Professional Documents
Culture Documents
بحث ممدم الى لسم المانون فً كلٌة االمام الكاظم للعلوم االسالمٌة الجامعة كجزء من متطلبات
نٌل شهادة البكالورٌوس فً المانون .
اعداد الطالبة
بإشراف
م .م .مصطفى احمد فرحان
4114هـ. 0202م.
ميحرلا نمحرلا هللا بسم
_______________________
سورة المابدة ,اٌة . ٔٓٙ
أ
االىداء
الى ابي وامي حفظيما هللا واطال في عمرىما ...
الى اساتذتي الكرام وكل من ساىم في وصولي ليذه
المرحلة من العلم ...
الى االصدق اء وزمالء الدراسة...
الى ابطال الجيش العراقي بجميع صنوفو الذين ضحوا
بدمائيم الزكية وارواحيم الطاىرة فداء وخدمة لتراب
الوطن ...
الى كل من يسعى الى طلب العلم...
اىدي ىذا البحث المتواضع ...
الباحثة
ب
شكر وتقدير
الباحثة ...
ت
لائمة المحتوٌات
ٖ المطلب االول :تعرٌؾ الوصٌة باْلعضاء وتمٌٌزها عما ٌشتبه بها
ٖٕ الخاتمة
ج
الممدمة :
شهدت مهنة الطب خالل الفترات االخٌرة من المرن االخٌر تطور كبٌر وطفرة سرٌعة
من خالل ما توصل الٌه العلم والتجارب الطبٌة فضال عن االستفادة االمثل من ادخال
التكنولوجٌا الحدٌثة فً هذا المجال وما لدمه من اسهامات كبٌرة ساعدت البشرٌة على
اكتشاؾ الكثٌر من العالجات الهامة والكشؾ عن بعض االمراض التً لم ٌكن باإلمكان
معرفتها فً السابك ,ولعل التمدم والتطور االبرز الذي حدث خالل تلن الفترة هو ما
توصل الٌه الطب من حٌث امكانٌة نمل وزراعة االعضاء البشرٌة من شخص آلخر
وذلن فً الحاالت التً ٌعجز فٌها الطب عن عالج المرٌض بالوسابل المتاحة وعندما
ٌكون احد االعضاء لد وصل من التلؾ الى مرحلة ال ٌستجٌب فٌها ْلي عالج فٌكون
الحل الوحٌد لذلن هو استبدال ذلن العضو التالؾ باخر سلٌم من لبل شخص متبرع.
ولما ساء استخدام هذا العمل من لبل ضعفاء النفوس وكثرت عملٌات التجارة باْلعضاء
البشرٌة عن طرٌك استؽالل االشخاص ممن هم فً حالة عوز مادي من خالل اؼراءهم
بالمال فً سبٌل الحصول على اعضاءهم ,ومع بروز هذه الظاهرة وانتشارها وما لها من
اثار سلبٌة عمدت التشرٌعات فً العالم الى مكافحتها والحد منها عن طرٌك سن لوانٌن
التً تنظم عملٌة نمل وزراعة االعضاء البشرٌة سواء كان من شخص متبرع على لٌد
الحٌاة او كان المتبرع متوفً وفً هذه الحالة االخٌرة ٌسمى الوصٌة باْلعضاء البشرٌة
حٌث ٌموم الموصً بتحرٌر طلب ٌبٌن فٌه موافمته على التبرع بأحد اعضاءها او جمٌعها
الى شخص او مجموعة اشخاص بناء على رؼبتها من دون أي ممابل له او الحد ذوٌه
وذلن سعٌا منه إلنماذ انسان اخر من الهالن ٌكون بحاجة ماسة لذلن العضو.
ٔ
مشكلة البحث :
وتتمثل مشكلة البحث فً تعارض مصلحتٌن ٌحمٌهما المانون تتمثل االولى فً حك
االنسان فً حماٌة جسده وعدم العبث به وانتزاع احد اعضابه ْلي سبب واما الثانٌة فهً
ان هنان بعض االشخاص الذٌن هم بأمس الحاجة لهذه االعضاء ممن ٌعانون من تلؾ فً
بعض اعضاءهم ولم ٌستطع الطب شفاءهم بوسٌلة اخرى ؼٌر زراعة عضو جدٌد لذا فان
المانون فً هذه الحالة ٌجب علٌه حماٌة حك االنسان فً الحٌاة والمساهمة فً عالجه
بالطرق المشروعة لتحمٌك الصالح العام.
ٕ
المبحث االول
مفهوم الوصٌة باألعضاء البشرٌة
اجازت معظم التشرٌعات فً العالم نمل االعضاء من االموات الى االحٌاء بشروط محددة
لانونا ,وللتعرٌؾ اكثر حول هذا الموضوع سوؾ نمسم هذا المبحث الى مطلبٌن نتناول فً
االول منه مفهوم الوصٌة باْلعضاء وتمٌٌزها عما ٌشتبه بها ,وفً المطلب الثانً منه نبٌن
تحدٌد لحظة الوفاة.
المطلب االول
تعرٌف الوصٌة باألعضاء وتمٌٌزها عما ٌشتبه بها
ترد الوصٌة فً اللؽة بعدة معانً وهً مصدر من الموصً والموصى على وزن فعٌل,
واْلُنثى وصً ,وجمعُهما جمٌعا أَوصٌاء ووصاٌا ,ومن العرب من ال ٌثنً الوصً وال
ٌجمعه ,وٌمال اوصٌت الى فالن بمال ,أي جعلته له ,واوصٌته بولده أي استعطفته علٌه,
واوصٌته بالصالة أي امرته بها ,والوصٌة ما أَوصٌت به ,وسمٌت وصٌة التصالها بأمر
المٌت الن المٌت ٌصل بها ما كان فً حٌاته بعد مماته ,ولٌل لإلمام علً (علٌه السالم)
وصً التصال نسبه وسببه وسمته بنسب رسول هللا (ملسو هيلع هللا ىلص) ,وٌمال وصٌت الشًء بالشًء
()4
. اذا وصلته به
تعددت التعارٌؾ الفمهٌة واالصطالحٌة للوصٌة اذ ٌعرفها البعض على انها (هبة االنسان
ؼٌره عٌنا او دٌنا او منفعة على ان ٌملن الموصى له الهبة بعد موت الموصً فهً عهد
()0
. خاص مضاؾ الى ما بعد الموت ٌوجب حما التركة لمجرد الوفاة
____________________________________
( )4كمال الدٌن دمحم بن منظور االنصاري االفرٌمً ,لسان العرب ,ج , 41دار الفكر ,بٌروت ,ط, 3
, 4991ص. 391
( )0د .دمحم ابو زهرة ,شرح لانون الوصٌة ,الدار االنجلو مصرٌة ,الماهرة , 4912 ,ص.40
ٖ
وكذلن عرفت على انها تبرع بحك مضاؾ بالتصرؾ ما بعد الموت سواء تم اضافة
( )4
. لفظ الموت ام ال فاذا لال شخصا اوصٌت لزٌد بكذا كان معناه ما بعد الموت
ولرٌب من هذا التعرٌؾ ما ذهب الٌه المشرع العرالً فً تعرٌفه للوصٌة فً
لانون االحوال الشخصٌة النافذ اذ عرؾ الوصٌة بانها ( تصرؾ فً التركة مضاغ الى ما
()0
. بعد الموت ممتضاه التملٌن بال عوض)
وذلن فٌما ٌتعلك بموضوع الوصٌة بمفهومها العام واما فٌما ٌخص الوصٌة باْلعضاء
البشرٌة فلم ٌتطرق فمهاء الشرٌعة االسالمٌة سابما لهذا النوع من الوصاٌا لكونها تعد من
المسابل المعاصرة والتً شاعت فً العصر الحدٌث مؤخرا نتٌجة التطور الحاصل فً
مجال الطب وكذلن لم ٌتناول معظم فمهاء المانون لهذا الموضوع تعرٌؾ شامل بل
تطرلوا الى احكامه بشكل مباشر ومولؾ التشرٌعات منه وهو ما سارت علٌه معظم
التشرٌعات التً نظمت عملٌة الوصٌة باْلعضاء البشرٌة اذ لم تتطرق أي منها لتعرٌؾ
هذه الحالة بشكل صرٌح بٌنما نظمت الشروط واالحكام المتعلمة بها واكتفت ببٌان احكامها
من الناحٌة المانونٌة اما المشرع العرالً فلم ٌتناول هذه المسألة خالل تنظٌم االحكام
المتعلمة بالوصٌة فً لانون االحوال الشخصٌة النافذ لسنة ,ٔ9٘9ولكن من خالل ما ورد
فً الفمرة الحادٌة عشر من المادة االولى من لانون عملٌات زرع االعضاء البشرٌة ومنع
االتجار بها العرالً النافذ لسنة ٕٓٔٙوالتً عرفت الوصٌة وفك ما وردت علٌه ضمن
نصوص هذا المانون بانها عبارة عن ( تصرؾ بعضو او اكثر من اعضاء الجسم على
()3
. سبٌل التبرع مضافا الى ما بعد الموت ممتضاه التملٌن بال عوض )
ولد ذهب بعض الباحثٌن الى تعرٌؾ الوصٌة باْلعضاء البشرٌة بانها ( عبارة عن تبرع
من لبل شخص بجسده او بعض اجزاءه مضاؾ الى ما بعد موت الموصً
_____________________________________
( )4د .احمد الكبٌسً ,الوجٌز فً شرح لانون االحوال الشخصٌة ,ج , 0مطبعة التعلٌم العالً ,الموصل ,
, 4910ص. 074
( )0المادة ( )41من لانون االحوال الشخصٌة العرالً النافذ رلم 411لسنة 4919وتعدٌالته .
( )3الفمرة الحادٌة عشر من المادة االولى من لانون عملٌات زرع االعضاء البشرٌة وعدم االتجار بها
العرالً النافذ رلم 44لسنة . 0244
ٗ
ممتضاه انماذ حٌاة الموصى له او المستفٌد او شفاءه بمصد االجر والثواب) (. )4
هنان بعض من المصطلحات والمفاهٌم التً تتشابه مع موضوع البحث والتً لد
ٌخلط البعض فٌما بٌنها وبٌن الوصٌة باْلعضاء البشرٌة لذا فإننا سوؾ نتطرق الى
تلن المفاهٌم لؽرض التمٌٌز فٌما بٌنها من حٌث مواضع الشبه واالختالؾ.
والولؾ عند الفمهاء هو حبس العٌن التً ال ٌتصرؾ فٌها بالبٌع او الرهن او الهبة
وال تنتمل اال بالمٌراث اما المنفعة او الؽلة فإنها تصرؾ لجهات الولؾ على ممتضى
()0
. شروط الوالفٌن
وٌرى جانب من الفمه بانه على الرؼم من ان للولؾ شروطا منها ما ٌتعلك بالوالؾ
او المولوؾ او صٌؽة الولؾ اال ان هذه الشروط ال ٌمكن تطبٌمها على االعضاء
البشرٌة او على جسد االنسان ككل بعد وفاته وتصح مع التنجٌز شرط ان ال ٌؤدي
ذلن الى الهالن مع لٌام شروط صحة التصرؾ وال ٌجوز ولؾ الجسد حال حٌاة
االنسان إلجراء التجربة الطبٌة لتعارض ذلن مع لواعد النظام العام كما انه ال ٌصح
تصرؾ الشخص فً ولفه لعضو منفرد من اعضاءه حال حٌاته الن ذلن ٌؤدي الى
()3
. الهالن الحال بال شن
اال ان الولؾ لد ٌأخذ حكم الوصٌة حٌث ان للوالؾ بإرادته المنفردة ان ٌولؾ عضوا من
اعضابه ْلؼراض الخٌر والثواب حٌث ٌصح تصرفه منجزا وهو التزام بسٌط ال ٌمترن
بوصؾ كاْلجل وحٌنها ٌمع الولؾ من الوالؾ حاال اذ ال ٌصح الولؾ ان كان مضافا الى
_____________________________________
( )4حٌدر حسٌن الشمري ,حكم الوصٌة باألعضاء البشرٌة فً الشرٌعة والمانون ,مجلة جامعة
كربالء العلمٌة ,المجلد , 1العدد , 0227 , 1ص. 0
( )3عارف علً المره داغً ,لضاٌا فمهٌة فً نمل االعضاء البشرٌة ,دار المسٌرة ,مالٌزٌا ,0241 ,ص.49
٘
ما بعد الموت ولهذا ال ٌصح تصرؾ الشخص فً المول بأن جسده مولوؾ بعد موته الن
هذا التصرؾ ٌكون وصٌة وشرط الولؾ التأبٌد فال ٌصح مؤجال لفترة زمنٌة كما ان
ولؾ الجسد او العضو الذي ٌمع حال الحٌاة وٌضاؾ الى ما بعد الموت ٌأخذ حكم الوصٌة
()4
. كما لو ولؾ شخص جسده الى جهة طبٌة بشرط وجود اهلٌة التبرع عند الوالؾ
وٌعرؾ عمد البٌع بانه العمد الذي بموجبه ٌنمل احد الطرفٌن وهو البابع ملكٌة أي
()0
. شًء او حك الى الطرؾ االخر ممابل ثمن مادي
ومن خالل هذا التعرٌؾ ٌتضح بان عملٌة بٌع االعضاء تختلؾ عن الوصٌة بها من عدة
نواحً فمن حٌث االثار تكون الوصٌة نافذة بعد وفاة الشخص الموصً فً حٌن ان البٌع
ٌكون نافذا فً حٌاة البابع ,واما من حٌث االعضاء المتعامل بها فان الوصٌة باْلعضاء
ممكنة فً معظم اعضاء االنسان سواء التً تتولؾ علٌها الحٌاة ام ؼٌرها فً حٌن ان بٌع
االعضاء ال ٌتصور ان ٌرد اال على االعضاء التً ال ٌشكل انتزاعها تلفا للحٌاة ,وكذلن
ٌختلفان من حٌث الؽرض اذ ان الوصٌة باْلعضاء ٌشترط ان تكون بال عوض أي بال
ممابل مادي ٌعود على الموصً من وراء هذا التبرع سواء له لبل الموت او لورثته بٌنما
()3
. فً حٌن ان بٌع االعضاء ٌكون بممابل مادي نمدي كان ام عٌنً
كما ٌختلفان من حٌث المشروعٌة المانونٌة اذ ان الوصٌة باْلعضاء تصرؾ اباحتها معظم
التشرٌعات المانونٌة المعاصرة بما فٌها التشرٌع العرالً متى ما تحممت فٌها الشروط
الشرعٌة والمانونٌة ,بٌنما بٌع االعضاء عمل ؼٌر مشروع لانونا وٌمثل فً معظم الموانٌن
جرٌمة ٌعالب علٌها المانون الجنابً فً الكثٌر من الدول ومنها المانون العرالً ,وذلن
وفما لمانون عملٌات زرع االعضاء البشرٌة ومنع االتجار بها النافذ والذي جاء فٌه (ٌكون
___________________________________
( )4د .منذر الفضل ,التصرف المانونً باالعضاء البشرٌة ,دار الشؤون الثمافٌة ,بغداد ,ط ,4992 ,4
ص. 431
( )0سعٌد مبارن ,الوجٌز فً العمود المدنٌة ,دار الثمافة ,االردن ,ط , 0229 , 0ص. 40
( )3د .منذر الفضل ,مصدر سابك ,ص. 439
ٙ
التبرع بالعضو او النسٌج البشري واالٌصاء به دون ممابل) ,فضال عما جاءت به المادة
التاسعة من نفس المانون بمولها (ٌحظر بٌع العضو او النسٌج البشري او شراءه او
()4
. االتجار به باٌة وسٌلة كانت)
على انها ( تملٌن مال أو حك مالً آلخر حال حٌاة المالن دون وتعرؾ الهبة
()0
. عوض)
وبهذا التعرٌؾ تمترب الهبة كثٌرا من حٌث المفهوم من عملٌة الوصٌة باْلعضاء من
حٌث ان كل منهما ٌكون بال عوض او ممابل مادي من وراء المٌام بكل منهما كما ان
كالهما ٌعتبر فعل مباح وجابز من الناحٌة الشرعٌة والمانونٌة اال انهما ٌختلفان من حٌث
االثر فالوصٌة باْلعضاء من شروطها ان تنفذ بعد وفاة الموصً فً حٌن ان الهبة بها
تكون اثناء حٌاة الواهب ,وٌختلفان من حٌث العضو محل التصرؾ ففً الوصٌة
باْلعضاء ٌمكن ان ترد على معظم او جمٌع االعضاء التً ٌمكن االستفادة منها من لبل
شخص اخر بما فٌها االعضاء التً تتولؾ علٌها حٌاة الشخص ذلن الن الشخص هنا
متوفً وال ٌؤثر ذلن فً حٌاته على العكس من الهبة باْلعضاء فال ترد اال على عضو ال
()3
. ٌتولؾ علٌه حٌاة الواهب واال تكون باطلة لتعلك حٌاة االنسان وسالمته بالنظام العام
كما ٌختلفان من حٌث االستثناء اذ ان الهبة فً االصل تكون بدون ممابل اال ان المانون لد
استثنى ان تكون الهبة بممابل أي بعوض وهو ما نصت علٌه المادة (ٔٔ )ٙمن المانون
المدنً العرالً النافذ والتً جاء فٌها ( تصح الهبة بشرط العوض وٌعتبر الشرط فلو
وهب ماال آلخر بشرط ان ٌؤدي دٌنه المعلوم الممدار او بشرط ان ٌموم بنفمته الى ٌوم
وفاته لزمت الهبة فان لم ٌمم الموهوب له بالشرط كان للواهب اما ان ٌطالبه بالتنفٌذ او ان
__________________________________
( )4المواد ( )9 ,1من لانون عملٌات زرع االعضاء البشرٌة ومنع االتجار بها العرالً النافذ رلم 44لسنة
.0244
( )0صالح نجم الدٌن نادر ,نمل االعضاء البشرٌة بٌن التجرٌم واالباحة ,مكتبة السنهوري ,بغداد ,ط, 4
, 0249ص. 449
7
( )4
,بٌنما لم نرى مثل هذا االستثناء فٌما ٌتعلك بالوصٌة باْلعضاء ٌفسخ الهبة)
البشرٌة وذلن ٌبدو واضحا من خالل نص المادة التاسعة من لانون عملٌات زرع
االعضاء البشرٌة بمولها (ٌحظر بٌع العضو او النسٌج البشري او شراءه ...باي
وسٌلة كانت).
المطلب الثانً
تحدٌد لحظة وفاة الموصً
الوصٌة كما ذكرنا سابما تصرؾ مضاؾ لما بعد الموت ,ولكً تحمك وترتب أثارها ال بد
من تحمك وفاة الموصً اوال لكً ٌتم بعد ذلن استبصال العضو الموصى به وهنا ٌتبادر
السؤال عن المعٌار الذي من خالله ٌتحمك موت (وفاة) الموصً ومن ثم تنفٌذ وصٌته.
ولد أوضح الفمهاء مفاهٌم عدة للموت حٌث عرؾ البعض الموت بانه عبارة عن ( مفارلة
()4
,وهنان من انتمد هذا التعرٌؾ باعتباره تعرٌؾ بمجهول وأخفى من الروح للبدن )
المعرفة وهو الموت والتعرٌؾ اْلخفى مرفوض منطمٌا ً الن من شروط صحة التعرٌؾ
أن ٌكون أجلى وأوضح معرفة ,لذا فان الموت ٌعرؾ على انه (تولؾ جمٌع الوظابؾ
الحٌوٌة فً الجسم دون أدنى أمكانٌة الستعادتها مرة أخرى) ( ,)0وٌستعٌن اْلطباء بأكثر
من معٌار فً تحدٌد لحظة الموت سوؾ نتناولها بصورة مجملة .
__________________________________
( )4د .مصطفى الزلمً ,احكام المٌراث والوصٌة واالنتمال فً الفمه االسالمً ,مطبعة وزارة التعلٌم
,بغداد , 0224 ,ص.441
( )0د .حسام الدٌن االهوانً ,المشاكل المانونٌة التً تثٌرها عملٌا تزرع االعضاء البشرٌة ,مجلة
العلوم والمانون ,مطبعة غٌن الشمس ,العدد , 4971 , 4ص. 414
8
لبعض اْلٌام بعد الوفاة ,أما الكلى فال تبمى سوى (٘ٔ) دلٌمة والكبد والملب (٘) دلابك أما
()4
.ولد أخذ على الدماغ فال تعد بمابه بعد انمطاع وصول الدم الٌه سوى (ٗ )٘ -دلابك
هذا المعٌار اآلتً:
ٔ -أنه ؼٌر دلٌك الن العلم توصل إلى اكتشاؾ وسابل عدٌدة فاإلنعاش ٌعٌد الحٌاة إلى
الملب ألذي تولؾ بصفة مؤلتة وٌحدث هذا فً تدلٌن الملب أو الصدمة الكهربابٌة.
ٕ -أنه لٌس دلٌالً حاسما ً على الموت الحمٌمً فمد ٌتولؾ الملب رؼم بماء خالٌاه
حٌة ,فٌكون الموت ظاهرٌا ً ال حمٌمٌا ً.
ٖ -لد ٌحدث عكس ما سبك فمد ٌضل الملب و الجهاز التنفسً أحٌاء بٌنما تموت
خالٌا المخ وهنا ٌكون الموت حمٌمٌا ً ال ظاهرٌا ً ْلنه بموت خالٌا المخ تتولؾ
وظابؾ المركز العصبٌة العلٌا وٌعتبر اإلنسان مٌتا ً هنا رؼم أن الملب
والجهاز التنفسً تؤدي دورهما بطرٌمة صناعٌة.
ٗ -ان هذا المعٌار ٌمؾ حجر عثرة أمام التمدم العلمً فهو ال ٌساعد على أجراء
عملٌات زراعة اْلعضاء ,فنمل الملب مثالً ال ٌتم أال أذا كانت خالٌاه حٌة فإذا
تولؾ الملب وماتت خالٌاه أصبح ؼٌر صالح للزرع (.)0
وبسبب تلن االنتمادات وجد المعٌار الثانً (المعٌار الحدٌث) لتحدٌد لحظة الموت
لتالفً هذه االنتمادات.
الفرع الثانً //المعٌار الحدٌث لتحدٌد لحظة الموت (موت الدماغ) :
ٌعرؾ موت الدماغ من الناحٌة الطبٌة بأنه تلؾ ال رجعة فٌه لألنسجة العصبٌة داخل
تجوٌؾ الجمجمة ووفما ً لهذا المعٌار ٌعتبر اإلنسان مٌتا ً حال موت خالٌا الدماغ حتى لو
ظلت خالٌا بعض اْلعضاء اْلخر حٌة مثل الملب والربتٌن ,وذلن أساسا ً على أنه متى
ماتت خالٌا جذع المخ بشكل نهابً ولطعً ,فأن من االستحالة عودتها إلى الحٌاة وبالتالً
_______________________________________
( )4احمد شرف الدٌن ,الضوابط المانونٌة لمشروعٌة نمل وزراعة االعضاء البشرٌة ,المجلة
الجنائٌة المومٌة ,مصر ,العدد , 4المجلد ,4971 ,01ص.401
( )0د .سمٌرة عاٌد الدٌات ,عملٌات نمل وزراعة االعضاء البشرٌة بٌن المانون والشرع ,منشورات
الحلبً الحمولٌة ,بٌروت ,ط ,0221 ,4ص.031
9
ٌستحٌل عودة اإلنسان إلى كامل وعٌه وإلى إدراكه وإلى ممارسة حٌاته الطبٌعٌة حتى لو
أمكن حفظ وظابفه الملبٌة والتنفسٌة بصورة صناعٌة (. )4
ومن الجدٌر بالذكر أن المؤشرات الطبٌة لموت الدماغ المعتمد عالمٌا ً فً الولت الحاضر
والتً تبناها دستور السلون المهنً الطبً الصادر فً العراق ٕٕٓٓ وذلن فً ملحمه
الخامس كما ٌلً :
أ -التأكد من أن المرٌض فالد للوعً بصورة تامة مع انعدام المدرة على االستجابة
للمحفزات الخارجٌة.
ب -انعدام وجود أي منعكسات فً جذع الدماغ مثل السعال والتنهد والشهمة والمرنٌة.
ج -انعدام المدرة على التنفس التلمابً ,لذلن فأن مٌت الدماغ ٌجب أن ٌرتبط بجهاز
التنفس الصناعً.
ح -اختبار استجابة جذع الدماغ للتحفٌزات العصبٌة المركزٌة وأهمها الفحص
السعري الحراري لألذنٌن.
دٌ -جب أن تعاد هذه الفحوصات مرة أخرى بعد ٙساعات للتأكد من حالة االرجعٌة,
أم فً حالة الموت الناجم عن التسمم أو بسبب التعرض لألنزٌمات ٌجب أن ٌعاد
الفحص بعد (ٕٗ_ )ٖٙساعة .
ووفما ً لهذا المعٌار فمتى ما تحمك موت الموصً تحممت الوصٌة أمكن استبصال العضو
()0
. الموصى به
ولد ا تجه المشرع العرالً إلى اْلخذ بمعٌار موت الدماغ ولد تبنى المشرع هذا المعٌار
فً لانون عملٌات زراعة اْلعضاء البشرٌة ومنع االتجار بها رلم (ٔٔ) لسنة ٕٓٔٙ
حٌث ذهب المشرع فً المادة (ٕٗ) حٌث جاء فً الفمرة الخامسة منها بان (تحدد
بتعلٌمات ٌصدرها وزٌر الصحة حاالت موت الدماغ) ولد اشترط المشرع تشكٌل لجنة
_________________________________
( )4احمد حاجم ,نمل وزراعة االعضاء البشرٌة دراسة ممارنة ,مكتبة السنهوري ,بغداد ,ط, 4
, 0244ص. 401
ٓٔ
طبٌة مختصة مؤلفة من ثالثة أطباء أو أكثر من ضمنهم طبٌب أخصابً بالجهاز العصبً
وٌتم االخذ برابٌهم لؽرض إثبات حالة موت الدماغ فً المستشفٌات والمؤسسات الطبٌة
المجازة للمٌام بأجراء عملٌات زرع ونمل اْلعضاء البشرٌة (. )4
_______________________________
( )4المادة ( )444من المانون المدنً العرالً النافذ رلم 12لسنة . 4914
ٔٔ
المبحث الثانً
احاط الفمه والمانون الوصٌة باْلعضاء البشرٌة مجموعة من الضوابط والشروط إلضفاء
الصفة الشرعٌة والمانونٌة على هذه العملٌات ,لذا سنمسم هذا المبحث لمطلبٌن نتناول فً
االول منه مشروعٌة الوصٌة باْلعضاء البشرٌة وفً الثانً شروط الوصٌة باْلعضاء.
المطلب االول
البحث فً مشروعٌة الوصٌة باْلعضاء ٌتطلب منا تمسٌمه إلى فرعٌن نتناول فً االول
منه مولؾ الشرٌعة االسالمٌة من الوصٌة باْلعضاء ,وفً الثانً نبٌن مولؾ المانون.
اذ ٌرى بعض الفمهاء بأن الحكم بموت إنسان بمجرد تولؾ مخه أو تلفه هو ارتكاب لألمر
المنهً عنه وتعجل لموت النفس لبل أن تزهك ,لذا ٌرفض هذا الجانب فكرة التبرع
والهبة أو الوصٌة بأعضاء اإلنسان ْلن اإلنسان ال ٌملن أعضابه فهً ملن هلل تعالى وهو
_______________________________________
( )4د .خالد مصطفى فهمً ,النظام المانونً لزرع االعضاء البشرٌة ومكافحة جرائم االتجار
باألعضاء البشرٌة ,دراسة ممارنة ,دار الفكر الجامعً ,االسكندرٌة ,ط ,0240 , 4ص. 493
ٕٔ
مكلؾ بالمحافظة علٌها وعدم ألحاق ضررا ً بها ,اذ أن اإلسالم ٌمنع تنازل المسلم عن أي
عضو من أعضابه بالبٌع أو الهبة ال فً حٌاته وال فً موته ْلن هذا من التصرفات
الملكٌة التً ال ٌملكها اإلنسان فً جسمه كله أو بعضه ْلن مالن الجسم هو هللا (. )4
ولد استدل أصحاب هذا الرأي بأن الوصٌة ال ترد أال على اْلموال التً تصلح أن تكون
محالً ,ولما كان جسم اإلنسان لٌس من اْلموال فأن جثته ال تدخل ضمن التركة وال تدخل
فً المسمة المالٌة لذا ال تصح الوصٌة بالجثة أو بأجزاء منها لمخالفة ذلن لشروط
الوصٌة ,كما استدلوا بحدٌث الرسول (صلى هللا علٌة وسلم) روي عن أسماء بنت
أبً بكر (رضً هللا عنها) لد جاءت إمرأة إلى النبً (صلى هللا علٌة وسلم) فمالت ٌا
رسول هللا لً ابنة عروسا ً أصابها الحصبة فتمزق شعرها أفاصلهفف فمال رسولنا
( )0
. لعن هللا واصله والمتوصلة
ولد تم الرد من لبل بعض الفمهاء المعاصرٌن المؤٌدٌن للوصٌة باْلعضاء البشرٌة بأن
لضٌة التعبٌر بالوصٌة شبٌهة بتعبٌرهم بالهبة بالنسبة إلى التبرع الحً بعضو من أعضابه
والمراد بالهبة بمعناها الواسع ولٌس بخصوص الهبة التً ٌشترط فٌها أن ٌكون الموهوب
ماالً متموما ً فهً أشبه بالتنازل عن حك االختصاص فً شًء أذن الشارع فٌه بالتنازل,
ذلن ْلن الحك فً الحسم مشترن بٌن العبد وربه والتصرؾ بحك هللا تعالى منوط بأذن
الشارع ,والتصرؾ بحك العبد منوط بأذنه كذلن والمضٌة هنا كذلن فصٌانة جسم اإلنسان
بعد موته حك مشترن بٌن العبد وربه ,فالتصرؾ بالجثة ٌحتاج إلى أذن صاحب الحك
وحٌث أباح الشارع التصرؾ بجثة المٌت عند الضرورة فأن أذن هللا تعالى لد حصل
وبمً حك العبد ,وهذا ال سبٌل الٌه اال عن طرٌك االذن وأولى الناس بحك مراعاة حرمة
الجثة هو صاحبها وحٌن أذن الشارع بالتصرؾ فً الجثة عند الضرورة فمن حك
صاحبها حٌنبذ اْلذن بذلن أٌضا ً وٌعنً أذنه حٌنبذ تنازل عن حمه فً عدم المساس بجثته,
وإنما عبر بعضهم هنا بالوصٌةْ ,لنها ألرب صٌؽة ٌمكن أطاللها على تصرؾ اإلنسان
بحمه بعد الموت ,فالتنازل عن الحك بعد الموت هو الذي ٌمصده الباحثون بالوصٌة هنا أو
_________________________________
ٖٔ
ما ٌنبؽً أن ٌمصدونه ولٌس المراد بذلن خصوص الوصٌة التً أشترط فٌهما أن ٌكون
()4
. الموصى به ماالً
وأستدل الرأي الثانً لابالً بجواز وصٌة اإلنسان بجثته أو بجزء منها لؽرض علمً أو
عالجً _:بأن لإلنسان والٌة على نفسه وال ٌوجد دلٌل ٌعتمد علٌه فً التحرٌم وهذه
الوصٌة تكون معتبرة شرعا ً ْلنها وصٌة بمأذون بما من لبل الشارع ,وعلٌه فأنها
كالوصٌة بأي شًء مأذون بالوصٌة به تنفذ بعد موت الموصً وله أن ٌرجع عنها لبل
الموت ,كما أن الشرٌعة اإلسالمٌة تجوز الوصٌة بمال أو ؼٌر مال أذا توافرت الشروط
الشرعٌة للوصٌة (.)0
اما الشٌعة االمامٌة فان الرأي الراجح العلماء المعاصرٌن هو جواز الوصٌة باالعضاء اذ
ان لطع العضو من المٌت وإن كان حراما ً إال أن أهمٌة االنتفاع بهذا العضو لإلنسان
الحً وإن لم تكن واجبة إال أنها ترفع حرمة لطع العضو من المٌتْ ,لن الحرمة هً
االعتداء على المٌت ,ال لفابدة فٌكون العمل منافٌا ً لوجوب احترام المٌت ,أما مع هذه
الفابدة الكبٌرة فال ٌكون المساس بجسد المٌت مخالفا ً الحترامه ,خصوصا ً إذا صرح لبل
موته بمطع أعضابه المفٌدة للمرضى كما ٌجوز للطبٌب إذا كان ٌرى بنفسه أن هذا
اإلنسان لد مات فعالً وإلى جانبه إنسان ٌحتاج إلى بعض اعضاء هذا المٌت لٌنمذه من
الموت المحك ,فهنا ٌتوجب الى الطبٌب خطابان ,اْلول ٌتمثل بحرمة لطع اعضاء المٌت,
والثانً وجوب انماذ انسان من الموت وبذلن ٌمع التزاحم ,وهنا تمضً الماعدة الشرعٌة
بتمدٌم اْلهم على المهم ,ومن الواضح أن اْلهم هو انماذ حٌاة المرٌض من الموت المحمك
ولو كان بواسطة أخذ عضو من المٌت بؽض النظر عن حرمته ,الن ذلن ٌعد مثل شك
بطن االم إذا ماتت ْلجل انماذ الجنٌن وهذا النوع من العملٌات مباح باتفاق علماءنا حتى
()3
. وان كان دون موافمة االم لبل وفاته
__________________________________
( )4عارف علً المره داغً ,مصدر سابك ,ص. 431
( )0احمد حاجم ,مصدرسابك ,ص.417
( )3ابو الماسم الخوئً ,منٌة المسائل ,ج ,4مؤسسة ال البٌت (علٌهم السالم) ,بٌروت ,ط,4
,4994ص,004
ٗٔ
الفرع الثانً //مولف المانون من الوصٌة باألعضاء البشرٌة:
لمد كان الفمه المانونً السابد فً العصور المتأخرة والمعمول به فً معظم التشرٌعات
حول العالم هو أن جسم اإلنسان وأعضابه خارج دابرة التعامل المانونً وأن كل اتفاق
ٌكون محله جسم اإلنسان ٌمع باطالً أساسه إذ ٌنصرؾ إلى التعامل فً الجسم ككل عن
طرٌك البٌع أو الرهن وذلن لما له من حرمة حال الحٌاة أو بعد الوفاة والتصاله بالكرامة
اإلنسانٌة المتأصلة فً الشخص اإلنسانً والتً تمضً بعد معاملة الشخص على أنه شًء
أو بضاعة بل االعتراؾ له كصاحب حك له حرمة ولدسٌة ,أال أن التعامل فً أعضاء
الجسم لد ثبت الوالع دخولها فً دابرة التعامل المانونً وذلن لما تمثله من مصلحة
مشروعة لفابدة الؽٌر أو مجتمع ككل وعلى هذا اْلساس ٌكون التعامل فً جزء من جسم
اإلنسان بالشكل الذي ال ٌتعارض مع كرامة اإلنسان وحموله فالمانون سمح بالتعامل
()4
. باْلعضاء البشرٌة بما ال ٌتعارض مع لٌمة اإلنسان وما ٌوافك حرمة جسم اإلنسان
ومع تطور الطب والتمنٌات الطبٌة والنسب العالٌة التً حممتها عملٌات نمل وزراعة
االعضاء البشرٌة فمد صاحب ذلن ظهور اراء فمهٌة مؤٌدة من لبل فمهاء المانون تعبر
عن مشروعٌة هذا االتجاه وبذلن فمد ساد نطاق تأصٌل مدى مشروعٌة ممارسة نمل
وزرع اْلعضاء البشرٌة بٌن من الوجهة المانونٌة فً الولت الحاضر جانبٌن كان أولهما
ٌنادي بمنع هذه الممارسة بٌن استنادا الى الحجج التً سالها هذا الجانب وساغ من خاللها
توجهه ,أما الجانب اآلخر فمد ألر بجواز هذه العملٌات ومشروعٌتها من الناحٌة المانونٌة
مستندا فً إجازته لها بأسس معٌنة ,كان من أهمها الرضا من جانب المنمول منه العضو
( )0
. البشري مع الترانه بالمصلحة االجتماعٌة والرضا الممترن بالضرورة العالجٌة
وتعتبر عملٌات نفل وزراعة اْلعضاء البشرٌة من بٌن أهم صور التعامل باْلعضاء
البشرٌة تحمٌما ً لمصلحة عالجٌة للؽٌر والتً لها خطورة وحساسٌة ,وذلن بسبب اتصالها
______________________________________
( )4اسامة عصمت الشناوي ,الحماٌة الجنائٌة لحك االنسان فً التصرف بأعضائه ,دار الجامعة
الجدٌدة ,االسكندرٌة , 0241 ,ص. 00
( )0علٌاء طه محمود ,مسؤولٌة الطبٌب الجنائٌة عن نمل وزراعة االعضاء البشرٌة ,دراسة ممارنة
,رسالة ماجستٌر ,كلٌة الحموق ,جامعة النهرٌن ,العراق , 0243 ,ص. 443
٘ٔ
باْلحٌاء و اْلموات على اعتبار ان عملٌة التبرع باْلعضاء من الممكن ان تكون فً
مرحلة ما بعد الموت والذي ٌعرؾ فً االصطالح المانونً بالوصٌة باْلعضاء البشرٌة
والذي ٌعد من الحاالت اْلكثر شٌوعا ً فً الولت الحاضر فً مجال نمل وزرع اْلعضاء
كما تعتبر الوسٌلة اْلكثر فعالٌة فً إنماذ المرضى وتحسٌن حالتهم الصحٌة وإنماذهم من
الموت المحمك والعتبار المانون مطالبا ً بمواجهة ما ٌطرأ من تؽٌرات فً مجتمع وما
ٌتحمك فً مجال الطب من انجازات لفابدة البشرٌة فمد كان لزاما ً على التشرٌعات المختلفة
أن تكفل االستفادة من التمدم العلمً فً مجال نمل اْلعضاء ودون أهدار المٌم االجتماعٌة
والدٌنٌة المابمة فً المجتمع من أجل ذلن عمدت معظم التشرٌعات المختلفة إلى البحث
عن اإلطار المانونً لممارسة هذه العملٌات وفك ضوابط وشروط تضمن حسن استخدام
()4
. هذه العملٌات بما ٌتحمك معه مصلحة الفرد والمجتمع بشكل عام
وعلى مستوى التشرٌع العرالً فمد كان أول لانون تم تشرٌعه فً العراق ٌنظم هذه
المسألة هو المانون رلم (ٖٔٔ) لسنة ٓ ٔ97الملؽً ,والذي عرؾ بمانون مصارؾ
العٌون ولد كانت الؽاٌة من تشرٌع هذا المانون هو بسبب كثرة حاالت أمراض المرنٌة فً
ذلن الولت ولما ٌستوجب معالجتها من أجراء عملٌات نمل لرنٌة لها من عٌن أخرى
وحٌث أن ذلن ٌتطلب تنظٌم الحصول على العٌون المستأصلة وتعٌٌن مصادرها وتأمٌن
حفظها (. )0
ولد جاءت المادة الثانٌة من هذا المانون لتجٌز وْلول مرة على مستوى التشرٌع فً
العراق عملٌة الوصٌة باْلعضاء البشرٌة وذلن بمولها (تحصل المصارؾ على العٌون
الصالحة من خالل االتً:
ٔ -عٌون اْلشخاص الذٌن ٌوصون بها أو ٌتبرعون بها. )3( ).....
ولد حصر المشرع العرالً امكانٌة الوصٌة باْلعضاء بالمرنٌة فمط إذ لم ٌكن هنان لانون
________________________________
ٔٙ
ٌسمح لألشخاص الوصٌة بأعضابهم سوى هذا النص ولد أستمر هذا الحال لؽاٌة صدور
لانون رلم (٘ )8لسنة ٔ98ٙالملؽى لانون عملٌات زرع اْلعضاء البشرٌة والذي اعتبر
أول لانون ٌبٌح الوصٌة بكافة اْلعضاء البشرٌة وذلن من خالل المادة الثانٌة منه والتً
نصت على أن (ٌتم الحصول على اْلعضاء ْلجل أجراء عملٌات الزرع من خالل:
ٔ -من ٌتبرع بها أو ٌوصً بها حال حٌاته شرٌطة أن ٌكون كامل اْلهلٌة عند التبرع
()4
. أو االٌصاء وبإلرار كتابً)
وأستمر العمل بأحكام هذا المانون لؽاٌة صدور لانون عملٌات زرع اْلعضاء البشرٌة
ومنع االتجار بها النافذ رلم (ٔٔ) لسنة ٕٓٔٙوالذي الؽى كافة الموانٌن السابمة فٌما
ٌتعلك بنمل وزراعة االعضاء البشرٌة والنصوص التً تتعارض مع احكام هذا المانون
ولد تجاوز المشرع فً المانون النافذ االنتمادات التً كانت موجهة نحو المانون السابك
الملؽى والذي ٌعتبر لانونا ً ؼٌر منظم ,فمد كان ممتصرا ً على مواد للٌلة أما لانون
مصارؾ العٌون (ٖٔٔ) لسنة ٓ ٔ97كان ممتصرا ً على الوصٌة بنوع معٌن من
اْلعضاء (. )0
ولد نصت المادة (ٕٔ) من المانون النافذ لسنة ٕٓٔٙعلى انه ( لكل شخص كامل اْلهلٌة
أن ٌوصً كتابة وفما ً للمانون باستبصال عضو أو نسٌج بشري أو أكثر لزرعه فً جسم
()3
. شخص أخر حً وفما ً ْلحكام الشرٌعة)
وبذلن فمد اجاز المشرع العرالً مثلما اجاز نمل االعضاء بٌن االحٌاء استبصال ونمل
االعضاء البشرٌة من جسد االشخاص بعد وفاتهم الى جسم شخص حً أي بمعنى انه لد
اباح استبصال ونمل االعضاء من جثث الموتى الى االحٌاء اال ان ذلن ال ٌتم اال وفك
شروط لؽرض اباحة هذا الفعل ومن خالل لراءة نص المادة (ٕٔ) اعاله من لانون
زراعة االعضاء البشرٌة النافذ لسنة ٌ ٕٓٔٙتبٌن لنا بان المشرع لد اجاز لكل شخص
___________________________________
( )4المادة الثانٌة من لانون عملٌات زرع االعضاء البشرٌة العرالً رلم ( )11لسنة 4914الملغى.
( )3المادة ( )40من لانون زراعة االعضاء البشرٌة ومنع االتجار بها النافذ رلم 44لسنة .0244
ٔ7
بان ٌوصً اثناء حٌاته او لبل وفاته باستبصال عضو او نسٌج بشري او اكثر من جثته
وزراعته فً جسم انسان حً بعد موته وفما ْلحكام الشرٌعة االسالمٌة بشرط ان ٌكون
ذلن الشخص كامل االهلٌة بمعنى ان المشرع لد اشترط على من ٌوصً بعضو من
اعضابه او اكثر او نسٌج بشري ان ٌكون متمتعا باْلهلٌة المانونٌة التً تجعل من
تصرفات الشخص منتجة آلثارها من الناحٌة المانونٌة (. )4
وبذلن ٌكون المشرع العرالً لد ساٌر التشرٌعات الحدٌثة من خالل وضع إطار لانونً
للوصٌة باْلعضاء البشرٌة وإعطابها صٌؽة لانونٌة بما ال ٌخل بالثوابت اإلسالمٌة
والشرعٌة المتعارؾ علٌها وفما ً لآلراء الفمه اإلسالمً المعاصر ووفك شروط نظمها
المانون النافذ من خالل النصوص (ٕٔ_ )ٔٙالواردة فً المانون اعاله ,كما وضح
عموبات جزابٌة تتمثل فً الحبس أو السجن وهذه العموبات تمع على كل من ٌخالؾ أحكام
هذا المانون .
والجدٌر بالذكر هو ان المشرع العرالً وفً التفاتة جٌدة من وجهة نظر الباحثة لد علك
مسألة تنفٌذ الوصٌة باْلعضاء البشرٌة فً بعض الحاالت التً تكون فٌها الوفاة ناتجة عن
موضوع تحمٌك جنابً وجعلها بموافمة من لاضً التحمٌك المختص بالنظر فً سٌر
التحمٌك الخاص بالوفاة وذلن وفما لما جاءت به المادة (ٖٔ) من المانون والتً نصت على
ان (ال ٌجوز االستبصال من جثة المتوفى اال بإذن من لاضً التحمٌك المختص اذا كانت
( )0
. الوفاة موضوع تحمٌك جنابً)
____________________________________
ٔ8
المطلب الثانً
شروط الوصٌة باألعضاء البشرٌة
الوصٌة باْلعضاء كأي وصٌة أخرى البد لمٌامها من توفٌر شروط وهذه الشروط منها ما
ٌتعلك بالموصً ومنها ما ٌتعلك بالموصى له ومنها ما ٌتعلك بالموصى به.
نجد ان هنان شرطٌن أساسٌٌن لد اشارت لهما المادة اعاله أولهما ٌتعلك بصٌؽة الوصٌة
(شكلها) وثانٌهما ٌتعلك بأهلٌة الموصً وعلٌه سنتناول هذٌن الشرطٌن بشكل مفصل:
ٔ -صٌغة الوصٌة -:وهً اْلسلوب الذي من خالله ٌعبر الموصً عن أرادته فً أنشاء
وصٌته ,وهً فً موضوع الوصٌة باْلعضاء البشرٌة ٌمكن تعرٌفها بأنها اْلسلوب الذي
من خالله ٌنشا الموصً وصٌته وٌعبر من خاللهما عن أرادته بإنشابها (.)4
وإذا ما كانت الماعدة بصورة عامة فً الوصٌة أن الكتابة لٌست شرطا ً لالنعماد وإنما هً
بٌنة ثبوت لالنعماد ,على أن الكتابة فً الوصٌة باْلعضاء البشرٌة هً لالنعماد ال لإلثبات
على اعتبار أنها استثناء من اْلصل العام الماضً بعدم جواز التصرؾ باْلعضاء فال
ٌجوز التوسع فً تفسٌرها ,أضافة إلى ذلن صراحة النصوص المانونٌة التً أجازت
الوصٌة باْلعضاء والتً ابتداء النعماد الوصٌة اشترطت الحصول على الرار كتابً من
الموصً وهذا ٌعنً عدم جواز أثبات مثل هذه الوصٌة عند الخالؾ بالشهادة أو الرار
()0
. الورثة بعد وفاة الموصً (المورث)
__________________________________
ٔ9
ٕ -أهلٌة الموصً المانونٌة -:اْلهلٌة نوعان أهلٌة وجوب و أهلٌة أداء ,فأهلٌة الوجوب
ٌمصد بها صالحٌة الشخص الكتساب حما ً وتحمل التزاما ً ,ولذلن فاإلنسان منذ والدته
وحتى مماته لدٌه أهلٌة وجوب كاملة أما أهلٌة اْلداء فٌمصد بها صالحٌة الشخص
لصدور العمل المانونً منه على وجه ٌعتد به شرعا ً أي أنها صالحٌة الشخص لمٌام
التصرفات المانونٌة (. )4
وأن أهلٌة اْلداء هً اْلعم وال شن بأن اْلهلٌة المطلوبة فٌما ٌتعلك بالوصٌة باْلعضاء
هً أهلٌة اْلداء ذلن لكون التصرؾ باْلعضاء ٌعتبر من التصرفات الضارة ضررا ً
محضا وان امتد أثره إلى ما بعد وفاة الشخص الموصً ,لذا فمد تطلب المانون توافر
اْلهلٌة الكاملة فً مثل هذا التصرؾ والتً تتوافر فً الشخص بإكماله سن الثامنة عشر,
وهذا ٌعنً عدم جواز لبول وصٌة من لم ٌكمل هذا العمر وفضالً عما تمدم فان هذا الحكم
ٌسري على الماصر المأذون أٌضا ً على الرؼم من اعتباره (كامل اْلهلٌة) وبمنزلة البالػ
سن الرشد فً التصرفات المالٌة المأذون له فً المٌام بها ْلن والٌة الصبً المأذون
محصورة بالمال ولٌس له والٌة على روحه وعلى جسده (. )0
وٌجب ان تكون اهلٌة الموصً سالمة من العوارض ورضاه خال من العٌوب (كاإلكراه
أو االستؽالل أو التؽرٌر مع الؽبن الفاحش أو الؽلط ) ,ونرى أنه ال ٌمكن تصور ورود
االستؽالل أو التؽرٌر مع الؽبن الفاحش فً الوصٌة باْلعضاء وكذلن الؽلط فً الشخص
الموصى له وٌمكن حصرها باإلكراه فمد وإذا ما ولع فال تصح الوصٌة ,أما المرٌض
مرض الموت فنرى صحة وصٌته بأعضاءه ما دامت ال تؤثر على حٌاته كونها تنفذ بعد
وفاته كما أن مرض الموت باعتباره عارض ال ٌعدم اْلهلٌة وال ٌنمصها وبالتالً ٌتمتع
المرٌض بكامل أهلٌته (. )3
_______________________________
ٕٓ
الفرع الثانً //شروط الموصى له:
()4
,وهو فً الوصٌة وهو الشخص الذي صدرت من اجله الوصٌة ولصد الموصً بره
باْلعضاء البشرٌة ٌمصد به الشخص الذي لصد الموصً من خالل وصٌته أن ٌتبرع له
بعضو من اعضاءه بعد وفاته سواء بمصد الثواب أو رد الجمٌل أو معروؾ أو بره ,ولد
اشترط المانون فً الشخص الموصى له مجموعة من الشروط:
ٔ -الحصول على موافمته لزرع العضو البشري -:حٌث نصت المادة (ٗٔ) من لانون
عملٌات زراعه اْلعضاء البشرٌة العرالً على هذا الشرط بمولها (ال ٌجوز زراعة
النسٌج أو العضو فً جسم الشخص المتلمً اال بعد موافمته الصرٌحة أو الكتابة أو موافمة
ذوٌه) (. )0
وٌعد من المبادئ الراسخة فً المانون الطبً ضرورة الحصول على رضا المرٌض
كأساس للعالج الذي ٌمرره له الطبٌب ,وٌعتبر رضا المرٌض شرطا ً جوهرٌا ً و أساسٌا ً
لنمل وزرع اْلعضاء البشرٌة وفً حال لٌام الطبٌب بأجراء عملٌة الزرع العضوي فً
جسم المرٌض دون الحصول على رضاه ودون و دون أن تكون هنان ضرورة للحصول
على موافمته فأن فعلة هذا ٌخرج من نطاق اإلباحة وٌدخل فً أعمال التعدي (. )3
وٌشترط فً مجال عملٌات زرع اْلعضاء أن ٌكون رضا المرٌض صحٌحا ً أي صادرا
من إنسان بالػ عالل ٌملن لواه العملٌة وٌجب أن ٌكون رضاه صادرا بكامل الحرٌة ودون
خوؾ أو أكراه أو ؼش ,وموافمة المرٌض إلجراء عملٌة الزرع العضو له تعنً مشاركة
فً تحمل المخاطر والمشاركة فً تحمل المخاطر تفترض اْلهلٌة لانونٌة كاملة ,ولد
ٌكون الشخص المرٌض لاصرا ً أو ؼٌر ممٌز ففً هذه الحالة ٌستوجب موافمة الولً أو
()3
. الوصً الشرعً
__________________________________________
( )0المادة ( )41من لانون زراعة االعضاء البشرٌة ومنع االتجار بها العرالً النافذ رلم 44لسنة
. 0244
( )0أحمد شولً أبو خطوة ,المانون الجنائً والطب الحدٌث ,المطبعة العربٌة الحدٌثة ,الماهرة ,
, 4914ص.12
ٕٔ
ٕ -تبصٌر المرٌض بمخاطر العالج -:حٌث أشترط المانون تبصٌر المرٌض بحمٌمة
وضعه الصحً وبطبٌعة الزرع التً ستجري له وأن الطرٌمة إلنماذ حٌاته تتمثل فً المٌام
بعملٌة زرع العضو له كما ٌجب أن ٌتبٌن له خطورة العملٌة الجراحٌة ونتابجها المحتملة
فمد نصت المادة (٘ٔ) من لانون عملٌات زرع اْلعضاء البشرٌة ومنع االتجار بها
العرالً النافذ لسنة ٕٓٔٙوالتً جاء فٌها (على الطبٌب أنه ٌبصر المتلمً باْلخطار
()4
. والنتابج المؤكدة والمحتملة لعملٌة الزرع)
ٔ -أنه ٌحمك مصلحة عالجٌة راجحة للمرٌض وإبمابه فً الحٌاة وإنماذه من الهالن
ولٌس لهدؾ أخر .
ٕ -أن ال ٌكون من اْلعضاء التناسلٌة ,حٌث ال ٌجوز نمل اْلعضاء التناسلٌة الذكرٌة أم
اْلنثوٌة ْلنها تؤدي إلى اختالط اْلنساب بٌن الموصً و الموصً له وهذا ٌصطدم
()0
. وٌتعارض بمواعد النظام العام واآلداب العامة
ولد نصت المادة ( )ٔٙمن لانون زرع اْلعضاء البشرٌة ومنع االتجار بها على انه (ال
ٌجوز نمل اْلعضاء التناسلٌة من جثة المتوفً وزرعها فً جسم إنسان حً) ,وعلى ذلن
ٌكون زرعها محرما ً مطلماً ,وعلٌه فأن الضابط الذي ٌمكن أن نتوصل به إلى جواز
الوصٌة بالعضو البشري هو كل عضو ٌترتب على نمله مصلحة عالجٌة راجحة للمرٌض
تمتضٌها المحافظة على حٌاته وأن ال ٌؤدي نمله إلى اختالط اْلنساب أو مخالفة للنظام
()3
. العام أو اآلداب العامة
_______________________________________
( )4المادة ( )41من لانون زراعة االعضاء البشرٌة ومنع االتجار بها العرالً النافذ رلم 44لسنة
. 0244
ٕٕ
الخاتمة
من خالل البحث الموسوم بـ ( الوصٌة باْلعضاء البشرة فً الفمه االسالمً
والمانون الوضعً ) أمكن التوصل إلى مجموعة من النتابج والتوصٌات التالٌة :
النتائج
ٔ -الوصٌة باْلعضاء البشرٌة عبارة عن تبرع من لبل شخص بجسده أو بعض
أجزابه مضاؾ إلى ما بعد موت الموصً ممتضاه إنماذ حٌاة الموصى له أو
شفاؤه بمصد اْلجر والثواب.
ٕ -أن الموصً ال ٌمكن تصوره أال أن ٌكون شخصا ً طبٌعٌا ً كامل اْلهلٌة وأن
ٌكون رضاه خالٌا ً من أي عارض من عوارض اْلهلٌة أو عٌبا ً من عٌوب
الرضا وال ٌمكن تصور عٌوب الرضا فً الوصٌة باْلعضاء البشرٌة اال
االكراه اذا ولع فال تصح الوصٌة باْلعضاء البشرٌة.
ٗ -أخذ المشرع العرالً معٌار (موت الدماغ) أساسا فً تحدٌد لحظة وفاة
الموصً وتنفٌذ الوصٌة .
٘ -تبٌن لنا أن الوصٌة باْلعضاء البشرٌة من المواضٌع المستحدثة والتً لم
ٌعرفها الفمه اإلسالمً فً السابك فلم نجد من الفمهاء المدامى من تطرق لبٌان
أحكام الوصٌة باْلعضاء أال أنه ومع بروز عملٌات نمل اْلعضاء وانتشارها
بفضل الطب والتمنٌات المستحدثة فٌه وارتفاع نسب نجاحها فمد أباحها
جمهور من الفمهاء المعاصرٌن بخالؾ البعض الذٌن خالفوهم ولم ٌجٌز
المساس بجسم اإلنسان بعد وفاته .
-ٙلم ٌكن المشرع العرالً متأخرا فً مجال التشرٌع فٌما ٌخص مسألة نمل
وزراعة اْلعضاء والوصٌة بها من خالل تنظٌم مجموعة من الموانٌن بدأت
عام ٓ ٔ97عن طرٌك أصدر لانون مصارؾ العٌون الملؽً ومن ثم تلبٌة
مجموعة من التشرٌعات إلى أن استمر على المانون النافذ رلم (ٔٔ) لسنة
. ٕٓٔٙ
ٖٕ
التوصٌات
ٔ -لم ٌتناول المشرع العرالً فً المانون النافذ رلم ٔٔ لسنة ٕٓٔٙضرورة اجراء
عملٌات نمل وزراعة االعضاء البشرٌة فً مؤسسات خاصة او مراكز متخصصة
تابعة لوزارة الصحة كما فً الموانٌن السابمة الملؽاة بموجب المانون النافذ والتً
حددت بعض المستشفٌات فً مركز مدٌنة بؽداد إلجراء هذه العملٌات .
ٕ -نوصً بإجراء مراجعة شاملة لنصوص المانون النافذ رلم ٔٔ لسنة ٕٓٔٙ
وممارنتها مع االحكام المتعلمة بها فً الموانٌن االخرى كمانون االحوال الشخصٌة
والمانون المدنً وان ٌكون هنان مراجعة دورٌة نظرا لما ٌتمٌز به هذا الموضوع
من حساسٌة واهمٌة عالٌة كونه ٌتطور مع تمدم العلم والطب على وجه الخصوص
لذا ٌجب ان ٌكون المانون مواكب لتلن التطورات بشكل مستمر لؽرض معالجة
جمٌع االحكام والحاالت المتعلمة بهذه المسالة فضال عن سد الباب امام الذٌن
ٌحاولون استؽالل بعض الثؽرات المانونٌة لؽرض تحمٌك مطامع ومكاسب
شخصٌة ؼٌر مشروعة من وراء ذلن.
ٖ -ندعو المشرع العرالً لمعالجة مسألة الوصٌة والٌتها اذ ٌعانً المانون النافذ لسنة
ٕٓٔٙنمص تشرٌعً بهذا الخصوص فً مسألة بٌان الٌة كتابة الوصٌة فهل
ٌكتفً بان تكون شفهٌا بحضور بعض الشهود او ان تكوون الكتابة احد شروطها
وفً هذه الحالة ما حكم الشخص االمً او الذي ٌعانً من مرض ٌمنعه من الكتابة
او النطك فهل ٌكتفً بالشهود فً مثل هذه الحاالت ام ٌتطلب االمر اجراء توثٌك
فً الكاتب او ما شابه ذلن العدل لتمام الوصٌة.
ٗ -ضرورة نشر الوعً الطبً بٌن أفراد المجتمع لتشجٌعهم على الوصٌة بأعضابهم
إلنماذ الكثٌر من المرضى الذٌن هم بحاجة الى تلن االعضاء ولم ٌتوفر أي وسٌلة
اخرى إلنماذهم سوى زرع عضو بشري من احد االشخاص بعد وفاته.
ٕٗ
المصادر
المرآن الكرٌم
ٕ٘
فخر الدٌن عثمان بن علً الزٌلعً ,تبٌن الحمابك شرح كنز الدلابك ,الجزء السادس,
دار المعرفة ,بٌروت ,بدون سنة نشر.
مصطفى إبراهٌم الزلمً ,أحكام المٌراث والوصٌة واالنتمال فً الفمه اإلسالمً مطبعة
وزارة التعلٌم العالً ,بؽداد.ٕٓٓٔ ,
منذر الفضل ,التصرؾ المانونً فً اْلعضاء البشرٌة ,دار الشؤون الثمافٌة العامة,
بؽداد.ٔ99ٓ ,
أحمد شرؾ الدٌن ,الضوابط المانونٌة لمشروعٌة نمل وزراعة اْلعضاء البشرٌة ,بحث
ممدم إلى المجلة الجنابٌة ,المومٌة ,مصر ,العدد ٔ ,مجلد ٕٗ.ٔ978 ,
حٌدر حسٌن الشمري ,حكم الوصٌة باْلعضاء البشرٌة فً الشرٌعة والمانون ,بحث
منشور فً مجلة جامعة كربالء العلمٌة ,المجلد ٘ ,العددٗ.ٕٓٓ7 ,
علٌاء طه محمود ,مسؤولٌة الطبٌب الجنابٌة عن نمل وزراعة االعضاء البشرٌة ,
دراسة ممارنة ,رسالة ماجستٌر ,كلٌة الحموق ,جامعة النهرٌن ,العراق .ٕٖٓٔ ,
ٕٙ