Professional Documents
Culture Documents
ودّوا لو تكفــــــرون
ح رص أع داء اإلس الم على اختالف أجناس هم وأل واهنم وبل داهنم على اجلد يف حتص يل علم الطب ،وبلغ وا أرفع
ال درجات ،ومما ال شك فيه وال ريب أن من أعظم مقاص دهم تس خير نتيجة تحصيلهم يف ال دعوة إىل دينهم أو
إخراج املسلم من دينه ليعيش بال دين .واقرأ قولهم (( حيث تجد بشراً تجد آالماً ،وحيث تكون اآلالم تكون
الحاجة إلى الط بيب ،وحيث تك ون الحاج ة إلى الط بيب فهنالك فرصة مناس بة للتبش ير )) ،وهكذا اختذ
املبشرون الطب ستاراً يقرتبون حتته من املرضى .واقرأ أيضاً قول أحدهم ويدعى الطبيب ( بول هاريسون) قال في
كتابه – الط بيب يف بالد الع رب (( : -إن المبش ر ال يرضى عن إنش اء مستش فى ولو بلغت من افع ذلك
المستش فى منطقة ( عُم ان ) بأسرها .لقد ُوج دنا نحن في بالد الع رب لنجعل رجالها ونس اءها نص ارى)) .
ومن أصدقوص دق يف قوله وهو الكذوب ،فلقد أفصح عن أمر بيّته يف نفسه وعنه يدافع وناضل .وصدق اهلل ْ ،
َّص َارى َحتَّى َتتَّبِ َع ِملََّت ُه ْم )) (البقرة:
ود َوال الن َ
ك الَْي ُه ُ
ض ى َع ْن َ
َن تَرْ َ
من اهلل قيالً و َمنْ أص دق من اهلل حديثاً َ (( :ول ْ
، )120وهلذا كان بعضهم ال يعاجل املريض أبداً إالّ بعد أن حيمله على الاعرتاف بأن الذي يشفيه هو املسيح .ويف
احلبشة ك انت املعاجلة ال تب دأ إالّ بعد أن يركع الم ريض ويسأل املس يح أن يش فيه .تق ول ( اي را ه اريس ) في
نص يحتها للط بيب ال ذاهب إىل مهمة تبش ريية (( :يجب أن تنتهز الف رص لتصل إلى آذان المس لمين وقل وبهم
( )1األطباء والدعوة اإلسالمية ،د .حسن علي الزهراني ،مجلة البيان العدد 58جمادي اآلخرة 1413هـ.
1
فترسخ بهم اإلنجيل ،إيّ اك أن تض يع التط بيب في المستوص فات والمستش فيات فإنه أثمن تلك الف رص على
اإلطالق ،ولعل الشيطان يريد أن يفتنك فيقول لك :إن واجبك التطبيب فقط ال التبشير فال تسمع منه ))(.)2
ق امت منظّمة تنص ريية ت دعى ( عملية الربكة الدولي ة) وهي تابعة ملنظمة " ش بكة اإلذاعة املس يحية" واليت يرأس ها
مرش ح االنتخاب ات األمريكية ع ام ، 1987ق امت تلك املنظمة بتجه يز منص ر أم ريكي ي دعى " ب ات روبرتس ون" ّ ّ
ط ائرة لوكهيد ( )L-50-1011وحتويلها إىل مستش فى ط ائر ض خم بكلفة مخسة وعش رين ملي ون دوالر،
زود جبميع املع ّدات الالزمة للعملي ات اجلراحي ة والعالجي ة ،حبيث جيوب من اطق كث رية يف الع امل وميكث يف من اطق م ّ
حم ّددة وخمت ارة ملدد ت رتاوح ما بني أس بوع إىل عش رة أي ام ،ويق ّدم خدماته باجملّ ان ،ولكن ك انت حقيقة ه ذا العمل
اجملّ اين هي تنصري النّ اس ،فقبل ب دء الكشف والعالج يُ ْس أل عن ديانت ه ،مث يس تمع حملاض رة ملدة عشر دق ائق ح ول
املس يح عليه الس الم ،وعن دين النّص ارى ،وض رورة البحث عن اخلالص يف رح اب املس يح ،مث يعطى كمية من
الكتب والنش رات ويُطلَب منه دراس تها واحلض ور إىل عن وان معنّي بعد أيّ ام!! .مستش فى طيّب ط ائر للتنص ري ،..أال
تقدر أمة املليار نفس على مثله..؟!! (.)3
هذا هو الدور التنصيري العنص ري وال ذي جنّ َد وم ا ي زال الطب وهو مهنة إنس انية نبيلة يف ه ذا اهلدف التخرييب
ال ذي يفسد القلب وال روح يف مقابل إص الح مض غة يف اجلسد ،ويق وم ب دور أق رب أن يك ون نوعا من اللصوص ية
املقنعة .
حتس ر عليه من ك ون الطب قد انتقل إىل أهل الكت اب ،حيث ق ال ع اذالً أهل
رحم اهلل اإلمام الش افعي على ما ّ
اإلسالم يف تفريطهم يف علوم الطب ،يقول (( :ضيعوا ثلث العلم ،و َوكلوه إلى اليهود والنّص ارى )) .ولكأنّه –
رمحه اهلل – يشري إىل اآلث ار الس يئة املرتتّبة على اس تحواذ أهل الكت اب على عل وم الطب ،مثل إعراض هم عن أخالق
الطب وما ينبغي مراعاته فيه من آداب وأخالقيات ،يقول اإلمام الشافعي ذلكم الكالم يف عصره ،حيث ال شوكة
ألهل الكتاب وال تس لّط وال فشوا للفواحش فيما بينهم آنذاك كحاهلم اليوم ،فماذا عسى ذلكم اإلمام أن يقول لو
أدرك حال الغرب اليوم(.)4
إذاً فاجملال الطيب من أوسع األبواب اليت دخل منها الداعون إىل النصرانية يف بالد املسلمني ويف غري بالد املسلمني،
ومل يكن علم املهنة وال ختصصها مانعاً ملثل هؤالء يف استثمار اجملال الذي يعملون فيه يف الدعوة إىل النصرانية ،وكما
نعلم فإن آالف بل ملايني حتولوا من اإلسالم إىل النصرانية من خالل هذه البوابة ،بوابة الطب .وفي أندونيسيا مث ال
ص ارخ ملثل هذا االستغالل البشع من هؤالء للدعوة إىل النص رانية من خالل التضليل والت دليس واستغالل حاج ات
( )2مكانة علم الطب ،عبدالعزيز بن محمد بن عبدهللا السدحان ،كتاب المسائل الطبيبة للدكتور علي بن سليمان الرميخان.
ص رون أولى؟ ،الشيخ خالد بن عبد الرحمن الشايع ،الرسالة ،صدرت عن أطباء الحرمين بمناسبة المؤتمر الثالث – ( )3هل المن ّ
رجب 1423هـ.
( )4المصــــــــدر الســــــــابق.
2
الناس .إذا كان كذلك فهل ينبغي أن يقشعر بدن كثري من املسلمين إذا قلنا لهم أن اجملال الطيب من أوسع جماالت
ال دعوة إىل اهلل عزوجل وك أهنم يظنونن ا نري د أن ي رتك الط بيب جمسه ومبض عه ألجل أن يتلو محاض رة !! ،لا نريد
ذلك وإمنا نريد منه الكلمة احلس نة واألس لوب امله ذب والتنبيه إىل املخالفة وإه داء ما يس تطيع من خالل عمله الط يب
أو من خالل املجتمع ال ذي يعيش في ه .نأم ل أن ن رى اجملال الطيب من أنشط اجملاالت يف نشر ال دعوة وحض الن اس
على اخلري ،ولس نا نطلب أن تنقلب العي ادات والمستش فيات إلى قاع ات محاض رات وال إلى من ابر واعظين
،وإنما نبتغي أن يستغل العاملون في هذا المجال مواقعهم المؤثرة لأجل أن يبلغوا م ا يس تطيعون من الخير وأن
يتخففوا قدر ما يستطيعون من المخالفة (.)5
ومما يزي دنا يقين اً بأمهيّة ال دعوة يف اجملال الطّيب و أن املستش فيات أرض خص بة لل دعوة ما للطب من عالقة جذرية
وم ْن ِم َن الناس ال يعرتي صحته سقم وال نصب ؟ ،فكل الناس
حبياة الناس ،فمن من الناس ال ميرض وال يعتل ؟ َ ،
ك ذلك – إلّا من ش اء اهلل – لذا ت رى الن اس يهرع ون إىل طلب الاستطباب طمع اً يف الش فاء ،ويتحمل ون يف ذلك
الغالي والنفيس ،وكل ذلك يهون أمام نعمة الصحة والعافية (. )6و قد عرف أعداؤنا ذلك و وظّفوه خري التوظيف
،فال يصيب بل ٌد كارثةٌ وال نازلة إال ويهرع أطباء الصليب ،يعطون الدواء بيد ،والصليب باليد األخرى.
هذه مشكلتنا
مشكلتنا األساسية اليوم أننا ورثنا الطب من األسلوب الغريب شئنا أم أبينا ،هذا األسلوب الغريب الذي صرنا
العملي ،والتخصص
ّ درس ،مث يف طريقة التط بيق
نقلّ ده تقلي داً ك امالً يف أس لوب الت دريس وطريقته ،ويف طبيعة ما ي ّ
بعد ذلك ،ح ىت يف كيفية فحص املرضى .الغرب له خلفيته الثقافية والعقدية اليت يرى من خالهلا القضايا ،وحنن لنا
( )5المرأة المسلمة في المجال الطبي آمال و ضوابط ،الشيخ الدكتور عبد هللا وكيل الشيخ ،محاضرة ضمن فعاليات دورة اإلعداد الدعوي للعاملين في المجال الطبي التي نظمتها لجنة أطباء الحرمين بمؤسسة الحرمين
الخيرية .
( )6مكانة علم الطب ،عبدالعزيز بن محمد بن عبدهللا السدحان ،كتاب المسائل الطبيبة للدكتور علي بن سليمان الرميخان.
3
عقائدنا وديننا ومفهومنا املستقل وإدراك ذلك يقودنا إىل إصالح األصل واألساس .ملاذا جيب على طالب الطب –
أقرا ذلك..؟!! (.)7
مثالً – أن يولّد نسوة ويتجاوز الشرع واألحكام؟! ،..هل ألن جورج ومسيث ّ
الإس الم ي رفض ذلك النمط من الطب واألطب اء املتقوقع داخل ذاته ،ال يعلم من أمر ال دنيا إال القليل ،وال
يعلم من أمر دينه غري األقل ،ولقد اكتس بنا ه ذا النمط من الطب واألطب اء من الطب الغ ريب احلديث ال ذي ي زداد
تقوقع اً وجتزءاً كلم ا تق دم يف العلم .وكلنا يع رف كيف كان حال الط بيب يف تارخينا اإلس المي ،وكيف ك انت
مساحة املعرف ة بني علمه وفنه التقني ،وبني مج الات الثقافة الواسعة والوعي اإلسالمي الصحيح فالتكامل والشمول
صفتان منبثقتان انبثاقاً مباشراً من اإلسالم ومها مالزمتان لشخصية املسلم الص حيح فهما يف الطب ألزم ،ألن مهم ة
الطب والطبيب هي المشاركة الفعالة يف إجياد اإلنسان الصحيح ،سواء بعلاج املرض أو تف ادي وقوعه ،علاج ًا ال
يعتمد فقط على التحديد القاصر ملفهوم الصحة واملرض يف العلم املادي ،ولكن بمعناها الشامل املتكامل كما يبدو
من خالل املفه وم اإلسالمي .وإذا تيقن الطبيب املسلم أن "االستواء الصحي" مبعناه الواسع الذي يستوعب حياة
وكا ،فط رةً واكتس اباً ،وه و "س المة وص حة" ذات مفه وم خلقا وس ل ًحا ،و ًاإلنس ان بكاملها :جسمًا وعقلًا ورو ً
تعجز كل النظم األخ رى عن اس تيعاب جوانبه فضال عن حماكاته وبه تص لح حياة الفرد اإلنس انية ،ومن مث حي اة
فتحا يف ع امل الطب ،ون ورًا يه دي إىل البش رية اليت تتخبطها
طبا يك ون ً اجملتمع البش ري ؛ فإنه يس تطيع أن ينشئ ً
ظلمات احلياة رغم منجزات العلم اهلائلة(.)8
( )7سعادة الدكتور مأمون قرملي ،وكيل كلية الطب لشئون الدراسات العليا والتعليم الطبي المستمر بجامعة الملك سعود ،الرسالة،
صدرت عن أطباء الحرمين بمناسبة المؤتمر الثالث – رجب 1423هـ.
( )8دور الطبيب المسلم في نشر تعاليم اإلسالم ،د .حمدي مسعود ،فرنسا [ بتصرّف].
4
مسلم طبيب..؟
ٌ مسلِم أم
طبيب ْ
الطبيب الداعية ٌ :
مسلما طبيباً ال طبيباً مسلماً فحسب ،يعين قبل كل شيء أن يكون ً أول ما يتميز به الطبيب الداعية أن يكون
هدفه األول هو اإلس الم ،وأما الطب فهو وس يلة خلدم ة ه ذا اهلدف أوالً ،مث لكسب عيشه يف حياته ال دنيا ثاني اً ،
ْج َّن واإلنْس ِإاللِي ْعب ُد ِ
ون)) (الذريات.)9( )56: مدركاً بذلك قوله تعاىل (( :وما َخلَ ْق ُ ِ
ت ال َ َ َ ُ ََ
إن تعبير" المسلم الطبيب " يعين بالضرورة أن يكون هذا الطبيب قدوة صحيحة ممثلة لإلسالم خري تمثي ل بواقعه
كله ،فما أس وأ أن ينفصل الق ول عن العمل ،والواقع عن املث ال ،وما أخطر النت ائج اليت ت رتتب على مثل ه ذا
االنفصال ،فيالدنيا على مرضاه وتالميذه ومعاونيه يف العمل ،ويف اآلخرة حيث يكون املقت الشديد عند اهلل(.)10
فالمس لم الط بيب هو حقيق ةً داعية إلى اهلل عز وجل بالدرجة األولى وإن اجملال الذي يعمل فيه الط بيب
املس لم يؤهله للقي ام ب دور كبري يف ال دعوة إىل اهلل عز وجل واألمر ب املعروف والنهي عن املنكر ويف تص حيح واقع
كثري من الناس (. )11
إن ال دعوة إىل اهلل حتت اج إىل إخالص العمل هلل عز وج ل وإص الح النفس وهتذيبها وتزكيتها .وأن يك ون ل دى
الداعية فقه يف ال دعوة إلى اهلل وفق منهج اهلل ال ذي ش رعه لعب اده ،وه ذا الج انب حيت اج من الط بيب إىل التفقه يف
اسَألُوا َْأه َل الذِّ ْك ِر ِإ ْن ُك ْنتُ ْم ال
الدين يف األمور اليت تواجهه يف ممارساته اليومية ،وسؤال أهل العلم قال تعاىل (( :فَ ْ
َت ْعلَ ُمو َن)) (األنبياء ، )7:وجمالسة العلماء وحضور بعض حلقات الذكر وطلب العلم يف جمال التخصص (.)12
مير بنا الغالم الذي جعل اهلل له شيئاً من الخصائص ،فقد كان – بقدرة الل ه -يربئ
في قصّة أصحاب األخدودّ ،
األكمه واألبرص واألعمى ،و كان ال يعاجل أحداً حىت يقول له إذا آمنت باهلل تعاىل ودخلت دين اإلسالم فإني أدعو
اهلل لك فيربئك فيؤمن وزير امللك الذي كان أعمى ويؤمن به أقوام مث يق ّدم حياته رخيصة إلعالء كلمة اهلل وتسلم
تعالى.
استغل مهنة الطب في الدعوة إىل اهلل
ّ القرية بل املدينة بأكملها بسبب هذا الطبيب املسلم الذي
يص ادف بصدود كبري ومبقاومات عنيفة وعوامل كثرية جتعله ال يستطيع أن والداعية إلى اهلل عموم اً يف اجملتمع قد َ
يوصل ما يريد إيص اله من الأفك ار اإلس المية للن اس ،ولكن الط بيب عن ده فرصة ذهبية لا تك اد توجد لغ ريه فهو
5
يتعامل مع الشخص يف حالة ضعف ،والشخص عندما يكون مريض اً أو على وشك املوت فإنه يكون يف حالة من
التقبّل لتقوية صلته باهلل أكثر من أي شخص آخر ،وهنا تربز قضية اجلانب اإلجيايب الذي يتمتع به كثري من األطباء
والذي ال يوجد لغريهم من املسلمني الذين يعتنون بالدعوة إىل اهلل يف أماكن أخرى (.)13
ابد أن يكون األساتذة يف كليّة الطب قدوة لطالهبم وطالباهتم يف متثيل اإلسالم والدعوة خري متثيل ،يتعلمون منهمل ّ
والرفق به ومراع اة ش عوره ،يتعلّم ون منهم أن يس ألوا املريض عن حاله مع الطه ارة
االس تئذان وال دعاء للم ريض ّ
والص الة ،يتعلم ون منهم أن يك ون مش اعل خري تربط بني الطب وال دعوة يف كل درس ،وأم ام ك ل م ريض ،وعند
ائر للع ورة ،يتعلم ون منهم ترديد الن داء عند
فج ٌ كل لق اء ،يتعلم ون منهم أن الض رورات تق ّدر بق درها ،فال كش ٌ
غض البصر والتخلّق خبلق احلياء ،يتعلّمون منهم اللني
األذان واملسارعة ألداء الصالة مجاعة يف وقتها ،يتعلمون منهم ّ
والسماحة يف املعاملة واالبتسامة والرفق والبشاشة.
والكلمات من األساتذة تقع من الطالب والطالبات موقع اً عظيم اً ،فما أمجل أن يعلم األساتذة طلبتهم شعرية الأمر
وآخر طالبة متربجة ،وكم أثّرت يف ٍأستاذ يف نفسِ ٍ باملعروف والنّهي عن املنكر ،فكم أثّرت كلمات ٍ
مدخنَ ، طالب ّ ّ ُ
مفرط يف الصالة أو إطالق الّنظرات.
ّ
الشيخ محمد بن صالح المنجّد – حفظه هللا . - ()13
6
وكم من أس ٍ
تاذ أض اف إىل طالبه وطالبته اجلرأة يف احلق ،وال دعوة باحلكمة واملوعظة احلس نة ،فه ّذب محاس هم و
س ّدد ان دفاعهم و وازن على طريق اخلري واألمر ب املعروف والنهي عن املنك ر خط اهم ،و ك ان خري ع ٍ
ون هلم يف
التعامل مع ما يعرتض طريقهم من مواقف ومنكرات.
الب ّد أن ينبّه األس اتذة طلبتهم إىل أننا ورثنا الطب عن الغ رب بإجيابياته ومس اوئه ،وأننا جيب أن نس عى جاه دين
ألسلمة الطب ،وأن يك ون العمل الطيب ض من رؤية إس المية .ينبغي لألس تاذ أن يع ّمق ه ذه القض ية يف نفوس طلبته
حىت يكرب الطالب و هو حيمل هدفاً وغاية ،حتمله إىل الإخالص واإلتقان يف طلب علم الطب ويف الوقت ذاته حتمله
الغراء،
إىل اإلبداع واالنفصال عن املؤسسات الغربية ،فيكون له تفكريه ومنطه اإلبداعي الذي يناسب قيمه وشريعته ّ
حىت ننجوا من التقليد والتبعية املقيتة واإلعج اب ب النموذج الغ ريب .فليعلّم األس اتذة طلبتهم الثقة بالّنفس واالعت داد
بشخص يّة الف رد املس لم ،كما ق ال الش يخ علي الطنط اوي – رحمه اهلل – يف ذكرياته (( :عن دنا أطب اء وعن دنا
مستشفيات وعندنا تجهيزات ووسائل للشفاء ،كل هذا عندنا ولكن ليس ت عندنا الثقة بأنفسنا .فإذا وثقنا
(1
بأنفس نا وأطبائنا وراجع األطباء أنفسهم فنزهوها عن عيوبها واس تكملوا فضائلها لم نحتج معهم إلى غيرهم
. )))4
لاب د من حتريك اهلمم إىل ال دعوة إىل اهلل تع اىل يف أوس اط الطلبة والطالب ات من قِبَل األطب اء املش رفني عليهم ،
وليعمل وا على إجياد جمموعات دعوية في أوساط طلبة وطالبات كلية الطب ( .)15وليح رص األساتذة الفضالء كل
والشبَه وما يتم الواجب بدونه. ِ
ُ احلرص على إبعاد الطالبات عن مواطن الفنَت
والب ّد أن تُعىن اللجان املسؤولة عن الطلبة واملناهج بتغذية طالب كلية الطب مبا حيتاجه من زاد ديين دعوي ،مما ال
يُستغىن عن معرفته ،وحيتاجه الطبيب يف حياته اليومية من أحكام ،كأحكام الطهارة والص لاة وإزالة النجاسة والص يام
وأحك ام املمارس ات الطبية املختلف ة ،وط رق التعامل واحلكم على كل حالة ،ف الطبيب يف مرحلة من حياته س يُعنِي
الفقيه يف تبي ان حكم ش رعي ،وه و يومي اً يقابل مرض اً حيت اجون فت اوى يف ش أن الطه ارة والص الة والص يام ،وقبل
خمتلَطَة حيت اج معها إىل بي ان أحك ام التعام ل مع النس اء والكف ار وغي ـــرهم ،وبعض
ذلك هو يعيش يف بيئة خمتلف ة َ
الكليّات الطبية اهتمت هبذا اجلانب عناية طيّبة يف إدراج مقرر أخالقيات الطبيب املسلم ضمن مناهجها.
فتؤهل الطالبات
خاص ة مبراعاة احتياجات الطالبات والطالب التعليمية والوظيفية فيما بعدّ ،
وال ب ّد أن ُت ْعىَن عناية ّ
تصيبهن كما تصيب
ّ باستفاض ة ،و كل األمراض اليت ميكن أن
َ بطب النساء والوالدة
-مثالً – لمعرفة كل ما يتعلّق ّ
7
درس الطالب طب النس اء وال والدة مبق دا ٍر حمدود ال يُ َلز ُم ون معه
الرج ال و كيفية التعامل معها ،ويف املقابل أن ت ّ
ّ
بفحص العورات املغلّظة للنّساء ،وال يتجاوزون األحكام الشرعيّة يف أحكام العورات والضرورات.
اخلاص ة
والب ّد أن تُعىن باالستضافة الدورية للعلماء األفاضل وطلبة العلم وعقد اللقاءات المفتوحة معهم ،والعناية ّ
بعقد املسابقات يف حفظ القرآن الكرمي والسنّة النبوية واملتون العلميّة ،إضافة لتشجيع الطلبة على االلتحاق باللج ان
الطبية الدعوية املختلف ة ،و احلرص على إقامة ال رحالت وما حتمله من قيمة دعوية غنيّة ،واالهتم ام بدعوة الطالب ات
صة. خا ّ
طالب الطب
إن المفت اح الس حري وبيت القص يد يف إع داد الط بيب الداعية هو ع زة ط الب الطب بدين ه ،اع تزازه باإلس الم ،
ومعرفة أن عليه واجب ات حمتمة املعرفة واألداء ،يع رف واجبه بوج وب اإلتق ان و اإلخالص و التعبّد هلل بطلب ه ذا
العلم فإمنا األعم ال بالني ات وإمنا لكل امرئ ما ن وى ،يعلم يقين اً أنه مىت ما أخلص الني ة هلل وقصد وجهه و طلب
رض اه وس خر موقعه يف ال دعوة إليه ؛ تيس رت له األم ور من حيث ال حيتس ب وب ورك له يف أوقاته وأعماله وعلمه
ورفعت درجاته يف عليني بل وطرح له القبول عند أهل األرض والسماء!! ، ..فهو مأجور مادام يطلب العلم هلل ومل
ينس اهلل ساعة !!..
َ
يجب على ط الب الطب أن خيلص يف طلب علم الطب ،وأن يُتقِن يف التعلّم و التّط بيق ،و ي واكب آخر
آمنُ وا ِم ْن ُك ْم ِ
املس تج ّدات العلمية مهما ن ال من ال ّدرجات العلميّ ة ،فاهلل س بحانه وتع اىل يق ول (( :يَ ْرفَ ِع اللَّهُ الَّذ َ
ين َ
ِ ِ ٍ ِ َّ ِ
املتبحر يف علمه ،واسع ْم َد َر َج ات َواللَّهُ ب َما َت ْع َملُ و َن َخب ٌير)) (اجملادل ة ، )11:ف الطبيب املتقن ّ
َوالذي َن ُأوتُ وا الْعل َ
حمل قب ول ،و إبداعه وتفوقه أداة دع وة ك مق ّدم على غ ريه ،متم ٌيز أمّي ا متيّز ،كلمته مس موعة ،ورأيه ّ اإلطّالع ال ش ّ
خ ٍري يف املؤمترات احملليّة واحملافل العاملية.
هاهما املفتاحان ..اإلتقان و اإلخالص والنزاهة يف طلب العلم ..و االعتزاز باإلسالم و احلفاظ علي ه والنهل من
تسمى باسم اإلسلام !!..
علومه قدر الاستطاعة للقيام بواجب الدعوة احملتم على كل من ّ
إن ال ذي يعيش لنفسه دون أن يفكر مبن حول ه ،دون أن يضع أمامه أه دافاً دعوية طاحمة ،دون أن يف رغ نفسه
ساعة يف األسبوع لطلب علم شرعي وحفظ وجه من القرآن ،و دون أن يف ّكر يف مشاريع ختدم اإلسالم من خالل
هذا العلم الذي أنعم اهلل عليه به ؛ قد يعيش مسرتحيا ،ولكنه يعيش صغرياً ويموت صغرياً ،فأما الكبري الذي يحم ل
ه ذا العبء الكب ري ((همّ ال دعوة )) فمال ه والن وم ؟ ،وماله والراحة ؟ ،ماله والف راش ال دافئ؟ ،والعيش اهلادئ
8
واملتاع املريح ؟ .ولقد عرف رسولنا صلى اهلل علي ه وسلم حقيقة األمر وقدره ،فقال لأم املؤمنني خدجية رضي اهلل
عنها (( :مضى عهد النوم يا خديجة ))، ..و نحن نقول (( :مضى عهد النوم يا طلبة الطب )).
وحتى ال تكون كلماتنا وطموحنا مجرد فقاعات طائرة ..سرعان ما تنفجر مخلفة في الفراغ ال شيء ؛ كان
لزام اً على الطالب والطالب ات أن يوطّن وا أنفس هم على ع دة أم ور وأن يرس موا األه داف و يخط و ّن الطريق
للوصول للصورة المثالية للطبيب المسلم الداعية:
-1أح وج ما يحتاجه ط الب الطب ق دوة ناطقة ،ص ادقة مع اهلل و مع نفس ها ،متقنة خملصة يف عملها ،تنطق
ط أخالقه ا ومهّتها العالية درب طموحه ،فيس تيقظ املارد العمالق وي رى ه ذا النم وذج املبهر
بعطائها أفعاهلا ،و خت ّ
فيكون االقتداء هو األمل ومن أجله العمل.
-2ال دعوة إىل الل ه على بص رية واجب خاصة يف حالته و يف اجملتمع ال ذي خيال ط ،يخالط الكبري والص غري ،ال ّرب
والفاجر ،املسلم والكافر ،ولكل هؤلاء طريقة يف الدعوة و بوابة لإلصالح الذي يبدأ من نفسه أوالً فيكون قدوة يف
تعامالته وأخالقه ،وكما ذكر أحد الدعاة فهناك عوامل مهمة لبناء شخصية الداعية ومنها:
أولا :إصلاح النفس وتربيتها على الإيمان والتق وى؛ ف إن الداعية ي دعو بعمله قبل أن ي دعو بقول ه ،وهو عرضة
آلفات عدة ،فما مل يكن متسلحاً بسالح التقوى فلن يستطيع أن يقوم بالواجب على الوجه الذي ينبغي.
ثاني ا :لاب د من تنقية النفس من الصفات املذمومة ،كالعجلة والسفه والطيش واجلنب والبخ ل والكسل وغريها من
الصفات.
ثالثا :أن يتعلم العل وم الش رعية اليت حيتاجه ا ،والعلم الش رعي درج ات ورتب متفاوت ة ،وكل يأخذ منه حبسب ما
آتاه اهلل من حرص وقدرة ،ومن يرد اهلل به خريا يفقهه يف الدين.
رابعا :أن يتعلم ويتقن املهارات االجتماعية اليت تعينه على بناء عالقة جيدة مع الناس ،وجتعله شخصية حمبوبة.
خامسا :أن يتعلم املهارات الدعوية ،كمهارة احلوار ،واإلقناع ،والتأثري و الاتصال ...وغريها.
سادسا :أن يتعلم ويتقن الوسائل الدعوية اليت تعينه على إيصال رسالته الدعوية للناس.
س ابعاً :أن يتعلم امله ارات الشخص ية اليت تعينه على تنظيم حياته ووقته مبا خيدم دعوت ه ،ك إدارة ال وقت ،وإدارة
االجتماعات...وحنو ذلك.
9
ومن المصادر التي تعينه على تعلم وإتقان هذه المعارف والمهارات :مصاحبة أهل العلم وال دعاة إىل اهلل عز
وجل ،واملشاركة يف األعم ال الدعوية والت درب عليه ا ،وزي ارة املؤسس ات الدعوي ة ،وااللتق اء بأص حاب التج ارب
الدعوية واإلفادة من جتارهبم ،والقراءة فيما سطره الدعاة إىل اهلل قدميا وحديثا.
ومم ا ينبغي أن يعلم أن الدعوة مراتب ودرج ات ،وكل مس لم يستطيع أن يدعو حبسب ما آتاه الله تع الى،
فاحرص على بلوغ املراتب العالية ،لكن اليصدك عن الدعوة استصعاب الطريق واستطالته ،فابذل جهدك وطاقتك،
ويف الوقت نفسك احرص على االرتقاء بمهاراتك وقدراتك.
-3دعوة زمالء الدراسة ..فما أمجلها واهلل من دعوة ..دعوة املشفق على صاحبه ورفيقه يف الدراسة ..املحب
له في اهلل ،..نعم ..ستكسب الأم ة فرداً عامالً وطبيب اً مسلماً داعية ..ليتعلم طالب الطب فنون احلوار والدعوة ..
وليقت دي ب املربني الفض الء وال دعاة البشوشني ومن س بقه من األطب اء ال دعاة أص حاب األخالق الرفيعة والض مائر
النزيهة ..فالدعوة إىل اهلل عز وجل ليست مقصورة على جمتمع بذاته بل هي يف كل زم ان ومكان وال انقطاع عنها
حبال من األحوال وقد كان يوسف عليه السالم داعية حىت يف سجنه..
أ -عق د الاجتماعات الطالبية وجعله ا منرباً للدعوة إىل اهلل عز وجل وتوجيه الدعوات إىل الطالب للمشاركة يف
أنشطتها خاصة في العطل الصيفية.
ب -تك وين لق اءات م ع الطلبة واالهتم ام باجلدد منهم وتق دمي املس ابقات وال ربامج املتنوعة اليت تك ون جاذبة
للطالب ووسيلة لدعوهتم.
ج -التنسيق مع أعضاء هيئة التدريس والأطباء املهتمني بالدعوة وإيجاد اللقاءات بينهم وبني الطالب واالستفادة
منهم يف تسهيل كثري من املصاعب .
د -إفادة الطالب علمياً يف دراستهم من أكرب األمور اجلاذبة هلم وهي وسيلة مفيدة وجمربة.
هـ -استغلال اجلمعيات الطبية المتخصصة وتوجيهها خلدمة الدعوة إىل اهلل عز وجل .
10
-4حف ظ الق رآن الك رمي و التس لّح ب العلم الش رعي ق در االس تطاعة ففيه استص الح للقلب و تقوية لل ذاكرة و
إنع اش للنفس و جلاء األح زان واهلم وم و استش عار مراقبة اهلل والطمع فيما عن ده والعمل لرفعة ه ذا ال دين وأهله ،
ويف سؤال للشيخ املربي حممد الدويش ( )15هذا نصه :
أنا ط الب بكلية الطب وأتم نى أن يمن اهلل علي وأحف ظ كت اب اهلل وأتعلم العلم الش رعي فم ا هي الطريق ة
المثلى لذلك وما هي الكتب التي تنصحني بقراءتها وما هي أفضل طريقة لمراجعة كتاب اهلل بعد حفظه؟
أ -اب ذلاجلهد يف طلب العلم الش رعي ،وأن تعلم أن العلم ال ي درك براحة اجلهد ،فال بد من اجملاه دة واجملال دة
يف حتصيله ،واقرأ يف ذلك ما بذله علماء السلف من جهد عظيم يف طلب العلم ففيه تقوية للعزائم .
ب -الارتباط ببعض الزمالء اجلادين يف طلب العلم والتعاون معهم في ذلك .
ج ـ -قراءة بعض الكتب اليت تكلمت عن أدب ومنهجية طلب العلم ،كحلية ط الب العلم ،وج امع بي ان العلم
وفضله وجامع املتون وغريها مما هو مع روف في الساحة العلمية .والطرق اليت يتم هبا مراجعة القرآن كثرية وخمتلفة
،وكل شخص له ما يناسب حاله وفقك اهلل " .ا.هـ.
-5عقد اللقاءات الطالبية يف اإلجازة الصيفية حتت مظلة الكليات الطبية وبالتعاون مع املؤسسات اخلريية اجلامعة
و حتت رعاية وإشراف أطباء دعاة ،يكون هلا برامج متنوعة و مفيدة تسهم يف بناء جي ل من الأطباء الدعاة مراقيب
اهلل يف أعم اهلم و س كناهتم ..ولتحقيق ذلك و حىت نس تفيد من ه ذا العنصر يف خدمة ه دفنا ..هن اك ع دة منافذ و
قنوات يستطيع طالب الطب إلزام نفسه وزمالءه هبا كخطوة أولية مرحلية يثبت من خالهلا نفسه على أول الطريق:
أ -عقد جلس ات ح وار تن اقش فيها أفك ار ومقرتح ات دعوية كاألس اليب الدعوية املناس بة يف بيئ ة املستش فى
والكلية .
ب -تنمية مهارات الطالب املختلفة يف اإللقاء والطباعة وفنون احلوار وإنشاء املواقع على الشبكة العنكبوتية .
جـ -عقد اللقاءات مع طالب العلم إلعطاء دروس يف العلوم الشرعية الأساسية .
د -التسابق بني الطالب يف حفظ القرآن الكرمي.
11
هـ -جتميع مادة موقع على الشبكة العنكبوتية يضم الفتاوى الطبي ة و التطبيقات الطبية يف الفقه و البحوث العلمية
الطبية يف األخالقي ات الطبية وأخالقي ات البحث العلمي ،و ع رض إجنازات اللج ان الطبية املتطوعة و بن اء قاع دة
بيانات ضخمة لعرض إجنازات األطباء الدعاة واإلفادة من حبوثهم املتفوقة يف جمال ختصصاهتم ليكونوا قدوة للجيل
اجلدي د ..باإلض افة إلمكانية اإلف ادة من ع رض األفك ار المختلفة واالتص ال بطلبة على نفس املس توى من االهتم ام
الدعوي على مستوى العامل اإلسالمي ،وقد شرع بعض الطالب والطالبات بهذه اخلطوة بشكل طيب (.)16
و -درا سة بعض التجارب الدعوية الناجحة القدمية واملعاصرة.
ز -درا سة بعض املواقف الدعوية من السرية وحتليلها.
حـ -زيارة املؤسسات الدعوية وعرض اخلدمات والتعاون معهم.
ط -إعداد مواد دعوية [مشروع .رسالة مناصحة ,مسابقة]..
ي -زيارة بعض الشخصيات الدعوية واحلوار معهم حول أمور الدعوة.
ل– عقد دروس للمصطلحات الدعوية باللغة اإلجنليزية.
-6أن تكونهن اك مرجعية ش رعية وجلان دعوية مرابطة يف املستش فى والكلي ة تعني الطلبة واألطب اء على ترمجة
أفكارهم لواقع ..و تعينهم يف الوصول إىل احلكم الشرعي يف مسألة بأسرع وأسهل الطرق فتكون كحلقة الوصل
بينهم وبني العلماء ..و تأخذ على عاتقها التوعية الدينية للمرضى والزوار بل والطلبة والطالبات.
-7الإفادة من مرحلة التط بيق العملي واليت تب دأ يف الس نة الثالثة ،حيث يب دأ االتص ال املباشر باملرضى و أروقة
المستشفيات اجلامعية ،باألمر باملعروف والنهي عن املنكر ونشر الفضيلة واخلري ،من عناية بطهارة وصالة املرضى،
وحج اب املريض ات والزائ رات وال زميالت بالحكم ة واملوعظة احلس نة ،و عناية خاصة بنشر المطوي ات والش ريط
اإلسالمي واللوحات اإلرشادية التوعوية بعد موافقة اللجان املختصّة ،فسنني الدراسة مرحلة ذهبية لإلفادة من كل
خري.
-8الحرص على أن ال يشغلكم شيء عن تلبية النداء والصالة مجاعة و تذكري من تقابلون بالصالة.
طالبات الطب
ِ
ائهن
ريهن باحلف اظ على حي ّفهن على ثغ ٍر عظيم و مطالب ات أكثر من غ ّ عليهن ما ذُكر أعاله وزي ادةّ ..
ّ ينطبق
امالهتن، ..
ّ أخالقهن وتع
ّ يكن طبيب ات داعي ات ب
وهن مطالب ات بتص حيح وضع الطبيبة املس لمة وأن ّ
متهن ّ ،
وحش ّ
12
وكم من طالبة طب خبلقها وحيائها و علمها و ذكائها س حرت األلب اب ،فك انت داعية مس ّددة تنشر اخلري أينما
حلّت و أينما ذهبت يف اجملامع الدعوية النسائية ،و هذه بعض التوجيهات:
والتمس ك به يف خمتلف الظ روف ،فهو حب ّد ذاته دع وة ،
ّ احلف اظ على احلجاب الش رعي الكامل -1
فلتستشعر الطالبة أهنا يف حالة عبادة ما دامت ترتديه ،بل و بعض الطالبات تذكر أن حجاهبا الشرعي الكامل كان
ومازال أداة دعوية صامتة للمريضات والزميالت.
التم ّس ك خبلق احلياء احملمود وع دم تع ريض النّفس ملا خيدشه بل ينبغي لطالبة الطب أن تبتعد عن -2
تغض بصرها
كل جارح وناقص لإلميان ،فتتجنّب الاختالط يف أروقة املستشفى واألجنحة بدون غرض تعليمي ،وأن ّ
وحتافظ على األدب و عدم اخلضوع بالقول يف خطاهبا أستاذها.
الص رب واالحتس اب واستش عار عظَم األجر واملس ئولية فيما تواجهه من ص عاب أو تالقيه من -3
مواقف.
الرّف ع للمس ؤولني يف كل أم ٍر منكر تتع ّرض له ،وتك ون قويّة يف احلق ،ال تق ّدم التن ازالت يف -4
دينها مهما كان ،فهي تتعبّد هلل بطلبها هذا العلم ،وغريهتا يف احلق و امتناعها عن كل منكر دين تدين اهلل به ،وأمر
حممود .
العناية عناية خاصة يف دع وة ال زميالت ،خاصة يف مس ألة احلج اب الش رعي و خماطبة الرج ال -6
منهن ،بل وتوعية العامالت يف
حهن عن رؤية بعض املخالف ات الش رعية ّ
والتعامل معهم ،ودع وة املريض ات ونص ّ
جتمعهن ،وقت الغداء مثالً.
ّ ودعوهتن إلى الدين الصحيح يف أماكن وأوقات
ّ املستشفى بشأن احلجاب
نهن من
مص احبة اخلّي رات من داخل وخ ارج احلقل الطيّب ،واالس تفادة من خ ربات من س بق ّ -8
هلن .
واستشارهتن يف كل ما يعرض ّ
ّ الطبيبات امللتزمات
13
حديث قلب إلى طالبة طب
()17
زمالؤك األطب ــاء ..كيف تدعوه ـ ــم..؟
نف وس األطب اء من أيسر النف وس لتقبل ال دعوة ،كما هو مش اهد فـي كلـيـات الطب من ك ثرة الص احلني عند
مقارنتها على س بيل املث ال بكلي ات أخ رى مثل اآلداب أو الاقـتصاد أو غيرها ،ف الطب وعلومه ي دعو إىل التأمل يف
خلق اإلنس ان :مـرضـه وصـحـته ،حياته موته ..كما أهنم -أي األطب اء -أعلم الـنـاس بـقـدرة اهلل عل ـى تـحـريـك أي
خـلـيـة تسبب مرضاً سرطانياً ،أو انقباضاً شريانياً يودي حبياة اإلنسان ،أو فريوساً يضع املريض يف موقف القائل :
ألطباء والدعوة اإلسالمية ،د .حسن علي الزهراني ،مجلة البيان العدد 58جمادي اآلخرة 1413هـ.
ا ()17
14
وحسب المنايا أن يكن أمانياً
داء أن ترى الموت شافياً
كفى بك ً
و دع وهتم مـن أوجـب الواجبات لقول النيب صلى اهلل عليه وسلم (( :ال دين النصيحة)) ،وهم أولى الناس هبا
ألهنم زمالء العمل ورف اق الـمـهـنـة ،يـعـيـش اإلنس ان بينهم أك ثر مما يعيش مع أهله أو أقاربه ،ومن الغ ريب أن تج د
بعض الصاحلـيـن مـن األطـبـاء ش ـعـلـة من النش اط مع عامة الن اس خارج املستش فى ويف ذات ال وقت ليس عن دهم ما
يقدمونه داخـل املستش فى ،فـتـظـهـر االزدواجية بكل معانيها وما ي رتتب عليها من س لبيات.كـمـا أن فـي دعـوة ه ؤالء
ت َُّأمةٌ ِمْن ُه ْم مِلَ تَعِظُ و َن َق ْوم اً اللَّهُ ُم ْهلِ ُك ُه ْم َْأو ُم َع ِّذبُ ُه ْم
ال زمالء إقامة للحج ة ،كما ق ال اهلل عز وجل َ (( :وِإ ْذ قَ الَ ْ
َع َذاباً َش ِديداً قَالُوا َم ْع ِذ َر ًة ِإىَل َربِّ ُك ْم َولَ َعلَّ ُه ْم َيَّت ُق و َن)) (األعراف. )164:وال شـك أن فـي الـتـعـاون على الرب والتقوى
مع هؤالء الزملاء خرياً كبرياً يف نشر املعروف وإزالة المنكرات اليت تعج هبا املستشفيات.
الدعوة يف املستشفيات ميكن أن تنجح أكثر من أي مكان آخر ،فعلى العاملني يف اجملال الطيب التفاؤل بنجاح
دعوهتم – بإذن الله – وذلك لألمور التالية(:)18
-1أن الشرحية اليت تدخل املستشفيات ليست بالعموم هي اليت حتضر احملاضرات والدروس أو صالة اجلماعة.
-2أن املريض يكون يف حالة ضعف ،و له أذ ٌن صاغية لكل ما يمليه عليه الطبيب.
( )18فن الدعوة إلى هللا في المستشفيات ،الشيخ عبد الملك القاسم ،ضمن محاضرات مؤتمر أطباء الحرمين الدعوي الثالث (الطب والدعوة قرينان) 1423 ،هـ [ بتصرّف يسيـــر].
15
-3تعلّق املرضى باألطباء فهم يرون فيهم ِ
املنقذ.
-4ك ثرة األطب اء فال يوجد يف اململكة أك ثر من 200داعية مس ّجلني يف وزارة الش ئون اإلس المية يف حني أنه
يوجد عدد ال حمدود من األطباء فلو أصبحوا أطباءً دعاة لرأينا النتيجة.
-5أن هن اك من النّ اس من يعيش في احلضر أو البادي ة ،منهم من يس توحش احلض ور للمس اجد ،وجيلبه املرض
للمستشفى.
حسن باملطبب أن يكون داعية يقوم بواجبه جتاه دينه. -6أن المستشفيات غري مهيأة للدعوة وإمنا للتطبيب في ُ
يصرح هبا املريض غالباً إال للأطباء. ٍ -7إطلاع الطبيب على أسرار املريض ،وأمور من ٍ
ومعاص ال ّ فساد
-8أن سهم ال دعوة ال ذي يته ّرب منه املريض فيبتعد عن املس اجد وم واطن ال دعوة ؛ قد يص يبه من ط بيب م اهر
وداعية موفّق.
-9ك ثرة األطب اء ال ذين تظهر عليهم سيما اخلري والص الح واملظهر الص امت حبد ذاته دع وة ،فكيف إذا تكلم
أدب وق ال فأج اد..؟! ،فالق دوة الص الحة أعظم وس يلة ص امتة ومتحدث ة ،قائمة وقاع دة ،س اكنة فأحسن ووعظ ف ّ
ومتحركة.
ّ
16
مرض ـ ــاك ..كيف تدعوهم..؟
17
الض وابط الش رعية ,مع االهتم ام بال دعاء والرقية الش رعية للم ريض ,فعن عائشة رضي اهلل عنها أن النيب ص لى اهلل
عليه وسلم كان يعود بعض أهله ميسح بيده اليمنى ويقول " :اللهم رب الناس أذهب البأس ,اشف أنت الشافي
ال لشفاء إال شفاؤك ,ش فاء ال يغادر سقماً " [متفق عليه] .وعن أيب عبد اهلل عثمان بن أيب العاص رضي اهلل عنه
أنه شكا إىل الرس ول صلى اهلل عليه وسلم وجع اً جيده يف جسمه ,فقال له رسول اهلل ص لى اهلل عليه وسلم " :ضع
يدك على الذي يألم من جسدك وقل :بسم اهلل – ثلاثاً – وقل سبع مرات :أعوذ بعزة اهلل وقدرت ه من شر ما
أجد وأحاذر "[رواه مسلم] (. )25
تذكريهم بقراءة القرآن والرقية الشرعية و األذكار.
إذا ق در أن أحد املرضى حضر أجله فيجب أن تلقنه ش هادة أن ال إله إال اهلل ،فق د ق ال النبي ص لى اهلل عليه
وس لم (( :لقن وا موت اكم ال إله إال اهلل )) ،ولكن التلقني يك ون برف ق ،فال تق ول له يا فالن قل ال إله إال اهلل ألن
أجلك قد حضر ،ولكن ميكن أن تذكر اهلل عنده ،فإذا ذكرت اهلل عنده تذكر .و إن كان كافراً تق ول له قل ال إله
إال اهلل ألن النيب ص لى الله عليه وس لم ق ال لعمه أيب ط الب حني حض رته الوف اة (( :يا عم قل ال إله إال اهلل كلمة
أح اج لك بها عند اهلل )) ،وق ال للغلام اليه ودي يف املدينة وقد ع اده النيب ص لى اهلل عليه وس لم وقد حضر أجل
الغالم فعرض عليه اإلسالم فالتفت الغالم إىل أبيه كأنه يستأذنه فقال له (:أطع أبا القاسم) ،فأسلم فقال النيب صلى
()26
اهلل عليه وسلم (( :الحمد هلل الذي أنقذه من النار))
احتسب األجر يف زيارة املريض ،فق د كان الصحابة يذكر بعضهم بعض اً هبذا .جاء يف حديث ثوير عن أبيه
أخذ علي بيدي فقال انطلق بنا إىل احلسن بن علي نعوده فوجدنا عنده أبا موسى األشعري ،فقال علي أليب موسى
عائداً جئت أو زائراً؟ ،فقال علي :إن مس عت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول (( :ما من مسلم يعود مسلماً
غ دوة إال صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وال يعوده مساء إال صلى عليه س بعون مل ك ح تى يص بح
وكان له خريف في الجنة )) (.)27
اس َت ْن َق َع فِي اف اْلجن َِّة فَ ِإ ذَا جلَ ِ
يض ا م َش ى فِي ِخ ر ِ
س ع ْن َدهُ َْ َ َ َ اد َم ِر ً َ و قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلمَ ((:م ْن َع َ
ك اْلَي ْوم)) رواه مسلم. ك يَ ْسَتغْفُِرو َن لَهُ ذَلِ َْف ملَ ٍ ِ ِِ َّ ِ
الر ْح َمة فَِإ ذَا َخ َر َج ِمْن ِع ْنده ُو ِّك َل بِه َس ْبعُو َن َأل َ َ
تذ ّكر يف كل زيارة للمريض يف سريره قوله صلى اهلل عليه وسلم (( :ما من عبد مسلم يعود مريضا مل حيضر
وضع يف لوحة أجله فيقول سبع مرات :أسأل اهلل العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عويف)) ،وما أمجل أن تُ َ
وتعمم على مجيع غَُرف املرضى. صغرية ّ
يمكنك تش غيل بعض األش رطة النافعة يف العي ادة ليس معها من ينتظر دوره يف الكش ف ،على أن تُ راعي أن
يكون املتح ّدث ذا أسلوب َح َس ن سلس ،مع التنوي ع يف مادة األشرطة ومراعاة أحوال املرضى؛ فال ترفع الصوت
عالي اً ،و تعمل على إيقاف التشغيل إذا كان الصوت يضايقهم .و ميكنك أن تضع بعض الكتيبات صغرية احلجم،
( )25الطبيب المسلم تمي ٌز وسمات ،د /يوسف بن عبدهللا التركي ،استشاري طب األسرة كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي.
. ( )26إرشادات للطبيب المسلم ،آخر محاضرة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه هللا – ،أقيمت بالمستشفى التخصصي بالرياض بتاريخ 14/6/1421هـ
( )27حلية الطبيب المسلم ،الشيخ محمد بن صالح المنجد ،محاضرة ضمن فعاليات دورة اإلعداد الدعوي للعاملين في المجال الطبي التي نظمتها لجنة أطباء الحرمين بمؤسسة الحرمين الخيرية.
18
ومنوعة ،عن الصالة ..التوبة ..حب اهلل ..فضل الذكر ، ..وبعض املطويّات واجملالت النافعة .كما ميكنك
مر ّكزة ّ ،
حيض على سلوك معنّي (.)28 وضع عليها كل يوم آية أو حديث ّأن تضع لوحة يف حجرة االستقبال يُ َ
اح رص على تطييب خاطر املرضى بالكلمات الطيبة كـ (( ال بأس طهور إن شاء اهلل )) ،وتذكريهم بفائدة
املرض وأنّه ك ّفارة وطهور هلم.
وينطب ق عليهم ما ذكر آنف اً ،إضافة إىل وجوب حرص الطبيب على اجللوس معهم ومقابلتهم لشرح حالة املريض
هلم ،وبالتايل التأثري عليهم من خالل مناصحتهم (.)29
واملقصود غري األطباء من ممرضني وفنيني وإداريني وسائقني وغريهم ،وهناك أمور منها(: )30
مراعاة الرتكيز على كل الطبقات ،فال ينبغي استصغار أحد جلنسه أو وظيفته أو غري ذلك.
االهتم ام برؤس اء األقس ام ممن فيهم س يما الصالح ،ألهنم أهل احلل والربط ،وقد ينفع اهلل هبم من خالل
تعميم لا يكلف بضع دقائق مما يوفر اجلهد والوقت.
االهتمام بغري املسلمني بدعوهتم وتقدمي الكتب واألشرطة إليهم ،ومعاملتهم معاملة تقرهبم إىل اإلسالم ،وال
تنف رهم من ه بض وابطها الش رعية ،وقد أمثرت ه ذه اجله ود في كثري من املستش فيات ،ورأينا أن الكثري من ه ؤالء
العاملني قد دخل وا يف الدين اهلل أفواج اً ،ويكفي قول النيب -صلى اهلل عليه وسلم (( : -ألن يهدي اهلل بك رجالً
واحداً خري لك من محر النعم))*.
الحذر عند التعامل مع النساء ،من ا ملبالغة يف التحادث حبجة الدعوة أو حىت العمل الطبي ،مما قد يؤدي إىل
معاص وفنت أو سوء فهم. ما ال حتمد عقباه من ٍ
دعوة اإلدارة
الرسالة ،إصدار من أطباء الحرمين بمناسبة المؤتمر الثالث ،رجب 1423هـ. ()28
( )29األطباء والدعوة اإلسالمية ،د .حسن علي الزهراني ،مجلة البيان العدد 58جمادي اآلخرة 1413هـ.
أطباء بلا ح دود اليت جتوب األرض ،من أقص اها إىل أقص اها ،تنشر مبادئها وأوبئتها ،ليست بأحسن ح ال من
املوحد ال ذي ميلك جنان اً متق داً ومحاسة للعمل ال دعوي ال ح دود هلا ،فينبغي له أن يتج اوز
الط بيب املس لم الداعية ّ
حدود مشفاه ومدينته ودولته يف عمله الطيب الدعوي بشكل ال يطغى على واجباته الطبية واألسرية.
وميكن للط بيب أن جيعل يوم اً يف األسبوع أو األس بوعني للم ّربات اخلريية ،عب ارة عن عمل إنس اين يف عي ادة
خاص ة وأن أك ثر األم راض واملعاص ي الفتّاكة من خمدرات و غريها تك ون يف الفق راء،
مص غّرة ،فلعل اهلل أن ينفع هبا ّ
السنة للدعوة والطب يف األقطار ٍ
لعل الله أن ينفع به .ـ ويمكنه كذلك أن خيصص أسبوعني يف ّ فتكون زكاة علم ّ
()32
دد من األطب اء للتخطيط ملش روع املستش فى الطيب الط ائر ض من مؤسسة خريية رمسية، دير أن ينهض ع ٌ
كم هو ج ٌ
يكون وا له هيئة استش ارية وجملس إدارة ،وع دداً من ال دعاة ،وفريق اً طبي اً يف
وأن يع ّدوا دراسة متكاملة عن ه ،مث ّ
خمتلف التخصص ات ،مث يعد ت رتيب حمدد لزي ارة البل دان الفق رية وغري الفق رية يف أص قاع ال دنيا ،مع االس تفادة من
خربة رابطة العامل اإلسالمي ومكاتبها و املؤسسات اإلسالمية اخلريية األخرى ،ويتم من خالل هذا املشروع تقدمي
اخلدمات الطبية والدعوية ،ليتحقق من خالل ذلك دعوة غري املسلمني ،وإن كانوا مسلمني أغنوهم عن منّة النصارى
وابتزازهم ،وجنّبوهم التشكيك يف ال ّدين والص ّد عنه(.)33
( )31األطباء والدعوة اإلسالمية ،د .حسن علي الزهراني ،مجلة البيان العدد 58جمادي اآلخرة 1413هـ.
( )32رسائل من القلب إلى العاملين بمهنة الطب ،الشيخ عمر بن سعود العيد ،محاضرة في كلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي.
وهذا اجلانب حيت اج إىل فقه الداعية في أس اليب ال دعوة واألمر ب املعروف والنهي عن املنكر ،وأال ت رتك ه ذه إىل
اجته ادات شخص ية بل جيب أن يك ون ذلك وفق أدب وأخالق املس لم املتفقه في دينه ال ذي ي دعو إىل اهلل على
بص رية ،ولعل مما يس اعد على ذلك ما أنش أته وزارة الص حة ح ديثاً من مك اتب دينية يف املستش فيات للقي ام ببعض
هذه املهمات وفق أسس وأنظمة املستشفى حىت ال يرتتب على ذلك مفاسد(. )35
ويجباحلذر من السكوت عن املنك رات ،فإن ذلك قد يؤدي إىل اس تمرائها ،وم ــن ثــم االحنراف والنكوص على
األعقاب واهلل املستعان.
نري دها طبيب ةً داعي ة ،والطبيبة الداعية ينطبق عليها ماذكرنا ،فهي أوالً ام رأة مس لمة ،وال ّدعوة إىل اهلل والعمل
اإلسالمي ال يقتصرعلى قطاع الرج الفقط بل البد من النساء القيام هبذا الواجب يف خمتلف مواقعهن ،املرأة يف ذلك
مث ل الرجل متام اً ،بل قد يك ون دور املرأة يف ال دعوة إىل اهلل أخطر ألن املرأة هي املدرسة األوىل لألجي ال ،ف إذا
صلحت صلُح اجملتمع.
والس نَّة تفيد اش رتاك املرأة مع ومم ا يؤكد لنا أمهية وض رورة ممارسة املرأة لل دعوة وج ود نص وص من الكت اب ُ
ون بِ الْمعر ِ ِإ ِ
وف َو َي ْن َه ْو َن َع ِن الرجل يف خطاب التكليف كقوله تعالىَ (( :ولْتَ ُك ْن م ْن ُك ْم َُّأمةٌ يَ ْدعُو َن لَى الْ َخ ْي ِر َويَ ُْأم ُر َ َ ْ ُ
ك ُه ُم ال ُْم ْفلِ ُح و َن))(آل عم ران . )104:ك ذلك وجود نص ص ريح خ اص بتكليف النس اء بال دعوة ال ُْم ْن َك ِر َوُأولَِئ َ
ْح ْك َم ِة
ات اللَّهِ وال ِكقول اهلل تعاىل يف حق نساء النيب صلى اهلل عليه وسلم (( :واذْ ُكر َن ما ي ْتلَى فِي بي وتِ ُك َّن ِمن آي ِ
َ ْ َ ُُ َ ْ َ ُ
ِإ َّن اللَّهَ َكا َن ل ِ
َطيفاً َخبِيراً))(األحزاب. )34:
وقد تكون الطبيبة أعظم مسئولية من غريها من النّساء ل أن ها األكثر علم اً وألن البعض قد يقتدي هبا وملخالطتها
اجملتمع بأكمله على اختالف طبقاته ،والرسول صلى اهلل عليه وسلم يقول (( :من دعا إلى هدى كان له من األجر
( )34الدعوة إلى هللا في السلوك اليومي ،د .يوسف بن عبد هللا التركي.
21
مثل أج ور من تبعه ال ينقص من أج ورهم ش يئاً ومن دعا إلى ض اللة ك ان عليه من اإلثم مثل آث ام من تبعه)).
وبالمقابل فإن حتقيق هذا الواجب يف حق الطبيبة سهل وهلل احلمد فالناس يتقبلون من الطبيب ماال يتقبلون من غريه
،والطبيب يأيت إليه الناس دون أن يكلّف نفسه عناء الذهاب إليهم.
الطبيبة الداعية تعلم أن ال دعوة إىل اهلل س بيل األنبي اء و ب اب لألجر تس تطيع أن تبين به جب ال من احلس نات وألن
يهدي هبا اهلل امرأة واحدة خري هلا من محر النعم.
الطبيبة الداعية تعلم أن الدنيا معرب لدار املستقر و تعلم أهنا حماسبة على كل صغرية وكبرية.
الطبيبة داعية بأخالقها وتعاملها ،داعية حبجاهبا و حشمتها،داعية حبيائها وامتثاهلا لألوامر اإلهلية مهما كلفه ا ذلك،
داعية بلساهنا وماهلا ،داعية بسنّها السنن احلسنة و الصالبة يف احلق و عدم تقدمي التنازالت وأن ال ختاف يف اهلل لومة
الئم ،داعية بتغيريها املنكر .
الطبيبة داعية بنش رها اخلري وأمرها ب املعروف بني زميالهتا ،الطبيبة داعية بتواض عها و تس احمها و نصح مريض اتها،
الطبيبة داعية بتفقيههن بأحكام الطهارة والصالة وتذكريهن بتجديد التوبة واللجوء إىل اهلل والتوكل عليه.
الطبيبة الداعية تعلم أن النص رانية ما انتش رت إال على كف وف األطب اء فتس عى حثيثة ألن تق دم ال دعوة لل دين احلق
والعالج بل وحترص على دعوة من خيالطنها يف جمال العمل من غري املسلمات.
الطبيبة الداعية مشعل هداية يف مواجهة العقبات و آفات الطريق ،بدأت بنفسها فربتها ،وأصلحت شأهنا ،سالحها
التقوى ،شكرت نعمة اهلل أن هداها و رزقها الثبات يف زم ٍن ميوج بالفنت والشهوات والشبهات.
الطبيبة الداعية تقوم بالعمل هلذا الدين ،علم اً وتعليم اً ودعوة وأمراً باملعروف و هني اً عن املنكر ،وتبذل يف ذل ك
الغايل والنّفيس.
الطبيبة الداعية تصرب نفسها مع الذين يدعون رهبم بالغداة والعشي يريدون وجه اهلل ،الطبيبة الداعية حتتسب ما قد
تالقيه من صنوف األذى فهي داعية قبل أن تكون طبيبة ،بل داعية وهي على مقاعد الدراسة يف كلية الطب.
الطبيبة الداعية أدركت أمهية العلم الش رعي فس عت حثيث ة يف طلبه فهي تعلم أهنا مىت ما أخلصت النية فالل ه تع اىل
يبارك يف أوقاهتا وعملها .
الطبيبة الداعية تعلم أهنا مطالبة بإتقان عملها و حتتسب هذا العمل فتقلب عملها ودراستها إىل عبادة تثاب عليها.
22
الطبيبة الداعية تعلم أن الطب أرض خص بة لل دعوة ،إلن ارة املش اعل ،هلداية احلائرين ،الطب طب لألرواح قبل
األبدان ..طب للنفوس واألفئدة التائهة ..عالج للقلوب املضطربة ..إنارة لدروب احليارى بآي القرآن.!!..
الطبيبة الداعية داعية حبفاظها على التوازن و إعطاء كل ذي حق حقه يف حياهتا العلمية والعملية و حقوقها الأسرية
جتاه زوجها وأوالدها وأهلها.
الطبيبة الداعية أمل األمة فلتعد كل طالبة طب نفسها لتكون هي ولتنشط كل طبيبة لتدارك ما فاهتا.
متفرق من أفكار دعوية مناسبة لبيئة المستشفيات ،نحسب إن ُس ّخر لها عامالً مخلص اً متفاني اً أن
شتات ّ
ٌ هذا
ت ؤتي ُأكلها وثمارها اليانعة ب إذن اهلل ،وال يل زم أن يق وم بها األطب اء بأنفس هم لض يق وقتهم وانش غالهم وإنما
يوجهون من يقدرون على تطبيقها:
ّ
توزي ع األش رطة و املطوي ات النافعة وتعليق اجملالت احلائطية ،ومتابعتها باملواض يع والأطروح ات الدعوية
النافعة واملتجددة ومراعاة انتقائها ومناسبتها حسب البيئة والزمان .
عمل مكتبة إسالمية مصغرة مقروءة ومسعية ومرئية بالغتني العربية واإلجنليزية ،لتنمية الثقافة اإلسالمية وتعليم
اإلسالم الصحيح ودعوة غري املسلمني .
إجياد مكتبة ص وتية إس المية جتارية على هيئة كشك أو محل يف ص الة االس تقبال وحنو ذلك ،تُ أجر على
إحدى التسجيالت اإلسالمية ،ويباع فيها الشريط اإلسالمي ،و الكتيب اإلسالمي ،واجملالت اإلسالمية فقط .
ويف هذه الفكرة خري عظيم إن شاء اهلل تعاىل .
إلقاء الكلمات الوعظية يف املساجد واملصليات التابعة للمستشفى ،والدروس العلمية ،احملاضرات والندوات.
إقامة الندوات العلمية الطبية اليت تبني إعجاز اهلل يف خلق اإلنسان .
تبصير الناس باألمراض الناجتة عن معصية اهلل ورسوله صلى اهلل عليه وسلم .
التنس يق مع مك اتب ال دعوة وتوعية اجلالي ات يف إع داد احملاض رات اإلس المية ب اللغتني يف قاعة احملاض رات
باملستشفى ،كما ميكن ختصيص بعض احملاضرات للنساء وباللغتني.
إعدا د قن اة ص وتية موزعة إىل غ رف املرضى مرتبطة بإذاعة الق رآن الك رمي ،تس مع عن طريق مساعات ال رأس
لتفادي التشويش على اآلخرين ،مع إمكانية توزيع اجلدول الشهري لربامج إذاعة القرآن الكرمي يف أماكن خمتلف ة في
23
املستش فى بص فة دورية ،كم ا ميكن عن طريق القن اة الص وتية ع رض بعض األش رطة الص وتية يف فضل الصرب على
املرض واالبتالء وأحكام املرضى وزيارهتم وما يعينهم يف أمور دينهم ودنياهم .
إعداد مس ابقة إسالمية خاصة باملوظفني لزي ادة ال وعي الش رعي ،ومس ابقة خاص ة بغ ري املس لمين تتلخص يف
اإلجابة على أسئلة عن اإلسالم يف أوراق معدة مع كتيب ومطوية عن اإلسالم وميكن أن يضاف إليها شريط بلغتهم
،ويتم وضع ج وائز تش جيعية للمتس ابقني ،واهلدف هو إطالعهم على نق اط حساسة عن ال دين احلق والغاية من
احلياة ودعوهتم بصورة غري مباشرة .
توزي ع اجمللات اإلس المية الرتبوية اهلادف ة اليت ت راعي مس توى العامة واملثقفني وأف راد األس رة ،حيث ميكن
احلصول على كميات كبرية من األعداد السابقة بأسعار دعوية زهيدة جداً لنشر الفائدة ،ومن مث توزيعها يف أماكن
االنتظار يف املستشفى ويف غرف املرضى .
وضع لوحة خاصة لطرق االستفادة اإلسالمية من شبكة الإنرتنت لتثقيف املوظفني يف هذا اجلانب ،وإلرشاد
غري املسلمني ملواقع تعليم اإلسالم الصحيح بلغاهتم .
إعداد هدية الولادة وهي عب ارة عن هدية ش بيهة ب اليت تق دم من قبل بعض الش ركات يف بعض املستش فيات
وما حتمله من أدوات للمولود واملولود له ،ولكن تُرفَق بشريط و كتيب عن تربية األبناء وحقوقهم ،مع هتنئة رقيقة
وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت ّبره )).
َ كـ (( بورك لك في الموهوب
وض ع رقم خ اص للخ دمات الش رعية يف املستش فى يتصل عليه املرضى أو املوظف ون يف ح ال رغبتهم يف
االستفسار عن شيء من أمور دينهم ،حيث يتم توجيههم مباشرة ،أو االستفسار هلم وربطهم بالعلماء املوثوقني.
متفرقة يف املستشفى يستفيد من ه من فاته مساع األذان لنوم
تعليق اجلدول الشهري ألوقات الصالة يف أماكن ّ
أو انشغال ،والتأكد من وجود ما يشري إىل جهة القبلة الصحيحة يف غرف املرضى.
تعليق لوحات حتتوي على تعليمات خمتصرة يف صالة المريض وطهارته.
إقامة دورات شرعية لألطباء واملمرضني يف الفقهني ،األكرب العقيدة ،واألصغر األحكام.
تقدمي اهلدايا النافعة للمرضى بعد شفائهم وهبا كتيبات ومطويات دعوية.
*
نحو ٍ
عمل طبّي برؤية إسالميّ ــة
-1الدعوة إىل اهلل واجب اجلميع وتتأكد يف اجملال الطيب.
جانب من هذه التوصيات َذ ِك َر ت ضمن توصيات مؤتمر أطباء الحرمين الثالث ،الطب والدعوة قرينان ،رجب1423 -هـ. *
24
-2الحرص على عدم التهاون يف تطبيق الشريعة اإلسالمية.
-3عق د جلنة إلع داد منهج ش رعي إل زامي لطلبة الطب و بع دد مق رر من الس اعات يف الض وابط الش رعية ملهنة
الطب.
-4الس عي إىل ختص يص كلي ات طب للنس اء وال والدة و حتت إش راف أس اتذة الطب املوث وق من أم انتهم
والتزامهم.
-5السعي لبناء مراكز صحية غري خمتلطة وعمل دراسات وخمططات لذلك و جعل شروط لفتح املراكز الصحية
حتقق الفصل.
-10دعم مك اتب التوعية الدينية للمستش فيات ،وإم دادهم ب الكوادر الطبية الش رعية والتأكيد على أن من
واجباته ا الم رور على املرضى بص فة يومية وتعليمهم ش ئون دينهم من طه ارة وص الة وغ ريه وحض ور كل ح االت
االحتضار.
-11توثيق األعمال الدعوية فنحن نعاين من الفردية يف األعمال الدعوية ،فالبد من التوثيق والنشر بني األطباء.
-12تفعي ل الق رارات والتع اميم الص ادرة واالس تفادة منها ( خبص وص احلج اب الش رعي – من ع الت دخني – من ع
اخللوة – منع االختالط – صلاة اجلماعة ، ).....و ترمجتها بلغات العاملني يف املستشفى.
-13مشاورة األخيار من األطباء ،فاتباع ال ِك رب والغرور قد ي ؤدي إىل بعض االجتهادات اخلاطئة اليت قد تفسد ما
اَألم ِر فَِإ ذَا َع َز ْم َ ِ
ت بناه اآلخرون ،واهلل عز وجل أمر نبيه -صلى اهلل عليه وسلم -بالشورى فقال (( :وشَا ِو ْر ُه ْم في ْ
ِ َفَت َو َّك ْل َعلَى اللَّ ِه ِإ َّن اللَّهَ يُ ِح ُّ
ين)) (آل عمران. )159: ب ال ُْمَت َو ِّكل َ
أم ٌل وعمــــــل
25
إن م ا يُ رى ويس مع في ه ذه األزمنة يش رح الص دور ويبهج النف وس ،أعين ب ذلك إقب ال كثري من ش باب املس لمني
على دراسة الطب علم اً وعمالً فاس تغلظ ذلك النب ات واس توى على س وقه ،فرأينا ش باباً ورج االً ص احلني تب َّوؤا
املناصب وزامحوا أعداء اُألمة وأثبتوا أهنم حمل الثقة وكانوا أحق هبا وأهلها .فتعلم وا وعلِم وا فعملوا وعلّموا فنفعهم
اهلل ونفع هبم ،فجمعوا ملرضاهم بني طب القلوب وطب الأب دان ،فكان الدواء ناجع اً واألثر نافع اً .فهنيئ اً لنا هبم
ولتس عد بل ولتفخ ر تلك الص حوة هبم ،فهم على ثغر عظيم وجبهة واسعة ولزام اً علينا أن نش اركهم في آم الهم
وآالمهم .أع انهم الل ه وس دّد خط اهم وب ارك يف جه ودهم .وليعلم وا أن مكانتهم مرموقة م نزلتهم عالية ،بل إن
بعض الفتاوى الشرعية تُبىن على ضوء ما يقررونه ويقولونه(.)36
ه ذا غيض من فيض ،لكن؛ ليت ذكر كل ط بيب أن اهلل قد خلقه لعبادته ،وأن احلي اة ليست عبث اً وال معطف ًا أبيض
ومساعة فحـسـب ؛ بل هي جهاد واحتساب حىت يأيت اهلل بأمره ،وأن األمة تنتظر منه أن حيـم ــل هم الدين عنها -يف
جماله على األقل -في عصر اجتمعت فيه أمم الكفر على ضرب اإلس ـ ــالم عن قوس واحدة ،وال ينسى أنه ق د قط ع
من العهود واملواثيق بينه وبني اهلل أثن اء دراس ـتـه على مقاعد الكلية أن يقوم بأداء مهمته خري قيام حال خترجه ،قال
َض لِ ِه
اهم ِّمــن ف ْ ص َّدقَ َّن ولَنَ ُك ونَ َّن ِمن ا َ ِ تع اىل(( :ومِ ْن ُـه ــم َّم ْن َع َاه َد اللَّ هَ لَِئ ْن آتَانَا ِمن فَ ْ
ض لِ ِه لَنَ َّ
ين * َفلَ َّما آتَ ُ لصالحِ َ َ ّ
ِ ِ ِ
وع ُدوهُ وبِ َما ض و َن * فََأ ْع َقَب ُه ْم ن َفاق اً في ُقلُ وبِ ِه ْم إلَى َي ْوم َي ْل َق ْونَ هُ ب َ
ِم ا َأ ْخلَ ُف وا اللَّهَ َما َ بَ ِخلُ وا بِ ِه وَت َولَّوْا ُ
وهم مُّْعرِ ُ
َكانُوا يَ ْك ِذبُو َن)) [التوبة ]77-75نعوذ باهلل من سخطه وأليم عقابه(.)37
( )36مكانة علم الطب ،عبدالعزيز بن محمد بن عبدهللا السدحان ،كتاب المسائل الطبيبة للدكتور علي بن سليمان الرميخان.
( )37األطباء والدعوة اإلسالمية ،د .حسن علي الزهراني ،مجلة البيان العدد 58جمادي اآلخرة 1413هـ
26
الطب والدّعوة ..قرينان
ٍ
كإخوان لنا يف لنعرتف بتقصرينا ولنج ّدد النيّ ة ،..لنرتك التعامل مع املرضى على أهنم حاالت وهلا أرقام فقط ،بل
ال ّدين ،هلم ما لنا وعليهم ما علينا .لنمثّل اإلسالم يف صورنا ،يف كلماتنا و حركاتنا و سكناتنا ولباسنا ،و معامالتنا
،حبسن اخللق وإصالح النفس .لنكن دعوة متشي على األرض.
زراع ..نضع البذور ونلقي هبا هنا وهن اك ..نستبشر خرياً بالنماء و ظه ور الثمار ..ويف ذات الوقت
ما حنن إال ّ
ال يصيبنا الغم واالنتكاسة والرتدد يف حال فشلنا ،فهناك بذور كامنة قد تعطي الغراس ولو بعد حني ،وهناك زروع
فيها خري ،قد تعطي الثمار ولو بعد ألف من السنني.
صَب َر ُأولُوا ال َْع ْزِم ِم َن ُّ
الر ُس ِل )) اصبِ ْر َك َما َ
الزموا الصرب ،..فالصرب خلق النبيني ..و أداة الدعاة واملصلحني(( ، ..فَ ْ
( األحق اف .)35:فالصرب أصل عظيم ..وأحسب أن من وصل ه ذه املنزلة ؛ منزلة الص ابرين قد قطع أغلب املهمة
ين))(لأنفال .. )46:ولتعلّموا هذه الفضيلة مرضاكم. اصبِ ُروا ِإ َّن اللَّهَ َم َع َّ
الصابِ ِر َ (( َو ْ
رغم ما قد تالقون ه من إع راض و نف ور ؛ إي اكم والض عف واخلور و الس قوط في ب راثن االهنزامي ة ،قد تك ون أداة
َأص َاب ُه ْم فِي َس بِ ِ
يل اللَّ ِه َو َما ِ
اإلنق اذ ش ريط أو كت اب أو كلم ة ، ..املهم إي اكم والتخ اذل وال رتدد ((فَ َما َو َهنُ وا ل َما َ
ين))(آل عمران. )146: الصابِ ِر َ
ب َّاستَ َكانُوا َواللَّهُ يُ ِح ُّ
ضعُ ُفوا َو َما ْ
َ
تعلم وا كي ف متتلك ون القل وب واألفئ دة ،كيف تكون ون محب وبين ،كيف ختالطون الن اس على خمتلف توجه اهتم
وأفك ارهم ،كيف حتاورونهم ،كيف حتادثونهم ،كيف تقنع ونهم ،ك ل ذلك ب اللني والبشاشة واالبتس امة والكلمة
الطيبة والعطاء غري احملدود.
عليكم بال دعوة على بص رية ،ف اطلبوا العلم ولتكن دع وتكم على علم ويقني وبره ان و أدلة ش رعية وعقلية ،و
كونوا سبباً يف إحياء سنة وإماتة بدعة و تأملوا سيرته صلى الله عليه وسلم الذي أمره اهلل تعاىل أن خيرب اجلن واإلنس
ص َير ٍة َأنَا َو َم ِن َّاتَب َعنِي َو ُس ْب َحا َن اللَّ ِه َو َما َأنَا
أن هذه هي سبيله يف الدعوة (( :قُل َه ِذ ِه سبِيلِي َأ ْدعُو ِإلَى اللَّ ِه َعلَى ب ِ
َ َ ْ
ِ ِ
ين))(يوسف. )108: م َن ال ُْم ْش ِرك َ
عليكم بالص حبة الصالحة الناصحة تستشريوهنا وتصربكم على ما تالقون ه وتشاركون بعض كم يف األفكار والنقاش
،وليكن لكم شيخكم أو داعية تثقونفيه و تستشيرونه فيما يشكل عليكم.
ال تنسوا الدعاء ،..ما أحوجكم أن تقفوا بين يدي اهلل داعين طالبي الرمحة واملغفرة والهداية ،لليل سهام ال ختطيء
،فال هتملوا هذا األصل فهو سالح عظيم أمهله البعض نسياناً.
27
لا حتقروا من املعروف شيئاً ، !..و لا تستعجلوا الثمرة ،و تأكدوا أن الثمرة تحصل وإن كان القبول جزئياً.
ك اعلموا أنكم لس ت أوص ياءً على الناس ،ولستم حماس بين على تقصريهم ،اعمل وا جه دكم(( ،ادْعُ ِإلَى سَب ِ
ِيل َربِّ َ
ض َّل َع ْن َس بِيلِ ِه َو ُه َو َأ ْعلَ ُم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ك ُه َو َأ ْعلَ ُم بِ َم ْن َ ْح َس نَة َو َج ادل ُْه ْم بِ الَّتِي ه َي ْ
َأح َس ُن ِإ َّن َربَّ َ بِالْح ْك َم ة َوال َْم ْوعظَ ة ال َ
ت َعلَْي ِه ْم بَِوكِ ٍ ض َّل فَِإ نَّما ي ِ ِ ِِ ِ
يل))(الزمر: ض ُّل َعلَْي َها َو َما َأنْ َ ين))(النحل(( ، )125:فَ َم ِن ا ْهتَ َدى فَلَن ْفسه َو َم ْن َ َ َ بِال ُْم ْهتَد َ
. )41
احملركين ..كون وا المف اتيح ..ليكن كل واح ٍد منكم طبيب اً داعي ة ..لا يثني ه عن عزم ه
كون وا أنتم المح ِّركين لا َّ
نف ور البعض وانتق ادهم واستهزاءهم ،..استعلوا واستشعروا الع زة و ثبت وا أنفس كم على الطريق و س ريوا على بركة
اهلل و اصربوا صبراً مجيالً ،فالعاقبة للمتقني!.
قد يكون الطريق مليء بالشوك ..بالرماح ..باملعوقات والعقبات ، ..وق د تكون البداية صعبة ..مؤملة ..حمرقة..
ولكن تأكدوا أن النهاية ستكون بإذن اهلل مشرقة!.
ليكن لسان حالكم إن أريد إال اإلصالح ما استطعت ،وما توفيقي إال باهلل ،عليه توكلت ،وإليه أنيب.
اللهم لك احلمد حىت ترضى ولك احلمد إذا رضيت ولك احلمد بعد الرضى.
أقول قولي هذا وأستغفر هللا لي و لكم وهللا يعلم ما تصنعون.
أختكم في اهلل
ندى بنت عبد العزيز محمد اليوسفي
28