شركات البورصة‬
‫فان القانون منحها احتكار تداول القيم المقيدة ببورصة الدار البيضاء‪ ،‬فلشركة‬
‫البورصة وسطاء يتمثل غرضهم األساسي في تنفيذ المعامالت‪ ،‬المتعلقة بالقيم‬
‫المنقولة في البورصة وال يجوز لهم مزاولة نشاطهم إال بعد الحصول على رخصة‬

‫‪32‬المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪.43.12‬‬


‫‪33‬تخضع الشركة المسيرة لبورصة القيم للظهير الشريف المعتبر بمثابة قانون رقم ‪ 1.93.211‬بتاريخ ‪ 4‬ربيع اآلخر ‪ 21( 1414‬سبتمبر ‪،)1993‬‬
‫المتعلق ببورصة القيم‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫االعتماد من الوزير المكلف بالمالية بعد استطالع رأي الهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل؛‬
‫أما في ما يخص الشركة المسيرة للبورصة فهي شخص معنوي تحدث على شكل‬
‫شركة مساهمة‪ ،34‬ويقتصر غرضها حصرا على تدبير هيئات التوظيف الجماعي‪،‬‬
‫وتخضع الشركات المسيرة‪ ،‬إلى اعتماد من الوزير المكلف بالمالية بعد استطالع رأي‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل؛‬
‫• اله يئات المكلفة بالتوظيف الجماعي للقيم المنقولة ومؤسساتها المسيرة ومؤسساتها‬
‫الوديعة‪ ،35‬وتعتبر هذه الهيئة مؤسسة مالية مهمتها جمع االدخار من المستثمرين‬
‫لتوظيفه في قيم منقولة وفقا لمعايير محددة‪ ،‬ويسمح ذلك بتشكيل محفظة من القيم‬
‫المنقولة‪ ،‬وتتحقق الهيئة المغربية لسوق الرساميل من احترام األحكام القانونية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل من طرف هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة أو‬
‫من قبل المؤسسة المسيرة لها ومن قبل المؤسسة الوديعة‪.‬‬
‫• الوديع المركزي وماسكوا الحسابات واألشخاص المعنوية المصدرة‪ ،36‬ويعتبر الوديع‬
‫المركزي طبقا للقانون السالف الذكر مؤسسة مكلفة بحفظ السندات لحساب المنتسبين‬
‫إليها وبتدبي ر نظام تسديد وتسليم السندات‪ ،‬فهي مكون أساسي في تنظيم تدفقات‬
‫السندات ضمن السوق المالي ويوفر األمان والسهولة الضرورية لحسن سير العمليات‬
‫لما بعد السوق‪.37‬‬
‫أما في ما يخص ماسكوا الحسابات فهو نشاط يقوم من خالله وسيط مالي بفتح‬
‫حسابات السندات وبتسجيل العمليات على السندات وبحفظ األصول لفائدة زبنائه‪ ،‬يقوم‬
‫بهذا النشاط ماسكوا الحسابات الذين تم تأهيلهم لهذا الغرض بموجب قرار من الوزير‬
‫المكلف بالمالية بعد استطالع رأي الوديع المركزي‪.‬‬
‫• هيئات توظيف األموال بالمجازفة وشركاتها المسيرة الخاضعة للقانون ‪،3841.05‬‬
‫والتي تنص المادة ‪ 2‬منه على أنه يزاول نشاط رأسمال المجازفة من قبل هيئات‬
‫توظيف األموال بالمجازفة‪ ،‬وتشمل هيئات توظيف األموال بالمجازفة شركات‬
‫رأسمال المجازفة والصناديق المشتركة لتوظيف األموال بالمجازفة؛‬

‫‪34‬قبل ذلك فإن الشركة المسيرة كانت عبارة عن مؤسسة عمومية‪.‬‬


‫‪35‬تخضع للظهير الشريف المعتبر بمثابة قانون رقم ‪ 1.93.213‬سنة ‪1993‬المتعلق بالهيئات المكلفة بالتوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪.‬‬
‫‪36‬الخاضعة للقانون رقم ‪ 35.96‬المتعلق بإحداث وديع مركزي وتأسيس نظام عام لقيد بعض القيم في الحساب‪.‬‬
‫‪ 37‬حيث تعتمد طريقة سير الوديع المركزي على مبدأ أساسي‪ ،‬إذ يقوم مصدرو السندات (الشركات المسيرة بالبورصة على سبيل المثال) بفتح‬
‫حساب إصدار لدى الوديع المركزي مقابل العدد اإلجمالي للسندات المصدرة‪ ،‬فالحسابات ذات الصلة هي حسابات ماسكي الحسابات (األبناك مثال)‬
‫التي تحتفظ بالسندات لحسابهم أو لحساب زبنائهم‪.‬‬
‫‪38‬ظهير شريف رقم ‪ 1.06.13‬صادر في ‪ 15‬من محرم ‪ 14( 1427‬فبراير ‪ )2006‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.05‬المتعلق بهيئات توظيف األموال‬
‫بالمجازفة المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5404‬بتاريخ ‪ 2006/03/16‬ص ‪.735‬‬

‫‪10‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫صناديق التوظيف الجماعي للتسنيد ومؤسساتها للتدبير واإليداع الخاضعة للقانون رقم‬ ‫•‬
‫‪ ،33.06‬والشركة المسيرة لصناديق التوظيف الجماعي للتسنيد شركة مساهمة‬
‫يقتصر غرضها حصرا على تدبير شؤون صناديق التوظيف الجماعي للتسنيد؛‬
‫األشخاص الذاتية أو المعنوية الخاضعة لألحكام القانون رقم ‪ 26.03‬المتعلق‬ ‫•‬
‫بالعروض العمومية في سوق البورصة‪ ،‬والذي تنص المادة ‪ 2‬منه على أنه "يراد‬
‫بالعرض العمومي اإلجراء الذي يمكن شخصا طبيعيا أو معنويا‪ ،‬يتصرف لوحده أو‬
‫باتفاق مع الغير‪ ،‬ويسمى "المبادر" من اطلع الجمهور على أنه يعتزم شراء أو مبادلة‬
‫أو بيع كل أو بعض السندات التي تتيح المشاركة في رأس المال أو تخول حقوق‬
‫‪39‬‬
‫التصويت بالنسبة إلى شركة تكون سنداتها مقيدة في جدول أسعار بورصة القيم"‬
‫فالمبادر يقوم بإيداع مشروع لعرض عمومي‪ 40‬وذلك بهدف شراء أو بيع حقوق‬
‫التصويت في الشركة وممارسة حقوق تصويت لتنفيذ سياسة مشتركة إزاء الشركة أو‬
‫العمل على انجاح أو افشال عرض عمومي‪.41‬‬
‫األشخاص الذين يدعون الجمهور إلى اإلكتتاب وفق مقتضيات القانون رقم ‪44.12‬‬ ‫•‬
‫المتعلق بدعوة الجمهور لإلكتتاب والقانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة؛‬
‫تتمثل دعوة الجمهور إلى اإلكتتاب في األسهم في إدراج قيمة منقولة أو حصص‬
‫صناديق التوظيف الجماعي للتسنيد وهيئات توظيف األموال بالمجازفة في بورصة‬
‫القيم أو في أي سوق منظمة أو اصدار أو تفويت السندات المذكورة أعاله إال‬
‫الجمهور مع اللجوء بصفة مباشرة أو غير مباشرة إلى السعي أو اإلشهار أو بواسطة‬
‫وسيط مالي‪.42‬‬
‫األعضاء المكلفون بالتداول واألعضاء المكلفون بالمقاصة واألعضاء المكلفون‬ ‫•‬
‫بالتداول والمقاصة والشركة المسيرة وغرفة المقاصة الخاضعة للنصوص التشريعية‬
‫المتعلقة بالسوق اآلجلة لألدوات المالية؛‬
‫عمليات االستحفاظ الخاضعة للقانون رقم ‪ 4324.01‬المتعلق باالستحفاض لسنة‬ ‫•‬
‫‪ ،2004‬واالستحفاظ يفيد حسب المادة األولى من القانون المذكور‪ ،‬بأنه العملية التي‬
‫يفوت بموجبها شخص معنوي أو صندوق توظيف مشترك صندوق توظيف جماعي‬
‫للتسنيد بكامل ملكية القيم أو السندات أو األوراق المالية المنصوص عليها في المادة ‪2‬‬
‫من هذا القانون إلى شخص معنوي‪ ،‬آخر أو إلى صندوق توظيف مشترك أو صندوق‬

‫‪ 39‬ظهير شريف رقم ‪ 1.04.21‬صادر في فاتح ربيع األول ‪ 21( 1425‬أبريل ‪ ،)2004‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 26.03‬المتعلق بالعروض العمومية في‬
‫سوق البورصة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5207‬بتاريخ ‪ 2004/04/26‬الصفحة‪.1857 :‬‬
‫‪ 40‬المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪.43.12‬‬
‫‪ 41‬المادة ‪ 10‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 42‬المادة األولى من القانون رقم ‪ ،44.12‬المتعلق بدعوة الجمهور إلى االكتتاب وبالمعلومات المطلوبة إلى األشخاص المعنوية والهيئات التي تدعو‬
‫الجمهور على االكتتاب في أسهمها أو سنداتها‪.‬‬
‫‪ 43‬ظهير شريف رقم ‪ ،1.04.04‬صادر في فاتح ربيع األول ‪ 21( 1425‬أبريل ‪ ،)2004‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 24.01‬المتعلق بعمليات االستحفاض‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5207‬بتاريخ ‪ 2004/04/26‬الصفحة ‪.1846 :‬‬

‫‪11‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫توظيف جماعي للتسنيد مقابل ثمن متفق عليه وبمقتضى هذه العملية يلتزم كل من‬
‫المفوت والمفوت إليه بصورة ال رجعة فيها بأن يسترد األول القيم أو السندات أو‬
‫األوراق المالية وأن يردها الثاني بالثمن وفي التاريخ المتفق عليه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مراقبة المعلومات‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 5‬من القانون ‪ 43.12‬يمكن للهيئة المغربية لسوق الرساميل أن‬
‫تطلب من األشخاص أو الهيئات التي تخضع لمراقبتها المشار إليهم في المادة ‪ 4‬في هذا‬
‫القانون اطالعها على جميع الوثائق والمعلومات الالزمة للقيام بمهامها‪ ،‬كما يمكنها أن تجري‬
‫في كل وقت وحين عمليات مراقبة ميدانية على الوثائق لهؤالء األشخاص أو الهيئات للتأكد‬
‫من احترامهم لألحكام التشريعية و التنظيمية التي تخضع لها أنشطتهم‪.‬‬
‫كما أن الهيئة المغربية لسوق الرساميل تتولى المهام التالية‪:‬‬
‫حماية االدخار المستثمر في األدوات المالية‪ ،44‬كما تم تعريفها في المادة ‪ 2‬من‬ ‫‪-‬‬
‫القانون ‪ 44.12‬المتعلق بدعوة الجمهور إلى اإلكتتاب وبالمعلومات المطلوبة‬
‫إلى األشخاص المعنوية والهيئات التي تدعو الجمهور إلى اإلكتتاب في أسهمها‬
‫أو سنداتها‪ ،‬والخاضعة لمختلف التشريعات المنصوص عليها في المادة ‪ 4‬من‬
‫القانون رقم ‪43.12‬؛‬
‫السهر على ضمان المساواة في التعامل مع المكتتبين‪ ،‬وذلك من خالل مراقبة‬ ‫‪-‬‬
‫تهدف إلى التحقق من أن المعلومات التي يجب تقديمها إلى المكتتبين في‬
‫األدوات المالية وإلى الجمهور قد تم إعدادها ونشرها وفق القوانين واالنظمة‬
‫الجاري بها العمل؛‬
‫ضمان السير الجيد لسواق الرساميل و السهر على تطبيق األحكام التشريعية‬ ‫‪-‬‬
‫والتنظيمية والتأكد على الخصوص من اإلنصاف والشفافية‪45‬؛‬
‫ضمان احترام التشريعات واألنظمة الجاري بها العمل المتعلقة بمكافحة غسل‬ ‫‪-‬‬
‫األموال من قبل األشخاص والهيئات الخاضعة لرقابتها؛‬
‫المساهمة في النهوض بالتثقيف المالي للمدخرين‪.46‬‬ ‫‪-‬‬
‫ان الديموقراطية المطبقة داخل شركات المساهمة تظل في حاجة إلى ترسيخ المساواة في‬
‫المعاملة وفي اعالم كل الفاعلين وبشكل قوي وهو ما حاول المشرع التنصيص عليه وتأكيده‬
‫من خالل رقابة الهيئة المغربية لسوق الرساميل على شفافية المعلومة والحرص على التأكد‬

‫‪44‬يراد باألدوات المالية حسب المادة ‪ 2‬من القانون ‪ :44.12‬سندات رأس المال وسندات الديون‪ ،‬حصص هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‬
‫وحصص وسندات ديون صناديق التوظيف الجماعي للتسنيد‪......‬‬
‫‪45‬المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪.43.12‬‬
‫‪46‬التقرير السنوي للهيئة لسوق الرساميل برسم سنة ‪ ،2018‬ص ‪.15‬‬

‫‪12‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫من المساواة أمامها‪ 47‬وذلك للدور الهام والفعال الذي تلعبه المساواة في الحصول على‬
‫المعلومة بالنسبة للمساهمين وكذا المدخر ين‪ ،‬فهي بمثابة الواجهة الزجاجية الشفافة التي‬
‫تعرض من خاللها الحقيقة المالية للشركة‪ ،‬إذا أنه باالعتماد عليها يمكن للمقاولة اجتذاب‬
‫مصادر تمويل متنوعة وجديدة‪ ،‬حيث أن المعلومات التي تكون غير محاطة بضمانات تصبح‬
‫سالحا خطر قد يؤدي المدخر كما السوق بأكملها ثمنها‪ ،‬فالمدخر الذي يفقد الثقة في هذه‬
‫المعلومة يفقدها بالتبعية في السوق المالية ويصبح أقل اهتماما واقباال على االستثمار من‬
‫خاللها وهو ما ينعكس بكيفية مباشرة على االقتصاد بصفة عامة حيث تشح مصادر التمويل‬
‫التي تعد الرأسمال الالزم لتطور هذه الشركات‪.48‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المهام الحمائية للهيئة‬
‫تلعب الهيئة المغربية لسوق الرساميل أدوار حمائية هامة‪ ،‬كما نصت على ذلك المادة‬
‫الثالثة ولعل من أهمها تدبير المخاطر(أوال) كأحد أهم المستجدات التي جاءت بها هذه الهيئة‪،‬‬
‫وكذا دعم التعاون الدولي(ثانيا) في مجال مراقبة سوق الرساميل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تدبير المخاطر‬

‫يجب على كل من‪ ،‬الرئيس المدير العام والمدير العام والمدير العام المنتدب وأعضاء‬
‫اإلدارة الجماعية والمدير وكل شخص يشغل منصبا مماثال داخل شخص أو هيئة يخضعان‬
‫لمراقبة الهيئة المغربية لسوق الرساميل بموجب هذا القانون‪ ،‬اخبار أعضاء مجلس إدارة أو‬
‫مجلس رقابة مؤسستهم وكذا رئيس الهيئة المغربية لسوق الرساميل بكل خلل أو حدث خطير‬
‫يطرأ على نشاط أو تدبير المؤسسة المذكورة من شأنه أن يعرض وضعية المؤسسة للخطر‬
‫أو أن يمس سمعة المهنة‪.49‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 27‬من قانون ‪ 43.12‬على وجوب اخبار الهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل من طرف مراقبي الحسابات عن كل حدث أو قرار علموا به خالل مزاولتهم‬
‫لمهامهم لدى شخص أو هيئة خاضعين لمراقبة الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬وبخصوص‬
‫تلك التي من شأنها أن‪:‬‬
‫‪ -‬تؤثر على الوضعية المالية للشخص أو الهيئة المذكورين؛‬
‫‪ -‬تعرض استمرارية اإلستغالل للخطر؛‬
‫‪ -‬أو تؤدي إلى التحفظ أو رفض اإلشهاد على الحسابات‪.‬‬

‫‪47‬عبد الرحمان السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.350 :‬‬


‫‪48‬عبد الرحمان السباعي‪ ،‬مبدأ المساواة بين المساهمين في شركة المساهمة‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة موالي اسماعيل‪،‬‬
‫مكناس‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬ص ‪.348‬‬
‫‪ 49‬المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪.43.12‬‬

‫‪13‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫يقوموا مراقبو الحسابات باطالع الهيئة المغربية لسوق الرساميل بكل الخروقات والبيانات‬
‫غير المطابقة للحقيقة التي قد يكتشفونها أثناء مزاولة مهامهم‪.50‬‬

‫يجب أن تحترم االلتزامات المذكورة في الفقرتين األولى والثانية من المادة ‪ 27‬السالفة‬


‫الذكر من طرف مراقبي حسابات الشركة األم والشركات التابعة لها واألشخاص الخاضعين‬
‫لمراقبة الهيئة وذلك حسب مدلول المادتين ‪ 143‬و‪ 144‬من القانون رقم ‪ 95-17‬المتعلق‬
‫بشركات المساهمة‪ ،‬وذلك عندما يحتمل أن تكون للوقائع والقرارات والخروقات المعاينة‬
‫بالشركة األم والشركات التابعة واألشخاص الخاضعين للمراقبة آثار من نفس الطبيعة على‬
‫الشخص أو الهيئة الخاضعين لمراقبة الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،51‬كما ال يلزم مراقبو‬
‫الحسابات بالسر المهني وبالتالي فهم معفون من المسؤولية في حالة اطالع الهيئة المغربية‬
‫لسوق الرساميل عن المعلومات والوثائق في إطار تنفيذ االلتزامات المنصوص عليها في‬
‫القانون رقم ‪.5243.12‬‬

‫ثانيا‪ :‬دعم التعاون الدولي‬

‫تمثل الهيئة المغربية لسوق الرساميل المغرب لدى المؤسسات الدولية التي ثم إحداثها‬
‫من أجل دعم التعاون الدولي في مجال مراقبة سوق الرساميل وذلك في حدود‬
‫االختصاصات التي يمنحها لها القانون رقم ‪.5343.12‬‬

‫وحسب المادة ‪ 59‬من القانون رقم ‪ ،43.12‬يجوز للهيئة المغربية لسوق الرساميل أن تبرم‬
‫اتفاقات مع الهيئات األجنبية التي تمارس نفس المهام على أن تراعي في ذلك مصادقة‬
‫المملكة المغربية على اتفاقيات ثنائية أو متعددة األطراف مبرمة مع الدول المعنية ومنشورة‬
‫في الجريدة الرسمية بصورة قانونية‪ ،‬كما يجوز للهيئة تطبيقا لالتفاقات المذكورة انجاز‬
‫عمليات بحث ومراقبة ميدانية أو على الوثائق بطلب من هيئات أجنبية تمارس اختصاصات‬
‫مماثل ة الختصاصاتها شرط المعاملة بالمثل‪ ،‬وذلك وفق نفس الشروط واإلجراءات وتحت‬
‫طائلة نفس العقوبات المنصوص عليها ألجل القيام بمهمتها في هذا القانون‪.‬‬
‫وال يحول االلتزام بكتمان السر المهني المفروض على مستخدمي الهيئة المغربية‬
‫لسوق الرساميل دون قيام هذه األخيرة بتبليغ المعلومات التي تتوفر أو تحصل عليها إلى‬
‫هيئات الدول األخرى التي تمارس اختصاصات مماثلة بطلب منها‪ ،‬مع مراعاة المعاملة‬
‫بالمثل وشريطة أن تكون الهيئة األجنبية المختصة خاضعة لكتمان السر المهني مع نفس‬

‫‪ 50‬المادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪.43.12‬‬


‫‪ 51‬الفقرة األخيرة من المادة ‪ 27‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 52‬المادة ‪ 29‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ 53‬الفقرة ‪ 5‬من المادة ‪ 3‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫الضمانات المعمول بها بالمغرب على األقل‪ ،‬وترفض الهيئة المغربية لسوق الرساميل‬
‫المساعدة التي تطلبها منها هيئة أجنبية تمارس اختصاصات مماثلة ألجل القيام بعمليات‬
‫بحث ومراقبة ميدانية أو على الوثائق أو توجيه المعلومات المتوفرة لديها أو التي حصلت‬
‫عليها إذا كان من شأن تلبية الطلب أن تمس بسيادة المغرب أو سالمته أو مصالحه‬
‫االقتصادية األساسية أو النظام العام به أو إذا عوقبوا بموجب حكم نهائي من أجل نفس‬
‫األفعال‪.54‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صالحيات هيئة الرساميل في الميدان الزجري‪ ،‬ضمانة لتخليق‬


‫السوق المالي‬
‫تعتبر البورصة من أهم أجهزة ومكونات األسواق المالية‪ ،‬هدفها هو تأمين السيولة‬
‫واإلسهام في عمليات االستثمار والتنمية االقتصادية‪ ،‬ولكونها تشكل حلقة وصل بين جميع‬
‫فعاليات الشبكة المكونة لالقتصاد الوطني‪ ،‬وأمام هذا الدور المهم الذي باتت تلعبه البورصة‬
‫لم يكن المشرع ليبقى بمنأى عن التدخل وتنظيم سوق البورصة خاصة والسوق المالية عامة‬
‫بقواعد زجرية للحد أو على األقل مكافحة كل التصرفات التي تتنافى مع المصلحة‬
‫االقتصادية‪.55‬‬
‫فالتدخل التشريعي في األسواق المالية باألداة الجنائية تمليه عدة اعتبارات أبرزها طمأنة‬
‫المستثم رين وحماية االدخار‪ ،‬وضبط العملية االقتصادية‪ ،‬وفي هذا المطلب سنتناول كل من‬
‫الحق في تحريك الدعوى العمومية (فقرة أولى)‪ ،‬ثم أنواع الجرائم التي تحرك في شأنها‬
‫الدعوى العمومية (الفقرة ثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الحق في تحريك الدعوى العمومية‬
‫اعترف المشرع المغربي للهيئة المغربية لسوق الرساميل بمجموعة من الصالحيات التي‬
‫تتدرج في الشق الجنائي‪ ،‬حيث أعطى الحق لرئيس الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬افتتاح‬
‫كل تحقيق ب مبادرة منه أو تنفيذا لقرار يتم اتخاذه من طرف مجلس الهيئة وفق أحكام المادة‬
‫‪ 18‬من القانون رقم ‪ ، 43.12‬وهذا التحقيق يعطي اإلمكانية للهيئة بجمع معطيات متعلقة‬
‫بكل األشخاص الخاضعين لرقابة الهيئة والذين تم تعدادهم في المادة ‪ 4‬من نفس القانون‪،‬‬
‫وهذه التحقيقات التي تج رى من طرف الهيئة قد تسفر عن اكتشاف مخالفات لتتم إحالتها‬
‫على وكيل الملك لدى المحكمة المختصة‪ ،‬كما أن اإلحالة ال تتم بمجرد النتائج التي يتم‬
‫التوصل إليها في التحقيق بل يمكن للهيئة أن تتلقى شكاوى أو مطالب بوجود مخالفة للقانون‬
‫وتحيل بدورها على وكيل الملك‪،‬‬

‫‪ 54‬المادة ‪ 59‬من القانون رقم ‪.43.12‬‬


‫‪ 55‬زكرياء العماري‪ ،‬حدود احتكار شركات البورصة للمعامالت المتعلقة بالقيم المنقولة‪ ،‬مقال منشور بمجلة القضاء التجاري العدد الثالث‪.2014 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫أوال‪ :‬إحالة المخالفات على وكيل الملك بعد اكتشافها بطريقة تلقائية‬

‫في إطار مزاولة الهيئة لمهامها في مراقبة المعامالت التي تتم في بورصة القيم‪ ،‬يحق لها‬
‫اتخاذ قرار بإجراء بحث حول وقائع محددة تبعا للمعلومات التي تحصل عليها أثناء قيامها‬
‫بمهام المراقبة‪ 56‬وذلك وفقا لما هو مؤطر بأحكام المادتين ‪ 36‬و‪ 37‬من قانون رقم ‪43.12‬‬
‫فالهيئة في إطار مراقبتها للمعامالت التي تتم في البورصة‪ ،‬تطلع على كافة الخبايا التي‬
‫تكتنف تلك المعامالت‪ ،‬كما تعمل على تحليل المعلومات المتوفرة حول سير السوق ونوع‬
‫المعامالت الرائجة فيه‪.57‬‬
‫وما دامت الهيئة إذن تضطلع بمهام رقابية فعالة‪ ،‬تتيح لها اإلمكانية لضبط المخالفات‬
‫والمعامالت المشبوهة‪ ،‬فبمجرد ضبط إحدى المخالفات‪ ،‬فالهيئة تضطلع بالحق في إحالة هذه‬
‫المخالفات أمام أنضار وكيل الملك لدى المحكمة المختصة‪ ،58‬والنيابة العامة بدورها لها‬
‫الحق أن تمارس مهامها وفق ما يقتضيه مبدأ المالئمة في المادة ‪ 49‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية‪ .‬والتوجه التشريعي المستحدث في ظل القانون ‪ ،43.12‬وسع من قائمة األشخاص‬
‫الخاضعين لرقابة الهيئة مقارنة مع النظام القانوني الذي كان عليه مجلس القيم المنقولة‪،‬‬
‫ومن بين األشخاص الذي أصبحوا خاضعين لرقابة الهيئة المغربية‪ ،‬بموجب التوجه‬
‫التشريعي المستحدث نجد كال من‪:‬‬
‫‪ -‬األشخاص الذين يدعون الجمهور لالكتتاب وفق مقتضيات قانون ‪ 44.12‬والقانون‬
‫رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركة المساهمة‬
‫‪ -‬األشخاص المؤهلين المشار إليهم في المادة ‪ 31‬من قانون ‪43.12‬‬
‫‪ -‬األشخاص الذين يساهمون بحكم أنشطتهم في إنجاز عمليات تتعلق باألدوات المالية‪.‬‬
‫والجدير بالذكر في هذا الصدد هو أن مجلس القيم المنقولة أحال ألول مرة منذ إحداثه سنة‬
‫‪ ،1993‬وبعد التحريات التي أجراها خالل سنة ‪ ،2011‬خمسة ملفات على وكيل الملك لدى‬
‫المحكمة المختصة تتعلق بمعامالت أجريت بناء على معلومات متميزة‪ ،‬وأخرى تتعلق‬
‫بالتالعب في أسعار األوراق المالية‪ ،‬وهو ما شكل سابقة في تاريخ مجلس القيم المنقولة‪،‬‬
‫النتصابه طرفا مدنيا في هذه القضايا‪.59‬‬

‫‪ 56‬مع العلم أن ممارسة مهام الرقابة الموكولة للهيئة المغربية لسوق الرساميل تلغي طابع السرية الذي تمتاز به بعض المعلومات فال يمكن‬
‫االحتجاج لمهامها بالسرية‪.‬‬
‫‪ 57‬يسين أودارد‪ ،‬صالحيات الهيئة المغربية لسوق الرساميل في البحث عن المخالفات‪ ،‬مقال منشور بمجلة القانون المغربي‪ ،‬العدد‪ ،24‬سنة ‪،2014‬‬
‫ص ‪.175‬‬
‫‪ 58‬المادة ‪ 41‬من القانون رقم ‪.43.12‬‬
‫‪ 59‬سلمى بوزيان‪ ،‬الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬

‫‪16‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلحالة على وكيل الملك بعد تلقي شكوى أو مطلب بوجود مخالفة‬

‫عالوة على اكتشاف الهيئة للمخالفات التي تتم على مستوى السوق المالية بطريقة‬
‫تلقائية‪ ،‬خول لها المشرع إمكانية إجراء أبحاث حول تلك المخالفات بناء على شكاوى أو‬
‫وشايات تتلقاها من الغير‪ ،‬مع العلم أن المشرع في القانون رقم ‪ ،43.12‬لم يشر إلى‬
‫مصطلح وشايات‪ ،‬واكتفى بالشكايات والمطالب‪ ،60‬وعليه يمكن للهيئة أن تتلقى مطالب‬
‫تخطرها بالمخالفات التي يتعين عليها فتح تحقيقات بشأنها‪ ،‬سواء من طرف شركات‬
‫البورصة أو الشركة المسيرة للبورصة أو الشركات المسعرة طبقا ألحكام المادتين ‪ 26‬و‪28‬‬
‫من القانون رقم ‪ ،43.12‬كما يمكنها أن تتلقى إخطارا بهذه المخالفات من طرف جمعيات‬
‫حاملي القيم المنقولة المكونة بصورة قانونية كجمعية حاملي السندات أو حاملي األسهم‬
‫الممتازة‪.61‬‬
‫إن هذه الطريقة في واقع الحال تعتبر ناجعة إلى حد كبير نظرا لعدم إمكانية إلمام الهيئة‬
‫بكافة المعامالت والعمليات التي تتم والتي قد تكون موضوع تجاوزات يتم ارتكابها من‬
‫طرف المخالفين‪ ،‬وال ينقص من أهميتها سوى انعدام تنظيم لها بشكل مفصل واقتصر‬
‫المشرع على اإلشارة إليها بطريقة مقتضبة في أحكام المادة ‪ 52‬من قانون ‪.43.12‬‬

‫وبإضفاء مقارنة بين الهيئة المغربية لسوق الرساميل ومجلس القيم المنقولة نرى على أن‬
‫المشرع اعترف للهيئة في هذا الصدد بنفس الصالحيات التي كانت مخولة لمجلس القيم‬
‫المنقولة فيما يتعلق بتلقي الشكايات والمطالب وإحالتها على النيابة العامة‪ ،‬واإلشكال الذي‬
‫يطرح نفسه في هذا الصدد هو مدى إلزامية إحالة الهيئة للمطالب التي تتلقاها إلى النيابة‬
‫العامة المختصة‪ ،‬وباستقراء المادة ‪ 52‬نجد المشرع استعمل عبارة "يجوز" بما يفيد أن‬
‫الهيئة هي صاحبة الصالحية في تكريس مبدأ المالئمة التخاذ ما تراه مالئما‪.62‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع الجرائم المرتكبة في سوق الرساميل‬
‫إن إجراءات البحث التي اعترف بها المشرع لفائدة الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪،‬‬
‫يمكن أن ينتج عنها اكتشاف مجموعة من األفعال المحظورة‪ ،‬تكتسي صبغة إجرامية بمفهوم‬
‫القانون رقم ‪ ،43.12‬وفي إطار رغبة المشرع للتصدي لكل التصرفات األنانية التي يمكن‬
‫أن تصدر عن الفاعلين ا القتصاديين وحماية االدخار والمصلحة االقتصادية العامة للبالد‪،‬‬

‫‪ 60‬يسن أداود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬


‫‪ 61‬اعترف المشرع لحاملي سندات القرض أو أسهم ممتازة باالجتماع الدوري في إطار جمعيات خاصة‪ ،‬راجع عبد الرحيم شميعة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪.331‬‬
‫‪ 62‬الجدير بالذكر في هذا الصدد هو أن المشرع أعطى صالحية البحث في المخالفات إلى مجلس اإلدارة للهيئة وفقا المادة ‪ ،37‬والمأمور بين‬
‫المنتدبين المعنيين من طرف الهيئة كما نصت على ذلك المادة ‪ ، 34‬إضافة إلى األبحاث المنجزة من أعوان وخياط الشرطة القضائية تحت إشراف‬
‫النيابة العامة المختصة وال يواجه أي من هؤالء يكتمان السر المهني في إطار أداء مهامهم الرقابية كما نصت على ذلك المادة ‪ 34‬من قانون‬
‫‪.43.12‬‬

‫‪17‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫مادامت هذه األخيرة هي الموجه األساسي لإلعالن عن مدى ازدهار الدولة من عدمها‪،‬‬
‫وأمام الرغبة التشريعية هاته تدخل القانون رقم ‪ 43.12‬المتعلق بالهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل وألقى الحظر على مجموعة من التصرفات التي يمكن أن تصدر عن المخاطبين‬
‫بأحكام المادة ‪ 4‬من نفس القانون‪ ،‬منها ما يتعلق بجرائم التوظيف الغير القانوني للمعلومات‬
‫المهنية (أوال)‪ ،‬والجرائم المرتبطة بنظام المراقبة (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬جرائم التوظيف الغير القانوني للمعلومات‬
‫تنقسم جرائم التوظيف الغير القانوني للمعلومات إلى ثالث أنواع من الجرائم‪ ،‬جريمة‬
‫االستعمال التعسفي للمعلومات المتميزة‪ ،‬جريمة إطالع الغير على معلومات متميزة‪،‬‬
‫وجريمة نشر معلومات كاذبة أو مضللة‪.‬‬
‫‪ -1‬االستعمال التعسفي للمعلومات المتميزة‬
‫تتم المعامالت في أسواق الرساميل طبقا لمجموعة من الضوابط الخاصة‪ ،‬بغية الحفاظ على‬
‫حسن سير السوق وحماية االدخار الموظف في القيم المنقولة‪ 63‬والحفاظ على التوازن‬
‫الطبيعي لعمليات العرض والطلب‪ ،‬وسعيا من اإلرادة التشريعية لتحقيق هذه الحالة تم تأطير‬
‫مجموعة من التصرفات التي قد تصدر عن الفاعلين االقتصاديين بموجب عقوبات جنائية‬
‫تسعى في حد ذاتها إلى حماية االدخار واالقتصاد الوطني‪ ،‬فالهيئة المغربية تضطلع بدور‬
‫فعال في ضمان مبدأ الشفافية‪ ،‬باعتبار هذا األخير أحد أهم المكتسبات التي تبعت الثقة‬
‫والطمأنينة في أنفاس المستثمرين والفعالين االقتصاديين‪ .64‬وعرف المشرع "المعلومات‬
‫المتميزة" على أنها كل معلومة مازال الجمهور يجهلها والتي تتعلق بشكل مباشر أو غير‬
‫مباشر بواحد أو أكثر من المصدرين لألدوات المالية أو بواحد أو أكثر من األدوات المالية‬
‫والتي إن علمت من طرف الجمهور يحتمل أن يكون لها تأثير على سعر األدوات المالية‬
‫المعنية‪ ،‬أو المتصلة بهذه األخيرة‪.65‬‬
‫أما اإلطار القانوني لهذه الجريمة فيجد أساسه في أحكام المادة ‪ 42‬من القانون رقم ‪43.12‬‬
‫والتي جاء في فقرتها الثانية على أنه كل شخص يحصل أثناء مزاولة مهنته أو القيام بمهامه‬
‫على معلومات متميزة ويستخدمها إلنجاز أو المساعدة عمدا على إنجاز عملية أو عدة‬
‫عمليات في السوق سواء بصورة مباشرة أو بواسطة شخص آخر‪ ،‬يعاقب بالحبس من ثالثة‬
‫أشهر إلى سنتين وب غرامة يمكن أن تساوي خمس مرات مبلغ الربح المحتمل تحقيقه دون أن‬
‫تقل عن مائتي ألف (‪ )200.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪.‬‬

‫‪ 63‬زكرياء العماري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫‪ 64‬سلمى بوزيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ 65‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 42‬من القانون رقم ‪.43.12‬‬

‫‪18‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫‪ -2‬إطالع الغير بمعلومات متميزة‬

‫إن هاجس المشرع المغربي هو حماية المعامالت داخل سوق البورصة‪ ،‬مادامت هذه‬
‫األخيرة هي مرتع كل المعامالت المتعلقة بالقيم المنقولة‪ ،66‬وذلك من خالل جعل كل‬
‫المستثمرين سواء كانوا مساهمين قدامى أو مساهمين احتماليين سواسية في الحصول على‬
‫المعلومة‪ ،‬وتكريس مبدأ المساواة بين كل الفاعلين االقتصاديين في إطار الحق في الحصول‬
‫على المعلومة‪ ،‬وهذه االعتبارات هي التي كانت وراء تجريم إطالع الغير على معلومات‬
‫متميزة وهو ما نص عليه المشرع المغربي في أحكام المادة ‪ 43‬من قانون ‪ ،43.12‬والتي‬
‫تنص على أنه " يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنة وبغرامة عشرين ألف (‪)20.000‬‬
‫درهم إلى مائة ألف (‪ )100.000‬درهم كل شخص يطلع الغير خارج اإلطار العادي لمهنته‬
‫أو مهامه على معلومات متميزة كما تم تعريفها في الفقرة الثانية من المادة ‪ 42‬من نفس‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪ -3‬نشر معلومات كاذبة أو مضللة‬

‫أصبح لزاما في إطار الوضوح والشفافية على كل األشخاص المعنوية ابتداء من‬
‫قيامها بأول عملية إصدار جديدة للقيم المنقولة وطيلة تواجد قيمتها المسعرة بسوق‬
‫البورصة‪ ،‬أن تنشر كل البيانات المتعلقة بوضعيتها المالية واالقتصادية بشكل صحيح‬
‫لتمكين المدخرين والمستثمرين المحتملين من االطالع على الوضع الحقيقي للشركة التي‬
‫ترغب في طلب االدخار والتي يرغبون استثمار أموالهم فيها‪ .‬فعمليات النشر أصبحت أهم‬
‫العناصر المؤطرة والمنشطة ألسواق الرساميل‪ ،‬لكون كل المستثمرين وشركات الوساطة‬
‫ينتظرون بترقب عمليات نشر نتائج وحسابات الشركات المدرجة أسهمها في البورصة قصد‬
‫انتهاز الفرصة والفرص المالئمة للتوظيف المالي‪ ،‬كما أن أهمية النشر تزداد كلما علمنا أن‬
‫قرارات المستثمرين األجانب باتت مرتبطة بمدى نزاهة وشفافية المعلومات المنشورة من‬
‫طرف األشخاص التي تدعو الجمهور إلى اكتساب‪.67‬‬
‫في هذا االطار وبهدف التصدي لهذه التصرفات المشينة نصت المادة ‪ 44‬من القانون‬
‫المتعلق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل على أنه‪ ،‬يعاقب بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنتين‬
‫وبغرامة من عشرة آالف (‪ )10.000‬درهم إلى خمس مائة ألف (‪ )500.000‬درهم أو‬
‫بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪ ،‬كل شخص نشر عمدا بين الجمهور بأية طريقة ووسيلة‬
‫معلومات كاذبة أو مضللة حول آفاق أو وضعية أحد األشخاص المصدرين لألدوات المالية‬
‫أو حول أفاق تطور أداة مالية معينة إذا كان من شأنها أن تؤثر في األسعار أو بصفة عامة‬

‫‪ 66‬زكرياء العماري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬


‫‪ 67‬سلمى بوزيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.149:‬‬

‫‪19‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫أن توقع الغير في الخطأ‪ ،‬ويمكن أن يصل مبلغ الغرامة المشار إليها أعاله إلى خمس مرات‬
‫مبلغ الربح المحتمل تحقيقه دون أن يقل عن هذا الربح‪.68‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجرائم المرتبطة بنظام المراقبة‬

‫يقترن تنظيم األسواق المالية بإنشاء أجهزة لإلشراف والمراقبة ألن وضع اإلطار‬
‫السليم للمعامالت‪ ،‬وتحديد أوضاع ولوج السوق ال يكفي وحده مهما كانت دقة وإحكام‬
‫الصياغة للمبادئ التي يقوم عليها تنظيم السوق‪ ،‬وفي التشريع المغربي تتوزع مهام الرقابة‬
‫واإلشراف على السوق المالية‪ ،‬بين كل من الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬وهي ما‬
‫يصطلح عليها بالرقابة الخارجية ‪ ،‬إضافة إلى مراقبي الحسابات الذين يمكن تسخيرهم من‬
‫طرف الهيئة المغربية لسوق الرساميل والتي تندرج كل الجرائم المرتبطة بمهامهم ضمن‬
‫الجرائم الداخلية‪.69‬‬
‫‪ .1‬جرائم الرقابة الخارجية‬

‫تتراوح الجرائم المتعلقة بالرقابة الخارجية بين كل من جريمة عرقلة مهام المراقبة‬
‫المنوطة بالهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬وجريمة اإلخالل بااللتزام باإلعالم الواجب على‬
‫كل شخص يدعو الجمهور إلى االكتاب في أسهمه‪.‬‬
‫▪ جريمة عرقلة مهام المراقبة المنوطة بالهيئة المغربية لسوق الرساميل‬
‫اعترف المشرع للهيئة المغربية لسوق الرساميل بمجموعة من الصالحيات الرقابية‬
‫التي تهدف في عمقها إلى رصد كل االختالالت والعمليات المالية المحظورة وتعد عرقلة‬
‫مهام المراقبة المنوطة بهذه الهيئة جريمة يعاقب عليها بغرامة من عشرة آالف (‪ )10.000‬درهم‬
‫إلى مائة ألف (‪ )100.000‬درهم‪.70‬‬
‫▪ جريمة خرق االلتزام باإلعالم‬
‫تتمحور مهام الرقابة القبلية المنوطة بالهيئة المغربية‪ ،‬حول المعلومات المطلوبة إلى‬
‫األشخاص التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب في اسهمها او سنداتها‪ ،‬فاألشخاص المعنوية‬
‫التي تدعو الجمهور لالكتتاب ملزمة وجوبا بوضع بيان يتضمن مجموعة من المعلومات‬
‫الموجهة إلى الجمهور‪ ،‬وهذا البيان ال يطرح أمام الجمهور إال بعد التأشير عليه من طرف‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬والغاية من هذه الرقابة القبلية تتجسد أساسا في مراقبة‬
‫مدى انسجام الم علومات الواردة في البيان مع القواعد والتنظيمية الجاري بها العمل ‪.71‬‬

‫‪ 68‬المادة ‪ 44‬من القانون رقم ‪ 43.12‬المتعلق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل‪.‬‬


‫‪ 69‬سلمى بوزيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫‪ 70‬المادة ‪ 46‬من القانون رقم ‪.43.12‬‬
‫‪ 71‬سلمى بوزيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪157‬‬

‫‪20‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫وقد جاء في المادة ‪ 48‬من القانون ‪ :43.12‬يعاقب بغرامة من عشرين ألفا (‪ )20.000‬إلى‬
‫مائتي ألف (‪ ) 200.000‬درهم كل شخص يخضع لمراقبة الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪،‬‬
‫عمال بالمادة ‪ 4‬من نفس القانون أعاله أو يعمل باعتباره ممثال لمؤسسة خاضعة لمراقبة‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل يقدم عمدا معلومات غير صحيحة إلى هذه األخيرة أو يمتنع‬
‫عن توجيه معلومات إليه‪.72‬‬
‫‪ .2‬جرائم المراقبة الداخلية‬
‫باإلضافة إلى تجريم األفعال التي تحول دون قيام الهيئة بالمهام الرقابية المنوطة بها‪ ،‬عمل‬
‫المشرع على إحاطة مهام الرقابة الداخلية المنوطة بمراقبي الحسابات بالحماية الزجرية‬
‫لردع كل الممارسات التي تحول دون إمكانية قيامه (مراقب الحسابات) بالمهام المنوطة به‪،‬‬
‫حيث جرم المشرع كل الممارسات التي تحول دون قيام مراقب الحسابات بمهامه‪ ،‬وكذا‬
‫خرقه لاللتزام باإلعالم واإلخبار المفروض عليه‪.‬‬

‫▪ جرائم إعاقة ممارسة مهام مراقب الحسابات‪:‬‬


‫تم التنصيص على هذه الجريمة في أحكام المادة ‪ 120‬من القانون المتعلق بالهيئات المكلفة‬
‫بالتوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪ ،‬فهذه المادة جرمت كل الممارسات التي تعرقل أعمال‬
‫التحقيق والمراقبة التي يقوم بها مراقب الحسابات أو الحيلولة دون اطالعه في عين المكان‬
‫على جميع الوثائق المفيدة لمزاولة مهامه‪.73‬‬

‫▪ خرق مراقب الحسابات لاللتزام باإلعالم‬


‫تقوم هذه الجريمة في حق مراقب الحسابات الذي ال يخبر الهيئة المغربية لسوق الرساميل‬
‫باالخالالت أو البيانات الغير الصحيحة التي الحظها أثناء مزاولة مهامه‪ ،‬وهو ما يعتبر‬
‫خرقا لمقتضيات المادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪ 43.12‬والتي سبق أن تطرقنا لمضمونها حيث‬
‫أشرنا إلى أنها ألزمت مراقبي الحسابات أن يخبروا في الحال الهيئة المغربية لسوق‬
‫الرساميل عن كل حدث أو قرار علموا به خالل مزاولتهم لمهامهم لدى شخص أو هيئة‬
‫خاضعين لمراقبة الهينة المغربية لسوق الرساميل وبالخصوص تلك التي من شأنها أن ‪:‬‬
‫تؤثر على الوضعية المالية للشخص أو الهيئة المذكورين ؛‬ ‫‪-‬‬
‫تعرض استمرارية االستغالل للخطر؛‬ ‫‪-‬‬
‫أو تؤدي إلى التحفظ أو رفض اإلشهاد على الحسابات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويقوم مراقبو الحسابات باطالع الهيئة المغربية لسوق الرساميل بكل الخروقات والبيانات‬
‫غير المطابقة للحقيقة التي قد يكتشفونها أثناء مزاولة مهامهم‪.74‬‬

‫‪ 72‬المادة ‪ 48‬من القانون ‪.43.12‬‬


‫‪ 73‬سلمى بوزيان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪ 74‬الفقرة الثانية نمن المادة ‪ 27‬من القانون ‪.43.12‬‬

‫‪21‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫خــــاتـــمــــة‬

‫في الختام يمكن القول بأن نجاح أي سوق مالية يظل رهينا بمدى سيادة شروط المالءمة‬
‫والشفافية والمساواة داخله باعتبارها الدعائم األساسية التي ال غنى عنها لتحقيق أهداف كل‬
‫سوق مالية متطورة ومستقرة‪.‬‬

‫ومن خالل محاولتنا لدراسة موضوع هيئة الرساميل باعتبارها مؤسسة عمومية تسهر‬
‫على التدبير الخالق لألسواق المالية‪ ،‬اتضح لنا وبجالء على أن المشرع حاول االرتقاء بهذه‬
‫المؤسسة لتفعيل األدوار المنوطة بها وذلك من خالل التوسيع من الئحة الفاعلين‬
‫االقتصاديين الخاضعين لرقابتها‪ ،‬ورغم ذلك فإن إشكالية االستقاللية الزالت محل نقاش‬
‫واسع داخل األوساط الفقهية – الفقه االقتصادي بطبيعة الحال‪ ،‬إضافة إلى إشكالية التبليغ‬
‫من طرف الهيئة للمؤسسة الزجرية – القضاء الجنائي المالي – المحدث على صعيد بعض‬
‫المدن بالمملكة‪.‬‬

‫وعلى العموم إن دور الهيئة المغربية لسوق الرساميل (التي حلت محل مجلس القيم‬
‫المنقولة) وبالرغم من االنطباع الذي ترسخه تركيبتها كمصلحة تابعة للسلطة التنفيذية ال تتخذ‬
‫قرارات خارج ما تراه هذه األخيرة أو يعاكس سياستها فإنها تبقى بالرغم من ذلك الساهر‬
‫األول على حماية االدخار والمستثمر‪ ،‬كما تسهل وتسرع إنجاز التداوالت داخل السوق‬
‫المالية مهما كان حجمها ومهما كانت تعقيداتها ومراقبة هذه التداوالت ومدى قانونيتها‪،‬‬
‫اضافة إلى الضمان المستمر لنشر كل المعلومات التي من طبيعتها أن تسهل على المستثمرين‬
‫انجاز القرارات المناسبة الستثماراتهم‪.75‬‬

‫‪ -75‬عبد الرحمان السباعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.347‬‬

‫‪22‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫الئحة المراجع‬
‫➢ أطروحات ورسائل‪:‬‬
‫• مصطفى علوش‪ :‬اآلليات القانونية لتدخل الدولة في المجال االقتصادي بالمغرب‪-‬دراسة قانونية‬
‫لتحوالت الدور االقتصادي للدولة منذ برامج التقويم الهيكلي إلى سنة ‪ -2016‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتورة في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم الحقوق السويسي‪ ،‬جامعة محمد الخامس الرباط‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية‪.2018-2017:‬‬
‫• عبد الرحمان السباعي‪ :‬مبدأ المساواة بين المساهمين في شركة المساهمة‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة موالي اسماعيل‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.2014/2013‬‬
‫• سلمى بوزيان‪ ،‬الهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد األول ‪-‬سطات‪-‬السنة الجامعية ‪.2016-2015‬‬
‫➢ مقاالت وتقرير‪:‬‬
‫• يسين أودارد‪ :‬صالحيات الهيئة المغربية لسوق الرساميل في البحث عن المخالفات‪ ،‬مقال‬
‫منشور بمجلة القانون المغربي‪ ،‬العدد‪ ،24‬سنة ‪.2014‬‬
‫• زكرياء العماري‪ :‬حدود احتكار شركات البورصة للمعامالت المتعلقة بالقيم المنقولة‪ ،‬مقال‬
‫منشور بمجلة القضاء التجاري العدد الثالث‪.2014 ،‬‬
‫• التقرير السنوي للهيئة لسوق الرساميل برسم سنة ‪.2018‬‬

‫➢ مرجع باللغة الفرنسية‪:‬‬


‫•‬ ‫‪Alain CHOINEL et Gérard ROUYER: le marché financier : Structures et‬‬
‫‪Acteurs, P:44 In: la revue banque éditeur; 4éme édition, Paris 1990.‬‬

‫➢ نصوص قانونية‪:‬‬
‫• الظهير الشريف رقم ‪ 1.13.21‬الصادر في فاتح جمادى األولى ‪ 1434‬الموافق ل‪ 13‬مارس‬
‫‪ ،2013‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 43.12‬المتعلق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل‪ ،‬المنشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 6142‬الصادرة بتاريخ ‪ 30‬جمادى األولى ‪ 1434‬الموافق ل ‪ 11‬أبريل ‪.2013‬‬
‫• ظهير شريف رقم ‪ 1.06.13‬صادر في ‪ 15‬من محرم ‪ 14( 1427‬فبراير ‪ )2006‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 41.05‬المتعلق بهيئات توظيف األموال بالمجازفة المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪5404‬‬
‫بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪.2006‬‬
‫• ظهير شريف رقم ‪ 1.04.21‬صادر في فاتح ربيع األول ‪ 21( 1425‬أبريل ‪ ،)2004‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 26.03‬المتعلق بالعروض العمومية في سوق البورصة‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 5207‬بتاريخ ‪ 26‬أبريل ‪ ،2004‬الصفحة‪.1857 :‬‬

‫‪23‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫• ظهير شريف رقم ‪ ،1.04.04‬صادر في فاتح ربيع األول ‪ 21( 1425‬أبريل ‪ ،)2004‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 24.01‬المتعلق بعمليات االستحفاض الجريدة الرسمية عدد ‪ 5207‬بتاريخ ‪ 26‬أبريل‬
‫‪ 2004‬الصفحة ‪.1826 :‬‬
‫• ظهير شريف رقم ‪ 1.12.55‬صادر في ‪ 14‬من صفر ‪ 28( 1434‬ديسمبر ‪ )2012‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 44.12‬المتعلق بدعوة الجمهور إلى االكتتاب وبالمعلومات المطلوب إلى األشخاص المعنوية‬
‫والهيئات التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها أو سنداتها‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية رقم‬
‫‪ 6120‬الصادرة بتاريخ ‪ 12‬ربيع األول ‪1434‬الموافق ل ‪ 24‬يناير ‪.2013‬‬
‫• ظهيـر شريف رقم ‪ 1.91.225‬صادر في ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 10( 1414‬سبتمبر ‪،)1993‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪4227‬‬
‫بتاريخ ‪ 1993/11/03‬الصفحة‪.2168 :‬‬

‫• المرسوم رقم ‪ 2.91.689‬كما تم تتميمه وتعديله بموجب المرسوم الصاد عن الوزير األول تحت‬
‫رقم ‪ 551-204‬الصادر بتاريخ ‪ 8‬رمضان ‪1425‬الموافق ل‪ 22،‬أكتوبر ‪ 2004‬المنشور بالجريدة‬
‫عدد ‪ 5262‬بتاريخ ‪ 4‬نونبر ‪ 2004‬صفحة‪.2025 :‬‬

‫➢ موقع إلكتروني‪:‬‬

‫‪• www.bibliojuriste.club‬‬

‫‪24‬‬
‫الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪AMMC‬‬

‫الفهرس‬

‫تــقــــــديــم ‪1 ...................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التنظيم القانوني للهيئة ومحدودية االستقاللية ‪3 ........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬هيكلة الهيئة المغربية لسوق الرساميل ‪3 .............................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المجلس اإلداري ‪3 ......................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المجلس التأديبي ‪4 .......................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة على الهيئة ‪5 .....................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة اإلدارية ‪5 .......................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الرقابة القضائية ‪7 .......................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬صالحيات الهيئة المغربية سوق الرساميل‪ ،‬ضمانة لضبط العملية‬
‫االقتصادية‪9 ....................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬االختصاصات الرقابية والحمائية ‪9 ...................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المهام الرقابية ‪9 .........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المهام الحمائية للهيئة ‪13 ...............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صالحيات هيئة الرساميل في الميدان الزجري‪ ،‬ضمانة لتخليق‬
‫السوق المالي ‪15 ............................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الحق في تحريك الدعوى العمومية ‪15 ..............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع الجرائم المرتكبة في سوق الرساميل ‪17 .....................‬‬
‫خاتمة‪22 ........................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع ‪23 .............................................................................‬‬

‫‪25‬‬

You might also like