You are on page 1of 526

‫إصدارات مجعية البصرية للبحوث والتطوير االعالمي‬

‫اإلع��ل�ام اجل��دي��د‬
‫والقيم االجتامعية‬

‫إعداد‪ :‬جمموعة من الباحثني‬


‫تقديم‪ :‬الدكتور طه أمحد الزيدي‬

‫من وقائع املؤمتر العلمي الدويل اخلامس‬


‫جلمعية البصرية للبحوث والتطوير اإلعالمي‬
‫وكلية العلوم االنسانية – جامعة السليامنية‬

‫‪2019‬م‬ ‫‪ 1440‬هـ‬
‫اإلع��ل�ام اجل��دي��د وال��ق��ي��م االج��ت�ماع��ي��ة‬

‫تقديم‬
‫الدكتور طه امحد الزيدي‬
‫رئيس مجعية البصرية للبحوث والتطوير اإلعالمي‬
‫رئيس املؤمتر‬
‫احلمد هلل والصالة والسالم عىل رسول اهلل وعىل آله وصحبه ومن وااله ‪..‬أما بعد‪:‬‬
‫ّ‬
‫فإن الرشيعة اإلسالمية جاءت بمقاصد ترمي إىل حتقيق مصالح العباد ودفع املفاسد‬
‫عنهم‪ ،‬وراعت حفظ الرضوريات التي ال تستقيم احلياة اإلنسانية إال معها‪ ،‬املتمثلة‬
‫بحفظ الدين والنفس والعرض والعقل واملال‪ ،‬ومع تطور املجتمعات والسيام يف‬
‫جمال تقنيات وسائل اإلتصال‪ ،‬ومنها وسائل اإلعالم الرقمي التي أصبحت جزءا من‬
‫احلاجيات األساسية يف حياة األفراد وملختلف الفئات العمرية‪ ،‬برزت مشاكل متنوعة‬
‫فكرية واجتامعية وصحية يف التعامل معها‪.‬‬
‫ومما عزز االندفاع غري املنضبط الستخدام هذه الوسائل متيزها بخصائص تتجىل‬
‫بسهولة استخدامها وتوفرها يف األجهزة احلديثة وقلة تكلفتها ورسعة تداول املعلومات‬
‫فيها وتنوعها من الكتابة إىل الصورة وحتى الفيديو‪ ،‬ومن مميزاهتا أيضا حفظها خلصوصية‬
‫املستخدم هلا‪ ،‬والنتشارها بني خمتلف األوساط مما جعل عدم استخدامها أمرا مستهجنا‬
‫من اآلخرين‪.‬‬
‫كام بات لوسائل اإلعالم اجلديد دور كبري يف جوانب احلياة املختلفة فزيادة عىل دورها‬
‫يف التحوالت السياسية الكربى التي اجتاحت عددا من البلدان العربية‪ ،‬كان هلا دور‬
‫يف التحوالت االجتامعية التي حدثت يف هذه البلدان‪ ،‬فاإلعالم بات األكثر تأثريا يف‬
‫تشكيل املواقف وتغيريها جتاه القضايا املختلفة ويف ترسيخ قيم النظام االجتامعي فض ً‬
‫ال‬

‫‪-3-‬‬
‫اإلع��ل�ام اجل��دي��د وال��ق��ي��م االج��ت�ماع��ي��ة‬
‫عن قيامها باستحداث قيم وسلوكيات تنذر بخطر شديد قد هيدد املنظومة األرسية‬
‫واالجتامعية‪.‬‬
‫فاملتعارف عليه أن اإلعالم ُيعد أحد أهم مصادر التنشئة االجتامعية وربام اتسعت‬
‫دائرة هذا التأثري مقارنة ببقية املؤسسات األخرى كاألرسة واملؤسسة الرتبوية‪ ،‬فاالنفتاح‬
‫الذي أتاحته وسائل اإلعالم اجلديدة عىل الثقافات األخرى ويف ظل عدم وجود رقابة‬
‫عىل هذه الوسائل فكان لزما تسليط الضوء عىل دور هذه الوسائل وحتديد التأثري املتبادل‬
‫هلذه املؤسسات‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن مطالبة وسائل اإلعالم بتحمل مسؤوليتها يف تقديم إعالم‬
‫هادف يعزز القيم املجتمعية واألرسية ملجتمعاتنا العربية والتي تستمد قيمها من األديان‬
‫الساموية والسيام الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫كل هذه املعاين كانت حارضة يف أذهان القائمني عىل مجعية البصرية للبحوث‬
‫والتطوير اإلعالمي وهم يضعون ملسات عقد املؤمتر العلمي الدويل اخلامس بالتعاون‬
‫مع كلية العلوم اإلنسانية يف جامعة السليامنية‪ ،‬وبعد لقاءات عدة تم اختيار عنوان املؤمتر‪:‬‬
‫(اإلعالم اجلديد والقيم االجتامعية) ‪ ،‬وحتديد أهدافه ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬تشخيص الظواهر االجتامعية والثقافية املتعلقة باألرسة نتيجة استخدام وسائل‬
‫اإلعالم اجلديد‪.‬‬
‫‪ .2‬التاكيد عىل الدور املهم لإلعالم اجلديد يف تعزيز السلم املجتمعي‪.‬‬
‫‪ .3‬حتديد مسؤولية املؤسسات كافة يف ترشيد االستخدام األرسي ملواقع التواصل‬
‫االجتامعي‪.‬‬
‫‪ .4‬حتديد التغريات يف منظومة القيم االجتامعية يف عرص اإلعالم اجلديد‪.‬‬
‫‪ .5‬التعرف عىل التأثريات والتغريات التي يعكسها استخدام الشباب لوسائل االعإلم‬
‫اجلديد‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫اإلع��ل�ام اجل��دي��د وال��ق��ي��م االج��ت�ماع��ي��ة‬
‫‪ .6‬وضع مرشوع برنامج تربوي لتعزيز منظومة القيم األرسية يف عرص اإلعالم‬
‫اجلديد‪.‬‬
‫ولتحقيق هذه االهداف تم رسم حماوره‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬الظواهر االجتامعية والثقافية الناشئة من االستخدام األرسي لوسائل اإلعالم‬
‫اجلديد‪.‬‬
‫‪ .2‬توظيف اإلعالم اجلديد يف البناء األرسي وانعكاساته عىل السلم املجتمعي‪.‬‬
‫‪ .3‬دور املؤسسات يف ترشيد االستخدام ملواقع التواصل االجتامعي‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلعالم اجلديد بني القيم األصيلة والوافدة‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلعالم اجلديد وانعكاساته عىل اجتاهات الشباب‪.‬‬
‫وعىل أروقة جامعة السليامنية العريقة عقدت فعاليات املؤمتر خالل يومي ‪20-19‬‬
‫ديسمرب كانون األول ‪ ،2017‬ومن بني جمموعة البحوث التي تلقتها اللجنة العلمية‬
‫للمؤمتر أقرت لإللقاء نحو (‪ )٣٧‬بحثا علميا لباحثني وأكاديميني عراقيني وعرب‬
‫ينتمون ألكثر من (‪ )٢٠‬جامعة عراقية وعربية من بلدان مرص واجلزائر وسوريا ولبنان ‪.‬‬
‫واستهل املؤمتر بكلمة ترحيبية لرئيس جامعة السليامنية األستاذ الدكتور رضا حسن‬
‫حسني الذي أثنى فيها عىل اجلهود املبذولة من قبل عامدة كلية العلوم اإلنسانية ومجعية‬
‫البصرية يف إقامة وإنجاح هكذا نشاطات علمية تعزز قيمة العلامء والباحثني‪ ،‬وتعمل عىل‬
‫تطوير املامرسة اإلعالمية يف إطار اإلعالم اهلادف واملسؤول‪ ،‬ومبدي ًا إعجابه هبذه اخلطوة‬
‫الفريدة التي احتضنتها جامعة السليامنية‪.‬‬
‫كام ثمنت عميدة كلية العلوم اإلنسانية‪ -‬جامعة السليامنية ورئيسة اللجنة العلمية‬
‫للمؤمتر أ‪.‬م‪.‬د ابتسام إسامعيل قادر يف كلمة كلية العلوم اإلنسانية اجلهود الكبرية والنجاح‬
‫الذي حتقق هبذه التظاهرة العلمية‪ ،‬مبينة أن سبب تعاون الكلية مع مجعية البصرية كوهنا‬
‫‪-5-‬‬
‫اإلع��ل�ام اجل��دي��د وال��ق��ي��م االج��ت�ماع��ي��ة‬
‫تعد من اجلمعيات العلمية الفاعلة يف جمال البحث العلمي والتطوير اإلعالمي عىل‬
‫الساحة العراقية واإلقليمية‪ ،‬وألمهية عقد هذا املؤمتر املتميز يف عنوانه وحماوره وأهدافه‬
‫ويف البحوث والنخب العلمية املشاركة فيه‪.‬‬
‫من جانبه أكد أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬عبد اهلادي حممود الزيدي يف كلمة مجعية البصرية عىل أمهية‬
‫االهتامم باجلانب البحثي يف جمال اإلعالم نظرا للتأثريات الكبرية التي ولدهتا وسائل‬
‫اإلعالم عىل اختالف أنواعها وخصوصا وسائل اإلعالم اجلديد متمثلة بمواقع التواصل‬
‫االجتامعي يف بنية املجتمع‪ ،‬وهو ما حفز إلقامة هكذا نشاط يعمل عىل ضبط وتقييد‬
‫املامرسة اإلعالمية بإطار اإلعالم اهلادف واملنضبط ‪ ،‬وتقديم احللول الواقعية املبنية‬
‫عىل أساس أرقام وبيانات يمكن للمؤسسات املعنية األخذ هبا‪ ،‬كون وسائل اإلعالم‬
‫والباحث اإلعالمي يعمالن عىل تشخيص اخللل ويأيت دور اجلهات املعنية ملعاجلته‪.‬‬
‫وجتدر االشارة إىل أن مجعية البصرية بقيت يف هذا املؤمتر ‪ -‬كام يف غريه من املؤمترات‬
‫السابقة ‪ -‬عىل هنجها املؤيد واملنارص لإلعالم اهلادف وامللتزم‪ ،‬قناعة من القائمني عليها‬
‫إن جمتمعنا الذي هو جزء من املجتمع اإلنساين الكبري‪ ،‬لن يصلح حاله وتستقيم حياته‬
‫إال بانتهاج هذا اإلعالم الذي يلتزم الصدق يف املعلومة واملوضوعية يف حتليل الفكرة‬
‫واحليادية يف التعامل مع اجلمهور‪ ،‬وإذا كانت هذه األخالقيات وغريها يتم التعاطي‬
‫معها يف اإلعالم التقليدي تنظري ًا وتطبيق ًا‪ ،‬فإننا ندعو كذلك إىل التعامل نفسه مع اإلعالم‬
‫اجلديد‪ ،‬عىل الرغم من كون بعض سامته قد تقف حائ ً‬
‫ال أمام هذا األمر‪ ،‬إلحتواء اإلعالم‬
‫اجلديد عىل خصائص خمتلفة تُسهم يف عدم خضوعه هلا كحرية النرش‪ ،‬وانفالته عن‬
‫الرقابة‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن اإلتاحة واملجانية واإلنتشار الواسع وغريها مما عجزت عن إيقافه‬
‫حكومات ومواثيق وتصورات ‪.‬‬
‫وقد حرض وقائع املؤمتر خالل مدة انعقاده نخبة كبرية من األكاديميني وشخصيات‬
‫‪-6-‬‬
‫اإلع��ل�ام اجل��دي��د وال��ق��ي��م االج��ت�ماع��ي��ة‬
‫إعالمية‪ ،‬من بينها األستاذ الدكتور هاشم حسن عميد كلية اإلعالم – جامعة بغداد‪،‬‬
‫واألستاذ الدكتور عبد اهلل احلديثي عميد كلية اإلعالم – اجلامعة العراقية‪ ،‬ورؤساء‬
‫أقسام اإلعالم يف جامعات كركوك وتكريت وممثلني عن مؤسسات إعالمية ومجعيات‬
‫ومراكز بحثية عراقية وعربية وعدد كبري من طلبة اجلامعات العراقية‪.‬‬
‫وأخريا يسعدنا ونحن نقدم هذه املجموعة من وقائع املؤمتر أن نتقدم بخالص حتياتنا‬
‫وامتناننا إىل جامعة السليامنية والسيام كلية العلوم اإلنسانية عىل حسن ضيافتها للمؤمتر‪،‬‬
‫وإىل الباحثني والباحثات والضيوف واإلعالميني واملثقفني الذين حرضوا املؤمتر أو من‬
‫حالت ظروفهم يف عدم احلضور ‪...‬‬
‫والشكر موصول إىل كل من بذل جهد ًا علميا أو فنيا‪ ،‬وتبقى رسالتنا يف إثراء احلركة‬
‫العلمية يف بالدنا ويف العاملني العريب والدويل من أهم مسؤولياتنا مجيعا‪ ،‬وهي بحاجة إىل‬
‫مزيد من التواصل لالرتقاء ‪ ،‬نسأل اهلل تعاىل أن يوفق اجلميع لكل خري‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬فهيمه كريم رزي��ج ‪ ...‬الباحث‪ :‬م��روان امح��د سلامن‬

‫املخدرات الرقمية بني الثابت واملستحدث‬


‫(رؤية سوسيولوجية معارصة)‬

‫أ‪.‬د‪ .‬فهيمه كريم رزيج‬


‫الباحث‪ :‬مروان امحد سلامن‬
‫جامعة بغداد – كلية اآلداب‬
‫قسم علم االجتامع‬

‫املقدمة‬
‫ترتب عىل ثورة املعلومات واالتصاالت التي حيياها العامل اآلن أن ظهرت أنامط من‬
‫السلوك تشكل جرائم أو أفعاال خمالفة لألخالق والقانون‪ .‬وكلام تطور العلم ورقى اإلنسان‬
‫يف احلضارة كلام كثرة الطرق والوسائل واألساليب يف احلصول عىل االستمتاع بطرق رشعية‬
‫أو غري رشعية‪ ،‬واملخدرات جتارة سائدة وقديمة ولكنها بسبب التطورات التقنية قرر البعض‬
‫اكتساب هذه املتعة واإلدمان عليها من خالل بعض الطرق احلديثة غري التقليدية‪.‬‬
‫تعدّ املخدرات الرقمية إحدى وسائل اإلدمان التي عرفها البرش حيث إهنا تعتمد عىل‬
‫جرعات موسيقية صاخبة توحي بنشوة التعاطي بني فئة الشباب وتعطيهم إحساسا بالسعادة‬
‫الغري الدائمة التي قد تؤدي إىل وفاة املستمع (املتعاطي) إذا أدمن عليها‪ ،‬ولقد انترش يف الفرتات‬
‫األخرية هذا النوع املتطور من املخدرات يف العامل والوطن العريب بضمنها العراق ومرص ولبنان‬
‫ودول اخلليج ولعل الكثري قد سمع هبذا املصطلح لكنهم ال يعرفون ما هي كينونته وما هي‬

‫‪-9-‬‬
‫امل���خ���درات ال��رق��م��ي��ة ب�ين ال��ث��اب��ت وامل��س��ت��ح��دث‬
‫أنواعه بكونه تعاطي ًا حديث ًا‪.‬‬
‫مل يعد استهالك املخدرات مقصورا عىل ما كان جيري سابقا بحقنها يف الوريد أو شمها‬
‫أو تدخينها وإنام تطور الفكر اإلنساين ليحول نظم التعاطي إىل تعاطي الكرتوين أو تعاطي‬
‫رقمي حيدث التأثري نفسه الذي حتدثه املخدرات الطبيعية أو املصنعة األخرى‪ ،‬وليس بوسع‬
‫اإلنسان أن يتذوق آو يلمس املخدرات الرقمية‪ ،‬لذا بعض الناس يقولون أن بوسعك أن تنتيش‬
‫ملجرد أن تلمس حاسوبك‪ .‬وقد استخدمت موسيقى املخدرات يف مستشفيات الصحة النفسية‬
‫قديام نظرا ألن هناك خلال ونقصا يف املادة املنشطة للدماغ لدى بعض املرىض النفسيني ولذلك‬
‫حيتاجون إىل استحداث اخلاليا العصبية إلفرازها حتت األرشاف الطبي بحيث ال تتعدى عدة‬
‫ثواين أو أجزاء من الثانية ويتم كشف تعاطي املخدرات الرقمية من قبل األطباء واملتخصصني‬
‫من خالل دراسة حالة الدماغ وطبيعة اإلشارات الكهربائية التي تصدر عن الدماغ بعد تعاطي‬
‫نوع حمدد من املخدرات والتي من خالهلا يمكن حتديد حالة النشوة التي يعيشها املتعاطي‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املنهجي للدراسة‬


‫املطلب الأول‪ :‬عنا�صر الدرا�سة‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫إن السمة الرئيسة التي متيز البحوث العلمية هي وجود مشكلة حقيقية يسعى الباحث‬
‫التصدي هلا واإلحاطة هبا من مجيع النواحي للوصول إىل تفسريات ونتائج بشأن الظاهرة‬
‫واملوضوع املتناول لتعميمها‪.‬‬
‫فكل يشء أصبح تقني ًا‪ ،‬حتى املخدرات‪ ،‬رغم تعدد أنواعها املعروفة إال أن نوعا أكثر حداثة‬
‫قد برز وانترش والتي يطلق عليها املخدرات الرقمية‪ ،‬التي هي عبارة عن منتوجات يروج هلا‬
‫عن طريق بعض املواقع املشبوهة عىل مواقع التواصل االجتامعي واالنرتنت التي تتألف من‬
‫ذبذبات يتم تنزيلها عن طريق(‪ )mp3‬عىل هيئة نغامت موسيقية تسمع باألذنني برتددات‬

‫‪- 10 -‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬فهيمه كريم رزي��ج ‪ ...‬الباحث‪ :‬م��روان امح��د سلامن‬
‫خمتلفة يشعر السامع هلا بتأثري نفيس مشابه لتأثري املخدرات التقليدية املعروفة‪.‬‬
‫ومما زاد من خطورهتا إهنا سهلة التعاطي وال حيتاج الشخص املتعاطي إال لسامعة عادية‬
‫ومبلغ مايل بسيط لتحميل هذه املادة املسموعة من الشبكة العنكبوتية وإهنا يف متناول اليد يف‬
‫أي وقت‪ ،‬من هنا تنبع مشكلة دراستنا هذه‪ ،‬إن هكذا نوع من املخدرات بدأ ينترش يف املجتمع‬
‫كام تنترش النار يف اهلشيم‪ ،‬وهذا يمثل اجلانب السلبي للعوملة والتطور التقني‪ ،‬حيث يرى بعض‬
‫الباحثني بأهنا نوع من حروب اجليل الرابع مستغلني النمو املتزايد للتقنيات احلديثة بقصد‬
‫تنويم جمتمعاتنا وتفتيتها لكي ال تعي بام حيدث وال تدرك ما حوهلا من مؤامرات وخمططات‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬أمهية الدراسة‪:‬‬
‫تأيت أمهية الدراسة من أمهية املوضوع املتناول وخطورته عىل األفراد واملجتمع(الشباب‬
‫خاصة )‪ ،‬فمع التطور احلاصل يف املجال املعلومايت والتقني وتاليش احلدود الثقافية بني الدول‬
‫واملجتمعات بسبب العوملة الكونية‪ ،‬وحماولة السيطرة عىل املجتمعات من خالل انحالهلا‬
‫أخالقي ًا وصحي ًا واجتامعي ًا‪ ،‬بدأت تظهر طرق وأساليب جديدة لإلدمان والتفسخ اخللقي منها‬
‫املخدرات الرقمية‪ ،‬وما هلا من خطورة وذلك لسهولة تناوهلا واإلدمان عليها وآثارها الوخيمة‬
‫التي تتمثل بحب العزلة واالكتئاب والتفكك األرسي‪ ،‬وتراجع مستوى إنتاج الشباب يف‬
‫العلم والعمل‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن األمراض الصحية والنفسية والعقلية التي قد تؤدي يف هناية املطاف‬
‫إىل الوفاة‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪1.1‬التعرف عىل ماهية املخدرات الرقمية وأنواعها والكشف عن آثارها‪.‬‬
‫‪2.2‬التعرف عىل األسباب والعوامل التي تدفع األفراد( املراهقون والشباب عىل وجه‬
‫اخلصوص) لتعاطي املخدرات الرقمية‪.‬‬
‫‪3.3‬التعرف عىل أهم األساليب والطرق لتناول املخدرات الرقمية‪.‬‬
‫‪4.4‬حماولة الوصول إىل جمموعة من النتائج والتوصيات املقدمة إىل اجلهات املختصة الختاذ‬

‫‪- 11 -‬‬
‫امل���خ���درات ال��رق��م��ي��ة ب�ين ال��ث��اب��ت وامل��س��ت��ح��دث‬
‫التدابري االحرتازية والوقائية والقانونية بشأهنا‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫اعتمدت هذه الدراسة عىل املنهج الوصفي يف تفسري ظاهرة املخدرات الرقمية‪ ،‬والتوصل‬
‫إىل نتائج بشأهنا‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬تساؤالت الدراسة‪:‬‬
‫‪1.1‬هل املخدرات الرقمية تسبب اإلدمان وكيف تستطيع التأثري عىل االفراد؟‪.‬‬
‫‪2.2‬ما هو الثابت واملستحدث يف املخدرات الرقمية؟‪.‬‬
‫‪3.3‬هل متنح املخدرات الرقمية للمتعاطي نتائج املخدرات التقليدية نفسها؟‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬امل�صطلحات واملفاهيم العلمية للدرا�سة‪:‬‬


‫أوال‪ :‬املخدرات ‪:Drugs‬‬
‫املخدرات يف اللغة‪ :‬خدر وأخدر العضو أي جعله خدر ًا‪ ،‬واخلادر هو الفاتر الكسالن(‪.)1‬‬
‫واملخدرات مادة تسبب لإلنسان واحليوان فقدان الوعي بدرجات متفاوتة كالبنج واحلشيش‬
‫واألفيون‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬واجلمع خمدرات (‪.)2‬‬
‫أما اصطالح ًا‪ ،‬فقد عرف الدكتور سعد املغريب املواد املخدرة بأهنا (كل خام أو مستحرض أو‬
‫غري ذلك حتتوي عىل جواهر منبهة أو مسكنة من شأهنا إذا تم استعامهلا يف غري األغراض الطبية‬
‫والصناعية املوجهة أن تؤدي إىل حالة من التعود أو اإلدمان عليها مما يرض بالفرد واملجتمع‬
‫جسمي ًا ونفسي ًا واجتامعي ًا)(‪.)3‬اذن‪ ،‬املخدرات يراد هبا كل مادة أو مستحرض تسبب ملتعاطيها‬

‫((( لويس معلوف‪ ،‬قاموس املنجد يف اللغة واألدب‪ ،‬املطبعة الكاثوليكية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪،1960 ،‬‬
‫ص‪.377‬‬
‫((( مصطفى اخلن‪ ،‬الفقه املنهجي عىل مذهب اإلمام الشافعي‪ ،‬دار األرقم‪ ،‬ط‪ ،2‬بدون مكان الطبع‪،‬‬
‫‪ ،1989‬ص‪.214‬‬
‫((( د‪ .‬سعد املغريب‪ ،‬التعود واإلدمان عىل املخدرات‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،1971 ،‬ص‪.4‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬فهيمه كريم رزي��ج ‪ ...‬الباحث‪ :‬م��روان امح��د سلامن‬
‫إدمان ًا نتيجة الشعور بالنشوة مما يؤدي إىل أن يرتكب صاحبها سلوك ًا غري سوي بسبب ذهاب‬
‫عقله‪ ،‬وإذا استمر تعاطيها من دون مربر تؤدي إىل آثار ضارة عىل كل من املتعاطي وأرسته‬
‫واملجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬املخدرات الرقمية ‪:Digital Drugs‬‬
‫تعرف املخدرات الرقمية بأهنا نوع خاص من املوسيقى ذات الرتددات املميزة‪ ،‬والتي يعتقد‬
‫إن هلا تأثري عىل درجة نشاط الدماغ والتحكم يف احلالة النفسية للمستمع (‪.)1‬‬
‫واألسامء الشائعة للمخدرات الرقمية هي‪ :‬عيش اجلو‪ ،‬حلق يف السامء‪ ،‬املتعة يف املوسيقى‪،‬‬
‫الطيور املهاجرة‪ ،‬مغناطيس املرء‪ ،‬كن انحف‪ ،‬حبة نشوة اهلرولة‪ ،‬احلبة الرقمية‪.‬‬
‫وعرفت املخدرات الرقمية أيض ًا‪ :‬بأهنا مؤثرات صوتية‪ ،‬وهي عبارة عن نغامت موسيقية‬
‫معينة ذات ذبذبات ثنائية هلا مسميات متعددة‪ ،‬وتوجد يف مواقع الكرتونية متنوعة‪ ،‬وجدت‬
‫يف األصل ضمن جمال العالج النفيس وتطبق يف بعض املراكز النفسية يف الدول الغربية‪ ،‬حتت‬
‫مسمى العالج باملوسيقى‪ ،‬وتستعمل يف نطاق واسع لدى مدمني املخدرات للبحث عن مزيد‬
‫من النشوة (‪.)2‬‬
‫إن املخدرات الرقمية هي احدث وسائل اإلدمان بني البرش‪ ،‬وتعتمد عىل جرعات موسيقية‬
‫صاخبة توحي بنشوة التعاطي بني الشباب وتعطيهم إحساسا بالسعادة غري الدائمة‪ ،‬إذ حتدث‬
‫تأثريا عىل احلالة املزاجية للشخص حتاكي تأثري احلشيش والكوكايني واملارجيوانا يتم االستامع‬
‫إليها عن طريق سامعة األذن ويقوم الدماغ بدمج اإلشارتني مما ينتج عنه اإلحساس بصوت‬
‫ثالث يدعى ‪ ،binaural beat‬وتؤدي هذه املوسيقى إىل خلق أوهام لدى الشخص املتلقي‬
‫وتنقله إىل حالة الالوعي وهتدده بفقدان التوازن النفيس واجلسدي (‪.)3‬‬

‫((( فراس النويب‪ ،‬املخدرات الرقمية أو االلكرتونية‪،‬‬


‫‪www.addiction-treatment- clinic. Or.2015.‬‬
‫((( فراس النويب‪ ،‬املخدرات الرقمية او االلكرتونية مصدر سابق‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫((( زينب عبد الكاظم حسن‪ ،‬املخدرات الرقمية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إىل ندوة املخدرات الرقمية‪،‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫امل���خ���درات ال��رق��م��ي��ة ب�ين ال��ث��اب��ت وامل��س��ت��ح��دث‬
‫وتقوم املواقع اخلاصة ببيع املخدرات الرقمية ببث بعض املقاطع الصوتية جمان ًا لتدفع‬
‫الشباب إىل التجربة‪ ،‬ثم يتم بيع اجلرعات األقوى عن طريق دفع عدد من الدوالرات‪ ،‬فض ً‬
‫ال‬
‫عن إمكانية احلصول عليها من تطبيق اليوتيوب بشكل جماين دون وجود أي رقابة رسمية عىل‬
‫هذه املواقع (‪.)1‬‬
‫وتأسيسا عىل ما تقدم‪ ،‬فان املخدرات الرقمية هي نغامت أو رنات صوتية معينه متفاوتة‬
‫الرسعة بني األذنني تعمل عمل املخدرات األخرى من حيث الشعور بالنشوة والراحة تعطى‬
‫عىل شكل جرعات صوتية‪ ،‬لتجعل الدماغ يصل إىل حالة من اخلدر تشبه تأثري املخدرات‬
‫احلقيقية‪ ،‬وتعترب من أسهل أنواع التعاطي لسهولة تعاطيها ولرخص سعرها وخلوها من‬
‫اآلالم‪ ،‬وان اإلدمان عليها يؤثر عىل املتعاطي من الناحية النفسية واجلسدية واالجتامعية‪،‬‬
‫وهنالك صعوبة بالغة يف معاجلة هذا النوع من اإلدمان‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‬


‫املطلب الأول‪ :‬تطور املخدرات الرقمية و�آلية عملها‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أضواء تارخيية عىل املخدرات الرقمية‪:‬‬
‫يف عام (‪ )1839‬اكتشف العامل االملاين الفيزيائي (هينريش وليم دوف)انه إذا سلطت‬
‫ترددين خمتلفني قليال عن بعضهام لكل إذن‪ ،‬فان املستمع سيدرك صوت نبض رسيع سميت‬
‫هذه الظاهرة‪ ))Binaural Beats‬استخدمت هذه اآللية ألول مره عام ‪1970‬من اجل‬
‫عالج بعض املرىض املصابني نفسي ًا السيام االكتئاب اخلفيف والقلق‪ ،‬وذلك عند رفضهم‬
‫العالج الدوائي‪ ،‬اذ كان يتم تعريض دماغ املريض إىل تذبذبات كهرومغناطيسية تؤدي لفرز‬

‫كلية القانون‪ ،‬جامعة ميسان‪ ،‬العراق‪.‬ص‪ 1‬عىل الرابط ‪.www.uomisan .edu.iq‬‬


‫((( زينب عبد الكاظم حسن‪ ،‬املصدر‪ ،‬نفسه‪،‬ص‪.3‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬فهيمه كريم رزي��ج ‪ ...‬الباحث‪ :‬م��روان امح��د سلامن‬
‫مواد منشطه كلدوبامني وبيتا اندروفني لترسيع معدالت التعلم‪ ،‬وحتسني دورة النوم وحماولة‬
‫التخفيف من األمل وإعطاء إحساس بالراحة والتحسن واعترب موقع‪)Psychology Today‬‬
‫انه يمكن استعامل هذه التقنية لعالج القلق واالضطراب النفيس (‪ .)1‬إن املخدرات الرقمية هي‬
‫أخر بديل لقنينة احلبوب التقليدية‪ ،‬فاحلبة الرقمية هي تطبيق رقمي جديد جماين قد أطلق يف ‪7‬‬
‫كانون األول ‪ 2012‬وأصبح متوفر ًا عىل االيباد وااليفون وغريها‪ ،‬ويمكن استعامله ليساعدك‬
‫عىل فتح شهية شعورك غري الواعي وتغيري مفاهيمك‪.‬‬
‫إن استعامل األصوات النفسية هو ليس باجلديد‪ ،‬إذ أجريت العديد من التجارب عام‬
‫‪ 1939‬من قبل عامل بروسيا اسمه (أج دبليو دوف) ثم قام بعد ذلك العديد من العلامء اآلخرين‬
‫باستعامل هذه التقنية يف الدورات االوملبية من اجل حتسني أداء الرياضيني وجعلهم يركزون‬
‫عىل السباقات‪ .‬وبعد ‪ 20‬عام ًا قام العامل (براين كولربت) بتطوير الربجمة اللغوية العصبية‬
‫وجعلها عىل شكل حبة رقمية متاحة للجميع‪ ،‬ومن خصائصها أن تشعرك باالسرتخاء والثقة‬
‫وخسارة الوزن‪ ،‬وهي ‪ -‬خصوصا عند الرياضيني ‪ -‬مصممة من قبل مدرب ذهني معرتف به‬
‫دولي ًا‪ ،‬فمجرد سامع موسيقى معينة يمكن أن جتعلك سعيدا أو تأمليا أو مستثارا‪ ،‬وأطلق عليها‬
‫احلبة الرقمية التي يمكن أن حتدث تغيريا حقيقيا يف حياتك‪ ،‬كام يقول براين (‪.)2‬‬
‫وهناك مواقع انرتنت عدة تقدم املخدرات الرقمية وتسوقها من خالل الرتويج هلا عىل‬
‫أهنا آمنة ورشعية‪ ،‬نعم بالفعل‪ ،‬ال يوجد قانون جيرم االستامع إىل ملفات صوتيه يف أي دوله‬
‫من دول العامل‪ ،‬وواحد من أشهر تلك املواقع ‪-‬يفضل عدم ذكر اسمه ‪ -‬يوفرها عرب منصات‬
‫متنوعة عدة بدء ًا من تطبيقات اهلواتف اللوحية املحمولة‪ ،‬وحتى برامج تعمل عىل ويندوز‬

‫((( حممد حبش‪،‬كل ما تود معرفته عن املخدرات الرقمية‪ ،‬تقرير منشور يف موقع عامل التقنية بتاريخ‬
‫‪www.tesch.wd.com 15-11-2014 .‬‬
‫‪(2) -EDN،could digital drugs boost your health،make your more conf-‬‬
‫‪dent or improve your sleep ، 6 December، 2012. http://www.prnews-‬‬
‫‪wire.com.‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫امل���خ���درات ال��رق��م��ي��ة ب�ين ال��ث��اب��ت وامل��س��ت��ح��دث‬
‫ومايك وملفات صوتية أخرى‪ ،‬عىل عكس املخدرات احلقيقية‪ ،‬فان تلك الرقمية توفر دلي ً‬
‫ال‬
‫مكتوب ًا يرشح للمتعاطني‪ ،‬خطوة بخطوة‪ ،‬اإلجراءات التي جيب أن تقوم هبا كي حتقق الفاعلية‬
‫املطلوبة‪ ،‬اذ إن أكثر من ‪ % 80‬ممن جربوها عىل وفق دليل طبقت اهلدف املنشود منها حسب‬
‫دراسة أجريت (‪.)1‬‬
‫لقد تم مؤخر ًا جعل املخدرات رقمية الن أوجه من تنظيمها واستعامهلا يتجسد أو يستمد‬
‫من األنظمة احلاسوبية والقواعد البيانية يف احلواسيب‪.‬‬
‫إن دراسة املخدرات الرقمية ضمن اطر اجتامعية ونفسية بحتة يعني إهنا تشكل طفرة يف‬
‫التطور احلاصل يف تسويق األدوية‪ ،‬السيام التي تنطوي عىل خمدر‪ ،‬اذ أصبحت رشكات الدواء‬
‫تعيد النظر يف ابتكار واختبار الكثري من أدويتها بناء عىل ذلك عىل أمل احلصول عىل أدوية رقمية‬
‫وصوتية يمكن أن حتل حمل األدوية والعقاقري الطبية املوصوفة حاليا مما يقلل من التأثريات‬
‫اجلانبية للمواد الكياموية التي تصنع منها األدوية (‪.)2‬تتوفر املخدرات الرقمية عىل املواقع بعدة‬
‫أسعار وجرعات حسب الشعور الذي يود املتعاطي احلصول عليه‪ ،‬فهناك ملفات قصرية يبلغ‬
‫طوهلا ربع ساعة ومنها يصل إىل ساعة‪ ،‬كام هناك بعض اجلرعات تتطلب منك االستامع إىل عدة‬
‫ملفات متت هندستها صوتيا لتسمع وفق ترتيب معني حتى يصل إىل الشعور املطلوب‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬أنواع املخدرات الرقمية وكيفية تسويقها‪:‬‬
‫تتعدد أنواع املخدرات الرقمية واستعامالهتا مثل املخدرات التقليدية وهي حتمل أسامء‬
‫تلك املخدرات كل حسب مفعوهلا‪ ،‬كالكوكايني وغريها‪ ،‬لكن املخدرات الرقمية تقدمت عىل‬
‫سابقتها باالستعامالت‪ .‬وفضال عن هذه األنواع نجد من بني فالسامع‪ ،‬ويقول املروجون إن‬
‫هناك ترددات تقريبا لكل نوع من املخدرات التقليدية فمنها الذي يدفعك للهلوسة وأخرى‬

‫((( حممد حبش‪،‬كل ماتود معرفته عن املخدرات الرقمية‪،‬مصدر سابق‪.‬‬


‫‪(2) Tony cornford and Valentinalichtner،Digital Drugs: an anatomy of‬‬
‫‪new medicines،the London school of economic and political sciences،vol‬‬
‫‪. 4،2014،p.p 149 – 162.‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬فهيمه كريم رزي��ج ‪ ...‬الباحث‪ :‬م��روان امح��د سلامن‬
‫لالسرتخاء وأخرى للرتكيز وهكذا‪ ،‬ويكون التسويق للمخدرات الرقمية كااليت‪:‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪1.1‬االدعاء بان هذه املخدرات ال حتتوي عىل مواد كياموية‪.‬‬


‫‪2.2‬إهنا ال تؤثر فسيولوجيا عىل اجلسم‪.‬‬
‫‪3.3‬إن هلا تأثري اجيايب عىل اجلسم حيث يشعر متعاطوها كام يروجون باالسرتخاء والنشوة‬
‫والنشاط‪.‬‬
‫‪4.4‬نرش خربات وجتارب ألشخاص تعاطوا املخدرات االلكرتونية‪ ،‬فيكتبون عن جتربتهم‬
‫النامجة هلا وعدم تأثرهم سلبا هبا‪.‬‬
‫‪5.5‬عرض منتجاهتا بأسعار تنافسية تشجيعية عىل عكس املخدرات التقليدية مما جيعلها يف‬
‫متناول اجلميع(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ :‬آلية عمل املخدرات الرقمية‪:‬‬
‫يتمثل هذا التطور احلديث يف تعاطي املخدرات عرب شبكة االنرتنت يف جلوس تاجر املواد‬
‫املخدرة أمام جهاز احلاسب اآليل اخلاص به ليتلقى طلبات رشاء املواد املخدرة من خالل‬
‫موقعة اخلاص به ويقوم املشرتي بإجراء عملية التحميل ‪ download‬للمخدر الذي يرغبه يف‬
‫شكل ملفات وهو ما يعرف( باملخدرات الرقمية) (‪.)3‬‬
‫وترشح اخلبرية األمريكية يف التأثريات العصبية والنفسية (برجيني فورجوا) هذه اآلليات‬
‫بقوهلا‪« :‬تعتمد املواد الرقمية عىل تقنية النقر يف األذنني‪ ،‬فتبث صوتني متشاهبني يف كل أذن‬
‫لكل تردد‪ ،‬كل منهام خمتلف عن اآلخر‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل حث الدماغ عىل توليد موجات‬
‫بطيئة كموجات (ألفا) املرتبطة بحالة االسرتخاء ورسعة كموجات (بيتا) املرتبطة بحالة اليقظة‬

‫((( حممد بن فنخور العبديل‪ ،‬املخدرات التقليدية والرقمية‪ ،‬ص‪ ،3‬موقع عىل االنرتنت‪،‬‬
‫‪www.said.net، powrpoint.‬‬
‫((( ‪-‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫((( د‪ .‬أبو رسيع امحد عبد الرمحن‪ ،‬استخدام االنرتنت يف تعاطي املخدرات‪ ( ،‬املخدرات الرقمية)‪،‬‬
‫بحث منشور‪ ،2010 ،‬ص‪.5‬بحث منشور عىل الرابط االيت‪.www.child.trafficking.org :‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫امل���خ���درات ال��رق��م��ي��ة ب�ين ال��ث��اب��ت وامل��س��ت��ح��دث‬
‫والرتكيز وهنا يشعر املتلقي بحالة من الالوعي املرتبطة باهللوسة وفقدان التوازن اجلسدي‬
‫والنفيس والعقيل» (‪ .)1‬وحياول الدماغ جاهدا أن يوحد الرتددين يف األذنني اليمنى واليرسى‬
‫للحصول عىل اإلشارات الكهربائية التي يرسلها‪ ،‬ومن هنا خيتار املروجون ملثل هذه املخدرات‬
‫نوع العقاقري التي يريدها املتعاطي (‪.)2‬‬
‫باختصار شديد املخدرات الرقمية هي ملفات صوتية‪ ،‬وأحيانا ترتافق مع مواد برصية‬
‫وبأشكال وألوان تتحرك وتتغري عىل وفق معدل مدروس متت هندستها لتخدع الدماغ عن‬
‫طريق بث أمواج صوتية متعددة الرتدد بشكل بسيط لكل إذن‪ ،‬والن هذه األمواج غري املألوفة‬
‫يعمل الدماغ عىل توحيد الرتددات يف األذنني للوصول إىل مستوى واحد بالتايل يصبح‬
‫كهربائي ًا غري مستقر‪ ،‬وحسب نوع االختالف يف كهربائية الدماغ يتم الوصول إلحساس معني‬
‫حياكي إحساس احد أنواع املخدرات أو املشاعر التي يود الوصول إليها كالنشوة والشعور‬
‫باالسرتخاء (‪.)3‬‬
‫مثال لو تعرضت األذن اليمنى إىل موجه (‪ 325‬هرتز) واليرسى إىل موجة (‪315‬هرتز)‬
‫فان الدماغ سيعمل عىل معاجلة املوجتني لتشكيل صوت وموجه جديدة لتكون موجة ‪10‬هرتز‬
‫وهي املوجة نفسها التي ينتجها الدماغ يف أثناء االرختاء والتأمل‪ .‬فكل نوع من أنواع تلك‬
‫املخدرات أي كل نوع من األمواج الصوتية والرتددات تقوم باستهداف نمط معني من النشاط‬
‫الدماغي‪ ،‬ويتعلق األمر بمدة التعرض والظروف املواتية له وأحيانا ما يتم االستعانة بالبرص‬
‫لزيادة العمل عىل حتفيز الدماغ (‪.)4‬‬
‫إن الوسائل اجلديدة (املوسيقى التخديرية) متنح جمهولية تامة للمصدر من ناحية وللزبون‬

‫د‪ .‬أبو رسيع امحد عبد الرمحن‪،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.6‬‬ ‫(((‬


‫خمدر رقمي‪،‬املوسوعة احلرة (ويكيبيديا)‪،‬ابريل‪، 2016‬موقع عىل االنرتنت‪:‬‬ ‫(((‬
‫‪https:\\ ar.m.wikpedia.org.‬‬
‫حممد حبش‪ ،‬كل ما تود معرفته عن املخدرات الرقمية‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬ ‫(((‬
‫‪-‬حممد حبش‪ ،‬كل ما تود معرفته عن املخدرات الرقمية‪ ،‬مصدر سابق‪.‬بدون صفحة‪.‬‬ ‫(((‬

‫‪- 18 -‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬فهيمه كريم رزي��ج ‪ ...‬الباحث‪ :‬م��روان امح��د سلامن‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬وهنا يتم تقييم البائع واملشرتي من خالل قاعدة بيانات رقمية استنادا إىل‬
‫عوامل تشمل نوع املنتج ورسعة الشحن والدفع والتواصل (‪.)1‬إن املوسيقى التخديرية كوسيلة‬
‫أصبحت بدي ً‬
‫ال عن اإلبر أو احلبوب املخدرة والتي قد يصعب احلصول عليها من قبل املتعاطي‪.‬‬
‫إن الثابت يف هذه الظاهرة إن املخدرات موجودة وعىل مر العصور بشكل أو بآخر ويف‬
‫اغلب املجتمعات‪ ،‬لكن املستحدث يكمن يف آلية أو وسيلة استخدام تلك املخدرات‪ ،‬إذ‬
‫أهنا نتيجة للتطور التقني والثورة التكنولوجية وختتلف متام ًا عن أنواع املخدرات التقليدية‬
‫يف طريقة تناوهلا‪ ،‬فهي تعتمد عىل املوسيقى بدالً من العقاقري الطبية‪ ،‬وتعطي نتائج مشاهبه ملا‬
‫حتدثه املخدرات التقليدية من نشوة وختدير وإدمان قد يؤدي إىل الوفاة‪.‬فاملخدرات الرقمية هي‬
‫احدي املخرجات السلبية للثورة التكنولوجية يف عامل اليوم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬قواعد خاصة لتعاطي هكذا نوع من املخدرات‪:‬‬
‫يوجد للمخدرات الرقمية قواعد عدة خاصة هبا تساعد عىل تعاطيها‪ ،‬إذ ينصح غالبا برشاء‬
‫كتيبات حتتوي عىل توضيحات ومعلومات عن هذا املخدر وطريقه تعاطيه‪ ،‬إذ أن أي جرعة‬
‫زائدة قد تقيض عىل دماغ املستمع‪.‬‬
‫توجيهات االستعامل‪:‬‬
‫‪1.1‬سامعات رأسية‪.‬‬
‫‪2.2‬يغمض عينيه‪.‬‬
‫‪3.3‬اسرتخاء شامل‪.‬‬
‫‪4.4‬أن يرتدي ثيابا فضفافة‪.‬‬
‫‪5.5‬رشب ماء قبل االستامع‪.‬‬

‫‪(1) -Cornel Stanciu،Online Drug Marketplaces،Digital Drug‬‬


‫‪Dealers،American Academy of Addiction psychiatry،vol 31 ،‬‬
‫‪n.1،2015،p.9.‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫امل���خ���درات ال��رق��م��ي��ة ب�ين ال��ث��اب��ت وامل��س��ت��ح��دث‬
‫‪6.6‬أن جيلس يف غرفة ذات إضاءة خافتة‪.‬‬
‫‪7.7‬إغالق األدوات الكهربائية التي يمكن أن تسبب تشويش ًا‪.‬‬
‫‪8.8‬تشغيل امللف الصويت (‪.)1‬‬
‫وهناك من يصف املخدرات الرقمية عىل أساس ما تقوم به بعض الفتيات يف غرف الدردشة‪،‬‬
‫إذ تقوم الفتيات بالرتويج حلساهبن أو حلساب بعض املروجني لقاء نسبة يتفق عليها إذ تقوم‬
‫الفتاة أمام الكامريا الويب باستعامل أو القيام برشح كيفية لف احلشيش واستعامله والكامريا‬
‫مسلطة عليها وهي مرتدية مالبس تثري الغرائز اجلنسية لدى املراهقني وتشجعهم عىل السؤال‬
‫عنه وطلب التجربة (‪.)2‬‬
‫كام يصفها البعض بأهنا (أبواب اجلحيم) و (املتعة يف السامء) وهي أسامء متنوعة للمخدرات‬
‫الرقمية التي باتت منترشة يف لبنان‪ ،‬مما حدا ببعض الدول املجاورة للتأهب ملنع تسلل هذه‬
‫املخدرات إىل أراضيها‪ .‬لقد أصبح تعاطي املخدرات عرب الشبكة العنكبوتية‪ ،‬وخطورته تكمن‬
‫بأنه يف متناول اليد وبسعر مابني دوالر وعرشين دوالر ًا (‪.)3‬‬
‫املطلب الثاين‪� :‬آثار املخدرات الرقمية‪:‬‬
‫أوال‪ .‬اآلثار اجلسدية والنفسية‪:‬‬
‫تشري البحوث والدراسات العلمية إىل أن هذا النوع من املخدرات يسبب أثارا جسدية‬
‫ونفسية وخيمة شاهنا شان باقي املخدرات حيث إهنا تكون سببا يف التشنجات العضلية‬
‫والعصبية واالرتعاش السيام يف أثناء عملية االستامع وقلة الرتكيز الفكري هذا عىل مستوى‬
‫اآلثار اجلسدية (‪.)4‬‬

‫((( حممد بن فنخور العبديل‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.7‬‬


‫((( د‪ .‬معن خليل العمر‪،‬جرائم مستحدثة‪،‬ط‪،1‬دار وائل للنرش‪،‬عامن ‪ ،2012،‬ص‪.244‬‬
‫((( مها الرشيف‪،‬املخدرات الرقمية ‪..‬الرش القادم‪،‬جريدة الدستور‪ 2014-11-9،‬عىل الرابط ‪:‬‬
‫‪.www.addus.com‬‬
‫((( حممد حسن‪ ،‬عامل التقنية‪ ،‬كل ما تود معرفته عن املخدرات الرقمية‪ ،‬بحث منشور عىل االنرتنت‪،‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬فهيمه كريم رزي��ج ‪ ...‬الباحث‪ :‬م��روان امح��د سلامن‬
‫أما اآلثار النفسية ملتعاطي املخدرات الرقمية فان متعاطي هكذا نوع من املخدرات يعاين‬
‫من الرصاخ الالإرادي والعزلة املفرطة واإلحباط‪ ،‬فضال عن اخلوف من اآلخرين وشعوره‬
‫باملالحقة من أشخاص يريدون إيذاءه‪ ،‬ويرى بعض األطباء واملتخصصني بأنه ما مل َ‬
‫يعط بعض‬
‫املهدئات لتخفيف التشنج فقد تؤدي هذه احلاالت يف بعض األحيان إىل تدمري آليات الدفاع‬
‫اجلسدية‪ ،‬ومن ثم الوفاة (‪.)1‬‬
‫ويف دراسة أجريت عن تأثري املخدرات الرقمية عىل مفاهيم الشباب والتي أجريت عىل‬
‫عينتني جتريبية وضابطة تكونت من ‪ 63‬طالب ًا من كلية العلوم النفسية الرتبوية وبأعامر ترتاوح‬
‫مابني ‪ 18‬و‪ 22‬سنة‪ ،‬أوضحت نتائج تلك الدراسة وجود تأثري مهم بني املجموعتني‪ ،‬فاملجموعة‬
‫التي كانت تستمع إىل املوسيقى التخديرية حصلت عىل أداء أوطأ إحصائي ًا يف اختبار املفهوم‬
‫اإلدراكي‪ ،‬وعىل استجابة بدنية للموسيقى الرقمية وأعىل إحصائيا من املجموعة الضابطة‪.‬‬
‫كام تشري النتائج إىل أن الذين يستمعون إىل املوسيقى التخديرية ينبغي حتذيرهم من التأثريات‬
‫الذهنية والبدنية هلذه املوسيقى عىل صحتهم (‪.)2‬‬
‫وتقول ستيفني موران (مديرة برامج حرض الرتافق احلكومية) إن هناك يشء يشابه السياقة‬
‫حتت تأثري الكحول وهو الربنامج الرقمي للمخدرات‪ ،‬وان اليشء‬
‫املخيف يف هذا النوع من املخدرات الصوتية هو إن املراهق سيكون راغب ًا جدا يف التحول‬
‫إىل عامل املخدرات احلقيقية (‪.)3‬‬

‫‪.2016‬‬
‫((( امحد اهلندي‪،‬ماذا قالوا عن املخدرات الرقمية وااللكرتونية ‪،‬وحدة الدراسات والبحوث ‪ ،‬مركز‬
‫املعلومات اجلنائية ملكافحة املخدرات ملجلس التعاون اخلليجي‪،‬بدون سنة‪،‬ص‪.3‬‬
‫‪(2) MihalAnitei،MihaelaChraif،the Influence of Digital Drugs on‬‬
‫‪young perception،University of Bucharest (Romania)،International‬‬
‫‪conference،the future of education.‬‬
‫‪(3) Teen Turnto Digital Drugs،New London Community and campus‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫امل���خ���درات ال��رق��م��ي��ة ب�ين ال��ث��اب��ت وامل��س��ت��ح��دث‬
‫ثانيا‪ :‬اآلثار االجتامعية‪:‬‬
‫ال تقترص أثار املخدرات أيا كان نوعها عىل اآلثار اجلسدية والنفسية بل تتعداها إىل اآلثار‬
‫االجتامعية‪ ،‬فاملدمن عىل تعاطي املخدرات الرقمية يشعر باالغرتاب االجتامعي والرتاجع عن‬
‫العمل واإلخفاق يف الدراسة (‪.)1‬‬
‫ومع آن البحوث العلمية والدراسات يف العامل العريب مل تتناول هذا البعد(اآلثار االجتامعية)‬
‫بالبحث والدراسة واملالحظة الدقيقة‪ ،‬ولذلك اعتمدنا عىل بعض األدوات اخلاصة وهي تتبع‬
‫واستخالص التعليقات التي كتبت كردود فعل عىل بعض املقاالت والبحوث املنشورة عىل‬
‫االنرتنت وأكثر ما لوحظ من هذه اإلشارات ما ييل‪:‬‬
‫‪1.1‬العزلة التي يوقع املامرس نفسه فيها الن آليات وطقوس تعاطي املخدرات الرقمية حتتاج إىل‬
‫العزلة التامة ليقوم بتطبيق اإلجراءات دون أن يالحقه احد خوفا من تدخل اآلخرين ومنعه‪.‬‬
‫‪2.2‬إن هذه العزلة تؤدي إىل االنفصال عن الواقع (االغرتاب) الذي يؤدي إىل االنسحاب من‬
‫احلياة كاهلروب من البيت أو املدرسة مما جيعله فاشال يف حياته‬
‫‪3.3‬إن أكثر من يتعاطى هذه املخدرات هم فئة الشباب‪ ،‬إذ بدأت هذه اآلفة يف االنتشار فعليا‬
‫بني الشباب وهذه متثل خسارة اجتامعية واقتصادية واقعية‪.‬‬
‫‪4.4‬الفشل يف الدراسة والعمل وهذا بدوره يلعب دورا بارزا يف حتطيم واقع الشباب ومستقبلهم (‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ :‬نتائج الدراسة‪:‬‬
‫‪1 .1‬تعدّ املخدرات الرقمية من احدث أنواع املخدرات استخداما انترشت بسبب التطور‬
‫التقني والتكنولوجي يف العامل‪.‬‬

‫‪coalition، vol 2،issue 1، 28 ،November،2011.‬‬


‫((( عبد اهلل عويدات‪ ،‬اآلثار النفسية واالجتامعية للمخدرات الرقمية ودور مؤسسات الضبط‬
‫االجتامعي يف احلد من آثارها‪ ،‬ورقة علمية مقدمة إىل ندوة املخدرات الرقمية وأثرها عىل الشباب‬
‫العريب‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية الرياض ‪ ،2016 ،‬ص‪15_14‬‬
‫((( عبد اهلل عويدات ‪،‬املصدر نفسه‪،‬ص‪.15‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬فهيمه كريم رزي��ج ‪ ...‬الباحث‪ :‬م��روان امح��د سلامن‬
‫‪2 .2‬إن لسهولة تعاطي خمدرات الرقمية ورخصها دور يف انتشارها بني الشباب واملراهقني‪.‬‬
‫‪3 .3‬إن للمخدرات الرقمية هلا تأثري عىل احلالة النفسية واجلسدية للمتعاطي مثل العزلة‬
‫واالنفصال عن الذات واملجتمع‪.‬‬
‫‪4 .4‬إن الثابت يف هذه الظاهرة إن املخدرات موجودة وعىل مر العصور بشكل أو بآخر ويف‬
‫اغلب املجتمعات‪ ،‬لكن املستحدث يكمن يف آلية أو وسيلة استخدام تلك املخدرات‪،‬‬
‫إذ أهنا نتيجة للتطور التقني والثورة التكنولوجية وختتلف متام ًا عن أنواع املخدرات‬
‫التقليدية يف طريقة تناوهلا‪ ،‬فهي تعتمد عىل املوسيقى بدالً من العقاقري الطبية‪.‬‬
‫‪5 .5‬إن عمل املخدرات الرقمية هو نفس عمل باقي املخدرات التقليدية من حيث إهنا تثبط‬
‫عمل الدماغ والشعور بالنشوة واالسرتخاء‪.‬‬
‫‪6 .6‬إن للمخدرات الرقمية آلية عمل وأساليب خاصة هبا لتعاطيها من حيث هتيئة ظروف‬
‫وأجواء وأدوات مناسبة هلا‪.‬‬
‫‪7 .7‬هناك مواقع انرتنت عدة تقدم املخدرات الرقمية وتسوقها من خالل الرتويج هلا عىل‬
‫أهنا آمنة ورشعية لذا تكون اخطر من املخدرات التقليدية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مقرتحات الدراسة‬
‫‪1.1‬عىل كافة املؤسسات احلكومية وغري احلكومية التي تعنى هبذه املواضيع اخذ دورها يف حماربة‬
‫ظاهرة املخدرات الرقمية من خالل إصدار بعض الترشيعات اخلاصة باملخدرات الرقمية أو‬
‫عن طريق التوعية بخطورهتا‪ ،‬من خالل عمل مؤمترات وندوات وعن طريق وسائل اإلعالم‬
‫املتنوعة‪.‬‬
‫‪2.2‬عىل األرس اخذ دورها يف هذا املجال من خالل املراقبة الدورية ألجهزة احلاسوب اخلاصة‬
‫بأبنائها وخصوصا يف مرحلة سن البلوغ الن الشبان يف هذه املرحلة يكونوا عجينة سهله التلقي‬
‫والتطبيق‪.‬‬
‫‪3.3‬تشجيع الشباب ودجمهم يف األنشطة املجتمعية والتطوعية واخلدمية والرياضية وغريها‪.‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫امل���خ���درات ال��رق��م��ي��ة ب�ين ال��ث��اب��ت وامل��س��ت��ح��دث‬
‫‪4.4‬استهداف املدارس واجلامعات بالتوعية من خالل التنسيق مع إداراهتا‪.‬‬
‫‪5.5‬عىل اجلهات املسؤولة وضع سياسات عامة متصلة باالنرتنت‪ ،‬وإنشاء إدارات متخصصة‬
‫ملتابعة ودراسة الظواهر السلبية التي تبث عىل الشبكة العاملية للمعلومات (االنرتنت) ملتابعة‬
‫هكذا حاالت ووضع التصورات املستقبلية هلا‪.‬‬

‫املصادر‬
‫‪1.1‬د‪ .‬أبو رسيع امحد عبد الرمحن‪ ،‬استخدام االنرتنت يف تعاطي املخدرات (املخدرات الرقمية)‬
‫بحث منشور عل االنرتنت‪.2010 ،‬‬
‫‪2.2‬امحد أملهندي‪ ،‬ماذا قالوا عن املخدرات الرقمية وااللكرتونية‪ ،‬وحدة الدراسات والبحوث‪،‬‬
‫مركز املعلومات اجلنائية ملكافحة املخدرات ملجلس التعاون اخلليجي‪ ،‬بدون سنة‪.‬‬
‫‪3.3‬زينب عبد الكاظم حسن‪ ،‬املخدرات الرقمية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة إىل ندوة املخدرات‬
‫الرقمية‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة ميسان‪ ،‬العراق‪ .‬عىل الرابط‬
‫‪.www.uomisan .edu.iq‬‬
‫‪4.4‬سعد املغريب‪ ،‬التعود واإلدمان عىل املخدرات‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪.1971 ،‬‬
‫‪5.5‬عبد اهلل عويدات‪ ،‬اآلثار النفسية واالجتامعية للمخدرات الرقمية ودور مؤسسات الضبط‬
‫االجتامعي يف احلد من آثارها‪ ،‬ورقة علمية مقدمة إىل ندوة املخدرات الرقمية وأثرها عىل‬
‫الشباب العريب‪ ،‬شباط ‪.2016‬‬
‫‪6.6‬لويس معلوف‪ ،‬قاموس املنجد يف اللغة‪ ،‬املطبعة الكاثوليكية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.1960 ،‬‬
‫‪7.7‬حممد حسن‪ ،‬عامل التقنية‪ ،‬كل ما تود معرفته عن املخدرات الرقمية‪ ،‬بحث منشور عىل‬
‫االنرتنت‪.2016 ،‬‬
‫‪8.8‬حممد فنخور العبديل‪ ،‬املخدرات التقليدية والرقمية‪PowerPoint.www.saaid.net ،‬‬
‫‪9.9‬حممد حبش‪ ،‬كل ما تود معرفته عن املخدرات الرقمية‪ ،‬عامل التقنية‪ ،2014-11-15 ،‬عىل‬
‫املوقع ‪. www.tech-wd.com‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫ م��روان امح��د سلامن‬:‫ الباحث‬... ‫ فهيمه كريم رزي��ج‬.‫د‬.‫أ‬
‫ بدون مكان‬،2‫ ط‬،‫ دار األرقم‬،‫ الفقه املنهجي عىل مذهب اإلمام الشافعي‬،‫مصطفى اخلن‬1010
.1989 ،‫الطبع‬
www.addication_treatment_ ،‫شبح املخدرات الرقمية أو اإللكرتونية‬1111
clinic.or
https:\\ar.m.wikpdia.org.‫املوسوعة احلرة (ويكيبيديا) موقع عىل االنرتنت‬1212
.2012 ، ‫ عامن‬، ‫ دار وائل للنرش‬، 1‫ ط‬، ‫ اجلرائم املستحدثة‬، ‫ معن خليل العمر‬.‫د‬1313
‫ عىل‬2014-11-9 ،‫ جريدة الدستور‬، ‫الرش القادم‬.. ‫ املخدرات الرقمية‬،‫مها الرشيف‬1414
.www.addustor.com :‫الرابط‬
: ‫مصادر باللغة االنجليزية‬
1. Cornel Stanciu،Online Drug Marketplaces،Digital Drug
Dealers،American Academy of Addiction psychiatry ،vol 31 ،
n.1،2015
2. EDN،could digital drugs boost your health،make your more
confident or improve your sleep 6 ، December2012 ،.
3. MihalAnitei ،Mihaela Chraif،the Influence of Digital Drugs on
youngperception،University of Bucharest (Romania)،International
conference،the future of education.
4. Teen Turnto Digital Drugs ،New London Community and
campus coalition ،vol 2 ،issue 128 ، ،November 2011،.
5. Tony cornford and Valentinalichtner،Digital Drugs: an
anatomy of new medicines،the London school of economic and
political sciences،vol 4 2014،.

- 25 -
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬

‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال‬


‫املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬

‫أ‪.‬د جليل وادي‬


‫كلية الفنون اجلميلة ‪ /‬جامعة دياىل‬

‫املقدمة‬
‫عىل الرغم من حداثة التجربة العربية يف جمال استخدام االنرتنت ‪،‬اال ان اخلطوات العربية‬
‫هبذا الشأن تشهد نموا متسارعا متثل بانشاء العديد من املواقع املتخصصة والعامة‪ ،‬فضال عن‬
‫ان مستوى تعرض اجلمهور العريب هلذه الوسيلة آخذ يف التزايد‪ ،‬اذ بلغت نسبة مستخدمي‬
‫اإلنرتنت يف الوطن العريب ‪ %7.29‬من عدد السكان(‪.)1‬‬
‫وقد افردت اجلهات املعنية باالنرتنت سواء اكانت مؤسسات حكومية ام قطاع خاص‬
‫مساحة ال يمكن التغايض عنها للعناية بالطفولة العربية‪ ،‬ادراكا منها المهية هذه الرشحية‬
‫االجتامعية الواسعة التي بلغت نسبتها حوايل (‪ )%40‬من سكان الوطن العريب(‪ ،)2‬فصار‬
‫للطفل العريب منتديات وجمالت الكرتونية ومواقع لاللعاب التفاعلية وغريها‪ ،‬وقد جذبت‬
‫هذه املواقع االطفال‪ ،‬ملا يوفره االنرتنت من امكانيات عالية يف التعامل مع املواد االتصالية‬
‫املبثوثة‪ ،‬فضال عام يتمتع به من سامت فنية كانت حصيلة دمج مجيع خصائص وسائل االتصال‬
‫اجلامهريية االخرى(‪. )3‬‬
‫وعىل هذا اصبح اهتامم االطفال منصبا بالدرجة االساس عىل التلفزيون ومن بعده االنرتنت‬

‫‪- 27 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫وان كان الفارق يف نسب التعرض للوسيلتني كبري لصالح التلفزيون‪ ،‬اال ان التوقعات تشري‬
‫اىل ان نسبة التعرض ستتصاعد يف السنوات القادمة جراء اقبال االطفال امللحوظ عىل هذه‬
‫الوسيلة ‪.‬‬
‫وعليه صار لزاما ان حتظى هذه الوسيلة بالبحث العلمي سواء عىل مستوى الوسيلة ام‬
‫الرسالة املبثوثة من خالهلا ام مجهور االطفال‪ ،‬وهذا ما محلني عىل القيام هبذا البحث الذي هيتم‬
‫بالرسالة االتصالية املتمثلة بالقصص املنشورة عىل شبكة االنرتنت‪ ،‬انطالقا من ان االطفال‬
‫تستهوهيم جمموعة من اخلدمات التي تقدمها هذه الشبكة من بينها القصص واحلكايات ‪.‬‬

‫املبحث االول‪ :‬االطار النظري واملنهجي‬


‫احتل ادب االطفال باشكالة املختلفة مكانة متقدمة بني املضامني العديدة التي تبثها املواقع‬
‫العربية املعنية باالطفال عىل شبكة االنرتنت‪ ،‬ما يعكس ادراكا عربيا المهية التقنيات احلديثة‬
‫املتمثلة بالشبكة العنكبوتية يف ايصال اخلطاب العريب املعني بالطفولة باشكال تعبريية خمتلفة‬
‫جيري توظيفها لصالح املضامني التي يراد من االطفال التشبع هبا‪ ،‬فضال عن ادراك الدور الذي‬
‫يؤديه هذا االدب يف تنشئة االطفال ‪.‬‬
‫اذ اثبتت دراسات عديدة ان للشعر والرتانيم والقصص واحلكايات دور فاعل يف تكوين‬
‫شخصية الطفل وتنمية خياله (‪. )4‬وتتمثل مشكلة البحث يف توفر كم كبري من القصص املكتوبة‬
‫لالطفال واملنشورة عىل شبكة االنرتنت والتي كانت بانواع خمتلفة وحسب الفئة العمرية التي‬
‫يمرون هبا‪ ،‬فهناك القصص االجتامعية واخليالية وقصص البطوالت واملغامرات وااللغاز‬
‫والقصص الواقعية ‪.‬‬
‫وقد انطوت تلك القصص عىل مضامني عديدة مل يكشف بعد عن اجتاهاهتا عىل حد علم‬
‫الباحث‪ ،‬ولذا فان البحث يسعى اىل التعرف عىل طبيعة املضامني االجتامعية التي سكبت يف‬
‫تلك القصص ‪.‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫وتنبع امهية البحث من امهية القصص يف حياة االطفال‪ ،‬فقد استقر رأي رجال الرتبية وعلامء‬
‫النفس عيل أن األسلوب القصيص هو أفضل وسيلة نقدم عن طريقها ما نريد تقديمه لألطفال‪،‬‬
‫وحتتل القصة املرتبة األويل يف أدب األطفال‪ ،‬ولقد أثبتت معظم الدراسات أن القصة هي األكثر‬
‫انتشارا بني األطفال(‪ ،)5‬واهنا تعد مصدر امتاع للطفل ومدخال لتنمية وترسيخ القيم بمعانيها‬
‫العديدة‪ ،‬فضال عن اكتساب املعلومات وتنمية املفاهيم العلمية واثراء احلصيلة اللغوية وتنمية‬
‫مهارة االستامع واالنصات والقراءة واكسابه القدرة عىل النقد والتحليل والتقويم من خالل‬
‫ابداء الراي يف شخصيات القصة واملساعدة عىل فهم السلوك االنساين وتعزيز القيم االجيابية‬
‫واثارة خيال الطفل (‪.)6‬‬
‫ويكتسب البحث امهيته ايضا من اختالف الوسيط الناقل لقصص االطفال‪ ،‬ونقصد بذلك‬
‫االداة التي يمكن من خالهلا نقل االفكاراىل االطفال‪ ،‬وبذا فان االنرتنت اصبح وسيطا جديدا‬
‫لنقل مضامني القصص املوجهة لالطفال‪ ،‬وان هلذا الوسيط اجلديد قدرات تأثريية اكرب من‬
‫الوسائط السابقة املتمثلة بالرواة والكتاب واملجلة والراديو والتلفزيون‪ ،‬فضال عن ان نجاح‬
‫املادة املقدمة مرتبط اىل حد كبري بنوعية الوسيط الناقل اكثر مما هو مرتبط بأثر الرسالة االتصالية‬
‫املقدمة ‪.‬وبذا نفرتض ان الكتاب قد استفادوا من تقنيات احلاسوب يف ابتكار اشكال قصصية‬
‫جديدة‪ ،‬فضال عن جعلها متاحة بشكل واسع‪.‬‬
‫واذا كان االطفال الحيبون القصص لذاهتا بقدر حبهم لرواة تلك القصص وبخاصة‬
‫الوالدين‪ ،‬فان حتول الراوي اىل شخصية غري معروفة للطفل وعرب جهاز احلاسوب او قراءة‬
‫القصة من عىل شاشة هذا اجلهاز او متابعة احداث القصة عرب صور متحركة او ثابتة‪ ،‬فان ذلك‬
‫البد ان يؤدي اىل خلق خصائص و عادات تعرض خمتلفة عن التعرض التقليدي ‪.‬‬
‫كام تكمن امهية البحث يف تناوله لرشحية االطفال املتعاملة مع االنرتنت‪ ،‬ما يعني اهنا رشحية‬
‫مكتسبة ملهارة التعامل مع احلاسبة‪ ،‬وهي هبذا الشك اهنا خمتلفة عن اطفال االمس‪ ،‬اذ صار‬
‫البعض يطلق عليهم اطفال الدجيتال او االطفال الرقميني(‪.)7‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫والكتابة ملثل هكذا اطفال البد ان تتسم بجملة من االشرتاطات غري تلك التي كانت‬
‫معتمدة سابقا‪ ،‬كام اهنا تقتيض موضوعات خمتلفة بام ينسجم مع خصائص هؤالء االطفال‬
‫وطبيعة املرحلة احلضارية التي نعيشها‪ ،‬فام عادت مضامني القصص التقليدية تشبع متطلباهتم‬
‫وتتوافق مع ميوهلم وخياهلم والتطورات اجلسمية والعقلية لدهيم(‪ ، )8‬ذلك ان طفل اليوم‬
‫التطور‪ ،‬فهو (ال‬
‫ّ‬ ‫يعيش الطفرة العلمية التكنولوجية املحوسبة‪ ،‬ذات الديناميكية الرسيعة يف‬
‫يستمتع باإلنجازات التي حققتها احلضارة البرشية يف العقدين األخريين فقط‪ ،‬بل ينافس الكبار‬
‫يف استعامالهتا واالستفادة منها واستثامر الطاقات املخزونة هبا لتطوير النهج وصقل الفكر‬
‫وبلورة الطريق يف مجيع املجاالت‪ ،‬ويف الوقت نفسه «يسخر» من مهابة الكبري هلا‪ ،‬وعدم بذل‬
‫اجلهد الكايف للتمكن من بعض طاقاهتا) (‪ ،)9‬فضال عن اهنا تتطلب من الكتاب انفسهم فهام‬
‫عميقا للطبيعة النفسية والعقلية الطفال اليوم والبيئات الثقافية واالجتامعية التي ينشئون فيها‪،‬‬
‫ختصصا وممارسة ومعايشة لألطفال‪ ،‬وتستلزم متابعة ودراسات‬
‫ً‬ ‫(فالكتابة لألطفال تستلزم‬
‫متعمقة يف اللغة ويف أصول الرتبية وعلم النفس‪ ،‬وإىل تبينّ مراحل الطفولة وخصائصها‪ ،‬وأوالً‬
‫وقب ً‬
‫ال إىل معرفة بالقواعد السليمة للكتابة األدبية وإدراك األفاق التي حيلق فيها األطفال ومدى‬
‫مالءمة املعاين لقاموسهم اللغوي املنتقى بعناية وتصميم)(‪ ،)10‬ناهيك عن استيعاب اخلصائص‬
‫الفنية للوسيط اجلديد املتمثل بشبكة االنرتنت ‪.‬‬
‫والبد من االشارة اىل ان ادب الطفل يف الوطن العريب مل يلق الدعم الذي يستحقه عىل‬
‫امهيته يف ان يكون لالطفال ادب خاص هبم‪ ،‬وان ما يصدر عىل قلته يفتقد للتخطيط العلمي‪،‬‬
‫وهبذا الصدد يقول عبد العزيزاملقالح يف كتابه ( الوجه الضائع‪ :‬دراسات عن األدب والطفل‬
‫العريب) أنه ( ال يوجد يف بالدنا أدب لألطفال باملعنى العلمي الدقيق للمصطلح)(‪ .)11‬فعىل‬
‫سبيل املثال اكد عبد التواب يوسف يف دراسته املوسومة (خريطة أدب األطفال عاملي ًا وموقع‬
‫الوطن العريب عليها) ان نصيب الطفل األمريكي يصل اىل (‪ ) 7‬كتب سنوي ًا بينام نصيب الطفل‬
‫العريب هو أقل من سطر من كل الكتب املنتجة طوال العام(‪.)12‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫ويايت هذ ا البحث كمن يلقي حجرا يف بركة ساكنة علها حترك الركود الذي تشهده هذه‬
‫املسألة‪ ،‬ومن خالله هندف اىل االجابة عن السؤال الرئيس االيت‪:‬‬
‫ــ ما املضامني االجتامعية التي تنطوي عليها قصص االطفال املنشورة يف املواقع العربية‬
‫عىل شبكة االنرتنت ؟‬
‫وانطالقا من ان البحث يروم الوصول اىل التعرف عىل طبيعة املضامني القصصية التي‬
‫استعان كتاهبا بوسيط جديد هو االنرتنت للوصول اىل االطفال‪ ،‬فأننا نفرتض ان هلذا الوسيط‬
‫انعكاسات بشكل او بآخر عىل هذا املضمون ختتلف عن االنعكاسات التي خلفتها الوسائط‬
‫السابقة كالتلفزيون واالذاعة والصحف والكتاب‪ ،‬وهبذا الصدد تقول الكاتبة القصصية فاطمة‬
‫الربماوي مديرة مؤسسة الطفل العريب ان (هناك تغيريا يف أدب الطفل‪ ،‬فمن الناحية التقنية‬
‫أصبحت هناك األقراص املدجمة اخلاصة باألطفال‪ ،‬ومواقع اإلنرتنت) (‪ ،)13‬ومع هذا‪ ،‬فهي‬
‫تشري إىل تغيري األسلوب والتفكري‪ ،‬ونمطية تفكري الطفل ختتلف عن السابق‪ ،‬نتيجة لطريقة‬
‫الرتبية واملعلومات‪ ،‬كل هذه العوامل أثرت عىل نوعية الكتابة واألدب املوجه للطفل نفسه‪.‬‬
‫وعىل هذا فان البحث يف سياق اجابته عن السؤال الرئيس الذي يمثل هدفه‪ ،‬يعطي تصورا‬
‫عن تلك االنعكاسات يف حالة وجودها‪ ،‬ذلك ان خصائص الوسيلة تفرتض بالكتاب صياغة‬
‫قصصهم بام يتوافق مع تلك اخلصائص اذا ما اريد لقصصهم ان تكون فاعلة ومؤثرة يف نفوس‬
‫االطفال وعقوهلم ‪.‬‬
‫لقد حفلت شبكة االنرتنت بمئات املواقع العربية واالجنبية املتخصصة باالطفال‪ ،‬ولكن‬
‫اخلطوة العربية هبذا االجتاه مازالت يف بدايتها‪ ،‬اذ هناك العديد من املواقع العربية قيد االنشاء‪،‬‬
‫ومل تستكمل بعد املضامني التي ترغب ببثها لالطفال او استكامل الربامج التي يراد منها ان‬
‫تكون مشاركة االطفال فيها تفاعلية‪ ،‬فيام تتطلب بعض املواقع العاملة من االطفال توفر بعض‬
‫املهارات التي يتعذر عىل فئات عمرية معينة اكتساهبا‪ ،‬وبخاصة يف مواقع منتديات االطفال‪،‬‬
‫اذ تطلب بعض املنتديات من االطفال اجراءات تسجيل تتمثل بتدوين اسامئهم وتثبيت كلمة‬

‫‪- 31 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫مرور ( جيب ان التنسى ) وذكر الربيد االلكرتوين وغريها من االشرتاطات ليتسنى هلم املشاركة‬
‫يف هذه املنتديات (‪ . )14‬وبذلك فأن العديد من االطفال يصعب واحلال هكذا الدخول اىل هذه‬
‫املنتديات واالطالع عىل القصص التي تبثها او املشاركة يف براجمها‪ ،‬كام ان االطالع عىل بعض‬
‫مواقع املجالت العربية امر متعذر‪ ،‬ذلك ان اغلب هذه املجالت تكتفي بعرض العناوين من‬
‫دون ان تتيح لالطفال التعرض ملضامينها القصصية وغري القصصية ‪.‬‬
‫وبناء عىل االعتبارات املذكورة استبعد البحث من املجتمع املدروس منتديات االطفال‬
‫التي تشرتط اجراءات تسجيل ومواقع جمالت االطفال غري متاحة املضامني‪ .‬وبطريقة عشوائية‬
‫جرى اختيار (‪ )27‬موقعا الكرتونيا خمصصا لالطفال‪ ،‬استبعد منها (‪ )8‬مواقع لعدم نرشها‬
‫قصصا او ان القصص املنشورة فيها غري ذات قيمة بالنسبة للبحث كعدم انطوائها عىل مضامني‬
‫اجتامعية‪ ،‬وبالتايل اخضع البحث للدراسة (‪ )19‬موقعا عربيا هي‪:‬‬
‫( ‪1‬ـ ادب االطفال العريب ‪2‬ـ منتديات ستوب ‪3‬ـ مركز كامل كيالين ‪4‬ـ منارة العلم ‪5‬ـ‬
‫شبكة البديل ‪6‬ـ الطفل العريب ‪7‬ـ مكتب البيان ‪8‬ـ املدرسة ‪9‬ـ اللجنة الوطنية للطفولة ‪10‬ـ‬
‫شبكة وساحات عيون العرب ‪11‬ـ طفيل ‪12‬ـ جملة الغرباء ‪13‬ـ هواء نجد ‪14‬ـ قصص‬
‫االوائل ‪15‬ـ قصيمي نت ‪16‬ـ ديوان العرب ‪17‬ـ جملة الفاتح ‪18‬ـ جملة االطفال ‪19‬ـ جملة‬
‫عامل الطفل) ‪.‬‬
‫وكان موقعا (ادب االطفال العريب) و(اللجنة الوطنية للطفولة) من ابرز املواقع التي‬
‫اهتمت بنرش قصص االطفال بشكل الفت للنظر‪ ،‬وقد اجتذب هذان املوقعان العديد من‬
‫الكتاب العرب املحرتفني يف كتابة قصص االطفال‪ ،‬لذلك توافرت يف القصص املنشورة عىل‬
‫هذين املوقعني اخلصائص الفنية املطلوبة يف القصة املوجهة للطفل ‪.‬‬
‫اما فيام يتعلق بالقصص املنشورة عىل املواقع املخصصة لالطفال فقد تبني ان العديد‬
‫من املواقع تنقل عن بعضها‪ ،‬لذلك كثريا ما ترى بعض القصص وقد نرشت يف اكثر من‬
‫موقع‪ ،‬بشكل يتعذر معه حتديد املوقع الذي نرشت فيه القصة اول مرة‪ ،‬اذ اغتنمت بعض‬

‫‪- 32 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫املواقع الفرصة لتثري مضامينها بنقل القصائد والقصص وغريمها‪ ،‬وذلك عرب القرصنة عىل‬
‫املواقع املفتوحة‪ ،‬اي تلك املواقع املتاحة للجميع‪ ،‬ولذلك اعتمدت نسخة واحدة من القصة‬
‫واستبعدت حاالت التكرار ‪.‬‬
‫وتبني ايضا ان القصص املنشورة يف بعض منتديات االطفال مل تتوافر عىل السامت الفنية التي‬
‫تتطلبها قصة االطفال بسبب ان هذه املنتديات اعتمدت عىل القصص التي يروهيا املشرتكون‬
‫فيها من اجلمهور وهي يف غالبها عبارة عن مواقف شخصية او احداث تعرض هلا املشرتكون‪،‬‬
‫او حماوالت قصصية كتبها مبتدئون وحفلت بالكثري من االخطاء االمالئية‪ ،‬فضال عن ركاكة‬
‫اسلوهبا وهشاشة حبكتها وبنائها الفني‪ ،‬وعليه استبعدت من التحليل مجيع هذه القصص من‬
‫دون استثناء ‪.‬‬
‫وبشأن طريقة عرض القصص فقد تباينت املواقع يف ذلك‪ ،‬فمنها من اعتمد عىل النرش‬
‫املقروء واخرى عىل البث املحكي‪ ،‬بمعنى ان البعض افرتض توافر مهارة القراءة لدى‬
‫االطفال‪ ،‬بينام وجهت مواقع اخرى قصصها لفئات عمرية صغرية مل تكتسب بعد تلك املهارة‪،‬‬
‫لذلك قدمت قصصها عرب صوت الراوي الذي اتسمت قراءته بالتشويق عرب التحكم بنربات‬
‫الصوت‪ ،‬وهذا ماخفف عن االطفال عناء القراءة وبخاصة لالطفال الذين مازالوا يف مراحلهم‬
‫الدراسية االولية‪ ،‬وعرضت قصص اخرى بطريقة الصور الثابتة واملتحركة ‪.‬‬
‫واستخدم الباحث اسلوب احلرص الشامل جلميع القصص التي نرشهتا املواقع املذكورة‬
‫اعاله ‪،‬واتضح ان عددها بلغ ( ‪ )222‬قصة بضمنها (‪ )10‬قصص عرضت بطرق الصور‬
‫الثابتة واملتحركة وصوت الراوي‪ ،‬استبعدت منها ( ‪ )83‬قصة لالسباب املبينة اعاله‪ ،‬فضال‬
‫عن عدم انطواء بعض القصص عىل اي مضمون اجتامعي‪ ،‬وبذلك شمل التحليل (‪)139‬‬
‫قصة وكام موضح يف اجلدولني االتيني ‪:‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫جدول (‪ )1‬يوضح عدد القصص اخلاضعة للتحليل واملستبعدة لكل موقع الكرتوين‬

‫املستبعدة‬ ‫عدد القصص اخلاضعة للتحليل‬ ‫اسم املوقع‬ ‫التسلسل‬


‫‪39‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪94‬‬ ‫ادب االطفال‬ ‫‪1‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪23‬‬ ‫منتديات ستوب‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫كامل كيالين‬ ‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫منارة العلم‬ ‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫البديل‬ ‫‪5‬‬
‫ــ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الطفل العريب‬ ‫‪6‬‬
‫ــ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مكتب البيان‬ ‫‪7‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫املدرسة‬ ‫‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪34‬‬ ‫اللجنة الوطنية للطفولة‬ ‫‪9‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫شبكة وساحات عيون العرب‬ ‫‪10‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫طفيل‬ ‫‪11‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫جملة الغرباء‬ ‫‪12‬‬
‫ــ‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫هواء نجد‬ ‫‪13‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫قصص االوائل‬ ‫‪14‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫قصيمي نت‬ ‫‪15‬‬
‫ــ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ديوان العرب‬ ‫‪16‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫جملة الفاتح‬ ‫‪17‬‬
‫ـــ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫جملة االطفال‬ ‫‪18‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫جملة عامل الطفل‬ ‫‪19‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪222‬‬ ‫املجموع‬

‫‪- 34 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫جدول (‪ )2‬يوضح عناوين القصص اخلاضعة‬
‫للتحليل بحسب موقعها االلكرتوين‬

‫أحبوا أعدا َءكم‪ ،‬االعرتاف‪،‬االغىل‪ ،‬ال ُبل ُبل الذي َف َقد صو َته‪ ،‬البيت‬ ‫ّ‬
‫أحب أيب وأحب أمي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الذي مشى‪ ،‬الثعلب التائب‪ ،‬احلر ّية‪ ،‬احللم‪،‬‬
‫أتعرف ماذا سأكون‪ ،‬أتراين أح ُل ُم‪ ،‬إحتاد السمكات الثالث‪ ،‬الشمس‬
‫ال تزعل من أحد‪ ،‬احلمل الوديع‪ ،‬الدب دبدوب‪ ،‬الزرافة صاحبة‬
‫س‪ّ ،‬‬
‫الطفل‬ ‫س مْ ُال َع ِ‬
‫اك ُ‬ ‫الصبِ ُّي ا ُمل َش ِ‬
‫اك ُ‬ ‫العنق القصري‪ ،‬الشجرة الغاضبة‪َّ ،‬‬
‫العضاض‪ ،‬الطوفان‪ ،‬العصفور والغدير املهجور‪ ،‬الغزالة‪ ،‬الغول‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الفراشة اخلرضاء‪ ،‬الفستان الليلكي‪ ،‬ملك العيد‪ ،‬املرباة‪ ،‬املرة األوىل‪،‬‬
‫اسمه‪ ،‬بابا نويل‬‫َ‬ ‫الص ِغيرْ ُ ‪ ،‬أنا أنا الكلب ّنبوح‪ ،‬الولد الذي غيرَّ‬ ‫مْ ُال َف ِّك ُر َّ‬ ‫‪1‬‬
‫يدها التِّسعني‪ ،‬وقىض ربك‪ ،‬مجيلة‪ ،‬حـديقة‬ ‫وحممود الصغري‪َ ،‬جدَّ يت يف ِع ِ‬ ‫ادب االطفال‬
‫النسـيان‪ ،‬حكمة اهلـدهـد‪ ،‬حليم ا ُملتام ِرض‪ ،‬خروف العيد‪ ،‬رحلة إىل‬
‫ان‪ ،‬سور املدينة‪ ،‬شمس‬ ‫السريك‪ ،‬رزان والفنجان‪َ ،‬س ْن ُفور َب ْعدَ َر َم َض ْ‬
‫االم‪ ،‬القوقع‪ ،‬غفران وعايص‪،‬‬ ‫طفل البوسفور‪ ،‬عيدُ ّ‬ ‫وقمر‪ ،‬صداقة‪ُ ،‬‬
‫المة أظافر‪ ،‬قلـب أمي‪ ،‬قلب شجاع‪ ،‬كركر عند املمرضة‪،‬‬ ‫من األمجل‪ ،‬ق ّ‬
‫ِ‬
‫وانترصت‬ ‫ال ملجأ بعد اليوم‪ ،‬حكمة غاندي‪ ،‬نورة ورمل الشاطئ‪،‬‬
‫اإلنسانية‪،‬‬
‫ّ‬

‫الدّ م َيــــة‪ ،‬لـمـسة حنان‪ ،‬الربكان الصغري واملناجذ السبعة‪ ،‬الغيمة‬


‫املستكشفة‪ ،‬القبض عىل دعبولة‪ ،‬صندوق اجلدّ ‪ ،‬كلامت البحر‪ ،‬جيش‬ ‫ِ‬
‫اللجنة الوطنية‬ ‫‪2‬‬
‫يب‪ ،‬هذا هو السؤال‪ ،‬األمرية العمياء‪ ،‬الفأرة املغ ّنية‪،‬‬
‫صالح الدّ ين األ ّيو ّ‬
‫للطفولة‬
‫حكاية املنديل السحري‪ ،‬عـيد األم‪ ،‬مـــاما‪ ،‬دنيا األرسار‪ ،‬الثلج‬
‫الدافئ‪ ،‬احللم واملستقبل‪ ،‬القطرات األربع‪ ،‬حياة حسان اجلديدة‪،‬‬
‫املطر‪ ،‬زهـــر العســـــل‪ ،‬أصوات يف‬ ‫ِ‬ ‫غزوان‪ ،‬من مذكرات قنفذ حتت‬
‫اخلارج‪ ،‬الشّ وارب‪ ،‬النقطـــة الصغـــرية‪ ،‬زهرة لـ»ماما»‪ ،‬كتابة فوق‬
‫يوميات دموع‪.‬‬‫الرمال‪ّ ،‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬

‫يلعب‬
‫ُ‬ ‫سمري‬
‫ٌ‬ ‫اجلراثيم‪ ،‬السلحفاة سوسو‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حتى احلامر يفكر وباجيابية‪،‬‬
‫نصائح‬
‫ُ‬ ‫بالرتاب‪ ،‬طالع الشجرة‪ ،‬اجلمل األعرج‪ ،‬السمكة واحلرية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫منتديات‬
‫هيثم ال‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫املعطف‪،‬‬ ‫ِ‬
‫العجوز‪ ،‬أخي والصدقة‪ ،‬الديك الشجاع‪،‬‬ ‫القط ِة‬
‫ّ‬
‫ستوب‬ ‫‪3‬‬
‫أظافر ُه‪ ،‬الثعلب فرفر‪ ،‬الزرافة زوزو‪ ،‬الياممة و الصياد‪ ،‬هيفاء‬
‫َ‬ ‫قص‬ ‫َي ُّ‬
‫وضوء القمر‪.‬‬
‫الثعلب املكار‪ ،‬قطعة اجلبن‪ ،‬وفاز األعمى‪.‬‬ ‫قصيمي نت‬ ‫‪4‬‬
‫شيخ البلد‪ ،‬القلب الكبري‪ ،‬شجرة التوت‪ ،‬قطة مريم‬ ‫البديل‬ ‫‪5‬‬
‫الثعلب والدجاج‪ ،‬تامر والثعبان‪ ،‬الزعيم ال يصافح طفال حايف القدمني‪،‬‬
‫قصص االوائل‬ ‫‪6‬‬
‫تامر والغزال‪ ،‬السمكة احلائرة‪ ،‬حجريت‪ ،‬النحلة الكسول ‪.‬‬
‫الفالح البخيل‪ ،‬الغراب املغرد‪ ،‬املغارة العجيبة‪ ،‬صديق الطيور‪ ،‬القط‬
‫منارة العلم‬ ‫‪7‬‬
‫مرمر‪ ،‬احلذاء الذي تكلم‪ ،‬االشقياء الثالثة‪.‬‬
‫البالون االمحر‪ ،‬النهر الصغري‪ ،‬الديك والفجر‪ ،‬الذئب والكالب‪ ،‬القلم‬
‫طفيل‬ ‫‪8‬‬
‫واملمحاة‪.‬‬
‫شبكة‬
‫الطفل املثايل‪ ،‬رد اجلميل‪ ،‬صانع املعروف‬ ‫وساحات‬ ‫‪9‬‬
‫عيون العرب‬
‫فدوى وازهار البستان‬ ‫كامل كيالين‬ ‫‪10‬‬
‫احلصان األشقر‪ ،‬الفارس امللثم‪ ،‬بيت األشباح‬ ‫الطفل العريب‬ ‫‪11‬‬
‫النملة الشقية‬ ‫املدرسة‬ ‫‪21‬‬
‫وجاءت رياح اخلامسني‪ ،‬قامة صفوان‬ ‫جملة الغرباء‬ ‫‪13‬‬
‫ليىل واألمري‪ ،‬سندريال‪ ،‬ضفدع واحد وصل اىل القمة‬ ‫هواء نجد‬ ‫‪14‬‬
‫عصافري جدي‪ ،‬عندما يندم القط االسود‪ ،‬لينا حتب السالم‬ ‫جملة الفاتح‬ ‫‪15‬‬
‫سوار تبحث عن سنها‪ ،‬جزيرة املطر‬ ‫مكتب البيان‬ ‫‪16‬‬
‫جملة االطفال نبهان‪ ،‬األسد املريض‬ ‫‪17‬‬
‫جملة عامل الطفل ُنور َوا ْل ِق َّط ُة الجْ َ ِر َحي ُة‪ ،‬السلطان املغرور‬ ‫‪18‬‬
‫ديوان العرب ا ْل َف ْأ َر ُة ا ْل َغدّ َار ُة‬ ‫‪19‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫وبام ان البحث هيدف التعرف اىل املضامني االجتامعية التي انطوت عليها قصص االطفال‬
‫محلها الكاتب اهدافه‬
‫املنشورة عىل شبكة االنرتنت ‪،‬بوصف تلك القصص رسائل اتصالية ّ‬
‫ومايريد ان يوصله اىل االطفال‪ ،‬بام يف ذلك رسم اجتاهات شخصيته وسلوكه تبعا للمنظومة‬
‫الفكرية والثقافية التي يؤمن هبا املرسل‪ ،‬وبذلك فان التعرف اىل املضامني االجتامعية تقود‬
‫برضورة اىل الكشف عن دوافع املرسل‪ ،‬والن املضمون الظاهر من تلك القصص هو ما‬
‫يدركه االطفال‪ ،‬لذا فأن حتليل املضمون من يعد اكثر االساليب مناسبة هلذا البحث‪ ،‬ذلك‬
‫ان حتليل املضمون اسلوب يرقى اىل مستوى املنهج‪ ،‬ويعنى بالدرجة االساس بالكشف عن‬
‫املضمون الظاهر بطريقة كمية ومنظمة وموضوعية وظاهرة (‪. )15‬‬
‫ويتضمن حتليل املضمون وحدات عديدة للتحليل (‪ )16‬اختار الباحث من بينها الوحدة‬
‫الطبيعية للامدة املدروسة وعدها وحدة للسياق‪ ،‬ومن بني فئتي ( كيف قيل ) و(ماذا قيل) اختار‬
‫الباحث فئة (ماذا قيل) املعنية بالكشف عن طبيعة مضمون القصص املبثوثة من الشبكة‪ ،‬وعد‬
‫الفكرة وحدة للتسجيل ‪.‬‬
‫ويف اطار السياق املحدد يكشف البحث عن الفكرة االجتامعية السائدة التي تضمنتها‬
‫القصص‪ ،‬ذلك ان بعض القصص تنطوي عىل اكثر من فكرة اجتامعية‪ ،‬اختار الباحث من بينها‬
‫تلك التي اخذت املساحة االكرب من املضمون قياسا باالفكار االجتامعية االخرى وليس غريها‪،‬‬
‫ففي قصص معينة تكون فيها االفكار السائدة ذات طبيعة سياسية او علمية‪ ،‬وعليه امهلنا اي‬
‫مضمون غري اجتامعي وان كان سائدا‪ ،‬واقترص اهتاممنا عىل جمموعة االفكار االجتامعية واي‬
‫منها السائدة لنخضعها للتحليل ‪.‬‬
‫وتم حتديد فئات التحليل بالطريقة البعدية‪ ،‬اي بعد ان اخضعت القصص لقراءة متأنية‬
‫ملرتني متتاليتني تفصل بينهام مدة اسبوع قبل ان جتري القراءة الثالثة النهائية والتي جرى يف‬
‫ضوءها حساب التكرارات ‪.‬‬
‫ومع ان حتليل املضمون يقتيض تعريفا لفئات التحليل‪ ،‬اال ان وضوح الفئات يف هذا البحث‬

‫‪- 37 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫جيعل من عملية تعريفها تكرارا للكالم غري مربر‪ ،‬وهلذا سنكتفي بعرض الفئات وكام يأيت ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الدعوة اىل التحيل باالخالق الرفيعة‬
‫‪2‬ـ تعزيز العالقات مع الوالدين‬
‫‪3‬ـ اعالء شأن مساعدة الناس‬
‫‪4‬ـ النهي عن العادات السيئة‬
‫‪5‬ـ الدعوة اىل فعل اخلري‬
‫‪6‬ـ الرتغيب بالعمل‬
‫‪7‬ـ االهتامم باالصدقاء‬
‫‪8‬ـ احلث عىل االلتزام بالواجبات‬
‫‪9‬ـ احلث عىل االهتامم بالنفس‬
‫‪10‬ـ التشجيع عىل اختاذ القرارات‬
‫‪11‬ـ التأكيد عىل العدالة االجتامعية‬
‫‪12‬ـ االبتعاد عن التشبه باالخرين‬
‫‪13‬ـ تقوية االوارص مع ذي القريب‬

‫املبحث الثاين‪ :‬املضامني االجتامعية‬


‫بغية التوصل اىل اهلدف الذي طرحه البحث تم حتليل القصص فظهرت املضامني‬
‫االجتامعية املثبتة يف اجلدول (‪ )2‬والبالغ عددها (‪ )13‬مضمونا ضمن ( ‪ )12‬مرتبة ‪ ،‬وقد‬
‫رتبت يف اجلدول ادناه بحسب تكراراهتا ونسبها املئوية ومراتبها القيمية‪ ،‬وكانت مجيع املراتب‬
‫تضم مضمونا واحدا باستثناء مضمونني انتظام يف مرتبة واحدة حيث تساوت تكراراهتام ومها‬
‫(احلث عىل االهتامم بالنفس) و(التشجيع عىل اختاذ القرارات) ‪.‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫جدول(‪ )3‬يبني اجتاهات املضامني االجتامعية‬
‫وتكراراهتا ونسبها املئوية ومراتبها القيمية‬
‫املرتبة‬
‫‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫فئات املضامني‬ ‫ت‬
‫القيمية‬
‫‪%33،18‬‬ ‫‪47‬‬ ‫الدعوة اىل التحيل باالخالق الرفيعة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪%14،38‬‬ ‫‪20‬‬ ‫تعزيز العالقات مع الوالدين‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪%10،79‬‬ ‫‪15‬‬ ‫اعالء شأن مساعدة الناس‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪%9،35‬‬ ‫‪13‬‬ ‫النهي عن العادات السيئة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪%6،47‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الدعوة اىل فعل اخلري‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪%5،75‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الرتغيب بالعمل‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪%5،03‬‬ ‫‪7‬‬ ‫االهتامم باالصدقاء‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪%4،13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫احلث عىل االلتزام بالواجبات‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪%2،87‬‬ ‫‪4‬‬ ‫احلث عىل االهتامم بالنفس‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪%2،87‬‬ ‫‪4‬‬ ‫التشجيع عىل اختاذ القرارات‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪%2،15‬‬ ‫‪3‬‬ ‫التأكيد عىل العدالة االجتامعية‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪%1،43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫االبتعاد عن التشبه باالخرين‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪%0،71‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تقوية االوارص مع ذي القريب‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪99،98‬‬ ‫‪139‬‬ ‫املجموع‬

‫‪- 39 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫وتبني من خالل حتليل القصص مايأيت ‪:‬‬
‫اوال ـ الدعوة اىل التحيل باالخالق الرفيعة‬
‫ومتثل هذااملضمون يف التأكيد عىل ثقافة التسامح‪ ،‬واعالء شان قيمة االيثار‪ ،‬وشكر فضل‬
‫واحسان االخرين‪ ،‬واحرتام الضيف‪ ،‬ونبذ الغرور‪ ،‬واالعرتاف بحق الناس‪ ،‬وعدم التعايل‬
‫عليهم‪ ،‬واالتسام بالرصاحة والشجاعة والتضحية والتفاؤل واالبتعاد عن اساليب احليلة‬
‫واعامل الظلم‪ ،‬والنأي بالنفس عن النزاعات‪ ، ،‬والتأكيد عىل فضيلة االعرتاف باالخطاء‪،‬‬
‫واحلث عىل حتدي الصعاب‪ ،‬ففي قصة (النملة الشقية ) التي كتبها طارق البكري جرى الرتكيز‬
‫عىل ظرورة االعرتاف باالخطاء والتعلم منها وعدم تكراراها (‪ ،)1‬وحلث االطفال عىل التحيل‬
‫بالشجاعة اوردت عزة انور يف قصتها (قلب شجاع) مايأيت (ويف حلظة فتح الصبي عينيه وقد‬
‫شعر بشعور غريب يف داخله‪ ،‬فحمل قوسه عيل الفور واندفع يف طريقه يشق الظالم بقلب‬
‫شجاع‪ ،‬أيقن أن هناك نورا داخله يستطيع أن يقهر به الظالم الذي خيافه ووحوشه املرعبة) ‪.‬‬
‫وابرزت قصة (فدوى وازهار البستان) التي كتبها نعامن عبد القادرقيمة االيثار بالقول‬
‫( َأ ِ عي يا َفدْ وى‪ .‬إِ َّن ُأ ْختِي ا ْلياسمينَ َة عطِ َش ٌة ِجدًّ ا‪ ،‬و ِهي َأوىل ِمنّي بِا مْل ِ‬
‫اء‪َ .‬قدِّ مي لهَ ا ا مْلا َء بِسرُْ َع ٍة)‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سرْ‬
‫وحاولت قصة (القلب الكبري ) التي مل يذكر اسم كاتبها ان تشيع ثقافة التسامح بني االطفال‬
‫حيث جاء فيها (اىل متى يبقى هذا املجتمع مريضا جاهال ! مندفعا وراء هفوات بسيطه واخطاء‬
‫طفيفة يمكن التغايض عنها بالتفاهم والصفح؟)(‪. )2‬‬
‫وحث االكاتب زهري رسام يف (قصص عن ثعلب) االطفال عىل نبذ احليلة بوصفها سلوكا‬
‫مرفوضا اجتامعيا لكونه يقوم عىل خداع الناس‪ ،‬واالمر نفسه اكدته قصتي ( االشقياء الثالثة‬
‫(نصائح الق ّط ِة‬
‫ُ‬ ‫) و( احلذاء الذي تكلم ) اللتني كتبهام محدي هاشم حسانني‪ ،‬وتناولت قصة‬
‫العجوز) التي نرشت من دون ذكر اسم كاتبها مسألة احرتام الضيف بعدها مفردة من مفردات‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫اجلبن وقشط ٌة‬ ‫ٍ‬
‫بصينية فيها قطع ُة من‬ ‫الثقافة العربية االسالمية يقتيض تعزيزها (وعا َد ْت غصون‬
‫تقول‪ِ :‬‬
‫أنت ضيفتنا اليو َم‪ ..‬أوه‪ ..‬ما‬ ‫ِ‬
‫العجوز‪ ..‬وهي ُ‬ ‫اخلبز‪ ،‬ووضعتْها أما َم الق ّط ِة‬
‫ِ‬ ‫ويش ٌء من‬

‫‪- 40 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫هذا!!؟ شكر ًا يا ُبنيتي‪..‬‏) ‪.‬‬
‫وأعلت العديد من القصص من شأن املغامرات وحتدي الصعاب وعدم االستسالم‬
‫خلطورهتا‪ ،‬اذ حاولت تلك القصص جتميل مشاهد التحدي بام حيفز االطفال عىل تقليدها‬
‫والتفاعل مع مثل تلك املواقف‪ ،‬فقد ورد عىل سبيل املثال يف قصة (تامر والغزال) ما نصه‬
‫(وصعد تامر عىل ظهر حصانه مرة أخرى وظهر الغزال مرة أخرى فطارده تامر‪ ،‬وفجأة تعثر‬
‫الغزال واستطاع تامر أن يمسك به بعد رحلة حمفوفة باخلطر) ‪.‬وابرزت قصة (ضفدع واحد‬
‫وصل اىل القمة) موقفا مماثال بقوهلا (ويف النهاية مجيع الضفادع استسلمت ماعدا ضفدع واحد‬
‫هو الذي وصل إىل القمة) (‪. )3‬‬
‫ولتعزيز بعض السلوكيات التي يراد منها جعل االطفال يتحلون باخللق الرفيع وبخاصة‬
‫اجتاه الوالدين أولت الكاتبة ريام عبد القادر يف قصتها ( لينا حتب السالم ) القاء التحية عىل‬
‫‪.‬‬ ‫الوالدين واجلريان جل مضمون قصتها‬
‫(‪)4‬‬

‫وابرزت قصة (النهر الصغري) قيمة التضحية بالرتكيز عىل النهر الذي يعطي من دون مقابل‬
‫عىل الرغم من ان استمرار العطاء قد يعرضه للموت‪ ،‬ولكن الكاتب الذي مل يذكر اسمه اعطى‬
‫ابعادا عديدة هلذا العطاء من بينها ان موت االهنار املحتملة يمنح احلياة لالخرين‪ ،‬وهكذا هو‬
‫القلم واملمحاة يف قصة (القلم واملمحاة) (‪. )5‬‬
‫وكانت مسألة (الرصاحة)هي املضمون الذي دارت حوله قصة ( الغول ) التي كتبها مجيل‬
‫السلحوت‪ ،‬اذ جاء فيها (وقفت أمامها ومحرة تعلو وجهها وقالت‪ :‬لقد ُبلت يف مالبيس يا أمي‬
‫) ‪،‬اىل ذلك دعت قصص اخرى اىل نبذ التعايل عىل الناس وان وصل االنسان اىل اعىل املراتب‪،‬‬
‫وهذا ما اشارت اليه قصة ( االغىل) للكاتب زهري دعيم‪.‬‬
‫وكانت مسألة اشاعة روح االيثار بني االطفال من بني ابرز املضامني االجتامعية التي‬
‫تناولتها قصة (الزرافة صاحبة العنق القصري ) التي كتبها نادر أبو تامر‪ ،‬فقد جاء فيها (الزعيم‬
‫الذي كان حلقه جافا ولسانه أبيض من شدة العطش وجلده يكاد يسقط عنه من اجلفاف سأهلا‪:‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫الزرافة ظريفة‪ ،‬أال تريدين أن ترشيب أنت ّأوال ‪..‬أجابته‪ :‬أنا أحرضت املاء ألهيل وأصدقائي‬
‫وأحبائي) ‪.‬‬
‫ومن بني املضامني االجتامعية التي ارادت عزة انور ايصاهلا اىل االطفال يف قصة (شمس‬
‫وقمر) وجوب ان يتسم سلوك االنسان بالتسامح ازاء االخطاء التي يرتكبها االخرون بحقه‬
‫قصاص من االدب االجنبي‬
‫‪.‬وذهبت قصة (العصفور و الغدير املهجور) التي اقتبستها ميسون ّ‬
‫واعادت صياغتها للغة العربية اىل حث االطفال عىل شكر مجيع الذين يقدمون هلم اعامال جليلة‬
‫وان يعرتفون باحساهنم وان يكون ذلك بمثابة الدين يف االعناق (أيهّ ا الغدير يا نور العيون‬
‫ينظر اخلري واجلامل الذي‬ ‫الزمان‪ ،‬هل تسمح يل أن ّ‬
‫أدل عىل مكانك اإلنسان‪ ،‬حتّى َ‬ ‫وأعذب أهنار ّ‬
‫شكرت‪ ،‬عساك أن تشتهر باملعروف واجلميل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫نظرت‪ ،‬ويشكر لك اإلحسان والفضل ا ّلذي‬
‫ُ‬
‫فينسى النّاس حديثهم عن هنر النّيل)‪.‬‬
‫وحذرت قصة ( القوقع ) للدكتور عبد الرازق العيساوي االطفال من مغبة الغرور‬
‫بتأكيدها ان املغرور لن حيصد سوى الندم (صاح الغراب للقوقع اقبل النصيحة والياخذك‬
‫الغرور بنفسك‪ ،‬فعاقبة الغرور الفشل او الندم او املوت) ‪.‬‬

‫ثاني ًاــ تعزيز العالقات مع الوالدين‬


‫ومحلت قصص هذه الفئة مضامني تعزز من حب االطفال لوالدهيام والرب هلام وااللتزام‬
‫بارشاداهتام ونبذ خمالفة وصايامها‪ ،‬واشعارهم بمتاعبهام ووجوب الوفاء لتضحيات االم‬
‫(رسب َعصافري) حاول كاتبها حممد قران َيا تعليم االطفال تقديم هدايا رمزية‬
‫ُ‬ ‫حتديدا‪ .‬ففي قصة‬
‫تعرب عن وفائهم للتضحيات التي قدمتها امهاهتم‪ ،‬اذ جاء يف هذه القصة ما نصه (وقبل أن تعو َد‬
‫احلارس ٍ‬
‫بأدب‪ ،‬وقالت‪:‬‏ أرجو أن تعط َيني زهر ًة محرا َء‪ ،‬أقدّ مها ألمي‬ ‫ِ‬ ‫اقرتبت من‬
‫ْ‬ ‫من احلديقة‪،‬‬
‫احلبيبة‪.‬‏ ) كام حثت قصص اخرى عىل االحتفال بمناسبة عيد االم تعبريا عن اعتزاز االطفال‬
‫بامهاهتم‪ ،‬وهذا ما‬

‫‪- 42 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫تناولته قصة (عـيد األم) التي ورد فيها (ما بك يا سامر؟‏ قالت االم ‪،‬مل جيب سامر أمه‪،‬‬
‫وإنام أخرج من حقيبته البطاقة التي أعدَّ ها يف املدرسة وقدمها هلا‪ ،‬وهو يقول‪ :‬كل عام وأنت‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫بخري يا أمي‪.‬‏)‬
‫(أحب أيب وأحب أمي) مفادها ذلك‬
‫ّ‬ ‫وتناول الكاتب نادر أبو تامرفكرة طريفة بقصته‬
‫السؤال الذي يوجه لالطفال دائام اهيام حتب اكثر امك ام اباك ؟( دائام يسألونني من حتبني‬
‫أكثر‪ ..‬أباك أم أمك؟انا فعال أحب االثنني‪ .‬هذا اجلواب يعجب اجلميع‪.).‬‬
‫وكشفت قصة (لـمـســـــة حـــــنان) عن حاجة االطفال اىل حنو آبائهم التي لن‬
‫تعوضها مجيع االلعاب التي يظن االباء اهنا تلهيهم وتعوضهم عن عناية االباء املنشغلني‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪)7‬‬
‫بالعمل او السفر بام يف ذلك االلعاب املتطورة تكنولوجيا‬
‫وذهبت قصة (الثعلب والدجاج) اىل رضورة التزام االطفال بارشادات االبوين وما تنطوي‬
‫عليه خمالفة تلك االرشادات من خماطر عليهم‪ ،‬واملضمون نفسه اكدته قصة (الديك الشجاع)‬
‫فقد جاء فيها (الديك حذر ابنه من االبتعاد مرة ثانية ‪..‬الكتكوت خجل من نفسه ‪..‬الكتكوت‬
‫وعد بأن يسمع كالم أبيه ) (‪. )8‬‬
‫ت َو َقدْ َع ِل ْم ُت‬ ‫وجاء يف قصة رحلة إىل السريك التي كتبها مصطفى البكري (عُدْ ُت إىل البي ِ‬
‫َ َْ‬
‫ب‪َ ...‬و َق َّر ْر ُت أالَّ َأعْصيِ َ والِدَ َّي َب ْعدَ ا ْل َي ْو ِم‪...‬‬ ‫ران عىل ُصنْ ِع األَ َع ِ‬
‫اج ْي ِ‬ ‫َأ َّن الص واإلراد َة ِ‬
‫قاد ِ‬
‫َ َ‬ ‫َّ برْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب واخلَ َط ْأ‪َ ...‬و َأكْبرَ ُ بِكَثيرْ ٍ م ْن ت ْل َك ا مَْل ْخ ُلو َقات ا مُْلت ََو ِّح َشة ا َّلتي‬‫الص َو ِ‬ ‫ألَنيِّ َأ ْم ِل ُك َع ْق ً‬
‫ال ُي َم ِّي ُز َبينْ َ َّ‬
‫وء َو َو َدا َع ٍة‪ ،).‬واليشء نفسه ورد يف قصة (رزان‬ ‫َجيب إىل َأو ِام ِر مدَ ربِيها بهِ دُ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ِّ ْ َ ُ‬ ‫َأ ْص َب َح ْت َودي َع ًة ت َْست ِ ْ ُ‬
‫والفنجان) للكاتبة ديمة سحويل اذ جاء فيها (اجلدة‪ :‬ولكن الفنجان مهس يف اذين بانه لن يقبل‬
‫أن ترشب به رزان إال برشطني ‪ :‬االول‪ :‬ان تكثر رزان من رشب احلليب وتغني كلام رشبت‬
‫بالفنجان‪،‬الثاين‪ :‬ان ال تتناول اي من ادوات املطبخ دون إذن من الوالدين‪ ،‬قبلت رزان عىل‬
‫الفور برشوط الفنجان )‪.‬‬
‫واظهرت قصة (السلحفاة سوسو) جانبا من خماطر خمالفة وصايا الوالدين (وبعد أن‬

‫‪- 43 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫حرشت نفسها بني شجرتني متقاربتني نزعت بيتها عن جسمها فانكشف ظهرها الرقيق الناعم‬
‫… شعرت سوسو بأمل شديد بسبب احلرشات ‪ ..‬تذكرت نصيحة أمها ولكن بعد فوات األوان)‬
‫‪،‬بينام بينت قصة (احلمل الوديع) للكاتب زهري دعيم كيف ان التزام االبناء بوصايا الوالدين‬
‫(مرت عدة ساعات ّ‬
‫فمل‬ ‫ينجيهم من اخلطر الذي حياول االخرون ايقاعهم به‪ ،‬فقد كتب يقول ّ‬
‫اجلدي وحاول اقناع احلمل بمرافقته اىل النهر ليسبحا ويلهوا بمياهه الصافية‪.‬رفض احلمل‬
‫معتذرا بأنه ال يريد ان يعيص وصايا الكبار ثم انه ال جييد السباحة كثريا) ‪.‬‬
‫وحاول نادر ابو تامريف قصته (ملك العيد) ان يشعر االطفال بحجم املتاعب التي يتحملها‬
‫االباء من اجل توفري احتياجات ابنائهم‪ ،‬مشريا اىل ان عىل االطفال ان اليضغطوا كثريا عىل‬
‫ابائهم الن ذلك سيجهدهم كثريا‪ ،‬ويف حالة عدم قدرهتم عىل توفريها فأن ذلك سيشعرهم‬
‫باالحباط وتأنيب الضمري (عندما تأخر أيب يف العمل عرفت أنه يتعب كثري ًا‪ .‬يعمل حتى ساعة‬
‫متأخرة ليحرض لنا النقود‪ - .‬سيحرض أيضا النقود للهدايا‪ -‬لكنه سيتعب كثري ًا‪ ..‬سكت فادي‬
‫قليال ثم قال‪»:‬أنا ال أريد هدايا‪ ،‬أريد أن يعود أيب مبكر ًا من العمل) ‪.‬‬
‫واكربت قصة مجيل السلحوت املعنونة (وقىض ربك) عىل بر الوالدين بوصفه عمال جليال‬
‫اكد عليه الباري عز وجل‪ ،‬ويأيت ذلك ايضا من باب العرفان باجلميل الذي قدمه الوالدان‪،‬‬
‫حيث ورد يف هذه القصة (وقرر أن يأخذ إجازة من عمله ليتفرغ خلدمة والده‪ ،‬وأصبح ُيطعم‬
‫(‪)9‬‬
‫والده مخس وجبات‪ ،‬وحيممه ثالث مرات يومي ًا )‬

‫ثالثا ـ اعالء شأن مساعدة الناس‬


‫واتضحت من خالل التأكيد عىل مراعاة اجلريان وتعزيز العالقات االنسانية بني ابناء‬
‫الطوائف الدينية‪ ،‬واالهتامم باالطفال اليتامى ‪،‬ومساعدة الناس والعطف عليهم‪ ،‬والعفو عن‬
‫االخطاء غري املقصودة التي يقع فيها االخرون‪.‬‬
‫فقد ورد يف قصة (وفاز األعمى ) للكاتب جنتل بوي (قال الفقري‪ :‬أنا رجل مسكني تقطعت‬

‫‪- 44 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫يب الطرق يف سفري أسألك بالذي أعطاك نعمة البرص شاة واحدة‪.‬قال األعمى‪:‬ال عليك أهيا‬
‫الرجل الطيب خذ ما تريد‪،‬قال األعمى‪:‬لقد كنت أعمى فرد اهلل برصي وكنت فقريا فأغناين‬
‫وكل هذه النعم من اهلل فخذ ما شئت منها)‪.‬كام ورد يف قصة (ال ُبل ُبل الذي َف َقد صوتَه) ما يؤكد‬
‫البلبل الصغري ين ُظر إىل السامء‪ ،‬أب ‪ -‬يف ن ٍ‬
‫ُقطة َبعيدة ‪ -‬حمَ ام ًة‬ ‫ُ‬ ‫(حني َ‬
‫كان‬ ‫َ‬ ‫هذا املعنى ايضا‬
‫صرَ َ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫َصغري ًة تحَ ِم ُل َ‬
‫فوق ِ‬
‫ظهرها حمَ ام ًة َجرحية‪ ،‬وقد َبدَ ت احلامم ُة الصغري ُة ُمت َعبة و ُم َنهكة‪ ،‬وهي تَنو ُء‬
‫هبذا احلمل )(‪.)10‬‬
‫ووظفت قصة (حكمة غاندي) بعض املواقف واملامرسات ذات الدالالت االنسانية التي‬
‫اراد هبا املناضل غاندي تعليم الشعب اهلندي عىل التكافل االجتامعي يف ابسط االشياء ليتسنى‬
‫له مواجهة حالة الفقر التي يعيشها ابان التحديات اخلطرية التي تعرض هلا اثناء االحتالل (وقد‬
‫بدأ القطار بالسري وعند صعوده القطار سقطت إحدى فرديت حذائه !!فام كان منه إال خلع‬
‫الفردة الثانية ‪ .‬ملاذا رميت فردة احلذاء األخرى؟ فقال غاندي بكل حكمة‪ :‬أحببت للفقري الذي‬
‫جيد احلذاء أن جيد فردتني فيستطيع االنتفاع هبام) ‪.‬‬
‫وصور الكاتب نور الدين اهلاشمي باسلوب فني دقيق حالة االحباط التي يشعر هبا‬
‫الشخص املريض حني اليعوده اصدقاءه‪ ،‬ومقدار النشوة التي تنتابه بعد ان يستذكره احدهم‪،‬‬
‫اذ جاء يف قصته (الثلج الدافئ) ما يأيت‪ ( :‬استلقى أخري ًا عىل الديوان أغمض عينيه حماوالً‬
‫جلب أطياف النوم ازداد شعوره بالصقيع غطى جسده‪ ...‬إنه يرجتف‪ ...‬ما زال مريض ًا‪...‬‬
‫كال‪ ..‬إنه وحيد‪ ...‬كاد أن يبكي‪ ..‬فجأة رن جرس اهلاتف‪ ..‬قذف سحبان الغطاء ووثب نحو‬
‫اهلاتف ‏‪- .‬ألو‪ ..‬ألو‪َ ..‬م ْن‪..‬؟ ارفع صوتك‪ ...‬أرجوك‏‪ ،‬أنا مهند‏ )‬
‫وبني الكاتب سامي حممود طه يف قصته ( حياة حسان اجلديدة ) حاجة االطفال املعاقني اىل‬
‫االصدقاء لينتشلوهم من حالة اليأس والعزلة التي تلفهم بسبب شعورهم بالنقص االجتامعي‪،‬‬
‫أرشف عن‬
‫ُ‬ ‫االمر الذي جيعلهم يرفضون االختالط بالناس هتربا من نظراهتم القاسية (حدثني‬
‫ِ‬
‫الناس كام‬ ‫أتوقع أن يعو َد ولدي إىل‬ ‫كنت‬
‫وقال‪ :‬ما ُ‬ ‫ِ‬
‫ولده حسان اجلديدة َ‬ ‫ِ‬
‫بحياة‬ ‫سعادته الكبرية‬
‫ُ‬

‫‪- 45 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫ِ‬
‫بحاجة املجتم ِع لـه)‪.‬‬ ‫أصبح يحُ ُس‬ ‫أرا ُه اآلن‪ .‬ما قدمتمو ُه لـه ولنا رائع‪،‬‬
‫َ‬
‫وعربت قصة ( السمكة واحلرية ) عن الفرحة الغامرة التي تنتاب االشخاص حني يقدم‬
‫االخرون عىل ختليصهم من املواقف الصعبة واملحرجة وبخاصة تلك التي هتدد حياهتم باخلطر‬
‫(طار البلبل مبتعدا‪ ،‬حتى التقى بجامعة من احلامم‪ ،‬طلب البلبل من احلامم أن تساعده يف إنقاذ‬
‫السمكة املسكينة التي تريد اخلالص من سجنها الضيق الذي وضعها فيه الصبي ورحل ‪..‬‬
‫وافقت مجاعة احلامم‪ ،‬وطارت نحو اإلناء ومحلته‪ ،‬ثم تركته يقع يف البحر ‪ ..‬كانت فرحة السمكة‬
‫ال تقدر بثمن وهي خترج سابحة إىل بحرها احلبيب ‪ ..‬قفزت عىل وجه املاء)‪.‬‬
‫وركزت قصة ( اخي والصدقة ) عىل مسألة الصدقة التي حيث الدين االسالمي عىل تطبيقها‬
‫بوصفها واحدة من االساليب التي من شأهنا مساعدة الناس الفقراء وبالتايل حتقيق العدالة‬
‫االجتامعية يف حالة التزام اجلميع هبا (فسحبت ما يقارب السبعة آالف ريال ‪ ..‬واتصلت برجل‬
‫صالح يعرف الفقراء ليوزعها عليهم) ‪.‬‬
‫وتناول الكاتب زهري دعيم يف قصته ( طفل البسفور ) مساعدة االطفال املتسولني‬
‫عيل أن أعمل من أجل هذا الطفل ؟! ملاذا رفض الطفل الرتكي الفقري‬
‫(وتساءلت يف نفيس‪ ،‬ماذا ّ‬
‫الذرة ؟ ومل ِ‬
‫أدر وإذ يب اخرج حمفظة نقودي ثانية‪ ،‬والطفل ينظر إ َّيل‪ ،‬وأخرجت قطعة‬ ‫عرناس ّ‬
‫كل ِح ٍّس فيه‪ ،‬وأخذ يعانقني ويشكرين‬‫من النقود ونقدته إياها‪ ،‬فضحكت عيناه‪ ،‬وضحك ّ‬
‫بلغته وعىل طريقته)‪.‬‬
‫وعرج الكاتب نفسه عىل ذات املعنى ولكن يف موضوع خمتلف متثل يف التأكيد عىل مساعدة‬
‫االخرين حتى وان كانوا من االعداء يف حاالت انسانية معينة كأن يكون احدهم جريح يف‬
‫ِ‬
‫(وانترصت اإلنسان ّية) التي كان مرسح احداثها مدينة غزة‬ ‫معركة‪ ،‬وهو ما ذهبت اليه قصته‬
‫بفلسطني ‪.‬‬
‫وحاولت قصة (الثعلب التائب) لزهري دعيم حث االطفال عىل التقمص الوجداين الذي‬
‫جيعل املرء يتخيل نفسه يف موقف االخرين‪ ،‬وبالتايل يؤدي ذلك اىل تقديم املساعدة اىل من‬

‫‪- 46 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫حيتاجها (ومهت الثعلبة أن تفرتس الدجاجة لتأكلها هي وصغرياها‪ ،‬ولكنها فوجئت برفضهام‪،‬‬
‫إهنم يريدوهنا أن تعيش معهم‪ ،‬تُس ّليهام ويلعبان معها ‪ .‬وافقت الثعلبة ُمكره ًة‪ ،‬نامت الثعلبة‬
‫وصغرياها جائعني ـ وصورة الصيصان األربعة الصغار ال تفارق تفكريها‪ ،‬اهنم يركضون‬
‫خلفها ويرصخون ويبكون ‪...‬ماما‪...‬ماما‪...‬ماما ‪ .‬ونزلت دمعتان من عيني الثعلبة‪ ،‬فعادت‬
‫خسة قطفتها من احلقل القريب‪ .‬وبعد حلظات قليلة ‪َ ..‬د َر َجت‬
‫إىل املغارة وهي حتمل يف فمها ّ‬
‫فوق احلىص والعشب األخرض دجاجة سوداء‪ ،‬درجت مرسع ًة وهي تقرقر فرح ًة‪« :‬أين انتم يا‬
‫فراخي ‪..‬؟ أين أنتم يا أحبائي ؟!)‪.‬‬
‫واشارت الكاتبة رهيام خليل يف قصتها ( احتاد السمكات الثالث) اىل ان املساعدة بني‬
‫االصدقاء تقود اىل االحتاد الذي يشكل بدوره قوة بمقدورها مواجهة الصعاب التي يمرون‬
‫هبا (قالت السمكتان‪ :‬ال ختايف يا ضوء ال ختايف نحن معك ِ‪ .‬ونزلت صديقاهتا اىل القاع وراءها‬
‫ومل يرتكاهنا)‪.‬‬
‫وانفردت قصة ( خروف العيد) باالهتامم باالطفال اليتامي وبخاصة يف املناسبات الدينية‬
‫كاالعياد (ذهب رجل إىل السوق ليشرتي خروف العيد وعاد به غري أن اخلروف هيرب منه‬
‫ويدخل أحد البيوت ليقابله األطفال بالفرح والتهليل ويقولوا لقد جاءنا خروف العيد يا‬
‫أمي‪ ،‬وتتنهد األم وتقول بمرارة األرملة‪ :‬إن الذي سيشرتي لكم خروف العيد حتت الرتاب!!)‬
‫وواكبت قصة (بابا نويل وحممود الصغري) الدعوات التي تطلقها املنظامت الدولية بشأن‬
‫التقريب بني الطوائف واملذاهب الدينية املختلفة وبخاصة يف املجتمعات التي تتكون من‬
‫اطياف دينية متعددة (رقص األطفال مع بابا نويل وص ّفق الكبار ُ‬
‫وو ِّز َعت احللوى‪ ،‬دعا أبو‬
‫حنا وزوجته ا ّم حممود وصغريها لقضاء ليلة العيد عندهم ‪ ,‬فوافقت رشيطة أن حتتفل معهم ويف‬
‫بيتها بعيد األضحى القريب)‪.‬‬
‫وعرجت قصة ( الغراب املغرد ) للكاتب محدي هاشم حسانني عىل موضوعة االهتامم‬
‫باجلريان‪ ،‬وبخصوص العفو عن اخطاء االخرين غري املقصودة جاء يف قصة ( أتراين احلم‬

‫‪- 47 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫لونة بدهلا‪ ،‬فأنا الذي هرسها حتت العجالت ‪.‬‬
‫) مايأيت (وعرضت عليه أن أشرتي له طابة ُم ّ‬
‫وحرك الطفل رأسه بشمم‪ ..‬وقال ال‪ ....‬أنا السبب)‪.‬‬
‫ّ‬

‫رابعا ــ النهي عن العادات السيئة‬


‫وتبني هذا املضمون من خالل هني االطفال عن بعض العادات االجتامعية املنبوذة كالثرثرة‬
‫و الكذب والغرور ولعب كرة القدم يف الشوارع والنفاق والسري حفاة والقيام باالعامل اخلبيثة‬
‫واحلديث عن عرض الناس وعدم االستامع اىل النصح والرشاهة يف االكل وعض االخرين‬
‫وقضم االضافر باالسنان‪ ،‬فقد هنت قصة (الياممة و الصياد ) االطفال عن عادة الثرثرة والكالم‬
‫الذي المعنى له (وأخذت ترتنم بصوهتا اجلميل‪ ،‬تلفت الصياد حوله فرآها و برسعة صوب‬
‫نحوها بندقية و صادها ‪،‬وقعت الياممة يف يد الصياد و هي تنزف دما و تردد يف ندم‪ :‬سالمتي‬
‫أظافر ُه)عن الكذب‪ ،‬اذ يؤدي الكذب بصاحبه‬
‫َ‬ ‫قص‬
‫(هيثم ال َي ُّ‬
‫ٌ‬ ‫كانت يف صمتي)‪.‬فيام هنتهم قصة‬
‫أقصها يا‬ ‫هيثم‪ :‬ماما ال تريدُ ْ‬
‫أن َّ‬ ‫هيثم ؟قال ٌ‬ ‫َ‬
‫أظافرك يا ُ‬ ‫تقص‬
‫املعلم‪ :‬ملاذا مل َّ‬
‫ُ‬ ‫اىل املهالك َ‬
‫(قال‬
‫جيب‬ ‫أنت تكذب يا هيثم‪ ،‬ستطلب من أمك ْ ِ‬ ‫مع ِّلمي‪.‬قال‬
‫أن تق َّصها لك اليوم‪ ،‬و ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الذكي‪َ :‬‬
‫ُّ‬ ‫املعلم‬
‫ُ‬
‫‪.‬قال هيثم ‪:‬لن ِ‬
‫أكذ َب ثاني ًة!)‪.‬‬ ‫لك َ‬ ‫ٍ‬
‫مرات عقوب ًة َ‬ ‫ِ‬
‫القراءة عرش َة‬ ‫درس‬
‫ٌ ْ‬ ‫تكتب َ‬‫َ‬ ‫أن‬
‫السكَّر) للكاتب نجيب كيايل عىل عادة لعب االطفال كرة‬
‫اىل ذلك ركزت قصة (أمرية ُّ‬
‫القدم يف الشوارع واالزقة بدال من الساحات املخصصة لذلك (قالت دعبولة ( كرة قدم )‪:‬‏ ـ‬
‫وجلست يف‬
‫ْ‬ ‫جت دعبول ُة من الشبكة‪،‬‬ ‫أجلسني يف مكانك يا سيدي القايض ‏‪َ ،‬أ َم َر القايض‪ُ ،‬فأ ِ‬
‫خر ْ‬
‫وضعت نظارته عىل عينيها‪ ،‬وقالت ‏‪ :‬قررت حمكمتنا مايأيت‪ :‬الرياضة تكون يف املالعب‬
‫ْ‬ ‫مكانه‪،‬‬
‫ال يف الشوارع ‏‪ ،‬ص َّف َق اآلباء بقوة)‬
‫ويف قصة (األمرية العمياء) للدكتور صالح إبراهيم جرى حث االطفال عىل االبتعاد عن‬
‫النفاق (محلت األمرية الفانوس بيدها اليرسى والعصا بيدها اليمنى وأقسمت أن ال هيدأ هلا بال‬
‫حتى تقتل كل املنافقني يف مملكتها الصغرية‪ ،‬بعد أن وصلتها أخبار نفاقهم الذي فاحت رائحته‪،‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫وأصبح يبعث عىل االشمئزاز والقرف)‪.‬‬
‫وتناولت قصة (الزعيم ال يصافح طفال حايف القدمني) جمموعة تداعيات سياسية عىل لسان‬
‫طفل مرصي يتخيل انه يشغل جزءا من تفكري الرئيس مجال عبد النارص‪ ،‬اال انه اوقف تلك‬
‫التداعيات بقناعته ان الرئيس اليصافح طفال حايف القدمني (أما فكرة أن يأمر موكبه بالتوقف‬
‫يرتجل ويشق كل هذا الزحام اجلامهريي ويأيت إ َّيل ويصافحني‪ ،‬فقد كانت مستبعدة متاما‪،‬‬
‫ثم أن َّ‬
‫ألنني كنت ساعتها حايف القدمني‪ ،‬والزعيم يعرف ذلك‪ ،‬لذا مل يشأ أن يرتجل ليصافح طفال‬
‫حايف القدمني أمام مجاهري مرص الغفرية)‬
‫ومن ضمن املضامني العديدة التي انطوت عليها القصة الشهرية (سندريال) مضمون‬
‫ٍ‬
‫عليك أن تقابيل‬ ‫السلوك اخلبيث الذي قامت به من اجل الفوز بالزواج من االمري (ما كان جيب‬
‫اإلساءة باإلساءة بل باحلسنى واملعروف وان ما فعلتيه خطأ كبري وعىل املخطئ أن يتحمل‬
‫نتيجة خطئه‪ ،‬أخذت شيئ ًا ليس من حقك كام انك أخفيت احلذاء وقمت بإحراق الفستان‬
‫وكلها أعامل ما كان جيب ‪ -‬أن تقومي هبا وأنت الفتاة الوديعة الرقيقة‪ ،‬قالت سندريال بحدة‪:‬‬
‫هذه أشيائي ‪ ...‬لقد ذقت طعم احلرمان سنوات طويلة ‪ - .‬نعم ذقت طعم احلرمان سنوات‬
‫‪،‬ولكن هذا ليس مربر ًا لتلك األفعال املشينة التي قمت هبا)‪.‬‬
‫وارادت قصة (الديك والفجر ) ابعاد االطفال عن الغرور والظن ان االشياء اليمكن هلا ان‬
‫يطلع‬
‫ُ‬ ‫الفجر يف هذا اليوم؟!‏ ‪ -‬كام‬
‫ُ‬ ‫تستمر من دوهنم (سأل الديك دجاج ًة يف الطريق‪:‬‏ كيف َ‬
‫طلع‬
‫كنت غائب ًا ِ‬
‫عن القرية!‏‬ ‫كل يوم‏ ‪ -‬ولكنني ُ‬‫ّ‬
‫‪-‬كنت أعتقدُ ا ّنه ال يوجدُ غريي‪،‬‏ ِ‬
‫قالت‬ ‫ُ‬ ‫ال‪:‬‏‬ ‫ِ‬
‫الديوك غريك‪ ،‬قال الديك خج ً‬ ‫مئات‬
‫‪ -‬يف القرية ُ‬
‫ُ‬
‫كل مغرور)‪.‬‬ ‫الدجاجة‪:‬‏ هكذا يعتقد ّ‬
‫وتضمنت قصة (الثعلب املكار) افكارا اجتامعية عديدة من بينها هني االطفال عن احلديث‬
‫يف اعراض الناس (حتى إذا مر به الذئب ودمه يسيل عىل رجليه‪ ،‬قال الثعلب ساخرا مسديا‬
‫النصح إليه‪:‬ياصاحب الساق املخضبة بالدماء ‪،‬الختض يف أعراض الغافلني األبرياء)‪.‬‬

‫‪- 49 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫ولفتت قصة (الصبي املشاكس) انتباه االطفال اىل رضورة االستامع اىل نصائح الكبار‬
‫وااللتزام هبا الهنا يف املحصلة تصب يف مصلحتهم‪ ،‬وان عدم اعارة هذه النصائح االذان‬
‫كان عائد ًا ِم َن ا َملدْ َر َس ِة‪..‬‬ ‫الصاغية قد تصيبهم بالرضر او تثري سخرية االخرين (ويف يو ٍم فيام َ‬
‫فهو ال‬ ‫يف‪َ ،‬ن َظر مايض إىل ال َّل ِ‬
‫وحة بِ َغ َض ٍ‬ ‫متش عىل هذا الر ِص ِ‬ ‫تقول رجا ًء ال ِ‬ ‫رأى َل ْوح ًة ُ‬
‫ب‪َ ..‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫املجاور‪ ..‬ا ْبت َِعدْ يا‬
‫ِ‬ ‫رجل ِم ْن َأ ْعىل البِنَاء‬
‫صاح ِبه ٌ‬ ‫الرصيف ُمت ََحدِّ ي ًا‪َ ..‬‬
‫ِ‬
‫‪..‬وسار َو َس َط َّ‬
‫َ‬ ‫األوامر‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫يحُ ُّ‬
‫ان ت َْس ُق ُط َع َل ْي ِه و ُي ْصبِ ُح‬
‫السري وإ ْذ بِكَم ٍية ِمن األَ ْلو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫أرص عىل‬ ‫ِ‬
‫عن الرصيف‪ ..‬لكنَّ ُه َّ‬ ‫َصبِ ّي‪ ..‬ا ْبت َِعدْ ِ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ون البِنَا َء ِم َن اخلَ ِ‬ ‫كان ُهنَالِ َك ِر َج ٌال َي ْط ُل َ‬
‫َش ْك ُل ُه ُم ْض ِحك ًا‪َ ..‬ف َقدْ َ‬
‫‪..‬و َش َ‬
‫اهدَ ُه‬ ‫ار ِج بِ َأ ْل َوان ُم َت َعدِّ َدة َ‬
‫ُون)‪.‬‬‫احوا َي ْض َحك ُْو َن َو َي ْض َحك َ‬ ‫ور ُ‬‫ون بهِ َ ذا ا َملنْ َظ ِر َ‬
‫ا َمل ُّار َ‬
‫(سنْ ُفور َب ْعدَ َر َم َض ْ‬
‫ان) للكاتب مصطفى البكري‬ ‫ومن بني العادات التي ركزت عليها قصة َ‬
‫الرشاهة يف الطعام‪ ،‬وهي من العادات الشائعة يف الوطن العريب بالرغم من ارضارها اجلسيمة‬
‫َت َسنْ ُفورة َح ِزينَ ًة‪،‬‬ ‫ب‪َ :‬ل ْو َرحمِْ َت َم ِعدَ ت َ‬
‫َك لمََا َأ َصا َب َك ا مَْل َر ُض‪ ،‬كان ْ‬ ‫(قال ال َّطبِ ْي ُ‬
‫عىل صحة االنسان َ‬
‫ُّخ َم ِة)‪.‬‬
‫اب بِا ْلت َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وس ِهر ْت َعلىَ مر ِ ِ‬
‫ض َأخ ْي َها َحتَّى ُشف َي ولمَْ َي ُعدْ َي ْأك ُُل بِشرَ َ َاهة َحتَّى ال ُي َص ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫وحاول الكاتب زهري دعيم ان يعالج بقصته (قالّمة أظافر) عادة قضم االظافر باالسنان‬
‫املنترشة بني الصغار والكبار عىل حد سواء (الحظت املع ّلمة هديل يف صباح أحد األيام َّ‬
‫‪،‬أن‬
‫نادرا ما زال يقضم أظفاره كعادته‪ ،‬ففكّرت يف طريقة تخُ ّلصه من هذه العادة السيئة‪ .‬وتذكرت‬
‫ً‬
‫مرة منع ابنها من هذه العادة ولكن بدون فائدة)‪.‬‬ ‫املع ّلمة ّ‬
‫أن أ ّم نادر أخربهتا أهنا حاولت أكثر من ّ‬
‫وبينت قصة ( الطفل العضاض) ان عىل االطفال االبتعاد عن السلوك املنبوذ واملتمثل‬
‫العضاض‬
‫بعض االطفال االخرين اثناء املنازعات وغريها (احتارت املعلمة‪ ،‬ماذا تفعل هبذا ّ‬
‫ويعض هذه ‪..‬وكثريا ما عانقته بحرارة وحدثته عن أرضار‬
‫ّ‬ ‫‪..‬يعض هذا‬
‫ّ‬ ‫يعض ّ‬
‫كل يوم‬ ‫الذي ّ‬
‫العض ولكن دون فائدة ) ‪.‬‬
‫ّ‬

‫خامسا ــ الدعوة اىل فعل اخلري‬

‫‪- 50 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫اتضحت هذه الفئة يف العديد من القصص التي عربت عن مضامني تنطوى عىل افعال خري‬
‫باشكال خمتلفة سواء عىل مستوى االنسان او احليوان او النبات‪ ،‬سعى من خالهلا كتاهبا تقديم‬
‫نامذج لالطفال ليحذون حذوها يف مسرية حياهتم ‪.‬‬
‫فقد حثت قصة (صانع املعروف) االطفال عىل ان اعامل اخلري التي يقومون هبا جيب ان توجه‬
‫اىل مجيع الناس من دون استثناء (وانه البد أن يعمل املعروف مع كل الناس)‪ .‬ونبهت قصة (رد‬
‫اجلميل ) اىل ان عمل املعروف يعرب عنه بوجوه عديدة من بينها الكلمة الطيبة واالستقبال احلار‬
‫للضيوف ومقابلة الناس بالوجه البشوش وغريها (كان سمري حيب أن يصنع املعروف مع كل‬
‫الناس‪ ،‬واليفرق بني الغريب والقريب يف معاملته االنسانية ‪ ..‬فهو يتمتع بذكاء خارق وفطنة‬
‫‪ .‬فعندما حيرض اىل منزله جتده رغم عمره الذي ال يتجاوز احلادية عرشة ‪ ..‬يستقبلك‪ ،‬وكأنه‬
‫يعرفك منذ مدة طويلة ‪ ..‬فيقول أحىل الكالم ويستقبلك أحسن استقبال وكان الفتى يرى يف‬
‫نفسه أن عليه واجبات كثرية نحو جمتمعه وأهله‪ ،‬وعليه أن يقدم كل طيب ومفيد)‪.‬‬
‫ووجهت قصة (قطة مريم) االطفال اىل العناية باحليوانات وان اعامل اخلري التي يقومون‬
‫ِ‬
‫أرجوك يا ‹مريم›‬ ‫هبا جيب ان تشمل احليوانات ايضا (قالت القطة وقد بلغ هبا اجلوع مداه‪:‬‬
‫أعطيني اللبن لكي أرشبه ولن تغضب منك ماما أبد ًا ألنك فعلت خري ًا وال يغضب أحد من‬
‫فعل اخلري)‪.‬‬
‫واكدت قصة (شجرة التوت) ان اعامل اخلري قد تتمثل يف زرع شجرة يستظل الناس هبا‬
‫ويأكلون من ثامرها ‪،‬مشرية اىل ان هذه االعامل سيجني منها صاحبها خريا يف مقبل االيام‬
‫(كان جدي دائام يصحبني إىل شجرة التوت حتى نستظل هبا من قيظ الظهرية الشديد‪ ...‬كان‬
‫جيلسني يف حجره الواسع ويقول يل دائام وهو ينظر إىل فروع الشجرة الوارفة‪ :‬يا بنى أزرع اخلري‬
‫حتصده)(‪.)11‬‬
‫ونبذت قصة ( الثعلب مرمر ) اساليب االحتكارالتي يامرسها بعض ضعاف النفوس‬
‫لالشياء التي حيتاجها الناس يف حياهتم‪ ،‬وان ال يستأثر االقوياء بالثروة وحيرم منها الضعفاء‪،‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫وعدت ذلك عمال يتقاطع مع االخالق االنسانية (احليوانات الضعيفة كانت ختاف من‬
‫الثعالب الرشسة ‪ ..‬احليوانات املسكينة تسري مسافة طويلة لتحصل عىل املاء ‪..‬الثعلب فرفر‬
‫قال يف نفسه‪ :‬ملاذا تفعل الثعالب هذا ؟ املاء جيب أن يكون للجميع )‪.‬‬
‫وهنى الدكتور موفق أبو طوق يف قصته (يوم ّيات دموع) عن مقابلة االساءة باالساءة‪ ،‬بل‬
‫جيب ان تقابل باالحسان‪ ،‬الن فعل االحسان جيعل الطرف امليسء يندم عىل مجيع االساءات التي‬
‫بدرت منه‪ ،‬وبالتايل يستقيم سلوكه وتتعزز عالقته باالخرين (السمكات األخريات يس َب ْح َن‬
‫بحر ّية‪ ،‬يتن ّف ْس َن بيسرْ ‪ ،‬فاملاء املتبقي مالئم ألحجامهن الصغرية!‪ .‬لكنهن عندما َ‬
‫أحس ْس َن بام‬
‫تعانيه زميلتهن الكبرية‪ ،‬نسني كل ما فعلته‪ ،‬وتغاضني عن إساءهتا‪ ،‬وأرسعن إىل فتحة املرصف‬
‫حياول ّن سدّ ها بأجسامهن الصغرية!)‪.‬‬
‫ودعت قصة (الربكان الصغري واملناجذ السبعة) التي ترمجها عن البلغارية ميخائيل عيد‬
‫االطفال اىل توجيه سلوكهم الوجهة التي حتقق اخلري للناس وليس الوجهة التي تأيت بالرش هلم‬
‫(هل تعرفون بامذا أفكر يا أح ّبائي! جدّ ي يريد أن تدمر محمي املدن والقرى‪ .‬أليس األفضل أن‬
‫أثور يف البحر؟ سأصنع جزيرة مجيلة)‪.‬‬

‫سادسا ـ الرتغيب بالعمل‬


‫رغبت القصص الواردة يف هذه الفئة االطفال بالعمل بأشكاله كافة ‪،‬ولفتت اذهان االطفال‬
‫اىل ان العمل يشيع البهجة يف النفوس ويسد احلاجة وحيافظ عىل كرامة االنسان‪.‬‬
‫وقالت قصة ( الطفل املثايل ) ان العمل جيعل االنسان مرسورا وأمله متجددا (كم أكون‬
‫مرسورا بام فعلته يف يوم ميلء بالعمل واألمل)(‪. )12‬‬
‫واعلت قصة (قامة صفوان) من قيمة العمل حتى وان كان بسيطا طاملا يساعد الوالدين‬
‫يف التخفيف من االعباء التي تثقلهم لسد نفقات املنزل (وح ّببت إليه العمل فلم جيد صفوان‬
‫الصغري ما يمنعه من بيع احللوى الرخيصة بجوار املدرسة‪ ،‬لسد جزء يسري من نفقات املنزل) ‪.‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫وبلورت الكاتبة لينا كيالين فكرهتا يف قصة (احللم واملستقبل) بمقولة مفادها ان ما نتطلع‬
‫اليه يتحقق بالعمل (سأل عامر ‏‪ :‬هل تتحقق األحالم يا أيب؟‏ وسأل ماهر‪:‬‏ أال يمكن العثور عىل‬
‫أحجار فضية ثمينة ومشعة؟‏ وألن األب كان يعرف هواية طفليه فقد أجاب ‏‪ :‬إذا سعى أحدنا‬
‫وراء أحالمه فالبد أن تتحقق)‪.‬‬
‫ٍ‬
‫قطرة؟ دارت قصة ( القطرات االربعة ) للكاتب عارف‬ ‫وعن سؤال طريف يقول ما َأغىل‬
‫ُ‬
‫احلارث‬ ‫اخلطيب الذي ختم القصة بان قطرة عرق اجلبني اثناء العمل هي اغىل قطرة (واختلط‬
‫النجار الذي‬ ‫ِ‬
‫األحجار إىل قرص مجيل‪ ،‬وشاهد‬ ‫حيو ُل كوم َة‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫بأصناف الناس ‪..‬شاهدَ البنَّا َء الذي ِّ‬
‫ٍ‬
‫أشجار‬ ‫حيو ُل أرضه ال َبوار إىل جن َِّة‬ ‫ِ‬
‫يصنع من جذ ٍع غليظ خزان ًة أنيقة‪...‬‏وشاهد الفالح الذي ِّ‬ ‫ُ‬
‫وثامر‏‪ ،‬شاهد وشاهد كثري ًا من العامل‪ ،‬الذين يعمرون الوطن‪ ،‬ويسعدون البرش‪ ،‬وشاهد قطرات‬ ‫ٍ‬
‫عر ْفتُها ‪ ...‬إنهَّ ا قطر ُة ال َع َرق‬
‫عر ْفتُها‪َ ..‬‬
‫السمر‪ ..‬عا َد مرسور ًا ‪،‬وهو يقول ‪:‬‏ ّ‬ ‫العرق‪ ،‬تزين جباههم ُّ‬
‫ن ‪،‬كأنهَّ ا لؤلؤ ٌة‏ ‪َ ،‬هتوى ِجبا َه العامل ْ‏‬
‫ني )‪.‬‬ ‫كل القاعدي ْ‏‬ ‫ِ‬
‫النشاط والعملْ‏‪،‬تكر ُه َّ‬ ‫رمز‬
‫!‏ ُ‬
‫املطر) للكاتب زهري رسام من االتكال عىل الغري‬ ‫وحذرت قصة (من مذكرات قنفذ حتت ِ‬
‫ِ‬
‫للصغار‪ ،‬فربام ال‬ ‫موج ٌه‬
‫الدجاجة‪ ،‬كالمي ّ‬
‫َ‬ ‫والبد ان يتعلم املرء البحث عن رزقه (يا سيديت‬
‫وحتت‬ ‫ِ‬
‫الربد‬ ‫ِ‬
‫طعامهم يف‬ ‫َ‬
‫البحث عن‬ ‫املطر والرب َد‪ .‬‏‪ .‬ـ ٍآه يا عزيزي‪ ..‬د ْعهم يتعلموا‬ ‫يتحم َ‬
‫َ‬ ‫لون َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫والشمس)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املطر‬
‫ولفتت قصة (النحلة الكسول) اىل رضورة ان يتسم العمل باملثابرة واجلد‪ ،‬النه من دون‬
‫ذلك لن يكون جمديا (كانت صديقتها الفراشة تنصحها كثري ًا برضورة العمل واجلد واالجتهاد‬
‫وإنه ال فائدة من حياهتا بدون عمل‪ ،‬فكانت النحلة الكسول تعنفها بشدة وتقول هلا‪ :‬وأنت ماذا‬
‫تعملني ؟! إنك تتجولني يف احلقول واحلدائق وال عمل لك)‪.‬‬
‫ونبذت قصة ( الدب دبدوب ) الكسل واخلمول (وقالت اإلوزة‪ :‬أعذرينا‪ ..‬لن نكون‬
‫خاملتني بعد اآلن‪ ..‬سنعاونك دائام كي تبقي معنا)‪.‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫سابعا ـ االهتامم باالصدقاء‬
‫متثل هذا املضمون يف الدعوة اىل اشاعة املحبة واملساعدة بني االصدقاء‪ ،‬وهو ماذهبت اليه‬
‫قصة (قطعة اجلبن) حيث ورد فيها (قالت القطة الثانية‪ :‬وانا كذلك سافعل مثلك متاما وجيب‬
‫ان يكون ما بيننا هو احلب و التعاون ملصلحة اجلميع) ‪ .‬وجاء يف قصة ( الغيمة املستكشفة )‬
‫مايأيت‪( :‬اختلف الناس مجيع ًا يف إمكانية وجود صديق ويف‪ ،‬وكانت حكاياهتم ال تنتهي حول‬
‫أمهية الصداقة وندرة األصدقاء‪ ،‬لكن الغيمة ظلت تثق بالصداقة‪ ،‬وحتب أصدقاءها الكثريين‪،‬‬
‫األطفال واألشجار والتالل والبحر واألمواج ورمال الشاطئ وأزهار احلدائق‪ ،‬فقد أتقنت‬
‫لغاتهِ م‪ ،‬وعرفت أمزجتهم‪ ،‬وصممت لكل منهم طريقة للتخاطب‪ ،‬كيال تؤذي مشاعرهم‪،‬‬
‫وكانت األشجار والطيور واألزهار حتب الغيمة مثلام حيبها األطفال أو أكثر قليالً‪ ،‬فحني تُقبل‬
‫(‪)13‬‬
‫تُستَقبل بمظاهر البهجة‪ ،‬وحني متيض تُو ّدع بمشاعر االمتنان‪).‬‬

‫‏ ثامنا ـ احلث عىل االلتزام بالواجبات‬


‫حثت قصص هذه الفئة االطفال عىل املواظبة باملدرسة والتفوق دراسيا من خالل االلتزام‬
‫باداء الواجبات املطلوبة وعدم التهاون فيها او نسياهنا ‪ ،‬وتنظيم احلاجيات داخل املنزل‪.‬‬
‫فقد هنت قصة (حليم املتامرض) االطفال باالبتعاد عن الكذب واحليلة والتامرض للتهرب‬
‫ّ‬
‫‪...‬كل يوم مدرسة ‪.. ..‬كل يوم مدرسة‪ ،‬وجاءته‬ ‫(أف‪...‬متتم حليم‬
‫من الذهاب اىل املدرسة ٍّ‬
‫الصف ا ّل ّرابع فهيم‪ّ ،‬‬
‫فقرر أن يدّ عي أنّه مريض‪ ،‬حقنة‪..‬حقنة ‪..‬يا‬ ‫الفكرة ‪...‬فكرة صديقه يف ّ‬
‫حلقن‪ ،‬ماذا فعلت‪ ،‬لقد جنيت عىل نفيس‪ ،‬قال حليم بصوت منخفض‪،‬‬
‫اهلي أنا أخاف من ا ُ‬
‫وفر هار ًبا حتت ّ‬
‫زخات‬ ‫وقام من فراشه‪ ،‬وغسل وجهه برسعة‪ ،‬ولبس مالبسه وتناول حقيبته ّ‬
‫املطر ووسط ضحكات والديه‪ ،‬وهو يقول ‪ :‬ودا ًعا ‪...‬باي‪...‬باي‪ ..‬لقد ُشفيت ‪..‬لقد ُشفيت)‪.‬‬
‫وذكّرت قصة (البيت الذي مشى) االطفال برضورة احلرص عىل مقتنيات البيت وتنظيم‬
‫حاجياهتم الشخصية (وما زاد حزنه أن مريم مل تطفئ املروحة قبل مغادرة البيت‪ ،‬وتركت املاء‬

‫‪- 54 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫يف احلامم مثل بركة كبرية بعد أن استحمت الليلة املاضية‪ ،‬ومل ترجع معجون األسنان إىل مكانه‬
‫وتركت مالبسها عىل أرض احلامم )‪.‬‬
‫الص ِغيرْ ُ ) اىل ان الواجب االساس املطلوب من االطفال االهتامم به‬ ‫ولفتت قصة (ا مُْل َفك ُِّر َّ‬
‫استِ ِه‪ ..‬ولمَْ َي ُك ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫والعمل الجله هو التفوق يف الدراسة ( َلكنَّ ُه َظ َّل َوف ًّيا ل َو ْعده‪َ ..‬ظ َّل ُم َت َف ِّوق ًا يف د َر َ‬
‫استِ ِه)‪.‬‬ ‫َت ْف ِك ه َعلىَ ِحس ِ ِ‬
‫اب د َر َ‬ ‫َ‬ ‫يرْ ُ ُ‬
‫ويف قصة (غزوان ) دعا كاتبها عارف اخلطيب االطفال اىل عدم نسيان الواجبات التي‬
‫(فتح‬
‫كلفهم هبا املعلمون او عدم تنظيم حقائبهم ‪،‬وتذكر ما جيب ان حيملوه معهم اىل املدرسة َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫كعكة متفتِّتة‪،‬‬ ‫بالزيت والزعرت‪،‬‬ ‫رغيف‬ ‫نظر إىل داخلها‪ ،‬وجدَ ها مملوء ًة بالطعام‪:‬‬ ‫املع ِّل ُم احلقيبة‪َ ،‬‬
‫ألن عقيل‬‫غزوان‪:‬‏ َّ‬
‫ُ‬ ‫قال‬ ‫ِ‬
‫املعدة‪ ،‬وتنسى غذا َء العقل؟!‏ َ‬ ‫رأس ُه‪ ،‬وقال ‏‪ :‬ملاذا تتذك َُّر غذا َء‬ ‫ت ّفاحة‪..‬‏ َّ‬
‫هز َ‬
‫ال جيوع)‪.‬‬
‫وانطوى مضمون قصة (‏الذئب والكالب) بان عىل االطفال ان الينشغلوا بامور جانبية‬
‫تلهيهم عن اداء الواجب املطلوب منهم ‪.‬وذهبت قصة ( املعطف ) اىل ان اداء الواجب يمنح‬
‫ِ‬
‫الربد يا صديقي‪،‬‬ ‫وقال‪ْ :‬‬
‫أجل‪ ،‬أنا در ُع َك أمام‬ ‫املعطف فرح ًا َ‬
‫ُ‬ ‫املرء هويته وشخصيته (انتشى‬
‫يفرح وهو يقو ُم‬ ‫أمتشى‪ّ :‬‬
‫قلت يف نفيس وأنا ّ‬ ‫ِ‬ ‫نتجو ُل يف‬
‫إن معطفي ُ‬ ‫احلديقة‪..‬‏ ُ‬ ‫ّ‬ ‫تسمح ان‬
‫ُ‬ ‫ه ّيا لو‬
‫بواجبِ ِه)‪.‬‬

‫تاسعا ـ احلث عىل االهتامم بالنفس‬


‫ركزت قصص هذه الفئة عىل رضورة اهتامم االطفال بانفسهم من خالل االنتظام يف تناول‬
‫الطعام وايالء النظافة العناية الكافية‪ ،‬ففي قصة (الشمس ال تزعل من أحد) تناول كاتبها نادر‬
‫ابو تامر جمموعة املفردات التي جيب عىل االطفال القيام هبا بعد استيقاظهم من النوم (قالت‬
‫االم‪ :‬الشمس ترغب أن تعرف يا رامي هل تريد الذهاب إىل الروضة‪ ،‬وإذا كنت تريد أن تغسل‬
‫وجهك‪ ،‬وتفرك أسنانك وتأكل الفطور‪...‬شعر رامي باطمئنان وارتياح عندما أخربته املاما‬

‫‪- 55 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫ملاذا ال تقرع الشمس زجاج النافذة)‪ .‬واملفردات نفسها اشارت اليها قصة (حجريت )‪ ،‬اذ ورد‬
‫ما نصه (كيف خترج من املنزل دون أن تتناول طعامك ؟ال تنس أن تستحم وترتدي مالبس‬
‫نظيفة) ‪.‬فيام اوضحت قصة (سوار تبحث عن سنها) فوائد الطعام الذي يتناوله االطفال‬
‫(الفكرة أعجبت سوار‪ .‬فقالت للبابا‪:‬إذن‪ ،‬يال نروح عند طبيب األسنان لنأخذ سن ًا‪..‬سأهلا‬
‫البابا‪ :‬هل ترشبني احلليب؟‪ ،‬نعم‪ -.‬احلليب جيد لألسنان‪ّ -.‬‬
‫كل يوم ارشب احلليب‪ -.‬تأكلني‬
‫حيب أن يكون عند األوالد الذين‬
‫التفاح؟‪ -‬نعم‪ ،‬أحيانا‪ -.‬إذن السن سيعود إليك‪ ،‬السن ّ‬
‫حيافظون عليه)‪.‬‬
‫ِ‬
‫(سألت املع ِّلم ُة‪ :‬أي َن‬ ‫ويف سؤال وجواب بينت قصة ( اجلراثيم ) مضار االظافر الطويلة‬
‫ِ‬
‫املتسخة)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الطويلة‬ ‫ِ‬
‫األظافر‬ ‫حتت‬
‫اجلراثيم َ‬ ‫سمري‪ُ :‬‬
‫تعيش‬ ‫سمري َ‬
‫؟قال‬ ‫اجلراثيم أيض ًا يا‬ ‫ُ‬
‫تعيش‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬

‫عارشا ــ التشجيع عىل اختاذ القرارات‬


‫دارت قصص هذه الفئة حول ثالثة جوانب‪ :‬اوهلا رضورة تبادل االراء مع االخرين‪،‬‬
‫وثانيهام التشجيع عىل استقاللية اختاذ القرار‪ ،‬واالخري اكد عىل عدم االستسالم للفشل‪ .‬اجلانب‬
‫فاهتزت‬
‫ّ‬ ‫االول تناولته قصة ( حكمة اهلدهد ) للكاتبة حنان درويش (رفع اهلدهد وجهه‪،‬‬
‫ريشاته املغروسة يف رأسه‪ ..‬قال‪:‬‏ لقد دعوتكم لنتبادل الرأي يف هذا املوضوع‪ ..‬فليذهب ّ‬
‫كل‬
‫عشه اآلن‪ ،‬ويأتني غد ًا يف مثل هذا الوقت بالتحديد‪ ،‬وقد محل إ ّيل ح ً‬
‫ال نستطيع به‬ ‫منكم إىل ّ‬
‫اسمه)‬
‫َ‬ ‫محاية أنفسنا من بنادق الصيادين)‪ .‬فيام تناولت اجلانب الثاين قصة (الولد الذي غيرَّ‬
‫كبريا‪...‬عندما عدت من الروضة‬‫قرارا ً‬
‫حيث جاء فيها (ويف يوم من األيام اختذت أنا الصغري ً‬
‫ناداين أيب‪ :‬تامر! كيف كانت الروضة اليوم؟ مل أجبه عن سؤاله‪ .‬وقلت له وكأنني مل اسمع‬
‫كثريا‪ .‬ومل هيتم‬
‫السؤال‪ :‬أنا رصت اليوم فادي‪ ،‬اسمي صار فادي‪ ،‬مل ي ُعد تامر!!ضحك أيب ً‬
‫بكالمي‪ .‬ومل يعرف أنني جا ّد فيام أقول)‪.‬‬
‫وتطرقت قصتي (املرة االوىل) و(طالع الشجرة) اىل اجلانب الثالث‪ ،‬اذ ورد يف القصة االوىل‬

‫‪- 56 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫ما نصه (غضب بكر‪..‬ألقى القلم عىل الدفرت وعاد اىل رسيره حزينا‪..‬رأته والدته‪..‬خففت من‬
‫روعه‪..‬وقالت له‪ :‬حيدث هذا دائام مع األطفال مجيعهم يف مثل عمرك‪..‬لكن بام أنّك األذكى‬
‫فانك ستتعلم قبلهم ‪..‬طبعت قبلة عىل جبينه وهي تـُردد ‪:‬هيا اهنض يا بني وحاول مرة أخرى‪،‬‬
‫فأنا متأكدة أن حماولتك هذه ستكون ناجحة‪..‬هنض بكر عىل استحياء وتوجه اىل الطاولة)‪.‬‬

‫احد عرش ـ التأكيد عىل العدالة‬


‫ثالث قصص فقط تناولت مضمون التأكيد عىل العدالة والتيقن من الكالم الذي يقال هنا‬
‫وهناك‪ ،‬فقد دعت قصة (السلطان املغرور) اىل عدم اطالق االحكام اثناء حلظات الغضب‬
‫الهنا يف هذه احلال لن تكون عادلة باملطلق (وقال الشيخ العجوز للسلطان‪ :‬صربك يا موالى‪،‬‬
‫كلب واحد عض ابنك‪ ،‬لكنك قلت امسكوا كل الكالب‪ ،‬اقتلوا كل الكالب‪ ،‬غضبت فنسيت‬
‫العدل وأصبحت ظامل‪ ،‬حكمت عىل الكالب بذنب واحد وهذا ظلم يا موالى وحكمت‬
‫وأنت غضبان واحلكم وقت الغضب يصبح حكم ظامل والظلم يصبح عيب يا موالى‪ ،‬وسكت‬
‫السلطان وعرف عيبه)‪.‬‬
‫ويف قصة (نبهان) حاول الكاتب ان يوضح لالطفال املفاهيم املرتبطة بالعدالة واالشخاص‬
‫الذين حيققوهنا (وكان أبوه يعمل كاتب قصص مشهور‪ ،‬و كانت هذه القصص تدور حول‬
‫حتقيق العدل ومنع الظلم والقضاء عىل اجلريمة‪ ،‬وكان األب يشجع ابنه عىل العمل‪ ،‬فكان حلم‬
‫نبهان أن يصبح ذات يوم حمققا لكشف اجلرائم الغامضة مثل املحققني الذين يكتب عنهم أبوه‬
‫يف قصصه) ‪.‬‬
‫اما قصة (االسد املريض) فقد دعت االطفال اىل تأمل االقوال التي تسمع والتيقن منها‬
‫متاما ( ياصديقي علينا أن نصدق ما تراه أعيننا ال ما تسمعه آذننا )‬

‫اثنا عرش ـــ االبتعاد عن التشبه باالخرين‬

‫‪- 57 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫جاءت هذه الفئة يف قصتني احدامها بعنوان (الفستان اليلكي) وحثت البنات عىل عدم‬
‫الساخنة‪ ،‬وهي حتاول إقناعها َّ‬
‫بأن شعرها‬ ‫التشبه بالذكور (وعانقتها ا ُّمها ومسحت دموعها ّ‬
‫وأن طوله يزيده مجاالً‪ ،‬وأنهّ ا عروس‪..‬إهنا بنت‪ ،‬والبنت تفتخر بشعرها ‪.‬‬
‫الذهبي مجيل‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫أقص شعري كأمري وال أريد هذين‬ ‫واحتضنتها اال ّم ثانية‪ ،‬وبراء تبكي وترصخ ‪ :‬أريد أن ّ‬
‫ال ُقرطينْ ِ ) ‪ .‬فيام دارت قصة ( الشوارب ) حول نصح االطفال الذكور باالبتعاد عن التشبه‬
‫بالرجال الكبار (اسمع يا صغريي‪ ،‬عندما كان جدّ ك يف مثل سنّك‪ ،‬مل يكن لـه شوارب لكن‬
‫عندما كرب‪ ،‬قوي جسمه‪ ،‬ونبت شاربه‪ ،‬انظر إىل شاربك املنتوف لقد سقط عىل األرض ألنّه‬
‫مز ّيف‪ ،‬املفروض أن تأكل وتدرس لتكرب وتصبح «شا ّب ًا مشورب ًا»‪ ،‬قو ّي ًا بجسمه وعقله)‪.‬‏‬

‫ثالثة عرش ـ تقوية االوارص مع ذي القريب‬


‫وجاء هذا املضمون يف قصة واحدة فقط هي قصة (ال ملجأ بعد اليوم) وحث فيها كاتبها‬
‫أنت ؟» ويروح‬
‫االطفال عىل التمسك بذي القربى وبناء عالقة حمبة هبم (جدّ ي ‪...‬جدّ ي ‪..‬أين َ‬
‫وأحب مرافقته‬
‫ّ‬ ‫أحب قصصه وحكاياته‪،‬‬
‫يسأل‪ :‬ملاذا ‪...‬ملاذا أرسلتم جدّ ي إىل امللجأ ‪ ،‬فأنا اح ّبه‪ّ ،‬‬
‫يف مشاويره‪ ،‬أريده ْ‬
‫أن يعود إىل البيت‪ .‬ومتسح أال ّم دموع وحيدها وتقول‪ :‬اهنا الظروف يا‬
‫كثريا عن‬ ‫َ‬
‫نأخذك إليه‪ ،‬فامللجأ ال يبعد ً‬ ‫حبيبي‪ ،‬لع َن اهلل الظروف‪ ،‬ولكن اطمئن فقريبا سوف‬
‫َ‬
‫مدرستك يا شادي )‬ ‫بيتنا‪ ،‬انّه بجانب‬

‫ا�ستنتاجات عامة‬
‫‪1‬ـ اتضح ان املضامني التي انطوت عليها القصص العربية املنشورة عىل شبكة االنرتنت‬
‫كانت تقليدية ومل ترتق اىل املستوى الذي بلغه الطفل العريب املتعامل مع ابرز منجزات ثورة‬
‫االتصاالت واملعلومات‪ ،‬وبذا مل تقدم له مضمونا جديدا يتوافق مع ما وصلت اليه البرشية من‬
‫تقدم حضاري وتقني ‪.‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬
‫‪2‬ـ مل تتمكن املواقع املخصصة لالطفال من توظيف تقنية احلاسوب بالقدر الكايف لرتفد‬
‫االطفال بالقصص ذات االشكال الفنية اجلذابة واملشوقة‪ ،‬حيث قدمت القصص كنصوص‬
‫مطبوعة‪ ،‬وعليه مل ختتلف طريقة عرض القصص عام هو يف الكتب واملجالت سوى اهنا تقرأ‬
‫من عىل شاشة احلاسوب‪ ،‬وبذلك مل تنعكس خصائص الوسيلة عىل مضمون قصص االطفال‬
‫واشكاهلا‪.‬‬
‫‪3‬ـ اتسمت اغلب النصوص القصصية بالطول املفرط‪ ،‬ما يبعث عىل ملل االطفال‬
‫وتذمرهم من دون ان يأخذ املرشفون عىل املواقع او كتاب القصص باحلسبان ان خصائص‬
‫التعرض لالنرتنت ختتلف عن تلك التي تقتضيها قراءة املجلة او الصحيفة ‪.‬‬
‫‪4‬ـ تبني ان القصص افتقدت لوحدة املوضوع باحتوائها عىل مضامني عديدة‪ ،‬ما يشتت‬
‫انتباه االطفال‪ ،‬وبالتايل خيفض مستوى التأثري الذي يراد له ان يكون فاعال‪ ،‬باملقابل خلت‬
‫قصص اخرى من اي نوع من املضامني‪ ،‬وكانت عبارة عن حبكة درامية فارغة او فكرة هشة‬
‫جرى التالعب هبا فنيا ‪.‬‬
‫‪5‬ـ مل هتتم املواقع بأدب االطفال عىل رضورته‪ ،‬وبأستثناء موقعي (ادب الطفل العريب)‬
‫و(اللجنة الوطنية للطفولة)‪ ،‬فأن مستوى اهتامم املواقع االخرى بائسا‪ ،‬والينم عن رؤية‬
‫واضحة المهية هذا االدب يف صقل شخصيات االطفال ‪.‬‬
‫‪6‬ــ حفلت بعض القصص باالخطاء النحوية والطباعية واجلهل باستخدام عالمات‬
‫الرتقيم‪ ،‬فضال عن عدم توافر السامت الفنية املطلوبة لكتابة قصة الطفل‪ ،‬ما يؤثر سلبا يف لغة‬
‫الطفل التي يراد اثرائها قاموسا واسلوبا ‪.‬‬
‫‪7‬ــ افسحت بعض املواقع وبخاصة منتديات االطفال املجال جلمهورها يف اطار االتصال‬
‫التفاعيل بنرش مواقف شخصية وحوادث تعرضوا هلا ومشاهدات عىل اهنا قصصا‪ ،‬ما خيلط‬
‫االمر عىل االطفال السيام واهنم يف عمر اليتمكنون فيه من التمييز بني ادب القصة احلقيقي‬
‫وتلك احلوادث‪ ،‬وتتعاظم اخلطورة عندما تكتب املواقف واملشاهدات بلهجة عامية او خليطا‬

‫‪- 59 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫من العامية والفصحى يف احسن االحوال ‪.‬‬
‫‪ 8‬ــ مع ان املالحظات تشري اىل ان بعض املرشفني يدركون امهية القصص يف جذب مجهور‬
‫االطفال للتعرض اىل مواقعهم‪ ،‬باملقابل مل يكن بمقدورهم اجتذاب كتاب القصة انفسهم‪ ،‬ما‬
‫محل تلك املواقع عىل القرصنة عىل مواقع اخرى ونقل املنشور من القصص اليها ‪.‬‬
‫‪9‬ــ تكشف اسامء الكتاب املتداولة عىل الشبكة هبذا الشأن ان الساحة االدبية تعاين نقصا‬
‫واضحا يف الكتاب املتخصصني بأدب الطفل‪ ،‬وان ما متوفر اليسد احلاجة‪ ،‬فيام تشهد مواقع‬
‫االطفال عىل االنرتنت نموا متسارعا ‪.‬‬

‫ماذا علينا ان نفعل ؟‬


‫‪1‬ــ بام ان التعامل االلكرتوين مع االطفال حمفوف بمخاطر مجة قد تفوق تلك التي لبقية‬
‫وسائل االتصال اجلامهريية‪ ،‬فأن احلاجة تبدو ماسة العتامد معايري عمل مهنية ومواثيق رشف‬
‫تلزم املرشفني عىل مواقع االطفال التقيد هبا‪ ،‬لكي التكون الفرصة سانحة والوسيلة متاحة لنرش‬
‫الرسائل االتصالية التي خترب عقول االطفال ونفوسهم‪ ،‬ذلك ان مثل هذه القيود قد تسهم‬
‫يف توظيف االنرتنت لصقل شخصيات االطفال وتنمية العمليات العقلية لدهيم واكساهبم‬
‫املعلومات وصقل مواهبهم واثراء لغتهم ‪.‬‬
‫‪2‬ــ عىل اجلهات املهتمة بالطفولة استثامر هذه الوسيلة بأقىص طاقة من خالل استحداث‬
‫املواقع التي تنطوي عىل املضامني التي تتوافق مع مفاهيم الثقافة املستنرية التي يراد هلا ان‬
‫ترتسخ لدى الرشائح كافة وبخاصة االطفال الهنم كام يقال نصف احلارض وكل املستقبل‪،‬‬
‫السيام ان الساحة االعالمية باستثناء الفضائيات تكاد تكون خالية مما يتصل بتثقيف االطفال ‪.‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫األستاذ الدكتور جليل وادي‬

‫املصادر واهلوامش‬
‫أــ املصادر‬
‫‪1‬ـ امحد حممد صالح ‪ ،‬اطفال االنرتنت‪،‬عرض بدر حممد بدر‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫‪ www.ajeal.net/magazine‬يف ‪ /28‬كانون الثاين‪. 2008 /‬‬
‫‪2‬ــ الدكتور عبداهلل تركامين‪ ،‬التنمية املستدامة واألمن اإلنساين يف العامل العريب‬
‫اجلزء الثاين‪ www.mokarabat.com ،‬يف ‪ /15‬ايلول ‪2006‬‬
‫‪3‬ــ امحد حممد صالح ‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪4‬ـ د‪.‬هادي نعامن اهليتي‪ ،‬ثقافة االطفال‪ ،‬سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬الكويت ‪ ،1988،‬ص ‪156‬‬
‫‪5‬ــ د‪ .‬امحد مكي‪ ،‬القصة واثرها يف تربية الطفل املسلم‪ almoslim.net ،‬يف‬
‫‪2009/10/9‬‬
‫‪6‬ـــ حممد شام ومي ملكاوي‪ ،‬أدب الطفل‪ :‬سؤال الوعي والبحث عن مكانة بني أدب‬
‫الكبار ‪،‬مقابلة مع عدد من كتاب قصة االطفال االردنيني ‪shamma@ammannet.net‬‬
‫يف ‪ 15‬ترشين أول ‪2005‬‬
‫‪7‬ـ املصدر نفسه ‪.‬‬
‫‪8‬ــ املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪9‬ــ تلخيص ادب االطفال املحوسب‪ ceti.macam.ac ،‬يف ‪2008 /3 /18‬‬
‫‪10‬ــ اللغة يف ادب الطفل‪ betnaa.com ،‬يف ‪2008 /3 /18‬‬
‫‪11‬ــ حممد إسامعيل زاهر‪ ،‬من البرص اىل البصرية‪ :‬أدب الطفل هل هو أدب يتيم؟ ‪www.‬‬
‫‪ alkhaleej.co‬يف ‪2009/2/7‬‬
‫‪12‬ــ املصدر نفسه‬
‫‪13‬ــ حممد شام و مي ملكاوي‪ ،‬مصدر سابق‬
‫‪14‬ــ انظر عىل سبيل املثال منتدى القصص االسالمية‪www.forum.alqasas.com ،‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫املضامني االجتامعية لقصص األطفال املنشورة يف املواقع العربية عىل شبكة االنرتنت‬
‫واالمومة‪ ،‬ص ‪17‬‬
‫العريب‬ ‫‪15‬ـ مجال زكي وسيد يسني‪ ،‬اسس البحث االجتامعي‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر‬
‫‪ ،1962،‬ص ‪371‬‬
‫‪16‬ـ راجع بشأن هذه الوحدات‪ ،‬سمري حممد حسني‪ ،‬حتليل املضمون ‪:‬تعريفاته ومفاهيمه‬
‫وحمدداته ‪،‬القاهرة‪ :‬عامل الكتب‪ ،1983 ،‬ص‪78‬‬
‫ب ـــ اهلوامش‬
‫ِ‬
‫بالرتاب)‬ ‫يلعب‬
‫ُ‬ ‫(سمري‬
‫ٌ‬ ‫‪1‬ـ انظر ايضا قصص (البالون االمحر) و(غفران وعايص) و‬
‫و(هيفاء وضوء القمر) و(البالون االمحر)‬
‫‪2‬ـ انظر ايضا قصة ( احبوا اعداءكم )‬
‫‪3‬ـ انظر ايضا قصص ( بيت االشباح ) و( اجلمل االعرج ) و(وجاءت رياح اخلامسني)‬
‫و(احلصان األشقر) و(الفارس امللثم)‬
‫‪4‬ـ انظر ايضا قصتي ( االعرتاف ) و( سور املدينة)‬
‫‪5‬ـ انظر ايضا قصص (املرباة ) و(الشجرة الغاضبة) و(هذا هو السؤال)‬
‫‪6‬ـ انظر ايضا قصص (عيدُ اال ّم)‬
‫حللم )‬
‫‪7‬ـ انظر ايضا قصص (جزيرة املطر) و(أتعرف ماذا سأكون) و(ا ُ‬
‫‪8‬ـ انظر ايضا قصص (نورة ورمل الشاطئ) و(قلـــــب أمي)‬
‫‪9‬ـ انظر ايضا قصص (جدَّ يت يف ِع ِ‬
‫يدها التِّسعني)‬ ‫َ‬
‫‪10‬ــ انظر ايضا قصتي (أنا الكلب ن ّبوح) و(حـــديـــقـــة النـــسـيان)‬
‫‪11‬ــ انظر ايضا قصتي ( تامر والثعبان ) و(املغارة العجيبة)‬
‫‪12‬ــ انظر ايضا قصة (حكايات َشعب َّية لألط َفال)‬
‫‪13‬ــ انظر ايضا قصص (الزرافة زوزو ) و(من األمجل؟) و(الغزالة)‬

‫‪- 62 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬

‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬


‫دراسة يف االنعكاسات السلبية للمواقع اإللكرتونية اخلاصة باإلباحية‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬


‫كلية اإلعالم ‪ /‬اجلامعة العراقية‬

‫املقدمة‬
‫جيمع املتخصصون عىل أن لإلنرتنت منافع كثرية ومتعددة شملت مناحي احلياة كافة‪،‬‬
‫إال أن له يف الوقت نفسه سلبيات عديدة‪ ،‬ومن هذه السلبيات املواقع اإللكرتونية التي تعمل‬
‫عىل الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‪ ،‬ومنها املواقع اإلباحية التي انترشت بصورة واسعة‪،‬‬
‫واستطاعت أن تستجذب األعداد الغفرية من اجلمهور‪ ،‬ومن الفئات كافة وبخاصة من‬
‫الشباب واملراهقني وكذلك األطفال‪ ،‬وتعمل هذه املواقع عىل تقديم خمتلف املواد اإلباحية‪،‬‬
‫من صور ومقاطع فيديو وغري ذلك‪ ،‬وبأساليب مغرية وجذابة‪ ،‬وتتجىل خطورة هذه املواقع يف‬
‫طبيعة املواد التي تقدمها ومنافاهتا للقيم املجتمعية واألخالق واآلداب العامة‪ ،‬ومقدرهتا عىل‬
‫استجذاب املزيد من املتصفحني الذين يمكن أن يصل األمر بكثري منهم إىل حالة اإلدمان عىل‬
‫تلك املواقع‪ ،‬وهو ما يمكن أن يكون له انعكاسات كبرية عىل الفرد واملجتمع‪ ،‬وجاءت هذه‬
‫الدراسة لتسلط الضوء عىل االنعكاسات السلبية املتعددة لتلك املواقع ‪.‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬

‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املنهجي للدراسة‬


‫أوالً‪ :‬أمهية الدراسة‪:‬‬
‫تتجسد أمهية هذه الدراسة يف جانبني‪ ،‬األول هو اخلوض يف واحد من املوضوعات التي‬
‫مل حتظ باالهتامم الكايف من قبل املتخصصني والباحثني عامة‪ ،‬وهو االنعكاسات السلبية‬
‫للمواقع اإلباحية عىل الفرد املستخدم واملجتمع عامة‪ ،‬وتقوم هذه الدراسة عىل مجع املعلومات‬
‫واحلقائق اخلاصة باملوضوع الذي تتناوله‪ ،‬وبام يسهم يف إغناء املعرفة العلمية هبذا املجال‪ ،‬أما‬
‫اجلانب اآلخر فيتجسد يف أهنا ختدم املجتمع‪ ،‬عن طريق تناوهلا هلذه املواقع وحتديد طبيعتها‬
‫واالنعكاسات السلبية التي تنطوي عليها‪ ،‬واملخاطر التي تنجم عنها سواء عىل الفرد املتصفح‬
‫لتلك املواقع أو عىل املجتمع عامة‪ ،‬وهو ما يمكن أن يوفر ألفراد املجتمع وقواه الفاعلة العمل‬
‫عىل مواجهة تلك املواقع واحلد من خماطرها وانعكاساهتا السلبية ‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫تُعد املواقع اإلباحية واحدة من التحديات التي أفرزهتا شبكة اإلنرتنت‪ ،‬نظر ًا لطبيعة‬
‫املضامني التي حتملها‪ ،‬ونجاحها يف استجذاب األعداد الكبرية من اجلمهور من فئات عمرية‬
‫متعددة‪ ،‬والذي يصل األمر بكثري منهم إىل حالة اإلدمان لتلك املواقع‪ ،‬واملواد التي تقدمها‬
‫سواء من الصور واألفالم اإلباحية عىل اختالف أنواعها‪ ،‬والتي تنطوي عىل انعكاسات سلبية‬
‫متعددة األوجه سواء عىل الفرد املتصفح لتلك املواقع أو املدمن عليها أو عىل املجتمع عامة‪،‬‬
‫لكن ما طبيعة تلك االنعكاسات؟ ويف هذا تتحدد مشكلة الدراسة والتي يمكن صياغتها‬
‫يف تساؤل رئيس مفاده‪ :‬ما طبيعة انعكاسات املواد التي تقدمها املواقع اإلباحية عىل الفرد‬
‫واملجتمع؟ وتتفرع من هذا التساؤل جمموعة أسئلة فرعية هي‪:‬‬
‫‪1-1‬ما مدى إسهام املواقع اإلباحية يف نرش ثقافة االنحراف واملجون يف املجتمع ؟‬
‫‪2-2‬ما املخاطر النامجة عن تصفح تلك املواقع واإلدمان عليها ؟‬
‫‪3-3‬ما االنعكاسات السلبية لزيارة املواقع اإلباحية أو اإلدمان عليها ؟‬

‫‪- 64 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫‪4-4‬ما االنعكاسات السلبية للمضامني اإلباحية التي تقدم عرب تلك املواقع عىل الفرد واملجتمع؟‬
‫‪5-5‬ما طبيعة مسؤولية األرسة يف محاية أبنائها من خماطر املواد التي تقدمها املواقع اإلباحية؟‬
‫ثالث ًا‪ :‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫ترمي الدراسة إىل حتقيق جمموعة من األهداف‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪1-1‬التعرف عىل طبيعة االنعكاسات السلبية للمواد املختلفة التي تقدم عرب املواقع اإلباحية‪.‬‬
‫‪2-2‬التعرف عىل املخاطر النامجة عن تصفح املواقع اإلباحية ‪.‬‬
‫‪3-3‬الوقوف عىل طبيعة إسهام املواقع اإلباحية يف نرش ثقافة االنحراف واملجون ‪.‬‬
‫‪4-4‬حتديد االنعكاسات السلبية النامجة عن تصفح املواقع اإلباحية واإلدمان عليها ‪.‬‬
‫‪5-5‬حتديد االنعكاسات السلبية للمواد اإلباحية التي تقدم عرب تلك املواقع عىل الفرد واملجتمع‪.‬‬
‫‪6-6‬حتديد طبيعة املسؤولية التي جيب أن تضطلع هبا األرسة حلامية أبنائها من خماطر املواد‬
‫اإلباحية التي تقدم عرب تلك املواقع‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬نوع الدراسة ومنهجها‪:‬‬
‫تُعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التي تقوم عىل اكتشاف الظاهرة ووصفها وصف ًا‬
‫دقيق ًا وحتديد طبيعة عنارصها والعالقات التي تربط فيام بينهام‪ ،‬وبني الظاهرة وبني الظواهر‬
‫األخرى التي تتداخل معها‪ ،‬وقد اقتضت منهجية الدراسة ومن أجل حتقيق أهدافها اعتامد‬
‫منهج املسح الوصفي الذي يتيح مجع املعلومات واحلقائق التي توفر املزيد من الفهم للظاهرة‬
‫حمل الدراسة‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬ثقافة االنحراف واملجون عرب املواقع اإلباحية‬


‫ثقافة االنحراف واملجون‪:‬‬
‫عىل الرغم من اإلجيابيات الكثرية واملتعددة األوجه لشبكة اإلنرتنت بمواقعها وتطبيقاهتا‬
‫املتعددة‪ ،‬والتي غريت وجه احلياة املعارصة ؛ إال أن هلا يف الوقت نفسه الكثري من السلبيات‪،‬‬
‫والتي تتمثل بام تقدمه أو تشتمل عليه العديد من املواقع اإللكرتونية‪ ،‬وبخاصة املواقع اإلباحية‬

‫‪- 65 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫التي تقدم الصور واألفالم واملواد اإلباحية عىل اختالف أنواعها‪ ،‬وهو ما يسهم يف نرش ثقافة‬
‫االنحراف واملجون والرتويج هلا‪.‬‬
‫مفهوم الثقافة‪:‬‬
‫ُيعد مفهوم الثقافة من أكثر املفاهيم تعقيد ًا لدى الباحثني والفالسفة واملتخصصني يف‬
‫جماالت الفكر اإلنساين‪ ،‬نظر ًا الختالف النظرة إىل هذا املفهوم ومعناه ومدلوالته‪ ،‬سواء يف‬
‫الكتابات املعارصة أو املعاجم أو املوسوعات أو لدى املفكرين عامة‪ ،‬ويوجد اليوم أكثر من‬
‫(‪ )160‬تعريف ًا ملفهوم الثقافة‪ ،‬إال أنه ال يوجد تعريف واحد منها حيظى باتفاق مجيع املعنيني أو‬
‫املتخصصني‪ ،‬عىل الرغم من أن منظمة الرتبية والثقافة والعلوم «اليونسكو» كانت قد اعتمدت‬
‫التعريف الذي قدمه تايلور‪ ،‬والذي ينظر للثقافة باإلطار العام‪ ،‬عىل أهنا ذلك الكل املركب من‬
‫األعراف والتقاليد والعادات والقيم واملعتقدات والقناعات التي تسود يف أمة معينة ومتيزها‬
‫عن غريها من األمم ‪.‬‬
‫وينظر للثقافة بمعناها األنثروبولوجي عىل أهنا نمط أو أسلوب أو طريقة احلياة التي‬
‫يعيشها أي جمتمع من املجتمعات‪ “ :‬بام تعنيه من تقاليد وعادات وأعراف وتاريخ وعقائد وقيم‬
‫واهتاممات واجتاهات عقلية وعاطفية وتعاطف أو تنافر ‪ 000‬وهي أسلوب احلياة الذي يترشبه‬
‫أفراد األمة منذ والدهتم عادات وتقاليد وإبداع‪ ،‬وينقلونه من جيل إىل جيل‪ ،‬ومن هنا تأيت‬
‫مفاهيم (( اهلوية الثقافية )) و (( التفرد الثقايف )) و (( تنوع الثقافات )) التي حتدد تنوع املجتمعات‬
‫املبنى عىل االختالفات الكثرية والكبرية يف األحوال واألوضاع وطرق التفكري وأنامط السلوك‬
‫واملستويات احلضارية للمجتمعات “(‪. )1‬‬
‫وتعتز كل أمة بثقافتها وحترص عىل ديمومتها وحتث عىل االلتزام بمفرداهتا‪ ،‬وتعاقب‬
‫اجتامعي ًا من ينتهكها أو يأيت بام يناقضها‪ ،‬بسلوكيات أو عادات أو قيم أو أعراف أو عقائد أو‬
‫قناعات أو توجهات غريبة عنها ‪.‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫مفهوم االنحراف‪:‬‬
‫يشري أحد الباحثني إىل أن‪ “ :‬طبيعة االنحرافات تتمثل يف خروج أنامط معينة من السلوك‬
‫عىل املعايري يف جمتمع معني وزمن معني “(‪. )2‬‬
‫كام ينظر لالنحراف عىل أنه‪ “ :‬سلوك خيالف املعايري التي يقدرها الناس‪ ،‬إذا اتصفت‬
‫باالستمرارية أصبح هلا دور سلبي يف نظر الناس‪ ،‬وأصبح من الرضوري أن هتتم هبا وسائل‬
‫الضبط االجتامعي “(‪. )3‬‬
‫�أ�سباب االنحراف ون�ش�أته‪:‬‬
‫توجد أسباب عديدة لالنحراف منها(‪:)4‬‬
‫‪-‬غياب القدوة الصاحلة‪ :‬أي غياب النموذج الصالح والصفات احلميدة‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫ ‬
‫تغليب اليسء عىل احلسن بدعاوي احلرية الشخصية ‪0‬‬
‫‪-‬الفراغ‪ :‬يؤدي الفراغ لدى األفراد إىل نشأة األفكار السيئة واالنحرافات‪ ،‬وكذلك‬ ‫ ‬
‫يؤدي إىل الكبت الذي يبحث عن متنفس له‪ ،‬وهو ما يمكن أن يفيض إىل االنحراف وسيادة‬
‫السلوكيات التي تتقاطع مع القيم األخالقية ‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف الوازع الديني‪ :‬والذي يتمثل باجلهل يف تعاليم الدين‪ ،‬أو الفهم اخلاطئ‬ ‫ ‬
‫للنصوص واالبتعاد عن منبع الدين‪ ،‬واألخذ باألفكار املنحرفة التي تبتعد عن املنهج الصحيح‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬النفس األمارة بالسوء‪ :‬إذ إن النفس األمارة بالسوء تُعد املورد الرئيس للمهالك‪،‬‬ ‫ ‬
‫فصاحب هذه النفس يعمل عىل نرش االنحرافات والسلوكيات السيئة والتغرير هبا وتزيينها‬
‫لغريه ‪.‬‬
‫‪-‬بعض املضامني اإلعالمية‪ :‬سواء منها التي تقدم عرب وسائل اإلعالم التقليدية أو‬ ‫ ‬
‫صحافة اإلنرتنت أو مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬والتي تعمل عىل تشجيع اجلمهور عىل النظر‬
‫إىل احلرام وتزيينه وتيسري الوقوع به‪ ،‬واستحالل الفواحش وغرس حبها يف النفوس ‪.‬‬

‫‪- 67 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫فيام حيدد بعض الباحثني أسباب االنحراف وعوامله بام ييل(‪:)5‬‬
‫‪-‬انقطاع صلة الفرد أو ضعفها بالباري تعاىل‪ ،‬إذ إن ذلك ُيعد من األسباب الرئيسة التي‬ ‫ ‬
‫تفيض إىل السلوك االنحرايف ‪.‬‬
‫‪-‬قصور الفرد يف إشباع غرائزه وحاجاته املختلفة‪ ،‬سواء منها النفسية أو املادية أو‬ ‫ ‬
‫االجتامعية ‪.‬‬
‫‪-‬التغيري االجتامعي الرسيع‪ ،‬وما يرتتب عىل ذلك من تداعيات وانعكاسات عديدة‪،‬‬ ‫ ‬
‫منها التفكك االجتامعي واألرسي؛ والذي يمكن أن يفيض إىل السلوك االنحرايف بمظاهره‬
‫املتعددة ‪.‬‬
‫املجون ومرادفاته‪:‬‬
‫ينظر للمجون عىل أنه‪ “ :‬ارتكاب األعامل املخلة باآلداب العامة والعرف والتقاليد‪ ،‬بال‬
‫تسرت وال استحياء‪ ،‬وبذلك يكون املجون ظاهرة اجتامعية خطرية ‪0 )6(“ 00‬‬
‫وتوجد مرادفات عديدة لكلمة جمون “ اسم “ وهي‪ “ :‬إِ َباح َّية‪َ ،‬ب َذا َءة‪َ ،‬ب ْغي‪ ،‬تهَ تُّك‪َ ،‬خ َ‬
‫ال َعة‪،‬‬
‫اهة‪َ ،‬عبث‪ُ ،‬ع ْهر‪ُ ،‬ف ُجور‪ُ ،‬فحش‪ُ ،‬ف ُسوق‪ُ ،‬ف ْسق‪ ،‬فِ ْسق‪ ،‬مجَ َانَة‪َ ،‬م ْع ِص ّية‪ُ ،‬م َزاح‪،‬‬
‫َد َع َارة‪َ ،‬س َفا َلة‪َ ،‬س َف َ‬
‫ال َعة‪ ،‬تهَ َتُّك‪َ ،‬ف َجور “(‪0 )7‬‬
‫َه ْزل‪َ ،‬خ َ‬
‫ويمكن يف ضوء ما تقدم حتديد ثقافة االنحراف واملجون عىل أهنا‪ :‬سلوكيات وأفعال‬
‫وعادات وتقاليد وقيم‪ ،‬وأنامط حياة وتفكري‪ ،‬ختالف األعراف والتقاليد والعادات والقيم‬
‫وأنامط السلوك التي يسري عليها أفراد املجتمع وتوارثها جي ً‬
‫ال بعد جيل‪ ،‬وتنتهك اآلداب العامة‬
‫والذوق العام واألعراف االجتامعية‪ ،‬وحتث عىل منافاة األخالق العامة والسري يف طريق الفسق‬
‫والفجور واخلالعة‪ ،‬وتشجع عىل ارتكاب البذاءات والفواحش والعهر واألفعال التي يرفضها‬
‫النظام االجتامعي ‪0‬‬
‫وتتجسد ثقافة االنحراف واملجون يف ما تقدمه املواقع اإللكرتونية اخلاصة باإلباحية‪،‬‬
‫والتي تعمل عىل تقديم الصور واألفالم واملواد اإلباحية بأنواعها املختلفة‪ ،‬والرتويج هلا عىل‬

‫‪- 68 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫نطاق واسع عن طريق جذب املزيد من الزوار واملتصفحني‪ ،‬وبام يتقاطع مع القيم الساموية‬
‫والدنيوية التي تؤمن هبا املجتمعات وتتخذها هنج ًا لتنظيم حياة ‪0‬‬
‫انت�شار املواقع الإباحية يف �شبكة الإنرتنت‪:‬‬
‫لقد أدى ظهور اإلنرتنت وانتشاره عىل نطاق واسع إىل استغالله من قبل جهات عديدة‬
‫إلنشاء مواقع إلكرتونية خاصة باإلباحية‪ ،‬وتشتمل عىل أنواع متعددة من املواد اإلباحية‪ ،‬والتي‬
‫حظيت باالنتشار الواسع وبخاصة لدى فئة الشباب يف أنحاء متعددة من العامل ومنها املنطقة‬
‫العربية والرشق األوسط ‪0‬‬
‫ويمكن تناول تلك املواقع وطبيعتها وصيغ موادها عىل وفق اآليت(‪:)8‬‬
‫‪-‬طبيعة املواقع اإللكرتونية اإلباحية‪ :‬وهي املواقع التي تشتمل عىل مواد إباحية يمكن‬ ‫ ‬
‫الوصول إليها عرب اإلنرتنت‪ ،‬عن طريق مواقع الويب أو وند لند وهو عبارة عن ملف تقاسم‬
‫الشبكات التي تتيح حرية الوصول للمواد اإلباحية وتداوهلا‪ ،‬أو مشاركة امللفات عن طريق‬
‫استخدام خوادم بروتوكوالت نقل امللفات‪ ،‬أو باستخدام طريقة يوزنت والتي تتمثل بنرش‬
‫صور إباحية يتم مسحها ضوئي ًا من املجالت اإلباحية‪ ،‬مع عدم إمكانية الكشف عن هوية‬
‫املستخدم‪ ،‬ومن ثم تطور األمر عن طريق توزيع املواد اإلباحية عرب نظام لوحة البيانات “‬
‫‪ ،“ BBS‬وهو ما فتح املجال للتجارة اإلباحية عرب املواقع اإللكرتونية ‪.‬‬
‫‪-‬أنواع املواقع اإللكرتونية اإلباحية‪ :‬يوجد نوعان من املواقع اإللكرتونية اإلباحية يف‬ ‫ ‬
‫شبكة اإلنرتنت‪ ،‬ومها مواقع جتارية ومواقع جمانية‪ ،‬ويتم يف العادة الدخول إىل املواقع اإلباحية‬
‫املجانية يف الغالب عن طريق اإلعالنات‪ ،‬وتنرش املواقع املجانية وصالت إىل مواقع جتارية‪،‬‬
‫وتوفر األخرية عينات ملحتواها التجاري يف شكل صور مصغرة‪ ،‬أو يف شكل معارض صور‬
‫مدرجة حرة‪ ،‬إذ حينام يقوم املستخدم برشاء االشرتاك يف املواقع التجارية عن طريق النقر عىل‬
‫إعالناهتا ‪ -‬التي تكون يف الغالب وكام سبق اإلشارة عىل شكل معرض صور مصغرة ‪ -‬؛ فإن‬
‫املوقع التجاري يقوم بعد ذلك بتحويل جزء من املبلغ إىل اجلهة املالكة للموقع اإللكرتوين‬

‫‪- 69 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫اإلباحي املجاين‪ ،‬كام توجد جمموعة من الطرق األخرى التي تستخدمها املواقع اإلباحية‬
‫املجانية للرتويج للمواقع اإلباحية التجارية‪ ،‬وبخاصة التي تشتمل عىل املواد اإلباحية اخلاصة‬
‫بالبالغني ‪0‬‬
‫‪-‬صيغ املواد اإلباحية يف املواقع اإللكرتونية‪ :‬تتمثل صيغ املواد اإلباحية عرب املواقع‬ ‫ ‬
‫اإللكرتونية باآليت‪:‬‬
‫خملفات فيديو‪ :‬إذ يمكن توزيع فيديوهات إباحية بصيغ متعددة‪ ،‬بام فيها إم يب إي‪،‬‬ ‫ ‪-‬‬
‫ويندوز ميديا فيديو كويك تايم‪ ،‬وألفي يس دي‪ ،‬ودي ڤي دي‪ ،‬كام أن العديد من املواقع‬
‫اإلباحية قد أخذت منذ عام ‪2006‬م بتقديم الفيديوهات اإلباحية عالية الوضوح بصيغة ميديا‬
‫فيديو اإلتش دي (‪ ،)HD‬ومنذ منتصف العام املذكور بدأ ظهور اإلعالنات التي تدعمها‬
‫مواقع خدمة استضافة الفيديو املشاهبة ملوقع يوتيوب‪ ،‬ويشار هنا إىل أن املواقع اإلباحية التي‬
‫تعرف ب “ ‪ “ 2.0‬تستخدم تكنولوجيا فالش يف توزيع مقاطع الفيديو التي يتم حتميلها من‬
‫قبل املستخدمني‪ ،‬وهي تشمل حمتويات تنتج من قبل املستخدمني‪ ،‬وكذلك مشاهد من األفالم‬
‫اإلباحية التجارية وإعالنات مقاطع فيديوية إباحية ‪.‬‬
‫ذكامريات الويب للبث املبارش‪ :‬ويقسم حمتوى كامريات الويب إىل قسمني‪ ،‬األول‬ ‫ ‪-‬‬
‫وهو جمموعة من عروض املحتوى اخلاص بالبالغني‪ ،‬وهو يقدم للمستخدمني مقابل مبالغ‬
‫مالية‪ ،‬والقسم الثاين هو فئة (‪ -1‬ل – ‪ ،)1‬وهي عبارة عن حمادثات إباحية خاصة مع نساء‬
‫مقابل مبالغ مالية كذلك‪ ،‬و ُيعد فالش فيديو (‪ )FLV‬اخلاص بكامريات التصوير املبارش من‬
‫تنسيقات الفيديو األكثر شعبية يف املواقع اإلباحية‪ ،‬كام أن هذه املواقع تستخدم عارضات من‬
‫النساء ألجل إغراء املستخدمني لتسجيل االشرتاكات أو لتوفري واجهة إعالنية للعارضات يف‬
‫منازهلن من أجل العمل يف املنزل‪ ،‬مع أجهزة احلاسب اآليل اخلاصة هبن ‪.‬‬
‫ ‪ -‬ضصيغ أخرى‪ :‬إضافة إىل ما تقدم‪ ،‬فتوجد صيغ أخرى منها النصوص وامللفات‬
‫الصوتية‪ ،‬والقصص املثرية التي توزع عن طريق امللفات النصية وصفحات الويب عرب‬

‫‪- 70 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫لوحات الرسائل واألخبار‪ ،‬وتستخدم امللفات الصوتية اإلباحية صيغ (‪ )MP3‬و (‪،)FLV‬‬
‫كام أن امللفات الصوتية اإلباحية تستخدم تسجيالت ألشخاص إثناء ممارسة اجلنس أو قراءة‬
‫القصص املثرية‪ ،‬إضافة إىل توفري املجالت اإلباحية يف بعض املواقع التي توفر للمستخدم‬
‫إمكانية الوصول لربامج قراءة املجالت اإلباحية املختلفة‪ ،‬كام توجد صيغة أخرى جتمع بني‬
‫الصور والنصوص منها (‪. )Web teases‬‬
‫تتنوع املواقع اإلباحية يف شبكة اإلنرتنت‪ ،‬كام تتنوع تصنيفاهتا‪ ،‬وهي تشتمل عىل‪ :‬مواقع‬
‫ويب إباحية‪ ،‬أفالم إباحية‪ ،‬أدب جنيس‪ ،‬تصوير جنيس‪ ،‬وقصص عارية‪ ،‬كتب أدبية إباحية‪،‬‬
‫اجلنس يف الثقافات الشعبية‪ ،‬خيال جنيس‪ ،‬حفالت توديع العزوبية‪ ،‬شبقية‪ ،‬متجر البضائع‬
‫اجلنسية‪ ،‬صناعة اجلنس‪ ،‬نشاط جنيس برشي‪ ،‬اجلنس يف الفنون‪ ،‬فنون األداء اجلنيس(‪. )9‬‬
‫تشري دراسة نرشت قبل بضعة سنوات يف جملة “ إكسرتيم تك “ للتكنولوجيا‪ ،‬إىل أن املواقع‬
‫اإلباحية حتظى بام يفوق من (‪ )%30‬من حجم حركة املستخدمني اإلمجالية يف اإلنرتنت‪ ،‬وتشري‬
‫دراسات أخرى إىل أن عرشات املاليني من املستخدمني يزورون املواقع اإلباحية يف الشبكة‪،‬‬
‫كام تؤكد دراسات أخرى عىل أن معظم املواقع اإلباحية يتم إنشاؤها من أجل توليد املزيد من‬
‫الزيارات ؛ ذلك أن كل ضغطة عىل مقطع فيديو أو صورة يف أحد هذه املواقع تؤدي إىل إعادة‬
‫التوجيه إىل الكثري من املواقع الصديقة أو مواقع اإلعالنات التي تتعلق هبا‬
‫(‪)10‬‬

‫وتشري دراسات أخرى إىل أن جتارة الدعارة واإلباحية عرب املواقع اإللكرتونية تُعد جتارة‬
‫رائجة جد ًا‪ ،‬ويبلغ رأسامهلا مليارات الدوالرات‪ ،‬وتشتمل عىل وسائل عديدة منها الكتب‬
‫واملجالت وأرشطة الفيديو‪ ،‬وترتبط جتارة الدعارة اإللكرتونية ارتباط ًا وثيق ًا باجلريمة املنظمة‪،‬‬
‫إذ تشري نتائج حتقيقات أجريت يف الواليات املتحدة األمريكية إىل أن جتارة الدعارة اإللكرتونية‬
‫تُعد من املصادر الرئيسة لدخل اجلريمة املنظمة(‪0 )11‬‬
‫ويشار هنا إىل أن اإلحصائيات اخلاصة بأكثر الدول حيازة لصفحات إباحية‪ ،‬تؤكد عىل‬
‫أن الواليات املتحدة األمريكية تتصدر القائمة بام يزيد عن (‪ )244.5‬مليون صفحة‪ ،‬تليها‬

‫‪- 71 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫أملانيا بام يزيد عن (‪ )10‬ماليني صفحة ثم اململكة املتحدة بام يزيد عن (ثامنية ماليني و‪)500‬‬
‫ألف صفحة‪ ،‬وتأيت بعدها أسرتاليا واليابان وهولندا ثم روسيا وبولونيا واسبانيا‪ ،‬وجمموعة من‬
‫الدول األخرى بعدد صفحات أقل(‪. )12‬‬
‫وتزداد أعداد هذه الصفحات بصورة واضحة يوم ًا بعد يوم‪ ،‬كام يزداد مجهورها وزوارها‬
‫بشكل مطرد‪ ،‬ويشمل خمتلف الفئات العمرية ومنهم األطفال واملراهقني‪ ،‬ومن كال اجلنسني‬
‫ومن أنحاء العامل كافة‪ ،‬وتعمل هذه الصفحات واملواقع عىل توفري عوامل اجلذب املختلفة‬
‫الستدراج املزيد من اجلمهور‪ ،‬والذي يمكن أن يتحول تصفحه أو زيارته هلا تدرجيي ًا إىل حالة‬
‫من اإلدمان الذي يمكن أن يؤدي إىل نتائج خطرية عىل املتصفح نفسه وعىل املجتمع عامة ‪.‬‬
‫مواقع وح�سابات تروج للدعارة الإلكرتونية‪:‬‬
‫ظهرت يف السنوات األخرية جمموعة من املواقع اإللكرتونية واحلسابات يف بعض مواقع‬
‫التواصل االجتامعي‪ ،‬للرتويج للدعارة اإللكرتونية‪ ،‬فيام تعرض صفحات أخرى “ املتعة‬
‫احلرام “ عىل نطاق جتاري عرب وسطاء لالتفاق مع املستخدمني عىل توفري فتيات ملامرسة ما‬
‫أصبح يعرف ب “ الدعارة اإللكرتونية‪ ،‬كذلك برزت ظاهرة أخرى يف هذا املجال تتمثل بقيام‬
‫فتيات باالتصال عرب ماسينجر فيس بوك بمستخدمني لعرض املتعة احلرام عليهم‪ ،‬حتى وإن‬
‫كانت “ األحوال عىل وفق مواعيد مسبقة‪ ،‬ويف معظم األحيان يأخذ املوعد احلرام منحنى “‬
‫النصب واالحتيال “ إذ يتسرت الكثري من األشخاص الذين يقعون ضحية هذه األفعال عىل‬
‫حماوالت ابتزازهم وترهيبهم حينام جيدون أنفسهم أمام عملية نصب‪ ،‬فيعملون عىل إخفاء‬
‫املوضوع خشية من الفضيحة التي يمكن تطاهلم(‪0 )13‬‬
‫لقد انترشت الدعارة اإللكرتونية عىل نطاق واسع‪ ،‬وتعمل اجلهات التي تقف وراءها عىل‬
‫جذب املزيد من الضحايا‪ ،‬باستخدام العديد من األساليب املبتكرة‪ ،‬ومنها أساليب االستدراج‬
‫والتوريط واستغالل ضعف بعض األفراد وسذاجتهم‪ ،‬ليقعوا ضحية للامفيات التي تقف وراء‬
‫هذه التجارة التي استغلت اإلنرتنت وميزاته وخصائصه لتحقيق مآرهبا اخلبيثة ‪0‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫حقائق بالأرقام عن الإباحية يف املواقع الإلكرتونية‪:‬‬
‫توضح األرقام املتحصلة عن املواقع اإلباحية حجم االنتشار الواسع هلذه املواقع بني‬
‫أوساط فئات عديدة من اجلمهور‪ ،‬وعدد مرات البحث يف تلك املواقع‪ ،‬وكام ييل(‪:)14‬‬
‫‪-‬تشري اإلحصاءات إىل أنه يف كل ثانية يف اإلنرتنت‪:‬‬ ‫ ‬
‫أينفق أكثر من (‪ ( 3.075.64‬دوالر عىل املواد اإلباحية بمواقعها اإللكرتونية‬ ‫ ‪-‬‬
‫املتعددة‪.‬‬
‫بيشاهد أكثر من ( ‪ )28.258‬شخص اإلباحية يف املواقع اإللكرتونية اخلاصة بذلك‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬
‫جيكتب أكثر من (‪ )370‬شخص كلمة إباحية يف مواقع البحث‪.‬‬ ‫ ‪-‬‬
‫‪-‬بمعدل كل (‪ )39‬دقيقة يتم إنتاج فلم إباحي جديد وبخاصة يف الواليات املتحدة‬ ‫ ‬
‫األمريكية ‪.‬‬
‫‪-‬يتجاوز عدد املواقع اإللكرتونية اإلباحية يف شبكة اإلنرتنت اليوم (‪ )4.2‬مليون‬ ‫ ‬
‫موقع ‪.‬‬
‫‪-‬يتجاوز عدد الصفحات اإلباحية (‪ )530‬مليون صفحة متلكها العرشات من‬ ‫ ‬
‫الرشكات ‪.‬‬
‫‪ -‬إن عدد مرات البحث عن اإلباحية يف مواقع البحث يف شبكة اإلنرتنت يتجاوز‬ ‫ ‬
‫(‪ )68‬مليون بحث‪ ،‬أي بمعدل (‪ )%25‬من جمموع البحوث ‪0‬‬
‫‪-‬إن عدد الرسائل اإللكرتونية اإلباحية اليومية يتجاوز (‪ )2.5‬مليون رسالة‪ ،‬أي ما‬ ‫ ‬
‫يعادل نسبة (‪ )%8‬من الرسائل اإللكرتونية ‪0‬‬
‫‪-‬إن مبيعات اإلباحية يف بيئة اإلنرتنت تتجاوز (‪ )4.9‬مليار دوالر ‪0‬‬ ‫ ‬
‫‪-‬يشكل املراهقون بني أعامر (‪ )15‬و (‪ )17‬سنة من كال اجلنسني نسبة (‪ )%80‬من‬ ‫ ‬
‫الذين يشاهدون األفالم اإلباحية يف املواقع والصفحات اإللكرتونية اخلاصة بذلك ‪0‬‬
‫‪-‬يتجاوز عدد زوار املواقع اإللكرتونية اإلباحية مليون زائر شهري ًا عىل مستوى العامل ‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪- 73 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫‪-‬تتجاوز أحجام حتميل الصور واألفالم اإلباحية من املواقع والصفحات اخلاصة‬ ‫ ‬
‫بذلك ما يزيد عىل بليون ونصف جيجا‪ ،‬أي بمعدل (‪ )%35‬من جمموع التحميالت ‪0‬‬
‫‪-‬تتجاوز أعداد املواقع اإللكرتونية التي تقدم الشذوذ مع األطفال ال (‪)100.000‬‬ ‫ ‬
‫موقع ‪.‬‬
‫‪-‬إن من بني أكثر الدول بحث ًا عن كلمة (‪ )Sex‬يف موقع جوجل كانت‪ :‬اليمن‪ ،‬وسوريا‪،‬‬ ‫ ‬
‫وإيران‪ ،‬وباكستان‪ ،‬وسرييالنكا‪ ،‬وأثيوبيا‪ ،‬ومرص وبنجالدش‪ ،‬والصومال‪ ،‬واهلند‪ ،‬وأرترييا ‪.‬‬
‫‪-‬إن من بني أكثر الدول بحث ًا عن كلمة (‪ )Family Sex‬كانت‪ :‬باكستان‪ ،‬ومرص‪،‬‬ ‫ ‬
‫وسوريا‪ ،‬واألردن‪ ،‬وليبيا‪ ،‬والعراق‪ ،‬واهلند‪ ،‬واجلزائر‪ ،‬واملغرب‪ ،‬واإلمارات العربية املتحدة ‪.‬‬
‫‪-‬إن من بني أكثر الدول العربية بحث ًا عن كلمة (جنس أو سكس) باللغة العربية كانت‪:‬‬ ‫ ‬
‫ليبيا‪ ،‬اليمن‪ ،‬سوريا‪ ،‬ثم تليها اليمن وسوريا‪ ،‬ثم يأيت بعد ذلك السودان ومرص ثم األردن‬
‫والعراق و ُعامن والسعودية ‪0‬‬
‫حقائق �أخرى مروعة عن الإباحية يف املواقع الإلكرتونية‪:‬‬
‫إن نتائج حتليل املستخدمني للمواقع اإللكرتونية اإلباحية تشري إىل جمموعة من احلقائق‬
‫الالفتة للنظر‪ ،‬ومنها(‪:)15‬‬
‫‪-‬تنفق أكثر من (‪ )3‬آالف دوالر يف كل ثانية عىل املواقع واألفالم اإلباحية ‪0‬‬ ‫ ‬
‫‪-‬تتجاوز نسبة زوار املواقع اإلباحية من النساء ال (‪ )%23‬من جمموع الزوار لتلك‬ ‫ ‬
‫املواقع ‪.‬‬
‫‪-‬إن (‪ )%66‬من املواقع اإلباحية ال حتتوي عىل إنذار أو تنويه عىل أهنا خاصة بالكبار أو‬ ‫ ‬
‫البالغني فقط ‪0‬‬
‫‪-‬إن أكثر من (‪ )%25‬من املواقع اإلباحية حتارص زوارها عند اخلروج منها ‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪-‬إن ما يزيد عىل نسبة (‪ )%89‬من زوار غرف الدردشة يامرسون بعض أوجه التحرش‬ ‫ ‬
‫عن طريق اخلوض يف موضوعات جنسية ‪.‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫‪-‬يبلغ متوسط عمر األطفال الذين يزورون املواقع اإلباحية ألول مرة (‪ )11‬عام ًا‪ ،‬يف‬ ‫ ‬
‫حني أن متوسط عمر الذين مل تصل أعامرهم إىل السن القانوين وهو (‪ )18‬عام ًا‪ ،‬واألكثر اعتياد ًا‬
‫عىل الدخول إىل تلك املواقع هو من (‪ )15‬إىل (‪ )17‬عام ًا ‪0‬‬
‫‪-‬جيب اإلشارة إىل أن أكثر من (‪ )%40‬من الذين يزورون املواقع اإلباحية من األطفال‬ ‫ ‬
‫ومن غري الذين بلغوا ال (‪ )18‬عام ًا من عمرهم‪ ،‬ال يرتددون يف ذكر بياناهتم الشخصية والعائلية‬
‫أثناء استخدامهم لإلنرتنت عن طريق غرف الدردشة أو الربيد اإللكرتوين أو غري ذلك ‪.‬‬
‫‪-‬يوجد ما يقارب ال (‪ )36‬شخصية كارتونية حمببة إىل األطفال يتم استغالهلا‬ ‫ ‬
‫الصطيادهم إىل املواقع اإلباحية ‪.‬‬
‫‪-‬يتجاوز الربح السنوي الستغالل األطفال جنسي ًا عرب اإلنرتنت واملواقع اإلباحية‬ ‫ ‬
‫ال(‪ )3‬مليار دوال أمريكي ‪.‬‬
‫‪-‬تبث أسبوعي ًا عرب اإلنرتنت واملواقع اإلباحية أكثر من (‪ )2000‬صورة خملة لألطفال‬ ‫ ‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬تشري اإلحصاءات إىل أن (‪ 1‬من ‪ )5‬أطفال يتعرض للتحرش اجلنيس من قبل شواذ‬ ‫ ‬
‫أثناء تواجده بغرف املحادثة‪ ،‬وأكثر من ربعهم قد قام بإبالغ أولياء أمورهم بذلك ‪.‬‬
‫رشكات تسحب إعالناهتا من موقع يوتيوب بسبب املهووسني جنسي ًا باألطفال ‪:‬‬
‫إن االنعكاسات السلبية للمواد اإلباحية مل تعد تقترص عىل املواقع اخلاصة بذلك‪ ،‬إنام امتد‬
‫األمر إىل مواقع التواصل االجتامعي املعروفة‪ ،‬والتي حتظى بمتابعة واسعة من قبل اجلمهور‪،‬‬
‫ومنها موقع اليوتيوب “ ‪ ،”You Tube‬والذي ُيعد من أشهر املواقع لالجتامعية اخلاصة‬
‫ببث املواد واملقاطع الفلمية والفيديوية املتنوعة‪ ،‬وهو يتيح لكل املستخدمني بث هذه املواد‬
‫ومشاركتها والتعليق عليها‪0‬‬
‫ويف هذا اإلطار فقد أفاد موقع “ ‪ “ RT Arabic‬بتاريخ ‪ 24‬ترشين الثاين “ نوفمرب “ عام‬
‫‪2017‬م‪ - ،‬نق ً‬
‫ال عن موقع ذي صان “‪ ،‬إىل أن العديد من العالمات التجارية الكربى قد بدأت‬

‫‪- 75 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫بسحب إعالناهتا من موقع يوتيوب‪ ،‬بعد أن أفيد بأنه يمكن لألشخاص املضطربني جنسي ًا‪ ،‬أو‬
‫ما يعرف ب “ بيدوفيليا “ ختطي آليات احلامية يف املوقع اآلنف الذكر‪ ،‬ومنها رشكتا “ مارس‬
‫“ و “ ليدل “‪ ،‬وقد أعلنت الرشكتان عن سحب إعالناهتا من املوقع املشار إليه يف يوم اجلمعة‬
‫“ ‪ 24‬ترشين األول “ نوفمرب “ ‪2017‬م “ والذي يعرف بيوم “ اجلمعة األسود “ وذلك ألن‬
‫األشخاص املهووسني جنسي ًا باألطفال يستخدمون املوقع الستهداف القارصين واألطفال‪،‬‬
‫وأشارت رشكة “ مارس “ إىل أنه أمر “ صادم ومروع “ بأن ترى إعالناهتا إىل جانب “ حمتوى‬
‫استغاليل وغري مناسب “‪ ،‬يف حني أشارت رشكة “ ليدل “ إىل أهنا تشعر بالصدمة واالنزعاج‬
‫من التحقيق الذي تم إجرائه من قبل جريدة التايمز والبي يب يس‪ ،‬والذي كشف عن أن‬
‫عرشات اآلالف من احلسابات املشبوهة قد تركت تعليقات غري الئقة عىل مقاطع فيديو خاصة‬
‫بأطفال‪ ،‬كام أن بعض التعليقات ‪ -‬بحسب التحقيق املشار إليه – قد بدت بأهنا تشجع رصاحة‬
‫عىل القيام بأعامل جنسية‪ ،‬وكشف التحقيق كذلك بأن الكثري من الفيديوهات قد تم نرشها‬
‫من قبل أطفال أبرياء ؛ إال أنه قد تم إعادة نرش املحتوى بشكل واسع النطاق من قبل أولئك‬
‫املضطربني املشار إليهم والذين يتهافتون عىل مشاهدة تلك الفيديوهات – وتشري توقعات بأن‬
‫(‪ )50‬ألف مستخدم عىل األقل ينرشون املحتوى املشار إليه ‪ ،-‬وقد أدى هذا إىل محلة انتقادات‬
‫واسعة من قبل كربى الرشكات للسامح إلعالناهتم بالظهور عىل هذه الفيديوهات أو املقاطع‬
‫الفلمية‪ ،‬وهو ما جعلهم يشنون محالت كبرية يف موقع يوتيوب نفسه ضد هذا األمر‪ ،‬ومن هذه‬
‫الرشكات‪ “ :‬أمازون “ و “ أديداس “ و “ إي باي “‪ ،‬وقد أعلنت رشكة يوتيوب بأهنا قد اختذت‬
‫إجراءات جديدة ملواجهة هذه األفعال التي تستهدف األطفال واحلد منها(‪0 )16‬‬
‫املواقع الإباحية بني �أكرث الكلمات التي يتم البحث عنها عرب موقع غوغل‪:‬‬
‫يشري تقرير لرشكة ‪ Mondovo‬املتخصصة بالتسويق اإللكرتوين حول أكثر الكلامت التي‬
‫يتم البحث عنها عرب حمرك ‪ Google‬شهريا‪ ،‬والذي تم نرشه عرب موقع قناة ‪RT Arabic‬‬
‫بتاريخ ‪ 23‬ترشين الثاين “ نوفمرب “‪ ،‬إىل أنه قد تم البحث ب(‪ )752‬مليون مرة شهري ًا يف‬

‫‪- 76 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫موقعني إباحيني‪ ،‬لتحتل بذلك املرتبتني اخلامسة والسادسة بني أكثر كلامت البحث عرب حمرك‬
‫البحث اآلنف الذكر‪ ،‬ويبني اجلدول التايل عدد كلامت البحث عن املواقع اإلباحية مقارنة‬
‫بكلامت البحث األخرى األكثر تسجي ً‬
‫ال عرب موقع “ ‪0 )17(“ Google‬‬
‫جدول رقم (‪ )1‬يبني عدد كلامت البحث عن املواقع اإلباحية‬
‫بني اكثر كلامت البحث عرب حمرك غوغل شهري ًا‬
‫املرتبة‬ ‫تكرار البحث شهري ًا‬ ‫كلمة البحث‬
‫‪1‬‬ ‫‪ 2.1‬مليار‬ ‫فيسبوك ‪Facebook‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪ 1.6‬مليار‬ ‫يوتيوب ‪YouTube‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 923‬مليون‬ ‫غوغل ‪Google‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 506‬مليون‬ ‫جي ميل ‪Gmail‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 506‬مليون‬ ‫هوت ميل ‪Hotmail‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪ 414‬مليون‬ ‫موقع إباحي‬
‫‪6‬‬ ‫‪ 338‬مليون‬ ‫موقع إباحي‬
‫‪7‬‬ ‫‪ 277‬مليون‬ ‫امازون ‪Amazon‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪ 226‬مليون‬ ‫مرتجم ‪Translator‬‬
‫ويشار هنا إىل أنه وعىل الرغم من أن العديد من املتخصصني يشريون عىل وفق نتائج حتليل‬
‫زيارات املواقع اإلباحية‪ ،‬إىل أن فئة الشباب هي األكثر زيارة للمواقع اإلباحية ؛ إال أن حتليل‬
‫زيارات أحد املواقع اإلباحية الشهرية‪ ،‬تشري إىل أن الفئة العمرية من (‪ 35‬إىل ‪ )44‬عام ًا هي‬
‫الفئة األكثر زيارة للموقع‪ ،‬وحتدد نتائج حتليل زيارات املوقع املشار إليه نسبة زيارات الفئات‬
‫العمرية للبالغني‪ ،‬وكام يتوضح من اجلدول التايل(‪. )18‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫جدول رقم (‪ )2‬يبني نسبة الفئات العمرية التي تزور أحد اشهر املواقع اإلباحية‬
‫املرتبة‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫الفئة العمرية‬
‫‪1‬‬ ‫‪%25.50‬‬ ‫‪ 35‬إىل ‪44‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪%20.67‬‬ ‫‪ 45‬إىل ‪54‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪%20.32‬‬ ‫‪ 55‬فام فوق‬
‫‪4‬‬ ‫‪%19.90‬‬ ‫‪ 25‬إىل ‪34‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪%13.61‬‬ ‫‪ 18‬إىل ‪24‬‬

‫الدول التي يق�ضي �أفرادها �أكرث وقت يف زيارة املواقع الإباحية‪:‬‬


‫اعتادت كثري من اجلهات عىل نرش إحصائيات عن أكثر شعوب الدول زيارة للمواقع‬
‫اإلباحية‪ ،‬وتستند تلك اإلحصائيات إىل ما يتوفر لدى تلك اجلهات من مؤرشات حول ذلك‪،‬‬
‫أو عىل وفق ما تعلن عنه بعض تلك املواقع نفسها ‪.‬‬
‫وحتدد قائمة نرشت يف هناية عام ‪2012‬م الدول األكثر دخوالً إىل أحد اشهر املواقع‬
‫اإلباحية باالستعانة بـأشهر مواقع حتليل زيارات صفحات اإلنرتنت ومواقعه‪ ،‬وتتصدر هذه‬
‫القائمة الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وكام موضح يف اجلدول التايل الذي تم نرشه من قبل “‬
‫‪ mbc‬ناس “(‪. )19‬‬
‫جدول رقم (‪ )3‬يبني الدول التي يقيض أفرادها أكثر وقت يف أحد اشهر املواقع اإلباحية‬

‫املرتبة‬ ‫نسبة الزيارات‬ ‫الدولة‬


‫‪1‬‬ ‫‪25.5‬‬ ‫الواليات املتحدة األمريكية‬
‫‪2‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫إيران‬
‫‪3‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬
‫‪4‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫مرص‬
‫‪5‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫البحرين‬

‫‪- 78 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬

‫‪6‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫كندا‬


‫‪7‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫الكويت‬
‫‪8‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫اهلند‬
‫‪8‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫فيتنام‬
‫‪9‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫قطر‬
‫‪10‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫السعودية‬
‫‪11‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫السودان‬
‫‪12‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫الصني‬
‫‪13‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪14‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫فلسطني‬
‫‪15‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫إندونيسيا‬

‫وتَظهر إحصائية أخرى تم إعدادها من قبل واحد من أشهر تلك املواقع يف هناية عام‬
‫‪2014‬م‪ ،‬بأن األفراد الذين ينتمون إىل شعوب الدول التي يوضحها اجلدول التايل‪ ،‬هم‬
‫أكثر من يبقى مدة أطول يف ما يطلق عليه « التجول احلميمي « « أون الين « يف املوقع(‪.)20‬‬

‫جدول رقم (‪ )4‬يبني أفراد الشعوب الذين يبقون أطول مدة يف ما يطلق عليه‬
‫«التجول احلميمي» يف أحد اشهر املواقع اإلباحية‬
‫مدة البقاء يف املوقع بالدقيقة‬
‫املرتبة‬ ‫الدولة التي ينتمي إليها زوار املوقع‬
‫والثانية‬
‫‪1‬‬ ‫‪16.16‬‬ ‫«الصحراء الغربية»‬
‫‪2‬‬ ‫‪15.03‬‬ ‫توغو‬
‫‪3‬‬ ‫‪14.34‬‬ ‫الصني‬
‫‪4‬‬ ‫‪14.26‬‬ ‫بوركينو فاسو‬

‫‪- 79 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬

‫‪5‬‬ ‫‪14.22‬‬ ‫الفليبني‬


‫‪6‬‬ ‫‪13.46‬‬ ‫النيبال‬
‫‪7‬‬ ‫‪13.45‬‬ ‫بوتسوانا‬
‫‪8‬‬ ‫‪13.39‬‬ ‫كوريا الشاملية‬
‫‪9‬‬ ‫‪13.35‬‬ ‫السنغال‬
‫‪10‬‬ ‫‪13.15‬‬ ‫النيجر‬
‫‪11‬‬ ‫‪13.08‬‬ ‫بنني‬
‫‪12‬‬ ‫‪13.00‬‬ ‫مدغشقر‬
‫‪12‬‬ ‫‪13.00‬‬ ‫الكامريون‬
‫ووفق ًا لإلحصائية نفسها‪ ،‬فإنه توجد دول أخرى يبقى أفرادها بمعدل (‪ )12‬دقيقة‪0‬‬
‫وحتدد اإلحصائية السابقة الدول التي يقيض األفراد الذين ينتمون إليها أقل وقت يف املوقع‬
‫اإلباحي‪ ،‬وكام موضح يف اجلدول التايل(‪. )21‬‬

‫جدول رقم (‪ )5‬يبني الدول التي يقيض األفراد الذين ينتمون إليها أقل وقت يف‬
‫املوقع اإلباحي‬
‫الوقت املقيض بالدقيقة والثانية‬ ‫الدولة‬
‫‪5.30‬‬ ‫العراق‬
‫‪5.56‬‬ ‫فلسطني‬
‫‪6.17‬‬ ‫مرص‬
‫‪6.17‬‬ ‫أذربيجان‬
‫‪6.24‬‬ ‫كوبا‬
‫‪6.30‬‬ ‫أوكرانيا‬
‫‪6.32‬‬ ‫رسيالنكا‬

‫‪- 80 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬

‫‪6.40‬‬ ‫األردن‬
‫‪6.42‬‬ ‫بيالروسيا‬
‫‪6.46‬‬ ‫البوسنة واهلرسك‬
‫‪6.53‬‬ ‫أرمينيا‬
‫‪6.56‬‬ ‫تركيا‬
‫‪6.59‬‬ ‫جورجيا‬
‫يف حني جاء يف دراسة لرشكة «سيمريويب» الربيطانية املختصة يف حتليل املواقع اإللكرتونية‬
‫– والتي تناولت املواقع اإلباحية من بني (‪ )50‬موقع ًا من املواقع اإلباحية األكثر تصفح ًا ‪،-‬‬
‫والتي عرضتها قناة « رووداو» يف مطلع شهر ترشين األول « اكتوبر» ‪2017‬م‪ ،‬إىل أن العراق‬
‫قد جاء ضمن الدول األكثر تصفح ًا للمواقع اإلباحية‪ ،‬إىل جانب جمموعة أخرى من الدول‬
‫العربية‪ ،‬وكام موضح يف اجلدول التايل(‪. )22‬‬

‫جدول رقم (‪ )6‬يبني الدول التي يصنف األفراد الذين ينتمون إليها ضمن األكثر‬
‫تصفح ًا للمواقع اإلباحية‬
‫املرتبة‬ ‫عدد املواقع‬ ‫الدولة‬
‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫العراق‬
‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫تونس‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫مرص‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اجلزائر‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫املغرب‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لبنان‬
‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫األردن‬

‫‪- 81 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫وتشري القناة املذكورة إىل أن تصفح املواقع املشار إليها يشتمل عىل الرجال والنساء‪ ،‬وتضيف‬
‫إىل أن (‪ )%10‬من األطفال بني ‪ 12‬و ‪ 13‬سنة مدمنون عىل املواقع اإلباحية‪ ،‬كام أن العديد من‬
‫الدول العربية حتافظ منذ وقت طويل عىل مواقع ريادية بني الدول املتابعة ملواقع البورنو(‪.)23‬‬
‫ويشار هنا إىل أن جملس النواب العراقي قد صوت يف جلسته ال (‪ )22‬التي عقدت يف‬
‫الرابع عرش من شهر أيلول ‪2015‬م‪ ،‬عىل قرار يلزم وزارة االتصاالت بحجب املواقع اإلباحية‬
‫ومنع تداول املواد اإلباحية‪ ،‬وقد واجه القرار مجلة اعرتاضات من ناشطني ومنظامت متعددة‬
‫بذرائع خمتلفة مقابل تأييد من جهات أخرى شعبية وحزبية ورسمية ‪0‬‬
‫وجيب التأكيد هنا عىل أن املعطيات أو األرقام التي تشتمل عليها اإلحصائيات التي تضمنتها‬
‫اجلداول السابقة‪ ،‬ال تتعلق بمعدالت زيارة أو تصفح كل املواقع اإلباحية ؛ إنام تتعلق بموقع‬
‫واحد أو مواقع معينة وأثناء املدة الزمنية التي تم إخضاع الزيارات إليها للتحليل‪ ،‬بام يعني أن‬
‫هذه املعطيات عرضة للتغري والتبدل‪ ،‬سواء بالزيادة أو النقصان أو تبدل مراتب الدول التي‬
‫ينتمي األفراد الذين يتصفحون تلك املواقع إليها‪ ،‬كام أنه ال يمكن التسليم التام بصحة تلك‬
‫األرقام أو بدقتها املتناهية‪ ،‬وذلك لعدم صدورها من جهات رسمية أو ذات موثوقية ال يرقى‬
‫إليها الشك‪ ،‬إال أنه ال يمكن يف الوقت نفسه جتاهلها أو عدم االعرتاف هبا‪ ،‬وذلك لصدورها‬
‫من جهات ذات اهتامم باملوضوع‪ ،‬كام أهنا توفر مؤرشات عن حجم التصفح أو الزيارات‬
‫لتلك املواقع من قبل األفراد الذين ينتمون إىل دول خمتلفة‪ ،‬ومنها جمموعة من الدول العربية‬
‫واإلسالمية‪ ،‬والتي تتواجد بعضها يف قوائم الدول األكثر تصفح ًا لتلك املواقع‪ ،‬وقد اجتهت‬
‫البعض من تلك الدول إىل سن ترشيعات حلجب تلك املواقع ومنع تداول املواد اإلباحية التي‬
‫تروج هلا‪ ،‬ومنها السعودية والكويت وبعض الدول العربية واالسالمية األخرى ‪.‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬

‫املبحث الثالث‪:‬‬
‫االنعكاسات السلبية للمواقع اإلباحية عىل الفرد واملجتمع‬
‫إن ما تقدمه املواقع اإلباحية من صور وأفالم ومواد إباحية أخرى‪ ،‬ينطوي عىل انعكاسات‬
‫سلبية متعددة األوجه‪ ،‬ال تقترص عىل الفرد الذي يعتاد زيارة هذه املواقع‪ ،‬إنام يمتد تأثريها‬
‫إىل املجتمع بأرسه‪ ،‬وذلك ألن األفراد الذين يدمنون هذه املواقع أو يعتادون عىل زيارهتا هم‬
‫أعضاء يف املجتمع‪ ،‬وسوف ينعكس تأثرهم بام تقدمه هذه املواقع عىل سلوكياهتم يف الواقع‪ ،‬كام‬
‫أهنم يمكن أن يؤثروا يف األخرين من أفراد املجتمع من الذين ال يزورون تلك املواقع‪ ،‬سواء‬
‫بصورة متقصدة أم غري متقصدة‪ ،‬ويمكن يف العموم تناول االنعكاسات السلبية لتلك املواقع‬
‫عىل الفرد واملجتمع عامة عىل النحو التايل‪:‬‬
‫خطر املواقع الإباحية يف �شبكة الإنرتنت‪:‬‬
‫يشري أحد الباحثني إىل أن خطر ما تقدمه الصفحات واملواقع اإللكرتونية اإلباحية يكمن‬
‫يف‪ “ :‬إدمان الشباب عىل تلك املواقع مما يؤدي إىل استنزاف طاقاهتم الفاعلة‪ ،‬وتبديد أوقاهتم‪،‬‬
‫وتقييد مهاراهتم املبدعة‪ ،‬وتدمري أخالقهم‪ ،‬وانشغاهلم بأنفسهم‪ ،‬وذلك ُيفقد جمتمعاهتم‬
‫حصيلة عقول شباهبا‪ ،‬وفاعلية جوارحها‪ ،‬وإرشاقات إبداعها ؛ ليس هذا فحسب بل ربام‬
‫ينقلب الشباب عىل جمتمعاهتم ويشيعون فيها الفاحشة واجلريمة “(‪0 )24‬‬
‫إن اعتياد زيارة املواقع اإللكرتونية اإلباحية يمكن أن ينعكس عىل سلوك اجلمهور الذي‬
‫يرتاد هذه املواقع من أوجه متعددة‪ ،‬منها امليل نحو الزنا وارتكاب الفواحش واملوبقات بأنواعها‬
‫كافة والرتويج هلا والعمل عىل نرشها‪ ،‬وكذلك ارتكاب جرائم االغتصاب واالختطاف‬
‫وصوالً إىل ارتكاب جرائم الزنا باملحارم ‪0‬‬
‫االنحراف وإشباع الغرائز‪:‬‬
‫إن من األسباب الرئيسة للسلوك االنحرايف لكثري من األفراد‪ ،‬وبخاصة الذي يتمثل بمتابعة‬
‫املواقع اإللكرتونية اإلباحية والتواصل معها وإدماهنا أو االعتياد عىل زيارهتا‪ ،‬واالنجرار خلف‬

‫‪- 83 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫الذي تقدمه؛ هو إشباع غرائزهم‪ ،‬نتيجة ضعف إرادهتم وعدم مقدرهتم عىل كبح مجاح هذه‬
‫الغرائز ‪.‬‬
‫والغريزة ختضع بشكل أويل إىل‪ “ :‬قوة اإلرادة وضعفها‪ ،‬فإثارة الغرائز وهيجاهنا مؤرش‬
‫أويل إىل ضعف اإلرادة ‪ ،000‬مع العلم أن اإلرادة القوية إن وجدت فإهنا تقوم بتجنيد الغرائز‬
‫ملصلحة الشخصية واملحيط واملجتمع “(‪. )25‬‬
‫إن علامء النفس يشريون إىل أن اإلنسان بطبيعته يميل إىل إشباع غريزته بأساليب خمتلفة‪،‬‬
‫إال أن هذا األسلوب خيتلف باختالف الشخصيات ؛ إذ إن األسلوب الذي تتبعه الشخصية‬
‫املريضة يف إشباع الغريزة خيتلف عن األسلوب الذي تتبعه الشخصية السوية يف هذا الشأن ‪.‬‬
‫ذلك أن الشخصية‪ “ :‬السوية تسلك الطريق املستقيم إلشباعها للغرائز‪ ،‬أما الشخصية‬
‫املرض ّية فإهنا ال تسلك إال الطريق ا ُمل ّ‬
‫عوج واخلاطئ لنيل ما تريد‪ ،‬دون البحث عن سالمة‬
‫الطريقة املت ّبعة لإلشباع‪ ،‬بل األهم من كل هذا هو تلبية حاجاهتا بأي شكل وحتت أي غطاء‬
‫“(‪. )26‬‬
‫فالشخصية السوية‪ “ :‬تدفعها احلاجة إلشباع الغريزة اجلنسية لدهيا بالتزاوج والتودد‬
‫والتكاثر‪ ،‬فهي قادرة عىل إمخادها وضبطها وتوجيهها ضمن مسالك العالقة الرشعية السليمة‪،‬‬
‫أما الشخصية غري السوية فهي تنتهج األساليب امللتوية وإشباع حاجاهتا الغريزية بالطرق‬
‫املحرمة ضمن قوالب الشذوذ واالنحراف‪ ،‬وعىل الرغم من أن الدافع اجلنيس دافع أويل إال أن‬
‫للعوامل النفسية واالجتامعية أثر ًا بالغ ًا يف إثارة الشهوة اجلنسية وإمخادها‪ ،‬ويف إفالهتا وضبطها‬
‫أيض ًا “(‪. )27‬‬
‫ويف ضوء ما تقدم‪ ،‬فيمكن القول بأن األفراد الذين يعتادون عىل زيارة تلك املواقع أو‬
‫إدماهنا من أجل إشباع حاجاهتم الغريزية‪ُ ،‬يعدون من الشخصيات غري السوية التي تسلك‬
‫طريق االنحراف واملجون‪ ،‬الذي حترمه الرشائع الساموية واألعراف والتقاليد التي حتكم حياة‬
‫أفراد املجتمع وتوارثوها جي ً‬
‫ال بعد جيل ‪.‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫مراحل إدمان اإلباحية عرب املواقع اإللكرتونية‪:‬‬
‫حيدد املتخصصون جمموعة من املراحل التي متر هبا عملية إدمان اإلباحية التي تقدم عرب‬
‫املواقع اإللكرتونية اخلاصة بذلك أو عرب استخدام اإلنرتنت وتطبيقاته املتعددة‪ ،‬وتتمثل تلك‬
‫املراحل باآليت(‪:)28‬‬
‫* التعرض‪ :‬وهي مرحلة االستخدام واملشاهدة والتصفح للصفحات واحلسابات واملواقع‬
‫اإلباحية‪ ،‬أو الوصول غري املقصود أو اخلاطئ لتلك الصفحات أو احلسابات أو املواقع‪ ،‬أو‬
‫استقبال صور ومقاطع فيديوية إباحية من مصادر معلومة أو جمهولة عرب التطبيقات االتصالية‬
‫التزامنية أو الالتزامنية لإلنرتنت ‪.‬‬
‫* االعتياد‪ :‬وتنشأ هذه املرحلة نتيجة التفكري فيام تم مشاهدته عرض ًا يف املرة األوىل من صور‬
‫ومقاطع فيديوية إباحية‪ ،‬ويعيش الفرد هنا حالة من الرصاع الداخيل تتمثل بالرغبة يف املعاودة‬
‫لذلك أو الرفض ؛ وإذا ضعفت إرادة الشخص واستسلم لرغبة السوء فإنه يعود مرة أخرى‪،‬‬
‫ومن ثم ليتكرر ذلك‪ ،‬حتى يصل إىل حالة اضمحالل الضمري التي تؤدي به إىل تكرار زيارة‬
‫تلك املواقع وليعتاد تدرجيي ًا عىل املواد اإلباحية التي تقدمها ‪.‬‬
‫* اإلدمان‪ :‬وتتمثل باملعاودة املستمرة للفرد لتصفح تلك احلسابات والصفحات واملواقع‬
‫ومشاهدة املواد اإلباحية التي تقدم عربها‪ ،‬حتى تصبح بمداومة التصفح واملشاهدة جزء ًا من‬
‫حياته اليومية‪ ،‬ليصل به األمر إىل حالة يكون فيها عالق ًا ومتورط ًا ال يستطيع الفكاك مما هو عليه‬
‫أو االنسحاب ‪...‬‬
‫* التصاعد‪ :‬وتتمثل هذه املرحلة بالبحث عن املواد اإلباحية اجلديدة والغريبة‪ ،‬والتي ختتلف‬
‫عام شاهده الفرد أو املستخدم سابق ًا يف احلسابات أو الصفحات أو املواقع التي اعتاد أو أدمن‬
‫زيارهتا‪ ،‬ويف هذه املرحلة قد ينجذب هذا الفرد إىل ما كان يثري اشمئزازه يف السابق من املواد‬
‫اإلباحية املختلفة ؛ نظر ًا لغرابته واختالفه عام اعتاد عىل مشاهدته أو االنجذاب إليه فيام سبق‬
‫قبل وصوله إىل هذه املرحلة ‪.‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫* التحجر‪ :‬ويف هذه املرحلة يصبح الفرد املدمن للمواد اإلباحية وتصفح حساباهتا وصفحاهتا‬
‫ومواقعها فاقد ًا لإلحساس جتاه الصور واألفالم اإلباحية‪ ،‬إذ مل يعد يثريه أي يشء منها‪ ،‬فيصبح‬
‫يائس ًا‪ ،‬يبحث عن تلك اإلثارة جمدد ًا فال يستطيع إجيادها أو اإلحساس هبا ‪.‬‬
‫* الترصف جنسي ًا‪ :‬ويف هذه املرحلة يقفز مدمن اإلباحية قفزة حرجة للبحث عن اإلثارة‬
‫املفقودة‪ ،‬عن طريق السعي ملامرسة ما قد شاهده أو رآه عرب تلك احلسابات أو الصفحات أو‬
‫املواقع مع أناس حقيقيني عىل أرض الواقع‪ ،‬وقد يكون ذلك يف كثري من األحوال بأساليب‬
‫أو طرق غري رشعية وقد جتر إىل عواقب وخيمة توقع صاحبها‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن اآلثام والذنوب‬
‫والكبائر حتت طائلة القانون‪ ،‬وبخاصة مع أعامل االغتصاب واخلطف وغري ذلك مما يريد به‬
‫املدمن أن يشبع غريزته ‪.‬‬
‫إن ما تقدم يمثل أبرز مراحل الوصول إىل حالة اإلدمان للحسابات والصفحات واملواقع‬
‫اإلباحية‪ ،‬والنتائج التي يمكن أن تفيض إليها حالة اإلدمان املشار إليها واالنعكاسات التي‬
‫ترتتب عليها‪ ،‬وعىل الرغم من أن تلك املراحل متثل حالة التدرج التي يمكن أن تنتهي باملدمن‬
‫للمواد اإلباحية التي تقدم عرب تلك املواقع إىل حالة البحث عن أية أساليب إلشباع غريزته‬
‫اجلنسية التي تم استثارهتا بفعل إدمان تلك املواقع‪ ،‬وبغض النظر عن مرشوعية تلك األساليب‬
‫؛ إال أن هذا ال يعني أن كل من يتصفح أو يزور تلك املواقع يمكن أن يصل بالرضورة إىل حالة‬
‫فقدان التوازن أو املرور باملراحل اآلنفة الذكر‪ ،‬إال أن وصوله إليها أو مروره هبا ُيعد وارد ًا إن‬
‫إعتاد عىل زيارة تلك املواقع‪.‬‬
‫االنعكاسات السلبية لزيارة املواقع اإلباحية أو اإلدمان عليها ‪:‬‬
‫حيدد املتخصصون جمموعة من االنعكاسات السلبية لإلدمان عىل املواقع اإلباحية أو‬
‫زيارهتا باستمرار‪ ،‬ومن أبرز تلك االنعكاسات ما ييل(‪:)29‬‬
‫‪-‬يشري كثري من املتخصصني سواء من الباحثني أو األطباء النفسيني‪ ،‬إىل أن االعتياد‬ ‫ ‬
‫عىل دخول املواقع اإلباحية يمكن أن يؤدي إىل حالة من اإلدمان تُعد أكثر خطورة من إدمان‬

‫‪- 86 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫املخدرات بأنواعها‪ ،‬وقد يفيض إىل اضطرابات نفسية وجسدية كبرية‪ ،‬ويعزو املتخصصون‬
‫خطورة تلك املواقع إىل كوهنا متاحة بصورة مستمرة وجمانية يف كثري من األحيان ‪.‬‬
‫‪-‬تشري نتائج كثري من الدراسات املتعلقة هبذا الشأن إىل أن الرجال الذين يرتادون‬ ‫ ‬
‫املواقع اإلباحية بانتظام يكونون عىل األغلب األكثر مي ً‬
‫ال للخيانة‪ ،‬وهم يتابعون تلك املواقع‬
‫بنسبة (‪ )3‬مرات أكثر من األزواج الذين ال خيونون زوجاهتم ‪.‬‬
‫‪-‬يشري املتخصصون إىل أن مضامني املواقع اإللكرتونية اإلباحية تتسم باإلثارة الشديدة‪،‬‬ ‫ ‬
‫وتأخذ بعض موادها الطابع القريب من الدراما‪ ،‬والتي تصور اختيار عشيقات متعددات‬
‫يتميزن يف الغالب باجلامل األخاذ‪ ،‬وعىل الرغم من أن الرجال الذين يتابعون تلك املواقع يعون‬
‫بأن هذا حمض خيال ؛ إال أن الصور واملقاطع اإلباحية واملثرية تعزز من فكرة الرغبة يف ترمجة‬
‫هذا اخليال إىل واقع ملموس‪ ،‬فتلك الصور واملقاطع تبقى غالب ًا يف الذاكرة‪ ،‬لتغذي خيال‬
‫الرجل الذي يشاهدها‪ ،‬ومن ثم ليبدأ يف البحث عن نساء مثريات يمكن هلن حتقيق رغباته‬
‫اجلنسية املكبوتة ‪0‬‬
‫‪-‬توجد جمموعة من احلقائق التي جيب التطرق هلا فيام يتعلق بالصور واألفالم اإلباحية‬ ‫ ‬
‫التي يتم عرضها يف بعض تلك املواقع‪ ،‬وهي أن صور النساء الاليت يظهرن يف تلك األفالم‪،‬‬
‫يتم تعديلها غالب ًا رقمي ًا‪ ،‬من أجل إخفاء أية عيوب يف أجسادهن‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن جراحات التجميل‬
‫التي خيضعن هلا‪ ،‬وذلك من أجل جذب املزيد من املتابعني من فئة الرجال ‪.‬‬
‫‪-‬تشري نتائج العديد من الدراسات إىل أن كثرة مشاهدة الصور واألفالم اإلباحية عرب‬ ‫ ‬
‫تلك املواقع يؤدي عرب الوقت إىل تاليش الرغبة بني الزوجني وتقليل االنجذاب بينهام‪ ،‬كام‬
‫يؤدي ذلك يف بعض األحيان إىل انخفاض غرية كل منهام جتاه اآلخر‪ ،‬إذا كانا من املتابعني‬
‫لتلك املواقع ‪.‬‬
‫‪ -‬يتوهم بعض الذي اعتادوا عىل زيارة املواقع اإلباحية وبخاصة من فئة الشباب الذي‬ ‫ ‬
‫يقبلون عىل الزواج‪ ،‬عىل أن مشاهدة الصور واألفالم التي تعرضها‪ ،‬يوفر هلم تعلم فنون إدارة‬

‫‪- 87 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫العالقة احلميمة وتنوعها‪ ،‬و ُيعد هذا من األخطاء الكبرية التي يقع هبا هؤالء‪ ،‬وبخاصة وأهنم‬
‫يتفاجؤون بعد الزواج بأن األمر ليس كام تصوره هلم هذه األفالم ‪.‬‬
‫‪-‬إن إدمان بعض الناس عىل زيارة املواقع اإلباحية‪ ،‬وبخاصة من املتزوجني‪ ،‬يمكن أن‬ ‫ ‬
‫يسهم يف ارتفاع نسبة الطالق‪ ،‬وذلك للتأثر الشديد للبعض من أولئك الناس بام يقدم عرب تلك‬
‫املواقع‪ ،‬وحماكاهتم له ومقارنته مع الواقع الذي يتناقض معه يف كثري من األوجه ‪.‬‬
‫‪-‬يشدد علامء الدين فيام يتعلق باحلكم الرشعي ملشاهدة الصور واألفالم اإلباحية‬ ‫ ‬
‫التي تعرض عرب تلك املواقع‪ ،‬عىل أن هذا ُيعد من اجلرائم املنكرة واألخالق الدنيئة‪ ،‬ويعظم‬
‫التحريم إذا داوم الفرد عىل ذلك واختذها عادة‪ ،‬وال يتوانى عن فعل ذلك بال خجل وال وجل ‪.‬‬
‫‪-‬يشري املتخصصون إىل أن املداومة عىل زيارة املواقع اإلباحية تورث صاحبها رقة يف‬ ‫ ‬
‫الدين وضعف ًا يف البصرية‪ ،‬وفساد ًا يف الفطرة ووحشة يف القلب وظلمة يف الوجه‪ ،‬كام أنه خيدش‬
‫حياء املرأة وينقص عفتها ‪.‬‬
‫‪-‬كام أن مشاهدة الصور واألفالم واملواد املتنوعة التي تعرضها املواقع اإللكرتونية‬ ‫ ‬
‫اإلباحية ينطوي عىل مفاسد كبرية‪ ،‬منها تزيني الفاحشة وإثارة الشهوات‪ ،‬والتأثر بطرق‬
‫الشاذين واساليبهم‪ ،‬والتشبه بأهل املجون وزهد كل من الزوجني أحدمها باآلخر ‪.‬‬
‫خماطر �إدمان املراهقني وال�شباب للمواقع الإباحية‪:‬‬
‫توجد جمموعة من املخاطر التي يتعرض هلا أفراد اجلمهور الذين يعتادون زيارة املواقع‬
‫اإللكرتونية اإلباحية وبخاصة من الشباب واملراهقني‪ ،‬الذين يدمنون مشاهدة ما خيدش احلياء‬
‫مما تقدمه تلك املواقع‪ ،‬وتتمثل أبرز تلك املخاطر باآليت(‪:)30‬‬
‫‪-‬إن تأثري زيارة املواقع اإلباحية ومشاهدة صور أو أفالم العري واجلنس عىل املستخدمني‬ ‫ ‬
‫وبخاصة من فئة املراهقني والشباب تكون حادة ويف أوجه متعددة‪ ،‬ومنها أن الوقائع تشري إىل‬
‫أن عدد ًا كبري ًا من املتهمني بارتكاب جرائم االغتصاب والعنف اجلنيس كانوا من زوار تلك‬
‫املواقع ‪.‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫‪-‬إن تأثري زيارة املواقع اإلباحية ومشاهدة ما تقدمه من صور وأفالم عري وجنس تزداد‬ ‫ ‬
‫حدة عىل األطفال واملراهقني‪ ،‬إذ إن تلك الصور واملشاهد تسهم يف تكوين صورة ذهنية لألنثى‬
‫يف عقل الطفل أو املراهق‪ ،‬تتمثل بكوهنا جمرد رمز جنيس عوض ًا عن كوهنا كائن يتعايش معه‬
‫وحيرتمه ‪.‬‬
‫‪-‬كام أن إدمان زيارة املواقع اإلباحية له انعكاسات عديدة أخرى عىل سلوكيات فئة‬ ‫ ‬
‫الشباب وكذلك كبار السن‪ ،‬منها استثارهتم وبام يمكن أن يؤدي هبم إىل اإلتيان بسلوكيات‬
‫تتناىف مع القيم واألعراف والتقاليد املجتمعية ‪.‬‬
‫إن سهولة الوصول إىل املواقع اإلباحية‪ ،‬وعدم وجود رقابة فاعلة من قبل أولياء األمور‪،‬‬
‫يدفع كثري من املراهقني والشباب وحتى األطفال لزيارة هذه املواقع‪ ،‬وهو ما ينطوي عىل خطورة‬
‫بالغة تتمثل بانجذاهبم للمواد التي تقدم عربها‪ ،‬وبخاصة يف املجتمعات املحافظة التي تفرض‬
‫تقييدات كبرية فيام يتعلق بام يقدم عرب هذه املواقع‪ ،‬وتزداد اخلطورة حينام تتكرر تلك الزيارات‬
‫لتصل إىل حالة اإلدمان‪ ،‬التي تفيض إىل سلوكيات وممارسات مرفوضة من قبل املجتمع عىل‬
‫ارض الواقع‪ ،‬وبخاصة وأن هذه الفئات تكون يف مرحلة عمرية تستجيب لالستثارة يف وقت‬
‫رسيع‪ ،‬نتيجة ما تنطوي عليه تلك املواد اإلباحية املختلفة التي تقدم عرب تلك املواقع ‪.‬‬
‫االنعكا�سات ال�سلبية مل�ضامني املواقع الإباحية على الفرد واملجتمع عامة‪:‬‬
‫حيدد املتخصصون جمموعة من االنعكاسات السلبية ملضامني احلسابات والصفحات‬
‫واملواقع اإلباحية عىل الفرد واملجتمع‪ ،‬وتتحدد أبرز تلك االنعكاسات بام ييل(‪:)31‬‬
‫‪-‬تعرض الفرد الذي يعتاد زيارة تلك املواقع لألرضار واالضطرابات النفسية املختلفة‪،‬‬ ‫ ‬
‫إضافة إىل فقدان احرتام هذا الفرد لذاته‪ ،‬وإحساسه بالضياع والقلق والدمار النفيس وغري‬
‫ذلك من اآلثار السلبية املتعددة األوجه ‪.‬‬
‫‪-‬إضاعة الوقت يف السعي وراء املواد التي تقدمها هذه احلسابات أو الصفحات أو‬ ‫ ‬
‫املواقع‪ ،‬والتكاليف املادية لالشرتاك يف العديد منها‪ ،‬واملجهودات الالزمة للوصول إليها ‪.‬‬

‫‪- 89 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫‪-‬ترضر العالقات العائلية أو األرسية لألفراد الذي يدمنون عىل تلك املواقع‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن‬ ‫ ‬
‫اتسامهم بالعدوانية والعصبية يف التعامل مع أفراد األرسة ومع اآلخرين الذين حييطون هبم أو‬
‫يتعاملون معهم ‪.‬‬
‫‪-‬انعكاسات إدمان تلك املواقع من قبل املدمنني املتزوجني عىل احلياة الزوجية‪ ،‬إذ إن‬ ‫ ‬
‫إدمان تلك املواقع يمكن أن يفيض إىل تصدع قيم احلياة الزوجية ويقوض أركاهنا واستقرارها ‪.‬‬
‫‪-‬إن االعتياد عىل زيارة تلك املواقع يمكن أن يؤدي إىل االنرصاف عن الزواج بكونه‬ ‫ ‬
‫عالقة رشعية مقدسة والعزوف عنه ‪.‬‬
‫‪-‬إن االعتياد عىل زيارة تلك املواقع وشيوع ذلك بني أفراد فئات عمرية عديدة يمكن‬ ‫ ‬
‫أن يؤدي إىل ظهور املامرسات غري األخالقية يف املجتمع‪ ،‬والتي تتقاطع مع املنظومة القيمية‬
‫للمجتمع واألعراف والتقاليد السائدة ‪.‬‬
‫‪-‬إن اعتياد التواصل مع تلك املواقع يمكن أن يؤدي إىل ممارسات خطرية عىل أرض‬ ‫ ‬
‫الواقع‪ ،‬وهو ما يمكن أن يفيض إىل انتشار األمراض التي ترتبط باملامرسات اجلنسية املنحرفة ‪.‬‬
‫‪-‬إن إدمان تلك املواقع يمكن أن يؤدي إىل إغراق الفئات املدمنة يف مستنقعات منحطة‬ ‫ ‬
‫وقذرة‪ ،‬كام يمكن أن يؤدي إىل تعطيل جهود التنمية وتقدم املجتمع يف املناحي كافة ‪.‬‬
‫‪-‬إن املواد اإلباحية التي تُقدم عرب تلك املواقع تُعد من األسباب الرئيسة لشيوع اجلرائم‬ ‫ ‬
‫اجلنسية‪ ،‬من قبيل االغتصاب‪ ،‬والشذوذ اجلنيس‪ ،‬وجرائم االعتداء عىل األطفال‪.‬‬
‫‪-‬إن اعتياد مشاهدة الصور واألفالم اإلباحية التي تعرضها تلك املواقع يمكن أن يفيض‬ ‫ ‬
‫إىل االستهانة بجرائم الزنا والتقليل من شأهنا ومن ثم التغايض عنها ولو تدرجيي ًا ‪.‬‬
‫‪-‬إن املواد اإلباحية التي يتم تقديمها عرب تلك املواقع يمكن أن تؤدي إىل تكوين صورة‬ ‫ ‬
‫ومهية عن العالقات اجلنسية‪ ،‬إذ إهنا يمكن أن تصور لبعض املدمنني عىل تلك املواقع أو تومههم‬
‫بأن اجلنس هو يشء يمكنهم احلصول عليه متى ما أرادوا‪ ،‬ويف أي مكان‪ ،‬ومع أي شخص‪،‬‬
‫ومن دون أية عواقب‪ ،‬وحينام يواجهون احلقيقة عىل أرض الواقع‪ ،‬تنتاهبم حالة من العصبية‬

‫‪- 90 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫والعدوانية‪ ،‬ويمكن أن ينتهي األمر هبم إىل حماولة االغتصاب واالعتداء عىل النساء‪ ،‬بل وامليل‬
‫نحو إرغام اآلخرين عىل ارتكاب الفاحشة ‪.‬‬
‫إن اعتياد زيارة تلك املواقع وإدماهنا من قبل بعض أفراد املجتمع‪ ،‬يمكن أن ينعكس سلب ًا‬
‫عىل طبيعة سلوكيات أولئك األفراد يف أرض الواقع‪ ،‬وإذ إهنم يشكلون جزء ًا من تشكيلة‬
‫املجتمع‪ ،‬لذا فالبد أن يتأثر املجتمع بسلوكياهتم‪ ،‬عن طريق الترصفات والسلوكيات الشائنة‬
‫التي يأتون هبا نتيجة تأثرهم باملواد التي تقدمها تلك املواقع‪ ،‬كام أن حالة اإلدمان لتلك املواقع‬
‫تشكل دافعية الرتكاب الفواحش والزنا‪ ،‬إضافة إىل االغتصاب واالعتداء عىل األطفال‪،‬‬
‫وحماولة حماكاة ما يشاهدونه يف تلك املواد‪ ،‬وقد يصل األمر يف حاالت معينة إىل ارتكاب جرائم‬
‫الزنا باملحارم وبخاصة يف ظل غياب الرقابة األرسية والردع القانوين لبعض األفعال التي تأيت‬
‫نتيجة إدمان تلك املواقع ‪.‬‬
‫غياب الردع القانوين للتوا�صل مع املواقع الإباحية‪:‬‬
‫إن انتشار احلسابات والصفحات واملواقع اإللكرتونية اإلباحية وزيادة عدد زوارها‪ ،‬من‬
‫دون وجود رقابة حقيقية وإجراءات قانونية رادعة من قبل اجلهات املعنية‪ ،‬ضد زوار هذه‬
‫الصفحات واملواقع ومرتادهيا من اجلمهور وبخاصة من فئة الشباب واملراهقني‪ ،‬سيفيض إىل‬
‫انعكاسات سلبية عىل املنظومة القيمية للمجتمع‪ ،‬وبام يؤدي إىل تفيش سلوكيات ومظاهر‬
‫سلبية تتناقض مع القيم السليمة واألخالق احلسنة ‪.‬‬
‫فانتشار املواقع اآلنفة الذكر يمكن أن يسهم يف إشاعة ثقافة منحرفة‪ ،‬تتمثل مظاهرها‬
‫بسلوكيات مناقضة للعادات والتقاليد واألعراف والقيم االجتامعية‪ ،‬وهو ما يتطلب اختاذ‬
‫إجراءات قانونية رادعة ضد اجلهات التي تعمل عىل انتشار هذه املواقع وشيوعها وجذب‬
‫اجلمهور هلا‪ ،‬إضافة إىل فرض إجراءات ردعية قانونية ضد زوار هذه املواقع‪ ،‬كام هي اإلجراءات‬
‫التي تتخذ بحق اجلهات التي ترتكب اجلريمة أو حترض عليها ‪.‬‬
‫إذ إن الفارق بني كل من اإلجرام واالنحراف‪ ،‬هو أن ك ً‬
‫ال منهام ُيعد من األفعال املذمومة‪،‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫ولكن اإلجرام سلوك يعاقب صاحبه معاقبة جزائية‪ ،‬يف حني أن االنحراف وبخاصة الذي‬
‫يتمثل بارتياد املواقع اإلباحية ال يوجب عىل صاحبه يف معظم الدول الوقوع حتت طائلة‬
‫القانون والتعرض جلزاءات قانونية أو عقابية‪ ،‬إذ ال يلقى‪ “ :‬صاحبه سوى اللوم والسخط‬
‫باعتباره شذوذ ًا عن القوانني العامة‪ ،‬واألخالق الضابطة ‪ ،000‬ونمط ًا سلوكي ًا مغاير ًا ملا عليه‬
‫العرف‪ ،‬دون أن تصل به إىل العقاب اجلزائي ما مل يتحول إىل جريمة “(‪. )32‬‬
‫ن�صائح للتخل�ص من الإدمان على املواقع الإلكرتونية الإباحية‪:‬‬
‫توجد جمموعة من النصائح للتخلص من اإلدمان عىل املواقع اإلباحية‪ ،‬هي(‪:)33‬‬
‫‪-‬التنبه إىل حالة نفسية مالزمة للفرد املدمن عىل تلك املواقع‪ ،‬كاالضطرابات املزاجية‪،‬‬ ‫ ‬
‫والرهاب االجتامعي‪ ،‬والسعي نحو التخلص منها ومعاجلتها ‪.‬‬
‫‪-‬السعي نحو الكالم أو التحدث إىل شخص خمتص من أجل وضع أهداف حمددة‬ ‫ ‬
‫للعالج ‪.‬‬
‫‪-‬احلرص عىل جتنب التواجد وحيد ًا أمام اإلنرتنت ‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪-‬احلرص عىل ممارسة نشاطات نافعة كالرياضة أو املطالعة وغري ذلك‪ ،‬من أجل تعزيز‬ ‫ ‬
‫الثقة بالنفس وإشغال الفراغ ‪.‬‬
‫‪-‬العمل عىل الدخول إىل شبكة اإلنرتنت يف أماكن عامة‪ ،‬أو بتواجد عدد من األشخاص‬ ‫ ‬
‫من أجل ختفيف فرص الدخول إىل املواقع اإلباحية ‪.‬‬
‫‪-‬احلرص عىل عدم وضع احلاسب اآليل يف غرفة النوم وكذلك عدم الدخول إىل‬ ‫ ‬
‫اإلنرتنت عن طريق اهلاتف الذكي منفرد ًا يف غرفة النوم‪ ،‬وإنام استخدامهام بني أفراد العائلة‬
‫ويف وسط املنزل ‪.‬‬
‫‪-‬احلرص عىل مرافقة أصدقاء ال يستخدمون اإلنرتنت للدخول إىل تلك املواقع ‪0‬‬ ‫ ‬
‫وجيب اإلشارة هنا إىل أن التطورات التقنية املعارصة التي تتمثل بإمكانية استخدام اهلواتف‬
‫الذكية يف عملية الوصول إىل تلك املواقع‪ ،‬قد زاد من خماطر تنامي أعداد األفراد الذين‬

‫‪- 92 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫يتصفحون تلك املواقع أو يزوروهنا‪ ،‬إذ إن صغر حجم اهلاتف املحمول وإمكانية استخدامه يف‬
‫أي مكان‪ ،‬وحتى إمكانية إخفاءه بسهولة أو التواري به عن األنظار‪ ،‬يمكن أن يتيح لكثري من‬
‫األفراد وبخاصة من الشباب واملراهقني وحتى األطفال التواصل مع هذه املواقع بسهولة‪ ،‬وهو‬
‫ما يمكن أن يفيض إىل خماطر حقيقية‪ ،‬لذا فينبغي عىل أولياء األمور متابعة ذلك ومراقبة املواقع‬
‫التي يتم زيارهتا من قبل أبنائهم باستمرار‪ ،‬لتفادي انجرافهم أو استدراجهم إىل تلك املواقع ‪.‬‬
‫م�س�ؤولية الأ�سرة يف حماية �أبنائها من خماطر املواقع الإباحية‪:‬‬
‫إن تعاظم خماطر الصفحات واحلسابات واملواقع اإلباحية عىل األطفال واملراهقني خاصة‪،‬‬
‫قد دفع العديد من اجلهات إىل التحذير من خماطر تلك الصفحات واملواقع‪ ،‬وإىل اختاذ‬
‫اإلجراءات التي يمكن عن طريقها لألرسة املحافظة – ولو باحلد املمكن – عىل أبنائها من‬
‫خماطر تلك املواقع‪ ،‬ومن هذه اإلجراءات(‪:)34‬‬
‫‪-‬جيب عىل كل ارسة أن حترص عىل وضع جهاز احلاسوب اخلاص باألبناء يف غرفة‬ ‫ ‬
‫املعيشة أو يف منطقة مركزية من املنزل بام يتيح مراقبته بسهولة‪ ،‬ذلك أن ترك جهاز احلاسوب‬
‫مع الطفل أو املراهق وحيد ًا خلف اجلدران املغلقة ينطوي عىل خماطر عديدة‪ ،‬إذ إن ذلك يمكن‬
‫أن يفيض إىل قيامه بالدخول إىل املواقع اإلباحية التي يسهل ارتيادها أو زيارهتا ‪.‬‬
‫‪-‬جيب احلرص عىل أال يدخل األبناء من صغار السن شبكة اإلنرتنت إال يف وجود أحد‬ ‫ ‬
‫األبوين أو األشقاء من البالغني‪ ،‬للخشية من دخول هؤالء األبناء إىل املواقع اإلباحية من غري‬
‫قصد ‪.‬‬
‫‪-‬ينبغي عىل أولياء األمور واألرسة عامة‪ ،‬احلرص عىل فحص قائمة العناوين املفضلة‬ ‫ ‬
‫باحلاسوب وخمزن الذاكرة املؤقتة‪ ،‬والذي حيتوي عىل مواقع اإلنرتنت التي متت زيارهتا‪ ،‬من‬
‫أجل التعرف عىل املواقع التي تم زيارهتا من قبل األبناء ‪.‬‬
‫‪-‬التأكيد عىل األبناء باحلرص عىل عدم إعطاء أسامئهم احلقيقية‪ ،‬أو أرقام هواتفهم‬ ‫ ‬
‫وعناوينهم‪ ،‬أو حتى عنوان بريدهم اإللكرتوين ألي مستخدم يف شبكة اإلنرتنت من دون‬

‫‪- 93 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫موافقة الوالدين‪ ،‬كام جيب احلرص عىل معرفة أصحاب األبناء الذين يتخاطبون معهم يف‬
‫الشبكة ‪.‬‬
‫‪-‬ينبغي عىل أولياء األمور أن حيفظوا كلمة الرس التي تسمح بالدخول إىل شبكة‬ ‫ ‬
‫اإلنرتنت‪ ،‬وحتديد الوقت املناسب لدخول أبنائهم هلا‪ ،‬و ُينصح بأن يعمل أولياء األمور عىل‬
‫حتديد جمموعة من املواقع اآلمنة والنافعة التي يسمح لألبناء للدخول إليها ‪.‬‬
‫‪ -‬جيب عىل أولياء األمور التعامل مع األمر بحكمة عند اكتشاف تردد أبنائهم ألحد‬ ‫ ‬
‫املواقع اإلباحية‪ ،‬وذلك عن طريق التحدث معهم وإقناعهم بشتى األساليب بمخاطر هذا‬
‫بالنسبة هلم‪ ،‬والعمل عىل توجيه اهتاممهم إىل مواقع أخرى متنوعة‪ ،‬توفر هلم املتعة واحلصول‬
‫عىل املعلومات النافعة ‪.‬‬
‫‪-‬ينبغي عىل أولياء األمور التعرف عىل األدوات التي توفرها رشكات الربجميات والتي‬ ‫ ‬
‫تتيح حجب املواد غري املناسبة لألبناء‪ ،‬وكذلك الربامج اخلاصة بإعاقة املواد اإلباحية مثل “‬
‫سايرب باترول ‪ “ Cyber Patrol‬و “ نت ناين ‪ “ Net Nanny‬و “ سايرب سيرت ‪Cyber‬‬
‫‪. “ Setter‬‬
‫‪-‬جيب اإلشارة إىل أن جودة برجميات احلاسوب التي تقوم بحجب املواد غري املناسبة‬ ‫ ‬
‫يف شبكة اإلنرتنت ومواقعها وبخاصة املواقع اإلباحية‪ ،‬تعتمد عىل جودة الرشكة التي تقوم‬
‫بإنتاجها‪ ،‬وتتوافر لدى مواقع املساعدة مثل “ ‪ “ www.getnetwise.org‬حمركات بحث‬
‫توفر لألرسة معرفة ما إذا كانت الرشكة تنرش معايري للتنقيح والفرز‪ ،‬وقائمة باملواقع املرشحة‬
‫والكلامت األساسية التي تستعمل حلجب املواد غري املرغوبة أو غري املناسبة لألبناء ‪.‬‬
‫‪-‬جيب عىل أولياء األمور احلرص عىل إبالغ السلطات املختصة عند حماولة أي أحد‬ ‫ ‬
‫استغالل أبنائهم أو استدراجهم للمواقع اإلباحية أو حماولة ممارسة األفعال الشائنة معهم عرب‬
‫الشبكة ‪.‬‬
‫إن انتشار املواقع اإلباحية عىل نطاق واسع يف شبكة اإلنرتنت‪ ،‬وتوفري عوامل جذب‬

‫‪- 94 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫متعددة الستقطاب املزيد من املتصفحني والزوار‪ ،‬يشكل خطورة كبرية ليس عىل األفراد الذين‬
‫يزورون تلك املواقع أو يدمنون عىل زياراهتا فقط سواء من الشباب أو املراهقني أو من كبار‬
‫السن أو األطفال ؛ إنام عىل املجتمع عامة ومنظومته القيمية‪ ،‬نظر ًا ملا تقدمه تلك املواقع من مواد‬
‫إباحية متنوعة وخمتلفة‪ ،‬تتقاطع مع األسس األخالقية التي حتكم سلوكيات أفراد املجتمع‪،‬‬
‫وعاداته وتقاليده وموروثه الثقايف‪ ،‬لذا فإن ازدياد أعداد األفراد الذين يزورون تلك املواقع‬
‫ويدمنون عىل ذلك‪ ،‬يمكن أن ينعكس سلب ًا عىل أفراد املجتمع عامة‪ ،‬وذلك ألن املامرسات‬
‫السلبية والسلوكيات التي يأيت هبا األفراد الذين يدمنون تلك املواقع يمكن أن جتد هلا صدى‬
‫يف الواقع نتيجة الرفقة‪ ،‬وسبل االنتشار هلذه املامرسات نتيجة غياب املراقبة الفعلية لكثري من‬
‫أولياء األمور عىل سلوكيات أبنائهم‪ ،‬وبخاصة وأن انتشار اهلواتف الذكية وإمكانية زيارة تلك‬
‫املواقع عن طريق تلك اهلواتف يقلل إىل حد كبري من فرص املراقبة املجدية يف هذا الشأن ‪.‬‬
‫ويف ضوء ما تقدم فينبغي عىل األرس أن تعي مسؤولياهتا‪ ،‬لتقوم بدورها املطلوب يف عدم‬
‫انجراف أبنائها إىل مهالك هذه الصفحات واملواقع‪ ،‬والقيام باإلجراءات الفعلية للحيلولة‬
‫دون تواصل األبناء وبخاصة من املراهقني واألطفال مع تلك الصفحات واملواقع‪ ،‬عن طريق‬
‫التوجيه واإلرشاد واملراقبة والردع والعقاب إن استوجب األمر‪ ،‬كام جيب عىل السلطات‬
‫املختصة أن تتخذ اإلجراءات املناسبة ضد من يروج لتلك املواقع أو املواد التي تعرضها‪،‬‬
‫وكذلك العمل اجلاد عىل احلد من انتشار تلك املواقع‪ ،‬واختاذ اإلجراءات الالزمة حلجبها‪،‬‬
‫للحيلولة دون انجذاب الشباب إليها وما يمكن أن ينتج عن ذلك من سلوكيات وأفعال‬
‫وممارسات شائنة ‪.‬‬
‫اال�ستنتاجات‪:‬‬
‫توصلت الدراسة إىل جمموعة من االستنتاجات‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪1‬إن احلسابات والصفحات واملواقع اإللكرتونية اإلباحية تنترش عىل نطاق واسع يف‬ ‫‪-1‬‬
‫شبكة اإلنرتنت‪ ،‬ويزداد أعداد مجهورها بشكل واضح‪ ،‬وهي تعمل عىل عن طريق املواد التي‬

‫‪- 95 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫تقدمها وعنارص اجلذب التي تعتمدها عىل استقطاب املزيد من اجلمهور من فئات متعددة‪،‬‬
‫سواء من الشباب او كبار السن أو املراهقني وحتى األطفال بأعامر متنوعة‪.‬‬
‫‪2‬إن اعتياد زيارة املواقع اإلباحية وتصفحها يمكن أن يفيض إىل حالة من اإلدمان‬ ‫‪-2‬‬
‫التدرجيي عىل تلك املواقع واالعتياد عىل ما تقدمه من مواد إباحية متنوعة ‪.‬‬
‫‪3‬يلجأ كثري من األفراد من ذوي الشخصيات غري السوية إىل إدمان املواقع اإلباحية‬ ‫‪-3‬‬
‫ملحاولة إشباع حاجاهتم الغريزية‪ ،‬ومن دون النظر إىل األرضار واملخاطر النامجة عن ذلك ‪.‬‬
‫‪4‬إن عدم وجود رقابة حقيقة من قبل األرس وأولياء األمور‪ ،‬يسهل لكثري من األفراد‬ ‫‪-4‬‬
‫وبخاصة من املراهقني واألطفال وكذلك الشباب الوصول إىل املواقع اإلباحية‪ ،‬واالعتياد عىل‬
‫زيارهتا وإدماهنا ‪.‬‬
‫‪5‬إن االعتياد عىل زيارة تلك املواقع وإدماهنا يمكن أن ينطوي عىل خماطر عديدة‪ ،‬منها‬ ‫‪-5‬‬
‫إشاعة ثقافة االنحراف واملجون يف املجتمع‪ ،‬مما يؤدي إىل تفيش سلوكيات وممارسات شائنة‬
‫تتقاطع مع املنظومة القيمية للمجتمع واألخالق واآلداب العامة ‪0‬‬
‫‪6‬إن اعتياد األفراد عىل زيارة تلك املواقع والتأثر بموادها يمكن أن يفيض هبم إىل حماولة‬ ‫‪-6‬‬
‫عكس ذلك عىل الواقع‪ ،‬ومن ثم يمكن أن يؤدي هذا إىل ازدياد جرائم االغتصاب والزنا‬
‫واالختطاف وغري ذلك من األفعال الشائنة التي يرفضها النظام االجتامعي ‪0‬‬
‫‪7 -7‬إن إدمان تلك املواقع من قبل العديد من األفراد يمكن أن ينعكس سلب ًا عىل األفراد‬
‫آن مع ًا‪ ،‬إذ إهنا يمكن أن تؤدي إىل تقويض أركان العالقات الزوجية الرشعية‪،‬‬‫واملجتمع يف ٍ‬

‫كام يمكن أن تؤثر عىل أسس البناء االجتامعي السليم الذي يقوم عىل األخالق واملثل العليا‬
‫والتقاليد والعادات املوروثة والقيم السليمة ‪0‬‬
‫التو�صيات‪:‬‬
‫يويص الباحث بام ييل‪:‬‬
‫‪1‬رضورة اضطالع األرس بالدور املطلوب يف متابعة نشاطات أبنائهم يف شبكة اإلنرتنت‬ ‫‪-1‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫ومراقبة املواقع التي يقومون بتصفحها أو زيارهتا‪ ،‬للحيلولة دون وقوعهم يف فخ املواقع‬
‫اإلباحية أو تصفحها أو زيارهتا‪ ،‬مما يمكن أن يصل هبم إىل حالة اإلدمان عىل تلك املواقع ‪.‬‬
‫‪2‬رضورة حرص أولياء األمور عىل متابعة استخدام أبنائهم من األطفال واملراهقني‬ ‫‪-2‬‬
‫لإلنرتنت ومواقعه‪ ،‬وأن يكون هذا االستخدام سواء عن طريق احلاسوب أو اآليباد أو اهلاتف‬
‫الذكي حتت أنظار الوالدين أو أحدمها‪ ،‬لغرض إبعادهم من الوقوع يف براثن احلسابات أو‬
‫الصفحات أو املواقع اإلباحية ‪0‬‬
‫‪3‬رضورة عمل اجلهات املختصة عىل اختاذ اإلجراءات املناسبة لدرء خماطر املواقع‬ ‫‪-3‬‬
‫اإلباحية‪ ،‬عن طريق حجبها ومنع الوصول إليها‪ ،‬عن طريق تفعيل األدوات التي توفرها بعض‬
‫الربجميات التي تتيح حجب تلك املواقع ‪.‬‬
‫‪4‬رضورة عمل اجلهات املختصة عىل إصدار ترشيعات ملزمة حلجب املواقع اإلباحية‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وفرض عقوبات و جزاءات معينة عىل من يروج هلا أو يتداول املواد التي تعرضها ‪.‬‬
‫‪5‬رضورة اضطالع القوى الفاعلة يف املجتمع واملؤسسات املعنية عىل اختالف‬ ‫‪-5‬‬
‫توجهاهتا‪ ،‬بمسؤولياهتا يف التثقيف بمخاطر زيارة تلك املواقع واإلدمان عليها‪ ،‬واالنعكاسات‬
‫السلبية التي تفيض إليها عىل الفرد واملجتمع ‪.‬‬
‫‪6‬رضورة اضطالع وسائل اإلعالم املختلفة سواء منها التقليدية أو الرقمية بمسؤولياهتا‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫يف التوجيه واإلرشاد واحلث عىل عدم زيارة تلك املواقع‪ ،‬وتبيان املخاطر النامجة عن تصفحها‬
‫أو إدماهنا ‪.‬‬
‫‪7‬رضورة تواصل الدراسات واألبحاث األكاديمية حول هذا املوضوع‪ ،‬لتبيان مدى‬ ‫‪-7‬‬
‫انتشار هذه املواقع وأعداد اجلمهور الذي يتصفحها‪ ،‬واألسباب احلقيقة التي تدفعهم لذلك‪،‬‬
‫واملخاطر املتعددة األوجه التي تنجم عن ذلك‪ ،‬بغرض املعاجلة احلقيقية واختاذ اإلجراءات‬
‫املناسبة‪ ،‬للحد من تلك املخاطر اآلنية واملستقبلية ‪.‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬

‫هوامش الدراسة ومراجعها ‪:‬‬


‫‪1‬ينظر‪ :‬دينيس أليكساندروفيتش تشيكالوف و فالديمري أليكساندروفيتش‬ ‫‪-1‬‬
‫كوندراشوف‪ ،‬تاريخ الثقافة العاملية‪ ،‬ترمجة‪ :‬عامد طحينة‪( ،‬أبو ظبي‪ :‬هيئة أبو ظبي‬
‫للسياحة والثقافة مرشوع “ كلمة “‪2014 ،‬م)‪ ،‬ص ‪. 9‬‬
‫‪2‬سمري نعيم أمحد‪ ،‬الدراسة العلمية للسلوك االنحرايف (القاهرة‪ :‬مكتبة سعيد‬ ‫‪-2‬‬
‫رافت‪1985 ،‬م)‪ ،‬ص ‪. 25‬‬
‫‪3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 25‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪4‬ينظر‪ :‬االنحراف اخللقي أسبابه وأنواعه وعالجه والوصايا ‪ -2‬املجلس العلمي‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ ،majles.alukah.net‬تاريخ الوصول‪ 5( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪.‬‬
‫‪5‬حممد شحاتة ربيع وآخرون‪ ،‬علم النفس اجلنائي (القاهرة‪ :‬دار ربيع للطباعة‬ ‫‪-5‬‬
‫والنرش والتوزيع‪1995 ،‬م)‪ ،‬ص ص ‪. 600 – 591‬‬
‫‪6‬ينظر‪ :‬آرتني لتعليم اللغات‪ ،‬معنى كلمة املجون ؟؟‪ :‬النحو والرصف واإلمالء‪،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ ،view topic ,forum.art-en.com‬تاريخ الوصول‪ 6( :‬ترشين األول “ أكتوبر “‪،‬‬
‫‪2017‬م) ‪.‬‬
‫‪7‬ينظر‪ :‬معجم املعاين املرادفة واملتضادة – مرادف كلمة جمون‪ ،‬عكس كلمة‬ ‫‪-7‬‬
‫جمون – مرادفات وأضداد اللغة ‪ ،ar-ar ,https://www.almaany.com ،00‬تاريخ‬
‫الوصول‪ 6( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪.‬‬
‫‪8‬ينظر‪ :‬مواقع إباحية – ويكيبيديا املوسوعة احلرة‪https://ar.wikipedia.org/ ،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪ 000 wiki‬تاريخ الوصول‪ 8( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪9‬ينظر‪ – BBC Arabic :‬ما مدى انتشار املواقع اإلباحية عىل شبكة اإلنرتنت‬ ‫‪-9‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫‪_130701/07/2013/http://www.bbc.com/arabic/sciennceandtech‬‬ ‫؟‬
‫‪ ،internet_porno_sites‬تاريخ الوصول‪ 7( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪ 0‬‬
‫‪1010‬ينظر‪ :‬تصنيف‪ :‬مواقع ويب إباحية – ويكيبيديا املوسوعة احلرة‪http:// ،‬‬
‫‪ ،ar.wikipedia.org/wiki000‬تاريخ الوصول‪ 8( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م)‪.‬‬
‫ ‪11-‬‬ ‫‪Report of Attorney General’s Task Force on Family, U.S.‬‬
‫‪Department of justice, Washington, D.C and Federal Bureau of‬‬
‫‪Investigation, reported in “ Talking Points: Important Facts About‬‬
‫‪pornography, Take Action Manual, National Coalition for the Children‬‬
‫‪and coalition protection of Children and Families,p.8 0‬‬
‫‪1212‬ينظر‪ :‬إحصائيات ملداخل خيالية تتحقق يف الثانية عن مشاهدة األفالم اإلباحية‪،‬‬
‫‪ ،0 690/http://www.lexpertjournal.net/blog‬تاريخ الوصول‪ 25( :‬ترشين األول‬
‫“ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪1313‬ينظر‪ :‬حسابات تروج ل “ الدعارة اإللكرتونية “‪،218tv.net.https://www ،‬‬
‫تاريخ الوصول‪ 18( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪1414‬ينظر‪ :‬إحصائيات اإلباحية – موقع ملسات شافية – رفيق الطريق‪http:// ،‬‬
‫‪ ،19=www.rafeek.net/articles.aspx?id‬تاريخ الوصول‪ 27( :‬ترشين األول “‬
‫أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪1515‬ينظر‪ :‬قائمة بأكثر الدول تصفح ًا للمواقع اإلباحية وأرقام خيالية حتقق يف ثانية‪،‬‬
‫‪ ،htm.14713-http://hournews‬تاريخ الوصول‪ 28( :‬ترشين األول “ أكتوبر “‬
‫‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪1616‬ينظر‪ :‬يوتيوب يف مأزق بسبب املهووسني جنسي ًا باألطفال‪ ،‬موقع ‪RT‬‬
‫‪ ،Arabic‬بتاريخ ‪ 24‬ترشين الثاين “ نوفمرب “ ‪2017‬م ‪0‬‬
‫‪- 99 -‬‬
‫إسهامات املواقع اإللكرتونية يف الرتويج لثقافة االنحراف واملجون‬
‫‪1717‬ينظر‪ :‬أشهر كلامت البحث عىل ‪photo lines ,9116 ،Google – RT Arabic‬‬
‫‪ ،,https://Arabic.rt.com‬تاريخ الوصول‪ 25( :‬ترشين الثاين “ نوفمرب “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪1818‬ينظر‪ :‬قائمة بأكثر الدول تصفح ًا للمواقع اإلباحية وأرقام خيالية حتقق يف ثانية‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬تاريخ الوصول‪ 28( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪1919‬ينظر‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬تاريخ الوصول‪ 28( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م)‬
‫‪0‬‬
‫‪2020‬ينظر‪ :‬موقع يكشف عن اكثر العرب مشاهدة لإلباحيات – العربية نت‪http:// ،‬‬
‫‪ ،13/12/2014/www.alarabiya.net/ar/last-page‬تاريخ الوصول‪ 12( :‬ترشين‬
‫األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪2121‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬تاريخ الوصول‪ 12( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪2222‬ينظر‪ – Rudaw :‬العراق يف مقدمة البلدان بزيارة املواقع اإلباحية‪http:// ،‬‬
‫‪ ،05102017/www.rudaw.net/arabic/lifestyle‬تاريخ الوصول‪ 27( :‬ترشين‬
‫األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪2323‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬تاريخ الوصول‪ 27( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪2424‬ينظر‪ :‬محدان عبداهلل الصويف‪ ،‬تصور تربوي مقرتح ملواجهة أخطار استخدام‬
‫شبكة اإلنرتنت لدى فئة الشباب‪ ،‬بحث مقدم إىل املؤمتر الرتبوي األول “ الرتبية يف‬
‫فلسطني وتغريات العرص “‪ ،‬كلية الرتبية ‪ /‬اجلامعة اإلسالمية‪ 24 – 23 ،‬ترشين الثاين‬
‫‪2004‬م‪ ،‬ص ‪http://research iugaza .edu.ps/files/5048.pdf، 962‬‬
‫‪ ،‬تاريخ الوصول‪ 7( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪2525‬صباح عباس‪ ،‬االنحرافات السلوكية‪ :‬األسباب والعالج (بريوت‪ :‬دار البيان‬
‫العريب للطباعة والنرش والتوزيع‪1993 ،‬م)‪ ،‬ص ص ‪0 33 – 32‬‬
‫‪- 100 -‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫‪2626‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪0 33‬‬
‫‪2727‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪0 117‬‬
‫‪2828‬فهد بن عبد الرمحن الشميمري‪ ،‬الرتبية اإلعالمية‪ :‬كيف نتعامل مع اإلعالم ؟‬
‫(الرياض‪ :‬بال دار نرش‪2010 ،‬م)‪ ،‬ص ‪0 255‬‬
‫‪2929‬ينظر‪ :‬إحصائيات ملداخل خيالية تتحقق يف الثانية عن مشاهدة األفالم اإلباحية‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬تاريخ الوصول‪ 29( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪3030‬ينظر‪ :‬رشيف درويش اللبان و دينا عمر فرحان‪ ،‬التأثريات االجتامعية والسلوكية‬
‫الستخدام املواقع اإلباحية – ‪, ww. ،bsociology.com‬‬
‫‪blog-post_69 w‬‬
‫‪ ،bsociology.com‬تاريخ الوصول‪ 30( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪3131‬فهد بن عبد الرمحن الشميمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪0 254‬‬
‫‪3232‬ينظر‪ :‬صباح عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪0 50‬‬
‫‪3333‬ينظر‪ – MBC.net :‬حقائق ال تعرفها عن املواقع اإلباحية ‪ 00‬وهكذا تتجنب‬
‫إدماهنا ‪http:www.mbc.net/ar/programs/kalam-nawaem/ ،5‬‬
‫‪ ،news/articles 00‬تاريخ الوصول‪ 29( :‬ترشين األول “ أكتوبر “ ‪2017‬م) ‪0‬‬
‫‪ 3434‬ينظر‪ :‬رشيف درويش اللبان و دينا عمر فرحان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬تاريخ الوصول‪:‬‬
‫(‪ 1‬ترشين الثاين “ نوفمرب “ ‪2017‬م) ‪0‬‬

‫‪- 101 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬

‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬


‫بني قيم املقاصد ومسؤولية االرسة‬

‫الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬ ‫الدكتور طه امحد الزيدي‬


‫كلية االعالم‪ -‬اجلامعة العراقية‬ ‫رئيس مجعية البصرية‬

‫املقدمة‬
‫احلمد هلل حق محده والصالة والسالم عىل من ال نبي من بعده وعىل آله وصحبه وجنده‬
‫‪..‬أما بعد‪:‬‬
‫ّ‬
‫فإن الرشيعة اإلسالمية جاءت بمقاصد ترمي إىل حتقيق مصالح العباد ودفع املفاسد‬
‫عنهم‪ ،‬وراعت حفظ الرضوريات التي ال تستقيم احلياة اإلنسانية إال معها‪ ،‬املتمثلة بحفظ‬
‫الدين والنفس والعرض والعقل واملال‪ ،‬ومع تطور املجتمعات والسيام يف جمال تقنيات وسائل‬
‫اإلتصال‪ ،‬ومنها وسائل االعالم الرقمي التي اصبحت جزءا من احلاجيات االساسية يف حياة‬
‫االفراد وملختلف الفئات العمرية‪ ،‬برزت مشاكل متنوعة فكرية واجتامعية وصحية يف التعامل‬
‫معها‪.‬‬
‫ومما عزز االندفاع غري املنضبط الستخدام هذه الوسائل متيزها بخصائص تتجىل بسهولة‬
‫استخدامها وتوفرها يف االجهزة احلديثة وقلة تكلفتها ورسعة تداول املعلومات فيها وتنوعها‬
‫من الكتابة اىل الصورة وحتى الفيديو‪ ،‬ومن مميزاهتا ايضا حفظها خلصوصية املستخدم هلا‪،‬‬
‫والنتشارها بني خمتلف االوساط مما جعل عدم استخدامها أمرا مستهجنا من االخرين‪.‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫ولعل من أبرز خمرجاهتا التي ال غنى ألية ارسة عنها‪ ،‬هي االلعاب االلكرتونية‪ ،‬التي تعد‬
‫بحق سالحا ذا حدين ملا هلا من اجيابيات وسلبيات‪ ،‬ومن هنا تربز أمهية دراسة حفظ املقاصد‬
‫عند استخدام هذه االلعاب بعد بيان تأثريها عىل منظومة القيم التي جاءت هبا مقاصد الرشيعة‪.‬‬
‫وبات من الرضورة معاجلة مشكلة االثار السلبية ملستخدمي هذه االلعاب وارضارها عىل‬
‫قيم املنظومة االجتامعية واالرسية‪ ،‬إذ مع تزايد استخدام هذه االلعاب تتفاقم اثارها السلبية‬
‫ليس عىل مستوى دولة أو أكثر وانام عىل مستوى العامل االنساين برمته‪ ،‬ويف كل االحوال تعد‬
‫الدائرة االقرب هلذه املعاجلة هي االرسة‪ ،‬ومن هنا تتجىل أمهية استشعار املسؤولية االرسية يف‬
‫توظيف هذه االلعاب يف تعزيز القيم االجيابية لدي االبناء وحتجيم القيم السلبية‪.‬‬
‫اهداف البحث‬
‫‪1-1‬حتديد مقاصد الرشيعة وقيمها التي رشعت لغرسها يف النفس البرشية ‪.‬‬
‫‪2-2‬بيان تأثري االلعاب االلكرتونية يف حفظ القيم لدى افراد االرسة‪.‬‬
‫‪3-3‬بيان ضوابط استخدام االلعاب االلكرتونية‪.‬‬
‫‪4-4‬حتديد مسؤولية االرسة يف ترشيد استخدام االبناء لاللعاب االلكرتونية‪.‬‬
‫‪5-5‬التوصل اىل توصيات علمية وعملية للحد من ظاهرة االعتداءات عند استخدام مواقع‬
‫التواصل االجتامعي ولتقليل االثار السلبية واالرضار النامجة عن ممارسة االلعاب االلكرتونية‪.‬‬
‫‪6-6‬‬
‫منهج البحث‬
‫َّ‬
‫إن طبيعة الظاهرة التي ندرسها ونروم الوصول إىل حلول ملعاجلتها أو تقليل أثرها‪ ،‬وحتقيق‬
‫األهداف املرسومة‪ ،‬استلزم اتباع منهجني يف البحث يتالءمان مع طبيعة هذه الدراسة فكان‬
‫املنهج التأصييل فيام يتعلق بتحرير مسألة قيم مقاصد الرشيعة‪ ،‬وحتديد ضوابط التعامل مع‬
‫االلعاب االلكرتونية‪ ،‬وبيان املسؤولية الرشعية لالرسة‪.‬‬
‫واملنهج الوصفي؛ وهو أسلوب من أساليب التحليل املركز عىل معلومات كافية ودقيقة‬

‫‪- 104 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫عن ظاهرة أو موضوع حمدد‪ ..،‬وذلك من أجل احلصول عىل نتائج علمية‪ ،‬ثم تفسريها‬
‫بطريقة موضوعية‪ ،‬بام ينسجم مع املعطيات الفعلية للظاهرة”‪ ،‬ومتثل يف استقراء الدراسات‬
‫واالحصائيات املتعلقة بآثار االلعاب االلكرتونية عىل االبناء وحتليل نتائجها‪.‬‬
‫خطة البحث‬
‫تتألف هذه الدراسة من مقدمة وثالثة مباحث وخامتة‪.‬‬
‫املبحث االول‪ :‬مقاصد الرشيعة يف حفظ الرضوريات اخلمس‬
‫املبحث الثاين‪ :‬حكم تأثري االلعاب االلكرتونية عىل قيم مقاصد الرشيعة‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مسؤولية األرسة يف تعامل األوالد مع األلعاب االلكرتونية‬
‫وخامتة تضم اهم النتائج والتوصيات‬
‫حتديد املفاهيم‬
‫مفهوم الضوابط الرشعية‪:‬‬
‫هي أحكام كلية مصدرها الرشيعة االسالمية تنطبق عىل جزيئات موضوع فقهي يتعلق‬
‫بجانب من الترصفات العملية‪.‬‬
‫مفهوم مقاصد الرشيعة‪:‬‬
‫ويطلق عليها‪ :‬مقاصد الشارع‪ ،‬ومقاصد الرشيعة‪ ،‬واملقاصد الرشعية‪ ،‬وارسار الترشيع‪،‬‬
‫وكلها عبارات تستعمل بمعنى واحد(‪ ،)1‬وايضا مقاصد الترشيع‪.‬‬
‫ويعرفها د‪ .‬امحد الريسوين‪ :‬بأهنا‪ :‬هي الغايات التي وضعت الرشيعة ألجل حتقيقها‪،‬‬
‫ملصلحة العباد (‪.)2‬‬
‫مفهوم القيم‪:‬‬

‫((( ينظر‪ :‬نظرية املقاصد عند اإلمام الشاطبي‪ ،‬أمحد الريسوين‪ ،‬الدار العاملية للكتاب اإلسالمي‪،‬‬
‫ط‪ 1412 ،2‬هـ ‪1992 -‬م‪( ،‬ص ‪. )5‬‬
‫((( ينظر‪ :‬نظرية مقاصد الرشيعة عند الشاطبي‪ ،‬للريسوين‪( ،‬ص ‪. )7‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫هي‪ :‬صفات ذاتية يف طبيعة األقوال واألفعال واألشياء‪ ،‬مستحسنة بالفطرة والعقل‬
‫والرشع)‬
‫فالقيم صفات ومعان ختتلف بحسب ما تنسب إليه‪ ،‬فقد تكون فكرية أو سلوكية أو غريها‪.‬‬
‫وهي ذاتية يف األشياء‪ ،‬ولذا فهي ثابتة ومطلقة ال تتغري بتغري الظروف أو باختالف من يصدر‬
‫احلكم عليها‪.‬‬
‫ومستحسنة بالفطرة والعقل والرشع‪ ،‬أي إن العقول والفطر جبلت عىل تعظيمها وامليل‬
‫إليها‪ ،‬وقد جاء الرشع بام يتفق مع الفطر السليمة والعقول املستقيمة(‪.)1‬‬
‫مفهوم االلعاب االلكرتونية‪:‬‬
‫هي‪ :‬نشاط تروحيي ذهني يامرس بشكل مجاعي أو فردي باستخدام وسائل تعتمد الربامج‬
‫الرقمية (‪.)2‬‬
‫ومتثل مجيع أنواع األلعاب املتوفرة عىل هيئات الكرتونية‪ ،‬وتشمل ألعاب احلاسب‪،‬‬
‫وألعاب اإلنرتنت‪ ،‬وألعاب الفيديو(‪ ،)Playstation‬وألعاب اهلواتف النقالة‪ ،‬وألعاب‬
‫األجهزة الكفية املحمولة (‪.)palm devices‬‬

‫املبحث االول‬
‫مقاصد الرشيعة يف حفظ الرضوريات اخلمس‬
‫يرى الشاطبي أن األصول الكلية التي جاءت الرشيعة بحفظها مخسة وهي‪ :‬الدين‪،‬‬

‫((( ينظر‪ :‬ضوابط قيم السلوك مع اهلل عند ابن قيم اجلوزية‪ ،‬الدكتور مفرح بن سليامن بن عبد اهلل‬
‫القويس‪ ،‬جملة البحوث اإلسالمية ‪ -‬تصدر عن الرئاسة العامة إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء‬
‫والدعوة واإلرشاد‪ ،‬العدد ‪( ،86‬ص‪. )271‬‬
‫((( اثر االلعاب االلكرتونية عىل السلوكيات لدى االطقال‪ ،‬رسالة ماجستري قدمتها مريم قويدر‪ ،‬اىل‬
‫كلية العلوم السياسية واالعالم حامعة اجلزائر‪( ،2012 ،‬ص ‪. )34‬‬

‫‪- 106 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫والنفس‪ ،‬والعقل‪ ،‬والنسل‪ ،‬واملال(‪.)1‬‬
‫ولكل أصل من هذه االصول اخلمس جمموعة قيم متثل اطارا عاما ألثر االصل عىل سلوكيات‬
‫االنسان‪ ،‬وهي بمجموعها تكون منظومة القيم التي تدعو اليها الرشيعة االسالمية(‪.)2‬‬
‫أوال‪ :‬حفظ الدين‪:‬‬
‫ين َحنِي ًفا فِ ْط َر َة اللهَِّ ا َّلتِي‬
‫الدين رضورة حياة بالنسبة لإلنسان‪ ،‬قال تعاىل‪َ ) :‬ف َأ ِق ْم َو ْج َه َك لِلدِّ ِ‬
‫ون((‪ ،)3‬ولذا‬ ‫َّاس َع َل ْي َها لاَ َت ْب ِد َيل لخِ َ ْل ِق اللهَِّ َذلِ َك الدِّ ي ُن ا ْل َق ِّي ُم َو َل ِك َّن َأ ْك َث َر الن ِ‬
‫َّاس لاَ َي ْع َل ُم َ‬ ‫َف َط َر الن َ‬
‫يقول برجستون “ لقد وجدت ‪ -‬وتوجد ‪ -‬مجاعات إنسانية من غري علوم وفنون وفلسفات‬
‫ولكن مل توجد قط مجاعة بغري ديانة “ ونظرا لتلك االعتبارات حافظت رشيعة اإلسالم عىل‬
‫الدين‪ ،‬سواء من حيث غرسه يف النفوس وتعميقه فيها ابتداء‪ ،‬أو من حيث تدعيم أصله وتعهده‬
‫بام ينميه وحيفظ بقاءه استمرارا ودواما‪ ،‬ورشعت لذلك الوسائل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬كفالة حرية العقيدة والتدين ومحايتها فاإلسالم ال يكره أحدا عىل اعتناقه‪ ،‬ويسمح‬
‫بتعايش خمتلف األديان داخل دياره ويف رحاب دولته‪ ،‬كام جاء يف وثيقة املدينة‪« :‬هلم ما لنا‬
‫وعليهم ما علينا» ‪.‬‬
‫‪ -2‬االلتزام بتعاليم الدين وتطبيقها‪ ،‬إذ كثريا ما يرد يف القرآن‪) :‬إِ َّن ا َّل ِذي َن آ َمنُوا َو َع ِم ُلوا‬
‫الصالحِ ِ‬
‫ات((‪. )4‬‬ ‫َّ َ‬
‫ولعل من ابرز قيم حفظ الدين التي ستعتمدها الدراسة‪ :‬االيامن وااللتزام بالطاعات‪،‬‬
‫وحسن اخللق‬
‫ثانيا‪ :‬حفظ النفس‬
‫فمن رضوريات احلياة اإلنسانية‪ :‬عصمة النفس وصون حق احلياة‪ ،‬وقد رشع اإلسالم‬

‫ينظر‪ :‬املوافقات للشاطبي‪( ،‬ج‪/3‬ص ‪. )47 -46‬‬ ‫(((‬


‫للتوسع ينظر‪ :‬كتاب مقاصد الرشيعة االسالمية للدكتور بشري مهدي الكبييس‪.‬‬ ‫(((‬
‫سورة الروم‪ :‬اآلية (‪.)30‬‬ ‫(((‬
‫سورة البقرة‪ :‬من اآلية (‪. )277‬‬ ‫(((‬

‫‪- 107 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫وسائل عدة للمحافظة عىل النفس‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أوجب عىل اإلنسان أن يمد نفسه بوسائل اإلبقاء عىل حياته من تناول للطعام والرشاب‬
‫وتوفري اللباس واملسكن‪ ،‬فيحرم عىل املسلم أن يمتنع عن هذه الرضوريات إىل احلد الذي هيدد‬
‫بقاء حياته‪.‬‬
‫‪ -2‬أوجب عىل الدولة إقامة األجهزة الكفيلة بتوفري األمن العام لألفراد‪ ،‬من قضاء ورشطة‬
‫وغريها‪ ،‬مما حيقق األمن للمجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬أوجب املحافظة عىل كرامة اآلدمي بمنع القذف والسب‪ ،‬وهبذا محى حريات الفكر‬
‫ني وا مُْل ْؤ ِمن ِ‬‫والعمل والرأي واإلقامة والتنقل وكفلها قال اهلل تعاىل‪) :‬وا َّل ِذين ي ْؤ ُذ َ ِ ِ‬
‫َات‬ ‫ون ا مُْل ْؤمن َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫احت ََم ُلوا بهُْتَانًا َوإِثْماً ُمبِينًا()‪.(5‬‬ ‫ِ‬
‫بِ َغيرْ ِ َما ا ْكت ََس ُبوا َف َقد ْ‬
‫)ولاَ‬
‫‪ -4‬حرم اإلسالم قتل النفس سواء قتل اإلنسان نفسه أم قتله غريه قال اهلل تعاىل‪َ :‬‬
‫)ولاَ َت ْق ُت ُلوا النَّ ْف َس ا َّلتِي َح َّر َم اللهَُّ إِلاَّ بِالحْ َ ِّق((‪َ ،)7‬ع ْن‬ ‫ِ‬
‫َان بِك ُْم َرحيم((‪َ ،)6‬‬ ‫َت ْق ُت ُلوا َأ ْن ُف َسك ُْم إِ َّن اللهََّ ك َ‬
‫جلن َِّة‪َ ،‬وإِ َّن‬ ‫ِ‬
‫اهدً ا لمَْ َي ِر ْح َرائ َح َة ا َ‬
‫ضيِ‬
‫َع ْبد اللهَِّ ْب ِن َع ْم ٍرو َر َ اللهَُّ َعن ُْهماَ ‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِّي ﷺ َق َال‪َ ( :‬م ْن َقت ََل ُم َع َ‬
‫ِ‬

‫ني َعا ًما)(‪.)8‬‬ ‫ُوجدُ ِم ْن َم ِس َري ِة َأ ْر َب ِع َ‬


‫حي َها ت َ‬ ‫ِر َ‬
‫‪ -5‬أوجب عىل املسلم إنقاذ من يتعرض للقتل ظلام أو يتعرض خلطر إن استطاع أن ينقذه‪.‬‬
‫ولعل من ابرز قيم حفظ النفس التي ستعتمدها الدراسة‪ :‬السلم املجتمعي والصحة‬
‫ثالثا‪ :‬حفظ العقل‬
‫للعقل يف اإلسالم أمهية كربى فهو مناط التكليف ومظنة املسؤولية‪ ،‬وبه كرم اإلنسان‬
‫وفضل عىل سائر املخلوقات‪ ،‬وهلذا حافظ اإلسالم عىل العقل وسن من الترشيعات ما يضمن‬
‫سالمته وحيويته ومن ذلك‪:‬‬

‫سورة األحزاب‪ :‬اآلية (‪. )58‬‬ ‫(((‬


‫سورة النساء‪ :‬من اآلية (‪. )29‬‬ ‫(((‬
‫سورة األنعام‪ :‬من اآلية (‪. )151‬‬ ‫(((‬
‫أخرجه البخاري‪( ،‬ج‪/4‬ص‪ ،)99‬حديث رقم‪. )3166( :‬‬ ‫(((‬

‫‪- 108 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫‪ -1‬أنه حرم كل ما من شأنه أن يؤثر عىل العقل ويرض به أو يعطل طاقته كاخلمر واملخدرات‬
‫اب َوالأْ َزْلاَ ُم ِر ْج ٌس ِم ْن َع َم ِل‬ ‫ْسرِ‬ ‫ِ‬
‫وغريها قال تعاىل‪َ ) :‬يا َأيهُّ َا ا َّلذي َن آ َمنُوا إِ َّنماَ الخْ َ ْم ُر َوا مَْلي ُ َوالأْ َن َْص ُ‬
‫ون((‪.)1‬‬ ‫اجتَنِ ُبو ُه َل َع َّلك ُْم ُت ْف ِل ُح َ‬ ‫ِ‬
‫الش ْي َطان َف ْ‬
‫َّ‬
‫‪ -2‬كام دعا إىل تنمية العقل ماديا ومعنويا‪ :‬ماديا بالغذاء اجليد الذي يقوي اجلسم وينشط‬
‫)و ُق ْل َر ِّب‬ ‫الذهن‪ ،‬وأما معنويا فبالتأكيد عىل طلب العلم واعتباره أساس اإليامن‪ ،‬قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ِزدْنيِ ِعلْم((‪ ،)2‬كام أتاح فرصة التعليم للجميع وجعله حقا مشاعا بني أفراد املجتمع‪ ،‬بل جعل‬
‫ول اللهَِّ ﷺ‪:‬‬ ‫َس ْب ِن َمالِ ٍك َق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫حدا أدنى منه واجبا عىل كل مسلم ومسلمة‪َ .‬ع ْن َأن ِ‬
‫ار ٍج َخ َر َج ِم ْن َب ْيتِ ِه فيِ‬
‫ول اللهَِّ ﷺ‪َ ( :‬ما ِم ْن َخ ِ‬ ‫يض ٌة َعلىَ ك ُِّل ُم ْس ِل ٍم)(‪ .)3‬وقال َر ُس َ‬ ‫ب ا ْل ِع ْل ِم َف ِر َ‬ ‫( َط َل ُ‬
‫ب ا ْل ِع ْل ِم‪ ،‬إِلاَّ َو َض َع ْت َل ُه ا مَْللاَ ِئ َك ُة َأ ْجنِ َحت ََها ِر ًضا بِماَ َي ْصن َُع)(‪.)4‬‬ ‫َط َل ِ‬
‫‪7‬حترير العقل من سلطان اخلرافة وإطالقه من إسار األوهام‪ ،‬ومن هنا حرم اإلسالم‬ ‫‪-7‬‬
‫اج النَّبِ ِّي ﷺ‬ ‫ض َأ ْز َو ِ‬ ‫السحر والكهانة والشعوذة وغريها من أساليب الدجل واخلرافة‪َ ،‬ع ْن َب ْع ِ‬
‫ٍ‬
‫ني َل ْي َل ًة)(‪ ,)5‬و َع ْن َأبيِ‬ ‫َع ِن النَّبِ ِّي ﷺ َق َال‪َ ( :‬م ْن َأتَى َع َّرا ًفا َف َس َأ َل ُه َع ْن شيَْ ء‪ ،‬لمَْ ُت ْق َب ْل َل ُه َصلاَ ٌة َأ ْر َب ِع َ‬
‫ول‪َ ،‬ف َقدْ َك َف َر بِماَ ُأ ْن ِز َل َعلىَ‬ ‫ُهريرةَ‪َ ،‬ع ِن النَّبِي ﷺ َق َال‪( :‬من َأتَى ك ِ‬
‫َاهنًا‪َ ،‬أ ْو َع َّرا ًفا‪َ ،‬ف َصدَّ َق ُه بِماَ َي ُق ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ََْ‬
‫محُ َ َّم ٍد)(‪.)6‬‬
‫َس ْب ِن َمالِ ٍك‪،‬‬ ‫‪8‬وحذر من ترك العلم واشاعة اجلهل وعده من عالمات الساعة‪َ ،‬ع ْن َأن ِ‬ ‫‪-8‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جل ْه ُل‪َ ،‬و ُيشرْ َ َب اخلَ ْم ُر‪،‬‬ ‫السا َعة‪َ :‬أ ْن ُي ْر َف َع الع ْل ُم َو َي ْث ُب َت ا َ‬‫ول اللهَِّ ﷺ‪( :‬إِ َّن م ْن َأشرْ َ اط َّ‬ ‫َق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬

‫((( سورة املائدة‪ :‬من اآلية (‪. )90‬‬


‫((( سورة طه‪ :‬من اآلية (‪. )114‬‬
‫((( أخرجه ابن ماجه‪( ،‬ج‪/1‬ص‪ ،)81‬حديث رقم‪ ،)224( :‬وصححه االلباين‪.‬‬
‫((( أخرجه ابن ماجه‪( ،‬ج‪/1‬ص‪ ،)82‬حديث رقم‪ )226( :‬وصححه االلباين ‪.‬‬
‫((( أخرجه مسلم‪( ،‬ج‪/4‬ص‪ ،)1751‬حديث رقم‪. )2230( :‬‬
‫((( أخرجه أمحد‪( ،‬ج‪/15‬ص‪ ،)331‬حديث رقم‪ .)9536( :‬واحلاكم‪( ،‬ج‪/1‬ص‪ ،)49‬حديث‬
‫يث َص ِح ٌ‬
‫يح َعلىَ شرَْ ِط ِهماَ ‪ ،‬وقال الذهبي‪ :‬عىل رشطهام‪.‬‬ ‫رقم‪ ،)15( :‬وقال‪َ :‬ه َذا َح ِد ٌ‬

‫‪- 109 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫َو َي ْظ َه َر ِّ‬
‫الزنَا)(‪ .)1‬ولعل من ابرز قيم حفظ العقل التي ستتناوهلا الدراسة‪ :‬حتصيل العلم النافع‬
‫واستثامر الوقت‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬حفظ العرض أو النسل‬
‫ويراد به حفظ النوع اإلنساين عىل األرض بواسطة التناسل‪ ،‬ومن أجل حتقيق هذا املقصد‬
‫رشع اإلسالم املبادئ والترشيعات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬رشع اإلسالم الزواج ورغب فيه واعتربه الطريق الفطري السليم الذي يلتقي فيه‬
‫الرجل باملرأة ال بدوافع غريزية حمضة ولكن باإلضافة إىل تلك الدوافع‪ ،‬يلتقيان من أجل حتقيق‬
‫هدف سام نبيل هو حفظ النوع اإلنساين وابتغاء الذرية الصاحلة التي تعمر العامل وتبني احلياة‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -2‬العناية برتبية النشء وتعميق روابط األلفة‪ :‬إلزام األبوين برعاية أوالدمها واإلنفاق‬
‫عليهم حتى يتحقق لألوالد االستغناء عن نفقة األبوين‪.‬‬
‫‪ -3‬العناية باألرسة وإقامتها عىل أسس سليمة باعتبارها احلصن الذي حيتضن جيل املستقبل‬
‫ويرتبى فيه‪.‬‬
‫‪ -4‬إحاطة العالقة بني الذكر واألنثى بمجموعة من املبادئ واآلداب األخالقية التي‬
‫تضمن حتقيق األهداف السامية هلذه العالقة وتستبعد املامرسات الفوضوية للعالقات بني‬
‫اجلنسني‪ ،‬قال تعاىل‪َ ) :‬يا َأيهُّ َا ا َّل ِذي َن آ َمنُوا لاَ تَدْ ُخ ُلوا ُب ُيوتًا َغيرْ َ ُب ُيوتِك ُْم َحتَّى ت َْست َْأنِ ُسوا َوت َُس ِّل ُموا‬
‫َعلىَ َأ ْه ِل َها((‪ ،)2‬فضال عن هذه اآلداب وغريها يضع اإلسالم الضوابط التي تنظم حاالت‬
‫اجتامع الرجال والنساء عند احلاجة‪ ،‬فيام يتعلق باخللوة واالختالط والنظر وطبيعة احلديث‬
‫بينهام‪.‬‬

‫((( أخرجه البخاري‪( ،‬ج‪/1‬ص‪ ،)27‬حديث رقم‪ .)80( :‬ومسلم‪( ،‬ج‪/4‬ص‪ ،)2056‬حديث‬
‫رقم‪. )2671( :‬‬
‫((( سورة النور‪ :‬من اآلية (‪. )27‬‬

‫‪- 110 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫‪ -5‬حتريم االعتداء عىل األعراض‪ ،‬ولذا حرم اهلل الزنا كام حرم القذف ‪ .‬قال اهلل تعاىل‪:‬‬
‫ون ا مُْلحصن ِ‬ ‫ِ‬ ‫الزنَا إِ َّنه ك َ ِ‬
‫َات‬ ‫َان َفاح َش ًة َو َسا َء َسبِيل((‪ ،)1‬وقال تعاىل‪) :‬إِ َّن ا َّلذي َن َي ْر ُم َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫)ولاَ َت ْق َر ُبوا ِّ‬
‫َ‬
‫)وا َّل ِذي َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم((‪ ،)2‬وقال سبحانه‪َ :‬‬ ‫اب َعظ ٌ‬ ‫ا ْل َغافلاَ ت ا مُْل ْؤمنَات ُلعنُوا فيِ الدُّ ْن َيا َوالآْ خ َرة َولهَ ُ ْم َع َذ ٌ‬
‫ني َج ْلدَ ًة َولاَ َت ْق َب ُلوا لهَ ُ ْم َش َها َد ًة َأ َبدً ا‬‫وه ْم َثماَ نِ َ‬
‫اج ِلدُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون ا مُْل ْح َصنَات ُث َّم لمَْ َي ْأتُوا بِ َأ ْر َب َعة ُش َهدَ ا َء َف ْ‬ ‫َي ْر ُم َ‬
‫ون((‪ ،)3‬ولعل من ابرز قيم حفظ العرض والنسل‪ :‬التعايش والرتابط‬ ‫اس ُق َ‬ ‫و ُأو َل ِئ َك هم ا ْل َف ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫االرسي‪ ،‬واحلياء والعفة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬حفظ املال‬
‫عدّ اإلسالم املال رضورة من رضوريات احلياة اإلنسانية‪ ،‬ورشع من الترشيعات‬
‫والتوجيهات ما يشجع عىل اكتسابه وحتصيله‪ ،‬ويكفل صيانته وحفظه وتنميته‪ ،‬وذلك عىل‬
‫النحو التايل‪:‬‬
‫‪ .1‬ضبط الترصف يف املال بحدود املصلحة العامة ومن ثم حرم اكتساب املال بالوسائل غري‬
‫املرشوعة والتي ترض باآلخرين‪ ،‬ومنها الربا ملا له من آثار ختل بالتوازن االجتامعي‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫)ولاَ ت َْأ ُك ُلوا َأ ْم َوا َلك ُْم َب ْينَك ُْم بِا ْل َباطِ ِل((‪.)5‬‬ ‫)و َأ َح َّل اللهَُّ ا ْل َب ْي َع َو َح َّر َم ِّ‬
‫الر َبا((‪ ،)4‬وقال‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫‪ .2‬كام حرم االعتداء عىل مال الغري بالرسقة أو السطو أو التحايل ورشع العقوبة عىل ذلك قال‬
‫الس ِار َق ُة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ِار ُق َو َّ‬ ‫ﷺ‪( :‬ك ُُّل ا مُْل ْسل ِم َعلىَ ا مُْل ْسل ِم َح َرا ٌم َما ُل ُه َوع ْر ُض ُه َو َد ُم ُه)(‪ ،)6‬وقال اهلل تعاىل‪َ :‬‬
‫)و َّ‬

‫((( سورة االرساء‪ :‬اآلية (‪. )32‬‬


‫((( سورة النور‪ :‬اآلية (‪.)23‬‬
‫((( سورة النور‪ :‬اآلية (‪.)4‬‬
‫((( سورة البقرة‪ :‬من اآلية (‪.)275‬‬
‫((( سورة البقرة‪ :‬من اآلية (‪. )188‬‬
‫احتِ َقا ِر ِه َو َد ِم ِه‪َ ،‬و ِع ْر ِض ِه‪َ ،‬و َمالِ ِه‪( ،‬ج‪/4‬‬
‫يم ُظ ْل ِم مْ ُال ْس ِل ِم‪َ ،‬و َخ ْذلِ ِه‪َ ،‬و ْ‬
‫اب‪ :‬تحَْ ِر ِ‬
‫((( أخرجه مسلم‪َ ،‬ب ُ‬
‫ص‪ )1986‬حديث رقم‪.)2564( :‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫ِ‬ ‫َفا ْق َط ُعوا َأ ْي ِديهَ ُماَ َج َزا ًء بِماَ ك ََس َبا َنكَاال ِم َن اللهَِّ َوا ُ‬
‫يم((‪ . )1‬ولعن النبي ﷺ السارق ألنه‬ ‫للهَّ َع ِز ٌيز َحك ٌ‬
‫عنرص فاسد يف املجتمع إذا تُرك رسى فساده وتعدّ ى إىل غريه يف جسم األمة(‪ .)2‬وقال اهلل تعاىل‪:‬‬
‫َّاس بِالإْ ِ ْث ِم‬ ‫)ولاَ ت َْأ ُك ُلوا َأم َوا َلكُم َب ْينَكُم بِا ْل َباطِ ِل َوتُدْ ُلوا بهِ ا إِلىَ الحْ كَّا ِم لِت َْأ ُك ُلوا َف ِري ًقا ِم ْن َأم َو ِ‬
‫ال الن ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َو َأ ْنت ُْم َت ْع َل ُم َ‬
‫ون((‪.)3‬‬
‫‪ .3‬منع إنفاق املال يف الوجوه غري املرشوعة‪ ،‬وحث عىل إنفاقه يف سبل اخلري‪ ،‬وذلك مبني عىل‬
‫قاعدة من أهم قواعد النظام االقتصادي اإلسالمي وهي أن املال مال اهلل وأن الفرد مستخلف‬
‫ني فِ ِيه((‪ ،)4‬وال جيوز له أن يبذر يف غري طائل‬
‫َخ َل ِف َ‬
‫)و َأ ْن ِف ُقوا ممِ َّا َج َع َلك ُْم ُم ْست ْ‬
‫فيه ووكيل قال تعاىل‪َ :‬‬
‫ني((‪ ،)5‬ولعل من ابرز قيم‬‫الش َياطِ ِ‬ ‫)ولاَ ُت َب ِّذ ْر َت ْب ِذ ًيرا (‪ )26‬إِ َّن ا مُْل َب ِّذ ِري َن كَانُوا إِ ْخ َو َ‬
‫ان َّ‬ ‫قال تعاىل‪َ :‬‬
‫حفظ املال‪ :‬االقتصاد يف االنفاق واألمانة يف الترصفات املالية ‪.‬‬

‫املبحث الثاين‬
‫حكم تأثري االلعاب االلكرتونية عىل قيم مقاصد الرشيعة‬
‫اوال‪ :‬حكم االلعاب االلكرتونية وضوابطه‬
‫إن االلعاب االلكرتونية من املستجدات التي طرأت عىل جمتمعاتنا نتيجة التطور التقني يف‬
‫الدول الغربية‪ ،‬ويستند بيان احلكم الرشعي للمستجد من خالل التصور الدقيق له والتكييف‬
‫الفقهي والبحث عن أصل سابق يتعلق املستجد به‪ ،‬ومن ثم تقرير حكمه بعد استيفاء ذلك‪.‬‬
‫ويرى الدكتور سعد الشثري جواز اللعب هبا فيام يفيد بدون أن ترض بالالعبني هبا أو‬

‫سورة املائدة‪ :‬اآلية (‪. )38‬‬ ‫(((‬


‫يف تعليقه عىل صحيح مسلم‪( ،‬ج‪/3‬ص‪. )1314‬‬ ‫(((‬
‫سورة البقرة‪ :‬اآلية (‪.)188‬‬ ‫(((‬
‫سورة احلديد‪ :‬من اآلية (‪. )7‬‬ ‫(((‬
‫سورة اإلرساء‪ :‬من اآلية (‪. )27-26‬‬ ‫(((‬

‫‪- 112 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫تصدهم عن واجب رشعي(‪ ،)1‬فاالصل يف االلعاب االلكرتونية أهنا من وسائل الرتفيه املباحة‪،‬‬
‫فالرشيعة االسالمية ال حترم اللعب وال املرح‪ ،‬لقول النبي ﷺ حلنظلة ‪( :a‬وا َّل ِذي نَفْسيِ‬
‫َ‬
‫الذك ِْر‪َ ،‬ل َصا َف َح ْتك ُُم ا مَْللاَ ِئ َك ُة َعلىَ ُف ُر ِشك ُْم َوفيِ‬
‫ُون ِعنْ ِدي‪َ ،‬وفيِ ِّ‬ ‫بِ َي ِد ِه إِ ْن َل ْو تَدُ و ُم َ‬
‫ون َعلىَ َما َتكُون َ‬
‫ُط ُر ِقك ُْم‪َ ،‬و َل ِك ْن َيا َحنْ َظ َل ُة َسا َع ًة َو َسا َع ًة)(‪ .)2‬وروي عنه ﷺ‪( :‬روحوا القلوب ساعة وساعة)‬
‫َان َم َعك ُْم‬ ‫(‪ ،)3‬وكان ﷺ يقول لعائشة ريض اهلل عنها ‪ -‬يف مواسم األفراح‪َ ( :-‬يا َع ِائ َش ُة‪َ ،‬ما ك َ‬
‫لهَْ ٌو؟ َفإِ َّن األَن َْص َار ُي ْع ِج ُب ُه ُم ال َّل ْه ُو)(‪ .)4‬وقد أذن عليه الصالة والسالم لعائشة وغريها باللعب‬
‫بالدمى ‪.‬‬
‫غري أن كثريا من وسائل الرتفيه‪ -‬ومنها األلعاب االلكرتونية – اقرتن هبا يف هذا الزمان‬
‫بعض املحاذير الرشعية‪.‬‬
‫ولذا فإن هذه االباحة ليست عىل اطالقها‪ ،‬ونميل اىل أن احلكم عىل االلعاب االلكرتونية‬
‫وإن كان أصل اللعب هبا مباحا‪ ،‬إال انه يتعلق بأمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬بمحتوى كل لعبة؛ فام كان فيها – أو يغلب عىل حمتواها‪ -‬خمالفات رشعية متعلقة‬
‫بالرضوريات التي جاءت الرشيعة بحفظها فيحرم اللعب هبا‪ ،‬وما مل تكن فيها خمالفة فتبقى عىل‬
‫االباحة‪ ،‬وإن كان فيها زيادة نفع كتزويد مستخدمها بمعلومات نافعة أو تكسبه مهارة أو تنشط‬
‫الذهن أو اجلسم‪ ،‬أو تؤدي اىل االبتعاد عن الرفقة السيئة فيندب استخدامها‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬متعلق بمخرجاهتا وثمرهتا‪ ،‬أي‪ :‬بمآهلا أو نتيجة كثرة استخدامها؛ مما قد يؤثر عىل‬
‫واجبات مستخدمها جتاه دينه أو نفسه او ارسته وجمتمعه‪ ،‬أو تسبب رضرا متحققا ملستخدمها‬

‫((( ينظر‪ :‬املسابقات وأحكامها يف الرشيعة االسالمية‪ ،‬د‪ .‬سعد بن نارص الشثري‪ ،‬دار العاصمة ودار‬
‫الغيث – الرياض‪ ،‬ط‪1418 /1‬هـ ‪1997 -‬م‪( ،‬ص‪.)232‬‬
‫((( أخرجه مسلم‪( ،‬ج‪/4‬ص‪ ،)2016‬حديث رقم‪.)2750( :‬‬
‫((( أخرجه ابو داود يف مراسيله‪ ،‬وضعفه االلباين يف سلسلة االحاديث الضعيف‪( :‬ج‪/8‬ص‪،)136‬‬
‫حديث رقم‪.)3649( :‬‬
‫((( أخرجه البخاري‪( ،‬ج‪/7‬ص‪ ،)22‬حديث رقم‪. )5162( :‬‬

‫‪- 113 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫أو ارسافا يف حتصيلها إىل درجة االدمان عليها فيكره اقتناؤها‪ ،‬وحيرم كثرة استخدامها‪ ،‬للنهي‬
‫عن ممارسة االلعاب التي فيها رضر عىل االخرين ولوكان حيوانا فمن باب أوىل أن كانت‬
‫ترض بصاحبها‪ ،‬ولعن ما يشغل عن الطعات‪ ،‬فالرضر يزال‪ ،‬ودرء املفسدة مطلوب رشعا‪،‬‬
‫وما يشغل عن كل طاعة يرتك‪ ،‬واالرساف يف املباحات مذموم‪ ،‬والعربة للغالب ال النادر‪،‬‬
‫وللوسائل حكم املقاصد‪ ،‬واملآل معترب يف سد الذرائع‪.‬‬
‫يقول الدكتور نور الدين خمتار اخلادمي(‪« :)1‬ينتقل حكم األلعاب اإللكرتونية من اإلباحة‬
‫إىل األحكام الرشعية األربعة (الوجوب والندب والتحريم والكراهة)‪ ،‬بحسب القرائن‬
‫الواردة عىل هذه األلعاب‪ ،‬ومن هذه القرائن أو املالبسات األرضار الصحية التي تصحب‬
‫هذه األلعاب إذا أدمن عليهاالالعب‪ ،‬واسرتسل فيها من دون ضابط أو رابط‪ ،‬وكذلك‬
‫الفوائد واملنافعالذهنية والنفسية واحلركية التي يكسبها الالعب بقيامه بنوع من األلعاب‬
‫التي حتقق ذلك‪ ،‬وعليه فإن احلكم عىل األلعاب يتحدد بناء عىل ذلك‪ ،‬وينتقل من اإلباحة إىل‬
‫غريها بحسب ما تفيض إليه من نتائج خمتلفة‪ ،‬كاملنافع واألرضار‪ ،‬وما تتعلق به من مالبسات‬
‫ومعطيات وتداخل مع أمور أخرى»‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تأثري االلعاب االلكرتونية عىل قيم مقاصد الرشيعة‬
‫اهتم الباحثون بتنوع اختصاصاهتم بمسألة تأثري حمتوى االلعاب االلكرتونية عىل مستخدميها‬
‫لكل الفئات العمرية‪ ،‬والسيام االطفال واملراهقني‪ ،‬وقد اعتمدنا عىل ثالثة احصائيات حديثة‬
‫قامت هبا مراكز بحثية وبعض الباحثني‪.‬‬
‫االحصائية االوىل‪ :‬تعلقت باستقصاء املخالفات التي تضمنتها االلعاب االلكرتونية‬
‫جتاه منظومة القيم املتعلقة بالرضوريات اخلمس‪ ،‬وقام هبا مركز تصنيف وتطوير االلعاب‬
‫االلكرتونية يف اهليئة العاملية للوسائل التقنية إحدى هيئات رابطة العامل االسالمي ‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬دراسة له بعنوان”الرؤية الفقهية لأللعاب اإللكرتونية‪ ،‬نرشت ضمن كتاب ندوة الفقه‬
‫االسالمي يف عامل متغري‪ ،‬وزارة االوقاف والشؤون الدينية يف سلطنة عامن‪ ،‬ط‪( ،2012/1‬ص ‪.)378‬‬

‫‪- 114 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫االحصائية الثانية‪ :‬تعلقت بدراسة مدى تأثري األلعاب االلكرتونية عىل قيم األوالد‬
‫وسلوكياهتم من وجهة نظر االرسة البغدادية‪ ،‬وقامت باعدها مجعية مركز البصرية للبحوث‬
‫والتطوير االعالمي‪.‬‬
‫االحصائية الثالثة‪ :‬دراسة عن إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية من وجهة نظر‬
‫طالب التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬أعدها الدكتور عبداهلل بن عبدالعزيز اهلدلق‪ ،‬يف جامعة‬
‫امللك سعود‪.‬‬
‫وسنقوم أوال بعرض جدول هذه االحصائيات ثم نعمل عىل حتليها يف ضوء تأثريها عىل‬
‫منظومة قيم مقاصد الرشيعة‬
‫جدول رقم (‪)1‬‬
‫إحصائية مركز تصنيف وتطوير األلعاب االلكرتونية يف اهليئة العاملية للوسائل‬
‫التقنية – إحدى هيئات رابطة العامل اإلسالمي (‪ )Egrdc‬بشأن املخالفات يف األلعاب‬
‫اإللكرتونية املعتمدة حديثا (‪.) 2017‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫نوع املخالفة‬
‫‪%37‬‬ ‫خمالفات إيامنية (دينية)‬
‫‪%67‬‬ ‫خمالفات نفسية‬
‫‪%35‬‬ ‫خمالفات عقلية‬
‫‪%43‬‬ ‫خمالفات العرض والنسب‬
‫‪%17‬‬ ‫خمالفات مالية‬

‫‪- 115 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫جدول رقم (‪)2‬‬
‫احصائية مركز البصرية للبحوث والتطوير االعالمي عن مدى تأثري األلعاب‬
‫االلكرتونية عىل منظومة قيم األبناء وسلوكياهتم من وجهة نظر االرسة يف بغداد‬
‫(‪.)2017‬‬
‫النسبة املئوية‬ ‫املفردة‬ ‫القيم‬ ‫ت‬
‫‪%44.1‬‬ ‫تأثريها عىل معتقداته‬ ‫‪1‬‬
‫‪%51.4‬‬ ‫تأثريها عىل أدائه العبادات‬ ‫قيم حفظ الدين‬ ‫‪2‬‬
‫‪%48.4‬‬ ‫تأثريها عىل أخالقه‬ ‫‪3‬‬
‫‪%54.0‬‬ ‫تأثريها عىل سلوكياته العنفية‬ ‫‪4‬‬
‫قيم حفظ النفس‬
‫‪%55.2‬‬ ‫تأثريها عىل صحته‬ ‫‪5‬‬
‫‪%52.8‬‬ ‫تأثرها عىل عالقته االرسية واالجتامعية‬ ‫‪6‬‬
‫تأثريها عىل حيائه ومتابعته للمناظر غري‬ ‫قيم حفظ العرض‬
‫‪%52.7‬‬ ‫‪7‬‬
‫املحتشمة ومظهره‬
‫‪%56.8‬‬ ‫تأثريها عىل حتصيله الدرايس‬ ‫‪8‬‬
‫قيم حفظ العقل‬
‫‪%57.5‬‬ ‫تأثريها عىل استثامر وقته‬ ‫‪9‬‬
‫‪%55.9‬‬ ‫تأثريها عىل إنفاقه املال‬ ‫‪10‬‬
‫قيم حفظ املال‬
‫‪%54.1‬‬ ‫تأثريها عىل ترصفاته املالية‬ ‫‪11‬‬

‫‪- 116 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫جدول رقم (‪)3‬‬
‫احصائية أعدها الدكتور عبداهلل بن عبدالعزيز اهلدلق عن إجيابيات وسلبيات األلعاب‬
‫اإللكرتونية من وجهة نظر طالب التعليم العام بمدينة الرياض ‪.‬‬

‫النسبة املئوية‬ ‫املفردة‬ ‫القيم‬


‫‪%79‬‬ ‫خمالفات رشعية وعقدية‬
‫‪%72.25‬‬ ‫تتضمن سحر وشعوذة‬
‫قيم حقظ الدين‬
‫‪%76.5‬‬ ‫التهاون يف أدائه الصالة‬
‫‪%70‬‬ ‫تأثريها عىل أخالقه (الكذب)‬
‫‪%76.25‬‬ ‫تشجع عىل العنف‬
‫‪%76.75‬‬ ‫مشاكل صحية تتعلق بالبرص‬
‫قيم حفظ النفس‬
‫‪%62.5‬‬ ‫مشاكل صحية تتعلق بالسمنة‬
‫‪%66.5‬‬ ‫مشاكل نفسية‬
‫‪%63.75‬‬ ‫مشاكل اجتامعية‬
‫‪%71‬‬ ‫عزلة ارسية‬
‫قيم حفظ العرض‬
‫‪%62.5‬‬ ‫تفكك ارسي‬
‫‪%76.5‬‬ ‫مشاهد غري حمتشمة‬
‫‪%74.75‬‬ ‫مشاكل متعلقة باجلهاز العصبي‬
‫‪%71.5‬‬ ‫التأخر يف الذهاب للمدرسة‬
‫‪%72.5‬‬ ‫تدين يف حتصيله الدرايس‬ ‫قيم حفظ العقل‬
‫‪%73‬‬ ‫تأثريها عىل وقته املخصص لدراسة‬
‫‪%75.75‬‬ ‫ادمان االنرتنت‬
‫‪%62‬‬ ‫مضيعة للامل‬ ‫قيم حفظ املال‬
‫‪%66.5‬‬ ‫ترصفات مالية سلبية (رسقة)‬ ‫(خمالفات مالية)‬

‫‪- 117 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫حتليل نتائج الدراسات االحصائية املتعلقة بتأثري االلعاب االلكرتونية عىل القيم‬
‫ومن خالل اإلطالع عىل الدراسات ذات العالقة‪ ،‬والدراسات االحصائية املهتمة ببيان‬
‫اآلثار السلبية لأللعاب اإللكرتونية وتصنيف ارضارها‪ :‬الدينية‪ ،‬والسلوكية واألمنية‪ ،‬والصحية‪،‬‬
‫واإلجتامعية‪ ،‬والتعليمية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬وبناء عىل طبيعة هذه الدراسة املتعلقة بآثار االلعاب‬
‫االلكرتونية عىل قيم مقاصد الرشيعة يمكن تصنيفها اىل اآليت‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تأثري االلعاب االلكرتونية عىل قيم حفظ الدين‬
‫يف ظل ضعف الوازع الديني وغياب أجهزة الرقابة الرسمية عىل حمالت بيع األلعاب‬
‫اإللكرتونية ومراكز األلعاب وضعف مراقبة األرسة ملا يامرسه أبناؤهم من األلعاب وعدم‬
‫الوعي بمخاطر ذلك‪ ،‬أدى هذا إىل ترسب ألعاب وبرامج هدامة تروج ألفكار وألفاظ‬
‫وعادات تتعارض مع تعاليم الدين وعادات وتقاليد املجتمع وهتدد االنتامء للوطن‪ ،‬كام تسهم‬
‫بعض االلعاب يف تكوين ثقافة مشوهة ومرجعية تربوية مستوردة‪ .‬وبأن بعض األلعاب تدعو‬
‫إىل الرذيلة والرتويج لألفكار اإلباحية الرخيصة التي تفسد عقول األطفال واملراهقني عىل حد‬
‫سواء(‪.)1‬‬
‫‪1‬تأثريها عىل قيمة االيامن‪ :‬‬ ‫‪-1‬‬
‫كام أشارت بعض الدراسات إىل أن حمتويات ومضامني بعض األلعاب اإللكرتونية‪ ،‬بام‬
‫حتمله من سلبيات وطقوس دينية معادية ومسيئة للديانات وبالذات الدين اإلسالمي‪ ،‬قد تؤثر‬
‫سلبا عىل الالعب أو ا ُملشاهد(‪.)2‬‬
‫يتضح من النتائج أن ‪ % 79‬من طالب التعليم العام يرون أن بعض األلعاب اإللكرتونية‬
‫حتتوي عىل خمالفات رشعية وعقدية‪ ،‬كام يرى ‪ %72.25‬منهم أن بعض األلعاب اإللكرتونية‬

‫((( سلبيات واجابيات االلعاب االلكرتونية مي‪.‬تم استعراضه بتاريخ ‪1432/12/25‬هـ عىل‬
‫الرابط ‪. topic-http://alexmedia.forumsmotions.com/t150‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دراسة بعنوان‪ ،‬نصائح مهمة ملتابعي األلعاب اإللكرتونية‪ .‬باسم االنباري ‪.‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫حتتوي عىل أعامل سحر وشعوذة(‪.)1‬‬
‫يف حني ترى االرسة ان االلعاب االلكرتونية تؤثر عىل معتقدات ابنائهم بنسة ‪،%44.1‬‬
‫ويبدو أن مماريس االلعاب وإن كانوا أقل عمرا اال اهنم يرون خطر التأثري أكرب مما تراه االرسة‪.‬‬
‫‪2‬قيمة االلتزام بالطاعات‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫كام أن تعلق األطفال واملراهقني باأللعاب اإللكرتونية قد يلهيهم عن أداء بعض العبادات‬
‫الرشعية‪ ،‬وبالذات أداء الصلوات اخلمس يف أوقاهتا مع اجلامعة يف املسجد(‪.)2‬‬
‫ويرى‪ %76.5‬من طالب التعليم العام أن ممارسة األلعاب اإللكرتونية قد تؤدي إىل عدم‬
‫أداء الصالة يف وقتها‪ ،‬فضال عن عدم أدائها مع اجلامعة يف املسجد(‪.)3‬‬
‫والحظت االرسة أن نسبة هتاون االوالد يف أداء العبادات بلغت ‪ ،%51.4‬وهذا مؤرش‬
‫خطري لتأثر ابناء العوائل امللتزمة هبذه االلعاب فضال عن غري امللتزمني اصال‪.‬‬
‫‪3‬قيمة حسن اخللق‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫كام أهنا قد تلهيهم عن طاعة الوالدين واالستجابة هلم وتلبية طلباهتم‪ ،‬باإلضافة إىل إهلائهم‬
‫عن صلة األرحام وزيارة األقارب(‪.)4‬‬
‫وشكلت مشكلة تعلم الكذب بسبب استخدام االلعاب االلكرتونية نسبة عالية ‪،% 70‬‬
‫باقرار الطالب الذين يامرسوهنا(‪.)5‬‬

‫((( ينظر‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب‬
‫التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور عبداهلل بن عبدالعزيز اهلدلق‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬منشورة عىل‬
‫موقع االلوكة‪(،‬ص)‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬نصائح مهمة ملتابعي األلعاب اإللكرتونية‪ ،‬باسم االنباري‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب‬
‫التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬نصائح مهمة ملتابعي األلعاب اإللكرتونية‪ .‬باسم االنباري ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب‬
‫التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق‪.‬‬

‫‪- 119 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫من جانبها شكلت مشكلة تأثري االلعاب عىل اخالقيات االبناء نسبة ‪ %48.4‬من وجهة‬
‫نظر االرسة(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬تأثري االلعاب االلكرتونية عىل قيم حفظ النفس‪:‬‬
‫تكاد جتمع الدراسات عىل أن األلعاب االلكرتونية تتسم بالعنف وتؤدي إىل مضاعفة‬
‫اهليجان الفسيولوجي الوظيفي وتراكم املشاعر واألفكار العدوانية‪ ،‬وتناقص يف السلوك‬
‫االجتامعي السوي املنضبط‪ ..‬وهلا أيض ًا آثار سلبية عىل صحة األطفال كضعف البرص والسمنة‬
‫املفرطة وحدوث النوبات املرضية كام قدمت الباحثة فاطمة نصيف‪.‬يف مؤمتر احلوار الوطني‬
‫الثاين الذي عقد يف مكة املكرمة‪ ،‬قائمة مهمة بالدراسات واألبحاث التي تثبت الدور الكبري‬
‫الذي تقوم به هذه األلعاب وأفالم العنف التي تبث عرب القنوات الفضائية يف تأصيل القتل‬
‫والعنف لدى األطفال واملراهقني وأيض ًا الشباب الفتة النظر إىل رضورة اختاذ موقف منها(‪.)2‬‬
‫‪1‬قيمة السلم املجتمعي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫هنالك نسبة كبرية من األلعاب اإللكرتونية تعتمد عىل التسلية واالستمتاع بقتل اآلخرين‬
‫وتدمري أمالكهم واالعتداء عليهم بدون وجه حق‪ ،‬كام تعلامألطفال واملراهقني أساليب‬
‫ارتكاب اجلريمة وفنوهنا وحيلها وتنمي يف عقوهلم قدرات ومهارات التها العنف والعدوان‬
‫ونتيجتها اجلريمة وهذه القدرات تكتسب من خالل االعتياد عىل ممارسة تلك األلعاب(‪. )3‬‬
‫كام تؤكد دراسة أخرى عىل أنه وفقا للعديد من الدراسات واألبحاث فإن ممارسة األلعاب‬
‫اإللكرتونية كانت السبب يف بعض املآيس فقد ارتبطت نتائج هذه األلعاب خالل اخلمسة‬
‫والثالثني عام ًا األخرية بازدياد السلوك العنيف وارتفاع معدل جرائم القتل واالغتصاب‬
‫واالعتداءات اخلطرية يف العديد من املجتمعات‪ ،‬والقاسم املشرتك يف مجيع هذه الدول هو‬

‫((( احصائية مركز البصرية للبحوث والتطوير االعالمي لسنة ‪.2017‬‬


‫((( ينظر‪ :‬اخلطر يف العاب الفيديو لألطفال‪ ،‬نورة السعد‪ .‬جريدة الرياض‪ .‬العدد‪.)13406( :‬‬
‫الثالثاء ‪ 27‬حمرم ‪1426‬هـ ‪ 8 -‬مارس ‪.2005‬‬
‫((( ينظر‪ :‬سلبيات واجابيات االلعاب االلكرتونية مي ‪.‬‬

‫‪- 120 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫العنف الذي تعرضه وسائل اإلعالم أو األلعاب اإللكرتونية ويتم تقديمه لألطفال واملراهقني‬
‫بصفته نوع ًا من أنواع التسلية واملتعة(‪.)1‬‬
‫وتوصلت الباحثة ويلكنسن‪ ،‬التي أجرت متابعة ميدانية للعديد من األلعاب اإللكرتونية‬
‫وتأثريها عىل األطفال واملراهقني‪ ،‬اىل أن األلعاب تغريت إىل حد كبري مقارنة بأول مرة تم‬
‫تقديمها‪ ،‬حيث كانت األلعابسابق ًا حتتوي عىل مواجهة األعداء اخليالني كغزاة كوكب األرض‬
‫والشخوص الكرتونية‪ ،‬واألرواح الرشيرة‪ ،‬واملتسلطني األرشار عىل سبيل املثال‪ .‬إال أن العنف‬
‫الذي حتتوي عليه األلعاب اإللكرتونية هذه األيام ال حد له‪ ،‬ويامرس دون أي مسوغ‪ ،‬ويتم يف‬
‫بعض احلاالت حتديد السلوك غري األخالقي وغري املهذب كهدف هلذه اللعبة أو األلعاب(‪.)2‬‬
‫أثبتت األبحاث التي أجريت يف الغرب وجود عالقة بني السلوك العنيف للطفل ومشاهد‬
‫العنف التي يراها عىل شاشة التلفاز أو يامرسها يف األلعاب اإللكرتونية (‪.)3‬‬
‫وأثبتت الدراسات بأن العنف يتضاعف بلعب األلعاب ذات التقنية العالية التي تتسم هبا‬
‫ألعاب اليوم(‪.)4‬‬
‫وأن نسبة كبرية من األلعاب اإللكرتونية تعتمد عىل التسلية واالستمتاع بقتل اآلخرين‬
‫وتدمري أمالكهم واالعتداء عليهم بدون وجه حق‪ ،‬وتعلم األطفال واملراهقني أساليب‬
‫ارتكاب اجلريمة وفنوهنا وحيلها وتنمي يف عقوهلم قدرات ومهارات العنف والعدوان التي‬
‫تقودهم يف النهاية إىل إرتكاب اجلرائم‪.‬فعىل سبيل املثال أجريت دراسة كندية ملراجعة وتقويم‬
‫املحتوى لثالث مائة لعبة الكرتونية‪ ،‬ويف النتائج تم رصد مائتني وأثنتني وعرشين (‪ )222‬لعبة‬

‫((( ينظر‪ :‬اخلطر يف العاب الفيديو لألطفال‪ ،‬نورة السعد‬


‫((( ينظر‪ :‬اخلطر يف العاب الفيديو لألطفال‪ ،‬نورة السعد‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬طفلك واأللعاب اإللكرتونية ‪ -‬مزايا وأخطار (‪ )1‬أبو جراح‪ .‬املتميزة‪ :‬العدد الثالث‬
‫والعرشون ـ ذو القعدة ‪.1425‬‬
‫((( ينظر‪ :‬اخلطر يف العاب الفيديو لألطفال‪ ،‬نورة السعد ‪.‬‬

‫‪- 121 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫منها تعتمد اعتامد ًا مبارش ًا عىل فكرة ارتكاب اجلريمة والقتل(‪.)1‬‬
‫كام ذكرت دراسة أمريكية أن ممارسة األطفال األلعاب اإللكرتونية التي تعتمد عىل العنف‬
‫يمكن أن تزيد من األفكار والسلوكيات العدوانية عندهم‪ ،‬وأشارت الدراسة أيضا إىل أن‬
‫هذه األلعاب قد تكون أكثر رضر ًا من أفالم العنف التلفزيونية أو السينامئية ألهنا تتصف‬
‫بصفة التفاعلية بينها وبني الطفل وتتطلب من الطفل أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها‬
‫ويامرسها(‪.)2‬‬
‫وكثري من االلعاب االلكرتونية احلديثة تزيد رصيد الالعب يف النقاط كلام تزايد عدد قتاله‪،‬‬
‫فهنا يتعلم الطفل ثانية أن القتل يشء مقبول وممتع‪ .‬‬
‫وأوصت األهل واملربني بالتعامل بحذر مع برامج التسلية املعدة للكبار كام يتعاملون مع‬
‫األدوية أو املواد الكياموية املوجودة يف املنزل‪.‬‬
‫ويف هذا السياق كذلك يقول الكولونيل ديف غروسامن‪ ،‬أستاذ علم النفس سابق ًا بأكاديمية‬
‫ويست بوينت العسكرية بالواليات املتحدة األمريكية(‪ :)3‬بأن بعض األلعاب اإللكرتونية‬
‫تضاهي أعامل القتل التي تعلم اإلنسان مع مرور الوقت حتدي شخص آخر ووضع هناية‬
‫حلياته‪.‬وكام هو معروف فإن األطفال بطبيعتهم اليميلون إىل القتل ولكنهم يتعلمونه من خالل‬
‫أعامل العنف التي يتم عرضها بصفتها نوع ًامن أنواع التسلية واملتعة عن طريق التلفزيون‬
‫وأفالم وألعاب الفيديو(‪.)4‬‬
‫كام يقول الدكتور كليفورد هيل‪ ،‬املرشف العلمي يف اللجنة الربملانية الربيطانية لتقيص‬
‫مشكلة األلعاب اإللكرتونية يف بريطانيا‪:‬لقد اغتصبت براءة أطفالنا أمام أعيننا وبمساعدتنا‬
‫بل وبأموالنا أيض ًا‪ ،‬وحتى لو صودرت مجيع هذه األرشطة فإن األمر سيكون متأخر ًا للغاية يف‬

‫ينظر‪ :‬سلبيات واجابيات االلعاب االلكرتونية مي ‪.‬‬ ‫(((‬


‫ينظر‪ :‬طفلك واأللعاب اإللكرتونية ‪ -‬مزايا وأخطار أبو جراح‪.‬‬ ‫(((‬
‫ينظر‪ :‬سلبيات واجيابيات االلعاب االلكرتونية مي ‪.‬‬ ‫(((‬
‫ينظر‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬نفسه‪.‬‬ ‫(((‬

‫‪- 122 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫منعنمو جيل يامرس أشد أنواع العنف تطرف ًا يف التاريخ املعارص(‪.)1‬‬
‫كام حتدث املجدوب‪ ،‬مستشار املركز القومي للبحوث االجتامعية بالقاهرة‪ ،‬عن بعض‬
‫اآلثار السلبية لأللعاب اإللكرتونية(‪ ،)2‬حيث أشار إىل أن األلعاب اإللكرتونية تصنع طف ً‬
‫ال‬
‫عني ًفا‪ ،‬وذلك ملا حتويه من مشاهد عنف يرتبط هبا الطفل‪ ،‬ويبقى أسلوب ترصفه يف مواجهة‬
‫املشاكل التي تصادفه يغلب عليه العنف‪ ،‬ويضيف املجدوب بأنه ليس رش ًطا أن حيدث السلوك‬
‫العنيف بعد مشاهدة العنف مبارشة كام يعتقد البعض‪ ،‬بل إن مشاهد العنف ختتزن يف العقل‬
‫الباطن‪ ،‬وخترج حينام تتيح هلا الظروف اخلارجية هذا من خالل مثري يشجع العنف املختزن يف‬
‫العقل الباطن عىل اخلروج‪.‬‬
‫ويف دراسة عن جمتمع طالب التعليم العام يف اململكة العربية السعودية توصلت إىل أن‬
‫‪ %76.25‬من طالب التعليم العام يرون أن األلعاب اإللكرتونية تشجع عىل العنف(‪.)3‬‬
‫وتوصلت دراسة مركز البصرية للبحوث والتطوير االعالمي أن االرس يف بغداد شخصت‬
‫بنسبة ‪ %54‬تزايد سلوكيات عنفية لدى ابنائهم نتيجة استخدام االلعاب االلكرتونية‪.‬‬
‫‪2‬األرضار الصحية‪ :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫خترب أستاذة طب األطفال بجامعة عني شمس إهلام حسني‪ ،‬يف دراسة هلا أنه عىل مدى‬
‫اخلمس عرشة سنة املاضية ومع انتشار األلعاب اإللكرتونية‪ ،‬ظهرت جمموعة جديدة من‬
‫اإلصابات املتعلقة باجلهاز العظمي والعضيل نتيجة احلركة الرسيعة املتكررة‪ ،‬موضحة أن‬
‫اجللوس لساعات عديدة أمام احلاسب أو التلفاز يسبب آالم ًا مربحة يف أسفل الظهر‪ ،‬كام أن‬
‫كثرة حركة األصابع عىل لوحة املفاتيح تسبب أرضارا بالغة إلصبع اإلهبام ومفصل الرسغ‬
‫نتيجة لثنيهام بصورة مستمرة‪ ،‬كام اشتكى العديد من األطفال من آالم الرقبة وخاصة الناحية‬

‫((( ينظر‪ :‬سلبيات واجيابيات االلعاب االلكرتونية مي ‪.‬‬


‫((( ينظر‪ :‬طفلك واأللعاب اإللكرتونية ‪ -‬مزايا وأخطار أبو جراح ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب‬
‫التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق ‪.‬‬

‫‪- 123 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫اليرسى منها إذا كان الطفل يستخدم اليد اليمنى‪ ،‬ويف اجلانب األيمن إذا كان أعرس نتيجة‬
‫لرسعة استخدام اليد وشد عضالت الرقبة وعظمة اللوح واجللسة غري السليمة‪ .‬وحذرت‬
‫من االستخدام املتزايد أللعاب احلاسب االهتزازية من قبل األطفال الحتامل ارتباطهباإلصابة‬
‫بمرض ارتعاش األذرع واألكف(‪.)1‬‬
‫كام تؤثر األلعاب اإللكرتونية سل ًبا عىل نظر األطفال‪ ،‬إذ قد يصاب الطفل بضعف النظر‬
‫نتيجة تعرضه ملجاالت األشعة الكهرومغناطيسية قصرية الرتدد املنبعثة من شاشات التلفاز‬
‫أو احلاسب التي جيلس أمامها ساعات طويلة أثناء ممارسته اللعب‪،‬كام أن حركة العينني تكون‬
‫رسيعة جدا أثناء ممارسة األلعاب اإللكرتونية مما يزيد من فرص إجهادها‪ ،‬هذه بدورها تؤدي‬
‫إىل حدوث امحرار بالعني وجفاف وحكة وزغللة‪ ،‬وكلها أعراض تعطي اإلحساس بالصداع‬
‫والشعور باإلجهاد البدين وأحيانا بالقلق واالكتئاب‪.‬‬
‫وكشف بحث طبي أعدته إحدى اجلامعات اهلولندية أن بقاءاألطفال يف املنازل يف ساعات‬
‫النهار ملامرسة األلعاب اإللكرتونية‪ ،‬وعدم اخلروج للتعرض ألشعة الشمس واحلصول عىل‬
‫الفيتامينات املطلوبة لنموا لعظام يتسبب يف املستقبل بإصابتهم بنقص فيتامني «د»‪ ،‬ويؤدي إىل‬
‫إصابتهم هبشاشة يف العظام بصورة مبكرة عن غريهم‪ ،‬وآالم يف الظهر ويف الركبتني قد تتطور‬
‫إىل التهابات يف املفاصل كام تصبح مناعتهم ضعيفة‪ ،‬كام أن بقاء األطفال لساعات طويلة معا‬
‫يف غرف ضيقة أو حمدودة التهوية تتسبب يف إصابتهم بفريوسات باجلهاز التنفيس‪ ،‬وبزيادة‬
‫احتامالت اإلصابة باألمراض املعدية(‪.)2‬‬
‫كذلك من أرضار األلعاب اإللكرتونية اإلصابة بسوء التغذية والبدانة‪ ،‬فالطفل ال يشارك‬
‫أرسته يف وجبات الغذاء والعشاء فيتعود األكل غري الصحي يف أوقات غري مناسبة للجسم‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬ألعاب الكومبيوتر االهتزازية مصدر رئييس ملرض ارتعاش األذرع‪ .‬إهلام حسني‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬األسباب النفسية واالجتامعية التي تقف وراء تعلق األطفال باأللعاب اإللكرتونية‪،‬‬
‫املتميز‪ .‬جملة ولدي‪ .‬العدد (‪ )66‬مايو ‪ 2004‬ـ (ص ‪.)48‬‬

‫‪- 124 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫وعىل سبيل املثال أكدت دراسة(‪ ،)1‬أن ارتفاع حاالت البدانة يف معظم دول العامل يعود إىل‬
‫متضية فرتات طويلة أمام التلفاز أو احلاسب‪ .‬فقد قام الباحثون بدارسة أكثر من ‪ 2000‬طالب‬
‫ترتاوح أعامرهم بني ‪ 9‬سنوات و‪ 18‬سنة‪ ،‬وتبني أن معدالت أوزان األطفال ازدادت من ‪54‬‬
‫انخفاضا حا ًدا يف اللياقة البدنية‪ ،‬فاألطفال من‬
‫ً‬ ‫كيلو جرا ًما إىل ‪ 60‬كيلو جرا ًما‪ ،‬كام أن هناك‬
‫ذوي ‪ 10‬سنوات يف عام ‪ 1985‬كانوا قادرين عىل الركض ملسافة ‪ 1.6‬كيلو مرت ملدة زمنية ال‬
‫تتجاوز ‪ 8.14‬دقيقة‪ ،‬أما أطفال اليوم فريكضون املسافة نفسها ولكن يف عرش دقائق أو أكثر(‪.)2‬‬
‫وتقدر مجعية السمنة األمريكية ‪،(American Obesity Association AOA‬‬
‫‪ 2005).‬أن ‪ ٪ 16‬من األطفال يف الواليات املتحدة يعانون من البدانة‪ ،‬ثالثة أضعاف املعدل‬
‫الذي كان عليه الوضع قبل عقدين من الزمن‪ .‬هذا وقد عزت مجعية السمنة األمريكية أسباب‬
‫السمنة لدى األطفال لعدد من العوامل واألسباب منها عىل سبيل املثال عادات تناول الطعام‪،‬‬
‫واملرشوبات الغازية‪ ،‬وعدم ممارسة الرياضة البدنية‪ ،‬وإمضاء ساعات طويلة أمام الشاشة‬
‫ملامرسة األلعاب اإللكرتونية‪ .‬كام أشار آدمز ‪ 2006) ،(Adams‬أن األطفال والشباب الذين‬
‫ترتاوح أعامرهم بني ‪ 8‬و ‪ 18‬سنة يمضون معظم أوقاهتم يف ممارسة األلعاب اإللكرتونية‬
‫أكثر من أي نشاط آخر باستثناء النوم (‪ 44.5‬ساعة يف األسبوع)‪ .‬وهذا بدوره يؤدي إىل‬
‫انخفاض النشاط البدين‪ ،‬ويوفر بيئة مثالية لزيادة الوزن والسمنة ‪(American Obesity‬‬
‫‪. (3) ،Association‬‬
‫ويف دراسة عن جمتمع طالب التعليم العام يف اململكة العربية السعودية أكد هؤالء الطالب‬
‫أن ممارسة األلعاب اإللكرتونية يؤدي إىل إصابة الذين يامرسوهنا بعدد من املشاكل الصحية‬
‫مثل‪ :‬قرص النظر‪ ،‬ضعف يف اإلبصار‪ ،‬مشاكل يف الرؤية‪ ،‬مشاكل صحية للجهاز العصبي‪،‬‬

‫((( ينظر‪ :‬طفلك واأللعاب اإللكرتونية ‪ -‬مزايا وأخطار أبو جراح ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬طفلك واأللعاب اإللكرتونية ‪ -‬مزايا وأخطار أبو جراح‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب‬
‫التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق ‪.‬‬

‫‪- 125 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫مشاكل صحية للعمود الفقري‪ ،‬مشاكل صحية لليدين‪ ،‬وإضطرابات يف النوم‪ ،‬وسوء يف‬
‫التغذية‪ ،‬ومشاكل نفسية‪ ،‬وزيادة يف الوزن‪.‬‬
‫هذا وقد تصدرت املشاكل املتعلقة بالبرص وذلك بنسبة ‪ ،% 76.75‬ومشاكل السمنة‬
‫وذلك بنسبة ‪ .% 62.5‬من وجهة نظر طالب التعليم العام يف الرياض(‪.)1‬‬
‫واما االرس البغدادية فقد رات بنسبة ‪ % 55.2‬خطر تأثري استخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫عىل ابنائهم‪.‬‬
‫ويف هذا السياق رصح الكولونيل ديفغروسامن‪ ،‬أستاذ علم النفس سابق ًا بأكاديمية ويست‬
‫بوينت العسكرية بالواليات املتحدةاألمريكية(‪ :)2‬إن األطفال بطبيعتهم اليميلون إىل العنف‬
‫ولكنهم يتعلمونه من خالل أعامل العنف التي يتم عرضها بصفتها نوع ًامن أنواع التسلية‬
‫واملتعة عن طريق التلفزيون وأفالم وألعاب الفيديو‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تأثري االلعاب االلكرتونية عىل قيم العرض والنسل‬
‫‪ .1‬األرضار االجتامعية (االنعزالية والتفكك االرسي وقلة احلياء)‪.‬‬
‫تؤكد كثري من الدراسات املعارصة عىل أن األلعاب اإللكرتونية تعرض الطفل إىل خلل يف‬
‫العالقات االجتامعية إن هو أدمن عىل ممارستها‪.‬‬
‫أما فاطمة القليني‪ -‬أستاذة علم االجتامع بكلية البنات بجامعة عني شمس ‪ -‬فقد أشارت‬
‫يف دراسة هلا إىل خطورة استخدام شخصيات إلكرتونية بعيدة عن الواقع‪ ،‬فهذه الشخصيات‬
‫وإن كانت تنمي خيال الطفل فإهنا يف الوقت ذاته تنمي مساحة االنفصال عن الواقع‪ ،‬وحتى‬
‫عندما يلتحم هبذا الواقع فإنه يتعامل بمنطق هذه الشخصيات اخليالية‪ ،‬وهو ما يفجر طاقات‬
‫التوتر‪ ،‬والعنف‪ ،‬والتحدي‪ ،‬واخلصومة الدائمة مع املجتمع املحيط(‪.)3‬‬

‫((( ينظر‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب‬
‫التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬سلبيات واجيابيات االلعاب االلكرتونية مي ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬طفلك واأللعاب اإللكرتونية ‪ -‬مزايا وأخطار أبو جراح ‪.‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫ويف حديثه عن اآلثار االجتامعية السلبية لأللعاب اإللكرتونية عىل األطفال ذكر‬
‫املجذوب(‪ ،)1‬أهنا تصنع طف ً‬
‫ال غري اجتامعي‪ ،‬فالطفل الذي يقيض ساعات طوال يف ممارسة‬
‫األلعاب اإللكرتونية بدون تواصل مع اآلخرين‪ ،‬جيعل منه طف ً‬
‫ال غري اجتامعي منطويا عىل ذاته‬
‫عىل عكس األلعاب الشعبية التي تتميز بالتواصل‪ .‬كام أن إرساف الطفل يف التعامل مع عوامل‬
‫الرمز يمكن أن يعزله عن التعامل مع عامل الواقع فيفتقد املهارة االجتامعية يف إقامة الصداقات‬
‫والتعامل معاآلخرين ويصبح الطفل خجوال ال جييد الكالم والتعبري عن نفسه‪.‬‬
‫وقد توصلت دراسة عن طالب التعليم العام إىل أن االلعاب االلكرتونية تؤدي اىل عزلة‬
‫بعض الالعبني عن بقية أفراد األرسة وذلك بنسبة ‪ ،% 71‬وزيادة املشاكل يف املجتمع وذلك‬
‫بنسبة ‪ ،%63.75‬والتفكك األرسي وذلك بنسبة ‪.)2(% 62.5‬‬
‫يف حني توصلت دراسة مركز البصرية للبحوث والتطوير االعالمي أن االرس يف بغداد‬
‫شخصت بنسبة ‪ %52.8‬االرضار االرسية واالجتامعية لدى ابنائها نتيجة استخدامهم‬
‫االلعاب االلكرتونية‪.‬‬
‫ويمكن تفسري هذه النسب ملا حتمله هذه األلعاب من أخالقيات وأفكار سلبية تغذي‬
‫االنفصال األرسي وتضعف الرتابط اإلنساين مع اآلخرين وألهنا تربط االطفال واملراهقني‬
‫بالقيم واألخالقيات الغربية التي تفصله عن جمتمعه وأصالته(‪.)3‬‬
‫‪ .2‬هتديد احلياء والعفة‪:‬‬
‫توصلت دراسة عن جمتمع طالب التعليم العام يف السعودية إىل أن ‪%76.5‬من عينة‬
‫الدراسة يرى أن بعض األلعاب اإللكرتونية حتتوي عىل مشاهد غري حمتشمة(‪.)4‬‬

‫((( ينظر‪ :‬طفلك واأللعاب اإللكرتونية ‪ -‬مزايا وأخطار أبو جراح‪.‬‬


‫((( ينظر‪ :‬إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب التعليم‬
‫العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬طفلك واأللعاب اإللكرتونية ‪ -‬مزايا وأخطار أبو جراح‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب‬

‫‪- 127 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫أما االرسة البغدادية فرتى بنسبة ‪ %52.7‬ان لاللعاب االلكرتونية تأثرا عىل حيائهم‬
‫وحشمتهم ‪.‬‬
‫وتوصلت دراسة علمية إىل أن إحتواء بعض األلعاب اإللكرتونية عىل مشاهد غري حمتشمة‬
‫يؤدي إىل إنتشار الرذيلة والرتويج لألفكار اإلباحية الرخيصة التي تفسد عقول األطفال‬
‫واملراهقني عىل حد سواء(‪.)1‬‬
‫رابعا‪ :‬تأثري االلعاب االلكرتونية عىل قيم حفظ العقل‪:‬‬
‫‪1‬ارضار ومشاكل عقلية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تؤكد كثري من الدراسات املعارصة عىل أن األلعاب اإللكرتونية هلا أرضار كبرية عىل‬
‫عقلية الطفل‪ ،‬فقد يتعرض الطفل إىل إعاقة عقلية واجتامعية إن هو أدمن عىل ممارستها‪ .‬فعىل‬
‫سبيل املثال أطلقت املنظمة السويدية لرعاية الشباب حتذير ًا بشأن إدمان لعبة ‪World of‬‬
‫‪ ،Warcraft‬حيث أشارت أن هذه اللعبة تشبه خمدر الكوكايني بالنسبة لعشاق األلعاب‬
‫اإللكرتونية فبعض الالعبني ال يستطيعون االمتناع عن لعبها بشكل مريض‪ .‬ويأيت هذا التحذير‬
‫بعد ورود أخبار عن اهنيار صبي ‪ -‬يف اخلامسة عرش من عمره ‪ -‬بعد أن قام بلعب ‪World of‬‬
‫‪ Warcraft‬ليوم كامل ما أدى الهنياره يف النهاية(‪.)2‬‬
‫وتشري دراسة امريكية بأن االطفال األمريكيني يمضون يف ممارسة األلعاب اإللكرتونية‬
‫أوقاتا طويلة تتساوى مع األوقات التي يمضوهنا يف التعلم املدريس‪ .‬وانه بوصول الفرد‬
‫األمريكي سن احلادي والعرشين (‪ 21‬سنه) فإنه سيكون أمىض عرشة االف (‪ )10000‬ساعة‬

‫التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق‬


‫((( ينظر‪ :‬سلبيات واجيابيات االلعاب االلكرتونية مي ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬منتديات قبائل هتامة عسري (‪ .)2010‬أرضار البالي ستيشن عىل األطفال‪ .‬تم استعراضه‬
‫عىل الرابط ‪http://asir-vip.com/vb/showthread.‬‬ ‫بتاريخ‪1433/2/27‬هـ‬
‫‪.28459=php?t‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫عىل األقل يف ممارسة األلعاب اإللكرتونية‪.)1((McGonigal.،‬‬
‫كام أثبتت البحوث العلمية لألطباء يف اليابان أن بعض الومضات الضوئية املنبعثة من‬
‫نادرا من الرصع‪ ،‬وأن األطفال أكثر عرضة لإلصابة‬
‫شاشات االجهزة احلديثة تسبب نو ًعا ً‬
‫هبذا املرض‪ .‬فقد استقبل أحد املستشفيات اليابانية ‪ 700‬طفل بعد مشاهدة أحد أفالم الرسوم‬
‫املتحركة‪ ،‬وبعد دراسة متعمقة تبني أن األضواء قد تسبب تشنجات ونوبات رصع فعلية لدى‬
‫األشخاص املصابني باحلساسية جتاه الضوء والذين يشكلون ‪ %1‬من جمموع سكان أي دولة(‪.)2‬‬
‫وتوصلت إحدى الدراسات اىل أن سهر األطفال واملراهقني طيلة الليل يف ممارسة األلعاب‬
‫اإللكرتونية يؤثر بشكل مبارش عىل جمهوداهتم الشخصية يف اليوم التايل‪ ،‬كام أنه يزيد من تعب‬
‫اجلسم والصداع‪ ،‬كام أن اللعب بشكل متواصل ملدة طويلة دون انقطاع قد تصل إىل سبع‬
‫ساعات قد يؤثر سلبا عىل خاليا املخ‪ ،‬وأنه كلام قلت مساحة شاشة التلفاز أو احلاسب زاد‬
‫تركيز الشخص عىل الشاشة مما يرهق البرص ويسبب الصداع(‪.)3‬‬
‫وتوصلت دراسة عن جمتمع طالب التعليم إىل أن نسبة املشاكل املتعلقة باجلهاز العصبي‬
‫بلغت ‪ .% 74.75‬وبلغت نسبة املشاكل النفسية ‪.)4(% 66.5‬‬
‫‪2‬التأثري عىل التحصيل الدرايس‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وأن ممارسة األلعاب اإللكرتونية يؤثر سلبا عىل التحصيل الدرايس ويؤدي إىل إمهال‬

‫((( ينظر‪ :‬إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية (‪ ،)2011‬ودوافع ممارستها من وجهة نظر‬
‫طالب التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬طفلك واأللعاب اإللكرتونية ‪ -‬مزايا وأخطار أبو جراح ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬نصائح مهمة ملتابعي األلعاب اإللكرتونية‪ .‬باسم االنباري تم استعراضه بتاريخ‬
‫‪1433/1/25‬هـ‪ .‬عىل الرابط ‪-http://alexmedia.forumsmotions.com/t150‬‬
‫‪.topic‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب‬
‫التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق‪.‬‬

‫‪- 129 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫الواجبات املدرسية واهلروب من املدرسة أثناء الدوام املدريس ويؤدي إىل اضطرابات يف‬
‫التعلم(‪.)1‬‬
‫ويف هذا السياق يروي أحد الباحثني أنه أثناء وجوده يف أحد حمالت األلعاب اإللكرتونية‬
‫جاء رجل يبدو عليه عالمات الغضب وهنر طفله أمامه‪ ،‬فسأله عن السبب يف ذلك فقال له‪ :‬إن‬
‫طفله مل َي ُعد يتواجد يف املنزل‪ ،‬فام إن يأيت إىل البيت قاد ًما من املدرسة حتى خيرج ويذهب إىل حمل‬
‫األلعاب اإللكرتونية‪ ،‬ويستمر هناك ألكثر من مخس ساعات‪ ،‬فال يتفرغ ألداء واجباته املدرسية‪،‬‬
‫وإن مستواه الدرايس قد تأخر منذ أن عرف الطريق إىل ممارسة األلعاب اإللكرتونية‪ ،‬كام خيرب‬
‫الباحث أنه رأى بنفسه أطفاال هيربون من الدراسة ويذهبون ملامرسة األلعاب اإللكرتونية(‪.)2‬‬
‫ويذكر(‪ ،)3‬أن من سلبيات األلعاب اإللكرتونية التي أثبتها الباحثون أنه عندما يتعلق الطفل‬
‫الصغري «ما دون العارشة» هبذه األلعاب فإن ذلك يؤثر سلبا عىل دراسته ونطاق تفكريه‪ .‬كام‬
‫أن سهر األطفال واملراهقني طيلة الليل يف ممارسة األلعاب اإللكرتونية يؤثر بشكل مبارش عىل‬
‫جمهوداهتم يف اليوم التايل‪،‬مما قد جيعل الالعبني غري قادرين عىل االستيقاظ للذهاب إىل املدرسة‪،‬‬
‫وإن ذهبوا‪ ،‬فإهنم قد يستسلموا للنوم يف فصوهلم املدرسية‪ ،‬بدال من اإلصغاء للمعلم‪ .‬وهذا‬
‫يتفق مع ما توصلت إليه دراسة (‪ ،)4‬من أن كثرة ممارسة األلعاب اإللكرتونية يف السنوات األوىل‬
‫من عمر الطفل‪ ،‬تؤدي إىل بعض االضطرابات يف مقدرة الطفل عىل الرتكيز يف أعامل أخرى‬
‫مثل الدراسة والتحصيل‪.‬‬

‫((( ينظر‪ :‬سلبيات واجيابيات االلعاب االلكرتونية مي ‪.‬‬


‫((( ينظر‪ :‬حياة أفضل بال “باليستيشن” عالء أبو العينني‪ ،‬رسالة اإلسالم‪ .‬تم استعراضه بتاريخ‬
‫‪ 27‬ذو القعدو ‪1432‬هـ عىل الرابط ‪http://woman.islammessage.com/article.‬‬
‫‪. 3502=aspx?id‬‬
‫((( ينظر‪ :‬نصائح مهمة ملتابعي األلعاب اإللكرتونية‪ .‬باسم االنباري ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬ألعاب الكومبيوتر االهتزازية مصدر رئييس ملرض ارتعاش األذرع‪ .‬إهلام حسني‪ ،‬جريدة‬
‫الرشق األوسط‪ .‬العدد‪ .)8559( :‬االحـد ‪ 23‬صفـر ‪1423‬هـ ‪ 5 -‬مايو ‪.2002‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫وتوصلت بعض الدراسات األجنبية التي إىل وجود أدلة قوية تثبت أن األطفال الذين‬
‫يمضون أوقاتا طويلة يف ممارسة األلعاب اإللكرتونية‪ ،‬وال سيام ألعاب العنف‪ ،‬فإن هذه يؤدي‬
‫إىل ضعف يف حتصيلهم االكاديمي يف املدرسة‪ ،‬وبالتايل حصوهلم عىل تصنيفات أكثر سلبية‬
‫من قبل املعلمني باملقارنة مع األطفال الذين يامرسون العابا أقل عنفا أو ال يامرسون األلعاب‬
‫)‪(1‬‬
‫اإللكرتونية عىل االطالق ‪، 2007) and (Walsh et al. ،(Anderson et al.‬‬
‫‪.(2006‬‬
‫ويرى طالب التعليم العام أن ممارسة األلعاب اإللكرتونية قد تؤثر سلبا عىل التحصيل‬
‫الدرايس وذلك بنسبة ‪.)2(% 72.5‬‬
‫وهذا ما اكدته االرسة يف بغداد إذ بلغت نسبة تشخيصهم لتدين مستوى التحصيل الدرايس‬
‫البنائهم نتيجة انشغاهلم بمامرسة االلعاب االلكرتونية ‪.)3( %56.8‬‬
‫‪3‬مضيعة للوقت‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أن طالب التعليم العام يرون أن ممارسة األلعاب اإللكرتونية قد يؤثر سلبا عىل الذين‬
‫يامرسوهنا من الناحية االكاديمية وذلك كام ييل‪ :‬تقلل من الوقت املخصص للدراسة وذلك‬
‫بنسبة ‪ ،% 73‬وتؤدي إىل عدم االستيقاظ والذهاب للمدرسة مبكرا وذلك بنسبة ‪71.5‬‬
‫‪.%‬واهنا تسبب إدمان االنرتنت وذلك بنسبة ‪.)4(% 75.75‬‬

‫((( ينظر‪ :‬ألعاب الكومبيوتر االهتزازية مصدر رئييس ملرض ارتعاش األذرع‪ .‬إهلام حسني‪ ،‬جريدة‬
‫الرشق األوسط‪ .‬العدد‪ .)8559( :‬االحـد ‪ 23‬صفـر ‪1423‬هـ ‪ 5 -‬مايو ‪ .2002‬نقال عن دراسة‪:‬‬
‫إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب التعليم العام بمدينة‬
‫الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب‬
‫التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬احصائية مركز البصرية للبحوث والتطوير االعالمي ‪. 2017‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب‬
‫التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق ‪.‬‬

‫‪- 131 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫وبلغت اعىل نسبة يف دراسة تشخيص االثار السلبية لاللعاب االلكرتونية من وجهة نظر‬
‫االرسة البغدادية إذ اكد ‪ % 57.5‬من االرس أن استخدامها أدى اىل مضيعة وقت اوالدهم‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬تأثري االلعاب االلكرتونية عىل قيم حفظ املال‪:‬‬
‫‪ .1‬االرضار االقتصادية (فوىض االنفاق) ‬
‫هذا وقد رصح الرئيس واملدير التنفيذي إلحتاد الربجميات الرتفيهية‪ p4) ،‬بأن “صناعة‬
‫األلعاب االلكرتونية (ألعاب الفيديو‪ ،‬واحلاسب‪ ،‬واالنرتنت‪ ،‬واألجهزة املحمولة) تعد واحدة‬
‫من أهم القطاعات االقتصادية‪ ،‬فهي تدر عىل أمريكا وحدها أكثر من ‪25‬مليار دوالرسنويا‪،‬‬
‫وتوظف أكثر من مائة وعرشون الف(‪ )120000‬شخص بمتوسط راتب سنوي يقدر بتسعني‬
‫الف دوالر (‪ )$ 90،000‬للموظف الواحد»‪.)1((Gallagher 2011.‬‬
‫كام ذكر(النفيعي‪ )2009 ،‬يف تقرير له ‪ -‬نرش يف صحيفة االقتصادية السعودية بتاريخ ‪-1-7‬‬
‫‪2009‬م ‪ -‬بأن حجم إنفاق الطفل السعودي عىل ألعاب الرتفيه اإللكرتوين يقدر بنحو ‪400‬‬
‫دوالر سنو ًيا‪ ،‬وأكد عىل أن السوق السعودية تستوعب ما يقرب من‪ 3‬ماليني لعبة إلكرتونية‬
‫يف العام الواحد‪ ،‬منها عرشة آالف لعبة أصلية والباقي تقليد‪ ،‬كام أن أسواق اململكة استوعبت‬
‫حوايل مليون و‪ 800‬ألف جهاز بالي ستيشن‪ ،‬وأن أكثر من ‪ %40‬من البيوت السعودية يوجد‬
‫جهازا واحدً ا عىل األقل (النفيعي‪.)2009 ،‬‬
‫ً‬ ‫لدهيا‬
‫وأما الدراسات املعارصة فتبني ارتفاعا مطردا يف مقدار االنفاق عىل االلعاب االلكرتونية‬

‫مقدار اإلنفاق عىل رشاء األلعاب يف العامل‬


‫(‪ )101‬مليار دوالر‬ ‫‪2016‬‬
‫(‪ )108‬مليار دوالر‬
‫‪2017‬‬
‫(‪ )51‬مليار يف أسيا‬
‫(‪ ) 128‬مليار دوالر‬ ‫املتوقع يف عام ‪2020‬‬

‫((( ينظر‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬نفسه ‪.‬‬

‫‪- 132 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫من جانبهم يرى طالب التعليم العام وبنسبة ‪ % 62‬أن ممارسة ألعاب االنرتنت مضيعة‬
‫للامل (‪.)1‬‬
‫يف حني ترى االرسة ان استخدام االلعاب االلكرتونية من قبل ابنائهم له تأثري سلبي عىل‬
‫انفاقهم املايل بنسبة ‪.%55.9‬‬
‫‪ .2‬ترصفات مالية سيئة‪:‬‬
‫تع ِّلم األلعاب اإللكرتونية األطفال واملراهقني أمور النصب واالحتيال فالطفل حيتال‬
‫عىل والديه ليقتنص منهم ما حيتاجه من أموال لإلنفاق عىل األلعاب اإللكرتونية إما بأن يأخذ‬
‫ال أن معلم الفصل طلب منهم أمواالً‬
‫منهم مصاريف درسه اخلصويص ليلعب هبا أو يدَّ عي مث ً‬
‫لتجميل الفصل أو لرشاء هدايا للمتفوقني يف االمتحان (‪. )2‬‬
‫ويف دراسة عن طالب التعليم العام يؤكد عينة الدراسة أن ممارسة االلعاب أدت اىل تعلم‬
‫الرسقة وذلك بنسبة ‪.)3(% 66.5‬‬
‫وترى االرسة بنسبة ‪ %54.1‬أن استخدام ابنائهم لاللعاب االلكرتونية أ ّثر عىل ترصفاهتم‬
‫املالية وازداد اساليب احتياهلم للحصول عىل مزيد من االموال النفاقها عىل ممارسة هذه‬
‫االلعاب‪ ،‬فضال عن تعمدهم الكذب بشان ذلك(‪.)4‬‬
‫واذا كانت احصائية مركز تصنيف وتطوير األلعاب االلكرتونية يف اهليئة العاملية للوسائل‬
‫التقنية قد توصلت اىل أن نسبة االرضار املالية (‪ )%17‬هي اقل االرضار مقارنة بغريها من‬
‫االرضار فإن ذلك يتعلق بمحتوى االلعاب‪ ،‬وما تم تشخيصه من قبل طالب التعليم العام‬
‫واالرسة فيتعلق بام تعلموه من حمتوى االلعاب فضال عن ممارسات مالية للحصول عىل تلك‬

‫((( ينظر‪ :‬املصدر السابق‪ ،‬نفسه ‪.‬‬


‫((( ينظر‪ :‬طفلك واأللعاب اإللكرتونية ‪ -‬مزايا وأخطار أبو جراح‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب‬
‫التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬احصائية مركز البصرية للبحوث والتطوير االعالمي ‪. 2017‬‬

‫‪- 133 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫االلعاب وهذا ما جعل نسبتها عالية يف هاتني الدراستني‪.‬‬

‫املبحث الثالث‬
‫مسؤولية األرسة يف تعامل األوالد مع األلعاب االلكرتونية‬
‫تتنوع مصادر املسؤولية يف املفهوم الرشعي وهي بصورة عامة مناطة بكل شخص او جهة‬
‫ني‬‫ج ِع َ‬ ‫ون((‪ ،)1‬وقال تعاىل‪َ ) :‬ف َو َر ِّب َك َلن َْس َأ َلن َُّه ْم َأ مْ َ‬ ‫وه ْم إِنهَّ ُ ْم َم ْس ُئو ُل َ‬ ‫هلا سلطة‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ِ :‬‬
‫)وق ُف ُ‬‫َ‬
‫ون (‪.)2(()93‬‬ ‫(‪َ )92‬عماَّ كَانُوا َي ْع َم ُل َ‬
‫ول َع ْن‬ ‫اإل َما ُم َرا ٍع َو ُه َو َم ْس ُئ ٌ‬ ‫ول َع ْن َر ِع َّيتِ ِه‪َ ،‬ف ِ‬
‫ول‪ُ ( :‬ك ُّلك ُْم َرا ٍع َو َم ْس ُئ ٌ‬ ‫ول اللهَِّ ﷺ َي ُق ُ‬ ‫وقال َر ُس ُ‬
‫اع َي ٌة َو ِه َي َم ْس ُئو َل ٌة‬ ‫ت َزو ِجها ر ِ‬ ‫ول َعن ر ِعيتِ ِه‪ ،‬وا َملر َأ ُة فيِ بي ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫الر ُج ُل فيِ َأ ْهله َرا ٍع َو ُه َو َم ْس ُئ ٌ ْ َ َّ َ ْ‬ ‫َرع َّيته‪َ ،‬و َّ‬
‫َع ْن َر ِع َّيتِ َها)(‪.)3‬‬
‫فاملسؤولية يف الرشيعة االسالمية مشرتكة وتضامنية بني مجيع أنواع السلطات‪ ،‬فالسلطة‬
‫احلاكمة تقع عىل عاتقها مسؤولية مراقبة ومتابعة ىثار هذه االلعاب الن من واجبها حفظ‬
‫الرضوريات للفرد واملجتمع‪ ،‬ومنع كل ما من شانه االعتداء عليها‪َ .‬ع ِن النَّبِ ِّي ﷺ َق َال‪( :‬إِ َّن اهللَ‬
‫الر ُج ُل َعلىَ َأ ْه ِل َب ْيتِ ِه)(‪.)4‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َسائ ٌل ك َُّل َرا ٍع َعماَّ اسْترَْ َعا ُه‪َ ،‬أ َحف َظ َذل َك َأ ْم َض َّي َع؟ َحتَّى ُي ْس َأ َل َّ‬
‫وتعزو بعض الدراسات تعاظم ارضار االلعاب االلكرتونية وآثارها السلبية اىل غياب‬
‫أجهزة الرقابة الرسمية عىل حمالت بيع األلعاب اإللكرتونية ومراكز األلعاب وعدم الوعي‬
‫بمخاطر ذلك(‪.)5‬‬

‫((( سورة الصافات‪ :‬اآلية (‪.)24‬‬


‫((( سورة احلجر‪ :‬اآلية (‪. )93-92‬‬
‫((( أخرجه البخاري‪( ،‬ج‪/3‬ص‪ ،)120‬حديث رقم‪ .)2409( :‬ومسلم‪( ،‬ج‪/3‬ص‪،)1459‬‬
‫حديث رقم‪.)1829( :‬‬
‫((( أخرجه الرتمذي (ج‪/4‬ص‪ ،)208‬حديث رقم‪ .)1705( :‬والنسائي يف الكربى‪( ،‬ج‪/8‬‬
‫ص‪ ،)278‬حديث رقم‪ ،)9129( :‬واللفظ له‪ ،‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬سلبيات واجيابيات االلعاب االلكرتونية مي‪ .‬وأيض ًا ينظر‪ :‬نصائح مهمة ملتابعي األلعاب‬

‫‪- 134 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫وتوصلت دراسة إىل أن من أسباب تزايد ارضار االلعاب االلكرتونية أنه ال تزال اجلهات‬
‫احلكومية املسئولة بطيئة فيام يتعلق بتطوير األنظمة والسياسات ذات الصلة باأللعاب املتوفرة‬
‫عىل االنرتنت‪ ،‬ويؤيد ذلك طالب التعليم العام وبنسبة ‪.)1( %74.25‬‬
‫وتايت مسؤولية االرسة مشرتكة بني الزوجني‪ ،‬وهذا ما اكدت عليه النصوص الرشعية‬
‫السابقة‪ ،‬وهذه املسؤولية تتعدد وتتنوع بحسب جماالت حياة افراد االرسة‪ ،‬وفيام يتعلق‬
‫بمسؤولية االرسة جتاه االلعاب التي يامرسها االبناء فيمكن رصد التوجيهات الرشعية‬
‫بخصوص ذلك اىل االيت‪:‬‬
‫‪1 -1‬مسؤولية االرسة يف تعليم أوالدهم االلعاب النافعة‬
‫الر ْم َي)(‪ .)2‬و َع ْن َأبيِ‬ ‫اح َة َو َّ‬ ‫ول اهللِ ﷺ‪َ ( :‬ع ِّل ُموا َأ ْبنَا َءك ُُم ِّ‬
‫الس َب َ‬ ‫َع ِن ا ْب ِن ُع َم َر‪َ ،‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫َح ِّقنَا َع َل ْي ِه ْم؟ َق َال‪َ « :‬ن َع ْم َح ُّق ا ْل َو َل ِد َعلىَ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َرافِعٍ‪َ ،‬ق َال‪ُ :‬ق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ول اهللِ ‪َ ,‬أل ْل َو َلد َع َل ْينَا َح ٌّق ‪ ,‬ك َ‬
‫الر ْم َي‪َ ،‬و َأ ْن ُي َو ِّر َث ُه َط ِّي ًبا)(‪.)3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اح َة‪َ ،‬و َّ‬ ‫ا ْل َوالد َأ ْن ُي َع ِّل َم ُه ا ْلكتَا َب َة‪َ ،‬و ِّ‬
‫الس َب َ‬
‫وعن مكحول أن عمر بن اخلطاب ريض اهلل عنه كتب إىل أهل الشام‪ :‬أن علموا أوالدكم‬
‫السباحة والرمي والفروسية‪ ،‬قال احلكيم الرتمذي‪ :‬ا ْل ِكتَا َبة عون َل ُه عىل الدّ ين َوالدُّ ْن َيا والسباحة‬
‫منجاة من الهْ َلاَ ك والرماية دفع َعن مهجته وحريمه َورشف َل ُه ِعنْد لِ َق ِائه ا ْل َعدو َولاَ يرزقه إِلاَّ‬
‫طيبا لِ َئلاَّ ينْبت لحَْمه عىل سحت فتنزع ِمنْ ُه ا ْلربكَة َو َه ِذه الخْ ِ َصال ُر ُؤوس الآْ َداب(‪.)4‬‬

‫اإللكرتونية‪ .‬باسم االنباري‪.‬‬


‫((( ينظر‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع ممارستها من وجهة نظر طالب‬
‫التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق ‪.‬‬
‫((( أخرجه البيهقي يف شعب االيامن‪( ،‬ج‪/11‬ص‪ ،)135‬حديث رقم‪ ،)8297( :‬وفيه ُع َب ْيدٌ ا ْل َع َّط ُار‬
‫يث‪ ،‬قال السخاوي يف املقاصد احلسنة (‪ :)462‬وسنده ضعيف‪ ،‬لكن له شواهد‪.‬‬ ‫ُم ْن َك ُر الحْ َ ِد ِ‬
‫يث‬ ‫((( أخرجه ال َب ْي َه ِق ُّي بالكربى‪( ،‬ج‪/10‬ص ‪ ،)23‬حديث رقم‪ ،)19742( :‬وقال‪َ :‬ه َذا َح ِد ٌ‬
‫يث َض َّع َف ُه يحَْ َيى ْب ُن َم ِع ٍ‬
‫ني‬ ‫وخ َب ِق َّي َة ‪ُ ,‬م ْن َك ُر الحْ َ ِد ِ‬
‫اش ِم ُّي َه َذا ِم ْن ُش ُي ِ‬
‫يم الهْ َ ِ‬ ‫يسى ْب ُن إِ ْب َر ِ‬
‫اه َ‬ ‫يف‪ِ ،‬ع َ‬ ‫َض ِع ٌ‬
‫َوا ْل ُب َخا ِر ُّي َو َغيرْ ُ همُ َ ا ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬نوادر االصول من أحاديث الرسول ﷺ (ج‪/2‬ص ‪. )348‬‬

‫‪- 135 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫وهذا يقتيض ادراك االرسة النواع االلعاب االلكرتونية املتوفرة وتصنيفاهتا الرشادهم اىل‬
‫النافع منا واملفيد واملناسب ملراحلهم العمرية وقدراهتم الذهنية‪.‬‬
‫‪2 -2‬مشاركة االرسة يف ممارسة االلعاب‬
‫َت َم َع النَّبِ ِّي ﷺ فيِ َس َف ٍر َقا َل ْت‪َ :‬ف َسا َب ْق ُت ُه َف َس َب ْق ُت ُه َعلىَ‬ ‫َع ْن َع ِائ َش َة‪َ ،‬رضيِ َ اللهَُّ َعن َْها‪َ ،‬أنهَّ َا كَان ْ‬
‫الس ْب َق ِة)(‪ .)1‬ويف رواية‪َ :‬ع ْن َع ِائ َش َة‪،‬‬ ‫ِرجْليَ ‪َ ،‬ف َل حمَ َ ْل ُت ال َّلحم ساب ْق ُته َفسب َقنِي َف َق َال‪ِ ِ ِ :‬‬
‫(هذه بِت ْل َك َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫َّ ماَّ‬
‫ار َي ٌة لمَْ َأ مْحِ ِل ال َّل ْح َم َولمَْ َأ ْبدُ ْن‪َ ،‬ف َق َال‬ ‫ار ِه َو َأنَا َج ِ‬ ‫ض َأ ْس َف ِ‬‫(خ َر ْج ُت َم َع النَّبِ ِّي ﷺ فيِ َب ْع ِ‬ ‫َقا َل ْت‪َ :‬‬
‫َت َعنِّي‪،‬‬ ‫َّاس‪َ “ :‬ت َقدَّ ُموا “ َف َت َقدَّ ُموا‪ُ ،‬ث َّم َق َال ليِ ‪َ “ :‬ت َعاليَْ َحتَّى ُأ َسابِ َق ِك “ َف َسا َب ْق ُت ُه َف َس َب ْق ُت ُه‪َ ،‬ف َسك َ‬ ‫لِلن ِ‬
‫َّاس‪َ “ :‬ت َقدَّ ُموا‬ ‫ار ِه‪َ ،‬ف َق َال لِلن ِ‬ ‫ض َأ ْس َف ِ‬ ‫يت‪َ ،‬خ َر ْج ُت َم َع ُه فيِ َب ْع ِ‬ ‫ْت َون َِس ُ‬ ‫َحتَّى إِ َذا حمَ َ ْل ُت ال َّل ْح َم َو َبدُ ن ُ‬
‫ول‪“ :‬‬ ‫“ َف َت َقدَّ ُموا‪ُ ،‬ث َّم َق َال‪َ “ :‬ت َعاليَْ َحتَّى ُأ َسابِ َق ِك “ َف َسا َب ْق ُت ُه‪َ ،‬ف َس َب َقنِي‪َ ،‬ف َج َع َل َي ْض َح ُك‪َ ،‬و ُه َو َي ُق ُ‬
‫َه ِذ ِه بِتِ ْل َك “)(‪.)2‬‬
‫َ‬
‫رسول اهلل ﷺ يسْترُ ين بردائه‪ ،‬وأنا أنظر إىل‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬ ‫وعنها ‪ -‬ريض اهلل عنها ‪ -‬قالت‪( :‬لقد‬
‫قدر اجلارية احلديثة الس ِّن‪،‬‬
‫فاقدروا َ‬
‫ُ‬ ‫أسأ ُمه‪،‬‬
‫احلبشة يلعبون يف املسجد‪ ،‬حتى أكون أنا التي ْ‬
‫ِ‬
‫احلريصة عىل اللهو)(‪.)3‬‬
‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ يف يوم عيد‪ ،‬فدعاين‪،‬‬ ‫ويف رواية قالت‪( :‬جاءت السودان يلعبون بني يدي‬
‫فكنت أ َّط ِلع إليهم من فوق عاتقه حتى ُ‬
‫كنت أنا التي انرصفت)(‪.)4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وكانت تأتيني‬ ‫بالبنات عند‬ ‫ب‬ ‫عائشة ‪ -‬ريض اهلل عنها ‪ -‬قالت‪ُ ( :‬كن ُْت أ ْل َع ُ‬
‫رسول اهلل ﷺ وكان ُيسرَ ِّ بهُ ُ َّن إ َّيل ف َي ْل َع ْب َن َمعي)(‪.)5‬‬ ‫ِ‬ ‫احبي‪ ،‬ف ُك َّن ين َق ِمع َن من‬
‫صو ِ‬
‫َ‬

‫((( أخرجه أبو داود‪( ،‬ج‪/3‬ص‪ ،)29‬حديث رقم‪ )2578( :‬بسند صحيح‪.‬‬
‫((( أخرجها أمحد‪( ،‬ج‪/43‬ص ‪ ،)313‬حديث رقم‪.)26277( :‬‬
‫((( أخرجه البخاري‪( ،‬ج‪/7‬ص‪ ،)38‬حديث رقم‪ .)5236( :‬ومسلم‪( ،‬ج‪/2‬ص‪ ،)608‬حديث‬
‫ب ا َّل ِذي لاَ َم ْع ِص َي َة ِف ِ‬
‫يه‪.‬‬ ‫الر ْخ َص ِة فيِ ال َّل ِع ِ‬
‫باب ُّ‬
‫رقم‪ )892( ،‬وبوب له ُ‬
‫((( أخرجها النسائي‪( ،‬ج‪/3‬ص‪ ،)195‬حديث رقم‪ ،)1594( :‬بسند صحيح‪.‬‬
‫((( أخرجه مسلم‪( ،‬ج‪/4‬ص‪ ،)1890‬حديث رقم‪.)2440( :‬‬

‫‪- 136 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫‪3 -3‬متابعة االرسة اللعاب اوالدهم ومراقبتهم‬
‫ول اللهَِّ ﷺ ِم ْن َغ ْز َو ِة َت ُب َ‬
‫وك‪َ ،‬أ ْو َخيْبرَ َ َوفيِ َس ْه َوتهِ َا‬ ‫َع ْن َع ِائ َش َة َرضيِ َ اللهَُّ َعن َْها‪َ ،‬قا َل ْت‪َ ( :‬ق ِد َم َر ُس ُ‬
‫ب‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬ما َه َذا َيا َع ِائ َش ُة؟»‬ ‫َات لِ َع ِائ َش َة ُل َع ٍ‬
‫َاحي َة السترْ ِ َعن بن ٍ‬
‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫يح َفك ََش َف ْت ن َ ِّ‬
‫ِ‬
‫سترْ ٌ ‪َ ،‬ف َه َّب ْت ِر ٌ‬
‫ان ِم ْن ِر َقاعٍ‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬ما َه َذا ا َّل ِذي َأ َرى َو ْس َط ُه َّن؟»‬ ‫َقا َل ْت‪ :‬بنَاتيِ ‪ ،‬ور َأى بينَهن َفرسا َله جنَاح ِ‬
‫َ َ َ ْ ُ َّ َ ً ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ان؟» َقا َل ْت‪:‬‬ ‫ان‪َ ،‬ق َال‪َ « :‬فرس َله جنَاح ِ‬ ‫َقا َل ْت‪َ :‬فرس‪َ ،‬ق َال‪« :‬وما َه َذا ا َّل ِذي َع َلي ِه؟» َقا َل ْت‪ :‬جنَاح ِ‬
‫َ ٌ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ٌ‬
‫اج َذ ُه)(‪.)1‬‬ ‫َأما س ِم ْع َت َأ َّن لِس َلي َن َخيْلاً لهَ ا َأ ْجنِ َح ٌة؟ َقا َل ْت‪َ :‬ف َض ِح َك َحتَّى ر َأ ْي ُت ن ََو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْماَ‬ ‫َ َ‬
‫ول لأِ َخٍ ليِ َص ِغ ٍري‪َ « :‬يا‬ ‫َان النَّبِ ُّي ﷺ َل ُي َخالِ ُطنَا‪َ ،‬حتَّى َي ُق َ‬ ‫َس ْب ِن َمالِ ٍك‪َ ،‬ق َال‪( :‬إِ ْن ك َ‬ ‫و َع ْن َأن ِ‬
‫ال َة َو ُه َو فيِ َب ْيتِنَا‪َ ،‬ف َي ْأ ُم ُر‬ ‫َان ي ْلع ِ‬
‫ب بِه ويف رواية‪َ :‬ف ُر َّبماَ َحضرَ َ َّ‬
‫الص َ‬ ‫َأ َبا ُع َميرْ ٍ ‪َ ،‬ما َف َع َل النُّ َغيرْ ُ » ُن َغ ٌر ك َ َ َ ُ‬
‫اط ا َّل ِذي تحَْ َت ُه َف ُي ْكن َُس َو ُين َْض ُح‪ُ ،‬ث َّم َي ُقو ُم َو َن ُقو ُم َخ ْل َف ُه َف ُي َصليِّ بِنَا)(‪.)2‬‬
‫بِا ْلبِس ِ‬
‫َ‬
‫‪4 -4‬اجتناب ما يرض من االلعاب له ولآلخرين‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اج ًة َي ْر ُمونهَ َا‪،‬‬ ‫َع ْن َسعيد ْب ِن ُج َبيرْ ٍ ‪َ ،‬ق َال‪ُ ( :‬كن ُْت عنْدَ ا ْب ِن ُع َم َر‪َ ،‬ف َم ُّروا بِف ْت َية‪َ ،‬أ ْو بِنَ َف ٍر‪ ،‬ن ََص ُبوا َد َج َ‬
‫َف َلماَّ َر َأ ْوا ا ْب َن ُع َم َر َت َف َّر ُقوا َعنْ َها‪َ ،‬و َق َال ا ْب ُن ُع َم َر‪َ « :‬م ْن َف َع َل َه َذا؟» إِ َّن النَّبِ َّي ﷺ َل َع َن َم ْن َف َع َل َه َذا‪.‬‬
‫ال َمك ُْم َع ْن َأ ْن َيصْبرِ َ َه َذا ال َّطيرْ َ لِ ْل َقت ِْل‪َ ،‬فإِنيِّ َس ِم ْع ُت النَّبِ َّي ﷺ نهَ َى َأ ْن‬ ‫(از ُج ُروا ُغ َ‬ ‫ويف رواية‪ْ :‬‬
‫يم ٌة َأ ْو َغيرْ ُ َها لِ ْل َقت ِْل)(‪.)3‬‬
‫تُصْبرَ َ بهَ ِ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ول اللهَِّ َصلىَّ اللهَُّ َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َأ ْن ُيت َ‬
‫اس َق َال‪( :‬نهَ َى َر ُس ُ‬ ‫و َع ْن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫وح َغ َر ًضا)‬ ‫َّخ َذ شيَْ ٌء فيه ُّ‬
‫الر ُ‬
‫(‪.)4‬‬

‫((( أخرجه أبو داود‪( ،‬ج‪/4‬ص‪ ،)283‬حديث رقم‪.)4932( :‬‬


‫((( أخرجه البخاري‪( ،‬ج‪/8‬ص‪ ،)30‬حديث رقم‪ .)6129( :‬ومسلم‪( ،‬ج‪/3‬ص‪ ،)1692‬حديث‬
‫رقم‪ ،)2150( :‬والرواية اخرجها البخاري‪( ،‬ج‪/8‬ص‪ ،)45‬حديث رقم‪(،)6203( :‬النغري) تصغري‬
‫النغر هو طائر صغري مجعه نغران‪.‬‬
‫((( أخرجه البخاري‪( ،‬ج‪/7‬ص‪ ،)94‬حديث رقم‪ .)5515( :‬والرواية اخرجها البخاري‪( ،‬ج‪/7‬‬
‫ص‪ ،)94‬حديث رقم‪.)5514( ،‬‬
‫((( أخرجه مسلم‪( ،‬ج‪/4‬ص‪ ،)1549‬حديث رقم‪.)1957( :‬‬

‫‪- 137 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫ول اللهَِّ ﷺ نهَ َى َع ِن ا ُمل َج َّث َم ِة‪َ ،‬ق َال محُ َ َّمدُ ْب ُن يحَْ َيى‪ُ :‬س ِئ َل َأ ُبو‬ ‫بن َس ِ‬
‫ار َي َة َأ َّن َر ُس َ‬ ‫اض ِ‬ ‫وعن ِ‬
‫الع ْر َب ِ‬
‫ب ال َّطيرْ ُ َأ ِو الشيَّْ ُء َفيرُْ َمى)(‪.)1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعاص ٍم (ومها من رواة احلديث) َع ِن ا ُمل َج َّث َمة‪َ ،‬ق َال‪َ ( :‬أ ْن ُين َْص َ‬
‫حتليل الدراسات االحصائية يف بيان مسؤولية االرسة‬
‫األلعاب اإللكرتونية سالح ذو حدين‪ ،‬فكام أن فيها سلبيات فإهنا ال ختلو من اإلجيابيات‪،‬‬
‫وهبذا اخلصوص يرصحلو كان لأللعاب اإللكرتونية ضوابط رقابية حيرص عىل تنفيذها‬
‫بموجب تراخيص نظامية وبإرشاف تربوي لكان هلا بعض اإلجيابيات‪ ،‬بحيث يستطيع الطفل‬
‫أن يقيض فيها جز ًءا من وقت فراغه دون خوف أو قلق عليه‪ ،‬فيامرس ألعا ًبا شيقة كاأللعاب‬
‫الرياضية‪ ،‬وألعاب الذاكرة وتنشيط الفكر‪ ،‬وألعاب التفكري اإلبداعي(‪.)2‬‬
‫دور الرقابة‪:‬‬
‫وتعزو بعض الدراسات تعاظم ارضار االلعاب االلكرتونية وآثارها السلبية اىل عدم مراقبة‬
‫األرسة ملا يشاهده أبناؤهم من العاب وعدم الوعي بمخاطر ذلك(‪.)3‬‬
‫أن أساس املشكلة يتمثل يف أننا ليست لدينا خطة واضحة وحمددة لكيفية شغل أوقات فراغ‬
‫أطفالنا‪ ،‬مما حيمل األرسة العبء األكرب يف تاليف أرضار هذه األلعاب(‪.)4‬‬
‫مسؤولية االرسة يف امريكيا فيام يتعلق باستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫اولت مراكز غربية اهتامما بدور االرسة يف مراقبة تعامل اوالدهم مع االلعاب االلكرتونية‬
‫أو مشاركتهم إياها‪ ،‬ومعرفتهم بام يتعلق بمحتواها ومناسبتها العامرهم‪ ،‬ولعل من ابرز‬
‫املؤسسات التي رصدت ذلك هي إحتاد الربجميات الرتفيهية يف امريكا وعملت استبيانا موسعا‬

‫((( أخرجه الرتمذي‪( ،‬ج‪/4‬ص‪ ،)72-71‬حديث رقم‪ .)1474( :‬وقال الرتمذي َه َذا َح ِد ٌ‬
‫يث‬
‫الع َم ُل َع َل ْي ِه ِع ْندَ َأ ْهلِ ِ‬
‫الع ْل ِم‪.‬‬ ‫َح َس ٌن َص ِح ٌ‬
‫يح‪َ ،‬و َ‬
‫((( ينظر‪ :‬طفلك واأللعاب اإللكرتونية ‪ -‬مزايا وأخطار أبو جراح ‪.‬‬
‫((( ينظر‪ :‬سلبيات واجيابيات االلعاب االلكرتونية مي ‪ .‬و نصائح مهمة ملتابعي األلعاب اإللكرتونية‪.‬‬
‫باسم االنباري ‪.2010‬‬
‫((( ينظر‪ :‬طفلك واأللعاب اإللكرتونية ‪ -‬مزايا وأخطار أبو جراح ‪.‬‬

‫‪- 138 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫بشأن ذلك‪ ،‬والذي يتعلق بطبيعة دراستنا النتائج االتية(‪:)1‬‬
‫أوال‪ :‬نسبة من يامرس األلعاب اإللكرتونية ومتوسط أعامرهم‬
‫‪ %721‬من األرس األمريكية متارس األلعاب اإللكرتونية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪2‬العمر األكثر ممارسة لأللعاب اإللكرتونية هو سن الثالثة عرش (‪ )13‬عام بالنسبة‬ ‫‪.2‬‬
‫للذكور‪ ،‬وسن العرش (‪ )10‬سنوات بالنسبة لإلناث‪.‬‬
‫‪3‬متوسط أعامر الذين يامرسون األلعاب اإللكرتونية يف عام ‪2011‬م هو ‪ 37‬سنة‪ ،‬أما‬ ‫‪.3‬‬
‫تفصيل ذلك فهو كام ييل‪:‬‬
‫•‪ % 18‬أعامرهم أقل من ‪ 18‬سنة‪.‬‬ ‫ ‬
‫•‪ % 53‬ترتاوح أعامره بني ‪ 49 – 18‬سنة‪.‬‬ ‫ ‬
‫•‪ % 29‬أعامرهم أكرب من مخسني سنة‪.‬‬ ‫ ‬
‫ثانيا‪ :‬كيفية ممارسة الالعبني لأللعاب اإللكرتونية‬
‫‪ %651‬من الالعبني يامرسون األلعاب اإللكرتونية مع العبني آخرين‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ %192‬من مماريس األلعاب اإللكرتونية يدفعوا مبالغ مالية ملامرسة اللعب عىل‬ ‫‪.2‬‬
‫اإلنرتنت‪.‬‬
‫‪ %553‬من الالعبني يامرسون اللعاب عىل هواتفهم أو أجهزهنم الكفية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ %904‬من الوالدين يامرسون األلعاب اإللكرتونية مع أوالدهم‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهم األسباب التي جتعل الوالدين يشاركون أوالدهم يف ممارسة األلعاب اإللكرتونية‬
‫‪ % 851‬بسبب طلب أوالدهم منهم املشاركة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ % 842‬بسبب أن األلعاب اإللكرتونية ممتعة لكافة أفراد العائلة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ % 813‬يرون بأن ممارسة األلعاب اإللكرتونية مع أوالدهم يعد فرصة جيدة لزيادة‬ ‫‪.3‬‬

‫((( ينظر‪ ،2011 Gallagher :‬نقال عن‪ :‬دراسة إجيابيات وسلبيات األلعاب اإللكرتونية ودوافع‬
‫ممارستها من وجهة نظر طالب التعليم العام بمدينة الرياض‪ ،‬للدكتور اهلدلق‪.‬‬

‫‪- 139 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫أوارص العالقات االجتامعية بني أفراد العائلة‪.‬‬
‫‪ % 574‬يرون بأن ممارسة األلعاب اإللكرتونية مع أوالدهم يعد فرصة جيدة ملراقبة‬ ‫‪.4‬‬
‫حمتوى األلعاب اإللكرتونية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬نسب مراقبة الوالدين ملحتوى األلعاب اإللكرتونية التي يامرسها أوالدهم‬
‫‪ %751‬من الوالدين يعتقدون بأن مراقبة الوالدين ملحتوى األلعاب اإللكرتونية أمر‬ ‫‪.1‬‬
‫مهم ومفيد‪.‬‬
‫‪ % 862‬من الوالدين عىل دراية بنظام تصنيف األلعاب اإللكرتونية ‪.ESRB‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ % 983‬من الوالدين يثقون يف دقة نظام تصنيف األلعاب اإللكرتونية ‪.ESRB‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ % 854‬من الوالدين يفرضان حدودا زمنية ملامرسة أوالدهم األلعاب اإللكرتونية‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫و‪ % 80‬من الوالدين حيددون وقتا الستعامل أوالدهم لالنرتنت‪.‬‬
‫‪ %915‬من الوالدين يرافقون أوالدهم عند رشاء األلعاب اإللكرتونية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ %866‬من الالعبني يقومون باحلصول عىل موافقة والدهيم قبل الرشوع يف رشاء‬ ‫‪.6‬‬
‫األلعاب اإللكرتونية‪.‬‬
‫مسؤولية االرسة يف العراق فيام يتعلق باستخدام االلعاب االلكرتونية‪:‬‬
‫قام مركز البصرية للبحوث والتطوير االعالمي يف عام ‪ 2017‬باعداد دراسة احصائية عن‬
‫مسؤولية األرسة يف بغداد يف متابعة ومراقبة استخدام اوالدهم لأللعاب االلكرتونية‪ ،‬وتبني‬
‫من خالل نتائجها‪:‬‬
‫‪ -‬ضعف حتمل االرسة مسؤوليتها يف مراقبة استخدام اوالدهم لاللعاب‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف يف مشاركتهم فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف ثقافتهم فيام يتعلق بتصنيف االلعاب‪.‬‬

‫‪- 140 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫جدول رقم (‪)5‬‬
‫نتائج دراسة مركز البصرية للبحوث والتطوير االعالمي عن مسؤولية االرسة يف بغداد‬
‫يف مراقبة استخدام اوالدهم لاللعاب االلكرتونية )‬

‫النسبة املئوية‬ ‫املفردة‬ ‫ت‬

‫‪%32.1‬‬ ‫هل تشارك أوالدك يف رشاء األلعاب االلكرتونية؟‬ ‫‪1‬‬

‫‪%32‬‬ ‫هل تشارك أوالدك يف ممارسة األلعاب االلكرتونية؟‬ ‫‪2‬‬

‫‪%31.5‬‬ ‫هل تراقب ولدك يف أثناء ممارسته األلعاب االلكرتونية؟‬ ‫‪3‬‬

‫‪%29.8‬‬ ‫هل تعرف معنى الرموز املوجودة عىل األلعاب االلكرتونية؟‬ ‫‪4‬‬

‫‪%32.9‬‬ ‫هل تتحرى مستوى اللعبة املناسبة ألوالدك من خالل الرموز عليها؟‬ ‫‪5‬‬

‫‪%35.2‬‬ ‫هل يامرس أوالدك األلعاب يف املحالت املخصصة هلا؟‬ ‫‪6‬‬

‫‪%31.8‬‬ ‫هل متارس األلعاب االلكرتونية؟‬ ‫‪7‬‬

‫اخلامتة‬
‫بعد هذه الرحلة العلمية توصلت الدراسة اىل النتائج االتية‪:‬‬
‫‪1‬ان الرشيعة االسالمية جاءت بمقاصد تضمنت قيم حلفظ الرضوريات التي هتدف اىل‬ ‫‪-1‬‬
‫صناعة االنسان الصالح املصلح‪.‬‬
‫‪2‬لكامهلا فإن الرشيعة االسالمية ويف باب املقاصد واملآالت تضع لكل مستجد من‬ ‫‪-2‬‬
‫الضوابط ما ينمي التوظيف االجيايب الستخدامه‪.‬‬
‫‪3‬عىل الرغم من االجيابيات املحدودة ملامرسة االلعاب االلكرتونية‪ ،‬اال أن تأثرياهتا‬ ‫‪-3‬‬
‫السلبية وارضارها يف تزايد مستمر‪.‬‬

‫‪- 141 -‬‬


‫الضوابط الرشعية الستخدام االلعاب االلكرتونية‬
‫‪4‬إن بعض األلعاب اإللكرتونية وبسبب االدمان عليها تصنع طف ً‬
‫ال يتسم بالصفات‬ ‫‪-4‬‬
‫السلبية االتية‪:‬‬
‫‪ -‬عني ًفا؛ يتصف أسلوب ترصفه يف مواجهة املشاكل التي تصادفه يغلب عليه العنف‪ ،‬إلن‬
‫مشاهد العنف ختتزن يف العقل الباطن‪ ،‬وخترج حينام تتيح هلا الظروف اخلارجية هذا من خالل‬
‫مثري يشجع العنف املختزن يف العقل الباطن عىل اخلروج‪.‬‬
‫‪ -‬غري اجتامعي‪ ،‬منطويا عىل ذاته‪ ،‬ألنه يقيض ساعات طوال يف ممارسة األلعاب اإللكرتونية‬
‫بدون تواصل مع اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -‬متدنيا يف حتصيله يعاين من مشاكل صحية ونفسية واخالقية ومالية‪.‬‬
‫‪5‬تتنوع مصادر املسؤولية يف املفهوم الرشعي والقانوين‪ ،‬وهي بصورة عامة مناطة بكل‬ ‫‪-5‬‬
‫شخص او جهة هلا سلطة‪ ،‬ومنها مسؤولية االرسة املشرتكة بني الزوجني وكبار االخوة‪ ،‬يف‬
‫التزود بالتعليامت املتعلقة بمنتجات االلعاب‪ ،‬ومشاركتهم يف رشائها وممارستها معهم‪.‬‬
‫‪6‬العملية التعليمية برمتها مقبلة عىل مواجهة حتمية للتغري‪ ،‬لذا فإنه ينبغي االنتباه‬ ‫‪-6‬‬
‫بحساسية وشفافية لألحوال والظروف اخلارجية املحيطة بطالب التعليم العام وعىل وجه‬
‫اخلصوص فيام يتعلق بالعوملة والقنوات الفضائية واالنرتنت والشبكات االجتامعية واأللعاب‬
‫اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪7‬يمكن احلد من بعض االثار السلبية املرتتبة عىل ممارسة األلعاب اإللكرتونية عرب‬ ‫‪-7‬‬
‫ادراك االرسة الهم الضوابط الرشعية يف استخدام االلعاب االلكرتونية وقيامها بمراقبة‬
‫حمتوى األلعاب اإللكرتونية‪ ،‬وفرضهم حدودا زمنية ملامرسة أوالدهم األلعاب اإللكرتونية‪،‬‬
‫والطلب من أبنائهم مزاولة أنشطة ترفهية ذات طبيعة حركية ‪.‬‬
‫التو�صيات‪:‬‬
‫وفقا ملا توصلت إليه نتائج هذه الدراسة فإن الباحث يويص بام يأيت‪:‬‬
‫‪1-1‬نويص الوزارات واملؤسسات الرتبوية والتعليمية يف العاملني العريب واالسالمي‬

‫‪- 142 -‬‬


‫الدكتور طه امحد الزيدي ‪ ...‬الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫بتبني بعض من األلعاب اإللكرتونية التعليمية اجليدة وتضمينها يف املناهج الدراسية‪ ،‬وعمل‬
‫مسابقات ذات صلة هبذه االلعاب داخل املدرسة وخارجها‪.‬‬
‫‪2-2‬ينبغي عىل الرتبويني وأولياء األمور واالرس االحاطة بتقييم األلعاب اإللكرتونية‬
‫املعدة من املؤسسسات املختصة بذلك‪.‬‬
‫‪3-3‬نويص الوالدين حتري األلعاب اإللكرتونية املناسبة ألعامر أوالدهم‪ ،‬وأن تكون خالية‬
‫من أي حمتوى خيل بدينهم وصحتهم اجلسمية والعاطفية والنفسية‪.‬‬
‫‪4-4‬نويص اجلهات املسؤولة القيام بعمل مراقبة نوعية متخصصة عىل ما يطرح يف األسواق‬
‫من ألعاب إلكرتونية‪ ،‬كام يتحرى االمن الغذائي والصحي صالحية املواد الغذائية واالدوية‪،‬‬
‫بحيث تكون جلان هذه الرقابة متكونة من علامء يف االجتامع‪ ،‬وعلم النفس‪ ،‬والدين اإلسالمي‬
‫حتدد من هذه األلعاب ما يتم تداوله وما حيظر‪ ،‬ويكون املعيار االتفاق مع ثقافتنا وأخالقنا‬
‫وعدم التعارض مع مبادئ ديننا‪.‬‬
‫‪5-5‬نويص وسائل االعالم باعداد برامج ارشادية فيام يتعلق بأثر االلعاب االلكرتونية‬
‫وسبل ترشيد التعامل معها‪.‬‬
‫‪6-6‬نويص الرشكات والتجار املسلمني بصناعة ألعاب الكرتونية مصممة بام يتناسب‬
‫مع ابناء اجليل املسلم‪ ،‬ونويص املصممني واملربجمني املسلمني أو التعاقد مع غري املسلمني‬
‫عىل تصميم ألعاب‪ ،‬تتوافق مع معتقدات ديننا وقيمنا وتقاليد املجتمعات اإلسالمية والعربية‬
‫املحافظة‪ ،‬وتوظف روائع تارخينا ومنجزات حضارتنا وتلبي احتياجات اوالدنا وتطلعاهتهم‪.‬‬
‫‪7-7‬واخريا نقرتح زيادة االهتامم بالبحوث والدراسات املتعلقة بااللعاب االلكرتونية‬
‫وامكانية توظيفها لالرتقاء ببناء شخصية اجليل املسلم‪ ،‬عىل املستوى االجتامعي والنفيس‬
‫والرتبوي والعلمي‪.‬‬

‫‪- 143 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬

‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي‬


‫عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪/ 2003‬‬
‫دراسة سيسيولوجية‬

‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬


‫جامعة الكوفة ‪ /‬كلية الرتبية للبنات‬

‫املقدمة‬
‫يشهد العامل املعارص جمموعة من املتغريات املتسارعة يف جمال اإلتصال وتقنية املعلومات‪ ،‬ما‬
‫جعل العامل قرية كونية تنتقل فيها املعلومات إىل مجيع أنحاء الكرة األرضية يف أجزاء من الثانية‪،‬‬
‫وتعد وسائل العوملة الرقمية التي حولت عاملنا املعارص اىل رشحية صغرية ومكتبة بال جدران‪،‬‬
‫عامال ً مهام ً واساسيا ً يف تكون وتغري العديد من النظم والظواهر اإلجتامعية والنفسية‪ ،‬السيام‬
‫وان مديات تاثريها ال تنحرص يف فرد معني‪ ،‬أويف جمتمع معني‪ ،‬وإنام يكاد تاثريها فيه الكثري‬
‫من صفات الشمول والعمومية‪ ،‬فإن سيوسيولوجية التغيري اإلجتامعي حقيقة ماثلة للعيان يف‬
‫أغلب املجتمعات العربية‪ ،‬إن مل نقل كلها‪ ،‬يعود إىل التطور املذهل واملتسارع يف منظومات‬
‫اإلتصال‪ ،‬والسيام وسائل اإلعالم املرئية واملسموعة واملقروءة‪ ،‬مما اكسبها دورا وقوة تاثريية‬
‫واسعة يف حياة املجتمعات اإلنسانية التي حتوهيا وتلك التي تعمل يف نطاقها‪ ،‬إال أهنا ويف‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬اصبحت اآلن أكثر خطورة يف التأثريعىل حياة اإلنسان يف ظل ظهور الثورة‬
‫العلمية والتكنولوجية ‪ .‬التي تنامت يف تشكيل صميم ذواتنا وتكوينها بمقوماهتا املحلية‬
‫األصيلة‪ ،‬وحتقيق الذات الثقافية ملجتمعاتنا‪ ،‬إن نشارك إجيابا ً يف صنع أنفسنا بأنفسنا ؟ فهل‬

‫‪- 145 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫علم اإلجتامع اليوم يف أزمة جديدة غري مألوفة يف سابق أزماته القديمة ؟ ‪.‬‬
‫وربام جيد عدد كبري ذمن افراد املجتمع والقراء اآلخرين للوهلة األوىل نوعا من التناقص‬
‫وعدم اإلنسجام عند قراءة عباريت ( اهلاتف اجلوال واحلاسوب ) من ناحية‪ ،‬ومصطلح (( األثر‬
‫السلبي )) يف عنوان هذا البحث‪ ،‬من ناحية ثانية‪ ،‬إذ يقرتن اهلاتف اجلوال مثال يف اذهان معظم‬
‫الناس بالتقدم واحلداثة ومواكبة آخر صيحة ابتكارات وتقنيات اإلتصال‪ ،‬التي سهل التواصل‬
‫بني الناس سواء كانوا يف البلد نفسه او يف بلدان وقارات تفصلها عن بعضها البعض مئات‬
‫أو آالف األميال‪ ،‬ولكي اليتعجب كثريون من تواجد عباريت (( األثر السلبي )) ومكونات‬
‫العوملة الرقمية‪ ،‬وذلك لوصف حالة خاصة من املشكالت التي بانت معاملها املتعددة يف‬
‫جمتمعنا العراقي بشكل ٍ خاص ‪ .‬وملا كانت العادات والتقاليد اإلجتامعية املحافظة متثل جانبا‬
‫ً مهام ً وأساسيا ً لدى جمتمعنا العراقي‪ ،‬فأصبح من الرضوري التعرف عىل أوجه التغيريالذي‬
‫بدأ بإجتياح قيمه اإلجتامعية‪ ،‬بفعل التأثر والتاثري السلبي املتبادل عليه من خالل وسائل العوملة‬
‫الرقمية ‪.‬‬
‫ومن تلك املربرات‪ ،‬جاءت الرضورة إلختيار بحثي املوسوم ‪ :‬العوملة الرقمية وأثرها السلبي‬
‫عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪ / 2003‬دراسة سيوسيولوجية‪ ،‬لإلطالع عىل حجم املتغريات‬
‫التي طرأت عىل بعض من عاداته وتقاليده‪ ،‬نتيجة الغزو الثقايف الغري مربمج للعراق بعد‬
‫اإلحتالل األمريكي عام ‪ ،2003‬السيام وأن املجتمع العراقي مل يطلع اال عىل النزر اليسري من‬
‫معامل التطور التكنلوجي احلاصل ما وراء احلدود قبل عام ‪ ،2003‬نتيجة احلصار اإلقتصادي‬
‫الشامل الذي فرضه التحالف الدويل بقيادة الواليات املتحدة األمريكية عىل العراق‪ ،‬فضال ًعن‬
‫احلصار الثقايف الذي فرضه النظام السابق عىل مجيع رشائح املجتمع ‪.‬‬
‫قسم البحث اىل متهيد ومبحثني‪ ،‬تناول التمهيد تعريف العوملة بأبعادها ( اإلقتصادية‬
‫واإلجتامعية والثقافية والسياسية والتارخيية املبحث األول ‪ :‬التكنلوجيا الرقمية يف العراق‬
‫‪ /‬قراءة أولية يف نشاهتا وتطورها‪ ،‬واستعرض املبحث الثاين ‪ :‬العوملة الرقمية وأثرها السلبي‬

‫‪- 146 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫عىل املجتمع العراقي ‪ /‬دراسة سيسيولوجية يف أسباهبا ونتائجها‪ ،‬وتضمنت اخلامتة أهم‬
‫اإلستنتاجات والتوصيات الالزمة للحد من تلك اآلثار ومعاجلتها‪.‬‬
‫التمهيد ‪ :‬العوملة الرقمية ( تعريفها‪ ،‬نشأهتا وتطورها)‬
‫أوال ً ‪:‬املفاهيم واملصطلحات ذات العالقة بالبحث ‪:‬‬
‫‪1‬ـ العوملة‪ :‬تعرف العوملة لغويا ً‪:‬بأهناجاءت توليد ًا من كلمة عامل ونفرتض هلا فعال ً‪،‬‬
‫هوعومل يعومل عوملة بطريقة التوليد القيايس ‪ ...‬وأما صيغة الفعللة التي تأيت منها العوملة فإنام‬
‫تستعمل للتعبريعن مفهوم األحداث واإلضافة‪ ،‬وهي مماثلة يف هذه الوظيفة لصيغة التفعيل(‪،)1‬‬
‫ومأخوذة من التقويم والعاملية وتعني تقييم اليشء وتوسيع دائرته ودائرة تأثريه(‪. )2‬‬
‫أما ( إصطالحا ً) ‪ :‬فلفظة العوملة هي ترمجة للمصطلح الفرنيس ( ‪،)Mondialisation‬‬
‫أو للمصطلح اإلنجليزي (‪ )Globalization‬وبعضهم يرتمجها بالكونية أوسيادة النموذج‬
‫الرأساميل وهيمنته عىل العامل‪ ،‬إال إنه يف اآلونة األخرية أشتهر بني الباحثني مصطلح ( العوملة )‪،‬‬
‫وأصبح هو أكثر الرتمجات شيوع ًا بني أهل الساسة واالقتصاد واإلعالم(‪. )3‬‬
‫وتعني (عامية العادات والقيم والثقافات لصالح العامل املتقدم اقتصاديا ً) وبمعنى آخر‪:‬‬
‫(حماولة سيطرة قيم وعادات وثقافات العامل الغريب عىل بقية دول العامل‪ ،‬خاصة النامي منها‪،‬‬
‫بشكل ٍ يؤدي اىل خلط كافة احلضارات‪ ،‬وإذابة خصائص املجتمعات‪ ،‬هذا باإلضافة اىل‬
‫هتميش العقائد الدينية ) وللعوملة أهدافا ً غري معلنة‪ ،‬ومن ابرزها حماربة اإلسالم ‪ ....‬وهو ما‬
‫يتعارض مع مصالح العامل املادي الغريب الذي يساند تيار العوملة بكل مايملك(‪.)4‬‬
‫أفرزت العوملة العديد من النظريات واملصطلحات منها‪:‬نظرية ( هناية التاريخ ) التي‬
‫تبناها املفكر الياباين ( فوكو ياما) الذي إعترب هناية الشيوعية وسقوط اإلحتاد السوفيتي هناية‬
‫للتاريخ بإنتصار الرأساملية‪ ،‬ونظرية (رصاع احلضارات ) إلستاذ العلوم السياسية اإلمريكي(‬
‫صاموئيل هانتجتون ) الذي اعترب هناية احلرب الباردة وإنتصار املعسكر الغريب بقيادة أمريكا‪،‬‬
‫عىل املعسكر الرشقي وهي بداية لرصاع طويل األمد بني الغرب النرصاين‪ ،‬والرشق املسلم‪،‬‬

‫‪- 147 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫ونظرية ( مابعد احلداثة ) وغريها حتى الوصول اىل مصطلح ( العوملة )(‪. )5‬‬
‫‪2‬ـ تكنولوجيا املعلومات((‪:Informathion Technology‬وهي يونانية األصل‬
‫مشتقة من مقطعني األول ( ‪ )Techno‬بمعنى حرفة أو صنعة‪ ،‬والثاين (‪ )Logy‬بمعنى علم‪،‬‬
‫أي إهنا ( علم احلرفة) أو ( علم الصنعة ) ‪ .‬ويرى البعض أن املقطع األول مشتق من كلمة (‬
‫‪ ) Technique‬اإلنكليزية األصل وتعني التقنية‪ ،‬أي تكنولوجيا العلم الذي هيتم بتطبيق‬
‫النظريات ونتائج البحوث التي توصلت إليها العلوم األخرى(‪ ،)6‬أوهي املجال الذي هيتم‬
‫بإنتاج( املعلومات‪ ،‬ومعاجلتها‪ ،‬وختزينها‪ ،‬وإدارهتا)(‪. )7‬‬
‫ويف عام ‪ 1992‬عرفت منظمة اليونسكو مفهوم تكنولوجيا املعلومات بإنه‪(( :‬تطبيق‬
‫التكنولوجيا اإللكرتونية ومنها األقامر الصناعية واحلاسوب اآليل‪ ،‬وغريها من التكنولوجيات‬
‫املتقدمة إلنتاج املعلومات املتناظرة والرقمية وختزينها وإسرتجاعها وتوزيعها ونقلها من مكان‬
‫آلخر))(‪.)8‬‬
‫ثانيا‪ :‬العوملة الرقمية ( تعريفها‪ ،‬نشأهتا)‬
‫إن املعرفة ليست جديدة إذ ظهرت بظهور اإلنسان وتطورت مع تطوره العلمي‪،‬‬
‫فاملعلومات موجودة منذ القدم صاغها اإلنسان منذ نشأته عىل هذا الكوكب‪ ،‬وقد إختلفت‬
‫أساليب إستخدامها عىل مر العصور‪ ،‬بدأ بمدونات األحجار والرقم الطينية والربدي ومن ثم‬
‫اجللود والورق وبعدها توسعت املعرفة بإستخدام الطباعة التي ساعدت عىل نرش املعلومات‬
‫ولكن ليس بالرسعة التي حيتاجها اإلنسان(‪. )25‬‬
‫إن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﺄرﻳﺦ ﻟﻈﻬﻮر العوملة ﻳﺸﻜﻞ أﻳﻀﺎ إﺣﺪى املقاربات التي ال ختلو ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻋﻰﻠ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻀﺒﻂ‪ ،‬فالعوملة ﻛﻔﻜﺮة وحمتوى ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻲﺸء اجلديد يف ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن وﻻ يف اﻟﻌﻼﻗﺎت‬
‫بني اﻟﺸﻌﻮب واﻟﺪول‪ ،‬ﻓﻬﻲ قديمة ﻗﺪم احلضارات واملجتمعات اﻟﺒﺮﺸﻳﺔ‪ ،‬فالعديد ﻣﻦ اﻟﺸﻌﻮب‬
‫ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ يف مراحل تارخيية خمتلفة ﻣﺜﻞ العوملة ( اليونانية) والعوملة الرومانية) والعوملة (العربية‬
‫اإلسالمية)‪ ،‬ﻛﺎﻤ نجد ﻓﺮﻳﻘﺎ آﺧﺮ ﻣﻦ الدارسني ﻳﺼﻌﺪون يف اﻟﺴﻠﻢ التارخيي إىل مرحلة اﻟﻌﺼﻮر‬

‫‪- 148 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫اﻟﻮﺳﻄﻰ وﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ احلديث‪ ،‬ﻛﺎﻤ ﻧﻘﺮأ يف اﻟﺪراﺳﺔ اجلادة التي أنجزها ﻛﻞ ﻣﻦ (ﺑﻮهلريﺳﺖ)‬
‫و(ﺟﺮاﻫﺎم ﺗﻮﻣﺒﻴﻮن) حتت ﻋﻨﻮان» ﻣﺎ اﻟﻌﻮملة‪(( :‬اﻻﻗﺘﺼﺎد العاملي وإﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﺘﺤﻜﻢ))‪ ،‬فقد‬
‫أرجعا ﻇﻬﻮر العوملة إىل اﻟﻘﺮن الرابع عرش ميالدي‪ ،‬بدليل ﻇﻬﻮر اﻟﺮﺸﻛﺎت املتعددة اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‬
‫ﺑﺄورﺑﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼلﺮﺷﻛﺔ (اهلند اﻟﺮﺸﻗﻴﺔ الربيطانية) و( اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اهلوﻟﻨﺪﻳﺔ ) وﺮﺷﻛﺔ‬
‫(إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ امللكية) اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ لربﻳﻄﺎﻧﻴﺎ‪ ،‬وغريﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﺸﻛﺎت حتى أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻊ احلرب العاملية‬
‫األوىل متتلك األموال الطائلة‪ ،‬ساعدها عىل ذلك نمو اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺘﺠﺎري العاملي يف ﺗﻠﻚ املرحلة‬
‫بوترية ﺮﺳﻳﻌﺔ‪ ،‬إال ٌ إهنا ﺗﺒﺎﻃﺄت ﺑﻔﻌﻞ اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎملية عام ‪ ،1929‬وإندالع احلرب‬
‫العاملية اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ( ‪1939‬ــ ‪ ،)1945‬لتنطلق ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اخلمسينات ﺑﺸﻜﻞ ﻗﻮي وﻫﺎﺋﻞ وﻣﺬﻫﻞ‪،‬‬
‫وﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺪا ﺑﺎﻟﺒﻌﺾ إىل إرجاع ﻇﻬﻮرها إىل ﻣﺮﺸوع ﻣﺎرﺷﺎل(‪،)26‬يف شقيه األوريب والياباين‪،‬‬
‫وﻛﻞ ذﻟﻚ ﺟﻌﻞ ﻏﻼة العوملة ﻣﻦ األكادميني والباحثني ﻳﺆرﺧﻮن هلا بمرحلة ﻣﺎ ﺑﻌﺪ احلرب‬
‫العاملية اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﻣﺎ واﻛﺒﻬﺎ ﻣﻦﻫﻴﻜﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪةللعاملفيﻇﻞﻧﻈﺎماﻟﻘﻄﺒﻴﺔاﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔاﻟﺮﺸﻗﻴﺔاإلشرتاكية‬
‫اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔواﻟﻐﺮﺑﻴﺔالرأساملية الليرباليةالتي ﺧﻠﻘﺖﺟﻮادوﻟﻴﺎ ﺟﺪﻳﺪاﻋﺮفبـ ( احلرب اﻟﺒﺎردة ) التي‬
‫اﺳﺘﻤﺮتألكثرمن أربعني ﻋﺎﻣا ً‪ ،‬ﻟﺘﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻧﺘﺤﺎر املنظومة اﻟﺮﺸﻗﻴﺔواﻧﺘﺼﺎرالرأساملية اﻟﻐﺮﺑﻴﺔالتي‬
‫حتولت إىل ﻋﻘﻴﺪةللعامل‪ ،‬وإنموذج حيتذى به‪ ،‬ﺳﻴﺎﻤ ﺑﻌﺪاﺣﺘﻀﺎراإلحتاد السوفيتيفي ( ترشين‬
‫األول ‪ ،)1991‬وﺳﻘﻮطﺟﺪاربرلني وإهنيار ﺣﻠﻒوارﺳﻮ‪ ،‬اﻷﻣﺮأدىإىل اﺳﺘﻔﺮاداﻷﻣﺮيكيني‬
‫ﺑﺎﻟﻌﺎملفي إﻃﺎرﻣﺎسمي ﺑﺎﻟﻨﻈﺎماﻟﻌﺎملياجلدﻳﺪاﻷﺣﺎدياﻟﻘﻄﺐ‪ ،‬ﻣﻦﺧﻼلﺧﻠﻖﻣﺆﺳﺴﺎتﻣﺎﻟﻴﺔعاملية‬
‫لتكونلها اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻔﺼﻞيف ﺻﻬﺮاﻟﻌﺎمل وﻓﻖاإلسرتاﺗﻴﺠﻴﺎتاﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔﻣﺜﻞ (ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪويل‬
‫واﻟﺒﻨﻚاﻟﻌﺎمليواملنظمة العاملية ﻟﻠﺘﺠﺎرة)‪ ،‬دون إﻏﻔﺎل اﻟﺘﻐﻠﻐﻞاﻷﻣﺮﻳﻜﻲيف ﻫﻴﺌﺔاﻷﻣﻢاملتحدة‬
‫واﻟﺘﺤﻜﻢيف هياكلها وأجهزهتا وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺮﺸﻋﻦ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ جتاه اﻟﻌﺎمل (اﻗﺘﺼﺎدﻳا‬
‫ً وﺳﻴﺎﺳﻴا ًوﻋﺴﻜﺮﻳ ًا)‪ ،‬ويف ﻇﻞﻫﺬﻩ التغريات اخلطرية واﻻﻧﻘﻼﺑﺎت التارخيية احلاسمة‪ ،‬إعترب‬
‫ﻋﻘﺪ اﻟﺜﺎﻤﻧﻴﻨﺎت حمطة ﻫﺎﻣﺔ ﻹﻧﺘﺎج اﻷدوات واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺪﻋﻢاملرشوع اﻷﻣﺮﻳﻜﻲاجلديد‪،‬‬
‫وﻫﻮﻣﺎﺟﻌﻞاﻟﻌﺎمل ﻳﻌﺪلﻣﻦﺳﻠﻢاﻷوﻟﻮﻳﺎت‪ ،‬إذ مل ﺗﻌﺪأوﻟﻮﻳﺎت اﻟﺸﻌﻮب ﻫﻲ اﻟﻐﺬاء واﻟﻄﺎﻗﺔ‪،‬‬

‫‪- 149 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫ﺑﻞحتولت إىل املعلومات ﻛﺮﻫﺎن ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬وﻫﺬااﻟﺘﺤﻮلفي اﻟﺘﺼﻮرالدويل ﻟﻸوﻟﻮﻳﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬
‫ﻫﻮ اﻟﺬي وﻟﺪ ﻣﻔﻬﻮم العوملة ﻟﻴﻜﻮن ﻣﺮادﻓﺎ ﻋﻰﻠوﺟﻪ اخلصوص هلذه اﻟﺜﻮرة اهلاﺋﻠﺔ يف املعلومات‬
‫واﻻﺗﺼﺎل وﺗﻮﺻﻴﻔﺎ‪ ،‬إلنعكاساهتا ﻋﻰﻠ أﺳﻮاقاملالوﺣﺮﻳﺔاﻧﺘﻘﺎلرؤوساﻷﻣﻮالﺑﺼﻮرةﺗﺘﺠﺎوزالح‬
‫دود اﻟﻮﻃﻨﻴﺔواﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬وﺑﺬﻟﻚﻳﻜﻮنﻣﻔﻬﻮمالعوملة وﻇﻬﻮرﻫﺎﻗﺪارﺗﺒﻄﺎ باملجالني اﻹﻋﻼﻣﻲ‬
‫واملايل وﻟﻪ ﺻﻠﺔ بمجموعة ﻣﻦاملرﺗﻜﺰات ﻛﺎﻻﺑﺘﻜﺎر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ واﻧﺘﺸﺎر عوملة اﻹﻧﺘﺎج‬
‫واﻟﺘﺒﺎدل ثم اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ(‪.)27‬‬

‫املبحث األول‬
‫التكنلوجيا الرقمية يف العراق ‪ /‬نشأهتا وتطورها‬
‫قراءة أولية‬
‫يف هناية العقد السادس من القرن التاسع عرشوألسباب ٍ عسكرية بعد حرب القرم (‬
‫‪1853‬ـ‪ ،)28()1856‬أدركت الدولة العثامنية بطء اإل تصاالت بني القسطنطينية والواليات‬
‫التابعة هلا‪ ،‬فقد أدخل الربق( التلغراف )(‪ )29‬إىل العراق يف ستينيات القرن التاسع عرش‬
‫(‪)30‬‬

‫‪،‬فكان أول مرشوعلمد خطوط برقيةبني (القسطنطينية ــ بغداد) يف (آب ‪ 1858‬ـ حزيران‬
‫‪)1861‬بإرشاف الكولونيل الربيطاين ( كيمبول )‪ ،‬ويف( ترشين األول ‪ )1863‬تم ربط‬
‫خط ( بغداد ـ فاو)‪ ،‬ويف هناية ( آذار ‪ ) 1864‬تم ربطخط( فاو ـ القرنة )‪ ،‬ويف ( ‪13‬ترشين‬
‫األول‪ ) 1864‬أو ربام قبل هذا التاريخ‪ ،‬بدأ العمل يف مد خط شامل بغداد بني ( بغداد ـ خانقني‬
‫)(‪.)31‬‬
‫ويف (‪ 3‬أيلول ‪ )1864‬متت املصادقة عىل إتفاقية الربق ( التلغراف) املربمة بني احلكومتني‬
‫( الربيطانية ــ العثامنية ) التي نصت عىل قيام حكومة اهلند الربيطانية والعثامنية ببناء وصيانة‬
‫‪1:‬ـ خط برقي حتت مياه البحر من اهلند الربيطانية إىل الفاو مارا ً ببوشهر‪2 ،‬ـ خطوط برق‬

‫‪- 150 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫فوق األرض من بغداد تتصل باخلط البحري املمتد من اهلند‪3 ،‬ـ خطوط الربق اإليرانية عند‬
‫خانقني(‪. )32‬‬
‫ومن أجل توسع خدمة اإلتصاالت جلعل بغداد مقرا ً للخدمة الربقية التي تربطها‬
‫بالعاصمة استانبول من جهة واملدن العراقية من جهة أخرى‪ ،‬إستمرت عملية مد االسالك‬
‫الربقية بني بغداد وباقي املدن والقصبات العراقية(‪ ،)33‬ويف بداية عام ‪ 1919‬تم نصب أول‬
‫بدالة يدوية يف بغداد يف جانب من جامع األمام األعظم‪ ،‬ربط هبا عدد من التلفونات خلاصة‬
‫بالدوائر الرسمية والوحدات السكنية بسعة ‪ 500‬خط(‪ ،)34‬ويف عام ‪ 1920‬تم تأسيس وزارة‬
‫املواصالت واألشغال التي ضمت( دائرة الربيد والربق )‪ ،‬كام شهد هذا العام نصب بدالة‬
‫يدوية بسعة (‪ )300‬خط يف البرصة (العشار)(‪ ،)35‬ويف عام ‪ 1950‬تم نصب بدالت يدوية يف‬
‫مراكز األلوية ( املحافظات حاليا ) ويف مراكز أقضية(‪. )36‬‬
‫ويف عام‪ 1968‬شهد قطاع االتصاالت تطويرا ملحوظا ً‪ ،‬فقد تم استرياد بداالت الكروسبار‬
‫اإلنكليزية الصنع ذات (‪ )10‬آالف مشرتك ‪،‬فأصبح عدد اهلواتف يف عموم العراق ( ‪80239‬‬
‫) خطا ً هاتفيا ًوبواقع ( ‪ ) 490‬بدالة‪ ،‬ويف عام ‪ 1974‬دخلت القطر بداالت الكرتونية ريفية‬
‫وحرضية إضافة إىل بداالت الكروسبار‪ ،‬ويف عام ‪ 1983‬بلغ عدد اخلطوط اهلاتفية لعموم‬
‫العراق ( ‪ ) 631056‬خطا ً هاتفيا ً‪ ،‬ويف العام التايل أصبحت ( ‪ ) 820802‬خط ًا هاتفيا ً‪ ،‬يف‬
‫عام ‪1989‬وبعد إنجاز مرشوع حمطة االتصاالت الفضائية(عربسات)‪ ،‬تم ربط العراق مع‬
‫معظم األقطار العربية فأصبح عدد املشرتكني ( ‪ ) 966044‬مشرتكا ً‪ ،‬يف عام ‪ 1991‬وبسبب‬
‫حرب اخلليج الثانية ‪،‬تعرضت البنى التحتية لإلتصاالت العراقية إىل الدمار‪،‬حتى وصلت‬
‫نسبتها إىل أكثر من ‪، % 90‬مما أدى إىل انقطاع االتصاالت بني املحافظات من جهة وبني العامل‬
‫اخلارجي من جهة أخرى ‪،‬ويف عام ‪ 1997‬دخل الكابل الضوئي (‪ ) Optical Fiber‬للعمل‬
‫بدل الكابل النحايس‪ ،‬ومن خالله تم إعادة تشغيل معظم البداالت التي تعرضت للرضبات‬
‫العسكرية‪ ،‬حتى أصبحت اخلطوط اهلاتفية لعموم العراق يف عام ‪ 2003‬إىل ( ‪) 924971‬‬

‫‪- 151 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫خطا ً‪ ،‬وبواقع (‪ ) 244‬بدالة‪ ،‬وبعد تأسيس هيئة اإلعالم واإلتصال يف ( حزيران ‪،)37() 2004‬‬
‫شهد العراق بني عامي (‪ 2004‬ـ ‪ ) 2011‬زيادة طردية يف عدد البداالت واخلطوط اهلاتفية‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)1‬‬


‫الزيادة التي طرأت يف عدد البداالت واملشرتكني يف العراق بني عامي ( ‪ 2004‬ـ‬
‫(‪)38‬‬
‫‪) 2011‬‬
‫عدد املشرتكني‬ ‫عدد البداالت‬ ‫السنة‬ ‫عدد املشرتكني‬ ‫عدد البداالت‬ ‫السنة‬
‫‪1525200‬‬ ‫‪296‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪987943‬‬ ‫‪278‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪1650100‬‬ ‫‪310‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪1039805‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪1706000‬‬ ‫‪315‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪1062798‬‬ ‫‪288‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪1791082‬‬ ‫‪319‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪1278200‬‬ ‫‪292‬‬ ‫‪2007‬‬
‫سعت وزارة االتصاالت العراقية جلعل العراق ضمن الئحة الدول األكثر تطور ًا يف جمال‬
‫االتصاالت وتكنولوجيا املعلومات‪ ،‬إذ تم ربط العراق بالكابل البحري (‪ )FLAG‬الذي‬
‫يصل من جهة الغرب بأوربا وأمريكا ومن الرشق إىل الصني واليابان‪ ،‬وفتح بوابات نفوذ إىل‬
‫الكويت واألردن وإيران‪ ،‬كام تم نصب حمطات مايكروويف جديدة‪ ،‬فأصبحت مجيع النداءات‬
‫العاملية متر عرب البداالت العراقية‪ ،‬ويف السياق نفسه‪ ،‬تم منح أول ترخيص خدمات اهلاتف‬
‫اخللوي يف (كانون األول ‪ ،)2003‬وذلك بمنح ترخيص واحد لكل منطقة واحد للشامل‬
‫وآخر للوسط (بضمنه بغداد)‪ ،‬وثالث للجنوب(‪ ،)39‬وهي خدمات من اجليل الثاين(‪GSM‬‬
‫)‪ ،‬ومن املؤمل إدخال خدمات اجليل الثالث مستقبال ً(‪ ،)40‬كان من أهم رشكات اهلاتف النقال‬
‫(زين‪ ،‬آسيا سيل‪ ،‬إتصالنا‪ ،‬أمنية‪ ،‬كورك تيليكوم‪ ،‬كلامت‪ ،‬أهوار‪ ،‬فرات فون‪ ،‬الوطنية)(‪.)41‬‬
‫أما االنرتنت فريجع تاريخ دخوله يف العراق اىل (‪ 21‬كانون الثاين ‪ ،)1999‬عندما قامت‬
‫الرشكة العامة لإلتصاالت والربيد آنذاك بإعداد مواصفات منظومة الربط املقرتحة‪ ،‬ووقعت‬
‫عقدا ً مع أحدى الرشكات األردنية لربط العراق بشبكة االنرتنت‪ ،‬وكانت ( اللجنة األوملبية‬

‫‪- 152 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫العراقية ) التي كان يرأسها (عدي صدام حسني) أول اجلهات املستفيدة منه يف (‪ 10‬حزيران‬
‫‪، )1999‬وكان الوصول إىل االنرتنت اليتم إالعن طريق املزود الوحيد (أوروك لينك) الواقعة‬
‫حتت سيطرة وزارة الثقافة واإلعالم‪ ،‬ويف ( ‪ 11‬ترشين الثاين ‪ )1999‬تم تأسيس (الرشكة‬
‫العامة خلدمات الشبكة الدولية للمعلومات)‪ ،‬وحتى هناية عام ‪ 1999‬كانت احلكومة العراقية‬
‫حتظر إستخدام االنرتنت بدون ترخيص‪ ،‬فضال ً عن ندرة أجهزة الكمبيوتربشكل عام واسعاره‬
‫الباهظة‪ ،‬مع ضعف الشبكة وتردهيا‪ ،‬إال إن خدمة االنرتنت أتيحت للمواطن يف بغداد بعد‬
‫إفتتاح أول مقهى عام لالنرتنت يف ( ‪ 27‬متوز ‪ ، ) 2000‬إال إن احلكومة العراقية إبتكرت‬
‫حينذاك نظاما ً صارما ً إللية إستخدام االنرتنت‪ ،‬وتم منع غري حمدود لعدد كبري من املواقع‪،‬‬
‫دون إستخدام خدمة الربيد األلكرتوين‪ ،‬وإقترص تقديم اخلدمة عىل رشكة حكومية وحيدة‬
‫هي (الرشكة العامة خلدمات الشبكة الدولية للمعلومات)‪ ،‬وكان اإلشرتاك يف خدمة الربيد‬
‫األلكرتوين يتم بمعزل عن اإلشرتاك يف شبكة اإلنرتنت‪،‬وكان باإلمكان احلصول عىل خدمة‬
‫الربيد األلكرتوين احلكومي نظري إشرتاك سنوي يبلغ مائة ألف دينار عراقي سنوي ًا‪ ،‬فضال ًعن‬
‫دفع مائتي دينار عراقي عن رسالة الكرتونية تدفع بمقاهي االنرتنت نظري إرساهلا‪ ،‬بعد اإلطالع‬
‫عليها من قبل أحد مسؤويل دائرة الرقابة عىل االنرتنت‪ ،‬أو تسديد مايعادل (‪ )750‬دوالر سنويا‬
‫ً عن اإلتصال املبارش عرب الرشكة الوحيدة لكل جماالت اخلدمة‪ ،‬وكان الراغب باحلصول عىل‬
‫خدمة االنرتنت قبل عام ( ‪ 9‬نيسان ‪ )2003‬ملء قسيمة اإلشرتاك يف شبكة االنرتنت‪ ،‬مدون‬
‫هبا أن يتعهد طالب اإلشرتاك باإلخبار عن أي موقع معاد عىل الشبكة حتى يف حال دخول خطأ‬
‫إليه‪ ،‬وأن يتعهد أيضا أن ال يستنسخ أي مقاالت أو صور تتعارض مع سياسة الدولة أو متس‬
‫رأس النظام‪ ،‬بل أن يسمح لفرق تفتيش خاصة بالدخول إلىبيته ملعرفة ما خيتزنه من ملفات‬
‫يف حاسبته الشخصية‪ .‬ويف مقاهي االنرتنت كان يتم إستخدام برامج وأجهزة مربجمة إلغالق‬
‫املواقع املعارضة لسياسة النظام العراقي آنذاك ‪ .‬وبمرور الوقت‪ ،‬سمحت الدولة بإستخدام‬
‫اإلنرتنت يف املنازل لطلبة الدراسات العليا فقط وملدة ست ساعات بعد منتصف الليل‪ ،‬وصل‬

‫‪- 153 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫عدد مستخدمي االنرتنت يف العراق عام ‪ 2001‬إىل ( ‪ )12500‬مستخدم‪ ،‬ليتضاعف العدد إىل‬
‫(‪ )45‬ألف مستخدم هناية عام ‪ ،2002‬وكانت طبيعة مجهور املستخدمني هم من كبار موظفي‬
‫الدولة‪ ،‬واألغنياء الذين لدهيم القدرة عىل دفع ألفي دينار عراقي عن كل ساعة‪ ،‬وهي تكلفة‬
‫باهضة يف وقتها آنذاك‪ ،‬ويف ( متوز‪) 2010‬بلغ عدد املواقع األلكرتونية املسجلة رسميا ً يف‬
‫هيئة اإلعالم واإلتصاالت(‪ )177‬موقعا ً‪ ،‬وإستمرت أعداد مستخدمي اإلنرتنت يف اإلزدياد‬
‫بشكل ٍعكيس مع إنخفاض أسعار أجهزة الكومبيوتر‪ ،‬فقد إرتفع عدد مستخدمي األنرتنت يف‬
‫العراق عرشة أضعاف ليصل إىل (‪ ) 120‬ألف مستخدم يف عام ‪ ،2004‬بعد أن كان اليتجاوز‬
‫ألـ (‪ )12‬ألف مستخدم يف ( كانون األول ‪ ،) 2003‬ومن ثم تضاعف عام ‪ 2005‬إىل (‪)212‬‬
‫ألف مستخدم‪ ،‬ومع مطلع ( آذار ‪ ) 2009‬بلغ عدد مستخدمي اإلنرتنت نحو (‪ )275‬ألف‬
‫مستخدم لريتفع يف ( متوز‪ ) 2010‬إىل (‪ )460‬ألف مستخدم(‪. )42‬‬

‫املبحث الثاين‬
‫املجتمع العراقي والعوملة الرقمية‬
‫التأثر والتأثري السلبي املتبادل بعد عام ‪2003‬‬
‫عانى العراق عىل مدى العقود املاضية من تأخر واضح يف عملية أستخدام التكنولوجيا عىل‬
‫خالف دول العامل األخرى بسبب احلصار الذي كان مفروضا ً من قبل النظام احلاكم عىل استرياد‬
‫معامل التكنولوجيا املتطورة التي أخذت تستخدمها الدول لصالح تطور منظومتها التكنولوجية‬
‫وجمتمعاهتا‪ ،‬وبدأت مظاهر التدهور التكنولوجي يف املؤسسات التعليمية واحلكومية األخرى‬
‫تدب فيها مع إندالع احلرب ( العراقية ــ اإليرانية ) وما رافقها من إنحالل وأزمات متعددة‪،‬‬
‫وتفاقمت هذه املظاهر مع حريب اخلليج األوىل والثانية والثالثة حتى وصلت إل حالة مل تعد فيها‬
‫سياسات الرتقيع التي انتهجها النظام السابق(‪. )43‬‬
‫وألن اليشء يف الكون خيلو من اإلجيابية والسلبية‪ ،‬وخاصة يف كيفية اإلستخدام‪ ،‬كان هلذه‬

‫‪- 154 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫الثورة املعلوماتية التقنية اإلتصالية ‪،‬يف العراق آثار غري تلك األثار يف دول اخرى دخلتها هذه‬
‫الثورة عرب بوابة اهلدوء واألستقرار واألمان ‪،‬والتامسك املجتمعي ‪،‬حتى الدول التي كانت‬
‫تدار بذات الطريقة الدكتاتورية‪ ،‬لكن ظروف العراق واحلروب والرصاعات واإلنقالبات‬
‫وكل ما صاحبها من أمور اخرى‪ ،‬جعلت من الفرد العراقي‪ ،‬متقلبا وبمزاج متعكر دوما ً‬
‫وأحيانا يفقد بوصلة اإلجتاه الصحيح‪ ،‬كام احدثت شبه قطيعة بني تواصل األجيال‪ ،‬وكان‬
‫الفرد العراقي قبل التغيري حمجورا ً عىل عقله من وحمارصا ً علميا ً وثقافيا ً‪ ،‬وفجأة ودون متهيد‬
‫حتررمن احلصارين‪ ،‬الداخيل واخلارجي‪ ،‬فكان أشبه باجلائع الذي وجد نفسه أمام مائدة متنوعة‬
‫املأكوالت فالتهم ماكان أمامه‪ ،‬فترصف بقاعدة سيكولوجية هي ان اإلنسان الذي يتحرر من‬
‫الكبت واخلوف والرعب يتحكم به العقل اإلنفعايل ويرتاجع لديه العقل املنطقي‪ ،‬فأول ما‬
‫فعله العراقيون اهنم راحوا يتسابقون عىل نصب األطباق الفضائية عىل سطوح منازهلم‪ ،‬ليس‬
‫فقط ليعيشوا فرحة ما منعوا عنه‪ ،‬بل ليستكشفوا عوامل أخرى كان يعد رؤيتها أو اإلنصات‬
‫اليها جريمة(‪.)44‬‬
‫جاء ذلك األمر متزامنا ً‪ ،‬مع ما فرضته عوملة الغرب عىل أمم األرض وعىل األخص األمة‬
‫اإلسالمية والعربية من ثقافات خطرية هدفت من جراءها القضاء عىل كل القيم التي تكون‬
‫اهلوية الثقافية لإلنسان العريب املسلم وتنميط النموذج الغريب الثقايف وجعله قدوة ملجتمعات‬
‫العربية واإلسالمية‪ ،‬فقد أدرﻛت اﻟوﻻﻴﺎت اﻤﻟﺘﺤدة ﻤﻨذ اﻟﺒدء أﻤﻫﻴﺔ اﺠﻟﺎﻨب اﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻲ ﻟﻠﻌوﻤﻟﺔ‬
‫فعملت عىل ﺘﺒﻨﻲ إﺴـﺘراﺘﻴﺠﻴﺔ اإلستخدام األمثل لتكنولوجيا املعلومات لنرش اﻟﻘﻴم اﻷﻤرﻴﻛﻴﺔ‬
‫(‪. )45‬‬
‫وﻲﻓ اﻟﺴﻴﺎق ﻨﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻴﻘوﻝ ﻤﺤﻤد ﻤﻬدي ﺸﻤس اﻟدﻴن ﺤوﻝ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺎﻤﻴﺄﺘﻲ‪ »:‬ﻻ‬
‫أرﻴد ان أﻨﺴﻰ دور اﻟﻐرب ﻓــﻲ ﺘدﻤﻴر ﻗدرﺘﻨﺎ وطﺎﻗﺘﻨﺎ ﻋﻰﻠ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻤﺴﻴرﺘﻨﺎ وﻋﻰﻠ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻨﻤوﻨﺎ‪،‬‬
‫ﻨﺤن ﻨﺘﺤدث ﻋن اﻟﻌﻴش ﻲﻓ ﻨطﺎق ﻋﺎﻟم ﻗﻴﻤﻲ‪ ،‬ﻲﻓ ﻋﺎﻟم اﻟﻘﻴم ﻨﺤن ﻨﻼﺤظ اﻨﻨﺎ ﻤﺴـﺘﻬدﻓون‪ ،‬اﺎﻤ‬
‫ﻋﻰﻠ ﺼﻌﻴد اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ﻫذا اﻟﻘرب اﻟذي اﻨـﺘﺞ ﻫـذﻩ اﻤﻟﻨﺠزات ﻫـو اﻟﻐـرب اﻟـذي أﻨﺠز اﻟﻨﺎزﻴﺔ‬

‫‪- 155 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫واﻟﻔﺎﺸﻴﺔ واﻤﻟﺎرﻛﺴﻴﺔ ﺒﺘطﺒﻴﻘﺎﺘﻬﺎ اﻟﺸرﺴﺔ‪ ،‬ﻫـو اﻟذي أﻨﺘﺞ ﻓﻛرة اﻟﻠذة‪ ،‬وﻓﻛر اﻟذراﺌﻊ‪ ،‬وﻓﻛر‬
‫اﻟﻌﻨـف‪ ،‬وﻓﻛر اﻻﺴﺘﻬﻼك اﻤﻟﻔرط واﻟﺘدﻤﻴر اﻟوﺤﻲﺸ ﻟﻠطﺒﻴﻌﺔ وﻟﻛﻝ اﻹﻤﻛﺎﻨﺎت» ‪ .‬وﻴﻘـوﻝ‬
‫أﻴﻀـﺎ ‪ « :‬اﺴـﺘﻌﻤﻠت اﻟوﻻﻴﺎت اﻤﻟﺘﺤدة اﻷﻤراض اﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻴﺔ ﺴﻼﺤﺎ ﻀد ﺨﺼوﻤﻬﺎ ﻤن‬
‫أﺠﻝ إﻀﻌﺎف ﻤﻘﺎوﻤﺔ اﻟﺸﻌوب ﻟﺴﻴﺎﺴﺘﻬﺎ‪ ،‬وﻤﻨﻬﺎ ﺘﺼدﻴر ﻗﻴم اﻟﻌﺒث واﻤﻟﺘﻌـﺔ واﻻﺴـﺘﻬﻼك‬
‫اﻟﺴﻠﻌﻲ واﻤﻟﺨدرات‪ ،‬وﺘﺴﻠﻴط اﻟﻀوء ﻋﻰﻠ اﻹﺜﺎرة اﺠﻟﻨﺴﻴﺔ ﻟﺘﺨدﻴر ﺘﻠك ﻀﻌﺎف اﻟﻘﻴم اﻟﻌﺎﺌﻠﻴﺔ‬
‫اﻟﺴﻠﻴﻤﺔ واﻟﺘﺸﻛﻴك ﺒﺎﻟﻘﻴم اﻟدﻴﻨﻴﺔ واﻟﺴﺎﻤوﻴﺔ للشعوب واﻟﺘﻲ ﺘرﻓض اﻻﻨﻐﺎﻤس ﻓـﻲ اﻤﻟﺎﻤرﺴﺎت‬
‫اﻟﻼاﺨﻼﻗﻴﺔ»(‪. )46‬‬
‫ﻟﻘﺩ أضحت ﺍﻟﻴﻭﻡ تكنولوجيا املعلومات وحتديد ًا ﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ االتصال ﺍﻟﻘﻁﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫استقلته ﺍﻟﻌﻭﻤﻟﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻴﺔ‪ ،‬ومن ﻫﻨﺎ يتم ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺩ ﻟﻨﺴﻑ املعايري‬
‫ﺍﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﻗﻴﻡ ﻭﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﺴﻙ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻷﺴﺭﺓ ﻭﺍﻤﻟﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬متمثلة ﻲﻓ‬
‫االكتساح ﺍﻟﺜﻘﺎﻲﻓ الشامل (الغري مربمج) ﻤﺘﺠﺎﻭﺯﺍﹰ كل ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ‪ ،‬فقد ﺃﺼﺒﺤﺕ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺘﻨﺎﻓﺱ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻭﺍﻤﻟﺩﺭﺴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻴﺔ ﻲﻓ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍإلﺠﺘﺎﻤﻋﻴﺔ‪،‬‬
‫فضغوطات ﻭحتدياﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻭﺍﻓﺩﺓ ﺘركت أثرها السلبي ﻲﻓ سلم ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻴﺔ‪ ،‬فثقافة‬
‫ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻤﻟﺭﺌﻴﺔ‪ ،‬وما حتمله من ﻗﻴﻡ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﻋﻘﺎﺌﺩ ﺘﺘﻨﺎﻗﺽ ﻤﻊ األعراف ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻭﺘﺼﺎﺩﻤﻬﺎ‬
‫ﺒﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﺠﻟﺩﻴﺩﺓ‪ ،‬ﻭﺎﻤ ﻴﻔﺭﺯﻩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ ﻤﻥ ﻫﻭﺓ ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﺍﺠﻟﺩﻴﺩ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺘﻪ ﻋﻰﻠ ﺍﻟﺒﻨاءﺀ‬
‫ﺍﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻲ(‪. )47‬‬
‫ﻓﺎﻟﻔﻀﺎﺌﻴﺎت ﺘﻘوم ﺒدور ﻛﺒﻴر وﺨطﻴر ﻛﻐﻴرﻫﺎ ﻤن وﺴﺎﺌﻝ اإلﺘﺼﺎﻝ اﻟﻌﺎﻤﻟﻴﺔ اﻤﻟوﺠﻬﺔ ﻟﻠﺠﺎﻤﻫﻴر‬
‫ﻓـﻲ ﺘﻘوﻴﺔ ﻤﻌﺘﻘدات وﻗـﻴم إﺠﺘﺎﻤﻋﻴـﺔ ﺠدﻴدة وﻨﺸرﻫﺎ بني ﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟدوﻝ اﻟﻨﺎﻤﻴﺔ بشكل ٍ‬
‫خاص‪ ،‬وﻤن ﺨﻼﻝ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻨﻬﺠﻬـﺎ ﻨﺠد أﻨﻬﺎ ﺘﻘـوم ﺒدور أﺴﺎﺴـﻲ ﻓـﻲ ﻋدم اﺴﺘﻘرار اﻟﻌﻼﻗﺎت‬
‫اﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻴﺔ واﻀﻌﺎف اﻟـرواﺒط اﻷﺴـرﻴﺔ(‪،)48‬‬
‫ويف هﺬا اﻟﺼدد ﺗﺸﻜﻞ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ األلكرتوين ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﺗصطﺪم ﻓﻴﻪ ﻧﻈﺮة ﻛﺎرﺛﻴﺔ إذ‬
‫ﺗﺮى أهنا ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪر اخلطر احلقيقي ﻋﻰﻠ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺘﺎﻤﻋﻴﺔ‪ ،‬وﺗﺆدي إىل اﻟﻌﺰﻟﺔ وتفكك‬

‫‪- 156 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫ﻧﺴﻴﺞ احلياة اﻻﺟﺘﺎﻤﻋﻴﺔ وﻳﺮى ﻫﺆﻻء أن وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﺎﻤﻋﻲ ﻗﺪ اﻗﺘﺤﻤﺖ احلياة العائلية‬
‫ٍ‬
‫بشكل مفاجىء بحيث ﻗﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﻓﺮص اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﺘﻮاﺻﻞ داﺧﻞ اﻷﺮﺳة‪ ،‬فتم إستخدامها عىل‬
‫نطاق واسع وتوافرت لكل من يرغب االفادة منها(‪.)49‬‬
‫ويف ﺿﻮء ﻣا تم اﻟﺘﻄﺮق اﻟﻴﻪ آﻧﻔا ً‪ ،‬ﺗﺄيت ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﻟﺮﺻﺪ أﺛﺮ الإلﺳﺘﺨﺪام السلبي لـ(‬
‫اهلاتف النقال)‪ ،‬وﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ األلكرتونية‪ ،‬وحتديدا اﻟﻔﻴﺴﺒﻮك (‪،)50()Facebook‬‬
‫وﺗﻮيرت(‪ ،)51() Tweter‬التي أﺣﺪﺛﺖ ﻃﻔﺮة ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ يف جمال اﻻﺗﺼﺎل واﻟﻌﻼﻗﺎت‬
‫بني اﻷﻓﺮاد واجلامعات ﺑﻞ يف ﻧﺘﺎﺋجها وتأثرياهتا السلبية اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺸﻜﻞ ﺧﻄﻮرة ﻋﻰﻠ ﻣﺘﺎﻧﺔ‬
‫اﻟﺘﺎﻤﺳﻚ اﻷﺮﺳي وﻗﻮة اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻟﻌﺎﺋﻲﻠ مما ﻳﺆدي إىل خلق ﻣﺸﻜﻼت اﺟﺘﺎﻤﻋﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة ﻛ (‬
‫اﻟﻌﺰﻟﺔ واإلنطواء وﻓﻘﺪان اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﺎﻤﻋﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ)‪ ،‬ويعد هذا التغري اﻻﺟﺘﺎﻤﻋﻲ ﻣﻦ أﻫﻢ‬
‫اﻟﺘﺤديات التي ﺗﻮاﺟﻪ املجتمع العراقي الذي ظل لعقود ٍ طوال حمافظا ً عىل طبيعة عالقاته‬
‫اإلجتامعية وتقاليده الدينية املحافظة‪ ،‬لكن احلال تغري كثريا بعد االحتالل اإلمريكي للعراق‬
‫يف (‪ 9‬نيسان ‪ ،)2003‬وأضحت قيم التامسكاألرسي رضبا من رضوب التخلف بعد أن فتح‬
‫االحتالل أبواب ( البث الفضائي واهلواتف اجلوالة واالنرتنت ) عىل مرصاعيها حتى حتول‬
‫األمرإىل ما يشبه الوباء الفتاك الذي ال يسلم منه احد فقد دخل الستاليت واإلنرتنت مجيع‬
‫البيوتالعراقية‪ ،‬وأضحى اجلوال رفيق افراد العائلة‪ ،‬واألنكى من ذلك كله هو غياب الرقابة‬
‫احلكومية عىل تلك الوسائل التي دخلت بشكل ٍ مفاجىء‪ ،‬والتي مل هييء لدخوهلا بشكل ٍ‬
‫مربمج‪ ،‬مع انشغال األبوين بتوفري لقمة العيش انغمس األبناء يف متابعة القنوات التلفزيونية‬
‫اهلابطة التي اهتمت بعرض املسلسالت الرتكية املدبلجة‪ ،‬التي تنوعت بني عروض فاضحة‬
‫وأخرى اشاعت لغة العنف‪ ،‬فضال ً عن تبادل املقاطع الفيديو والصوراملخلة باحلياء يف اهلواتف‬
‫اجلوالة‪ ،‬كل ذلك وغريه الكثري هدم االلتزام األخالقي وفقدان الرتابط األرسي ﻓﻘﺪﺗﻘﻠﺺاﻟﺘ‬
‫ﻮاﺻﻞﺑﺸﻜﻞكبريوﺗﻘﻠﺼﺖاﻟﺴﺎﻋﺎتالتي ﻳﺘﻢﻓﻴﻬﺎﻟﻘﺎءأﻓﺮاداﻷﺮﺳةواﻻﻟﺘﺰامﺑﺎﻟﻮاﺟﺒﺎتاﻷﺮﺳﻳﺔ‪ ،‬مما‬
‫دلل ﻋﻰﻠ أن ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ﺳﺎﻋدتﻋﻰﻠزﻳﺎدةاملشاكل اﻻﺟﺘﺎﻤﻋﻴﺔ ﺧﻼﻓﺎ ملاﻫﻮﻣﺄﻣﻮلﻣﻦدورﻫﺎ(‪.)52‬‬

‫‪- 157 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫ويف ظل صعوبات احلياة التي خلفها االحتالل‪ ،‬ﻓﺈﻥ األرسةالعراقيةتعيش ﻲﻓ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤﺩﻱ‬
‫ﺎﻤ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺒﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ بمحيطها ﺍﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻲ ﻭﺒﻤﻨﺎخها‬
‫ﺍﻟﻭﺍقعي‪ ،‬ﻤﺎﻤ ﺠﻌﻠﻬﻡ ﻴﺴﺘﻤﺩﻭﻥ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻤﻟﻨﺎﺥ ﻭﺴﻠﻭكه ﻨﻤﻁ ﺘﻔﻜﻴﺭﻫﻡ ﻭﺃﺴﻠﻭﺏ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺒﺤﻴﺙ‬
‫أصبح ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩ ﻭﺍﻤﻟﺤﺎكاﺓ ﻤﻟﻅﺎﻫﺭﺍﺤﻟﻴﺎﺓ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ وبشكل ٍ خاص بني فئتي (املراهقني والشباب )‪،‬‬
‫ﻨﻤﻁﺎﹰ ﺍﺠﺘﺎﻤﻋﻴﺎﹰ ﺴﺎﺌﺩﺍﹰ ﻲﻓ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺴﻠﻭكا ً ﻤﺘﺤﻀﺭﺍﹰ ﻲﻓ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻑ كام يتصورون‪،‬‬
‫ﻭبذلك شكلت ﻫﺫﻩ ﺍﻤﻟﻌﻁﻴﺎﺕ بحد ذاهتا ضغوطا ً وﺘﺤﺩيا ًلعالقاهتاإلﺟﺘﺎﻤﻋﻴﺔ‪ ،‬وكلنا يعلم‬
‫مساوئ هذا األمر وخطورته‪ ،‬وعىل وجه اخلصوص عندما يتحول إستخدام اإلنرتنت وﺷﺒﻜﺎت‬
‫اﻟﺘﻮاﺻﻞاﻻﺟﺘﺎﻤﻋﻲ‪،‬من حالة طبيعية إىل حالة مرضية مدمنة يصعب عالجها‪ ،‬فقدأصبحإدمان‬
‫اإلنرتنت(‪ ،)53‬سمة مالزمة إلغلب فئات املجتمع ليجدوا من خيفف عنهم وليواسوا أنفسهم‪،‬‬
‫بعد أن أصبحت معاناهتميتعدى تاثريها احلياة اليومية مسببا ما يعرف باضطرابات النوم‬
‫االلكرتونية‪ ،‬فالعديد من املواطنني من خمتلف االعامر وليس الشباب فحسب يعانون من‬
‫اضطرابات ما قبل النوم جراء عدم قدرهتم عىل ترك االجهزة االلكرتونية وبالتايل يؤدي ذلك‬
‫اىل بقائهم مستيقظني حتى ساعات متاخرة واحيانا حتى الصباح الباكر(‪.)54‬‬
‫مل يعد آثار ادمان اإلنرتنت واالجهزة االلكرتونية مقترصا ًعىل املظاهرالسلوكية اخلارجية‬
‫للفرد فقط‪ ،‬بل تعدى ذلك التأثريإىل مكونات اجلسم اآلخرى‪ ،‬فقد أثرت األجهزة الذكية‬
‫بشكل ٍ سلبي عىل درجة نظرالعيون كبعد النظر وقرصه ‪،‬وجفاف مقلة العني وجفاف القرنية‪،‬‬
‫واجلفاف هو العدو اللدود للعني‪ ،‬كام إن بقاء مسافة النظرثابته وبقاء إضاءة الشاشة مسلطة‬
‫عىل العني بإستمرارسيؤدي إىل إجهاد عضالت العني املسؤولة عن ضبط الصورة عىل‬
‫الشبكة واألعصاب اجلمجمية (القحفية)‪ ،‬وإختالف الرؤيا التي ستؤدي إىل الصداع‪ ،‬فضال‬
‫ً عن إصابتها باالستكامتزم‪ ،‬نتيجة اإلشعاعات الصادرة من شاشة احلاسوب واهلاتف النقال‬
‫‪،‬ناهيك عن املبالغ املالية التي ترصف عىل أجورالعالج املكلفةكأجوررشاء النظارات الطبية‪،‬‬
‫وأجورفحص الطبيب‪ ،‬وأجورالعملية اجلراحية لبعض احلاالت التي تتطلب ذلك‪ ،‬ومن‬

‫‪- 158 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫اجلدير بالذكر فإن بعض احلاالت املرضية قد يستدعي عالجها خارج العراق ختوفا ًمن فشل‬
‫العالج داخل العراق‪ ،‬ملا تشكله حاسة النظرمن أمهية يف حياة اإلنسان(‪. )55‬‬
‫وحذرأغلب أطباء جراحة العظام‪ ،‬من التأثريات السلبية للجلوس املطول امام احلاسوب‬
‫الكثر من مخس ساعات‪ ،‬دون حركة فإهنا تسبب عىل زيادة الوزن‪ ،‬وسوفان يف الرقبة وتأزما‬
‫ًغري طبيعي عىل الفقرات العنقية مما يؤدي إىل إلتهاهبا‪ ،‬أما بالنسبة للظهرفإن الرتاخي والتقوس‬
‫واإلنحناء فوق لوحة املفاتيح لفرتات ٍ طويلة‪ ،‬سيمنع األقراص مابني الفقرات من تأدية عملها‬
‫لتمنعالفقرات من اإلحتكاك والضغط عىل األعصاب وداء التهاب املفاصل‪ ،‬وقد يتحول‬
‫معظمها مع مرور الزمن إىل أمراض مزمنة‪ ،‬يصعب معاجلتها باألدوية املعتادة‪ ،‬األمرالذي‬
‫يستدعي إىل إجراء عملية جراحية‪ ،‬تكلف أصحاهبا مبالغ املالية باهضة(‪.)56‬‬
‫كام بينت الدراسات أن األشخاص الذين يضعون الالبتوب فوق أرجلهم وهم يف حالة‬
‫اجللوس وال يضعونه عىل طاولة أوما شابه وخصوص ًا من فئة الرجال ‪ ,‬فإن ذلك يؤدي إىل‬
‫حاالت عقم عىل املدى الطويل بسبب احلرارة املنبعثة من مراوح التربيد اخلاصة بالالبتوب‬
‫‪ ,‬والتي تضعف القدرة اجلنسية عند الرجال خصوص ًا اذا كانت وضعية الالبتوب قريبة من‬
‫منطقة الوسط لدى الرجل(‪ ،)57‬ويف السياق ذاته‪ ،‬فإن الدوائر االلكرتونية املتواجدة يف تلك‬
‫االجهزة تؤثر عىل اجلسم البرشي اذ تولد جماالت مغناطيسية تبث اشعاعات‪ ،‬ومن املعروف‬
‫ان جسم االنسان حيتوي معادن كالصوديوم والبوتاسيوم‪ ،‬واذا ما قمنا بتجربة بسيطة بتقريب‬
‫جمال مغناطييس من هذه املعادن فستتاثرواالمرذاته حيدث حني تؤثرهذه االشعاعات عىل جسم‬
‫االنسان احلاوي عىل هذه املعادن(‪.)58‬‬
‫ناهيك عن اإلشعاعات الصادرة من أبراج اإلتصاالت‪ ،‬املنصوبة من قبل رشكات اهلاتف‬
‫اجلوال (أثريوآسيا سيل‪ ،‬وكورك‪ ،‬وإتصالنا) عىل سطوح البيوت داخل أحياء املدن العراقية‬
‫وضواحيها‪ ،‬وماتسببه من أمراض خطرية‪ ،‬فاملقيمون عىل مسافة ‪ 300‬مرت منها هم عرضة‬
‫لإلصابة برسطان الثدي والربوستاتا‪ ،‬فضال ً عن الصداع واإلرهاق واضطرابات النوم يف‬

‫‪- 159 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫حني تزيد املخاطر عند املقيمني عىل مسافة ‪ 100‬مرت من األبراج لتصل إىل اإلصابة بفقدان‬
‫الذاكرة أو الزهايمر ومشكالت يف البنكرياس واجللد والرئة ‪،‬من خالل انبعاثالرتددات العالية‬
‫(املوجات الكهرومغناطيسية)‪ ،‬وماتعكسه هذه الرتددات عىل احلالة الصحية للمتعرضني‬
‫هلا نتيجة الطاقة املخزونة فيها‪ ،‬إذ ثبت علم ًيا أهنا تؤثر عىل التوصيالت العصبية والكهربائية‬
‫وإنزيامت الدوبامني التي يفرزها املخ عند التعرض الرتاكمي هلا(‪. )59‬‬
‫وتكمن خطورة أبراج االتصاالت يف األشعة الكهرومغناطيسية املنبعثة منها وقدرهتا عىل‬
‫التفاعل مع خاليا جسم اإلنسان الذي يمكن إن يكون يف ثالث صور هي اقرتان املجال‬
‫الكهربائي لألشعة مع خاليا جسم اإلنسان‪،‬واقرتان املجال املغناطييس لألشعة مع خاليا‬
‫جسم اإلنسان‪،‬وامتصاص طاقة األشعة من خاليا اجلسم وهذا ما يؤدي إىل ارتفاع يف درجة‬
‫حرارة اخلاليا‪ ،‬وإنتشار العديد من األمراض يكون سببها األول هو التعرض لإلشعاعات‪،‬مثل‬
‫الرسطان وبعض األمراض التي تصيب املخ وغريها‪ ،‬بل وقد يتسبب الربج بعدد من املشاكل‬
‫ملرىض القلب حيث يؤثر يف عمل أجهزة تنظيم دقات القلب‪ ،‬كام يؤثر بشكل سلبي يف القدرة‬
‫العامة لألفراد حيث يتسبب باخلمول والشعور املستمربالتعب واالرهاق كام أن له تأثريات‬
‫مستقبلية يف املدى البعيد وباخلصوص عىل االطفال‪ ،‬كام تسبب االشعاعات الناجتة عن ابراج‬
‫نقل الكهرباء او اهلاتف النقال‪ ،‬تلوثا كهرومغناطيسيا غري مرئي يسبب رسطان الدم ( اللوكيميا‬
‫) ورسطان الثدي لدى النساء وامراض اجلهاز العصبي املركزي ومنها الزهايمر والعديد من‬
‫االمراض اخلطرية اجلسدية والنفسية والتي قد تتدرج يف الظهور عىل مراحل متعددة من حياة‬
‫االنسان(‪.)60‬‬
‫أما من الناحية النفسية‪ ،‬فقد أحدثت اإلتصاالت املعلوماتية يف جيل الشباب العراقياملأزوم‪،‬‬
‫اجلرأة عىل جتاوزممنوعات وحمرمات‪ ،‬فنشأت الكثري من العالقات والصداقات عن طريق‬
‫اإلتصاالت من خالل اإلنرتنت واهلاتف النقال‪ ،‬فام مدى تأثري هذه العالقات عىل وضعية‬
‫الفرد النفسية اذا ماانتهت هذه العالقات بشكل مفاجئ ومن دون نتيجة تذكر‪ ،‬بعد أن إعتاد‬

‫‪- 160 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫الطرفان عىل املحادثة يوميا بطريقة الرسائل ألـ(‪ )chat‬أو املكاملات الفديوية يف موقع التواصل‬
‫اإلجتامعي ( الفيس بوك )‪ ،‬أومن خالل الربامج احلديثة اإلخرى‪ ،‬مثل ( التانكو{‪}Tango‬‬
‫واإليمو{‪ }imo‬والواتساب {‪ }Whatsapp‬والـﭬايرب{‪ ... }Viber‬وغريها من الربامج‬
‫األخرى )‪ ،‬وأصبح موعد اللقاء عىل شبكة التواصل وقتا ً مقدسا ً لدهيام‪ ،‬وعند حدوث أي‬
‫عارض ٍ مفاجئ كـ ( إنقطاع شبكة اإلنرتنت )‪ ،‬أو تعـذرأحد الطرفني عن فتح ( النت )‪،‬‬
‫ملشكلة ما‪ ،‬فإن أثرذلك سينعكس سلبا ًعىل احلالة النفسية‪ ،‬وتظهرحاالت من الشد العصبي‬
‫واإلشمئزازلدى الطرفني‪ ،‬والينتهي ذلك األمر‪ ،‬حتى يعود اإلتصال لوضعه الطبيعي تارة‬
‫أخرى‪ ،‬وعىل الرغم من عدم رشعية تلك العالقات‪ ،‬التي حيرمهاالرشع وتنبذها األعراف‬
‫العشائرية‪ ،‬فإهنا قد تعطي يشء من األمل وبشكل ٍ خاص (للفتاة)‪ ،‬التي تعيش عىل‬
‫أماللتغيريالذي سيحدث يف حياهتا جراء تلك العالقة‪ ،‬والتي من املؤمل أن يكون هنايتها‬
‫الطبيعية الزواج‪ ،‬والتخلص من القيود وحياة امللل التي تعيشها ‪،‬بسبب ما تفرضه عادات‬
‫وتقاليد املجتمع العراقي‪ ،‬فيام خيص املرأة بالذات(‪.)61‬‬
‫وأفرزت حالة اإلدمان عىل اإلنرتنت‪ ،‬ظاهرة جديدة بني الشباب العراقي‪ ،‬وهي تعاطي‬
‫املخدرات الرقمية ( ‪ ،)62() Digital Drugs‬نتيجة إحساس األشخاص باإلضطراب‬
‫السلوكي‪ ،‬وإنعدام القدرة عىل النوم‪ ،‬وحماولة اهلروب من املشاكل‪ ،‬وهي نوع من أنواع‬
‫املوسيقى الصاخبة حتدث تأثريا ً عىل احلالة املزاجية ملتعاطيها‪ ،‬من خالل خلق جمموعةمن‬
‫الصور اخليالية لدهيالتي تنقله إىل الالوعي‪ ،‬يتم اإلستامع إليها من خالل سامعات اإلذن (‬
‫اهليتفون ) ذات اجلودة العالية ومن نوع ( السرتيو )‪ ،‬بحيث يتم بث ترددات معينة يف اإلذن‬
‫اليمنى وترددات أقل أوأعىل إىل اإلذن اليرسى‪ ،‬ويتم إجراء هذه العملية حتت طقوس معينة‪،‬‬
‫من أبرزها ‪1:‬ـاجللوس يف غرفة خافته األضواء‪2 ،‬ـ يعصب عينيه ليكون يف إسرتخاء ٍتام‪3 ،‬ــ‬
‫وضع سامعات اإلذن ويقوم بتشغيل امللف الصويت(‪.)63‬‬

‫‪- 161 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫جدول رقم (‪)2‬‬
‫(‪)64‬‬
‫أنواع موجات امللف الصويت املستخدمة يف املخدرات الرقمية‬

‫احلالة املرضية‬ ‫درجة الرتدد‬ ‫نوع املوجة‬


‫النوم العميق دون أحالم‬ ‫أقل من ‪ 4‬هريتز‬ ‫دلتا‬

‫اإلسرتخاء والتامل ونوم دون حركة العينني‬ ‫‪4‬ـ‪ 7‬هريتز‬ ‫ثيتا‬

‫حتفيز اجلزء احلركي‬ ‫‪8‬ـ‪ 12‬هريتز‬ ‫مو‬


‫اإلسرتخاء‪ ،‬النعاس‪ ،‬النوم بحركة العني‪ ،‬األحالم‬ ‫‪7‬ـ‪ 13‬هريتز‬ ‫ألفا‬
‫النشاط‪ ،‬القلق‪ ،‬الرتكيز‬ ‫‪13‬ـ‪ 39‬هريتز‬ ‫بيتا‬
‫النشاط العقيل املفرط اإلدراك‪ ،‬حل املشكالت‪ ،‬اخلوف‪،‬‬
‫أكثر من ‪ 40‬هريتز‬ ‫جاما‬
‫الوعي‬
‫ومن املالحظ فإن املخدرات الرقمية‪ ،‬مل ينحرصإستخدامها داخل البيوت فحسب‪ ،‬بل‬
‫تعدى ذلك حتى إىل خارجها‪ ،‬فكثريا ً مانرى إستخدامها من قبل الشباب العراقي بشكل‬
‫ٍ’ملفت النظر يف الطرقات العامة واملقاهي والباصات ‪،‬وهم يضعون السامعات يف آذاهنم‬
‫واهلاتف النقال يف أيدهيم‪ ،‬وهم يستمعون إىل األغاين‪ ،‬وينبغي التوقف عند هذه احلالة‬
‫وحتليلها ‪ ،‬فقدعلل أصحاب ( النظرية اإلجتامعية ) أن اإلدمان وقفت وراءه جمموعة من‬
‫العوامل كان من أبرزها ‪1:‬ــ تأثري رفاق السوء‪2 ،‬ــ دخول اإلنرتنت إىل املنازل وإنتشاره يف‬
‫املقاهي وبأسعار زهيدة‪3 ،‬ــ ضعف رقابة األرسة(‪. )65‬‬
‫ومع انتشار الشبكة العاملية “اإلنرتنت”‪ ،‬ظهرت مكمالت جانبية تلتصق هبذا االنتشار‪،‬‬
‫فإن سعة إنتشاره مل يقترصعىل البيت النجفي‪ ،‬بل تعدى ذلك إىل إتساع مساحة إستخدامه‬
‫خارج البيوت‪ ،‬وبشكل ٍ خاص يف املقاهي الشعبية‪ ،‬أوما يسمى بمقاهي «اإلنرتنت»‪ ،‬التي‬
‫إنترشت بشكل ٍ واضح ومميزيف مراكز املدن وتوابعها‪ ،‬التي استاملت إليها طائفة كبرية من‬

‫‪- 162 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫الناس غالبيتهم العظمى من الشباب الذين انجذبوا إىل ذلك الفضاء الفسيح بكل قوة‪ ،‬حتى‬
‫أصبح ارتياد الشباب هلا ظاهرة جديدة تستحق البحث والتحليل والعالج‪ ،‬ناهيك من أن‬
‫معظمها كانت غريخاضعة لرقابة اللجان احلكوميةاملختصة ‪،‬فضال ً عن عدم حصول معظم‬
‫أصحاهبا عىل اإلجازات الرسمية الالزمة لذلك(‪، )66‬واخلطري يف األمر أن تصبح هذه املقاهي‬
‫أوكار ًا لالستخدام اليسء من ِق َب ِل كثري من رواد هذه املقاهي‪ ،‬وذلك من خالل الدردشة ألجل‬
‫الدردشة فحسب‪ ،‬والنفاذ إىل املواقع اجلنسية‪ ،‬ومشاهدة الصور اإلباحية‪ ،‬بعيد ًا عن الرقابة‬
‫األرسية واملجتمعية‪ ،‬فإصبح احلال عىل مرالوقت ظاهرة خطرية‪ ،‬تستدعي إجياد بدائل يمكن‬
‫للشباب أن يقضوا أوقات فراغهم فيها‪ ،‬بدالً من إضاعة املال والوقت واألخالق بام يرض وال‬
‫ينفع‪ ،‬سيام وأن أعداد املقاهي يف تزايد مستمر ‪.‬‬
‫ومع التطور املتسارع يف احلياة وإبداع العقل البرشي يف إبتكار أجهزة اإلتصال احلديثة‬
‫ومنها أجهزة اهلاتف النقال واإلنرتنت واألجهزة املتطورة األخرى‪ ،‬إال أن البعض إستخدمها‬
‫بشكل ٍ سئ‪ ،‬خالفا ً لإلهداف التي أنشأت من أجلها‪ ،‬فقد إزداد إرتكاب اجلرائم األلكرتونية‪،‬‬
‫كالتهديد عن طريق أجهزة اهلاتف النقال والسب والشتم والقذف أوالتحرش وجريمة‬
‫نرشاإلباحية واألفعال املخالفة لإلخالق واآلداب العامة(‪. )67‬‬
‫إن اخلطرييف اآلثارالسلبية للعوملة الرقمية هو طابعها الرتاكمي وامتداد تأثريها عىل‬
‫القطاعات األخرى مجيعا ً‪ ،‬إذ أدى ذلك إىل خلل كبري يف النسج االقتصادية واالجتامعية ويف‬
‫الصحة النفسية واجلسدية للمجتمع العراقي‪ ،‬مما اسهم بتمزق احلياة العائلية واختالالت بنائية‬
‫تتبدى يف عدم قدرة النظام االجتامعي عىل إدامة بناء دعامته األساسية‪ ،‬من خالل عزوف‬
‫الشباب عن اإلقدام بسهولة عىل الزواج وفتح بيوت وتكوين عائالت‪ ،‬عىل غرارالتقاليد التي‬
‫إعتادت عليها األرسة النجفية‪ ،‬بوقت ٍ قصري من إستخدام األنرتنت وملحقاته بشكل ٍ مباح‪،‬‬
‫التي أشبعت جوع الغريزة‪ ،‬أنتهى بعضها بزجيات ٍ فاشلة‪ ،‬وأدت قبل عيد ميالدها األول‪ ،‬ومن‬
‫جانب آخر‪ ،‬فقد وجد الباحثون االجتامعيون املعنيون بمتابعة اآلثارالسلبية للعوملة الرقمية‬

‫‪- 163 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫عىل األرسة العراقيةهي ظهور حالة إرتفاع نسب الطالق‪ ،‬وإنخفاض نسب الزواج‪ ،‬وتعرض‬
‫املنظومة القيمية واألخالقية هلزات خطرية‪ ،‬تركت آثارا ً لن تعالج بسهولة يف نظامها السلوكي‬
‫السيام عىل صعيد األفراد‪ ،‬فان معظم أسباب حاالت الطالق كانت نامجة عن حتول غريمسبوق‬
‫يف عادات وتقاليد وأعراف املجتمع النجفي‪ ،‬فأصبحت نذيرشؤم عىل اهنيار أقدس العالقات‬
‫االجتامعية التي سنـّتها السامء واألعراف اإلنسانية‪ ،‬ولعل بروزظاهرة الطالق دون سواها من‬
‫الظواهراالجتامعية األخرى‪ ،‬جاءت نتيجة عوامل ٍ عدة‪ ،‬كان من أبرزها‪:‬‬
‫* وجود جهاز الستاليت يف كل البيوت العراقية‪ ،‬ومن خالله يتم عرض بعض املسلسالت‬
‫األجنبية‪ ،‬التي تشجع عىل اخليانة الزوجية (الزنا باملحارم)‪ ،‬أوالتشجيع عىل إقامة عالقات‬
‫غرامية مشبوهه‪ ،‬أوما تضمنته من أفكار أكدت عىل أن الطالق ظاهرة عادية وهو ما دفع‬
‫العراقيات لتقبل أمرالطالق كحادثة عابرة ‪.‬‬
‫* تأثر بعض املتزوجني باملمثلني أواملمثالت األجنبيات‪ ،‬وقيامهم برسم صورة‬
‫رومانسية وأمنيات حلياهتم ختتلف متاما‪ ،‬عن ماهم فيه‪ ،‬وتبدأ بذلك بني الزوجني حاالت من‬
‫الضجرواإلشمئزاز أواإلستهزاء وعدم القناعة ببعضهام البعض‪ ،‬وتتطوراألمور يشء فيشء‬
‫حتى تصل إىل الطالق ‪.‬‬
‫* إنشغال األزواج بشبكة التواصل اإلجتامعي ولساعات طوال بعد منتصف الليل‪،‬‬
‫إلشباع غرائزهم اجلنسية مع نظرائهم باجلنس‪ ،‬وسط مسمع ومرئىزوجاهتم ‪.‬‬
‫* االستخدام اليسء للنقال ( املوبايل) من كال الطرفني يف مكاملات مشبوهة تثريحفيظة‬
‫أحدمها ضد اآلخرومن ثم تتطور اىل الطالق(‪. )68‬‬
‫إال إنه ومن املؤسف ذكره هنا‪ ،‬فقد سجلت حمافظة النجف األرشف التي أختريت كمقياس‬
‫هلذه احلالة‪ ،‬خلصوصية املدينة الدينية وتقاليدها اإلجتامعية املحافظة‪ ،‬فقد سجلت أرقاما‬
‫غريمسبوقة بحاالت الطالق التي تراوحت نسبتها بني (‪ )%30-25‬قياسا لعدد املتزوجني‬
‫حتى جاءت باملرتبة الثالثة بعد بغداد والنارصية‪ ،‬وفق ًا إلحصائيات جملس القضاء األعىل‪ ،‬عىل‬

‫‪- 164 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫الرغم من وصفها مدينة حمافظة ومقدسة‪ ،‬فان عدد دعاوى الطالق يف عام (‪ )2009‬وصلت‬
‫إىل (‪ )437‬دعوة‪ ،‬وارتفعت يف عام (‪ )2010‬إىل (‪ ،)843‬ووصلت يف عام (‪ )2011‬إىل(‬
‫‪ ،)1048‬وقفزتفي عام( ‪ ) 2012‬لتصل إىل (‪ )2774‬حالة طالق‪ ،‬بواقع ( ‪ ) 231‬حالة‬
‫طالق‪ ،‬اي بمعدل (‪ )8‬حاالت طالق يوميا ً‪ ،‬وهذا احلال أصبح نذير شؤم وهوما يشبه‬
‫بالكارثة(‪.)69‬‬
‫ومن اجلدير بالذكر هنا‪ ،‬فإذا علمناطبيعة املجتمع العراقيوموقفه احلساس من املطلقات‬
‫الذي يتسم بالسلبية يف أغلب األحيان‪ ،‬فأننا نجد أنفسنا أمام مشكلة معقدة حتام ً‪ ،‬تتفاقم يوما‬
‫بعد آخر‪ ،‬فاألبناء الذين هم ضحية هذه الظاهرة املقلقة حتمأ ً فعىل سبيل املثال‪ ،‬فقد الحظنا‬
‫ومن خالل لقاءنا باألطراف املعنية‪ ،‬انتقال عدوى الطالق اىل ابناء املطلقات بشكل ملحوظ‪،‬‬
‫فهنالك كثريمن حاالت الزواج حدثت بني ابناء املطلقات‪ ،‬اال انه وبعد مدة قصرية التتجاوز‬
‫االسابيع تبدا املشاكل بني الطرفني والتفه االسباب‪ ،‬وتنتهي هي االخرى بالطالق ‪ .‬وكال‬
‫الطرفني التتجاوزاعامرهم الـ ( ‪ ) 17‬عام‪ ،‬فأصبحوا بذلك جيال ً مفككا ال يؤمن بالرتابط‬
‫االجتامعي‪ ،‬فيام ستكون ظاهرة الطالق جماال خصبا لالنحراف وشيوع حالة الفساد األخالقي‬
‫يف ظل جمتمع ارتفعتفيه نسبة اإلناث مقابل نسبة الذكور بنحو خميف(‪ ،)70‬وانتشار عصابات‬
‫القتل واختطاف النساء واملتاجرة هبن يف سوق ( الدعارة ) الذي يزداد اتساعا يف العراق‬
‫يوما بعد آخر السيام بعد السامح بفتح املطاعم والنوادي الليلية‪ ،‬وانتشار ظاهرة املخدرات‬
‫واألمراض النامجة عن االنحراف األخالقي مثل االيدز وغريه من األمراض األخرى ‪.‬‬
‫ومن نافلة القول‪ ،‬فإن العوملة الرقمية مل يقترصآثرها السلبي عىل احلاالت التي ذكرناها‬
‫آنفا ً‪ ،‬بل تعدى رضرها إىل أبعد من ذلك‪ ،‬فقد تسبباستخدام املوبايل الغري صحيحمن قبل‬
‫األشخاص اثناء قيادة مركباهتم‪ ،‬الكثري من احلوادث املرورية‪ ،‬وقد نتج عن بعضها حاالت‬
‫من الوفاة‪ ،‬وخلف البعض اآلخر عاهة ٍ جسدية‪ ،‬أوترك بعض التشوهات وبدرجات ٍ متفاوتة‬
‫‪ ،‬وإذا أخذنا باحلسبان ماينتج عنها من مشكالت إجتامعية‪ ،‬فأهل املتويف أوالذي يصاب بعاهة‬

‫‪- 165 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫جسدية‪ ،‬سيطالبون صاحب الرضربتعويضات معنوية ومادية مكلفة‪ ،‬قد يصعب تنفيذها‪،‬‬
‫وجيب أن اليفوتنا أن نذكر‪،‬حجم األرضارواخلسائراملادية للبنى التحتية واملركبات احلديثة‬
‫‪،‬جراء تلك احلوادث‪ ،‬عىل الرغم أن رضرها املادي اليقاس بحجم األرضاراجلسدية‪ ،‬إال‬
‫إهنا تبقى أرضارتكلف البلد اليشء الكثري‪،‬أما عىل املستوى اإلقتصادي‪ ،‬ﻫﻨﺎك ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﻔﺎدﻫﺎ‬
‫ان اﻟﻌوﻤﻟﺔ ﺘؤدي إﻰﻟ اﻟﻔﻘر وﺘﻌﻤﻝ ﻋﻰﻠ اﻨﻘﺴﺎم اﻤﻟﺠﺘﻤﻊ ﻋﻰﻠ ﻓﺌﺘﻴن أﻏﻨﻴﺎء وﻓﻘراء‪ ،‬إذ ﻻوﺠود‬
‫ﻟﻠطﺒﻘﺔ اﻟوﺴطﻰ‪ ،‬أن إﺠراء اﻹﺼﻼﺤﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻤﻟﺘواﻓﻘﺔ ﻤـﻊ ﺘطﺒﻴﻘﺎت اﻟﻌوﻤﻟﺔ‪ ،‬تفيض‬
‫إﻰﻟ اﺴﺘﻘطﺎب اﺠﺘﺎﻤﻋﻲ ﻴـؤدي إﻰﻟ سوء توزيع الدخل واﻟﺜروة‪ ،‬وﺘﻀﺎﻋف ﺤدة ﻋدم اﻤﻟﺴﺎواة‬
‫ﺒﻴن اﻟطﺒﻘﺎت اﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻴﺔ‪ ،‬وﻫذا يؤثر سلبا ﻲﻓ اﻟﺘواﻓق اﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻲ وﻴﻌﻤﻝ ﻋﻰﻠ ﺘﻤزﻴق اﻟﻛﻴﺎﻨﺎت‬
‫اﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻴﺔ داﺨﻝ اﻟدوﻟﺔ الواحدة‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟوﻗـت اﻟـذي ﺘﻌﻤﻝ ﻓﻴﻪ ﻋﻰﻠ زﻴﺎدة ﻏﻨـﻰ اﻷﻏﻨﻴﺎء‬
‫ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻲﻓ اﻟوﻗت ﻨﻔﺴﻪ تعمل ﻋﻰﻠ زيادة ﻓﻘر اﻟﻔﻘراء‪ ،‬ﺒـﺎﻟرﻏم ﻤن ان اﻟﻔﻘر ظﺎﻫرة ﻤوﺠودة ﻲﻓ‬
‫ﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺜﺎﻟث ﻗﺒـﻝ اﻟﻌوﻤﻟﺔ أصال ً‪ ،‬وﺠـﺎءت اﻷﺨﻴرة ﻟﻛﻲ ﺘﻌﻤﻝ ﻋﻰﻠ ﺘﻔﺎﻗم ﻫـذﻩ‬
‫اﻟظﺎﻫرة‪ ،‬فإن اﻟﻔﻘـرﻴﻌد ﻤن أﻛﺜر اﻷﺴﺒﺎب اﻟداﻋﻴﺔ إﻰﻟ ﺘﺼدع اﻷﻤن واﻟﺴﻠم اﻻﺠﺘﺎﻤﻋﻲ اﻤﻟدﻨﻲ‬
‫وﺘﻘوﻴض دﻋﺎﺌم اﻻﺴﺘﻘرار ﻲﻓ اﻤﻟﺠﺘﻤﻊ وﻴﻀﻌف ﻤن ﻋواﻤﻝ اإلﻨدﺎﻤج واﻟوﺤدة اﻟوطﻨﻴﺔ وﻫذا‬
‫ﻫوﻤطﻠب ﻗوى اﻟﻌوﻤﻟﺔ ودﻋﺎﺘﻬﺎ(‪. )71‬‬
‫فعىل سبيل املثال فقد أشارت إحصائيات يف املسح اإلجتامعي واإلقتصادي إىل وجود بطالة‬
‫تصل نسبتها أكثر من (‪ ) %50‬بني الشباب‪ ،‬وان ( ‪ ) %52‬من العراقيني يعيشون حتت مستوى‬
‫الفقر بمعدل ال يتجاوز فيه دخلهم دوالرين باليوم(‪ ،)83‬وانه العراق يأيت باملرتبة ( ‪ )12‬من‬
‫بني ( ‪ )16‬دولة عربية باملنطقة من حيث الوضع االقتصادي املتدين بالرغم من ثروته النفطية‬
‫اهلائلة وموارده اإلقتصادية األخرى‪ ،‬هذه احلقيقة املرة التي البد منها يمكن تلمسها يف كثري‬
‫من التقارير الدولية التي صدرت متناولة الوضع االجتامعي يف العراق بعد غزوه واحتالله‬
‫والتي كان آخرها تقرير صدر هناية شهر نيسان ‪ ،2010‬من معهد الديمقراطية التابع للحكومة‬
‫األمريكية واملسـتند إىل تقرير منظمة العمل ومنظمة حقوق اإلنسان بعنوان (أصبح العراق‬

‫‪- 166 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫مركز اخلطف والدعارة وقطاع الطرق يف الرشق األوسط)‪ ،‬ففي هذا التقريرأرقام ونسب‬
‫ورسد حلقائق خميفة‪ ،‬فقد ذكراحد املتابعني يف أسفل التقرير بقوله ‪(( :‬يف العراق احصل عىل‬
‫امرأة بأقل من عرشة دوالرات واحصل عىل طفل بأقل من عرشين دوالرا فيام حتصل رشكة‬
‫اكسون موبل عىل برميل نفط بأقل من ‪ 25‬دوالرا فقط))‪ ،‬فاخلطورة يف هذا التقرير ليست‬
‫يف كارثة العنف والبطالة والفقر فحسب فالعراق يمتلك من الثروة والقدرات واإلمكانيات‬
‫ما سيؤهله جتاوز كل هذه املحن لو صلحت فيه اإلدارة والسلطة‪ ،‬ولكن األكثر خطورة من‬
‫ذلك‪ ،‬هو أن خترتق وتستهدف فيه منظومة القيم واألخالق واألعراف والتقاليد إىل هذا الدرك‬
‫األسفل من طبيعة اجلرائم واملامرسات التي أسس هلا الغزواألمريكي املربجمللعراق(‪. )72‬‬
‫ففي ظل هذا الوضع املتأزم جاءت العوملة الرقمية لتزيد (الطني بله)‪ ،‬فقد متخض عنها‬
‫إنجراف فئة الشباب وبشكل ٍ خاص نحومغرياهتا التي متثلت باألجهزة والربجميات التي‬
‫تطرحها بني الفينة واألخرى‪ ،‬فيتهافت عليها الشباب بالرغم من أن معظمهم اليمتلك من‬
‫املبالغ مايسد رمق عيشتهم‪ ،‬لرشاء مايطرحه أصحاب حمالت بيع املوبايل من أجهزة يصل‬
‫سعربعضها إىل املليون دينار‪ ،‬فإضطربعضهم إىل البحث عن مصادرمالية تلبي طموحاهتم‬
‫وتشبع من رغباهتم‪ ،‬وعىل وجه الرسعة‪ ،‬فكانت (الرسقة) و(السطو املسلح) خريمنقذ‬
‫لتحقيق أحالمهم‪ ،‬وقد تتطورالرسقة والسطو املسلح يف بعض األحيان إىل القتل‪ ،‬فإذا كانوا‬
‫قد نجحوا يف املحاولة األوىل والثانية‪ ،‬فإن الثالثة حتام ً ستكوننهاية أضغاث أحالمهم الوردية‪،‬‬
‫نتيجةتلبسهم باجلرم املشهود‪ ،‬وتتنوع عىل أثرها أحكامهم القضائية ليصبحوا بعد ذلك‪،‬‬
‫حبييس القضبان احلديدية والسجان‪ ،‬إال ٌ إن حجم اخلطورة مل يتوقف عند هذا احلد فقط‪ ،‬بل‬
‫تعدى األمر إىل أبعد من ذلك كله‪ ،‬فأن معظمهم يرتك وراءه زوجة وطفل عىل أقل تقدير‪ ،‬هذا‬
‫إذا أخذنا باحلسبان‪ ،‬حاجته لإلموال الكثرية من بداية دخوله السجن حتى هنايته(‪.)73‬‬
‫ويف السياق ذاته‪ ،‬فإن سلبيات العوملة الرقمية مل تقترصعىل ظاهرة الرسقة عندالشباب‬
‫الظمأى الذين إنساقوا وراء رساب العوملة الرقمية بفعل جهلهم الثقايف واألخالقي‪ ،‬بل‬

‫‪- 167 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫وصلت عدواها إىل ٍ‬
‫فئات أخرى‪ ،‬إال ٌإهنا إختلفت من حيث الفعل واملضمون‪ ،‬فئة الباحثني‬
‫أواألساتذة اجلامعيينأواإلعالميني ‪،‬والذينيعدون أنفسهم العنرصالفاعل يف عملية بناء اهلرم‬
‫العلمي والثقايف للمجتمع‪ ،‬فقد إعتاد بعض هؤالء من رسقة جهود اآلخرين‪ ،‬وتبويبها‬
‫لصاحلهم‪ ،‬ليحصلوا عىل مكافأة مادية‪ ،‬أواستخدامها للحصول عىل شهادة ٍ دراسية ٍ عليا‪ ،‬أو‬
‫الرتقية ملرتبة علمية أخرى‪ ،‬أو الفوزبسبق ٍ صحفي‬
‫(‪. )74‬‬

‫الإ�ستنتاجات‬
‫العوملة الرقمية هي دواء وداء يف ٍ‬
‫آن واحد قد ينتج عنها نقلة نوعية فارقة يف االستخدام‬
‫األمثل وبذكاء لألجهزة الرقمية الذكية‪ ،‬وقد تكون كالرسطان يتبعه رضرال حيمد عقباه من‬
‫الناحية االجتامعية مثل‪ :‬الطالق والعزلة األرسية وانحراف األبناء واالنطوائية بل قد يطول‬
‫هذا املرض اخلبيث سيكولوجية عقول اجليل القادم مثل العاطفة والسلوك والعالقات‬
‫بيناألشخاص ‪000‬الخ‪ ،‬وبات من الرضوري تنبيه اآلباء واألمهات بمخاطر العوملة الرقمية‬
‫الذكية التي تنترش يف منازهلم بصور مبارشة واملتمثلة يف أدوات بني أيدي أفراد األرسة كأجهزة‬
‫اهلواتف الذكية واأللواح اإللكرتونية التي أصبحت تشغل معظم أوقات مستخدميها بسبب‬
‫كثرة اخليارات املوجودة هبا مثل تطبيقات التواصل االجتامعي وتطبيقات الرتفيه والتعليم‬
‫والتسوق وغريها من اخليارات املتاحة‪.‬‬
‫شكلت ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ األلكرتوين ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﺗﺼﻄﺪم ﻓﻴﻪ نظرة ﻛﺎرﺛﻴﺔ إذ ﺗﺮى أهنا ﺗﺸﻜﻞ‬
‫ﻣﺼﺪر اخلطر احلقيقي ﻋﻰﻠ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺘﺎﻤﻋﻴﺔ واﻀﻌﺎف اﻟـرواﺒط اﻷﺴـرﻴﺔ‪ ،‬وﺗﺆدي إىل‬
‫اﻟﻌﺰﻟﺔ وتفكك ﻧﺴﻴﺞ احلياة اﻻﺟﺘﺎﻤﻋﻴﺔ وﻳﺮى ﻫﺆﻻء أن وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﺎﻤﻋﻲ إقتحمت‬
‫احلياة العائلية بشكل ٍمفاجىء إذ قللت ﻣﻦ ﻓﺮص اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﺘﻮاﺻﻞ داﺧﻞ اﻷﺮﺳة ‪.‬‬
‫إن دخول العوملة الرقمية بشكل ٍ مفاجىء‪ ،‬والتي مل هييء لدخوهلا بشكل ٍ مربمج‪ ،‬مع انشغال‬
‫األبوين بتوفري لقمة العيش انغمس األبناء يف متابعة القنوات التلفزيونية اهلابطة التي اهتمت‬
‫بعرض املسلسالت الرتكية املدبلجة‪ ،‬التي تنوعت بني عروض فاضحة وأخرى اشاعت لغة‬

‫‪- 168 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫العنف‪ ،‬فضال ً عن تبادل املقاطع الفيديو والصوراملخلة باحلياء يف اهلواتف اجلوالة واستقبال‬
‫األفكار اهلدامة من الكثري من املواقع املشبوهة عىل شبكة االنرتنت ‪.‬‬
‫وأثرت األجهزة الذكية بشكل ٍ سلبي عىل حاسة نظرالعيون كبعد النظر وقرصه‪ ،‬وزيادة‬
‫الوزن‪ ،‬وسوفان يف الرقبة وتأزما ًغري طبيعي عىل الفقرات العنقية وتراخي الظهروتقوسه‪،‬‬
‫وداء التهاب املفاصل‪ ،‬والعقم‪ ،‬ناهيك عن اإلشعاعات الصادرة من أبراج اإلتصاالت‪ ،‬التي‬
‫قد تؤدي إىل اإلصابة بـ ( رسطان الثدي والربوستاتا و الصداع واإلرهاق واضطرابات النوم‪،‬‬
‫وفقدان الذاكرة أوالزهايمر ومشكالت يف البنكرياس واجللد والرئة )‪ ،‬من خالل انبعاث‬
‫الرتددات العالية ( املوجات الكهرومغناطيسية )‪ ،‬إذ ثبت علم ًيا أهنا تؤثر عىل التوصيالت‬
‫العصبية والكهربائية وإنزيامت الدوبامني التي يفرزها املخ عند التعرض الرتاكمي هلا‪،‬‬
‫وإنتشار العديد من األمراض‪ ،‬مثل الرسطان وبعض األمراض التي تصيب املخ وغريها‪ ،‬بل‬
‫وقد يتسبب الربج ببعض التلوثات الكهرومغناطيسية غري املرئية التي تسبب رسطان الدم (‬
‫اللوكيميا ) ورسطان الثدي لدى النساء وامراض اجلهاز العصبي املركزي ومنها الزهايمر ‪.‬‬
‫أما من الناحية النفسية‪ ،‬فقد أحدثت اإلتصاالت املعلوماتية يف جيل الشباب املأزوم‪،‬‬
‫اجلرأة عىل جتاوز ممنوعات وحمرمات‪ ،‬فنشأت الكثري من العالقات والصداقات عن‬
‫طريق اإلتصاالت من خالل اإلنرتنت واهلاتف النقال‪ ،‬فام مدى تأثري هذه العاللقات عىل‬
‫وضعية الفرد النفسية اذا ماانتهت هذه العالقات بشكل مفاجئ ومن دون نتيجة تذكر‪.‬‬
‫وأفرزت حالة اإلدمان عىل اإلنرتنت‪ ،‬ظاهرة جديدة بني الشباب العراقي‪ ،‬وهي تعاطي‬
‫املخدرات الرقمية ومع التطور املتسارع يف احلياة وإبداع العقل البرشي يف إبتكار أجهزة‬
‫اإلتصال احلديثة ومنها أجهزة اهلاتف النقال واإلنرتنت واألجهزة املتطورة األخرى‪ ،‬إال أن‬
‫البعض إستخدمها بشكل ٍ سئ‪ ،‬خالفا ً لإلهداف التي أنشأت من أجلها‪ ،‬فقد إزداد إرتكاب‬
‫اجلرائم األلكرتونية‪ ،‬كالتهديد عن طريق أجهزة اهلاتف النقال والسب والشتم والقذف‬
‫أوالتحرش وجريمة نرشاإلباحية واألفعال املخالفة لإلخالق واآلداب العامة‪ ،‬فضال ً عنإرتفاع‬

‫‪- 169 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫نسب الطالق‪ ،‬وإنخفاض نسب الزواج‪ ،‬التي أصبحت نذيرشؤم عىل اهنيار أقدس العالقات‬
‫االجتامعية التي سنـّتها السامء واألعراف اإلنسانية‪.‬‬
‫كام تعدى رضرها إىل أبعد من ذلك ‪،‬فقد متخض عنها إنجراف فئة الشباب وبشكل ٍ خاص‬
‫نحومغرياهتا التي متثلت باألجهزة والربجميات التي تطرحها بني الفينة واألخرى فإضطربعضهم‬
‫إىل البحث عن مصادرمالية تلبي طموحاهتم وتشبع من رغباهتم‪ ،‬وعىل وجه الرسعة‪ ،‬فكانت (‬
‫الرسقة ) و ( السطو املسلح ) خريمنقذ لتحقيق أحالمهم‪.‬‬

‫هوامش البحث‬
‫(‪ )1‬مبارك عامربقنة‪ ،‬مفهوم العوملة ونشأهتا‪ ،‬شبكة املعلومات الدولية ((االنرتنت))‪http:،‬‬
‫‪. //www. saaid.net‬‬
‫(‪ )2‬حممد النعامين ‪،‬اإلسالم والعوملة والتحديات القادمة‪ ،‬شبكة املعلومات الدولية‬
‫(االنرتنت) ‪.‬‬
‫(‪ )3‬معنى العوملة‪ ،‬شبكة املعلومات الدولية ((االنرتنت)) ‪،‬‬
‫‪. http://www.e3lm.com‬‬
‫(‪ )4‬سليامن بن صالح اخلرايش‪ ،‬العوملة‪ ،‬ط‪( ،1‬الرياض‪ ،‬داربلنسية للنرش والتوزيع)‪،‬‬
‫‪ 1420‬هـ‪ ،‬ص ص ‪7‬ـ‪. 10‬‬
‫(‪ )5‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪ 10‬؛ األكاديمية العربية يف الدنامرك‪ ،‬تعاريف ومصطلحات‬
‫سياسية هامة‪ ( ،‬قسم الدراسات واالبحاث‪ ،‬السويد )‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬د‪.‬ص ‪.‬‬
‫(‪ )6‬عباس حسن القصاب‪ ،‬تكنولوجيا املعلومات‪( ،‬البحرين‪،‬مطبوعات وزارة الرتبية‬
‫والتعليم)‪ ،2010 ،‬ص ص‪4‬ـ‪. 5‬‬
‫(‪ )7‬عدنان حييى وآخرون‪ ،‬تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬ط‪( ،1‬فلسطني ‪،‬مطبوعات وزارة‬
‫الرتبية والتعليم العايل )‪ ،2005 ،‬ص‪. 3‬‬

‫‪- 170 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫(‪ )8‬عباس حسن القصاب‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪ 5‬؛ عبد األمريمهدي مطر‪ ،‬تكنولوجيا‬
‫اإلتصاالت وتطوراهتا‪ ،‬تواصل ( جملة )‪ ،‬هيئة اإلعالم واإلتصال ( بغداد )‪ ،‬العدد ( ‪،)56‬‬
‫السنة (‪ ،) 6‬نيسان ـ آيار ‪ ،2013‬ص‪. 42‬‬
‫(‪ )9‬عبد اهلل حممد زلطة‪ ،‬اإلعالم الدويل يف العرص احلديث‪( ،‬القاهرة ‪ :‬دار الفكر العريب‪،‬‬
‫‪ ) 2002‬ص ‪ . 203‬نق ً‬
‫ال عن ‪ :‬حسام الدين حممد مازن‪ ،‬دور األقامر الصناعية يف تكنولوجيا‬
‫التعليم‪ ،‬شبكة املعلومات العاملية (( اإلنرتنت ))‪:‬‬
‫‪. http://kenanaonline.com‬‬
‫(‪ )10‬األقامرالصناعية‪ ،‬شبكة املعلومات العاملية ((اإلنرتنت))‪،‬‬
‫‪ http:// forum.tawwat.com‬؛ األقامر الصناعية وثورة اإلتصاالت‪ ،‬شبكة‬
‫املعلومات العاملية (( اإلنرتنت))‪،‬‬
‫‪ http//: mirzba.com/index.php‬؛ حسام الدين حممد مازن‪ ،‬املصدر السابق ‪.‬‬
‫(‪ )11‬حسن عامد مكاوي‪،‬تكنولوجيا اإلتصال احلديثة يف عرصاملعلومات‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫الداراملرصية اللبنانية للنرش‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ص ‪105‬ـ‪. 106‬‬
‫(‪ )12‬حارث صاحب حمسن‪ ،‬دور التلفزيون يف سلوك األطفال‪ ،‬كلية الرتبية للبنات للعلوم‬
‫اإلنسانية ( جملة )‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬السنة (‪ ،)6‬كانون األول ‪ ،2012‬ص‪. 68‬‬
‫(‪ )13‬ينظر امللحق رقم (‪. )1‬‬
‫(‪ )14‬تطور االتصاالت عرب التاريخ‪ ،‬شبكة املعلومات الدولية ((االنرتنت))‪http:// ،‬‬
‫‪ www.qalqilia.edu.ps‬؛ سعد عيل احلاج بكري و فهد عيل احلاج بكري‪ ،‬احلاسب بني‬
‫يديك‪ ( ،‬مطبعة انرتبنتد املحدودة‪ ،‬مالطا )‪ ،1985 ،‬ص ص‪11‬ـ‪. 12‬‬
‫(‪ )15‬املصدرنفسه‪ ،‬ص‪13‬ـ‪. 14‬‬
‫(‪ )16‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪ 14‬؛ مراحل تطور الكمبيوتر‪،‬شبكة املعلومات الدولية‬
‫((االنرتنت))‪. http://www.vb.elmstba.com ،‬‬

‫‪- 171 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫(‪ )17‬سعد عيل احلاج بكري‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ص‪14‬ـ ‪. 16‬‬
‫(‪ )18‬تاريخ تطورالكمبيوتر‪ ،‬احلقبة اخلامسة ‪ /‬عرص الشبكات (من بداية التسعينات حتى‬
‫يومنا هذا)‪ ،‬شبكة املعلومات الدولية (( االنرتنت ))‪:‬‬
‫‪http//:www.boosla.com‬‬
‫(‪ )19‬وهو اول اداة إتصال عىل االنرتنت ابتكره راي توملينسون عام ‪ ،1971‬وطورمن‬
‫قبل آربانت عام ‪ ،1972‬ويف عام ‪ 1979‬إبتكر كيفن ماكنزي تعبريا ً شعوريا ً لتمثيل اإلبتسامة‬
‫بإستخدام العالمتني { ( ـ } إلجل تلطيف النص اجلاف للربيد األلكرتوين ‪ .‬للمزيد من‬
‫التفاصيل ينظر‪ :‬عيل حممد رحومة‪ ،‬علم اإلجتامع اآليل‪( ،‬الكويت ‪،‬مطابع املجموعة الدولية‬
‫)‪، 2008 ،‬ص ص ‪75‬ـ‪. 76‬‬
‫(‪ )20‬عباس حسن القصاب‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪ 9‬؛ االنرتنت وأثر إستخدامه يف إنجاز‬
‫بحوث طلبة املراحل املنتهية‪ ،‬كلية الرتبية للبنات للعلوم اإلنسانية ( جملة )‪ ،‬جامعة الكوفة‪،‬‬
‫العددان ( ‪6‬ـ‪ ،) 7‬السنة (‪ ،)4‬حزيران ـ كانون األول ‪ ،2010‬ص‪. 254‬‬
‫(‪ )21‬تاريخ تطورالكمبيوتر‪ ،‬املصدر السابق ‪.‬‬
‫(‪ )22‬سعد جواد كاظم النداوي‪ ،‬اخلدمات اهلاتفية احلكومية السلكية والالسلكية يف مدينة‬
‫النجف األرشف (دراسة يف جغرافية اإلتصاالت ) ‪،‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب‪ ،2013 ،‬ص‪. 20‬‬
‫(‪ )23‬عباس حسن القصاب‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪. 9‬‬
‫(‪ )24‬شبكة املعلومات الدولية ( االنرتنت )‬
‫‪http://2amllll.blogspot.com‬؛ شبكة املعلومات الدولية (االنرتنت )‪ ،‬تطور‬
‫االتصاالت عرب التاريخ ‪. http://www.qalqilia.edu.ps ،‬‬
‫(‪ )25‬جميد محيد شهاب‪ ،‬تغريد معني حسن‪ ،‬العوملة وإقتصاد املعرفة‪ ،‬البحوث اجلغرافية (‬
‫جملة )‪ ،‬العدد (‪ ،)11‬السنة (‪، )2009‬ص ص‪257‬ـ‪. 261‬‬

‫‪- 172 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫(‪ )26‬مبادرةتقدَّ م هبا وزير خارجية الواليات املتحدة األمريكية جورج مارشال يف‬
‫أثناءحمارضة ألقاها يف جامعة هارفرد يف حزيران‪ 1947‬و ُعرفت فيام بعد باسممرشوع‬
‫مارشال‪ ،‬هدفها املعلن هو مساعدة أوربا يف إعادة إعامر ما دمرهتاحلرب العاملية الثانية‪ ،‬عىل‬
‫شكل برناجمللتعاون فيام بينها‪ ،‬وأنشأت ما ُعرف باملنظمة األوربية للتعاون اإلقتصادي‬
‫‪ ) Organization for European ) Economic Cooperation‬والدول هي‬
‫‪ ( :‬بريطانيا ‪ -‬فرنسا ‪ -‬إيطاليا ‪ -‬أملانيا الغربية ‪ -‬هولندا ‪ -‬بلجيكا‪ -‬لوكسمبورغ ‪ -‬النمسا‬
‫‪-‬اليونان ‪ -‬النروج ‪ -‬إيرلندا‪ -‬السويد ‪ -‬تركيا ‪ -‬الربتغال – إيسلندا )‪ُ ،‬حددت أهدافها يف‬
‫تدعياملتعاون االقتصادي فيام بينها‪ ،‬وافق الكونغرس األمريكي عىل‪ ‬مرشوع مارشال يف (نيسان‬
‫‪ ) 1948‬باسمقانون اإلنعاش األوريب‪ . ‬للمزيد من التفاصيل حول املرشوع ودوافعه ’ينظر ‪:‬‬
‫مرشوع مارشال‪ ،‬شبكة املعلومات العاملية (( اإلنرتنت ))‪://www.startimes.com ،‬‬
‫‪. https‬‬
‫(‪ )27‬الظروف التارخيية لظهور العوملة‪ ،‬شبكة املعلومات العاملية (( اإلنرتنت )) ‪:‬‬
‫‪https://www.abahe.co.edu‬‬
‫(‪ )28‬حرب القرم(‪ : )1856-1853‬قامت بني روسيا من جهة والدولة العثامنية وبريطانيا‬
‫وفرنسا ورسدينيا من جهة اخرى عام ‪ ،1853‬بسبب جمموعة عوامل من ابرزها قضية االماكن‬
‫املقدسة‪ ،‬التي ارادت روسيا استغالهلا السباب سياسية تتعلق باحلصول عىل مناطق نفوذ‬
‫مهمة تتحكم من خالهلا بالدولة العثامنية‪ ،‬ومن العوامل االخرى تتعلق بالسيطرة عىل املضائق‬
‫للمزيد من التفاصيل ينظر ‪ :‬هاشم التكريتي‪ ،‬املسألة الرشقية املرحلة االوىل ‪،1856-1774‬‬
‫(مطبعة وزارة التعليم العايل‪ ،‬بغداد )‪ ،1990 ،‬ص ص‪.203-163‬‬
‫(‪ )29‬إكتشفه العامل األمريكي صموئيل فينيل ( ‪ 27‬نيسان ‪1791‬ـ‪ 2‬نيسان ‪ )1872‬ولد‬
‫يف تشارلستاون بوالية ماساتشوستس األمريكية‪ ،‬كان رساما ً يف بداية حياته اال ان وفاة زوجته‬
‫املفاجئء أدى إىل مهنة ترك الرسم‪ ،‬واخذ يبحث عن طريقة التواصل عرباملسافات الطويلة‪،‬‬

‫‪- 173 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫وبعد مشاهدة جتارب تشارلزجاكسون عىل املغناطيس الكهربائي‪ ،‬وعقب تلك املشاهدات‬
‫طور مورس مفهوم التلغراف ذي السلك الواحد‪ ،‬ورسعان ماصارت شفرة مورس اللغة‬
‫األوىل للتواصل التلغرايف يف العامل‪ ،‬فقد ارسل صاموئيل مورس عام ‪1844‬أول رسالة‬
‫بالتلغراف عرب خط جتريبي بني واشنطن وبالتيمور‪ .‬للمزيد من التفاصيل ينظر ‪ :‬تواصل ( جملة‬
‫)‪ ،‬بغداد ( هيئة اإلعالم واإلتصال )‪ ،‬العدد (‪ ،)2‬السنة ( ‪ ،)1‬آذار ‪ ،2006‬ص‪ 13‬؛ والعدد‬
‫(‪ ،)46‬السنة (‪ ،)5‬كانون الثاين ـ شباط ‪ ،2011‬ص‪. 49‬‬
‫(‪ )30‬فيبي مار‪ ،‬تاريخ العراق املعارص ( العهد امللكي )‪ ،‬ترمجة ‪ /‬مصطفى نعامن أمحد‪،‬‬
‫ط‪ ( ،1‬منشورات املكتبة العرصية‪ ،‬بغداد )‪ ،2006 ،‬ص‪. 33‬‬
‫(‪ )31‬ج‪ ،‬ج‪ ،‬لوريمر‪ ،‬دليل اخلليج ( القسم التارخيي )‪ ،‬ترمجة ( ديوان حاكم قطر )‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫( د ‪ .‬مط‪ ،‬قطر )‪ ،‬د ‪ .‬تاريخ‪ ،‬ص ص ‪. 3311 3310‬‬
‫(‪ )32‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ص‪3311‬ـ‪. 3312‬‬
‫(‪ )33‬ملى عبد العزيز‪ ،‬اخلدمات العامة يف العراق ( ‪ 1869‬ـ ‪ ،) 1918‬أطروحة دكتوراه)‪،‬‬
‫جامعة املوصل ‪،‬كلية اآلداب‪ ،2003 ،‬ص‪. 192‬‬
‫(‪ )34‬بشري إبراهيم الطيف وآخرون ‪ ،‬خدمات املدن ( دراسة يف اجلغرافية التنموية)‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫املؤسسة العامة لالتصاالت‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان ‪ ،2009‬ص ‪ . 159‬نقال عن سعد جواد‪ ،‬املصدر‬
‫السابق‪ ،‬ص‪. 20‬‬
‫(‪ )35‬ندى قاسم زايد ( التوزيع املكاين خلدمات االتصاالت السلكية يف مدينة بغداد‬
‫وباستخدام تقنية ‪ ( ،GIS‬بحث لنيل شهادة الدبلوم العايل (غريمنشور)‪ ،‬املعهد العايل‬
‫للتخطيط احلرضي واالقليمي‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،2008 ،‬ص‪. 32‬‬
‫(‪ )36‬سعد جواد‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪. 20‬‬
‫(‪ )37‬وقد منحها الترشيع العراقي سلطة حرصية إلصدار الرتاخيص اخلاصة باإلتصاالت‬
‫السلكية والالسلكية‪ ،‬وخدمات البث اإلعالمي وخدمات املعلومات وتنظيمها يف العراق ‪.‬‬

‫‪- 174 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫للمزيدعن إجازة الرتاخيص والتفاصيل املتعلقة هبا ’ينظر ‪ :‬تواصل ( جملة)‪ ،‬هيئة اإلعالم‬
‫واإلتصاالت ( بغداد )‪ ،‬العدد (‪ ،)9‬السنة (‪ ،)1‬ترشين الثاين ‪ ،2006‬ص‪. 50‬‬
‫(‪ )38‬اجلدول من إعداد الباحث بالرجوع إىل ‪ :‬سعد جواد‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‬
‫ص‪20‬ـ‪. 22‬‬
‫(‪ )39‬تواصل‪ ،‬العدد (‪ ،)19‬ترشين ثاين ـ كانون أول ‪ ،2007‬ص‪. 76‬‬
‫(‪ )40‬تواصل‪ ،‬العدد (‪ ،)46‬السنة (‪ ،)5‬كانون الثاين ـ شباط ‪ ،2011‬ص‪. 50‬‬
‫(‪ )41‬إتصاالت العراق‪ ،‬ويكيبيديا ( املوسوعة احلرة )‪ ،‬شبكة املعلومات الدولية (االنرتنت‬
‫) ‪. https://ar.wikipedia.org/wiki،‬‬
‫(‪ )42‬نجاح العيل‪ ،‬االنرتنت واإلعالم األلكرتوين يف العراق‪ ،‬تواصل‪ ،‬العدد (‪،)43‬‬
‫السنة (‪ ،)5‬آب ـ أيلول ‪ ،2010‬ص ص‪60‬ـ‪. 65‬‬
‫(‪ )43‬عبد الكريم العبيدي‪ ،‬ذاكرة مقعد درس من الرصايف اىل احلاسوب‪ ،‬تواصل (جملة)‪،‬‬
‫هيئة اإلتصاالت واإلعالم (بغداد) ‪،‬العدد (‪ ،)2‬السنة (‪ ،)1‬آذار ‪ ،2006‬ص‪. 52‬‬
‫(‪ )44‬قاسم حسني صالح‪ ،‬الثورة املعلوماتية أحدثت حربا خفية يف املجتمع العراقي هي‬
‫حرب رصاع القيم‪ ،‬تواصل‪ ،‬العدد (‪ ،)56‬السنة (‪ ،)6‬نيسان ـ آيار ‪ ،2013‬ص ص‪28‬ـ‪. 29‬‬
‫(‪ )45‬ففي ﻋﺎم ‪ ١٩٧٩‬ﻛﺘب مستشار الرئيس األمريكي اﻷﺴـﺒق ﻟﺸؤون اﻷﻤن القومي‬
‫زﺒﻐﻨﻴو برجينسكي من معلقا يف ذلك اﻟﻌـﺎم ﻋﻠـﻰ طروﺤﺎت اﻟـزﻋﻴم اﻹﻴراﻨﻲ الراحل اﺨﻟﻤﻴﻨﻲ‪،‬‬
‫ﻋﻨدﺎﻤ ﺤﺎوﻝ اﻷﺨﻴراﻋﺘﻤـﺎد اﻟﻘطﻴﻌـﺔ ﻤﻊ اﻟﻐرب وﺒﻨـﺎء جدار متني حيصن اﻤﻟواطن اإليراين من‬
‫اﻟﻐزو اﻟﺜﻘﺎﻲﻓ اﻟﻐرﺒﻲ بقوله ‪( :‬ﻓﻠﻴﺤﺎوﻝ اﺨﻟﻤﻴﻨﻲ ذﻟك‪ ،‬وﻟﻛن ﻟـﻴﻌﻠم ان اﻟﺘﻛﻨﻠوﺠﻴـﺎ األمريكية‬
‫سيكون بمقدروها ﻲﻓ ﻏﻀون ﺴﻨوات ﻋدﻴدة إﻗﺎﻤﺔ جامعة أمريكية ﻟﺘﻌﻠﻴم وﺘدرﻴس اﻟطﻼب‬
‫اإليرانيني وﻫم ﻲﻓ بيوهتم ﻲﻓ أصفهان وطﻬران وﻗم) من غريان ﺘﻛون ﻫﻨﺎك حاجة إلرسال‬
‫مدرسني او حضورهم اﻰﻟ أﻤرﻴﻛﺎ وﺒﻼ ان ﺘﺴﺘطﻴﻊ اﻟﺴﻠطﺔ اﻹﻴراﻨﻴﺔ اﻟﺘﺄﺜﻴر ﻲﻓ ﻫـذﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬أﺴﻌد طﺎرش ﻋﺒد اﻟرﻀﺎ‪ ،‬ﺍﻵﺛﺎﺭﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻟﻠﻌﻭﻟﻣﺔ ﻋﻰﻠ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺛﺎﻟﺙ‪ ،‬دراسات‬

‫‪- 175 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫دولية (جملة)‪ ،‬كلية العلوم السياسية (جامعة بغداد)‪ ،‬العدد (‪ ،)43‬ص‪. 102‬‬
‫(‪ )46‬ﻤﺤﻤد ﻤﻬدي ﺸﻤس اﻟدﻴن‪ ،‬اﻟﻔﻛراﻟﻌرﺒﻲ اﻤﻟﻌﺎﺼر‪ ،‬ﻲﻓ ﻤﺤﻤد ﺤﺴن اﻷﻤﻴن وآﺨرون‪،‬‬
‫ﻗﻀﺎﻴﺎ إﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻌﺎﺼرة ( ﻤﺠﻠﺔ )‪ ،‬ﺒﻴروت‪ ،‬العدد (‪ ،1998 ،)3‬ص‪ 74‬وص‪. 153‬‬
‫(‪ )47‬جعفر حسن جاسم الطائي‪ ،‬األرسة العربية وحتديات العرصالرقمي‪ ،‬الفتح (جملة)‪،‬‬
‫كلية الرتبية األساسية‪ ،‬جامعة دياىل‪ ،‬العدد (‪ ،)51‬أيلول ‪ ،2012‬ص ص‪279‬ـ‪. 281‬‬
‫(‪ )48‬أسعد طارش عبد الرضا‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪100‬ـ‪. 103‬‬
‫(‪ )49‬ﺣﻨــﺎن ﺑﻨﺖ ﺷﻌﺸﻮع اﻟﺸﻬـﺮي‪،‬أﺛﺮاﺳﺘﺨﺪامﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞاﻹﻟﻜﺮﺘوﻧﻴﺔ‬
‫ﻋﻰﻠاﻟﻌﻼﻗﺎتاﻻﺟﺘﺎﻤﻋﻴﺔ «اﻟﻔﻴﺲﺑﻮك وﺗﻮﻳﺮﺘ ﻧﻤﻮذﺟﺎ»‪ ،‬رسالةماجستري ( غريمنشورة)‪ ،‬ﻛﻠﻴـﺔ‬
‫اﻵداب واﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴـﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔامللك ﻋﺒﺪاﻟﻌـﺰﻳﺰ‪ 1434 ،‬هـ‪،‬ص‪. 2‬‬
‫(‪ )50‬ﺗﺮﺟﻊ ﻓﻜﺮة ﻧﺸﺄة ﻣﻮﻗﻊاﻟﻔﻴﺲﺑﻮك إىل ﻣﺎركزوكريبرج‪ ،‬عندما أﺧﺬ ﻋﻰﻠ ﻋﺎﺗﻘﻪ‬
‫ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣﻮﻗﻊ ﺟﺪﻳـﺪ ﻋﻰﻠﺷﺒﻜﺔ اإلنرتنت ﻟﻴﺠﻤﻊ زﻣﻼؤﻩ يف ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎرﻓﺎرد اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪،‬‬
‫ويفﻋـﺎم‪٢٠٠٤‬مارك موقع اﻟﻔﻴﺴـﺒﻮك وﻛﺎن يف اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦﺷﺒﻜﺔ ﺗﻮاﺻﻞ اﺟﺘﺎﻤﻋﻲ‬
‫بني اﻷﺻﺪﻗﺎء يف ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎرﻓﺎرد‪ ،‬ثم ﻗﺮر مارك بفتح أﺑﻮاب ﻣﻮﻗﻌﻪ أﻣﺎم ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻏـﺐ يف‬
‫اﺳـﺘﺨﺪاﻣﻪ‪ ،‬وﻛﺎﻧـﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠـﺔ ﻃﻔـﺮة يف ﻋﺪد ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻲ املوقع‪ ،‬إذ ارﺗﻔﻊ ﻣﻦ‪١٢‬ﻣﻠﻴﻮن‬
‫ﻣﺴﺘﺨﺪم يف ( ت‪ ) ٢٠٠٦ 1‬إلىأﻛﺜـﺮﻣــﻦ‪٤٠‬ﻣﻠﻴﻮن ﻣﺴﺘﺨﺪم يف ﺑﺪاﻳﺔﻋﺎم‪،٢٠٠٧‬أم ّا تسمية‬
‫( ‪ )Facebook‬ﻓﻤﺮﺟﻌﻬﺎ ﻳﻨﺴﺐ إىل اﺳﻢاﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﺬي ﺗُﺴﻠﱢﻤﻪﺑﻌـﺾ اجلامعات اﻷﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ‬
‫لطالهبا املستجدين‪ ،‬للمزيد من التفاصيل ينظر‪ :‬حممداملنصور‪ ،‬تأثريﺷﺒﻜﺎتاﻟﺘﻮاﺻﻞاﻻﺟﺘﺎﻤﻋ‬
‫ﻲﻋﻰﻠمجهوراملتلقني دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪،‬ﻟﻠﻤﻮاﻗﻊاﻻﺟﺘﺎﻤﻋﻴﺔواملواقعاﻹﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎجستري‪،‬‬
‫األكاديمية العربية املفتوحة يف الدنامرك‪ ،2012 ،‬ص ص‪76‬ـ‪. 78‬‬
‫(‪ )51‬ﺗﻮﻳﺘـﺮ‪ :‬ﻫﻮﻣﻮﻗﻊﺗﻮاﺻﻞاﺟﺘﺎﻤﻋﻲﻻﻳﻘﻞأمهية ﻋﻦاﻟﻔﻴﺲﺑﻮك وﻳﻌﺘﱪ املنافس األكربﻟﻪ‪،‬‬
‫أنشأ عام ‪ ،٢٠٠٦‬ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻗﺪﻣﺖ ﺮﺷﻛﺔ (‪ )Obvious‬اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﻰﻠإﺟﺮاء بحث ﺗﻄﻮﻳﺮي‬
‫خلدمة اﻟﺘﺪوﻳﻦ املصغرة‪ ،‬ثم أﺗﺎﺣﺖاﻟﺮﺸﻛﺔ املعنية اﺳﺘﺨﺪامﻫﺬﻩ اخلدمة ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻨﺎس يف أﻛﺘﻮﺑﺮ‬

‫‪- 176 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫ﻣﻦ ﻧﻔﺲاﻟﻌﺎم‪ ،‬ومن ثم أﺧﺬ املوﻗﻊ ﺑﺎﻻﻧﺘﺸﺎر‪ ،‬ﺑﻌﺪ أن أﻗﺪﻣﺖ اﻟﺮﺸﻛﺔ ﺑﻔﺼﻞ اخلدﻣﺔ املصغرة‬
‫ﻋﻦاﻟﺮﺸﻛﺔاﻷم‪ ،‬واﺳﺘﺤﺪﺛﺖهلا إسام ًجديدا يف نيسان ‪ ،2007‬عرف بـ (تويرت)‪ ،‬أﺧﺬ (تويرت)‬
‫إسمهﻣﻦﻣﺼﻄﻠﺢ ( ﺗﻮﻳﺖ) اﻟﺬييعني (اﻟﺘﻐﺮﻳﺪ) ‪ ،‬وإختذﻣﻦاﻟﻌﺼﻔﻮرة رمز ًاﻟﻪ ‪ .‬حممد املنصور‪،‬‬
‫املصدر السابق‪ ،‬ص ص‪88‬ـ‪.89‬‬
‫(‪ )52‬عادل الفتالوي‪ ،‬دراسة تكشف عن االثار النفسية واالجتامعية للمسلسالت‬
‫املدبلجة عىل العراقيني‪ ،‬شبكة املعلومات العاملية ((االنرتنت)) ‪www.alrafedein.:‬‬
‫‪http://com‬‬
‫(‪)53‬إدمان اإلنرتنت (‪ : )Internet Addiction Disorder‬أول من وضع مصطلح‬
‫إدمان اإلنرتنت هي عاملة النفس األمريكيةكيمربيل يونغ‪ ،Kimberly Young‬التي تعد من‬
‫أول أطباء علم النفس الذين عكفوا عىل دراسة‬
‫هذه الظاهرة يف الواليات املتحدة منذ عام ‪ ،1994‬وتعرف يونغ «إدمان اإلنرتنت» بأنه‬
‫استخدام شبكة (اإلنرتنت)أكثر من ‪ 38‬ساعة أسبوعي ًا‪ .‬ينظر ‪ :‬إدمان اإلنرتنت‪ ،‬من ويكيبيديا‪،‬‬
‫املوسوعة احلرة‪ ،‬شبكة املعلومات العاملية (( اإلنرتنت )) ‪https://ar.wikipedia.org:‬‬
‫(‪ )54‬قاسم حسني صالح‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ص‪29‬ـ‪. 31‬‬
‫(‪ )55‬حيدر الطالقاين‪ ،‬بورد يف جراحة العيون ( كلية طب الكوفة )‪ ،‬مقابلة شخصية‪،‬‬
‫اخلميس (‪ )2015 / 10 / 8‬؛ أرضار الكمبيوتر عىل الصحة‪ ،‬شبكة املعلومات العاملية‬
‫(اإلنرتنت) ‪http://www.kenanaonline.com:‬‬
‫(‪ )56‬عدنان عبس الكاليب‪ ،‬بورد يف جراحة الكسوروالعظام ( كلية طب الكوفة)‪ ،‬مقابلة‬
‫شخصية‪ ،‬السبت ( ‪ ) 2015 / 8 / 29‬؛أرضارالكمبيوترالصحية عىل جسم اإلنسان‪ ،‬شبكة‬
‫املعلومات العاملية (( اإلنرتنت )) ‪http:// www.nmisr.com :‬‬
‫(‪ )57‬شبكة املعلومات العاملية (( اإلنرتنت )) ‪http:// mawdoo3.com :‬‬
‫(‪ )57‬سالم حممدالعاديل ‪ ،‬رئيس فرع طب املجتمع ( كلية طب الكوفة )‪ ،‬مقابلة شخصية‪،‬‬

‫‪- 177 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫األحد ( ‪. ) 2015 / 10 / 11‬‬
‫(‪ )59‬عبد اهلل الدهاس‪ ،‬السكان القريبون من (( أبراج اإلتصاالت )) مهددون بالرسطان‬
‫والربوستاتا‪ ،‬املدينة (صحيفة)‪ ،‬مكة املكرمة‪ ،‬العدد ( ‪ 20 ،) 19203‬ترشين الثاين ‪. 2015‬‬
‫(‪)60‬مشتاق اجلاسم‪ ،‬أبراج اإلتصاالت واالنرتنت ‪ ..‬عبثية يف النصب و أمراض مستقبلية‪،‬‬
‫شبكة املعلومات العاملية (( اإلنرتنت)‪:‬‬
‫‪http:// almustashar-iq.net‬‬
‫(‪ )61‬ويفرسأصحاب نظريات التحليل النفيس ذلك األمر‪ ،‬إىل وجود سيوسيولوجيا‬
‫خاصة لكل فرد تؤثريف سلوكياته املختلفة مثل ( الكبت واحلرمان وأمهية احلياة اجلنسية‪،‬‬
‫وتراكامت الطفولة ) ‪ .‬سيجموند فرويد ‪،‬حياتيوالتحليل النفيس‪ ،‬ترمجة ‪ /‬مصطفى زبور وعبد‬
‫املنعم املليجي‪( ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة داراملعارف )‪ ،1967 ،‬ص‪ 47‬؛ صربي براون احلياين‪ ،‬التوافق‬
‫لدى طلبة جامعة األنبار‪ ،‬جملة كلية الرتبية ( اجلامعة املستنرصية)‪ ،‬العدد (‪ ،2001 ،)8‬ص‪78‬‬
‫؛ نقال ً عن زينب حممد كاطع‪ ،‬املصدرالسابق‪ ،‬ص‪. 10‬‬
‫(‪ )62‬نشأت عىل تقنية قديمة تسمى ( النقرباإلذنني ) إكتشفها العامل األملاين الفيزيائي (‬
‫هنريش دوف ) عام ‪ ،1839‬واستخدمت أول مرة عام ‪ 1970‬لعالج بعض احلاالت النفسية‪،‬‬
‫لرشحية من املصابني باإلكتئاب اخلفيف يف حالة املرىض الذين يرفضون العالج باألدوية ‪..‬‬
‫للمزيد من التفاصيل ينظر ‪ :‬زينب حممد كاطع‪ ،‬املخدرات الرقمية وعالقتها ببعض املتغريات‪،‬‬
‫كلية الرتبية للبنات‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،2014 ،‬ص‪ ،6‬بحث ألقي ضمن أعامل املؤمتر الدويل الذي‬
‫عقد يف مركزدراسات جامعة الكوفة للمدة بني ( ‪8‬ـ‪ 9‬كانون الثاين‪. ) 2015‬‬
‫(‪ )63‬ينظر امللحق (‪.)2‬‬
‫(‪ )64‬اجلدول من إعداد الباحث بالرجوع إىل ‪ :‬زينب حممد كاطع‪ ،‬املصدرالسابق‪ ،‬ص‪. 8‬‬
‫(‪ )65‬املصدرنفسه‪ ،‬ص‪. 22‬‬
‫(‪ )66‬جرت العادة أن اليقوم أي شخص بفتح مقهى شعبي إال بعد تقديم طلب خاص‬

‫‪- 178 -‬‬


‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬
‫إىل قائممقامية النجف األرشف‪ ،‬التي تقوم بدورها بمفاحتة جهازاألمن الوطني العراقي ‪/‬‬
‫فرع النجف ‪،‬إلستحصال املوافقات الرسمية اخلاصة بذلك ‪ .‬عامد جواد قاسم (منتسب يف‬
‫مديرية األمن الوطني)‪ (( ،‬مقابلة شخصية ))‪ ،‬النجف األرشف‪( ،‬اخلميس ‪ 4 /‬أيلول ‪2015‬‬
‫)‪.‬‬
‫(‪ )67‬جرائم اإلبتزازوالتشهري‪ ،‬املشاهدات يف اإلعالم ووسائل اإلتصال األلكرتونية‬
‫وموقف القانون العراقي‪ ،‬شبكة املعلومات العاملية ((اإلانرتنت)) ‪http://www.n-:‬‬
‫‪alforat.com‬‬
‫(‪ )68‬الباحث‪ ،‬من خالل حضوره جلسات عديدة مع الباحث االجتامعي يف حمكمتي (‬
‫الكوفة والنجف ) مع الزوجني املتخاصمني ‪.‬‬
‫(‪ )69‬جملس القضاء األعىل‪ ،‬هيأة البحث االجتامعي‪ ،‬رئاسة حمكمة استئناف النجف‬
‫االحتادية‪ ،‬شعبة البحث االجتامعي يف النجف‪ ،‬احصائيات لإلعوام بني ( ‪ 2009‬ـ ‪. ) 2012‬‬
‫(‪)70‬إذ بلغت نسبة زيادة اإلناث لالعامر ( ‪ 15‬فام فوق ) يف آخر إحصائيات وزارة التخطيط‬
‫( ‪ ) % 50,01‬ونسبتها عند ذكور( ‪ . ) % 49,09‬ينظر ‪ :‬وزارة التخطيط‪ ،‬املجموعة االحصائية‬
‫ملحافظة النجف ‪ ( ،2012‬بغداد‪ ،‬مطبعة احلكومة )‪، 2012 ،‬ص ‪ ( ،8‬اجلدول ‪ ) 4/2‬؛‬
‫اجلمهورية العراقية‪ ،‬وزارة التخطيط‪ ،‬اجلهاز املركزي لإلحصاء‪ ،‬مديرية إحصاء النجف‪( ،‬‬
‫بيانات غري منشورة ) ‪.‬‬
‫(‪ )71‬ﻤﺤﻤد ﻋﺎﺒد اﺠﻟﺎﺒري‪ ،‬ﻗﻀﺎﻴﺎ اﻟﻔﻛر اﻤﻟﻌﺎﺼر ( اﻟﻌوﻤﻟﺔ ‪ -‬ﺼراع اﺤﻟﻀﺎرات ــ اﻟﻌودة‬
‫اﻰﻟ اﻷﺨﻼق ‪ -‬اﻟﺘﺴﺎﻤﺢ ‪-‬اﻟدﻴﻤﻘراطﻴﺔ وﻨظﺎم اﻟﻘﻴم ‪ -‬اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ‪ -‬واﻤﻟدﻨﻴﺔ )‪ ،‬ﻤرﻛز دراﺴﺎت‬
‫اﻟوﺤدة اﻟﻌرﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺒﻴروت‪ ،١٩٩٧ ،‬ص ‪ ١٤٠‬؛ ﻤﺼطﻔﻰ ﺠﺎﺴم ﺤﺴﻴن‪ ،‬اﻟﻌوﻤﻟﺔ واﻷﻤن اﻟﻘوﻤﻲ‬
‫اﻟﻌرﺒﻲ‪ ،‬رﺴﺎﻟﺔ ﺎﻤﺠﺴﺘﻴر( ﻏﻴر ﻤﻨﺸورة )‪ ،‬ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﻐداد‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠوم ‪ ،٢٠٠١،‬ص‪ . 118‬نقال‬
‫ً عن ‪ :‬اسعد طارش‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪. 107‬‬
‫(‪ )72‬وزارة التخطيط ‪،‬املسح اإلجتامعي واإلقتصادي لإلرسة يف العراق‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة‬

‫‪- 179 -‬‬


‫العوملة الرقمية وأثرها السلبي عىل املجتمع العراقي بعد عام ‪3002‬‬
‫اجلهازاملركزي لإلحصاء‪ ،2007 ،‬ص‪ 5‬؛ وزارة التخطيط‪ ،‬مؤرشات إحصائية عن الوضع‬
‫اإلقتصادي واإلجتامعي يف العراق بني ( ‪ 2007‬ـ ‪ ( ،) 2010‬بغداد‪ ،‬مطبعة اجلهاز املركزي‬
‫لالحصاء )‪ ،2011 ،‬ص‪. 18‬‬
‫(‪ )73‬مجال القييس‪ ،‬آثار االحتالل عىل منظومة القيم االجتامعية للمجتمع العراقي‪ ،‬شبكة‬
‫‪http://www.albayan.co.‬‬ ‫املعلومات العاملية (( االنرتنت )) ‪:‬‬
‫(‪ )74‬فعىل سبيل املثال الللحرص‪ ،‬ماقام به أحد إعالميي صحيفة احلياة اللندنية من رسقة‬
‫التحقيق الصحفي (املقابر املسيحية يف النجف األرشف ) للصحفي النجفي (حيدرحسني‬
‫عيل) ونرشه يف صحيفة احلياة اللندنية‪ ،‬وبعد مقاضاة الصحيفة‪ ،‬أصدر القضاء العراقي حكام ً‬
‫يقيض بإلزام صحيفة ( احلياة اللندنية ) بدفع مبلغ (‪ )50‬مليون دينار عراقي‪ ،‬وذلك عن قيامها‬
‫بنرش حتقيق تم رسقته من صحيفة ( األصالة العراقية ) ‪ .‬للمزيد من التفاصيل ينظر‪ :‬عالء‬
‫أبو احلسن إسامعيل العالق وآخرون‪ ،‬أحكام القضاء يف قضايا امللكية الفكرية (جلسات من‬
‫املحاكم )‪ ،‬ج‪ ( ،2‬بريوت‪ ،‬مطبعة املأمون )‪ ،2015 ،‬ص ص‪18‬ـ‪. 21‬‬

‫‪- 180 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬

‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي‬


‫وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫لدى طالب جامعات اقليم كوردستان_ العراق‬
‫(دراسة ميدانية )‬
‫د‪ .‬شريكو جبار حممد‬
‫جامعة السليامنية التقنية ‪ /‬كلية تقنيات اإلدارة ‪ /‬قسم تقنيات اإلعالم‪.‬‬
‫د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫باحث إعالمي أكاديمي‪.‬‬

‫املقدمة‬
‫شهدت املجتمعات االنسانية خالل العقد األخري من القرن املايض‪ ،‬تطورات رسيعة‬
‫ومتالحقة لتكنولوجيا االتصاالت واملعلومات‪ ،‬مما سامهت يف تسهيل إمكانية التواصل‬
‫اإلنساين واحلضاري‪ ،‬ولعل أمهها يتمثل يف شبكة املعلومات العاملية “اإلنرتنت” التي تُعدُّ‬
‫أبرزاإلنجازات البرشية يف العرص املعلومايت‪ )1(.‬وتعد مواقع التواصل االجتامعي عرب اإلنرتنت‬
‫أحدث منتجات تكنولوجيا االتصاالت وأكثرها شعبية‪ ،‬ورغم أن هذه املواقع أنشئت يف‬
‫األساس للتواصل االجتامعي بني األفراد لكن استخدامها امتد ليشمل النشاط السيايس من‬
‫خالل تداول املعلومات اخلاصة باألحداث وكذلك الدعوة إىل حضور الندوات أو التظاهرات‬
‫اجلامهريية‪.‬‬

‫((( فايز املجايل‪ ،‬استخدام اإلنرتنت وتاثريه عىل العالقات االجتامعية لدى الشباب اجلامعي‪ ،‬جملة‬
‫املنارة للبحوث والدراسات‪ ،‬املجلد(‪ ،)13‬العدد(‪،2007 ،)7‬ص‪.161‬‬

‫‪- 181 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫عىل الرغم من االنتقادات الشديدة التي تتعرض هلا الشبكات االجتامعية عىل الدوام‪،‬‬
‫فلها التأثري السلبي واملبارش عىل املجتمع األرسي وتفككه‪ ،‬لكن يف املقابل هناك من يرى‬
‫فيها وسيلة مهمة للتنامي وااللتحام بني املجتمعات‪ ،‬وتقريب املفاهيم والرؤى مع اآلخر‪،‬‬
‫واإلطالع والتعرف عىل ثقافات الشعوب املختلفة(‪،)1‬وخاصة كثرة استخدامها بني فئات‬
‫الشباب كرشحية ناشطة وحمركة للتنمية املجتمعية كأكثر فئة عمرية تتميز بصفات البحث‬
‫والكشف والتمعن وراء األفكار واإلبتكارات املستحدثة‪.‬‬
‫أفادت إحصائية أجراها كلية ديب لإلدارة احلكومية(‪ )2‬يف متابعة مواقع التواصل االجتامعي‬
‫مجعها عىل (فيسبوك‪)Face book‬و(تويرت ‪(Twitter‬و (انستجرام ‪ (Instagram‬و‬
‫(لينكدإن‪ ،)LinkedIn‬من كانون الثاين ‪  2016‬إىل كانون الثاين ‪2017 .‬باحتالل العراق‬
‫املرتبة الرابعة بني الدول العربية يف استخدام موقع التواصل االجتامعي‪ ،‬حيث جاء عدد‬
‫مستخدمي هذه الشبكة يف العراق أكثر من ‪ 13‬مليون مستخدم أي ‪ %40‬من امجايل سكان‬
‫العراق‪ .‬وحتتل الفئة العمريةحتت ‪ 30‬سنة بنسبة‪ % 64‬من مستخدمي ‪Social Media‬يف‬
‫بلدان الرشق األوسط‪.‬‬
‫ويعد موضوع القيم من املوضوعات التي أثارت اهتامم الباحثني من خمتلف التخصصات‬
‫املعرفية وبالذات املختصني يف جمال السوسيو – إعالمية‪ ،‬وذلك لدورها يف عملية البناء والتغيري‬
‫االجتامعي‪ ،‬وعليه تعترب القيم مرآة عاكسة لشخصية املجتمعات نظر ًا ملرونتها ونسبيتها و‬
‫اختالفها من جمتمع إىل آخر‪ ،‬وكثري ًا ما يرتبط مفهوم القيم بوسائل اإلعالم اجلامهريية كأحد‬
‫العوامل األساسية يف عملية خلق وتثبيت و تغيري القيم داخل املجتمعات‪ ،‬فقد توصل عديد‬

‫((( عادل عبدالصادق‪ ،‬الديمقراطية الرقمية) القاهرة‪ :‬املركز العريب ألبحاث الفضاء األلكرتوين‪،‬‬
‫‪ (2009‬ص ‪.127‬‬
‫((( اإلعالم االجتامعي العريب‪ ،‬كلية ديب لإلدارة احلكومية‪ ،‬اإلصدار السابع‪ .2017 ،‬عىل املوقع‬
‫األلكرتوين ‪https://weedoo.tech :‬‬

‫‪- 182 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫من الدراسات والبحوث امليدانية إىل أن هناك آثار ًا كبرية لإلعالم اجلديد أو التفاعيل بشكل عام‬
‫واملواقع التواصل االجتامعي بشكل خاص الذي أصبح يشارك يف التنشئة االجتامعية للشباب‬
‫جنب ًا إىل جنب مع األرسة واجلامعة‪.‬‬
‫ولقد نشأ شباب اليوم يف عرص تعرضت فيه املجتمعات وشعوب دول العامل الثالث‬
‫املحافظة بام فيه املجتمع الكوردي للتغريات العاملية يف ظل احلضارة املعارصة والتقدم العلمي‬
‫والتكنولوجي الذي تغيرّ أنامط احلياة ووسائلها ومتطلباهتا‪ ،‬فوقع الشباب ما بني مطرقة القيم‬
‫املوروثة ملجتمعاهتم وسندان التدفق اإلعالمي واالخرتاق الثقايف املوجه من املجتمعات‬
‫الغربية‪ ،‬ما أصاهبم باحلرية والقلق واالغرتاب النفيس‪ .‬فقد ترتب عىل ذلك التحول تأثريات‬
‫سلوكية ووجدانية ومعرفية وعىل القيم االجتامعية لدى طالب اجلامعة سلب ًا وإجياب ًا‪ ،‬بام حيملونه‬
‫من رغبة يف التغيري والتجديد‪،‬وترتب عليهم معاناة القديم والشعور بالتفوق والغلبة وحماولة‬
‫ترسيخ ذلك بسلوكيات غري مقبولة تظهر يف شكل نزعات وسلوكيات عدوانية تتضمن‬
‫اخلروج عىل قواعد الضبط االجتامعي والقيم االجتامعية‪.‬‬
‫وبنا ًء عىل ما أشار إليه الباحثان يف هذا البحث من املالحظات العلمية سالفة الذكر واملفاهيم‬
‫العلمية املتعلقة بمتغريات هذا البحث‪ ،‬حتاول هذه الدراسة استطالع آراء طالب اجلامعات‬
‫يف اقليم كوردستان نحو كيفية التعرض لشبكات التواصل االجتامعي والتعرف عىل أنامط‬
‫وعادات استخدامهم لتلك املواقع‪ ،‬والكشف عن أسباب ودوافع االستخدام لتلك املواقع‬
‫وتأثريها عىل القيم‪ ،‬سواء من ناحية السلوكيات السلبية أم القيم اإلجيابية مع بيان تأثريها عىل‬
‫القيم االجتامعية هبدف وضع التوصيات املناسبة للحد من التأثريات السلبية وزيادة التأثريات‬
‫اإلجيابية‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬مشكلة البحث وأمهيته‪:‬‬
‫تشري عدة دراسات سوسيو‪ -‬إعالمية إىل وجود تأثري سلبي وإجيايب لشبكة اإلنرتنت‬
‫التي تعد مواقع التواصل االجتامعي أهم أدواهتا‪ ،‬حيث ُذكر يف تلك الدراسات أن االتصال‬

‫‪- 183 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫عرب اإلنرتنت يعمل عىل توسيع شبكة عالقات الفرد االجتامعية مع اآلخرين عىل املستوى‬
‫املحيل واإلقليمي والدويل‪ ،‬برصف النظر عن خلفياهتم السياسية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واالجتامعية‪،‬‬
‫والعرقية‪ ،‬واجلنسية‪ )1(.‬وأن الزيادة امللحوظة ألعداد اجلمهور ومن خمتلف فئات املجتمع‬
‫املستخدمني لتلك املواقع‪ ،‬وخاصة فئة الشباب‪ ،‬قد يصل استخدامهم إىل درجة اإلدمان‪ ،‬ما‬
‫يؤثر عىل سلوكهم‪ ،‬وعىل عالقاهتم االجتامعية‪ ،‬وطرق التفكري يف التعامل مع متغريات احلياة‪،‬‬
‫الذي من شأنه تعزيز القيم الفردية بدالً من القيم االجتامعية وقيم العمل اجلامعي املشرتك‪.‬‬
‫ومن هنا جاءت مشكلة هذاالبحث لكي تبني بصورة ميدانية تأثري استخدام مواقع‬
‫التواصل االجتامعي‪ ،‬وذلك من خالل متابعة الباحثني‪ ،‬وتعاملهام الشخيص مع تلك املواقع‬
‫وزيادة انتشاره‪ ،‬وقوة تأثريه علىمنظومة القيم االجتامعية لدى فئة الشباب والتي تعترب من أكثر‬
‫مستخدميها طالب اجلامعة يف اقليم كوردستان– العراق‪ ،‬مما دعيا للقيام هبذا البحث إللقاء‬
‫الضوء عىل هذه الظاهرة يف جمتمعنا الكوردي‪.‬‬
‫ويكتسب هذا البحث أمهيته النظرية والتطبيقية يف ضوء بعض االعتبارات ومنها‪:‬‬
‫‪ 1‬األمهية العلمية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬تظهر األمهية العلميةهلذا البحث إثراء األدبيات السوسيو – إعالمية حول ظاهرة‬
‫إستخدام شبكات التواصل االجتامعي كإحدى وسائل التكنولوجيا احلديثة التي تتزايد عدد‬
‫مستخدميها يف الفرتة األخرية بشكل ملموس‪ ،‬واتسع نطاق تأثرياهتا املبارشة يف ثقافة األفراد‬
‫واجتاهاهتم‪.‬‬
‫‪ -‬تفيد هذا البحثاالساتذة املختصني يف جمال السوسيو – إعالميني يف اجلامعات واملؤسسات‬
‫التعليمية واالعالمية ملعرفة التأثري الذي تشكله مواقع التواصل االجتامعي عىل املتغريات‬
‫االجتامعية لدى شباب اجلامعيني وخاصة ما يتعلق بالقيم االجتامعية لدهيم‪.‬‬

‫((( وفاء حافظ‪ ،‬االنعكاسات االجتامعية لإلنرتنت كأحد أشكال التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬املؤمتر الدويل‬
‫اخلامس والعرشون (مرص‪ :‬جامعة حلوان‪ ،‬كلية اخلدمة االجتامعية‪ )2012 ،‬ص ‪.3602‬‬

‫‪- 184 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫‪2‬األمهية العملية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬توجيه صناع القرار يف الؤسسات التعليمية و الرتبوية يف رسم السياسات التعلمية‬
‫والقرارات الرتبوية ملواكبة ثورة اإلتصاالت ومواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬واستدراج دورها‬
‫يف إحداث التغيري االجتامعي لدى فئة الطلبة وحتديد ًا الفئة العمرية دون ‪ 20‬سنة‪.‬‬
‫‪ -‬تفيد هذا البحثالباحثيني يف ابراز دور مواقع التواصل االجتامعي يف التوافق االجتامعي‬
‫لدى فئة الشباب يف املجتمع الكوردي بشكل عام‪ ،‬وطلبة اجلامعات يف املؤسسات التعليمية‬
‫بشكل خاص‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬تساؤالت البحث‪:‬‬
‫تسعى هذا البحث من خالل استامرة استبيان إىل اإلجابة عىل العديد من التساؤالت من‬
‫أمهها‪:‬‬
‫‪1-1‬ما الفرتة الزمنية (عدد الساعات) التي يقضيها طالبجامعات اقليم كوردستان يف استخدام‬
‫املواقع االجتامعية يومي َا؟‬
‫‪2-2‬كم عدد األيام التي يقضيها طالب جامعات اقليم كوردستان يف استخدام املواقع‬
‫االجتامعية اسبوعي ًا؟‬
‫‪3-3‬ما أهم شبكة التواصل االجتامعي التي يستخدمها طالب جامعات اقليم كوردستان عرب‬
‫شبكة اإلنرتنت؟‬
‫‪4-4‬ما هي دوافع استخدام شبكة التواصل االجتامعي لدى طالب جامعات اقليم كوردستان‪-‬‬
‫العراق ؟‬
‫‪5-5‬ما هي التأثريات (السلبية واالجيابية) الناجتة عن استخدام شبكة التواصل االجتامعي عىل‬
‫القيم االجتامعية لدى طلبة جامعات اقليم كوردستان‪ -‬العراق ؟‬
‫ثالث ًا‪ :‬أهداف البحث‪:‬‬
‫تسعى هذا البحث امليدانيتحقيق عدة أهداف منها‪:‬‬

‫‪- 185 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫‪1-1‬رصد حجم التعرض (عدد األيام‪ ،‬عدد الساعات) ملواقع التواصل االجتامعي لدى طالب‬
‫جامعات اقليم كوردستان– العراق‪.‬‬
‫‪2-2‬التعرف عىل أهم مواقع شبكة التواصل االجتامعي املفضلة لدى طلبة جامعات اقليم‬
‫كوردستان– العراق‪.‬‬
‫‪3-3‬التعرف عىل األسباب التي تدفع طالب اجلامعات إىل االشرتاك أو استخدام شبكات‬
‫التواصل االجتامعي‪.‬‬
‫‪4-4‬الكشف عن اآلثار (االجيابية والسلبية) لشبكات التواصل االجتامعي عىل القيم االجتامعية‬
‫التي تظهر عند استخدام تلك املواقع لدى طلبة اجلامعاتوعالقتها بمتغريات ديموغرافية كـــــ‬
‫(النوع‪ ،‬التخصص العلمي)‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬نوع البحث ومنهجه‪:‬‬
‫تنتمي هذا البحث إىل البحوث والدراسات الوصفية التي تستهدف وصف املواقف‬
‫والظواهر واألحداث ومجع احلقائق الدقيقة عنها تطبيق ًا عىل عالقة طالب جامعات اقليم‬
‫كوردستان‪ -‬العراق بوسائط اإلعالم اجلديد وتاثريها عىل القيم االجتامعية لدهيم‪ ،‬وتستخدم‬
‫البحث منهج املسح بشقيه الوصفي والتحلييل الذي يعرف بأنه أحد األساليب املتعلقة بجمع‬
‫املعلومات عن سلوكيات األفراد وعالقتهم بوسائل اإلعالم‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬اإلجراءات املنهجية للبحث‪:‬‬
‫‪ .1‬جمتمع وعينة البحث‪:‬‬
‫يتمثل جمتمع البحث يف فئة طالب جامعات اقليم كوردستان – العراق‪ ،‬وذلك يف مجيع‬
‫مراحل الدراسة والتخصصات االنسانية والتطبيقية‪ ،‬وتتمثل عينة البحث يف عينة عمدية غري‬
‫عشوائية ممثلة من طالب اجلامعات احلكومية واألهلية من جامعات حمافظة السليامنية قوامها‬
‫(‪ )200‬مبحوث ًا متوزع ًة توزيع ًا متساوي ًا بني أنواع فئات الطالب إلمكانية إجراء املقارنات‬
‫والوصول إىل االختالفات بني املتغريات الديموغرافية للمبحوثني‪.‬‬

‫‪- 186 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫‪ .2‬أدوات مجع البيانات‪:‬‬
‫تعتمد البحث يف مجع البيانات عىل أداة املسح امليداين ‪Questionnaire‬وذلك من خالل‬
‫تصميم استامرة استقصاء تم تطبيقها عىل عينة البحث عن طريق املقابلة الشخصية و والربيد‬
‫األلكرتوين بعد عرضها عىل عدد من املحكمني(*‪ )1‬وإجراء التعديالت املطلوبة‪ .‬وتضم استامرة‬
‫االستبيان عدد ًا من األسئلة بلغت (‪ )10‬سؤاالً تم تقسيمها وفق ترتيب أهداف ومتغريات‬
‫البحث وتم صياغتها وفق (‪ )3‬حماور أساسية يتمثل يف‪ :‬استخدام شبكات التواصل االجتامعي‬
‫لدى طالب اجلامعات متوزعة عىل (‪ )5‬اسئلة‪ ،‬وتأثريات استخدام شبكات التواصل‬
‫االجتامعي عىل القيم االجتامعية متوزعة عىل سؤالني‪ ،‬وركز املحور األخري عىل أسئلة البيانات‬
‫الشخصية للمبحوثني‪.‬‬

‫‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫الفئات‬ ‫املتغريات‬

‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫ذكور‬

‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫إناث‬ ‫النوع‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫((( * أسامء السادة املحكمني‪:‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬ابراهيم سعيد فتح اهلل‪ ،‬استاذ اإلعالم‪ ،‬كلية العلوم االنسانية‪ ،‬جامعة السليامنية‪.‬‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬هباءالدين أمحد حممد‪ ،‬استاذ االعالم‪ ،‬كلية تقنيات اإلدارة‪ ،‬جامعة السليامنية التقنية‪.‬‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬هيمن جميد‪ ،‬استاذ اإلعالم‪ ،‬كلية العلوم االنسانية‪ ،‬جامعة السليامنية‪.‬‬
‫د‪ .‬أمحد محه غريب ئومربيل‪ ،‬مدرس إعالم‪ ،‬كلية قانون السياسة‪ ،‬جامعة التنمية البرشية‪.‬‬

‫‪- 187 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬

‫‪25‬‬ ‫‪50‬‬ ‫جامعة السليامنية‬

‫‪25‬‬ ‫‪50‬‬ ‫جامعة التنمية البرشية‬

‫‪25‬‬ ‫‪50‬‬ ‫جامعة السليامنية التقنية‬


‫اجلامعات‬
‫‪25‬‬ ‫‪50‬‬ ‫جامعة جيهان‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫العلوم االنسانية‬

‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫العلوم التطبيقية‬ ‫التخصص‬

‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫اإلمجايل‬

‫جدول رقم (‪ )1‬خصائص عينة البحث‬

‫‪ -1‬اختبار الصدق وثبات البحث‪:‬‬


‫إجراء اختبار قبيل ( ‪ ) Pre- test‬الستامرة االستبيان باملقابلة وذلك بإجراء اختبار مبدئي‬
‫هلا عىل عينة نسبتها (‪ )%6‬أي مايعادل ( ‪ ) 12‬مبحو ًثا من طالب اجلامعات وف ًقا لألسلوب‬
‫املتساوي‪ ،‬وقد تم إعادة صياغة االستامرة يف صورهتا النهائية بعد أن قام الباحثان بتعديل‬
‫بعض األسئلة يف االستامرة بعد االختبار القبيل‪.‬وتم ثبات األستامرة باعادة تطبيق (‪ )%10‬من‬
‫جمموع االستبانات الصحيحة أي عدد (‪ )20‬استبانة بعد أسبوع من تطبيقها يف املرة األوىل عىل‬
‫املبحوثني من ضمن إطار العينة التي تم تطبيق االستبانة عليها‪ ،‬وبلغت قيمة معامل الثبات‬
‫(‪ ،)%97‬وهو ما يدل عىل ثبات استامرة االستبيان وصالحية قياسها وتطبيقها‪.‬‬
‫‪ -2‬أسلوب املعاجلة اإلحصائية للبيانات‪:‬‬
‫بعد االنتهاء من مجع البيانات‪ ،‬قام الباحثان بنفسهام بإدخال مجيع البيانات ‪ -‬بعد ترميزها‬

‫‪- 188 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫‪ -‬إىل احلاسب اآليل‪ ،‬ثم استعان الباحثان بأحد اخلرباء اإلحصائيني لعالج وحتليل البيانات‬
‫عن طريق استخدام برنامج (احلزمة اإلحصائية للعلوم االجتامعية (‪Statistical Package‬‬
‫اختصارا وذلك باللجوء إىل‬
‫ً‬ ‫‪ ) for Social Science‬الربنامج املعروف باسم (‪)SPSS‬‬
‫املعامالت واالختبارات واملعاجلات اإلحصائية اآلتية ‪:‬‬
‫التكرارات البسيطة والنسب املئوية‪.‬‬
‫املتوسطات احلسابية واألنحرافات املعيارية والوزن النسبي‪.‬‬
‫اختبار ( ت ) للمجموعات املستقلة ( ‪ ) Independent- Samples T-Test‬لدراسة‬
‫الداللة اإلحصائية للفروق بني متوسطني حسابيني ملجموعتني من املبحوثني يف أحدى‬
‫املتغريات من نوع املسافة أو النسبة (‪.) Interval or Ratio‬‬

‫‪ -3‬التعريفات اإلجرائية ملفاهيم البحث‪:‬‬


‫ ‪-‬شبكة التواصل االجتامعي‪ :‬وهي شبكات اجتامعية تفاعلية تتيح التواصل ملستخدميها يف‬
‫أي وقت يشاءون و يف أي مكان من العامل‪ ،‬ظهرت عىل شبكة االنرتنت منذ سنوات ومتكنهم‬
‫أيضا من التواصل املرئي و الصويت وتبادل الصور و غريها من اإلمكانات التي توطد العالقة‬
‫(‪)1‬‬
‫االجتامعية بينهم‪.‬‬
‫ ‪-‬القيم االجتامعية‪ :‬هي جمموعة العادات واألعراف ومعايري السلوك واملبادئ املرغوبة‬
‫التي متثل ثقافة جمموعة من الناس أو مجاعة أو فرد‪ ،‬وتعترب عنارص بنائية مشتقة من التفاعل‬
‫‪2‬‬
‫االجتامعي وتعرب عن مكونات أساسية للمجتمع اإلنساين‬
‫‪) (.‬‬

‫ ‪-‬طالب اجلامعة‪:‬يقصد هبم مجيع طلبة املرحلة اجلامعية األوىل “البكالوريوس» لكافة‬

‫((( عبد الرزاق حممد الدليمي‪ ،‬اإلعالم اجلديد والصحافة االلكرتونية‪،‬دار وائل للنرش‪،‬‬
‫ط‪،1‬األردن‪ ،2011،‬ص ‪. 183‬‬
‫((( رضوان زيادة‪ ،‬أتول‪ ،‬كيفن جيه‪ ،‬ترمجة هبة الباشا‪ ،‬رصاع القيم بني الغرب واإلسالم‪( ،‬األردن‪:‬‬
‫عامن‪ ،‬دار الفكر للتوزيع‪ ،2010 ،‬ص‪.187‬‬

‫‪- 189 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫التخصصات العلمية يف اجلامعات احلكومية واألهلية بأقليم كوردستان – العراق لعام‬
‫اجلامعي ‪.2017 – 2016‬‬
‫سادس ًا‪ :‬الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع البحث‪:‬‬
‫يعرض البحثعدة دراسات يف تناوهلا الرتاث العلمي املرتبط بموضع البحث ‪:‬‬
‫‪ 1‬دراسة اهياب محدي مجعة (‪ )2016‬بعنوان‪ :‬شبكات التواصل االجتامعي وثقافة‬ ‫‪-1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫العنف لدى الشباب اجلامعي‪.‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إىل التعرف عىل طبيعة سلوك العنف لدى الشباب اجلامعي بأبعاده‬
‫املختلفة وكذلك التعرف عىل الدوافع النفسية واالجتامعية التي تكمن وراءه‪ ،‬واختريت العينة‬
‫من جمموعة من طلبة و طالبات جامعة االسكندرية قوامها ‪ 400‬مبحوث ًا ترتاوح أعامرهم‬
‫ما بني ‪ 23 – 19‬سنة‪ ،‬ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ‪ :‬احتل موقع يوتيوب‬
‫املرتبة األوىل بنسبة (‪ )%89,3‬التي هتتم شباب اجلامعة بمتابعة الفيديو واملشاركة فيه‪ .‬وأكد‬
‫(‪ )%13,3‬من املبحوثني أن الرضب هو من أكثر االفعال الدالة عىل العنف‪ ،‬كام أكد (‪)%22,1‬‬
‫من املبحوثني أن االرهاب هو من أكثر الكلامت التي تدل عىل العنف‪ ،‬وأوضح (‪ )%13,6‬من‬
‫املبحوثني أن التطرف هو من الكلامت الدالة التي تشري إىل العنف‪.‬‬
‫‪2‬دراسة حممد حمفوظ الزهري (‪ )2016‬بعنوان‪ :‬استخدامات الشباب اجلامعي ملواقع‬ ‫‪-2‬‬
‫التواصل االجتامعي (‪ )SMS‬واالشباعات املتحققة وانعكاساهتا عىل سلوكياهتم‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫هتدف هذه الدراسة التعرف عىل مدى استخدام الشباب اجلامعي ملواقع التواصل االجتامعي‬

‫((( اهياب محدي مجعة‪ ،‬شبكات التواصل االجتامعي وثثقافة العنف لدى الشباب اجلامعي‪ ،‬املؤمتر‬
‫العلمي الدويل الثاين والعرشون (اإلعالم وثقافة العنف) (جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ 4-3 ،‬مايو‪،‬‬
‫‪ )2016‬ص‪.519‬‬
‫((( دراسة حممد حمفوظ الزهري‪ ،‬استخدامات الشباب اجلامعي ملواقع التواصل االجتامعي (‪)SMS‬‬
‫واالشباعات املتحققة وانعكاساهتا عىل سلوكياهتم‪ ،‬املجلة املرصية لبحوث اإلعالم (جامعة القاهرة‪:‬‬
‫كلية اإلعالم‪ ،‬العدد(‪ )57‬أكتوبر‪ -‬ديسمرب ‪ )2016‬ص‪.149‬‬

‫‪- 190 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫واالشباعات املتحققة بالتطبيق عىل الشباب املرصي‪ ،‬واعتمدت الدراسة عىل املنهج املسحي‬
‫ويف اطاره تم مسح عينة من اجلمهور املرصي من الشباب اجلامعي ترتاوح اعامرهم ما بني ‪– 18‬‬
‫‪ 25‬عام ًا بامجايل ‪ 600‬مبحوث ًا بجامعة جنوب الوادي بمحافظة القنا‪ .‬ومن أهم نتائج الدراسة‪:‬‬
‫أن (‪ )%39‬من الشباب اجلامعيني يستخدمون مواقع التواصل االجتامعي يومي ًا من ساعة إىل‬
‫‪ 3‬ساعات‪ ،‬وان (‪ )%40‬من الشباب اجلامعيني يستخدمون مواقع التواصل االجتامعي بدافع‬
‫(التواصل مع اآلخرين) وأن (‪ )%59‬من العينة يرون التأثري السلبي ملواقع التواصل االجتامعي‬
‫تتمثل يف نرش الشائعات واألخبار الكاذبة‪.‬‬
‫‪3‬دراسة ‪Alexandru Balog, Vincentas Lamanauskas and viol‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪(2015( Slekiene‬‬
‫)‪(1‬‬

‫هتدف هذه الدراسة إىل معرفة تأثري رأس املال االجتامعي يف التعامل مع الفيسبوك من‬
‫وجهة نظر طالب جامعة ليتوانيا ومعرفة تأثري استخدام الفيسبوك عىل العملية التعلمية‬
‫للطالب من منظور التعلم االجتامعي وتم استخدام املنهج التجريبي خالل الفرتة من شهر‬
‫سبتمرب و ديسمرب ‪ 2014‬وتبني من الدراسة أن استخدام الفيسبوك كأداة اتصالية اجتامعية ال‬
‫تثري العملية التعليمية بني طالب اجلامعات واهلدف األسايس من استخدامه هو تعزيز رأس‬
‫املال االجتامعي واملتمثل يف التواصل وإشباع رغبات الطالب العاطفية وتوثيق العالقات‬
‫االجتامعية‪.‬‬
‫‪4‬دراسة‪ Jeewanjit Gill‬وآخرون (‪.)2014‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪-4‬‬
‫هتدف هذه الدراسة إىل معرفة استخدامات الفيسبوك وتويرت العلمية عرب مواقع التواصل‬

‫‪(1) Alexandru Balog, Vincentas Lamanauskas and viol Slekiene, Social on‬‬
‫‪face book, Montana state university, Mar, vol, 34, issue 1, p20-30.18p. 2015.‬‬
‫‪(2) Gill, jeewanjlt, 2014, Facebook, Twitter and Mead: investigating so-‬‬
‫‪cial networking usage among medical, Education in medicine journal, vol6,‬‬
‫‪issue4,pe82-e86.5p.‬‬

‫‪- 191 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫االجتامعي‪ ،‬وتم تطبيق الدراسة عىل طالب كلية الطب بأتاوا جامعة ‪ Preslerkship‬عىل‬
‫عينة مكونة من ‪ 325‬مفردة‪ ،‬وتبني من الدراسة أن ‪ %85‬من افراد العينة تستخدم هذه املواقع‬
‫والنسبة األكرب من أفراد العينة حترص عىل األستخدام بمعدل ساعتني يومي ًا‪ ،‬وتبني من خالل‬
‫حتليل الرسائل النصية املستخدمة عرب الفيسبوك والتويرت ويوتيوب والسكاي يب‪ ،‬أن استخدام‬
‫هذه املواقع يسهل عملية التعلم وتبادل املحارضات وتنمية املهارات الطبية وأن كان هناك‬
‫تباين يف آلية االستخدام‪.‬‬
‫سابع ًا‪ :‬التعليق عىل الدراسات السابقة ومدى اإلستفادة منها‪:‬‬
‫ندرة البحوث والدراسات السابقة التي أجريت حول نفس املوضوع مع اختالف متغريات‬
‫البحث واملفاهيم النظرية التي تم معاجلتها وفق ًا لطبيعة املجتمعات وعينة البحثالتي تناولت‬
‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي ضمن نطاق نظريةالقيم اإلجتامعيةوخاصة يف جمال‬
‫اإلعالم اجلديد وبالتحديد مواقع التواصل االجتامعي كأحدى خمرجات الوسائط االعالمية‬
‫األلكرتونيةاملعارصة التي حتظى بدرجة كبرية من التعرض لدى اجلمهور بشكل عام‪ ،‬وفئة‬
‫الشباب بشكل خاص وهو ما ستتناوله تلك الدراسة بالتفصيل‪ .‬ومتثلت أوجه االستفادة‬
‫من الدراسات السابقة يف حتديد مشكلة البحث وصياغة تساؤالهتا ووضع صياغة للدراسة‬
‫امليدانية وحتديد العينة‪.‬‬
‫ثامن ًا‪ :‬اإلطار النظري للبحث‪:‬‬
‫تعتمد هذا البحث يف إطارها النظري عىل مدخلني علميتني اساسيتني إيامن ًا من الباحثني‬
‫بأن طبيعة موضوع هذه الدراسة متعدد األبعاد والزوايا واليمكن تفسريه وفق نظرية واحدة‪:‬‬
‫‪1 -1‬نظرية القيم االجتامعية‪:‬‬
‫تقوم القيم االجتامعية بدور رئيس يف بناء املجتمع وحتقيق التامسك بني أفراده‪ ،‬فهي تعترب‬
‫املكون األساس للثقافة‪ ،‬ومن خالهلا تتعرف األفراد عىل السلوكيات املقبولة اجتامعي ًاواملرفوضة‬
‫اجتامعي ًا‪ ،‬ويمكن أن نحكم عىل املجتمع ما إذا كان متامسكا أم توجد حالة فوىض ىف داخله‬

‫‪- 192 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫من خالل حتديد مدى “متسك” أفراد املجتمع بقيمهم االجتامعية‪ ،‬فعندما تنترش الفوىض‬
‫يف املجتمع وتنعدم هيبة القانون بقيمهم االجتامعية‪ ،‬وعندما يتقبل املجتمع قيم سلبية كـ‬
‫“الوساطة واالنتهازية والسلوك االستهالكي خاصة لدى الشباب‪ ،‬فإن ذلك يعني حدوث‬
‫(‪)1‬‬
‫التغيري يف منظومة القيم االجتامعية داخل املجتمع‪.‬‬
‫ ‪ -‬أاملفهوم النظري للقيم‪:‬‬
‫هناك من يرى أن القيم تعبري عن املعتقدات التي يرى من يتمسكون هبا أهنا ذات قيمة‪،‬‬
‫ويوجد بعد أخالقي ملفهوم القيم الذي يتمثل يف أن املعتقدات اخلاصة باخلري غالبا ما تتصل‬
‫بالقيم‪ ،‬وحتتل القيم مكانة مركزية ألهنا يمكن أن تعمل عىل إجياد تضامن اجتامعي بني األفراد‬
‫املختلفني‬
‫‪)2(.‬‬

‫وهناك من يعرف القيم بأهنا احلكم الذى يعيده اإلنسان عىل شىء ما مهتدي ًا بمجموعة من‬
‫املبادىء‪ ،‬واملعايري التى وضعها املجتمع‪ ،‬وحيدد املرغوب وغري املرغوب فيه‪ ،‬وهى موجهات‬
‫(‪)3‬‬
‫السلوك‪.‬‬
‫وهناك منيعرف أن القيم االجتامعية تعد موجه ًا من موجهات سلوك األفراد نحو األشياء‬
‫املرغوبة والتي تتفق مع مبادئ وقيم املجتمع‪ ،‬وهناك من يرى أن القيم االجتامعية هي اهتامم‬
‫الفرد وميله إىل غريه من الناس‪ ،‬فهو حيبهم ويميل إىل مساعدهتم‪ ،‬وجيد يف ذلك إشباع ًا له‪ ،‬وهو‬
‫(‪)4‬‬
‫ينظر إىل غريه عىل أهنم غايات وليسوا وسائل لغايات أخرى‪.‬‬

‫((( هزار حممد جالل‪ ،‬تأثري املسلسالت املدبلجة عىل منظومة القيم االجتامعية لدى الشباب‪ ،‬دراسة‬
‫دكتورا غري منشورة‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬قسم البحوث والدراسات اإلعالمية‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص‪.78‬‬
‫‪(2) Tony Law Son, Joan Garrod. “Dictionary of sociology” (London. Chi-‬‬
‫‪cago: Fitzroy dear born publisher, 2001) P.265.‬‬
‫((( جودت جابر‪».‬علم النفس اإلجتامعى»‪( .‬األردن‪ :‬عامن‪ ،‬دار الثقافة‪ )2004 ،‬ص‪.288‬‬
‫((( أماين عبد املقصود عبد الوهاب‪».‬تنمية بعض القيم االجتامعية لدى عينة من أطفال املدرسة‬

‫‪- 193 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫القيم ‪Values‬هي قواعد عامة حتدد وتوجه السلوك املناسب يف املواقف املختلفة‪ ،‬ومتثل‬
‫شيئ ًا مثالي ًا يلتزم به املامرس املهني‪ ،‬وبمعنى آخر هي أحكام مكتسبة من الظروف االجتامعية‬
‫يترشهبا الفرد وحيكم هبا وحتدد جماالت تفكريه وسلوكه وتؤثر يف تعلمه‪ ،‬وختتلف القيم‬
‫باختالف املجتمعات واجلامعات‪ ،‬وقد تكون إجيابية مثل‪ :‬الصدق األمانة‪،‬حتمل املسئولية أو‬
‫سلبية كالكذب‪ ،‬والغش‪ ،‬والنفاق‪ .‬ويوجد يف كل جمتمع جمموعات من القيم التي يشرتك فيها‬
‫مجيع أفراد هذا املجتمع تقريب ًا‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ب تصنيف منظومة القيم القائم عىل املضمون‬


‫‪)2(:‬‬
‫ ‪-‬‬
‫‪-‬القيم النظرية »‪«Theoretical Values‬‬ ‫ ‬
‫تعني اهتامم الفرد وميله إىل اكتشاف احلقيقة فإنه يسعى إىل معرفة ما وراء القوانني التي‬
‫حتكم األشياء دون النظر إىل قيمتها العملية أو صورهتا اجلاملية‪ ،‬ولذلك نجد أن األشخاص‬
‫الذين يضعون تلك القيم يف مستوى أعىل من غريها من القيم يتميزون بنظرة نقدية‪ ،‬معرفية‪،‬‬
‫تنظيمية‪ ،‬وعادة يكونون من الفالسفة والعلامء‪.‬‬
‫‪-‬القيم االقتصادية »‪«Economic Values‬‬ ‫ ‬
‫ويقصد هبا اهتامم الفرد وميله إىل ما هو نافع‪ ،‬فيسعى للحصول عىل الثروة وزيادهتا بأي‬
‫وسيلة لتحقيق هذا اهلدف‪ ،‬فيقوم باإلنتاج والتسويق واستهالك البضائع واستثامر األموال‬
‫وغريها مثل (الثراء‪ ،‬القوة‪ ،‬الشجاعة) ولذلك نجد أن األشخاص الذين لدهيم تلك القيم‬
‫يتميزون بالنظرة العملية لألشياء واألفراد‪ ،‬بحيث حيكمون عىل األشياء واألشخاص وفق ًا ملا‬

‫االبتدائية»‪( .‬القاهرة‪:‬جامعة عني شمس‪،‬معهد الدراسات العليا للطفولة‪،‬جملة دراسات الطفولة‪،‬‬


‫م‪ )2009 ،12‬ص‪.10‬‬
‫((( هند امليزر‪».‬أسس اخلدمة االجتامعية»‪ ( .‬السعودية‪:‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم الدراسات االجتامعية‪،‬‬
‫جامعة امللك سعود‪10 )2008،‬ص‪.‬‬
‫((( حسن عيل حسن‪ .‬سيكولوجية املجارة‪ ،‬الضغوط االجتامعية تغري القيم‪( .‬القاهرة‪:‬دار غريب‬
‫للطباعة والنرش والتوزيع‪ )1998،‬ص ص‪.146 -145‬‬

‫‪- 194 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫سيعود عليهم بالنفع‪ ،‬وهم عادة يكونون من رجال املال واألعامل‪.‬‬
‫‪-‬القيم السياسية »‪«Political Values‬‬ ‫ ‬
‫ويقصد هبا اهتامم الفرد وميله للحصول عىل القوة‪ ،‬هبدف السيطرة والتحكم يف األشياء‬
‫واألشخاص مثل (احلرية‪ ،‬العدالة‪ ،‬الديمقراطية) وال يعني ذلك أن الذين يمتازون هبذه القيم‬
‫يكونون من رجال احلرب أو السياسة‪ ،‬فبعضهم قادة يف نواحي احلياة املختلفة ويتصفون‬
‫بقدرهتم عىل توجيه غريهم والتحكم يف مصائرهم‪.‬‬
‫‪-‬القيم الدينية »‪«Religious Values‬‬ ‫ ‬
‫تعني اهتامم الفرد بمعرفة ما وراء العامل الظاهري ‪ ،‬فنجده يرغب يف معرفة أصل اإلنسان‬
‫ومصريه ويؤمن أن هناك قوة تسيطر عىل العامل الذي يعيش فيه‪ ،‬وحياول أن يربط نفسه هبذه‬
‫القوة بصورة ما مثل (التقوى‪ ،‬العدل‪ ،‬اجلهاد‪ ،‬السالم‪ ،‬الصرب) وال يعني ذلك أن الذين‬
‫يمتازون هبذه القيم هم من النساك الزاهدين‪ ،‬فبعض الناس يمتازون بأهنم جيدون يف طلب‬
‫الرزق والسعي وراء حياة الدنيا باعتبارها عمل ديني‪.‬‬
‫‪-‬القيم اجلاملية ‪«Aesthetic Values‬‬ ‫ ‬
‫ويقصد هبا اهتامم الفرد وميله إىل ما هو مجيل من ناحية الشكل‪ ،‬وال يعني هذا أن الذين‬
‫يمتازون هبذه القيم يكونون فنانني مبتكرين‪ ،‬بل إن بعضهم ال يستطيعون اإلبداع الفني وإن‬
‫كانوا يتذوقون نتائجه‪ ،‬ومن هذه القيم (اجلامل‪ ،‬التناسق)‪.‬‬
‫ج‪ -‬وسائل اإلعالم كأحدى مصادر احلصول عىل القيم اإلجتامعية‪:‬‬
‫تقوم وسائل اإلعالم بدور مهم وبارز يف اكتساب الشباب للقيم االجتامعية وخاصة مع‬
‫زيادة التطور التكنولوجي هبا سواء يف وسائل اإلعالم التقليدية أم األلكرتونية‪ ،‬وهذا من‬
‫خالل قيامها بالتنشئة االجتامعية للفرد الذي يكتسب من خالهلا قيم اجتامعية جديدة أو‬
‫يغري القيم موجودة أص ً‬
‫ال أو يدعمها‪ ،‬باإلضافة إىل أهنا تعكس الثقافة العامة للمجتمع وتنقل‬
‫ثقافات املجتمعات األخرى‪ ،‬وذلك بتناوهلا ملختلف املضامني اإلعالمية طبق ًا خلصائص كل‬

‫‪- 195 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫وسيلة إعالمية‪ ،‬ومن خالل هذا تؤثر وسائل اإلعالم يف سلوك الفرد داخل املجتمع وتقوم‬
‫بدور أساس يف تكوين شخصية الفرد وتطبيعه اجتامعي ًا‬
‫‪)1(.‬‬

‫تقوم وسائل اإلعالم بدور هام يف عملية إشباع احتياجات الشباب والتعامل معهم‬
‫واملساعدة يف ترسيخ الشخصية الشابة‪ ،‬حيث تقوم بدور يف جمال التغيري االجتامعي‪ ،‬وخاصة‬
‫أن التليفزيون أكثر قرب ًا من الشباب لكونه يستهلك جزء ًا كبري ًا من أوقاهتموبذلك يتحكم‬
‫يف أذواقهم وعقوهلم والتى تتأثر بام يشاهدونه‪ ،‬وهكذا يصبح التليفزيون رشيك ًا يف التنشئة‬
‫االجتامعية‪)2(.‬ويتعرض الشباب لوسائل اإلعالم هبدف إدراك ما حييط به من أحداث‬
‫وقضايا يف إطار املجتمع الذي يعيش داخله أو خارجه‪ ،‬وذلك هبدف احلصول عىل‬
‫معلومات جديدة تساعده عىل اختاذ القرارات والترصف بشكل مقبول اجتامعي ًا‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل الرتفيه الذي يوفر له التسلية واإلمتاع‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫من خالل ما سبق يتضح أن وسائل اإلعالم تقوم بدور مهم يف تغيري القيم االجتامعية‪،‬‬
‫حيث أن أي تغيري اجتامعي مقصود يف املجتمع البد أن يصل إىل األفراد من خالل هذه‬
‫الوسائل‪ .‬وبذلك نستطيع القول إن وسائل اإلعالم ال يكتمل دورها يف املجتمع إال من خالل‬
‫التكامل الذي تقوم به فيام بني إكساب وتدعيم وتغيري القيم لدى الشباب وذلك طبقا ملضمون‬
‫القيم االجتامعية‪ ،‬وهنا يتبلور تأثري استخدام شبكات مواقع التواصل االجتامعي عىل القيم‬
‫االجتامعية لدى الشباب اجلامعي‪.‬‬
‫‪1‬النظريات املفرسة ملواقع التواصل االجتامعي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫توجد عدة دراسات أشارت لضياع مفهوم املجتمع املحيل أو الواقعي يف حتوالت التحديث‬

‫((( حممد عبدالبديع السيد‪ ،‬أثر القنوات الفضائية عىل القيم األرسية‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار العريب للنرش‬
‫والتوزيع‪،)2009 ،‬ص ‪.203‬‬
‫((( عبد املنصف وناس‪ .‬التلفزة والشباب والتنشئة تواصل أم تنافس‪( ،‬القاهرة‪ :‬جملة اإلذاعات‬
‫العربية‪ ،‬العدد‪ )2002 ،2‬ص‪.11‬‬
‫((( عيل عجوة‪ .‬اإلعالم وقضايا التنمية‪( ،‬القاهرة‪ :‬عامل الكتب‪ )2004 ،‬ص‪.15‬‬

‫‪- 196 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫للمجتمعات البرشية‪ ،‬وخاصة الدراسات التي ظهرت عىل يد كل من” كارل ماركس و‬
‫دوركايم”‪ ،‬وذلك بنا ًء عىل حتليالت علم االجتامع التقليدي ‪classical sociology‬‬
‫األمر الذي تفاقم يف مظاهر التحول و االنتقال إىل جمتمعات ما بعد احلداثة كام يقول فوسرت‬
‫‪ 1973‬أن علم االجتامع احلديث يشري إىل ضياع هذا املفهوم خصوصا يف املجتمعات الغربية‬
‫احلديثة‪،‬والذي عرفه “جورج هيلري” بعد فحصه لنحو ‪ 94‬تعريفا سيسيولوجيا و إخضاعها‬
‫للتحليل الكيفي و الكمي و استخالصه هلذا التعريف عىل أنه “جمموعة من الناس يشتكون يف‬
‫تفاعل اجتامعي و بغض الروابط املشرتكة بينهم‪ ،‬و يشرتكون يف الوقت يف مساحة ما عىل األقل‬
‫لبعض الوقت‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وعليه فإن التمثيل الرقمي حلركة شبكات التواصل االجتامعي عىل االنرتنت و الويب‬
‫حتديدا أصبح حيوي خمتلف الظواهراالجتامعية بشكل ألكرتوين شام ً‬
‫ال بذلك التفاعل‬
‫االجتامعي برمته عىل مستوى األفراد و اجلامعات و املنظامت و أيضا املنتجات املعرفية و‬
‫اخلدمية بأنواعها و االتصال و النامذج البنائية للمجتمعات االفرتاضية التي أصبحت مجيعها‬
‫تتمثل بشكل رقمي جمرد عىل الشبكة‪.‬‬
‫أالنظرية البنائية‪:‬‬ ‫ ‪-‬‬
‫هي مقاربة اجتامعية تبحث عن عوملة العالقات االجتامعية و شبكات التواصل االجتامعي‬
‫حسب هذا االجتاه وجمموعة من العالقات التي يكوهنا جمموعة من األفراد و تكون ذات نمط‬
‫خاص و نوعي عىل سبيل املثال (التعاون‪ ،‬النصح‪ ،‬الرقابة) بني جمموعة من الفاعلني‪ ،‬وعليه فإن‬
‫حتليل هذه الشبكات يقوم عىل منهجية لوصف عوملة البناء العالئقي هلذا املجتمع‪)2(.‬فمواقع‬
‫التواصل االجتامعي قد جعلت عالقات األفراد أكثر تداخال و اعتامد بعضها عىل بعض مما كان‬

‫((( عيل حممد رحومة‪،‬علم االجتامع اآليل‪ ،‬عامل املعرفة‪( ،‬الكويت‪ ،‬ب‪-‬ط‪، ) 2008،‬ص ‪.64‬‬
‫((( عادل عبد الصادق‪ :‬استخدام شبكات التواصل االجتامعي بني األمن و احلرية‪،‬عىل املوقع‬
‫االلكرتوين‪ http://digitalahram.org.ef/articles.aspx?serial :‬تاريخ دخول املوقع‬
‫‪.2017/9/12 :‬‬

‫‪- 197 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫عليه األمر يف املايض‪ ،‬حيث أصبح كل فرد يعيش يف الساحة اخللفية لآلخر‪ ،‬فشبكة الرتابط و‬
‫نقاط الوصل االجتامعية و السياسية و االقتصادية التي تتقاطع خطوطها وتتجاوز احلدود تؤثر‬
‫تأثريا حاسام عىل األفراد املشاركني فيها‬
‫ب نظرية احللقة االجتامعية‪:‬‬ ‫ ‪-‬‬
‫“هي مقاربة تقوم عىل وصف و ربط الشبكات من خالل صفات و سامت داخلية (داخل‬
‫الشبكة)‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫فمواقع التواصل االجتامعي وفق هذه النظرية هو تفاعل جمموع املستخدمني هلذه الشبكة‬
‫مع بعضهم وفق رموز و شفرات معينة‪ ،‬قواعد و متاثالت توفرها هلم هذه املواقع ما ينجم عنه‬
‫نظام معريف داخيل خاص هبذه األخرية‪.‬‬
‫وتتعمق احللقات االجتامعية بثالث سامت وهي‪:‬‬
‫ ‪-‬التامسك الداخيل و الذي يمثل قوة العالقات بني األفراد و األعضاء املشكلني للحلقة‬
‫االجتامعية‪.‬‬
‫ ‪-‬اهلوية التي متيز حلقة اجتامعية عن األخرى‪.‬‬
‫ ‪-‬تكامل األدوار بني األعضاء املشكلني هلذه احللقة أو هذا التشابك االجتامعي كام أن‬
‫األفراد قد ينتمون لعدة شبكات اجتامعية أو حللقات اجتامعية‪.‬‬
‫جنظرية الشبكة االجتامعية‪:‬‬ ‫ ‪-‬‬
‫“هي نظرية تتناول بالفحص و الكشف و الدرس نامذج و خصائص الروابط االجتامعية و‬
‫عالقاهتا بحياة األفراد و املنظمة االجتامعية”‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وتستخدم هذه النظرية إطار الدراسة كيف يرتبط الناس بعضهم ببعض‪ ،‬من خالل أواسط‬
‫شبكات احلواسيب و تتضمن هذه اخلصائص تركيب الشبكات‪ ،‬و حجم الشبكات‪ ،‬و مدى‬

‫((( عيل حممد رحومة‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.64‬‬


‫((( عيل حممد رحومة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.108‬‬

‫‪- 198 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫الشبكة والرتدد االتصايل بني الناس و كثافة الروابط املتبادلة بني األشخاص و خصائص‬
‫األعضاء و تاريخ الشبكة و املورد املتاح للشبكة كام أشار إىل ذلك “وهيان و فرانك”‪.‬‬
‫دنظرية رأس املال االجتامعي االفرتايض‪:‬‬ ‫ ‪-‬‬
‫فهذه النظرية ترى أن رأس املال االجتامعي عىل الصعيد االفرتايض يتأسس بناء عىل شبكة‬
‫من االرتباطات بني أفراد التفاعالت االفرتاضية املنترشة يف مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬إذ أن‬
‫املجال االفرتايض يتأسس عرب تفاعالت االنرتنت التي تشكل آلية التواصل لتحقيق رأس املال‬
‫االجتامعي االفرتايض‪ ”،‬وذلك عرب عدة من اخلصال و السامت طرحها بال ترشد وهي التبادل‬
‫املعلومايت و الدعم االجتامعي”‬
‫‪)1(.‬‬

‫فعنرص العالقات املتبادلة و تكامل االهتاممات املشرتكة بني األفراد يف هذه الشبكة عوامل‬
‫تساهم يف تشكيل رأس املال االفرتايض يف شبكات التواصل االجتامعي التي من املمكن‬
‫تشكيل منافع لألفراد و اجلامعات‪.‬‬
‫مما سبق‪ ،‬من عرض اإلطار النظري هلذه الدراسة والذي تناول فيها الباحثان نظريتني‬
‫مرتبطتني بأبنية مفاهيم ومقايس الدراسة احلالية وأبعادها املعرفية‪ ،‬وقد أستفاد الباحثان‬
‫من خالل العرض املفصل لإلطار النظري يف بناء األهداف والتساؤالت العلمية للدراسة‬
‫ومتغرياهتا‪ ،‬مع حتديد أبعاد الواقع املدرك من لدن تلك النظريتني‪ ،‬كام أستفاد الباحثان أيض ًا‬
‫من هذا اإلطار النظري كيفية استخدام الشباب اجلامعي لشبكات التواصل االجتامعي ومعرفة‬
‫تأثري تلك املواقع عىل منظومة القيم لدى طالب اجلامعات يف اقليم كوردستان – العراق‪.‬‬
‫النتائج العامة للبحث امليداين‪:‬‬
‫‪1‬مدى استخدام شبكات التواصل االجتامعي لدى طالب جامعات اقليم كوردستان‬ ‫‪-1‬‬

‫((( وليد رشاد زكي‪ ،‬رأس املال االجتامعي بني السياق الواقعي و االفرتايض‪ ،‬عىل املوقع األلكرتوين‪:‬‬
‫‪ http://www.accronline.com‬تاريخ دخول املوقع‪.2017/9/24 :‬‬

‫‪- 199 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫جدول رقم (‪)2‬‬
‫يبني أكثر مواقع التواصل االجتامعي تفضي ً‬
‫ال لدى الشباب اجلامعي‬
‫اإلجابة‬
‫الرتتيب‬ ‫املوقع األلكرتوين‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪1‬‬ ‫‪54.3‬‬ ‫‪183‬‬ ‫فيس بوك ‪Face Book‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪104‬‬ ‫يوتيوب‪You Tube‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪9.5‬‬ ‫‪32‬‬ ‫تويرت‪Twitter‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪13‬‬ ‫سناب شات‪Snap chat‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اليف سبيس ‪live Space‬‬
‫‪---‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪337‬‬ ‫ن= حجم العينة‬

‫يتبني من اجلدول السابق رقم (‪ )2‬أن النسبة األعىل من مواقع التواصل االجتامعي والتي‬
‫حتظى باهتامم طالب جامعات اقليم كوردستان ويفضلون استخدامه هو موقع الفيس بوك و‬
‫يوتوب مع ًا حيث بلغت نسبتهم ‪ %54.3‬يف الرتتيب األول لصالح موقع فيس بوك‪ ،‬ييل ذلك‬
‫من يستخدم موقع يوتوب بنسبة ‪ %31‬يف الرتتيب الثاين‪ .‬ومن ذلك نستنتج أن الفيس بوك أكثر‬
‫استخدام ًا من املواقع االجتامعية األخرى بني طالب جامعات اقليم كوردستان‪ ،‬وهذا دليل‬
‫عىل أن موقع فيس بوك هو نظام تواصيل أكثر اجتامعي ًا تشتمل كل خصائص الوسائط املتعددة‬
‫وغريها من خصائص التسلية واجلدية وهذا ما جيعله يتفوق عىل املواقع االجتامعية األخرى يف‬
‫كثرة االستخدام‪ ،‬وهذه النسب دليل عىل أن استخدام املواقع اإللكرتونية أصبحت لغة العرص‬
‫يف املجتمع املعلومايت‪ ،‬وتتفق هذه النتيجة مع مدخل االستخدامات واإلشباعات من ناحية‬
‫وجود انتقائية يف اختيار اجلمهور املتلقي لوسيلة اتصالية معينة والتعرض ملضمون معني فيها‪.‬‬
‫ونالحظ من نتائج البحث ان موقع التويرت حظى بنسبة ‪ %9.5‬وهي نسبة ضئيلة من اهتامم‬
‫الشباب اجلامعيني‪ ،‬وهذه النتيجة بعكس البحوث والدراسات العربية وخصوص ًا اخلليجية‬

‫‪- 200 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫منها‪ ،‬حيث تشري دراسة (حنان الشهري)(‪)1‬من اململكة العربية السعودية ان نسبة استخدام‬
‫موقع التويرت ‪ %48‬جاء يف الرتيب األول من امجايل اهتامم واستخدام الشباب اجلامعيني ملواقع‬
‫التواصل االجتامعي‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)3‬‬
‫يوضح عدد األيام املفضلة لدى الشباب اجلامعي‬
‫الستخدام مواقع التواصل االجتامعي‬
‫اإلجابة‬
‫الرتتيب‬ ‫متوسط عدد األيام يف األسبوع‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪1‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪166‬‬ ‫يومي ًا‬
‫‪3‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫يوم واحد يف األسبوع‬
‫‪6‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫يومان‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 3‬أيام‬
‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 4‬أيام‬
‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ 5‬أيام‬
‫‪---‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫املجموع‬

‫ويف إطار السعي لفهم عالقة عينة البحث من الشباب اجلامعيني إلقليم كوردستان بمواقع‬
‫التواصل االجتامعي كوسيلة اتصالية‪ ،‬تكشف بيانات اجلدول السابق رقم (‪ )3‬عن كثافة‬
‫استخدام العينة لتلك املواقع( أسبوعيا )‪ ،‬بداي ًة أكد أغلبية املبحوثني ذلك بنسبة ‪ %83‬من‬
‫إمجايل العينة أهنم يستخدمون مواقع التواصل االجتامعي يومي ًايف املرتبة األوىل‪ ،‬وييل ذلك يف‬
‫الرتتيب الثاين نسبة ‪ %6‬فقط ممن يستخدمون تلك املواقع (‪ 5‬أيام يف االسبوع)‪ ،‬ثم حظي (يوم‬

‫((( حنان الشهري‪ ،‬أثر استخدام شبكات التواصل اإللكرتونية عىل العالقات االجتامعية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬جامعة امللك عبدالعزيز‪ -‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية‪.2012 ،‬‬

‫‪- 201 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫واحد يف االسبوع) املرتبة الثالثة وبنسبة ‪ %4.5‬فقط من سيستخدم تلك املواقع أسبوعي ًا‪ ،‬ويف‬
‫املراتب األخرية حصل كل من (‪ 3‬أيام) بنسبة ‪ %3‬و (‪ 4‬أيام) بنسبة ‪ %2‬ويف األخري حصل‬
‫(يومان) عىل نسبة ‪ %1.5‬من املستخدمني‪.‬‬
‫ويستنتج البحث من نتيجة اجلدول أعالهأن الفراغ الذي ينتج عن سوء إدارة الوقت أو‬
‫حسن استغالله بالشكل السليم الذي جيعل الفرد ال حيس بقيمته و يبحث عن سبيل يشغل‬
‫هذا الوقت من بينها مواقع التواصل االجتامعي حيث أن عدد التطبيقات الالمتناهية الذي‬
‫تنتجه شبكة التواصل االجتامعي ملستخدميها ومشاركة كل جمموعة أصدقاء بالصور وامللفات‬
‫الصوتية جيعل شبكات التواصل االجتامعي عامة أحدى الوسائل ملء الفراغ و بالتايل يصبح‬
‫وسيلة للتسلية وإضاعة الوقت عند البعض منهم‪.‬‬
‫جدول (‪)4‬‬
‫يوضح عدد ساعات االستخدام اليومي ملواقع التواصل االجتامعي‬
‫لدى الشباب اجلامعي‬

‫اإلجابة‬
‫الرتتيب‬ ‫متوسط عدد الساعات يومي ًا‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪5‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪15‬‬ ‫أقل من ساعة‬
‫‪3‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪ 2- 1‬ساعة يومي ًا‬
‫‪2‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪ 3-2‬ساعة يومي ًا‬
‫‪1‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪ 5-4‬ساعة يومي ًا‬
‫‪6‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ 7-6‬ساعة يومي ًا‬
‫‪4‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪40‬‬ ‫أكثر من ‪ 7‬ساعات يومي ًا‬
‫‪---‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫املجموع‬
‫نالحظ من اجلدول السابق رقم (‪ )4‬أن متوسط استخدام الشباب اجلامعي ملواقع التواصل‬

‫‪- 202 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫االجتامعي متقاربة جد ًا يف نسبة االستخدام اليومي لتلك املواقع مابني (ساعة واحدة إىل أكثر‬
‫من ‪ 7‬ساعات)‪ ،‬حيث جاء (‪ 5-4‬ساعات يومي ًا) يف املرتبة األوىل بنسبة ‪ ،%23‬يليها (‪3 -2‬‬
‫ساعات) يف املرتبة الثانية بنسبة ‪ ،%22‬ثم (‪ 2-1‬ساعة) بنسبة ‪ ،%21‬وأكثر من (‪ 7‬ساعات‬
‫يومي ًا) بنسبة ‪ .%20‬يشري نتائج هذا اجلدول عن متوسط ساعات استخدام الشباب اجلامعي‬
‫ملواقع التواصل االجتامعي أن أغلبية عينة الدراسة (من الذكور واإلناث) يميض جز ًء كبري ًا‬
‫من ساعات اليوم أمام مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬بل أصبحت عادة يومية اليمكن االستغناء‬
‫عنها وهتيمن عىل املتطلبات والواجبات األساسية اليومية للفرد كعضو اجتامعي نشط يف‬
‫حركة التنمية الشاملة للمجتمع‪.‬‬
‫وتظهر البحث أن االستخدام املفرط للشباب اجلامعي يف املجتمع الكوردي ملواقع‬
‫التواصل االجتامعي مؤرش البد الوقوف عىل أبعاده ونتائجه السلبية واإلجيابية ويراد له كثري‬
‫من املالحظات العلمية والدراسة لدى الباحثني واملختصني يف املؤسسات الرتبوية والتعليمية‬
‫والسيام املختصون يف جمال السوسيو – إعالمية‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)5‬‬
‫يوضح طريقة استخدام مواقع التواصل االجتامعي لدى الشباب اجلامعي‬
‫اإلجابة‬
‫الرتتيب‬ ‫طريقة االستخدام‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫من الكمبيوتر الشخيص‬
‫‪1‬‬ ‫‪66.5‬‬ ‫‪133‬‬ ‫من اهلاتف اجلوال‬
‫‪2‬‬ ‫‪30.5‬‬ ‫‪61‬‬ ‫األثنان مع ًا‬
‫‪---‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫املجموع‬

‫يوضح اجلدول السابق رقم (‪ )5‬ان اغلبية املبحوثني يستخدمون اهلاتف املحمول (موبايل)‬
‫لدخول اإلنرتنت واستخدام مواقع التواصل االجتامعي حيث بلغت نسبتهم ‪ ،%66.5‬ييل‬

‫‪- 203 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫ذلك من تعتمد عىل الكبيوتر الشخيص واهلاتف املحمول مع ًا بنسبة بلغت ‪ ،%30.5‬والنسبة‬
‫الضئيلة منهم يستخدمون فقط الكمبيوتر الشخيص الستخدام مواقع التواصل االجتامعي‬
‫حيث بلغت ‪ %3‬فقط من يعتمد عليه‪ ،‬وهذه املؤرشات تدل عىل التطور التكنولوجي املستمر‬
‫لوسائل ووسائط االتصال املتعددة الذي نعارصه مع انتشار أجهزة اهلاتف اجلوال التي تتيح‬
‫ملستخدميها تصفح اإلنرتنت بكل سهولة وبتكلفة منخفضة نوع ًا ما‪ .‬وتدل هذه النتائج أيض ًا‬
‫عىل أن الفرد يف املجتمع املعلومايت ويف ظل تغلغل تقنيات االتصال واملعلومات يف بنية احلياة‬
‫االجتامعية اصبح يميل إىل نوع من اخلصوصية والفردانية يف استخدام هذه التقنيات‪.‬‬
‫‪2-2‬أسباب دوافع استخدام مواقع التواصل االجتامعي لدى طالب جامعات اقليم كوردستان‬
‫جدول رقم (‪)6‬‬
‫يبني اسباب تفضيل الشباب اجلامعي الكوردي ملواقع التواصل االجتامعي‬
‫اإلجابة‬
‫الرتتيب‬ ‫دوافع االستخدام‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬
‫‪6‬‬ ‫‪10.3‬‬ ‫‪56‬‬ ‫التعبري عن االراء‬
‫‪2‬‬ ‫‪18.6‬‬ ‫‪101‬‬ ‫أختلص من امللل وأشغل وقت فراغي‬
‫‪8‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ملواكبة التكنولوجيا‬
‫‪5‬‬ ‫‪11.4‬‬ ‫‪62‬‬ ‫اعتدت عىل متابعتها‬
‫‪1‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫‪126‬‬ ‫متابعة االخبار‬
‫‪7‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الشعور بالوحدة‬
‫‪4‬‬ ‫‪12.9‬‬ ‫‪70‬‬ ‫عرض وجهات نظر متعددة يمكن االستفادة منها‬
‫‪3‬‬ ‫‪13.6‬‬ ‫‪74‬‬ ‫االلعاب والدرشة مع االصدقاء‬
‫‪---‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪543‬‬ ‫مجلة من سئلوا‬
‫تظهر النتائج املتعلقة ألسباب دوافع الشباب اجلامعي الستخدام شبكات التواصل‬
‫االجتامعي يف اجلدول السابق رقم (‪ )6‬عىل أن الرغبة يف (متابعة األخبار) هو الدافع األول‬

‫‪- 204 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫الستخدام تلك املواقع حيث جاء بنسبة ‪ %23.2‬من امجاىل املبحوثني‪ ،‬وهذا مؤرش إجيايب‬
‫إىل حد ما بالنسبة لدوافع استخدام مواقع التواصل االجتامعي لدى طالب جامعات اقليم‬
‫كوردستان حيث تندرج هذه الفئة إىل الدوافع النفعية من التعرض لوسائل االتصال من جهة‪،‬‬
‫وما توفره هذه املواقع من نرش معلومات وأخبار آنية ومتعددة املجاالت (سياسية‪ ،‬اقتصادية‪،‬‬
‫ثقافية‪ ،‬حوادث‪ ،‬رياضة‪،‬اخبار مشاهري) من جهة أخرى‪ ،‬أما الدافع الثاين لالستخدام فهو‬
‫(أختلص من امللل وأشغل وقت فراغي) حيث جاءت بنسبة ‪ %18.6‬من امجايل حجم العينة‪،‬‬
‫وهذه الفئة من فئات الدوافع الطقوسية لتعرض الشباب اجلامعي ملواقع التواصل االجتامعي‬
‫حيث تظهر أن طالب اجلامعة لدهيم متسع من الوقت يف حياهتم اليومية من دون األستفادة‬
‫منها‪ ،‬لذلك يضطرون اللجوء إىل استخدام مواقع التواصل االجتامعي للتخلص من امللل‬
‫الذي يعانون منه يف أوقات فراغهم‪ ،‬وهذه النتيجة تتفق مع النسبة التي جاءت يف املرتبة الثالثة‬
‫من دوافع طالب اجلامعة الطقوسية حيث بلغت دافع (األلعاب والدرشة مع األصدقاء) بنسبة‬
‫‪ .%13.6‬وجاء يف الرتتيب الرابع الرغبة يف (عرض وجهات نظر متعددة يمكن االستفادة‬
‫منها) بنسبة ‪ %12.9‬ويرجع ذلك إىل ما توفره هذه املواقع من حرية وديمقراطية يف تبادل‬
‫األفكار والتعبري عن اآلراء وهذا ما ال يتوفر يف الوسائل اإلعالمية األخرى يف املجتمع‪ .‬أما‬
‫الدافع اخلامس الستخدام الشباب ملواقع التواصل االجتامعي فهو (االعتياد عىل املتابعة) حيث‬
‫بلغت نسبته ‪ %11.4‬يف الرتتيب اخلامس‪ ،‬وهي من الدوافع الطقوسية الناجتة من تعرض‬
‫املتلقي لوسائل االتصال‪ .‬وبلغت دافع (التعبري عن االراء) يف املرتبة السادسة بنسبة ‪%10.3‬‬
‫من الدوافع النفعية الناجتة من استخدام مواقع التواصل االجتامعي لدى الشباب اجلامعي وهو‬
‫مؤرش عىل وجود مساحة واسعة من احلرية ليديل الفرد من غري قيود بتدوين آرائه والتعبري عن‬
‫وجهة نظره يف أي موضوع تثار عىل صفحات تلك املواقع‪.‬‬
‫أما الدافعان (الشعور بالوحدة) و (مواكبة التكنولوجيا) فقد جاءا يف املراتب األخرية‬
‫بنسبة ‪ %5.9‬و ‪ %4.1‬لكل منهام‪ .‬وهذا املؤرش الضئيل من النسبة دليل عىل أن معظم طالب‬

‫‪- 205 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫اجلامعات حيرصون عىل مواكبة كل جديد وخاصة التقدم التقني والتكنولوجي‪ ،‬ويمكن‬
‫ربط هذه النتيجة مع نظرية انتشار املستحدثات حيث صنف العامل « روجرز» فئات املتبنني‬
‫للمستحدث اجلديد ومنهم املبتكرون وهم أولئك الذين يتوقون إىل األفكار اجلديدة(‪ )1‬وتتميز‬
‫تلك الدافع بدرجة عالية من التعليم واالنفتاح عىل الثقافات العاملية ويمكن اعتبار طالب‬
‫اجلامعات من هذه الفئة‪.‬‬
‫‪3‬تأثريات استخدام شبكات التواصل االجتامعي عىل القيم االجتامعية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫جدول رقم (‪)7‬‬


‫يبني مدى شدة موافقة الشباب اجلامعي عىل القيم اإلجتامعية (اإلجيابية)‬
‫عىل املواقع االجتامعية‬
‫االنحراف املعياري‬

‫الوسط احلسايب‬
‫الوزن النسبي‬
‫درجة اآلثار‬

‫معارض ‪%‬‬

‫موافق ‪%‬‬
‫حمايد ‪%‬‬

‫العبارات‬ ‫ت‬

‫املواقع االجتامعية هتتم بمتابعة‬


‫‪1.9900‬‬
‫‪87391‬‬
‫متوسطة‬

‫‪37.5‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪38.5‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪67‬‬

‫مهوم املواطن‬

‫املواقع االجتامعية تدعو إىل‬


‫‪2.0450‬‬
‫‪85241‬‬
‫متوسطة‬

‫‪38.5‬‬ ‫‪27.5‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪65‬‬

‫العطف والتسامح‬

‫((( عاطف عبد عديل‪ ،‬االعالم والتنمية‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب‪ ،‬ط‪ )2007 ،2‬ص‪.173‬‬

‫‪- 206 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬

‫املواقع االجتامعية تدعو إىل‬

‫‪1.9000‬‬
‫‪85654‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪3‬‬
‫كبرية‬
‫‪70‬‬

‫احلب واإليامن بالصداقة‬

‫تراعي العادات والتقاليد‬


‫‪2.4700‬‬
‫‪77596‬‬
‫ضعيفة‬

‫‪64.5‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪51‬‬

‫السائدة يف املجتمع الكوردي‬

‫تواكب األحداث اجلارية يف‬


‫‪1.9050‬‬
‫‪83031‬‬
‫‪69.8‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪30.5‬‬ ‫‪39.5‬‬ ‫‪5‬‬


‫كبرية‬

‫املجتمع الكوردي‬

‫تدعو إىل الديموقراطية وحرية‬


‫‪1.5950‬‬
‫كبرية جد ًا‬

‫‪81504‬‬

‫‪21.5‬‬ ‫‪17.5‬‬ ‫‪61.5‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪80‬‬

‫التعبري‬

‫تركز عىل سيادة القانون‬


‫‪2.1550‬‬
‫‪83934‬‬
‫متوسطة‬
‫‪61.5‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪27.5‬‬ ‫‪28.5‬‬ ‫‪7‬‬


‫واحرتامه‬

‫تؤكد عىل احرتام املوارد وثروة‬


‫‪2.2450‬‬
‫‪76676‬‬
‫‪58.5‬‬
‫ضعيفة‬

‫‪44.5‬‬ ‫‪35.5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪8‬‬


‫الفرد واملجتمع‬

‫تؤكد عىل اإلدخار وترشيد‬


‫‪1.3600‬‬
‫‪80512‬‬
‫‪58.5‬‬
‫ضعيفة‬

‫‪47.5‬‬ ‫‪29.5‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪9‬‬


‫االستهالك‪.‬‬

‫تعمل عىل تشجيع االعامل‬


‫‪1.3600‬‬
‫كبرية جد ًا‬

‫‪64223‬‬
‫‪88.5‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪73.5‬‬ ‫‪10‬‬


‫اخلريية يف املجتمع‬

‫‪- 207 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬

‫تعمل عىل إبراز القيم اجلاملية يف‬

‫‪1.7550‬‬
‫‪83574‬‬
‫‪74.8‬‬

‫‪25.5‬‬ ‫‪24.5‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪11‬‬


‫كبرية‬

‫املواقع السياحية‬

‫تعمل عىل غرس مبدأ احلوار مع‬


‫‪1.7500‬‬
‫‪79414‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪12‬‬


‫كبرية‬
‫‪75‬‬

‫اآلخرين‪.‬‬

‫تعمل عىل تنمية الطاقات‬


‫ضعيفةجدا‬

‫‪2.2700‬‬
‫‪77466‬‬
‫‪35.6‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪13‬‬


‫اإلبداعية عند الشباب‬

‫تعمل عىل تفعيل دور املرأة يف‬


‫‪1.7350‬‬
‫‪81738‬‬
‫‪75.5‬‬

‫‪23.5‬‬ ‫‪26.5‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪14‬‬


‫كبرية‬

‫املجتمع الكوردي‬

‫تعزز انتشار واحرتام حقوق‬


‫‪2.0100‬‬
‫‪86814‬‬
‫متوسطة‬

‫‪38‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪15‬‬


‫‪63‬‬

‫االنسان‬

‫معدل الوزن النسبي لآلثار اإلجيابية للقيم االجتامعية ملواقع التواصل االجتامعي عىل‬
‫متوسطة‬
‫‪66.2‬‬

‫طالب اجلامعات‬

‫يتضح من خالل اجلدول رقم (‪ ،)7‬أن درجة آثار استخدام مواقع التواصل االجتامعي عىل‬
‫القيم االجتامعية من وجهة نظر عينة البحث التي يتمثل يف طالب جامعات اقليم كوردستان‪،‬‬
‫تبع ًا ملجال اآلثار االجيابية ملواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬جاءت (كبرية جد ًا) عىل الفقرتني ( ‪،6‬‬
‫‪ ) 10‬والتي يتمثالن يف ( أن مواقع التواصل االجتامعي تدعو إىل الديموقراطية وحرية التعبري)‬
‫و (تعمل عىل تشجيع االعامل اخلريية يف املجتمع) حيث تراوحت الوزن النسبي الستجابة‬
‫املبحوثني عىل هذه الفقرات ما بني (أوافق‪ ،‬حمايد‪ ،‬معارض) من ‪ ،%88.5 - %80‬وهذا مؤرش‬
‫إجيايب ملواقع التواصل االجتامعي من وجهة نظر طالب اجلامعات حيث يتيح هلم مساحة واسعة‬

‫‪- 208 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫من احلرية والديموقراطية وخيلق جيل منفتح يسعى للتعبري عن آرائهم ومشاركتهم السياسية‬
‫واإلجتامعية يف املجتمع‪ .‬وكانت درجة اآلثار تبع ًا ملجال اآلثار اإلجيابية (كبرية) عىل الفقرات‬
‫( ‪ )14 ،12 ،11 ،5 ،3‬حيث تراوحت الوزن النسبي الستجابة املبحوثني عىل هذه الفقرات‬
‫ما بني (أوافق‪ ،‬حمايد‪ ،‬معارض) من ‪ ،%75.5 - %69.8‬ويتمثل تلك اآلثار االجيابية يف قيم‬
‫اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬واجتامعية‪ .‬وكانت درجة اآلثار تبع ًا ملجال اآلثار االجيابية (متوسطة)‬
‫عىل الفقرات ( ‪ ) 15 ،7 ،2 ،1‬حيث تراوحت الوزن النسبي الستجابة املبحوثني عىل هذه‬
‫الفقرات ما بني (أوافق‪ ،‬حمايد‪ ،‬معارض) من ‪ .%67 - %61.5‬أما درجة اآلثار تبع ًا ملجال‬
‫اآلثار االجيابية (ضعيفة) فقد كانت عىل الفقرات ( ‪ ) 9 ،8 ،4‬حيث تراوحت الوزن النسبي‬
‫الستجابة املبحوثني عىل هذه الفقرات ما بني (أوافق‪ ،‬حمايد‪ ،‬معارض) من ‪،%58.5 - %51‬‬
‫املتمثلة أكثر يف قيم اقتصادية حيث يالحظ الشباب اجلامعي أن مضامني مواقع التواصل‬
‫االجتامعي ال تلبي حاجات اقتصادية جمتمعية وختلو من ارشادات توعوية خاصة باإلدخار‬
‫االقتصادي وهدر إرادات املجتمع‪ .‬والفقرة األخرية التي نالت بدرجة آثار (ضعيفة جد ًا) تبع ًا‬
‫لآلثار االجيابية ملواقع التواصل االجتامعي عىل القيم االجتامعية لدى الشباب اجلامعي متثلت‬
‫يف الفقرة ( ‪ )13‬مفادها ( أن مضامني مواقع التواصل االجتامعي تعمل عىل تنمية الطاقات‬
‫اإلبداعية عند الشباب) حيث تراوحت وزهنا النسبي وفق استجابة املبحوثني ‪ ،%35.6‬وهذا‬
‫ربام يعود إىل أن املبحوثني يميلون إىل استخدام هذه املواقع لغايات اجتامعية وترفيهية أكثر من‬
‫استخدامها لغايات علمية أكاديمية‪ ،‬وبطبيعة احلال أن هذه املواقع ال تسمح باإلثراء العلمي‬
‫األكاديمي ألنه ختدم التواصل االجتامعي والتبادل الثقايف‪.‬‬
‫أما الدرجة الكلية لآلثار اإلجيابية للقيم االجتامعية ملواقع التواصل االجتامعي عىل طالب‬
‫جامعات اقليم كوردستان فقد كانت (متوسطة)‪ ،‬حيث بلغت قيمة معدل الوزن النسبي الكيل‬
‫الستجابة املبحوثني عىل مجيع فقرات هذا املجال ‪ .%66.2‬ونستنتج من هذه النتيجة الكلية‪،‬‬
‫أن استخدم مواقع التواصل االجتامعي لدى طالب جامعات اقليم كوردستان هلا تأثري إجيايب‬

‫‪- 209 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫(متوسط) عىل منظومة القيم االجتامعية من وجهة نظر الشباب اجلامعي‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)8‬‬


‫يبني مدى شدة موافقة الشباب اجلامعي عىل السلوكيات اإلجتامعية (السلبية)‬
‫عىل املواقع االجتامعية‬
‫الوسط احلسايب‬
‫الوزن النسبي‬
‫درجة اآلثار‬

‫معارض ‪%‬‬
‫االنحراف‬

‫موافق ‪%‬‬
‫املعياري‬

‫حمايد ‪%‬‬ ‫العبارات‬ ‫ت‬

‫املواقع االجتامعية‬
‫‪1.6550‬‬
‫‪79317‬‬

‫‪25.5‬‬

‫‪54.5‬‬

‫تدعو إىل النصب‬ ‫‪1‬‬


‫كبرية‬

‫‪78‬‬

‫‪20‬‬

‫واالحتيال‬
‫املواقع االجتامعية‬
‫‪1.6850‬‬
‫‪76728‬‬

‫‪18.5‬‬

‫‪31.5‬‬

‫تركز عىل التقليد‬ ‫‪2‬‬


‫كبرية‬

‫‪77‬‬

‫‪50‬‬

‫اخلاطئ للغرب‬
‫املواقع االجتامعية‬
‫‪1.9850‬‬
‫‪79873‬‬
‫متوسطة‬

‫‪67.2‬‬

‫‪36.5‬‬

‫‪32.5‬‬

‫تؤكد عىل استخدام‬ ‫‪3‬‬


‫‪31‬‬

‫العنف‬
‫املواقع تركز عىل‬
‫‪1.8500‬‬
‫‪79414‬‬
‫‪71.6‬‬

‫ضعف الروابط‬ ‫‪4‬‬


‫كبرية‬

‫‪25‬‬

‫‪35‬‬

‫‪40‬‬

‫األرسية‬
‫املواقع االجتامعية‬
‫‪2.1650‬‬
‫‪72830‬‬
‫متوسطة‬

‫‪61.2‬‬

‫‪44.5‬‬

‫‪19.5‬‬

‫تدعو إىل تعدد‬ ‫‪5‬‬


‫‪36‬‬

‫الزوجات‬

‫‪- 210 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬

‫املواقع االجتامعية‬

‫‪2.0850‬‬
‫‪78156‬‬
‫متوسطة‬

‫‪63.8‬‬

‫‪38.5‬‬

‫‪26.5‬‬
‫تدعو إىل الكسب غري‬ ‫‪6‬‬

‫‪35‬‬
‫املرشوع‬
‫املواقع تدعو إىل‬

‫‪1.6100‬‬
‫‪77518‬‬
‫‪79.6‬‬

‫التهافت عىل املنتجات‬ ‫‪7‬‬


‫كبرية‬

‫‪18‬‬

‫‪25‬‬

‫‪57‬‬
‫األجنبية‬
‫‪1.6100‬‬
‫املواقع تدعو إىل عدم‬
‫‪78184‬‬
‫‪79.6‬‬

‫‪18.5‬‬

‫‪57.5‬‬
‫‪8‬‬
‫كبرية‬

‫‪24‬‬
‫تقدير قيمة الوقت‬

‫املواقع االجتامعية‬
‫‪2.0400‬‬
‫‪77550‬‬
‫متوسطة‬

‫‪65.3‬‬

‫تدعو إىل اجلشع‬ ‫‪9‬‬


‫‪32‬‬

‫‪40‬‬

‫‪28‬‬
‫واالستغالل‬
‫املواقع االجتامعية‬
‫‪1.9450‬‬
‫‪81566‬‬
‫متوسطة‬

‫‪68.5‬‬

‫‪30.5‬‬

‫‪33.5‬‬

‫تدعو إىل عدم الشعور‬ ‫‪10‬‬


‫‪36‬‬

‫باالنتامء‬
‫املواقع تدعو إىل‬
‫‪1.8900‬‬
‫‪74880‬‬
‫‪70.3‬‬

‫الرصاع الطبقي‬ ‫‪11‬‬


‫كبرية‬

‫‪23‬‬

‫‪43‬‬

‫‪34‬‬

‫وااليدولوجي‬
‫املواقع تدعو إىل‬
‫‪2.0250‬‬
‫‪84138‬‬
‫متوسطة‬

‫‪65.8‬‬

‫‪36.5‬‬

‫‪29.5‬‬

‫عدم سيادة واحرتام‬ ‫‪12‬‬


‫‪34‬‬

‫القانون‬
‫املواقع تدعو إىل‬
‫‪2.1300‬‬
‫‪79767‬‬
‫متوسطة‬

‫‪62.3‬‬

‫الدكتاتورية وكبت‬ ‫‪13‬‬


‫‪39‬‬

‫‪35‬‬

‫‪26‬‬

‫اآلراء‬

‫‪- 211 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬

‫املواقع االجتامعية‬

‫‪2.0650‬‬
‫‪78987‬‬
‫متوسطة‬

‫‪64.8‬‬

‫‪34.5‬‬

‫‪37.5‬‬
‫تدعو إىل الدعوة‬ ‫‪14‬‬

‫‪28‬‬
‫للعدوان‬
‫معدل الوزن النسبي آلثار السلوكيات السلبية ملواقع التواصل االجتامعي‬
‫كبرية‬

‫‪70‬‬

‫عىل طالب اجلامعات‬

‫يتضح من خالل اجلدول رقم (‪ )8‬أن آثار استخدام مواقع التواصل االجتامعي عىل‬
‫السلوكيات االجتامعية السلبية من وجهة نظر طالب جامعات اقليم كوردستان‪ ،‬تبع ًا ملجال‬
‫تلك اآلثار كانت (كبرية) عىل الفقرات (‪ )11 ،8 ،7 ،4 ،2 ،1‬حيث تراوحت األوزان‬
‫النسبية إلستجابة املبحوثني عىل هذه الفقرات ما بني (أوافق‪ ،‬حمايد‪ ،‬معارض) من ‪- %70.3‬‬
‫‪ ،%79.6‬تبني من هذا املؤرش أن اغلب املبحوثني يوافقون عىل العبارتني (‪ )8 ،7‬املتمثلتني يف‬
‫(املواقع االجتامعية تدعو إىل التهافت عىل املنتجات األجنبية) و (املواقع االجتامعية تدعو إىل‬
‫اجلشع واالستغالل) فقد حصلتا عىل أعىل وزن نسبي و متساوي من امجايل العبارات املتعلقة‬
‫بالسلوكيات االجتامعية السلبية عىل مواقع التواصل االجتامعي بلغت (‪ ،)%79.6‬وتدل هذا‬
‫املؤرش السلبي عىل أن هذه املواقع تعتمد عىل الدعاية واإلعالن للمنتجات األجنبية بشكل‬
‫مفرط وهتميش املنتجات املحلية كطريقة جلذب املستخدمني‪ ،‬وباألحرى تؤدي كثرة هذه‬
‫اإلعالنات إىل االستغالل واجلشع من قبل أصحاب الرشكات ووكالء اإلعالنات التي هتيمن‬
‫عىل مساحة كبرية من مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬فالشبكات تلعب دور ًا كبري ًا يف الرتويج‬
‫واإلعالن للسلع واملنتجات األجنبية املختلفة‪ .‬وكانت درجة اآلثار تبع ًا ملجال آثار السلوكيات‬
‫اإلجتامعية السلبية (متوسطة) عىل الفقرات ( ‪ ) 14 ،13 ،12 ،10 ،9 ،6 ،5 ،3‬حيث تراوحت‬
‫األوزان النسبية الستجابة املبحوثني عىل هذه الفقرات ما بني (أوافق‪ ،‬حمايد‪ ،‬معارض) من‬
‫‪ .%68.5 - %61.2‬ومل حتظ أي من العبارات يف اجلدول (‪ )8‬اخلاصة بالسلوكيات السلبية‬
‫للمنظومة االجتامعية بآثار (ضعيفة)‪.‬أما الدرجة الكلية لآلثار السلبية للسلوكيات االجتامعية‬

‫‪- 212 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫ملواقع التواصل االجتامعي عىل طالب جامعات اقليم كوردستان فقد كانت (كبرية)‪ ،‬حيث‬
‫بلغت قيمة معدل الوزن النسبي الكيل الستجابة املبحوثني عىل مجيع فقرات هذا املجال ‪.%70‬‬
‫ونستنتج من هذه النتيجة الكلية‪،‬‬
‫أن استخدام مواقع التواصل االجتامعي لدى طالب جامعات اقليم كوردستان هلا‬
‫تأثري سلبي (كبري) عىل منظومة القيم االجتامعية من وجهة نظر الشباب اجلامعي‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)9‬‬
‫يبني العالقة بني التأثريات (اإلجيابية و السلبية) ملواقع التواصل اإلجتامعي لدى‬
‫الشباب اجلامعي وفق ًا للنوع‬
‫أنثى‬ ‫ذكر‬
‫النوع‬
‫الداللة‬ ‫قيمة ‪T‬‬
‫معارض‬

‫معارض‬
‫اآلثار‬
‫موافق‬

‫موافق‬
‫امجايل‬

‫امجايل‬
‫حمايد‬

‫حمايد‬
‫اآلثار‬
‫‪840.‬‬ ‫‪202.-‬‬
‫‪103‬‬

‫‪20‬‬
‫‪74‬‬
‫‪97‬‬

‫‪16‬‬
‫‪72‬‬
‫‪9‬‬

‫‪9‬‬

‫اإلجيابية‬
‫اآلثار‬
‫‪003.‬‬ ‫‪3.011-‬‬
‫‪103‬‬

‫‪27‬‬

‫‪26‬‬
‫‪50‬‬
‫‪97‬‬

‫‪10‬‬

‫‪23‬‬
‫‪64‬‬

‫السلبية‬

‫نالحظ من بيانات اجلدول السابق رقم (‪ )9‬عدم وجود عالقة ارتباطية دالة احصائي ًا‬
‫بني طالب اجلامعة (الذكور واإلناث) حول نظرهتم إىل التأثريات اإلجيابية ملواقع التواصل‬
‫االجتامعي‪ ،‬حيث بلغت مستوى الداللة املحسوب (‪ ،)0.840‬وهذه القيمة أكرب من قيمة‬
‫مستوى الداللة املحددة للبحث (‪ )0.05‬أي أن هناكوجهة نظر مشرتكة بني الذكور واإلناث‬
‫من الشباب اجلامعيني حول إجيابيات مواقع التواصل االجتامعي عىل القيم االجتامعية يف‬
‫املجتمع الكوردي‪ .‬أما بالنسبة ملجال التأثريات السلبية ملواقع التواصل االجتامعية عىل طالب‬
‫اجلامعة وفق ًا ملتغري النوع‪ ،‬فقد بلغت قيمة مستوى الداللة املحسوب من العينة (‪ )0.03‬وهذه‬

‫‪- 213 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫القيمة أقل من قيمة مستوى الداللة املحدد للدراسة (‪ ،)0.05‬أي أن هناك عالقة ارتباطية‬
‫دالة احصائي ًا بني طالب اجلامعة وفق ًا للنوع حول نظرهتم للتاثريات السلبية التي حتصل نتيجة‬
‫الستخدام مواقع تواصل االجتامعي‪ ،‬والعالقة قوية جد ًا لصالح (الذكور) حيث بلغت امجايل‬
‫موافقتم عىل العبارات السلبية (‪ )64‬مبحوث ًا‪ ،‬بني وافقت (‪ )50‬من حجم عينة (اإلناث)‬
‫عىل العبارات السلبية‪ ،‬وهذه النتيجة تدل عىل أن الذكور نتيجة الستخدامهم املتزايد مقارنة‬
‫باالناث أكثر إدراك ًا باملضامني السلبية التي حيتوهيا مواقع التواصل االجتامعي‪.‬‬
‫جدول رقم (‪)10‬‬
‫يبني العالقة بني التأثريات (اإلجيابية و السلبية) ملواقع التواصل اإلجتامعي‬
‫لدى الشباب اجلامعي وفق ًا للتخصص‬
‫العلوم التطبيقية‬ ‫العلوم االنسانية‬
‫النوع‬
‫الداللة‬ ‫قيمة ‪T‬‬
‫معارض‬

‫معارض‬
‫موافق‬

‫موافق‬
‫امجايل‬

‫امجايل‬

‫اآلثار‬
‫حمايد‬

‫حمايد‬

‫اآلثار‬
‫‪369.‬‬ ‫‪901.‬‬
‫‪108‬‬

‫‪17‬‬

‫‪82‬‬

‫‪91‬‬

‫‪19‬‬

‫‪63‬‬
‫‪9‬‬

‫‪9‬‬

‫اإلجيابية‬
‫اآلثار‬
‫‪670.‬‬ ‫‪426.-‬‬
‫‪108‬‬

‫‪21‬‬

‫‪26‬‬

‫‪61‬‬

‫‪91‬‬

‫‪15‬‬

‫‪23‬‬

‫‪53‬‬

‫السلبية‬

‫نالحظ من بيانات اجلدول السابق رقم (‪ )10‬عدم وجود عالقة ارتباطية دالة احصائي ًا‬
‫بني طالب اجلامعة وفق ًا لتخصصهم العلمي حول نظرهتم للتأثريات اإلجيابية والسلبية ملواقع‬
‫التواصل االجتامعي‪ ،‬حيث بلغت مستوى الداللة املحسوب (‪ )0.369‬للتأثريات االجيابية‪،‬‬
‫و (‪ )0.670‬للتأثريات السلبية‪ ،‬وهذه القيمتان أكرب من قيمة مستوى الداللة املحددة للدراسة‬
‫(‪ )0.05‬أي أن هناك نظرة عامة مشرتكة بني التخصصات العلمية (النسانية والتطبيقية)‬
‫للشباب اجلامعي حول إجيابيات و سلبيات مواقع التواصل االجتامعي عىل منظومة القيم‬

‫‪- 214 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫االجتامعية يف املجتمع الكوردي‪ .‬وهذه النتيجة تدل عىل أن متغري التخصص العلمي للشباب‬
‫اجلامعي ليس بمتغري فاعل ومؤثر يف حتديث إدراك واهتامم املبحوثني حول تطلعاهتم و نظراهتم‬
‫املختلفة عند استخدام مواقع التواصل االجتامعي وتاثرياته عىل القيم االجتامعية االجيابية و‬
‫السلوكيات السلبية االجتامعية‪.‬‬

‫�أهم نتائج البحث‪:‬‬


‫ضمن اإلطار املحدد ألهداف وتساؤالت البحث جيري عرض أهم نتائجه‪:‬‬
‫‪1‬كشفت البحث أن أعىل نسبة من طالب جامعات اقليم كوردستان يفضلون استخدام‬ ‫‪-1‬‬
‫املوقع األلكرتوين االجتامعي (فيس بوك)‪ ،‬حيث بلغت نسبة تفضيله ‪ %54.3‬من امجايل العينة‪،‬‬
‫ثم املوقع (يوتيوب) بنسبة ‪.%31‬‬
‫‪2‬أظهرت نتائج البحث أن غالبية طالب اجلامعات يستخدمون مواقع التواصل‬ ‫‪-2‬‬
‫االجتامعي كل أيام االسبوع بنسبة ‪ ،%83‬ثم يليه ‪ 5‬أيام بنسبة ‪.%6‬‬
‫‪3‬أوضحت نتائج البحث عىل أن معظم طالب اجلامعات يستخدمون مواقع التواصل‬ ‫‪-3‬‬
‫االجتامعي ‪ 5-4‬ساعة يومي ًا‪ ،‬حيث بلغت نسبتهم ‪ ،%23‬يليها ‪ 3-2‬ساعات يومي ًا بنسبة ‪،%22‬‬
‫ويستخدم ‪ %20‬من طالب اجلامعات مواقع التواصل االجتامعي أكثر من ‪ 7‬ساعات يومي ًا‪.‬‬
‫‪4‬أظهرت نتائج البحث أن غالبية طالب اجلامعات يفضلون دخول مواقع التواصل‬ ‫‪-4‬‬
‫االجتامعي عن طريق (اهلاتف اجلوال)‪ ،‬حيث بلغت نسبتهم ‪ ،%66.5‬ثم التفضيل عىل‬
‫(الكومبيوتر الشخيص و واهلاتف اجلوال مع ًا) بنسبة ‪.%30.5‬‬
‫‪5‬دلت نتائج البحث أن معظم طالب جامعات اقليم كوردستان يفضلون استخدام‬ ‫‪-5‬‬
‫مواقع التواصل االجتامعي بدافع نفعي والذي يتمثل يف ( متابعة األخبار) بنسبة ‪ ،%23.2‬ثم‬
‫بدافع طقويس الذي يتمثالن يف (التخلص من امللل وانشغال وقت الفراغ) بنسبة ‪ %18.6‬و‬
‫(االلعاب والدرشة مع االصدقاء) بنسبة ‪.%13.6‬‬

‫‪- 215 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫‪6‬أكدت البحث أن الدرجة الكلية لآلثار اإلجيابية للقيم االجتامعية ملواقع التواصل‬ ‫‪-6‬‬
‫االجتامعي عىل طالب جامعات اقليم كوردستان كانت ذات تأثري(متوسط)‪ ،‬حيث بلغت‬
‫قيمة معدل الوزن النسبي الكيل الستجابة املبحوثني عىل مجيع فقرات هذا املجال ‪.%66.2‬‬
‫‪7‬أكدت البحث أن الدرجة الكلية لآلثار السلبية للسلوكيات االجتامعية ملواقع‬ ‫‪-7‬‬
‫التواصل االجتامعي عىل طالب جامعات اقليم كوردستان كانت ذات تأثري(كبري)‪ ،‬حيث‬
‫بلغت قيمة معدل الوزن النسبي الكيل الستجابة املبحوثني عىل مجيع فقرات هذا املجال ‪.%70‬‬
‫‪8‬أوضحت البحث بعدم وجود عالقة ارتباطية دالة احصائي ًا بني طالب جامعات‬ ‫‪-8‬‬
‫اقليم كوردستان وفق ًا للنوع حول التأثريات اإلجيابية ملواقع التواصل االجتامعي حيث بلغت‬
‫الداللة املحسوبة (‪ ،)0.840‬بينام ظهرت النتائج وجود عالقة ارتباطية قوية بني املبحوثني‬
‫حول التأثريات السلبية لتلك املواقع وفق ًا للنوع‪ ،‬حيث بلغت الداللة املحسبوبة (‪.)0.03‬‬
‫‪9‬أوضحت البحث بعدم وجود عالقة ارتباطية دالة احصائي ًا بني طالب جامعات اقليم‬ ‫‪-9‬‬
‫كوردستان وفق ًا للتخصص العلمي حول التأثريات اإلجيابية والسلبية مع ًا ملواقع التواصل‬
‫االجتامعي حيث بلغت الداللة املحسوبة لكل منهام (‪ )0.369‬و (‪.)0.670‬‬

‫تو�صيات البحث‪:‬‬
‫استناد ًا إىل النتائج التي توصلت إليها البحث تويص الباحثان بام ييل‪:‬‬
‫‪1‬تويص الباحثان باجراء املزيد من البحوث والدراسات عن استخدام مواقع التواصل‬ ‫‪-1‬‬
‫االجتامعي وتأثرياهتا عىل منظومة القيم االجتامعية املختلفة يف املجتمع الكوردي‪ ،‬لكي تكون‬
‫النتائج قابلة للتعميم بشكل أمثل ألن نتائج هذا البحث حمدودة ضمن عينة البحث وهم‬
‫طالب جامعات اقليم كوردستان‪.‬‬
‫‪2‬تويص الباحثان بدعوة اجلهات الرسمية‪ ،‬ومنظامت املجتمع املدين‪ ،‬واجلهات املختصة‬ ‫‪-2‬‬
‫بالتعليم ومحاية الشباب‪ ،‬بقيامهم بدور فعال جتاه توعية طالب اجلامعات واألرس من خماطر‬

‫‪- 216 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫االستخدام السيئ لشبكة اإلنرتنت‪.‬‬
‫‪3‬تويص الباحثان بالعمل عىل توظيف تكنولوجيا االتصاالت احلديثة يف عمليتي‬ ‫‪-3‬‬
‫التعليم والتعلم‪ ،‬والتفاعل التعليمي‪ ،‬والبحث العلمي‪ ،‬لألخذ بنظر االعتبار آثار إجيابية عديدة‬
‫تزيد من فاعلية العملية التعليمة وكفاءهتا‪.‬‬

‫مراجع الدرا�سة‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الكتب العربية‪:‬‬
‫‪1 -1‬جودت جابر‪“ ،)2004( ،‬علم النفس اإلجتامعى»‪( .‬األردن‪ :‬عامن‪ ،‬دار الثقافة)‬
‫‪2 -2‬حسنعيلحسن‪،)1998(،‬سيكولوجيةاملجارة‪،‬الضغوطاالجتامعيةتغريالقيم‪(.‬القاهرة‪:‬دار‬
‫غريب للطباعة والنرش والتوزيع)‬
‫‪3 -3‬رضوان زيادة‪ ،)2010( ،‬أتول‪ ،‬كيفن جيه‪ ،‬ترمجة هبة الباشا‪ ،‬رصاع القيم بني الغرب‬
‫واإلسالم‪( ،‬األردن‪ :‬عامن‪ ،‬دار الفكر للتوزيع)‪.‬‬
‫‪4 -4‬عادل عبدالصادق‪ ،)2009( ،‬الديمقراطية الرقمية‪ ،‬القاهرة‪ :‬املركز العريب ألبحاث‬
‫الفضاء األلكرتوين)‪.‬‬
‫‪5 -5‬عاطف عبد عديل‪ ،‬االعالم والتنمية‪( )2007( ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب‪ ،‬ط‪.)2‬‬
‫‪6 -6‬عبد الرزاق حممد الدليمي‪ ،)2011( ،‬اإلعالم اجلديد و الصحافة االلكرتونية‪،‬دار وائل‬
‫للنرش‪ ،‬ط‪،1‬األردن)‪.‬‬
‫‪7 -7‬عيل عجوة‪ ،)2004( ،‬اإلعالم وقضايا التنمية‪( ،‬القاهرة‪ :‬عامل الكتب)‪.‬‬
‫‪8 -8‬عيل حممد رحومة‪ ،)2008( ،‬علم االجتامع اآليل‪ ،‬عامل املعرفة‪( ،‬الكويت‪ ،‬ب‪-‬ط)‪.‬‬
‫‪9 -9‬حممد عبدالبديع السيد‪ ،)2009( ،‬أثر القنوات الفضائية عىل القيم األرسية‪( ،‬القاهرة‪:‬‬
‫دار العريب للنرش والتوزيع)‪.‬‬
‫‪1010‬هند امليزر‪ ،)2008( ،‬أسس اخلدمة االجتامعية»‪ ( .‬السعودية‪:‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم‬

‫‪- 217 -‬‬


‫استخدام مواقع التواصل االجتامعي وانعكاساهتا عىل القيم االجتامعية‬
‫الدراسات االجتامعية‪ ،‬جامعة امللك سعود)‬
‫ثاني ًا‪ :‬الدراسات والبحوث العربية املنشورة‪:‬‬
‫‪1111‬أماين عبد املقصود عبد الوهاب(‪”،)2009‬تنمية بعض القيم االجتامعية لدى‬
‫عينة من أطفال املدرسة االبتدائية”‪( .‬القاهرة‪:‬جامعة عني شمس‪،‬معهد الدراسات العليا‬
‫للطفولة‪،‬جملة دراسات الطفولة‪ ،‬م‪)12‬‬
‫‪1212‬عبد املنصف وناس‪،)2002( ،‬التلفزة والشباب والتنشئة تواصل أم تنافس‪،‬‬
‫(القاهرة‪ :‬جملة اإلذاعات العربية‪ ،‬العدد‪)2‬‬
‫‪1313‬فايز املجايل‪ ،)2007( ،‬استخدام اإلنرتنت وتاثريه عىل العالقات االجتامعية لدى‬
‫الشباب اجلامعي‪ ،‬جملة املنارة للبحوث والدراسات‪ ،‬املجلد(‪ ،)13‬العدد ‪.)7‬‬
‫‪1414‬حممد حمفوظ الزهري‪ ،)2016( ،‬استخدامات الشباب اجلامعي ملواقع التواصل‬
‫االجتامعي (‪ )SMS‬واالشباعات املتحققة وانعكاساهتا عىل سلوكياهتم‪ ،‬املجلة املرصية‬
‫لبحوث اإلعالم (جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،‬العدد ‪.)57‬‬
‫ثالث ًا‪:‬الدراسات والبحوث العربية غري املنشورة‪:‬‬
‫‪1515‬حنان الشهري‪ ،)2012( ،‬أثر استخدام شبكات التواصل اإللكرتونية عىل العالقات‬
‫االجتامعية‪ ،‬رسالة ماجستري غري املنشورة(السعودية‪ :‬جامعة امللك عبدالعزيز‪ ،‬كلية اآلداب‬
‫والعلوم االنسانية)‬
‫‪1616‬هزار حممد جالل‪ ،)2014( ،‬تأثري املسلسالت املدبلجة عىل منظومة القيم االجتامعية‬
‫لدى الشباب‪ ،‬دراسة دكتورا غري منشورة‪( ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬قسم البحوث‬
‫والدراسات اإلعالمية)‬
‫رابع ًا‪ :‬املؤمترات العلمية‪:‬‬
‫‪1717‬اهياب محدي مجعة‪ ،)2016( ،‬شبكات التواصل االجتامعي وثثقافة العنف لدى‬
‫الشباب اجلامعي‪ ،‬املؤمتر العلمي الدويل الثاين والعرشون (اإلعالم وثقافة العنف) (جامعة‬

‫‪- 218 -‬‬


‫د‪ .‬شريكو جبار حممد ‪ ...‬د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ 4-3 ،‬مايو)‪.‬‬
‫‪1818‬وفاء حافظ‪ ،)2012( ،‬االنعكاسات االجتامعية لإلنرتنت كأحد أشكال التكنولوجيا‬
‫الرقمية‪ ،‬املؤمتر الدويل اخلامس والعرشون (مرص‪ :‬جامعة حلوان‪ ،‬كلية اخلدمة االجتامعية)‪.‬‬

‫خامس ًا‪ :‬االبحاث والدراسات األجنبية املنشورة يف الدوريات العلمية‪:‬‬


‫‪19- Alexandru Balog, Vincentas Lamanauskas and viol‬‬
‫‪Slekiene, Social on face book, Montana state university, Mar, vol,‬‬
‫‪34, issue 1, p20-30.18p. 2015.‬‬
‫‪20- Gill, jeewanjlt, 2014, Face book, Twitter and Mead:‬‬
‫‪investigating social networking usage among medical, Education‬‬
‫‪in medicine journal, vol6, issue4,pe82-e86.5p.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬الكتب األجنبية‪:‬‬
‫”‪21- Tony Law Son, Joan Garrod. “Dictionary of sociology‬‬
‫‪(London. Chicago: Fitzroy dear born publisher, 2001) P.265.‬‬
‫سابع ًا‪ :‬املواقع اإللكرتونية‪:‬‬
‫‪2222‬اإلعالم االجتامعي العريب‪ ،‬كلية ديب لإلدارة احلكومية‪ ،‬اإلصدار السابع‪.2017 ،‬‬
‫عىل املوقع األلكرتوين ‪https://weedoo.tech :‬‬
‫‪2323‬عادل عبد الصادق‪ :‬استخدام شبكات التواصل االجتامعي بني األمن و احلرية‪،‬عىل‬
‫املوقع االلكرتوين‪http://digitalahram.org.ef/articles.aspx?serial :‬‬
‫‪2424‬وليد رشاد زكي‪ ،‬رأس املال االجتامعي بني السياق الواقعي و االفرتايض‪ ،‬عىل‬
‫املوقع األلكرتوين‪http://www.accronline.com :‬‬

‫‪- 219 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬

‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية‬


‫لدى طلبة اجلامعات‬
‫( طلبة جامعة االنبار انموذجا)‬
‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬
‫جامعة االنبار‪ -‬كلية االداب – قسم االعالم‬

‫املقدمة‬
‫متثل شبكة االنرتنت فضاء واسعا يشرتك املستخدمون يف انتاجه وبذلك يمكن النظر اليه‬
‫عىل انه نموذج تواصيل جديد يتعلق بعملية تفاعل داخل حالة ما‪ ،‬يسهم الفرد (مرسل –‬
‫مستقبل ) يف اكتشافها او تغريها او احلفاظ عليها بطريقته اخلاصة‪ ..‬و يمكن تعريف اجلريمة‬
‫اإللكرتونية عىل أهنا أي خمالفة ترتكب ضد أفراد أو مجاعات بدافع جرمي و نية اإلساءة لسمعة‬
‫الضحية أو جلسدها أو عقليتها‪ ،‬سوا ًء كان ذلك بطريقة مبارشة أو غري مبارشة‪ ،‬و أن يتم ذلك‬
‫باستخدام وسائل االتصاالت احلديثة مثل اإلنرتنت (غرف الدردشة أو الربيد اإللكرتوين أو‬
‫املجموعة ‪ .،‬وتتتم ّيز اجلرائم اإللكرتونية بعدّ ة خصائص‪ ،‬منها صعوبة معرفة مرتكب اجلريمة‪،‬‬
‫إلاّ باستخدام وسائل أمن ّية ذات تقنية عالية‪.‬وصعوبة قياس الضرّ ر ا ُملرتتِّب عليها‪ ،‬كونه رضر ًا‬
‫يمس الكيانات املعنوية ذات القيم املعنوية أو القيم املاد ّية أو كالمها سو ّي ًة‪.‬وسهولة الوقوع‬
‫ّ‬
‫الرقابة األمنية‪.‬فضال عن سهولة إخفاء وطمس َمعامل اجلريمة وآثارها‬
‫فيها؛ بسبب غياب ّ‬
‫والدّ الئل التي ت ّ‬
‫ُدل عىل مرتكبها‪ .‬ووفقا ملتطلبات البحث فقد حددت مشكلة البحث بااليت‬
‫ماهي اجلريمة االلكرتونية وماهي انواعها وماهي اهدافها‪ ،‬وجاءت امهية البحث من الدور‬

‫‪- 221 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬
‫الذي يلعبه االنرتنت يف حياة االفراد وما يمكن ان ينعكس عىل حياهتم من اجيابيات وسلبيات‬
‫هذه التقنية املهمة يف حياة االفراد واملؤسسات والدول‪ .‬اما اهداف البحث فقد حددت بام ييل‬
‫التعرف عىل اجلريمة االلكرتونية ورصد اهم انواعها ‪،‬فضال عن التعرف عىل اهم اهدافها‪،‬‬
‫واستخدم الباحث املنهج املسحي عن طريق استخدام استامرة استبانة اعدت هلذا الغرض ‪.‬‬

‫املبحث االول‪ :‬منهجية البحث‬


‫مشكلة البحث‬
‫يعد اإلحساس باملشكلة وحتديدها نقطة البداية يف كتابة أي بحث علمي اذ تستند عليها‬
‫اخلطوات وإجراءات البحث األخرى والتشخيص السليم ملشكلة البحث القائم عىل احلقائق‬
‫واملعلومات املتوافرة يسهم يف حتديد أبعادها بشكل دقيق ومن ثم حتليلها وتفسريها وصوالً إىل‬
‫(((()‬
‫معرفة النتائج‬
‫ويمكن صياغة مشكلة البحث باإلجابة عن التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫– ا ماهو دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات ؟‬
‫– ماأساليب اجلريمة اإللكرتونية كام يراها الطالب اجلامعي؟‬
‫– ما طرق اجلريمة اإللكرتونيةمن وجهة نظر الطالب اجلامعي؟‬
‫– ما أهداف اجلريمة اإللكرتونية؟‬
‫– ما خصائص اجلريمة االلكرتونية ؟‬
‫امهية البحث‬
‫تزايد االهتامم بموضوعاجلرائم االلكرتونية وأمهيتها سواء َ‬
‫أكان بالنسبةلألفراد أم املؤسسات‬
‫واحلكومات‪ ،‬فقد تطورت الظاهرة االجرامية يف العرص احلديث تطورا كبريا وخطريا سواء يف‬
‫شخوص مرتكبيها او يف اسلوب ارتكاهبم للجريمة والذي يتم عن طريق استخدام اخر ما‬

‫((( حممد الصاوي‪ ،‬البحث العلمي أسسه وطريقة كتابته‪ ،‬القاهرة‪ ،‬املكتبة العلمية ‪ 1992‬ص ‪. 20‬‬

‫‪- 222 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬
‫توصلت اليه العلوم التقنية والتكنولوجية وجعلها يف خدمة اجلريمة االلكرتونية‪.‬ويتميز هذا‬
‫املوضوع بامهية كبرية‪ ،‬اذ انه يلقي الضوء عىل دور هذه التكنولوجيا بمختلف دعاماهتاعىل‬
‫نرش العنف واجلريمة وعىل اخلصوص بني طلبة اجلامعات‪ ،‬كام يسمح بالقاء الضوء عىل‬
‫سلبيات واجيابيات استخدامها يف كل من اجلانب النفيس والسلوكي واالجتامعي لدى طلبة‬
‫اجلامعات ‪.‬لذلك حياول هذا البحث تسليط الضوء عىل ظاهرة اجلريمة االلكرتونية والتعرف‬
‫عىل ماهيتها والكشف عن مرتكبيها واهم اهدافهم والسامت التي يتميزون هبا‪ ،‬فضال عن أهنا‬
‫دراسة إعالمية تشكل إضافة للمعرفة العلمية املرتاكمة يف جمال اإلعالم عىل وجه اخلصوص ‪.‬‬
‫اهداف البحث‪:‬‬
‫البد أن تكون لكل دراسة علمية أهداف حمددة ذات أمهية تسعى إىل حتقيقها وعد هذه‬
‫االهداف السبب الرئيس الذي يدفع الباحث اىل بذل اجلهود للوصول اىل اهلدف املنشود‪،‬‬
‫وتتمثل اهداف بحثنا فيام يايت‪:‬‬
‫التعرف عن قرب عن دور التكنولوجيا احلديثة لالتصال وخصوصا االنرتنت يف نرش‬
‫السلوك والعنف االجرامي بني الطلبة اجلامعيني‬
‫التعرف عىل اجلريمة االلكرتونية وماهيتها ‪.‬‬
‫التعرف عىل اهم اهداف اجلريمة االلكرتونية وسامهتا ‪.‬‬
‫التعرف عىل اصناف مرتكبي اجلرائم االلكرتونية ودوافعها‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫‪.‬يعد البحث من البحوث الوصفية كونه هيدف إىل رصد ومتابعة دقيقة لظاهرة اجلرائم‬
‫االلكرتونية التي ترتكب عرب االنرتنتمن اجل التعرف عىل الظاهرة وبام إن اهلدف األسايس من‬
‫البحوث الوصفية هو تصوير خصائص الظاهرة موضوع البحث‪ ،‬وانطالقا من طبيعة مشكلة‬
‫البحث واألهداف التي يسعى الباحث إىل حتقيقها تم اختيار املنهج املسحي الذي يعمل عىل‬
‫تقديم التفسريات والتحليالت للظواهر املختلفة بام يساعد الباحث عىل فهم العوامل املؤثرة‬

‫‪- 223 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬
‫يف الظاهرة‪ .‬وقد اعتمد الباحث اسلوب استامرة االستبانة بعد عرضها عىل جمموعة من اخلرباء‬
‫(((*كاحد اساليب املنهج املسحي للوصول اىل نتائج دقيقة عن واقع البحث ‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‬
‫(((* دراسة هالة كامل امحد نوفل ‪.2010‬‬
‫تناولت الدراسة استطالع رأي النخبة حول اخرتاق البيئة املعلوماتية يف املجتمعات‬
‫الفرضية واسترشافاالجتاهات احلديثة يف جمال امن املعلومات وطرح املشكلة االتيةماهو رأي‬
‫النخبة حول جرائم اخرتاق البيئة املعلوماتية؟ وماهو املقصود بامن املعلومات ؟ واستخدمت‬
‫املنهج املسحي باستخدام استامرة استبانةعىل عينة مكونة من(‪ )240‬مفردة شملت النخبة‬
‫وتوصلت اىل النتائج االتية ‪:‬‬
‫حرج املؤسسات الكبرية من االفصاح عن وجود اخرتاق للنظام االمني املعلومايت‪.‬‬
‫رضورة استخدام اجهزة احلامية ضد االخرتاق‪.‬‬
‫(((*درسة فوزية عبداهلل ال عيل ‪.2009‬‬
‫تناولت الدراسة االثار االجتامعية والنفسية لالنرتنت عىل الشباب يف دولة االمارات‬
‫وطرحت املشكلة املتعلقة باالثار االجتامعية والنفسية لالنرتنت لدى الشباب باستخدام‬
‫املنهج الوصفي واملنهج املسحي عىل عينة مكونة من ‪ 192‬مفردة متثلت يف طالب من جامعة‬

‫((( ا‪ .‬م ‪.‬د حممد عيل فدعم‪ ،‬جامعة االنتار ‪،‬كلية االداب‪ ،‬قسم االجتامع ‪.‬‬
‫د حممد صالح جباب‪ ،‬جامعة االنبار‪ ،‬كلية االداب‪ ،‬قسم اال عالم ‪.‬‬
‫د جنان حممد عباس‪ ،‬جامعة االنبار‪ ،‬كلية االداب‪ ،‬قسم االعالم ‪.‬‬
‫((( هالة كامل امحد نوفل ‪،‬استطالع رأي النخبة حول اخرتاق البيئة املعلوماتية يف املجتمعات‬
‫الفرضية واسترشاق االجتاهات احلديثة يف جمال امن املعلومات‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشوره‪ ،‬جامعة‬
‫جنوب الوادي‪ ،‬كلية االداب‪ ،‬قسم االعالم ‪،‬مرص ‪.2010،‬‬
‫((( فوزية عبداهلل ال عيل ‪،‬االثار االجنامعية والنفسية لالنرتنت عىل الشباب يف دولة االمارات‪،‬‬
‫رسالة ماجستري غري منشوره ‪،‬جامعة الشارقة‪،‬كلية االعالم‪ ،‬قسم االعالم‪ ،‬االمارات‪.2009 ،‬‬

‫‪- 224 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬
‫الشارقةباستخدام االسلوب االحصائي عن طريق استامر استبانة واملقابلة كاداة‪ ،‬وتوصلت اىل‬
‫النتائج االتية‬
‫معظم مستخدمي شبكة االنرتنت من العزاب ‪.‬‬
‫من اكثر االثار السلبية ملستخدم االنرتنت تتمثل يف التاثري االجتامعي بنسبة كبرية ‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬مفهوم اجلريمة االلكرتونية ‪:‬‬
‫تتشابه اجلريمة االلكرتونية مع اجلريمة التقليدية يف اطراف اجلريمة من جمرم ذي دافع‬
‫الرتكاب اجلريمة وضحية والذي قد يكون شخص طبيعي أو شخص اعتباري وأداة ومكان‬
‫اجلريمة ‪ .‬وهنا يكمن االختالف احلقيقي بني نوعي اجلريمة ففي اجلريمة االلكرتونية االداة‬
‫ذات تقنية عالية وأيضا مكان اجلريمة الذي ال يتطلب انتقال اجلانى اليه انتقاال‪ ،‬ولكن يف‬
‫الكثري من تلك اجلرائم فان اجلريمة تتم عن بعد باستخدام خطوط وشبكات االتصال بني‬
‫اجلانى ومكان اجلريمة‪)1((((.‬وال تقترص اجلرائم اإللكرتونية عىل أفراد أو جمموعات وإنام قد‬
‫متتد إىل مستوى الدول‪ ،‬لتشمل التجسس اإللكرتوين ‪،‬وأحيانا توصف األنشطة التي تتعلق‬
‫بالدول وتُستهدف فيها دولة أخرى واحدة عىل األقل بأهنا تقع يف إطار “احلرب اإللكرتونية”‪،‬‬
‫والنظام القانوين الدويل حياول حتميل الفاعلني املسؤولية عن أفعاهلم يف مثل هذا النوع من‬
‫اجلرائم من خالل املحكمة اجلنائية الدولية ‪)2((((.‬وعرف جون فورسرت اجلريمة االلكرتونية‬
‫عىل اهنا كل فعل اجرامي يستخدم الكمبيوتر يف ارتكابه كأداة رئيسة و يعرفها مكتب تقييم‬
‫التقنية بالواليات املتحدة االمريكية اهنا “اجلريمة التي تلعب فيها البيانات الكمبيوترية و‬
‫الربامج املعلوماتية دورا رئيسا ‪)3((((.‬وعرفها خرباء منظمة التعاون االقتصادي والتنمية بأهنا‬

‫((( مصطفى حممد موسى‪ ،‬التحقيق اجلنائي يف اجلرائم االلكرتونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطابع الرشطة‪2008 ،‬‬
‫‪،‬ص‪.112‬‬
‫((( عبداهلل عبد الكريم عبداهلل ‪،‬جرائم املعلوماتية واالنرتنت ‪،‬بريوت‪ ،‬منشورات اخلليج‬
‫‪،2007،‬ص‪.15‬‬
‫((( امحد خليفة امللط ‪،‬اجلرائم املعلوماتية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬ط‪، 2006 ،2‬ص‪.86‬‬

‫‪- 225 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬
‫كل سلوك غريمرشوع أو غري أخالقي أو غري مرصح به يتعلق باملعاجلة اآللية للبيانات أو نقلها‪.‬‬
‫((((‪)4‬وعرفها الدكتور عبد الفتاح مراد عىل أهنـا ‪ ”:‬مجيع األفعال املخالفة للـقانون والرشيعة‬
‫والتي ترتكب بواسطة احلاسب اآليل من خالل شبكة االنرتنت وهي تتطلب إملاما خاصا‬
‫بتقنيات احلاسب اآليل و نظم املعلومات سواء الرتكاهبا أو للتحقيق فيها ويقصد هبا أيضا أي‬
‫نشاط غري مرشوع ناشئ يف مكون أو أكثر من مكونات االنرتنت مثل مواقع االنرتنت وغرف‬
‫املحادثة أو الربيد االلكرتوين كام تسمى كذلك يف هذا اإلطار باجلرائم السيبريية أو السيربانية‬
‫لتعلقها بالعامل االفرتايض ‪.‬‬
‫((((‪)5‬‬

‫وعرفت اجلريمة بصفة عامة عىل اهنا كل فعل غري مرشوع صدر عن ارادة آثمة يقرر هلا‬
‫القانون عقوبة او تدبري احرتازي‪ ،‬وتعتمد اجلرائم الناشئة عن طريق االستخدام غري املرشوع‬
‫لشبكة االنرتنت للحصول عىل املعلومة بشكل رئيس‪ ،‬وهذا ما ادى اىل اطالق مصطلح‬
‫اجلريمة املعلوماتية او االلكرتونية عىل هذا النوع من اجلرائم ‪.‬‬
‫((((‪)1‬‬

‫وادت احلداثة التي تتميز هبا اجلريمة االلكرتونية واختالف النظم القانونية والثقافية بني‬
‫دول العامل اىل عدم االتفاق غىل وضع تعريف موحد هلذه الظاهرة االجرامية‪ ،‬وذلك خوفا من‬
‫حرصها يف جمال ضيق‪.‬‬
‫((((‪)2‬‬

‫وتتميز جرائم االنرتنت باهنا جرائم مرتبطة بالتطورالرسيع الذي نشهده اليوم يف تكنولوجيا‬
‫االتصال‪ ،‬والذي انعكس بدوره عىل تطور مرتكب جريمة االنرتنت واسلوب ارتكابه عن‬

‫((( حممد حممد شتا‪ ،‬فكرة احلامية اجلنائية لربامج احلاسب االيل‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‬
‫للنرش ‪، 2001،‬ص‪.94‬‬
‫((( عبد الفتاح بيومي حجازي ‪،‬مبادىء االجراءات اجلنائية يف جرائم الكمبيوتر واالنرت نيت‪،‬‬
‫االسكندرية ‪،‬دار الفكر اجلامعي ‪ ،2006،‬ص‪.46‬‬
‫((( حممد عبيد الكعبي‪ ،‬اجلرائم الناشئة عن االستخدام غري املرشوع لشيكة االنرتنت‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية ‪،2006،‬ص‪.32‬‬
‫((( حممد عيل العريان‪ ،‬اجلرائم املعلوماتية ‪،‬االسكندرية ‪،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،2004 ،‬ص‪.43‬‬

‫‪- 226 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬
‫طريق ما ينهله من افكار وتبادل اخلربات مع العديد من مرتكبي اجلرائم االلكرتونية حول‬
‫العامل عرب شبكة االنرتنت‪ ،‬وتطور التفنيات املستخدمة يف ذلك ‪.‬‬
‫((((‪)3‬‬

‫فضال عن ان مرتكبي اجلرائم االلكرتونية هم عادة اناس قادرون عىل التكيف يف بيئتهم‬
‫االجتامعية‪ ،‬واليضعون انفسهم يف حالة عداء مع املجتمع الذي حييط هبم‪ ،‬بل قادرين عىل‬
‫التوافق والتصالح مع جمتمعهم باعتبارهم اناس مرتفعي الذكاء‪ ،‬الن خطورهتم االجرامية قد‬
‫تزداد كلام زاد تكيفهم االجتامعي مع توفر الشخصية االجرامية لدهيم‪.‬‬
‫((((‪)4‬‬

‫أنواع اجلريمة اإللكرتونية‪.‬‬


‫((((‪)5‬‬

‫‪ – 1‬جريمة إلكرتونية تستهدف األفراد‪ :‬و ُيطلق عليها أيض ًا مسمى جرائم اإلنرتنت‬
‫الشخصية والتي تعني احلصول بطريقة غري رشعية عىل هوية األفراد اإللكرتونية كالربيد‬
‫اإللكرتوين وكلمة الرس اخلاصة هبم‪ ،‬كام متتد لتصل إىل انتحال الشخصية اإللكرتونية وسحب‬
‫الصور وامللفات املهمة من جهاز الضحية لتهديده هبا وإخضاعه لألوامر‪ ،‬كام تُعد رسقة‬
‫االشرتاك أيض ًا من اجلرائم ضد األفراد‪.‬‬
‫‪ – 2‬جريمة إلكرتونية تستهدف امللك ّية‪ :‬يستهدف هذا النوع من اجلريمة اجلهات احلكومية‬
‫واخلاصة والشخصية ويركّز عىل تدمري امللفات اهلامة أو الربامج ذات امللكية اخلاصة ويكون‬
‫ذلك عرب برامج ضارة يتم نقلها إىل جهاز املستخدم بعدة طرق من أبرزها الرسائل اإللكرتونية‬
‫‪.‬‬
‫‪ – 3‬جريمة إلكرتونية تستهدف احلكومات‪ :‬وهي هجامت يشنّها القراصنة عىل املواقع‬
‫الرسم ّية احلكومية وأنظمة شبكاهتا والتي تركز جل اهتاممها عىل القضاء عىل البنية التحت ّية‬

‫((( حممود امحد عباينه‪ ،‬جرائم احلاسوب وابعادها الدولية‪ ،‬االردن‪ ،‬دار الثقافة للنرش والتوزيع‪،‬‬
‫‪، 2005‬ص‪.16‬‬
‫((( طارق ابراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬االمن املعلومايت‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دار اجلامعة احلديثة‪،2009 ،‬‬
‫ص‪.180‬‬
‫((( ‪ /com.http://mawdoo3‬أنواع اجلرائم اإللكرتونية‬

‫‪- 227 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬
‫للموقع أو النظام الشبكي وتدمريه بالكامل ومثل هذه اهلجامت يف الغالب يكون اهلدف منها‬
‫سياس ّي ًا ‪.‬‬
‫‪ – 4‬النصب واالحتيال اإللكرتوين ‪:‬‬
‫‪ – 5‬اجلرائم السياسية اإللكرتونية‪ :‬والتي تركز عىل استهداف املواقع العسكرية لبعض‬
‫الدول لرسقة املعلومات التي تتع ّلق بأمن الدولة‪.‬‬
‫‪ – 6‬رسقة املعلومات املو ّثقة إلكرتوني ًا ونرشها بطرق غري رشعية‬
‫‪ – 7‬جرائم الشتم والسب والقدح ‪.‬‬
‫‪ – 8‬جرائم التشهري‪ :‬ويكون هدفها اإلساءة لسمعة األفراد ‪.‬‬
‫‪ – 9‬جرائم االعتداء عىل األموال أو االبتزاز اإللكرتوين‪.‬‬
‫‪ – 10‬الوصول إىل مواقع حمجوبة‪.‬‬
‫‪ – 11‬اإلرهاب اإللكرتوين‪.‬‬
‫‪ – 12‬اجلرائم اجلنسية اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪ – 13‬جرائم االعتداء عيل االموال ( مؤسسات مرصفية ومالية وبنوك )‬
‫خصائص اجلريمة االلكرتونية‪:‬‬
‫تتميز اجلريمة االلكرتونية بخصائص جعلت منها ظاهرة اجرامية جديدة مل يعرفها العامل‬
‫من قبل‪ ،‬ومن ابرز هذه احلصائص مايايت‪.‬‬
‫((((‪)1‬‬

‫ ‪-‬اخفاء اجلريمة ورسعة التطور بارتكاهبا ‪:‬جرائم االنرتنت يف اكثر صورها خمفية‬
‫اليالحظها املجني عليه او يعلم بوقوعها‪ ،‬عن طريق التالعب غري املرئي يف النبضات او‬
‫الذبذبات االلكرتونية التي تسجل البيانات عن طريقها‪ ،‬وهذا يايت عن طريق اخلربة لدى‬
‫مرتكبيها ‪.‬‬
‫ ‪-‬اعتبارها اقل عنفا يف التنفيذ‪:‬التتطلب جرائم االنرتنت عنفا عند تنفيذها او جمهودا‬

‫((( هنال عبد القادر املومني‪،‬اجلرائم املعلوماتية‪ ،‬عامن ‪،‬دار الثقاغة للنرش والتوزيع ‪ ،2008،‬ص‪.51‬‬

‫‪- 228 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬
‫كبريا‪ ،‬فهي تنفذ باقل جهد ممكن مقارنة باجلرائم التقليدية التي تتطلب نوعا من اجلهد العضيل‪.‬‬
‫ ‪-‬اهنا جريمة عابرة للقارات‪ :‬بعد ظهور شبكات املعلومات مل يعد هناك حدود مرئية‬
‫او ملموسة تقف امام نقل املعلومات اىل الدول االخرى ‪،‬فقدرة احلواسيب عىل نقل كميات‬
‫كبرية من املعلومات وتبادهلا بني دول يفصل بينها آالف االميال جعلت اماكن متعددة يف دول‬
‫خمتلفة قد تتأثر باجلريمة املعلوماتية الواحدة يف آن واحد‪.‬‬
‫ ‪-‬امتناع املجني عليه من التبليغ‪ :‬اليتم يف الغالب االبالغ عن جرائم االنرتنت اما لعدم‬
‫اكتشاف الضحية هلا واما خشية من التشهري‪ ،‬لذلك نجد ان معظم جرائم االنرتنت تم اكتشافها‬
‫(((‬
‫بالصدفة وبعد وقت طويل من ارتكاهبا ‪.‬‬
‫ ‪-‬رسعة حمو الدليل وتوفر وسائل تقنية تعرقل الوصول اليه‪ :‬يعمل مرتكب جرائم‬
‫االنرتنت اىل اخفاء اي دليل عىل ممارسة اجلريمة عن طريق مسح برامج او وضع كلامت رسية‬
‫او رموز‪ ،‬وقد بلجأ اىل تغيري التعليامت ملنع اجياد اي دليل يدينه‪.‬‬
‫ ‪-‬نقص اخلربة لدى االجهزة االمنية والقضائية وعدم كفاية القوانني السارية‪ :‬مل تعد‬
‫القوانني التقليدية قادرة عىل مواكبة الرسعة اهلائلة يف التكنولوجيا‪ ،‬والتي ادت اىل تطور‬
‫اجلريمة عن طريقها وظهور جرائم مل تكن موجودة من قبل‪ ،‬لذلك باتت القوانني التقليدية‬
‫املتبعة عاجزة عن مواجهتها‪.‬‬
‫اهداف اجلريمة االلكرتونية ‪:‬‬
‫هناك العديد من االهداف التي حياول مرتكب اجلريمة االلكرتونية حتقيقها ومنها (((‪.‬‬
‫ ‪-‬الوصول اىل املعلومات بشكل غري قانوين‪ ،‬كرسقة املعلومات او االطالع عليها او‬
‫حذفها او تعديلها بام حيقق اهلدف االجرامي ‪.‬‬

‫((( خالد ممدوح ابراهيم ‪،‬امن اجلريمة االلكرتونية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديده‪،2009 ،‬‬
‫ص‪.180‬‬
‫((( عبد احلليم موسى يعقوب‪ ،‬االعالم اجلديد واجلريمة االلكرتونية ‪،‬مرص‪ ،‬الدار العاملية للطباعة‬
‫والنرش ‪ ،2014،‬ص‪.213‬‬

‫‪- 229 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬
‫ ‪-‬الوصول اىل االجهزة اخلادمة املوفرة للمعلومات وتعطيلها او ختريبها‪ ،‬وعادة ما تتم‬
‫هذه العملية عىل مواقع االنرتنت ‪.‬‬
‫ ‪-‬احلصول عىل معلومات تغيري عناوين مواقع االنرتنت هبدف التخريب عىل املؤسسات‬
‫العامة وابتزازها‪.‬‬
‫ ‪-‬الوصول اىل االشخاص اواجلهات املستخدمة للتكنولوجيا هبدف التهديد واالبتزاز‪،‬‬
‫كالبنوك والدوائر احلكومية واالجهزة الرسمية‪.‬‬
‫ ‪-‬االستفادة من تقنيات املعلومات من اجل كسب مادي او معنوي او سيايس غري‬
‫مرشوع‪ ،‬مثل تزوير بطاقات االئتامن واخرتاق مواقع الكرتونية عىل الشبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫ ‪-‬استخدام التكنولوجيا يف دعم االرهاب واالفكار املتطرفة او نرش االفكار التي يمكن‬
‫ان تؤسس اىل فكر تكفريي‪.‬‬
‫(((‬
‫االساليب واالدوات املستخدمة يف حتقيق هذه االهداف مايايت‪:‬‬
‫ ‪-‬صناعة ونرش الفايروسات‪ .‬وتعد من اكثر اجلرائم تاثريا وانتشارا معتمدة يف اغلب‬
‫االحيان عىل شبكة االنرتنت التي اصبحت تدخل يف اعاملنا وحياتنا اليومية ‪.‬‬
‫ ‪-‬ايقاف خدمات اخلادمات‪ .‬عن طريق اغراق اجهزة اخلادمات يف املؤسسات خاصة‬
‫املرتبطة عىل االنرتنت بعدد هائل من طلبات التشكيك‪ ،‬مما يؤدي اىل ايقاف عملها ‪.‬‬
‫ ‪-‬حصان طروادة ‪ .‬وهو الربنامج الذي يقوم عىل توفري مدخل للمخرتقني اىل اجهزة‬
‫حتتوي معلومات غري مرصح هلم بالولوج اليها ‪.‬‬
‫ ‪-‬انتحال الشخصية ‪ .‬وهي جريمة العرص والتي تقوم عىل مبدأ استخدام هوية الشخص‬
‫الضحية لتحقيق استفادة مادية بطريقة جتعل من الصعب اكتشاف الفاعل احلقيقي‪.‬‬
‫ ‪-‬املضايقات واالبتزازات الشخصية ‪ .‬باستخدام عدة اساليب وعادة ما يكون الضحية‬
‫من قلييل اخلربة من االطفال والنساء‪ ،‬وتستخدم هلذا الغرض الربامج احلوارية لتشويه السمعة‬

‫((( عبد احلليم موسى يعقوب‪ ،‬املصد السابق‪ ،‬ص ‪215‬‬

‫‪- 230 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬
‫وذلك بنرش معلومات حصل عليها املجرم بطريقة غري مرشوعة او معلومات مغلوطة هتدف‬
‫اىل كسب مادي او سيايس او اجتامعي معني‪.‬‬
‫ ‪-‬النصب واالحتيال ‪ .‬كبيع السلع واخلدمات الومهية او رسقة معلومات بطاقات‬
‫االئتامن واستخدامها‪.‬‬

‫سامت مرتكبي اجلريمة االلكرتونية ‪:‬‬


‫هناك جمموعة من السامت املشرتكة التي يتمتع هبا مرتكبي اجلرائم االلكرتونية منها مايايت‪.‬‬
‫(((‬

‫ ‪-‬جمرم االنرتنت يتمتع باملعرفة واملهارة والذكاء‪ :‬يتمتع جمرم االنرتنت بقدر كبري‬
‫من املهارة بتقنيات احلاسوب واالنرتنت‪ ،‬بل ان بعض مرتكبي اجلرائم االلكرتونية هم من‬
‫املتخصصني يف جمال معاجلة املعلومات اليا‪ ،‬اذ يتطلب تنفيذ جريمة االنرتنت قدرا من املهارة‬
‫التي يكتسبها عن طريق الدراسة املتخصصة او عن طريق اخلربة املكتسبة يف جمال تكنولوجيا‬
‫املعلومات ‪.‬‬
‫ ‪-‬جمرم االنرتنت يربر ارتكاب جريمته‪ :‬يوجد شعور لدى مرتكبي جريمة االنرتنت ان‬
‫مايقوم به اليدخل يف عداد اجلرائم او اليمكن هلذا الفعل ان يتصف بعدم االخالقية ‪.‬‬
‫ ‪-‬اخلوف من كشف اجلريمة ‪ .‬يتصف مرتكبي جرائم االنرتنت باخلوف من كشف‬
‫جرائمهم او افتضاح امرهم‪ ،‬وما يرتتب عليه من ارتباك مايل وفقد مركزهم الوظيفيفي كثري‬
‫من االحيان‪ ،‬لذلك حيرص املجرم عىل ارتكاب جريمته بشكل دقيق دون ارتكاب اي خطأ‪.‬‬
‫(((‬

‫ ‪-‬امليل اىل التقليد‪ .‬يبلغ امليل اىل التقليد اقصاه عندما يكون الفرد وسط مجاعة‪ ،‬اذ يكون‬
‫التاثري عليه رسيعا‪ ،‬الن اغلب اجلرائم تتم عن طريق حماولة الفرد تقليد غريه باملهارات الفنية‬
‫التي لديه مما يؤدي به االمر اىل ارتكاب اجلرائم‪.‬‬

‫((( طارق ابراهيم السيوطي عطية‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.88‬‬


‫((( هنال عبد القادر املومنبي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص‪.78‬‬

‫‪- 231 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬
‫اصناف مرتكبي اجلريمة االلكرتونية‬
‫مع ظهور التطور يف جمال استخدام شبكة االنرتنت ظهرت عدة اصناف من املجرمني عرب‬
‫االنرتنت يمكن ان تصنف كال حسب خطورته االجرامية ويمكن حرصها كام يايت ‪.‬‬
‫ ‪-‬القراصنة اهلواة ‪ .‬والباعث االسايس هلذا الصنف هو االستمتاع باللعب واملزاح‬
‫باستخدام هذه التقنية الثبات مهاراهتم وقدراهتم واكتشاف مواطن الضعف يف االنظمة‬
‫املعلوماتية‪ ،‬دون احلاق اذى هبا ‪.‬‬
‫((((‪)1‬‬

‫ ‪-‬القراصنة املحرتفون‪ .‬يعرف هذا النوع من املجرمني باملخربني املهنيني‪ ،‬ومن ابرز‬
‫سامت وخصائص هذا النوع اهنم ذوي مكانة باملجتمع‪ ،‬واهنم يكونون دائام من املتخصصينفي‬
‫التقنية االلكرتونية ‪.‬‬
‫ ‪-‬احلاقدون ‪ .‬وهم من يطلق عليهم املنتقمون‪ .‬الن صفة االنتقام والثأر هي التي يميز هذا‬
‫النوع من املجرمني ‪.‬واغلب انشطتهم تتم باستخدام تقنيات زراعة الفريوسات والرباجمالضارة‬
‫لتخريب االنظمة املعلوماتية او اتالف كل او بعض معطيات املواقع املستهدفة ‪.‬‬
‫ ‪-‬املتطرفون الفكريون‪ .‬بمعنى ان تعمد كل طائفة اىل تاجيج االفكار واالراء حول‬
‫مواضيع اخلالف مع الطوائف االخرى بغض النظر عن طبيعة هذه اخلالفات سواءكانت دينية‬
‫او سياسية او اقتصادية ‪.‬‬
‫ ‪-‬التجسس‪.‬من اهم اهداف هذا النوع هواحلصول عىل معلومات عن االعداء‬
‫واالصدقاء عىل حد سواء باستخدام االنظمة املعلوماتية لغرض تفادي الرش او التفوق‬
‫عليه‪.‬‬
‫((((‪)2‬‬

‫ ‪-‬خمرتقي االنظمة ‪ .‬ومن اهم سامت هذا النوع اهنم ينطلقون من دافع التحدي واثبات‬

‫((( حممد دباس احلميد‪ ،‬ماركو ابراهيم نينو‪ ،‬محاية انظمة املعلومات‪ ،‬عامن‪ ،‬دار احلامد للمرش‬
‫والتوزيع‪، 2007 ،‬ص‪.73‬‬
‫((( حممد محاد مرهج اهليتي‪ ،‬جرائم احلاسوب ماهيتها موضوعاهتا اهم صورها والصعوبات التي‬
‫تواحهها‪ ،‬االردن‪ ،‬دار املناهح للنرش والتوزيع ‪ ،2006،‬ص‪.137‬‬

‫‪- 232 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬
‫املقدرة عىل اخرتاق االنظمة املعلوماتية‪ ،‬وعملهم ليس غريب بل ان العديد من االفراد‬
‫واملؤسسات يستغلوهنم يف عمليات فحص وتدقيق مستوى امن االنظمة املعلوماتية اخلاصة‬
‫هبم ‪.‬‬

‫الدوافع الرئيسية الرتكاب اجلريمة االلكرتونية ‪.‬‬


‫هناك العديد من الدوافع التي يمكن ان تقود اىل ارتكاب اجلريمة عرب االنرتنت ومنها‪.‬‬
‫(((‬

‫ ‪-‬حتقيق الكسب املادي‪ .‬تعد الرغبة يف حتقيق الثراء من العوامل الرئيسة الرتكاب‬
‫اجلريمة االلكرتونية‪ ،‬نظرا للربح الكبري الذي يمكن ان حيققه هذا النوع من اجلرائم‪ ،‬وغالبا‬
‫مايكون الدافع الرتكاب هذه اجلرائم وقوع اجلاين بمشاكل مادية تعجزه عن سداد ديون‬
‫مستحقة او لعب القامر او رشاء املخدرات او القيام باعامل املراهنة وغريها من الدوافع ‪.‬‬
‫ ‪-‬الرغبة يف التعلم‪ .‬هناك من يرتكب جرائم االنرتنت للحصول عىل اجلديد من‬
‫املعلومات وسرب اغوار هذه التقنية املتسارعة النمو والتطور‪.‬‬
‫ ‪-‬دوافع ذهنية ‪.‬غالبا ما يكون الدافع لدى مرتكب اجلريمة االلكرتونية الرغبة يف اثبات‬
‫الذات وحتقيق االنتصار عىل تقنية االنظمة املعلوماتية دون ان يكون هلم نوايا آثمة‪ ،‬ويرجع‬
‫ذلك اىل وجود عجز يف التقنية التي ترتك الفرصة ملستخدمي برامج النظام املعلومايت الرتكاب‬
‫تلك اجلرائم ‪.‬‬
‫املبحث الثالث ‪ /‬اجراءات البحث وعينته ‪:‬‬
‫جمتمع البحث وعينته ‪:‬‬
‫يشمل جمتمع البحث طلبة جامعة االنبار‪ ،‬اما العينه التي شملتها الدراسة وتم اعتامدها‬
‫فكانت جمموعة من طلبة كلية االداب وكلية احلاسوب حيث جرى توزيع (‪ )100‬استامره‬

‫((( حسن طاهر داود‪ ،‬جرائم نظم املعلومات‪ ،‬الرياض‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪.73‬‬

‫‪- 233 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬
‫استبانة بواقع (‪ )50‬استامره عىل طلبة كلية االدابتم استبعاد (‪ )4‬استامرات لعدم مطابقتها‬
‫لرشوط البحث العلمي‪ ،‬ويقابله نفس العدد (‪ )50‬استامره لكلية احلاسوب تم استبعاد (‪)6‬‬
‫استامره للسبب نفسه‪ ،‬وكام مبني يف اجلدول رقم (‪)1‬‬

‫جدول (‪ )1‬يبني توزيع االستامرات عىل املبحوثني‬

‫املجموع‬ ‫احلاسوب‬ ‫االداب‬ ‫الكلية‬

‫‪100‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50‬‬ ‫االستامرات املوزعة‬

‫‪10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫االستامرات املهملة‬

‫‪90‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪46‬‬ ‫االستامرات املتبقية‬

‫اظهرت نتائج البحث ان جنس افراد العينة بلغ (‪ )58‬اناث وبنسبة مئوية بلغت‬
‫(‪ )%64،44‬من جمموع افراد العينة و(‪ )32‬ذكوروبنسبة مئوية بلغت (‪ ) %35،66‬من‬
‫جمموع افراد العينة وكام مبني يف اجلدول رقم (‪)2‬‬

‫جدول (‪ )2‬يبني جنس املبحوثني‬


‫النسبة‬
‫التكرار‬ ‫اجلنس‬
‫املئوية‬
‫‪64،44‬‬ ‫‪58‬‬ ‫اناث‬

‫‪35،66‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ذكور‬

‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫‪- 234 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬
‫تبني من نتائج البحث ان اعامر املبحوثني من عمر (‪ )23-18‬بلغت (‪ )82‬وبنسبة مئوية‬
‫بلغت (‪ )%91،11‬من جمموع افراد العينة يف حني بلغ عدد اعامر املبحوثني من ‪-24‬فاكثر (‪)6‬‬
‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%8،89‬من جمموع افراد العينة وكام مبني يف اجلدول رقم (‪)3‬‬
‫جدول (‪ )3‬يبني اعامر عينة البحث‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫العمر‬

‫‪91،11‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪23-18‬‬

‫‪8،89‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ -24‬فاكثر‬

‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫اظهرت نتائج البحث ان ( ‪ ) 46‬مبحوثايستخدمون االنرتنت اكثر من ثالث ساعات يوميا‬


‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%51،11‬من جمموع افراد العينة وان (‪ )27‬يستخدمون االنرتنت من‬
‫(‪ )3-2‬ساعات يوميا وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%30‬من جمموع افراد العينة فيام اجاب (‪)17‬‬
‫مبحوثا اهنم يستخدمون االنرتنت اقل من ساعة واحدة يوميا وبنسبة مئوية بلغت (‪)18،89‬‬
‫من جمموع افراد العينة‪ ،‬وهذا الوقت ممكن ان يستخدمه يف قضاء حاجات اهم من استخدام‬
‫االنرتنت‪ ،‬كمتابعة دروسه او القيام بالتزامات اخرى قد حيتاجها يف حياته اليومية‪ ،‬وكام مبني‬
‫يف اجلدول رقم (‪ )4‬ادناه‬

‫جدول (‪ )4‬يبني عدد الساعات التي يتعرض هلا املبحوثني لالنرتنت‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬


‫‪51،11‬‬ ‫‪46‬‬ ‫اكثر من ‪ 3‬ساعات‬
‫‪30‬‬ ‫‪27‬‬ ‫من ‪ 3-2‬ساعة‬

‫‪- 235 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬

‫‪18،89‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اقل من ساعة‬


‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫تبني عن طريق البحت ان املبحوثني الذين يستخدمون االنرتنت يف املنزل بلغ (‪ )82‬مبحوثا‬
‫وبنسبة مئوية بلغت ( ‪ )%91،11‬وبلغ عدد الذين بستخدمون االنرتنت مع االصدقاء (‪)5‬‬
‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%5،55‬وبلغ عدد الذين يستخدمون االنرتنت يف مقاهي االنرتنت (‪)3‬‬
‫مبحوثني وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%3،34‬من جمموع افراد العينة ‪،‬وهذا يؤرش ان اغلب الذين‬
‫يستخدمون االنرتنت يعيشون حالة من العزلة كوهنم الخيتلطونباحد عند تعرضهم الستخدام‬
‫شبكة االنرتنت واليغادرون منازهلم وتكون عالقاهتم عن طريق مواقع االنرتنت ‪،‬وكام مبني‬
‫يف اجلدول رقم (‪ )5‬ادناه‬

‫جدول (‪ )5‬يبني اماكن استخدام االنرتنت من قيل املبحوثني‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬

‫‪91،11‬‬ ‫‪82‬‬ ‫يف املنزل‬

‫‪5،55‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مع االصدقاء‬

‫‪3،33‬‬ ‫‪3‬‬ ‫يف مقاهي االنرتنت‬

‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫اوضحت نتائج البحث ان (‪ )79‬مبحوثا يستخدمون اجلوال كوسيلة اتصال بشبكة‬


‫االنرتنت وبنسبة مئوية بلغت(‪ )%87،77‬يف حني يستخدم احلاسب االيل (‪ )11‬مبحوثا‬

‫‪- 236 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬
‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%12،23‬من جمموع افراد العينة‪ ،‬وكام مبني يف اجلدول رقم (‪ )6‬ادناه‬
‫جدول (‪ )6‬يبني وسبلة استخدام االنرتنت‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬

‫‪87،77‬‬ ‫‪79‬‬ ‫اهلاتف اجلوال‬

‫‪12،23‬‬ ‫‪11‬‬ ‫احلاب االيل‬

‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫اظهرت نتائج البحث ان (‪ )76‬مبحوثا يستخدمون االنرتنت لوحدهم وبنسبة مئوية بلغت‬
‫(‪ )%84،45‬وبلغ عدد الذين يستخدمون االنرتنت مع االصدقاء (‪ )9‬مبحوثينوبنئبة مئوية‬
‫بلغت (‪ )%10‬وبلغ عدد الذين يستخدمون االنرتنت مع االرسة (‪ )5‬مبحوثني وبنسبة مئوية‬
‫بلغت ‪ )%5،55‬من جمموع افراد العينة‪ ،‬وهذا من شانه ان يعطي حرية للطالب باستخدام‬
‫االنرتنت والتصفح احلر يف مجيع املواقع بعيد عن مراقبة االهل‪ ،‬وكام مبني يف اجلدول رقم (‪)7‬‬
‫ادناه ‪.‬‬

‫جدول (‪ )7‬يبني مع من يسخدم االنرتنت‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬

‫‪84،45‬‬ ‫‪76‬‬ ‫استخدام االنرتنت لوحده‬

‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫استخدام مع االصدقاء‬

‫‪5،55‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مع االرسة‬

‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫‪- 237 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬
‫اظهرت نتائج البحث انعدد الذين يستخدمون االنرتنت يف الفرتة املسائية (‪ )46‬مبحوثا‬
‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%51،11‬وبني (‪ )32‬مبحوثا اهنم يستخدمون االنرتنت يف الليل‬
‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%35،55‬وان (‪ )12‬مبحوثا يستخدمون االنرتنت يف الفرته الصباحية‬
‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%13،34‬من جمموع افراد العينة ‪.‬كام موضح يف اجلدول رقم (‪ )8‬ادناه‪.‬‬
‫جدول (‪ )8‬يبني الفرتات ايل يستخدم املبحوثني فيها االنرتنت‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬

‫‪51،11‬‬ ‫‪46‬‬ ‫الفرتة املسائية‬

‫‪35،55‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الفرتة الليلية‬

‫‪13،34‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الفرتة الصباحية‬

‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫تبني من نتائج البحث‪ ،‬ان الذين يتعرضون لالفالم البوليسية (‪ )38‬مبحوثا وبنسبة مئوية‬
‫بلغت (‪ )%42،22‬و(‪ )28‬مبحوثا يتعرضون الفالم العنف وبنسبة مئوية بلغت(‪)%35،55‬‬
‫وان (‪ )15‬مبحوثا يتعرضون الفالم اخليال العلمي وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%16،68‬وان (‪)5‬‬
‫مبحوثني يتعرضون الفالم اجلنس وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%5،55‬من جمموع افراد العينة ‪.‬‬
‫وكاممبني يف اجلدول رقم (‪ )9‬ادناه‪.‬‬
‫جدول (‪ )9‬يبني تعرض افراد العينة الفالم اجلريمة‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬

‫‪42،22‬‬ ‫‪38‬‬ ‫االفالم البوليسية‬

‫‪35،55‬‬ ‫‪32‬‬ ‫افالم الرعب‬

‫‪- 238 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬

‫‪16،68‬‬ ‫‪15‬‬ ‫افالم اخليال العلمي‬

‫‪5،55‬‬ ‫‪5‬‬ ‫افالم اجلنس‬

‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫وبني (‪ )49‬مبحوثا اهنم يشعرون باخلوف عند تعرضهم ملضامني اجلريمة وبنسبة مئوية‬
‫بلغت (‪ )%54،45‬وان (‪ )27‬مبحوثا يشعرون بالقلق وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%30‬وان (‪)10‬‬
‫مبحوثا يشعرون بالغضب وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%11،11‬وان (‪ )4‬مبحوثني يشعرون باالثاره‬
‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%4،44‬من جمموع افراد العينة ‪ .‬وكام مبني يف اجلدول رقم (‪ )10‬ادناه ‪.‬‬
‫جدول (‪ )10‬يبني شعور املبحوثني عند تعرضهم ملضامني اجلريمة‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬


‫‪54،45‬‬ ‫‪49‬‬ ‫اخلوف‬
‫‪30‬‬ ‫‪27‬‬ ‫القلق‬
‫‪11،11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الغضب‬
‫‪4،44‬‬ ‫‪4‬‬ ‫االثاره‬
‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫تبني من نتائج البحث ان (‪ )38‬مبحوثا استفاد من خربة الدفاع عن النفس عند تعرضه‬
‫ملضامني اجلريمة وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%42،22‬وان (‪ )31‬مبحوثا استفاد من اخلربة اثناء‬
‫النقاشات وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%34،44‬وان (‪ )21‬مبحوثا استفاد منها اثناء اللعب والتسلية‬
‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%23،34‬من جمموع افراد العينة‪ ،‬وكام مبني يف اجلدول رقم (‪)11‬‬

‫‪- 239 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬
‫جدول (‪ )11‬يبني اخلربات املستقاة من التعرض ملضامني اجلريمة‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬


‫‪42،22‬‬ ‫‪38‬‬ ‫حالة الدفاع عن النفس‬
‫‪34،44‬‬ ‫‪31‬‬ ‫اثناء النقاشات‬
‫‪23،34‬‬ ‫‪21‬‬ ‫اثناء اللعب والتسلية‬
‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫اما عن سؤال املبحوثني عن الذين يتعزز لديك سلوكيات اجلريمة ضدهم يف اجلامعة فقد‬
‫اوضح (‪ )42‬مبحوثاان سلوكهم يتعزز ضد رجال االمن يف اجلامعة وبمسبة مئوية بلغت‬
‫(‪ )%46،65‬وان (‪)28‬مبحوثا تكون سلوكياهتم ضد زمالءهم وبنسبة مئوية بلغت (‪)31،12‬‬
‫وان (‪ )15‬مبحوثا تكون سلوكياهتم ضد االساتذة وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%16،68‬وان (‪)4‬‬
‫(‪)%4،44‬‬ ‫مبحوثني يكون سلوكياهتم موجة ضد موظفي االدارة وبنسبة مئوية بلغت ‬
‫وان مبحوثا واحدا تكون سلوكيته موجة ضد عامل اخلدمة وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%1،11‬من‬
‫جمموع افراد العينة‪ ،‬وهذا ناتج عن عدم قدرة رجال االمن عىل التعامل مع الطلبة‪ ،‬لذلك جيب‬
‫ان يتم اختيار عنارص االمن اجليدة التي تستطيع ان حتتوي الطالب وادخال هذه العنارص يف‬
‫دورات تدريبية للتعامل مع االخرين‪،‬وكام موضح باجلدول رقم (‪ )12‬ادناه ‪.‬‬
‫جدول (‪ )12‬يبني االشخاص الذين تتعزز سلوكيات اجلريمة‬
‫ضدهم من قبل املبحوثني‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬

‫‪46،65‬‬ ‫‪42‬‬ ‫رجال االمن‬

‫‪31،12‬‬ ‫‪28‬‬ ‫الزمالء‬

‫‪- 240 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬

‫‪16،68‬‬ ‫‪15‬‬ ‫االساتذة‬

‫‪4،44‬‬ ‫‪4‬‬ ‫موظفي االدارة‬

‫‪1،11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عامل اخلدمة‬

‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫اما عن سؤال املبحوثني عن املواقع االكثر استخداما عرب االنرتنت فقد اشار (‪)67‬‬
‫مبحوثا اهنم يستخدمون الفيس بوك وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%74،44‬وان (‪ )17‬مبحوثا اهنم‬
‫يستخدمون اليوتيوب وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%18،88‬وان (‪ )3‬مبحوثني يستخدمون تويرت‬
‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%3،33‬وبنفس العدد جاء عدد الذين يستخدمون سناب شات (‪)3‬‬
‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%3،33‬من جمموع افراد العينة ‪،‬وهذا ماتؤكده الكثري من االبحاث‬
‫حيث بلغ عدد الذين يستخدمون الفيس بوك مايقارب املليارين من االشخاص‪ ،‬وكام موضح‬
‫يف اجلدول رقم (‪ )13‬ادناه ‪.‬‬
‫جدول (‪ )12‬يبني املواقع االكثر استخداما يف شبكة االنرتنت‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬

‫‪74،46‬‬ ‫‪67‬‬ ‫الفيس بوك‬

‫‪18،88‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اليوتيوب‬

‫‪3،33‬‬ ‫‪3‬‬ ‫توتري‬

‫‪3،33‬‬ ‫‪3‬‬ ‫سناب شات‬

‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫اما عن سؤال املبحوثني عن مضامني الرسائل التي تلقيتها عرب االنرتنت اجاب (‪ )53‬اهنم‬

‫‪- 241 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬
‫تلقو رسائل تتضمن املضايقة وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%58،92‬وان (‪ )15‬مبحوثا تلقو رسائل‬
‫تتضمن السب والشيم وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%16،66‬وان (‪ )7‬مبحوثني تلقو رسائل تتضمن‬
‫التهديد وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%7،77‬وان (‪ )6‬مبحوثني تلقو رسائل تتضمن التحرش‬
‫اجلنيس وان (‪ )5‬مبحوثني تلقو رسائل تتضمن االبتزاز وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%5،55‬وان‬
‫(‪ )4‬مبحوثني تلقو رسائل تتضمن التشهري وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%4،44‬من جمموع افراد‬
‫العينة‪ ،‬وكام موضح باجلدول (‪ )14‬ادناه ‪.‬‬

‫جدول (‪ )14‬يبني مضامني الرسائل التي تلقاها املبحوثني عرب االنرتنت‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬


‫‪58،92‬‬ ‫‪53‬‬ ‫املضايقة‬
‫‪16،66‬‬ ‫‪15‬‬ ‫السب والشتم‬
‫‪7،77‬‬ ‫‪7‬‬ ‫التهديد‬
‫‪6،66‬‬ ‫‪6‬‬ ‫التحرش اجلنيس‬
‫‪5،55‬‬ ‫‪5‬‬ ‫االبتزاز‬
‫‪4،44‬‬ ‫‪4‬‬ ‫التشهري‬
‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫وعند سؤال العينة هل تعرض جهازك اىل االصابة بفريوس اجاب (‪ )56‬بان اجهزهتم‬
‫تعرضت لالصابة بفايروس وبنسبة مئئوية بلغت (‪ )%62،22‬وان (‪ )34‬مبحوثا مل تصب‬
‫احهزهتم بفريوس وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%37،88‬من جمموع افراد العينة‪ ،‬وكام موضح يف‬
‫اجلدول رقم (‪ )15‬ادناه ‪.‬‬
‫جدول (‪ )15‬يبني امدى تعرض اجهزت املبحوثني لالصابة بفريوس‬

‫‪- 242 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬


‫‪63،33‬‬ ‫‪57‬‬ ‫تعرض‬
‫‪36،67‬‬ ‫‪33‬‬ ‫مل يتعرض‬
‫‪100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫املجموع‬

‫وعند السؤال عن نوع الفريوس اوضح (‪ )32‬مبحوثا ان اجهزهتم اصيبت بفريوس الديدان‬
‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%55،35‬وان (‪ )25‬مبجوثا اصيبت اجهزهتم بفريوس حصان طروادة‬
‫وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%44،65‬من جمموع افراد العينة‪ ،‬وكام مبني يف اجلدول رقم (‪ )16‬ادناه ‪.‬‬
‫جدول (‪ )16‬يبني نوع الفريوسات التي اصابت اجهزة املبحوثني‬

‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬


‫‪56،35‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الديدان‬
‫‪43،65‬‬ ‫‪25‬‬ ‫حصان طروادة‬
‫‪100‬‬ ‫‪57‬‬ ‫املجموع‬

‫وعند سؤال املبحوثني عن الكيفية التي اصيب هبا جهازهم بالفريوس اجاب (‪)39‬‬
‫مبحوثا تعرضت اجهزهتم للفريوسات عن طريق النقر العشوائي عىل اجلهاز وبنسبة مئوية‬
‫بلغت (‪ ) %68،42‬وان (‪ )11‬مبحوثا تعرضت اجهزهتم للفريوسات عن طريق نسخ الربامج‬
‫واملعلومات وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%19،29‬وان (‪ )5‬مبحوثينتعرضت اجهزهتم للفريوس‬
‫عن طريق املحادثة مع اشخاص غرباءوبنسبة مئوية (‪ )%8،77‬وان مبحوثني اثنني تعرضت‬
‫اجهزهتم للفريوسات عن طريق املحادثةمع االصدقاء وبنسبة مئوية بلغت (‪ )%3،52‬من‬
‫جمموع افراد العينة‪ ،‬وكام موضح باجلدول (‪ )17‬ادناه ‪.‬‬

‫‪- 243 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬
‫جدول (‪ )17‬يبني كيفية تعرض اجهزة املبحوثني للفريوسات‬
‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬
‫‪68،42‬‬ ‫‪39‬‬ ‫عن طريق النقر العشوائي عىل الروابط‬
‫‪19،29‬‬ ‫‪11‬‬ ‫عن طريق تسخ الربامج واملعلومات‬
‫‪8،77‬‬ ‫‪5‬‬ ‫عن طريق املحادثة مع اشخاص غرباء‬
‫‪3،52‬‬ ‫‪2‬‬ ‫عن طريق املحادثة مع االصدقاء‬
‫‪100‬‬ ‫‪57‬‬ ‫املجموع‬

‫االستنتاجات‬
‫‪1-1‬تعد شبكات التواصل عرباالنرتنت بيئة تسمح للقراصنة بالقيام بمختلف جرائمهمفي‬
‫صورة خفية‪.‬‬
‫‪2-2‬يستطيع القراصنة احلصول عىل البيانات املتعلقة بضحاهيم عن طريق اقامة عالقات معهم‬
‫عرب شبكة االنرتنت ‪.‬‬
‫‪3-3‬تسمح مواقع التواصل عرب االنرتنت للقراصنة بالتشهري بصور ضحاياهم ‪.‬‬
‫‪4-4‬تعد مواقع شبكات االنرتنت بمثابة البيئة املالئمة للتحرش باالخرين ‪.‬‬
‫‪5-5‬املواقف العدوانية مع االخرين تؤدي اىل الترصفات بسلوكيات اجرامية معهم ‪.‬‬
‫‪6-6‬عدم التعرض ملشاكل او عقوبات يؤدي اىل ارتكاب اجلرائم االلكرتونية ‪.‬‬

‫التوصيات‬
‫‪1-1‬رضورة تفعيل دور اجلامعات يف الية التعامل مع النظم املعلوماتية ‪.‬‬
‫‪2-2‬تعزيز فرق العمالملتخصصة يف اجلريمة االلكرتونية ‪.‬‬

‫‪- 244 -‬‬


‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬
‫‪3-3‬تشجيع االبحاث املتعلقة باجلريمة االلكرتونية ‪.‬‬
‫‪4-4‬االستفادة من تكنولوجيا املعلومات يف التحقيق يف اجلرائم االلكرتونية ‪.‬‬
‫‪5-5‬رضورة استخدام اجهزة احلامية ضد االخرتاق ‪.‬‬
‫‪6-6‬جتنب النقر العشوائي عىل خمتلف الروابط عرب شبكة االنرتنت ‪.‬‬
‫‪7-7‬جتنب االتصال مع اشخاص غرباء عرب شبكة االنرتنت ‪.‬‬

‫املصادر‬
‫‪1 .1‬امحد خليفة امللط ‪،‬اجلرائم املعلوماتية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دار الفكر اجلامعي‪ ،‬ط‪. 2006 ،2‬‬
‫‪2 .2‬حسن طاهر داود‪ ،‬جرائم نظم املعلومات‪ ،‬الرياض‪ ،،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم‬
‫األمنية‪.2000 ،‬‬
‫‪3 .3‬حالد ممدوح ابراهيم ‪،‬امن اجلريمة االلكرتونية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديده‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪4 .4‬طارق ابراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬االمن املعلومايت‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دار اجلامعة احلديثة‪،‬‬
‫‪.2009‬‬
‫‪5 .5‬عبداهلل عبد الكريم عبداهلل ‪،‬جرائم املعلوماتية واالنرتنت ‪،‬بريوت‪ ،‬منشورات اخلليج‬
‫‪.2007،‬‬
‫‪6 .6‬عبد الفتاح بيومي حجازي ‪،‬مبادىء االجراءات اجلنائية يف جرائم الكمبيوتر واالنرت‬
‫نيت‪ ،‬االسكندرية ‪،‬دار الفكر اجلامعي ‪.2006،‬‬
‫‪7 .7‬عبد احلليم موسى يعقوب‪ ،‬االعالم اجلديد واجلريمة االلكرتونية ‪،‬مرص‪ ،‬الدار العاملية‬
‫للطباعة والنرش ‪.2014،‬‬
‫‪8 .8‬حممد الصاوي‪ ،‬البحث العلمي أسسه وطريقة كتابته‪ ،‬القاهرة‪ ،‬املكتبة العلمية ‪.1992‬‬

‫‪- 245 -‬‬


‫دور االنرتنت يف نرش اجلريمة االلكرتونية لدى طلبة اجلامعات‬
‫‪9 .9‬حممد محاد مرهج اهليتي‪ ،‬جرائم احلاسوب ماهيتها موضوعاهتا اهم صورها‬
‫والصعوبات التي تواحهها‪ ،‬االردن‪ ،‬دار املناهح للنرش والتوزيع ‪.2006،‬‬
‫‪1010‬حممد عبيد الكعبي‪ ،‬اجلرائم الناشئة عن االستخدام غري املرشوع لشيكة االنرتنت‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.2006،‬‬
‫‪1111‬حممد عيل العريان‪ ،‬اجلرائم املعلوماتية ‪،‬االسكندرية ‪،‬دار اجلامعة اجلديدة‪.2004 ،‬‬
‫‪1212‬حممد دباس احلميد‪ ،‬ماركو ابراهيم نينو‪ ،‬محاية انظمة املعلومات‪ ،‬عامن‪ ،‬دار احلامد‬
‫للمرش والتوزيع‪.2007 ،‬‬
‫‪1313‬حممد حممد شتا‪ ،‬فكرة احلامية اجلنائية لربامج احلاسب االيل‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دار اجلامعة‬
‫اجلديدة للنرش ‪.2001،‬‬
‫‪1414‬حممود امحد عباينه‪ ،‬جرائم احلاسوب وابعادها الدولية‪ ،‬االردن‪ ،‬دار الثقافة للنرش‬
‫والتوزيع‪.2005 ،‬‬
‫‪1515‬مصطفى حممد موسى‪ ،‬التحقيق اجلنائي يف اجلرائم االلكرتونية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطابع‬
‫الرشطة‪.2008 ،‬‬
‫‪1616‬هنال عبد القادر املومني‪ ،‬اجلرائم املعلوماتية‪ ،‬عامن‪ ،‬دارالثقافة للنرش والتوزيع‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫أنواع_اجلرائم_اإللكرتونية‪17. http://mawdoo3.com/‬‬

‫‪- 246 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬

‫الشائعة الرقمية‬
‫ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬

‫د‪ .‬سمر كرامي‬ ‫د‪ .‬حممد صربي صالح‬


‫جامعة اجلنان‬ ‫جامعة دهوك‬

‫املبحث االول‪ :‬االطار املنهجي‬


‫مشكلة البحث‪ :‬تعد الشائعة من اقدم وسائل االعالم‪ ،‬وقد كانت يف السابق وسيلة لنقل‬
‫االخبارواثارة الفتن واحلروب‪ ،‬لكنها اليوم تُوظف بشكل خميف ليس من قبل اشخاص او‬
‫جمموعات بل من جهات دولية ومنظامت رسية‪ ،‬تتباين دوافعها ودرجة خطورهتا‪ ،‬فقد تنطلق‬
‫الشائعة بصورة عفوية ‪-‬يكوناملزاح دافعها‪ -‬او قصدية بدوافع خطرية‪،‬حيث تتصاعد وتتناسب‬
‫االرضار مع الدوافع‪ ،‬وهي عىل االغلب ضارة بل ومدمرة عندما تستهدف وحدة املجتمع و‬
‫تزعزع استقراره‪،‬يتداوهلا الناس عىل اهنا اخبار صحيحة‪،‬وهي اخبار زائفة‪،‬من النادران تكون‬
‫صحيحة‪.‬‬
‫تصنف الشائعات اصناف متعددة ‪،‬بموجب الدوافع او الوظيفة او املوضوع‪ ،‬ومن حيث‬
‫املوضوع تقسم الشائعاتاىل سياسية ‪،‬واقتصادية وثقافية‪ ،‬وتعليمية‪ ،‬ودينية‪ ،‬ويركز البحث عىل‬
‫الشائعة السياسية منها‪ ،‬لكوهنا االكثر رواجا وانتشارا وتداوال عىل (سوشيل ميديا)‪.‬‬
‫قد تكون الشائعة رواية خمتلقة او حتمل جزء من احلقيقية‪ ،‬ولكنها يف اغلب االحيان تطلق‬
‫للتاثري عىل الراي العام بكل مستوياته‪ ،‬وكذلك هلا اهداف اخرى اقل امهية‪.‬‬
‫الشائعة هي رواية مصطنعة عن فرد او مجاعة او مؤسسة او دولة‪ ،‬مطروحة كي يصدقها‬

‫‪- 247 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫الناس يتم تداوهلا من دون ان تتضمن مصادرها‪ ،‬ومن دون ان تقدم دالئل مؤكدة عىل كوهنا‬
‫واقعية‪،‬قد يشتمل بعضها عىل جزء من احلقيقة ولكن اغلبها خمتلق(‪،7‬ص‪)10‬واالشاعة باتت‬
‫اليوم علام من العلوم املنضبطة‪ ،‬هلا مناهج وقواعد واسسواهداف حمددة وخمططاتواساليب‬
‫علمية‪،‬اىل جانب وجود االشاعة الفوضوية‪ ،‬كاميقول (عبد الفتاح عبد الغني)‪، 6(.‬ص‪.)147‬‬
‫تتعمد (مصادر الشائعة) التهويل والتشويه يف رسد اخلرب أو تزييفه‪ ،‬بقصد التأثري النفيس‬
‫عىل الرأي العام املحيل أو العاملي ألهداف خمتلفة‪ ،‬وترتبط الشائعة اليوم بشكل وثيق بوسائل‬
‫االعالم‪ ،‬بل اهنام يف عالقة جدلية ومتفاعلة‪ ،‬واذا كانت لوسائل االعالم التقليدية دورا مهام‬
‫يف حتقيق الشائعة تاثريها‪،‬فان تكنولوجيا االتصال وفرت فرصة واسعة جدا النتاج وانتعاش‬
‫وانتشار وتداول ومشاركة الشائعة برسعة مذهلة‪ ،‬وعىل مستوى حميل وعاملي‪،‬وهي اليوم اشد‬
‫خطرا بسبب ادوات االعالم اجلديد‪.‬‬
‫وقد كشفت دراسة حديثة لألكاديمية الوطنية للعلوم األمريكية أن مواقع التواصل‬
‫االجتامعى مثل (فيسبوك‪،‬تويرت‬)‪ ،‬تساعد عىل نرش املعلومات املغلوطة ونظريات املؤامرة‬
‫والشائعات‪ ،‬والدراسة التى نرشهتا صحيفة (اندبندنت) الربيطانية ذكرت أن األشخاص‬
‫يميلون للتواصل ومشاركة األخبار مع من يتفقون معهم ىف املواقف عرب صفحات بعينها‪ ،‬من‬
‫خالل (غرف الصدى)‪،‬ثم يعيدون نرشها مرة أخرى دون الشك ىف احتامل خطئها‪،‬وتبني أن‬
‫املستخدمني أكثر عرضة ملواجهة وتقبل املعلومات املضللة غري معلومة املصدر‪ ،‬ويتداولوهنا‬
‫فيام بينهم بنفس طرق انتشار الشائعة‪ ،‬أكثر من أى معلومات أخرى‪ ،‬ألهنا تأتى من دوائر الثقة‬
‫املحيطة هبم(‪ )8‬يف كتابه(جمتمع الشبكات) يرشح الباحث االجتامعي(مانويل كاستل) بروز‬
‫جمتمع الشبكات من تفاعل ظاهرتني االوىل التحول الثقايف الذي حصل يف ستينيات القرن‬
‫العرشين‪ ،‬والرغبة يف انشاء عالقات اجتامعية اكثر مرونة وتفاعلية‪ ،‬والثانية الثورة يف جمال‬
‫تكنولوجيا االتصال التي برزت يف سبعينات القرن نفسه‪13،9(.‬ص)‪.،‬مفهوم الشبكة يعني‬
‫نظرة جديدة للعالقات االجتامعية القائمة عىل االتصال والتبادل والتدفق‪،‬فاالعالم اجلديد‬

‫‪- 248 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫االعالم الرقمي او التفاعليالذي برز من تفاعل تكنولوجيا االتصال والبث اجلديد والتقليدي‬
‫مع الكومبيوتر وشبكاته‪ ،‬خلق حالة فريدة من (التزامن) يف ارسال امللفات‪ ،‬صور‪ ،‬صور‬
‫متحركة‪ ،‬اصوات وتلقي الردود يف ذات الوقت‪ .‬ان وسائل التواصل االجتامعي واملدونات‬
‫وهي من أدوات اإلعالم اجلديد تقوم بدور متعدد األبعاد‪ ،‬سيايس واجتامعي وثقايف‪ ،‬وهي‬
‫ميدانا خللق وتوظيف الشائعات أو الرتويج هلا‪ ،‬قديسهم بعضها يف هتديد األمن الوطني للدول‬
‫واملجتمعات‪ ،‬خاصة بوجود من يتوىل استغالهلا ‪،‬وقد حيدث يف تداول الشائعات يف أسواق املال‬
‫مثال‪ ،‬عرب الرسائل اإللكرتونية واهلاتف املحمول‪ ،‬تراجع ًا كبري ًا يف أداء البورصات‪،‬وارضارا‬
‫اقتصادية مجة‪.‬‬
‫أن انتشار الشائعة الرقمية التي قد تنتج او تروج او تنمو يف الفضاء الرقمي بصورة واسعة‬
‫يف املجتمعات هو احد افرازات عرص ثورة التكنولوجية و االتصال‪ ،‬فام يدور يف هذا العامل‬
‫االفرتايض يتم التعامل معه عىل أساس أنه معلومة بغض النظر عن صحتها أو عدم صحتها‬
‫فاملعلومة مل يعد إنتاجها يقترص عىل ممتهني الصحافة أو املؤسسات اإلعالمية‪ ،‬فبإمكان أي‬
‫فرد أن يكون منتج ًا ونارش ًا للمعلومة‪ ،‬واسهمت الربجميات االحرتافية يف معاجلة النصوص‬
‫والصور وحترير الصوت والفيديو املستخدمني من إتقان تزوير الوثائق وامللفات لدرجة‬
‫يصعب كشفها‪ ،‬خاصة إذا اعتمد عىل حقائق واقعية‪ ،‬ومع وفرة املعلومات بات من الصعب‬
‫عىل متلقي هذا الكم من املعلومات أن يميز بني الصادق والكاذب وبني احلقيقة والشائعة‪،،‬‬
‫ومن بني انواع الشائعات فان الشائعة السياسية اكثر الشائعات رواجا يف منطقة الرشق االوسط‬
‫بالنظر اىل االوضاع الساخنة واملتقلبة عىل الدوام‪ ،‬وهي تثري اهتامم املستخدمني اكثر من غريها‪،‬‬
‫ومن هنا حددا الباحثان مشكلة بحثهام بالسؤال االيت‪ :‬ماهي ابعاد الشائعة الرقمية وما هي‬
‫خماطرها عىل السلم االهيل؟‪.‬‬
‫اهداف البحث‪:‬‬
‫‪.1‬تعرف ابعاد الشائعة الرقمية وخماطرها عىل السلم االهيل‪.‬‬

‫‪- 249 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫‪.2‬الكشف عن دور وسائل االعالم التقليدية يف انتشار الشائعة الرقمية‪.‬‬
‫‪.3‬تعرف انواع الشائعات وسبل مكافحتها‪.‬‬
‫‪.4‬تعرف تقنيات واساليب املعاجلة للصور واالفالم وقدرهتا عىل صنع الشائعة‪.‬‬
‫حدود البحث‪:‬‬
‫احلدود املكانية‪ :‬العراق(الشائعات الرقميةـ السياسيةـ التي انترشت يف املجتمع العراقي)‬
‫احلدود الزمانية‪ :‬من ‪ 2007‬لغاية ‪2017‬‬
‫امهية البحث‪:‬‬
‫‪-‬يسلط البحث الضوء عىل الشائعة مفهومها واهدافها وظروف نشاهتا‪ ،‬والتعرض اىل‬
‫الشائعة الرقمية التي تنترش يف الفضاء الرقمي‪،‬سامهتا واختالفها عن الشائعة التقليدية‪ ،‬ودور‬
‫الربامج والتقنيات احلديثة يف صنعها‪.‬‬
‫‪ -‬يسلط البحث الضوء عىل انواع الشائعات‪ ،‬وبشكل خاص الشائعة السياسية لكوهنا‬
‫االكثر انتشارا بني الشائعات الرقمية واكثرها خطورة عىل السلم االهيل‪.‬‬
‫‪-‬يتعرض البحث اىل الشائعة الرقمية ودور وسائل االعالم التقليدية يف انتشارها او احلد‬
‫منها‪،‬وخماطرها عىل هتديد املجتمع و سبل مكافحتها‪.‬‬
‫‪-‬اثراء اجلانب املعريف حول الشائعة الرقمية وكيفية انتشارها يف البلدان العربية‪ ،‬والعراق‬
‫بشكل خاص والظروف التي تساعد بانتشارها‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬االطار النظري‬


‫الشائعة‪:‬‬
‫يف املفهوم العام تعد الشائعة خرب يتناقله الناس غري متحقق منه لغايات خمتلفة‪ ،‬ترتبط‬
‫بالرغبة باختالق او تداول االخبار وهتويلها‪،‬او لغرض مربمج‪ ،‬تنتعش يف ظروف معينة‬
‫وبخاصة وقت االزمات واحلروبوالكوارث‪ ،‬وعند انعدام املعلومات الرسمية املوثوقة‪،‬غري ان‬

‫‪- 250 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫املعلومة ليست شائعة‪»،‬فاملعلومة التي ال تشكل خربا ال يمكن ان تولد شائعة»‪،5(.‬ص‪،)64‬‬
‫والشائعة تتشكل عندما تتعدى شخصني فاكثر‪.‬‬
‫فالشائعة هي ظاهرة اجتامعية‪ ،‬البد من شخصني عىل االقل لتكون شائعة‪،10( .‬ص ‪،)71‬‬
‫تعددت التعاريف حول الشائعة‪،‬بعضها ينطلق من حيث وظيفتها واخرى بناءا عىل اهدافها‬
‫‪،‬واخرى حسب زمنها‪،‬والبداوال البدء من املعنى اللغوي هلا‪.‬‬
‫الشائعة لغويا‪ :‬مجع شائع‪ ،‬وشاع اخلرب‪ ،‬ذاع‪ ،‬والشاعة االخبار املنترشة‪،3(.‬ص‪.)394‬‬
‫املعجم الوسيط اورد الشائعة واالشاعة عىل النحو االيت‪:‬االشاعة‪ :‬اخلرب ينترش غري متثبت‬
‫منه‪ ،‬الشائعة‪:‬خرب ينترش وال تثبت فيه‪،‬فاالشاعة والشائعة والشاعة كلها حتمل نفس املعنى‪(.‬‬
‫‪ ،2‬ص‪.)77،‬‬
‫تعريفا اخر يرى باهنا تقرير غامض او غري دقيق يتم تناقله عن طريق الكلمة امللفوظة غالبا‪،‬‬
‫ويعرفها (دريفر) باهنا قصة غري متحقق من صدقها‪ ،‬تنترش يف املجتمع ويزعم فيها حدوث‬
‫واقعة معينة‪ ،11(.‬ص‪ )17‬كذلك ورد يف معجم علم النفس عىل اهنا تقرير غري متحقق منه‬
‫عن حادثة تناقلتها االفواه‪،4( .‬ص‪ ،)22‬اما عن تناقلتها االفواه فتحرص الشائعة يف اللغة‬
‫اللفظية‪ ،‬واالمر يف الوقت الراهن خمتلف حيث تتناقلها االبصار اكثر من االفواه‪،‬واما اهنا غري‬
‫متحقق منها فاملتداولون هلا ‪-‬االغلبية ‪ -‬ليس ذات امهية لدهيم‪ ،‬وهي ترسي رسيعا بناءا عىل‬
‫االعتقاد بمصداقيتها‪ ،‬واحيانا ينتاب الشك حتى بجهات التحقيق ان كانت نزهية ام ال‪ ،‬كام ان‬
‫الشائعة احيانا يمكن ان تخُ تلق بالكامل‪،‬من دون ان تبنى عىل حادثة‪ ( .‬التهامي) يعرف الشائعة‬
‫باهنا ترويج خلرب خمتلق ال اساس له من الواقع او تعمد املبالغة والتهويل او التشويه يف رسد خرب‬
‫فيه جانب ضئيل من احلقيقة‪ ،‬او اضافة معلومة كاذبة او مشوهة خلرب معظمه صحيح او تفسري‬
‫خرب صحيح والتعليق عليه باسلوب مغاير للواقع واحلقيقة‪ ،‬هبدف التاثري عىل الراي العام‬
‫الداخيل اواخلاجي الهداف سياسيةاواقتصاديةاو غريها (‪ ،4‬ص‪)23‬‬
‫غري ان بعض الشائعات تقوم عىل دوافع ذاتية مثل املزاح او السخرية ثم يتم تاؤيلها ضمن‬

‫‪- 251 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫اطار اخر‪ .‬وعرف (ريبري) يف قاموسه لعلم النفس»الشائعة‪ ،‬تقرير غامض او غري دقيق او قصة‬
‫او وصف يتم تناقله بني افراد املجتمع‪ ،‬عن طريق الكلمة املنطوقة غالبا ومتيل اىل االنتشار‬
‫اوقات االزمات وتدور حول اشخاص او احداث يمثلون امهية الفراد املجتمع يف ظل توفر‬
‫املعلومات الغامضة عن هؤالء االشخاص او االحداث»(‪،4‬ص‪ .)23‬لكن اليوم بفضل‬
‫تكنولوجيا االتصال فان الصورة هلا الغلبةعىل الكلمة‪ ،‬وان كانتقابليتها عىل التزييف كبرية‪.‬‬
‫هنالك تعريف اخر لكل من(البورت) و(بوستامن)‪ ،‬بان الشائعة»افرتاض يرتبط باالحداث‬
‫القائمة يراد هبا ان يصبح موضع تصديق العامة‪ ،‬بحيث يتم تروجيه من شخص اىل اخر مشافهة‬
‫يف العادة ومن دون ان تتوافر ايملموسة تسمح باثبات صحته‪،5(».‬ص‪ )4‬ومها يربطان‬
‫الشائعة بحدث قائم‪ ،‬وهذا افرتاض ال يطابق املدى الذي امتدت اليها الشائعة يف الوقت‬
‫احلايل‪ ،‬فبعض الشائعات العالقة هلا بحدث وهو افرتايض بالكامل‪ .‬اما تعريف (كناب)‬
‫الذي ذكر ان الشائعة «ترصيح يطلق لتصديقه العامة ويرتبط باحداث الساعة وينترش من دون‬
‫التحقق رسميا من صحته‪ ».‬فهو تعريف شمويل اىل حد كبري‪ ،‬ولكن من دون االشارة ما اذا‬
‫كانت ملفقة وخمتلقة‪،‬وجاء اشهر تعريف من عامل االجتامع االمريكي(يت شيبوتاين) الذي اعترب‬
‫الشائعات اخبارا ملفقة تتولد من نقاش مجاعي‪ ،‬وان مصدر الشائعة حدث مهم وملتبس» اي‬
‫حدث غامض(‪ ،5‬ص‪، )20‬ويضيف تنشا الشائعة من تشارك املجموعة فيمواردها الفكرية‬
‫من اجل اجياد تفسري مرض للحدث»(‪،5‬ص‪ ،)20‬واحلجة التي يقدمها (شيبوتاين) هي ان‬
‫الشائعة=االمهية × االلتباس‪،‬لكن طاقة عبئة املجموعة تغيب يف هذه املعادلة‪ ،‬فالشائعة تولد‬
‫كلام ارادت العامة ان تفهم ومل تلق اجابات رسمية تريض فضوهلا‪ ،‬وهذا ما جيعل من الشائعة‬
‫السوق السوداء للمعلومات‪ ،‬فتعريف (شيبوتاين) حمدد عىل نحو تام الن نظريته تتعلق بنشاة‬
‫الشائعة وتطورها‪ ،‬كام ان الشائعة ال حتتاج احيانا اىل حدث مهم حيتاج تفسري‪ ،‬بل ان بعضها‬
‫يولد احلدث‪،‬خالفا للمفهوم التقليدي الذي يربط بني الشائعة واملعلومة اخلاطئة‪ ،‬ال حتمل‬
‫كلمة شائعة اي داللة عىل طابعها الصحيح او اخلاطئ‪،‬ما يميز الشائعة انام هو مصدرها غري‬

‫‪- 252 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫الرسمي(‪،5‬ص‪)24-20‬وعند النظر اليها كفعالية اجتامعية فان «االشاعة كصورة من اكثر‬
‫صور النشاط االجتامعي بعدا عن املنطق‪،10(».‬ص ‪ )66‬لكنها اليوم بمثابة علم له نظرياته‬
‫واصوله‪ ،‬يدخل ميادين خمتلفة ويرتبط بعالقة وثيقة مع السياسة واحلرب واالقتصاد واالعالم‪،‬‬
‫وعلم االجتامع‪،‬وعلم النفس‪.‬‬
‫تقرتب الشائعة من الدعاية كثريا‪ ،‬اال ان الدعاية اشمل‪ ،‬اذ يتضمن كافة انواع التزييف‬
‫لتحقيق اهداف معينة‪ ،‬تكون االشاعة احدى اداوهتا للتاثري يف الناس‪ ،‬وعندما توجه اىل خارج‬
‫احلدود تسمى حربا نفسية‪،4(.‬ص‪)27‬فاالشاعة هي جزء من احلرب النفسية‪ ،‬وهي احدى‬
‫اقوى وسائلها‪ ،‬مثلها مثل الدعاية وغسل الدماغ وافتعال الفتن واالزمات وغري ذلك من‬
‫االساليب‪،6(.‬ص‪)148‬ويرى(ابراهيم الداقوقي) ان االشاعة اسلوب من اساليب احلرب‬
‫النفسية من اجل حتقيق اهداف سياسية او اقتصادية او اجتامعية او عسكرية‪ ،‬وهي ال تعدو عن‬
‫كوهنا رواية خمتلقة‪ ،‬قد حتمل جزء من احلقيقة لكنها تستهدف الراي العام للتاثري النفيس عليه‪.‬‬
‫(‪،1‬ص‪)94‬ويشري(تايلور) انالدعاية يف جوهرها عملية اقناع‪-‬نفسية‪ -‬منظمة تنقض عىل‬
‫العقل‪ ،‬اهنا عبارة عن تنظيم الوسائل التي تصمم القناع الناس بان يفكروا ويسلكوا بطريقة‬
‫معينة‪،9(.‬ص‪ )24 -23‬ويضيف بان الدعاية هي «عملية جيري من خالهلا توصيل فكرة او‬
‫راي ما اىل شخص اخر من اجل غرض حمدد»‪،9(.‬ص‪ ،)27‬وترتبط الدعاية بالقصد‪ ،‬بمعنى‬
‫ممكن ان تستخدم للحرب‪ ،‬او السياسة‪.‬‬
‫واحلرب هي استمرار للسياسة بوسائل خمتلفة‪ ،‬كام يقول (كلوزفيتز) وهو من رواد علم‬
‫اجليوسرتاتيجي‪ ،‬اما الدعاية فهي وسيلة اساسية لكسب تاييد اجلمهورللسياسة‪ ،‬وان الدعاية‬
‫جعلت من فن السياسة ممكنا اكثر مما كان‪،9(.‬ص‪.)369‬وهكذا فان الشائعة ترتبط بالسياسة‬
‫واحلرب من خالل احلرب النفسية والدعاية منذ القدم وحتى الوقت احلارض‪ ،‬لكنها انتقلت‬
‫اىل افق جديد اليوم بفضل ثورة املعلومات والتطور التكنولوجي‪ ،‬حيث تبلورت صيغة جديدة‬
‫من الشائعات‪،‬استمدت مالحمها من التكنولوجيا الرقمية‪.‬‬

‫‪- 253 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫الشائعة الرقمية‪:‬الشائعة الرقمية هي الشائعة التي تنتعش يف البيئة الرقمية(سوشيل ميديا)‪،‬‬
‫والتي متتلك قدرة التامهي مع احلقيقة اىل درجة كبرية‪ ،‬والتي يتم انتاجها او تداوهلا ضمن‬
‫الفضاء الرقمي وهي متتلك ساممتختلفةعن الشائعةالتقليدية‪.‬‬
‫سامت الشائعة الرقمية‪:‬‬
‫‪.1‬االقناع‪ :‬حمرتيف صناعة الشائعة ومروجيها تتوفرهلم أدوات اشتغال متكنهم من جعل‬
‫الشائعة أكثر إقناعا وأقرب يف هيأهتا اىل احلقيقة‪.‬‬
‫‪.2‬احلفاظ عىل الصيغة‪ :‬الشائعة الرقمية تتميز بقدرهتا عىل البقاء بصيغتها االولية اىل حد‬
‫كبري‪ ،‬بينام النزعة التهويلية ترافق الشائعة التقليدية‪.‬‬
‫‪.3‬املشاركةو التمرير‪:‬تستفيد الشائعة الرقمية من امكانية توفرها تكنولوجيا االتصال‬
‫يف وسائل التواصل والتطبيقات الذكية‪ ،‬وهي خيار التمرير واملشاركة مما تزيد نسبة املتلقني‬
‫وتصل اىل اعداد هائلة‪.‬‬
‫‪.4‬الرسعة الفائقة‪ :‬تتسم الشائعة الرقمية برسعة كبرية عىل االنتشار‪ ،‬تتجاوز احلدود‬
‫اجلغرافية لظهورها اىل ارجاء كثرية من العامل يف ظرف ثواين معدودة‪.‬‬
‫‪.5‬صعوبة دحض الشائعة الرقمية‪:‬لدحض الشائعة الرقمية يفرتض توفر عاملني مها‬
‫اخلربة التقنية والقدرة عىل التحقق والتمحيص والتحليل‪ ،‬من الصعب دحض الشائعة الرقمية‬
‫من غريخربة مهنية وتقنية غالبا ما ال تتوفر إال عند وسائل اإلعالم‪ ،‬والذين يمتلكون ناصية‬
‫تكنولوجيا املعلومات التي متكنهم من معرفة مدى التالعب بالوسائط التواصلية الرقمية من‬
‫خالل معاجلة النصوص والصور واملؤثرات البرصية‪ ،‬ولقطات الفيديو وخامات الوثائق‬
‫(الورقية والبالستيكية واملعدنية وغريها)‪ ،‬وربط ذلك بسياق تواصيل حقيقي شهد حدثا‪ ،‬قد‬
‫ينتج عنه أمرا مشاهبا ملا ورد يف الشائعة‪ ،‬كام ان القدرة عىل التحقق والتمحيص تتوفر عادة لدى‬
‫اإلعالميني املحرتفني الذين لدهيم املهارةعىل التحقق من مصدر الوثيقة أو املعلومة ومدى‬
‫صدقيتها ومدى معقوليتها باعتبارهم األكثر عرضة للتعامل مع تدفق املعرفة‪ .‬ومن هذه‬

‫‪- 254 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫املهارات البحث عن مصدر إعالمي حمرتف أورد املعلومة أو الوثيقة‪ ،‬ثم هناك مهارة التدقيق‬
‫يف األخطاء التي قد ترد يف الوثيقة مثل االخطاء االسلوبية او السياقية او املعلوماتية‪)9(.‬‬
‫ان السامت التي متتلكها الشائعة الرقمية جتعل منها قوة تدمريية هائلة وتسبب ارضاراجتامعية‬
‫بليغة‪ ،‬خاصة تلك التي تصمم باحكام وتبنى عىل قواعد واسس نفسية دقيقة‪ ،‬وهي يف ذات‬
‫الوقت عصية عىل املواجهة واملكافحة‪ ،‬الهنا تفرض نفسهاحتى يف حالة انكارها‪.‬‬
‫اسباب الشائعة وظروف نشاهتا واصنافها ومصادرها‪:‬‬
‫البد من التفريق بني الشائعة الفردية اوالشائعة اجلامعية‪ ،‬وبني الشائعة التي تصمم من قبل‬
‫خمتصني وخرباء هلم دراية تامة بصناعتها وتوقيتها واهدافها والوسيلة املناسبة لبثها‪ ،‬وهي عادة‬
‫تقوم هبا منظامت‪-‬علنية اورسية‪ -‬او جهات دولية يف حاالت احلروب والنزاعات و تدخل يف‬
‫جمال احلرب النفسية‪ ،‬كام حصلت يف احلروب العاملية‪،‬وحرب اخلليج االوىل والثانية‪.‬‬
‫وختتلف الدوافع يف كل منها ‪،‬فالشائعات التي تنشا بشكل فردي‪ ،‬او مجاعي حمدود‪،‬‬
‫ربام ال تلتزم بتوقيت معني‪ ،‬وقد يكون بدافع التشويه كام حيصل مع الفنانني‪ ،‬او االنتقام‬
‫الشخيص والسيايس او بسبب اجلهل‪ ،‬وثمة عوامل سيكولوجية لنرش الشائعة‪ ،‬منها اشباع‬
‫رغبات حب الظهور‪ ،‬اسباغ امهية حول الذات‪ ،‬وهي نوع من احليل العقلية الدفاعية‬
‫يعرف باسم التعويض‪،‬كذلك الرغبة يف التاييد العاطفي للحصول عىل االمن والثقة‪ ،‬فتنشا‬
‫احلاجة ملشاركةاالخرين رغبات شخصية وخماوف وهو دافع االتفاق اجلامعي‪ ،‬وثمة دوافع‬
‫اخرىكالتسلية ومتضيه الوقت‪ ،8 (.‬ص‪ ) 52‬اما االهداف فهي عىل املستوى الفردي‪ ،‬ترتاوح‬
‫بني اسقاط وتشويه وجذب انتباه والتفرقة‪ ،‬وعىل املستوى اجلامعي‪ ،‬غالبا ما تكون مناوئة مجاعة‬
‫اخرى‪ ،،‬بينام عىل املستوى الدوليفهي تاخذ منحى كشف او اخفاء حقائق‪،‬اثارة فوىض‪ ،‬بث‬
‫الطامنينة‪ ،‬افقاد العدو الثقة بمصادر معلوماته‪،7(.‬ص‪ )14‬والشائعات يف املستوى الفردي‪،‬‬
‫الترسع يف نرش األخبار دون التحقق من‬
‫ّ‬ ‫ينترش بشكل عفوي غري مقصود احيانا‪ ،‬بسبب‬
‫مصادرها األصل ّية‪ ،‬اما يف املستوى الثاين من الشائعات فانه يتم التخطيط هلا باحكام‪ ،‬من طرف‬

‫‪- 255 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫جهات معينة رسمية او شبه رسمية او خفية‪ ،‬لتحقيق اهداف حمددة‪.‬‬
‫ومن حيث الظروف التي تسبق او تصاحب الشائعة‪ ،‬فان الظروف النفسية اجلامعية عادة‬
‫التي ترتبط باالزمات احلادة يف اي بلد ممكن ان جتعل الناس مهيأئني لتقبل الشائعة وتروجيها‬
‫بسبب االحساس باخلطر والتوتر‪ ».‬وهناك اسباب سيكولوجية تكمن وراء امليل الشائع عند‬
‫اجلميع اىل (االستباق) وذلك بقدرمايتعلق االمر بتوقع انباء هامة(‪،10‬ص‪.)68‬‬
‫تصنف الشائعاتتصنيفات عدة‪ ،‬تبعالنوعية الدراسة التي اجريت عنها‪ ،‬منها حواللوظيفة‪،‬‬
‫او املوضوع الذي تدور الشائعة حوله(سيايس‪ ،‬اجتامعي‪ ،‬اقتصادي) او الدوافع التي تكمن‬
‫خلفها‪ ،‬او االثار النامجة عنها‪ ،‬او مدى صدقها‪ ،‬او من حيث كوهنا حملية او عاملية‪ ،‬او من‬
‫حيث عامل الزمن كام فعل العامل الرويس(بايسو) الذي صنف الشائعات وفقزمن انتشارها‬
‫ورسعتها‪ .‬تتباين مصادر الشائعة بشكل واسع‪،‬تبعا لدوافع واهداف اجلهة التي صممتها‪،‬‬
‫وبمتابعة الشائعات التي راجت والقت انتشارا واسعا عىل مواقع التواصل االجتامعي وغريها‬
‫يتضح تنوع مصادرها‪ ،‬فبعضها يايت من وسائل االعالم االخرى(صحف اوقنوات تلفزيونية)‬
‫وجيد صداه الواسع يف (سوشيل ميديا)‪ ،‬والبعض االخر ينتقل بالعكس‪،‬وهنالك الطابور‬
‫اخلامس‪،‬كام ان قدرة التخفي باسامء ومهية عىل االنرتنت تسمح امكانية نرش الشائعة بمصدر‬
‫جمهول‪،‬او وجود حساب مزيف باسم رشكة او شخصية معروفة او موقع عىل االنرتنت باسم‬
‫جهة او وكالة اخبارية‪،‬وهنالك ايضامايسمى اجليوش االلكرتونية‪.‬‬
‫اجليوش االلكرتونية هي صفحات(ممولة) عىل فيسبوك‪ ،‬يقوم حمرتفون بادارهتا‪ ،‬تنرشاخبار‬
‫الساسة يف العراق‪ ،‬تتنافس فيام بينها للدفاع اومهامجة وتشويه سياسيني وأحزاب‪ ،‬يطلق‬
‫العراقيون عىل هذه الصفحات تسمية (جيوش الكرتونية)‪ ،‬عرب نرش عرشات الشائعات‬
‫وأالخبار املزيفة‪ ،‬وصور مفربكة ضد السياسيني‪ ،‬وحتصل هذه املنشورات رغم سذاجتها‬
‫عىل آالف املعجبني واملعلقني‪ ،‬وتزداد انتشارا مع اعادة نرش هذه االخبار من قبل املتابعني عىل‬
‫صفحاهتم الشخصية‪ ،‬من هذه الصفحات (فيديو وبس) تضم اكثر من (‪ )150‬ألف متابع‪،‬‬

‫‪- 256 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫و(حرامية) التي يتابعها أكثر من (‪ )100‬الف متابع‪،‬أما صفحة (شرب املدين‪-‬جهينة) فلها اكثر‬
‫من ( ‪ 95‬الف متابع)‪ ،‬وصفحة (سياسة ورأي) يتابعها أكثر من (‪ )48‬الف‪ ،‬وهلا تأثري كبري عىل‬
‫الرأي العام العراقي‪(،‬مصطفى حبيب‪)21،‬‬
‫الشائعة ووسائل االعالم‪:‬‬
‫لوسائل االعالم عالقة مبارشة بالشائعة‪ ،‬اذ يمكنها ان تثري الشائعة وتؤججها ويمكن‬
‫ان ختمدها‪،‬ويمكن كذلك ان تلعب وسائل االعالم دورا مزدوجا ايضا‪،‬فبينامهي تقوم‬
‫بوظيفتهافينرش خرب مافهي انام تبث الشائعة‪.‬‬
‫تنطلق الشائعة بدءا من وسائل االعالم غري الرسمية فتنترش عرب شبكات العالقات‬
‫الشخصية وعالقات اجلوار‪ ،‬فوسائل االعالم كثريا ما تشكل ناقالت فاعلة للشائعة وان مل‬
‫يكن هلا دور يف ابتكارها‪ ،‬تبث الشائعة عربوسائل االعالم‪ ،‬خصوصا اهنا ترسع مسار الشائعة‬
‫وتوكد صحتها‪ ،‬كل ظهور للمرسلة يف وسيلة اعالمية يمنح الشائعة مزيدا من الصدقية وحيوهلا‬
‫اىل نبا‪ ،‬وبذك تكتسب الشائعة صفةاحلقيقة وحتتل موقعاراسخا يف املعرفة(‪،5‬ص‪)81‬‬
‫وتتعزز الشائعة حني تنرش وسائل االعالم فرضيات ثم تتصورها العامة من نفسها‪ ،‬عىل‬
‫سبيل املثالفي بلدة(ماتون) تقدمت امراة تغلبت عليها خميلتها بافادة امام رجال الرشطة مفادها‬
‫بان رجل دخل خلسة اىل منزهلا وخدرها‪ ،‬يف اليوم التايل احدى الصحف عنونت اخلرب(طبيب‬
‫خمدرجمنون يفر هاربا والضحية االوىل السيدة فالنة)‪ ،‬واالحياء ان هنالك ضحايا الحقا‪ ،‬طاملا‬
‫هناك ضحية اوىل‪ ،5 (.‬ص‪ )82‬ويصبح اخلرب شائعة مرعبة يتابع الناس صداها ليحتاطوا من‬
‫اثارها‪.‬‬
‫واجلانب األخطر مما سبق أن هنالك شواهد عدة تشري إىل حتول اإلعالم يف بعض األحيان‬
‫إىل مربع الشائعة‪ ،‬بمعنى أن اإلعالم يتخىل عن دوره احلقيقي ليتداول وقائع وأحداث ًا أقرب إىل‬
‫الشائعات منها إىل األخبار‪.‬‬
‫وقد حدث اثناء اضطرابات (ديرتويت) عام ‪،1943‬يف الواليات املتحدة االمريكية انه‬

‫‪- 257 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫اشيع بان عربات حمملة بمسلحني زنوج‪ ،‬تتجه من (شيكاغو) اىل (ديرتويت) انترشت الشائعة‬
‫بني الناس‪ ،‬ولكن احدى حمطات الراديو ومن دون تقدير للمسؤولية اذاعت اخلرب‪-‬الشائعة‪.‬‬
‫(‪،10‬ص ‪ )149‬وسببت بلبلة واثارت املشاعر املناهضة للسود‪،‬بدال من الرتوي وهتدئة‬
‫االوضاع‪.‬‬
‫ويف البلدان التي ختضع وسائل االعالم فيها اىل احلكومة يمكن ان تصبح فيها الصحافة‬
‫منبعا رئيسيا لالشاعة‪ ،‬وحتى يف البلدان احلرة يمكن ان متارس دور الشائعة عن طريق عدم‬
‫صحة اخلرب املرصح به‪ ،‬ويف حاالت يكون ايالج الشائعة امرا متعمدا‪،10( ،‬ص‪ )140‬وحيصل‬
‫ايضا ان مؤسسات رسمية يف بعض البلدان تتوىل بصورة غري مبارشة بنرش شائعة ما‪ ،‬من باب‬
‫التحذير يف وسائل االعالم‪ ،‬يف االردن سنة ‪ ،1993‬اقدم شخص جمهول اهلوية عىل قتل مواطن‬
‫يف حمل عمله استخدم مطرقة(شاكوش)‪ ،‬وانطلقت شائعة ان هنالك قاتل متسلسل اطلق‬
‫عليه اسم(ابو شاكوش) وساد الرعب واهللع بني الناس الهنا كانت احلادثة التاسعة منذ عام‬
‫‪ ،1992‬ولكن اجهزة االمن العام االردنية راحت حتذر الناس عرب وسائل االتصال املختلفة‬
‫من (ايب شاكوش)‪،2(.‬ص‪ )84‬وبذلك ذاع اخلرب ووصل اىل املناطق البعيدة خارج العاصمة‬
‫ايضا والتي ربام ما كان اخلرب عند سكاهنا موضع تصديق‪ .‬واالمر نفسه ينطبق بشكل واسع عىل‬
‫وسائل االعالم االلكرتونية‪،‬التي متارس دورا فاعال بانتشار الشائعة‪.‬‬
‫ففي دراسة حتمل عنوان (أكاذيب وأكاذيب كرهية وحمتوى ينترش برسعة)‪ ،‬جرت حتت‬
‫إدارة (كريغ سيلفرمان) يف معهد (تاو سنرت) للصحافة الرقمية يف جامعة (كولومبيا)‪ ،‬وردت‬
‫ان عدد كبري من وسائل اإلعالم اإللكرتونية يساهم يف التضليل لتحصالملزيدا من الزيارات‬
‫ملوقعها‪ ،‬وأضافت الدراسة أن وسائل اإلعالم اضطرت ملعاجلة أخبار مل يتم التحقق من‬
‫صحتها‪ ،‬بينام سارع بعضها يف نرش أخبار كاذبة‪ ،‬أن املوقع ال يتحقق من صحة املعلومات‬
‫التي يقوم بنرشها‪ ،‬وبدال من ذلك يقوم بربطه بوسيلة إعالم أخرى‪ ،‬وقال (سيلفرمان) إن‬
‫املعلومات الكاذبة تثري يف أغلب األحيان اهتامما أكرب من األخبار الصحيحة‪ ،‬لذلك تنترش‬

‫‪- 258 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫بشكل أوسع‪ ،‬وأكد أن معظم األخبار الكاذبة تنرشها وسائل اإلعالم اجلديدة أو الصحافة‬
‫الصفراء‪ ،‬ونادرا ما ينرش النفي خلرب غري صحيح‪ ،‬وقال (سيلفرمان) عىل سبيل املثال‪ ،‬خرب‬
‫أفاد أن مقاتلني من تنظيم الدولة اإلسالمية تم اعتقاهلم عىل احلدود بني املكسيك والواليات‬
‫املتحدة‪،‬صدر نفيه خالل ‪ 24‬ساعة ‪،‬ومع ذلك عرشون باملئة فقط من وسائل اإلعالم التي بثت‬
‫اخلرب نرشت نفيه‪ ،‬ورصح (بيل أدير) أستاذ الصحافة يف جامعة (ديوك) التي أطلقت يف ‪2007‬‬
‫موقع (بوليتيكفاكت) للتحقق من الوقائع‪ ،‬من املقلق أن نرى صحفيني ينقلون معلومات ال‬
‫يعرفون إن كانت صحيحة أو كاذبة‪ )1(.‬واالدهي من ذلك ان تقوم وسيلة اعالمية باجراء‬
‫حتقيق لتاكيد صحة خرب مزيف‪،‬ففي بداية عام‪ 2017‬نرشت صورة لطفل يرتدي كيس نايلون‬
‫كتب عليه اسم (ليونيل مييس)‪ ،‬وصلت الصورة اىل القنوات االعالمية عرب شبكات التواصل‪،‬‬
‫وقامت قناة (كوردستان ‪ )24‬بنرش تقريرا عن الطفل مدعية ان صاحب الصورة طفل اسمه‬
‫(هومن عيل امحد) يف العارشة من العمر‪ ،‬يعيش يف قرية تابعة ملحافظة دهوك‪ ،‬ثم اتضح ان‬
‫الطفل هو أفغاين‪.)21( .‬‬
‫القناة التلفزيونية (كردستان ‪ )24‬اجرت حتقيقا مصورا عن الطفل مما يعني اهنا علمت‬
‫بحقيقة القصة وان الطفل الظاهر بالصورة ليس من مدينة دهوك‪ ،‬ولكنها سارعت اىل نرش‬
‫اخلرب مع سبق االرصار عليه‪ ،‬وهذا مثال فحسب عن متادي وسائل االعالم يف نرش االكذوبة‪،‬‬
‫وال ينطبق احلال عىل القناة املذكورة فقط‪،‬فاغلب وسائل االعالم تقوم باالمر نفسه(رابط‪)30‬‬
‫الشائعة والتواصل االجتامعي‪:‬‬
‫الشائعات عرب وسائل التواصل االجتامعي ختتلف من حيث أهداف نرشها فمنها متعمدة‪،‬‬
‫اي التي يكون نارشها عىل علم مسبق باهنا غري صحيحة البته‪،‬وتكون لديه غرض حمدّ د من‬
‫نرشها‪.‬‬
‫واذا كانت بالعادة تصف حالة قائمة فان الكثري من االقاصيص تنترش وهي من نتاج‬
‫اخليال‪ ،‬وقد تتضمن نقد سيايس‪ ،‬فالفكاهة واالشاعة سواء من حيث طريقة الرسيان او من‬

‫‪- 259 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫حيث الوظيفةغالبا ما تكون عن تشابه(‪،10‬ص‪.)158‬‬
‫وبعض الشائعات قد تقف خلفها رغبة بالتسلية او مزحة كام حصل مع هذا اخلرب‪،‬عرض‬
‫الرئيس الفرنيس (نيكوال ساركوزي)‪ ‬مرشوعه اجلديد (رمضان فرنسا) يف مسجد مارسيليا‬
‫الكبري‪ ،‬وذلك بمناسبة بداية شهر رمضان الكريم‪ ،‬يأيت هذا املرشوع ضمن سياسة (ساركوزي)‬
‫الرامية اىل حتسني اندماج األقلية املسلمة يف املجتمع الفرنيس‪ ،‬وقال الرئيس يف كلمته أمام رواد‬
‫املسجد يرشح فيها مرشوعه حسبام أورد موقع (يس ان ان ) إخواين املواطنني‪ ،‬املسلم الفرنيس‬
‫هو فرنيس قبل أن يكون مسل ًام‪ ،‬وعليه فإن قهوة الصباح مع اهلاللية (كرواصون) تقليد فرنيس‬
‫عريق ال جيب التخيل عنه‪ ،‬لذا وانطالق ًا من فتاوى األزهر حول فقه األقليات فإنه جيوز‬
‫للمسلم الفرنيس الصائم أن يبدأ صباحه بقهوة مع هاللية‪ ،‬كغريه من أبناء الشعب الفرنيس‪،‬‬
‫قبل االنطالق للعمل‪()6(.‬ساركوزي يقرتح صياما عىل الطريقة الفرنسية)‪،‬هوعنوان مقال‬
‫مدونة (عالش) املغربية‪ ،‬تناقلته الكثري من املواقع دون الرجوع إىل املصادر‪ -‬اإلخبارية‬
‫نرش يف ّ‬
‫تفوت كالما خطري ًا مثل هذا يصدر عن رئيس فرنسا‪.‬‬
‫والسياسية‪-‬املوثوقة التي اليمكن أن ّ‬
‫(‪.)26‬‬
‫وقد احىص الباحثان عدد املواقعالتي تناقلت اخلرب بحدود(‪) 54‬موقع ومدونة(انظر‬
‫الروابط يف‪ )36‬بل ان صداها انتقل اىل القنوات الفضائية‪،‬مثل (يس ان ان) العربية وكذلكاىل‬
‫قناة العربية التي علقت عىل اخلرب عىل النحو االيت‪:‬أثار مقال ساخر عىل مدونة لشاب مغريب‬
‫بعنوان (ساركوزي يقرتح صيام ًا عىل الطريقة الفرنسية) حفيظة املسلمني بعد ان تداولته مواقع‬
‫الكرتونية واخبارية عىل أنه خرب حقيقي‪،‬وكان صاحب مدونة (عالش) ختيل أن ساركوزي‬
‫ألقى خطاب ًا يف مسجد (مارسيليا)‪،‬خط فيه ترشيعات جديدة للمسلمني الفرنسيني يف رمضان‬
‫منها دعوهتم اىل تناول القهوة مع (كرواصون) صباح ًا‪ ،‬وطالب األئمة بتالوة القرآن الكريم‬
‫وإقامة الصالة باللغة الفرنسية‪ ،‬هذا باالضافة إىل أشياء أخرى‪ ،‬غري أن الردود بدأت بالتوايل‬
‫عىل املدونة‪ ،‬منتقدة ومهامجة الرئيس الفرنيس بشدة‪ ،‬ثم تناقلت املواقع اإللكرتونية واإلخبارية‬

‫‪- 260 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫املوضوع الساخر عىل أنه خرب‪ ،‬منها موقع (يس ان ان)العريب‪ ،‬وقد اثار اخلرب حفيظة (الغيورين‬
‫عىل اإلسالم)‪ ،‬ففاضت أقالمهم بالتحليالت واآلراء‪ ،‬ووصف أحد الكتاب يف صحيفة‬
‫الدار الكويتية الرئيس الفرنيس بـ (العالمة ساركوزي)‪ ،‬وبلغ األمر بأحد كتاب صحيفة‬
‫(الدستور) األردنية إىل اهتامالرئيس الفرنيس بإعداد نسخة فرنسية للصيام‪ ،‬ومحل مسؤولية‬
‫ما قاله (ساركوزي) إىل العرب واملسلمني الذين برأيه وصلوا اىل (ما بعد البالدة) واشتعلت‬
‫نقمة علامء األزهر ضده‪ ،‬فاعتربوا أنه يعتدي عىل الصيام والرشيعة اإلسالمية‪ ،‬وأصبح الرئيس‬
‫الفرنيس حيمل مرشوع ًا مشبوها ضد املسلمني وجيب مقاضاته بحسب علامء األزهر‪.)2(.‬‬
‫‪ ‬موقع (عالش) عاد ثانية ونرش‪:‬هذا املقال(ساركوزي يقرتح صياما عىل الطريقة الفرنسية)‬
‫هو تصوير ساخر حلدث مل يقع‪ ،‬اهلدف منه هو مناقشة عالقة ساركوزي والسلطة الفرنسية‬
‫باألقلية املسلمة يف فرنسا‪ ،‬لألسف‪ ‬قام البعض بنرشه يف مواقع اخرى عىل شكل خرب حقي‬
‫قي(‪.)5‬‬
‫هكذا تتحول مزحة او مقال ساخر اىل خرب ومن ثم اىل شائعة مغرضة تتسبب بالكثري من‬
‫سوء القول والفعل‪ ،‬وتعرب عن جهل بكيفية التعامل مع ما يقرا او يرى عىل صفحات االنرتنت‪،‬‬
‫وينساق البعض اىل مزالق خطرية نتيجة احياءات احيانا غري مقصودة وغري حقيقية تطرح مزاحا‬
‫قد تؤدي اىل نتائج مؤسفة‪ ،‬وحدث يف العراق انه وبسبب شائعة ‪،‬هدفها السخرية واملزاح‬
‫قتل شاب عراقي يافع يف العرشين من العمر‪ .‬روجتها إحدى صفحات فيسبوك‪،‬حيث نرشت‬
‫الصفحة صورا للشاب(كرار) وهو طالب بمعهد الفنون اجلميلة‪ ،‬مرفقة بمنشور فحواه‬
‫(هذا ملك مجال العراق) للسخرية منه‪ ،‬بسبب شعره الذهبي الطويل وعيونه امللونة املغايرة‬
‫للمالمح العراقية‪ ،‬وقد عثر عىل جثتة ممزقة يف أحد أحياء رشقي العاصمة العراقية بغداد‪ ،‬بعد‬
‫اختطافه عىل يد جمهولني‪،‬وتناقل العراقيون (ناشطوا مواقع التواصل االجتامعي) صور ( كرار‬
‫نويش)‪،‬وعبارت غضب واستنكار ملقتله(‪.)18‬‬
‫وهناك شائعات غريمتعمدة اهلدف منها اثارة اهتامم االخرين واحلصول عىل اعجاب‬

‫‪- 261 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫املستخدمني‪ ،‬من دون وعي بخطورة ما ينرش‪،‬فامليل الفطري لإلنسان ليضطلع بدور إعالمي‬
‫الترسع يف نرش األخبار دون‬
‫ّ‬ ‫يدفعه اىل النرش بشكل عفوي غري مقصود‪،‬وقد حيصل بسبب‬
‫التحقق من مصادرها األصل ّية‪،‬وهو ربام يسهم يف خدمة جهات هلا غايات خبيثة‪ ،‬ومن‬
‫الشائعات االخرىشائعات هلا تداعيات عىل األمن الوطني للدول واملجتمعات‪ ،‬ويف الغالب‬
‫فإن هذا النوع من الشائعات تتباين مصادرها وأهدافها‪ ،‬فقد تكون نتاج أشخاص أو جهات‬
‫خارجية أو رشكات كربى‪ ،‬واهلدف منها زعزعة االستقرار الداخيل واثارة الفتن واخلصومات‬
‫وتعميق اخلالفات القائمة بني فئات املجتمع‪ ،‬ويظل تأثري الشائعة قائ ًام ومستمر ًا لفرتة من‬
‫الزمن‪ .‬ويف هذا الصدد اشار الرئيس املرصي(عبدالفتاح السييس) إىل أنه البد أن يكون هناك‬
‫وعي عام شعبي‪ ،‬هذا الوعي يوجه ضد الشائعات التي تطرح يف وسائل التواصل االجتامعي‬
‫(سوشيال ميديا) وبعض الوسائل اإلعالمية‪ ،‬وأضاف» البد أن نعي جيدا ماهية ما خيرج‬
‫علينا من وسائل االعالم‪ ،‬الهنا تأخذ االخبار والشائعات وتعترب جزءا منها حقيقيا وتأخذ‬
‫املوضوعات واالحداث وتضخمها‪ ،‬وهذا يف حد ذاته خيدم عمليات الضغط عىل األمن‬
‫القومي املرصي»‪ )10(.‬قد تكون الشائعة اساسها خرب كاذب او صورة مزيفة متت معاجلتها‬
‫بربامج الكومبيوتر‪ ،‬روجها شخص عىل صفحته الشخصية يف مواقع التواصل او تطبيقات‬
‫اهلاتف بدافع اثارة االهتامم او التفاخر‪ ،‬وهو ال يعدو ان يكون سلوكا شخصيا‪ ،‬لكنه يوظف‬
‫ويستغل الهداف سياسية خطرية‪ ،‬ويكون له بعد دويل‪ ،‬ودعوى قضائية ضد جهة النرش‪.‬‬
‫ففي املانيا رفعت دعوة قضائية ضد ادارة (فيسبوك) لنرشه اخبار كاذبة عن املستشارة‬
‫(أنجيال مريكل)حمكمة املانية ادعت يف مدينة (فورتسبورغ)‪ ،‬شامل والية (بافاريا) عىل موقع‬
‫التواصل االجتامعي فيسبوك‪ ،‬لنرش أخبار كاذبة عن الالجئ السوري (أنس معضامين)‪ ،‬والذي‬
‫ظهر يف صورة (سيلفي) مع (مريكل) يف وقت سابق‪ ،‬وأفادت وسائل إعالم بإن فيسبوك‬
‫نرش أخبار ًا عن (معضامين)‪ ،‬مفادها أن صورته مع (مريكل) كانت ومهية ومركبة بربنامج‬
‫الفوتوشوب‪ ،‬و(أنس معضامين) من مدينة (داريا) يف سوريا ويبلغ من العمر ‪ 19‬عاما‪ ،‬وظهر‬

‫‪- 262 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫عام ‪ 2015‬يف صورة مع (مريكل)‪ ،‬والقت الصورة انتشار ًا عاملي ًا واسع ًا‪ ،‬وشارك الصورة‬
‫أكثر من ‪ 500‬شخص‪ ،‬ووفق الوسائل اإلعالمية فان الصورة واالهتامات استُخدمت من‬
‫قبل اليمني املتطرف يف أملانيا للتحريض عىل (مريكل)‪ ،‬ونُرش يف فيسبوك أن (معضامين) هو‬
‫أحد الستة السوريني‪ ،‬الذي حاولوا حرق مترشد داخل نفق يف العاصمة األملانية برلني‪ ،‬واهتمه‬
‫آخرون بأنه (إرهايب)‪ ،‬وكانت الرشطة األملانية قد ألقت القبض عىل ستة سوريني وآخر ليبي‪،‬‬
‫يف ‪ 27‬كانون األول ‪ ،2016‬عىل خلفية حماولتهم إرضام النار بشخص مرشد يف إحدى حمطات‬
‫امليرتو يف برلني‪ ،‬وهذه هي املرة األوىل التي متثل فيسبوك أمام حمكمة يف أملانيا‪ ،‬بخصوص نرش‬
‫أخبار كاذبة‪ ،‬بينام تقول إدارة فيسبوك منذ أشهر إهنا تسعى بشكل صارم التعامل مع األخبار‬
‫الكاذبة‪ ،‬التي تنترش عىل صفحات وجمموعات مواقع التواصل االجتامعي(‪.)24‬‬

‫(انجيال مريكل مع الجئ سوري)‬

‫‪- 263 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫ومن االمثلة االخرى ما حصلفي تطبيقات اهلاتف املحمول(واتس اب)‪ ،‬تداول‬
‫اخلرب االيت (‪) 19‬‬
‫•(بكاء رئيس الوزراء اللبناين سعد احلريري بعد رفض السعودية تغيري موقفها)‬ ‫ ‬

‫الصورة كام هي من دون تغيرييف اخلربين لكن الكالم خمتلف‪ ،‬حيث تكون للصورة االوىل‬
‫داللتها اخلاصة ضمن سياق احلدثويبدو (سعد احلريري) يف حالة حزن شديد عند وصول جثامن‬
‫ويل العهد السعودي االمري (سلطان بن عبد العزيز) اىل قاعدة الرياض اجلوية سنة‪،2011‬بينام‬
‫تم من خالل الكالم احالة الصورة اىل واقعة اخرى مل حتصل‪،‬عىل ان (سعد احلريري) خرج‬
‫باكيا ومنهارا بعد رفض السعودية تغري موقفها من تسفري اللبنانني العاملني يف السعودية(‪.)19‬‬

‫‪- 264 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬

‫انترش عىل (واتس اب) خرب اخر عن وفاة (حسن نرص اهلل)‪ ،‬عرب تداول صورة للرشيط‬
‫اإلخباري عىل ان اخلرب العاجل ورد عىل قناة املنار‪ ،‬لكن اخلرب مل يكن صحيحا‪ ،‬وقد استخدم‬
‫برامج تعديل الصور عليها‪،‬كام أن خط الكتابة املستخدم عىل رشيط القناة يف الصورة ليس‬
‫هواخلط املستخدم يف باقي النص ويف مقاطع الفيديو والصور األخرى لذات القناة‪ ،‬مما يدل عىل‬
‫ان اخلربكان شائعة‪ )25(.‬لكن تنسيب اخلرب اىل قناة املنار اعطى للخرب الكاذب القناعة بصدقه‪.‬‬
‫ال يقترص امر تزوير الصور وتزيفها عىل الصور الثابتة‪ ،‬بل تعدت اىل الصور املتحركة التي‬
‫تكون عىل شكل افالم او مقاطع فيديو‪ ،‬وتكون قابلية تصديقها اكرب بكثري من الصورالثابتة‪،‬‬
‫كوهنا اقل عرضة للتالعب‪ ،‬لصعوبة معاجلتها‪ ،‬ومع ذلك فقد تداول النشطاء عىل (واتس اب)‬
‫يف ‪ 26‬فرباير ‪ ،2017‬فيديو يظهر فيه «الرئيس االمريكي (ترامب) يشاهد صورة للمسجد‬
‫احلرام مبديا استغرابه من احلشودالكبرية يف املطاف»(‪ )19‬بينام يف الفيديو احلقيقي( ‪) 32‬‬
‫كان الرئيس االمريكي يتحدث عن صورة موجودة يف مدارج مبنى الكابيتول اثناء تنصيبه‬
‫رئيسا‪،‬اي قبل شهرمن تاريخ النرش اعاله‪.‬‬

‫‪- 265 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬

‫ان القدرة عىل معاجلة الصور واالرشطة باتت ممكنة جدا‪ ،‬من خالل عدد كبري من برامج‬
‫الكومبيوتر بعمليات املزج والتقطيع‪ ،‬واضافة املؤثرات البرصية والصوتية‪ ،‬وبالتايل فان‬
‫التالعب والفربكة متيض قدما يف طريقها نحو احلصول عىل مصداقية اكرب للخرب الكاذب‪ ،‬بل‬
‫ان الربامج اخلاصة بتصميم االشكال الثالثية االبعاد قد اسهمت بدورها كثريا بمرور اخلدعة‬
‫واهيام املشاهدين باحلقيقة‪ ،‬عىل سبيل املثال تم تداول فيديوبعنوان(قطه تصيل) نُرش من قبل‬
‫مستخدمة تدعى (توتا) عىل يوتيوب يف ‪ 7‬ابريل ‪ ،2016‬قطة تقوم بحركات الصالة‪ ،‬وانترش‬
‫الفيديو وحصد(‪193‬الف و‪ )308‬مشاهدة‪ ،‬ثم توالت التعليقات‪(،‬سبحان اهلل‪ ،‬انظروا‬
‫قطة تؤدي وضعية الصالة‪ ،‬اقرتبت الساعة)‪،‬ويف احلقيقة ان القطة (افرتاضية) مصممة عىل‬
‫الكومبيوتر بصيغة ثالثية االبعاد‪ ،‬مع ان نسبة كبرية من املستخدمني كشفوا حقيقة الفيديو‪،‬‬
‫اال ان عدد كبري ايضا انطىل عليه االمر‪ ،‬وهذا ناتج عن قلة دراية ومعرفة فيام يمكن حتقيقه عىل‬
‫الكومبيوتر‪ ،‬ثم وبعد ان اثار احلامس والسخرية والتناحر من خالل التعليقات عليه‪ ،‬كتبت‬
‫(توتا)‪”،‬يا مجاعة الفيديو دا ىف واحدة بعتهوىل وقالتىل نزيل عىل اليوتيوب وانا نزلتو بس‪،‬‬
‫ومعرفش انو مركب يعنى مليش زنب‪ ،‬انا آاسفة”‪.‬‬
‫وهكذا فان الشائعة جتد رواجا هلا بفضل هذه التقنيات املدهشة‪ ،‬وهي يف كل االحوال‬
‫تسبب االرباك والترشذم والتناحر بني املستخدمني‪ .‬ومن االمور امللفتة يف وسائل التواصل‬

‫‪- 266 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫االجتامعي ان هنالك حسابات تنتحل صفة وكاالت انباء يف تويرت‪ ،‬ويتم نرش الشائعات عليها‪،‬‬
‫وتلفيق اخبارغريصحيحة‪.‬‬

‫يف ظل االزمات ينترش عدوى تداول كل ما هو مثري ومستفز وجديد‪ ،‬ويتم التسارع يف‬
‫نرش االخبار الكاذبة بال ادنى تفكر وتدقيق ومتحيص وتاكد‪، ،‬نوع من سبق التباهي‪ ،‬ورسعان‬
‫ما تتحول االخبار املنشورة اىل مواضيع ساخنة جلدل حاد وقايس بني طريف االزمة‪ ،‬وتبادل‬
‫االهتامات مصحوبا باقسى العبارت والشتائم‪ ،‬ويزداد الرشخ واخلالف بني اطياف املجتمع‬
‫وتزداد الكراهية بسبب اخبار وصور مفربكة وغري حقيقية‪.‬‬
‫‪ ‬يف متوز (يوليو) ‪ 2017‬اندلعت اشتباكات بني الفلسطينيني واالرسائيليني عىل خلفية‬
‫هجوم‪،‬اغلق عىل اثره املسجد االقىص امام املصلني‪ ،‬عىل مواقع التواصل االجتامعي انترشت‬
‫صور ومنشورات‪ ،‬إحدى الصور املستفزةتضمنت رموزا دينية مقدسة‪ ،‬منها صورة لشخص‬
‫ال يظهر وجهه وهو حيمل دفرتا مكتوبا عىل إحدى اوراقه (شالوم‪ ،‬انا مع ارسائيل)‪ ،‬مكان‬
‫الصورة قرب مرقد (االمام حسني)يف حمافظة كربالء‪ ،‬بعد التحقق من الصورة تبني أهنا‬
‫انترشت للمرة األوىل يف وسائل األعالم ومواقع التواصل االجتامعي يف كانون الثاين (يناير)‬
‫‪ ،2017‬أي قبل األحداث األخرية يف مدينة القدس بستة أشهر‪ ،‬ونرشت الصورة وسائل‬
‫إعالم حملية وعربية مثل(السوسنة) وهي صحيفة الكرتونية اردنية‪ ،‬و(جنوبية) موقع اخباري‬

‫‪- 267 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫لبناين‪ ،‬و(حديث اليوم) موقع اخباري فلسطيني‪،‬وصدرت تعليقات كراهية ضد العراقيني‪،‬‬
‫الصورة يف األصل سبق وان انترشت قبل ثالثة أعوام وكتب عليها عبارة تؤيد تنظيم (الدولة‬
‫اإلسالمية)(داعش) يف صيف عام ‪ ،2014‬كتب عىل الصورة احلقيقية عبارة (من جنود‬
‫اخلالفة يف كربالء إىل اخوتنا يف املحافظات األخرى‪..‬دولة اخلالفة باقية)‪ ،‬صورة اخرى‬
‫انترشت عرب مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬يظهر ضابطا يف قوات (جهاز مكافحة االرهاب)‬
‫برتبة مالزم مع اخفاء مالحمالوجه‪ ،‬يضع عىل كتفه األيرس ورقة كتب عليها (من العراق جهاز‬
‫مكافحة اإلرهاب متضامن مع الشعب اإلرسائييل‪ ،‬حبي لكم‪ ،‬املالزم ابو رضغام)‪ ،‬وحصدت‬
‫الصورة العديد من املنشورات وردود األفعال والنقاشات احلادة خصوصا بعدما قامت‬
‫صفحة (ارسائيل تتكلم بالعريب) بنرش الصورة‪ ،‬ونالت (‪ 17‬الف اعجاب) واكثر من (‪10‬‬
‫آالف تعليق) و(‪ 694‬مشاركة)‪) 14 (.‬‬
‫ونرشت وسائل اعالم حملية الصورة دون التأكد من حقيقتها‪ ،‬ومصدرها الوحيد كان‬
‫مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬ومن وسائل االعالم التي نرشت الصورة‪-(:‬موقع كردستان‬
‫‪-24‬موقع نبأ نيوز‪-‬السومرية نيوز)‪ ،‬كام ان صفحة‪ StandWithUs Arabic ‬االرسائيلية‬
‫نرشت الصورة والقت العديد من ردود األفعال عرب مئات‪  ‬التعليقات‪،‬ولكن عىل ما يبدو أن‬
‫الصورة تم متثيلها من قبل شخصليس ضابطا حقيقيا يف جهاز مكافحة االرهاب‪ ،‬وعىل عكس‬
‫الزي الرسمي لعنارص قوات جهاز مكافحة اإلرهاب‪ ،‬فان الشعار الدائري الذي يتضمن اسم‬
‫(جهاز مكافحة اإلرهاب) مع ال َعلم العراقي يف الصورة كان عىل الكتف األيرس‪ ،‬بينام يف الزي‬
‫الرسمي يوضع هذا الشعار عىل الكتف األيمن‪ ،‬كام ان املسدس الذي يستعمله جهاز مكافحة‬
‫اإلرهاب ليس مسدس (كلوك) كام ظهر يف الصورة‪ )21(.‬ولكن شائعة هبذه الشاكلة ال تبدو‬
‫اهنا عفوية و فردية‪.‬‬
‫الشائعة السياسية‬
‫الشائعة السياسية هي الشائعة التي ترتبط بكل اجلوانب السياسية‪ ،‬بام فيها الشخصيات‬

‫‪- 268 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫واالحزاب واالنتخابات والرصاعات السياسية الدولية‪ ،‬والربامج احلكومية‪»،‬االشاعة‬
‫السياسية هي كالم يسمع‪ ،‬غري مدعم بوثائق أو مستندات أو دالئل يدور حول املشاكل السياسية‬
‫وهي خرب يدغدغ اهتاممات الناس يمس خماوفهم ورغباهتم وتطلعاهتم وآماهلم ومراكزهم‬
‫السياسية واالجتامعية والوظيفية»( ادريس‪،)12 ،‬و تشري االبحاث اىل ان االفرتاءات السياسية‬
‫يتم تقبلها بشغف كبري من جانب الذين ال يثقون يف احلكومة القائمة‪،10(.‬ص‪ )135‬ويف‬
‫البلدان التسلطية فان اية اشارة ترد من اخلصوم الصحاب السلطة قد تكون متهيدا اىل االهتام‬
‫باخليانة ومن ثم انزال العقوبة هبم‪ ،‬ومن حوادث التاريخ ان» االشاعة هي التي ساقت سقراط‬
‫اىل املوت اذ اهتمته بافساد الشباب وحضهم عىل الثورة»(‪،10‬ص‪ )113‬واستمرت خطورة‬
‫الشائعة السياسية عرب القرون‪ ،‬ومن ثم بعد ثورة االتصال والتكنولوجيا انطلقت نحو افاق‬
‫اكثر رحابة‪ ،‬واصبح هلا مصادر ووظائف ودوافع جديدة‪.‬‬
‫وحول دور الـ(سوشيل ميديا) يف التاثري عىل االحداث السياسية املهمة‪ ،‬قالت‪( ‬هيالري‬
‫كلينتون)‪ ، ‬إن اخلدع والقصص اإلخبارية الكاذبة التي نرشت عرب موقع فيسبوك‪،‬أسهمت يف‬
‫خسارهتا االنتخابات الرئاسية‪ ‬األمريكيةعام‪.)11(2016‬‬
‫ومن اساليب واشكال التزيف واخلداع والتضليل‪ ،‬نرشصورة او فيديو ختص منطقة‬
‫جغرافيةيف بلد ما‪ ،‬وتنسيبها من خالل نص مكتوب اىل منطقة يف بلد اخر‪،‬عىل سبيل املثالتم نرش‬
‫فيديو من قبل صفحة (حمتاج يش اهلل عليك) عىل انه ( دماااار عىل اهايل‪# ‬املوصل ) يف ‪،2017‬‬
‫اخذت شكل شائعة‪ ،‬وحقيقة اخلرب اهنا من سوريا ‪ ،2016‬وان نصف الفيديو املنشور هو‬
‫مفربك وماخوذ من مركز حلب اإلعالمي‪ ،‬الفيديو االصيل(‪،)34‬رابط الفيديو املفربك(‪.)13‬‬

‫‪- 269 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬

‫تتطور الشائعة الرقمية وتتعقد بشكل خطري‪ ،‬فقوة الشائعة تتوقف عىل عدم القدرة عىل‬
‫كشف زيفها رسيعا‪ ،‬وهذه تعتمد عىل قابليتها التمظهر بمظهر الصدق‪،‬وبذلك متر االخبار‬
‫الكاذبة بغري مظهرها وتعرب عدة مراحل قبل ان تتوقف‪ ،‬اذ يمكن حصول مشكلة سياسية‬
‫حساسة بسبب خرب ملفق يستند اليه خرب ملفق اخر‪.‬‬
‫اهتمت (حنان الفتالوي) رئيس الوزراء العراقي (حيدر العبادي)بتلفيقاخبار كاذبة عنها‪،‬‬
‫بتقديمها مقرتحا لقطع رواتب التدريسيني يف العطلة الصيفية‪ ،‬وقالت‪ :‬يبدو ان جيوشه‬
‫االلكرتونية قد افلست متاما لينزل بنفسه لساحة النزاع ‪ -‬ومضت اىل القول ‪ -‬اخرها خرب‬
‫ساذج قامت صفحات العبادي برتوجيه واليصدقه االّ السذج ومفاده ( ان د‪.‬حنان الفتالوي‪،‬‬
‫قدمت مقرتحا بقطع رواتب املعلمني واملدرسني يف العطلة الصيفية لتوفري االموال للعبادي )‪،‬‬
‫وختمت مستخدمة عبارة الذعة وخطابا عنيفا وهي تدعو اىل عدم تصديق هذه الصفحات “‬
‫أقول جليش العبادي االلكرتوين‪ ،‬قافلتي تسري وكالبكم تنبح “‪.‬هذا ما جاء يف (سومر نيوز‪:‬‬
‫بغداد‪ 16‬ابريـل‪ ،)2017.‬واتضح الحقا ان اخلرب الذي استندت اليه (فتالوي) هو نفسه‬
‫ملفق عىل لسان (العبادي)‪.‬‬

‫‪- 270 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫طرق مكافحة الشائعة‪:‬‬
‫للتعامل مع الشائعات واحتواء تأثرياهتا‪ ،‬ينبغي التعامل معها من عدة مستويات لغرض‬
‫حتجيمها والتقليل من ارضارها وتدارك تداعياهتا‪ ،‬منها‪:‬‬
‫املستوى الرسمي‪ ،‬وذلك بصدور بيان رسيع من اجلهة املختصة‪ ،‬لتوضيح طبيعة هذه‬
‫الشائعة(صادقة‪/‬كاذبة)‪ ،‬وكيفية التعامل مع مثل هذه النوعية من األخبار وعدم جتاهلها أو‬
‫انتظار انتهاء مفعوهلا؛ ألن انتشار وسائل التواصل االجتامعي واهلواتف الذكية قد جعل من‬
‫تبادل األخبار وأحيان ًا الشائعات مادة مسلية للكثريين‪،‬لكن الرد الرسمي عادة يتاخرالسباب‬
‫معينة‪ ،‬مما يبقي الشائعة يف دائرة النقاش‪.‬‬
‫املستوى اجلامهريي‪ :‬ان ادراك املرء خطورة بعض الشائعات عىل حياة االخرين‪ ،‬جيعله يقظا‬
‫يف التعامل معها ويرتدد كثريا يف ترويج ما ليس متاكد من صحتها‪ ،‬والبد من توخي احلذر يف‬
‫نقل خرب او معلومة مشكوك فيها‪ ،‬غري ان القدرة عىل التميز بني الصدق والكذب باتت ضعيفة‬
‫جدا بفضل قوة االقناع التي تبدو عليها الشائعة‪.‬‬
‫‪ ‬املستوى األمني‪:‬متابعة وسائل التواصل ومالحقة مروجي الشائعات من قبل جهات امنية‬
‫متخصصة‪،‬وان كانت العملية معقدة وصعبة امام الكم اهلائل من املستخدمني‪ ،‬اال ان املتابعة‬
‫تقلل بال شك من انتشار الشائعات املغرضة‪.‬‬
‫‪ ‬املستوى الترشيعي والقانوين‪ :‬اصدار قوانني تنص عىل عقوبات حمددة ملروجي االشاعات‪،‬‬
‫وهنالك دول رشعت قوانني حازمة يف هذا املجال كام يف دولة االمارات العربية‪.‬‬
‫فوفق ًا للقانون اإلمارايت تعترب الشائعات بالغات كاذبة‪ ،‬ويعاقب مروجوها بالسجن مدة‬
‫تصل إىل عرش سنوات‪ ،‬خاصة إذا تعلقت بأمن الدولة وأرضت باملصالح العليا‪ ،‬وقد نصت‬
‫املادة رقم (‪ )5‬من قانون اجلرائم اإللكرتونية لعام ‪ ،2012‬عقوبة احلبس ملدة تصل إىل عرش‬
‫سنوات‪ ،‬وغرامة مالية تصل إىل ربع مليون درهم‪ ،‬ضد كل من يقوم ـ الكرتوني ًا ـ بإطالق‬
‫شائعات متس أمن الدولة‪ ،‬أو احلياة اخلاصة‪)20(.‬‬

‫‪- 271 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫املستوى االعالمي‪ :‬رضورة تدقيق وسائل اإلعالم من صحة املعلومات التي تنرشها من‬
‫اجلهات الرسمية‪ ،‬ووضع اسرتاتيجية إعالمية وقائية تستخدم من أجل توعية أفراد املجتمع‬
‫بمفهوم الشائعات والظروف املرتبطة بنشأهتا وتطورها واملخاطر واآلثار النامجة عنها‪ ،‬وكيفية‬
‫حتليلها للكشف عام تتضمنه من اكاذيب ومغالطات(‪)20‬‬
‫‪ ‬باالضافة اىل ما سبق ذكره من طرق مكافحة الشائعة الرقمية‪ ،‬فان احلاجة اىل اساليب‬
‫تقنية دفعت املؤسسات العلمية الجراء بحوث ودراسات عن امكانية تتبع وكشف الشائعات‬
‫من خالل نظام قادر عىل التحقق التلقائي للشائعات‪ ،‬باحثون من (جامعة شيفلد) الربيطانية‪،‬‬
‫يعملون عىل بناء نظام بتصنيف مصادر الشائعات للتحقق من صحتها‪ ،‬و من خلفية مصدرها‬
‫وتارخيها‪ ،‬حيث يتم عادة استخدام احلسابات املؤسسة حديثا عىل شبكات التواصل االجتامعي‬
‫لنرش الشائعات واألخبار غري الصحيحة‪ ،‬ويبحث النظام كذلك عن مصادر تنفي أو تؤكد‬
‫تلك الشائعات‪ ،‬ويعمل عىل مراقبة مستويات انتشارها عىل شبكات التواصل االجتامعي‪،‬‬
‫واستخدام خمتلف املصادر لتأكيدها أو نفيها(‪.)3‬لكن املرشوع يواجه عدة مشكالت تتمثل‬
‫باملحتويات الضخمة عىل الشبكة‪ ،‬وتنوع مصادر الشائعة‪ ،‬ورسعة انتشارها‪ ،‬وهذه كلها‬
‫صعوبات جادة تواجه املرشوع‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬اجراءات البحث‬


‫منهج البحث‪- :‬املنهج الوصفي يف حتليل العينات(ارشطة الفيديو)‬
‫ومنهج حتليل املحتوى لدراسة وحتليل ردود االفعال والتعليقات من قبل املستخدمني عىل‬
‫موقع يوتيوب‪ ،‬احصائها وبيان النسب املئوية هلا‪.‬‬
‫جمتمع البحث‪ :‬النصوص املختلفة(صور‪ ،‬فيديو) التي تشكل الشائعة الرقمية السياسية يف‬
‫العراق‪ ،‬ضمن حدود البحث الزمانية‪.‬‬
‫عينات البحث‪ :‬تم اختيار العينات قصديا ‪،‬نظرا الن املجتمع العراقي يعاين من مشكلتني‬

‫‪- 272 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫بارزتني مها‪ :‬العرقية والطائفية‪ ،‬وتم اختيار العينة االوىل لتمثيل املشكلة الطائفية والعينة الثانية‬
‫والثالثة لتمثيل املشكلة العرقية‪.‬‬
‫العينة االوىل‪ :‬فيديو اغتصاب‬
‫املصدرالرئييس‪ :‬قناة اجلزيرة‪ ،‬عنوان الفيديو(صابرين اجلنايب تقول للجزيرة اهنا تعرضت‬
‫لالغتصاب من قبل قوات حفظ النظام بعد اختطافها) (الرابط عىل يوتيوب‪.)33-‬‬
‫حمتوى الفيديو‪ :‬لقاء مع امراة عراقية تقول ان اسمها (صابرين اجلنايب)‪ ،‬تعرضت‬
‫لالغتصاب من قبل قوات حفظ النظام بعد مدامهة منزهلا واختطافها يف بغداد‪ ،‬وتصف كيف‬
‫اهنم رضبوها واسقطوها ارضا وكمموا فمها واغتصبها ثالثة من افراد املجموعة‪،‬وان احد‬
‫عنارص حفظ النظام قام بتصويرها وهتديدها بالقتل ان تكلمت‪ .‬امام الكامريا امراة منقبة ال‬
‫يظهر منها اال العينني مستلقية عىل رسير يف غرفة منزلية‪ ،‬تتحدث وتقول اهنم قيدوها وطلبوا‬
‫منها االعرتاف باحلقيقة‪،‬فردت باهنا مل ترتكب شيئا‪ ،‬احد العنارص عصب عينيها من اخللف‪،‬‬
‫ثم قام اخر برميها عىل االرض فارتطم راسها بالبالط‪ ،‬ودنى منها(اغتصبها) ثم جاء الثاين‬
‫والثالث‪ ،‬تقول‪ :‬انا اتوسل به لكنه كان يكتم فمي‪ ،‬ثم جاء اخر وقال اذا انتهيتم نأيت نحن‬
‫القايض‪،‬وسالت يف‬
‫ُ‬ ‫ايضا لننال منها‪ ،‬وقال اخر لقد حرضت جلنة امريكية‪ ،‬ثم اخذوها اىل‬
‫التحقيق ان كانت فتحت بيتها للدعارة فاجابت بالرفض‪ ،‬واثناء التحقيق جاء ضابط ومد‬
‫يده عىل صدرها وقال بان صدرها جيد(مثري)‪ ،‬ثم توسلت هبم ان خيرجوها فقال احدهم انه‬
‫مستعد الخراجها برشط ان ينال منها‪ ،‬فقالت(ال انا ال اقدر)‪ ،‬ثم اخذوها اىل غرفة صغرية فيها‬
‫رسير وسالح‪ ،‬وساومها احد العنارصعىل االفراج مقابل اغتصاهبا وجاء ضابط حماوال النيل‬
‫منها واقسمت بالقران باهنا ال متارس هذه االفعال‪ ،‬واهنا ليست مثل ( القحاب)‪ ،‬رضهبا عىل‬
‫فخذها بخرطوم ماء اسود‪ ،‬قال هلا الضابط ان مايريدونه ياخذونه ومن يرفض ُيقتل‪(،‬تبكي‪،‬‬
‫تضع يدها عىل عينيها‪ ،‬وتعتذر عن اكامل احلديث امام الكامريا‪.‬‬
‫وفقا لتعريف الشائعة (ص‪ )6‬اهنا ممكن ان تكون اضافة معلومة كاذبة او مشوهة خلرب‬

‫‪- 273 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫معظمه صحيح او تفسري خرب صحيح ‪،‬كذلك ال حتمل كلمة شائعة اي داللة عىل طابعها‬
‫الصحيح او اخلاطئ‪ ،‬ما يميز الشائعة انام هو مصدرها غري الرسمي‪ .‬كام ان الشائعة السياسية‬
‫كالم يسمع غري مدعم بوثائق‪،‬قد يكون جزء منه حقيقي‪،‬وجزء مزيف مع غياب املعلومات‬
‫الرسمية املوثوقة‪ ،‬فان حادثة صابرين حتولت اىل شائعة بفعل استنادها اىل جزء من احلقيقية‬
‫واضافة بعد اخر هلا وفق تفسري حمدد‪ ،‬فهي يف الرشيط مل تذكر اهنا من طائفة معينة‪ ،‬ومن روج‬
‫اخلرب استند اىل كالم مل يدعم بوثائق مؤكدة تثبت اهنا سنية او شيعية‪،‬ولكن اخلرب انترش عىل‬
‫اهنا منتمية اىل الطائفة السنية‪ ،‬فاملعلومات املبهمة وغري املتكاملة حتولت اىل خرب ثم اىل شائعة‪،‬‬
‫وبسبب امتناع اجلهات الرسمية عن نرش احلقيقة كاملة فان التضليل والغموض بقي مصاحبا‬
‫للخرب‪ ،‬اىل جانب عدم توفر معلومات (حمايدة) مؤكدة‪ ،‬مما عدها الباحثان شائعة باهداف‬
‫سياسية‪ ،‬فاذا كانت الضحية من الطائفة السنية وان احلادثة حقيقية فعال‪ ،‬فان نرش خربالحق‬
‫عىل اهنا من الطائفة الشيعة يعد شائعة‪ ،‬روجتها االجهزة احلكومية ربام الخفاء احلقيقة وخلط‬
‫االوراق‪ ،‬اما االستناد اىل الرشيط وحده لالقرار بصدق احلادثة واهنا ليست شائعة‪ ،‬فانه يقتيض‬
‫جتاهل الكثري من الثغرات فيه‪ ،‬منها عدم متاسك اعرتافات الضحية وعدم ترابط رسدها لوقائع‬
‫احلادثة‪ ،‬يف مقابل غياب املعلومات الصحيحة املؤكدة من طرف حمايد‪.‬‬
‫‪ -‬تتحدث املراة عن حادثة اغتصاهبا من دون ان ترتابط يف رسد االحداث و يف تسلسل‬
‫زمني منتظم‪ ،‬تتداخل االحداث وكأن الواقعة استغرقت عدة دقائق‪.‬‬
‫‪-‬مل يظهر اي تعبري عن الذل والضعف واخلجل يف عينيها كاهنا تتكلم عن امراة اخرى‪،‬‬
‫تردد بعض املفردات املحرجة اخالقيا مثل (دعارة) و( القحاب)كاهنا الفاظ معتادة‪ ،‬بال‬
‫شعوربالرتدد او تعبري خجل يصاحب التلفظ هبا‪.‬‬
‫‪-‬ذكرت ان احد العنارص اراد ان ينال منهاقالت له (ال انا ال اقدر)‪ ،‬مجلة غري مقنعة من‬
‫امراة حمصنة‪.‬‬
‫‪-‬تقدم املراة تربيرا بالقول ان الضابط (هددها) بالقتل ان مل ينل منها رغبته‪ ،‬كاهنا تربر‬

‫‪- 274 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫الكالم الرصيح عن اغتصاهبا امام الكامريا‪ ،‬الهنا اقوال عن اقسى واكثر املواقف حرجا يف‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬املراة يف املقطع االخري وهي تبكي وضعت يدها عىل عينيها‪ ،‬وظهر منها صوت بكاء‬
‫بسيط ال يتناسب وهول ما تتعرض له امراة يف موقف مماثل‪.‬‬
‫ردود االفعال‪:‬بدات ردود االفعال تتواىل من اطراف خمتلفة حتت فرضية ان املراة من طائفة‬
‫سنية‪،‬الردود من جهات تستنكر احلادث مثل الوقف السني وهيئة علامء املسلمني‪ ،‬ثم تنظيم‬
‫الدولة االسالمية الذي توعد باالنتقام من منتسبي القوات احلكومية‪ ،‬وانتقل مقطع الفيديو‬
‫اىل مواقع التواصل االجتامعي واملنتديات‪،‬مع كالم مضاف يصاحب الرشيط‪ ،‬عىل سبيل‬
‫املثال‪« :‬هذا املقطع املؤمل يا اخوان بثته قناة اجلزيرة يف نرشهتا االخبارية‪ ،‬وهو عبارة عن مقابلة‬
‫مع مسلمة سنية تم اغتصاهبا من قبل مايسمى بقوات حفظ النظام الصفوية الكافرة املرشكة‬
‫املجرمة ‪ ..‬انا هلل وانا اليه راجعون» هذه الفقرة كتبت اسفل رشيط الفيديو لتقديم معلومات‬
‫ال تذكر يف الرشيط‪ ،‬فلم ترد اهنا من طائفة معينة‪ ،‬ولكن الفقرة اغضبت عدد كبري من الناس و‬
‫ودفعتهم نحو التخندق الطائفي‪.‬‬
‫تم احصاء التعليقات التي وردت من املستخدمني عىل موقع يوتيوب البالغة(‪)83‬‬
‫تعليقا‪،‬بتاريخ ‪7‬سبتمرب ‪)2010‬‬
‫‪ -‬عدد التعليقات التي متيل اىل عدم تصديق اخلرب بلغ(‪ )9‬تعليقات‪ ،‬بنسبة مئوية (‪.)%11‬‬
‫حمتوى التعليقات االجيابية تضمن‪ :‬التحذير‪،‬رفض االستغالل الطائفي للقضية‪.‬‬
‫‪-‬عدد التعليقات السلبية (‪ )74‬تعليقا‪ ،‬والتي صدقت اخلربوتفاعلت سلبا بشكل طائفي‬
‫بنسبة مئوية( ‪) %89‬‬
‫‪-‬حمتوى التعليقات السلبية كان عبارة عن‪ :‬االساءة اىل الطرف االخر‪ ،‬التشكيك بعفة‬
‫املراة‪ ،‬التشكيك بانتامءها الطائفي‪.‬‬
‫ومن اجلدير بالذكر ان الرشيط سبق بثه بتاريخ( ‪ 20‬فرباير ‪ )2007‬اال ان التعليقات حذفت‬

‫‪- 275 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫فيام بعد من قبل ادارة املوقع‪ ،‬كام تم اعادة نرش الرشيط يف(‪22‬مارس ‪)2013‬‬
‫الطائفة االوىل‪:‬بيان ديوان الوقف السني‪،‬تضمن ما يايت(مرة اخرى ترتكب جريمة بشعة‬
‫بحق حرائرنا)‪ ،‬هيئة علامء املسلمني بالعراق استنكرت احلادث بشدة‪ ،‬وقالت يف بيان هلا‬
‫إن املواطنني يتعرضون (إلبادة أخالقية) عىل يد القوات احلكومية‪ ،‬كام ذكر أن قوات حفظ‬
‫النظام التابعة لوزارة الداخلية ارتكبت جريمة بشعة باغتصاب هذه السيدة‪ ،‬وهددت مجاعة‬
‫دولة العراق اإلسالمية يف بيان عىل اإلنرتنت بـرد مزلزل عىل هذه االنتهاكات‪ ،‬وعىل املواقع‬
‫االلكرتونية ترد العناوين عىل النحو االيت‪(:‬عاجل بالصورة اغتصاب امرأة سنية من قبل‬
‫الرشطة العراقية واملالكي يأمر بتكريم ضباط الرشطة)‪ )7(.‬عبارات مستفزة تدفع بقوة نحو‬
‫الشحن الطائفي وتاجيج الفتنة‪ .‬ثم توالت ردوداالفعال عىل مواقع التواصل واملنتديات‪،‬‬
‫(ابو محزة املهاجر) زعيم تنظيم القاعدة ببالد الرافدين يتعهد يف رشيط صويت عىل االنرتنت‪،‬‬
‫باالنتقام الغتصاب العراقية (صابرين اجلنايب)‪ ،‬وقال يف خطابه( لبيك يا اختاه اليوم هتك‬
‫العرض وحلقت املعرة بكل املسلمني)‪(.‬اجلمعة ‪ 02‬مارس ‪ -‬آذار ‪/ 2007‬رويرتز ‪/‬يس ان‬
‫ان)‪ .‬وبعد ايام‪ ،‬أعلنت مجاعة عراقية مسلحة أهنا قتلت ‪ 18‬رشطيا احتجزهتم يف حمافظة دياىل‪.‬‬
‫(‪ )35‬واستمرت الشائعة ترسي يف كيان املجتمع مفرقة اياه اىل جماميع متناحرة‪،‬متصارعة‪ ،‬مت‬
‫خندقة‪.‬‬
‫رد فعل الطائفة الثانية‪ :‬وردت ردود االفعال عىل النحو االيت‪ :‬افعال شنيعة وسقوط ضحايا‬
‫وابرياء بسبب التاجيج الطائفي والكذب‪ ،‬اربعة عرش رشطيا اختطفوا وذبحوا بعد الرتويج‬
‫لكذبة اغتصاب صابرين اجلنايب‪.‬‬
‫‪-‬اهتامها باهنا امراة غري رشيفة‪.‬‬
‫‪-‬اهتامها بايواء ارهابيني‪.‬‬
‫‪-‬اهتام طارق اهلاشمي بالوقوف خلف العملية‪.‬‬
‫‪-‬اجلنايب امرأة كانت عىل صالت مشبوهة بالبعثية منال يونس‪.‬‬

‫‪- 276 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫‪ -‬صابرين اجلنايب عملت يف االونة االخرية مع تنظيم القاعدة وساعدات عىل تسهيل‬
‫دخول احزمة ناسفة وعبوات وكواتم‪.‬‬
‫تعليقات حول الرشيط ترد باللهجة العراقية‪ ،‬ويعتذر الباحثان عن ذكرها رصاحة‪:‬‬
‫‪ -‬جانت فاحته بيتها دعاره بعد ماعافها رجلها الن جان يشتغل وي القاعدة‪.‬‬
‫‪-‬لعنة اهلل عىل الشيعه االنجاس أبناء الزنا‬
‫‪-‬يارافيض ياكافر يا إبن الكالب‪.‬‬
‫‪-‬أعرب احلزب اإلسالمي العراقي‪ ،‬عن اسفه ملا وصفه «بشتم العراقية صابرين اجلنايب‬
‫من قبل إمام وخطيب احلرضة الفاطمية يف النجف‪( ،‬صدر الدين القبنجي)‪ ،‬الذي وصفها‬
‫«بالساقطة»‪ ،‬مؤكدا أن السيدة املغتصبة «امرأة شيعية مع زوجها‪».‬‬
‫‪ -‬اجلنايب متزوجة من رجلني يف آن واحد‪ ،‬وهذا يتناىف مع تعاليم االسالم والقانون‬
‫العراقي‪،‬وان أحد أزواجها اعرتف بتدبريه القضية بدعم من مجاعات سنية‪.‬‬
‫‪-‬صابرين اجلنايب عمرها ‪ 23‬عاما وليس كام ذكر ‪ 20‬عام وهي ليست متزوجة وال أوالد‬
‫هلا‪ ،‬بل يرتدد عىل منزهلا يف حي العدل رجال غرباء وبعضهم من جنسيات عربية‪ ،‬األمر الذي‬
‫دعا قوات األمن بتفتيشه بعد أن توفرت لألجهزة األمنية معلومات استخبارية تفيد بأن‬
‫صابرين اجلنايب تستقبل يف بيتها مطلوبني وإرهابيني من ميليشيات (عدنان الدليمي) ومن‬
‫جنسيات عربية أخرى‪.‬‬
‫اجلهات الرسمية‪:‬بيان وزارة الداخلية العراقية ان صابرين اجلنايب‪ ،‬التي اهتمت عنارص‬
‫من الرشطة العراقية غادرت البالد‪ ،‬موضحة ان الوزارة أصدرت أمر ًا باعتقال صابرين‬
‫وكشف الناطق باسم وزارة الداخلية ان التقارير الطبية اكدت ان (صابرين) مل تتعرض لعملية‬
‫اغتصاب‪،‬والتقرير األول الصادر من مستشفى ابن سينا أكد ان الفحوصات التي أجرهتا طبيبة‬
‫يف املستشفى املذكور عىل (صابرين اجلنايب) أظهرت بطالن ادعائها‪ ،‬واضاف ان التقرير اآلخر‬
‫الذي أرشف عليه أطباء امريكيون اكدوا النتيجة نفسها التي أقرها التقرير االول‪ ،‬ولفت اىل ان‬

‫‪- 277 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫األطباء أجروا عىل اجلنايب فحوصات طبية دقيقة لئال يشكك البعض يف صحةالنتائج‪.‬‬
‫وأكد مصدر مسؤول يف وزارة الداخلية العراقية ان صابرين اجلنايب‪ ،‬واسمها احلقيقي‬
‫زينب عباس حسن اجلمييل‪ ،‬كان متحفظ عليها لدى (نائب رئيس اجلمهورية) األمني العام‬
‫للحزب االسالمي طارق اهلاشمي الذي تدخل يف القضية واقرتح ايواءها عنده حلني استكامل‬
‫التحقيقات‪ ،‬وبعد ذلك تم هتريبها اىل خارج العراق بعد افتضاح امرها‪.‬‬
‫وبينام نرش مكتب رئيس الوزراء تقرير ًا طبي ًا ينفي تعرض الضحية لالغتصابقام رئيس‬
‫الوزراء نوري املالكي بعزل رئيس ديوان الوقف السني أمحد عبد الغفور السامرائي‪،‬وأعرب‬
‫السامرائي عن اعتقاده بأن ما أزعج احلكومة كثري ًا هو ترصحيه الذي انتقد فيه بشدة حادثة‬
‫االغتصاب‪ ،‬التي تعرضت هلا السيدة صابرين اجلنايب‪ ،‬مشري ًا اىل أن عرشات النساء وبعض‬
‫آئمة املساجد تعرضوا لالغتصاب يف الفرتة املاضية(‪.)4‬‬
‫جريان صابرين اجلنايب لـ( قدس برس)‪ :‬ميليشيا املهدي وراء حادثة االغتصاب انتقاما من‬
‫احلي‪ )22(.‬رواية احلادثة تباينت حسب اجلهات الطائفية‪،‬‬
‫شقيقها الذي يتوىل حراسة مسجد ّ‬
‫وكل جهة تقدم تفاصيل خمتلفة عن اجلهة االخرى‪ ،‬رواية تذكر ان قوات االمن قامت برسقة‬
‫مصوغات ذهبية وأموال من داخل البيوت التي تم دمهها‪ ،‬وعندما وصلوا إىل منزل صابرين‬
‫قاموا باعتقاهلا بحجة أن منزهلا يأوي إرهابيني‪ ،‬األمر الذي أثار غضب أهايل املنطقة الذين‬
‫بادروا باالتصال باحد املكاتب احلكومية ومكتب جبهة التوافق وبقوات االحتالل األمريكية‪،‬‬
‫حيث حترك اجلميع إلنقاذها‪ ،‬وفعال بعد نحو ساعتني ونصف الساعة قامت قوة أمريكية‬
‫بتحرير الفتاة وسلمتها إىل ذوهيا‪ ،‬وكانت يف حالة إغامء شديد‪ ،‬وآثار تعرضها لالغتصاب‬
‫بادية عليها وعىل مالبسها‪ ،‬ثم نقلت إىل مستشفى ابن سينا يف (املنطقة اخلرضاء)‪ ،‬وأجريت هلا‬
‫فحوص كاملة أثبتت تعرضها لالغتصاب‪،‬وكان مكتب رئيس احلكومة(نوري املالكي) قد برأ‬
‫يف بيان له الضباط واجلنود املتهمني باغتصاب الفتاة العراقية‪ ،‬وامر بتكريمهم ووصفهم باهنم‬
‫(رشفاء) متهام املراة املجني عليها بالكذب‪،‬كام أكد وكيل وزارة الداخلية اللواء (عيل حسني‬

‫‪- 278 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫كامل)‪ ،‬ان اسم الفتاة احلقيقي هو زينب الشمري‪ ،‬وأهنا ليست سنية بل شيعية‪ ،‬جلنة حتقيقية من‬
‫وزارة الداخلية وبالتعاون مع مكتب حقوق االنسان التابع لرئاسة اجلمهوريةبارشت بالتحقيق‬
‫وأهنت أعامهلا يوم (‪ ،)2/22/2007‬وسلمت األوراق إىل قايض التحقيق‪ ،‬موضحا أن هذه‬
‫اللجنة توصلت إىل أن (صابرين اجلنايب) هي (زينب عباس حسني اجلمييل)‪ ،‬وتنتمي وزوجها‬
‫إىل الطائفة الشيعية(‪)23‬‬
‫القناة الرسمية العراقية‪ :‬صابرين اجلنايب امراة اسمها احلقيقي (زينب عباس الشمري)‬
‫متزوجة اكثر من رجل يف وقت واحد‪ ،‬وهلا طفلة حسب وكيل وزير الداخلية‪ ،‬وعرضت القناة‬
‫لقاء مع شخص يسكن بجوار منزل صابرين‪ ،‬ويتحدث امام الكامريا بان املنزل يتم فيه عالج‬
‫املصابني من االرهابيني‪.‬‬
‫ثم تظهر املراة نفسها يف فيديو اخر(‪ )28‬جالسة يف سيارة‪ ،‬جتيب عىل اسئلة متحدث اليظهر‬
‫يف الصورة‪ ،‬عن اسمها ومكان سكنها وزوجها‪ ،‬وتقول ان اسمها زينب عباس اجلمييل‪ ،‬بينام‬
‫ذكرت قناة (املسار) الفضائية العراقية اهنا مرسحية سمجة صنعها سياسيون معارضون خلطة‬
‫فرض القانون‪ ،‬وان املراة صابرين تسكن يف منزل عثر فيه عىل ادوية ومواد طبية‪ ،‬واهنا حتتضن‬
‫االرهابيني‪.‬‬
‫االهداف السياسية‪ :‬استهداف شخصيات سنية منخرطة بالعملية السياسية‪ ،‬واهتامها‬
‫بعرقلة خطة فرض النظام من قبل رئيس احلكومة نوري املالكي‪ ،‬االطراف السنية تتهم قوات‬
‫الرشطة واالجهزة االمنية باالساءة املتعمدة والعنف وعدم النزاهة واالخالقية‪.‬‬
‫حتول اخلرب الوارد من قناة تلفزيونية(اجلزيرة) اىل شائعة‪ ،‬بفعل الترصحيات غري الدقيقة‬
‫واملتناقضة حول احلادثة‪،‬من كال الطرفني‪ ،‬وغياب املسؤولية من قبل احلكومة لكشف احلقيقة‪،‬‬
‫وعدم متاسك معطيات الرشيط وترصحيات الضحية‪ ،‬جاءت ردود االفعال رسيعة من دون‬
‫متعن‪ ،‬استغلتها جهات مسلحة مثل( الدولة االسالمية) كذريعة لالنتقام من الرشطة‪ ،‬وباملقابل‬
‫كانت االطراف املناهضة تتذرع باعتقال املراة كوهنا تاوي ارهابني وتقدم الدعم هلم‪ ،‬ونفي‬

‫‪- 279 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫عملية االغتصاب‪ .‬اما ردود االفعال من قبل مستخدمي فيسبوك ويوتيوب‪(،‬كام سريد الحقا‬
‫باحصائيات) فكانت عبارة عن تبادل الفاظ طائفية‪ ،‬وشتائم واهانات واهتامات متبادلة‪،‬‬
‫سببت زيادة الرشخ االجتامعي بني مكونات املجتمع العراقي‪ ،‬وهي تولد االحقاد والضغينة‬
‫بفعل تاجيج الشحن الطائفي والرغبة باالنتقام عند كال الطرفني‪.‬‬
‫العينة الثانية‪( :‬طائرات ارسائيلية يف كوردستان)(‪-)12‬فيديو(دقيقة واربع واربعون ثانية)‬
‫العنوان‪( :‬كايت به ريكه وتني فروكه جه نيكه كاين ارسائيل بو كوردستان‪-‬مقطع فيديو)‬
‫‪Published on Sep 24, 2017()Kurdani Almanya(facebook‬‏)‬
‫عنوان الرشيط نفسه عىل يوتيوب(وصول طائرات حربية ارسائيلية اىل اربيل) رابط‪:‬‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=Z1-H5pP_8Yc‬‬
‫صاحب حساب(كوردانى املانيا)عىل موقع فيس بوك‪ ،‬نرش فيديو وتداولته بعدذلك االالف‬
‫عىل فيسبوك و(واتس اب) و(فايرب)‪،‬يف الفيديو كامريا تستعرض طائرات مقاتلة عسكرية‬
‫جاثمة يف املطار‪،‬صوتازيز الطائرات‪ ،‬تظهر كتابة ‪-‬بلغة عربيةغري سليمة‪-‬عىل الصورة(عاجل‬
‫وصول سالح جو االرسائيل اىل كوردستان)‪،‬بمصاحبة صوت رجل يتحدث باللغة الكوردية‬
‫عن وصول طائرات ارسائيلية اىل مطار اربيل‪(،‬قطع) مشهد اخر طائرة عسكرية تتحرك عىل‬
‫املدرج لالقالع ثم ترتفع يف الفضاء‪(،‬قطع)‪ ،‬طائرة نقل كبرية يف السامء‪(،‬قطع)‪ ،‬طائرة مقاتلة‬
‫اخرى تنطلق من املدرج اىل الفضاء‪(.‬قطع) تداوهلا اصحاب احلسابات بال تروي وال متحيص‬
‫وانترش الفيديو برسعة فائقة بسبب تزامنه مع اجراء استفتاء االقليم‪،‬واهنالت التعليقات‬
‫الساخنة من كل االطراف(‪)12‬‬
‫حتليل الرشيط‪:‬حصل الفيديو عىل( ‪ 154‬الف مشاهدة عىل فيس بوك‪،‬والف تفاعل)تتكون‬
‫عنارص الرشيط من الصوت والصورة‪ ،‬يف الصورة يبدو املكان خمتلف وال توجد اية مباين‬
‫للداللة اىل مكان حمدد‪ ،‬وغري مطابق ملا يرد يف الكالم‪ ،‬مطار اربيل منبسط وهو يقع يف ارض‬
‫مستوية‪ ،‬بينام املطار الظاهر يف الرشيط يقع بني تالل‪،‬مطار اربيل هو مطار مدين ايضا‪ ،‬بمعنى‬

‫‪- 280 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫يفرتض وجود طائرات مدنية تقلع او هتبط ‪،‬الطائرات املقاتلة ال حتمل اية عالمة رمزية تشري اىل‬
‫هويتها‪ ،‬الرشيط احلقيقية يعود اىل سنة ‪ 2015‬والرشيط املزيف اىل ‪ 2017‬شهر تسعة‪ ،‬الصوت‬
‫والكالم املصاحب للرشيط باللغة الكوردية مضاف وليست يف الرشيط احلقيقي‪،‬كام انه ال يتفق‬
‫مع جو املشهد احلقيقي حيث اصوات ضوضاء الطائراتيفرتض ان تطغي عىل صوت املتكلم‪،‬‬
‫لكن الصوت يبدو وكـأن املتحدث يتكلم من مايكروفون وليس من جو املكان‪.‬‬
‫الرشيط احلقيقي بعنوان (مترين العلم االزرق) زمنه دقيقتان واثنان وعرشين ثانية‪ ،‬يظهر‬
‫يف الصورة عامالن باملطار‪ ،‬يقومان بفحص طائرة جاثمة‪ ،‬ثم مشهد الحدى عربات الصيانة‪،‬‬
‫ومشهد لطائرة عىل وشك االقالع وخلفها مخسة من العاملني‪ ،‬ثمة صوت غري واضح الكالم‪،‬‬
‫تم مونتاج الرشيط االصيل واقتطاع اجزاء منه وحذفها وال تظهر يف الرشيط املفربك‪ ،‬بعد‬
‫التحقق منه عىل مواقع شبكة االنرتنت‪،‬وجد الرشيط يف موقع (يوتيوب) وهوفلم عن مناورات‬
‫ارسائيلية بتاريخ ‪،2015‬باسم مترين العلم االزرق‪ ،‬يف مطار تابع للجيش االرسائييل‪.‬‬
‫ردود االفعال عىل موقع التواصل(فيسبوك)‬
‫عدد قليل من التعليقات اشار اىل ان الفيديو ليس حقيقي وانه يعود اىل مناورات سالح‬
‫اجلو االرسائييل يف مترين العلم االزرق‪ ،‬اما بقية ردود االفعال فكانت عبارة عن هتجم عنيف‬
‫باستخدام الفاظ نابية‪ ،‬واهتام باخليانة وهتديد شديد لالكراد عامة‪ ،‬وسخرية الذعة للحكومة‬
‫النائمة يف بغداد‪ ،‬اما التعليقات باللغة الكوردية فكانت تتضمن تكذيب الفيديو‪.‬‬
‫تم احصاء عدد التعليقات التي وردت من املستخدمني عىل موقع يوتيوب البالغة(‪)63‬‬
‫تعليقا‪.‬‬
‫‪-‬عدد التعليقات االجيابية التي متيل اىل عدم تصديق اخلرب بلغ(‪ )9‬تعليقات‪ ،‬بنسبة‬
‫مئوية(‪.)%17‬‬
‫حمتوى التعليقات االجيابية تضمن‪ :‬تكذيب اخلرب‪ ،‬االشارة اىل املصدر احلقيقي‪ ،‬التحذير‪.‬‬
‫‪-‬عدد التعليقات السلبية التي صدقت اخلرب وتفاعلت مع الشائعة عىل اهنا حقيقية‪ ،‬بلغ‬

‫‪- 281 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫(‪ )54‬تعليقا‪،‬بنسبة مئوية‪.%83‬‬
‫حمتوى التعليقات السلبية كانت عبارة عن‪:‬استنكار شديد‪ ،‬هتجم‪ ،‬هتديد بني الطرفني‪.‬‬
‫العينة الثالثة‪ :‬طباعة عملة نقدية‬
‫رابطالفيديو (اليوتيوب العراقي)‪،‬بتاريخ( ‪ )2017-9-26‬ورابط ثاين(‪()15‬عملة‬
‫معدنية)موقع (يوتيوب)‬
‫العنوان‪:‬كام ورد باالصل( فيديو بعملة كردية مترسبة‪ ،‬يوضح التامر عىل العراق من‬
‫سنة‪ 404(،)2006‬الف مشاهدة‪،‬وعدد املشاركات بلغ(‪)6017‬‬
‫حمتوى الفيديو‪:‬عملة نقدية معدنية فئة ‪ 10‬االف دينار نحاسية اللون بوجهني‪،‬وجه يتضمن‬
‫صورة طري ورقم ‪ 10000‬وكلمة ( دينار) بحروف انكليزية‪ ،‬عىل حافة العملة الدائرية زخرفة‬
‫نباتية‪ ،‬الوجه االخر‪ ،‬يف الوسط رسم جلبال وشمس‪،‬عىل اجلانب االيمن رقم ‪ ،2006‬يف االعىل‬
‫كتابة (دولة كوردستان) بحروف عربية ويف االسفل بحروف انكليزية‪،‬يتحدث شخص باللغة‬
‫العربية عىل اهنا عملة مسكوكة من ‪ 2006‬وان العملة رسبت وحصل عليها (اليوم) اي ‪26‬‬
‫سبتمرب بعد االستفتاء بيوم واحد‪ ،‬من احد رجال االمن الكوردية(االسايش)‪ ،‬عىل افرتاض‬
‫ان العملة جهزت للتداول بعد االنفصال‪ ،‬ويقول الشخص انه عرضها بمناسبة اجراء استفتاء‬
‫كوردستان‪ ،‬ويقول املتكلم انه(طبعا معرتض عىل تقسيم العراق)‪ ،‬تسقط العملة من يده‪،‬‬
‫يقول‪(:‬عفوا)‪ .‬ثم يلتقط العملة ويتكلم‪( :‬موضوع تقسيم العراق نعرتض عليه لذلك اردت‬
‫تنزيل هذا الفيديو حتى ترون التامر عليكم)‪ .‬يعيد قراءة ما مكتوب عىل العملة وخيتم كالمه‬
‫حسبي اهلل عىل كل شخص يريد تقسيمنا (قطع)‪.‬‬
‫ثمة اسئلة تثار حول هذا الفيديو‪ ،‬هل هذه العملة لكل ارجاء كوردستان ام كوردستان‬
‫العراق فقط‪،‬باعتبار ان االستقالل يكون القليم كوردستان العراق فقط‪ ،‬هل صممت ورسبت‬
‫عمدا مع موعد اجراء االستفتاء عىل االستقالل كجزء من احلرب النفسية بني احلكومة املركزية‬
‫وحكومة املركز ؟‪ ،‬وهل الشخص الذي يتكلم هو عريب فعال ؟ ومن هي اجلهة التي تولت‬

‫‪- 282 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫تصميمها ونرشها؟‬
‫فرضية صدق اخلرب يف اطار احلرب النفسية‪:‬ان العملة حقيقية وان احد العنارص االمنية يف‬
‫كوردستان اعطى العملة لشخص(عريب) تذكاراملجرد انه يثق به‪ ،‬والشخص يرصح بانه يرفض‬
‫االستفتاء حول استقالل كوردستان‪ ،‬مكونات العملة ال حتتوي عىل رموز خاصة بثقافة الشعب‬
‫الكوردي‪ ،‬باستثناء كتابة دولة كوردستان‪ ،‬ال ختم او اشارة اىل جهة اصدار العملة كام هو معمول‬
‫به دوليا‪ ،‬مل تظهر نسخ اخرى من العملة عند اشخاص اخرين رغم امهيتها وقيمتها املعنوية‪،‬‬
‫الشخص املتكلم ال تظهر صورته يف الفيديو مع انه معروف عىل االقل لدى رجل االمن الذي‬
‫اعطاه العملة‪،‬هذه املعطيات ال جتعل الفرضية مقبولة بل تبدو غري منطقية‪ ،‬ال يمكن ان تكون‬
‫رسمية وتوجد نسخةمنها للتداول‪.‬‬
‫فرضية كذب اخلرب‪ :‬من الناحية القانونية اصدار عملة نقدية رسمية غري ممكنة اال بوجود‬
‫كيان حقيقي مستقل ومعرتف به‪ ،‬يمتلك االيرادات والغطاء املايل للعملة ضمن القوانني‬
‫الدولية‪،‬من حيث الشكل فان العملة بسيط التصميم وساذج وال يناسب شكل عملة‬
‫دولية‪،‬وليس من املنطق ان تقوم اجلهات الرسمية يف كوردستان بنرش االخبار الثارة الراي‬
‫العام العراقي والعريب ضدها يف هذه الفرتة التي حتتاج اىل كسب التايد وليس العكس‪ ،‬اسقاط‬
‫العملة من يده بشكل متعمد‪ ،‬بقصد تاكيد اهنا عملة معدنية حقيقية هلا رنني وليست صورية‪،‬‬
‫وعند تشغيل الفيديو بالعرض البطي او لقطة اثر لقطة يتبني انه حيرك اصابعه لتسقط العملة‪،‬‬
‫اي انه ارخى مسك العملة مع ميالن يده اىل اخللف‪ ،‬ولو كان غري متعمد وسقطت صدفة‬
‫كان باالمكان اعادة تسجيل الفيديو وهو امر بغاية البساطة‪ ،‬واذا كان الغرض من املسكوكة‬
‫هو طرحها للتداول اينفئات العمالت االصغر وهي االكثر تداوال يف االسواق؟‪،‬هل من‬
‫املنطق ان احد عنارص االمن(االسايش) يسلم العملة له النه يثق به‪ ،‬ومن اين له ان مل تكن‬
‫صادرة رسميا؟‪،‬اجلواب اهنا صدرت من جهة غري رسمية‪ ،‬والدليل عىل ذلك شائعة اخرى‬
‫انترشت عىل مواقع التواصل االجتامعي عىل ان اقليم كردستان بدأ بطباعة عملة نقدية خاصة‬

‫‪- 283 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫بالدولة الكردية اجلديدة‪ ،‬وانترش اخلرب مع صور لعملة نقدية قيمتها ‪ 100‬دينار احتوى‬
‫الوجه االمامي للعملة عىل صورة لـ(مال مصطفى البارزاين) القائد الكردي التارخيي والد‬
‫رئيس اقليم كردستان احلايل (مسعود بارزاين)‪ ،‬وعىل وجهها االخر صورة لقلعة أربيل‪.‬‬
‫واتضح(الرابط‪ ) 29-‬ان شابا كورديا اسمه( آسو مام زاده) يعمل مصمم غرافيك قرب قلعة‬
‫اربيل من سنة ‪،2004‬صمم عملة ورقية حتمالسم(مجهورية كوردستان)تعبريا عن حلمه يف‬
‫اقامة دولة مستقلة‪،‬وذكر ان دافعه رغبة شخصية لعمل يشء للمستقبل(‪.)29‬‬
‫ردود وتعليقات حول العملة‪ :‬الصفحات تناقلت خالل ساعات قليلة صور العملة‬
‫اجلديدة بني العراقيني عىل صفحاهتم الشخصية مع تعليقات متبادلة وتناحر وتبادل االلفاظ‬
‫غري الالئقة‪ ،‬بلغة غري مسؤولة كل طرف يشجب ويتهم االخر بالسوء‪ ،‬بينام كانت الردود‬
‫والتعليقات االجيابية قليلة جدا والتي كان يدرك اصحاهبا ان من اخلطأ مناقشة املوضوعات‬
‫السياسية هبذه الطريقة مما تزيد الفرقة يف املجتمع وتصعيد حالة الكراهيه والتعصب القومي بني‬
‫ابنائه‪ ،‬وعىل الصفحات العامة حتولت التعليقات إىل حرب كالمية تضمنت شتائم وهتديدات‬
‫متبادلة بني الطرفني‪،‬انترشت الصور من دون متحيص وحتقيق فيها‪ ،‬رغم عدم التاكد من صحة‬
‫اخلرب‪ ،‬وتم تفسرياملقطع عىل انه خيص عملة رسمية لكوردستان بعد االستقالل عن العراق‪،‬‬
‫وهو امر خمالف للقوانني‪.‬‬
‫تم احصاء التعليقات التي وردت من املستخدمني عىل موقع يوتيوب البالغة(‪ )49‬تعليقا‪.‬‬
‫‪-‬عدد التعليقات االجيابية التي متيل اىل عدم تصديق اخلرب بلغ(‪ )4‬تعليقات‪ ،‬بنسبة مئو‬
‫ية‪.%8‬‬
‫حمتوى التعليقات تضمن‪ :‬نفي اخلرب‪،‬التحذير منه‪.‬‬
‫‪-‬عدد التعليقات السلبية (‪ )45‬تعليقا‪ ،‬والتي صدقت اخلرب بنسبة مئوية ( ‪.) %92‬‬
‫حمتوى التعليقات السلبية تضمن‪ :‬شجب واستنكار‪،‬هتجم‪ ،‬هتديد متبادل‪.‬‬
‫نتائج البحث‪:‬‬

‫‪- 284 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫العينة االوىل‪(:‬اغتصاب صابرين)‪ :‬حادثة تقوم عىل اغتصاب امراة عراقية‪،‬قد يكون جزء‬
‫من احلادثة حقيقي‪ ،‬ولكن بسبب غياب املعلومات الرسمية املوثوقة ومصاحبة القضية يش‬
‫من الغموض وتضارب املعلومات حوهلا‪،‬وتزيف جزء منها‪ ،‬انترش اخلرببني افراد املجتمع‬
‫بني مكذب ومصدق يف موقع يوتيوب ومواقع التواصل االجتامعي من دون ان تتضح القصة‬
‫احلقيقة كاملة‪ ،‬واخذ كل طرف يعطي تفسريا للحادثة وفق انتامءه‪،‬باالضافة اىل ان الرشيط‬
‫الذي بث يتضمن الكثري من الثغرات وقد اثار جدال بني املستخدمني واخذ اخلرب بعدا طائفيا‬
‫ونشبت ردود افعال خطرية بناءا عليه‪،‬اىل جانب االستهداف السيايس الذي حصل الحقا‪،‬كل‬
‫هذه االسباب جعلت من احلادثة شائعة سياسية ‪ .‬يف رشيط الفيديو ظهرت صابرين وهي‬
‫تتحدث عن اغتصاهبا بطريقة ال تتفق مع حالة امراة تعرضت لالغتصاب‪ ،‬وكانت تردد بعض‬
‫املفردات املحرجة بشكل عادي من دون حرج امام الكامريا (وان كانت تتسرت بنقاب خيفي‬
‫وجهها باستثناء العينني)مثل‪(،‬زري‪ -‬فخذي) ومسك (صدري) وهي تعلم ان اللقاء سيبث‬
‫عىل الفضائيات‪ ،‬مععدم الرتابط بني الوقائع يف رسدها حلادثة االغتصاب‪ ،‬املراة قد تكون‬
‫تعرضت اىل االذى ولكنها ال تبدو من خالل تعابري وجهها اهنا تعرضت اىل االغتصاب عدة‬
‫مرات‪ ،‬فلم تظهر مشاعر اخلجل واالذالل وهي تتحدث امام عدسة الكامريا ومنها اىل العامل‬
‫بارسه بمن فيهم طبعا االهل واالقارب واجلريان‪،‬ظهورها فيمقطعني مصورين خمتلفني يف‬
‫املكان والزمان وباسمني خمتلفني مرة باسم (صابرين)‪ ،‬ومرة ثانية باسم (زينب) تدل عىل‬
‫عدم مصداقيتها بام ادعته يف الفيديو االول‪ ،‬حتى مع افرتاض تعرضها للتهديد لتغري اقواهلا‪،‬‬
‫يفرتض ان يكون الرشف قيمة تستحق التضحيات مهام كانت درجة التهديد‪ ،‬واذا كانت‬
‫احلادثة حقيقية فان الرشيط الذي يتضمن اعرتافاهتا غري مقنع من حيث رسد الوقائع والكالم‬
‫والصوت وطريقة االداء والتعبري ضمن احلالة النفسية هلا يف موقف كهذا‪ .‬ان هذه الواقعة هي‬
‫عينة عن االحكام الساذجة واملتعجلة من قبل متداويل الفيديو عىل حوادث مل يتبني صدقها‪،‬‬
‫وتبنى عليها فرضيات من قبل الطوائف املتناحرة‪ ،‬كل حسب تفسريه مع اهتامات متبادلة اىل‬

‫‪- 285 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫حد الشتائم املعيبة‪ ،‬ثم اتضح ان كلتا الطائفتان كانتا عىل باطل‪ ،‬فاملراة دافع عنها بعض اجلهات‬
‫السنية عىل اهنا سنية واعتربوا االستهداف ممنهج ضد السنة‪،‬اما اجلهات الرسمية فقد كذبت‬
‫اخلرب واشاعت باهنا من الطائفة الشيعية‪ ،‬وقدمت تفسريات مضللة ومل تتوىل كشف احلقيقة‬
‫بالكامل‪ ،‬وانقسم اجلمهور(االلكرتوين) بني مصدق للحادثة وبني مكذب هلا‪ ،‬مع التساؤل ان‬
‫كانت امراة عفيفة وتعرضت اىل االعتداء فعال‪.‬‬
‫العينة الثانية‪ :‬فيديو (طائرات ارسائيلية يف كوردستان)‪ :‬الفيديو يتضمن تناقض بني‬
‫مضمونه وبني الوقائع اجلغرافية‪،‬تستند الرسالة التي حيملها اىل الكالم بشكل اساس وهو‬
‫باللغة الكوردية‪ ،‬وعىل فرضية وجود شخص املتكلم حيا يف موقع احلدث‪،‬ثم ظهور عدد من‬
‫الطائرات هتبط او حتلق يف املطار‪ .‬ان وجود كالم بغياب املتكلم نفسه يف املكان ذاته اليعني‬
‫مطلقا وجود دليل‪،‬اذ يمكن ان يضاف الكالم اىل اي مقطع وبطرق عديدة من خالل برامج‬
‫الكومبيوتر‪ ،‬وهذه املعلومة باتت معروفة للجميع‪ ،‬وعدم ظهور املتكلم يف الصورة يلغي‬
‫الفرضية السابقة‪ ،‬لذلك فان صوت املتكلم لوحده ال يؤكد صدق اخلرب‪ ،‬ومن ناحية اخرى فان‬
‫صوت املتكلم ال يمكن ان يكون هبذه الصيغة ضمن القياسات العلمية الفيزيائية مع وجود‬
‫ازيز مرتفع للطائرات‪ ،‬اما من حيث املكان فان الطبيعة اجلغرافية ملطار اربيل خمتلف عن املطار‬
‫الذي يظهر يف الفيديو‪ ،‬وبعد العثور عىل الصورة احلقيقية‪ ،‬يتضح ان الفيديو هو جزء مقتطع‬
‫من الفيديو احلقيقي الذي يعود اىل متارين للسالح االرسائييل عام ‪ ،2015‬تم القيام بمونتاج‬
‫للفيديو واقتطاع بعض اللقطات‪ ،‬مع اضافة الكالم‪ ،‬جرى استغالله اثناء فرتة االستفتاء عىل‬
‫االنفصال يف اقليم كوردستان شهر سبتمرب ‪ ،2017‬وهو خرب كاذب وغري حقيقي‪ ،‬نرش عىل‬
‫حساب شخيص يف فيسبوك‪ ،‬وانترش بال توقف وبال متحيص‪ ،‬انتعشت بسبب االزمة السياسية‪،‬‬
‫ومل يصدر بيان من اجلهات الرسمية تكذب اخلرب‪،‬وتوالت ردود االفعال واغلبها سيئة غري‬
‫مسؤولة ناجتة عن التصديق بال تدقيق تؤجج الرصاع وتثري فتنة وتدق االسفني بني املكونات‬
‫االجتامعية‪.‬‬

‫‪- 286 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫العينة الثالثة العملة النقدية‪:‬العملة من حيث تصميمهاالتظاهي عملة دولية‪ ،‬وهي خالية‬
‫من اية رموز وطنية او قومية حديثة للشعب الكوردي ‪،‬والصور غري احلقيقية أنتجت بشكل‬
‫واضح عرب برامج (الفوتوشوب)‪ ،‬تم تداوهلا عام ‪ 2008‬ثم اعيد تداوهلا يف الوقت احلارض‪،‬‬
‫ومل تعلن السلطات يف إقليم كردستان عن طبع عملة نقدية خاصة هبا‪ ،‬توقيت نرش الفيديو عىل‬
‫شبكة االنرتنت‪ ،‬وحركة اسقاط العملة عىل االرض‪،‬وعدم توفر نسخ اخرى من العملة لدى‬
‫جهات او اشخاص اخرين‪ ،‬واالدعاء بان عنرص امني هو مصدر العملة‪ ،‬كلهاتثري الشكوك بان‬
‫اخلرب مقصود منه ان يتحول اىل شائعة سياسية الثارة الفتنة بني مكونات الشعبالعراقي بطريقة‬
‫خبيثة اماالعملة الورقية فهي ليست رسمية ومل تصدر عن اقليم كوردستان بل صدرت من‬
‫جهد شخيص ومبادرة ذاتية تعبريا عن احالم مستقبلية‪ ،‬تم تداوهلا برسعة فائقة عىل اساس اهنا‬
‫عملة حقيقية‪،‬من دون متحيص او تدقيق‪ ،‬وراح البعض يروج هلا حتى بعد كشف حقيقتها‪،‬‬
‫الثارة الفرقة والفتنة وتاليب الراي العام املحيل وتاجيج الرصاع العرقي يف املجتمع‪ ،‬مع انه مل‬
‫يكن من اهداف مصمم العملةاثارة البلبلة‪.‬‬
‫اال�ستنتاجات‪:‬‬
‫‪ .1‬الشائعة الرقمية هي نصوص برصية او سمعية‪ ،‬ظهرت نتيجة تفاعل تكنولوجيا‬
‫االتصال والتقنيات الرقمية وبرامج معاجلة النصوص‪.‬‬
‫‪ .2‬الشائعة الرقمية تنترش بصورة فائقة الرسعة متجاوزة احلدود اجلغرافيا اىل كل جمتمعات‬
‫الشبكة بشكل متزامن‪ ،‬تنتج وترسي وتنتقل يف العامل االفرتايض ملجتمع الشبكات‪ ،‬مع ضعف‬
‫امكانية اكتشاف زيفها قبل االنتشار الواسع هلا‪.‬‬
‫‪ .3‬متتلك الشائعة الرقمية عدد من السامت جتعلها قادرة عىل خداع احلواس واالحتيال‬
‫عىل العواطف‪،‬وجتعل من الصعوبة حتجيمها بفعل التقنيات املتوفرة ملعاجلة النصوص املرئية‬
‫والسمعية‪،‬وهي ختتلق بشكل حمكم يف اكثر االحيان‪.‬‬
‫‪.4‬بفضل السامت التي متتلكها الشائعة الرقمية ال يمكن التنبأ باخلطر الكامن خلفهامسبقا‪،‬‬

‫‪- 287 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫فهي تبدوعصية عىل املكافحة بالطرق التقليدية‪ ،‬وهي حتى يف حالة نفيها يدور شك حوهلا‪،‬‬
‫ويبقى تاثريها فاعال لبعض الوقت‪.‬‬
‫‪ .5‬تسهم وسائل االعالم التقليدية(الصحافة املقروءة والتلفزيون واالذاعة) بشكل كبري‬
‫عىل انتشار الشائعة الرقمية اما ان تكون مصدرا هلا‪ ،‬او من خالل تكرار الشائعة او عدم‬
‫االرساع يف تاكيد زيفها‪.‬‬
‫‪.6‬الشائعة السياسية هي االخبار التي ختص احلياة السياسية افرادا ومجاعات وهيئات‬
‫رسمية وغري رسمية‪ ،‬واحداث الحقة وسابقة وانية‪ ،‬غري مثبت منها‪ ،‬وقد تتوىل نرشها ‪-‬بشكل‬
‫متعمد‪ -‬عىل الشبكة جيوش الكرتونية متخصصة‪ ،‬باالضافة اىل مصادر النرش االخرى‪،‬‬
‫شخصية‪،‬مجاعية‪ ،‬فئوية‪،‬دولية‪ ،‬اجهزة خفية‪.‬‬
‫‪ .7‬تسبب الشائعة الرقمية السياسية ردود افعال وتعليقات سلبية يف اغلب االحيان‪،‬مما‬
‫هتدد السلم االهيل‪ ،‬مسببة ارضار بالغة ابتدا ًء من االذى عىل املستوى الفردي اىل االرضار التي‬
‫تلحقها بمجموعات اكرب‪ ،‬وتعمق الرشخ بني مكونات املجتمع الواحد‪.‬‬
‫‪ .8‬تستغل بعض اجلهات السياسية االخبار امللفقة وحتفز عىل نرشها وتداوهلا رسيعا‪،‬‬
‫لغرض التشهري او االسقاط او اضعاف اجلهات املناوءة هلا‪ ،‬من دون التاكد من صحة‬
‫املعلومات الواردة فيها‪،‬او جتاهل كوهنا كاذبة‪.‬‬
‫‪ .9‬تتباين دوافع خلق الشائعة الرقمية السياسية‪،‬من دوافع شخصية تتحول اىل شائعة‬
‫سياسية‪ ،‬ولكن اكثرالدوافع التي تكمن خلف اختالق الشائعة الرقمية هي دوافع سياسية‬
‫مسبقة عىل االغلب‪.‬‬
‫‪ .10‬من الوسائل العملية ملكافحة الشائعة اصدار قوانني دولية او حملية (قانون اجلرائم‬
‫اإللكرتونية)لتجريم اطالق الشائعات التي تثري الفتن وختلق التوتر وهتدد السلم املدين‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫‪.11‬ان الشائعة الرقمية يف اغلب االحيان تولد ردود افعال عنيفة بني املكونات االجتامعية‪،‬‬

‫‪- 288 -‬‬


‫د‪ .‬حممد صربي صالح ‪ ...‬د‪ .‬سمر كرامي‬
‫بناء عىل فرضيات وتفسريات سطحية وساذجة ومغلوطة‪ ،‬او بسبب عدم الدراية وقلة اخلربة‬
‫واملعرفة باساليب الفربكة والتلفيق‪.‬‬

‫قائمة املصادر‬
‫‪.1‬ابراهيم حممد الداقوق‪،‬دور االعالم يف ترويج ومكافحة الشائعات‪ ،‬يف كتاب(االشاعة‬
‫واحلرب النفسية)‪،‬جامعة نايف العربية‪،‬املركز العريب للدراسات‪.1986،‬‬
‫‪.2‬ابراهيم ابو عرقوب‪،‬االشاعات يف عرص املعلومات‪ ،‬مركزالدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة‬
‫نايف العربية ‪،‬الرياض‪.2003،‬‬
‫‪.3‬ابن منظور‪،‬لسان العرب‪،‬بريوت‪ ،‬دار صادر‪.1997،‬‬
‫‪.4‬رضا عيد محودي‪ ،‬الشائعات يف املواقع االخبارية االردنية‪ ،‬رسالة ماجستري‪،‬جامعة‬
‫الرشق االوسط‪.2015،‬‬
‫‪.5‬جان نويل كابفريير‪،‬الشائعات الوسيلة االعالمية االقدم يف العامل‪،،‬ترمجة تانيا‬
‫ناجيا‪،‬بريوت ‪،‬دار الساقي‪.1995،‬‬
‫‪.6‬عبد الفتاح عبد الغني و فايز كامل‪،‬االبعاد النفسية واالجتامعية يف ترويج االشاعات عرب‬
‫وسائل االعالم‪،‬جملة اجلامعة االسالمية‪،‬جملد‪،18‬العدد‪.)2010(،2‬‬
‫‪.7‬عبداهلل حممد‪،‬احلرب النفسية‪،‬جامعة بنغازي‪،‬‬
‫‪.8‬فؤاد عالم‪ ،‬وسائل ترويج الشائعات‪،‬املركزو العريب للدراسات‪ ،‬جامعة نايف العربية ‪،‬‬
‫الريض‪.1986،‬‬
‫‪.9‬فيليب تايلور‪،‬قصف العقول‪،‬ترمجة سامي خشبة‪ ،‬الكويت‪ ،‬عامل املعرفة‪.2000،‬‬
‫‪.10‬كامل حممد عويضة‪،‬علم نفس الشائعة‪،‬بريوت ‪،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪.11‬حممد منري حجاب‪،‬الشائعات وطرق مواجهتها‪،‬القاهرة‪ ،‬دار الفجر‪.2007 ،‬‬
‫‪.12‬مركز السنابل للدراسات والرتاث الشعبي‪،‬اعداد ادريس جرادات‪ ،‬اخلليل‪،‬فلسطني‪.‬‬

‫‪- 289 -‬‬


‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
‫احتاد اذاعات الدول‬،‫جملة االذاعات العربية‬،‫نحن واالعالم اجلديد‬،‫ يوسف رمضان‬.13
.‫العربية‬
:‫املواقع االلكرتونية والروابط‬
1..ww.alarab.co.uk/article
2..http://www.alarabiya.net/articles/2010/08/24/117429.html
)‫ روال الخطيب‬-‫العربية‬-‫( دبي‬
3..ww.alarab.co.uk/article3%/45338//A--
4..http://www.al-akhbar.com/node/130865
5..http://alach.blafrancia.com/archives/318
6.https://www.albawaba.com
7.www.alshohooh.ws/vb/archive/index.php/t-41842.html
8.http://www.ahram.org.eg/News/131785/26/468464/.aspx
9.http://blogs.aljazeera.net/blogs/2016/11/28/
10.http://www.dostor.org/1015553
- 2016/‫مارس‬/26 ‫الرئيس المصري)السبت‬-‫(السيسي‬.
11.http://www.eremnews.com/news/world/858039
1 2 . h t t p s : / / w w w. f a c e b o o k . c o m / 1 9 3 2 9 8 8 2 4 4 1 2 4 8 0 /
videos/324170444658650/
1 3 . h t t p s : / / w w w. f a c e b o o k . c o m / Z a Y D o o o N .
aLZaiDy/…/1631064620298330
14.https://www.facebook.com/IsraelArabic/photos/a.207041069333
309.45235.173441069359976/1427917663912304/?type=3&theater

- 290 -
‫ سمر كرامي‬.‫ د‬... ‫ حممد صربي صالح‬.‫د‬
15.https://www.facebook.com/iraqtubes/videos/1990308717886062/
16.forum.art-en.com 
.17.www.maghress.com/chtoukapress/3921
.18.http://www.menara.ma/ar/
.19.http://www.norumors.net
 .20.http://www.nationshield.ae/home/details/files/2014-08-01-
.21. https://www.niqash.org/ar/articles
.22.http://www.qudspress.com/look/breaking.tpl
.23.https://www.radiosawa.com/a/151518.html
.24.http://www.rudaw.net/arabic/world/1001201
.25.http://smtcenter.net/archives/slider/
.26.http://www.shariaa.net/forum/showthread.php?t=16635
.27https://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=140349&goto.
.28https://www.youtube.com/watch?v=C4OQ9b3Jmso
.29.https://www.youtube.com/watch?v=PrMgInJLFVA
.30www.youtube.com/watch?v=6sdKZqtGM6A
.31.https://www.youtube.com/watch?v=1mOjFR4vXkw
.32.https://www.youtube.com/watch?v=f29-T6c9xGg
.33.https://www.youtube.com/watch?v=60sLA6IiOcI
.34.http://l.t4p.co/17gedY
 .35.http://www.26sep.net/news_details.php?lng=arabic&sid=23955
:)‫(*) روابط (مقترح ساركوزي صيام رمضان‬36.

- 291 -
‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل‬
www.alazmenah.com/?page=show_det&select_page=12..
bintjbeil.org/article/32092 –
www.damascusbar.org 
achraf-kabo.blogspot.com/2011/08/blog-post_25.html
nbcamp.com/vb/showthread.php?p=152938
stocksexperts.net
www.blue-nil.net
badanaclinic.com/vb/showthread.php?t=34316
www.alsuki.com ›
www.matarmatar.net ›

- 292 -
‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس ‪ ...‬ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ‪ ...‬م‪.‬د‪.‬امحد مشعان‬

‫دور اإلعالم اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬


‫ما بني قيم حقوق اإلنسان األساسية ومكافحة اإلرهاب‬

‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس خملف‬


‫دكتوراه علوم سياسية‪ ،‬ماجستري قانون‬
‫تدرييس يف كلية الزراعة‪ /‬جامعة بغداد ‪ ،‬حمارض يف كلية االعالم‪/‬اجلامعه العراقية‬
‫ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ابراهيم‬
‫‪/‬رئيس قسم العلوم االساسية‪ /‬كلية الزراعة‪/‬جامعة بغداد‬
‫م‪.‬د‪.‬امحد مشعان نجم‬
‫كلية القانون والعلوم السياسية‪ /‬جامعة االنبار‬

‫مقدمة‬
‫ال خيفى عىل اجلميع اإلشكالية القائمة مابني التزام احرتام حقوق اإلنساناألساسية من جهة‬
‫وواجب الدولة يف مكافحة اإلرهاب املجتمعي من جهة أخرى ودور اإلعالم اجلديد يف حفظ‬
‫العالقة ‪ -‬املرتبكة ظاهريا املتكاملة واقعيا‪ -‬بني املتغريين (حقوق اإلنساناألساسية ومكافحة‬
‫اإلرهاب املجتمعي)بوصفهام قيم اجتامعية عليا من خالل تبصري الرأي العام بان اإلرهاب الذي‬
‫يعرب عنه ببساطة بأنه العنف مع سبق اإلرصارويشكل انتهاكا خطريا حلقوق اإلنساناألساسية‬
‫هدفه األساس ترويع اآلمنني وزعزعة األمن والنظام العام وإرغام السكان املدنيني عىل‬

‫‪- 293 -‬‬


‫دور اإلعالم اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬
‫القيام بأعامألو االمتناع أخرى‪ ،‬عن طريق الرتويع والرتهيب باستخدام األدوات التكنلوجية‬
‫واملعلوماتية احلديثة ووسائل اإلعالم اجلديد والياته واستثامر خصائصه كالتفاعلية‪،‬الالتزامنية‬
‫‪،‬املشاركة وسعة االنتشار‪،‬مرونة احلركة فضال عن كونية التأثريوالتأثروإلغاء حواجز الزمان‬
‫واملكان ‪.‬‬
‫لقد أصبحبإمكاناإلرهابيني استخدام هذا التطور التقني املهول لزيادة سعة أعامهلموتأثريهم‬
‫وتواجه الدول واملجتمعات عىل حد سواء تلك املعضلة اإلسرتاتيجية بوسائل شتى لعل من‬
‫بينها التضييق عىل حقوق اإلنسان وحرياته األساسية كحرية التعبري وحرية التنقل وحق وحرية‬
‫الوصول إىل املعلومة ‪...‬الخ‪.‬‬
‫وعليه بات من الرضوري أن تكون التدابري واالحرتازات ملكافحة اإلرهاب متناسقة‬
‫ومتسقة مع مبادئ الديمقراطية وحقوق اإلنسان كقيم عليا يف املجتمع احلر املتحرض وتعزيز‬
‫قيم العدالة وسيادة القانون واحرتام حقوق اإلنسان والسيام يف ظل التحوالت االجتامعية‬
‫الكربى ويف الظروف االستثنائية والطارئة‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اإلطار املنهجي‬
‫أوالً‪:‬إشكالية البحث‬
‫إزاء التأثريالسلبي لإلرهاب املحدق باإلنسان ويف متتعه بحقوقه األساسية‪ ،‬هناك انتهاك‬
‫خطري ومستمر حلقوق اإلنسان من بعض حكومات الدول يف سياق مواجهة اإلرهاب‪ ،‬وذلك‬
‫باستخدام تدابري مكافحة اإلرهاب ذريعة لتقييد ممارسة احلقوق األساسية لإلنسان وتقويض‬
‫القيم الديمقراطية واملساواة والعدالة وسيادة القانون‪ ،‬واألعامل اإلرهابية ومكافحة اإلرهاب‬
‫ترتك الباب مفتوحا عىل عدد من األسئلة القانونية تبحث عن إجابات ذات أمهية كبرية‪ ،‬وينبغي‬
‫النظر فيهاحتى من قبل أولئك الذين يدعون أن هلم “قضية”‪ .‬ويمكن حتديد إشكالية البحث‬
‫يف رصد وتزايد انتشار أدواتاإلعالم اجلديد وظهور مصطلح صحافة املواطن وانتشار تقنياته‬
‫وطبيعة استخداماته يف إجياد طريقة مناسبة للتعامل معها‪.‬‬

‫‪- 294 -‬‬


‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس ‪ ...‬ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ‪ ...‬م‪.‬د‪.‬امحد مشعان‬
‫ثاني ًا‪ :‬أمهية البحث‪:‬‬
‫إن مفهوم الديمقراطية واحرتام سلطة القانون وضامن حقوق اإلنسانوإشاعة ثقافتها من‬
‫املواضيع املهمة التي غاب عنها الكثري يف اخلوض بتفاصيلها حلساسةنبها ومتعلقاهتا أن البحث‬
‫يف هذا األمر يشكل لبنة أساسيةإلعادة بناء املجتمع وثقافة التسامح واحلوار البناء اذ ﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ‬
‫ً‬
‫ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻤﻟﻭﻀوعات ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻁـﺭﺡ ﺍﻟﻴﻭﻡ‬ ‫ﺍﺜﻨﺎﻥ ﻋﻰﻠ ﺃﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ مكافحة اإلرهاب ﻴﻌﺩ‬
‫ﻋﻰﻠ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﺔ‪ ،‬نظر ًا حلجم املشكلة ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻜﺘﺴﺏ ﺃﻤﻫﻴﺔ ﻋﻰﻠ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺍﻤﻟﺤﻠـﻲ ﻭﺍﻟﻌـﺎﻤﻟﻲ‪،‬‬
‫وهيدد كرامة وأمن البرش يف كل مكان‪ ،‬ويعرض للخطر حياة األبرياء‪ ،‬وله أثر سلبي عىل إرساء‬
‫سيادة القانون‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬أهداف البحث‪:‬‬
‫يسعى البحث لتحقيق مجلة من األهداف‪،‬من أبرزها‪:‬ــــ‬
‫‪1‬معرفة املعايري العلمية لتطبيق القانون يف حتقيق العدالة واملساواة االجتامعية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪2‬السعي لبناء جمتمع امن متسامح خال من العنف والتطرف واإلرهاب‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪3‬بناء منظومة قيمية حترتم حقوق اإلنسان وحرياته األساسيةوالتأكيد عىل ثقافة التعايش‬ ‫‪.3‬‬
‫السلمي بعيدا عن إرهاباآلخرأو التنكر لوجوده‪.‬‬
‫رابع ًا‪:‬منهج البحث‪:‬‬
‫يعد هذا البحث وصفيا كونه يقوم عىل حتليل ووصف ودراسة األحداث واحلقائق الراهنة‬
‫املتعلقة بطبيعة الظاهرة أو املوقف‪،‬فاملنهج هو جمموعة القواعد املستخدمة للوصول إىل احلقيقة‬
‫يف العلوم من اجل مجع البيانات وتنظيمها وحتليلها عىل وفق أسلوب علمي سليم وكذلك‬
‫منهج البحث التحلييل لقواعد القانون الدويل حلقوق اإلنسان والقانون الدويل اإلنساين‬
‫املنصوص عليهام يف االتفاقيات الدولية املعنية من خالل استخراج النصوص التي توفر احلامية‬
‫القانونية لإلنسان أثناء مكافحة اإلرهاب‪.‬‬

‫‪- 295 -‬‬


‫دور اإلعالم اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬

‫املبحث الثاين‪ :‬مفهوم اإلعالم اجلديد‬


‫إن اإلعالم اجلديد هو املرحلة األكثر تطور ًا ‪-‬حتى اآلن‪ -‬عىل الصعيد التقني‪ ،‬وكل ما‬
‫أضافه من مزايا عائد إىل استغالل التطور التقني ليس إال‪ .‬من حيث قدرته عىل ردم الفجوة‬
‫املعلوماتية من خالل إتاحة املعلومة والرأي عىل نطاق أوسع وبكفاءة أعىل‪ ،‬باستثامر الوسائل‬
‫االتصالية احلديثة(‪ .)1‬ودمج وسائل اإلعالم التقليدية مثل األفالم والصور واملوسيقى والكلمة‬
‫املنطوقة واملطبوعة‪ ،‬مع القدرة التفاعلية للكمبيوتر وتكنولوجيا االتصاالت‪ ،‬وتطبيقات الثورة‬
‫العلمية التي شهدها جمال االتصال واإلعالم‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن أن اإلعالم اجلديد يتشابه مع اإلعالم‬
‫القديم يف بعض جوانبه‪ ،‬إال أنه يتميز عنه بالعديد من السامت التي يمكن إجيازها بام يأيت(‪:)2‬‬
‫‪ -1‬التحول من النظام التامثيل إىل النظام الرقمي‪.‬‬
‫‪  -2‬التفاعلية‪ :‬وتطلق هذه السمة عىل الدرجة التي يكون فيها للمشاركني يف عملية‬
‫االتصال تأثري يف أدوار اآلخرين وباستطاعتهم تبادهلا‪ ،‬ويطلق عىل ممارستهم املامرسة املتبادلة‬
‫أو التفاعلية‪.‬‬
‫‪   -3‬تفتيت االتصال‪ :‬وتعني أن الرسالة االتصالية من املمكن أن تتوجه إىل فرد واحد أو‬
‫إىل مجاعة معينة وليس إىل مجاهري ضخمة كام كان يف املايض‪ .‬وتعني أيض ًا درجة حتكم يف نظام‬
‫االتصال بحيث تصل الرسالة مبارشة من منتج الرسالة إىل مستهلكها‪.‬‬
‫‪  -4‬الالتزامنية‪:‬وتعني إمكانية إرسال الرسائل واستقباهلا يف وقت مناسب للفرد املستخدم‪،‬‬
‫وال تتطلب من املشاركني كّلهم أن يستخدموا النظام يف الوقت نفسه‪.‬‬
‫‪  -5‬احلركية‪ :‬تتجه وسائل االتصال اجلديدة إىل صغر احلجم مع إمكانية االستفادة منها‬
‫يف االتصال من أي مكان إىل آخر يف أثناء حترك مستخدمها‪ ،‬ومثال هذا أجهزة التلفاز ذات‬
‫الشاشة الصغرية التي يمكن استخدامها يف السيارة مث ً‬
‫ال أو الطائرة‪.‬‬
‫‪  -6‬قابلية التحويل‪ :‬وهي قدرة وسائل االتصال عىل نقل املعلومات من وسيط إىل آخر‪،‬‬
‫كالتقنيات التي يمكنها حتويل الرسالة املسموعة إىل رسالة مطبوعة وبالعكس ‪.‬‬

‫‪- 296 -‬‬


‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس ‪ ...‬ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ‪ ...‬م‪.‬د‪.‬امحد مشعان‬
‫‪  -7‬قابلية التوصيل‪ :‬تعني إمكانية توصيل األجهزة االتصالية بأنواع كثرية من أجهزة‬
‫أخرى وبغض النظر عن الرشكة الصانعة هلا أو البلد الذي تم فيه الصنع‪ .‬ومثال عىل ذلك‬
‫توصيل‪ DVD‬جهاز التلفاز بجهاز الفيديو‪.‬‬
‫‪  -8‬الشيوع واالنتشار‪ :‬ويعني به االنتشار املنهجي لنظام وسائل االتصال حول العامل ويف‬
‫داخل كل طبقة من طبقات املجتمع‪.‬‬
‫‪  -9‬الكونية‪ :‬البيئة األساسية اجلديدة لوسائل االتصال هي بيئة عاملية دولية حتى تستطيع‬
‫املعلومات أن تتبع املسارات املعقدة‪..‬‬
‫•سامت اإلعالم اجلديد‪:‬يمكن استعراض ابرز سامت اإلعالم اجلديد‪ ،‬عىل وفق‬ ‫ ‬
‫اآليت(‪:)3‬‬
‫‪ .1‬تقنية اإلعالم اجلديد‪ :‬أدت أيض ًا إىل اندماج وسائل اإلعالم املختلفة والتي كانت يف‬
‫املايض وسائل مستقلة ال عالقة لكل منها باألخرى بشكل ألغيت معه تلك احلدود الفاصلة‬
‫بني تلك الوسائل‪ .‬وقد غريت أيض ًا بشكل أسايس من أنامط السلوك اخلاصة بوسائل االتصال‬
‫من حيث تطلبها لدرجة عالية من االنتباه فاملستخدم جيب أن يقوم بعمل فاعل (‪ )active‬خيتار‬
‫فيه املحتوى الذي يريد احلصول عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬حرية اإلعالم‪:‬أصبحت حقيقة ال مفر منها‪ .‬فالشبكة العنكبوتية العاملية مثال جعلت‬
‫بإمكان أي شخص لديه ارتباط باإلنرتنت أن يصبح نارش ًا وأن يوصل رسالته إىل مجيع أنحاء‬
‫العامل بتكلفة ال تذكر‪.‬‬
‫‪ .3‬إعالم متعدد الوسائط‪ :‬حيث أنه أحدث ثورة نوعية يف املحتوى االتصايل الذي يتضمن‬
‫عىل مزيج من النصوص والصور وملفات الصوت ولقطات الفيديو‪ .‬هذا املحتوى متعدد‬
‫الوسائط انترش بشكل هائل خالل السنوات املاضية بشكل خاص عرب مايعرف بصحافة‬
‫املواطن‪ ‬وكان له تأثريات اجتامعية وسياسية وجتارية كبرية تستلزم التدبر والدراسة‪.‬‬
‫‪ .4‬تفتيت اجلامهري‪ :‬ويقصد بذلك زيادة وتعدد اخليارات أمام مستهلكي وسائل اإلعالم‬

‫‪- 297 -‬‬


‫دور اإلعالم اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬
‫والذين أصبح وقتهم موزع ًا بني العديد من الوسائل مثل املواقع اإللكرتونية وشبكات‬
‫التواصل االجتامعية واهلواتف الذكية وألعاب الفيديو االلكرتونية بجانب الوسائل التقليدية‬
‫من صحف وإذاعة وتلفزيون‪.‬‬
‫‪ .5‬غياب التزامنية‪ :‬ويقصد به عدم احلاجة لوجود املرسل واملتلقي يف نفس الوقت‪ ،‬فاملتلقي‬
‫بإمكانه احلصول عىل املحتوى يف أي وقت يريده‪.‬‬
‫‪ .6‬االنتشار والعاملية‪ :‬ويقصد باالنتشار شيوعه ووصوله إىل مجيع رشائح املجتمع تقريبا‪،‬‬
‫إضافة إىل عامليته وقدرته عىل جتاوز احلدود اجلغرافية‪.‬‬
‫‪ .7‬قابلية التواصل‪ :‬برصف النظر عن مواصفات ومقاييس املنشئ للمحتوى‪. ‬‬
‫ويبقى اإلعالم تقليديه وجديدة ووسائله من أهم عوامل نقل احلضارة‪ ،‬وإشاعة الثقافة‬
‫اجلادة‪ ،‬ودعم الفكر الصالح‪ ،‬وبث القيم الصحيحة يف العادات والسلوك‪ ،‬وإصحاح البيئة‬
‫اإلنسانية واملجتمع البرشي‪ ،‬وحتقيق التواصل االجتامعي والثقايف بني األفراد واجلامعات‬
‫واألمم‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬اإلرهاب وأساليب مكافحته‬


‫اإلرهاب هو االستخدام املنهجي للعنف خللق مناخ عام من اخلوف من خالل ‪ ‬إحلاق‬
‫األذى والرضر باألشخاص واملمتلكات‪ ،‬وظاهرة اإلرهاب ظاهرة معقدة ومتعددة األوجه‬
‫واألشكال(‪ ،)4‬فاإلرهاب املعارص ال يأيت من بلد واحد‪ ،‬أو دين واحد‪ ،‬أو حتى جمموعة واحدة‬
‫وذلك بظهور تنظيامت إرهابية معروفة متتد حول العامل من دون معرفة احلدود‪ ،‬وصارت‬
‫اهلجامت اإلرهابية أكثر عنف ًا وفتك ًا باستخدام أحدث التقنيات واألسلحة واالتصاالت(‪،)5‬‬
‫وإرشاك النساء واألطفال يف العمليات اإلرهابية واالنتقال من اهلجامت واستهداف السلطات‬
‫السياسية أو العسكرية أو االقتصادية إىل اهلجامت التي تستهدف املدنيني وذلك ألحداث‬
‫خسائر فادحة وجسيمة‪،‬والتأثري املبارش وغري املبارش عىل حقوق اإلنسان‪،‬واستخدام اإلرهاب‬

‫‪- 298 -‬‬


‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس ‪ ...‬ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ‪ ...‬م‪.‬د‪.‬امحد مشعان‬
‫لتحقيق غرض مرشوع أو كوسيلة ليست مرشوعة لتحقيق عمل مرشوع ‪،‬أمر حمفوف‬
‫باالضطرابوإشكاليات التداخل بني مفهوم اإلرهاب مع مفاهيم أخرى كاجلريمة املنظمة‬
‫واجلريمة السياسية والعنف السيايس املرشوع وغري املرشوع‪ ،‬وتدابري مكافحة اإلرهاب حتمل‬
‫من القتامة ال ُيفضل تعميمها كام هو عليه اليوم‪ ،‬وثمة أتفاق عىل عدم وجود تعريف جامع‬
‫وحمدد ملفهوم اإلرهاب(‪ ،)6‬وهذا ناتج من تباين القاعدة الفكرية أو السياسية التي تنطلق‬
‫منها الدول والباحثني لتحديد تعريف دقيق لإلرهاب واملسائل التي أثارها مفهوم اإلرهاب‬
‫يف ‪ ‬القانون الدويل‪ ،‬وعدم وجود معيار دقيق لتحديد مفهوم اإلرهاب وعىل صعوبة اإلحاطة‬
‫به من الناحيتني النظرية والعملية‪ ،‬إذ يمكن النظر إىل اإلرهاب من زوايا خمتلفة ويف ضوء‬
‫علوم االجتامع واإلجرام والسياسة والطب النفيس والعالقات الدولية والقانون‪ ،‬ولذلك‬
‫فإنه من الصعب وضع تعريف شامل يغطي مجيع جوانب وأبعاد ظاهرة اإلرهاب‪ ،‬واحد‬
‫اآلثار املرتتبة عىل هذه الصورة هو أن تعريف «اإلرهاب» ‪ ‬توسع عىل مدى السنوات‪ ،‬وقد‬
‫متخض عن تباين الرؤى والتصورات يف كثري من التعاريف حتى إن أحد الباحثني اهلولنديني‬
‫مجع أكثر من مئة(‪ )100‬تعريف لإلرهاب‪ ،‬وقد تتغري أكثر يف املستقبل جراء جرائم إرهابية‬
‫مستحدثة‪ ،‬فاالﻀﻁﺭﺍﺏ يف تعريف اإلرهاب ناجم عن املخاطر اإلضافية الناشئة والتي ﺃﻤﻠﺘﻬﺎ‬
‫ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻤﻟﺘﻼﺤﻘﺔ والتحوالت السياسية واالقتصادية واالجتامعية والثقافية‪ ،‬وعدم القدرة‬
‫عىل التحديد الدقيق ﻤﻟﻔﻬﻭﻡ اإلرهاب يؤدي إىل متديد نطاق تدابري مكافحة اإلرهاب(‪ ،)7‬ووفق ًا‬
‫التفاقية عصبة األمم عام ‪ 1937‬اخلاصة بحظر اإلرهاب واملعاقبة عليه فقد جاء يف املادة‬
‫(‪ )1‬فقرة (‪ )2‬منها بأن مجيع أشكال اإلرهاب تعني ((األعامل اإلجرامية املوجهة ضد الدول ‪,‬ة‬
‫ني أو مجاعات من الناس أو‬
‫والتي يكون من شأهنا إثارة الذعر والرعب لدى أشخاص معين ‪,‬‬
‫املجتمع ككل))‪،‬ويف تعريف آخراإلرهاب هو فعل عنيف يرمي الفاعل بمقتضاه وبواسطة‬
‫الرهبة النامجة عن العنف إىل تغليب رأيه السيايس أو إىل فرض سيطرته عىل املجتمع أو الدولة‬
‫من أجل املحافظة عىل عالقات اجتامعية عامة أو من أجل تغيريها وتدمريها((‪.)8‬واختالط‬

‫‪- 299 -‬‬


‫دور اإلعالم اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬
‫اﻹرهاب بصور العنف السيايس اﻷﺧﺮى للجرائم السياسية واحلروب بأنواعها‪ ،‬ﺳﻮاء أكانت‬
‫حروب ًا تقليدية أو حروب حترير أو عصابات وكذلك مع صور اإلجرام املنظم والعابر للحدود‬
‫‪.‬‬
‫ومع العصيان واالنقالبات‬
‫ويتميز اإلرهاب عن غريه من أشكال العنف باستخدام التخويف وترهيب املجتمع والدولة‬
‫ألغراض سياسية ‪ Political Violence‬وهو كل عمل يتضمن اهلجوم عىل اآلخرين بقصد‬
‫السيطرة عليهم بالقتل والتدمري واإلخضاع إلحداث تغيري يف السياسة يف نظام احلكم أو يف‬
‫أشخاصه(‪ ،)9‬وطبق ًا ﻟﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻥ مكافحة اإلرهاب ﻫﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ‬
‫الترشيعات وﺍﺨﻟﻁﻁ ﻭالتدابريﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻌﻬﺎ ﺍﺠﻟﻬﺎﺕ ﺍﻤﻟﺨﺘﺼﺔ للقضاء أو ملنع اإلرهاب واحلد من‬
‫التهديدات واالعتداءات اإلرهابية‪ .‬إﻥ ﺍﺤﻟﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻤﻔﻬﻭﻡ حفظ األمن والنظام‬
‫العام والسالمة العامة ﻤﻟﻭﺍﻁﻨﻴﻬﺎ ﺒﺎﺕ ﻴﻤﺜل ﻤﺤﻭﺭ ﺍﺠﻟﺩل ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻲﻓ سياق مكافحة اإلرهاب‬
‫واﻤﻟﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﺘﻲ تكتنف ساحة النزال من إجراءات استثنائية يف اللجوء إىل الوسائل األمنية‬
‫يف شكلها الصارخ وذلك لضامن االمتثال التام للقانون من قبل اجلميع يف ظل أطار ﻣﻔﻬﻮم‬
‫الدولة‪ ،‬يطرح مشكلة التوافق بني املبادئ الديمقراطية مع محلة درء خطر اإلرهاب‪ ،‬وما يمكن‬
‫ْ‬
‫أن تفعل الدول ملواجهة خماطر انتشاره‪.‬‬
‫أن التحدي احلقيقي هو اضطرار الدولة عىل عمل ما يف تعزيز أو إعاقة ملواجهة خطر‬
‫اإلرهاب والتصدي خلطورة قصوى‪ ،‬وضامن أمن الدولة واألفرادعند وجود أحداث خترج‬
‫عن نطاق السيطرة‪ ،‬بام فيها جرائم اإلرهاب‪ ،‬إال أن هذا العزم ال يمكن استعامهلا دون‬
‫مشاكل ‪،‬والتوازن بني األمن الوطني واحلرية الفردية ‪،‬إذ ﺘﻌﻤﻝ اﻟﺴﻠطﺔ ﻋﻠـﻰ ذﻟـك بكل ما‬
‫أوتيت ﻤــن ﻗــوة يف مسوغ أن للحكومة احلق املرشوع يف الدفاع عن النفس ودرء اخلطر‬
‫عن مواطنيها بوسائل غري عادية‪ ،‬وﻫــﻲ تستند عىل سيادة القانون يف تكييف أعامهلا وأفعاهلا‬
‫متوخية اﺤﻟﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ ﺴــﻼﻤﺔ واﻤــن املجتمع(‪ ،)10‬والرتكيز عىل احلق اجلامعي يف األمن‬
‫عىل حساب حقوق اإلنسان الفردية‪ ،‬واخلالف حول مقاربة مفهوم اإلرهاب بوصفه عمال‬

‫‪- 300 -‬‬


‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس ‪ ...‬ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ‪ ...‬م‪.‬د‪.‬امحد مشعان‬
‫إجراميا أو كظاهرة سياسية‪ ، ‬والدور املزدوج حلقوق اإلنسان‪ ،‬التي تنتقد وتؤكد تدابري مكافحة‬
‫اإلرهاب(‪ .)11‬وهذا مايؤكد دور اإلعالم يف التصدي لإلرهاب‪ ،‬عىل رضورة تشخيص واقع‬
‫ما يتم طرحه يف اإلعالم اجلديد ‪ ،‬واإلعالم التقليدي‪ ،‬والتصدي لظاهرة اإلرهاب التي تعتمد‬
‫مواجهة الفكر الضال بفكر أقوى منه يعتمد ثقافة احلوار وإىل تغيري يف املفاهيم والعقول‪ ،‬بطرح‬
‫إعالمي متطور يف الشكل واملضمون‪ ،‬يرتكز عىل فريق عمل متخصص يف العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتامعيةواإلعالمية(‪ .)12‬إذ جيب أال يؤدي إطالق احلريات يف وسائل اإلعالم وقنوات‬
‫التواصل االجتامعي حفاظ ًا عىل األمن والسلم االجتامعي‪ ،‬وعليه فأن وسائل التكنولوجيا‬
‫أكسبت اإلرهاب زمخ ًا واسع ًا بسبب ما أتاحه له اإلعالم من انتشار‪ ،‬إذ أن املتابع للتغطية‬
‫اإلعالمية لقضية مهمة كاإلرهاب التي حظيت باهتامم عاملي يكتشف أن مفهوم اإلرهاب‬
‫خيتلف يف منطوق وسائل اإلعالم حسب سياستها اإلعالمية جتاه هذه القضية يف حني نفتقد‬
‫لوجود محالت إعالمية ممنهجة ملواجهة هذا الفكر املتطرف الذي يمثل سالح ًا هيدد وجود‬
‫البرشية بأرسها‪ ،‬وكذلك فان قضية اإلرهاب الرقمي يف اإلعالم اجلديد قد ذهب باجتاه آخر‪،‬إذ‬
‫استخدمه املتطرفون دينيا وسياسيا وأيديولوجيا الستقطاب الشباب يف عملياهتم الرامية إىل‬
‫بث اخلوف وإجبار العامل عىل االعرتاف هبم والرضوخ إىل مطالبهم‪ ،‬وكان اإلرهايب باألمس‬
‫يتسلح ببندقيته أما اليوم فيتسلح بجهاز حاسب آيل‪ ،‬أن اإلعالم مل يعد جمرد ناقل لألخبار وانام‬
‫أضحى وسيلة لصناعة العقول وتنمية األفكار لذلك ينبغي االستفادة من التقنيات واآلليات‬
‫الفعالة بغية تقديم رسالة بناءة تقوى عىل مواجهة األعامل االرهابية‪ ،‬فاالرهاب خيتلف من‬
‫شخص آلخر حسب اخللفية العقادية أو التوجه السيايس والفكري وتطويعه باستخدام‬
‫مصطلح االرهاب بحسب التوجه اإليدولوجي بحيث أصبح لإلرهاب مفهوم نسبي عند‬
‫الباحثني والسياسيني وصناع القرار بالدول اإلسالمية والدول األخرى واالنعكاسات‬
‫الفعلية للمامرسات اإلرهابية املتطرفة والتي صنفت عىل اهنا إرهابية يف املنطقة خالل العقدين‬
‫املاضيني‪ ،‬بجانب دور اإلعالم يف التصدي لإلرهاب وكذلك الضوابط القانونية للعمل‬

‫‪- 301 -‬‬


‫دور اإلعالم اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬
‫اإلعالمي املتمثلة يف النصوص القانونية ومواثيق الرشف اإلعالمية‪ ،‬وبيان القيود املفروضة‬
‫عىل اإلعالم يف تناوله لقضايا اإلرهاب‪ ،‬وهي تلك القيود التي وضعتها دول العامل يف قوانينها‬
‫الوطنية عىل ممارسة حرية الرأي والتعبري‪ ،‬مبين ًا مساءلة اإلعالمي جنائيا ومدنيا‪ ،‬وموقف الفقه‬
‫اإلسالمي من إساءة استخدام حق اإلعالم يف تناوله لقضايا اإلرهاب من خالل النصوص‬
‫القرآنية والسنة النبوية الرشيفة وآراء فقهاء املسلمني‪ .‬أن التصدي لإلرهاب ال يتم إال عرب فكر‬
‫أقوى من فكر اإلرهاب‪ ،‬ذلك من خالل حوار وثقافة وتغيري املفاهيم التي تغلغلت يف العقول‬
‫عرب سنوات طويلة يف املامرسة والتظليل والتعبئة واحلشد‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن املؤامرات والتمويل‬
‫الداخيل واخلارجي‪ ،‬من خالل دعاة قاموا بالرتويج هلذا الفكر الضال واملنحرف‪ ،‬سنوات‬
‫طويلة‪ ،‬أن الفكر الضال أنتج صورة ذهنية مغلوطة مفادها أن اإلسالم دين سفك للدماء‬
‫وإرهاب وتطرف‪ ،‬عكس ما يمثل حقيقة اإلسالم الذي ال يقر القتل وال يروع اآلمنني(‪.)13‬‬
‫وعليه نرى رضورة املواءمة بني مكافحة اإلرهاب وحرية تداول املعلومات ‪ ،‬هبدف الوصول‬
‫إىل حتديد القيود املربرة قانونيا التي ترد عىل حرية اإلعالم‪ ،‬بام ال خيل ومكافحة اإلرهاب أو‬
‫يعوق اآلليات الالزمة هلا‪.‬‬

‫املبحث الرابع‪:‬السياسة اجلنائية ملواجهة اإلرهاب‪:‬‬


‫أﻥ رسم السياسة اجلنائية ملواجهة اإلرهاب‪ ،‬ﺘﻌﻴﺵ ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺄﺯﻕ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﺒﻴﻥ‬
‫أﻨﻤﻭﺫﺠﻴﻥ‪ ،‬االلتزام األول ﻴﻤﺜل مكافحة اإلرهاب مع وجود العديد من أنواع العنف‪ ،‬وان‬
‫اندالع العنف ينفي فكرة األمن‪ ،‬واألنموذج الثاين كشكل من أشكال التمرد موجهة ضد‬
‫سلطة الدولة‪ .‬يف مترد حقيقي مع النية يف االعتداء عىل السيادة الداخلية للدولة من خالل‬
‫اهلجامت الرشسة عىل قوات اجليش والرشطة لتقويض سلطة الدولة‪ ،‬يتم إمخادها بإرهاب‬
‫مقابل يف حماولة لبسط القانون والنظام‪ ،‬ومما حيسن توجيه اجلهد نحومها يف التزامن‪ ،‬واجب‬
‫الدول حلامية شعوهباوحفظ هيبة الدولة ضد األعامل اإلرهابية‪.‬‬
‫ﺃﺎﻤ ﺍﻷلتزام ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻴﻤﺜل ﻤﻁﻠﺒ ًا ﺨﺎﺭﺠﻴﺎ ﻓﺭﻀﺘﻪ االتفاقيات واملواثيق ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ‪ ،‬واحرتام‬

‫‪- 302 -‬‬


‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس ‪ ...‬ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ‪ ...‬م‪.‬د‪.‬امحد مشعان‬
‫القانون الدويل أمر رضوري لضامن االستقرار واألمن‪ ،‬وخاصة احرتام حقوق اإلنسان‬
‫وسيادة القانون هو أداة مهمة يف مكافحة اإلرهاب الجيوز التضحية هبا يف وقت األزمات(‪،)14‬‬
‫أن القانون الدويل حلقوق اإلنسان حيمي األفراد عىل حد سواء من اإلرهاب أومن جتاوزات‬
‫مكافحة اإلرهاب يف تقييد حقوق ال جتوز تقييدها حتت أي ظرف من الظروف وذلك‬
‫باستخدام مكافحة اإلرهاب ذريعة لتقييد ممارسة احلقوق األساسية اللصيقة والتي يتمتع هبا‬
‫اإلنسان ملجرد كونه إنسان ًا مثل احلق يف احلياة واحلق يف األمن واحلق بسالمة اجلسم(‪.)15‬‬
‫إنوضع القيود عىل عدد من احلقوق واحلريات عندما تواجه وضعا يتطلب التوازن بني‬
‫حقوق الفرد واملصلحة املشرتكة‪ ،‬وأن تراعي هذه التدابري مؤقتة وقد اعتمدت يف ظروف‬
‫استثنائية‪،‬وحتقيق املعيارية يف حدود هذه السلطة بقدر ما تقتضيه الرضورات التي حيددها‬
‫القانون لإلدارة يف ما يصح عمله‪ ،‬وما يصح تركه‪ ،‬فالسلطة التقديرية هي»نوع من احلرية تتمتع‬
‫هبا اإلدارة لتقدير خطورة بعض احلاالت الواقعية التي حتدث‪ ،‬واختيار وقت تدخلها‪ ،‬وتقدير‬
‫أصلح الوسائل ملواجهة هذه احلالة وأن الفرد ال خيضع إال للقيود التي ينص عليها القانون(‪،)16‬‬
‫إذ انه((اليمكن للطبيعة البشعة لألعامل اإلرهابية أن تكون بمثابة أساس أو ذريعة للدول يف‬
‫جتاهل التزاماهتا الدولية‪ ،‬وال سيام يف جمال محاية حقوق اإلنسان األساسية))(‪ ،)17‬الفقرة ‪ 2‬من‬
‫املادة ‪ 29‬من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان) تنص عىل أن‪(:‬خيضع الفرد يف ممارسة حقوقه‬
‫وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط‪ ،‬ولضامن االعرتاف بحقوق الغري وحرياته‬
‫واحرتامها ولتحقيق املقتضيات العادلة للنظام العام واملصلحة العامة واألخالق يف جمتمع‬
‫ديمقراطي) ‪.‬‬
‫إنام حصل بعد أحداث ‪11‬سبتمرب ‪ 2011‬وما جاءت به من حتول من املفهوم اخلاص‬
‫لإلرهاب إىل مفهوم دويل عام‪ ،‬وعد اإلرهاب نزاعا مسلحا يواجه باحلرب‪ ،‬وأن اإلرهاب‬
‫بجميع أشكاله ومظاهره‪ ،‬أيا كان مرتكبوه‪ ،‬وحيثام ارتكب‪ ،‬وأيا كانت أغراضه‪ ،‬يشكل أحد‬
‫أخطر التهديدات للسالم واألمن الدوليني(‪ ،)18‬وأن القرار ‪ )2001( 1373‬الذي أعتمده‬

‫‪- 303 -‬‬


‫دور اإلعالم اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬
‫جملس األمن الدويل والذي مثل االنتقال إىل العمل وفقا ألحكام الفصل السابع من امليثاق‪،‬‬
‫يف أن»أعامل وأساليب وممارسات اإلرهاب تتعارض مع مقاصد ومبادئ األمم املتحدة‪ ،‬و»إن‬
‫القرار يدعو مجيع الدول إىل جتريم األعامل اإلرهابية ومعاقبتها وتعزيز قدرة الدول ملنع األعامل‬
‫اإلرهابية داخل حدودها والعابرة للحدود‪ ،‬وإىل عدم تسييس اجلرائم اإلرهابية‪ ،‬وجتميد أموال‬
‫األشخاص الذين يرتكبون أو حياولون ارتكاب أعامل إرهابية‪ ،‬وإىل تعزيز التعاون الدويل يف‬
‫املسائل اجلنائية‪.‬‬

‫املبحث اخلامس‪:‬آلية معاجلة قضايا اإلرهاب‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬االلتزام السلبي للدولة‬
‫االلتزامات السلبية للدولة ‪ obligationsNegative‬وفقا ملسائل وقضايا تعد جزءا ال‬
‫يتجزأ من معاهدات حقوق اإلنسان‪ ،‬ويستند هذا املفهوم عىل مبدأ أن يعيش األفراد يف كنف‬
‫الدولة من دون رضر أو تعد أو خوف‪ ،‬أو واجب الدولة احرتام احلريات وحقوق اإلنسان‬
‫لألشخاص الذين يعيشون حتت واليتها إيفاء ًا حلقوقهم االجيابية ‪،‬واالمتناع عن كل نشاط‬
‫يمكن من شأهنا التدخل يف ممارسة أو التمتع بحق معني‪ ،‬وهي‪ ‬احلقوق هي التي تقع يف صلب‬
‫حقوق اإلنسان‪ ،‬والذي يتضمن‪ ،‬من بني أمور أخرى‪ :‬احلق يف احلياة والسالمة البدنية‪،‬واملساس‬
‫بكرامة اإلنسان وحرية التنقل‪ ،‬ومحاية حقوق امللكية‪ ،‬وحرية الفكر والعقيدة‪ ،‬وما إىل ذلك‬
‫والتي تقوم عىل احلرية واستقاللية كل شخص وأن حترتم حقوقه من قبل اآلخرين دون تعرض‬
‫هذه احلقوق لالعتداء(‪ ،)19‬احلق يف عدم تقييد احلقوق ليست مطلقة عند استخدام ما يسمى‬
‫باالعتقال الوقائي ألسباب تتعلق باألمن العام التي تتعارض مع االلتزام السلبي يف احلقوق‬
‫وضامن عدم تدخل السلطة العامة ‪،‬وهي ليست اخرتاع ًا يف حالة اﻤﻟﺒﺎدرة ﺒﻤﻌﻨﻰ أن ﻴﺘم استباق‬
‫اﺠﻟرﻴﻤﺔ اﻹرﻫﺎﺒﻴﺔ وﻟﻴس اﻨﺘظﺎر وﻗوع اﻟﻔﻌﻝ ﺜم اﻟﻘﻴﺎم ﺒﻤﻼﺤﻘﺘﻪ أي أن ﺘﺘم ﻋﻤﻠﻴﺔ إﺠﻬﺎض‬
‫مبكر ﻟﻠﺠرﻴﻤﺔ‪ ،‬وجيب عىل الدولة التقيد بثالثة مبادئ يف أثناء تقييده للحق‪ ،‬يف أن يتوخى إىل‬

‫‪- 304 -‬‬


‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس ‪ ...‬ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ‪ ...‬م‪.‬د‪.‬امحد مشعان‬
‫حتقيق هدف مرشوع ومصلحة ذات قيمة أكرب وان ال يمكن ضامن هذه املصلحة بدون تقييد‬
‫احلق‪ ،‬ومبدأ التناسب‪ ‬بني الرضر والفائدة‪ ،‬ومبدأ الرشعية يف تقييد احلقوق استناد ًاألحكام‬
‫القانون‪ ،‬ومن الواضح أن مفهوم «االمتناع عن التدخل»تعني االمتناع عن ممارسة يف سلوك‬
‫حمظور بموجب القانون‪ ،‬وهي مرادفة لعبارة «عدم عرقلة» أو «من دون عائق»‪،‬وان بعض‬
‫احلقوق مطلقة نسبي ًا وليس من املمكن احلد منها مثل احلق يف احلياة ‪ ،‬ألن هذا احلق هو‬
‫األساس الذي تقوم عليه مجيع حقوق اإلنسان(‪ ،)20‬وهو احلق األعىل الذي ال جيوز اخلروج‬
‫عليه حتى يف أوقات الطوارئ العامة‪ ،‬وعىل القانون أن حيمي هذا احلق‪ .‬وال جيوز حرمان‬
‫احد من حياته تعسف ًا‪ ،‬واحلق يف احلياة نفسه مكرس أيضا يف املادة ‪ 3‬من اإلعالن العاملي‬
‫حلقوق اإلنسان الذي اعتمدته اجلمعية العامة لألمم املتحدة يف ‪ 10‬كانون األول‪/‬ديسمرب‬
‫‪ ،1948‬وإشكالية استخدام القوة املفرطة ضد اإلرهابيني يف سياق ‪ ‬إنفاذ القانون والتي تزيد‬
‫عىل الرضورة القصوى بام يف ذلك استعامل األسلحة النارية‪ ،‬والذي يشكل انتهاكا صارخا‬
‫للحق يف احلياة واحلاالت التي يعد استخدام القوة مربر ًا ورضورة قصوى ضمن قاعدة الدفاع‬
‫عن النفس أو الدفاع عن اآلخرين خالل العنف غري املرشوع‪ ،‬أو عند اعتقال أو منع هروب‬
‫شخص معتقل‪،‬أو إمخاد مترد أو عصيان‪ ،‬أو يف حالة القتل املستهدف تنتج نتيجة إجيابية (إطالق‬
‫رساح الرهائن)‪ ،‬أو حاالت القتل لضحايا يلقون حتفهم عن طريق اخلطأ أثناء مدامهة أو أثناء‬
‫االحتجاز من قبل الرشطة أو األمن وااللتزام بالتحقيق يف حاالت الوفاة أو التعذيب(‪،)21‬‬
‫واملعايري األساسية حلقوق اإلنسان ملسؤويل إنفاذ القانون» التي اعتمدهتا منظمة العفو الدولية‬
‫تنص أيضا عىل أن الظروف االستثنائية‪ ،‬أو أية حالة طوارئ عامة أخرى‪ ،‬اليمكن استخدامها‬
‫لتربيرأي انحراف عن هذه املعايري‪ ،‬مثل املدونة لقواعد سلوك املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني‬
‫(مدونة قواعد السلوك) واملبادئ األساسية بشأن استخدام القوة واألسلحة النارية من جانب‬
‫املوظفني املكلفني بإنفاذ القوانني (املبادئ األساسية) تقدم املزيد من التوجيهات للمسؤولني‬
‫عن النظام العام الذين يعملون يف ظروف عنيفة حمتملة(‪ ،)22‬وهي تؤثر يف بعضها بطريقة ما‪،‬‬

‫‪- 305 -‬‬


‫دور اإلعالم اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬
‫عىل سبيل املثال التقاعس يف التزام الدولة بإجراء حتقيقات رسيعة وفعالة يؤدي إىل انتهاك‬
‫االلتزامات املوضوعية واإلجرائية يف‪ ‬احتجاز األشخاص املشتبه هبم ألجل غري مسمى ‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬االلتزام اإلجيايب للدولة‪:‬‬
‫إن مفهوم «االلتزام اإلجيايب للدولة» ‪ Positive obligations ‬يف حدود القانون وهي‬
‫ذات طبيعة إجرائية أو موضوعية‪ ،‬والتي متثل حتوال كبريا يف مفهوم حقوق اإلنسان‪ ،‬تلك التي‬
‫تتطلب أو تستلزم اختاذ الدولة التدابري اإلجيابية الالزمة لتوفري محاية أفضل لألفراد اخلاضعني‬
‫لواليتها وهتيئة الظروف املناسبة لتحقيق هذه احلقوق وتفادي االعتداء عليها‪،‬وترسيخ‬
‫الضامنات اإلجرائية للحامية ضد الدولة نفسها‪ ،‬بحيث ُيواكب القانون اجلنائي وإجراءاته املعايري‬
‫الدولية حلقوق اإلنسان‪ ،‬وأي خرق لاللتزامات اإلجرائية يعد خرق مادي لاللتزام‪ ،‬وللتمييز‬
‫بني «الواجب» و›االلتزام›عىل املستوى االصطالحي‪ ،‬االلتزام هو واجب من وجهة النظر‬
‫القانونية‪،‬االلتزامات اإلجيابية للدولة تعني اختاذ التدابري وقائية تقع عىل عاتقها واإلجراءات‬
‫والتي ال مفر منها عند علمها بوجود خطر حقيقي حلامية أفراد الشعب‪ .‬وقد أشاردستور‬
‫مجهورية العراق ‪ 2005‬إىل حظر اإلرهابواألنشطةاإلرهابية ضمن املبادىء األساسية يف‬
‫الفقرة الثانية من املادة ‪(:7‬تلتزم الدولة بمحاربة اإلرهاب بجميع أشكاله‪ ،‬وتعمل عىل محاية‬
‫أراضيها من أن تكون مقر ًا أو ممر ًا أو ساح ًة لنشاطه)‪ .‬وااللتزامات اإلجيابية‪ ‬يف‪ ‬قانون حقوق‬
‫اإلنسان‪ ‬داللة عىل التزام الدولة‪  ‬للمشاركة يف أي تفعيل حلق أسايس‪ ،‬وتتفاقم الواجبات يف‬
‫التدابري االجيابية للوقاية واحلامية من قبل الدولة يف إطار االلتزامات ومسؤولية الدولة عن‬
‫أعامل موظفيها‪ ،‬وأن الدولة مسؤولة عن مجيع واجباهتم واألخطاء التي يرتكبها أفراد قواهتا‬
‫العسكرية واألمنية التي يضطلعون هبا بصفتهم الرسمية ضمن قاعدة التابع واملتبوع‪ ،‬وإنشاء‬
‫وتطبيق نظام فعال ملعاقبة مجيع أشكال التجاوز واألفعال العنيفة التي يرتكبها رجال الرشطة‬
‫والقوات املسلحةأثناء تنفيذ الواجب(‪ ،)23‬فإذا قتل شخص يف عملية مدامهة للقوات األمنية‪،‬‬
‫يضاف هذا االلتزام السلبي من الدولة إىل التزام إجيايب نابعة عن سوء السلوك التي تنطوي‬

‫‪- 306 -‬‬


‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس ‪ ...‬ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ‪ ...‬م‪.‬د‪.‬امحد مشعان‬
‫يف انتهاك اللتزام بعدم التدخل يف احلق يف احلياة‪ ،‬كذلك عىل السلطات املختصة يف الدولة‬
‫الرشوع إىل فتح حتقيق من تلقاء نفسها لتحديد كيفية حدوث الوفاة خالل مدة االعتقال‪،‬‬
‫وعبء اإلثبات يف عدم مسؤوليتها يف أن حالة وفاة مل تكن نتيجة التعذيب خالل االحتجاز‬
‫أو سوء املعاملة التي ترتكبها سلطات الدولة‪ ،‬وتنص املادة ‪ 46‬من الدستور العراقي ‪2005‬‬
‫عىل أنه‪((:‬اليكون تقييد ممارسة أي من احلقوق واحلريات الواردة يف هذا الدستور أو حتديدها‬
‫اال بقانون أو بناء عليه‪ ،‬عىل أال يمس ذلك التحديد والتقييد جوهر احلق أو احلرية))(‪ ،)24‬وتبقى‬
‫االلتزامات اإلجيابية امللقاة عىل عاتق الدول ناقصة مامل تضمن الدولة احلامية لألفراد ليس عن‬
‫األفعال التي يرتكبها وكالؤها يف أنفاذ القانون من انتهاكات للحقوق فحسب‪ ،‬وإنام أيض ًا‬
‫من األفعال التي يقوم هبا أفراد عاديون أو كيانات خاصة‪ ،‬والضامنات التي البد من توافرها‬
‫لكل من تسلب حريته أو يقبض عليه‪ ،‬فله أن يبلغ بأسباب القبض عليه أو اعتقاله فور ًا‪ ،‬بدء ًا‬
‫وانتها ًء بجميع املراحل املختلفة للمحاكمة‪ ،‬وقد نص قانون أصول املحاكامت اجلزائية يف‬
‫املادة (‪ )43‬عىل أن تسمع أقوال املقبوض عليه وذلك خالل أربع وعرشين ساعة‪ ،‬كام نص‬
‫الدستور العراقي لسنة ‪ 2005‬عىل هذا الضامن(‪ ،)25‬وإرساء دعائم قضاء مستقل بحتكم إىل‬
‫أساس (مبدأ ال جريمة وال عقوبة إال بنص وأن املتهم برئ حتى تثبت إدانته)‪ ،‬والبد أن يعهد‬
‫بأجراء التحقيق لسلطة أناطها القانون هليئة‪ ،‬وللشخص حرية الدفاع عن نفسه بمواجهة‬
‫التهم املنسوبة إليه برشط توافر ضامنات أخرى يقتضيها القانون‪ ،‬وأن خيضع ذلك االعتقال‬
‫ألحكام املادة ‪ 9‬من اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان‪ ،‬يف أنه» لكل فرد حق يف احلرية ويف األمان‬
‫عىل شخصه ‪ ،‬وﻻ جيوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسف ًا‪ ،‬وﻻ جيوز حرمان أحد ﻣﻦحريته ألس‬
‫بابينصعليهاالقانونوطبق ًاﻟﻺﺟﺮاءاﻤﻟﻘﺮرفيه»كام يتوجب إبالغ أي شخص يتم توقيفه بأسباب‬
‫هذا التوقيف لدى وقوعه ‪،‬كذلك حتظر اﻟﻔﻘﺮةاﻷوﻰﻟمن املادة ‪ 9‬من العهد الدويل اخلاص‬
‫باحلقوق املدنية والسياسية االعتقال التعسفي أو احتجاز األفراد ‪ ،‬وأن يقوم عىل أسس‬
‫وإجراءات ينص عليها القانون اجلنائي‪ ،‬وعىل سلطات إنفاذ القانون التزام إجيايب من الدولة‬

‫‪- 307 -‬‬


‫دور اإلعالم اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬
‫حلامية هؤالء القابعني يف مرافق االحتجاز ‪ ،‬وينبغي توفري الرقابة القضائية لالحتجاز أي حق‬
‫الرجوع إىل القضاء ليقوم بتحري قانونية االعتقال‪ ،‬والتي تنطبق عىل مجيع األشخاص الذين‬
‫يتعرضون للحرمان من حريتهم‪ ،‬بالقبض عليهم أو باعتقاهلم‪( .‬الفقرة ‪ ،)4‬فضال عن احلق يف‬
‫التعويض يف حالة التوقيف غري القانوين (الفقرة ‪ ،)5‬واحلظر املطلق للتعذيب فقد نصت املادة‬
‫(‪ )9‬من إعالن احلامية ضد التعذيب وغريه من رضوب املعاملة أو العقوبة القاسية واإلنسانية‬
‫وا ُملهينة‪(:‬حيثام وجدت أسباب معقولة لالعتقاد بأن عم ً‬
‫ال من أعامل التعذيب املعروفة يف املادة‬
‫(‪ )1‬قد ارتكبت يصبح عىل السلطات املختصة يف الدولة املعنية أن ترشع فور ًا يف إجراء حتقيق‬
‫حمايد حتى وإن مل يكن هناك أي شكوك رسمية) ‪ .‬تشرتط اتفاقية مناهضة التعذيب وغربه من‬
‫رضوب املعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو املهينة لعام ‪ ،1984‬ﺃﻥ تضمن الدول ﺍﻷﻃ‬
‫ﺮﺍﻑفي»ﺃﻥتكونجميعﺃﻋﺎﻤاﻝلتعذيبﺟﺮﺍﺋﻢبموجبﻗﺎﻧﻮهنااجلنائي «(املادة ‪ ،)1-4‬وتنص (املادة‬
‫‪ )1-10‬من العهد الدويل اخلاص باحلقوق املدنية والسياسية عىل أن‪((:‬يعامل مجيع األشخاص‬
‫املحرومني من حريتهم معاملة إنسانية حترتم الكرامة األصيلة يف الشخص اإلنساين))‪ ،‬كام نص‬
‫الدستور العراقي يف املادة اخلامسة عرشة تنص عىل أن «لكل فرد احلق يف احلياة واألمن واحلرية‬
‫وال جيوز احلرمان من هذه احلقوق أو تقييدها االوفق القانون‪ ،‬وبناء عىل قرار قضائي(‪.)26‬‬

‫اخلامتة‬
‫يمكن جتاوز الرضورة اآلنية ملواجهة اإلرهاب الداخيل واخلارجي من خالل صياغة‬
‫إسرتاتيجية ملكافحة اإلرهاب ‪،‬وما الذي يمكن عمله يف هذا الصدد سواء اآلن أو يف األجل‬
‫املتوسط أو البعيد ‪ ،‬وتنفيذ السياسات الرامية إىل تعزيز قدرات مكافحة اإلرهاب والتي تقوم‬
‫عىل الوقاية واحلامية واملالحقة القضائية ‪ ،‬وأن ازدواجية القوانني بوجود قانون االرهاب ضمن‬
‫حزمة القوانني اجلنائية خيلق وضع ًا ضبابي ًا بخصوص آليات محاية حقوق اإلنسان بسبب‬
‫ارجحية قوة الدولة مقابل حقوق االفراد ‪ ،‬ومدى امتثال السياسة اجلنائيةللصكوك الدولية‬
‫حلامية حقوق اإلنسان واحلريات األساسية وعدم تعطيل أي من احلقوق واحلريات األساسية‬

‫‪- 308 -‬‬


‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس ‪ ...‬ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ‪ ...‬م‪.‬د‪.‬امحد مشعان‬
‫‪ ،‬والتأكيد عىل دستورية أحكام القوانني ذات الصلة باإلرهاب ‪،‬كذلك تلتزم الدول ضمن‬
‫املجتمع الدويل أن تتخذ اخلطوات الالزمة لتعزيز التعاون من أجل منع اإلرهاب ومكافحته‪،‬كام‬
‫تساعد األفراد عىل تكيفهم مع جمتمعهم والتواصل فيام بينهم‪ ،‬وكذلك تفيد يف حتسني مستوى‬
‫اخلطاب واحلوار بني أفراد املجتمع وإبداء اآلراء دون خوف أو وجل‪ ،‬وكذلك تفيد يف معرفة‬
‫طريقة تفكري اآلخرين حيال القضايا املختلفة‪ ،‬واكتشاف مواهب جديدة‪ ،‬كام يمكن أن تفيد‬
‫يف دعم القرارات مما يؤدي إىل نجاحها أو معارضتها‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن مسامهتها يف حتقيق التقارب‬
‫الثقايف مع املجتمعات األخرى يف العامل‪ ،‬واختصار املسافات االتصالية مع خمتلف أنحاء العامل‬
‫واملسامهة يف تشكيل الرأي العام الرافض للمامرسات الشائنة ومنها املامرسات اإلرهابية ‪.‬‬
‫التو�صيات‬
‫‪1-1‬حماولة صياغة «نظريةعامة» يف تدابري مكافحة اإلرهاب مع وجود العديد من أنواع‬
‫االرهاب املرتبط بالواقع املتحرك واملتغري واملتعدد‪.‬‬
‫‪2-2‬التأكيد عىل نتائج العنف واالمتناع عن اختاذ أي خطوات مفرطة التي من شأهنا أن تنتهك‬
‫احلريات األساسية وحقوق اإلنسان وتقوض املعارضة املرشوعة ‪ ،‬وتعزيز دولة املواطنة‬
‫واحرتام أحكام حقوق اإلنسان الواردة يف الصكوك الدولية وسيادة القانون يف جتريم أعامل‬
‫اإلرهاب‪ ،‬وأن يكون قانون مكافحة االرهاب ذات طابع استثنائي ونطاقه يقترص يف الوقت‬
‫واملضمون إىل احلد الذي تقتضيه رضورات املوقف وختضع ملراجعة منتظمة‪ ،‬وتعزيز النظم‬
‫القانونية الوطنية واملؤسسات التي تدعم سيادة القانون‪.‬‬
‫‪3-3‬توجيه سلوك االفراد من خالل تفعيل دوال االهعالم اجلديد والياتة داخل أجهزة إنفاذ‬
‫القانون وانتهاء ًا بسن قوانني فعالة داعمة لالصالح وتعزيز النمو االقتصادي وخلق فرص‬
‫العمل ملواجهة اجلرائم اإلرهابية وتداعياهتا‪ ،‬مما يدفعنا إىل اقرتاح خيار نضعها أمام املرشع‬
‫يف حماولة ملواجهة اإلرهاب ‪ ،‬ينسجم مع السياسة العقابية بنقل احكام قانون االرهاب إىل‬
‫مكانه الطبيعي وهو قانون العقوبات وااللتجاء إىل تغليظ العقوبات يكون من شأهنا ردع‬

‫‪- 309 -‬‬


‫دور اإلعالم اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬
‫اإلرهابيني‪.‬‬
‫‪4-4‬اجياد السبل الكفيله باحلد من التاثري السلبي واالستخدام اخلاطئ والتوظيف السئ‬
‫لالعالم اجلديد وادواته واستغالل هذا الدور يف تكريس قيم التطرف والكراهية واالرهاب‬
‫والغاء االخ ‪,‬ر من خالل نرش الوعي املعريف والتاكيد عىل مواضيع الرتبية االعالمية‪.‬‬
‫‪5-5‬تشكيل فرق عمل لنرش الوعي بدور االعالم اجلديد يف مكافحة االرهاب من خالل‬
‫استثامر خصائصة املتيرسة من خمتصني بالعلوم االجتامعية واالعالمية والنفسية والقانونية‬
‫والسياسية والدينية ‪.‬‬

‫هوامش البحث‬
‫(‪ )1‬نقال عن سعد بن حمارب املحارب‪ ،‬اإلعالم اجلديد التحديات النظرية والتطبيقية‪،‬‬
‫اإلعالم اجلديد أولوية الوسيلة‪ ،‬ورقة مقدمة يف املنتدى السادس للجمعية السعودية لإلعالم‬
‫واالتصال‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪،2012،‬ص‪.4‬‬
‫(‪ )2‬سمرية شيخاين‪ ،‬اإلعالم اجلديد يف عرص املعلومات‪ ،‬جملة دمشق – املجلد‪ ،26 ‬العدد‬
‫األول‪،2010،‬ص‪.448‬‬
‫(‪ )3‬نقال عن كاتب‪ ،‬سعود صالح كاتب‪ ،‬اإلعالم اجلديد وقضايا املجتمع‪ ،‬املؤمتر العاملي‬
‫الثاين لإلعالم اإلسالمي‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز‪ ،‬جدة‪.2011،.‬‬
‫(‪ )4‬ﻋﺒـد اﻟﻘـﺎدر زﻫﻴـر اﻟﻨﻘــوزي‪ ،‬اﻤﻟﻔﻬـوم اﻟﻘـﺎﻨوﻨﻲ ﺠﻟــراﺌم اﻻرﻫـﺎب اﻟـداﺨﻲﻠ‬
‫واﻟــدوﻲﻟ‪ ،‬ﻤﻨﺸـورات اﺤﻟﻠﺒـﻲ اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴــﺔ‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت ‪ ،2008‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )5‬استخدام أسلحة الدمار الشامل (الكيميائية والبيولوجية)يف العمليات اإلرهابية ‪ ،‬عىل‬
‫سبيل املثال بتأريخ ‪ 1995/3/20‬وقع هجوم بغاز السارين عىل مرتو االنفاق يف طوكيو من‬
‫قبل اتباع عقيدة اوم شينريكيو يف اليابان برش غاز السارين ‪ ،‬أسفر عن مقتل ‪ 13‬أشخاص‬
‫وجرح ‪. 6300‬راجع ‪:‬‬

‫‪- 310 -‬‬


‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس ‪ ...‬ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ‪ ...‬م‪.‬د‪.‬امحد مشعان‬
‫‪(htm.106258-6http://news.arbtoday.net/-‬بتاريخ ‪- 3 - 20‬‬ ‫(‬
‫‪2013‬‬
‫(‪ )7‬مصطلح اﻹرهاب ( ‪ ) Terrorism‬ظهر ﻲﻓﻋﺎم‪1794‬م للداللة عىل معنى سيايس‬
‫وقانوين بعد تنفيذ حكم االعدام يف روبسبري بوصفه (إرهابي ًا)استخدم الرعب واإلرهاب‬
‫ﻤﻨﻬج ًاﺤﻟﻜﻤﻪ بعد ﻗﻴﺎماﻟﺜﻮرة الفرنسية حيث ﻋﺮفهذااﻟﻌﻬﺪب ( حكامﻹرهاب ) الذيامتدﻣﻦ ‪10‬‬
‫أغسطس‪/‬آب ‪ 1792‬إﻰﻟ ‪ 27‬يوليو‪ /‬متوز ‪ ، 1794‬حيث تشكلت جلنة ﺍﻷﻣﻦﺍﻟﻌﺎﻡبزعامةعام‬
‫ةروبسبريﺍﻟﺬﻱﺃعدمﻓﻴﻬﺎﻷهداف سياسية عددأ كبري ًا ﻣﻦﺍملعارضينالسياسيينالفرنسيينخاللفرتةﻋ‬
‫ﻤـﻞﺍﻟﻠﺠﻨﺔ‪،‬فقدوصفهخصومهبأنه (إرهايب) (‪ ) Terrorists‬وبذلك ظهر هذا االصطالح ﻲﻓ‬
‫قاموس اﻷكاديمية الفرنسية ﻷولﻣﺮةﻋﺎم ‪، 1829‬أنظر‪ :‬ادونيسالعكرة‪،‬اإلرهابالسيايس‪،‬بحث‬
‫يف أصول الظاهرة وأبعادهااﻹنسانية‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنرش‪ ،‬بريوت ‪ ، 1983‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ )8‬عبد القادر زهري النقوزي ‪ ،‬مصدر سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪34‬‬
‫(‪ )9‬سهيل حسني الفتالوي‪ ،‬اإلرهاب واإلرهاب الدويل‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‪،‬‬
‫بغداد‪ ،2002 ،‬ص‪.134‬‬
‫‪(10) Can Öztaş ,The march of the Mehteran Rethinking the hu-‬‬
‫‪man rights‬‬ ‫‪critiques of counter-terrorism, Utrecht Law Review,‬‬
‫‪Volume 7,Issue 2‬‬
‫‪, (April) 2011 , pp.180 , www.utrechtlawreview.org‬‬
‫‪ Optic‬وكذلك انظر ﺨﺎﻟد إﺒراﻫﻴم ﻋﺒد اﻟﻠطﻴف‪ ،‬اﻹرﻫﺎب اﻟدوﻲﻟ‪ ،‬دار الكتب اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ‪،‬‬
‫ط‪ ، 1‬بريوت ‪ ، ٢٠١٠‬ص‪34‬‬
‫(‪ )11‬انظر تفصيال املؤمتر الدويل لدور اإلعالم يف التصدي لإلرهاب يؤكد عىل مواجهة‬
‫الفكر الضال بفكر‬
‫ستنريأسيوط عىل الرابط‪D9%A7%http://www.themwl.org/web/%D8 :‬‬

‫‪- 311 -‬‬


‫دور اإلعالم اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬
‫‪%84%D9%A7%D8%-B1%D8%85%AA%D9%D8%A4%D8%85%D9%84%‬‬
‫‪8A-%D9%D9%84%D9%88%AF%D9%D8‬‬
‫(‪ )12‬املصدر السابق نفسه‪.‬‬
‫‪(13) Report of the international workshop on minimum humani-‬‬
‫‪tarian stndards” (Cape Town, South Africa, 27-29 September‬‬
‫‪1996), UN doc. E/CNA/I 997/77/Add .1,28 January 1997-‬‬
‫(‪ )14‬حممد عبد العال السناري‪ ،‬النظرية العامة للحقوق واحلريات العامة‪ ،‬املكتبة القانونية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬بال سنة نرش‪ ،‬ص ‪. 18‬‬
‫(‪ )15‬سليامن حممد الطاموي‪،‬نظرية التعسف يف استعامل السلطة‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫القاهرة‪،1978‬ص‪43‬‬
‫(‪)16‬إسرتاتيجية األمم املتحدة العاملية ملكافحة اإلرهاب ‪ ،‬أكدت يف اجلزء الرابع «أن فعالية‬
‫تدابري مكافحة اإلرهاب ومحاية حقوق اإلنسان ليست هدفني متعارضني‪ ،‬بل متكاملني ويعزز‬
‫كل منهام اآلخر»‪ ،‬وأنه «جيب عىل الدول أن تكفل أن أية تدابري تتخذها ملكافحة اإلرهاب‬
‫تفي بالتزاماهتا بموجب القانون الدويل‪ ،‬وال سيام قانون حقوق اإلنسان ‪.»...‬أنظر ‪A/:‬‬
‫‪ 288/60/RES‬يف ‪.2006 September 20‬‬
‫(‪ )17‬اسرتاتيجية ﺍﻷﻣﻢاملتحدةالعامليةملكافحةاإلرهاب‪،‬قراراجلمعيةالعامةلألمماملتحدة‬
‫‪ 288/60/A/RES‬يف ‪200620 September‬‬
‫(‪ )18‬اللجنة املعنية بحقوق اإلنسان (الدورة الثامنون‪ ،)2004 /‬التعليق العام رقم ‪:31‬‬
‫طبيعة االلتزام القانوين العام املفروض عىل الدول األطراف يف العهد‪ ،‬وثيقة األمم املتحدة‬
‫‪8.Rev/1/HRI/GEN‬‬
‫(‪ )19‬اللجنة املعنية باحلقوق املدنية والسياسية ‪،‬الدورة الثالثة والعرشون (‪  (1984‬التعليق‬
‫العام رقم ‪ ،16‬املادة ‪( 6‬احلق يف احلياة (‪.‬‬

‫‪- 312 -‬‬


‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس ‪ ...‬ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ‪ ...‬م‪.‬د‪.‬امحد مشعان‬
‫(‪ )20‬املادة الثانية من االتفاقية األوروبية حلقوق اإلنسان‪ ،‬اتفاقية محاية حقوق اإلنسان يف‬
‫نطاق جملس أوروبا‪ ،‬روما يف ‪ 4‬نوفمرب ‪ ،1950‬حممود رشيف بسيوين‪ ،‬الوثائق الدولية املعنية‬
‫بحقوق اإلنسان‪ ،‬املجلد الثاين‪ ،‬دار الرشوق‪ ،‬القاهرة‪2003،‬‬
‫(‪ )21‬مبادئ املنع والتقيص الفعالني لعمليات اإلعدام خارج نطاق القانون واإلعدام‬
‫التعسفي واإلعدام دون حماكمة‪ ،‬وثيقة األمم املتحدة‪1989( 89/1989/E .‬‬
‫(‪ )22‬راجع‪ :‬دليل املحاكامت العادلة‪ ،‬منشورات منظمة العفو الدولية ‪( 1998‬رقم‬
‫الوثيقة‪.)98/02/30  AI Index: POL:‬‬
‫(‪ )23‬اللجنة املعنية بحقوق اإلنسان ‪ ،‬الدورة الثامنون (‪ ، )2004‬التعليق العام رقم ‪:31‬‬
‫طبيعة االلتزام القانوين العام املفروض عىل الدول األطراف يف العهد ‪ ،‬الفقرة ‪  ،8‬وثيقة األمم‬
‫املتحدة ‪ ،8.Rev/1/HRI/GEN‬وقد اعتمد هذا التعليق يف جلسة اللجنة رقم ‪2187‬‬
‫املعقودة يف ‪ 29‬آذار‪/‬مارس ‪.2004‬‬
‫(‪ )24‬املادة (‪ )13‬من الدستور العراقي الدائم لسنة ‪( 2005‬تعرض أوراق التحقيق‬
‫االبتدائي عىل القايض املختص خالل مدة ال تتجاوز أربع ًا وعرشين ساعة عىل حني القبض‬
‫عىل املتهم وال جيوز متديدها إال مرة واحدة وللامدة ذاهتا‪.‬‬
‫(‪ )25‬تضمن قانون آصول املحاكامت اجلزائية رقم ‪ 23‬لسنة ‪ 1971‬العديد من الضامنات‬
‫التي تكفل للمعتقل أو املوقوف احلفاظ عىل كرامته وعىل سالمة جسده منها‪:‬عدم جواز القبض‬
‫عىل األشخاص إال يف حالة التلبس بجناية أو جنحة يعاقب عليها باحلبس مده تزيد عىل ثالثة‬
‫اشهر مع وجود دالئل كافية عىل اهتامه ( م ‪) 34‬‬
‫(‪ )26‬انظر تفصيالاتفاقية مناهضة التعذيب وغريه من رضوب املعاملة أو العقوبة أو‬
‫الالإنسانية أو ا ُملهينة التي اعتمدهتا اجلمعية العامة يف قرارها ‪ 46 / 38‬يف كانون األول ‪/‬‬
‫ديسمرب ‪ ، 1984‬وكذلك ( جمموعة املبادئ املتعلقة بحامية مجيع األشخاص الذين يتعرضون‬
‫ألي شخص من األشخاص باالحتجاز أو السجن) التي اعتمدهتا اجلمعية العامة بموجب‬

‫‪- 313 -‬‬


‫دور اإلعالم اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬
‫قرارها ‪ 173 / 43‬واملؤرخ يف ‪ 9‬كانون األول ‪ /‬ديسمرب ‪ ، 1988‬أنظر‪ :‬خالصة وافية ملعايري‬
‫األمم املتحدة وقواعدها يف جمال منع اجلريمة والعدالة اجلنائية ‪ ،‬مكتب األمم املتحدة يف فينا‪،‬‬
‫مركز التنمية االجتامعية والشؤون اإلنسانية ‪ ،‬األمم املتحدة ‪ ،‬نيويورك ‪ ،1993 ،‬ص ‪– 341‬‬
‫‪. 342‬‬

‫‪- 314 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬

‫الصورة النمطية للمرأة يف اإلعالم اجلديد‬


‫وإنعكاساهتا عىل العنف األرسي‬
‫دراسة ميدانية (نوعية) يف مدينة السليامنية‬

‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬


‫جامعة السليامنية‪ -‬كلية العلوم اإلنسانية‪ -‬قسم علم اإلجتامع‬

‫املقدمة‬
‫تلعب وسائل اإلعالم دور ًأ بارز ًا يف احلياة اإلجتامعيةواإلقتصادية والسياسية ‪،‬ويف‬
‫تشكيل وتنمية التوجهات واألنامط الفكرية والثقافية نحو خمتلف القضايا األساسية وامللحة‬
‫للمجتمعات يف عرصنا احلارض‪ ،‬وذلك من خالل إمكانياهتا اهلائلة يف نقل املعلومات‬
‫واملعارف املتنوعة واملعربة عن مصالح فئات وجمموعات خمتلفة من الناس‪ ،‬وتعتربوسائل‬
‫اإلعالم اجلديدة هي الوسيلة األعمق واألقوى واألوسع واألرسع تأثري ًا يف خلق رأي‬
‫العام وتفجريالرصاعات وحسمها خصوص ًا يف املجتمعات التي تشهد التحوالت السياسية‬
‫واالجتامعية واإلقتصادية‪،‬واملجتمعات املستهلكة ألجهزهتا واملستقبِلة إلستخداماهتا دون أن‬
‫تكون مسامهة يف إنتاج كل ما ذكر‪.‬‬
‫طوال العقد املايض وعىل إمتداد يومنا احلارض سامهت تكنولوجيا األتصاالت واملعلومات‬
‫اجلديدة واأللكرتونية يف فتح آفاق واسعة أمام املراة يف املجتمعات الرشقية وعىل وجه‬

‫‪- 315 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫اخلصوص املجتمع الكوردي يف أقليم كوردستان العراق لتتجاوز موقعها اجلغرايف وتتطلع‬
‫عىل العامل اخلارجي بتنوعاهتا وإختالفاهتاوإغرائاهتا ‪ ،‬ولكن التأثريمل يقف عند هذا احلد‪،‬إذ‬
‫سامهت الوسائل اإلعالم بأنواعها القديمة _املكتوبة واملسموعة واملقرؤة _ واجلديدة ‪،‬من‬
‫منشورات واملدونات عىل االنرتنت والتفاعل عىل شبكات التواصل اإلجتامعيكالفيسبوك‪،‬‬
‫وتويرت‪،‬ويوتوبوحتى اجهزة اهلاتف النقال‪ ،‬يف تنميط صورة املرأة والرجل عىل حد السواء‬
‫ورسم صورة ملختلف القضايا املرتبطة باألثنني‪ ،‬وتنميط عالقاهتم وخالفاهتم وجعلها يف‬
‫قوالب نمطية ليس من السهل املساس هبا‪.‬كل ذلك خلقت فضا ًء جديد ًا لتكملة اخلالفات‬
‫األزلية بني الرجل واملرأة‪.‬‬
‫إذ كرس خمتلف وسائل اإلعالم اجلديدة الصورة الذهنية التي تفيد بأن املرأة العرصية‬
‫ينبغي أن تكون عىل شكل حمدد‪ ،‬وتلبس بطريقة معينة‪ ،‬وتعيش حياهتا بشكل معني يتناسب مع‬
‫النساء املتحرضات الاليت تستخدمهن وسائل اإلعالم املختلفة لتفعيل اجلانب االستهالكي‬
‫لدى املجتمع‪ ،‬هبدف حتقيق أهداف معينة ترتبط بمصالح رشكات أو دول أو إيدولوجيا معينة‪،‬‬
‫و هناك معايري معينة تعكسها صورة اإلعالم عن اجلامل عند املجتمع وعند املرأة نفسها‪ ،‬وإن‬
‫كانت املرأة أقل من هذه املعايري فهي تشعر بالنقص‪ ،‬وهذا يؤثر بشكل كبري عىل ثقتها بنفسها‪،‬‬
‫ودورها يف املجتمع (‪.)1‬‬
‫كام تعكس صورة املرأة يف اإلعالم سياق ًا تارخيي ًا من الظلم والتمييز االجتامعي‪ ،‬والذين‬
‫يتولون املراكز القيادية ويتخذون القرارات املتعلقة بالسياسات اإلعالمية‪ ،‬مسؤولون عن‬
‫ترويج صورة املرأة‪ ‬وفق قوالبها النمطية السلبية‪ ،‬وإعاقة مشاركتها يف حتقيق املساواة‪ ،‬وتأكيد‬
‫دورها الفعال يف املجتمع‪ .‬إذيساهم التنميط يف تكريس الظلم االجتامعي‪ ,‬وغياب املساواة‪,‬‬
‫وصوالً إىل ممارسة التمييز سواء عىل أساس العرق‪ ,‬واللون‪ ,‬والدين‪ ,‬والنوع‪ ,‬والعقيدة‪ ,‬وحتى‬
‫املهنة والتخصص‪ ,‬وهو ما قد يرتتب علية حدوث أشكال من العنف الفردي واجلامعي ضد‬
‫جمموعات بعينها‪ .‬ومن أمثلة التنميط التي تؤدي إىل أشكال التمييز املختلفة املذكورة أعاله‪,‬‬

‫‪- 316 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫نذكر عيل سبيل املثال ال احلرص‪ ,‬تنميط الرجال وقولبتهم يف صورة الرجل القوي‪ ,‬املسئول عن‬
‫توفري كل املتطلبات املالية ألرسته‪ ,‬وتقديم املرأة باعتبارها جتسيد ًا للرومانسية‪ ,‬وأشكال أخرى‬
‫متعددة ومتنوعة من حبس الناس يف القوالب ووراء قضبان توقعاتن(‪ ،)2‬تلك الصور التي‬
‫سنحاول الوصول اليها من خالل مقابالتنا امليدانية‪.‬‬
‫بالنسبة للمجتمع الكوردي املشكلة أكثر خطورة و اكثر تعقيدا نظرا للتبعية الشبه مطلقة عىل‬
‫الصناعات الثقافية الغربية سواء يتعلق األمر باألخبار أو األفالم أو املسلسالت أو اإلعالنات‪،‬‬
‫و حتى بعض الربامج احلوارية أصبحت تستورد و ترتجم و تقدم للجمهور‪ .‬هذه التبعية ال‬
‫تعطي اختيارا كبريا للمؤسسات اإلعالمية يف تقديم رسالة إعالمية أو منتج إعالمي هادف و‬
‫حيتوي عىل قيم خربية تتناغم مع القيم االجتامعية املرتكزة عىل مباديء الدين اإلسالمي وقيم‬
‫وتقاليد كوردية‪.‬‬
‫ويعد العنف األرسي مشكلة معقدة وترتبط بالعديد من العوامل واملتغريات التي يسهم‬
‫اإلعالم اجلديد بدور واضح يف وقوعها واإلبداع فيها‪،‬إال إن حتديد هذه العوامل وإسهاماهتا‬
‫يف إحداث العنف األرسي ليست من أهداف هذا البحث‪ ،‬رغم رضورة عرضها وحتليلها‬
‫لتوضيع وإعطاء صورة وافية عن العنف األرسي‪ ،‬فام نحن بصدد دراسته هو نوع واحد من‬
‫أنواع العنف األرسي‪ ،‬بالذات العنف املوجه نحو املرأة (العنف القائم عىل النوع اإلجتامعي)‬
‫داخل األرس الكوردية والنابعة من الصورة النمطية التي يشكلها وسائل اإلعالم اجلديدة‬
‫للمرأة‪.‬‬

‫‪- 317 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫اإلطار العام للبحث وتعريف املفاهيم والدراسات السابقة‬
‫املبحث األول‪ :‬اإلطار العام للبحث‬
‫‪-1‬مشكلة البحث‪ :‬نستطيع أن نلمس مشكلة هذا البحث من خالل األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬كيف هي صورة املرأة الدارجة يف وسائل اإلعالم اجلديدة؟‬
‫‪ -‬هل تواجه املرأة ضمن األرسة أية أنواع من العنف التي تعكسها الصورة التي تعرضها‬
‫وسائل اإلعالم اجلديدة للمرأة؟‬
‫‪-‬ماهي أهم آثار العنف األرسي املوجه ضد املرأة والتي تقف خلفها الصورة التي لعبت‬
‫اإلعالم اجلديد يف تنميطها للمرأة؟‬
‫‪-2‬أهداف البحث‪ :‬هيدف البحث اىل مجلة من احلقائق من أبرزها اآليت‪:‬‬
‫‪ -1‬رصد مالمح الصورة النمطية للمرأة يف وسائل اإلعالم اجلديدة‪.‬‬
‫‪-2‬معرفة أنواع العنف األرسي التي متارس ضد املرأة ومداخلها السلوكية والتي تعكسها‬
‫الصورة النمطية التي تعرضها اإلعالم اجلديد للمرأة ‪.‬‬
‫‪ -3‬معرفة أهم اآلثار النفسية واالجتامعية واألقتصادية التي ترتكها العنف األرسي عىل‬
‫املرأة‪ ،‬القريبة والبعية املدى‪.‬‬
‫‪-3‬أمهية البحث‪:‬‬
‫تأيت أمهية هذا البحث من أمهية دوركل من‪:‬‬
‫‪-1‬وسائل اإلعالم اجلديدة‪ :‬تنال خمتلف وسائل اإلعالم املكتوبة والسمعية والبرصية‬
‫فقربت املسافات اجلغراف ّية‪ ،‬وحرصت العامل ضمن نطاق‬
‫اإللكرتونية عىل معظم اهتامماتنا‪ّ ،‬‬
‫صغري‪،‬حيث تقدم إلينا هذه الوسائل مضامني خمتلفة ومتنوعة مفيدة أحيانا وغري مفيدة‬
‫أحيانا أخرى‪ ،‬واليوم إستطاعت وسائل اإلعالم اجلديدة أن تتجمع كل مكوناهتا من‬

‫‪- 318 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫املسموعة واملقروءة والبرصية يف شاشة واحدة ‪،‬فبدالً من أن تكون العامل قرية كونية بحكم‬
‫العوملة‪،‬أصبحت عامل اليوم شاشة صغرية بتأثري وسائل اإلعالم اجلديدة وشبكات تكنولوجيا‬
‫املعلوماتية‪.‬وقد يقال أن اإلعالم اجلديد أصبحت كهواء نتنفسه وال نستطيع اإلستغناء عنه‪.‬‬
‫وقد لعب األعالم اجلديد دور ًا بارز ًا يف رسم الصورة النمطية التي تقدم عن املرأة والرجل‪،‬‬
‫وقد ازداد هذا الدور تأثري ًا بعد التطور املذهل الذي طرأ عىل اإلعالم اجلديد بوسائلها املتنوعة‬
‫وأجهزة إستخداماهتا املتقدمة ‪ ،‬حيث أصبحت يف متناول اجلميع‪.‬‬
‫‪-2‬األرسة‪ :‬األرسة كمجموع برشي من ذكر وأنثى هي اللبنة األوىل والوحدة االجتامعية‬
‫األساسية للمجتمع‪ ،‬والذي تتجسد فيها أركان املجتمع ومقوماته البنائية‪ ،‬ومهام صغر حجمها‬
‫أو عدد أفرادها فإهنم يرتبطون بعالقات عاطفية واجتامعية ومالية تنظم حقوقهم وواجباهتم‪.‬‬
‫وتعد العنف األرسي ظاهرة هتدد البناء السليم لألرسة ‪ ،‬والتي تعترب من أكثر الظواهر‬
‫االجتامعية التي دعت العديد من الباحثني إلجراء البحوث املتعلقة بدوافع هذه املشكلة‬
‫وأسباهبا وأرضارها عىل الفرد واملجتمع ‪،‬كون األرسة ركيزة املجتمع ‪،‬وأهم بنية فيه‪.‬‬
‫‪-3‬املرأة ‪:‬املرأة هي األصول الرئيسية لتنمية يف أي بلد ‪ ،‬وقد فات الوقت التي كانت‬
‫تنظر اىل املرأة من زاوية عامة وهامشية إن قضاياه ودورها يف األرسة واملجتمع حمدودة‬
‫جد ًا‪ ،‬فقد حققت نساء قرن واحد وعرشين انجازات كثرية وكبرية وأصبحن مصدراهلام‬
‫للكثريين ‪،‬وهناكالعديدمناألدلةالتيتثبت وجودمتييزمنهجيوإمهالللمرأةيف املجتمع الكوردي‪.‬‬
‫قديكونمنحيثعدمكفاية أواحلرمان‪،‬أوحمدودية فرص حتقيق الذاتوأشكال العنفاألرسي التي‬
‫متارس بحقها ‪ ،‬وكانتوسائالإلعالمدائ ًامركيزةهامةللتحولوالتغيرياالجتامعي نظر ًالدورهالفعال‬
‫يف تنمية املجتمع وقضاياه ‪ ،‬منخالاللوصوإلىل مساحة واسعةومتنوعةمناجلمهور ‪.‬‬
‫ونظر ًا لطبيعةاملرأة العاطفية ولرغبتها املستمرة يف التضحية حفاظ ًا عىل كيان أرسهتا‪،‬‬
‫وأسس بيتهانجدها غالب ًا ماتتنازل عن حقوقها وترتيض أن تكون ضحية للعنف األرسي‬
‫حفاظ ًا علىاألبناء بالذات‪ ،‬ولعل أبرز أنواع العنف الذي تتعرض له املرأة يف األرسة هوالعنف‬

‫‪- 319 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫القائم عىل النوع اإلجتامعي كالعنف الرمزي واجلسدي والنفيس واإلقتصادي من قبل الزوج‬
‫أو األب أو األخ ‪..‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬تعريف املفاهيم األساسية للبحث‪:‬‬


‫‪-1‬الصورة النمطية (‪”: )Stereotype‬مفهوم اصطالحي أو رأي يعده الفرد أو‬
‫اجلامعةمصدرا أو مطابقا لنموذج عام يفتقر إىل الشخصية واصله من الطبـاعة”وهي الشـيء‬
‫املتفق مع نمط ثابت أو عامأو الصورة الذهنية الثابتة التي يشرتك يف محلها أفراد مجاعة ومتثل‬
‫رأيا مبسطا أو موقفا عاطفيا أو حكام غري متفحص (‪.)3‬‬
‫أو إعتقاد مبالغ فيه يرتبط بفئة معينة ‪ ،‬وظيفته تربير السلوك إزاء تلك الفئة‪،‬والصورة‬
‫النمطية غري دقيقة ومقاومة للتغيريوعامة فوق تصور العقل‪،‬ومدمرة لنفسية اإلنسان(‪.)4‬‬
‫والتفكري النمطي هو التفكري الذي يتبعه الشخص أو األشخاص اعتامدا عىل األفكار‬
‫اجلاهزة يمكن إرجاعها إىل عادات وتقاليد وموروثات ثقافية ودينية (‪.)5‬‬
‫‪ ‬وغالب ًا ماتكون الصورة النمطية سلبية بعكس الصورة الذهنية التي قد تكون أحيان ًا‬
‫إجيابية‪ ،‬وتعني األخرية صورة ليشء أولشخص يف ذهن إنسان ما‪،‬أي فكرته التي كوهنا عن‬
‫ذلك الشخص وصورته التي رسمها له يف ذهنه أي أنطباعه عنه (‪.)6‬‬
‫والتعريف االجرائي للصورة النمطية للمرأة‪ :‬تعني احلكم الصادر لوجود فكرة مسبقة‬
‫سطحية ال يوجد هبا الكثري من املعلومات عن املرأة‪،‬أو معتقدات عن املرأة‪ ،‬يمكن إرجاعها إىل‬
‫عادات وتقاليد وموروثات ثقافية ودينية ‪ ،‬ويقوم أفراد املجتمع بتعميم الصفة عىل مجيع النساء‬
‫بأكملها وليس بتخصيصها‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلعالم اجلديد (اإلعالم اإللكرتوين‪،‬الشبكي‪،‬الرقمي‪،‬التفاعيل‪،‬الوسائطاملتعددة‪،‬ال‬
‫سيربوين) ( ‪:)The New Media‬هواملعلومات والوسائط التي تنتقل إلكرتوني ًا باستعامل‬
‫اإلنرتنت أو إحدى خدماته‪ ،‬فهو يتم عرب الطرق اإللكرتونية وعىل رأسها اإلنرتنت‪.‬ومع ذلك‬

‫‪- 320 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫ال يعترب اإلعالم اجلديد إعالم ًا إلكرتوني ًا باملعني التقني فقط كام يتصوره البعض‪ ،‬بل هو أيض ًا‬
‫إعالم فردي تفاعيل عىل مستوى طبيعة النرش والتلقي لك فيه كل احلرية كفرد أن تنرش ما تريد‬
‫أو كمتلقي يف أن ختتار الكاتب مث ً‬
‫ال أو الربنامج الذي تريد مشاهدته‪/‬سامعه أو قرائته كام يمكن‬
‫أن ختتار املحتوى بحرية تامة‪،‬وهيالعملية االتصالية الناجتة من اندماج ثالثة عنارص ‪ ,‬الكمبيوتر‬
‫والشبكات والوسائط املتعددة(‪.)7‬‬
‫التعريف اإلجرائي لإلعالم اجلديد‪:‬مجيع أنواع منظومات التفاعل األلكرتوين وفضاءات‬
‫احلوار اجلامعي واملدونات والصحافة األلكرتونية‪.‬‬
‫‪  -3‬العنف األرسي ) ‪:)Domestic violence‬هو أحد أنواع االعتداء اللفظي أو‬
‫اجلسدي أو اجلنيس‪ ،‬والصادر من قبل األقوى يف األرسة ضد فرد أو األفراد اآلخرين وهم‬
‫يمثلون الفئة األضعف‪ ،‬مما يرتتب عليه أرضار بدنية أو نفسية أو اجتامعية‪ ،‬وللعنف األرسي‬
‫أنواع كثرية وعديدة‪ ،‬منه املادي املحسوس وملموس النتائج‪ ،‬الواضح عىل الضحية‪ ،‬ومنه‬
‫املعنوي الذي ال نجد آثاره يف بادئ األمر عىل هيئة الضحية‪ ،‬ألنه ال يرتك أثر ًا واضح ًا عىل‬
‫اجلسد وإنام آثاره تكون يف النفس (‪.)8‬‬
‫والتعريف اإلجرائي للعنف األرسي‪:‬العنف الذي يامرسه الفرد املالك للسلطة أو القوة‬
‫يف األرسة عىل املرأة‪ ،‬ألنه يعتقد أهنا ضعيف أو أقل مكانة منه‪ ،‬وغالب ًا ما يامرس من قبل ذكور‬
‫العائلة ‪،‬يشمل عنف الزوج جتاه زوجته وعنف الوالدين جتاه بناهتام ‪ ،‬كام أنه يشمل العنف‬
‫اجلسدي واجلنيس واللفظي(الرمزي) بالتهديد‪ ،‬والعنف االجتامعي والفكري‪،‬الذييواجهه‬
‫املرأة يف جمتمع الكوردي من قبل أفراد أرسهتا واملقصود العنف القائم عىل النوع اإلجتامعي‬
‫(اجلندر‪.)Gender‬‬
‫‪-4‬النوع اإلجتامعي(اجلندر‪ :)Gender‬استخدم هذا املفهوم ألول مرة من طرف آن اوكيل‬
‫‪ annoakly‬سنة ‪ 1972‬بإنه معطى ثقايف‪ ،‬يلقن بالتنشئة ‪ ،‬فهو يشري إىل التصنيف اإلجتامعي‬
‫وترتيبه للمذكر واملؤنث‪ .‬وينسب اجلندر إىل اللغة األنجليزية‪ gender‬التي ترتجم بالنوع‬

‫‪- 321 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫االجتامعي وهي باألساس مقولة ثقافية وسياسية ختتلف عن اجلنس ‪ sex‬باعتباره معطى‬
‫بيولوجيا ‪ ،‬وتعني األدوار واالختالفات التي تقررها وتبنيها املجتمعات لكل من الرجل‬
‫واملرأة‪ ،‬بتأثري مجلة من العوامل والرشوط التارخيية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬االجتامعية‪ ،‬السيكولوجية‪،‬‬
‫والذي تتحدد من خالله األدوار الذكورية واألنثوية و تتلون باملدركات االجتامعية والثقافية‪.‬‬
‫وهو املعنى احلضاري الذي تضفيه الثقافات عىل اجلنس‪ .‬أما كلمة كلمة اجلنس(‪ )Sex‬تعني‬
‫الفوارق البيولوجية بني الذكور واإلناث‪ ،‬وتشري إىل الفرق الظاهر بني األعضاء اجلنسية‪ ،‬ويشري‬
‫إىل الفروق يف ارتباطها بوظيفة‪ .‬فإذن يتعلق اجلنس بالرشوط البيولوجية والفزيولوجية ( أي‬
‫األعضاء التناسلية اخلارجية والداخلية واهلرمونات والسامت اجلنسية األخرى‪ )...‬وتؤدي‬
‫هذه الرشوط جمتمعة إىل حتديد اجلنس من حيث األنوثة والذكورة (‪.)9‬‬
‫والتعريف اإلجرائي للنوع االجتامعي هو‪:‬حتديد العالقة بني اجلنسني و سلوكياهتم‬
‫بالعوامل االقتصادية واالجتامعية والثقافية ‪ ،‬وتقسيم احلقوق واملسؤوليات واملوارد واألدوار‬
‫فيام بينهام ‪ ،‬والتي أصبح تربير ًا ضمني ًا ملامرسة العنف ضد املرأة يف املجتمع الكوردي من قبل‬
‫أعضاء إرسهتا ‪ ،‬وبتأثري الصورة النمطية التي رسمتها هلا وسائل اإلعالم اجلديد‪.‬‬

‫املبحثالثالث‪ :‬الدراسات السابقة عن موضوع البحث‬


‫‪1‬الدراسات العربية»‬ ‫‪-1‬‬
‫دراسة بعنوان‪:‬صورة املرأة يف وسائل اإلعالم الفلسطيني (‪)10( )2010‬‬
‫نفذت الدراسة مركز شؤون املرأة يف قطاع غزة يف هناية عام ‪،2009‬هدفت الدراسة إىل‬
‫حتديد أشكال التدخل والسياسات املطلوبة حمليا ملعاجلة الصورة النمطية للمرأة يف وسائل‬
‫اإلعالم املسموعة واملقرؤة واملرئية املؤثرة يف جمتمع قطاع غزة‪ ،‬وكشف الصورة احلقيقية للمرأة‬
‫الغزية‪ ،‬وحتديد اجلهات القادرة عىل صنع هذا التغيري‪.‬والتعرف عىل مالمح صورة املرأة الغزية‬
‫يف وسائل االعالم املختلفة وصورة املرأة املؤثرة يف قطاع غزة‪ ،‬وحتديد طرق حتسني صورة املرأة‬

‫‪- 322 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫الغزية يف االعالم واجلهات املسؤولة واملؤثرة يف السياسات واالجراءات والتدخالت املطلوبة‬
‫لذلك‪ ،‬باإلضافة لتوجيه النتائج والتوصيات للجهات املعنية يف جمال اإلعالم واملرأة‪.‬وكانت‬
‫جمتمع الدراسة‪ ‬يتكون من النساء والرجال القاطنني يف حمافظات قطاع غزة اخلمسة حيث تم‬
‫استهدافهم من خالل جمموعات مركزة ومقابالت وشمل عدد الرجال املشاركني ‪ 27‬مشارك‪،‬‬
‫أما عدد النساء املشاركات فبلغ ‪ 61‬أغلبهم‪/‬ن خرجيي جامعات‪ ،‬أكاديميني‪/‬ات‪ ،‬عامالت‪،‬‬
‫نشطاء ونشيطات يف املجتمع املدين‪ ،‬صناع وصانعات قرار‪ .‬تراوحت أعامرهم بني ‪40 -20‬‬
‫عاما‪.‬‬
‫أهم االستنتاجات التي تم التوصل إليها الدراسة بحسب حتليل االدوات البحثية هلذه‬
‫الدراسة‪ ‬فإن الصورة احلالية للمرأة الغزية تقدم بصورة نمطية تتقدم فيها املعاناة عىل االنجاز‬
‫والوطني عىل االنساين و تقدم املرأة كتابع للرجل بدال من شخصيتها املستقلة‪ .‬الغالبية ممن‬
‫متت مقابلتهم قالوا أن هذه الصورة ال تعكس الواقع وهي صورة تقليدية مقولبة‪ ‬كاآليت‪--1:‬‬
‫صورة نمطية سلبية منقسمة‪-2 .‬صورة املرأة‪-‬اجلسد ليست فلسطينية‪-3.‬صورة املرأة املقهورة‬
‫املمنوعة املضطهدة الباكية الضعيفة‪-4 .‬صورة املرأة كأم أو زوجة أو قريبة الشهيد‪-5.‬صورة‬
‫املرأة التي تعاين من هدم البيوت والفقر واحلرمان ومن واقع صعب‪-6 .‬صورة املرأة‬
‫اجلاهلة غري الواعية وغري املنظمة‪-7.‬تغييب نامذج جيدة للنساء‪-8.‬تنميط يف عرض قصص‬
‫النجاح‪ ،‬بل واستكثارها عىل املرأة‪-9 .‬ا‪.‬ملساحة املتاحة للنساء يف وسائل اإلعالم غري كافية‬
‫وموسمية‪-10.‬تغييب للقضايا االجتامعيةواالهتامم بالنموذج األسهل التقليدي املستهلك‬
‫فقط‪.‬‬
‫‪-2‬دراسات أجنبية‪ :‬دراسة أرتشاناكومارى وهيامين جويش (‪)11‬‬
‫(‪ )ArchanaKumari&Himani Joshi‬يف (‪،)IIS University, Jaipur‬‬
‫‪ :2015‬بعنوان‪:‬الصورة النمطية للمرأة يف وسائل االعالم ‪ :‬التصور والتأثري عىل املراهقني‬
‫‪Gender Stereotyped Portrayal of Women in the Media:‬‬

‫‪- 323 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫‪Perceptionand Impact on Adolescent‬‬
‫وكانت أهداف الدراسة ‪-1:‬معرفةاجتاه صورةاملرأةفيوسائالإلعالماملطبوعةواإللكرتون‬
‫ية‪-2.‬معرفة أثر صورة املرأة يف وسائل اإلعالم عىل املراهقني‪-3 .‬معرفة عالقة صورة النمطية‬
‫للمرأة يف وسائل اإلعالم لدى املراهقني معتجارب احلياةاحلقيقية‪-4 .‬معرفة أثر صورة املرأة يف‬
‫وسائط اإلعالم عىل املراهقني يف مايتعلق بنوع اجلنس‪ .‬إعتمدتالدراسة علىالبياناتالكميةبإستخدام‬
‫منهج املسح اإلجتامعي باملعاينة‪ ،‬وتكونتعينةالدراسةمن ‪ 100‬طالب‪/‬ة بواقع ‪ 50‬طالب و‪50‬‬
‫طالبة فيالفئةالعمريةمن ‪ 17‬إىل ‪ 20‬سنة‪ .‬متاختيارمهبطريقةمقصودة‪ .‬وهذا يعني فقط أولئك‬
‫الطالب الذين يستخدمون وسائل اإلعالم اإللكرتونية واملطبوعة‪ .‬وكانت األداة املستخدمة‬
‫للدراسة أستامرة اإلستبيان املكونة من ‪ 70‬سؤاال‪.‬‬
‫وبعد معاجلة البيانات إحصائي ًا بإلستخدام معامل( أختبار‪ )t‬ملعرفة الفروق بني الطلبة‪،‬‬
‫كانت اإلستنتاجات كاآليت‪ :‬تسهم وسائل اإلعالم يف إعطاء صورة نمطية سلبية عن املرأة‬
‫‪،‬ومن املسلم به عىل نطاق واسع أن وسائل اإلعالم يمكن أن تؤدي دورا أساسيا يف حتقيق‬
‫التحول والتغيري االجتامعي من خالل تعزيز ونرش املعلومات‪. ‬ويعكس حمتوى وسائل اإلعالم‬
‫نمط القيمة يف أي جمتمع‪ .‬ونكشف موقف املجتمع السائد عن املرأة من خالل الطريقة التي‬
‫تتعامل هبا وسائل اإلعالم مع املرأة‪ ‬وسواء كانت عن عمد أو عن غري قصد‪ ،‬فإن طريقة تصوير‬
‫املرأة يف وسائل اإلعالم هي شكل مبالغ فيه وهلا عالقة ضئيلة جدا باحلياة احلقيقية‪. ‬واملسألة‬
‫املثرية للقلق هي ما ترتكها تلك الصورة من تأثري عىل أسلوب حياة املراهقني كوهنم أكثر فئة‬
‫مستأثرين بدافع التقليد‪،‬ألهنم يتعرفون عىل أنفسهم من خالل وسائل اإلعالم‪ ،‬وتبني أن‬
‫هناك متثيال نمطي ًا ألدوار اجلنسني يف وسائل اإلعالم‪ ،‬ويعززذلك‪ ،‬يف بعض النواحي‪ ،‬مفاهيم‬
‫السلطة األبوية التقليدية للجنس كام يتصورها املراهقون‪. ‬وأظهرت الطالبات اتفاقا أكثر مع‬
‫التمثيل النمطي للمرأة يف الدور التقليدي أو كجنس‪ ،‬وكانت الطالبات أكثر حرص ًا اىل رضورة‬
‫تنظيم حمتوى وسائل اإلعالم‪ ،‬مقارنة بالذكور‪.‬‬

‫‪- 324 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫‪-3‬مناقشة الدراسات السابقة‪:‬‬
‫كانت إحدى أهداف كل من دراستني السابقتني التي تم عرضها سابق ًا ‪،‬الوصول اىل‬
‫معرفة الصورة النمطية للمرأة يف وسائل اإلعالم ‪،‬مع اإلختالف يف متغريات الدراسة وجمتمع‬
‫الدراسة يف كليهام‪، ،‬وقد تم إجراء دراستني يف سنتني خمتلفتني‪ .‬كام إختلفت دراستني من حيث‬
‫اإلجراءات املنهجية ‪،‬وتوصلت دراستني اىل جمموعة من اإلستنتاجات متشاهبة وأخرى خمتلفة‬
‫‪،‬وسنحاول يف هذا البحث اإلستفادة من الدراستني السابقتني ‪،‬عن طريق مقارنته هبام عىل‬
‫الرغم من إختالفه عنهام يف بعض النواحي ‪ :‬كمنهجية الدراسة وجمتمع البحث ومتغريات‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪:‬‬
‫اإلجراءات امليدانية للبحث‬
‫وعرض وحتليل البيانات امليدانية‬

‫املبحث األول‪ :‬اإلجراءات امليدانية للبحث‪:‬‬


‫‪ -1‬نوعية البحث ومنهجيته ‪ :‬يستخدم البحث أسلوب الوصفي التحلييل بصورته النوعية‬
‫(الكيفية)‪ ،‬وبإستخدام منهج املسح اإلجتامعي‪.‬‬
‫‪-2‬جمتمع البحث وعينته‪ :‬جيري البحث يف جمتمع مدينة السليامنية ‪،‬خالل مدة ‪-10/1‬‬
‫‪.2017/12/1‬‬
‫‪-3‬عينة البحث‪ :‬تم إعتامد عينة غري إحتاملية مقصودة‪ ،‬وتم أخذ العينة بصورة شمولية‬
‫مأخوذة من أكثر رشائح املجتمع التي قد تكون ما يدلوهنا من املعلومات مفيدة لتحقيق أهداف‬
‫البحث‪،‬عىل حد علم الباحثة‪،‬لذا تم أخذ العينة بالشكل اآليت‪)8( :‬أستاذ‪/‬ة جامعية ‪)1(،‬‬

‫‪- 325 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫حاكمة حمكمة العنف ضد املرأة و(‪)3‬حمققني‪/‬ات‪ )4(،‬ناشطات ونشطاء قضايا املرأة‪)2( ،‬‬
‫ضباط مديرية مواجهة العنف ضد املرأة‪ )1( ،‬مقابلة مجاعية مع باحثات يف نفس املديرية‪،‬‬
‫(‪ )1‬مقابلة مجاعية مع طالبات‪/‬طالب املرحلة الرابعة بقسم علم اإلجتامع بجامعة السليامنية‬
‫(‪ )3‬من نزيالت داراملأوى للنساء (ضحايا سايرب) و (‪ )1‬باحثة إجتامعية ‪ )1(،‬رجل ديني ‪،‬‬
‫(‪)1‬مدرس تربوي‪ )2(،‬إعالمية‪ )2(، ،‬عاملني يف مديرية أدلة اجلنايات‪ ،‬و(‪ )1‬رائد يف مديرية‬
‫األمن املجتمعي‪،‬إذ بلغ عدد الذكور يف املقابالت (‪ )16‬وعدد اإلناث (‪، )13‬أما بالنسبة‬
‫للمقابالت اجلامعية ‪،‬فكانت املقابلة اجلامعية التي متت يف مديرية مواجهة العنف ضد املرأة‬
‫تشمل (‪ )4‬باحثات‪ ،‬أما مقابلة اجلامعية للطلبة فكانت تشمل(‪ )4‬طالب و (‪ )6‬طالبات‪.‬وقد‬
‫وصل عينة املقابلة اىل (‪ )31‬إحدى وثالثون مقابلة ‪.‬‬
‫‪-4‬وسائل مجع البيانات‪ :‬تعتمد املقابلة كوسيلة أساسية جلمع البيانات يف هذا البحث‪.‬‬
‫إذهناك حاجة للتعمق يف املعلومات حول أكثر أشكال مالمح التنميط لصورة املرأة‪،‬‬
‫والوصول اىل املعلومات األنتقائيةمن أغلب رشائح جمتمع البحث‪ ,‬لذا تصبح املقابلة أنسب‬
‫األدواتللوصول الىمتغريات ذات عالقة بموضوع البحث ‪ ،‬وقد إعتمدنا نوعني من املقابلة‬
‫ومها‪:‬املقابلةغرياملقننة‪ ،‬واملقابلة اجلامعية‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪:‬‬
‫عرض وحتليل نتائج البيانات امليدانية‬
‫حسب أهداف البحث‬
‫‪-1‬مالمح الصورة النمطية للمرأة كام ترسمها وسائل اإلعالم اجلديد‪:‬‬
‫يرجع إستخدام املصطلح (‪ )stereotype‬اىل عامل الطباعة‪،‬إذ تعني الصفيحة املعدنية‬
‫املطبوعة التي تصب يف قالب أو آلة سباكة طباعية‪.‬ويتمإستخدام القالبفي إنتاج السطور‬

‫‪- 326 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫املطبوعة التي يمكن إستخدامها آالف املرات من دون احلاجة اىل إعادهتا‪.‬ولدت دراسات‬
‫الصورة النمطية يف الواليات املتحدة األمريكية ‪.‬إذ يعد الصحفي األمريكي فوالرتليبامن‬
‫أول من طرح مفهوم الصورة النمطية ‪ ،‬ويعد كتابه الرأي العام الذي حاول فيه اإلجابة عىل‬
‫األسئلة التي أثارهتا احلرب العاملية األوىل من أشهر مؤلفاته‪ . ‬وكانت الدراسات االجتامعية من‬
‫أوىل احلقول التي انتقل إليها املفهوم‪،‬وقدإنصبتالدراسات والبحوث االجتامعية يف ثالثينيات‬
‫وأربعينيات القرن املايض بشكل أسايس عىل الصورة النمطية العرقية (‪(Racial Stereotype‬‬
‫كاستجابة مبارشة للرصاعات العرقية والتعصب العرقي الذي كان سائد ًا يف تلك الفرتة ‪،‬ويف‬
‫أثناء احلرب العاملية الثانية دخلت الصورة النمطية إىل جمال البحث االجتامعي ضمن االهتامم‬
‫بدراسة الشعوب األخرى‪ .‬ويف الستينيات شهدت الدراسات حول الصورة النمطية خاصة‬
‫يف جمال اإلعالم ازدهار ًا كبري ًا نتيجة إلقرار احلقوق املدنية ‪،‬وقد مهدت ذلك لدخول الصورة‬
‫النمطية إىل ميدان علم االجتامع اإلعالمي يف السبعينيات‪ ،‬وظهرت ما عرف بالصورة النمطية‬
‫االجتامعية ‪Social Stereotype‬كمقابل للصورة النمطية الشخصية يف علم النفس(‬
‫‪Person - Stereotype) ‬وقدركزت الدراسات اخلاصة بالتنميط اجلندري‪(Gender‬‬
‫)‪Stereotyping‬يف الثامنينات والتسعينات من القرن املايض االهتامم الكبري هبذا احلقل‬
‫اجلديد‪ ،‬نتيجة ألهتامم املنظامت الدولية العاملة يف جماالت التنمية هبذه الدراسات يف وضع‬
‫خططها‪.‬نالحظ من مما سبق ان مفهوم الصورة النمطية تطور منذ عرشينات القرن املايض إىل‬
‫يومنا هذا ‪ ،‬ودخل إىل حقول معرفية خمتلفة‪  ‬منها علم اإلجتامع (‪.)12‬‬
‫قد ساد عىل مدى تأريخ املجتمعات اإلنسانية االعتقاد بأن التاميزات االجتامعية واألدوار‬
‫املختلفة للنساء والرجال هي حصيلة اختالفات طبيعية ال تتغري‪ ،‬وأهنا حمددة باالختالفات‬
‫البيولوجية‪ .‬وكانت هذه املميزات و الصفات تتتضمن أفكارا وقيام فيام خيص الذكر وما خيص‬
‫األنثى (مثل كون املرأة عاطفية والرجل عقالين)‪ ،‬كام تضمنت جمموعة من الصور النمطية‬
‫واملواقف والسلوكات اخلاصة بالرجل وباملرأة ( املرأة تغسل األواين والرجل يقوم بتشغيل‬

‫‪- 327 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫اآلالت)‪ .‬وقد أظهر البحث يف الثقافات املختلفة أن معظم تلك التاميزات املفرتضة قد متت‬
‫صياغتها وبناؤها من خالل العادات واملامرسات االجتامعية أكثر من كوهنا حمددة بفعل الطبيعة‬
‫(‪.)13‬‬
‫دور مؤثر ًا يف تنميط صورة املراة ضمن‬
‫ويف الوقت احلارض يلعب وسائل اإلعالم اجلديدة ً‬
‫سياقات معينة وأنامط حمددة‪ ،‬ويرتبط واقع املرأة بشكل كبري بالصورة الذهنية التي تشكلت‬
‫عنها عرب خمتلف وسائل اإلعالم اجلديدة‪ ،‬والتي كرست ثقافة اجلسد‪ ،‬واألدوار الثانوية هلا‬
‫يف احلياة‪ ،‬كام أهنا تلغي تواجدها كإنسانة يف كثري من املواد اإلعالمية واإلعالنية‪ ،‬فتصبح جمرد‬
‫يشء يستخدم ويستهلك‪ ،‬وعىل الرغم من تزايد عدد النساء العامالت يف املجال اإلعالمي إال‬
‫أن الصورة الذهنية التي ابتدأت منذ القرن السابق ال زالت هي املسيطرة عىل واقع املرأة (‪.)14‬‬
‫ومن خالل حتليل البيانات التي تم احلصول عليها عن طريق املقابالت امليدانية‪،‬والذي‬
‫أتفقت عليها عينة البحث بنسبة كلية تقريب ًا ‪،‬توصلنا اىل أن صورة املرأة يف اإلعالم اجلديد‬
‫يف املجتمع الكوردي صورة نمطية سلبية أنثوية مفروضة عليها‪،‬تلك الصورة متجذرة يف‬
‫مكنونات الالوعي للبنية التحتية للمجتمع واملتشبعة باملوروثات اإلجتامعيةوالثقافيةلسلطة‬
‫النزعة البطريركية‪،‬وسيادة العقلية األبوية ‪ ،‬نفس الصورة التي تصممها يف الوقت احلارض‬
‫إشباعات الغريزة اجلنسية للرجل عن طريقالتنميط اجلنيس جلسد املرأة والتي تنحرص فيها قيمة‬
‫ااملرأة بجاذبيتها أو سلوكها اجلنيس‪ ،‬ما يؤدي إىل استبعاد خصائصهااألنسانية األخرى وإىل‬
‫«تشيؤ» املرأة جنسيا‪ ،‬بمعنى حتوله إىل يشء لالستخدام اجلنيس من قبل اجلنس املقابل‪،‬ويسلبها‬
‫من إنسانيتها وجيعلها كائن من درجة ثانية وتابعة للرجل وفاقدة إلسقالليتها‪،‬هذامن جانب‬
‫ومن جانب آخر تروج لتلك الصورة مصالح إقتصادية ملؤسسات اإلعالم التابعة لألنظمة‬
‫الرأساملية العظمى‪.‬وهنا جيب أن نشري اىل أن تلك النتيجة لصورة املرأة السلبية يف وسائل‬
‫اإلعالم تتفق مع دراستي كل من (مركز شؤون املرأة الفلسطينية ودراسة أرتشاناكومارى‬
‫وهيامين جويش)‪.‬‬

‫‪- 328 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫إذ تقول عاملة اإلجتامع (سيلفيا وولبي) بأن ملفهوم البطريركية أمهية جوهرية لتحليل‬
‫التفاوت والالمساواةاجلنسية‪.‬ومتضياىل القول بأن البطريركية والرأساملية نظامان متناغمتان‬
‫متفاعلتان مع بعضهام بشكل أو آخر أحيان ًا ‪،‬ولو إهنام دخال مرحلة التضارب والتنافر عندما‬
‫دخلت النساء سوق العمل بأعداد كبرية (‪. )15‬‬
‫وقدأشارت عينة البحثاىل إن الصورة النمطية للمرأة يف املجتمع الكوردي هي نفس صورهتا‬
‫النمطية يف عامل املعوملبأستثناء بعض دول ال تتجاوزعددأصابع اليد منها جنوب أفرقيا وبعض‬
‫دول أسكندنافية وأوروبية‪.‬‬
‫كام توصلنا من خالل املقابالت اىل أن اإلعالم اجلديد أصبح سبب ًا يف تعارف اجلنسني‬
‫‪،‬وتكوين العالقات اإلفرتاضية‪ ،‬واحلاق األذى بسمعة املرأة عن طريق استغالل صورهتا‪،‬‬
‫و ممارسة أنواع من النامذج االستغاللية بحقها جلعلها فريسة إشباع غرائز الرجل اجلنسية‪.‬‬
‫وترجع أحد أسباب ذلك اىل سهولة وصول شبكات األلكرتونية وأجهزهتا اىل يد املستهلكني‬
‫يف املجتمع الكوردي بدون سابق إنذار ودون أي إستعداد هلا وبدون رقابة تذكر‪،‬مما سامهت‬
‫يف إضعاف العالقات اإلجتامعية األرسية‪ ،‬وتفاعالهتا وجه ًا لوجه‪ ،‬وتغري مكانة األدوار‬
‫اإلجتامعية ضمن عائلة واحدة كدور األم واألب كقائد لألرسة‪.‬‬
‫لذا نستطيع أن نقول أن وسائل اإلعالم اجلديدة من ضمنها وسائل التواصل‬
‫اإلجتامعيإعطت صورة سلبية للمرأة يف نطاق اإلطار العريف والثقايف للمجتمع الكوردي ‪،‬‬
‫وترجع ذلك اىل تأثري األنظمة الذكورية والعقلية األبوية أو العشائرية األقطاعية التي مل تعطي‬
‫بدورها صورة إجيابية عن املرأة‪،‬وحكرت أدوارها اإلجتامعية يف القيام بخدمة املطبخ والرجل‬
‫وواجبات األمومة‪.‬‬
‫و ترتكز تلك الصورة بشكل عام يف املالمح اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬صورة املرأة كسلعة لتسويق املنتجات‪:‬تظهروسائل اإلعالم اجلديدة صورة املرأة‬
‫كسلعة تروجيية لتسويق املنتجات الصناعية والتجارية بكافة أنواعها كجزء ال يتجزء عن‬

‫‪- 329 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫املنزل مثل ظهور املرأة يف إعالنات خاصة بمنتجات أدوات ومواد التنظيف واألدوات املنزلية‬
‫ومستحرضات التجميل واألدوية واملالبسبشكل عام‪ ،‬والتي يسعى من خالهلا اإلعالم اجلديد‬
‫استغالل صورة املرأة وإظهار مفاتنها والتعامل معها كسلعة إستهالكية‪.‬‬
‫‪-2‬صورة املرأة كجسد لإلغراء وإألثارة (السلعة اجلنسية)‪:‬تركزاإلعالم اجلديدة عىل‬
‫اخلصائص األنثوية للمرأة ومالحمهاالشكلية سواء بإظهارها أو التنبيه بإخفائها (اإلدعاءات‬
‫الدينية)‪،‬بدالً من الرتكيز عىل كوهنا كإنسانة‪،‬تلك الصورة التي ال تتجزء عن صورهتا كسلعة‬
‫‪،‬وتكون الرتكيز يف املواد اإلعالمية عىل املالمح اجلسدية املثرية جنسي ًا للمرأة ‪ ،‬وعرض لنامذج‬
‫املثالية لتلك الصورة‪،‬ألن املوديالت العامة التي تعرضها وسائل اإلعالم اجلديدة مبنية عىل‬
‫مجال املرأة وإبراز أنوثتها‪،‬كمثال عند عرض الشخصيات النسائية العاملية ‪ ،‬واإلستفادة منها‬
‫يف تروجيألخبار جديدة عن طريق جلب اإلنتباهلسحر مجاهلا أو بقائها فاتنة مع تقدمها يف‬
‫السن‪،‬والدعاية ملاركات موادها التجميلية وطرق تزينها ‪ ،‬والبحث يف خفايا حياهتا اخلاصة‬
‫‪ ،‬كل ذلك ينمط الصورة الذهنية للنامذج املثالية لدى مشاهدي اإلعالم اجلديد (املجتمع)‬
‫لتكون النامذج املفضلة لدهيا‪.‬ومن ثم عند عرض بعض الربامج احلوارية بدالً من الرتكيز عىل‬
‫مواصفات املهنية ملقدمة الربنامج يتم الرتكيز عىل مواطن إثارهتا وجاذبيتها لكسب أكرب عدد‬
‫من املشاهدين‪.‬‬
‫‪-3‬غياب احلديث عن كيفية أداء املرأة‪:‬قدراهتا ونجاحاهتا وإنتاجها الفنيأوإهتامم بفنها‬
‫ومستواها الثقايف‪،‬وغيابعرض صورالنساء ذات مكانة إجتامعية وثقافية رفيعة ومرموقة يف‬
‫جماالت احلياة اإلجتامعيةأونامذج من نساء أعامل ناجحة أو طالبات متفوقة‪ ،‬أو صورة املرأة‬
‫كباحثة ومناضلة أو كنساء أعامل و‪..‬الخ‪،‬وحتى عندما تعرض تلك النامذج للمرأة فبدالً من‬
‫احلديث عن كفاءهتا وإنتاجاهتا ‪ ،‬تكون الرتكيز عىل تنقالهتا وموديالت مالبسها وألوان أصباغ‬
‫شعرها‪..‬الخ‬
‫‪-4‬صورة املرأة السطحية الالمبالية‪:‬التيالتعرياإلهتامملقيمومعايرياإلجتامعيةوقواعد‬

‫‪- 330 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫العرف وآداب املجتمع ‪،‬وذلك بجعلها سلعة مجالية وجنسية‪ .‬وليست صورة عقلية وفكرية‪.‬‬
‫تلك الصورةللمرأة السطحية واملفضلة لدى الرجل التي تروج هلا النساء أنفسهن من خالل‬
‫عرض نشاطاهتن عربشبكات التواصل اإلجتامعي‪ ،‬عن طريق قراءة شعرأو مقطوعة نثر‬
‫بأسلوب عاطفي ورومانيس‪،‬كأهنا ختاطب كل من يراها‪،‬بأسلوبوإيعازات وإحياءات جسدية‬
‫ولفظية جنسية غري مبارشة التي تربز فيها جوانب األنوثة املرغوبة عند الرجال‪،‬دون الرتكيز‬
‫عىل اجلوانب املعرفية والفكرية لدهيا‪ ،‬لغرض إثارة اجلنس املقابل وإشباع رغباهتا اجلنسية‬
‫املكبوتة‪.‬‬
‫‪-5‬صورة غري مقبولة وغري واقعية عن املرأة‪:‬وهيتشويه وضياع للصورة الطبيعية والواقعية‬
‫عن املرأة عن طريق ترويج لنوع معني من مقاسات اجلسمية للمرأة‪ ،‬منها صورة املرأة النحيفة‬
‫أو ممتألة أو بدينة من خالل الرتويج لتلك القياسات عن املرأة كنامذج مثالية للمرأة‪ .‬وأصبحت‬
‫هذه الصورة عامالًمؤثر ًا إليذاء املرأة مادي ًا ومعنوي ًا‪ .‬كونه وسيل ًة سهلة لتشهري بصورة املرأة‬
‫واإلساءة اليها‪ ،‬بدون الرقابة أو رضيبة‪ ،‬ودون أن تتطرق اىل املشاكل احلقيقية التي تعاين منها‬
‫املرأة يف جمتمعاتنا التقليدية‪.‬‬
‫‪ -6‬صورة املرأة الفاتنة بالرتكيز عىل مجاهلا فقط‪:‬وهي يف خدمة صورهتا السلعية اجلسدية‬
‫اجلنسية‪ ،‬ينظر اإلعالم اجلديد نظرة دونية اىل املرأة من خالل الرتكيز عىل مجال شكلها اخلارجي‬
‫املزيف وعرض الوسائل الكفيلة بجعلها مجيلة ومغرية ومطلوبة من قبل الرجل‪ ،‬مثل كيفية‬
‫إجراء عمليات التجميل‪،‬وكيفية وصول اىل األطباء املختصيني بذلك وعرض ماركات‬
‫املوادواملستحرضات التجميلية واألكسسورات‪..‬الخ‬
‫‪ -7‬غياب صورة املرأة يف الربنامج األخبارية واحلوارية واملناقشاتاإلجتامعية والثقافية‬
‫والتأرخيية‪..‬الخ وإبعدت صورة املرأة متام ًا عند طرح القضايا السياسية و اإلقتصادية‪.‬‬
‫‪ -8‬صورة املرأة كرمز للرشف وأخالق األرسة‪ :‬إذ يستعرض االعالم اجلديد صورة املرأة‬
‫املدجنة اخللوقة كربة بيت قنوعة ومطيعة وطاهية ومربية ناجحة‪ ،‬ويتقمصها تلك الشخصيات‬

‫‪- 331 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫إلرضاء وجلب إنتباه اجلنس املقابل واملجتمع الذكوري ‪،‬أو إلثارة غرية النساء األخريات‪.‬‬
‫‪-9‬صورة املرأة املقهورة املضطهدة الضعيفة ‪:‬الحول هلا والقوةاملغلوبة عىل أمرها واليملك‬
‫أية سلطة داخل البيت وخارجه وظهورها بصورة ساذجة يستغلها أي من كان‪،‬منصاعة لسلطة‬
‫الرجل وحتت سيطرته‪.‬‬
‫‪-10‬صورة املرأة املزيفة املرغوبة اخليالية والومهية غري حقيقية‪ :‬كدمية بيد الرجل مستجيبة‬
‫لرغباته اجلنسية يف أي وقت ماوأينام يطلبها‪.‬‬
‫‪-11‬صورة املرأة العاطفية حمافظة عىل أرسار حياة اجلنس املقابل‪ :‬وهي مستعدة ألمتصاص‬
‫وحتمل كافة أنواع القهر والعذاب النابعة من انحرافات اجلنس املقابل بكامل رضاها ‪،‬ودون أن‬
‫تنتظر معاملة ناضجة أو أن تتعاملها هذا املقابل بأحرتام يف قالب األحساس باملسؤولية جتاهها‪.‬‬
‫‪ -12‬صورة املرأة اخلائنة والساقطة أوبائعة للجسد ‪:‬منهمكة يف إقامة عالقات جديدة‬
‫بإستمرار ‪ ،‬قد يدفعهازوجها أو أهلها لتلك املجاالت املنحرفة‪ ،‬وتنتهي هبا املطاف الىإرتكاب‬
‫جريمة ما أو ترتكب بحقها جريمة‪ .‬أي الرتكيز عىل صورة املرأة الكوردية يف إطار سوداوي‬
‫مأساوي تلك التي ترض بصورهتا عىل مستوى جمتمعات أخرى‪.‬‬
‫‪-13‬صورة املرأة املتمردة وجريئة تقف ضد قيم وعادات وتقاليد املجتمع الكوردي‪:‬تلك‬
‫الصورة املبنية ضد السلطة الذكورية ‪ ،‬تطالب بحقها وترفض الظلم ويناشد النساء ملطالبة‬
‫حقوقهن ‪،‬كام تقف ضد كل ما يسبب ممارسة العنف ضدها ‪ ،‬ولكن يؤدي ذلك اىل النظر اليهم‬
‫بدونية مرة أخرى من جانب املجتمع والرجل باألخص‪.‬‬
‫‪-14‬نمط إجيايب من صورة املرأة املثقفة‪ :‬تلك التي تأخذ دوراملتحدي ملواجهة مواقف‬
‫املجتمع ضد حقوقها ‪،‬من واقع إحساسهم باملسؤولية اإلجتامعية‪،‬و ليربهن بأن أدوارها‬
‫االجتامعية ليس بأقل من أدوار الرجل‪.‬وقلام ختاطب اإلعالم اجلديد تلك الصورة‪،‬ألهنا‬
‫ليست يف مصلحتها‪.‬‬
‫اهلدف الثاين‪:‬معرفة أنواع العنف األرسي التي متارس ضد املرأة والتي تعكسها الصورة‬

‫‪- 332 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫النمطية التي تعرضها اإلعالم اجلديد للمرأة‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬مداخل السلوكية للعنف ضد املرأة ‪:‬‬
‫‪-1‬يرتكز دعائم اإلعالم اجلديد عىل جتاوز حدود متطلبات ورغبات اإلنسانية وتوسيع‬
‫مداها وتنوعها‪ ،‬وقد تأثرت بصورة مل تسبق مثيالهتا عىل العالقات اإلجتامعية األرسية‬
‫‪،‬وسامهت يف إخالل بركائزها التقليدية ‪،‬ونظر ًا ملا يتمتع به اإلعالم اجلديد من التنويع‬
‫والتجديد يف منتجاهتا وأجهزهتا ‪،‬سامهت يف إضعاف دعامة التوازنات التقليدية للعالقات‬
‫اإلجتامعية ‪ ،‬األعراف ‪،‬القيم واملعايري اإلجتامعية والقيم الدينية‪ .‬وبتأثري اإلعالم اجلديد‬
‫أصبحت يوازي رغبة األنسان يف تغيري إستخدامها للسلع اإلستهالكية مع تغرياته احلاصلة‬
‫يف العالقات اإلجتامعية‪،‬وقد ترجع أهم أسباب العنف األرسي املامرس ضد املرأةاىل حجم‬
‫خياالت الرجل والتي لن تقدر عليها املرأة سواء من الناحية املادية أوبسبب جهلها بتكنيك‬
‫إستخدام وسائل اإلعالم اجلديدة بطريقة واعية‪.‬‬
‫‪-2‬يتأثر الصورة النمطية للمرأة كام يرسلها وسائل اإلعالم اجلديدة عىل العالقات العائلية‬
‫ً تأثري ًا سلبيا‪،‬وقد تضع الرجل يف حالة مقارنة بني تلك الصورة املزيفة للمرأة التي يعكسها‬
‫وسائل األعالم ‪،‬والتي ختتلف عن صورة املرأة يف التفاعالت اإلجتامعية للحياة االواقعية‬
‫واحلقيقية للمرأةالذي يعارشها يف حياته العائلية ‪،‬إذ يرى زوجة منهمكة بواجبات املنزلية‬
‫وتربية األطفال‪.‬وعندما يكون الرجل داخل أرسته يتوقع أن يرى زوجته بتلك الصورة الفاتنة‬
‫واملغرية أو يرى أمه كإمرأةحنونة وعاطفية‪ ،‬ولكنه يصطدم بواقع خمتلف متام ًا ‪ ،‬فقد ال جيد‬
‫ال تلك الزوجة املغرية الرومانسية وال تلك األم أواألخت احلنونة العاطفية‪ ،‬وحتى عندما‬
‫يكون الرجل واعي ًابتلك الصورة وتزيفها حيسسه بإحباط عاطفي‪،‬عندما يراد أن يتطابق بني‬
‫تلك الصور الذهنية املوجودة يف خميلته والصورة الواقعية كام يراه‪ ،‬وذلك الن سياقات احلياة‬
‫اإلجتامعية احلقيقية ليست بذلك السياقات التجريدية كام يف ذهنها ‪ ،‬ويصيبه باألزدواجية‬
‫والربودة العاطفية يف عالقاته العائليةمع زوجته ‪،‬ويدفعه اىل سلوكيات عنيفة قد يصل يف كثري‬

‫‪- 333 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫من األحيان اىل اخليانة الزوجية ‪ .‬ويرجع بدايات ممارسة العنف ضد املرأة عندما يتعامل الرجل‬
‫(الزوج ‪ ،‬األب‪ ،‬اإلبن) املرأة (الزوجة‪ ،‬األم‪ ،‬البنت) كموضوع أو هدف أو يقوم (بتشيؤها)‬
‫بدالً من التعامل معها كفاعل‪ ،‬وعندما يرى األنسان مقابله كيشء حيق لنفسه أن يلمسه أو يمد‬
‫يده اليهليجعل منها كام يف الصورة املزاجية املوجودة يف ذهنه ‪،‬ويامرس العنف ضده سواء عنف‬
‫لفظي أو جسدي أو اجتامعي‪..‬الخ‪ ،‬ويرى يف اآلخر جمرد وسيلة ألشباع رغباته وأهوائه‪،‬وجيب‬
‫أن تكون كام يتخيلهبأبتسامتها وعاطفيتها وغزهلا وميوعتها ‪،‬كل ذلك جيعل طبيعة عالقته مع‬
‫اآلخر خارجة عن إطارأية عقد أو تفاعل متجاوب ومتبادل بني شخصني ذات طبائع خمتلفة‬
‫ولكن متفقة يف سياق التفاعالت االجتامعية واملواقف احلياتية‪ ،‬كاألكل والرشب والسفر‬
‫والعالقة احلميمية‪.‬وتكوهنذا الواقع كارثية عندما تكون يف ذهن اآلخرنفس التصورات‬
‫الذهنية املزاجية املزيفة‪،‬فتكون التفاعالت اليومية بينهام كرضب صخرتني ببعضهام ‪،‬هذه هي‬
‫الصورة النهائية للعالقة بني ذوات شخصني يتعاملون حياهتم الواقعية واإلجتامعية كمواضيع‬
‫خارجية بعيدة عن ذاتيتهم اإلنسانية‪،‬و قد يساهم ذلك بدوره يف إعادة إنتاج العنف ‪ ،‬عندما‬
‫حتاول إمرأة ما تقليد ماشاهدهايف اإلعالم اجلديد بصورة خاطئة ‪ ،‬ومن جانب آخر قد تدفع‬
‫ذلك املرأة لتقليد الصورة الذهنية املوجودة لدى الرجل عن طريق إجراء عمليات التجميل‬
‫للحصول عىل تغريات يف شكلها إرضا ًء لزوجها أولكسب عاطفته وإهتاممه ‪،‬وقد تكون ذلك‬
‫بدافع احلب أو بسبب ماتعانيها من الكبت أو بدافع مادي‪ .‬لذلك نستطيع أن نقول أن وسائل‬
‫اإلعالم اجلديدة يسهم يف خلق مشكالت إجتامعية أرسية‪.‬‬
‫‪ -2‬كان إإلعالم الكالسيكي تتميز بتأثرياته بعيدة املدى أو متوسطة املدى‪،‬ولكن‬
‫تأثريات اإلعالم اجلديد تتميز بأهنا مبارشة وردود أفعاهلا مبارشة وتأثرياته عىل ممارسة العنف‬
‫مبارشة‪،‬وليست فقط املرأة من متارس العنف ضدها بسسبب اإلعالم اجلديد ‪،‬بل أن الرجل‬
‫كذلك لديه قسط من ذلك العنف‪ .‬وحيسس اإلعالم اجلديد األنسان املعارص‪ ،‬عند استعامله‬
‫ألجهزته وتطبيقاته‪ ،‬بالتعب والكآبة والغضب ألننا نستخدم مجيع حواسنا يف نفس الوقت‪،‬‬

‫‪- 334 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫وهي سهلة املنال ‪،‬لذا نستطيع أن نقول أن اإلعالم اجلديد قتل روح اإلبداع و التفاعل‬
‫املبارشوالصدق لدى أفراد املجتمع ‪،‬كام أحدث إنقالب ًا يف جمال احلياة االجتامعية‪.‬‬
‫‪ -3‬بتأثري صورة املرأة يف اإلعالم اجلديد‪،‬إزدادمتتطلبات املرأة املادية ‪ ،‬وعندما ال تلبي تلك‬
‫املتطلبات‪ ،‬قد تكون النتيجة إشتداد حدة خالفاهتا الزوجية أو العائلية‪.‬فمث ً‬
‫ال عندما حتتاج املرأة‬
‫ملصاريف عمليات التجميل ولن حيصل عليها من زوجها أو أبوها قد يلجأ اىل مصادر أخرى‬
‫للحصول عىل املال‪ ،‬مما قد جتعلها طعم كفريسة سهلة لالستغالل اجلنيس من قبل الرجل أو‬
‫إستغالهلا من قبل الطبيب التي جتري هلا عملية التجميل‪.‬‬
‫‪ -4‬سامهت صورة املرأة يف اإلعالم اجلديد يف إزدياد حرص الرجل (النزعة الذكورية‬
‫والسلطة األبوية) عىل زوجته وبناته وإخواته‪ ،‬وهذا اخلوف قد جيعلهيقف ضد نيل املرأة‬
‫خاصتهم حلقوقها والوقوف بوجه حريتها خوف ًا من اإلساءةاليهاأواستغاللصورهتا عىل‬
‫شبكات التواصل اإلجتامعي وسامهت ذلك يف فقدان الثقة بني الزوجني‪،‬وتدخل األب واألخ‬
‫والزوج يف خصوصيات حياة املرأة‪.‬‬
‫‪-5‬قد تكون قلة الوعي بكيفية إستخدام وسائل اإلعالم اجلديدة يسبب ممارسة العنف ضد‬
‫املرأة سواء من قبل الرجل أو املرأة‪.‬‬
‫‪-6‬الرجل امللتزم ديني ًا يامرس العنف مع بناته وإخواته وزوجته عند إستخدامالوسائل‬
‫التواصل اإلجتامعي خوف ًا من اإلساءة اىل سمعة العائلة‪.‬‬
‫‪-7‬مواجهة املرأة للرصاعات النفسية واالجتامعية بسبب تغري أدوار املرأة حسب األوضاع‬
‫السياسية واإلجتامعيةوصورهتا النمطية يف اإلعالم اجلديد‪.‬‬
‫‪ -8‬ضعف قدرة املرأة عىل مقاومة مغريات وسائل اإلعالم اجلديدة‪،‬باألخص يف‬
‫املجتمعات التقليدية كمجتمعنا الكوردي الذي يبني فيها بوضوح تأرخيه السلطوي الذكوري‬
‫‪،‬وفيه يمتلك الرجل املساحة األوسع إلحداث التغيري يف عالقاهتا اإلجتامعية تبع ًا لرغباته‬
‫اخلاصة‪،‬فالرجل أكثر حظ ًا من املرأة ليامرس حرية السفر ولديه احلرية يف مشاهدة املوديالت‬

‫‪- 335 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫املثالية واملرغوبة التي تعرضها وسائل اإلعالم اجلديدة‪ ،‬والذي بدوره هيدد كينونة العالقات‬
‫اإلجتامعية بني الرجل واملرأة ويشق العنف طريقه فيها‪،‬وعندها يكف العالقات اجلسدية‬
‫والروحية بني الرجل واملرأة من تالقيها بصورة متوازية‪،‬عندما كانت القيم الروحية واملعنوية‬
‫تتحكم بتلك العالقات‪،‬ولكنفي الوقت احلاليوبتأثري اإلعالم اجلديد أصبحت القيم للامدية‬
‫واجلسديةالسلطة األقوى‪ .‬وعندما نتحدث عن العالقات اإلجتامعية هبذه الصورة تفقد‬
‫ماهيتها الروحية‪.‬‬
‫‪ -9‬حصول املرأة عىل املتعة اجلنسية التي تم كبتها أثناء عملية التنشئة اإلجتامعية‪،‬عن طريق‬
‫قولبة اجلسد يف إطار احلياء كرمز للعفة ‪ ،‬لدرجة أصبحت أجسادنا غريبة عنا وحمرمة عىل بعضنا‬
‫لنراها حتى بني أفراد أرسة واحدة والنعرف عنهاالالنذير‪،‬أوحصول املرأة عىل املتعة التي‬
‫حرمت منها يف إطار عالقتها الزوجية‪،‬كوهنا حصلت عىل وسيلة سهلة لذلك وهي الوسائل‬
‫التي أتاحتها اإلعالم اجلديد ‪،‬بام فيها وسائل التواصل اإلجتامعي‪،‬والتيتجعل من املرأة كسلعة‬
‫إستهالكية و فريسة سهلة لتستغلمن قبل اجلنس املقابل‪،‬تليهاالطعن يف شخصيتها والنظر اليها‬
‫بدونية‪ ،‬ثم فرض القيود عىل حريتها بعد إرتكاهبا لسلوكيات حمرمة يف إطار القيم والتقاليد‬
‫واألعراف اإلجتامعية كوهنا رمز احلفاظ عىل رشف األرسة ورجاهلا‪.‬‬
‫‪ -10‬تتعايش املرأة يف املجتمعالكوردي بني ثقافتني ومها الثقافة الرأساملية للعامل احلديث‬
‫املنفتحة وثقافة جمتمعها التقليدية املنغلقة عىل ذاهتا‪،‬وعند حماولتها لتقرتب من الصورة الدارجة‬
‫للمرأة يف وسائل اإلعالم اجلديدة ‪،‬تواجه ممارساتعنيفة من قبل رجال العائلة ‪،‬وقد يرغب‬
‫رجل العائلة يف تلك الصورة التي تسعى اليها املرأة‪ ،‬لنفسه‪،‬ولكن التقبلهلنساء عائلته‪.‬واملرأة‬
‫تعايش تلك الصورة يف املجتمع ويامرس عليها جرب ًا إجتامعي ًا لكي ال يتخلف عن نظرياهتا‬
‫منالنساء‪.‬وعدمإمتالك املرأة القدر الكايف من الدخل لتقرب شكلها وجسدها من تلك الصورة‬
‫الدارجة يرتكأثر ًا يف ممارسة العنف ضدها‪.‬‬
‫‪-11‬أمهال الرجل لزوجته بسبب إنشغااللزوجة بمواقع التواصل االجتامعي ‪ ،‬ووضع‬

‫‪- 336 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫تقيدات عىل املرأة ملنعها من تقليد املوديالت العاملية املوجودة يف قنوات األلكرتونية ‪ ،‬يليها‬
‫التفكك االرسي بسبب إنحياز األطفال اىل جانب األم ‪.‬‬
‫‪-12‬هيمنة العقلية العشائرية التقليدية عىل عقلية أفراد املجتمع الكورديرجاالً ونسائ ًاتقف‬
‫ضد حماوالت حضور املرأة بحرية يف اإلعالم اجلديد ‪ ،‬خوف ًا أن حتذوا نساء أرسهتم حذوهن‪.‬‬
‫‪-13‬سامهت اإلعالم اجلديد يف إعادة إنتاج العنف ضد املرأة واإلبداع فيها يف هيئة جديدة‬
‫ألن وسائل اإلعالم مثله مثل وسائل التكنولوجيا تلعب دور ًا سلبي ًا يف إنتاج العنف ضد املرأة‬
‫خصوصأ يف جمتمعنا ألنه ليسبمنتج لوسائل ألعالم اجلديد وأجهزته التكنولوجية ‪،‬بل جمتمع‬‫ً‬
‫وافد ومستقبِل هلاواليمتلك قدر كايف مناملعرفة بكيفية إستخداماهتا‪.‬‬
‫‪-14‬بسبب إتاحة األجهزة األلكرتونية لالتصاالت احلديثة بيد اجلميع دون إختالف يف‬
‫اخلصائص الديموغرافية واإلجتامعيةواإلقتصادية‪،‬سهلت ذلك إستخدام صورة املرأة كأداة‬
‫لألثارة اجلنسية‪ ،‬فلام كانت تلك اإلستخدامات مسترتة ومعيبة يف اإلعالم القديم وتتم يف‬
‫اخلفاء ساعدت تكنولوجيا األتصاالتفي وجود أدلة مرئية ومسموعة لتلك اإلستخدامات‬
‫‪،‬مما إشتدمتنمامرسات العنف ضد املرأة‪.‬وقد سامهت األجهزة التكنولوجية اجلديدة يف إتساع‬
‫رقعة التفاوت اإلجتامعي وتقويض رقعة العدالة اإلجتامعية ‪ ،‬وذلك من خالل جعل األخبار‬
‫الشخصية أخبار مجعية‪.‬‬
‫‪-15‬إن عقلية املهمينةيف اإلعالم اجلديد يف العامل هي عقلية ذكورية يدعمها أنظمة أبوية‬
‫بطريركية‪ ،‬ونراها أكثر وضوح ًا يف جمتمعنا‪ ،‬ألنه يف املجتمعات التقليدية كمجتمعنا هييمن‬
‫النظام االبوي عىل العالقات االجتامعية واالقتصادية والسياسية‪، ‬والعقلية املسيطرة يف املجتمع‬
‫وميادينه العامة هوعقلية ذكورية تتجسد يف حكر املقاهي واألسواق وامليادين العامةعىل الرجل‪.‬‬
‫كام يوجه الفضاء العام واملصالح اإلقتصادية يف املجتمعات الرأساملية العقلية الذكورية ولو ال‬
‫نلمسذلك يف الظاهر‪ .‬لذلك نستطيع أن نقول أن الرتويج اإلعالمي هي يف خدمة التأريخ‬
‫الذكوري والذي كان يف خدمة الغريزة الذكورية وليس عقله عىل مر التأريخ‪.‬‬

‫‪- 337 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫‪ -16‬عن طريق تنميط صورة املرأة يف األغاين والدراما املدبلجة بصورة خاصة ‪،‬حتولت‬
‫املرأة من فاعل ذات كيان إجتامعياىل سلعة تباع وتشرتى‪.‬أصبحت املرأة ضمنعائلتها حتت‬
‫املراقبة من قبل رجل األب والزوج واألخ بشكل عام نظر ًا لغلبة بعدها اجلنيس واألنثوي عىل‬
‫عقلها وقدرهتا‪ ،‬مما حولت دون إعطائها فرص حياتية لتحقيق طموحاهتا العلمية والعملية‪.‬‬
‫تلك الصورة تساهم يف بقاء املرأة جاهلة وغري مثقفة ‪،‬والذي يؤدي بدورها اىل عدم مشاركتها‬
‫يف إختاذ قرارات عائلية أو أخذ بآرائها وعدم ثقة بإمكانياهتا العقلية لتدبري أمورها اخلاصة‪.‬‬

‫ثاني ًا‪-‬أشكال العنف املامرس ضد املرأةإنعكاس ًا للصورة النمطية للمرأة يف اإلعالم اجلديد ‪:‬‬
‫تواجه املرأة شتى أنواع العنف اجلسدي والنفيس والرمزي واملادي واإلجتامعي‪ ،‬كإنعكاس‬
‫لصورهتا النمطية يف وسائل اإلعالم اجلديدة ‪،‬فيام ييل نعرض صورها ‪،‬كام أشارت اليها عينة‬
‫املقابلة‪:‬‬
‫‪.1‬مواجهة املرأة مشكالت إجتامعية عائلية ‪،‬وحرماهنا من الرعاية اإلجتامعية التي بحاجة‬
‫هلا‪.‬‬
‫‪.2‬حتريم أو منعإستخدام املرأة لألجهزة ووسائل األلكرتونية من قبل عوائلهم‪ ،‬وتقيد‬
‫حريتها‪.‬‬
‫‪ .3‬فرض حتجب عىل املرأة ‪،‬ووضع رشوط من قبل ذكور العائلة عىل ترصفات املرأة‬
‫وحتركاهتا‪ .‬و تزوجيها املرأة زواج ًا قرسي ًا‬
‫‪ .4‬وقوف الرجل بوجه تقدم وتطور املرأة ‪ ،‬تدفعه غريزته الزكورية البطريركية وإستغالل‬
‫الدين كتربيرلذلك‪.‬‬
‫‪ .5‬تعرض املرأة للقتل دفاع ًا عن رشف العائلة أو سمعتها بإعتبارها رمز ًا هلا‪.‬‬
‫اهلدف الثالث‪-‬معرفة أهم اآلثار النفسية واالجتامعية واألقتصادية التي ترتكها العنف‬
‫األرسي عىل املرأة‪ ،‬القريبة املدى والبعية املدى‪:‬‬

‫‪- 338 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫حتتل اخلالفات العائلية املرفوعة اىل دار القضاء يف مدينة السليامنية ويتقىض فيها حمكمة‬
‫العنف ضد املرأة‪ ،‬بسبب وسائل األتصال اجلامهريي املرتبة الثانية‪ ،‬تأيت بعد اخلالفات العائلية‬
‫التي سببتها األزمة اإلقتصادية يف أقليم كوردستان يف الوقت احلارض‪،‬إذ حتتل األخرية املرتبة‬
‫األوىل‪ .‬ونستطيع أن نستعرض أهم اآلثار النفسية واإلجتامعيةواإلقتصادية التي ترتكها العنف‬
‫اإلرسي عىل املرأة ‪:‬‬
‫‪.1‬تصغري وهتميش أدوار املرأة وقولبتها يف بعض األدوار غري واقعية ‪ .‬ثم تصغري املرأة‬
‫بجعلها ضعيفة ومغلوبة عىل أمرها جتاه احلياة‪.‬‬
‫‪.2‬اإلزدواجية يف شخصية املرأة بني التحرر واإلنغالق‪ ،‬مما تؤدي الىضياعها بسبب طبيعة‬
‫املجتمع االنتقايل‪ ،‬ما بني نزعات املجتمع التقليدي وواقع جمتمع متحرض‪ ،‬عادات وتقاليد جمتمع‬
‫القديم واالنفتاح عىل عامل جديد وما يكتنفها من إختالفات القيمية والالمعيارية األنومية‪.‬‬
‫‪.3‬غرية املرأة عن خليلتها‪.‬‬
‫‪.4‬ختتلف رد فعل املرأة غري املتعلمة عن املرأة املتعلمة واملثقفة جتاه ما متارس من العنف‬
‫ضدها‪،‬ومتتاز الفئة األوىل بأهنا مغلوبة عىل أمرها وتتحمل بصمتالسلوكيات والتعامالت العنيفة‬
‫وحتاول تدرجيي ًا أن تتقبلهاوأن تكيف نفسها معه‪ .‬أما الفئة الثانية والتي غالب ًا ماتكونلدهياعمل‬
‫خارج املنزل ‪،‬وقد تواجه العنف التي متارس ضدهابأحدى الطرق التالية‪:‬‬
‫أ‪.‬بالبحث عن صوراالنامذج املثاليةاملوجودة يف ذهن الرجل‪ ،‬الذي يامرس العنف‬
‫ضده‪،‬وتقليدها‪.‬‬
‫ب‪.‬اإلنتقام للعنف مادي ًا أو معنوي ًا‪،‬قد تكون رد فعل املرأة بقدر العنف الذي يامرسه الرجل‬
‫ضدهاإنتقام ًا لنفسها عن طريق التبذير أو إمهال البيت و أطفاهلا‪ ،‬أو إقامة عالقات جديدة‬
‫خارج نطاق عالقتها الزوجية‪،‬وترتفع نسبة الطالق بني هذه الفئة نظر ًا ملا تتمتعون هبا من‬
‫القدرة اإلقتصاديةواألحتكاك بالعامل اخلارجيالتي تعطيها قدر البئس هبا من احلرية لعدم قبول‬
‫العنف الواقع عليهن‪.‬‬

‫‪- 339 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫‪.5‬إنتحار املرأة خوف ًا من كشف سلوكياهتا غري املقبولة لدى عائلتها واملجتمع‪ .‬يف بعض‬
‫األحيان جلوء املرأة لإلنتحار حرق ًا عندما تكشف أمرها بمامرسة اخليانة الزوجية‪.‬‬
‫‪.6‬كثرة حاالت الطالق‪.‬‬
‫‪.7‬أصبحت املرأة ضحية األعالم اجلديد‪،‬أمابإنحرافها والولوج يف سوق متعة الرجال‬
‫واستخدامها كموديالت جسدية وجنسية يف إعالنات التجارية ‪،‬أو تعرضها للحكم‬
‫القضاء ودخوهلا اإلصالحية بسبب ممارسة الفعل اإلنتقامي بحقها أو قيامها بنفسها بالفعل‬
‫اإلنتقامي‪،‬أو تقبل وضعها بخضوعها وإنطوائهاداخل جدران املنزل‪،‬وإصابتها بإضطرابات‬
‫وأمراض نفسية ‪.‬‬
‫‪.8‬إحساس املرأةبتناقض ورصاع بني ما تعرض عليها من أنواع تيارات املعلوماتية وعدم‬
‫إمكانية توافقها مع ثقافة املجتمع‪.‬‬
‫‪.9‬النفور الزوجي بسبب اإلنشغال املستمر باألجهزة االلكرتونيةلإلعالم اجلديد‬
‫وإختاللفي عالقاهتا العائلية‪.‬‬
‫‪.10‬إنعزال املرأة عن العائلة واملجتمع ‪,‬حتى يف حالة تواجدها ضمن العائلة‪.‬‬
‫أوإختيارهاالعيش بمفردها‪.‬‬
‫‪.11‬تكرر إستغالهلا إلثارة اخلربوترويج اإلعالنات التجارية‪.‬‬
‫‪.12‬مواجهة املرأة مشكالت عائليةبصورة مستمرة بسبب عرض صورة هلا عىل مواقع‬
‫اإلجتامعية‪ ،‬أو مشكالت إقتصادية بسبب رغبتها إلجراء عمليات التجميل وقلة اإلمكانية‬
‫اإلقتصادية للعائلة‪.‬‬
‫‪ .13‬اخليانة الزوجية بحقها ‪.‬‬
‫‪ .14‬مطالباهتابمامرسات غري رشعية من قبلزوجها‪.‬‬
‫‪.15‬هتديد املرأة بالقتل‪.‬‬
‫‪.16‬تصبح املرأة مهزوزة ونادمة عىل ترصفاهتا بإستمراروفاقدة للثقة بجنس املقابل ‪،‬مما‬

‫‪- 340 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫جتعلها ضعيفة الحول هلا وال قوة‪ .‬اإلحساس بالضعف والكآبة ‪.‬األيامن بالقضاء والقدر‪.‬‬
‫وإحباطهانفسي ًا وترك العمل و إنطواءها عىل ذاهتا ‪،‬جبن املرأة وعدم إظهار نفسها عىل‬
‫الغري‪،‬وإحساسها بالتوتر املستمر وعدم إستقرارها النفيس وقتل روح اإلبداع لدهيا‪.‬‬
‫‪.17‬تعرضها للرضب واإلهانة والشتم وغريها من اإلساءة اللفظية‪.‬‬
‫‪.18‬تصبح شخصية املرأة قلقةوغاضبة و منزوعة اهلوية ومرسوقة من ذاتيتها وإنسانيتها‪،‬‬
‫وتبحث دائ ًام عن كيفية تقليد الصورة املرأة املوجودة يف ذهن الرجل‪.‬‬
‫‪.19‬ترك املنزل واللجوء اىل دار املأوى ‪،‬وحرماهنا من العاطفة وتعرضها لإلضطرابات‬
‫النفسية‪ ،‬ونمو السلوك العدواين لدهيا‪،‬وعدم استطاعتها لرتك دار املأوى والرجوع اىل احلياة‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫‪.20‬تصبح سمعتها االجتامعية مهددة واهنزال عالقتها بأرسهتا‪.‬‬

‫املصادر‬
‫‪-1‬الصورة النمطية للمرأة يف اإلعالم‪ :‬التأثري والنتيجة ‪،‬املتاح يف ‪ 2016/3/18‬عىل‬
‫املوقع األلكرتوين التايل‪.http://www.gwf-online.org :‬‬
‫‪-2‬أمني اليافعي‪ ،‬دور وسائل اإلعالم اجلديد يف منارصة قضايا املرأة‪ ،‬املتاح يف ‪2016/3/2‬‬
‫عىل املوقع األلكرتوين التايل‪:‬‬
‫‪-3‬إرادة زيدان اجلبوري‪ ،‬مفهوم الصورة الذهنية يف العالقات العامة ‪ ،‬املتاح عىل املوقع‬
‫األلكرتوين التايل‪http://www.iasj.net:‬‬
‫‪-4‬اجلندرية‪،‬صورة النمطية والتنميط‪:‬من الطباعة اىل القانون واملامرسة السياسية‪،‬‬
‫‪2004http://sudaneseonline.com/5/7‬‬
‫‪ 5‬إرادة زيدان اجلبوري ‪ ،‬مفهوم الصورة الذهنية يف العالقات العامة‪،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬إنتصار إبراهيم عبدالرزاق و صفد حسام الساموك‪،‬اإلعالماجلديد‪:‬تطور‬
‫األداء والوسيلة والوظيفة‪،‬الداراجلامعية للطباعة والنرش والرتمجة‪،‬جامعةبغداد‪،‬الطبعة‬

‫‪- 341 -‬‬


‫الص�ورة النمطي�ة للم�رأة يف اإلعلام اجلدي�د‬
‫األوىل‪،2011،‬ص‪.65‬‬
‫‪-7‬الرتبيةاإلعالمية‪:‬كيف نتعامل مع اإلعالم؟‪،‬فهد بن عبدالرمحن الشميمري‪ ،‬مكتبة فهد‬
‫الوطنية ‪,‬ط ‪،2010 1,‬ص ‪/http://www.saudimediaeducation.org،182‬‬
‫‪-8‬مدحية أمحد عبادة وخالد كاظم أبو دوح ‪،‬العنف ضد املرأة (دراسة ميدانية‬
‫حول العنف اجلسدي والعنف اجلنيس)‪،‬دار الفجر للنرش والتوزيع‪،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪،2008‬ص‪.27-26‬‬
‫‪ -9‬رشيد لبيض‪،‬النوع االجتامعي‪ :‬مفهومه‪ ،‬نظرياته‪ ،‬ومتثالته‪،‬احلواراملتمدن‪،‬الع‬
‫دد‪/http://www.ahewar.org 2013،/9/4 ، 4205:‬‬
‫‪-10‬مركز شؤون املرأة‪،‬صورة املرأة يف وسائل اإلعالم الفلسطيني‪:‬يف قطاع غزة‪2010،‬‬
‫‪/http://hedaya.blogspot.com‬‬
‫‪11-Gender Stereotyped Portrayal of Women in the Media: Per-‬‬
‫‪ception and Impact on AdolescentIOSR Journal Of Humanities‬‬
‫‪And Social Science (IOSR-JHSS) Volume 20, Issue 4, Ver. II (Apr.‬‬
‫‪2015), PP 44-52 e-ISSN: 2279-0837, p-ISSN: 2279-0845. www.‬‬
‫‪iosrjournals.org‬‬
‫‪-12‬اجلندرية‪،‬صورة النمطية والتنميط‪،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -13‬رشيد لبيض‪،‬النوع االجتامعي‪ :‬مفهومه‪ ،‬نظرياته‪ ،‬ومتثالته‪،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪ -14‬الصورة النمطية للمرأة يف اإلعالم‪ :‬التأثري والنتيجة‪،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪-15‬أنتوين غدنز‪ ،‬علامإلجتامع‪ ،‬ترمجة‪ :‬فايز الصياغ‪ ،‬املنظمة العربية للرتمجة‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،2005 ،‬ص‪.198‬‬
‫رابع ًا‪ :‬التوصيات‬
‫‪.1‬جيب عىل حكومة أقليمتطبيق اسرتاتيجية فعالة إلبراز دور املرأة يف املجتمع جنب ًا اىل‬

‫‪- 342 -‬‬


‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬
‫جنب الرجل‪ ،‬وتركيز عىل صورة اإلنسانية املرأة‪.‬‬
‫‪ .2‬جيب عىل مؤسسات اإلعالم الكوردية أن تعمل عىل توظيف املفاهيم والقيم اإلجتامعية‬
‫العليا املرتبطة باملساواة والعدالة اإلجتامعية بني اجلنسني ‪.‬‬
‫‪.3‬جيب عىل مؤسسات اإلعالم احلكومية واألهلية العمل عىل إحداث برنامج توعوية‬
‫وتنموية لنرش نامذج صور األدوارالواقعية اإلجيابية للمرأة كام هي يف جماالت السياسية‬
‫واألقتصادية واالجتامعية‪.‬‬
‫‪.4‬أن تقوم املدارس بتدريس التالميذ مهارات إعالمية‪ ،‬وأن تتضمن برامج التوعية اجلنسية‬
‫معلومات حول التأثريات السالبة للصور التي متثل الفتيات كامدة جنسية‪.‬‬
‫‪.5‬أهتامم املؤسسات اإلعالمية بتسليم املسؤوليات اإلدارية اىل املتخصصات ‪/‬ين يف جمال‬
‫اإلعالم‪ ،‬وإعطاء فرص ألصحاب الكفاءات النسوية للمشاركة يف إعداد الربامج وإختاذ‬
‫القرارات‪.،‬‬
‫‪.6‬تشجيع (منظامت قضايا املرأة) لسيدات أعامل لإلهتامم بمشاريع اإلعالم األهيل سواء‬
‫من ناحية امللكية أو بدعم املايل لتلك املؤسسات‪.‬‬
‫‪ .7‬تركيز مؤسسات اإلعالم عىل ضيافة كفاءات نسوية متمكنة فكري ًا ‪،‬يف براجمها احلوارية‬
‫عند مناقشة قضايا املرأة نفسها‪ ،‬وقضايا املجتمع يف خمتلف جوانبها االجتامعية و السياسية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬بام يساعد ذلك يف توعية املجتمع وباألخص املرأة نفسها بقضايا املرأة وكيفية‬
‫تغري الصورة النمطية السلبية املتقولبة عن املرأة يف ذهنية كافة رشائح املجتمع الصغار قبل‬
‫الكبار‪.‬‬
‫‪.8‬أهتامم املؤسسات البنوية للمجتمع ‪،‬عند صياغة مناهجها الرتبوية ‪،‬بإحداث توازن بني‬
‫الصورة اإلنسانية والصورة األنثوية للمرأة‪.‬‬

‫‪- 343 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬

‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد‬


‫يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫دراسة مسحية الجتاهات مجهور مدينة بغداد‬
‫للمدة من ‪/1‬أيلول‪ 20 -‬أيلول ‪2017‬‬
‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫اجلامعة العراقية – كلية االعالم‬

‫مقدمة‬
‫حيصل التعايش عندما يكون هناك رصاع واقعي ينتج عن التعصب القائم عىل املنافسة بني‬
‫جمموعتني أو حزبني أو دولتني‪ ،‬وهو عبارة عن اتفاق ضمني بينهم عىل عدم اللجوء إىل احلرب‬
‫كخيار لتسوية اخلالف بينهام‪ ،‬وهيدف التنافس إىل حتقيق مصادر قيمية معينة بالنسبة لتك‬
‫اجلامعات كاملنافسة عىل مكانات اجتامعية ضمن الدولة الواحدة‪ ،‬هذه املنافسات اجلامعية قد‬
‫تتسبب يف الرصاعات الواقعية وحصول العدوان‪ ،‬واالهتامم بالتهديد والتنافس بني اجلامعات‬
‫هي رشوط مسبقة للتعصب والتمييز‪ ،‬تؤدي إىل خلق تقييامت سلبية متبادلة من الطرفني‪.‬‬
‫وهنا جيب أن نميز أيضا بني التعايش والسالم إذ أن الطرفني املتعايشني يظالن حذرين‬
‫ويف أغلب األحيان‪ ،‬مع االحتفاظ بالعداء لبعضهام البعض لكنهام يقبالن أن اختالف‬
‫أيديولوجيتهام ونظاميهام االجتامعيني ال ينبغي أن يؤدي وحده إىل اندالع احلرب بينهام‪ ،‬وكلمة‬
‫التعايش استعملت بكثرة خالل احلرب الباردة بني الواليات املتحدة واالحتاد السوفيتي‪،‬‬
‫وكانت بديال افضل عن حالة احلرب املدمرة التي يمكن أن حترق العامل بام متتلكه الدولتان‬

‫‪- 345 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫من ترسانة نووية‪ ،‬إذ عىل الرغم من الفوارق بني نظاميهام متكنا من التعايش دون اللجوء إىل‬
‫احلرب‪ ،‬وهنا صارت العبارة تستعمل بمعنى االقناع بحاجة اخلصمني إىل التفكري يف حل‬
‫املودة‬
‫سلمي يريض الطرفني والعيش بسالم‪ ،‬فيكون التعايش بني اجلرياهنو السعي للعيشعىل َّ‬
‫والعطاء وحسن اجلوار‪،‬ويف بلدنا املتعدد بأطيافه وألوانه يتطلب منا وقفة حقيقية للرتكيز عىل‬
‫مفهوم التعايش السلمي‪ ،‬السيام بعد أن توصلنا إىل التشخيص بأننا من دونه سنكون متضادين‬
‫حيارب بعضنا بعضا‪،‬بشكل من اشكال احلرب األهلية القائمة عىل دوامة العنف التي تأكل كل‬
‫ما هو نبيل يف العراق‪ ،‬فاملرحلة صعبة واملسؤولية كربى تتطلب من اجلميع االجتاه إىل التعايش‬
‫السلمي‪ ،‬والذي يمكن توصيفه يف هذا البحث بأنه العيش املشرتك بني أقوام خيتلفون مذهب ًيا‬
‫أو دين ًيا أو بني مجاعات ذات مبادئ خمتلفة‪ ،‬عن طريق خلق جو من التفاهم بني تلك اجلامعات‬
‫بعيد ًا عن احلرب والعنف‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬االطار املنهجي للبحث‬


‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مشكلة البحث؛يتصدى البحث لقضية مهمة تتمثل يف املسؤولية االجتامعية لوسائل‬
‫اإلعالم اجلديد يف التعاطي مع قضية التعايش السلمي وانعكاسات ذلك عىل املجتمع‬
‫العراقي‪ ،‬بعدها من أهم القضايا التي تشغل بال الباحثني والعلامء واملفكرين‪ ،‬فضال عن رجال‬
‫الدين والسياسة‪ ،‬ومتثل هذا االهتامم بعقد الندوات واملناقشات واملؤمترات العلمية واعداد‬
‫الدراسات والبحوث التي تركز عىل مسؤولية اإلعالم االجتامعية واالخالقية والقانونية‬
‫جتاه املسامهة يف حتقيق التعايش السلمي‪ ،‬وللبعض مذاهب يف هذا الطرح يتباين بني احرتام‬
‫حرية التعبري وبني التزام معايري املسؤولية االجتامعية لوسائل اإلعالم‪،‬هناك تباين أيضا بني‬
‫من يرفض أي شكل من اشكال التدخل وبني ممن يدعو إىل مراقبة وضبط وتقنني االستخدام‬
‫ملواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬ومجيع هذه املواقف تنطلق من التباين يف املواقف إزاء اسهامات‬
‫مواقع التواصل االجتامعي االجيابية يف حتقيق التعايش السلمي‪ ،‬واآلثار والتداعيات السلبية‬
‫الستخدام موقع فيسبوك عىل حتقيق التعايش السلمي بني مكونات الشعب‪ ،‬فكان لزام ًا عىل‬

‫‪- 346 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫الباحثني النظر يف هذه املواقف املتباينة والوقوف عىل حقيقة الدور الذي يمكن أن تقوم به‬
‫وسائل التواصل االجتامعي يف الرتويج لثقافة التعايش والوئام واملحبة ونبذ العنف والتطرف‬
‫والطائفية التي تقف حائال دون حتقيق التعايش‪،‬ومن هذا املنطلق جاءت رغبتي يف اإلسهام‬
‫بدراستها وقد اخرتت أن يكون بحثي بعنوان؛ (املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق‬
‫التعايش السلمي)‪ ،‬الذي جييب عن سؤالني حمددين؛ مها ( ما طبيعة املسؤولية االجتامعية فيام‬
‫ينرشه متصفحو موقع فيسبوك من العراقيني؟ وما مستوى املسؤولية االجتامعية إزاء موضوع‬
‫التعايش السلمي؟)‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬أمهية البحث؛تربز أمهية البحث يف أمهية املوضوع نفسه‪ ،‬إذ أن حتديد املعامل األساسية‬
‫للمسؤولية االجتامعية ملوقع فيسبوك‪ ،‬وحتديد طبيعة اسهامات موقع فيسبوك يف حتقيق التعايش‬
‫السلمي‪ ،‬تشكل امهية كبرية بالنسبة للجهات التي تعمل عىل حتقيق االمن واالستقرار وحتقيق‬
‫التعايش السلمي العمل عىل ضبط االستخدام وتقنينه والبحث عن فرص مناسبة للوصول إىل‬
‫مجهوره‪ ،‬ما يؤكد احلاجة إىل دراسة نقدية للدور السلبي الذي يقوم به موقع فيسبوك يف حتقيق‬
‫التعايش السلمي‪ ،‬واحلاجة إىل تشخيص االسهامات املقرتحة ملوقع فيسبوك يف حتقيق التعايش‬
‫السلمي‪ ،‬وهذا يشكل أمهية للبحث بالنسبة للمجتمع‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬أهداف البحث؛تتمثل أهداف البحث يف عدة جوانبمن أمهها‪:‬‬
‫‪1 .1‬التعرف إىل أهم املعامل األساسية للمسؤولية االجتامعية ملا ينرش يف موقع فيسبوك ‪.‬‬
‫‪2 .2‬حتديد طبيعة اسهامات ما ينرش يف موقع فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‪.‬‬
‫‪3 .3‬التعرف إىل طبيعة الدور السلبي ملوقع فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‪.‬‬
‫‪4 .4‬تشخيص االسهامات االجيابية املقرتحة لتفعيل دور فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬جمال البحث وحدوده؛هبدف وضع حدود واضحة للبحث فقد تم حتديد جماالته‬
‫بالشكل اآليت‪:‬‬
‫‪1 .1‬املجال املكاين‪ :‬وقع االختيار عىل موقع فيسبوك من بني مواقع التواصل االجتامعي‬

‫‪- 347 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫كمجال مكاين للبحث بعده األكثر متابعة واستخداما من قبل اجلمهور العراقي‪.‬‬
‫‪2 .2‬املجال الزماين‪:‬ويتمثل يف املدة املحددة لتوزيع االستبانة عىل اجلمهور وهي ‪ /1‬أيلول ‪/‬‬
‫‪ ،2017‬واالنتهاء من تفريغ البيانات اخلاصة باالستبانة يف ‪/20‬ايلول‪.2017 /‬‬
‫‪3 .3‬املجال املوضوعي‪ :‬يشمل املجال املوضوعي املسؤولية االجتامعية لإلعالم ومعايريها‬
‫إزاء موضوع التعايش السلمي كموضوع آخر فضال عن موقع فيسبوك ‪.‬‬
‫‪4 .4‬املجال البرشي‪ :‬ويتمثل يف مجهور مدينة بغداد الذي تم توزيع االستبانة عليهم ضمن‬
‫املدة املحددة من ‪ /1‬أيلول‪ ،‬إىل ‪ /20‬أيلول‪ ،2017 /‬وذلك ملا يتميز به من خصائص متكن‬
‫الباحث من التوصل إىل نتائج واستنتاجات يمكن تعميمها عىل جماالت أوسع‪ ،‬من بني أهم‬
‫اخلصائص إهنا تضم أكرب عدد من السكان عىل اختالف انتامءاهتم وثقافاهتم‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬منهج البحث واجراءاته‪:‬‬
‫يعد هذا البحث من البحوث الكشفية االستطالعية‪ ،‬وهي البحوث التي تدرس ظاهرة‬
‫ما ألول مرة‪ ،‬وذلك باستخدام منهج املسح االجتامعي يف دراسة عملية للظاهرة املوجودة‬
‫يف مجاعة معينة يف مكان معني‪ ،‬وإنه ينصب عىل الوقت احلارض‪،‬فهو يتناول ظاهرة موجودة‬
‫بالفعل وقت إجراء املسح وليست يف فرتة ماضية‪ ،‬ويتعلق باجلانب العميل إذ حياول الكشف‬
‫عن األوضاع القائمة ملحاولة النهوض هبا ووضع خطة أو برنامج لإلصالح االجتامعي ‪.‬‬
‫واملسوح االجتامعية هلا أمهية يف كوهنا ذات فائدة نظرية يف التحليل والتفسري‪ ،‬وكذلك‬
‫معرفة اجتاهات الرأي العام إزاء املوضوعات والظواهر واملشكالت االجتامعية القائمة‪،‬‬
‫وحتديد آثارها وأسباهبا يف املجتمع‪ ،‬وحتديد عنارص مقرتحة للتعامل معها أو حلل تلك‬
‫املشكالت‪،‬ويف هذا البحث انتهج الباحث منهج ًا تكاملي ًا يف دراسة الظاهرة بحيث يستعمل‬
‫املنهج الوصفي لوصف الظاهرة وحتليلها وتقويمها من منظور إعالمي‪ ،‬وبيان األصل النظري‬
‫لفلسفة التدخل يف العمل اإلعالمي انطالقا من نظرية املسؤولية االجتامعية لوسائل اإلعالم‪،‬‬
‫ال عن استخدام املسح االجتامعي امليداين للوقوف عىل طبيعة التزام املستخدمني ملوقع‬ ‫فض ً‬

‫‪- 348 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫فيسبوك يف معايري املسؤولية االجتامعية‪ ،‬وذلك باستخداماملسح االجتامعي بطريقة العينة و‬
‫استامرة االستبيان‪.‬‬
‫أما االجراءات فهي تركز عىل جانب مهم من الدراسة وهو ما يتعلق بالدراسة امليدانية‬
‫للجمهور‪ ،‬وملا كان من املستحيل دراسة املجتمع بأكمله‪ ،‬فقد جلأ الباحثإىل اختيار عينة من‬
‫املجتمع حلل هذه املشكلة‪ ،‬رشط أن متثل العينة املجتمع األصيل وأن يتم اختيارها بشكل‬
‫صحيح‪ ،‬إذ تعد خطوة اختيار العينة من اخلطوات املهمة التي تؤدي الدقة فيها إىل نتائج‬
‫علمية دقيقة‪ ،‬ولكي تكون عينة هذا البحث ممثلة وصادقة للمجتمع فقد حرص الباحث عىل‬
‫اتباع طريقة املعاينة متعددة املراحل التي تتخذ أكثر من خطوة حتى تصل إىل عينة حمددة يتم‬
‫اختيار األفراد منها بشكل عشوائي‪ ،‬متزج بني (العينة العشوائية) يف مرحلة اختيار األفراد‬
‫املعنيني بموضوع البحث‪ ،‬وبني (العينة العمدية) يف مرحلة حتديد املنطقة اجلغرافية‪ ،‬ويف‬
‫حتديدمستخدمي مواقع التواصل االجتامعي من عينة البحث‪ ،‬فقد خصصت (‪ )100‬استامرة‬
‫ملواقع جغرافية ريفية تتسم بتباين مجهورها مذهبي ًا‪ ،‬وهو عدد كايف يتناسب مع نسبة مستخدمي‬
‫االنرتنيت يف املناطق الريفية وتوزيع ما تبقى من االستامرات عىل مناطق حرضية تتسم أيضا‬
‫بتباين مجهورها مذهبي ًا‪ ،‬فوقع االختيار عىل أرياف قضاء املدائن‪ ،‬وعىل مدينة السيديةجنوب‬
‫بغداد كمنطقة حرضية‪ ،‬مع مراعاة التباين يف املستوى املعايش‪ ،‬وفيام يأيت اخلطوات التي اتبعناها‬
‫يف اختيار عينة هذا البحث‪:‬‬
‫اخلطوة األوىل‪ :‬تم اختيار العينة اجلغرافية بالطريقة العمدية‪ ،‬وتسمى الطريقة املقصودة أو‬
‫االختيار باخلربة‪( ،‬وهي تعني أن أساس االختيار خربة الباحث ومعرفته بأن هذه املفردة أو‬
‫تلك متثل جمتمع البحث) )‪. (1‬‬
‫ومتثلت بتقسيم مدينة بغداد بصورة عمدية إىل منطقتني جغرافيتني مها‪:‬‬

‫((( د‪ .‬عصمت عبد املجيد‪ ،‬املدخل إىل البحث العلمي‪( ،‬بغداد‪ :‬دار الشؤون الثقافية‪ ،‬املوسوعة‬
‫الصغرية‪ ،) 2001 ،453 ،‬ص‪. 18‬‬

‫‪- 349 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫ ‪ -‬أمنطقة املدائن من الرصافة ‪.‬‬
‫ ‪ -‬بمنطقة السيدية من الكرخ ‪.‬‬
‫وقد اعتمد هذا التقسيم عىل أساس أن لكل منطقة من هاتني املنطقتني خصائص جغرافية‬
‫وديمغرافية متشاهبة‪ ،‬السيام التنوع املذهبي الذي بات حمركا فاع ً‬
‫ال يف موضوع التعايش‬
‫السلمي‪ .‬وبذلك تكونت لدينا عينة جغرافية يتمثل فيها تباين مكونات املجتمع يف بغداد من‬
‫حيث املستوى احلضاري واملعايش واملذهبي‪.‬‬
‫اخلطوة الثانية‪ :‬وملا كان القصد من املعاينة هو الوصول إىل الفرد املبحوث ليتم تسجيل‬
‫البيانات منه يف املناطق اجلغرافية آنفة الذكر‪ ،‬لذلك متثلت املرحلة الثانية يف اختيار األفراد الذين‬
‫توزع إليهم االستامرات‪ ،‬وقد متت بشكل عشوائي عن طريق توزيع االستامرات عىل جتمعات‬
‫اجلمهور يف املدينتني من قبل مساعدي الباحث وأصدقائهم يف املنطقة ‪.‬‬
‫أما حجم عينة البحث‪ ،‬فقد تم توزيع (‪ )320‬استامرة استبيان منها (‪ )100‬ملجتمع ريفي‬
‫و(‪ )220‬عىل جمتمع حرضي‪ ،‬وقد وصل عدد االستامرات املنجزة (‪ )300‬استامرة فقط‪ ،‬بواقع‬
‫(‪ )86‬استامرة من منطقة املدائن و(‪ )214‬استامرة للسيدية‪ ،‬ومل يتلق الباحثة اجابة عن عرشين‬
‫استامرة أخرى ألسباب متنوعة من امهها عدم فهم املبحوثني طبيعة البحث‪ ،‬وعدم اكرتاث‬
‫بعضهم بالبحث وجدواه‪ ،‬ولعدم االستجابة ملخاوف أمنية‪.‬‬
‫وقد صمم الباحث استامرة االستبيان يف صورهتا األولية‪ ،‬وتم عرضها عىل جمموعة من‬
‫ملراجعتها و تقويمها منهجيا‬ ‫(‪)*1‬‬
‫املحكمني اخلرباء ذوي االختصاص من أساتيذ اإلعالم‬
‫وعلميا‪،‬والكشف عن األخطاء يف تصميم االستامرة ومدى االتساق الداخيل لفقراهتا وترصني‬
‫نوع وكم وتسلسل وصياغة األسئلة التي تضمنتها‪،‬وبعد األخذ بمالحظات املحكمني‬

‫(*)‪ .‬حيث تم عرضها عىل اخلرباء ‪:‬‬ ‫(( (‬


‫جامعة دياىل‬ ‫‪1 .1‬أ‪.‬د جليل وادي‬
‫جامعة بغداد‬ ‫‪2 .2‬أ‪.‬د عيل الشمري‬
‫‪3 .3‬أ‪.‬د عبد الصبور فاضل جامعة األزهر‬

‫‪- 350 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫تم تعديل بعض الفقرات وحذف بعض االسئلة واستبدال بعض العبارات حتى اصبحت‬
‫االستامرة يف شكلها النهائي صاحلة للعمل امليداين‪ ،‬وبذلك يكون الباحث قد حقق الصدق‬
‫السطحي‪ ،‬ثم قام الباحث بتوزيع االستبانة عىل عرشين شخص ًا من عينة البحث للوصول إىل‬
‫الصدق الظاهري لالستبانة‪ ،‬وبعد التحليل وجد الباحث ان بعض االسئلة بحاجة إىل إعادة‬
‫صياغة يف اجزاء من فقراهتا‪ ،‬ومن ثم قام الباحث بتوزيع استامرة االستبانة عىل عينة البحث‬
‫البالغة (‪ )320‬شخص ‪ .‬واعتمدت نسبة اتفاق (‪ )%85‬فام فوق لتقدير مدى صالحية الفقرة‬
‫للدراسة او رفضها‪.‬‬
‫وللتحقق من ثبات األداة تم التحقق منه بطريقتني مها ‪:‬طريقتي االختبار وإعادة االختبار‪،‬‬
‫)‪،(test-re-test‬إذ تم توزيع االستبانة عىل عينة عشوائية مكونة من (‪ )30‬مبحوث ًا من عينة‬
‫الدراسة أي ‪ %10‬من العينة‪ ،‬حيث تم توزيعها باستخدام أسلوب إعادة االختبار للكشف عن‬
‫ثبات اجابات املبحوثني‪ ،‬وبعد (‪ )14‬يوما من توزيع استبانة البحثأعيد تطبيق االختبار عىل‬
‫العينة نفسها‪ ،‬وبعد تصحيح اإلجابات وتفريغ الدرجات لالختبارين‪ ،‬تم حساب االرتباط‬
‫بني عالمتي الفرد يف االختبارين وبذلك تم إجياد الثبات باستخدام معادلة ارتباط (بريسون(*))‬
‫بني االختبارين‪ ،‬حيث بلغ (‪ )0.90‬وهو معامل ثبات عال‪.‬‬
‫وبعد أن أصبحت االستبانة جاهزة للتطبيق‪ ،‬وزعت عىل أفراد العينة بفئاهتم العمرية‬
‫املختلفة‪ ،‬وملئت مبارشة بحضور الباحث ضامن ًا لصحة البيانات ودقتها‪ ،‬ثم اجريت عملية‬
‫مراجعة للتأكد من استيفاء بيانات االستامرة كافة‪ ،‬وحتري الدقة يف سالمة االجابات وصواهبا ‪.‬‬
‫أما االساليب االحصائية املعتمدة؛ فقد اعتمد الباحث عىل األساليب اإلحصائية يف معاجلة‬
‫البيانات وذلك بحسب ما يقتضيه العمل يف استخراج النتائج‪ ،‬ومن الطرق اإلحصائية التي‬
‫تتناسب مع العمل املطلوب فقد استخدمت يف معاجلة قواعد البيانات (التوزيع التكراري)‬
‫وهو أحد الوسائل املستخدمة لتصنيف البيانات بحيث تم تقسيم البيانات تقسي ًام يسهل إجياد‬
‫العالقات فيام بينها‪ .‬كام تم استخدام ( النسبة املئوية)‪ ،‬التي يلجأ الباحثون إىل استخدامها لتفسري‬

‫‪- 351 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫االختالفات بني البيانات أو لغرض التعرف عىل املتغريات التي تؤدي إىل ارتفاع أو انخفاض‬
‫نسبتها املئوية يف أثناء مدة معينة‪ ،‬ويتم احلصول عليها بقسمة اجلزء عىل الكل مرضوب ًا يف مئة‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬املفاهيم واألسس النظرية‬


‫املطلب الأول‪ :‬مفاهيم التعاي�ش ال�سلمي‪ ،‬وامل�س�ؤولية االجتماعية‬
‫يراد بمفهوم التعايش السلمي؛ التعاون بني طرفني أو نظامني خمتلفني يف مجيع املجاالت‪،‬‬
‫لتحقيق األمن واالستقرار واالزدهار‪ ،‬وهو مصطلح سيايس قوامه نبذ احلرب واستخدام‬
‫القوة كوسيلة لتسوية اخلالفات الدولية‪ ،‬وحلها بالطرق السلمية كاحلوار واملفاوضات‪ ،‬مع‬
‫اإلقرار والقبول بأن احلوار والتفاوض وتبادل املنافع أسس ثابتة إلرساء االستقرار والتعايش‪.‬‬
‫والتعايش يعني أيض ًا التعلم للعيش املشرتك والقبول بالتنوع‪ ،‬بام يضمن وجود عالقة‬
‫إجيابية مع اآلخر‪ ،‬فعندما تكون العالقات إجيابية وعىل قدم املساواة معه‪ ،‬فإن ذلك يعزز‬
‫سيقوض‬
‫ّ‬ ‫الكرامة واحلرية واالستقالل‪ ،‬وعندما تكون العالقات سلبية ومدمرة فإن ذلك‬
‫الكرامة اإلنسانية وقيمتنا الذاتية‪ ،‬وهذا ينطبق عىل الفرد يف اجلامعة وعىل العالقات بني الدول‪،‬‬
‫يقره اإلسالم هو الذي «هيدف إىل حتسني مستوى العالقة بني شعوب أو‬
‫والتعايش الذي ّ‬
‫املجتمعية كاإلنامء واالقتصاد والسالم‬
‫ّ‬ ‫دينية‪ ،‬و ُيعنى بالقضايا‬
‫طوائف‪ ،‬وربام تكون أقليات ّ‬
‫املهجرين والالجئني ونحو ذلك»(‪ .)1‬وقضية التعايش تعد اليوم من أهم القضايا التي‬
‫وأوضاع ّ‬

‫(*)حللت بيانات هذه العينة بتطبيق معامل ارتباط بريسون وهي ‪:‬‬ ‫((( ‬
‫ن مج س ص – ( مج س ) ( مج ص )‬
‫‪----------------------------------------------‬‬ ‫ ‬
‫ر = [ ن م ج س ‪( – 2‬مج س ) ‪ [ ] 2‬ن مج ص ‪( – 2‬مج ص ) ‪] 2‬‬ ‫ ‬
‫حيث أن ر = معامل االرتباط بريسون‪.‬‬ ‫ ‬
‫ن = العدد أو التكرار ‪.‬‬ ‫ ‬
‫مج = املجموع ‪.‬‬ ‫ ‬
‫س = القراءة االوىل ‪.‬‬ ‫ ‬
‫ص = القراءة الثانية‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪- 352 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫تشغل العلامء واملفكرين املسلمني والغربيني‪« ،‬ولقد شعر املسلمون بأمهيتها‪ ،‬فقامت جمامع‬
‫(‪)1‬‬ ‫ٍ‬
‫بمزيد من التعايش احلسن»‬ ‫وندوات وتعالت نداءات تطالب‬
‫ويمكن توصيف التعايش السلمي بأنه‪« :‬مناورة خالصة‪ ،‬أو ظاهرة مؤقتة‪ ،‬قد تقتيض حتوير‬
‫السياسة بوقف القتال‪ ،‬وختفيف الضغط»(‪ .)2‬وهذه الدعوة جاءت يف سياق عرض املرشوع‬
‫األممي «ختيل التعايش مع ًا» الذي يتضمن أبحاث ًا ونظريات وممارسات عملية ملجموعة من‬
‫املفكرين‪ ،‬وهي توضح كيفية حتقيق التعايش يف بيئة مزقتها احلروب والرصاعات اإلثنية‪،‬‬
‫وكيف يمكن للناس أن يبنوا السالم بعد نزاع عرقي عنيف وحيققوا تعايش ًا آمن ًا‪ ،‬إذ جيمع‬
‫هؤالء عىل أن التعايش «هو أن تعيش املجتمعات متكاملة متاما‪ ،‬يعيش فيها األفراد من خمتلف‬
‫األعراق واألجناس واألديان منسجمني مع بعضهم البعض»(‪ .)3‬فأصبح التعايش السلمي‬
‫ينطلق من حقيقة أن حمرك السلم كمحرك احلرب متا ًما‪ ،‬فهو ليس عالقة دولة بدولة فقط‪،‬‬
‫يقره اإلسالم فهو الذي‬
‫وإنام عالقة الشعوب بعضها بالبعض اآلخر ‪ .‬أما التعايش الذي ّ‬
‫(‪)4‬‬

‫دينية‪ ،‬فهو ُيعنى‬


‫«هيدف إىل حتسني مستوى العالقة بني شعوب أو طوائف‪ ،‬وربام تكون أقليات ّ‬
‫املهجرين والالجئني» (‪.)5‬‬
‫املجتمعية كاإلنامء واالقتصاد والسالم وأوضاع ّ‬
‫ّ‬ ‫بالقضايا‬

‫ينظر‪ :‬د‪ .‬احسان حممد احلسن‪ ،‬عبداحلسني زيني‪ ،‬االحصاء االجتامعي‪( ،‬جامعة بغداد‪،‬‬ ‫ ‬
‫دار الكتب‪ ،) 1981 ،‬ص ‪.241‬‬
‫((( أمحد بن عبد الرمحن القايض‪ ،‬دعوة التقريب بني األديان ‪ -‬دراسة نقدية يف ضوء العقيدة‬
‫اإلسالمية‪( ،‬الرياض‪ :‬دار ابن اجلوزي‪1422 ،‬هـ )‪ ،‬ص ‪.348‬‬
‫((( حممد موسى الرشيف‪ ،‬التقارب والتعايش مع غري املسلمني‪( ،‬جدة‪ :‬دار األندلس اخلرضاء‪،‬‬
‫‪1424‬هـ‪2003 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫((( هيوكيتسكل‪ ،‬التعايش السلمي واخلطر الذي ينتابه (بريوت‪ :‬دار النرش للجامعيني‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬ن)‪،‬‬
‫ال عن‪ :‬أبو زيد بن حممد مكي‪ ،‬يف مقالة احلوار بني األديان حقيقته وأنواعه‪ :‬موقع القلم‪www. :‬‬ ‫نق ً‬
‫‪ alqlam.com‬تاريخ املعاينة ‪2017/8/5‬‬
‫((( انطوينا نسايزومارثاميناو‪ ،‬ختيل التعايش مع ًا‪ ،‬جتديد اإلنسانية بعد الرصاع االثني‪ ،‬ترمجة‪ :‬فؤاد‬
‫الرسوجي‪( ،‬عامن‪ :‬دار األهلية للنرش والتوزيع‪2006 ،‬م)‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫((( فرنسوا شاتيله‪ ،‬إيديولوجيات احلرب والسلم‪ ،‬ترمجة‪ :‬جوزف عبداهلل‪(،‬بريوت‪ :‬املؤسسة‬

‫‪- 353 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫من هذه املفاهيم يتبني أن مفهوم التعايش السلمي يتعلق بأوضاع ما بعد احلرب‪ ،‬أو‬
‫األزمات الداخلية‪ ،‬ما يستدعي أساليب مقننة يف التعامل مؤداها احلكمة واللني واملعروف‬
‫والرفق فيام بني األطراف املتحاربة‪ ،‬من حيث التعامل يف اخلطاب وسائر السلوك‪ ،‬بشكل يتسق‬
‫مع حقيقة الدين اإلسالمي بوصفه دين التسامح والتعايش السلمي‪ ،‬عىل نقيض ما يسعى‬
‫اإلعالم املعادي إىل تكريسه عن طريق وصم اإلسالم بأنه دين العنف والتطرف‪.‬‬
‫وقد يتعدى املفهوم حدوده االجتامعية الداخلية إىل ما يتعلق بتعايش املسلمني مع الغرب‪،‬‬
‫والذي ينبغي أن ينطلق من األسـس واملعاين الواضحة لتحقيق األهداف املرجوة منه «ألن‬
‫التعايش إن مل يكن اهلدف منه خدمة األهداف السامية التي يسعى إليها اإلنسان؛ ضاع املعنى‬
‫اإلجيايب منه‪ ،‬وصار إىل الدعاية واللجاجة أقرب منه إىل الصدق والتأثري يف حياة اإلنسان‬
‫املعارص»(‪ ،)1‬والبحث غري معني هبذا املفهوم الواسع كونه ينحرص يف حتقيق التعايش داخل‬
‫املجتمع العراقي‪ ،‬ولكننا نشري فقط إىل ثامر التعايش السلمي املعارص‪ ،‬إذ عاد بمكاسب كبرية‬
‫منها إن االحتكاك الذي نتج عنه متثل بمعرفة ملموسة بأخالق املسلمني‪ ،‬وما ترتب عليه من‬
‫دخول يف اإلسالم كام حصل يف موضوع دخول إندونيسيا يف اإلسالم عىل خلفية االحتكاك‬
‫التجار املسلمني بشعبها‪ ،‬وال ننفي أيض ًا أن املسلمني استفادوا من التعايش مع الغرب‪ ،‬يف‬
‫تطوير حياهتم املادية‪ ،‬من خالل املنجزات التقنية املتفوقة لدى الغرب‪ ،‬وال غبار يف جواز‬
‫االستفادة من هذه املنجزات التقنية‪ ،‬إال ّ‬
‫أن االنبهار بتلك املنجزات واالنسياق وراء العوملة له‬
‫آثار ًا ثقافية واجتامعية واقتصادية سلبية عىل أخالق املسلمني وعقيدهتم الدينية‪.‬‬
‫أما مفهوم املسؤولية االجتامعية؛ فهو ينطلق من حرص املهتمني يف اإلعالم بالرتكيز بشكل‬
‫كبري عىل اجلانب اإلعالمي لنظرية املسؤولية االجتامعية لإلعالم‪ ،‬مع أن النظرية تقدم إطار ًا‬

‫اجلامعية للدراسات والنرش والتوزيع‪1981،‬م)‪ ،‬ص ‪.328‬‬


‫((( أمحد بن عبد الرمحن القايض‪ ،‬دعوة التقريب بني األديان ‪ -‬دراسة نقدية يف ضوء العقيدة‬
‫اإلسالمية‪( ،‬الرياض‪ :‬دار ابن اجلوزي‪1422 ،‬هـ )‪،‬ص ‪.348‬‬

‫‪- 354 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫اجتامعي ًا وأخالقي ًا ينبغي أن ال تغفله وسائل اإلعالم املختلفة‪ ،‬فكلمة «املسؤولية» تعني واجب ًا‬
‫معينا جيب عىل الفرد أداؤه‪ ،‬مثل مسؤولية املدير عن مؤسسته‪ ،‬ومسؤولية األب عن أرسته‪،‬‬
‫لذلك نحن نتطلع إىل استثامر األطر املختلفة التي تقدمها هذه النظرية يف توجيه واستثامر‬
‫وسائل اإلعالم اجلديد للعمل عىل حتقيق التعايش السلمي بني مكونات املجتمع‪ ،‬والعمل عىل‬
‫تطوير األداء الوظيفي واألخالقي لوسائل اإلعالم‪ ،‬ويمكن أن يفرس البعض هذه الدعوة عىل‬
‫أهنا تراجع عن املكاسب التي حققتها نظرية احلرية‪ ،‬إال إن عملية رصد دقيقة يمكن أن تكشف‬
‫عن عدد كبري من املالحظات التي تدعو إىل التدخل لضبط العمل عىل الساحة اإلعالمية‪،‬‬
‫والعمل عىل تدارك اجلوانب السلبية‪.‬‬
‫ونظرية املسؤولية االجتامعية تقوم عىل ممارسة العملية اإلعالمية بحرية قائمة عىل املسؤولية‬
‫جتاه املجتمع‪ ،‬أي العمل عىل ارساء القواعد والقوانني التي جتعل الرأي العام رقيب ًا عىل آداب‬
‫املهنة‪ ،‬واملسؤولية هنا هي «استعداد فطري للمقدرة عىل أن يلتزم املرء بنفسه وان يفي بالتزاماته‬
‫بجهده الشخيص»(‪ ،)1‬ذلك أن احلرص عىل االلتزام بأداء مهام وواجبات معينة يف التنظيم‬
‫االجتامعي‪ ،‬تسهم يف انجاز وحتقيق أهداف ذلك التنظيم (‪ .)2‬وعندما نحتكم للرؤية الرومانية‬
‫التي تساوي بني لفظتي اجلريمة ( ‪ ) Detail‬واملسؤولية (‪ )Responsibility‬وتعدمها‬
‫لفظتني مرتادفتني‪ ،‬يكون من حق املجتمع مقاضاة كل من يعكر صفو املجتمع واستقراره‬
‫ويلحق رضرا بأفراده (‪ ،)3‬فيكون من حق املترضرين من النرش يف مواقع التواصل االجتامعي‬
‫بمقاضاة من يقف وراء إحداث الرضر بالغري‪ ،‬واختاذ كل السبل السرتجاع وحتصيل حقوقهم‪،‬‬
‫برصف النظر عن قيام الدولة بذلك أو ختليها عنه‪ ،‬السيام أن املسؤولية اجلنائية تشمل كل‬
‫من يقرتف عمال يرض املجتمع بأرسه‪ ،‬إذ البد إلقامة املجتمع وحتقيق استقراره وسالمته‪ ،‬أن‬

‫((( عبدالعزيز التوجيري‪ ،‬احلوار من أجل التعايش‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار الرشوق‪1998 ،‬م) ص‪.168‬‬
‫((( حممد عبد اهلل دراز‪ ،‬دستور األخالق يف القرآن‪ ،‬ترمجة عبد املنصور شاهني وآخرون (القاهرة‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ) 1973 ،‬ص ‪. 137‬‬
‫((( حممد عيل حممد‪ ،‬علم االجتامع التنظيمي ( دمشق‪ :‬دار املعرفة اجلامعية‪ ) 1986 ،‬ص ‪. 414‬‬

‫‪- 355 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫يتمكن من الدفاع عن نفسه ضد من يعبث أو هيدد األمن والنظام بإنزال العقاب بالعابثني‪ ،‬أما‬
‫املسؤولية املدنية فأهنا بعيدة عن فكرة العقاب إذ إهنا أصبحت تكتفي بإزالة الرضر الذي يلحق‬
‫باملترضرين‪.‬‬
‫إن القاء نظرة رسيعة عىل ما تعرضه مواقع التواصل االجتامعي من موضوعات تنطوي‬
‫عىل التحريض الطائفي وإثارة البغضاء والكراهية‪ ،‬واالهتامم بأخبار اجلريمة التي تستند عىل‬
‫ال عن اإلثارة اجلنسية‪ ،‬نجد أهنا بمجموعها تشكل إساءة إىل احلرية أو‬ ‫دواعي طائفية‪ ،‬فض ً‬
‫مفهوم حرية التعبري‪ ،‬ألن احلرية التي ينبغي العمل هبا هي مسؤولية قبل أن تكون واجب ًا وحق ًا‪،‬‬
‫وعليه فإن هذه الرؤية تتمسك بمعايري املسؤولية االجتامعية التي تتطلب من وسائل اإلعالم‬
‫الوفاء بالتزامات حمددة جتاه املجتمع‪ ،‬السيام ما يتعلق بمستويات أو معايري مهنية اإلعالم مثل؛‬
‫الصدق واملوضوعية والتوازن والدقة‪ ،‬التي تفتقر إليها وسائل اإلعالم اجلديد مع أهنا تتشدق‬
‫بحريتها وانفتاحها عىل تنوع اآلراء واألفكار يف املجتمع‪ ،‬وحرصها عىل إتاحة فرصة التعبري‬
‫للجميع عرب النرش والعرض‪ ،‬وهذه الرؤية بتقديرنا تفرض عىل اإلعالم اجلديد مستويات‬
‫مهنية عليا‪ ،‬انطالق ًا من النظر إىل املصلحة العامة كمربر للتدخل يف شؤون اإلعالم‪ ،‬كام إهنا‬
‫تسعى إىل إلزام املستخدمني ملواقع التواصل االجتامعي بمواثيق رشف إعالمية جتاه املجتمع‪،‬‬
‫باإلضافة إىل مسؤولياهتم جتاه مؤسساهتم اإلعالمية التي بات هلا صفحات خاصة عىل مواقع‬
‫التواصل االجتامعي الستثامر السامت التفاعلية لتلك املواقع‪ ،‬ورغم أن هذه الطروحات ال‬
‫تروق للرؤية األمريكية لإلعالم يف دول العامل الثالث يف ظل طروحاهتا لعوملة اإلعالم‪ ،‬أو يف‬
‫ظل أجندهتا القائمة عىل مبدأ الفوىض اخلالقة‪ ،‬إال أهنا ستكون جما ً‬
‫ال للتصادم أيض ًا يف النقاش‬
‫عىل مستوى العاملني يف إعالم دول العامل الثالث‪ ،‬بحجة متطلبات التسلية والرتفيه والتخلص‬
‫من ضغوط العمل أو مربرات احلصول عىل الربح‪ ،‬إىل جانب تغليفها لذلك بأهداف انسانية‬
‫واجتامعية شكلية‪.‬‬
‫إىل مجيع هؤالء نقول ماذا حيصل لو تبنت وسائل اإلعالم مضامني تتنكر ملحرقة‬

‫‪- 356 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫اهلولوكوست؟‪ ،‬هل يمكن تربيرها بأهنا حرية يف التعبري؟ بل ما نوع اجلريمة التي يمكن أن‬
‫توجه لتلك الوسيلة؟‪ ،‬وعليه فإن وسائل اإلعالم يف املنطقة العربية مطالبة اليوم أكثر من أي‬
‫موقت مىض برضورة االلتزام بمعايري املسؤولية االجتامعية يف العمل اإلعالمي‪ ،‬والسعي إىل‬
‫حظر نرش أو عرض كل ما يتقاطع مع مبادئ التعايش السلمي‪ ،‬ويروج للعنف واإلرهاب‪،‬‬
‫وحيرض عىل الطائفية والتطرف‪ ،‬ويساعد عىل اجلريمة‪ ،‬أو ما يكون له تأثري سلبي عىل‬
‫األقليات يف املجتمع‪ ،‬كام إهنا مطالبة باملسامهة بشكل فاعل يف بناء الوعي االجتامعي بالوالء‬
‫للوطن‪ ،‬واملسامهة يف تعزيز القيم االخالقية وتنميتها‪ ،‬كام أهنا مسؤولة عن التوعية الصحية‬
‫والبيئية‪ ،‬فضال عن سعيها احلثيث إىل إنصاف أصحاب احلقوق واملطالب املرشوعة‪ ،‬وهبذا‬
‫تكون هذه الدعوة بمثابة رؤية وطنية يف التخطيط إىل تأسيس مرجعية إعالمية مسؤولة‪ ،‬تتبني‬
‫منهج إعالمي أخالقي مسؤول‪ ،‬يمكن هلا أن تقوم بواجبها األخالقي جتاه مكونات املجتمع‪،‬‬
‫يعول عليه بناء مستقبل األمة‪،‬‬
‫وممارستها لتأثرياهتا االجيابية عىل التنشئة السليمة للجيل الذي ّ‬
‫وهذه الدعوة ال ت ّفرق بني إعالم ًا خاص ًا وإعالم ًا رسمي ًا‪ ،‬فاإلعالم الوطني مسؤول‪ ،‬حتى ولو‬
‫كان خاص ًا‪ ،‬وهذه املسؤولية تزداد أمهية حينام يكون اإلعالم رسمي ًا‪ ،‬وهذه الدعوة تنسحب‬
‫عىل مسؤولية اإلعالم يف حتقيق التعايش السلمي عرب مضامني تعمل عىل توحيد املجتمع‪ ،‬وعىل‬
‫ترويض الذات الفردية الرافضة لآلخر‪ ،‬وإقناع اآلخر الرافض للذات االنسانية باالنخراط يف‬
‫عملية ترصني بناء املجتمع الواحد عرب مضامني احلوار بني الطوائف واإلثنيات والعرقيات‪ ،‬بام‬
‫حيقق التعايش السلمي بني كل هذا الفسيفساء اجلميل يف العراق‪ ،‬وما نتطلع إليه من مضامني‬
‫إعالمية ينبغي أن تلبي طموحات مجيع الرشائح وتعزز مشاركتها يف بناء البلد من جديد‪،‬‬
‫بعد أن عصف اإلرهاب والطائفية وأجنداهتام اخلبيثة بمبادئ التعايش بني هذه األطياف‪،‬‬
‫ولتحقيق التعايش السلمي بني العراقيني البد من رعاية مسؤولة من وسائل اإلعالم للحوار‬
‫الصادق واملخلص بني كل الطوائف والقوميات وسط أجواء احلب والتعايش ونبذ املشاحنات‬
‫واالهتامات‪.‬‬

‫‪- 357 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫املطلب الثاين‪ :‬نظرية امل�س�ؤولية االجتماعية للإعالم‬
‫ظهرت نظرية املسؤولية االجتامعية يف الواليات املتحدة األمريكية بعد احلرب العاملية‬
‫الثانية‪ ،‬من خالل تقرير نرش عام ‪ 1947‬بواسطة جلنة هوتشينـز‪ ،‬وقد استهدفت النظرية‬
‫وضع ضوابط أخالقية والتوفيق بني حرية الصحافة واملسؤولية االجتامعية يف املجتمعات‬
‫الليربالية‪ ،‬وتقوم هذه النظرية «عىل ممارسة العملية اإلعالمية بحرية قائمة عىل املسؤولية‬
‫االجتامعية‪ ،‬وظهرت القواعد والقوانني التي جتعل الرأي العام رقيبا عىل آداب املهنة‪ ،‬وذلك‬
‫بعد أن ُاس ُتخدمت وسائل اإلعالم يف اإلثارة واخلوض بأخبار اجلنس واجلريمة‪ ،‬مما أدى إىل‬
‫إساءة احلرية أو مفهوم احلرية»(‪ .)1‬أي بمعنى أهنا متثل وعي اإلنسان البالغ بام ينبغي الترصف‬
‫به تبعا ملعايري اجتامعية‪ ،‬تتطلب منه اإلذعان لتوجيهات وموانع اجتامعية حمددة‪ ،‬ويقسمها علامء‬
‫الدراسات اإلنسانية إىل ثالثة أنواع‪ :‬مسؤولية دينية‪ ،‬ومسؤولية أخالقية أو أدبية‪ ،‬ومسؤولية‬
‫اجتامعية‪ ،‬تبعا لطبيعة املصدر الذي ٌتستمد منه املســؤولية وهذه املصـادر هي ( اهلل‪ ،‬الضمري‪،‬‬
‫املجتمع)(‪،)2‬ويمكن عدها التزام ًا عىل املؤسسة اإلعالمية جتاه املجتمع الذى تعمل فيه‪ ،‬وذلك‬
‫عن طريق املسامهة يف جمموعة كبرية من األنشطة االجتامعية‪ )3(،‬مثل توعية اجلمهور بقضايا‬
‫األمية والفقر ورفع الوعي بأمهية الثقافة ودورها يف حتقيق التعايش السلمي‪.‬‬
‫وهناك جانب عىل قدر من األمهية يف موضوع املسؤولية االجتامعية يتمثل بمعايري األخالق‪،‬‬
‫التي تشري إىل الضوابط واملعايري التي تستند إليها املؤسسات يف التمييز بني ما هو صحيح وما‬
‫هو خاطئ‪ ،‬فاملؤسسات وهي حتاول أن تعزز السلوك األخالقي لدى املجتمع يفرتض هبا أن‬

‫((( حسن عيل ذنون‪ ،‬املبسوط يف املسؤولية املدنية ( بغداد‪ :‬رشكة تايمس للطبع و النرش‪،)1991 ،‬‬
‫ص‪.11‬‬
‫((( عيل دنيف حسن‪ ،‬املسؤولية االجتامعية لوسائل اإلعالم‪ ،‬مقال منشور عىل موقع مدرسة الصحافة‬
‫املستقلة‪ ،http://www.ijschool.net/news.php :‬متت املعاينة يف ‪.2017 /8/6‬‬
‫((( حممد إبراهيم الشافعي‪ ،‬املسؤولية و اجلزاء يف القرآن الكريم ( القاهرة‪ :‬مطبعة السنة‬
‫املحمدية‪ ،)1982،‬ص‪. 62‬‬

‫‪- 358 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫تعرف وتعي طبيعة االلتزام األخالقي للعاملني فيها‪ ،‬كام يفرتض عىل املؤسسات ان تستوعب‬
‫اجلوانب القيمية واألخالقية‪ ،‬فاألخالق مل تعد مسالة هامشية يف عمل اإلعالم بل هي إحدى‬
‫رشوط النجاح للمؤسسات اإلعالمية‪ ،‬إذ يرتتب عليها مراعاة القيم االخالقية للمجتمع‪،‬‬
‫واحلرص عىل ممارسة أعامهلا ضمن ضوابط اجتامعية و مبادئ وقواعد أخالقية يمكن أن‬
‫تؤدي إىل حتسني أدائها‪ ،‬كام إهنا حتقق كفاءة عالية يف التنمية واالصالح(‪ ،)1‬وذلك انطالقا من‬
‫مفهوم املسؤولية القائم عىل وعي اإلنسان البالغ بأن عليه الترصف تبعا ملعايري اجتامعية‪ ،‬وأنه‬
‫معرض للعقاب إذا انتهك حمظورات التوجه االجتامعي‪ ،‬أي أن الفرد ملزم بشكل مسؤول يف‬
‫اإلذعان العام للتوجيهات و املوانع االجتامعية (‪ ،)2‬عىل وفق إقرار املرء بام يصدر عنه من أفعال‪،‬‬
‫واستعداده العقيل و النفيس لتحمل ما يرتتب عليها من نتائج (‪.)3‬‬
‫وما هيمنا هنا؛ هو املسؤولية االجتامعية والتي تبدأ من مرحلة إدراك الفرد ملتطلبات املجتمع‬
‫الذي يعيش فيه وصوال إىل مرحلة ممارسة املسؤولية االجتامعية‪ ،‬كل حسب املوقع الذي يعمل‬
‫فيه‪ ،‬وبأنامط سلوكية خمتلفة‪ ،‬تتجسد من خالهلا التزامات الفرد الذاتية والفعلية اجتاه اجلامعة‬
‫التي ينتمي إليها‪ ،‬فهي متثل سل ًام يبدأ باملسؤولية عن النفس وعن األرسة وعن املجتمع املحيل‬
‫وعن الوطن‪ ،‬وعن العامل‪ ،‬فهي إذن ممارسة الفرد للسلوك الدال عىل املسؤولية نحو املجتمع‬
‫اإلنساين برمته من دون أن تنقطع عند حلقة معينة من حلقات التطور اإلنساين(‪ ،)4‬وتعد‬
‫املسؤولية االجتامعية بمثابة رقيب داخيل‪ ،‬يتم تعلمه واكتسابه من املجتمع‪ ،‬فهي تنمو تدرجيي ًا‬

‫((( طاهر مرسى منصور‪ ،‬صالح مهدى حمسن‪ ،‬املسؤولية االجتامعية وأخالقيات األعامل (عامن‪ :‬دار‬
‫وائل للنرش‪ ،) 2008 ،‬ص ‪.49 ،48‬‬
‫((( طاهر حمسن منصور الغالبي‪ ،‬وائل حممد صبحي إدريس‪ ،‬اإلدارة االسرتاتيجية ‪ -‬منظور منهجي‬
‫متكامل ‪(،‬عامن‪ :‬دار وائل للنرش‪ ،) 2007 ،‬ص ‪.531‬‬
‫‪(3) James M Baldwin.; “Dictionary of philosophy and psychology”، (New‬‬
‫‪York: the Macmillan company،1986 ) P.169 .‬‬
‫((( عبد الرمحن بدوي‪ ،‬االخالق النظرية (القاهرة‪ :‬وكالة املطبوعات‪ ،) 1975 ،‬ص ‪. 223‬‬

‫‪- 359 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫عن طريق الرتبية والتنشئة االجتامعية(‪ ،)1‬وقد استخدم أساتذة اإلعالم يف نظريات اإلعالم‬
‫جمموعة من القواعد لألشكال واألنامط اإلعالمية التي تتشابه يف اخلواص والسامت‪ ،‬إذ وجدوا‬
‫أن العامل كان وال يزال حمكوم ًا بنظريتني بارزتني من نظريات اإلعالم مها‪ ( :‬نظرية السلطة‬
‫ونظرية احلرية) ومن هاتني النظريتني تولدت نظريتان جديدتان‪ ،‬مها ( النظرية الشمولية التي‬
‫تولدت عن نظرية السلطة ونظرية املسؤولية االجتامعية التي تولدت عن نظرية احلرية )‪ ،‬ويتم‬
‫النظر إىل وسائل اإلعالم بأهنا تؤدي خدمة عامة ذات طبيعة مهنية‪ ،‬ولذلك يرتتب عليها‬
‫التزامات جيب أن تعيها‪ ،‬فاحلرية ختلق العديد من االلتزامات‪ ،‬ووسائل اإلعالم التي تتمتع‬
‫بامتياز احلرية عليها مسؤولية أمام املجتمع تتلخص بقيامها بأداء بعض الوظائف املحددة التي‬
‫ختدم هذا املجتمع(‪.)2‬‬
‫ومن الواجب عىل عنارص املجتمع الواعية أن تشجع اإلنسان عىل استخدام العقل وحتكيم‬
‫املنطق‪ ،‬وبدون هذا التشجيع والتحريض فإن اإلنسان العادي سوف ال يتحرك للبحث عن‬
‫احلقيقة‪ ،‬ذلك ألن هدف اإلنسان العادي ليس اكتشاف احلقيقة والبحث عنها‪ ،‬بل هدفه يرتكز‬
‫عادة يف إرضاء احتياجاته املبارشة ورغباته اليومية(‪ .)3‬وتقوم فكرة نظرية املسؤولية االجتامعية‬
‫لوسائل اإلعالم‪ ،‬عىل التوازن بني احلرية واملسؤولية‪ ،‬فاملضامني يف هذه النظرية ال تثري غرائز‬
‫ال عن دورها يف البحث‬ ‫القراء بقدر ما تثري عقوهلم‪ ،‬وهي تسد حاجاهتم اآلنية والرسيعة‪ ،‬فض ً‬
‫عن احلقيقة والسعي لتوصيلها إىل القراء‪ ،‬وحتملهم عىل السعي وراءها (‪ .)4‬واملسؤولية‬
‫األخالقية أو األدبية مصدرها االلتزام النفيس الذايت‪ ،‬وتشتمل عىل مجيع األخالق واآلداب‬

‫((( محيد سامل خلف اجلبوري‪ ،‬املسؤولية االجتامعية لدى أبناء الريف واملدينة‪ ،‬رسالة ماجستري‪،‬‬
‫جامعة بغداد‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،1996 ،‬ص ‪. 18-17‬‬
‫((( حامد عبد السالم زهران‪ ،‬علم النفس االجتامعي‪ ،‬ط ‪ ( 5‬القاهرة ‪:‬عامل الكتب‪ )1984 ،‬ص‬
‫‪. 233‬‬
‫((( أمحد بدر‪ ،‬االتصال اجلامهريي والدعاية الدولية‪ ( ،‬الكويت‪ :‬دار القلم‪) 1974 ،‬ص‪.351‬‬
‫((( املصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 32‬‬

‫‪- 360 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫التي تنشأ من النفس‪ ،‬أما املسؤولية االجتامعية فمصدرها اإللزامي هو قوة الضغط االجتامعي‬
‫وتشمل مجيع النظم والتقاليد التي يلتزم هبا اإلنسان جتاه املجتمع الذي يعيش فيه ‪.‬‬
‫وعليه فإن األخذ بنظرية املسؤولية االجتامعية‪ ،‬يزيد من عدد األفراد الذين يستطيعون‬
‫التعبري عن آرائهم‪ ،‬بدال من القلة املحتكرة لوسائل اإلعالم يف ظل النظرية الليربالية‪ ،‬كام أن‬
‫التزام وسائل اإلعالم بمجموعة مبادئ أخالقية‪ ،‬تستهدف حتقيق التوازن بني حرية الفرد‬
‫ومصالح املجتمع‪ ،‬بام يسمح هلا أن تؤدي وظيفتها االجتامعية بكفاءة‪ ،‬واملسؤولية االجتامعية؛‬
‫هي بمثابة أسلوب حضاري ملواجهة املشاكل والظروف واملتغريات‪ ،‬التي يواجهها النشاط‬
‫اإلعالمي يف جمتمعنا العريب املعارص‪ ،‬وأن تبنيها من مجيع األطراف املشاركة يف العملية‬
‫اإلعالمية‪ ،‬جيعل عالقتها املتبادلة واملتداخلة مع اجلمهور واملجتمع أكثر فاعلية‪ ،‬بام حيقق هلا‬
‫التوافق والتكيف مع مجاهريها وجمتمعاهتا‪ ،‬ويضمن هلا تأدية وظائفها االجتامعية بقدر عايل من‬
‫الكفاية والشمولية والتأثري‪ ،‬واألساس الذي بنيت عليه نظرية املسؤولية االجتامعية؛ هو احلرية‬
‫حق‪ ،‬وواجب‪ ،‬ومسؤولية‪ ،‬يف وقت واحد‪ ،‬أي عىل أجهزة اإلعالم أن تنهض بوظائف مهمة‬
‫مثل خدمة النظام السيايس عن طريق بتزويد اجلامهري باملعلومات املتعلقة بالشؤون العامة‪،‬‬
‫ومناقشتها والتعليق عليها‪ ،‬وإعالم الرأي العام‪ ،‬وتنويره وبلورة مواقفه وحتفيزه عىل املشاركة‬
‫االجيابية‪ ،‬يف صناعة القرار‪ ،‬وحكم نفسه بنفسه‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن محاية حقوق األفراد‪ ،‬عرب الرقابة‬
‫عىل أداء احلكومة‪ ،‬وحتقيق االكتفاء الذايت يف النواحي املادية‪ ،‬هبدف أن يكون اإلعالم مستق ً‬
‫ال‬
‫غري خاضع للمصالح اخلاصة(‪.)1‬‬
‫وهي هنا مسؤولية أخالقية تنشأ عن إلزامية القانون األخالقي‪ ،‬وعن كون الفاعل ذا إرادة‬
‫حرة‪ ،‬ومعنى ذلك إن الفاعل الذي تكون أفعاله ناشئة عن أسباب طبيعية أو مسيرّ ة بإرادة‬
‫غريه؛ ال يعد مسؤوال من الناحية األخالقية‪ ،‬وهلذه املسؤولية درجات متفاوتة أعالها مسؤولية‬
‫الفاعل الواعي الذي تصدر األفعال عن إرادته بحرية كاملة‪ ،‬وأدناها مسؤولية الفاعل الذي‬

‫((( عبد اللطيف محزة‪ ،‬اإلعالم له تارخيه ومذاهبه‪ ( ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب‪1965 ،‬م)‪ ،‬ص‪.139‬‬

‫‪- 361 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫يسيطر اهلوى عىل قلبه ويعمي بصريته(‪ .)1‬ويعد ظهور وسائل االتصال احلديثة ويف مقدمتها‬
‫اإلنرتنت‪ ،‬ايذان ًا ببدء عهد جديد لتأثري اإلعالم باجلمهور‪ ،‬ملا متتلكه هذه الوسائل من أدوات‬
‫تفاعلية‪ ،‬إذ أصبح للمتلقي القدرة عىل املشاركة الفاعلة يف العملية االتصالية‪ ،‬واحلصول عىل‬
‫املعلومات واختيار املناسب منها‪ ،‬وتبادل الرسائل مع القائم باالتصال‪ ،‬أو تبادل موقع املرسل‬
‫فيام بينهم بعد ما كان دوره جمرد تلقي املعلومات فقط‪ ،‬بشكل صار التمييز بني املرسل واملتلقي‬
‫يف االتصال اإللكرتوين أمر ًا صعب ًا(‪ ،)2‬كام إن اخلصائص املتأصلة يف هذه املنظومة هي الطبيعة‬
‫املنترشة والالمركزية وغري املنتظمة‪ ،‬التي تعمل يف ظل قبضة قوية لتطويق العامل الرقمي‪ ،‬وإن‬
‫هذه الشبكة قد صممت عن عمد لسلوك طرق جانبية لتجنب مبدأ التحكم املركزي‪ ،‬وإن‬
‫املنظومة احلكومية بام متلكه من سلطة قانونية غري قادرة عىل التعامل مع التحديات التكنولوجية‬
‫التي فرضتها تقنيات املعلومات ووسائل االتصال احلديثة (‪ ،)3‬بشكل أسهم يف إحداث‬
‫تغيريات بنيوية يف خريطة اإلعالم بشكل عام‪ ،‬وفسح املجال لقيام تعددية إعالمية افرتاضية‪،‬‬
‫ال يعري فيها أغلب الصحفيني يف املواقع اإللكرتونية اهتامم ًا للقيم واألعراف واألدبيات املهنية‬
‫للعمل الصحفي‪ ،‬أما جلهلهم بتقاليد العمل الصحفي أو ألهنم مل حيصلوا عىل مؤهل علمي من‬
‫أكاديميات العمل اإلعالمي‪ ،‬فتارة يميلون إىل احلديث عن أخالقيات مهنة الصحافة وآداهبا‬
‫وأخرى يتحدثون عن حرية الرأي والتعبري(‪ ،)4‬والدعوة إىل مراعاة املسؤولية االجتامعية يف‬
‫وسائل اإلعالم اجلديد تنطلق من تأثري الكلمة يف الرأي العام كوهنا ختاطب العقل‪ ،‬ومن وظيفة‬

‫((( عصام سليامن املوسى‪ ،‬املدخل يف االتصال اجلامهريي (أربد‪ :‬مكتبة الكتاين للنرش‪2003 ،‬م)‬
‫ص‪.87-86‬‬
‫((( مجيل صليبا‪ ،‬املعجم الفلسفي‪ ،‬ج ‪ ( 2‬بريوت‪ :‬دار الكتاب اللبناين‪1973 ،‬م)‪ ،‬ص ‪. 369‬‬
‫((( رشيف درويش اللبان‪ ،‬الصحافة اإللكرتونية‪ :‬دراسات يف التفاعلية وتصميم املواقع‬
‫ط‪(2‬القاهرة‪ :‬الدار املرصية اللبنانية‪ )2007،‬ص‪.66‬‬
‫((( جوست فان لوون‪ ،‬تكنولوجيا اإلعالم‪ :‬رؤى نقدية‪ ،‬ترمجة شويكار زكي (القاهرة‪ :‬جمموعة‬
‫النيل العربية‪ )2009 ،‬ص‪.157‬‬

‫‪- 362 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫الصحافة يف بث روح التسامح يف النظر إىل القضايا املختلفة‪ ،‬وأن تكون أداة إرشاد وتوعية‪ ،‬ال‬
‫أداة تضليل أو حتريض وإثارة البلبلة ‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الإعالم اجلديد وحتقيق التعاي�ش ال�سلمي‬
‫يشكل اإلعالم اجلديد منظومة من القوى واألفكار واآلراء‪ ،‬التي يمكن أن تسهم يف حتقيق‬
‫التنمية واالستقرار والتعايش السلمي‪ ،‬ونالحظ أن معظم املعاهد واملراكز البحثية تعمل عىل‬
‫حتفيز املجتمع عىل استعامل وسائل االتصال احلديثة وخاصة اإلنرتنت‪ ،‬كإجراء أو خطوة‬
‫عملية لتثقيف اجلمهور حول املواضيع االجتامعية واالقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية‪،‬‬
‫كذلك اخلوض يف نقاشات حول قضايا هتم املصلحة العامة ومن بينها حتقيق التعايش السلمي‪،‬‬
‫ترسع حركة التغيري اجلذري يف حماولة لردم الفجوة‬
‫إذ حترص اليوم الدول النامية عىل أن ّ‬
‫االتصالية والتكنولوجية احلاصلة مع العامل املتقدم‪.‬‬
‫ويعد التغيري الثقايف وحترير شخصية اإلنسان من الثقافة التقليدية واجلمود الفكري من أهم‬
‫الظواهر التي تواجهها اإلنسانية‪ ،‬ويكتسب اإلعالم والتواصل االجتامعي احلديث أمهية كبرية‬
‫يف الدول النامية كوهنام حيمالن مسؤولية مزدوجة تتمثل بتشذيب العنارص الثقافية املتخلفة‪،‬‬
‫وبناء عنارص جديدة يف مواجهة ما يعرف بالغزو الفكري‪ ،‬فضال عن توظيف ذلك من قبل‬
‫األقليات كاستجابة سياسية للرد عىل هتميشها (األقليات) واستبعادها من املشاركة املتكافئة يف‬
‫املجتمع‪ ،‬وكحيز أو مساحة للتفاوض عىل اهلوية(‪.)1‬‬
‫وهذا ال يتم بشكل عفوي‪ ،‬فام دامت عملية االتصال تعتمد طرائق وأساليب كانت يف‬
‫أساسها نتائج لبحوث علمية أو استخدام متواتر ثبتت سالمته‪ ،‬لذا فإن تنظيم النشاط االتصايل‬
‫يف فيسبوك بجميع جوانبه مل يعد جمرد قدرة عىل الكتابة أو اإللقاء بل هو عملية اجتامعية ونفسية‬
‫هلا مقوماهتا وأسسها‪ ،‬وهذه املقومات تنتظم لتشكل علم اتصال‪ ،‬وأي مبادرة تقوم عىل‬

‫((( انتصار إبراهيم عبدالرزاق‪ ،‬صفد حسام الساموك‪ ،‬اإلعالم اجلديد‪ :‬تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة (جامعة بغداد‪ :‬الدار اجلامعية للطباعة والنرش والرتمجة‪ )2011 ،‬ص‪.25‬‬

‫‪- 363 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫االجتهاد واالرجتال دون ختطيط وتقويم علمي‪ ،‬أو متارس بعيد ًا عن منظور علم االتصال تعد‬
‫جمازفة‪ ،‬لذا يرتتب دوم ًا أن يكون النشاط االتصايل اجلديد مدروس ًا بعناية(‪ .)1‬وبشكل منظم‬
‫عن طريق ما يسمى باإلدارة اإلعالمية التي تتوىل ختطيط وتنظيم وإدارة العمليات االتصالية‪،‬‬
‫ومجع ومعاجلة وإعادة توزيع املعلومات عىل األفراد واجلامعات االجتامعية هبدف إنجاز‬
‫وظائف اإلعالم‪ ،‬وضامن التواصل مع اجلمهور عرب وسائل اإلعالم احلديثة املتاحة(‪.)2‬‬
‫إن النشاط االتصايل يف االعالم اجلديد هيدف إىل زيادة فرص التامسك االجتامعي ((‪Social‬‬
‫‪ Integrity‬داخل املجتمع عن طريق حتدي القيم املسيطرة‪ ،‬إال إن هذا اإلقرار ليس مطلقا فقد‬
‫نجد هناك انتقادات اجتامعية كثرية تزعم أن وسائل اإلعالم مسيسة‪ ،‬وتساعد طبقات الصفوة‬
‫يف التدريب عىل ممارسة السلطة‪ ،‬وتساعد يف تثبيت األوضاع القائمة‪ ،‬وتكريس أوضاع الفقراء‬
‫وعديمي السلطة‪ ،‬وترى هذه االنتقادات أن وسائل اإلعالم نادر ًا ما تقول إن البناء االجتامعي‬
‫يف هذه الدولة غري متكافئ وينبغي أن يتغري (‪ ،)3‬ويمكن توصيف العالقة بني النظام السيايس‬
‫واإلعالم عموم ًا بأهنا عالقة تأثري متبادل‪ ،‬إذ يؤثر النظام السيايس يف وسائل اإلعالم عن طريق‬
‫آليات متعددة‪ ،‬كام تؤثر وسائل اإلعالم يف النظام السيايس بآليات حمددة ومتعددة‪ ،‬وخيتلف‬
‫حجم التأثري الذي يتبادله الطرفان‪ ،‬وذلك عىل وفق طبيعة العالقة بينهام من جمتمع إىل آخر‪،‬‬
‫ودرجة الديمقراطية التي يتمتع هبا املجتمع‪ ،‬ودرجة احلرية السياسية التي ينعم هبا اإلعالم‬
‫يف معاجلة قضايا املجتمع‪ ،‬ومدى استجابة النظام السيايس لتوجيهات ومالحظات اإلعالم‬
‫عىل معاجلة قضايا املجتمع(‪ ،)4‬كام أن موضوع الذاكرة السياسية الوطنية املستنبتة الذي تتبناه‬

‫((( أوجلا جوديس بييل‪ ،‬وآخرون‪ ،‬فهم اإلعالم البديل‪ ،‬ترمجة عال أمحد إصالح (القاهرة‪ :‬جمموعة‬
‫النيل العربية‪ )2009 ،‬ص‪.136‬‬
‫((( هادي نعامن اهليتي‪ ،‬يف فلسفة اللغة واإلعالم (القاهرة‪ :‬الدار الثقافية للنرش‪ )2007 ،‬ص‪.37‬‬
‫((( محيد جاعد الدليمي‪ ،‬اإلدارة اإلعالمية‪ :‬التطور‪ ،‬املفهوم‪ ،‬املقومات‪ ،‬النامذج (بغداد‪ :‬دار الشؤون‬
‫الثقافية العامة‪ )2008 ،‬ص‪.51‬‬
‫((( حسن عامد مكاوي‪ ،‬نظريات اإلعالم (القاهرة‪ :‬الدار العربية للنرش والتوزيع‪ )2009 ،‬ص‪.60‬‬

‫‪- 364 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫الدولة يمثل خط املرشوع الوطني اجلامهريي لبناء عقد اجتامعي سيايس‪ ،‬لألقليات واإلثنيات‬
‫العرقية كافة‪ ،‬والذي تكون فيه العدالة (‪ )Justice‬السياسية‪ ،‬االجتامعية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬حجر‬
‫الزاوية للقضاء عىل العنف واإلقصاء والتهميش السيايس من ناحية‪ ،‬وبث ثقافة التعددية يف‬
‫مفاصل املجتمع من ناحية أخرى‪ ،‬من أجل حتقيق التعايش السلمي وبناء جمتمع مدين يستند‬
‫إىل احلقوق والواجبات‪ ،‬والذي ال يمكن حتقيقه من دون وجود دولة حديثة قوامها الرئيس‬
‫الدستور العادل (‪.)1‬كام إن دور اإلعالم يف تعزيز مفهوم املواطنة يتحدد بطبيعة النظام السيايس‪،‬‬
‫فوجود نظام حكم ديمقراطي يذعن ملطالب احلرية يعد أحد الضامنات القانونية جلميع احلقوق‬
‫املرتبطة باملواطنة‪ ،‬وحني يكون النظام السيايس ديمقراطي وتسعى مؤسساته إىل تلبية مطالب‬
‫أفراد املجتمع وإعطائهم حقوقهم دون متييز‪ ،‬فإن وسائل االتصال يمكنها هتيئة املناخ لتدعيم‬
‫املواطنة كمبدأ بام يتضمنه من حقوق وواجبات‪ ،‬أما إذا كان النظام السيايس تسعى مؤسساته‬
‫إىل خدمة الطبقة السياسية أو أفراد بعينهم‪ ،‬وتضع املصالح اخلاصة فوق املصالح العامة‪،‬‬
‫فإن دور وسائل االتصال إزاءها يكون سلبي‪ ،‬إذ يعمق اهلوة بني النظام واملواطنني وحيثهم‬
‫عىل الالمباالة االجتامعية والسلبية السياسية‪ ،‬مما يشكل خطرا وهتديدا للتعايش السلمي يف‬
‫إطار مبدأ املواطنة(‪ )2‬وينطلق اإلعالم من جمموعة سامت أساسية تعد مدخ ً‬
‫ال اجتامعي ًا ملعاجلة‬
‫مشكالت األقليات أال وهي سمة االختالف وقبول اآلخر كرشيك‪ ،‬وكذلك نحتاج إىل رؤية‬
‫سياسية تعتمد عىل مفاهيم حيوية تتكفل مهمة التصدي ملهمة التعايش السلمي مثل مفاهيم‬
‫(التعددية‪ ،‬التسامح‪ ،‬االعرتاف باآلخر وقبوله‪ ،‬جتاوز عقدة التاريخ‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن حتقيق التعايش‬

‫((( عادل عبدالغفار‪ ،‬اإلعالم واملشاركة السياسية للمرأة‪ :‬رؤية حتليلية واسترشافية (القاهرة‪ :‬الدار‬
‫املرصية اللبنانية‪ )2009 ،‬ص‪.116‬‬
‫((( جعفر نجم نرص وآخرون‪ ،‬الذاكرة املستنبتة‪ :‬نحو بناء ذاكرة وطنية لألقليات واإلثنيات العراقية‬
‫(ملخصات بحوث املؤمتر العلمي السنوي الثاين لقسم الدراسات االجتامعية ‪ /‬بيت احلكمة‪ ،‬بغداد‬
‫‪ 2011‬ايلول‪ /‬سبتمرب ‪.)29‬‬

‫‪- 365 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫السلمي(‪.)1‬‬
‫ثمة أمر مهم أشار إليه الباحث واملفكر العراقي الراحل هادي اهليتي يف اطار رؤيته للوعي‬
‫باملستقبل؛ أال وهي موضوعة املشاركة اجلامهريية والتي عد فيها اشرتاك املواطنني يف التفكري‬
‫والتعبري والعمل من أجل املجتمع؛ أسلوب يف احلياة‪ ،‬بحيث تبدو كأهنا من مركبات الثقافة‪،‬‬
‫مثلام تبدو الثقافة ذات بعد اجتامعي‪ ،‬لذا فإن من بني ما حيتاج إليه واقعنا اليوم هو تعميق‬
‫املشاركة كوهنا ترتبط بجميع صور التغيري‪ ،‬كالتغيري االجتامعي أو التنمية أو التحديث أو‬
‫االرتقاء أو النهضة‪ ،‬كام إن جممل العمليات تتطلب فعاليات مشاركة الفرد بصورة مبارشة‬
‫أو غري مبارشة يف احلياة االجتامعية الواعية(‪ ،)2‬واألمر ال يقترص عىل املشاركة اجلامهريية يف‬
‫احلوارات عىل مواقع التواصل االجتامعي بل ينسحب أيض ًا إىل املشاركة السياسية التي تأيت‬
‫تنمي روح‬
‫كتعبري عن قناعة وإيامن الفرد بأنه جزء من النسق السيايس والتنشئة السياسية‪ ،‬التي ّ‬
‫ال عن إحساس املشارك بأنه جزء من املجتمع‪ ،‬وإن‬‫وحتمل املسؤولية‪ ،‬فض ً‬
‫املشاركة السياسية ّ‬
‫املشاركة حق من حقوقه السياسية‪ ،‬وهي يف جانب آخر متثل مدخ ً‬
‫ال مه ًام لفهم التوترات التي‬
‫تعرض هلا النسيج االجتامعي والسيايس العراقي منذ عام ‪ 2003‬لغاية اآلن‪ ،‬كوهنا عامال مهام‬
‫من عوامل بناء اهلوية الوطنية املشرتكة‪ ،‬التي ال يمكن أن تتحقق من دون شعور مجيع املكونات‬
‫بأهنا تشارك وبصورة فعلية يف صياغة السياسات التي حتقق تطلعاهتا‪ ،‬ويف جانب آخر يمكن‬
‫النظر لإلقصاء السيايس بأنه يشكل أهم األسباب التي هتيئ أرضية مناسبة لثقافة التمييز‬
‫والتهميش الذي تعاين منه األقليات عىل املستوى االجتامعي والثقايف(‪.)3‬‬

‫((( ثريا البدوي‪ ،‬اإلعالم واإلصالح السيايس يف مرص‪ :‬دراسة مسحية وفنومنولوجية مقارنة بني‬
‫اجلمهور والنخبة (بحث مشارك يف املؤمتر العلمي احلادي عرش للبحوث اإلعالمية‪ ،‬كلية اإلعالم‪/‬‬
‫جامعة القاهرة ‪ )2004‬ص‪.9‬‬
‫((( متعب مناف جاسم‪ ،‬رؤية مستقبلية‪ ( ،‬ملخصات بحوث املؤمتر العلمي السنوي الثاين لقسم‬
‫الدراسات االجتامعية‪ ،‬بيت احلكمة‪ ،‬بغداد ‪ 2011‬ايلول‪ /‬سبتمرب ‪.)29‬‬
‫((( هادي نعامن اهليتي‪ ،‬إشكالية املستقبل يف الوعي العريب (بريوت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬

‫‪- 366 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬

‫املبحث الثالث‪ :‬الدراسة امليدانية‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫يشكل العنف يف العراق أحد املضامني الرئيسة جلميع وسائل اإلعالم يف العامل‪ ،‬وتشكل‬
‫مادته مستوى دامي يتجاوز قبول املنطق‪ ،‬وتتجاوز مديات التدمري ما خلفه املغول يف بغداد‪،‬‬
‫بسبب الطائفية املقيتة التي رست كالنار يف اهلشيم‪ ،‬ومن يتدبر املشهد بمسؤولية جيد يف وقف‬
‫العنف واجبا اخالقيا وانسانيا ووطنيا‪ ،‬وأن وضع حد لتداعياهتيستدعي من اإلعالم أن يؤدي‬
‫دوره املسؤول يف وأد العنف وحتقيق االستقرار وتعزيز التعايش السلمي‪ ،‬كام يتطلب العمل‬
‫عىل إدارة التنوع بني مكوناته القومية واملذهبية بعد أن عبثت به اجلامعات االرهابية واملليشيات‬
‫الطائفية بشكل بات فيه العيش بأمان أشبه بمغامرة غري حمسوبة وأن االقتتال الطائفي بات‬
‫يشكل هاجس ًا يؤرق املعنيني بمستقبل السالم والتعايش االجتامعي‪ ،‬عىل الرغم من التاريخ‬
‫املجيد احلافل بالتالحم بني مجيع املكونات‪ ،‬وطبيعة التداخل العشائري والقبيل الذي تسوده‬
‫روح التالحم واملحبة والتآخي‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن املصاهرة املجتمعية بني الطوائف واملشاركة يف‬
‫العادات والتقاليد‪.‬‬
‫إن حالة االنقسام والرصاع الدامي هي ثمرة لغياب التوافق السيايس بني القوى السياسية‪،‬‬
‫وانعكاسات ذلك يف اخلطاب السيايس لتلك لقوى‪ ،‬كام أهنا نتاج لذلك التحشيد البغيض‬
‫لعنارص الفرقة يف خطاب رجال الدين املفعم بالفتنة والعصبية الدينية الدامية املقيتة‪ ،‬فض ً‬
‫ال‬
‫عن التدخالت اخلارجية وما ختفيه من أجندات تسعى إىل العبث بعقول األطراف املتحاربة‬
‫وحترص عىل ادمة اراقة الدماء‪.‬‬
‫ومن حتليل اجابات املبحوثني يف (‪ )300‬استامرة صاحلة للبحث واخلاصة بمقياس بالتعرف‬

‫‪ )2003‬ص‪.145‬‬

‫‪- 367 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫إىل طبيعة املسؤولية االجتامعية يف موقع فيسبوك جتاه موضوعة التعايش السلمي تبني اآليت‪:‬‬
‫املحور األول‪ :‬السامت العامة للمبحوثني‬
‫يبني جدول (‪ )1‬السامت العامة (الديموغرافية) املفصلة لعينة الدراسة‪ ،‬إذ تشكلت‬
‫العينة من(‪)167‬مفردة للذكور وبنسبة (‪ )%55.67‬إذ جاءت هذه الفئة باملرتبة األوىل‪ ،‬أما‬
‫اإلناث فقد جاءت يف املرتبة الثانية وحصلت عىل (‪)133‬مفردة‪ ،‬وبنسبة (‪ ،)% 44.33‬وجاء‬
‫املتصفحون من محلة شهادة اإلعدادية يف املرتبة األوىل وحصلوا عىل (‪ )96‬تكرار ًا‪ ،‬وبنسبة‬
‫(‪ ،)%32‬وجاء محلة شهادة البكالوريوس يف املرتبة الثانية وحصلوا عىل (‪ )90‬تكرار ًا وبنسبة‬
‫(‪ ،)%30‬وجاءت فئة املتصفحون (يقرأ ويكتب) يف املرتبة الثالثة وحصلت عىل(‪ )83‬تكرار ًا‬
‫وبنسبة(‪ ،)% 27.67‬وهي نسبة ليست قليلة قياسا بمهارات بمستوى من يقرأ ويكتب‪،‬‬
‫وغري حاصل عىل شهادة‪ ،‬كام أهنا نسبة تعكس حجم خطورة استخدام مواقع التواصل عىل‬
‫التعايش السلمي‪ ،‬ويف النهاية جاء املبحوثون من محلة الشهادات العليا يف املرتبة الرابعة بـواقع‬
‫(‪ )31‬تكرار ًا وبنسبة (‪،)%10.33‬وتوزعت العينة بني املجتمع احلرضي الذي جاء يف املرتبة‬
‫األوىل وحصل عىل (‪ )214‬مفردة متثل (‪ )%71.33‬من العينة‪ ،‬وبني املجتمع الريفي الذي‬
‫جاء باملرتبة الثانية وحصل عىل (‪ )86‬تكرار ًا وبنسبة (‪ )%28.67‬من حجم العينة‪ ،‬وعن‬
‫طبيعة عمل العينة تبني أن عدد العاطلني حيتل املرتبة األوىل حيث كان عددهم (‪ )109‬وبنسبة‬
‫(‪ )%36.33‬وهي نسبة تتوافق مع طبيعة التواصل االجتامعي الذي يستنزف وقت كبري‪ ،‬ويف‬
‫نفس الوقت يعكس خطورة هذه الرشحية عىل األمن واالستقرار والتعايش السلمي‪ ،‬يف ظل‬
‫توظيف اجلامعات اإلرهابية للتجنيد عرب األنرتنت‪ ،‬أما عدد املوظفني احلكوميني يف العينة‬
‫فكان (‪ )83‬مفردة‪ ،‬إذ جاء يف املرتبة الثانية وبنسبة (‪ ،)% 27.67‬يف حني وصل عدد العاملني‬
‫يف األعامل احلرة إىل (‪ )56‬مفردة وجاءوا يف املرتبة الثالثة وبنسبة (‪ )%18.67‬وأخري ًا جاء عدد‬
‫موظفي القطاع اخلاص يف املرتبة الرابعة وحصل عىل(‪ )52‬تكرار ًا وبنسبة (‪ .)%17.33‬‬
‫أما أعامر عينة الدراسة فقد تراوحت بني (‪ 18‬حتى ‪ ) 57‬عام ًا‪ ،‬إذ جاء املبحوثون ممن‬

‫‪- 368 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫ترتاوح أعامرهم بني (‪ 25 -18‬سنة)باملرتبة األوىل بـحصوهلا عىل (‪ )123‬تكرار ًا وبنسبة‬
‫(‪ ،)%41‬وهي الفئة التي تضم رشحية كبرية من املراهقني ممن يشكلون عنرصا مهام يف حتقيق‬
‫التعايش السلمي‪ ،‬وجاءت فئة ممن ترتاوح أعامرهم بني ( ‪ 33- 26‬سنة) يف املرتبة الثانية إذ‬
‫حصلت عىل (‪ ) 71‬تكرار ًا وبنسبة (‪ )%23.67‬وجاءت الفئة العمرية من( ‪ 41 -34‬سنة)‬
‫باملرتبة الثالثة بحصوهلا عىل (‪ )68‬تكرار ًا وبنسبة (‪ ،)%22.67‬فيام جاءت الفئة العمرية من‬
‫(‪ 43‬فام فوق) باملرتبة األخرية بـ (‪ )38‬تكرار ًا وبنسبة (‪.)%12.67‬‬
‫جدول(‪ )1‬يبني توزيع العينة عىل وفق متغرياهتا الديموغرافية‬

‫اناث‬ ‫ذكور‬ ‫النوع‬

‫‪%44.33‬‬ ‫‪133‬‬ ‫‪%55.67‬‬ ‫‪167‬‬ ‫اإلعداد والنسب‬

‫يقرأ ويكتب‬ ‫اعدادية‬ ‫بكالوريوس‬ ‫شهادات عليا‬ ‫املستوى التعليمي‬

‫‪%27.67‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪%10.33‬‬ ‫‪31‬‬ ‫اإلعداد والنسب‬

‫جمتمع ريفي‬ ‫جمتمع حرضي‬ ‫االنحدار‬


‫االجتامعي‬
‫‪%28.67‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪%71.33‬‬ ‫‪214‬‬ ‫األعداد والنسب‬

‫موظف قطاع‬
‫عاطل عن العمل‬ ‫موظف حكومي‬ ‫أعامل حرة‬ ‫العمل‬
‫خاص‬

‫‪%36.33‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪%17.33‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪%27.67‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪%18.67‬‬ ‫‪56‬‬ ‫اإلعداد والنسب‬

‫من ‪ 43‬فام فوق‬ ‫من ‪ 41 -34‬سنة‬ ‫من ‪ 33- 26‬سنة‬ ‫من ‪ 25 -18‬سنة‬ ‫العمر‬

‫‪%12.67‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪%22.67‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪%23.67‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪123‬‬ ‫اإلعداد والنسب‬

‫‪- 369 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫أما ما يتعلق بخربة املبحوثني واهتاممهم يف فيسبوك؛ فيشري اجلدول (‪ )2‬إىل توزيع املبحوثني‬
‫حسب طبيعة تصفحهم ملوقع فيسبوك‪ ،‬وهي تتوقف عىل عدد الساعات التي يقضيها املبحوث‬
‫يف التواصل عرب فيسبوك‪ ،‬إذ جاءت فئة الوقت (من ‪ 6 – 4‬ساعات) عىل املرتبة األوىل فحصلت‬
‫عىل (‪ )128‬تكرار ًا وبنسبة (‪ ،)%42.67‬وجاءت فئة (أكثر من ‪ 6‬ساعات) يف املرتبة الثانية‬
‫وحصلت عىل (‪ )109‬تكرارا وبنسبة (‪ ،)%36.33‬فيام جاءت فئة (أقل من ‪ 3‬ساعات) يف‬
‫املرتبة الثالثة وحصلت عىل (‪ )63‬تكرار ًا وبنسبة (‪ .)%21‬ويتبني لنا من ذلك حجم تأثري‬
‫مضامني فيسبوك عىل املتصفحني‪ ،‬نظرا حلجم الوقت الذي يقضيه املتصفحون عىل وسائل‬
‫االعالم اجلديد وحتديدا (فيسبوك)‪ ،‬أما ما يتعلق بخربات املتصفحني فقد جاءت فئة (أكثر من‬
‫‪ 3‬سنوات) يف املرتبة األوىل وحصلت عىل (‪ )217‬تكرار ًا وبنسبة (‪ ،)%72.33‬وجاءت فئة‬
‫(من ‪ 3 – 1‬سنوات) يف املرتبة الثانية وحصلت عىل (‪ )56‬تكرار ًا وبنسبة (‪ ،)%18.67‬فيام‬
‫جاءت فئة (أقل من سنة) يف املرتبة الثالثة وحصلت عىل (‪ )27‬تكرار ًا وبنسبة (‪ ،)%9‬وهذا‬
‫يعني أن أكثر من (‪ )%91‬من املبحوثني يمتلكون خربة يف التصفح والتواصل واملتابعة يف موقع‬
‫فيسبوك‪ ،‬وهذا يشري إىل حجم التأثري املتوقع ملسامهة موقع فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي ‪.‬‬
‫جدول(‪ )2‬يبني خربة املبحوثني واهتاممهم يف فيسبوك‬
‫أكثر من ‪ 6‬ساعات‬ ‫من ‪ 6 – 4‬ساعات‬ ‫أقل من ‪ 3‬ساعات‬ ‫وقت التصفح‬

‫‪%36.33‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪%42.67‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪%21‬‬ ‫‪63‬‬ ‫اإلعداد والنسب‬

‫أكثر من ‪ 3‬سنوات‬ ‫من ‪ 3 – 1‬سنوات‬ ‫منذ أقل من سنة‬ ‫سنوات التصفح‬

‫‪%72.33‬‬ ‫‪217‬‬ ‫‪%18.67‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪27‬‬ ‫اإلعداد والنسب‬

‫املحور الثاين‪ :‬املسؤولية االجتامعية ملا ينرش يف موقع فيسبوك مؤرشات تقويض‬
‫التعايش السلمي‬

‫‪- 370 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫نستعرض يف هذا املحور أهم املعامل األساسية للمسؤولية االجتامعية ملا ينرش يف موقع‬
‫فيسبوك من خالل الرتكيز عىل عدد من املؤرشات التي تكشف عن دور فيسبوك بتقويض‬
‫التعايش السلمي‪ ،‬وقد متت صياغتها عرب عدد من التساؤالت‪ ،‬إذ جاء السؤال اخلاص‬
‫بالتعرض لإلهانة والشتم يف العقيدة أو املذهب من خالل منشورات متصفحي فيسبوك يف‬
‫املرتبة األوىل بحصوله عىل تأييد (‪ )%79‬من عينة البحث‪ ،‬ويعد ذلك مؤرشا سلبيا إلسهامات‬
‫فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‪ ،‬فضال عن املؤرشات التي حيملها السؤال اخلاص بالتعرض‬
‫إىل االهانة يف القومية التي ينتمي إليها املتصفح يف منشورات فيسبوك‪ ،‬التي حصلت عىل نسبة‬
‫تأييد (‪ )%36.33‬من عينة البحث‪ ،‬بشكل يفرس تنامي النزعات االنفصالية يف البالد بام هيدد‬
‫التعايش السلمي يف البالد‪ ،‬ويعكس غياب مفهوم املسؤولية االجتامعية يف دور فيسبوك يف‬
‫حتقيق التعايش السلمي ‪.‬‬
‫ومن املؤرشات عىل دور فيسبوك يف تقويض التعايش يف البالد التي كشف عنها البحث؛‬
‫أن (‪ )%72.33‬من العينة يواجهون منشورات يف فيسبوكتحرض عىل العنف‪ ،‬فض ً‬
‫ال‬
‫عن (‪ )%55.33‬من العينة جتد يف منشورات فيسبوكتحريض عىل الكراهية لآلخر‪ ،‬وأن‬
‫(‪ )%18.67‬من العينة يتعرض إىل اإلساءة الشخصية من منشورات فيسبوك‪.‬‬
‫ويف إطار السعي إىل ضبط التعرض ملنشورات فيسبوك وتقنني دوره يف حتقيق التعايش‬
‫السلمي بواسطة القدوات والشخصيات املؤثرة يف املجتمع‪ ،‬وضعنا سؤال حمدد وهو (يف حال‬
‫الرد عىل اإلساءة باملثل؛ هل جتد من ينصحك بالتغايض والتجاهل؟) تبني أن نسبة (‪ )%41‬من‬
‫العينة واجهوا نصائح من األصدقاء بالتغايض والتجاهل عن االساءة‪ ،‬وهذا مؤرش جيد عن‬
‫آفاق توظيف فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‪.‬‬

‫‪- 371 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫جدول(‪ )3‬يبني مؤرشات تقويض التعايش السلمي عىل فيسبوك‬

‫مؤرشات تقويض التعايش‬


‫املجموع‬
‫النسبة‪%‬‬

‫‪%‬‬ ‫كال‬ ‫‪%‬‬ ‫نعم‬ ‫ت‬


‫السلمي عىل فيسبوك‬

‫هل تعرضت إىل االهانة‬


‫والشتم يف عقيدتك أو‬
‫‪%100 300 %20.67‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪%79.33‬‬ ‫‪238‬‬ ‫‪1‬‬
‫مذهبك يف منشورات‬
‫فيسبوك‬

‫هل تواجهك منشورات‬


‫‪%100 300 %27.67‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪%72.33‬‬ ‫‪217‬‬ ‫حترض عىل العنف يف‬ ‫‪2‬‬
‫فيسبوك‬

‫هل تواجهك منشورات‬


‫‪%100 300 %44.67 137 %55.33‬‬ ‫‪166‬‬ ‫حترض عىل الكراهية لآلخر‬ ‫‪3‬‬
‫يف فيسبوك‬

‫يف حال الرد عىل اإلساءة‬


‫باملثل؛ هل جتد من‬
‫‪%100 300‬‬ ‫‪%59‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪4‬‬
‫ينصحك بالتغايض‬
‫والتجاهل‬

‫هل تعرضت إىل االهانة يف‬


‫‪%100 300 %63.67 191 %36.33‬‬ ‫‪109‬‬ ‫القومية التي تنتمي إليها يف‬ ‫‪5‬‬
‫فيسبوك‬

‫هل تعرضت إىل اإلساءة‬


‫‪%100 300 %81.33 144 %18.67‬‬ ‫‪56‬‬ ‫الشخصية يف منشورات‬ ‫‪6‬‬
‫فيسبوك‬

‫وهبدف حتديد اجلهات املسؤولة عن حتقيق التعايش السلمي عرب فيسبوك حسب رأي‬

‫‪- 372 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫املبحوثني تبينأن نسبة كبرية تتطلع إىل أن تكون الصفحات الشخصية ألعضاء احلكومة‬
‫أحد أركان املسؤولية االجتامعية لتحقيق التعايش السلمي عرب فيسبوك وحصلت عىل‬
‫تأييد (‪ )%84.33‬من العينة‪ ،‬وجاءت فئة الصفحات الشخصية لألحزاب يف املرتبة الثانية‬
‫وبنسبة (‪ ،)%65.33‬وجاءت فئة الصفحات الشخصية للربملانيني يف املرتبة الثالثة وحصلت‬
‫عىل تأييد (‪ )%63‬من العينة‪ ،‬وجاءت فئة الصفحات الشخصية للقدوات يف املرتبة الرابعة‪،‬‬
‫وحصلت عىل تأييد (‪)%58.67‬من العينة‪ ،‬وفئة الصفحات الشخصية لألكاديميني جاءت‬
‫باملرتبة اخلامسة بتأييد من (‪ )%58‬من العينة‪ ،‬وجاءت فئة الصفحات الشخصية لشيوخ‬
‫العشائر يف املرتبة اخلامسة وبتأييد من (‪ )%56.67‬من العينة فيام جاءت آخر ًا فئة الصفحات‬
‫الشخصية لرجال الدين وحصلت عىل تأييد من (‪ ،)%26.67‬ويبدو أن هناك ضعف لتأثري‬
‫دور الشخصيات الدينية يف حتقيق التعايش السلمي عرب فيسبوك‪ ،‬وربام يعود لعدم استخدامهم‬
‫لفيسبوك يف جمال ممارسة مسؤولياهتم جتاه املجتمع‪ ،‬وكام مبني يف جدول (‪.)4‬‬

‫جدول (‪ )4‬اجلهات املسؤولة عن حتقيق التعايش السلمي عرب فيسبوك‬

‫اجلهات املسؤولة عن حتقيق‬


‫املجموع‬
‫النسبة‪%‬‬

‫‪%‬‬ ‫كال‬ ‫‪%‬‬ ‫نعم‬ ‫ت‬


‫التعايش السلمي عرب فيسبوك‬

‫الصفحات الشخصية ألعضاء‬


‫‪%100‬‬ ‫‪300 %15.67‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪%84.33‬‬ ‫‪253‬‬ ‫‪1‬‬
‫احلكومة‬

‫‪%100‬‬ ‫‪300 %33.67‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪%65.33‬‬ ‫الصفحات الشخصية لألحزاب ‪196‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 373 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬

‫‪%100‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪%63‬‬ ‫الصفحات الشخصية للربملانيني ‪189‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪300 %41.33‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪%58.67‬‬ ‫‪176‬‬ ‫الصفحات الشخصية للقدوات‬ ‫‪4‬‬

‫الصفحات الشخصية‬
‫‪%100‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪174‬‬ ‫‪5‬‬
‫لألكاديميني‬

‫الصفحات الشخصية لشيوخ‬


‫‪%100‬‬ ‫‪300 %43.33‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪%56.67‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪6‬‬
‫العشائر‬

‫الصفحات الشخصية لرجال‬


‫‪%100‬‬ ‫‪300 %73.33‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪%26.67‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪7‬‬
‫الدين‬

‫إن وضع ضوابط اخالقية للعمل اإلعالمي والتوفيق بني حرية التعبري وبني املسؤولية‬
‫االجتامعية يف املجتمع؛ يستدعي رعاية من اجلهات احلكومية والشخصيات السياسية واحلزبية‬
‫والقدوات يف املجتمع كجزء من التزاماهتا االخالقية واملهنية‪ ،‬وال يتم ذلك إال من خالل وضع‬
‫مستويات مهنية للصدق واملوضوعية والتوازن‪ ،‬وجتنب أي يشء يؤدي إىل اجلريمة والعنف‬
‫والفوىض‪ ،‬وجدول (‪ )5‬يبني اجلهات التي تقف وراء تقويض التعايش السلمي عىل فيسبوك‪،‬‬
‫وهي اجلهات التي ينبغي ان نتطلع إىل تبنيها رعاية املسؤولية االجتامعية‪ ،‬ففي سؤال املبحوثني‬
‫عن اجلهات التي تتبنى منشورات حتمل يف طياهتا االهانة والشتم يف العقيدة أو املذهب أو‬
‫فيهااثارة للفتنة؛ جاءت اجابات املبحوثني لتؤكد أن فئة (صفحات ألشخاص يعلنون االنتامء‬

‫‪- 374 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫لفصائل مسلحة) قد حصلت عىل تأييد (‪)%62.67‬من العينة وجاءت يف املرتبة األوىل‪ ،‬أما‬
‫فئة (صفحات ألشخاص بأسامء ومهية غري معروفة)‪ ،‬فقد جاءت يف املرتبة الثانية وحصلت‬
‫عىل تأييد (‪ )%60‬من العينة‪ ،‬وجاءت فئة (صفحات لشخصيات ختتفي وراء اسامء مستعارة)‬
‫يف املرتبة الثالثة وحصلت عىل تأييد (‪ ،)%58.67‬وجاءت فئة (صفحات جلهات رسمية‬
‫متتلك السلطة) يف املرتبة الرابعة من حيث تأييد املبحوثني ملسؤوليتها عن تقويض التعايش‬
‫السلميوحصلت عىل نسبة (‪ )%58.33‬من العينة‪ ،‬فيام جاءت فئة (جهات متتلك نفوذ يف‬
‫الدولة) يف املرتبة اخلامسة‪ ،‬وحصلت عىل نسبة (‪ )%38.67‬من العينة‪ ،‬وجاءت فئة (صفحات‬
‫ألحزاب سياسية) يف املرتبة السادسةمن حيث تأييد املبحوثني ملسؤوليتها عن تقويض التعايش‬
‫السلمي وحصلت عىل نسبة (‪ )%24.33‬من العينة‪ ،‬فيام جاءت فئة (أصدقاء عىل الفيس من‬
‫مكون خمتلف) يف املرتبة األخرية من حيث تأييد املبحوثني ملسؤوليتها عن تقويض التعايش‬
‫السلمي وحصلت عىل نسبة (‪ )%18‬من العينة‪ ،‬وكام مبني يف اجلدول أدناه‪.‬‬

‫جدول(‪ )5‬يبني اجلهات التي تقف وراء تقويض التعايش السلمي عىل فيسبوك‬

‫مصادر تقويض‬
‫املجموع‬
‫النسبة‪%‬‬

‫‪%‬‬ ‫كال‬ ‫‪%‬‬ ‫نعم‬ ‫ت‬


‫التعايش السلمي‬

‫صفحات ألشخاص‬
‫‪%100‬‬ ‫‪300 %37.33 112 %62.67‬‬ ‫‪188‬‬ ‫يعلنون االنتامء لفصائل‬ ‫‪1‬‬
‫مسلحة‬
‫صفحات ألشخاص‬
‫‪%100‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪180‬‬ ‫بأسامء ومهية غري‬ ‫‪2‬‬
‫معروفة‬

‫‪- 375 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬

‫صفحات لشخصيات‬
‫‪%100‬‬ ‫‪300 %41.33 124 %58.67‬‬ ‫‪176‬‬ ‫ختتفي وراء اسامء‬ ‫‪3‬‬
‫مستعارة‬

‫صفحات جلهات‬
‫‪%100‬‬ ‫‪300 %41.67 125 %58.33‬‬ ‫‪175‬‬ ‫‪4‬‬
‫رسمية متتلك السلطة‬

‫جهات متتلك نفوذ يف‬


‫‪%100‬‬ ‫‪300 %61.33 184‬‬ ‫‪38.67‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪5‬‬
‫الدولة‬

‫صفحات ألحزاب‬
‫‪%100‬‬ ‫‪300 %75.67 227 %24.33‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪6‬‬
‫سياسية‬

‫أصدقاء الفيس من‬


‫‪%100‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪%82‬‬ ‫‪246‬‬ ‫‪%18‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪7‬‬
‫مكون خمتلف‬

‫إن فكرة البحث تأيت تكريسا لدور اإلعالم اجلديد ودوره الفاعل يف معاجلة املشكالت‬
‫االجتامعية القائمة‪ ،‬فضال عن رضورة تشخيص حالة الفوىض والتخبط يف مواقع التواصل‬
‫االجتامعي يف ظل ختندق املتصفحني لطائفتهم وقوميتهم‪ ،‬وسط امهال املؤسسات الراعية حلرية‬
‫التعبري لدورها املسؤول يف حتقيق التعايش السلمي وبناء الوطن ومحاية املواطن‪ ،‬والعمل عىل‬
‫عقد الندوات للتوعية املستمرة بمضار التعصب والطائفية املقيتة‪ ،‬وتذكري املجتمع بوحدته‬
‫وتالمحه ودفعهم إىل العيش املشرتك‪ ،‬ويأيت السؤال اخلاص بطبيعة مواقف املبحوثني من النصيحة‬
‫بالتغايض وعدم الرد والتي تتعلق بـ (‪ )123‬مبحوثا يف اجلدول(‪ )3‬أكدوا تلقيهم النصح من‬
‫أصدقائهم بعدم الرد‪ ،‬وهو يف اطار سعي البعض إىل جتنب تداعيات الرد عىل االساءات يف زيادة‬
‫االحتقان داخل املجتمع‪ ،‬وقد تباينت طبيعة مواقف املبحوثني من النصيحة بالتغايض وعدم الرد؛‬
‫فجاءت عبارة (أمتثل وال أرد) يف املرتبة األوىل وحصلت عىل (‪ )%46.34‬وهي نسبة يمكن‬

‫‪- 376 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫استثامرها يف االرتقاء بام ينرش يف فيسبوك‪ ،‬وجاءت عبارة (أرد بشكل غري مسيئ) يف املرتبة الثانية‬
‫وحصلت عىل نسبة (‪ ،)%32.52‬وهذا يعني أن النصح ممكن أن يسهم يف ترشيد وتعديل الردود‬
‫بنسبة (‪ )%78.86‬وهي نسبة غري قليلة‪ ،‬فيام جاءت عبارة (أمتسك بالرد عليه باملثل) يف املرتبة‬
‫األخرية وبنسبة (‪ ،)%21.14‬وكام مبني يف جدول (‪.)6‬‬
‫جدول (‪ )6‬يبني طبيعة مواقف املبحوثني من النصيحة بالتغايض وعدم الرد‬
‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫مواقف املبحوثني من النصيحة بعدم الرد‬ ‫ت‬
‫األوىل‬ ‫‪%46.34‬‬ ‫‪57‬‬ ‫أمتثل وال أرد‬ ‫‪1‬‬
‫الثانية‬ ‫‪%32.52‬‬ ‫‪40‬‬ ‫أرد بشكل غري مسيئ‬ ‫‪2‬‬
‫الثالثة‬ ‫‪%21.14‬‬ ‫‪26‬‬ ‫أمتسك بالرد عليه باملثل‬ ‫‪3‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪123‬‬ ‫املجموع‬
‫أما طبيعة الرد الذي يراه املبحوثني مناس ًبا عىل املنشورات املسيئة‪ ،‬فقد تباينت هي األخرى‬
‫إذ جاءت فئة (الرد عليها باملثل) ‪ -‬أي الرد عىل املنشورات املسيئة‪ -‬يف املرتبة األوىل وبنسبة‬
‫(‪ ،)%29‬نسبة كبرية منهم‪ -‬متثلت يف (‪ )68‬إجابة‪ -‬من فئة (يقرأ ويكتب)‪ ،‬وتعد هذه اإلجابة‬
‫مكمن اخلطر عىل التعايش ألهنا متثل فئة من اجلمهور تقابل اإلساءة بمثلها ما يشكل خطر‬
‫عىل املجتمع‪ ،‬السيام يف ظل الزخم الكبري من املنشورات التي تعبث يف الوحدة الوطنية والتي‬
‫ال يستبعد وقوف أجندات خارجية وراءها‪ ،‬أما فئة ( الرد بمنشور خاص) فقد جاءت يف‬
‫املرتبة الثانية وبنسبة (‪ ،)%21.33‬وهي متثل فئة من اجلمهور حيرص عىل عدم االنجرار وراء‬
‫املهاترات واالساءات ويفضل الرد بمنشور خاص‪ ،‬وجاءت الفئات األخرية األربعة لتمثل‬
‫(‪ )%49.67‬أي نصف املبحوثني تقريبا ختتار النأي بالنفس عن املنشورات التي تشكل اساءة‬
‫للتعايش السلمي‪ ،‬وهي متثل فئة من اجلمهور الذي يتحىل باحلكمة‪ ،‬فجاءت فئة (االبالغ عن‬
‫الصفحة) يف املرتبة الثالثة وحصلت عىل نسبة (‪ ،)%16.67‬وهي وخيتار االبالغ عن الصفحة‬
‫دون املشاركة يف املنشورات التي تنطوي عىل اساءة‪ ،‬وفئة (تقديم نصيحة بحذفها) جاءت يف‬

‫‪- 377 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫املرتبة الرابعة وبنسبة (‪ ،)%14.33‬وجاءت فئة (حظر الصفحة) يف املرتبة اخلامسة وبنسبة‬
‫(‪ ،)%12‬فيام جاءت فئة (عدم الرد والتجاهل) يف املرتبة األخرية وبنسبة (‪ ،)%6.67‬معظمهم‬
‫من محلة الشهادات العليا‪ ،‬ويتبني من قراءة طبيعة االجابات مدى تأثري املستوى التعليمي عىل‬
‫االستجابة لرد الفعل السلبي عىل املنشورات التي تعمل عىل تقويض التعايش السلمي‪ ،‬كام‬
‫مبني يف جدول(‪.)7‬‬

‫جدول (‪ )7‬يبني طبيعة الرد الذي يراه املبحوثني مناس ًبا عىل املنشورات املسيئة‬

‫طبيعة الرد الذي يراه املبحوثني‬


‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫ت‬
‫مناس ًبا عىل املنشورات املسيئة‬
‫األوىل‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪87‬‬ ‫الرد عليها باملثل‬ ‫‪1‬‬
‫الثانية‬ ‫‪%21.33‬‬ ‫‪64‬‬ ‫الرد بمنشور خاص‬ ‫‪2‬‬
‫الثالثة‬ ‫‪%16.67‬‬ ‫‪50‬‬ ‫االبالغ عن الصفحة‬ ‫‪3‬‬
‫الرابعة‬ ‫‪%14.33‬‬ ‫‪43‬‬ ‫تقديم نصيحة بحذفها‬ ‫‪4‬‬
‫اخلامسة‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪36‬‬ ‫حظر الصفحة‬ ‫‪5‬‬
‫السادسة‬ ‫‪%6.67‬‬ ‫‪20‬‬ ‫عدم الرد والتجاهل‬ ‫‪6‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪300‬‬ ‫املجموع‬

‫وبغية التعرف عىل طبيعة مشاركة املبحوثني يف توظيف فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫تبني أن املنشورات التي تسهم يف حتقيق التعايش السلمي حتظى بـ (اإلعجاب) ما نسبته (‪)%96‬‬
‫من املبحوثني‪ ،‬وأن نسبة (‪ )%89‬من املبحوثني يتفاعل بشكل كبري فيكتب (التعليقات)‪،‬‬
‫وأن نسبة (‪ )%81‬من املبحوثني خيتارون (مشاركة واعادة نرش) املوضوع اخلاص بالتعايش‬

‫‪- 378 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫السلمي‪ ،‬و(‪ )%79.33‬من املبحوثني يقوم بـ(كتابة موضوعات) تسهم يف حتقيق التعايش‬
‫السلمي‪ ،‬ويبدو من االجابات هناك تعاطف وتفاعل من قبل املبحوثني مع املنشورات التي‬
‫تعمل عىل حتقيق التعايش السلمي‪ ،‬وكام مبني يف جدول(‪.)8‬‬

‫جدول (‪ )8‬طبيعة مشاركة املبحوثني يف توظيف فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‬

‫طبيعة مشاركة املبحوثني‬


‫العدد الكيل‬ ‫يف توظيف صفحة‬
‫املرتبة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫ت‬
‫للمبحوثني‬ ‫فيسبوك يف حتقيق‬
‫التعايش السلمي‬

‫األوىل‬ ‫‪%96.33‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪%27.87‬‬ ‫‪289‬‬ ‫اإلعجاب‬ ‫‪1‬‬

‫الثانية‬ ‫‪%89‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪%25.75‬‬ ‫‪267‬‬ ‫التعليقات‬ ‫‪2‬‬

‫الثالثة‬ ‫‪%81‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪%23.43‬‬ ‫‪243‬‬ ‫مشاركة واعادة نرش‬ ‫‪3‬‬

‫الرابعة‬ ‫‪%79.33‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪%22.95‬‬ ‫‪238‬‬ ‫كتابة موضوعات‬ ‫‪4‬‬


‫‪%100‬‬ ‫‪1037‬‬ ‫املجموع‬

‫وبغية التعرف إىل تقييم املبحوثني ملدى مسامهة صفحة فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫فجاءت فئة (تسهم إىل حد ما ) باملرتبة األوىل وبنسبة (‪ ،)%35‬وهي تتوافق مع تشخيص الكثري‬
‫من الدراسات التي كانت تؤكد عىل مسامهة فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‪ ،‬بينام جاءت‬
‫فئة (ال تسهم)باملرتبة الثانية وبنسبة (‪ ،)%33‬وهي متأثرة بطبيعة ما ينرش عىل فيسبوك من مواد‬
‫تعمل عىل تقويض التعايش السلمي‪ ،‬وجاءت فئة (تسهم بشكل جيد) باملرتبة الثالثة وبنسبة‬
‫(‪ ،)%19‬وفئة (تسهم بشكل فاعل جدا) جاءت باملرتبة الرابعة وبنسبة (‪ ،)%13‬وهذا يعني أن‬
‫نسبة الثلث تقريبا ترى بإمكانية مسامهة منشورات فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‪ ،‬وكام‬

‫‪- 379 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫مبني يف جدول (‪.)9‬‬

‫جدول (‪ )9‬يبني تقييم املبحوثني ملسامهة صفحة فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‬

‫تقييم املبحوثني ملسامهة صفحة فيسبوك يف‬


‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫ت‬
‫حتقيق التعايش السلمي‬

‫األوىل‬ ‫‪%35‬‬ ‫‪105‬‬ ‫تسهم إىل حد ما‬ ‫‪1‬‬

‫الثانية‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪99‬‬ ‫ال تسهم‬ ‫‪2‬‬

‫الثالثة‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪57‬‬ ‫تسهم بشكل جيد‬ ‫‪3‬‬

‫الرابعة‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪39‬‬ ‫تسهم بشكل فاعل جدا‬ ‫‪4‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪300‬‬ ‫املجموع‬

‫وللوقوف عىل طبيعة مسامهة صفحة فيسبوك يف حتقيق التعايش السلميجاءت فئة(سلبية)‬
‫يف املرتبة األوىل وبنسبة (‪ )%35.67‬وفئة (اجيابية) جاءت باملرتبة الثانية وبنسبة (‪ ،)%25‬بينام‬
‫جاءت الفئات املتطرفة (اجيابية جدا) يف املرتبة الثالثة وبنسبة (‪ )%24.33‬وفئة (سلبية جد ًا)‬
‫يف املرتبة الرابعة وبنسبة (‪ ،)%15‬وهي تعكس انقسام الرأي العام حول طبيعة مسامهة فيسبوك‬
‫يف حتقيق التعايش السلمي‪ ،‬وكام مبني يف جدول (‪.)10‬‬

‫‪- 380 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬

‫جدول(‪ )10‬يبني طبيعة مسامهة صفحة فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‬

‫طبيعة مسامهة صفحة فيسبوك يف حتقيق‬


‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫ت‬
‫التعايش السلمي‬

‫األوىل‬ ‫‪%35.67‬‬ ‫‪107‬‬ ‫سلبية‬ ‫‪1‬‬

‫الثانية‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪75‬‬ ‫اجيابية‬ ‫‪2‬‬

‫الثالثة‬ ‫‪%24.33‬‬ ‫‪73‬‬ ‫اجيابية جدا‬ ‫‪3‬‬

‫الرابعة‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪45‬‬ ‫سلبية جدا‬ ‫‪4‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪300‬‬ ‫املجموع‬

‫املحور الثالث‪ :‬اآلثار السلبية واالجيابية ملا ينرشه فيسبوك عن التعايش السلمي‬
‫يبقى دور اإلعالم اجلديد مطلوب ًا يف ظل ظروف البالد السياسية واالقتصادية واالجتامعية‪،‬‬
‫ملا حيمله من مسؤولية اجتامعية عن طريق مسامهته يف نرش ثقافة التعايش السلمي‪ ،‬وتعزيز‬
‫التعايش االجتامعي بني كل مكونات الشعب واالعرتاف بحقوق اآلخر يف وطنه‪ ،‬والتصدي‬
‫لكل من يؤججون الرصاع لفظي ًا‪ ،‬والسعي لبسط العدل كرشط حتمي لتعزيز التعايش السلمي‪.‬‬
‫وبغية حتديد رأي املبحوثني باملوافقة أو املعارضة عن مدى اعتقاد العينة بأن ما ينرشه‬
‫فيسبوك له تأثري اجيايب عىل حتقيق التعايش السلمي‪ ،‬وذلك عرب املقياس املبني يف جدول (‪،)11‬‬
‫ويتبني من مفردات املقياس أن نسبة عالية ال تتفق مع املفردات االجيابية التي تشري إىل مسامهة‬
‫فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي وهي تتفق مع طبيعة اخلطاب املتطرف وغري املحسوب‬
‫الذي هييمن عىل منشورات فيسبوك‪ ،‬وهذا التشخيص يدعو قادة الرأي العام واملؤسسات‬
‫احلكومية إىل حتمل مسؤولياهتم السرتداد الدور الوطني واألخالقي واملهني املسؤول للمنابر‬
‫اإلعالمية ومحاية الوطن واملواطن وحتقيق التعايش السلمي بني مجيع املكونات‪.‬‬

‫‪- 381 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬

‫جدول(‪ )11‬يبني مسامهة موقع فيسبوك االجيابية يف حتقيق التعايش السلمي‬

‫مسامهة فيسبوك االجيابية يف حتقيق التعايش‬


‫ال أتفق‬ ‫حمايد‬ ‫أتفق‬ ‫ت‬
‫السلمي‬

‫‪168‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪45‬‬ ‫تعمل عىل زيادة الوعي بمفردات التعايش السلمي‬ ‫‪1‬‬

‫تعمل عىل تعزيز الوحدة الوطنية بني املكونات‬


‫‪170‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪2‬‬
‫العراقية‬

‫املودةاأللفة واملحبة بني املكونات‬


‫تعمل عىل حتقيق َّ‬
‫‪161‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪3‬‬
‫داخل الوطن‬

‫تدعو إىل تقديم العطاء من أجل الوطن و حتث عىل‬


‫‪187‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪4‬‬
‫معاين الصدق واالخالص له‬

‫حتث عىل قبول اآلخر واحلوار معه عىل اسس من‬


‫‪162‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪5‬‬
‫الصدق واالخالص له‬

‫تدعو إىل حسن اجلوار و اشاعة جو من احلب‬


‫‪170‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪6‬‬
‫والتعايش والتقاء اآلخر والقرب منه‬

‫تدعو املختلفني يف األديان و القوميات إىل العيش‬


‫‪173‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪7‬‬
‫بتوافق وسالم ووئام‬

‫‪- 382 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬

‫تدعو املختلفني إىل التفاهم عىل نقاط اخلالف بعيدا‬


‫‪208‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪8‬‬
‫عن العنف واحلرب‬

‫تدعو إىل تكريس ثقافة العيش املشرتك بني الشيعة‬


‫‪219‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪9‬‬
‫والسنة‬

‫تدعو إىل تكريس ثقافة العيش املشرتك بني‬


‫‪221‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪10‬‬
‫املسلمني وباقي األديان‬

‫تدعو إىل تكريس ثقافة العيش املشرتك بني العرب‬


‫‪199‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪11‬‬
‫والكورد والرتكامن‬

‫تعمل عىل تنمية الروح الوطنية والرغبة يف بناء‬


‫‪170‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪12‬‬
‫الوطن وتطويره والدفاع عنه‬

‫تروج إىل العراق وطن للسنة والشيعة والكورد‬


‫‪198‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪13‬‬
‫والرتكامن والصابئةواأليزيديني واملسيح‬

‫تعمل عىل هتذيب السلوكيات وتعمل عىل توجيهها‬


‫‪182‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪14‬‬
‫نحو قيم تربوية سليمة‬

‫تؤكد عىل ثقافة التكافل ونبذ أي تفريق بني‬


‫‪213‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪15‬‬
‫العراقيينلتجاوز املحن واألزمات‬

‫تؤكد عىل نبذ االرهاب واملنظامت الداعمة له ومن‬


‫‪154‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪16‬‬
‫كل اجلهات‬

‫‪- 383 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬

‫تؤكد عىل املشرتكات ونبذ نقاط اخلالف بني ألوان‬


‫‪199‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪17‬‬
‫الطيف العراقي‬

‫تؤكد عىل بناء أجهزة الدولة عىل أساسالكفاءات‬


‫‪207‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪18‬‬
‫ونبذ املحاصصة الطائفية‬

‫تؤكد عىل ادارة البالد من قبل حكومة كفؤة تعمل‬


‫‪204‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪19‬‬
‫عىل حتقيق التقدم واالزدهار‬

‫تؤكد عىل زج رجال الدين كأطراف اساسية‬


‫‪201‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪20‬‬
‫مشاركة وفعالة فياحلوار الوطني‬

‫تركز عىل مسألة دور الدين يف التسامح واشاعة‬


‫‪206‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪21‬‬
‫مفاهيم الرأفة والرمحة‬

‫تسهم بتوجيه سلوك اجلمهور نحو االمتثال‬


‫‪178‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪22‬‬
‫للقوانني والترشيعات واالحكام القضائية‬

‫تسهم يف تشكيل صورة ذهنية طيبة عن التعايش‬


‫‪199‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪23‬‬
‫السلمي‬

‫‪%100‬‬ ‫املجموع‬

‫ال خيفى عىل أحد إن العنف يف العراق صار حديث العامل‪ ،‬كونه وصل حدا موغال يف العنف‬
‫واالجرام مل يبلغه الربابرة‪ ،‬واصبح الفرد خيرج من داره وال يعلم هل يعود ألرسته ام ال؛ بسبب‬

‫‪- 384 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫االجندات اخلارجية التي زرعت بذور الطائفية املقيتة بني أطياف الشعب املختلفة‪ ،‬وبسبب ما‬
‫تؤديه مواقع التواصل االجتامعي من تغذية وتأجيج لتلك الفتنة‪ ،‬ما يستدعي تشخيص الدور‬
‫القائم عىل املسؤولية االجتامعية للمثقف ورجل اإلعالم يف تبوء موقعه يف حتقيق التعايش‬
‫والقضاء عىل مظاهر الفتنة قبل أن تستفحل وحترق االخرض واليابس‪ ،‬فاإلعالم هو السبيل‬
‫األكثر نجاعة يف وضع روح املواطنة وحب الوطن والتآخي عىل السكة الصحيحة‪ ،‬عن طريق‬
‫مسامهات واعية جلميع املنابر االعالمية والتطبيقات اخلاصة هبا للتوعية املستمرة بآليات‬
‫التصدي للتعصب والطائفية املقيتة‪ ،‬وفضح كل اجلهات التي تقف وراء تأجيج الرصاع لفظي ًا‪،‬‬
‫وتثقيف املجتمع بقبول اآلخر وحتمية العيش املشرتك‪ ،‬واملسامهة يف بسط العدل وحتقيق‬
‫رشوط التعايش السلمي ونرش ثقافة السالم‪ ،‬والدعوة إىل استلهام التاريخ العريق من الوحدة‬
‫والتالحم التي اسهمت يف استقرار البالد لسنوات طويلة‪ ،‬و جدول (‪ )12‬يبني مسامهة فيسبوك‬
‫السلبية يف حتقيق التعايش السلمي‪ ،‬وذلك عن طريق تأييد املبحوثني ملجموعة من املؤرشات‬
‫السلبية التي تم االتفاق عليها يف املقياس املشار إليه‪.‬‬

‫جدول (‪ )12‬يبني مسامهة صفحة فيسبوك السلبية يف حتقيق التعايش السلمي‬

‫ال اتفق‬ ‫حمايد‬ ‫اتفق‬ ‫مسامهة صفحة فيسبوك السلبية يف حتقيق التعايش السلمي‬ ‫ت‬

‫تعمل عىل تكريس معايري الطائفية يف التوظيف وعدم‬


‫‪32‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪1‬‬
‫املساواة‬
‫تعمل عىل تعزيز الوالءات اخلارجية عىل حساب الوالء‬
‫‪35‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪2‬‬
‫للوطن بشكل يقوض االستقالل‬
‫تعمل عىل اشاعة مفاهيم االستبداد والتفرد يف الرأي يف‬
‫‪41‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪3‬‬
‫ادارة املجتمع‬

‫‪- 385 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬

‫‪33‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪199‬‬ ‫تعمل عىل الرتويج لثقافة احلرب األهلية ونرش تداعياهتا‬ ‫‪4‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪162‬‬ ‫تعمل عىل بث الفرقة ونبذ التسامح بني املكونات‬ ‫‪5‬‬

‫تعمل عىل تكريس مفاهيم االستبداد والغاء اآلخر‬


‫‪61‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪6‬‬
‫واقصائه‬
‫تعمل عىل تغييب مفهوم اهلوية الوطنية العراقية لدى املثقف‬
‫‪55‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪7‬‬
‫العراقي‬

‫‪41‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪208‬‬ ‫تعمل عىل تأجيج اخلالف الديني الذي يثري النزاعات‬ ‫‪8‬‬

‫‪32‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪219‬‬ ‫تعمل عىل تعزيزاالجتاهات السلبية جتاه التعايش السلمي‬ ‫‪9‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪221‬‬ ‫تعمل عىل زيادة املشاحنات وتبادل االهتامات‬ ‫‪10‬‬

‫‪%100‬‬ ‫املجموع‬

‫املحور الرابع‪ :‬املقرتحات التي تراها مناسبة إلشاعة التعايش السلمي عرب مسامهة فيسبوك‬
‫يتضمن هذا املحور جمموعة من املقرتحات العملية لالرتقاء بام ينرشه فيسبوك‪ ،‬وبشكل يسهم‬
‫يف حتقيق التعايش السلمي‪ ،‬كجزء من املسؤولية االجتامعية لوسائل اإلعالم‪ ،‬وهي جزء من‬
‫التوصيات التي خيرج هبا البحث‪ ،‬وقد تم وضعها يف جدول (‪ )13‬كمقياس الختبار مدى اتفاق‬
‫املبحوثني عىل تلك املقرتحات‪ ،‬بل أن البعض أجاب يف هناية االستبيان عىل السؤال املفتوح (اذكر‬
‫أي مالحظة هلا عالقة بدور فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي؟)‪ ،‬ذهب إىل حد املطالبة بتقنني‬
‫ساعات اخلدمة‪ ،‬ومنهم من طالب بتدخل احلكومة لتقييد حرية التعبري بشكل حيمي املجتمع‬
‫ويعزز حتقيق التعايش السلمي‪.‬‬

‫‪- 386 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫جدول(‪ )13‬يبني طبيعة مسامهة صفحة فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‬

‫ال اتفق‬ ‫حمايد‬ ‫اتفق‬ ‫طبيعة مسامهة صفحة فيسبوك يف حتقيق التعايش السلمي‬ ‫ت‬

‫مراقبة ما ينرشه القدوات االجتامعية واملسؤولني‬


‫‪24‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪1‬‬
‫واملوظفني لتجنب اثارة الطائفية‬

‫معاملة ما ينرش يف فيسبوك معاملة ما ينرش يف وسائل‬


‫‪23‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪2‬‬
‫اإلعالم األخرى قانونا‬

‫الزام مجيع املواقع والصفحات الرسمية بتبني خطاب‬


‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪237‬‬ ‫‪3‬‬
‫التعايش السلمي‬

‫العمل عىل انشاء صفحات تتضمن كروبات تتبنى‬


‫‪22‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪4‬‬
‫خطاب التعايش السلمي‬

‫اعداد برامج وسبوتات تليفزيونية ونرشها عىل فيسبوك‬


‫‪31‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪5‬‬
‫تدعو لتبني خطاب التعايش‬

‫اجراء مسابقات ملضامني تدعو للتعايش والرتويج هلا‬


‫‪21‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪6‬‬
‫بكثافة عالية‬

‫اطالق مبادرات وطنية عرب فيسبوك ودعمها سياسيا مثل‬


‫‪22‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪228‬‬ ‫‪7‬‬
‫املصاهرة الوطنية‬

‫الزام وزارة الرتبية للمدارس بعمل صفحات رسمية‬


‫‪27‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪212‬‬ ‫هلا وارشاف االدارة عىل التثقيف والرتبية عىل التعايش‬ ‫‪8‬‬
‫السلمي عن طريقها‬

‫‪- 387 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬

‫ختصيص نفقات رسمية من ميزانية املصاحلة الوطنية‬


‫‪21‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪9‬‬
‫للنهوض بدور فيسبوك‬

‫تسليط الضوء عىل حاالت التآخي بني العراقيني عىل‬


‫‪21‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪10‬‬
‫فيسبوك(استضافة مهجرين مثال)‬

‫نقل مشاعر التضامن مع النازحني بدل اظهار الشامتة‬


‫‪21‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪11‬‬
‫والشتائم‬

‫التفاوض املتكافئ بني االطراف املتصارعة إلهناء‬


‫‪24‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪221‬‬ ‫‪12‬‬
‫اخلالفات واعتامد فيسبوك منربا له‬

‫تكريس ثقافة التعايش والقبول بالتنوع‪ ،‬عن طريق التعلم‬


‫‪23‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪236‬‬ ‫‪ 13‬عىل العيش املشرتك‪ ،‬بام يضمن خلق عالقة إجيابية مع‬
‫اآلخرتبدأ من املدارس وحتى اجلامعات‪.‬‬

‫التثقيف بالتجارب العاملية يف موضوع التعايش واهناء‬


‫‪21‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪14‬‬
‫النزاع واطالق التنمية‬

‫التأكيد عىل التعليم القائم عىل التعدد الثقايف بعده وسيلة‬


‫‪30‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪ 15‬ناجحة للطالب‪ ،‬لرسم اهلندسة االجتامعية التي تقوم عىل‬
‫تقدير املجتمعات التعددية التي ينتمون إليها‬

‫اعادة النظر باملناهج الدراسية بحيث تكون مطابقة‬


‫‪21‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪ 16‬للمناهج املعرتف هبا عامليا‪ ،‬أي أهنا تكون مفتوحة ونشطة‬
‫ومرنة ومتعددة الثقافات‬

‫التشجيع عىل تقديم األلعاب واقامة البطوالت الرياضية‬


‫‪74‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪17‬‬
‫املتنوعة بني خمتلف الطوائف‬

‫‪- 388 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬

‫‪%100‬‬ ‫املجموع‬

‫املصادر واملراجع‬
‫‪1.1‬أمحد بن عبد الرمحن القايض‪ ،‬دعوة التقريب بني األديان ‪ -‬دراسة نقدية يف ضوء العقيدة‬
‫اإلسالمية‪( ،‬الرياض‪ :‬دار ابن اجلوزي‪1422 ،‬هـ )‪.‬‬
‫‪ 2.2‬حممد موسى الرشيف‪ ،‬التقارب والتعايش مع غري املسلمني‪( ،‬جدة‪ :‬دار األندلس اخلرضاء‪،‬‬
‫‪1424‬هـ‪2003،‬م) ‪.‬‬
‫‪3.3‬هيوكيتسكل‪،‬التعايشالسلميواخلطرالذيينتابه(بريوت‪:‬دارالنرشللجامعيني‪،‬د‪.‬ت‪.‬ن)‪،‬نق ً‬
‫ال‬
‫عن‪ :‬أبو زيد بن حممد مكي‪ ،‬يف مقالة احلوار بني األديان حقيقته وأنواعه‪ :‬موقع القلم‪www. :‬‬
‫‪ alqlam.com‬تاريخ املعاينة ‪2017/8/5‬‬
‫‪4.4‬انطوينا نسايزومارثاميناو‪ ،‬ختيل التعايش مع ًا‪ ،‬جتديد اإلنسانية بعد الرصاع االثني‪ ،‬ترمجة‪:‬‬
‫فؤاد الرسوجي‪( ،‬عامن‪ :‬دار األهلية للنرش والتوزيع‪2006 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ 5.5‬فرنسوا شاتيله‪ ،‬إيديولوجيات احلرب والسلم‪ ،‬ترمجة‪ :‬جوزف عبداهلل‪(،‬بريوت‪ :‬املؤسسة‬
‫اجلامعية للدراسات والنرش والتوزيع‪1402 ،‬هـ‪1981-‬م)‪.‬‬
‫‪ 6.6‬عبدالعزيز التوجيري‪ ،‬احلوار من أجل التعايش‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار الرشوق‪1998 ،‬م) ص‪.168‬‬
‫‪ 7.7‬حممد عبد اهلل دراز‪ ،‬دستور األخالق يف القرآن‪ ،‬ترمجة عبد املنصور شاهني وآخرون‬
‫(القاهرة‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.) 1973 ،‬‬
‫‪ 8.8‬حممد عيل حممد‪ ،‬علم االجتامع التنظيمي ( دمشق‪ :‬دار املعرفة اجلامعية‪ ) 1986 ،‬ص ‪. 414‬‬
‫‪ 9.9‬حسن عيل ذنون‪ ،‬املبسوط يف املسؤولية املدنية ( بغداد‪ :‬رشكة تايمس للطبع و النرش‪،‬‬
‫‪.)1991‬‬
‫‪1010‬عيل دنيف حسن‪ ،‬املسؤولية االجتامعية لوسائل اإلعالم‪ ،‬مقال منشور عىل موقع مدرسة‬

‫‪- 389 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫الصحافة املستقلة‪ ،http://www.ijschool.net/news.php :‬متت املعاينة يف ‪/8/6‬‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ 1111‬حممد إبراهيم الشافعي‪ ،‬املسؤولية و اجلزاء يف القرآن الكريم ( القاهرة‪ :‬مطبعة السنة‬
‫املحمدية‪.)1982،‬‬
‫‪ 1212‬طاهر مرسى منصور‪ ،‬صالح مهدى حمسن‪ ،‬املسؤولية االجتامعية وأخالقيات األعامل‬
‫(عامن‪ :‬دار وائل للنرش‪.) 2008 ،‬‬
‫‪ 1313‬طاهر حمسن منصور الغالبي‪ ،‬وائل حممد صبحي إدريس‪ ،‬اإلدارة االسرتاتيجية ‪ -‬منظور‬
‫منهجي متكامل‪( ،‬عامن‪ :‬دار وائل للنرش‪.) 2007 ،‬‬
‫‪James M Baldwin.; “Dictionary of philosophy and1414‬‬
‫”‪.1986 )، (New York: the Macmillan company،psychology‬‬
‫‪ 1515‬د‪.‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬االخالق النظرية (القاهرة‪ :‬وكالة املطبوعات‪.) 1975 ،‬‬
‫‪1616‬محيد سامل خلف اجلبوري‪ ،‬املسؤولية االجتامعية لدى ابناء الريف واملدينة‪ ،‬رسالة ماجستري‪،‬‬
‫جامعة بغداد‪ ،‬كلية اآلداب‪.1996 ،‬‬
‫‪ 1717‬حامد عبد السالم زهران‪ ،‬علم النفس االجتامعي‪ ،‬ط ‪ ( 5‬القاهرة ‪:‬عامل الكتب‪.)1984 ،‬‬
‫‪ 1818‬أمحد بدر‪،‬االتصال اجلامهريي والدعاية الدولية‪ ( ،‬الكويت‪ :‬دار القلم‪.) 1974 ،‬‬
‫‪1919‬عبد اللطيف محزة‪ ،‬اإلعالم له تارخيه ومذاهبه‪ ( ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب‪.)1965 ،‬‬
‫‪2020‬عصام سليامن املوسى‪ ،‬املدخل يف االتصال اجلامهريي ( اربد‪ :‬مكتبة الكتاين للنرش‬
‫والتوزيع‪.) 2003 ،‬‬
‫‪2121‬مجيل صليبا‪ ،‬املعجم الفلسفي‪ ،‬ج ‪ ( 2‬بريوت‪ :‬دار الكتاب اللبناين‪.) 1973 ،‬‬
‫‪2222‬رشيف درويش اللبان‪ ،‬الصحافة اإللكرتونية‪ :‬دراسات يف التفاعلية وتصميم املواقع‬
‫ط‪(2‬القاهرة‪ :‬الدار املرصية اللبنانية‪.)2007،‬‬
‫‪2323‬جوست فان لوون‪ ،‬تكنولوجيا اإلعالم‪ :‬رؤى نقدية‪ ،‬ترمجة شويكار زكي (القاهرة‪:‬‬

‫‪- 390 -‬‬


‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫جمموعة النيل العربية‪.)2009 ،‬‬
‫‪2424‬إنتصار إبراهيم عبدالرزاق‪ ،‬صفد حسام الساموك‪ ،‬اإلعالم اجلديد‪ :‬تطور األداء والوسيلة‬
‫والوظيفة (جامعة بغداد‪ :‬الدار اجلامعية للطباعة والنرش والرتمجة‪.)2011 ،‬‬
‫‪ 2525‬اوجلا جوديس بييل‪ ،‬وآخرون‪ ،‬فهم اإلعالم البديل‪ ،‬ترمجة عال امحد إصالح (القاهرة‪:‬‬
‫جمموعة النيل العربية‪.)2009 ،‬‬
‫‪2626‬هادي نعامن اهليتي‪ ،‬يف فلسفة اللغة واإلعالم (القاهرة‪ :‬الدار الثقافية للنرش‪.)2007 ،‬‬
‫‪ 2727‬محيد جاعد الدليمي‪ ،‬اإلدارة اإلعالمية‪ :‬التطور‪ ،‬املفهوم‪ ،‬املقومات‪ ،‬النامذج (بغداد‪ :‬دار‬
‫الشؤون الثقافية العامة‪.)2008 ،‬‬
‫‪ 2828‬حسن عامد مكاوي‪ ،‬نظريات اإلعالم (القاهرة‪ :‬الدار العربية للنرش والتوزيع‪.)2009 ،‬‬
‫‪2929‬عادل عبدالغفار‪ ،‬اإلعالم واملشاركة السياسية للمرأة‪ :‬رؤية حتليلية واسترشافية (القاهرة‪:‬‬
‫الدار املرصية اللبنانية‪.)2009 ،‬‬
‫‪3030‬جعفر نجم نرص وآخرون‪ ،‬الذاكرة املستنبتة‪ :‬نحو بناء ذاكرة وطنية لألقليات واإلثنيات‬
‫العراقية (ملخصات بحوث املؤمتر العلمي السنوي الثاين لقسم الدراسات االجتامعية ‪ /‬بيت‬
‫احلكمة‪ ،‬بغداد ‪ / 29‬ايلول‪.)2011 /‬‬
‫‪3131‬ثريا البدوي‪ ،‬اإلعالم واإلصالح السيايس يف مرص‪ :‬دراسة مسحية وفنومنولوجية مقارنة‬
‫بني اجلمهور والنخبة (بحث مشارك يف املؤمتر العلمي احلادي عرش للبحوث اإلعالمية‪ ،‬كلية‬
‫اإلعالم‪ /‬جامعة القاهرة ‪.)2004‬‬
‫‪3232‬متعب مناف جاسم‪ ،‬رؤية مستقبلية (ملخصات بحوث املؤمتر العلمي السنوي الثاين لقسم‬
‫الدراسات االجتامعية‪ /‬بيت احلكمة‪ ،‬بغداد ‪ / 29‬ايلول‪.)2011 /‬‬
‫‪3333‬هادي نعامن اهليتي‪ ،‬إشكالية املستقبل يف الوعي العريب (بريوت‪ :‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪.)2003 ،‬‬
‫‪ 3434‬أسامء مجيل رشيد‪ ،‬حقوق األقليات‪ :‬نحو بناء دور فاعل لألقليات يف العراق (ملخصات‬

‫‪- 391 -‬‬


‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫بحوث املؤمتر العلمي السنوي الثاين لقسم الدراسات االجتامعية‪ /‬بيت احلكمة‪ ،‬بغداد ‪/ 29‬‬
‫ايلول‪.)2011 /‬‬
‫‪3535‬أسامء مجيل رشيد‪ ،‬حقوق األقليات‪ ،‬نحو بناء دور فاعل لألقليات يف العراق‪ ( ،‬ملخصات‬
‫بحوث املؤمتر العلمي السنوي الثاين لقسم الدراسات االجتامعية‪ -‬بيت احلكمة‪ ،‬بغداد ‪29‬‬
‫ايلول ‪.)2011‬‬

‫‪- 392 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬

‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬


‫دراسة حتليلية ملنشورات صفحة «ازدحام بغداد»‬
‫انموذجا‬
‫للمدة من ‪ 2017/1/1/‬اىل ‪2017/6/30‬‬
‫د‪ .‬وداد نجم‬

‫املقدمة‬
‫أوال‪ :‬مشكلة البحث‪ :‬تعد مواقع التواصل االجتامعي من ابرز مالمح التطور التقني‬
‫وامهها ؛ نظرا ملا تتمتع به من مميزات وما تقدمه من خدمات‪ ،‬ومع كثرة تلك املواقع برز موقع‬
‫فيسبوك كتطبيق أكثر استخدام ًا وانتشار ًا وتأثري ًا يف العراق‪ ،‬كام يالحظ ازدياد عدد الصفحات‬
‫املدنية غري الشخصية سواء كانت صفحات عامة أو متخصصة والتي هتتم بتقديم خدمة تنموية‬
‫للفرد واملجتمع‪ ،‬ومن هنا تكمن مشكلة البحث والتي تتمثل بتنوع وازدياد عدد الصفحات‬
‫املتخصصة التي حتمل كل منها لواء قضايا حمددة‪ ،‬ومع مرور الوقت تأخذ تلك الصفحات‬
‫دورها يف التغيري املجتمعي سلب ًا او اجياب ًا‪ ،‬بفضل تنوعها وازدياد االقبال عليها ومنها صفحة‬
‫ازدحام بغداد املتخصصة باجلانب املروري‪ ،‬ونظر ًا لدورها وامهيها وجب معرفة مقدار‬
‫مسامهتها يف تنمية وحتديث املجتمع من عدمه‪ ،‬اذ تكمن مشكلة البحث باالجابة عىل التساؤل‬
‫الرئيس االيت‪ :‬ما مدى مسامهة مضمون منشورات صفحة ازدحام بغداد بتنمية وحتديث‬
‫املجتمع يف اجلانب املروري؟‬
‫ثانيا‪ :‬أمهية البحث‪ :‬يشكل الفضاء االفرتايض يف موقع الفيس بوك جما ً‬
‫ال واسع ًا وخصب ًا‬

‫‪- 393 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫لتداول املعرفة وتنميتها وحتديثها يف املجتمع سوءا كانت معرفة سلبية ام اجيابية بخاصة فيام‬
‫يتعلق باالخبار املتداولة يف اجلانب املروري‪ ،‬اذ تأيت امهية البحث من الناحية العلمية من امهية‬
‫موقع الفيس بوك وتأثريه الواسع يف حياة املستخدمني كأحد التطبيقات االعالمية اجلديدة التي‬
‫تسهم يف زيادة املعرفة والتوعية املرورية للتأثري يف تنمية املعرفة لدى املشرتك يف الصحفحة ‪.‬‬
‫اما امهية البحث يف اجلانب املجمعي فتأيت من امهية توضيح مقدار اخلدمة االجتامعية التي‬
‫يقدمها موقع فيسبوك وحتديد ًا عرب احدى الصفحات املدنية التي يتابعها ويتفاعل معها اكثر‬
‫من مليونني مستخدم من بغداد وشتى حمافظات العراق ؛ والتي اصبحث تشكل مركز ًا لتنسيق‬
‫العالقة بني املواطن واملواطن من جهة وبني املواطن واملسؤول من جهة اخرى‪ ،‬فضال عن‬
‫امهية املجتمع اخلاضع للبحث والتحليل اال وهو (املنشورات بانواعها كافة املكتوبة واملصورة‬
‫والفيديوية) والتي تعد احد اليات توصيل املعرفة وتشكيلها يف جمال نرش السالمة املرورية يف‬
‫تلك الصفحة‪ ،‬وبعد تلك املنشورات أحدى اهم الطرق التي تسهم يف توعية االفراد يف احلفاظ‬
‫عىل حياهتم وممتلكاهتم العامة واخلاصة املتمثلة باملركبات والطرق العامة ومستخدميها ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهداف البحث‪ :‬هيدف البحث اىل حتديد مقدار التوعية املرورية التي يقدمها القائمون‬
‫عىل صفحة ازدحام بغداد بموقع فيسبوك واملقدمة اىل املستخدمني املتفاعلني بصورة عامة‪ ،‬من‬
‫اجل مساعدة القائمني عىل تلك الصفحة حتسني وجتويد مضامني رسائلهم االعالمية املرورية‪،‬‬
‫والتي ستسهم يف تنمية وحتديث املجتمع وترقيته‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬منهج البحث ونوعه‪ :‬اتبعت الباحثة املنهج املسحي بشقيه الوصفي واحللييل‪ ،‬وهو‬
‫من املناهج الشائعة االستخدام يف البحوث االعالمية وذلك ملرونته يف التعبري والوصول اىل‬
‫اهداف البحث املتمثلة بالتحديد والوصف والتفسري‪ ،‬وهو أحد انواع البحوث الوصفية يف‬
‫جمال االعالم ‪.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬جمتمع البحث وعينته‪ :‬يتمثل جمتمع البحث بصفحة ازدحام بغداد بموقع فيسبوك‬

‫‪- 394 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫(‪ ،)1‬وتعرف بأهنا « القناة الواصلة بني الدوائر االمنية واخلدمية وبني املواطني‪ ،‬وتضع شعار ًا‬
‫هلا يف املوقع اعىل الصفحة بـ «‪ ‬كن االول يف معرفة االزدحام أول بأول” تأسست يف ‪ 4‬نيسان‬
‫‪ ،2012‬وهتدف اىل معرفة االزدحام قبل اخلروج وعىل مدار الساعة‪ ،‬وتصنف بأهنا موقع “‬
‫خدمي‪ ،‬طريق رسيع ‪ ،‬خدمة اجتامعية»(‪ ،)2‬ويعزى سبب اختيار هذه الصفحة إىل عدد املشرتكني‬
‫فيها الذي وصل إىل أكثر من (‪ )250,000‬من املتابعني لغاية ‪ ،2017/6/13‬وتقييم وصل‬
‫إىل (‪ )4.7‬من (‪ )5‬نجوم‪ ،‬و(‪ )940‬من اآلراء االجيابية وبنسبة (‪ ،)%98‬من املجموع الكيل‬
‫ملقيمي الصفحة البالغ عددهم (‪ )1433‬مقي ًام (‪ ،)3‬ويتمثل جمتمع البحث بمجموع املنشورات‬
‫ّ‬
‫يف تلك الصفحة عىل موقع الفيس بوك والبالغ عددها بصورة إمجالية (‪ )1830‬منشور ًا للمدة‬
‫املمثلة حلدود البحث ‪.‬‬
‫وتم اختيار عينة عشوائية بسيطة من جمتمع البحث الكيل اخلاضع للبحث والتحليل‬
‫بنسبة (‪ )%20‬ليصبح العدد الكلية للمنشورات اخلاضعة للتحليل (‪ )366‬منشور ًا (‪ ،)4‬وقد‬
‫تم التحقق من صحة انحراف العينة للتأكد من دقة متثيلها ملجتمع البحث األصيل واعتمدت‬
‫الباحثة عىل برنامج اإلحصاء )‪) )Minitab.v16.2.3‬اخلاص بتحديد حجم العينات‪،‬‬
‫وباعتامد خطأ معاينة يبلغ (‪ )0.01‬ملجتمع متجانس؛ حلساب اقل حجم عينة مُثلة ملجتمع‬
‫الدراسة عىل أساس جمموع املنشورات يف الصفحة ؛ والستيفاء الرشوط العلمية لتمثيل العينة‬
‫ملجتمع البحث العلمي طبقت املعادلة‪ ،‬وتم سحب عينة بمقدار(‪ )366‬مفردة بأسلوب العينة‬

‫((( ينظر ملحق (‪ )1‬صورة لصفحة ازدحام بغداد بموقع فيسبوك ‪.‬‬
‫((( ينظر ملحق (‪ )2‬صورة ملا تضعه صفحة ازدحام بغداد من ترويسة يف حقل (‪ ) About‬عام تدور‬
‫الصفحة ‪.‬‬
‫((( ينظر ملحق (‪-3‬أ) صورة لعد املقيمني واملراجعات يف صفحة ازدحام بغداد ‪ ،‬وملحق (‪-3‬ب)‬
‫صورة للوصف الذايت والتقيم النهائي لصفحة ازدحام بغداد ‪.‬‬
‫((( تم استخراج العينة العشوائية البسيطة ملجتمع البحث الكيل =‬

‫‪- 395 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫العشوائية من املجتمع البالغ عدده (‪ )1830‬منشور ًا يف الصفحة (‪.)1‬‬
‫سابع ًا‪ :‬حدود البحث‪:‬‬
‫‪1‬احلدود املوضوعية‪ :‬متثلت بمجوع ما تقدمه صفحة (ازدحام بغداد) من منشورات‬ ‫‪.1‬‬
‫بعدها إحدى املواقع الشبه رسمية والتي يديرها جمموعة من الضباط بصفة غري رسمية‬
‫متعاونني مع بعض اجلهات الرسمية لتقديم اخلدمة للجمهور مدينة بغداد‪ ،‬وبعدّ ها الصفحة‬
‫املنفردة التي تنفرد بتقديم اخلدمة املرورية‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن نيلها مكانة خدمة بعدّ ها األكثر شعبية‬
‫واألكثر متابعة من مستخدمي مواقع التواصل يف مدينة بغداد خاصة‪ ،‬اذ مل جتد الباحثة اي‬
‫صفحة اخرى تعنى بتقديم اخلدمات املرورية يف موقع فيسبوك ببغداد او املحافظات سواها ‪.‬‬
‫‪2‬احلدود الزمانية‪ :‬تتمثل باملدة املمتدة من ‪ 2017/1/1‬اىل ‪ 2017/6/30‬وهي مدة‬ ‫‪.2‬‬
‫مناسبة للتعرف عىل مضمون املنشورات بصورة واضحة‪ ،‬ومتثل تلك املدة ايضا ًاملرحلة التي‬
‫تم فيها سحب العينة بعد حرص املجتمع الكيل واملمثل جلميع املنشورات التي نرشت يف تلك‬
‫االشهر واملتمثلة بالستة اشهر االوىل من السنة ‪.‬‬
‫‪ 3‬احلدود املكانية‪ :‬متثلت بموقع صفحة “ازدحام بغداد” عىل شكبة التواصل االجتامعي‬ ‫‪.3‬‬
‫“ الفيسبوك” وهي صفحة شبه رسمية‪ ،‬يديرها جمموعة من الضباط خدمة للصالح العام ؛ ال‬
‫تنتمي اىل اي جهة رسمية‪ ،‬لكن يعزى سبب تصنيفنا اىل اهنا صفحة شبه رسمه بعدها صفحة‬
‫عىل تواصل مع جمموعة من الدوائر البلدية واملجموعة من الضباط يف وزارة الدفاع والداخلية‪،‬‬
‫وفق ًا ملالحظة الباحثة الدائمة املستمرة للصفحة واملتابع ملنشورات الصفحة يمكنه التحقق‬
‫من استجابة الدوائر املعنية املذكورة بصورة مستمرة مع الصفحة وهو الدليل عىل ان تلك‬

‫((( تم حتديد حجم العينة ملجتمع متجانس وفق ًا لقانون املدرج يف برنامج (‪ )Minitab‬اإلحصائي‬
‫أن ‪ )0.01( α = )1.96( = Z:‬متثل خطأ املعاينة ‪.‬‬ ‫إذ َ‬ ‫والذي توضحه املعادلة اآلتية ‪:‬‬
‫‪ =N‬متثل حجم املجتمع‪ = n.‬متثل حجم العينة‪ ،‬للمزيد ينظر‪ُ :‬أسامة ربيع أمني سلطان‪ ،‬التحليل‬
‫اإلحصائي للبيانات بأستخدام برنامج ‪( ،Minitab‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،)2007 ،‬ص ‪. 102‬‬

‫‪- 396 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫الدوائر والوزارات املذكورة عىل تواصل مع منشورات الصفحة والقائمني عليها‪ ،‬اذ تفتح‬
‫اخلطوط املبارشة امام بعض شكاوى املواطنني واالستجابة هلا كام هو احلال يف اغلب منشورات‬
‫الصفحة والتي توثق برد رسمي من اجلهة املعنية واصالح اخللل موثق ًا بالصور ومذي ً‬
‫ال بأسامء‬
‫املنتسبني واملسؤلني عن عملية االصالح واالستجابة بالنصوص املكتوبة والوسائط املتعددة‬
‫املتمثلة بالصور والفيديو ‪.‬‬
‫ويعزى سبب اختيار هذه الصفحة دون غريها اىل عدد املتابعني الذي وصل اىل‬
‫(‪ )253.309‬معجب ًا و(‪ )254.441‬متابع ًا (‪ ،)1‬فض ً‬
‫ال عن عدد املستخدمني املتفاعلني الذي‬
‫يصل اىل اكثر من (‪ )300‬تفاعل للمنشور الواحد وهو الرقم الذي يمثل امجايل عدد االعجابات‬
‫والتعليقات واملشاركات) كحد أدنى بخاصة منشورات الرد عىل موضوعات الشكاوى‪،‬‬
‫والتجاوزات‪ ،...‬و‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن فعالية الصفحة نفسها نظر ًا لتعاوهنا املبارش مع املفتش العام‬
‫لوزارة الدفاع‪ ،‬وقسم اعالم وعالقات مديرية املرور العامة‪ ،‬وعدد من الصفحات الشخصية‬
‫لضباط وزاريت الدفاع والداخلية ومدراء قواطع املرور ومعاونيهم‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن اتصاهلم‬
‫املبارش بصفحة قسم الوعي البلدي واملكاتب االعالمية لوزارات (الدفاع‪ ،‬والداخلية‪ ،‬و‬
‫رشطة حمافظة بغداد‪ ،‬وعمليات بغداد‪ ،‬ووزارة الصحة والنقل) واملكاتب االعالمية لبلديات‬
‫(املنصور‪ ،‬والدورة‪ ،‬والغدير‪ ،‬والشعلة‪ ،‬والكاظمية‪ ،‬واالعظمية‪ ،‬والكرادة) وفق ًا ملا الحظته‬
‫الباحثة وقامت بجرد اجلهات املتعاونة مع الصفحة من خالل الردود الرسيعة من تلك اجلهات‬
‫املذكورة واستجابتهم لشكاوى ومالحظات ومقرتحات املواطنني ‪.‬‬
‫ثامن ًا‪ :‬أدوات البحث‪ :‬استخدمت الباحثة أداة حتليل املحتوى‪ ،‬ملعرفة املضمون الذي حتمله‬
‫صفحة ازدحام بغداد ودوره يف تنمية املجتمع وتعليمه‪ ،‬بعدها من األدوات الشائعة املستخدمة‬
‫يف البحوث اإلعالمية واألنسب للوصول اىل أهداف البحث املتوخاة وقد تم اختيار فئة “ ماذا‬
‫قيل؟” والتي تستهدف عالم يدور املحتوى االتصايل لتحديد املحتوى االتصايل ملنشورات‬

‫((( ينظر ملحق (‪ )4‬صورة المجايل عدد املعجبني واملتابعني لصفحة ازدحام بغداد ‪.‬‬

‫‪- 397 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫الصفحة املستهدفة يف البحث والتحليل‪ ،‬اما بالنسبة لوحدة التحليل فقد اعتمد عىل وحدة‬
‫املوضوع لكل منشور كأساس ملعرفة املوضوعات املطروحة والتي تفاعل معها املستخدمون‬
‫واحدثت تأثري ًا يف تنمية وحتديث املجتمع من الناحية املرورية (‪. )1‬‬
‫تاسع ًا‪ :‬نظرية البحث‪ :‬اعتمدت الباحثة عىل احدى نظريات التأثري املحدود لوسائل‬
‫االعالم يف االقناع والتغري ؛ للعامل االمريكي “ دانيال لرينر “ املوضوعة سنة ‪1950‬م‪ ،‬والتي‬
‫تقوم عىل اساس مؤداه ان لوسائل االتصال دور يف حتديث املجتمع وتنميته‪ ،‬وقد وظف اقرتاح‬
‫“ لرينر” فيام خيص نظام التحدي القائم عىل مراحل اربعة هي‪ :‬التحرض والتعلم واملشاركتني‬
‫االعالمية والسياسية اللتان تقومان برفع امكانية املجتمع وقدراته يف استيعاب التغيري ملا تقدمه‬
‫من معلومات وخربات وجتارب جديدة ‪.‬‬
‫عارش ًا‪ :‬الصدق والثبات‪ :‬سعت الباحثة للتحقق من الصدق الظاهري الذي يعبرّ عن مدى‬
‫اتفاق املحكمني بعرض استامرة التحليل عىل جمموعة من اخلرباء؛ بعد أن وضعت التعريفات‬
‫اإلجرائية وأسفر التحكيم عن حصول األداة عىل درجة اتفاق بني املحكمني(*) بلغت (‪)%85‬‬
‫إن معظم الفئات جيدة ومالئمة وحتمل صدق ًا ظاهري ًا ومالئمة للتطبيق ‪.‬‬
‫وأتضح ّ‬
‫أما الثبات فقد قامت الباحثة بتكرار تطبيق األداة عىل املفردات نفسها يف الظروف‬

‫((( ينظر ملحق (‪ )5‬اداة البحث‪ ،‬استامرة حتليل املحتوى ‪.‬‬


‫*) أسامء اخلرباء واملحكمون حسب الدرجة العلمية واألحرف األبجدية وهم‪:‬‬
‫‪1‬أ‪ .‬م ‪.‬د حافظ علوان محادي‪ :‬قسم العلوم السياسية ‪ ،‬كلية صدر العراق اجلامعة االهلية ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪2‬أ ‪.‬م‪.‬د حسني ديب ‪ :‬كلية االعالم‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬قسم االذاعة والتلفزيون ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪3‬أ‪.‬م ‪.‬د عبد احلسني رزوقي‪ :‬رئيس قسم العلوم الرتبوية والنفسية‪ ،‬كلية الرتبية ابن الرشد‪ ،‬جامعة‬ ‫‪.3‬‬
‫بغداد‬
‫**) تم اختيار (‪ )37‬منشور بنسبة (‪ )%10‬بأسلوب العينة العشوائية من املادة اخلاضعة للتحليل‬
‫من املجموع الكيل للعينة اخلاضعة للبحث والبالغة (‪ ،)366‬وإعطاءها إىل حملل آخر وهي الباحثة (‬
‫د‪.‬زينة سعد نويش ) احلاصلة عىل شهادة الدكتوراه يف اإلذاعة والتلفزيون من كلية اإلعالم بجامعة‬
‫بغداد ‪.‬‬

‫‪- 398 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫ذاهتا والوصول إىل نتائج مماثلة‪ ،‬ويتفق مفهوم الثبات مع مفاهيم أخرى كاالتساق أو الدقة أو‬
‫االستقرار‪ ،‬وسعت الباحثة استخدام طريقة «الثبات بني حملل وآخر» أي قيام باحثني بالعمل‬
‫بشكل مستقل بإجراء التحليل عىل املضمون نفسه باستخدام الفئات والوحدات نفسها؛ فإذا‬
‫ما توصال إىل النتائج نفسها فقد حتقق الثبات‪ ،‬إذ قامت الباحثة بإجراء االتساق بني املحللني‬
‫املختلفني وإعطائها إىل حملل آخر(**) من ذوي االختصاص وتم حتليلها ومن ثم إجراء نسبة‬
‫االتساق وفق معادلة ثبات كوبر‪.‬‬

‫وهي نسبة جيدة لتأكيد الثبات يف مجيع حاالت البحث (‪. )1‬‬

‫مقدمة‬
‫اصبحت مواقع التواصل االجتامعي احدى الوسائل االتصالية االكثر تأثريا يف الفرد‬
‫واملجتمع ككل عىل حد سواء‪ ،‬اذ ال يستطيع اي من االفراد املنخرطني يف املجتمع االفرتايض‬
‫جتنب التأثريات النامجة جراء تعرضه ملواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬ونظرا لتظافر جمموعة من‬
‫العوامل املوضوعية والذاتية والتكنولوجية اصبح من السهل االندماج مع تلك الوسائل‪ ،‬وهو‬
‫االمر الذي يزيد من شدة تأثريها عىل الفرد واملجتمع عىل حد سواء‪ ،‬ونظر ًا ملا متتاز به تلك املواقع‬
‫من مميزات ازالت فيها احلواجز املكانية والزمانية ودورها يف حتطيم حواجز الوسائل التقليدية‬
‫السابقة‪ ،‬فقد أقدم الفرد الجئا اليها وهاربا من تقليدية الوسائل السابقة‪ ،‬وذلك الختالف نوع‬
‫وشكل وطريقة التفاعل مع املضمون االتصايل الذي يقدم فيها‪ ،‬وجتاوزها الصفة التي كانت‬

‫((( شيامء ذو الفقار زغيب‪ ،‬مناهج البحث االستخدامات اإلحصائية يف الدراسات اإلعالمية‪( ،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الدار املرصية اللبنانية‪ ،) 2009 ،‬ص ‪. 163‬‬

‫‪- 399 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫تتفرد هبا الوسائل السابقة املتصفة باهليمنة ذات العالقة املشاركة باجتاه واحد‪ ،‬ونظرا ملا متتاز‬
‫به من سامت وما منحته للجمهور من صفات وقدرة عىل تشكيل املحتوى االتصايل واعادة‬
‫تشكيله ونرشه بالصيغة التي يراها مناسبة ؛ فمن املؤكد ان يكون هلا الدور يف تنمية املجتمع‬
‫وحتضريه او العكس وهو االمر الذي سنبحث فيه ‪.‬‬
‫إحدى عرش‪ :‬مفاهيم ومصطلحات البحث ‪:‬‬
‫‪--‬التوعية املرورية‪ :‬ويقصد هبا كل نشاط خمطط هيدف إىل إحداث تغريات يف سلوك‬
‫املستخدمني وتنظيم وحتسني املعلومات واخلربات وطرق العمل للتأثري بسلوكياهتم واجتاهاهتم‪،‬‬
‫وسلوكهم وهو االمر الذي يقود عىل استعامل افراد صاحلني يؤدون دورهم يف املجتمع بكفاءة‬
‫والتزام عال ‪.‬‬
‫‪--‬الفيس بوك‪ :‬وهو موقع إجتامعي أطلق يف الرابع من فرباير ‪ 2004‬واملوقع يتبع نفس‬
‫رشكة فيس بوك اخلاصة ويسمح هذا املوقع للمستخدمني باإلنضامم إىل عدة شبكات فرعية‬
‫من نفس املوقع تصب يف فئة معينة مثل منطقة جغرافية او اختصاص ما ويساعد عىل الوصول‬
‫اىل املزيد من األشخاص املتوافرون يف الشبكة لتبادل املعرفة وتنميتها وتطويرها(‪. )1‬‬
‫‪--‬صفحة ازدحام بغداد‪ :‬صفحة مدنية يف موقع التواصل الفيس بوك‪ ،‬اسست يف‬
‫نيسان ‪ ،2014‬هتتم بشؤون الزخم املروري والتوعية باالنظمة والقوانني والتعليامت املرورية‬
‫وشكاوى املواطنني اخلاصة بذلك املجال بمختلف فئاته الطريق‪ ،‬السائق‪ ،‬املركبة‪ ،‬السابلة‪،‬‬
‫ومسوؤيل الطريق ‪.‬‬

‫((( حسنني شفيق‪ ،‬االعالم اجلديد ــ االعالم البديل ــ تكنلوجيا جديدة يف عرص ما بعد التفاعلية‪،‬‬
‫(بريوت‪ ،‬دار فكر وفن للنرش‪ ،) 2011 ،‬ص ‪. 198‬‬

‫‪- 400 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬

‫الفصل االول ‪:‬‬


‫املبحث األول‪:‬‬
‫القدرات التنموية ملواقع التواصل االجتامعي ‪:‬‬
‫املهمشني واملجموعات يف‬‫يعد اإلعالم اجلديد وسيلة مهمة تتمثل يف وضع األفراد ّ‬
‫عالقة اتصال يف ما بينهم‪ ،‬وايض ًا رهان ًا اسرتاتيجي ًا‪ ،‬فهو ال ينفصل عن التنشيط االجتامعي‪،‬‬
‫واحرتام احلرية الشخصية لِ ُك ّل فرد‪ ،‬لذلك فهو يستهدف تفعيل جتارب احلوار مابني الثقافات‬
‫واالثنيات التي تتعايش وهي تتصادم وتتجاهل بعضها البعض‪ ،‬ويمكن أن تؤول هذه اآللية‬
‫لالعالم اجلديد الفعيل اىل مستويات عدّ ة (‪: )1‬‬
‫‪ -1‬البحث عن التفاعلية احلقيقية‪« ،‬مشاركة اجلمهور يف فعل االتّصال»‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرة خمتلفة أو بديلة للحياة السياسية والثقافية واالجتامعية‪.‬‬
‫‪ -3‬أنامط معاجلة اعالمية خترج عن االساليب املطروقة‪.‬‬
‫‪ُ -4‬يعدّ متلقي الرسالة رشيك ًا جدير ًا باالستقاللية‪ ،‬وليس متلقي ًا سلبي ًا‪.‬‬
‫لكل حماور اخليار بأن جييب بطريقة ال تكون معدة سلف ًا من قبل املرسل‪.‬‬
‫‪ّ -5‬‬
‫وعىل الرغم من ذلك يفتقر اإلعالم اىل الوضوح‪ ،‬بالنسبة اىل جماله ومداه‪ ،‬ليس هناك اتفاق‬
‫عىل حدود مقبولة‪ ،‬وكام يؤكد امربتو ايكو‪« :‬يف كل قرن‪ ،‬تعكس الطريقة التي تقوم عليها‬
‫االشكال االعالمية الطريقة التي يرى هبا العلم والثقافة املعارصة الواقع»‪ .‬وقد يعني هذا ان‬
‫اشكال اإلعالم اجلديد تعكس علم الشك‪ ،‬والنسبية‪ ،‬والفوىض «األوصاف املشرتكة للثقافة‬
‫املعارصة» (‪.)2‬‬

‫((( هنوند القادري‪ ،،‬قراءة يف ثقافة الفضائيات العربية الوقوف عىل ختوم التفكيك‪ ،‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬بريوت‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪.233 - 231‬‬
‫((( جون هارتيل‪ ،‬الصناعات اإلبداعية كيف تنتج الثقافة يف عامل التكنولوجيا و العوملة ‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر‬
‫السيد‪ ، ‬عامل املعرفة‪ ،2007 ،‬ص ‪41‬‬

‫‪- 401 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫وحياول «االعالم اجلديد» الرتكيز عىل حرية الرأي والتعبري ولكن كفاعل منترص ال كفاعل‬
‫منهزم أي كفاعل إجيايب انفلتت أفكاره ومواقفه من سلطة الرقابة‪ ،‬عرب هامش احلرية التي‬
‫خيلقها هذا الفاعل أو عن طريق مقولة « جمال الاليقني « ‪.‬‬
‫ويقود اإلعالم اجلديد ظاهرة إبراز احلقائق‪ ،‬وتتشكل االجندة اإلعالمية‪ ،‬عن طريق‬
‫األحداث البارزة التي تفرض نفسها‪ .‬وهلذا يتوجب من املجتمع املدين بذل جهود كبرية ليكون‬
‫جزء ًا من االحداث‪ ،‬فيغري اإلعالم وخييف احلكام‪ ،‬وإعادة األمور إىل نصاهبا ليست مستحيلة‪.‬‬
‫مكونات املجتمع‪ ،‬فإنّنا نتحدّ ث‬
‫كيفية استثامر وتوظيف االنرتنيت من ّ‬
‫وعندما نتحدّ ث ّ‬
‫بالرضورة عن مواقع التواصل االجتامعي ومنها موقع فيسبوك‪ ،‬والذي مل يعدّ ينتظر احلصول‬
‫القانونية التي تتمثل عائقا أمام حتركه‪ ،‬بل أصبح‬
‫ّ‬ ‫احلكومية ومل يعدّ ملزم ًا بالقيود‬
‫ّ‬ ‫عىل التأشرية‬
‫ّ‬
‫يشكل أهم جمال لتجاوز اخلطوط احلمراء والوصول اىل اجلمهور واملسؤل عىل حد سواء‪.‬‬
‫ونظرا لنجاحه وقدرته عىل التعبري عن مطالب وتط ّلعات الفئات ّ‬
‫املهمشة تشهد مواقع‬
‫التواصل االجتامعي ومنها فيس بوك تزايد يف اعداد مستخدميه‪ ،‬إذ أسهم يف اآلونة األخرية‬
‫جذب األنظار لعدد من القضايا أثارت الرأي العام وأرغمت حكومات كثرية يف اختاذ قرارات‬
‫ضد رغبتها (‪. )1‬‬
‫وتم ازالة احلدود والرصاعات السياسية الكثرية عىل يد ذلك التطبيق‪ ،‬والذي يملك‬
‫أهم إنجاز يف اإلعالم اجلديد هو االهتامم بحق التعبري‪ ،‬مما ادى اىل استثارة غضب الكثري من‬
‫احلكومات العربية‪ ،‬وأصبحت تضع يف حساباهتا هذه الوسيلة‪ .‬فتداول األحداث ذات التوجه‬
‫السيايس أرغم بعض احلكومات عىل اختاذ قرارات أو الرتاجع عن قرارات بسبب االحتجاج‬
‫اجلامهريي (‪. )2‬‬

‫((( املصدر السابق نفسه ‪ ،‬ص ‪. 216‬‬


‫‪(2) University of Texas, Austi، An analysis of content links on Facebook‬‬
‫‪, Knight Lewis For presentation at the International Symposium on Online‬‬
‫‪Journalism, Austin, Texas Apri , p; 8-9 , 2011‬‬

‫‪- 402 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫ومن خالل استعراضنا الهم ما يتضمنه مواقع االتواصل االجتامعي من نشاطات يتضح‬
‫لنا دورها خالل حتديد القدرات االتصالية االتية‪:‬‬
‫‪1.1‬القدرة عىل االتصال (اجلامعي )‪ :‬كالتحفيز واحلشد واالثارة العقلية واحلسية ‪.‬‬
‫‪2.2‬القدرة عىل االتصال ( الفردي )‪ :‬االتصال مع الذات الفردية ‪.‬‬
‫‪3.3‬القدرة عىل التقديم بصورة خمتلفة ومتنوعة بتنوع الروايات واختالفها ‪.‬‬
‫‪4.4‬القدرة عىل ان يكون بديال عن االتصال املواجهي ‪.‬‬
‫‪5.5‬القدرة عىل اباحة املحظورات ‪ :‬ابتداءا من املشاعر االنسانية ‪ ...‬انتهاءا باالراء املعارضة ‪.‬‬
‫‪6.6‬القدرة عىل الدمج بني االنشطة املنفصلة‪ :‬كاملدونات‪ ،‬الربيد االلكرتوين الصحافة‬
‫االلكرتونية‬
‫‪7.7‬القدرة عىل التشكيل‪ :‬تشكيل الرأي العام‪ ،‬تشكيل املظاهرات ‪.‬‬
‫‪8.8‬القدرة عىل الضغط‪ :‬اذ يعدّ اداة ضغط اجتامعيا وسياسيا واقتصادي ًا ‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪:‬‬
‫التوعية يف موقع الفيس بوك‬
‫هتدف مواقع التواصل االجتامعي اىل التوعية بشكل مبارش ضمن اهداف حمددة سلف ًا‬
‫وبشكل مبارش ومقصود‪ ،‬او بشكل غري مبارش‪ ،‬وهي تنمية حتدث نتيجة املزايا واخلصائص‬
‫التي تتوسم هبا تلك الوسائل ؛ وحدوثها تعتمد اساسا عىل وجود قيادة متنفذة عامة بيد‬
‫املستخدم قادرة عىل مقاومة وجماهبة الوسائل التقليدية االخرى يف قدرهتا عىل ايصال املعلومة‬
‫والتحكم فيها لتحقيق املصلحة العامة‪ ،‬ونتيجة قدرهتا كوسيلة ترشك اجلمهور طواعية حين ًا‬
‫واجباري ًا حين ًا اخر يف سبيل تقديم اخلدمات التي حيتاجها لتحقيق سياسات تدعم التوعية التي‬

‫‪- 403 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫يفرتض ان تكون متوافقة مع الفكر العام للدولة واملجتمع (‪. )1‬‬
‫ويشري مفهوم التدعيم اىل النشاط او الفعل الذي يقود اىل حدوث استجابة حمددة وتكرارها‬
‫كاملديح والتشجيع واالثابة املعوية لنمط حمدد سلوكي‪ ،‬وينقسم التدعيم اىل قسمني رئيسني مها‬
‫(‪: )2‬‬
‫‪1‬التدعيم االجيايب‪ :‬هو حادثة اوفعل مرتبط بزيادة شيوع سلوك مرغوب ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪2‬التدعيم السلبي‪ :‬هو حادثة او فعل مرتبط بتوقف عن شيوع سلوك غري مرغوب‬ ‫‪.2‬‬
‫اما عن املشاركة فهو مفهوم يتسع ليشمل مفهوم التأثر بالوعي واالهتامم واالجتاه مرور ًا‬
‫باالختيار واختاذ القرار‪ ،‬فاملشاركة سلوك يتخذه املواطن طواعية للمسامهة يف صنع السياسة‬
‫العامة للمجتمع واختاذ القرارات عىل املستويات كافة ويرتبط مفهوم املشاركة بوعي املواطن‬
‫ودرجة اهتاممه باملجريات السياسية واالعالمية‪ ،‬وطبقا لذلك فان املشاركة تقسم اىل مستويات‬
‫(‪)3‬‬
‫وهي كااليت‬
‫‪1‬املشاركة بالوعي واالهتامم وفهم جمريات االمور وفق ًا ملجموعة القوانني والترشيعات‬ ‫‪.1‬‬
‫املنتظمة وخربات الفرد السابقة ومقدار ما يتبناه ‪.‬‬
‫‪2‬املشاركة بالوعي واالهتامم وفهم جمريات االمور وفق ًا للمعلومات التي تبثها وسائل‬ ‫‪.2‬‬
‫االعالم واالتصال املبارش ‪.‬‬
‫اما عن العالقة بني املشاركة االعالمية والسياسية للتنمية وحتديث املجتمع فهي عالقة‬
‫تأثري متبادل‪ ،‬اذ يؤثر النظام السيايس يف االعالم من خالل اليات متعددة كام العكس صحيح‪،‬‬

‫((( يرسى حممد ابو العالء‪ ،‬اسرتاتيجية االعالم والتنمية‪( ،‬االسكندرية‪ ،‬دار الفكر اجلامعي للنرش‬
‫والطباعة ‪ ،)2008‬ص ‪.98 ،13-12‬‬
‫((( نصيف فهمي منفريوس‪ ،‬النظريات العلمية والنامذج املهنية بني البناء النظري واملامرسة يف العمب‬
‫مع اجلامعات‪ ( ،‬االسكندرية‪ ،‬دار الكتاب اجلامعي احلديث‪ ،) 2009 ،‬ص ‪. 110-109‬‬
‫((( عادل عبد الغفار‪ ،‬االعالم واملشاركة السياسية للمرأة – رؤية حتليلية واسترشافية‪ ( ،‬القاهرة‪،‬‬
‫الدار املرصية اللبنانية‪ ،) 2009 ،‬ص ‪. 58‬‬

‫‪- 404 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫لذا يمكن القول ان اختالف حجم التأثري الذي يتبادله الطرفان وفق طبيعة العالقة بينهام من‬
‫جمتمع اىل اخر وفق درجة الديمقراطية التي يتمتع هبا املجتمع ودرجة احلرية التي ينعم هبا‬
‫الوسائل االعالمية يف معاجلة قضايا التوعية املجتمعية ودرجة استجابة النظام ملالحظات املثبتة‬
‫(‪:)2‬‬
‫عىل االداء التنفيذي (‪ .)1‬وتتنوع اليات املشاركة التي تسهم يف حتدي وتنمية املجتمع بااليت‬
‫‪1‬التنشئة للمواطنني‪ :‬التعريف باحلقوق والواجبات كام يكفلها الدستور هلم عرب‬ ‫‪.1‬‬
‫املضامني االعالمية ‪.‬‬
‫‪2‬التعبئة للمواطنني‪ :‬مساندة السياسة العامة وادارة االزمات املحلية بتحريك املواطنني‬ ‫‪.2‬‬
‫وتعبئتهم التعبئة النفسية من اجل خلق حراك شعبي وراي سائد ‪.‬‬
‫‪3‬التعريف باملستجدات‪ :‬نقل االحداث والتطورات والتعليق عليها وابداء الرأي فيها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪4‬التعريف بنبض الرأي العام‪ :‬وخيتص بتعريف املستخدمني بالشائعات واالخبار‬ ‫‪.4‬‬
‫املهولة واملؤدجلة واملحرفة ‪.‬‬
‫‪5‬املتابعة والرقابة‪ :‬وتتلخص بمتابعة االداء احلكومي يف املجاالت السياسية واالقتصادية‬ ‫‪.5‬‬
‫والثقافية ودرجة التنفيذ من جهة‪ ،‬ومتابعة اجلمهور من جهة اخرى ومدى التزامه باالنظمة‬
‫والقوانني‪.‬‬
‫ومن اجلدير بالذكر ان مجيع املضامني املقدمة النوا عاليات املشاركة تتخذ نوع االتصال‬
‫اهلابط او الصاعد او كالمها‪ ،‬فأما االتصال الصاعد فهو االتصال املوجه من النخبة اىل الرأي‬
‫العام‪ ،‬واما االتصال اهلابد فأنه موجه من الرأي العام اىل النخبة اما االتصال املزدوج فأنه‬
‫يشرتك بتكوينه الرأي العام والنخبة عىل حد سواء يف وقت واحد ‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك فأن اجلمهور يتكون لديه جمموعة من التأثريات يف جمال املشاركة وهي (‪: )3‬‬

‫((( املصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 116‬‬


‫((( املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 118-117‬‬
‫((( املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 120‬‬

‫‪- 405 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫‪1‬التأثريات املعرفية لإلعالم يف جمال املشاركة‪ :‬وتتلخص بمستويات أربعة وهي‬ ‫‪.1‬‬
‫التعريف باحلقوق‪ ،‬وبالواجبات‪ ،‬التعريف بالنظام والبيئة ‪.‬‬
‫‪2‬التأـثريات الوجدانية لإلعالم يف جمال املشاركة‪ :‬تتمثل بتشكيل االجتاه والرأي‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫والتعريف باملخاطر ومقارنة النتائج واملشاركة بعدم املشاركة ‪.‬‬
‫‪3‬التأثريات السلوكية لإلعالم يف جمال املشاركة‪ :‬هي تشجيع اجلمهور عىل اختاذ السلوك‬ ‫‪.3‬‬
‫املناسب إزاء قضايا التوعية والتوعية والتحديث ‪.‬‬
‫وتسهم مواقع التواصل عامة يف نرش مستحدثات التنمية والتوعية والتحديث التي تسهم‬
‫يف تنمية املجتمع وحتديثه باستخدام أساليب وطرق احلث‪ ،‬وإثارة االنتباه‪ ،‬واإلخبار والتقويم‪،‬‬
‫والتعزيز والتأكيد‪ ،‬والتوجيه‪ ،‬واحلفاظ (‪ ،)1‬وحتدث التوعية والتنمية والتحديث يف مواقع‬
‫التواصل االجتامعي بمستويات ثالثة هي (‪: )2‬‬
‫‪1‬اتصال من شخص إىل آخر ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪2‬اتصال من شخص إىل جمموعة ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪3‬اتصال من جمموعة إىل جمموعة ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ان وسائل االعالم تقوم باملهام التنموية بام يتفق مع السياسة العامة الوطنية‪ ،‬وحريتها‬
‫ختضع للقيود التي تفرضها االولويات التنموية وحاجات املجتمع‪ ،‬وان تعطي وسائل االعالم‬
‫امهية للثقافة واللغة الوطنية‪ ،‬وتعطي اولوية اخرى اىل االفكار واملعلومات التي تقدمها عن‬
‫الدولة نفسها والدول املجاورة جغرافي ًا وسياسي ًا وثقافي ًا‪ ،‬وان الصحفيني هم فقط هلم احلرية‬
‫يف مجع وتوزيع املعلومات واالخبار‪ ،‬وللدولة حق مراقبة وتنفيذ انشطة وسائل االعالم يف‬

‫((( صفد حسام الساموك‪ ،‬االعالم والتحوالت العربية – الثورة واالصالح واالنتخابات‬
‫والديمقراطية‪ ( ،‬بغداد‪ ،‬دار الفراهيدي للنرش والتوزيع‪ ،)2014 ،‬ص ‪59‬‬
‫((( ماجد سامل الرتبان‪ ،‬االنرتنيت والصحافة االلكرتونية رؤية مستقبلية‪( ،‬القاهرة‪ ،‬الدار اللبنانية‬
‫املرصية‪ ،)2008 ،‬ص‪. 49‬‬

‫‪- 406 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫تنفيذها لالهداف التنموية (‪. )1‬‬
‫اما يف ظل استخدام مواقع التواصل االجتامعي فاهنا تقوم باملهام التنموية بام يتفق وبام ال‬
‫يتفق مع السياسة العامة الوطنية‪ ،‬وان حريتها الختضع الي نوع من انواع القيود والرقابة واهنا‬
‫تعطي امهية للثقافة الوطنية وغري الوطنية للدول املجاورة التي تؤثر والتي التؤثر فيها‪ ،‬وان‬
‫الصحفيني وغري الصحفيني هلم احلرية الكلملة يف توزيع املعلومات واالخبار‪ ،‬وللقائم عىل‬
‫املوقع حق مراقبة وتنفيذ االنشطة التي يقوم هبا املستخدم يف تنفيذها لالهداف التنموية‪ ،‬ومن‬
‫خالل املالحظة يمكن ان نوعز االسباب الرئيسة لزيادة دور وسائل التواصل االجتامعي يف‬
‫حتديث وتنمية املجتمع وتغريبه اىل‪:‬‬
‫‪1‬اتاحة التطور التكنلوجي بيد املستخدم اىل جانب التطور املتزايد عىل الصعيد‬ ‫‪.1‬‬
‫املعلومايت من جانب اخر ‪.‬‬
‫‪ 2‬تؤدي تلك املواقع وظيفة املقهى يف الواقع احلقيقي فاملستخدمون يودون التشارك‬ ‫‪.2‬‬
‫والتجمع بمثل تلك االماكن يف الواقع احلقيقي ‪ ...‬أما الواقع االفرتايض أتاح للمستخدم ذلك‬
‫املقهى وتبادل اطراف احلديث يف املنزل ومكان العمل‪ ،‬فضال عن استخدام اللغة العامية وعدم‬
‫التقييد بالفصحى كون ان اللغة العامة معربة أكثر عن الواقع االجتامعي للمستخدم بصورة‬
‫أكثر‪.‬‬
‫‪3‬صفة التنوع واحتواءها عىل عىل املواد العلمية وغري العلمية‪ ،‬اجلادة واهلزلية من شتى‬ ‫‪.3‬‬
‫بقاع العامل عىل عكس الوسائل االخرى التي اختصت بجانب معني ‪.‬‬
‫‪4‬هي خمرج مناسب للتعبري عن الرأي املضاد‪ ،‬وهي املكان املناسب لتحقيق رغبة الفرد‬ ‫‪.4‬‬
‫لتعزيز مفهوم اخلصوصية ‪.‬‬
‫‪ 5‬صفة املجهولية التي تتمتع هبا تلك املواقع فاالنسان كام يقال يف علم النفس االجتامعي‬ ‫‪.5‬‬

‫((( كامل خورشيد مراد‪ ،‬االتصال اجلامهريي واالعالم ‪ -‬التطور اخلصائص النظريات‪ ( ،‬عامن‪ ،‬دار‬
‫املسرية للرش والتوزيع‪ ،) 2011 ،‬ص ‪. 266‬‬

‫‪- 407 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫كائن يميل اىل التخفي عن الواقع لكن ارتباطه الوثيق بذلك الواقع جيعله يتابع ذلك الواقع من‬
‫بعيد متخفيا متتبعا ملا يريد ‪.‬‬
‫‪6‬امكانية اجياد املعلومات اخلاصة واحلرصية ان كانت عىل مستوى جمتمعي او عىل‬ ‫‪.6‬‬
‫مستوى االفراد ‪.‬‬
‫‪7‬صفة االجهار‪ :‬امكانية االجهار واالفصاح عام يف دواخل املستخدم يف حلظات‬ ‫‪.7‬‬
‫الغضب والفرح يف وقت ال يستطيعون االفصاح عنه بالطريقة املنطوقة ‪.‬‬
‫االسباب التي يمكن عدّ وسائل التواصل االجتامعي احدى اهم الوسائل التي تسهم يف‬
‫احداث التوعية يف املجتمع ‪:‬‬
‫ان الدور الذي متارسه وسائل االعالم االلكرتونية بصفة عامة يف احداث التنيمة‬
‫املجتمعية يتمثل بمسارين رئيسني احدمها التوعية باالجتاه العكيس السلبي واالخر التوعية‬
‫باالجتاه االجيايب‪ ،‬اذ تكمن التوعية السلبية يف إباحة املحظورات وجتاوز القيم والعادات‬
‫والتقاليد واالمتثال اىل مايتبع يف الغرب ‪ ...‬فاالجتاه يف هذا املحور ينقسم بني مؤيد وارفض‬
‫(‪. )1‬‬
‫وتتفق الباحثة يف االجتاهني معا ً انطالقا من تفرس ذلك بااليت‪ :‬فاالجتاه املؤيد يصور وسائل‬
‫االعالم االلكرتونية بأهنا ادوات لتحويل العامل العريب اىل نسخ متكررة من النموذج الثقايف‬
‫الغريب وهو االمر الذي يتضح لنا من خالل نقلها اىل بعض العادات والثقافات يف امللبس‬
‫واملأكل واملرشب وطرق االحتفال باملناسبات وتغيري عادات النوم وانقالب عادات االتصال‬
‫االجتامعي عامة واالرسي خاصة الذي انعكس سلبا عىل تكوين االرسة العربية ‪.‬‬
‫اما االجتاه الرافض للدور السلبي الذي حيدث يف نطاق التوعية والذي يمكن متثليه بان‬
‫مواقع التواصل االلكرتونية رغم اهنا التأخذ بالنظر خصوصية كل جمتمع وحدوده وتعمل بال‬

‫((( جمموعة مؤلفني‪ ،‬االعالم وتشكيل الرأي العام وصناعة القيم‪( ،‬بريوت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العريب‪ ،)2013،‬ص‪35‬‬

‫‪- 408 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫هواده عىل نقل كل مايرد من معلومات ومعارف تسهم يف تنمية املجتمعات العربية باالجتاه‬
‫السليم او غري السيلم (املخالف للعادات والقاليد)‪ ،‬ورغم ان تلك الوسائل تبيح املحظور‬
‫اال ان الفرد يف املجتمعات العربية الزال متمسكا بام نشأ عليه من اجتاهات‪ ،‬فلكل جمتمع له‬
‫خصوصية ثقافية يمكن جتاوزها يف امور ؛ ويف امور اخرى اليمكن جتاوزها نظرا للنمط‬
‫املعييش اسائد لذلك املجتمع ومدى استجابته للرسائل يف الوسائل االلكرتونية ‪.‬‬
‫لذلك فأنه يمكن القول ان مواقع االعالم االلكرتونية تسهم يف تنمية املجتمع بمقدار ما‬
‫لذلك املجتمع من قابلية لالستجابة وجتاوز النمط التقليدي‪ ،‬و من خالل املالحظة العامة‬
‫للباحثة يمكن حتديد الدور الذي تلعبه مواقع التواصل االلكرتونية يف تنمية املجتمع باالجتاه‬
‫االجيايب وكااليت ‪:‬‬
‫‪1.1‬تسهم يف مشاركة قاعدة عريضة من املواطنني وختلق منهم صفة الناشط االجيايب ‪.‬‬
‫‪2.2‬تدعم الثقافة عىل املستويات الثالث املحيل والعريب والعاملي بمختلف انواعها وصنوفها ‪.‬‬
‫‪3.3‬الربط بني اعضاء اجلامعة وتشجيع النقاش واجياد احللول للمشاكل العامة واخلاصة ‪.‬‬
‫‪4.4‬تقدم رؤى جديدة لعامل يطمحون ان تسود فيه العدالة االجتامعية ‪.‬‬
‫‪5.5‬الدعوة اىل احرتام حقوق االفراد‪ ،‬رغم التجاوزات التي قد حتصل يف احيان كثرية ‪.‬‬
‫‪6.6‬تقديم اطروحات حتطم املمنوعات وتتجاوز فيها املحظورات ‪.‬‬
‫‪7.7‬تقدم الدعم والتـأييد لالفكار التي مل يكن مرحبا هبا من قبل او العكس‪ ،‬تقدم الرفض‬
‫واملعارضة لالفكار السائدة او تلك التي يروج هلا البعض ‪.‬‬
‫‪8.8‬تعزز الشفافية ومنع اهلروب من املسؤولية ‪.‬‬
‫‪9.9‬تقديم اخلدمات املجانية التي تسهل من حياة املواطن وتسهم يف تكاتف حياة املواطنني‬
‫الغرباء اكثر من تكاتف املواطنني مع ذوهيم املقربني ‪.‬‬
‫‪ 1010‬تعمل عىل التنبيه اىل ابراز اخللل يف النظام عامة وتواجه سلبية النشاط البرشي‬
‫‪1111‬تفرض العمل باطار املعايري العامة وهتدف اىل حماسبة اخلارجني عنها ‪.‬‬

‫‪- 409 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫‪1212‬تضفي الرشعي عىل اوضاع يريدها املجتمع ان كانت سلبية او اجيابية ‪.‬‬
‫‪1313‬توفر قاعدة معلوماتية معرفية للخربات والقيم املشرتكة بني املستخدمني ‪.‬‬
‫‪1414‬تسهم بالقيام يف احلمالت العامة‪ ،‬ومتارس الضغط عىل السلطات ‪.‬‬
‫‪1515‬تسهم يف التنوير والتوعية بمختلف اجتاهاهتا‪ ،‬وتقرب وجهات النظر وتطرح املعاكسات ‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬االطار العميل‪:‬‬


‫(حتليل حمتوى منشورات صفحة ازدحام بغداد) ‪:‬‬
‫جدول (‪)1‬‬
‫مصدر املعلومة يف صفحة ازدحام بغداد‬

‫املرتبة‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫مصدر نقل وتوزيع املعلومات‬ ‫ت‬

‫االوىل‬ ‫‪%51.91‬‬ ‫‪190‬‬ ‫مسؤول الصفحة‬

‫الثانية‬ ‫‪%27.05‬‬ ‫‪99‬‬ ‫املواطن العام‬

‫الثالثة‬ ‫‪%21.04‬‬ ‫‪77‬‬ ‫جمهولة‬ ‫م ‬

‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪366‬‬ ‫املجموع‬

‫يوضح اجلدول اعاله نوع مصدر املعلومة يف صفحة ازدحام بغداد‪ ،‬اذ حازت فئة مسؤول‬
‫الصفحة عىل اكثر من النصف بنسبة (‪ ،)%51.91‬بينام جاءت فئة املواطن العام باملرتبة الثانية‬
‫بنسبة (‪ ،)%27.05‬اما املرتبة الثالثة فكانت لفئة املصدر املجهول بنسبة (‪ ،)%21.04‬وترش‬
‫تلك البيانات اىل اعتامد الصفحة بشكل كبري عىل معلومات مسؤ ّيل الصفحة وبالدرجة االوىل‬
‫لتوخيها احليطة واحلذر من نقل معلومات عن املواطنني واشخاص غري معروفني ‪.‬‬
‫اما سبب حيازة فئة املواطن العام عىل املرتبة الثانية فتعزى اىل اعتامد الصفحة عىل نرش‬
‫شكاوى ومشكالت املواطنني‪ ،‬اما مصدر املعلومة املجهول فقد مثل بجموعة املنشورات‬

‫‪- 410 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫التوعوية غري املذيلة بمصدر رصيح واملمثلة ملنشورات فيديوات مرورية او يوميات كامل او‬
‫اخبار عاملية(‪.)1‬‬
‫جدول (‪)2‬‬
‫نوع السياسة التنفيذية املتبعة يف املجال التنموي‬
‫املرتبة‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫نوع السياسة التنفيذية املتبعة يف املجال التنموي‬
‫االوىل‬ ‫‪%40.71‬‬ ‫‪149‬‬ ‫اسلوب ينتقد السياسة العامة‬
‫الثانية‬ ‫‪%32.51‬‬ ‫‪119‬‬ ‫اسلوب حمايد السياسة العامة‬
‫الثالثة‬ ‫‪%26.78‬‬ ‫‪98‬‬ ‫اسلوب موافق للسياسة العامة‬
‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪366‬‬ ‫املجموع‬
‫يبني اجلدول اعاله نوع السياسة التي تتبعها صفحة «ازدحام بغداد»‪ ،‬إذ حاز االسلوب‬
‫املنتقد للسياسة العامة عىل املرتبة االوىل بنسبة (‪ )%40.71‬وهو االمر الذي يشري اىل دور‬
‫الصفحة بمراقبة احلاالت السلبية للمجتمع والؤسسات احلكومية (‪ ،)2‬اما االسلوب املحايد‬
‫فقد جاء يف املرتبة الثانية بنسبة (‪ )%32.51‬وهو االمر الذي يوضح ان اجتاه الصفحة يقوم‬
‫بوظيفة اخبارية حمايدة كحاالت فقدان املستمسكات والعثور (‪ ،)3‬أما األسلوب املوافق‬

‫((( ينظر منشورات يوم ‪. 2017/6/6 ،2017/5/5 ، 2017/3/ 31-30 -‬‬


‫((( ينظر منشور بعنوان‪ :‬عمل هناري المانة بغداد ‪ ،2017/3/ 31-30‬ومنشور بعنوان قطوعات‬
‫بتاريخ ‪ ،2017/2/3‬ومنشور بعنوان‪ :‬حرق نفايات بتاريخ ‪ ،2017/2/29‬ومنشور بعنوان‪:‬‬
‫غالء تسعرية النقل بتاريخ ‪ ،2017/2/15‬ومنشور بعنوان‪ :‬مقاول بتاريخ ‪،2017/2/18‬‬
‫ومنشور بعنوان استغالل رصيف‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2017/2/19‬ومنشور بعنوان غلق استدارة ‪،‬بتاريخ‬
‫‪ ،2017/2/3‬ومنشور بعنوان‪ :‬حالة سلبية يف حمطة وقود الوزيرية‪ ،‬بتاريخ ‪،2017/3/23‬‬
‫ومنشور بعنوان استهتار بحياة مواطن بتاريخ ‪ 2017/3/22‬ومنشور بعنوان عامل املحطة بتاريخ‬
‫‪.2017/5/12‬‬
‫((( منشور بعنوان‪ :‬فقدان مستمسكات بتاريخ‪ ،2017/2/28 :‬و‪ 2017/3/2‬و ‪،2017/19،2‬‬
‫ومنشور بعنوان‪ :‬يوميات كامل كامرو بعنوان ‪ ،2017/2/4‬ومنشور بعنوان‪ :‬هتاين وتربيكات بتاريخ‬

‫‪- 411 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫للسياسة العامة فقد حل يف املرتبة الثالثة بنسبة (‪ )%26.78‬؛ وهو األمر الذي يشري إىل اهتامم‬
‫الصفحة بنرش احلاالت االجيابية للمجتمع ‪.‬‬
‫جدول (‪)3‬‬
‫الوظائف التنموية املرورية لصفحة ازدحام بغداد‬
‫املرتبة‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫الوظائف التنموية املرورية‬ ‫ت‬
‫االوىل‬ ‫‪%33.33‬‬ ‫‪122‬‬ ‫احلث‬
‫الثانية‬ ‫‪%21.58‬‬ ‫‪79‬‬ ‫اثارة االنتباه‬
‫الثالثة‬ ‫‪%18.03‬‬ ‫‪66‬‬ ‫االخبار‬
‫الرابعة‬ ‫‪%14.75‬‬ ‫‪54‬‬ ‫التعزيز والتأكيد‬
‫اخلامسة‬ ‫‪%12.30‬‬ ‫‪45‬‬ ‫احلفاظ‬
‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪366‬‬ ‫املجموع‬
‫يوضح اجلدول أعاله الوظائف التنموية التي تقوم هبا صفحة ازدحام بغداد‪ ،‬اذ حازت‬
‫فئة احلث عىل املرتبة األوىل بنسبة (‪ ،)%33.33‬أما فئة إثارة االنتباه فقد حازت عىل املرتبة‬
‫الثانية بنسبة (‪ ،)%21.58‬وهو األمر الذي يدل عىل اهتامم الصفحة باألساليب االقناعية‬
‫التشجيع وبعث النشاط لدى املستخدم‪ ،‬أما فئة اإلخبار فقد حازت عىل املرتبة الثالثة بنسبة‬
‫(‪ ،)%18.03‬وهو األمر الذي يدل عىل عدم اهتامم الصفحة باألخبار احلالية‪ ،‬أما فئتي التعزيز‬
‫والتأكيد فقد حازتا عىل املرتبتني الرابعة واخلامسة بنسبتني (‪ )%14.75‬و(‪ )%12.30‬لكل‬
‫منهام عىل التوايل‪ ،‬وهو األمر الذي يشري إىل ضعف الرتكيز عىل املوضوعات التي متت اإلشارة‬
‫إليها سابقا‪ ،‬ويعزى سبب ذلك إىل تنوع املوضوعات التي تركز عليها الصفحة وكثرهتا مما يقود‬
‫إىل عدم استخدام أسلوب التكرار ملوضوعات احلث وإثارة االنتباه‪ ،‬وهو األمر الذي نتج منه‬
‫ضعف يف فئتي التعزيز والتأكيد واحلفاظ ‪.‬‬

‫‪ ،2017/1/22‬و‪ ،2017/3/12‬ومنشور بعنوان ادعية وصباحات بتاريخ ‪2017/2/10‬‬


‫ومنشور بعنوان فقدان رجل بتاريخ ‪ ،2017/5/11‬وفقدان اجازة بتاريخ ‪. 2017/6/17‬‬

‫‪- 412 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫جدول (‪)4‬‬
‫نوع املعلومات وصفتها ملنشورات صفحة ازدحام بغداد‬
‫معلومات غري متخصصة‬ ‫معلومات متخصصة‬ ‫صفتها‬
‫ت‬
‫التكرار النسبة املئوية املرتبة‬ ‫املرتبة‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫نوع املعلومات‬
‫األوىل‬ ‫‪%72.24‬‬ ‫‪301‬‬ ‫األوىل‬ ‫‪%78.42‬‬ ‫‪287‬‬ ‫معلومات علمية‬
‫الثانية‬ ‫‪%17.76‬‬ ‫‪65‬‬ ‫الثانية‬ ‫‪%21.58‬‬ ‫‪79‬‬ ‫معلومات عامة‬
‫‪--‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪366‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪366‬‬ ‫املجموع‬
‫يوضح اجلدول أعاله نوع املعلومات من حيث الصفة العلمية‪ ،‬اذ حازت فئة املعلومات‬
‫املتخصصة عىل املرتبة األوىل بنسبة (‪ )%78.42‬للمعلومات العلمية كاملعلومات اخلاصة ب‪،‬‬
‫وبنسبة (‪ )%72.24‬للمعلومات العامة كاهتاممها بنرش حوادث املركبات مرفقة التفاصيل‬
‫اخلاصة بنوع السيارة ومكان احلادث واالسباب املؤدية للحادث واالرضار املادية والبرشية‬
‫وفيديو خيتص باطالة عمر االطارات والفرق بني النرتوجني واهلواء يف االطارات(‪. )1‬‬
‫اما املعلومات غري املتخصصة فقد جاءت بنسبة(‪ )%21.58‬للمعلومات العلمية‪،‬‬
‫و(‪ )%17.76‬للمعلومات العامة‪ ،‬ونستدل من ذلك اىل اهتامم الصفحة باملعلومات املتخصصة‬
‫العامة والعلمية عىل حد سواء أكثر من اهتاممها باملعلومات غري املتخصصة كشكاوى املواطنني‬
‫العامة وإدراج منشورات ختتص بنرش الثقافة العامة للمجتمع مثل نرش فلم الرسالة ومنشور‬
‫يعلق باملنتخب العراقي وغرق مدينة الطب وحلقة ليوميات كامل مفيد(‪ ،)2‬وهو األمر الذي‬
‫نستدل منه انحراف الصفحة عن أهدافها املوضوعة‪.‬‬

‫((( منشور ‪ 2017 /3/31‬و ‪ 2017/3/22‬و ‪ ،2017/4/12‬و‪. 2107/6/2‬‬


‫((( منشور ‪ 2017 /2/34‬و ‪ 2017/3/26‬و ‪ 2017/3/23‬و ‪،2017/3/24‬‬
‫و‪.2017/5/22 ،2017/4/24‬‬

‫‪- 413 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫جدول (‪)5‬‬
‫أساليب االتصال املستخدمة لنرش التوعية املرورية يف صفحة ازدحام بغداد‬
‫املرتبة‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫أساليب االتصال املستخدمة لنرش التوعية‬ ‫ت‬
‫األوىل‬ ‫‪%30.60‬‬ ‫‪144‬‬ ‫اتصال من شخص إىل آخر ‪.‬‬
‫الثانية‬ ‫‪%39.34‬‬ ‫‪112‬‬ ‫اتصال من شخص إىل جمموعة ‪.‬‬
‫الثالثة‬ ‫‪%30.05‬‬ ‫‪110‬‬ ‫اتصال من جمموعة إىل جمموعة ‪.‬‬
‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪366‬‬ ‫املجموع‬

‫يوضح اجلدول أعاله أساليب االتصال املستخدمة لنرش التوعية يف املجتمع والتي تتبعها‬
‫صفحة ازدحام بغداد‪ ،‬إذ حازت فئة اتصال من شخص إىل آخر عىل املرتبة األوىل بنسبة‬
‫(‪ ،)%30.60‬أما فئة اتصال من شخص إىل جمموعة فقد حازت عىل املرتبة الثانية بنسبة‬
‫(‪ ،)%39.34‬أما فئة اتصال من جمموعة إىل جمموعة فقد حازت عىل املرتبة األخرية بنسبة‬
‫(‪ ،)%30.05‬وهو األمر الذي يدل عىل ان اغلب منشورات الصفحة هي منشورات من‬
‫املواطن إىل املواطن والتي متثل منشورات استغاثة مواطن‪ ،‬منشورات مذيلة حتت عنوان صديق‬
‫أو عضو‪ ،‬أو فقدان‪ ،‬أو عثور‪ ،‬أما فئة اتصال من شخص إىل جمموعة فقد متثلت باملنشورات‬
‫املوجهة من املواطن إىل مؤسسات حكومية‪ ،‬أما فئة اتصال من جمموعة إىل جمموعة فقد متثلت‬
‫باملناشدات اجلامعية التي تنرش لتخاطب املؤسسات احلكومية‪ ،‬ان تنوع تلك األساليب سبب‬
‫مرده إىل طبيعة الشكاوى التي ترد الصفحة‪ ،‬وعدم وضع معيار لنرش الشكاوى‪ ،‬إذ يتضح من‬
‫ذلك ان الصفحة تنرش اي شكوى ترد إليها وال هتتم بنوعها ان كانت من مواطن منفرد أو عدة‬
‫مواطنني‪ ،‬ويتوجب عىل الصفحة ان تعطي األولوية واألمهية للشكاوى التي ترد من جمموعة‬
‫من املواطنني أكثر من اختيارها العشوائي واعتامدها عىل طبيعة املوضوع املثار يف املنشور ‪.‬‬

‫‪- 414 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫جدول (‪)6‬‬
‫نوع مضمون املنشورات من حيث تأثرياهتا يف صفحة ازدحام بغداد‬

‫املرتبة‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫نوع مضمون املنشورات من حيث تأثرياهتا‬ ‫ت‬
‫االوىل‬ ‫‪%48.09‬‬ ‫‪176‬‬ ‫مضامني ذات تأثري معريف‬
‫الثانية‬ ‫‪%35.52‬‬ ‫‪130‬‬ ‫مضامني ذات تأثري سلوكي‬
‫الثالثة‬ ‫‪%16.39‬‬ ‫‪60‬‬ ‫مضامني ذات تأثري وجداين‬
‫‪--‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪366‬‬ ‫املجموع‬
‫يوضح اجلدول أعاله نوع مضمون املنشورات من حيث تأثرياهتا يف صفحة ازدحام بغداد‪،‬‬
‫واملتضمنة وجود ثالثة أنواع من التأثريات‪ ،‬نال منها املضمون املعريف عىل املرتبة األوىل بنسبة‬
‫ال تتجاوز النصف بلغت (‪ )%48.09‬؛ وهو األمر الذي يدل عىل عدم تركيز القائمني عىل‬
‫الصفحة مضامني التوعية املعرفية إال بنسبة مل تتجاوز النصف (‪. )1‬‬
‫أما املضامني السلوكية فقد جاءت يف املرتبة الثانية بنسبة (‪ )%35.52‬وهي نسبة قليلة‬
‫قياس ًا باألهداف التي يؤكد عليها القائمون عىل الصفحة يف نرش التوعية واحلد من السلوك‬
‫السلبي ملستخدمي الطرق بأنواعهم (‪. )2‬‬
‫تنل اال جزء ًا‬
‫أما املضامني التي استهدفت التأثري عىل الناحية الوجدانية للمستخدمني فلم ْ‬

‫((( ينظر منشور بعنوان‪ :‬رسائل بريد الصفحة إىل كل من‪ :‬مديرية املرور العامة بتاريخ ‪2017/3/3‬‬
‫و ‪ ،2017/3/4‬إىل أمانة بغداد بتاريخ ‪ 2017/2/4‬و ‪ ، 2017/2/2‬واىل وزارة الصحة بتاريخ‬
‫‪ ،2017/2/5/‬واىل وزارة البيئة بتاريخ ‪ ،2017/2/7‬واىل من يعنيه األمر بتاريخ ‪،2017/3/3‬‬
‫ومنشور بعنوان‪ :‬الصني بتاريخ ‪. 2017/2/8‬‬
‫((( ينظر منشور بعنوان‪ :‬نصائح وإرشادات‪ :‬بعنوان ‪ 15‬حلقة سوالف مزدمحة ‪ 2017/3/2‬تناقش‬
‫موضوعات متنوعة منها ما خيص الشارع واملجتمع‪ ،‬واملعايري االجتامعية واملخالفات‪ ،‬واإلشارة‬
‫الرباعية‪ ،‬والسري باالجتاه املعاكس‪ ،‬واألعراس‪ ،‬وأصحاب الكوسرتات والكيات‪ ،‬وقوانني العبور‪،‬‬
‫والضوء العايل‪ ،‬والطفل واملطر‪ ،‬وسيارات اإلسعاف واإلطفاء‪.‬‬

‫‪- 415 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫يسريا من جمموع العني اخلاضعة للتحليل إذ جاءت باملرتبة الثالثة بنسبة (‪ ،)%16.39‬وهو‬
‫األمر الذي يشري إىل إمهال الصفحة ألهم وسيلة من وسائل اإلقناع وهي التأثري عىل العاطفة‬
‫من اجل الوصول إىل أهداف الصفحة املوضوعة يف تغيري السلوك من النواحي السلبية اىل‬
‫االجيابية أو للتأثري عىل املستخدم عاطفي ًا وكسب ميله للتعاطف والوصول إىل أهداف تعاون‬
‫مشرتكة (‪. )1‬‬
‫جدول (‪)7‬‬
‫أنواع آليات املشاركة املتبعة يف تنمية وحتديث املجتمع‬

‫أنواع آليات املشاركة املتبعة يف تنمية‬


‫املرتبة‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫ت‬
‫وحتديث املجتمع‬
‫األوىل‬ ‫‪%63.39‬‬ ‫‪232‬‬ ‫التعريف باملستجدات املرورية‬
‫الثانية‬ ‫‪%24.05‬‬ ‫‪88‬‬ ‫تعبئة املواطن اجتاه املوضوعات املرورية‬
‫الثالثة‬ ‫‪%6.28‬‬ ‫‪23‬‬ ‫التعريف بالرأي العام املروري‬
‫الثالثة‬ ‫‪%6.28‬‬ ‫‪23‬‬ ‫التعريف باألداء احلكومي‬
‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪366‬‬ ‫املجموع‬
‫يوضح اجلدول أعاله أنواع آليات املشاركة املتبعة يف تنمية وحتديث املجتمع يف صفحة‬
‫ازدحام بغداد‪ ،‬اذ حلت يف املرتبة األوىل فئة تعريف املواطن باملستجدات املرورية بنسبة فاقت‬
‫الفئات االخرى لتصل اىل (‪ ،)%63.39‬بينام حازت فئة تعبئة املواطن ازاء املوضوعات‬
‫املرورية املرتبة الثانية بنسبة (‪ ،)%24.05‬يف حني حازت فئتا التعريف بالرأي العام املروري‪،‬‬
‫والتعريف باالداء احلكومي املرتبة الثالثة مناصفة بنسبة (‪ ،)%6.28‬وتشري تلك البيانات اىل‬

‫((( ينظر منشور بعنوان‪ :‬مناشدة بتاريخ ‪، 2017/2/9‬و ‪، 2017/2/12‬و ‪، 2017/3/3‬و‬


‫‪ ، 2017/1/14‬و‪، 2017/5/22‬و ‪ ،2107/6/19‬ومنشور بعنوان تشخيص حالة اجيابية‬
‫لرشطي مرور‪ ،‬بتاريخ ‪2017/3/24‬‬

‫‪- 416 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫ان الصفحة تضع نصب عينها هدف بيان املوقف املروي للطرق او ً‬
‫ال (‪ ،)1‬بينام تراجع اهتاممها‬
‫باملوضوعات التعبوية املرورية للمواطن والتعريف باألداء احلكومي ؛ وهو امر نعزوه اىل‬
‫ضعف االداء احلكومي نفسه ‪.‬‬
‫جدول (‪)8‬‬
‫الفئات الرئيسة للتوعية املرورية يف الصفحة‬
‫املرتبة‬ ‫التكرار النسبة املئوية‬ ‫أنواع أساليب التوعية املرورية‬ ‫ت‬
‫االوىل‬ ‫‪%40.71‬‬ ‫‪149‬‬ ‫أساليب التوعية اخلاصة بالطريق‬
‫الثانية‬ ‫‪%21.86‬‬ ‫‪80‬‬ ‫أساليب التوعية اخلاصة باملركبة‬
‫الثالثة‬ ‫‪%18.85‬‬ ‫‪69‬‬ ‫أساليب التوعية اخلاصة بالسائق‬
‫الرابعة‬ ‫‪%12.57‬‬ ‫‪46‬‬ ‫أساليب التوعية اخلاصة بالعنارص البرشية يف الطريق‬
‫اخلامسة‬ ‫‪%6.01‬‬ ‫‪22‬‬ ‫أساليب التوعية اخلاصة بالراكب‬
‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪366‬‬ ‫املجموع‬

‫يوضح اجلدول أعاله الفئات الرئيسة للتوعية املرورية يف صفحة ازدحام بغداد‪ ،‬اذ حازت‬
‫االساليب التوعوية اخلاصة بالطريق املرتبة االوىل بنسبة (‪ ،)%21.86‬بينام حازت االساليب‬
‫التوعوية اخلاصة باملركبة حازت عىل املرتبة الثانية بنسبة (‪ ،)%21.86‬لتأيت يف املرتبة الثالثة‬
‫االساليب التوعوية اخلاصة بالسائق بنسبة (‪ ،)%18.85‬فيام جاءت االساليب التوعوية‬
‫اخلاصة للعنارص البرشية يف الطريق باملرتبة الرابعة بنسبة (‪ ،)%12.57‬اما اساليب التوعية‬
‫اخلاصة بالراكب فقد نالت املرتبة االخرية بنسبة التتجاوز (‪. )%6.01‬‬
‫ونستدل من تلك البيانات اىل اهتامم الصفحة بالتوعية اخلاصة بالطريق واملركبة‪ ،‬وتظهر‬

‫((( ينظر منشور بعنوان‪ :‬ازدحام تقاطع الزيتون ‪ ،2017/2/2‬ومنشور بعنوان‪ :‬تقاطع اجلادرية‬
‫بتاريخ ‪ ،2017/3/3‬ومنشور بعنوان‪ :‬ازدحام جرس اجلادرية ‪ ،2027/2/3‬ومنشور بعنوان‪:‬‬
‫رسيع الدورة ‪ ،2027/2/5‬ومنشور بعنوان‪ :‬ساحة عنرت بتاريخ ‪. 2017/1/3‬‬

‫‪- 417 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫ذلك االهتامم عرب الرتكيز عىل االزدحامات املرورية وحوادث املركبات‪ ،‬مقابل تدين نسبة‬
‫اهتاممها باساليب التوعية اخلاصة بالسائق والعنارص البرشية يف الطريق والراكب واملتمثلة‬
‫باملنشورات اخلاصة باملهارات القيادية واملعرفة املرورية للسائق باألنظمة والقواعد املرورية‬
‫سواء كانت للسائق او الراكب او السابلة يف الطريق‪.‬‬
‫جدول (‪)9‬‬
‫الفئات الفرعية ألنواع أساليب التوعية اخلاصة بالطريق‬
‫املرتبة‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫أساليب التوعية يف جمال الطرق العامة‬ ‫ت‬
‫األوىل‬ ‫‪%51.68‬‬ ‫‪77‬‬ ‫حالة الطرق وازدحامها‬
‫الثانية‬ ‫‪%20.13‬‬ ‫‪30‬‬ ‫احلوادث املرورية‬
‫الثالثة‬ ‫‪%14.09‬‬ ‫‪21‬‬ ‫مواقف السيارات‬
‫الرابعة‬ ‫‪%6.71‬‬ ‫‪10‬‬ ‫املطبات واحلفر‬
‫اخلامسة‬ ‫‪%6.04‬‬ ‫‪9‬‬ ‫احلواجز الكونكريتية‬
‫السادسة‬ ‫‪%1.34‬‬ ‫‪2‬‬ ‫حوادث الرسقة‬
‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪149‬‬ ‫املجموع‬
‫ني اجلدول أعاله الفئات الفرعية اخلاصة بالتوعية املرورية تاخاصة بالطريق واملتمثلة‬
‫ُي َب ْ‬
‫بنيل فئة حالة الطرق وازدحاماهتا املرتبة األوىل بنسبة تفوق النصف بلغت (‪ ،)%51.68‬يف‬
‫حني تراجع نالت فئة احلوادث املرورية املرتبة االنية بنسبة (‪ ،)%20.13‬يف حني تراجعت فئة‬
‫مواقف السيارات (الكراجات) اىل بنسبة (‪ )%4.09‬لتأيت يف املرتبة الثالثة ‪.‬‬
‫اما املطبات واحلفر واحلواجز الكونكريتية فقد نالتا املرتبتني الرابعة واخلامسة عىل التوايل‬
‫بنسب متقاربة بلغت (‪ )%6.71‬للمطبات واحلفر‪ ،‬و(‪ )%6.04‬للحواجز الكونكريتية‪ ،‬يف‬
‫حني مل ْ‬
‫تنل فئة حوادث الرسقة اكثر من (‪ ،)%1.34‬ويتضح لنا من تلك البيانات ان الصفحة‬
‫هتتم بنرش حالة ازدحام الطريق من عدمة اكثر من اهتاممها باحلوادث ومواقف السيارات‬
‫واملطبات واحلفر واحلواجز وحوادث الرسقة وهو امر مرده اىل طبيعة االخبار التي يتم استقباهلا‬

‫‪- 418 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫من املواطنني الن الصفحة التنرش معلومة ان مل تكون موثقة بالصور او الفيديو (‪.)1‬‬

‫جدول (‪)10‬‬
‫الفئات الفرعية ألنواع أساليب التوعية اخلاصة باملركبة‬

‫املرتبة‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫اساليب التوعية اخلاصة باملركبة‬ ‫ت‬

‫االوىل‬ ‫‪%35.72‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الرسعة‬


‫الثانية‬ ‫‪%21.43‬‬ ‫‪15‬‬ ‫حزام األمان‬
‫الثالثة‬ ‫‪%15.71‬‬ ‫‪11‬‬ ‫قطع اإلشارة‬
‫املخالفات‬
‫الثالثة‬ ‫‪%15.71‬‬ ‫‪11‬‬ ‫السري باالجتاه املعاكس‬ ‫‪70‬‬
‫املرورية‬
‫الرابعة‬ ‫‪%5.71‬‬ ‫‪4‬‬ ‫املخالفات والغرامات‬
‫اخلامسة‬ ‫‪%2.76‬‬ ‫‪2‬‬ ‫التفحيط‬
‫اخلامسة‬ ‫‪%2.76‬‬ ‫‪2‬‬ ‫امللصقات والكتابات‬

‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪70‬‬ ‫املجموع‬

‫((( ينظر منشور بعنوان‪ :‬استحداث كراج مدينة الطب بتاريخ ‪ ،2027/3/24‬ومنشور بعنوان‪:‬‬
‫استغالل مطعم رصيف قدوري ‪ 2017/3/23‬ومنشور بعنوان‪ ، 2017/3/30 :‬و منشور‬
‫بعنوان‪ :‬اعادة اجلزرة امللغية بتاريخ ‪ ،2017/3/26‬ومنشور بعنوان‪ :‬جتاوز مطعم صاج الريف‬
‫بتاريخ ‪ ،2017/3/25‬ومنشور بعنوان‪ :‬كراج لغسيل السيارات جتاوز عىل رصيف الدور السكنية‬
‫بتاريخ ‪. 2017/3/31‬‬

‫‪- 419 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬

‫األوىل‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪5‬‬ ‫مطفأة احلريق‬ ‫وسائل‬


‫الثانية‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫صيانة اليت املركبة‬ ‫صيانة‬
‫‪10‬‬
‫الثانية‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫املثلث املروري‬ ‫أمان‬
‫املركبة‬
‫الثالثة‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪1‬‬
‫صيانة عوادم املركبة‬
‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪80‬‬ ‫املجموع‬

‫ني اجلدول أعاله الفئات الفرعية اخلاصة بالتوعية املرورية اخلاصة باملركبات والتي تم‬
‫ُي َب ْ‬
‫تقسيمها إىل فئتني رئيستني أوهلام املخالفات املرورية والتي ضمت حيازة فئة الرسعة عىل املرتبة‬
‫األوىل بنسبة (‪ )%35.72‬وحزام األمان باملرتبة الثانية بنسبة (‪. )%21.43‬‬
‫بينام جاءت فئتا قطع اإلشارة والسري باالجتاه املعاكس يف املرتبة الثالثة مناصفة بنسبة‬
‫(‪ ،)%15.71‬واملخالفات املرورية باملرتبة الرابعة بنسبة (‪ ،)%5.71‬وفئتي التفحيط‬
‫وامللصقات والكتابات يف املرتبة اخلامسة ( ‪ ،)%2.76‬وهم ما يدل عىل اهتامم القائمني عىل‬
‫الصفحة بنرش التوعية اخلاصة بارتداء حزام األمان وااللتزام بالرسعة املحددة وهو ما يظهر‬
‫جلي ًا يف املنشورات التي تبينها الصفحة إزاء احلوادث والتي توضح فيها مكان وزمان نوع‬
‫املركبة وسبب احلادث واألرضار املادية والبرشية‪ ،‬ويالحظ ان الرسعة وعدم ارتداء حزام‬
‫األمان هي أكثر ما تعزوه الصفحة يف تفسري سبب احلادث ووقوع اخلسائر البرشية (‪ ، )1‬اما الفئة‬
‫االخرى التي جاءت ضمن اساليب التوعية اخلاصة باملركبة فقد ضمت حتت طياهتا فئة وجود‬
‫مطفأة احلريق اخلاصة باملركبة باملرتبة االوىل بنسبة (‪ ،)%50‬وفئتي صيانة اليت املركبة وامتالك‬
‫املثل املروري باملرتبة الثانية مناصفة بنسبة (‪ )%20‬لكل منهام‪ ،‬وصيانة عوادم املركبات باملرتبة‬
‫االخرية بنسبة ال تتجاوز (‪ ،)%10‬والشكل (‪ )5‬يوضح ذلك ‪.‬‬

‫((( ينظر منشور بعنوان‪ :‬عطل الربريك اليت ‪ 2017/ 3/23‬؛ ومنشور بعنوان‪ :‬قواعد اسبقية‬
‫املرور ‪ ، 2017/3/24‬ومنشور بعنوان حادث‪ :‬بتاريخ ‪ ،2017/3/28‬و ‪،2017/3/26‬‬
‫‪ ، 2017/3/25‬ومنشور بعنوان حادث مؤسف بتاريخ ‪2017/6/12 ،29017/5/22‬‬

‫‪- 420 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫جدول (‪)11‬‬
‫الفئات الفرعية ألنواع أساليب التوعية اخلاصة بالسائق‬

‫املرتبة‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫التكرار‬ ‫أساليب التوعية العامة للسائق‬ ‫ت‬

‫األوىل‬ ‫‪%81.13‬‬ ‫‪43‬‬ ‫استخدام اهلاتف النقال‬ ‫سلوك‬


‫‪53‬‬
‫الثانية‬ ‫‪%18.87‬‬ ‫‪10‬‬ ‫استخدام املزمار‬ ‫السائق‬

‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪53‬‬ ‫املجموع‬


‫االوىل‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اجازة السوق واالوراق الثبوتية‬ ‫حيازة‬
‫‪16‬‬
‫االوىل‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪8‬‬ ‫محل املركبة‬ ‫السائق‬
‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪69‬‬ ‫املجموع‬
‫يوضح اجلدول أعاله الفئات الفرعية ألنواع األساليب التوعوية اخلاصة بالسائق‪ ،‬اذ حازت‬
‫فئة التوعية لسلوك السائق املرتبة األوىل وضمت فئة استخدام اهلاتف النقال (‪ ،)%81.13‬بينام‬
‫جاءت فئة استخدام املزمار بنسبة ال تتعدى (‪ ،)%18.87‬وهو األمر الذي يبني اهتامم الصفحة‬
‫بخطورة استخدام النقال يف أثناء القيادة‪ ،‬يف حني إهنا مل تركز عىل استخدام املزمار واملزمار‬
‫املحور للسيارات وذلك ألهنا ال تشكل خطورة بالنسبة ملستخدمي الطريق والسائق نفسه‬
‫بقدر ما تسبب اإلزعاج وحسب‪ ،‬بينام جاءت فئة حيازة السائق املرتبة الثانية ؛ وضمت فئتي‬
‫املحاسبة عىل إجازة السوق واألوراق الثبوتية ومحل املركبة مناصفة بنسبة (‪ )%50‬لكل منهام‪،‬‬
‫إذ متثلت تلك املنشورات بالتأكيد عىل االلتزام باحلمولة املحددة للمركبة مع استخدام الغطاء‬
‫للبضائع واخلدمات املحملة السيام مركبات احلمل للمواد اإلنشائية (‪. )1‬‬

‫((( ينظر منشور بعنوان‪ :‬احلوادث املرورية بتاريخ ‪2017/5/24 ،2017/3/24‬و منشور‬
‫بعنوان‪ :‬محلة غلق الكراجات واألرصفة غري الرسمية بتاريخ ‪ 2017/3/24‬و ‪2017/5/14‬‬
‫و‪ ،2017/206‬ومنشور بعنوان‪ :‬منع التدخني داخل املركبة وفرض الغرامة بتاريخ ‪،2017/3/25‬‬
‫ومنشور بعنوان‪ :‬حزام األمان إذا كان يضايقك جرب الكريس املتحرك بتاريخ ‪. 2017/3/22‬‬

‫‪- 421 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫جدول (‪)12‬‬
‫الفئات الفرعية ألنواع أساليب التوعية املرورية اخلاصة بالعنارص البرشية املستخدمة للطريق‬

‫املرتبة‬ ‫التكرار النسبة املئوية‬ ‫أساليب التوعية العامة للقواعد واألنظمة املرورية‬ ‫ت‬
‫األوىل‬ ‫‪%57.14‬‬ ‫‪20‬‬ ‫رجال املرور‬ ‫مسؤويل‬
‫‪35‬‬
‫الثانية‬ ‫‪%42.86‬‬ ‫‪15‬‬ ‫السيطرات املرورية‬ ‫الطريق‬

‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪35‬‬ ‫املجموع‬


‫األوىل‬ ‫‪%63.64‬‬ ‫‪7‬‬ ‫املشاة (السابلة)‬
‫مستخدمي‬
‫الثانية‬ ‫‪%27.27‬‬ ‫‪3‬‬ ‫األطفال‬ ‫‪11‬‬
‫الطرق‬
‫الثالثة‬ ‫‪% 9.09‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التجمهر‬
‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪46‬‬ ‫املجموع‬
‫يشري اجلدول أعاله إىل الفئات الفرعية ألنواع أساليب التوعية اخلاصة بالعنارص البرشية‬
‫املستخدمة للطريق والتي ضمت حيازة فئة مسؤويل الطريق عىل املرتبة األوىل والتي احتوت‬
‫بضمنها تصدر فئة رجال املرور بنسبة أكثر من النصف بلغت (‪ ،)%57.14‬بينام فئة السيطرات‬
‫املرورية بنسبة مل تتجاوز (‪ )%42.86‬وهو األمر الذي يشري إىل اهتامم الصفحة بدور رجل‬
‫املرور وتسليط الضوء عليه يف إطار األعامل واملهام املوكل إليها واملهام اإلنسانية التي تقع‬
‫خارج نطاق عمله (‪. )1‬‬
‫أما يف املرتبة الثانية فقد جاءت فئة مستخدمي الطريق‪ ،‬ويف هذا املجال اهتمت الصفحة‬
‫بثالثة فئات من املستخدمني وهم فئة املشاة بنسبة (‪ )%63.64‬وفئة األطفال بنسبة (‪)%27.27‬‬
‫وفئة حاالت التجمهر بنسبة (‪ ،)%9.09‬وترش تلك البيانات إىل تأكيد القائمني عىل الصفحة‬
‫بمنشورات تسهم يف توعية املواطن املستخدم للطريق كأستخدام املجرسات للعبور يف خط‬

‫((( ينظر منشور بعنوان‪ :‬رجل املرور املهمة االصعب بتاريخ ‪ ،2017/3/5‬و‪. 2027/2/23‬‬

‫‪- 422 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫رسيع حممد القاسم‪ ،‬وعدم التسابق للعبور من بني املركبات (‪. )1‬‬
‫جدول (‪)13‬‬
‫الفئات الفرعية ألنواع أساليب التوعية اخلاصة بالراكب‬

‫املرتبة‬ ‫التكرار النسبة املئوية‬ ‫ألنواع أساليب التوعية اخلاصة بالراكب‬ ‫ت‬
‫األوىل‬ ‫‪%66.67‬‬ ‫‪10‬‬ ‫االطفال‬ ‫نوع‬
‫‪15‬‬ ‫الراكب‬
‫الثانية‬ ‫‪%33.33‬‬ ‫‪5‬‬ ‫املراهقني والشباب‬
‫املستخدم‬

‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪15‬‬ ‫املجموع‬

‫األوىل‬ ‫‪%71.43‬‬ ‫‪5‬‬ ‫رمي خملفات الطعام والرشاب‬


‫سلوك‬
‫املشادات الكالمية وصوت‬ ‫‪7‬‬
‫الثانية‬ ‫‪%28.57‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الراكب‬
‫املذياع‬
‫‪---‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪22‬‬ ‫املجموع‬

‫يعرض اجلدول اعاله الفئات الفرعية النواع االساليب التوعوية اخلاصة بالراكب‪ ،‬إذ‬
‫اسفر عن ظهور فئتان االوىل نوع الراكب املستخدم واالخرى ختص سلوك الراكب‪ ،‬وبني‬
‫اجلدول اهتامم القائمني عىل صفحة ازدحام بغداد بنوعني من الركاب أوهلام االهتامم بفئة‬
‫األطفال وبنسبة (‪ ،)%66.67‬واالخرى االهتامم بفئة املراهقني والشباب بنسبة (‪)%33.33‬‬
‫ويعزى سبب التوجه اىل تلك الفئتني من الركاب دون غريمها اىل حاجتهم اىل التوعية والتثقيف‬

‫((( ينظر منشور بعنوان‪ :‬االستدارة عندما حتول اىل تقاطع بتاريخ ‪ ،2017/3/28‬واالستدارة‬
‫املقطوعة بتاريخ ‪ ،2017/5/8‬والتقاطع املقطوع بتاريخ ‪ ،2017/6/10‬ومنشور بعنوان العالمات‬
‫املرورية املجرسة واالرضية ومسارات الطريق‪ ،‬بتاريخ ‪ ،2017/3/28‬مأساة الدراجات النارية‬
‫بتاريخ ‪ ،2017/3/30‬ومنشور عرس يغلق رسيع الدورة بتاريخ ‪. 2017/3/30‬‬

‫‪- 423 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫املروري اكثر من غريمها ؛ اما بالنسبة لسلوك الراكب فقد اهتم القائمني بفئة رمي املخلفات‬
‫من املركبة بنسبة (‪ ،)%71.43‬واملشادات الكالمية التي قد حتصل بني الركاب يف املركبة‬
‫وبنسبة (‪ ،)%28.57‬ويعزى تسلط الضوء عىل تلك الفئتني دون غريمها اىل رغبة القائمني عىل‬
‫الصفحة بتوعية الركاب ازاء بقاء املدينة امجل وانظف السيام ان القائمني عىل الصفة هلم اتصال‬
‫مبارش بمكتب امني بغداد والذي غالب ًا ما يساعد عىل مساندة الصفحة بحل املشكالت التي‬
‫ختص امانة بغداد‪ ،‬اما بالنسبة الهتامم الصفحة بالتوعية ازاء املشادات الكالمية الهنا قد تسبب‬
‫التوتر للسائق والتي قد تكون سبب ًا للحوادث املرورية ‪.‬‬
‫النتائج ‪:‬‬
‫‪1.1‬تتبع صفحة ازدحام بغداد يف نوع السياسة التنفيذية املتبعة يف املجال التنموي عىل إتباع‬
‫اسلوب ينتقد السياسة العامة بصورة رئيسة‪ ،‬وحددت الوظائف التنموية املرورية التي تقوم هبا‬
‫الصفحة بوظيفتي احلث والتأكيد والتعزيز بالدرجة االساس‪ ،‬مقابل ضعف يف وظيفة احلفاظ‬
‫عىل السلوك التأكيد عليه ‪.‬‬
‫‪2.2‬ركزت صفحة صفحة ازدحام بغداد عىل املعلومات املتخصصة العلمية اكثر من تركيزها‬
‫عىل املعلومات العامة يف نرش املعرفة املرورية‪ ،‬وعدّ االتصال املوجه من شخص اىل اخر هو‬
‫االكثر شيوع ًا من بني أساليب االتصال املستخدمة لنرش التوعية املرورية يف صفحة ازدحام‬
‫بغداد واملتمثل بمنشورات العور عىل مفقودات ونداءات االشخاص ازاء بعض املظاهر‬
‫السلبية والسلوكيات غري املرغوبة يف الشارع واملركبة ؛ يله االتصال املوجه من شخص‬
‫ملجموعة املتمثل باملناشدات الفردية ملجوع املؤسسات احلكومية‪.‬‬
‫‪3.3‬ركزت صفحة ازدحام بغداد يف جممل مضامني منشوراهتا عىل املضامني املعرفية واملتمثلة‬
‫باالفكار التي تنرش من قبل مسؤل الصفحة ورسائل الربيد املوجهة اىل جممل الدوائر واهليئات‬
‫احلكومية‪ ،‬اكثر من اهتاممها ُ‬
‫بالتأثري عىل اجلانب السلوكي والعاطفي‪.‬‬
‫‪4.4‬اهتمت صفحة ازدحام بغداد بالتعريف باملستجدات املرورية اليومية كأحد أنواع آليات‬

‫‪- 424 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫املشاركة املتبعة يف نرش املعرفة بني املستخدمني أكثر من اهتاممها بالتوعية املرورية للمواطن‬
‫بالقواعد واألنظمة والقوانني التي مل تتجاوز (‪. )%‬‬
‫‪5.5‬ان اغلب ما ورد من توعية مرورية خاصة باملواطن اجته نحو االهتامم بالتوعية املادية املتمثلة‬
‫بعنرصي الطريق واملركبة اكثر من اهتاممها بالتوعية يف جمال العنارص البرشية املتمثلة بالسائق‬
‫والسابلة مستخدمي الطريق ومسؤويل الطريق كالسيطرات املرورية ورجال الرشطة‪ ،‬وكااليت‪:‬‬
‫‪-‬أ ركزت الصفحة عىل بيان حالة الطرق وازدحامها كاحد أنواع أساليب التوعية اخلاصة‬
‫بالطريق اكثر من اهتاممها بحاالت الرسقة يف الطريق ومواقف السيارات وحوادث الطرق ‪.‬‬
‫‪-‬باهتمت الصفحة بالتوعية بخطورة جتاوز الرسعة وعدم ارتداء حزام األمان كأحد‬
‫أنواع أساليب التوعية باملخالفات املرورية أكثر من اهتاممها بحاالت التفحيط والكتابات‬
‫عىل املركبات وخمالفات جتاوز السري والسري باالجتاه املعاكس ؛ فيام تصدرت فئة التوعية بعدم‬
‫استخدام اهلاتف النقال كأحد أنواع أساليب التوعية اخلاصة بسلوك السائق أثناء القيادة‪ ،‬اما‬
‫بشأن حيازة السائق فقد برزت فئة حيازة األوراق الثبوتية وعدم حتميل املركبة أكثر مما هو حمدد‬
‫هلا كوزن إمجايل ‪.‬‬
‫‪-‬تبرز االهتامم برجال املرور كاحد أنواع أساليب التوعية املرورية اخلاصة بالعنارص البرشية‬
‫يف الطريق والسابلة كاحد الفئات املستخدمة للطريق اكثر من اهتاممها بالتوعية ازاء السيطرات‬
‫املرورية واالطفال والتجمهر ا ُملعيق اثناء احلوادث واالنفجارات ‪.‬‬
‫‪-‬ثحازت فئة االطفال كاحد أنواع أساليب التوعية اخلاصة بالراكب اكثر من االهتامم‬
‫بتوعية فئة املراهقني والشباب ازاء االلتزام باالنظمة املرورية‪ ،‬فضال عن التوعية بعدم رمي‬
‫خملفات الطعام والرشاب من قبل الراكب والسائق عىل حد سواء اكثر من اهتاممها بالتوعية‬
‫بتجنب املشادات الكالمية وصوت املذياع الذي يعلو اكثر من احلد االعتيادي ‪.‬‬
‫التو�صيات ‪:‬‬
‫‪1 .1‬اتباع اسلوب التنظيم عند نرش املنشورات بوضع عنوان خاص لكل منشور‪،‬‬

‫‪- 425 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫واستخدام صور رمزية خاصة بالصفحة حمددة لنرش شكاوى املواطنني التي ال ترفق بالصور‬
‫لكي يتسنى للجمهور بناء صورة ذهنية عن مضامني الصفحة ترتبط بالصور الرمزية املرفقة‬
‫للمنشورات بصورة مستمرة‪ ،‬كتحديد صورة لشكاوى املواطنني واخرى لربيد الصفحة‬
‫واخرى لتقديم الشكر والتحية ‪.‬‬
‫‪2 .2‬اتباع اسلوب اهلاشتاك عند النرش وذلك كي يسهل عملية الرجوع اىل املنشورات‬
‫اخلاصة باملوضوع مثل ‪#‬حادث_سيارة‪# ،‬حادث_دراجة‪# ،‬استجابة_بلدية‪# ،‬فقدان_‬
‫مستمسكات‪# ،‬حمطة_وقود‪# ،‬حتية_وتقدير‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫‪3 .3‬الرتكيز عىل املوضوعات امهلت الصفحة التوعية بشأهنا مع االبتعاد عن اللغة العامة‪،‬‬
‫وعي‬
‫وااللتزام باللغة الفصحى باتباع االسلوب االعالمي‪ ،‬التطفئ ابتسامة طفلك برسعتك‪ّ ،‬‬
‫اطفالك بأصول السالمة املرورية‪ ،‬الترتك اطفالك بمفردهم يف السيارة‪ ،‬حزام االمان سالمة‬
‫ونجاة‪ ،‬اما بالنسبة للتوعية بشأن املركبات العمومي فيمكن االعتامم باملوضوعات املقرتحة‬
‫االتية‪ ،‬تذكر‪ :‬من معك امانة يف عنقك ‪.‬‬
‫‪4 .4‬القيام باستطالع رأي بني املدة واالخرى بشأن موضوعات الصفحة ومنشوراهتا‬
‫للتعرف عىل فاعليتها ومدى مقبوليتها عند املستخدمني‪ ،‬فضال عن حتديد منشور بني املدة‬
‫واالخرى فيه يسأل املواطنني بعضهم البعض وتتم االجابة من قبلهم‪ ،‬او يطلب من املستخدمني‬
‫ترك جتارهبم يف قيادة املركبات والنجاة من حادث ليتسنى للجميع التعلم من اجلميع ‪.‬‬
‫‪5 .5‬اما التوعية اخلاصة بالطفل وسالمته فقد امهلت الصفحة امور عدة منها ومن املفيد‬
‫الرتكيز عىل املوضوعات االتية‪ :‬األطفال الذين باملقاعد اخللفية والغري مثبتني يف مقاعدهم هم‬
‫أكثر عرضة للوفاة أو اإلصابة‪ ،‬استخدم مقعد خاص باملولود بحيث يكون الطفل مواجه ًا‬
‫للخلف‪ ،‬يثبت األطفال الذين تراوح أعامرهم مابني سنة إىل أربع سنوات يف مقعد أمان يكون‬
‫مواجه ًا لألمام‪ ،‬األطفال الذين تزيد أعامرهم عن ‪ 8‬سنوات يستخدموا حزام األمان اخلاص‬
‫بالكبار‪ ،‬وضع مقعد األمان اخلاص باألطفال يف وسط املقعد اخللفي‪ ،‬حزام األمان يفقد‬

‫‪- 426 -‬‬


‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫فاعليته إذا كان مرختي ًا أو مل يتم ارتدائه بالطريقة الصحيحة ‪.‬‬
‫‪6 .6‬اما املوضوعات املقرتحة واخلاصة بالرسعة فهي كااليت‪ :‬ال ترسع فاملوت أرسع‪،‬‬
‫الرسعة قاتله‪ ،‬الرسعة وراء أكثر احلوادث املرورية‪ ،‬الرسعة أقرص الطرق إىل املوت‪ ،‬كلام‬
‫زادت الرسعة زاد حجم اإلصابة‪ ،‬الرسعة جريمة بحقك وحق اآلخرين‪ ،‬اما موضوع املشاة‬
‫والتجمهر فاالقرتاح يكون الرتكيز عىل االيت‪ :‬سالمة املشاة مسئولية اجلميع‪ ،‬أعطي املشاة حقهم‬
‫يف العبور‪ ،‬التعرض املشاة خلطر مركبتك‪ ،‬اإلعاقة واملوت مصري السائق املتهور‪ ،‬التهور جنون‬
‫يؤدي إىل الوفاة‪ ،‬املركبة وسيله للنقل ال للقتل‪ ،‬املواطن شخص أمن‪ ،‬التجمهر عند احلوادث ‪-‬‬
‫ان مل تكن منقذ ًا ‪ -‬سلوك غري حضاري‪ ،‬التجمهر عند احلوادث يعرض حياتك وحياة اآلخرين‬
‫للخطر‪ ،‬التجمهر عند احلوادث يعرقل حركة املرور‪ ،‬التجمهر عند احلوادث يصعب عمل‬
‫املنقذين‪ ،‬التجمهر عند احلوادث يزيد حجم املخاطر‪ ،‬وكذلك موضوع ترك مفاتيح السيارة‬
‫اذ جيب الرتكيز عىل املوضوعات اآلتية‪ :‬ترك مفتاح املركبة دون صاحبها خمالفة يعاقب عليها‬
‫النظام‪ ،‬اما بشأن استخدام اهلاتف النقال أثناء القيادة فيجب الرتكيز عىل املوضوعات اآلتية‪:‬‬
‫ال تنشغل بغري الطريق‪ ،‬اهلاتف يعرض حياتك واالخرين للخطر‪ ،‬هاتفك ومقود السيارة ان‬
‫اجتمعا يعرضانك للخطر‪ ،‬احذر االتصال واملشاجرة أثناء القيادة‪ ،‬ال تتصل حتى تصل ‪.‬‬

‫فهرس املصادر‬
‫أوال‪ :‬املصادر العربية ‪:‬‬
‫‪ُ .1‬أسامة ربيع أمني سلطان‪ ،‬التحليل اإلحصائي للبيانات بأستخدام برنامج ‪،Minitab‬‬
‫(القاهرة‪ ،‬د‪.‬ن‪. )2007 ،‬‬
‫‪ .2‬حسنني شفيق‪ ،‬االعالم اجلديد ــ االعالم البديل ــ تكنلوجيا جديدة يف عرص ما بعد‬
‫التفاعلية‪( ،‬بريوت‪ ،‬دار فكر وفن للنرش‪.) 2011 ،‬‬
‫‪ .3‬شيامء ذو الفقار زغيب‪ ،‬مناهج البحث االستخدامات اإلحصائية يف الدراسات‬
‫اإلعالمية‪ ( ،‬القاهرة‪ ،‬الدار املرصية اللبنانية‪. ) 2009 ،‬‬

‫‪- 427 -‬‬


‫التوعية املرورية يف موقع فيسبوك‬
‫‪ .4‬صفد حسام الساموك‪ ،‬االعالم والتحوالت العربية – الثورة واالصالح واالنتخابات‬
‫والديمقراطية‪ ( ،‬بغداد‪ ،‬دار الفراهيدي للنرش والتوزيع‪. )2014 ،‬‬
‫‪ .5‬عادل عبد الغفار‪ ،‬االعالم واملشاركة السياسية للمرأة – رؤية حتليلية واسترشافية‪( ،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الدار املرصية اللبنانية‪. ) 2009 ،‬‬
‫‪ .6‬كامل خورشيد مراد‪ ،‬االتصال اجلامهريي واالعالم ‪ -‬التطور اخلصائص النظريات‪،‬‬
‫( عامن‪ ،‬دار املسرية للرش والتوزيع‪. ) 2011 ،‬‬
‫‪ .7‬ماجد سامل الرتبان‪ ،‬االنرتنيت والصحافة االلكرتونية رؤية مستقبلية‪( ،‬القاهرة‪ ،‬الدار‬
‫اللبنانية املرصية‪.)2008 ،‬‬
‫‪ .8‬جمموعة مؤلفني‪ ،‬االعالم وتشكيل الرأي العام وصناعة القيم‪ ( ،‬بريوت‪ ،‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العريب‪. )2013،‬‬
‫‪ .9‬نصيف فهمي منفريوس‪ ،‬النظريات العلمية والنامذج املهنية بني البناء النظري‬
‫واملامرسة يف العمب مع اجلامعات‪ ( ،‬االسكندرية‪ ،‬دار الكتاب اجلامعي احلديث‪.)2009 ،‬‬
‫‪ .10‬هنوند القادري‪ ،،‬قراءة يف ثقافة الفضائيات العربية الوقوف عىل ختوم التفكيك‪،‬‬
‫(بريوت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪. ) 2008 ،،‬‬
‫‪ .11‬يرسى حممد ابو العالء‪ ،‬اسرتاتيجية االعالم والتنمية‪(،‬االسكندرية‪ ،‬دار الفكر‬
‫اجلامعي للنرش والطباعة ‪.)2008‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬املصادر العربية املرتمجة‪:‬‬
‫‪ .1‬جون هارتيل‪ ،‬الصناعات اإلبداعية كيف تنتج الثقافة يف عامل التكنولوجيا و العوملة ‪،‬‬
‫ترمجة‪ :‬بدر السيد‪( ،‬الكويت‪ ،‬عامل املعرفة‪. )2007 ،‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬املصادر االجنبية‪:‬‬
‫‪1- University of Texas, Austi ،An analysis of content links on‬‬
‫‪Facebook , Knight Lewis‬‬ ‫‪For presentation at the International‬‬
‫‪Symposium on Online Journalism, Austin, Texas Apri‬‬

‫‪- 428 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬

‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫كليتي اإلعالم يف جامعتي بغداد ودمشق)‬
‫مسحية عىل طلبة ّ‬
‫ّ‬ ‫(دراسة‬

‫كلية الفارايب‬
‫ميمي‪ّ /‬‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫م‪.‬م فلك صبرية‪ /‬جامعة دمشق‬

‫مقدمة‬
‫ّ‬
‫مع التحوالت اجلديدة يف التكنولوجيا الرقمية وهيمنة وسائل اإلعالم والتواصل احلديثة‬
‫يف حياتنا اليومية‪ ،‬أصبح االهتامم باجلمهور موضوع ًا حاس ًام لينتقل من كونه جمرد مستهلك‬
‫ملنتجات إعالمية اىل مجهور وا ٍع قادر عىل فهم وتقييم ما تبثه تلك الوسائل بتقنية عالية‬
‫ومعايري حرفية‪ ،‬وحيسم كثري من العلامء أن وسائل اإلعالم تبني وتعيد إنتاج الواقع‪ ،‬وهلا‬
‫أهداف سياسية وأيديولوجية وجتارية‪ ،‬بل وتنرش صور ًا عن العامل اخلارجي والقيم السائدة‬
‫وهذا ما دفع اىل إيالء االهتامم املتزايد بالرتبية اإلعالمية خصوص ًا يف السنوات االخرية مع‬
‫انتشار الوسائل الرقمية‪ ،‬عرب الدعوة إىل إعداد اجلمهور والسيام الشباب األكثر استخدام ًا هلذه‬
‫ومتيزهم بامتالكهم طموحات مستقبلية حول تطوير أنفسهم وجمتمعاهتم‪ ،‬وتعزيز‬
‫الوسائل‪ّ ،‬‬
‫قدراهتم عىل فهم وتأثري منتجات الوسائل اإلعالمية واالتصالية احلديثة وإهلامهم للمشاركة‬
‫النشطة يف املجتمع وما يتعرض له من خماطر عىل رأسها النزوع نحو التطرف واالرهاب‪.‬‬

‫‪- 429 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫الإطار املنهجي‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬مشكلة البحث‪:‬‬
‫إن الرشوع يف تعليم املجتمع وحتصينه ضد خماطر التطرف واإلرهاب أمر ليس باهلينّ ‪ ،‬كام‬
‫أن إعداد املجتمع ملواجهة هذا التطرف واإلرهاب حيتاج إلكساب أفراده املهارات ومتكينهم‬
‫ليكونوا منتجني ويع ّلمون غريهم سبل مواجهة الكم الكبري من رسائل العنف‪ ،‬والرتبية‬
‫اإلعالمية كنمط مستحدث يف التدريس والتعليم وسيلة فعالة يف تنمية التفكري وإنتاج املهارات‬
‫الرضورية ملواجهة ثقافة الكراهية واإلرهاب للعيش بعاملأفضل يف ظل الثقافة اإلعالمية‬
‫والتكنولوجية بالقرن احلادي والعرشين‪.‬‬
‫وانطالق ًا مما سبق تتلخص مشكلة البحث يف استكشاف مدى متكن طلبة اإلعالماجلامعيني‬
‫يف جامعتي (بغداد ودمشق) من توظيف مهارات الرتبية االعالمية (الوصول‪ ،‬والتحليل‬
‫النقدي‪ ،‬والتقييم‪ ،‬واإلنتاج واملشاركة) بعد أخذهم مقرر الرتبية اإلعالمية عند قراءهتم‬
‫وتعرضهم وتصفحهم ملوضوعات التطرف واإلرهاب عرب وسائل اإلعالم والتواصل احلديثة‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬أمهية البحث‪:‬‬
‫تتجسد أمهية البحث باآليت‪:‬‬
‫‪1.1‬انتشار التطرف واإلرهاب بمختلف أشكاله يف العراق وسورية‪ ،‬وانعكاس موضوعاته يف‬
‫مضامني الوسائل اإلعالمية والتواصل احلديثة‪.‬‬
‫‪2.2‬بروز الرتبية اإلعالمية بوصفها سالح ممنهج ومنظم ملواجهة التداعيات السلبية املحتملة‬
‫من املضامني اإلعالمية املتعلقة بالتطرف واالرهاب‪.‬‬
‫‪3.3‬احلاجة إلعداد جيل شاب وا ٍع ومتكينه من مهارات الرتبية االعالمية ملواجهة التطرف‬
‫واإلرهاب‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬أهداف البحث‪:‬‬
‫هيدف البحث إىل‪:‬‬
‫‪1.1‬استكشاف مصادر معلومات الشباب اجلامعي العراقي والسوري عن موضوعات التطرف‬
‫‪- 430 -‬‬
‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫واإلرهاب‪(.‬الوصول)‪.‬‬
‫‪2.2‬مدى امتالك الشباب اجلامعي ملهارات التحليل والتفكري الناقد عند تعرضهم ملوضوعات‬
‫التطرف واإلرهاب من الوسائل اإلعالمية واالتصالية (التحليل والتفكري الناقد)‪.‬‬
‫‪3.3‬التعرف عىل آراء الشباب اجلامعي حول موضوعات التطرف واالرهاب يف وسائل‬
‫اإلعالم‪( .‬التقييم)‪.‬‬
‫‪4.4‬معرفة كيفية إعادة إنتاج أفكار الشباب اجلامعي حول التطرف واالرهاب عرب الوسائل‬
‫املتاحة لدهيم‪( .‬اإلنتاج واملشاركة)‪.‬‬
‫‪5.5‬مدى مسامهة تلك الوسائل فيالتقليل أو املنع أو التشجيعللتوجه نحو التطرف واإلرهاب‬
‫يف ضوء ما يعانيه البلدان من انتشار للحركات اإلرهابية ويف مقدمتها “داعش”‪.‬‬
‫‪6.6‬التوصل إىل نتائج مفيدة تتعلق بآلية تدريس مادة الرتبية اإلعالمية يف جامعتي بغداد‬
‫ودمشق‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬تساؤالت البحث‪:‬‬
‫‪1.1‬ماهي مصادر معلومات الشباب اجلامعي اإلعالمي العراقي والسوري عن موضوعات‬
‫التطرف واإلرهاب؟‪.‬‬
‫‪2.2‬ما مدى امتالك الشباب العراقي والسوري ملهارات التحليل والتفكري الناقد عند تعرضهم‬
‫ملوضوعات التطرف واإلرهاب؟‪.‬‬
‫‪3.3‬ماهي آراء الشباب العراقي والسوري حول موضوعات التطرف واإلرهاب يف وسائل‬
‫اإلعالم؟‪.‬‬
‫‪4.4‬كيف يتفاعل الشباب اجلامعي العراقي والسوري حول موضوعات التطرف واالرهاب‬
‫عرب الوسائط املتاحة لدهيم؟‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬نوع البحث ومنهجه وأدوات مجع البيانات‪:‬‬
‫ينتمي البحث إىل جمموعة الدراسات الوصفية باستخدام منهج املسح اإلعالمي الذي‬

‫‪- 431 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫يعد من «أهم املناهج املستخدمة يف الدراسات اإلعالمية وأكثرها شيوع ًا خاصة بالبحوث‬
‫االستكشافية والوصفية» (‪ )1‬باإلضافة إىل أنه «أحد األشكال اخلاصة بجمع املعلومات عن‬
‫(‪)2‬‬
‫حالة األفراد وسلوكهم وإدراكهم ومشاعرهم واجتاهاهتم»‪.‬‬
‫واعتمد البحث عىل أداة استبيان جلمهور الطلبة اجلامعيني وتضمن جمموعة من األسئلة‬
‫املرتبطة بأهداف الدراسة وأخضع االستبيان للتحكيم من قبل بعض األساتذة اجلامعيني يف‬
‫جامعتي بغداد ودمشق للحكم عىل مدى صالحية االستبيان واالستفادة من مالحظاهتم‬
‫‪·3‬‬
‫ومراعاهتا يف الصياغة النهائية‪.‬‬
‫وتكون االستبيان من حماور جتيب عن تساؤالت البحث وهي‪( :‬الوصول إىل موضوعات‬
‫التطرف واإلرهاب‪ ،‬التحليل والتفكري النقدي‪ ،‬التقييم‪ ،‬املشاركة واإلنتاج)‪.‬‬

‫سادس ًا‪ :‬جمتمع البحث وعينته‪:‬‬


‫مقرر الرتبية اإلعالمية يف كليتي اإلعالم‬
‫يتمثل جمتمع البحث يف الطالب الذين حرضوا ّ‬
‫بجامعتي بغداد ودمشق منذ أن تم إقرارها كامدةتدريسية‪ ،‬أما عينة البحثفكانتعينة «عارضة»‬
‫أو عينة متاحة‪ ،‬ويقصد هبا أن جيري الباحث دراسته عىل األشخاص الذين يصادفهم وتتاح له‬
‫مقابلتهم‪ ،‬حيث وزعت االستامرة عىل الطالب الذين حرضوا مقرر الرتبية اإلعالمية خالل‬
‫العام الدرايس ‪2017 – 2016‬م يف كل من كليتي اإلعالم بجامعتي بغداد ودمشق ممن أبدوا‬
‫تعاون ًا يف ملء االستامرة‪ ،‬وبلغ عددهم ‪ 53‬طالب ًا وطالبة يف كلية اإلعالم بجامعة بغداد و‪32‬‬

‫((( شيامء زغيب‪ .)2009( .‬مناهج البحث واالستخدامات اإلحصائية يف الدراسات اإلعالمية‪.‬‬
‫(ط‪ .)1.‬القاهرة‪ :‬الدار املرصية اللبنانية‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫((( حممد عبد احلميد‪ .)2004( .‬البحث العلمي يف الدراسات اإلعالمية ‪( .‬ط‪ .).‬القاهرة‪ :‬عامل‬
‫الكتب‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫((( أسامء األساتذة املحكمني وفق ًا للرتتيب األبجدي من جامعة دمشق‪ :‬د عبد العزيز قبالن‪ ،‬د عريب‬
‫املرصي‪،‬د ندى الساعي‪.‬‬

‫‪- 432 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫طالب ًا يف كلية اإلعالم بجامعة دمشق‪.‬‬
‫وهناك مربرات الختيار جمتمع البحث حلداثة توجه الكليتني احلكوميتني نحو إقرار مقرر‬
‫الرتبية اإلعالمية ضمن املنهاج الدرايس حيث أدرجت مادة الرتبية اإلعالمية يف جامعة بغداد‬
‫يف عام ‪2015‬م كام أدرجت يف كلية اإلعالم‪ -‬قسم اإلذاعة والتلفزيون يف جامعة دمشق عام‬
‫‪ 2014‬م‪.‬‬
‫سابع ًا‪ :‬احلدود الزمانية للبحث‪:‬‬
‫تم توزيعاالستبيان خالل شهرحيزيران ومتوز من عام‪2017‬م‪،‬واختريت هذه الفرتة بعد‬
‫االنتهاء من تدريس مقرر الرتبية اإلعالمية وأحذ احلصص بشكل كامل الستكشاف مدى‬
‫امتالك الطالب ملهارات الرتبية اإلعالميةفيام يتعلق بموضوعات التطرف واإلرهاب‪.‬‬
‫ثامن ًا‪ :‬مصطلحات الدراسة واملفاهيم اإلجرائية‪:‬‬
‫دور‪ :‬يعرف قاموس ‪ Oxford‬كلمة دور بأهنا “الوظيفة املفرتضة أو التي يقوم هبا شخص‬
‫(‪)1‬‬
‫أو يشء يف حالة معينة”‪.‬‬
‫ويقصد بكلمة دور يف البحث احلايل هي املهمة أو النتيجة املتوقعة من امتالك مهارات‬
‫الرتبية اإلعالمية‪.‬‬
‫الرتبية اإلعالمية‪:‬يعرف مؤمتر القيادة الوطني للرتبية اإلعالمية الرتبية اإلعالمية بأهنا‪:‬‬
‫“القدرة عىل الوصول والتحليل والتقييم وإيصال رسائل يف جمموعة متنوعة من األشكال”‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ويتبنى البحث التعريف السابق متقصد ًا دراسة مدى امتالك مهارات الرتبية االعالمية‬
‫(الوصول‪ ،‬والتحليل النقدي‪ ،‬والتقييم‪ ،‬واإلنتاج واملشاركة) لدى الشباب اجلامعي اإلعالمي‬
‫العراقي والسوري عند التعامل مع موضوعات التطرف واإلرهاب‪.‬‬

‫‪(1) Oxford Dictionary. Retrieved 3-10-2017. Available: https://‬‬


‫‪en.oxforddictionaries.com/definition/role‬‬
‫‪(2) W. James Potter.(2010) The State of Media Literacy، Journal of‬‬
‫‪Broadcasting & Electronic Media،54(4)، p 676.‬‬

‫‪- 433 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫التطرف‪:‬يعرف بأنه “اخلروج عن الوسط واالبتعاد عن االعتدال أو اتباع طرق يف التفكري‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫والشعور غري معتادة ملعظم الناس يف املجتمع”‪.‬‬
‫ويقصد بالتطرف يف البحث احلايل‪:‬املضامني التي يستشف منها الطالب التعصب يف‬
‫الرأيإىل أقىص حد ما يشكل أرضية فكرية للنزوع نحو اإلرهاب‪.‬‬
‫اإلرهاب‪:‬يعرف بأنه”استخدام أو هتديد باستخدام عنف غري مرشوع يتسبب يف حالة من‬
‫ّ‬
‫اخلوف أو الرعب بقصد تأثري أو السيطرة عىل فرد أو جمموعة من األفراد أو حتى املجتمع‬
‫(‪)2‬‬ ‫بأرسه وصو ً‬
‫ال إىل هدف معني”‪.‬‬
‫ويقصد باإلرهاب يف البحث احلايل‪ :‬املضامني املقدمة عرب وسائل اإلعالم حول أعامل‬
‫العنف والقتل والتدمري‪.‬‬
‫تاسع ًا‪ :‬بعض الدراسات السابقة‪:‬‬
‫تقسم الدراسات السابقة‪ :‬دراسات سابقة متعلقة بمنهاج الرتبية اإلعالمية‪ ،‬ودراسات‬
‫سابقة متعلقة بموضوعات التطرف واإلرهاب يف وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫•بعض الدراسات السابقة املتعلقة بمنهاج الرتبية اإلعالمية‬ ‫ ‬
‫‪--‬دراسة سارة برييرا وبيدرو مورا‪ Sara Pereira & Pedro Moura‬بعنوان‬
‫“تقييم كفاءات الرتبية اإلعالمية‪ :‬دراسة مع الشباب الربتغايل‪)3(:‬هدفت الدراسة إىل التعرف‬

‫((( اسامعيل عبدالفتاح عبد الكايف (‪ .)2006‬اإلرهاب وحماربته يف العامل املعارص‪ . .‬ص ص ‪– 28‬‬
‫‪ .29‬اسرتجع بتاريخ ‪ 8 – 29‬من‪:‬‬
‫‪http://boulemkahel.yolasite.com/resources/%D8%A7%D9%84%D8%‬‬
‫‪A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%20%D9%88%20%D9%85%D8%A‬‬
‫‪D%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%AA%D9%87%20%D9%81%D9%8A%20‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84‬‬
‫‪%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1.pdf‬‬
‫((( املرجع السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪(3) Sara Pereira. Pedro Moura.(2018). Assessing Media Literacy Com-‬‬

‫‪- 434 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫عىل كيفية استخدام الطلبة الربتغاليينلوسائل اإلعالم وحتليل مضامينها وتفسريها وإعادة‬
‫إنتاج حمتواها‪.‬‬
‫ووزع استبيان رأي عرب اإلنرتنت عىل عينة حصصية بلغت ‪ 679‬طالب ًا بني أعامر ‪ 17‬و‪18‬‬
‫عا ًما أي طالب السنة األخرية من التعليم اإللزاميخالل العام الدرايس ‪.2012 -2011‬‬
‫ووجدت الدراسة أن نسبة استخدام اإلنرتنت والتلفزيون زادت عن نسبة ‪ ،٪ 95‬وأن ‪69‬‬
‫‪ %‬من الطالب يمتلكون هواتف ذكية‪ ،‬وكان الرتفيه يف مقدمة نتائج بحثهم يف تلك الوسائل‪.‬‬
‫وتوصلت الدراسة أن استخدام وسائل اإلعالم واألنشطة األكثر شيوع ًا عرب اإلنرتنت ال‬
‫يضمن يف حد ذاته تطوير لقدرات ومهارات الرتبية اإلعالمية‪ ،‬مع مالحظة انخفاض أنشطة‬
‫إنتاج املحتوى بشكل كبري‪.‬‬
‫‪--‬دراسة جينيفر فليمينغ ‪ Jennifer Fleming‬بعنوان‪ :‬الرتبية اإلعالمية‪ ،‬حمو أمية‬
‫األخبار أو تقدير األخبار؟ دراسة حالة لربنامج حمو أمية األخبار يف جامعة‪:Stony Brook‬‬
‫(‪)1‬‬

‫هدفت الدراسة إىل فحص منهاج الرتبية اإلعالمية يف قسم الصحافة بجامعة ‪Stony Brook‬‬
‫األمريكية يف خريف عام ‪ 2010‬م حيث مجع الباحث املواد املتعلقة باملنهاج من وثائق برصية‬
‫وسمعية وحمارضات جمري ًا مقابالت مع ‪ 28‬شخص ًا بني مرشفني إداريني وحمارضين ومدربني‬
‫وصحفيني وطلبة وطالب دراسات عليا ومدرسني مساعدين‪ ،‬وأظهرت النتائج أن الرتبية‬
‫تدرس الطالب كيفية احلصول عىل األخبار وتقييمها وحتليلها وتقدير نوعها‪ ،‬وأن‬
‫اإلعالمية ّ‬

‫‪petences: A Study with Portuguese Young People، European Journal‬‬


‫‪of Communication،Retrieved 7-12-2018. Availble: https://journals.‬‬
‫‪sagepub.com/doi/10.1177/0267323118784821‬‬
‫‪(1) Jennifer Fleming. (2014). Media Literacy، News Literacy، or News‬‬
‫‪Appreciation? A Case Study of the News Literacy Program at Stony‬‬
‫‪Brook University، Journalism & Mass Communication Educator، 69‬‬
‫‪(2)، pp. 146-165.‬‬

‫‪- 435 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫ويكونون فهم أعمق للصحافة بعد أخذهم للمنهاج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الطالب أصبحوا متابعني لألخبار بانتظام‬
‫‪--‬دراسة هانس شميدت ‪Hans Schmidt‬بعنوان‪ :‬الرتبية اإلعالمية من رياض‬
‫األطفال إىل الكليات‪:‬مقارنة حول كيفية تناول الرتبية اإلعالمية عرب النظام الرتبوي‪:‬‬
‫(‪)1‬‬

‫هدفت الدراسة إىل التعرف إىل كيفية تعامل املدرسني يف مجيع املستويات التعليمية (االبتدائية‪،‬‬
‫املتوسطة‪ ،‬الثانوية‪ ،‬الكليات‪ ،‬اجلامعات) مع مقرر الرتبية اإلعالمية يف منطقة واحدة تدعى‬
‫‪ Mid-Atlantic‬يف الواليات املتحدة األمريكية حيث شملت الدراسة ‪ 277‬مدرس ًا‪،‬‬
‫ووجهت الدراسة أسئلة لألساتذة حول امتالك طالهبم ملهارات الرتبية اإلعالمية ومعاجلتهم‬
‫لعنارص الرتبية اإلعالمية‪ ،‬ووجدت أن املدرسني يعتقدون أن طالهبم أكثر كفاءة بشأن مهارة‬
‫الوصول إىل وسائل اإلعالم (الوصول إىل الويب والربامج التلفزيونية واستخدام ألعاب‬
‫الفيديو ثم مهارة ابتداع الرسائل (إنشاء صفحة ويب‪ ،‬كتابة مادة للنرش االلكرتوين أو الطباعي‪،‬‬
‫وأقل كفاءة بمهارة التحليل (حتليل حمتوى الويب والتلفزيون واإلعالن واملوسيقى)‪ ،‬وأشارت‬
‫الدراسة إىل وجود عالقة بني عمر املدرسني وسنوات تدريسهم وتصوراهتم حول مهارات‬
‫الرتبية اإلعالمية لدى طالهبم داعية إىل إرشاك وسائل اإلعالم اجلديدة يف احللقات الدراسية‬
‫املتعلقة بالرتبية اإلعالمية‪.‬‬
‫‪--‬دراسة هانس شميدت‪ Hans Schmidt‬بعنوان‪ :‬الرتبية إلعالمية عىل مستوى‬
‫اجلامعة‪)2(:‬انطلقت الدراسة من تساؤل أساس؛ إىل أي درجة يتعرض الطالب يف املدراس‬
‫الثانوية واجلامعات احلكومية حللقات تعليمية هلا صلة بالرتبية اإلعالمية‪ ،‬واستخدمت الدراسة‬

‫‪(1) Hans Schmidt. (2013). Media Literacy Education from Kindergar-‬‬


‫‪ten to College: A Comparison of How Media Literacy Is Addressed‬‬
‫‪Across the Educational System، Journal of Media Literacy Education،‬‬
‫‪5 (1)، pp.295-309‬‬
‫‪(2) Hans Schmidt. (2012). Media Literacy Education at the University‬‬
‫‪Level، The Journal of Effective Teaching، 12(1)، pp. 64-77.‬‬

‫‪- 436 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫منهج املسح وشملت ‪ 736‬طالب ًا جامعي ًا حكومي ًا و‪ 409‬من طالب الثانوية‪ ،‬وأشارت النتائج‬
‫إىل أن مهارات الرتبية اإلعالمية كانت موجهة إىل طالب املدارس الثانوية بدرجة أكرب من‬
‫طالب الكليات من حيث مهارات استخدام وإنشاء وسائل اإلعالم‪ ،‬إذ بلغت مشاركة طالب‬
‫الثانوية يف حلقات تعليمية تتضمن استخدام الفيديو بنسبة ‪ % 68.7‬واإلنرتنت بنسبة ‪86.0‬‬
‫‪ %‬بينام طالب الكليات نسبة ‪ % 61.9‬للفيديو ونسبة ‪ % 84.8‬لالنرتنت‪ ،‬كام ذكرت نسبة‬
‫‪ %53.4‬من طالب الثانوية أنه ُطلب منها إنشاء فيديو و‪ % 43.1‬طلب منها إنشاء موقع‬
‫ويب‪ ،‬وأجابت نسبة ‪ % 29.0‬من طالب الكليات أنه طلب منها إنشاء فيديو وبنسبة ‪33.1‬‬
‫‪ %‬إلنشاء موقع ويب‪ ،‬وتفوق طالب الكلية بمهارة حتليل وسائل اإلعالم بنسبة ‪% 57.6‬‬
‫مقابل ‪ % 43.4‬لطالب الثانوية‪.‬‬
‫‪--‬دراسة أشجان الشديفات وخلود اخلصاونة بعنوان‪:‬واقع الرتبية اإلعالمية والعوامل‬
‫املؤثرة هبا يف املدارس اخلاصة يف اململكة األردنية اهلاشمية من وجهة نظر طالهبا‪)1(:‬هدفت‬
‫الدراسة إىل التعرف عىل واقع الرتبية اإلعالمية يف املدارس اخلاصة باألردن والعوامل املؤثرة‬
‫وتكونت عينة البحث من ‪ 100‬طالب من طلبة الصف العارش األسايس‬ ‫عىل الرتبية اإلعالمية‪ّ ،‬‬
‫باملدارس اخلاصة يف العاصمة عامن للعام الدرايس ‪ ،2011 / 2010‬وأشارت النتائج إىل أن‬
‫مستوى الرتبية االعالمية يف املدارس اخلاصة مرتفع بشكل عام‪.‬‬
‫‪--‬دراسة كاثرين مارتني وآخرون‪&etalKathryn Martin‬بعنوان‪ :‬الرتبية‬
‫اإلعالمية كاسرتاتيجية للوقاية من العنف‪ ..‬تقييم جتريبي‪)2(:‬هدفت الدراسة لفحص مفاهيم‬

‫((( أشجان الشديفات وخلود اخلصاونة‪ .)2012(.‬واقع الرتبية اإلعالمية والعوامل املؤثرة‬
‫هبا يف املدارس اخلاصة يف اململكة األردنية اهلاشمية من وجهة نظر طالهبا‪ ،‬املجلة الدولية الرتبوية‬
‫املتخصصة‪ ،‬املجلد ‪ ،1‬العدد ‪ ،6‬ص ص ‪287-274 .‬‬
‫‪(2) Kathryn Martin. Theresa Webb.Abdelmonem A. Afifi. Jess Kraus.‬‬
‫‪(2010). Media Literacy as a Violence-Prevention Strategy: A Pilot‬‬
‫‪Evaluation،Health Promotion Practice،11 (5)، pp. 714- 722.‬‬

‫‪- 437 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫الرتبية اإلعالمية بعد تصميم منهج تعليمي خاص حتت عنوان (ماوراء اللوم‪ :‬حتدي العنف يف‬
‫وسائل اإلعالم) ُعرض يف ثالث مدارس متوسطة (السادس‪ ،‬السابع‪ ،‬الثامن) يف والية لوس‬
‫أنجليس األمريكية يف عام ‪2005‬م‪ ،‬وبدأ التحضري للتجربة عرب مشاركة ستة مدرسني من‬
‫املدراس الثالثة يف حلقة نقاشية حول الرتبية اإلعالمية ثم الحق ًا قدموا درس ًا للطالب الذين‬
‫شاركوا بالتجربة من خالل االستعانة بأفالم ولقطات تلفزيونية ‪ -‬حول العنف والحق ًا ُطلب‬
‫منهم ملء استامرة لتقييم دروسهم‪ ،‬وحرض ثالثة باحثني للمراقبة وجهزوا أسئلة ملجموعات‬
‫مركزة من الطالب‪ ،‬وأجريت جتربة قبلية وبعد أسبوع جتربة بعدية لقياس تأثري الدرس عىل‬
‫التغيري يف املعرفة لدى الطالب حيث شملت العينة ‪ 246‬جمموعة جتريبية و‪ 16‬جمموعة‬
‫ضابطة‪ ،‬وتكونت أسئلة التجربة من مخسة أقسام‪ :‬العنف يف الوسائل اإلعالمية‪ ،‬املواقف‬
‫واملعتقدات حول العنف واإلعالم‪ ،‬السلوكيات ذات الصلة بوسائل اإلعالم‪ ،‬التعرض‬
‫للعنف والتصورات الوقائية‪ ،‬السلوكيات غري العنيفة‪ ،‬وتوصلت التجربة إىل أنه حتسن متوسط‬
‫درجات إجابات الطالب يف التجربة البعدية حيث أصبحوا يفكرون بشكل نقدي أكثر حول‬
‫آثار وسائل االعالم والعنف يف حياهتم كام زاد اعتقادهم أن وسائل اإلعالم غري واقعية مع‬
‫انخفاض تعاملهم مع اإلعالم وارتفاع التفكري حول األمان‪ ،‬وخلصت التجربة إىل أن الرتبية‬
‫تكون هنج ًا علمي ًا ملعاجلة مشاكل العامة كعنف الشباب‪.‬‬
‫اإلعالمية ّ‬
‫‪--‬دراسة باول ميهايليديس‪ Paul Mihailidis‬بعنوان‪ :‬ماوراء السخرية‪ :‬كيف‬
‫جتعل الرتبية اإلعالمية الطالب مواطنني أكثر انخراط ًا‪)1(:‬هدفت الدراسة إىل معرفة مضامني‬
‫احللقات التعليمية للرتبية اإلعالمية وفيام إذا كان الطالب أصبحوا أكثر انخراط ًا بكوهنم‬
‫مواطنون مسلحون باملعرفة ومدركون لكوهنم مستهلكني لوسائل االعالم‪ ،‬وطبقت الدراسة‬

‫‪(1) Paul Mihailidis.(2008). Beyond Cynicism: How Media Literacy Can‬‬


‫‪Make Students More Engaged Citizens. Doctoral thesis. University of‬‬
‫‪Maryland. USA.‬‬

‫‪- 438 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫عىل ‪ 239‬من طالب جامعة ‪ Maryland‬يف شهر ترشين الثاين عام ‪ 2006‬يف الواليات‬
‫املتحدة األمريكية باستخدام املنهج التجريبي ووجدت الدراسة أن احللقات التعليمية حول‬
‫الرتبية اإلعالمية لدى طالب الصحافة زادت قدراهتم عىل الفهم والتقييم وحتليل الرسائل‬
‫اإلعالمية املطبوعة واملرئية واملسموعة‪.‬‬
‫•بعض الدراسات السابقة املتعلقة بالتطرف واإلرهاب يف وسائل اإلعالم‬ ‫ ‬
‫‪--‬دراسة أنوهبويت يادف‪ Anubhuti Yadav‬بعنوان‪ :‬العنف يف وسائل اإلعالم‬
‫والعدوانية بني املراهقني‪ :‬الرتبية اإلعالمية كوسيلة تدخل‪)1(:‬سعت الورقة البحثيةملراجعة‬
‫قضية العنف يف وسائل اإلعالم من خالل حتليل موضوع اآلثار وطبيعة العنف يف وسائل‬
‫اإلعالم هبدف توسيع املنظور حول العنف اإلعالمي ومناقشة دور الرتبية اإلعالمية واملعلمني‪،‬‬
‫وعرض الباحث دراسات حول تأثري العنف والتطرف يف وسائل اإلعالم عىل السلوك بني‬
‫األطفال وإن اختلفت درجة تأثريه مثل دراسات ‪Huesmann -George Gerbner‬‬
‫‪ ،Jordan Grafman -Eron and Huesmann -Williams T M -L.R‬واقرتح‬
‫الباحث اسرتاتيجيات متعلقة بالرتبية اإلعالمية والتعليم وللوالدين باإلضافة إىل متارين‬
‫تفكيكية (حتليلية) حول املضامني اإلعالمية‪.‬‬
‫‪--‬دراسة حتسني رشادقةبعنوان‪ :‬دور وسائل اإلعالم يف مكافحة ظاهرة التطرف‬
‫هدفت الدراسة إىل التعرف عىل دور وسائل اإلعالم يف‬ ‫واإلرهاب (دراسة ميدانية)‪:‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪(1) ()– Anubhuti Yadav. Media Viloence & Aggression Among‬‬


‫‪Adolescents: Media Literacy as an Intervention. Retrieved 12-8-2017.‬‬
‫‪Available: http://ciet.nic.in/MediaClub/pdf/Media_Violence_Me-‬‬
‫‪dia_Literacy.pdf‬‬
‫((‪ -‬حتسني رشادقة‪ : .)2016( .‬دور وسائل اإلعالم يف مكافحة ظاهرة التطرف واإلرهاب‬ ‫((( ‬
‫(دراسة ميدانية)‪ .‬ورقة عمل مقدمة للمؤمتر الدويل املتحكم حتت عنوان‪ :‬دور الرشيعة والقانون‬
‫واإلعالم يف مكافحة اإلرهاب حتت شعار‪ :‬عامل بال إرهاب ‪ 2016/3/31/30‬م‪ ،‬عامن‪.‬‬

‫‪- 439 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫مكافحة ظاهرة اﻹرﻫــﺎب والتطــرف ومدى مسامهة أعضاء هيئة التدريس يف اجلامعات‬
‫وطبقت الدراسة عىل عينة قصدية من ‪ 25‬عضو هيئة‬‫األردنية يف احلد من هذه الظاهرة‪ُ ،‬‬
‫تدريس يف اجلامعات األردنية عرب استبانة الكرتونية‪ ،‬وتوصلت الدراسة إىل إيامن العينة بأمهية‬
‫وسائل اإلعالم وقدرهتا عىل مكافحة اإلرهاب عرب تسخري إمكانياهتا املتاحة من بث وإعـداد‬
‫التقارير الصحفية‪ ،‬وعدم وجود فروق من حيث املرتبة األكاديمية بني أعضاء هيئة التدريس‬
‫نحو دور وسائل اإلعالم يف مكافحة التطرف واإلرهاب‪.‬‬
‫‪--‬دراسة هبة شاهني بعنوان‪ :‬املسؤولية االجتامعية واﻷﻣﻧﻳﺔ ﻟوﺳﺎﺋﻝ اإلعالم يف ﺗﻧﺎوﻝ‬
‫قضايا اﻹرﻫﺎب‪ -‬دراسة ﺗطﺑﻳﻘﻳﺔ ﻋﻰﻠ اﻟﺟﻣﻬور واﻟﺻﻔوة اﻹﻋﻼﻣﻳﺔ واﻷﻣﻧﻳﺔ‪)1(:‬هدفت‬
‫الدراسة إىل التعرف عىل مدى اعتامد اجلمهور املرصي ﻋﻰﻠ وسائل اإلعالم كمصادر لألخبار‬
‫وطبقت الدراسة خالل شهر آب من عام ‪2014‬م عىل ‪٢٠٠‬‬ ‫املتعلقة باألحداث اإلرهابية‪ُ ،‬‬
‫مبحوث باإلضافة إىل عينة قوامها ‪ ١٠‬منﺧﺑراءاإلعالم واألمن‪ ،‬وخلصت إىل ارتفاع ﻧﺳﺑﺔ‬
‫اعتامد اﻟﻣﺑﺣوﺛﻳن ﻋﻰﻠ وسائل اإلعالم اﻟﻣﺻرﻳﺔ بنسبة‪ ،%٩٢‬واعتقاد ﺧﺑراء اإلعالم واألمن‬
‫بفشل أداء وسائل اإلعالم اﻟﻣﺻرﻳﺔ يف التعامل مع قضايا اإلرهاب وغلبة الطابع اإلخباري‬
‫وغياب التغطية التحليلية والتفسريية وآليات املواجهة‪.‬‬
‫يتبني من استعراض الدراسات السابقة من حيث املنهجية وأدوات البحث والنتائج اهتاممها‬
‫بفحص منهاج الرتبية اإلعالمية ودرجة امتالك الطالب خصوص ًا اجلامعيني للمهارات‬
‫املرتبطة هبا‪ ،‬ومن هنا تأيت رضورة تفحص تأثري مقرر الرتبية اإلعالمية عىل مهارات الطلبة‬
‫اجلامعيني السوريني والعراقيني يف التعامل مع موضوعات التطرف واإلرهاب خصوص ًا أن‬
‫البلدين يعانيان من ويالت اإلرهاب‪ ،‬كام ال توجد دراسات حملية وعربية – يف حدود علم‬

‫((( هبة شاهني‪ .)2014( .‬اﻟﻣﺳؤوﻟﻳﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ واﻷﻣﻧﻳﺔ ﻟوﺳﺎﺋﻝ اإلﻋﻼم يف ﺗﻧﺎوﻝ ﻗﺿﺎﻳﺎ‬
‫اﻹرﻫﺎب‪ -‬دراسة ﺗطﺑﻳﻘﻳﺔ ﻋﻰﻠ اﻟﺟﻣﻬور واﻟﺻﻔوة اﻹﻋﻼﻣﻳﺔ واﻷﻣﻧﻳﺔ‪.‬املؤمتر العلمي حول دور‬
‫اإلعالم العريب يف التصدي لظاهرة اإلرهاب (الرياض ‪ 1436 / 1 / 26-24 :‬هـ ‪/ 18-16 /‬‬
‫‪.)2014 / 12‬‬

‫‪- 440 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫الباحثني‪ -‬تناولت العالقة بني الرتبية اإلعالمية وموضوعات التطرف واإلرهاب‪.‬‬
‫الإطار النظري‬
‫تعريف الرتبية اإلعالمية‬
‫تنوعت جهود الباحثني واملامرسني بوضع تعريف دقيق ملفهوم الرتبية اإلعالمية‪Media‬‬
‫‪ Literacy‬إذ يميلون إىل رشحها أكثر من وضع تعريف حمدد هلا‪.‬‬
‫ويعرف مؤمتر القيادة الوطني للرتبية اإلعالمية ‪1993‬الرتبية اإلعالمية بأهنا‪“ :‬القدرة عىل‬
‫(‪)1‬‬
‫الوصول والتحليل والتقييم وإيصال رسائل يف جمموعة متنوعة من األشكال”‪.‬‬
‫ويشري مفوضو مؤمتر اليونسكو “التعليم من أجل اإلعالم والعرص الرقمي” إىل أن مفهوم‬
‫الرتبية اإلعالمية يرتبط بـ”تعليم الناس كيفية حتليل النصوص اإلعالمية‪ ،‬والتفكري فيها وإنتاجها‬
‫بعني ناقدة‪ ،‬وكذلك حتديد املصادر وأهدافها السياسية التجارية والثقافية‪ ،‬باإلضافة إىل سياقاهتا‬
‫وتفسري الرسائل والقيم التي تنتقل عرب وسائل اإلعالم”‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ال من آدم وهام ‪ Adams and Hamm2000‬أن الرتبية اإلعالمية‪ :‬القدرة‬ ‫ويعترب ك ً‬
‫عىل خلق املعنى الشخيص من الرموز البرصية واللفظية التي نتلقاها كل يوم من التلفزيون‬
‫واإلعالن واألفالم والوسائط الرقمية‪ ،‬وهي أكثر من جمرد دعوة الطالب لفك شفرة‬
‫املعلومات‪ ،‬وإنام التفكري النقدي الذي ّ‬
‫يمكن من الفهم واإلنتاج يف دوامات ثقافة اإلعالم‬
‫املحيطة هبم‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫ويعتقد باحثون أن الرتبية اإلعالمية تعبرّ بشكل مبارش عن “متكني املواطنني من اختاذ‬

‫‪(1) W. James Potter، Op.Cit. p. 676.‬‬


‫‪(2) Ingrid Geretschlaeger. (2004). Media Literacy Wanted- Giving‬‬
‫‪Support in Tackling the War in the Media. p.59. Retrieved 1-8-2017.‬‬
‫‪Available: www.br-online.de/jugend/izi/english/.../17...E/geretsch-‬‬
‫‪laeger.pdf‬‬
‫‪(3) W. James Potter. Op.Cit. p. 676.‬‬

‫‪- 441 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫(‪)1‬‬
‫قرارات مستنرية بشأن مشاركتهم الفعالة يف املجتمع”‪.‬‬
‫مبادئ الرتبية اإلعالمية يف العملية التعليمية‬
‫حددت باتريسيا أوفديرهايد‪ Patricia Aufderheide‬مخسة مبادئ داعية إىل تضمينها‬
‫يف أي جتربة تعليمية أو تدريسية للرتبية اإلعالمية‪ ،‬وهذه املبادئ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬

‫مشيدة وتعيد تشكيل بناء الواقع‪.‬‬


‫‪ -1‬وسائل اإلعالم ّ‬
‫‪ -2‬وسائل اإلعالم هلا أهداف جتارية‪.‬‬
‫‪ -3‬لوسائل اإلعالم أهداف أيديولوجية وسياسية‪.‬‬
‫‪ -4‬الشكل واملضمون مرتبطان يف أي وسيلة‪ ،‬لكل منهام مجال فريد ورموز وعرف‪.‬‬
‫‪ -5‬اجلمهور يفاوض عىل املعنى يف وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫بدوره صاغ هوبز ‪ Hobbs‬بطريقة أخرى سبعة مفاهيم حول الرتبية اإلعالمية عىل‬
‫(‪)3‬‬
‫مدريس وحمارضي الرتبية اإلعالمية إدراكها وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬تبدأ الرتبية اإلعالمية من مصلحة املتعلم من خالل الرتكيز عىل األحداث احلالية‪.‬‬
‫‪ -2‬ربط الفهم والتحليل من خالل قراءة متأنية للنصوص اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -3‬طرح األسئلة النقدية عن طريق احلوار والنقاش‪.‬‬
‫‪ -4‬الرتكيز عىل كيفية إنشاء القصص اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -5‬ربط التحليل النقدي وتكوين وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪(1) Fifi Schwarz. (2010). Media Literacy and the News.The International‬‬
‫‪Clearinghouse on Children، Youth and Media at Nordicom، University‬‬
‫‪of Gothenburg، Sweden. p.1. Retrieved 12-8-2017. Available: https://‬‬
‫‪www.windesheim.nl/~/media/files/windesheim/research-publica-‬‬
‫‪tions/120319_media_literacy_and_the_news.pdf‬‬
‫‪(2) Paul Mihailidis، Op.Cit.p.51.‬‬
‫‪(3) Jennifer Fleming، Op.Cit. p.149.‬‬

‫‪- 442 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫‪ -6‬استخدام جمموعة متنوعة من وسائل اإلعالم إلرشاك الطالب‪.‬‬
‫‪ -7‬إجراء تواصل بني الطالب واملجتمع‪.‬‬
‫كام يمكن تلخيص أبرز مبادئ ماسرت مان ‪ Masterman‬للرتبية اإلعالمية”املحتوى‬
‫يف الرتبية اإلعالمية هو وسيلة لتحقيق غاية؛ والغاية هي تطوير أدوات التحليل‪ ،‬والرتبية‬
‫اإلعالمية تشجع الطالب لتحمل مسؤولية أكرب كام أهنا عملية شاملة وتلتزم بمبدأ التغري‬
‫املستمر فيجب أن تتطور جنب ًا إىل جنب مع الواقع املتغري باستمرار فهي منهج املعرفة املميزة‬
‫فليست هي النهاية بل البداية‪ ،‬إهنا موضوع التحقيقات النقدية واحلوار للمعرفة اجلديدة‬
‫املبدعة»‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫أهداف الرتبية اإلعالمية وفوائدها يف العملية التعليمية‬


‫هتدف الرتبية اإلعالمية إىل مساعدة الطالب يف فهم وسائل اإلعالم وحتول اجلمهور إىل‬
‫ال من جمرد كونه مستهلك منفعل ومتأثر باإلضافة إىل تشجيعه الكتساب‬‫منتج فاعل ومؤثر بد ً‬
‫املعارف واملهارات اجلديدة املطلوبة خصوص ًا يف عرص الثقافة اإلعالمية الرقمية التي نعيش‬
‫فيها والتي غزت كل جانب من جوانب حياتنا يف املنزل واملدرسة واجلامعة ومكان العمل‬
‫وحتى أماكن الرتفيه‪.‬‬
‫كام أن حتقيق أهداف الرتبية اإلعالمية ينطلق من إيامن سائد بأن «شباب اليوم هم صناع‬
‫وسائل إعالم الغد‪ ،‬مع استمرار تطور التكنولوجيا ومطالب املجتمع بالتغيري»‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪(1) Tessa Jolls. Carolyn Wilson.(2014). The Core Concepts: Fundamen-‬‬


‫‪tal to Media Literacy Yesterday، Today and Tomorrow، Journal of Me-‬‬
‫‪dia Literacy Education، 6(2)، p.70.‬‬
‫ ‪(2) Donna J. Grac. (2005). Media Literacy: What،‬‬ ‫‪Why‬‬ ‫‪and‬‬
‫‪How?. Educational Perspectives. p. .Retrieved 12-8-2017.Available:‬‬
‫‪files.eric.ed.gov/fulltext/EJ877622.pdf‬‬

‫‪- 443 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫(‪)1‬‬
‫وهتدف الرتبية اإلعالمية يف العملية التعليمية لتحضري الطالب ليصبحوا ‪:‬‬
‫‪ -1‬مستهلكون جيدون‪ :‬عن طريق تعليمهم كيفية فهم وحتليل وتقييم وإنتاج الرسائل‬
‫اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬مواطنون صاحلون‪ :‬من خالل تسليط الضوء عىل دور وسائل اإلعالم يف املجتمع‬
‫املدين وأمهية كوهنم ناخبون عىل علم ومسؤولون ومدركون ومشاركون نشطون يف املجتمعات‬
‫املحلية والوطنية والعاملية‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كام تتعدد فوائد الرتبية اإلعالمية لدى الطالب عرب‪:‬‬
‫ •تلبية احتياجات الطالب كي يكونوا مستهلكني بحكمة لوسائل اإلعالم‪.‬‬
‫ •جلب عامل اإلعالم إىل الفصول الدراسية لربط التعليم باحلياة احلقيقية ما يؤكد أن ثقافة‬
‫وسائل اإلعالم هي بيئة غنية للتعلم‪.‬‬
‫ •تعطي الطالب واملدرسني هنج ًا مشرتك ًا للتفكري النقدي‪.‬‬
‫ •توفر فرصة لدمج املوضوعات وخلق املفردات املشرتكة والتي تطبق يف مجيع التخصصات‪.‬‬
‫ •تساعد عىل تلبية املعايري الدولية وبنفس الوقت استخدام حمتوى الوسائط اجليدة التي‬
‫حيبها الطالب‪.‬‬
‫ •تزيد قدرة الطالب عىل التواصل ونرش افكارهم يف جمموعة واسعة ومتزايدة يف الصحافة‬
‫وأشكال الوسائل اإلعالم االلكرتونية وحتى املحافل الدولية‪.‬‬
‫ •عمليات التحقق يف الرتبية اإلعالمية تنقل التعليم وحترر املعلم ليتعلم جنبا إىل جنب مع‬
‫ال من كونه حكيم عىل املرسح‪.‬‬ ‫ال بجانبهم بد ً‬‫الطالب فيصبح دلي ً‬
‫ •الرتكيز عىل املهارات العملية بد ً‬
‫ال من معرفة املحتوى‪ ،‬وتكسب الطالب القدرة عىل‬

‫‪(1) Paul Mihailidis، Op.Cit. p.153.‬‬


‫‪(2) Elizabeth Thoman. Violence in the Media. Center for Media Liter-‬‬
‫‪acy. p.40. Retrieved 12-8- 2017. Available: http://glencoe.com/sec/‬‬
‫‪health/pdf/violence.pdf‬‬

‫‪- 444 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫حتليل أي رسالة يف أي وسيلة إعالمية‪ ،‬وبالتايل يتمكنون من عيش حياهتم يف ثقافة مشبعة‬
‫بوسائل اإلعالم‪.‬‬
‫ • استخدام نموذج قابل للتنفيذ‪ ،‬تصبح الرتبية اإلعالمية مستدامة عىل مر الزمن ويصبح‬
‫الطالب قادرون عىل استيعاب قائمة من املهارات للتفاوض بشكل فعال يف ثقافة وسائل‬
‫اإلعالم العاملية التي يعيشون فيها‪.‬‬
‫ •ال تقترص فائدة الرتبية اإلعالمية عىل الطالب بشكل فردي ولكن فوائد للمجتمع من‬
‫خالل توفري األدوات واألساليب التي تشجع عىل احلوار القائم عىل االحرتام والذي يؤدي‬
‫إىل التفاهم املتبادل ويبني مهارات املواطنة الالزمة للمشاركة واملسامهة يف النقاش العام‪.‬‬
‫الرتبية اإلعالمية وعالقتها بموضوعات التطرف واإلرهاب‬
‫أصبح التطرف واإلرهاب ظاهرتان عامليتان ال يرتبطان بزمكان معني‪ ،‬وإن كانت هناك‬
‫دول تعاين من ويالهتام أكثر من غريها‪ ،‬ومع ازياد خطر انتشار املجموعات املتطرفة واإلرهابية‬
‫يف السنوات األخرية وحماوالت نرش فكرها من خالل الوسائل اإلعالمية والتواصلية احلديثة‬
‫جلذب خمتلف الرشائح االجتامعية خصوصا الشباب علت األصوات إلنشاء أرضية مقاومة‬
‫للفكر اإلرهايب واملتطرف‪ ،‬أرضية تنشّ ط وعي اجلامهري وحتصنهم من التداعيات الكارثية‪،‬‬
‫وكانت الرتبية اإلعالمية أحد احللول األكثر تفاؤ ً‬
‫ال هلذه املشكلة عرب الدعوة إىل تطوير‬
‫كفاءات اجلمهور ذات الصلة بوسائل اإلعالم والتواصل االجتامعية وإعدادهم للمشاركة‬
‫الفعالة يف احلياة احلارضة واملستقبلية فاإلعالم «مل يعد جمرد يشكل ثقافتنا بل هو ثقافتنا» (‪)1‬كام‬
‫أنه سالح ذو حدين فكام أهنيمنع األفكار املتطرفة وينشط وعي الناس فقد يامرس دورا سلبي ًا‬
‫ويشكل منصة للتحريض والدعوة للتطرف وممارسة اإلرهاب من خالل العمل عىل التأثري‬

‫‪(1) Elizabeth Thoman. Tessa Jolls. (2004). Media Liteacy—A National‬‬


‫‪Priority for a Changing World. American Behavioral Scientist، 48(1)،‬‬
‫‪p18.‬‬

‫‪- 445 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫املبارش وغري املبارش يف معارف اجلمهور واجتاهاته وسلوكه‪.‬‬
‫وتشري إحصائيات حديثة إىل أن «التكلفة االقتصادية املرتتبة عىل احتواء العنف يف العامل‬
‫ومعاجلة عواقبه تقدر بام يضاهي ‪ 10‬تريليونات دوالر أمريكي أي أـكثر من ‪ 10‬يف املئة من‬
‫الناتج املحيل اإلمجايل العاملي»(‪ ،)1‬وخطورة هذه األرقام تكشف عن الرضورة القصوى لتبني‬
‫هنج الرتبية اإلعالمية القائم عىل االستثامر يف تنمية اإلنسان ومده باألدوات الالزمة ليكون‬
‫مواطن ًا فعا ً‬
‫ال مدرك ًا لألحداث‪ ،‬وقادر عىل التعبري والنقد وإسامع صوته واملشاركة يف األحداث‬
‫دون النزوع نحو التطرف واإلرهاب‪.‬‬
‫وبالتايل تظهر احلاجة املاسة إىل تبني وتعليم الرتبية اإلعالمية كإحدى الوسائل الثرية‬
‫السلمية يف مواجهة التطرف واإلرهاب خصوص ًا مع انتشار ثقافة الويب ووسائل اإلعالم‬ ‫ّ‬
‫االجتامعية بشكل واسع بني خمتلف املراحل العمرية وخصوص ًا الشباب‪.‬‬
‫يدعو باحثون إىل رضورة دعم برامج الرتبية اإلعالمية يف أي جمتمع ألسباب عدة ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪1-1‬الرتبية اإلعالمية تدعم حصول اجلمهور عىل األفكار اهلامة من وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪2-2‬الرتبية اإلعالمية تعلم املواطنني فهم قيمة األحداث اإلعالمية كرقيبني يف جمتمعاهتم‪،‬‬
‫املواطنون قادرون عىل مراقبة بعناية األخبار واملعلومات التي تصل إليهم‪،‬ومن املهم تعليم‬
‫اجلمهور ليكون عىل أهبة االستعداد ضد ترويج الشائعات أو خطاب الكراهية‪.‬‬
‫التحول يف الوسائل التي تتناسب مع عرص املعلومات الرقمي‬
‫ّ‬ ‫‪3-3‬دعم الرتبية اإلعالمية يدعم‬
‫اجلديد‪.‬‬

‫((( إعادة التفكري يف الرتبية والتعليم نحو صالح عاملي مشرتك‪ .‬منشورات اليونسكو ‪ -‬منظمة األمم‬
‫املتحدة للرتبية والعلم والثقافة‪ ،‬عام ‪ .2015‬باريس‪ ،‬ص ‪. 4‬‬
‫‪(2) Susan D. Moeller. (2009). Media Literacy: Understanding the‬‬
‫‪News. Retrieved 10-9-2017. Available: http://www.cima.ned.org/‬‬
‫‪wp-content/uploads/2015/02/CIMA-Media_Literacy_Understand-‬‬
‫‪ing_The_News-Report.pdf‬‬

‫‪- 446 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫‪4-4‬دعم الرتبية اإلعالمية يؤدي إىل استثامر األموال املخصصة لتنمية أكثر اسرتاتيجية‪.‬‬

‫الإطارالعملي‬
‫املحور األول‪ :‬البيانات الشخصية‬
‫‪1‬النوع‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تشري بيانات اجلدول (‪ )1‬أن نسبة الذكور بلغت (‪)%66‬يف جامعة بغداد يف حني‬
‫بلغت(‪ )%22‬يف جامعة دمشق‪ ،‬وبلغت نسبة اإلناث من أفراد العينة(‪ )%34‬يف جامعة بغداد‬
‫بينام احتلتنسبة (‪ )%78‬يف جامعة دمشق‪.‬‬
‫ويمكن تفسري ذلك تعاون الطالب الذكور أكثر من اإلناث يف جامعة بغداد‪ ،‬بينام النسبة‬
‫الكربى لطالب مادة الرتبية اإلعالمية يف جامعة دمشق من اإلناث بسبب ظروف احلرب يف‬
‫البلد والتحاق العديد من الشباب باخلدمة العسكرية أو السفر إىل اخلارج‪.‬‬
‫البيانات الشخصية‪ -‬النوع‬
‫‪1‬‬
‫جدول رقم (‪)1‬‬
‫دمشق‬ ‫‪1‬‬
‫بغداد‬
‫النوع‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‪§2‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ذكر‬
‫‪78‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪18‬‬ ‫أنثى‬
‫‪100‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪53‬‬ ‫املجموع‬
‫‪2‬العمر‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تشري بيانات جدول (‪ )2‬أن نسبة الطلبة الذي ترتاوح اعامرهم من (‪ )20-18‬يف جامعة‬
‫بغداد قدبلغت (‪ ،)%21‬ومل تتوافر هذه الفئة العمرية يف جامعة دمشق ألن مادة الرتبية‬
‫اإلعالمية ٌت ّ‬
‫درس فقط لطالب السنة الرابعة يف قسم اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬وبلغت نسبة الطلبة‬

‫((( يقصد الباحثان بـ(بغداد‪ ،‬دمشق) أي جامعة بغداد وجامعة دمشق‪.‬‬


‫يقصد الباحثان بـ(ت) التكرار‪ ،‬أما (ن) فيقصد هبا النسبة املئوية‪.‬‬

‫‪- 447 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫الذي ترتاوح أعامرهم من (‪ )25-21‬يف جامعة بغداد (‪)%75‬وبلغت يف جامعة دمشق (‪)%91‬‬
‫وهي النسبة الكربى يف كال اجلامعتني‪ ،‬أما الفئة العمرية (‪ )30-26‬غابت يف جامعة بغداد بينام‬
‫بلغت (‪)%9‬يف جامعة دمشق‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )2‬البيانات الشخصية‪ -‬العمر‬
‫دمشق‬ ‫بغداد‬
‫العمر‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪20-18‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪25-21‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪30-26‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪53‬‬ ‫املجموع‬

‫املحور الثاين‪ :‬ترتيب املصادر التي تعتمد عليها يف احلصول عىل معلومات عن موضوعات‬
‫التطرف واإلرهاب‬
‫تظهر بيانات اجلدول (‪ )3‬أن مواقع التواصل االجتامعي نالت املرتبة األوىل بني املصادر‬
‫التي يعتمد عليها طلبة اإلعالم يف جامعتي بغداد ودمشق يف استقاء املعلومات عن موضوعات‬
‫التطرف واإلرهاب بنسبة تزيد عن نصف العينة (‪ )% 60‬للمرتبة األوىل ثم القنوات التلفزيونية‬
‫بنسبة (‪ )%35.1‬ثم املواقع اإللكرتونية بنسبة (‪ )% 32‬واملعارف واألصدقاء بنسبة (‪)% 13‬‬
‫وأخري ًا الصحف املطبوعة واإلذاعات املسموعة بنسبة متساوية (‪ ،)% 7‬ويمكن تفسري هذا‬
‫التوجه بأن مواقع التواصل االجتامعي مثل (املدونات‪ ،‬فيس بوك‪ ،‬تويرت‪ ،‬غوغل ‪ ...+‬الخ)‬
‫باتت وسائل قوية ومنافسة للوسائل التقليدية وأصبحت أدوات رسيعة وفعالة للوصول إىل‬
‫املاليني من القراء اجلدد وتساهم بتوسيع تأثري املواد املنشورة عن التطرف واإلرهاب من حيث‬
‫استخدام الوسائط املتعددة وإمكانيات التفاعلية النشطة‪.‬‬

‫‪- 448 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫جدول (‪ )3‬ترتيب املصادر املعتمدة يف احلصول عىل معلومات عن موضوعات‬
‫التطرف واإلرهاب حسب أمهيتها‬

‫مواقع‬ ‫ترتيب‬
‫املعارف‬ ‫املواقع‬ ‫القنوات‬ ‫اإلذاعات‬ ‫الصحافة‬ ‫املصادر‬
‫التواصل‬
‫واألصدقاء‬ ‫االلكرتونية‬ ‫التلفزيونية‬ ‫املسموعة‬ ‫املطبوعة‬ ‫حسب‬
‫االجتامعي‬
‫أمهيتها‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬

‫املرتبة‬
‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪35.1‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫األوىل‬
‫املرتبة‬
‫‪12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪28.1‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫الثانية‬
‫املرتبة‬
‫‪12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22.3‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪15.2‬‬ ‫‪13‬‬
‫الثالثة‬
‫املرتبة‬
‫‪20‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪14.1‬‬ ‫‪12‬‬
‫الرابعة‬
‫املرتبة‬
‫‪18‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪41.1‬‬ ‫‪35‬‬
‫اخلامسة‬
‫املرتبة‬
‫‪24‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪15.2‬‬ ‫‪13‬‬
‫السادسة‬
‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫املجموع‬

‫‪- 449 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫املحور الثالث‪ :‬إجابات أفراد عينة البحث حول الوصول إىل موضوعات التطرف‬
‫واإلرهاب‬
‫املجال األول‪ :‬أسباب اهتامم العينة بمتابعة موضوعات التطرف واإلرهاب‬
‫تشري بيانات اجلدول (‪ )4‬أن الطابع املثري للحدث اإلرهايب أحد أهم أسباب اهتامم طلبة‬
‫اإلعالم يف جامعتي بغداد ودمشق بموضوعات التطرف واإلرهاب أحيان ًا بنسبة تزيد عن‬
‫نصف العينة (‪ )% 59‬وأن إشباع حاجايت للمعلومات أيض ًا سبب الهتامم نصف العينة تقريب ًا‬
‫بموضوعات التطرف واإلرهاب حيث سجلت نسبة (‪ )% 46‬خلياري دائ ًام وأحيان ًا‪ ،‬كام‬
‫سجلت عبارة الواقع املشبع باإلرهاب نسبة (‪ )%40‬خليار دائ ًام‪ ،‬وعبارة التداعيات اخلطرية‬ ‫ّ‬
‫املرتتبة عىل األفراد واملجتمع بنسبة (‪ )% 48‬خليار دائ ًام‪ ،‬ويستنتج مما سبق أن اخليارات املطروحة‬
‫يف اجلدول(‪)4‬تشكل أسباب ًا فعلية ملتابعة موضوعات التطرف واإلرهاب إذ تركزت إجابات‬
‫الطلبة بني خياري (دائ ًام وأحيان ًا)‪.‬‬
‫جدول(‪ )4‬أسباب اهتامم الطلبة بمتابعة موضوعات التطرف واإلرهاب‬

‫املجموع‬ ‫نادر ًا‬ ‫أحيان ًا‬ ‫دائ ًام‬ ‫أسباب اهتامم الطلبة بمتابعة‬
‫موضوعات التطرف‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫واإلرهاب‬
‫الطابع املثري للحدث‬
‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪50 27‬‬ ‫‪23‬‬
‫اإلرهايب واملتطرف‪.‬‬
‫إشباع حاجايت للمعلومات‬
‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪39 46‬‬ ‫‪39‬‬ ‫تدفعني ملتابعة احلدث‬
‫اإلرهايب أو املتطرف‪.‬‬
‫الواقع املفروض واملشبع‬
‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪23.5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪36.5‬‬ ‫‪31 40‬‬ ‫‪34‬‬
‫باإلرهاب والتطرف‪.‬‬

‫‪- 450 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬

‫التداعيات اخلطرية‬
‫املرتتبة ألحداث التطرف‬
‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪27 56‬‬ ‫‪48‬‬
‫واإلرهاب عىل األفراد‬
‫واملجتمع‪.‬‬

‫املجال الثاين‪ :‬سهولة وصول الطلبة إىل املعلومات املتعلقة بموضوعات التطرف واإلرهاب‪:‬‬
‫تشري بيانات اجلدول (‪ )5‬إىل غالبية طلبة اإلعالم يف جامعتي دمشق وبغداد ممن تلقوا‬
‫مادة الرتبية اإلعالمية يصلون إىل املعلومات املتعلقة بموضوعات التطرف واإلرهاب بدرجة‬
‫أوىل بسبب توافر الوسائل احلديثة املساعدة بالوصول للمصادر بنسبة (‪ )% 82‬خليار دائ ًام ثم‬
‫بسبب وفرة املصادر بنسبة (‪ )% 48.3‬خليار دائ ًام ثم بسبب امتالكي ملهارات البحث وحتديد‬
‫املصطلحات املرادة بسهولة بنسبة (‪ )45.5‬خليار أحيان ًا‪.‬‬
‫ويستنتج من اجلدول أن الطلبة يمتلكون املتطلبات األساسية للوصول إىل املعلومات‬
‫املرتبطة بموضوعات التطرف واإلرهاب من خالل توفر عوامل خارجية كوفرة املصادر‬
‫والوسائل احلديثة امليرسة للبحث وعوامل ذاتية كمهارة البحث للوصول إىل املعلومات‬
‫املطلوبة بدقة ورسعة وإن بينت النتائج احلاجة إىل تطوير هذه املهارة‪.‬‬
‫جدول (‪ )5‬سهولة الوصول إىل املعلومات املتعلقة بموضوعات التطرف واإلرهاب‬

‫املجموع‬ ‫نادر ًا‬ ‫أحيان ًا‬ ‫دائ ًام‬ ‫أصل إىل املعلومات املتعلقة‬
‫بموضوعات التطرف‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫واإلرهاب بسهولة بسبب‬

‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪10.5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪41.2‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪48.3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪-1‬وفرة املصادر‪.‬‬

‫‪-2‬توافر الوسائل احلديثة‬


‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪70‬‬
‫املساعدة بالوصول للمصادر‪.‬‬

‫‪- 451 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬

‫‪-3‬امتالكي ملهارات البحث‬


‫‪100‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪45.5‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪29.5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫وحتديد املصطلحات املرادة‬
‫بسهولة‪.‬‬

‫املجال الثالث‪ :‬التحليل والتفكري النقدي‬


‫تشري نتائج اجلدول رقم (‪ )6‬إىل أن النسبة الكربى من الطلبة الذين تلقوا مادة الرتبية‬
‫اإلعالمية يف جامعتي بغداد ودمشق يمتلكون القدرة عىل حتليل وسرب موضوعات التطرف‬
‫واإلرهاب يف وسائل اإلعالم إذ تركزت إجاباهتم حول مهارات التحليل والتفكري النقدي‬
‫عىل خياري (دائ ًام وأحيان ًا)‪ ،‬حيث سجلت العبارات اآلتية أعىل النسب يف خيار دائ ًام‪ :‬أركز‬
‫عىل األساليب املستخدمة يف صنع املادة اإلعالمية بنسبة (‪ ،)% 66‬وأسعى للتأكد من صحة‬
‫املعلومات ودقتها بنسبة (‪ ،)% 59.2‬وأستطيع أن أستخلص ما هو مفيد أو غري مفيد بنسبة‬
‫(‪ ،)% 56.5‬أما أعىل النسب خليار أحيان ًا‪ :‬أحاول اكتشاف األطر التي حتاول الرسالة اإلعالمية‬
‫إغفاهلا بنسبة (‪ )% 44‬و أستطيع إدراك مدى تضمن الرسالة ملعلومات مضللة بنسبة (‪43.3‬‬
‫‪ )%‬و أالحظ مدى موضوعية الطرح يف املادة اإلعالمية أو انحيازه بنسبة (‪ ،)% 42‬بينام سجلت‬
‫أعىل نسبة خليار نادر ًا يف عبارة أتناقش حول موضوعات اإلرهاب والتطرف مع غريي بنسبة‬
‫(‪ )% 21.5‬ما ّ‬
‫يدل عىل رضورة ختصيص مساحة يف مادة الرتبية اإلعالمية تشجع عىل النقاش‬
‫احلي واملتبادل للوصول إىل أعىل مستوى من التحليل والنقد‪.‬‬
‫و ُيستنتج مما سبق أن معظم الطلبة ال يكتفون بام هو ُمقدم وإنام يبذلون جهدهم ويامرسون‬
‫أدوارهم كإعالميني يف فحص املضمون ومن يقف وراءه وأسلوب تقديمه‪ ،‬ما يساهم الحق ًا‬
‫يف تكوين رأي موضوعي وصائب عن موضوعات التطرف واإلرهاب‪.‬‬
‫وتتفق نتائج الدراسة احلالية مع دراسات (فليمينغ‪ )Fleming‬و)شميت‪(Schmid‬‬
‫و(مارتني وآخرون‪ (Martin &etal‬و(ميهايليديس ‪)Mihailidis‬بتحسن مهارة التحليل‬

‫‪- 452 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫والتفكري النقدي عند الطالب بعد دراسة منهاج الرتبية اإلعالمية‪.‬‬
‫جدول (‪ )6‬تعامل الطلبة مع املعلومات اإلعالمية املقدّ مة‬
‫عن موضوعات التطرف واإلرهاب‬

‫نادر ًا‬ ‫أحيان ًا‬ ‫دائ ًام‬ ‫عندما أتلقى املعلومات املتعلقة‬
‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫بموضوعات التطرف واإلرهاب‬

‫‪ -1‬أهتم بمعرفة من صنع املادة‬


‫‪10.5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪32.5‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪48‬‬
‫اإلعالمية‪.‬‬

‫‪-2‬أركز عىل األساليب املستخدمة‬


‫يف صنع املادة اإلعالمية (طرق‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪56‬‬
‫صياغة النص‪ ،‬الصور‪ ،‬األلوان‪،‬‬
‫املوسيقى‪ ،‬املؤثرات الصوتية‪.)..،‬‬
‫‪-3‬أنتبه إىل االستامالت‬
‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪44‬‬ ‫املستخدمة جلذب االهتامم‬
‫(ختويفية‪ ،‬عاطفية‪ ،‬عقلية)‪.‬‬

‫‪-4‬أحاول معرفة األطر التي‬


‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬
‫حتاول املادة اإلعالمية تعزيزها‪.‬‬

‫‪-5‬أحاول اكتشاف األطر التي‬


‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪37‬‬
‫حتاول الرسالة اإلعالمية إغفاهلا‪.‬‬

‫‪-6‬أعتقد أين قادر عىل التمييز بني‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪46‬‬
‫احلقائق واآلراء‪.‬‬

‫‪- 453 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬

‫‪-7‬أسعى للتأكد من صحة‬


‫‪10.3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪30.5‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪59.2‬‬ ‫‪50‬‬
‫املعلومات ودقتها‪.‬‬

‫‪-8‬أالحظ مدى موضوعية الطرح‬


‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪38‬‬
‫يف املادة اإلعالمية أو انحيازه‪.‬‬

‫‪-9‬أستطيع أن أستخلص ما هو‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪38.5‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪56.5‬‬ ‫‪48‬‬
‫مفيد أو غري مفيد‪.‬‬

‫‪-10‬أستطيع إدراك مدى تضمن‬


‫‪8.2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪43.3‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪48.5‬‬ ‫‪41‬‬
‫الرسالة ملعلومات مضللة‪.‬‬

‫‪-11‬أبذل جهد ًا يف فهم خلفيات‬


‫‪15‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪37‬‬
‫األحداث‪.‬‬

‫‪-12‬أتناقش حول موضوعات‬


‫‪21.5‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪37.5‬‬ ‫‪32‬‬
‫اإلرهاب والتطرف مع غريي‪.‬‬

‫املجال الرابع‪ :‬التقييم‬


‫تظهر نتائج بيانات اجلدول رقم (‪ )7‬أن نسبة كربى من طلبة اإلعالم ممن تلقوا مادة الرتبية‬
‫اإلعالمية يميلون إىل تشكيل آراء واجتاهات نحو املوضوعات املقدمة عن موضوعات التطرف‬
‫واإلرهاب‪ ،‬حيث تنحو معظم إجاباهتم نحو خياري (دائ ًام وأبد ًا)‪ ،‬إذ سجلت العبارات اآلتية‬
‫أعىل النسب يف خيار دائ ًام يزداد شعوري باالنتامء الوطني أو القومي عند متابعة موضوعات‬
‫التطرف واإلرهاب بنسبة (‪ )% 61.1‬ثم عبارة تؤثر ملكية وسائل اإلعالم يف توجيه‬
‫موضوعات التطرف واإلرهاب بنسبة (‪ )% 59‬وعبارة حتاول وسائل اإلعالم مترير مصاحلها‬

‫‪- 454 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫السياسية وأهدافها غري املعلنة بنسبة (‪ )58.5‬أما أعىل النسب خليار أحيان ًا فجاءت لعبارات‬
‫صور اإلرهاب املعروضة يف وسائل اإلعالم كاذبة بنسبة (‪ )%69‬وتعكس واقع التطرف‬
‫واإلرهاب بنسبة (‪ )61‬وتبالغ من خماطر التطرف واإلرهاب (‪ ،)57‬أما أعىل نسبة خليار نادر ًا‬
‫لعبارة أشعر باخلوف والقلق عند متابعة موضوعات التطرف واإلرهاب بنسبة (‪.)% 37‬‬
‫ويستنتج مما سبق قدرة الطلبة عىل تقييم املنتج اإلعالمي املقدم عن موضوعات التطرف‬
‫واإلرهاب انطالق ًا من معطيات موضوعية متعلقة بطبيعة الوسيلة وملكيتها أو من خالل‬
‫تقديم آراء شخصية إجيابية ناجتة عن معطيات التقييم‪.‬‬
‫وتتفق نتيجة الدراسة احلالية مع دراسة (ميهايليديس ‪ )Mihailidis‬حول زيادة مهارة‬
‫التقييم عند الطلبة بعد أخذ مقرر الرتبية اإلعالمية‪.‬‬
‫جدول (‪ )7‬تقييم الطلبة للمعلومات اإلعالمية املقدمة‬
‫عن موضوعات التطرف واإلرهاب‬

‫نادر ًا‬ ‫أحيان ًا‬ ‫دائ ًام‬


‫أعتقد أن وسائل اإلعالم‬
‫عند تناوهلا ملوضوعات‬
‫النسبة‬ ‫املجموع‬ ‫النسبة‬ ‫املجموع‬ ‫النسبة‬ ‫املجموع‬ ‫التطرف واإلرهاب‬

‫‪ -1‬تعكس واقع التطرف‬


‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪25‬‬
‫واإلرهاب‪.‬‬

‫‪ -2‬تبالغ من خماطر التطرف‬


‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪27‬‬
‫واإلرهاب‪.‬‬

‫‪-3‬تقدم معلومات دون‬


‫‪33‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪15‬‬
‫فرض وجهة نظر حمددة‪.‬‬

‫‪- 455 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬

‫‪-4‬تؤثر ملكية وسائل‬


‫اإلعالم يف توجيه‬
‫‪16‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪50‬‬
‫موضوعات التطرف‬
‫واإلرهاب‪.‬‬

‫‪-5‬صور اإلرهاب املعروضة‬


‫‪17‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪12‬‬
‫يف وسائل اإلعالم كاذبة‪.‬‬

‫‪-6‬حتاول وسائل اإلعالم‬


‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪35.5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪58.5‬‬ ‫‪50‬‬ ‫مترير مصاحلها السياسية‬
‫وأهدافها غري املعلنة‪.‬‬
‫‪-7‬زيادة التطرف واإلرهاب‬
‫‪19‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪43‬‬ ‫متعلق بنوع الوسيلة‬
‫االعالمية‪.‬‬

‫‪-8‬أشعر باخلوف والقلق‬


‫‪37‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪18‬‬ ‫عند متابعة موضوعات‬
‫التطرف واإلرهاب‪.‬‬

‫‪-9‬أشكل رأي ًا مضاد ًا‬


‫لإلرهاب عند متابعة‬
‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪44‬‬
‫موضوعات التطرف‬
‫واإلرهاب‪.‬‬

‫‪-10‬يزداد شعوري باالنتامء‬


‫الوطني أو القومي عند‬
‫‪15.3‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪23.6‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪61.1‬‬ ‫‪52‬‬
‫متابعة موضوعات التطرف‬
‫واإلرهاب‪.‬‬

‫‪- 456 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬

‫‪-11‬تتشكل لدي رغبة‬


‫إىل القيام بدور توعوي‬
‫‪13‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪41‬‬ ‫وإصالحي عند متابعة‬
‫موضوعات التطرف‬
‫واإلرهاب‪.‬‬

‫املجال اخلامس‪ :‬املشاركة واإلنتاج‬


‫تبني نتائج اجلدول رقم (‪ )8‬ضعف تفاعل الطالب مع موضوعات التطرف واإلرهاب‬
‫حيث تتجه النسبة الكربى إلجابات الطالب نحو خيار (ال)‪ ،‬وتظهر أهم النتائج أن (‪)% 33‬‬
‫فقط من الطلبة نرشوا مقاالت حول التطرف واإلرهاب يف وسائل اإلعالم وذات النسبة ممن‬
‫شاركوا يف ندوات وحلقات نقاشية حول ذات املوضوع‪ ،‬و(‪ )%42‬ممن صنعوا أو يفكرون‬
‫بصنع مقطع فيديو له صلة بالتطرف واإلرهاب‪ ،‬وأقل من نصف العينة (‪ )% 44.5‬ممن‬
‫تواصلوا مع وسائل اإلعالم للتعبري عن آرائهم بالتطرف واإلرهاب‪.‬‬
‫كام تظهر النتائج استفادة الطلبة بشكل شخيص من الوسائل االتصالية احلديثة (فيس‬
‫بوك‪ -‬تويرت‪ -‬يوتيوب‪ ).. ،‬كمنرب للتعبري عن رأيي حول موضوعات التطرف واإلرهاب‬
‫بنسبة (‪ )%81‬ومنتسب أو أفكر باالنتساب إىل مجعية أو منظمة حتارب التطرف واإلرهاب‬
‫بنسبة (‪.)% 57.5‬‬
‫ويستنتج مما سبق وجود تذبذب وقصور عند طلبة اإلعالم يف جامعتي بغداد ودمشق فيام‬
‫يتعلق بمهارة اإلنتاج واملشاركة عند التعامل مع موضوعات التطرف واإلرهاب ما يدعو‬
‫القائمني عىل تدريس مادة الرتبية اإلعالمية إىل إغناء اجلانب العميل فيها وإرشاك الطالب يف‬
‫تنفيذ وتصميم رسائل إعالمية وحثهم عىل املشاركة النشطة والفعالة يف القضايا املثارة والتي‬
‫متس املجتمع كقضايا التطرف واإلرهاب‪.‬‬

‫‪- 457 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫وتتفق نتائج الدراسة احلالية مع دراسة (برييرا ومورا‪ )Pereira & Moura‬حول وجود‬
‫قصور أو انخفاض يف أنشطة إنتاج املحتوى عند الطلبة‪.‬‬

‫جدول (‪ )8‬تفاعل الطلبة مع موضوعات التطرف واإلرهاب يف الوسائل اإلعالمية‬

‫ال‬ ‫نعم‬
‫عند تعريض ملوضوعات التطرف واإلرهاب‬
‫النسبة‬ ‫املجموع‬ ‫النسبة‬ ‫املجموع‬

‫‪-1‬أتواصل مع وسائل اإلعالم كي أعرب عن‬


‫رأيي حول موضوعات التطرف واإلرهاب‬
‫‪55.5‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪44.5‬‬ ‫‪38‬‬ ‫(مراسلتها بريدي ًا ‪ -‬تعليق عىل مواقعها‬
‫االلكرتونية أو صفحاهتا عىل مواقع التوصل‬
‫االجتامعي‪ -‬اتصاالت هاتفية لرباجمها)‪.‬‬

‫‪-2‬أنرش مقاالت حول موضوعات التطرف‬


‫‪67‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪28‬‬ ‫واإلرهاب يف صحف وجمالت ورقية أو مواقع‬
‫الكرتونية‪.‬‬

‫‪-3‬أستفيد من الوسائل االتصالية احلديثة (فيس‬


‫‪19‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪69‬‬ ‫بوك‪ -‬تويرت‪ -‬يوتيوب‪ ).. ،‬كمنرب للتعبري عن‬
‫رأيي حول موضوعات التطرف واإلرهاب‪.‬‬

‫‪ -4‬أنرش موضوعات حول التطرف واإلرهاب‬


‫‪57.5‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪42.5‬‬ ‫‪36‬‬
‫يف مدونتي اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪-5‬صنعت أو أفكر بصنع مقطع فيديو له صلة‬


‫‪58‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪36‬‬
‫بالتطرف واإلرهاب‪.‬‬

‫‪- 458 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬

‫‪-6‬أشارك عادة يف ندوات وحلقات نقاشية‬


‫‪67‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪28‬‬
‫حول موضوعات التطرف واإلرهاب‪.‬‬

‫‪ -7‬منتسب أو أفكر باالنتساب إىل مجعية أو‬


‫‪42.5‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪57.5‬‬ ‫‪49‬‬
‫منظمة حتارب التطرف واإلرهاب‪.‬‬

‫املحور الرابع‪ :‬الفروق يف إجابات أفراد العينة حول جماالت البحث تبع ًا ملتغري اجلنس‪:‬‬
‫للوصول إىل الفروق بني إجابات أفراد العينة عىل جماالت استبانة البحثتبع ًا ملتغري‬
‫اجلنس‪ ،‬تم حساباملتوسطات احلسابية واالنحرافات املعيارية واختبار (‪ )t‬للعينات‬
‫املستقلة وأدرجت النتائج يف اجلدول اآليت‪:‬‬
‫اجلدول (‪ :)9‬نتائج اختبار )‪ (t‬للفروق بني إجابات أفراد العينة البحث عىل جماالت‬
‫استبانة البحث تبع ًا ملتغري اجلنس‬

‫قيمة‬ ‫(‪)t‬‬ ‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬


‫القرار‬

‫اجلنس العينة‬ ‫املجال‬


‫املعياري املحسوبة االحتامل‬ ‫احلسايب‬

‫‪1.06‬‬ ‫‪10.70‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ذكور‬ ‫املجال األول‪ :‬أسباب‬


‫اهتامم العينة بمتابعة‬
‫‪0.000 10.25‬‬
‫دال‬

‫‪1.74‬‬ ‫‪7.50‬‬ ‫‪42‬‬ ‫إناث‬ ‫موضوعات التطرف‬


‫واإلرهاب‬

‫‪0.77‬‬ ‫‪7.72‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ذكور‬ ‫املجال الثاين‪ :‬سهولة‬


‫وصول الطلبة إىل‬
‫‪0.002 3.212‬‬ ‫املعلومات املتعلقة‬
‫دال‬

‫‪2.01‬‬ ‫‪6.67‬‬ ‫‪42‬‬ ‫إناث‬ ‫بموضوعات التطرف‬


‫واإلرهاب‬

‫‪- 459 -‬‬


‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬

‫‪5.41‬‬ ‫‪31.21‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ذكور‬ ‫املجال الثالث‪:‬‬


‫‪0.000 3.741‬‬ ‫التحليل والتفكري‬
‫دال‬

‫‪6.84‬‬ ‫‪26.21‬‬ ‫‪42‬‬ ‫إناث‬ ‫النقدي‬

‫‪3.93‬‬ ‫‪26.30‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ذكور‬


‫‪0.001 3.285‬‬ ‫املجال الرابع‪ :‬التقييم‬
‫دال‬

‫‪5.73‬‬ ‫‪22.81‬‬ ‫‪42‬‬ ‫إناث‬

‫‪2.31‬‬ ‫‪4.86‬‬ ‫‪43‬‬ ‫ذكور‬ ‫املجال اخلامس‪:‬‬


‫‪0.000 7.084‬‬
‫دال‬

‫‪1.63‬‬ ‫‪1.79‬‬ ‫‪42‬‬ ‫إناث‬ ‫املشاركة واإلنتاج‬

‫يالحظ من اجلدول (‪)9‬وجودفروقدالةإحصائ ًي ًا بينإجابات الطلبة الذكور واإلناث‬


‫يف اجلامعتني حول جماالت االستبانة‪ ،‬إذ جاءت القيمة االحتاملية أقل من مستوى‬
‫الداللة(‪ ،)0.05‬وهذه الفروق جاءت لصالح الذكور‪.‬‬
‫املحور اخلامس‪ :‬الفروق يف إجابات أفراد العينة حول جماالت البحث تبع ًا ملتغري‬
‫العمر‪:‬‬
‫للكشف عن الفروق بني إجابات أفراد عينة البحث‪ ،‬وداللتها عىل جماالت استبانة‬
‫البحث تبع ًا ملتغري العمر‪ ،‬تم إجراء حتليل التباين األحادي‪ ،‬ويوضح اجلدول (‪ )10‬هذه‬
‫النتائج‪.‬‬

‫‪- 460 -‬‬


‫جدول (‪ :)10‬حتليل التباين األحادي االجتاه (‪ )ANOVA‬إلجابات أفراد عينة البحث عىل جماالت استبانة البحث تبع ًا ملتغري العمر‬
‫قيمة‬ ‫متوسط‬ ‫درجة‬ ‫جمموع‬
‫القرار‬

‫قيم ‪F‬‬ ‫مصدر التباين‬ ‫املجال‬


‫االحتامل‬ ‫املربعات‬ ‫احلرية‬ ‫املربعات‬
‫‪13.086‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪26.171‬‬ ‫بني املجموعات‬ ‫املجال األول‪ :‬أسباب اهتامم‬
‫غري دال‬

‫‪0.057‬‬ ‫‪2.959‬‬ ‫‪4.423‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪362.562‬‬ ‫داخل املجموعات‬ ‫العينة بمتابعة موضوعات‬
‫‪84‬‬ ‫‪388.824‬‬ ‫املجموع‬ ‫التطرف واإلرهاب‬
‫‪6.075‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪12.150‬‬ ‫بني املجموعات‬ ‫املجال الثاين‪ :‬سهولة وصول‬
‫الطلبة إىل املعلومات املتعلقة‬
‫غري دال‬

‫‪0.091‬‬ ‫‪2.473‬‬ ‫‪2.457‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪201.450‬‬ ‫داخل املجموعات‬


‫بموضوعات التطرف‬

‫‪- 461 -‬‬


‫‪84‬‬ ‫‪213.600‬‬ ‫املجموع‬ ‫واإلرهاب‬
‫د‪ّ .‬‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬

‫‪52.973‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪105.946‬‬ ‫بني املجموعات‬


‫املجال الثالث‪:‬‬
‫غري دال‬

‫‪0.301‬‬ ‫‪1.217‬‬ ‫‪43.517‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪3568.360‬‬ ‫داخل املجموعات‬


‫التحليل والتفكري النقدي‬
‫‪84‬‬ ‫‪3674.306‬‬ ‫املجموع‬
‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬

‫‪55.947‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪111.893‬‬ ‫بني املجموعات‬


‫غري دال‬
‫‪0.124‬‬ ‫‪2.143‬‬ ‫‪26.108‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪2140.860‬‬ ‫داخل املجموعات‬ ‫املجااللرابع‪ :‬التقييم‬
‫‪84‬‬ ‫‪2252.753‬‬ ‫املجموع‬
‫‪31.095‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪62.189‬‬ ‫بني املجموعات‬
‫املجاالخلامس‪:‬‬
‫‪0.006‬‬ ‫‪5.414‬‬ ‫‪5.743‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪470.917‬‬ ‫داخل املجموعات‬

‫دال‬
‫املشاركة واإلنتاج‬
‫‪84‬‬ ‫‪533.106‬‬ ‫املجموع‬
‫التطرف واإلرهاب‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫من قراءة اجلدول (‪ )10‬يتبني عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية يف درجات تقدير‬
‫أفراد عينة البحث تبع ًا ملتغري العمر عند كل جمال من جماالت البحث‪ ،‬إذ جاءت قيمة االحتامل‬
‫أكرب من (‪ ،)0.05‬باستثناء الفروق يف إجاباهتم عند جمال املشاركة واإلنتاج‪ ،‬فقد وجدت‬
‫فروق دالة وجوهرية‪ ،‬إذ جاءت قيمة االحتامل أقل من (‪.)0.05‬‬

‫أهم النتائج التي توصل إليها البحث‪:‬‬


‫‪1 .1‬اهتامم طلبة كلية اإلعالم يف جامعتي بغداد ودمشق بموضوعات التطرف واإلرهاب‬
‫ألسباب متنوعة كاحلاجة للمعلومات وطبيعة احلدث وتداعياته‪.‬‬
‫‪2 .2‬جاءت مواقع التواصل االجتامعية يف املرتبة االوىل من املصادر املعتمدة لدى الطلبة يف‬
‫احلصول عىل معلومات عن موضوعات التطرف واإلرهاب‪.‬‬
‫‪3 .3‬سهولة الوصول اىل موضوعات التطرف واإلرهاب لتوافر الوسائل احلديثة ومهارة‬
‫البحث عن املعلومات لدى الطلبة‪.‬‬
‫‪4 .4‬امتالكأغلب الطلبة مهارة التحليل والتفكري النقدي حول ما تنرشه وسائل اإلعالم من‬
‫موضوعات التطرف واإلرهاب‪.‬‬
‫‪5 .5‬امتالك نسبة كربى من الطلبة مهارة تقييم املنتج اإلعالمي املقدم عن موضوعات التطرف‬
‫واإلرهاب‪.‬‬
‫‪6 .6‬ضعف مهارة اإلنتاج واملشاركة لدى الطلبة عند التعامل مع موضوعات التطرف‬
‫واإلرهاب‪.‬‬
‫املقرتحات‪:‬‬
‫‪1 .1‬يقرتح الباحثان رضورة إقرار منهاج الرتبية االعالمية ملراحل دراسية قبل اجلامعة بدء ًا‬
‫من املرحلة اإلعدادية‪ ،‬لتنشئة الطلبة بشكل وا ٍع عىل كيفية التعامل مع وسائل االعالم بشكل‬
‫مبكر‪ ،‬وقبل أن حيدث اإلعالم تأثرياته الكبرية عىل املجتمع‪.‬‬‫ّ‬

‫‪- 462 -‬‬


‫ميمي ‪ ...‬م‪.‬م فلك صبرية‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬
‫د‪ّ .‬‬
‫‪2 .2‬يدعو الباحثان إىل التعمق يف دراسة موضوعات الرتبية االعالمية وتطوير مهاراهتا وتركيز‬
‫املدرسني عىل اجلانب العميل كتصميم رسائل إعالمية أو حتى إعالنية‪ ،‬وحث الطالب عىل‬
‫النقاش املتبادل واملشاركة النشطة والفعالة يف القضايا املثارة‪.‬‬
‫‪3 .3‬إغناء موضوعات الرتبية اإلعالمية بقضايا متس املجتمع مثل (الكراهية والتزييف‬
‫والعدوان يف وسائل االعالم)‪ ،‬ودراسة هذا املوضوعات عىل مستوى إقليمي أو دويل‪،‬‬
‫ألسباب تتعلق بتأثري االعالم بنطاقات أوسع من الدولة‪.‬‬

‫‪- 463 -‬‬


‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬

‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي‬


‫وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬
‫دراسة تطبيقية عىل عينة من املستخدمني‬

‫م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬ ‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش‬


‫كلية االعالم – جامعة بغداد‬ ‫كلية االعالم – جامعة بغداد‬

‫املقدمة‬
‫املبحث االول‪ :‬منهجية البحث‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬امهية البحث‬
‫أن االتصال و التواصل عرب مواقع التواصل االجتامعي والتفاعل مع االخرين من خالل‬
‫املشاركة وتبادل املعلومات واآلراء واالفكار والثقافات املتنوعة‪ ،‬سامهت يف إنشاء املجتمعات‬
‫االفرتاضية املقابلة للمجتمعات الواقعية‪ ،‬والتي تؤدي بدورها اىل التأثري يف منظومة القيم التي‬
‫تشكل سلوك االفراد داخل املجتمع ‪ .‬من هنا وردت امهية البحث من حيث مدى تأثري مواقع‬
‫التواصل االجتامعي يف تشكيل وتعزيز أو تقويض و انحراف القيم لدى الشباب (جيل شبكات‬
‫التواصل االجتامعي)‪ ،‬وقد ختلق قيم جديدة يتبناها االفراد داخل جمتمعاهتم االفرتاضية‪ ،‬أذ غالب ًا‬
‫ما يستعمل االفراد وسائل االعالم واالتصال ألغراض متنوعة لتحقيق إشباعات خمتلفة وخاص‬
‫مواقع التواصل االجتامعي ‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬مشكلة البحث‬

‫‪- 465 -‬‬


‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬
‫ال تكمن املشكلة يف عدد املستخدمني ألن االعداد تتزايد بشكل يومي وبوترية رسيعة‬
‫جد ًا‪ ،‬بل تكمن املشكلة احلقيقة يف كيفية االستخدام ‪.‬حيث هناك استخدامات سلبية منها‬
‫االفراط يف احلرية ‪....‬الخ ويقابلها يف اجلانب االخر استخدامات اجيابية منها املشاركة الثقافية‬
‫والعلمية‪ ...‬الخ ‪ .‬وتتمحور مشكلة بحثنا حول تأثري استخدام مواقع التواصل االجتامعي يف‬
‫املنظومة القيمية للشباب‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬اهداف البحث‬
‫نحاول يف بحثنا هذا معرفة اشكالية استخدام مواقع التواصل االجتامعي من قبل الشباب‪،‬‬
‫وطبيعة التأثري يف املنظومة القيمية هلم ‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬منهج البحث‬
‫يعد هذا البحث من البحوث الوصفية إذ يقوم بوصف احلقائق بإتباع النهج العلمي‬
‫وعرض خصائص ظاهرة أو موضوع معني بأسلوب موضوعي‪ ،‬ويتطلب ذلك االهتامم‬
‫بأسلوب التعبري عن البيانات الواردة بالبحث باألساليب الكمية‪ ،‬ويعتمد البحث عىل املنهج‬
‫املسحي باعتباره من انسب املناهج املستخدمة يف جمال الدراسات اإلعالمية‪ ،‬إذ يستهدف‬
‫تسجيل وحتليل وتفسري الظواهر بعد مجع البيانات واملعلومات الكافية واملالئمة عنه‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬جمتمع البحث والعينة‪:‬‬
‫يتمثل جمتمع البحث بمستخدمي (شبكات التواصل االجتامعي) من الشباب العراقي‪،‬‬
‫وحددت عينة البحث من هذا املجتمع بمقدار(‪ )300‬مستخدم ًا كدراسة استطالعية‪،‬‬
‫معتمدين أسلوب العينة املتاحة (املتوافرة) يف إطار نوع العينات غري االحتاملية(‪. )1‬‬
‫سادس ًا‪ :‬أساليب و أدوات مجع بيانات البحث‪:‬‬
‫تم تصميم استامرة تضم عدة حماور‪ ،‬ملعرفة طبيعة استخدام مواقع التواصل االجتامعي‬
‫من قبل املستخدمني الشباب ‪ .‬وقد وظفت الباحثتان أداة االستبانة جلمع البيانات واملعلومات‬
‫عن موضوع البحث ‪.‬‬

‫‪- 466 -‬‬


‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬
‫سابع ًا‪ :‬تعريف مصطلحات البحث‬
‫ ‪‬االستخدام‪ :‬نقصد به االساليب التي يوظفها الفرد واحلاجات التي تدفعه اىل استخدام‬
‫مواقع التواصل االجتامعي وتتنوع االستخدامات من تسلية اىل احلصول عىل املعرفة‪ ،‬و نرش‬
‫الفكر التنوير او الظالمي ‪...‬الخ وهذا التنوع نتيجة لتنوع املستخدمني والرغبات واحلاجات‬
‫وامليول ‪.‬‬
‫ ‪‬مواقع التواصل االجتامعي‪ :‬يراد هبا سوق اآلراء واالفكار والعواطف احلرة التي‬
‫يستخدمها خمتلف االفراد عرب االنرتنت وألغراض متنوعة مكونني عالقات اجتامعية متعددة‬
‫عرب الفضاء الرقمي عرب شخصياهتم احلقيقية أو االفاتار ‪.‬‬
‫ ‪‬املستخدم‪ :‬هو الشخص الذي يلج فضاء االنرتنت وخاصة مواقع التواصل‬
‫االجتامعي موظف ًا أهيا لتحقيق مصاحله اخلاصة‪ ،‬فهو الشخص الذي يستطيع التعبري عن‬
‫مكنوناته بكل حرية وجرءه دون وجل أو خوف أو تردد‪ ،‬مكون ًا عالقات متعددة مع اشخاص‬
‫آخرين متشاهبني او خمتلقني عنه من خلفيات متنوعة ‪.‬‬
‫ ‪‬القيم ‪:‬جمموعة من املبادئ واملعايري التي يضعها جمتمع ما يف ضوء ما تراكم عليها من‬
‫خربات ورغبات‪ ،‬وتتكون نتيجة عمليات انتقاء اجتامعية يعتمد افراد املجتمع عليها لتنظيم‬
‫عالقاهتم ‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬االطار النظري‬


‫(مواقع التواصل االجتامعي وانعكاسها عىل القيم)‬
‫ً‬
‫اوال‪ :‬مواقع التواصل االجتامعي واملستخدم ‪:‬‬
‫ان استخدام تقنيات االتصال وظهور الشبكات االجتامعية‪ ،‬أوجدت لنا ميالد جمتمع جديد‬
‫(املجتمع االفرتايض) خيتلف عن االشكال التقليدية للكيانات االجتامعية املعروفة سلف ًا‪ ،‬كونه‬
‫امتلك قدرات هائلة مكنته يف وقت قصري نسبي ًا من ترسيخ معامل هويته اجلديدة الشبكية املمتدة‬

‫‪- 467 -‬‬


‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬
‫عىل مساحات جغرافية كربى طالت معظم انحاء الكرة االرضية‪.‬‬
‫ويشري مصطلح املجتمعات االفرتاضية اىل مساحات عىل شبكة االنرتنت حيث يمكن‬
‫ان يلتقي ويتحاور االفراد اللذين تربطهم اهتاممات مشرتكة‪ ،‬وهي املساحات التي اتاحتها‬
‫شبكات التواصل من خالل اخليارات املتعددة لتصميم املجموعات والصفحات املهتمة‬
‫بقضية او موضوع او حدث ما‪ ،‬ويتواصل من خالهلا املستخدمون حول تلك املوضوعات‬
‫بغض النظر عام اذا كانت تربطهم عالقات حقيقية أم ال (‪. )2‬‬
‫فأن البناء الذي تقدمه شبكات التواصل االجتامعي غري املبارش بني مجوع االفراد وادراك‬
‫القواسم املشرتكة بينهم تسعى اىل خلق تغيري يف قضية ما‪ ،‬وهي ال تشرتط املعرفة املسبقة بني‬
‫املستخدمني من اجل التواصل واملتابعة‪ ،‬كام تساعد عىل التشبيك بني ذوي االهتاممات املشرتكة‬
‫وهو ما يعرف يف جممله شبكة من االتصاالت الفورية التي تساعد األفراد عىل التواصل وبناء‬
‫جمتمعاهتم االفرتاضية املتنوعة حتى وان مل جيمعهم مكان واحد (‪ . )3‬ومواقع التواصل‬
‫االجتامعي هي مواقع تفاعلية تتيح التواصل ملستخدميها يف أي وقت ويف أي مكان من العامل‪،‬‬
‫وظهورها غري يف مفهوم التواصل والتقارب بني االفراد يف املجتمع الواحد وبني املجتمعات‬
‫املتنوعة كوهنا تعزز العالقات والثقافة والقيم فيام بينهم‪.‬‬
‫ونستطيع ان نصف شبكات التواصل االجتامعي باهنا عبارة عن اسواق حوارية فتحت‬
‫املجال امام نمط جديد من احلوار والنقاش والتفاعل وصلت يف اغلب االحيان اىل حد‬
‫الفوىض يف التعبري‪ ،‬واىل حدود االبتذال‪ ،‬حتت عنوان حرية التعبري‪ ،‬والسؤال هنا هل تتم هذه‬
‫احلوارات بشكل عفوي ام هناك ما يتدخل يف توجيهها ويف تأجيج مضامينها؟(‪ ،)4‬باإلضافة‬
‫اىل ذلك فهي ايضا اسواق ثقافية ومعرفية يتم من خالهلا تناقل وتبادل املعلومات واملعارف يف‬
‫شتى جماالت احلياة ‪.‬‬
‫وقد أسهمت الشبكات االجتامعية يف تشكيل البنية التحتية العادلة بني مجيع املستخدمني‬
‫من خمتلف اخللفيات الثقافية واالجتامعية وتسمح للمواطنني من أي دولة باملشاركة والتعبري‬

‫‪- 468 -‬‬


‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬
‫عن االحتياجات واآلراء‪ ،‬وتدعم استقاللية الشباب بخاصة‪ ،‬حيث مكنتهم من الدخول‬
‫يف جمموعة من التبادالت الثقافية عرب انتاجهم للمحتوى االلكرتونية عىل شبكة االنرتنت‬
‫والتعبري ونرش آرائهم ووجهات نظرهم بحرية للعامل كله (‪ ،)5‬اذن نحن نتحدث يف كل‬
‫املفاهيم عن املستخدم فمن هو هذا املستخدم الذي من اجله وجدت الشبكات االجتامعية‪،‬‬
‫من هو املستخدم الذي اوجد لنفسه القرين االفرتايض للعامل الواقعي‪ ،‬هل هو فقط من يستطيع‬
‫الولوج اىل االنرتنت وانشاء صفحاته اخلاصة ومتابعة االخرين او من هو ؟؟‬
‫فهناك وجهات نظر تتعلق بمفهوم املستخدم‪ ،‬تغري االعتقاد والنظرة السائدة اىل اجلمهور‬
‫عىل انه جمرد سلعة أو مستهلك يف إطار العالقة بني املنتج واملستهلك‪ ،‬أو متلقي للمعلومات‪،‬‬
‫ليصبح مستخدم ًا منتج ًا للمحتوى املقروء واملرئي عىل حد ًا سواء عرب مواقع التواصل‬
‫االجتامعي املتنوعة ‪ .‬اذ يتواجد ويتفاعل املستخدم اجتامعي ًا عرب اآلفاتار اخلاص به الذي قام‬
‫باختياره وتصميمه‪ ،‬يف هذا السياق يشكل الفرد رصيد ًا من العالقات االجتامعية والروابط‬
‫التي جتمعه بالالعبني االخرين ويصبح له ما يسمى برأس املال االجتامعي ( قيمة العالقات‬
‫االجتامعية) لبن االفراد واملجموعات وهذا يكون حصيلة التعامل اجليد والثقة والتعاون‬
‫بينهم(‪ . )6‬وهناك صفات متعددة للمستخدم منها‪( :‬املستخدم احلر او املستهلك‪ ،‬املستخدم‬
‫التفاعيل او التواصيل‪ ،‬واملستخدم املنتج للمحتوى‪ ،‬واملستخدم االجتامعي )‪.‬‬
‫ومن هنا وتتضح أمهية شبكات التواصل االجتامعي عرب وجود عدة مقاسات رئيسة يف هذا‬
‫املجال منها الدراسات املتعلقة بقياس اشكال وابعاد التغيري االجتامعي يف ظل مواقع التواصل‬
‫االجتامعي‪ ،‬ودراسة ما يتعلق باملجتمعات االفرتاضية والوجود االجتامعي وفكرة القيمة‬
‫ال عن دراسات تتعلق بقياس‬ ‫االجتامعية‪ ،‬وعمليات التعبري عن الذات عرب االنرتنت فض ً‬
‫أو معرفة الصورة الذهنية للجامعات الدينية والعرقية واملذهبية عىل االنرتنت والتأثريات‬
‫غري االخالقية املرتبطة بالتعرض ملضامني معينة باإلضافة اىل االبعاد القانونية واالخالقية‬
‫للمامرسات االتصالية عرب الشبكة (‪. )7‬‬

‫‪- 469 -‬‬


‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬

‫ثاني ًا‪ :‬البناء القيمية ومواقع التواصل االجتامعي‬


‫ان استخدام شبكات التواصل االجتامعي هلا تأثريات سلبية منها األفراط يف احلريات‬
‫الفردية (( وهي اداة ختدير كربى إلغفال احلرية االجتامعية القضية ذات االمهية الكربى))‪،‬‬
‫فتصبح احلرية الفردية عملية متويه لألذهان كونه يرى نفسه حر ًا من الناحية الفردية يف غذائه‬
‫وشهواته‪ ،‬إال انه مقيد مثل الطري الذي نخرجه من القفص اىل غرفة مغلقة (‪ . )8‬فرضت‬
‫الشبكات االجتامعي علينا كمستخدمني الدخول اىل عامل جديد من حيث العادات والتقاليد‬
‫واللغة ونمط العيش خيتلف عام ولدنا عليه يف جمتمعاتنا االنسانية‪ ،‬وبذلك دخلنا يف عالقات‬
‫اجتامعية افرتاضية وحياة افرتاضية مل يعد من السهل التخيل عنها‪ ،‬وهذه االمر يفرض علينا‬
‫شبكة من القيم املتحولة او اجلديدة ‪.‬اي قام العامل االفرتايض بإعادة انتاج القيم‪ ،‬بمعنى انتقال‬
‫القيم والثقافة واملعايري من جيل اىل آخر‪ ،‬وتتم اعادة االنتاج للقيم بصورة اكثر عمق ًا‪ ،‬من‬
‫خالل االجندة واملناهج التعليمية‪ ،‬وهي جوانب السلوك الذي يتعلمها األفراد بطرائق غري‬
‫رسمية يف اثناء تواجدهم يف البيئة الطبيعية والبيئة االفرتاضية التي باتو يعيشوهنا بتفاصيل اكثر‬
‫من البيئة األوىل (‪. )9‬‬
‫فالقيم تعني املبادئ والصفات التي يؤمن هبا األفراد وتعد اللبنة االساسية لتثبيت بنية‬
‫الثقافة واحلضارة يف املجتمعات ومتثل أهم املعايري اجلامعية باعتبارها دعامة أساسية يقوم‬
‫عليها املجتمع (‪ . )10‬والقيم هي جمموعة من الفلسفات واملعتقدات واالفرتاضات واملبادئ‪،‬‬
‫والتوقعات واالجتهادات وقواعد السلوك التي تربط أي جمتمع يف وحدة متامسكة (‪. )11‬‬
‫والعالقة بني االتصال عرب شبكات التواصل االجتامعي والقيم مركبة‪ ،‬فالثقافات والعالقات‬
‫االجتامعية واالفكار والرؤى الدينية ‪...‬الخ تتشكل عرب االتصال وهذا يعني ان االتصال‬
‫التواصيل هو وسيلة التفاعل االنساين التي عربها يتم خلق القيم والتشارك فيها‪ ،‬أذ ليس صعب ًا‬
‫عىل االفراد ان يقوموا بخلق ثقافة ما عندما يتفاعلون مع بعضهم عرب العالقات واملجموعات‬

‫‪- 470 -‬‬


‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬
‫واملنظامت ‪ ،...‬والصحيح ان القيم ما هي اال ناتج عريض طبيعي يولده التفاعل االجتامعي (‬
‫التواصل عرب مواقع التواصل االجتامعي)(‪.)12‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬االطار العميل (حتليل البيانات وتفسري النتائج)‬


‫جدول رقم (‪ )1‬يبني توزيع افراد العينة حسب النوع‬

‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫النوع‬

‫االوىل‬ ‫‪%60،5‬‬ ‫‪242‬‬ ‫ذكر‬

‫الثانية‬ ‫‪%39،5‬‬ ‫‪158‬‬ ‫انثى‬

‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫املجموع‬

‫يوضح اجلدول تقسيم نوع املبحوثني اىل ذكور واناث‪ ،‬اذ بلغ عدد الذكور (‪ )242‬ذكر‬
‫وبنسبة (‪ )%60،5‬اما عدد االناث فقد بلغ (‪ )158‬انثى وبنسبة (‪ ،)%39،5‬وهذا يشري اىل‬
‫ان مستخدمي مواقع التواصل االجتامعي اغلبهم من الذكور وقد يعود ذلك اىل الطبيعة‬
‫االجتامعية للمجتمع ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )2‬يبني مستوى التحصيل الدرايس للمبحوثني‬

‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫التحصيل الدرايس‬


‫االوىل‬ ‫‪%86‬‬ ‫‪344‬‬ ‫دراسة جامعية‬
‫الثانية‬ ‫‪%11،8‬‬ ‫‪47‬‬ ‫دراسة عليا‬
‫الثالثة‬ ‫‪%2،3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫دراسة اولية‬

‫‪- 471 -‬‬


‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬

‫الرابعة‬ ‫‪-----‬‬ ‫‪0‬‬ ‫اقرأ واكتب‬


‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫املجموع‬

‫يشري اجلدول اعاله اىل التحصيل الدرايس للمبحوثني‪ :‬وبحسب املستوى التعليمي جاء‬
‫مستوى الدراسة اجلامعية باملرتبة االوىل بـ (‪ )344‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%86‬يله باملرتبة الثانية‬
‫دراسات عليا بـ (‪ )47‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%11،8‬اما يف املرتبة الثالثة فقد حلت دراسة اولية بـ‬
‫(‪ )9‬تكرارات وبنسبة (‪ ،)%2،3‬اما اقرا واكتب مل ترد هلا اي اجابة فجاءت النتيجة هلا صفر‪،‬‬
‫ويدل هذا عىل اهتامم املتعلمني بالتواصل عرب مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬ال سيام ان استخدام‬
‫مواقع التواصل االجتامعي واالجهزة الذكية تتطلب من الشخص ان يكون عىل دراية بكيفية‬
‫استخدامها‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )3‬يبن توزيع املبحوثني بحسب العمر‬

‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫املرحلة العمرية‬


‫االوىل‬ ‫‪%32،8‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪30 - 21‬‬
‫الثانية‬ ‫‪%21،2‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪40- 31‬‬
‫الثالثة‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪ - 51‬فأكثر‬
‫الرابعة‬ ‫‪%13،2‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪20 - 17‬‬
‫اخلامسة‬ ‫‪%13،8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪50-41‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫املجموع‬

‫يبني اجلدول رقم (‪ )3‬التوزيع العمري للمبحوثني أذ حصلت الفئة العمرية من (‪)30-21‬‬
‫سنة عىل املرتبة االوىل بنسبة بلغت (‪ ،)%32،8‬يف حني نالت الفئة العمرية من (‪ )40 -31‬سنة‬
‫املرتبة الثانية بنسبة (‪ ،)%21،2‬اما الفئة العمرية من (‪ 51‬فأكثر) سنة حصلت عىل املرتبة الثالثة‬

‫‪- 472 -‬‬


‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬
‫بنسبة (‪ ،)%19‬و قد جاءت الفئة العمرية من ( ‪ )20 – 17‬باملرتبة الرابعة وبنسبة (‪)%13،2‬‬
‫و الفئة العمرية من (‪ )50 -41‬سنة نالت املرتبة اخلامسة وبنسبة (‪، )%13،8‬نستشف من‬
‫ذلك ان املرحلة العمرية الشبابية هي الفئة االكثر استخدام ًا ملواقع التواصل االجتامعي وهذا‬
‫جاء متناغ ًام مع دراسات عربية واجنبية تشري اىل ان فئة الشباب هم االكثر استخدام ًا هلذه‬
‫املواقع عىل اعتبار ان هذه املرحلة مولعة بمعرفة كل يشء جديد يتم تنزيله عىل صفحات مواقع‬
‫التواصل االجتامعي‪ ،‬وكوهنم من ابناء اجليل الرقمي املتابع لكل تقنية جديدة ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )4‬يوضح عدد املواقع التي يشرتك فيها املبحوثني‬

‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫عدد املواقع‬


‫االوىل‬ ‫‪%52،5‬‬ ‫‪210‬‬ ‫اربعة مواقع فأكثر‬
‫الثانية‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪112‬‬ ‫ثالثة مواقع‬
‫الثالثة‬ ‫‪%11‬‬ ‫‪44‬‬ ‫موقعني اثنني‬
‫الرابعة‬ ‫‪%8،5‬‬ ‫‪34‬‬ ‫موقع واحد‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫املجموع‬

‫يرشح لنا اجلدول اعاله عدد املواقع التي يشرتك فيها املبحوثني حيث شغلت فقرة اربعة‬
‫مواقع فأكثر املرتبة االوىل بـ (‪ )210‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%52،5‬بينام نالت ثالث مواقع املرتبة‬
‫الثانية بـ (‪ )112‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%28‬اما موقعني فأكثر فقد حلت باملرتبة الثالثة بـ (‪)44‬‬
‫تكرار وبنسبة (‪ ،)%11‬وجاء موقع واحد باملرتبة الرابعة بـ (‪ )34‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%8،5‬يتضح‬
‫لنا مما تقدم مدى اهتامم املبحوثني بمواقع التواصل االجتامعي ويشري ايضا اىل مقدار امهية هذه‬
‫ال عن معرفة االخبار العامة و أحداث الساعة‪،‬وكذلك‬ ‫املواقع يف التواصل ما بني االفراد‪ ،‬فض ً‬
‫متابعة بعض االخبار التي تتعلق بالشخصيات الدينية والسياسية ومتابعة الطرائف والصور‬
‫الغريبة التي تنرش عىل صفحات مواقع التواصل االجتامعي مع االشرتاك بعدد من الصفحات‬

‫‪- 473 -‬‬


‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬
‫والكروبات ذات التوجهات املتنوعة للتعبري عن االفكار واالجتاهات اخلاصة هبم او للتعرف‬
‫عىل افكار ومعتقدات التي يعتنقها االخرون‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )5‬يوضح املدة الزمنية التي بدء املبحوثني فيها‬
‫استخدام شبكات التواصل االجتامعي‬

‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫مدة االستخدام‬


‫االوىل‬ ‫‪%31،5‬‬ ‫‪126‬‬ ‫مخسة اعوام فأكثر‬
‫الثانية‬ ‫‪%27،5‬‬ ‫‪110‬‬ ‫عامني واقل من مخسة اعوام‬
‫الثالثة‬ ‫‪%21،5‬‬ ‫‪86‬‬ ‫من عام واقل من عامني‬
‫الرابعة‬ ‫‪%19،5‬‬ ‫‪78‬‬ ‫اقل من عام‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫املجموع‬

‫يبني اجلدول اعاله املدة الزمنية التي بدء املبحوثني فيها استخدام مواقع التواصل االجتامعي‬
‫حيث جاءت مخسة اعوام فأكثر باملرتبة االوىل بـ (‪ )126‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%31،5‬بينام حلت‬
‫باملرتبة الثانية عامني واقل من مخس اعوام بـ (‪ )110‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%27،5‬اما من عام‬
‫واقل من عامني شغلت املرتبة الثالثة بـ (‪ )86‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%21،5‬بينام حصلت اقل‬
‫من عام عىل املرتبة الرابعة واالخرية بـ (‪ )78‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%19،5‬يتضح مما تقدم معرفة‬
‫املستخدمني هلذه املواقع والتعامل معها مل يكن حديث ًا نسبي ًا وهذا يشري اىل مدى وعي املبحوثني‬
‫بأمهية املواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬ونظر ًا اىل املدة الزمنية التي دخلت فيها هذه املواقع اىل حيز‬
‫االستخدام بالنسبة اىل ابناء اجليل الرقمي‪.‬‬

‫‪- 474 -‬‬


‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬
‫جدول رقم (‪ )6‬يوضح نوع الوسائل املستخدمة من قبل املبحوثني للدخول اىل‬
‫مواقع التواصل االجتامعي‬

‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫الوسائل املستخدمة‬


‫االوىل‬ ‫‪%43،5‬‬ ‫‪174‬‬ ‫اهلاتف املحمول‬

‫الثانية‬ ‫‪%37،3‬‬ ‫‪149‬‬ ‫احلاسوب املحمول «الالبتوب»‬

‫الثالثة‬ ‫‪%12،2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫االجهزة اللوحية‬


‫الرابعة‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪28‬‬ ‫احلاسوب املكتبي‬

‫يوضح اجلدول اعاله نوع الوسائل املستخدمة من قبل املبحوثني للدخول اىل مواقع‬
‫التواصل االجتامعي أذ نال اهلاتف املحمول املرتبة االوىل بـ (‪ )174‬تكرار وبنسبة (‪،)%43،5‬‬
‫يف حني شغل احلاسوب املحمل «الالبتوب» املرتبة الثانية بـ (‪ )149‬تكرار وبنسبة (‪،)%37،3‬‬
‫اما االجهزة اللوحية حصلت عىل املرتبة الثالثة بـ (‪ )49‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%12،2‬ويف املرتبة‬
‫الرابعة واالخرية حل احلاسوب املكتبي بـ (‪ )28‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%7‬وهذا نتيجة طبيعية‬
‫اذ باتت معظم مواقع التواصل االجتامعي وخمتلف الربامج التحريرية التي تشمل النيص‬
‫والصوري والصويت تنشأ تطبيقات تستخدم عرب اهلواتف الذكية ( املحمول) فبات معظم‬
‫املستخدمني يفضل الولوج اىل شبكة االنرتنت عرب اهلاتف الشخيص املحمول للسهول‬
‫والرسعة التي متتاز هبا هذه اهلواتف ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )7‬يوضح الزمن الذي يقضيه املبحوثني يف استخدامهم لصفحات‬
‫التواصل االجتامعي‬

‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫زمن التصفح‬


‫االوىل‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪240‬‬ ‫من ساعة اىل ساعتني‬

‫‪- 475 -‬‬


‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬

‫الثانية‬ ‫‪%30،5‬‬ ‫‪122‬‬ ‫اكثر من اربع ساعات‬


‫الثالثة‬ ‫‪%5،3‬‬ ‫‪21‬‬ ‫ثالث ساعات‬
‫الرابعة‬ ‫‪%4،2‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اقل من ساعة‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫املجموع‬

‫يبني اجلدول رقم (‪ )7‬الزمن الذي يقضيه املبحوثني يف استخدامهم لصفحات التواصل‬
‫االجتامعي أذ جاءت املدة الزمنية من ساعة اىل ساعتني عىل املرتبة االوىل بـ (‪ )240‬تكرار‬
‫وبنسبة (‪ ،)%60‬اما اكثر من اربع ساعات فقد شغلت املرتبة الثانية بـ (‪ )122‬تكرار وبنسبة‬
‫(‪ ،)%30،5‬وقد حلت باملرتبة الثالثة بـ (‪ )21‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%5،3‬اما اقل من ساعة فقد‬
‫شغلت املرتبة الرابعة بـ (‪ )17‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%4،2‬ويتبني مما سبق ان اغلب املبحوثني‬
‫يقضون معظم وقتهم عىل صفحات مواقع التواصل االجتامعي وليس طوال اليوم الرتباط‬
‫الكثري منهم بأعامل أو ان بعضهم من الطلبة ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )8‬يوضح شبكات التواصل االجتامعي التي يستخدمها املبحوثني‬
‫( هذا السؤال اكثر من خيار خيتار املبحوث)‬

‫شبكات التواصل االجتامعي التي‬


‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬
‫يستخدمها املبحوثون‬
‫االوىل‬ ‫‪%29،7‬‬ ‫‪166‬‬ ‫الفيسبوك‬

‫الثانية‬ ‫‪%26،1‬‬ ‫‪146‬‬ ‫يوتيوب‬

‫الثالثة‬ ‫‪%19،7‬‬ ‫‪110‬‬ ‫تويرت‬

‫الرابعة‬ ‫‪%18،8‬‬ ‫‪105‬‬ ‫انستغرام‬

‫‪- 476 -‬‬


‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬

‫اخلامسة‬ ‫‪%3،4‬‬ ‫‪19‬‬ ‫غوغل بالس‬

‫السادسة‬ ‫‪%2،1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اخرى‬

‫يشري اجلدول (‪ )8‬اىل شبكات التواصل االجتامعي التي يستخدمها املبحوثني وقد جاء‬
‫الفيس بوك املرتبة االوىل بـ (‪ )166‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%29،7‬اما اليوتيوب فقد حل باملرتبة‬
‫الثانية بـ (‪ )146‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%26،1‬يف حني شغل تويرت املرتبة الثالثة بـ (‪ )110‬تكرار‬
‫وبنسبة (‪ ،)%19،7‬ويف املرتبة الرابعة حل االنستغرام بـ (‪ )59‬تكرار وبنسبة (‪،)%42،1‬‬
‫اما غوغل بالس فقد حصلت عىل املرتبة اخلامسة بـ (‪ )105‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%18،8‬بينام‬
‫جاءت اخرى باملرتبة السادسة واالخرية بـ (‪ )12‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%2،1‬ويتضح لنا مما‬
‫تقدم ان الفيسبوك وموقع يوتيوب يأتيا يف اولويات اهتاممات املبحوثني من حيث االستخدام‬
‫مقارنة باملواقع االخرى وذلك ملا متتاز به هذه املواقع من سعة االنتشار وسهولة االستخدام‬
‫وتنوع ادواهتا وموضوعاهتا‪ ،‬واصبح هذين املوقعني بمثابة منصة اعالمية ملستخدميه للنرش‬
‫واالستقبال والتبادل ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )9‬يوضح مدى ثقة املبحوثني فيام تنرشه مواقع التواصل االجتامعي‬

‫مدى ثقة املبحوثني فيام تنرشه‬


‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬
‫مواقع التواصل االجتامعي‬
‫االوىل‬ ‫‪%65،7‬‬ ‫‪263‬‬ ‫متوسطة‬
‫الثانية‬ ‫‪%28،5‬‬ ‫‪114‬‬ ‫منخفضة‬
‫الثالثة‬ ‫‪%2،5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫عالية‬
‫الرابعة‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫منخفضة جدا‬ ‫ ‬
‫اخلامسة‬ ‫‪%1،2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫عالية جدا‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫املجموع‬
‫يوضح اجلدول اعاله مدى ثقة املبحوثني فيام تنرشه مواقع التواصل االجتامعي حيث نالت‬

‫‪- 477 -‬‬


‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬
‫فقرة متوسطة املرتبة االوىل بـ (‪ )263‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%65،7‬يف حني شغلت فقرة منخفضة‬
‫املرتبة الثانية بـ (‪ )114‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%28،5‬اما فقرة عالية حصلت عىل املرتبة الثالثة‬
‫بـ (‪ )10‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%2،5‬يف حني شغلت فقرة منخفضة جدا املرتبة الرابعة بـ (‪)8‬‬
‫تكرار وبنسبة (‪ ،)%2‬ويف املرتبة اخلامسة واالخرية حلت فقرة عالية جدا بـ (‪ )5‬تكرار وبنسبة‬
‫(‪ ،)%1،2‬تشري النسب اىل ان املبحوثني يثقون بام ينرش يف صفحات مواقع التواصل االجتامعي‬
‫لكن ليس الثقة املطلقة اذ ال يعدوهنا مصدر ًا ذو ثقة عالية لألخبار واملعلومات‪ ،‬مع هذا فهم‬
‫هيتمون ملا ينرش يف مواقع التواصل االجتامعي من معلومات واخبار ويتداولوهنا كوهنا حتمل‬
‫جانبا من املصداقية ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )10‬يوضح دوافع استخدام شبكات التواصل االجتامعي لدى‬


‫املبحوثني (اكثر من خيار)‬
‫دوافع استخدام شبكات التواصل االجتامعي‬
‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬
‫لدى املبحوثني‬
‫االوىل‬ ‫‪%27،8‬‬ ‫‪238‬‬ ‫ملشاركة قضايا الساعة وابداء الراي‬

‫الثانية‬ ‫‪%17،8‬‬ ‫‪153‬‬ ‫للتحشيد ضد افكار واراء معينة‬

‫الثالثة‬ ‫‪%13،3‬‬ ‫‪114‬‬ ‫لطرح افكار جديدة‬

‫الرابعة‬ ‫‪%10،8‬‬ ‫‪93‬‬ ‫التواصل مع االصدقاء‬

‫اخلامسة‬ ‫‪%9،4‬‬ ‫‪81‬‬ ‫التعرف عىل اخرين يف جماالت متنوعة‬

‫السادسة‬ ‫‪%8،2‬‬ ‫‪71‬‬ ‫لقضاء وقت الفراغ واهلروب من الواقع‬

‫السابعة‬ ‫‪%5،0‬‬ ‫‪43‬‬ ‫التسلية والرتفيه‬

‫‪- 478 -‬‬


‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬

‫الثامنة‬ ‫‪%3،5‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ملناقشة احداث الساعة‬

‫التاسعة‬ ‫‪%3،4‬‬ ‫‪29‬‬ ‫للحصول عىل املعرفة واملعلومات‬

‫شغل فقرة ملشاركة قضايا الساعة وابداء الراي املرتبة االوىل بـ (‪ )238‬تكرار وبنسبة‬
‫(‪ ،)%27،8‬اما للتحشيد ضد افكار واراء معينة فقد نالت املرتبة الثانية بـ (‪ )153‬تكرار‬
‫وبنسبة (‪ ،)%17،8‬جاءت لطرح افكار جديدة باملرتبة الثالثة بـ (‪ )114‬تكرار وبنسبة‬
‫(‪ ،)%13،3‬يف حني شغلت التواصل مع االصدقاء املرتبة الرابعة بـ (‪ )93‬تكرار وبنسبة‬
‫(‪ ،)%10،8‬التعرف عىل اخرين يف جماالت متنوعة حصلت عىل املرتبة اخلامسة بـ (‪ )81‬تكرار‬
‫وبنسبة (‪ ،)%9،4‬نالت املرتبة السادسة لقضاء وقت الفراغ واهلروب من الواقع بـ (‪ )71‬تكرار‬
‫وبنسبة (‪ ،)%8،2‬اما يف املرتبة السابعة حلت التسلية والرتفيه بـ (‪ )43‬تكرار وبنسبة (‪،)%5،0‬‬
‫ملناقشة احداث الساعة شغلت املرتبة الثامنة بـ (‪ )34‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%3،5‬اما للحصول عىل‬
‫املعرفة واملعلوماتفقد جاءت باملرتبة الثامنة التاسعة واالخرية بـ (‪ )29‬تكرار وبنسبة (‪.)%3،4‬‬
‫جدول رقم (‪ )11‬يوضح االشباعات املتحققة من استخدام وسائل االعالم البديل‬
‫لدى املبحوثني(اكثر من خيار)‬

‫االشباعات املتحققة من استخدام شبكات‬


‫املرتبة‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬
‫التواصل االجتامعي لدى املبحوثني‬

‫القدرة عىل تكوين االراء واالفكار حول‬


‫االوىل‬ ‫‪%39،6‬‬ ‫‪319‬‬
‫القضايا واالحداث من حويل‬

‫مكنتني من تبني االفكار واالراء التي تعجبني‬


‫الثانية‬ ‫‪%34،1‬‬ ‫‪275‬‬
‫وان كانت ال تعجب االخرين‬

‫‪- 479 -‬‬


‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬

‫الثالثة‬ ‫‪%12،6‬‬ ‫‪102‬‬ ‫جعلتني اعرب عن راي بحرية‬

‫عرفتني عىل حقوقي وواجبايت جتاه االخرين‬


‫الرابعة‬ ‫‪%7،7‬‬ ‫‪62‬‬
‫واملجتمع‬

‫اخلامسة‬ ‫‪%2،8‬‬ ‫‪23‬‬ ‫جعلتني اشعر بالثقة بالنفس‬

‫وفرت يل صداقات يف العامل االفرتايض مل‬


‫السادسة‬ ‫‪%2،3‬‬ ‫‪19‬‬
‫اجدها يف العامل الواقعي‬

‫السابعة‬ ‫‪%0،6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫غري ذلك‬

‫نالت فقرة القدرة عىل تكوين االراء واالفكار حول القضايا واالحداث من حولياملرتبة‬
‫االوىل بـ (‪ )319‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%39،6‬اما مكنتني من تبني االفكار واالراء التي تعجبني‬
‫وان كانت ال تعجب االخرين جاءت باملرتبة الثانية بـ (‪ )275‬تكرار وبنسبة (‪،)%34،1‬‬
‫جعلتني اعرب عن راي بحريةشغلت املرتبة الثالثة بـ (‪ )102‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%12،6‬يف حني‬
‫جاءت عرفتني عىل حقوقي وواجبايت جتاه االخرين واملجتمع باملرتبة الرابعة بـ (‪ )62‬تكرار‬
‫وبنسبة (‪ ،)%7،7‬جعلتني اشعر بالثقة بالنفس حصلت عىل املرتبة اخلامسة بـ (‪ )23‬تكرار‬
‫وبنسبة (‪ ،)%2،8‬وفرت يل صداقات يف العامل االفرتايض مل اجدها يف العامل الواقعيشغلت‬
‫املرتبة السادسة بـ (‪ )19‬تكرار وبنسبة (‪ ،)%2،3‬اما غري ذلك فقد حلت باملرتبة السابعة بـ (‪)5‬‬
‫تكرار وبنسبة (‪.)%0،6‬‬

‫‪- 480 -‬‬


‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬
‫جدول رقم ( ‪ )12‬يوضح االجتاهات االجيابية التي يراها املبحوثني يف مواقع‬
‫التواصل االجتامعي(اكثر من خيار)‬

‫حمايد‬ ‫غري موافق‬ ‫موافق‬


‫الفئات‬
‫املجموع‬
‫‪%‬‬

‫(العبارات)‬
‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ت‬

‫‪%‬‬

‫‪%‬‬
‫‪%24،7‬‬ ‫تيسري‬
‫‪%100‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪%5،2‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪280‬‬ ‫التواصل مع‬


‫‪400‬‬

‫‪%70‬‬
‫االخرين‬

‫االندماج‬
‫‪%33،7‬‬

‫‪%60،7‬‬
‫‪%100‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪%5،5‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪243‬‬ ‫الثقايف‬


‫‪400‬‬

‫واحلضاري‬

‫تعزيز ثقافة‬
‫‪%23،5‬‬

‫‪%21،2‬‬
‫‪%100‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪%53‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪85‬‬ ‫احلوار وتقبل‬


‫‪400‬‬

‫اآلخرين‬

‫كرس العزلة‬
‫‪%31،7‬‬
‫‪%100‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪%6،2‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪248‬‬


‫‪400‬‬

‫‪%62‬‬

‫االجتامعية‬

‫معرفة‬
‫املستجدات‬
‫‪%53،5‬‬

‫‪%33،5‬‬
‫‪%100‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪214‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪134‬‬


‫‪400‬‬

‫‪%10،7‬‬
‫يف الساحة‬
‫العاملية‬

‫‪- 481 -‬‬


‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬

‫تكوين‬

‫‪%20،2‬‬

‫‪%78،5‬‬
‫‪%100‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪%1،2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪314‬‬ ‫صداقات‬


‫‪400‬‬

‫متنوعة‬
‫التعرف‬

‫‪%17،7‬‬

‫‪%81،5‬‬
‫‪%100‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪%0،7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪326‬‬ ‫عىل اجلنس‬


‫‪400‬‬

‫االخر‬

‫توحيد الرأي‬
‫‪%28،5‬‬

‫‪%66،7‬‬
‫‪%100‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪%4،7‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪267‬‬ ‫العام حول‬


‫‪400‬‬

‫قضايا عامة‬

‫تداول‬
‫املعلومات‬
‫‪%100‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪236‬‬


‫‪400‬‬

‫‪%28‬‬

‫‪%59‬‬ ‫واآلراء‬
‫بحرية تامة‬

‫‪- 482 -‬‬


‫جدول رقم ( ‪ )13‬يوضح االجتاهات السلبية التي يراها املبحوثني يف مواقع التواصل االجتامعي‬
‫حمايد‬ ‫غري موافق‬ ‫موافق‬
‫‪%‬‬
‫املجموع‬

‫الفئات ( العبارات)‬
‫‪%‬ال‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫االنطواء واالدمان يف‬
‫‪%100‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%16،7‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%82،2‬‬ ‫‪329‬‬
‫‪400‬‬

‫استخدام مواقع التواصل‬


‫االجتامعي‬
‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬

‫‪- 483 -‬‬


‫سامهت يف زيادة وتسهيل‬
‫‪%100‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%1،2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%19،7‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%79‬‬ ‫‪316‬‬
‫‪400‬‬

‫ارتكاب اجلرائم املختلفة‬


‫انتحال شخصية االخرين‬
‫‪%100‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%18،5‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%55،5‬‬ ‫‪222‬‬
‫‪400‬‬ ‫وصفاهتم و االساءة هلم‬
‫ادت اىل زيادة التحرش‬
‫‪%100‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%15،2‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%32،7‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪%52‬‬ ‫‪208‬‬

‫‪400‬‬
‫اجلنيس‬
‫ساعدت يف نرش الفكر‬

‫‪400‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%55،5‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%24،5‬‬ ‫‪98‬‬
‫املنحرف والتطرف‬

‫ساعدت يف استقطاب‬
‫‪2‬‬

‫‪400‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%30،5‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%59،5‬‬ ‫‪238‬‬ ‫الشباب املهزوز والضعيف‬
‫مكرر‬
‫الرتكاب العنف واجلرائم‬

‫سهلة من النرش االباحي‬

‫‪400‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪240‬‬
‫والصور الفاضحة‬

‫‪- 484 -‬‬


‫ساعدت عىل تناقل ونرش‬

‫‪400‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%15،7‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪5‬مكرر‬ ‫‪%30،5‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%53،7‬‬ ‫‪215‬‬
‫االشاعة وتداوهلا‬

‫عرض والتعرض لقيم‬

‫‪400‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%1،7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫‪276‬‬
‫وسلوكيات منحرفة‬

‫انتهاك خصوصية االخرين‬

‫‪400‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪9‬مكرر‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%79،2‬‬ ‫‪317‬‬
‫والتطفل عليهم‬
‫االرضار الصحية جسديا‬
‫‪%100‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%23،7‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%69،7‬‬ ‫‪279‬‬
‫ونفسي ًا‬
‫التلوث الفكري (معلومات‬

‫‪400 400‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%24،5‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%52،7‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%22،7‬‬ ‫‪91‬‬
‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬

‫مغلوطة)‬
‫جدول رقم ( ‪ )14‬يبني القيم الفكرية التي تعرضها مواقع التواصل االجتامعي‬
‫حمايد‬ ‫غري موافق‬ ‫موافق‬
‫املجموع‬

‫الفئات ( العبارات)‬
‫‪%‬‬

‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬


‫احرتام افكار واراء‬
‫‪%100‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪%22،7‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%55،5‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%21،7‬‬ ‫‪87‬‬


‫‪400‬‬

‫االخرين‬
‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬

‫حرية النرش والنقاش‬


‫‪%100‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪%27،7‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%18،7‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%61‬‬ ‫‪244‬‬


‫‪400‬‬

‫والتحاور‬

‫‪- 485 -‬‬


‫التوازن يف طرح االراء‬
‫‪%100‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪52‬‬


‫‪400‬‬

‫ونبذ العنف‬
‫نرش املعلومات‬
‫‪%100‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪%21،5‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%28،5‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪200‬‬ ‫احلقيقية دون حتريف‬
‫‪400‬‬ ‫او زيف‬
‫حرية التعبري عن‬
‫‪%100‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪%20،7‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%28،7‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%50،5‬‬ ‫‪202‬‬ ‫الرأي وتبادل‬

‫‪400‬‬
‫املعلومات املتنوعة‬
‫جدول رقم ( ‪ )15‬يشري اىل القيم االقتصادية يف مواقع التواصل االجتامعي‬

‫حمايد‬ ‫غري موافق‬ ‫موافق‬ ‫الفئات (‬


‫‪%‬‬ ‫املجموع‬
‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫العبارات)‬

‫احرتام حقوق‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%64،5‬‬ ‫‪258‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%5،2‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%15،5‬‬ ‫‪62‬‬ ‫امللكية العامة‬
‫واخلاصة‬
‫التبادل التجاري‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%12،5‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%30،5‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%57‬‬ ‫‪228‬‬ ‫القائم عىل الثقة‬
‫واملصداقية‬

‫‪- 486 -‬‬


‫عدم التعدي أو‬
‫تزوير العالمات‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%8،7‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%24،5‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%66،7‬‬ ‫‪267‬‬ ‫التجارية‬
‫للمنتجات‬
‫املختلفة‬
‫التداول املايل مع‬
‫‪1‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪%30،5‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%58،5‬‬ ‫‪234‬‬ ‫االخرين بصدق‬
‫مكرر‬
‫وآمانة‬
‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬
‫جدول رقم ( ‪ )16‬يعكس القيم السياسية السائدة يف مواقع التواصل االجتامعية‬
‫حمايد‬ ‫غري موافق‬ ‫موافق‬
‫‪%‬‬ ‫املجموع‬ ‫الفئات ( العبارات)‬
‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫حرية اعتناق فكر‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%56‬‬ ‫‪224‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%24،2‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%19،7‬‬ ‫‪79‬‬
‫سيايس ما‬
‫احرتام االجتاهات‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%24‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%19،7‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%56،2‬‬ ‫‪225‬‬
‫السياسية املختلفة‬
‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬

‫دعم القضايا‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%17،2‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%60،5‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%22،2‬‬ ‫‪89‬‬

‫‪- 487 -‬‬


‫الوطنية واملواطنة‬
‫االهتامم باالحداث‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%21،7‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%54،7‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%23،5‬‬ ‫‪94‬‬ ‫السياسية يف املنطقة‬
‫والعامل‬
‫االنتقاد واملعارضة‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%30،5‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%50،5‬‬ ‫‪202‬‬
‫السياسية البناءة‬
‫عدم مصادر‬
‫‪%100‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%26،5‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%54،5‬‬ ‫‪218‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪76‬‬ ‫احلريات والتعدي‬
‫السيايس‬
‫جدول رقم ( ‪ )17‬يمثل القيم الدينية املتداولة يف مواقع التواصل االجتامعي‬

‫حمايد‬ ‫غري موافق‬ ‫موافق‬

‫‪%‬‬
‫الفئات ( العبارات)‬

‫املجموع‬
‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬
‫احرتام الشعائر واملقدسات‬

‫‪400‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫‪248‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%20،7‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%17،2‬‬ ‫‪69‬‬
‫الدينية ملختلف االديان‬

‫‪400‬‬
‫تقبل التعددية الدينية‬

‫‪%100 %100‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪%28،5‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%50،7 203‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%20،7‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪400‬‬
‫نبذ الفكر املتطرف واملنحرف‬

‫‪%100‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%29،7 119‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%51،2‬‬ ‫‪205‬‬

‫‪- 488 -‬‬


‫اشاعة روح التسامح واملحبة‬

‫‪400‬‬
‫‪%100‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪%19،7‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%52،2‬‬ ‫‪209‬‬
‫بني االديان‬

‫االهتامم باملوضوعات‬

‫‪400‬‬
‫واملناقشات الدينية لبعض‬

‫‪%100‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪%17،5‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪216‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%28،5‬‬ ‫‪114‬‬
‫املناسبات الدينية‬

‫التنوع الديني مسألة مهمة يف‬

‫‪400‬‬
‫‪%100‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪%14،7‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%56،2 225‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪116‬‬ ‫املجتمع‬
‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬
‫جدول رقم ( ‪ )18‬يعكس القيم االجتامعية‬
‫حمايد‬ ‫غري موافق‬ ‫موافق‬
‫املجموع‬

‫الفئات ( العبارات)‬
‫‪%‬‬

‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫ت‬


‫التواصل مع االصدقاء‬
‫‪%100 %100 %100 %100 %100‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪%11،2‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪%57،7‬‬ ‫‪231‬‬


‫‪400‬‬

‫واالهل‬
‫احرتام وجهات النظر‬
‫‪5‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%24،2‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%70،7‬‬ ‫‪283‬‬
‫‪400‬‬

‫املختلفة‬
‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش ‪ ...‬م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬

‫االهتامم بدور االرسة يف بناء‬


‫‪6‬‬ ‫‪%2،5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%7،7‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%89،7‬‬ ‫‪359‬‬
‫‪400‬‬

‫‪- 489 -‬‬


‫جمتمع صحي وسليم‬
‫احرتام التعدد والتنوع‬
‫‪4‬‬ ‫‪%5،2‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%24،7‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫‪280‬‬
‫‪400‬‬

‫االجتامعي‬
‫مراعاة التقاليد والعادات‬
‫‪7‬‬ ‫‪%1،2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%56،7‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%37‬‬ ‫‪148‬‬
‫‪400‬‬

‫االجتامعية‬
‫احرتام حقوق اجلنس االخر‬
‫‪%100‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%25،7‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%59،5‬‬ ‫‪238‬‬
‫ومراعاة العدالة يف احلقوق‬
‫عدم نرش ما خيل باألخالق‬
‫‪%100‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪%13‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪212‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪136‬‬

‫‪400‬‬
‫والذوق العام‬
‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم لدى الشباب العراقي‬

‫املصادر‬
‫‪1.1‬روجر ويمر‪ ،‬وجوزيف دومنيك‪ ،‬مدخل اىل مناهج البحث االعالمي‪ ،‬ترمجة صالح أبو‬
‫اصبع وفاروق منصور ‪(،‬بريوت‪ ،‬املنظمة العربية للرتمجة‪.)2013 ،‬‬
‫‪2.2‬سامح عبد الرزاق الشهاوي و د‪ .‬فاطمة الزهراء عبد الفتاح‪ ،‬دراسات يف الصحافة‬
‫االلكرتونية واالعالم اجلديد‪ ( ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،) 2016 ،‬ص ‪. 205‬‬
‫‪ .3.3‬سامح عبد الرزاق و د‪ .‬فاطمة الزهراء عبد الفتاح‪ ،‬م ‪.‬س‪ ،‬ص ‪.177 – 174‬‬
‫‪4.4‬نديم منصوري‪ ،‬االستحامر االلكرتوين‪ ( ،‬بريوت‪ ،‬منتدى املعارف ‪ ،) 2016،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪5.5‬ثريا امحد البدوي‪ ،‬مستخدم االنرتنت قراءة يف نظريات االعالم اجلديد ومناهجه‪،‬‬
‫(القاهرة‪ ،‬عامل الكتب‪، )2015 ،‬ص ‪. 45‬‬
‫‪6.6‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 79‬‬
‫‪7.7‬حسام اهلامي‪ ،‬امحد سمري محاد ن مها عبد املجيد‪ ،‬مناهج البحث يف االعالم اجلديد‪،‬‬
‫(القاهرة‪ ،‬دار الوابل الصيب للنرش والتوزيع‪ ،) 2013 ،‬ص ‪. 56‬‬
‫‪8.8‬نديم منصوري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪9.9‬دارن بارين‪ ،‬املجتمع الشبكي‪ ،‬ترمجة‪:‬أنور اجلمعاوي‪ ( ،‬بريوت‪ ،‬املركز العريب لالبحاث‬
‫ودراسة السياسات‪ ،)2015 ،‬ص ‪. 228‬‬
‫‪1010‬عبد الرزاق حممد الدليمي‪ ،‬مدخل اىل وسائل االعالم اجلديد‪ ( ،‬عامن‪ ،‬دار السرية للنرش‬
‫والتوزيع‪. 207- 205 ،)2012 ،‬‬
‫‪1111‬السعيد بو معيزة‪ ،‬أثر وسائل االعالم عىل القيم والسلوكيات لدى الشباب ‪،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬كلية العلوم السياسية قسم االعالم واالتصال‪ ،2006 ،‬ص ‪. 145‬‬
‫‪1212‬ترمجة عبد عيل سلامن‪ ،‬الثقافة وانامط التواصل االجتامعي‪ ،‬جملة تواصل العدد ‪ 54‬السنة‬
‫السادسة شباط ‪ ،2013‬ص ‪. 25‬‬

‫‪- 490 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬

‫وثةرةثيدانى‬
‫َ‬ ‫ثةيوةندي َنيوان تؤرِ ي فةيسبووك‬
‫ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكان الي خو َيندكاراين‬
‫سليامنى‬
‫زانكؤى َ‬

‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى‬


‫طالب اجلامعة السليامنية‬
‫‪The relationship between the Facebook network and the‬‬
‫‪development of the social relationship among Sulaimani‬‬
‫‪university students‬‬

‫تو َيذةران‪:‬‬
‫‪1.1‬م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ /‬بةيش ِراطةياندن ‪ /‬زانكؤي سل َيامين‬
‫‪2.2‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‪ /‬بةشى راطةياندن‪ /‬زانكؤي سل َيامين‬

‫ثوختة‬
‫ئامانج لةم تو َيذينةوةية‪ ،‬زانينى ئاستى بةكاره َينانى فةيسبوكة لةاليةن خو َيندكارانى زانكؤ‬
‫بؤ ثةرةث َيدانى ثةيوةندى كؤمةآليةتيةكان‪ ،‬هةروةها دةرخستنى جياوازى لة بةكاره َينانى تؤ ِرى‬
‫فةيسبوك لةاليةن سامثلىَ تو َيذينةوةوة بةث َيى تايبةمتةنديية ديموطرافيةكان بؤ بةرجةستةبووين‬

‫‪- 491 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫ئامانجة كردةنييةكانييش ثشت بة ِر َيبازي ( ِرووما َلكاري) بةسرتاوة‪ .‬فؤ ِرمى ِراثرسيش وةك‬
‫ئام ِراز َيكى زانستى بؤ كؤكردنةوةى داتاكان بةكاره َينراوة كة لة زانكؤى سل َيامنى لةسةر‬
‫سامث َل َيكى ث َيكهاتوو لة (‪ )100‬خو َيندكارى كؤل َيجى زانستة مرؤظايةتيةكان ج َيبةج َيكراوة‪.‬‬
‫ئةم تو َيذينةوةية بة ضةند ئةنجام َيك طةيشتووة‪ ،‬لةوانة‪:‬‬
‫ثةيوةندى ئةر َينى هةية لةن َيوان تؤ ِرى فةيسبوكء ثةرةث َيدانى ثةيوةندى كؤمةآليةتى لةالى‬
‫خو َيندكارانى زانكؤ‪ .‬هةروةها جياوازى لة ثةرةث َيدانى ثةيوةندى كؤمةآليةتى ن َيو سامثلىَ‬
‫تو َيذينةوة هةية بةث َيى تايبةمتةنديية ديموطرافيةكانى وةك (تةمةن‪ ،‬رةطةز‪ ،‬قؤناغى خو َيندن)‪.‬‬
‫لة كؤتايى ئةم تو َيذينةوةيةشدا‪ ،‬ضةند راسثاردةوث َيشنياز َيك خراوةتة ِروو‪ ،‬كة طرنطرتنيان‪:‬‬
‫رؤلء كاريطةرى فةيسبوك لة‬ ‫ئةنجامدانى تو َيذينةوةية لةاليةن تو َيذةرانى ديكةوة‪ ،‬لةبارةى َ‬
‫َ‬
‫كؤمةل‪ .‬هةروةها سازدانء‬ ‫ثةرةث َيدانى ثةيوةندى كؤمةآليةتى لةالى ضنيء تو َيذةكانى ديكةى‬
‫ر َيكخستنى خولء ؤرك شؤثى راه َينان بؤ طةنجان بةطشتىء خو َيندكارانى زانكؤ بةتايبةتى‬
‫بةئامانجى طةشةث َيدان بة تواناء شارةزاييةكانيان بؤ ضؤنيةتى بةكاره َينانى فةيسبوكء خستنة‬
‫خزمةت ثرسة كؤمةآليةتيةكانةوة‪.‬‬

‫اخلالصة‬
‫ان اهلدف من هذه الدراسة‪ ،‬هو معرفة مستوى استعامل (الفيسبوك) لدى طالب اجلامعة‬
‫لغرض تطوير العالقات االجتامعية وكذلك اظهار الفروق ىف استخدام شبكة (الفيسبوك) من‬
‫عند عينة الدراسة حسب اخلصوصيات الديموغرافية‪ .‬و من اجل حتقيق االهداف العملية‬
‫منها‪ ،‬تم االستناد اىل منهج (املسح)‪ .‬وقد استعمل االستبيان كأداة علمية جلمع املعلومات‬
‫حيث تم تطبيقه عىل عينة مكونة من (‪ )100‬طالب لكلية العلوم االنسانية‪.‬‬
‫وصلنا من خالل هذه الدراسة اىل عدة استنتاجات‪ ،‬منها‪ :‬وجود العالقة االجيابية بني‬
‫شبكة الفيسبوك و تطوير العالقات االجتامعية لدى طالب اجلامعة‪ .‬وهناك فروق ىف تطوير‬

‫‪- 492 -‬‬


‫ جوان جالل الدين حمى الدين‬.‫ي‬.‫ م‬... ‫كامل عمر سليامن‬.‫م‬
،‫ اجلنس‬،‫ مثل (العمر‬،‫العالقات االجتامعية ىف عينة الدراسة حسب خصوصيات ديموغرافية‬
.)‫مرحلة الدراسة‬
‫ اجراء الدراسات‬:‫ و من امهها‬،‫وخلصت الدراسة اىل وضع بعض التوصيات واالقرتاحات‬
‫ حول دور و تأثري الفيسبوك ىف تطوير العالقات االجتامعية عند الرشائح‬،‫من عند باحثني اخرين‬
‫ وكذلك اعداد و تنظيم دورات تدريبية للشباب بصورة عامة‬.‫والطبقات االخرى للمجتمع‬
‫ هبدف تنمية قدراهتم و خرباهتم ىف كيفية توظيف الفيسبوك‬،‫والطالب اجلامعة بصورة خاصة‬
.‫وتسخريها خلدمة القضايا االجتامعية‬

Abstract
The purpose of this study is to find out the level of use of Facebook
among university students for the purpose of developing social
relations, as well as showing the differences in the use of Facebook
from the study sample according to demographic characteristics.
In order to achieve practical objectives, the methodology (survey)
was based. The questionnaire was used as a scientific tool for
collecting information. It was applied to a sample of (100) students
of the Faculty of Humanities.
In this study, we reached several conclusions, including: the
positive relationship between the Facebook network and the
development of social relations among university students. There
are differences in the development of social relations in the sample
of the study by demographic characteristics, such as age, sex, stage

- 493 -
‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫‪of study.‬‬
‫‪The study concluded the development of some recommendations‬‬
‫‪and suggestions, the most important of which are: Conducting‬‬
‫‪studies from other researchers on the role and influence of Facebook‬‬
‫‪in the development of social relations in the segments and other‬‬
‫‪classes of society. As well as the preparation and organization of‬‬
‫‪training courses for youth in general and university students in‬‬
‫‪particular, in order to develop their abilities and experiences in‬‬
‫‪how to employ Facebook and harness it to serve social issues.‬‬

‫َثيشباس‬
‫يةك َيك لة ل َيكةوتةكانى ث َيشكةوتنة بةردةوامء خيرَ اكانى بوارى طةياندنء تةكنيكء‬
‫نوى» كة‬
‫نوى بوو بةناوى «ميدياى َ‬ ‫تةكنةلؤذياى زانياري‪ ،‬هاتنةئاراى دةستةواذةيةكى َ‬
‫لةهةناويدا‪ ،‬طؤ ِرانكارى لة فؤرمء ناوةرؤكى ميديا هة َلطرتووة‪ ،‬بةجؤر َيك كة ئةم طؤ ِرانكاريية‬
‫َ‬
‫كؤمةل كردووة‪.‬‬ ‫كاريطةرى راستةوخؤى لةسةر تاكء دامةزراوة ث َيكه َينةرةكانى‬
‫تؤ ِرة كؤمةآليةتيةكان‪ ،‬كة بة دةركةوتةيةكى ميدياى َ‬
‫نوي دادةنر َين‪ ،‬لةنو َيرتين بةرهةمء‬
‫داه َينراوةكانى تةكنةلؤذياى زانيارييةء زؤرترين جةماوةريان هةية‪ ،‬لة بنة ِرةتدا مةبةست لة‬
‫َ‬
‫كؤمةل بووة‪،‬‬ ‫ه َينانةئارايان‪ ،‬بونيادنانء طةشةث َيدانى ثةيوةنديى كؤمةآليةتيى ن َيوان تاكةكانى‬
‫كة دواترء تائ َيستاش بؤ ضةندين ضاالكىء بوارى ديكة بةكاره َينراوةء دةه َينر َيت‪.‬‬
‫لةذ َير رؤشنايى ئةو بايةخء طرنطيةى ئاماذةمان ث َيكرد‪ ،‬بريؤكةى ئةنجامدانى ئةم‬
‫تو َيذينةوةية سةرضاوةى طرت‪ ،‬كة ئامانج ل َيى دةرخستنى ثةيوةندى ن َيوان “فةيسبوك”ة وةك‬
‫ث َيطةيةكى ديارء كاريطةرى تؤ ِرة كؤمةآليةتيةكان‪ ،‬لة ثةرةث َيدانى ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكانء‬

‫‪- 494 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫بؤ ئةوةش خو َينكارانى زانكؤى سل َيامنى كراوةتة نموونةى تو َيذينةوةكة‪.‬‬

‫بةشى يةكةم ‪ :‬رِ َيبازنامة‬


‫ •ك َيشةى تو َيذينةوةكة ‪:‬‬
‫ئةم تو َيذينةوةية هةو َل َيكى زانستية بؤ طةيشتن بة جؤرى ثةيوةندى لةن َيوان بةكاره َينانى‬
‫تؤ ِرى فةيسبوكء ثةرةث َيدانى ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكان لةالي خو َيندكارانى زانكؤ‪،‬‬
‫بةوث َييةى تؤ ِرى فةيسبوك ئام ِراز َيكى ضاالكة بؤ ثةيوةندى كؤمةآليةتىء رةخساندنى هةىل‬
‫هاوريء كةسةكانى كؤمة َلطا جياجياكاندا‪ .‬هةر بؤية ك َيشةي‬
‫َ‬ ‫بةيةكطةياندن لةن َيوان دؤستء‬
‫تو َيذينةوة لةثرسيار َيكي سةرةكيدا خؤي دةبين َيتةوة‪ ،‬ئايا ثةيوةندي ئةر َيني يان نةر َيني هةية‬
‫لةن َيوان تؤ ِري فةيسبووك و ثةرةث َيدانى ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكان لةالي خو َيندكاراين‬
‫زانكؤ؟‪ ،‬ليرَ ةشةوة ثرسياري سةرةكي دةكةينة ضةند ثرسيار َيكي الوةكي وةك‪:‬‬
‫‪1‬ئايا خو َيندكارانى زانكؤ تؤ ِرى فةيسبوك بةكاردةه َينن بؤ دروستكردنى ثةيوةندى‬ ‫‪-1‬‬
‫كؤمةآليةتى؟‪.‬‬
‫‪2 -2‬تا ضةند تؤ ِرى فةيسبوك‪ ،‬رؤلىَ هةية لة ه َيشتنةوةء در َيذةدان بة ثةيوةنديية‬
‫كؤمةآليةتيةكان لةالى خو َيندكارانى زانكؤ؟‬
‫‪3 -3‬ئايا تؤ ِرى فةيسبوك‪ ،‬رؤلىَ لة دؤزينةوةء ثةرةث َيدانى ثةيوةندييةكانى رابردوو هةية‬
‫لةالى خو َيندكارانى زانكؤ؟‬
‫‪4‬ئايا جياوازى لة ثةرةث َيدانى ثةيوةندى كؤمةآليةتى ن َيو سامثلىَ تو َيذينةوة هةية بةث َيى‬ ‫‪-4‬‬
‫تايبةمتةنديية ديموطرافيةكانى وةك (تةمةن‪ ،‬رةطةز‪ ،‬قؤناغى خو َيندن)؟‬
‫•بايةخي تو َيذينةوةكة ‪:‬‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫كؤمةلء طؤ ِرانكارى كؤمةآليةتى‬ ‫ئةم تو َيذينةوةية بابةت َيكى طرنطء ذياريى وابةستةية بة‬
‫لة ِر َيى يةك َيك لة ئام ِرازةكانى ميدياى نو َييةوة كة تؤ ِرة كؤمةآليةتيةكانة‪ ،‬بةوث َييةى بةكاره َينانى‬

‫‪- 495 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫تؤ ِرة كؤمةآليةتيةكان لةن َيو كؤمة َلة جياجياكانداء بةتايبةت لة كؤمةلىَ كوردى لة هةر َيمى‬
‫كوردستانى عرياقدا‪ ،‬بة ِر َيذةيةكى ئ َيجطار بةرفراوان ثةرةيسةندووةء بووةتة دياردة‪.‬‬
‫طرنطيى ئةم تو َيذينةوةية‪ ،‬دةرخستنى جؤرى ئةو ثةيوةنديةية كة لة ن َيوان تؤ ِرى كؤمةآليةتى‬
‫(فةيسبوك)ة لة ثةرةث َيدانى ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكاندا وةك دياردةيةكى كؤمةآليةتى لةن َيو‬
‫تاكةكانى كؤمةلىَ كورديدا‪ ،‬بةتايبةت لةن َيو تو َيذى طةنجانء خو َيندكارانى زانكؤدا‪ ،‬كة تاض‬
‫رادةيةك ئةم تؤ ِرة كؤمةآليةتية بووةتة هؤى بونيادنانى ثةيوةنديي كؤمةآليةتى كة زياتر خؤى‬
‫لة هاو ِر َييةتىء خزمايةتىء نو َيكردنةوةء ه َيشتنةوةء ثةرةث َيدانى ئةو ثةيوةندييةدا دةبين َيتةوة‪.‬‬
‫رؤلء ثةيوةندى ن َيوان تؤ ِرة كؤمةآليةتيةكانء بوارة‬ ‫ئةطةرىض ث َيشرت تو َيذينةوة لةبارةى َ‬
‫جياجياكانى ديكة ئةنجامدراوة‪ ،‬بةآلم تائ َيستا بايةخ َيكى ئةوتؤ بةم اليةنة نةدراوة كة ئاستى‬
‫َ‬
‫لةطةل ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكاندا‪ ،‬ئةمةش‬ ‫ثةيوةندى ن َيوان خودى تؤ ِرة كؤمةآليةتيةكانة‬
‫د َلنيابونةوةية لةو ثةيوةندييةى ن َيوانيان‪.‬‬
‫•ئامانجي تو َيذينةوةكة ‪:‬‬ ‫ ‬
‫ئامانجي بنة ِرةيت ئةم تو َيذينةوةية بريتية لة‪:‬‬
‫‪1 -1‬زانينى ئاستى بةكاره َينانى تؤ ِرى فةيسبوك لةالى خو َيندكارانى زانكؤ بؤ‬
‫دروستكردنى ثةيوةندى كؤمةآليةتى ‪.‬‬
‫‪2 -2‬زانينى رؤلىَ تؤ ِرى فةيسبوك‪ ،‬لة ه َيشتنةوةء در َيذةدان بة ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكان‬
‫لةالى خو َيندكارانى زانكؤ‪.‬‬
‫‪3‬ت َيطةيشتن لة كاريطةرى تؤ ِرى فةيسبوك‪ ،‬لة دؤزينةوةء ثةرةث َيدانى ثةيوةندييةكانى‬ ‫‪-3‬‬
‫رابردوو هةية لةالى خو َيندكارانى زانكؤ‪.‬‬
‫‪4‬دةرخستنى جياوازى لة بةكاره َينانى تؤ ِرى فةيسبوك لةاليةن سامثلىَ تو َيذينةوةوة‬ ‫‪-4‬‬
‫بةث َيى تايبةمتةنديية ديموطرافيةكان‪.‬‬

‫‪- 496 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫•طريامنةكانى تو َيذينةوةكة‪:‬‬ ‫ ‬
‫‪1‬جياوازى لةبةكاره َينانى تؤ ِرى فةيسبوك هةية لةاليةن خو َيندكارانى زانكؤ بةث َيي‬ ‫‪-1‬‬
‫تايبةمتةنديية ديموطرافيةكان‪ ،‬وةك (تةمةن‪ ،‬رةطةز‪ ،‬قؤناغى خو َيندن)‪.‬‬
‫‪2 -2‬جياوازى لةثةرةث َيدانى ثةيوةندى كؤمةاليةتى ن َيو سامثلىَ تو َيذينةوة هةية بةث َيى‬
‫تايبةمتةنديية ديموطرافيةكان‪ ،‬وةك (تةمةن‪ ،‬رةطةز‪ ،‬قؤناغى خو َيندن)‪.‬‬
‫•جؤرو ر َيبازى تو َيذينةوةكة‪:‬‬ ‫ ‬
‫ئةم تو َيذينةوةية‪ ،‬تو َيذينةوةيةكي (وةسفي)ية و تيايدا كؤي ث َيدراوة بنة ِرةتييةكاين بابةتةكةي‬
‫تاوتو َيدةكر َيت و يةك بة يةك ِروون دةكر َينةوةء سةرنجي ث َيويستيان لةسةر ناميشدةكر َيت‪،‬‬
‫ئةوةيش لةث َيناو دؤزينةوةي ثةيوةندييةكانيان بةيةكدييةوةء كارل َيكردن لةطة َلياندا‪ .‬هاوكات‬
‫بؤ بةرجةستةبووين ئامانجة كردةنييةكانييش‪ ،‬ثشت بة ِر َيبازي ( ِرووما َلكاري) بةسرتاوة‪ ،‬كة‬
‫بؤى ئةم بابةتة‪ِ ،‬ر َيباز َيكي زانستيي طونجاوة‪.‬‬
‫ •ئام ِرازى تو َيذينةوة‪:‬‬
‫فؤ ِرمى ِراثرسى‪ ،‬ئام ِراز َيكى طرنطى كؤكردنةوةى زانياريية بةتايبةت لةضوارض َيوةى‬
‫تو َيذينةوة (وةسفي)يةكاندا‪.‬‬
‫لةو ِروانطةيةيشةوة‪ ،‬تو َيذةران‪ ،‬فؤ ِرمى ِراثرسيان وةك ئام ِراز َيكى زانستى‪ ،‬بؤ‬
‫تو َيذينةوةكةيان بةكاره َيناوة بؤ ئةوةيش فؤ ِرم َيكى (‪ )14‬ب ِرطةيى بة سود وةرطرتن لة‬
‫تو َيذينةوةكانى ث َيشوو (‪Nozad Mohamed, Networking and the kurds‬‬
‫)‪( 1 using Facebook, 2016‬و سةرنجء ت َيبينيى ثسثؤ ِرء شارةزايان دروستكرد‪ .‬كة‬
‫ذماريةك ثرسيارى داخراو لةخؤ دةطر َيتء ضوار تةوةرى لةخؤطرتووة‪ .‬ب ِروانة ثاشكؤى (‬
‫‪.)1‬‬
‫ •درووستي‪:‬‬
‫َ‬
‫لةطةل بابةيت‬ ‫بة مةبةستي د َلنيابوون لة كارايي فؤرمى راثرسيةكةمانء طونجاين‬

‫‪- 497 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫تو َيذينةوةكةدا و بة ثشتبةستن بة ِرووكةشة درووستيي (الصدق الظاهري)‪ِ ،‬راثرسيةكةمان‬
‫ِرووبة ِرووي ذمارةيةك (شارةزاي زانستي)(‪ )1‬كردةوة‪ .‬و ثاش وةرطرتنةوةي لة بة ِر َيزيان و‬
‫تاوتو َيكردين سةرنجدانةكانيان‪ ،‬بةث َيي ث َيويست طؤ ِرانكاريامن تيايدا كرد بةم ش َيوةية‪:‬‬
‫هاوك َيشةي رووكةشة دروستى=ب ِرطة ِراستةكان‪/‬كؤي ب ِرطةكان×‪ ،100‬كةواتة روكةشة‬
‫دروستى= ‪ ،%82.7 =100×52/43‬كةئةم ِر َيذةية ئاماذةية بؤ بةرزي ِراستي تو َيذينةوةكة‪.‬‬
‫ •ج َيطرييي ‪:‬‬
‫بؤ دياريكردين ئاستي ج َيطرييي فؤرمى راثرسيةكةش‪ ،‬توذينةوةكة ثشتى بة ج َيطريى‬
‫ناوخؤيى بةستووة بؤ داتاكانى تو َيذينةوة بةبةكاره َينانى ش َيوازي دووثاتكاري و بةثشتبةستن‬
‫بةياساى بريسون ‪ ،‬طةيشتينة ئةوةي كة ب ِرةكةي بريتيية لة ( ‪ ) 0.93‬و ئةوةش ِر َيذةيةكي‬
‫ثةسةندة لة ِرووي زانستييةوة ‪.‬‬
‫ •هؤكارة ئامارييةكان‪:‬‬
‫َ‬
‫داخل كردنء شيكردنةوةى داتاكانى ئةم تو َيذينةوةية لة ِر َيى بةرنامةى ئاماريى (‪)SPSS‬‬
‫ةوة بوو‪ ،‬كة بؤ تو َيذينةوة وةسفيةكان لةميانى بةكاره َينانء دةره َينانى دووبارةبووةء ر َيذةى‬
‫سةدى بةكاردةه َينر َيت‪.‬‬
‫ •سنورى تو َيذينةوةكة ‪:‬‬
‫سنورى تو َيذينةوةكة لة ِرووي(شو َين)ةوة‪ ،‬زانكؤى سل َيامنية لةشاري سل َيامين لةبةرئةوةى‬
‫كؤمةلىَ تو َيذينةوةكةء ل َيتو َيذراوانى ت َيدابووة‪ .‬لة ِرووي (كات)يشةوة‪ ،‬ئةم تو َيذينةوة لةسةر ئةو‬
‫خو َيندكارانة ج َيبةج َيكراوة كة لةسالىَ خو َيندنى ‪ 2107 -2016‬خو َيندكار بوونء لة ِرووي‬

‫((( ئةم شارةزايانة بوون ‪:‬‬


‫‪ .1‬ث‪.‬ي‪ .‬د‪ .‬ه َيمن جميد حسن‪ ،‬بةشى راطةياندن‪ ،‬كؤل َيذى زانستة مرؤظايةتيةكان‪ ،‬زانكؤى سل َيامنى‪.‬‬
‫‪ .2‬د‪.‬ابراهيم سعيد‪ ،‬بةشى راطةياندن‪ ،‬كؤل َيذى زانستة مرؤظايةتيةكان‪ ،‬زانكؤى سل َيامنى‪,‬‬
‫‪ .3‬ث‪.‬ى‪.‬د‪.‬عمر أمحد رةمةزان‪ ،‬بةشى راطةياندن‪ ،‬كؤل َيذى زانستة مرؤظايةتييةكان‪ ،‬زانكؤي‬
‫سل َيامين‪.‬‬

‫‪- 498 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫(مرؤيى)يشةوة‪ ،‬سنورى تو َيذينةوةكة‪ ،‬خو َيندكارانى زانكؤى سل َيامين بةتايبةت خو َيندكارانى‬
‫كؤل َيذى زانستةمرؤظايةتيةكانى طرتؤتةوة‪.‬‬
‫ •كؤمةلىَ تو َيذينةوةكة‪:‬‬
‫كؤمةلىَ تو َيذينةوةكة‪ ،‬خو َيندكارانى كؤل َيذى زانستة مرؤظايةتيةكانى زانكؤى سل َيامنية‪،‬‬
‫كة لةشةش بةش ث َيكهاتووةء كؤى طشتى ذمارةى خو َيندكارى ئةو بةشانة لة هةر ضوار‬
‫قؤناغةكةدا (‪ )1759‬خو َيندكارة‪.‬‬
‫ •مشتةي تو َيذينةوةكة ‪:‬‬
‫مشتة (‪)Sample‬ى تو َيذينةوةكة‪ ،‬سامث َل َيكى هة ِرةمةكى ضينايةتية لة هةردوو بةشى‬
‫راطةياندنء كؤمة َلناسى لة كؤل َيذى زانستة مرؤظايةتيةكان كة خو َينكارانى بةشى راطةياندن‬
‫(‪ )278‬ء كؤمة َلناسى (‪ )437‬خو َينكارة‪ ،‬كؤى طشتى سامثلىَ وةرطرياويش (‪)100‬‬
‫خو َيندكارة كة دةكاتة (‪ )%14‬بةث َيى تايبةمتةنديية ديموطرافيةكانى وةك (تةمةن‪ ،‬رةطةز‪،‬‬
‫ئاستى زانستى)‪ .‬بؤ زانيايي وردتر‪ ،‬ب ِروانة خشتةي (‪. )3 ،2 ،1‬‬
‫ •دياريكردنء ث َيناسةكردنى ضةمك و زاراوةكان ‪:‬‬
‫ ‪َ -‬‬
‫رؤل‪ :‬بريتية لةو رةفتار و هة َلسوكةوتة ئةر َينىء نةر َينيانةى كة تؤ ِرى فةيسبوك‬
‫وةك يةك َيك لة ئام ِرازةكانى ميدياى َ‬
‫نوى سةبارةت بة ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكانى ن َيوان‬
‫بةشداربووان دةينو َين َيت‪.‬‬
‫ ‪-‬فةيسبوك‪ :‬ث َيطةيةكى ديارء طرنطى تؤ ِرة كؤمةآليةتيةكانةء ئام ِراز َيكى كارل َيكى‬
‫ميدياى نو َيية‪ ،‬كة ثةيوةنديى دةنطىء و َينةيى بؤ بةشداربووانى دة ِرةخس َين َيت‪،‬ء ثةيوةندىء‬
‫كؤمةنيكةيشنى كؤمةآليةتىء كةلتوورى ن َيوانيانيان بةرجةستة دةكات‪.‬‬
‫ ‪-‬ثةرةث َيدان ‪ :‬بريتية لة بةدهي َيناين كؤمة َل َيك طؤ ِرانكاري لة ثانتاييةكاين هؤشياريي‬
‫بةرانبةر و ئا ِراستةكانيدا و لةو َيشةوة‪ ،‬بةث َيزكردين تواناكاين لة خؤثةرةث َيدان َيكي بةردةوامدا‪،‬‬
‫سةرة ِراي دةو َلةمةندكردين بة شارةزايي و ضؤن َيتيي ِراظةكردن و ت َيطةيشتني ئةو ِرووداوانةي‬

‫‪- 499 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫كة ِرووبةو ِرووي دةبنةوة ‪.‬‬
‫ ‪-‬ثةيوةندى كؤمةآليةتى‪ :‬ئةو ثةيوةنديية ئارةزومةندانةية كة لة ن َيوان دوو كةس يان‬
‫زياتر بةرجةستة دةب َيت لةث َيناو تيرَ كردنى ث َيويستية كؤمةآليةتىء سؤزدارييةكان لة ِر َيى ث َيطةى‬
‫فةيسبوكةوة‪ ،‬كةئةم ثةيوةندييةش‪ ،‬ئةنجامء كاريطةرى ئةر َينى يان نةر َينى ل َيدةكةو َيتةوة‬
‫بةدياريكراوى لةم تو َيذينةوةيةدا‪ :‬طة ِران بةدواى هاو ِر َيى َ‬
‫نوى‪ ،‬ه َيشتنةوةء بةردةواميدان بة‬
‫ثةيوةندى هاو ِر َييةتى‪ ،‬ثةرةث َيدان بة ثةيوةندى خزمايةتى‪.‬‬
‫بةشى دووةم‪ :‬تيؤرينامة‬
‫ • ِراطةياندن و ثةيوةنديى كؤمةآليةتى‬
‫ِراطةياندن كة وةك ر َيكخةر َيكى كؤمةآليةتى دةستنيشان دةكر َيت‪ ،‬زانايانى كؤمة َلناسى‬
‫بةطرنطييةوة ل َيى دة ِروانن و بة يةك َيك لة ش َيوازةكانى ر َيكخستنى كؤمةآليةتى بؤ كؤمة َلطا‬
‫دايدةنينَ ‪ ،‬هةروةها ثابةندبون َيكى ر َيكخراوة بؤ كارل َيككردن كة بنةماى ثةيوةنديية‬
‫كؤمةآليةتيةكانة‪(.‬د‪.‬طارق اخلليفي‪ ،2)25 ،2010،‬بةآلم تةكنةلؤذيا كاريطةريى ديارى هةية‬
‫لةسةر ئةو ثةيوةندييانة كة زؤرترين ئا ِراستةكان بةرةو كةمبونةوةى ثةيوةنديية كؤمةآليةتةكانن‪،‬‬
‫هةروةك دةرئةنجامى يةك َيك لةو تو َيذينةوانةى لة ئةمريكا ئةنجامدراوة لةسةر (‪ )73‬خ َيزان‬
‫كة ماوةى (‪ )2-1‬سا َلة بةكاره َينةرى تةكنةلؤذيان‪ ،‬دةرخيستووة كة ثاشةكشة هةية لة‬
‫ثةيوةنديية خ َيزانييةكان و ضاالكيية كؤمةآليةتيةكان لة ذينطة كؤمةآليةتةكانياندا‪( .‬د‪.‬فهد بن‬
‫عىل الطيار‪ ،3)2014 ، 302-301 ،‬لةكات َيكدا مرؤظ بونةوةر َيكى كؤمةآليةتيةء هةميشة‬
‫ث َيويستى بة ثةيوةندى و ضاالكى كؤمةآليةتى هةية تاوةكو بةرةو طؤشةطريى نة ِروات و‬
‫توشى دةرهاويشتة دةرونيةكان نةب َيت‪.‬‬
‫يةك َيكى تر لة تو َيذينةوةكانى ثةيوةست بة كاريطةرى تةكنةلؤذيا لةسةر ثةيوةنديية‬
‫كؤمةآليةتيةكان كة لة سالىَ (‪)2008‬دا لة وآلتى قةتةر ئةنجامدراوة‪ ،‬لةطةأل ئةوةى ساآلن َيكى‬
‫كةم ئاشناى هؤيةكانى تةكنةلؤذيا بوون بةتايبةت ئينتةرن َيت وةك هؤيةكى ثةيوةندى‪ ،‬بةو‬

‫‪- 500 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫ئةنجامة طةيشتووة كة كاريطةرييةكى ديارى لةسةر ذيانى تاكةكان هةية‪ ،‬بةجؤر َيك طةنجانى‬
‫بةشداربووى تو َيذينةوةكة سةرجةميان بةكاره َينةرى ئينتةرن َيتن و بووةتة بةش َيك لة ذيانيان‬
‫و كاريطةرى ِراستةوحؤى كردؤتةسةر ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكانيان‪ (.‬د‪.‬حلمي خرض‬
‫ساري‪ .4) 341 ،2008 ،‬ئةم دةرئةنجامانة بةش َيكن لةو ب ِروايةى كة تةكنةلؤذيا هؤكار َيكة بؤ‬
‫كةمبونةوةى ضاالكية كؤمةآليةتيةكان‪.‬‬
‫ •ثةيوةنديى كؤمةآليةتى‬
‫ثةيوةندي بةواتاى ثةيوةست بوونى شت َيك بة شت َيكى ترةوة د َيت‪ ،‬لة اليةن مرؤظيشةوة‬
‫هةر ثةيوةستبون َيك لة ضوارض َيوةى ناوه َينانى جياوازى (دايك و باوك‪ ،‬خوشك و برا‪،‬‬
‫هاو ِرآ و دؤست‪ ،‬كؤمة َلة و ِر َيكحراو) دةضنة خانةى ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكانء ئةوةش‬
‫بةوة ث َيناسةكراوة ثةيوةست بوون و كاريطةريى ئا َلوطؤ ِرث َيكراوة لةن َيوان تاكةكانى كؤمة َلدا‬
‫كة طةشة دةكات لة ئةنجامى كؤبونةوةء ئا َلوطؤ ِرى هةستةكان و ث َيويستيةكان بةيةكرت‬
‫لةضوارض َيوةى كؤمة َلدا‪ .‬هةروةك ئةو ث َيويستيانةى (ماسلؤ) ئاماذةى ث َيكردوون و بة‬
‫(هة ِرةمى ث َيويستيةكانى مرؤظ) دانراون كة ث َيويستية كؤمةآليةتيةكان بةش َيكى طرنطى‬
‫ذيانى مرؤظ ث َيكدةه َينن‪( .‬د‪.‬حسام الدين فياض‪ ،5)5-2 ،2016 ،‬بة ومانايةى ثةيوةنديية‬
‫كؤمةآليةتيةكان‪ ،‬ث َيويستيةكى حةمتى مرؤظةء بةبآ ئةوة ناتوان َيت بةش َيوةيةكى دروست ثةرة‬
‫بة ذيانى بدات‪.‬‬
‫ •تؤ ِرةكؤمةآليةتيةكان‬
‫ئةطةرىض دنياى جةنجالىَ تةكنةلؤذيا هؤكارة بؤ دوركةوتنةوةى تاكةكان لةيةكدى‬
‫و كةمبونةوةى ثردى ثةيوةندييةكانيان‪ ،‬بةآلم لةهةكانكاتدا طةشةكردنة بةردةوامةكانى‬
‫تةكنةلؤذيا‪ ،‬بووةتة هؤى داه َينانى ضةندين تؤ ِرى كؤمةآليةتى‪ ،‬تاوةكو بب َية هؤى طر َيدانء‬
‫ثةرةث َيدانى ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكان‪.‬‬
‫تؤ ِرى كؤمةآليةتى بةماناى ر َيكخةرى تؤ ِرة ئةلكرتؤنيةكانة كة ر َيطة بة بةشداربووانى‬

‫‪- 501 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫دةدات ثة ِرةى تايبةت بة خؤيان هةب َيتء لة ضوارض َيوةى سيستةمى كؤمةآليةتى ئةلكرتؤنييداء‬
‫لةطةأل كةسانى تر كة هةمان بريوبؤضون و ئارةزوويان هةية ث َيكةوة دةبةسرت َينةوة‪( .‬فهد بن‬
‫عىل الطيار‪.6)202 ،2014 ،‬‬
‫لة ناساندن َيكى تردا‪ ،‬ت ِؤى كؤمةآليةتى بةوة ناس َينراوة ئةو تؤ ِرانةن كة ثةيوةستن بة‬
‫ئينتةرن َيتةوة و ر َيطةدةدات بة تاكةكان بؤ ث َيشكةشكردنى بةش َيك لة ذيانيان و خستنة ِرووى‬
‫كات َيكى طونجاو بؤ ثةيوةنديكردن بة ليستى بةشداربوانةوة‪ ،‬هةروةك ئاماذةشة بؤ‬
‫َ‬
‫كؤمةل لة ِر َيطةي ثرؤسةى ثةيوةنديكردنةوة‪ ،‬بةجؤر َيك رسوشتى‬ ‫تيرَ ِوانينةكانى تاك ياخود‬
‫ثةيوةنديةكانيشى دةطؤ ِر َيت بة بةرارورد بة ث َيطةكانى تر(أمحد يونس‪.7)42 ،2013 ،‬‬
‫هةروةك بةوة ث َيناسةكراوة كة شو َين َيكة بؤ كؤبونةوة لةسةر ه َيلىَ ِراستةوخؤ كة هانى‬
‫بةشداربووانى دةدات بؤ ث َيكه َينانى تؤ ِرى ثةثوةندى لة ن َيوان هاو ِر َييان و دؤستانيان‪(.‬د‪.‬ياس‬
‫خرض‪.8)325 ، 2014،‬‬
‫ليرَ ةوة دةتوانني ب َلني تؤ ِرى كؤمةآليةتى‪ ،‬هةموو ئةو تؤ ِرانةى ثةيوةندى دةطر َيتةوة كة‬
‫ئامانج ل َييان بةستنةوةى تاكةكان و كؤمة َلة بةيةكةوة بؤ برةودان بة ثةيوةندييةكانيان لة دنياى‬
‫خةيا َليدا (تةكنةلؤذيادا) بةث َيى ويست و ئارةزوويان‪.‬‬
‫تؤ ِرة كؤمةآليةتيةكان ضةندين بةكاره َينانيان هةية كة طرنطرتينيان‪ :‬ناسني و هاو ِر َييةتى‪،‬‬
‫كاتبةسةربردن‪ ،‬هؤيةكى ثةيوةندى ن َيوان تاكةكانى كؤمةأل‪ ،‬هةروةها شو َينى ر َيكالم و‬
‫ث ِروثاطةندةية‪ .‬لة ِرووى جؤريشةوة‪ ،‬تؤ ِرة كؤمةآليةتيةكان ضةندين ش َيواز لة خؤ دةطر َيت‪،‬‬
‫بةجؤر َيك تيايانداية سةرجةم ئام ِرازةكانى ِراطةياندن (بينراو‪ ،‬بيسرتاو‪ ،‬خو َيندراو)‬
‫لةخؤدةطر َيت‪ ،‬هةروةك بةث َيى جؤري بةكاره َينةرةكانيش طؤ ِرانى بةسةرداد َيت‪ ،‬لةديارترين‬
‫تؤ ِرى ثةوةنديية كؤمةآليةتيةكانيش‪( :‬فةيسبوك‪ ،‬تويتةر‪ ،‬ئينستاطرام‪ ،‬لينك ئني‪ ،‬يوتيوب) كة‬
‫بةث َيى هة َلكةوتةى جوطراىف لة ِرووى ذمارةى بةكاره َينةرانةوة دةطؤ ِر َيت‪.‬‬

‫‪- 502 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫ •ت ِؤى فةيسبوك (‪)facebook‬‬
‫لةن َيو تؤ ِرة كؤمةآليةتيةكاندا‪ ،‬فةيسبوك بة طةورةترين و بةناوبانطرتين تؤ ِرى كؤمةآليةتى‬
‫دادةنر َيت‪ ،‬زياد لة (‪ )800‬مليؤن بةشداربووى هةية‪ ،‬بةوث َييةش س َييةكى بةكاره َينةرانى‬
‫ئةنتةرن َيت فةيسبوك بةكاردةه َينن كة دةكاتة (‪)%11‬ى دانيشتووانى جيهان بةجؤر َيك‬
‫فةيسبوك وةك دةفتةر َيك تةماشادةكر َيت كة هة َلطرى و َينة و زانيارية بؤ تاكةكان لة زانكؤيةكدا‬
‫يان كؤمة َلةيةكدا‪ ،‬ليرَ ةوة ناونان و بآلوبونةوةى طةشةيسةند بؤ ناساندنى كةسايةتيةكان‬
‫بةيةكرت بةتايبةت لة ن َيو زانكؤ بيانيةكاندا‪ ،‬هةروةها فةيسبوك بة باشرتين تؤ ِرى كؤمةآليةتى‬
‫ئةذماردةكر َيت لة ِرووى بةكاره َينانةوة لة جيهاندا و هؤكارى سةرةكى طةشةكردنةكانيشى‪،‬‬
‫طةشةكردنى خيرَ ايةتى لة وآلتانى (بةرازيل‪ ،‬ئيندؤنيسيا‪ ،‬هيند) بةجؤر َيك (‪ )837‬مليؤن‬
‫كةس بةكاره َينةرى بووة لةسالىَ (‪ )2012‬كة بةر َيذةى (‪ )%27.4‬زيادى كردووة بة بةراورد‬
‫بة (‪( .)2011‬سةرضاوةى ث َيشوو‪.9)340-326 ،‬‬
‫دةركةوتنى فةيسبوك كة دةرئةنجام َيكى ضاوة ِرواننةكراوبوو لة تؤ ِرى فةيس ماش (‪Face‬‬
‫‪)Match‬ى تايبةت بة زانكؤى (هاردظارد) كة تؤ ِر َيك بوو لةجؤرى (‪ )Hot or Not‬كة‬
‫تايبةتة بة بآلوبونةوةى و َينةى كؤمة َلة كةسان َيك دواتر هة َلبذاردنى كةس َيكيان وةك سةنج‬
‫ِراك َيشرتينيان‪ .‬تؤ ِرى فةيس ماش لة (‪)2003/10/28‬دامةزرا‪( ،‬مارك زوكةربيرَ ط) كة‬
‫ئةو دةمة خو َيندكارى قؤناغى دووةم بوو لة زانكؤى هاردفارد ‪ ،‬ثاشان لة شوباتى ‪2004‬‬
‫لةطةأل هةردوو هاو ِر َيى (داستني موسكوفيز و كريس هيوز) كة لةبةشى كؤمثيوتةربوون‬
‫(فةيسبوك)يان دانا‪ ،‬لةسةرةتادا تةهنا بؤ خو َيندكارانى زانكؤى هارظارد بوو كة ئةندام بن‬
‫تيايدا و ئا َلوطؤ ِرى زانيارييةكان بكةن‪ ،‬دواتر ضةند كؤ َل َيذ َيكى شارى بوستنء زانكؤى‬
‫(ستاتفورد) توانرا ببنة ئةندام لة فةيسبوكدا ثاشان بؤ هةر خو َيندكار َيكى زانكؤ و دواتر‬
‫خو َيندكارى ئامادةيى‪ ،‬دواترينيشيان هةموو تاك َيك بؤى هةية بب َيتة ئةندام كة تةمةنى لة (‪)13‬‬
‫ساأل زياتر ب َيت‪( .‬هةمان سةرضاوة‪.01) 338-336،‬‬

‫‪- 503 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫ •طرنطرتين بةكاره َينانةكانى فةيسبوك‬
‫فةيسبوك بةوهؤيةى كة بة باشرتين تؤ ِرى كؤمةآليةتى دانراوة لةاليةن بةكاره َينةرةكانيةوة‬
‫هؤكارطةل َيك هةبوون كة بونةتة هؤى ئةوةى بة باشرتين دابنر َيت‪ ،‬كة ديارترينيان خؤى‬
‫دةبين َيتةوة لة (‪.11)2017 ،elzenary.blogspot.com‬‬
‫ ‪-‬بةشداريكردن بة خؤ ِرايى ية‪.‬‬
‫ ‪-‬طة ِران بةدواى هاو ِرآ و هاو ِرآ د َيرينةكان و طةياندنى ثةيام بؤيان‪.‬‬
‫ ‪ِ -‬ر َيطة بة بةشداربوانى دةدات كة ثة ِرةى تايبةت بةخؤيان هةب َيـت و ئةوةى ئارةزووى‬
‫دةكةن بينوسن و ِر َيذةى هاو ِر َيكانيان ديارى بكةن‪.‬‬
‫ ‪-‬دانانى و َينة و ظيديؤى كةسى و ئةلبومى و َينةيى و دياريكردنى ئةوانةى بؤيان هةية‬
‫بيبينن‪.‬‬
‫ ‪-‬ر َيطةدان بة كردنةوةى كؤمة َلة و بةشداربوون لة كؤمة َلةكان‪.‬‬
‫ ‪-‬طفتوطؤى ِراستةوخؤ و ناردن و طةيشتنى ثةيام لةن َيوان هاو ِر َيكاندا‪.‬‬
‫ •فةيسبوك و ثةيوةنديى كؤمةآليةتى‬
‫فةيسبوك لة بنة ِرةتدا بةمةبةستى كؤكردنةوةى تاكةكانة كة ل َيك داب ِراون تاوةكو بتوانن‬
‫لةم ِر َيطةيةوة در َيذة بة ثةيوةندييةكانيان بدةن‪ ،‬بةتايبةت لة سةردةم َيكدا كة زؤر َيك‬
‫لة تاكةكان لةيةكرت دوركةوتونةتةوة جا بةهؤى طؤ ِرينى جوطرافيان ب َيت‪ ،‬ياخود هةر‬
‫هؤكار َيكى تر و لةسةر و هةمووشيانةوة كاريطةرييةكانى تةكنةلؤذيا‪ ،‬بةآلم لةطةأل ئةو‬
‫ثةيوةستبوونةى تاكةكان بة تؤ ِرة كؤمةآليةتيةكانةوة هةيانة بةتايبةت فةيسبوك‪ ،‬كةىض بة‬
‫َ‬
‫كؤمةلء خ َيزان تؤمةتبار دةكر َيت‪ ،‬بةوةى بةشدارة‬ ‫كاريطةرى سلبى و ِراستةوخؤ لةسةر‬
‫لة دوركةوتنةوة و لةناوضونيان‪ ،‬هةروةك بةث َيى تو َيذينةوةيةك لة سالىَ (‪ )2013‬لة وآلتى‬
‫سعودية ئةنجامدراوة‪ ،‬دةركةوتووة كة بةكاره َينانى فةيسبوك هؤكاربووة بؤ دوركةوتنةوةى‬
‫تاك لة خ َيزانةكةى و دروستبوونى ك َيشةى خ َيزانى و كؤمةآليةتى هةروةها هؤكاربووة بؤ‬

‫‪- 504 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫دروكةوتنةوة لة ثةيوةنديية كؤمةآليةتية رسوشتيةكان‪ ،‬هةروةك هؤكاريش بووة بؤ نةمان‬
‫ياخود كةمبونةوةى كاتى تةرخانكراو بؤ خ َيزان و ضاالكية كؤمةآليةتيةكان و ثةيوةستبوون‬
‫بة ئةركة خ َيزانيةكانةوة‪( .‬حنان بنت شعشوع الشهري‪ .21 )88 ،2013 ،‬لةطةأل ئةوةشدا‬
‫ناكر َيت هةمووكات بةش َيوةيةكى سلبيانة لةم تؤ ِرة ب ِروانر َيت‪ ،‬بة َلكو بةث َيى هؤشيارى و ئاستى‬
‫كةسى و كؤمة َلطة و بةكاره َينةر طؤ ِرانى بةسةرداد َيت‪.‬‬
‫بةشى س َييةم ‪ :‬ئةنجامة كردةنييةكان‬
‫يةكةم‪ :‬ئةنجامى شيكارى داتا بنة ِرةتيةكانى تو َيذينةوةكة‪:‬‬
‫دواى دابةشكردنى فؤرمى راثرسيةكة بةسةر ل َيتو َيذراوانء بةداتاكردنى وةآلمةكانيان‪،‬‬
‫لةضوارض َيوةى ضةند خشتةيةكدا و بةث َيى ريزبةندى ء تايبةمتةندى ب ِرطةكانى ناو فؤ ِرمةكة‪،‬‬
‫ئةنجامةكان دةخةينة ِروو‪ ،‬بةم ش َيوةية‪:‬‬
‫‪ 1‬رونكاريية ث َيويستةكانى ل َيتو َيذراوان‬ ‫‪-1‬‬
‫•رةطةزي ل َيتو َيذراوان ‪:‬‬ ‫ ‬
‫ئةنجامةكان ئةوة دةردةخةن كة زؤربةي ل َيتو َيذراوان لة ِرةطةزي (نيرَ )ن و (ثلةى يةكةم)‬
‫(مى)ن و بة (ثلةى دووةم) لة ِريزبةندي ئةطةرةكاندا‬ ‫يان طرتووةء ئةواين ديكةش رةطةزى َ‬
‫هاتوون‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)1‬‬

‫خشتةي (‪ )1‬دابةشبووين ل َيتو َيذراوان بةطو َيرةي ِرةطةز‬


‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ِرةطةز‬
‫يةكةم‬ ‫‪59‬‬ ‫‪59.00‬‬ ‫ني‬
‫دووةم‬ ‫‪41‬‬ ‫‪41.00‬‬ ‫مي‬
‫َ‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬
‫•تةمةنى ل َيتو َيذراوان ‪:‬‬ ‫ ‬
‫ئةنجامةكان دةريدةخةن كة تةمةنى زؤرينةى ل َيتو َيذراوان لةن َيوان (‪ )23-21‬سالىَ‬

‫‪- 505 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫دايةء ثلةى يةكةمى ريزبةندى دابةشبوونةكةيان طرتووة و دوا ثلةى دابةشبوونةكةش ثلةى‬
‫ضوارةمة كةتةمةنيان لة (‪َ )26‬‬
‫سال بةرةو ذوورة‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)2‬‬

‫خشتةي(‪ )2‬دابةشبووين ل َيتو َيذراوان بةطو َيرةي تةمةن‬


‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫تةمةن‬
‫س َييةم‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8.00‬‬ ‫‪20-18‬‬
‫يةكةم‬ ‫‪65‬‬ ‫‪65.00‬‬ ‫‪23-21‬‬
‫دووةم‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21.00‬‬ ‫‪26-44‬‬
‫ضوارةم‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6.00‬‬ ‫‪26‬ء بةرةو ذوور‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬
‫•قؤناغى خو َيندنى ل َيتو َيذراوان ‪:‬‬ ‫ ‬
‫ئةنجامةكان دةريدةخةن ئةو ل َيتو َيذراوانةى لة قؤناغى ضوارةمى خو َيندنى زانكؤن‪،‬‬
‫زؤرينةنء ثلةى يةكةمى ريزبةندى دابةشبوونةكةيان طرتووة و دوا ثلةى دابةشبوونةكةش ثلةى‬
‫ضوارةمةء ئةوانةن كة لةقؤناغى يةكةمدان ‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)3‬‬

‫خشتةي (‪ )3‬دابةشبووين ل َيتو َيذراوان بةطو َيرةي قؤناغةكانى خو َيندن‬


‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫قؤناغى خو َيندن‬
‫ضوارةم‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫يةكةم‬
‫دووةم‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫دووةم‬
‫س َييةم‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫س َييةم‬
‫يةكةم‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51‬‬ ‫ضوارةم‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬

‫‪2‬فةيسبوكء دروستكردنى ثةيوةندى نو َيى كؤمةآليةتى‬ ‫‪-2‬‬


‫•فةيسبوكء ثةيداكردنى هاو ِر َيى َ‬
‫نوى‪:‬‬ ‫ ‬

‫‪- 506 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫بةث َيي ئةنجامةكان‪ ،‬ئةوانةى (جارجار) فةيسبوك بؤ ثةيداكردنى هاو ِر َيى َ‬
‫نوى‬
‫بةكاردةه َينن‪ ،‬زؤرينةنء لة ثلةي يةكةمدانء ئةوانةشى (هةرطيز) ئةم تؤ ِرة بؤ ئةو مةبةستة‬
‫بةكارناه َينن لة ثلةى دووةمدانء ثلةي س َييةميش كة كةمرتينة‪ ،‬بؤ ئةوانةي كة (هةميشة) ئةم‬
‫تؤ ِرة بؤ ئةو مةبةستة بةكاردةه َينن‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)4‬‬

‫خشتةي (‪ )4‬بةكاره َينانى فةيسبوك بؤ ثةيداكردنى هاو ِر َيى َ‬


‫نوى‬
‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‪ ‬‬
‫س َييةم‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫يةكةم‬ ‫‪63‬‬ ‫‪63.00‬‬ ‫جارجار‬
‫دووةم‬ ‫‪35‬‬ ‫‪35.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬

‫•فةيسبوكء قبو َلكردنى داواى هاو ِر َييةتيى خزمانء دؤستان ‪:‬‬ ‫ ‬


‫بةث َيى ئةنجامةكان‪ ،‬ئةوانةى جارجار فةيسبوك بؤ قبو َلكردنى دواى هاو ِر َييةتى لة‬
‫خزمانء هاو ِر َييان بةكاردةه َينن زؤرينةنء بة ثلةى يةكةم هاتوونء ئةوانةيش هةميشة بؤ ئةو‬
‫مةبةستة بةكاريدةه َينن لة ثلةى دووةمدانء ئةوانةشى هةرطيز ئةم تؤ ِرة بؤ هةمان مةبةست‬
‫بةكارناه َينن‪ ،‬ر َيذةيةكى كةمنء بة ثلةى س َييةم د َين‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)5‬‬

‫خشتةي (‪ )5‬فةيسبوكء قبو َلكردنى هاو ِر َييةتى لة خزمانء هاو ِر َييان‬


‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫دووةم‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫يةكةم‬ ‫‪56‬‬ ‫‪56.00‬‬ ‫جارجار‬
‫س َييةم‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬
‫•فةيسبوكء قبو َلكردنى هةموو داوايةكى هاو ِر َييةتى ‪:‬‬ ‫ ‬

‫‪- 507 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫ئةنجامةكان ئاماذة بةوة دةدةن زؤربةى ل َيتو َيذراوانى بةشدار لة تؤ ِرى فةيسبوك‪،‬‬
‫داواى هاو ِر َييةتى لة هةموو كةس َيكى نارساوء نةنارساو َ‬
‫قبول ناكةن‪ ،‬كة لة ثلةى يةكةمدانء‬
‫ئةوانةشى جار جار قبولىَ دةكةن ثلةى دووةم و ئةوانةشى هةموو داوايةكى هاو ِر َييةيت َ‬
‫قبول‬
‫دةكةن‪ ،‬زؤر كةمنء لة ثلةي س َييةمدان‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)6‬‬

‫خشتةي (‪ )6‬قبو َلكردنى دواى هاو ِر َييةتى لة هةموو كةس َيك‬


‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫س َييةم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫دووةم‬ ‫‪36‬‬ ‫‪36.00‬‬ ‫جارجار‬
‫يةكةم‬ ‫‪61‬‬ ‫‪61.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬
‫َ‬
‫لةطةل رةطةزى بةرامبةر ‪:‬‬ ‫•فةيسبوكء ثةيوةندى‬ ‫ ‬
‫َ‬
‫لةطةل رةطةزى‬ ‫ئةم ئةنجامة دةريدةخات‪ ،‬ئةوانةى هةرطيز فةيسبوك بؤ ثةيوةندى‬
‫بةرامبةر بةكارناه َينن لة ثةلةى يةكةمدانء ئةوانةشى جارجار ئةو تؤ ِرة بؤ ئةو جؤرة ثةيوةنديية‬
‫بةكاردةه َينن بة ثلةى دووةم د َينء ئةوانةشى هةميشة ئةم تؤ ِرة بؤ ئةو ثةيوةنديية بةكاردةه َينن‬
‫زؤر كةمنء لة دوا ثلةى ريزبةنديدا‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)7‬‬

‫َ‬
‫لةطةل رةطةزى بةرامبةر‬ ‫خشتةي (‪ )7‬دروستكردنى ثةيوةندى‬
‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫س َييةم‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫دووةم‬ ‫‪46‬‬ ‫‪46.00‬‬ ‫جارجار‬
‫يةكةم‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬
‫َ‬
‫لةطةل هاوبريو باروة ِرةكان ‪:‬‬ ‫•فةيسبوكء ثةيوةندى‬ ‫ ‬
‫بةث َيى ئةنجامةكان‪ ،‬ئةوانةى جارجار فةيسبوك بؤ دروستكردنى ثةيوةنديى هاو ِر َييةتى‬

‫‪- 508 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫َ‬
‫لةطةل ئةوانة بةكاردةه َينن كة لة بريوباوة ِرةوة نزيكن ل َييانةوة بةثلةى يةكةم د َينء ئةوانةشى‬
‫ول دةكةن بة ثلةى دووةم د َين‪ .‬هةروةها ئةوانةى بةم‬ ‫هةميشة بةم ث َيودانطة هاو ِر َييةتى ق َب َ‬
‫ث َيودانطة ثةيوةندييةكانيان طر َينادةن‪ ،‬لة ثلةى س َييةمدان‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)8‬‬
‫َ‬
‫لةطةل هاوبريو باوة ِرةكان‬ ‫خشتةي (‪ )8‬دروستكردنى ثةيوةندى‬
‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫دووةم‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫يةكةم‬ ‫‪56‬‬ ‫‪56.00‬‬ ‫جارجار‬
‫س َييةم‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬
‫‪3‬فةيسبوكء ه َيشتنةوةء در َيذةدان بة ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكان‬ ‫‪-3‬‬
‫• ئةندام بوون لة طروثةكانى فةيسبوك بؤ ه َيشتنةوةى ثةيوةندي‪:‬‬ ‫ ‬
‫ئةنجامةكان دةريدةخةن‪ ،‬ئةوانةى جارجار لة ِر َيى ئةندام بوون لة طروثةكانى فةيسبوك‪،‬‬
‫در َيذة بة ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكانيان دةدةن لةثلةى يةكةمء ئةوانةشى هةرطيز ئةو طروثانة‬
‫بؤ ئةو مةبةستة بةكارناه َينن لة ثةلةى دووةم د َينء ئةوانةشى بة هةميشةيى بؤ ئةو مةبةستة‬
‫دةبنة ئةندام لةو طروثانة‪ ،‬ر َيذةيةكى زؤر كةمنء لة ثةلةى س َييةمدان‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)9‬‬

‫خشتةي (‪ )9‬ه َيشتنةوةى ثةيوةندى لة ِر َيى بوون بة ئةندامى طروثةكانى فةيسبوك‬


‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫س َييةم‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫يةكةم‬ ‫‪68‬‬ ‫‪68.00‬‬ ‫جارجار‬
‫دووةم‬ ‫‪28‬‬ ‫‪28.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬
‫•اليكء شيرَ ء كؤم َينتى فةيسبوكء ه َيشتنةوةى هاو ِر َييةتى‪:‬‬ ‫ ‬
‫ئةنجامةكان دةريدةخةن كة زؤرينةى ل َيتو َيذراوان كة بة ثلةى يةكةم د َين‪ ،‬جارجار‬
‫لة ِر َيى شيرَ و اليكء كؤم َينتةكانيانةوة در َيذة بة ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكانيان دةدةنء ئةوانةشى‬

‫‪- 509 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫هةرطيز بؤ ئةم مةبةستة بةكاريناه َينن بةثلةى دووةم د َينء ئةوانةشى هةميشة بؤ ئةو مةبةستة‬
‫بةكاريدةه َينن لةثةلةى س َييةمدان‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)10‬‬

‫خشتةي (‪ )10‬فةيسبوكءه َيشتنةوةى ثةيوةندى لة ِر َيى اليكء شيرَ ء كؤم َينت‬


‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫س َييةم‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫يةكةم‬ ‫‪59‬‬ ‫‪59.00‬‬ ‫جارجار‬
‫دووةم‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬
‫•فةيسبوكء ناردنى داواى هاو ِر َييةتى‪:‬‬ ‫ ‬
‫ئةم ئةنجامانة ئةوة ِرووندةكةنةوة كة ئةوانةى جارجار دواى هاو ِر َييةتى بؤ ه َيشتنةوةء‬
‫در َيذةدان بة ثةيوةندييةكانيان بةكاردةه َينن زؤرينةنء ئةوانةش هةرطيز بؤ ئةو مةبةستة‬
‫بكاريناه َينن بة ثلةى دووةم د َينء ئةوانةشى بة هةميشةيى داواى هاو ِر َييةتى بؤ ئةو مةبةستة‬
‫بةكاردةه َينن لةثلةى س َييةمدان‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪)11‬‬

‫خشتةي (‪ )11‬ه َيشتنةوةى ثةيوةندى لة ِر َيى داواى هاو ِر َييةتى‬


‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫س َييةم‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫يةكةم‬ ‫‪51‬‬ ‫‪51.00‬‬ ‫جارجار‬
‫دووةم‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬

‫• سةردانكردنى ثةجيةكانى فةيسبوكء در َيذةدان بة هاو ِر َييةتى‪:‬‬ ‫ ‬


‫بة ث َيي ئةنجامةكان‪ ،‬زؤرينة كة بة ثلةى يةكةم د َيت‪ ،‬جارجار سةردانكردنى ثةجيى‬
‫هاو ِر َيكانيان بؤ در َيذةدانء بةردةواميدان بة ثةيوةندييةكانيان بةكاردةه َيننء ئةوانةشى هةرطيز‬

‫‪- 510 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫بؤ ئةو مةبةستة بةكاريناه َينن بة ثلةى دووةم د َين‪ ،‬هةروةها ئةوانةى هةميشة بؤ ئةو مةبةستة‬
‫بةكاريدةه َينن لةثلةى س َييةمدان‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)12‬‬

‫خشتةي (‪ )12‬ه َيشتنةوةء در ّيذةدان بة ثةيوةندى كؤمةآليةتىء سةردانكردنى ثةجية هاو ِر َيكان‬
‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫س َييةم‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫يةكةم‬ ‫‪57‬‬ ‫‪57.00‬‬ ‫جارجار‬
‫دووةم‬ ‫‪35‬‬ ‫‪35.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬
‫َ‬
‫لةطةل هاو ِر َى د َيرينةكان ‪:‬‬ ‫•فةيسبوكء ه َيشتنةوةى ثةيوةندى‬ ‫ ‬
‫بةث َيى ئةنجامةكان‪ ،‬ئةوانةى بةش َيوةيةكى هةميشةيى فةيسبوك بؤ ه َيشتنةوةء در َيذةدان‬
‫هاورى د َيرينةكانيان دةدةن‪ ،‬زؤرينةنء بة ثلةى يةكةم د َينء ئةوانةشى‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لةطةل‬ ‫بة ثةيوةنديي‬
‫جارجار بؤ ئةو مةبةستة بةكاريدةه َينن‪ ،‬لةثلةى دووةمدانء ئةوانةشى هةرطيز بؤ ئةو مةبةستة‬
‫بةكاريناه َينن كةمرتيننء ثلةى سي َيةمن‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)13‬‬

‫َ‬
‫لةطةل هاو ِر َى د َيرينةكان‬ ‫خشتةي (‪ )13‬ه َيشتنةوةى ثةيوةندى‬
‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫يةكةم‬ ‫‪50‬‬ ‫‪50.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫دووةم‬ ‫‪46‬‬ ‫‪46.00‬‬ ‫جارجار‬
‫س َييةم‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬

‫‪4‬فةيسبوكء دؤزينةوةى ثةيوةندييةكانى رابردوو‬ ‫‪-4‬‬


‫•فةيسبوكء هاو ِر َييانى سةردةمى مندالىَ ‪:‬‬ ‫ ‬

‫‪- 511 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫ئةم ئةنجامانة دةريدةخةن‪ ،‬زؤرينة كة بة ثلةى يةكةم د َين‪ ،‬جارجار فةيسبوك بؤ‬
‫دؤزينةوةى هاو ِر َييانى سةردةمى مندالىَ بةكاردةه َيننء ئةوانةشى بة هةميشةيى بؤ ئةو‬
‫مةبةستة بةكاريدةه َينن بة ثلةى دووةمء ئةوانةشى بؤ ئةو مةبةستة بةكاريناه َينن بة ثلةى س َييةم‬
‫د َين‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪)14‬‬

‫خشتةي (‪ )14‬فةيسبوكء دؤزينةوةى هاو ِر َييانى سةردةمى مندال‬


‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫دووةم‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫يةكةم‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60.00‬‬ ‫جارجار‬
‫س َييةم‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬

‫•فةيسبوكء طة ِران بةدواى هاو ِر َي دووركةوتووةكان‪:‬‬ ‫ ‬


‫بةطو َيرةى ئةنجامةكان زؤرينةى كة بة ثلةى يةكةم د َين‪ ،‬جارجار فةيسبوك بؤ دؤزينةوةى‬
‫ئةو هاو ِر َييانة بةكاردةه َينن كة ماوةيةك ل َييان دووركةوتوونةتةوة‪ .‬هةروةرها ئةوانةى هةميشة‬
‫بؤ ئةو مةبةستة بةكاريدةه َينن بة ثلةى دووةمء ئةوانةشى هةرطيز بؤ ئةو مةبةستة بةكاريناه َينن‪،‬‬
‫بة ثلةى س َييةم د َين‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)15‬‬

‫خشتةي(‪ )15‬فةيسبوكء طة ِران بةدواى ئةو هاو ِر َييان كة زةمةن َيكة دووركةوتونةتةوة‬
‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫دووةم‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫يةكةم‬ ‫‪66‬‬ ‫‪66.00‬‬ ‫جارجار‬
‫س َييةم‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬

‫•فةيسبوكء بآلوكردنةوةى و َينةى يادطارييةكان‪:‬‬ ‫ ‬


‫‪- 512 -‬‬
‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫بةث َيى ئةنجامةكان‪ ،‬ئةوانةى جارجار لة ِر َيى بآلوكردنةوةى و َينةى يادطارييةكان‬
‫لةتؤ ِرى فةيسبوك‪ ،‬در َيذة بة ثةيوةندييةكانيان دةدةن‪ ،‬بة ثلةى يةكةم د َينء ئةوانةشى هةرطيز‬
‫بآلوكردنةوةى و َينة بؤ ئةو مةبةستة بةكارناه َينن بةثلةى دووةمء ئةوانةشى هةميشة بؤ ئةو‬
‫مةبةستة بةكاريدةه َينن‪ ،‬كةمرتيننء لةثلةى س َييةمدان‪.‬ب ِروانة خشتةي (‪. )16‬‬

‫خشتةي(‪ )16‬فةيسبوكء بآلوكردنةوةى و َينةى يادطارييةكان بؤ دؤزينةوةى هاو ِر َى‬


‫د َيرينةكان‬
‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫س َييةم‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8.00‬‬ ‫هةميشة‬
‫يةكةم‬ ‫‪49‬‬ ‫‪49.00‬‬ ‫جارجار‬
‫دووةم‬ ‫‪43‬‬ ‫‪43.00‬‬ ‫هةرطيز‬
‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬

‫•اليكى ثةيجء ئةندامبوون لة طروثةكانى فةيسبوكء ه َيشتنةوةى ثةيوةندى ‪:‬‬ ‫ ‬


‫ئةنجامةكان رونيدةكةنةوة‪ ،‬زؤرينةى ل َيتو َيذراوان‪ ،‬جارجار اليكى ثةيجء ئةندام بوون‬
‫لة طروثةكانى فةيسبوك‪ ،‬بؤ ئاشنابوون بة هاو ِر َى د َيرينةكانيان بةكاردةه َينن‪ ،‬ئةوانةشى‬
‫هةرطيز بؤ ئةو مةبةستة بةكاريناه َينن بة ثلةى دووةمء ئةوانةشى بة هةميشةيى بؤ ئةو مةبةستة‬
‫بةكاريدةه َينن بة ثلةى س َييةم د َين‪ .‬ب ِروانة خشتةى (‪.)17‬‬

‫خشتةي(‪ )17‬ئاشنا بوونةوة بة هاو ِر َى د َيرينةكان‪ ،‬لة ِر َيى اليكى ثةيجء ئةندام بوون لة‬
‫طروثةكانى فةيسبوك‬
‫ثلة‬ ‫ضةندبارة‬ ‫‪%‬‬ ‫ئةطةرةكان‬
‫س َييةم‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7.00‬‬ ‫هةيشة‬
‫يةكةم‬ ‫‪54‬‬ ‫‪54.00‬‬ ‫جارجار‬
‫دووةم‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39.00‬‬ ‫هةرطيز‬

‫‪- 513 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬

‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫كؤي طشتي‬

‫دووةم‪ :‬ئةنجامي شيكاري طريامنةكانى تو َيذينةوة‪:‬‬


‫‪1 -1‬جياوازى لةبةكاره َينانى تؤ ِرى فةيسبوك هةية لةاليةن خو َيندكارانى زانكؤ‬
‫بةث َيي تايبةمتةنديية ديموطرافيةكانى وةك (تةمةن‪ ،‬رةطةز‪ ،‬ئاستى زانستى)‪.‬‬
‫‪ -‬جياوازي لةبةكاره َينانى تؤ ِرى فةيسبوك هةية لةاليةن خو َيندكارانى زانكؤ بةث َيي‬
‫تايبةمتةنديى ديموطرايف رةطةز‪.‬‬
‫هاوك َيشةي‬
‫ئاستي باوة ِري‬ ‫بةكاره َينان‬
‫‪Chi-Square‬‬
‫ِرةطةز‬
‫‪0.035‬‬ ‫‪17.26‬‬

‫‪ -‬جياوازي لةبةكاره َينانى تؤ ِرى فةيسبوك هةية لةاليةن خو َيندكارانى زانكؤ بةث َيي‬
‫تايبةمتةندييى ديموطرايف تةمةن‪.‬‬
‫هاوك َيشةي‬
‫ئاستي باوة ِري‬ ‫بةكاره َينان‬
‫‪Chi-Square‬‬
‫تةمةن‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪61.71‬‬

‫‪ -‬جياوازي لةبةكاره َينانى تؤ ِرى فةيسبوك هةية لةاليةن خو َيندكارانى زانكؤ بةث َيي‬
‫تايبةمتةندييى ديموطرايف قؤناغ‪.‬‬

‫هاوك َيشةي‬
‫ئاستي باوة ِري‬ ‫بةكاره َينان‬
‫‪Chi-Square‬‬
‫قؤناغ‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪73.79‬‬

‫‪- 514 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬

‫ئةنجامي شيكاري طريامنةي يةكةم بؤمان ِرووندةكاتةوة كة جياوازي لةبةكاره َينانى‬


‫تؤ ِرى فةيسبوك هةية لةاليةن خو َيندكارانى زانكؤ بةث َيي تايبةمتةنديية ديموطرافيةكان‬
‫لةبةرذةوةندي (قؤناغ)‪.‬‬
‫‪ -2‬جياوازى لةثةرةث َيدانى ثةيوةندى كؤمةآليةتى ن َيو سامثلىَ تو َيذينةوة هةية بةث َيى‬
‫تايبةمتةنديية ديموطرافيةكان‪ ،‬وةك (تةمةن‪ ،‬رةطةز‪ ،‬ئاستى زانستى)‪.‬‬
‫‪ -‬جياوازى لةثةرةث َيدانى ثةيوةندى كؤمةآليةتى ن َيو سامثلىَ تو َيذينةوة هةية بةث َيي‬
‫تايبةمتةندييى ديموطرايف رةطةز‪.‬‬
‫هاوك َيشةي‬
‫ئاستي باوة ِري‬ ‫َ‬
‫‪Chi-Square‬‬ ‫كؤمةاليةيت‬ ‫ثةيوةندي‬
‫ِرةطةز‬
‫‪0.036‬‬ ‫‪14.00‬‬

‫ ‪ --‬جياوازي لةبةكاره َينانى تؤ ِرى فةيسبوك هةية لةاليةن خو َيندكارانى زانكؤ‬


‫بةث َيي تايبةمتةنديي ديموطرايف تةمةن‪.‬‬
‫هاوك َيشةي‬
‫ئاستي باوة ِري‬ ‫بةكاره َينان‬
‫‪Chi-Square‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪25.50‬‬ ‫تةمةن‬

‫‪ -‬جياوازي لةبةكاره َينانى تؤ ِرى فةيسبوك هةية لةاليةن خو َيندكارانى زانكؤ بةث َيي‬
‫تايبةمتةنديي ديموطرايف قؤناغ‪.‬‬

‫‪- 515 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫هاوك َيشةي‬
‫ئاستي باوة ِري‬ ‫بةكاره َينان‬
‫‪Chi-Square‬‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪56.00‬‬ ‫قؤناغ‬

‫ئةنجامي شيكاري طريامنةي دووةم بؤمان ِروون دةكاتةوة كة جياوازي جياوازى‬


‫لة ثةرةث َيدانى ثةيوةندى كؤمةآليةتى ن َيو سامثلىَ تو َيذينةوة هةية بةث َيى تايبةمتةديية‬
‫ديموطرافيةكان‪ ،‬وةك (تةمةن‪ ،‬رةطةز‪ ،‬ئاستى زانستى)‪.‬‬

‫دةرئةنجامةكان‬
‫‪1-1‬ثةيوةندى ئةر َينى هةية لةن َيوان تؤ ِرى فةيسبوكء ثةرةث َيدانى ثةيوةندى كؤمةآليةتى‬
‫لةالى خو َيندكارانى زانكؤ‪.‬‬
‫‪2-2‬تؤ ِرى فةيسبوك‪ ،‬بةئاست َيكى مامناوةند رؤلَ هةية لة ه َيشتنةوةء در َيذةدان بة‬
‫ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكان لةالى خو َيندكارانى زانكؤ‪.‬‬
‫‪3-3‬تؤ ِرى فةيسبوك‪ ،‬رؤلَ لة دؤزينةوةء ثةرةث َيدانى ثةيوةندييةكانى رابردوو هةية لةالى‬
‫خو َيندكارانى زانكؤ بةئاست َيكى مامناوةند‪.‬‬
‫‪4-4‬جياوازى لة ثةرةث َيدانى ثةيوةندى كؤمةآليةتى ن َيو سامثلَ تو َيذينةوة هةية بةث َيى‬
‫تايبةمتةنديية ديموطرافيةكانى وةك (تةمةن‪ ،‬رةطةز‪ ،‬قؤناغى خو َيندن)‪.‬‬

‫ِرا�سثاردة و ث َي�شنيار‬
‫بةثشتبةستن بة ئةنجامى تو َيذينةوةكة‪ ،‬تو َيذةران ضةند راسثاردةو ث َيشنياز َيك‬
‫دةخةنة ِروو‪ ،‬لةوانة‪:‬‬
‫ •راسثاردة‪:‬‬

‫‪- 516 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫‪ 1 -1‬سازدانء ر َيكخستنى خولء ؤرك شؤثى ٍراه َينان بؤ طةنجان بةطشتىء‬
‫خو َيندكارانى زانكؤ بةتايبةتى بةئامانجى طةشةث َيدانى تواناء شارةزاييةكانيان بؤ‬
‫ضؤنيةتى بةكاره َينانى فةيسبوكء خستنة خزمةت ثرسة كؤمةآليةتيةكانةوة‪.‬‬
‫‪2‬بآلوكردنةوةى هؤشيارى بؤ خو َيندكارانى زانكؤ دةربارةى رؤلَ تؤ ِرة‬ ‫‪-2‬‬
‫كؤمةاليةتيةكان (بةتايبةت فةيسبوك) لة طةشةث َيدانى كةس َيتىء ثةيوةنديية‬
‫كؤمةآليةتيةكانياندا‪.‬‬

‫ •ث َيشنيار‪:‬‬
‫‪1 -1‬ئةنجامدانى تو َيذينةوة لةاليةن تو َيذةرانى ديكةوة‪ ،‬لةبارةى َ‬
‫رؤلء كاريطةرى‬
‫َ‬
‫كؤمةل‪.‬‬ ‫فةيسبوك لة ثةرةث َيدانى ثةيوةندى كؤمةآليةتى لةالى ضنيء تو َيذةكانى ديكةى‬
‫‪2‬ئةنجامدانى تو َيذينةوةى هاوش َيوة لةبارةى هؤكارةكانى طؤ ِرينى رؤلَ بنة ِرةيت‬ ‫‪-2‬‬
‫فةيسبوك (كة ثةيوةندى كؤمةآليةتية) لةاليةن بةكاره َينةرانيةوة‪ ،‬بةتايبةت لةالى‬
‫خو َيندكارانى زانكؤ‪.‬‬

‫ثةراو َيز و سةرضاوةكان‬


‫‪1. Nozad Mohammed, Networking and the Kurds; using‬‬
‫‪Facebook among the Kurdih university students, ph.D‬‬
‫‪thesis submitted to the university of bradforf, Uk, 2016 (non‬‬
‫‪published).‬‬

‫‪- 517 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫‪ .2‬د‪.‬طارق اخلليفي‪ ،‬سياسات االعالم و املجتمع‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬لبنان‪.2010،‬‬
‫د‪.‬فهد بن عىل الطيار‪ ،‬شبكات التواصل االجتامعي و اثرها عىل القيم لدى‬ ‫‪ 3‬‬
‫طالب اجلامعة “تويرت نموذج َا”‪ ،‬املجلة العربية للدراسات االمنية و التدريب‪ ،‬املجلد‬
‫(‪ ، )31‬العدد (‪ ، 226-193 )61‬الرياض ‪.2014 ،‬‬
‫‪ .4‬د‪.‬حلمي خرض ساري‪ ،‬تأثري االتصال عرب االنرتنت يف العالقات االجتامعية‪،‬‬
‫دراسة ميدانية يف املجتمع القطري‪ ،‬جملة جامعة دمشق‪ ،‬املجلد ‪ ،24‬العدد االول و الثاين‬
‫‪.2008 ،‬‬
‫‪ .5‬د‪.‬حسام الدين فياض‪ ،‬العالقات االجتامعية‪. PDF 2016 ،‬‬
‫‪ .6‬د‪.‬فهد بن عىل الطيار‪،‬سةرضاوةى ث َيشوو‪.‬‬
‫‪ .7‬أمحد يونس حممد‪ ،‬دور شبكات التواصل االجتامعي يف تنمية مشاركة الشباب‬
‫الفلسطيني يف القضايا املجتمعية‪ ،‬رسالة ماجستري منشورة‪ ،‬جامعة الدول العربية ‪ ،‬معهد‬
‫البحوث و الدراسات العربية‪.2013 ،‬‬
‫‪ .8‬د‪.‬ياس خضري البيايت‪ ،‬االعالم اجلديد – احلرية و الفوىض و الثورات‪ ،‬هيئة‬
‫الفجرية للثقافة و االعالم‪ ،‬دولة االمارات العربية املتحدة‪.2014،‬‬
‫‪ .9‬سةرضاوةى ث َيشوو‪.‬‬
‫‪ .10‬هةمان سةرضاوة‬
‫‪11 . http://elzenary.blogspot .com /2009/10/ blog-post‬‬
‫‪_28. html (13/10/2017) :pm 11:00 .‬‬
‫‪ 12‬حنان بنت شعشوع الشهري‪ ،‬اثر استخدام التواصل االلكرتونية عىل العالقات‬
‫االجتامعية “فيسبوك و تويرت نموذجا”‪ ،‬مرشوع ماجستري‪ ،‬جامعة ملك عبدالعزيز‪-‬‬
‫اململكة العربية السعودية‪.2013 ،‬‬
‫‪- 518 -‬‬
‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫ثاشكؤى (‪)1‬‬
‫فؤرمى راثرسى دةربارةى‬
‫ثةيوةندي ن َيوان تؤ ِري فةيسبووك وثةرةث َيدانى ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكان الي‬
‫خو َيندكاراين‬
‫زانكؤى سل َيامنى ئةم راثرسييةى لةبةردةستتداية بؤ دةرخستنى رؤلىَ تؤ ِرة‬
‫كؤمةآليةتيةكان (بةتايبةتى فةيسبوك) لةثةرةث َيدانء ث َيشخستنى ثةيوةنديية‬
‫كؤمةآليةتيةكان لةالى طةنجانء بةتايبةتيش خو َيندكارانى زانكؤ‪.‬‬
‫ئةم راثرسية بؤ تو َيذينةوةيةكى زانستيةء ئامانج ل َيى دةستكةوتنى ئامارة‪.‬‬
‫وةآلمةكانيش بةهن َينى و شاراوةيى دةه َي َلر َينةوة‪ .‬لةبةرئةوة تكاية ناوى خؤت مةنوسة‪.‬‬

‫سوثاس بؤ هاوكاريت و وةآلمة راست ودروستةكانت بةرزدةنرخ َينر َيت‪.‬‬

‫تو َيذةران‬
‫جوان جالل الدين حمى الدين‬ ‫كامل عمر سليامن‬
‫م‪ .‬ياريدةدةر‬ ‫مامؤستا‬

‫يةكةم‪ :‬زانياريية كةسيةكان‬


‫‪ .1‬تةمةن‬
‫‪26‬و بةرةوذوور‬ ‫‪26-24‬‬ ‫‪23-21‬‬ ‫‪20-18‬‬
‫‪ .2‬رةطةز‬
‫مآ‬ ‫نيرَ‬
‫‪ .3‬لة ض قؤناغ َيكى خو َيندنى زانكؤيدايت؟‬

‫‪- 519 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬
‫ضوارةم‬ ‫س َييةم‬ ‫دووةم‬ ‫يةكةم‬

‫نوى‬
‫دووةم‪ :‬فةيسبوكء دروستكردنى ثةيوةندى َ‬

‫‪1‬فةيسبوك بؤ ثةيداكردنى هاو ِر َيى نوآ بةكاردةه َينيت؟‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫هةرطيز‬ ‫جار جار‬ ‫هةميشة‬
‫‪2‬داواكانى هاو ِر َييةتى لة خزمء هاو ِر َيكانت َ‬
‫قبول دةكةيت؟‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫هةرطيز‬ ‫جار جار‬ ‫هةميشة‬
‫نوى‪ ،‬هةموو داوايةكى هاو ِر َييةتى َ‬
‫قبول دةكةيت‪،‬‬ ‫‪3‬بؤ دروستكردنى ثةيوةندى َ‬ ‫‪-3‬‬
‫بيناسيتء نةيناسيت؟‪.‬‬
‫هةرطيز‬ ‫جار جار‬ ‫هةميشة‬
‫َ‬
‫لةطةل رةطةزى بةرامبةر بةكاردةه َينيت؟‪.‬‬ ‫‪4 -4‬فةيسبوك بؤ دروستكردنى ثةيوةندى‬
‫هةرطيز‬ ‫جارجار‬ ‫هةميشة‬
‫َ‬
‫لةطةل ئةوانة بةكاردةه َينيت كة لة بريء باوة ِرةوة ل َيت‬ ‫‪5‬فةيسبوك بؤ ثةيوةندى‬ ‫‪-5‬‬
‫نزيكن؟‪.‬‬
‫هةرطيز‬ ‫جارجار‬ ‫هةميشة‬
‫س َييةم‪ :‬فةيسبوكء ه َيشتنةوةى ثةيوةنديية كؤمةآليةتيةكان‬
‫‪1‬لة ِر َيى بونة ئةندام لةطروثةكانى فةيسبوك‪ ،‬ثةيوةندييةكانت در َيذة ث َيدةدةيت؟‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫هةرطيز‬ ‫جارجار‬ ‫هةميشة‬
‫‪2‬لة ِر َيى اليكء شيرَ ء كؤم َينتء ثؤستةوة‪ ،‬ثةيوةندييةكانت در َيذة ث َيدةدةيت؟‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫هةرطيز‬ ‫جار جار ‬ ‫هةميشة‬
‫‪3‬لة ِر َيى ناردنى داواى هاو ِر َييةتى بؤ هاو ِر َيى نوآ‪ ،‬ثةرة بة ثةيوةندييةكانيت‬ ‫‪-3‬‬

‫‪- 520 -‬‬


‫م‪.‬كامل عمر سليامن ‪ ...‬م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬
‫دةدةيت؟‪.‬‬
‫هةرطيز‬ ‫جار جار ‬ ‫هةميشة‬
‫‪4‬بة سةردانكردنى ثةجيى هاو ِر َييان‪ ،‬ثةيوةندييةكانن ثةرة ث َيدةدةيت؟‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫هةرطيز‬ ‫جار جار ‬ ‫هةميشة‬
‫‪ 5‬ثةيوةندي لةطةأل هاو ِر َي كؤنةكانتدا در َيذة ث َيدةدةيت؟‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫هةرطيز‬ ‫جارجار ‬ ‫هةميشة‬

‫ضوارةم‪ :‬فةيسبوكء دؤزينةوةى ثةيوةندييةكانى رابردوو‬


‫‪1 -1‬فةيسبوك بؤ دؤزينةوةى هاو ِر َييانى سةردةمى مندا َليت بةكاردةه َينيت؟‪.‬‬
‫هةرطيز‬ ‫جارجار ‬ ‫هةميشة‬
‫‪2‬لة فةيسبوك دةطة ِر َيى بةدواى ئةو هاو ِر َييانةى سةردةم َيكة ل َييان دووريت؟‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫هةرطيز‬ ‫جارجار‬ ‫هةميشة‬
‫‪3‬و َينةى يادطارييةكان لةفةيسبوك بآلودةكةيتةوة بة مةبةستى دؤزينةوةى‬ ‫‪-3‬‬
‫هاو ِر َي د َيرينةكانت؟‪.‬‬
‫هةرطيز‬ ‫جارجار ‬ ‫هةميشة‬
‫‪4‬هةو َلدةدةى لة ِر َيى اليكى ثةيجء ئةندامبوون لة طروثةكانى فةيسبوك‪ ،‬بة‬ ‫‪-4‬‬
‫هاورى د َير َينةكانت ئاشنا ببيتةوة؟‬
‫َ‬
‫هةرطيز‬ ‫جارجار ‬ ‫هةميشة‬

‫‪- 521 -‬‬


‫العالقة بني شبكة فيسبوك و تنمية العالقة االجتامعية لدى طالب اجلامعة السليامنية‬

‫‪- 522 -‬‬


‫امل�����ح�����ت�����وي�����ات‬

‫املحتويات‬
‫‪26 - 9‬‬ ‫امل���خ���درات ال��رق��م��ي��ة ب�ي�ن ال��ث��اب��ت وامل��س��ت��ح��دث‬
‫(رؤي����������ة س���وس���ي���ول���وج���ي���ة م����ع����ارصة)‬
‫أ‪.‬د‪ .‬فهيمه كريم رزيج‬
‫الباحث‪ :‬مروان امحد سلامن‬
‫‪62 - 27‬‬ ‫امل���ض���ام�ي�ن االج���ت�م�اع���ي���ة ل��ق��ص��ص األط���ف���ال‬
‫امل��ن��ش��ورة يف امل��واق��ع العربية ع�لى شبكة االن�ترن��ت‬
‫أ‪.‬د جليل وادي‬
‫‪102 - 63‬‬ ‫إس��ه��ام��ات امل��واق��ع اإلل��ك�ترون��ي��ة يف ال�تروي��ج لثقافة‬
‫االن���ح���راف وامل���ج���ون دراس�����ة يف االن��ع��ك��اس��ات‬
‫السلبية للمواقع اإلل��ك�ترون��ي��ة اخل��اص��ة باإلباحية‬
‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬حسني عيل إبراهيم الفالحي‬
‫ال���ض���واب���ط ال�ش�رع���ي���ة الس���ت���خ���دام االل���ع���اب ‪144 - 103‬‬
‫االل��ك�ترون��ي��ة ب�ين ق��ي��م امل��ق��اص��د وم��س��ؤول��ي��ة االرسة‬
‫الدكتور طه امحد الزيدي‬
‫الدكتور عدنان عبد الرزاق مصلح‬
‫ال��ع��ومل��ة ال��رق��م��ي��ة وأث���ره���ا ال��س��ل��ب��ي ع�لى املجتمع ‪180 - 145‬‬
‫ال��ع��راق��ي بعد ع��ام ‪ / 2003‬دراس���ة سيسيولوجية‬
‫األستاذ املساعد الدكتور حيدر سعد جواد اإلبراهيمي‬

‫‪- 523 -‬‬


‫امل�����ح�����ت�����وي�����ات‬
‫اس���ت���خ���دام م����واق����ع ال���ت���واص���ل االج���ت�م�اع���ي ‪220 - 181‬‬
‫وان���ع���ك���اس���اهت���ا ع��ل�ى ال���ق���ي���م االج���ت�م�اع���ي���ة‬
‫ل��دى ط�لاب جامعات اقليم ك��وردس��ت��ان _ ال��ع��راق‬
‫(دراس�����������������������ة م�������ي�������دان�������ي�������ة )‬
‫د‪ .‬شريكو جبار حممد‬
‫د‪ .‬هذار حممد جالل‬
‫دور االن�ت�رن���ت يف ن�ش�ر اجل��ري��م��ة االل��ك�ترون��ي��ة ‪246 - 221‬‬
‫ل��دى طلبة اجلامعات (طلبة جامعة االن��ب��ار انموذجا)‬
‫ا‪.‬م د حممد حامد عبد اجلابري‬
‫الشائعة الرقمية ابعادها وسامهتا وخماطرها عىل السلم االهيل ‪292 - 247‬‬
‫د‪ .‬حممد صربي صالح‬
‫د‪ .‬سمر كرامي‬
‫ما ‪314 - 293‬‬ ‫دور اإلع�لام اجلديد يف توظيف العالقة التكاملية‬
‫ومكافحة اإلره��اب‬ ‫بني قيم حقوق اإلنسان األساسية‬
‫ا‪.‬م‪.‬د‪.‬منعم مخيس خملف‬
‫ا‪.‬م‪.‬د‪ .‬قيس امحد ابراهيم‬
‫م‪.‬د‪.‬امحد مشعان نجم‬
‫الصورة النمطية للمرأة يف اإلعالم اجلديد وإنعكاساهتا عىل ‪344 - 315‬‬
‫العنف األرسي دراسة ميدانية (نوعية) يف مدينة السليامنية‬
‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬نجاة حممد فرج‬

‫‪- 524 -‬‬


‫امل�����ح�����ت�����وي�����ات‬
‫‪392 - 345‬‬ ‫املسؤولية االجتامعية لإلعالم اجلديد يف حتقيق التعايش السلمي‬
‫دراسة مسحية الجتاهات مجهور مدينة بغداد‬
‫للمدة من ‪/1‬أيلول‪ 20 -‬أيلول ‪2017‬‬
‫أ‪.‬م‪ .‬د حمسن عبود كشكول‬
‫‪428 - 393‬‬ ‫ال��ت��وع��ي��ة امل���روري���ة يف م��وق��ع ف��ي��س��ب��وك دراس���ة‬
‫حتليلية مل��ن��ش��ورات ص��ف��ح��ة «ازدح������ام ب��غ��داد»‬
‫انموذجا‬
‫د‪ .‬وداد نجم‬
‫‪464 - 429‬‬ ‫التطرف واإلرهاب (دراسة‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية يف مواجهة‬
‫ّ‬ ‫دور الترّ بية‬
‫كليتي اإلعالم يف جامعتي بغداد ودمشق)‬
‫مسحية عىل طلبة ّ‬ ‫ّ‬
‫ميمي‬
‫عراك غانم ال ّت ّ‬ ‫د‪ّ .‬‬
‫م‪.‬م فلك صبرية‬
‫‪490 - 465‬‬ ‫استخدامات مواقع التواصل االجتامعي وأثرها عىل القيم‬
‫لدى الشباب العراقي دراسة تطبيقية عىل عينة من املستخدمني‬
‫م‪.‬د‪ .‬زينة سعد نويش‬
‫م‪ .‬بريق حسني مجعة الربيعي‬
‫‪522 - 491‬‬ ‫ال��ع�لاق��ة ب�ين ش��ب��ك��ة ف��ي��س��ب��وك و تنمية ال��ع�لاق��ة‬
‫االج��ت�ماع��ي��ة ل���دى ط�ل�اب اجل��ام��ع��ة السليامنية‬
‫م‪.‬كامل عمر سليامن‬
‫م‪.‬ي‪ .‬جوان جالل الدين حمى الدين‬

‫‪- 525 -‬‬

You might also like