You are on page 1of 17

‫مجمد(‪ )2‬العدد (‪ – )1‬مارس ‪2223‬‬ ‫مجمة المغة العربية والعموم اإلسالمية‬

‫الترقيم الدولي لمنسخة اإللكترونية‪5421-2112 :‬‬ ‫الترقيم الدولي لمنسخة المطبوعة‪2812-541X :‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪https://jlais.journals.ekb.eg :‬‬

‫أثر الغسيل الكلوي على الوضوء والصالة‬

‫د‪ /‬مسفر بن سعد بن مسند اجلروي‬


‫األستاذ المشارك بكمية الشريعة والقانون بجامعة الجوف‬

‫‪Journal of Arabic Language and Islamic Sciences‬‬ ‫‪Vol (2) issue)1)– March2023‬‬
‫‪Printed ISSN :2812-541X‬‬ ‫‪On Line ISSN : 2812-5428‬‬
‫‪Website : https://jlais.journals.ekb.eg/‬‬

‫‪83‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫د‪ /‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي‬


‫األستاذ المشارك بكمية الشريعة والقانون بجامعة الجوف‬

‫مستخمص‪:‬‬
‫جاء البحث من مقدمة‪ ،‬وتمييد‪ ،‬وثالثة مباحث‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬أما المقدمة‪ -‬تحتوي عمى‬
‫التعريف بالموضوع‪ ،‬وأسباب اختباره‪ ،‬وأىميتو‪ ،‬وخطة البحث‪ .‬وأما التمييد‪ :‬في‬
‫التعريف بمفردات العنوان‪ :‬وفيو مطمبان؛ المطمب األول‪ -‬تعريف غسيل الكمى‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ -‬أنواع غسيل الكمى‪ .‬وجاء المبحث األول‪ -‬أثر غسيل الكمى عمى‬
‫الوضوء‪ ،‬والمبحث الثاني‪ -‬أثر الغسيل الكموي عمى الصالة‪ ،‬والمبحث الثالث‪ -‬أثر‬
‫الغسيل الكموي عمى الصوم‪.‬‬
‫وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج أىميا ما يمي‪ :‬الغسيل الكموي‪ :‬عبارة عن‬
‫إخراج دم المريض إلى آلة (كمية صناعية) تتولى تنقيتو‪ ،‬ثم إعادتو إلى الجسم بعد‬
‫ذلك‪ ،‬والغسيل‪ :‬في ىذه العممية من الغسيل يحدث خروج ىذا الدم من غير السبيمين‪.‬‬
‫كثيرا‪ .‬وان خرج وسال‬
‫قميال أم ً‬
‫كما أن خروج الدم ال ينقض الوضوء سواء أكان خروجو ً‬
‫عن رأس الجرح نقض‪ ،‬وان خرج وتجمع الدم ولم يسل؛ فإنو ال ينقص‪.‬‬
‫كما توصل البحث إلى أن الغسيل البروتيني‪ :‬في ىذا النوع من الغسيل تفتح فتحة‬
‫في جسم المريض‪ ،‬ويخرج عن طريقيا السموم والفضالت واألمالح والسوائل التي‬
‫نجسا؛ فإنو ينقض الوضوء إن سال عن المخرج‪ ،‬وان‬
‫تخرج في البول‪ .‬وان كان الخارج ً‬
‫نجسا فإنو ال ينقض‪ .‬وىذا قول الحنفية‪ .‬وان انسد المخرج المعتاد‪ ،‬وفتحت‬
‫ً‬ ‫لم يكن‬
‫طا أم‬
‫فتحة؛ فإن كانت تحت المعدة؛ فإن الخارج منيا ينقض الوضوء‪ ،‬سواء أكان غائ ً‬
‫بوًال‪ ،‬أم كان غيرىما كالحصاة ونحوىا‪ ،‬وأن الغسيل الكموي مفطر في رمضان‪ .‬وبو‬
‫‪83‬‬
)‫ مسفر بن سعد بن مسند الجروي‬.‫د‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

.‫ وغيرىم‬،‫ وىبة الزحيمي‬.‫ ود‬،‫ والشيخ ابن عثيمين‬،‫أفتت المجنة الدائمة لمبحوث العممية‬
:‫الكممات المفتاحية‬
.‫ أحكام الطيارة والصالة‬،‫ الفقو اإلسالمي‬،‫الغسيل الكموي‬

Abstract:
The research came from an introduction, a preface, three topics, and
a conclusion. As for the introduction, it contains the definition of the
subject, the reasons for testing it, its importance, and the research plan.
As for the introduction: in defining the terms of the title: it contains two
requirements: The first requirement is the definition of dialysis. The
second requirement - types of dialysis. The first topic came - the effect of
dialysis on ablution, the second topic - the effect of dialysis on prayer,
and the third topic - the effect of dialysis on fasting.
The research reached a set of results, the most important of which
are the following: Renal dialysis: is the removal of the patient's blood to a
machine (artificial kidney) that purifies it and then returns it to the body
after that. Also, the exit of blood does not invalidate ablution, whether it is
little or a lot. And if it came out and asked about the head of the wound, it
broke, and if it came out and the blood gathered and did not flow; It does
not decrease.
The research also concluded that protein dialysis: In this type of
dialysis, an opening is opened in the patient's body, and toxins, waste,
salts and fluids are excreted through it in the urine. And if the outside is
impure; It invalidates ablution if it asks about the exit, and if it is not
impure, it does not invalidate it. This is the saying of the Hanafis. And if
the usual exit is blocked, and an opening is opened; if it is under the

04
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫‪stomach; The outside of it invalidates ablution, whether it is excrement or‬‬


‫‪urine, or it is something else such as pebbles and the like, and that‬‬
‫‪dialysis breaks the fast in Ramadan. The Standing Committee for‬‬
‫‪Scientific Research, Sheikh Ibn Uthaymeen, and Dr. Wahba Al-Zuhaili,‬‬
‫‪and others.‬‬
‫‪Provisions of purity and ،Islamic Fiqh ،Key Words: Hemodialysis,‬‬
‫‪prayer‬‬

‫مقدمة‬
‫إن الحمد هلل‪ ،‬نحمده‪ ،‬ونستعينو‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونؤمن بو‪ ،‬ونتوكل عميو‪ ،‬ونعوذ باهلل‬
‫من شرور أنفسنا‪ ،‬وسيئات أعمالنا‪ ،‬من ييده اهلل فال مضل لو‪ ،‬ومن يضمل فال ىادي‬
‫محمدا عبده ورسولو‪ ،‬اختاره‬
‫ً‬ ‫لو‪ ،‬وأشيد أن ال إلو إال اهلل وحده ال شريك لو‪ ،‬وأشيد أن‬
‫جميعا‪ ،‬رفع ذكره مع ذكره في األولى‪،‬‬
‫ً‬ ‫لوحيو‪ ،‬وانتخبو لرسالتو‪ ،‬وفضمو عمى خمقو‬
‫ودار‪ ،‬فصمى اهلل‬
‫نسبا ًا‬
‫نفسا‪ ،‬وخيرىم ً‬
‫وجعمو الشافع والمشفع في اآلخرة‪ ،‬أفضل خمقو ً‬
‫عمى نبينا ما ذكره الذاكرون‪ ،‬وغفل عن ذكره الغافمون‪ ،‬وصمى اهلل عميو في األولين‬
‫واآلخرين أفضل وأكثر وأزكى ما صمى عمى أحد من خمقو وزكانا واياكم بالصالة عميو‬
‫أحدا من أمتو بصالتو عميو‪ ،‬فأصمي وأسمم عمى المبعوث رحمة‬
‫أفضل ما زكى ً‬
‫لمعالمين‪ ،‬أما بعد‪،،،‬‬

‫ك َال ُي ْؤ ِم ُن َ‬
‫ون‬ ‫فقد فرض اهلل عمينا طاعة نبيو‪ ،‬والتسميم لحكمو‪ .‬قال تعالى‪{ :‬فَ َال َوَرِّب َ‬
‫ت َوُي َسمِّ ُموا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حتَّى يح ِّكمو َ ِ‬
‫يما َش َج َر َب ْيَنيُ ْم ثَُّم َال َي ِج ُدوا في أ َْنفُس ِي ْم َح َر ًجا م َّما َق َ‬
‫ض ْي َ‬ ‫ك فَ‬ ‫َ َُ ُ‬
‫يما}(ٔ)‪ ،‬فيدور ىذا البحث حول أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة؛ فإن اهلل‬ ‫ِ‬
‫تَ ْسم ً‬
‫تعالى خمق اإلنسان وعممو لعمارة ىذا الكون‪ ،‬وسخر لو أسباب الحياة‪ ،‬وىيأ لو كل‬

‫)ٔ( سورة النساء‪ ،‬اآلية‪ٙ٘/‬‬


‫‪04‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫شيء لخدمتو‪ ،‬ينتفع بيا‪ ،‬وينفع بيا البالد والعباد في حدود ما أمره اهلل‪ ،‬ووضع ليذا‬
‫وحدودا ال يخرج عنو؛ ووجيو لمنظر في مصالح العباد بما أراد اهلل ال ما‬
‫ً‬ ‫العمم ضوابط‬
‫يريد؛ كي يكثر من الق ارءة والحفظ والفيم واالطالع لسبر معرفة مقاصد ىذه الشريعة‬
‫الغراء من ىنا وجب البحث في المخرج الشرعي‪ ،‬وانصب البحث عمى ذلك مع ذكر‬
‫بعض األمثمة التطبيقية في بعض أبواب الفقو ألثر الغسيل الكموي عمى أحكام الوضوء‬
‫والصالة‪ ،‬والصيام‪.‬‬
‫أىمية البحث‪ :‬وتكمن أىمية ىذا البحث فيما يمي‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬توضيح األحكام المتعمقة بمرضى غسيل الكمى من خالل تبيين آراء العمماء‪،‬‬
‫وتوضيح الراجح من قوليم‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬ازدىار ىذا الوقت بكثرة المستجدات‪ ،‬وكثرة القضايا التي نتج عنيا بعض‬
‫اإلشكاالت‪ ،‬والعوائق التي البد ليا من حل‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬تبيين أحكام غسيل الكمى وتوضيحيا لمناس لجيميم‪ ،‬وعدم العمم بيذا الحكم الفقيي‬
‫كثير من الوقوع في الخطأ‪.‬‬
‫الذي يجنبيم ًا‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫وكان من أىم األسباب التي دفعتني لمكتابة في ىذا الموضوع ما يمي‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬عدم وجود بحث معاصر يتكمم عن بعض الجزئيات المستقمة في أحكام الطيارة‬
‫والصالة‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬حاجة الناس إلى تبين أحكام مرضى غسيمي الكمى‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬معرفة أحكام النوازل المتعمقة بغسيل الكمى التي يقع فييا بعض النزاعات‬
‫واإلشكاالت‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬ىدف البحث‪ .‬ييدف البحث إلى التعرف عمى أحكام غسيل الكمى‪ ،‬وكيفية‬

‫‪04‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫الحكم‪ ،‬والفتوى حيال ىذه المسألة‪ ،‬وحكميا إذا عرضت عمى المفتي‪ ،‬خاصة مع ما‬
‫يستجد من نوازل ومستجدات تتجدد معو باستمرار‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬حدود الدراسة‪ .‬يعالج البحث مشكمة التعامل مع مرضى غسيل الكمى من زاوية‬
‫الفقو اإلسالمي؛ كما أنو يبحث في كيفية األحكام الشرعية التي تتطمب من المريض‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬الدراسات السابقة‪ .‬من خالل البحث عن الدراسات السابقة لم أجد من تطرق‬
‫ليذا البحث عمى حد عمم الباحث‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬أدوات الدراسة‪ .‬ارتدت في سبيل إعداد ىذا البحث المكتبات العممية المختمفة‪،‬‬
‫واطمعت عمى معظم الكتب واألبحاث ذات الصمة بالموضوع‪ ،‬كما استعنت بوسائل‬
‫التكنولوجيا من اإلنترنت والحاسب اآللي‪ ،‬لمبحث عن كل جديد في موضوع البحث‪.‬‬
‫خطة البحث‪ :‬يتكون البحث من مقدمة‪ ،‬وتمييد‪ ،‬وثالثة مباحث‪ ،‬وخاتمة‪.‬‬
‫المقدمة‪ -‬تحتوي عمى التعريف بالموضوع‪ ،‬وأسباب اختباره‪ ،‬وأىميتو‪ ،‬وخطة‬
‫البحث‪.‬‬
‫التمييد‪ :‬في التعريف بمفردات العنوان‪ :‬وفيو مطمبان‪:‬‬
‫المطمب األول‪ -‬غسيل الكمي تعريفو وطرقو‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ -‬طرق غسيل الكمي‪.‬‬
‫المبحث األول‪ -‬أثر غسيل الكمى عمى الوضوء‪:‬‬
‫المبحث الثاني‪ -‬أثر الغسيل الكموي عمى الصالة‪:‬‬
‫المبحث الثالث‪ -‬أثر الغسيل الكموي عمى الصوم‪:‬‬

‫‪08‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫التمييد‪ :‬في التعريف بمفردات العنوان‪ :‬وفيو مطمبان‪:‬‬


‫المطمب األول‪ -‬غسيل الكمى تعريفو وطرقو‪:‬‬
‫الغسيل الكموي‪ :‬عبارة عن إخراج دم المريض إلى آلة ( كمية صناعية) تتولى‬
‫تنقيتو‪ ،‬ثم إعادتو إلى الجسم بعد ذلك‪ ،‬وأنو يتم إضافة بعض المواد الكيماوية والغذائية‬
‫كالسكريات واألمالح وغيرىا إلى الدم(ٔ)‪.‬‬
‫المطمب الثاني – طرق غسيل الكمى‪:‬‬
‫يتم غسيل الكمى عادة بطريقتين‪:‬‬
‫الطريقة األولى ‪-‬تتم بواسطة آلة خاصة تسمى (الكمية االصطناعية) وفييا يسحب الدم‬
‫إلى ىذا الجياز‪ ،‬حيث تتم تصفيتو من البولة الدموية‪ ،‬والمواد المؤذية األخرى‪ ،‬ومن ثم‬
‫ُيعاد إلى الجسم عن طريق الوريد ‪.‬‬
‫الطريقة الثاني‪ -‬تتم عن طريق الغشاء البريتواني في البطن‪ ،‬حيث يدخل أنبوب عبر‬
‫فتحة صغيرة يحدثيا الطبيب في جدار البطن فوق السرة‪ ،‬ومن ثم يدخل عادة ليتران‬
‫من السوائل التي تحتوي عمى نسبة عالية من سكر الغموكوز إلى داخل جوف البطن‪،‬‬
‫وتبقى ىناك لفترة ثم تسحب مرة أخرى‪ ،‬وتكرر ىذه العممية مرات عديدة في اليوم‬
‫الواحد‪ ،‬ويتم أثناء ذلك تبادل الشوارد‪ ،‬والسكر‪ ،‬واألمالح الموجودة في الدم عبر‬
‫البريتوان(ٕ)‪.‬‬
‫المبحث األول‪ -‬أثر غسيل الكمى عمى الوضوء‪:‬‬
‫النوع األول من الغسيل‪ :‬في ىذه العممية من الغسيل يحدث خروج ىذا الدم من‬
‫غير السبيمين‪ ،‬ثم بعد ذلك دخولو إلى البدن مرة أخرى بعد تنقيتو‪ ،‬فيل ىذا الخروج‬
‫ناقضا لموضوء ؟‬
‫ً‬ ‫ناقض لموضوء أو ليس‬

‫(ٔ) فتاوى المجنة الدائمة لمبحوث العممية واإلفتاء (ٓٔ‪.)ٜٔٓ/‬‬


‫(ٕ) مجمة مجمع الفقو اإلسالمي (ٕ‪.)ٕٖٓٙٓ/‬‬
‫‪00‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫ىذه مسألة خالفية اختمف فييا أىل العمم رحميم اهلل‪ ،‬وىي خروج النجس من‬
‫البدن من غير السبيمين كالدم والقيء ونحوىما ينقض‪ ،‬أو ال ينقض عمى ثالثة أقوال‪:‬‬
‫كثير‪ .‬وىذا‬
‫قميال أم ًا‬
‫القول األول‪ -‬إن خروج الدم ال ينقض الوضوء سواء أكان خروجو ً‬
‫ٔ‬
‫مذىب المالكية والشافعية‪ ،‬وىو اختيار شيخ اإلسالم ابن تيمية‪.‬‬
‫يسيرا؛ فإنو‬
‫كثيرا؛ فإنو ينقض الوضوء‪ ،‬وان كان ً‬
‫القول الثاني‪ -‬إن كان خروج ىذا الدم ً‬
‫ٕ‬
‫ال ينقض الوضوء‪ .‬مذىب الحنابمة‪.‬‬
‫القول الثالث‪ -‬إن خرج وسال عن رأس الجرح نقض‪ ،‬وان خرج وتجمع الدم ولم يسل؛‬
‫ٖ‬
‫فإنو ال ينقص‪ ،‬وىذا مذىب الحنفية‪.‬‬
‫أدلة أصحاب القول األول‪ :‬استدل أصحاب القول األول بأدلة منيا‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬حديث جابر بن عبد اهلل رضي اهلل عنيما‪ ((:‬أن رجمين من أصحاب رسول اهلل ‪-‬‬
‫صمى اهلل عميو وسمم‪ -‬حرسا المسممين ليمة في غزوة ذات الرقاع؛ فقام أحدىما يصمي‪،‬‬
‫فجاء رجل من الكفار فرماه بسيم‪ ،‬فوضعو فيو‪ ،‬فنزعو‪ ،‬ثم رماه بآخر‪ ،‬ثم بثالث‪ ،‬ثم‬
‫ٗ‬
‫ركع وسجد ودماؤه تجري))‪ .‬أخرجو اإلمام أحمد وغيره‪ ،‬وحسنو النووي واأللباني‪.‬‬
‫قال النووي‪ :‬وموضع الداللة أنو خرج دماء كثيرة‪ ،‬واستمر في الصالة ولو نقض الدم‬
‫لما جاز بعده الركوع والسجود واتمام الصالة‪ ،‬وعمم النبي ‪-‬صمى اهلل عميو وسمم‪ -‬ذلك‬
‫٘‬
‫ولم ينكره ‪.‬‬

‫ٔ‬
‫الخالصة الفقيية عمى مذىب السادة المالكية ( ٔ ‪، ) ٔٙ /‬الحاوي الكبير ( ٔ ‪ ، ) ٗٗٙ /‬الفروع البن مفمح ( ٔ‬
‫‪.) ٕٕٕ /‬‬
‫ٕ‬
‫المغني ( ٔ ‪ ،) ٔٓٚ /‬العدة في شرح العمدة ( ٔ ‪.) ٗٔ /‬‬
‫ٖ‬
‫المبسوط لمسرخسي ( ٔ ‪ ، ) ٚٙ /‬تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ( ٔ ‪.) ٜ /‬‬
‫ٗ‬
‫أخرجو اإلمام أحمد وغيره‪ ،‬وحسنو النووي واأللباني‬
‫٘‬
‫المجموع لمنووي ( ٕ ‪. ) ٘٘ /‬‬
‫‪04‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫ٔ‬
‫دما‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ما ثبت في الصحيح أن عمر بن الخطاب صمى وجرحو يثعب ً‬
‫ٖ‪ -‬ما ورد معمقًا في صحيح البخاري عن ابن عمر ‪-‬رضي اهلل تعالى عنيما‪ -‬أنو‬
‫ٕ‬
‫عصر بثرة في وجيو‪ ،‬وخرج منيا شيء من الدم‪ ،‬ومع ذلك لم يتوضأ ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬أن األصل أن ال نقض حتى يثبت بالشرع‪ ،‬ولم يثبت‪ ،‬والقياس ممتنع في ىذا‬
‫الباب؛ ألن عمة النقض غير معقولة‪.‬‬
‫أدلة أصحاب القول الثاني‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬حديث عائشة أن النبي ‪-‬صمى اهلل عميو وسمم‪ -‬قال لفاطمة بنت قيس لما‬
‫ٖ‬
‫استحيضت‪ (( :‬إنو دم عرق‪ ،‬فتوضئي لكل صالة))‪.‬‬
‫وجو الداللة ‪ :‬أن النبي صمى اهلل عميو وسمم عمل بكونو دم عرق‪ ،‬وىذا كذلك‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬وألنيا نجاسة خارجة من البدن أشبيت الخارج من السبيمين‪.‬‬
‫وأما كونو ال ينقض اليسير منو‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬فمما رواه الدارقطني من حديث أبي ىريرة رضي اهلل عنو أن النبي صمى اهلل عميو‬
‫وسم قال‪ ((:‬ليس في القطرة‪ ،‬وال في القطرتين من الدم وضوء‪ ،‬وانما الوضوء من كل‬
‫ٗ‬
‫دم سائل))‪.‬‬
‫٘‬
‫ٕ‪ -‬قول ابن عباس في الدم‪ :‬إذا كان فاح ًشا فعميو اإلعادة‪.‬‬

‫ٔ‬
‫اخرجو عبدالرزاق في مصنفو ( ٔ ‪ ) ٜٔٗ /‬وصححو ابن المنذر في األوسط ( ٔ ‪.) ٔٙ٘/‬‬
‫ٕ‬
‫اخرجو عبدالرزاق في مصنفو ( ٔ ‪ ، ) ٔٗ٘ /‬وابن ابي شيبو ( ٔ ‪ ، ) ٕٔٛ /‬ما ورد معمقاً في صحيح البخاري‬
‫( ٔ ‪. ) ٗٙ /‬‬
‫ٖ‬
‫أخرجو أبو داود ( ٔ ‪ ، ) ٚٚ /‬وصححو األلباني( ٔ ‪.) ٔٗٙ /‬‬
‫ٗ‬
‫اخرجو الدر قطني في سننو ( ٔ ‪ ) ٕٛٚ /‬وضعفو األلباني‪.‬‬
‫٘‬
‫السنن الكبرى لمبييقي ( ٕ ‪. ) ٘ٙٚ /‬‬
‫‪04‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫أدلة أصحاب القول الثالث‪:‬‬


‫ٔ‬
‫ٔ‪ -‬قولو صمى اهلل عميو وسمم ‪ ((:‬الوضوء من كل دم سائل))‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬وقولو عميو الصالة والسالم‪ (( :‬من قاء أو رعف في صالتو‪ ،‬فمينصرف‬
‫ٕ‬
‫وليتوضأ وليبن عمى صالتو ما لم يتكمم))‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬وألن خروج النجاسة مؤثر في زوال الطيارة ‪ ،‬وىذا القدر في األصل معقول ‪،‬‬
‫واالقتصار عمى األعضاء األربعة غير معقول لكنو يتعدى ضرورة تعدي األول‬
‫‪ ،‬غير أن الخروج إنما يتحقق بالسيالن إلى موضع يمحقو حكم التطيير‪.‬‬
‫الترجيح‪ :‬لعل القول ال ارجح ىو القول األول ‪ .‬واهلل أعمم‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الغسيل البروتيني‪:‬‬
‫في ىذا النوع من الغسيل تفتح فتحة في جسم المريض‪ ،‬ويخرج عن طريقيا السموم‬
‫والفضالت واألمالح والسوائل التخرج في البول‪.‬وىذه المسألة قد تدخل تحت مسألة تكمم‬
‫عنيا الفقياء‪ ،‬وىي‪ :‬ما إذا انسد المخرج المعتاد‪ ،‬وانفتح مخرج آخر غير معتاد طارئ‪،‬‬
‫فيل يأخذ حكم المخرج المعتاد أو ال يأخذ حكمو؟‬
‫ىذه المسألة اختمف فييا العمماء عمى أربعة أقوال‪ :‬القول األول‪ -‬إن كان الخارج‬
‫نجسا فإنو ال ينقض‪.‬‬
‫نجسا؛ فإنو ينقض الوضوء إن سال عن المخرج‪ ،‬وان لم يكن ً‬
‫ً‬
‫ٖ‬
‫وىذا قول الحنفية‪.‬‬
‫القول الثاني‪ -‬إن انسد المخرج المعتاد‪ ،‬وفتحت فتحة؛ فإن كانت تحت المعدة؛ فإن‬

‫ٔ‬
‫أخرجو البييقي وقال ‪ :‬فيو مجيوالن‪ ، ) ٕٗٚ / ٔ ( .‬وضعفو األلباني ( ٔ ‪. ) ٙٛٔ /‬‬

‫ٕ‬
‫رواه ابن ماجو‪ ،ٕٕٔٔ :‬والدارقطني‪ ،ٔ٘٘-ٔ/ٖٔ٘ :‬وانظر التمخيص الحبير‪.ٕٚ٘-ٔ/ٕٚٗ :‬أخرجو ابن ماجو‬
‫وضعفو ابن حجر واأللباني‪.‬‬

‫ٖ‬
‫البحر الرائق شرح كنز الدقائق ( ٔ ‪.) ٖٗ /‬‬
‫‪04‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫الخارج منيا ينقض الوضوء‪ ،‬سواء أكان غائطًا أم بوًال‪ ،‬أم كان غيرىما كالحصاة‬
‫ونحوىا‪ ،‬وان كانت فوق المعدة فال ينقض‪ .‬وان لم ينسد المعتاد‪ ،‬وفتحت فتحة‪ ،‬فال‬
‫ٔ‬
‫ينقض الخارج منيا سواء أكانت تحت المعدة أم فوقيا‪ .‬وىذا مذىب الشافعية‪.‬‬
‫القول الثالث‪ -‬إن كان الخارج حدثًا من فتق تحت المعدة‪ ،‬ولم ينسد المخرجان؛ فإنو ال‬
‫ينقض أما إذا انسد المخرجان‪ ،‬وكان الفتق تحت المعدة؛ فيتعبر كالخارج المعتاد من‬
‫ٕ‬
‫المخرج المعتاد‪ .‬وىذا ىو مذىب المالكية‪.‬‬
‫القول الرابع ‪ -‬إن كان الخارج بوًال أو غائطًا؛ فإنو ينقض الوضوء سواء أكان السبيالن‬
‫دما‬
‫منسدين أم غير منسدين‪ ،‬مفتوحين من فوق المعدة أو من تحتيا‪ ،‬وان كان الخارج ً‬
‫يسير؛ فإنو ال ينقض الوضوء‪ ،‬وان كان الخارج‬
‫كثيرا؛ فإنو ينقض الوضوء وان كان ًا‬
‫ً‬
‫ٖ‬
‫غير نجس فال ينقض‪ .‬وىذا ىو المشيور من مذىب الحنابمة‪.‬‬
‫نجسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫طاىرا‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫الترجيح‪ :‬الخارج في عممية الغسيل الكموي إما أن يكون‬
‫والنجس‪ ،‬إما أن يكون غائطًا أو بوًال أو غيرىما‪.‬فإن حكمنا بطيارتيا‪ ،‬فيذا ال ينقض‬
‫الوضوء عند أصحاب المذاىب األربعة‪ .‬وان حكمنا أنيا بول‪ ،‬أو تأخذ حكم البول‪-‬‬
‫بناء عمى أن ليا صفة البول‪ -‬فمذىب المالكية والشافعية أنيا ال تنقض الوضوء أيضاً؛‬
‫ألن المخرج المعتاد لم ينسد‪ .‬ومذىب الحنفية والحنابمة أنيا تنقض‪ .‬فحكم المسألة‬
‫يتوقف‪-‬عند الحنفية والحنابمة – عمى طيارة ىذا الخارج ونجاستو‪ .‬واهلل أعمم‪.‬‬
‫وقال الدكتور خالد المشيقح‪ ( :‬واألقرب في ىذه المسألة ‪ :‬أن الغسيل البروتيني أنو‬
‫ينقض الوضوء؛ ألن ىذا الخارج ال يأخذ حكم الدم‪ ،‬وانما يأخذ حكم البول؛ ألن فيو‬
‫صفات البول من الفضالت واألمالح والسموم ‪...‬إلخ؛ فنقول مثل ىذا فإنو ينقض‬

‫ٔ‬
‫الميذب لمشيرازي ( ٔ ‪ ، ) ٘ٓ ، ٜٗ /‬المجموع لمنووي ( ٕ ‪. ) ٛ /‬‬
‫ٕ‬
‫مواىب الجميل شرح مختصر خميل (ٔ ‪. ) ٕٛ٘ /‬‬
‫ٖ‬
‫المغني البن قدامة ( ٔ ‪. ) ٕٔٚ /‬‬
‫‪03‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫مستمر فيأخذ حكم السمس‪.‬‬


‫ًا‬ ‫مستمرا‪ ،‬ولكن ىو ليس‬
‫ً‬ ‫شيئا‬
‫الوضوء الميم إال إذا كان ً‬
‫الخالصة في ذلك ‪ :‬أن الغسيل البروتيني ينقض‪ ،‬وأما الغسيل الدموي الذي ىو إخراج‬
‫الدم وتنقيتو ثم إرجاعو فال ينقض )(ٔ)‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ -‬أثر الغسيل الكموي عمى الصالة‪:‬‬
‫المشروع في مثل ىذه الحال جمع التقديم أو التأخير؛ فإن كان إجراء العممية‬
‫في وقت األولى شرع لكم الجمع جمع تقديم بين المغرب والعشاء‪ ،‬أما إن أجريت‬
‫العممية قبل دخول وقت المغرب‪ ،‬أو في أولو ولم يمكن جمع التقديم؛ فإن السنة تأخير‬
‫المغرب مع العشاء جمع تأخير؛ ألنك مريض وىكذا حكم المريض‪ ،‬وىكذا المسافر إذا‬
‫كان عمى ظير سير؛ فإنو يجمع جمع تقديم إذا كان يرتحل من مكانو في وقت األولى‪،‬‬
‫أما إن كان ارتحالو قبل دخول وقت األولى؛ فإنو يجمع جمع تأخير‪ ،‬وىذا ىو الثابت‬
‫عن النبي صمى اهلل عميو وسمم‪ .‬وىكذا حكم الظير والعصر في حق المريض‬
‫والمسافر‪ ،‬مفتي عام المممكة العربية السعودية عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز (ٕ)‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ -‬أثر الغسيل الكموي عمى الصوم‪:‬‬
‫أما أثر الغسيل الكموي عمى الصوم‪ ،‬فقد اختمف العمماء المعاصرون في كون‬
‫الغسيل الكموي مفطر أم ال‪ ،‬عمى قولين‪ :‬القول األول‪ -‬إن الغسيل الكموي مفطر‪ .‬وبو‬
‫ٖ‬
‫أفتت المجنة الدائمة لمبحوث العممية‪ ،‬والشيخ ابن عثيمين‪ ،‬ود‪ .‬وىبة الزحيمي‪ ،‬وغيرىم‪.‬‬
‫القول الثاني‪ -‬إنو ال يفطر‪ .‬وىو قول‪ .‬د‪ .‬محمد الخياط‪ .‬أدلة أصحاب القول األول‬
‫قالوا‪:‬‬
‫إن غسيل الكمى يزود الجسم بالدم النقي‪ ،‬وقد يزود مع ذلك بمادة أخرى‬ ‫ٔ‪-‬‬

‫(ٔ) فقو النوازل في العبادات لممشيقح ص ٕٕ‬


‫(ٕ) مجموع فتاوى ابن باز (ٕٔ ‪.)ٕ٘ٗ-ٕٖ٘ /‬‬
‫ٖ‬
‫لقاء الباب المفتوح‪.‬‬
‫‪03‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫مغذية‪ ،‬وىو مفطر آخر‪ ،‬فاجتمع لو مفطران‪.‬‬


‫عمميا أن كمية من سكر الجموكوز الموجود في السائل الذي‬
‫ً‬ ‫إنو ثابت‬ ‫ٕ‪-‬‬
‫يوضع داخل جوف البطن تدخل إلى دم الصائم عبر الغشاء البروتيني‪،‬‬
‫وىذا في حكم السوائل المغذية‪.‬‬
‫أكال وال شرًبا‪ ،‬إنما ىو‬
‫أدلة القول الثاني‪ :‬قالوا‪ :‬إن غسيل الكمى يمحق بالحقن‪ ،‬فميس ً‬
‫حقن لسوائل في صفاق البطن‪ ،‬ثم استخراجو بعد مدة‪ ،‬أو سحب لمدم‪ ،‬ثم إعادتو بعد‬
‫تنقيتو عن طريق جياز الغسيل الكموي‪.‬‬
‫المناقشة‪ :‬نوقش ىذا الدليل‪ :‬بأن غسيل الكمى قد يكون معو مواد مغذية‪ ،‬وال يتوقف‬
‫األمر عمى تنقية الدم‪.‬‬
‫الترجيح‪ :‬لعل الراجح أن الغسيل الكموي بنوعيو مفسد لمصيام؛ وذلك لما ذكر من‬
‫أنو يضاف لمدم مواد مغذية كالجموكوز وغيره من األمالح والسوائل المغذية ‪ .‬واهلل‬
‫أعمم‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫وتحتوي عمى نتائج البحث وتوصياتو‪.‬‬
‫أوال‪ -‬نتائج البحث‪:‬‬
‫بعد دراستي ليذا الموضوع أستطيع أن أخرج بنتائج واضحة تكمن في التالي‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬الغسيل الكموي‪ :‬عبارة عن إخراج دم المريض إلى آلة ( كمية صناعية)‬
‫تتولى تنقيتو ثم إعادتو إلى الجسم بعد ذلك‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬الغسيل‪ :‬في ىذه العممية من الغسيل يحدث خروج ىذا الدم من غير‬
‫السبيمين‪.‬‬
‫كثير‪ .‬وىذا‬
‫قميال أم ًا‬
‫ٖ‪ .‬أن خروج الدم ال ينقض الوضوء سواء أكان خروجو ً‬
‫مذىب المالكية والشافعية وىو اختيار شيخ اإلسالم بن تيمية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫يسير فإنو ال‬


‫كثيرا؛ فإنو ينقض الوضوء‪ ،‬وان كان ًا‬
‫ٗ‪ .‬إن كان خروج ىذا الدم ً‬
‫ينقض الوضوء‪ .‬مذىب وىذا الحنابمة‪.‬‬
‫٘‪ .‬إن خرج وسال عن رأس الجرح نقض‪ ،‬وان خرج وتجمع الدم ولم يسل؛ فإنو‬
‫ال ينقص‪ .‬وىذا مذىب الحنفية‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬الغسيل البروتيني‪ :‬في ىذا النوع من الغسيل تفتح فتحة في جسم المريض‪،‬‬
‫ويخرج عن طريقيا السموم والفضالت واألمالح والسوائل التخرج في البول‪.‬‬
‫نجسا؛ فإنو ينقض الوضوء إن سال عن المخرج‪ ،‬وان لم‬
‫‪ .ٚ‬إن كان الخارج ً‬
‫نجسا فإنو ال ينقض‪ .‬وىذا قول الحنفية‪.‬‬
‫يكن ً‬
‫‪ .ٛ‬إن انسد المخرج المعتاد‪ ،‬وفتحت فتحة؛ فإن كانت تحت المعدة؛ فإن الخارج‬
‫منيا ينقض الوضوء‪ ،‬سواء أكان غائطًا أم بوًال‪ ،‬أم كان غيرىما كالحصاة‬
‫ونحوىا‪ ،‬وان كانت فوق المعدة فال ينقض‪ .‬وان لم ينسد المعتاد وفتحت‬
‫فتحة‪ ،‬فال ينقض الخارج منيا سواء أكانت تحت المعدة أم فوقيا‪ .‬وىذا‬
‫مذىب الشافعية‪.‬‬
‫‪ .ٜ‬إن كان الخارج حدثًا من فتق تحت المعدة‪ ،‬ولم ينسد المخرجان؛ فإنو ال‬
‫ينقض أما إذا انسد المخرجان‪ ،‬وكان الفتق تحت المعدة‪ ،‬فيتعبر كالخارج‬
‫المعتاد من المخرج المعتاد‪ .‬وىذا ىو مذىب المالكية‪.‬‬
‫ٓٔ‪ .‬إن كان الخارج بوًال أو غائطًا؛ فإنو ينقض الوضوء سواء أكان السبيالن‬
‫منسدين أم غير منسدين‪ ،‬مفتوحين من فوق المعدة أو من تحتيا‪ ،‬وان كان‬
‫يسير فإنو ال ينقض‬
‫ًا‬ ‫كثيرا؛ فإنو ينقض الوضوء‪ ،‬وان كان‬
‫دما ً‬
‫الخارج ً‬
‫الوضوء‪ ،‬وان كان الخارج غير نجس فال ينقض‪ .‬وىذا ىو المشيور من‬
‫مذىب الحنابمة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫ٔٔ‪ .‬فحكم المسألة يتوقف‪-‬عند الحنفية والحنابمة – عمى طيارة ىذا الخارج‬
‫ونجاستو‪.‬‬
‫ٕٔ‪ .‬أن الغسيل الكموي مفطر في رمضان‪ .‬وبو أفتت المجنة الدائمة لمبحوث‬
‫العممية‪ ،‬والشيخ ابن عثيمين‪ ،‬ود‪ .‬وىبة الزحيمي‪ ،‬وغيرىم‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التوصيات‪:‬‬
‫بعد ما ُعرض في ىذا البحث من آراء فقيية‪ ،‬ونتائج ممموسة‪ ،‬أوصي الباحثين‬
‫والعمماء وطمبة العمم والدعاة وعامة المسممين بالتالي‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬تبيين العمماء وطمبة العمم والدعاة أحكام ىذه النوازل الطبية وتوضيحيا‬
‫لعامة المسممين‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬الحرص والنظر عمى ما يستجد من نوازل‪ ،‬وتبيين أحكاميا لممجتمعات‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬تبيين المسائل التي يتسع فييا الخالف مما يعممو المسممون او‬
‫االضطرار لعممو من المرضى لغسيمي الكمى بشكل يومي‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬تعميم المرضى وذوييم ىذه األحكام التي يكونون بحاجة ماسة ليا‪.‬‬
‫٘‪ .‬الحرص والمعرفة من الباحثين عمى ما يستجد من نوازل معاصرة تمحق‬
‫بنظائرىا مما سبق من مسائل مشابية‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫االختيار لتعميل المختار المؤلف‪ :‬عبد اهلل بن محمود بن مودود‬ ‫ٔ‪-‬‬
‫الموصمي البمدحي‪ ،‬مجد الدين أبو الفضل الحنفي (المتوفى‪ٖٙٛ :‬ىـ)‬
‫الناشر‪ :‬مطبعة الحمبي ‪ -‬القاىرة (وصورتيا دار الكتب العممية ‪-‬‬
‫بيروت‪ ،‬وغيرىا) تاريخ النشر‪ ٖٔ٘ٙ :‬ىـ ‪ ٜٖٔٚ -‬م‬

‫‪44‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫اإلم ِام َمالِك المؤلف‪ :‬عبد‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬


‫الم َسالك في فقو َ‬
‫اد السَّالِك إلى أ ِ‬
‫َشرف َ‬
‫َ َ‬ ‫ْإر َش ُ‬ ‫ٕ‪-‬‬
‫الرحمن بن محمد بن عسكر البغدادي‪ ،‬أبو زيد أو أبو محمد‪ ،‬شياب‬
‫الدين المالكي (المتوفى‪ٖٕٚ :‬ىـ) الناشر‪ :‬شركة مكتبة ومطبعة‬
‫مصطفى البابي الحمبي وأوالده‪ ،‬مصر الطبعة‪ :‬الثالثة‬
‫اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف المؤلف‪ :‬عالء الدين أبو‬ ‫ٖ‪-‬‬
‫الحسن عمي بن سميمان المرداوي الدمشقي الصالحي الحنبمي (المتوفى‪:‬‬
‫٘‪ٛٛ‬ىـ) الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي الطبعة‪ :‬الثانية ‪ -‬بدون تاريخ‬
‫البيان في مذىب اإلمام الشافعي المؤلف‪ :‬أبو الحسين يحيى بن أبي‬ ‫ٗ‪-‬‬
‫الخير بن سالم العمراني اليمني الشافعي (المتوفى‪٘٘ٛ :‬ىـ)الناشر‪ :‬دار‬
‫المنياج – جدة الطبعة‪ :‬األولى‪ ٕٔٗٔ ،‬ىـ‪ ٕٓٓٓ -‬م‬
‫الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول اهلل صمى اهلل عميو‬ ‫٘‪-‬‬
‫وسمم وسننو وأيامو = صحيح البخاري المؤلف‪ :‬محمد بن إسماعيل أبو‬
‫عبداهلل البخاري الجعفي‬
‫جواىر العقود ومعين القضاة والموقعين والشيود المؤلف‪ :‬شمس الدين‬ ‫‪-ٙ‬‬
‫محمد بن أحمد بن عمي بن عبد الخالق‪ ،‬المنياجي األسيوطي ثم‬
‫القاىري الشافعي (المتوفى‪ٛٛٓ :‬ىـ) الناشر‪ :‬دار الكتب العممية بيروت‬
‫– لبنان الطبعة‪ :‬األولى‪ ٔٗٔٚ ،‬ىـ ‪ ٜٜٔٙ -‬م‬
‫شرح الزركشي المؤلف‪ :‬شمس الدين محمد بن عبد اهلل الزركشي‬ ‫‪-ٚ‬‬
‫المصري الحنبمي (المتوفى‪ٕٚٚ :‬ىـ) الناشر‪ :‬دار العبيكان الطبعة‪:‬‬
‫األولى‪ ٖٔٗٔ ،‬ىـ ‪ ٜٜٖٔ -‬م‬

‫‪48‬‬
‫د‪ .‬مسفر بن سعد بن مسند الجروي)‬ ‫(أثر الغسيل الكموي عمى الوضوء والصالة‬

‫الطيار‪ ،‬أ‪ .‬د‪ .‬عبد اهلل بن‬


‫الميسَّر المؤلف‪ :‬أ‪ .‬د‪َ .‬عبد اهلل بن محمد ّ‬ ‫ِ‬
‫الفقوُ َ‬ ‫‪-ٛ‬‬
‫الوطن‬
‫الموسى الناشر‪َ :‬م َد ُار َ‬
‫َ‬ ‫محمد بن إبراىيم‬
‫َّ‬ ‫محمد المطمق‪ ،‬د‪.‬‬
‫ّ‬
‫َّ‬
‫لمنشر‪ ،‬الرياض ‪ -‬المممكة العربية السعودية‬
‫كتاب التعريفات المؤلف‪ :‬عمي بن محمد بن عمي الزين الشريف‬ ‫‪-ٜ‬‬
‫الجرجاني (المتوفى‪ٛٔٙ :‬ىـ) المحقق‪ :‬ضبطو وصححو جماعة من‬
‫العمماء بإشراف الناشر‪ :‬دار الكتب العممية بيروت –لبنان الطبعة‪:‬‬
‫األولى ٖٓٗٔىـ ‪ٜٖٔٛ-‬م‬
‫ٓٔ‪ -‬كفاية األخيار في حل غاية االختصار المؤلف‪ :‬أبو بكر بن محمد بن‬
‫عبد المؤمن بن حريز بن معمى الحسيني الحصني ‪ ،‬تقي الدين الشافعي‬
‫(المتوفى‪ٕٜٛ :‬ىـ)الناشر‪ :‬دار الخير – دمشق الطبعة‪ :‬األولى‪ٜٜٔٗ ،‬‬
‫ٔٔ‪ -‬المبدع في شرح المقنع المؤلف‪ :‬إبراىيم بن محمد بن عبد اهلل بن محمد‬
‫ابن مفمح‪ ،‬أبو إسحاق‪ ،‬برىان الدين (المتوفى‪ٛٛٗ :‬ىـ)الناشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العممية‪ ،‬بيروت – لبنان الطبعة‪ :‬األولى‪ ٔٗٔٛ ،‬ىـ ‪ ٜٜٔٚ -‬م‬
‫ٕٔ‪ -‬المحمى باآلثار‪ ،‬المؤلف‪ :‬أبو محمد عمي بن أحمد بن سعيد بن حزم‬
‫األندلسي القرطبي الظاىري (المتوفى‪ٗ٘ٙ :‬ىـ) الناشر‪ :‬دار الفكر –‬
‫بيروت الطبعة‪ :‬دون طبعة وبدون تاريخ‬
‫ٖٔ‪ -‬المغني البن قدامة المؤلف‪ :‬أبو محمد موفق الدين عبد اهلل بن أحمد بن‬
‫محمد بن قدامة الجماعيمي المقدسي ثم الدمشقي الحنبمي‪ ،‬الشيير بابن‬
‫قدامة المقدسي (المتوفى‪ٕٙٓ :‬ىـ) الناشر‪ :‬مكتبة القاىرة الطبعة‪ :‬بدون‬
‫طبعة‬
‫الناشر‪ :‬دار طوق النجاة (مصورة عن السمطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد‬
‫الباقي) الطبعة‪ :‬األولى‪ٕٕٔٗ ،‬ىـ‬

‫‪40‬‬

You might also like