Professional Documents
Culture Documents
بعنوان :
فالشكر هلل عز وجل اوال وآخر يف توفيقه لنا يف إمتام هذا البحث فما
كان الشيء أن جيري يف ملكه إال مبشيئته عز وجل
وألنه من ال يشكر الناس ال يشكر اهلل فنحن من هنا نتقدم بأخلص عبارات الشكر واالمتنان
الذي كان لنا بعد اهلل نعم املعني واملوجه. اىل االستاذ الفاضل :د/مياطه التجاني
كما نتقدم جبزيل الشكر اىل كل من كان سببا يف وصولنا هلذا املستوى من أساتذة
زهرة * جمعة
قائمة المختصرات
قائمة المختصرات
المدلول المختصر
تقديم ت
ترجمة تر
جزء ج
صفحة ص
مجموعة صفحات صص
طبعة ط
ميالدي م
مراجعة مر
دون بلد دب
المقدمة :
بمغت الحضارة المصرية القديمة درجة كبيرة من التقدم والرقي ,فيي ميد حضارات
العالم ,بل وتعتبر أول حضارة متكاممة في التاريخ ,نظ ار الشتماليا عمى الكثير من الفنون
والعموم واآلداب ,وما خمفو وراءه المصري القديم يعتبر إنجا از ضخما ,ويعد التحنيط واحدا من
عموميا ,وأحد مظاىر التقدم البارع في ميدان حضارتيا ,ويدل عمى ما بمغتو العموم المصرية
من تطور كبير إلى درجة أنيا ساعدت عمى حفظ كثير من الجثث سالمة آلالف من السنين قد
خمت ,فكان فن حفظ أجساد الموتى عند المصريين القدماء قد أبير كثير من المؤرخين
والكتاب الكالسيكيين الذين زاروا مصر امثال ىيرودوتس وديو دورس الصقمي ,كما أبير من
جاء من بعدىم والى اآلن.
والحقيقة ان عممية التحنيط التي توصل الييا المصريون القدماء لم تكن فكرتيا ىي مجرد
الحفاظ عمى جثث ذوييم واقربائيم من التمف والتفسخ من منطمق الحب ليم ,بل ان فمسفة
الخمود وحياة ما بعد الموت ,وما يدور حوليا من فكر عقائدي ىي التي دفعتيم الى ىذا
االمر ,لذلك فإ ن التحنيط لم يقتصر عمى االنسان فقط بل تعداه الى بعض الحيوانات ,السيما
المحبوبة والمقدسة منيا ,وكذلك بعض النباتات.
وعمى وفق ىذه المعطيات سوف نحاول في ىذا البحث تسميط الضوء وبشكل مركز عمى كل ما
يتعمق بالتحنيط الذي اجري عمى بني البشر فقط ,ابتداء من بدايات اختراع التحنيط وحتى
بموغو مراحمو المتطورة االخيرة.
- 1االيطار الزماني :االسرة الرابعة
أ
مــــقـــد مـــة
-محاولة الكشف عن أسرار ىذا االختراع و اإلبداع العظيم الذي تميز بو المصريين والذين
احتفظوا بو كسر بقي حك ار عمييم فقط .
-كذلك معرفة السبب الذي جعل المصري القديم يمجأ الى ىذه الطريقة في الحفاظ عمى جسد
المتوفى و اليدف منو .
-الكشف عن أىم االستخدامات التي اعتمدىا الفراعنة في ىذه العممية التي حافظت عمى
الجسد من التحمل و التفسخ .
- 4االش ـ ـكالية :يجيب بحثنا عن اسئمة تدور حول االشكالية التالية :
-الفصل االول :والذي كان بعنوان بدايات التحنيط عند المصريين وتندرج تحتو مباحث وىي:
الديانة (المعتقد) ,الحياة ما بعد الموت ,األثاث الجنائزي ,دور الطب والسحر في التحنيط.
ب
مــــقـــد مـــة
-الفصل ثاني :والذي ىو تحت عنوان :ماىية التحنيط .وتندرج تحتو مباحث بعنوان :
التعريف بالتحنيط ,أدوات و مواد التحنيط ,خطوات التحنيط ,طرق التحنيط وفئة ومكان
العمل ,تطور عممية التحنيط و نماذج لبعض المموك المحنطة.
-خاتمة :ليذا الموضوع والتي تضم أىم االستنتاجات التي توصمنا الييا من خالل الدراسة.
- 6المنهج المتبع :اعتمدنا عمى المنيج التاريخي واالستداللي ,والمنيج الوصفي لوصف ىذه
العممية ,كذلك المنيج التحميمي والعممي .
- 7المصادر والمراجع :وإلثراء موضوعنا فقد اعتمدنا عمى المصدر ىيرودوت يتحدث عن
مصر لخفاجة محمد صقر.
وعمى جممة من المصادر والمراجع أىميا صالح أحمد ,التحنيط فمسفة الخمود في مصر
القديمة .سعد اهلل حسن ,من أ سرار الفراعنة .كذلك جيار يوليوس ,الطب والتحنيط في عيد
الفراعنة .
-قمة المادة العممية الكافية ونقص المعمومات التي تمقي الضوء عمى التحنيط بشكل موسع.
و في األخير ال يسعنا اال ان نتوجو بالشكر الى اهلل سبحانو وتعالى الدي وفقنا في انجاز ىدا
العمل والى أستاذنا الكريم د :مياطو التجاني الذي لم يبخل عمينا بإرشاداتو ونصائحو والى كل
من قدم إلينا يد المساعدة .
ج
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
الفصل االول
بدايات التحنيط عند املصريني
10
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
11
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
12
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
-1
-2
13
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
14
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
15
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
25
07 2014 16 8
4
-
42
16
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
3
17
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
2
18
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
-
5
19
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
-3
20
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
-1
71
-4
21
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
22
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
23
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
24
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
0333
chattouk
1
03 6
2
56 0303 033
060 3
023
5
060
25
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
1
26
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
1
003 0600 0
27
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
hekow
1
1
031
2
032 031
28
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
2
3
1
0663 0
45 44
29
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
4
5
6
7
8
9
11
11
12
13
14
1
034
55
-3
53
30
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
15
16
17
18
19
21
21
1
036 034
2
66 65
31
بدايات التحنيط عند المصريين الفصل االول :
32
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
الفصل الثاني
ماهية التحنيط
32
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
تمهيد :
يعرف التحنيط بصورة عامة عمى إنو الطريقة التي يتم بيا الحفاظ عمى الجسم من
التمف والتفسخ أما الجسم المعالج بالتحنيط فيطمق عميو مصطمح "مومياء" من باب اطبلق
الجزء عمى الكل.
من جانب اخر فقد ك ان التحنيط سر من األسرار التي احتفظ بيا القائمون عمى عممية التحنيط
ولم يبوحوا بأسرار تمك المينة إال إلى المقربين منيم ،غير ان ذلك السر لم يستمر حتى
النياية ،اذ تمكن الباحثون المحدثون من التعرف عمى معظم اسرار التحنيط من خبلل ثبلثة
مصادر ىي:
- 1معمومات كتابية اصمية تركيا المصريون القدماء ،وان كانت قميمة جدا ومتناثرة ىنا
وىناك.
-2سجبلت الكتاب والمؤرخون الكبلسيكيون الذين زاروا مصر في اواخر عيود ازدىارىا ،
ودونوا عن ما شاىدوا وسمعوا عن التحنيط .
-3المعمومات القيمة التي قدميا لنا العمم الحديث عن طرق التحنيط والمواد والعقاقير التي
استخدمت فيو ،وذلك من خبلل االطبلع المباشر عمى الجثث المومياوات المحنطة وتحميميا
كيميائياً ،ىذا باإلضافة الى ما عثر عميو في القبور من بعض األدوات والعقاقير التي كانت
تستخدم في التحنيط.
و رغم تقدم فن التحنيط في مصر القديمة واشتيارىا بو ،اال ان طرق التحنيط الجيدة من
الدرجة االولى والثانية في الغالب بقيت حك ار عمى المموك واألمراء حاشية الببلط الممكي،
واالغنياء من الناس ،اما السواد األعظم من سكان مصر عاديين فمم تحنط جثثيم بيذه
الطرق ،بسبب تكاليفيا الباىظة التي لم يكن بمقدور أولئك الناس من دفعيا ،وليذا كانت
ىناك طريقة ثالثة لمتحنيط رخيصة الثمن خاصة بأولئك الناس العاديين ،إال أنيا بسيطة
التقنية لم تحافظ عمى سبلمة الجثة مدة طويمة.
33
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
لقد آمن الفراعنة بالموت مثمما آمنو بعودة الروح وعودة الحياة مرة أخرى إلى
المتوفي ،ولذلك حافظوا عمى أجسادىم وعمى مبلمح الوجو حتى تتعرف عمييا الروح
عندما تعود إلييا وتتقمصيا ،ولذلك قام المصري القديم بعممية التحنيط التي تعتبر إحدى
المعجزات العممية التي قدميا الفراعنة لمبشرية جمعاء والتي تشيد لو مومياوات لآلن
وكانت عممية التحنيط تستغرق سبعون يوما كان الكينة أثنائيا يرتمون الصموات ،وقد
ارتدوا قناعاً عمى شكل ابن آوى وىو يمثل أنوبيس إلو الموت وأقدم مثل ممموس عمى
عممية التحنيط فيو مومياء "حتب حرس" أم الممك خوفو باني اليرم األكبر والتي تؤكد أن
1
عممية التحنيط بدأت منذ 0033قبل الميبلد.
حنط الميت بمعنى عالج جثتو وحشاىا بالحنوط ،2والحنوط أو الحناط ىو كل طيب،
يمنع فساد الجسد ،أو ىو كل ما يطيب بو الميت من مسك وذريرة وصندل وعنبر وكافور
وغير ذلك مما يذر عميو تطميباً لو وتجفيفا لرطوبتو ،ولفظ حنط من لفظ التيني
3
( )bolasmumأي حفظ في البمسم.
أديب سمير ،الموسوعة المصرية القديمة ،العربي لمنشر والتوزيع ،ط ،7القاىرة ،0333 ،ص .060 3
34
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
الحفاظ عمى الجسد ىو أقرب التعبيرات دقة لما يصنعو المحنط وينفذه عمى الجسد من
معالجة طبية ،وقد شاعت بين عمماء المصريات كممات كثيرة تعطي تعبير الحفاظ عمى
الجسد ،ولكن ىذه الكممات لم تكن دقيقة ،ومن أقدم الكممات التي أطمقت عمى عمم الحفاظ
عمى الجسد ىي الكممة المصرية القديمة(وت) أو (وتى) وىي كممة ظيرت منذ بدايات
الكتابة المصرية القديمة وأراد المصريون بيذه الكممة وصف مرحمة واحدة من خطوات
الحفاظ عمى الجسد وىي التكفين أي لف الجسد بمفائف الكتان ،حيث أن كممة (وت) أو
1
(تى) في قواميس المغة المصرية القديمة تعني( :يكفن – يمف المفائف).
صالح أحمد ،التحنيط فمسفة الخمود في مصر القديمة ،جماعة حور الثقافية ،ط ،7القاىرة0333 ،م ،ص .77 1
35
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
وىكذا يتضح أن كل األلفاظ والكممات التي أطمقت عمى ىذا الفن أو العمم ،لم تكن دقيقة
فالبعض يعني مرحمة من مراحل معالجة الجسم والبعض يقصد مادة من المواد المستخدمة
والبعض الثالث يقصد المون ،ولكن الكممة الصحيحة في رأيي والتي يمكن أن تطمق عمى
1
ىذا الفن أو العمم ىي(الحفاظ عمى الجسد).
كذلك عرف التحنيط بأنو فن برع فيو قدماء المصريين ،وطريقة لمعالجة جسد الميت
2
وتطييره مؤقتا من التحمل والتعفن.
-هيرودوت:
عرف التحنيط بأنو :االحتياط في حفظ الجثث من إنياش الوحوش.
-ديو دور الصقمي:
3
اتخذوا قدماء المصريين التحنيط في جممة الشعائر الدينية احتراما لموتاىم.
-دي ماييه (:)de maillt
في خطابو العاشر أن قدماء المصريين اتخذوا التحنيط بمقتضى عقائد دينية وبمقتضى
اعتقاد األقدمين منيم ،بأنو بعد مضي ثبلثة أو أربعة آالف سنة ستقوم ثورة عامة في
العالم وترجع األرواح إلى األجساد لحياة الثانية في األبدية اآلخرة ،فأرادوا بالتحنيط حفظ
4
ىيكل اإلنسان ليكون صالحا إلى عودة الروح فيو ،كما كان في نشأتو األولى.
2عزب خالد -منصور أيمن ،األىرامات المصرية ،أسطورة البناء و الواقع ،عين لمدراسات والبحوث اإلنسانية
واالجتماعية ،ط ،0333 ،7ص .50
3جيار يوليوس ،مرجع سابق ،ص .700
نفسو ،ص .700 4
36
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
37
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
من خبلل العظمة المصفوية ويقوم المحنط بمف الجزء العموي الممسوك باليد فيقطع الجزء
المعقوف الموجود داخل الجمجمة أنسجة المخ الرخوة ويحوليا إلى قطع صغيرة ،لم يحدثنا
ىيردوت عن كيفية كسر العظمة المصفوية ،ولكن كان يبدو أن المحنط كان يمسك
بإزميل ثم يدق بمطرقة خشبية عمى العظمة فتسقط داخل الفراغ الجمجمي وقد عثر عمى
بقايا ىذه العظمة المصفوية.
أما فتحة التحنيط في البطن فيشرح ىيردوت طريقة شقيا وذلك بحجر أثيوبي حاد عمل
المحنطون شقا في الجانب ألخذ .محتويات البطن ،بينما أكد ديو ديور الصقمي أن الرجل
الذي يسمى " القاطع" كان يأخذ حج اًر أثيوبيا يقطع بو المحم في المكان المميز ،حيث
يتفق كل من ىيردوت وديو ديور الصقمي أن فتحة التحنيط كانت تقطع بحجر أثيوبي
وربما يقصدان مشرطا حجريا حاداً كان يصنع من حجر الظران ومن العجيب أن
المصريين قد ت قدموا في األدوات الجراحية وخاصة األنواع المختمفة من المشارط
المعدنية(يستخدمون مشرطا حجريا) أما باقي األدوات المستخدمة في عممية التحنيط فمن
المرجح أن المحنطين كانوا يقمون بفصل أعضاء البطن عن بعضيا والتقاطيا بمبلقط
وجفتات مختمفة األشكال ،كما استخدم المحنطون فرشاة من سعف النخيل إلزالة بقايا ممح
1
النظرون بعد االنتياء من تجفيف الجسد.
38
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
صالح عبد العزيز ،الشرق األدنى القديم (مصر والعراق) ،ج ،7مكتبة األنجمو مصرية ،0370 ،ص .090 1
39
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
- 3القار:
ويقصد بو الزفت الطبيعي ،وىذه المادة كان يؤتى بيا من ببلد فمسطين والبحر الميت
عمى حسب ما ذكر كتاب اليونان و الرومان ،وىذه المادة ليا القدرة عمى الحفاظ عمى
1
الجسم من التفسخ والتحمل.
- 4الحناء:
وىي حشيش أو عشب مصري يزرع بالحدائق ،لو رائحة زكية ،يحضر من أوراقو
عجين يحوي مادة ممونة ،2تستعمل كمادة حافظة خضابا لؤليدي واألرجل والشعر بالمون
3
األحمر لبعض المومياوات.
- 5خيار شنبر(الكاسيا و القرفة ):
ىما نوع من البيارات التي كانت تستخدم كمواد مجففة ،وىذه المواد عبارة عن قشور
مجففة أو مطحونة ،تؤخذ من أشجار تنبت في اليند والصين.
- 6شمع النحل:
استخدمت ىذه المادة في عممية التحنيط ،من أجل تغطية العينين واألنف والفم ،ولصق
الجرح ،كما كان يستعمل أحيانا في أجزاء أخرى من الجسم كمادة أشبو بالعازلة ،فمثبل
وجد ىذا الشمع موضوعا عمى فخدي إحدى الجثث المحنطة.
- 7النباتات:
كانت بعض النباتات سواء الخضروات أو الفواكو أو األزىار تدخل في عممية التحنيط
أيضا ،ومن ىذه النباتات البصل الذي استخدم كمادة تساعد في الحفاظ عمى الجثة من
4
التفسخ والتعفن.
صالح السمماني -جمال ندا ،التحنيط في مصر القديمة( لماذا وكيف؟ ) كمية اآلداب قسم التاريخ جامعة بغداد ،ع 1
،730ص .039
كمال حسن ،مرجع سابق ،ص .073 2
40
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
مع أن ىذه المادة كانت توضع فوق الجثة ،ومنيا فوق األنف والعين ،غير أنو في
األغمب األحيان كانت شرائح البصل توضع داخل جوف الجثة ،إذ وجد البصل الذي يبدأ
استخدامو منذ العصر األسرة الثالثة عشر ،كذلك استخدم نبيذ البمح(التمر) كمادة حامضية
تستخدم في تجفيف جوف الجثة ،كذلك استخدمت بعض أنواع األزىار والخضروات،
وذلك بقصد تعطير الجثة واضفاء نوع من الجمالية عمييا ،وىذه النباتات في أكثر األحيان
1
كانت توضع بين أكفان لفائف المومياءات (الجثث).
وبعض الخضروات كان يستخرج من حبوبيا الزيت ،ومنيا زيت حب نبات يعرف
بنبات العرعر :الذي يكثر في مصر وىذا الزيت يستخدم في مسح الجثة من الخارج بعد
2
التحنيط ،من أجل المحافظة عمى طراوة الجمد.
ومن المواد النباتية األخرى أيضا ىي :نشارة الخشب والكتان المتان استخدمتا لحشو
جوف الجسد بعد عممية تنظيفو من األحشاء الداخمية.
- 8زيت خشب األرز:
استخدم زيت خشب األرز في عممية التحنيط ،لكن لم يتفق بشكل واضح ما إذا كان
ىذا الزيت يستخدم كدىان تسمح بيا الجثة أو كمادة تحقن داخل جوف الجثة من أجل
3
تجفيفيا.
- 9الممح:
وىو من المواد الميمة التي كانت تدخل في عممية التحنيط ومن المرجح أنو كان
يستخدم كبديل عن النطرون ،كمادة مجففة فيو يوجد في النطرون بنسبة تصل إلى
4
.%53
قنواتي شحاتو ،تاريخ الصيدلة والعقاقير في العيد القديم والعصر الوسيط ،مطبعة أوراق شرقية ،ط ،0بيروت،7996 ، 4
ص .77
41
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
- 11المواد الراتنجية:
وىي المواد األساسية التي كانت تستخدم في التحنيط ،وعادة الراتنج ىو عبارة عن زيت
ثحنين يؤخذ من عصارة جذع بعض النباتات ليستخدم في مجاالت مختمفة ،ومن أنواعو:
الصمغ :وىي مادة كانت تستخرج من عدة أنواع من األشجار ومنيا شجر يعرف
1
بشجر السمط.
المر :ىو عبارة صمغ راتنجي ذو رائحة طيبة ،يستعمل عمى األغمب في مسح الجسم
بعد التحنيط ،كما يستعمل كبخور في المعابد ،وكانت ىذه المادة تستورد من ببلد العرب
2
الجنوبية.
- 11المواد ذات الروائح الزكية:
تستخدم كمواد معطرة يسمح بيا الجسم بعد التحنيط منيا :زيت الزيتون ،المبان
(الكندر) والذي كان يستخدم أيضا كبخور لمتعطير ،واليدف من ىذه المواد طرد الحشرات
3
والروائح الكريية.
42
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
- 1أليوا برونو تر – السيد كمال ،الطب في زمن الف راعنة ،المجمس األعمى لمثقافة ،ط ،7القاىرة ،0330 ،ص .66
- 2اإلبارو :يعتقد المصريون بوجود بحيرة في الجانب الشرقي من السماء تغتسل فييا الشمس كل صباح ،ينظر الى
صالح أحمد ،مرجع سابق ،ص .056
صالح احمد ،مرجع سابق ،ص . 41 3
43
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
الماء ،لذلك قام المحنط بامتصاص الماء ونزع األحشاء ليجففيا ونزع المخ وبعدىا
1
أعضاء البطن والصدر.
أوال :نزع المخ.
نزع المحنط المخ من خبلل العظمة المصفوية الموجودة أعمى كوبرى األنف ،وأحيانا
ينزع من فتحة خمف العنق ويستخدم المحنط آلة نحاسية طويمة ومعكوفة تشبو سنارة
2
الصيد ،حيث يحترسيا داخل صندوق الجمجمة من منطقة العظمة المصفوية.
ويقوم بتحريك الطرف الخارجي لؤلداة الموجودة خارج الجسد ،فيقوم الطرف الداخمي
بقطع نسيج المخ إلى قطع صغيرة حتى يسيل إخراجيا من فتحتي األنف ،ويساعده في
3
إخراجيا سكب مياه أو نبيذ البمح.
ولقد اسة أعضاء جسد اإلنسان دينيا ،لم يكن يمقى النسيج المخ بل يضعو في آنية
صغيرة وتدفن أمام المقبرة أو في مكان قريب منيا ،وقد عثر عمى مثل ىذه األواني في
مدخل مقبرة الممك مرن بتاج ،أيضا في الحفرة رقم 50غرب األقصر ،وكانت تضم
مخمفات التحنيط الخاصة بالممك توت عنخ آمون ،وبعد االنتياء من تفريغ الجمجمة من
النسيج المخي ،يقوم المحنط بنشر كتان مغموس براتنج (سائل طبيعي يستخرج من
أشجار الصنوبر والعرعر) ،أو بصب كمية كبيرة من دىن الحيوان المغمي أو راتنج مغمى
4
وذلك من خبلل فتحتي األنف.
السيسي وسيم رشدي ،مصر التي ال تعرفونيا ،دار نيضة مصر لمنشر ،ط ،6الجيزة،0370 ،ص.75 2
بن عبد المؤمن محمد ،عقائد ما بعد الموت عند سكان ببلد المغرب القديم ،أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه ،قسم 3
44
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
وفي بعض األحيان يترك المحنط المخ داخل الجمجمة دون نزعة ،وحشر من فتحتي
األنف حباب من الفمفل األسود.
ثانيا :استخراج األحشاء.
بعد االنتياء من معالجة الرأس يقوم بنزع أعضاء الجسد الداخمية (األحشاء) ،لكي يتم
1
معالجتيا منفصمة بعد تنظيفيا من السوائل وبقايا الدم واألطعمة.
حيث تنزع ىذه األحشاء من فتحة في الجانب األيسر من البطن ،ويقوم بإخراج كل من
الرئتين والقمب والمعدة واألمعاء والكبد والكميتين 2 ،ويضع المحنط ىذه األعضاء في ممح
النطرون مدة زمنية ،وبعد ذلك يقوم بدىنيا في زيت األرز ،ثم في النياية يمفيا في لفائف
الكتان ويضعيا في آنية مخصصة ليا تسمى اآلنية الكانوبية ماعدا القمب والكميتين ،ألن
3
المحنط يضع العضوين األخيرين في الجسد بعد معالجتيما.
فالقمب كان لو دور في العالم اآلخر أثناء محاكمة المتوفي ،باعتباره موضع النيات
4
والمسؤول عن أعمال المتوفي.
أما الكميتين فمم يتم التوصل لسبب إرجاعيما لمجسد بعد المعالجة.
والمعروف أن القمب كان أكثر األعضاء عرضة لمتحمل والتمف ،ألن عضمة القمب
تكون د اخل كيسو أو غشاء ،مما يصعب وصول ممح النطرون إلى داخمو أثناء عممية
التجفيف فرأى المحنط بأن يضع تميمة (حجاب) ترافق الجسد بديمة عن القمب إذا ما
5
تحمل.
نور الدين عبد الحميم ،محاضرة التحنيط في مصر القديمة ،الموسم الثقافي األ ثري األول بمكتبة اإلسكندرية ،ص.6 4
45
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
وتعرف ىذه التميمة باسم (جعران القمب) ،والتي تأخذ شكل الجعران (فصيمة من
الخنفساء) ،ويوجد أسفل ىذا الجعران نص من نصوص كتاب الموتى (رقم 03ب) يطمب
1
فيو المتوفي من قمبو أن يناصره في محكمة العالم اآلخر.
باقي األحشاء وىي الرئتان(سما) والكبد(أمستي) ،والمعدة(دوا -موتف) أما
واألمعاء(كيب -سنوى) فبعد أن يقوم بتحنيطيا توضع في األواني الكانوبية ،وىي أواني
األحشاء التي تأخذ أغطيتيا ثبلثة أشكال حيوانية (القرد – ابن آوى -الصقر) باإلضافة
إلى الغطاء الرابع الذي كان يأخذ الشكل اآلدمي .تمثل ىذه األشكال األربعة أوالد حورس
2
الذين يقومون بحماية األحشاء في العالم اآلخر وكان أسماء خاصة وىي:
46
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
فياض محمد -أديب سمير ،الجمال والتجميل في مصر القديمة ،نيضة مصر ،0333ص .709 1
47
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
كانت كل ىذه المفافات تنزع من الجسد بعد اكتمال عممية تجفيفو وتوضع في آنية
مخصصة عثر عمييا ضمن المواد المختمفة عن عممية التحنيط ،أما مواد الحشو الدائمة
التي عثر عمييا داخل األجساد المحنطة فكانت تضم :ممح النطرون ونشارة الخشب
العطري و المر والقرفة ،ولفافات كتانية مغموسة بالراتنج الصمغي باإلضافة إلى البصل
وكانت مواد الحشو كميا تقوم بالدور الذي قصد إليو المحنط المصري القديم في حالة
اكتمال المدة الزمنية لمتحنيط وىي 73يوما ،لكنيا أحيانا كانت تساعد عمى التحمل لو
1
نفذت اجراءات التحنيط في عجالة.
48
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
الجسد من األطعمة التي تناوليا المتوفي 1 ،وفي ىذه الخطوة يمقى المحنطون كميات كبيرة
من ممح النطرون فوق الجسد لمدة أربعين يوم ،وذلك قصد التجفيف وليس التحنيط ،وكان
يوضع الجسم المراد تحنيطو وقت التجفيف عمى سرير حجري مائل( ،سرير التحنيط)
وأعمى سطح السرير توجد قناة مائمة تتجمع فييا المياه المختمفة من الجسد لتسير في
2
وبعد االنتياء من مدة القناة أسفل القدمين ،وتتجمع في حوض حجري أسفل السرير،
التجفيف المخصصة لمجسد كان المحنط يقوم بإزالة ممح النطرون الذي تكمس نتيجة
تشبعو بالمياه وسوائل الجسد 3 ،وعندما يكتشف المحنط حدوث تغيرات في الجسد المحنط،
كان يعالجيا في الخطوة التالية ( مرحمة صب الزيوت والدىون ) ومن ىذه التغيرات التي
تحدث في الجسد:
-تفتح أنسجة الجمد في أماكن مختمفة من الجسد.
-تصمب الجمد مما يجعميا عرضة لمكسر والتصدع عند الممس.
وتنتيي ىذه الخطوة بأن يقوم المحنط باستخراج مواد الحشو المؤقتة التي ضمت أيام
4
التجفيف داخل الجسد.
49
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
50
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
51
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
وتنتيي خطوات التحنيط بوضع القناع عمى وجو المتوفي بعدىا يقوم المشرف عمى
المحنطين بقراءة التبلوات والتعاويذ من كتاب الموتى 1 ،حيث يممس فييا الكاىن األعظم
فم المومياء ويقول << :أنت اآلن ترى بعينك ،وتسمع بأذنيك ،وتفتح فمك لتتكمم وتأكل
وتحرك ذراعيك وساقيك ،أنت تحيا ،أنت اآلن حي ،وعدت صغي ًار مرة أخرى ،وستعيش
2
إلى األبد>>.
52
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
خفاجة محمد صقر ،ىيردوت يتحدث عن مصر( ،دون ط) ،دار القمم ،7966 ،ص .790 1
53
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
الطريقة األولى:
وىي أدق أنواع التحنيط وأغبلىا ثمناً وعمى األغمب ىي خاصة بالمموك وحاشيتيم،
وأصحاب األموال الكثيرة ،وفي ىذه الطريقة كان المحنط يبدأ بالدماغ بواسطة قطع
معقوفو(خطافا) من الحديد ،فيدخل المحنط تمك القطعة الحديدية ،أو ما تسمى بالخطاف
في المنخرين ثم يخرج ما يستطيع إخراجو من المخ ،وما يتبقى من المخ فيشاطونو
بواسطة عقاقير يقذفونيا في جوف الجمجمة مثل نبيذ البمح وغيره من المواد الحامضية أو
حتى الماء ،وىناك طريقة أخرى لمتعامل مع المخ إذ يقوم المحنط بفتح الجمجمة من
المقدمة ويستخرج منيا المخ مباشرة وقد أثبتت األبحاث العممية الحديثة أن قطع الحديد
المعقوفة ك انت تسحب المخ من الخياشيم مخترقة طبقة العظم من فوق التجويف األنفي
حيث تحدث ثقبا قطره سنتيمترين تقريبا ،وعن طريقو يخرج المخ متدفقا بفعل السوائل
1
المذيبة التي يتم قذفيا في جوف الجمجمة من خبلل فتحة األنف.
وبعد ذلك يشقون البطن بحجر أثيوبي مسنون وىو ما يدعى الصوان 2 ،ويخرجون
األحشاء كميا التي ينظفونيا ويغسمونيا بنبيذ التمر ،ثم يطيرونيا بالتوابل ،وبعدئذ يممئون
3
الجوف بمر نقي و القرفة ،وسائر أنواع الطيب ما عدا البخور.
و بعدىا يحشى الجوف بمفائف الكتان المشبع بالراتنج ونشارة الخشب ومواد معطرة ،
وبعد ىذه العممية تخاط الفتحة التي استخرجت منيا األحشاء ،ثم يتم غمق فتحات األنف
والفم والعينين واألذنين بمادة شمع العسل وبعد ذلك يتم وضع الجثة في حوض ممموء
بسائل النطرون مدة سبعين يوم ،والقصد منيا تجفيف الجسد من المياه الموجودة فيو
4
وتخميصو من الدىون التي تسبب التحمل والتفسخ.
54
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
وبعدىا انقضاء السبعين يوم ترفع الجثة من الحوض ويتم غسميا من الخارج ،ثم تدىن
بمادة الراتنج السائل المر ،ومسوح أخرى مثل زيت الزيتون أو زيت خشب األرز و القرفة
وغيرىا ،وأحيانا يتم تموين الشفاه والخدود بمون أحمر ومواد تجميمية أخرى ،والقصد منيا
جعل المومياء تشبو إلى أقصى حد حالتيا الطبيعية ،وبعد ذلك تأتي العممية األخيرة وىي
لف الجسم كمو بمفائف من الكتان مغمورة في مادة الصبغ كي تمتصق مع بعضيا عند
لف الجسد بيا ،1وىذه المفائف أحيانا تكون طويمة قد تصل إلى مئات األمتار والغرض
منيا الرطوبة في القبر ،وبالتالي ال يحدث التعفن ،وبعد نياية ىذا كمو تسمم الجثة إلى
أىميا ،وىم بدورىم ينقمونيا في صندوق خشبي مصنوع عمى ىيئة إنسان لينتيي بو الطاف
أخي ًار في القبر المخصص لو ،وبالنسبة لممخ واألحشاء الداخمية التي انتزعت فقد كانت
تنظف بممح النطرون ومواد حافظة ،ومواد عطرية وبعد أن تجف يتم لفيا بالكتان ثم
توضع في أربعة جرار مصنوعة من حجر الرخام أو الفخار ،وتكون رؤوس األواني عمى
ىيئة رؤوس أبناء اإللو حورس(اإللو الصقر) وىم لحراسة ىذه األعضاء ،وىم اإللو
أمسيتي برأس إنسان لحراسة الكبد وجي أوجابي برأس قرد لحماية الرئتين و دامو تف
برأس ابن آوى لحراسة المعدة ،وقبحسنوف برأس صقر لحراسة األمعاء ويضعون بجانب
2
التابوت.
55
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
الطريقة الثانية:
أما إذا أراد أىل الميت االقتصاد في نفقات التحنيط ،اختاروا ىذه الطريقة إذ تممئ
محاقن بزيت يستخرج من شجر األرز ،ثم يحقن الزيت في بطن الجثة وتسد الفتحة التي
يعود منيا ىذا الزيت ،وتوضع الجثة بعدىا في النطرون مدة سبعين يوما المعمومة ،وبعد
انقضائيا يترك الزيت ليخرج من الجثة ،وىذا الزيت قوي المفعول لدرجة أنو يخرج معو كل
المعدة و األمعاء في حالة سائمة كما أنو قد يكون أذاب المحم فبل يبقى من الجثة غير
1
الجمد والعظام ،ويعبل الميت عمى تمك الحال إلى أقارب الميت دون عمل أي إجراء آخر.
56
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
الطريقة الثالثة:
تستخدم إلعداد جثث من ىم أقل ثراء ،حيث يغسمون الجوف بماء الفجل ،وتترك
1
الجثة في الممح سبعين يوما ،ثم ترد ألصحابيا ليذىبوا بيا.
ال ترسل نساء الطبقات الراقية إلى التحنيط بعد موتين مباشرة وال النساء الجميبلت
والجميبلت القدر ال يؤخذ ىؤالء إلى أخصائي التحنيط إال بعد أن يمضي عمى موتين
ثبلثة أو أربعة أيام وذلك لعدم الحط من أقدارىن ،واذا قتل شخص سواء أجنبيا أو مصريا
أو غرق شخص في النير فإن القانون يحتم عمى السكان في المدينة التي ألقيت الجثة
بقربيا أن يحنطوىا ويدفنوىا في أحد المقابر المقدسة مع القيام بكل مظاىر التيحيل وال
يسمح ألحد بمسيا وانما يقوم كينة النيل بإعداد الجثة بأيدييم لمدفن معتبرين إياىا أكثر
2
من جثة إنسان.
57
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
من خبلل ما ذكره ىيرودوت وديو دور الصقمي ،وباإلضافة إلى ما عثر عميو في
مصر من آثار كتابية ومادية عن التحنيط فإن الذين اختصوا بالتحنيط فئة خاصة من
الكينة كانت تتعمم وتتوارث ىذه المينة من اآلباء واألجداد ،وكان لممحنطين رئيسا يشرف
عمييم ىو أكثرىم خبرة ودراية بعممية التحنيط ،وىذا الرئيس ىو الذي يتعامل مع أىل
الميت في تحديد تكمفة تحنيط الجثة بحسب نوع الطريقة التي يرغبون بيا ،ىل ىي
الطريقة األولى أم الثانية أما الثالثة التي سبق ذكرىا ،وبعد االتفاق تسمم الجثة لممحنطين
لمقيام بعممية التحنيط ،وكان أولئك المحنطون يتقاسمون االختصاصات في ىذه العممية ، 1
فبعد أن توضع الجثة عمى مكان مرتفع فوق األرض وتمدد عمى سرير أو ما شاكمو ،يبدأ
رئيس المحنطين بوضع عبلمة مميزة عمى خاصرة الجثة تكون الموضع المبلئم لشق
البطن ،ليأتي بعده محنط آخر مختص بشق الخاصرة فيشقيا في المكان الذي عممو
الرئيس ،ثم يضع يده في الجوف ،ويستخرج األحشاء الداخمية ،ثم يأتي محنط آخر ليشرح
سابقا2 . وضح
الكميتين ،وآخرون يستخرجون المخ ،وىكذا تبدأ عممية التحنيط عمى وفق ما ّ
أما المكان الذي كانت تتم فيو عممية التحنيط ىو معبد خاص ويسمى معبد التحنيط،
ويبدوا أن ىذا المعبد أو المحل كان مكانا مؤقتا عمى ىيئ ة خيمة تقام لممتوفي المراد إجراء
عممية تحنيط لو وعندما تنتيي ىذه العممية تتم إزالة ىذه الخيمة ،وكان ىذا المعبد يقام في
الغرب قريبة من مكان الدفن وبعيدة عن مكان األحياء ،و كانت تعتبر مكانا مقدسا تجري
3
فيو طقوس خاصة ،وكان يطمق عمييا إسم (خيمة الرب).
58
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
أما الكم مة المصرية التي كانت تطمق عمى مكان التحنيط كمو ىي (وعبت) بمعنى
الطاىر)1 . (الطاىر) أو (دار اإللو
أ -القسم األول لمقابمة أقارب المتوفي أثناء االتفاق عمى نوع التحنيط.
ب -القسم الثاني لممحنطين فقط وىو إلجراء عممية التحنيط.
ت -القسم الثالث لتسميم الجثة بعد تحنيطيا إلى أىميا.
ومن خبلل النقوش والرسومات المصرية القديمة التي توضح عممية التحنيط ،فإن
المحنط كان يمبس قناعاً عمى ىيئة رأس ابن آوى أثناء عممية التحنيط مع ترديد بعض
2 الصموات واألدعية.
59
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
تعتبر األسرة الحادية والعشرين أواخر القرن الحادي عشر ق.م من اىم عصور
الحضارة المصرية القديمة في مجال حفظ األجساد ،ألن خطوات التحنيط في ذلك
العصر لم تعد مقتصرة عمى التجفيف والدىون ولفائف الكتان ،بل أضاف محنطون
األسرة 11خطوات جديدة لم تكن موجودة ،أبرزت براعتيم واستيعابيم لعمم التشريح.1
وقد جمعت ىذه األسرة بين تناقضات أخرى ،ففي ذلك العصر ظير كينة طيبة الذين
وانتشرت بين الناس في عيدىم غمب عمييم طموح الممكية فاغتصبوا ألقاب المموك،
أ فكار مضطربة عن الدين واآللية ،كما عم السحر والسحرة وسيطر الكينة عمى عقول
الناس باسم الدين ،واضطربت األحوال السياسية في عيدىم حيث انتشرت سرقة المقابر
من أجل البحث عن الكنوز المخبئة ،فقام المصوص بقطع األكفان ونزع الحمي والجواىر
التي كانت توضع عمى جسد المتوفي ،وبدأت العوامل الجوية تتفاعل مع أنسجة الجسد
فأصابيا التحمل ،وقام مموك األسرة ( 11المموك الكينة) بتجميع ىذه األجساد التي بدأت
تتحمل في مخابئ سرية ،من أجل معالجتيا مرة ثانية ووضعيا في أكفان جديدة ،و أثناء
قياميم بيذه األعمال بدءوا يتوصمون لنقاط الضعف في أعمال التحنيط القديمة ،وحاولوا
وضع حمول ليا :فالوجوه في األجساد القديمة صار ممصوصة وضامرة واألحشاء تحممت
وىي في آنيتيا ،وحتى األلوان البشرية تغيرت كثي ار بمرور السنين والعيون تحممت
وضاعت .2
1
-صالح السمماني ،مرجع سابق ،ص.413
صالح أحمد ،مرجع سابق ،ص.72 2
60
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
وىكذا وضع أماميم أن الفكرة األساسية لمتحنيط ميددة باالنييار ،فكيف تستطيع الروح
اآلن الوصول إلى جسدىا بعد أن ضاعت معالمو 1؟
ىكذا أعاد المحنطون النظر مرة أخرى في خطوات وطرق التحنيط ووضعوا أماميم
ثبلث نقاط بدييية ال بد أن يسيروا عمى ىدييا :
ال بد لمجسد أن يبقى كامبل بخصائصو وشكمو مثمما كان أثناء الحياة .
إيقاف تغيير شكل وخصائص الجسد ( التي حدثت بمرور السنين من فقدان العيون
وتغيير لون الجمد ) .
الحفاظ عمى أحشاء الجسد التي تحممت عندما وضعت منفصمة في آنية مخصصة
ليا.
وبالطبع فإن ىذه المعالجات التي فكروا فييا لم يكن تنفيذىا عمى األجساد القديمة التي
جمعوىا في خبيئتي الدير البحري ووادي المموك ،ولكنيم طبقوىا عند تحنيط األجساد في
عصورىم . 2
ويضم المتحف المصري ثمانية أجساد تؤرخ بعصر األسرة الحادية والعشرين ،وىي
تعتبر خير مثال لما حدث من تطورات في مجال حفظ األجساد في ذلك العصر ،
وأجساد ىذا العصر ىي :
زوجتا الممك با نجم األول وىما ":السيدة نس – خونس" والسيدة " حنوت – تاوي "
3
ابنة الممك با نجم األميرة "ماعت -كارع" .
61
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
بدراسة ىذه االجساد يتضح أن التحنيط قد وصل إلى درجات عالية من التطور بفضل
الخبرات التي حصل عمييا الكينة في معالجة أجساد أجدادىم ،وتتركز التطورات التي
ظيرت في ذلك العصر :
أضاف المحنطون لونا مناسبا لمجسد مثمما كان عميو صاحبو وىو حي ،ألن ألوان
الجسد تغيرت بعد مرور السنين و أصبحت داكنة و أقرب إلى السواد ،فاختاروا لونين
فقط ألجساد الرجال والنساء وىما األحمر الداكن (الخمري) لمرجال ،واألصفر لمنساء ،
فمسف ة في نظر المصري القديم ،فالرجل يعمل خارج المنزل والختيار ىذين المونين
ويتعرض ألشعة الشمس فتحول لونو إلى الخمري ،بينما السيدة تعمل داخل المنزل بعيدة
عن أشعة الشمس فأعطاىا المحنط المون األصفر الفاتح ،ووضح ذلك في جسد كبير
الكين ماساىرتي ،باإلضافة إلى ذلك وضع لمسات التجميل التي كانت النساء تضعيا
في الحياة اليومية :صبغ الشفاه والخدود باألحمر ،وخطط الحاجبين بالمون األسود كما
ىو واضح في مومياء الممكة (حانوت -تاوي) .1
62
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
كان المحنط في العصور القديمة يسقط العينين في محجرييما ،ثم يضع قشرة بصل
لتمنع وصول البكتيريا وفوق قشرة البصل يضع كتانا أسفل الجفون ثم يغمقيما بشمع
النحل أو الراتنج.
ظيرت خاصة الحشو تحت الجمد مرة واحدة في منتصف األسرة الثامنة عشرة ثم
اختفت وعادت لمظيور مرة ثانية في عصر األسرة الحادية والعشرين ،حاول المحنط
الذي أشرف عمى تحنيط جسد الممك ( أمنحوتب الثالث األسرة ) 11المحافظة عمى شكل
عضبلت ساعدي الممك و امتبلء كتفيو وبدت محاولتو جيدة .
لكن محنط القرن 11ق.م أثبت براعة في دراسة تشريح جسد اإلنسان ،بل عرف
األماكن التي يستطيع الدخول منيا لتنفيذ الحشو تحت الجمد ،فقد قام بفتحات خمف اآلذان
أو من الفم لكي يحشو جمد الوجو ،وكانت مادة الحشو كتانا أو نشارة خشب أو مادة
2
ذىنية .
1
-كمال حسن ،مرجع سابق ،ص.167
2
صالح أحمد ،مرجع سابق ،ص.26
63
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
وقد حشا محنطوا األسرة 11منطقة الذراعين والكتفين عن طريق فتحات في الكتف
والساقين عن طريق فحة التحنيط أو من خبلل ومفاصل الذراعين ،وحشو الفخذين
الركبتين . 1
كان المحنطون يعالجون األحشاء منفصمة من حيث تجفيفيا ودىنيا ولفيا ،ثم
يضعونيا في آنية مخصصة ليا تسمى األواني الكانوبية ،ولكن محنط األسرة 11بعد أن
عالجيا خشي عمييا من التحمل فقام بإرجاعيا لمجسد ،لكنو لم يمغي اآلنية الكانوبية بل
وضعا بجانب المومياء كرمز وعرف يجب أن ال يخالفو.
وفي نفس المفافات التي تضم األحشاء وقبل أن يضعيا المحنط في الجسد ،وضع تماثيل
شمعية صغيرة ألوالد حورس األربعة ( اآللية الحامية لؤلحشاء) ،وىكذا نجد أن التحنيط
قد تطور بشكل كبير في األسرة 11مما جعل الباحثين يطمقون عمى تحنيط ذلك العصر
( التحنيط الكامل) ،ألن المحنط حاول أن يصل بتطوراتو إلى الشكل المثالي لئلنسان
بكل خصائصو كما ىو في واقع الحياة .2
64
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
المقابر تمك تعرض لمسرقة في نياية عصر األسرة العشرين (حوالي عام 7303ق .م) ال
سيما ما خف وزنو و زادت قيمتو من معادن ثمينة أو زيوت عطرية وأثاث جنائزي.
ويبمغ عدد المومياوات 07مومياء وتضم قاعة المومياوات رقم " " 7إحدى عشرة مومياء
وىي:
- 1سقنن رع تاع :أحد حكام طيبة من األسرة السابعة عشر (حوالي العام 7563ق .م)
وقد بدأ ىذا الممك الكفاح المسمح ضد المستعمرين اليكسوس و سقط في إحدى المعارك
الحربية ،تولى ابنة (تامس) مواصمة حرب التحرير بعده ،تبدو المومياء في وضع مشنج
حيث أنيا حنطت في الوضع الذي وجدت عميو بعد المعركة في ميدان القتال ،توفي
1
سقنن رع في األربعين من عمره تقريبا وكان طولو 773سم.
- 2أمنحوتب األول :وىو ابن أحمس األول وحكم لمدة 07سنة ،دفن في مقبرة بذراع أبو
النجا وليس في وادي المموك ،طول المومياء يبمغ 775سم تقريبا وعمى المفائف قناع من
الخشب ،يشبو قناع التابوت ومغطى بالزىور الحمراء و الصفراء و المومياء في حالة
2
جيدة داخل لفائفيا.
عمي رمضان عبده ،تاريخ مصر القديم ،ج ،0دار نيضة الشرق ،القاىرة ،0337 ،ص ص .75 - 70 2
65
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
- 3الممكة مريت أمون :ىي زوجة الممك أمنحوتب األول الذي حكم في بداية عصر
األسرة الثامنة عشر ( 7538- 7509ق .م ) ،عثر عمى مقبرتيا محفورة في الصخر في
7930كانت مومياء منطقة الدير البحري بواسطة بعثة متحف المئر وبوليتان سنة
الممكة محفوظة داخل ثبلث توابيت .خشبية مزخرفة سرقت المقبرة في العصور القديمة
وبعثرت محتوياتيا وفكت لفائف المومياء و انتزعت رقائق اليب التي كانت تغطي
التوابيت يحتمل أن تكون الممكة قد توفيت وعمرىا 08سنة وقد زخرفت مومياؤىا
بالزىور .1
- 4تحوطمس الثاني :كان ابن من زوجة ثانوية (" تحوطمس األول") لذلك فقد تزوج من
أختو غير ال شقيقة حتشبسوت الوريثة الشرعية ،وأصبح ممكا عمى مصر وحكم حوالي 78
عاما ،لكنو توفي في سن مبكرة حوالي 07عاما ،عثر عمى مومياءه في خبيئة الدير
البحري عام 7887وتعرضت لتمف شديد ،كان ذراعيا متقاطعان أعمى الصدر و الساق
اليمنى مبتورة عن الجسم و يوجد جرح سطحي أعمى الرقبة وجرح عميق سطحي أعمى
الرقبة وجرح عميق في الجانب األيسر من الرقبة طول المومياء حوالي 767.7سم.
ولم يكن ىو الوريث - 5تحوطمس الرابع :خمف والده أمنحوتب الثاني عمى العرش
الشرعي بما أن أمو "ترعا" كانت زوجة ثانوية ،لذلك فقد ذكر في لوحة الحمم التي وضعيا
عند صدر أبو اليول أن المعبود حور أم آخت بشره بالحكم لوأزال عن التمثال الرمال
التي كانت تغطيو وتوفي و عمره حوالي 06عاما بعد أن حكم عشر عاما .2دفن في
مقبرتو في وادي المموك ونقمت مومياؤه إلى مقبرة أبيو " أمنحوتب الثاني" طول مومياءه
3
760سم.
طبو زادة زكية يوسف ،عمي محمد ابراىيم ،تاريخ مصر القديم من أفول الدولة الوسطى إلى نياية األسرات(،د.د.ن) 2
66
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
- 6سيتي األول :ىو ثاني مموك األسرة التاسعة عشرة تولى الممك بعد وفاة والده
رعمسيس األول وكان عمره آنذاك أكثر من 03عاما 1 .أثناء حكم أبيو كان ضابطا في
الجيش وقائدا لمفرسان ،والى جانب نشاطاتو الحربية قام ببناء قاعة األعمدة الكبرى في
الكرنك ومعبد " أبيدوس ومعبده الجنائزي التذكاري في القرنة حكم حوالي 70عام ودفن
في مقبرتو في وادي المموك.
المومياء عموما في حالة حفظ جيدة جدا ،مغطاة بطبقة من المفائف مشبعة بالراتنج وطول
2
المومياء 766سم ويبلحظ أنو ال يوجد شعر عمى الرأس أو المحية سوى الحاجبين.
- 7رعميسيس الثاني :ورث العرش عن أبيو " سيتي األول" و ربما كان في العشرينات
من عمره ،حكم 67عاما ومن أىم إنجازاتو حماية مصر وامبراطورتييا من أخطار "
الحيثيين" الذي حاربيم وانتصر عمييم في معركة قادش في ببلد الشام في العام الخامس
من حك مو استمر الصراع طويبل حتى وقعت معاىدة سبلم تحمي حقوق مصر اإلقميمية
في ىذه البقعة من العالم القديم في الحادي والعشرين من حكمو ،قام بتشييد الكثير من
المعابد و القصور ،و طور مدينة رعمسيس لتصبح عاصمة مصر ،مات عمره 09عاما
3
دفن في وادي المموك طول مومياءه 770سم .
- 8مرنتباح :ىو االبن الثالث عشر لرعمسيس الثاني وقد اعتمى العرش لمدة 77عاما
وىو في سن متأخرة ،مات وعمره حوالي 73عاما ،دفن في وادي المموك عثر عمى
موميائو سنة 7898ونقمت إلى المتحف المصري.7937
لم يتحول لون المومياء إلى البني الداكن مثل المومياوات األخرى كان الجسم مغطى
بطبقة من الكتان المشبع بمادة صفراء ثبت أنيا نوع من البمسم بيا رائحة عطرة.
ردا كارلوريو ،التاريخ المصور لمصر القديمة ،ت طو محمود ماىر ،الييئة المصرية العامة لمكتاب ،ط ،7القاىرة، 3
،0339ص .67
67
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
- 9رعمسيس الخامس :كان ابنا لرعمسيس الثالث تولى العرش بعد أخيو رعمسيس الرابع
وحكم أربع سنوات نظم في عيده قسم األمبلك األميرية ،توفي الممك في العشرينيات من
عمره نتيجة ا صابتو بمرض الجدري ،نقمت مومياء رعمسيس الخامس إلى خبيئة مقبرة
أمنحوتب الثاني.
- 11الممكة بخمت :ىي زوجة الممك حريحور كبير كينة آمون رع من األسرة الحادية
والعشرين ،عثر عمييا في خبيئة الدير البحري ،اىتم مموك ىذه األسرة بزيادة المحافظة
عمى المومياوات بواسطة حشو الجسم بمواد حافظة ،طول المومياء 755سم.
- 11الممكة حنوت تاوي :ىي زوجة الممك بانجم األول من األسرة الحادية والعشرين،
عثر عمييا في خبيئة الدير البحري ،و وجد فوق البطن لوح ذىب عميو نقش بالمغة
المصرية القديمة السم الممكة ،غطت الرأس باروكة شعر مضفورة حقن الوجو تحت الجمد
بعجائن من الدىن والصودا لكي تعطيو منظ اًر طبيعيا ،طعمت العينان بالعاج و األوب
سيديان و الذراعان ممتدان بجوار الجسم واليدان تممسان الفخذين ،طول المومياء757
1
سم.
68
ماهية التحنيط الفصل الثاني :
عمم التحنيط ىو عممية برع فييا المصريين القدماء وكانت س ار من أسرارىم الخاصة
بيم ،وبيذه العممية استطاعوا الحفاظ عمى أجساد آبائيم وأجدادىم حتى وصمت إلينا بعد
آالف السنين تحمل الكثير من الغموض الذي فك طبلسمو العمم ،فعن طريق فحص ىذه
المومياوات ودراسة البقايا البشرية وتحميل ما تبقى من مواد التحنيط أمكن التعرف عمى
وكذلك عمى أساليب المواد المختمفة التي استخدميا المصري القديم في التحنيط ،
التحنيط التي اتبعت ،كما أمكن التوصل إلى الكثير من المعمومات عن حياة المصري
القديم .
69
خـاتـــمـة
الخاتمة
70
خـاتـــمـة
الخاتمة :
وفي األخير ومن خالل دراستنا لموضوع التحنيط في مصر الفرعونية نكون قد
توصمنا إلى جممة من النتائج ندرجيا كاآلتي:
اعتقاد المصري أن يتخذ بعض الحيوانات كرموز لآللية ,فعمى سبيل المثال يظير اإللو
بتاح في صورة عجل واإللو آمون عمى ىيئة كبش أو إوزة واإللية حتحور عمى ىيئة بقرة .
سبب اختراع التحنيط ىو االعتقاد بوجود حياة ما بعد الموت ,وعودة الحياة مرة أخرى إلى
الجسد في نظر المصريين القدماء مرىونة ببقاء الجسد سالم ًا في القبر من التحمل والتفسخ ,
ومن أجل ىذا اخترع التحنيط.
كان قدماء المصريين أول من مارس الطب عمى أسس سميمة وذلك من خالل اختراعيم
لفن التحنيط وبراعتيم بو إلى حد اإلعجاز ,حيث برعوا في كل عموم الحياة والمعرفة وتعممت
البشرية عمى أيدييم .
وضع المحنطون في اعتبارىم أن التحنيط ال يقتصر عمى المعالجة الطبية فقط ,بل ال بد
من وضع وسائل إضافية لحماية الجسد ,وىذه الوسائل تضمنت وضع تمائم وتعاويذ سحرية
وأحجبة عبارة أن أشكال صغيرة توضع مع جسد المتوفي لحمايتو من المخاطر والشر
وتيدف إلى إيقاف تحممو وفساده.
بمغ التحنيط شكمو التام منذ عصر األسرة الرابعة (7652 - 7272ق.م( .
لقد احتفظت فئة المحنطين بسر مينتيا ولم تبح بيا إال إلى المقربين منيا ,وليذا فان
النصوص المصرية القديمة لم تذكر لنا أشياء ميمة عن التحنيط رغم أىميتو في ذلك الوقت,
لكن تم معرفة أسرار فن التحنيط وتفاصيمو من خالل ما رواه عدد من الكتاب والمؤرخين
اليونان والرومان الذين زاروا مصر حيث شاىدوا وسمعوا عن التحنيط ,وأىميم اليوناني
ىيرودوتس وديو دورس الصقمي ,كذلك قد كشف لنا البحث العممي الحديث أشياء ميمة
عن التحنيط من خالل التحاليل الكيمائية التي أجريت عمى الجثث المحنطة(المومياوات).
71
خـاتـــمـة
باإلضافة الى ما ورد من معمومات متناثرة عن التحنيط ىنا وىناك النصوص المصرية
القديمة.
استخدم المحنطون أدوات التعامل مع الخصائص التشريحية وخاصة اختراق صندوق
الجمجمة لنزع المخ وفتح البطن الستخراج األحشاء.
لقد استخدمت مواد وعقاقير ك ثيرة في التحنيط ,لعل أىميا تمك التي تحتوي عمى نسبة عالية
من األمالح والمواد الحامضية التي ك ان ليا الدور األساسي في تجفيف الجثة والمحافظة
عمى شكميا ,ومنيا مادة النطرون والممح والقرفة وخيار شنبر ونبيذ البمح والمر الراتنجي ,
وغيرىا.
عندما يستمم المحنطي ن جسد المتوفي في مكان العمل يقومون بتطبيق خطوات التحنيط وىي
ست خطوات رئيسية و التي تبتدأ بالغسل والتطيير إلى غاية مرحمة التكفين.
من خالل ما ذكره ىيرودوتس ودي ودورس فأنو كانت ىناك ثالثة طرق لمتحنيط ,وىذه
الطرق قد قسمت عمى أساس تكمفة ك ل طريقة ماديا ,ف الطريقة األولى وىي أغالىا ثمنا كانت
خاصة بالممك وحاشيتو والمقربين واألغنياء من الناس ,أما الطريقة الثانية وىي أقل كمفة من
األولى فكانت لؤلغنياء من الناس أيضاً أو حتى متوسطي الحال ,في حين انت الطريقة
الثالثة وىي األرخص جدًا خاصة بالفقراء من الناس ,ويعود سبب التفاوت في أسعار كل
طريقة بين الغالية الثمن والرخيصة إلى نوعية طريقة التحنيط والمواد والعقاقير المستخدمة
فييا.
من ك ان يقوم بعممية التحنيط ىم فئة خاصة توارثت ىذه المينة من اآلباء واألجداد ,وعمى
الرغم من أىميتيا في المجتمع المصري ,اال انو لم يكن مرغوبا فييا كونيا تتعامل باستمرار
مع األموات والجثث ,كما ال يمكن عد ىذه الفئة من صنف األطباء المختصين بعمم
التشريح ,وانما ىي فئة ليا خبرة عممية وليست عممية.
72
خـاتـــمـة
عمى الرغم من أن التحنيط قد بمغ شكمو التام منذ عصر االسرة الرابعة ,إال أن تقنية التحنيط
واستخدام المواد والعقاقير المستعممة فيو قد شيدت تطو اًر ميماً في عصر الدولة الحديثة
(0156 - 0651ق.م) ,وعصر االسرة الحادية والعشرين ,وليذا فأن معظم الجثث
73
المالحق
المالحق
74
المالحق
1
الملحق رقم 10يمثل أهم المعبودات المصرية
3 2
الملحق رقم 10يمثل الروح و القرين الملحق رقم 12يمثل الروح و الضل
-1رزقانة ابراهيم أحمد واخرون ,حضارة مصر والشرق القديم ,دار مصر للطباعة ,ص .88
- 2ال مي لوسي ,أسرار الحضارة المصرية ,تر :محمد صفاء ,القاهرة , 8105 ,ص .046
- 3زاهي حواس ,مرجع سابق ,ص . 88
75
المالحق
االواني
مسند الرأس
صندوق خشبي
تماثيل االوشابتي
1
الملحق رقم 10يمثل االثاث الجنائزي
76
المالحق
تعويذة جعران القلب
عنخ ( رمز الحياة)
1
الملحق رقم 10يمثل التعاويذ السحرية
www.asrar.news.com 1
77
المالحق
ملقاط
مخراز
1
الملحق رقم 10أدوات التحنيط
2
الملحق رقم 10أدوات التحنيط
78
المالحق
1
الملحق رقم 10أدوات التحنيط
79
المالحق
1
الملحق رقم 10أدوات التحنيط
2
الملحق رقم 10أدوات التحنيط
3
الملحق رقم 10أدوات التحنيط
81
المالحق
ملح النطرون
ورق الغار
1
الملحق رقم 10مواد التحنيط
80
المالحق
الكاسية
القرفة
1
الملحق رقم 01مواد التحنيط
نبات الحناء
نبات العرعر
2
الملحق رقم 01مواد التحنيط
,تحقيق حسين شيم محاضرة بعنوان سر الخلود الدائم ,تحنيط الجسد ,سوريا 8105- 8104ص.15 1برو خالدية
2
www.maserona-blog.boot.com
88
المالحق
شمع النحل
المر
1
الملحق رقم 00مواد التحنيط
2
الملحق رقم 00مواد التحنيط
1
www.ar.wikipdia.org
2
www.alwassat.aly.com
83
المالحق
1
الملحق رقم 02مواد التحنيط
2
الملحق رقم 02مواد التحنيط
84
المالحق
1
الملحق رقم 00االواني الكانوبية
2
الملحق رقم 00االواني الكانوبية
1
بن عبد المؤمن محمد ,مرجع سابق ,ص . 55
2
عبد الحليم نور الدين ,محاضرة بعنوان اثار و حضارة مصر القديمة ,ص .86
85
المالحق
1
الملحق رقم 00خطوات التحنيط
2
الملحق رقم 00خطوات التحنيط
1
صالح احمد ,مرجع سابق ,ص . 034
2
www.alwassat.aly.com
86
المالحق
1
الملحق رقم 00يمثل خطوة التكفين ولف المومياء
87
المالحق
1
الملحق رقم 00يمثل اللمسات االخيرة للمومياء
88
المالحق
1
الملحق رقم 00يمثل مومياوات ملكية
2
الملحق رقم 00يمثل مومياوات ملكية
- 1عبد الحليم نور الدين ,اثر و حضارة مصر القديمة ,مرجع سابق ,ص 85
- 2زاهي حواس ,مرجع سابق ,ص .83
89
المالحق
مومياء الملك
رمسيس االول
مومياء الملك
رمسيس الثالث
1
الملحق رقم 00يمثل مومياوات ملكية
91
المالحق
2 1
الملحق رقم 00يمثل مومياوات ملكية الملحق رقم 00يمثل مومياوات ملكية
3
الملحق رقم 00يمثل مومياوات ملكية
90
قائمة المصادر و المراجع
قائمة
المصادر
والمراجع
92
قائمة المصادر و المراجع
93
قائمة المصادر و المراجع
. 11حسني فاروق ،متحف التحنيط األقص ر ،المجمس األعمى لآلثار ،مصر ،
.1775
. 12حواس زاىي 122 ،حقيقة مثيرة في حياة الفراعنة ،مكتبة األسرة ،القاىرة،
. 0212
. 13خزعل الماجدي ،الدين المصري ،دار الشروق ،ط ، 1عمان . 1777 ،
. 14دلو برىان الدين ،حضارة مصر والعراق ،دار الفارابي ،ط ،1بيروت ،
. 1767
. 15ردا كارلو ريو التاريخ المصور لمصر القديمة ،ت 8طو محمود ماىر ،الييئة
المصرية العامة لمكتاب ،ط ،1القاىرة.0227 ،
. 16رزقانة ابراهيم أحمد واخرون حضارة مصر والشرق القديم دار مصر
للطباعة.
. 17روجيو ليشتبرج ،فرانسوا زدونان ،المومياوات المصرية من الموت إلى الخمود ،
ج ، 1دار الفكر ،ط ،1القاىرة .1775 ،
. 18زكريا أنطون ،األدب والدين عند قدماء المصريين ،طبعة المعارف بشارع
الفجال ،ط ،1مصر1701 ،م.
. 19سعد اهلل حسن ،من أسرار الفراعنة ،مطبعة أوالد عبده أحمد ،القاىرة.
. 21سنيو بوس شارل ،تاريخ حضارات العالم (الحضارة الفرعونية ،اآلشوريون ،
البابميون ،الفينيقيون ،الفرس ،اليونان ،الرومان ) ،الدار العالمية لمكتب والنشر ،
ط.0210 ،1
. 21السويفي مختار ،أم الح ضارات ،مالمح عامة ألول حضارة صنعيا األنسان،
جزء الثاني ،الدار المصرية المبنانية ،ط ،1القاىرة1777 ،م.
. 22السيسي وسيم رشدي ،مصر التي ال تعرفونيا ،دار نيضة مصر لمنشر ،ط،4
الجيزة.0212 ،
94
قائمة المصادر و المراجع
. 23صالح أحمد ،التحنيط فمسفة الخمود في مصر القديمة ،جماعة حور الثقافية ،
ط ،1القاىرة0222 ،م.
. 24صالح عبد العزيز ،الشرق األدنى القديم (مصر والعراق) ،ج ،1مكتبة األنجمو
مصرية.0210 ،
. 25طبو زادة زك ية يوسف ،عمي محمد ابراىيم ،تاريخ مصر القديم من أفول الدولة
الوسطى إلى نياية األسرات(،د.د.ن) القاىرة.0226 ،
. 26عبد الحميم نور الدين ،الفكر الديني في مصر القديمة ،ج، 1مكتبة
اإلسكندرية(،د ب) (د س).
. 27عزب خالد -منصور أيمن ،األىرامات المصرية ،أسطورة البناء و الواقع ،عين
لمدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية ،ط.0222 ،1
. 28عمي رمضان عبده ،تاريخ مصر القديم ،ج ،0دار نيضة الشرق ،القاىرة،
.0221
. 29فياض محمد -أديب سمير ،الجمال والتجميل في مصر القديمة ،نيضة مصر،
.0222
. 31قنواتي شحاتو ،تاريخ الصيدلة والعقاقير في العيد القديم والعصر الوسيط،
مطبعة أوراق شرقية ،ط ،0بيروت.1774 ،
. 31كمال حسن ،الطب المصري القديم ،الييئة المصرية العامة لمكتاب ،ط،1
.1776
.32ال مي لوسي ،أسرار الحضارة المصرية ،تر :محمد صفاء ،القاهرة،
.0213
. 33ميران محمد بيومي ،الحضارة المصرية القديمة ،مصر والشرق األدنى القديم ،
ج ، 0دار المعرفة الجامعية ،ط ، 2اإلسكندرية .1767 ،
. 34ىارت جورج ،الحضارة المصرية القديمة ،نيضة مصر لمطباعة والنشر
والتوزيع ،ط.0225 ،1
95
قائمة المصادر و المراجع
. 35الياشم رانيا ،قصة تاريخ الحضارات العربية بين األمس واليوم ،بيروت ،
.1777
ثالثا :محاضرات :
. 1برو خالدية محاضرة بعنوان سر الخلود الدائم ،تحنيط الجسد ،ت :حسين شيم ،
سوريا .0213- 0212
. 2عبد الحميم نور الدين ،محاضرة بعنوان اثار و حضارة مصر القديمة .
. 3نور الدين عبد الحميم ،محاضرة التحنيط في مصر القديمة ،الموسم الثقافي األثري
األول بمكتبة اإلسكندرية.
رابعا :مجالت :
. 1صالح السمماني -جمال ندا ،التحنيط في مصر القديمة( لماذا وكيف؟ ) كمية
اآلداب قسم التاريخ جامعة بغداد ،ع . 122
. 2عبد الجبار نعمات عمر ،األثاث الجنائزي في مدافن مموك االسرة ، 03مجمة
دراسات حوض النيل ،م ، 6ع ، 14جامعة النيمين . 0212
خامسا :مذكرات :
. 1بن عبد المؤمن محمد ،عقائد م ا بعد الموت عند سكان بالد المغرب القديم،
أطروحة لنيل شيادة الدكتوراه ،قسم التاريخ وعمم اآلثار ،جامعة وىران- 0211،
.0210
1. www.albawaba.news.com
2. www.alwassat.aly.com
3. www.ar.wikipdia.org
4. www.asrar.news.com
5. www.maserona-blog.boot.com
96
فهرس المحتوي
الصفحة المحتوى
شكر وعرفان
قائمة المختصرات
06 المبحث الخامس :تطور عملية التحنيط و نماذج لبعض الملوك المحنطة
32 خاتمة
31 مالحق