You are on page 1of 200

‫جامعة آل البيت‬

‫كلية الشريعة‬
‫قسم الفقه وأصوله‬

‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسياسة الشرعية في وسائل التواصل االجتماعي‬

‫‪Jurisprudential provisions relating to legitimate politics in social media‬‬

‫إعداد الطالبة‬

‫شاهه ناهي سعيد العالطي‬

‫الرقم الجامعي‬

‫‪1470104008‬‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‬

‫علي جمعة الرواحنة‬

‫قدمت هذه الرسالة استكماالً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في الفقه وأصوله في‬

‫جامعة آل البيت‬

‫الفصل الدراسي الثاني‬

‫‪2016/2017‬‬

‫‪1‬‬
‫ﭑﭒﭓ‬

‫ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯯ ﯰ ﭼ‬ ‫ﯬ ﯭ ﯮ‬

‫[األنفال‪]٢٤ :‬‬

‫تفويض‬

‫أفوض جامعة آل البيت بتزويد نسخ من رسالتي‬


‫أنا الطالبة ‪ :‬شاهه ناهي سعيد العالطي‪ّ ،‬‬

‫للمكتبات ‪ ،‬أو المؤسسات ‪ ،‬أو الهيئات ‪ ،‬أو األشخاص عند طلبهم ‪ ،‬حسب التعليمات النافذة في‬

‫الجامعة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫التوقيع‪:‬‬

‫التاريخ‪27/3/2017 :‬‬

‫إقــرار‬
‫الرقم الجامعي‪1470104008 :‬‬ ‫أنا الطالبة‪ :‬شاهه ناهي سعيد العالطي‬

‫الكلية ‪ :‬الشريعة‬ ‫التخصص‪ :‬فقه وأصوله‬

‫‪3‬‬
‫أعلن بأنني قد التزمت بقوانين جامعة آل البيت وأنظمتها‪ ،‬وتعليماتها‪ ،‬وقراراتها السارية المفعول‬

‫المتعلقة بإعداد رسائل الماجستير عندما قمت شخصياً بإعداد رسالتي بعنوان‪:‬‬

‫(األحكام الفقهية المتعلقة بالسياسة الشرعية في وسائل التواصل االجتماعي)‬

‫وذلك بما ينسجم مع األمانة العلمية المتعارف عليها في كتابة الرسائل العلمية‪ ،‬كما أنني أعلن‬

‫بأن رسالتي هذه غير منقولة ‪ ،‬أو مستلة من رسائل‪ ،‬أو أطاريح‪ ،‬أو كتب أو أبحاث ‪ ،‬أو أي‬

‫وتأسيسا على ما تقدم‪ ،‬فإنني‬


‫ً‬ ‫منشورات علمية تم نشرها أو تخزينها في أي وسيلة إعالمية‪،‬‬

‫أتحمل المسؤولية بأنواعها كافة فيما لو تبين غير ذلك بما فيه حق مجلس العمداء في جامعة آل‬

‫البيت بإلغاء قرار منحي الدرجة العلمية التي حصلت عليها‪ ،‬وسحب شهادة التخرج مني بعد‬

‫صدورها‪ ،‬دون أن يكون لي أي حق في التظلم‪ ،‬أو االعتراض‪ ،‬أو الطعن بأي صورة كانت في‬

‫القرار الصادر عن مجلس العمداء بهذا الصدد‪.‬‬

‫التاريخ‪2017 / 3 / 27:‬‬ ‫توقيع الطالبة‪.................................:‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلهداء‬

‫‪5‬‬
‫إلى من كان يمسك بيدي وينير طريقي في دروب الحياة ‪ ،‬ربي بقدر شوقي له ‪ ،‬وبقدر حبي‬

‫له‪،‬وبقدر حزني عليه‪ ،‬بقدر مكانه الخالي بيننا عوضه عن هذه الدنيا بجنة عرضها السموات‬

‫واألرض‬

‫" أبــــــــــــــــــــــي "‬

‫إلى رائحة الجنة ونبع الحنان والعطاء‬

‫" أمـــــــــــــــــي "‬

‫إلى من أشعر معهم باألمن واألمان والعزة والكبرياء رفقاء دربي‬

‫" أشقائــــــــي "‬

‫إلى قلبي النابض الذين تحملو بُعدي وانشغالي‬

‫"أبنائــــــــي "‬

‫إلى من أعطى وأجزل في عطائه‬

‫"زوجــــــــــي "‬

‫إلى من أناروا حياتي بعلمهم‬

‫"أساتذتي ‪ ،‬وشيوخــي الفضالء "‬

‫إلى من شرفت باالنتماء لها‬

‫كلية الشريعة في جامعة آل البيت‬

‫أهدي ثمرة جهدي المتواضع‬

‫الباحثة‬
‫شكر وتقدير وعرفان‬

‫‪6‬‬
‫الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬والصالة والسالم على رسول اهلل معلم البشرية األول وعلى‬

‫آله وصحبه األطهار‪ ،‬أتقدم بخالص شكري وعظيم امتناني إلى وطني الغالي الكويت الذي منحني‬

‫هذه الفرصة بابتعاثي للحصول على درجة الماجستير‪ ،‬كما أتقدم بشكري إلى المملكة األردنية‬

‫الهاشمية حكومة وشعباً على حسن ضيافتها وطيب أهلها‪.‬‬

‫كما أنني أتقدم بالشكر الجزيل لألستاذ الدكتور علي الرواحنة حفظه اهلل تعالى ‪،‬عميد كلية‬

‫الشريعة في جامعة آل البيت‪ ،‬على ما قدمه لي من نصح وإ رشاد ومتابعة‪ ،‬جعلتني أتجاوز الكثير‬

‫من الصعاب‪ ،‬حيث كان مرشداً ومصوباً طوال إعداد هذه الرسالة‪ ،‬مما كان له أكبر األثر في‬

‫إخراج هذه الرسالة على الوجه التي خرجت به‪ ،‬وقد كان خير معين ‪ ،‬برحابة صدره‪ ،‬وسعة علمه‪،‬‬

‫وروحه الطيبة‪،‬فجزاه اهلل عني كل خير‪.‬‬

‫ومن حسن الوفاء أيضاً أن أتقدم بالشكر الجزيل ألساتذتي وشيوخي في كلية الشريعة الذين‬

‫شرفت بمعرفتهم‪ ،‬كما وأتقدم بالشكر الجزيل إلى أعضاء لجنة المناقشة‪ ،‬ممثلةً باألستاذ الدكتور‬

‫محمد أحمد القضاة العميد السابق لكلية الشريعة في الجامعة األردنية‪ ،‬واألستاذ الدكتور‬

‫ﺠﺎﺒﺭ‪ ‬ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل‪ ‬ﺍﻟﺤﺠﺎﺤﺠﺔ‪ ،‬وفضيلة الدكتور نمر‪ ‬محمد‪ ‬الخشاشنة‪ ،‬مقدرة لهم تحملهم عناء‬

‫الحضور ‪ ،‬وتفضلهم بمناقشة هذه الرسالة‪.‬‬

‫واهلل أسأل أن يوفق الجميع لطاعته وأن يجمعنا في مستقر رحمته‬

‫وصلى اهلل وسلم على سيدنا محمد آله وصحبه أجمعين‬

‫قائمة المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫ب‬ ‫اآلية القرآنية‬

‫‪7‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫ج‬ ‫التفويض‬
‫د‬ ‫قرار االلتزام‬
‫هـ‬ ‫أعضاء لجنة المناقشة‬
‫و‬ ‫اإلهداء‬
‫ز‬ ‫الشكر والتقدير‬
‫ح‬ ‫قائمة المحتويات‬
‫ي‬ ‫الملخص باللغة العربية‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪3‬‬ ‫مشكلة الدراسة وأسئلتها‬
‫‪3‬‬ ‫حدود الدراسة‬
‫‪4‬‬ ‫أهمية الدراسة‬
‫‪5‬‬ ‫أهداف الدراسة‬
‫‪6‬‬ ‫منهجية الدراسة‬
‫‪7‬‬ ‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫الفصل األول‬
‫مدخل تمهيدي لبيان مفاهيم الدراسة‬
‫‪10‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تعريف السياسة الشرعية‬
‫‪10‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬السياسة لغة واصطالحا‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الشرعية لغة واصطالحا‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬السياسة الشرعية علما مركبا‬
‫‪20‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬التعريف بمواقع التواصل االجتماعي‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬ماهية التواصل االجتماعي‬
‫‪25‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬نشأة وتطور التواصل االجتماعي‬
‫‪32‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬أنواع مواقع التواصل االجتماعي‬
‫الفصل الثاني‬
‫السياسة الشرعية في التعامل مع شبكات التواصل االجتماعي‬
‫‪46‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬أحكام التعامل مع وسائل التواصل االجتماعي‬
‫‪46‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬أحكام استخدام مواقع التواصل االجتماعي الجائزة وتطبيقاتها‬
‫‪69‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬أحكام استخدام مواقع التواصل االجتماعي غير المنضبطة وتطبيقاتها‬
‫‪93‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬القواعد الفقهية والضوابط الشرعية للتعامل مع مواقع التواصل االجتماعي‬

‫‪8‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪93‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬القواعد الفقهية للتعامل مع مواقع التواصل االجتماعي‬
‫‪118‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬ضوابط استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫الفصل الثالث‬
‫اآلثار االيجابية والسلبية الستخدام‪ B‬مواقع التواصل االجتماعي‬

‫‪131‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬اآلثار االيجابية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي‬


‫‪132‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬اآلثار االيجابية الدينية والعقائدية‬
‫‪136‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار اإليجابية العلمية والمعرفية‬
‫‪140‬‬ ‫المطلب الثالث ‪:‬اآلثار اإليجابية االقتصادية‬
‫‪141‬‬ ‫المطلب الرابع ‪:‬اآلثار اإليجابية السياسية‬
‫‪143‬‬ ‫المطلب الخامس ‪:‬اآلثار اإليجابية االجتماعية‬
‫‪145‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬اآلثار السلبية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي‬
‫‪145‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬اآلثار السلبية الدينية والعقدية‬
‫‪149‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬اآلثار السلبية االقتصادية‬
‫‪151‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬اآلثار السلبية الصحية والنفسية‬
‫‪153‬‬ ‫المطلب الرابع ‪ :‬اآلثار السلبية االجتماعية‬
‫‪159‬‬ ‫المطلب الخامس‪ :‬اآلثار السلبية السياسية واألمنية‬
‫‪165‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪165‬‬ ‫النتائج‬
‫‪167‬‬ ‫التوصيات‬
‫‪168‬‬ ‫فهرس اآليات‬
‫‪172‬‬ ‫فهرس األحاديث‬
‫‪174‬‬ ‫المراجع والمصادر‬
‫‪193‬‬ ‫ملخص باللغة االنجليزية‬

‫الملخــص‬

‫‪9‬‬
‫األحكام الفقهية المتعلقة بالسياسة الشرعية في وسائل التواصل االجتماعي‬

‫إعداد الطالبة‬

‫شاهه ناهي سعيد العالطي‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‬

‫علي جمعة الرواحنة‬

‫تناولت هذه الدراسة موضوعاً مميزاً ومعاصراً يتعلق بأحكام السياسة الشرعية في‬

‫التعامل مع وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬هذه الوسائل أصبحت ضرورة في مجتمعاتنا ال يمكن‬

‫االنفكاك عنها ‪ ،‬مما استدعى أن يتم تناولها والحديث عنها بشكل شرعي ؛ ألن استخدامها إذا لم‬

‫اس بسياسته وموازينه ‪ ،‬قد يعظم معه الضرر‪ ،‬ويستشري‬


‫وي َس ُ‬
‫يخضع لضوابط الشرع وأحكامه ُ‬

‫منه الخطر‪،‬وما دام الحال هكذا فال غرابة أن تكون هذه الوسائل موضوعا للبحث واالستقصاء‪،‬‬

‫والس َّْبر والتقسيم ؛ ألن الشريعة مهما طال الزمن وتطورت الحياة واستجد من النوازل فلن تعدم‬

‫حكما شرعيا‪،‬يتم إنزاله على تلك النوازل أو المستجدات ‪ ،‬ولو تعدت األوصاف وتباعدت العلل‪.‬‬

‫وتكونت هذه الدراسة من مقدمة‪ ،‬وثالثة فصول‪ ،‬وخاتمة ‪ ،‬تم الحديث فيهم عن التعريف‬

‫بمواقع التواصل االجتماعي وتحديد المقصود فيها ‪ ،‬ثم الحديث عن القواعد الفقهية والضوابط‬

‫الشرعية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬مع ذكر تطبيقات جائزة الستخدام مواقع‬

‫التواصل االجتماعي في مجاالت متعددة ‪ ،‬ومجاالت غير جائزة أيضاُ تم التنبيه إليها وللتحذير‬

‫منها وبيان حكم الشرع فيها ‪ ،‬وكان الفصل األخير مخصصا ً للحديث عن اآلثار اإليجابية‬

‫والسلبية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي ‪.‬‬

‫وتوص لت الباحث ة ع بر ه ذه الدراس ة إلى مجموع ة من النت ائج والتوص يات من أبرزه ا‬

‫استخدام مواق ع التواصل االجتماعي من حيث الحكم الش رعي يمكن أن يعتري ه األحكام الشرعية‬

‫‪10‬‬
‫التكليفي ة الخمس ة‪ ،‬ومن القواع د الفقهي ة والض وابط الش رعية ال تي تض بط اس تخدام والتعام ل م ع‬

‫مواق ع التواصل‪،‬قاع دة األم ور بمقاص دها ‪ ،‬وقاع دة ال ض رر وال ض رار‪ ،‬وقاع دة درء المفس دة‬

‫أولى من جلب المص لحة‪ ،‬وقاع دة س د ال ذرائع ‪ ،‬وقاع دة تص رف اإلم ام من وط بمص لحة الرعية‪،‬‬

‫ومن الضوابط الشرعية التي تضبط استخدام والتعامل مع مواقع التواصل االجتماعي حفظ الدين‬

‫وحف ظ النس ل والع رض وع دم معارض تها للش ريعة اإلس المية واالل تزام ب األخالق الفاض لة أثن اء‬

‫استخدام هذه المواقع‪.‬‬

‫ومن التوصيات التي خلصت إليها الدراسة وتوصي الباحثة بها العمل على تكثيف‬

‫الحمالت التوعوية من قبل المؤسسات الحكومية ووزارة اإلعالم ‪ ،‬والمؤسسات والفكرية‬

‫والثقافية والدينية حيال التعامل مع شبكات ووسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬والعمل على إضافة‬

‫الضوابط والقواعد الشرعية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي في مناهج التدريس لكافة‬

‫المراحل الدراسية ‪.‬وإ نشاء هيئات حكومية رقابية ‪ ،‬تقوم بممارسة الدور الرقابي على المحتوى‬

‫الموجود في وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬وصياغة القوانين التي تجرم الجرائم االلكترونية‪،‬وسد‬

‫الثغرات القانونية في مالحقة ومتابعة من ينشر الرذيلة والفتنة بين أبناء المجتمع اإلسالمي‬

‫الواحد ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المقدمة ‪:‬‬

‫وسائل التواصل االجتماعي بشكلها الحاضر تقنية فرضتها الحياة المعاصرة المتطورة‬

‫وهم الصغير‬
‫تطورا ال يعرف التوقف وال الحدود ‪ ،‬حتى غدت شغل الناس الشاغل‪َّ ،‬‬

‫والكبير‪،‬وميدانا يجمع فى َد َر ِجه صاحب المقصد النبيل وسيئه ‪ ،‬والمثقف بضده ‪ ،‬فاختلط الحابل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كمه عن ُمتشابهه‬ ‫ث بالسمين‪ ،‬فاحتاجت لمن ُيميطُ اللِّثاَ َم عن ُم ْع َتركها َ‬
‫ويفصل ُم ْح َ‬
‫بالنابل‪،‬والغ ُّ‬
‫َ‬ ‫فيها‬

‫وغثَّهُ من سمينه‪.‬‬
‫َ‬
‫وهو – لعمري ‪ -‬من أشرف المقاصد وأنبلها وفيه يتجلى حفظ شريعتنا الغراء مما قد‬

‫ينالها من أولى الزيغ والفساد باستخدام هذه الوسائل ‪ ،‬وإ ن بحسن نيتة أو سوئها؛ ألن استخدامها‬

‫اس بسياسته وموازينه ‪ ،‬قد يعظم معه الضرر‪،‬‬


‫وي َس ُ‬
‫إذا لم يخضع لضوابط الشرع وأحكامه ُ‬
‫ويستشري منه الخطر‪،‬وما دام الحال هكذا فال غرابة أن تكون هذه الوسائل موضوعا للبحث‬

‫واالستقصاء‪ ،‬والس َّْبر والتقسيم ؛ ألن الشريعة مهما طال الزمن وتطورت الحياة واستجد من‬

‫النوازل فلن تعدم حكما شرعيا ‪ ،‬يتم إنزاله على تلك النوازل أو المستجدات ‪ ،‬ولو تعدت‬

‫األوصاف وتباعدت العلل ‪،‬إما نصا من كتاب اهلل عز وجل أو سنة من سنن النبي صلي اهلل عليه‬

‫ُع ِطي لها حكم شرعي‪ ،‬التحاد العلل واألوصاف فيما بينهما‪،‬‬
‫وسلم ‪ ،‬أو قياساً على مسألة أخرى أ ْ‬
‫وهو ِم ْهَيعٌ (طريق) العلماء قديما وحديثا ‪ ،‬فهي صالحة لكل زمان ومكان‪ ،‬ال يعتريها الجمود وال‬

‫القصور‪.‬‬

‫وكما هو معلوم فإن العالم اليوم يشهد ثورة رقمية هائلةً ‪ ،‬تحمل في طياتها مخاوف‬

‫ورغبات متعددة ‪ ،‬بحيث أضحى العالم ليس قرية صغيرة فقط ‪ ،‬بل إنه من غير المبالغ أن نقول‬

‫أن‪ –:‬العالم كله‪ -‬أصبح يختزل في لوحة رقمية على شكل شاشة حاسوب‪ ،‬أو لوح رقمي‪ ،‬أو‬

‫هاتف ذكي ‪ ،‬وفي ظل هذه التغـيرات المتسارعة في مجال االتصال وتقنيـة المعلومات‪،‬والتي‬

‫جعـلت من العالم قرية كونية تنتقل فيها المعلومات إلى جميع أنحاء الكرة األرضية في أجزاء من‬

‫الثانية‪،‬وال شك أن هذه التغيرات لها تأثيرهـا المباشـر علـى األفـراد والمؤسسـات المكونـة‬

‫للمجتمعـات‪ ،‬مما يدفعنا إلى أن نقبل بها لكونها أصبحت جزءا من حياتنا وأثرت ودخلت بشكل‬

‫كبير ومتغلغل في مجتمعاتنا ‪،‬بحيث ال يمكن االنعزال عنها ‪ ،‬أو االنفكاك منها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وإ ن من نافلة القول أن مواقع التواصل االجتماعي عبر اإلنترنت بمجملها سواء أكانت‬
‫الفيسبوك وتويتر أم غيرها من المواقع التي كثرت وانتشرت وتعددت ‪ ،‬تعتبر من أحدث منتجات‬
‫تكنولوجيا االتصاالت وأكثرها شعبية في مختلف قطاعات المجتمع ‪ ،‬لما تمتلكه من خصائص‬
‫تميزها عن المواقع اإللكترونية األخرى‪ ،‬مما شجع متصفحي اإلنترنت من كافة أنحاء العالم على‬
‫اإلقبال المتزايد عليها‪.‬‬
‫والحقيقة أنه على الرغم من السلبيات الكثيرة التي لحقت بمواقع التواصل االجتماعي‬
‫‪،‬والعديد من االنتقادات التي توجهت لها كالتأثير السلبي والمباشر على المجتمع األسري‬
‫وتفككه‪،‬ناهيك عن األضرار النفسية االنطوائية ‪ ،‬واألضرار السياسية ؛ إال أن هناك العديد ممن‬
‫رأى فيها وسيلة مهمة للتنامي وااللتحام بين المجتمعات‪ ،‬و تقريب المفاهيم والرؤى مع‬
‫(‪)1‬‬
‫اآلخر‪،‬واإلطالع والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة‪.‬‬
‫ولما كانت الـشريعة اإلسـالمية شـاملة وصـالحة لكـل زمـان ومكـان ‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ (‪ )2‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ‬
‫‪ ،‬وأن نصوصها وأحكامها ومقاصدها قادرة على أن تحيط بكل ما هو‬ ‫(‪)3‬‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﭼ‬
‫معاصر وجديد ‪ ،‬فتبين لنا ضوابطه وقواعده ‪ ،‬وأحكامه الفقهية المتعلقة به ‪ ،‬كان ال بد من أن‬
‫نبين موقف السياسة الشرعية من األحكام الفقهية المتعلقة باستخدام وسائل التواصل االجتماعي‪،‬‬
‫إذ أن استخدام مواقع التواصل االجتماعي بشكل سلبي يمثل خطورة بالغة على المجتمع‬
‫وأفراده ‪ ،‬ومن المعلوم أن السياسة الشرعية تعني القيام على شأن الرعية من ِقَبل والتهم بما‬
‫يصلحهم من األمر والنهي واإلرشاد والتهذيب‪ ،‬وما يحتاج إليه ذلك من وضع تنظيمات أو‬
‫ترتيبات إدارية تؤدي إلى تحقيق مصالح الرعية بجلب المنافع أو األمور المالئمة‪ ،‬ودفع المضار‬
‫والشرور أو األمور المنافية ‪ ،‬ولهذا جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على دور السياسة‬
‫الشرعية في بيان األحكام الشرعية المتعلقة بالتعامل مع مواقع التواصل االجتماعي والتي‬
‫انتشرت بشكل كبير بين إفراد المجتمعات اإلسالمية ‪ ،‬فاحتيج إلى بيان حكمها ‪ ،‬وبيان ما يتعلق‬
‫بها ‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة ‪:‬‬

‫() الجودر‪ ،‬وداد محمد (‪ ، )2011‬أثر استخدام شبكات التواصل االجتماعي على العالقات االجتماعية‬ ‫‪1‬‬

‫الواقعية لفئة الشباب لمملكة البحرين ‪ ،‬بحث فائز بجائزة الشيخ خليفة بن سلمان بن محمد آل خليفة العلمية‬
‫لعام ‪2011‬م ‪،‬ص‪ ،10‬بتصرف ‪.‬‬
‫() سورة األنعام ‪ :‬اآلية ‪.38 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫() سورة المائدة ‪ :‬اآلية ‪.3 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫جاءت هذه الدراسة لتناقش اإلشكالية المتعلقة ببيان الحكم الشرعي الستخدام مواقع‬

‫التواصل االجتماعي والتي أصبحت واقعا ال يمكن االنفكاك عنه‪ ،‬ثم الحديث عن الضوابط‬

‫والقواعد والقيود التي تتعلق باستخدامها ‪ ،‬ودور السياسة الشرعية في بيان كيفية التعامل مع هذه‬

‫المواقع‪،‬وخصوصاً أنها قد نحت مناحي متنوعة ومتعددة بحيث أصبح من غير الممكن حصر‬

‫وصفها والوصول لحكمها إال من خالل تناولها بشكل جزئي وصوري ‪ ،‬بحسب الحالة ومالبستها‬

‫التي تكون مرتبطة فيها ‪ ،‬ونعني بذلك عدم جواز إطالق الحكم الشرعي الكلي على كل‬

‫استخدامات مواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬فتأتي السياسة الشرعية لوضع ضوابط االستعمال‬

‫واالستخدام بما يتوافق مع مقاصد الشرع الحنيف وقيمه ‪.‬‬

‫تساؤالت الدراسة ‪:‬‬

‫بناء على ما سبق ذكره من مشكلة للدراسة ‪ ،‬فإنه تثور عدة تساؤالت تأتي هذه‬

‫الدراسة لإلجابة عنها أجملها مختصرة ومرتبة ترتيبا منطقيا كما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬ما وسائل التواصل االجتماعي ؟ ومتى ظهرت ؟ وما أنواعها ؟‬

‫‪ -2‬ما دور السياسية الشرعية في بيان كيفية التعامل مع مواقع التواصل االجتماعي؟‬

‫‪ -3‬ما الضوابط والقواعد الشرعية الستخدام هذه الشبكات ( مواقع التواصل االجتماعي ) من‬

‫ناحية شرعية؟‬

‫‪-4‬ما األحكام الفقهية المتعلقة باستخدام مواقع التواصل االجتماعي ؟ وما تطبيقاتها ؟‬

‫‪ -5‬ما اآلثار االيجابية و السلبية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي ؟‬

‫حدود الدراسة ‪:‬‬

‫ستقتصر هذه الدراسة بالحديث عن أحكام السياسة الشرعية الستخدام وسائل التواصل‬

‫االجتماعي‪ ،‬مقتصرين فيها الحديث فقط على ‪ ( :‬الفيس بوك ‪ ،‬التويتر ‪ ،‬اليوتيوب ‪ ،‬والواتس أب‬

‫واالنستغرام ‪ ،‬والسناب شات) ‪.‬‬

‫‪ ‬سبب اختيار الموضوع ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫كان السبب الحقيقي وراء اختيار هذا الموضوع هو ظهور استخدامات سلبية لمواقع‬
‫التواصل االجتماعي مخالفة ًشريعتنا الغراء ‪ ،‬مما يترتب عليها مشاكل عقدية واجتماعية‬
‫وسياسية ‪ ،‬ومن هنا تولدت الرغبة عندي في أن أطرق هذا الموضوع بالبحث لبيان حكم‬
‫الشريعة اإلسالمية فيها‪،‬وأثر السياسة الشرعية في ضبط صورها ‪ ،‬ولعدم وجود دراسة‬
‫متخصصة في هذا المجال بعد البحث واالستقصاء ‪ ,‬كما وأرغب في سد النقص في المكتبة‬
‫الشرعية في هذا المجال إرضاءً هلل تعالى وخدمة لطلبة العلم ‪ ,‬ثم إن هذا الموضوع أصبح ذائعا‬
‫ومنتشراً بشكل كبير في مجتمعاتنا اإلسالمية والعالم بأسره ‪ ،‬فكان لزاما أن نبين حكم الشرع فيه‬
‫‪ ،‬وبيان ما له وما عليه ‪ ،‬إظهاراً لعظمة التشريع اإلسالمي ‪ ،‬وأنه تشريع رباني شامل ‪ ،‬ال‬
‫تعجزه المستجدات عن بيان حكمها ‪ ،‬وإ براز أمرها‪.‬‬
‫أهمية الدراسة ‪:‬‬
‫تنبع أهمية الدراسة من كون شريعتنا السمحاء بأحكامها وتشريعاتها وسياستها التشريعية‬
‫ركزت بشكل كبير على التواصل بين أفراد المجتمع تواصال منضبطا ‪ ،‬محققا لقيم التكافل‬
‫َس َس القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة قواعد‬
‫والتراحم والتعاون المنتج والمثمر‪ ،‬حيث أ َ‬
‫التواصل الجماعي والعالقات االجتماعية؛ لترتقي بمجموع المؤمنين إلى أعلى المراتب في الدنيا‬
‫ﭸ ﭹ‬ ‫واآلخرة والنصوص القرآنية والنبوية كثيرة جدا في هذا الصدد ‪،‬منها‪ :‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫(‪.)1‬‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ‬ ‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ‬
‫فطبيعة اإلسالم في ذاتها تقتضي وجود جماعة متكافلة متكاتفة تقوم بالتكاليف الجماعية‪ ،‬ويمكن‬
‫أن نبرز أهمية هذه الدراسة عبر النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ .1‬أنه يتناول موضوعاً حيوياً من الموضوعات المهمة ‪ ،‬وبيان أهمية مواقع التواصل‬
‫االجتماعي ‪،‬وعالقتها ببناء األمة اإلسالمية‪ ،‬والتي انتشرت وذاعت في مجتمعاتنا بشكل‬
‫كبير جدا ‪ ،‬أصبح من غير المعقول معه أن ننعزل وأن يترك دون أن يبين فيه حكم‬
‫الشريعة اإلسالمية لتضع الضوابط والقيود على كل ما من شأنه أن يعود بالضرر على‬
‫مجتمعنا اإلسالمي ‪.‬‬
‫‪ .2‬حاجة األمة اإلسالمية إلى بيان حكم الشرع في كيفية التعامل مع مواقع التواصل االجتماعي‬

‫الكثيرة ‪ ،‬وبيان الضوابط والقيود الشرعية على التعامل مع مثل هذا النوع من المواقع‬

‫() سورة الحجرات‪ :‬اآلية ‪. 13:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬
‫حيث تعد شبكات التواصل االجتماعي من أكثر وأوسع المواقع على شبكة اإلنترنت انتشاراً‬

‫لتقديمها خاصية التواصل بين األفراد والجماعات المستخدمين لها‪ ,‬حيث تمكنهم من‬

‫التواصل وتبادل األفكار و اآلراء والمعلومات‪ ...‬وغيرها ‪.‬‬

‫‪ .3‬المساهمة في إثراء المكتبة الشرعية اإلسالمية بموضوع جديد يخدم هذا الدين الحنيف‬

‫ويكون مرجعاً شرعياً لمن أردا أن يصبغ حياته بالصبغة الشرعية‪.‬‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬

‫في الحقيقة هناك مجموعة عديدة من األهداف التي تسعى الباحثة إلى تحقيقها من خالل هذه‬

‫الدراسة والتي من أبرزها ‪:‬‬

‫‪ -1‬بيان دور السياسة الشرعية في ضبط السلوكيات الجديدة والطارئة على مجتمعاتنا ‪ ،‬ومواكبة‬

‫تطورات العصر مواكبة شرعية وتشريعية بحيث ندلل على صالحية الشريعة الغراء‬

‫لكل مكان وزمان ‪ ،‬فتأتي هذه الدراسة خدمة لشرعنا الحنيف ودعوة لديننا السمح‪.‬‬

‫‪ -2‬تناول موضوع لم ينل حظا ً وافراً وال نصيباً كافياً من البحث والدراسة من الناحية‬

‫الشرعية وخصوصا من جانب السياسة الشرعية ‪ ،‬ومحاولة أن ننزل أحكام السياسية‬

‫الشرعية وفقهها على استخدامات هذه المواقع ‪ ،‬لنبين ما يجوز من هذه االستخدامات‬

‫والتطبيقات ‪ ،‬وما ال يجوز ‪ ،‬ثم وضع القواعد والضوابط الشرعية التي تضبط استخدام‬

‫هذه المواقع ‪.‬‬

‫‪ -3‬بيان األحكام الشرعية المتعلقة باستخدام وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬ومحاولة إنزالها موقع‬

‫التطبيق والتنفيذ من قبل األجهزة المعنية بالمراقبة والمحاسبة ‪.‬‬

‫‪ -4‬محاولة الكشف عن اآلثار اإليجابية والسلبية لمواقع التواصل االجتماعي على العالقات‬

‫االجتماعية‪ ،‬وعلى المجتمع بأسره ‪.‬‬

‫منهج الدراسة ‪ :‬‬


‫استخدمت الباحثة في هذا البحث أكثر من منهج‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫المنهج االستقرائي‪ :‬جمع المادة العلمية من مظانها المعتمدة سواء أكانت كتباً أم رسائل أم مواقع‬ ‫‪-‬‬
‫الكترونية ‪ ،‬إضافة إلى االعتماد على الفتاوى المعاصرة والتي خصص جانب كبير منها لمواقع‬
‫التواصل االجتماعي وبيان حكم الشرع في كيفية التعامل معها ‪.‬‬
‫المنهج االستنباطي‪ :‬وذلك من خالل استنباط األحكام الشرعية من النصوص القرآنية‬ ‫‪-‬‬
‫الكريمة‪،‬واألحاديث النبوية الشريفة ‪ ،‬والوقوف على اآلراء الفقهية المتعلقة بهذا الموضوع ‪.‬‬
‫وستسير الباحثة في الكتابة ضمن إجراءات معينة ملتزمةً بها قدر اإلمكان في جمع مراحل البحث‪،‬‬
‫وآلية العمل تتلخص فيما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬عزو اآليات القرآنية إلى مواطنها من سور القرآن الكريم وتخريج األحاديث واآلثار النبوية‬
‫من مصادرها األصلية‪ ،‬والرجوع إلى كتب التفسير وشروح الحديث ‪.‬‬
‫‪ .2‬عرض آراء المذاهب الفقهية وأدلتهم وبيان الراجح منها في كل مسألة ‪ ،‬وربطها بالواقع‬
‫الذي نعيشه‪ ،‬عبر بحثها في الكتب الفقهية المعتمدة ‪ ،‬وتوثيق المسائل واألقوال وعزوها‬
‫إلى مصادرها األصلية‪.‬‬
‫‪ .3‬توثيق النصوص الفقهية وغيرها من المصادر المعتمدة في المذهب ‪.‬‬
‫‪ .4‬استخدام الشبكة العنكبوتية – االنترنت – ما أمكن استخدامها لالستفادة قدر اإلمكان منها في‬
‫سبيل إثراء الموضوع ‪ ،‬كونه من الموضوعات المعاصرة ‪ ،‬والتي تناولها العديد من‬
‫المواقع االلكترونية ذات الطابع اإلسالمي ‪ ،‬بالحديث بشكل جزئي ومستقل ‪ ،‬دون‬
‫اإلحاطة الكاملة في كل مضامينها ‪.‬‬
‫‪ .5‬عمل فهارس للمصادر والمراجع والدوريات‪ ،‬وفهرس للمحتويات ‪ ،‬ولآليات القرآنية‬
‫واألحاديث النبوية الواردة في مضمون الرسالة ‪ ،‬بحيث تسهل للباحثين من بعدي‬
‫الوصول إليها ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫في الحقيقة هناك العديد من الدراسات االجتماعية والسياسية التي تناولت أثر مواقع التواصل‬
‫االجتماعي ‪ ،‬وهذه الدراسات لم تعنَ بالقدر الكبير بالناحية الشرعية المتمثلة ببيان حكم الشرع‬
‫في هذه المواقع ‪ ،‬والضوابط التي ينبغي على مستخدمها أن يلتزم فيها ‪ ،‬ولذلك سنغض الطرف‬
‫عن هذه الدراسات لعدم تعلقها بموضوعنا بتاتا ‪ ،‬إال أننا سنستفيد منها قدر اإلمكان عند الحديث‬
‫عن التعريف بمواقع التواصل في الفصل األول ‪ ،‬أما عن الدراسات الشرعية التي تناولت‬
‫موضوعنا فهي أيضا بمجملها كانت قاصرة بعض الشيء عن اإلحاطة بالموضوع إحاطةً تامة‬
‫ً‪،‬فاقتصرت بعض هذه الدراسات على الضوابط فقط‪ ،‬دون أن تتحدث عن األحكام الشرعية‬
‫والقواعد الفقهية الستخدام مثل هذه المواقع ‪ ،‬والتي ال بد من بيانها ‪ ،‬وبيان حكم الشرع‬
‫فيها‪،‬ولذلك ستأتي دراستنا هذه إن شاء اهلل تعالى لمحاولة تالفي الخلل والقصور والنقص فيما‬
‫سبقها من دراسات ‪ ،‬ومن أبرز هذه الدراسات التي تحدثت عن مواقع التواصل االجتماعي من‬
‫ناحية شرعية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة بعنوان ‪ :‬التواصل االجتماعي أنواعه وضوابطه وآثاره ‪ ،‬قام بإعدادها ‪ :‬الباحث‬
‫ماجد رجب سكر عام (‪ ،)2011‬في قسم التفسير وعلوم القرآن في الجامعة اإلسالمية في‬
‫فلسطين ‪ ،‬وهي عبارة عن دراسة علمية ‪ ،‬وقد اشتملت على ثالثة فصول‪ ،‬األول‪ :‬في أنواع‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬والثاني‪ :‬في وسائل التواصل االجتماعي وضوابطه ومقوماته‪ ،‬والثالث‪:‬‬
‫غايات التواصل االجتماعي والعوامل المؤثرة والمعوقة فيه‪ ،‬وقد ختم الموضوع من الجهة‬
‫القرآنية واستشهد ببعض األحاديث النبوية في دراسته‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة بعنوان ‪ ،‬التواصل العائلي االجتماعي في السنة النبوية "‪ ،‬دراسة قرآنية موضوعية‬
‫‪ ،‬وهي من إعداد الطالب محمد تحسين حمد ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية – غزة ‪1436 ،‬هـ ‪ 2014‬م‪،‬‬
‫تناول معاني ومفهوم التواصل العائلي االجتماعي في اللغة واالصطالح وتوصل الباحث لمعني‬
‫التواصل العائلي االجتماعي‪،‬ثم بين مجاالت التواصل العائلي االجتماعي ووسائله‪ .‬وقد توصل‬
‫الباحث في خاتمة الفصلين إلى خالصة البحث في كل منهما وهي وسائل التواصل الحديثة‪ ،‬من‬
‫هاتف وانترنت‪ ،‬وغيرها من الوسائل التكنولوجية‪ ،‬ساهمت بشكل كبير في تواصل األقارب مع‬
‫ابتداء من النواة األولي وهي‬
‫ً‬ ‫بعضهم البعض‪ ،‬مما أدى في أغلب األحيان إلى تماسك المجتمع‬
‫العائلة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ - 3‬بعد االنتهاء من هذه الدراسة كان قد انعقد مؤتمر في المدينة المنورة في المملكة العربية‬

‫السعودية ‪ ،‬بعنوان ‪"  :‬ضوابط استخدام شبكات التواصل االجتماعي في اإلسالم"‪ ،‬والذي نظمته‬

‫جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات اإلسالمية المعاصرة(‬

‫‪،)2016‬بمشاركة الجامعة اإلسالمية ‪ ،‬في المدينة المنورة ‪ ،‬وتم تقديم العديد من األبحاث في‬

‫هذا المؤتمر ‪ ،‬تم التركيز فيها على النواحي االجتماعية السياسية واألمنية والتربوية والقانونية‬

‫في استخدام مواقع التواصل االجتماعي والتعامل معها ‪.‬‬

‫ما يميز دراستنا عن هذه الدراسات ما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬أن التركيز في دراستنا سيكون منصباً حول وسائل التواصل االجتماعي( الفيس بوك‪،‬تويتر‪،‬‬

‫الواتس أب ‪ ،‬الفايبر ‪ ،‬االنستغرام ‪ ،‬وغيرها) ‪ ،‬والتي من المعلوم أصبحت جزءا من حياتنا‬

‫اليومية مما احتيج إلى بيان حكم الشرع في التعامل معها تعامال ً منضبطا بأحكام الشريعة‬

‫ووضع القواعد العامة والضوابط الشرعية الستخدامها‪ ،‬وتسليط الضوء على اآلثار اإليجابية‬

‫وكذلك السلبية المترتبة على استخدامها في شتى نواحي الحياة ‪.‬‬

‫‪ ‬أن الدراستين السابقتين قد ركزتا على التواصل االجتماعي العائلي من خالل بحثه في‬

‫القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فقط ‪ ،‬وخصصت ذلك فيهما فقط دون الحديث عن‬

‫استخدامات وسائل التواصل االجتماعي وتطبيقاتهما المعاصرة‪ ،‬ودون الحديث عن القواعد‬

‫والضوابط الستخدام تلك المواقع ‪ ،‬ودون الحديث أيضاً عن اآلثار اإليجابية والسلبية‬

‫الستخدام هذه المواقع ‪ ،‬وهذا ما سوف نتحدث عنه دراستنا وتتناوله بالبحث‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‬

‫مدخل تمهيدي لبيان مفاهيم الدراسة‬

‫قبل الولوج إلى صلب الدراسة؛ ال بد من تحديد المصطلحات األساسية‪ ،‬لتكون بمثابة أرضية‬

‫ُيتفق عليها في بناء المفاهيم ومناقشة القضايا فيما يأتي‪ ،‬ففهم الشيء فرع عن تصوره ‪ ،‬وحتى‬

‫يكون تصورنا للموضوع تصوراً منضبطا ً كان ال بد لنا من أن نحرر المعاني اللغوية‬

‫واالصطالحية لمفردات الدراسة ‪ ،‬ولهذا سيتم تعريف السياسة الشرعية لغة واصطالحا في‬

‫المبحث األول ‪ ،‬ونخصص الحديث في المبحث الثاني عن مواقع التواصل االجتماعي ونشأتها‬

‫وأنواعها وذلك كما يلي ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف السياسة الشرعية‬

‫المطلب األول‪ :‬السياسة لغة واصطالحا‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشريعة لغة واصطالحا‬

‫المطلب الثالث‪ :‬السياسة الشرعية علما مركبا‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التعريف بمواقع التواصل االجتماعي‬

‫المطلب األول ‪ :‬ماهية التواصل االجتماعي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نشأة وتطور التواصل االجتماعي‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أنواع مواقع التواصل االجتماعي‬

‫‪9‬‬
‫المبحث األول‬
‫تعريف السياسة الشرعية‬
‫مصطلح "السياسية الشرعية" – في الحقيقة – من المصطلحات الواسعة‪ ،‬التي لم يتفق‬
‫الفقهاء على تحديد المقصود بها بشكل جازم ‪ ،‬ولذلك كان حرياً بنا تسليط األضواء على آراء‬
‫العلماء في هذا المصطلح ‪ ،‬ومن ثم محاولة الوصول إلى التعريف الذي يتفق ومضمون استعمال‬
‫الفقهاء لهذا المصطلح‪ ،‬وآثرت الباحثة أن تبدأ حديثها في هذه الدراسة من خالل بيان معنى‬
‫السياسة الشرعية وتحديد المقصود منها على اعتبار أن مدار هذه الدراسة يدور حول أثر‬
‫السياسة الشرعية في بيان كيفية التعامل مع مواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬ومن هنا كان ال بد لنا‬
‫من أن نعرج على تعريف السياسة الشرعية ونحدد المقصود منها ‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬السياسة لغة واصطالحا‪:‬‬
‫ولتعريف السياسة؛ سيتم إيراد المعنى اللغوي لهذا المصطلح‪ ،‬ثم التعريف االصطالحي‬
‫له عند الفقهاء القدامى مقارنا مع المعاصرين ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬السياسة لغ ًة‬
‫السياسة لغةً من (س و س)‪ ،‬وترجع في أصل معناها اللغوي إلى ثالثة أصول‪:‬‬
‫سيس‪ ،‬إذا فسد بشيء‪.‬‬
‫اس ُي ُ‬
‫وأس َ‬
‫اس‪َ ،‬‬ ‫الطعام َي َس ُ‬
‫ُ‬ ‫اس‬ ‫األول‪ :‬فساد في شيء‪ ،‬ومن ذلك َس َ‬
‫وس ٍ‬
‫فالن‪ ،‬أي طبعه"(‪.)1‬‬ ‫ويقال‪ :‬هذا من ُس ِ‬ ‫َّ‬ ‫والثاني‪ِ :‬جبلَّةٌ َ‬
‫ُّوس هو الطبعُ‪ُ .‬‬‫وخليقَةٌ‪ ،‬فالس ُ‬
‫"وساس‬ ‫(‪)3‬‬
‫الرعية سياسةً؛ أي يلي أمرها"‬ ‫وس ّ‬‫يس ُ‬
‫سن القيام " " ‪ ،‬ومنه ُيقال‪ :‬الوالي ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫"ح ُ‬
‫والثالث‪ُ :‬‬
‫وهم‬ ‫ٍ‬ ‫ساس من ٍ‬
‫اس ُ‬
‫الرياسة‪ُ ،‬يقا ُل َس ُ‬
‫وس ّواس؛ والسَّوس‪ِّ :‬‬
‫قوم َساسة ُ‬ ‫األمر سياسةً‪ :‬قام به‪ ،‬ورجل ٌ‬
‫وسهم أنبياؤهم)(‪،)4‬‬
‫يس ُ‬
‫َس ْوساً وإ ذا رأّسوه قيل‪َ :‬س َّو ُسوه وأَساسوه‪ .‬وفي الحديث‪( :‬كان بنو إسرائيل ُ‬
‫أمورهم‪ ،‬فالسياسة بهذا المعنى هي القيام على الشيء بما ُيصلحه"(‪ .)5‬والمعنى األخير‬‫أي تتولّى َ‬
‫هو األقرب إلى المعنى االصطالحي اآلتي ذكره‪ ،‬ولموضوع هذه الدراسة ‪.‬‬

‫()ابن فارس‪ ،‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا‪( ،‬ت ‪395‬هـ)‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق ‪:‬عبد السالم‬ ‫‪1‬‬

‫محمد هارون‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬م‪ ،‬د‪.‬ط‪1979 ،‬م‪ ،3/119 ،‬بتصرف‪.‬‬


‫()األزهري‪ ،‬أبو منصور محمد بن أحمد (المتوفى‪370 :‬هـ)‪ ،‬تهذيب اللغة‪ ،‬تحقيق ‪:‬عبد الحليم النجار‪ ،‬الدار‬ ‫‪2‬‬

‫المصرية للتأليف والترجمة‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.3/87 ،‬‬


‫المعرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود فاخوري‪ ،‬عبد‬ ‫)المطرزى‪ ،‬أبو الفتح ناصر الدين‪( ،‬ت ‪610‬هـ)‪ ،‬المغرب في ترتيب ُ‬
‫( ُ‬
‫‪3‬‬

‫الحميد مختار‪ ،‬مكتبة أسامة بن زيد‪ ،‬حلب‪ ،‬ط‪1979 ،1‬م‪.1/420 ،‬‬


‫()أخرجه البخاري في صحيحه ( الجامع الصحيح المسند من حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وسننه‬ ‫‪4‬‬

‫وأيامه) ‪ ،‬تحقيق محب الدين الخطيب‪ ،‬ط‪ ،1‬المطبعة السلفية‪ ،‬القاهرة‪1403 ،‬هـ‪ ،‬كتاب األنبياء‪ ،‬باب ما ُذكر‬
‫عن بني إسرائيل‪ ،‬حديث رقم( ‪.2/492 ،)3455‬‬
‫()ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل محمد بن مكرم بن علي األنصاري‪( ،‬ت‪711 .‬هـ)‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬تحقيق ‪:‬عبد اهلل‬ ‫‪5‬‬

‫علي الكبير وآخرون‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.3/2150 ،‬‬


‫‪10‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬السياسة كلفظ مستقل في االصطالح الشرعي‬

‫لم يفصل الفقهاء المتقدمين ممن بحث بالسياسة بين مصطلحي السياسة و الشرعية ‪ ،‬على‬

‫اعتبار إن السياسة عندهم على ما سنرى الحقا إنما هي إصالح ورعاية للرعية وفق شرع اهلل‬

‫ومنهجه ‪ ،‬وال إصالح حقيقي إال بال ّشرع"(‪ ،)1‬وفي هذا قيل‪" :‬ال سياسة إال ما وافق‬

‫كافي إلفادة المطلوب ‪ ،‬وحتى لو وردت‬


‫ال ّشرع" ‪،‬فإطالق لفظ "السياسة" بدون قيد "الشرعية" ٌ‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪)3‬‬
‫منفردة فإنهم يقصدون بها كذلك المعنى نفسه المراد من المصطلح المركب‪.‬‬

‫ثم مع ضعف العلم وعدم الفقه الجيد بسياسة الرسول صلى اهلل عليه وسلم عند بعض الوالة‬

‫صارت السياسة تُخالف الشرع‪ ،‬فاحتيج إلى تقييد "السياسة" بـ "الشرعية"‪ ،‬إلخراج السياسة‬

‫‪ ،‬وذكر الشيخ يوسف القرضاوي أن السياسة في اصطالح علمائنا القدامى لها‬ ‫(‪)4‬‬
‫الظالمة"‬

‫معنيان‪ " :‬أحدهما‪ :‬المعنى العام وهو تدبير أمور الناس وشؤون دنياهم بشرائع الدين‪ .‬ولهذا‬

‫نجدهم يعرفون الخالفة بأنها نيابة عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في حراسة الدين وسياسة‬

‫الدنيا به‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬المعنى الخاص وهو ما يراه اإلمام أو يصدره من األحكام والقرارات‪ ،‬زجرا عن فساد‬

‫واقع‪،‬أو وقاية من فساد متوقع‪ ،‬أو عالجا لوضع خاص" (‪.)5‬‬

‫وفيما يأتي بعض تعريفات الفقهاء للسياسة‪:‬‬

‫()النعيمي‪ ،‬صالح الدين محمد قاسم‪ ،‬أثر المصلحة في السياسة الشرعية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2009‬م‪ ،‬ص‪ ،122‬بتصرف‪.‬‬


‫()ابن القيم‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية‪( ،‬ت‪751 .‬هـ)‪ ،‬الطرق الحكمية في‬ ‫‪2‬‬

‫السياسة الشرعية‪ ،‬تحقيق ‪ :‬نايف أحمد الحمد‪ ،‬دار عالم الفوائد‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬ط‪1428 ،1‬هـ‪.1/29 ،‬‬
‫()أبو الليل ‪ ،‬محمد محمود أبو ليل(‪ ، )2005‬السياسة الشرعية في تصرفات الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫‪3‬‬

‫المالية واالقتصادية ‪،‬رسالةدكتوراه ‪ ،‬غير منشورة ‪ ،‬الجامعة األردنية ‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫()النعيمي‪ ،‬أثر المصلحة في السياسة الشرعية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122‬‬ ‫‪4‬‬

‫()القرضاوي‪ ،‬يوسف‪ ،‬السياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة وهبة‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫القاهرة‪ ،‬مصر‪1998 ،‬م‪ ،‬ص ‪.301 ،220‬‬


‫‪11‬‬
‫‪ -‬السياسة هي "ما كان فعال يكون معه الناس أقرب إلى الصالح‪ ،‬وأبعد عن الفاسد‪ ،‬وإ ن لم‬

‫يضعه الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وال نزل به وحي"(‪.)1‬‬

‫ونلحظ على هذا التعريف أنه يتضمن ما كان منصوصا عليه‪ ،‬وما لم يكن منصوصا عليه مما‬

‫يوافق الشرع؛ وأشار إليه بقوله‪" :‬وإ ن لم يضعه الرسول صلى اهلل عليه وسلم وال نزل به وحي"‪.‬‬

‫وأيضاً يتضمن النسبية في تحقيق الصواب؛ ألن السياسة الشرعية في أغلبها اجتهادات؛‬

‫إما في تنزيل النصوص على الوقائع‪ ،‬أو في استنباط الحكم فيما لم يرد فيه نص بخصوصه من‬

‫المسائل المستجدة‪ ،‬وبالتالي فمجال االجتهاد فيها واسع‪ ،‬وكما هو معلوم بأن االجتهاد ُعرضة‬

‫للخطأ والصواب‪ ،‬وإ لى هذا أشار بقوله‪" :‬يكون الناس فيه أقرب إلى الصالح وأبعد عن الفساد"‪.‬‬

‫‪ -‬ووردت السياسة عند الحنفية على معنيين‪:‬‬

‫فحصروا السياسة – على هذا المعنى – في‬ ‫(‪)2‬‬


‫األول‪ :‬معنى خاص‪ ،‬وهو‪" :‬السياسة شرع مغلّظ"‬

‫تغليظ التعزير‪ ،‬فهي "تغليظ جناية لها حكم شرعي حسما لمادة الفساد"(‪ )3‬ومثّلوا له بـ "قتل السارق‬

‫إذا سرق ثالثا ورابعا"(‪ ،)4‬وعلى هذا قالوا‪" :‬السياسة والتعزير مترادفان"(‪.)5‬‬

‫()ابن القيم‪ ،‬الطرق الحكمية‪،‬مرجع سابق‪ ،1/29 ،‬ونسبه إلى ابن عقيل الحنبلي (أبو الوفاء‪ ،‬علي بن عقيل‬ ‫‪1‬‬

‫بن محمد بن عقيل البغدادي‪( ،‬ت ‪513‬هـ)‪ ،‬له كتاب فصول اآلداب ومكارم األخالق المشروعة‪ ،‬وكتاب‬
‫الفنون‪ ،‬وكتاب الجدل على طريقة الفقهاء‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬ولم تعثر الباحثة على ذلك التعريف ضمن ما اطلع‬
‫عليه من كتبه‪.‬‬
‫()ابن نجيم‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم بن محمد المعروف المصري (ت ‪970‬هـ)‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز‬ ‫‪2‬‬

‫الدقائق‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2‬د‪.‬ت‪.5/67 ،‬‬


‫()ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز الحنفي‪( ،‬ت ‪1252‬هـ)‪ ،‬رد المحتار على الدر المختار‬ ‫‪3‬‬

‫(حاشية ابن عابدين)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪1992 ،76‬م‪.4/15 ،‬‬
‫()ابن نجيم‪ ،‬البحر الرائق‪ ،5/76 ،‬مرجع سابق‪ ،‬بتصرف‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫()ابن عابدين‪ ،‬حاشية ابن عابدين‪ ،‬مرجع سابق‪.4/15 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪12‬‬
‫والثاني‪ :‬عندهم بمعنى عام‪ ،‬وهو‪" :‬السياسة استصالح الخلق بإرشادهم إلى الطريق المنجي في‬

‫الدنيا واآلخرة"(‪ ،)1‬وقريب من هذا تعريف السياسة بأنها‪" :‬فعل شيء من الحاكم لمصلحة يراها‪،‬‬

‫وإ ن لم يرد بذلك الفعل دليل جزئي"(‪.)2‬‬

‫والمالحظ في هذا التعريف األخير أنه ركز على كون الفعل السياسي مما يصدر عن الحاكم‬

‫خالفا للتعريف األول الذي لم يشر إلى هذا ‪ ،‬فبناء على التعريف األول؛ يمكن أن يندرج في‬

‫معنى السياسة ك ّل التصرفات التي يتم اتخاذها إلصالح األوضاع ولو في غياب الحاكم‪ ،‬فيمكن‬

‫إذن أن تندرج فيه دعوة الرسول صلى اهلل عليه وسلم في المرحلة المكية – قبل قيام دولة‬

‫المدينة‪ ،-‬كما تندرج فيه دعوات األنبياء والمصلحين‪ ،‬لكن ال ُيتصور وجود سياسة في أفراد‬

‫مفرقين أو رحل ال تربط بينهم صلة‪ ،‬فال بد على األقل من وجود تجمع بشري مستقر؛ سواء‬

‫أكان ذا طابع قبلي كما في مجتمع الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬أم على شكل دولة كما في‬

‫عهد موسى عليه السالم في مصر دولة الفراعنة‪ ،‬وبالمقابل "فـ العمران البشري ال بد له من‬

‫سياسة ينتظم بها أمره"(‪ ،)3‬فيندرج ضمن السياسة ك ّل من العالقة المتبادلة بين القيادة والرعية‪،‬‬

‫والعالقة المتبادلة بين القيادة وغيرها من الكيانات األخرى؛ سواء أكانت دوال أم زعماء قبائل‬

‫الخ‪.‬‬

‫‪ -‬وفي تعريف آخر للسياسة أنها "القانون الموضوع لرعاية اآلداب‪ ،‬والمصالح وانتظام‬

‫األموال"(‪)4‬فيالحظ في التعريف أنه ركز على الجانب التنظيمي للسياسة‪ ،‬وهو "القانون"‪ ،‬ثم قسم‬

‫السياسة إلى شرعية وظالمة بقوله‪" :‬والسياسة نوعان سياسة عادلة تخرج الحق من الظالم الفاجر‬

‫()ابن عابدين‪ ،‬حاشية ابن عابدين‪ ،‬مرجع سابق‪.4/15 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫()ابن نجيم‪ ،‬البحر الرائق‪،‬مرجع سابق‪.5/11 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫()ابن خلدون‪ ،‬أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد‪( ،‬ت ‪808‬هـ)‪ ،‬ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب‬ ‫‪3‬‬

‫والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر‪ ،‬تحقيق خليل شحادة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1988 ،2‬م‪،‬‬
‫‪ .1/337‬المقريزي ‪ ،‬أحمد بن علي المقريزي ‪ ،‬الخطط المقريزية المسماة بالمواعظ واالعتبار بذكر الخطط‬
‫واآلثار‪٢٢٠/٢،‬‬
‫()ابن نجيم‪ ،‬البحر الرائق‪ ،‬مرجع سابق‪.5/76 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪13‬‬
‫فهي من الشريعة علمها من علمها وجهلها من جهلها‪ ،‬والنوع اآلخر سياسة ظالمة فالشريعة‬

‫تحرمها"(‪.)1‬‬
‫ّ‬
‫لكن حصر السياسة في القانون فيه نوع من تضييق المعنى؛ إذ القانون جزء من عملية‬

‫السياسة بما تشتمل عليه من هيئات تنفيذية وتشريعية وقضائية وعالقات داخلية وأخرى‬

‫خارجية؛وبما أن "السياسة" في اإلصطالح الشرعي ترجع إلى معنى "السياسة الشرعية"؛ فسيأتي‬

‫ترجيح الباحثة لمعنى السياسة شرعاً في المطلب الثالث‪:‬السياسة الشرعية علما مركبا‪.‬‬

‫وعرفها الدكتور أحمد الحصري بأنها "‪ :‬اسم لألحكام والتصرفات التي تدبر بها شئون األمة‬

‫في حكومتها ‪ ،‬وتشريعها ‪ ،‬وقضائها ‪ ،‬وفي جميع سلطاتها ‪ ،‬وعالقتها بغيرها من األمم ‪ ،‬أي‬

‫أنها ‪ :‬كل النظم والتشريعات التي تساس بها األمة في الداخل والخارج ‪ ،‬سواء في ذلك ما يتعلق‬
‫(‪)2‬‬
‫بسياسة األمة داخلياً وما يحدد تصرف األمة في الشئون الخارجية لها ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشرعية لغ ًة واصطالحاً‬

‫الفرع األول‪ :‬الشرعية لغ ًة‬

‫قال ابن فارس في معجمه ‪(" :‬شرع) الشين والراء والعين أصل واحد‪ ،‬وهو شيء ُيفتح‬

‫في امتداد يكون فيه‪ ،‬ومن ذلك شراع السفينة‪ ،‬وأيضا الشريعة‪ ،‬وهي مورد الشاربة الماء‪.‬‬

‫واشتق من ذلك الشرعة في الدين والشريعة‪ .‬قال اهلل تعالى‪:‬ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﯙ ﭼ‬

‫(‪ ،)3‬وقال سبحانه‪ :‬ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮤﭼ (‪)4‬ويقال‪ :‬أشرعت طريقا‪ ،‬إذا أنفذته وفتحته‪،‬‬

‫إنها الرافعة رؤوسها"(‪.)6‬وقيل بأنه‬ ‫(‪)5‬‬


‫وشرعت أيضا ‪ ...‬في قوله تعالى‪ :‬ﭽﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﭼ‬

‫‪ ،‬وق ال الج وهري ‪ :‬الش ريعة‪ :‬مش رعة‬ ‫(‪)7‬‬


‫مش تق من الش ارع وهو الطريق المس تقيم من الم ذاهب‬

‫()المصدر السابق ‪ .5/76،‬الحصري ‪ ،‬أحمد ( ‪ ، ) ١٩٨٦‬السياسة االقتصادية والنظم المالية في الفقه‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسالمي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫()الحصري ‪ ،‬أحمد ( ‪ ، ) ١٩٨٦‬السياسة االقتصادية والنظم المالية في الفقه اإلسالمي ‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪2‬‬

‫() سورة المائدة‪. 48 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫() سورة الجاثية‪.18 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫()سورةاألعراف‪.163 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫()ابن فارس‪ ،‬أبو الحسين أحمد بن زكرياء القزويني‪( ،‬ت ‪395‬هـ)‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق عبد السالم‬ ‫‪6‬‬

‫محمد هارون‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيرو‪1979 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،262‬بتصرف‪.‬‬


‫ّ‬
‫() ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب‪ .8/176 ،‬مح ّمد بن مح ّمد بن عبد الر ّزاق الحسيني‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬الملقب بمرتضى‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫ال َّزبيدي (المتوفى‪1205 :‬هـ) تاج العروس من جواهر القاموس المحقق‪ :‬مجموعة من المحققين الناشر‪:‬‬
‫‪14‬‬
‫الماء‪ ،‬وهو مورد الشاربة‪ .‬والشريعة‪ :‬ما شرع اهلل لعباده من الدين‪ ،‬وقد شرع لهم يشرع شرعا‪،‬‬

‫أي سن‪،‬والش ارع‪ :‬الطري ق األعظم‪،‬وش رع الم نزل‪ ،‬إذا ك ان باب ه على طري ق نافذ‪ ،‬وش رعت‬

‫اإلهاب‪ ،‬إذا سلخته ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشرعية اصطالحاً‬


‫الشريعة لها عدة تعريفات‪ ،‬منها أنها "االئتمار بالتزام العبودية"(‪ ،)2‬وعرفت أيضا بأنها‪:‬‬

‫"الطريق في الدين"(‪ ،)3‬والتعريف الثاني أقرب؛ لعالقته القوية بالتعريف اللغوي‪ ،‬وهو بهذا الشكل‬

‫شامل لكل الديانات‪ ،‬فكل طريق في الدين صالح في وقته‪ ،‬ما لم ُينسخ بما بعده‪ ،‬وعلى هذا يكون‬

‫المراد بالشريعة في هذه الدراسة أنها‪:‬‬

‫هي ما نزل به الوحي على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من األحكام في الكتاب أو‬
‫(‪)4‬‬
‫السنة مما يتعلق بالعقائد أو الوجدانيات وأفعال المكلفين قطعياً كان أو ظنياً( ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ -‬السياسة الشرعية علماً مركباً‬


‫تعددت وتنوعت تعريفات السياسة الشرعية في االصطالح‪ ،‬تنوعا كبيرا ‪ ،‬بحيث ال‬

‫يمكن أن تجد ضابطاً محدداً لبيان معنى السياسية الشرعية‪ ،‬وفقا لمنظور من عرفها ‪ ،‬وسنورد‬

‫بعضا من تعريفات الفقهاء للسياسة الشرعية‪ ،‬ونعلق قدر اإلمكان عليها ‪ ،‬حيث عرفها ابن‬

‫عابدين – رحمه اهلل بأنها‪" :‬فعل شيء من الحاكم؛ لمصلحة يراها‪ ،‬وإ ن لم يرد بذلك الفعل دليل‬

‫جزئي"‪ ،‬ثم قال ابن عابدين معقبا "وهذا التعريف للسياسة العامة الصادقة على جميع ما شرعه‬

‫اهلل لعباده من األحكام الشرعية(‪.)5‬‬

‫دار الهداية ‪.21/259 ،‬‬


‫() الجوهري‪ ،‬أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى‪393 :‬هـ) ‪ ،‬الصحاح تاج اللغة‬ ‫‪1‬‬

‫وصحاح العربية ‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عبد الغفور عطار ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العلم للماليين – بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‬
‫‪ 1407‬هـ‍ ‪ 1987 -‬م ‪.3/1236 ،‬‬
‫()الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد بن علي الزين الشريف‪( ،‬ت ‪816‬هـ)‪ ،‬كتاب التعريفات‪ ،‬تحقيق جماعة من‬ ‫‪2‬‬

‫العلماء‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪1983 ،‬م‪ ،‬ص‪.127‬‬


‫() الجرجاني‪ ، ،‬كتاب التعريفات‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.127‬‬ ‫‪3‬‬

‫() وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ‪ ،‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ ،‬دار السالسل ‪ ،‬الكويت ‪،‬ط‪،2‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪.32/194‬‬
‫()ا بن عابدين‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي الحنفي (ت‪1252 ،‬هـ)‪ ،‬رد المحتار‬ ‫‪5‬‬

‫على الدر المختار‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر‪ -‬بيروت‪1992 ،‬م‪.4/15 ،‬‬


‫‪15‬‬
‫وعرفها الطرابلسي فقال‪" :‬السياسة شرع مغلظ"(‪.)6‬‬

‫ونقل ابن عابدين عن الحموي في حاشية مسكين "السياسة شرع مغلظ"(‪.)2‬‬

‫وعرف المالكية السياسة الشرعية فقالوا‪" :‬هي التي يتوصل بها إلى المقاصد‬

‫الشرعية‪،‬فهي الطريق التي توصل للحق"(‪.)3‬‬

‫وعرفها ابن فودي بقوله‪" :‬هي رعي مصالح العباد ودرء المفاسد بالكشف عن المظالم‬

‫بآداب تبين الحق كالحكم بالقرائن من غير إقرار وال بينة‪ ،‬وأخذ أهل الشر بالتهم وبتهديد‬

‫الخصم"(‪.)4‬‬

‫ولم يتناول الشافعية مصطلح السياسة الشرعية بصريح العبارة‪ ،‬وإ نما تناولها في‬

‫مصطلح "مصلحة"‪ ،‬ويقصدون بها السياسة الشرعية عند اقترانها برأي اإلمام في مسألة معينة‬

‫ولم يرد بها دليل شرعي‪.‬‬

‫فقد عرفها البجيرمي بقوله‪" :‬إصالح أمور الرعية وتدبير أمورهم"(‪.)5‬‬

‫وعرفها الغزالي بقوله "استصالح الخلق بإرشادهم إلى الطريق المستقيم المنجي في الدنيا‬

‫واآلخرة"(‪ ، )6‬وقد قسمها الغزالي إلى أربعة مراتب‪ ،‬وهي سياسة األنبياء‪ ،‬وسياسة‬

‫الخلفاء‪،‬وسياسة العلماء وكذلك الوعاظ(‪.)7‬‬

‫( )الطرابلسي‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬عالء الدين‪ ،‬علي بن خليل الحنفي (ت‪844 :‬هـ)‪ ،‬معين الحكام فيما يتردد بين‬ ‫‪6‬‬

‫الخصمين من األحكام‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ج‪،1‬ص‪.169‬‬


‫()ابن عابدين‪ ،‬رد المحتار على الدر المختار‪ ،‬مصدر سابق‪.4/15 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫()ابن فرحون‪ ،‬إبراهيم بن علي بن محمد‪ ،‬برهان الدين اليعمري‪( ،‬ت‪799 :‬هـ)‪ ،‬تبصرة الحكام في أصول‬ ‫‪3‬‬

‫األقضية ومناهج األحكام‪ ،‬ط‪1986 ،1‬م‪ ،‬مكتبة الكليات األزهرية‪.2/115 ،‬‬


‫()ابن فودي‪ ،‬عبد اهلل بن محمد بن فودي‪ ،‬ضياء السياسات وفتاوي النوازل مما هو من فروع الدين من‬ ‫‪4‬‬

‫المسائل‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد كاني‪ ،‬ط‪ ،1‬الزهراء لإلعالم العربي‪1988 ،‬م‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫()البجيرمي‪ ،‬سليمان بن محمد بن عمر المصري الشافعي‪ ،‬حاشية البجيرمي على الخطيب‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار‬ ‫‪5‬‬

‫الفكر‪1415 ،‬هـ‪1995 -‬م‪ ،‬ج‪،2‬ص‪ ،178‬الجمل‪ ،‬سليمان بن عمر بن منصور العجيلي األزهري‪ ،‬فتوحات‬
‫الوهاب بتوضيح شرح منهج الطالب المعروف بحاشية الجمل (منهج الطالب اختصره زكريا األنصاري من‬
‫منهاج الطالبين للنووي ثم شرحه في شرح منهج الطالب‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬وبدون تاريخ‪ ،‬دار الفكر‪.3/26 ،‬‬
‫()الغزالي ‪ ،‬إحياء علوم الدين‪.1/13 ،‬‬ ‫‪6‬‬

‫()الغزالي‪ ،‬إحياء علوم الدين‪.1/13 ،‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪16‬‬
‫أما تعريف الحنابلة‪ :‬فقد نقل عن ابن عقيل الحنبلي رحمه اهلل فقال‪ " :‬ما كان من األفعال‬

‫بحيث يكون الناس معه أقرب إلى الصالح‪ ،‬وأبعد عن الفساد‪ ،‬وإ ن لم يشرعه الرسول‪،‬وال نزل‬

‫به وحي" (‪.)1‬‬

‫والمالحظ على تعاريف الفقهاء القدامى تأكيدهم على أن السياسة الشرعية إنما هي رعاية مصالح‬
‫العباد وحفظها‪،‬وإ ن لم يرد نصا شرعيا محددا وواضحاً فيها ‪ ،‬وهذا المعنى هو عينه ما قصده‬
‫المعاصرون حينما عرفوا السياسة الشرعية ‪ ،‬حيث عرفت بأنها‪" :‬فعل شيء من الحاكم لمصلحة‬
‫يراها؛ فيما لم يرد فيه نص خاص‪ ،‬وفي األمور التي من شأنها أال تبقى على وجه واحد‪ ،‬بل‬
‫تتغير وتتبدل‪ ،‬تبعا لتغير الظروف واألحوال"(‪.)2‬‬
‫ويعرف علم السياسة الشرعية بأنها‪" :‬علم يبحث فيه عما تُدبر به شؤون الدولة اإلسالمية‬
‫ُ‬
‫من القوانين والنظم التي تتفق وأصول اإلسالم؛ وإ ن لم يقم على كل تدبير دليل خاص"(‪.)3‬‬
‫فالتعريف األول ركز على فعل الحاكم فيما لم يرد فيه نص‪ ،‬ويتغير بتغير الظروف‪ ،‬أما‬
‫التعريف الثاني فركز على ما يتعلق بتدبير شؤون الدولة اإلسالمية بما يتفق مع أصول اإلسالم‪.‬‬
‫لكن يرد على التعريف األول بأن سياسة الحاكم ال تختص فقط بما لم يرد فيه نص‪،‬نعم؛‬
‫كثير مما يتعلق بتدبير الدولة لم يرد فيه نص تفصيلي بتلك الواقعة‪ ،‬لكن قد توجد له نصوص‬
‫أن أحكامها كثيرة تتعلق بتدبير شؤون الدولة وردت في نصوص‬
‫عامة حول هذه الواقعة‪ ،‬كما ّ‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬وعلى الحاكم أن يسير وفقها في تدبيره‪ ،‬وعلى هذا فهذا التعريف غير شامل‪،‬‬
‫وهو أقرب ما يكون إلى تعريف المصلحة المرسلة(‪.)4‬‬
‫وتجمع الباحثة بين التعريفين‪ :‬فتقول‪ :‬السياسة الشرعية هي ما يتعلق بتدبير شؤون‬
‫الدولة داخلياً وخارجياً من القوانين والنظم التي تتفق وأصول اإلسالم؛ وإ ن لم يقم على ك ّل تدبير‬
‫ونظمها‬
‫دليل خاص‪ .‬فالسياسة الشرعية تشمل كل "األحكام الشرعية المتعلقة بشكل الدولة ُ‬

‫()ابن قيم الجوزية‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين‪ ،‬إعالم الموقعين عن رب العالمين‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫تحقيق‪ :‬محمد عبد السالم إبراهيم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‪ ،‬العمل بالسياسة الشرعية‪1991 ،‬م‪4/ ،‬‬
‫‪.283‬‬
‫()عطوة‪ ،‬عبد العال أحمد (ت ‪1514‬هـ)‪ ،‬نظام الحكم في اإلسالم‪ ،‬سلسلة محاضرات‪ ،‬شعبة السياسة‬ ‫‪2‬‬

‫الشرعية‪ ،‬المعهد العالي للقضاء‪ ،‬مصورة عن نسخة مرقونة‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬م‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫()خالف‪ ،‬عبد الوهاب‪ ،‬السياسة الشرعية‪ ،‬أو نظام الدولة اإلسالمية في الشؤون الدستورية والخارجية‬ ‫‪3‬‬

‫والمالية‪ ،‬مطبعة التقدم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪1977 ،‬م‪ ،‬ص‪.5‬‬


‫( )عرف اآلمدي المصالح المرسلة بأنها "ما لم يشهد الشرع لها باعتبار وال إلغاء" (اآلمدي‪ ،‬أبو الحسن علي‬ ‫‪4‬‬

‫بن أبي علي الثعلبي (ت ‪361‬هـ)‪ ،‬األحكام في أصول األحكام‪ ،‬تحقيق عبد الرزاق عفيفي‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.)4/160 ،‬‬
‫‪17‬‬
‫ووظائفها والحكومة وسلطاتها‪ ،‬والمتعلقة بالرأي العام ومكوناته‪ ،‬والجماعات والهيئات ذات األثر‬
‫في السلطة كما تشمل األحكام المتعلقة بالعالقات الدولية والقوانين الحاكمة لها"(‪ ،)1‬ويخرج يقيد‬
‫"الشرعية" السياسة الوضعية التي ليست الشريعة اإلسالمية هي المرجع األول لها‪.‬‬
‫وأما عن التعريف عند المعاصرين للسياسة الشرعية فمنهم من عرفها بأنها ‪" :‬أحكام‬

‫وإ جراءات شرعية من مسؤول شرعا‪ ،‬تدبر بها شؤون األمة في مختلف مجاالت الحياة‪ ،‬سواء‬

‫ورد في ذلك نص أو لم يرد‪ ،‬محققة المصلحة الموافقة لروح الشرع"(‪.)2‬‬

‫وينبغي أن يكون الذي يتولى إصدار األحكام واإلجراءات هو الحاكم أو من ينوب‬

‫عنه‪،‬وهذا يخرج من ليس له سلطة في سن القوانين واألنظمة من عامة أفراد الشعب‪ ،‬وهذه‬

‫القوانين واألنظمة يجب أن تكون محققة للمصلحة العامة للدولة‪ ،‬وأن تكون هذه المصلحة‬

‫مشروعة‪ ،‬ويجب أن تكون على سبيل اإللزام‪ ،‬وذلك من أجل تميزها عن الفتوى التي ليس فيها‬

‫إلزام بل هي على سبيل اإلرشاد‪ ،‬وترتبط السياسة الشرعية بالمصلحة ارتباطاً وثيقاً‪ ،‬فحيث ما‬

‫وجدت المصلحة وجدت السياسة الشرعية‪ ،‬وهذه المصلحة مقدرة من قبل الحاكم أو القاضي كما‬

‫بين األحناف‪ ،‬وهو المعنى المفهوم من كالم الشافعية ‪ ،‬والسياسة لم يمنعها أحد من الفقهاء‪،‬‬

‫ولكن الفقهاء بين مضيق وموسع‪ ،‬ومن المتوسعين بها المالكية والحنفية ومتأخرو الشافعية‬

‫والحنابلة‪ ،‬ومن المضيقين الشافعي وأحمد بن حنبل وابن حزم الظاهري(‪.)3‬‬

‫بالنظر إلى تعريف الفقهاء نجد أن هذه التعريفات مستمدة من واقع التدوين السياسي الذي‬

‫ألفه حملة العلوم الشرعية‪ ،‬ومن طبيعة المسائل التي أفردها بالتدوين فقهاء الشريعة؛ إذ يتضح أن‬

‫ثمة منهجين في التدوين السياسي الشرعي‪:‬‬

‫الخلقي واالجتماعي‪.‬‬
‫أحدهما‪ :‬منهج يغلب عليه الجانب ُ‬

‫)ينظر‪ :‬النعيمي‪ ،‬صالح الدين محمد قاسم‪ ‬النعيمي‪ ،‬أثر المصلحة في السياسة الشرعية‪ ،‬دار الكتب‬‫(ُ‬
‫‪1‬‬

‫العلمية ‪ ،‬بيروت‪ ،2009،‬ص‪.119‬‬


‫()الرفاعي‪ ،‬جميلة عبد القادر شعبان‪ ،‬دكتورة‪ ،‬السياسة الشرعية عند ابن القيم الجوزية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفرقان‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمان‪ ،2004 ،‬ص‪.88‬‬


‫()عبد الفتاح عمرو‪ ،‬السياسة الشرعية في األحوال الشخصية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪18‬‬
‫وثانيهما‪ :‬منهج فقهي شرعي؛ ينير للحكام وأولي األمر‪ ،‬أحكام التدابير‪ ،‬وآلياتها‪ ،‬وضوابط‬

‫شرعيتها(‪.)1‬‬

‫وخالصة القول أن السياسة الشرعية لها معنيين‪ ،‬معنى عام‪ ،‬ومعنى خاص ‪.‬‬

‫المعنى العام‪ :‬هو كل ما يتصل بالدولة والسلطة من أمور‪ ،‬فرئاسة الدولة تشمل حراسة الدين‬

‫وسياسة الدولة(‪.)2‬‬

‫المعنى الخاص‪ :‬كل ما صدر عن أولي األمر‪ ،‬من أحكام وإ جراءات‪ ،‬منوطة بالمصلحة‪ ،‬فيما لم‬

‫يرد بشأنه دليل خاص‪ ،‬متعين‪ ،‬دون مخالفة للشريعة(‪.)3‬‬

‫فالسياسة استعملت في بداية األمر بشكل مضيق‪ ،‬ثم استعملت الحقاً بشكل موسع حتى‬

‫شملت جميع نواحي الحياة ‪ ،‬ويعزو فضيلة الدكتور المشرف هذا ألنه قد تم الخلط بين مفهوم‬

‫السياسة الشرعية السياسي ومفهومها كجانب من جوانب العقوبات في محال التعازير وهناك فرق‬

‫بين المفهومين‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫() العتيبي‪ ،‬سعد بن مطر العتيبي ‪17/8/1427‬هـ‪ ،‬مدلول السياسة الشرعية‪ ،2 ،‬موقع المسلم نت‪ ،‬المشرف‬ ‫‪1‬‬

‫العام‪ ،‬ناصر بن سليمان العمر‪.‬‬


‫()الرفاعي‪ ،‬السياسة الشرعية‪،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫‪2‬‬

‫()سعادة‪ ،‬أمجد علي‪ ،‬الدكتور‪ ،‬النظرية العامة للمسؤولية القضائية في التشريع اإلسالمي‪ ،‬دراسة تأصيلية‬ ‫‪3‬‬

‫في الفقه اإلسالمي والسياسة الشرعية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة‪1431 ،‬هـ‪2010-‬م‪ ،‬ص‪.45 ،44‬‬
‫‪19‬‬
‫التعريف بمواقع التواصل االجتماعي‬

‫يالحظ المتتبع لتاريخ االتصال الرقمي الذي ظهر منذ منتصف التسعينات أن ظهور‬

‫الشبكة األم (اإلنترنت)‪ ،‬أدت إلى ظهور العديد من مواقع اإلنترنت التي كان لها تأثيراتها على‬

‫المجتمعات‪ ،‬ففي كل مرحلة زمنية تظهر مواقع على شبكة اإلنترنت يكون لها استخداماتها‬

‫الخاصة المؤثرة على مستخدميها والتي قد تسخر لغايات وأهداف لم يكن يقصد مخترعها أن‬

‫تكون‪ ،‬ومن هذه المواقع ما اخذ بريقاً وال يزال‪ ،‬ومنها ما كان له وجوده في المجتمع في فترة ما‬

‫ثم انطفئ هذا الوجود‪.‬‬

‫وخير مثال على هذه المواقع شبكات التواصل االجتماعي ‪ ،‬التي أثرت تأثيراً واضحاً‬

‫وجلياً فيما حدث ويحدث من أحداث عالمية‪ ،‬وكان لها دور في تنظيم بعض الفعاليات االحتجاجية‬

‫ونقل بعضها إلى الجماهير‪ ،‬وإ عالمهم بما قد يخفى على وسائل اإلعالم التقليدية أو بما تخفيه‬

‫هذه الوسائل عنهم‪ ،‬األمر الذي ساهم في جعل العديد من المواطنين العاديين يمارسون اإلعالم‬

‫مع أنهم ليسوا ضمن دائرته المهنية‪.‬‬

‫فقد ظهرت شبكات التواصل االجتماعي منتصف التسعينيات حيث وفرت لألفراد العالقة‬

‫مع ما يتم تطويره من تقنيات تكنولوجية متسارعة فمن الفضائيات إلى الهاتف المحمول إلى‬

‫الكمبيوتر واإلنترنت إلى أجهزة الهاتف المحمول الذكية‪ ،‬فجاءت مكملة لتلك العالقات االجتماعية‬

‫التي كانت تتم وجهاً لوجه بين األفراد ‪ ،‬وستناقش الباحثة في هذا المبحث مجموعة من األمور‬

‫متعلقة بالتواصل االجتماعي ‪ ،‬ومنها تحديد ماهية المقصود بمواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬عبر‬

‫الحديث عن معنى التواصل االجتماعي لغة واصطالحا ‪ ،‬ثم الحديث عن تطور وسائل التواصل‬

‫االجتماعي وأنواعه ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫وسائل التواصل االجتماعي المعاصرة متعددة ومتنوعة‪ ،‬وللحديث عن ذلك ال بد من‬

‫بيان مفهوم التواصل االجتماعي‪ ،‬وما هي أنواعه ‪ ،‬حيث أن التواصل االجتماعي من القضايا‬

‫واستجالء‬
‫ً‬ ‫المعاصرة والتي تشير إلى لغة ووسائط ووسائل تواصل المجتمع مع بعضه البعض ‪،‬‬

‫لذلك نعرف التواصل االجتماعي وبيان نشأته وتطوره‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف التواصل في اللغة واالصطالح‬

‫أوالً ‪ :‬التعريف اللغوي للتواصل‪:‬‬

‫التواصل في اللغة‪ :‬ضد الهجر وضد القطع(‪)1‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬

‫وص َل‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭼ وهو أيضا ًمن الوصل الذي هو بمعنى‪ :‬االلتئام واالقتران‪ ،‬وقيل‪َ :‬‬
‫(‪)2‬‬

‫صلةُ بالضم االتصال‬ ‫ِ‬


‫والو ْ‬
‫ووصلَهُ‪ :‬أَل ََمهُ‪ُ ،‬‬
‫َّ‬ ‫وصلَه‪ ،‬بالكسر والضم‪،‬‬
‫صالً إذا َ‬
‫الشيء بالشيء َو ْ‬
‫َ‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫صلَةٌ أي اتصال‬
‫ووصل بمعنى اتصل وبينهما ُو ْ‬
‫(‪)3‬‬
‫وكل ما اتصل بشيء فيما بينهما‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف االصطالحي للتواصل‪ :‬ويعرف التواصل في االصطالح بأنه ‪ :‬التالقي والترابط‬

‫والتفاعل ويقتضى وجود أكثر من طرف إضافة للموضوع المراد إيصاله (‪.)5‬‬

‫وي َك ُّن في الضمير‪ ،‬أو هو تبادل اآلراء واألفكار في أمر‬


‫أو هو‪ :‬إظهار ما يختلج في النفس ُ‬

‫ٌما‪،‬اتفق حوله‪ ،‬أم اختلف داخل نسق اجتماعي معين‪ ،‬يختلف من حيث الحجم ‪ ،‬ومن حيث‬

‫() ابن منظور ‪ ،‬محمد بن مكرم بن على جمال الدين ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬ط‪1414 ،1‬هــ‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ج ‪ ،11‬ص‪. 72‬‬
‫()اآلية (‪ )21‬سورة الرعد‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫()الفيروزبادى ‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت – لبنان الطبعة‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫الثامنة‪ 2005 ، ،‬م‪ ،‬ص ‪1068‬فصل الواو ‪.‬‬


‫()الرازي‪ ،‬زين الدين أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي‪،‬مختار الصحاح في اللغة‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫المكتبة العصرية ‪ ،‬الدار النموذجية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬صيدا‪ ،‬الطبعة‪ :‬الخامسة ‪1999 ،‬م‪.1/340 ،‬‬
‫()الديهي ‪ ،‬محي الدين اسماعيل محمد الديهى ‪ ،‬تأثير شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬كلية اإلعالم جامعة‬ ‫‪5‬‬

‫القاهرة ‪ ،‬الطبعة االولى‪ ، ،2015 ،‬مكتبة الوفاء اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪.47‬‬


‫‪21‬‬
‫العالقات المتبادلة فيه‪ ,‬وسواء جرى على المستوى الفردي أو الجماعي أو الدولي‪،‬أو هو انفتاح‬

‫الذات على اآلخر في عالقة حية ال تنقطع حتى تعود من جديد كما يذهب لذلك البعض (‪.)1‬‬

‫ويالحظ على هذه التعريفات أنها ال تخرج عن كون التواصل تفاعل يختلف بحسب‬

‫النوع والمستوى ‪ ،‬فيكون في األفكار ‪ ،‬وغيرها ‪ ،‬ويكون بين األفراد ‪ ،‬والدول وغيرها ‪ ،‬وأرى‬

‫أنه يمكن أن نعرف التواصل بأنه ‪ :‬تفاعل وتالقي بين الناس تتعدد صوره وأشكاله ‪ ،‬ويعبر من‬

‫خالله عما يجمعهم أو يفرقهم ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تعريف كلمة اجتماعي لغة واصطالحا ً‬

‫أوالً ‪ :‬التعريف اللغوي لكلمة اجتماعي‪:‬‬

‫َج َم َع الشيء عن تفرقة يجمعه إذا جاء به من ههنا واالجتماع هو االلتقاء قال تعالى ﭽ ﯱ ﯲﯳ‬

‫والمسجد‬
‫ُ‬ ‫الجامع‬
‫ِ‬ ‫مسجد‬
‫ُ‬ ‫ومنه سمي‬ ‫(‪)3‬‬
‫أي ملتقاهما أو حيث يلتقيان‬ ‫(‪)2‬‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸﭼ‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الجامعُ ‪ ،‬والجمعة الجتماع الناس فيها‪ ،‬والجمع تأليف المتفرق‬

‫وبالتالي فإن كلمة اجتماعي هي من الجمع والضم والتأليف وجعل الشيء على الشيء‬

‫واألمر على األمر ومن التداول واألخذ والعطاء والمشاركة ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬تعريف كلمة اجتماعي اصطالحاً‪:‬‬


‫واالجتماع هو مجموعة من األفراد يربط بينها رابط مشترك ‪ ،‬يجعلها تعيش عيشة مشتركة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫تنظم حياتها في عالقات منتظمة معترف بها فيما بينهم‬
‫()راجع‪ :‬ماجد رجب العبد سكر ‪ ،‬التواصل االجتماعي أنواعه ضوابطه ومعوقاته ‪ ،‬رسالة ماجستير في‬ ‫‪1‬‬

‫التفسير وعلوم القرءان‪ ،‬غير منشورة ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية ‪ ،‬غزة فلسطين‪ ،2011 ، ،‬ص ‪.8‬‬
‫() سورة الكهف اآلية (‪)60‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬مرجع سابق ‪.8/53 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫()الفيروزآبادي‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.710‬‬ ‫‪4‬‬

‫()سكر‪ ،‬التواصل االجتماعى أنواعه ضوابطه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.40‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪22‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تعريف مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫عرفت مواقع التواصل االجتماعي بأنها ‪ :‬عملية يتم التواصل من خاللها بين مجموعة‬
‫من الناس عن طريق مواقع وخدمات الكترونية‪ ،‬توفر سرعة توصيل المعلومات على نطاق‬
‫واسع‪،‬فهي مواقع ال تعطيك معلومات فقط‪ ،‬بل تتزامن وتتفاعل معك أثناء إمدادك بتلك‬
‫(‪)1‬‬
‫المعلومات‪،‬وبذلك تكون أسلوبا لتبادل المعلومات بشكل فوري عن طريق شبكة االنترنت‪.‬‬
‫وهي شبكة يعمل بها العضو ويطورها ويسعى لمشاركة جميع األصدقاء في هذا التطوير‪ ،‬تقوم‬
‫على التفاعل والتشارك بين األعضاء‪ ،‬تتميز بالعديد من التطبيقات التي تدفع العضو الستعمالها‬
‫ويدعو أصدقاءه لذلك‪ ،‬وال يحتاج العضو إلى مهارة عالية ومعرفة بلغات البرمجة الستخدامها‪،‬‬
‫بل يحتاج إلى أبسط المعرفة باستخدام الحاسوب واإلنترنت كي يستفيد من خدماتها(‪ )2‬وأكثر‬
‫انتشاره الهواتف الذكية ‪.‬‬
‫وتعد هذه المواقع ملتقى لألصدقاء أو زمالء الدراسة أو زمالء عمل أو من ذوي‬
‫االهتمامات‪ ،‬المشتركة‪ ،‬وكل ذلك في مكان إلكتروني واحد‪ ،‬وتمنحهم العديد من الخصائص‬
‫كإمكانية التواصل الشخصي والدخول في نقاشات‪ ،‬ومشاركة المحتوى والمعلومات‪ ،‬والبحث‬
‫والتعليق‪ ،‬وغيرها من الخصائص التي تميز هذه المواقع‪ ،‬وتقوم هذه المواقع على مبدأ‬
‫التشاركية‪ ،‬والمحتوى هنا قد يكون من إنتاج شخصي ينتجه ويتشارك به مع األصدقاء في‬
‫الموقع‪،‬أو هو يتلقى ما ينتجه اآلخرون(‪.)3‬‬
‫وتعد مواقع التواصل االجتماعي مواقع خدمات إنترنت‪ ،‬بحيث تسمح لألفراد بإنشاء ملف‬

‫شخصي فيه لمحة عن حياتهم العامة‪ ،‬وتمنح المستخدمين إمكانية تشارك االتصال‪ ،‬والتعبير عن‬

‫()المقدادي‪ ،‬خالد غسان يوسف‪ ،‬ثورة الشبكات االجتماعية‪ ،‬دار النفائس للنشر‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪ ،2013 ،1‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.24‬‬
‫()مجاهد‪ ،‬أماني جمال‪ ،‬استخدام الشبكات االجتماعية‪ ،‬حملة دراسات معلومات‪ ،‬عدد ‪ ،8‬أيار‪ ،2010 ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.11‬‬
‫() الرعود‪ ،‬عبد اهلل ممدوح‪ :‬دور شبكات التواصل االجتماعي في التغيير السياسي في تونس ومصر‪ .‬رسالة‬ ‫‪3‬‬

‫ماجستير‪ .‬جامعة الشرق األوسط‪٢٠١٢ .‬م‪ .‬ص‪ .٣٣‬خالد‪ ،‬محمد بن سعود ‪ ،‬تقنية االتصال الحديثة بين‬
‫القبول والمقاومة المملكة العربية السعودي ‪ - ،‬نموذجا‪ ،‬المؤتمر الدولي األول لتقنيات االتصال والتغير‬
‫االجتماعي في الفترة من ‪ ١٥‬قسم اإلعالم‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة الملك سعود ‪ ،2009 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪23‬‬
‫وجهة نظرهم وتبادلها مع اآلخرين ضمن هذا النظام‪ ،‬ومن الممكن أن تختلف طبيعة وخصائص‬

‫االتصاالت من موقع آلخر(‪.)1‬‬

‫وتسعى هذه المواقع إلى تقديم مجموعة من الخدمات للمشتركين فيها‪ ،‬كالمحادثة‬

‫الفورية‪،‬والرسائل الخاصة‪ ،‬ورسائل البريد اإللكتروني‪ ،‬والتدوين‪ ،‬وخدمات الفيديو‪ ،‬ومشاركة‬

‫الملفات وغيرها من الخدمات‪ ،‬لهذه المواقع دور في التجييش والتفاعل والتأثير بقيادات غير‬

‫منظمة‪ ،‬فهي استطاعت تحويل األقوال إلى أفعال والتوجهات إلى مشاريع عمل جاهزة‬

‫للتنفيذ‪،‬وهي قد نجحت في التأثير على ماليين المتفاعلين مع أحداث كثيرة ليحصد المؤثرون ما‬

‫يريدون من تغيير(‪.)2‬‬

‫وتقوم شبكات التواصل االجتماعي عبر اإلنترنت بدور مهم في دعم المحافظة على‬

‫الروابط االجتماعية الموجودة سابقاً‪ ،‬وإ يجاد روابط اجتماعية جديدة‪ ،‬وإ ن األفراد المنظمون إلى‬

‫شبكات التواصل االجتماعي يستعملون هذه المواقع للبحث عن عالقات اجتماعية جديدة غير تلك‬

‫التي كانت في بيئاتهم ومجموعاتهم السابقة أو التي هم أصالً موجودين فيها‪ ،‬بل إنهم يبحثون عن‬

‫عالقات اجتماعية تحررهم لتشكيل عالقات اجتماعية مع مجموعات ذات مصالح واهتمامات‬

‫مشتركة مخرجين أنفسهم من الدائرة االجتماعية والجغرافية الضيقة التي كانوا ينتمون إليها‪.‬‬

‫ويمكن القول أن مواقع التواصل االجتماعي هي‪:‬‬

‫()صادق‪ ،‬عباس مصطفى ‪ ،‬اإلعالم الجديد‪،‬المفاهيم والوسائل والتطبيقات ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪، 1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2008‬ص ‪.21‬‬
‫()المحارب‪ ،‬سعد بن محارب ‪ ،‬اإلعالم الجديد في السعودية ‪ ،‬دار جداول للنشر‪ ،2011 ،‬ص ‪.175‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24‬‬
‫" عالقات تنشأ لسبب ما أحدثها التطور التقني أو التكنولوجي ‪ ،‬وسواء نشأت بواسطة المراسلة‬

‫متعددة األوجه أو بواسطة المحادثة صوتا أو صورة أو كليهما" ‪.‬‬

‫أو هي " شـبكة مواقـع فعالـة جـداً في تسـهيل الحيـاة اإلجتماعيـة بـين مجموعـة مـن المعـارف‬

‫واألصدقاء‪،‬كما تمكن األصدقاء القدامى من االتصال بعضهم البعض وبعد طول سنوات‪،‬وتمكنهم‬

‫أيضاً مـن التواصـل المرئـي والصـوتي وتبـادل الصـور وغيرهـا مـن اإلمكانـات الـتي توطـد العالقـة‬

‫االجتماعية بيـنهم " ‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫وال يعنى هذا أننا نهمل التواصل عن طريق الرؤية الشخصية أو ال نقيم لها وزنا بيد أن‬

‫موضوع الدراسة هو عن الوسائل االلكترونية ليس إالَّ‪،‬والتواصل هو جوهر العالقات اإلنسانية‬

‫وم َحى الكث ير‬


‫ومحق ق تطوره ا‪ ,‬فكلم ا تط ورت وس ائله وتن وعت س اهم في التق ارب بين الش عوب َ‬

‫من الفوارق‪ ،‬وكان عامل قوة وإ ثراء ‪ ،‬لكن بشرط االستغالل األمثل وعدم سوء االستخدام‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نشأت وتطور التواصل االجتماعي‬

‫الفرع األول ‪ :‬نشأة التواصل االجتماعي‬

‫ظهر التواصل االجتماعي بظهور اإلنسان األول أبونا آدم عليه السالم ‪ ،‬إال أن أساليبه‬

‫ووسائله تعددت وتنوعت وتطورت ‪ ،‬وفي هذا الفرع سنلقي الضوء على نشأة التواصل‬

‫االجتماعي وذلك عبر الوسائل التالية ‪:‬‬

‫أوال ً‪ :‬التواصل بالكالم‬

‫()المنصور‪ ،‬محمد (‪2012‬م) ‪ ،‬تأثير شبكات التواصل االجتماعي على جمهور المتلقين دراسة مقارنة‬ ‫‪1‬‬

‫للمواقع االجتماعية والمواقع اإللكترونية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬األكاديمية العربية المفتوحة‪،‬‬
‫الدنمارك‪ ،‬ص ‪ 15‬صادق‪ ،‬عباس مصطفى ‪ ،‬اإلعالم الجديد‪،‬المفاهيم والوسائل والتطبيقات ‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪25‬‬
‫الشك أن التواصل االجتماعي قديم قدم البشرية أو اإلنسانية ‪ ،‬فحاجة اإلنسان إليه حاجة‬

‫عضوية ال غنى عنها وال مفر من األخذ بها‪ ،‬فال يتصور وجود إنسان في الكون يلبى حاجاته‬

‫بنفسه وفى غنى عن اآلخرين ‪ ،‬فأمنه وثقافته ومستلزماته الضرورية والكمالية تدعوه للتعاطي‬

‫‪ ،‬فالكالم‬ ‫(‪)1‬‬
‫مع غيره واألخذ منه والرد ‪ ،‬والكالم كان طريقة التواصل في البداية عند اإلنسان‬

‫هو من أكثر وسائل التواصل والتأثير ‪ ،‬وكلما نجح اإلنسان في إجادة فن الكالم وامتالك زمام‬

‫الفصاحة والبالغة‪ ،‬كلما كان أقدر على التأثير في اآلخرين وأكثر داللة على المعنى‪ ،‬فإن التعبير‬

‫ٍ‬
‫كلمات مثل‪ :‬الحرية والخير والحق والعدل والحقيقة والحب والجمال –وغيرها من الكلمات‬ ‫عن‬

‫التي تشير إلى أفكار معينة‪ -‬ال يمكن أن يتم إال من خالل استخدام الكلمات (‪.)2‬‬

‫فالكالم هو المعبِّر عما في َّ‬


‫النفس اإلنسانيَّة من خفايا ؛ فهو ال يعبِّر عن فكر اإلنسان‬

‫فحسب؛ َّإنما هو األداة الَّتي يتخذ هذا الفكر من خاللها شكالً َّ‬
‫ومادة‪ ،‬وهو " قدرة اإلنسان على‬

‫التَّواصل عبر أداة هي اللُّغة الَّتي تصبح أداة للتَّواصل عندما َّ‬
‫تتحول إلى كالم "‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التواصل باإلشارة‬

‫األصل أن يكون التواصل باللغة أو الكالم أو اللفظ ‪ ،‬وهو المألوف بين أغلب الناس ‪،‬إال‬

‫أنه قد يتعذر ذلك بسب مرض أو مانع غير المرض ‪ ،‬فيقع باإلشارة وقسمات الوجه وحركات‬

‫اليدين وما إلى ذلك‪ ،‬ومن ذلك قول اهلل عز وجل حكاية عن مريم البتول‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ‬ ‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬ ‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬

‫فذكر المولى عز وجل إشارتها لقومها ولم يذكر وسيلة اإلشارة‬ ‫(‪.)4‬‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ‬ ‫ﮂ ﮃ ﮄ‬

‫‪)( 1‬ديبان‪ ،‬عبد اللطيف بن دبيان(‪ ،)2011‬المهارات األساسية فى االتصال والتواصل ‪ ،‬كلية اآلداب جامعة‬
‫الملك سعود تاريخ الطبع ‪ ،2011‬ص‪.17‬‬
‫‪2‬‬
‫()عودة عبد عودة عبد اهلل(‪ ، )2010‬ا التصال الصامت وعمقه التأثيري في اآلخرين في ضوء القرآن الكريم‬
‫والسنة النبوية ‪ ،‬بحث منشور ‪ ،2010 ،‬ص‪. 5‬‬
‫‪3‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬ص‬‫عري‪ ،‬دار العالميَّة للكتاب‪َّ ،‬‬ ‫محمد (‪ ،)1990‬تحليل الخطاب ِّ‬
‫الش ّ‬ ‫() العمري‪َّ ،‬‬
‫‪ .36‬القضماني‪ ،‬رضوان‪ ،‬مدخل إلى اللِّسانيَّات‪ ،‬منشورات جامعة البعث‪ ،‬دون تاريخ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪4‬‬
‫() سورة مريم‪ :‬اآليتان (‪.)29 _27‬‬
‫‪26‬‬
‫وهل جرت باألصبع أو العين أو اليد أو بأي وسيلة أخرى ‪ ،‬والنتيجة أن القوم فهموا ما أرادت‬

‫فردوا ردا يناسب عقولهم وأفهامهم ‪ ،‬وبذلك تكون اإلشارة قد قامت مقام التصريح وحلت محله‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وأدت نفس غرضه‪.‬‬
‫فاإلشارة هنا قامت مقام الكالم ّ‬

‫ثالثا ً‪ :‬التواصل بالكتابة‬

‫ولئن كانت الكلمة واإلشارة شكلت كل منهما وسيلة تواصل في البداية بين أطياف المجتمع‬

‫وخلقت نوعا من الود والروابط في المحيط المحلى‪ ،‬فقد أدت الرسائل الكتابية واللفظية‬

‫المحفوظة قديما دورها أيضا على المستوى اإلقليمي واألممي ‪ ،‬وتعرف الكتابة بأنها ‪ :‬أداة من‬

‫أدوات التعبير عما يجيش به الصدر ‪ ,‬وترجمة لألفكار التي تعتمل في العقل ‪ ,‬ووسيلة أداء لما‬

‫‪ ،‬وقد بعث‬ ‫(‪)2‬‬


‫بين اإلفراد والجماعات واألمم والمجتمعات ‪ ,‬وطريقة من طرق قضاء الحاجات‬

‫ويبين لهم‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم برسائل إلى ملوك العرب والعجم يعرض عليهم اإلسالم ُ‬
‫النج ِ‬
‫اش ِّي ملك الحبشة يومئذ‬ ‫فضائله ‪ ،‬فتركت بعض تلك الرسائل أثرها وأتت أُ ُكلَها كرسالته إلى َّ َ‬

‫وسائل كالقنوات‬
‫َ‬ ‫فقد أسلم بواسطتها وهداه اهلل بها ‪)3(,‬ويمكن القول إن نشأة التواصل اعتمدت‬

‫السمعية والبصرية والصوتية وبقية الحواس األخرى كاللمس وما إلى ذلك ‪ ،‬لكونها هي ما‬
‫(‪)4‬‬
‫استطاع العقل البشري استخدامه وتوظيفه والتواصل به يومئذ ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تطور التواصل االجتماعي ‪:‬‬

‫لئن اعتمدت األمم والشعوب والمجتمعات القديمة في نشأة التواصل فيما بينها على‬

‫المشافهة والحفظ و قسمات الوجه وحركة العين والوسائل البدائية األخرى‪ ،‬فقد انعكس الحال مع‬

‫‪1‬‬
‫() عودة ‪ ،‬عبد عودة عبد اهلل ‪ ،‬االتصال الصامت وعمقه التأثيري في اآلخرين في ضوء القرآن الكريم‬
‫والسنة النبوية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 29‬‬
‫‪ )( 2‬للتفصيل أكثر ‪ :‬أنظر‪ :‬المرسي ‪ ،‬وجيه المرسي ‪ ،‬الكتابة مفهومها وأنواعها ‪:‬‬
‫‪. http://kenanaonline.com/users/wageehelmorssi‬‬
‫‪ )( 3‬غلوش ‪ ،‬أحمد أحمد غلوش ‪ ،‬السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني ‪ ،‬مؤسسة الرسالة للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪2004‬م ‪ ،‬ص ‪.703‬‬
‫‪)( 4‬عوض ‪ ،‬فايزة السيد محمد عوض (‪ ،)2002‬مقارنة بين المدخل التقليدي ومدخل عمليات الكتابة في‬
‫تنمية الوعي المعرفي بعملياتها وتنمية مهاراتها لدى طالب األول الثانوي‪ ،‬مجلة القراءة والمعرفة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،16‬كلية التربية‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪27‬‬
‫مرور الزمن ‪ ،‬وتطورت الحياة وبات التواصل أكثر سهولة وأقل كلفة وأسرع وصوال وأوسع‬

‫انتشارا وأعاله تأثرا وتأثيرا‪ ،‬بفضل ما توصلت إليه البشرية بالتقنيات الحديثة التي تجعل الخبر‬

‫يصلك بلحظته وزمانه وتراه بالعين المجردة في مكانه مع ما يفصل بينك وبينه من أميال‬

‫ومسافات إن هذه التقنيات قد أحدثت نقلة نوعية فى حياتنا فجعلت من هذا العالم الواسع قرية‬

‫صغيرة يسهل التجول فيها ومعرفة ما يدور فيها من أحداث ‪ ،‬وباتت وسائل التواصل االجتماعي‬

‫جزءا مهماً فى حياة الفرد والمجتمع خالل السنوات الماضية وأصبحت بال ريب أحد أهم عوامل‬

‫التأثير في مناحي الحياة ليس فقط على الصعيد السياسي بل على كافة الصعد األخرى (‪.)1‬‬

‫فمن كان يصدق أنك تتكلم مع شخص تسمع صوته وترى صورته وهو في أقصى األرض وأنت‬

‫في غربها ترى كل شيء من حوله ‪ ،‬إنه تطور الحياة وتقدمها ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬مرحلة استخدامـ الوسائل التقليدية في التواصل‬

‫كان البشر يعتمدون في تواصلهم على ما تحصل لديهم من أدوات ووسائل‬

‫بدائية‪،‬يستخدمونها في التواصل فيما بينهم ‪ ،‬كإشعال النيران ‪ ،‬والدخان ‪ ،‬ثم استخدم المراسلين‬

‫الذي كانوا يحملون رسائل مكتوبة وينقلونها من مكان آلخر على ظهر الجياد ‪ ،‬وأيضاً اعتمد‬

‫على المترجلين في نقل الرسائل ‪ ،‬حيث كانوا يعتمدون العدائين في الجري السريع إليصال‬

‫معينة ‪،‬ليالقيه‬
‫الرسائل ‪،‬ومنهم من كان يعتمد التسلسل في الركض ‪ ،‬حيث يجري أحدهم لمسافة ّ‬
‫تم االعتماد‬
‫الشفهية ‪ ،‬ويعدو بدوره ليوصلها للهدف‪ ،‬فيما بعد ّ‬
‫ّ‬ ‫عداء آخر حيث يتلقّى منه الرسالة‬

‫على الحمام الزاجل ‪ ،‬حيث استخدمه اإلنسان قديماً ‪ ،‬إذا كانت تربط الرسائل في أرجله ليقوم‬

‫يتم تدريبه وتعليمه على الطريق (‪.)2‬‬


‫هذا الحمام بنقلها إلى المكان المراد ‪ ،‬بعد أن ّ‬
‫ثانيا ً ‪ :‬مرحلة ظهور المطابع وأنظمة البريد‬

‫ظهرت المطابع في القرن الثامن عشر الميالدي وجعلت الكتب والمجالت والجرائد‬

‫المعلومات متوافرة للقراء أكثر فأكثر وتبادل الناس األخبار عن طريق الرسائل البريدية‪،‬‬

‫() راجع موقع ‪ http:www.maystroon.com :‬عبده جاد اهلل‪ ،‬وسائل التواصل االجتماعي التطور‬ ‫‪1‬‬

‫والتأثير‪،‬‬
‫()أنظر للتفصيل حول وسائل التواصل قديما ‪ :‬سليمان ‪ ،‬عصام سليمان ‪ ،‬المدخل في االتصال الجماهيري ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪.46‬‬
‫‪28‬‬
‫وأسست العديد من الدول أنظمة بريدية له‪ ،‬وكانت الرسائل قبل القرن الثامن عشر الميالدي تسلم‬
‫(‪)1‬‬
‫بواسطة قباطنة السفن أو المسافرين اآلخرين‪.‬‬

‫ثالثا ً‪ :‬مرحلة التواصل عبر األجهزة‬

‫كان القرن العشرين بداية تحول جذري في حياة الفرد والمجتمع والسيما على صعيد‬

‫االتصال والتواصل إذ ظهر المذياع والتلفاز والهواتف السلكية والالسلكية ثم أجهزة الحاسوب‬

‫واألقمار االصطناعية والفاكس والفيديو ثم اإلنترنت ‪ ،‬وأخيرا مرحلة االتصال التفاعلي أو‬

‫مرحلة الوسائط المتعددة التي ترتكز بعملها على الحاسبات االلكترونية واأللياف الضوئية وأشعة‬

‫الليزر وتزاوجت فيما بينها لتنتج نظام االتصال الرقمي الذي أنجب عصرا ومجتمعا جديدا أطلق‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫عليه اسم عصر أو مجتمع المعلومات‬

‫إن ثورة التكنولوجيا هذه جعلت العالم قرية واحدة وبات بإمكان اإلنسان متابعة ما‬

‫يجري في بلدان أخرى دون عناء أو مشقة مما خلق واقعا امتزج فيه المرء بفضاء الكتروني‬

‫افتراضي قرب المسافات وألغى الحدود وزاوج بين الثقافات ‪.‬‬

‫وأمام ثورة المعلومات وسهولة االحتكاك باآلخر وجد اإلنسان نفسه في واقع مختلف‬

‫عن أمسه القريب ‪ ،‬فلم يعد للمرء غربة بمعنى الكلمة حتى لو ابتعد عن الدار وفارق الوطن‪،‬لما‬

‫تمثله وسائل التواصل من قدرة على جعل الشخص مع ذويه فى اللحظة التي يعيشونها دون‬

‫فارق يذكر بين وجوده بين ظهرانيهم حقيقة ‪ ،‬أو حكما من خالل الصوت والصورة ‪ ،‬وفوق كل‬

‫هذا أصبح بإمكانه أن يتمثل بأبيات الشافعي وهو في غرفته دون أن يتجشم عناء السفر ألن‬

‫مضمونها يتحقق بعضه إن لم يكن كله في التواصل عن طريق الغرف المغلقة ‪ ،‬أقصد االحتكاك‬

‫باآلخرين المكسب للثراء المعرفي واالطالع على ثقافة اآلخر ‪.‬‬

‫والتي يقول فيها‪:‬‬

‫س فَ َو ِائـ ِد‬ ‫َسفَ ِ‬


‫ار َخ ْم ُ‬
‫و ِ ِ‬
‫ساف ْر فَفي اأْل ْ‬
‫َ َ‬ ‫تَ َغ َّر ْب َع ِن اأْل وطان فى َ‬
‫طلَب ا ْل ُعاَل‬

‫()سكر ‪ ،‬ماجد رجب العبد سكر ‪ ،‬التواصل االجتماعي أنواعه ضوابطه ومعوقاته‪ ،‬مرجع سابق ص‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪. 14‬‬
‫() راجع موقع ‪ ،http:، ، mawdoo3.com‬تطور وسائل االتصال‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪29‬‬
‫آداب وص ْحب ُة ما ِج ِ‬
‫ـــد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫اب َمـعـيشـَةـ َوع ْل ٌم َو َ ٌ َ ُ َ َ‬
‫ـتس ُ‬
‫تفَُّر ُج َهم َوا ْك َ‬
‫(‪)3‬‬

‫والشك أن األدب والعلم وصحبة الماجد إن كان اكتسابهم باالحتكاك باآلخر فمن المعقول‬

‫تحققها في هذه العرف وهو أمر ال مراء فيه ‪.‬‬

‫ونحن نقول‪ :‬إن التطور الحاصل لم يكن على مستوى الوسيلة فحسب بل على مستوى‬

‫المرسل والمتلقى معاً ‪ ،‬ففيما يتعلق بالمرسل بعد أن كان يتمثل في الفرد أو الجماعة بالكثير‬

‫أصبحت هناك رسالة األمة أو الدولة التي تريد إيصالها‪ ،‬سواء تعلق األمر بتراثها ‪ ،‬أم‬

‫بمكتسباتها‪ ،‬وسواء كانت موجهة للداخل أو الخارج ‪ ،‬أما المتلقي فلم يعد يمكن حصره ال على‬

‫مستوى العدد وال على مستوى الجغرافيا‪ ،‬فبمجرد ضغطة زر يخرج مضمون الرسالة عن نطاق‬

‫السيطرة ألن الشبكة العنكبوتية تكتسح المعمورة وليست ملكا ألحد ‪.‬‬

‫صحيح أن الحكومات يمكن أن تتحكم هنا وهناك أحيانا فيما تراه وفق سياسة البلد‬

‫اإلعالمية ونظمه القانونية مالئما أو غير مالئم ولكن بالعموم فإن ما وضع على الشبكة ال‬

‫حصر من يستفيد منه أو يتأثر به وهنا تكمن أهمية التطور وخطورته في آن واحد‪،‬وذلك‬
‫ُ‬ ‫ُيستطاع‬

‫ما سنعرض له بإذن اهلل في الضوابط الشرعية ‪ ،‬ولم يقتصر األمر عند هذا الحد بل إن التجارة‬

‫أصبحت تعتمد أكثر من أي وقت مضى على التواصل واالتصال لمتابعة أسعار السلع‬

‫والعموالت ارتفاعاً أو نزوالً وعرض المنتوج وطلبه وتسويقه ‪ ،‬وبات التواصل يمثل معيار‬

‫الربحية أو النفعية في الحقل التجاري ‪ ،‬فكلما تفننت الشركات في إيصال المعروض وتسويقه‬

‫عبر خدمات التواصل االجتماعي ازداد أهمية وكثر عليه الطلب وكلما ضعف التسويق الذي‬

‫يرتبط بالتواصل مع المستهلك والزبون وإ طالعه على المنتج قلت أهميته وأصابه البوار‬

‫والكساد‪.‬‬

‫وهكذا أصبح التواصل سمة من سمات العصر وحاجة من حاجاته ال غنى عنه للفرد وال‬

‫للمجموعة وال للدول والشعوب حيث تعددت وسائله وتنوعت وصارت الشغل الشاغل ‪ ،‬ومما‬

‫() شمس الدين‪ ،‬أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني(‪ ، )1993‬غذاء األلباب في شرح منظومة‬ ‫‪3‬‬

‫اآلداب‪ ،‬مؤسسة قرطبة – مصر‪ ،‬الطبعة ‪ :‬الثانية ‪1993،‬م‪ ،‬ج‪ ،2 ،‬ص‪ .447‬و األبيات منسوبة لإلمام‬
‫الشافعي في ديوانه ‪ ،‬ديوان اإلمام الشافعي الجوهر النفيس في شعر اإلمام محمد بن إدريس ‪ ،‬تقديم‬
‫وتعليق ‪ :‬محمد ابراهيم سليم ‪ ،‬مكتبة سينا ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬ص‪. 61‬‬
‫‪30‬‬
‫ساعد في ذلك ظهور مواقع الدردشة والتواصل الحديثة نسبيا كفيسبوك وتويتر وغيرها مما‬

‫سنتناوله بحول اهلل في كالمنا عن التنوع واالختالف‪.‬‬

‫وهناك مستجدات أخرى فرضت على الدول التواصل فيما بينها لحفظ أمنها وسيادتها‬

‫وحوزتها الترابية من أخطار ال تعرف الحدود وال تقيم وزنا للجغرافيا‪ ،‬وهي ظاهرة اإلرهاب‬

‫المعاصر الذي أصبح المؤرق األول واألخير لكل الحكومات والدول والشعوب وبات من‬

‫ورصدت‬
‫الالزم أن تظل األجهزة األمنية على يقظة تامة لحماية األمن وحفظ النظام العام ‪ُ ،‬‬

‫أموال وميزانيات كبيرة لمتابعة الجناة والمتهمين ومن هم تحت أعين العدالة ورقابة األجهزة‬

‫األمنية ‪ ،‬وتبادلوا المعلومات مع المحيط اإلقليمي والدولي ‪ ،‬وتواصلوا مع عيونهم (المخبرين)‬

‫في كل مكان وبقعة ‪ ،‬بل األدهى واألمر من هذا كله أن اإلنسان في بيته ومسكنه الخاص تحت‬

‫مراقبة األجهزة التي يعتقد أنها صديقة ويحرص على مصاحبتها له في كل ظرف و ِح ٍ‬
‫ين ولم‬

‫يعد للخصوصية أي قيمة تذكر عدا عن كونها كلمة تجرى على ألسنة الناس والواقع ُيفَِّن ُدها ‪.‬‬

‫يغني عن ما ركبه‬
‫ومهما بلغ التطور العلمي والتقني في هذا المجال فلن يضاهى أو َّ‬

‫المولى عز وجل لخلقه وامتن عليهم به حيث قال تعالى ‪ :‬ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ‬

‫(‪ ،)1‬فهذه الوسائل هي أهم وسيلة للتواصل بين الخلق ‪ ،‬فبالعين يرى وباللسان والشفتين ينطق‬

‫ويتكلم ويعبر عما في ضميره وكلها أسرع وسيلة لالتصال والتواصل ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع مواقع التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫ظهرت مواقع التواصل االجتماعي في منتصف التسعينيات في الواليات المتحدة‬

‫األمريكية من خالل ظهور موقع إلكتروني يهدف إلى إعادة التواصل بين زمالء الدراسة وهو‬
‫()سورة البلد ‪ :‬االيتين‪.)8،9 ( :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ ،‬وظهرت شبكة جديدة ثانية تقدم خدمات‬ ‫(‪)1‬‬
‫موقع كالس ميتس (‪)Classmates. Com‬‬

‫التواصل االجتماعي وهي شبكة (‪ ، )Six Degrees. Com‬وكان ذلك في عام ‪1997‬م‪ ،‬و‬

‫كانت هذه الشبكة تسمح للمستخدمين بإنشاء ملفات شخصية‪ ،‬وإ ضافة أصدقائهم‪ ،‬ثم تطور الموقع‬

‫بحيث أصبح قادراً على جعل المستخدمين يتصلون باآلخرين ويرسلون الرسائل اإللكترونية‪ ،‬وقد‬

‫جذب الموقع ماليين المستخدمين‪ ،‬ولكنه لم يستمر طويالً حيث أنه توقف عن العمل عام‬

‫‪2000‬م(‪.)2‬‬

‫وفي عام ‪ 2001‬ظهرت العديد من المواقع والشبكات االجتماعية التي كانت تسمح‬

‫بإنشاء ملفات شخصية وتكوين الصداقات عبرها ومن األمثلة عليها (‪Asian Avenue, Mi‬‬

‫‪ ،)Gente and Black Planet‬وفي عام ‪2001‬م ‪ ،‬وبدا موجة جديدة من مواقع التواصل‬

‫ابتداء من موقع (‪ )Ryze.com‬لدعم شبكات األعمال‪ ،‬مروراً بالعديد من‬


‫ً‬ ‫االجتماعي بالظهور‬

‫المواقع مثل (‪ ،Linkedin, and Friendster ),Tribe.net‬حيث أن ‪ Ryze‬لم يستطع اكتساب‬

‫شعبية جماهيرية‪ ،‬و ‪ Tribe‬استطاع أن يكون أكثر جذباً للمستخدمين العاطفيين‪ ،‬بينما قام‬

‫‪ Linkedln‬بدعم وبقوة خدمات األعمال(‪.)3‬‬

‫أما عن ‪ Friendester‬والذي أنشئ عام ‪ 2002‬كمنافس لشبكة ‪ Mach.com‬والتي‬


‫كانت قد جمعت اآلالف من المستخدمين‪ ،‬وكانت تسمح للمستخدمين بإنشاء ملفات شخصية‪،‬قامت‬
‫على أن أصدقاء األصدقاء سيصبحون أصدقاء أكثر من الغرباء‪ ،‬وقد وصل عدد مستخدميها إلى‬

‫()السيد‪ ،‬أمينة وهبة عبد العال‪ ،‬الشبكات االجتماعية وتأثيرها على االخصائي والمكتبة‪ ،‬المؤتمر‬ ‫‪1‬‬

‫يوليو‪،‬مصر‪ :‬جامعة حلوان‪ - .‬الثالث عشر ألخصائي المكتبات والمعلومات في الفترة مابين ‪ ،2009 ،٥‬ص‬
‫‪.22‬‬
‫()رامي ‪ ،‬زاهر رامي ‪ ،‬استخدام مواقع التواصل االجتماعي في العالم العربي‪ ،‬مجلة التربیة‪ ،‬ع ‪، 15‬‬ ‫‪2‬‬

‫جامعةعمان األهلیة‪ ،‬عمان‪ 2003 ،‬م‪ ،‬ص‪.23‬‬


‫() سكر‪ ،‬ماجد رجب‪،‬التواصل االجتماعي‪،‬رسالة ماجستير‪ ،‬غزة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪١٤٣٤ .‬هـ‪2011‬م‪ .‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪ .٣٦‬روي‪ ،‬بشري ‪ ،‬دور مواقع التواصل االجتماعي في التغيير‪ .‬كلية اإلعالم جامعة بغداد‪ ،‬العدد ‪ 18‬مجلة‬
‫الباحث اإلعالمي‪ .‬ص‪.95‬‬
‫‪32‬‬
‫الماليين وبسبب عدم قدرتها على التنافس بعد ظهور شبكات تواصل اجتماعية جديدة كالفيس‬
‫(‪)1‬‬
‫بوك وغيرها‪ ،‬فقد تحولت الشبكة إلى موقع إلكتروني يقوم بتقديم األلعاب االجتماعية‪.‬‬
‫لكن ومنذ أن بدأ مواقع التواصل االجتماعي عبر شبكة اإلنترنت بالظهور منتصف‬
‫التسعينيات وحتى عام ‪ 2005‬لم تحقق ذلك النجاح بل ولم تستمر لفترات طويلة سوى موقع‬
‫‪ ،Friendester‬الذي استمر لمدة قاربت العقد من الزمن‪ ،‬ولكنه في نهاية األمر فشل في مجابهة‬
‫ومسايرة ما ظهر من مواقع تواصل اجتماعي كان لها ذلك األثر الكبير على أبناء المجتمعات‬
‫المختلفة‪ ،‬وكانت تحتوي العديد من التطبيقات التي ساهمت إلى جذب وجمع األعداد الغفيرة من‬
‫المستخدمين‪ ،‬ففي العام ‪ 2003‬ظهر أول هذه المواقع وهو موقع ماي سبيس (‪)Myspace‬‬
‫والذي خالل عامين أصبح أكثر المواقع االجتماعية شهرة‪ ،‬وبدأ الموقع عمله من جنوب‬
‫كالفيورنيا في الواليات المتحدة األمريكية وكان مهتماً بالفنانين من ممثلين وموسيقيين‬
‫ومغنيين(‪.)2‬‬
‫ركز ماي سبيس على التعبير عن الذات من خالل ما أتاحه للمستخدمين من القدرة على‬
‫إظهار أنفسهم والتفاعل مع أصدقائهم وما منحه من تعزيز للثقافة الشعبية‪ ،‬وعندما انطلق الموقع‬
‫عام ‪ 2003‬بدأت الفرق الفنية المحلية وأصحاب النوادي بإنشاء ملفات شخصية لهم عبرة‪،‬‬
‫وخالل األشهر القليلة التالية شهد الموقع نمواً متزايداً في عدد األصدقاء المضافين إليه‪ ،‬حيث أنه‬
‫أعطى من الحرية الكثير لمستخدميه كي يديروا صفحاتهم عبره‪ ،‬األمر الذي جعله منافساً لموقع‬
‫‪ ،Friendester‬وبسبب إتاحة استخدامه المجاني وإ تاحة بعض التطبيقات االجتماعية فقد كان‬
‫يروق للعديد من المراهقين والشباب(‪.)3‬‬
‫تمثل هذه المواقع تطوراً لوسائل اإلعالم واالتصال‪ ،‬فهذه الوسائل الرقمية أصبحت ذات‬

‫تأثير إعالمي كبير‪ ،‬وأصبحت المكان المالئم لتداول األخبار وتبادلها‪ ،‬وأصبحت كذلك جزءاً من‬

‫() سكر‪ ،‬ماجد رجب‪،‬التواصل االجتماعي‪،‬رسالة ماجستير‪ ،‬غزة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪1434 .‬هـ‪2012/‬م‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪ 36‬روي‪ ،‬بشري ‪ ،‬دور مواقع التواصل االجتماعي في التغيير‪ .‬كلية اإلعالم جامعة بغداد‪ ،‬العدد ‪18‬‬
‫مجلة الباحث اإلعالمي‪ .‬ص‪.95‬‬

‫() ‪.www.randomhistory.com/2008/08/14_myspace.html‬‬ ‫‪2‬‬

‫()المنصور‪ ،‬محمد المنصور ‪ ،‬تأثير شبكات التواصل االجتماعي على جمهور المتلقين ‪ ،‬دراسة مقارنة‬ ‫‪3‬‬

‫للمواقع االجتماعية والمواقع االلكترونية "العربية أنموذجاً" ‪،‬ص‪.84‬‬


‫‪33‬‬
‫الحقيقة‪ ،‬وسهلت عملية نقل المعلومة‪ ،‬ومن يستخدمها ال يحتاج إلى خبرة في اإلعالم‪ ،‬فكل ما‬

‫يحتاجه هو نقل المعلومة التي يراها‪ ،‬أو توصيلها وبثها عبر هذه المواقع‪.‬‬

‫ومن أبرز مواقع التواصل ما يلي ‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬الفيس بوك ‪:Facebook‬‬

‫كانت بدايات ظهور الفيس بوك في أوائل عام ‪ ، 2004‬وكان الهدف منه هو ربط‬

‫زمالء الدراسة في كليات جامعة هارفارد األمريكية بشبكة اتصاالت‪ ،‬وكانت هذه الشبكة في‬

‫البداية منغلقة على الذين يملكون عناوين بريد إلكتروني من خالل الجامعة(‪.)1‬‬

‫وبظهور موقع الفيس بوك تغيرت خارطة المواقع االجتماعية عبر شبكة اإلنترنت‪ ،‬حيث‬

‫أتيح الموقع لالستخدام من قبل الجميع وبمختلف لغات األرض ولسهولة استخدام تطبيقاته فقد أخذ‬

‫باالنتشار ليكون أبرز موقع على شبكة اإلنترنت ولسنوات متتابعة حسب اإلحصائيات العالمية‬

‫للمواقع األكثر استخداماً عبر شبكة اإلنترنت‪ .‬وهو أكثر مواقع التواصل االجتماعي مساهمة في‬

‫نشر ثقافة التواصل االجتماعي بين مختلف أفراد الطبقات واالتجاهات واألديان حول العالم‪،‬وذلك‬

‫بسبب خصائصه التي كان لها دور في تشجيع الناس على االشتراك فيه وتسهيل عملية التواصل‬

‫باآلخرين عبره(‪.)2‬‬

‫وهو "أشهر شبكة اجتماعية عالمياً"‪ ،‬إذ احتل المرتبة األولى بين الشبكات‬

‫االجتماعية‪،‬ويحتل المرتبة الثانية بين المواقع اإللكترونية األكثر زيارة‪ ،‬بعد محرك البحث‬

‫الشهير جوجل (‪ ،)Google‬حسب ترتيب موقع إليكسا (‪ )Alexa‬وهو موقع إحصائي مختص‬

‫بتحليل المواقع اإللكترونية على شبكة اإلنترنت حسب تصنيفات خاصة ومعينة(‪.)3‬‬

‫يمنح الفيس بوك المشتركين فيه تقديم أنفسهم من خالل الملف الشخصي للمشترك عبر‬

‫الموقع‪ ،‬فيقوم المشترك بطباعة نبذة قصيرة عن نفسه يراها اآلخرون كجنسه وتاريخ‬

‫()البسیوني‪ ،‬محمد علي‪ :‬دولة الفیسبوك‪ .‬ط ‪ ،1‬القاهرة‪ :‬دار الشروق‪ ، 2009 ،‬ص ‪.1‬‬ ‫‪1‬‬

‫()المقدادي‪ ،‬كاظم‪ ،‬اإلعالم الدولي والجديد وتصدع السلطة الرابعة‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2013‬ص‪.34‬‬
‫()قتلوني‪ ،‬مصعب‪ ،‬ثورات فيسبوك ‪ ،‬شركة المطبوعات ‪ ،‬بيروت‪ ،2014 ،‬ص ص ‪ .104-103‬و‬ ‫‪3‬‬

‫‪.www.alexa.com‬‬
‫‪34‬‬
‫ميالده‪،‬واهتماماته وغيرها من األمور التي تبرز شخصية المشترك‪ ،‬كما ومن خالل التطبيقات‬

‫التي ينظم إليها المشترك يمكن التعرف على بعض مالمحه وشخصيته‪ ،‬لذلك فالفيس بوك يمكن‬

‫أعضاءه المشتركين فيه من االنضمام إلى مجموعات افتراضية باالعتماد على وجود مصالح‬

‫مشتركة بين أفرادها‪ ،‬فيمكن للعضو التعرف على األعضاء اآلخرين من حيث اهتماماتهم‬

‫وهواياتهم التي يبرزونها داخل هذه المجموعات(‪.)1‬‬

‫بدأت شبكة الفيس بوك في االتساع في أيلول من عام ‪ 2005‬لتشمل أيضاً طالب‬

‫المدارس الثانوية‪ ،‬ثم العاملين في العديد من الشركات‪ ،‬ثم فتحت الشبكة لالستخدام من قبل‬

‫الجميع‪ ،‬بعد أن كانت مقتصرة على طالب جامعة هارفارد األمريكية(‪.)2‬‬

‫ليتحول بذلك الفيس بوك من مكان لعرض الصور الشخصية والتواصل مع اآلخرين في‬

‫إطار األصدقاء والعائلة‪ ،‬إلى قناة تواصل بين المجتمعات اإللكترونية ومنبراً لعرض األفكار‬

‫والرؤى السياسية وتشكيل تجمعات وتكتالت سياسية إلكترونية "عجزت عنها أعتى األحزاب‬

‫الفعلية في األرض"(‪ .)3‬ودخل الموقع قطاعات سياسية واقتصادية بارزة وعمل على إحداث تغيير‬

‫جذري لمفهوم اإلعالم وعالقته بالجمهور الذي أصبح له دور في صناعة الحدث‪ ،‬ينقله ويعلق‬

‫عليه بكل سهولة وحرية(‪.)4‬‬

‫واعتمدت عليه الصحف من خالل التجمعات اإللكترونية لنقل األخبار والترويج لكتابها‬

‫وغيرها من وسائل اإلعالم‪ ،‬ليتعدى بذلك الفيس بوك تلك الوظيفة االجتماعية التي تأسس لها إلى‬

‫موقع تواصل متعدد األغراض واألهداف(‪.)5‬‬

‫()المنصور‪ ،‬محمد المنصور ‪ ،‬تأثير شبكات التواصل االجتماعي على جمهور المتلقين ‪ ،‬دراسة مقارنة‬ ‫‪1‬‬

‫للمواقع االجتماعية والمواقع االلكترونية "العربية أنموذجاً" ‪ ،‬رسالة ماجستير كلية االداب والتربية ‪/‬‬
‫األكاديمية العربية في الدانمارك ‪2010 ،‬م ‪،‬ص‪. 84‬‬
‫()البسیوني‪ ،‬محمد علي‪ :‬دولة الفیسبوك ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫‪2‬‬

‫()المقدادي‪ ،‬اإلعالم الدولي والجديد وتصدع السلطة الرابعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34‬‬ ‫‪3‬‬

‫()قتلوني‪ ،‬ثورات فيسبوك ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.104‬‬ ‫‪4‬‬

‫()المقدادي‪ ،‬اإلعالم الدولي والجديد وتصدع السلطة الرابعة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪35‬‬
‫وبحسب موقع الفيس بوك نفسه فإنه أنشئ إلعطاء الناس القدرة على المشاركة وجعل‬

‫العالم أكثر انفتاحاً واتصاال‪ ،‬فالناس تستخدم الفيس بوك لتبقى على تواصل مع أصدقائها‬

‫وعائالتها‪ ،‬ولتكتشف ما يحدث في العالم‪ ،‬وللمشاركة والتعبير حول القضايا التي تهمهم(‪.)1‬‬

‫وبأقل من سنة من تاريخ إنشاء الموقع أصبح عدد مستخدميه حوالي المليون‬

‫مستخدم‪،‬وفي منتصف العام ‪ 2006‬أصبح الفيس بوك متوفراً لالستخدام عبر الهواتف الذكية‪،‬‬

‫ومع نهاية نفس العام أصبح الموقع متاحاً لالستخدام من قبل أي شخص ليكون موقع ذا استخدام‬

‫عالمي حيث وصل عدد مستخدميه آنذاك ‪ 12‬مليون مستخدم‪ ،‬وفي نهاية العام ‪ 2009‬وصل عدد‬

‫مستخدميه ‪ 360‬مليون مستخدم حول العالم‪ ،‬أصبح العدد نهاية عام ‪ 2010‬حوالي ‪ 608‬مليون‬

‫مستخدم‪ ،‬حوالي ‪ 850‬مليون نهاية العام ‪ ،2011‬في تشرين األول ‪ 2012‬أصبح العدد أكثر من‬

‫مليار مستخدم حول العالم(‪.)2‬‬

‫ومع نهاية العام ‪ 2013‬كان عدد مستخدمي الفيس بوك حول العالم يفوق ‪ 1.3‬مليار‬

‫مستخدم‪ ،‬نصف هؤالء يستخدمون الفيس بوك من خالل أجهزتهم الهاتفية المحمولة‪ ،‬وتقدر نسبة‬

‫الزيادة في عدد المستخدمين مقارنة بعام ‪ 2012‬بما مقداره ‪ ،%22‬كما وبلغت عدد اللغات التي‬

‫أتاحها الموقع حوالي سبعين لغة عالمية‪ ،‬هذا وتقدر نسبة مستخدمي الفيس بوك خارج الواليات‬

‫المتحدة األمريكية حوالي ‪ %75‬من إجمالي المستخدمين الكلي للموقع‪ ،‬كل ثلث ساعة يتم‬

‫مشاركة اكثر من مليون وصلة‪ ،‬وهنالك أكثر من مليوني طلب صداقة يتم الموافقة عليها وهنالك‬

‫أكثر من ثالث ماليين رسالة يتم تبادلها بين مستخدمي الفيس بوك‪ ،‬هذا وقد بلغت أرباح الموقع‬

‫أكثر من خمسة بليون دوالر أمريكي في العام ‪ 2012‬وزادت األرباح عن ستة باليين ومائة‬

‫وخمسين مليار في نهاية العام ‪ ،2013‬كما تقدر قيمة شركة الفيس بوك بأكثر من ‪ 104‬بليون‬

‫دوالر أمريكي(‪.)3‬‬

‫()‪.newsroom.fb.com/Key-Facts‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ‪.htto://newsroom.fb.com/Timeline‬‬ ‫‪2‬‬

‫()‪.http://www.statisticbrain.com/facebook-statistics‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪36‬‬
‫حيث يتيح الفيس بوك العديد من التطبيقات التي جعلت منه سهالً في االستخدام‪ ،‬وأبرز‬

‫هذه التطبيقات‪ ،‬تطبيق إنشاء حالة وكتابة المالحظات المختلفة‪ ،‬إمكانية مشاركة الصور‬

‫والفيديوهات والتعليق عليها‪ ،‬إمكانية مشاركة المواقع اإللكترونية األخرى‪ ،‬ومشاركة‬

‫األخبار‪،‬إمكانية إضافة مناسبة ودعوة اآلخرين إليها‪ ،‬إمكانية إنشاء مجموعات ذات اهتمام‬

‫مشترك أو إضافة أشخاص إلى مجموعات أخرى‪ ،‬إمكانية إنشاء اإلعالنات والترويج لها‪،‬إمكانية‬

‫طرح بعض األسئلة ومشاركتها مع اآلخرين‪ ،‬إمكانية إنشاء صفات مرتبطة بالصفحة الشخصية‬

‫ودعوة اآلخرين لإلعجاب بها(‪.)1‬‬

‫كما يتيح إمكانية الدردشة المباشرة مع اآلخرين ممن تربطك بهم صداقة عبر الفيس بوك‬

‫أو إجراء دردشة مباشرة بين مجموعات خاصة أو الدردشة الصوتية أو حتى الدردشة المباشرة‬

‫صوت وصورة‪ ،‬وإ مكانية إرسال الرسائل اإللكترونية ألي شخص مرتبط بالفيس بوك‪ ،‬وخالل‬

‫التصفح يقوم الموقع بطرح العديد من اإلعالنات والمواد الترويجية ويسمح للمستخدم كذلك‬

‫بإنشاء إعالن‪ ،‬كما ويقوم بالترويج لبعض الصفحات المتاحة خالله لإلعجاب بها‪ ،‬ومن أبرز‬

‫التطبيقات شيوعاً عندما يقوم شخص بإنشاء حالة مشاركتها مع اآلخرين ما يحدث حولها من‬

‫تفاعل وتشارك وإ عجاب وإ مكانية نقلها من شخص إلى آخر لتكون أكثر شيوعاً‪ ،‬والموقع متاح‬

‫بحوالي ‪ 70‬لغة عالمية ومن بينها اللغة العربية(‪.)2‬‬

‫وبسبب الشهرة التي حصل عليها الفيس بوك وخاصة في فترة الثورات العربية التي‬

‫حدثت مع نهاية عام ‪ 2010‬حيث كان له تأثير كبير في العديد من أحداث هذه الدول‪ ،‬فقد تم‬

‫حظر استخدام الموقع في العديد من الدول وعلى العديد من الفترات وفي أماكن مختلفة فمثالً تم‬

‫()‪.https://www.facebook.com/‬‬ ‫‪1‬‬

‫()‪.https://www.facebook.com/‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪37‬‬
‫منع استخدام الفيس بوك دول كسورية وإ يران وغيرها‪ ،‬وحظر كذلك استخدامه في فترات أماكن‬

‫العمل في العديد من دول العالم(‪.)1‬‬

‫ثانياً ‪ :‬التوتير ‪:Twitter‬‬

‫قامت شركة ‪ Obvious‬األمريكية مشروع بحثي وكان من نتائج هذا المشروع ظهور‬

‫موقع تواصل اجتماعي جديد وهو( توتير)‪ ،‬حيث تم إطالق موقع شبكات تواصل اجتماعية جديد‬

‫في العام ‪ 2006‬أطلق عليه التوتير ‪.)2(Twitter‬‬

‫وهو عبارة عن شبكة اجتماعية تستخدم مفهوم التدوين المصغر (التويت ‪ )twitt‬والذي‬

‫يعني التغريد متخذاً شعار شكل طائر للتعبير عن مفهوم الموقع(‪.)3‬‬

‫في الحادي والعشرين من آذار عام ‪ 2006‬قام مؤسس التويتر بإطالق أول تغريدة عبر‬

‫الموقع وكانت "للتو قمت بتنصيب تويتر" "‪.)4("Just setting up my twitter‬‬

‫حيث تم اإلطالق الرسمي للموقع في تشرين األول من عام ‪ 2006‬ليكون بذلك شبكة‬

‫جديدة للتواصل االجتماعي‪ ،‬لكن في العام ‪ 2007‬بدأ الموقع باالنتشار كخدمة جديدة تقدم‬

‫التدوينات المصغرة‪ ،‬ثم قامت شركة ‪ Obvious‬في نيسان ‪ 2007‬بفصل خدمة الموقع عن‬

‫الشركة وتكوين شركة جديدة تحت مسمى ‪ ،)5(Twitter‬فتضاعفت عدد التغريدات عبر الموقع من‬

‫عشرين ألف إلى ستين ألف تغريدة في اليوم(‪.)6‬‬

‫و بإمكان المشترك جعل تغريداته متاحة ليشاهدها ويعلق عليها الجميع أو أن يقوم‬

‫بتخصيصها فقط لمجموعة من األصدقاء أو المشتركين اآلخرين‪ ،‬التغريدات (‪ )tweets‬تشبه في‬

‫فكرتها إلى حد كبير فكرة الرسائل القصيرة التي يتم تبادلها من خالل الهواتف المحمولة‪ ،‬لذلك‬

‫()عامر‪ ،‬فتحي حسين‪ ،‬استطالعات الرأي العام على‪ ‬اإلنترنت‪ ،‬ط‪ ،1.‬العربي للنشر والتوزيع‪ ،2013 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.211‬‬
‫() شقرة‪ ،‬علي خليل‪  ،‬اإلعالم الجديد (شبكات التواصل االجتماعي) ‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2013‬ص‪.75‬‬
‫() قتلوني‪ ،‬ثورات فيسبوك ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.104‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الشهري‪ ،‬حنان بنت شعشوع‪ ،‬أثر استخدام شبكات التواصل االلكتروني على العالقات االجتماعية "‬ ‫‪4‬‬

‫الفيسبوك وتوتير‪ ،‬نموذجا"‪ ،‬جامعة الملك عبد العزیز‪ 1433 ،‬هـ‪ 1434 ،‬هـ‪،‬ص ‪.32‬‬
‫() مقدادي‪ ،‬اإلعالم الدولي والجديد وتصدع السلطة الرابعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38‬‬ ‫‪5‬‬

‫() المحارب ‪ ،‬اإلعالم الجديد في السعودية ‪ ،‬مرجع سابق ‪.118 ،‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪38‬‬
‫فقد أتاح الموقع القدرة على تحويل هذه التغريدات إلى رسائل قصيرة يتم تبادلها عبر الهواتف‬

‫المحمولة في حال رغب المشترك بذلك ومقابل رسوم معينة‪ ،‬لذا فتسمى هذه التغريدات التي يتم‬

‫تداولها عبر موقع التويتر برسائل االنترنت القصيرة (‪.)sms of the internet‬‬

‫يتيح الموقع للمشتركين فيه تتبع أصدقائهم فيما يقومون بنشرة من مالحظات والتعليق‬

‫على تغريداتهم وإ عادة نشرها أو تغريدها‪ ،‬وكذلك يمكن للمشترك أن يتتبع بعض الصفحات التي‬

‫تهمه مواضيعها فيما تنشره من تدوينات ومالحظات‪ ،‬لذا فهو يساعد ليكون أداة لتعريف متتبعي‬

‫المشترك بشخصيته وباهتماماته‪ ،‬ويتيح كذلك للمشترك أن يتتبع أشخاصاً آخرين من المشتركين‬

‫ويتعرف على اهتماماتهم‪.‬و يعتبر تويتر اليوم مصدراً معتمداً للتصريحات الشخصية‪ ،‬سواء‬

‫أكانت لسياسيين أو ممثلين أو صحفيين أو وجهاء في المجتمعات المختلفة‪ ،‬فأضحت "قناة تواصل‬
‫(‪)1‬‬
‫مع الشعوب كما حدث في البلدان العربية أثناء حقبة الربيع العربي وتأثير التويتر القوي فيه"‪.‬‬

‫وحسب موقع تويتر عام ‪ 2013‬فإن هناك أكثر من ‪ 230‬مليون مستخدم نشط للموقع‬

‫شهرياً‪ ،‬وبأنه يتم إرسال أكثر من ‪ 500‬مليون تغريده يومياً بين المشتركين‪ ،‬كما وأن هناك ما‬

‫نسبته ‪ %76‬من مستخدمي التويتر الناشطين عبر أجهزة الهاتف المحمول‪ ،‬كما ويقوم التويتر‬

‫بدعم أكثر من ‪ 35‬لغة عالمية ومن بينها اللغة العربية(‪.)2‬‬

‫حيث قام الموقع رسمياً باستخدام وإ دخال اللغة العربية في آذار من عام ‪ ، 2012‬وذلك‬

‫من خالل توفير جميع واجهاته باللغة العربية وبشكل كامل(‪.)3‬‬

‫ثالثاً‪ :‬اليوتيوب ‪:Youtupe‬‬

‫يختص هذا الموقع بنشر مقاطع فيلمية أو فيديوهات من إنتاج المشتركين ‪ ،‬والذي ظهر‬

‫في نهاية العام (‪ ، )2005‬وهو موقع الكتروني لتبادل الفيديوهات العامة‪ ،‬يدعم الموقع نشاط‬

‫()المقدادي‪ ،‬اإلعالم الدولي والجديد وتصدع السلطة الرابعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.41 - 40‬‬ ‫‪1‬‬

‫()‪..http://about.twiter.com/ar/company‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ‪.http://www.alarabiya.net/articles/2012/03/08/199495.html‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪39‬‬
‫مشاهدة الفيديوهات‪ ،‬ثم تحميل وتنزيل ومشاركة األفالم بشكل عام ومجاني‪ ،‬كما ويسمح الموقع‬

‫بالتدرج في تحميل وعرض األفالم القصيرة‪ ،‬من أفالم عامة يستطيع الجميع مشاهدتها إلى أفالم‬

‫خاصة يسمح فقط لمجموعة معينة بمشاهدتها ‪ ،‬فالموقع يمثل "ظاهرة ثقافية عالمية‬

‫اتصالية‪،‬انطلقت منه العشرات من األفكار باستخدام كلمة تيوت (‪ )TUPE‬مقترنة بالعديد من‬

‫المسميات لمواقع فيديو دينية وسياسية"‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬فنية‪ ،‬وثقافية‪ ،‬وترفيهية كوميدية‬
‫(‪)1‬‬
‫وغنائية‪،‬وغيرها‪ ،‬أما الشعار (‪ )YOUTUPE‬فهو يعني "أذع نفسك"‪.‬‬

‫ويقوم مبدأ عمل الموقع على السماح برفع وتحميل مقاطع الفيديو فقط للمشتركين‬

‫المسجلين فيه‪ ،‬أو مشاهدة المقاطع المنشورة عبره من قبل اآلخرين من المشتركين أو غيرهم من‬

‫المستخدمين لشبكة االنترنت‪ ،‬وكذلك يسمح بإعادة نشر ومشاركة هذه المقاطع مع اآلخرين‬

‫ليتمكنوا من مشاهدتها ‪ ،‬األمر الذي يساهم في عملية الشيوع واالنتشار لهذه المقاطع‪ ،‬يتم ذلك‬

‫بشكل مجاني‪،‬ويسمح للمشتركين المسجلين في اليوتيوب باإلضافة إلى رفع وتحميل ومشاهدة‬

‫المقاطع الفيديوهاتية ‪ ،‬وإ بداء إعجابهم أو عدم إعجابهم بالمقاطع التي يشاهدونها والتعليق‬

‫عليها‪،‬كما ويمكنهم إضافة هذه المقاطع إلى قائمة المقاطع المفضلة أو إرسالها إلى‬

‫األصدقاء‪،‬وهذا األمر غير متاح لغير المسجلين في الموقع(‪.)2‬‬

‫ويحتوي على محرك بحث خاص به يسهل عملية البحث عن المقاطع المحملة التي‬

‫يرغب المستخدم بمشاهدتها أو مشاركتها‪ ،‬ويسمح كذلك بخاصية جعل مشاهدة الفيديو محصوراً‬

‫بمجموعة محددة من األشخاص‪ ،‬أو أن يكون مشاهدته للعامة(‪.)3‬‬

‫ومن مميزات الموقع المهمة أيضا أنه يجعل من إمكانية توثيق األحداث بتفاصيلها أمراً‬

‫ممكناً وسهال‪ ،‬حيث يتم تصوير األحداث في نفس لحظة وقوعها من قبل من كان حاضراً‬

‫() شقرة‪ ،‬اإلعالم الجديد (شبكات التواصل االجتماعي) ‪ ،‬ص ‪.90‬‬ ‫‪1‬‬

‫()قتلوني‪ ،‬ثورات فيسبوك ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪108 – 107‬؛ ‪.Youtube.com‬‬ ‫‪2‬‬

‫()المقدادي‪ ،‬اإلعالم الدولي والجديد وتصدع السلطة الرابعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪40‬‬
‫وشاهداً على وقوعها‪ ،‬من خالل وسائل التصوير والتوثيق الحديثة المختلفة التي أصبحت في‬

‫متناول الجميع(‪.)1‬‬

‫ويعطي اليوتيوب للمشتركين المسجلين فيه الحرية لتحميل األفالم واألحداث المسجلة‬

‫عبر الهواتف والكاميرات وغيرها من أجهزة التصوير دون الحاجة إلى برامج لتحويل هذه‬

‫األفالم والمقاطع المصورة‪ ،‬و هذا األمر جعل من "عامة الناس كصحفيين ومراسلين للصحافة‬

‫ووكاالت األنباء يزودونها باألخبار أوالً بأول"(‪.)2‬‬

‫من هنا تنبع أهمية الموقع كموقع اجتماعي يجعل من الشخص العادي صحفياً يقوم بنقل‬

‫ما يقوم بمشاهدته مما يعني به الرأي العام\‪ ،‬فيقوم بعرض المعلومات التي لديه بشكل مدعم‬

‫بالصوت والصور‪ ،‬فيساهم بلعب دور كبير في تشكيل الرأي العام‪.‬‬

‫أما محتوى الموقع فهو يتنوع بين مقاطع األفالم والتلفزيون ومقاطع الموسيقى والفيديو‬

‫المنتج من قبل الهواة وغيرها‪ ،‬هذه المقاطع التي يتم مشاركتها ورفعها عبر الموقع تكون بدواعي‬

‫ودوافع مختلفة ومتنوعة‪ ،‬فقد تكون تحمل أهداف سياسية‪ ،‬أو فنية أو دينية أو ترفيهية أو إعالنية‬

‫أو جمالية‪ ،‬أو إعالمية‪ ،‬أو إليصال رسالة شخصية من المشترك صاحب المقطع‪ ،‬فيتم تصنيف‬

‫المقاطع المحملة والمرفوعة عبر اليوتيوب إلى أبواب مختلفة من الكوميديا والغناء والموسيقى‬

‫والسياسة والرسوم المتحركة واألفالم وغيرها(‪.)3‬‬

‫و يحوي اليوتيوب على ميزة مهمة تتمثل في البث المباشر األمر الذي جعل العديد من‬

‫محطات التلفزة تأخذ لها مكاناً عبره ليكون قناة لتواصل المحطة التلفزيونية مع جماهيرها‬

‫المتابعين لها عبر (اليوتيوب) ‪ ،‬فيقود الفرد بمشاهدتها عبر كمبيوتره الشخصي أو جهازه‬

‫المحمول ؛ كأنه يتابع المحطة عبر جهاز التلفزيون‪ ،‬وبشكل مباشر يمكنه مشاهدة ما تبث‬

‫()شقرة‪ ،‬اإلعالم الجديد (شبكات التواصل االجتماعي) ‪ ،‬ص ص ‪.93 - 92‬‬ ‫‪1‬‬

‫()شقرة‪ ،‬اإلعالم الجديد (شبكات التواصل االجتماعي) ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬ ‫‪2‬‬

‫()أنظر ‪ :‬الموقع ‪https://www.youtube.com‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪41‬‬
‫المحطة التلفزيونية أوال بأول دون الحاجة إلى جهاز تلفزيون‪ ،‬ويمكن كذلك امتالك محطة‬

‫تلفزيونية خاصة ليبث الشخص ما يشاء بها عبر هذا الموقع(‪.)1‬‬

‫وبسبب الدور االجتماعي والسياسي والفني الذي كان (لليوتيوب) تأثيره الواضح فيه فقد‬

‫لجأ العديد من الباحثين عن الشهرة وغيرهم بما يحملوه من أفكار ورسائل إلى الموقع حتى يسهل‬

‫وصولهم إلى الماليين من الجماهير المنتشرة‪ ،‬وقد أصبح الموقع مكاناً مالئماً للعديد من‬

‫المعارضين والسياسيين والمهمشين لعرض قضاياهم‪ ،‬التي كان لليوتيوب دور مهم في‬

‫نشرها‪،‬فكان للموقع دور في توثيق العديد من األحداث "فامتأل بمشاهد التعذيب وانتهاك حقوق‬

‫اإلنسان"(‪.)2‬‬

‫األمر هذا أدى إلى أن يقوم الموقع بفضح الكذب والتزوير وكشف الحقائق التي قد يكون‬

‫من مصلحة البعض إخفائها‪ ،‬لذا فقد تم حجب الموقع في الكثير من دول العالم التي لم يكن يرق‬

‫ألنظمتها ما ينشر عبر الموقع فيما يتعلق بأمور حول بلدانهم‪ ،‬فقد تم حجب الموقع مثالً في دول‬

‫منها الصين عندما تم بث مقطع فيديو يتضمن مقطعاً لتعذيب بعض الرهبان في األديرة‬

‫البوذية‪،‬كما تم حجبه في إيران لبثه مقاطعاً لقمع المتظاهرين في انتخابات الرئاسة التي حدثت‬

‫عام ‪2009‬وحجب في دولة أرمينيا في عام ‪ 2008‬لعرضه مقاطعاً تتضمن قيماً لبعض‬

‫المتظاهرين هناك(‪.)3‬‬

‫وفي الثالث والعشرين من نيسان عام ‪ 2005‬تم تحميل أول مقطع فيديو عبر موقع‬

‫اليوتيوب من قبل أحد مؤسسي الموقع‪ ،‬وكان المقطع تحت عنوان "أنا في حديقة الحيوان ‪Me‬‬

‫‪ ،"at the zoo‬ولكن االنطالقة الفعلية والرسمية للموقع كانت في شهر تشرين األول من نفس‬

‫العام ‪ ،‬وتم اختيار موقع اليوتيوب كأهم اختراع للعام ‪ 2006‬من قبل مجلة التايمز ‪Times‬‬

‫()المقدادي‪ ،‬اإلعالم الدولي والجديد وتصدع السلطة الرابعة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.45-43‬‬ ‫‪1‬‬

‫()قتلوني‪ ،‬ثورات فيسبوك ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.107‬‬ ‫‪2‬‬

‫()شقرة‪ ،‬اإلعالم الجديد (شبكات التواصل االجتماعي) ‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص ص ‪.96 - 93‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪42‬‬
‫األمريكية"‪ ،‬ذلك للدور الذي يقوم به الموقع في إعطاء الحق لزواره في عرض وإ نتاج مواد‬

‫فيلمية مجانا عبره(‪.)1‬‬

‫وفي عام ‪ 2010‬بلغ عدد الساعات التي رفعت عبر الموقع ثالثة عشر مليون ساعة‬

‫وعدد مشاهدات الفيديو بلغت ‪ 700‬مليار مشاهدة‪ ،‬كما بلغ عدد المنضمين إلى الموقع من األفراد‬

‫والشركات من خالل قنوات خاصة بهم عبر الموقع خمسة عشر ألف مشترك في هذا العام‪ ،‬أما‬

‫في عام ‪ 2011‬بلغ عدد الزوار للموقع ‪ 800‬مليون زائر قاموا بمشاهدة تسعين مليار مشاهدة‪،‬‬

‫بحيث كان يتم تحميل حوالي ‪ 60‬ساعة فيديو كل دقيقة‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 8‬سنوات من العرض‬

‫المستمر المحمل يومياً‪ ،‬بينما في العام ‪ 2012‬ارتفع عدد الساعات المحملة كل دقيقة ليصبح‬

‫حوالي ‪ 72‬ساعة‪ ،‬وكذلك بلغت عدد المشاهدات عبر الهواتف المحمولة ‪ 600‬مليون‬

‫مشاهدة‪،‬إضافة إلى أنه كان يتم مشاهدة ‪ 4‬مليار مقطع يومياً‪ ،‬بحيث بلغ عدد الساعات التي كانت‬

‫‪ ،‬ويستقبل الموقع كل شهر ما يزيد عن مليار‬ ‫(‪)2‬‬


‫تشاهد شهريا حوالي ‪ 3‬مليار ساعة شهرياً‬

‫مستخدم‪ ،‬كما ويتوفر الموقع بأكثر من ‪ 60‬لغة حول العالم ومن بينها اللغة العربية(‪.)3‬‬

‫رابعاً ‪ :‬الواتس أب‪:‬‬

‫هو تطبيق‪ ‬تراسل فوريـ‪ ،‬محتكر‪ ،‬ومتعدد المنصات‪ ‬للهواتف الذكية ويمكن باإلضافة إلى‬

‫الرسائل األساسية للمستخدمين‪ ،‬إرسال الصور‪ ،‬الرسائل الصوتية‪ ،‬الفيديو والوسائط‪ .‬ويقدم هذا‬

‫الموقع المكالمات الصوتية عبر واتساب مجان اً‪ ،‬حتى ولو كانوا في دولة أخرى ‪ ،‬كذلك تتيح لك‬

‫مكالم ات الفي ديو‪ ‬المجانية‪ ،‬إج راء محادث ات وجه اً لوجه‪ ،‬وتعتم د المكالم ات الص وتية ومكالم ات‬

‫الفيديو عبر واتساب على االتصال باإلنترنت بدالً من استخدام دقائق باقة خطك الخلوي وبالتالي‬

‫ال داعي للقلق بشأن دفع تكاليف باهظة للمكالمات ‪ ،‬وتأسس تأسس ال ‪ ) )WhatsApp‬في عام‬

‫()هل يصبح يوتيوب ثالث أكبر دولة في العالم؟ ‪.http://www.addustour.com ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫()شقرة‪ ،‬اإلعالم الجديد (شبكات التواصل االجتماعي) ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.92 - 91‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ‪.http://www.youtube.com/yt/press/ar/statistics.html‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ 2009‬من قبل األمريكي)‪  :‬بريان أكتون‪ ‬واألوكراني‪ ‬جان كوم‪( ‬وكالهما من الموظفين السابقين‬
‫(‪)1‬‬
‫في موقع ياهو‪ ،‬ويقع مقرها في سانتا كالرا‪ ،‬كاليفورنيا ‪.‬‬

‫خامسا ً ‪:‬الفايبر ‪:‬‬

‫وهو تطبيق يعمل على‪ ‬الهواتف الذكية‪ ، ‬و يتيح للمستخدمين المراسلة الفورية وإ جراء‬

‫مكالمات هاتفية مجانية وإ رسال رسائل (نصية‪ ،‬صور‪ ،‬فيديو‪ ،‬صوت) بشكل مجاني إلى أي‬

‫شخص لديه هذا البرنامج‪ ،‬وهو من تطوير شركة‪ ‬فايبر ميديا‪ ‬يعمل على الشبكات الخلوية‬

‫‪،‬ويتوفر البرنامج بـ ‪ 10‬لغات من بينها اللغة العربية‪،‬أسسها األمريكي اإلسرائيلي‪ ‬تالمون‬

‫ماركو‪ ،‬بتاريخ ‪ 14‬فبراير ‪ 2014‬تم شراء فايبر من طرف شركة راكوتن اليابانية مقابل مبلغ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 900‬مليون دوالر‪.‬‬

‫سادسا ً ‪ :‬االنستغرامـ ‪:‬‬

‫وهو‪ ‬تطبيق‪ ‬مجاني لتبادل الصور وشبكة اجتماعية أيضاً‪ ،‬أطلق في‪ ‬أكتوبر‪ ‬عام‪،2010 ‬‬

‫يتيح للمستخدمين التقاط‪ ‬صورة‪ ،‬وإ ضافة‪ ‬فلتررقميـ‪ ‬إليها‪ ،‬ومن ثم مشاركتها في مجموعة متنوعة‬


‫(‪)3‬‬
‫من خدمات‪ ‬الشبكات االجتماعية‪ ،‬وشبكة إنستغرام نفسها‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫السياسة الشرعية في التعامل مع شبكات التواصل االجتماعي‬

‫يق ول اإلم ام ابن القيم‪" :‬ومن ل ه ذوق في الش ريعة‪ ،‬وإ طالع على كماالته ا‪ ،‬وتض منها‬
‫لغاي ة مص الح العباد في المع اش والمعاد ومجيئه ا بغاي ة العدل الذي يس ع الخالئق‪ ،‬وأن ه ال عدل‬
‫‪1‬‬
‫()‪./https://www.whatsapp.com‬‬
‫()‪ ، https://ar.wikipedia.org/wikiB1‬وأنظر موقع فايبر‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪/https://www.viber.com/en‬‬
‫‪ )( 3‬أنظر ‪ :‬االنستغرام على الويكي بيدا ‪https://ar.wikipedia.org/wikiB1 :‬‬
‫‪44‬‬
‫ف وق ع دلها‪ ،‬وال مص لحة ف وق م ا تض منته من المص الح‪ ،‬ت بين ل ه أن السياس ة العادل ة ج زء من‬
‫أجزائه ا وف رع من فروعه ا‪ ،‬وأن من ل ه معرف ة بمقاصدها ووضعها‪،‬وحس ن فهم ه فيه ا؛ لم يحتج‬
‫معه ا إلى سياس ة غيره ا البت ة‪ ،‬ف إن السياس ة نوع ان‪ :‬سياس ة ظالم ة فالش ريعة تحرمه ا‪ ،‬وسياس ة‬
‫عادلة تخرج الحق من الظالم الفاجر‪ ،‬فهي من الشرعية‪،‬علمها من علمها وجهلها من جهلها"‪ ،‬إلى‬
‫أن يقول‪" :‬فال يقال‪ :‬إن السياسة العادلة مخالفة لما نطق به الشرع‪ ،‬بل هي موافقة لما جاء به‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫تبعا لمصطلحهم‪ ،‬وإ نما هي عدل اهلل ورسوله"‪.‬‬
‫بل هي جزء من أجزائه‪ ،‬ونحن نسميها سياسة ً‬
‫من المعل وم أن ه ينبغي على اإلنس ان المس لم أن يتقي د بأفعال ه وتص رفاته بأحك ام الش رع‬
‫الحنيف التي جاءت لتضبط حركة اإلنسان وتصرفاته وأفعال ه وأقوال ه ‪،‬بحيث تكون منسجمة مع‬
‫دين اهلل وشرعه ‪ ،‬ثم إن معرفه الحكم الشرعي في الفعل المراد القيام به ضرورة مهمة ‪،‬وفرض‬
‫على كل مكلف‪ ،‬ليحدد بناء على ذلك موقفه من هذا الفعل قيام به أو ترك ‪ ،‬وقد فرض اهلل على‬
‫ك ل مس لم أن ينظ ر في ك ل عم ل يأتي ه أن يع رف قب ل القي ام ب ه حكم اهلل في ه من حيث الح ّل‬
‫والحرمة ‪ ،‬فكل عمل من األعمال التي يقوم بها المسلم يجب أن يعلم حكم اهلل في هذا العمل قبل‬
‫ﭜ ﭝ ﭼ (‪ ،)2‬ومما تقدم‬ ‫ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫مباشرته له ؛ ألن اهلل سيسأله عنه‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫نجد أن هذه المواقع فيها ما يحقق مصلحة اجتماعية وتخدم مجاالت السياسة الشرعية في بعده‬
‫االقتص ادي أو االجتم اعي أو الثق افي أو ال دعوي‪ ،‬وم ا إلى ذل ك‪ ،‬كم ا أن منه ا م ا يخ ل بت وازن‬
‫النظ ام االجتم اعي ‪ ،‬فال يمكن تعميم األحك ام الش رعية عليه ا مم ا يس تدعي التفص يل فيه ا حس ب‬
‫حالة تلك المواقع من حيث قربها من المعيار الشرعي أو بعدها ‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫أحكامـ التعامل مع وسائل التواصل االجتماعي‬

‫()ابن القيم الجوزية ‪،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪751‬هـ)‪،‬إعالم الموقعين عن رب العالمين ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد السالم إبراهيم ‪ ،‬دار الكتب العلمية –‬
‫بيروت الطبعة‪ :‬األولى‪1411 ،‬هـ ‪1991 -‬م‪.15-3/14 ،‬‬
‫() سورة الحجر ‪ :‬اآلية ‪.93-92‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪45‬‬
‫مواقع التواصل االجتماعي من األمور الطارئة والمستجدة على حياة المسلمين‪ ،‬وأصبحت‬

‫منتشرة وذائعة بشكل كبير جداً ‪ ،‬وبيان الحكم الشرعي للتعامل ‪ ،‬واالستخدام لوسائل التواصل‬

‫االجتماعي حيث تبين للباحثة من خالل البحث والتتبع أنه ال يمكن الحكم بشكل كلي ومطلق‬

‫على هذه الوسائل ‪ ،‬وإ نما يكون الحكم من خالل صور استخدام هذه الوسائل ‪ ،‬على اعتبار أن‬

‫األفعال مقيدة بشرع اهلل تعالى كما تقرر القاعدة األصولية ‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫المواقع الجائزة وتطبيقاتها‬

‫بعض المواقع يمكن توظيفها في تحقيق مصالح المجتمع وبعض تطبيقاتها فيها ما يسهل على‬

‫المجتمعات سواء من حيث تبليغ الدعوة إلى اهلل ‪ ،‬أم التبادالت االجتماعية ‪ ،‬أو االقتصادية‬

‫والمعرفية وما إلى غير ذلك‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬حكم المواقع التي ال تعارض الشريعة اإلسالمية‬

‫لمواق ع التواص ل االجتم اعي من افع ال يمكن الق ول بع دم ج واز اس تخدامها ض من ه ذا‬

‫الغ رض المخص ص له ا وبحس ب االس تخدام ‪ ،‬فهن اك بعض من العقالء الحريص ين على إيص ال‬

‫الخير للناس ‪ ،‬وقد أحسن هؤالء حيث عمدوا إلى وسائل التواصل الحديثة ودخلوا في عالَم أولئ ك‬

‫جماعي اً ؛ ألن ه أدنى أن ال يق ع‬


‫ّ‬ ‫الن اس فخ دموا دينهم ‪ ،‬ودع وا إلى ربهم ‪ ،‬وبخاص ة م ا ك ان عمالً‬

‫الداخل في ذلك العالَم في الفتنة ‪.‬‬

‫ج اء في فتوى للشيخ المنجد على موقعه االلكتروني ما نصه ‪ " :‬وأما من حيث الحكم‬

‫الشرعي فإنه يعتمد على مراد الداخل إليه فإن كان من أهل العلم وطالبه والمجموعات الدعوية‬

‫فهو جائز طيب ؛ لما يمكنهم تقديمه من منافع للناس ‪ ،‬اطمأنت النفوس للقول بالجواز ‪ ،‬ولذلك‬

‫‪46‬‬
‫ك ان من علمائن ا التش ديد في جلب " الفض ائيات " أول األم ر ؛ لم ا ك ان فيه ا من ض رر وش ر‬

‫صرف ‪ ،‬فلما صار فيها خير عظيم ‪ ،‬ووجدت قنوات إسالمية بالكامل ‪ ،‬ووجدت " رسيفرات "‬

‫ال تس تقبل إال تل ك القنوات ‪ ،‬ص ار القول ب الجواز وجيه اً‪ ،‬ب ل رأين ا لكث ير من العلم اء مش اركات‬

‫وبرامج نافعة ‪.‬فالذي ال يستطيع أن يتحكم بنفسه في عالَم " الفيس بوك " وأمثاله فعليه االمتناع ‪،‬‬

‫ويجوز لمن سار وفق الضوابط الشرعية في حفظ نفسه ‪ ،‬وعدم االنسياق وراء الهوى والش هوة ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ويدخل ليفيد ويستفيد‪ ".‬‬

‫إذن نرى أن الحكم بالجواز حول استخدام شبكات التواصل االجتماعي بناء على صورة‬

‫االستعمال كما قررتها الفتوى السابقة ‪ ،‬وكما هو مقرر من قبل من الشريعة اإلسالمية‪ ،‬والمباح‬

‫عموماً إباحة عامة مستفادة من عدة نصوص ‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬

‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﰀ ﭼ ""(‪ ،)2‬وﭧ ﭨ ﭽﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ‬

‫ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕﭼ "(‪ )3‬ونحو ذلك من النصوص ‪ ،‬فإن استعمل في المحادثات المباحة‪،‬‬

‫وفي نشر الخير والدعوة‪ ،‬واالطالع على األخبار‪ ،‬والمشاركات الحوارية النافعة‪ :‬فهو جائز وال‬

‫حرج فيه‪ ،‬بل المسلم مطالب باستغالل كل الوسائل النافعة لنشر الخير وتنمية الذات‪.‬‬

‫وحيث أن األصل في األمور العادية اإلباحة‪ ،‬وكل هذه اإلباحات ثابتة باستصحاب‬

‫البراءة األصلية ليست ثابتة بنص معين‪،‬ولكن على الرغم من قولنا باإلباحة إال أن الباحثة ترى‬

‫هذا النوع ينبغي أن يكون لولي األمر سلطة في التقييد أو اإللزام بشرط أن يكون محقق اً لمصلحة‬

‫حقيقي ة عام ة ليس ت مص لحة موهوم ة أو مص لحة خاص ة لبعض الن اس وض ارة ب آخرين‪ ،‬وه ذه‬

‫الحال ة فيه ا تط بيق مباش ر للقاع دة ال تي تق ول‪" :‬أن تص رف اإلم ام على الرعي ة من وط‬

‫()موقع ‪ :‬اإلسالم سؤال وجواب ‪ ، https://islamqa.info/ar/137243 :‬وفي نفس المعنى انظر ‪ :‬فتوى‬ ‫‪1‬‬

‫فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف ‪ ،‬األستاذ بقسم الثقافة اإلسالمية بجامعة الخرطوم ‪ ،‬على الموقع ‪:‬‬
‫‪.http://www.alnilin.com/12734535.htm‬‬
‫() سورة البقرة ‪ :‬اآلية‪.29: ‬‬ ‫‪2‬‬

‫()‪ ‬سورة الجاثية ‪ :‬اآلية‪.13 ‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪47‬‬
‫الرعي ة ولزوم ه َعلَْي ِهم‬ ‫ِ‬
‫بالمص لحة" ‪،‬والمع نى كم ا ق ال العلم اء‪" :‬أن َنف اذ تص رف ال َّراعي على ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫ش اءوا أَو أََب وا ُم َعلّ ق ومتوق ف على وج ود الثَّ َم َرة َواْل َم ْنفَ َع ة ِفي ض من تص رفه‪ ،‬ديني ة َك َانت أَو‬

‫اعي َن اظر‪ ،‬وتص رفه حينئ ٍذ‬


‫دنيوي ة‪ ،‬فَ ِإن تض من م ْنفَع ة م ا وجب علَْي ِهم تنفي ذه وإِاَّل رد‪ ،‬أِل َن ال َّر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫النظ ر ِفي َش ْيء" (‪ ،)2‬وكم ا ق ال الزركش ي‪"َ :‬و َوِل ُّي‬
‫الض َرر والعبث َو ِكاَل ُه َم ا لَْي َس من ّ‬
‫ُمتَ َر ّدد َبين َّ‬

‫صلَ َح ِة" (‪.)3‬‬ ‫اأْل َم ِر مأْمور بِمر ِ‬


‫اعاة اْل َم ْ‬
‫ْ َ ُ ٌ َُ َ‬
‫فمراعاته في تصرفه للمصلحة هي التي تسوغ تصرفه وتلزم بطاعته والتقيد به وعدم‬

‫تج اوزه‪ ،‬ومن ذل ك وض ع ش روط وض وابط لتحدي د االس تخدامات الج ائزة لمواق ع التواص ل‬

‫االجتم اعي واالل تزام به ا يحق ق مص لحة عام ة ولم تكن ش روطا تعس فية‪ ،‬فهن اك مقاص د عظيم ة‬

‫للدين وهي حفظ الدين ‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعقل ‪ ،‬والعرض ‪ ،‬والمال‪ ،‬فينبغي أن يكون كل تصرف في‬

‫المب اح من ولي األم ر ع امالً على تحقي ق مقص د من ه ذه المقاص د‪ ،‬أو ملتزم اً به ا غ ير خ ارج‬

‫عليها فإذا عارضت تصرفاته أحد هذه المقاصد كانت تصرفات باطلة لمخالفتها لمقاصد الدين‪،‬‬

‫وأش ار ابن القيم إلى سياس ة تقيي د المب اح أنه ا من السياس ات الجزئي ة التابع ة للمص الح‪ ،‬فتتقي د به ا‬
‫(‪)4‬‬
‫زمانا ومكانا"‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬التطبيقات الفقهية الجائزة الستخدام شبكات التواصل االجتماعي‬

‫من المعلوم أن اهلل سبحانه وتعالى قد سخر لنا كل ما في هذا الكون من موجودات‬

‫ومعايش من أجل أن نحقق العبودية المطلقة هلل تعالى ‪ ،‬وبالتالي فإي شي من هذه المسخرات‬

‫يحقق هذا األمر ‪ ،‬البد من ان يكون جائزاً ‪ ،‬و ذكرت آنفاً أن الفقهاء من أهل االختصاص‬

‫ودوائر اإلفتاء قد حكمت بجواز استعمال مواقع التواصل االجتماعي من خالل الصور التي‬

‫()ابن نجيم‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم بن محمد‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪1‬‬

‫األولى‪1419 ،‬هـ‪1999/‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.104‬‬


‫()الزرقا‪ ،‬أحمد بن الشيخ محمد‪ ،‬شرح القواعد الفقهية‪ ،‬الزرقا‪ ،‬صححه وعلق عليه‪ :‬مصطفى أحمد الزرقا‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطبعة الثانية‪1409 ،‬هـ‪1989/‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.309‬‬


‫()الزركشي‪ ،‬أبو عبد اهلل بدر الدين محمد بن عبد اهلل بن بهادر ‪ :‬المنثور في القواعد الفقهية‪ ،‬وزارة‬ ‫‪3‬‬

‫األوقاف الكويتية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1405 ،‬هـ ‪1985 -‬م‪. 1/309 ،‬‬


‫()ابن قيم الجوزية‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين‪ ،‬الطرق الحكمية‪ ،‬مكتبة دار البيان‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫بدون طبعة وبدون تاريخ‪.1/19 ،‬‬


‫‪48‬‬
‫تحقق النفع للناس‪ )1(،‬كالمحادثات المباحة‪ ،‬وفي نشر الخير والدعوة‪ ،‬واالطالع على‬

‫األخبار‪،‬استعمل في المحادثات المباحة ‪ ،....‬وسأعرض في هذا الفرع بعضاً من التطبيقات‬

‫الفقهية الكثير الجائزة الستخدام مواقع التواصل االجتماعي كالدعوة إلى اهلل تعالى ‪ ،‬وتقديم‬

‫الخدمات ‪ ....‬والحقيقة أن حصر طرق االستعمال الجائزة الستعمال مواقع التواصل االجتماعي‬

‫صعب جداً في ظل التطور الكبير والمتسارع ‪ ،‬كونه من أبرز صفات هذا العصر‪ ،‬وسنقتصر‬

‫على ذكر هذه النماذج وهي من أبرز تطبيقات استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬

‫الجائزة‪،‬ونعرضها كما يلي‪:‬‬

‫التطبيق األول ‪:‬الدعوة إلى اهلل تعالى‬

‫من نافلة القول أن اإلعالم كله وبجميع مظاهره ومنها مواقع التواصل االجتماعي والتي‬

‫أض حت من أش هرها وأكثره ا ذيوع اً ينبغي أن تس خر من أج ل خدم ة العقي دة اإلس المية‪ ،‬ق وال‬

‫وفعال‪" ،‬ثم إن الع الم الي وم يم وج من حولن ا بتي ارات ‪،‬وعقائ د متباين ة ك ل يبغي الس يطرة والس يادة‬

‫ع بر الكلم ة المكتوب ة والمس موعة‪ ،‬وأدركت األمم الك افرة أهمي ة وس ائل اإلعالم فس خرتها لنش ر‬

‫سمومها وأباطيلها‪ ،‬إيمانا منها بالدور الفعال الذي تلعبه وسائل اإلعالم في نشر األفكار وتغيير‬
‫(‪)2‬‬
‫العقائد‪ .‬ويزداد ذلك يوما بعد يوم ‪ -‬في الداخل والخارج ‪ -‬أمام تيار الدعوة اإلسالمية"‪.‬‬

‫ومن األدلة على وجوب الدعوة إلى اهلل عز وجل‪ ،‬وأنها من الفرائض‪،‬واألدلة في ذلك كثيرة في‬

‫الكتاب والسنة‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ﭧ ﭨ ﭽﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﭼ‬ ‫‪-1‬‬
‫‪.‬‬

‫() أنظر ‪ :‬الصفحة (‪ )47‬من الرسالة‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() طه عبد الفتاح مقلد‪ ،‬اإلعالم والدعوة إلى اهلل‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬الطبعة‪ :‬السنة‬ ‫‪2‬‬

‫الثامنة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬ذو الحجة ‪1395‬هـ‪ /‬ديسمبر ‪1975‬م‪ ،‬ص‪.88-86‬‬


‫()سورة النحل ‪ :‬اآلية ‪.125 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪49‬‬
‫ووجه الداللة من الآية الكريمة ‪ :‬أنها تأمر بالدعوة إلى سبيل اهلل بالقرآن‪ ،‬والموعظة‬

‫الحسنة وهي الدعاء إلى اهلل بالترغيب والترهيب‪ .‬وقيل‪ :‬هو قول اللين الرقيق من غير تغليظ‬

‫وال تعنيف‪ ،‬وجادلهم بالتي هي أحسن‪ ،‬وخاصمهم وناظرهم بالخصومة التي هي أحسن أي‬
‫(‪)1‬‬
‫أعرض عن أذاهم وال تقصر في تبليغ الرسالة والدعاء إلى الحق‪.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﭼ‬ ‫ﭧﭨﭽﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬ ‫‪-2‬‬

‫ووجه الداللة ‪ :‬أي ولتكن منكم أمة أي جماعة‪ ،‬يدعون إلى الخير وهو ما فيه صالح ديني‬

‫ودنيوي ويأمرون بالمعروف أي بكل معروف‪ ،‬من واجب ومندوب يقربهم إلى الجنة ويبعدهم‬

‫عن النار وينهون عن المنكر أي عن كل منكر‪ ،‬من حرام ومكروه يقربهم إلى النار ويبعدهم من‬

‫الجنة وأولئك الداعون اآلمرون الناهون هم المفلحون الفائزون بأجور أعمالهم وأعمال من‬

‫(‪)3‬‬
‫تبعهم‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن األحاديث النبوية الشريفة قوله صلى اهلل عليه ( بلغوا عنى ولو آية فرب مبلغ أوعى‬
‫(‪)4‬‬
‫من سامع ) ‪.‬‬

‫ووجه الداللة من هذا الحديث أن فيه دليل على ضرورة التبليغ – أي تبليغ – الدعوة لسائر‬
‫(‪)5‬‬
‫الناس فمن علم آية وفهم معناها عليه أن يبلغ هذه اآلية غيره من ال يعلمها ‪.‬‬

‫()البغوي‪ ،‬تفسير البغوي‪ .3/103 ،‬أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية‬ ‫‪1‬‬

‫األندلسي المحاربي (المتوفى‪542 :‬هـ) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد السالم عبد‬
‫الشافي محمد‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1422 -‬هـ ‪.3/432 ،‬‬
‫()سورة ال عمران ‪ :‬اآلية ‪.104 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫()أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص الحنفي (المتوفى‪370 :‬هـ) ‪ ،‬أحكام القرآن ‪،‬المحقق‪ :‬محمد‬ ‫‪3‬‬

‫صادق القمحاوي ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬تاريخ الطبع‪ 1405 :‬هـ‪ .2/315 ،‬محمد جمال‬
‫الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحالق القاسمي (المتوفى‪1332 :‬هـ) محاسن التأويل ‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد باسل‬
‫عيون السود ‪ ،‬دار الكتب العلميه ‪،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 1418 -‬هـ ‪.2/374 ،‬‬
‫()أ خرجه البخاري في‪ ‬صحيحه‪،‬كتاب أحاديث األنبياء‪ ،‬باب ما ذكر عن بني إسرائيل‪ ،‬حديث رقم ‪( :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪. )3274‬‬
‫( العسقالني‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر العسقالني‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬دارالريان للتراث‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1407‬هـ ‪1986 -‬م‪.11/765 ، ‬‬


‫‪50‬‬
‫والواجب الذي تقرره آيات القرآن الكريم واألحاديث النبوية المطهرة العمل على نشر‬

‫الدعوة اإلسالمية استجابة لتلك بكل ما أوتينا من قوة واستخدام التقنيات المعاصرة ومنها وسائل‬

‫التواصل االجتماعي في نشرها وتوضيحها وبياناها للناس‪ ،‬ومن جانب آخر الذود عن حمى هذا‬

‫الدين والذب عنه في وجه الحاقدين اللذين ال يألون جهدا ً لمهاجمة هذا الدين ونشر األباطيل‬

‫واالتهامات الباطلة حوله ‪ ،‬من اتهامه باإلرهاب أو التخلف أو الرجعية أو غيرها من االتهامات‪.‬‬

‫وبما أن وسائل اإلعالم ومنها وسائل التواصل االجتماعي تعد وسيلة فعالة من وسائل‬

‫االتصال بالجماهير‪ ،‬فإنه من الواجب استخدام هذه الوسيلة في الدعوة إلى اهلل تعالى ‪ ،‬والدفاع‬

‫عن العقيدة اإلسالمية النقية ‪ ،‬من قبل األفراد ‪ ،‬علماء ودعاة ‪ ،‬أفراد وجماعات ‪ ،‬الدعوة لدين اهلل‬

‫الحق بالحكمة والموعظة الحسنة ‪ ،‬والدعوة إلى اهلل عبر وسائل التواصل االجتماعي تبليغ عن‬

‫اهلل عز وجل‪ ،‬إلقامة الحجة على الناس‪ ،‬وهي في األصل عمل األنبياء والرسل عليهم الصالة‬

‫والسالم‪ .‬فكل نبي كانت مهمته األولى إبالغ رسالة اهلل إلى من أرسل إليهم ‪ ،‬قال اهلل تعالى‬
‫(‪)1‬‬
‫ﮎﭼ ‪.‬‬ ‫حكايةً عن نوح عليه السالم‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬

‫وغير ذلك من اآليات التي تنص على أن مهمة األنبياء والرسل البالغ عن اهلل سبحانه‬

‫وتعالى ‪ ،‬وبعد أن ختم اهلل النبوات بمحمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وانتقل صلى اهلل عليه وسلم إلى‬

‫الرفيق األعلى‪ ،‬وانقطع الوحي بوفاته‪ ،‬فإن الذين يحملون أمانة البالغ والدعوة هم العلماء‬

‫والدعاة ‪ ،‬وعلى المسلم أن يقوم بواجبه في الدعوة إلى اهلل سبحانه وتعالى وبيان الحق الذي‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ينبغي أن يسلكه ويسير عليه الفرد والمجتمع‬

‫"والدعوة إلى اهلل بابها واسع‪ ،‬تشمل دعوة المسلمين وغير المسلمين‪ :‬فبالنسبة للمسلمين‬

‫تنتظم تعليمهم ما ال يسعهم جهله من أحكام دينهم‪ ،‬وتبصيرهم بما ينبغي أن يكونوا عليه في‬

‫() سورة األعراف‪ :‬االية ‪.٦١ :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() التركي ‪ ،‬عبد اهلل بن عبد المحسن التركي‪ ،‬مسؤولية الدول اإلسالمية عن الدعوة‪ ،‬الناشر‪ :‬مركز‬ ‫‪2‬‬

‫البحوث والدراسات اإلسالمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1416 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪.14-13‬‬


‫‪51‬‬
‫عقائدهم وعباداتهم ومعامالتهم‪ ،‬وتُبين لهم وجه الحق فيما يلتبس عليهم‪ ،‬تصحح المعتقد‪ ،‬وترد‬

‫على المعاند والمكابر‪ ،‬وتنتظم وعظ عامة المسلمين وخاصتهم‪ ،‬وإ رشادهم ومناصحتهم‬

‫ومواالتهم‪،‬ودعوتهم إلى اإلسهام في الخير والتعاون عليه‪.‬وتنتظم األمر بالمعروف والنهي عن‬

‫المنكر‪ ،‬وحمل الناس على االلتزام بشرع اهلل ‪ ،‬وغير ذلك من مجاالت الخير واإلحسان والبر‬
‫(‪)1‬‬
‫والتقوى"‪.‬‬

‫ويقول الشيخ ابن باز رحمه اهلل في معرض حديثه عن الدعوة اإلسالمية ما نصه ‪" :‬‬

‫وفي وقتنا اليوم قد يسر اهلل عز وجل أمر الدعوة أكثر‪ ،‬بطرق لم تحصل لمن قبلنا‪ ،‬فأمور‬

‫الدعوة اليوم متيسرة أكثر‪ ،‬من طرق كثيرة‪ ،‬وإ قامة الحجة على الناس اليوم ممكنة بطرق‬
‫(‪)2‬‬
‫متنوعة‪ :‬عن طريق اإلذاعة‪ ،‬وعن طريق التلفزة‪ ،‬وعن طريق الصحافة‪ ... ،‬من طرق شتى"‪.‬‬

‫والسؤال الذي يثور اآلن مفاده ‪ :‬كيف يمكن استخدام وتوظيف وسائل التواصل االجتماعي في‬
‫الدعوة إلى اهلل ؟ ولإلجابة على هذا التساؤل سنقوم بإجمال ذلك عبر النقاط التالية إجماالً ال‬
‫تفصيالً ‪ ،‬إذ أن تفصيلها يحتاج إلى تطويل كبير جداً‪ ،‬وسنكتفي بتعدادها كما يلي ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الدعوة إلى اهلل عبر الفيس بوك «‪:»Facebook‬‬
‫وهو من أشهر مواقع التواصل اجتماعي تجاوز عدد المشتركين والمتصفحين له المليار‬
‫على مستوى العالم بأسره ‪ ،‬ومن خالله يمكن التواصل مع أي إنسان في أي مكان وزمان‪ ،‬ومن‬
‫هن ا فق د انتب ه إلي ه دع اة ك ثر في زمانن ا‪ ،‬وتم عم ل ص فحات شخص ية لهم علي ه لمخاطب ة‬
‫جم اهيرهم‪،‬ونش ر ال دين وال دعوة داخ ل الع الم الع ربي وخارج ه‪ ،‬ولكن ليس ب الحجم المطل وب‪،‬‬
‫ويمكن توظيفه دعويا من خالل القيام باآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يقوم العلماء والدعاة وأصحاب االختصاص بشتى فروع الشريعة بإنشاء صفحات على‬
‫موق ع الفيس ب وك من اج ل التواص ل م ع المس لمين ‪ ،‬وتق ديم النص ح واإلرش اد لهم ‪ ،‬وال رد من‬

‫()التركي ‪ ،‬عبد اهلل بن عبد المحسن التركي‪ ،‬مسؤولية الدول اإلسالمية عن الدعوة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫()ابن باز ‪ ،‬عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز (المتوفى‪1420 :‬هـ) ‪ ،‬الدعوة إلى اهلل وأخالق الدعاة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪2‬‬

‫الرابعة ‪ ،‬رئاسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬الرياض ‪ -‬المملكة العربية السعودية‪ 1423 ،‬هـ ‪ 2002 -‬م‪،‬‬
‫ص‪.18‬‬

‫‪52‬‬
‫خالل هذه الصفحات على الجاحدين والمنكرين والضالين بالحكمة والموعظة الحس نة‪ ،‬والحقيقة‬
‫أن هناك العديد من الحسابات موجودة اآلن على الفيس بوك وبكثرة للدعاة والعلماء ‪ ،‬وتقدم هذه‬
‫الصفحات في مضمونها خدمات دعوية وإ رشادية غاية في األهمية ‪ ،‬تربط اإلنسان بدينه ربطا‬
‫محكما وفق منهج اهلل ‪.‬‬
‫‪-2‬القيام بإنشاء مجموعات عمل أو ما يطلق عليها عمليا ً وفق الفيس بوك بأنها ‪« :‬‬
‫‪ ،»GROUPS‬تكون هذه المجموعات متخصصة بالحث على الفضيلة ونشرها بين الناس‪،‬وعمل‬
‫حمالت إيمانية متواصلة‪ ،‬مثل حملة «كلمني فجرا» (‪ :)CALL ME DAWN‬إليقاظ أكبر عدد‬
‫من المسلمين لصالة الفجر في جماعة‪ ،‬حملة «ال للتحرش» (‪ ،:)NO HARSSEMENT‬حملــة‬
‫«نصــرة غــزة وفلسـطين» (‪ ،)HELP GAZA‬حمالت الحجاب‪ ،‬حملة نصرة الرسول‪ "  ‬صلى‬
‫اهلل عليه وسلم" ‪ ،‬حملة عالج الفقراء‪ ،‬حملة نظافة البيئة‪،‬وحملة ضد ارتفاع األسعار‪...‬الخ‪،‬‬
‫وتوعية الشباب المسلم من الجنسين بعدم الوقوع في الرذيلة االفتراضية التي دمرت مستقبل كثير‬
‫منهم‪ ،‬وتحذيرهم أشد التحذير من السقوط في شباك األجهزة المشبوهة التي تجند فتيات في‬
‫صورة أصدقاء‪ ،‬أو تطلب وظائف محددة ومغرية‪،‬فيتهافت إليها الشباب وسرعان ما يقعون‬
‫(‪)1‬‬
‫فريسة لهذه الجهات‪.‬‬
‫‪ -2‬مراسلة جميع أصحاب الصفحات الموجودة لدى الداعية بالذي يريد إيصال توصيله من قيم‬

‫وأخالق وغيرها من أعمال فاضلة‪.‬‬

‫‪ -3‬التواص ل م ع غ ير المس لمين ل دعوتهم إلى ال دين اإلس المي العظيم؛ وذل ك بإتق ان لغ ة‬

‫المخاطب‪،‬وتوضيح صورة اإلسالم الصحيحة التي شوهها الغرب عبر إعالمهم‪.‬‬

‫فق د تمكن داعي ة س عودي ب المكتب التع اوني لل دعوة واإلرش اد وتوعي ة الجالي ات بغ رب‬

‫ال دمام (ن ور) من إقن اع ع روس كندي ة في العق د الث اني من عمره ا باإلس الم ع بر م وقعي‬

‫«الفيس بوك» و«س كايبي»‪ ،‬وأعلنت إس المها تزامن ا م ع حف ل زواجه ا في بداي ة الع ام الميالدي‬

‫الح الي ‪ 2014‬بحضور وال دها‪ ،‬وأك د فض يلة الش يخ يوس ف الرش يد‪ ،‬م دير المكتب على ممارس ة‬

‫دع اة المكتب ه ذه ال دعوة اإللكتروني ة باس تخدام آخ ر وس ائل التواص ل االجتم اعي وب رامج‬

‫( )هندي ‪ ،‬عبد اهلل هندي ‪ ،‬وسائل التكنولوجيا الحديثة في خدمة الدعوة ‪http://islamselect.net/mat/8 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.7638‬‬
‫‪53‬‬
‫المحادث ات التقنية التي وج دت تف اعال حقيقي ا‪ ،‬حيث يوج د أك ثر من ‪ 100‬ألف ط الب مس تفيد من‬

‫ب رامج ال دعوة ع بر اإلن ترنت‪ ،‬م ع دع اة المكتب على مس توى الع الم بأس تراليا وبريطاني ا والهن د‬
‫(‪)1‬‬
‫وبنجالديش والفلبين‪ ،‬والتي حققت نتائج ممتازة‪.‬‬

‫‪ -4‬محارب ة المجموع ات ال تي تق وم بتش ويه ص ورة اإلس الم والض غط على موق ع الفيس ب وك‬

‫إلغالقها‪ ،‬وهذا ما حدث بالفعل مرارا وتكرارا في مواقف مختلفة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدعوة إلى اهلل عبر توتير «‪»TWITTER‬‬

‫توت ير ه و أح د المواق ع ال تي تق دم خ دمات مجاني ة للتواص ل االجتم اعي والت دوين‬

‫المصغر‪،‬ويسمح للمستخدمين بإرسال أهم اللحظات في حياتهم في شكل تدوينات نصية ال تزيد‬

‫عن ‪ 140‬حرف ا؛ وذل ك من خالل خدم ة الرس ائل النص ية القص يرة‪ ،‬ب رامج التراس ل الف وري‪ ،‬أو‬

‫البريد اإللكتروني‪ ،‬ويتميز باستقطاب صفوة القوم‪ ،‬وقطاع ال بأس به من الشباب من الجنسين‪ ،‬و‬

‫يمكن االستفادة منه من خالل‪:‬‬

‫‪ -1‬نشر فكرة إسالمية معينة‪ ،‬أو إرسال رسالة مؤثرة تصحح مفهوما أو تدعو إلى خلق فاضل‪.‬‬

‫‪ -2‬التذكرة بفضل المناسبات اإلسالمية في وقتها‪ ،‬والدعوة إلى العمل الصالح فيها‪ :‬ومثال ذلك‪:‬‬

‫دعوة من لديك على بريدك الخاص إلى صيام االثنين والخميس‪ ،‬أو إلى صدقة جارية أو قراءة‬

‫القرآن‪.‬‬

‫‪ -3‬المشاركة في أعمال خير‪ ،‬أو أعمال اجتماعية تخدم المجتمعات اإلسالمية من خالل التعاون‬

‫اإليجابي على القيام بها‪ ،‬ودعوة رجال األعمال للمشاركة فيها‪.‬‬

‫‪ -4‬مواعظ ومقاالت وأخبار وتحليالت‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬االستفادة من اليوتيوب إسالمياً‬

‫()‪./http://islamselect.net/mat‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪54‬‬
‫أحد الوسائل المهمة جداً لتوصيل اإلسالم إلى المسلمين خاص ةً عبره‪،‬من خالل المقاطع‬

‫اإلسالمية (المرئية‪ ،‬والصوتية( ‪ ،‬وذلك بالقيام بإنشاء قنوات صوتية آو مرئية للدعاة الموجهين‬

‫للعالم اإلسالمي لتثقيف المجتمعات اإلسالمية بالثقافة اإلسالمية ‪ ،‬والحقيقة أن هناك الكثير ممن‬

‫اس تجابوا له ذا األم ر من ال دعاة ‪ ،‬والحم د هلل لهم قن وات على اليوتي وب ‪ ،‬يتم من خالله ا تنزي ل‬

‫دروسهم وخطبهم ‪.‬‬

‫نس ق‬
‫وأخيراً أنه يجب على جميع األجهزة اإلعالمية اإلسالمية المتخصِّصة الحديثة أن تُ ِّ‬

‫المرجو منه‪ ( :‬انتشار‬


‫ِّ‬ ‫مع بعضها البعض وتقف وقفة واحدة للدفاع عن اإلسالم‪ ،‬وتحقيق الهدف‬

‫ال دعوة اإلس المية في جمي ع مراك ز الع الم )‪ ،‬ثم إن انتش ار الش بكة العنكبوتي ة ووس ائل االتص ال‬

‫شيئا أو يقوم بنشر شيء‬


‫التواصل بين جميع مناطق العالم‪ ،‬وأصبح الشخص َيكتب ً‬
‫ُ‬ ‫الحديثة سهَّل‬

‫على اإلن ترنت ل يراه ماليين البش ر في مختل ف أنح اء الع الم‪ ،‬وبالت الي يجب االس تفادة من تل ك‬

‫الميزة والخاصية‪ ،‬وخاصة أن التعاون مع تلك األجهزة اإلسالمية َيعمل على التكاتُف ضد هؤالء‬

‫الذين ُيريدون هدم الدين اإلسالمي وتشويه صورته في العالم؛ ألنه َي رفُض َمصالحهم الشخصية‬
‫(‪)1‬‬
‫رفضها الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫القائمة على الحرية الزائدة‪ ،‬والتي َي ُ‬
‫دور السياسة الشرعية‪:‬‬

‫وأرى أن دور السياس ــة الش ــرعية فيم ا يتعل ق بموض وع اس تخدام وس ائل التواص ل‬

‫االجتماعي في الدعوة إلى اهلل تعالى يمكن أن يبرز ويظهر عبر النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬يتجلى من خالل ض بط ال دعوة إلى اهلل تع الى من قب ل ولي األم ر وص احب الس لطة ع بر‬

‫علم اء ودعاة متخصص ين في هذا المجال وحص ر هذه ال دعوة عبر هؤالء العلماء حتى ال‬

‫يستخدم الدين ذريعة من اجل تمرير أفكار إرهابية ‪ ،‬أو تكفيرية ال تمت لإلسالم بصلة ‪ ،‬بل‬

‫على العكس تسيء لإلسالم وصورته السمحة ‪.‬‬

‫() ‪/http://www.alukah.net/world_muslims/0/93065‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -2‬وكما يمكن أن تتدخل السياسة الشرعية عبر هذا الموضوع بوأد الفتن التي يمكن أن تثيرها‬

‫اس تخدام مث ل ه ذه المواق ع ع بر ال دعوات إلى المذهبي ة والطائفي ة والحكم على اآلخ رين‬

‫ب التكفير ‪ ،‬وذل ك بحص ر ه ذا التط بيق لوس ائل التواص ل االجتم اعي ع بر قن وات وص فحات‬

‫رسمية لعلماء متخصصين في هذا المجال ‪ ،‬ومنع كل من يحاول أن يكون دخيالً على هذا‬

‫الموضوع خدمة للدين ‪.‬‬

‫‪ -3‬إيج اد س لطة رقابي ة تتب ع للدول ة مهمته ا مراقب ة ومحاس بة ك ل من يتص در اإلفت اء وه و غ ير‬

‫أهل لهذه المهمة الجليلة والعظيمة ‪ ،‬متجاوزا بذلك األصول المتبعة في الفتيا ‪.‬‬

‫‪ -4‬العم ل على التبلي غ عن الص فحات ال تي ت دعوا إلى الفتن وإ لى الكف ر‪،‬وح تى الص فحات ال تي‬

‫تدعي اإلفتاء والدعوة إلى اهلل تعالى إن كانت مخالفة ‪.‬‬

‫‪ -5‬قيام الدولة بإشهار وبيان وتحديد المواقع الرسمية المتخصصة باإلفتاء والتي تتبع للدولة من‬

‫أجل ألن تكون هي المرجع في الفتيا ‪ ،‬وكما يقع على الدولة عاتق أن يكون القائمون على‬

‫ه ذه المواق ع والص فحات على مس توى ع الي من الثقاف ة الديني ة والق درة الفقهي ة ‪ ،‬وق ادرون‬

‫على مواكبة المستجدات التي تطرأ وتظهر في حياة المسلمين ‪.‬‬

‫التط ــبيق الث ــاني ‪ :‬إنش ــاء الص ــداقات الج ــائزة على مجم ــوع مواق ــع التواص ــل االجتم ــاعي(فيس‬

‫بوك‪،‬تويتر ‪،‬الواتس أب ‪ ،‬التيلغرام ‪ ،‬االنستغرام )‬

‫ممدوح حثت عليه شريعتنا الغراء لما فيه تعاضد وتكاتف وتع اون بين‬
‫ٌ‬ ‫أمر‬
‫بداية الصداقة ٌ‬
‫أف راد المجتم ع اإلس المي ‪ ،‬وإ رض اء اهلل س بحانه‪ ،‬وص لة ال رحم‪ ،‬واإلحس ان إلى أق رب‬

‫الن اس‪،‬وإ س عاد النفس‪ ،‬واكتش اف أعم اق ال ذات‪ ،‬وتج اوز الص عاب ‪ ،‬وحث الش رع على مص ادقة‬

‫األخي ار والبع د عن مص ادقة األش رار‪،‬كم ا وحث المس لم على اختي ار الص حبة الص الحة ‪ ،‬و‬

‫االرتب اط بأص دقاء الخ ير؛ ال ذين إذا نس يت ذك روك‪ ،‬وإ ذا ذك رت أع انوك‪ .‬ففي الص داقة تعزي ز‬

‫‪56‬‬
‫لمفه وم "األخ وة"‪ ،‬ال تي تع زز العالق ات بين الن اس‪ ،‬وتس اهم في تعزي ز النص ح بين‬

‫األفراد‪،‬واستهداف مرضاة اهلل تعالى من وراء هذه العالقة‪ ،‬بعيداً عن المصالح الهابطة‪.‬‬

‫ويكثر مصطلح "طلب صداقة" في مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وخصوص اً بين المهتمين‬

‫به ذا الع الم االفتراض ي‪ ،‬س واء عن طري ق الكتاب ة أو المش افهة بين أف راد الجنس الواح د‪ ،‬أي بين‬

‫رج ل يخ اطب رجالً‪ ،‬أو ام رأة تخ اطب ام رأة‪ ،‬فه ذا ن وع من التع ارف ق د ت ترتب علي ه بعض‬

‫المصالح‪ ،‬وهذا في دائرة المباح‪،‬إن الصداقة المشروعة بين الجنسين هي الصداقة التي تك ون بين‬

‫األب وابنت ه‪ ،‬وال زوج وزوجت ه‪ ،‬واألخ وإ خوت ه‪ ،‬وبين الم رأة ومحارمه ا بش كل ع ام‪ ،‬وق د حث‬
‫(‪)1‬‬
‫عليها اإلسالم لما فيها من تدعيم للروابط والتراحم األسري‪.‬‬

‫ومن األدلة الواردة في القرآن الكريم‪:‬‬

‫‪ -1‬قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ (‪.)2‬‬

‫ووجه الداللة من اآلية الكريمة ‪ :‬أن الصداقة إذا لم تكن على الطاعة فإنها تنقلب يوم القيامة إلى‬

‫عداوة ‪ ،‬إي أنهم أعداء في اآلخرة مع ما كان بينهم من التواصل في الدنيا لما رأوا سوء العاقبة‬

‫فيها (‪.)3‬‬

‫‪ -3‬قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﭼ(‪ .)4‬فقد حذرنا اهلل تعالى من جليس السوء ‪ ،‬قال الشوكاني‬

‫رحمه اهلل ‪ :‬اويلتى ليتني لم أتخذ فالنا خليال‪ ‬دعاء على نفسه بالويل والثبور على مخاللة الكافر‬

‫الذي أضله في الدنيا‪ ،  ‬فعلى المسلم أن ينتقي صديقه وجليسه (‪.)5‬‬

‫ﮊ ﮋ‬ ‫ﮈ ﮉ‬ ‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫‪ -4‬قوله تعالى‪ :‬عن مكانة الصديق في حياة المرء المسلم ﭽ ﮁ ﮂ ﮃ‬


‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬ ‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬

‫( )الشريف‪ ،‬محمد بن شاكر‪ ،‬المحادثة بين الرجال والنساء‪ ،‬مقال الكتروني على االنترنت ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www.saaid.net/Doat/alsharef/06.htm‬‬
‫() سورة الزخرف‪ ،‬آية‪.67 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ) الماوردي ‪ ،‬أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي‪ ،‬الشهير بالماوردي‬ ‫‪3‬‬

‫(المتوفى‪450 :‬هـ) ‪ ،‬تفسير الماوردي‪ ،‬النكت والعيون ‪ ،‬المحقق‪ :‬السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم ‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ /‬لبنان ‪.5/238 ،‬‬
‫() سورة الفرقان‪ ،‬آية‪.28 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الشوكاني ‪ ،‬فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية‪،‬مرجع سابق‪.1039 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪57‬‬
‫ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ‬ ‫ﮰ‬ ‫ﮭ ﮮ ﮯ‬ ‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫ﮧ ﮨ‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﭼ‬

‫ووج ــه الدالل ــة ‪ :‬أن ه ال جن اح على الص ديق أن يأك ل من بيت ص ديقه إذا ك ان بينهم ا انبس اط‪،‬‬

‫(‪)2‬‬
‫وروي عن قتادة أنه قال‪( :‬لو دخلت على صديق‪ ،‬ثم أكلت من طعامه بغير إذنه كان حالالً)‬

‫لما للصداقة معنى عظيم في ديننا ‪.‬‬

‫وقال ابن عباس‪ :‬الصديق أكثر من الوالدين‪ ,‬أال ترى أن الجهنميين لم يستغيثوا باآلباء‬

‫‪ ،‬وروي عن النبي صلى اهلل عليه‬ ‫(‪)3‬‬


‫وال األمهات وإ نما قالوا‪ :‬ﭽﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﭼ‬

‫وم ِة)(‪.)4‬‬
‫الم ْذ ُم َ‬
‫ضاً َع ِن َّ ِ ِ‬
‫الرحم َ‬
‫ِ‬
‫الب ِّار ع َو َ‬
‫ق َ‬
‫وسلم أنه قال‪( :‬قَ ْد جع َل اللَّه ِفي الص ِ‬
‫َّدي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬

‫األدلة من السنة النبوية الشريفة‪:‬‬

‫‪ -1‬قوله عليه الص الة والس الم‪ّ :‬إنم ا مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحام ل المسك‪ ،‬ون افخ‬

‫ونافخ الكير‬
‫ُ‬ ‫الكير‪ ،‬حامل المسك إما أن يحذيك‪ ،‬وإ ما أن تبتاع منه‪ ،‬وإ ما أن تجد منه ريحاً طيب ةً‪،‬‬

‫إما أن يحرق ثيابك‪ ،‬وإ ما أن تجد ريحاً خبيثة"(‪.)5‬‬

‫ِ‬
‫خليله‪ ،‬فلينظر أحدكم من يخالل"(‪.)6‬‬ ‫‪ -2‬قوله عليه الصالة والسالم‪" :‬الرجل على دين‬

‫() سورة النور‪ ،‬الآية‪.61 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() السمرقندي‪ ،‬أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي (المتوفى‪373 :‬هـ)‪ ،‬بحر العلوم‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫دار الكتب العربية ‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ .8/122 ،1987 ،1‬أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري‬
‫البغدادي‪ ،‬الشهير بالماوردي (المتوفى‪450 :‬هـ) ‪،‬تفسير الماوردي ‪ ،‬النكت والعيون ‪،‬المحقق‪ :‬السيد ابن عبد‬
‫المقصود بن عبد الرحيم ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ /‬لبنان‪.4/124 ،‬‬
‫() سورة الشعراء‪.101-100 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫() الماوردي ‪ ،‬أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي‪ ،‬تفسير الماوردي ‪ ،‬النكت‬ ‫‪4‬‬

‫والعيون ‪،‬مرجع سابق ‪.4/124 ،‬‬


‫() أخرجه اإلمام البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب الذبائح والصيد‪ ،‬باب المسك‪ ،‬حديث رقم‪( ،)5534 (:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪.)7/96‬‬
‫()أخرجه أبو داود في سننه‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب من يؤثر أن يجالس‪،‬حديث رقم‪،)4/259( ،4833 :‬‬ ‫‪6‬‬

‫والترمذي في سننه ‪ ،‬كتاب األدب ‪ ،‬حديث رقم ‪ )4510( :‬وقال الترمذي َه َذا َحِد ٌ‬
‫يث َح َس ٌن َغ ِر ٌ‬
‫يب‪ ،.‬وحكم‬
‫األلباني عليه بأنه ‪ :‬حديث حسن‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪ -3‬وأخرج اإلمام مالك في موطأه ‪ ،‬قال ‪ :‬عن‪ ‬أبي حازم بن دينار‪ ، ‬عن‪ ‬أبي إدريس الخوالني‪; ‬‬

‫أن ه ق ال ‪ :‬دخلت‪ ‬مس جد دمشق‪ ، ‬ف إذا ف تى ش اب ب راق الثناي ا ‪ ،‬وإ ذا الن اس مع ه ‪ ،‬إذا اختلف وا في‬

‫ش يء ‪ ،‬أسندوا إليه ‪ ،‬وصدروا عن قول ه ‪ ،‬فسألت عنه ‪  ،‬فقيل ‪ :‬هذا‪ ‬مع اذ بن جبل‪ ، ‬فلما كان‬

‫الغ د ‪ ،‬هج رت ‪ ،‬فوجدت ه ق د س بقني ب التهجير ‪ ،‬ووجدت ه يص لي ‪ ،‬ق ال فانتظرت ه ح تى قض ى‬

‫صالته ‪ ،‬ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ‪ ،‬ثم قلت ‪ :‬واهلل إني ألحبك هلل ‪ ،‬فقال ‪ :‬آهلل ؟ فقلت‬

‫‪ :‬آهلل ‪،‬فق ال ‪ :‬آهلل ؟ فقلت ‪ :‬آهلل ‪ ،‬فق ال ‪ :‬آهلل ؟ فقلت ‪ :‬آهلل ‪ ،‬ق ال ‪ ،‬فأخ ذ بجب وة ردائي فجب ذني‬

‫إلي ه‪،‬وق ال ‪ :‬أبش ر ‪ ،‬ف إني س معت رس ول اهلل ‪ -‬ص لى اهلل علي ه وس لم ‪ -‬يق ول ‪ " :‬ق ال اهلل تب ارك‬

‫وتعالى ‪ " :‬وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في"‪.)1(  ‬‬

‫ووج ـ ــه الداللة من مجم وع ه ذه األح اديث ج واز المص ادقة بين الرج ل والرج ل والم رأة‬

‫والم رأة‪،‬ض من اختي ار الص حبة الص الحة ال تي حث عليه ا دينن ا الح نيف ‪،‬وال تي ت ذكرك إذا‬

‫نس يت‪،‬وتعين ك على العب ادة والطاع ة ‪.‬ق ال الزرق اني ‪ ":‬والمتص ادقين في‪ ،‬وذل ك ألن قل وبهم لهت‬

‫عن ك ل ش يء س واه‪ ،‬فتعلقت بتوحي ده ف ألف بينهم بروح ه‪ ،‬وروح الجالل أعظم ش أنا من أن‬

‫يوصف‪ ،‬فإذا وجدت قلوبهم نسيم روح الجالل كادت تطير في أماكنها شوقا إليه‪ ،‬فهم محبوسون‬

‫بهذا الهيكل‪ ،‬فصاروا في اللقاء يهش بعضهم لبعض ائتالفا‪ ،‬وتلذذا‪ ،‬وشوقا لمحبوبهم األعظم‪،‬فمن‬

‫ثم وجب لهم الحب ففازوا بكمال القرب" (‪.)2‬‬

‫()أخرجه مالك موطأ ‪ ،‬كتاب الجامع‪ ،‬باب الشعر‪ ،‬ما جاء في المتحابين في اهلل‪ ،‬حديث رقم (‬ ‫‪1‬‬

‫‪،) 1779‬وصحح إسناده ابن عبد البر والمنذري والنووي‪ ،‬وقد روي ذلك أيضاً من حديث معاذ أخرجه‬
‫في والمتجالسين‬
‫أحمد وابن حبان والطبراني والحاكم والبيهقي ولفظه قال اهلل تعالى وجبت محبتي للمتحابين ّ‬
‫في‪ .2/145 ،‬ابن عبد البر ‪ ،‬كتاب االستذكار‪ ،‬كتاب الشعر‪  ،‬باب ما جاء في‬ ‫في والمتباذلين والمتزاورين ّ‬
‫ّ‬
‫المتحابين في اهلل ‪ ،‬أثر عن أبي إدريس في الحب في اهلل ‪.27/111 ،‬وفي التمهيد لما في الموطأ من المعاني‬
‫واألسانيد ‪ ،‬باب السين‪ ،‬أبو حازم سلمة بن دينار الحكيم‪ ،‬الحديث السابع وجبت محبتي للمتحابين في‬
‫وللمتجالسين في والمتباذلين في والمتزاورين في‪.‬‬
‫() الزرقاني ‪ ،‬محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المصري األزهري‪ ،‬شرح الزرقاني على موطأ‬ ‫‪2‬‬

‫اإلمام مالك ‪ ،‬تحقيق‪ :‬طه عبد الرءوف سعد‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة الثقافة الدينية – القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪1424‬هـ ‪2003 -‬م‪.4/554،‬‬

‫‪59‬‬
‫دور السياسة الشرعية ‪:‬‬

‫أرى أن ه يمكن أن تض بط ه ذه الص داقات ال تي تج ري ع بر وس ائل التواص ل االجتم اعي‬

‫عبر قيام ولي األمر بالتنبيه على أهمية اختيار الصديق الصالح ‪ ،‬وأثر هذا الصديق على حياة‬

‫المس لم اإليماني ة الص الحة ‪ ،‬وتعزي ز قيم ة األخ وة اإلس المية النافع ة ‪ ،‬ع بر ال دورات اإلرش ادية‬

‫وإ نش اء ص فحات تك رس تل ك القيم ة في المجتم ع ‪ ،‬وتح ذر من الصداقات الس لبية ال تي ت ؤدي‬

‫باإلنسان إلى المهالك ‪.‬‬

‫التطبيق الثالث‪ :‬إجراء عقد الزواج عبر مواقع التواصل االجتماعي ‪:‬‬

‫من الصور ال تي انتش رت وذاعت عبر مواق ع التواص ل االجتم اعي صورة إج راء عق د‬

‫الزواج ‪ ،‬حيث أن وسائل االتصال تطورت بشكل كبير جدا ‪ ،‬أمكن البشر من التخاطب فيما‬

‫بينهم على ال رغم من بع د الش قة وبع د ال ديار‪ ،‬وك ان لألح وال الشخص ية نص يب من وس ائل‬

‫االتصاالت الحديثة فأصبح باإلمكان إبرام عقد الزواج عن طريق وسائل االتصاالت الحديثة‪،‬وقد‬

‫كان معروفا في القديم إجراء العقود عن طريق الكتابة والمراسلة إلى الطرف اآلخر‪ ،‬وبناء عليه‬

‫فإن إجراء العقود بالكتابة ليس جديدا وإ نما الجديد هو السرعة المذهلة التي يتم فيها نقل ما في‬

‫الكتاب أو صورته‪ ،‬فالذي كان ينقل في ساعة أو أسابيع أو شهور يتم نقله في ثوان ‪ ،‬إن إبرام‬

‫عقد الزواج عن طريق الوسائل اإللكترونية يمكن أين يكون بطريقتين‪ :‬الكتابة والمشافهة‪.‬‬

‫أوال‪ -‬العقد عن طريق الكتابة‪ :‬هذا الطريق كان معروفا قديما وتكلم الفقهاء في حكمه بين مجيز‬

‫ومانع وما االختالف إال سرعة النقل‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫القـ ــول األول‪ :‬ذهب جمه ور الفقه اء من المالكية(‪ ،)1‬والش افعية(‪ ،)2‬والحنابلة(‪ )3‬إلى ع دم ج واز‬

‫إجراء عقود الزواج عن طريق الكتابة‪ ،‬وقد استدلوا بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬اش تراطهم اإلش هاد على عق د النك اح ‪ ،‬حيث انعق اده واإلش هاد ش رط ص حته عن د‬

‫الشافعية(‪،)4‬والحنابلة(‪.)5‬‬

‫ورد الحنفية بقولهم أنه يمكن تحقيق هذا الشرط باستدعاء العاقد الذي وصله كتاب اإليجاب‬

‫بدعوة الشهود واطالعهم على الكتاب أو إخبارهم بمضمونه‪ ،‬وأنه موافق على ذلك الزواج‬

‫أيض ا إال أنه يجوز تأخيره إلى ما‬


‫وبذلك يتم اإلشهاد ‪ ،‬أما المالكية فاإلشهاد شرط عندهم ً‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫(‪)8‬‬
‫قبل الدخول ويشترطون اإلعالم والظهور‪.‬‬

‫( )الدردير ‪ ،‬الشرح الصغير أقرب المسالك إلى مذهب اإلمام مالك‪ ، ،‬الصاوي‪ ،‬أبو العباس أحمد بن محمد‬ ‫‪1‬‬

‫الخلوتي‪( ،‬ت ‪1241‬هـ)‪ ،‬حاشية الصاوي على الشرح الصغير‪ ،‬بلغة السالك ألقرب المسالك‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬
‫(‪.)2/350‬‬
‫() الشيرازي‪ ،‬إبراهيم بن‪ ‬علي‪ ‬بن يوسف الفيروزاباذي‪ ‬الشيرازي‪ ،‬المهذب في فقه اإلمام الشافعي ‪ ،‬دار‬ ‫‪2‬‬

‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ ،2/437 ،1998 ،‬النووي أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي‪( ،‬ت ‪676‬هـ)‬
‫روضة الطالبين وعمدة المفتين‪ ،‬تحقيق‪ :‬زهير الشاويش‪ ،‬ط‪ ،1991-1412 ،3‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت (‬
‫‪.)7/37‬‬
‫()ابن قدامة المقدسي ‪ ،‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم‬ ‫‪3‬‬

‫الدمشقي الحنبلي‪ ،‬الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى‪620 :‬هـ(‪ ،‬المغني ‪ ،‬طبعة دار الفكر ‪ ،‬دون تاريخ ‪،‬‬
‫‪ .8/245‬المرداوي‪ ،‬عالء الدين أبو الحسن علي بن سليمان المرداوي‪( ،‬ت ‪885‬هـ)‪ ،‬اإلنصاف في معرفة‬
‫الراجح من الخالف‪ ،‬ط‪ ،2‬دار إحياء التراث العربي‪.8/50 ،‬‬
‫()النووي‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي‪ ،‬روضة الطالبين وعمدة المفتين‪ ،‬دار إحياء‬ ‫‪4‬‬

‫التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪1998 ،‬م ‪ ،‬ط‪.7/45 ،2‬‬


‫( )ابن قدامه‪ ،‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامه المقدسي‪( ،‬ت‪620‬هـ)‪ ،‬المغني‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪5‬‬

‫القاهرة‪ ،‬تاريخ النشر‪.11-7/8 ،1968 – 1388 :‬‬


‫()الكاساني‪ ، ،‬بدائع الصنائع‪.2/231 ،‬ابن نجيم ‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق ‪.3/89 ،‬الزيلعي ‪ ،‬تبين‬ ‫‪6‬‬

‫الحقائق شرح كنز الدقائق ‪.3/175 ،‬‬


‫()الدسوقي‪ ،‬محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي‪( ،‬ت ‪1230‬هـ)‪ ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير‪ ،‬دار‬ ‫‪7‬‬

‫الفكر‪.)2/216( ،‬‬
‫()النجمي‪ ،‬محمد بن يحيى بن حسن‪ ،‬حكم إبرام عقود األحوال الشخصية والعقود التجارية عبر الوسائل‬ ‫‪8‬‬

‫اإللكترونية ‪ ،‬مجلة البحوث الفقهية المعاصرة‪ ،‬السنة الخامسة عشرة‪ ،‬العدد ‪ ،60‬سنة ‪ 1424‬ص‪.12‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -2‬وقالوا أيضاً ‪ :‬إن النكاح من العقود التي ينبغي أن يحتاط لها ؛ لما له من خصوصية ‪،‬حيث‬
‫ظ ا للف روج وه ذا مقص د من مقاص د الش ريعة‬
‫إن ه يحت اط في ه م ا ال يحت اط في غ يره ‪ ،‬حف ً‬
‫(‪)9‬‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫القول الثـاني‪ :‬ذهب الحنفي ة إلى الق ول بج واز إج راء عق د ال زواج بالكتاب ة (‪ ،)2‬فعلى ال رغم من‬

‫اش تراط الحنفي ة الش هود في الزواج كم ا اش ترطه بقي ة الم ذاهب‪ ،‬إال أنهم جعل وا مجلس العق د ه و‬

‫ساعة وصول الخطاب الذي يحمل اإليجاب إلى الطرف اآلخر‪ ،‬فإذا وصلته دعا الشهود وأطلعهم‬

‫على الكتاب أو أخبرهم بمضمونه وأشهدهم على قبول النكاح والحنفية(‪ ،)3‬فقد جعلوا مجلس العقد‬

‫هو المجلس الذي يص ل في ه الخط اب حكم ا وعلى ذل ك تتم المواالة بين اإليج اب والقبول عندهم‬

‫‪ ،‬وقد اشترط الحنفية لصحة عقد الزواج بالكتابة الشروط التالية‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ويتم اإلشهاد‬

‫‪ -1‬أال يكون العاقد حاضرا بل غائباً‪.‬‬


‫(‪)5‬‬
‫‪ -2‬أن يشهد العقد شاهدين على ما في الكتاب عند إرساله‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يصرح المرسل إليه بالقبول لفظ اً ال كتابة فلو كتب رجل إلى امرأة تزوجتك فكتبت إليه‬

‫قبلت لم ينعقد إذ الكتابة من الطرفين بال قول ال تكفي ولو في الغيبة(‪.)6‬‬

‫‪ -4‬أن يش هد الغ ائب حين يأتي ه الكت اب ش اهدين ويع رفهم بواق ع الح ال ويص رح أم امهم ب القبول‬

‫ف المرأة حين يأتيه ا الخط اب ت دعو ش اهدين ثم تق رأ عليهم ا الكت اب وتخ برهم بمض مونه‬

‫وتص رح بقبوله ا الكن اح(‪ )7‬وب ذلك يحكم الحنفي ة أن الش هود س معوا اإليج اب ال ذي تض منه‬

‫الكتاب والقبول الذي تلفظت به المرأة‪.‬‬

‫()النجمي‪ ،‬محمد بن يحيى بن حسن‪ ،‬حكم إبرام عقود األحوال الشخصية والعقود التجارية عبر الوسائل‬ ‫‪9‬‬

‫اإللكترونية‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫()الكاساني‪ ،‬بدائع الصنائع‪.5/137 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫()الكاساني‪ ،‬عالء الدين أبو بكر مسعود بن أحمد‪( ،‬ت ‪137‬هـ) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ‪ ،‬ط‪– 6‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1986‬هـ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.)5/138( ،‬‬


‫()المرجع السابق‪.5/137 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫()النجمي‪ ،‬محمد بن يحيى بن حسن‪ ،‬حكم إبرام عقود األحوال الشخصية والعقود التجارية عبر الوسائل‬ ‫‪5‬‬

‫اإللكتروني ة‪ ،‬مجلة البحوث الفقهية المعاصرة‪ ،‬السنة الخامسة عشرة‪ ،‬العدد ‪ ،60‬سنة ‪ ،1424‬ص‪.12‬‬
‫()ابن نجيم زين الدين بن إبراهيم بن محمد‪970( ،‬هـ)‪ ،‬البحر الرائع شرح كنز الدقائق‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الكتاب‬ ‫‪6‬‬

‫اإلسالمي‪.3/89 ،‬‬
‫()ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين‪( ،‬ت ‪1252‬هـ)‪ ،‬رد المحتار على الدر المختار‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.)3/12( ،1992 – 1412 ،2‬‬


‫‪62‬‬
‫الراجح واهلل أعلم القول بجواز عقد الزواج بالكتابة‪ ،‬وذلك لما يلي ‪:‬‬

‫لتحقق المواالة بين اإليجاب والقبول بمجرد وصول الخطاب الذي يحمل اإليجاب إلى‬ ‫‪‬‬

‫الطرف اآلخر على اعتبار أن مجلس العقد هو ساعة وصول الخطاب ‪.‬‬

‫أما قولهم أن النكاح خصوصية ألنه يتعلق بالفروج فيحتاط فيه فيما ال يحتاط في‬ ‫‪‬‬

‫غيره‪،‬فالجواب عليه إن هذا صحيح ولكن ال نوافقهم في المنع(‪ ،)1‬فالتحوط يلزم اتخاذ‬

‫إجراءات تضمن سالمة إجراء العقود ولكنها ال تمنع من ذلك فيمكن للخاطب أن يرى‬

‫مخطوبته عبر الكمبيوتر المتصل بشبكة االنترنت‪ ،‬ويمكن أن يظهر المتعاقدان وسائل‬

‫اإلثبات الخاصة بكل منهما‪ ،‬كما يجب أن يكون الشاهدان يعرفان الطرفين‪ ،‬ويمكن أن‬

‫تجهز قاعات المحاكم بشبكة االنترنت إلضفاء الصفة الرسمية عليها خاصة‪ ،‬وذلك ألن‬

‫عقود الزواج اليوم ال تقبل المحاكم توثيقها إال إذا جرت عن طريق القاضي أو من يأذن‬

‫له القاضي بإجراء العقد(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ -‬النكاح عن طريق المهاتفة‪:‬‬


‫هو عقد الزواج بين غائبين عن طريق األجهزة السلكية والالسلكية وهو صورة جديدة لم‬
‫يكن له ا وج ود في العص ور الس ابقة‪ ،‬ه و نم ط جدي د في االتص ال‪ ،‬وإ ن ك ان بعض العلم اء‬
‫(‪)4‬‬
‫‪،‬فبعض الباحثين‬ ‫(‪)3‬‬
‫المعاصرين قد قاسه على صورة العقد الذي كان ينقل ألفاظه بين المتعاقدين‬
‫يرى أن له نظيراً وأقرب مثال من وجهة نظرهم‪ ،‬ما ذكره النووي من عقد البيع بين متناديين‬
‫بأن يكون العاقدان في مكانين يسمع كل منهما اآلخر شاهده أو لم يشاهده وفي ذلك يقول‪ " :‬لو‬
‫تناديا وهما متباعدان وتبايعا صح البيع بال خالف"(‪.)5‬‬

‫()النجمي‪ ،‬محمد بن يحيى بن الحسن‪ ،‬حكم إبرام عقود األحوال الشخصية والعقود التجارية عبر الوسائل‬ ‫‪1‬‬

‫اإللكترونية ‪ ،‬مجلة البحوث الفقهية المعاصرة‪ ،‬السنة الخامسة عشرة‪ ،‬العدد ‪ ،60‬سنة ‪1424‬هـ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫()األشقر‪ ،‬أسامة عمر سليمان‪ ،‬مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطالق‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪1420 ،‬هـ‬ ‫‪2‬‬

‫‪2000 -‬م‪ ،‬ص‪.112‬‬


‫()النجمي‪ ،‬محمد بن يحيى بن حسن‪ ،‬حكم إبرام عقود األحوال الشخصية والعقود التجارية عبر الوسائل‬ ‫‪3‬‬

‫اإللكترونية‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫()داغي‪ ،‬علي محيي الدين القرة‪ ،‬إجراء العقود بآالت االتصال الحديثة‪ ،‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬عدد‪،6‬‬ ‫‪4‬‬

‫ج‪ ،2‬جدة‪1410 ،‬هـ ‪1990 -‬م‪ ،‬ص‪.935‬‬


‫()النووي‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي‪( ،‬ت ‪676‬هـ)‪ ،‬المجموع شرح المذهب‪ ،‬دار الفكر‪( ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪.)9/1819‬‬
‫‪63‬‬
‫فما حكم إجراء عقد الزواج عبر الوسائل اإللكترونية مهاتفة؟‬

‫اختلف الفقهاء المعاصرون في هذه المسألة على قولين‪:‬‬


‫القول األول‪ :‬ج واز عق د ال زواج مش افهة عن طري ق وس ائل االتص االت الحديث ة وممن ذهب إلى‬
‫هذا المذهب الشيخ مصطفى الزرقا(‪ .)1‬والدكتور وهبة الزحيلي(‪،)2‬والدكتور محمد عقله(‪ )3‬والشيخ‬
‫بدران أبو العينين بدران(‪.)4‬‬
‫وأدلة هذا القول ما يلي‪ :‬أن التعاق د عن طري ق الوس ائل اإللكتروني ة مهاتف ة ت وفرت في ه ش روط‬

‫عقد الزواج‪ ،‬كالتلفظ باإليجاب والقبول وسماع كل من العاقدين لآلخر‪ ،‬ومعرفته به والمواالة بين‬

‫اإليج اب والقب ول‪،‬ووج ود ال ولي ووج ود الش هود ال ذين يس معون اإليج اب والقب ول فيك ون العق د‬

‫صحيحا‪.‬‬

‫القــول الثــاني‪ :‬من ع عق د ال زواج بطري ق الوس ائل الحديث ة الناقل ة للكالم نطق ا ومنه ا التعاق د ع بر‬

‫شبكة االنترنت مهاتفة‪ ،‬وقد ذهب إلى هذا القول اللجنة الدائمة(‪ )5‬بالمملكة العربية السعودية وأكثر‬

‫فقهاء مجمع الفقه اإلسالمي بجدة(‪.)6‬‬

‫وأدلة هذا القول ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن هذا الطريق أي المهاتفة قد يدخله خداع أحد العاقدين للطرف اآلخر‪ ،‬وعقد الزواج يجب‬

‫أن يحتاط فيه ما ال يحتاط في غيره حفظا للفروج وتحقيقا لمقاصد الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -2‬علل مجمع الفقه اإلسالمي المنع بأن عقد الزواج يشترط اإلشهاد فيه‪.‬‬

‫()عقلة‪ ،‬محمد‪ ،‬حكم إجراء العقود بوسائل االتصاالت الحديثة‪ ،‬ص‪.113‬‬ ‫‪1‬‬

‫()الزحيلي‪ ،‬وهبة‪ ،‬مجلة مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬عدد ‪ ،6‬ج‪ ،1‬ص‪.888‬‬ ‫‪2‬‬

‫()عقلة‪ ،‬محمد‪ ،‬حكم إجراء العقود بوسائل االتصاالت الحديثة‪ ،‬ط‪1406 ،1‬هـ ‪1986 -‬م‪ ،‬دار الضياء‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫عمان‪ ،‬ص ‪.113‬‬


‫()أبو العينين‪ ،‬بدران‪ ،‬الفقه المقارن لألحوال الشخصية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪ .41‬شرف الدين‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫شرف الدين‪ ،‬عقود التجارة اإللكترونية تكوين العقد وإ ثباته‪ ،‬القاهرة‪ ،2000 ،‬ص‪.153‬‬
‫( )فتاوى اللجنة الدائمة لإلفتاء بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬جمع وترتيب‪ :‬محمد عبد العزيز المسند‪( ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪.)2/121‬‬
‫()مجمع الفقه اإلسالمي‪ ،‬قرارت وتوصيات المجمع‪ ،‬تنسيق وتعليق‪ :‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬ص‪،10-1‬‬ ‫‪6‬‬

‫القرارات ‪.1/97‬‬
‫‪64‬‬
‫والراجح جواز هذا النوع من العقود بوسائل االتصاالت الحديثة الناقلة للكالم نطقا ومنها عبر‬

‫شبكة االنترنت(‪ ،)1‬وهو ما رجحه الكثير ممكن كتب في هذا الموضوع ‪ ،‬ألسباب عديدة منها ‪:‬‬

‫تحق ق ووجود أرك ان وش روط النك اح من تلف ظ باإليج اب والقب ول وس ماع ك ل من العاق دين‬ ‫‪-1‬‬

‫لآلخر ومعرفته له ووجود الولي والشهود ‪.‬‬

‫‪ -2‬أما عن كون العاقدين غائبين ال حرج فيه فالعاقدان غائبان بشخصيهما ‪ ،‬ولكنهما يعقدان عقد‬

‫الحاضرين حيث يسمع كل منهما اآلخر ويسمعهما الشهود حين نطقهما باإليجاب والقبول ‪ ،‬ثم‬

‫إن وس ائل التواص ل االجتم اعي أص بحت تق دم م يزات عدي دة ومتط ورة من ش أنها أن تحق ق‬

‫الوجود الفعلي للعاقدين والشهود والولي بحيث يرى كل منهم اآلخر ‪.‬‬

‫دور السياسة الشرعية‪:‬‬

‫‪ -1‬تنظيم ه ذه العق ود ع بر إج راءات رس مية حكومي ة تع ترف به ا الدول ة وتوثقه ا من أج ل ض مان‬

‫ظا للفروج وهذا‬


‫األنساب وحماية الحقوق وحفظها ‪ ،‬فإنه يحتاط فيه ما ال يحتاط في غيره حف ً‬

‫مقص د من مقاص د الش ريعة اإلس المية ‪ ،‬ض من ض وابط وش روط تتف ق م ع أحك ام ومقاص د‬

‫الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬

‫‪ -2‬ضبط هذه العقود عبر مواقع متخصصة للدولة على شبكات التواصل االجتماعي تكون تابعة‬

‫للدول ة وتحت إش رافها المباش ر ورعايته ا ‪ ،‬بحيث تض من التزامه ا احك ام الش ريعة‬

‫اإلس المية‪،‬كم ا وال يتم االع تراف من قب ل الدول ة به ذه العق ود إال إن ك انت تمت من خالل‬

‫الصفحات والمواقع المتخصصة من قبل الدولة ‪.‬‬

‫()بني سالمه‪ ،‬محمد خلف محمد‪ ،‬مشروعية عقود الزواج بالكتابة عبر االنترنت‪ ،‬دراسة فقهية مقارنة مع‬ ‫‪1‬‬

‫قانون األحوال الشخصية األردني رقم (‪ )36‬لسنة ‪ ،2010‬مجلة الجامعة اإلسالمية للدراسات اإلسالمية‪،‬‬
‫المجلد الثاني والعشرون‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬ص ‪ ،509‬ص ‪ ،535‬يونيو ‪ ،2010‬ص‪.530‬النجيمي‪ ،‬محمد بن‬
‫يحيي بن حسن‪ ،‬حكم إبرام عقود األحوال الشخصية والعقود التجارية عبر الوسائل اإللكترونية‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪65‬‬
‫‪-3‬ومم ا يج در اإلش ارة إلي ه أن ه يج ري العم ل حالي ا في المملك ة العربي ة الس عودية على إص دار‬

‫مشروع عقد النكاح االلكتروني ‪،‬والذي تعتزم وزارة العدل السعودية أن تقوم بتفعيله خالل‬
‫(‪)2‬‬
‫شهرين بحسب ما ورد في صحيفة الشرق األوسط ‪.‬‬

‫التطبيق الرابع ‪ :‬حكم الطالق عبر وسائل التواصل الحديثة‪:‬‬

‫ينبغي أن نق رر أن اإلس الم يفض ل ال تيقن في األم ور المتعلق ة ب الزواج والطالق‪،‬‬


‫فاألعراض أحاطها الدين بالحماية‪ ،‬كما وحذر من التوسع في باب استخدام التواصل االجتماعي‬
‫في ال زواج والطالق؛ ألن ظاهره ا الرحم ة وباطنه ا الع ذاب‪ ،‬ف إن الج رأة في اس تخدام وس ائل‬
‫التكنولوجي ا واالتص ال بال ض وابط مخ الف للش رع‪ ،‬وفي ه ريب ة‪ ،‬ثم إن التش دد في أحك ام ال زواج‬
‫والطالق يجع ل ال زوج والزوج ة يش عران بأهمي ة ه ذا الرب اط والميث اق الغلي ظ‪ ،‬ف إذا طل ق الرج ل‬
‫زوجته مشافهة عن طريق الهاتف أو الكمبيوتر الموصول باالنترنت‪ ،‬فإن الطالق واقع شرعا؛‬
‫ألن الطالق ال يتوق ف على حض ور الزوج ة وال رض اها وال علمه ا ‪ ،‬كم ا أن ه ال يتوق ف على‬
‫اإلش هاد‪ ،‬ف الطالق يق ع بمج رد تلف ظ ال زوج ب ه ولكن يش ترط أن تتأك د الزوج ة من أن ال ذي تكلم‬
‫معها هو زوجها‪ ،‬وليس هناك تزوير وبذلك يبنى على ذلك اعتداد الزوجة واحتسابها العدة من‬
‫وقت صدور الطالق(‪.)2‬‬
‫أم ا بالنس بة إلج راء الطالق ع بر وس ائل التواص ل االجتم اعي كتاب ة ‪ ،‬ويع ني الكتاب ة‬
‫للزوج ة ب الطالق عن طري ق الحاس وب الموص ول ب االنترنت وه ذا في ه خالف بين الفقه اء في‬
‫قضية وقوع الطالق بالكتابة على قولين‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬عدم وقوع الطالق بالكتابة وبه قال الظاهرية واحتجوا بما يلي(‪:)3‬‬

‫أن اس م الطالق ورد في الق رآن على اللف ظ ال الكتاب ة‪ ،‬فمن كتب إلى زوجت ه ب الطالق‬
‫فليس شيئا‪ .‬فقد قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮦ ﮧ ﭼ (‪ ،)4‬وﭧ ﭨ ﭽ‪ B‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭼ (‪ ،)5‬فال يقع‬

‫() ‪.http://aawsat.com/home/articleD86‬‬ ‫‪2‬‬

‫()السعدي‪ ،‬عبد الملك السعدي( ‪ ،)1986‬الطالق وألفاظه المعاصرة في ضوء الفقه اإلسالمي‪ ،‬طبعة العني‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫بغداد‪ ،‬ط ‪1406‬هـ‪1986-‬م‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫()الظاهري‪ ،‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي‪( ،‬ت ‪456‬هـ)‪ ،‬المحلى باآلثار‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫بيروت‪.)9/438( ،‬‬
‫()سورة البقرة‪.229 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫()سورة الطالق‪.1 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪66‬‬
‫في اللغة التي خاطبنا اهلل بها اسم التطليق على الكتابة إنما يقع باللفظ به وبذلك فإن الكتابة ال تعد‬
‫طالقا حتى يتلفظ بها‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬وقوع الطالق بالكتابة وبه قال الجمهور(‪:)1‬‬

‫حيث أن الطالق يقع بالكتابة المستبينة‪ :‬وهي التي تبقى بعد كتابتها ويمكن قراءتها‪ ،‬كما‬
‫يق ع باللف ظ م ع خالف فيم ا بينهم في اش تراط الني ة في الكتاب ة أو ع دم اش تراطها وفيم ا إذا ك انت‬
‫(‪)2‬‬
‫بألفاظ صريحة أو بألفاظ كناية‪.‬‬
‫إن الكتابة المستبينة عند الحنفية كمن يكتب على زوجته باسمها وعنوانها قائال‪ :‬يا فالنة‬

‫أنت طالق‪ .‬وأما الكتابة غير المرسومة فهي كما لو كتب فالنه طالق أو زوجتي طالق دون أن‬

‫يوجه الكتابة إليها‪ .‬والفرق بينهما عندهم أن الكتابة المستبينة المرسومة إن كانت بألفاظ صريحة‬

‫فال يحتاج إلى نية فلو ادعى أنه لم ينو لم يصدق أما مرسومة وكانت بلفظ كناية فيحتاج إلى نية‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫أما الكتابة غير المرسومة فتعد من الكنايات فال يقع الطالق بها إال مع النية سواء بألفاظ‬

‫صريحة أو كنائية فإن ادعى أنه لم ينو صدق في دعوته‪ .‬فقد قال ابن عابدين وإ ن كانت مستبينة‬

‫لكنها غير مرسومة ونوى الطالق يقع وإ ال فال وإ ن كانت مرسومة يقع الطالق نوى أو لم ينو(‪.)4‬‬

‫()الكاساني ‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ‪ .3/100 ،‬ابن نجيم ‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق ‪ ،‬دار‬ ‫‪1‬‬

‫الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ .3/253 ،1998 ،‬الدردير ‪ ،‬الشرح الصغير على أقرب الميسالك إلى مذهب اإلمام‬
‫مالك ‪ .2/345 ،‬أبو اسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي (المتوفى‪476 :‬هـ) ‪ ،‬المهذب في فقة‬
‫اإلمام الشافعي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ . 3/13 ،‬ابن قدامه‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامه‬
‫المقدسي‪( ،‬ت ‪682‬هـ)‪ ،‬المغني‪ ،‬دار الكتب العمية ‪ ،‬طبعة جديدة ومنقحة ‪.)8/283( ،‬‬
‫()الزحيلي‪ ،‬وهبة بن مصطفى الزحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬ط‪ ،4‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪.)9/6902( ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الكاساني ‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ‪ .3/100 ،‬ابن نجيم ‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق ‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪.3/253 ،1998 ،‬‬


‫()ابن عابدين محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين‪ ،‬رد المحتار على الدر المختار‪.)3/246( ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪67‬‬
‫وذهب المالكية(‪ )1‬والش افعية(‪ )2‬والحنابلة(‪ ،)3‬على أن الطالق يص ح بالكتاب ة لكن إذا لم ين و‬

‫بكتابته الطالق فال يقع فالكتابة عندهم يعد طالقا بالكناية حتى وإ ن كان اللفظ صريحا‪.‬‬

‫أما الكتابة المرسومة التي تكتب على صحيفة مصدرة ومعنونة فإنها على وجهين‪:‬‬

‫الوجه األول‪ :‬أن تكتب هذا كتاب فالن بن فالن إلى فالنة أما بعد‪ :‬فأنت طالق‪ .‬وفي هذا الوجه‬

‫يقع الطالق عليها في الحال‪ ،‬وإ ن قال‪ :‬لم ِ‬


‫أعن به الطالق لم يصدق في الحكم‪ ،‬وهذا ألن الكتابة‬

‫المرس ومة بمنزل ة المق ال‪ .‬الوجــه الثــاني‪ :‬أن يكتب إذا ج اءك كت ابي ه ذا ف أنت ط الق‪ .‬وفي ه ذا‬

‫الوجه ال يقع الطالق إال بعد مجيء الكتاب(‪.)4‬‬

‫دور السياسة الشرعية ‪:‬‬

‫وأرى بوق وع الطالق إذا ك انت الكتاب ة مس تبينة ومرس ومة وبألف اظ ص ريحة ن وى أو لم‬

‫ينو ألن اللفظ الصريح ال يحتاج إلى نية فلو ادعى أنه لم ينو الطالق لم يصدق‪ ،‬وأما إذا كانت‬

‫مس تبينة ومرس ومة ولكن بلف ظ غ ير ص ريح فتحت اج إلى ني ة ‪ ،‬ويض اف إلى م ا س بق يمكن أن‬

‫يكون دور السياسة الشرعية في هذا التطبيق حصرا عبر قيام ولي األمر بجعل مثل ه ذا الطالق‬

‫بالكتاب ة المس تبينة ‪ ،‬وال تي تك ون بألف اظ ص ريحة واقع ة ض من ش روط يتم من خالله ا التأك د من‬

‫صاحب الحساب على الفيس بوك أو على مواقع التواصل االجتماعي عموم اً عبر لجان مختصة‬

‫في هذا الشأن ‪ ،‬لكثرة الحاالت التي ترد في مثل هذا الموضوع ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬أحكامـ استخدام مواقع التواصل االجتماعي غير المنضبطة وتطبيقاتها‬

‫()الخرشي‪ ،‬محمد بن عبد اهلل الخرشي‪( ،‬ت ‪1101‬هـ)‪ ،‬شرح مختصر خليل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.)4/49( ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫()الشيرازي‪ ،‬أبو إسحاق إبراهيم بن علي يوسف‪( ،‬ت ‪476‬هـ)‪ ،‬المهذب في فقه اإلمام الشافعي‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪2‬‬

‫العلمية‪.)3/13( ،‬‬
‫()ابن قدامه‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامه المقدسي‪( ،‬ت ‪682‬هـ)‪ ،‬الشرح الكبير على متن‬ ‫‪3‬‬

‫المقنع‪ ،‬دار الكتاب العربي‪.)8/283( ،‬‬


‫()أبو المعالي‪ ،‬برهان الدين محمود بن أحمد بن عبد العزيز‪( ،‬ت ‪616‬هـ)‪ ،‬المحيط البرهاني في الفقه‬ ‫‪4‬‬

‫النعماني‪ ،‬حققه‪ :‬عبد الكريم سامي الجندي‪ ،‬ط‪1424 ،1‬هـ ‪2004 -‬م‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت (‬
‫‪.)3/274‬‬
‫‪68‬‬
‫إن التعامل بالتواصل االجتماعي متعدد في صوره وأحواله تتعدد والحقيقة أن حصر‬

‫االستعمال الجائزة الستعمال مواقع التواصل االجتماعي صعب جداً في ظل التطور الكبير‬

‫والمتسارع‪ ،‬كونه من أبرز صفات هذا العصر ‪ ،‬وعلى الرغم من وجود استخدام مشروع لهذه‬

‫المواقع ‪ ،‬إال أن هناك كثيرا من االستعماالت غير منضبطة مع شرع اهلل ‪ ،‬وغير جائزة ؛ فال‬

‫بد لنا من أن نبين الحكم الشرعي لهذه المواقع وهذه االستخدامات من حيث الحكم الشرعي‬

‫المتعلق فيها ‪ ،‬ثم الحديث عن بعض من التطبيقات المحرمة في استخدام مواقع التواصل‬

‫االجتماعي ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬حكم المواقع التي تعارض الشريعة اإلسالمية‬

‫يحرم على اإلنسان المسلم أن يستخدم مواقع التواصل االجتماعي بما يخالف شرعنا‬

‫الحنيف ومقاصده السمحة‪ ،‬استخداماً يدخل الفساد أو يحث على الرذيلة وينشرها ‪ ،‬أو يتتبع‬

‫عورات المسلمين ‪ ...‬كما ويحرم أن يستخدمه من ال تؤمن عليه الفتنة ‪ ،‬وانزالقه سهل‬

‫وخصوصاً من الشباب والشابات فإنه ال يجوز له دخوله‪،‬ويقول الشيخ المنجد في معرض سؤاله‬

‫عن استخدام مواقع التواصل االجتماعي ما نصه ‪ " :‬والذي يعلم واقع زماننا هذا وما فيه فتن‬

‫منا ‪ :‬لم يعتب على فقيه أو ٍ‬


‫مفت أن يمنع من شيء فيه ضرر صرف أو‬ ‫تقرع باب كل ٍ‬
‫بيت َّ‬

‫غالب ‪ ،‬وال يكون النفع القليل بمشجع ألن يقال بالجواز خشية على من دخل فيه ‪ ،‬فإذا غلب‬

‫الخير والنفع َّ‬


‫وقل الشر والضرر أو اضمحل‪ ...  ‬ثم أردف قائال ً ‪ :‬فالذي ال يستطيع أن يتحكم‬
‫(‪)1‬‬
‫بنفسه في عالَم " الفيس بوك " وأمثاله فعليه االمتناع‪. ‬‬

‫()المنجد ‪ ،‬محمد صالح ‪ ،‬اإلسالم سؤال وجواب ‪https://islamqa.info/ar/137243 :‬تم النشر بتاريخ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪. 16-05-2010‬‬
‫‪69‬‬
‫ولن أطيل في عرض األسباب التي تدعوا إلى هذا الحكم ‪ ،‬ونكتفي هنا بالقول أن العلماء‬

‫المعاصرين قد حكموا على االستخدام السلبي غير شرعي لمواقع التواصل االجتماعي بشكل‬
‫(‪)2‬‬
‫منفصل حسب الصور غير الشرعية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التطبيقات المحرمة لوسائل التواصل االجتماعي‬

‫تكثر االستخدامات غير الشرعية لمواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬ومما يجدر ذكره أن هذه‬

‫االستخدامات ال يمكن حصرها ‪ ،‬وذلك لتعددها وتنوعها مما دفعني باالستقراء عن أبرز‬

‫االستخدامات السلبية وغير شرعية والتي تؤثر بشكل كبير على المجتمع اإلسالمي وأفراده‪،‬ومنها‬

‫ما يلي ‪:‬‬

‫الم َح َرمةُ) عبر وسائل التواصل االجتماعي‪:‬‬


‫التطبيق األول‪ :‬إنشاء (الصداقات ُ‬

‫حث اإلس الم على الص داقة والص حبة الص الحة في إط ار معين ومح دد ‪ ،‬إال أن من‬

‫الن وازل المعاص رة المرتبط ة بش بكات التواص ل االجتم اعي م ا يع رف بالص داقة ع بر وس ائل‬

‫التواصل االجتماعي كالفيس بوك والتوتير‪ ،‬وهي تكاد تكون أكبر استخدام لهذه الشبكات ‪ ،‬ال بل‬

‫هي أساس إنشاءها في أول األمر ‪ ،‬وقد تكون هذه الصداقة عن طريق الكتابة أو المشافهة ‪ ،‬أو‬

‫ع بر م يزات االتص ال ال تي توفره ا ه ذه الش بكات ‪ ،‬ص وت وص ورة ول ذلك ك ان لزام اً أن ن بين‬

‫الحكم الشرعي المتعلق بإنشاء صداقات بين الجنسين( الرجل والمرأة ‪ ،‬والمراة والرجل ) من‬

‫خالل وسائل التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫نقول أوالً أن هذا النوع من أنواع الصداقة دخيل على ديننا وعاداتنا وتقاليدنا‪ ،‬وهو من‬

‫أخط ر أن واع الص داقات‪ ،‬فتق ود أح د الط رفين أو كليهم ا إلى م ا ال تحم د عقب اه‪ ،‬وعلي ه ال يح ل‬

‫( ) من هؤالء العلماء ‪ :‬محمد صالح المنجد ‪ ،‬الشيخ صالح المغامسي ‪ ،‬الدكتور عائض القرني ‪ ،‬بشكل‬ ‫‪2‬‬

‫خاص ‪ ،‬ومنهم من حرم العالقات بين الرجل والمرأة بشكل عام سواء عبر مواقع التواصل االجتماعي‬
‫أمغيرها ‪ ،‬كابن جبرين ‪  ،‬والشيخ محمد الصالح العثيمين ن ودور االفتاء الشرعي المعتبرة ‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫للم رأة المس لمة أن تص ادق الرج ال ال ذين ليس وا من محارمه ا أو العكس؛ ف ذلك وس يلة إلى الفتن ة‬

‫والوقوع في الفاحشة‪ ،‬فهي من أعظم المحرمات والمنكرات(‪.)1‬‬

‫المعت برين على ع دم ج واز إقام ة أي‬ ‫(‪)2‬‬


‫من أج ل ذل ك اتفقت كلم ة العلم اء المعاص رين‬

‫عالق ة ص داقة بين الرج ل والم رأة غ ير عالق ة ال زواج الش رعي ‪ ،‬ف أي عالق ة غ ير ه ذه العالق ة‬

‫تعت بر محرم ة ال تح ل ش رعاً‪ ،‬مس تدلين على ذل ك بأدل ة من الق رآن الك ريم والس نة النبوي ة‬

‫الشريفة‪،‬بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم‪:‬‬

‫ﭧ ﭨ ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﭼ (‪.)3‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن هذه اآلية جاءت تنهى عن أن تتخذ المرأة خدناً وصديقاً‪ ,‬وقد كان أهل الجاهلية‬

‫يحرم ون م ا ظه ر من ال زنى ‪ ,‬ويس تحلون م ا بطن (‪ ،)4‬فالص داقة بين الجنس ين على مواق ع‬

‫التواصل االجتماعي من هذا القبيل ‪.‬‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ (‪.)5‬‬ ‫ب‪ -‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭡ ﭢ‬

‫()الشريف‪ ،‬محمد بن شاكر‪ ،‬المحادثة بين الرجال والنساء‪ ،‬ص‪ .78‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جمع وترتيب‪ :‬أحمد عبد الرزاق الدويش‪ ،‬فتاوى اللجنة الدائمة‪ ،1- ،‬الناشر‪ :‬رئاسة إدارة البحوث العلمية‬
‫واإلفتاء‪ ،‬الرياض‪.17/67 ،‬‬
‫()ورد العديد من الفتاوى حول هذا النوع من العالقات ‪ ،‬وحكم العلماء عليها بعدم الجواز والحرمة ‪ ،‬اللجنة‬ ‫‪2‬‬

‫الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء ‪ ،‬جمع وترتيب‪ :‬أحمد عبد الرزاق الدويش‪ ،‬فتاوى اللجنة الدائمة‪،1- ،‬‬
‫الناشر‪ :‬رئاسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬الرياض‪.17/67 ،‬‬
‫()سورة النساء‪ ،‬آية‪.25 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫( )الماوردي ‪ ،‬ابو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي‪ ،‬الشهير بالماوردي (المتوفى‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪450‬هـ) ‪ ،‬النكت والعيون المعروف ب تفسير الماو ردي ‪ ،‬المحقق‪ :‬السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم‬
‫‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ /‬لبنان‪ .1/473 ،‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح‬
‫األنصاري‪( ،‬ت ‪ ،)671‬تفسير القرطبي‪ ، ،‬دار الكتب المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1384 ،2‬هـ ‪1964 -‬م ‪،‬‬
‫‪ .5/143‬محيي السنة ‪ ،‬أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى ‪:‬‬
‫‪510‬هـ) ‪ ،‬معالم التنزيل في تفسير القرآن تفسير البغوي المحقق ‪ :‬عبد الرزاق المهدي الناشر ‪ :‬دار إحياء‬
‫التراث العربي –بيروت الطبعة ‪ :‬األولى ‪ 1420 ،‬هـ‪.1/599 ،‬‬
‫()سورة األحزاب‪ ،‬آية‪.32 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪71‬‬
‫وجه الداللة ‪ :‬ما نص عليه اإلمام البغوي في تفسيره حيث قال ‪ " :‬ال تلن بالقول للرجال وال‬

‫ترققن الكالم‪ ،‬فيطمع الذي في قلبه مرض‪ ،‬أي فجور وشهوة‪ ،‬وقيل نفاق‪ ،‬والمعنى ال تقلن قوال‬

‫يجد منافق أو فاجر به سبيال إلى الطمع فيكن‪ ،‬والمرأة مندوبة إلى الغلظة في المقالة إذا خاطبت‬

‫األجانب لقطع األطماع‪ ،‬وقلن قوال معروفا‪ ،‬يوجبه الدين واإلسالم بتصريح وبيان من غير‬

‫خضوع (‪.)1‬‬

‫وأرى تعقيبا على توجيه الدليل السابق ‪ :‬أن ما يمكن أن يحدثه الخضوع بالقول في النفس هو‬
‫عينه ما يوقعه الكتابة بعينها إن كانت كتابةً ‪ ،‬فال يقف الخضوع بالقول على مجرد الصوت‬
‫ونوع الكالم فقط ‪ ،‬بل يتبعه أيضا ما يمكن أن يكون مكتوبا من كالم بين المتحادثين عبر وسائل‬
‫التواصل االجتماعية من كسر للحواجز الدينية وتعدي عليها ‪ ،‬وعليه فال يقتصر المعنى في‬
‫توجيه هذا الدليل على الغلظة وإ نما أيضا نوع الحديث بين الرجل والمرأة ‪ ،‬ثم إنه ثبت‬
‫باالستقراء من مجموع الحوادث أن المحادثة عبر وسائل التوصل االجتماعي شر مستطير‬
‫‪،‬يندر التحرز منه‪ ،‬وعليه فإن فالمحادثة بالكتابة في مواقع التواصل االجتماعي بين الرجل‬
‫والمرأة‪ ،‬إذا كانت المرأة أجنبية عن الرجل وليست زوجة أو محرماً له تعتبر باب من أبواب‬
‫الشيطان‪ ،‬ينبغي على المرأة المسلمة عدم فتحه ‪ ،‬ألنه الخطوة األولى في طريق الزلل والتدرج‬
‫في خطوات الشيطان‪ ،‬فخطوات الشيطان طرقه ووساوسه ويدخل فيها سائر المعاصي المتعلقة‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫ﭜ ﭝ‬ ‫بالقلب واللسان والبدن‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ (‪.)2‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫‪-2‬السنة النبوية المطهرة‪:‬‬

‫كم ا أن الق رآن الك ريم أك د على حرم ة إنش اء عالق ات بين النس اء والرج ال من غ ير‬
‫المحارم‪ ،‬فكذلك السنة النبوية نهت عن مثل النوع من العالقات‪ ،‬بما يلي‪:‬‬

‫()البغوي الشافعي ‪ ،‬معالم التنزيل في تفسير القرآن ‪ ،‬تفسير البغوي‪ ، .3/635،‬وأنظر كذلك في تفسير هذه‬ ‫‪1‬‬

‫االية ‪ :‬أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية األندلسي المحاربي (المتوفى‪:‬‬
‫‪542‬هـ)‪ ،‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد السالم عبد الشافي محمد ‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية – بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1422 -‬هـ ‪.4/382 ،‬‬
‫()سورة النور‪ ،‬آية‪.21 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪72‬‬
‫أ‪ -‬قول الرسول عليه الصالة والسالم‪" :‬أال ال يخلون رجل بامرأة إال كان ثالثهما الشيطان"(‪.)3‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬هذه المحادثات بين الرجال والنساء األجانب فيها معنى الخلوة‪ ،‬ومما اختصت به‬
‫المرأة االبتعاد عن الخلوة مع الرجل مهما كانت على درجة من التقى ومهما كان الرجل‪ ،‬فيكره‬
‫للمرأة أن تخلو مع رجل ليس بينه وبينها حرمة(‪.)2‬‬
‫أضر على الرجال من النساء"(‪.)3‬‬
‫ب‪ -‬قوله عليه الصالة والسالم‪" :‬ما تركت بعدي فتنة ّ‬

‫وجــه الداللــة‪ :‬أن الن بي ص لى اهلل علي ه وس لم ق د ح ذر من فتن ة النس اء ‪ ،‬على اعتب ار أنه ا من‬

‫م داخل الش يطان ‪ ،‬وس بب لخ راب العم ران إذا م ا اس تفحلت في مجتم ع ‪ ،‬م ا أدل على ذل ك من‬

‫واقعن ا المعاص ر ‪ ،‬حيث استش رت هذه الفتن ة ‪ ،‬وعمت وطمت ‪ ،‬فالمحن ة بالنس اء أعظم المحن‬

‫دوا‪ ،‬فينبغى للم ؤمن االعتص ام باهلل‪،‬‬


‫على ق در الفتن ة بهن‪ ،‬وق د أخ بر اهلل م ع ذل ك أن منهن لن ا ع ً‬
‫والرغب ة إلي ه في النج اة من فتنتهن‪ ،‬والس المة من ش رهن ‪ ،‬وق د ذك ر رس ولنا الك ريم ص لى اهلل‬

‫علي ه وس لم أن أعظم فتن ة على الرج ال من بع ده هي فتن ة النس اء‪ ،‬فكي ف يمكن أن تنش أ ص داقة‬
‫(‪)4‬‬
‫بريئة دون أي عواقب بين الفاتن والمفتون؟‪.‬‬

‫( ) أخرجه الترمذي في سننه‪ ،‬كتاب الفتن‪ ،‬باب ما جاء في لزوم الجماعة ‪ ،‬حديث رقم ‪)2165( :‬وقال‬ ‫‪3‬‬

‫الترمذى‪ " :‬حديث حسن صحيح غريب " ‪ ،‬و أخرجه ابن حبان في صحيححه ‪ ،‬حديث رقم ‪)2282( :‬‬
‫‪ 7/261‬موارد اإلحسان‪ ،‬من طريق جابر بن سمرة‪ ،‬قال‪ :‬خطبنا عمر بن الخطاب بالجاثية ‪ ...‬فذكره‪ ،‬وفيه‪:‬‬
‫"أال ال يخلون رجل بامرأة‪ ،‬فإن ثالثهما الشيطان ‪ ،‬وقال الحاكم‪ " :‬صحيح على شرط الشيخين "وقال‬
‫االلباني ‪ :‬قلت‪ :‬وهو كما قاال‪ ،‬وحكم الحديث ‪ :‬صحيح ) أنظر ‪ :‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار‬
‫السبيل ‪ ،‬المكتب اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪. 6/215 ،1985 ،‬‬
‫() نقال عن ‪ :‬دعاء عمر كتانه ‪ ،‬وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫النجاح الوطنية ‪ ،2015 ،‬ص ‪.52‬الخضير‪ ،‬عبد الكريم بن عبد اهلل بن عبد الرحمن الخضير‪ ،‬شرح‬
‫الموطأ ‪.25/171 ،‬‬
‫( ) أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب ما يتقي من شؤم المرأة‪ ،‬حديث رقم‪،)5096 (:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.)7/8( .5/159‬ومسلم في صحيحه ‪ ،‬في الذكر والدعاء والتوبة (الرقاق) ‪ ،‬باب أكثر أهل الجنة الفقراء‪،‬‬
‫حديث رقم‪.) 2740 (:‬‬

‫() بتصرف يسير‪ ،‬أنظر ‪ :‬ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك (المتوفى‪449 :‬هـ) ‪ ،‬شرح‬ ‫‪4‬‬

‫صحيح البخارى البن بطال تحقيق‪ :‬أبو تميم ياسر بن إبراهيم دار النشر‪ :‬مكتبة الرشد ‪ -‬السعودية‪ ،‬الرياض‬
‫الطبعة‪ :‬الثانية‪1423 ،‬هـ ‪2003 -‬م ‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي فتح الباري‬
‫شرح صحيح البخاري ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت‪ ، 1379 ،‬رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه‪ :‬محمد فؤاد‬
‫عبد الباقي ‪.9/138 ،‬‬
‫‪73‬‬
‫ج‪ -‬قول ه علي ه الص الة والس الم‪" :‬إن اهلل كتب على ابن آدم حظ ة من الزن ا‪ ،‬أدرك ذل ك ال‬

‫محال ة‪،‬فزن ا العين النظ ر‪ ،‬وزن ا اللس ان المنط ق‪ ،‬والنفس تم نى وتش تهي والف رج يص دق ذل ك أو‬

‫يكذبه"(‪.)1‬‬

‫ظ ر زن ا ؛ أِل ََّنهُ َم ا من‬ ‫وجـــــه الداللة‪:‬أن الن بي ص لى اهلل علي ه وس لم س مى اْلمنط ق َو َّ‬
‫الن َ‬

‫ه‪،‬و َح ِقيقَت ه‪ِ ،‬إَّن َم ا َيق ع ب الفرج(‪ ،)2‬حيث بين الح ديث أن لج وارح اإلنس ان حظوظ اً من الزن ا‪،‬‬
‫مقدمات َ‬
‫فزنا اللسان الكالم فأسند الزنا إليه حيث يتلذذ بالكالم المحرم كما يتلذذ بالكالم المحرم كما يتلذذ‬

‫الفرج بالزنا ويأثم به‪،‬وإ ن تفاوت مقدار اإلثم ‪ ،‬فكل جارحة تصرفت فيما حرم عليها التصرف‬

‫فيه فذلك التصرف منها على هذا الوجه حرام وهذا هو زناه(‪.)3‬‬

‫ق طُ َمأ ِْنينَةٌ‪َ ،‬وإِ َّن‬ ‫ـك‪ ،‬فَِإ َّن ِّ‬


‫الص ـ ْد َ‬ ‫يبـ َك‪ ،‬إِلَى مَا اَل َي ِر ُ‬
‫يبـ َ‬ ‫دع مَا َي ِر ُ‬
‫د‪ -‬قول ه علي ه الص الة والس الم‪ْ " :‬‬
‫ِ‬
‫وقوله عليه الصالة والسالم‪" :‬فمن اتقى ال ّشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن‬ ‫ا ْل َكذ َب ِر َ‬
‫يب ٌة"‬
‫(‪)4‬‬

‫وقع في ال ّشبهات وقع في الحرام"(‪.)5‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬ه ذه المحادث ات بين الرج ال والنس اء األج انب على ف رض أنه ا ال تخ ل ب األدب ف إن‬

‫أق ل أحواله ا أنه ا من م واطن الش بهات والريب ة‪ ،‬وبالت الي فهي ت ؤدي إلى الح رام وتث ير الظن ون‬

‫‪)( 1‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب القدر‪ ،‬باب "وحرام على قرية أهلكناها إنهم ال يرجعون"‪ ،‬رقم‬
‫‪.)8/125( ،6612‬‬
‫‪ )( 2‬أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى (المتوفى‪:‬‬
‫‪855‬هـ) ‪ ،‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي – بيروت ‪.23/157 ،‬‬
‫‪)( 3‬زين العابدين‪ ،‬زين الدين محمد بن علي‪( ،‬ت ‪1031‬هـ)‪ ،‬فيض القدير‪ ،‬ط‪1356 ،1‬هـ‪ ،‬المكتبة التجارية‬
‫الكبرى‪ ،‬مصر‪.)4/66( ،‬‬
‫‪)(4‬أخرجه األمام أحمد في مسنده ‪ ،‬حديث الحسن بين علي بن ابي طالب رضي اهلل عنهما ‪ ،‬حديث رقم ‪:‬‬
‫‪ .3/252 ، )1727‬والنسائي في سننه‪ ،‬كتاب األشربة‪ ،‬باب الحث على ترك الشبهات‪ ،‬حديث رقم ‪،5711‬‬
‫‪ ،8/327‬والصنعاني في المصنف ‪ ،‬باب القنوت ‪ ،‬حديث رقم (‪ . )4984‬واخرجه ابن ابي شيبه في المصنف ‪،‬‬
‫باب الفرة في البزاق فيها وضوء أم ال ؟ ‪ ،‬حديث رقم |‪ ، )1336‬حكم األلباني على هذا الحديث بأنه ‪:‬‬
‫صحيح ‪ ،‬في ( إرواء الغليل ) (‪ )44 /1‬رقم (‪.)12‬‬
‫‪) ( 5‬السجستاني‪ ،‬أبو داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشر بن شداد األزدي‪ ،‬سنن أبي داود‪ ،‬كتاب‬
‫الصيد‪ ،‬باب في اجتناب الشبهات‪ ،‬حديث رقم ‪ ،)3/243( ،3330‬حكم األلباني‪ ،‬حديث صحيح‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫السيئة حول من يمارسها‪ ،‬فلزم االبتعاد عن هذه المواطن‪ .‬فاإلمساك عنه ورع‪ ،‬واإلقدام عليه ال‬

‫يقطع عالم بتحريمه؛ فالحرام ما عرف بعينه منصوصاً عليه أو في معنى المنصوص(‪.)1‬‬

‫وفي ه ذا الس ياق وردت عدة فت اوى للنهي عن الص داقة بين الرج ال والنس اء على مواق ع‬

‫التواصل االجتماعي نورد هذه الفتاوى كما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬فتوى دار اإلفتاء في المملكة العربية السعودية(‪:)2‬‬

‫حيث نصت على أنه‪ " :‬ال تجوز المراسلة بين فتاة وبين شاب غير محرم‪ ،‬بما يعرف بركن‬

‫التعارف؛ ألن ذلك مما يثير الفتنة‪ ،‬ويفضي إلى الشر والفساد‪ ،‬فالواجب على الرجل أن ال يلتقي‬

‫مع المرأة األجنبية عنه‪ ،‬ويجب عليه الحذر من أن يختلي بالمرأة ومن أي التقاء ومن أي‬

‫محادثة؛ألن النبي صلى اهلل عليه وسلم يقول‪( :‬ما خال رجل بامرأة إال وكان الشيطان ثالثهما)(‪.)3‬‬
‫النبي لَستُ َّن َكأ ٍ‬
‫ط َم َع‬ ‫النساء إن اتَّقَْيتُ َّن فَال تَ ْخ َ‬
‫ض ْع َن باْلقَ ْول فََي ْ‬ ‫من ّ‬‫َحد َ‬
‫َ‬ ‫نساء َّ ّ ْ‬
‫َ‬ ‫ويقول اهلل تعالى‪ :‬يا‬
‫ض َو ُقْل َن قَ ْواًل َم ْع ُروفًا‪.)4(  ‬فينبغي للرجل أن يتبعد عن محادثة النساء؛‬ ‫الَّذي في َقْلبه َم َر ٌ‬
‫فالشيطاني جري من ابن آدم مجرى الدم‪،‬إغالق وسائل الشر من أسباب السالمة‪ ،‬ومن فتح على‬
‫نفسه باب شر يوشك أن يلج فيه ‪ ،‬وعندما سئل ابن جبرين عن حكم المراسلة بين الشباب‬
‫والشابات؟ قال‪ :‬ال يجوز ألي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه لنا في ذلك من فتنة عظيمة‬
‫وخطر كبير فال بد من االبتعاد عنها " (‪.)5‬‬
‫‪ -2‬دائرة اإلفتاء األردني(‪:)6‬‬
‫أكدت فتوى دائرة اإلفتاء األردني بأن الحوارات الخاصة بين الجنسين ال تخلو من مخالفات‬
‫ش رعية‪ ،‬وت ؤدي إلى التعل ق المح رم‪ ،‬فتح رم المحادث ة الخاص ة بين الش اب والفت اة ع بر وس ائل‬

‫()ابن البطال‪ ،‬أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك‪( ،‬ت ‪449‬هـ)‪ ،‬شرح صحيح البخاري‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو‬ ‫‪1‬‬

‫تميم ياسر إبراهيم‪ ،‬ط‪1423 ،2‬هـ‪2002-‬م‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪ .)6/193( ،‬نقال عن ‪ :‬دعاء عمر كتانه‬
‫‪ ،‬وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫( )اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬عبد العزيز بن باز وآخرون‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫()الترمذي‪ ،‬محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك‪( ،‬ت ‪279‬هـ)‪ ،‬سنن الترمذي‪ ،‬تحقيق‪ :‬بشار‬ ‫‪3‬‬

‫عواد معروف‪ ،‬أبواب الفتن‪ ،‬باب ما جاء في لزوم الجماعة‪ ،1998 ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪( ،‬‬
‫‪( ،)4/35‬حكم األلباني‪ :‬حديث صحيح ‪ ،‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ‪. 6/216 ،‬‬
‫()سورة األحزاب‪ ،‬آية‪.32 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫()ابن باز‪ ،‬فتاوى المرأة المسلمة‪ ،‬ص ‪.96‬‬ ‫‪5‬‬

‫() دار اإلفتاء األردني‪ ،‬تاريخ‪17/8/2009 :‬م ‪ ،‬فتوى رقم ‪.)310( :‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪75‬‬
‫التواصل االجتماعي الحديثة‪ ،‬ولو في أمور عامة ومباحة‪ ،‬وذلك لما يترتب على هذه المحادثات‬
‫ﭣ‬ ‫من تساهل في الحديث ورقة في القول‪ ،‬يدعو إلى اإلعجاب واالفتتان غالبا‪ ،‬ﭧ‪ B‬ﭨ ﭽ‪ B‬ﭡ ﭢ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵﭼ(‪.)1‬‬
‫وقد استدلت الفتوى بتجارب الواقع إذ جرت على أهلها شراً موقعةً بهم في العشق‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬ ‫ﭜ ﭝ‬ ‫المحرم‪ ،‬فقد ﭧ ﭨ ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ّ‬
‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭼ (‪ ،)2‬ولما رأى النبي صلى اهلل عليه وسلم ابن‬ ‫ﭪ‬
‫عمه الفضل بن العباس يحدق النظر إلى إحدى النساء‪ ،‬لوى عنقه ليصرفه عن النظر إليها‪:‬‬
‫(رأيت شاباً وشابةً فلم آمن الشيطان عليهما)(‪.)3‬‬
‫ُ‬ ‫وقال‪:‬‬
‫فق د ج اءت الش ريعة لتس د األب واب المفض ية إلى الفتن ة؛ فح ّرمت الخض وع ب القول في‬

‫محادث ة النس اء للرج ال‪ ،‬ومنعت الخل وة بين الرج ل والم رأة األجنبي ة في مك ان واح د‪ ،‬ب ل نص‬

‫الفقهاء على المن ع من إلق اء الش اب الس الم على المرأة الش ابة في الطريق؛ لما ُيخشى من وقوع‬

‫الفتنة‪ .‬كل ذلك دليل على المنع‪ ،‬فليكن حديث الفتاة مع الفتيات فقط‪ ،‬وحديث الشاب مع الشباب‬

‫فقط(‪.)4‬‬

‫مما تقدم أرى أن الصداقة بين الجنسين عبر وسائل التواصل االجتماعي (توتير وفيس بوك)‬

‫ح رام ش رعاً‪ ،‬فال يج وز إنش اء عالق ة ألف ة وص داقة بين الرج ال والنس اء ول و عن طري ق‬

‫اإلنترنت‪،‬فإن اإلسالم حرم أي عالقة بين رجل وامرأة أجنبيين ال تقوم على أساس الزواج‪ ،‬ألنها‬

‫ق د ت ؤدي إلى الفتنة(‪ ،)5‬إال أن بعض الب احثين المعاص رين اس تثنوا من ه ذا الحكم بعض ه ذه‬

‫الصور منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬المخاطبة من أجل تحقيق (مصلحة دنيوية ) كأن تخاطب امرأةٌ طبيب اً مثالً‪ ،‬أو يخاطب رجل‬

‫طبيبة للسؤال واالستفسار عما فيه مصلحة من ذلك‪.‬‬

‫()سورة األحزاب‪.32 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫()سورة النور‪ ،‬آية‪.21 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫( )ابن حنبل‪ ،‬أبو عبد اهلل أحمد بن محمد بن حنبل"‪ ،‬مسند اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬مسند علي بن أبي طالب‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫رقم ‪ ،)2/6( ،562‬حكم األلباني‪ :‬حديث صحيح‪ ،‬أنظر ‪ :‬صحيح وضعيف الجامع الصغير ‪.13/152 ،‬‬
‫حديث رقم ‪ 3467 :‬في صحيح الجامع ‪.‬‬
‫() دار اإلفتاء األردني‪ ،‬تاريخ‪17/8/2009 :‬م ‪ ،‬فتوى رقم (‪.)310‬‬ ‫‪4‬‬

‫() لجنة الفتوى بالشبكة اإلسالمية‪ ،‬فتاوى الشبكة اإلسالمية (‪ ،6/302‬بترقيم الشاملة آليا)‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -2‬المخاطب ة من أج ل تحقي ق (مص لحة ديني ة) كاالستفس ار مثالً عن تفس ير آي ة أو ح ديث أو‬

‫الس ؤال عن حكم فقهي‪ ،‬واش ترطوا في كال الص ورتين الس ابقتين ع دم االسترس ال في‬
‫(‪)1‬‬
‫الكالم الخارج عن موضوع السؤال حتى لو لم يكن فيه شيء‬

‫وأود أن أش ير إلى أم ر مهم وه و ه ل تعت بر المحادث ة الكتابي ة أو الص وتية أو المرئي ة ع بر‬

‫مواق ع لتواص ل االجتم اعي بين الرج ل والم رأة من ب اب الخل وة ال تي حرمته ا الش ريعة‬

‫اإلسالمية‪،‬أم ال ؟ لإلجابة على هذا التساؤل يدفعنا أن نبين أوالً معنى الخلوة‪ ،‬حيث عرف الفقه اء‬

‫الخلوة بأنها‪:‬هي اجتماع الزوجين في مكان ما مع انتفاء الموانع الشرعية‪،‬الطبيعية‪،‬والحسية(‪.)2‬‬

‫وعرفت أيضا بأنها ‪ :‬هي اجتماع الزوجين في مكان ترخى فيه الستور إن وجدت‪ ،‬وإ ال فيكفي‬

‫إغالق الموص ل لهم ا‪ ،‬بحيث ال يص ل إليهم ا أح د‪ ،‬وه و م ا يع رف عن د المالكي ة بخل وة‬


‫(‪)4‬‬
‫االهتداء(‪ ، .)3‬وعرفت كذلك بأنها ‪ :‬أن يجتمع الزوجان في مكان تغلق أبوابه‪،‬وترخى ستوره‬

‫ويتحقق مفهوم الخلوة التي قررها الفقهاء كما أوردنا آنف اً من خالل ما يمكن تسميته بالخلوة‬

‫اإللكترونية ‪ ،‬حيث أنها تكون بين الرجل وامرأة أجنبية عبر وسائل التواصل الحديثة‪ ،‬من برامج‬

‫المحادث ة‪ ،‬والغ رف الص وتية‪ ،‬ب ل أك ثر من ذل ك من التواص ل بالص وت والص ورة ‪ ،‬في مك ان‬

‫افتراض ي يأمن ان في ه اطالع الن اس عليهم ا ‪ ،‬وكم ا ه و معل وم ف إن الفقه اء (‪)5‬ق د اتفق وا جميعهم‬

‫على حرم ة خل و الرج ل ب امرأة ليس ت ل ه زوج ة‪ ،‬وال ذات رحم مح رم‪ ،‬وه ذه الحرم ة على‬

‫ؤمن م ع الخل وة مواقعة المحظ ور‪ ،‬الس يما في زمن يق ل في ه وازع‬


‫اإلطالق‪ ،‬ألن ه ال ي ّ‬
‫اإليمان‪،‬ويكثر به الفساد‪ .‬ولتضافر األدلة الشرعية على تحريم الخلوة باألجنبية ‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫( ) الشريف‪ ،‬محمد بن شاكر الشريف‪ ،‬المحادثة بين الرجال والنساء من أجل التعارف‪. :‬‬ ‫‪1‬‬

‫()السمرقندي‪ ،‬محمد بن أحمد بن أبي أحمد أبو بكر عالء الدين‪( ،‬ت ‪540‬هـ)‪ ،‬تحفة الفقهاء‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪2‬‬

‫العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1414 ،2‬هـ ‪1994 -‬م‪.)2/244( ،‬‬


‫سواء أكان هناك ستور أو إرخاء باب أو غيره ‪.‬أنظر‪:‬‬
‫ً‬ ‫()مأخوذة من الهدوء والسكون ‪ ،‬وهي إرخاء الستور‬ ‫‪3‬‬

‫الرعيني‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي‪( ،‬ت ‪954‬هـ)‪ ،‬مواهب الجليل‬
‫في شرح مختصر خليل‪ ،‬ط‪1412 ،3‬هـ ‪1992 -‬م‪ ،‬دار الفكر‪.)3/257( ،‬‬
‫() الخطيب الشربيني ‪ ،‬مغني المحتاج غلى ألفاظ المنهاج ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪. 3/278،‬‬ ‫‪4‬‬

‫( ) أنظر حكم الخلوة المحرمة ‪ :‬الكاساني ‪ ،‬عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي‬ ‫‪5‬‬

‫(المتوفى‪587 :‬هـ) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬دار الكتب العلمية الطبعة‪ :‬الثانية‪1406 ،‬هـ ‪1986 -‬م‬
‫‪ . ٢/٥٤٤‬الكشناوي ‪ ،‬ابو بكر بن حسن الكشناوي‪ ,‬أسهل المدارك شرح إرشاد السالك إلى مذهب األئمة‬
‫مالك‪ ,‬ط‪ ,1‬مكتبة العصرية‪ ,‬بيروت‪1424 ,‬ه‪2003-‬م‪ ، 2/٢٣٧ ,‬الرملي ‪،‬نهاية المحتاج ‪ ، ٦/٢٧٨ ،‬ابن‬
‫قدامة ‪ ،‬المغني ‪. ٧/٤٥٥ ،‬‬
‫‪77‬‬
‫ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﭼ (‪.)1‬‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ‬
‫وجــه الداللــة‪ :‬ت دل اآلي ة الكريم ة أن ه يجب على األجن بي أن يغض بص ره عن النس اء األجنبي ات‬

‫وأن تغض النساء بصرهن عن الرجال األجانب خوفا من الوقوع في المحظور فإن كان النظر‬

‫محظورا فتكون الخلوة محظورة من باب أولى ألنها تشمل النظر وغيره فيفهم من اآلية حرمة‬

‫الخلوة باألجنبية ألنها يمكن أن تؤدي إلى وقوع المحظور(‪.)2‬‬

‫وبما روي عن ابن عباس – رضي اهلل عنهما‪ -‬عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪" :‬ال‬ ‫‪-‬‬

‫يخلون رجل بامرأة إال ومعها ذو محرم‪ ،‬وال تسافر المرأة إال مع ذي محرم‪ ،‬فقام رجل‪،‬‬

‫فق ال ي ا رس ول اهلل‪ :‬إن ام رأتي خ رجت حاج ة‪ ،‬وإ ني أكتبت في غ زوة ك ذا وك ذا‪ ،‬فق ال‪:‬‬

‫انطلق فحج مع امرأتك"(‪.)3‬‬

‫وفي هذا الحديث داللة على أنه يحرم على الرجل األجنبي أن يختلي بالمرأة األجنبية‪ ،‬كما‬

‫يحرم على المرأة أن تسافر منفردة من غير محرم‪ ،‬أو زوج‪ ،‬ولو كان السفر ألداء فريضة‬

‫الحج(‪.)4‬‬

‫وأخــيراً بعــد أن بينت معــنى الخلــوة المحرمــة وأدلــة تحريمــه بقي أن نــبين حكم الخلــوة‬

‫االلكتروني ــة ‪ ،‬ومم ــا يج ــدر اإلش ــارة إلي ــه أن العلم اء المعاص رون ممن عرض ت عليهم ه ذه‬

‫المس ألة‪ -‬موض وع الخل وة اإللكتروني ة‪ -‬ق د اختلف وا في ه ل هي خل وة محرم ة ‪ ،‬أم ال ‪ ،‬على‬

‫قولين ‪ ،‬أجملهما كما يلي ‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬اعتبار الخلوة بين الشاب والفتاة عبر الوسائل التواصل االجتماعي خلوة محرمة‪:‬‬

‫()سورة النور‪.31 - 30 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫()ابن كثير‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬دار طيبة للنشر‪ ،‬ط‪1420 ،2‬هـ ‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1999‬م‪.)6/42( ،‬‬
‫( )النيسابوري‪ ،‬مسلم بن الحجاج أبو الحسن النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬باب سفر المرأة مع‬ ‫‪3‬‬

‫محرم إلى حج أو غيره‪ ،‬رقم ‪.)2/978( ،1341‬‬


‫()العسقالني‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪.9/331 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪78‬‬
‫اعتبر جمع من العلماء المعاصرين ومنهم الدكتور يوسف القرضاوي أن المحادثة عبر‬

‫وس ائل التواص ل بين الجنس ين ق د تك ون س ببا للمفاس د والش رور حينم ا تك ون بين الرج ل‬

‫والم رأة‪،‬وإ لى ه ذا ذهب (عض و هيئ ة كب ار العلم اء الش يخ عب د اهلل المطل ق ) إلى أن محادث ات‬

‫الرج ال بالنس اء ع بر وس ائل التواص ل االجتم اعي خل وة محرم ة ‪ ،‬موافق ا ب ذلك فت وى للش يخ ابن‬

‫جبرين رحمه اهلل‪ -‬في هذا المجال بأنه‪ :‬ال يجوز ألي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه لما في‬

‫ذلك من الفتنة‪ ،‬وقد يظن المراسل أنه ليست هناك فتنة‪ ،‬ولكن ال يزال به الشيطان حتى يغريه‬

‫بها ويغريها ب ه ‪ ،‬فهي خطوة من خطوات الشيطان في اإليقاع بالمحرم‪ ،‬مبررا ذلك بأن بعض‬

‫األح اديث تكون شخص ية بينهم ا وال يعلم به ا سوى اهلل تع الى‪ ،‬وأن الشيطان يكون حاضراً عند‬

‫ح ديث النس اء م ع الرج ال‪ ،‬وق د ح ذر النس اء من الح ديث م ع الرج ال وإ ن ك ان بغ رض النص ح‬

‫واإلرشاد‪ ،‬فما هو محرم على أرض الواقع محرم في العالم االفتراضي(‪.)1‬‬

‫فاستخدام وسائل التواصل بين الشاب والفتاة سيحدث بينهما جواً مشابهاً لجو الخلوة التي‬

‫نهان ا عنه ا الش رع‪ ،‬وك انت س تتمكن هي وه و من الح ديث ال ذي يجرهم ا إلى مح رم ف ترك ذل ك‬

‫متعين(‪ )2‬فم ا ه ذا إال من س بيل الش يطان ال ذي يب دأ بخط وة المحادث ة ثم ينتق ل إلى التع ارف ثم‬

‫العالقة ثم التعلق القلبي ثم إلى أن يحصل ما ال يحمد عقباه‪.‬‬

‫القــول الثــاني‪ :‬عــدم اعتبــار الخلــوة بين الشــاب والفتــاة عــبر وســائل التواصــل االجتمــاعي خلــوة‬

‫محرمة‪:‬‬

‫فقد رد عبد اهلل العليوط الباحث الشرعي على ما قاله الشيخ عبد اهلل المطلق عضو هيئة‬

‫كبار العلماء‪ ،‬بأن ذلك يعد اجتهاداً شخصياً وليس فتوى شرعية‪ .‬فالحديث بين الرجل للمرأة عبر‬

‫االن ترنت أو الج وال ال يمكن اعتب اره خلوة‪ ،‬ف الخلوة هي الخلوة الجسدية فقط‪ ،‬أي وجود الرجل‬

‫والمرأة في نفس المكان بمفردهما(‪.)3‬‬

‫() ‪http://www.aleqt.com/2014/05/29/article_852750.html‬‬ ‫‪1‬‬

‫( )سالم‪ ،‬أبو مالك كمال بن السيد سالم‪ ،‬صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب األئمة‪ ،‬المكتبة التوفيقية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫القاهرة‪.)3/52( ،2003 ،‬‬


‫()‪./http://mz-mz.net/311069‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪79‬‬
‫وقال الباحث الشرعي عبد اهلل العليوط‪ " :‬إن ما قاله الشيخ عبد اهلل المطلق عضو هيئة‬

‫كبار العلماء‪ ،‬عن محادثات الرجال والنساء عبر وسائل التواصل االجتماعي تعد بمثابة “خلوة‬

‫محرمة”‪ ،‬يعتبر اجتهادا شخصيا وليست فتوى شرعية‪ .‬وأضاف العليوط‪“ :‬حديث الرجل للمرأة‬

‫عبر اإلنترنت أو الجوال ال يمكن اعتباره خلوة‪ ،‬كما أن المرأة هي التي تحدد معنى الخلوة‪ ،‬فما‬

‫ت رى أن ه س يؤدي به ا لمح رم فه و مح رم‪ ،‬وم ا ال يق ود لح رام فليس حرام ا‪ ،‬والخل وة هي الخل وة‬

‫الجسدية فقط‪ ،‬أي وجود الرجل والمرأة في نفس المكان بمفردهما”‪.‬‬

‫ثم تابع‪“ :‬المشكلة ليست في الوسائل‪ ،‬وكل المطلوب هو أن يتعفف الرجل والمرأة‪ ،‬كما‬

‫أن لقاء الرجل بالمرأة للتجارة أو التعليم أو ما شابه ليس خلوة ونحن ال نعاني االختالط‪ ،‬بل من‬

‫العزل الكامل بين المرأة والرجل في مجتمعنا”‪ .‬وأكد أن العادات والتقاليد هي من تصور لنا أنه‬

‫كلما التقى الرجل المرأة كان هناك فساد وانحالل والعملية ليست بهذه الطريقة‪ ،‬فيمكن للرجل أن‬

‫يلتقي المرأة وفق الضوابط الشرعية‪ ،‬وهو أن تكون المرأة وفق حجابها والرجل وفق احترامه‬

‫والمهمة الملقاة على عاتق اإلعالميين والمثقفين هي إبراز أن االلتقاء في ذاته ليس المشكلة ولكن‬

‫تكمن في استغالله‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫وبناء عليه أرى أن القول بعدم الخلوة غير سديد ألسباب عديدة منها ‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -1‬الكالم إذا خرج عن األدب اإلسالمي في الهاتف أو االنترنت فعواقبه أشد من الخلوة الشرعية‬

‫؛ ألن ه انته اك لحرم ة اإلس الم واس تخدام م ا يس ره اهلل في المح رم وه ذا م ا يك ون في أغلب‬

‫المحادثات وغرف الدردشة ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن هذه الخلوة وإ ن كانت الكترونية فإنها قد تفضي إلى الخلوة المحرمة في كثير من األحيان‬

‫قد تورث تعلق القلوب بعضها ببعض وقد تقود مع مرور الزمن إلى الخلوة الجسدية‪.‬‬

‫() رأي له قام بالحديث عنه خالل برنامج (يا هال) على قناة (روتانا خليجية)‪،‬الخميس (‪ 29‬مايو‪)2014‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪80‬‬
‫وعليه أرى بحرمة الخلوة االلكترونية ‪،‬وبعدم جواز الحديث بين الجنسين عبر وسائل‬

‫التواصل الحديثة مهما كانت الطريقة إذا لم يكن هناك حاجة فالمحادثة بالوسائل الحديثة ال تقل‬

‫خط ورة عن المحادث ة الحقيقي ة‪ .‬ف إن ك ان لحاج ة وض رورة معت برة فالب د من مراع اة جمل ة من‬

‫الضوابط ومنها(‪:)1‬‬

‫‪ -1‬عدم استخدام الصورة بأي حال فال حاجة لذلك‪ ،‬والكتابة تكفي‪ ،‬وألن هذا مدخل عظيم من‬

‫مداخل الشيطان في تزيين الباطل على النفوس‪.‬‬

‫‪ -2‬االكتف اء بالخ ط والكت اب دون محادث ة ش فوية وإ ن اح تيج إلى المحادث ة الش فوية ف يراعى فيه ا‬

‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‪ B‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‪ B‬ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫األمر الرباني فقد ﭧ ﭨ ﭽ‪ B‬ﭡ ﭢ‬

‫ﭵ ﭼ (‪.)2‬‬

‫التطبيق الثاني ‪ :‬إهدار الوقت على شبكات التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫للوقت قيمة عظيمة في اإلسالم‪ ،‬ولقد قدر اإلسالم كما أعطى القرآن الكريم أهمية بالغة‬

‫لل وقت‪ ،‬ح تى أن معظم العب ادات في اإلس الم متص لة بم واقيت زمني ة كالص الة والص يام‬

‫والحج‪،‬فينبغي على المسلم استثمار وقته بما يعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه‪.‬ولعظيم أمر الوقت‬
‫(‪)3‬‬
‫عز وج ّل به في مواطن كثيرة ومن ذلك قوله تعالى‪ ،‬ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ خسر ﭗﭼ‬
‫أقسم المولى ّ‬

‫وقوله تعالى ‪ :‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﭼ (‪ .)4‬نظراً ألهمية األجزاء الوقتية المذكورة‬

‫في اآليات السابقة فقد اقسم بها اهلل تعالى‪ ،‬ومعلوم أن اهلل إذا أقسم بشيء من خلقه د ّل ذلك على‬

‫أهميته وعظمته‪ ،‬وليلفت األنظار إليه وينبه على جليل منفعته‪.‬‬

‫() العودة ‪ ،‬سلمان العودة ‪ ،‬ضوابط التواصل بين الجنسين عبر االنترنت ‪ ،‬موقع صيد الفوائد ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www.saaid.net/female/f12.htm‬‬
‫() سورة األحزاب‪ ،‬اآلية ‪.32 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫() سورة العصر‪ ،‬الآية‪.2-1 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫() سورة الليل‪ ،‬الآية‪.2-1 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪81‬‬
‫فالوقت أنفس ما يملكه إنسان‪ ،‬ألن كل مفقود عسى أن تسترجعه‪ ،‬إال الوقت‪ .‬فإن ضاع‬

‫لم يتعل ق بعودت ه أم ل‪ ،‬ول ذلك ك ان على العاق ل أن يس تقبل أيام ه اس تقبال الض نين لل ثروة‬

‫الرائع ة‪،‬واإلس الم دين يع رف قيم ة ال وقت‪ ،‬ويق در خط ورة ال زمن‪ ،‬يؤك د الحكم ة القائل ة ال وقت‬

‫كالسيف إن لم تقطعه قطعك(‪.)1‬‬

‫وهنا ال بد من بيان أن الحكم الشرعي إلهدار الوقت على شبكات التواصل االجتماعي غير‬

‫جائز شرعاً‪ ،‬ألن فيه جملة من اآلثار السلبية تعود على الفرد والمجتمع‪ ،‬حتى أنها تدخل في باب‬

‫المح ذورات الش رعية ‪ ،‬وألنه ا تلهي عن ذك ر اهلل وعبادت ه وطاعت ه‪ ،‬وق د وردت أدل ة في الق رآن‬

‫الكريم والسنة النبوية المطهرة تدل على ذلك‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫القرآن الكريم‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪ -1‬ألهمية الوقت أكد عليه القرآن الكريم في ساعة االحتضار ‪ ،‬فيقول اهلل تعالى‪ :‬ﭽﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬

‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﭼ (‪.)2‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن اإلنسان إذا حضر الموت والحساب يطلب الرجوع للدنيا لعمل الصالحات وفي‬

‫ذلك ندم أشد الندم على إضاعته للوقت‪ .‬لذلك ينبغي على المؤمن اغتنام ما بقي من عمره‪ ،‬فكل‬

‫يوم يعيشه المؤمن غنيمة(‪.)3‬‬

‫ﭯ‪ B‬ﭰ ﭱ‪ B‬ﭲ‪ B‬ﭳ ﭴ ﭵ‪ B‬ﭶ‪ B‬ﭷ‪ B‬ﭸ‬ ‫ﭬ‪ B‬ﭭ‪ B‬ﭮ‪B‬‬ ‫في وصف اآلخرة ﭧ‪ B‬ﭨ ﭽ‪ B‬ﭩ‪ B‬ﭪ‪ B‬ﭫ‪B‬‬ ‫‪-2‬‬

‫ﭽ ﭾ ﭼ (‪.)4‬‬ ‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬

‫() الغزالي‪ ،‬محمد‪ ،‬خلق المسلم‪ ،‬دار الكتب اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪ ،1983‬ص‪ .235‬البيالوي‪ ،‬أنور‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الوقت بين حرص السلف وتفريط الخلف ‪ ،‬دار اإليمان للطبـع والنشر ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪. 11‬‬
‫()سورة المؤمنون‪ ،‬آية‪.100-99:‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن رجب ‪ ،‬زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن‪( ،‬ت ‪795‬هـ)‪ ،‬جامع العلوم والحكم‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫تحقيق‪ :‬محمد األحمدي أبو النور‪ ،‬ط‪1424 ،2‬هـ ‪2004 -‬م‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر‪.3/1142 ،‬‬
‫() سورة يونس‪ ،‬آية‪.45 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪82‬‬
‫وجه الداللة‪ :‬إنما قصرت مدة لبثهم في الدنيا من هول ما استقبلوا فرأوا أن طول أعمارهم في‬

‫مقابلة الخلود كساعة(‪.)1‬‬

‫ج‪ -‬الوقت مناط المحاسبة والمسألة يوم القيامة فقد ﭧ ﭨ ﭽ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ‬

‫(‪.)2‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أي أظننتم أنكم مخلوق ون عبث ا بال قص د وال إرادة منكم وال حكم ة لن ا ‪ ،‬ال تع ودون‬

‫ألينا في الدار اآلخرة‪ .)3( ‬فينبغي على المسلم استثمار وقته في طاعة اهلل تعالى ألن اهلل لم يخلق‬

‫اإلنسان للعبث‪.‬‬

‫‪ .2‬السنة النبوية الشريفة‪:‬‬

‫وردت عدة أحاديث تدل على أهمية الوقت في حياة المسلم ‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫كثير من الناس‪ ،‬الصحة والفراغ)(‪.)4‬‬


‫مغبون فيهما ٌ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -1‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬نعمتان‬

‫وجــه الداللــة‪ :‬أن كث ير من الن اس ق د غبن كث ير منهم في الص حة والف راغ إليث ارهم لعيش ال دنيا‬

‫على عيش اآلخ رة‪ ،‬ف أراد اإلش ارة إلى أن العيش ال ذي اش تغلوا ب ه ليس بش يء ب ل العيش ال ذي‬

‫شغلوا عنه هو المطلوب‪ ،‬ومن فاته فهو المغبون (‪.)5‬‬

‫‪ -2‬قوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ال تزول قدما ٍ‬


‫عبد يوم القيامة حتى ُيسأل عن أربع عن ُعمره‬

‫فيم ا أفن اه وعن جس ده فيم ا أباله وعن علم ه م اذا عم ل في ه وعن مال ه من أين اكتس به وفيم ا‬

‫أنفقه"(‪.)6‬‬

‫()القرطبي‪ ،‬تفسير القرطبي الجامع ألحكام القرآن ‪ ،‬مصدر سابق‪.8/347 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫()سورة المؤمنون‪ ،‬آية‪.115 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫()ابن كثير‪،‬تفسير القرآن العظيم‪.4/248 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫( )أخرجه البخاري ‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الرقاق‪ ،‬باب المجاهدة ‪ ،‬حديث رقم ‪.88 /8 ،6412‬‬ ‫‪4‬‬

‫()ابن حجر‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬مرجع سابق‪.11/231 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫( )رواه الترمذي‪ ،‬سنن الترمذي‪ ،‬حققه‪ :‬بشار عواد معروف‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1998 ،‬م‪ ،‬أبواب‬ ‫‪6‬‬

‫صفة القيامة والرقائق والورع‪ ،‬باب في القيامة‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،)4/190( ،2417‬وصححه األلباني في‬
‫‪83‬‬
‫وجه الداللــة‪ :‬ال وقت أمان ة وه و مس ئول عن ه حيث أن ه ثم ة أربع ة أس ئلة سيس ألها العب د عن د رب ه‬

‫منها سؤاالن مختصان بالوقت‪ ،‬حيث يسأل اإلنسان يوم القيامة عن عمره أي وقته بماذا أفن اه أفي‬

‫الطاعة أم المعصية وهذا يدل على أهمية استغالل الوقت فيما يعود على اإلنسان بالخير(‪.)1‬‬

‫ج‪ -‬قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لرجل وهو يعظه‪( :‬اغتنم خمس اً قبل خمس‪ :‬شبابك قبل‬

‫هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك)(‪.)2‬‬

‫وجــه الداللــة‪ :‬من دالالت النص اس تحباب اس تغالل ال وقت‪ ،‬وبالمقاب ل كراه ة إض اعته فيم ا ال‬

‫ينفع‪.‬‬

‫حيث أن في إضاعة الوقت عدم شكر لنعمة الفراغ‪ .‬فيدعو الحديث إلى اغتنام فرصة‬

‫اإلمكان للسالمة من العذاب(‪.)3‬‬

‫مم ا تق دم من األدل ة ن درك أن لل وقت مكان ة في حي اة المس لم فه و عم ره ومحاس ب علي ه‪،‬‬

‫فينبغي أن يح رص على اس تغالله فيم ا يرض ي اهلل تع الى‪ ،‬ويبتع د عن إض اعته في المعاص ي أو‬

‫اللغ و ونح و ذل ك من ك ل م ا ال يفي د‪ ،‬ويقت دي بالس لف الص الح في اس تغالل أوق اتهم في‬

‫الطاع ات‪،‬فمن فع ل ذل ك جع ل اهلل البرك ة في وقت ه وعم ره وعمل ه‪ ،‬ف إن إض اعة ال وقت أش د من‬

‫الم وت‪ ،‬ألن إض اعة ال وقت يقط ع اإلنس ان عن اهلل وال دار اآلخ رة‪ ،‬والم وت يقطع ه عن ال دنيا‬

‫وأهلها(‪.)4‬‬

‫صحيح سنن الترمذي رقم ( ‪ ، 529 / 4 ) 2417 -2416‬وفي سلسلة األحاديث الصحيحة رقم ( ‪)946‬‬
‫‪ ، 629 / 2‬وفي صحيح الجامع رقم ( ‪ ، ) 7300‬وفي صحيح الترغيب والترهيب رقم ( ‪.) 127 – 126‬‬
‫( )البكري‪ ،‬محمد بن علي بن عالن بن إبراهيم‪ ،‬دليل الفاتحين لطرق رياض الصالحين‪ ،‬ط‪-1425 ،4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2004‬دار المعرفة للطباعة‪ ،‬بيروت‪.4/300،‬‬


‫()الحاكم‪ ،‬محمد‪ ،‬المستدرك على الصحيحين‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫بيروت ‪ ،‬حديث رقم‪ ،4/341 ،7846 :‬صححه األلباني في صحيح الجامع رقم ( ‪ ، ) 1077‬وفي صحيح‬
‫الترغيب والترهيب رقم ( ‪. (3355‬‬
‫()زين العابدين‪ ،‬زين الدين محمد‪ ،‬فيض القدير‪ ،‬المكتبة التجارية الكبرى‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪1356 ،1‬هـ‪.2/16 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫()ابن قيم‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن القيم الجوزية‪( ،‬ت ‪751‬هـ)‪ ،‬الفوائد ‪ ،‬دار‬ ‫‪4‬‬

‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1393 ،2‬هـ ‪1973 -‬م‪ ،‬ص‪.31‬‬


‫‪84‬‬
‫وأرى أن ال وقت هو أغلى نعم ة ‪ ،‬وه و مح ور رقي اإلنس ان وهو هب ة الخ الق لإلنس ان ؛ ليجع ل‬

‫من حياته عنوان اً للسعادة إذا استغله جيداً ؛ فيجب عليه أن يستثمر وقت فراغـه ‪ ،‬فالكيس الفطن‬

‫من يغرس لسانه في أرض الذكر ليحصد الرضا والستر من رب العالمين‪.‬‬

‫التطبيق الثالث ‪ :‬الزنا اإللكتروني‬

‫التعري أم ام أجهزة الكم بيوتر‪ ،‬والبعض اآلخر يرى أنه‬


‫هو اإلشباع الجنسي من خالل ّ‬

‫مش اهدة الص ور واألفالم اإلباحي ة‪ ،‬أو التراس ل اإللك تروني بين الجنس ين‪ ،‬ع بر وس ائل االتص ال‬

‫التراس ل اإللك تروني ْبين ال ِجنس ين المكلَّفين‪ ،‬وم ا يتبع ه ِمن‬


‫ُ‬ ‫الحديثة(‪ ،)1‬وعرف ه الجري ري بأن ه ‪:‬‬

‫والزنا محرم بنصوص القران الكريم والسنة النبوية‪،‬ونذكر‬ ‫(‪)2‬‬


‫محر َمة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وشاذة َّ‬ ‫ِ‬
‫منحرفة‬ ‫ممارسات‬

‫منها‪:‬‬

‫أوال‪ -‬أدلة التحريم من القرآن الكريم‪:‬‬

‫ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ‬ ‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬ ‫ﯓ ﯔ ﯕ‪ B‬ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬ ‫‪ -1‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮱ‬
‫ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬ ‫ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬ ‫ﯭ ﯮ‬

‫ﰃ ﭼ (‪.)3‬وجه الداللة‪ :‬قرن اهلل الزنا بالقتل ألن مفسدته تلي مفسدة القتل فهي منافية لحفظ‬

‫األنساب وصيانة المحرمات(‪.)4‬‬

‫ﮉ ﭼ(‪.)5‬‬ ‫‪ -2‬قوله تعالى‪ :‬ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬

‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﭼ (‪.)6‬‬ ‫ﮏ‬ ‫‪ -3‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ‬

‫وجه الداللة‪ :‬وال تقربوا أبلغ من أن يقول وال تزنوا فإن معناه ال تدنوا من الزنا(‪.)7‬‬

‫( )الجريري‪ ،‬محمد فتحي‪ ،‬الزنا اإللكتروني‪ ،‬دراسة منشورة على شبكة األلوكة اإلسالمية‪2010 ،‬م‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫()رابط الموضوع‪http://www.alukah.net/sharia/0/24905/#ixzz4NlW8s0Zc :‬‬ ‫‪2‬‬

‫() سورة األنعام‪ ،‬اآلية ‪.151 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫()ابن قيم‪ ،‬محمد بن أبي بكر‪( ،‬ت ‪751‬هـ)‪ ،‬الداء والدواء‪ ،‬مكتبة اإليمان‪ ،‬المنصورة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.162‬‬ ‫‪4‬‬

‫()سورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪.33‬‬ ‫‪5‬‬

‫()سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية ‪.32‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪85‬‬
‫من خالل ما سبق من اآليات نجد التحذير من فاحشة الزنا والتحريم لها‪ ،‬وتحريم الطرق‬

‫المؤدية إليها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة‪:‬‬

‫‪ -1‬ق ول الن بي ص لى اهلل علي ه وس لم‪" :‬ال ي زني ال زاني حين ي زني وه و م ؤمن‪ ،‬وال يس رق حين‬

‫يسرق وهو مؤمن‪ ،‬وال يشرب حين يشربها وهو مؤمن‪ ،‬والتوبة معروضة بعد"(‪.)1‬‬

‫وجــه الداللـة‪ :‬ق ال ابن عب اس‪ :‬ي نزع من ه ن ور اإليم ان في الزن ا فعلى الم ؤمن أن يس تحي من اهلل‬

‫حق الحياء ألنه ال يزني حين يزني وهو يستحي من اهلل"(‪.)2‬‬

‫‪ -2‬قول رسول اهلل عليه الصالة والسالم‪" :‬يا أمة محمد واهلل ما من أحد أغير من اهلل أن يزني‬

‫عبده أو تزني أمته‪ ،‬يا أمة محمد واهلل لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليال ولبكيتم كثيرا"(‪.)3‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬الغيور من البشر إذا رأى رجال مع امرأة ال تحل له ويكلمها بكالم فيه خبث يقشعر‬

‫جلده وال يكاد يتحمل هذا المنظر ويدرك أن اهلل يراقبه فال يقع في هذه المعصية‪.‬‬

‫‪ -3‬قوله عليه الصالة والسالم‪ " :‬إذا زنى العبد خرج منه اإليمان‪ ،‬وكان كالظلّ ة‪ ،‬فإذا انقلع منها‬

‫رجع إليه اإليمان"(‪.)4‬‬

‫()القرطبي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر القرطبي‪( ،‬ت ‪671‬هـ)‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد اهلل‬ ‫‪7‬‬

‫بن عبد المحسن التركي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.13/72 ،2006 -1427 ،1‬‬
‫( )البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل أبو عبد اهلل البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب إثم الزناة‪ ،‬رقم‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.)8/164( ،6810‬‬
‫()االعسقالني‪ ،‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪.12/59،‬‬ ‫‪2‬‬

‫( )االبخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل أبو عبد اهلل البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الحدود‪ ،‬باب إثم الزناة‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫حديث رقم‪.)2/311( ،)1044 (:‬‬


‫()الترمذي‪ ،‬محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬سنن الترمذي‪ ،‬أبواب اإليمان‪ ،‬باب ما جاء ال‬ ‫‪4‬‬

‫يزني الزاني وهو مؤمن‪ ،‬رقم ‪ ،)4/311( ،2625‬حكم الحديث‪ :‬حديث صحيح‪ .‬رواه األلباني في "صحيح‬
‫الجامع‪."3/120 ،‬‬
‫‪86‬‬
‫‪ -4‬سئل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يوما‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أي ذنب أعظم؟ قال‪" :‬أن تجعل هلل‬

‫ن دا وه و خلق ك" قلت‪ :‬ثم أي؟ ق ال‪ :‬أن تقت ل ول دك من أج ل أن يطعم مع ك" قلت‪ :‬ثم أي؟‬

‫قال‪" :‬أن تزني حليلة جارك" (‪.)1‬‬

‫وب ذلك نس تدل من خالل األح اديث الس ابقة على فحش جريم ة الزن ا وخطره ا وحرمته ا‬

‫واألحاديث في تحريم جريمة الزنا كثيرة ومشتهرة والذكر هنا ال للحصر وإ نما لالستدالل‪.‬‬

‫اإلجماع‪ :‬نقل اإلجماع على تحريم الزنا اإلمام أحمد فقال‪ :‬ال أعلم بعد القتل ذنبا أعظم من الزنا‬

‫وأجمعوا على تحريمه(‪.)2‬‬

‫ونقل اإلجماع اإلمام النووي فقال‪ :‬الجاحد عند أهل اللغة من أنكر شيئا سبق اعترافه به‬

‫فمن جحد صوم رمضان أو الزكاة أو الحج وغيرها من واجبات اإلسالم أو جحد تحريم الزنا أو‬

‫الخمر أم نحوها من المحرمات المجمع عليها فإن كان مما اشتهر واشترك الخواص والعوم في‬

‫معرفتها كالخمر والزنا فهو مرتد(‪ ،)3‬وقال الخرشي المالكي ‪ :‬وهو محرم كتابا وسنة وإ جماعا‪،‬‬

‫وجاحد حرمته كافر(‪.)4‬‬

‫دور السياسة الشرعية ‪:‬‬

‫‪ -1‬العم ل على حجب ك ل المواق ع ال تي ت دعوا إلى الزن ا والرذيل ة والفاحش ة بش كل ع ام‬

‫كإجراء سريع لخطرها وحرمتها‪.‬‬

‫( )البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل أبو عبد اهلل البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب تفسير القرآن‪ ،‬باب قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫(فال تجعلوا هلل أندادا) رقم ‪.)6/18( ،4477‬‬


‫()ابن ضويان‪ ،‬إبراهيم بن محمد بن سالم‪( ،‬ت ‪1353‬هـ)‪ ،‬منار السبيل في شرح الدليل‪ ،‬تحقيق‪ :‬زهير‬ ‫‪2‬‬

‫الشاويش‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1982،2/365 -1402 ،5‬وأنظر أيضاً تحريم الزنا وانه من أكبر‬
‫الذنوب‪ :‬عبد اهلل بن محمود بن مودود الموصلي البلدحي‪ ،‬مجد الدين أبو الفضل الحنفي (المتوفى‪683 :‬هـ)‪،‬‬
‫االختيار لتعليل المختار ‪ ،‬طبعة الحلبي‪ ،‬القاهرة (وصورتها دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬وغيرها‪ 1356 ،‬هـ‬
‫‪ 1937 -‬م‪.4/84،‬‬
‫()النووي‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي‪( ،‬ت ‪676‬هـ)‪ ،‬المجموع شرح المهذب‪ ،‬دار‬ ‫‪3‬‬

‫الفكر‪.)3/14(،‬‬
‫()الخرشي‪ ،‬محمد بن عبد اهلل الخرشي المالكي أبو عبد اهلل (المتوفى‪1101 :‬هـ)‪ ،‬شرح مختصر خليل‬ ‫‪4‬‬

‫للخرشي‪،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪.)8/74( ،‬‬


‫‪87‬‬
‫‪ -2‬عمل دورات ومحاضرات إرشادية تعزز الوازع الديني لدى الشباب المسلم وتحذر من‬

‫االنجرار وراء النزوات والشهوات ‪.‬‬

‫‪ -3‬رص د دع اة الفج ور والفاحش ة من مس تخدمي ه ذه المواق ع زمن ي دخل إلى ه ذه المواق ع‬

‫بحيث إذا تكرر دخوله لمثل هذه المواقع تتم محاسبته ‪.‬‬

‫‪ -4‬من تثبت قيام ه ب أمور مخل ة ب اآلداب ومنافي ة للش ريعة اإلس المية ومش جعة على الرذيل ة‬

‫فإنه يتم محاسبته والعمل على إغالق صفحاته ‪.‬‬

‫‪ -5‬لولي األمر أن يضع من العقوبات التي تمنع وتردع مثل هذه التصرفات التي تؤثر بشكل‬

‫س لبي في المجتمع ات اإلس المية ‪ ،‬ومحارب ة ه ذا الن وع من الزن ا والفج ور ع بر تتب ع‬

‫أصحاب هذه المواقع والناشرون لهذه الرذيلة في المجتمع ‪ ،‬وضبطهم وإ يقاع العقوبات‬

‫الرادعة في حقهم ‪.‬‬

‫التطبيق الرابع‪ :‬التعارف بحجة الزواج عبر وسائل التواصل االجتماعي‪:‬‬

‫ظهرت الكثير من المواقع اإللكترونية وصفحات التواصل االجتماعي وال تي يتم من خاللها‬

‫وخلُقاً من أجل حصول الزواج بينهما بعد ذلك؛‬


‫تحقق المعرفة بين رجل وامرأة معينين معاً خلقاً ُ‬
‫‪ ،‬وللتع ارف وس ائل متع ددة وم ا‬ ‫(‪)1‬‬
‫باعتب ار ه ذا التع ارف ي ؤدي إلى حي اة زوجي ة س عيدة مس تقبالً‬

‫يرتب ط بموض وعنا تحدي دا م ا يتم ع بر مواق ع التواص ل االجتم اعي من خالل ع رض الص ور‬

‫والمراسالت‪ ،‬بأن يطلع الرجل أو المرأة على صورة الشخص (الفوتوغرافية)‪ ،‬والتي تبين قدراً‬

‫الخلقي ة لآلخ ر أو من وس ائل التواص ل الحديثة(‪ ،)2‬حيث تس هل االتص ال بين الش اب‬
‫من الص فات َ‬
‫والفت اة الل ذين يرغب ان ب الزواج‪ ،‬متيح ة الح ديث بينهم ا‪،‬حيث إن كالً منهم ا بإمكان ه رؤي ة اآلخ ر‬

‫رغم المس افات الشاس عة الفاص لة بينهم ا‪ ،‬فه ذه الطريق ة ال تق ل أهمي ة عن غيره ا من الط رق‬

‫المعروفة للوصول إلى غاية الزواج(‪.)3‬‬

‫()السنيدي‪ ،‬فهد بن عبد الكريم بن راشد‪" ،‬التعارف والتعريف للزواج‪14/12/2011 ،‬م‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫()التعارف اإللكتروني هل يتفوق على الزيجات التقليدية؟‬ ‫‪2‬‬

‫()األشقر‪ ،‬أسامة عمر سليمان‪ ،‬مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطالق‪ ،‬ص‪.101‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪88‬‬
‫واختلف العلماء في هذه المسألة على قولين‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬إن التواصل بين الشباب والفتيات عن طريق وسائل التواصل االجتماعي ال يجوز‬

‫شرعاً حتى وإ ن كان بحجة الزواج‪ ،‬ذهب إلى هذا الرأي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪،‬‬

‫ومنهم الش يخ عب د العزي ز بن ب از وآخ رون ‪ ،‬ودائ رة اإلفت اء األردني ة ‪ ،‬وغ يرهم من أه ل‬

‫االختصاص الذين بحثوا في هذه المسألة مثل الدكتور عبد الفتاح إدريس ‪ ،‬واستدلوا بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬غلب ة المفاس د المترتب ة على ذل ك‪ ،‬والقاع دة الش رعية تق ول‪" :‬درء المفاس د أولى من جلب‬

‫المصالح"(‪ ،)1‬وذلك من عدة وجوه منها(‪:)2‬‬

‫أ‪ .‬أن هذه ليست هي الطريق الشرعية لمن أراد تحصين نفسه‪ ،‬فقد يحصل فيها غش إذ قد تكون‬
‫(‪)3‬‬
‫المعلومات غير صحيحة‪ ،‬ما دام هناك سهولة في الوصول إلى بيت الفتاة وخطبتها من أهلها‬

‫من منطلق قوله تعالى‪:‬ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﭼ‪.)4( .‬‬

‫ب‪ .‬ال يخلو من الكذب ‪ ،‬والتدليس ‪ ،‬سواء من قبل الرجل أو من قبل المرأة(‪.)5‬‬

‫ج‪ .‬ألن فيه ا م ا يث ير الفتن ة‪ ،‬ويفض ي إلى الش ر والفس اد(‪ .)6‬فالتع ارف ع بر النت بين الفتي ان‬
‫والفتيات من الفتن التي تجر اإلنسان إلى ما حرم اهلل ولو بالتلذذ بسماع صوت النساء‪،‬فالطريق‬
‫الشرعي للزواج بالصالحات العفيفات يغني عن هذا الطريق المحرم(‪.)7‬‬

‫‪ -2‬ألن اإلسالم يسد ذرائع الفساد وطرق الشر(‪ .)8‬فمن قواعد ديننا الحنيف سد الطرق المفضية‬
‫إلى المفاسد وهو ما يعبر عنه العلماء بقاعدة "سد الذرائع"‪ ،‬أي أن الفعل المباح إذا كان ذريعة‬

‫()ابن عبد السالم‪ ،‬أبو محمد عز الدين عبد العزيز‪( ،‬ت ‪660‬هـ)‪ ،‬قواعد األحكام في مصالح األنام‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪1‬‬

‫الكليات األزهرية‪1414 ،‬هـ ‪.)1/17( ،1991 -‬‬


‫()منشورات مركز الفتوى‪ ،‬فتوى بعنوان "الزواج عن طريق اإلنترنت" رقم ‪.210‬‬ ‫‪2‬‬

‫()الجوجو‪ ،‬حسن‪ ،‬شبكة فلسطين للحوار‪ ،‬غزة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫()سورة البقرة‪.189 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫()التعارف عن طريق النت بغرض الزواج ممنوع سدا للذرائع‪2/4/2003 ،‬م‪ ،‬رقم ‪.31054‬‬ ‫‪5‬‬

‫( )اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬عبد العزيز بن باز وآخرون‪ ،‬الفتوى رقم (‪.)8593‬‬ ‫‪6‬‬

‫()التعارف عن طريق النت بغرض الزواج ممنوع سدا للذرائع ‪2/4/2003‬‬ ‫‪7‬‬

‫()الطريق المأمونة للبحث عن الزوج‪.2/8/2007 ،‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪89‬‬
‫إلى محرم‪ ،‬فالشارع يحرمه وإ ن لم يقصد به المحرم لكونه مفضياً إليه غالب اً‪،‬والذريعة‪ :‬عبارة‬
‫عن أمر غير ممنوع في نفسه يخاف من ارتكابه الوقوع في الممنوع(‪.)1‬‬

‫وهذا ما أكدته دائرة اإلفتاء األردني حيث أنها اعتبرت مواقع اإلنترنت المخصصة للتعارف بين‬

‫الشباب والفتيات لغرض الزواج بعضها مواقع غير ملتزمة بالضوابط الشرعية‪ ،‬ال تحفظ حرمة‬

‫المعلوم ات ال واردة إليه ا‪ ،‬وال ُيع رف المس ؤولون عنه ا بال دين واألخالق‪،‬فه ذه يجب الح ذر منه ا‪،‬‬

‫وال يجوز االشتراك فيها‪ .‬وفي كل األحوال ال تشجع الفتوى على التعارف عن طريق اإلنترنت‬

‫ألجل الزواج لما فيها من المخاطر(‪.)2‬‬

‫القول الثاني‪ :‬يرونه وسيلة عصرية اقتضتها طبيعة وتطورات العصر وانتشار وسائل االتصال‬

‫‪ ،‬وكان‬ ‫(‪)3‬‬
‫الحديثة‪ ،‬وأن التعارف والزواج عبر اإلنترنت‪ ،‬جائز وفق عدد من الضوابط والشروط‬

‫ممن ذهب إلى ه ذا الق ول ال دكتور محم د الش حات الجن دي‪ ,‬عض و مجم ع البح وث اإلس المية ‪،‬‬

‫مستدالً على قوله هذا بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا ك ان التع ارف بين الش اب والفت اة ع بر االن ترنت يتم بني ة ج ادة‪ ,‬وبقص د توظي ف ه ذا‬

‫التعارف في إطار الزواج‪ ,‬وإ ذا توافرت تلك النية لدي الطرفين فال مانع من ذلك لقول‬

‫الرسول صلي اهلل عليه وسلم أنما اإلعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوي‪.‬‬

‫‪ -2‬أن هن اك قواع د وض وابط تحكم ال زواج عن طري ق التع ارف من خالل االن ترنت بداي ة‬
‫بالخطبة حتي الزواج أهمها المكاشفة والمصارحة بين الطرفين والحرص علي الصدق‬
‫وتقديم الحقائق عن كل منهما ‪.‬‬

‫‪ -3‬ن تقوم وسيلة التعارف علي المصارحة والمكاشفة والصدق بين الطرفين بهدف الزواج‪,‬‬
‫وان يعلم األهل بذلك خاصة أهل الفتاة‬

‫()الزركشي‪ ،‬أبو عبد اهلل بدر الدين محمد بن عبد اهلل بن بهادر‪( ،‬ت ‪794‬هـ)‪ ،‬البحر المحيط في أصول‬ ‫‪1‬‬

‫الفقه‪ ،‬ط‪1414 ،1‬هـ ‪1994 -‬م‪ ،‬دار الكتبي‪.)8/90( ،‬‬


‫()دار اإلفتاء األردني‪ ،‬رقم‪http://www.islam.gov.kw/eftaa/admin/...hp?data_id=657 .582 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫()مصطفى‪ ،‬هند‪ ، ،‬التعارف والزواج عبر الفيسبوك يثير جدال فقهيا‪ 12 .‬أغسطس – ‪2013‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ -4‬وأال تتض من مث ل ه ذه المحادث ات بينهم ا أي ح ديث يتض من إس فافا أو مخالف ات ش رعية‬

‫ك أن يتم تب ادل الص ور الشخص ية من ج انب الفت اة ألنهم ا طرف ان أجنبي ان عن بعض هما‬

‫وأال تتضمن ألفاظا تخرج عن المألوف بينهما‪.‬‬

‫وم ا ت راه الباحث ة أرجح م ا يلي ‪ " :‬ف إن وج د موق ع مح ترم أو أي وس يلة من وس ائل‬

‫االتص ال يش رف عليه ا أن اس ص الحون مزك ون من ط رف أه ل العلم والص الح وذوو خ برة‬

‫وتجربة‪ ،‬يحتاطون في هذا األمر غاية االحتياط‪ ،‬ويتخذون كل التدابير الالزمة لحمايتها من أن‬

‫تكون وكرا للفساد‪ ،‬إذا وجدت وسيلة بهذ المواصفات‪،‬فال حرج في الدخول إليها والتعامل معها‬

‫واتخاذها وسيلة للبحث عن الزواج‪،‬وأرى أن التعارف والمحادثة عبر مواقع التواصل االجتم اعي‬

‫حتى ولو كانت بغرض الزواج غالب اً ما يكون ذريعة إلى ما ال تحمد عقباه‪ ،‬مع أنها قد تحقق‬

‫الغرض المقصود منها بالنسبة لمن كان قصده منها حسناً كالعالقة الشرعية‪ .‬لكن هذا االحتمال‬

‫ن ادر‪ ،‬ومجه ول النت ائج‪ ،‬والحكم الش رعي ال يب نى على الن ادر‪ ،‬وال ي بيح التعام ل م ع المجه ول‬

‫لخطورت ه‪ .‬وبالت الي ف إن التع ارف والمحادث ة ح رام ش رعاً ‪ ،‬فلمن ي رغب في ال زواج من ه ذه‬

‫المرأة‪ ،‬فالطريق الصحيح لها هو أن زيارة أهلها ثم خطبتها من ولي أمرها إن كانت ذات دين‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وخلق‬

‫ويمكن أن تأطر السياسة الشـرعية في هـذا الصــدد ب أن تق وم الدول ة أو من تث ق فيهم من‬

‫جمعيات خيرية معتبره على القيام بهذا الشأن ضمن الضوابط الشرعية ‪ ،‬وتقوم الدولة بالمراقبة‬

‫الحثيثة لمثل هذه الجمعيات ‪ ،‬ومحاسبة المفسد منها ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫موقف الشرع من اختيار الزوجة عن طريق النت‪7/7/2005 ،‬م‪.‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫‪91‬‬
‫القواعد الفقهيةـ والضوابط الشرعية للتعامل مع مواقع التواصل االجتماعي‬

‫أض حى اس تخدام مواقع التواصل االجتم اعي الي وم أم راً اعتياديا ‪ ،‬ال يمكن لش خص أن‬

‫يتحرز منه ‪ ،‬حيث يعد التفاعل اليومي واآلني مع صفحات مواقع التواصل االجتماعي كالفيس بوك‬

‫والتويتر وغيرها من الصفحات االجتماعية شيئا بدهياً وضرورياً يقوم به اإلنسان بشكل آني بحيث‬

‫ال تكاد تمر برهة من الزمن إال وقام اإلنسان بتصفح هذه المواقع أو التفاعل معها ‪،‬ولما كان المسلم‬

‫ينض بط في أفعاله وتص رفاته بش رع اهلل س بحانه وتع الى وبدينه الق ويم ‪ ،‬ك ان ال بد من إيج اد قواعد‬

‫وض وابط فقهية للتعامل والتفاعل مع مواقع التواصل االجتم اعي المتنوعة ‪ ،‬وعليه س أقوم في ه ذه‬

‫المبحث بمحاولة إيج اد القواعد الفقهية الض ابطة للتعامل مع مواقع التواصل االجتم اعي‪،‬والحــديث‬

‫بعد ذلك عن ضوابط التعامل مع مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬كما يأتي‪:‬‬

‫المطلب األول‪:‬القواعد الفقهية للتعامل مع مواقع التواصل االجتماعي‬


‫َّس ةٌ على ثوابت‪ ،‬مبنية‬
‫تعد القواعد الفقهية وليدة األدلة الشرعية والحجج الفقهية؛ إذ هي مؤس َ‬
‫على دعائم قـويـة‪ ،‬وغالبها مأخوذ من دالالت النصوص التشريعية العامة المعللة ‪ ،‬والقاعدة الفقهية‬
‫"حكم شرعـي في قـضية أغلبية يتع رف منها أحك ام ما دخل تحته ا" أو يق ال‪":‬هي أصل فقهي كلي‬
‫يتض من أحكام اً تش ريعية عام ة‪ ،‬من أب واب متع ددة في القض ايا التـي ت دخل تحت مـوضوعه" نحو‬
‫قاعدة‪" :‬األمور بمقاصدها"‪ ،‬و"اليقين ال يزول بالشك"‪ ،‬و"الضرر ُي زال"‪ ،.....‬أو هي أصول فقهية‬
‫كلية في نص وص م وجزة في عباراتها ‪ ،‬إال انها تتض من أحكام اً تش ريعية عامة في الح وادث ال تي‬
‫(‪)1‬‬
‫تندرج تحتها ‪.‬‬
‫وتأسيسا على ما س بق س تقوم الباحثة بمحاولة ذكر القواعد الفقهية قواعد األحك ام ‪ ،‬وهي‬

‫القواعد ال تي ص اغها العلم اء‪ ،‬وبخاصة أتب اع األئمة ومجته دو الم ذاهب‪ ،‬لجمع األحك ام المتماثل ة‪،‬‬

‫()النريد التفصيل الكبير حول معنى القواعد الفقهية لغة واصطالحا ‪ ،‬ألن كتب الفقه وتحديدا كتب القواعد‬ ‫‪1‬‬

‫الفقهية قد حوت هذه المسألة تفصيال وتنقيحا ‪ ،‬ولالستزادة أنظر‪ :‬الندوي ‪ ،‬علي أحمد الندوي ‪ ،‬القواعد‬
‫الفقهية ‪ ،‬دار القلم ‪ ،1994 ،‬ص ‪ .22‬آل‪ ‬بورنو‪ ،  ‬محمد صدقي‪ ‬بن أحمد بن‪ ‬محمد‪ ‬آل‪ ‬بورنو‪ ‬أبو الحارث‬
‫الغزي ‪ ،‬موسوعة القواعد الفقهية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان الطبعة‪ :‬األولى‪ ،1997،‬ص ‪ .‬الزحيلي ‪،‬‬
‫محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب األربعة‪ ،‬دار الفكر – دمشق ‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األولى‪ 1427 ،‬هـ ‪ 2006 -‬م ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪92‬‬
‫والمس ائل المتناظرة التي لها أثر على طريقة التعامل مع وس ائل التواصل االجتماعي والتي تضبط‬

‫هذا التعامل للوصول للتعامل األمثل المتفق مع روح التشريع اإلسالمي ‪ ،‬ثم ربطها في عقد منظوم‪،‬‬

‫يجمع ش تاتها‪ ،‬ويؤلف بين أجزائه ا‪ ،‬ويقيم ص لة الق ربى في أطرافه ا‪ ،‬لتص بح عائلة واح دة‪ ،‬وأس رة‬

‫متضامنة(‪ .)1‬يقول اإلمام القرافي عن وجود هذه القواعد عموماً‪:‬‬

‫"إن الش ريعة اإلس المية اش تملت على أص ول وف روع‪ ،‬وأص ولها قس مان‪ :‬أح دهما‪ :‬المس مى بأص ول‬

‫الفقه‪ ،‬وهي في غالب أمره ليس فيها إال قواعد األحكام الناشئة عن األلفاظ العربية‪ ،‬وما يعرض لتلك‬

‫األلفاظ من النسخ والترجيح‪ ،‬ونحو‪ :‬األمر للوجوب‪ ،‬والنهي للتحريم‪ . .‬الخ‪ .‬والقسم الثاني‪ :‬قواعد‬

‫كلية جليل ة‪ ،‬كث يرة الع دد‪ ،‬عظيمة الم دد‪ ،‬مش تملة على أس رار الش رع ِ‬
‫وح َكمه لكل قاع دة من الف روع‬

‫في الش ريعة ما ال يحص ى‪ ،‬ولم ي ذكر منها ش يء في أص ول الفق ه‪ ،‬وإ ن ك ان يش ار إليها هن اك على‬

‫س بيل اإلجم ال‪ ،‬ويبقى تفص يله لم يتحصل‪ .)2( " .‬والقواعد ال تي يمكن أن يك ون لها دور ت أثيري في‬

‫الحكم على التعامل مع مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬أو تضبط صورة التعامل مع هذه المواقع ما يلي‬

‫‪:‬‬

‫(‪)3‬‬
‫القاعدة األولى ‪ :‬األمور بمقاصدها‬

‫الفرع األول ‪ :‬معنى القاعدة‬

‫() الزحيلي ‪ ،‬محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب األربعة‪ ،‬دار الفكر – دمشق ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الطبعة‪ :‬األولى‪ 1427 ،‬هـ ‪ 2006 -‬م ‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫() القرافي ‪ ،‬أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (المتوفى‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪684‬هـ)‪ ،‬الفروق‪ ،‬أنوار البروق في أنواء الفروق‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت ‪.1/2 ،1997 ،‬‬
‫( ) أصل هذه القاعدة في ‪ :‬السيوطي ‪ ،‬عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬جالل الدين السيوطي (المتوفى‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪911‬هـ(‪،‬األشباه والنظائر ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى‪1993 ،‬م ‪ ،‬ص‪ .39‬ابن نجيم‬
‫الحنفي‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم بن محمد‪ ،‬المعروف‪ ‬بابن نجيم‪ ‬المصري (المتوفى‪970 :‬هـ) ‪،‬األشباه والنظائر‬
‫ان ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى‪1999 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 34‬‬ ‫َعلَى َم ْذ َه ِب أَبِي َحنِْيفَةَ ُّ‬
‫الن ْع َم ِ‬
‫ْ‬
‫‪93‬‬
‫ومعنى هذه القاعدة‪ " :‬إن تصرفات اإلنسان قولية كانت أم فعلية ‪ ,‬يختلف حكمها باختالف‬
‫مقصد الشخص ونيته من وراء هذه األعمال والتصرفات‪ ،‬وبالتالي إن كان مقصد اإلنسان من‬
‫قيامه بالفعل أو تركه على وجه التقرب إلى اهلل تعالى وامتثاال ألمره وطاعةً هلل وطاعةً لرسوله‬
‫‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أُثيب على ذلك‪ ،‬وإ ن قصد معصية اهلل تعالى‪ ،‬ومعصية رسوله ‪-‬صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ُ -‬عوقب على ذلك ‪ ،‬ويقول الزرقا في بيانه لمعنى هذه القاعدة ما نصه ‪ " :‬أن‬
‫أعم ال الش خص وتص رفاته من قولي ة أو فعلي ة تختل ف نتائجه ا وأحكامه ا الش رعية ال تي ت ترتب‬
‫عليها باختالف مقصود الشخص من تلك األعمال والتصرفات"(‪.)1‬‬
‫وهذه‬ ‫(‪)2‬‬
‫ويترتب على هذا أن "الفعل الواحد يختلف حكمه باختالف نية فاعله وقصده منه"‬
‫القاعدة‪ ،‬بمعناها الذي َّ‬
‫بيناه آنفاً‪ ،‬ال تعنى إهدار قيمة اللفظ أو الفعل دائم اً‪ ،‬وإ نما تهدر قيمة اللفظ‬
‫أو الفعل إذا تبين أن ظاهره يخالف أو يناقض المقصود منه‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬األصل الشرعي لهذه القاعدة‬

‫استند الفقهاء في تأصيلهم لهذه القاعدة على الحديث الذي يرويه سيدنا عمر ابن الخطاب‬
‫رض وان اهلل علي ه ‪ ،‬وه و ح ديث إنم ا األعم ال بالني ات ‪ ،‬حيث اعت بر الفقه اء ه ذا الح ديث أص ل‬
‫القاعدة ومستند الفقهاء في تأسيسها‪ ،‬بل تعد القاعدة مطابقة للحديث منطوق اً ومفهوم اً ‪ ،‬عن عمر‬
‫بن الخطاب رضي اهلل عنه‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪" :‬إنما األعمال‬
‫ٍ‬
‫امرئ ما نوى‪ ،‬فمن كانت هجرته إلى اهلل ورسوله فهجرته إلى اهلل ورسوله‪،‬و‬ ‫ِ‬
‫بالنيات‪ ،‬وإ نما لكل‬
‫(‪)3‬‬
‫من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها‪ ،‬أو امرأة يتزوجها‪ ،‬فهجرته إلى ما هاجر إليه"‬

‫ثم إن العلماء قد أشادوا في هذه القاعدة لما لها من أثر عظيم على حياة اإلنسان المسلم‬

‫وم ا يص در عن ه من أق وال وأفع ال ‪ ،‬يق ول ابن تيمي ة رحم ه اهلل‪" :‬المع نى ال ذي دل علي ه ه ذا‬
‫(‪)4‬‬
‫الحديث‪ ،‬أصل عظيم من أصول الدين‪ ،‬بل هو أصل كل عمل" ‪.‬‬

‫() الزرقا ‪ ،‬مصطفى‪ ،‬المدخل الفقهي العام ‪ ،‬مرجع سابق ‪.2/965 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫()علواني ‪ ،‬إسماعيل بن حسن بن محمد علواني ‪ ،‬القواعد الفقهية الخمس الكبرى‪ ، .‬دار ابن الجوزي ‪ ،‬ط‬ ‫‪2‬‬

‫االولى ‪ ،2004 ،‬ص‪.117‬‬


‫()متفق عليه ‪ ،‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب بدء الوحي‪ ،‬باب‪ :‬كيف كان بدء الوحي‪ ،‬حديث رقم (‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،)1‬ومسلم في صحيحه ‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب‪ :‬قوله‪ :‬إنما األعمال بالنية‪ ،‬حديث رقم‪.)4904( :‬‬
‫( ) ابن تيمية ‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى‪728 :‬هـ( ‪ ،‬مجموع‬ ‫‪4‬‬

‫الفتاوى ‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن قاسم ‪ ،‬مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف‪ ،‬المدينة‬
‫النبوية‪ ،‬المملكة العربية السعوديةعام النشر‪1416 :‬هـ‪1995/‬م ‪249/ 18 ،‬‬
‫‪94‬‬
‫ويق ول ابن القيم‪" :‬فأم ا الني ة فهي رأس األم ر وعم وده وأساس ه وأص له ال ذي علي ه يب نى‪ ،‬فإنه ا‬

‫روح العمل وقائده وسائقه‪ ،‬والعمل تابع لها‪ ،‬يبنى عليها ويصح بصحتها ويفسد بفسادها‪ ،‬وبها‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫يستجلب التوفيق‪ ،‬وبعدها يحصل الخذالن‪ ،‬وبحسبها تتفاوت الدرجات في الدنيا واآلخرة"‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬عالقة هذه القاعدة باستخدام مواقع التواصل االجتماعي‬

‫وأم ا عن عالق ة ه ذه القاع دة باس تخدام مواق ع التواص ل االجتم اعي ‪ ،‬فتظه ر بش كل واض ح من‬

‫خالل قصد اإلنسان المسلم من استخدامه لهذه المواق ع استخداما يحقق رضوان اهلل تعالى ويبتغي‬

‫بنياتها‪ ،‬وأن‬
‫من خالله األجر والثواب ‪ ،‬يقول الزحيلي ‪ ":‬فاألمور بمقاصدها أي الشؤون مرتبطة ّ‬
‫الحكم ال ذي ي ترتب على فع ل المكل ف ينظ ر في ه إلى مقص ده فعلى حس به ي ترتب الحكم تملك اً‬
‫(‪)2‬‬
‫وعدمه‪ ،‬ثواباً وعدمه‪ ،‬عقاباً وعدمه‪ ،‬مؤاخذة وعدمها‪ ،‬ضماناً وعدمه "‪.‬‬

‫ونحن في هذا الصدد نقول أن مقاصد اإلنسان المسلم الذي يرتاد ويستخدم هذه المواقع يجري‬

‫عليه ا من الث واب وعدم ه م ا يكمن في قلب اإلنس ان من مقاص د ونواي ا من ه ذا االس تخدام ‪ ،‬ف إن‬

‫ك ان في طاع ة اهلل بمفهومه ا الع ام من دع وة إلى اهلل ‪ ،‬ودف اع عن حرم ات اهلل ‪ ،‬ووص ل‬

‫لألرحام‪،‬وإ فادة للمسلمين ‪ ،‬وغيرها من االستخدامات مما يندرج تحت هذا المقصد فإن لإلنسان‬

‫المسلم األجر والثواب ‪ ،‬وأما إن كانت نيته ومقصده غير ذلك من تشهير بالناس وتتبع لعورات‬

‫المسلمين ‪ ،‬وزرع للفتنة بين أبناء اإلسالم ‪ ،‬فعليه الوزر واإلثم ‪.‬‬

‫القاعدة الثانية ‪ :‬قاعدة (ال ضرر وال ضرار)‬

‫من القواعد الكلية المرتبط بالتعامل مع مواقع التواصل االجتماعي هذه القاعدة ‪ ،‬لما يمكن‬

‫أن يتحصل من استخدام مثل هذه المواقع من إضرار عديدة بالنفس ‪ ،‬وإ ضرار أيضاً‬

‫بالغير‪،‬وسنناقش هذه القاعدة كما يلي ‪:‬‬

‫() ابن قيم الجوزية ‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين‪ ‬ابن قيم الجوزية (المتوفى‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪751‬هـ(‪،‬إعالم الموقعين عن رب العالمين ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد السالم إبراهيم ‪ ،‬دار الكتب العلمية –‬
‫ييروت الطبعة‪ :‬األولى‪1411 ،‬هـ ‪1991 -‬م‪.199 / 4 ،‬‬
‫() الزحيلي ‪ ،‬محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب األربعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.77‬‬

‫‪95‬‬
‫الفرع األول‪ :‬معنى قاعدة ال ضرر وال ضرار‬

‫أوالً‪ :‬في اللغة‪.‬ال‪ ،‬نافية‪ ،‬والضرر لغة‪ :‬يطلق على معان كثيرة منها‪ :‬الهزال وسوء الحال‪،‬والقحط‪،‬‬

‫والشدة‪ ،‬وما كان ضد النفع‪ ،‬والنقص في الشيء‪ ،‬والنقص في األموال واألنفس(‪ .)1‬والمعاني الثالثة‬

‫األخيرة أقرب على المعنى المراد هنا‪ .‬والضرار‪ :‬قيل‪ :‬بمعنى الضرر فيكون للتأكيد‪ ،‬والراجح‪:‬‬

‫المغايرة بين اللفظين‪ ،‬ألن التأسيس أولى من التأكيد‪ ،‬فيكون معنى الضرر‪ :‬إلحاق مفسدة بالغير ال‬

‫على وجه المقابلة أي أن تضر من لم يضرك‪ ،‬والضرار‪ :‬إلحاق مفسدة بالغير على جهة المقابلة‪،‬أي‬

‫أن تضر من أضر بك على وجه غير جائز(‪.)2‬‬

‫ثانياً‪ :‬اصطالحاً ‪ :‬يأتي معنى قاعدة ال ضرر وال ضرار في االصطالح بمعنى اإلخالل بمصلحة‬

‫مشروعة للنفس‪ ،‬أو الغير تعدياً‪ ،‬أو تعسفاً‪ ،‬أو إهماالً (‪ .)3‬وتأتي أيضاً بمعنى كل نقص يلحق‬

‫الشخص سواء أكان في مال متقوم محترم‪ ،‬أو جسم معصوم‪ ،‬أو عرض مصون (‪.)4‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األصل الشرعي لقاعدة ال ضرر وال ضرار وتطبيقها على استخدام مواقع التواصل‬

‫االجتماعي‬

‫األصل الشرعي لقاعدة ال ضرر وال ضرار نص الحديث الذي رواه جمع من الصحابة عن‬

‫النبي صلى اهلل عليه وسلم كعبادة بن الصامت‪ ،‬وابن عباس‪ ،‬وأبو سعيد الخدري‪ ،‬وأبو هريرة‪،‬‬

‫وجابر‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وثعلبة بن أبي مالك القرظي (‪ .)5‬وقد وردت أدلة عدة على تحريم اإلضرار‬
‫() أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى‪393 :‬هـ) الصحاح تاج اللغة وصحاح‬ ‫‪1‬‬

‫العربية‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عبد الغفور عطار ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العلم للماليين – بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‬
‫‪ 1407‬هـ‍ ‪ 1987 -‬م‪ .2/719‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مرجع سابق‪.4/482 ،‬‬
‫()ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬مرجع سابق ‪ .4/482 ،‬الفيومي‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.136‬‬
‫()انظر‪ :‬موافي‪ ،‬أحمد‪ ،‬الضرر في الفقه اإلسالمي ‪ :‬تعريفه ‪ ،‬أنواعه ‪ ،‬عالقاته ‪ ،‬ضوابطه ‪ ،‬جزاؤه‪ ،‬ط‪،1.‬‬ ‫‪3‬‬

‫دار ابن عفان ‪ ،‬الخبر‪1418 ، ‬هـ‪.1/97 ،‬‬


‫()انظر‪ :‬الزحيلي‪ ،‬وهبه مصطفى‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ، ،‬دار الفكر‪ ،‬سوريَّة ‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1398‬هـ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫()أخرجه مرسالً مالك في المدونة ‪ ،‬كتاب األقضية باب القضاء في المرفق الموطأ بشرح الزرقاني ‪،4/40‬‬ ‫‪5‬‬

‫ومرفوعاً ابن ماجه في كتاب األحكام باب من بنى في حقه ما يضر بجاره سنن ابن ماجه ‪ ،2/784‬والدارقطني‬
‫في كتاب األقضية واألحكام ‪ ،228-4/227‬والبيهقي في كتاب آداب القاضي باب ما ال يحتمل القسمة السنن‬
‫الكبرى ‪ ،10/133‬والحاكم في المستدرك كتاب البيوع ‪ ،2/66‬وقال‪( :‬حديث صحيح اإلسناد على شرط مسلم‬
‫‪96‬‬
‫باآلخرين في الكتاب والسنة واإلجماع(‪ ،)1‬ولكن يكفي عن ذكر هذه األدلة أن القاعدة نص حديث‬

‫نبوي ‪ ،‬ولذلك لن تذكر الباحثة األدلة العددية التي ساقها الفقهاء والعلماء ممن عنوا بعلم القواعد‬

‫كأدلة على تأصيل هذه القاعدة ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬عالقة هذه القاعدة باستخدام مواقع التواصل االجتماعي‬

‫يرتبط استخدام مواقع التواصل االجتماعي مع قاعة ال ضرر وال ضرار بشكل كبير ‪،‬وبعالقة‬
‫وثيقة تبرز من خالل ما نراه من استخدامات لمواقع التواصل االجتماعي بشكل سلبي مما يوقع‬
‫اإلنسان ضرر بنفسه ‪،‬وإ ضرار بغيره ‪ ،‬سواء أكان هذا اإلضرار عاما أم خاصا‪،‬ويشمل أيضاً دفع‬
‫الضرر قبل وقوعه بطرق الوقاية الممكنة‪ ،‬كما يشمل أيضاً رفعه بعد وقوعه بما يمكن من التدابير‬
‫والتي تزيل آثاره وتمنع تكراره ‪ ،‬أما عن تطبيقات هذه القاعدة على استخدام مواقع التواصل‬
‫االجتماعي ‪ ،‬فإنه يحرم من خالل هذه القاعدة كل المواقع الذي يتحقق منها الضرر سواء أكان‬
‫ضرر بنفس اإلنسان ‪،‬أم إضرار باآلخرين ‪ ،‬أم مقابلة الضرر بالضرر ‪ ،‬ومن هذه االستخدامات‬
‫المحرمة المندرجة تحت هذه القاعدة ‪:‬‬
‫‪ -1‬استخدام مواقع التواصل االجتماعي استخداما مضرا بالنفس سواء أكان عبر الولوج إلى‬
‫صفحات الملحدين المشككين بدين اإلسالم ‪ ،‬أو عبر الدخول إلى الصفحات المنحلة‬
‫أخالقيا ‪ ،‬والتي تهزأ بأعراض الناس ‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدام مواقع التواصل االجتماعي بالتشهير بالناس وفضحهم وتتبع عوراتهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام مواقع التواصل االجتماعي من أجل خلق الفتن وإ يجادها بين أفراد المجتمع‬
‫اإلسالمي بمكوناته المتعددة والمتنوعة ‪.‬‬
‫‪ -4‬استخدام مواقع التواصل االجتماعي من أجل السخرية واالستهزاء باآلخرين ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫القاعدة الثالثة " قاعدة درء المفسدة أولى من جلب المصلحة"‬

‫ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي في تلخيصه بذيل المستدرك‪ ،‬وأحمد في المسند ‪.5/327 ،1/313‬‬
‫()انظر‪ :‬شبير‪ ،‬محمد عثمان‪ ‬شبير‪ ،‬القواعد‪ ‬الكلية والضوابط‪ ‬الفقهية‪ ‬في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمان األردن ‪ ،‬ط ‪ 1428 ، 2‬هـ ‪ 2007 /‬م ‪ ،‬ص‪ .170-166‬الزحيلي ‪ ،‬محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬القواعد‬ ‫ّ‬
‫الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب األربعة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬

‫() أورد هذه القاعدة العديد من العلماء منهم ‪ :‬السيوطي‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،179‬ابن‬ ‫‪2‬‬

‫نجيم ‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.98‬‬


‫‪97‬‬
‫من القواعد التي يمكن لنا أن ننزلها على نازلة مواقع التواصل االجتماعي والتي غدت‬
‫ظاهرة ال يمكن ألحد أن ينكرها أو ينكر تأثيرها على األفراد والمجتمعات بأسرها ‪ ،‬قاعدة‪" :‬‬
‫شرعيا ال‬
‫ّ‬ ‫قاعدة درء المفسدة أولى من جلب المصلحة" ومن المعلوم أن درء المفسدة مقصداً‬
‫مقدم‬
‫إن درأ المفسدة ّ‬
‫إن المصلحة ال تتحقق بجلب المنفعة فحسب‪ .‬بل ّ‬
‫يمكن االستغناء عنه؛ إذ ّ‬
‫على جلب المصلحة في حال التعارض والتزاحم‪ .‬وهذا األمر يظهر واضحا جليا في قاعدة "درء‬
‫مقدم على جلب المصلحة" المستمدة في تأصيلها الشرعي من القرآن الكريم ‪ ،‬والسنة‬
‫المفسدة ّ‬
‫وعول عليها الكثير من الفقهاء اجتهادتهم وفتاويهم وراعوها في ذلك‬
‫النبوية المطهرة ‪ ،‬ال بل ّ‬
‫الفقهية‬
‫ّ‬ ‫يتعرض العلماء للحديث عن هذه القاعدة في كتب القواعد‬
‫تأسِّيا بمراعاة الشارع لها ‪ّ ،‬‬
‫أن قاعدة‬
‫وكتب األشباه والنظائر‪ ،‬السيما أثناء الحديث عن قاعدة "ال ضرر وال ضرار " باعتبار ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫الكلية‪.‬‬
‫مقدم على جلب المصلحة" من القواعد المتفرعة عن هذه القاعدة ّ‬
‫"درء المفسدة ّ‬
‫الفرع األول ‪ :‬معنى هذه القاعدة‬

‫من أجل عدم الخوض في معنى المصلحة وما جرى من خالف بين العلماء في تحديد‬

‫المقصود بها ‪ ،‬والفرق بينها وبين المفسدة ‪ ،‬وحرصا على عدم االستفاضة والتطويل نقول أن‬

‫أن من كماالت الشريعة اإلسالمية الربانية في مصدرها أنها ألتفتت إلى‬


‫يقصد بهذه القاعدة‪ّ " :‬‬

‫اجتناب المفاسد بدرئها‪ ،‬وإ لى تحصيل المصالح بجلبها‪ ،‬وفي حال وقوع تعارض بين المفاسد‬

‫تتقدم درء المفسدة على جلب‬


‫فإن حكمة الشارع اقتضت أن ّ‬
‫المستدفعة‪،‬والمصالح المجتلبة‪ّ ،‬‬

‫المصلحة‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإذا وقع تعارض بين المصلحة والمفسدة‪ ،‬واقتضى األمر ترجيح أحدهما‬

‫يرجح دفع المفسدة على جلب المصلحة‪ ،‬ويكون الدفع أولى بالتقديم من الجلب ‪،‬‬
‫على اآلخر‪ ،‬فإنه ّ‬

‫محمد مطيع الحافظ دمشق‪ :‬دار الفكر‪،‬‬


‫()ابن نجيم‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم‪ :‬األشباه والنظائر‪ ،‬تحقيق ّ‬
‫‪1‬‬

‫‪1403‬هـ‪1983/‬م)‪ ،‬ص ‪ .94‬العالئي‪ ،‬صالح الدين خليلي كيكلدي‪ ،‬المجموع المذهب في قواعد‬

‫المكية ‪1425‬هـ‪/‬‬
‫ّ‬ ‫المكرمة‪ :‬المكتبة‬
‫ّ‬ ‫عمان‪ ،‬دار عمار ومكة‬
‫عباس ّ‬
‫المذهب‪،‬تحقيق ‪:‬مجيد علي العبيدي وأحمد ّ‬
‫الفقهية‪ ،‬القاهرة‪،‬دار الحديث‪ ،‬ص ‪127‬‬
‫ّ‬ ‫محمد(‪ ،)2005‬القواعد‬
‫عزام‪ ،‬عبد العزيز ّ‬
‫‪2004‬م‪ّ .1/120 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫توفرها حتى يتم الحكم بكون درء‬
‫وهذا الترجيح والتقديم ليس على إطالقه‪ ،‬بل له ضوابط ينبغي ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫مقدم على جلب المصلحة"‪.‬‬
‫المفسدة ّ‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬األصل الشرعي لهذه القاعدة‬

‫أن‬
‫تضافرت األدلة التي ذكرها الفقهاء حول التأصيل الشرعي لهذه القاعدة ‪ ،‬على اعتبار ّ‬

‫الش ارع ق د راعى تق ديم دف ع المفاس د على جلب المص الح ‪ ،‬وهي عدي دة وكث يره في تأسيس ها‬

‫وتأصيلها لهذه القاعدة ‪ ،‬ونذكر من هذه األدلة بشكل مختصر ‪:‬‬

‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬ ‫ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬ ‫‪ -1‬ﭧ ﭨﭽ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬
‫ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ‬ ‫ﯵ‬

‫ﭢ ﭼ (‪.)2‬‬

‫ووجه الداللة ‪ :‬أن في هذه اآليات داللة صريحة على مراعاة الشارع لتقديم دفع المفسدة على‬

‫الوصية‪ ،‬وتبديل محتواها ِخـ ْ‬


‫طئاً عظيما‪ ،‬ومن اجترح‬ ‫ّ‬ ‫يعد تغيير ما ورد في‬
‫جلب المصلحة‪ ،‬إذ ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ذلك فقد احتمل بهتانا وإ ثما مبيناً ‪.‬‬

‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ‬ ‫‪ -2‬ﭧ ﭨ ﭽ ﯣ ﯤ‪ B‬ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬

‫‪ .‬ووجه الداللة من اآلية الكريمة أنها ذكرت ما اشتمل‬ ‫(‪)4‬‬


‫ﯻ ﯼ‪ B‬ﯽ‪ B‬ﯾ ﯿ ﰀ ﭼ‬ ‫ﯹ ﯺ‬

‫علي ه الخم ر والميس ر من المص الح أو م ا يظنان ه مص الح وم ا تش تمل علي ه أيض اً من مفاس د ‪،‬‬

‫وعلى ال رغم من وق وع المص الح إال أن ه ق دم درء م ا فيه ا من مفاس د على ه ذه المص الح وج اء‬
‫(‪)5‬‬
‫التشريع بتحريمها ‪.‬‬

‫() الهن داوي ‪ ،‬حسن بن إب رهيم الهن داوي ‪ ،‬قاعــدة "درء المفســدة مقـ ّـدم على جلب المصــلحةـ"‪ ،‬دراسة‬ ‫‪1‬‬

‫فقهية ‪ ،‬بحث منش ور ‪ ،‬ص ‪ ، 11‬وأنظر في ش رحها أيضا ‪ :‬الس يوطي‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬مرجع‬ ‫ولية ّ‬‫أص ّ‬
‫سابق‪ ،‬ص‪ ،179‬ابن نجيم ‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫() سورة البقرة‪ :‬اآليتين ‪182-180 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد الطاهر‪ ،‬التحرير والتنوير‪،‬مرجع سابق ‪2/148 ،‬‬‫()ابن عاشور‪ّ ،‬‬


‫‪3‬‬

‫() سورة البقرة‪:‬االيه ‪.219 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫() بتص رف ش ديد ‪ :‬انظر توجيه ال دليل في ‪ :‬القرط بي ‪ ،‬الجــامع ألحكــام القــران ‪،‬مرجع س ابق‪.60-،3/57 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫العز ابن عبد الس الم ‪ ،‬قواعد األحك ام ‪،‬مرجع س ابق ‪ .1/98 ،‬وانظر أيضا ‪ :‬المب ارك ‪ ،‬محمد المب ارك ‪ ،‬قاعــدة‬
‫درء المفاسد وتطبيقاتها الطبية ‪ ،‬بحث منشور ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪99‬‬
‫أن رس ول اهلل ق ال‪ ،‬وحول ه عص ابة من‬
‫‪ -3‬ومن األح اديث م ا ورد "عن عب ادة بن الص امت ‪ّ ،‬‬

‫أصحابه‪ :‬بايعوني على أن ال تشركوا باهلل شيئا‪ ،‬وال تسرقوا‪ ،‬وال تزنوا‪ ،‬وال تقتلوا أوالدكم‪ ،‬وال‬

‫ت أتوا ببهت ان تفترون ه بين أي ديكم وأرجلكم‪ ،‬وال تعص وا في مع روف‪ ،‬فمن وفى منكم ف أجره على‬

‫اهلل‪ ،‬ومن أص اب من ذل ك ش يئا فع وقب في ال دنيا فه و كف ارة ل ه‪ ،‬ومن أص اب من ذل ك ش يئا ثم‬

‫س تره اهلل فه و إلى اهلل‪ ،‬إن ش اء عف ا عن ه وإ ن ش اء عاقب ه)‪ .‬فبايعن اه على ذل ك" (‪ .)1‬يق ول ابن‬

‫الكف أيسر من إنشاء‬


‫ّ‬ ‫أن‬
‫حجر‪":‬والحكمة في التنصيص على كثير من المنهيات دون المأمورات ّ‬

‫الفع ل‪ ،‬ألن اجتن اب المفاس د مق دم على اجتالب المص الح‪ ،‬والتخلي عن الرذائ ل قب ل التحلي‬

‫بالفضائل" (‪.)2‬‬

‫وورد الكثير من األدلة في القران الكريم والسنة النبوية المطهرة وعمل الصحابة غير ما‬

‫أوردنا آنفا ‪ ،‬ولكننا نكتفي بها القدر من إيراد األدلة لعدم التطويل ونحيل لمن أراد التوسع حول‬

‫(‪)3‬‬
‫التأصيل الشرعي لهذه القاعدة في مضانها ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬عالقة هذه القاعدة باستخدام مواقع التواصل االجتماعي‬

‫مقدم على جلب المصلحة" من القواعد المتفرعة‬


‫أشرنا إلى ان هذه القاعدة درء المفسدة ّ‬

‫الكلية ال ضرر وال ضرار ‪ ،‬أو أن الضرر يزال ‪ ،‬وبناء عليه فإن ما ذكرناه‬
‫عن هذه القاعدة ّ‬

‫حول تلك العالقة بين قاعدة ال ضرر وال ضرار ينطبق على هذه القاعدة ‪ ،‬ويمكن أن نضيف‬

‫إليه ‪ ،‬أنه من المعلوم أن الستخدام مواقع التواصل االجتماعي مصالح كثير ‪ ،‬سنعرضها الحقا‬

‫() أخرجه اإلمام البخاري ‪ ،‬في صحيحه ‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب عالمة اإليمان حب األنصار ‪ ،‬حديث رقم ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫()ابن حجر‪ ،‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري ‪ ،‬مرجع سابق ‪.1/282 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫()العالئي‪ ،‬ص الح ال دين خليلي كيكل دي‪،‬المجمــوع المــذهب في قواعــد المــذهب‪ ،‬تحقي ق مجي د علي العبي دي‬ ‫‪3‬‬

‫المكي ة‪1425 ،‬هـ‪2004/‬م)‪ ،‬مج ‪ ،1‬ص ‪ /120‬ابن‬ ‫ّ‬ ‫المكرمة‪ :‬المكتب ة‬


‫ّ‬ ‫(عم ان‪ :‬دار عم ار ومك ة‬
‫عب اس ّ‬ ‫وأحم د ّ‬
‫محم د مطي ع الحاف ظ (دمش ق‪ :‬دار الفك ر‪1403 ،‬هـ‪/‬‬ ‫ّ‬ ‫ق‬ ‫تحقي‬ ‫ائر‪،‬‬ ‫والنظ‬ ‫باه‬ ‫األش‬ ‫راهيم‪:‬‬ ‫إب‬ ‫بن‬ ‫دين‬ ‫ال‬ ‫زين‬ ‫نجيم‪،‬‬
‫الفقهي ة (الق اهرة‪ :‬دار الح ديث‪ ،)2005 ،‬ص ‪.127‬‬‫ّ‬ ‫محم د‪ :‬القواع د‬
‫‪1983‬م)‪ ،‬ص ‪ /94‬ع ّزام‪ ،‬عب د العزي ز ّ‬

‫‪100‬‬
‫في الفصل الثالث واألخير عند حديثنا عن اآلثار اإليجابية والسلبية ‪ ،‬وعلى الرغم من هذه‬

‫المصالح المتعددة والمتنوعة ‪ ،‬فإنه إذا غلب جانب المفسدة على جانب المصلحة فإنه من المتفق‬

‫يعد مصلحة باعتبار ما يترتب عليه من إزالة‬


‫عليه أن يقدم درء المفسدة ‪ ،‬فدفع المفسدة ّ‬

‫الضرر‪،‬وتجنب الفساد‪ ،‬ووقوع المفسدة يتناقض مع جلب المصلحة وحفظها‪ .‬فكانت أحكام‬
‫ّ‬

‫الشريعة مراعية للمصلحة بجلبها‪،‬وللمفسدة بدرئها‪ ،‬ولكن في حال التعارض‪ ،‬واختيار أحدهما‪،‬فقد‬

‫(‪)1‬‬
‫راعت الشريعة تقديم دفع المفسدة على جلب المصلحة‪.‬‬

‫أما إن تساوت المصالح مع المفاسد ففي مثل هذه المسائل يقع اختالف الفقهاء فالبعض‬

‫يترجح لديه غلبة المصلحة ِّ‬


‫فيقدم جلب المصلحة على درء المفسدة‪ ،‬والبعض اآلخر يقوى لديه‬
‫(‪)2‬‬
‫بأولوية دفع المفسدة على جلب المصلحة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫غلبة المفسدة على المصلحة فيقول‬

‫ومن تطبيقات هذه القاعدة على استخدام مواقع التواصل االجتماعي ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬حظر ومنع صفحات التواصل االجتماعي على الفيس بوك أو التوتير أو االنستغرام التي‬

‫تفضي إلى مفاسد اجتماعية تمس أمن المجتمع وأفراده ‪ ،‬كتلك التي تدعو إلى الفسق‬

‫والرذيلة واالنحراف ؛ لما يترتب عليها من مفاسد عظيمة اكبر من المصالح ‪.‬‬

‫اإلسالمية على اقتراف بعض الجرائم‬


‫ّ‬ ‫‪ -2‬سن وتشريع العقوبات الرادعة التي رتبتها الشريعة‬

‫جزاء عادال‬
‫ً‬ ‫ومن هذه الجرائم ما يتم عبر استخدام مواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬باعتبارها‬

‫فعال في حفظ الضروريات‪ ،‬وذلك بدفع ما يمكن أن يتطرق‬


‫لجملة من الجرائم لها أثر ّ‬
‫إليها من فساد وضرر‪ ،‬وحمايتها من ذلك كلّه‪.‬‬

‫القاعدة الرابعة ‪ :‬قاعدة " سد الذرائع" ‪:‬‬

‫()الشاطبي‪،‬الموافقات في أصول الشريعة‪،‬مرجع سابق ‪. 340 /2 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫()الق رافي‪ ،‬أحم د بن إدريس الص نهاجي‪ :‬الف روق‪ ،‬تحقي ق ‪ :‬خلي ل المنص ور ‪ ،‬ب يروت‪ :‬دار الكتب‬ ‫‪2‬‬

‫العلمية‪،‬الطبعة األولى ‪1418 ،‬هـ‪1998/‬م ‪.2/60،‬‬


‫ّ‬
‫‪101‬‬
‫ويقصد في هذه القاعدة هنا تحديداً ما كان من وسائل في ظاهرها الجواز ويتوصل بها‬

‫‪ ،‬وعبارة الشوكاني بقوله الذرائع هي‪:‬‬ ‫إلى فعل محظور‪ ،‬التوصل بما هو مصلحة إلى مفسدة‬
‫(‪)1‬‬

‫المسألة التي ظاهرها اإلباحة ويتوصل بها فعل المحظور(‪.)2‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معنى الذريعة في اللغة واالصطالح‪.‬‬

‫سد الذرائع لفظ مركب من جزأين‪ ،‬ومعرفة معنى هذا المركب تتوقف على معرفة جزأيه اللذين‬

‫تركب منهما وفيما يلي بيان ذلك‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬الذريعة في اللغة‪.‬‬

‫قال ابن فارس ‪ :‬الذال والراء والعين أصل واحد يدل على امتداد وتحرك إلى قدم‪ ،‬ثم ترجع الفروع‬

‫إلى هذا األصل ‪ ،‬والذريعة ‪ :‬السبب إلى الشيء‪ ،‬يقال‪ :‬فالن ذريعتي إليك‪ ،‬أي سبب ووصلتي الذي‬

‫أتسبب به إليك(‪ ،)3‬حيث يعد كل شيء اتخذ وسيلة لشيء آخر فهو ذريعة سواء كانت هذه الوسيلة أو‬

‫كان المتوسل إليه مقيداً بوصف الجواز أو بوصف المنع(‪ . )4‬فيتصور في الوسيلة الفتح كما يتصور‬

‫فيها السد‪ ،‬و أن الذريعة ليست على إطالقها في السد‪ ،‬فكما أنها تسد إذا كانت طريقاً إلى المفسدة‪،‬‬

‫فهي أيضاً تفتح إذا كانت طريقاً إلى المصلحة(‪.)5‬‬

‫ثانياً‪ :‬الذريعة اصطالحاً‪:‬‬

‫() القرافي‪ ،‬الفروق‪ .3/266 ،33-2/32 ،‬محمد علي المالكي‪ ،‬تهذيب الفروق‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.3/274‬‬
‫() الشاطبي‪ ،‬الموافقات ‪ ،‬مرجع سابق ‪.2/357 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن فارس ‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬مرجع سابق‪ .2/350 ،‬األزهري‪ ،‬تهذيب اللغة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪ .2/190‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مرجع سابق‪.8/114 ،‬‬


‫() البرهاني‪ ،‬محمد هشام‪ ،‬سد الذرائع في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مطبعة الريحاني‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،1985-1406‬ص‪ ،69‬البغا‪ ،‬مصطفى ديب‪ ،‬أثر األدلة المختلف فيها في الفقه اإلسالمي‪( ،‬د‪.‬ن)‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫سوريا (د‪.‬ط)‪ ،‬ص‪.566‬‬
‫()المرعشلي‪ ،‬محمد عبد الرحمن‪ ،‬اختالف االجتهاد وتغيره‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪2003‬م‪ ،‬ص‪.310‬‬
‫‪102‬‬
‫أما الذريعة في االصطالح فإنها الوسيلة التي يتوصل بها إلى الممنوع شرعاً‪ ،‬وبمعنى آخر‪:‬‬

‫العمل الجائز شرعاً لكن الفاعل يتوصل به إلى المحظور(‪ ،)1‬وقد عرفها ابن رشد والشوكاني‪،‬بأنها‪:‬‬

‫" هي األشياء التي ظاهرها اإلباحة ويتوصل بها إلى الفعل المحظور"(‪ .)2‬ومما تقدم نالحظ أن هناك‬

‫عالقة وثيقة بين المعنى اللغوي واالصطالحي للذريعة‪ ،‬فكالهما اعتبرها وسيلة للوصل إلى الشيء‪،‬‬

‫لتحقيق غاية وهدف معين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األصل الشرعي لقاعدة سد الذرائع‪:‬‬

‫اختلف األصوليين والفقهاء في حكم العمل بقاعدة سد الذرائع ‪ ،‬حيث نقلت إلينا المدونات‬

‫اختالف العلماء في العمل بسد الذرائع على قولين هما ‪:‬‬

‫القول األول‪ :‬ذهب المالكية والحنابلة إلى جواز العمل بسد الذرائع وأنه من األدلة الشرعية‪ ،‬قال‬

‫القرافي‪ :‬فنحن قلنا بسد هذه الذرائع(‪.)3‬‬

‫القول الثاني‪ :‬ذهب الحنفية والشافعية إلى إنكار العمل بسد الذرائع ورده(‪.)4‬وعلى الرغم من إنكارهم‬

‫(‪)5‬‬
‫للعمل بسد الذرائع إال أنهم قد أعملوها في بعض من تطبيقاتهم الفقهية ‪ ،‬كما ذكر ذلك المحققون ‪.‬‬

‫()البركتي‪ :‬محمد عميم اإلحسان‪ ،‬التعريفات الفقهية‪ ،‬دار الكتاب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪-2003 ،1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1424‬ص‪.99‬‬
‫()ابن رشد‪ :‬محمد بن أحمد‪ ،‬المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته ‪ ...‬المدونة من األحكام الشرعية‪ ،‬دار صادر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫بيروت – لبنان‪( ،‬وط) ص‪ ،524‬الشوكاني‪ ،‬محمد بن علي‪ ،‬إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم األصول‪،‬‬
‫تحقيق شعبان إسماعيل‪ ،‬دار الكتبى‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.279‬‬
‫() القرافي‪ .‬الفروق ‪ ،‬مرجع سابق‪ .2/33 ،‬أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي‬ ‫‪3‬‬

‫الشهير بابن رشد الحفيد (المتوفى‪595 :‬هـ) بداية المجتهد ونهاية المقتصد ‪ ،‬دار الحديث‪،‬القاهرة ‪1425 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 2004‬م‪ .3/172 ،‬عالء الدين أبو الحسن علي بن سليمان المرداوي الدمشقي الصالحي الحنبلي(المتوفى‪:‬‬
‫‪885‬هـ) اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية ‪ -‬بدون‬
‫تاريخ ‪.5/327 ،‬‬
‫() الكاساني‪ ،‬البدائع‪ ،‬مرجع سابق‪ 2/78 ،‬ابن الهمام‪ ،‬فتح القدير‪ ،‬مرجع سابق‪ 5/209 ،‬الشيرازي‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫المهذب‪ ،‬مرجع سابق‪.1/408 ،‬‬


‫() من التطبيقات التي تدل على أن الحنفية قد أخذوا بسد الذرائع ‪ :‬ورد في بدائع الصنائع ما نصه‪ " :‬وال يباح‬ ‫‪5‬‬

‫للشواب منهن الخروج إلى الجماعات ألن خروجهن إلى الجماعة سبب الفتنة‪ ،‬والفتنة حرام‪ ،‬وما أدى إلى الحرام‬
‫فهو حرام ‪ ،‬الكاساني‪ ،‬البدائع ‪ . 1/157‬وكذلك عدم قبول توبة الزنديق المرتد عند اإلمام أبي حنيفة ‪ ...‬ألن‬
‫قبولها منه ذريعة إلى االستخفاف بالدين‪ ،‬واتخاذها جنة ألغراضه الخبيثة ‪ ،‬محمد بن عبد الواحد بن المهام‪ ،‬فتح‬
‫القدير ‪ .4/387‬ومن تطبيقات الشافعية أيضاً ‪ :‬كان الشافعي رحمة اهلل تعالى يذهب إلى أنه ال ضمان على‬
‫األجير‪ ،‬ولكنه ال يفتي به لفساد الناس ‪.‬وفي كراهية بيع العنب لم يعصره خمراً قال الشيرازي‪ :‬ويكره بيع العنب‬
‫‪103‬‬
‫وعليه فإننا سنعرض بعضأ مختصرا من أدلة المالكية والحنابلة القائلون بجواز العمل بسد الذرائع ‪،‬‬

‫حيث استندوا في قولهم بجواز العمل بسد الذرائع بأدلة من الكتاب والسنة والمعقول اذكر منها ما‬

‫يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الكتاب العزيز‪:‬‬

‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬ ‫ﯘﯙ ﯚ‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬ ‫ﭧﭨﭽﮬ ﮭ ﮮ‬
‫(‪)1‬‬
‫ﯦ ﯧ ﭼ ‪.‬‬ ‫ﯥ‬
‫وجه الداللة‪:‬‬

‫تدل اآلية على منع سب آلهة المشركين مع أن توهين أمر الشرك مطلوب شرعاً بل هو‬

‫قربة إلى اهلل تعالى‪ ،‬وإ نما منعه سبحانه وتعالى بالنظر إلى مآلة وهو ما يتوقع من المقابلة بالمثل أي‬

‫سب رب العالمين‪ ،‬فمنع التسبب باألمر الجائز نظراً إلى هذا المآل في ذاته‪ ،‬بقطع النظر عن‬

‫القصد‪ ،‬فكان عدم التسبب في سب اهلل تعالى أرجح من مصلحة سب آلهة المشركين‪ ،‬وفي هذا‬

‫تصريح بالمنع من الجائز(‪.)2‬‬

‫‪ -2‬السنة المطهرة‪:‬‬

‫عن عمران بن حصين أن النبي صلى اهلل عليه وسلم نهى عن بيع السالح في الفتنة(‪.)3‬‬

‫وجه الداللة‪:‬‬

‫ممن يعصر الخمر والتمر ممن يعمل النبيذ‪ .‬وبيع السالح ممن يعصي هللا تعالى به‪ ،‬ألنه ال بأس أن يكون معونة‬
‫على المعصية ‪ ،‬الشيرازي‪ ،‬المهذب ‪.1/408 ،‬‬
‫() سورة األنعام‪ ،‬الآية‪.108 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الشوكاني‪ ،‬إرشاد الفحول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.246‬‬ ‫‪2‬‬

‫() أحمد بن عمر البزار‪ .‬المسند ‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪1399 ،1‬ه‪ ،‬ـ‪ ،4/117‬وقال‪ :‬هذا الحديث ال نعلم أحدًا‬ ‫‪3‬‬

‫يرويه عن النبي صلى اهلل عليه وسلم إال عمران بن حصين وعبد اهلل اللقيطي ليس بالمعروف وبحر بن كينز لم‬
‫يكن بالقوي‪ ،‬ولكن ما نحفظه عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إال من هذا الوجه فلم نجد بداً من إخراجه‪،‬‬
‫وعنون البخاري باباً في بيع السالح في الفتنة وغيرها‪.4/408 ،‬‬
‫‪104‬‬
‫يدل الحديث على منع بيع السالح عند وقوع الفتنة (الحروب الداخلية)‪ ،‬مع أن هذا البيع من‬

‫المباحات‪ ،‬وإ نما منعه الرسول صلى اهلل عليه وسلم بالنظر إلى مآله وهو ما يتوقع من حصول‬

‫اإلعانة على المعصية‪ ،‬فمنع التسبب باألمر الجائز نظراً إلى هذا المآل‪ ،‬فكان عدم التسبب في البيع‬

‫أرجح من مصلحة البيع‪ ،‬وفي هذا تصريح بالمنع من الجائز(‪.)1‬‬

‫‪ -3‬المعقول‪:‬‬

‫والعقل يوجب العمل بسد الذرائع‪ ،‬ألن العمل به يوصد األبواب التي قد ينفذ منها الشر‬

‫والفساد إلى األفراد في جميع نواحي الحياة‪.‬‬

‫قال ابن القيم‪ :‬إذا حرم اهلل تعالى شيئاً‪ ،‬وله طرق ووسائل تفضي إليه فإنه يحرمها ويمنع‬

‫منها تحقيقاً لتحريمه وتثبيتاً له ومنعاً أن يقرب حماه ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليه لكان‬

‫ذلك نقضاً للتحريم وإ غراء للنفوس به‪ ،‬وحكمته تعالى وعلمه يأبى ذلك كل اإلباء‪ ،‬بل سياسة ملوك‬

‫الدنيا تأبى ذلك‪ ،‬فإن أحدهم إذا منع جنده أو رعيته أو أهل بيته من شيء‪ ،‬ثم أباح لهم الطرق‬

‫لعد متناقضاً‪ ،‬ولحصل من رعيته وجنده ضد مقصوده‪ ،‬وكذلك األطباء إذا‬


‫والذرائع الموصلة إليه ّ‬

‫أرادوا حسم الداء منعوا صاحبه من الطرق والذرائع الموصلة إليه وإ ال فسد عليهم ما يرومون‬

‫إصالحه‪ ،‬فما الظن بهذه الشريعة الكاملة التي هي في أعلى درجات الحكمة والمصلحة والكمال‬

‫ومن تأمل مصادرها ومواردها علم أن اهلل تعالى سد الذرائع المفضية إلى المحارم‪ ،‬بل حرمها‬

‫ونهى عنها(‪.)2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تطبيق قاعدة سد الذرائع على مواقع التواصل االجتماعي‬

‫() الزيلعي‪ ،‬أحمد عبد اهلل بن يوسف‪ ،‬نصب الرابة‪ ،‬المكتبة اإلسالمية‪ ،‬ط‪1393 ،1‬ه‪.3/391 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ابن القيم‪ ،‬أعالم الموقعين ‪ ،‬مرجع سابق‪.2/164 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪105‬‬
‫حتى يتسنى لنا أن نقوم بتطبيق هذه القاعدة وإ عمالها على استخدام مواقع التواصل‬

‫االجتماعي ‪ ،‬فإنه ال بد من أن نشير إلى أن الذريعة تستمد وصفها الشرعي مما تفضي إليه‪ ،‬أو‬

‫تؤول إليه من نتائج أو ثمرات‪ ،‬فالوسيلة إلى الواجب واجبة‪ ،‬وإ لى المحرم محرمة‪ ،‬بقطع النظر‬

‫عن أصل وصفها الشرعي ‪ ،‬وإ ذا كانت الوسيلة تأخذ حكم ما تفضي إليه فإنه ينظر إليها من‬

‫جهتين(‪.)1‬‬

‫األولى‪ :‬الباعث على الفعل‪ ،‬فقد يكون الغرض من الفعل التوصل إلى محرم‪ ،‬أو إسقاط‬

‫واجب‪،‬وهنا يجب منع الفعل قبل وقوعه‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬النظر إلى مآل الفعل (النتيجة) التي تترتب على الفعل الجائز الذي اتخذ وسيلة إليها دون‬

‫نظر إلى القصد والباعث‪ ،‬فإذا رجحت المفسدة على المصلحة منع الفعل‪ ،‬ولو كان جائزاً في‬

‫أصله‪ .‬وإ ذا غلبت فيه المنفعة أجيز تبعاً لقوة المصلحة‪ ،‬وهذا هو معنى النظر في مآالت‬

‫التصرفات‪ ،‬وقد أشار الشاطبي إليه بقوله‪ :‬النظر في مآالت األفعال معتبر مقصود منه شرعاً(‪.)2‬‬

‫فاألصل في اعتبار الذرائع هو النظر إلى مآالت األفعال‪ ،‬فيأخذ الفعل حكماً يتفق مع ما‬

‫يؤول إليه‪ ،‬سواء أكان يقصد ذلك الذي آل إليه الفعل‪ ،‬أم ال يقصده‪ ،‬فإذا كان الفعل يؤدي إلى‬

‫مطلوب‪ ،‬فهو مطلوب الفعل‪ ،‬وإ ذا كان الفعل يؤدي إلى الشر فهو منهي عنه‪ .‬وإ ن النظر إلى هذه‬

‫المآالت ال يلتفت فيه إلى نية الفاعل‪ ،‬بل إلى نتيجة العمل وثمرته‪ ،‬وبحسب النتيجة يحمد الفعل‬

‫أو يذم(‪.)3‬‬

‫القرافي‪ ،‬الفروق ‪ ،‬مرجع سابق‪.2/33 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع سابق‪.2/33 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫ابن فرحون‪ ،‬تبصرة الحكام ‪ ،‬مرجع سابق‪.2/376 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫‪106‬‬
‫قال ابن القيم‪ :‬لما كانت المقاصد ال يتوصل إليها إال بأسباب وطرق تفضي إليها‪ ،‬كانت‬

‫طرقها وأسبابها تابعة لها معتبرة بها‪ ،‬فوسائل المحرمات والمعاصي في تحريمها والمنع منها‬

‫(‪)4‬‬
‫بحسب إفضائها إلى غاياتها‪.‬‬

‫و يظهر لنا من خالل ما تقدم أن حكم الذريعة تابع لما تفضي إليه‪ ،‬فإذا أفضت إلى أمر‬

‫واجب كانت واجبة‪ ،‬وإ ذا أفضت إلى أمر مندوب كانت مندوبة‪ ،‬وإ ذا أفضت إلى أمر محرم كانت‬

‫محرمة‪ ،‬وإ ذا أفضت إلى أمر مكروه كانت مكروهة‪ ،‬وهكذا فإن الذريعة تابعة لما تفضي إليه من‬

‫الوجوب أو اإلباحة أو الندب أو المنع أو الكراهة بحسب المصلحة أو المفسدة تفضي إليها‪.‬‬

‫ومن التطبيقات التي تحرم سدا للذرائع ‪:‬‬

‫‪ -1‬تحريم الخلوة بين الرجل والمرأة الكترونيا عبر وسائل التواصل االجتماعي سدا للذريعة ‪،‬‬

‫حيث اإلسالم حرم الخلوة باألجنبية حتى لو كانت في قراءة القرآن‪ ،‬والسفر ألداء فريضة الحج‬

‫وزيارة الوالدين‪ ،‬سداً لذريعة ما يحاذر من الفتنة وغلبة الطباع‪ ،‬والتواصل بين الرجل والمرأة‬

‫من خالل مواقع التواصل االجتماعي يعد من قبيل الخلوة المحرمة التي نهى اإلسالم عنها؛ الن‬

‫التواصل بينهما قد يفضي إلى الحرام المنهي عنه‪.‬‬

‫‪ -2‬أضف إلى ذلك أن اهلل تعالى أمر بغض البصر سداً لذريعة اإلرادة والشهوة المفضية إلى‬

‫المحظور‪ ،‬ومواقع التواصل االجتماعي وسيلة من الوسائل التي تؤدي إلى النظر بين الرجال‬

‫والنساء‪ ،‬وخاصة عبر وسائل التواصل المتطورة التي تستخدم الكاميرات التي يستطيع كال‬

‫الجنسين من خاللها رؤية األخر مهما بعدت المسافة بينهما‪ ،‬ناهيك عن الصور التي يستطيع‬

‫إرسالها الرجال للنساء أو العكس‪ ،‬التي تؤدي إلى انتشار الفساد والفتنة في المجتمع‪.‬‬

‫() ابن القيم‪ ،‬أعالم الموقعين ‪ ،‬مرجع سابق‪.2/164 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ -3‬االبتعاد عن الدخول إلى الصفحات الكفرية واإللحادية الموجود على مواقع التواصل‬

‫االجتماعي ‪ ،‬وهي كثيرة ‪ ،‬وعديدة ‪ ،‬ومتنوعة ‪ ،‬والتي يمكن أن يقوم أصحابها بسب الذات‬

‫اإللهية أو شتم األنبياء والمرسلين والصحابة والصالحين ‪ ،‬حين مناظرتهم ومناقشتهم ‪.‬‬

‫القاعدة الخامسة ‪ :‬قاعدة تصرف اإلمام منوط بمصلحة الرعية‬

‫وهذه القاعدة أرى بأنها من أبرز القواعد التي ينبغي أن تضبط استخدام مواقع التواصل‬

‫االجتماعي‪ ،‬حيث ال يكفي الوازع اإليماني الداخلي والرقابة الذاتية للمسلم حتى تنضبط استعماالته‬

‫لمواقع التواصل االجتماعي وفق شرع اهلل ‪ ،‬بل البد من رقابة أخرى خارجية عبر ولي األمر‬

‫المناط برعاية والعناية بالمسلمين ‪ ،‬وفق شرع اهلل ‪ ،‬وهنا البد من أن يتدخل ولي األمر بالتصرف‬

‫تصرفا منوطاً بتحقيق المصلحة العامة للمسلمين ‪ ،‬وهنا البد من ان نناقش معنى هذه القاعدة‬

‫وتأصيلها الشرعي ‪ ،‬وكيف يمكن أن نطبقها على مواقع التواصل االجتماعي ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معنى " قاعدة تصرف اإلمام منوط بمصلحة الرعية"‪:‬‬

‫نظراً لتعدد المفردات التي تناولتها " قاعدة تصرف اإلمام منوط بمصلحة الرعية"‪ ،‬سأقوم ببيان هذه‬

‫المفردات كما يأتي‪:‬‬

‫التصرف في اللغة‪ :‬مصدر الفعل "تصرف"‪ ،‬يقال‪ :‬تصرف فالن في األمر‪ :‬احتال وتقلب‬

‫فيه وعالجه‪ .‬ويقال‪ :‬اصطرف لعياله"‪ :‬إذا تصرف في طلب الكسب‪ .‬والمتصرف في األمور‪:‬‬

‫المجرب لها(‪.)1‬وفي االصطالح هو " كل ما يصدر عن شخص بإرادته‪ ،‬ويترب عليه الشرع نتائج‬

‫حقوقية" (‪ ، )2‬أو هو ‪ ":‬القول أو الفعل الذي يترتب عليه حكم شرعي" (‪ .)3‬فكل التعريفات المتقدمة‬

‫() ابن منظور‪ ، ،‬لسان العرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،9/190 ،‬الزبيدي‪ ،‬تاج العروس ‪،‬مرجع سابق‪.20-24/18 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجوهري‪ ،‬إسماعيل بن حماد‪ ،‬الصحاح‪ ،‬تحقيق أحمد عبد الغفور عطار‪1982 ،‬م‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،4/1386 ،‬‬
‫مادة (صرف)‪.‬‬
‫() الزرقا‪ ،‬مصطفى أحمد‪ ،‬المدخل الفقهي العام‪ ،‬مرجع سابق‪.1/288 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫() عبد البر‪ ،‬محمد زكي‪ ،‬التصرفات والوقائع الشرعية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار القلم ‪ ،‬الكويت‪1982 ،‬م‪ ،‬ص‪.15:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪108‬‬
‫مضمونها واحد؛ حيث يعني كل ما يصدر عن الشخص من قول‪ ،‬أو فعل‪ ،‬ويرتب الشارع عليه‬

‫أحكاماً شرعية‪.‬‬

‫ومعنى اإلمام اصطالحاً‪:‬هو‪ :‬كل من ولي أمراً من أمور العامة‪ ،‬عاماً كان كالسلطان‬

‫األعظم‪ ،‬أو الملك‪ ،‬أو الخليفة‪ ،‬أو رئيس الجمهورية‪ .‬أو خاصاً‪ ،‬كمن دونه من العمال كنوابه‪،‬‬

‫ووزرائه‪ ،‬ومحافظيه‪ ،‬وقضاته‪ ،‬وغيرهم(‪ .)1‬وجاء في كتاب التعريفات ما نصه‪" :‬اإلمام هو الذي له‬

‫الرياسة العامة في الدين والدنيا جميعاً"(‪.)2‬‬

‫والرعية اسم للناس الذين تحت تدبير وسياسة الحاكم أو األمير(‪ ، )3‬والمراد "بالرعية" في‬
‫نطاق القاعدة التي هي موضوعنا الرئيس – هي‪ :‬عموم الناس الذين هم تحت والية‬
‫الولي(‪.)4‬والمصلحة عبارة عن المنفعة التي قصدها الشارع الحكيم لعبادة من حفظ دينهم‪ ،‬ونفوسهم‬
‫وعقولهم ونسلهم‪ ،‬وأموالهم طبق ترتب معين فيما بينها"(‪ .)5‬فالمصلحة عندهم هي ما كانت راجعة‬
‫إلى قصد الشارع‪ ،‬وبذلك تكون المصلحة الشرعية ما كانت مؤدية إلى حفظ مقصود الشارع‪.‬‬
‫والمعنى العام لهذه القاعدة ‪ :‬أن يكون تصرف اإلمام الحكم على رعيته في تدبير شؤونهم والقيام‬
‫على أمرهم جالبا ومحققا للمصالح التي قصدها الشارع الحكيم من حفظ لدينهم ونفوسهم وعقولهم‬
‫وأموالهم ‪ ،‬يقول الزرقا ‪ ":‬ومعنى هذه القاعدة الفقهية أن تصرف الراعي على الرعية ولزومه‬
‫ومتوقف على وجود الثمرة والمنفعة في ضمن تصرفه ‪،‬دينية كانت أم‬
‫ٌ‬ ‫عليهم شاءوا أم أبوا معلق‬
‫(‪)6‬‬
‫دنيوية‪. " ‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األصل الشرعي لقاعدة تصرف اإلمام منوط بمصلحة الرعية‪.‬‬

‫() الزرقا‪ :‬أحمد الزرقا‪ ،‬شرح القواعد الفقهية‪ ،‬مراجعة د‪ .‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي –‬ ‫‪1‬‬

‫بيروت‪1983 ،‬م‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص‪.247‬‬


‫() الجرجاني‪ ،‬التعريفات‪ ، ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪2‬‬

‫() الفاداني‪ ،‬أبو الفيض محمد ياسين بن عيسى المكي‪ ،‬حاشية "الفوائد الجنية" على المواهب السنية على‬ ‫‪3‬‬

‫الفوائد البهية‪.2/123 ،‬‬


‫() علي حيدر‪ ،‬درر الحكام شرح مجلة األحكام‪ ،‬مرجع سابق‪.1/51 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫() الرازي‪ ،‬المحصول في علم أصول الفقه‪ ،‬تحقيق د‪ .‬طه جابر العلواني‪ ،‬ط‪ ،1.‬الرياض‪1979 ،‬م‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪.2/218‬‬
‫() الزرقا ‪ ،‬شرح القواعد الفقهية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.247‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪109‬‬
‫تعددت مواقف الفقهاء من قاعدة تصرف اإلمام منوط بمصلحة الرعية‪ :‬الموقف األول‪ :‬أن أصل‬
‫القاعدة كالم اإلمام الشافعي ‪ " :‬منزلة الوالي من رعيته بمنزلة والي مال اليتيم من ماله" (‪ ،)1‬أي‪:‬‬
‫أن الوالي يتصرف بالمصلحة على رعيته‪ ،‬كما يتصرف والي اليتيم على ماله‪.‬‬
‫الموقف الثاني‪ :‬نص على القاعدة اإلمام السرخسي بلفظ‪(:‬تصرف اإلمام على وجه النظر)‬
‫(‪.)2‬والمقصود بالنظر هنا‪ :‬التقدير المصلحي الذي يقوم على جلب النفع ودرء الضرر‪ ،‬وسار على‬
‫(‪.)3‬‬
‫منهجه اإلمام الزيلعي ‪ ،‬في صياغة القاعدة حين قال‪( :‬تصرف اإلمام مقيد بشرط النظر)‬

‫الموقف الثالث‪ :‬نص على القاعدة اإلمام العز بن عبد السالم بلفظ‪( :‬يتصرف الوالة ونوابهم فيما‬

‫ذكرناه من التصرفات مما هو األصلح للمولى عليه‪ ،‬درءاً للضرر والفساد‪ ،‬وجلباً للنفع والرشاد)(‪.)4‬‬

‫الموقف الرابع‪ :‬لإلمام القرافي حيث نص على القاعدة ‪ ،‬بصيغتين‪:‬‬

‫األولى‪ " :‬ال يتصرف من ولي والية الخالفة فما دونها إلى الوصية إال بجلب مصلحة أو درء‬

‫مفسدة" (‪.)5‬‬

‫الثانية‪ " :‬ك ّل من ولي والية فهو معزول عن المفسدة الراجحة والمصلحة المرجوحة" (‪.)6‬‬

‫الموقف الخامس‪ :‬لشيخ اإلسالم ابن تيمية حيث صاغ القاعدة بلفظ‪( :‬الولي عليه أن يتصرف‬

‫لمصلحة المولى عليه)(‪.)7‬‬

‫الموقف السادس‪ :‬لإلمام ابن القيم حيث صاغ القاعدة في موضعين من كتابه (إعالم الموقعين)‪:‬‬

‫األول‪ :‬وردت فيه القاعدة بصيغة‪ " :‬اجتهاد األئمة في كل زمان ومكان حسب المصلحة" (‪.)8‬‬

‫الشافعي‪ ،‬األم ‪.5/351 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫السرخسي‪ ،‬المبسوط ‪ ،‬مرجع سابق‪.10/40 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫الزيلعي‪ ،‬تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ‪ ،‬مرجع سابق‪.3/57 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫العز بن عبد السالم‪ ،‬قواعد األحكام ‪ ،‬مرجع سابق‪.2/158 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫القرافي‪ ،‬الفروق ‪ ،‬مرجع سابق‪.4/39 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪5‬‬

‫المرجع السابق‪.4/39 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪6‬‬

‫ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى ‪ ،‬مرجع سابق‪.32/40 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪7‬‬

‫ابن القيم‪ ،‬إعالم الموقعين ‪ ،‬مرجع سابق‪.2/85 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪8‬‬

‫‪110‬‬
‫والثاني‪ :‬وردت فيه بصيغة‪ " :‬اجتهاد األئمة ووالة األمور بحسب المصلحة في كل زمان ومكان"‬
‫(‪.)1‬‬

‫الموقف السابع‪ :‬لإلمام تاج الدين السبكي حيث صاغ القاعدة بلفظ‪ " :‬كل متصرف عن الغير فعليه‬

‫أن يتصرف بالمصلحة" (‪.)2‬‬

‫الموقف الثامن‪ :‬عبر عن القاعدة اإلمام شمس الدين الزركشي الحنبلي بلفظ‪ " :‬تصرف الولي‬

‫"األب وغيره" منوط بالمصلحة" (‪.)3‬‬

‫عبر عن القاعدة بلفظ‪ " :‬تصرف اإلمام‬


‫الموقف التاسع‪ :‬لإلمام بدر الدين الزركشي الشافعي حيث ّ‬
‫على الرعية منوط بالمصلحة" (‪.)4‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العالقة بين القاعدة الشرعية تصرف اإلمام منوط بمصلحة الرعية واستخدامـ مواقع‬

‫التواصل االجتماعي‬

‫أما عن العالقة بين القاعدة الشرعية تصرف اإلمام منوط بمصلحة الرعية ومواقع التواصل‬

‫االجتماعي‪ ،‬فهناك عالقة وثيقة‪ ،‬فيجب أن يقترن ما يصدر عن اإلمام من األحكام والقوانين‬

‫والتصرفات أن تراعي المصلحة العامة؛ ألن الغاية من وجود اإلمام هي رعاية مصلحة‬

‫الرعية‪،‬ويمكن ان نلخص ذلك عبر النقاط التالية ‪:‬‬

‫يجب أن تصدر قوانين تراقب من يقومون بالتواصل عبر مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬ويتم‬ ‫‪-1‬‬

‫مراقبة المنشورات التي قد تؤدي إلى زعزعة استقرار األمن في المجتمع‪ ،‬وأن يصدر اإلمام‬

‫من األحكام ما تحقق هذه المصلحة ضمن ضوابط شرعية محددة ‪ ،‬بحيث يمكن أن يمنع‬

‫االستخدامات السلبية لوسائل التواصل االجتماعي ويحاسب أصحابها من المنحرفين والشاذين‬

‫‪ ،‬ودعاة الفتن وغيرهم ‪....‬‬

‫المرجع السابق‪.2/97 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫السبكي‪ ،‬األشباه والنظائر‪ ،‬مرجع سابق‪.1/310 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪2‬‬

‫الزركشي‪ ،‬شرح مختصر الخرقي ‪ ،‬مرجع سابق‪.348 ،2/94 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪3‬‬

‫الزركشي‪ ،‬المنثور في القواعد ‪ ،‬مرجع سابق‪.1/309 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪4‬‬

‫‪111‬‬
‫منع مثل هذه المواقع إذا كان في منعها تحقيقاً لمصلحة عامة ‪ ،‬وال يؤثر ذلك في الحريات‬ ‫‪-2‬‬

‫الشخصية التي كفلتها الدساتير للمواطنين ‪ ،‬إذا تعارضت هذه الحريات مع أمن واستقرار‬

‫المجتمع ‪ ،‬كما حصل في مصر مثال ‪ ،‬حيث منعت الحكومة المصرية وحجبت الخدمة عن هذه‬

‫المواقع حرصا على المصلحة العامة ومقتضياتها وكما فعلت غيرها من الدولة أيضا في هذا‬

‫الصدد ‪.‬‬

‫العمل على التحذير من المواقع المسيئة ومحاربتها بتحذير الناس من الولوج إليها ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬

‫وتشفيرها بحيث ال يمكن ألحد الوصول إليها وخصوصا تلك الصفحات اإلباحية ‪ ،‬والتي ال‬

‫تراعي حرمة للعرض ‪.‬‬

‫إنشاء دائرة خاصة حكومية تقوم بمراقبة ومتابعة مثل هذه المواقع كونها أصبحت جزءا‬ ‫‪-4‬‬

‫من حياتنا اليومية ‪ ،‬ومما يستلزم مزيدا من العناية والرعاية لها ‪ ،‬نظرا لتعدد استخدامات مثل‬

‫هذه المواقع ‪ ،‬فال بد من المتابعة والمراقبة حرصا على مصلحة المواطنين ‪.‬‬

‫كل هذه االستخدامات يضبطها االمام عبر النص على تجريمهاـ قانونا وضبطها وانشاء جهات‬
‫مختصة للرقابة والمحاسبة ‪.‬‬

‫القاعدة السادسة ‪ :‬قاعدة " سلطة ولي األمر في تقييد المباح"‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف تقييد المباح لغة واصطالحا‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬معنى تقييد لغة واصطالحاً‪:‬‬

‫‪ -1‬التقييد في اللغة‪:‬‬

‫التقييد لغة مصدر من الفعل الرباعي ّقيد‪ ،‬ومنه القيد يقال قيد الحيوان تقييدا إذا جعل في‬

‫رجله قيدا ونحوه من موانع الحركة‪ ،‬ويأتي على معان منها‪ :‬الضبط والكتابة‪ ،‬فيقال‪ّ :‬قيد العلم‬

‫‪112‬‬
‫بالكتاب‪ :‬أي كتبه وضبطه(‪ ،)1‬ومنها التنقيط والتشكيل‪ ،‬فيقال‪ّ :‬قيد الكتاب‪ :‬أي نقّطه وش ّكله ‪،‬ومنها‬

‫المنع‪ ،‬فيقال من باب المجاز‪ :‬قيد اإليمان الفتك‪ ،‬ومنها بمعنى الصفد‪ ،‬وهو الوثاق الذي يوثق به‬

‫(‪)2‬‬
‫األسير‪.‬‬

‫‪ -2‬التقييد في االصطالح‪:‬‬

‫عرفه بعض األصوليين بأنه‪" :‬تحديد شيوع اللفظ المطلق بقيد يقلل من انتشاره بين أفراد‬

‫جنسه"(‪ ،)3‬وعرفه البعض بأنه‪" :‬ما جيء به لجمع أو منع أو بيان واقع"(‪ ،)4‬وبعضهم عرف التقييد‬

‫بالمقيد بأنه‪" :‬ما أخرج عن الشيوع بوجه ما"(‪.)5‬‬

‫ثانياً‪ :‬معنى المباح لغة واصطالحاً‪:‬‬

‫معنى المباح في اللغة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وتُطلق اإلباحة في اللغة على اإلطالق واإلذن‪ ،‬ومنه يقال‪ :‬أبحتك الشيء‪ :‬أي أذنت لك فيه‪،‬‬

‫وأباح الشيء‪ :‬أطلقه‪ ،‬والمباح‪ :‬خالف المحظور‪ ،‬جاء في معجم مقاييس اللغة‪ " :‬ب و ح‪،‬الباء‬

‫والواو والحاء أصل واحد‪ ،‬يدالن على سعة الشيء وبروزه وظهوره‪ ،‬ومن هذا الباب إباحة الشيء‪،‬‬

‫وذلك أنه ليس بمحظور‪ ،‬فأمره واسع غير مضيق"(‪.)6‬‬

‫أنظر‪ :‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،،‬مرجع سابق‪.3/373 ،‬‬ ‫()‬ ‫‪1‬‬

‫() الزبيدي‪ ،‬تاج العروس‪ ،‬مرجع سابق‪.2/480 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫() ابن قدامة‪ ،‬روضة الناظر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.136‬‬ ‫‪3‬‬

‫() أنظر‪ :‬قليوبي وعميرة ‪ ،‬حاشيتي قليوبي وعميرة ‪ ،‬مرجع سابق‪.1/11 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫() التفتازاني‪ ،‬التلويح على التوضيح ‪ ،‬مرجع سابق‪.63 ،1/62 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫() ابن فارس‪ ،‬أحمد بن فارس بن زكريا‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬القاهرة‪ -‬مصر‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫مطبعة مصطفى البابي الحلبي‪ ،‬ط‪1389 ،2‬هـ‪1969 ،‬م‪( ،‬بوح) ‪.10/315‬‬


‫‪113‬‬
‫وبناء على ذلك‪ :‬فإن المباح اسم مفعول من باح بالشيء وأباحه‪ ،‬وهم اسم لكل ما وقعت‬

‫عليه اإلباحة(‪.)1‬‬

‫والمباح في اللغة‪ :‬المباح اسم مفعول مشتق من اإلباحة‪ ،‬يأتي في اللغة على معان عدة نذكر منها ما‬

‫يتصل بمعناها الفقهي وهو قولهم‪" :‬أبحتك الشيء أحللته لك‪ ،‬وأباح الشيء أطلقه"(‪.)2‬‬

‫‪ -2‬معنى المباح اصطالحاً‪:‬‬

‫تعدد تعريفات المباح عند األصوليين والفقهاء‪ ،‬وكان لكل طائفة اصطالحها الخاص في‬

‫بيان حقيقة المباح ومن هذه التعريفات مايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف اإلمام الغزالي‪:‬‬

‫عرفه بأنه‪" :‬الذي ورد اإلذن من اهلل تعالى بفعله وتركه غير مقرون بذم فاعله ومدحه وال‬
‫ّ‬
‫بذم تاركه ومدحه"(‪.)3‬‬

‫‪ -2‬تعريف اإلمام اآلمدي‪:‬‬

‫عرفه بأنه ‪" :‬المباح هو ما د ّل الدليل السمعي على خطاب الشارع بالتخيير فيه بين الفعل‬

‫والترك من غير بدل"(‪ .)4‬ويطلق المباح عند المتقدمين من األصوليين ويراد به اإلذن في‬

‫الفعل من غير مالحظة جانب الترك‪ ،‬وهو بهذا يشمل أحكاماً أربعة‪ :‬الوجوب‪،‬‬

‫والندب‪،‬واإلباحة‪ ،‬والكراهة ‪،‬أما في اصطالح متأخري األصوليين فيطلق ويراد به اإلذن‬

‫‪ )( 1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬مرجع سابق‪.20/416 ،‬‬


‫‪ )( 2‬الزبيدي ‪ ،‬تاج العروس‪ ،‬مرجع سابق‪.2/129 ،‬‬
‫‪ )( 3‬الغزالي‪ ،‬محمد بن محمد‪ ،‬المستصفى من علم األصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد الشافي‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ -‬لبنان‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية ‪1413 ،‬هـ‪.10/53 ،‬‬
‫‪ )(4‬اآلمدي‪ ،‬علي بن محمد‪ ،‬الإحكام في أصول األحكام‪ ،‬تحقيق‪ :‬سيد الجميلي‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫ط‪1404 ،1‬هـ‪.1/168 ،‬‬

‫‪114‬‬
‫في الفعل‪،‬ورفع الحرج في الترك‪ ،‬مع مالحظة استواء الطرفين‪ :‬أي‪ :‬التخيير بين الفعل‬
‫(‪)1‬‬
‫والترك على السواء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األصل الشرعي قاعدة " سلطة ولي األمر في تقييد المباح"‪:‬‬

‫وردت عدة أدلة لقاعدة " سلطة ولي األمر في تقييد المباح"‪ ،‬ومن هذه األدلة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬ما روى عن أنس بن مالك‪" :‬أن رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬لما فرغ من قتال أهل خيبر‬

‫وانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى األنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من ثمارهم"(‪ ،)2‬قال‬

‫النووي‪ -‬رحمه اهلل تعالى‪" :-‬هذا دليل على أنها كانت منائح ثمار أي إباحة للثمار ال تمليك لرقاب‬

‫النخل فإنها لو كانت هبة لرقبة النخل لم يرجعوا فيها‪ ،‬فإن الرجوع في الهبة بعد القبض ال‬

‫يجوز‪،‬وإ نما كانت إباحة كما ذكرنا واإلباحة يجوز الرجوع فيها متى شاء"(‪.)3‬‬

‫‪ -3‬ما روى عن أنس رضي اهلل عنه أيضاً مرفوعاً‪" :‬المنحة مردودة والعارية مؤداة"(‪.)4‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬أن من أباح لغيره منفعة شيء من ماله فإنه يرده عليه؛ ألنه لم يخرج عن ملك المبيح‬

‫إلى ملك المباح له‪ ،‬قال ابن بطال‪" :‬المنيحة هي الناقة والشاة ذات الدر تعار للبنها‪ ،‬ثم ترد إلى‬

‫‪)(1‬أنظر‪ :‬الغزالي ‪ ،‬المستصفى ‪ .1/74 ،‬الشاطبي ‪ ،‬إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي‪ ‬الشاطبي الغرناطي أبو‬
‫إسحاق ‪ ،‬الموافقات‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان‪ ،‬دار ابن عفان‪  ،‬الطبعة األولى ‪1417‬هـ‪/‬‬
‫‪1997‬م ‪ 1/68 ،‬ما بعدها ‪ .‬ابن السبكي‪ ،‬جمع الجوامع‪ .1/105 ،‬منالخسرو ‪ ،‬مرآة األصول ‪ ،‬شرح مرقاة‬
‫الوصول‪ ،‬ص ‪. 278‬‬
‫‪ )( 2‬أخرجه البخ اري في ص حيحه ‪،‬كت اب الهبة وفض لها والتح ريض عليها ‪ ،‬ب اب فضل المنيح ة‪ ،‬ح ديث رقم‪،‬‬
‫‪ ،)2630‬دار طوق النجاة‪1422 ،‬ه‪ .3/165 ،‬ومس لم فيصحيحه‪ ،‬كت اب الجه اد والسير ‪،‬ب اب رد المه اجرين‬
‫إلى األنصار منائحهم من الشجر والثمر حين استغنوا عنها بالفتوح ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت‪ ،‬حديث‬
‫رقم‪.3/1391 ،)1771 ( :‬‬
‫‪ )( 3‬النووي‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف ‪ ،‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج‪ ،‬ط‪ ،2.‬دار‬
‫إحياء التراث العربي – بيروت‪1392 ،‬ه‪.12/98 ،‬‬
‫‪)(4‬أخرجه الترمذي في سننه ‪ ،‬كتاب الوصية‪ ،‬باب ما جاء ال وصية لوارث‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪،‬ط‪،2.‬شركة‬
‫مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي – مصر‪1975 ،‬م‪ ،4/433 ،‬وقال الترمذي‪ :‬حسن غريب وأخرجه ابن‬
‫حبان في صحيحه عن الجراح بن مليح البهراني أخبرنا حاتم بن حريث الطائي سمعت أبا أمامة يقول‪ :‬قال‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ‪« :-‬العارية مؤداة والمنحة مردودة ‪.‬وأخرجه الطبراني في معجمه‪ ،‬وروى‬
‫رسول اهلل ‪َ -‬‬
‫ض َي اللَّهُ َع ْنهُم‪.‬‬
‫هذا الحديث أيضا من الصحابة عبد اهلل بن عمر‪ ،‬وعبد اهلل بن عباس‪ ،‬وأنس ‪ -‬ر ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫‪115‬‬
‫أي أن أعيانها باقية على ملك‬ ‫(‪)1‬‬
‫أهلها‪ ،‬والمنحة عند العرب هي تمليك المنافع ال تمليك الرقاب"‬

‫أربابها‪ ،‬ويدخل في معنى المنيحة كل عطية وإ باحة من األرض أو من األنعام أو من الثمار أو من‬

‫غيرها‪ .‬وقال في المرقاة ‪ :‬يعطيه من ذات در ليشرب لبنها ‪ ،‬أو شجرة ليأكل ثمرها ‪ ،‬أو أرضا‬

‫ليزرعها ‪ ،‬وفي رواية ‪ :‬المنيحة ( " مردودة " ) إعالم بأنها تتضمن تمليك المنفعة ال تمليك‬

‫(‪)2‬‬
‫الرقبة‬

‫‪-4‬واستدل بالمعقول؛ ألن المنافع غير قابلة للملك لكونها معدومة‪ ،‬وجعلت موجودة في اإلجارة‬

‫للضرورة‪ ،‬وقد اندفعت باإلباحة(‪.)3‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬العالقة بين القاعدة الشرعية سلطة ولي األمر في تقييد المباح واستخدام مواقع‬

‫التواصل االجتماعي‬

‫وتتجسد العالقة بين هذه القاعدة الشرعية وبين استخدام مواقع التواصل االجتماعي عبر‬

‫سلطة ولي األمر في تقييد الفعل المباح لمصلحة تتأتى من التقييد وتفتقد عند الفعل‪ ،‬فاستخدام مواقع‬

‫التواصل االجتماعي من األمور المباحة‪ ،‬ولكن قد يقوم ولي األمر بتقييد هذه المواقع لمصلحة عامة‬

‫تعود على أفراد المجتمع‪ ،‬ويكون في هذا خير يعود على المجتمع اإلسالمي؛ ألن بعض األشخاص‬

‫قد يجعلوا هذه المواقع وسيلة لتحقيق أهدافهم الشخصية على حساب المصلحة العامة‪ ،‬كمن يقومون‬

‫بالترويج إلى أمور تؤدي إلى األضرار بالمجتمع‪ ،‬وهذا يتنافى مع المصلحة العامة‪ ،‬لذلك ينبغي‬

‫على اإلمام أن يقيد استخدام مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫‪ )(1‬ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك‪ ،‬شرح صحيح البخارى‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو تميم ياسر بن إبراهيم‪،‬‬
‫ط‪ ،2.‬مكتبة الرشد ‪ -‬السعودية‪ ،‬الرياض‪.7/150 ، 2003 ،‬‬
‫‪ )(2‬القاري ‪ ،‬علي بن سلطان محمد القاري ‪ ،‬مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬سنة‬
‫النشر‪1422 :‬هـ ‪2002 /‬م‪.5/420 ، ‬‬
‫‪ )( 3‬المرغيناني‪ ،‬علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني أبو الحسن برهان الدين‪ ،‬الهداية شرح البداية‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬طالل يوسف‪ ،‬دار احياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‪.3/221 ،‬‬
‫‪116‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬ضوابط استخدامـ مواقع التواصل االجتماعي‬

‫أضحت‪ ‬مواقع التواصل االجتماعي طريقاً للتواصل مع اآلخرين‪ ،‬وأدخلت مفاهيم جديدة‬

‫في حياتنا اليومية‪ ،‬ومهما تعددت هذه المواقع فأنها ال تخرج عن قاعدة "التقنيات الحديثة" في‬

‫حياتنا المعاصرة‪ ،‬وهذه التقنيات ينبغي أن نتعامل معها وفق ما رسمه الشرع الحنيف وضبطه‬

‫من خالل القران الكريم والسنة النبوية المطهرة للتعامل مع األشياء المسخرة في هذا الكون‬

‫تعامال شرعيا منضبطاً ‪ ،‬وكنت قد أشرت في المطلب السابق إلى القواعد الفقهية التي تحكم‬

‫تعاملنا مع مواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬وفي هذا المطلب سأتحدث عن ضوابط استخدام مواقع‬

‫التواصل االجتماعي‪،‬وهذه الضوابط تم استنتاجها من خالل النظر إلى صور استعمال واستخدام‬

‫وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬بحيث نضمن من خالل هذه الضوابط إذا ما روعيت من قبل‬

‫المسلمين ‪،‬وتم االلتزام بها أثناء استخدامه لمواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬أن يكون استخدامه‬

‫لمواقع التواصل االجتماعي استخداما مشروعا يترتب عليه األجر والثواب من اهلل تعالى‪،‬وبالتالي‬

‫قيدها بضوابط رعايةً لمصالح الناس وحقـوقهم‪ ،‬وحفاظـاً على أمن المجتمع واستقراره‪ ،‬وسأناقش‬

‫ذلك من خالل الفرعين اآلتين‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الضوابط في اللغة واالصطالح‪.‬‬

‫وض ْبطُ الشيء حفظه‬


‫ط‪ ،‬والضبط لزوم الشيء وحسبه‪َ ،‬‬
‫ضَب َ‬
‫أوالً‪ :‬الضابط لغة‪ :‬اسم فاعل من َ‬
‫ص َّرف َو ُه َو الَِّذي‬
‫َوُيقَال رجل أضبط َواَل نعلم لَهُ فعال يتَ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫بالحزم‪ ،‬والرجل ضابط أي حازم‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫يعمل بكلتا َي َد ْي ِه ‪. .‬‬ ‫ِ‬
‫ان عمر َرضي اهلل َعنهُ أضبط ْ‬
‫يعا َو َك َ‬
‫يعمل َ ِ ِ‬
‫بيد ْيه َجم ً‬ ‫ْ‬
‫ثانيا ً‪ :‬الضابط اصطالحا‪:‬‬
‫() ابن فارس ‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬مرجع سابق‪.3/387 ،‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬مرجع ســابق‪-8/15 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،16‬مادة ضبط ‪ .‬الجوهري‪ ،‬الصححاح وتاج العربية ‪،‬مرجع سابق‪.3/1139 ،‬‬


‫() األزدي ‪ ،‬أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد (‪321‬هـ ـ) ‪ ،‬جمهرة اللغة ‪،‬المحقق‪ :‬رمــزي منــير بعلبكي ‪ ،‬دار‬ ‫‪2‬‬

‫العلم للماليين – بيروت ‪،‬ط‪1987 ،،1.‬م ‪.1/352،‬‬


‫‪117‬‬
‫اختلفت تعريفات الفقهاء للضابط ‪ ،‬حيث أن بعض العلماء من جعله مرادفا للقاعدة حيث‬

‫عرفوا القاعدة بأنها ‪ :‬الضابط وهي األمر الكلي المنطبق على جزئياته ‪ ،‬وبعضهم فرق بين‬

‫الضابط والقاعدة ‪ ،‬حيث جعل القاعدة تجمع فروعا شتى من أبواب شتى ‪ ،‬بينما الضابط يجمع‬
‫(‪)1‬‬
‫فروع باب واحد ‪.‬‬

‫ويمكن تعريفه أيضاً بأنه حكم أغلبي يتعرف منه أحكام الجزئيات الفقهية المتعلقة بباب‬
‫(‪)2‬‬
‫كلي ينطبق على الجزئيات‪.‬‬
‫واحد من أبواب الفقه مباشرة‪،‬أو هو وهو حكم ُّ‬
‫وفيما يتعلق بموضوعنا وهو الحديث عن الضوابط الستخدام مواقع التواصل االجتماعي‬

‫والتعامل معها ‪ ،‬فيمكن أن نحدد المقصود بضوابط استخدام مواقع التواصل االجتماعي بأنها ‪:‬‬

‫" مجموعة مقترحة من القواعد الدينية واألخالقية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬والتي من شأنها أن تحكم‬

‫عملية التواصل اإللكتروني بين األفراد ‪ ،‬بهدف حمایتهم من تخطي الحدود الدينية واألخالقية‬

‫(‪)3‬‬
‫واالجتماعية من باب حمایة المجتمع المسلم" ‪.‬‬

‫والحقيقة أن هذا التعريف فيه تطويل ال داعي له ‪ ،‬ويمكن ان نقول عن معنى الضوابط الستخدام‬

‫مواقع التواصل االجتماعي أنها ‪:‬‬

‫" ضبط التعامل مع مواقع التواصل االجتماعي االلكتروني بأحكام الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬دون‬

‫ضرر أو إضرار " ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬ضوابط استخدام مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫التعامل مع شبكات التواصل االجتماعي بصفة خاصة ليس مطلقا بدون قيود وضوابط‬

‫فهناك مجموعة من الضوابط التي يجب أن تراعى أثناء عملية التواصل اإللكتروني فيما بينهم‬

‫()الندوي ‪،‬علي أحمد‪ ،‬القواعد الفقهية‪ ،‬قدم لها العالمة الجليل الفقيه مصطفى الزرقا دار القلم ‪ ،‬دمشق ط‪4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1418‬هـ ‪ ،‬ص‪ . 46‬الفيومي ‪ :‬أحمد بن محم د بن علي ثم الحم وي‪ ،‬أبو العباس (‪770‬هـ)‪ ،‬المصباح المنير‬
‫في غريب الشرح الكبير ‪ ،‬المكتبة العلمية – بيروت ‪.2/510،‬‬
‫()البرك تي‪ ،‬محم د عميم اإلحس ان المج ددي‪ ،‬التعريفــات الفقهية ‪ ،‬دار الكتب العلمي ة ‪ ،‬إع ادة ص ف للطبع ة‬ ‫‪2‬‬

‫القديم ة في باكس تان ‪1407‬هـ ‪1986 -‬م ‪،‬ط‪1424 ،1.‬هـ ‪2003 -‬م ‪،1 ،‬ص‪ .133‬ع زام‪ ،‬عبد العزیز‬
‫محمد‪ ،‬القواعد الفقهیة‪ ،‬دار الحدیث‪ ،‬القاهرة‪ 1426 ،‬ه‪ 2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫() كتانة ‪ ،‬وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪118‬‬
‫من خالل مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬تلك الضوابط تتمثل في الحفاظ على الضروريات أو‬

‫الكليات الخمس التي أمرنا اهلل سبحانه وتعالى بالحفاظ عليها وهي (الدين والنفس والعرض‬

‫والمال والعقل) قال اإلمام الشاطبي‪" :‬تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق‪ ،‬وهذه‬

‫المقاصد ال تعدو ثالثة أقسام ‪:‬‬

‫أحدها‪ :‬أن تكون ضرورية‬

‫والثاني‪ :‬أن تكون حاجية‬

‫والثالث‪ :‬أن تكون تحسينية‬

‫فأما الضرورية ‪ :‬فمعناها أنها ال بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا بحيث إذا فقدت لم‬

‫تجر مصالح الدنيا على استقامة‪ ،‬بل على فساد وتهارج وفوت حياة‪ ،‬وفي األخرى فوت النجاة‬

‫والنعيم والرجوع بالخسران المبين‪ ...‬ومجموع الضروريات خمس وهي‪ :‬حفظ الدين والنفس‬

‫(‪)1‬‬
‫والنسل والمال والعقل"‪.‬‬

‫وقال اإلمام الغزالي‪" :‬ومقصود الشرع من الخلق خمسة ‪ :‬وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم‬

‫وعقلهم ونسلهم ومالهم؛ فكل ما يتضمن حفظ هذه األصول الخمسة فهو مصلحة‪ ،‬وكل ما يفوت‬

‫هذه األصول فهو مفسدة‪ ،‬ورفعها مصلحة‪ .‬وهذه األصول الخمسة حفظها واقع في رتبة‬

‫(‪)2‬‬
‫الضرورات‪،‬فهي أقوى المراتب في المصالح"‪.‬‬

‫بناء على تطبيق‬


‫سأتكلم في هذا الفرع عن ضوابط استخدام مواقع التواصل االجتماعي ً‬

‫حفظ الضروريات الخمس‪ ،‬كما يأتي‪:‬‬

‫الضابط األول‪ :‬حفظ الدين‬

‫()الش اطبي ‪ ،‬إب راهيم بن موس ى بن محم د اللخمي‪ ‬الش اطبي الغرن اطي أب و إس حاق ‪ ،‬الموافقــات‪ ،‬تحقي ق‪ :‬أب و‬ ‫‪1‬‬

‫عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان‪ ،‬دار ابن عفان‪  ،‬الطبعة األولى ‪1417‬هـ‪1997 /‬م ‪.10 - 2/8‬‬
‫()الغ زالي‪ ،‬أب و حامد‪ ‬محم د بن محمد‪ ‬الغ زالي‪ ‬الطوس ي (المت وفى‪505 :‬هـ) المستصــفى‪ ،‬دار الكتب العلمي ة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫بيروت ‪ ،‬األولى‪1413 ،‬هـ ‪1993 -‬م‪.287 / 1 ،‬‬


‫‪119‬‬
‫" حفظ الدين يعد أكبر الكليات الخمس وأرقاها‪ ،‬ومعناه تثبيت أركان الدين وأحكامه في‬

‫الوجود اإلنساني والحياة الكونية‪ ،‬وكذلك العمل على إبعاد ما يخالف دين اهلل ويعارضه‪ ،‬كالبدع‬

‫(‪)1‬‬
‫ونشر الكفر‪ ،‬والرذيلة واإللحاد‪ ،‬والتهاون في أداء واجبات التكليف" ‪.‬‬

‫ومن أجل حفظ الدين ينبغي أن يكون استخدام هذه المواقع ال يمنع اإلنسان من أن يقوم‬

‫بالواجبات أو أن يخل بهن ‪ ،‬وهذا الضابط من أهم الضوابط الستخدام مواقع التواصل‬

‫االجتماعي ‪ ،‬بحيث تكون متوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية أو معتمدة على أصل من أصولها‬

‫الكلية التي ُيبنى عليها الكثير من األحكام التي تهدف إلى جلب المصالح للفرد والمجتمع‪ ،‬ودرء‬

‫المفاسد والضرر عن األمة‪ ،‬وتحقيق المقاصد الضرورية‪ ،‬وينبغي أن يكون استخدام هذه المواقع‬

‫مقربا الى اهلل تعالى ‪ ،‬ويرقى باإلنسان المسلم إلى مقام سامي ‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ‬

‫(‪ ،)2‬فينبغي على اإلنسان المسلم أن يخضع لمنهج اهلل في كل شئون الحياة ‪ ،‬وإ ذا التزم بذلك‬

‫‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫تسمو النفوس ويستقيم السلوك وتصلح األعمال‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ‬

‫يقول الشيخ سيد قطب في معرض تفسيره لهذه اآلية ‪ " :‬إنه التجرد الكامل هلل‪ ،‬بكل خالجة في‬

‫القلب وبكل حركة في الحياة‪ .‬بالصالة واالعتكاف‪ .‬وبالمحيا والممات‪ .‬بالشعائر التعبدية‪ ،‬وبالحياة‬

‫الواقعية‪ ،‬وبالممات وما وراءه‪ ،‬إنها تسبيحه «التوحيد» المطلق‪ ،‬والعبودية الكاملة‪ ،‬تجمع الصالة‬

‫واالعتكاف والمحيا والممات‪ ،‬وتخلصها هلل وحده‪ .‬هلل «رب العالمين» ‪ ..‬القوام المهيمن‬

‫المتصرف المربي الموجه الحاكم للعالمين‪ ..‬في «إسالم» كامل ال يستبقي في النفس وال في‬

‫()الخادمي‪ ،‬نور الدين بن مختار الخادمي ‪ ،‬علم المقاصد الشرعية ‪ ،‬مكتبة العبيكان ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‬ ‫‪1‬‬

‫‪1421‬هـ‪2001 -‬م‪ ،‬ص‪82‬‬


‫() سورة الذاريات ‪ :‬االيه ‪.56‬‬ ‫‪2‬‬

‫() سورة األنعام ‪ :‬االيه ‪.162‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪120‬‬
‫الحياة بقية ال يعبدها هلل‪ ،‬وال يحتجز دونه شيئاً في الضمير وال في الواقع‪«..‬وبذلك أمرت» ‪..‬‬

‫(‪)1‬‬
‫فسمعت وأطعت‪« :‬وأنا أول المسلمين»‪.‬‬

‫ويقول أيضاً الشيخ محمد رشيد بن علي رضا في تفسير اآلية السابقة ‪ " :‬فتذكر أيها‬

‫المؤمن أن الذي يوطن نفسه على أن تكون حياته هلل ومماته هلل‪ ،‬يتحرى الخير والصالح‬

‫واإلصالح في كل عمل من أعماله ويطلب الكمال في ذلك لنفسه‪ ،‬ليكون قدوة في الحق والخير‬

‫(‪)2‬‬
‫في الدنيا‪،‬وأهال لرضوان ربه األكبر في اآلخرة"‪.‬‬

‫وأقول بعد إن سقت كالم الشيخين الفاضلين من أجل تطبيق ذلك على استخدام مواقع‬

‫التواصل االجتماعي ‪ ،‬أنه ينبغي على المسلم أن يجعل من جميع تصرفاته تنضبط وفق شرع اهلل‬

‫ودينه ‪ ،‬وينبغي عليه أيضا أن يتحرى المحافظة على هذا الدين والتمسك به والعمل على تقويته‬

‫وان يترك ويدع كل ما من شانه أن يؤثر على التزامه وتمسكه بهذا الدين ‪ ،‬فال يدع الستخدام‬

‫هذه المواقع أن تحول بين اإلنسان والقرآن تالوة وحفظا وتطبيقاً ‪،‬أو غيرها من العبادات‬

‫والطاعات ‪ ،‬بل ينبغي أن يكون االستخدام لها طاعة وعبادة وقربة هلل تعالى وتحقيق الصالح‬

‫واإلصالح في األرض‪ ،‬وإ بعاد الفساد والرذائل والفواحش‪.‬‬

‫الضابط الثاني‪ :‬حفظ النسل والعرض‬

‫" ويقصد بحفظ النسل‪ :‬معناه التناسل والتوالد لإعمار الكون ‪ ،‬وحفظ النسب معناه‪ :‬القيام‬

‫بالتناسل المشروع عن طريق العالقة الزوجية الشرعية‪ ،‬وليس التناسل الفوضوي كما هو عند‬

‫الحيوانات‪ ،‬أو في بعض المجتمعات اإلباحية المادية التي ال تعلم منها ال أصول وال فروع وال‬

‫() قطب‪ ،‬سيد قطب إبراهيم حسين الشاربي (المتوفى‪1385 :‬هـ)‪ ،‬في ظالل القرآن ‪ ،‬دار الشروق ‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫بيروت‪ -‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة‪ :‬السابعة عشر ‪ 1412 -‬ه ‪.3/1241 ،‬‬


‫() رضا ‪ ،‬محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منال علي خليفة‬ ‫‪2‬‬

‫القلموني الحسيني (المتوفى‪1354 :‬هـ) ‪ ،‬تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار) الناشر‪ :‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب ‪ 1990 ،‬م ‪.8/215 ،‬‬

‫‪121‬‬
‫أحيانا كل حياته دون أن يعلم من أبوه ومن أمه ‪ ،‬وحفظ العرض‬
‫ً‬ ‫آباء وال أبناء؛ إذ يعيش الفرد‬
‫(‪)1‬‬
‫معناه‪ :‬صيانة الكرامة والعفة والشرف"‪.‬‬

‫فمن الضوابط المهمة التي يجب أن يحافظ عليها مستخدمو مواقع التواصل االجتماعي‬

‫عدم االعتداء على أعراض الناس بالقذف أو االّتهام لهم بالباطل‪ ،‬أو السخرية واالستهزاء بهم‪ ،‬أو‬

‫االنتقاص من قدرهم ومكانتهم ‪ ،‬بل وحتى إن كانت تلك الصفة الذميمة فيهم‪ ،‬فإنه ال يجوز ذكرها‪،‬‬
‫ﭧ ﭨ ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ (‪.)2‬‬
‫ونهُ ْم بِ َغ ْي ِر ُج ْرٍم‪ ،‬فَقَِد‬
‫ون في أعراض المؤمنين َوَي ْر ُم َ‬
‫ووجه الداللة من اآلية ‪ :‬أن الذين يقَ ُع َ‬
‫َن ي ْح َكى أَو ي ْن َق َل ع ِن اْلمؤ ِمنِين واْلمؤ ِمَن ِ‬
‫ات َما لَ ْم‬ ‫ِ‬
‫ِّن أ ْ ُ‬
‫ت اْلَبي ُ‬
‫‪،‬واْلُب ْه ُ‬
‫احتَ َملُوا ُب ْهتاناً َوإِثْماً ُمبيناً َ‬
‫(‪)3‬‬
‫َ ُْ َ َ ُْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫(‪)4‬‬
‫ص‪.‬‬ ‫َي ْفعلُوه‪َ ،‬علَى سبِ ِ‬
‫يل اْل َع ْي ِب والتََّنقُّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬ ‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬ ‫ﯬ ﯭ‬ ‫ولقوله تعالى‪:‬ﭽ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬

‫ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﰑﰒﭼ(‪. )5‬‬ ‫ﯻ ﯼ‬

‫ووجه الداللة‪ :‬أن اهلل سبحانه وتعالى قد نهى بهذه اآلية عن عيب من ال يستحق أن يعاب‬

‫على وجه االحتقار له ألن ذلك هو معنى السخرية وأخبر أنه وإ ن كان أرفع حاال منه في الدنيا‬

‫فنسي أن يكون المسخور منه خيرا عند اهلل‪ )6( ،‬فمن حقوق المؤمنين‪ ،‬بعضهم على بعض‪ ،‬أن ال‬

‫()الخادمي‪ ،‬علم المقاصد الشرعية ‪ ،‬ص‪.83‬‬ ‫‪1‬‬

‫() سورة االحزاب ‪ :‬االيه ‪.85‬‬ ‫‪2‬‬

‫()أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى ‪510 :‬هـ) ‪ ،‬معالم التنزيل في‬ ‫‪3‬‬

‫تفسير القرآن ‪ ،‬المحقق ‪ :‬عبد الرزاق المهدي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي –بيروت ‪ ،‬الطبعة ‪ :‬األولى ‪،‬‬
‫‪ 1420‬هـ‪.3/446 ،‬‬
‫()ابن كثير ‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى‪774 :‬هـ) ‪ ،‬تفسير‬ ‫‪4‬‬

‫القرآن العظيم ‪ ،‬المحقق‪ :‬سامي بن محمد سالمة الناشر‪ :‬دار طيبة للنشر والتوزيع ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية ‪1420‬هـ‬
‫‪ 1999 -‬م ‪.6/480 ،‬‬
‫() سورة الحجرات ‪ :‬االيه‪.11‬‬ ‫‪5‬‬

‫()الجصاص ‪ ،‬أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص الحنفي (المتوفى‪370 :‬هـ) أحكام القرآن ‪ ،‬المحقق‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫محمد صادق القمحاوي ‪ -‬عضو لجنة مراجعة المصاحف باألزهر الشريف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث‬
‫العربي – بيروت‪ 1405 ،‬هـ ‪.5/285 ،‬‬
‫‪122‬‬
‫وم ِم ْن قَ ْوٍم بكل كالم‪ ،‬وقول‪ ،‬وفعل دال على تحقير األخ المسلم‪ ،‬فإن ذلك حرام‪ ،‬ال‬
‫َي ْس َخ ْر قَ ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫يجوز‪ ،‬وهو دال على إعجاب الساخر بنفسه‪.‬‬

‫وفي التعبير إيحاء خفي بأن القيم الظاهرة التي يراها الرجال في أنفسهم ويراها النساء‬

‫في أنفسهن ليست هي القيم الحقيقية‪ ،‬التي يوزن بها الناس‪ ،‬فهناك قيم أخرى‪ ،‬قد تكون خافية‬

‫عليهم‪،‬يعلمها اهلل‪ ،‬ويزن بها العباد‪ ،‬وقد يسخر الرجل الغني من الرجل الفقير‪ .‬والرجل القوي من‬

‫الرجل الضعيف‪ ،‬والرجل السوي من الرجل المؤوف‪ ،‬وقد يسخر الذكي الماهر من الساذج‬

‫الخام‪،‬وقد يسخر ذو األوالد من العقيم‪ .‬وذو العصبية من اليتيم ‪...‬وقد تسخر الجميلة من القبيحة‪،‬‬

‫والشابة من العجوز‪ ،‬والمعتدلة من المشوهة‪ ،‬والغنية من الفقيرة‪ ..‬ولكن هذه وأمثالها من قيم‬

‫(‪)2‬‬
‫األرض ليست هي المقياس‪ ،‬فميزان اهلل يرفع ويخفض بغير هذه الموازين ‪.‬‬

‫فمن الضوابط الشرعية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي والمرتبطة بحفظ العرض‬

‫والنسل والنسب أيضاً وجوب ترك أذى المؤمنين في أعراضهم وأنفسهم ‪ ،‬واإلزراء بحالهم‬

‫المذهب لسرورهم الجالب لشرورهم وعليه ال يجوز للمسلم أن يهزأ ويستذل بأخيه المسلم بأي‬

‫حال كان ‪،‬ولما كانت السخرية تكون بحضرة ناس‪ ،‬قال معبراً بما يفهم أن من شارك أو رضي‬

‫أو سكت وهو قادر فهو ساخر مشارك للقائل‪{ :‬قوم} أي ناس فيهم قوة المحاولة‪ ،‬وفي التعبير‬

‫بذلك هز إلى قيام اإلنسان على نفسه وكفها عما تريده من النقائص شكراً لما أعطاه اهلل من‬

‫القوة‪{ :‬من قوم} فإن ذلك يوجب الشر ألن أضعف الناس إذا حرك لالنتقاص قوي بما يثور عنده‬

‫(‪)3‬‬
‫من حظ النفس‪.‬‬

‫()السعدي ‪ ،‬عبد الرحمن بن ناصر بن عبد اهلل السعدي (المتوفى‪1376 :‬هـ)‪ ،‬تيسير الكريم الرحمن في‬ ‫‪1‬‬

‫تفسير كالم المنان‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد الرحمن بن معال اللويحق‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‬
‫‪1420‬هـ ‪ 2000-‬م‪،‬ص ‪.801‬‬
‫() سيد قطب ‪ ،‬في ظالل القران الكريم‪.6/3344 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫()إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي (المتوفى‪885 :‬هـ) ‪ ،‬نظم الدرر في تناسب‬ ‫‪3‬‬

‫اآليات والسور ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة ‪.18/375 ،‬‬

‫‪123‬‬
‫الضابط الثالث ‪ :‬عدم معارضتها للشريعة اإلسالمية‬

‫ومن الضوابط أيضا المهمة جدا عند استعمال هذه المواقع أن ال تستخدم مواقع‬

‫التواصل االجتماعي استخداما يتعارض مع الشرع اإلسالمي الحنيف ‪ ،‬كأن يتخذ وسيلة إلقامة‬

‫العالقات المحرمة ‪ ،‬أو إيجاد وإ يقاع الفتن بين الناس ‪ ،‬بل ينبغي أن تكون أداة للخير والحصول‬

‫على األجر والثواب من خالل اتخاذ هذه المواقع وسيلة في الدعوة إلى اهلل وإ صالح ذات البين‪،‬‬

‫وبالتذكير بالطاعات والقربات ‪.‬‬

‫ومحاربة المنكرات والعمل على إزالتها ‪ ،‬واستحباب سن األمور الحسنة ‪ ،‬فمن سن سنة‬

‫حسنة كان له مثل أجر من يعمل بها إلى يوم القيامة‪ ،‬ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من‬

‫يعمل بها إلى يوم القيامة‪ ،‬وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه‪ ،‬أو إلى ضاللة كان عليه‬

‫مثل آثام تابعيه‪ ،‬سواء كان ذلك الهدى‪ ،‬والضاللة هو الذي ابتدأه‪ ،‬أم كان مسبوقًا إليه‪ ،‬سواء كان‬

‫ير ْب ِن‬
‫ذلك تعليم علم‪ ،‬أو عبادة‪ ،‬أو أدب‪ ،‬أو غير ذلك مما يسعى به الناس ويتحركون ‪ ،‬فعن َج ِر ِ‬

‫َع ْب ِد اللَّ ِه قَال‪ :‬جاء ناس من‪ ‬األعراب‪ ‬إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عليهم الصوف‪ ،‬فرأى‬

‫سوء حالهم قد أصابتهم حاجة‪ ،‬فحث الناس على الصدقة ‪ ،‬فأبطئوا عنه حتى رئي ذلك في‬

‫وجهه‪ ،‬قال‪ :‬ثم إن رجال من‪ ‬األنصار‪ ‬جاء بصرة من ورق‪ ،‬ثم جاء آخر ‪ ،‬ثم تتابعوا حتى‬

‫عرف السرور في وجهه فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪  :‬من سن في اإلسالم سنة حسنة‬

‫فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها‪ ،‬وال ينقص من أجورهم شيء‪ ،‬ومن سن في‬

‫اإلسالم سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها وال ينقص من أوزارهم‬

‫(‪)1‬‬
‫شيء‪ ".‬‬

‫‪ )(1‬أخرجه اإلمام مسلم‪ ،‬في صحيحه ‪ ،‬الجامع الصحيح‪ ،‬كتاب العلم‪ ،‬باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا‬
‫إلى هدى‪ ،‬حديث رقم ‪.4/2059 ، 1017 :‬وابن خزيمة في صحيحه ‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ‬جماع أبواب صدقة‬
‫التطوع‪ ،‬باب استحباب اإلعالن بالصدقة ناويا الستنان الناس بالمتصدق ‪ ،‬حديث رقم ‪( :‬‬

‫‪124‬‬
‫ووجه الداللة من الحديث ‪ :‬أنه من سن في اإلسالم سنة حسنة أي‪ :‬أتى بطريقة مرضية يقتدى‬

‫به فيها فله أجر تلك السنة‪ ،‬أي‪ :‬ثواب العمل بها ومن سن في اإلسالم سنة سيئة أي‪ :‬بدعة‬

‫مذمومة عمل بها كان عليه وزرها أي‪ :‬إثمها ووزر من عمل بها من بعده من جهة تبعيته من‬

‫غير أن ينقص من أوزارهم شيء ‪ )1( .‬وقال النووي أيضا تعليقا على الحديث ‪ :‬من سن سنة‬

‫سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة وأن من دعا إلى هدى كان له مثل‬

‫أجور متابعيه أو إلى ضاللة كان عليه مثل آثام تابعيه سواء كان ذلك الهدى والضاللة هو الذي‬

‫ابتدأه أم كان مسبوقا إليه وسواء كان ذلك تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك(‪.)2‬‬

‫ومن أمثلة ذلك ما نراه على هذه المواقع من استخدمات تلحق األجر بصاحبها ومنها تدليالً‬

‫ال حصراً ‪:‬‬

‫‪ -1‬جمع التبرعات للفقراء والمحتاجين عبر إنشاء صفحات تذكر بحالهم وتحث على اإلنفاق في‬

‫سبيل اهلل ‪،‬كما نراه حاليا من جمع للتبرعات لالجئين من إخواننا في سورياـ‪.‬‬

‫‪ -2‬التذكير بأوضاعهم ومعاناتهم ‪ ،‬وما يكابدونه من قتل وتشريد وتطريد والعمل على الضغط‬

‫على المجتمع الدولي للتدخل الفوري والسريع من أجل رفع الظلم والمعاناة عنهم‪.‬‬

‫‪ -3‬كذلك من خالل قضاء الديون عن الغارمين ‪ ،‬وغيرها من أبواب الخير الكثيرة التي يستطيع‬

‫المسلم من خاللها ان يتحصل على األجر والثواب العميم إن شاء اهلل تعالى ‪.‬‬

‫الضابط الرابع ‪:‬االلتزام باألخالق الفاضلة‬

‫‪ .)2477‬والبيهقي ‪،‬السنن الكبرى ‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬جماع أبواب صدقة الورق ‪ ،‬باب ما ورد في إرضاء‬
‫المصدق‪ ،‬حديث رقم ‪.)7356( :‬‬
‫‪ )( 1‬القاري‪ ،‬علي بن (سلطان) ‪ ،‬مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ‪.1/249 ،‬‬
‫‪ )( 2‬النووي ‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى‪676 :‬هـ)‪ ،‬المنهاج شرح صحيح‬
‫مسلم بن الحجاج ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي ‪،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1392 ،‬ه ـ ‪.227 /16 ،‬‬

‫‪125‬‬
‫ويكون عبر استخدام هذه المواقع مع المحافظة على الصدق واألمانة في نقل الخبر‪،‬حيث‬

‫حثت الشريعة اإلسالمية على ذلك‪ ،‬والصدق‪ " :‬هو األخبار عن الشئ على ما هو عليه‪ ,‬أي‬

‫مطابقة الخبر للواقع‪ ,‬ويكون في القول والعمل واالعتقاد‪ ,‬والصدق حلية المتقين وصفة‬

‫المرسلين‪,‬وبه جاء النبي األمين ‪ ،‬والصدق صفة كمال ومدح‪ ،‬وخلة ثناء وحمد‪ ،‬وليست هناك‬

‫صفة تكفل استقرار المجتمع‪ ،‬وتضمن الثقة بين األفراد مثل الصدق‪ ،‬ولذلك اعتبر أساسا من‬

‫أسس الفضائل الذي ينبنى عليه المجتمع الفاضل‪ ،‬وقد اعتبر بعض العلماء الصدق عنواناً لرقي‬

‫األمم‪ ،‬فإذا فقد المجتمع الصدق حل محله عدم الثقة‪ ،‬وفقدان التعاون‪ ،‬والصدق نجاة وعز‪،‬والكذب‬

‫هالك وذل‪ ،‬والصدق ضرورة من ضرورات المجتمع التي ينبغي أن ينال حظاً عظيماً من‬

‫(‪)1‬‬
‫العناية"‪.‬‬

‫فينبغي على من يعمل في مجال نقل المعلومات‪ ،‬ووسائل التواصل التي يتداولها الناس أن‬

‫يتثبت مما ينقله‪ ،‬فال يفرح بسماع شيء قبل التأكد منه‪ ،‬وهذا هو منهج اإلسالم في نقل المعلومات‬

‫والتواصل بين الناس وقد حذرت الشريعة من تناقل األخبار الكاذبة ؛ لما لهذه األخبار من آثار‬

‫(‪)2‬‬
‫سلبية على الفرد المجتمع ‪.‬‬

‫ومن أبرز األخالق العامة غير الصدق التي ينبغي على مستخدمـ مواقع التواصل‬
‫االجتماعي االلتزام بها ‪:‬‬
‫قول الحق عبر األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‪ ،‬والقيام بواجب النصح‬ ‫‪-1‬‬

‫واإلرشاد وحسن التعامل مع اآلخرين ‪ ،‬تجنب الجدال؛ألن الجدال يذكي العداوة‪ ،‬ويورث‬

‫الشقاق‪ ،‬ويقود إلى الكذب‪ ،‬ويدعو إلى التشفي من اآلخرين‬

‫() المهدي ‪ ،‬القاضي حسين بن محمد المهدي ‪ ،‬صيد األفكار في األدب واألخالق والحكم واألمثال‪ ،‬وزارة‬ ‫‪1‬‬

‫الثقافة‪ ،‬بدار الكتاب برقم إيداع (‪ )449‬لسنة‪2009‬م‪.647 ،‬‬


‫() أنظر‪ :‬سكر‪ ،‬ماجد ‪ ،‬وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪126‬‬
‫ومجانبة الغش والخداع ‪ ،‬وعدم الترويج للمحرمات ‪ ،‬واالبتعاد عن إثارة النعرات‬ ‫‪-2‬‬

‫من خالل العبارات والتغريدات والتعليقات التي قد تتضمن مظهر من مظاهر التفرقة‬

‫والتجزئة بين المسلمين‪ ،‬أو إثارة ألي لون من ألوان العصبية أو العنصرية بينهم‪ ،‬مهما كان‬

‫(‪)1‬‬
‫حالها‪ ،‬جغرافية أو تاريخية أو اجتماعية‪.‬‬

‫الخلق‬
‫األخوة‪ ،‬والتزام ُح ْسن ُ‬
‫ّ‬ ‫األخوة بين المسلمين‪ ،‬ومراعاة حقوق هذه‬
‫ّ‬ ‫مراعاة‬ ‫‪-3‬‬

‫أذيته‪ ،‬وتحريم ِع ْرضه‬


‫بصورة مطّردة‪ ،‬ومحبة األخ ألخيه الخير كما ُيحبُّه لنفسه‪ ،‬وتحريم ّ‬

‫ودمه وماله ‪ ،‬والعفو والصفح ومقابلة اإلساءة باإلحسان (‪.)2‬‬

‫التواصي بحسن الخلق‪ :‬وذلك ببث فضائل حسن الخلق‪ ،‬وبالتحذير من مساوئ‬ ‫‪-4‬‬

‫األخالق‪،‬وبنصح المبتلين بسوء الخلق‪ ،‬وبتشجيع حسني األخالق‪.‬فحسن الخلق من‬

‫(‪)4‬‬
‫بالصبر} ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالحق وتواصوا‬
‫ّ‬ ‫الحق(‪،)3‬واهلل تبارك وتعالى يقول‪{ :‬وتواصوا‬

‫انتقاء األلفاظ الحسنة‪ ،‬واالبتعاد عن الفاحش والفظ من الكالم ‪ ،‬وعدم استخدام األلفاظ‬ ‫‪-5‬‬

‫السيئة ويشمل ذلك كله المسلمين وغير المسلمين(‪.)5‬‬

‫() أب و عط ا ‪،‬أنس مص طفى ‪ ،‬ضـ ــوابط المظـ ــاهرات‪ :‬دراسة فقهية‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعل وم االقتص ادية‬ ‫‪1‬‬

‫والقانونية– المجلد ‪- 21‬ــ الع دد األول‪،2005 -‬ص ‪.436‬ــ المغ دوري‪ ،‬ع ادل بن ع ائض‪ ،‬ض وابط التواصل‬
‫االلك تروني من منظ ور إس المي وم دى تحققها ل دى طالب التعليم الث انوي بالمملكة العربي ة الس عودية‪ ،‬المدينه‬
‫المنورة‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫()عب د اهلل بن ض يف اهلل ال رحيلي ‪ ،‬األخالق الفاضــلة قواعــد ومنطلقــات الكتســابها ‪ ،‬الناش ر‪ :‬مطبع ة س فير‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫دون دار نشر ‪ ،‬دون تاريخ ‪،‬ص ‪.185‬‬


‫()عبد اهلل بن ضيف اهلل الرحيلي ‪ ،‬األخالق الفاضلة قواعد ومنطلقات الكتسابها ‪ ،‬ص ‪.33‬‬ ‫‪3‬‬

‫()سورة العصر ‪ :‬االية ‪.3‬‬ ‫‪4‬‬

‫() أنظر‪ :‬هندي‪ ،‬عادل‪ ،‬فن التواصل الدعوي الناجح‪ ،‬ط‪ ،1.‬مؤسسة اقرأ‪2010 ،‬م‪ ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫اآلثار االيجابية والسلبية الستخدام‪ B‬مواقع التواصل االجتماعي‬
‫أصبحت مواقع التواصل االجتماعي بمجموعها وتنوعها جزءا من حياتنا اليومية ‪ ،‬بحيث‬

‫لم يعد الكثير منا قادرا عن أن يستغني عن هذه المواقع ألسباب كثيرة جدا ‪ ،‬منها أن حياته‬

‫اليومية ومتعلقاتها أصبحت مرتبطة بهذه المواقع ‪،‬وهذه المواقع شأنها كشأن غيرها من‬

‫المستجدات والنوازل المعاصرة ال يمكن أن ننظر إليها من زاوية سلبية فقط ‪ ،‬بل يمكن أن‬

‫نستعين فيها لتحقيق الغاية من خلق اإلنسان فتكون طريقا موصال هلل سبحانه وتعالى ‪ ،‬من خالل‬

‫استخدامها استخداما يخدم الشرع ويتوافق معه ‪ ،‬ولقد انتشر استخدام شبكات التواصل االجتماعي‬

‫في اآلونة األخيرة في المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬وقد شاركت هذه الشبكات في كثير من المجاالت‬

‫الحياتية‪،‬ولقد صارت هذه الشبكات سالحاً ذا حدين؛ فمنها ما هو نافع ومنها ما هو ضار‪ ،‬فكان‬

‫لزاماً أن نبين ما لهذه المواقع من ايجابيات وسلبيات ‪ ،‬والذي يحدد ذلك طريقة االستخدام لها‬

‫‪،‬ونعرض في هذا الفصل اآلثار السلبية وااليجابية لمواقع التواصل االجتماعي مقدمين اآلثار‬

‫االيجابية أوال على اآلثار السلبية ‪،‬وذلك في المبحثين التاليين ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اآلثار االيجابية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اآلثار السلبية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫المبحث األول‬

‫اآلثار االيجابية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي‬

‫لمواقع التواصل االجتماعي إيجابيات متعددة ومتنوعة يمكن أن يستفاد منها ‪ ،‬في شتى‬

‫المناحي واالتجاهات ‪ ،‬بشرط أن تستخدم وفق القواعد والضوابط التي كنا قد قررناها في الفصل‬

‫السابق ‪ ،‬ثم إن صور استخدام مواقع التواصل االجتماعي متعددة ومتنوعة في ظل الزخم الكبير‬

‫الذي توفره هذه الوسائل ‪ ،‬ويالحظ أن االنتشار الواسع وسهولة الوصول لمواقع التواصل‬

‫االجتماعي‪ ،‬والتفاعل المباشر مع المحتويات ذات التركيبة اإلعالنية المختلفة؛ سواء مكتوبة أو‬

‫مسموعة أو مرئية بالصور أو الفيديو‪ ،‬تكسبها قدرة عالية على التأثير في نشر وتعزيز بعض القيم‬

‫واألفكار واآلراء‪.‬‬

‫"بل إنها تقوم بتضخيم الصورة بدرجة كبيرة وطبعها بقوة في أذهان الناس إيجابا أو سلبا‬

‫في حياتنا المعاصرة‪ ،‬وذلك بسبب انتشارها الواسع‪ ،‬وامتدادها األفقي والرأسي‪ ،‬إضافة لقدرتها‬

‫البالغة على االستقطاب واإلبهار‪ ،‬واستيالئها الطاغي على أوقات الناس‪ ،‬ومنافستها الشديدة‬

‫للمؤسسات االجتماعية األخرى في مجال التأثير على الجماهير"(‪.)1‬‬

‫" ويمكن خلق هذا التأثير عبر وسائل اإلعالم والتواصل االجتماعي نتيجة التعرف الطويل‬

‫والمستمر للرسائل اإلعالمية ذات الصبغة الفكرية‪ ،‬إذ أن لها دوراً كبيراً في عملية التشكيل‬

‫المعرفي لألفراد وتغيير المواقف واالتجاهات‪ ،‬األمر الذي يتيح لها إحالل أصول معرفية جديدة‬

‫محل األصول المعرفية القديمة‪ ،‬عندما تكون الرسائل مشحونة بقيم المصدر" (‪.)2‬‬

‫ومن أبرز االستخدامات االيجابية لمواقع التواصل االجتماعي ما يلي ‪:‬‬

‫()أنظر‪ :‬طاش‪ ،‬محمد ‪ ،‬الصورة النمطية لإلسالم والعرب في مرآة اإلعالم الغربي‪ ،‬شركة الدائرة لإلعالم‬ ‫‪1‬‬

‫المحدودة‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص‪ 21-19‬بتصرف‪.‬‬


‫()محمد‪ ،‬التأثير اإلعالمي في الظواهر االجتماعية بين السلب واإليجاب ‪  ،‬ﺸﺒﮐﺔ اﻟﻤﺸـﮐﺎة اﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ‪ ‬على‬ ‫‪2‬‬

‫الموقع االلكتروني ‪http://www.Mishcat.com :‬‬


‫‪129‬‬
‫المطلب األول‪:‬اآلثار االيجابية الدينية والعقائدية‬

‫من مزايا مواقع التواصل االجتماعي انفتاحها على العالم بأسره ‪ ،‬دون ان يكون هناك‬

‫حدود لتلك المواقع ‪ ،‬ويمكن للمسلم أن يستخدم هذه المواقع من أجل نشر دين اإلسالم ‪ ،‬عبر‬

‫بيان العقيدة اإلسالمية النقية الصافية ‪ ،‬وإ براز محاسنها ؛ ألن العقيدة ضرورة من ضروريات‬

‫اإلنسان التي ال غنى له عنها ‪ ،‬فاإلنسان بحسب فطرته يميل إلى اللجوء إلى قوة عليا يعتقد فيها‬

‫القوة الخارقة والسيطرة الكاملة عليه وعلى المخلوقات من حوله‪ ,‬وهذا االعتقاد يحقق له الميل‬

‫الفطري للتدين ويشبع نزعته تلك‪ ،‬فإذا كان األمر كذلك فإن أولى ما يحقق ذلك هو االعتقاد‬

‫الصحيح الذي يوافق تلك الفطرة ويحترم عقل اإلنسان ومكانته في الكون‪ ،‬وهذا ما جاءت به‬

‫العقيدة اإلسالمية‪ ،‬وهذا أيضاً ما ينبغي أن ينشره اإلنسان ويدعو إليه ‪.‬‬

‫وتعد وسائل اإلعالم المقروءة والمسموعة والمرئية‪ ،‬إضافة إلى قنوات التواصل‬

‫االجتماعي مثل الرسائل القصيرة‪ ،‬والفيسبوك‪ ،‬وتغريدات توتير‪ ،‬من أهم الوسائل التي تسهم في‬

‫التأثير على الجماهير‪ ،‬وبث األفكار والمعتقدات والقيم‪ ،‬لسهولة نشر الرسائل فيها‪ ،‬إضافة للعدد‬

‫الكبير من المستخدمين لهذه المواقع والتطبيقات‪.‬‬

‫ومن أبرز اآلثار اإليجابية تحت هذا القسم ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬رد الشبهات التي تثار حول العقيدة اإلسالمية بشكل خاص ‪ ،‬واإلسالم بشكل عام من قبل‬

‫المشككين‪ ،‬والمغرضين والملحدين وغيرهم من المنحرفين ‪ ،‬ومن سار على شاكلتهم من أهل‬

‫األهواء والبدع ‪ ،‬وإ براز صورة اإلسالم السمحة الناصعة ‪ ،‬وعدم االكتراث بأقاويلهم وأباطيلهم ‪،‬‬
‫ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬ ‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ‬
‫ﭼ (‪. )1‬‬
‫ووجه الداللة ‪ :‬ما أورده الزمخشري في معرض تفسيره لهذه اآلية حيث قال ‪ " :‬يا أيها الرسول بلغ‬

‫ما أنزل إليك من ربك أمر الرسول بأن ال ينظر إلى قلة المقتصدين وكثرة الفاسقين ‪،‬فقال ‪ :‬بلّغ أي‬

‫() سورة المائدة‪ :‬اآلية ‪.٦٧ :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪130‬‬
‫واصبر على تبليغ ما أنزلته إليك من كشف أسرارهم وفضائح أفعالهم‪ ،‬فإن اهلل يعصمك من كيدهم‬
‫(‪)1‬‬
‫ويصونك من مكرهم " ‪.‬‬

‫واألمر للنبي عليه الصالة والسالم أمر ألمته من بعده ‪ ،‬فالواجب أن تتخذ مثل هذه المواقع‬

‫وسيلة للدفاع عن اإلسالم ومحاربة المشككين فيه ‪ ،‬من قبل أهل العلم واالختصاص بالحكمة‬

‫والموعظة الحسنة ‪ ،‬وبالحجة والبرهان ‪.‬‬

‫‪ -2‬محاربة الفكر المتطرف ‪ ،‬واألفكار اإلرهابية التي تسيء لإلسالم ‪ ،‬عبر تنمية حس االعتدال‪،‬‬

‫ورفض التزمت‪ ،‬ونبذ التطرف المتشدد‪ ،‬هو مسؤولية عامة‪ ،‬تحتم على جميع المعنيين بهذا األمر‬

‫من الكتاب والمفكرين‪ ،‬والدعاة والمربين‪ ،‬وقادة تشكيل الرأي‪ ،‬واإلعالميين االنتباه لخطورة‬

‫رص الصف‪،‬‬
‫تداعيات ظاهرة التعصب‪ ،‬والحاجة إلى االعتدال والوسطية‪ ،‬والحرص على ّ‬
‫كضرورة قصوى‪ ،‬تتطلبها المصلحة العامة للناس بما يعزز األمن والسلم االجتماعي‪،‬ويدرأ عن‬

‫يد بِ ُك ُم‬
‫يد اللّهُ بِ ُك ُم اْلُي ْس َر َوالَ ُي ِر ُ‬
‫المجتمع مخاطر تبديد طاقاته بالتعصب ‪ ،‬قال تعالى ) ‪ُ :‬ي ِر ُ‬
‫(‪)2‬‬

‫طهََّر ُك ْم َوِلُيتِ َّم نِ ْع َمتَهُ َعلَْي ُك ْم‬


‫يد ِلُي َ‬
‫يد اللّهُ ِلَي ْج َع َل َعلَْي ُكم ِّم ْن َح َر ٍج َولَ ِـكن ُي ِر ُ‬
‫اْل ُع ْس َر‪ .( ‬وقال‪َ ( :‬ما ُي ِر ُ‬
‫(‪)3‬‬

‫إن الدين يسر‪ ،‬ولن َّ‬


‫يشاد الدين أحد إال غلبه‪،‬‬ ‫ون) (‪ .)4‬وقوله صلى اهلل عليه وسلم‪َّ ( :‬‬ ‫َّ‬
‫لَ َعل ُك ْم تَ ْش ُك ُر َ‬
‫(‪)5‬‬
‫فسددوا وقاربوا وأبشروا‪ ،‬واستعينوا بالغدوة‪ ،‬والروحة‪ ،‬وشيء من الدلجة( ‪.‬‬

‫‪ -3‬محاربة البدع واألحاديث المغلوطة‪ ،‬والصور والقصص المفبركة المتداولة في كل مواقع‬

‫التواصل االجتماعي ‪ ،‬والتي تنتشر بصورة كبيرة ‪ ،‬دون التحقق من صحتها وثبوتها ‪ ،‬وإ ن دلت‬

‫على شيء فإنما تدل على التقصير في التحقق والتثبت من المعلومات‪ ،‬على الرغم من سهولة ذلك‬

‫() سورة المائدة‪ :‬اآلية ‪ .٦٧ :‬الزمخشري ‪،‬أبو عبد اهلل محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي‬ ‫‪1‬‬

‫الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى‪606 :‬هـ) ‪ ،‬الكشاف ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪.12/399،‬‬
‫() عبوش‪ ،‬وحدة صف المجتمع المسلم تحديات التعصب وضرورات االعتدال‪ ، 2013 ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪2‬‬

‫() سورة ‪ :‬البقرة‪ :‬اآلية ‪.185 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫() سورة ‪ :‬المائدة ‪ :‬اآلية ‪.6 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫() متفق عليه ‪ :‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب اإليمان ‪ ،‬باب اليسر ‪ ،‬حديث رقم ‪ .39‬وأخرجه مسلم‬ ‫‪5‬‬

‫في صحيحه ‪ ،‬كتاب االيمان ‪ ،‬حديث رقم )‪. )2816‬‬


‫‪131‬‬
‫مع وجود العديد من المواقع المتخصصة التي يمكن اللجوء إليها ‪ ،‬يقول عليه الصالة والسالم ‪ (:‬إن‬

‫علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)(‪.)1‬‬


‫علي ليس ككذب على أحد‪ ،‬فمن كذب َّ‬
‫كذباً ّ‬
‫ووجه الداللة من الحديث ‪ ":‬تعظيم تحريم الكذب عليه صلى اهلل عليه وسلم وأنه فاحشة عظيمة‬

‫وموبقة كبيرة ‪ ،‬فالكذب على رسول اهلل (صلى اهلل عليه وسلم) أجدر أال يصلح فى دين وال دنيا‪،‬إ ْذ‬
‫(‪)2‬‬
‫الكذب عليه ليس كالكذب على غيره‪".‬‬

‫‪ -4‬ويمكن االستفادة من هذه المواقع دينينا عبر التواصل مع العلماء والدعاة ‪ ،‬عبر صفحاتهم‬

‫على الفيس بوك او التوتير أو قنواتهم في اليوتيوب ‪ ،‬والتي تتضمن تسجيالت مرئية ومسموعة‬

‫ومواد مقروءة ‪ ،‬ووجود قنوات مرئية على اليوتيوب للعلماء والدعاة يقوموا من خالله بعرض‬

‫دروسهم وخطبهم ومحاضراتهم ‪ ،‬وكذلك ما تم استحداثه مؤخراً في الفيس بوك من خالل العرض‬

‫المباشر أو البث الحي أو ما يسمى ب(‪ ،)LIVE STREAMING‬كل ذلك يسهل على طلبة العلم‬

‫الشرعي الوصول للعلم والمعرفة الشرعية ‪.‬‬

‫‪ -5‬منها أيضا وجود صفحات معتمدة لدوائر اإلفتاء يستطيع الباحث عن الحكم الشرعي في إي‬

‫مسألة أن يقوم بعرض مسائله على أصحاب االختصاص في تلك الصفحات وتتم اإلجابة بشكل‬

‫مباشر عليه ‪ ،‬مثل صفحة دائرة اإلفتاء العام األردنية ‪ ،‬والكويتية والسعودية وغيرها من الدوائر‬
‫(‪)3‬‬
‫المعتمدة ‪.‬‬

‫‪ -6‬إنشاء مجموعات دينية وتوعية على االنستغرام أو الواتس أب أو الفيس بوك ‪ ،‬يتم من خاللها‬

‫نشر األحكام الشرعية ‪ ،‬والقيم اإلسالمية ‪ ،‬واألخالق الفاضلة ‪ ،‬مثل مجموعة الشيخ عائض القرني‬

‫‪ ،‬والشيخ المغامسي ‪ ،‬والشيخ المنجد ‪ ،‬والعريفي ‪ ،‬وغيرهم من المشايخ والدعاة والعلماء ‪" ،‬‬

‫() متفق عليه ‪ :‬أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬كتاب كتاب األدب ‪ ،‬باب من سمى بأسماء األنبياء‪ ،‬حديث‬ ‫‪1‬‬

‫رقم‪ .)5844( :‬وأخرجه مسلم في صحيحه ‪،‬المقدمة ‪  ،‬باب تغليظ الكذب على رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ‪ ،‬حديث رقم ‪ ،)34( :‬وأحمد ‪ ،245 /4‬وأبو داود‪ :‬علم ‪ ،4‬والترمذي‪ :‬علم ‪ ،8‬وأما الرواية‪" :‬من‬
‫كذب علي فهو في النار" فهي رواية ضعيفة‪ ،‬وقد أخرجه األلباني في ضعيف الجامع الصغير رقم ‪5830‬‬
‫وسلسلة األحاديث الضعيفة برقم ‪.4646‬‬
‫() ابن بطال ‪ ،‬أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك (المتوفى‪449 :‬هـ) ‪ ،‬شرح صحيح البخارى البن‬ ‫‪2‬‬

‫بطال ‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو تميم ياسر بن إبراهيم ‪ ،‬دار النشر‪ :‬مكتبة الرشد ‪ -‬السعودية‪ ،‬الرياض ‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية‪1423 ،‬هـ ‪2003 -‬م‪ .1/184 ،‬النووي ‪ ،‬شرح صحيح مسلم ‪.1/69 ،‬‬
‫() أنظر صفحات دوائر اإلفتاء على الفيس بوك ‪/https://web.facebook.com/pages :‬دائرة‪-‬اإلفتاء‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫العام‪-‬األردنية‪.420704221437438 /‬‬
‫‪132‬‬
‫وإنشاء مواقع إسالمية متخصصة للترويج لألنشطة والدعوة والتثقيف بالوسطية وخدمة القضايا‬

‫اإلسالمية ودعمها مادياً‪ ،‬علماً أن هناك فتاوى لبعض العلماء صدرت بجواز دفع الزكاة للمواقع‬

‫اإلسالمية ومن هؤالء فضيلة الشيخ عبد اهلل بن جبرين رحمه اهلل تعالى‪،‬إضافة إلى دعوة العلماء في‬

‫المواقع لنشر مقاالتهم ومحاضراتهم‪ ،‬وفتاواهم‪ ،‬واالستفادة من البريد اإللكتروني في نشر مفاهيم‬

‫الوسطية من خالل البرامج والمقاالت اإللكتروني في نشر مفاهيم الوسيطة من خالل البرامج‬

‫والمقاالت واألخبار‪ ،‬بعد التوثق من صحتها‪ ،‬حتى ال يتم نشر ما هو غير صحيح أو فيه مبالغات"‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ -7‬البرامج التوعوية عبر اليوتيوب والبرامج المدمجة لتقديم القدوة الحسنة ونشر النماذج المتميزة‬

‫من قادة العمل اإلسالمي ‪ ،‬إن تبادل الصور والتسجيالت والمواد اإلعالمية سواء المرئية أو‬

‫السمعية أضحى أكثر سهولة عبر شبكات التواصل‪ ،‬وكما هو معروف بأن التأثير البصري‬

‫والسمعي أبلغ من تأثير النصوص المكتوبة على األشخاص‪ ،‬وأكثر رسوخاً في الذاكرة‪ ،‬ولذا يمكن‬

‫استغالل ذلك في نشر البرامج والنماذج المتميزة لالعتدال والوسطية والتسامح‪ ،‬في قوالب إنتاجية‬

‫(‪)2‬‬
‫مختلفة باختالف الشرائح العمرية الموجهة إليها هذه المواد اإلعالمية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬اآلثار اإليجابية العلمية والمعرفية‬

‫من المعلوم أن االنفتاح التكنولوجي إن جاز لنا التعبير قد أدى إلى تطور الكثير من‬

‫الممارسات واالستخدامات وحتى السلوكيات التي يسلكها اإلنسان من خالل استخدامه لهذه‬

‫لمخرجات التكنولوجيا ‪ ،‬ومن هذه التطورات التي شهدها زمننا المعاصر التطور المعرفي‬

‫() بني عيسى ‪ ،‬عبدالرؤوف بني عيسى‪ ،‬سبل نشر مفاهيم الوسطية واالعتدال عبر شبكات التواصل‬ ‫‪1‬‬

‫االجتماعي ‪،‬مجلة العلوم اإلسالمية العالمية ‪ ،2013 ،‬ص ‪،16‬‬


‫()المرجع السابق‪،‬ص ‪.18‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪133‬‬
‫والعلمي فلم يعد يقتصر على الطريقة التقليدية في التلقي ‪ ،‬حيث أضحت اآلن مواقع التواصل‬

‫االجتماعي قاعدة بيانات ومعلومات معرفية وفكرية كبيرة جداً ‪ ،‬وقاعدة معلومات واسعة في‬

‫شتّى مجاالت الحياة من ٍ‬


‫فكر وعلوم وثقافة‪.‬‬

‫اإللكترونية التي تفيد العالم‬


‫ّ‬ ‫الصفحات والمواقع‬
‫فتحتوي هذه المواقع على ماليين ّ‬

‫والمتعلّم‪ ،‬ومعلوم لدينا أن اإلسالم دين حض على العلم وحث عليه ‪ ،‬وان أول آيات القرآن نزوال‬

‫جاءت دالة على ذلك ﭧ ﭨ ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﭼ (‪.)1‬‬

‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه‬


‫ووجه الداللة من اآلية الكريمة ‪ :‬أن هذا أول خطاب ِإلهي ِإلى النبي َ‬

‫و َسلَّم َ وفيه دعوةٌ ِإلى القراءة والكتابة والعلم‪ ،‬ألنه شعار دين ِ‬
‫اإلسالم أي أقرأ يا محمد القرآن‬ ‫َ‬

‫مبتدئاً ومستعيناً باسم ربك الجليل (‪ ،)2‬واألدلة على طلب العلم والحث عليه كثيرة في ديننا نحيل‬

‫إلى بعض من مواطنها(‪. )3‬‬

‫ويمكن أن نبرز اإليجابيات العلمية والمعرفية التي يمكن أن يستفاد من هذه المواقع ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬يستطيع العالم من خالل مواقع التواصل االجتماعي أن يعرض علمه الذي تعلّمه ويضع على‬

‫أن المتعلّم وطالب العلم يجد في مواقع التواصل االجتماعي ضالته‬


‫صفحاته خالصة تجاربه‪ ،‬كما ّ‬

‫والصفحات التي تفيده في دراسته‪ ،‬كما توفّر‬


‫ّ‬ ‫المنشودة حيث يحتوي على ٍ‬
‫كثير من المواقع‬

‫ٍ‬
‫راغب في زيادة ثقافته ومعرفته ‪ " ،‬يستطيع‬ ‫عامة لك ّل‬
‫صفحات التواصل االجتماعي ثقافة ّ‬

‫والمشاركة بإثارة القضايا التعليمية‬ ‫َّ‬


‫(عضو هيئة التدريس) عرض مادة تعليمية ما على طُالبه‪ُ ،‬‬

‫() سورة العلق‪ :‬اآلية ‪.1 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫() الصابوني ‪ ،‬محمد علي الصابوني ‪ ،‬صفوة التفاسير ‪ ،‬دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع –‬ ‫‪2‬‬

‫القاهرة ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1417 ،‬هـ ‪ 1997 -‬م ‪.3/554 ،‬‬


‫()مثل قوله تعالى‪( :‬قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ال يعلمون)‪،‬وقوله‪( :‬يرفع اهلل الذين امنوا منكم‬ ‫‪3‬‬

‫والذين أوتوا العلم درجات (‪،‬وقول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬أغدوا عالما أو متعلما أو مستمعا‪ ،‬وال تكون‬
‫دينارا‪ ،‬ولكنهم ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ‬
‫أيضا‪" :‬إن األنبياء لم يورثوا درهما وال ً‬
‫الرابعة فتهلك"‪ ‬ويقول ً‬
‫علما سهل اهلل له طريقًا إلى الجنة" بل أنه يجعل طلب‬
‫بحظ وافر"‪ ،‬ويقول أيضا‪" :‬من سلك طريقًا يلتمس به ً‬
‫جهادا فيقول‪" :‬من خرج في طلب العلم فهو في سبيل اهلل حتى يرجع" ‪ ..‬‬ ‫ً‬ ‫العلم‬

‫‪134‬‬
‫وإ جراء نقاش بنـَّاء حول ُكل درس من دروس المادة في ساحة الحوار‪ ،‬ويستطيع أيضـًـا أن يضع‬

‫لطُالَّبه تكليفات ُمحددة‪ ،‬ثم يطلب منهم البحث عنها وإ عادة إرسالها‪ ،‬بحيث ُيمكن الوقوف على ما‬

‫توصَّل إليه ُك ٍل منهم على ِحدة‪ ،‬ووضع التقييم المناسب ‪ ،‬وتُتَاح له إضافة صور ومقاطع صوت‬

‫ويساعد على الفهم بشكل‬ ‫َّ‬


‫وفيديو تتعلق بالمادة أو أحد دروسها‪ ،‬بما يثري المادة أو الدرس‪ُ ،‬‬

‫المتعلِّم أو من انتقائهما‪ ،‬مع إمكانية ُمشاركة وإ ضافة‬ ‫ِّ‬


‫المعلم أو ُ‬
‫أفضل‪ ،‬وتكون إمـَّا من إنتاج ُ‬

‫ومناقشة ُمحتواها‪. )1( "،‬‬ ‫روابط لصفحات على اإلنترنت‪ ،‬تـ ِّ‬
‫قدم المزيد من اإلثراء للمادة التعليمية ُ‬ ‫ُ‬

‫‪ -2‬تمتاز هذه المواقع أيضاً بسرعة نقل المعلومات وتمريرها ‪ ،‬فمواقع التواصل االجتماعي‬

‫تمكن المستخدم من الحصول على المعلومات العلمية والمعرفية بصورة سريعة ومحدثة ‪،‬بغض‬

‫النظر عن طبيعة هذه المعلومات واألخبار‪.‬‬

‫‪ -3‬التواصل مع العلماء والدعاة وأهل االختصاص في شتى االختصاصات ‪ ،‬فمثال على صعيد‬

‫الجانب الديني ‪ ،‬هناك صفحات متخصصة ألصحاب الفضيلة ويتواصلون عبرها مع رواد هذه‬

‫الصفحات ويقوموا باإلجابة عن االستفسارات التي يمكن أن يطلبها رواد تلك الصفحات‪.‬‬

‫‪ -4‬تسهيل وصول المعرفة والمعلومات ‪ ،‬ومجانيتها أيضا ‪ ،‬فلم يعد األمر مقتصرا على أن يقوم‬

‫طالب العلم بإنفاق تكاليف كثيرة للوصول إلى المعرفة ‪ ،‬وتكبد المشاق والمتاعب الجسدية‬

‫والمالية للوصول إلى المعرفة والعلم ‪.‬‬

‫‪ -5‬نشر العلم والمعرفة عبر نشر الكتب الحديثة والمجالت العلمية ‪ ،‬والدروس الصوتية‬

‫والمرئية والمكتوبة ‪ ،‬عبر صفحات متخصصة في هذا الشأن مما يتيح الفرصة لمريدي المعرفة‬

‫مصدر جيد‪ ‬للطالب في مختلف مراحل التعليم العام‬


‫ً‬ ‫والعلم متابعة ذلك ‪ ،‬وهي كذلك أيضاً‬

‫‪)( 1‬التعليم عبر شبكات التواصل االجتماعي مزايا ومآخذ‪:‬‬


‫‪http://www.almarefh.net/show_content_sub.ph‬‬
‫‪135‬‬
‫والجامعي والعالي‪،‬يستخدمون مواقع التواصل االجتماعي في إعداد البحوث‬
‫(‪)1‬‬
‫وإ جراء‪ ‬األبحاث‪ ‬والدراسات‪ ‬التي تساهم في رفع مستوى تحصيلهم العلمي‪ ،‬ومعدلهم الدراسي‪.‬‬

‫‪ -6‬الحوار والمناقشة وتنمية الثقافة الفكرية الحوارية من خالل المجموعات التي تمثل مجموعة‬

‫من مستخدمي وسائل التواصل االجتماعي عبر صفحات متخصصة للمناقشة والحوار وعرض‬

‫اآلراء واألفكار وتداولها في موضوع معين‪ ،‬او مواضيع متعددة ‪ ،‬منها الديني ‪ ،‬واللغوي‬

‫‪،‬والعلمي واالقتصادي ‪ ،‬وهناك اآلالف من مجموعات النقاش على مواقع التواصل االجتماعي‬

‫ومنها الفيس بوك ‪ ،‬تتبادل المعلومات في مختلف المواضيع الممكنة التي يمكن أن تخطر على‬

‫البال‪ ،‬والنقاش يتم عن طريق قراءة وكتابة الرسائل من قبل المشتركين في النقاش‪ ،‬فكل مشترك‬

‫بإمكانه أن يعبر عن رأيه‪ ،‬وكذلك بإمكانه أن يطرح أسئلته وأن يجيب على أسئلة مطروحة من‬

‫قبل المشتركين‪،‬هناك مجموعات نقاش تسمح لكل مستخدم لشبكة اإلنترنت االشتراك فيها‪،‬وأخرى‬

‫تسمح بذلك فقط جزئياً أو ال تسمح بذلك على اإلطالق‪ ،‬حيث تكون معرفة في هذه الحال‬

‫لمجموعه معينه من المشتركين فقط‪ ،‬لذا ال تستغرب إن لم تتمكن من االشتراك في مجموعة‬


‫(‪)2‬‬
‫نقاش معينه‪ ،‬بل أنتقل إلى مجموعه أخرى لعلها تسمح لك بذلك‪.‬‬

‫‪ -7‬أدخلت كثير من المدارس‪ ،‬في بلدان العالم شبكات‪  ‬التواصل االجتماعي لتوطيد العالقة بين‬

‫والمتعلِّم‪ ،‬وأثبتت الدراسات فاعلية هذه التجربة‪ ..‬وإ ن هذه الشبكات لها قـُدرة كبيرة في‬ ‫ِّ‬
‫المعلم ُ‬‫ُ‬

‫المتلقِّي ب ُكل سهولة وتلقائية ‪ ،‬ومن شأنه إزالة اإلحساس باالغتراب‬ ‫ِ‬
‫إيصال المعلومات إلى ذهن ُ‬
‫وسي ِّ‬
‫مكن من تجاوز الحواجز التي تفصل‬ ‫َّ‬
‫الذي قد ينتاب بعض الطُالب داخل قاعات الدروس‪ُ ،‬‬

‫أحيانـًا بين الطُالَّب والمؤسسات التربوية التي ينتمون إليها‪..‬ويضرب لها مثاال التجربة الصينية‬

‫التدرج في استخدام شبكات‬


‫حيث يقول الخبير الصيني في التربية الحديثة (فيليب تسانغ )‪ :‬إن ُ‬

‫‪.http://sssm2009.blogspot.com/2014/04/blog-post.htm)( 1‬‬
‫‪)( 2‬بتصرف شديد ‪ :‬المري ‪ ،‬والسليطي ‪ ،‬ايجابيات وسلبيات االنترنت وأثرها على الفتيات في المجتمع في‬
‫قطر ‪ ،‬مركز علي بن سعود للبحث و التطوير العلمي ‪ ،‬قطر ‪ ،2010 ،‬ص ‪.9‬طيبي‪ ،‬مؤنس من موقع بيت‬
‫بيرل(غير معروف السنة)‪ :‬شبكة االنترنت للطالب والمعلم‬
‫‪.http://www.beitberl.ac.il/arbInfoPages/InfoPagesPreview.asp?ID=1217‬‬
‫‪136‬‬
‫المخطط التعليمي الصيني‪ُ ،‬يمكن أن ُيحقق المزيد من المنفعة‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬ضمن ُ‬

‫للطُالَّب‪ ،‬حيث يوفـِّر مبدأ التحفيز والترغيب‪ ،‬ويضمن الوصول بهم إلى أكبر قدر من الحماسة‪،‬‬

‫خاصة عندما يتعلَّق األمر بدروس قد يراها البعض ُمعقَّدة‪ ،‬منها على سبيل المثال دروس تعلُّم‬

‫اللُغات األجنبية‪،‬التي تعتمد بشكل أساسي على االنفتاح والحوار‪ ،‬واالنسجام داخل المحيط‬

‫وهي أيضاً ُمطبَّقة حديثـًا في كثير من المدارس والمعاهد الرسمية‬ ‫الدراسي»‪.‬‬


‫(‪)1‬‬

‫المعلِّمين والطُالَّب‪ ،‬وكانت دراسة حديثة قام بها‬ ‫ِ‬


‫والخاصة‪،‬وتـُمارس على نطاق واسع من قبل ُ‬

‫نفر من الباحثين بجامعة مينيسوتا قد أفضت إلى أن ‪ %77‬من عموم الطُالَّب يدخلون إلى‬

‫شبكات التواصل بهدف التعلُّم وتنمية المهارات واالنفتاح على وجهات نظر جديدة‪ ،‬وأنه بحسب‬

‫بيانات تم جمعها على مدار الستة أشهر األخيرة لطُالَّب تتراوح أعمارهم بين ‪ 18 :16‬سنة‪،‬‬

‫تبيَّن «أن الطُالَّب الذين يستعملون مواقع الشبكات االجتماعية‪َّ ،‬‬


‫تطورت مهاراتهم وإ بداعاتهم على‬

‫نحو جيد»‪ ،‬وتشير كرستين جرينهو الباحثة في الدراسة‪ ،‬إلى أن إدراج المناهج التعليمية في‬

‫الشبكات االجتماعية‪ ،‬ساعد على جعل المدارس أكثر أهمية وذات مـغـزى للطُـالَّب‪ ،‬وصار‬

‫المعلِّمون قادرين على زيادة انخراط الطُـالب في التعليم‪ ،‬ورفع الكفاءة التكنولوجية‪ ،‬وتعزيز‬
‫ُ‬

‫روح التعاون في الفصول الدراسية‪ ،‬وبناء مهارات اتصال أفضل»‪ ،‬وتـُضيف‪« :‬إن التفكير ليس‬

‫يتطور التفكير‬
‫فقط في دمج التكنولوجيا الخاصة بك‪ ،‬ولكن في خلق مهام أكثر إلحاحـًا‪ ،‬وسوف َّ‬

‫المشاركة العالمية لدى الطُالَّب»‪.‬‬


‫(‪)2‬‬
‫المشكالت‪ ،‬والقدرة على ُ‬
‫الناقد وحل ُ‬

‫المطلب الثالث‪:‬اآلثار اإليجابية االقتصادية‬

‫()التعليم عبر شبكات التواصل االجتماعي مزايا ومآخذ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪http://www.almarefh.net/show_content_sub.p399&SubModel=138&ID=1646‬‬

‫‪2‬‬
‫()‪http://www.almarefh.net/show_content_sub.p399&SubModel=138&ID=1646‬‬
‫‪137‬‬
‫من أبرز ايجابيات استخدام وسائل التواصل االجتماعي االستفادة منها في الجانب‬

‫االقتصادي ‪ ،‬حيث أصبحت وسائل التواصل االجتماعي سوقاً اقتصادياً واسعاً ‪ ،‬يتم من خاللها‬

‫تداول نشاطات اقتصادية كبيرة ومتنوعة ‪ ،‬نظراً لما تقدمه هذه المواقع من سهولة ويسر في‬

‫عرض المنتوجات ‪ ،‬وسرعة في عرضها ‪ ،‬وقلة تكلفة مالية في تسويقها‪ ,‬وانتشارها وذيوعها‬

‫بين عدد كبير من األفراد والمجتمعات ‪ ،‬ويمكن أن نبرز أهم اإليجابيات االقتصادية لمواقع‬

‫التواصل االجتماعي عبر النقاط التالية (‪:)1‬‬

‫‪ -1‬ساهمت وسائل التواصل االجتماعي بعمل ثورة في عالم التسوق‪ ،‬حيث قامت هذه المواقع‬

‫بتسهيل عملية التسويق الشخصي ‪ ،‬والذي يتيح لشركة ما أن تسوق منتجها لشخص معين أو‬

‫مجموعة معينة من األشخاص بطريقة أفضل من أي وسط إعالني‪ ،‬بمجرد عرض هذه‬

‫المنتوجات على صفحتها الرئيسية ‪ ،‬أو بعرضها على الصفحات األخرى مقابل أجر زهيد‬

‫يتقاضاه الموقع الرئيسي ‪.‬‬

‫‪ -2‬عقد الصفقات التجارية ‪ ،‬ومتابعة أسعار العمالت واألسواق العالمية عبر مواقع التواصل‬

‫االجتماعي ‪ ،‬فهناك اآلالف من مستخدمي هذه المواقع يعقدوا صفقات بيع وشراء ‪ ،‬وعرض‬

‫وطلب ‪ ،‬وهناك صفحات متخصصة لرصد التحركات االقتصادية ومتابعة النشاطات لألسواق‬

‫العالمية تقدم نصائح للتجار والشركات ‪ ،‬وغيرهم من أجل تحقيق األرباح ‪.‬‬

‫‪ -3‬استخدام هذه المواقع الستقطاب أصحاب الخبرات والكفاءات عبر اإلعالن عبر هذه المواقع‬

‫عن الرغبة في التوظيف أو التعيين ‪ ،‬مما يساهم في تطوير األداء االقتصادي للشركات‬

‫والمؤسسات ‪.‬‬

‫() مرسي مشري(‪ ، )2012‬الشبكات االجتماعية االلكترونية الرقمية ‪ ،‬نظرة في الوظائف ‪ ،‬مجلة المستقبل‬ ‫‪1‬‬

‫العربي ‪ ،‬العدد ‪ ، 395‬بيروت ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪.2012 /1 ،‬‬

‫‪138‬‬
‫‪ -4‬استخدام مواقع التواصل االجتماعي من أجل زيادة الدخل من خالل التجارة عبر هذه المواقع‬

‫والبحث عن فرص العمل من خالل الصفحات المخصصة لإلعالن عن الوظائف الشاغرة ‪.‬‬

‫‪ -5‬بما أن مستخدمي هذه المواقع تتراوح أعمارهم بين ‪ 13‬و ‪ 25‬عاماً ‪ ،‬فإنهم حين يعلنوا عن‬

‫أنفسهم فهم يعلنون بالتالي عن هواياتهم واهتماماتهم ‪ ،‬ومن هنا تستطيع شركات التسويق في‬

‫وسائل التواصل االجتماعي عبر استخدام هذه المعلومات لإلعالن عن المنتجات التي توافق‬
‫(‪)1‬‬
‫رغباتهم واهتماماتهم‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪:‬اآلثار اإليجابية السياسية‬

‫من نافلة القول أن مواقع التواصل االجتماعي لعبت دورا سياسيا مهما في الكثير من بلدان‬

‫العالم العربي واإلسالمي ‪ ،‬بحيث أصبحت هذه المواقع تمارس دوراً سياسيا هاما وبارزاً ‪،‬تتم‬

‫من خالله العديد من النشاطات السياسية ‪ ،‬سواء في المحاسبة ‪ ،‬أو في الرقابة ‪ ،‬أو في التأثير‬

‫على الرأي العام ‪ ،‬أو كشف المجازر والجرائم اإلرهابية ‪ ،‬أو زيادة الوعي السياسي ‪ ،‬ويمكن‬

‫أن نبرزها عبر النقاط التالية ‪:‬‬

‫نقل األخبار واألحداث السياسية بموضوعية وبمصداقية ‪ ،‬فأصبحت هذ المواقع مصدراً‬ ‫‪-1‬‬

‫للحصول على األخبار والمعلومات‪ ،‬وأداةً لمتابعة مجريات األحداث السياسية‪،‬ووسيلة ًلنقل‬

‫(‪)2‬‬
‫األخبار والتعليمات والصور والفيديوهات بأسرع وقت وأقل التكلفة‪.‬‬

‫عاما‬
‫فضاء ً‬
‫ً‬ ‫دورا في تشكيل الرأي العام ‪ ،‬وتوفيرها‬
‫للشبكات االجتماعية االلكترونية ً‬ ‫‪-2‬‬

‫معا ‪ ،‬ومساهمتها في تعبئة الرأي‬


‫ديمقراطيا يستطيع من خالله المواطنون التفاعل والحوار ً‬
‫ً‬

‫العام تجاه بعض القضايا السياسية واالقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬

‫()شومان ‪ ،‬هبه اهلل فتحي محمد موسى شومان ‪ ،‬األنترنت فى الوطن العربى ‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.21‬‬
‫()أنظر تفصيال في ذلك ‪ :‬محمد سعيد عبد المجيد ‪ ،‬ممدوح عبد الواحد الحيطي ‪ ،‬الشبكات االجتماعية‬ ‫‪2‬‬

‫االلكترونية والثقافة السياسية للشباب الجامعي ‪ ،‬دراسة ميدانية ‪ ،2013 ،‬ص ‪.35-30‬‬
‫‪139‬‬
‫أصبحت هذه المواقع في ظل االنتخابات البرلمانية وغيرها وسيلة لطرح البرامج‬ ‫‪-3‬‬

‫االنتخابية ‪،‬وجمعها للتأييد الشعبي ‪ ،‬وإ تاحتها لمناخ صحي للتأثير في الناخب دون وسيط ‪،‬‬

‫وكونها بوابة للممارسة السياسية‪.‬‬

‫قدرة الشبكات االجتماعية االلكترونية علي القياس الدقيق لنبض الشارع ‪ ،‬فأي حدث‬ ‫‪-4‬‬

‫سياسي يتم نقله في وقت حدوثه علي الشبكات مما يؤدي لحدوث تفاعل كبير من الشباب‬

‫المتابعين‪،‬كما ولعبت دورا هاما في تثبيت األنظمة السياسية في بعض من البلدان كما حصل‬

‫في تركيا مؤخرا ‪ ،‬حيث استطاع رجب طيب اردوغان من مخاطبة الشعب التركي عبر‬

‫تطبيق الفيس بوك ماسنجر ‪ ،‬ودعا الرئيس اردوغان في حديث له عبر مواقع التواصل‬

‫االجتماعي الناس للنزول إلى الشوارع لصد محاولة االنقالب‪ ،‬فعال تم إفشال هذا االنقالب‬

‫(‪)1‬‬
‫وعزي السبب في ذلك لمواقع التواصل االجتماعي ‪.‬‬

‫المساهمة في إسقاط األنظمة السياسية ‪ ،‬كما هو الحال في الثورة التنوسية والليبية ‪،‬‬ ‫‪-5‬‬

‫وكما حدث ذلك مع الثورة المصرية والتي كان لمواقع التواصل االجتماعي دور كبير في‬

‫تجميع وتوحيد صفوف المتظاهرين ‪ ،‬والدعوة إلى ثورة ‪ 25‬يناير ‪ ،‬وحشد مليونيات‬

‫التحرير للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة ‪ ،‬وفضح الممارسات االستبدادية لنظام‬

‫مبارك‪،‬والتوعية بأفكار الثورة‪،‬حيث كانت هذه المواقع هي حلقة الوصل بين جموع‬

‫(‪)2‬‬
‫المتظاهرين ‪ ،‬واالتفاق على سيرهم ‪،‬وعملهم وتوجهاتهم وخططهم ‪.‬‬

‫أصبحت الشبكات االجتماعية االلكترونية بوابة للممارسة السياسية بسبب قدرتها علي‬ ‫‪-6‬‬

‫تخطي الحواجز والقيود المختلفة علي التعبير عن الرأي ‪ ،‬وخاصة اآلراء المعارضة التي‬

‫()‬ ‫‪1‬‬
‫^‪."CNN, Steve Almasy. "Erdogan asks Turkish people to thwart coup attempt ‬‬

‫() ‪ ،  /http://arabic.cnn.com/egypt.2011‬أحمد غانم ‪ ،‬الثورة المصرية من منظور سياسى و‬ ‫‪2‬‬

‫سوسيولوجى و اقتصادى ‪ ,‬دار الكتب و الوثائق القومية‪ ، ‬ايداع ‪ , 2012 / 11513‬ص‪.10‬‬


‫‪140‬‬
‫تعرضت في السابق لألذى الشديد واالنتهاك والقتل بسبب فكرها المعارض ‪ ،‬فهي تتيح‬

‫سياسيا في التعبير عن آرائهم ‪ ،‬وأنها أداة للتواصل االجتماعي السريع‬


‫ً‬ ‫الفرص للمهمشين‬

‫والدقيق بين األفراد ‪،‬وعدم وجود شروط لالنضمام إليها في أي نشاط أو مجموعة أو تنظيم‬

‫(‪)1‬‬
‫أو صفحة أو مغادرتها‪.‬‬

‫تساهم هذه الشبكات في تأليب الرأي العام العالمي على مرتكبي المجازر واألحداث‬ ‫‪-7‬‬

‫المأساوية التي تحصل في كثير من بلدان العالم العربي واإلسالمي تحديدا كما يحصل في‬

‫سوريا وبورما ‪....‬وغيرها من البلدان ‪.‬‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬اآلثار اإليجابية االجتماعية‬


‫الستخدام مواقع التواصل االجتماعي العديد من اآلثار اإليجابية من الناحية االجتماعية ‪ ،‬فمن‬

‫خالل هذه المواقع يتم التواصل مع اآلخرين بشكل كبير وايجابي من حيث زيادة التفاعل مع‬

‫حياتهم الواقعية‪ ،‬ويمكن أن نلخص أهم هذه اآلثار االجتماعية اإليجابية لهذه الوسائل كما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تساهم هذه المواقع في تقوية العالقات االجتماعية‪ ،‬على تقوية أواصر العالقات األسرية‬

‫واالجتماعية سواء تباعد إفرادها أو تقاربوا‪ ،‬فالمجموعات في برامج المراسالت السريعة‪،‬‬

‫كتلغرام وواتس أب والفايبر ‪ ..‬وغيرها ‪ ،‬أدت إلى ردم القطيعة بين أفراد األسر‬

‫(‪)2‬‬
‫واألصدقاء‪،‬مما يعد من اكبر فوائد شبكات التواصل من ناحية اجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -2‬الدعوة والتذكير بالمناسبات االجتماعية ‪ ،‬فمن خالل هذه المواقع يمكن اعتبارها طريقة‬

‫دعاية وإ عالن تذكر بالمناسبات االجتماعية مع األقارب‪ ,‬واألصدقاء والمقربين‪.‬‬

‫() محمد سعيد عبد المجيد ‪ ،‬ممدوح عبد الواحد الحيطي ‪ ،‬الشبكات االجتماعية االلكترونية والثقافة‬ ‫‪1‬‬

‫السياسية للشباب الجامعي ‪ ،‬دراسة ميدانية ‪ ،‬ص ‪  .37‬كتاب الثورة المصرية من منظور سياسى و‬
‫سوسيولوجى و اقتصادي ‪ ,‬كتاب محطوط برقم ايداع ‪ , 2012 / 11513‬دار الكتب و الوثائق القومية‪ ‬‬

‫‪2‬‬
‫() ‪ ‬صالح الراشد‪ ،‬اآلثار اإليجابية لشبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬مقال منشورـ على الموقع االلكتروني ‪:‬‬
‫‪http://www.accronline.com/article_detail.aspx?id=20743‬االثنين‪ 9,‬فبراير ‪.2015‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ -3‬التفاعل والتحاور بين أفراد األسرة الكبيرة الممتدة ‪ ،‬تبادل وجهات النظر و نقل األحداث‬

‫لحظة بلحظة وقت وقوعها ‪ ،‬وتبادل المعلومات ومشاركتها مع دائرة المعارف داخل مواقع‬

‫(‪)3‬‬
‫التواصل االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -4‬ساعدت تلك المواقع الكثير ممن يعانون من مشكلات العزلة أو الخجل من التعامل مع‬

‫اآلخرين على التغلب على هذه المشاكل واستخدام مواقع التواصل االجتماعي في عالجها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫اآلثار السلبية الستخدامـ مواقع التواصل االجتماعي‬

‫تحدثت في المبحث األول عن اآلثار االيجابية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي على‬

‫اعتبار أن الذي يحدد إيجابية هذا االستخدام مدى توافقها مع الشرع الحنيف ‪ ،‬إضافة إلى ما‬

‫يتحقق فيه أو منه النفع – من استخدام الشخص لهذه المواقع ‪ ،‬وحتى أكون موضوعية ً في‬

‫البحث ‪،‬ومنصفة في الطرح ‪ ،‬كان لزاماً علي أن أتناول اآلثار السلبية لمواقع التواصل‬

‫االجتماعي على الشباب المسلم ؛ لنكون على حذر من تلك اآلثار ‪ ،‬ونسعى لتالشيها ؛ ألن درء‬

‫المفاسد مقدم على جلب المنافع ‪ ،‬وتأسيسا على ما سبق قسمت هذه اآلثار السلبية إلى عدة‬

‫() ‪ ‬مواقع التواصل االجتماعي وتاثيرها على الشباب العربي سلبا وايجابا ‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪http://www.kolalwatn.net/news136120‬‬

‫‪142‬‬
‫تقسيمات ‪ ،‬بدأت فيها باآلثار السلبية العقدية ‪ ،‬ومن ثم االقتصادية ‪ ،‬ووصوال إلى اآلثار السلبية‬

‫الصحية واالجتماعية ‪ ، ..‬وذلك في المطالب التالية ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪:‬اآلثار السلبية الدينية والعقدية‬

‫يترتب على استخدام مواقع التواصل مجموعة من اآلثار من أولها وأبرزها تلك اآلثار‬

‫التي تمس عقيدة اإلنسان المسلم ودينه ‪ ،‬وتكسبه أخالقا وعادات ذميمة ليست من شيم وأخالق‬

‫المسلمين‪ ،‬والحقيقة أن األخالق حصن منيع شيده اإلسالم بأحكامه وتعليماته يقول عليه الصالة‬

‫ألتمم مكارم األخالق(‪ ، )1‬من هذه اآلثار السلبية ما يلي ‪:‬‬


‫َ‬ ‫والسالم ‪ :‬إنما ُبعثت‬

‫‪ -1‬انتشار الصفحات التي تحارب اإلسالم ( كصفحات الملحدين ‪ ،‬والمشككين ‪ ،‬والمغرضين‬

‫ودعاة الفتنة ) والتي تعمد وتعمل على تشكيك شباب المسلمين في دينهم وفي عقيدتهم‪ ،‬وقد‬

‫انتشرت تلك الصفحات بكثافة كبيرة جدا‪ ،‬سواء من غير المسلمين الذين يقومون بحمالت منظمة‬

‫لتشويه اإلسالم وهدمه ‪ ،‬أو من المسلمين المنحرفين عقديا ‪.‬‬

‫فال تكاد تسمع عن ملة أو طائفة من الطوائف المختلفة إال ولها عشرات بل مئات‬

‫الصفحات التي تبث أباطيلها بكافة الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية ‪،‬وبكل اللغات ‪ ،‬متبعة‬

‫أحدث أنواع التقنية اإلعالمية ‪ ،‬وهذه الصفحات تستهوي كثيرا من الشباب إليها ؛ نظرا للجهود‬

‫العظيمة التي تبذل من القائمين عليها من جانب ‪ ،‬ومن جانب آخر قلة ثقافة الشباب المسلم‬

‫وخاصة في المجتمعات التي تخلو مناهجها التربوية من تعاليم اإلسالم ‪ ،‬فيتخرج هؤالء الشباب‬

‫من المدارس والمعاهد والجامعات وهم ال يعرفون صغيرة وال كبيرة عن اإلسالم ‪ ،‬ويقعون‬

‫فريسة بين طائفتين ‪ ،‬طائفة الغواة الذين يريدون أن يسلخوهم من دينهم وعقيدتهم ‪ ،‬وطائفة‬

‫()أخرجه البخاري في األدب المفرد ‪ ،‬حديث رقم ‪ ،)273( :‬والحاكم في مستدركه حديث رقم ‪)4187( :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2/613‬وقال‪ :‬صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ‪ ،‬والبيهقي في السنن الكبرى حديث رقم ‪( :‬‬
‫‪ ، )19143‬وفي والطحاوي في المشكل‪ ،‬حديث رقم ‪ ،)4432( :‬كلهم من طرق عن سعيد بن منصور به‬
‫إال أنه في بعض الروايات قال "مكارم األخالق" بدل "صالح األخالق" وقع هذا عند البيهقي في الكبرى‬
‫والشهاب في مسنده وتمام في فوائده ‪ ،‬وصححه األلباني في ‪":‬السلسلة الصحيحة" ‪.75 / 1‬‬
‫‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫الغالة المتشددين الذين يتبنون باسم اإلسالم أفكارا ضالة مضلة ‪ ،‬فإذا أراد الشباب بفطرته‬

‫االهتداء لم يجد أمامه سوى هؤالء فيتشبع بأفكارهم بعد أن ُحرم من تلقي تعاليم اإلسالم ممن هو‬

‫(‪)1‬‬
‫أهل لها‪.‬‬

‫‪ -2‬نشر الكفر واإللحاد‪ " :‬إن من أشد المخالفات التي يقع فيها مستخدمو تلك المواقع اتخاذها‬

‫منابر؛ لنشر الكفر واإللحاد – بقصد أو من دون قصد – بدعاوى مختلفة؛ كاالدعاء بأن ذلك من‬

‫أجل نشر العلم كما يحدث من مروجي نظرية التطور التي هي عمود اإللحاد‪ ،‬أو بدعوى حرية‬

‫الفكر أو العقيدة وكلها دعاوى خبيثة باطلة‪ ،‬وعلى األفراد والدول المسلمة التصدي لمثل ذلك لحفظ‬

‫الدين"‪ ،‬إذ "ليس لدولة مسلمة أن تسمح بحرية اإللحاد والردة والكفر‪ ،‬أو تحمي الزندقة‪ ،‬وال أن‬

‫تقرها وتسمح بوجودها‪ ،‬ولو سموا ذلك – زورا وبهتانا – حرية اعتقاد؛ ألن في ذلك تجرؤا على‬

‫حرمات اهلل‪ ،‬وتالعباً بعقائد الناس"(‪.)2‬‬

‫وال بد لمثل هذه الدعاوى الجارفة من جحافل اإللحاد والكفر والتشويه للدين من مجاهدة‬

‫بسالح الكلمة على تلك المواقع نفسها "فإذا ضعف مفعول الدين في المجتمع اإلنساني ولم يستطع‬

‫المقاومة تغلب الكفر واإللحاد على الدين وأهله‪ ،‬إلى أن يأتي زمان يشتد فيه ساعد الدين والعقيدة‬

‫فتكون الغلبة له‪ ،‬وهكذا الحال في كل زمان ومكان"(‪.)3‬‬

‫‪ -3‬ومن اآلثار السلبية أيضاً الوقوع في شراك التنصير‪ ،‬فكثير من مستخدمي تلك المواقع هم‬

‫عناصر مستهدفة لحركات التنصير العالمية‪ ،‬وقد يقعوا في شباكها خاصة وأن أكثرهم ال يعرف أن‬

‫يرد عن عقيدته بشكل علمي محكم‪.‬‬

‫() عبد الحق ‪ ،‬أحمد عبد الحميد عبد الحق ‪ ،‬اآلثار السلبية لمواقع التواصل االجتماعي على الشباب المسلم‬ ‫‪1‬‬

‫وسبل عالجها ‪ ،‬مقال علمي ‪ ،‬منشور على مجلة التاريخ اإللكترونية ‪ ،‬االثنين ‪ 6‬ربيع أول ‪ 1438‬هجري ‪-‬‬
‫‪ 05‬ديسمبر ‪ 2016‬ميالدي‪ ،  ‬عبر الرابط التالي ‪http://www.altareekh.com/article/view/8384 :‬‬
‫() النحالوي ‪ ،‬عبد الرحمن النحالوي ‪ ،‬أصول التربية اإلسالمية وأساليبها في البيت والمدرسة‬ ‫‪2‬‬

‫والمجتمع‪،‬ص‪ ،61‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة‪ :‬الخامسة والعشرون ‪1428‬هـ ‪2007 -‬م‪.‬‬


‫() القنطري ‪ ،‬عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن محمد السلطاني القنطري الجزائري المتوفى( ‪1404‬ه)‬ ‫‪3‬‬

‫سهام اإلسالم ‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬مطبعة أحمد زبانة‪ -‬الجزائر‪،‬الطبعة األولى‪1400 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1980‬م ‪،‬ص‪.170‬‬

‫‪144‬‬
‫‪ -4‬وقريب من األثر السلبي السابق ولكن بصورة مختلفة بعض الشيء ‪ ،‬من اآلثار السلبية الدينية‬

‫ظهور وبروز الخالفات المذهبية والطائفية وتسارعها بشكل غريب لدرجة االعتقاد بالتعمد‬

‫إلظهارها من قبل جماعات ال يعلم الهدف الحقيقي من إبرازها بهذا الشكل ‪ ،‬وخصوصا داخل‬

‫أبناء البلد الواحد ‪ ،‬مما يؤثر على السلم األهلي بشكل كبير ‪ ،‬ومما يتعارض مع الدين اإلسالمي‬

‫الذي جعل من تقوى اهلل العظيم وطاعته أساسا للتفاضل بين بني البشر من أهل اإلسالم ‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ‬

‫وجه الداللة ‪ :‬إن التقوى بها تكمل النفوس وتتفاضل بها‬ ‫(‪)1‬‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ‬ ‫ﮁ‬

‫األشخاص‪ ،‬فمن أراد شرفاً فليلتمسه منها(‪.)2‬‬

‫‪ -5‬فتح أبواب اإلباحيَّة بكل صورها‪ ،‬وبال حدود أو ضوابط‪ ،‬وفاق حجم ترويجها وتصديرها‬
‫عبر تلك المواقع كل الحدود والتصورات ‪ ،‬ففي دراسة أجراها باحث سعودي على أربعمائة‬

‫طالب وطالبة من مختلف المدارس الثانوية الحكومية واألهلية في الرياض " وجد أن هناك تأثيراً‬
‫سلبياً على الطلبة من استخدام الفيس بوك ‪ ،‬وأهم هذه التأثيرات مشاهدة صور غير أخالقية ‪،‬‬
‫والتعرف على أصدقاء سوء ‪ .. ،‬ومشاهدة فيديوهات غير أخالقية ‪ ،‬وإ قامة عالقات مشبوهة‬
‫(‪)3‬‬
‫تفسد أخالقهم بشكل كبير "‬
‫‪ -6‬بث الدعوات الهدامة واألفكار المغلوطة ونشر األحاديث والقصص والخرافات ونسبتها إلى‬
‫الدين اإلسالمي ‪ ،‬كأن تنسب إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬مما تغص به الصفحات على الفيس‬
‫بوك والتغريدات على التويتر ‪ ،‬وحتى الواتس أب عبر المجموعات وغيرها ‪ ،‬وعدم تحري‬
‫الصدق واألمانة في نقلها ‪.‬‬
‫ونشر البدع ‪ ،‬وذلك بنشر ما يخالف هدي النبي صلى اهلل عليه وسلم من عقائد وعبادات ال‬
‫أصل لها في ديننا الحنيف‪ ،‬وأيضا بنشر وإ تباع أفكار كل مبتدع من رافضي‪ ،‬أو خارجي‪ ،‬أو‬
‫مرجئ‪ ،‬أو قدري‪ ،‬أو قبوري‪ ،‬وكل هذه الصور والرسوم هي مستحدثات من بنيات أفكار‬
‫أصحابها‪،‬ومن إتباعهم ألهوائهم‪ ،‬وليعلم كل مرتاد لهذه المواقع أن هناك أقواماً قد "غفلوا عن أصول‬

‫() سورة الحجرات ‪ :‬االية ‪.13:‬‬ ‫‪1‬‬

‫() ناصر الدين أبو سعيد عبد اهلل بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (المتوفى‪685 :‬هـ)‪ ،‬أنوار التنزيل‬ ‫‪2‬‬

‫وأسرار التأويل‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد عبد الرحمن المرعشلي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪،‬‬
‫الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1418 -‬هـ ‪.5/137 ،‬‬
‫()ب احث س عودي ‪ :‬أك ثر من ‪ %78‬من الطلب ة الس عوديين يت أثرون س لباً باس تخدامهم الفيس ب وك ـ منش ور‬ ‫‪3‬‬

‫بصحيفة "اليوم " بتاريخ‪ 2013 / 4 /6  ‬م على هذا الرابط‪www.alyaum.com :‬‬

‫‪145‬‬
‫العبادات‪ ،‬فاخترعوا رسوماً وهيئات ما أنزل اهلل بها من سلطان‪ ،‬وجعلوها ديناً يعملون به‪ ،‬ويدعون‬
‫الناس إليه‪ ،‬وهذا اعتداء على حق اهلل في التشريع‪ ،‬وفيها إضالل للعباد وظلم لها بأمرهم بعبادات لم‬
‫ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬ ‫يشرعها اهلل وال رسوله‪ :‬ﭽ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮗﭼ(‪. )2(")1‬‬
‫وقد شدد السلف الصالح في ضوابط معاملة أمثال هؤالء المبتدعة؛ فقد "كان من السلف من‬

‫ينهى عن الصالة خلفهم‪ ،‬وينهى عن حكاية بدعهم‪ ،‬ألن القلوب ضعيفة‪ ،‬والشبه خطافة‪،‬وكانوا أيضاً‬
‫يطردونهم من مجالسهم‪ ،‬كما في قصة اإلمام مالك رحمه اهلل مع من سأله عن كيفية االستواء‪ ،‬وفيه‬
‫بعد جوابه المشهور‪" :‬أظنك صاحب بدعة"‪ ،‬وأمر به‪ ،‬فأخرج"(‪ .)3‬وأخبار السلف متكاثرة في النهي‬
‫عن مخالطتهم والنفرة منهم وهجرهم‪ ،‬فضالً عن نشر أقوالهم؛وذلك تحجيماً لشرهم‪ ،‬وعلى كل‬
‫متصفح لتلك المواقع أن يعلم ذلك ويشارك في الحد منه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬اآلثار السلبية االقتصادية‬

‫ال تقف اآلثار السلبية على ما تم ذكره آنفا ً بل إنها تتعداها ليصل أثرها إلى الموارد‬

‫االقتصادية ‪ ،‬ومن هذه اآلثار السلبية االقتصادية ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬ضعف اإلنتاج وعدم اإلتقان للعمل كما هو مطلوب ‪ :‬يؤدي اإلفراط في استخدام مواقع‬

‫التواصل االجتماعي من ناحية اقتصادية إلى تأثيرات سلبية على الحالة االقتصادية ؛ ألن‬

‫استخدامها أثناء العمل يؤدي إلى ضعف اإلنتاجية ‪ ،‬وتكبد خسائر اقتصادية كبيرة ‪ ،‬بسبب‬

‫انشغال الموظفين عن أعمالهم بها ‪ ،‬فقد أثبتت إحدى الدراسات أن حوالي ‪  %51‬من الموظفين‬

‫الذين تتراوح أعمارهم ما بين خمسة وعشرين إلى أربعة وثالثين عاماً يستخدمون مواقع‬

‫التواصل االجتماعي أثناء العمل ؛ مما يؤدي إلى ضعف إنتاجية الشركات التي يعملون‬

‫بها‪،‬وتكبدها الكثير من الخسائر ‪ ،‬كما أثبتت دراسة أخرى أجرتها مؤسسة ‪Greenfeild‬‬

‫() سورة األنعام‪ ،‬آية‪.144 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫()التويجري ‪ ،‬محمد بن إبراهيم بن عبد اهلل ‪ ،‬موسوعة فقه القلوب ‪ ،3/277 ،‬الناشر‪ :‬بيت األفكار الدولية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫() محمد ‪ ،‬بكر بن عبد اهلل أبو زيد بن محمد بن عبد اهلل بن بكر بن عثمان بن يحيى بن غيهب بن‬ ‫‪3‬‬

‫محمد‪،‬المتوفى‪1429( :‬ه)ـ‪،‬حلية طالب العلم‪ ،‬دار العاصمة للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض الطبعة‪:‬األولى‪1416 ،‬هـ‪،‬‬
‫ص ‪.167‬‬
‫‪146‬‬
‫المتخصصة انخفاض أداء الموظفين بنسبة ملحوظة نتيجة لعدم قدرتهم على التركيز في أعمالهم‬

‫‪ ،‬ونحن كمسلمين مطالبين أن نتقن‬ ‫(‪)1‬‬


‫في ظل استخدامهم لإلنترنت في شئونهم الخاصة‬

‫أعمالنا‪،‬وأن إتقانها عالمة على اإليمان ‪ ،‬يقول عليه الصالة والسالم ‪) :‬إِ ّن هَّللا َ تَ َعالى ي ُِحبّ إِ َذا‬
‫(‪)2‬‬
‫َع ِم َل أَ َح ُد ُك ْم َع َمالً أَ ْن يُ ْتقِنَهُ (‪.‬‬
‫ووجه الداللة من الحديث‪ :‬أن يحكم المسلم عمله وذلك ألن اإلمداد اإللهي ينزل على العامل‬

‫بحسب عمله ‪ ،‬فكل من كان عمله أتقن وأكمل فالحسنات تضاعف أكثر وإ ذا أكثر العبد أحبه اهلل‬

‫تعالى (‪.)3‬‬

‫‪ -2‬انتشار الجرائم االقتصادية عبر شبكات التواصل االجتماعي كالنصب واالحتيال وتزوير‬

‫البيانات وسرقة البيانات الشخصية لمستخدمي بعض الصفحات من خالل سرقة أرقام بطاقات‬

‫االئتمان ‪ ،‬والغش والخداع ‪ ،‬وغيرها من األمور المحرمة في ديننا ‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل‬

‫عليه وسلم‪« :‬ال تحاسدوا‪ ،‬وال تناجشوا‪ ،‬وال تباغضوا‪ ،‬وال تدابروا‪ ،‬وال يبع بعضكم على بيع‬

‫بعض‪ ،‬وكونوا عباد اهلل إخوانا المسلم أخو المسلم‪ ،‬ال يظلمه وال يخذله‪ ،‬وال يحقره التقوى‬

‫هاهنا» ويشير إلى صدره ثالث مرات «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم‪ ،‬كل المسلم‬

‫(م ْن َغ َّشنا فليس َّ‬


‫منا‬ ‫على المسلم حرام‪ ،‬دمه‪ ،‬وماله‪ ،‬وعرضه»‪ .‬وقوله عليه الصالة والسالم ‪َ :‬‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫والمكر ِ‬
‫والخداعُ في النار)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫() عس يري ‪ ،‬علي بن عب د اهلل عس يري‪ ،‬اآلثار األمنية الستخدام الشـباب لإلنـترنت ـ ط ‪ 1‬س نة ‪ 1425‬هـ ـ‬ ‫‪1‬‬

‫إص دار مرك ز الدراس ات واألبح اث بجامع ة ن ايف للعل وم األمني ة ـ الري اض‪ ‬ص ‪. 46‬أحم د عب د الحمي د عب د‬
‫الحق اآلثار السلبية لمواقع التواصل االجتماعي على الشــباب المســلم وســبل عالجها ‪ ،‬مق ال علمي ‪ ،‬منش ور‬
‫على مجلة اآللوكة ‪ ،‬عبر الرابط التالي ‪.http://www.altareekh.com/article/view/8384 :‬‬
‫() رواه أبو يعلى في ((مسنده)) حديث رقم ‪ ،)7/349( )4386( :‬والطبراني في ((المعجم األوسط)) حديث‬ ‫‪2‬‬

‫رقم ‪ ،)1/275()897( :‬وابن َع دي في ((الكام ل)) (‪ ،)6/361‬كلّهم عن مص عب بن عبداهلل بن مص عب بن‬


‫ث ابت‪ ،‬عن بش ر بن الس ري‪ ،‬عن مص عب بن ث ابت‪ ،‬عن هش ام بن ع روة‪ ،‬عن أبي ه‪ ،‬عن عائشة‪ .‬وحس نه‬
‫األلباني ‪ :‬سلسلة األحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها ‪.107/ 3‬‬
‫()زين ال دين محم د الم دعو بعب د ال رؤوف بن ت اج الع ارفين بن علي بن زين العاب دين الح دادي ثم المن اوي‬ ‫‪3‬‬

‫الق اهري (المت وفى‪1031 :‬هـ) ‪ ،‬التيســير بشــرح الجــامع الصــغير‪ ،‬مكتب ة اإلم ام الش افعي – الري اض‪،‬الطبع ة‪:‬‬
‫الثالثة‪1408 ،‬هـ ‪1988 -‬م‪.1/269 ،‬‬
‫() أخرج ه مس لم في ص حيحه ‪ ،‬ب اب تح ريم ظلم المس لم ويخذل ه ‪ ،‬ح ديث رقم ( ‪ ،)4/1986()2564‬واإلم ام‬ ‫‪4‬‬

‫أحمد في المسند ‪ ،‬مسند ابو هريرة رضي اهلل عنه ‪ ،‬حديث رقم ‪.)13/159( ،)7727( :‬‬
‫()أخرج ه‪ :‬ابن حب ان (‪ )567‬و (‪ ، )5559‬والط براني في " الكب ير " (‪ )10234‬وفي" الص غير "‪ ،‬ل ه (‬ ‫‪5‬‬

‫‪، )725‬وأب و نعيم في " حلي ة األولي اء " ‪ ،4/189‬والقض اعي في " مس ند الش هاب " (‪ )253‬و (‪ )254‬و (‬
‫‪147‬‬
‫ِّ‬
‫بالغش ونحوه‪ ،‬كتدليس العيوب‬ ‫ووجه الداللة ‪ :‬أن التناجش المنهي عنه جميعُ أنواع المعامالت‬
‫(‪)1‬‬
‫ف المماكسة‪.‬‬ ‫وغ ْب ِن المسترسل الذي ال َي ِ‬
‫عر ُ‬ ‫ِّ‬
‫وغش المبيع الجيد بالرديء‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫وكتمانها‪،‬‬

‫‪ -3‬ارتفاع تكاليف هذه الخدمات ‪ ،‬حيث أصبح جزء كبير من دخل الفرد ينفقه إنفاقا غير‬
‫مشروع على ما يدفع من اجل الحصول من الخادم على االنترنت من أجل الوصول إلى تطبيق‬
‫وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬وخصوصا ً في األسرة الكبيرة والتي كل أفرادها يستخدمون هذه‬
‫المواقع مما يرهق كاهل ولي أمر األسرة لما يتكبده من أموال طائلة للحصول على هذه الخدمات‬
‫‪ ،‬ويدخل تحت اإلسراف والتبذير المنهي عنه ‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬
‫ﰃ ﭼ (‪.)2‬‬ ‫ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬ ‫ﯻ ﯼ‬ ‫ﯸ ﯹ ﯺ‬
‫ووجه الداللة ‪ :‬انه ال يجوز تفريق المال سرفاً‪ ،‬وهو بذله فيما ال ينبغي‪ ،‬والتبذير‪ :‬بسط اليد في‬
‫(‪)3‬‬
‫المال على حسب الهوى جزافاً‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬اآلثار السلبية الصحية والنفسية‬
‫تنبهت العديد من الدول والمجتمعات للمخاطر الصحية والنفسية التي تنعكس على‬
‫استخدام مواقع التواصل االجتماعي بشكل متكرر ‪ ،‬حيث أجريت العديد من الدراسات الصحية‬
‫والنفسية وأثبتت بعض الدراسات أن االستخدام المفرط لمواقع التواصل االجتماع يؤثر على‬
‫الحالة الصحية والنفسية للمستخدم‪ ،‬ومن هذه اآلثار ‪:‬‬
‫‪ -1‬من اآلثار السلبية الصحية التي يسببها االستخدام المتكرر لوسائل التواصل االجتماعي ما‬
‫يصيب العين من إرهاق وتعب وما يعرف) باإلجهاد البصري ( ؛ وذلك بسبب اإلشاعات‬

‫المنبعثة من الحاسوب‪ ،‬كما أن األشخاص الذين يقضون ساعتين فأكثر على الحاسوب يومياً‬
‫هم من المعرضين ألمراض العين ‪ ،‬التي منها مرض متالزمة الحاسوب البصرية ‪ ،‬أو البعض‬
‫من أعراضه ‪ ،‬علماً أنهم ال يعلمون ذلك‪ ،‬ويعد مرض متالزمة الحاسوب البصرية من‬

‫‪ ، )354‬صححه األلباني في إرواء الغليل من أحاديث منار السبيل ‪.5/161،‬‬

‫الس المي‪ ،‬البغدادي‪ ،‬ثم الدمشقي‪،‬الحنبلي (المتوفى‪:‬‬


‫()زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن‪َ ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪795‬هـ)‪ ،‬جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور محمد األحمدي أبو‬
‫النور‪ ،‬الناشر‪ :‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1424 ،‬هـ ‪ 2004 -‬م‪.3/965 ،‬‬
‫()سورة اإلسراء ‪ :‬االية ‪.26 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫()البقاعي ‪ ،‬إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي (المتوفى‪885 :‬هـ)‪ ،‬نظم الدرر‬ ‫‪3‬‬

‫في تناسب اآليات والسور ‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪.11/405 ،‬‬

‫‪148‬‬
‫األمراض التي يعاني منها غالبية األشخاص الذين يستخدمون الحاسوب يومياً لساعات طويلة ‪،‬‬
‫ومن أعراض المرض الشعور بجفاف وتهيج العينين‪ ،‬وقد يكون الجفاف مصحوباً بحكة ودموع‬
‫‪ ،‬وصعوبة في التركيز والرؤية بوضوح أثناء ممارسة القراء ة‪ ،‬بحيث يتم رؤية الحروف أكبر‬
‫أو أصغر مما هي عليه فعالً في بعض األحيان‪ ،‬باإلضافة إلى الصداع‪ ،‬واإلرهاق والشعور بثقل‬
‫(‪)1‬‬
‫بالجفون وارتخائها‪.‬‬
‫‪ -2‬إصابة اإلنسان باألرق واضطرابات النوم وخلل في دورة النوم الطبيعية ؛ ألن السائد هو‬

‫االتصال والدخول إلى هذه المواقع ليالً أغلب األحيان ‪ ،‬مما يؤدي إلى التقليل من عدد ساعات‬

‫النوم التي يحتاجها الجسم ‪ ،‬مما يسبب اإلرهاق العام للجسد وينعكس بشكل سلبي على‬
‫(‪)2‬‬
‫وظائف الجسم ‪ ،‬وعلى األداء المهني والوظيفي ‪.‬‬

‫‪ -3‬بسبب الجلوس الطويل يتم التعرض إلى ركود الدورة الدموية مما يسبب في حدوث جلطات‬

‫دماغية وقلبية وضعف في أداء األجهزة الحيوية في الجسم‪ ،‬كما أن الجلوس الخطأ لفترات‬

‫طويلة وانحناء الرقبة أو الظهر أثناء استخدام هذه المواقع عبر األجهزة الحديثة كاألندرويد‬

‫وغيرها يؤدي إلى تقوسات أو تشوهات أو خشونة وآالم في الكثير من مواضع الجسد كالظهر‬

‫والكتف والرقبة ومفاصل اليدين ‪ ،‬كما أن هناك تأثيرات على الجهاز العصبي تسبب عدم‬

‫االتزان النفسي االنفعالي فيؤدي إلى ضعف ردود األفعال االستجابة مما قد يتسبب في حوادث‬
‫(‪)3‬‬
‫سير وقد يحصل هناك توترات عصبية ‪.‬‬

‫‪ -4‬أن استخدام مواقع التواصل االجتماعي المفرط يؤدي إلى زيادة اإلحساس بالوحدة واالكتئاب‬

‫وإ دمان الجلوس أمام اإلنترنت‪ ،‬باإلضافة إلى عدم رغبة المستخدم في االختالط واالكتفاء‬

‫بمتابعة الحياة عبر الشاشة ومراقبة أصدقائه ومعارفه بدالً من التفاعل معه‪ ،‬وفي رأي بعض‬

‫األطباء النفسيين فإن هذه " حالة من السكون والخمول ؛ ألن الشخص عندما يقوم بذلك سيفقد‬

‫متعة الحياة من مغامرة وتشويق وتعارف مباشر واطالع أقرب وتجارب أكبر‪ ،‬وتتحول مع‬
‫() مفلح‪ ،‬محمد وآخرون ( ‪ : ) 2010‬اآلثار النفسية والصحية واالجتماعية لالنترنت من وجهة نظر المعلمين‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة العلوم التربوية والنفسية‪ ،‬مجلد ‪ ، 11‬ع ‪ ، 11‬البحرين‪ ،‬ص ‪.292‬‬


‫()قنيطة‪ ،‬أحمد أحمد بكر‪ ،‬اآلثار السلبیة الستخدام االنترنت من وجهة نظر طلبة الجامعة اإلسالمیة‪ ،‬ص‪26‬‬ ‫‪2‬‬

‫وما بعدها ‪.‬‬


‫()المرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪149‬‬
‫الوقت إلى إدمان أشبه بإدمان المخدرات ال يمكن الخالص منه ‪ ،‬فيظل ُمنهما مرابطا أمام هذه‬
‫(‪)1‬‬
‫الشبكة بالساعات المتواصلة التي تزيد أحيانا على عشر ساعات في اليوم الواحد ‪.‬‬

‫‪ -5‬ومن تلك اآلثار النفسية أيضا أنها تؤدي إلى عدم الثقة في النفس ‪  ،‬وزيادة اإلحساس‬

‫باإلخفاقات وتقليل الشعور بالنجاحات‪ ،‬نتيجة المقارنة باآلخرين‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪:‬اآلثار السلبية االجتماعية‬

‫يقصد هنا باآلثار السلبية االجتماعية لمواقع التواصل االجتماعية‪ " :‬ما تحدثه هذه المواقع من‬

‫أضرار تخص المجتمع اإلسالمي بأسره ‪ ،‬بكامل مكوناته دون ان تكون مقصورة على جزء‬

‫معين من مكونات المجتمع اإلسالمي " (‪.)2‬‬

‫وهذه اآلثار السلبية يمكن أن نعرضها عبر النقاط التالية‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬العزلة واالنطوائيةـ ‪:‬‬

‫وهذا األثر من أبرز آثار استخدام مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬حيث يؤدي االستخدام‬

‫المتواصل والكبير والمتعدد لوسائل التواصل االجتماعي إلى العزلة التي تكسب مستخدميها نوعاً‬

‫من االنطوائية التي تعد هروبا من الواقع والمجتمع‪ ،‬مكتفين بعالمهم االفتراضي عبر وسائل‬

‫التواصل االجتماعي ‪ ،‬والتي يتواصلون من خاللها مع بعضهم البعض ‪ ،‬فيظنوا ان ذلك كافيا‬

‫لهم إال أن هذا هو الخطأ المحض ‪ ،‬فال يجوز لإلنسان أن ينفصل عن واقعه من أهله وأقربائه‬

‫وأصدقائه ‪ ،‬من خالل الزيارات والجلسات والحوارات ‪ ،‬فمع مرور الوقت‪  ‬تتفاقم مشاعر الوحدة‬

‫ويفصلون عن عالم الواقع شيئا فشيئا ‪ ،‬بما يزيد شعورهم باالكتئاب‪ ‬وعدم الرغبة‬
‫لدى هؤالء ‪ُ ،‬‬

‫في المشاركة في الحياة باإلضافة إلى زيادة الشعور بعدم الثقة في النفس ‪ ،‬وحيث إن المستخدمين‬

‫يتعاملون مع عالم افتراضي ومع أشخاص غير حقيقيين إن صح التعبير‪ ،‬أو على األقل ال‬

‫يدخلون في نطاق دائرة المعارف واألقارب ‪ ،‬وال يستطيعون أن يروهم في نطاق مجتمعهم ‪ ،‬فهم‬
‫() عيسى‪ ،‬كريمة ( ‪ : ) 2006‬إدمان اإل نترنت‪ ..‬األسباب وطرق العالج‪ ،‬مجلة الخفجي ‪ ،‬السنة السادسة‬ ‫‪1‬‬

‫والثالثون العدد الثالث‪ ،‬السعودية‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫() هذا التعريف بهذا الشكل استنبطته الباحثة من خالل استقراءه عن اآلثار السلبية االجتماعية في األبحاث‬ ‫‪2‬‬

‫والكتب التي عنيت في هذه المسألة تحديداً‪.‬‬


‫‪150‬‬
‫العيش في عالم األحالم‬
‫َ‬ ‫البعض‬
‫ُ‬ ‫غرباء ال يستطاع أن يتعامل معهم بشكل مباشر ‪ ،‬وهو ما يسميه‬

‫والرومانسية الزائدة ‪ ،‬حيث تتدنى األوضاع في أرض الواقع ‪ ،‬فيلجأ الشباب إلى خلق عالم‬
‫(‪)1‬‬
‫خاص بهم يرتقي لتطلعاتهم وآمالهم‪" .‬‬

‫ومن هنا أكدت العديد من الدراسات والبحوث المسحية والتي اختصت ببيان اآلثار السلبية‬

‫لمواقع التواصل االجتماعي على الصعيد االجتماعي " أن استخدام مواقع التواصل االجتماعي‬

‫يشكل عائقاً أمام إقامة عالقات عائلية اجتماعية سوية بين أفراد األسرة الواحدة‪ ،‬لتأثيرها السلبي‬

‫على التواصل األسري ‪ ،‬وتخلق نوعاً من العزلة النفسية " (‪. )2‬‬

‫كما وسجلت تلك الدراسات انخفاضاً في معدالت التفاعل األسري والدائرة االجتماعية‬

‫المحيطة بهم‪ ،‬حيث يقضون وقتاً طويالً يستغرق اليوم كله أو معظمه في التفاعل مع ‪ ،‬والنتيجة‬

‫الحتمية لذلك هي تقلص الدائرة االجتماعية للفرد واإلصابة بالوحدة والتعاسة‪ ،‬والبقاء دون أصدقاء‬

‫فاإلفراط في استخدام هذه التقنية سوف ينعكس على سلوك اإلنسان وعالقاته االجتماعية والذي‬

‫يؤثر بشكل كبير على األسرة التي ينتمي إليها الفرد‪ ،‬وتناولت كثير من الدراسات تأثير اإلنترنت‬

‫على مفهوم ما يسمي بالعزلة االجتماعية بوصفها إحدى التأثيرات السلبية لسوء استخدام‬

‫اإلنترنت‪،‬وقد أظهرت إحدى الدراسات الميدانية َّ‬


‫أن أكثر من نصف األشخاص البالغين الذين‬

‫يستخدمون تلك المواقع قد اعترفوا بأنهم يقضون وقتاً أطول على شبكة اإلنترنت من ذلك الوقـت‬
‫(‪)3‬‬
‫الـذي يقـضونه مـع أصدقائهم الحقيقيين أو مع أفراد أسرهم‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التفكك األسري ‪:‬‬

‫()مواقع التواصل االجتماعي وتأثيرها على الشباب العربي سلبا وإ يجابا ـ تقرير منشور بموقع صحيفة كل‬ ‫‪1‬‬

‫الوطن السعودية ـ األحد ‪2014 /4/ 13‬م‪. .‬‬


‫() ‪ ‬أنظر ‪ :‬كتانة ‪ ،‬وسائل التواصل االجتماعي وأثرها على األسرة ‪ ،‬دراسة فقهية ‪ ،‬ص ‪.40‬عقيل ‪ ،‬العقيل‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2011‬أخطر ما في النت غرف الدردشة‪،‬مجلة الفرقان ‪ WWW.FORGAN.COM :‬غادة خالد الخالدي‬


‫‪ :‬اإلدم ان على مواق ع التواص ل االجتم اعي‪ ..‬إلى أين؟! ـ مق ال منش ور بص حيفة البالد ـ‪  ‬الجمع ة ‪/5/ 31‬‬
‫‪2013‬م‬
‫()الكندري‪ ،‬يعقوب و القشعان‪ ،‬حمود ( ‪: ) 2001‬عالقة استخدام شبكة اإل نترنت بالعزلة االجتماعية لدى‬ ‫‪3‬‬

‫طالب جامعة الكويت‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪ ،‬مجلد ( ‪ 17‬عدد ( ‪ ،)1‬جامعة اإلمارات العربية‬
‫المتحدة‪ ،‬اإلمارات ‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪151‬‬
‫يعتبر هذا األثر من أخطر أخطر اآلثار السلبية التي تترتب على استخدام وسائل‬

‫التواصل اإلجتماعي ؛ كونه يهدد كياناً مهما ولبنة أساسية في بناء المجتمعات وهي األسرة‬

‫ويظهر بعدة صور تمس كيان األسرة‪ ،‬ويمكن لنا أن نلخصها عبر النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬زعزعة العالقات والصالت اإلنسانية واالجتماعية والتربوية‪ ،‬الذي تفشت عنه ظاهرة‬

‫الطالق ‪،‬وهجر الزوجات ‪ ،‬وإ همال األبناء ‪ ،‬وتدهور القدرات المهنية" (‪ ،)1‬حيث حذرت ونبهت‬

‫العديد من الدراسات النفسية واالجتماعية على خطورة مواقع التواصل االجتماعي‪،‬والتي امتدت‬

‫إلى مؤسسة الزواج‪ ،‬وتسببت في وقوع عشرات من حاالت الطالق ؛ نتيجة انشغال أحد الطرفين‬

‫بمواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬أو غيرة الزوجة من صديقات زوجها على تلك المواقع‪ ،‬لما يرافق‬

‫االستخدام الطويل من قبل الزوجة أو الزوج لمواقع التواصل االجتماعي من خالفات زوجية‬

‫خاصةً لو صاحبها تقصير أو إهمال للبيت أو للزوج واألبناء‪ ,‬ونفس الشيء ينطبق علي الزوج‬
‫(‪)2‬‬
‫الذي قد يقضي أوقاتاً طويلة في استخدام هذه الوسائل دون تواصل أو اهتمام بزوجته أو أبنائه‪.‬‬

‫يقول أستاذ الطب النفسي بجامعة األزهر‪ ":‬إن دخول شبكات اإلنترنت ومواقع التواصل‬

‫االجتماعي البيوت هي وراء فتور العالقات الزوجية والتفكك األسري‪ ،‬وذلك بسبب توجه أحد‬

‫األطراف نحو غرف المحادثة والدردشات ‪ ،‬وأنه أصبح كل طرف يراقب تعليقات الطرف‬

‫اآلخر على المنشورات‪ ،‬فتنشأ عالقة عدم ثقة‪ ،‬وعدم الشعور باألمان والراحة ‪ ،‬فتقع بينهم‬

‫(‪)3‬‬
‫حدوث حاالت من الطالق والخالفات الزوجية‬
‫َ‬ ‫أحيانا‪ ،‬وقد تُسبب‬
‫ً‬ ‫المشاكل على أتفه األسباب‬

‫‪ -2‬تعرية البيوت وانكشافها أمام العامة ‪ ،‬حيث تعمد الكثير من الزوجات بعرض حياتهن‬

‫الشخصية على وسائل التواصل االجتماعي ‪ ،‬من خالل الصور والتعليقات مما يتسبب في نشوب‬

‫()عيسى‪ ،‬كريمة ( ‪ : ) 2006‬إدمان اإل نترنت‪ ..‬األسباب وطرق العالج‪ ،‬مجلة الخفجي ‪ ،‬السنة السادسة‬ ‫‪1‬‬

‫والثالثون‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬السعودية‪ ،.‬عمرو بيومي ‪ :‬أكاديميون يح ّذرون مـن تنامي ظاهرة «الخرس‬
‫االجتماعي ـ منشور بموقع اإلمارات اليوم بتاريخ ‪2012  /12/ 30‬م‪.‬‬
‫() مفلح‪ ،‬محمد وآخرون ( ‪، : ) 2010‬اآلثار النفسية والصحية واالجتماعية لإل نترنت ‪ ،‬مجلة العلوم التربوية‬ ‫‪2‬‬

‫والنفسية‪ ،‬مجلد ‪ ، 11‬ع ‪ ، 11‬البحرين‪ ،‬ص ‪ .24‬سالي حسن ‪ :‬مواقع التواصل االجتماعي‪ ..‬سالح ذو حدين‬
‫ـ مقال منشور بموقع صحيفة األهرام المصرية ـ بتاريخ ‪2012 /5/ 13 ‬م‪.‬‬
‫()"الفيس بوك وأضراره على العالقة الزوجية " مقال منشور بموقع "مكشوف " على هذا‬ ‫‪3‬‬

‫الرابط‪/http://makchof.com ‬الفيس‪-‬بوك‪-‬و‪-‬أضراره‪-‬على‪-‬العالقات‪-‬الزوجية‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫الخالفات الزوجية ‪ ،‬وتزداد تلك الخالفات لو حدث لبعض البيانات والصور قرصنة ‪ ،‬وتم‬

‫استخدامها في أغراض سيئة ‪ ،‬ولقد تعدد الحوادث والقصص حول هذا الموضوع ونبه العديد من‬

‫علماء الدين والوعاظ من خطورة هذا الموضوع ألسباب عديدة‪ ،‬منها الحسد ‪ ،‬ومنها عدم مراعاة‬

‫شعور اآلخرين ‪ )1(، ..‬وغيرها من األسباب ‪ ،‬وترى الباحثة أن في تعرية البيوت بهذه الطريقة‬

‫السافرة التي أصبحت ظاهرة منتشرة في مجتمعاتنا المسلمة ‪ ،‬واقع ينبغي التصدي له عبر التنبيه‬

‫لخطره ‪ ،‬ومحاولة قدر اإلمكان الحد منه ‪.‬‬

‫استخدام تلك المواقع (‪:)2‬‬


‫َ‬ ‫إدمان‬
‫ُ‬ ‫‪-3‬‬

‫إضافة إلى ما سبق من آثار اجتماعية فإنه يمكن أن نضيف أن استخدام مواقع التواصل‬

‫االجتماعي بشكل متكرر ‪ ،‬أصبح عادة وديدنا ‪ ،‬حيث يقضي البعض ما يقرب من ثماني ساعات‬

‫يومياً أمام أجهزتهم ‪ ،‬لمتابعة ما تم نشره ‪ ،‬أو تصفح المواقع ‪ ،‬او غيرها ‪ ،‬وهذا في حد ذاته‬

‫خطرا ً ‪ ،‬حيث سبب مشاكل سلوكية‪ ،‬وخاصة المراهقين منهم ‪ ،‬تدفعهم إلى "‪  ‬تزايد الشعور‬

‫بالعدوانية واألنانية واالضطرابات النفسية والكآبة ‪ ،‬ففي دراسة أجراها العالم األمريكي "الرى‬

‫روزين" أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا ثبت أن اإلدمان على مواقع التواصل االجتماعي‬

‫يؤدي إلى تزايد الشعور بالعدوانية واألنانية واالضطرابات النفسية والكآبة ‪ ،‬كما وأنها تؤثر على‬

‫(‪)3‬‬
‫التحصيل الدراسي للشخص المدمن على استخدام تلك المواقع ‪.‬‬

‫() صالح ‪ ،‬أحمد محمد صالح ‪ ،‬حياة على شاشة اإلنترنت‪ ، ،‬ص‪ ،2‬مجلة العربي‪ ،‬عدد ‪1/10/2001 ،515‬م‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫() قنيطة‪ ،‬أحمد أحمد بكر‪ ،‬اآلثار السلبیة الستخدام االنترنت من وجهة نظر طلبة الجامعة اإلسالمیة‪ ،‬رسالة‬ ‫‪2‬‬

‫ماجستیر‪ 2011 ،‬م‪ ،‬الجامعة اإلسالمیة‪ ،‬غزة‪ ،‬ص‪.19-18‬‬

‫() الدراس ة بعن وان ‪Facebook Use May Lead to Psychological Disorders in Teens:‬‬ ‫‪3‬‬

‫]‪ [STUDY‬ومنش ورة على ه ذا الرابط ‪http://mashable.com/2011/08/08/facebook-teens- ‬‬


‫‪./study‬‬
‫‪153‬‬
‫‪ -4‬قطع أواصر المحبة والتواصل اجتماع الحقيقي بين أفراد المجتمع اإلسالمي ‪ ،‬والذي كان‬

‫يتميز بالمحبة واأللفة بين أفراده ‪ ،‬حيث اقتصر التواصل بين األقارب واألصدقاء على الرسائل‬

‫حتى في أهم المناسبات وأكثرها تميزا ‪ ،‬وكان الناس في عالمنا العربي بشكل خاص يمارسون‬

‫عملية التواصل االجتماعي بشكل مباشر واقعي ملموس عبر الزيارات المتبادلة بين أطراف‬

‫العائلة الواحدة واألصدقاء والجيران وغيرهم‪ ،‬وكانت تلك الممارسات التالحمية تخلق حالة من‬

‫(‪)1‬‬
‫المودة والرحمة بين هذه األطراف‪" .‬‬

‫‪ -5‬شيوع ظاهرة ما سمي بـ " الخرس االجتماعي " هذه الظاهرة التي تبدو مقلقة ومخيفة للغاية‬

‫‪،‬بعد أن انتشرت داخل البيوت وخارجها ‪ ،‬فاإلحصائيات تقول ‪ " :‬إن ما نسبته ‪ %75‬من‬

‫األشخاص الموجودين في األماكن الترفيهية مثالً‪ ،‬كالمقاهي والمطاعم ممن يستخدم األجهزة‬

‫الذكية ال يتحدثون مع بعضهم البعض ؛ بسبب انشغالهم بالدردشة عبر مواقع التواصل‬

‫(‪)2‬‬
‫االجتماعي "‬

‫وتبع ذلك شيوع ما ُسمي بـ "األسرة ذات القوقعة الفارغة" وهي األسرة التي ال يوجد بين أفرادها‬

‫عالقات مباشرة وحميمية على الرغم من أن أفرادها يعيشون تحت سقف واحد ؛ بفعل انشغال‬

‫كل فرد بشأنه الخاص وعالمه االفتراضي الخاص به‪ ،‬تلك الظاهرة التي انتشرت داخل البيوت‬

‫وخارجها ‪ ،‬فحولت العالقات التقليدية بين أفراد المجتمع الصغير من عالقات مباشرة قائمة على‬

‫التواصل الفعلي إلى عالقات سطحية مبنية على التواصل التقني ‪ )3( .‬وقد حذر نائب مدير‬

‫أكاديمية العلوم الشرطية في الشارقة على هامش ندوة «أثر مواقع التواصل االجتماعي على‬

‫()قنيطة‪ ،‬أحمد أحمد بكر‪ ،‬اآلثار السلبیة الستخدام االنترنت من وجهة نظر طلبة الجامعة اإلسالمیة‪ ،‬رسالة‬ ‫‪1‬‬

‫ماجستیر‪ 2011 ،‬م‪ ،‬الجامعة اإلسالمیة‪ ،‬غزة‪ ،‬ص‪.19-18‬‬


‫() الصائغ ‪ ،‬فاطمة الصائغ ‪ :‬ما قل وكثرت دالالته‪ ..‬الخرس االجتماعي ـ مقال منشور بموقع مجلة صحيفة‬ ‫‪2‬‬

‫البيان اإلماراتية ـ بتاريخ ‪2014 / 1 / 19‬م ‪.‬‬


‫() عمرو بيومي ‪ ،‬أكاديميون يحذّرون مـن تنامي ظاهرة (الخرس االجتماعي)‪ ،‬منشور بموقع اإلمارات اليوم‬ ‫‪3‬‬

‫بتاريخ ‪2012 12/ 30‬م " ‪..‬‬


‫‪154‬‬
‫المجتمع» التي نظمتها مؤسسة صندوق الزواج في جامعة خليفة‪ ،‬من تنامي تلك الظاهرة في‬

‫المجتمع الخليجي‪..  ‬فقال ‪ :‬إنها تؤدي إلى العزلة‪ ،‬وخلخلة عالقات الشباب بعائالتهم‪،‬وتذمرهم‬

‫من زيارات األقارب ‪ ،‬معرباً عن أسفه ألن التواصل العائلي فقد كثيراً من جوانبه اإلنسانية‬

‫واستبدلت الزيارات العائلية في المناسبات واألعياد برسالة نصية من الهاتف الجوال ‪ ، ..‬وتابع‬

‫إن "شبكات التواصل االجتماعي أصبحت متهمة بالدرجة األولى بأنها أحد أسباب تدهور‬

‫العالقات األسرية‪ ،‬وأسهمت في إفساد اإلحساس االجتماعي بين أفراد المجتمع‪ ،‬فقد قربت ما هو‬

‫بعيد وأبعدت القريب‪ ،‬كما فرضت حول من يستخدمها نوعاً من العزلة والوحدة واالنقطاع عن‬

‫(‪)1‬‬
‫الحياة العامة واالجتماعية"‪.‬‬

‫‪ -6‬شيوع ما يسمى ب( التنمر االلكتروني) ‪ :‬وهي ظاهرة قديمة وحديثة ‪ ،‬قديمة من حيث أن‬

‫علماء التربية قد عرفوها بأنها ‪ :‬سلوك سلبي متكرر وموجه نحو فرد دون اآلخر‪ ،‬بصورة‬

‫دورية متكررة ‪ ،‬ويلحق به أذى جسدي ولفظي ‪ ،‬يكون هذا السلوك بسبب عدوان‬

‫المتنمر‪،‬وضعف المتنمر عليه ‪ ،‬وهو نوع من االستقواء ‪ ،‬بحيث يستقوي عليه ويشعر بسلطة‬

‫قوية ‪ ،‬بدء االهتمام به في ستينيات القرن الماضي(‪ ، )2‬ومع ظهور وسائل التواصل االجتماعي‬

‫انعكس التنمر كسلوك على هذه الوسائل بشكل كبير جدا فظهر ما يسمى بالتمنر‬

‫االلكتروني‪،‬ويقصد به "استخدام االنترنت والتقنيات المتعلقة به من أجل إيذاء أشخاص آخرين‬

‫بطريقة متعمدة و متكررة و عدائية " ويكون عبر إرسال رسائل تهديد بالقتل أو التشهير أو‬

‫تهديد بنشر الشائعات ‪ ،‬وعبر التعليقات المسيئة عبر الفيس بوك أو التويتر ‪ ،‬وغيرها عبر‬

‫شبكات التواصل االجتماعية أو بعض التطبيقات مثل ماسنجر او الواتس اب وغيره من وسائل‬

‫() سعد صالح الذبياني ـ اآلثار النفسية لبرامج التواصل االجتماعي ـ مقال منشور بصحيفة عكاظ ‪ ‬ـ األربعاء‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 01/12/1433‬هـ ‪..‬‬
‫() أنظر في ذلك تفصيالً ‪:‬الحسني ‪ ،‬محسن موسى الحسني‪ ،‬الكنوني ‪ ،‬إكرام عبد اهلل الكنوني (‪ ،)2016‬إيجابيات‬ ‫‪2‬‬

‫وسلبيات وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬مؤتمر المدينة المنورة الستخدام مواقع التواصل االجتماعي ‪ ،‬ص ‪ 135‬وما‬
‫بعدها ‪.‬‬
‫‪155‬‬
‫التواصل ‪ ،‬يلجأ المتنمر إلى التشهير بزمالءه أو من كان يرتبط بهم بعالقة عاطفيه أو صداقة‬

‫أو قرابة وذلك بكتابة مقاالت تشويه للسمعة أو نشر صور أو فيديوهات للضحية لتصل إلى اكبر‬

‫عدد من المشاهدين ‪ ،‬مما يؤثر بشكل سلببي على المتنمر عليه ‪ ،‬ويؤدي في كثير من األحيان‬

‫(‪)1‬‬
‫إلى نتائج سلبية خطيرة قد تصل إلى درجة االنتحار ‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪:‬اآلثار السلبية السياسية واألمنية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي(‪:)2‬‬

‫‪ -1‬نشر الشائعات والترويج لها‪:‬‬

‫وذلك من خالل كتابة األخبار المكذوبة‪ ،‬ونشر الشائعات المفتعلة – خاصة وأنها مبنية في‬

‫الغالب على المجاهيل وتبادل االتهامات الجائرة‪ ،‬وإ لقاء الكالم على عواهنه بال ّبينة‪ ،‬ولهذا أثر كبير‬

‫على المجتمع وتوجيهه نحو أيديولوجيات معينة وأفكار غير مضمونة‪ ،‬ونشر ثقافة االبتزاز وإ لقاء‬

‫التهم الكيدية واالنتقامية؛ وقد حذر الشارع الحكيم من اتباع الشائعات؛ لما يترتب على ذلك من‬

‫مفاسد عظيمة تهدد استقرار األوطان؛ وتنشر الهلع في المجتمع اإلسالمي؛ قال تعالى‪:‬ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭼ(‪.)3‬‬ ‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫ﭢ‬

‫وتكمن خطورة هذه المخالفات في أنها تمثل تهديداً لألمن العام في المجتمع اإلسالمي؛‬

‫ويعتبر األمن من أهم متطلبات اإلنسان‪ ،‬فإذا فقد األمن فقد العيش الهنيء "وإ ذا فقد األمن اضطربت‬

‫النفوس‪ ،‬وسيطر عليها الخوف والقلق‪ ،‬وتعطلت مصالح الناس‪ ،‬وانقبضوا عن السعي والكسب‪،‬‬

‫وانحصرت هممهم بتأمين أنفسهم ومن تحت أيديهم‪ ،‬ودفع الظلم والعدوان الواقع أو المتوقع عليهم‪.‬‬

‫‪http://www.lahamag.com/Details/13925‬‬ ‫() أنظر تفصيال في ذلك المواقع التالية ‪، http://weziwezi.com :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، ،http://www.lahamag.com/Details‬وأدى ذلك انتحار مراهقة أميركية في الرابعة عشرة بسبب‬


‫للتنمر واإلزعاج والته ّكم من بعض األصدقاء والمحيطين على موقع التواصل اإلجتماعي فيسبوك‪ .‬‬ ‫تعرضها ّ‬ ‫ّ‬
‫وأنظر على اليوتيوب ‪ :‬احمد الشقيري‪ ،‬برنامج قمرة ‪،‬التمنر‪ ،‬الحلقة رقم ‪،11 :‬أو عن طريق ‪:  :‬‬
‫‪www.qomrah.tv‬‬
‫()جرادات‪ ،‬عبد الكريم (‪ ، )2008‬االستقواء لدى طلبة المدارس األساسية ‪ ،‬المجلة األردنية ‪ ،‬في العلوم‬ ‫‪2‬‬

‫التربوية ‪،‬المجلد الثاني ‪ ،‬العدد الرابع ‪ ،‬ص ‪109‬وما بعدها ‪.‬‬


‫()سورة الحجرات‪ ،‬آية‪.6 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪156‬‬
‫وإ ذا كان األمن حاجة إنسانية ملحة‪ ،‬ال يستغني عنها فرد أو مجتمع‪ ،‬فإن ذلك يعني بالضرورة‬

‫وجوب مواجهة ما يخل به من العنف واإلرهاب‪ ،‬ومعالجة آثاره‪ ،‬وقطع األسباب الداعية إليه‪.‬‬

‫ولإلسالم منهجه المتفرد في تحقيق األمن ومكافحة كل أشكال العنف واإلرهاب‪ ،‬فهو يهتم بالجوانب‬

‫التربوية والوقائية التي تمنع وقوع العنف أصال‪ ،‬كما يهتم بالجوانب الزجرية والعقابية‪،‬التي تمحو‬

‫آثاره‪ ،‬وتمنع من معاودته وتكراره‪ ،‬وهذا بخالف ما عليه المناهج البشرية الجاهلية‪ ،‬والقوانين‬

‫الوضعية التي تهتم بمعالجة العنف بعد وقوعه‪ ،‬أكثر من اهتمامها بمنع حدوثه ابتداء"(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬السعي في تفكيك المجتمع عبر الدعوة إلى العصبية القبلية أو المناطقية أو العرقية أو‬

‫المذهبية‪:‬‬

‫" من أشد المخالفات التي تتم على تلك المواقع‪ ،‬والتي يكون لها عظيم األثر في هشاشة‬

‫أركان المجتمع‪ ،‬وتحطم ثوابته‪ ،‬ارتفاع صيحات العصبية القبلية‪ ،‬والتفاخر باألنساب واألصالب‬

‫ومناصرة كل ذي مذهب مذهبه‪ ،‬والتعصب لألحزاب السياسية وغيرها‪ ،‬ويتم ذلك في مواقع‬

‫التواصل االجتماعي عن طريق اشتداد المناقشات والمجادالت بين مرتاديها‪ ،‬فيتعصب كل إما‬

‫لمذهبه أو حزبه أو قبيلته أو بلده‪ ،‬ويتناسوا في خضم كل ذلك االنتماء الواحد لإلسالم أوالً‪،‬وللوطن‬

‫والعروبة بعد ذلك! وال شك أن كل ذلك من المخالفات الجسيمة والتي ينعكس تأثيرها على تفكك‬

‫المجتمع وتقطع أواصر المحبة والوئام بين أهله‪ ،‬وقد أمرنا اهلل – سبحانه – بالتآخي؛فقال عز وجل‪:‬‬

‫ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﭼ(‪ ،)2‬وفي الصحيحين قال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫ﭽﯜ ﯝ ﯞ‬

‫()الفوزان‪،‬عبد العزيز بن فوزان بن صالح الفوزان ‪ ،‬أثر العلم الشرعي في مواجهة العنف والعدوان‪ ،‬ص‪.2‬‬ ‫‪1‬‬

‫()سورة الحجرات‪ ،‬آية‪.10 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪157‬‬
‫"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"(‪ .)1‬إننا اآلن أمام نصوص قاطعة تنسف كل دعاوى‬

‫العصبية والتشتت‪ ،‬فليتنبه كل مسلم لذلك‪.‬‬

‫‪ -3‬الدعوة إلى العنف والجريمة والترويج لها (‪:)2‬‬

‫" ويعد هذا المحور من األهمية بمكان؛ فالتحريض على العنف والقتل وسفك الدماء‬

‫والدعوى لذلك واالنسياق وراء مثل هذه الدعاوى من شأنه أن يهدد استقرار المجتمعات وسالمة‬

‫ﮘ ﮙ‬ ‫أبنائها‪ ،‬ويتنافى هذا تماماً مع مقاصد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬

‫ﮚ ﮛﭼ(‪ ،)3‬وكما أن الشارع الحكيم قد حرم القتل‪ ،‬كذلك حرم الدعوة إليه‪ ،‬فالوسائل لها حكم‬

‫المقاصد‪ ،‬وكل ما يؤدي إلى محرم فهو محرم‪ ،‬وأيضاً نشر أساليب اإلرهاب والتخريب فقد أصبحت‬

‫تلك الوسائل االجتماعية أداة للجماعات اإلرهابية والمتطرفة لنشر األفكار وتجنيد األنصار‪ ،‬وبث‬

‫الصور ولقطات الفيديو والبيانات عن عملياتهم بهدف إثارة الرعب والفزع‪ ،‬ويعد هذا من أقوى‬

‫األسلحة الفكرية التي تنسف االستقرار السياسي للمجتمعات‪ ،‬وتنشر الرعب واالضطراب في قلوب‬

‫اآلمنين‪ ،‬وديننا الحنيف يتصدى لإلرهاب بكل أفكاره الهدامة؛ فهو دين الرحمة والتراحم؛قال تعالى‪:‬‬

‫ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭼ(‪)4‬؛ فديننا دين رحمة للجميع قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬إنه من ال‬

‫يرحم ال ُيرحم"(‪.)5‬‬

‫()متفق عليه ‪ ،‬أخرجه البخاري في صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬األدب‪ ،‬باب‪ :‬تعاون المؤمنين بعضهم بعضا‪ ،‬حديث رقم‪(:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.8/12 ) 6026‬ومسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬اآلداب‪ ،‬باب‪ :‬المؤمن للمؤمن كالبنيان‪ ،‬حديث رقم‪، )6677(:‬‬
‫‪.8/20‬‬
‫() أنظر تفصيالً ‪ :‬بشير ‪ ،‬حمدي محمد علي (‪ ،)2016‬التطرف الديني عبر وسائل التواصل‬ ‫‪2‬‬

‫االجتماعي‪:‬المخاطر وسبل المواجهة ‪،‬بحث منشور في أبحاث مؤتمر ضوابط استخدام شبكات التواصل‬
‫االجتماعي‪ ،‬المدينة المنورة ‪ ،‬المجلد الرابع ‪ ،‬ص ‪ .169‬محمد ‪ ،‬رفعت محمود (‪ ، )2016‬الضوابط األخالقية‬
‫والتربوية الالزمة لمواجهة التأثيرات السلبية لشببكات لتواصل االجتماعي‪ ،‬بحث منشور في أبحاث مؤتمر‬
‫ضوابط استخدام شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬المدينة المنورة ‪ ،‬المجلد الرابع ‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫()سورة اإلسراء‪ ،‬آية‪.33 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫()سورة األعراف‪ ،‬آية‪.156 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫()أخرجه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬فضائل النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬باب‪ :‬في رحمته صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫‪5‬‬

‫‪،‬حديث رقم‪.7/77 ،)6097(:‬‬


‫‪158‬‬
‫‪ -4‬مخالفة المنهج الصحيح في مناصحة ولي األمر (وذلك بالدعوة إلى مناصحته بالعلن) (‪:)6‬‬

‫شجعت مواقع التواصل االجتماعي مرتاديها بأن تعلو أصواتها بالقدح والذم في والة‬

‫أمورهم‪ ،‬ومخالفة المنهج القويم في مناصحتهم‪ ،‬هذا لما تسمح به تلك المواقع لهؤالء األشخاص‬

‫باستخدام أسماء وهمية ال تكشف حقيقة هويتهم‪ ،‬وإ عطائهم مساحات واسعة إلبداء آرائهم‪،‬وأدلتهم‬

‫بما يخالف تعاليم الدين‪ ،‬ويزعزع أمن واستقرار األوطان‪ ،‬وإ ن الوقيعة في أعراض األمراء‬

‫واالشتغال بسبهم‪ ،‬وذكر معايبهم خطيئة كبيرة‪ ،‬وجريمة شنيعة‪ ،‬نهى عنها الشرع المطهر‪ ،‬وذم‬

‫فاعلها‪ ،‬وهي نواة الخروج على والة األمر الذي هو أصل فساد الدين والدنيا معاً؛ تحقيقا للمصلحة‬

‫ودرءاً للمفسدة ومراعاة لحرمتهم؛ فانتهاكها سبيل للفتنة والوقوع في الفرقة التي عمل الشارع على‬

‫نبذها واقتالع جذورها من تربة المجتمع اإلسالمي‪.‬‬

‫فعن زياد بن كسيب العدوي قال كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر وهو يخطب وعليه‬

‫ثياب رقاق فقال أبو بالل‪ :‬انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق فقال أبو بكر اسكت سمعت رسول‬

‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪" :‬من أهان سلطان اهلل في األرض أهانه اهلل"(‪"،)2‬وعن أسامة بن زيد‪،‬‬

‫قال‪ :‬قيل له‪ :‬أال تدخل على عثمان فتكلمه؟ فقال‪ :‬أترون أني ال أكلمه إال أسمعكم؟ واهلل لقد كلمته‬

‫فيما بيني وبينه‪ ،‬ما دون أن أفتتح أمراً ال أحب أن أكون أول من فتحه"(‪ ،)3‬قال عياض‪":‬مراد أسامة‬

‫() الحربي ‪ ،‬فهد بن محمد (‪ ، )2016‬الضوابط الشرعية الستخدام شبكات التواصل االجتماعي ‪ ،‬بحث منشور‬ ‫‪6‬‬

‫في أبحاث مؤتمر ضوابط استخدام شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬المدينة المنورة ‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬ص‪-403‬‬
‫‪.407‬‬

‫()أخرجه الترمذي في سننه‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء في الخلفاء‪ ،4/502 ،‬برقم ‪ .2224‬أخرجه أبو داود الطيالسي في‬ ‫‪2‬‬

‫"المسند" (‪ ،)2/210‬حديث رقم (‪ ، )928‬و‪ ‬ابن أبي عاصم في السنة حديث رقم(‪،)1018‬والبزار في المسند "(‬
‫‪ )44/ 2‬رقم (‪)3670‬وابن حبان في الثقات" (‪ ، )259/ 4‬قال األلباني‪ :‬حديث حسن ‪ ،‬شرح السنة ‪.10/54،‬‬
‫()أخرجه مسلم في صحيحه‪ ،‬كتاب‪ :‬الرقاق‪ ،‬باب‪ :‬عقوبة من يأمر بالمعروف وال يفعله‪ ،8/224 ،‬حديث رقم‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.7592‬‬
‫‪159‬‬
‫أنه ال يفتح باب المجاهرة بالنكير على اإلمام لما يخشى من عاقبة ذلك‪ ،‬بل يتلطف به وينصحه سراً‬

‫فذلك أجدر بالقبول"(‪.)1‬‬

‫‪ -5‬تهييج عامة الناس ورعاعهم على عصيان ولي األمر والخروج عليه وذلك بتضخيم مخالفته‬

‫وأخطائه ونشرها(‪:)2‬‬

‫ومن أشد المخالفات السياسية التي يقع فيها بعض مرتادي تلك المواقع‪ ،‬اقتناصهم لزالت‬

‫ولي األمر وتضخيمها في أعين العامة‪ ،‬وتأليف الرأي العام على الحكام‪ ،‬وتوجيه دفة العوام في‬

‫اتجاه الخروج على الحاكم‪ ،‬ومن الممكن أن تكون تلك الشخصيات الفاعلة مختبأة وراء قناع االسم‬

‫المستعار وال تُكشف هويتهم‪ ،‬ولألسف يلهث وراء دعاواهم بعض الشباب الذي يجهل تعاليم‬

‫عقيدته‪ ،‬وهدي نبيه صلى اهلل عليه و سلم‪ ،‬وال شك أن هذه بذرة خبيثة إلرهاب الوطن وزعزعة‬

‫أمنه وسالمته‪ ،‬وعلى كل شاب مدرك واع أن يقتلع تلك البذرة قبل نضوجها‪ ،‬السيما وأن ذلك‬

‫يتعارض مع تعاليم عقيدتنا السمحة المسالمة‪ ،‬ألن نبينا صلى اهلل عليه وسلم قال في ذلك قوال قاطعا‪:‬‬

‫"من خرج من الطاعة‪ ،‬وفارق الجماعة فمات‪ ،‬مات ميتة جاهلية‪ ،‬ومن قاتل تحت ٍ‬
‫راية ُعمية يغضب‬

‫لعصبة‪ ،‬أو يدعو إلى عصبة‪ ،‬أو ينصر عصبة‪ ،‬فقُتل‪ ،‬فقتلةٌ جاهلية‪،‬ومن خرج على أمتي‪ ،‬يضرب‬

‫() العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني ‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪،13/52‬الناشر‪ :‬دار المعرفة – بيروت‪ ،1379 ،‬رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬قام‬
‫بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه‪ :‬محب الدين الخطيب‪ ،‬عليه تعليقات العالمة‪ :‬عبد العزيز بن عبد اهلل بن‬
‫باز‪.‬‬
‫()الحربي ‪ ،‬فهد بن محمد (‪ ، )2016‬الضوابط الشرعية الستخدام شبكات التواصل االجتماعي ‪ ،‬المجلد‬ ‫‪2‬‬

‫الثاني‪،‬ص‪ .407-403‬الخياط ‪ ،‬سامي ‪ ،‬مهددات شبكات التواصل االجتماعي للسلم المدني واألمن المجتمعي‬
‫‪ ،‬بحث منشور في أبحاث مؤتمر ضوابط استخدام شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬المدينة المنورة ‪،‬المجلد الثاني‪،‬‬
‫ص‪.44‬‬

‫‪160‬‬
‫ولست منه"(‪ ،)1‬وقال‬
‫ُ‬ ‫برها وفاجرها‪ ،‬وال يتحاشى من مؤمنها‪ ،‬وال يفي لذي عهد عهده‪ ،‬فليس مني‬

‫الطحاوي رحمه اهلل‪" :‬وال نرى الخروج على أئمتنا ووالة أمورنا‪ ،‬وإ ن جاروا‪ ،‬وال ندعوا عليهم‪،‬‬

‫وال ننزع يداً من طاعتهم‪ ،‬ونرى طاعتهم من طاعة اهلل عز وجل فريضة‪ ،‬ما لم يأمروا بمعصية‪،‬‬

‫وندعوا لهم بالصالح والمعافاة"(‪.)2‬‬

‫الخاتمة‬

‫الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات ‪ ،‬والصالة والسالم على سيد األوليين واآلخرين ‪،‬سيدنا‬

‫محمد ابن عبد اهلل ‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد ‪ :‬خلصت هذه الدراسة المتعلقة بموضوع‬

‫معاصر تم تناوله من ناحية فقهية مرتبطة بأحكام السياسة الشرعة للتعامل مع وسائل التواصل‬

‫() أخرجه مسلم في صحيحه‪ ،‬أبواب اإلمارة‪ ،‬باب‪ :‬من خرج من الطاعة وفارق الجماعة‪ ،6/20 ،‬حديث رقم ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.4814‬‬
‫() صدر الدين ‪ ،‬محمد بن عالء الدين علي بن محمد بن أبي العز الحنفي‪ ،‬األذرعي الصالحي الدمشقي‪،‬المتوفى‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫( ‪792‬هـ )‪ ،‬شرح العقيدة الطحاوية‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط – عبد اهلل بن المحسن التركي الناشر‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة – بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬العاشرة‪1417 ،‬هـ ‪1997 -‬م‪.1/114 .‬‬
‫‪161‬‬
‫االجتماعي ‪ ،‬هذه النازلة التي ينبغي أن تولى عناية ورعاية شرعية فائقة كونها تؤثر بشكل كبير‬

‫في أفراد مجتمعاتنا اإلسالمية والعربية ‪ ،‬إلى مجموعة من النتائج والتوصيات نعرضها كما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬النتائج‬

‫‪ -1‬وسائل التواصل االجتماعي هي مجموعة من المواقع والخدمات اإللكترونية ‪ ،‬تستخدم‬

‫ألغراض متعددة منها التواصل بين الناس ‪ ،‬ومنها ما توفر خدمات الكترونية‪ ،‬توفر‬

‫سرعة توصيل المعلومات على نطاق واسع‪.‬‬

‫‪ -2‬ظهرت مواقع التواصل االجتماعي في منتصف التسعينات أول األمر في الواليات المتحدة‬

‫األمريكية ‪ ،‬وبلغت ذروة تطورها في عام ‪ 2004‬عندما ظهر الفيس بوك ‪ ،‬ومن ثم‬

‫بدأت هذه المواقع تتنوع وتتعدد ‪.‬‬

‫‪ -3‬للسياسة الشرعية دور بارز في عملية ضبط استخدام وسائل التواصل االجتماعي من خالل‬

‫القيام باألدوار المطلوبة ‪ ،‬بداية باألسرة ثم الجامعة ثم الدولة وأنظمتها المختلفة ‪،‬‬

‫للمحافظة على مقصد حفظ الدين والعقل والنسل ‪ ...‬وغيرها ‪.‬‬

‫‪ -4‬إن التعامل مع وسائل التواصل االجتماعي ينبغي أن يكون منضبطا بضوابط الشريعة‬

‫اإلسالمية ومقاصدها ‪ ،‬ومن هذه الضوابط الشرعية التي عرضتها هذه الدراسة الستخدام‬

‫مواقع التواصل االجتماعي ‪ ( ،‬حفظ الدين ‪،‬حفظ النسل والعرض ‪ ،‬عدم معارضتها‬

‫للشريعة اإلسالمية ‪ ،‬وااللتزام باألخالق الفاضلة)‪.‬‬

‫‪ -5‬الفقهاء من أهل االختصاص ودوائر اإلفتاء حكموا بجواز استعمال مواقع التواصل‬

‫االجتماعي من خالل الصور التي تحقق النفع للناس‪ ،‬كالمحادثات المباحة‪ ،‬وفي نشر‬

‫الخير والدعوة‪ ،‬واالطالع على األخبار ‪ ،‬إال أنه يحرم على اإلنسان المسلم أن يستخدم‬

‫مواقع التواصل االجتماعي بما يخالف شرعنا الحنيف ومقاصده السمحة‪ ،‬استخداماً يدخل‬

‫الفساد أو يحث على الرذيلة وينشرها ‪ ،‬أو يتتبع عورات المسلمين ‪ ،...‬كما ويحرم أن‬

‫‪162‬‬
‫يستخدمه من ال تؤمن عليه الفتنة ‪ ،‬وانزالقه سهل وخصوصاً من الشباب والشابات فإنه‬

‫ال يجوز له دخوله ‪.‬‬

‫‪ -6‬لمواقع التواصل االجتماعي إيجابيات متعددة ومتنوعة يمكن أن يستفاد منها ‪ ،‬في شتى‬

‫المناحي واالتجاهات ‪ ،‬بشرط أن تستخدم وفق القواعد والضوابط الشرعية ‪ ،‬فمنها ما‬

‫يتعلق بالجانب العقدي ‪ ،‬ومنها ما يتعلق بالجانب العلمي والمعرفي والسياسي ‪،‬‬

‫واالقتصادين وعلى الرغم من هذه اإليجابيات إال أنها كذلك األمر لها سلبيات متعدد ‪،‬‬

‫على اعتبار تعدد وتنوع صورها واستخداماتها ‪ ،‬وهذه السلبيات كذلك متنوعة ومتعددة‬

‫بحسب الصور أيضاَ فمنها ما يكون سلبياً على المستوى االجتماعي‪ ،‬أو على المستوى‬

‫السياسي أو على المستوى االقتصادي بالتشاغل بها‪ ،‬أو عقائديا و أخالقيا‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬التوصيات‬
‫توصي الباحثة بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬العمل على تكثيف الحمالت التوعوية من قبل المؤسسات الحكومية وو ازرة اإلعالم‬
‫‪،‬والمؤسسات والفكرية والثقافية والدينية حيال التعامل مع شبكات ووسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -2‬العمل على إضافة الضوابط والقواعد الشرعية الستخدام مواقع التواصل االجتماعي في مناهج‬
‫التدريس لكافة المراحل الدراسية ‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫‪ -3‬إنشاء هيئات حكومية رقابية ‪ ،‬تقوم بممارسة الدور الرقابي على المحتوى الموجود في وسائل‬
‫التواصل االجتماعي ‪ ،‬عبر تفعيل دور الفلترة من خالل الرقابة على مواقع التواصل‬
‫االجتماعي ومحاسبة إو يقاف المواقع التي تحرض على العنف وتروج لإلرهاب ‪،‬وصياغة‬
‫القوانين التي تجرم الجرائم االلكترونية ‪ ،‬وسد الثغرات القانونية في مالحقة ومتابعة من ينشر‬
‫الرذيلة والفتنة بين أبناء المجتمع اإلسالمي الواحد ‪.‬‬
‫‪ -4‬إيجاد دورات تدريبية للوعاظ والعلماء على كيفية استخدام مواقع التواصل االجتماعي واالستفادة‬
‫منها قدر اإلمكان في الدعوة إلى اهلل من أجل صقل مهاراتهم إو كسابهم القدرة على التعامل مع‬
‫هذه المواقع ‪.‬‬
‫‪ -5‬إيجاد سلطة رقابية تتبع للدولة مهمتها مراقبة ومحاسبة كل من يتصدر اإلفتاء وهو غير أهل‬
‫لهذه المهمة الجليلة والعظيمة ‪ ،‬متجاو از بذلك األصول المتبعة في الفتيا ‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يضع من العقوبات التي تمنع وتردع مثل هذه التصرفات التي تؤثر بشكل سلبي في‬
‫المجتمعات اإلسالمية ‪ ،‬ومحاربة هذا النوع من الزنا والفجور عبر تتبع أصحاب هذه المواقع‬
‫والناشرون لهذه الرذيلة في المجتمع ‪ ،‬وضبطهم إو يقاع العقوبات الرادعة في حقهم‪.‬‬
‫‪ -7‬وأخي اًر توصي الباحثة أن يضطلع كل بمسؤوليته حول موضوع استخدام مواقع التواصل‬
‫االجتماعي ‪ ،‬فاألبوين مسئولين عن أبنائهما ‪ ،‬وكذلك الدولة ‪ ،‬والمدرسة والجامعة ‪ ،‬وكذلك‬
‫المساجد ‪ ،‬ليتعرف كل فرد على دوره التربوي والرقابي في ترسيخ القيم اإلسالمية وتوطينها في‬
‫نفوس الجيل لتنعكس على كل مفاصل الحياة ومنها استخدام مواقع التواصل االجتماعي ‪.‬‬

‫فهرس اآليات القرآنية‬


‫الصفحة‬ ‫السورة ورقم اآلية‬ ‫نص اآلية‬
‫سورة األنعام ‪ :‬اآلية ‪:‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ‬
‫‪2‬‬ ‫‪.38‬‬

‫‪2‬‬ ‫سورة المائدة ‪ :‬اآلية ‪:‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﭼ‬


‫‪.3‬‬
‫‪4‬‬ ‫سورة الحجرات‪ :‬اآلية ‪:‬‬ ‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ‬ ‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ‬ ‫ﭧﭨﭽﭵ ﭶ ﭷ‬
‫‪13‬‬ ‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ‬

‫‪164‬‬
‫الصفحة‬ ‫السورة ورقم اآلية‬ ‫نص اآلية‬
‫‪14‬‬ ‫سورة المائدة‪ :‬اآلية‬ ‫ﯙ ﭼ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ‬
‫‪.48‬‬
‫‪14‬‬ ‫سورة ‪ :‬الجاثية‪.18 :‬‬ ‫ﮤﭼ‬ ‫ﭧﭨﭽﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫‪14‬‬ ‫سورة ‪ :‬األعراف‪.163 :‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﭼ‬
‫‪22‬‬ ‫سورة الكهف ‪:‬‬ ‫ﯶ ﯷ ﭼ‬ ‫ﭧﭨ ﭽﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬
‫االية ‪:‬‬
‫‪26-27‬‬ ‫سورة مريم‪ :‬اآليتان (‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬
‫‪.)29 _27‬‬ ‫ﮂ ﮃ ﮄ‬ ‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ‬ ‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ‬
‫‪45‬‬ ‫سورة الحجر ‪ :‬اآلية‬ ‫ﭜ ﭝ ﭼ‬ ‫ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ﭧﭨﭽﭖ ﭗ ﭘ‬
‫‪93-92‬‬
‫‪47‬‬ ‫سورة البقرة ‪ :‬اآلية‪: ‬‬ ‫ﯷ ﯸ‬ ‫ﭧﭨﭽﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬
‫‪.29‬‬ ‫ﯹ ﯺﯻ ﰀ ﭼ‬
‫‪47‬‬ ‫سورة الجاثية ‪:‬‬ ‫ﰌ ﰍﰎ ﰏ‬ ‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ‬ ‫ﭧﭨﭽﰄ ﰅ‬
‫اآلية‪.13 ‬‬ ‫ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕﭼ‬

‫‪50‬‬ ‫سورة النحل‪ :‬اآلية ‪:‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﭼ‬


‫‪.125‬‬
‫‪50‬‬ ‫سورة ال عمران‪ :‬اآلية‬ ‫ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ﭧﭨﭽﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫‪.104‬‬ ‫ﮥ ﭼ‬

‫‪51‬‬ ‫سورة األعراف‪ :‬االية ‪:‬‬ ‫ﭧﭨﭽﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬


‫‪.٦١‬‬ ‫ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ‪.‬‬
‫‪58‬‬ ‫سورة الفرقان‪ ،‬آية‪:‬‬ ‫ﮧ ﮨﭼ‬ ‫ﭧﭨﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫‪.28‬‬
‫‪58‬‬ ‫سورة النور‪ ،‬آية‪.61 :‬‬ ‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫ﮊ ﮋ‬ ‫ﮈ ﮉ‬ ‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫ﭧ‪ B‬ﭨ‪ B‬ﭽ‪ B‬ﮁ‪ B‬ﮂ ﮃ‬
‫ﮰ ﮱﯓ ﭼ‬ ‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬ ‫ﮑ‬
‫‪59‬‬ ‫سورة الشعراء‪ ،‬آية‪10 :‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬

‫‪165‬‬
‫الصفحة‬ ‫السورة ورقم اآلية‬ ‫نص اآلية‬
‫‪.0‬‬
‫‪67‬‬ ‫سورة البقرة‪.229 ،‬‬ ‫ﭧﭨﭽ ﮦ ﮧﭼ‬

‫‪67‬‬ ‫سورة الطالق‪.1 ،‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭼ‬


‫‪71‬‬ ‫سورة النساء‪ ،‬آية‪.25 :‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﭼ‬
‫‪72‬‬ ‫سورة األحزاب‪ ،‬آية‪:‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬

‫‪.32‬‬
‫‪73‬‬ ‫سورة النور‬ ‫ﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫ﭜ ﭝ‬ ‫ﭧ‪ B‬ﭨ‪ B‬ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖـ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫‪78‬‬ ‫سورة النور االية ‪9‬‬ ‫ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﭼ‬ ‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ‬

‫‪82‬‬ ‫سورة االحزاب اآلية ‪32‬‬ ‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭵ ﭼ‬ ‫ﭧﭨﭽﭡ ﭢ‬


‫‪82‬‬ ‫سورة العصر‪ ،‬آية‪-1 :‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ خسر ﭗ ﭼ‬
‫‪.2‬‬
‫‪82‬‬ ‫سورة الليل‪ ،‬آية‪.2-1 :‬‬ ‫ﮜ ﮝ ﭼ‬ ‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫ﭽﮖ ﮗ‬

‫‪83‬‬ ‫سورة المؤمنون‪ ،‬آية‪:‬‬ ‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬ ‫ﭽﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬


‫‪.100-99‬‬ ‫ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ‬
‫‪83‬‬ ‫سورة يونس‪ ،‬آية‪.45 :‬‬ ‫ﭯ ﭰ ﭱ‪ B‬ﭲ ﭳﭴ ﭵ‪ B‬ﭶ ﭷ‪ B‬ﭸ‬ ‫ﭬ ﭭ‪ B‬ﭮ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ‪ B‬ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭽ ﭾ ﭼ‬ ‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫‪84‬‬ ‫سورة المؤمنون‪ ،‬آية‪:‬‬ ‫ﭧﭨﭽﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫‪.115‬‬
‫‪86‬‬ ‫سورة األنعام‪ ،‬اآلية ‪:‬‬ ‫ﯝﯞ ﯟ ﯠﯡ‬ ‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬ ‫ﭧﭨﭽ ﮱ‬
‫‪.151‬‬ ‫ﯦﯧ ﭼ‬ ‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫‪86‬‬ ‫سورة األعراف‪ ،‬اآلية‬ ‫ﮉ ﭼ‬ ‫ﮇ ﮈ‬ ‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬ ‫ﭧﭨﭽ ﮀ ﮁ‬
‫‪.33‬‬
‫‪100‬‬ ‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية‬ ‫ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬ ‫ﭨﭽ‪ B‬ﯝ‪ B‬ﯞ‪ B‬ﯟ‪ B‬ﯠ‪ B‬ﯡ‪ B‬ﯢ‪ B‬ﯣ‪ B‬ﯤ‪ B‬ﯥ‪ B‬ﯦ‪ B‬ﯧ‪B‬‬
‫‪.180‬‬ ‫ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ‬ ‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬ ‫ﯯ ﯰ‬

‫‪166‬‬
‫الصفحة‬ ‫السورة ورقم اآلية‬ ‫نص اآلية‬
‫ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ‬ ‫ﯾ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫‪101‬‬ ‫سورة البقرة‪ ،‬اآلية‬ ‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫‪219‬‬ ‫ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﭼ‬
‫‪105‬‬ ‫سورة األنعام‪ ،‬آية‪:‬‬ ‫ﯘﯙ ﯚ‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬ ‫ﭧﭨﭽﮬ ﮭ ﮮ‬
‫‪.108‬‬ ‫ﯦ ﯧ ﭼ‬ ‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫‪120‬‬ ‫سورة المائدة‪ :‬اآلية ‪:‬‬ ‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ‬
‫‪.٦٧‬‬ ‫ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ‬
‫‪124‬‬ ‫سورة األحزاب ‪ :‬االيه‬ ‫ﭧﭨﭽﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ‬
‫‪.85‬‬
‫‪124‬‬ ‫سورة الحجرات ‪ :‬االيه‬ ‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬ ‫ﯬ ﯭ‬ ‫ﭧﭨﭽﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫‪.11‬‬ ‫ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ‬ ‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬ ‫ﯶ‬
‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﰑﰒ ﭼ‬
‫‪132‬‬ ‫سورة المائدة‪ :‬اآلية ‪:‬‬ ‫ﮌ‬ ‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ‬
‫‪.٦٧‬‬ ‫ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ‬
‫‪136‬‬ ‫سورة العلق‪ :‬اآلية ‪.1 :‬‬ ‫ﭧﭨﭽﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﭼ‬
‫‪147‬‬ ‫سورة األنعام‪ ،‬آية‪:‬‬ ‫ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫ﭧ ﭨ‪ B‬ﭽ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‪ B‬ﮎ ﮏ‬
‫‪.144‬‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗﭼ‬
‫‪148‬‬ ‫سورة اإلسراء ‪ :‬اآلية ‪:‬‬ ‫ﯻ‬ ‫ﭧﭨﭽﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬
‫‪.26‬‬ ‫ﰃ ﭼ‬ ‫ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬ ‫ﯼ‬
‫‪159‬‬ ‫سورة الحجرات‪ ،‬آية‪.6 :‬‬ ‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬ ‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫ﭧ ﭨ‪:‬ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﭯﭼ‬
‫‪161‬‬ ‫سورة اإلسراء‪ ،‬آية‪:‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﭼ‬
‫‪.33‬‬
‫‪162‬‬ ‫سورة األعراف‪ ،‬آية‪:‬‬ ‫ﭧ ﭨ‪ :‬ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭼ‬
‫‪.156‬‬

‫‪167‬‬
‫‪4‬‬
‫فهرس األحاديث النبوية‬
‫الصفحة‬ ‫طرف الحديث‬
‫‪51‬‬ ‫قوله صلى اهلل عليه ( بلغوا عنى ولو آية فرب مبلغ أوعى من سامع )‬
‫ضاً َع ِن‬ ‫ِ‬ ‫وروي عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال‪( :‬قَ ْد جع َل اللَّه ِفي الص ِ‬
‫َّدي ِ‬
‫الب ِّار ع َو َ‬
‫ق َ‬
‫‪59‬‬
‫ُ‬ ‫ََ‬
‫وم ِة)‬
‫الم ْذ ُم َ‬
‫َّ ِ ِ‬
‫الرحم َ‬
‫‪59‬‬ ‫قوله عليه الصالة والسالم‪ّ :‬إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك‪ ،‬ونافخ‬
‫الكير ‪........‬‬
‫‪59‬‬ ‫ِ‬
‫خليله‪ ،‬فلينظر أحدكم من يخالل‬ ‫قوله عليه الصالة والسالم‪" :‬الرجل على دين‬
‫‪60‬‬ ‫فإني سمعت رسول اهلل ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬يقول ‪ " :‬قال اهلل تبارك وتعالى ‪ " :‬وجبت‬
‫محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في‬
‫‪73‬‬ ‫قول الرسول عليه الصالة والسالم‪" :‬أال ال يخلون رجل بامرأة إال كان ثالثهما الشيطان‬
‫‪73‬‬ ‫أضر على الرجال من النساء‬ ‫قوله عليه الصالة والسالم‪" :‬ما تركت بعدي فتنة ّ‬
‫‪75‬‬ ‫ق طُ َمأ ِْني َنةٌ‪َ ،‬وإِ َّن‬ ‫يب َك‪ ،‬فَِإ َّن ِّ‬
‫الص ْد َ‬ ‫يب َك‪ ،‬إِلَى َما اَل َي ِر ُ‬
‫دع َما َي ِر ُ‬
‫قوله عليه الصالة والسالم‪ْ " :‬‬
‫ِ‬
‫ا ْل َكذ َب ِر َ‬
‫يب ٌة‬
‫‪76‬‬ ‫(رأيت شاباً وشابةً فلم آمن الشيطان عليهما)‬
‫ُ‬ ‫قال‪:‬‬
‫‪79‬‬ ‫روي عن ابن عباس – رضي اهلل عنهما‪ -‬عن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪" :‬ال يخلون‬
‫رجل بامرأة إال ومعها ذو محرم‬
‫‪84‬‬ ‫كثير من الناس‪ ،‬الصحة والفراغ)‬
‫مغبون فيهما ٌ‬
‫ٌ‬ ‫قوله صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬نعمتان‬
‫‪84‬‬ ‫قوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ال تزول قدما ٍ‬
‫عبد يوم القيامة حتى ُيسأل عن أربع عن ُعمره‬
‫فيما أفناه وعن جسده فيما أباله وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما‬
‫أنفقه‬

‫‪168‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف الحديث‬
‫‪85‬‬ ‫قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لرجل وهو يعظه‪( :‬اغتنم خمساً قبل خمس‪ :‬شبابك قبل‬
‫هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك)‬
‫‪87‬‬ ‫قول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ال يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن‪ ،‬وال يسرق حين‬
‫يسرق وهو مؤمن‪ ،‬وال يشرب حين يشربها وهو مؤمن‪ ،‬والتوبة معروضة بعد‬
‫‪87‬‬ ‫قول رسول اهلل عليه الصالة والسالم‪" :‬يا أمة محمد واهلل ما من أحد أغير من اهلل أن يزني‬
‫عبده أو تزني أمته‪ ،‬يا أمة محمد واهلل لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليال ولبكيتم كثيرا‬

‫‪87‬‬ ‫قوله عليه الصالة والسالم‪ " :‬إذا زنى العبد خرج منه اإليمان‪ ،‬وكان كالظلّة‪ ،‬فإذا انقلع منها‬
‫رجع إليه اإليمان"‬
‫‪89‬‬ ‫سئل رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يوما‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أي ذنب أعظم؟ قال‪" :‬أن تجعل‬
‫لله‬
‫‪95‬‬ ‫ٍ‬
‫امرئ ما‬ ‫ِ‬
‫بالنيات‪ ،‬وإ نما لكل‬ ‫سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪" :‬إنما األعمال‬
‫نوى‪ ،‬فمن كانت هجرته إلى اهلل ورسوله فهجرته إلى اهلل ورسوله‪،‬و من كانت هجرته إلى‬
‫دنيا يصيبها‪ ،‬أو امرأة يتزوجها‪ ،‬فهجرته إلى ما هاجر إليه‬
‫‪97‬‬ ‫ال ضرر وال ضرار‬
‫‪101‬‬ ‫أن رسول اهلل قال‪ ،‬وحوله عصابة من أصحابه‪ :‬بايعوني على أن‬ ‫"عن عبادة بن الصامت ‪ّ ،‬‬
‫ال تشركوا باهلل شيئا‪ ،‬وال تسرقوا‪ ،‬وال تزنوا‪ ،‬وال تقتلوا أوالدكم‪ ،‬وال تأتوا ببهتان تفترونه‬
‫بين أيديكم وأرجلكم‪ ،‬وال تعصوا في معروف‪ ،‬فمن وفى منكم فأجره على اهلل‪ ،‬ومن أصاب‬
‫من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له‪ ،‬ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره اهلل فهو إلى‬
‫اهلل‪ ،‬إن شاء عفا عنه وإ ن شاء عاقبه)‪ .‬فبايعناه على ذلك‬
‫‪106‬‬ ‫عن عمران بن حصين أن النبي صلى اهلل عليه وسلم نهى عن بيع السالح في الفتنة‬
‫‪117‬‬ ‫ما روى عن أنس بن مالك‪" :‬أن رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬لما فرغ من قتال أهل‬
‫خيبر وانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى األنصار منائحهم التي كانوا منحوهم من‬
‫ثمارهم‬
‫‪117‬‬ ‫ما روى عن أنس رضي اهلل عنه أيضاً مرفوعاً‪" :‬المنحة مردودة والعارية مؤداة‬
‫وء‬
‫ُّوف فََرأَى ُس َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َعلَْي ِه ْم الص ُ‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫اب ِإلَى َر ُسول الله َ‬ ‫َعر ِ‬ ‫جاء َن ِ‬
‫اس م ْن األ ْ َ‬
‫‪126‬‬
‫َ َ ٌ‬
‫ك ِفي َو ْج ِه ِه‬‫طُئوا َع ْنهُ َحتَّى ُرئِ َي َذِل َ‬‫َّدقَ ِة فَأ َْب َ‬
‫اس َعلَى الص َ‬ ‫ث َّ‬
‫الن َ‬
‫اجةٌ فَ َح َّ‬ ‫ِ‬
‫َحال ِه ْم قَ ْد أ َ‬
‫َص َابتْهُ ْم َح َ‬
‫‪133‬‬ ‫يشاد الدين أحد إال غلبه‪ ،‬فسددوا وقاربوا‬ ‫إن الدين يسر‪ ،‬ولن َّ‬ ‫قوله صلى اهلل عليه وسلم‪َّ ( :‬‬
‫وأبشروا‪ ،‬واستعينوا بالغدوة‪ ،‬والروحة‪ ،‬وشيء من الدلجة( ‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫الصفحة‬ ‫طرف الحديث‬
‫علي متعمداً فليتبوأ ‪134‬‬
‫علي ليس ككذب على أحد‪ ،‬فمن كذب َّ‬
‫يقول عليه الصالة والسالم ‪ (:‬إن كذباً ّ‬
‫مقعده من النار)‬
‫‪145‬‬ ‫ألتمم مكارم األخالق‬
‫َ‬ ‫يقول عليه الصالة والسالم ‪ :‬إنما ُبعثت‬
‫‪150‬‬ ‫ال تحاسدوا‪ ،‬وال تناجشوا‪ ،‬وال تباغضوا‪ ،‬وال تدابروا‪ ،‬وال يبع بعضكم على بيع بعض‪...‬‬
‫منا والمكر ِ‬
‫والخداعُ في النار)‪.‬‬ ‫(م ْن َغ َّشنا فليس َّ‬
‫‪َ :‬‬
‫‪150‬‬
‫ُ‬
‫‪163‬‬ ‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬إنه من ال يرحم ال ُيرحم‬
‫‪164‬‬ ‫ألن نبينا صلى اهلل عليه وسلم قال في ذلك قوال قاطعا‪" :‬من خرج من الطاعة‪ ،‬وفارق الجماعة‬
‫فمات‪ ،‬مات ميتة جاهلية‪...‬‬

‫المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫‪ ‬أحمد ‪ ،‬أحمد غلوش ‪ ،‬السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني ‪ ،‬مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر‬

‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪2004‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬أحمد ‪ ،‬عبد الحميد عبد الحق ‪ ،‬اآلثار السلبية لمواقع التواصل االجتماعي على الشباب المسلم‬

‫وسبل عالجها ‪ ،‬مقال علمي ‪ ،‬منشور على مجلة اآللوكة ‪ ،‬عبر الرابط التالي ‪:‬‬

‫‪http://www.altareekh.com/article/view/8384‬‬

‫‪ ‬أحمد ‪ ،‬غانم أحمد ‪ ،‬الثورة المصرية من منظور سياسى و سوسيولوجى و اقتصادى ‪ ,‬دار الكتب‬

‫و الوثائق القومية‪ ، ‬ايداع ‪. 2012 / 11513‬‬

‫‪ ‬أزدي ‪ ،‬أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد (‪321‬هـ) ‪ ،‬جمهرة اللغة ‪،‬المحقق‪ :‬رمزي منير بعلبكي‬

‫‪ ،‬دار العلم للماليين – بيروت ‪،‬ط‪1987 ،،1.‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬أزهري‪ ،‬أبو منصور محمد بن أحمد (المتوفى‪370 :‬هـ)‪ ،‬تهذيب اللغة‪ ،‬تحقيق عبد الحليم النجار‪،‬‬

‫الدار المصرية للتأليف والترجمة‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،87‬بتصرف‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫‪ ‬أشقر‪ ،‬أسامة عمر سليمان‪ ،‬مستجدات فقهية في قضايا الزواج والطالق‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردن‪،‬‬

‫‪1420‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬

‫‪ ‬آمدي‪ ،‬أبو الحسن علي بن أبي علي الثعلبي (ت ‪361‬هـ)‪ ،‬األحكام في أصول األحكام‪ ،‬تحقيق‬

‫عبد الرزاق عفيفي‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪ ‬آمدي‪ ،‬علي بن محمد‪ ،‬األحكام في أصول األحكام‪ ،‬تحقيق‪ :‬سيد الجميلي‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬دار‬

‫الكتاب العربي‪ ،‬ط‪1404 ،1‬هـ‬

‫‪ ‬باز ‪ ،‬عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز (المتوفى‪1420 :‬هـ) ‪ ،‬الدعوة إلى اهلل وأخالق الدعاة‪،‬‬

‫الطبعة الرابعة ‪ ،‬رئاسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬الرياض ‪ -‬المملكة العربية‬

‫السعودية‪ 1423 ،‬هـ ‪ 2002 -‬م‪ ،‬ص‪.18‬‬

‫‪ ‬بجيرمي‪ ،‬سليمان بن محمد بن عمر المصري الشافعي‪ ،‬حاشية البجيرمي على الخطيب‪ ،‬بدون‬

‫طبعة‪ ،‬دار الفكر‪1415 ،‬هـ‪1995 -‬م‪.‬‬

‫‪ ‬بر‪ ،‬محمد زكي‪ ،‬التصرفات والوقائع الشرعية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار القلم ‪ ،‬الكويت‪1982 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬بركتي‪ ،‬محمد عميم اإلحسان المجددي‪ ،‬التعريفات الفقهية ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬إعادة صف‬

‫للطبعة القديمة في باكستان ‪1407‬هـ ‪1986 -‬م ‪،‬ط‪1424 ،1.‬هـ ‪2003 -‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬برهاني‪ ،‬محمد هشام‪ ،‬سد الذرائع في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مطبعة الريحاني‪ ،‬بيروت – لبنان‪،‬ط‪،1‬‬

‫‪.1985-1406‬‬

‫‪ ‬بسيوني‪ ،‬محمد علي‪ :‬دولة الفيسبوك‪ .‬ط ‪ ،1‬القاهرة‪ :‬دار الشروق‪2009 ،‬‬

‫‪ ‬بطال ‪ ،‬أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك (المتوفى‪449 :‬هـ) ‪ ،‬شرح صحيح البخارى‬

‫البن بطال تحقيق‪ :‬أبو تميم ياسر بن إبراهيم دار النشر‪ :‬مكتبة الرشد ‪-‬‬

‫السعودية‪،‬الرياض الطبعة‪ :‬الثانية‪1423 ،‬هـ ‪2003 -‬م‬

‫‪ ‬بطال ‪ ،‬أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك‪ ،‬شرح صحيح البخارى‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو تميم ياسر‬

‫بن إبراهيم‪ ،‬ط‪ ،2.‬مكتبة الرشد ‪ -‬السعودية‪ ،‬الرياض‪2003 ،‬‬

‫‪171‬‬
‫‪ ‬بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك (المتوفى‪449 :‬هـ) ‪ ،‬شرح صحيح البخاري البن‬

‫بطال ‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو تميم ياسر بن إبراهيم ‪ ،‬دار النشر‪ :‬مكتبة الرشد ‪ -‬السعودية‪،‬‬

‫الرياض الطبعة‪ :‬الثانية‪1423 ،‬هـ ‪2003 -‬م‪.‬‬

‫‪ ‬بطال‪ ،‬أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك‪( ،‬ت ‪449‬هـ)‪ ،‬شرح صحيح البخاري‪ ،‬تحقيق‪:‬‬

‫أبو تميم ياسر إبراهيم‪ ،‬ط‪1423 ،2‬هـ‪2002-‬م‪ ،‬مكتبة الرشد‪ ،‬الرياض‪.‬‬

‫‪ ‬بغا‪ ،‬مصطفى ديب‪ ،‬أثر األدلة المختلف فيها في الفقه اإلسالمي‪( ،‬د‪.‬ن)‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا (د‪.‬ط)‪.‬‬

‫‪ ‬بغوي ‪ ،‬أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى ‪510 :‬هـ)‬

‫معالم التنزيل في تفسير القرآن = تفسير البغوي المحقق ‪ :‬عبد الرزاق المهدي الناشر ‪:‬‬

‫دار إحياء التراث العربي –بيروت الطبعة ‪ :‬األولى ‪ 1420 ،‬هـ‬

‫‪ ‬بقاعي ‪ ،‬إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي (المتوفى‪885 :‬هـ) ‪،‬‬

‫نظم الدرر في تناسب اآليات والسور ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة ‪.‬‬

‫‪ ‬بني سالمه‪ ،‬محمد خلف محمد‪ ،‬مشروعية عقود الزواج بالكتابة عبر االنترنت‪ ،‬دراسة فقهية‬

‫مقارنة مع قانون األحوال الشخصية األردني رقم (‪ )36‬لسنة ‪ ،2010‬مجلة الجامعة‬

‫اإلسالمية للدراسات اإلسالمية‪ ،‬المجلد الثاني والعشرون‪ ،‬العدد الثاني‪2010 ،‬‬

‫‪ ‬بني عيسى ‪ ،‬عبدالرؤوف بني عيسى‪ ،‬سبل نشر مفاهيم الوسطية واالعتدال عبر شبكات‬

‫التواصل االجتماعي ‪،‬مجلة العلوم اإلسالمية العالمية ‪2013 ،‬‬

‫‪ ‬بورنو‪ ،  ‬محمد صدقي‪ ‬بن أحمد بن‪ ‬محمد‪ ‬آل‪ ‬بورنو‪ ‬أبو الحارث الغزير‪ ، 1997‬موسوعة القواعد‬

‫الفقهية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان الطبعة‪ :‬األولى‪.‬‬

‫‪ ‬بيضاوي‪ ،‬ناصر الدين أبو سعيد عبد اهلل بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (المتوفى‪:‬‬

‫‪685‬هـ)‪،‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل‪،‬المحقق‪ :‬محمد عبد الرحمن المرعشلي‪ ،‬الناشر‪:‬‬

‫دار إحياء التراث العربي– بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1418 -‬هـ‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫‪ ‬تركي ‪ ،‬عبد اهلل بن عبد المحسن التركي‪ ،‬مسؤولية الدول اإلسالمية عن الدعوة‪ ،‬الناشر‪ :‬مركز‬

‫البحوث والدراسات اإلسالمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1416 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪ ‬تيمية ‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى‪728 :‬هـ( ‪،‬‬

‫مجموع الفتاوى ‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد الرحمن بن محمد بن قاسم ‪ ،‬مجمع الملك فهد لطباعة‬

‫المصحف الشريف‪ ،‬المدينة النبوية‪ ،‬المملكة العربية السعوديةعام النشر‪1416 :‬هـ‪/‬‬

‫‪1995‬م‬

‫‪ ‬جرجاني‪ ،‬علي بن محمد بن علي الزين الشريف‪( ،‬ت ‪816‬هـ)‪ ،‬كتاب التعريفات‪ ،‬تحقيق جماعة‬

‫من العلماء‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪1983 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬جصاص ‪ ،‬أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص الحنفي (المتوفى‪370 :‬هـ) ‪ ،‬أحكام‬

‫القرآن ‪،‬المحقق‪ :‬محمد صادق القمحاوي‪ -‬عضو لجنة مراجعة المصاحف باألزهر‬

‫الشريف‪ ،‬دار إحياء التراث العربي– بيروت‪ ،‬تاريخ الطبع‪ 1405 :‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ‬جمل‪ ،‬سليمان بن عمر بن منصور العجيلي األزهري‪ ،‬فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج‬

‫الطالب المعروف بحاشية الجمل (منهج الطالب اختصره زكريا األنصاري من منهاج‬

‫الطالبين للنووي ثم شرحه في شرح منهج الطالب‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬وبدون تاريخ‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪ ‬جودر‪ ،‬وداد محمد ‪ ،‬أثر استخدام شبكات التواصل االجتماعي على العالقات االجتماعية‬

‫الواقعية لفئة الشباب لمملكة البحرين ‪ ،‬بحث فائز بجائزة الشيخ خليفة بن سلمان بن‬

‫محمد آل خليفة العلمية لعام ‪2011‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬جوهري‪ ،‬إسماعيل بن حماد‪ ،‬الصحاح‪ ،‬تحقيق أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1982‬م‪.‬‬

‫‪ ‬حبيب‪ ،‬سعدي‪ ،‬القاموس الفقهي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪1982 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬حجر العسقالني ‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر‪ ،‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري ‪ ،‬الرياض‪،‬ط‬

‫األولى‪1418،‬هـ‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫‪ ‬حجر‪ ،‬أحمد بن علي بن حجر العسقالني‪( ،‬ت ‪ ،)852‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري‪،‬‬

‫تحقيق‪ :‬عبد القادر شيبة‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬

‫‪ ‬حمد عبد الحميد عبد الحق ‪ ،‬اآلثار السلبية لمواقع التواصل االجتماعي على الشباب المسلم‬

‫وسبل عالجها ‪ ،‬مقال علمي ‪ ،‬منشور على مجلة اآللوكة ‪ ،‬عبر الرابط التالي ‪:‬‬

‫‪ ‬حميد ‪ ،‬عبدالكريم حميد ‪ ،‬إيجابيات وسائل اإلعالم وسلبياتها ‪ ،‬مجلة اآللوكة ‪،7/3/2011 ،‬‬

‫عبر الرابط التالي ‪/http://www.alukah.net/culture/0/30164 :‬‬

‫‪ ‬خالد‪ ،‬محمد بن سعود ‪ ،‬تقنية االتصال الحديثة بين القبول والمقاومة المملكة العربية السعودي ‪،‬‬

‫‪ -‬نموذجا‪ ،‬المؤتمر الدولي األول لتقنيات االتصال والتغير االجتماعي في الفترة من ‪١٥‬‬

‫قسم اإلعالم‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة الملك سعود ‪.2009 ،‬‬

‫‪ ‬خرشي‪ ،‬محمد بن عبد اهلل الخرشي المالكي أبو عبد اهلل (المتوفى‪1101 :‬هـ)‪ ،‬شرح مختصر‬

‫خليل للخرشي‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫‪ ‬خطيب الشربيني ‪ ،‬مغني المحتاج غلى ألفاظ المنهاج ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪ ‬خالف‪ ،‬عبد الوهاب‪ ،‬السياسة الشرعية‪ ،‬أو نظام الدولة اإلسالمية في الشؤون الدستورية‬

‫والخارجية والمالية‪ ،‬مطبعة التقدم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪1977 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬خلدون‪ ،‬أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد‪( ،‬ت ‪808‬هـ)‪ ،‬ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ‬

‫العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر‪ ،‬تحقيق خليل شحادة‪ ،‬دار‬

‫الفكر‪،‬بيروت‪ ،‬ط‪1988 ،2‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.377‬‬

‫‪ ‬داغي‪ ،‬علي محيي الدين القرة‪ ،‬إجراء العقود بآالت االتصال الحديثة‪ ،‬مجلة مجمع الفقه‬

‫اإلسالمي‪ ،‬عدد‪ ،6‬ج‪ ،2‬جدة‪1410 ،‬هـ ‪1990 -‬م‪.‬‬

‫‪ ‬دردير ‪ ،‬الشرح الصغير أقرب المسالك إلى مذهب اإلمام مالك‪ ، ،‬الصاوي‪ ،‬أبو العباس أحمد‬

‫بن محمد الخلوتي‪( ،‬ت ‪1241‬هـ)‪ ،‬حاشية الصاوي على الشرح الصغير‪ ،‬بلغة السالك‬

‫ألقرب المسالك‪ ،‬دار المعارف‬

‫‪174‬‬
‫‪ ‬دسوقي‪ ،‬محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي‪( ،‬ت ‪1230‬هـ)‪ ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير‪،‬‬

‫دار الفكر‪.‬‬

‫‪ ‬ديبان‪ ،‬عبد اللطيف بن دبيان‪ ،‬المهارات األساسية في االتصال والتواصل ‪ ،‬كلية اآلداب‬

‫جامعة الملك سعود ‪.2011 ،‬‬

‫‪ ‬ديهي ‪ ،‬محي الدين اسماعيل محمد الديهى ‪ ،‬تأثير شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬كلية اإلعالم‬

‫جامعة القاهرة ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ، ،2015 ،‬مكتبة الوفاء اإلسكندرية‬

‫‪ ‬ذبياني‪ ،‬سعد صالح الذبياني ‪،‬اآلثار النفسية لبرامج التواصل االجتماعي ـ مقال منشور بصحيفة‬

‫عكاظ ‪ ‬ـ األربعاء ‪ 01/12/1433‬هـ‪..‬‬

‫‪ ‬رازي‪ ،‬المحصول في علم أصول الفقه‪ ،‬تحقيق د‪ .‬طه جابر العلواني‪ ،‬ط‪ ،1.‬الرياض‪1979 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬رازي‪ ،‬زين الدين أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي‪،‬مختار الصحاح‬

‫في اللغة‪ ،‬المكتبة العصرية ‪ -‬الدار النموذجية‪ ،‬بيروت – صيدا‪ ،‬الطبعة الخامسة‪،‬‬

‫‪ 1999‬م‪.‬‬

‫‪ ‬رامي ‪ ،‬زاهر رامي ‪ ،‬استخدام مواقع التواصل االجتماعي في العالم العربي‪ ،‬مجلة التربیة‪ ،‬ع ‪15‬‬

‫‪ ،‬جامعةعمان األهلیة‪ ،‬عمان‪ 2003 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬ردمان‪ ،‬عبد اهلل‪ ،‬االنترنت وتطبيقاته الدعوية‪ ،‬العدد ‪1425 ،2‬ه‪.‬‬

‫‪ ‬رشد‪ :‬محمد بن أحمد‪ ،‬المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته ‪ ...‬المدونة من األحكام الشرعية‪،‬‬

‫دار صادر‪ ،‬بيروت – لبنان‪.‬‬

‫‪ ‬رعود‪ ،‬عبد اهلل ممدوح‪ :‬دور شبكات التواصل االجتماعي في التغيير السياسي في تونس ومصر‪.‬‬

‫رسالة ماجستير‪ .‬جامعة الشرق األوسط‪2012 .‬م‪.‬‬

‫‪ ‬رعيني‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي‪( ،‬ت ‪954‬هـ)‪،‬‬

‫مواهب الجليل في شرح مختصر خليل‪ ،‬ط‪1412 ،3‬هـ ‪1992 -‬م‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫‪ ‬رفاعي‪ ،‬جميلة عبد القادر شعبان‪ ،‬دكتورة‪ ،‬السياسة الشرعية عند ابن القيم الجوزية‪ ،‬ط‪،1‬دار‬

‫الفرقان‪ ،‬عمان‪2004 ،‬‬

‫‪ ‬روي‪ ،‬بشري ‪ ،‬دور مواقع التواصل االجتماعي في التغيير‪ .‬كلية اإلعالم جامعة بغداد‪ ،‬العدد ‪18‬‬

‫‪ ،‬مجلة الباحث اإلعالمي‪.‬‬

‫‪ ‬زحيلي ‪ ،‬محمد مصطفى الزحيلي‪ ، 2006‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب األربعة‪ ،‬دار‬

‫الفكر – دمشق ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1427 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪ ‬زحيلي‪ ،‬وهبة بن مصطفى الزحيلي‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬ط‪ ،4‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‬

‫‪ ‬زحيلي‪ ،‬وهبه مصطفى‪ ،‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬ط‪ ،4.‬دار الفكر‪،‬دمشق ‪1398،‬هـ‪.‬‬

‫‪ ‬زرقا أحمد الزرقا‪ ،‬شرح القواعد الفقهية‪ ،‬مراجعة د‪ .‬عبد الستار أبو غدة‪،‬الطبعة األولى دار‬

‫الغرب اإلسالمي – بيروت‪1983 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬زرقا‪ ،‬أحمد بن الشيخ محمد‪ :‬شرح القواعد الفقهية‪ ،‬الزرقا‪ ،‬صححه وعلق عليه‪ :‬مصطفى أحمد‬

‫الزرقا‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطبعة الثانية‪1409 ،‬هـ‪1989/‬م‪.‬‬

‫‪ ‬زركشي‪ ،‬أبو عبد اهلل بدر الدين محمد بن عبد اهلل بن بهادر‪( ،‬ت ‪794‬هـ)‪ ،‬البحر المحيط في‬

‫أصول الفقه‪ ،‬ط‪1414 ،1‬هـ ‪1994 -‬م‪ ،‬دار الكتبي‪.‬‬

‫‪ ‬زركشي‪ ،‬أبو عبد اهلل بدر الدين محمد بن عبد اهلل بن بهادر‪ ،‬المنثور في القواعد الفقهية و ازرة‬

‫األوقاف الكويتية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1405 ،‬هـ ‪1985 -‬م‪.‬‬

‫‪ ‬زمخشري ‪،‬أبو عبد اهلل محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين‬

‫الرازي خطيب الري (المتوفى‪606 :‬هـ) ‪ ،‬الكشاف ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت‬

‫‪.‬‬

‫‪ ‬زيد‪ ،‬طاهر حسن‪ ،‬دور المواقع االجتماعية التفاعلية ‪ ،‬رسالة ماجستير‪2012 ،‬م‪ ،‬جامعة األزهر‪،‬‬

‫غزة ‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫‪ ‬زيلعي‪ ،‬أحمد عبد اهلل بن يوسف‪ ،‬نصب الرابة شرح أحاديث الهداية ‪ ،‬المكتبة اإلسالمية‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪1393‬ه‪.‬‬

‫‪ ‬زين الدين ‪ ،‬محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم‬

‫المناوي القاهري (المتوفى‪1031 :‬هـ) ‪ ،‬التيسير بشرح الجامع الصغير‪ ،‬مكتبة اإلمام‬

‫الشافعي – الرياض‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪1408 ،‬هـ ‪1988 -‬م‪.‬‬

‫‪ ‬زين الدين ‪ ،‬عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن‪( ،‬ت ‪795‬هـ)‪ ،‬جامع العلوم والحكم‪،‬‬

‫تحقيق‪ :‬محمد األحمدي أبو النور‪ ،‬ط‪1424 ،2‬هـ ‪2004 -‬م‪ ،‬دار السالم للطباعة‬

‫والنشر‪ .‬البكري‪ ،‬محمد بن علي بن عالن بن إبراهيم‪ ،‬دليل الفاتحين لطرق رياض‬

‫الصالحين‪ ،‬ط‪ ،2004-1425 ،4‬دار المعرفة للطباعة‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪ ‬زين العابدين‪ ،‬زين الدين محمد بن علي‪( ،‬ت ‪1031‬هـ)‪ ،‬فيض القدير‪ ،‬ط‪1356 ،1‬هـ‪ ،‬المكتبة‬

‫التجارية الكبرى‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ ‬سالم‪ ،‬أبو مالك كمال بن السيد سالم‪ ،‬صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب األئمة‪ ،‬المكتبة‬

‫التوفيقية‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬

‫‪ ‬سالي حسن ‪ :‬مواقع التواصل االجتماعي‪ ..‬سالح ذو حدين ـ مقال منشور بموقع صحيفة األهرام‬

‫المصرية ـ بتاريخ ‪2012 /5/ 13 ‬م‪.‬‬

‫‪ ‬سعادة‪ ،‬أمجد علي‪ ،‬الدكتور‪ ،‬النظرية العامة للمسؤولية القضائية في التشريع اإلسالمي‪ ،‬دراسة‬

‫تأصيلية في الفقه اإلسالمي والسياسة الشرعية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة‪1431 ،‬هـ‪2010-‬م‬

‫‪ ‬سعد ‪ ،‬مطر العتيبي ‪17/8/1427‬هـ‪ ،‬مدلول السياسة الشرعية‪ ،2 ،‬موقع المسلم نت‪ ،‬المشرف‬

‫العام‪ ،‬ناصر بن سليمان العمر‪.‬‬

‫‪ ‬سعدي‪ ،‬الطالق وألفاظه المعاصرة في ضوء الفقه اإلسالمي‪ ،‬طبعة العني‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط ‪1406‬هـ‪-‬‬

‫‪1986‬م‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫‪ ‬سكر‪ ،‬ماجد رجب العبد سكر ‪ ،‬التواصل االجتماعي أنواعه ضوابطه ومعوقاته ‪ ،‬بحث لنيل‬

‫شهاد الماجستير في التفسير وعلوم القرءان ‪ ،‬الجامعة اإلسالمية ‪ ،‬غزة فلسطين‪، ،‬‬

‫‪.2011‬‬

‫‪ ‬سمرقندي‪ ،‬محمد بن أحمد بن أبي أحمد أبو بكر عالء الدين‪( ،‬ت ‪540‬هـ)‪ ،‬تحفة الفقهاء‪ ،‬دار‬

‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1414 ،2‬هـ ‪1994 -‬م‪.‬‬

‫‪ ‬سيد‪ ،‬أمينة وهبة عبد العال ‪ ،‬الشبكات االجتماعية وتأثيرها على األخصائي والمكتبة‪ ،‬المؤتمر‬

‫يوليو‪،‬مصر‪ :‬جامعة حلوان‪ - .‬الثالث عشر ألخصائي المكتبات والمعلومات في الفترة‬

‫مابين ‪.2009 ،٥‬‬

‫‪ ‬سيوطي ‪ ،‬عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬جالل الدين السيوطي (المتوفى‪911 :‬هـ(‪،‬األشباه‬

‫والنظائر ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى‪1993 ،‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬شاطبي ‪ ،‬إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي‪ ‬الشاطبي الغرناطي أبو إسحاق‪ ،‬الموافقات‪،‬‬

‫تحقيق‪ :‬أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان‪ ،‬دار ابن عفان‪  ،‬الطبعة األولى‬

‫‪1417‬هـ‪1997 /‬م‪.‬‬

‫‪ ‬شرف الدين‪ ،‬شرف الدين‪ ،‬عقود التجارة اإللكترونية تكوين العقد إو ثباته‪ ،‬القاهرة‪،2000 ،‬‬

‫‪ ‬شقرة‪ ،‬علي خليل‪  ،‬اإلعالم الجديد (شبكات التواصل االجتماعي) ‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار أسامة للنشر‬

‫والتوزيع‪.2013 ،‬‬

‫‪ ‬شمس الدين‪ ،‬أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني ‪ ،‬غذاء األلباب في شرح منظومة‬

‫اآلداب‪ ،‬مؤسسة قرطبة – مصر‪ ،‬الطبعة ‪ :‬الثانية ‪1993 ،‬م‬

‫‪ ‬الشهري‪ ،‬حنان بنت شعشوع‪ ،‬أثر استخدام شبكات التواصل االلكتروني على العالقات‬

‫االجتماعية " الفيسبوك وتوتير‪ ،‬نموذجا"‪ ،‬جامعة الملك عبد العزیز‪ 1433 ،‬هـ‪1434 ،‬‬

‫‪ ‬شوكاني‪ ،‬محمد بن علي‪ ،‬إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم األصول‪ ،‬تحقيق شعبان‬

‫إسماعيل‪ ،‬دار الكتبى‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ط) ‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫‪ ‬شومان ‪ ،‬هبه اهلل فتحي محمد موسى شومان ‪ ،‬االنترنت في الوطن العربي ‪ ،‬جامعة عين‬

‫شمس‪.‬‬

‫‪ ‬شيرازي‪ ،‬إبراهيم بن‪ ‬علي‪ ‬بن يوسف الفيروزاباذي‪ ‬الشيرازي(المتوفى‪476 :‬هـ) ‪ ،‬المهذب في فقه‬

‫اإلمام الشافعي ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪1998 ،‬‬

‫‪ ‬صادق‪ ،‬عباس مصطفى ‪ ،‬اإلعالم الجديد‪،‬المفاهيم والوسائل والتطبيقات ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬عمان‬

‫ط‪.2008 ، 1‬‬

‫‪ ‬صائغ ‪ ،‬فاطمة الصائغ ‪ :‬ما قل وكثرت دالالته‪ ..‬الخرس االجتماعي ـ مقال منشور بموقع مجلة‬

‫صحيفة البيان اإلماراتية ـ بتاريخ ‪2014 / 1 / 19‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬ضويان‪ ،‬إبراهيم بن محمد بن سالم‪( ،‬ت ‪1353‬هـ)‪ ،‬منار السبيل في شرح الدليل‪ ،‬تحقيق‪ :‬زهير‬

‫الشاويش‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1982 -1402 ،5‬‬

‫‪ ‬طاش‪ ،‬الصورة النمطية لإلسالم والعرب في مرآة اإلعالم الغربي‪ ،‬شركة الدائرة لإلعالم‬

‫المحدودة‪ ،‬الرياض‬

‫‪ ‬طرابلسي‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬عالء الدين‪ ،‬علي بن خليل الحنفي (ت‪844 :‬هـ)‪ ،‬معين الحكام فيما‬

‫يتردد بين الخصمين من األحكام‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بدون تاريخ‪..‬‬

‫‪ ‬طه ‪ ،‬عبد الفتاح مقلد‪ ،‬اإلعالم والدعوة إلى اهلل‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬الطبعة‪:‬‬

‫السنة الثامنة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬ذو الحجة ‪1395‬هـ‪ /‬ديسمبر ‪1975‬م‪.‬‬

‫‪ ‬ظاهري‪ ،‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي‪( ،‬ت ‪456‬هـ)‪ ،‬المحلى باآلثار‪،‬‬

‫دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪ ‬عابدين‪ ،‬محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز الحنفي‪( ،‬ت ‪1252‬هـ)‪ ،‬رد المحتار على الدر‬

‫المختار (حاشية ابن عابدين)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1992 – 21412‬‬

‫‪ ‬عامر‪ ،‬فتحي حسين‪ ،‬استطالعات الرأي العام على‪ ‬اإلنترنت‪ ،‬ط‪ ،1.‬العربي للنشر والتوزيع‪،‬‬

‫‪.2013‬‬

‫‪179‬‬
‫‪ ‬عبد السالم‪ ،‬أبو محمد عز الدين عبد العزيز‪( ،‬ت ‪660‬هـ)‪ ،‬قواعد األحكام في مصالح األنام‪،‬‬

‫مكتبة الكليات األزهرية‪1414 ،‬هـ ‪.1991 -‬‬

‫‪ ‬عبوش‪ ،‬وحدة صف المجتمع المسلم تحديات التعصب وضرورات االعتدال‪ ، 2013 ،‬ص ‪.15‬‬

‫الفقهية ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الحديث‪2005 ،‬‬


‫ّ‬ ‫محمد‪ :‬القواعد‬
‫عزام‪ ،‬عبد العزيز ّ‬
‫‪ّ ‬‬

‫‪ ‬عسيري ‪ ،‬علي بن عبد اهلل عسيري‪ ،‬اآلثار األمنية الستخدام الشباب لإلنترنت ـ ط ‪ 1‬سنة‬

‫‪ 1425‬هـ ـ إصدار مركز الدراسات واألبحاث بجامعة نايف للعلوم األمنية ـ الرياض‪.‬‬

‫‪ ‬عطا ‪،‬أنس مصطفى ‪ ،‬ضوابط المظاهرات‪ :‬دراسة فقهية‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية‬

‫والقانونية– المجلد ‪ - 21‬العدد األول‪.2005 ،‬‬

‫‪ ‬عطوة‪ ،‬عبد العال أحمد (ت ‪1514‬هـ)‪ ،‬نظام الحكم في اإلسالم‪ ،‬سلسلة محاضرات‪ ،‬شعبة‬

‫السياسة الشرعية‪ ،‬المعهد العالي للقضاء‪ ،‬مصورة عن نسخة مرقونة‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬م‪ ،‬د‪.‬ن‬

‫‪ ‬عطية ‪ ،‬أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية األندلسي المحاربي‬

‫(المتوفى‪542 :‬هـ) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد السالم عبد‬

‫الشافي محمد‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1422 -‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ‬عطية األندلسي ‪ ،‬أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية األندلسي‬

‫المحاربي (المتوفى‪542 :‬هـ) ‪ ،‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد‬

‫السالم عبد الشافي محمد ‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1422 -‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ‬عقلة‪ ،‬محمد‪ ،‬حكم إجراء العقود بوسائل االتصاالت الحديثة‪ ،‬ط‪1406 ،1‬هـ ‪1986 -‬م‪ ،‬دار‬

‫الضياء‪ ،‬عمان‬

‫‪ ‬عقيل ‪ ،‬العقيل ‪ ،2011‬أخطر ما في النت غرف الدردشة‪ ،‬مجلة الفرقان ‪:‬‬

‫‪WWW.FORGAN.COM‬‬

‫‪180‬‬
‫‪ ‬عالئي‪ ،‬صالح الدين خليلي كيكلدي‪ :‬المجموع المذهب في قواعد المذهب‪ ،‬تحقيق مجيد علي‬

‫المكية‪1425 ،‬هـ‪/‬‬
‫ّ‬ ‫المكرمة‪ :‬المكتبة‬
‫ّ‬ ‫‪،‬عمان‪ :‬دار عمار ومكة‬
‫عباس ّ‬
‫العبيدي وأحمد ّ‬
‫‪2004‬م‬

‫‪ ‬علواني ‪ ،‬إسماعيل بن حسن بن محمد علواني ‪ ،‬القواعد الفقهية الخمس الكبرى ‪ ،‬دار ابن‬

‫الجوزي ‪ ،‬ط االولى ‪.2004 ،‬‬

‫‪ ‬عمرو بيومي ‪ ،‬أكاديميون يح ّذرون مـن تنامي ظاهرة «الخرس االجتماعي ‪ ،‬منشور بموقع‬

‫اإلمارات اليوم بتاريخ ‪2012  /12/ 30‬م‪.‬‬

‫ي‪ ،‬دار العالميَّة للكتاب‪َّ ،‬‬


‫الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪،‬‬ ‫محمد ‪ ،‬تحليل الخطاب ِّ‬
‫الشعر ّ‬ ‫‪ ‬العمري‪َّ ،‬‬

‫‪1990‬م‪.‬‬

‫‪ ‬عودة عبد عودة عبد اهلل ‪ ،‬االتصال الصامت وعمقه التأثيري في اآلخرين في ضوء القرآن الكريم‬

‫والسنة النبوية ‪ ،‬بحث منشور ‪.2010 ،‬‬

‫‪ ‬عيسى‪ ،‬كريمة ( ‪ : ) 2006‬إدمان اإلنترنت‪ ..‬األسباب وطرق العالج‪ ،‬مجلة الخفجي ‪ ،‬السنة‬

‫السادسة والثالثون‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬السعودية‪.‬‬

‫‪ ‬عينين‪ ،‬بدران‪ ،‬الفقه المقارن لألحوال الشخصية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪ ‬عييني ‪ ،‬أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين‬

‫العينى (المتوفى‪855 :‬هـ) ‪ ،‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء‬

‫التراث العربي – بيروت‪.‬‬

‫‪ ‬غادة ‪ ،‬خالد الخالدي ‪ :‬اإلدمان على مواقع التواصل االجتماعي‪ ..‬إلى أين؟! ـ مقال منشور‬

‫بصحيفة البالد ـ‪  ‬الجمعة ‪2013  /5/ 31‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬غزالي‪ ،‬أبو حامد‪ ‬محمد بن محمد‪ ‬الغزالي‪ ‬الطوسي (المتوفى‪505 :‬هـ) المستصفى من علم‬

‫األصول ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬األولى‪1413 ،‬هـ ‪1993 -‬م‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫‪ ‬غزالي‪ ،‬محمد‪ ،‬خلق المسلم‪ ،‬دار الكتب اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪ ،1983‬ص‪ .235‬البيالوي‪،‬‬

‫أنور‪ ،‬الوقت بين حرص السلف وتفريط الخلف ‪ ،‬دار اإليمان للطبـع والنشر ‪،‬‬

‫اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪ ‬فارس‪ ،‬أبو الحسين أحمد بن زكرياء القزويني‪( ،‬ت ‪395‬هـ)‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق عبد‬

‫السالم محمد هارون‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيرو‪1979 ،‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬فارس‪ ،‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا‪( ،‬ت ‪395‬هـ)‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق عبد‬

‫السالم محمد هارون‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬م‪ ،‬د‪.‬ط‪1979 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬فارس‪ ،‬أحمد بن فارس بن زكريا‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬القاهرة‪-‬‬

‫مصر‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي‪ ،‬ط‪1389 ،2‬هـ‪1969 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬فايزة السيد محمد عوض (‪ ،)2002‬مقارنة بين المدخل التقليدي ومدخل عمليات الكتابة في‬

‫تنمية الوعي المعرفي بعملياتها وتنمية مهاراتها لدى طالب األول الثانوي‪ ،‬مجلة القراءة‬

‫والمعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،16‬كلية التربية‪ ،‬جامعة عين شمس‪.‬‬

‫‪ ‬فتاوى ‪ ،‬اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬جمع وترتيب‪ :‬أحمد عبد الرزاق الدويش‪ ،‬فتاوى‬

‫اللجنة الدائمة‪ ،1- ،‬الناشر‪ :‬رئاسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء‪ ،‬الرياض‬

‫‪ ‬فتاوى اللجنة الدائمة لإلفتاء بالمملكة العربية السعودية‪ ،‬جمع وترتيب‪ :‬محمد عبد العزيز المسند‬

‫‪ ‬فرحون‪ ،‬إبراهيم بن علي بن محمد‪ ،‬برهان الدين اليعمري‪( ،‬ت‪799 :‬هـ)‪ ،‬تبصرة الحكام في‬

‫أصول األقضية ومناهج األحكام‪ ،‬ط‪1986 ،1‬م‪ ،‬مكتبة الكليات األزهرية‪.‬‬

‫‪ ‬فودي‪ ،‬عبد اهلل بن محمد بن فودي‪ ،‬ضياء السياسات وفتاوي النوازل مما هو من فروع الدين من‬

‫المسائل‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد كاني‪ ،‬ط‪ ،1‬الزهراء لإلعالم العربي‪1988 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬فيروزبادى ‪ ،‬القاموس المحيط ‪ ،‬مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت – لبنان‬

‫الطبعة‪ :‬الثامنة‪ 2005 ،‬م‪.‬‬


‫‪182‬‬
‫‪ ‬قاسمي ‪ ،‬محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحالق القاسمي (المتوفى‪1332 :‬هـ)‬

‫محاسن التأويل ‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد باسل عيون السود ‪ ،‬دار الكتب العلميه ‪،‬بيروت ‪،‬‬

‫الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1418 -‬هـ ‪.‬‬

‫‪ ‬قدامة ‪ ،‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم‬

‫الدمشقي الحنبلي‪ ،‬الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى‪620 :‬هـ(‪ ،‬المغني ‪ ،‬طبعة دار‬

‫الفكر ‪ ،‬دون تاريخ ‪،‬‬

‫‪ ‬قدامه‪ ،‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن محمد بن قدامه المقدسي‪( ،‬ت‪620‬هـ)‪،‬‬

‫المغني‪ ،‬مكتبة القاهرة‪ ،‬تاريخ النشر‪.1968 – 1388 :‬‬

‫‪ ‬قدامه‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامه المقدسي‪( ،‬ت ‪682‬هـ)‪ ،‬الشرح الكبير على متن‬

‫المقنع‪ ،‬دار الكتاب العربي‪.‬‬

‫‪ ‬قرافي ‪ ،‬أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي‬

‫(المتوفى‪684 :‬هـ)‪ ،‬الفروق‪ ،‬أنوار البروق في أنواء الفروق‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت ‪،‬‬

‫‪.1997‬‬

‫‪ ‬قرافي‪ ،‬أحمد بن إدريس الصنهاجي‪ :‬الفروق‪ ،‬تحقيق ‪ :‬خليل المنصور ‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب‬

‫العلمية‪،‬الطبعة األولى ‪1418 ،‬هـ‪1998/‬م‬


‫ّ‬
‫‪ ‬قرضاوي‪ ،‬يوسف‪ ،‬السياسة الشرعية في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة وهبة‪،‬‬

‫القاهرة‪ ،‬مصر‪1998 ،‬م‬

‫‪ ‬قرطبي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر القرطبي‪( ،‬ت ‪671‬هـ)‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬تحقيق‪:‬‬

‫عبد اهلل بن عبد المحسن التركي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2006 -1427 ،1‬‬

‫‪ ‬قرطبي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري‪( ،‬ت ‪ ،)671‬تفسير‬

‫القرطبي‪ ، ،‬دار الكتب المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1384 ،2‬هـ ‪1964 -‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬قضماني‪ ،‬رضوان‪ ،‬مدخل إلى اللِّسانيَّات‪ ،‬منشورات جامعة البعث‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫‪ ‬قنيطة‪ ،‬أحمد أحمد بكر‪ ،‬اآلثار السلبية الستخدام االنترنت من وجهة نظر طلبة الجامعة‬

‫اإلسالمیة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ 2011 ،‬م‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬

‫‪ ‬قيم ‪ ،‬أبو بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين‪ ‬ابن قيم الجوزية (المتوفى‪751 :‬هـ(‪،‬إعالم الموقعين‬

‫عن رب العالمين ‪ ،‬محمد بن أبي تحقيق‪ :‬محمد عبد السالم إبراهيم ‪ ،‬دار الكتب العلمية‬

‫– ييروت الطبعة‪ :‬األولى‪1411 ،‬هـ ‪1991 -‬م‬

‫‪ ‬قيم الجوزية‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين‪ :‬الطرق الحكمية‪ ،‬مكتبة دار‬

‫البيان‪ ،‬بدون طبعة وبدون تاريخ‪.‬‬

‫‪ ‬قيم الجوزية‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين‪ ،‬إعالم الموقعين عن رب‬

‫العالمين‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد السالم إبراهيم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‪ ،‬العمل‬

‫بالسياسة الشرعية‪1991 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬قيم‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية‪( ،‬ت‪751 .‬هـ)‪ ،‬الطرق الحكمية‬

‫في السياسة الشرعية‪ ،‬تحقيق نايف أحمد الحمد‪ ،‬دار عالم الفوائد‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬ط‪،1‬‬

‫‪1428‬هـ‪.‬‬

‫‪ ‬قيم‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن القيم الجوزية‪( ،‬ت ‪751‬هـ)‪ ،‬الفوائد ‪،‬‬

‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1393 ،2‬هـ ‪.1973 -‬‬

‫‪ ‬قيم‪ ،‬محمد بن أبي بكر‪( ،‬ت ‪751‬هـ)‪ ،‬الداء والدواء‪ ،‬مكتبة اإليمان‪ ،‬المنصورة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ ‬كاساني‪ ،‬عالء الدين أبو بكر مسعود بن أحمد‪( ،‬ت ‪137‬هـ) بدائع الصنائع‪ ،‬ط‪1986 – 6‬هـ‬

‫الطبعة االولى ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫‪ ‬كثير ‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى‪774 :‬هـ) ‪،‬‬

‫تفسير القرآن العظيم ‪ ،‬المحقق‪ :‬سامي بن محمد سالمة الناشر‪ :‬دار طيبة للنشر والتوزيع‬

‫‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية ‪1420‬هـ ‪ 1999 -‬م ‪،‬‬

‫‪184‬‬
‫‪ ‬كشناوي ‪ ،‬ابو بكر بن حسن الكشناوي‪ ,‬أسهل المدارك شرح إرشاد السالك إلى مذهب األئمة‬

‫مالك‪ ,‬ط‪ ,1‬مكتبة العصرية‪ ,‬بيروت‪1424 ,‬ه‪2003-‬م‪.‬‬

‫‪ ‬كندري‪ ،‬يعقوب و القشعان‪ ،‬حمود ( ‪: ) 2001‬عالقة استخدام شبكة اإلنترنت بالعزلة‬

‫االجتماعية لدى طالب جامعة الكويت‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪ ،‬مجلد ( ‪17‬‬

‫عدد ( ‪ ،)1‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬اإلمارات ‪.‬‬

‫‪ ‬ماوردي ‪ ،‬أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي‪ ،‬الشهير بالماوردي‬

‫(المتوفى‪450 :‬هـ) ‪ ،‬تفسير الماوردي‪ ،‬النكت والعيون ‪ ،‬المحقق‪ :‬السيد ابن عبد‬

‫المقصود بن عبد الرحيم ‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ /‬لبنان‬

‫‪ ‬مبارك ‪ ،‬محمد المبارك ‪ ،‬قاعدة درء المفاسد وتطبيقاتها الطبية ‪ ،‬بحث منشور ‪ ،‬بدون دار نشر‬

‫‪ ،‬بدون مكان نشر ‪.‬‬

‫‪ ‬مجاهد‪ ،‬أماني جمال‪ ،‬استخدام الشبكات االجتماعية‪ ،‬حملة دراسات معلومات‪ ،‬عدد ‪.2010 ،8‬‬

‫‪ ‬محارب‪ ،‬سعد بن محارب ‪ ،‬اإلعالم الجديد في السعودية ‪ ،‬دار جداول للنشر‪.2011 ،‬‬

‫‪ ‬محمد ‪ ،‬سعيد عبد المجيد ‪ ،‬ممدوح عبد الواحد الحيطي ‪ ،‬الشبكات االجتماعية االلكترونية‬

‫والثقافة السياسية للشباب الجامعي ‪ ،‬دراسة ميدانية ‪2013 ،‬‬

‫‪ ‬محمد ‪ ،‬محمد علي الصابوني ‪ ،‬صفوة التفاسير ‪ ،‬دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع –‬

‫القاهرة الطبعة‪ :‬األولى‪ 1417 ،‬هـ ‪ 1997 -‬م‬

‫‪ ‬محمد‪ ،‬التأثير اإلعالمي في الظواهر االجتماعية بين السلب واإليجاب ‪  ،‬ﺸﺒﮐﺔ اﻟﻤﺸـﮐﺎة‬

‫اﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ‪ ‬على الموقع االلكتروني ‪http://www.Mishcat.com :‬‬

‫‪ ‬مرداوي‪ ،‬عالء الدين أبو الحسن علي بن سليمان المرداوي‪( ،‬ت ‪885‬هـ)‪ ،‬اإلنصاف في معرفة‬

‫الراجح من الخالف‪ ،‬ط‪ ،2‬دار إحياء التراث العربي‬

‫‪ ‬مرعشلي‪ ،‬محمد عبد الرحمن‪ ،‬اختالف االجتهاد وتغيره‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬

‫ط‪2003 ،1‬م‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫‪ ‬مرغيناني‪ ،‬علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني أبو الحسن برهان الدين‪ ،‬الهداية شرح‬

‫البداية‪ ،‬المحقق‪ :‬طالل يوسف‪ ،‬دار احياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‬

‫‪ ‬مري ‪ ،‬والسليطي ‪ ،‬ايجابيات وسلبيات االنترنت وأثرها على الفتيات في المجتمع في قطر‪ ،‬مركز‬

‫علي بن سعود للبحث و التطوير العلمي ‪ ،‬قطر ‪.2010 ،‬‬

‫‪ ‬مشري‪ ،‬مرسي مشري(‪ ، )2012‬الشبكات االجتماعية االلكترونية الرقمية ‪ ،‬نظرة في الوظائف ‪،‬‬

‫مجلة المستقبل العربي ‪ ،‬العدد ‪ ، 395‬بيروت ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪/1 ،‬‬

‫‪.2012‬‬

‫المعرب‪ ،‬تحقيق محمود‬


‫‪ُ ‬مطرزى‪ ،‬أبو الفتح ناصر الدين‪( ،‬ت ‪610‬هـ)‪ ،‬المغرب في ترتيب ُ‬
‫فاخوري‪ ،‬عبد الحميد مختار‪ ،‬مكتبة أسامة بن زيد‪ ،‬حلب‪ ،‬ط‪1979 ،1‬م‪.‬‬

‫‪ ‬معالي‪ ،‬برهان الدين محمود بن أحمد بن عبد العزيز‪( ،‬ت ‪616‬هـ)‪ ،‬المحيط البرهاني في الفقه‬

‫النعماني‪ ،‬حققه‪ :‬عبد الكريم سامي الجندي‪ ،‬ط‪1424 ،1‬هـ ‪2004 -‬م‪ ،‬دار الكتب‬

‫العلمية‪ ،‬بيروت‬

‫‪ ‬مغدوري‪ ،‬عادل بن عایض‪ ،‬ضوابط التواصل االلكتروني من منظور إسالمي ومدى تحققها لدى‬

‫طالب التعلیم الثانوي بالمملكة العربیة السعودیة‪ ،‬المدینة المنورة ‪ ،‬بحث منشور‪.‬‬

‫‪ ‬مفلح‪ ،‬محمد وآخرون ( ‪ : ) 2010‬اآلثار النفسية والصحية واالجتماعية لإل نترنت من وجهة‬

‫نظر المعلمين‪ ،‬مجلة العلوم التربوية والنفسية‪ ،‬مجلد ‪ ، 11‬ع ‪ ، 11‬البحرين‪.‬‬

‫‪ ‬مقدادي‪ ،‬خالد غسان يوسف‪ ،‬ثورة الشبكات االجتماعية‪ ،‬دار النفائس للنشر‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪،1‬‬

‫‪.2013‬‬

‫‪ ‬مقدادي‪ ،‬كاظم‪ ،‬اإلعالم الدولي والجديد وتصدع السلطة الرابعة‪ ،‬ط‪ ،1.‬دار أسامة للنشر‬

‫والتوزيع‪.2013 ،‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ ‬منصور‪ ،‬محمد (‪٢٠١٢‬م) تأثير شبكات التواصل االجتماعي على جمهور المتلقين دراسة مقارنة‬

‫للمواقع االجتماعية والمواقع اإللكترونية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬األكاديمية العربية‬

‫المفتوحة‪ ،‬الدنمارك‬

‫‪ ‬منظور‪ ،‬جمال الدين أبي الفضل محمد بن مكرم‪ :‬لسان العرب‪ ،‬تحقيق عامر حيدر‪ ،‬دار الكتب‬

‫العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪.1424-2003 ،1‬‬

‫‪ ‬موافي‪ ،‬أحمد‪ ،‬الضرر في الفقه اإلسالمي ‪ :‬تعريفه ‪ ،‬أنواعه ‪ ،‬عالقاته ‪ ،‬ضوابطه ‪ ،‬جزاؤه‪ ،‬ط‪.‬‬

‫‪ ،1‬دار ابن عفان ‪ ،‬الخبر‪1418 ، ‬هـ‪.‬‬

‫‪ ‬مواقع التواصل االجتماعي وتأثيرها على الشباب العربي سلبا إو يجابا ـ تقرير منشور بموقع‬

‫صحيفة كل الوطن السعودية بتاريخ األحد ‪2014  /4 /13‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬موصلي ‪ ،‬عبد اهلل بن محمود بن مودود الموصلي البلدحي‪ ،‬مجد الدين أبو الفضل الحنفي‬

‫(المتوفى‪683 :‬هـ) ‪ ،‬االختيار لتعليل المختار ‪ ،‬طبعة الحلبي ‪ -‬القاهرة (وصورتها دار‬

‫الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬وغيرها) ‪ 1356‬هـ ‪ 1937 -‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬نجيم الحنفي‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم بن محمد‪ ،‬المعروف‪ ‬بابن نجيم‪ ‬المصري (المتوفى‪:‬‬

‫‪970‬هـ) ‪،‬األشباه والنظائر َعلَى َم ْذ َه ِب أَبِي َحنِْيفَةَ ُّ‬


‫الن ْع َم ِ‬
‫ان‪ ،  ‬دار الكتب العلمية ‪،‬‬ ‫ْ‬

‫بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى‪1999 ،‬م ‪.‬‬

‫‪ ‬نجيم‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم بن محمد المعروف المصري (ت ‪970‬هـ)‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز‬

‫الدقائق‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2‬د‪.‬ت‬

‫ظائِ ُر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪ ‬نجيم‪ ،‬زين الدين بن إبراهيم بن محمد‪ :‬اأْل َ ْشَباهُ َو َّ‬
‫الن َ‬

‫لبنان‪،‬الطبعة األولى‪1419 ،‬هـ‪1999/‬م‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫‪ ‬نجيمي‪ ،‬محمد بن يحيي بن حسن‪ ،‬حكم إبرام عقود األحوال الشخصية والعقود التجارية عبر‬

‫الوسائل اإللكترونية‪ ،‬مجلة البحوث الفقهية المعاصرة‪ ،‬السنة الخامسة عشرة‪ ،‬العدد ‪،60‬‬

‫سنة ‪1424‬هـ‪.‬‬

‫‪ ‬ندوي ‪ ،‬علي أحمد الندوي‪ ، 1994‬القواعد الفقهية ‪ ،‬دار القلم ‪ ،‬دمشق‪.‬‬

‫‪ ‬نعيمي‪ ،‬صالح الدين محمد قاسم‪ ،‬أثر المصلحة في السياسة الشرعية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬

‫بيروت‪ ،‬ط‪2009 ،1‬م‪.‬‬

‫‪ ‬نووي أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي‪( ،‬ت ‪676‬هـ) روضة الطالبين وعمدة المفتين‪،‬‬

‫تحقيق‪ :‬زهير الشاويش‪ ،‬ط‪ ،1991-1412 ،3‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت (‪.)7/37‬‬

‫‪ ‬نووي‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي‪( ،‬ت ‪676‬هـ)‪ ،‬المجموع شرح المذهب‪ ،‬دار الفكر‬

‫‪ ‬نووي‪ ،‬أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف ‪ ،‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج‪ ،‬ط‪،2.‬‬

‫دار إحياء التراث العربي – بيروت‪1392 ،‬ه‬

‫مقدم على جلب المصلحة"‪ ،‬دراسة‬


‫‪ ‬هنداوي ‪ ،‬حسن بن إبرهيم الهنداوي ‪ ،‬قاعدة "درء المفسدة ّ‬

‫فقهية ‪ ،‬بحث منشور ‪ ،‬مجلة المعارف ‪.2010 ،‬‬


‫أصولية ّ‬
‫ّ‬

‫‪ ‬هندي‪ ،‬عادل‪ ،‬فن التواصل الدعوي الناجح‪ ،‬ط‪ ،1.‬مؤسسة اقرأ‪2010 ،‬م‪.‬‬

‫‪Abstcrat‬‬
‫‪This study dealt with a distinctive and contemporary theme to the‬‬
‫‪provisions of Islamic politics in dealing with social media, these tools have‬‬
‫‪become a necessity in our societies can not be disengagement her,‬‬

‫‪188‬‬
prompting that are dealt with and talk about it legally; because their use if it
is subject to controls Shara and its provisions and Lisas his policy and
scales, you may maximizes him damage, and rife with it the danger, and as
long as the case so it is not surprising that these means be the subject of
research and investigation, and sounding division; because the law no
matter how long and evolved life and update on the chaos will not execute
legal provision, is taken from those times of calamity or developments,
even exceeded descriptions and diverged ills.
And consisted of the study of an introduction, three chapters and a
conclusion has been talk in them for identification of the locations of social
communication and to identify the intended it, then talk about the rules of
jurisprudence and controls legitimacy for the use of social networking sites,
with the stated prize for the use of social networking sites in multiple areas
of applications, and the areas of non-award also been alert them and
Athazir them Zbaan Shara where the rule, and it was the final chapter
devoted to talk about the positive and negative use of social networking
sites and monuments.
The researcher found through this study to a set of findings and
recommendations, most notably the use of social networking sites in terms
of the legal provision could Ataatarih legal rulings five Altklevah, and rules
of jurisprudence and controls legitimacy and that control the use and
dealing with networking sites, base things its purposes, and the base do no
harm and base ward off evil first to bring interest, and base dam excuses,
base acted Imam entrusted the interests of the parish, and legal controls
governing the use and deal with the social networking sites to save the debt
and save the seed supply and lack of opposition to Islamic law and a
commitment to morality while using these sites.
Among the recommendations of the study and researcher
recommends the work to intensify awareness campaigns by government
institutions and the Ministry of Information, institutions and intellectual,
cultural and religious about dealing with networks and the means of social
communication, and work on adding controls and rules of legitimacy for
the use of social networking sites on teaching for all grades curriculum. and
the establishment of government supervisory bodies, the Bpmarsh the
supervisory role of the button on the social media content, and the
formulation of laws that criminalize cybercrime, filling the legal gaps in the
prosecution of and follow-up of published Alrialh and sedition Muslim
community.

189

You might also like