Professional Documents
Culture Documents
"اإلطار التاريخي والمعماري لتطور المخطط النمطي للبازيليكة المسيحية الحضرية دراسة مقارنتية
ودرمش(قرطاج). لمعلمي كل من بازيليكا هيبوريجيوس(عنابة)
السنة الجامعية:
2019-2018م
اإله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء
ترتكز هذه الدراسة على البحث عن اإلطار التاريخي لنشأة وتطور هذا النوع من المنشآت الدينية:
أشكالها ومخططاتها وكذا نظم وطرز عناصر عمارتها .ومن جهة أخرى يهدف موضوع هذا البحث إلى
محاولة قراءة أثرية معمارية لنمط المخطط البازيليكي لهذه المنشآت قصد تقديم رؤية موضوعية لسببية
وجوده وكيفية إنشائه عبر دراسة عناصر أقسامه المعمارية والتطرق الى جوانبه الفنية.
ب
مقدمة
المعمارية وحتى الزخرفية ..فنحن ومن خالل مشروع بحثنا نود تسليط الضوء أكثر لدراسة معمارية شاملة
لهذا النوع من المعالم ولمكونات أقسامه المعمارية ،معتمدين في ذلك على معطيات مقارنتية بين
بازيليكتين لموقعين أثريين عريقين.
وانطالقا من كون المدن والمراكز الحضرية القديمة في منطقة الشمال األفريقي وخاصة الساحلية
منها ،مركز الثقل على الدوام لتغلغل مختلف التأثيرات الحضارية ،سواء في مظهرها الفكري (الثقافي
العقائدي) أو في تجسيداتها المادية (المعمارية والفنية) بما في ذلك معالم العمارة المسيحية تمخضت لدينا
فكرة طرح اإلشكالية المتضمنة للتساؤالت التالية:
ما إذا كان هناك نوع لمخطط من البازيليكات المسيحية ،خاص ومميز للمدن والمراكز الحضرية
بالمقاطعة األفريقية ،وما هي جوانب الشبه واالختالف والتنوع المعماري من حيث الشكل والحجم والمادة
البنائية وطريقة البناء.
ولمحاولة اإلجابة عن هذه اإلشكاليات اعتمدنا في مذكرتنا على عدة مصادر ومراجع مختصة
وبحوث ودراسات ومقاالت مونوغرافية ...منها ما هو مرتبط مباشرة بموضوع البحث هذا كدراسات كل من
الباحثين :ماراك ) (Marec Erwanحول المعالم المسيحية بالموقع األثري هيبون "عنابة" وكذا الباحثة
ليليان النابلي ) (Lilian Ennabliوالباحث بول كوغلر ) (paul Gaucklerفي ما يتعلق بمختلف آثار
المعالم المسيحية في موقع قرطاج األثري؛ هذا فضال عن ما هو مصنف ضمن خانة العموميات.
أما فيما يخص المنهجية المعتمد عليها في موضوع بحثنا هذا فكانت كاآلتي:
-الجانب النظري :من خالل جمع كل المعلومات وتوثيقها ضمن الببليوغرافية والمتمثلة في المصادر
والمراجع والبحوث وكذا عدة رسائل ومذكرات جامعية مرجعية أخرى ،لها عالقة مباشرة بموضوع هذا
البحث.
-الجانب التطبيقي :من خالل التنقل للموقع والقيام بالعمل التطبيقي وتقييد بعض المقاسات وصور.
-الجانب التحليلي :من خالل المقارنة بين البازيليكتين ومخططيهما ومواد وتقنيات بنائهما.
واستنادا إلى ما سبق طرحه ،ارتئينا أن نقوم بتقسيم بحثنا هذا إلى أربعة فصول:
-فصل تمهيدي :تطرقنا فيه إلى المعطيات الجغرافية والتاريخية لكل من موقعي هيبون وقرطاج.
ج
مقدمة
-الفصل األول :والمعنون بنشأة وتطور العمارة المسيحية في المغرب القديم ،قمنا من خالله بالتطرق
ألهم التعريفات الخاصة بالكنيسة والبازيليكا وكذا أهم نظريات نشأتها وتطور أقسامها المعمارية.
-الفصل الثاني :والذي تطرقنا فيه إلى الدراسة المعمارية والوصفية لكل من البازيليكتين المذكورتين آنفا،
من خالل دراستهما معماريا وكذا الدراسة الفنية لهما.
-الفصل الثالث :خصص للدراسة المقارنة والتحليلية بنوع من التفصيل للعناصر أوجه الشبه أو
االختالف بينهما.
-وفي األخير ،خاتمة :تضمنت عرضا ألهم النتائج التي توصلنا إليها وهي مجمل ما استخلص من
استنتاجات من خالل دراستنا هذه.
د
الفصل التمهيدي:
المعطيـــــــــــــات الجغرافية والتاريخية
لكل من موقعي "هيبون" و"قرطاج"
المعطيات الجغرافية والتاريخية لكل من موقعي هيبون وقرطاج الفصل التمهيدي
:1الموقع الجغرافـــــــــــــي:
تقع والية عنابة في الجهة الشمالية الشرقية للجزائر يحدها شماال البحر األبيض المتوسط على
تحدها والية سكيكدة غربا ،1وهي قريبة جدا
طول 80م ،جنوبا والية قالمة ،شرقا والية الطارف ،في حين ّ
من الحدود الجزائرية التونسية وتعد رابع أكبر مدينة في الجزائر بعد العاصمة ووهران وقسنطينة.2
أما الموقع األثري هيبون والذي يعد المدينة القديمة التي تبعد عن عنابة بحوالي 3كلم فيقع
جنوب غرب عنابة حاليا ،يحدها شرقا خليج المرجان المعروف بخليج بون ،أما جنوبا فيقطعهما نهران
أولهما نهر ""سيبوس"" وثانيهما نهر بوجمعة ،الذي كان يحتل مركز المدينة قديما.3
1رابح سعدان ،الحياة االجتماعية في الفضاءات العمرانية الجديدة المنطقة الحضارية للبوني ،عنابة "نموذجا" مذكرة لنيل
شهادة الماجيستير في التنمية والتغيير االجتماعي ،جامعة الباجي مختار –عنابة ،2006-2005 ،ص162.
2يحي الشامي ،موسوعة المدن العربية واإلسالمية ،دار الفكر الغربي ،بيروت-لبنان ،ط ،1993 ،1ص165 .
3انيسة غربي ،دراسة تاريخية ونقدية لكنز بونة القديمة المحفوظة بمتحف سيرتا ،مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في علم
األثار القديم ،جامعة الجزائر ،2009-2008 ،ص.21 .
6
المعطيات الجغرافية والتاريخية لكل من موقعي هيبون وقرطاج الفصل التمهيدي
وكانت هيبون القديمة (46ق.م) تترّبع على مساحة حوالي 60 :هكتا ار ،حسب تقديرات بعض
المؤرخين وعلماء األثار .1وتمتد المعالم األثرية للمنطقة بين ربوتين ربوة كنيسة القديس أوغسطين غربا
بارتفاع 55م ،والتي اتسعت على قرابة ربع قرن بـ 10أمتار ،وربوة شرق غرق العتران شرقا بارتفاع 34م،
بينما يقدر ارتفاعها بنسبة لسطح البحر حوالي 3أمتار.2
-2أصل التسمية:
هي "هيبو ريجيوس" القديمة أو "هيبونة" ،ثم إلى "بونة" ،وهي تحريف للفظة هيبونة التي وردت
في الكتابات التاريخية ،ويعتقد أن الفينيقيين هم ّأول من أطلق عليها اسم أوبو التي تعني الجمال أو
الفخامة.3
ومنه نستنتج أن اسم هيبو تعني المدينة الفاخرة ،حيث تحدث عنها سالوست ضمن أسماء المدن
مما ورد :كان بعض الفينيقيون قد هاجروا إلى الحوض الغربي إلى الحوض الغربي
الفينيقية القديمة ،و ّ
للبحر المتوسط بدافع تقليل الضغط السكاني في منطقة الساحل الفينيقي أما البعض اآلخر فكانت رغبة
منهم في السيطرة والتوسع .أما الفئة الثالثة ،فكان همها الوحيد هو ربح التجاري والحصول على المواد
الخام ،ومن اجل ذلك كله أ ّسسوا على شواطئ البحر كال من هيبونة وحدرموت (سوسة) حاليا ولبدة ومدن
4
أخرى...
7
المعطيات الجغرافية والتاريخية لكل من موقعي هيبون وقرطاج الفصل التمهيدي
1
الرحالة المسلمون في الفترات الالّحقة بـ "بالد العناب" ألن
سماها ّ
سماها الرومان بهيبون ،فيما ّ
ّ
سهولها كانت مكسوة بأشجار هذه الثمار.2
ويذكر بأن ماسينيسا ما إن وجد االنتصار في زامة (جامة) وبمباركة الرومان إلى أن اقتطع
مملكة تضم نوميديا أسالفه وقسم كبير من تونس جنوب غرب الحدود كانت تمتد من طبرقة في مشارف
قابس وجعل من بونة (هيبوريجيوس-عنابة) و زامة (زاما ريجيا) عاصمتين جديدتين لحكمه.6
من جهة أخرى فإن ماسينيسا وأهم ورثته قد نظموا الدولة ،وقد احتلت عنابة في عهودهم مكانة
مرموقة إذ استعملوا عنابة كمدينة ملكية وهذا ما أكسبها في العصور القديمة تسمية "هيبو ريجيوس" أي
1منير بوشناقي ،المدن القديمة في الجزائر ،سلسلة الفن والثقافة ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ،الجزائر ،دط،1978 ،
ص.52 .
2ادريس بوديبة ،المرجع السابق ،ص.8 .
3سعيد دحماني ،عنابة فن وثقافة ،وزارة اإلعالم –الجزائر ،ص.13 .
4المرجع نفسه ،ص.16 .
5نفسه ،ص.17 .
6الحبيب بولعرايس ،أهم التواريخ واألحداث من عصور ما قبل التاريخ حتى الثورة ،سراس للنشر ،تونس ،2011،ص.
.127
8
المعطيات الجغرافية والتاريخية لكل من موقعي هيبون وقرطاج الفصل التمهيدي
بونة الملكية واكتسبت هذه األهمية بفضل موقعها كمخرج بحري ولوجودها في قلب األراضي الماسيلية،
وعلى المحور الشمالي الجنوبي الذي يربطهما بتيفست (تبسة) وعلى المحور الشرقي الغربي حيث يمر
طريق قرطاج عبر دوقة.1
إن حيوية وجذور الحضارة النوميدية العميقة ،رغم االرتواء من الحضارة البونيقية برزت عندما
حلت ساعة االستقالل حيث قطعت بونة وناحيتها وعالقتها مع قرطاج لالنطواء تحت حكم الملك سيفاكس
ثم الممتلكات الماسيلية وأثناء الفترة القرطاجية لعبت المدينة ومينائها دو ار هاما في التجارة المتوسطية،
ابتداء من القرن 3ق.م تحملت بونة عواقب الحروب البونيقية وعرفت نهب الجيوش الرومانية لها حوالي
205ق.م.4
9
المعطيات الجغرافية والتاريخية لكل من موقعي هيبون وقرطاج الفصل التمهيدي
أصبحت بونة في عهد اإلمبراطور أغست مدينة ذات كيان قانوني (مونيكيبيوم) ،ثم ارتقت إلى
صف المستعمرة (كولونيا) وفي عهد القياصرة االنطونيين فرسمت في قائمة القبيلة كويرينا بروما.1
10
المعطيات الجغرافية والتاريخية لكل من موقعي هيبون وقرطاج الفصل التمهيدي
وقد ظل الموقع العتيق معمو ار وان كانت المساحة قد تقلصت ،جاء هذا التقلص نتيجة انحطاط
المدينة أثناء العهد السابق وتقهقرها االقتصادي ،واحتلت بونة منطقة الواجهة البحرية من بونة العتيقة إلى
حد القرن 10م ،وتمتد طوال الطريق الوطنية الحالية رقم 16باتجاه بوحمرة نحو الجنوب وفي اعتقاد
الكاتب سعيد دحماني فإن المسجد أقيم وسط البناية المستطيلة الشهيرة بحي الواجهة البحرية فهناك أثر
قليل لنا من وراء هيئته واتجاهه أنه بقية المحراب.1
11
المعطيات الجغرافية والتاريخية لكل من موقعي هيبون وقرطاج الفصل التمهيدي
-2أصل التسمـــــــــــــــــية:
جاء اسم قرطاجة من Carthageوبدقة أكثر من 1Karthagoوهي نقل التيني لكلمتين فينيقيتين
حورهما اإلغريق إلى كارشيدون عن أصلها الصحيح ،2وهو قرت حدشت والتي تعني المدينة الحديثة،3
وهي لفظة سميت بها عدة مدن أشهرها قرطاج ،ثم المدينة القبرصية كيتيوم التي استوطنها الفينيقيون قبل
قرطاج وقد ورد ذكرها بألواح اسحردون (669/680ق.م) وألواح آشور بانيبال (626/668ق.م).4
لقد عاش السكان نوعا من الشيوعية البدائية ،5ثم مروا لمرحلة الفالحة والملكية الخاصة لوسائل
اإلنتاج وكانوا يعيشون في كهوف ومنغمسين اجتماعيا في شكل (قبائل) ولم يبلغو أبعد مرحلة (اإلثنيات)
وان كانوا متخلفين حضاريا فإنهم لم يكونوا بدائيين أبدا.6
-4قرطاج البونيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
ما ا نفك الحضور الفينيقي في المغرب القديم ينتشر ويتعدد ويتنوع طيلة القرون حتى أدرك أوجه
بتأسيس قرطاج ،7التي تأسست حسب األسطورة سنة 814ق.م 8على يد ديدو (أليسا) أخت بيغماليون
ملك صور .والتي أصبحت فيما بعد إلهة المدينة الحارسة ،9فحسب يوستينوس ( )justinإن الحكم قد عاد
1فرانسو ديكريه ،ترجمة عز الدين أحمد عزو ،قرطاجة أو إمبراطورية البحر ،دار االهالي للطباعة والنشر،1996 ،
دمشق ،ط ،1ص.53 .
2فرانسو ديكريه ،ترجمة يوسف شلب الشام ،قرطاجة الحضارة والتاريخ ،دار األطلس للدراسات والترجمة،1994 ،
دمشق ،ط ،1ص.41 .
3محمد حسين فنطر ،الفينيقيون وقرطاج ،أليف منشورات المتوسط ،2005 ،تونس ،دط ،ص.7 .
4عبد المنعم محجوب ،ليبيا القديمة الحضارة الليبوفونيقية شمال إفريقيا وحوض المتوسط وما يتصل بها من الحضارات
المصرية واإلغريقية والرومانية وممالك نوميديا وموريتانيا ،دار اتحاد للنشر والتوزيع ،2018 ،تونس ،ط ،1ص.249 .
5الهادي التيمومي ،كيف صار التونيسيون تونيسيون؟ دار محمد علي للنشر ،2015 ،تونس ،ط ،1ص.93 .
6المرجع نفسه ،ص.94 .
7محمد حسين فنطر ،الحرف والصورة في عالم قرطاج ،أليف للنشر والتوزيع ،1999 ،تونس ،دط ،ص.16 .
8مفتاح محمد سعد البركاني ،الصراع القرطاجي اإلغريقي من القرن السادس حتى منصف القرن الثالث ق.م وأثره على
الحياة االجتماعية والدينية في قرطاج ،مجلس الثقافة العام ،دط ،ص.47 .
9محمد الخطيب ،المرجع السابق ،ص.77 .
12
المعطيات الجغرافية والتاريخية لكل من موقعي هيبون وقرطاج الفصل التمهيدي
بعد وفاة الملك ماتان إلى ابنه وابنته وتزوجت "عليسه" من خالها عاشرباص كبير كهنة مالقارت الذي كان
غني ،ويخشى على ثروته من جشع الملك فدفنها في باطن األرض لكن بيغماليون الذي قرر االستيالء
عليها لم يتوان في قتل خاله وهنا شعرت عليسه بالخطر الذي هددها ،فقررت الفرار ،واحتالت على أخيها
وأبحرت بأموال زوجها وأتباعها إلى قبرص ،تم إلى أفريقيا وقد حملت عليسه معها من جزيرة قبرص نحو
ثمانين فتاة ليكونوا أزواجا للشباب الذين كانوا معها ،1وأقامت قرطاج المدينة الحديثة على قطعة أرض
مساحتها تعادل جلد ثور اشترتها من السكان المحليين .2واختاروا لهذا القصد موقع محميا داخل خليج إال
أن هذا الخليج مفتوح على مضيق الذي يربط حوض البحر األبيض المتوسط الشرقي بحوضه الغربي
وسرعان ما اصبحت قرطاج إحدى أكبر العواصم في المتوسط وقد دفعتها قوتها إلى مواجهة اليونان أوال
ثم الرومان في ختام صراع دام أكثر من قرن (الحروب البونية) أحرقت روما المنتصرة قرطاج سنة 146
ق.م.3
-5قرطاج الرومــــــــــــــــــــــــــــــــــــانية:
بعد الحروب البونية الثالثة إستولى الرومان على اإلمبراطورية القرطاجية سنة 146قـ.م؛ ولم
يلبث أن هاجر الرومان وخاصة قدامى الجنود إلى المستعمرة الجديدة التي أسموها أفريكا فاقتطعوا
األراضي الخصبة لزراعتها ،وقدمت لهم مساعدات مالية وحفرت بأراضيهم اآلبار العميقة ،ومدوا بمياه
العيون البعيدة ومياه األمطار والسيول المخزونة ،بواسطة قنوات وسرعان ما قامت القرى والمدن الرومانية
ومدت بينهما الطرق الجديدة وشيدت بها المعابد والمالعب والحمامات والمسارح.4
ويعود الفضل ليوليوس قيصر أن قامت قرطاج من سقطتها حيث ستصبح أهم إحدى المدن
اإلمبراطورية ال تفوتها في الدرجة إال روما وال تنافسها بالدرجة الثانية إال اإلسكندرية.5
1الشريف قوعيش ،دور ال بحرية الفينيقية في ربط العالقات الحضارية الباكرة بين الحوض الشرقي للبحر المتوسط وغربه،
رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ القديم ،جامعة وهران ،كلية العلوم االنسانية واالجتماعية ،قسم التاريخ واآلثار-14 ،
،2015ص.117 .
2الحبيب بولعرايس ،تاريخ تونس أهم األحداث من عصور ما قبل التاريخ حتى الثورة ،منشورات سراس للنشر والتوزيع،
تونس ،دط ،ص.32 .
3
محمد الصالح الطيب ،تونس األثرية مشاهد من الجو ،أليف منشورات المتوسط ،تونس ،2008 ،دط ،ص.7 .
4
حسن محمد جوهر ،تونس ،دار المعارف للنشر والتوزيع ،1911 ،مصر ،دط ،ص.30 .
5
محمد حسين فنطر ،قرطاج لمحة تاريخية عن الحضارة البونيقية ،1963 ،تونس ،دط ،ص.7 .
13
المعطيات الجغرافية والتاريخية لكل من موقعي هيبون وقرطاج الفصل التمهيدي
" ...رخام قرطاجنة لو اجتمع أهل أفريقية على نقله واستخراجه ما أمكنهم ذلك لكثرته".3
1حسن حسني عبد الوهاب ،تقديم وتحقيق حمادي الساحلي ،خالصة تاريخ تونس ،دار الجنوب للنشر ،2001،ص.29 .
2محمد الهادي الشريف ،تاريخ تونس من عصور ما قبل التاريخ إلى االستقالل ،دار سراس للنشر ،1993 ،تونس ،ط،3
ص.34 .
3المرجع نفسه ،ص.235
14
الفصل األول:
نشأة وتطور العمارة المسيحيــة
في المغرب القديـــــــم
نشأة وتطور العمارة المسيحية في المغرب القديم الفصل األول
أما معماريا فه ـ ــي إحدى المرافق العمومية المتعددة الوظائف في المدينة فهي مكان لالستماع
لشكاوى المظلومين وغرفة تجارية تجد بها المزاد العلني ،وتعقد بها الصفقات وكانت تبنى بشكل مستطيل
وتتكون من ثالث أجنحة 6وينتهي كل جناح بمحراب سقفه على شكل نصف دائرة .وفي الفترة المسيحية
1جورش فيليب الفغالي ،موسوعة الحضارة المسيحية ،المجلد األول (والدة المسيحية ونشأتها) ،دار نونليس ،بيروت-
لبنان ،2010 ،ص.157 .
2عبد اهلل هويمل الخاليفيه" ،كنيسة البتراء" ،مجلة األثار ،األردن ،مارس ،2015-ص.6.
3
Porkins (J. B. W.), Studies in roman and early Christian architecture, London, 1994, pp. 448-
449.
4أثناسيوس (راهب الكنيسة القبطية) ،الكنيسة مبناها ومعناها ،دار نوبار ،ط ،2004 ،1ص.59.
5
Porkins (J. B. W.), Op .Cit., p. 449.
6محمد الهادي حارش ،التاريخ المغاربي القديم السياسي والحضاري منذ فجر التاريخ إلى الفتح اإلسالمي ،المؤسسة
الجزائرية للطباعة ،الجزائر ،ص.214 .
16
نشأة وتطور العمارة المسيحية في المغرب القديم الفصل األول
تحولت كثير من البازيليكات إلى الكنائس وأصبحت لها وظيفة دينية بعد أن كانت مرك از اجتماعيا وتجاريا
في عهد الوثنية.1
وقد أحصى الباحث بروفوست ثالث فترات مهمة في حياة البازيليكا والمسيحيين مشي ار إلى بناء هذه
المباني الدينية قبل سنة 400م وهي:
-فترة األولى مؤرخة ما بين(40م200-م) :تحدث فيها حول أماكن اجتماعات المسيحين كانت عبارة
عن أماكن مخصصة للحياة اليومية لتتحول إلى وظيفة دينية.2
-فترة ثانية مؤرخة ما بين(200م320-م) :تتميز ببناء عدد من المباني الدينية ذات النموذج
القسطنطيني وتسمى في النصوص بالبازيليكا ( )bazilicaأو بالبازيليكا بازيليوس واكوس ( bazileios
. 3)oikos
-فترة ثالثة مؤرخة ما بين(400-320م) :حيث تم التحدث عن الفنان المسيحي والزخرفة الفنية والثرية
والتي جسدت في المعالم المعاد استعمالها والمباني الجديدة المعاصرة والبازيليكا في هذه الفترة كانت تعج
بالمصلين والمؤمنين المسيحين لما كانت عليه في بازيليكات )(oikos
وجدت عدة مصطلحات لتدل على إكليزيا كمبنى ديني كإكليزيا ماتريكس التي استعملت من طرف
مسيحيو أفريقيا ابتداء من فترة ترتوليانوس والتي تعني اتحاد وتوافق طائفة مسيحية مع طائفة أخرى
ومصطلح آخر هو إكليزيا مايور أو الكبرى ) (ecclecio maiorوباإلغريقية ميقال إكليزيا (megale
17
نشأة وتطور العمارة المسيحية في المغرب القديم الفصل األول
) eklesieوالذي انتشر في قرن 4م بشرق روماني لإلشارة إلى التجمع الكنسي بمدينة مسيحية ما ،أما
1
مصطلح بازيليكا دومينيكا ) (basilica dominicaمعناها بازيليكا مكرسة للعبادة الليتروجية المسيحية
أما البعض اآلخر أمثال الباحث تبلر و وايفيلين وايت وكروس بتلر وبرجر وآخرون .....فإنهم
يرجعون األصول األولى للبازيليكا المسيحية إلى انواع العمائر االولى الرومانية القديمة التي كانت تمثلها
ساحة العدل عند الرومان حيث تعقد بها المحكمة الرومانية باإلضافة إلى اعتبارها مكانا إلنجاز األعمال
التجارية حيث أن األخير كان يتألف من مساحة مستطيلة الشكل يقسمها صفان من األعمدة إلى أروقة
ثالث األوسط أكثرها اتساعا ويسمى بالرواق الكبير ويتوسط الجدار من الناحية الشرقية تجويف )(Apse
والذي كان يعقد فيه مجلس القضاء أو مجلس كبار التجار وبهذا األساس فإن أصحاب هذا الرأي يعتقدون
بأن هذا التخطيط قد انتقل إلى الكنائس المسيحية والتي شيدت غداة اعتراف قسطنطين بها.5
ويرى جل الباحثين أن أصل مخطط البازيليكا المسيحية منحدر من مخطط المنزل الروماني الذي
هو عبارة عن مدخل يؤدي الى فناء مكشوف ذو شكل مستطيل محاط بالغرف من جميع الجوانب
18
نشأة وتطور العمارة المسيحية في المغرب القديم الفصل األول
األربعة ،1فالمسيحيون قد كانوا يعقدون اجتماعاتهم الهادئة و السلمية في المنازل وطالما كان من وراء
ذلك خلوتهم هذه أمانهم وسالمتهم في تلك االزمنة المضطربة واألوقات الصعبة.2
أما العالم األلماني كروزر فيذكر أن المسيحية نشأت في جوار يهود فلسطين فمن الطبيعي لهؤالء
المسيحين أن يبنوا بيت العبادة االول الخاص بهم طبقا للتقاليد الموجودة في هذه المنطقة وهو المعبد
اليهودي خاصة معبدهم الكبير بالقدس الذي دمره تيتوس الروماني 69م ،وهذا المعبد يشمل بوابة عظيمة
تؤدي للمذبح ومنضدة ( )Altarإلطالق البخور لـ "يهوه" وقدس األقداس المحتجب.3
ويذكر العالم األلماني زيسترمان أن بعض عناصر البازيليكا أخذت من المعبد اليهودي الكبير
) (synagogueمثل سور المذبح في الكنيسة الغربية واإلكونيستاس وهو حجاب أو حاجز خشبي أو
رخامي يحمل المذبح في الكنيسة الشرقية.4
كخالصة القول أن البازيليكا المسيحية اقتبست مخططها المعماري حسب الباحثين وأصحاب
المجال من المعابد الوثنية و البازيليكا المدنية وكذا المنزل الروماني أيضا من المعابد الوثنية ،ورغم أنها
فرضيات تضاربت أو فند بعضها إال أنه وحسب الرأي الشخصي فإن النظرية الصحيحة هي نظرية كل
من بتلر وزمالئه أوال بحكم قرب المخططان (البازيليكا المسيحية والمدنية) لبعضيهما ثانيا لمعقولية فرضية
العلماء التي مفادها شغور البازيليكات المدنية واستخدامها بما يناسب الديانة المسيحية غداة االعتراف بها
وبالتالي ضمان قلة التكليف المادي و وضمان ربح الوقت إلنشاء عمارات جديدة تناسب الديانة الجديدة،
إال أنه وباألخير تبقى كل هذه اآلراء التي تعود لمختلف هؤالء العلماء والباحثين مجدر فرضيات علمية
وعليه يمكن يمكن التسليم واألخذ بصحتها أو العكس.
19
نشأة وتطور العمارة المسيحية في المغرب القديم الفصل األول
-الملحقات المتصلة بالعبادة :أما الملحقات المتصلة بالبازيليكا منها حوض التعميد ،Baptistère
فمكانها مختلف من بازيليكا إلى أخرى أحيانا نجده على يسار الحنية ومرة أخرى نجده في الغرفة الخدمية
أو في األتريوم.2
1عصماني العمري ،مدينة تيبيليس "سالوة عنونة" دراسة تاريخية أثرية ،اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،تخصص االثار
القديمة ،جامعة الجزائر ( ،2016/2015 ،)1ص.197.
2المرجع نفسه ،ص.201 .
20
نشأة وتطور العمارة المسيحية في المغرب القديم الفصل األول
مخطط رقم :01يمثل المخطط العام لشكل البازيليكة المسيحية و أقسامها المعمارية
المصدرhttp://alamyimages.fr/ :
21
نشأة وتطور العمارة المسيحية في المغرب القديم الفصل األول
-6الكنيســـــــــة البيزنطيـــــــــة:
يعد التخطيط البيزنطي للكنيسة من الطرز المعمارية التي القت انتشا ار كبي ار في العالم المسيحي،
وقد اشتق هذا التخطيط اسمه من اسم الدولة الرومانية الشرقية والبيزنطية ،وانتشر سريعا داخل وخارج
حدود الدولة البيزنطية التي بلغت عظمتها في القرن السادس ميالدي ،على أنه يختلف تماما على
التخطيط الكنيسة البيزنطية عن تخطيط الكنيسة البازيليكية وأبرز مظاهر هذا االختالف أن تخطيط
الكنيسة البيزنطية مربع الشكل في حين أنه في الكنيسة البازيليكية مستطيل الشكل ،كما تمتاز الكنائس
البيزنطية باستخدام القباب في تغطية الكثير من مساحاتها خاصة استخدام القبة المركزية الشاهقة االرتفاع
والتي كان لها الدور الرئيسي في تغطية المساحة الرئيسية في الكنيسة البيزنطية ،باإلضافة الستخدام
أنصاف القباب و القباب الصغيرة و األقبية المختلفة بينما نجد وسيلة التغطية في الكنيسة البازيليكية
كانت باستخدام السقوف المسطحة و الجملونية الشكل ،ولقد ترتبت على وسيلة التغطية في الكنيسة
البيزنطية بالسقوف المقببة ،ان حل اإليوان المربع محل الرواق المستطيل في الكنيسة البازيليكية ،واصبح
على كل جوانب المربع (ممر) قصير يغطيه قبو ،وبذلك يصبح مسطح الكنيسة على شكل الصليب
بحيث يتج ه النظر مباشرة في الكنيسة البيزنطية نحو القباب ،بدال من أن يتجه في الكنيسة البازيليكية نحو
الحنية الرئيسية.1
22
الفصل الثانــــــــــــي:
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من
بازيليكتي هيبون ودرمش
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
1
Erwan (M.), Hippone la royale antique, Hippo regius, Alger, 1950, p. 54.
24
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
األولى مركزية بطول 42.89م وبعرض 9.82م والتي جاءت بدورها تحتوي على األتريوم وكذا الخزان
المائي الشبه مستطيل طوله 2.56م وعرضه 2.78م وكذا مساحة خاصة مجاورة للخزان دفنت بها قبور
ثالث أما البالطتان الجانبيتان فواحدة جاءت بالجهة الشرقية للبازيليكا بطول 42.89م وبعرض 5.66م
أما األخرى فجاءت بالجهة الغربية للبازيليكا بطول 42.89م وبعرض 5.46م بلطت جميع أجزاء أرضية
البازيليكة ببالط فسيفسائي بعضه زال وندثر مع بمرور الزمن إال أنه بقيت أجزاء شبه سليمة منها
فسيفساء الراهبة رونة ،وجد قرميد على أرضية البازيليكة أثناء الكشف عنها وعليه يعتقد أنها كانت مسقفة
بمحاله.1
25
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
بـ -المدخــــــــــل:
تحتوي بازيليكا هيبون مدخل رئيسي يقع على طول الجدار الجنوبي المقابل للحنية إال أنه ال
يتوسطه ،بل يتواجد في حدوده الشرقية ،يتكون من عتبة تشكلها أربع حجارة رخامية ملتصقة ببعضها
البعض مختلفة الحجم والشكل ,يقدر طول المدخل ب 2.8م وبعرض 0.50م وبارتفاع 0.52م ,تلي
العتبة مباشرة عند الدخول منها رواق أرضيته غير مبلطة عرضه 2.5م حيث يحتوي األخير قناة لنقل
المياه طولها 18.76م وعرضها 0.52م بنيت بالحجارة المنحوتة مختلفة األشكال منها المربعة ومنها
المستطيلة ,بقي ج أز منها مغطى وج أز منها اندثر تسقيفه القناة نلمح وجودها ابتداء من الجهة الجنوبية
الغربية للبازيليكا وحتى طول الرواق الذي يلي المدخل لتختفي مع بداية قاعة المعمودية حيث كانت عبارة
عن قناة تزود حوض التعميد بالماء.
26
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
ج -البالطــــــــــــات:
كغيرها من البازيليكات األخرى هيئت كنيسة هيبون بثالث بالطات أساسية الوسطى وهي
المركزية التي جاءت بعرض أوسع من الجانبيتين :الشرقية والغربية ونحددهم كاآلتي:
-1البالطة المركزية :هي بالطة مستطيلة الشكل طولها 42.89م وعرضها 9.82م بلطت أرضيتها
ببالط فسيفسائي .بسبب اتساعها عن الجانبيتان أرفقت هذه البالطة بعناصر ثالث أولها:
-األتريوم :عبارة عن ساحة أرضيتها مبلطة بلوحة فسيفسائية مربعة الشكل ،طول ضلعها 3.46م .على
طول ضلعه الجنوبي وباالنحراف في زاوية الشرق بالتحديد نالحظ أثر لقناة مياه زود بها األتريوم تمتد
حتى لمركزه القناة شكلت بواسطة حجارة منحوتة .ودائما عند نفس الضلع المذكور أنفا نلحظ وجود دائرة
غائرة حفرت على حجارة قطرها 0.32م وعمقها 0.14م وهي دائرة كانت تحمل عمودا في السابق ومنه
يمكن أن نستنتج أن هذا األتريوم كان في القديم يحاط بأعمدة من جهاته األربع؛ وأغلب الظن أن عددها
أربعة.
27
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
-الخزان المائي :وهو ثاني عنصر في البالطة المركزية وهو خزان مستطيل الشكل طوله 2.56م
وعرضه 2.78م أما عمقه فيقدر بـ 2.48م من المالحظ للعيان أن جدران الخزان لبست باإلسمنت وهو
تلبيس حديث يعود للفترة االستعمارية.
صورة رقم :03تمثل الخزان المائي لبازيليكا هيبون (من تصوير الطالبة)
-مدفن القبور :هي مساحة مجاورة للخزان المائي طولها 3.45م وعرض 2.48م تنتهي بحنية موجهة
من ناحية الغربية .تحتوي المساحة على ثالثة قبور بنيت من الرخام األبيض واحد من هاته القبور
وبالتحديد الذي ينتهي بحنية يعود لألميرة الوندالية تدعى "أرمنغو".
صورة رقم :04تمثل مدفن القبور الثالث في البازيليكا (من تصوير الطالبة)
28
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
-الركيزة األولى :تتكون من قاعدة مربعة الشكل طولها 0.54م وعرضها 0.54م من الحجر الكلسي
احتوت على ركيزتين أسطوانيتين األولى ملتصقة بالقاعدة بطول 1.00م وبقطر 0.74م والثانية موضوعة
فوق األولى بطول 1.00م أيضا وبنفس القطر.
-الركيزة الثانية :تتكون من قاعدة مستطيلة الشكل بطول 1.80م وبعرض 0.54م من الحجر الكلسي
تحمل ركيزة أسطوانية بطول 0.84م قطرها 0.48م.
-الركيزة الثالثة :تتكون من قاعدة من الحجر الكلسي مستطيلة الشكل بطول 0.54م وبعرض 0.50م
تحمل ركيزة بطول 0,66م قطرها 0.43م
29
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
-الركيزة الرابعة :مستطيلة الشكل بطول 1.00م وعرض 0.60م تحمل ركيزة أسطوانية شكل قطرها
0.60وطولها 0.66م.
-الركيزة الخامسة :ذات قاعدة مستطيلة الشكل بطول 0.85م وبعرض 0.56م من الحجر الكلسي تحمل
ركيزة بطول 0.83م وقطر 0,76م.
الركيزة السادسة :بقاعدة مستطيلة الشكل طولها 0.87م وعرض 0,49م من الحجر الكلسي تحمل ركيزة
بطول 0.80م وقطرها 0.46م.
-الركيزة السابعة :قاعدة مستطيلة الشكل بطول 1.00م وعرض 0.60م من الحجر الكلسي تحمل ركيزة
بطول 0.42م وقطر 0.36م.
-الركيزة الثامنة :تتكون من قاعدة مستطيلة الشكل بطول 0.73م وبعرض 0,54م أما األخيرة فجاءت
بدون ركيزة.
-3البالطة الجانبية الشرقية :وهي بالطة مستطيلة الشكل تقع بالجهة الشرقية للبازيليكا بطول 42.89م
وعرض 5.66م وهي بدورها أكبر من البالطة الغربية وأقل من المركزية ,مبلطة ببالط فسيفسائي حالة
حفظه سيئة ,تعتبر البالطة الشرقية البالطة الوحيدة المغلقة من جهتها الجنوبية بجدار ولهذا تفسير أال
وهو أنها كانت مخصصة للنساء عكس الغربية التي جاءت مفتوحة ,من ناحية الشمالية لها توجد بئر
سداسية األضلع من الرخام األبيض وهي بئر تشبه تلك التي في المصلى ,يحدها من الناحية الشرقية
ملحقات الكنيسة المتمثلة في قاعات كانت مخزنا للحبوب وتفتح من الناحية الجنوبية الشرقية على
المصلى أما من الناحية الغربية فتفصل بينها وبين البالطة المركزية ستة ركائز مختلفة األبعاد نذكرها كما
يلي:
-الركيزة األولى :تتكون من قاعدة مستطيلة الشكل بطول 0.94م وبعرض 0.50م من الحجر الكلسي
تتكون من ركيزتين األولى بطول 0.49م وبقطر 0,43م والثانية جاءت بنفس القطر وبنفس الطول.
-الركيزة الثانية :عبارة عن قاعدة مستطيلة الشكل بطول 1.02م وبعرض 0.56م من الحجر الكلسي
تتموضع فوقها ركيزة أسطوانية بطول 0.63م ذات قطر يقدر بـ 0.56م
30
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
-الركيزة الثالثة :تتكون من قاعدة مستطيلة الشكل بطول 1.00م وبعرض 0.50م تحتوي ركيزة اسطوانية
بطول 0.63م وقطرها 0.29م.
-الركيزة الرابعة :تتكون من قاعدة مستطيلة الشكل بطول 0.93م وبعرض 0.48م تحمل ركيزة اسطوانية
الشكل طولها 1.00م وبقطر 0.36م
-الركيزة الخامسة :تتكون من قاعدة مستطيلة الشكل من الحجر الكلسي بطول 0.74م وبعرض 0.52م
تحمل ركيزة أسطوانية طولها 0.40م وقطرها 0,40م
-الركيزة السادسة :تتكون من قاعدة مستطيلة الشكل بطول 0.72م وبعرض 0.50م من الحجر الكلسي
ال تحمل ركيزة.
وبالرجوع للمخططين األول الذي حسب الباحث "فيفريي" فإنه نجد أن عدد الركائز الغربية جاء
موافق لما جاء به الباحث في مخططه حيث أشار لمجموع ثمانية ركائز وأثريا وجدت ثمانية ركائز عى
خالف الركائز الشرقية التي أشار لثمانية حسب مخططه لكن وجدت ستة فقط ،أما بالرجوع لمخطط
ماراك نجد أن الباحث أشار من ناحية الشرقية لستة ركائز والتي أثريا بقيت موجودة بنفس العدد أما من
ناحية الغربية فقد أشار لوجود ستة ركائز أيضا لكن حسب المعاينة الميدانية فإنه وجدت ثمانية.
د -الحــــــــــــــــــــــــــنية:
حنية بازيليكة هيبون جاءت تتصدر نهاية البالطة المركزية ذات شكل نصف دائري من الداخل
ومضلعة من الخارج حسب مارو فإن هذا الشكل الخارجي الذي اتخذته الحنية راجع لجدران القاعات التي
تقع شمال الحنية ،1ذات قطر يقدر ب 8.6م ،الحنية جاءت مرتفعة بـ 0.49م عن مستوى سطح البالطة
المركزية ،2جاء على طول جدارها الداخلي مقعد حجري نصف دائري يتوسطه بالمركز بالطة رخامية
رمادية اللون مستطيلة الشكل طولها 1.56م وعرضها 0.51م تنتهي عند نهاية حافتها بزخرفة بسيطة
تمثلت في مجموعة أقواس أربعة من كل جهة تتوسطها دائرة ،فوق جدار الحنية ومن الناحية الشرقية
كورنثيان من الرخام الرمادي.
والغربية يتموضع تاجان ا
1
Henri-Irénée Marrou, « La Basilique chrétienne d'Hippone d'après le résultat des dernières
fouilles », Revue d' Etudes Augustiniennes Et Patristiques, 6 (2), (1960), p, 114.
2
Othmar Perler, « La Découverte des monuments chrétiens d’Hippone », Tiré à part de la
"Revue d'histoire ecclésiastique suisse", t. 54 (1960), III, p, 178.
31
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
على عكس البازيليكات المسيحية المتواجدة في شمال أفريقيا وتغيي ار لنمط اتجاه الحنية المعتاد
عادة نحو الشرق نجد أن حنية بازيليكة هيبون تتجه نحو الشمال وهو ما يتركنا نطرح تساؤال بشأنها :هل
بازيليكة هيبون في األصل هي مجرد قاعة عدل قضائية وتم تحويلها لكنيسة بعد انتشار الدين المسيحي؟
ا -المصلى:
وهو عبارة عن قاعة مستطيلة الشكل طولها 18.85م وعرضها 3.70م به حنية تتجه شرقا
نصف قطرها 1.8م ومرتفعة عن مستوى سطح المصلى بـ 0.16م من المالحظ ان جدار الحنية قد بني
من اآلجر األحمر .يفتح هذا المصلى من الجهة المعاكسة للحنية على بالطة شرقية للبازيليكا بمدخل
طوله 1.30م .يتصل المصلى بقاعة المعمودية بمدخلين اثنين على مستوى طول الجدار الجنوبي له
1
Othmar (P.), Op. Cit, p. 178.
32
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
المدخل األول جاء بطول 1.5م أما الثاني بطول 2.50م .على مستوى الجدار الشمالي فتح المصلى
بمدخل يربط بينه وبين ملحقات البازيليكا الشرقية بطول 1.40م .المصلى في األصل بلطت أرضيته
ببالط فسيفسائي لم يبقى من سوى مكعبات صغيرة متناثرة األجزاء داخل فضائه ،على مستوى الحائط
الشمالي وعند زاوية الشرقية بالتحديد عند الحنية نالحظ وجود بئر مائي من الرخام األبيض يحتوي على
فوهة دائرية نصف قطرها يقدر بـ 0.43م.
تسبق الساحة المذكورة سابقا حنية متجهة شرقا قطرها 4.04م أقيم بقلبها حوض التعميد األخير
يحيط به أروقة من جهاته األربعة طول الرواق الواحد 1.12م .حوض التعميد جاء مستطيل الشكل
بعرض 1.60م وبطول 2.47م وبعمق 100مبلطت أرضيته بالرخام األبيض ،ويتم الوصول إليه عن
طريق ثالث ساللم من كل الجهات األربعة ،تمت تغطية حوض التعميد في األصل بظلة (كيبوريوم)
33
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
حيث تمت إحاطته بأربع أعمدة 1رخامية رمادية ملساء متموضعة فوق قواعد رخامية مستطيلة الشكل
متساوية القياس فيما بينها ارتفاع الواحدة منها 100م وبعرض 0.32م.
صورة رقم :08تمثل حوض تعميد بازيليكة هيبون (من اعداد الطالبة)
أما عن مقاسات طول األعمدة ،فقد اختلفت فيما بينها ،ونقدمها كاآلتي:
بالصف األمامي وعلى طول الجدار الغربي لحوض التعميد تمركز عمود بطول 1.62م يحمل تاج
كورانثي العمود وتاجه حفظا بحالة جيدة يليه بالزاوية المجاورة ج أز من عمود طوله 0.44م كسر جزأه
العلوي وعلى مستوى طول الجدار الشرقي لحوض التعميد وجدا عمود بقي جزأه السفلي بطول 0.80م
يليه مباشرة عمود كامل بطول 1.62م يحمل تاج أيوني حالة حفظ األخير مع تاجه جيدة أما خلف
حوض العميد وعلى مستوى طول الجدار الشرقي وجدت فتحة مستطيلة الشكل بطول 0.85م وبعرض
0.40م يمكن أن ترتبط بالحمام الموجود بالجهة الشرقية لبيت التعميد.
1
Marec )E.(, Op. Cit., p. 58.
34
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
كما وجدت عدة غرف أخرى شمال شرق البازيليكا والتي بدورها تمثل المجمع الكنيسي والمتمثل
في قاعات مزخرفة أغلبها فسيفساء .كما وجدت ساحة تفتح عليها عدة غرف من المحتمل أن هذا الكل
البنائي تتمثل في منزل يعتقد ماراك أنها سكريتارية الكاتدرائية كما وجدت قاعات تفسر على أنها قاعات
كانت مخزنا للحبوب .
35
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
أ-مواد البــــــــــــــــــــــــــــناء:
الرخام :عبارة عن صخر بلوري يتكون أساسا من عناصر كلسية أكثر كثافة من أهم مميزاته أنه يأخذ
اللون األبيض الناصع ولوردي الرمادي األصفر األسود .....فدرجة نقاوته تتغير حسب لونه وهو صخر
رسوبي وهو نوعان البسيط والزخرف ،بنيت به مختلف األعمدة وقواعدها وتيجان وكذا البئران المتواجدة
في كل من البازيليكا والمصلى.
الحجر الرملي :وهو صخر رسوبي يتشكل من معادن مثل الفلسبار والميكا والكلوريات والبايوتيت إلى غير
ذلك من المعادن أما عن لونه إما أن يكون أصفر أو بني أو أحمر أو رمادي اللون أيضا وجد ج أز منها
في جدار الحنية وكذا في الجدار الذي يحد البالطة الشرقية الجانبية كما نلمح وجوده في سد فراغات
الجدار الغربي للبالطة الغربية كونه يعمل رابط بين الحجارة الكبيرة في تقنية األفريقية.
القرميد :من أنواع المادة الطينية المحروقة (المخفورة) وهو على شكل مسطح وينجز بالقولبة وشكل
أسطواني بالطريقة التقليدية وجدت بقايا متناثرة منه على أرضية البازيليكا أثناء الكشف عنها حيث يعتقد
أنها كانت مسقفة به.1
الترافرتين ( :)Travertinوهو حجر كلسي يختلف لونه حسب درجة النقاوة حيث أن األبيض منه بدرجة
نقاوة عالية وجد في كل من الجدار الشرقي الذي يحد البازيليكا وكذا الجدار الغربي الذي يفصل البالطة
الجانبية الغربية عن بقية الحي المسيحي.
اآلجر :يتميز بجودة مقاومة لعملية الصهر مما تجعل منه مقاوم لدرجات الح اررة العالية يحتوي القليل من
الشوائب .يتكون من سيليكات األلومين (أكسيد األلمنيوم) مع كميات متفاوتة من األكاسيد المعدنية التي
تعمل كمصهرات والتي تعزز االندماج واالنصهار الداخلي وتمنح للمادة اللون النهائي لمادة اآلجر خاصة
استعمل في إنشاء حنية المصلى وحنية بيت المعمودية.
الحجر الكلسي :مادة كثيرة االستعمال بالعمارة الرومانية وذلك لخاصيتها وهي سهولة القلع وهي صخر
رسوبي مكون من كربونات الكلسيوم مما منح لها خاصية المقاومة الكبيرة للعوامل الطبيعية الخارجية
36
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
(الح اررة-األمطار) بنيت بها بعض العناصر كالركائز وقواعدها التي تفصل بين البالطات المركزية
والجانبيتين.
صورة رقم :10تمثل التقنية اإلفريقية في بناء الجدار الغربي لبازيليكا هيبون (من تصوير الطالبة)
1
ناصر بن مسعود ،العمارة العمومية بالمقاطع ة النوميدية الرومانية دراسة أثرية تحليلية لعمارة المنشآت العمومية بمدن
المقاطعة النوميدية الرومانية ،أطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم في اآلثار القديمة ،معهد اآلثار ،جامعة الجزائر ،2
،2018/17ص .ص553-551 .
37
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
صورة رقم :11تمثل تقنية البناء بالحجارة الكبيرة بالجدار الغربي لبازيليكة هيبون (من تصوير الطالبة)
التلبيـــــــــــــــــــــــــس:
وهي عبارة عن عملية تغطية لواجهة الجدران واألحواض بمزيج من الكلس والجير ومواد أخرى
مثل قطاع الفخار ،وغبار الرخام هذه العملية تعطي بالنهاية واجهة ملساء للجدران ،ويذكر فيتروف أن
التلبيس يتكون من سبع طبقات :الطبقة األولى من مالط خشن ،الطبقة الثانية والثالثة والرابعة من مالط
رملي ،ثم ثالث طبقات أخرى من المالط الممزوج بغبرة الرخام ،استعملت هذه التقنية في الجدار الغربي
بشقيه الشمالي والجنوب.1
تبليط األرضيات:
تعتبر الفسيفساء مادة زخرفية تزين الفضاء المبني وتعطيه قيمة جمالية وفيما يخص بازيليكا
هيبون وملحقاتها فقد بلطت جميعها بلوحات فسيفسائية اختلفت من ناحية الشكل واللون وكذا في مواضع
الزخرفة.
1
ناصر بن مسعود ،المرجع نفسه ،ص572 .
38
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
صورة رقم :12تمثل فسيفساء الراهبة رونه وكايسيليوس (من تصوير الطالبة)
1سعيد دحماني ،هيبون الملكية ،الوكالة الوطنية لألثار وحماية المعالم والنصب التاريخية ،ط ،2007، 1ص.85 .
39
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
في دوائر يحيد بها مربع خارجي بداخل الدائرة نحتت كتابات التينية أرفقت في سطرها األول بصلبان
,األلوان اختلفت من اللون األبيض لألحمر للرمادي وكذا البني.
صورة رقم :13تمثل ج أز من فسيفساء البالطة الغربية لبازيليكا هيبون (من تصوير الطالبة)
-فسيفساء األتريوم:
وهي ثالث فسيفساء حفظت بحالة متوسطة نوعا ما .فسيفسائها جاءت عبارة عن مربعات متساوية
األضالع و القياسات فيما بينها نوعا ما كل مربع يحمل بقلبه زخرفة هندسية بسيطة لزهرة وهي تنشا في
األصل عن طريق اتحاد مثلثات أربعة يربط فيما بينها مربع ,ألوان المربعات والمثلثات اختلفت بين اللون
األحمر واألزرق و األبيض.
بـ-التيجان:
تنوعت واختلفت فيما بينها حيث نالحظ ومن خالل المعاينة الميدانية أن البازيليكا وفي ملحقاتها
المدروسة ال تحمل سوى أربع تيجان ثالثة منها كورنثية من الرخام الرمادي جميعها زينت بأوراق اآلكانتس
اثنين منهم جاءا على طول جدار الحنية أما الثالث يعلو عمود محاط بالمعمودية أما التاج الرابع فقط كان
أيوني ذو زخرفة حلزونية من الرخام الرمادي هو األخر بدوره يعلو عمود محاط بحوض التعميد.
40
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
الصورة رقم 14و :15نوع التاجان الكورنثيان على طرفي حنية البازيليكا (من تصوير الطالبة)
ج-األعمدة:
احتوت البازيليكا ومرفقاتها المتطرق عليها من خالل الدراسة المعمارية التي اجريناها على خمسة
أعمدة أربعة منها محاطة بحوض التعميد وواحد وجد ملقيا في الجهة الشرقة للبازيليكا ومن المالحظ أن
كل األعمدة قد جاءت ملساء ومنها ما جاءت ملساء بجذعها عروق رمادية طبيعية.
41
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
صورة رقم :16تمثل عمود من الجهة الشرقية للبازيليكا (من تصوير الطالبة)
-5تأريخ المعلم:
أ -العمارة :الطبقية ربما تعود إلى منتصف القرن الرابع وبداية الخامس ميالديين ،ومعاصرة للقديس
أوغسطينوس.
بـ -النقيشة :نقائش فسيفسائية جنائزية تعود إلى كل من الفترة المسيحية ما قبل الوندالية ثم الوندالية.1
42
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
المصدرarcheologiechretienne.ive.org/:
43
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
قسمت البازيليكا لخمس بالطات بواسطة أربع صفوف من األعمدة صفان أوسطان يحتويان عشرة قواعد
مزدوجة األعمدة فيما احتوت الصفان الجانبيان على تسعة قواعد تحمل اعمدة منفردة جاءت بنفس عددها
هاته القواعد واألعمدة القليل منها حفظ ووجد في مكانه األصلي ،البالطة المركزية للبازيليكا جاءت
بطول 40م وعرض 8.40م ،وهي بالطة واسعة كونها اضطرت الحتضان المذبح ،أما البالطات الجانبية
فجاءت مختلفة الطول والعرض فيما بينها ،اثنتان يجاوران البالطة المركزية من الناحية الشمالية واآلخران
يجاوران من الناحية الجنوبية ،أرضية البازيليكا كانت مبلطة على كاملها بالفسيفساء ،كما أرفقت البازيليكا
ببعض من ملحقاتها تمثلت في غرف المقدمات المتواجدة على يمين ويسار الحنية ،فيما تمثلت الملحقات
األخرى في المصلى ذي ثالث بالطات وكذا غرفة التعميد.
ومن المالحظ أن أعمدة بازيليكا درمش وكذا تيجانها وقواعدها كذلك مختلفة فيما بينها ،حيث ال
نكاد نجد تقريبا اثنان شبيهان بعضهما البعض من ناحية الشكل وكذا المادة.1
1
Gauckler (P.), Basiliques chrétiennes de Tunisie (1892-1904), Paris, 1913, p. 13.
44
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
بـ -المدخــــــــــل:
حسب الباحث الفرنسي بول كوغلر فإن بازيليكا درمش كانت تتصل بممر واسع يفتح على يسار
الحنية وينتهي عند باب بالزاوية الشمالية الشرقية ،والذي يؤدي بدوره إلى سائر األبنية األخرى ،منها إلى
المصلى ذو ثالث بالطات 1والذي حاليا يصعب تمييزه جراء حالة الحفظ السيئة للبازيليكا والدمار الذي
مس كافة أجزائها المعمارية.
على طول الجدار الشمالي الغربي ،تفتح البازيليكا بمدخلين إثنين على قاعة التعميد األول بطول
0.86م ،أما المدخل الثاني فجاء بطول 2.48م ،من خالل عتبة نستطيع أن نميز فارق ارتفاع بسيط بين
سطح البازيليكا ،وكذا قاعة التعميد ،ودائما من خالل نفس المدخل نالحظ أثار ميل نصف دائري وحسب
تفسيري أنه ناتج من جراء عملية فتح وغلق باب المدخل.
المدخالن فتحا على نفس المحور على قاعة التعميد التي بدورها ترفق بمدخل رئيسي يؤدي إلى
الخارج.
ج -الــــــــــــــــــــــبالطات:
قسم فضاء البازيليكا إلى خمس بالطات2مختلفة المقاسات واألطوال ،فيما بينها واحدة مركزية
وأربع منها جانبية جميعها بلطت ببالط فسيفسائي نحددهم كاآلتي:
1
Gauckler (P.), Op. Cit., p. 13
2
Ibid, p, .13.
45
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
-البالطة المركزية:
مستطيلة الشكل ،ممتدة نحو الشرق بطول 40م ،وعرض 8.37م ،تتوسط البازيليكا بداية من
نهاية الحنية إلى غاية الجدار الغربي للبازيليكا المقابل للحنية مباشرة.
حسب الباحث بول كوغلر ،فإن البالطة المركزية احتضنت عنصر ليتروجيي تمثل في المذبح
الذي غير مكانه أصال من الحنية إلى مقدمة البالطة المركزية حيث اقيم تحت كيبوريوم مدعمة بواسطة
أربعة أعمدة رخامية من رخام شمتو ذات لون وردي فاتح ،كما احيط المذبح بسياج رخامي بمثابة سور
يوحده إلى الحنية ،1ويعزلها عن البالطات حيث كان يمتد من األمام حتى صف األعمدة التي تسبق
النارثكس.
أثريـ ـ ـ ـ ــا ،يمكـ ـ ـ ـ ــن مالحظـ ـ ـ ـ ــة أثـ ـ ـ ـ ــار هـ ـ ـ ـ ــذا السـ ـ ـ ـ ــور بقلـ ـ ـ ـ ــب البالطـ ـ ـ ـ ــة المركزيـ ـ ـ ـ ــة ،حيـ ـ ـ ـ ــث يمكـ ـ ـ ـ ــن
تمييـ ـ ـ ـ ــز أج ـ ـ ـ ـ ـزاء بقايـ ـ ـ ـ ــا قواعـ ـ ـ ـ ــد مربعـ ـ ـ ـ ــة تفصـ ـ ـ ـ ــل بينهـ ـ ـ ـ ــا مسـ ـ ـ ـ ــافات متباينـ ـ ـ ـ ــة ،كمـ ـ ـ ـ ــا يمكـ ـ ـ ـ ــن مالحظـ ـ ـ ـ ــة
المسـ ـ ـ ـ ــاحة التـ ـ ـ ـ ــي كانـ ـ ـ ـ ــت تحتضـ ـ ـ ـ ــن المـ ـ ـ ـ ــذبح ،وهـ ـ ـ ـ ــي عبـ ـ ـ ـ ــارة عـ ـ ـ ـ ــن مسـ ـ ـ ـ ــاحة مربعـ ـ ـ ـ ــة الشـ ـ ـ ـ ــكل علـ ـ ـ ـ ــى
1
Paul (G), Op. Cit, p .13.
46
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
جوانبه ـ ـ ــا األربع ـ ـ ــة بقاي ـ ـ ــا لقواع ـ ـ ــد مربع ـ ـ ــة تحتم ـ ـ ــل ف ـ ـ ــي وس ـ ـ ــطها أث ـ ـ ــار فوه ـ ـ ــات دائري ـ ـ ــة كان ـ ـ ــت تحم ـ ـ ــل
أعمدة الكيبوريوم الرخامية.
من الناحية الشمالية للبازيليكا فانه يتم تمييز بالطتين جانبيتين نذكرهم كاآلتي:
47
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
اختلفت حالة حفظها من متوسطة للسيئة ،فيما توزعت القواعد التي تحمل أعمدة مكسورة األجزاء العلوية
بشكل طولي ،األولى المتبقية منها تحمل عمود واحد فقط أما الثاني فقد ففقد ،والتي جاءت بعد الحنية
مباشرة أما القاعدة األخيرة فقد دمجت هي األخرى على مستوى طول الجدار الغربي للبازيليكا.
د -الحنيــــــــــــــــــــــــة:
حنية بازيليكا درمش جاءت نصف دائرية الشكل من الداخل ومضلعة من الخارج ،قطرها
8.36م ،موجهة نحو الشرق مباشرة وجدت بنهاية البالطة المركزية ،الحنية كانت في األصل مرتفعة عن
سطح أرضية البازيليكة حيث يتم الوصول إليها عبر سلم حجري يتكون في األصل من درجتين حجريتين
ذات شكل مستطيل بقيت منه أجزاء من الدرجة الحجرية األولى حسب كوغلر فإن الحنية في األصل تم
اعادة تغييرها فهي في األصل كانت تؤي المذبح تم استبداله بعد ذلك بمقعد نصف دائري أسند بوسط
الحنية ،فيما أدمجت قواعد على نهاية أطراف جدران الحنية كانت تحمل أعمدة مزدوجة ،أما ميدانيا فال
وجود ألثر المقعد الحجري وال لبقايا أرضية الحنية وال للقواعد المذكورة آنفا.
ا -المصلى:
يقع بالجهة الشمالية للبازيليكة تمتد بشكل طولي بأبعاد هي 12م50.طوال و8م25.عرضا
المصلى هو عبارة عن استنساخ معماري عن البازيليكة ،حيث تم أخذ التخطيطات المعمارية األساسية
منها وتم تجسيدها بالمصلى ،يحتوي المصلى على حنية وجهت هي األخرى شرقا تتوسطها كثدرا ،حسب
دوفال فإن الحنية كانت مزينة بفسيفساء تتمثل بأوراق الشجر مع أشكال الطيور المختلفة فيما قسم
المصلى لثالث بالطات جانبيتان وأخرى وسطى مركزية وقد بلطت أرضيته ببالط فسيفسائي موحد وهو
48
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
1
الذي اقيم تحت كيبوريوم محملة قواقع في مجموعة أمواج أما المركزية فقد احتضنت بمقدمتها المذبح
بأربعة أعمدة من ناحية أخرى وعند الوهلة األولى نجد أن وضع األعمدة ال يظهر باالنقسام الطولي
المعتاد لتقسيم البالطات ،حيث جاءت األعمدة بشكل عرضي وفي الربع األخير من بالطات المصلى،
ودائما حسب دوفال فإن المذبح الذي بمركز البالطة المركزية للمصلى والمقام تحت أعمدة الكيبوريوم
والتي بدورها وضعت بنفس المحور العمودي للنارثكس والتي يمكن اعتبارها امتدادا لألعمدة الطولية وهذا
التقسيم بحسب دوفال هو األرجح لمثل هذا المبنى الصغير حيث دمج بطريقة أو بأخرى الكيبوريوم
واألعمدة التي تفصل بين البالطات.2
1
Duval (N.), « Etudes d’architecture chrétienne nord-africaine », 1972, p. 1901.
2
Ibid, p, 1908.
49
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
على خالف أعمدة الكيبوريوم أحيط حوض التعميد بأروقة معمدة على طول جهاته األربعة والتي
تمت تعميدها بواسطة 12عمود باألصل كلها جاءت رخامية ملساء بعضها زود بقواعد مربعة واخرى
جاءت بدونها وقد فقدت صف األعمدة المحاذي للمصلى فيما بقيت االعمدة األخرى محفوظة كما هي
وحسب كوغلر ودوفال فإنها تمثل ساحة األتريوم والذي جاء بدوره يشتمل على حوض التعميد.
50
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
-الغرانيـــــــــــــــــــــــــت :وهو صخر ناري بطبيعته ،ينتج بفعل درجات الح اررة العالية في طبقات األرض
السفلى تتميز بقدرتها على تحمل عوامل النحت وتعرية والصعوبة الكسر بنيت به بعض أعمدة البازيليكا.
-البازلت :صخر بركاني ،يتميز بلونه المتدرج بين األسود والرمادي اذ يعد غني بعنصري الحديد
والمغنيزيوم ،بنيت به أيضا بعض أعمدة البازيليكا.2
-الحجر الكلســـــــــــــــــــــــــي :حيث نالحظ وجوده بكثرة خاصة في بناء الجدران البازيليكة وبعض ملحقاتها
منها جدار الجنوبي للبازيليكا.
1
Paul (G), Op. Cit, p 14.
2
Ibid., p.13.
51
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
صورة رقم :22حجارة كلسية المستعملة على طول الجدار الجنوبي للبازيليكا؛ المصدرzaherkammoun.com/
-التقنية األفريقية:
وهي تقنية بناء استعملت في شمال أفريقيا في الفترة القديمة ،تتكون من سالسل حجرية رأسية من
كتل حجرية كبيرة تتناوب فيها كتل مستقيمة مع كتل أفقية تمأل مساحتها الوسيطة باألحجار الصغيرة او
الطوب 1استعملت هاته التقنية في كل من الجدار الغربي للبازيليكة وكذا الجنوبي لها ،وكذا جدران قاعة
التعميد و المصلى.2
1
Adam jean-pierre, Roman building: materials and techniques, routledge, 1999, p. 233 .
2
Liliane Ennabli, carthage Actualité les fouiies dans le domaine paléochrétien, p. 171.
52
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
-التلبيــــــــــــــــــس:
حيث وجدت هذه التقنية على ج أز من الجدار الغربي المقابل لحنية البازيليكة وكذا في جدارها
الشمالي الشرقي الذي بدورة يفصل قاعة التعميد عن البازيليكا.
-تبليط األرضيات:
بلطت أرضية الكنيسة وملحقاتها حسب كوغلر بالفسيفساء والتي بقيت أثار تخطيطها واضحة
خاصة على البالطة الجانبية الشمالية للبازيليكا.
53
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
بـ -التيجـــــــــــــــــــــــــان:
بالنسبة لتيجان األعمدة فيمكن تمييز ط ارزان اثنان األول كورانثي والثاني مركب .1وميدانيا يمكن
مالحظة تاجان األول :تاج مركب رخامي وجد ملقي على أرض البازيليكة موضوع بطريقة مقلوبة وجد
تحديدا أمام قاعدة تحمل عمودين اثنين كسرت أجزائهما العلوية بصف األعمدة التي تفصل البالطة
المركزية والبالطة الجانبية الجنوبية األولى ،وهو تاج محفوظ بحالة متوسطة مكسور القسم األول منه أي
ج أزه األيوني فيما نلمح بقايا آلثاره المتمثلة في أجزاء السفلية آلذانه الحلزونية فيما بقي قسمه الكورنثي
واضح للعيان فيما نالحظ وجود كسور بسيطة على أوراق األكنتس الخاصة به.
التاج الثاني :بالنسبة للتاج الثاني فقد وجد فوق العمود المزدوج لنفس القاعدة التي بجوارها التاج األول،
التاج رخامي محفوظ بحالة جد سيئة وكسرت أجزاء كثيرة منه حيث كسرت وريقاته فيما بقي ج أز منها
نحت وسط وهذا التاج ،إال أنه يبقى السؤال محفوظ :هل يعود التاجان للعمودين اللذان جاءا بنفس
القاعدة؟ أم أنهم وضعوا بالصدفة فوق وبمحاذاة هاته القاعدة؟
1
Paul (G), Op. Cit, p. 13.
54
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
ج -االعمدة:
1
أعمدة بازيليكة درمش قسمت حسب كوغلر لنوعين اثنين األولى ملتوية والثانية جاءت ملساء
وهو األمر الذي جاء معاكس ألرض الواقع ،فالكنيسة لم يتم العثور على األعمدة الملتوية المذكورة من
طرف الباحث بكامل الكنيسة وحتى ملحقاتها أم أن األمر يتعلق بتلك األعمدة المفقودة اصال بصدر
البازيليكا؟
أما فيما يخص األعمدة الرخامية الملساء فجاء بعضها أملس فقط وبعضها اآلخر أملس بجذعه خطوط
صفراء وبنية طبيعية.
1
Ibid, p. 13.
55
الدراسة الوصفية المعمارية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثاني
-4التأريــــــــــخ:
تؤرخ الكنيسة حسب دوفال من خالل الصلبان التي كانت منقوشة على بعض قواعد األعمدة وكذا
المنقوشة على بعض المقتنيات ومن خالل أرضية الخورس كلها تعود للحقبة البيزنطية ومن خالل دراسة
ألواح رخامية لحوض التعميد فإنه تعود للقرن 6ميالدي.1
1
Duval (N.), Op. Cit., p. 1092.
56
الفصل الثالث:
الدراسة المقارنتية لكل من بازيليكتي
"هيبون" و"درمش"
الدراسة المقارنتية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثالث
-توطئة:
يعتبر هذا الفصل بمثابة لب دراستنا ،حيث سيتم فيه مقارنة بين بازيليكتي كل من هيبون وكذا
درمش وذلك من خالل حصر شامل وترتيب العناصر الخاصة بكل بازيليكا على حدى في جدول والذي
من خالل سنقوم بإظهار جميع أوجه الشبه و االختالف.
58
الدراسة المقارنتية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثالث
جع ععا يتكع ععون مع ععن مسع ععتويين أو طبقتع ععين مسععتطيل الشععكل ،أحععيط بععمربع أعمععدة كان ع حوض التعميد
تحم ععل الكيبوري ععوم يعععتم الوص ععول الي ععه عبع ععر اثن ععين األل ععى سداس ععية و الثاني ععة دائري ععة،
تحمع ع ع ععل على طول أضله األربعة أحع ع ع ععيط بع ع ع ععمربع أعمع ع ع ععدة كان ع ع ع ع ثالث أدرج نحت
الكيبوري ع ععوم ،يع ع ععتم الوصع ع ععول اليع ع ععه عبع ع ععر
درجتين
و األرشيف علعى يمعين بازيليك ععا هيب ععون مخ ععازن غرف المقدسا م ععن ب ععين ملحق ععا أخرى ملحقا
الحب ع ععوب ،غ ع ععرف المجمع ع عع الكنس ع ععي وبقاي ع ععا ويسار الحنية.
منزل.
مربعع ع ععع الشعع ع ععكل وجعع ع ععد بالبالطع ع ع ععة المركزيع ع ع ععة وج ععد بقاع ععة التعمي ععد ،يتوس ععطه ح ععوض األتريوم
التعميع ع ع ععد أحع ع ع ععيط بواسع ع ع ععطة 12عمع ع ع ععود للبازيليك ع عا مع ععزود بقنع ععاة لنقع ععل الميع ععا ،بلط ع ع
وكذا قواعدها فيما بينها. أرضيته بالفسيفسا ،ال وجود لبقايا األعمعدة اختلف
تحيط به. التي كان
في األصل في البالطة المركزيعة وجد ال وجععود ألثععر حسععب مععاراك كععان يقععام فععو المذبح
للبازيليكا وأحيط بسعياج أو سعور ما ازلع مكان القبور
أث ع ععار قائم ع ععة ليومن ع ععا ه ع ععذ حي ع ععث يمك ع ععن
مالحظتها بالعين المجردة.
م عواد هععيا الرخععام-البازل ع - مواد ببنائها هعيا الرخعام-الحجعر اسععتخدم استخدم مواد البنا
اليراني -الحجر الكلسي. الكلسي-الترافرتين-اآلجر-القرميد.
التقنية االفريقية. التقني ع ععة األفريقي ع ععة ا-الجدرانا استخدم ا-الج ع ععدرانا اس ع ععتخدم البن ع ععا تقنيا
وتقنية التلبيس. وتقنية الحجارة الكبيرة المربعة.
بالفسيفسا . ب-االرضيةا بلط وكذا تقنية التلبيس.
بالفسيفسا . ب-االرضيةا بلط
بعضها جعا املعس والعبعض منهعا أملعس بعه بعضععها أملععس واآلخععر أملععس بععه أخاديععد األعمدة
طبيعي ععة بني ععة ومنهع ععا ص ععف ار ،وبعض ععها أخاديد رمادية.
ملتوية.
احت ع ع ععو نمط ع ع ععان األول ك ع ع ععورانثي والث ع ع ععاني احت ععو نمط ععان األول ك ععورانثي والث ععاني التيجان
مركب. أيوني.
هندسععية احتو مواضيع هندسية ونباتية. مختلفععة المواضععيع منهععا مععا جععا فسيفسا
ومنه ععا النباتي ععة ومنه ععا م ععا تمث ععل ف ععي زخرف ععة
59
الدراسة المقارنتية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثالث
كتابية التينية.
تعع ععود للفت ع عرة المسع ععيحية ت ع ع ر نهايع ععة القع ععرن تع ع ع ععود للفتع ع ع عرة البيزنطي ع ع ععة تع ع ع ع ر للق ع ع ععرن تمريخ
السادس ميالدي. الرابع وبداية القرن الخامس ميالدي .
من خالل ما جا في جدول المقارنة بين البازيليكتين ،يمكن استخالص أوجه الشبه ونقاط
االختالف ،كاآلتيا
-2أوجه الشــــــــــبه:
كال من حنيتهما بشكل نصف دائري من -كال البازيليكتين تتشابه في نفس شكل الحنية حيث جا
الداخل واتخذتا شكل مضلع من الخارج.
-عند دراسة اللواح المعمارية لكال البازيليكتين يتضح أن كليهما زودتا بمصليين جا ا مستطيلين الشكل
بدورها حوض ينتهيان بحنيتين متجهتين شرقا ،فيما احتو كال البازيليكتين على قاعة تعميد التي اكتنف
التعميد الذي جا في كال المعلمين محاط بمربع أعمدة حاملة للكيبوريوم الى جانب احتوا كال المعلمين
عنصر معماري آخر تمثل في األتريوم.
البنائية لكال البازيليكتين نجد أنهما قد اشتركتا في نفس تقنية البنا أال ومن خالل دراسة التقنيا
وهي التقنية االفريقية ،فيما يتضح لنا من خالل دراسة الشواهد األثرية لبقايا جدران المعلمين أن كليهما
ملبسة في األصل. جا
في األصل بلوحا كال البازيليكتين كذلك في أن كال من أرضيتهما قد بلط اشترك
فسيفسائية ،هذا الى جانب تبليط كل من للواحقهما المعمارية بالكامل بالفسيفسا .
بتطر لدراسة مواد بنا المعلمي نجد أنهما يشتركان في مادتي الرخام و الحجر الكلسي خاصة
بالمنطقة قديما جلها بالحجارة الكلسية مما يمكننا وضع استنتاج مفاد انه كان بازيليكة درمش التي بني
60
الدراسة المقارنتية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثالث
محجرة لهذا النوع من المواد للبنا علما أن هذ المنطقة سهلية والجبل الوحيد الذي يحتوي على هذ المادة
منه ميا الممونة لقرطاج عبر قناطر ضخمة تنقل الميا . هو جبل زغوان والذي والذي بالمناسبة جلب
ومن خالل الدراسة الفنية لكال المعلمين نجد أن أعمدة المعلمين المتبقية في البازيليكا قد جا
تحتوي اخاديد ملونة طبيعيا. ملسا الجذع وكون بعضها جا
من خالل دراسة تيجان بازيليكا هيبون ودرمش نجد أن كليهما احتويا على نفس نمط من التيجان
أال وهو الكورنثي.
أخي ار وليس آخ ار نجد أن كال البازيليكتين قد احتويا على نفس المواضيع الزخرفية الفسيفسائية
والمتمثلة في الزخرفة الهندسية البسيطة المتمحورة في أشكال هندسية وكذا نباتية منها.
-3أوجه االخـــــــــتالفا
بطول أقل عرضا منها حيث جا أن بازيليكة هيبون أطول من بازيليكة درمش بينما جا
يقدر ب 89،42وبعرض يقدر ب96،20فيما يقدر طول بازيليكة درمش ب40م وبعرض 21م ،وهذا
عليها األخيرة بنا راجع حسب استنتاجنا كون بازيليكة درمش تحتل موقع أقدم مقبرة بونية حيث فرض
فضا ها بهذ المقاسا .
احتو بازيليكا هيبون على مدخل واحد رئيسي على طول الجدار الجنوبي لها بطول 2،8م بينما
مدخليها احتو بازيليكا درمش على مدخلين ثنين على طول جدارها الشمالي اليربي وقد تمايز مقاسا
حيث جا األول بطول 0،86م بينما الثاني بطول 2،48م.
بواسطة صفان من األعمدة واحدة مركزية واثنتان جانبيتان بازيليكا هيبون لثالث بالطا قسم
بواسطة أربع صفوف من األعمدة الصفان االوسطان منها بازيليكا درمش لخمس بالطا بينما قسم
بازيليكا درمش معزولة ومنفردة ،كما أن طول بالطا أعمدة مزدوجة بينما الجانبيان جا ذا جا
بازيليكا درمش. أطول من طول بالطا
61
الدراسة المقارنتية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثالث
بقطر يتراوح ب8.6م بينما حنية حنية بازيليكا هيبون قطرها أقل من حنية درمش حيث جا
درمش يقدر قطرها بع 8.36م ،هذا الى جانب اختالف وجهتهما فألولى موجه نحو الشمال بينما الثانية
موجهة شرقا.
مصلى بازيليكة هيبون يقع بالجهة الشرقية للبازيليكة وجا أطول من مصلى درمش حيث يقدر
طوله ب18.85م وبعرض 3.70م احتوى على بئر سداسية ال يحتوي على تقسيم في فضائه الداخلي
بينما مصلى بازيليكة درمش فقد جا بالجهة الشمالية للبازيليكة أقل طوال من األول بطول يتراوح
مقسمة ب12.50م بينما جا أعرض منه حيث يقدر عرضه ب8.25م وجا مقسم لثالث بالطا
أنه من األغلب أن يكون بشكل عرضي بمقدمة بالطته المركزية كان يقام المذبح ،حسب تفسي ار
المصلى قد لعب نفس دور البازيليكة في فترة م ،فمن المحتمل أن تزايد أعداد المسيحين بتلك الفترة
واكتظاظهم تطلب انشا صرح مشابه للبازيليكة ألدا الطقوس والشعائر الدينية للمصلين واال فكيف نفسر
احتضان حنية المصلى للكثد ار وكذا تقسيمه بهذا الشكل من األجنحة و احتضانه لمذبح ؟.
شكل شبه منحرف مزود بحنية قاعة تعميد بازيليكة هيبون تقع بالجهة الشرقية بالنسبة لها ،ذا
التي بدورها تتضمن حوض التعميد الذي جا مستطيل الشكل يتم الوصول اليه بواسطة أربع أدرج فيما
قواعدها بزوايا حوض التعميد ،بينما قاعة تعميد بازيليكة درمش تقع بالجهة أحيط بمربعة أعمدة ادمج
شكل مربع احتو بمركزها حوض التعيد الذي جا يختلف عن األول من حيث الشكل الشمالية لها ،ذا
حيث جا بطبقتين األولى سداسية والثانية دائرية يتم الوصول اليه عبر درجتين بينما أحيط بمربع أعمدة
مختلفة القواعد فيما بينها ،ومن المالحظ للعيان أن بازيليكة هيبون غنية باآلبار التي تمايز من حيث
التي تمتد على طول روا المائية خاصة القنوا هذا الى جانب غناها بالقنوا توزيعها عبر الفضا ا
البازيليكا وتنحرف عند قاعة التعميد ،مما نستنت أنه قد تم االعتماد على نظام مائي معين يزود حوض
ميا بحوض التعميد وال بمحاذاته التعميد بالما ،عكس بازيليكة درمش التي لم يتم العثور على قنوا
تربطه بيرفة خزان الما حيث يمكن من خالل ذلك أن نستنت بمن الحوض البازيليكا كان يزود بالميا
بشكل يدوي وال يعتمد على أنظمة مائية معينة لتزويد بالما .
تحتوي على غرف المقدسا كال من البازيليكتين نجد أن بازيليكة درمش كان بدراسة ملحقا
على يمين ويسار الحنية بينما ال نجد هاته اليرف في بازيليكة هيبون حيث احتو واألرشفة والتي وزع
الكنيسة و كذا بقايا منزل للقسيس . في مخازن الحبوب لتلبية حاجيا تمثل األخيرة على ملحقا
62
الدراسة المقارنتية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثالث
أرضيته بالفسيفسا زود أتريوم بازيليكا هيبون أقيم في بالطتها المركزية وجا بشكل مربع بلط
بقناة للميا فيما احيط قديما بمعمدة لم يعد لها وجود ،بينما أتريوم بازيليكا درمش فقد أقيم بقلب قاعة
التعميد والذي توسطه حوض التعميد فيما تظهر أعمدة بشكل جلي وواضح للعيان من خالل 12عمود.
حسب المعاينة الميدانية لبازيليكا هيبون فإنه يتضح بمنها ال تحتوي عنصر المذبح ،إال أن ماراك
خزان الما الذي حول لسرداب جنائزي (للدفن) للقبور المفضلة افترض أن مكان المذبح كان فو
أثار وشواهد المقدسة ،بينما كان مذبح بازيليكا درمش مقام في مقدمة بالطتها المركزية والتي مازال
واضحة للعيان.
ومن خالل دراسة مواد بنا كلتا البازيليكتين نجد أن هناك تمايز فيما بينمها فهيبون احتو على
مواد بنا لم تشملها درمش والعكس ،من بين هاته المواد نذكر الترافرتين واآلجر والقرميد ،أما بازيليكا
واليراني . درمش فقد احتو مواد مثل البازل
بازيليكا هيبون بتقنية أخرى هي تقنية البنا بالحجارة الكبيرة إلى جانب بنائها بالتقنية األفريقية ،بني
بالتقنية االفريقية فقط. المربعة عكس بازيليكا درمش التي بني
حسب الباحث كوغلر فإن بازيليكا درمش احتو عنصر معماري تمثل في األعمدة الملتوية وهو
بازيليكا هيبون على أعمدة من نوع نوع من االعمدة الذي ال يتوفر ميدانيا بالبازيليكا إال أنه احتو
االملس فقط.
بازيليكة درمش على نوع مياير بازيليكة هيبون على تيجان من نوع األيوني فيما احتو احتو
من تيجان تمثل في النمط المركب ،ومن المالحظ أن أعمدة و تيجان بازيليكة درمش وكذا قواعدهم قد
باألصل من مواد متمايزة حيث ال نكاد أن نجد اثنان منها يتشبهان حيث يمكننا أن نقدم استنتاج صنع
اعادة استياللها من جديد مفاد أن جل هاته العناصر المذكورة قد تم اقتنائها من األبنية السابقة وتم
وتوظيفها في عمارة البازيليكة.
إن فسيفسا بازيليكة درمش تحتوي على عناصر زخرفية هندسية و نباتية فقط بينما فسيفسا
بازيليكة هيبون إلى جانب كونها تحتوي المواضيع الهندسية و النباتية احتو أيضا على نقائش فسيفسائية
الصلبان والتي تعبر عن لرموز المسيحية كرسوما التينية وكذا رسوما و إهدا ا تحمل كتابا
الدينة مما تدل على اتقان االدا و المهارة . المعتقدا
63
الدراسة المقارنتية لكل من بازيليكتي هيبون ودرمش الفصل الثالث
تعود بازيليكا هيبون إلى منتصف القرن الرابع وبداية الخامس وتعاصر الفترة المسيحية وهي بذلك
أقدم من بازيليكا درمش ،بينما بازيليكا درمش فتعود للقرن السادس ميالدي أي بالفترة البيزنطية وهي
أحدث من األولى.
64
خـــــــــــــــــــــاتمة البحث
خاتمة البحث
من خالل الدراسة المعمارية و األثرية ،والدراسة المقارنتية بين البازيليكة هيبون(عنابة) ودرمش(قرطاج)
استطعنا استخالص بعض النقاط نذكرها كالتي:
-أن المغرب القديم قسم قديما لعدة واليات منها والية أفريقيا البر وقنصلية التي كانت تخضع بكيانها
الجغرافي كال المدينتين (هيبون وقرطاج) ،فيما اكتسبت كال المدينتين صفة أبرشية قائمة بذاتها.
-أن البازيليكتين المدروستين آنفا تميزتا بمخطط غير مسبق ضمن نسيج عمراني فرض عليها اتجاه
وانشاء األتريوم الخاص بها فألولى(بازيليكة هيبون) أقيم األتريوم الخاص بها بقلب البالطة المركزية
للبازيليكة ،بينما بازيليكة درمش فقد اكتنف بداخل قاعة التعميد ،وبالتالي عدم مراعاة واألخذ بتنظيم
المخطط البازيليكي الذي يفرض تقدم األتريوم للواجهة الغربية الرئيسية للبازيليكة.
-أنه رغم الفارق الزمني الكبير بين البازيليكتين المدروستين إال أنه الزلنا نالحظ نفس المنظومة البنائية
سواء من حيث مواد البناء أو من حيث التقنيات المستعملة ،فالرومان اعتمدوا على تقنيات ومواد بنائية
في عمارتهم ورثها أسالفهم البيزنطيون عنهم وهذا ما الحظناه من خالل دراستنا المعمارية لكال المعلمين
اللذان كانا محل الدراسة.
-تميزت عمارة البازيليكات المسيحية بالمغرب القديم بتنوع األنماط بالرغم من حفاظها على مر الفترات
التاريخية على المخطط البازيليكي الذي تطور في مختلف أرجاء االمبراطورية إلى أشكال أخرى كما
تظهره المخططات المكتشفة ،فيقر أغلب الباحثين في الميدان أنه كلما تقدمت المسيحية في الزمن
وتطورت تطور معها مخطط البازيليكة ،ففي فترة القرن الرابع ميالدي اقتبست مخطط البازيليكة وجعلته
المخطط النموذجي ،ثم تطور في فترة القرن السادس ميالدي إلى أنماط أخرى مشتقة من المخطط
البازيليكي المتطاول إلى مخطط مركزي دائري أو إلى مخطط صليبي الشكل ،بينما في أفريقيا ومن خالل
دراستنا للنموذجين السابقين فنجد أنه في أفريقيا حافظت على المخطط التقليدي وهذا راجع ربما إلى
انقطاع التواصل الحضري مع روما ثم القسطنطينية بسبب احتالل الممالك الجرمانية لهذه المنطقة،
وبالتالي انغلقت على نفسها وحافظت بذالك على المخطط البازيليكي ،ونلحظ هذا االحتفاظ حتى الفترة
البيزنطية بالرغم من التأثيرات المشرقية فإنه نسجل فقط بعض التعديالت الطفيفة على مستوى صدر
البازيليكة من تقسيم لها وكذا بعض لواحق البازيليكة من بيت التعميد و المصلى .
66
خاتمة البحث
كل ما جاء سابقا يبقى مجرد فرضيات قابلة للتغيير والتصحيح ،وأن النتائج المتحصل عليها ماهي إال
ثمرة مجهود وعمل متواضع من المؤكد أن تخلله نقائص لقلة اإلمكانيات وكذا صعوبة المبنيين ،الن عدة
عناصر عمرانية زالت تقريبا واندثرت خصوصا في بازيليكة درمش التي زالت تقريبا كل أجزائها المعمارية
المتمثلة في ج أز من لواحقها .
67
بيبليوغرافيا الدراسة
ببليوغرافيا الدراسة
المراجع بالعربية:
-أثناسيوس (راهب الكنيسة القبطية) ،الكنيسة مبناها ومعناها ،دار نوبار ،ط2004 ،1
-أمين أحمد ،العمارة المسيحية المبكرة ،مكتبة اإلسكندرية ،مصر2015 ،
-بوديبة ادريس ،عنابة في مرآة التاريخ ،مديرية الثقافة لوالية عنابة ،2016 ،د ط
-بوشناقي منير ،المدن القديمة في الجزائر ،سلسلة الفن والثقافة ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،
،1978الجزائر ،دط
-بولعرايس الحبيب ،أهم التواريخ واألحداث من عصور ما قبل التاريخ حتى الثورة ،سراس للنشر ،تونس،
2011
-بولعرايس الحبيب ،تاريخ تونس أهم األحداث من عصور ما قبل التاريخ حتى الثورة ،منشورات سراس
للنشر والتوزيع ،تونس ،دط
-التيموتي الهادي ،كيف صار التونيسيون تونيسيون؟ دار محمد علي للنشر ،2015 ،تونس ،ط1
-جوهر محمد حسن ،تونس ،دار المعارف للنشر والتوزيع ،1911 ،مصر ،دط
-حارش عبد الهادي ،التاريخ المغاربي القديم السياسي والحضاري منذ فجر التاريخ إلى الفتح اإلسالمي،
المؤسسة الجزائرية للطباعة ،الجزائر
-الخطيب محمد ،الحضارة الفينيقية ،دار عالء الدين للنشر ،دمشق-سوريا -ط2007 ،2
-دحماني السعيد ،عنابة فن وثقافة ،و ازرة اإلعالم –الجزائر
-دحماني سعيد ،هيبون الملكية ،الوكالة الوطنية لألثار وحماية المعالم والنصب التاريخية ،ط2007، 1
-الشامي يحي ،موسوعة المدن العربية واإلسالمية ،دار الفكر الغربي ،بيروت-لبنان -ط1993 ،1
-الشريف محمد الهادي ،تاريخ تونس من عصور ما قبل التاريخ إلى اإلستقالل ،دار س ارس للنشر،
،1993تونس ،ط3
-شنيتي محمد البشير ،االحتالل الروماني لبالد المغرب القديم سياسة الرومنة 146ق.م40/م ،المؤسسة
الوطنية للفنون الطبعية ،الجزائر1985 ،
-شيحة مصطفى عبدهلل ،دراسة في العمارة والفنون القبطية ،هيئة األثار المصرية للنشر
-الطيب محمد الصالح ،تونس األثرية مشاهد من الجو ،أليف منشورات المتوسط ،تونس ،2008 ،دط
69
ببليوغرافيا الدراسة
-عارف عائدة ،مدارس الفن القديم ،دار صادر للنشر والطباعة ،دمشق1982 ،
-عبد الوهاب حسن حسني ،تقديم وتحقيق حمادي الساحلي ،خالصة تاريخ تونس ،دار الجنوب
للنشر ،2001،دط
-غانم محمد الصغير ،سالطنية عبد المالك ،سيرتا النوميدية النشأة والتطور ،دار الهدى عين مليلة –
الجزائر
-فنطر محمد حسين ،الحرف والصورة في عالم قرطاج ،أليف للنشر والتوزيع ،1999 ،تونس ،دط
-فنطر محمد حسين ،الفينيقيون وقرطاج ،أليف منشورات المتوسط ،2005 ،تونس ،دط
-فنطر محمد حسين ،قرطاج لمحة تاريخية عن الحضارة البونيقية ،1963 ،تونس ،دط
-كيحل البشير ،قرطاجة والممالك النوميدية-دراسة في التأثير والتأثر 814ق.م146/ق.م ،د.د.ن ،دط
-لبركاني مفتاح محمد سعد ،الصراع القرطاجي اإلغريقي من القرن السادس حتى منصف القرن الثالث
ق.م وأثره على الحياة االجتماعية والدينية في قرطاج ،مجلس الثقافة العام ،دط
-محجوب عبد المنعم ،ليبيا القديمة الحضارة الليبوفونيقية شمال إفريقيا وحوض المتوسط وما يتصل بها
من الحضارات المصرية واإلغريقية والرومانية وممالك نوميديا وموريتانيا ،دار اتحاد للنشر والتوزيع،
،2018تونس ،ط
المراجع المترجمة:
-ديكر يهفرانسو ،ترجمة عز الدين أحمد عزو ،قرطاجة أو إمبراطورية البحر ،دار االهالي للطباعة
والنشر ،1996 ،دمشق ،ط1
-ديكر يهفرانسو ،ترجمة يوسف شلب الشام ،قرطاجة الحضارة والتاريخ ،دار األطلس للدراسات
والترجمة ،1994 ،دمشق ،ط1
-هورس ميادين ،ترجمة إبراهيم بالش ،تاريخ قرطاج ،منشورات عويدات ،1981 ،بيروت-باريس
ميلر أندرو ،مختصر تاريخ الكنيسة ،مكتبة أخوة للنشر ،مصر ،ط4،2003
70
ببليوغرافيا الدراسة
- Duval Noël. Études d'architecture chrétienne nord-africaine. In: Mélanges de l'Ecole française de Rome.
Antiquité, tome 84, n°2. 1972. pp. 1071-1172.
- Id., Monuments chrétiens d'Hippone, ville épiscopale de saint Augustin Publié par le Ministère de l'Algérie,
Sous-Direction des Beaux-Arts. Arts et Métiers graphiques, Paris, 1958.
- Jean-Pierre Adam, Roman Building: Materials and Techniques, Routledge Editions, 1999.
- Marec Erwan, HIPPONE LA ROYALE antique Hippo regius,, Imprimerie officiel d'Alger, 1950.
- Paul Gauckler, Basiliques chrétiennes de Tunisie (1892- 1904). Paris, Alph. Picard, 1913.
- Perkins (J.B.W.): Studies In Roman And Early Christian Architecture, London ,1994.
71
ببليوغرافيا الدراسة
-حاجي ياسين رابح ،البازيليكات المسيحية في مقاطعة نوميديا دراسة أثرية تنميطية ،مذكرة لنيل شهادة
الدكتوراه في االثار القديمة ،جامعة الجزائر.2009/2008 ،
-حداد سهام ،سلسلة موانئ الشرق الجزائري القديمة (دراسة تاريخية وصفية اعتمادا على المصادر
المادية المحلية) مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ القديم ،جامعة منتوري ،قسنطينة.
-سعدان رابح ،الحياة االجتماعية في الفضاءات العمرانية الجديدة المنطقة الحضارية للبوني ،عنابة
"نموذجا" مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في التنمية والتغيير االجتماعي ،برج الباجي مختار –عنابة.
-سالطنية عبد المالك ،المستوطنات الفينيقية البونية في الحوض الغربي للبحر المتوسط ،أطروحة
دكتوراه علوم ،تاريخ قديم ،جامعة منتوري.
-عصماني العمري ،مدينة تيبيليس "سالوة عنونة" دراسة تاريخية أثرية ،اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه،
تخصص االثار القديمة ،جامعة الجزائر (.2016/15 ،)1
-عيبش يوسف ،األوضاع االجتماعية واالقتصادية لبالد المغرب أثناء االحتالل البيزنطي ،دكتوراه دولة،
قسنطينة ،قسم التاريخ واألثار.2007/06 ،
-غربي أنيسة ،دراسة تاريخية ونقدية لكنز بونة القديمة المحفوظة بمتحف سيرتا ،مذكرة لنيل شهادة
الماجيستير في علم األثار القديم ،جامعة الجزائر.
موسوعات وقواميس:
-الفغالي جورش فيليب ،موسوعة الحضارة المسيحية ،المجلد األول (والدة المسيحية ونشأتها) ،دار
.2010 نونليس ،بيروت-لبنان،
المواقع االلكترونية:
Archeologiechretienne.ive.org/
http//www.byzancetd.wordpress.com/
https//alamyimages.fr/
https/www.flicker.com/
http//www.annaba-batrimoine.com/
72
ببليوغرافيا الدراسة
numidiaantiqua.over-blog.com/
zaherkammoun.com/
73
الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهارس
فــــــــــــهرس الخرائط
75
فهرس المخططات
76
فهرس الصور
77
فهرس محتوى الدراسة
فهرس مواضيع الدراسة:
79
الفصل األول:
نشأة وتطور العمارة المسيحية بالمغرب القديم
16 -1التعريف بمصطلح الكنيسة
16 -2التعريف بمصطلح البازيليكة
17 -3مفهوم البازيليكة المسيحية
18 -4أصل البازيليكة المسيحية
20 -5المخطط العام للبازيليكة المسيحية
22 -6الكنيسة البيزنطية
الفصل الثاني:
الدراسة الوصفية و المعمارية لكل من بازيليكتي "هيبون" و"درمش"
24 -1الدراسة المعمارية لبازيليكة هيبون
24 -1-1العناصر األساسية المكونة للبازيليكا
24 ا-الموقع و االتجاه
26 ب-المدخل
27 ج-البالطات
31 د-الحنية
32 -2-1أهم المالحق المعمارية المسيحية للبازيليكا
32 ا-المصلى
33 ب-قاعة التعميد
35 ج-ملحقات أخرى
36 -3-1تقنيات ومواد البناء
36 ا-مواد البناء
37 ب-تقنيات البناء
38 -4-1الدراسة الفنية للمعلم
38 ا-الفسيفساء
40 ب-التيجان
41 ج-األعمدة
42 -5-1تأريخ الكنيسة
43 -2الدراسة المعمارية لبازيليكة درمش
43 -1-2العناصر األساسية المكونة للبازيليكة
80
43 ا-الموقع و االتجاه
45 ب-المدخل
45 ج-البالطات
48 د-الحنية
48 -2-2أهم المالحق المعمارية لبازيليكة درمش
48 ا-المصلى
49 ب-قاعة التعميد
51 ج-ملحقات أخرى
51 -3-2تقنيات ومواد البناء
51 ا-مواد البناء
52 ب-تقنيات البناء
53 -4-2الدراسة الفنية للمعلم
53 ا-الفسيفساء
54 ب-التيجان
55 ج-األعمدة
56 -5-2تأريخ الكنيسة
الفصل الثالث:
الدراسة المقارنتية لكل من بازيليكتي "هيبون" و "درمش"
58 -توطئة
58 -1تحديد عناصر المقارنة
60 -2أوجه الشبه
61 -3أوجه االختالف
65 خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتمة
69 ببليوغرافيا الدراسة
الفهارس:
75 فهرس الخرائط
76 فهرس المخططات
77 فهرس الصور
79 فهرس محتوى الدراسة
81