You are on page 1of 350

‫جمـ ـ ــهورية الس ـ ـ ــودان‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية‬
‫كلية الدراســات العليا‬
‫دائرة القرآن الكريم والدراسات اإلسالمية‬
‫شعبة التفسير وعلوم القرآن‬

‫قواعد الترجيح في تفسير ابن تيمية‬


‫( دراسة تطبيقية )‬

‫رسالة مقدمة لنيل درجة التخصص العليا (الدكتوراه) في التفسير وعلوم القرآن‬

‫إشراف الدكتور‪/‬‬ ‫إعداد الطالب‪/‬‬


‫قاسم بشرى محيدان‬ ‫عبدالرزاق دمحم حسن الوادعي‬

‫‪ 3417‬هـ ـ ـ ـ ـ ‪1036‬م‬

‫ق ال تعالى‪:‬‬
‫ﮋﭟﭠﭡﭢﭣ‬
‫ﭤﭥﭦ ﭧ‬
‫ﭨﭩﭪﭫﭬ‬
‫اإلسراء‪)٩ ( :‬‬ ‫ﭭ ﭮﮊ‬

‫‌ب‬
‫‌‬
‫اإلىداء‬
‫إىل ‪..‬‬

‫والذتي الغاليت‪ ،‬من غمزتين حبناهنا‪ ،‬وصذق حبها‪ ،‬وسانذتين يف‬

‫حبثي ومسرية حياتي بذعائها‪.‬‬

‫إىل روح والذي الغايل رمحه اهلل‪.‬‬

‫إىل أرواح مجيع شهذاء احلق يف كل الساحاث وامليادين‬

‫إىل الذعاة املخلصني ‪ ،‬والعلماء العاملني‪.‬‬

‫إىل سوجيتَّ احلبيبتني‪ ،‬وأوالدي فلذاث كبذي‪.‬‬

‫إىل إخىاني وأخىاتي وسمالئي وكل من سانذني يف رساليت‬

‫أهذي جهذي هذا‪.‬‬

‫الباحث‬

‫‌ج‬
‫‌‬
‫المستخمص‬
‫ىذه الرسالة الموسومة ب"قواعد الترجيح في تفسير ابن تيمية (دراسة تطبيقية) "‬
‫وىي دراسة تطبيقية اشتممت عمى قسمين ومقدمة وخاتمة فالقسم األول‪ :‬ترجمة موجزة‬
‫البن تيمية ومنيجو في التفسير والترجيح وفيو فصالن‪ ،‬الفصل األول‪ :‬حياة اإلمام ابن‬
‫تيمية الشخصية ترجمتو وعصره وحياتو العممية‪ ،‬والفصل الثاني‪ :‬منيجية ابن تيمية في‬
‫التفسير وقواعد الترجيح وقواعد التفسير ومصادره في التفسير‪.‬‬
‫أما القسم الثاني‪ :‬قواعد الترجيح عند ابن تيمية وفيو أربعة فصول‪ ،‬الفصل األول‪:‬‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة بالقراءات ورسم المصحف‪ ،‬والفصل الثاني‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة‬
‫بالسياق القرآني‪ ،‬والفصل الثالث‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بالسنة واآلثار والقرائن‪ ،‬والفصل‬
‫الرابع‪ :‬قواعد الترجيح باستعمال العرب لؤللفاظ والمباني‪ ،‬وفي كل فصل مباحث ومطالب‬
‫وقواعد‪.‬‬
‫وييدف البحث إلى استخراج قواعد الترجيح لدى ابن تيمية في تفسيره‪ ،‬ودراسة‬
‫منيجيتو في ذلك‪ ،‬ومدى عنايتو بالقواعد الترجيحية‪ ،‬والوصول إلى ارجح األقوال ما أمكن‪.‬‬
‫وىذا الموضوع من األىمية بمكان؛ ألنو يبحث في القرآن وتفسيره وعمومو‪ ،‬وىو‬
‫من أجل العموم‪ ،‬وخاصة معرفة الراجح من األقوال وقواعده‪ ،‬ومن االىمية بيان مدى‬
‫اعتماد ابن تيمية لقواعد ثابتة في الترجيح لمتفسير واستخدامو ليا‪ ،‬خاصة أنو صاحب‬
‫باع كبير في عموم الشريعة وفي تفسير القرآن بشكل خاص‪.‬‬
‫وقد خرج الباحث بنتائج أىميا‪ :‬ان ابن تيمية يعد من أكبر المفسرين وصاحب‬
‫اىتمام وموىبة في التفسير‪ ،‬باإلضافة إلى ان ابن تيمية لم يفسر القرآن كامالً العتقاده أنو‬
‫واضح بنفسو‪ ،‬وانما فسر ما أشكل من اآليات‪ ،‬واعتمد ابن تيمية عمى قواعد في التفسير‬
‫والترجيح سار عمييا‪.‬‬
‫ويوصي الباحث باالىتمام بعموم ابن تيمية وتراثو وخاصة التفسير فقد كان جل‬
‫اىتمامو بالتفسير‪ ،‬كما يوصي الباحث بجمع ودراسة وتبويب ما فسره بصورة أفضل مما‬
‫ىو موجود لكي يتسنى االستفادة من تفسيره‪ ،‬وكذلك دراسة أسموبو ومدرستو التفسيرية‬
‫وبيان ذلك في دراسات مستقمة لالستفادة من عمومو‪.‬‬
‫ثم اختتمت الرسالة بذكر الفيارس والمصادر والمراجع وفيرساً لمحتويات الرسالة‪.‬‬

‫‌د‬
‫‌‬
The Abstract
This study was titled by " the likeliness Rules of Interpreters
Applied study in Interpretation of Ibn Taimiah " this study
contained two parts , introduction, and conclusion. the first part is
about a brief translation of Ibn Taimiah and his curriculum in
interpretation which contain two chapter, the first , is about his
personal life, his translation, and his scientific life. The second
chapter is about his methodology in interpretation, the likeliness
Rules, interpretation rules, and his sources.
The second part is the Interpretation rule of Ibn Taimiah
which has four chapters the first, the likeliness Rules of readings
and transcripts of Holly Qur'an, thee second: is the likeliness Rules
of Holly Qur'an context. The third chapter is the likeliness Rules of
Sunnah and its evidence and substitute. The forth chapter is the
likeliness Rules of the Arabic pronunciation and its grammar . this
research aims to figure out the likeliness Rules of Ibn Taimiah of
his interpretation, methodology, his and how he cares about the
likeliness Rules , and reach to the best says as possible. This topic is
very important , because it searches in interpretation of Holly
Qur'an and it’s the best science. It's important to clarify that Ibn
Taimiah depend on fixed rules of the most likely of rules of
interpretation and he considered as knowledgeable one in this field
of study especially in Holly Qur'an interpretation.
The researcher reaches some result : the most important are,
first, that Ibn Taimiah considered as one of successful interpreters
and he is talented in interpretation because he think that Holly
Qur'an is clear by itself . But he interpret what is difficult to
Understand. Second, he depend on fixed rules in interpretation.
The researcher recommend to care about the sciences of Ibn
Taimiah especially Interpretation because he cars allot about that.
Also the researcher recommend to collect and study what he
interpret to get use of his interpretation. Also to study his style and
his interpretation school in independent researches.
Then the researcher conclude by Appendix, sources ,
references , and content of the study.

‫‌ه‬

‫شكر وتقدير‬
‫الحمد والشكر واالمتنان هلل الحنان المنان‪ ،‬واسع الفضل ولى النعم‪ ،‬وصاحب‬
‫ّ‬
‫اإلحسان واإلفضال‪ ،‬لما يسر لنا من طمب العمم‪ ،‬وعمى ما وفق في ىذه الرسالة‬
‫وأعان‪ ،‬ونسألو القبول‪.‬‬
‫ثم أثني الشكر والعرفان بالفضل ليذا الصرح العممي الكبير‪ /‬جامعة القرآن‬
‫الكريم والعموم اإلسالمية‪ ،‬ممثمة في رئيسيا ومديرىا وعمدائيا وىيئة التدريس فييا‬
‫وجميع العاممين والمنتسبين إلييا‪.‬‬
‫ثم أتوجو بالشكر الجزيل والثناء ألستاذي وشيخي الدكتور‪ /‬قاسم بشرى‬
‫حميدان‪ ،‬الذي تفضل عمي باإلشراف عمى ىذه الرسالة‪ ،‬وعمى ما غمرني بكرمو‬
‫ّ‬
‫وتفضمو‪ ،‬وما منحني من وقتو وجيده وعممو وحممو‪ ،‬وتوجيياتو ونصحو لتقويم سيري‬
‫في الرسالة‪ ،‬واستفادتي منو في مسيرة حياتي فجزاه هللا عني كل خير ولو مني‬
‫خالص الود والوفاء‪.‬‬
‫كما أتوجو بالشكر الجزيل لمشيخين الفاضمين أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬
‫ممتحناَ خارجياً‪،‬‬ ‫ازىري حسين دمحم عمي‬ ‫الدكتور‪/‬‬
‫ممتحناً داخمياً‪،‬‬ ‫صالح الدين دمحم احمد‬ ‫والدكتور‪/‬‬
‫الذين تفضال بقراءة بحثي وتتويجو بمالحظاتيما إلكمال الفائدة‪ ،‬وسأخذ بما‬
‫يبديانو من مالحظات وتوجييات بعين االعتبار‪.‬‬
‫وال أنسى أن أشكر كل من قدم لي نصحاً وتوجيياً وأخص بالذكر األخ‬
‫الدكتور‪ /‬عمي بن ناصر صايل‪ ،‬والدكتور‪ /‬عبدالمجيد ماطر شنيف‪ ،‬واالستاذ‬
‫الفاضل‪ /‬عادل دمحم دحابو‪ ،‬والدكتور‪ /‬اسماعيل بن عمي التويتي‪ ،‬إلى ىؤالء اإلخوة‬
‫الكرام وغيرىم ممن ساندني في بحثي أتقدم بالشكر والعرفان فميم خالص دعوتي‬
‫وامتناني‪.‬‬
‫فما كان فيو من توفيق فمن هللا وما كان فيو من خطأ فمن نفسي والشيطان‪،‬‬
‫وصمى هللا وسمم عمى سيدنا دمحم وعمى آلو وسمم تسميماً كثيرا‪ ،‬وهللا ولي اليداية‬
‫والتوفيق‪.‬‬

‫‌و‬
‫‌‬
‫مقدمة‬
‫إن الحمد هلل‪ ،‬نحمده ونستعينو ونستغفره ونستيديو‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا‬
‫ّ‬
‫مضل لو‪ ،‬ومن يضمل فال ىادي لو‪ ،‬وأشيد أن ال‬ ‫ّ‬ ‫وسيئات أعمالنا‪ ،‬من ييده هللا فال‬
‫ّ‬
‫محمداً عبده ورسولو(‪.)1‬‬ ‫أن ّ‬ ‫إلو إال هللا وحده ال شريك لو‪ ،‬وأشيد ّ‬
‫{يَا أَيُّيَا الَّرِييَ آهَنٌُاْ اتَّقٌُاْ اللّوَ حَقَّ تُقَاتِوِ ًَالَ تَوٌُتُيَّ إِالَّ ًَأًَتُن هُّعْلِوٌُى}(‪.)2‬‬

‫{يَا أَيُّيَا النَّاضُ اتَّقٌُاْ زَبَّنُنُ الَّرِي خَلَقَنُن هِّي ًَّفْطٍ ًَاحِدَةٍ ًَخَلَقَ هِنْيَا شًَْجَيَا ًَبَثَّ هِنْيُوَا زِجَاالً مَثِريًا‬

‫ًًَِعَاء ًَاتَّقٌُاْ اللّوَ الَّرِي تَعَاءلٌُىَ بِوِ ًَاألَزْحَامَ إِىَّ اللّوَ مَاىَ عَلَيْنُنْ زَقِيبًا}(‪.)3‬‬

‫{يَا أَيُّيَا الَّرِييَ آهَنٌُا اتَّقٌُا اللَّوَ ًَقٌُلٌُا قٌَْالً ظَدِيدًا يُصْلِحْ لَنُنْ أَعْوَالَنُنْ ًيَغْفِسْ لَنُنْ ذًٌُُبَنُنْ ًَهَي يُطِعْ اللَّوَ‬

‫ًَزَظٌُلَوُ فَقَدْ فَاشَ فٌَْشًا عَظِيوًا}(‪.)4‬‬


‫أما بعد‪:‬‬
‫ّ‬
‫أجل النعم التي أنعم هللا بيا عمى عباده‪ ،‬نعمة إنزال القرآن الكريم نو ًار‬
‫فإن من ّ‬ ‫ّ‬
‫وىدى لمناس‪ ،‬كما قال تعالى‪{ :‬يَا أَيُّيَا النَّاضُ قَدْ جَاءمُن بُسْىَاىٌ هِّي زَّبِّنُنْ ًَأًَصَلْنَا إِلَيْنُنْ ًٌُزًا‬

‫هُّبِينًا}(‪.)5‬‬

‫ليتدبره‬
‫أن ىذا الكتاب مبارك‪ ،‬أي كثير الخير والبركة‪ ،‬و ّأنو ّإنما أنزلو ّ‬
‫وأخبر سبحانو ّ‬
‫البينات‪ ،‬فقال سبحانو‪{ :‬مِتَابٌ أًَصَلْنَاهُ إِلَيْلَ هُبَازَكٌ‬
‫العباد‪ ،‬ولينتفعوا بما فيو من اآليات و ّ‬
‫(‪.)6‬‬
‫لِّيَدَّبَّسًُا آيَاتِوِ ًَلِيَتَرَمَّسَ أًُْلٌُا األَلْبَاب}‬

‫(‪ )1‬صحيح مسمم (‪.)593/2‬‬


‫(‪ )2‬آل عمران‪.102:‬‬
‫(‪ )3‬النساء‪.1:‬‬
‫(‪ )4‬األحزاب‪.70،71:‬‬
‫(‪ )5‬النساء‪.174:‬‬
‫(‪ )6‬ص‪.29:‬‬
‫‌ز‬
‫‌‬
‫تدبر كتاب هللا‪ ،‬والغوص في بحور‬ ‫وقد اجتيد العمماء األعالم قديماً وحديثاً في ّ‬
‫معانيو‪ ،‬فاستخرجوا منو در اًر‪ ،‬واستنبطوا من آياتو أحكاماً غر اًر‪ ،‬واستفادوا من‬
‫األئمة األعالم‪ :‬اإلمام اليمام شيخ اإلسالم ابن‬
‫مواعظو دروساً وعب اًر‪ ،‬وا ّن من ىؤالء ّ‬
‫تيمية رحمو هللا‪ ،‬فقد كان لو القدح المعّمى في ذلك‪ ،‬فكتبو ورسائمو قد حوت من ذلك‬
‫ّ‬
‫الشيء الكثير‪.‬‬
‫تميز بو شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪-‬رحمو هللا‪ ،-‬عند تفسيره‬
‫وا ّن من أبرز ما ّ‬
‫المفسرين من السمف‬
‫ّ‬ ‫لآليات‪ ،‬أنو _في كثير من األحيان_ ال يكتفي بذكر أقوال‬
‫ويرجح ما يراه صواباً من تمك األقوال‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يحقق ويدّقق‪ ،‬ويختار‬
‫ّ‬ ‫الصالح وغيرىم‪ ،‬بل‬
‫ّ‬
‫الحجة والبيان‪.‬‬
‫بالدليل والبرىان‪ ،‬و ّ‬
‫عمماً أن ابن تيمية ليس لو تفسير لمقرآن الكريم مكتمالً‪ ،‬فقد فسر بعض سور‬
‫القرآن الكريم وآياتو والتي يعتبرىا مما أشكل فيمو عند الناس فقد ذكر تالمذتو أنو‬
‫طمب منو تفسير القرآن الكريم كامالً فقال‪ :‬القرآن ال يحتاج إلى تفسير فيو ّبين بنفسو‬
‫إال ما أشكل)‪ ، (1‬فقد فسر ابن تيمية اآليات المشكمة في فيميا وىي مفرقة في عدة‬
‫كتب من كتبو وقد تضمن مجموع الفتاوى من التفسير قرابة ثالثة أجزاء‪ ،‬وقد جمعت‬
‫في كتاب "الجامع لكالم ابن تيمية" إلياد عبدالمطيف القيسي في سبعة مجمدات‪ ،‬وجمع‬
‫الجنيد في كتاب دقائق التفسير ثالثة مجمدات‪.‬‬
‫األئمة األعالم‪ ،‬كاإلمام الذىبي‪ ،‬وابن دقيق العيد‪ ،‬والحافع المز ّي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ولذا أثنى عميو‬
‫ّ‬
‫وغيرىم‪ ،‬كما سيأتي إن شاء هللا في ترجمة الشيخ‪ ،‬وبيان جيوده في التفسير‪..‬‬
‫وقد عزمت عمى دراسة قواعد الترجيح وموازنتيا بأقوال أئمة التفسير‪ ،‬واستنباط‬
‫الفوائد التفسيرية منيا لتكون موضوعا لبحث رسالة الدكتوراه في القرآن وعمومو‪.‬‬
‫وسميتو (قواعد الترجيح في تفسير ابن تيمية (دراسة تطبيقية) )‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬العقود الدرية من مناقب شيخ اإلسالم أحمد بن تيمية (ص‪.)43،44:‬‬
‫‌ح‬
‫‌‬
‫أىمية الموضوع وأسباب اختياره‪:‬‬
‫تبرز أىمية الموضوع وأسباب اختياره في األمور التالية‪:‬‬
‫‪-1‬يبحث في المكانة العممية المتميزة البن تيمية فيو إمام في عموم الشريعة‬
‫خاصة التفسير وابراز ما لمتفسير لدى ابن تيمية من قيمو عممية أمر مطوب‪.‬‬
‫‪-2‬أنو يبحث في القرآن الكريم وتفسيره وعمومو وىذا من أجل العموم وأشرفيا ألنو‬
‫يختص بكالم هللا وبيانو فتأتي األىمية من موضوع البحث والمجال الذي‬
‫يبحثو‪.‬‬
‫‪ -3‬أن من زلة ىذا الموضوع تعمو بعمو منزلة اإلمام ابن تيمية الذي برع في عموم‬
‫متعددة‪ ،‬ال سيما التفسير‪ ،‬فقد كان آية في تفسير كتاب هللا تعالى‪.‬‬
‫‪ -4‬وتظير أىمية ىذا الموضوع من خالل تعمقو بجانب ميم من جوانب التفسير‪،‬‬
‫فيو متعمق بدراسة قواعد الترجيح‪ ،‬وال يخفى عمى أىل العمم أن معرفة الراجح من‬
‫األقوال‪ ،‬والموازنة بينيا مع بيان نوع الخالف يعتبر من أىم مقاصد الدارسين‬
‫لمتفسير‪ ،‬ولذلك فقد اتجيت دراسات بعض الباحثين إلييا حيث سجمت عدة رسائل‬
‫في ىذا الباب‪ ،‬وىذا يدل عمى أىمية ىذا الجانب من جوانب تفسير القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -5‬أىمية ترجيحات ابن تيمية في التفسير‪ ،‬مع ذكره ‪-‬في األعم األغمب‪ -‬لوجوه‬
‫الترجيح‪ ،‬واعتماده عمى قواعد وضوابط تؤيد ما يرجحو أو يختاره بأسموب عممي‬
‫رصين قل أن يوجد مثمو في أكثر كتب التفسير‪.‬‬
‫‪ -6‬إن ىذا الموضوع معتمد عمى الدراسة التطبيقية ألقوال المفسرين مقارنة بما فسره‬
‫ابن تيمية مع الترجيح‪ ،‬وىذا من أىم ما يكسب الباحث ممكة تفسيرية نافعة‪ ،‬مع‬
‫تدريبو عمى حسن التعامل مع الخالف ودقة االستنباط لمقواعد الترجيحية‬
‫والفوائد التفسيرية‪.‬‬
‫أىداف البحث‪:‬‬
‫تتمخص أىداف البحث في األمور التالية‪:‬‬
‫‪-1‬استخ ارج قواعد الترجيح من خالل تفسير ابن تيمية‪ ،‬ودراستيا دراسة تطبيقية‪،‬‬
‫وموازنتيا بترجيحات وأقوال عمماء التفسير‪ ،‬مع االستفادة من الدراسات‬

‫‌ط‬
‫‌‬
‫المتخصصة التي ليا صمة بموضوع البحث‪.‬‬
‫‪-2‬دراسة منيج اإلمام ابن تيمية في الترجيح في عمم التفسير‪ ،‬والوصول إلى‬
‫أرجح األقوال وأقربيا إلى الصواب‪ ،‬مع االىتمام بإبراز القواعد التفسيرية‬
‫والوجوه الترجيحية قدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪-3‬بيان مدى عناية اإلمام ابن تيمية بالقواعد التفسيرية الترجيحية خاصة وانو‬
‫أصولي كبير وكيفية تطبيقيا وذكر أمثمة عمييا ومقارنتيا مع غيرىا من‬
‫أقوال المفسرين‪.‬‬
‫‪-4‬تقييم منيج ابن تيمية في الترجيح‪.‬‬
‫الدراسات السابقة حول الموضوع‪:‬‬
‫معموم أن عمم قواعد الترجيح في تفسير القران الكريم عمم نستطيع أن نقول‬
‫انو لم يبحث فيو كثي ار والبحوث فيو قميمة جدا ومن باب أولى قواعد الترجيح عند‬
‫ابن تيمية رحمو هللا ألنو ليس لو تفسير مستقل فبعد البحث في فيارس الرسائل‬
‫العممية والدراسات التفسيرية لم أجد بحثا بنفس العنوان ووجدت بعض الدراسات‬
‫التي قد يكون ليا تعمق بموضوع ىذا البحث وىي كالتالي‪:‬‬
‫‪(-1‬ابن تيمية ومنيجو في تفسير القرآن) وىي رسالة دكتوراه لمباحث ناصر بن‬
‫محمد بن سعود‬
‫كمية أصول الدين بجامعة اإلمام ّ‬
‫سجمت في ّ‬
‫محمد الحميد‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫اإلسالمية طبعت (‪1399‬ه)‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪-2‬قواعد الترجيح عند المفسرين دراسة نظرية تطبيقية لحسين بن عمي الحربي‬
‫ىذا الكتاب في األصل رسالة عممية قدمت لنيل درجة الماجستير من كمية‬
‫أصول الدين في الرياض التابعة لجامعة اإلمام دمحم بن سعود اإلسالمية‬
‫طبعت (‪1417‬ه)‪.‬‬
‫‪(-3‬آيات األحكام عند شيخ اإلسالم ابن تيمية) في رسالتين لمماجستير‪ ،‬س ّجمتا‬
‫السنة‪ ،‬بجامعة أم القرى طبعت‬
‫في كمية الدعوة وأصول الدين قسم الكتاب و ّ‬
‫(‪1431‬ه)‪.‬‬

‫‌ي‬
‫‌‬
‫المفسرين) لمباحث عبدهللا‬
‫ّ‬ ‫‪( -4‬أصول التفسير بين شيخ اإلسالم ابن تيمية وغيره من‬
‫اإلسالمية في‬
‫ّ‬ ‫سجمت في قسم القرآن بالجامعة‬ ‫ديرية‪ ،‬وىي رسالة ماجستير ّ‬
‫المدينة المنورة طبعت(‪2013‬م)‪.‬‬
‫لمحمد بن زيمعي ىندي‪ ،‬من ّأول سورة‬
‫ّ‬ ‫‪-5‬اختيارات شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬رحمو هللا‬
‫سجمت في قسم القرآن جامعة‬
‫الفاتحة‪ ،‬إلى آخر سورة النساء‪ ،‬وىي رسالة دكتوراه ّ‬
‫سالمية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫محمد بن سعود اإل‬‫اإلمام ّ‬
‫فسير من ّأول سورة المائدة‪ ،‬إلى آخر سورة‬‫وترجيحاتو في التَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪-6‬اختيارات ابن تيميَّة‬
‫مقدمة‬
‫محمد بن عبد العزيز بن عبد هللا المسند‪ ،‬رسالة ّ‬ ‫اإلسراء (جمعاً ودراسة) ل ّ‬
‫اإلسالمية‬
‫ّ‬ ‫محمد بن سعود‬
‫لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعمومو‪ ،‬جامعة اإلمام ّ‬
‫طبعت (‪1435‬ه) (‪02014‬م)‪.‬‬
‫‪-7‬اختيارات ابن تيمية وترجيحاتو في التفسير من أول سورة الكيف إلى آخر القرآن‬
‫الكريم جمعاً ودراسة بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعمومو إبراىيم بن‬
‫صالح بن عبد هللا الحميضي جامعة اإلمام دمحم بن سعود اإلسالمية ط‬
‫(‪1425‬ه)‪.‬‬
‫حيث والباحث سيبحث في قواعد الترجيح من كتب ابن تيمية واستخراج القواعد‬
‫ودراستيا دراسة تطبيقية مقارنة بتفاسير أخرى وىو موضوع لم أجد من سبق اليو‪.‬‬
‫منيج الدراسة في البحث‪ :‬أوالً‪ :‬منيج ابن تيمية في التفسير والقواعد الترجيحية لديو‪:‬‬
‫‪ -1‬أستخرج قواعد الترجيح عند ابن تيمية وتطبيقاتيا من خالل تفسيره‪ ،‬وكتبو‪.‬‬
‫‪ -2‬أذكر القاعدة الترجيحية‪ ،‬وأوضحت معناىا باختصار‪.‬‬
‫‪ -3‬أقوم بدراسة تطبيقية لمقواعد لدى ابن تيمية‪ ،‬مقارنتة ببعض المفسرين اآلخرين‪ ،‬مع‬
‫ذكر الراجح‪.‬‬
‫‪ -4‬أقوم بدراسة كل موضع حسب الطريقة التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬أذكر نص اآلية التي ورد فييا الخالف وتنطبق عمييا القواعد كأمثمة ال حص ار‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنقل كالم ابن تيمية الذي تضمن الترجيح بنصو‪ ،‬وأوثق نص كالم ابن تيمية من‬
‫خالل كتبو التي فييا تفسير لو‪.‬‬

‫‌ك‬
‫‌‬
‫ج‪ -‬أدرس ترجيح ابن تيمية‪ ،‬وقارنتو بأقوال أئمة التفسير وترجيحاتيم‪.‬‬
‫د‪ -‬أذكر بعد كل دراسة القول الراجح الذي توصمت إليو‪ ،‬مع الحرص عمى بيان‬
‫موقفي من ترجيح ابن تيمية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المنيج العام لكتابة البحث‪:‬‬
‫اعتمدت في إعداد ىذا البحث عمى منيج جامع بين الجمع والدراسة والتطبيق‬
‫حيث بدأت بجمع ترجيحات ابن تيمية فيما فسر‪ ،‬واظيار القواعد الترجيحية البن‬
‫تيمية‪ ،‬من كتبو وذكر نماذج عمى القواعد ومقارنتيا ما أمكن بترجيحات غيره من‬
‫المفسرين‪ ،‬وحرصت خالل الدراسة عمى إبراز معالم منيج ابن تيمية في الترجيح‬
‫عن طريق التتبع واالستقراء‪.‬‬
‫وعند كتابة البحث التزم بالمنيج العممي المتبع في كتابة مثل ىذه البحوث‬
‫العممية‪ ،‬والمتمثل في األمور التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أعزو اآليات إلى سورىا‪ ،‬مع ذكر أرقاميا في ىامش الرسالة‪.‬‬
‫‪ -2‬اعتمدت الرسم العثماني في ذكر اآليات القرآنية‪ ،‬وذلك برواية حفص عن‬
‫عاصم‪‌،‬و ميزتيا بالحجم و نوع الخط‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرج األحاديث واآلثار من مصادرىا األصمية‪.‬‬
‫‪ -4‬أعرف باألعالم جميعا‪ ،‬عدا بعض المشاىير من الصحابة‪ ،‬ومن لم يكن‬
‫ذكره مقصود باألصالة في البحث كمؤلف كتاب جرى ذكر كتابو‪.‬‬
‫‪ -5‬أجعل القوسان المزىران لآليات القرآنية﴿﴾‪ ،‬واألحاديث النبوية قوسين‬
‫ىالليين()‪ ،‬وما كان من كالم ابن تيمية نصاً أو كالم غيره من العمماء‬
‫أضعو بين عالمتي تنصيص" "‪.‬‬
‫‪ -6‬استيفد من المراجع العممية التفسيرية التي عنيت ببيان الراجح من أقوال‬
‫المفسرين‪.‬‬
‫‪ -7‬أوثق النصوص المنقولة من مصادرىا األصمية‪ ،‬وأعزوىا إلييا بالطرق‬
‫المتعارف عمييا بين الباحثين مع ذكر رقم الطبعة وتاريخيا ودار النشر‬
‫والمحقق إن وجد عند أول إيراد ليا‪ ،‬وأرمز لمطبعة بـ [ط]‪.‬‬

‫‌ل‬
‫‌‬
‫‪ -8‬أبين معاني المصطمحات العممية من مراجعيا‪.‬‬
‫‪ -9‬أبين أقوال المفسرين و أعزوىا إلى أصحابيا‪.‬‬
‫‪ -10‬أعزو األبيات الشعرية إلى قائمييا‪.‬‬
‫‪-11‬أعرف بالفرق و الطوائف و البمدان غير المشيورة الواردة في البحث‪.‬‬
‫‪ -13‬أخرج بنتائج و توصيات في نياية البحث‪.‬‬
‫‪ -15‬أقوم بعمل فيرسة لمبحث تتض ـ ـ ـ ــمن (فيرسة اآليات‪ ،‬األحاديث‪ ،‬األعالم‪،‬‬
‫األماكن والبمدان‪ ،‬المراجع والمصادر‪ ،‬الموضوعات)‪.‬‬
‫ىيكمة البحث‪:‬‬
‫يتكون البحث من مقدمة وقسمين وخاتمة‪:‬‬
‫القسم األول‪:‬‬
‫ترجمة موجزة البن تيمية ومنيجو في التفسير والترجيح‪ ,‬وفيو فصالن‬
‫وىما‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬حياة اإلمام ابن تيمية وفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬حياة اإلمام ابن تيمية الشخصية وفيو مطمبان‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬اسمو و نسبة ونسبتو‪0‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مولده ونشأتو وصفتو ووفاتو‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عصر اإلمام ابن تيمية وفيو ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬الحالة السياسية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الحالة االجتماعية‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬الحياة العممية والفكرية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حياة اإلمام ابن تيمية العممية وفيو ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬مكانتو العممية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬شيوخو وتالميذه ورحالتو‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬آثاره ومصنفاتو‪.‬‬

‫‌م‬
‫‌‬
‫الفصل الثاني‪ :‬منيجية ابن تيمية في التفسير وقواعد الترجيح وفيو مبحثان‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬في قواعد الترجيح ومعناىا وبعض مسائميا وفيو خمسة مطالب‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬معنى القاعدة والترجيح عند المفسرين لغة واصطالحا‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬نشأة قواعد الترجيح‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬الفرق بين قواعد الترجيح وقواعد التفسير‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬وجوه الترجيح وصيغو‪.‬‬
‫المطمب الخامس‪ :‬جيود ابن تيمية في التفسير‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر ابن تيمية في ترجيحاتو وفيو خمسة مطالب‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬السنة‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬اإلجماع‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬أقوال الصحابة والتابعين‪.‬‬
‫المطمب الخامس‪ :‬المغة العربية وقواعدىا‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬قواعد الترجيح عند اإلمام ابن تيمية رحمو هللا وفيو اربعة‬
‫فصول‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بالقراءات ورسـم المصحف وفيو مبحثان‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬قاعدة‪‌:‬ثبوت القراءة وقبوليا‪ ،‬وأنيا بمنزلة آية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قاعدة‪ :‬اتحاد المفع والمعنى ىو األولى‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بالسياق القرآني وفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬قاعدة‪‌:‬فيم معنى الفاظ القرآن مع قبميا وما بعدىا ىو األولى‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قاعدة‪‌:‬ال يجوز أن يفسر القرآن بخالف ظاىره إال بدليل‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬قاعدة‪ :‬حمل معنى الفاظ القرآن عمى الغالب أولى‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بالسنة واآلثار والقرائن وفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بالسنة النبوية وفيو اربعة مطالب‪:‬‬

‫‌ن‬
‫‌‬
‫المطمب االول‪ :‬قاعدة‪ :‬إذا ثبت تفسير القرآن من جية النبي ‪ ‬لم يحتج‬
‫لغيره‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬قاعدة‪‌:‬ثبوت الحديث مرجح لؤلقوال‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬قاعدة‪‌ :‬كل معنى يخالف الكتاب والسنة فيو باطل وحجتو‬
‫داحضة‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬قاعدة‪ :‬تفسير لفع اآلية من األمور الغيبية بما ال دليل عميو‬
‫ال يصح‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة باآلثار وفيو اربعة مطالب‪:‬‬
‫المطمب االول‪ :‬قاعدة‪‌:‬معرفة أسباب النزول تعين عمى فيم اآلية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬قاعدة‪ :‬ثبوت تاريخ نزول اآلية أو السورة مرجح‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬قاعدة‪‌:‬من خالف قول السمف في تفسر القرآن فقد أخطأ في‬
‫الدليل والمدلول جميعا‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬قاعدة‪ :‬تقديم تفسير جميور السمف‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بالقرائن وفيو ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطمب االول‪ :‬قاعدة‪‌:‬داللة كل قول بحسب سياقو وقرائنو المفظية والحالية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬قاعدة‪ :‬أصح الطرق أن يفسر القرآن بالقرآن‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬قاعدة‪ :‬العصمة لؤلنبياء فيما يبمغونو عن هللا ثابتة فال يستقر في‬
‫ذلك خطأ باتفاق المسممين‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بمغة العرب وفيو ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة باستعمال العرب لؤللفاظ والمباني وفيو‬
‫ثمانية مطالب‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬قاعدة‪ :‬كل تفسير ليس مأخوذا من داللة ألفاظ اآلية وسياقيا فيو‬
‫رد عمى قائمو‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬قاعدة‪ :‬ليس كل ما ثبت في المغة صح حمل آيات التنزيل عميو‪.‬‬

‫‌س‬
‫‌‬
‫المطمب الثالث‪ :‬قاعدة ‪‌:‬المشيور من كالم العرب دون الضعيف والشاذ‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬قاعدة‪ :‬يجب حمل نصوص الوحي عمى الحقيقة‪.‬‬
‫المطمب الخامس‪ :‬قاعدة‪ :‬إذا اختمفت الحقيقة الشرعية والحقيقة المغوية في تفسير‬
‫كالم هللا تعالى قدمت الشرعية‪.‬‬
‫المطمب السادس‪ :‬قاعدة‪ :‬إذا اختمفت الحقيقة العرفية والحقيقة المغوية في تفسير‬
‫كالم هللا تعالى قدمت العرفية‪.‬‬
‫المطمب السابع‪ :‬قاعدة‪ :‬القول باالستقالل مقدم عمى القول باإلضمار‪.‬‬
‫المطمب الثامن‪ :‬قاعدة ‪ :‬حمل ألفاظ الوحي عمى التباين أرجح من حمميا عمى‬
‫الترادف‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بمرجع الضمير وفيو ثالثة مطالب‪.‬‬
‫مقدر‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬قاعدة‪ :‬إعادة الضمير إلى مذكور أولى من إعادتو عمى ّ‬
‫المطمب الثاني‪ :‬قاعدة‪ :‬توحيد مرجع الضمائر في السياق الواحد أولى من تفريقيا‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬قاعدة ‪ :‬األصل إعادة الضمير إلى أقرب مذكور ما لم يرد دليل‬
‫بخالفو‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة باإلعراب وفيو مطمبان‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬قاعدة‪ :‬يجب حمل كتاب هللا عمى األوجو اإلعرابية الالئقة بالسياق‬
‫والموافقة ألدلة الشرع‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬قاعدة‪ :‬يجب حمل كتاب هللا عمى األوجو اإلعرابية القوية والمشيورة‬
‫دون الضعيفة والشاذة والغريبة‪.‬‬
‫‪ -‬الخاتمة والفيارس‪.‬‬

‫‌ع‬
‫‌‬
‫القسم األول‬

‫ترجمة موجزة البن تيمية ومنيجو في التفسير‬


‫والترجيح‬

‫وفيو فصالن‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬حياة اإلمام ابن تيمية‬
‫الفصل الثاني‪ :‬منيجية ابن تيمية في التفسير والترجيح‬

‫‪1‬‬
‫الفصل األول‬
‫حياة اإلمام ابن تيمية‬

‫وفيو ثالثة مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حياة اإلمام ابن تيمية الشخصية‬


‫المبحث الثاني‪ :‬عصر اإلمام ابن تيمية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حياة اإلمام ابن تيمية العممية‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬

‫حياة اإلمام ابن تيمية الشخصية‬

‫وفيو مطمبان‪:‬‬

‫المطمب األول‪ :‬اسمو ونسبو ونسبتو‬


‫المطمب الثاني‪ :‬مولده ونشأتو وصفتو ووفاتو‬

‫‪3‬‬
‫المطمب األول‬
‫اسمو ونسبو ونسبتو‬
‫اسمو ونسبو‪:‬‬
‫ىك شيخ اإلسبلـ‪ ،‬كغرة األياـ‪ ،‬كاماـ األئمة‪ ،‬العالـ الزاىد العابد التقي الكرع‪ ،‬عالـ‬
‫الزماف‪ ،‬كحافع القرآف‪ ،‬العالـ الرباني‪ ،‬أبك المحاسف كالمكارـ‪ ،‬أبك العباس‪ ،‬تقي الديف‪،‬‬
‫أحمد بف شياب الديف عبد الحميـ بف مجد الديف عبدالسبلـ بف ِأبي دمحم عبد هللا بف أبي‬
‫القاسـ‪ ،‬الخضر بف دمحم بف الخضر بف عمي بف عبدهللا بف تيمية‪ ،‬النميرؼ‪ ،‬الحراني‬
‫األصل‪ ،‬الدمشقي‪ ،‬الحنبمي‪ ،‬نزيل دمشق(‪.)1‬‬
‫كأمو ىي تيمية‪ ،‬كقد كانت كاعظة كعابدة‪ ،‬كقد قيل إنو نسب إلييا(‪.)2‬‬
‫سبب ىذه التسمية‪( :‬تيمية)‬
‫(ٗ)‬ ‫(ٖ)‬
‫قاؿ‪ :‬أف دمحم بف الخضر بف دمحم بف تيمية‪،‬‬ ‫في تاريخ إربل‬ ‫ذكر ابف المستكفي‬
‫أبك عبد هللا ابف أبي القاسـ الحراني(٘)‪ ،‬سئل عف اسـ تيمية ما معناه؟ فقاؿ‪ :‬حج أبي‬

‫(ٔ) الترجمة الذىبية ألعبلـ آؿ تيمية‪ ،‬لدمحم صالح قركاش اليافعى‪ ،‬لـ يفصل في بطاقة الكتاب(ص‪.)ٕٓ،ٜٔ:‬‬
‫(ٕ) المصدر السابق (ص‪.)ٕٔ:‬‬
‫(ٖ) ابف المستكفي‪ :‬أبك البركات المبارؾ بف أحمد اإلربمي‪ ،‬كزير إربل كمؤرخيا‪ ،‬شرح ديكاني أبي تماـ كالمتنبي‪ ،‬ككتاب‬
‫سر الصنعة‪ ،‬كتاريخ اربل‪ٖٙٚ-٘ٙٗ( ،‬ق)‪ .‬شذرات الذىب في أخبار مف ذىب‪ ،‬لعبد الحي بف أحمد بف دمحم ابف‬ ‫ّ‬
‫العكرؼ‪(،‬ت‪ٜٔٓٛ‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمكد األرناؤكط‪ ،‬دار ابف كثير‪ ،‬دمشق– بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٙ(،‬ىػ)‪.)ٖٕٙ/ٚ( ،‬‬
‫َ‬ ‫العماد‬
‫(ٗ) تاريخ إربل‪ ،‬لممبارؾ بف أحمد بف المبارؾ بف مكىكب المخمي ِ‬
‫اإلربمي‪ ،‬المعركؼ بابف المستكفي (المتكفى‪ٖٙٚ :‬ىػ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬سامي بف سيد خماس الصقا دار الرشيد لمنشر‪ ،‬العراؽ (ٓ‪ٜٔٛ‬ـ)‪.‬‬
‫(٘) أبػػك عبػػد هللا دمحم بػػف الخضػػر بػػف دمحم بػػف الخضػػر بػػف تيميػػة‪ ،‬عػػالـ ح ػراف‪ ،‬كخطيبيػػا‪ ،‬أقػػاـ بب ػػداد‪ ،‬يتفقػػو‪ ،‬ككػػاف يحػػدث‬
‫كيع ػػع‪ٕٕٙ-ٕ٘ٗ( ،‬ى ػ ػ‪ٕٕٔ٘-ٔٔٗٛ -‬ـ)‪ ،‬ت ػػاريخ ب ػػداد‪ ،‬لمخطي ػػب الب ػػدادؼ‪( ،‬ت‪ٖٗٙ:‬ىػ ػػ)‪ ،‬دار الكت ػػب العممي ػػة –‬
‫بيركت‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ)‪ .)ٕٚ/ٔ٘( ،‬سير أعبلـ النببلء لمذىبي‪(،‬ت‪ٚٗٛ:‬ىػػ)‪ ،‬دار‬
‫الحػػديث‪ -‬القػػاىرة‪ ،‬ط(‪ٕٔٗٚ‬ىػ ػ‪ٕٓٓٙ-‬ـ)‪ ،)ٕٛٛ/ٕٕ(= =،‬ال ػكافي بالكفيػػات لصػػبلح الػػديف خميػػل بػػف أيبػػؾ الصػػفدؼ‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬أحمد األرناؤكط ‪ ،‬دار إحياء التراث – بيركت‪ .‬كالبدر الطالع بمحاسف مف بعػد القػرف السػابع‪ ،‬لػدمحم بػف عمػي بػف‬
‫الس ػػبلمي‪ ،‬الب ػػدادؼ‪ ،‬ث ػػـ‬
‫دمحم ب ػػف عب ػػد هللا الش ػػككاني اليمن ػػي‪ ،)ٖٕ/ٖ( ،‬ذي ػػل طبق ػػات الحنابم ػػة لعبػ ػد ال ػػرحمف ب ػػف أحم ػػد َ‬
‫الدمشقي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪/‬عبد الرحمف العثيميف‪ ،‬مكتبة العبيكاف–الرياض‪ ،‬طٔ(ٕ٘ٗٔق‪ٕٓٓ٘-‬ـ)‪.)ٖٕٕ/ٖ( ،‬‬

‫‪4‬‬
‫(‪)1‬‬
‫رأػ جكيرية خرجت مف خباء‪ ،‬فمما‬ ‫كجدؼ‪ ،‬ككانت امرأتو حامبلً‪ ،‬فمما كاف بتيماء‬
‫رجع إلى حراف‪ ،‬كجد امرأتو قد كضعت‪ ،‬فمما رفعكىا إليو قاؿ يا تيمية يا تيمية‪،‬‬
‫يعني أنيا تشبو التي رأػ بتيماء‪ ،‬فسمي بيا‪ ،‬أك كبلماً ىذا معناه‪.‬‬
‫قاؿ ابف النجار(ٕ)‪ :‬ذكر لنا أف جده كانت أمو تسمى تيمية‪ ،‬ككانت كاعظة‪،‬‬
‫تشبيياً لبنتو بيا‪ ،‬فأطمق عمى أبنائيا مف بعده ىذا المقب(ٖ)‪.‬‬

‫أميات القرػ‪ ،‬تيماء كىى لطيىء‪ ،‬كتيماء‪ :‬مدينة ليا‬ ‫بالمد‪ ،‬عمى كزف فعبلء‪ ،‬كتيماء مف ّ‬
‫(ٔ) تَْي َماء‪ :‬بفتح ّأكلو‪ ،‬ك ّ‬
‫النخل‬
‫سكر‪ ،‬كعمى شاطئ بحر طكلو فرسخ‪ ،‬كبيا بحيرة يقاؿ ليا العقيرة كنير يقاؿ لو نير فيحاء‪ ،‬كىى كثيرة ّ‬
‫كالتيف كالعنب‪ ،‬تخرج مف تيماء‪ ،‬إلى الشاـ‪ ،‬عمى حكراف‪ ،‬كىى لطيىء‪ ،‬كتيماء‪ :‬مدينة ليا سكر‪ ،‬عمى‬
‫شاطىء بحر طكلو فرسخ‪ ،‬كبيا بحيرة يقاؿ ليا العقيرة كنير يقاؿ لو نير فيحاء‪ ،‬تخرج مف تيماء‪ ،‬إلى الشاـ‪،‬‬
‫حاج دمشق‪ .‬معجـ ما استعجـ مف اسماء الببلد كالمكاضع‬
‫عمى حكراف‪ ،‬بميد فى أطراؼ الشاـ عمى طريق ّ‬
‫لعبد هللا بف عبد العزيز بف دمحم البكرؼ األندلسي (ت‪ٗٛٚ:‬ىػ)‪ ،‬عالـ الكتب‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٖ‪ٖٔٗٓ( ،‬ىػ )‪،‬‬
‫(ٔ‪ ،)ٖٕٜ/‬الجباؿ األمكنة كالمياه لمحمكد بف عمرك بف أحمد‪ ،‬الزمخشرؼ جار هللا (ت‪ ٖ٘ٛ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫د‪ /‬أحمد عبد التكاب عكض المدرس بجامعة عيف شمس‪ ،‬دار الفضيمة لمنشر كالتكزيع – القاىرة‪ٖٜٔٔ( ،‬ىػ‪-‬‬
‫‪ٜٜٜٔ‬ـ) (ص‪ ،)ٚٔ:‬مراصد االطبلع عمى اسماء االمكنة كالبقاع لعبد المؤمف بف عبد الحق‪ ،‬ابف شمائل‬
‫القطيعي الب دادؼ‪( ،‬ت‪ٖٜٚ:‬ىػ)‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٕٔٗٔ( ،‬ق)‪.)ٕٛٙ/ٔ( ،‬‬
‫(ٕ ) ابف النجار‪ :‬أبك بكر دمحم بف أحمد بف عبد العزيز الفتكحي‪ ،‬تقي الديف أبك البقاء‪ ،‬الشيير بابف النجار‪ ،‬فقيو‬
‫حنبمي مصرؼ‪ ،‬كاف مف القضاة‪ .‬تكفي سنة‪ٜٕٚ (:‬ىػ)‪ .‬مف مؤلفاتو‪ :‬منتيى اإلرادات في جمع المقنع مع‬
‫التنقيح كزيادات‪ .‬ينظر‪ :‬شذرات الذىب‪ ،)٘ٚٔ/ٔٓ(،‬كمعجـ المؤلفيف (‪.)ٕٚٙ/ٛ‬‬
‫(ٖ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية‪ ،‬لشمس الديف دمحم بف أحمد بف عبد اليادؼ بف يكسف‬
‫الدمشقي الحنبمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم حامد الفقي‪ ،‬دار الكاتب العربي‪ -‬بيركت‪( ،‬ص‪.)ٔٛ/ٔ:‬‬

‫‪5‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫مولده ونشأتو وصفتو ووفاتو‬
‫مولده‪ :‬كلد في بمده حراف‪ ،‬كىي بمدة تقع في الشماؿ الشرقي مف ببلد الشاـ‬
‫بيف نير دجمة كالفرات في جزيرة ابف عمرك‪ ،‬ككاف ذلؾ في يكـ االثنيف لعشرة أياـ‬
‫خمكف مف شير ربيع األكؿ سنة ٔ‪ٙٙ‬ىػ‪ ،‬ككاف عمر كالده أربعاً كثبلثيف سنو(‪.)1‬‬
‫قاؿ البزار(ٕ)‪ :‬أما مكلده فكاف كما اخبرني بو غير كاحد مف الحفاظ أنو كلد في‬
‫حراف في عاشر ربيع األكؿ سنة إحدػ كستيف كست مئة كبقي بيا إلى أف بمغ سبع‬
‫سنيف(‪.)3‬‬
‫صفتو‪ :‬قاؿ الشككاني(ٗ)‪ :‬ككاف أبيض‪ ،‬أسكد الرأس كالمحية‪ ،‬قميل الشيب‪ ،‬شعره‬
‫إلى شحمة أذنيو‪ ،‬كأف عينيو لساناف ناطقاف‪ ،‬ربعة مف الرجاؿ‪ ،‬بعيد ما بيف‬
‫المنكبيف‪ ،‬جيكرؼ الصكت‪ ،‬فصيحاً‪ ،‬سريع القراءة‪ ،‬تعتريو حدة‪ ،‬لكنو يقيرىا‬
‫بالحمـ(‪.)5‬‬

‫(ٔ) الترجمة الذىبية ألعبلـ آؿ تيمية (ص‪.)ٕٔ:‬‬


‫(ٕ ) البزار‪ :‬خمف بف ىشاـ البزار‪ ،‬األسدؼ‪ ،‬أبك دمحم‪ :‬أحد القراء العشرة‪ .‬كاف عالما عابدا ثقة‪ ،‬كاشتير بب داد‬
‫كتكفي فييا‪ ،‬تكفي(‪ٕٕٜ‬ق)‪ ،‬ديكاف اإلسبلـ (ٕ‪.)ٕٓٛ/‬‬
‫اج‬ ‫جي َّ‬ ‫ٍ‬ ‫بف مكسى ِ‬
‫عمي ِ‬
‫البزُار‪ ،‬سر ُ‬ ‫دادؼ األز ُّ‬
‫ُّ‬ ‫خميل الب‬ ‫بف‬ ‫(ٖ) األعبلـ العمية في مناقب ابف تيمية ‪ ،‬لعمر بف‬
‫ُ ُ ِّ‬
‫حفص‪ ،‬تحقيق‪ :‬زىير الشاكيش‪ ،‬المكتب اإلسبلمي‪-‬بيركت‪ ،‬ط ٖ‪ٔٗٓٓ( ،‬ق)‪( ،‬ص‪.)ٔٙ:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الديف أبك‬
‫(ٗ) الشككاني‪ :‬دمحم بف عمى بف دمحم بف عبدهللا الشككاني ثـ الصنعاني‪ ،‬مكلده(ٖ‪ٔٔٚ‬ق)‪ ،‬مف آثاره فتح القدير‬
‫كنيل األكطار‪ ،‬كالسيل الجرار كتكفى(ٕٓ٘ٔىػ)‪ .‬البدر الطالع بمحاسف مف بعد القرف السابع‪ ،‬تأليف العبلمة‬
‫دمحم بف عمي الشككاني‪ ،‬دار المعرفة– بيركت(ٕ‪.)ٕٓٚ/‬‬
‫(٘) الكافي بالكفيات (ٔ‪.)ٙٗ/‬‬
‫‪6‬‬
‫قكاماً‪،‬‬
‫صكاماً‪َّ ،‬‬
‫نشأة صالح ًة‪ ،‬فكاف تقياً كرعاً‪ ،‬عفيفاً‪َّ ،‬‬
‫نشأتو‪ :‬نشأ –رحمو هللا– ً‬
‫با اًر بكالديو‪ ،‬مقتصداً في المأكل كالممبس‪ِ ،‬‬
‫معرضاً عف الدنيا‪ ،‬كلـ يتزكج‪ ،‬كلـ‬
‫يتسر(ٔ)‪.‬‬
‫ّ‬
‫قاؿ ابف عبد اليادؼ(ٕ)‪ :‬أما مبدأ أمره كنشأتو فقد نشأ مف حيف نشأ في حجكر‬
‫العمماء‪ ،‬راشفاً كؤكس الفيـ‪ ،‬راتعاً في رياض التفقو كدكحات الكتب الجامعة لكل فف‬

‫مف الفنكف‪ ،‬ال يمكؼ إلى غير المطالعة كاالشت اؿ كاألخذ بمعالي األمكر خصكصاً‬
‫عمـ الكتاب العزيز كالسنة النبكية كلكازميا‪ ،‬كلـ يزؿ عمى ذلؾ خمفاً‪ ،‬صالحاً‪ ،‬سمفياً‪،‬‬
‫متألياً عف الدنيا‪ ،‬صيناً‪ ،‬تقياً‪ ،‬ب اًر بأمو‪ ،‬كرعاً‪ ،‬عفيفاً‪ ،‬عابداً‪ ،‬ناسكاً‪ ،‬صكاماً‪ ،‬قكاماً‪،‬‬
‫ذاك اًر هلل تعالى في كل أمر كعمى كل حاؿ‪ ،‬رجاعاً إلى هللا تعالى في سائر األحكاؿ‬
‫كالقضايا‪ ،‬كقافاً عند حدكد هللا تعالى كأكامره كنكاىيو‪ ،‬آم اًر بالمعركؼ‪ ،‬ناىياً‪ ،‬عف‬
‫المنكر‪ ،‬ال تكاد نفسو تشبع مف العمـ‪ ،‬فبل تركػ مف المطالعة‪ ،‬كال تمل مف‬
‫االشت اؿ‪ ،‬كال تكل مف البحث(ٖ)‪.‬‬
‫انتقل بو كالده رحمو هللا إلى دمشق المحركسة‪ ،‬فنشأ بيا أتـ إنشاء كأزكاه‪ ،‬كأنبتو‬
‫هللا أحسف النبات كأكفاه‪ ،‬ككانت مخايل النجابة عميو في ص ره الئحة‪ ،‬كدالئل‬
‫العناية فيو كاضحة‪.‬‬
‫قاؿ البزار‪ :‬اخبرني مف أثق بو عف مف حدثو أف الشيخ رضي هللا عنو في حاؿ‬

‫(ٔ) ذيل طبقات الحنابمة (ٕ‪ ،)ٖٜ٘/‬كاالصل الشرعي الزكاج كليس حجة في عدمو‪.‬‬
‫(ٕ ) ابف عبداليادؼ‪ :‬أحمد بف أحمد بف عبد اليادؼ بف عبد الحميد بف عبد اليادؼ بف يكسف بف دمحم بف قدامة‬
‫شمس الديف الحنبمي‪ ،‬الفقيو البارع المقرغ المجكد المحدث الحافع النحكؼ الحاذؽ صاحب الفنكف‪ ،‬تردد إلى‬
‫ابف تيمية كمير في الفقو كاألصكؿ كالعربية‪ٚٗٗ-ٚٓ٘(،‬ىػ=ٖ٘ٓٔ‪ٖٖٔٗ-‬ـ)‪ .‬الكافي بالكفيات (ٕ‪،)ٖٔٔ/‬‬
‫المعجـ المختص بالمحدثيف لمذىبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪/‬دمحم الحبيب الييمة‪ ،‬مكتبة الصديق‪ ،‬الطائف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٛ( ،‬ىػ‬
‫‪ٜٔٛٛ-‬ـ)‪ ،)ٕٔ٘( ،‬طبقات الحفاظ لمسيكطي لعبد الرحمف بف أبي بكر‪ ،‬جبلؿ الديف السيكطي‬
‫(ت‪ٜٔٔ:‬ىػ)‪ ،‬دار الكتب العممية– بيركت‪ ،‬طٔ‪.)ٕ٘٘( ،)ٖٔٗٓ( ،‬‬
‫(ٖ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪.)ٕٔ:‬‬
‫‪7‬‬
‫ص ره كاف إذا أراد المضي إلى المكتب يعترضو ييكدؼ كاف منزلو بطريقو بمسائل‬
‫يسألو عنيا لما كاف يمكح عميو مف الذكاء كالفطنة‪ ،‬ككاف يجيبو عنيا سريعاً‪ ،‬حتى‬
‫تعجب منو‪ ،‬ثـ إنو صار كمما اجتاز بو يخبره بأشياء مما يدؿ عمى بطبلف ما ىك‬
‫عميو‪ ،‬فمـ يمبث أف أسمـ‪ ،‬كحسف إسبلمو ككاف ذلؾ ببركة الشيخ عمى ص ر سنو(‪.)1‬‬
‫كلـ يزؿ منذ إباف ص ره مست رؽ األكقات في الجيد كاالجتياد‪ ،‬كختـ القراف‬
‫ص ي اًر‪ ،‬ثـ اشت ل بحفع الحديث كالفقو كالعربية حتى برع في ذلؾ مع مبلزمة‬
‫مجالس الذكر كسماع األحاديث كاآلثار(‪.)2‬‬
‫قيل‪ :‬كاف أكؿ سماعو مف ابف عبد الدايـ(ٖ) بدمشق‪ ،‬كىك في السابعة مف عمره‪.‬‬
‫‪ -‬أكائل في حياتو تدؿ عمى النبكغ المبكر‪:‬‬
‫الكتَّاب‪.‬‬
‫• تعمـ الخط كالحساب في ُ‬
‫ِ‬
‫الص ر‪.‬‬
‫• حفع القرآف كىك في ّ‬
‫• أتقف العمكـ مف التفسير كالحديث كالفقو كاألصكؿ كالعربية كالتاريخ كالجبر‬
‫كالمقابمة كالمنطق كالييئة كعمـ أىل الكتابيف‪ ،‬كالممل األخرػ‪ ،‬كعمـ أىل البدع‪،‬‬
‫كغيرىا كىك ابف بضع عشرة سنة‪ ،‬حتى أنو حذؽ العربية في أياـ‪ ،‬كفيـ كتاب‬
‫سيبكيو في أياـ‪ ،‬كفي الحديث َس ِمع المسند مرات كما ضبطت عميو لحنة متفق‬
‫إقباال كميِّا منقطع النظير‪.‬‬
‫عمييا‪ ،‬ككاف إقبالو عمى التفسير ً‬
‫• ناظر كاستدؿ كىك دكف البمكغ‪.‬‬

‫(ٔ) األعبلـ العمية في مناقب ابف تيمية (ص‪.)ٔٚ،ٔٙ:‬‬


‫(ٕ) المصدر نفسو (ص‪.)ٔٛ:‬‬
‫(ٖ) ابف عبد الدايـ‪ :‬أحمد بف عبد الدايـ بف أحمد بف نعمة بف إبراىيـ بف أحمد بف بكير‪ ،‬المعمر العالـ مسند‬
‫الكقت‪ ،‬أبك العباس المقدسي الفندقي الحنبمي‪ ،‬أنشأ خطباً كثيرة‪ ،‬كحدث ستيف سنة‪ ،‬تكفي(‪ٙٙٛ‬ق)‪ ،‬فكات‬
‫الكفيات لدمحم بف شاكر بف أحمد بف عبد الرحمف بف شاكر (ت‪ٚٙٗ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬دار‬
‫صادر–بيركت‪ ،‬طٔ‪ٜٖٔٚ (،‬ـ)‪ ،)ٛٔ/ٔ( ،‬الكافي بالكفيات (‪.)ٕٖ/ٚ‬‬
‫‪8‬‬
‫• أفتى في سف السابعة عشرة مف عمره أؼ سنة ‪ٙٚٚ‬ق‪.‬‬
‫• َد َّرس في الحادية كالعشريف مف عمره أؼ سنة ٔ‪ٙٛ‬ق‪ ،‬بعد مكت أبيو في‬
‫المدرسة السكرية‪ ،‬كتكلى مشيختيا يكـ االثنيف (ٕ‪ٖٙٛ/ٔ/‬ق)‪.‬‬
‫بدأ في التأليف كىك ابف سبع عشرة سنة‪.‬‬

‫كىذا مف البدايات المبكرة الدالة عمى نبكغو‪ ،‬كتأىمو لبلجتياد كالتجديد كاإلمامة‬
‫في العمـ كالديف(ٔ)‪.‬‬

‫كسافر كالداه بو كبإخكتو إلى الشاـ عند جكر التتار‪ ،‬فساركا بالميل كمعيـ الكتب‬
‫عمى عجمة لعدـ الدكاب‪ ،‬فكاد العدك يمحقيـ‪ ،‬ككقفت العجمة‪ ،‬فابتيمكا إلى هللا‪،‬‬
‫كاست اثكا بو‪ ،‬فنجكا كسممكا‪ ،‬كقدمكا دمشق في أثناء سنة سبع كستيف كستمائة(ٕ)‪.‬‬
‫(ٖ)‬
‫مرات‪ ،‬كسمع الكتب الستة الكبار كاألجزاء‪،‬‬ ‫سمع مسند اإلماـ أحمد بف حنبل‬
‫(ٗ)‬
‫الكبير‪ ،‬كعني بالحديث‪ ،‬كق أر كنسخ كتعمـ الخط‬ ‫كمف مسمكعاتو معجـ الطبراني‬
‫كالحساب في المكتب‪ ،‬كحفع القرآف‪ ،‬كأقبل عمى الفقو‪ ،‬كق أر الم ة العربية عمى يد ابف‬

‫(ٔ) الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف‪ ،‬لدمحم عزيز بف شمس كعمي بف دمحم العمراف‪ ،‬دار عالـ‬
‫الفكائد– مكة‪ ،‬ط ٕ‪ٕٕٔٗ( ،‬ىػ)‪( ،‬ص‪.)ٜٔ،ٔٛ‬‬
‫(ٕ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪.)ٔٛ :‬‬
‫َّللا الشيباني كيكنى أبا عبد هللا‪ ،‬كىك ثقة ثبت صدكؽ كثير‬
‫َح َمد ْبف ُم َح َّمد ْبف حنبل ْبف ىبلؿ أَُبك َع ْبد َّ‬
‫(ٖ) ابف حنبل‪ :‬أ ْ‬
‫الحديث‪ ،‬قاؿ بف أبي حاتـ "ىك إماـ حجة"‪ ،‬كقاؿ النسائي‪ :‬الثقة المأمكف"‪ ،‬طاؼ الببلد فركػ عف ابف عمية كابف‬
‫عيينة‪ ،‬كجرير كيحيى بف سعيد القطاف‪ ،‬كعبد هللا بف نمير كعبد الرزاؽ كغيرىـ‪ ،‬مف اشير كتبو المسند‪ ،‬في الحديث‪،‬‬
‫سكف ب داد مات(ٕٔٗىػ)‪ .‬الطبقات الكبرػ أبك عبد هللا دمحم بف سعد بف منيع الياشمي‪ ،‬البصرؼ‪ ،‬الب دادؼ المعركؼ‬
‫بابف سعد (ت‪ٕٖ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬زياد دمحم منصكر‪ ،‬مكتبة العمكـ كالحكـ‪-‬المدينة المنكرة‪ ،‬طٕ‪ٔٗٓٛ( ،‬ق)‪ ،‬ط العممية‬
‫(‪ ،)ٕٖ٘ /ٚ‬التاريخ الكبير لمبخارؼ لدمحم بف إسماعيل البخارؼ‪ ،‬ط‪ :‬دائرة المعارؼ العثمانية‪ ،‬حيدر آباد–الدكف بحكاشي‬
‫المطبكع (ٕ‪ ،)٘/‬تيذيب التيذيب البف حجر العسقبلني‪ ،‬دار الفكر‪ :‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٗ(،‬ىػ)‪.)ٕٚ/ٔ( ،‬‬
‫حجة َب ِقيَّة اْلحفاظ‪،‬‬ ‫َحمد ْبف أيكب ْبف مطير المخمي الطبراني‪ ،‬نزيل أصبياف‪ِ ،‬‬
‫اإل َماـ اْل َّ‬ ‫ِ‬
‫(ٗ) الطبراني‪ :‬أَُبك اْلَقاسـ ُسَم ْيماف ْبف أ ْ َ‬
‫مسند الدنيا‪ ،‬حدث عف ألف شيخ أك يزيدكف‪ ،‬لو المعاجـ الكبير كاالكسط كالص ير‪ٖٙٓ-ٕٙٓ( ،‬ىػ=ٖ‪ٜٚٔ-ٛٚ‬ـ)‪.‬‬
‫تيذيب الكماؿ في أسماء الرجاؿ ليكسف بف عبد الرحمف بف يكسف المزؼ (ت‪ٕٚٗ:‬ىػ) تحقيق‪ :‬د‪/‬بشار عكاد معركؼ‬
‫بيركت‪ ،‬مؤسسة الرسالة–بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٓ( ،‬ق–ٓ‪ٜٔٛ‬ـ)‪ ،)ٕٜٗ/ٔ(،‬طبقات الحفاظ لمسيكطي(ص‪.)ٖٕٚ:‬‬

‫‪9‬‬
‫(ٕ)‬
‫حتى فيـ في النحك‪ ،‬كأقبل عمى‬ ‫عبد القكؼ(ٔ)‪ ،‬ثـ فيميا‪ ،‬كأخذ يتأمل كتاب سيبكيو‬
‫التفسير إقباالً كمياً حتى حاز فيو قصب السبق‪ ،‬كأحكـ أصكؿ الفقو‪ ،‬كغير ذلؾ‪ ،‬ىذا كمو‬
‫كىك ابف بضع عشرة سنة‪ ،‬فانبير أىل دمشق مف فرط ذكائو كسيبلف ذىنو كقكة حافظتو‬
‫كسرعة إدراكو(ٖ)‪.‬‬
‫(ٗ)‬
‫في معجمو المختصر‪ :‬كاف إماماً متبح اًر في عمكـ الديانة‪ ،‬صحيح‬ ‫قاؿ الذىبي‬
‫الذىف‪ ،‬سريع ِ‬
‫اإلدراؾ‪ ،‬سياؿ الفيـ‪ ،‬كثير المحاسف‪ ،‬مكصكفاً بفرط الشجاعة كالكرـ‪ ،‬فارغاً‬
‫عف شيكات المأكل كالممبس كالجماع‪ ،‬ال لذة لو في غير نشر العمـ كتدكينو كالعمل‬
‫بمقتضاه(‪.)5‬‬
‫حبسو‪ :‬حبس بالقمعة‪ ،‬ثـ أخرج في عاشكراء سنة ٕٔ‪ ٚ‬ثـ قامكا عميو مرة أخرػ في‬
‫شعباف سنة ‪ ٕٚٙ‬بسبب مسألة الزيارة كاعتقل بالقمعة‪ ،‬فمـ يزؿ بيا إلى أف مات(‪.)ٙ‬‬
‫قاؿ الذىبي‪ :‬كقد امتحف كأكذؼ مرات‪ ،‬كحبس بقمعة مصر كالقاىرة كاإلسكندرية‬
‫كبقمعة دمشق مرتيف‪ ،‬كبيا تكفي في العشريف مف ذؼ القعدة‪ ،‬سنة ثماف كعشريف‬

‫(ٔ) ابف عبد القكؼ‪ :‬دمحم بف عبد القكؼ بف بدراف‪ ،‬العبلمة المفتي النحكؼ بقية السمف شمس الديف‪ ،‬أبك عبد هللا‪،‬‬
‫المقدسي‪ ،‬المصرؼ‪ ،‬ثـ المرادكؼ‪ ،‬كركػ عف خطيب مردا ‪ ،‬كابف عبد اليادؼ‪ ،‬كق أر عمى الشيكخ ثـ برع في‬
‫المذىب كالعربية‪ٖٙٓ( ،‬ق‪ٜٜٙ-‬ق) المعجـ المختص بالمحدثيف (ص‪.)ٕٗٔ:‬‬
‫(ٕ ) سيبكيو‪ :‬أبك بشر عمرك بف عثماف بف قنبر‪ ،‬الممقب سيبكيو‪ ،‬كاف أعمـ المتقدميف كالمتأخريف بالنحك‪ ،‬كلـ يكضع‬
‫فيو مثل كتابو‪ ،‬إماـ النحك‪ ،‬حجة العرب‪ ،‬أخذ سيبكيو النحك عف الخميل بف أحمد ك األخفش‪( ،‬تكفيٓ‪ٔٛ‬ق)‪.‬‬
‫كفيات األعياف (ٖ‪ ،)ٖٗٙ/‬تيذيب الكماؿ في أسماء الرجاؿ (‪ ،)ٖٖٕ/ٛ‬سير أعبلـ النببلء ط الرسالة (‪.)ٖ٘ٔ/ٛ‬‬
‫(ٖ) العقكد الدرية (ص‪.)ٕٓ:‬‬
‫(ٗ) الذىبي‪ :‬الحافع دمحم بف أحمد بف عثماف بف قايماز بف عبد هللا‪ ،‬التركماني األصل‪ ،‬الفارقي ثػـ الدمشػقي‪ ،‬أبػك عبػد‬
‫هللا شمس الديف الذىبي‪ ،‬حافع‪ ،‬مؤرخ‪ ،‬عبلمة محقق‪ ،‬مير في فف الحديث كغيػره كجمػع فيػو المجػاميع‪ ،‬مػف كتبػو‪:‬‬
‫أخبػػار قضػػاة دمشػػق‪ ،‬اإلعػػبلـ بالكفيػػات‪ ،‬تػػاريخ اإلسػػبلـ فػػي اثنػػي عشػػر مجمػػدا‪ ،‬الػػدرة اليتيمػػة فػػي سػػيرة ابػػف تيميػػة‪،‬‬
‫تاريخ اإلسبلـ الكبير ‪ ٖٙ‬مجمدًا‪ ،‬كسير النببلء‪ ،‬اإلعبلـ بكفيػات اإلعػبلـ‪ ،‬تجريػد أسػماء الصػحابة‪ ،‬المسػتدرؾ عمػى‬
‫مستدرؾ الحاكـ‪ٚٗٛ-ٖٙٚ(،‬ىػ=ٗ‪ٖٔٗٛ-ٕٔٚ‬ـ)‪ ،‬تذكرة طبقات الحفاظ لمذىبي(ٔ‪.)ٗ/‬‬
‫(٘) ذيل طبقات الحنابمة (ٗ‪.)ٜٗٛ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة البف حجر العسقبلني‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم عبد المعيد ضاف‪ ،‬مجمس دائرة‬
‫المعارؼ العثمانية‪ -‬صيدر أباد‪/‬اليند‪ ،‬طٕ‪ٕ،ٖٜٔ‬ىػ‪ٜٕٔٚ/‬ـ‪.)ٔٚٗ/ٔ( ،‬‬

‫‪11‬‬
‫معتقبل ثـ جيز‪ ،‬كأخرج إلى جامع البمد‪ ،‬فشيده أمـ ال‬
‫ً‬ ‫كسبعمائة في قاعة‬

‫يحصكف(ٔ)‪.‬‬
‫وفاتو‪ :‬قاؿ ابف عبد اليادؼ‪ :‬ثـ إف الشيخ رحمو هللا تعالى بقي مقيماً بالقمعة‬
‫سنتيف كثبلثة أشير كأياماً‪ ،‬ثـ تكفي إلى رحمة هللا كرضكانو‪ ،‬كما برح في ىذه المدة‬
‫مكباً عمى العبادة كالتبلكة كالذكر‪ ،‬كتصنيف الكتب كالرد عمى المخالفيف‪ ،‬ككتب عمى‬
‫تفسير القرآف العظيـ جممة كثيرة تشتمل نفائس جميمة كنكت دقيقة كمعاف لطيفة‪،‬‬
‫كبيف في ذلؾ مكاضع كثيرة أشكمت عمى خمق مف عمماء أىل التفسير‪ ،‬ككتب في‬
‫المسألة التي حبس بسببيا عدة مجمدات‪ ،‬أيضاً)ٕ(‪.‬‬
‫في ترجمتو البف ِ‬
‫تيمية‪ :‬ككاف قبل مكتو قد منع‬ ‫(ٖ)‬
‫قاؿ ابف فضل هللا العمرؼ‬
‫الدكاة كالقمـ‪ ،‬كطبع عمى قمبو منو طابع األلـ‪ ،‬فكاف ذلؾ مبدأ مرضو‪ ،‬كمنشأ‬
‫عرضو(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف عبداليادؼ الدمشقي‪-‬كىك مف تبلمذة ابف تيمية‪ :-‬كلما أخرج ما عنده‬
‫مف الكتب كاألكراؽ حمل إلى القاضي عبلء الديف القكنكؼ(٘)‪ ،‬كجعل تحت يده في‬

‫(ٔ) تذكرة الحفاظ لشمس الديف أبي عبد هللا دمحم بف أحمد بف عثماف بف قايماز الذىبي (ت‪ٚٗٛ:‬ىػ)‪ ،‬دار الكتب العممية‬
‫بيركت‪-‬لبناف‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٔ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٛ-‬ـ)‪.)ٜٕٔ/ٗ( .‬‬
‫(ٕ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪.)ٖٚٚ:‬‬
‫(ٖ) العمرؼ‪ :‬زيد بف أسمـ العدكؼ العمرؼ‪ ،‬مكالىـ‪ ،‬أبك أسامة أك أبك عبد هللا‪ :‬فقيو مفسر‪ ،‬مف أىل المدينة كاف مع عمر‬
‫بف عبد العزيز أياـ خبلفتو‪ .‬كاستقدمو الكليد بف يزيد‪ ،‬في جماعة مف فقياء المدينة‪ ،‬إلى دمشق‪ ،‬مستفتيا في أمر‪،‬‬
‫ككاف ثقة‪ ،‬كثير الحديث‪ ،‬لو حمقة في المسجد النبكؼ‪ ،‬كلو كتاب في التفسير ركاه عنو كلده عبد الرحمف‪( ،‬ت‪ٖٔٙ:‬ق)‪.‬‬
‫انظر الطبقات الكبرػ (ٔ‪.)ٖٔٗ/‬‬
‫(ٗ) الشيادة الزكية في ثناء األئمة عمى ابف تيمية لمرعي بف يكسف الكرمى المقدسي (ت‪ٖٖٔٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬نجـ عبد‬
‫الرحمف خمف‪ ،‬الفرقاف ‪ ،‬مؤسسة الرسالة – بيركت‪ ،‬طٔ‪( ،)ٔٗٓٗ(،‬ص‪.)ٙٙ :‬‬
‫(٘) عبلء الديف القكنكؼ‪ :‬قاضي القضاة بدمشق عمي بف محمكد بف حميد‪ ،‬الصكفي‪ ،‬إماـ ديف متكاضع صيف‪ ،‬سمع‬
‫الحديث مف ابف عساكر كابف القيـ كالحافظيف أبي دمحم الدمياطي كابف دقيق العيد‪ٙٙٛ( ،‬ق‪ٜٚٗ-‬ق)‪ .‬الكافي بالكفيات‬
‫(ٕٓ‪ ،)ٔٗٛ/‬الكافي بالكفيات (ٕٕ‪ ،)ٔٔٛ/‬طبقات الشافعية الكبرػ لتاج الديف عبد الكىاب السبكي (ت‪ٚٚٔ:‬ىػ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمكد دمحم الطناحي د‪ .‬عبد الفتاح دمحم الحمك‪ ،‬ىجر لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬طٕ‪ٖٔٗٔ( ،‬ىػ)‪،‬‬
‫(ٓٔ‪ ،)ٖٕٔ/‬الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة(ٗ‪.)ٔ٘ٓ/‬‬

‫‪11‬‬
‫المدرسة العادلية‪ ،‬كأقبل الشيخ بعد إخراجيا عمى العبادة كالتبلكة كالذكر كالتيجد حتى أتاه‬
‫اليقيف‪ ،‬كختـ القرآف مدة إقامتو بالقمعة ثمانيف أك إحدػ كثمانيف ختمة‪ ،‬انتيى في آخر‬

‫ختمة إلى آخر اقتربت الساعة ﮋ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﮊ(ٔ)‪ ،‬ثـ كممت عميو بعد‬

‫كفاتو كىك مسجى‪ ،‬ككانت مدة مرضو بضعة كعشريف يكماً‪ ،‬كأكثر الناس ما عممكا‬
‫بمرضو‪ ،‬فمـ يفجأ الخمق إال نعيو‪ ،‬فاشتد التأسف عميو‪ ،‬ككثر البكاء كالحزف‪ ،‬كدخل إليو‬
‫أقاربو كأصحابو‪ ،‬كازدحـ الخمق عمى باب القمعة كالطرقات‪ ،‬كامتؤل جامع دمشق‪ ،‬كصمكا‬
‫عميو‪ ،‬كحمل عمى الرؤكس‪ ،‬رحمو هللا)ٕ(‪.‬‬
‫قاؿ الصبلح الصفدؼ‪ :‬كاف كثي اًر ما ينشد‪:‬‬
‫تمػ ػػكت النف ػػكس بأكصابيا ‪ ...‬كلـ تدر عػ ػكادىا ما بي ػ ػػا‬
‫(ٖ)‬
‫كما أنصفت ميجة تشتكي ‪ ...‬أذاىا إلى غير أحبابيا‬
‫قاؿ البزار ‪-‬كىك مف تبلميذ ابف تيمية‪ :-‬أخبرني غير كاحد ممف كاف حاض اًر بدمشق‬
‫حيف كفاتو‪ ،‬قالكا إف الشيخ رحمو هللا‪ ،‬مرض أياماً يسيرة‪ ،‬ككاف إذ ذاؾ الكاتب شمس‬
‫الديف الكزير بدمشق المحركسة‪ ،‬فمما عمـ بمرضو استأذف في الدخكؿ عميو لعيادتو‪ ،‬فأذف‬
‫الشيخ لو في ذلؾ‪ ،‬فمما جمس عنده اخذ يعتذر لو عف نفسو‪ ،‬كيمتمس منو أف يحمو مما‬
‫عساه أف يككف قد كقع منو في حقو مف تقصير أك غيره‪ ،‬فأجابو الشيخ رضي هللا عنو‬
‫بأني قد احممتؾ كجميع مف عاداني كىك ال يعمـ أني عمى الحق‪ ،‬كقاؿ ما معناه‪ :‬إني‬
‫قد أحممت السمطاف الممؾ الناصر مف حبسو إياؼ؛ لككنو فعل ذلؾ مقمداً غيره معذك اًر‪،‬‬
‫كلـ يفعمو لحع نفسو‪ ،‬بل لما بم و مما ظنو حقا مف مبم و‪ ،‬كهللا يعمـ أنو بخبلفو‪ ،‬كقد‬
‫احممت كل كاحد مما كاف بيني كبينو إال مف كاف عدكاً هلل كرسكلو(ٗ)‪.‬‬

‫(ٔ) سكرة القمر‪ :‬آية٘٘‪.‬‬


‫(ٕ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪.)ٖٛٗ:‬‬
‫(ٖ) الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة (ٔ‪.)ٔٚٗ/‬‬
‫(ٗ) االعبلـ العمية في مناقب ابف تيمية (صٕ‪.)ٛ‬‬

‫‪12‬‬
‫قاؿ ابف كثير(ٔ)‪ :‬الشيخ تقي الديف ابف تيمية رحمو هللا تكفي ببمده دمشق‪،‬‬
‫كأىميا ال يعشركف أىل ب داد حينئذ كثرة‪ ،‬كلكنيـ اجتمعكا لجنازتو اجتماعاً لك جمعيـ‬
‫سمطاف قاىر‪ ،‬كديكاف حاصر لما بم كا ىذه الكثرة التي اجتمعكىا في جنازتو‪ ،‬كانتيكا‬
‫إلييا‪ ،‬ىذا مع أف الرجل مات بالقمعة محبكساً مف جية السمطاف‪ ،‬ككثير مف الفقياء‬

‫كالفقراء يذكركف عنو لمناس أشياء كثيرة‪ ،‬مما ينفر منيا طباع أىل األدياف‪ ،‬فضبلً‬
‫عف أىل اإلسبلـ‪.‬‬
‫ذكر تاريخ كفاتو في الكافي بالكفيات‪ ،‬قاؿ‪ :‬تكفي سنة (‪ٕٚٛ‬ق))ٕ(‪.‬‬
‫ذكر كفاتو مؤذف القمعة عمى المنارة‪ ،‬كتكمـ بو الحراس عمى األبرجة‪ ،‬فما أصبح‬
‫الناس إال كقد تسامعكا بيذا الخطب العظيـ كاألمر الجسيـ‪ ،‬فبادر الناس عمى الفكر‬
‫إلى االجتماع حكؿ القمعة مف كل مكاف أمكنيـ المجيء منو‪ ،‬حتى مف ال كطة‬
‫كالمرج‪ ،‬كلـ يطبخ أىل األسكاؽ شيئاً‪ ،‬كال فتحكا كثي اًر مف الدكاكيف التي مف شأنيا‬
‫أف تفتح أكائل النيار عمى العادة(ٖ)‪.‬‬
‫قالكا‪ :‬فما ىك إال أف سمع الناس بمكتو‪ ،‬فمـ يبق في دمشق مف يستطيع‬
‫المجيء لمصبلة عميو إال حضر لذلؾ‪ ،‬كتفرغ لو حتى غمقت األسكاؽ بدمشق‪،‬‬
‫كعطمت معايشيا حينئذ‪ ،‬كحصل لمناس بمصابو أمر ش ميـ عف غالب أمكرىـ‬

‫(ٔ) ابف كثير‪ :‬عماد الديف أبك الفداء إسماعيل بف عمر بف كثير القرشي البصركؼ ثـ الدمشقي العبلمة الحافع‬
‫المحدث المتقف ال مفتي البارع الفقيو‪ ،‬كانت لو خصكصية بالشيخ تقي الديف بف تيمية‪ ،‬كمناضمة عنو‪ ،‬كاتباع لو‬
‫في كثير مف آرائو‪ ،‬صاحب المؤلفات الكثيرة أعظميا تفسيره المشيكر المعركؼ‪ ،‬ككتاب البداية كالنياية‪-ٚٓٔ( ،‬‬
‫ٗ‪ٚٚ‬ق=ٕٖٓٔ‪ٖٖٔٚ-‬ـ)‪ .‬تيذيب الكماؿ في أسماء الرجاؿ (ٔ‪ ،)ٙٗ/‬سير أعبلـ النببلء‪ ،)ٕٜ/ٔ( ،‬التكميل في‬
‫الجرح كالتعديل كمعرفة الثقات كالضعفاء كالمجاىيل البف كثير (ت‪ٚٚٗ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬شادؼ بف دمحم بف سالـ‬
‫آؿ نعماف‪ ،‬مركز النعماف لمبحكث كالدراسات اإلسبلمية كتحقيق التراث كالترجمة‪ ،‬اليمف‪ ،‬طٔ‪ٖٕٔٗ(،‬ىػ‪-‬‬
‫ٕٔٔٓـ)‪ ،)ٜ/ٔ( ،‬الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة (ٔ‪ ،)ٗٗٙ/‬طبقات المفسريف لدمحم بف عمي بف أحمد‪،‬‬
‫الداككدؼ‪ ،‬دار الكتب العممية – بيركت (ٔ‪.)ٕٔٔ/‬‬
‫(ٕ) الكافي بالكفيات (‪.)ٔٔ/ٚ‬‬
‫(ٖ) البداية كالنياية ألبك الفداء إسماعيل كثير القرشي البصرؼ ثـ الدمشقي(ت‪ٚٚٗ:‬ىػ)‪ ،‬دار الفكر (ٗٔ‪.)ٖٔٛ/‬‬

‫‪13‬‬
‫كأسبابيـ‪ ،‬كخرج األمراء كالرؤساء كالعمماء كالفقياء كاألتراؾ كاألجناد كالرجاؿ كالنساء‬
‫كالصبياف مف الخكاص كالعكاـ‪ ،‬كلـ يتخمف أحد مف غالب الناس فيما أعمـ إال ثبلثة‬
‫أنفس كانكا قد اشتيركا بمعاندتو‪ ،‬فاختفكا مف الناس خكفاً عمى أنفسيـ بحيث غمب‬
‫عمى ظنيـ أنيـ متى خرجكا رجميـ الناس فأىمككىـ)ٔ(‪.‬‬
‫فأكب الناس عمى الجنازة مف كل جانب حتى ُخشي عمى النعش أف يحطـ قبل‬
‫كصكلو إلى القبر‪ ،‬فأحدؽ بيا األمراء كاألجناد‪ ،‬كاجتمع األتراؾ‪ ،‬فمنعكا الناس مف‬
‫الزحاـ عمييا خشية مف سقكطيا كعمييـ مف اختناؽ بعضيـ‪ ،‬كجعمكا يردكنيـ عف‬
‫الجنازة بكل ما يمكنيـ كىـ ال يزدادكف إال ازدحاماً ككثرة‪ ،‬حتى ادخمت جامع بني‬
‫أمية‪ ،‬ظناً منيـ أنو يسع الناس‪ ،‬فبقي كثير مف الناس خارج الجامع‪ ،‬كصمي عميو‬
‫رضي هللا عنو في الجامع‪ ،‬كلـ ير لجنازة أحد ما رئي لجنازتو مف الكقار كالييبة‬
‫كالعظمة كالجبللة كتعظيـ الناس ليا كتكقيرىـ إياىا كتفخيميـ أمر صاحبيا كثنائيـ‬
‫عميو بما كاف عميو مف العمـ كالعمل كالزىادة كالعبادة كاالعراض عف الدنيا‬
‫كاالشت اؿ باآلخرة كالفقر كاإليثار كالكرـ كالمركءة‪ ،‬ثـ جعل الناس يتناكبكف قبره‬
‫لمصبلة عميو مف القرػ كاألطراؼ كاألماكف كالببلد مشاة كركباناً(ٕ)‪.‬‬
‫كتقدـ في الصبلة عميو ىناؾ أخكه زيف الديف عبد الرحمف‪ ،‬كحمل إلى مقبرة‬
‫الصكفية‪ ،‬فدفف إلى جانب أخيو شرؼ الديف عبد هللا رحميما هللا‪ ،‬ككاف دفنو كقت‬
‫العصر أك قبميا بيسير)ٖ(‪.‬‬
‫قاؿ بعض مف حضر مف الثقات‪ :‬كنت ممف صمى عميو في الجامع‪ ،‬ككاف لي‬

‫مستشرؼ عمى المكاف الذؼ صمي عميو بظاىر دمشق‪ ،‬كجعمت أنظر يميناً كشماالً‬
‫َ‬

‫(ٔ) األعبلـ العمية في مناقب ابف تيمية (ص‪.)ٖٛ،ٕٛ:‬‬


‫(ٕ) المرجع نفسو (ص‪.)ٛ٘،ٖٛ:‬‬
‫(ٖ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪.)ٖٛٚ:‬‬
‫‪14‬‬
‫كال أدرؼ أكاخرىـ‪ ،‬بل رأيت الناس قد طبقكا تمؾ األرض كميا‪ ،‬كاتفق جماعة ممف‬
‫حضر كشاىد الناس كالمصميف عميو عمى إنيـ يزيدكف عمى نحك مف خمسمائة‬
‫ألف‪ ،‬كحضرىا نساء كثير قدرف بخمسة عشر ألفاً‪ ،‬قاؿ أىل التاريخ‪ :‬لـ يسمع في‬
‫جنازة بمثل ىذا الجمع إال جنازة اإلماـ أحمد بف حنبل‪ ،‬كما كصل خبر مكتو إلى بمد‬
‫إال كصمي عميو في جميع جكامعو كمجامعو‪ ،‬خصكصاً أرض مصر كالشاـ كالعراؽ‬
‫كتبريز كالبصرة كقراىا‪ ,‬قاؿ الحافع ابف رجب‪ :‬صمى عمى ابف تيمية صبلة ال ائب‬
‫في غالب ببلد اإلسبلـ القريبة كالبعيدة حتى في اليمف كالصيف‪ ،‬كأخبر المسافركف‬
‫الصبلة عمى ترجماف القرآف‬
‫َ‬ ‫أنو نكدؼ بأقصى ببلد الصيف لمصبلة عميو يكـ جمعة‪:‬‬
‫رحمو هللا تعالى(ٔ)‪.‬‬

‫(ٔ) الشيادة الزكية في ثناء األئمة عمى ابف تيمية (ص‪.)ٜٙ،ٙٛ :‬‬

‫‪15‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫عصر اإلمام ابن تيمية‬
‫وفيو ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬الحالة السياسية‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الحالة االجتماعية‬
‫المطمب الثالث‪ :‬الحالة العممية والفكرية‬

‫‪16‬‬
‫المطمب األول‪:‬‬
‫الحالة السياسية‬
‫كانت الببلد اإلسبلمية تعيش بما يسمى العصكر الكسطى‪ ،‬كىي عبارة عف‬
‫مماليؾ ص يرة يحكميا أمراء غير خاضعيف لسمطاف الخبلفة في ب داد‪ ،‬ككثي اًر ما‬
‫كاف يحفزىـ الطمع في سعة الممؾ إلى مقاتمة بعضيـ‪ ،‬حتى كاف منيـ مف ال يتكرع‬
‫في سبيل ذلؾ أف يستعيف بالركـ كغيرىـ مف أعداء اإلسبلـ عمى غزك مف جاكرىـ‬
‫مف المسمميف(ٔ)‪.‬‬
‫كيستطيع ا لكاصف لمحالة السياسية لعصر ابف تيمية رحمو هللا أف يحدد معالميا‬
‫بثبلثة أمكر رئيسة‪ :‬أ‪ -‬غزك التتار لمعالـ اإلسبلمي‪.‬‬
‫ب‪ -‬ىجكـ الفرنجة عمى العالـ اإلسبلمي‪.‬‬
‫جػ‪ -‬الفتف الداخمية‪ ،‬كخاصة بيف المماليؾ كالتتار كالمسمميف‪.‬‬
‫(ٕ)‬
‫كصفاً دقيقاً لذلؾ العصر‪ ،‬كىك مف أىمو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬كلقد بمي‬ ‫كقد ذكر ابف األثير‬
‫اإلسبلـ كالمسممكف في ىذه المدة بمصائب لـ يبتل بيا أحد مف األمـ‪ ،‬منيا التتر‬
‫حيف أقبمكا مف المشرؽ‪ ،‬ففعمكا األفعاؿ التي يستعظميا كل مف سمع بيا‪ ،‬كمنيا‬
‫خركج الفرنج‪ ،‬مف الم رب إلى الشاـ‪ ،‬كقصدىـ ديار مصر‪ ،‬كممكيـ ث ر دمياط‬
‫منيا‪ ،‬كأشرفت ديار مصر كالشاـ كغيرىا عمى أف يممككىا لكال لطف هللا تعالى‪ ،‬منيا‬
‫أف الذؼ سمـ مف ىاتيف الطائفتيف فالسيف بينيـ مسمكؿ‪ ،‬كالفتنة قائمة(ٖ)‪.‬‬

‫(ٔ) باعث النيضة اإلسبلمية ابف تيمية السمفي لدمحم خميل ىراس‪ ،‬المطبعة اليكسفية‪-‬طنطا‪ ،‬طٔ‪ٖٕٔٚ(،‬ق)‪.‬‬
‫(ٕ) ابف األثير‪ :‬ابك السعادات مجد الديف‪ ،‬المبارؾ بف دمحم بف دمحم الشيباني‪ ،‬محدث ل كػ أصكلي لو النياية في‬
‫غريب الحديث‪ ،‬كجامع األصكؿ كغيرىا‪( ،‬تٔ‪ٕٙ‬ق)‪ .‬مكسكعة األعبلـ (ٔ‪ .)ٛ/‬معجـ األدباء=إرشاد األريب إلى‬
‫معرفة األديب لشياب الديف أبك عبد هللا ياقكت بف عبد هللا الركمي الحمكؼ (ت‪ٕٙٙ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحساف عباس‪،‬‬
‫دار ال رب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٗ( ،‬ىػ‪ٜٜٖٔ-‬ـ)‪.)ٖٔٓٓ/ٚ( ،‬‬
‫(ٖ) الكامل في التاريخ ألبك الحسف عمي بف دمحم بف دمحم بف عبد الكريـ الشيباني الجزرؼ‪ ،‬ابف األثير تحقيق‪ :‬عمر‬
‫عبد السبلـ تدمرؼ‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيركت‪-‬لبناف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ(،‬ىػ‪ٜٜٔٚ/‬ـ)‪.)ٖٖ٘/ٔٓ( ،‬‬

‫‪17‬‬
‫كلـ يكف ابف تيمية العالـ المجتيد في عمكـ الشريعة كفركعيا أك الناقد البلذع‬
‫لخصكمو مف المخالفيف لو في العقيدة أك المحدث البارع في عمكـ الحديث كمعرفة‬

‫طبقات الرجاؿ‪ ،‬كانما كاف أيضاً مع ىذا كمو قائداً عسكرياً عظيماً‪ ،‬كسياسياً محنكاً‬
‫ناب اً‪ ،‬فقد كتب الرسائل العديدة في السياسة اإلسبلمية‪ ،‬مف أىميا‪ :‬رسالة السياسة‬
‫الشرعية بيف الراعي كالرعية‪ ،‬كرسالة الحسبة في اإلسبلـ أك كظيفة الحككمة‬
‫(ٔ)‬
‫أف يجمع آراءه‬ ‫اإلسبلمية‪ ،‬كفتاكػ أخرػ ال تحصى‪ ،‬مما حدا بأحد المستشرقيف‬
‫في السياسة االجتماعية‪ ،‬كأف يجعميا مكضكعاً إلحدػ الرسالتيف المتيف تحصل بيما‬
‫عمى الدكتكراه مف باريس(ٕ)‪.‬‬

‫لقد نشأ ابف تيمية (ٔ‪ٕٚٛ-ٙٙ‬ق) في عصر مضطرب سياسياً كاقتصادياً‬


‫كعسكرياً‪ ،‬ككذلؾ األخبلؽ كالعادات‪ ،‬متزعزع العكاطف كاالنفعاالت‪ ،‬عصر الحركب‬
‫الصميبية في نيايتيا (٘‪ٕٔٚٓ-ٜٔٓ‬ـ)‪ ،‬كال ارات التترية في شدتيا (‪ٕٔ٘ٛ‬ـ)‪،‬‬
‫كعصر دكلة المماليؾ (٘‪ٖٕٔٛ-ٜٔٓ‬ـ)‪ ،‬في ىيمنتيا عمى مصر كالشاـ‪ ،‬ككانت‬
‫الببلد اإلسبلمية في تمؾ الفترة عبارة عف مماليؾ ص يرة‪ ،‬يحكميا أمراء غير خاضعيف‬
‫لسمطاف الخبلفة اإلسبلمية‪ ،‬كلقد استمرت الحركب الصميبية في ببلد المسمميف نحك‬
‫قرنيف مف الزماف (٘‪ٕٔٚٓ-ٜٔٓ‬ـ)‪ ،‬يقكدىا أعداء هللا حممة لبلستيبلء عمى ببلد‬
‫(ٖ)‬
‫اإلسبلـ‪ ،‬حتى أذف هللا بانقضاء دكلتيـ كزكاؿ آخر خطرىـ عمى يد الصالح أيكب‬
‫كامرأتو شجرة الدر(ٗ)‪ ،‬ككانت امرأة عاقمة ميذبة خبيرة باألمكر‪ ،‬ككاف يرجع إلييا‬

‫(ٔ) كىك الفرنسي ىنرؼ الكست‪.‬‬


‫(ٕ) لمحات تاريخية مف حياة ابف تيمية لصالح بف سعيد ىبلبي‪ ،‬الجامعة اإلسبلمية بالمدينة المنكرة‪.)ٜٔٔ/ٙ( ،‬‬
‫(ٖ) الصالح أيكب‪ :‬أيكب بف دمحم بف العادؿ‪ ،‬السمطاف الكبير الممؾ الصالح‪ ،‬تكفي ككانت مدة مممكتو لمديار المصرية تسع‬
‫سنيف كثمانية أشير كعشريف يكماً ككاف عمره نحكٗٗ سنة‪ .‬البداية كالنياية ألبي الفداء ابف كثير‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي شيرؼ‪،‬‬
‫دار إحياء التراث العربي‪ ،‬طٔ‪،ٔٗٓٛ( ،‬ىػ‪ٜٔٛٛ-‬ـ)‪ ،)ٕٓٙ/ٖٔ( ،‬سير أعبلـ النببلء ط الحديث (‪.)ٔٓٛ/ٔٚ‬‬
‫(ٗ) شجرة الدر‪ :‬ىي الممكة عصمت الديف أـ خميل شجرة الدر محظية السمطاف الصالح نجـ الديف أبي الفتكح أيكب كأـ‬
‫كلده السمطاف خميل‪ .‬الدر المنثكر في طبقات ربات الخدكر لزينب بنت عمي بف حسيف بف عبيد هللا بف حسف بف‬
‫إبراىيـ العاممي (ت‪ٖٖٔ:‬ىػ)‪ ،‬المطبعة الكبرػ األميرية‪ ،‬مصر‪ ،‬طٔ‪ٖٕٔٔ( ،‬ىػ)‪( ،‬ص‪.)ٕ٘٘:‬‬

‫‪18‬‬
‫بالرأؼ الممؾ الصالح أيكب كيستشيرىا في ميمات األمكر(ٔ)‪.‬‬
‫كقد أشار ابف تيمية ليذه الحركب كأسبابيا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬فمما ظير النفاؽ كالبدع‬
‫كالفجكر المخالف لديف الرسكؿ سمطت عمييـ األعداء‪ ،‬فخرجت الركـ النصارػ الى‬
‫الشاـ كالجزيرة مرة بعد مرة‪ ،‬كاخذكا الث كر الشامية شيئاً بعد شيء‪ ،‬إلى أف أخذكا‬
‫بيت المقدس في أكاخر المائة الرابعة‪.‬‬
‫الحروب الصميبية‪:‬‬
‫دعا البابا جمكع المسيحييف لمحرب عمى ببلد المسمميف‪ ،‬كحممكا الصميب عبلمة‬
‫لبلستجابة لمبابا حامل الصميب‪ ،‬كلذا عرفت باسـ الحركب الصميبية‪ .‬فتحركت‬
‫(ٕ)‬
‫بقيادة بطرس الناسؾ‪،‬‬ ‫الحممة الصميبية األكلى سنة ‪ٜٔٓٚ‬ـ باتجاه مدينة (نيقية)‬
‫كبمغ عددىـ مميكف شخص‪ ،‬كاستكلكا عمييا‪ ،‬ثـ زحفكا نحكا أنطاكية ‪،‬ثـ بدأ ال زك‬
‫الصميبي عمى الشاـ‪ ،‬كما إف كصمكا إلييا حتى اضطربت الببلد لكثرة عددىـ‪ ،‬كفزع‬
‫الناس‪ ،‬كتحرككا نحك بيت المقدس بعد ببلد الشاـ كصادفكا مقاكمة شديدة‪ ،‬لكف‬
‫دخمكا فقتمكا األبرياء‪ ،‬كاستباحكا الدماء حتى النساء كاألطفاؿ‪ ،‬كلـ يراعكا حرمة‬
‫المسجد األقصى‪ ،‬فقتمكا كل مف احتمى بو مف المسمميف‪ ،‬ككصل قتبلىـ أكثر مف‬
‫سبعيف ألف محتميف باألقصى‪ ،‬صرح أحد مؤرخييـ‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إف بيت المقدس شيدت‬
‫عندما دخميا الصميبيكف مذبحو رىيبة‪ ،‬حتى أصبح البمد مخاضة كاسعة مف دماء‬

‫(ٔ) كتاب ابف تيمية كجيكده في التفسير إلبراىيـ خميل بركو (ص‪.)ٔٓ،ٜ‬‬
‫(ٕ) ِن ِيقَي ُة‪ :‬مدينة أنيقة‪ ،‬كىي مف أعماؿ إسطنبكؿ عمى البر الشرقي‪ ،‬كىي عمى بحيرة عذبة الماء‪ ،‬مدينة قديمة‬
‫أزلية‪ .‬نزىة المشتاؽ في اختراؽ اآلفاؽ لدمحم بف دمحم بف عبد هللا بف إدريس الحسني الطالبي‪ ،‬المعركؼ‬
‫بالشريف االدريسي (ت‪٘ٙٓ:‬ىػ)‪ ،‬عالـ الكتب‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٓ( ،‬ق)‪ ،)ٛٓ٘/ٕ( ،‬معجـ البمداف لشياب‬
‫الديف ياقكت بف عبد هللا الركمي الحمكؼ (ت‪ٕٙٙ:‬ىػ)‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٕ‪ٜٜٔ٘( ،‬ـ)‪،)ٖٖٖ/٘( ،‬‬
‫مراصد االطبلع عمى اسماء االمكنة كالبقاع (ٖ‪ ،)ٕٔٗٔ/‬الركض المعطار في خبر األقطار لدمحم بف عبد‬
‫الحميرػ (ت‪ٜٓٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬مؤسسة ناصر لمثقافة ‪-‬بيركت‪ -‬طبع عمى مطابع دار‬ ‫هللا ِ‬
‫السراج‪ ،‬طٕ‪ٜٔٛٓ( ،‬ـ)‪( ،‬ص‪ ،)ٜ٘ٛ:‬ابف تيمية حياتو كعصره كآراؤه كفقيو البكزىرة (صٖٔٔ)‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫المسمميف أثارت خكؼ ال زاة كاشمئزازىـ‪.‬‬
‫كلـ يكف مركز الخبلفة قكياً إلى الحد الذؼ يستطيع معو اخضاع ىذه األطراؼ‬
‫كضميا الى حكزتو‪ ،‬كقد أدػ ضعف الخبلفة العباسية الى التفكؾ كاالنقساـ بيف‬
‫األمراء إلى نتيجة محتكمة‪ ،‬كىي ضعف المسمميف عف مقاكمة أعدائيـ مف التتار‬
‫كالصميبييف‪ ،‬فأما ب داد فإنيا لـ تبتل فقط بالتتر‪ ،‬كىـ ببلء في األرض كشر‬
‫مستطير‪ ،‬فقد ابتميت بمف فييا‪ ،‬فقد كاف الييكد كالنصارػ قد مالؤكا التتار‪،‬‬
‫(ٔ)‬
‫كزير المستعصـ آخر‬ ‫ككاتبكىـ‪ ،‬ككاف فييا مف ىك أدىى كأمر كىك ابف العمقمي‬
‫خميفة عباسي أقاـ بب داد‪ ،‬ككاف ذلؾ الكزير شيعياً غالياً‪ ،‬ارتضى لنفسو أف يمالىء‬
‫عبدة الشمس مف التتار‪ ،‬عمى عبدة الكاحد القيار‪ ،‬عمل عمى إضعاؼ جند ب داد‪،‬‬
‫فقد كاف فييا عند تكليو مائة ألف جندؼ معيـ الشكة كالسبلح كالعدة كالعتاد‪ ،‬ككاف‬
‫فييـ األمراء األكابر الذيف كاف فييـ حمية األسكد‪ ،‬فمـ يزؿ في تقميل العدد حتى‬
‫أصبح نحك عشرة ألف‪ ،‬ثـ أطمع التتار‪ ،‬ككشف ليـ الحاؿ‪ ،‬كضعف الرجاؿ‪،‬‬
‫حسف لمخميفة‬
‫فجاءكا‪ ،‬كلـ يكتف بذلؾ الذؼ قدـ‪ ،‬بل إنيـ أقبمكا كالكحكش الضارية‪ ،‬ف َّ‬
‫مصالحتيـ عمى أف يترؾ ليـ نصف خراج العراؽ‪ ،‬كيككف لمخميفة النصف‪ ،‬فرضي‪،‬‬
‫(ٕ)‬
‫مذمكماً‪ ،‬كقد أشار ابف العمقمي عمى‬ ‫كذىب الخميفة ليفاكض فأعاده ىكالكك‬

‫(ٔ) دمحم بف دمحم بف عمي بف أبي طالب الكزير ابف العمقمي‪ ،‬الشيعي‪ ،‬الرافضي‪ ،‬كزير الخميفة المستعصـ باهلل‪ ،‬كلي ك ازرة‬
‫العراؽٗٔ سنة‪ ،‬فأظير الرفض‪ ،‬كاف كزي ار كافيا‪ ،‬قاد ار عمى النظـ كالنثر‪ ،‬خبي ار بتدبير الممؾ‪ ،‬كاف في قمبو غل عمى‬
‫اإلسبلـ كأىمو‪ ،‬فأخذ يكاتب التتار‪ ،‬كيتخذ عندىـ يدا ليتمكف مف أغراضو‪ ،‬كىك الذؼ ج أر ىكالكك لقصد الع ارؽ‪ ،‬ككنت‬
‫دكلتو أربع عشرة سنة‪ ،‬كاله ىكالكك بعد أبيو الك ازرة‪ ،‬ثـ مات غما كغبنا سنة(‪ٙ٘ٙ‬ىػ)‪ .‬تاريخ اإلسبلـ ت بشار‬
‫(ٗٔ‪ ،)ٕٛٗ،ٛٗٔ/‬سير أعبلـ النببلء(‪.)ٗٛٚ/ٔٙ‬‬
‫(ٕ) ىكالكك‪ :‬بف تكلي قاف ابف الممؾ جنكزخاف‪ ،‬ممؾ التتار‪ ،‬كاف مف أعظـ ممكؾ التتر‪ ،‬ككاف شجاعا حازما مدبرا‪ ،‬ذا ىمة‬
‫عالية‪ ،‬كخبرة بالحركب‪ ،‬كاستكلى عمى الممالؾ في أيسر مدة عاش ىكالكك نحكٓ٘ سنة سفؾ دـ ألف ألف أك يزيدكف‪،‬‬
‫حراف‪( ،‬ت‪ٙٙٗ:‬ىػ)‪ ،‬دفف في قمعة (تبل)‪ ،‬ككاف ىبلكو‬
‫في سنة‪ٙ٘ٛ‬ق دخل الشاـ بٓٓٗألف مف العسكر كنزؿ عمى ّ‬
‫بعمة الصرع‪( .‬كنكز الذىب في تاريخ حمب) ألحمد بف إبراىيـ بف دمحم بف خميل‪( ،‬ت‪ٛٛٗ:‬ىػ)‪ ،‬دار القمـ‪ ،‬حمب‪،‬‬
‫طٔ‪ٔٗٔٚ(،‬ىػ)‪( ،)ٖٙٔ/ٔ( ،‬تاريخ مختصر الدكؿ) غري كريكس (كاسمو يكحنا) ابف تكما الممطي‪ ،‬المعركؼ بابف‬
‫العبرؼ (ت‪ٙٛ٘:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أنطكف اليسكعي‪ ،‬دار الشرؽ‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٕ‪ٜٜٕٔ( ،‬ـ)‪( ،‬المقدمة‪.)ٕٜٚ،ٕٚٙ/ٔ،ٗ/‬‬

‫‪21‬‬
‫ىكالكك أف ال يقبل المصالحة؛ ألف الخميفة ينقضيا بعد سنو‪ ،‬كأشار عميو بقتمو‪،‬‬
‫كقتل الخميفة بإشارة مف الرافضة‪ ،‬كانساب التتار يقتمكف كيخربكف في ب داد‪ ،‬كلـ‬
‫ينجكا إال الييكد كالنصارػ‪ ،‬كمف لجأ إلى ابف العمقمي(ٔ)‪.‬‬

‫ككاف الناس في غاية الرعب مف الصميبييف‪ ،‬كمش كليف بقتاليـ‪ ،‬كىميـ خطر‬
‫(ٕ)‬
‫يجتاحكف الببلد اإلسبلمية‪ ،‬ككانكا قكماً‬ ‫التتار الذيف قدمكا بقيادة (جنكيز خاف)‬
‫غبلظ األكباد‪ ،‬متعطشيف إلى سفؾ الدماء‪ ،‬كنيب األمكاؿ‪ ،‬كتخريب الديار‪ ،‬كقد‬
‫أسرفكا في ذلؾ أيما إسراؼ‪ ،‬كلـ يزؿ خطر ىؤالء التتار يزداد‪ ،‬كأمرىـ يستفحل‪،‬‬
‫كتسقط في أيدييـ ببلد اإلسبلـ بمداً بعد بمد‪ ،‬حتى استكلكا عمى ب داد عاصمة الخبلفة‬
‫في سنة (‪ٙ٘ٙ‬ق)‪ ،‬كقتمكا الخميفة المعتصـ(ٖ)‪ ،‬كأحالكا ىذه المدينة العامرة خراباً(ٗ)‪.‬‬

‫فقد كاجيت العالـ اإلسبلمي في القرف السابع اليجرؼ ىزة عنيفة ككارثة يندر‬

‫(ٔ) ابف تيمية حياتو كعصره كآراؤه كفقيو البكزىرة (صٖٔٔ)‪.‬‬


‫(ٕ) جنكيز خاف‪ :‬اسمو الحقيقي (تيمكجف بف بف بيسككاؼ) كلد عمى نير "أكتكف"‪ ،‬رتب جيكشو‪ ،‬كفتح الفتكحات‪ ،‬كطالت‬
‫أيامو‪ ،‬أعظـ قكاد الم كؿ عمى اإلطبلؽ كىك الذؼ أخضع جميع الم كؿ كالتتار تحت حكمو ككحدىـ كككف منيـ‬
‫جيكش ج اررة‪ ،‬كىك كاضع دستكر الم كؿ الشيير (الياسا)‪ ،‬زحف بجيكشو عمى الدكلة الخكارزمية فدمرىا كاستكلى عمى‬
‫ببلد ما كراء النير كغيرىا‪٘٘ٓ( ،‬ق‪ٕٖٙ-‬ق‪،‬كقيلٕ٘‪ٙ‬ق)‪ .‬مكجز التاريخ اإلسبلمي مف عيد آدـ إلى عصرنا‬
‫الحاضر ألحمد معمكر العسيرؼ‪( ،‬فيرسة مكتبة الممؾ فيد الكطنية‪-‬الرياض)‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ)‪( ،‬ص‪،)ٕٛ٘:‬‬
‫الصبلَّبي‪ ،‬األندلس الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،‬طٔ‪ٖٔٗٓ( ،‬ىػ)‪،‬‬
‫الم كؿ(التتار) بيف االنتشار كاالنكسار َعمي دمحم دمحم َّ‬
‫(ص‪ ،)٘ٓ:‬كنكز الذىب في تاريخ حمب أحمد بف إبراىيـ بف دمحم بف خميل‪ ،‬أبك ذر سبط ابف العجمي (ت‪ٛٛٗ:‬ىػ)‪،‬‬
‫دار القمـ‪ ،‬حمب‪،‬طٔ‪ٔٗٔٚ(،‬ق)‪ ،)ٙٓٙ/ٔ( ،‬مكقع مفكرة االسبلـ عمى شبكة النت بتاريخ (‪ٕٓٔٙ/ٗ/ٔٚ‬ـ)‪.‬‬
‫(ٖ) الخميفة المعتصـ دمحم بف ىاركف الرشيد بف الميدؼ بف منصكر بف دمحم بف عمي بف عبد هللا بف العباس‪ ،‬عيد إليو=‬
‫=بالخبلفة المأمكف‪ ،‬تكلى الخبلفة(‪ ،)ٕٔٛ‬ككاف شجاعاً مييب ًا‪ٕٕٚ-ٕٔٛ( ،‬ىػ‪ٕٛٗ-ٖٖٛ /‬ـ)‪ ،‬ميزاف االعتداؿ في نقد‬
‫الرجاؿ‪ ،‬لمذىبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي دمحم البجاكؼ‪ ،‬دار المعرفة لمطباعة كالنشر‪ ،‬بيركت – لبناف‪ٖٕٛ( ،‬ق‪ٜٖٔٙ-‬ـ)‪،‬‬
‫(ٖ‪ ،)٘ٛٗ/‬ديكاف اإلسبلـ لشمس الديف أبك المعالي دمحم بف عبد الرحمف بف ال زؼ (ت‪ٔٔٙٚ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬سيد‬
‫كسركؼ حسف‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت – لبناف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٔ(،‬ىػ‪ٜٜٔٓ-‬ـ)‪ ،)ٔٙ٘/ٗ( ،‬مرآة الجناف كعبرة اليقظاف‬
‫ألبك دمحم عفيف الديف عبد هللا بف أسعد بف عمي بف سميماف اليافعي (ت‪ٚٙٛ:‬ىػ)‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت – لبناف‪،‬‬
‫طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬ـ)‪ ،)ٚٔ/ٕ( ،‬البداية كالنياية ط ىجر(ٗٔ‪ ،)ٕٖٛ/‬السمطاف سيف الديف قطز كمعركة عيف‬
‫الصبلَّبي‪ ،‬مؤسسة اق أر لمنشر كالتكزيع كالترجمة‪ ،‬مصر‪ ،‬طٔ‪ٖٔٗٓ( ،‬ىػ‪ٕٜٓٓ -‬ـ)‪( ،‬ص‪.)ٕٔ:‬‬
‫جالكت َعمي دمحم دمحم َّ‬
‫(ٗ) باعث النيضة االسبلمية ابف تيمية السمفي دمحم خميل ىراس (صٓٔ‪.)ٕٔ-‬‬

‫‪21‬‬
‫نظيرىا في تاريخ العالـ كمو منذ أف خمق هللا الدنيا بكامميا أال كىي ىجكـ التتار‬
‫عمى العالـ اإلسبلمي حيث كاف ببلء عظيماً‪ ،‬كمحنة ال تقاس بأؼ محنة عادية تمر‬
‫عمى المسمميف‪ ،‬كاف التتر كالطكفاف لـ يبق كلـ يذر‪ ،‬كىـ قبائل مف البدك الرحل مف‬
‫شماؿ الصيف مع الم كؿ‪ ،‬كتكحدت ىذه القبائل عمى يد (جنكيز خاف) الذؼ استطاع‬
‫أف يجتاح بمداف العالـ اإلسبلمي بكحشية مدمرة متعطشة إلى الدـ‪ ،‬كقد كانكا‬
‫متكحشيف‪ ،‬كال يحرمكف شيئاً‪ ،‬كيأكمكف الدكاب حتى الكبلب كالخنازير‪ ،‬فدخمكا‬
‫ثـ بخارػ(ٕ)‪ ،‬عاـ‪ٙٔٚ‬ق‪ ،‬كنيبكىا كقتمكا أىميا كأسركا مف بقي كأضرمكا‬ ‫(ٔ)‬
‫(طشقند)‬
‫النار في المنابرػ كالمصاحف كالمساجد كالمدارس حتى غدت بخارػ كأف لـ تكف‪،‬‬
‫(ٖ)‬
‫قصبة ما كراء النير‪ ،‬ككعبة العمماء كاألدباء‪،‬‬ ‫ثـ زحف الم كؿ إلى (سمرقند)‬
‫فسادا (ٗ)‪.‬‬
‫فقتمكا الكثير مف الناس‪ ،‬كنيبكا المدينة‪ ،‬كعاثكا فييا ً‬

‫(ٔ) طشقند‪ :‬عاصمة كازاخستاف‪ ،‬كانت تسمى بإقميـ الشاش كىي عمى نير سيحكف‪ ،‬أنشأ االتحاد السكفيتي جميكرية‬
‫ازبكستاف مف عدة دكيبلت كعاصمتيا اليكـ تسمى طشقند كتقع في قمب آسيا الكسطى‪ .‬مكجز عف الفتكحات اإلسبلمية‬
‫لطو عبد المقصكد عبد الحميد أبك ُعبيَّة‪ ،‬دار النشر لمجامعات‪-‬القاىرة (ص‪ ،)ٛ:‬مكجز التاريخ اإلسبلمي مف عيد آدـ‬
‫إلى عصرنا الحاضر ألحمد العسيرؼ‪( ،‬فيرسة مكتبة الممؾ فيد الكطنية‪-‬الرياض)‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٙ -‬ـ)‪،‬‬
‫(ص‪ ،)ٗٚٔ:‬تعريف باألماكف الكاردة في البداية كالنياية البف كثير مكقع اإلسبلـ (ٔ‪ ،ٕٓٓ/‬بترقيـ الشاممة آليا)‪.‬‬
‫(ٕ) بخارػ‪ :‬مدينة عامرة مف أعظـ مدف ما كراء النير ‪ ،‬كىي مكاف رطب ذات فكاكو كثيرة كمياه جارية‪ ،‬مشيكرة بما كراء‬
‫النير‪ .‬المسالؾ كالممالؾ أك مسالؾ الممالؾ إلبراىيـ بف دمحم الفارسي االصطخرؼ‪ ،‬المعركؼ بالكرخي (ت‪ٖٗٙ:‬ىػ)‪،‬‬
‫دار صادر‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط(ٕٗٓٓـ)‪( ،‬ص‪ ،)ٔٚ:‬حدكد العالـ مف المشرؽ الى الم رب مجيكؿ(ت‪ٖٕٚ:‬ىػ)‪ ،‬محقق‬
‫كمترجـ (عف الفارسية)‪ :‬يكسف اليادؼ‪ ،‬الدار الثقافية لمنشر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط(ٖٕٗٔق)‪( ،‬ص‪ )ٕٔٙ‬معجـ البمداف‬
‫(ٔ‪ ،)ٖٖ٘/‬آثار الببلد كأخبار العباد لزكريا بف دمحم القزكيني (ت‪ٕٙٛ:‬ىػ)‪ ،‬دار صادر– بيركت‪( ،‬ص‪.)ٜ٘ٓ:‬‬
‫(ٖ) سمرقند‪ :‬مدينة مشيكرة بما كراء النير مف أجل البمداف كأعظميا قدرا‪ ،‬ليا نير عظيـ يأتي مف ببلد الترؾ كالفرات‬
‫يقاؿ لو‪ :‬باسف‪ ،‬كليس عمى كجو األرض مدينة أطيب كال أنزه كال أحسف منيا‪ ،‬كبيا قبر قثـ بف العباس‪ ،‬كقبر‬
‫البخارػ‪ ،‬صاحب الصحيح‪ ،‬فى خرتنؾ‪ ،‬كبيا جماعة مف األكلياء كالصالحيف رضى هللا عنيـ‪ .‬البمداف ألحمد بف‬
‫إسحاؽ بف جعفر بف كىب بف كاضح اليعقكبي (ت‪ :‬بعدٕ‪ٕٜ‬ىػ)‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫(ٕٕٗٔىػ)‪(،‬ص‪ ،)ٕٔٗ:‬االشارات الى معرفة الزيارات عمي بف أبي بكر اليركؼ‪( ،‬ت‪ٙٔٔ:‬ىػ)‪ ،‬مكتبة الثقافة‬
‫الدينية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬طٔ‪ٕٖٔٗ( ،‬ق)‪( ،‬ص‪ ،)ٛٗ:‬آثار الببلد كأخبار العباد لزكريا بف دمحم بف محمكد القزكيني‬
‫(ت‪ٕٙٛ:‬ىػ)‪ ،‬دار صادر–بيركت‪( ،‬ص‪.)ٖ٘٘:‬‬
‫(ٗ) ابف تيمية كجيكده في التفسير إلبراىيـ خميل بركة‪ .‬ص(ٖٔ‪ .)ٔٚ-‬ألحمد بف إسحاؽ بف جعفر بف كىب بف‬
‫كاضح اليعقكبي (ت‪ :‬بعدٕ‪ٕٜ‬ىػ)‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٕٕٔٗ( ،‬ىػ)‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫كنيسابكر(ٖ)‪ ،‬حتى كصمت جيكشيـ ب داد‪ ،‬كأقامكا‬ ‫(ٕ)‬
‫كمرك‬ ‫(ٔ)‬
‫ثـ عمى قزكيف‬
‫مذابح‪ ،‬كما إف كصمت أنباء التتار بأنيـ زاحفكف عمى ببلد الشاـ‪ ،‬كأنيـ يريدكنيا حتى‬
‫بدأ الخكؼ كالذعر في الببلد‪ ،‬كبدأ الناس يرحمكف مف الشاـ إلى مصر كالى الحصكف‬
‫المنيعة خارج الشاـ يحممكف أطفاليـ كنساءىـ‪ ،‬كلقد صكر ابف األثير ىذا الحدث الجمل‬
‫أبمغ تصكير فقاؿ‪( :‬لقد بقيت عدت سنيف معرضا عف ذكر ىذه الحادثة استعظاما ليا‬
‫كارىا لذكرىا‪ ،‬فأقدـ رجل كأؤخر أخرػ فمف يسيل عميو نعي اإلسبلـ كالمسمميف فيا‬
‫ف حتى حثني جماعة مف‬ ‫ِ‬
‫ليت أمي لـ تمدني ك ياليتني مت قبل ىذا‪َ ،‬كأََنا ُمتََكّق ٌ‬
‫يبتل‬
‫يرَىا‪ ،‬فمك قاؿ قائل إف العالـ مذ خمق هللا آدـ إلى اآلف لـ َ‬ ‫األصدقاء عمى تَ ْس ِط ِ‬
‫بمثميا لكاف صادقا كلعل الخمق لف يركا مثميا إلى أف ينقرض العالـ كتفنى الدنيا‪ ،‬إال‬
‫يأجكج كمأجكج‪ ،‬فيؤالء لـ يبقكا أحداً‪ ،‬بل قتمكا النساء كاألطفاؿ كالرجاؿ كشقكا بطكف‬
‫الحكامل)(ٗ)‪.‬‬
‫يصف ابف كثير ىذا الحاؿ كصفاً مؤث اًر‪ ،‬فيقكؿ‪ :‬كلما انقضى األمر المقدر‪،‬‬

‫(ٔ) َق ْزِك ُ‬
‫يف‪ :‬بالفتح ثـ السككف‪ ،‬ككسر الكاك‪ ،‬كياء مثناة مف تحت ساكنة‪ ،‬كنكف‪ :‬مدينة كبيرة عامرة‪ ،‬طيبة التربة‬
‫كاسعة الرقعة كثيرة البساتيف كاألشجار نزىة النكاحي كاألقطار‪ ،‬لـ يبف شيء مف المدف مثميا‪ .‬كىي في ببلد‬
‫الديمـ‪ ،‬بينيا كبيف الرؼ سبعة كعشركف فرسخاً‪ ،‬كىي ث ر الديمـ‪ .‬كفييا بحر قزكيف‪ .‬آثار الببلد كأخبار العباد‬
‫(صٖٗٗ)‪ ،‬معجـ البمداف (ٗ‪ ،)ٖٕٗ/‬الركض المعطار في خبر األقطار (ص٘‪.)ٗٙ‬‬
‫(ٕ) مرك‪ :‬بفتح أكلو‪ ،‬كاسكاف ثانيو‪ ،‬بعده كاك‪ :‬مدينة بفارس‪ ،‬كالمرك بالفارسية‪ :‬المرج‪ ،‬كىي مدينة كبيرة كاف‪.‬ت قديما‬
‫مقر أمير خراساف‪ ،‬مف أشير مدف خراساف كأقدميا كأكثرىا خي اًر‪ ،‬كأحسنيا منظ اًر كأطيبيا مخب اًر‪ .‬المدينة فطيبة‬
‫كثيرة الخيرات كافرة ال بلت‪ .‬في أىميا مف الرفق كليف الجانب كحسف المعاشرة‪ .‬ككانت كرسي ممؾ بني سمجكؽ‪،‬‬
‫قيل بناىا ذك القرنيف‪ .‬معجـ ما استعجـ مف اسماء الببلد كالمكاضع (ٗ‪ ،)ٕٔٔٙ /‬آثار الببلد كأخبار العباد‬
‫(ص‪ ،)ٗ٘ٙ:‬حدكد العالـ مف المشرؽ الى الم رب (ص‪.)ٔٔٛ:‬‬
‫(ٖ) َن ْي َس ُابكر‪ :‬بفتح أكلو‪ ،‬مدينة عظيمة كمنبع العمماء‪ ،‬مف مدف خراساف‪ ،‬كثيرة الخيرات كالفكاكو كالثمرات‪ ،‬فتحيا‬
‫المسممكف أياـ عثماف‪ ،‬كمنيا جماعة مف أكابر الفضبلء‪ ،‬كلك لـ يكف إال اإلماـ مسمـ النيسابكرؼ صاحب "المسند‬
‫الصحيح"‪ ،‬كابف المبارؾ‪ ،‬كيحيى بف يحيى النيسابكرؼ‪ .‬معجـ البمداف (٘‪ ،)ٖٖٔ/‬آثار الببلد كأخبار العباد‬
‫(ص‪ ،)ٖٗٚ:‬مراصد االطبلع عمى أسماء االمكنة كالبقاع (ٖ‪ ،)ٔٗٔٔ/‬الركض المعطار (ص‪.)٘ٛٛ:‬‬
‫(ٗ) الكامل في التاريخ لعمي بف أبي الكرـ دمحم الشيباني الجزرؼ‪ ،‬ابف األثير (ت‪ٖٙٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمر عبد‬
‫السبلـ تدمرؼ‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيركت‪ -‬لبناف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ ‪ٜٜٔٚ/‬ـ)‪.)ٖٖٖ/ٔٓ( ،‬‬
‫‪23‬‬
‫كانقضت األربعكف يكماً‪ ،‬بقيت ب داد خاكية عمى عركشيا‪ ،‬ليس بيا أحد إال الشاذ‬
‫مف الناس‪ ،‬كالقتمى في الطرقات كأنيا التمكؿ‪ ،‬كقد سقط عمييـ المطر‪ ،‬فت يرت‬
‫صكرىـ‪ ،‬كأنتنت مف جيفيـ البمد‪ ،‬كت ير اليكاء‪ ،‬فحصل بسببو الكباء الشديد‪ ،‬حتى‬
‫تعدػ كسرػ في اليكاء إلى ببلد الشاـ‪ ،‬فمات خمق كثير مف ت ير الجك كفساد‬
‫الريح‪ ،‬فاجتمع عمى الناس ال بلء كالكباء كالفناء كالطعف كالطاعكف‪ ،‬فإنا هلل‪ ،‬كانا‬
‫إليو راجعكف‪ ،‬كلما نكدؼ بب داد باألماف خرج مف تحت األرض مف كاف بالمطامير‬
‫كالقنى كالمقابر كأنيـ المكتى إذا نبشكا مف قبكرىـ‪ ،‬كقد أنكر بعضيـ بعضاً‪ ،‬فبل‬
‫يعرؼ الكالد كلده‪ ،‬كال األخ أخاه‪ ،‬كأخذىـ الكباء الشديد فتفانكا كتبلحقكا بمف سبقيـ‬
‫مف القتمى(ٔ)‪.‬‬
‫رأػ ابف تيمية تمؾ االضطرابات كالنيب كالسمب في الببلد‪ ،‬فكقف كقكؼ‬
‫الجباؿ الراسيات‪ ،‬فمـ يفر أك يخرج مف البمد كما فعل غيره؛ ألف لو قمباً يحكؿ بينو‬
‫كبيف الفرار‪ ،‬كلو شعكر يمنعو مف أف يترؾ العامة مف غير مكاس‪ ،‬كلو ديف يردعو‬
‫مف أف يترؾ أمكر الناس فكضى ال حاكـ ليا‪ ،‬كىك ىك في عممو كدينو كعظمتو‪.‬‬
‫أحس ابف تيمية بيذه المحنة فجمع أعياف الببلد الذيف لـ يفركا بعد‪ ،‬كرد عمييـ‬
‫أمكرىـ‪ ،‬كثبتيـ‪ ،‬كأخذ يتمك عمييـ آيات القرآف الكريـ الكاردة في الجياد كأحاديث‬
‫الرسكؿ ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬كاتفق معيـ عمى ضبط األمكر‪ ،‬كأف يذىب عمى رأس كفد منيـ‬
‫يخاطبكف ممؾ التتار في االمتناع عف الدخكؿ إلى دمشق(ٕ)‪.‬‬
‫كلقد ظيرت شخصية اإلماـ ابف تيمية السياسية في الحرب ال ازانية‪ ،‬سنة‬
‫(‪ ) ٜٜٙ‬بعد ىزيمة الجيكش المصرية كالشامية أماـ غزك غازاف سمطاف الم كؿ في‬
‫مكقعة الخزندار‪ ،‬كقد عمل عمى ثبات الببلد حينما خمت مف الجيكش القادرة عمى رد‬

‫(ٔ) البداية كالنياية (ٖٔ‪.)ٕٖٙ/‬‬


‫(ٕ) انظر كتاب لمحات تاريخية مف حياة ابف تيمية (‪.)ٕٔٔ-ٜٔٔ/ٙ‬‬
‫‪24‬‬
‫ال زك المدمر‪ ،‬فكاف يدكر عمى األسكار‪ ،‬يحرض الناس عمى الصبر كالقتاؿ‪ ،‬كيتمك‬
‫عمييـ آيات الجياد كالرباط‪ ،‬كأقاـ معسكرات التدريب في كل مكاف‪ ،‬كمنيا المدارس‪،‬‬
‫فكاف المحدثكف كالفقياء يتعممكف الرمي‪ ،‬كيستعدكف لقتاؿ العدك‪ ،‬فمما حاصر التتر‬
‫دمشق خرج ابف تيمية في جماعة مف أعيانيا لمقابمة قائد التتر غازاف(ٔ)‪ ،‬كي يأخذكا‬
‫منو األماف ألىميا؛ ككاف الذؼ تكمـ معو ىك ابف تيمية؛ كأغمع عميو القكؿ حتى أيقف‬
‫مف كاف معو بأنو مقتكؿ ال محالة‪ ،‬كاشتير أمره مف يكمئذ(ٕ)‪.‬‬
‫يقكؿ ابف كثير‪ :‬كقد كسا هللا الشيخ حمة مف الميابة كاإليماف كالتقى كلقد قاؿ أحد‬
‫الذيف شاىدكا المقاء‪ ،‬كنت حاض ار مع الشيخ فجعل يحدث السمطاف بقكؿ هللا كرسكلو‬
‫في العدؿ كيرفع صكتو كيقرب منو‪ ..‬كالسمطاف مع ذلؾ مقبل عميو مصغ لما يقكؿ‬
‫شاخص إليو ال يعرض عنو‪ ،‬كاف السمطاف مف شدة ما أكقع هللا في قمبو مف الييبة‬
‫كالمحبة سأؿ مف ىذا الشيخ؟ إني لـ أر مثمو كال أثبت قمبا منو كال أكقع مف حديثو في‬
‫قمبي كال رأيتني أعظـ انقيادا ألحد منو فأخبر بحالو كما ىك عميو مف العمـ كالعمل‪،‬‬
‫كخاطبو في ىذه المقابمة عف طريق الترجماف(ٖ)‪.‬‬
‫كأنتجت ىذه المقابمة خي ار ألىل الشاـ كاف كانت محدكدة حيث أمف الناس عمى‬
‫أنفسيـ كأمكاليـ كأعمف األماف بمنشكر عاـ في البمد كسكنت النفكس كاطمأنت‬
‫األحكاؿ كبعد أياـ مف ىذه المحنة بدأ العبث مف الجند خارج المدينة كحاكؿ بعض‬

‫(ٔ) قازاف‪ :‬كيقاؿ غازاف محمكد بف أرغكف بف اب ا بف ىبلكك بف تكلى بف جنكزخاف السمطاف‪ ،‬كاف مف أجل‬
‫ممكؾ ىذا البيت كأعظميـ رابط الجأش‪ ،‬ضابط السياسة‪ ،‬خبي اًر بالحركب‪ ،‬جمكس غازاف عمى تخت الممؾ في‬
‫سنةٖ‪ ،ٜٙ‬أسمـ في سنةٗ‪ ،ٜٙ‬كنثر الفضة كالذىب كالمؤلؤ عمى رؤكس الناس‪ ،‬كفشا بذلؾ اإلسبلـ في‬
‫التتار‪ ،‬مات بعد معركة شقحب سنة(ٖٓ‪ٚ‬ق) بقزكيف التي ُمني فييا بيزيمة منكرة‪ .‬الدرر الكامنة في أعياف‬
‫المائة الثامنة (ٗ‪ ،)ٕٗٛ/‬تكممة الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف(ٔ‪ ،)ٖٗ/‬أعياف‬
‫العصر كأعكاف النصر لصبلح الديف خميل بف أيبؾ الصفدؼ‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪/‬عمي أبك زيد‪ ،‬د‪ /‬محمكد سالـ دمحم‬
‫دار الفكر المعاصر‪ ،‬بيركت‪-‬لبناف‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق–سكريا‪ ،‬طٔ(‪ٔٗٔٛ‬ىػ‪ٜٜٔٛ-‬ـ)‪.)٘/ٗ( ،‬‬
‫(ٕ) باعث النيضة االسبلمية ابف تيمية السمفي دمحم خميل ىراس (صٕٔ)‪.‬‬
‫(ٖ) البداية كالنياية ط إحياء التراث (ٗٔ‪.)ٕٛ/‬‬
‫‪25‬‬
‫الذيف مالؤا التتار تسميـ القمعة إلى جيكش التتار فأرسل في الحاؿ ابف تيمية إلى قكاد‬
‫القمعة قائبل‪ :‬ال تسممكا القمعة كقاتمكا دكنيا كلك إلى آخر حجارة فييا كالى آخر قطرة‬
‫منكـ‪ ،‬ككاف يدكر عمى الجنكد بنفسو خارج المدينة كربما بات معيـ الميالي يتمك‬
‫عمييـ آيات الجياد في سبيل هللا‪ ،‬نظر ابف تيمية في كاقع الجيكش الج اررة مف‬
‫جيكش التتار كأنو ال مفر ليـ مف القتاؿ فكالى االجتماعات كعقد المجالس المتتالية‬
‫لمعامة كالخاصة كأخذ يحرض عمى القتاؿ كيتمك آيات الجياد كاألحاديث الكاردة في‬

‫ذلؾ ككاف يتأكؿ قكلو تعالى‪ :‬ﮋﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬

‫ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖﮊ(ٔ)‪ ،‬قاؿ ابف كثير‪ :‬كجعل يحمف باهلل الذؼ ال‬

‫إلو إال ىك إنكـ لمنصكركف عمييـ ىذه المرة‪ ،‬فيقكؿ لو األمراء‪ :‬قل إف شاء هللا‪ ،‬فيقكؿ‪:‬‬
‫إف شاء هللا تحقيقاً ال تعميقاً‪ ،‬كأفتى الناس بالفطر مدة قتاليـ‪ ،‬كأفطر ىك أيضا(ٕ)‪.‬‬
‫كحيف استيل جمادػ األكلى كالناس عمى حالة صعبة مف الخكؼ‪ ،‬كتأخر‬
‫السمطاف كاقترب العدك‪ ،‬كخرج الشيخ تقي الديف ابف تيمية رحمو هللا تعالى في‬
‫مستيل ىذا الشير ككاف يكـ السبت إلى نائب الشاـ في المرج‪ ،‬فثبتيـ‪ ،‬كقكػ‬
‫جأشيـ‪ ،‬كطيب قمكبيـ ككعدىـ النصر كالظفر عمى األعداء‪ ،‬كتبل قكلو تعالى‪:‬‬

‫ﮋﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬

‫ﮖﮊ(ٖ)‪ ،‬كبات عند العسكر ليمة األحد‪ ،‬ثـ عاد إلى دمشق‪ ،‬كقد سألو النائب‬

‫كاألمراء أف يركب عمى البريد إلى مصر يستحث السمطاف عمى المجيء‪ ،‬فسافر إلى‬
‫مصر‪ ،‬يحض الدكلة كالناس عمى القتاؿ‪ ،‬فساؽ كراء السمطاف‪ ،‬ككاف السمطاف قد‬
‫كصل إلى الساحل‪ ،‬فمـ يدركو إال كقد دخل القاىرة‪ ،‬كتفارط الحاؿ‪ ،‬فتبعو كاجتمع بو‬

‫(ٔ) الحج‪ :‬آية ٓ‪.ٙ‬‬


‫(ٕ) تيذيب الكماؿ في أسماء الرجاؿ‪ ،)ٕٓ،ٜٔ/ٔ( ،‬البداية كالنياية ط إحياء التراث (ٗٔ‪.)ٕٛ/‬‬
‫(ٖ) الحج‪ :‬آيةٓ‪.ٙ‬‬
‫‪26‬‬
‫ابف تيمية كحثو عمى عكدة الجيش كصرخ في كجيو قائبل‪ :‬إف كنتـ أعرضتـ عف‬
‫الشاـ كحمايتو أقمنا لو سمطانا يحكطو كيحميو كيست مو في زمف األمف(ٔ)‪.‬‬
‫كاستحثيـ عمى تجييز العساكر إلى الشاـ إف كاف ليـ بو حاجة‪ ،‬كلـ يزؿ بيـ‬
‫حتى جردت العساكر إلى الشاـ‪ ،‬ثـ قاؿ ليـ‪ :‬لك قدر أنكـ لستـ حكاـ الشاـ كال‬
‫ممككو‪ ،‬كاستنصركـ أىمو كجب عميكـ النصر‪ ،‬فكيف كأنتـ حكامو كسبلطينو‪ ،‬كىـ‬
‫رعاياكـ‪ ،‬كأنتـ مسؤكلكف عنيـ‪ ،‬كقكػ جأشيـ‪ ،‬كضمف ليـ النصر ىذه الكرة‪ ،‬فخرجكا‬
‫إلى الشاـ‪ ،‬فمما تكاصمت العساكر إلى الشاـ فرح الناس فرحاً شديداً بعد أف كانكا قد‬
‫يئسكا مف أنفسيـ كأىمييـ كأمكاليـ(ٕ)‪.‬‬
‫كقد قيل(ٖ)‪ ،‬في كصف محنة أىل الشاـ كحاؿ أىميا عند عكدة ابف تيمية‪:‬‬
‫كأتاىـ األمف مف ثبلث نكاح فابف تيمية قد عاد إلييـ كىك أمنيـ كمبلذىـ كتأكدكا‬
‫إقباؿ جند السمطاف ثـ تأكد لدييـ أمر آخر كىك أف التتار قد عادكا مف عاميـ ىذا‬
‫لما أحسكا بأف خصكميـ قد أعدكا العدة كالحظكا ضعفا في أنفسيـ كلـ يتقدمكا كىـ‬
‫عمى ىذا الضعف(ٗ)‪.‬‬
‫كتمكف ابف تيمية‪ ،‬في سنة (ٕٓ‪ٚ‬ق) مف رص الصفكؼ‪ ،‬كتكحيد القمكب‪،‬‬
‫(٘)‬
‫التي شارؾ‬ ‫كتحديد اليدؼ‪ ،‬مما أدػ إلى االنتصار الكبير في كقعة (شقحب)‬
‫اإلماـ ابف تيمية في القتاؿ فييا‪ ،‬يصحبو طمبة العمـ مف المحدثيف كالفقياء‬
‫كالصالحيف‪ ،‬ككاف يحرض الجيش كالمطكعة في ساحة القتاؿ عمى الببلء‪ ،‬كيبشرىـ‬
‫بالنصر‪ ،‬ككاف م ف أشجع الناس كأقكاىـ قمبا‪ ،‬كاف يجاىد في سبيل هللا بقمبو كلسانو‬

‫(ٔ) لمحات تاريخية مف حياة ابف تيمية (‪.)ٕٖٔ-ٕٔٔ/ٙ‬‬


‫(ٕ) البداية كالنياية ط إحياء التراث (ٗٔ‪.)ٔٛ/‬‬
‫(ٖ ) ابف تيمية حياتو كعصره كآراؤه كفقيو لدمحم بف أحمد أبك زىرة‪ .‬طبعة القاىرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ٜٜٔٔ( ،‬ـ)‪.‬‬
‫(ٗ) ابف تيمية حياتو كعصره لمشيخ دمحم ابك زىرة‪(.‬ص‪.)ٖٙ‬‬
‫(٘) شقحب‪ :‬قرية في جنكب غربي دمشق تبعد عنيا ٕ٘ميبل تقريبا‪ .‬سير أعبلـ النببلء ط الرسالة (‪.)ٕ٘ٔ/ٜٔ‬‬
‫‪27‬‬
‫كيده كال يخاؼ في هللا لكمة الئـ‪ ،‬كأخبر غير كاحد أف الشيخ رحمو هللا كاف إذا‬
‫حضر مع عسكر المسمميف في جياد يككف بينيـ كاقيتيـ كقطب ثباتيـ إف رأػ مف‬
‫بعضيـ ىمعا أك رقة أك جبانة شجعو كثبتو كبشره ككعده بالنصر كال نيمة كبيف لو‬
‫فضل الجياد كالمجاىديف كانزاؿ هللا عمييـ السكينة‪ ،‬ككاف إذا ركب الخيل يتحنؾ‪،‬‬
‫كيجكؿ في العدك كأعظـ الشجعاف‪ ،‬كيقكـ كأثبت الفرساف‪ ،‬كيكبر تكبي ار انكى في‬
‫العدك مف كثير مف الفتؾ بيـ كيخكض فييـ خكض رجل ال يخاؼ المكت‪ ،‬كحدثكا‬
‫(ٔ)‬
‫امك ار مف الشجاعة يعجز الكاصف عف كصفيا قالكا‬ ‫انيـ أركا منو في فتح عكة‬
‫كلقد كاف السبب في تممؾ المسمميف إياىا بفعمو كمشكرتو كحسف نظره(ٕ)‪.‬‬
‫ككانت المعركة‪ ،‬كالتحـ القتاؿ بيف الفريقيف‪ ،‬كدارت رحى الحرب‪ ،‬كمضى يكـ‬
‫كامل كىـ في معركة دائرة حتى غطاىـ الميل بسكاده‪ ،‬كىربت جيكش التتار‪،‬‬
‫كاعتصمت بالجباؿ‪ ،‬بعد أف ظمت سيكؼ المسمميف تنكشيـ مف كل مكاف‪،‬‬
‫كحاصركىـ حصا اًر شديداً‪ ،‬فقتمكا منيـ أمماً ال يحصي عددىـ إال هللا تعالى‪ ،‬كىكذا‬
‫رأت جيكش التتار اليزيمة المنكرة كألكؿ مرة في تاريخيا الطكيل كحركبيا المدمرة‪،‬‬
‫حيف كقف في كجييا أمثاؿ اإلماـ ابف تيمية‪ ،‬كالكاقع أف ابف تيمية لـ ينقذ الشاـ أك‬
‫مصر فحسب مف شركر ىؤالء‪ ،‬كلكف أنقذ العرب كاإلنسانية بكامميا‪ ،‬حيث كانكا‬
‫مخافة الشرؽ كال رب(ٖ)‪.‬‬
‫مخيـ بكالؼ بسبب األسرػ‬
‫الشيخ تقي الديف إلى ّ‬
‫كفي يكـ الخميس تكجو ّ‬
‫خمق مف األسرػ كثيركف(ٗ)‪.‬‬
‫كاستفكاكيـ‪ ،‬ككاف معو ٌ‬

‫(ٔ) َع ّك ُة‪ :‬بفتح أكلو‪ ،‬كتشديد ثانيو عكة‪ :‬اسـ بمد عمى ساحل بحر الشاـ مف عمل األردف‪ ،‬آثار الببلد كأخبار‬
‫العباد (ص‪ )ٕٕٖ:‬مف اعماؿ األردف‪ ،‬مف أحسف ببلد الساحل‪ ،‬معجـ البمداف (ٗ‪.)ٖٔٗ/‬‬
‫(ٕ) األعبلـ العمية في مناقب ابف تيمية (ص‪.)ٙٛ،ٙٚ:‬‬
‫(ٖ) لمحات تاريخية مف حياة ابف تيمية (‪.)ٕٔ٘،ٕٔٗ/ٙ‬‬
‫(ٗ) المصدر السابق (ٗٔ‪ ،)ٖٔ،ٕٔ/‬كتكممة الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف (ٔ‪.)ٛ/‬‬
‫‪28‬‬
‫كفي يكـ الجمعة سابع عشر رجب أعيدت الخطبة بدمشق لصاحب مصر ففرح‬
‫الناس بذلؾ‪ ،‬ككاف يخطب لقازاف بدمشق كغيرىا مف ببلد الشاـ مائة يكـ سكاء‪ ،‬كفي‬
‫بكرة يكـ الجمعة المذككر دار ابف تيمية كأصحابو عمى الخمارات كالحانات‪ ،‬فكسركا‬
‫آنية الخمكر‪ ،‬كشققكا الظركؼ‪ ،‬كأراقكا الخمكر‪ ،‬كعزركا جماعة مف أىل الحانات‬
‫المتخذة ليذه الفكاحش‪ ،‬ففرح الناس بذلؾ‪ ،‬كنكدؼ يكـ السبت ثامف عشر رجب بأف‬
‫تزيف البمد لقدكـ العساكر المصرية‪ ،‬كفتح باب الفرج مضافاً إلى باب النصر يكـ األحد‬
‫بذلؾ‪ ،‬كانفرجكا؛ ألنيـ لـ يككنكا يدخمكف إال مف باب‬
‫ً‬ ‫تاسع عشر رجب‪ ،‬ففرح الناس‬
‫(ٔ)‬
‫يكـ‬ ‫النصر‪ ،‬كقدـ الجيش الشامي صحبة نائب دمشق جماؿ الديف آقكش األفرـ‬
‫السبت عاشر شعباف‪ ،‬كثاني يكـ دخل بقية العساكر‪ ،‬كفييـ األمير شمس الديف‬
‫(ٕ)‬
‫في تجمل‪ ،‬كفي ىذا اليكـ فتح باب العريش‪ ،‬كفيو درس القاضي‬ ‫قراسنقر المنصكرؼ‬
‫(ٖ)‬
‫باألمينية‪ ،‬كفي يكـ االثنيف كالثبلثاء كاألربعاء تكامل دخكؿ‬ ‫جبلؿ الديف القزكيني‬
‫العساكر في تجمل باىر‪ ،‬كنزلكا في المرج‪ ،‬ككاف السمطاف قد خرج عازماً عمى‬
‫المجيء‪ ،‬فكصل إلى الصالحية‪ ،‬ثـ عاد إلى مصر(ٗ)‪.‬‬
‫كىكذا نجد أف حياة المسمميف السياسية في ذلؾ العصر كانت مميئة باألحداث‬

‫(ٔ) األفرـ‪ :‬نائب الشاـ آقكش بف عبد هللا المنصكرؼ‪ ،‬كاف مف مماليؾ الممؾ المنصكر قبلككف‪ ،‬كاف ذا قكة كنجدة‪،‬‬
‫ككاف خي ار ال يحب الظمـ كال يسفؾ الدـ‪ ،‬نقل األفرـ مف مصر إلى الشاـ أمي ًار بيا قبل النيابة‪(،‬ت‪ .)ٕٚٓ:‬الكافي‬
‫بالكفيات(‪ ،)ٔٚ٘/ٜ‬أعياف العصر كأعكاف النصر(ٔ‪ ،)٘ٙٔ،٘ٗٚ/‬المنيل الصافي كالمستكفى بعد الكافي ليكسف‬
‫بف ت رؼ بردؼ الظاىرؼ الحنفي‪( ،‬المتكفى‪ٛٚٗ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪/‬دمحم أميف‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب (ٖ‪.)ٜ/‬‬
‫(ٕ) قراسنقر المنصكرؼ‪ :‬الجككندار‪ ،‬مف أكبر األمراء كأجل مماليؾ البيت المنصكرؼ‪ ،‬كجعمو مف األكشاقية عنده ثـ‬
‫ترقى كعرؼ بحسف التأتي في األمكر كالتحيل لبمكغ المقاصد‪(،‬ت‪ٕٚٛ‬ق)‪ ،‬الكافي بالكفيات(ٕٗ‪.)ٔٙٙ،ٜٔ٘/‬‬
‫(ٖ) جبلؿ الديف القزكيني‪ :‬دمحم بف عبد الرحمف بف عمر القزكيني‪ ،‬سكف الركـ مع كالده‪ ،‬ككلي بيا قضاء ناحية كلو‬
‫نحكٕٓسنة كتفقو كناظر‪ ،‬كناب في قضاء دمشق كلي خطابة دمشق ثـ قضاء القضاة بيا ثـ انتقل إلى قضاء‬
‫القضاة بالديار المصرية‪ ،‬كأعيد إلى قضاء الشاـ‪ ،‬كاف حسف التقاضي لطيف‪ ،‬ككاف يخطب بجامع القمعة‪ ،‬ككاف‬
‫رجبل فاضبل متفننا لو مكارـ‪(،‬ت‪ٖٜٚ‬ق)‪ .‬الكافي بالكفيات(ٖ‪ ،)ٜٜٔ/‬طبقات الشافعية الكبرػ لمسبكي(‪.)ٔ٘ٛ/ٜ‬‬
‫(ٗ) البداية كالنياية (ٗٔ‪.)ٔٗ،ٖٔ/‬‬

‫‪29‬‬
‫الجساـ كالمصائب المتبلحقة التي ركعتيـ(ٔ)‪.‬‬
‫ثـ حمت بالناس زلزلة عظيمة‪ ،‬ابتدأت مف ببلد الشاـ إلى الجزيرة كببلد الركـ‬
‫كالعراؽ‪ ،‬ككاف عظميا بالشاـ‪ ،‬تيدمت منيا دكر كثيرة‪ ،‬كتخربت محاؿ كثيرة‪،‬‬
‫كخسف بقرية مف أرض بصرػ(ٕ)‪ ،‬كأما سكاحل الشاـ كغيرىا فيمؾ فييا شيء كثير‪،‬‬
‫كلـ يبق بنابمس سكػ حارة السامرة‪ ،‬كمات بيا كبقراىا ثبلثكف ألفاً تحت الردـ‪ ،‬كسقط‬
‫طائفة كثيرة مف المنارة الشرقية بدمشق بجامعيا‪ ،‬كأربع عشرة شرفة منو‪ ،‬كغالب‬
‫(ٗ)‬ ‫(ٖ)‬
‫النكرؼ‪ ،‬كخرج الناس إلى المياديف يست يثكف‪ ،‬كسقط غالب‬ ‫كالمارستاف‬ ‫الكبلسة‬
‫مع كثاقو بنيانيا‪ ،‬كانفرؽ البحر إلى قبرص(‪ ،)ٙ‬كقد حذؼ بالمراكب‬ ‫(٘)‬
‫قمعة بعمبؾ‬
‫منو إلى ساحمو‪ ،‬كتعدػ إلى ناحية الشرؽ‪ ،‬فسقط بسبب ذلؾ دكر كثيرة‪ ،‬كمات أمـ‬
‫ال يحصكف كال يعدكف‪ ،‬حتى قاؿ صاحب مرآة الزماف‪ :‬إنو مات في ىذه السنة‬
‫بسبب الزلزلة نحك مف ألف ألف كمائة ألف إنساف قتبلً تحتيا‪ ،‬كقيل إف أحداً لـ‬
‫يحص مف مات فييا(‪.)ٚ‬‬

‫(ٔ) باعث النيضة االسبلمية ابف تيمية السمفي دمحم خميل ىراس (صٖٔ)‪.‬‬
‫ص َرػ‪ :‬في مكضعيف‪ ،‬بالضـ‪ ،‬كسككف الصاد الميممة‪ ،‬كالقصر‪ :‬إحداىما بالشاـ مف أعماؿ دمشق‪ ،‬كىي قصبة‬ ‫(ٕ) ُب ْ‬
‫ككرة حكراف‪ ،‬معجـ المعالـ الج رافية في السيرة النبكية‪ ،‬معجـ البمداف (ٔ‪( ،)ٗٗٔ/‬ص‪.)ٖٗ:‬‬
‫(ٖ) (الكبلسة) المكضع يعمل فيو الكمس كىك الجير كىك المادة المتبقية بعد تسخيف الحجر الجيرؼ تسخينا شديدا‬
‫كبعد خركج بعض مككناتو‪ ،‬المعجـ الكسيط (ٕ‪.)ٜٚ٘/‬‬
‫(ٗ ) المارستاف‪ :‬دار المرضى كىك معرب‪( ،‬المارستاف) المصحة أك المستشفى أك دار المرضى‪ .‬معجـ الم ة العربية‬
‫المعاصرة ألحمد مختار‪ ،‬عالـ الكتب‪ٕٜٔٗ( ،‬ىػ‪ٕٓٓٛ-‬ـ) (ٖ‪ ،)ٕٓٙٓ/‬المعجـ الكسيط (ٕ‪.)ٖٛٙ /‬‬
‫محمد َعمي تكفيق‪ ،‬دار السكيدؼ لمنشر‬
‫(٘) قمعة بعمبؾ‪ :‬قائمة في الجية ال ربية مف المدينة‪ .‬الرحمة الشامية األَمير َّ‬
‫كالتكزيع‪ ،‬أبك ظبي‪-‬اإلمارات‪ ،‬المؤسسة العربية لمدراسات كالنشر‪ ،‬بيركت‪ٕٕٓٓ(،‬ـ)‪(،‬ت‪ٖٔٚٗ:‬ىػ)‪(،‬ص‪.)ٜٓ:‬‬
‫(‪ )ٙ‬جزيرة قبرص‪ :‬كىي جزيرة كبيرة مقدار ستة عشر يكماً‪ ،‬بيا مدف كثيرة كقرػ عامرة كمزارع كأنيار كأشجار‬
‫كثمار؛ كبيا معادف‪ .‬خريدة العجائب كفريدة ال رائب سراج الديف أبك حفص عمر بف المظفر بف الكردؼ‪،‬‬
‫البكرؼ القرشي‪ ،‬المعرؼ (ت‪ٕٛ٘:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق ‪ :‬أنكر محمكد زناتي ‪ -‬كمية التربية ‪ ،‬جامعة عيف شمس‪،‬‬
‫مكتبة الثقافة اإلسبلمية ‪ ،‬القاىرة‪ٕٔٗٛ( ،‬ىػ‪ٕٓٓٛ-‬ـ) (ص‪.)ٜٔٙ:‬‬
‫(‪ )ٚ‬البداية كالنياية ط إحياء التراث (ٖٔ‪.)ٖٗ/‬‬
‫‪31‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫الحالة االجتماعية‬
‫ك ػػاف م ػػف الطبيع ػػي ‪-‬كالحال ػػة السياس ػػية كم ػػا تق ػػدـ‪ -‬أف ال تك ػػكف ىن ػػاؾ حي ػػاة‬
‫اجتماعية مستقرة‪ ،‬كذلؾ لؤلسباب اآلتية‪:‬‬
‫أكالً‪ :‬ال ػ ػ ػػارات الصػ ػ ػػميبية كالتتريػ ػ ػػة‪ ،‬فال ػ ػ ػػارات الصػ ػ ػػميبية كالتتريػ ػ ػػة عمػ ػ ػػى العػ ػ ػػالـ‬
‫اإلسػػبلمي ًأدت إلػػى اخػػتبلط المحػػاربيف الب ارب ػرة كمػػا يتمتعػػكف ب ػو مػػف عػػادات كتقاليػػد‬
‫باألمػػة اإلسػػبلمية‪ ،‬كميمػػا تكػػف األخػػبلؽ اإلسػػبلمية متميػزة فػػي ذاتيػػا‪ ،‬فػػبل بػػد مػػف أف‬
‫تتأثر عادات الشعكب بعضيا ببعض سمباً كايجاباً‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬اختبلط أىل األمصار اإلسبلمية بعضيـ ببعض‪ ،‬فنجد أىػل العػراؽ يفػركف‬
‫إلى دمشق كقت مياجمة التتار ألىميا‪ ،‬كأىل المكصل كما حكليا يفركف إلى دمشػق‪،‬‬

‫كأىل دمشق يفركف إلى مصر كالى ببلد الم رب‪ ،‬كلـ َ‬
‫يبق فييا إال ابف تيميػة كبعػض‬
‫الضػػعاؼ مػػف العامػػة الػػذيف ال يسػػتطيعكف الخػػركج‪ ،‬كىػػذا االخػػتبلط االضػػطرارؼ أدػ‬
‫إلى مداخبلت في العادات كالتقاليد كاألفكار‪.‬‬
‫ثالثػاً‪ :‬عػػدـ احتكػػاـ أفػراد األمػػة لقػػانكف كاحػػد‪ ،‬فقػػد كػػاف لممماليػػؾ نظػػاـ خػػاص فػػي‬
‫الحكػـ ال يعػػـ سػكاىـ مػػف النػاس‪ ،‬حيػػث كػانكا يحتكمػػكف فػي األمػػكر التشػريعة لمقاضػػي‬
‫المسػػمـ الػػذؼ يعينػػو كلػػي األمػػر‪ ،‬أمػػا فػػي المعػػامبلت الجاريػػة بيػػنيـ فيحتكمػػكف لقكاعػػد‬
‫(ٔ)‬
‫كىػػك كتػػاب ل ػػ(جنكيز خػػاف)‪ ،‬كليػػـ معػػامبلت خاصػػة بيػػـ‪ ،‬ككانػػت ل ػػتيـ‬ ‫(الياسػػا)‬

‫(ٔ ) الياسا‪ :‬مجمكعة القكانيف التي خمنيا جنكيزخاف كقررىا مف ذىنو‪ ،‬رتب فييا أحكاما كحدد‪ ،‬أكثرىا مخالف‬
‫لمشريعة الدمحمية لذلؾ سماىا الياسا الكبرػ كقد اكتتبيا كأمر أف تجعل في خزائنو تتكارث عنو في أعقابو كأف‬
‫يتعمميا ص ار أىل بيتو‪ ،‬كجعل دستكر الدكلة‪ ،‬كىي قكاعد كعقكبات أثبتيا في كتاب سماه ياسو‪ .‬البداية‬
‫الصبلَّبي‪ ،‬األندلس الجديدة‪،‬‬
‫كالنياية(ٖٔ‪ ،)ٕٖٙ/‬الم كؿ (التتار) بيف االنتشار كاالنكسار َلعمي دمحم دمحم َّ‬
‫مصر‪ ،‬طٔ‪ٖٔٗٓ( ،‬ىػ‪ٕٜٓٓ -‬ـ) (ص‪ )ٙ:‬ك(ص‪ )ٖٚ:‬أخبار سبلجقة الركـ لمجيكؿ مف أىل القرف السابع‬
‫اليجرؼ‪ ،‬المركز القكمي لمترجمة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬طٕ‪ٕٓٓٚ(،‬ـ)‪ ،)ٖٛٗ/ٔ( ،‬البداية كالنياية (ٗٔ‪.)ٕٕ/‬‬
‫‪31‬‬
‫التركية‪ ،‬ال يمككف ألسنتيـ بالعربية إال في العبادات أك يخاطبكا غيرىـ‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬سكء الحالة االقتصادية‪ ،‬فعامة الناس كانكا يشت مكف بالزراعة كالصناعة‪،‬‬
‫كيتجركف في القميل مف الماؿ‪ ،‬كىـ مف يكتكؼ بنار ال بلء‪ ،‬فمع الحركب يظير‬
‫االحتكار كالجشع‪ ،‬كتباع السمع بأسعار مضاعفو(ٔ)‪.‬‬
‫كمما زاد األمر سكءاً أنو في شكاؿ عاـٔٓ‪ٚ‬ىػ‪ ،‬قدـ إلى الشاـ جراد أكل الزرع‬
‫كالثمر(ٕ)‪ ،‬فعمد الناس لم ش االحتكار كالتطفيف في الكيل كالميزاف‪ ،‬ككتب حينيا‬
‫ابف تيمية كتابيو‪( :‬الحسبة في اإلسبلـ)‪ ،‬ك(السياسة الشرعية في إصبلح الراعي‬
‫كالرعية)؛ عّمو يعيد األمكر إلى نصابيا)ٖ(‪.‬‬
‫مع ىذه الحاؿ ال ير مستقرة سياسياً ُكجد التنازع بيف األمراء‪ ،‬ككثرة ال ارات‬
‫عمى ببلد المسمميف فيما بينيـ‪ ،‬كحل الخكؼ كالرعب‪ ،‬فبل يطمأف أحد عمى نفسو‬
‫كمالو‪ ،‬كانتشرت الفاقة‪ ،‬ككثر المصكص كقطاع الطرؽ‪ ،‬كاشتد ال بلء‪ ،‬كزاد األمر‬
‫سكءاَ ما كاف يقع مف الفتف كالمنازعات بيف أرباب المذاىب‪ ،‬كتحيز الدكلة لطرؼ‬
‫دكف آخر(ٗ)‪.‬‬

‫(ٔ) ابف تيمية كجيكده في التفسير إلبراىيـ خميل بركة (ص‪.)ٕٛ-ٕٙ‬‬


‫(ٕ) البداية كالنياية ط إحياء التراث(ٗٔ‪ ،)ٕٕ/‬ابف تيمية كجيكده في التفسير إلبراىيـ بركة (ص‪ ،)ٕٛ‬بتصرؼ‪.‬‬
‫(ٖ) ابف تيمية كجيكده في التفسير إلبراىيـ خميل بركة(ص‪،)ٕٛ‬بتصرؼ‪.‬‬
‫(ٗ) باعث النيضة االسبلمية ابف تيمية السمفي لدمحم خميل ىراس(صٗٔ)‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫المطمب الثالث‪:‬‬
‫الحالة العممية والفكرية‬
‫كاف الكضع العممي غير مستقر‪ ،‬كال تكجد حركة عممية قكية بسبب عدـ استقرار‬
‫الكضع العاـ خاصة السياسي‪ ،‬ككثرة الحركب‪ ،‬فضعفت الحركة العممية‪ ،‬كتكقف‬
‫االجتياد مع كجكد مكسكعات عممية متداكلة في الفقو كالتفسير كالتاريخ كغيرىا مثل‪:‬‬
‫الم ني البف قدامة(ٔ)‪ ،‬كالمجمكع لمنككؼ(ٕ)‪ ،‬كبداية المجتيد كنياية المقتصد البف‬
‫رشد(ٖ)‪ ،‬كالتفسير الكبير‪ ،‬كغيرىا مف المكسكعات كالكتب الكبيرة‪ ،‬ككجد أفذاذ في العمـ‪،‬‬
‫مثل‪ :‬اإلماـ الفخر الرازؼ(ٗ)‪ ،‬كالحافع ابف عساكر(٘)‪ ،‬كابف االثير(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) ابف قدامة‪ :‬عبد هللا بف أحمد بف دمحم بف قدامة بف مقداـ بف نصر‪ ،‬مكفق الديف‪ ،‬شيخ اإلسبلـ‪ ،‬أبك دمحم المقدسي‪ ،‬لو‬
‫مصنفات عديدة‪ ،‬أشيرىا‪ :‬الم ني في شرح مختصر الخرقي عشرة مجمدات‪٘ٗٔ(،‬ق‪ ،)ٕٙٓ-‬كقد بمغ الثمانيف‪ .‬شذرات‬
‫الذىب(‪ ،)ٔ٘٘/ٚ‬تاريخ ب داد(٘ٔ‪ ،)ٕٕٔ/‬تاريخ اإلسبلـ َكَكفيات المشاىير َكاألعبلـ‪ ،‬لمذىبي تحقيق‪ :‬الدكتكر بشار‬
‫عكاد معركؼ‪ ،‬دار ال رب اإلسبلمي‪ ،‬طٔ‪ٕٖٓٓ(،‬ـ)‪.)ٙٓٔ/ٖٔ( ،‬‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫(ٕ) النككؼ‪ :‬أبك زكريا يحيى بف أبي يحيى شرؼ بف ُمّرِؼ بف حسف بف حسيف الحزامي‪ ،‬النككؼ‪ ،‬الدمشقي الشافعي الحافع‬
‫الفقيو الزاىد‪ ،‬مفتي األمة‪ ،‬شيخ اإلسبلـ‪ ،‬نفع هللا بتصانيفو‪ ،‬فمنيا(المنياج كشرح مسمـ كاألذكار ك رياض الصالحيف ك‬
‫األربعيف حديثا ك اإلرشاد في عمكـ الحديث ك التقريب)‪ ،‬ككلي مشيخة دار الحديث األشرفية‪ٙٚٙ-ٖٙٔ( ،‬ىػ=ٖٖٕٔ‪-‬‬
‫‪ٕٔٚٚ‬ـ)‪ .‬تاريخ اإلسبلـ ت بشار(٘ٔ‪ ،)ٖٕٗ/‬تذكرة الحفاظ لمذىبي(ٗ‪ ،)ٔٚٗ/‬فكات الكفيات (ٗ‪.)ٕٙٙ /‬‬
‫(ٖ) بف رشد‪ :‬دمحم بف أحمد بف دمحم بف أحمد بف أحمد بف رشد‪ ،‬أبك الكليد‪ ،‬القرطبي‪ ،‬حفيد العبلمة ابف رشد الفقيو‪ ،‬مف‬
‫تصانيفو‪ :‬كتاب التحصيل‪ ،‬كالمقدمات في الفقو‪ ،‬كبداية المجتيد كنياية المقتصد في الفقو‪ ،‬كغيرىا في الطبيعيات‬
‫كالمنطق‪ٜ٘٘-ٕ٘ٓ(،‬ق)‪ .‬الديباج المذىب إلبراىيـ بف عمي بف دمحم اليعمرؼ‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪/‬دمحم األحمدؼ أبك النكر‪ ،‬دار‬
‫التراث لمطبع كالنشر‪ ،‬القاىرة‪( ،‬ت‪ٜٜٚ:‬ىػ) (ٔ‪ ،)ٕٛٗ/‬تاريخ اإلسبلـ(ٕٔ‪.)ٖٜٔٓ/‬‬
‫(ٗ) الرازؼ‪ :‬دمحم بف عمر بف الحسيف بف الحسف بف عمي التيمي‪ ،‬البكرؼ‪ ،‬الرازؼ المكلد‪ ،‬الممقب فخر الديف‪ ،‬المعركؼ‬
‫بابف الخطيب‪ ،‬ت(ٖٗ٘ق‪ٙٓٙ-‬ق)‪ ،‬مف تصانيفو‪ :‬تفسير القرآف الكريـ‪ ،‬كالمطالب العالية كنياية العقكؿ‪ ،‬كالمحصكؿ‬
‫كالمعالـ‪ ،‬كالممخص كشرح اإلشارات البف سينا كشرح عيكف الحكمة كغير ذلؾ‪ ،‬كلو السر المكتكـ‪ ،‬كشرح أسماء هللا‬
‫الحسنى‪ .‬الكامل في التاريخ(ٓٔ‪ ،)ٕٚ٘/‬كفيات األعياف(ٗ‪ ،)ٕٗٛ/‬لساف الميزاف البف حجر العسقبلني‪ ،‬تحقيق‪ :‬دائرة‬
‫المعرؼ النظامية– اليند‪ ،‬مؤسسة األعممي لممطبكعات بيركت–لبناف‪ ،‬طٖ‪ٖٜٔٓ(،‬ىػ‪ٜٔٚٔ/‬ـ)‪.)ٕٗٙ/ٗ ( ،‬‬
‫(٘) ابف عساكر‪ :‬عمي بف الحسف بف ىبة هللا‪ ،‬ابف عساكر الدمشقي‪ ،‬المؤرخ الحافع الرحالة‪ ،‬اإلماـ الحبر البحر الحافع‬
‫الس ْم َعاني (صاحب األنساب) في رحبلتو‪ ،‬حج كدخل اليمف‬ ‫اكر‪٘ٚٔ-ٜٜٗ( .‬ىػ=٘ٓٔٔ‪ٔٔٚٙ-‬ـ)‪ ،‬رفيق َّ‬ ‫ابف عس ِ‬
‫ََ‬
‫فأقاـ بيا مدة‪ ،‬لو تأريخ دمشق الكبير يعرؼ بتاريخ ابف عساكر‪ ،‬كعكالي مالؾ كغرائب مالؾ كفضل أصحاب الحديث‪.‬‬
‫ديكاف اإلسبلـ (ٖ‪ ،)ٖٖٗ/‬طبقات الحفاظ لمسيكطي (ص‪ ،)ٗٚ٘:‬الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة (٘‪.)ٜٔٙ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬ابف تيمية كجيكده في التفسير إلبراىيـ خميل (ص‪ )ٖٖ،ٖٕ :‬بتصرؼ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫في عصر ابف تيمية رحمو هللا قل اإلنتاج العممي‪ ،‬كركدت األذىاف‪ ،‬كأقفل باب‬
‫االجتياد‪ ،‬كسيطرت نزعة التقميد كالجمكد‪ ،‬كأصبح قصارػ جيد كثير مف العمماء ىك‬
‫جمع كفيـ األقكاؿ مف غير بحث كال مناقشة‪ ،‬فألفت الكتب المطكلة كالمختصرة‪،‬‬
‫كلكف ال أثر فييا لبلبتكار كالتجديد‪ ،‬كىكذا عصكر الضعف تمتاز بكثرة الجمع‬
‫كغ ازرة المادة مع نضكب في البحث كاالستنتاج‪ ،‬كيحيل بعض الباحثيف ذلؾ‬
‫الضعف إلى‪ :‬سيادة األتراؾ كالمماليؾ مما سبب استعجاـ األنفس كالعقكؿ كاأللسف‪،‬‬
‫إضافة إلى اجتماع المصائب عمى المسمميف‪ ،‬فمـ يكف لدييـ مف االستقرار ما‬
‫يمكنيـ مف االشت اؿ بالبحث كالتفكير)ٔ(‪.‬‬
‫أما ابف تيمية فقد كاف لديو ش ف كمحبة لمعمـ‪ ،‬كالتمذذ بو‪ ،‬فقد حبب هللا عز‬
‫كجل إليو العمـ مف الص ر‪ ،‬فأقبل عميو بكميتو‪ ،‬ما أعطاه ساعة أك ساعتيف‪ ،‬بل‬
‫انقطع لمعمـ كثي اًر‪ ،‬كالسبب يعكد بعد تكفيق هللا إلى نشأتو في بيت عمـ‪ ،‬كذلؾ أف‬
‫أباه َّ‬
‫كجده عالماف كبيراف‪ ،‬يقكؿ الذىبي‪( :‬كاف أبكه عالماً كالنجـ‪ ،‬ككاف جده عالماً‬
‫كالقمر‪ ،‬ككاف ابف تيمية عالماً كالشمس‪ ،‬ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬

‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ(ٕ)‪ ،‬فامتزج حب العمـ بدمو كعصبو)‪ ،‬كانما كانت بضاعتو‬

‫مدة حياتو كميراثو بعد كفاتو العمـ اقتداء بسيد المرسميف دمحم ‪ ‬الذؼ قاؿ‪( :‬العمماء‬
‫كرثة األنبياء‪ ،‬كاف األنبياء لـ يكرثكا دينا اًر كال درىماً‪ ،‬كانما كرثكا العمـ‪ ،‬فمف أخذه‬
‫أخذ بحع كافر(ٖ))(ٗ)‪.‬‬

‫(ٔ) باعث النيضة االسبلمية ابف تيمية السمفي لدمحم خميل ىراس (ص‪.)ٔٚ،ٔٙ‬‬
‫(ٕ) اإلسراء‪ :‬آية ٕٔ‪.‬‬
‫(ٖ) سنف أبي داكد ألبك داكد سميماف بف األشعث بف إسحاؽ األزدؼ‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرنؤكط ‪ -‬مح َّمد ِ‬
‫كامل قره بممي‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫دار الرسالة العالمية‪( ،‬ت‪ٕٚ٘:‬ىػ)‪ٖٔٗٓ( ،‬ىػ‪ٕٜٓٓ-‬ـ)‪ ،)ٖٔٚ/ٖ( ،‬رقـ(ٔٗ‪ -)ٖٙ‬باب الحث عمى طمب العمـ‪،‬‬
‫كسنف ابف ماجو ‪ -‬كماجة اسـ أبيو يزيد ‪ -‬دمحم بف يزيد القزكيني (ت‪ٕٖٚ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرنؤكط‪ ،‬دار الرسالة‬
‫العالمية‪ ،‬طٔ‪ٖٔٗٓ(،‬ىػ‪ ٕٜٓٓ-‬ـ)‪ ،)ٛٔ/ٔ( ،‬رقـ (ٖٕٕ) ‪ -‬باب فضل العمماء كالحث عمى طمب العمـ‪.‬‬
‫(ٗ) كقفات بيية مف حياة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية (ٔ‪.)ٛ/‬‬
‫‪34‬‬
‫ال تكاد نفسو تشبع مف العمـ‪ ،‬كال تركػ مف المطالعة‪ ،‬كال تمل مف االشت اؿ بو‪،‬‬
‫كال تكل مف البحث فيو‪ ،‬كقل أف يدخل في عمـ إال كيفتح لو فيو‪ ،‬قاؿ عنو أحد‬
‫تبلميذه‪( :‬ما رأيتو إال كفي يده كتاب))ٔ(‪.‬‬
‫سارع إلى حفع القرآف الكريـ كطمب العمكـ الشرعية عمى اختبلؼ أنكاعيا مف كبار‬
‫الشيكخ كالمحدثيف الذيف أدىشيـ بقكة ذىنو كفرط ذكائو‪ ،‬كلـ يكد يبمغ مف العمر بضعة‬
‫عشر عاماً حتى أتقف معظـ فنكف الشريعة‪ ،‬كحاز قصب السبق فييا‪ ،‬ق أر مسند اإلماـ‬
‫أحمد بف حنبل مرات عديدة‪ ،‬كسمع الكتب الستة الكبار‪ ،‬ك(معجـ الطبراني الكبير)‪،‬‬
‫كأفتى كلو مف العمر بضعة عشر عاماً(ٕ)‪.‬‬
‫كاتفق أف بعض مشايخ العمماء بحمب قدـ إلى دمشق‪ ،‬كقاؿ سمعت في الببلد‬
‫بصبي يقاؿ لو‪ :‬أحمد بف تيمية‪ ،‬كأنو سريع الحفع‪ ،‬كقد جئت قاصداً لعمي أراه‪ ،‬فقاؿ لو‬
‫خياط‪ :‬ىذه طريق كتابو‪ ،‬كىك إلى اآلف ما جاء‪ ،‬فاقعد عندنا الساعة يجيء يعبر عمينا‬
‫ذاىباً إلى الكتاب‪ ،‬فجمس الشيخ الحمبي قميبلً فمر صبياف‪ ،‬فقاؿ الخياط لمحمبي‪ :‬ىذاؾ‬
‫الصبي الذؼ معو المكح الكبير ىك أحمد بف تيمية‪ ،‬فناداه الشيخ‪ ،‬فجاء إليو‪ ،‬فتناكؿ‬
‫الشيخ المكح‪ ،‬فنظر فيو‪ ،‬ثـ قاؿ‪ :‬يا كلدؼ‪ ،‬امسح ىذا حتى أممي عميؾ شيئاً تكتبو‪،‬‬
‫ففعل‪ ،‬فأممى عميو مف متكف األحاديث أحد عشر أك ثبلثة عشر حديثاً‪ ،‬كقاؿ لو‪ :‬اق أر‬
‫ىذا‪ ،‬فمـ يزد عمى أف تأممو مرة بعد كتابتو إياه‪ ،‬ثـ دفعو إليو‪ ،‬كقاؿ‪ :‬أسمعو عمي‪ ،‬فقرأه‬
‫عميو عرضاً كأحسف ما أنت سامع‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬يا كلدؼ‪ ،‬امسح ىذا‪ ،‬ففعل‪ ،‬فأممى عميو‬
‫عدة أسانيد انتخبيا‪ ،‬ثـ قاؿ‪ :‬اق أر ىذا‪ ،‬فنظر فيو كما فعل أكؿ مرة‪ ،‬فقاـ الشيخ كىك‬
‫يقكؿ‪ :‬إف عاش ىذا الصبي ليككنف لو شأف عظيـ‪ ،‬فإف ىذا لـ ير مثمو(ٖ)‪.‬‬

‫(ٔ) كىكه الذىبي‪ ،‬انظر كتاب كقفات بيية مف حياة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية ألبي يزف حمزة بف فايع الفتحي‪،‬‬
‫ط(‪ٕٔٗٙ‬ىػ‪ٕٓٓ٘-‬ـ)‪.)ٛ/ٔ( ،‬‬
‫(ٕ) لمحات تاريخية مف حياة ابف تيمية (ٗ‪.)ٔٓٛ/‬‬
‫(‪ )3‬العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية البف عبد اليادؼ (ص‪.)ٕٔ،ٕٓ:‬‬

‫‪35‬‬
‫قاؿ ابف عبد اليادؼ عف مف عاش مع ابف تيمية في الص ر كقد ذكركا نبذة‬

‫مف سيرتو‪ :‬أما مبدأ أمره كنشأتو فقد نشأ مف حيف نشأ في حجكر العمماء‪ ،‬راشفاً‬
‫كؤكس الفيـ‪ ،‬راتعاً في رياض التفقو كدكحات الكتب الجامعة لكل فف مف الفنكف‪ ،‬ال‬
‫يمكؼ إلى غير المطالعة كاالشت اؿ كاألخذ بمعالي األمكر‪ ،‬خصكصاً عمـ الكتاب‬
‫العزيز كالسنة النبكية كلكازميا(ٔ)‪.‬‬
‫كقل أف يدخل في عمـ مف العمكـ مف باب مف أبكابو إال كيفتح لو مف ذلؾ‬
‫الباب أبكاب‪ ،‬كيستدرؾ مستدركات في ذلؾ العمـ عمى حذاؽ أىمو‪ ،‬مقصكده الكتاب‬
‫كالسنة كلقد سمعتو في مبادغ أمره يقكؿ‪ :‬إنو ليقف خاطرؼ في المسألة كالشيء أك‬
‫الحالة التي تشكل عمى فأست فر هللا تعالى ألف مرة أك أكثر أك أقل حتى ينشرح‬
‫الصدر كينحل إشكاؿ ما أشكل قاؿ كأككف اذ ذاؾ في السكؽ أك المسجد أك الدرب أك‬
‫المدرسة ال يمنعني ذلؾ مف الذكر كاالست فار إلى أف أناؿ مطمكبي‪ ،‬قاؿ ىذا الصاحب‬
‫كلقد كنت في تمؾ المدة كأكؿ النشأة إذا اجتمعت بو في ختـ أك مجمس ذكر خاص مع‬
‫أحد المشايخ المذككريف كتذاكركا كتكمـ مع حداثة سنو أجد لكبلمو صكلة عمى القمكب‬
‫كتأثي ار في النفكس كىيبة مقبكلة كنفعا يظير أثره كتنفعل لو النفكس التي سمعتو أياما‬
‫كثيرة بعقبو حتى كاف مقالو بمساف حالو كحالو ظاىر لو في مقالو شيدت ذلؾ منو غير‬
‫مرة‪ ،‬ثـ لـ يبرح شيخنا في ازدياد مف العمكـ كمبلزمة االشت اؿ كاالش اؿ كبث العمـ‬
‫كنشره كاالجتياد في سبل الخير حتى انتيت إليو اإلمامة في العمـ كالعمل(ٕ)‪.‬‬
‫كقد كىب هللا ابف تيمية مف الصفات ما لـ تجتمع في غيرة كمف اىميا‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬قكة الحفع ‪ :‬فقد كاف كثير الحفع‪ ،‬قميل النسياف‪ ،‬قّمما حفع شيئا فنسية)ٖ(‪.‬‬

‫(ٔ) المصدر نفسو (ٕٕ‪.)ٕٔ،‬‬


‫(ٕ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية ص (ٕٕ‪.)ٕٔ،‬‬
‫(ٖ) مسالؾ األبصار في ممالؾ األمصار‪ ،‬ألحمد بف يحيى بف فضل هللا القرشي العدكؼ العمرؼ‪ ،‬شياب الديف‪،‬‬
‫المجمع الثقافي‪ ،‬أبك ظبي‪ ،‬طٔ‪ٕٖٔٗ(،‬ىػ)‪.)ٜٙٙ/٘( ،‬‬
‫‪36‬‬
‫ككأف هللا قد خصو بسرعة الحفع فقد كاف يحفع الشيء بعد تأممو مرة كاحدة)ٔ(‪.‬‬
‫بل قيل‪ ،‬إنو كاف يمر بالكتاب مطالعة مرة فينقش في ذىنو كينقمو في مصنفاتو‬
‫بمفظو كمعناه(ٕ)؛ كاف يكتب تصانيفو مف حفظو‪ ،‬ككتب كثي ار منيا في الحبس‪،‬‬
‫كليس عنده ما يحتاج إليو كيراجعو مف الكتب(ٖ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬فرط الذكاء كسرعة اإلدراؾ كالفيـ‪ :‬فقد كاف آية في الذكاء كسرعة اإلدراؾ(ٗ)‪.‬‬
‫تكاد َنفسو تشبع مف اْلعمـ َف َبل تركػ مف المطالعة َكَال‬ ‫ٖ‪ -‬ش فو بالعمـ‪ :‬فقد كاف َال َ‬
‫تمل مف االشت اؿ َكَال تكل مف اْلَب ْحث(٘)‪.‬‬
‫برع في النحك‪ ،‬كأقبل عمى التفسير إقباالً كميِّا حتى حاز فيو قصب السبق‪ ،‬كأحكـ‬
‫أُصكؿ الفقو‪ ،‬كغير ذلؾ‪ ،‬ىذا كمو كىك ابف بضع عشرة سنة‪ ،‬فانبير الفضبلء مف فرط‬
‫ذكائو‪ ،‬كسيبلف ذىنو‪ ،‬كُقَّكة حافظتو‪ ،‬كسرعة إدراكو(‪.)ٙ‬‬
‫ٗ‪ -‬عنايتو بالنص مف القراف كالسنو فقد سمع مسند احمد كالكتاب الكبار كاالجزاء‬
‫كعني بالحديث كقراء بنفسو كالزـ السماع سنيف حتى قيل‪ :‬كل حديث ال يعرفو‬
‫ابف تيمية فميس بحديث(‪.)ٚ‬‬
‫قاؿ الذىبي‪ :‬ما رأيت أحدا أسرع انتزاعا لآليات الدالة عمى المسألة التي يكردىا‬
‫منو‪ ،‬كال أشد استحضا ار لمتكف األحاديث كعزكىا الى الصحيح أك المسند أك الى‬
‫السنف(‪.)ٛ‬‬

‫(ٔ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية البف عبداليادؼ) (ص‪.)ٕٓ:‬‬
‫(ٕ) الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة (ٔ‪.)ٜٔٚ/‬‬
‫(ٖ) الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف (ص‪.)ٕ٘ٚ:‬‬
‫(ٗ) المصدر السابق (ص‪.)ٕ٘٘:‬‬
‫(٘) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪.)ٕٔ:‬‬
‫(‪ )ٙ‬أبجد العمكـ ألبك الطيب دمحم صديق خاف بف حسف بف عمي ابف لطف هللا الحسيني البخارؼ ِ‬
‫القَّنكجي‪ ،‬دار‬
‫ابف حزـ‪ ،‬طٔ‪ٕٖٔٗ(،‬ىػ‪ٕٕٓٓ-‬ـ)‪( ،‬ص‪.)ٙٗٔ:‬‬
‫(‪ )ٚ‬الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف (ص‪ )ٕ٘ٙ:‬مختصر طبقات عمماء الحديث‪.‬‬
‫(‪ )ٛ‬الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة (ٔ‪.)ٔٚ٘/‬‬
‫‪37‬‬
‫٘‪-‬الزىد كالكرع كالفراغ مف الممذات الدنيكية‪ :‬فقد كاف آية في التقكػ كالزىد‬
‫كترؾ ممذات الدنيا فبل لذت لو إال في العمـ كالبحث كالمناظرة كالعبادة كالصبلة(ٔ)‪.‬‬
‫ضانا بو‬
‫َ‬ ‫‪ -ٙ‬المحافظة عمى الكقت‪ :‬فقد كاف حريصا عمى كقتو مف ص ره‬
‫حتى عمى اكمو قيل إف أباه كأخاه كجماعة مف أىمو سألكه أف يذىب معيـ يكـ إجازة‬
‫ليتفرج كيتنزه‪ ،‬فتيرب منيـ كلـ يذىب فمما عادكا آخر النيار المكه عمى تخمفو‬
‫عنيـ‪ ،‬كفكاتو تمؾ النزىة عنو‪ ،‬مع تفرده كحده‪ ،‬فقاؿ ليـ‪ ،‬أنتـ ما تزيد لكـ شيء‪ ،‬كال‬
‫تجدد‪ ،‬كأنا حفظت في غيبتكـ ىذا المجمد ككاف ذلؾ الكتاب (ركضة الناظر كجنة‬
‫المناظر)(ٕ)‪.‬‬
‫‪ -ٚ‬قكة الحجة‪ :‬كاف قكؼ الحجة كاسع المناظرة‪ ،‬شامل االدلة كاف يحضر‬
‫المجالس كالمحافل في ص ره‪ ،‬فيتكّمـ كيناظر‪ ،‬كي ِ‬
‫فحـ الكبار‪ ،‬كيأتي بما يتحيَّر منو‬ ‫ُ‬
‫أعياف البمدة في العمـ(ٖ)‪.‬‬
‫أحدا فانقطع معو‪ ،‬كال تكمـ في عمـ مف العمكـ‪ ،‬سكاء كاف‬ ‫كال ُيعرؼ أنو ناظر ً‬
‫مف عمكـ الشرع أك غيرىا إالَّ فاؽ فيو أىمو كالمنسكبيف إليو(ٗ)‪.‬‬

‫خميل‬
‫ُ‬ ‫بف مكسى ِ‬
‫بف‬ ‫بف عم ِي ِ‬
‫لعمر ُ‬
‫(ٔ) الجامع لسيرة شيخ االسبلـ ابف تيمية (‪ ،)ٕٙٛ‬كانظر األعبلـ العميو ُ‬
‫ّ‬
‫َّ‬
‫البزُار‪( ،‬ت‪ٜٚٗ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬زىير الشاكيش‪ ،‬المكتب اإلسبلمي –بيركت‪ ،‬ط‪ٔٗٓٓ( ،‬ق)‪.)ٗٙ-ٗٔ( ،‬‬
‫(ٕ) أعياف العصر كأعكاف النصر (ٔ‪.)ٕٖٙ/‬‬
‫(ٖ) الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف (ص‪.)ٕ٘ٓ:‬‬
‫(ٗ) المصدر نفسو (ص‪.)ٕٕ٘:‬‬
‫‪38‬‬
‫الحالة الفكرية‪:‬‬
‫يحتاج الدارس لحياة ابف تيمية إلى معرفة الكاقع الذؼ كاف يعيشو سياسيا‬
‫كاجتماعيا كفكريا كمعرفة األحكاؿ التي مر بيا في عصره ألف ليا تأثير كبير عمى‬
‫حياتو كالظركؼ المعاشة في األصل تشكل شخصية الناس بحكـ الكاقع كت يراتو‬
‫كتقمبات األحكاؿ فيو فئلماـ ابف تيمية عاش في القرف السابع كالثامف اليجرؼ بما‬
‫فييا مف ت يرات فقد كاف الكاقع يمكج مكجا باألفكار الدخيمة عمى األمة اإلسبلمية‬
‫حيث تشعبت األفكار كاختمفت اآلراء في كثير مف المسائل الشرعية(ٔ)‪.‬‬
‫ظير شيخ اإلسبلـ في عصر قد اشتدت فيو غربة اإلسبلـ كتفرقت كممة‬
‫المسمميف كظيرت الفرؽ المخالفة لما كاف عميو النبي ‪ ‬كصحبو ‪ ‬كالتابعيف في‬
‫العقائد كالفركع‪ ،‬كخيـ الجمكد الفكرؼ كالتقميد األعمى فأثر في الجك العممي‪ ،‬كط ى‬
‫عمـ الكبلـ كالفمسفة حتى حبل محل الكتاب كالسنة لدػ األكثر مف المتعمميف في‬
‫االستدالؿ‪ ،‬ىذا كمو في داخل المجتمع اإلسبلمي في ذلؾ العصر(ٕ)‪.‬‬
‫فقد عاصر بف تيمية فرقا كثيرة مف الفرؽ اإلسبلمية التي شطحت كابتعدت عف‬
‫الحق كنابذت أىل الحق في كثير مف المسائل األصكلية‪ ،‬كأكثرىا امتدت جذكرىا‬
‫إلى ديانات أخرػ مف نصرانية كييكدية ككثنية جاء اإلسبلـ عمى إنقاذىا أك إبطاليا‬
‫مف أساسيا كالشيعة اإلمامية عمى اختبلؼ مشاربيا كتباعد ديارىا‪ ،‬كمف رافضة‬
‫غبلة أتباع عبد هللا بف سبأ الييكدؼ كغيرىا‪ ،..‬كقد كتب عف الشيعة كالركافض كتابا‬
‫ضخما عظيما في أربع مجمدات سماه (منياج السنة النبكية في نقض كبلـ الشيعة‬
‫القدرية) كىك رد عمى كتاب (منياج الكرامة)(ٖ)‪.‬‬

‫(ٔ) لمحات تاريخية مف حياة ابف تيمية (٘‪.)ٕٔٗ،ٕٖٔ/‬‬


‫(ٕ) مف أعبلـ المجدديف لصالح بف فكزاف بف عبد هللا الفكزاف‪(،‬ص‪.)ٖٗ:‬‬
‫(ٖ) البف مطير الحمي الشيعي المتكفى سنة (‪ٕٚٙ‬ىػ)‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫كعايش تطكر الفرؽ الصكفية مف تصكؼ ممدكح يدكر حكؿ صفاء الركح‬
‫كتزكيتيا عمى المنياج الشرعي القكيـ الى انحراؼ كصل عند بعضيـ إلى الكفر‬
‫البكاح كاالحمكليو(ٔ)‪ ،‬فقد تحكؿ مفيكـ التصكؼ الداؿ عمى الصفاء كتزكية النفس‬
‫تحكؿ ىذا المفيكـ إلى مفيكـ آخر كىك القكؿ بكحدة الكجكد أك بمعنى آخر حمكؿ‬
‫هللا في بعض مخمكقاتو ‪-‬تعالى هللا عف ذلؾ عمكا كبي ار– كىذا عند بعضيـ‪ ،‬فكاف‬
‫البف تيمية دكر كبير في مكاجية ىذا الصنف كبياف خطئو‪ ،‬كل ىذه األفكار كالفرؽ‬
‫عاش ابف تيمية كل حياتو في خضميا يجاىد بقممو كلسانو كيدافع عف جكىر‬
‫العقيدة اإلسبلمية دفاع المستميت المتفاني في سبيل بياف الحق كالديف القكيـ(ٕ)‪.‬‬
‫تشعبت الحياة الفكرية في عصر ابف تيمية كما سبقو كما تبله‪ ،‬بل تضاربت‬
‫مناىجيا‪ ،‬فقد كاف القرف السادس كالسابع كتبعيما الثامف متناحر األفكار متضارب‬
‫اآلراء‪ ،‬كاختمفت مناىجيـ فعمماء قد اختمفت مناىجيـ‪ ،‬فمنيـ مف استبحركا في‬
‫الحديث كالتفسير كالنحك كالفقو كالعقائد‪ ،‬كلكف كانكا مقمديف تابعيف‪ ،‬كليسكا مجتيديف‬
‫مستنبطيف‪ ،‬حتى في العقائد ارتضكا التقميد كاالتباع‪ ،‬كلـ يسيركا كراء البرىاف‪ ،‬ككاف‬
‫ذلؾ بجكار ىؤالء فبلسفة مسممكف ينطمقكف في الدراسات منتييف إلى ما تؤدؼ بيـ‬
‫النتائج‪ ،‬كفي كسط ذلؾ الجمكد الفكرؼ‪ ،‬نجد عمماء أفذاذ قد جمعكا بيف المعقكؿ‬
‫كالمنقكؿ‪ ،‬كقكة الفكر مع قكة الديف‪ ،‬كمف جية أخرػ كثرت المناظرة كالجدؿ‬
‫كالمكايدات الفكرية كغيرىا بسبب اختبلؼ كجيات النظر(ٖ)‪.‬‬

‫(ٔ) الحمكلية‪ :‬ىـ الذيف قالكا بحمكؿ هللا في أشخاص االئمة كعبدكا االئمة الجل ذلؾ كمنيـ الحمكلية الحكمانية‬
‫المنسكبة الى أبى حكماف الدمشقي الذػ زعـ أف االلو يحل في كل صكرة حسنة ككاف يسجد لكل صكرة‬
‫حسنة‪ .‬الفرؽ بيف الفرؽ لعبد القاىر بف طاىر بف دمحم األسفراييني‪( ،‬ت‪ٕٜٗ:‬ىػ)‪ ،‬دار اآلفاؽ الجديدة –‬
‫بيركت‪ ،‬طٕ‪ٜٔٚٚ( ،‬ـ) (ص‪.)ٕٔ٘ :‬‬
‫(ٕ) لمحات تاريخية مف حياة ابف تيمية (٘‪.)ٕٔٗ،ٕٖٔ/‬‬
‫(ٖ) ابف تيمية حياتو كعصره‪-‬آراؤه كفقيو‪ .‬لدمحم ابك زىرة‪( ،‬صٖٓٔ‪.)ٖٔٔ،‬‬
‫‪41‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫حياة اإلمام ابن تيمية العممية‬
‫وفيو ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطمب األول‪ :‬مكانتو العممية‬
‫المطمب الثاني‪ :‬شيوخو وتالميذه ورحالتو‬
‫المطمب الثالث‪ :‬آثاره ومصنفاتو‬

‫‪41‬‬
‫المطمب األول‪:‬‬
‫مكانتو العممية‬
‫إف ش فو بالعمـ َّجره ‪،‬ألف يق أر كل شيء‪ِ ،‬‬
‫كما أشرنا‪ ،‬ق أر في كل فف!‬
‫كاف يجمس معو الفقياء مف أىل المذاىب فيستفيدكف مف عممو كمف فقيو بل‬
‫كعرؼ باالستبحار في سائر‬
‫يخطؤىـ‪َ ،‬كىك حنبمي لكف شق كل اآلفاؽ‪ ،‬كاتبع الدليل ُ‬
‫العمكـ الشرعية‪ ،‬حتى العمكـ الدنيكية التي ليس ليا فائدة تعمميا كقرأىا مف حبو‬
‫(ٔ)‬
‫الذؼ عده‬ ‫لممعرفة‪ ،‬كلما ذىب إلى مصر في بعض المرات‪ ،‬كرآه ابف دقيق العيد‬
‫السيكطي مجدد القرف السابع في منظكمتو ( تحفة الميتديف بأخبار المجدديف) قاؿ‬
‫فييا‪:‬‬
‫كالسابع الراقي إلى المراقي ……ابف دقيق العيد باتفاؽ‬
‫لما رأػ شيخ اإلسبلـ ابف تيمية انذىل كتعجب كقاؿ‪( :‬رأيت رجبلً العمكـ كميا‬
‫بيف يديو يأخذ ما يريد كيدع ما يريد(ٕ)‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ الذىبي فيو‪" :‬كاف آية في الذكاء كسرعة اإلدراؾ رأساً في معرفة‬

‫الكتاب كالسنة‪ ،‬كاالختبلؼ‪ ،‬بح اًر في النقميات‪ ،‬ىك في زمانو فريد عصره عمماً كزىداً‬
‫كشجاعة كسخاء كأم اًر بالمعركؼ كنيياً عف المنكر ككثرة التصانيف كق أر كحصل‬
‫كبرع في الحديث كالفقو كتأىل لمتدريس كالفتكػ كىك ابف سبع عشرة سنة كتقدـ في‬
‫عمـ األصكؿ كجميع عمكـ اإلسبلـ‪ :‬أصكليا كفركعيا‪ ،‬كدقيا كجميا‪ ،‬فإف ذكر‬

‫(ٔ) ابف د ِقيق ِ‬


‫العيد‪ :‬دمحم بف عمي بف كىب بف مطيع‪ ،‬أبك الفتح‪ ،‬تقي الديف القشيرؼ‪ ،‬المعركؼ كأبيو كجده بابف‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫دقيق العيد‪ ،‬قاضي القضاة‪ ،‬مف أكابر العمماء باألصكؿ‪ ،‬مجتيد لو تصانيف‪ ،‬منيا (إحكاـ األحكاـ)‪ ،‬في‬
‫الحديث‪ ،‬ك(اإللماـ بأحاديث األحكاـ)‪ ،‬ك(تحفة المبيب في شرح التقريب) ك(شرح األربعيف حديثا لمنككؼ)‪،‬‬
‫(ٕ٘‪ٕٚٓ-ٙ‬ىػ=‪ٖٕٔٓ-ٕٕٔٛ‬ـ)‪ ،‬فكات الكفيات (ٖ‪.)ٕٗٗ/‬‬
‫(ٕ) الرد الكافر‪ :‬لدمحم بف عبد هللا بف دمحم ابف أحمد بف مجاىد القيسي الدمشقي الشافعي‪ ،‬شمس الديف‪ ،‬الشيير‬
‫بابف ناصر الديف تحقيق‪ :‬زىير الشاكيش‪ ،‬المكتب اإلسبلمي‪-‬بيركت‪ ،‬طٔ(ٖ‪ٖٜٔ‬ق)‪( ،‬ص‪.)ٜ٘:‬‬
‫‪42‬‬
‫التفسير فيك حامل لكائو‪ ،‬كاف عد الفقياء فيك مجتيدىـ المطمق‪ ،‬كاف حضر الحفاظ‬
‫نطق كخرسكا كسرد كأُبمسكا كاست نى كأفمسكا كاف سمي المتكممكف فيك فردىـ‪ ،‬كاليو‬
‫يقدـ الفبلسفة َّفميـ كىتؾ أستارىـ ككشف عكارىـ‬ ‫(ٔ)‬
‫مرجعيـ‪ ،‬كاف الح ابف سيناء‬
‫كلو يد طكلى في معرفة العربية كالصرؼ كالم ة‪ ،‬كىك أعظـ مف أف يصفو كممي أك‬
‫ينبو عمى شأكه قممي‪ ،‬فإف سيرتو كعمكمو كمعارفو كمحنو كتنقبلتو تحتمل أف تكضع‬
‫في مجمدتيف كىك بشر مف البشر لو ذنكب فاهلل ي فر لو كيسكنو أعمى الجنة فإنو‬
‫كاف رباني األمة فريد الزماف كحامل لكاء الشريعة كصاحب معضبلت المسمميف‪،‬‬
‫ككاف رأسا في العمـ يبالغ في إطراء قيامو في الحق‪ ،‬كالجياد كاألمر بالمعركؼ‬
‫كالنيي عف المنكر مبال ة ما رأيتيا كال شاىدتيا مف أحد‪ ،‬كال لحظتيا مف فقيو(ٕ)‪.‬‬
‫كقاؿ العبلمة كماؿ الديف بف الزممكاني‪ :‬كاف إذا سئل عف فف مف العمـ ظف‬
‫الرائي كالسامع أنو ال يعرؼ غير ذلؾ الفف كحكـ أف أحدا ال يعرفو مثمو ككاف‬
‫الفقياء مف سائر الطكائف إذا جمسكا معو استفادكا في مذاىبيـ منو ما لـ يككنكا‬
‫عرفكه قبل ذلؾ كال يعرؼ أنو ناظر أحدا فانقطع معو كال تكمـ في عمـ مف العمكـ‬
‫سكاء أكاف مف عمكـ الشرع أـ غيرىا إال فاؽ فيو أىمو كالمنسكبيف إليو ككانت لو اليد‬
‫الطكلى في حسف التصنيف كجكدة العبارة كالترتيب كالتقسيـ كالتبييف(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف عبد اليادؼ لـ يبرح في ازدياد مف العمكـ‪ ،‬كمبلزمة لبلشت اؿ‪ ،‬كبث‬
‫العمـ كنشره‪ ،‬كاالجتياد في سبيل الخير‪ ،‬كحتى انتيت إليو اإلمامة في العمـ كالعمل‬

‫(ٔ ) ابف سيناء‪ :‬الحسف بف عبد هللا بف سينا أبك عمي الرئيس أحد فبلسفة المسمميف كاف أبكه مف أىل بمخ كانتقل‬
‫منيا إلى بخارػ ككلد الرئيس أبك عمي بيا ثـ تنقل كاشت ل بالعمكـ كحصل الفنكف ككاف نادرة عصره في‬
‫عممو كذكائو كتصانيفو كصنف الشفاء كغيره‪ ،‬كاف يقاؿ لو الرئيس ابف سيناء في الطب‪ ،‬كلو نظـ ك نثر‬
‫كديكاف تكفي(‪ٖٚٙ‬ق)‪ .‬الجكاىر المضية في طبقات الحنفية لعبد القادر بف دمحم بف نصر هللا القرشي‪،‬‬
‫(ت‪ٚٚ٘:‬ىػ)‪ ،‬مير دمحم كتب خانو – كراتشي‪.)ٜٔ٘،ٜٚ/ٔ( ،‬‬
‫(ٕ) الترجمة الذىبية ألعبلـ آؿ تيمية(ٔ‪.)ٕٔ/‬‬
‫(ٖ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪.)ٕٗ،ٕٖ:‬‬
‫‪43‬‬
‫كالزىد كالكرع كالشجاعة كالكرـ كالتكاضع كالحمـ كاإلنابة كالجبللة كالميابة ‪،)ٔ(..‬‬
‫قاؿ الحافع جماؿ الديف المزؼ(ٕ)‪ :‬لـ ير مثمو منذ خمسمائة سنة‪.‬‬
‫كقاؿ فيو ابف الزممكاني(ٖ)‪:‬‬
‫ماذا يقكؿ الكاصفكف لو ‪ ...‬كصفاتو جمت عف الحصػ ػ ػ ػر‬
‫ىك حجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػة هلل قاى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرة ‪ ...‬ى ػ ػك بيننا أعجكبة الدىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػر‬
‫ىك آية لمخمق ظاىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرة ‪ ...‬أنكارىا أربت عمى الفجر(ٗ)‪.‬‬
‫كتصانيفو نحك أربعة آالؼ كراسة كأكثر كقاؿ كأما نقمو لمفقو كمذاىب الصحابة‬
‫كالتابعيف فضبل عف المذاىب األربعة فميس لو فيو نظير كقاؿ أنو ال يذكر مسألة إال‬
‫كيذكر فييا مذاىب األئمة (٘)‪.‬‬
‫ككجدت بخط الشيخ كماؿ الديف الزممكاني‪ :‬أنو اجتمعت فيو شركط االجتياد‬
‫ُ‬
‫عمى كجييا(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) الشيادة الزكية في ثناء األئمة عمى ابف تيمية (ص‪.)ٕ٘ :‬‬
‫(ٕ) المزؼ‪ :‬الحافع يكسف بف الزكي عبد الرحمف بف يكسف بف عمي بف عبد الممؾ بف أبي الزىر‪ ،‬الشيخ اإلماـ‬
‫العبلمة حافع العصر كمحدث الشاـ كمصر جماؿ الديف أبك الحجاج القضاعي الكمبي المزؼ الحمبي‪ ،‬كنشأ‬
‫بالمزة (مف ضكاحي دمشق) مير في الم ة كالحديث كمعرفة رجالو‪ .‬كصنف كتبا‪ ،‬منيا ( تيذيب الكماؿ في‬
‫أسماء الرجاؿ)‪ ،‬ك(تحفة األشراؼ بمعرفة االطراؼ)‪ٕٚٗ-ٙ٘ٗ( ،‬ىػ=‪ٖٔٗٔ-ٕٔ٘ٙ‬ـ)‪ ،‬الكافي بالكفيات‬
‫(‪ ،)ٔٓٙ/ٕٜ‬كنكز الذىب في تاريخ حمب (ٔ‪.)ٖٖٗ/‬‬
‫(ٖ ) ابف الزممكاني‪ :‬جماؿ اإلسبلـ كماؿ الديف أبك المعالي دمحم بف عمي بف عبد الكاحد بف الزممكاني األنصارؼ‬
‫السماكي انتيت إليو رياسة الشافعية في عصره‪ ،‬فقيو‪ ،‬كلد كتعمـ بدمشق‪ ،‬كتصدر لمتدريس كاإلفتاء‪ ،‬ككلي‬
‫نظر ديكاف (األفرـ) كنظر الخزانة كككالة بيت الماؿ‪ ،‬ككتب في ديكاف اإلنشاء ثـ كلي القضاء في حمب فأقاـ‬
‫سنتيف‪ ،‬كطمب لقضاء مصر‪ ،‬فقصدىا‪ ،‬فتكفي في بمبيس كدفف بالقاىرة‪ .‬لو رسالة في الرد عمى ابف تيمية في‬
‫مسألتي (الطبلؽ كالزيارة) كتعميقات عمى (المنياج) لمنككؼ‪ ،‬ككتاب في التاريخ (‪ٕٚٚ-ٙٙٚ‬ىػ =‪-ٕٜٔٙ‬‬
‫‪ٖٕٔٚ‬ـ)‪ ،‬البداية كالنياية ط ىجر (‪ )ٖٓٛ/ٜ‬تاريخ اإلسبلـ ت بشار (٘ٔ‪.)ٔ٘ٓ/‬‬
‫بف ُم َح َّم ٍد األ َُم ِكِّؼ‪ ،‬مشاركة لممؤلف في‬
‫بف ُح ْسِني ب ِف َب َد ِكؼ ِ‬
‫لكليد ُ‬
‫(ٗ) معجـ أصحاب شيخ اإلسبلـ ابف تيمية ُ‬
‫ممتقى أىل الحديث‪( ،‬سنةٖٓٗٔ) (ص‪.)ٛ،ٚ:‬‬
‫(٘) البدر الطالع بمحاسف مف بعد القرف السابع‪ ،‬لدمحم بف عمي الشككاني اليمني‪ ،‬دار المعرفة–بيركت‪.)ٕٚ/ٔ( ،‬‬
‫(‪ )ٙ‬البداية كالنياية ط إحياء التراث (ٗٔ‪.)ٔ٘ٛ/‬‬
‫‪44‬‬
‫قاؿ البرزالي(ٔ)‪ :‬في معجـ شيكخو الشيخ تقي الديف أبك العباس احمد بف تيمية‬
‫اإلماـ المجمع عمى فضمو كنبمو كدينو ق أر الفقو كبرع فيو كالعربية كاألصكؿ كمير‬
‫في عممي التفسير كالحديث ككاف إماما ال يمحق غباره في كل شيء كبمغ رتبة‬
‫االجتياد كاجتمعت فيو شركط المجتيديف(ٕ)‪.‬‬

‫(ٔ) أبك عبد هللا دمحم بف يكسف بف دمحم بف أبي يداس البرزالي‪ ،‬اإلشبيمي‪ ،‬اإلماـ الحافع الثقة الحجة مؤرخ الشاـ‬
‫كأحد محدثي اإلسبلـ‪ٖٜٚ-ٙٙ٘( ،‬ىػ=‪ٖٖٜٔ-ٕٔٙٚ‬ـ)‪ ،‬الرد الكافر (ص‪.)ٜٔٔ:‬‬
‫(ٕ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪.)ٕٛ:‬‬
‫‪45‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫شيوخو وتالميذه ورحالتو‪.‬‬
‫شيوخو‪:‬‬
‫عدة‪ ،‬بم كا أزيد مف المئتيف كما ذكر ذلؾ تمميذه ابف عبد‬
‫سمع مف شيكخ ّ‬
‫اليادؼ‪.‬‬
‫قدـ بو كالده كبإخكتو ِإَلى دمشق‪ِ ،‬ع ْن َد استيبلء التتر عمى الببلد‪ ،‬سنة سبع‬
‫كستيف كستمائة‪.‬‬
‫فأخذ الفقو كاألصكؿ‪ ،‬عف كالده‪ ،‬كعف الشيخ شمس الديف بف أبي عمر‪ ،‬كالشيخ‬
‫(ٔ)‬
‫كغيرىـ ‪ ،‬كبرع في ذلؾ‪ ،‬كناظر‪ .‬كق أر في العربية أياما عمى‬ ‫زيف الديف بف المنجا‬
‫سميماف بف عبد القكؼ(ٕ)‪.‬‬
‫ومن ابرز شيوخو‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬تقي الديف أبك دمحم إسماعيل بف إبراىيـ بف أبي اليسر التنكخي المسند‬
‫الشيير(ٖ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬أميف الديف أبك دمحم القاسـ بف أبي بكر بف قاسـ بف غنيمة األربمي(ٗ)‪.‬‬

‫(ٔ) زيف الديف بف المنجا‪ :‬عمي بف منجا بف عثماف بف أسعد بف المنجا التنكخي‪ ،‬الشيخ اإلماـ الفقيو البارع‪ ،‬قاضي القضاة‬
‫عبلء الديف أبك الحسف ابف الشيخ زيف الديف أبي البركات ابف القاضي عز الديف أبي عمرك بف كجيو الديف أبي‬
‫الت ِ‬
‫رمذؼ َغيرىـ‪ٙٚٚ( ،‬ق–ٓ٘‪ٚ‬ق)‪ .‬أعياف العصر كأعكاف‬ ‫المعالي الحنبمي‪ ،‬قاضي دمشق‪ ،‬سمع مف ابف البخارِؼ ك ِ‬
‫َ‬
‫النصر(ٖ‪ ،)٘ٙٚ/‬الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة (ٗ‪.)ٜٔ٘/‬‬
‫(ٕ) ذيل طبقات الحنابمة (ٗ‪.)ٜٗٗ،ٜٖٗ/‬‬
‫الشاـ (‪ٜ٘ٛ‬ىػ‪ٕٙٚ-‬ىػ)‪،‬‬
‫(ٖ) إسماعيل بف إبراىيـ بف أبي اليسر شاكر بف عبد هللا التنكخي الدمشقي الكاتب‪ ،‬مسند ّ‬
‫شذرات الذىب في أخبار مف ذىب (‪ )ٜ٘ٓ/ٚ‬كفكات الكفيات (ٔ‪.)ٔٚٓ/‬‬
‫(ٗ) األميف اإلربمي‪ :‬العدؿ أبك دمحم القاسـ بف أبي بكر بف القاسـ ابف غنيمة‪ ،‬رحل مع أبيو كلو بضع عشرة سنة فذكر كىك‬
‫صدكؽ أنو سمع صحيح مسمـ الطكسي‪ ،‬تكفي كلو خمس كثمانكف سنة‪ٙٛٓ( ،‬ق)‪ .‬العبر في خبر مف غبر لمذىبي‬
‫(ت‪ٚٗٛ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبك ىاجر دمحم السعيد بف بسيكني زغمكؿ‪ ،‬دار الكتب العممية–بيركت‪.)ٖٗٗ/ٖ( ،‬‬

‫‪46‬‬
‫ٖ‪ -‬شمس الديف ابك ال نائـ المسمـ بف دمحم بف المسمـ بف مكي الدمشقي(ٔ)‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬كالده شياب الديف عبد الحميـ بف عبد السبلـ بف تيمية(ٕ)‪.‬‬
‫٘‪ -‬شمس الديف أبك دمحم عبد الرحمف بف أبي عمر دمحم بف أحمد بف قدامة‬
‫المقدمي صاحب الشرح الكبير(ٖ)‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬عفيف الديف ابك دمحم عبد الرحيـ بف دمحم بف أحمد العمني الحنبي(ٗ)‪.‬‬
‫‪ -ٚ‬فخر الديف أبك الحسف عمي بف أحمد بف عبد الكاحد البخارؼ(٘)‪.‬‬
‫‪ -ٛ‬مجد الديف ابك عبد هللا دمحم بف إسماعيل بف عثماف بف المظفر بف ىبة‬
‫هللا بف عساكر الدمشقي الشافعي(‪.)ٙ‬‬
‫‪ -ٜ‬شمس الديف أبك عبد هللا دمحم بف المرداكؼ المقدسي)‪.)ٛ((ٚ‬‬

‫(ٔ) ابف عبلف القاضي شمس الديف أبك ال نائـ المسمـ يف دمحم بف المسمـ بف مكي بف خمف‪ ،‬سمع الكثير مف حنبل‬
‫كابف طبرزد كابف مندكيو كطائفة‪ٜ٘ ( ،‬ق‪ٙٛٓ-‬ق)‪ ،‬العبر في خبر مف غبر (ٖ‪.)ٖٗٙ/‬‬
‫(ٕ) أبك المحاسف شياب الديف عبد الحميـ بف عبد السبلـ بف عبد هللا بف أبي القاسـ اإلماـ المفتي ابف العبلمة أبي‬
‫البركات ابف تيمية الحراني الحنبمي نزيل دمشق كالد الشيخ تقي الديف (‪ٕٙٚ‬ق‪ٕٙٛ-‬ق)‪ .‬الكافي بالكفيات‬
‫(‪.)ٕٗ/ٔٛ‬‬
‫(ٖ) أبك الفرج عبد الرحمف بف أبي عمر دمحم بف أحمد بف دمحم بف قدامة المقدسي‪ ،‬شيخ اإلسبلـ‪ ،‬صاحب شرح المقنع‪،‬‬
‫(‪ٜ٘ٚ‬ق‪ٕٙٛ-‬ق)‪ .‬شذرات الذىب (٘‪ ،)ٖٚٙ/‬كفكات الكفيات(ٕ‪.)ٕٜٔ/‬‬
‫(ٗ ) عبد الرحيـ بف دمحم بف أحمد بف فارس الب دادؼ ابف الزجاج عفيف الديف‪ ،‬فقيو زاىد‪ ،‬ككاف محدثا‪ٕٕٙ( ،‬ق‪-‬‬
‫٘‪ٙٛ‬ق)‪ ،‬شذرات الذىب في أخبار مف ذىب (‪ ،)ٙٛٗ/ٚ‬الكافي بالكفيات (‪ ،)ٕٖٛ/ٔٛ‬العبر في خبر مف غبر‬
‫(ٖ‪.)ٖٜ٘/‬‬
‫(٘) فخرالديف عمي بف أحمد بف عبد الكاحد بف أحمد البخارؼ السعدؼ المقدسي‪ ،‬مسند الدنيا‪ ،‬كلد(٘‪ٜ٘‬ق– ٓ‪ٜٙ‬ق) كسمع‬
‫مف ابف حنبل كابف طبرزد كالكندؼ كأجاز لو أبك المكارـ المباف كابف الجكزؼ كخمق كثير‪ .‬شذرات الذىب في أخبار مف‬
‫ذىب (‪ ،)ٕٖٚ/ٚ‬العبر في خبر مف غبر (ٖ‪.)ٖٖٚ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬المجد ابف عساكر‪ :‬دمحم بف إسماعيل بف عثماف بف مظفر بف ىبة هللا ابف عبد هللا الدمشقي‪٘ٛٚ( ،‬ق– ‪ٜٙٙ‬ق)‪.‬‬
‫تاريخ اإلسبلـ لئلماـ الذىبي(‪ ،)ٕٜٗ/ٜٗ‬العبر في خبر مف غبر (ٖ‪.)ٖٕٓ/‬‬
‫(‪ )ٚ‬دمحم بف عبد القكؼ بف بدراف اإلماـ المفتي النحكؼ شمس الديف أبك عبد هللا المقدسي المرداكؼ الحنبمي‪ ،‬مف كتبو (عقد‬
‫الفرائد ككنز الفكائد)‪ ،‬ك(طبقات األصحاب) ك(منظكمة اآلداب)‪ ،‬سمع الحديث مف‪ ،‬ابف عبد اليادؼ كابف خميل‬
‫الديف بف أبي عمر كغيره‪ ،‬كبرع في العربية كالم ة كاشت ل كدرس كأفتى كصنف‪،‬‬
‫كغيرىـ‪ ،‬كتفقو عمى الشيخ شمس ّ‬
‫(ٖٓ‪ٜٜٙ-ٙ‬ق=ٕٖٕٔ‪ٕٜٜٔ-‬ـ) شذرات الذىب في أخبار مف ذىب (‪،)ٜٚٛ/ٚ‬الكافي بالكفيات (ٖ‪.)ٕٕٛ/‬‬
‫(‪ )ٛ‬شيخ اإلسبلـ ابف تيمية‪ ،‬جمع كترتيب ‪ :‬أحمد فريد‪ ،‬معاصر (ٔ‪.)ٕٖ/‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -11‬الشيخ شمس الديف‪ ،‬أبكدمحم عبد هللا بف دمحم بف عطاء األذرعي الحنفي(ٔ)‪.‬‬
‫كقدمكا دمشق في أثناء سنة سبع كستيف؛ فسمع مف الشيخ زيف الديف أحمد بف‬
‫عبدالدائـ بف نعمة المقدسي ُج ْزء ابف عرفة‪ ،‬كغير ذلؾ‪ .‬كسمع فييا مف الكثير مف‬
‫خمق مف شيكخو‪ ،‬كمف كبار عمماء عصره؛ كالشيخ شمس‬
‫العمماء‪ ،‬كقد أثنى عميو ٌ‬
‫(ٕ)‬
‫الديف بف أبي ُعمر‪ ،‬كالشيخ تاج الديف الفزارؼ ‪ ،‬كابف َّ‬
‫منجا‪ ،‬كابف عبد القكؼ‪ ،‬كابف‬
‫دقيق العيد‪ ،‬غيرىـ(ٖ)‪.‬‬
‫تالمذتو‪:‬‬
‫أما تبلميذه فكثر‪ ،‬مف أبرزىـ‪:‬‬
‫كّ‬
‫ٔ‪ -‬شرؼ الديف أبك عبد هللا دمحم بف المنجا بف عثماف بف أسعد بف المنجا‬
‫التنكخي الدمشقي(ٗ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬جماؿ الديف أبك الحجاج يكسف بف الزكي عبد الرحمف بف يكسف بف عمي‬
‫المزؼ(٘)‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬شمس الديف ابك عبد هللا دمحم بف أحمد بف عبد اليادؼ‪.‬‬

‫(ٔ) القاضي عبد هللا بف دمحم بف عطاء األذرعي الحنفي‪ ،‬كاف المشار إليو في مذىبو‪ ،‬مع الديف كالصيانة‬
‫كالتعفف كالتكاضع‪ ،‬تكفي (ٖ‪ٙٚ‬ىػ)‪ .‬شذرات الذىب (٘‪.)ٖٗٓ/‬‬
‫(ٕ ) الشيخ تاج الديف عبد الرحمف بف إبراىيـ بف سباع بف ضيا‪ ،‬العبلمة اإلماـ المفتي فقيو الشاـ‪ ،‬تاج الديف‬
‫الفزارؼ البدرؼ المصرؼ األصل‪ ،‬الدمشقي الشافعي‪ٕٙٗ( ،‬ق–ٓ‪ٜٙ‬ق)‪ .‬فكات الكفيات (ٕ‪.)ٕٖٙ/‬‬
‫(ٖ) الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف (ص‪.)ٕٙٙ:‬‬
‫(ٗ ) ابف المنجا‪ :‬دمحم بف المنجا بف عثماف بف أسعد بف المنجا بف بركات بف مؤمل التنكخي بف أبي البركات‬
‫التنكخي المعرؼ األصل ثـ الدمشقي‪ ،‬ككاف معركفا بالديف كالعمـ كالمركءة كعمك اليمة كقضاء الحقكؽ‪ ،‬كسمع‬
‫المسند كالكتب الكبار كتفقو كأفتى كدرس بالمسمارية ككاف مف خكاص أصحاب الشيخ تقي الديف بف تيمية‬
‫كمبلزمية (٘‪ٙٚ‬ق‪ٕٚٗ-‬ق)‪ .‬الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة (‪.)ٔٛ/ٙ‬‬
‫المزّؼ الشافعي‪ ،‬برع في فنكف‬
‫الحجاج يكسف بف عبد الرحمف ّ‬‫ّ‬ ‫المزّؼ‪ :‬الحافع الكبير جماؿ الديف أبك‬
‫( ٘) ّ‬
‫ّ‬
‫تيمية كالذىبي‪ ،‬مف تصانيفو‪ :‬تيذيب‬
‫األئمة كابف ّ‬
‫ّ‬ ‫الحديث كغيرىا‪ ،‬سمع منو الكبار كالحّفاظ‪ ،‬أثنى عميو‬
‫ّ‬
‫الكماؿ كاألطراؼ‪ٙ٘ٗ( .‬ق‪ٕٚٗ-‬ق)‪ ( .‬ينظر‪ :‬شذرات الذىب‪ ،)ٖٔٙ/ٙ:‬الكافي بالكفيات (‪.)ٔٓٙ/ٕٜ‬‬
‫‪48‬‬
‫ٗ‪ -‬شمس الديف أبك عبد هللا دمحم بف أحمد بف عثماف بف قايماز بف عبد هللا‬
‫الدمشقي الذىبي(ٔ)‪.‬‬
‫٘‪ -‬شمس الديف أبكعبد هللا دمحم بف أبي بكر بف أبكزيد المشير بابف القيـ‬
‫الجكزية(ٕ)‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬صبلح الديف أبك سعيد خميل بف األمير سيف الديف العبلئي الدمشقي(ٖ)‪.‬‬
‫‪ -ٚ‬شمس الديف أبك عبد هللا دمحم بف مفمح بف دمحم بف مفرج المقدسي(ٗ)‪.‬‬
‫‪ -ٛ‬شرؼ الديف أبك العباس احمد بف الحسف بف عبد هللا بف أبي عمر بف دمحم بف‬
‫أبي قدامة(٘)‪.‬‬
‫‪-ٜ‬عماد الديف أبك الفداء إسماعيل بف عمر بف كثير البصرؼ القرشي‬
‫الدمشقي(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) انظر(ص‪. )ٔٓ:‬‬


‫(ٕ) ابف القيـ‪ :‬أبك عبد هللا دمحم بف أبي بكر بف أيكب بف سعد بف حريز الزرعي‪ ،‬الدمشقي‪ ،‬شمس الديف‪ ،‬ابف قيـ‬
‫كتفنف في عمكـ اإلسبلـ‪ ،‬ككاف عارفاً بالتفسير‪ ،‬كبأصكؿ الديف‪،‬‬
‫تقي الديف‪ ،‬كأخذ عنو‪ّ ،‬‬ ‫الجكزية‪ ،‬الزـ الشيخ‬
‫ّ‬
‫كبالحديث كمعانيو كفقيو‪ ،‬كدقائق االستنباط منو‪ ،‬كبالفقو كأصكلو‪ ،‬كالعر ّبية‪ ،‬مف تصانيفو‪ :‬أعبلـ المكقعيف‪،‬‬
‫كبدائع الفكائد‪ ،‬كطرؽ السعادتيف‪ ،‬كشرح منازؿ السائريف‪ ،‬كالقضاء كالقدر‪ ،‬كجبلء األفياـ في الصبلة كالسبلـ‬
‫عمى خير األناـ‪ ،‬كمصايد الشيطاف‪ ،‬كمفتاح دار السعادة‪ ،‬كالركح‪ ،‬كحادؼ األركاح‪ٜٙٔ( ،‬ق‪ٚ٘ٔ-‬ق)‪.‬‬
‫أعياف العصر(ٗ‪ ،)ٖٙٙ/‬الكافي بالكفيات (ٕ‪ ،)ٜٔ٘/‬الدرر الكامنة(٘‪.)ٖٔٚ/‬‬
‫(ٖ) صبلح الديف أبك سعيد خميل بف االمير سيف الديف كيكمدؼ ابف عبد هللا العبلئي مكالىـ الدمشقي الشافعي‬
‫نزيل القدس‪ ،‬الكبير حجة الحفاظ عمدة العمماء‪ ،‬تفقو بالشيخ كماؿ الديف ابف الزممكاني كدرس كافتى صاحب‬
‫كتاب القكاعد ككتاب المراسيل كغير ذلؾ(ٗ‪ٜٙ‬ق‪ٚٙٔ-‬ق)‪ ،‬الرد الكافر (ص‪.)ٜٛ:‬‬
‫(ٗ) شمس الديف أبك عبد هللا دمحم بف مفمح بف دمحم بف مفرج المْقدسي‪ ،‬فقيو أصكلي‪ ،‬أعمـ أىل عصره بمذىب‬
‫اإلماـ أحمد‪ِ ،‬مف مصنفاتو‪ :‬الفركع‪ ،‬أصكؿ الفقو‪ ،‬اآلداب الشرعية‪ٚٓٛ(،‬ىػ‪ٖٚٙ-‬ىػ)‪ .‬الدرر الكامنة(ٗ‪،)ٕٙ/‬‬
‫الذىب (‪.)ٜٜٔ/ٙ‬‬
‫كشذرات َ‬
‫العباس أحمد بف الحسف بف عبد هللا بف أبي عمر دمحم بف أحمد بف قدامة‬
‫الديف أبك ّ‬
‫(٘) قاضي القضاة شرؼ ّ‬
‫الحنبمي‪ ،‬شيخ الحنابمة في عصره‪ٜٖٙ( ،‬ىػ‪ٚٚٔ-‬ق)‪ .‬شذرات الذىب في أخبار مف ذىب (‪.)ٖٚٙ/ٛ‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر (ص‪.)ٖٔ:‬‬
‫‪49‬‬
‫ٓٔ‪-‬تقي الديف أبك المعالي دمحم بف رافع بف ىجرس بف دمحم الصميدؼ‬
‫السبلمى(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫سيد الناس اليعمر ّؼ‪ ،‬كعمـ الديف البرزالي‪ ،‬كصبلح‬
‫كمنيـ ابف الزممكاني‪ ،‬كابف ّ‬
‫الديف الكتبي‪ ،‬كغيرىـ‪ ،‬عمييـ جميعاً رحمة هللا (ٖ)‪.‬‬
‫ّ‬
‫"لك لـ يكف لمشيخ تقي الديف إال تمميذه الشيخ شمس الديف ابف القيـ الجكزية‬
‫صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بيا المكافق كالمخالف لكاف غاية في‬
‫الداللة عمى عظـ منزلتو(ابف حجر العسقبلني)(ٗ)‪.‬‬
‫كتبلمذتو كثير باآلالؼ ال يحصكف‪.‬‬

‫(ٔ) تقي الديف أبك المعالي دمحم بف رافع بف ىجرس السبلمي‪ ،‬الحافع المحدث المشيكر‪ .‬سير أعبلـ النببلء ط‬
‫الرسالة (المقدمة‪ ،)ٗ٘/‬طبقات الحفاظ لمسيكطي (ص‪.)ٖ٘ٛ:‬‬
‫(ٕ) شيخ اإلسبلـ ابف تيمية (ٔ‪.)ٕٗ،ٕٖ/‬‬
‫(ٖ) اختيارات ابف تيمية كترجيحاتو في التفسير‪ ،‬لدمحم بف عبدالعزيز المسند(ص‪.)ٔٚ‬‬
‫(ٗ) معجـ أصحاب شيخ اإلسبلـ ابف تيمية (ص‪ ،ٜ:‬بترقيـ الشاممة آليا)‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫المطمب الثالث‪:‬‬
‫آثاره ومصنفاتو ورحالتو‪.‬‬
‫قاؿ تمميذه ابف عبداليادؼ‪ :‬كأما مؤلفاتو كمصنفاتو فإنيا اكثر مف أف ُيقدر عمى‬
‫إحصائيا أك يحضرني جممة أسمائيا ألنيا كثيرة جدا كبا ار كص ا ار كىي منشكرة في‬
‫البمداف‪ ،‬فمنيا ما يبمغ إثني عشر مجمدا كتمخيص التمبيس عمى أساس التقديس‬
‫كغيره كمنيا ما يبمغ سبع مجمدات كالجمع بيف العقل النقل(ٔ)‪.‬‬
‫لشيخ اإلسبلـ ابف تيمية مؤلفات قيمة ضخمة كرسائل كفتاكػ بمغ المكجكد منيا‬
‫مجمدات ضخمة كعديدة‪ ،‬طبع منيا اآلف ما يقارب أربعة كثمانيف مجمداً‪ ،‬كمنيا‪:‬‬
‫ٔ) مجمكع الفتاكػ خمسة كثبلثكف مجمداً‪ ،‬كقد طبع عدة مرات ككزع في كثير‬
‫مف األقطار اإلسبلمية‪ ،‬كانتفع بو المسممكف لما يحتكيو مف عمـ غزير في العقائد‬
‫كالفقو كالتفسير كالحديث كاألصكؿ‪.‬‬
‫ٕ) مكافقة صحيح المنقكؿ لصريح المعقكؿ‪ ،‬كقد طبع في عشر مجمدات‪.‬‬
‫ٖ) الجكاب الصحيح لمف بدؿ ديف المسيح (رد عمى شبو النصارػ)‪ ،‬كقد طبع‬
‫في أربع مجمدات‪.‬‬
‫ٗ) منياج السنة النبكية في الرد عمى الشيعة كالقدرية‪ ،‬كقد طبع في ثمانية‬
‫مجمدات محققة‪.‬‬
‫٘) الفتاكػ المصرية‪ ،‬كقد طبعت في خمس مجمدات‪.‬‬
‫‪ )ٙ‬االختيارات الفقيية‪ ،‬كقد طبعت في مجمد‪.‬‬
‫‪ )ٚ‬القكاعد النكرانية الفقيية‪ ،‬كقد طبعت في مجمد‪.‬‬

‫(ٔ) األعبلـ العمية في مناقب ابف تيمية (ٔ‪.)ٕٖ/‬‬


‫‪51‬‬
‫‪ )ٛ‬نقض منياج التأسيس‪ ،‬كقد طبع المكجكد منو في مجمديف‪.‬‬
‫‪ )ٜ‬إقامة الدليل عمى إبطاؿ التحميل‪ ،‬كقد طبع في مجمد‪.‬‬
‫ٓٔ) شرح العقيدة األصفيانية‪ ،‬كقد طبع في مجمد‪.‬‬
‫ٔٔ) الصفدية كقد طبع المجمد األكؿ منيا‪ ،‬كالبقية في الطريق إف شاء هللا‪.‬‬
‫ٕٔ) االستقامة‪ ،‬كقد طبع المجمد األكؿ منو كالبقية في الطريق إف شاء هللا‪.‬‬
‫ٖٔ) كتاب اإليماف‪ ،‬كقد طبع في مجمد‪.‬‬
‫ٗٔ) كتاب نقض المنطق‪ ،‬كقد طبع في مجمد‪.‬‬
‫٘ٔ) كتاب النبكات‪ ،‬كقد طبع في مجمد‪.‬‬
‫‪ )ٔٙ‬اقتضاء الصراط المستقيـ مخالفة أصحاب الجحيـ‪ ،‬مجمد(ٔ)‪.‬‬
‫ىذا كال يزاؿ الكثير مف كتبو كرسائمو كفتاكيو مفقكداً‪.‬‬
‫لكف دكف بمصر منيا عمى أبكاب الفقو سبعة عشر مجمداً‪ ،‬كىذا ظاىر مشيكر‪،‬‬
‫كجمع أصحابو أكثر مف أربعيف ألف مسألة‪ ،‬كقل أف كقعت كاقعة كسئل عنيا إال‬
‫كأجاب فييا بديية بما بير‪ ،‬كاشتير كصار ذلؾ الجكاب كالمصنف الذؼ يحتاج فيو‬
‫غيره إلى زمف طكيل كمطالعة كتب‪ ،‬كقد ال يقدر مع ذلؾ عمى إبراز مثمو(ٕ)‪.‬‬
‫سكر كآيات يفسرىا كيقكؿ في بعضيا‪ :‬كتبتو‬ ‫قاؿ بعض طبلبو‪ :‬رأيت لو ًا‬
‫لمتذكر‪ ،‬كنحك ذلؾ‪ ،‬ثـ لما ُحِبس في آخر عمره كتبت لو‪ :‬أف يكتب عمى جميع‬ ‫ّ‬
‫القرآف مر ًتبا عمى السكر‪ ،‬يقكؿ‪ :‬إف القرآف فيو ما ىك ِّبيف في نفسو‪ ،‬كفيو ما بينو‬
‫المفسركف في غير كتاب؛ كلكف بعض اآليات أشكمت عمى جماعة مف العمماء‪،‬‬

‫(ٔ) انظر العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪ )ٖٛ-ٕٗ:‬البف عبد اليادؼ‪ ،‬كانظر‬
‫الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف (ص‪ )ٕٛٗ،ٕٖٛ:‬أسماء مؤلفات شيخ اإلسبلـ ابف‬
‫تيمية ألبي عبد هللا دمحم بف عبد هللا بف أحمد المعركؼ بابف ُرَشِّيق الم ربي (‪ .)ٜٚٗ‬رتبيا الفكزاف في كتابو‪،‬‬
‫مف أعبلـ المجدديف (ص‪.)ٕٗ،ٕٖ:‬‬
‫(ٕ) األعبلـ العمية في مناقب ابف تيمية (ص‪.)ٕٙ:‬‬
‫‪52‬‬
‫عدة كتب كال َيِب ْيف لو تفسيرىا‪ ،‬كربما كتب المصنف‬
‫فربما يطالع اإلنساف عمييا ّ‬
‫ألنو‬ ‫الكاحد في ٍ‬
‫تفسير كتفسير نظيرىا ب يره‪ ،‬فقصدت تفسير تمؾ اآليات بالدليل؛ ّ‬
‫ًا‬ ‫آية‬
‫أىـ مف غيره‪ ،‬كاذا تبيف معنى آية تبيف معاني نظائرىا(ٔ)‪.‬‬
‫(كَلَقد َبم ِني انو شرع ِفي جمع تَْف ِسير َلك أتمو لبمغ خمسيف‬ ‫َّ‬
‫قاؿ تمميذه البزُار‪َ :‬‬
‫مجمدا)(ٕ)‪.‬‬
‫كأما فتاكيو كنصكصو كأجكبتو عمى المسائل فيي اكثر مف أف اقدر عمى‬
‫إحصائيا لكف دكف بمصر منيا عمى أبكاب الفقو سبعة عشر مجمدا كجمع أصحابو‬
‫اكثر مف أربعيف ألف مسألة(ٖ)‪.‬‬
‫كقل أف يسأؿ عف أثر إال كبيف في الحاؿ حالو كحاؿ أمره كذاكره‪ ،‬كمف أعجب‬
‫األشياء ف ي ذلؾ أنو في محنتو األكلى بمصر لما أخذ‪ ،‬كسجف‪ ،‬كحيل بينو كبيف كتبو‬
‫صنف عدة كتب ص ا اًر ككبا اًر‪ ،‬كذكر فييا ما احتاج إلى ذكره مف األحاديث كاآلثار‬
‫كأقكاؿ العمماء كأسماء المحدثيف كالمؤلفيف كمؤلفاتيـ‪ ،‬كع از كل شيء مف ذلؾ إلى ناقميو‬
‫كقائميو بأسمائيـ‪ ،‬كذكر أسماء الكتب التي ذكر فييا‪ ،‬كأؼ مكضع ىك منيا‪ ،‬كل ذلؾ‬
‫بديية مف حفظو؛ ألنو لـ يكف عنده حينئذ كتاب يطالعو‪ ،‬كنقبت كاختبرت كاعتبرت فمـ‬
‫يكجد فييا بحمد هللا خمل كال ت ير‪ ،‬كمف جممتيا كتاب‪ :‬الصارـ المسمكؿ عمى شاتـ‬
‫الرسكؿ‪ ،‬كىذا مف الفضل الذؼ خصو هللا تعالى بو(ٗ)‪.‬‬
‫أما تصانيفو ففي الدرر أنيا ربما تزيد عمى أربعة آالؼ كراسة‪ ،‬كفي فكات الكفيات‬
‫أنيا تبمغ ثبلث مئة مجمد(‪.)5‬‬

‫(ٔ) الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف (ص‪ )ٕٛٗ،ٕٖٛ:‬أسماء مؤلفات شيخ اإلسبلـ ابف‬
‫تيمية ألبي عبد هللا دمحم بف عبد هللا بف أحمد المعركؼ بابف ُرَشِّيق الم ربي (‪.)ٜٚٗ‬‬
‫(ٕ) األعبلـ العمية في مناقب ابف تيمية (ص‪ .)ٕٔ:‬لعمر بف عمي َّ‬
‫البزُار‪.‬‬
‫(ٖ) المصدر لسابق (ٔ‪.)ٕٙ/‬‬
‫(ٗ) المصدر السابق (ص‪.)ٕٕ:‬‬
‫(٘) الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف (ص‪.)ٕ٘ٙ:‬‬
‫‪53‬‬
‫الج ْيمية في تأسيس ِب َدعيـ الكبلمية» في‬ ‫َّ‬
‫مصنفاتو‪ :‬كتاب «بياف َتْمبيس َ‬ ‫كمف‬
‫صرية‬ ‫ِ‬ ‫ست مجمدات‪ ،‬كبعض ُّ‬ ‫ِ‬
‫النسخ بو في أكثر‪ ،‬ككتاب «جكاب االعتراضات الم ْ‬ ‫ّ‬
‫النبكية في َنْقض‬ ‫مجمدات‪ ،‬ككذلؾ كتاب « ِم ْنياج ُّ‬
‫السَّنة َّ‬ ‫الف ْتيا الحمكية» في َّ‬
‫ََ‬ ‫عمى ُ‬
‫صارػ سماه «الجكاب َّ‬
‫الصحيح لمف‬ ‫َّ‬
‫الرد عمى الن َ‬ ‫كبلـ ِّ‬
‫[الشَيع] كالقدرية»‪ ،‬ككتاب في َّ‬
‫مصنفاتو أيضا كتاب «االستقامة» في َّ‬
‫مجمديف‪ ،‬ككتاب في‬ ‫َّ‬ ‫َّبدؿ ديف المسيح»‪ ،‬كمف‬
‫ً‬
‫الرجل العاقل‬ ‫اإليماف» في َّ‬
‫مجمد‪ ،‬ككتاب «تنبيو َّ‬ ‫محنتو بمصر في َّ‬
‫مجمديف‪ ،‬ككتاب « ِ‬
‫عمى تمكيو المجادؿ في الجدؿ الباطل» في َّ‬
‫مجمد‪ ،‬ككتاب «الرد عمى أىل كسركاف‬
‫الم ْنطق‪ ،‬ككتاب في الكسيمة‪ ،‬ككتاب‬ ‫ِ‬ ‫الرافضة» في َّ‬
‫الرد عمى َ‬
‫مجمديف‪ ،‬ككتاب في ّ‬ ‫َّ‬
‫في االست اثة‪ ،‬ككتاب «بياف الدليل عمى بطبلف التحميل»‪ ،‬ككتاب «الصارـ المسمكؿ‬
‫عمى شاتـ الرسكؿ»‪ ،‬ككتاب «اقتضاء الصراط المستقيـ مخالفة أصحاب الجحيـ»‪،‬‬
‫ككتاب «التحرير في مسألة حفير»‪ ،‬ككتاب «رفع المبلـ عف األئمة األعبلـ»‪،‬‬
‫ِ‬
‫السياسة الشرعية في إصبلح الراعي كالرعية»‪ ،‬ككتاب «تفضيل صالح َّ‬
‫الناس‬ ‫ككتاب ّ‬
‫عمى سائر األجناس»‪ ،‬ككتاب «التحفة العراقية في األعماؿ القمبية»‪ ،‬ككتاب‬
‫الرحمف كأكلياء الشيطاف»‪ ،‬ككتاب «المسائل ِ‬
‫اإلسكندرية في الرد‬ ‫«الفرقاف بيف أكلياء َّ‬
‫مصنفاتو يحتاج ِإلى‬
‫َّ‬ ‫بالس ْب ِعينيَّة‪ ،‬كعدد أسماء‬
‫عمى المبلحدة كاالتحادية»‪ ،‬كتُ ْع َرؼ َّ‬
‫َّ‬
‫المؤلفات كالفتاكػ كالقكاعد كاألجكبة‬ ‫أكراؽ كثيرة‪ ،‬كلذكرىا مكضع آخر‪ ،‬كلو مف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المتقدميف كال مف‬
‫ّ‬ ‫أحدا مف‬ ‫كالرسائل كالتَّعاليق ما ال ينحصر كال ينضبط‪ ،‬كال أعمـ ً‬
‫صنف نحك ما َّ‬
‫صنف‪ ،‬كال قر ًيبا مف ذلؾ؛ مع أ َّ‬
‫َف‬ ‫أخريف َجم َع مثل ما جمع‪ ،‬كال َّ‬
‫َ‬ ‫المتَ ِّ‬
‫الح ْبس كليس عنده ما يحتاج‬ ‫يكتُبيا مف ِحْفظو‪ ،‬ككتب ًا‬
‫كثير منيا في َ‬ ‫اف ْ‬ ‫تصانيفو َك َ‬
‫إليو‪ ،‬كيراجعو مف الكتب(ٔ)‪.‬‬

‫(ٔ) الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف (ص‪.)ٕ٘ٚ،ٕ٘ٙ:‬‬
‫‪54‬‬
‫رحالتو‪:‬‬
‫الحج آلت‬
‫ِّ‬ ‫• َح َّج مرة كاحدة سنة ٕ‪ٜٙ‬ق أؼ كعمره ٖٔ سنة‪ ،‬كبعد عكدتو مف‬
‫إليو اإلمامة في العمـ كالديف‪.‬‬
‫• أكؿ رحبلتو إلى مصر في القاىرة كاإلسكندرية مرتاف سنة قٓٓ‪ ،ٚ‬ثـ عاد‬
‫إلى دمشق‪ ،‬ثـ رجع إلى مصر سنة ٗٓ‪ٚ‬ق‪ ،‬ككانت إقامتو بيا نحك سبع سنيف‬
‫متنقبل في جميا بيف سجكف القاىرة كاإلسكندرية‪.‬‬
‫ً‬ ‫كسبع جمع أؼ إلى سنة قٕٔ‪ٚ‬‬
‫• نشر العمـ في‪ :‬دمشق‪ ،‬كمصر‪ ،‬كالقاىرة‪ ،‬كاإلسكندرية‪ ،‬كفي سجكنيا‪ ،‬كفي‬
‫الث ر(ٔ)‪.‬‬

‫(ٔ) المصدر السابق (ص‪.)ٜٔ:‬‬


‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫منيجية ابن تيمية في التفسير وقواعد الترجيح‬

‫وفيو مبحثان‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬قواعد الترجيح‪ ,‬معناىا وبعض مسائميا‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر ابن تيمية في ترجيحاتو‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬

‫قواعد الترجيح‪ ,‬معناىا وبعض مسائميا‬

‫وفيو خمسة مطالب‪:‬‬


‫المطمب األول‪ :‬معنى القاعدة والترجيح عند المفسرين‬
‫المطمب الثاني‪ :‬نشأة قواعد الترجيح‬
‫المطمب الثالث‪ :‬الفرق بين قواعد الترجيح وقواعد‬
‫التفسير‬
‫المطمب الرابع‪ :‬وجوه الترجيح وصيغو‬
‫المطمب الخامس‪ :‬جيود ابن تيمية في التفسير‬

‫‪57‬‬
‫المطمب األول‬
‫معنى القاعدة كالترجيح عند المفسريف ل ة كاصطبلحاً‪:‬‬
‫ُسس‪ ،‬األس‬ ‫ِ‬
‫األساس‪ ،‬كجمع األَساس أ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُس‪ :‬أصل الِبناء‪ ،‬ككذلؾ‬
‫القاعدة لغة‪ :‬األ ُّ‬
‫كاألساس ألصل البناء‪ ،‬كجمع األساس‪ :‬أسس‪ ،‬كقكاعد البيت إساسو(ٔ)‪.‬‬

‫ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ(ٕ)‪ ،‬كﭧ ﭨ ﭽ ﯲ‬

‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﭼ(ٖ)‪.‬‬

‫اصطالحا‪ :‬ىي أَمر كمي َينطبق َعَمى جز ّئيات كِثيرة تفيـ أَحكاميا منيا(ٗ)‪.‬‬
‫كي ْر ُج ُح كير ِج ُح‪ُ ،‬ر ْجحاناً‪ ،‬أؼ ماؿ‪.‬‬
‫الترجيح لغة‪ :‬يقاؿ‪ :‬رجح الميزاف َي ْر َج ُح َ‬
‫كرَّج ْح ُت ترجيحا‪ ،‬إذا أعطيتو راجحا(٘)‪.‬‬
‫كأ َْر َج ْح ُت لفبلف‪َ ،‬‬
‫رجح رأيو‪ :‬غمب عمى غيره)‪.(ٚ‬‬ ‫(‪)ٙ‬‬
‫كيقاؿ‪ :‬راجحتو فرجحتو‪ :‬أؼ كنت أرجح منو ‪ ،‬ك َ‬
‫اصطالحا‪ :‬تقكية أحد الدليميف بكجو معتبر(‪.)ٛ‬‬

‫(ٔ) الصحاح تاج الم ة كصحاح العربية ألبك نصر إسماعيل الجكىرؼ الفارابي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عبد ال فكر‪ ،‬دار العمـ‬
‫لممبلييف– بيركت‪ ،‬طٗ‪ٔٗٓٚ( ،‬ىػ‪ٜٔٛٚ-‬ـ)‪ ،)ٜٖٓ/ٖ( .‬تيذيب الم ة لدمحم بف أحمد اليركؼ‪( ،‬ت‪ٖٚٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫دمحم عكض مرعب‪ ،‬دار إحياء التراث العربي–بيركت‪ ،‬طٔ‪ٕٓٓٔ(،‬ـ)‪.)ٜٙ/ٖٔ( ،‬‬
‫(ٕ) البقرة‪ :‬آية ‪.ٕٔٚ‬‬
‫(ٖ) النحل‪ :‬آية ‪.ٕٙ‬‬
‫(ٗ) شرح الكككب المنير لتقي الديف أبك البقاء دمحم بف أحمد بف عبد العزيز بف عمي الفتكحي المعركؼ بابف النجار تحقيق‪:‬‬
‫دمحم الزحيمي ك نزيو حماد‪ ،‬مكتبة العبيكاف‪ ،‬طٕ( ‪ٔٗٔٛ‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬مػ)‪.)ٖٓ/ٔ( .‬‬
‫(٘) الصحاح تاج الم ة كصحاح العربية (ٔ‪.)ٖٙٗ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬شمس العمكـ كدكاء كبلـ العرب مف الكمكـ لنشكاف بف سعيد الحميرػ اليمني‪ ،‬تحقيق‪ :‬د حسيف بف عبد هللا العمرؼ ‪-‬‬
‫مطير بف عمي اإلرياني‪ -‬د يكسف دمحم عبد هللا‪ ،‬دار الفكر المعاصر (بيركت‪ -‬لبناف)‪ ،‬دار الفكر (دمشق‪-‬سكرية)‪،‬‬
‫طٔ(ٕٓٗٔىػ‪ٜٜٜٔ-‬ـ)‪.)ٕٖٗٔ/ٗ( ،‬‬
‫(‪ )ٚ‬معجـ الم ة العربية المعاصرة (ٕ‪.)ٛ٘ٛ/‬‬
‫(‪ )ٛ‬التكقيف عمى ميمات التعاريف لعبد الرؤكؼ بف تاج العارفيف بف عمي بف زيف العابديف الحدادؼ ثـ المناكؼ‪ ،‬عالـ‬
‫الكتب عبد الخالق ثركت‪-‬القاىرة‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٓ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٓ-‬ـ)‪( ،‬ص‪.)ٜ٘:‬‬

‫‪58‬‬
‫أك ىك فعل المرجح الناظر في الدليل‪ ،‬كىك تقديـ إحدػ األمارتيف الصالحتيف‬
‫لئلفضاء إلى معرفة الحكـ‪ ،‬الختصاص تمؾ األمارة بقكة في الداللة(ٔ)‪.‬‬
‫أك ىك إثبات الفضل في أحد جانبي المتقابميف‪ ،‬أك جعل الشيء راجحاً‪ ،‬كالقصد‬
‫منو تصحيح الصحيح‪ ،‬كابطاؿ الباطل(ٕ)‪.‬‬

‫(ٔ) شرح الكككب المنير (ٗ‪.)ٙٔٛ/‬‬


‫(ٕ ) إرشاد الفحكؿ إلى تحقيق الحق مف عمـ األصكؿ لدمحم بف عمي بف دمحم بف عبد هللا الشككاني اليمني‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫الشيخ أحمد عزك عناية‪ ،‬دمشق‪ -‬كفر بطنا‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٔ( ،‬ىػ‪ٜٜٜٔ-‬ـ)‪.)ٕ٘ٚ/ٕ( ،‬‬
‫‪59‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫نشأة قواعد الترجيح‬
‫الكبلـ عف نشأة قكاعد التفسير لـ يتضح‪ ،‬كيتجمى كعمـ مستقل إال في القرف‬
‫الرابع عشر اليجرؼ‪ ،‬فظير أكؿ كتاب مستقل لمشيخ عبد الرحمف السعدؼ رحمو‬
‫هللا‪ ،‬كيمكف القكؿ بأف ىذا العمـ مكجكد مف القرف األكؿ‪ ،‬كبالتحديد زمف النبي ‪‬‬
‫كعمماء التفسير مف الصحب الكراـ كالتابعيف‪ ،‬فكانت قكاعد التفسير كالترجيح نشأة‬
‫مع عمـ التفسير نفسو‪ ،‬إال أنيا كانت مبثكثة في كتب التفسير‪ ،‬كفي القرف الثاني‬
‫اليجرؼ دخمت قكاعد التفسير كالترجيح طك اًر جديداً‪ ،‬فظيرت جممة مدكنات‪ ،‬ككتب‪،‬‬
‫مثل‪ :‬مدكنة الرسالة لئلماـ الشافعي‪ ،‬كىك أكؿ كتاب ظير في أصكؿ الفقو‪ ،‬ككتاب‪:‬‬
‫أحكاـ القرآف‪ ،‬لو أيضاً‪.‬‬
‫كفي القرف الثالث كالرابع اتسع نطاؽ عمـ قكاعد التفسير كالترجيح في كتب‬
‫التفسير كاألصكؿ كالم ة‪ ،‬كػكتاب‪( :‬تأكيل مشكل القرآف) البف قتيبة‪ ،‬ككتاب‪( :‬جامع‬
‫البياف لئلماـ الطبرؼ‪ ،‬ك(أحكاـ القرآف) لمطحاكؼ‪ ،‬ك(أحكاـ القرآف) لمجصاص‪ ،‬كفي‬
‫القرف الخامس كالسادس ظيرت مؤلفات كثيرة في التفسير كأصكؿ الفقو كالم ة‬
‫أمثاؿ‪( :‬اإلحكاـ) البف حزـ‪ ،‬ك(البرىاف) لمجكيني‪ ،‬ك(أصكؿ الفقو) لمسرخسي‪،‬‬
‫ك(المستصفى) لم زالي‪ ،‬ك(المحرر الكجيز) البف الجكزؼ‪ ،‬كغيرىا‪ ،‬كفي القرف السابع‬
‫كالثامف ظيرت مؤلفات جديدة حافمة بالقكاعد‪ ،‬كمؤلفات شيخ اإلسبلـ ابف تيمية‪،‬‬
‫كتمميذه ابف القيـ‪ ،‬ك(البحر المحيط) ألبي حياف‪ ،‬كتفسير القرطبي‪ ،‬كتفسير ابف‬
‫كثير‪ ،‬كالزركشي (البرىاف في عمكـ القرآف) ك(المنثكر في قكاعد الم ة) ك(البحر‬
‫المحيط في أصكؿ الفقو)‪ ،‬كمؤلفات ابف رجب‪ ،‬كىكذا ظمت قكاعد التفسير كالترجيح‬
‫مبثكثة في بطكف الكتب في القركف الخمسة البلحقة ما بيف كتب التفسير كأصكلو‪،‬‬
‫كقكاعد الفقو كأصكلو إلى أف خرج في القرف الرابع عشر اليجرؼ تدكيف مستقل في‬
‫‪61‬‬
‫قكاعد التفسير لعبدالرحمف السعدؼ(ٔ)‪.‬‬
‫ثـ ظيرت كتب في نفس المجاؿ‪ ،‬كبتخصص أدؽ‪ ،‬فظير في القرف الحالي في‬
‫عاـ (‪ٔٗٔٚ‬ىػ ػ ػ‪ٜٜٔٙ-‬ـ) كتاب قيـ في بابو جدًا‪ ،‬أصمو رسالة دكتكراه في الجامعة‬
‫اإلسبلمية في المممكة العربية السعكدية‪ ،‬كىك (قكاعد الترجيح عند المفسريف‪ ،‬دراسة‬
‫نظرية تطبيقية) لحسيف بف عمي بف حسيف الحربي‪ ،‬جزئيف‪.‬‬
‫كفي عاـ (ٕٔٗٔىػ) خرج كتاب قيـ في نفس المجاؿ‪ ،‬بعنكاف‪( :‬قكاعد التفسير‪،‬‬
‫جمعاً كدراسة) لخالد بف عثماف السبت في مجمديف‪ ،‬ككتاب‪( :‬القكؿ المبيف في قكاعد‬
‫الترجيح بيف المفسريف) لفيد بف عبد هللا الحزمي‪.‬‬
‫ثـ خرجت مجمكعة رسائل جامعية بعد ذلؾ‪ ،‬كدراسات حكؿ القكاعد كالترجيحات‬
‫متخصصة في كتب لمتفسير بعينيا‪ ،‬أمثاؿ‪( :‬اختيارات كترجيحات دمحم المسند)‪،‬‬
‫ك(قكاعد الترجيح عند المفسريف‪ ،‬دراسة تطبيقية عمى تفسير ابف جزؼ الكمبي‪،‬‬
‫ك(التسييل لعمكـ التنزيل) لعمي بف ناصر صايل‪ ،‬ناؿ بيا درجة الدكتكراه مف جامعة‬
‫القراف الكريـ في السكداف‪ ،‬كطبع ككتاب عاـ (ٖ٘ٗٔق‪ٕٓٔٗ/‬ـ) في مكتبة القارغ‪،‬‬
‫صنعاء كغيرىا‪.‬‬

‫)ٔ) لـ أجد ىذا الكبلـ إال عند خالد السبت في قكاعد التفسير لخالد السبت دار ابف عفاف‪ ،‬طٔ‪ٕٔٗٔ( ،‬ق)‪،‬‬
‫(بتصرؼ) (ص‪.)ٗ٘-ٗٔ:‬‬
‫‪61‬‬
‫المطمب الثالث‬
‫الفرق بين قواعد الترجيح وقواعد التفسير‬
‫تعتبر قكاعد التفسير جزًء مف أشرؼ كأىـ العمكـ القرآنية‪ ،‬كالنسبة بينيا كبيف‬
‫قكاعد الترجيح ىي نسبة الجزء لمكل‪ ،‬ىذا كقد تطمق قكاعد التفسير عمى جممة عمكـ‬
‫القراف فتدخل قكاعد الترجيح ضمنيا‪ ،‬كىذا مف باب إطبلؽ الجزء عمى الكل‪.‬‬
‫قواعد التفسير‪ :‬المراد بيا تمؾ الكميات كالضكابط المخصكصة(ٔ)‪.‬‬
‫أك ىي األحكاـ الكمية التي يتكصل بيا إلى استنباط معاني القراف العظيـ‬
‫كمعرفة كيفية االستفادة منيا(ٕ)‪.‬‬
‫قواعد الترجيح‪ :‬ىي ضكابط كأمكر أغمبية‪ ،‬يتكصل بيا إلى معرفة الراجح مف‬
‫األقكاؿ المختمفة في تفسير كتاب هللا‪.‬‬
‫قكليـ‪ :‬يتكصل بيا إلى معرفة الراجح‪ ،‬خرج بو القكاعد التي يتكصل بيا إلى‬
‫استنباط األحكاـ كغيرىا‪ ،‬كالترجيح ال يستنبط فيو مف اآلية‪ ،‬كانما ىك نظر في‬
‫األقكاؿ في اآلية؛ كالترجيح بينيا مف خبلؿ ىذه القاعدة‪.‬‬
‫كمف ىنا نجد أف قكاعد التفسير تطمق عمى جممة القكاعد في تفسير القرآف‬
‫الكريـ‪ ،‬كقكاعد الترجيح كاالختيارات ىي ضمنيا‪.‬‬
‫إذاً‪ :‬فقكاعد التفسير أحكاـ كمية يتكصل بيا إلى استنباط معاني القرآف‪ ،‬أما‬
‫قكاعد الترجيح فيي ضكابط يتكصل بيا إلى معرفة الراجح مف األقكاؿ المختمفة في‬
‫التفسير‪ ،‬كقكاعد الترجيح مختصة لمعرفة الراجح فقط‪ ،‬كقكاعد التفسير أكسع كأعـ‬
‫الستنباط معاني القرآف الكريـ‪.‬‬

‫(ٔ) انظر مفاتح التفسير‪ ،‬أحمد سعد الخطيب‪ ،‬دار التدمرية‪ ،‬كدار ابف حزـ‪،‬طٔ‪ٕٓٔٓ( ،‬ـ)‪( ،‬ص‪،)ٖٔٔ:‬‬
‫كقكاعد التفسير( ص‪.)ٖٖ:‬‬
‫(ٕ) المصدر السابق (ص‪.)ٖٓ:‬‬
‫‪62‬‬
‫المطمب الرابع‬
‫وجوه الترجيح وصيغو‬
‫أوال‪ :‬وجوه الترجيح‪ ,‬وأمثمة عمى ذلك‪:‬‬
‫أ) وجوه الترجيح‪:‬‬
‫ثمة كجكه كثيرة لمترجيح‪ ،‬كىي كالتالي‪:‬‬
‫السنة‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬الترجيح بداللة الكتاب ك ّ‬
‫ٕ‪ -‬الترجيح بداللة سبب النزكؿ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬الترجيح بالم ة كالمعركؼ مف كبلـ العرب‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬الترجيح بقكؿ الصحابة‪.‬‬
‫٘‪ -‬الترجيح باإلجماع‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬الترجيح بالقياس‪.‬‬
‫‪ -ٚ‬الترجيح بالنظائر‪.‬‬
‫‪ -ٛ‬الترجيح بالقرائف‪.‬‬
‫‪ -ٜ‬الترجيح بالسياؽ‪.‬‬
‫ٓٔ‪ -‬الترجيح باإلعراب القكؼ كاألشير‪.‬‬
‫ٔٔ‪ -‬الترجيح بظاىر القرآف‪.‬‬
‫ٕٔ‪ -‬الترجيح بعكد الضمير إلى القريب‪.‬‬
‫ٖٔ‪ -‬الترجيح بقكؿ جميكر المسمميف مف السمف كالخمف‪.‬‬
‫ٗٔ‪ -‬الترجيح بحمل الكبلـ عمى عمكمو‪.‬‬
‫‪ -15‬الترجيح بتقديـ القراءة المتكاترة عمى الشاذة(ٔ)‪.‬‬

‫(ٔ) اختيارات ابف تيمية في التفسير لدمحم زيمعي ىندؼ‪ ،‬كاختيارات ابف تيمية كترجيحاتو إلبراىيـ بف صالح الحميضي‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ب) بيان وأمثمة لوجوه الترجيح‪:‬‬
‫‪ -1‬الترجيح بداللة الكتاب والسّنة‪:‬‬
‫أىـ الكجكه كأقكاىا‪ ،‬كقد اعتنى شيخ اإلسبلـ بيذه الطريقة عناية فائقة‪،‬‬
‫كىذا الكجو ّ‬
‫فبل يكاد يتكمـ عف آية إال كيذكر نظائرىا مف آيات القرآف‪ ،‬كيرجح في ضكء ذلؾ‪.‬‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬قكلو ﭨ ﭽ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴‬

‫﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾﮿ ﯀ ﯁ ﭼ إلى‬

‫قكلو تعالى ﭽﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﭼ ‪ ،‬فقد كردت ّ‬


‫(ٔ)‬
‫عدة‬

‫حرـ هللا مف الصيد يكـ‬


‫القصة‪ ،‬في بعضيا ّأنيـ احتالكا عمى ما ّ‬‫ركايات في ىذه ّ‬
‫السبت‪ ،‬كفي بعضيا ّأنيـ اصطادكا دكف ذكر االحتياؿ‪ ،‬كقد اختار ابف تيمية ‪-‬رحمو‬
‫دؿ‬
‫أف ذلؾ ىك الذؼ ّ‬
‫المفسر‪ ،‬كذكر ّ‬
‫َّ‬ ‫يبينو‬
‫أف المجمل منيا ّ‬
‫هللا‪ -‬الجمع بيف الركايات‪ ،‬ك ّ‬
‫السنة(ٕ)‪.‬‬
‫عميو الكتاب ك ّ‬
‫ٕ‪ -‬كمف األمثمة‪ :‬ما ذكره في تفسير قكلو تعالى ﭽ ﯪ ﯫ ﭼ(ٖ)‪ ،‬حيث‬

‫رجح أنيا الككاكب‪ ،‬لداللة القرآف عمى ذلؾ‪ ،‬قاؿ ‪-‬رحمو هللا– عند ىذه اآلية‪( :‬كقد‬

‫كلكف األَنسب أف تككف الككاكب المذككرة في قكلو ﭨ ﭽ ﮊ ﮋ‬


‫السُفف‪ْ ،‬‬
‫قيل‪ :‬إنيا ُّ‬

‫ﮌ ﮎ ﮏﭼ (ٗ)‪ ،‬ف َّسماىا جكارؼ)(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) األعراؼ‪ :‬اآليات (ٖ‪.)ٔٙٙ-ٔٙ‬‬


‫(ٕ) الفتاكػ الفقيية الكبرػ ألحمد بف دمحم بف عمي بف حجر الييتمي السعدؼ األنصارؼ‪ ،‬جمعيا‪ :‬تمميذ ابف حجر‪ ،‬الشيخ‬
‫عبد القادر بف أحمد بف عمي الفاكيي المكي‪ ،‬المكتبة اإلسبلمية (‪.)ٕ٘/ٙ‬‬
‫(ٖ) الذاريات‪ :‬آية ٖ‪.‬‬
‫(ٗ) التككير‪ :‬آية ٘ٔ‪.ٔٙ،‬‬
‫(٘) الجكاب الصحيح لمف بدؿ ديف المسيح لتقي الديف أحمد بف عبد الحميـ ابف تيمية الحراني الدمشقي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي بف‬
‫حسف‪ -‬عبد العزيز بف إبراىيـ‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬السعكدية‪ ،‬طٕ‪ٜٔٗٔ( ،‬ىػ‪ٜٜٜٔ/‬ـ)‪.)ٕٓٛ/٘( ،‬‬

‫‪64‬‬
‫‪-2‬الترجيح بداللة سبب النزول‪:‬‬
‫مقدمتو في التفسير(ٔ)‪.‬‬
‫معرفة سبب النزكؿ يعيف عمى فيـ اآلية‪ ،‬كما ذكر الشيخ في ّ‬
‫كىك كجو معتبر مف كجكه االختيار‪.‬‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬قكلو ﭨ ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬

‫ﮠ ﮡ ﮢﭼ(ٕ)‪ ،‬ذكر ابف تيمية في قكلو‪( :‬كال تعتدكا) قكليف‪:‬‬

‫يضر‪ ،‬كىك قكؿ الجميكر‪.‬‬


‫أحدىما‪ :‬ال تفعمكا مف العبادة ما ّ‬
‫كالثاني‪ :‬ال تأتكا ما نيى هللا عنو‪.‬‬
‫يدؿ عمى قكؿ الجميكر(ٖ)‪.‬‬
‫لكف سبب نزكؿ اآلية ‪ّ ...‬‬
‫األكؿ‪ ،‬كقاؿ‪ّ :‬‬
‫ثـ اختار ّ‬
‫ّ‬
‫كقاؿ‪( :‬كمعرفة سبب النزكؿ يعيف عمى فيـ اآلية‪ ،‬فإف العمـ بالسبب يكرث العمـ‬
‫بالمسبب‪ ،‬كليذا كاف أصح قكلي الفقياء‪ :‬أنو إذا لـ يعرؼ ما نكاه الحالف‪ ،‬رجع إلى سبب‬
‫َ‬
‫يمينو‪ ،‬كما ىيجيا كآثارىا)(ٗ)‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬كمثل ذلؾ‪ :‬استداللو عمى أف المراد بقكلو تعالى‪ :‬ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬

‫المؤمنكف عامة مف جميع األمـ بقكلو‪( :‬كعميو يدؿ ما ذكركه مف سبب نزكؿ‬ ‫(٘)‬
‫ﭕﭼ‬

‫اآلية)(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) مقدمة في أصكؿ التفسير البف تيمية (ص‪ ،)ٔٙ:‬مجمكع الفتاكػ لتقي الديف أحمد بف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد‬
‫الرحمف بف دمحم بف قاسـ مجمع الممؾ فيد لطباعة المصحف الشريف‪ ،‬المدينة النبكية‪ٔٗٔٙ( ،‬ىػ‪ٜٜٔ٘/‬ـ)‪،‬‬
‫(ٖٔ‪.)ٖٖٜ/‬‬
‫(ٕ) المائدة‪ :‬آية ‪.ٛٚ‬‬
‫(ٖ) مجمكع الفتاكػ (ٗٔ‪.)ٗ٘ٛ/‬‬
‫(ٗ) المصدر نفسو (ٖٔ‪.)ٖٖٜ/‬‬
‫(٘) البقرة‪ :‬آية ٕ‪.ٙ‬‬
‫(‪ )ٙ‬تفسير آيات أشكمت البف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العزيز دمحم الخميفة‪ ،‬مكتبة الرشد الرياض‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ(،‬ق)‪،‬‬
‫(ٔ‪ .) ٕٖٗ/‬كاختيارات ابف تيمية كترجيحاتو في التفسير مف أكؿ سكرة الكيف إلى آخر القرآف إلبراىيـ بف‬
‫صالح بف عبد هللا الحميضي‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪ ،‬جامعة اإلماـ اإلسبلمية (ٕ٘ٗٔىػ)‪( ،‬ص‪.)ٜٔٚ:‬‬
‫‪65‬‬
‫‪-3‬الترجيح بالمغة والمعروف من كالم العرب‪:‬‬
‫كىذا الكجو مف أكجو الترجيح مف الشيرة بمكاف تناقمو عمماء األمة منيـ ابف‬
‫تيمية كيرجحكا بو في التفسير مقرريف أف كبلـ هللا تعالى يجب أف يحمل عمى‬
‫المعركؼ مف كبلـ العرب دكف الشاذ كالضعيف كالمنكر(ٔ)‪.‬‬
‫كالمراد أف كبلـ هللا يحمل عمى أحسف المحامل في المساف العربي‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬مثل قكلو ﭨ ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﮲ ﮳ﭼ(ٕ)‪ ،‬فالمشيكر في‬


‫الم ة كاالستعماؿ أف القنكت ىك (الدعاء) نقل ابف تيمية عف بعض عمماء الم ة‬
‫قكليـ‪( :‬القنكت ىك في الم ة بمعنييف أحدىما القياـ كالثاني الطاعة‪ ،‬كالمشيكر‬
‫في الم ة كاالستعماؿ أف القنكت الدعاء في القياـ فالقانت القائـ بأمر هللا كيجكز‬
‫أف يقع في جميع الطاعات ألنو كاف لـ يكف قياما عمى الرجميف فيك قياـ بالنية)‪،‬‬
‫كالقنكت في الم ة دكاـ الطاعة كالمصمى إذا طاؿ قيامو أك رككعو أك سجكده فيك‬
‫قانت‪ ،‬كسمى إطالة القياـ في الصبلة قنكتا ألنو يطيل فيو الطاعة‪ ،‬قاؿ ابف‬
‫قتيبة(ٖ)‪ :‬ال أرػ أصل القنكت إال الطاعة ألف جميع الخبلؿ مف الصبلة كالقياـ‬
‫فييا كالدعاء‪ ،‬كقد رد عميو بقكلو‪( :‬قمت ىذا ضعيف‪ ،‬ال يعرؼ في الم ة أف‬
‫مجرد القياـ يسمى قنكتاً) لككنو مطيعا عابدا كلك قنت قاعدا كنائما سمي قانتا‬

‫كقكلو تعالى ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﮊ(ٗ)(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (ٓٔ‪ ،)ٕٙٚ/‬انظر مقدمة في أصكؿ التفسير البف تيمية (ص‪ ،)ٗٙ:‬كاختيارات ابف تيمية في‬
‫التفسير لدمحم زيمعي ىندؼ‪ ،‬مكتبة المزيني (ٕٓٔٓـ)‪( ،‬ص‪.)ٕٓٙ:‬‬
‫(ٕ) البقرة‪ :‬آية‪.ٔٔٙ‬‬
‫(ٖ) ابف قتيبة‪ :‬عبد هللا بف مسمـ الدينكرؼ‪ ،‬العبلمة‪ ،‬الكبير‪ ،‬مف أئمة األدب‪ ،‬كمف المصنفيف المكثريف‪ ،‬مف كتبو‬
‫تأكيل مختمف الحديث كأدب الكاتب كعيكف األخبار كالشعر كالشعراء‪ٕٚٙ-ٕٖٔ( .‬ىػ‪ٜٛٛ-ٕٛٛ-‬ـ)‪ ،‬سير أعبلـ‬
‫النببلء (ٖٔ‪ )ٕٜٙ/‬كالكافي بالكفيات (‪ ،)ٖٕٙ/ٔٚ‬كفيات األعياف (ٖ‪.)ٕٗ/‬‬
‫(ٗ) البقرة‪ :‬آية ‪.ٕٖٛ‬‬
‫)٘) جامع الرسائل البف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪/‬دمحم رشاد سالـ‪ ،‬دار العطاء–الرياض‪ ،‬طٔ‪ٕٕٔٗ(،‬ق)‪.)ٙ،٘/ٔ( ،‬‬

‫‪66‬‬
‫كيحتج بأقكاليـ‪ ،‬كىك ال الب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كابف تيمية لو عناية بأقكاؿ أىل الم ة‪ ،‬فتارة يكافقيـ‪،‬‬
‫كيرد عمييـ‪.‬‬
‫كتارة يخالفيـ‪ّ ،‬‬
‫ٕ‪ -‬كمثمو‪ :‬قكلو ﭨ ﭽ ﭴ ﭵ ﭼ(ٔ)‪.‬‬

‫أف قكلو‪ :‬ﭽ ﭴ ﭵﭼ إخبار‪ ،‬كليس استخبا اًر‪ ،‬خبلفاً لمف قاؿ ّإنو‬
‫رجح الشيخ ّ‬
‫فقد ّ‬
‫استدؿ‬
‫ّ‬ ‫استخبار‪ ،‬أُضمر فيو حرؼ االستفياـ‪ ،‬كالمعنى‪ :‬أىذا رّبي؟ كمف األكجو التي‬
‫(ٕ)‬
‫ألف حرؼ االستفياـ‬
‫مف شذكذ ىذا القكؿ‪ّ ،‬‬ ‫النحكؼ‬
‫ّ‬ ‫بيا الشيخ‪ :‬ما نقمو عف األنبار ّؼ‬
‫ال يضمر إذا كاف فارقاً بيف اإلخبار كاالستخبار(ٖ)‪.‬‬
‫‪ -4‬الترجيح بقول الصحابة‪:‬‬
‫األصحاب ‪ ‬ىـ خير البرّية بعد رسكؿ هللا ‪ ،‬في ىذه األمة‪ ،‬فيـ كما كصفيـ‬
‫األمة قمكباً‪ ،‬كأعمقيا عمماً‪ ،‬كأقّميا تكّمفاً(ٗ)‪ ،‬ككبلميـ خير‬
‫أبر ىذه ّ‬
‫ابف مسعكد ‪ّ :‬‬
‫مما‬
‫سيما إذا لـ يختمفكا أرجح ّ‬ ‫دؿ عميو كبلميـ‪ ،‬ال ّ‬ ‫الكبلـ بعد كبلـ هللا كرسكلو‪ ،‬فما ّ‬
‫دؿ عميو كبلـ غيرىـ ّ‬
‫ممف جاء بعدىـ‪ ،‬كقد جعل الشيخ كبلميـ كجياً مف أكجو الترجيح‪.‬‬ ‫ّ‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬ما ذكره الشيخ عند آية الكضكء‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ‬

‫ﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞ‬

‫رجح كجكب الترتيب في أعضاء الكضكء‪ ،‬إال‬ ‫ﭟ ﭠ ﭡﭼ ‪ّ ،‬‬


‫فإنو ّ‬
‫(٘)‬

‫يدؿ عميو كبلـ الصحابة(‪.)ٙ‬‬


‫أف ىذا القكؿ ىك الذؼ ّ‬
‫الناسي كالجاىل‪ .‬كذكر ّ‬

‫(ٔ) األنعاـ‪ :‬آية ‪.ٚٙ‬‬


‫جمة‬
‫محمد بف عبيد هللا األنبارؼ‪ ،‬شيخ النحك‪ ،‬لو تصانيف ّ‬
‫(ٕ) ىك كماؿ الديف‪ ،‬أبك البركات‪ ،‬عبد الرحمف بف ّ‬
‫في الم ة كغيرىا‪( ،‬ت‪٘ٚٚ‬ق)‪ .‬سير أعبلـ النببلء (ٕٔ‪ ،)ٖٔٔ/‬كشذرات الذىب (ٗ‪.)ٕ٘ٛ/‬‬
‫(ٖ) اختيارات ابف تيمية كترجيحاتو في التفسير لدمحم المسند ( ص‪.)ٜٛ:‬‬
‫(ٗ) إعبلـ المكقعيف عف رب العالميف البف قيـ الجكزية‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم عبد السبلـ إبراىيـ‪ ،‬دار الكتب العممية –‬
‫بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٔ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٔ-‬ـ)‪.)ٔٓٙ/ٗ( ،‬‬
‫(٘) المائدة‪ :‬آية ‪.ٙ‬‬
‫(‪ )ٙ‬ينظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ‪.)ٜٗٓ/ٕٔ( :‬‬
‫‪67‬‬
‫٘‪ -‬الترجيح باإلجماع‪:‬‬

‫كيريد بو‪ :‬ما أجمع عميو المسممكف‪ ،‬فمـ يخالف فيو مف ُي ّ‬


‫عتد بخبلفو‪ ،‬كىك‬
‫كجو مف كجكه الترجيح المعتبرة‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬مف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو ﭨ ﭽ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬

‫ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ(ٔ)‪ ،‬قاؿ الشيخ‪" :‬ليس ألحد أف ينكر عمى أحد أكل مف‬

‫ذبيحة الييكد كالنصارػ في ىذا الزمف‪ ،‬كال يحرـ ذبحيـ لممسمميف‪ ،‬كمف‬
‫أنكر ذلؾ فيك جاىل‪ ،‬مخطئ‪ ،‬مخالف إلجماع المسمميف"(ٕ)‪.‬‬
‫كقد يذكر الشيخ إجماعاً جز ّئي ًا‪ ،‬كإجماع أىل العمـ بالنقل‪ ،‬كنحك ذلؾ‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬كمف األمثمة‪ :‬قكلو ﭨ ﭽﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬

‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﭼ(ٖ)‪.‬‬

‫لما‬
‫عمي باإلجماع ّ‬ ‫أف ىذه اآلية نزلت في‬
‫اإلمامية إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫فقد ذىب الرافضة‬
‫ّ‬
‫أحقيتو باإلمامة‪ ،‬لقكلو تعالى‪:‬‬
‫تصدؽ بخاتمو كىك راكع‪ ،‬كجعمكا ىذه اآلية مف أدّلة ّ‬
‫ّ‬
‫(ٗ)‬
‫أف قكليـ‪ :‬قد‬
‫مما ذكره‪ّ ( :‬‬
‫ّ‬ ‫ككاف‬ ‫عمييـ‪،‬‬ ‫الرد‬
‫ّ‬ ‫في‬ ‫الشيخ‬ ‫أطاؿ‬ ‫كقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ﭽ ﯥ ﯦﭼ‬

‫أجمعكا ّأنيا نزلت في عمي مف أعظـ الدعاكػ الكاذبة‪ ،‬بل أجمع أىل العمـ بالنقل‬
‫ّ‬
‫صدؽ بخاتمو في الصبلة‪ ،‬كأجمع‬‫عمياً لـ يت ّ‬
‫أف ّ‬ ‫عمي خاصة‪ ،‬ك ّ‬ ‫عمى ّأنيا لـ تنزؿ في‬
‫ّ‬
‫ركية في ذلؾ مف الكذب المكضكع ‪.)٘()...‬‬‫القصة الم ّ‬
‫أف ّ‬ ‫أىل العمـ بالحديث عمى ّ‬

‫(ٔ) المائدة‪ :‬آية ٘‪.‬‬


‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ‪.)ٕٕٔ/ٖ٘( :‬‬
‫(ٖ) المائدة‪ :‬آية ٘٘‪.‬‬
‫األئمة األطيار لممجمسي‪ ،‬طيراف‪ :‬دار الكتب اإلسبلمية‪،ٕٕٙ/ٕ( ،‬‬
‫(ٗ) ينظر‪ :‬بحار األنكار الجامعة لدرر أخبار ّ‬
‫ّ‬
‫ٖ٘‪.)ٖٔٛ/‬‬
‫(٘ ) ينظر منياج السنة النبكية في نقض كبلـ الشيعة القدرية البف تيمية تحقيق‪ :‬دمحم رشاد سالـ‪ ،‬جامعة اإلماـ دمحم‬
‫بف سعكد اإلسبلمية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٙ( ،‬ىػ) (ٗ‪ ،)ٗ/‬ينظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ‪.)ٖٜ٘/ٖٔ( ،)ٖٖٚ/ٕٔ( :‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -6‬الترجيح بالقياس‪:‬‬
‫أف لفع القياس‬
‫القياس مصدر معتبر مف مصادر الشريعة‪ ،‬كقد ذكر ابف تيمية ّ‬
‫لفع مجمل‪ ،‬يدخل فيو القياس الصحيح كالقياس الفاسد‪ ،‬فالقياس الصحيح ىك‪ :‬الذؼ‬
‫كردت بو الشريعة‪ ،‬كىك الجمع بيف المتماثميف‪ ،‬كالفرؽ بيف المختمفيف‪ ،‬كىك مف العدؿ‬
‫الذؼ بعث هللا بو رسكلو(ٔ)‪.‬‬
‫كعمى ىذا‪ ،‬فيك كجو معتبر مف أكجو االختيار عند الشيخ‪ ،‬فالقكؿ المكافق‬
‫مقدـ عمى ما لـ يكف كذلؾ‪.‬‬
‫لمقياس ّ‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو ﭨ ﭽﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﭼ(‪.)2‬‬

‫فقد ذكر الشيخ في إعراب (القصص) قكليف‪:‬‬


‫أحدىما‪ّ :‬أنو مصدر‪.‬‬
‫كالثاني‪ّ :‬أنو مفعكؿ بو‪.‬‬
‫أف لفع القصص مصدره القياسي (قصاً)‪،‬‬
‫احتج بو ّ‬
‫ّ‬ ‫مما‬
‫ثـ اختار الثاني‪ ،‬ككاف ّ‬
‫ّ‬
‫أما (قصص)‪ ،‬فميس ىك قياس‬ ‫قصاً‪ ،‬ك ّ‬
‫قصو ّ‬
‫كمده م ّداً‪ ،‬ككذلؾ ّ‬
‫عداً‪ّ ،‬‬
‫عده ّ‬‫مثل ّ‬
‫المضعف ‪.)ٖ(...‬‬
‫ّ‬ ‫مصدر‬
‫‪ -7‬الترجيح بالنظائر‪:‬‬
‫كالنظائر‪ :‬جمع نظير‪ ،‬كالنظير‪ :‬المثل‪ ،‬كقيل‪ :‬المثل في كل شيء‪ ،‬كفبلف‬
‫نظيرؾ أؼ مثمؾ؛ ألنو إذا نظر إلييما الناظر رآىما سكاء‪ ،‬قاؿ الجكىرؼ‪ :‬كنظير‬
‫الشيء مثمو(ٗ)‪.‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ‪.)٘ٓٗ/ٕٓ( :‬‬


‫(ٕ) يكسف‪ :‬آية ٖ‪.‬‬
‫(ٖ) مجمكع الفتاكػ‪ ،)ٖٖ/ٔٚ( :‬كينظر‪ :‬اختيارات ابف تيمية كترجيحاتو في التفسير لدمحم المسند (ص‪.)ٙٔٛ:‬‬
‫(ٗ) لساف العرب لدمحم بف مكرـ بف عمى‪ ،‬أبك الفضل‪ ،‬جماؿ الديف ابف منظكر األنصارؼ الركيفعى اإلفريقى‪،‬‬
‫مادة‪ (:‬نظر)‪.‬‬
‫دار صادر– بيركت‪ ،‬طٖ‪ٔٗٔٗ( ،‬ىػ)‪ّ )ٕٜٔ/٘( ،‬‬
‫‪69‬‬
‫المفسرة‪ ،‬كىك‬
‫َّ‬ ‫كىذا المفع يكثر في كبلـ الشيخ‪ ،‬كيريد بو اآليات المشابية لآلية‬
‫مف تفسير القرآف بالقرآف‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬مف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو ﭨ ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬

‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭼ(‪.)1‬‬

‫أف الفصل ل ّما طاؿ بيف‬


‫فقد ذكر ابف تيمية في ىذه اآلية كنحكىا قكليف‪ :‬أحدىما‪ّ :‬‬
‫ثـ قاؿ‪( :‬كأحسف مف ىذا‬‫(أف) لتقع عمى الخبر لتأكيده بيا‪ّ ،‬‬
‫(أف) كاسميا كخبرىا‪ ،‬أعاد ّ‬
‫ّ‬
‫مركبة مف جممتيف جزئيتيف‪)...‬‬
‫طية ّ‬
‫كل كاحدة مف ىاتيف الجممتيف جممة شر ّ‬
‫أف يقاؿ‪ّ :‬‬
‫بأنو منتقض بمثل قكلو‪:‬‬
‫إلى آخر ما ذكر‪ ،‬كأجاب الشيخ عما ذكركه مف طكؿ الفصل ّ‬

‫ﭽﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ حيث أعيدت ّ‬


‫(ٕ)‬
‫أف‬
‫(إف) مع ّ‬
‫طل‪ ،‬ككذلؾ قكلو‪:‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﭼ(ٖ)(ٗ)‪.‬‬
‫الفصل لـ َي ُ‬

‫ٕ‪ -‬كمف األمثمة عمى احتجاجو بالنظائر‪ :‬قكلو ﭨ ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬

‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﭼ ‪ ،‬اختار ابف تيمية‪ّ :‬‬


‫(٘)‬
‫احتج‬
‫أف االستثناء في ىذه اآلية منقطع‪ ،‬ك ّ‬
‫بنظائر ذلؾ في القرآف‪ ،‬كمنو‪ :‬قكلو ﭨ ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ‬

‫ﯬ ﯭﭼ(‪ ,)ٙ‬فمـ يستثف منيـ أحداً‪ .‬ككذا قكلو ﭨ ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬

‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﭼ(‪.)ٛ()ٚ‬‬

‫(ٔ) األنعاـ‪ :‬آية ٗ٘‪.‬‬


‫(ٕ) يكسف‪ :‬آية ٓ‪.ٜ‬‬
‫(ٖ) طو‪ :‬آية ٗ‪.ٚ‬‬
‫(ٗ) مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪.)ٕٚٚ/‬‬
‫(٘) الحجر‪ :‬آية ٕٗ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬اإلسراء‪ :‬آية ٘‪.ٙ‬‬
‫(‪ )ٚ‬النحل‪ :‬أية ‪.ٜٜ‬‬
‫(‪ )ٛ‬جامع المسائل البف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم عزير‪ ،‬دار عالـ الفكائد لمنشر كالتكزيع‪ ،‬طٔ‪ٕٕٔٗ(،‬ىػ)‪.)ٕٔ٘/ٔ(،‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ -8‬الترجيح بالقرائن‪:‬‬
‫القرائف‪ :‬جمع قرينة‪ ،‬كىي في الم ة فعيمة بمعنى‪ :‬مفعكلة‪ ،‬مف االقتراف‪ ،‬كقرف‬
‫شده إليو(ٔ)‪.‬‬
‫الشيء بالشيء‪ ،‬كقرنو إليو يقرنو قرن ًا‪ّ :‬‬
‫كفي االصطبلح‪ :‬أمر يشير إلى المطمكب(ٕ)‪ .‬كقيل‪" :‬ىي ما يكضح عف المراد‪،‬‬
‫الداؿ عمى خصكص المقصكد أك سابقو"(ٖ)‪.‬‬
‫ال بالكضع‪ ،‬تؤخذ مف الحق الكبلـ ّ‬
‫كىي مف كجكه االختيار المعتبرة عند الشيخ‪.‬‬

‫مف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو ﭨ ﭽﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﭼ(ٗ)‪.‬‬

‫كل ما يؤكل مف فاكية كلحـ‬


‫اختار الشيخ ‪-‬رحمو هللا‪ -‬عمكـ لفع الطعاـ في ّ‬
‫لكف تناكلو لّمحـ أقكػ مف تناكلو لمفاكية‪ ،‬بداللة القرينة‪ ،‬كقد ّبيف ذلؾ‬
‫كغيرىما‪ّ ،‬‬
‫عاـ‪ ،‬كتناكلو المحـ كنحكه أقكػ مف تناكلو‬
‫أف لفع الطعاـ ّ‬
‫الشيخ بقكلو‪" :‬الرابع‪ّ :‬‬
‫السيما كقد ُقرف بو قكلو ﭨ ﭽﯥ‬
‫لمفاكية‪ ،‬فيجب إقرار المفع عمى عمكمو‪ّ ،‬‬
‫(٘)‬
‫يحل لنا أف نأكل‬
‫ّ‬ ‫فكذلؾ‬ ‫طعامنا‪،‬‬ ‫اع‬
‫ك‬ ‫أن‬ ‫كل‬
‫ّ‬ ‫نطعميـ‬ ‫أف‬ ‫لنا‬ ‫يجكز‬ ‫كنحف‬ ‫‪،‬‬ ‫ﯦ ﯧﭼ‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫جميع أنكاع طعاميـ"‬

‫(ٔ) لساف العرب (ٖٔ‪.)ٖٖ٘/‬‬


‫(ٕ ) التعريفات لعمي بف دمحم بف عمي الزيف الشريف الجرجاني‪ ،‬تحقيق‪ :‬ضبطو كصححو جماعة مف العمماء‬
‫بإشراؼ الناشر‪ ،‬دار الكتب العممية بيركت ‪-‬لبناف‪ ،‬طٔ‪ٖٔٗٓ( ،‬ىػ‪ٜٖٔٛ-‬ـ)‪( ،‬ص‪.)ٔٚٗ :‬‬
‫(ٖ) الكميات معجـ في المصطمحات كالفركؽ الم كية أليكب بف مكسى الحسيني القريمي الكفكؼ‪ ،‬أبك البقاء‬
‫مؤسسة الرسالة (‪ٜٔٗٔ‬ىػ‪ٜٜٔٛ-‬ـ)‪( ،‬ص‪.)ٖٚٗ:‬‬
‫الحنفي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عدناف دركيش‪-‬دمحم المصرؼ‪ ،‬بيركت‪ّ :‬‬
‫(ٗ) المائدة‪ :‬آية ٘‪.‬‬
‫(٘) المائدة‪ :‬آية ٘‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (ٔ‪.)ٖٔٙ/‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ -9‬الترجيح بالسياق‪:‬‬

‫السياؽ القرآني‪ :‬كىك ال رض الذؼ سيقت مف أجمو اآلية‪ ،‬أك اآليات‪ ،‬سباقاً‬
‫كلحاقاً‪ .‬كىك مف أقكػ الكجكه المعتبرة في االختيار كالترجيح(ٔ)‪.‬‬

‫ٔ‪ -‬مف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو ﭨ ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬

‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﭼ(ٕ)‪.‬‬
‫أف المراد باالعتداء‪ :‬ال تفعمكا مف العبادة‬
‫سبق اختيار الشيخ في ىذه اآلية‪ ،‬كىك ّ‬
‫عدة كجكه مف كجكه االختيار‪ ،‬منيا‪ :‬داللة السياؽ(ٖ)‪.‬‬
‫يضر‪ ،‬كقد ذكر الشيخ ّ‬
‫ما ّ‬
‫كرجح بو في مكاضع كثيرة‪.‬‬
‫شيخ اإلسبلـ ىذا الكجو عناي ًة كبيرة‪ّ ،‬‬
‫كقد أَكلى ُ‬
‫ٕ‪ -‬كمف األمثمة قكلو ﭨ ﭽﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ‬

‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬

‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﭼ(ٗ)‪ ،‬حيث رجح دخكؿ أزكاج النبي‪ ‬في أىل‬

‫بيتو؛ لداللة السياؽ عميو‪ ،‬حيث إف سياؽ اآليات في ذكرىف(٘)‪.‬‬


‫ٖ‪-‬كمف األمثمة أنو رجح أف االبف الذؼ أُمر إبراىيـ بذبحو ىك إسماعيل‪،‬‬

‫كمف جممة أدلتو عمى ذلؾ سياؽ اآليات في سكرة الصافات‪ ،‬حيث ﭧ ﭨ ﭽﯹ‬

‫ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ‬

‫ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔﭼ(‪ ،)ٙ‬ثـ ذكر تعالى قصتو‪ ،‬كأنو لما بمغ معو‬

‫(ٔ) انظر مجمكع الفتاكػ (‪ ،)ٕٕ/ٙ‬جامع البياف(‪.)ٖٜٛ/ٜ‬‬


‫(ٕ) المائدة‪ :‬آية ‪.ٛٚ‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ‪.)ٗ٘ٛ/ٔٗ(:‬‬
‫(ٗ) األحزاب‪ :‬آية ٖٖ‪.‬‬
‫(٘) مجمكع الفتاكػ (ٕٕ‪.)ٗٙٓ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬الصافات‪ :‬آية ٕٓٔ‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫السعي أمره بذبحو‪ ،‬فامتثل لذلؾ‪ ،‬ثـ فداه هللا تعالى بذبح عظيـ‪ ،‬ثـ لما استكفى ذلؾ‬

‫قاؿ سبحانو‪ :‬ﭽ ﭩ ﭪ ﭫﭼ إلى قكلو‪ :‬ﭽﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﭼ(ٔ)‪.‬‬

‫ٓٔ‪ -‬الترجيح بظاىر القرآن‪:‬‬


‫المفسريف‪ ،‬فبل يجكز‬
‫ّ‬ ‫الترجيح بظاىر القرآف مف قكاعد الترجيح المعتبرة عند‬
‫نص الشيخ عمى ىذا الكجو‪.‬‬‫العدكؿ عف ظاىر القرآف إال بدليل‪ ،‬كقد ّ‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬

‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭼ(ٕ)‪.‬‬
‫كل قائـ إلى‬
‫أف ّ‬
‫أف الخطاب في ىذه اآلية يقتضي ّ‬
‫رجح الشيخ ‪-‬رحمو هللا‪ّ -‬‬
‫فقد ّ‬
‫تكضأ قبل‬
‫فإنو مأمكر بما ُذكر مف ال َ سل كالمسح‪ ،‬كىك الكضكء‪ ،‬ما لـ يكف ّ‬
‫الصبلة‪ّ ،‬‬
‫أف الكبلـ في اآلية عمى إطبلقو‪ ،‬فيجب الكضكء‬
‫ثـ ذكر الشيخ قكالً آخر‪ ،‬كىك ّ‬
‫ذلؾ‪ّ ،‬‬
‫كل قائـ إلى الصبلة‪ ،‬محدثاً كاف أك غير محدث‪.‬‬
‫عمى ّ‬
‫أف ىذا القكؿ مخالف لظاىر القرآف‪ ،‬حيث‬
‫كقد أجاب الشيخ عف ىذا القكؿ فقاؿ‪ّ :‬‬
‫مرة ثانية‪ ،‬ألنو قيد الكضكء‬
‫يتكضأ ّ‬
‫ّ‬ ‫دؿ القرآف عمى ّأنو ال يجب عمى المتكضئ أف‬
‫ّ‬
‫بالقياـ لمصبلة ‪.)ٖ(...‬‬
‫ٔٔ‪ -‬الترجيح باإلعراب القوي واألشير‪:‬‬
‫كىذا الكجو مف األكجو المعتمدة عند العمماء‪ ،‬مفسريف كمعربيف‪ ،‬فقد قرركه‪ ،‬كعممكا‬
‫بمكجبو‪ ،‬تقكية كتضعيفاً(ٗ)‪.‬‬
‫كشيخ االسبلـ مف أكلئؾ الذيف قرركا ىذا الكجو مف خبلؿ إعمالو في تفسيره‬

‫(ٔ) الصافات‪ :‬اآليات‪.ٕٔٔ -ٔٓٚ‬‬


‫(ٕ) المائدة‪ :‬آية‪.ٙ‬‬
‫(ٖ) انظر مجمكع الفتاكػ (ٕٔ‪.)ٖٚٗ/‬‬
‫(ٗ) انظر الناسخ كالمنسكخ الناسخ كالمنسكخ اللقاسـ بف سبلّـ بف عبد هللا اليركؼ‪( ،‬المتكفى‪ٕٕٗ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم بف‬
‫صالح المديفر‪ ،‬مكتبو الرشد ‪ /‬شركة الرياض‪،‬طٕ‪ٔٗٔٛ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬ـ)‪.)ٕٗٚ/ٔ( ،‬‬

‫‪73‬‬
‫كاختياراتو في المسائل المختمف فييا في تفسير كبلـ هللا تعالى‪.‬‬

‫بأنو‬ ‫كمنو‪ :‬تضعيفو لمقكؿ بإعراب‪( :‬نفسو) في قكلو ﭨ ﭽ ﮍ ﮎﭼ‬


‫(ٔ)‬

‫منصكب بنزع الخافض‪ ،‬أؼ سفو في نفسو‪ ،‬حيث قاؿ‪( :‬كقكليـ بإسقاط الخافض"‬
‫ليس ىك أصبلً فيعتبر بو‪ ،‬كلكف قد تنزع حركؼ الجر في مكاضع مسمكعة‪،‬‬
‫فيتعدػ الفعل بنفسو‪ ،‬كاف كاف مقيساً في بعض الصكر فػ (سفو) ليس مف ىذا‪ ،‬ال‬
‫يقاؿ‪ :‬سفيت أمر هللا‪ ،‬كال ديف اإلسبلـ‪ ،‬بمعنى‪ :‬جيمتو‪ ،‬أؼ‪ :‬سفيت فيو‪ .‬كانما‬
‫يكصف بالسفو‪ ،‬كينصب عمى التمييز ما خص بو‪ ،‬مثل نفسو‪ ،‬أك شربو‪ ،‬كنحك‬
‫ذلؾ)(ٕ)‪.‬‬
‫ٕٔ‪ -‬الترجيح بعود الضمير‪:‬‬
‫كىك مف الكجكه المعتبرة في الم ة أيضاً(ٖ)‪.‬‬

‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو ﭨ ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬

‫ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ(ٗ)‪.‬‬

‫رجح ابف تيمية عكد الضمير في قكلو‪ :‬ﭽﯜ ﯝ ﯞ ﯟﭼ‬


‫ّ‬
‫أف‪" :‬الضمير يعكد إلى القريب إذا لـ يكف‬
‫احتج بو ّ‬
‫ّ‬ ‫كمما‬
‫إلى الناجي مف الفتييف‪ّ ،‬‬
‫ىناؾ دليل عمى خبلؼ ذلؾ"(٘)‪.‬‬
‫‪ -13‬الترجيح بقول جميور المسممين من السمف والخمف‪:‬‬

‫(ٔ) البقرة‪ :‬آية ٖٓٔ‪.‬‬


‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (‪.)٘ٚٔ/ٔٙ‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬شرح تسييل الفكائد لدمحم بف عبد هللا بف مالؾ الطائي الجياني‪ ،‬ألبك عبد هللا‪ ،‬جماؿ الديف‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫عبد الرحمف السيد‪ ،‬د‪ .‬دمحم بدكؼ المختكف‪ ،‬ىجر لمطباعة كالنشر كالتكزيع كاإلعبلف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٓ( ،‬ىػ‪-‬‬
‫لعباس حسف ( مصر‪ :‬دار المعارؼ ) ط ٘ٔ‪.)ٕٙٔ/ٔ( ،‬‬
‫ٓ‪ٜٜٔ‬ـ)‪ ،)ٔ٘ٚ/ٔ( ،‬كالنحك الكافي ّ‬
‫(ٗ) يكسف‪ :‬آيةٕٗ‪.‬‬
‫(٘) مجمكع الفتاكػ‪.)ٕٔٔ/ٔ٘( :‬‬
‫‪74‬‬
‫تنكعت عباراتو في‬
‫كىذا الكجو مف أكثر األكجو المعتبرة عند الشيخ‪ ،‬كقد ّ‬
‫(ٕ)‬ ‫(ٔ)‬
‫(عامة‬
‫ّ‬ ‫‪،‬‬ ‫السمف)‬ ‫مف‬ ‫(كثير‬ ‫‪،‬‬ ‫عامة السمف كالخمف)‬‫ذلؾ‪ ،‬كمنيا‪ّ ( :‬‬
‫المفسريف)(ٖ)‪ ،‬كنحك ذلؾ مف العبارات‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬كمف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو ﭨ ﭽ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬

‫ﯲﭼ(ٗ)‪.‬‬

‫فقد تساءؿ الشيخ ‪-‬رحمو هللا‪ -‬ىل المراد بقكلو‪( :‬مف قبمكـ) مف ىك بعد‬
‫متديف بديف أىل الكتاب‪ .‬أك المراد مف كاف آباؤه قد دخمكا في ديف‬
‫نزكؿ القرآف ّ‬
‫األكؿ‪ ،‬كذكر ّأنو‪" :‬ىك قكؿ جميكر‬
‫رجح ّ‬‫ثـ ّ‬
‫أىل الكتاب قبل النسخ كالتبديل؟ ّ‬
‫المسمميف مف السمف كالخمف"(٘)‪.‬‬

‫رجح الشيخ في قكلو ﭨ ﭽﮯ ﮰ‬


‫المفسريف‪ ،‬فقد ّ‬
‫ّ‬ ‫عامة‬
‫أما قكؿ ّ‬
‫كّ‬

‫ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ﭼ ‪ّ ،‬‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫أف الكسيمة ىي القربة كالطاعة‪،‬‬

‫عامة‬
‫أف ىذا ىك قكؿ ّ‬
‫الجنة‪ ،‬كذكر ّ‬
‫ّ‬ ‫خبلفاً لمف قاؿ ّإنيا أفضل درجات‬
‫المفسريف(‪.)ٚ‬‬
‫ّ‬

‫(ٔ) انظر مجمكع الفتاكػ (ٕٔ‪.)ٖٚٔ/‬‬


‫(ٕ) انظر مجمكع الفتاكػ (ٗٔ‪.)ٔٓٓ/‬‬
‫(ٖ) انظر مجمكع الفتاكػ (ٕٔ‪.)ٖٛٛ/‬‬
‫(ٗ) المائدة‪ :‬آية ٘‪.‬‬
‫(٘) مجمكع الفتاكػ (ٖ٘‪.)ٕٜٔ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬المائدة‪.ٖ٘ :‬‬
‫(‪ )ٚ‬دقائق التفسير الجامع لتفسير ابف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬دمحم السيد الجنيد‪ ،‬مؤسسة عمكـ القرآف – دمشق‪ ،‬طٕ‪،‬‬
‫(ٗٓٗٔق)‪.)ٗٚ/ٕ( ،‬‬
‫‪75‬‬
‫‪-14‬الترجيح بحمل الكالم عمى عمومو‪:‬‬
‫األصل أف يحمل الكبلـ عمى عمكمو‪ ،‬ما لـ يرد دليل عمى التخصيص‪.‬‬
‫كىذا كجو مف أكجو الترجيح المعتمدة عند العمماء(ٔ)‪ ،‬كمنيـ شيخ اإلسبلـ ابف تيمية‪،‬‬
‫جح بو في مكاضع عديدة‪.‬‬
‫فإنو اعتمد ىذا الكجو‪ ،‬كر َّ‬
‫يقكؿ–رحمو هللا‪( :-‬كأنت إذا َق أرَت القرآف كجدت عمكماتو محفكظة‪ ،‬ال‬
‫مخصكصة)(ٕ)‪.‬‬
‫كيقػػكؿ أيض ػاً‪( :‬العػػدكؿ عػػف مكجػػب القػػكؿ العػػاـ إل ػى الخصػػكص البػػد لػػو مػػف دليػػل‬
‫يصمح لو)(ٖ)‪.‬‬
‫كمف أمثمة ذلؾ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬اسػ ػػتعمالو ليػ ػػذا الكجػ ػػو‪ ،‬مػ ػػا جػ ػػاء فػ ػػي تفسػ ػػير قكلػ ػػو ﭨﭽ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬

‫ﮑﭼ(ٗ)‪ ،‬فقد ذكر تفسير السمف‪ ،‬قالكا‪ :‬المراد المحافظة عمػى أكقاتيػا‪ ،‬كقيػل‪:‬‬

‫تعـ ىذا‪ ،‬كىذا"(٘)‪.‬‬


‫الدائـ عمى أفعاليا باإلقباؿ عمييا‪ ،‬كقالكا‪" :‬كاآلية ُّ‬
‫ٕ‪ -‬كمف األمثمة‪ :‬ترجيحو العمػكـ فػي قكلػو ‪ :‬ﭽﮨ ﮩ ﮪﭼ(‪ ،)ٙ‬حيػث ذكػر بعػض‬

‫األقكاؿ في المراد باليداية‪ ،‬ثـ رجح أنيا عامػة لكجػكه اليػدايات فػي اإلنسػاف‪ ،‬الحيػكاف‪ ،‬كأف‬
‫األقكاؿ المذككرة فييا مف باب المثاالت‪ ،‬ال يراد بيا التخصيص(‪.)ٚ‬‬
‫ٖ‪ -‬كمف أمثمة ذلؾ أيضاً‪:‬‬

‫(ٔ) انظر تفسير القرطبي ألبك عبد هللا دمحم بف أحمد األنصارؼ الخزرجي شمس الديف القرطبي‪( ،‬ت‪ٙٚٔ:‬ىػ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬أحمد البردكني كابراىيـ أطفيش‪ ،‬دار الكتب المصرية– القاىرة‪ ،‬طٕ‪ٖٔٛٗ( ،‬ىػ)‪،)ٖٖٗ/ٔٔ( ،‬‬
‫كانظر فتح البارؼ ألحمد بف عمي بف حجر العسقبلني‪ ،‬دار المعرفة ‪ -‬بيركت‪ٖٜٔٚ( ،‬ق)‪.)ٙ٘/ٙ( .‬‬
‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕٗٗ/ٙ‬‬
‫(ٖ) المصدر نفسو (ٗ‪.)ٖٕٙ/‬‬
‫(ٗ) سكرة المعارج ‪ :‬اآليةٖٕ‪.‬‬
‫(٘) مجمكع الفتاكػ (ٕٕ‪.)ٕ٘٘/‬‬
‫(‪ )ٙ‬األعمى‪ :‬آيةٖ‪.‬‬
‫(‪ )ٚ‬مجمكع الفتاكػ (‪.)ٔٛٗ-ٔٗٙ/ٔٙ‬‬
‫‪76‬‬
‫قكلو ﭨ ﭽ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﭼ(ٔ)‪،‬‬

‫كل قكؿ زكر‪ ،‬بأؼ لفع كاف‪ ،‬كعمى أؼ صفة كجد(ٕ)‪.‬‬


‫يعـ َّ‬ ‫رجح أف ُّ‬
‫الزكر ىنا ُّ‬ ‫فإنو َّ‬
‫‪ -14‬الترجيح بتقديم القراءة المتواترة عمى الشاذة‪:‬‬
‫إذا اختمفت معنى القراءتيف‪ ،‬ككانت إحداىما متكاترة‪ ،‬كاألخرػ شاذة‪ ،‬كلـ يمكف‬
‫الجميع بينيما بتفسير إحداىما باألخرػ‪ ،‬فيتحد معناىما‪ ،‬كاف مف المحتـ تقديـ معنى‬
‫القراءة المتكاترة‪ ،‬كترجيحو عمى القراءة الشاذة؛ ألف الشذكذ ال يقف أماـ التكاتر‪.‬‬
‫كقد قرر شيخ اإلسبلـ ىذا الكجو باستعمالو في الترجيح في اختياراتو‪ ،‬فقد‬

‫استعممو عند اختياره في معنى قكلو ﭨ ﭽ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ‬

‫ﰐ ﰑﰒﭼ(‪ ,)3‬فضعف القكؿ بأف معنى قكلو ﭨ ﭽﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑﭼ‬

‫عمى كجو اإلنكار‪ ،‬كالتقدير‪ :‬أفمف نفسؾ؟ كألف االستفياـ محذكفة في الكبلـ‪ ،‬استدالالً‬
‫عف يعقكب(٘)ﭽﰐ ﰑﰒﭼ بفتح الميـ كضـ السيف‪ ،‬فقاؿ‪( :‬كأما ركاية‬ ‫(ٗ)‬
‫بركاية كردب‬

‫كردب عف يعقكب ﭽ ﰐ ﰑﰒﭼ‪ ،‬فمعناه يناقض المتكاترة‪ ،‬فبل يعتمد عمييا)(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) الحج‪.ٖٓ :‬‬


‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (ٗٔ‪.)ٜٔٙ/‬‬
‫(ٖ) النساء‪.ٜٚ :‬‬
‫(ٗ) الحسيف بف عمي بف عبد الصمد البصرؼ الممقب بكرداب بكسر الكاؼ كسككف الراء كبالداؿ الميممة‪ .‬انظر‪:‬‬
‫غاية النياية في طبقات القراء لشمس الديف أبك الخير ابف الجزرؼ‪ ،‬دمحم بف دمحم بف يكسف‪ ،‬مكتبة ابف تيمية‪،‬‬
‫ط عني بنشره ألكؿ مرة عاـ(ٖٔ٘ٔق) ج‪ .‬برجستراسر‪.)ٕٗٗ/ٔ( ،‬‬
‫القراء‬
‫(٘) يعقكب بف إسحاؽ بف زيد بف عبد هللا بف أبي إسحاؽ‪ ،‬أبك دمحم الحضرمي مكالىـ البصرؼ‪ ،‬أحد ّ‬
‫العشرة كاماـ أىل البصرة كمقرئو بعد ابي عمرك‪ ،‬فاؿ احمد كأبي حاتـ صدكؽ‪ .‬تكفي سنة( ٕ٘ٓق)‪ .‬انظر‪:‬‬
‫غاية النياية في طبقات القراء (ٕ‪.)ٖٜٛ-ٖٛٙ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬منياج السنة النبكية (٘‪.)ٕٔٗ/‬‬
‫‪77‬‬
‫ثانيا‪ :‬صيغ الترجيح‬
‫أ) ألفاظ صيغ الترجيح‪ ,‬كىي كالتالي‪:‬‬
‫المفع الصريح الدال عمى الترجيح‪:‬‬
‫كمف األلفاظ التي استعمميا في ذلؾ ما يأتي‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬الصحيح(ٔ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬الصكاب(ٕ)‪.‬‬
‫المراد بيا قطعاً(ٗ)‪.‬‬ ‫(ٖ)‬
‫ٖ‪ -‬الذؼ يجب القطع بو‬
‫ٗ‪ -‬الحق(٘)‪.‬‬
‫٘‪ -‬الراجح)‪.(ٙ‬‬
‫‪ -ٙ‬القكؿ الجامع(‪.)ٚ‬‬
‫‪ -ٚ‬التحقيق(‪.)ٛ‬‬
‫‪ -ٛ‬ظاىر المفع‪ ،‬أك ظاىر الكبلـ(‪.)ٜ‬‬
‫‪ -ٜ‬المشيكر‪ ،‬ثـ االستدالؿ لو‪ ،‬كتضعيف ما عداه(ٓٔ)‪.‬‬
‫االختيار والترجيح بصيغة أفعل التفضيل‪:‬‬
‫كمف األلفاظ التي استعمميا في ذلؾ ما يأتي‪:‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (ٗ‪.)ٖٔٔ,ٖٕٔ/‬‬


‫(ٕ) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (٘‪.)ٔٔٚ/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (ٗ‪.)ٖٖٔ/‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (ٓٔ‪.)ٕٜٚ/ٔٙ( ،)ٕٙ٘/‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕٔٚ/ٔٙ‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (‪.)ٛٛ/ٔٙ‬‬
‫(‪ )ٚ‬مجمكع الفتاكػ (٘‪.)ٔٙٔ/‬‬
‫(‪ )ٛ‬انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (ٖٓ‪.)ٔٛٓ/ٙ( ،)ٕٜٛ/٘( ،)ٜٜٔ/ٙ( ،)ٕٖٔ/‬‬
‫(‪ )ٜ‬انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪.)ٕٖٗ/‬‬
‫(ٓٔ) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕٔٛ/ٖٜٙ,ٔٚ/٘( ،)ٕٗ/ٕٗ( ،)ٕٓٔ/ٖٓ( ،)٘ٔٛ/ٔٙ‬‬
‫‪78‬‬
‫ٔ‪ -‬أصح القكليف‪ ،‬أك‪ :‬أصح األقكاؿ(ٔ)‪ ،‬أك األصح‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬األظير‪ ،‬أك أظير األقكاؿ(ٕ)‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬أشير القكليف(ٖ)‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬أقكػ القكليف(ٗ)‪.‬‬
‫٘‪ -‬األشبو(٘)‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬األنسب(‪.)ٙ‬‬
‫كقد يجمع بيف لفظيف داليف عمى االختيار كالترجيح مف باب التأكيد‪ ،‬كمف أمثمة‬
‫ذلؾ‪ :‬قكلو‪ :‬كىك الصكاب ببل ريب(‪ ،)ٚ‬كيدؿ عمى صحتو‪ ،‬كأنو الحق(‪.)ٛ‬‬
‫وصيغ الترجيح‪ :‬ما يستعممو الشيخ مف كبلـ لمداللة عمى القكؿ الراجح‪ ،‬فقد‬
‫عبَّر ابف تيمية عف الترجيح بصيغ مختمفة‪ ،‬بعضيا أقكػ مف بعض‪ ،‬كىي بإجماؿ‬
‫مع ضرب أمثمة ليا كما يمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ذكر القول الراجح‪ ,‬مع تضعيف أو تغميط القول اآلخر المرجوح‪.‬‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬الجكاب الصحيح البف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي بف حسف ‪-‬عبد العزيز بف إبراىيـ ‪ -‬حمداف بف دمحم‪ ،‬دار‬
‫العاصمة‪ ،‬السعكدية‪ ،‬طٕ‪ٜٔٗٔ(،‬ىػ‪ٜٜٜٔ/‬ـ)‪ ،)ٖٗٗ/ٔ(،)ٕٗ٘/ٕ(.‬كمجمكع الفتاكػ(ٖٕ‪،)ٚ٘/ٕٔ( ،)ٛ٘/‬‬
‫كدرء تعارض العقل كالنقل لتقي الديف بف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتكر دمحم رشاد سالـ‪ ،‬جامعة اإلماـ دمحم بف سعكد‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪،‬طٕ‪ٔٗٔٔ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٔ-‬ـ)‪.)ٔٔٗ/ٖ( ،‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬الصفدية البف تيمية تحقيق‪ :‬دمحم رشاد سالـ‪ ،‬مكتية ابف تيمية‪ ،‬مصر‪،‬طٕ‪ٔٗٓٙ( ،‬ىػ)‪.)ٖٕ٘/ٕ( ،‬‬
‫كمجمكع الفتاكػ(ٔٔ‪ ،)ٖٓٗ/‬كمجمكع الفتاكػ(ٗ‪ )ٕٙٗ/‬ك(‪.)ٕٛٗ/ٔٙ‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (ٕ‪ ،)ٕٓٚ/‬ك مجمكع الفتاكػ (ٕٕ‪.)ٕ٘ٗ-ٕٕ،ٜٗ٘-‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ‪ٔٙٚ-ٖٖ(.‬كٓٔ‪.)ٕٖٛ-‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ‪.)ٔٓٙ -ٕ٘ ،ٖٚٔ-ٕٗ(.‬‬
‫(‪ )ٙ‬الجكاب الصحيح لمف بدؿ ديف المسيح البف تيمية (٘‪ .)ٕٓٛ-‬مجمكع الفتاكػ(ٖ٘‪.)ٖٗ٘-‬‬
‫السنة البف تيمية‪ ،‬تحقيق دمحم رشاد سالـ‪ ،‬جامعة‬
‫(‪ )ٚ‬مجمكع الفتاكػ‪ .)ٜٔٓ-ٖٕ( ،)ٕٔٔ,ٜٗٚ-ٔٚ( :‬كمنياج ّ‬
‫اإلماـ دمحم بف سعكد اإلسبلمية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٙ(،‬ق‪ٜٔٛٙ-‬ـ)‪.)ٕٕٖ-ٚ( ،)ٔٚٚ-ٚ( :،‬‬
‫(‪ )ٛ‬مجمكع الفتاكػ‪.)٘ٔٛ/ٔٙ( ،)ٖٕٙ/ٖٔ( :‬‬
‫‪79‬‬
‫ٔ‪ -‬قكلو تعالى ﭽ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﭼ(ٔ)‪.‬‬

‫قاؿ الشيخ في معنى ىذه اآلية‪( :‬أؼ‪ :‬مستجيبكف مطيعكف ليـ‪ ،‬كمف قاؿ ّ‬
‫إف‬

‫ىـ الجكاسيس)(ٖ)‪.‬‬ ‫(ٕ)‬


‫المراد بو الجاسكس فيك غالط‪ ،‬ك مط مف قاؿ ﭽﯦ ﯧﭼ‬

‫ٕ‪ -‬قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺﭼ(ٗ)‪.‬‬

‫أف المعنى‪:‬‬
‫قاؿ الشيخ ‪-‬رحمو هللا‪" :-‬بديع‪ :‬مبدعيما‪ ،‬كمف زعـ ّأنو َخْفض‪ .‬ك ّ‬
‫بديعة سماكاتو كأرضو‪ ،‬فقد أخطأ"(٘)‪.‬‬
‫ب‪ -‬االقتصار عمى القول الراجح في موضع‪ ,‬مع ترجيحو عمى غيره في‬
‫مواضع أخرى‪.‬‬
‫كمف االمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬
‫اقتصار ابف تيمية عمى القكؿ الراجح عنده في مكضع‪ ،‬فمـ يذكر غيره‪ ،‬كما في‬

‫معطكؼ عمى قكلو‪ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﭼ(‪.)ٚ‬‬ ‫(‪)ٙ‬‬


‫قكلو تعالى‪ :‬ﭽﮇ ﮈﭼ‬

‫يدؿ‬
‫أف المفع ال ّ‬
‫كفي مكضع آخر ذكر مع ىذا القكؿ قكالً آخر‪ ،‬كأنكره‪ .‬كذكر ّ‬
‫عميو‪ ،‬كالمعنى ال يناسبو‪.‬‬
‫ثم ذكر القول الراجح‪.‬‬
‫النص عمى خطئو أو ضعفو‪ّ ,‬‬
‫ج‪ -‬القول المرجوح مع ّ‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو‪ :‬ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭼ(‪.)ٛ‬‬

‫(ٔ) المائدة‪ :‬آية ٔٗ‪.‬‬


‫(ٕ) التكبة‪ :‬آية ‪.ٗٚ‬‬
‫(ٖ) الجكاب الصحيح البف تيمية (ٕ‪.)ٕٛٙ/‬‬
‫(ٗ) األنعاـ‪ :‬آية ٔٓٔ‪.‬‬
‫(٘) مجمكع الفتاكػ‪ ،)ٗٗٗ/ٕ (:‬ك أنظر جامع المسائل البف تيمية (ٕ‪.)ٖٖٜ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬المائدة‪ :‬آية ٓ‪.ٙ‬‬
‫(‪ )ٚ‬المائدة‪ :‬آية ٓ‪.ٙ‬‬
‫(‪ )ٛ‬األنفاؿ‪ :‬آية ٗ‪.ٙ‬‬
‫‪81‬‬
‫أف هللا‬
‫أف معنى اآلية‪ّ :‬‬
‫ظف بعض العارفيف ّ‬
‫قاؿ الشيخ ‪-‬رحمو هللا‪( :-‬كقد ّ‬
‫كالمؤمنيف حسبؾ‪ ،‬كيككف (مف اتّبعؾ) رفعاً عطفاً عمى (هللا)‪ ،‬كىذا خطأ قبيح‪،‬‬
‫فإف هللا كحده حسب جميع الخمق ‪.)ٔ()...‬‬
‫مستمزـ لمكفر‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﭼ(‪.)2‬‬

‫أف (ما) نافية‪ ،‬كقالكا‪ :‬ما يدعكف مف دكف هللا‬


‫ظف طائفة ّ‬
‫قاؿ ابف تيمية‪ّ ( :‬‬
‫شركاء في الحقيقة‪ ،‬بل ىـ غير شركاء‪ ،‬كىذا خطأ‪ ،‬كلكف (ما) ىنا حرؼ‬
‫استفياـ)(ٖ)‪.‬‬
‫د‪ -‬إثبات القول الراجح‪ ,‬ونفي المرجوح‪ ,‬أو العكس‪.‬‬

‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو ﭨ ﭽ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭼ(‪. )4‬‬


‫قاؿ ابف تيمية‪( :‬الماؿ حيث أضيف إلى هللا كرسكلو فالمراد بو ما يجب أف‬
‫ظف ذلؾ طائفة‬
‫يصرؼ في طاعة هللا كرسكلو‪ ،‬كليس المراد بو ّأنو ممؾ لمرسكؿ كما ّ‬
‫فإف جميع األمكاؿ بيذه‬
‫مف الفقياء‪ ،‬كال المراد بو ككنو مممككاً هلل َخْمقاً كقد اًر‪ّ ،‬‬
‫المثابة)(٘)‪.‬‬

‫‪ -‬قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﭼ(‪.)ٙ‬‬

‫قاؿ ابف تيمية‪ ( :‬قكلو‪( :‬أعظـ درجة)‪:‬‬


‫نصب عمى التمييز‪ ،‬أؼ‪ :‬درجتيـ أعظـ درجة‪ ،‬كىذا يقتضي تفضيبلً مجمبلً‪،‬‬
‫يقاؿ‪ :‬منزلة ىذا أعظـ كأكبر‪ ..‬ليس المراد ّأنيـ لـ يفضمكا عمييـ إال بدرجة)(‪.)ٚ‬‬

‫(ٔ) منياج السنة النبكية البف تيمية (‪.)ٕٓٗ/ٚ‬‬


‫(ٕ) يكنس‪ :‬آية ‪.ٙٙ‬‬
‫(ٖ) دقائق التفسير البف تيمية (ٕ‪ ،)ٕٕٖ/‬ك مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪.)ٙٔ/‬‬
‫(ٗ)ا ألنفاؿ‪ :‬آية ٔ‪.‬‬
‫(٘) مجمكع الفتاكػ (ٓٔ‪.)ٕٛٓ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬التكبة‪ :‬آية ٕٓ‪.‬‬
‫(‪ )ٚ‬مجمكع الفتاكػ البف تيمية (ٗٔ‪.)ٕٔ٘/‬‬

‫‪81‬‬
‫يصدر الكالم بقولو‪( :‬والصحيح)‪ ,‬ونحو ذلك‪ ,‬مقتص ار عميو بما ُيفي ُم‬
‫ه‪ -‬أن ّ‬
‫منو القول المرجوح‪.‬‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﮩ ﮪﭼ(ٔ)‪.‬‬

‫التصرؼ بحرؼ الظرؼ‪ ،‬كقكلو‪( :‬كفي الرقاب)‪،‬‬


‫ّ‬ ‫قاؿ ابف تيمية‪( :‬حيث ذكر هللا‬
‫أف ال يجب التمميؾ –تمميؾ العبد‪ ،-‬بل يجكز أف يعتق مف الزكاة‪،‬‬
‫‪ ...‬فالصحيح ّ‬
‫كاف لـ يكف تمميكاً لممعتق)(ٕ)‪.‬‬

‫ٕ‪ -‬كقكلو تعالى‪ :‬ﮋﯲ ﯳ ﯴ ﯵﮊ(ٖ)‪.‬‬

‫يتمنو‪ ،‬كاّنما‬
‫قاؿ ابف تيمية‪( :‬كالصحيح مف القكليف ّأنو لـ يسأؿ المكت‪ ،‬كلـ ّ‬
‫سأؿ ّأنو إذا مات يمكت عمى اإلسبلـ‪ ،‬فسأؿ الصفة‪ ،‬ال المكصكؼ)(ٗ)‪.‬‬
‫ويضعفيما‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ثم يذكر بعده قولين‬
‫و‪ -‬أن يذكر القول الراجح عنده‪ّ ,‬‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬

‫ﭛ ﭜﭼ(٘)‪.‬‬

‫فإنو‬
‫كل قائـ إلى الصبلة ّ‬
‫أف ّ‬
‫أف الخطاب في ىذه اآلية يقتضي ّ‬
‫رجح ابف تيمية‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫تكضأ مف قبل‪ ،‬فبل‬
‫مأمكر بما ُذكر مف ال َ سل كالمسح ‪-‬كىك الكضكء‪ ،-‬ما لـ يكف ّ‬
‫ثـ ذكر قكليف آخريف في معنى اآلية‪ ،‬كحكـ عمييما بالضعف(‪.)ٙ‬‬ ‫ٍ‬
‫يمزمو الكضكء حينئذ‪ّ ،‬‬

‫(ٔ) التكبة‪ :‬آية ٓ‪.ٙ‬‬


‫(ٕ) دقائق التفسير البف تيمية (ٕ‪ ،)ٛٙ/‬كالفتاكػ الكبرػ البف تيمية (ٗ‪.)ٕٓٔ/‬‬
‫(ٖ) يكسف‪ :‬آية ٔٓٔ‪.‬‬
‫(ٗ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٖٚٓ/ٛ‬‬
‫(٘) المائدة‪ :‬آية ‪.ٙ‬‬
‫(‪ )ٙ‬ينظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ‪.)ٖٚٚ-ٖٙٚ/ٕٔ( :‬‬
‫‪82‬‬
‫ثم‬
‫ثم يذكر الثاني بصيغة توحي بعدم رجحانو‪ّ ,‬‬
‫األول‪ّ ,‬‬
‫ز‪ -‬أن يذكر القول ّ‬
‫األول‪.‬‬
‫أن الصواب ىو ّ‬
‫يذكر ّ‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬

‫ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭼ(ٔ)‪ ،‬مع قكلو تعالى ﭽﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬

‫ﭫﭼ(ٕ)‪.‬‬
‫كل كاحد منيا قكؿ‬‫عامتيـ‪ ،‬كليس ّ‬‫أف أقكاليـ ىذه ىي أقكاؿ ّ‬‫رجح ابف تيمية‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫أف ىذا قكؿ طائفة منيـ‪ ،‬كىذا قكؿ‬‫يظف ّ‬
‫ثـ قاؿ‪( :‬لكف مف الناس مف ّ‬ ‫طائفة منيـ‪ّ .‬‬
‫المفسريف‪ ،‬كابف جرير‪ ،‬كالثعمبي كغيرىما‪ ...‬إلى أف‬
‫ّ‬ ‫طائفة منيـ كما ذكره طائفة مف‬
‫ّ‬
‫أف ىذه األقكاؿ جميعيا قكؿ طكائف النصارػ المشيكرة))ٖ(‪.‬‬
‫قاؿ‪( :‬كالصكاب‪ّ :‬‬
‫ثم يقول‪( :‬والصواب كذا)‪.‬‬
‫يصدره بـ (قيل)‪ّ ,‬‬
‫ح‪ -‬أن يذكر قوال‪ّ ,‬‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬

‫ﮭ ﭼ(ٗ)‪.‬‬

‫قاؿ ابف تيمية‪( :‬قيل‪ :‬البلـ الـ (كي)‪ ،‬أؼ‪ :‬يسمعكف ليكذبكا‪ ،‬كيسمعكف لينقمكا‬

‫إلى قكـ آخريف لـ يأتكؾ‪ ،‬فيككنكف ك ّذابيف ّ‬


‫كنماميف جكاسيس‪ ،‬كالصكاب‪ّ :‬أنيا الـ‬
‫التعدية)(٘)‪.‬‬
‫يرجح الثاني بقولو‪( :‬وىذا ىو‬
‫ثم ّ‬‫يصدرىما بـ (قيل)‪ّ ,‬‬
‫ّ‬ ‫ط‪ -‬أن يذكر قولين‪,‬‬
‫الصواب) ونحوه‪.‬‬

‫(ٔ) المائدة‪ ٕٚ:‬آية‪.‬‬


‫(ٕ) التكبة‪ :‬آية ٖٓ‪.‬‬
‫(ٖ) دقائق التفسير البف تيمية (ٕ‪ ،)ٕٜ/‬ك الجكاب الصحيح البف تيمية (ٕ‪.)ٔٔ،ٕٔ/‬‬
‫(ٗ) المائدة‪ :‬آية ٔٗ‪.‬‬
‫(٘) دقائق التفسير‪ ،)ٗٛ/ٕ( :‬كمجمكع الفتاكػ‪.)ٕٗ٘/ٔٗ(:‬‬
‫‪83‬‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ(ٔ)‪.‬‬

‫لما قاؿ‪ :‬ﭽ ﯙ ﯚ‬


‫قاؿ ابف تيمية‪( :‬قيل‪ :‬أنسى يكسف ذكر رّبو ّ‬
‫ﯛﭼ(ٕ)‪ ،‬كقيل‪ :‬بل الشيطاف أنسى الذؼ نجا منيما ذكر رّبو‪ .‬كىذا ىك‬

‫الصكاب)(ٖ)‪.‬‬
‫يضعفو‪.‬‬
‫ثم يذكر قوال ثالثا‪ ,‬و ّ‬
‫ي‪ -‬أن يذكر قولين يختار أحدىما‪ّ ,‬‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭼ(ٗ)‪.‬‬

‫أف العمماء قد اختمفكا في التخيير في ىذه اآلية‪ ،‬ىل ىك‬


‫ذكر ابف تيمية‪ّ :‬‬
‫منسكخ‪ ،‬أـ ىك باؽ عمى إحكامو؟ فذىب طائفة مف أىل العمـ إلى ّأنو منسكخ‪،‬‬
‫فإف النسخ ال يككف‬
‫كذىب آخركف إلى عدـ النسخ‪ .‬قاؿ الشيخ‪ ( :‬كىذا أصكب‪ّ ،‬‬
‫بمحتمل‪ ،‬فكيف بمرجكح؟)‪.‬‬
‫أف الحكـ ّإنما يجب في‬
‫ال ثالثاً بصي ة التضعيف بقكلو كقيل‪ :‬كىك ّ‬
‫ثـ ذكر قك ً‬
‫ّ‬
‫مظالـ العباد دكف غيرىا(٘)‪.‬‬
‫األول يناسب القراءة‬
‫أن القول ّ‬
‫يرجح الثاني‪ ,‬ويذكر ّ‬
‫ك‪ -‬أن يذكر قولين‪ ,‬و ّ‬
‫الثانية‪.‬‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫(ٔ) يكسف‪ :‬آية ٕٗ‪.‬‬


‫(ٕ) يكسف‪ :‬آية ٕٗ‪.‬‬
‫(ٖ) مجمكع الفتاكػ‪.)ٕٔٔ/ٔ٘( :‬‬
‫(ٗ) المائدة‪ :‬آيةٕٗ‪.‬‬
‫(٘) ينظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ‪.)ٜٔٛ،ٜٔٚ/ٕٛ( :‬‬
‫‪84‬‬
‫قكلو تعالى‪ :‬ﭽﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭼ(ٔ)‪.‬‬

‫أف األمر في قكلو‪( :‬كليحكـ) ‪-‬عمى قراءة الجميكر‪ -‬لمف كاف‬


‫رجح ابف تيمية‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫مكجكداً في زمف النبي ‪ ‬بعد البعثة‪ ،‬خبلفاً لمف قاؿ ّإنو لمف كاف مكجكداً قبل‬
‫ّ‬
‫أف ىذا‬
‫الحق مكجكداً عندىـ‪ ،‬كقد ذكر الشيخ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ممف كاف اإلنجيل‬‫النبي ‪ّ ،‬‬ ‫مبعث‬
‫ّ‬
‫القكؿ األخير يناسب مناسبة ظاىرة قراءة مف قرأ‪( :‬كلِيحكـ) بكسر البلـ(ٕ)‪.‬‬
‫أن الصحيح ىو الوجو الثاني‪.‬‬
‫األول مرجوح‪ ,‬و ّ‬
‫أن ّ‬ ‫ل‪ -‬أن يذكر وجيين‪ ,‬ويذكر ّ‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫قكلو تعالى‪:‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ(ٖ)‪.‬‬

‫ال آخر‪ ،‬كىك‬


‫أف السبيل في اآلية اسـ جنس‪ ،‬كذكر قك ً‬
‫رجح الشيخ ‪-‬رحمو هللا‪ّ -‬‬
‫ّ‬
‫أف المراد بالسبيل سبيل الشرع‪ ،‬ك ّأنو لك كاف المراد الجنس لـ يكف منيا جائر‪ ،‬كقد‬
‫ّ‬
‫إف ىذا القكؿ (ىك أحد الكجييف في داللة اآلية‪ ،‬كىك مرجكح‪،‬‬
‫أجاب عف ذلؾ بقكلو‪ّ :‬‬
‫أف السبيل اسـ جنس)(ٗ)‪.‬‬
‫كالصحيح الكجو اآلخر‪ّ :‬‬
‫يرجح إحداىما‪.‬‬
‫م‪ -‬أن يذكر قراءتين في اآلية‪ ,‬ث ّم ّ‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﭼ(٘)‪.‬‬

‫رجح ابف تيمية‪ :‬في ىذه اآلية‪ :‬قراءة الجميكر (بض ّـ الياء الثانية)‪ ،‬خبلفاً لما‬
‫ّ‬
‫الزجاج مف ترجيح القراءة األخرػ (بفتح الياء الثانية)‪ ،‬ك ّأنيا االختيار عند‬
‫ذىب إليو ّ‬
‫البصراء بالعر ّبية‪.‬‬

‫(ٔ) المائدة‪ :‬آية ‪.ٗٚ‬‬


‫(ٕ) دقائق التفسير البف تيمية (ٕ‪ ،)٘ٓ/‬كينظر‪ :‬الجكاب الصحيح البف تيمية (ٕ‪.)ٕٗ٘/‬‬
‫(ٖ) النحل‪ :‬آية ‪.ٜ‬‬
‫(ٗ) دقائق التفسير البف تيمية (ٖ‪.)ٔٗٛ/‬‬
‫(٘) األنعاـ‪ :‬آيةٗٔ‬
‫‪85‬‬
‫أف القراءة‬
‫الزجاج‪( :‬قمت‪ :‬الصكاب المقطكع بو ّ‬
‫قاؿ الشيخ بعد أف نقل قكؿ ّ‬
‫المشيكرة المتكاترة أرجح مف ىذه)(ٔ)‪.‬‬
‫ثم يقول‪( :‬والتحقيق)‪ ,‬فيذكر القول الراجح‪.‬‬
‫ن‪ -‬أن يذكر األقوال‪ّ ,‬‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﭼ(ٕ)‪.‬‬

‫ذكر الشيخ في معنى ىذه اآلية قكليف‪:‬‬


‫أف الخطاب لمعرب‪.‬‬
‫أحدىما‪ّ :‬‬
‫كالثاني‪ّ :‬أنو لجميع الناس‪.‬‬
‫ثـ‬
‫ثـ قاؿ‪( :‬كالتحقيق‪ّ :‬أنو خكطب بو ّأكالً العرب‪ ،‬بل خكطب بو ّأكالً قريش‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫ثـ سائر الناس)(ٖ)‪.‬‬
‫العرب‪ّ ،‬‬
‫ٕ‪ -‬قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭼ(ٗ)‪.‬‬

‫أف الزكاؿ‬
‫قاؿ ابف تيمية‪( :‬فطائفة مف السمف قالكا‪ :‬دلككيا غركبيا‪ ،‬كالتحقيق‪ّ :‬‬
‫ّأكؿ دلككيا‪ ،‬كال ركب كماؿ دلككيا)(٘)‪.‬‬
‫ينصب نفسو حكما بين طائفتين‪.‬‬
‫ص‪ -‬أن ّ‬
‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪:‬‬

‫قكلو تعالى‪ :‬ﭽﮐ ﮑ ﮒ ﮔ ﮕ ﮖﭼ(‪ ،)ٙ‬مع قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﭝ ﭞ‬

‫ﭟﭼ(‪.)ٚ‬‬

‫(ٔ) جامع المسائل البف تيمية‪.)ٕٔٔ،ٔٔٔ/ٔ( :‬‬


‫(ٕ) التكبة‪ :‬آية ‪.ٕٔٛ‬‬
‫(ٖ) تفسير آيات أشكمت‪.)ٕٖٙ/ٔ( :‬‬
‫(ٗ) اإلسراء‪ :‬آية ‪.ٚٛ‬‬
‫(٘) انظر مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪.)ٔٔ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬األعراؼ‪ :‬آية ‪.ٚ‬‬
‫(‪ )ٚ‬البقرة‪ :‬آية ٖ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ثـ‬
‫يسمى هللا غائباً؟ ّ‬
‫ذكر ابف تيمية اختبلؼ الناس في ىاتيف اآليتيف‪ ،‬كىل ّ‬
‫اإلضافية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أف اسـ ال يب كال ائب مف األمكر‬
‫قاؿ‪( :‬كفصل الخطاب بيف الطائفتيف ّ‬
‫عنا فمـ يدركنا‪ ،‬كهللا شييد عمى‬
‫عنا فمـ ندركو‪ ،‬كيراد بو ما غاب ّ‬
‫يراد بو ما غاب ّ‬
‫ذرة في األرض كال في السماء‪ ،‬فميس ىك‬
‫العباد‪ ،‬رقيب عمييـ‪ ،‬ال يعزب عنو مثقاؿ ّ‬
‫لما لـ يره العباد كاف غيباً)(ٔ)‪.‬‬
‫غائباً‪ ،‬كاّنما ّ‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (ٗٔ‪.)٘ٔ،ٕ٘/‬‬


‫‪87‬‬
‫المطمب الخامس‬
‫جيوده في التفسير‬
‫منزلة رفيعة‪ ،‬كدراية كاسعة‪،‬‬
‫شيخ اإلسبلـ ابف تيمية مف أئمة التفسير‪ ،‬لو فيو ْ‬
‫اطمع عمى كبلمو‬‫صف َّ‬ ‫من ِ‬
‫كمنيج فريد‪ ،‬شيد لو بذلؾ تبلميذه‪ ،‬كعمماء عصره‪ ،‬ككل ْ‬
‫فيو مف بعده‪.‬‬
‫مسَّمـ إليو‪ ،‬كلو مف استحضار‬
‫أما التفسير ف َ‬
‫يقكؿ تمميذه شمس الديف الذىبي‪( :‬ك َّ‬
‫اآليات مف القرآف–كق َت إقامة الدليل بيا عمى المسألة– قكة عجيبة‪ ،‬كاذا رآه المقرغ‬
‫تحيَّر فيو‪ ،‬لَِف ْرط إمامتو في التفسير‪ ،‬كعظـ اطبلعو)(ٔ)‪.‬‬
‫بأنو كاف إماماً في التفسير ال‬
‫كل مف كتب في سيرة الشيخ ‪-‬رحمو هللا‪ّ -‬‬
‫كأجمع ّ‬
‫سيد الناس فيك حامل رايتو(ٕ)‪.‬‬
‫شق لو غبار‪ ،‬فإذا تُكّمـ في التفسير ‪-‬كما يقكؿ ابف ّ‬
‫ُي ّ‬
‫كتتمخص في اآلتي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫فجيكده في التفسير مذككرة كمشيكرة‪،‬‬
‫ٔ‪ -‬إلقاء الدركس في التفسير مشافية‬
‫ككاف ذلؾ مبتدأ أمره بعد كفاة كالده‪ ،‬ككاف لو آنذاؾ إحدػ كعشريف سنة‪،‬‬

‫فقاـ مقاـ كالده في التدريس‪ ،‬كحضر عنده جمع مف القضاة كالمشايخ‪ ،‬كألقى درساً‬
‫ثناء‬ ‫ف‬
‫ظمو الحاضرك ‪ ،‬كأثنكا عميو ً‬
‫في البسممة‪ ،‬كىك مشيكر بيف الناس‪ ،‬فع ّ‬
‫كثي اًر(ٖ)‪.‬‬
‫الج َم ِع لتفسير القرآف العظيـ مف حفظو‪ ،‬فكاف‬
‫ثـ تبل ذلؾ جمكسو بالجامع ّأياـ ُ‬
‫ّ‬
‫يكرد ما يقكلو مف غير تكّقف‪ ،‬كال تمعثـ‪ ،‬كبصكت جيكر ّؼ فصيح(ٗ)‪.‬‬

‫(ٔ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية البف عبد اليادؼ‪( ،‬ص‪،)ٗٔ:‬‬
‫(ٕ) المصدر نفسو (ص‪.)ٕٙ:‬‬
‫(ٖ) ذيل طبقات الحنابمة ألبف رجب الحنبمي (ٗ‪.)ٜٗ٘/‬‬
‫(ٗ) طبقات عمماء الحديث لدمحم بف عبداليادؼ الدمشقي‪-‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٓ( ،‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أكرـ‬
‫البكشي كابراىيـ الزيبق‪ .)ٕٖٛ/ٗ(،‬كالجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف (ص‪.)ٕ٘ٔ:‬‬
‫‪88‬‬
‫ثـ جمس تقي الديف ‪-‬المذككر أيضاً‪ -‬يكـ‬
‫قاؿ الحافع ابف كثير ‪-‬رحمو هللا‪ّ ( :-‬‬
‫ّ‬
‫األمكؼ‪ ،‬بعد صبلة الجمعة‪ ،‬عمى منبر قد ُىّييء لو‬
‫ّ‬ ‫الجمعة‪ ،‬عاشر صفر بالجامع‬
‫لتفسير القرآف‪ ،‬فابتدأ مف ّأكلو في تفسيره‪ ،‬ككاف يجتمع عنده الخمق الكثير‪ ،‬كمف‬
‫المتنكعة المح ّررة‪ ،‬مع الديانة كالزىادة كالعبادة‪ ،‬سارت‬
‫ّ‬ ‫كثرة ما كاف يكرد مف العمكـ‬
‫مدة سنيف متطاكلة)(ٔ)‪.‬‬‫ستمر عمى ذلؾ ّ‬‫بذكره الركباف في سائر األقاليـ كالبمداف‪ ،‬كا ّ‬
‫أف ابف تيمية ‪-‬رحمو هللا‪ -‬كاف آية مف آيات هللا في‬
‫الذىبي ّ‬ ‫كقد ذكر الحافع‬
‫ّ‬
‫التكسع فيو‪ ،‬كرّبما بقي في تفسير اآلية الكاحدة المجمس كالمجمسيف(ٕ)‪.‬‬
‫التفسير‪ ،‬ك ّ‬
‫الج َمع(ٖ)‪.‬‬
‫عدة سنيف‪ّ ،‬أياـ ُ‬
‫يفسر في سكرة نكح ّ‬
‫بل ذكر ّأنو بقي ّ‬
‫يقكؿ تمميذه ابف عبد اليادؼ‪( :‬كأقبل عمى التفسير إقباالً كمياً‪ ،‬حتى حاز فيو‬
‫قصب السبق)(ٗ)‪.‬‬
‫كقاؿ تمميذه عمـ الديف الِب ْرَزالي(٘)‪( :‬ككاف إذا ذكر التفسير أبيت الناس مف كثرة‬
‫كل قكؿ ما يستحق مف الترجيح‪ ،‬كالتضعيف‬
‫محفكظو‪ ،‬كحسف إيراده‪ ،‬كاعطائو َّ‬
‫كاإلبطاؿ‪ ،‬ككاف يجمس في صبيحة كل جمعة عمى الناس‪ ،‬يفسر القرآف العظيـ‪،‬‬
‫فانتفع بمجمسو‪ ،‬كبركة دعائو‪ ،‬كطيارة أنفاسو‪ ،‬كصدؽ نيتو‪ ،‬كصفاء ظاىره كباطنو‪،‬‬
‫كمكافقة قكلو لعممو‪ ،‬كأناب إلى هللا خمق كثير)(‪.)ٙ‬‬
‫كأقبل‪ :‬عمى التفسير في آخر حياتو‪ ،‬كقاؿ مقكلتو المشيكرة ‪-‬كىك محبكس في‬

‫(ٔ) البداية كالنياية (ٖٔ‪.)ٖ٘٘/‬‬


‫(ٕ) الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف (ص‪.)ٕٙٛ:‬‬
‫(ٖ) طبقات المفسريف ألحمد بف دمحم األدنو كؼ (ٔٔىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬سميماف بف صالح الخزؼ‪ ،‬مكتبة العمكـ كالحكـ–‬
‫السعكدية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ -‬ـ)‪.)ٗٛ/ٔ( ،‬‬
‫(ٗ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪.)ٜٔ :‬‬
‫(٘ ) أبك دمحم القاسـ بف يكسف بف دمحم الب ارزبمي اإلشبيمي األصل الدمشقي‪ ،‬صاحب التاريخ الخطير كالمعجـ‬
‫الكبير كلد سنة (٘‪ٙٙ‬ق)‪ .‬المعجـ المختص بالمحدثيف (ص‪.)ٚٚ:‬‬
‫(‪ )ٙ‬العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪.)ٕٜ:‬‬
‫‪89‬‬
‫المرة مف معاني القرآف‪ ،‬كمف‬
‫عمي في ىذا الحصف‪ ،‬في ىذه َّ‬
‫القمعة‪( :-‬قد فتح هللا َّ‬
‫كثير مف العمماء يتمنكنيا‪ ،‬كندمت عمى تضييع أكثر‬
‫أصكؿ العمـ بأشياء‪ ،‬كاف ٌ‬
‫أكقاتي في غير معاني القرآف)(ٔ)‪.‬‬
‫ىذا كلـ يكتب ابف تيمية‪ :‬تفسي اًر كامبلً لمقرآف‪ ،‬كلكف كاف يتكمـ عف بعض‬
‫مر‪ ،‬ككتب في تفسير بعض السكر‬
‫اآليات بما يفتح هللا عميو مف حفظو كما ّ‬
‫كسكرة اإلخبلص‪ ،‬كالمعكذتيف‪ ،‬كالنكر‪ ،‬كأحياناً ُيسئل عف معنى آية فيجيب‪،‬‬
‫كأحياناً يتكمـ عف اآلية أك اآليات في أثناء حديثو عف مسألة عقدية أك فقيية أك‬
‫غيرىا‪ ،‬كلـ يسمؾ في التفسير منيج أىل عصره كمف بعدىـ مف الكقكؼ عند كل‬
‫لفظة مف ألفاظ اآلية كتحميميا‪ ،‬بل كاف يقتصر عمى بياف اآليات التي تدعك‬
‫أخص‬
‫َّ‬ ‫شيق(ٕ)‪- ،‬كىك مف‬
‫الحاجة إليو‪ ،‬كقد طمب منو تممي ُذه أبك عبد هللا بف ُر َّ‬
‫أصحابو‪ ،‬كأعرؼ الناس بخطو‪ ،‬كأكثرىـ كتابة لكبلمو‪ ،‬طمب منو كىك محبكس في‬
‫آخر عمره‪ -‬أف يكتب تفسي اًر لجميع القرآف‪ ،‬مرتباً عمى السكر‪ ،‬فكتب لو ابف تيمية‬
‫بينو المفسركف في غير‬
‫يقكؿ‪( :‬إف القرآف فيو ما ىك ّبيف بنفسو‪ ،‬كفيو ما قد ّ‬
‫تفسيرىا عمى جماعة مف العمماء‪ ،‬فربما يطمع‬
‫ُ‬ ‫بعض اآليات أشكل‬
‫كتاب‪ ،‬كلكف ُ‬
‫اإلنساف عمييا عدة كتب‪ ،‬كال يتبيف لو تفسيرىا‪ ،‬كربما كتب المصنف الكاحد في‬
‫تفسير آية تفسي اًر‪ ،‬كيفسر غيرىا بنظيره‪ ،‬فقصدت تفسير تمؾ اآليات بالدليل‪ ،‬ألنو‬
‫أىـ مف غيره‪ ،‬كاذا تبيف معنى آية تبيف معاني نظائرىا)(ٖ)‪.‬‬
‫سياؿ‪،‬‬
‫لقد أحب ابف تيمية التفسير‪ ،‬كبرع فيو‪ ،‬كغاص في دقيق معانيو بطبع َّ‬

‫(ٔ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪.)ٗٗ:‬‬


‫(ٕ ) ىك عبد هللا بف رشيق الم ربي‪ ،‬كاتب مصنفات شيخ اإلسبلـ ابف تيمية‪ ،‬ككاف أبصر بخط شيخ اإلسبلـ منو‪ ،‬إذا‬
‫عزب شيء منو عمى الشيخ استخرجو‪ ،‬ككاف سريع الكتابة ال بأس بو دينًا عابداً كثير التبلكة حسف الصبلة‪ ،‬تكفي‬
‫سنة (‪ٜٚٗ‬ىػ)‪ ،‬البداية كالنياية ط إحياء التراث (ٗٔ‪.)ٕٙٗ/‬‬
‫(ٖ) العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية (ص‪.)ٖٗ،ٗٗ:‬‬

‫‪91‬‬
‫كاستنبط منو أشياء لـ يسبق إلييا(ٔ)‪.‬‬
‫الج َمع‪ ،‬عمى كرسي مف حفظو‪ ،‬مف غير تكقف‪،‬‬
‫اف يفسر كتاب هللا تعالى أياـ ُ‬
‫كال تمعثـ‪ ،‬ككاف يكرد الدرس بتؤدة كطمأنينة‪ ،‬كبصكت جيكرؼ فصيح(ٕ)‪.‬‬
‫كلـ يقف بو األمر عند حد التدريس فقط‪ ،‬بل تعداه إلى الكتابة كالتأليف في ىذا‬
‫العمـ‪ ،‬كناؿ مف قممو نصيباً‪ ،‬كما نالت بقية العمكـ اإلسبلمية‪ ،‬حيث كتب نقكؿ السمف‬
‫مجردة عف االستدالؿ‪ ،‬ككاف يكتب بعض آيات لمتذكير‪ ،‬قيل‪( :‬إف ما جمعو في تفسير‬
‫القرآف العظيـ‪ ،‬كما جمعو مف أقكاؿ مفسرؼ السمف الذيف يذكركف األسانيد في كتبيـ‪،‬‬
‫أكثر مف ثبلثيف مجمداً‪ ،‬كقد بيض أصحابو بعضيا‪ ،‬ككثي اًر منيا لـ يكتبكه بعد)(ٖ)‪.‬‬
‫ككاف يقكؿ إني كقفت عمى مائة كعشريف تفسي اًر استخمص مف الجميع الصحيح‬
‫الذؼ فييا‪ ،‬كىذا مما يدؿ ببل شؾ عمى مبمغ ثقافتو كعمك رتبتو في عمـ التفسير(ٗ)‪.‬‬
‫كجممة القكؿ‪ :‬أنو ال يخمك كتاب لو مف مادة التفسير‪ ،‬كاف لـ يجمعيا مصنف‬
‫كاحد عمى نسق التفاسير التي بيف أيدينا‪ ،‬فكتابو‪( :‬الجامع الصحيح لمف بدؿ ديف‬
‫المسيح)‪ ،‬ففيو تفسير آليات جمة مف القرآف الكريـ‪ ،‬ككتابو‪( :‬الفرقاف بيف أكلياء‬
‫الرحمف كأكلياء الشيطاف)‪ ،‬ككتابو‪( :‬درء تعارض العقل كالنقل)‪ ،‬ك(الفتاكػ الكبرػ)‬
‫التي ُجمعت مف بعده‪ ،‬فييا تفسير لكثير مف آيات القرآف الكريـ(٘)‪.‬‬
‫كلما تكفي –رحمو هللا‪ -‬نكدؼ لمصبلة عميو بيذه العبارة (الصبلة عمى ترجماف‬
‫القرآف)(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) انظر طبقات المفسريف لمداككدؼ لدمحم بف عمي بف أحمد‪ ،‬شمس الديف الداككدؼ المالكي (ت‪ٜٗ٘:‬ىػ)‪ ،‬دار‬
‫الكتب العممية – بيركت‪( ،‬ص‪.)ٗٛ:‬‬
‫(ٕ) الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف (ص‪.)ٕ٘ٔ:‬‬
‫(ٖ) العقكد الدرية مف مناقب ابف تيمية البف عبداليادؼ‪( ،‬ص‪.)ٕٗ:‬‬
‫(ٗ) الكافي بالكفيات (‪.)ٔٔ/ٚ‬‬
‫(٘) ابف تيمية كجيكده في التفسير إلبراىيـ خميل بركة (ص‪.)ٚٙ:‬‬
‫(‪ )ٙ‬رجاؿ الفكر كالدعكة في اإلسبلـ ألبي الحسف الندكؼ‪ ،‬ط دار القمـ الككيت‪( ،‬ص‪.)ٕٛٗ:‬‬
‫‪91‬‬
‫مما يدؿ عمى أنو أشتير بالتفسير‪ ،‬كبمعرفة قكاعده كأصكلو‪ ،‬كما يظير ذلؾ مف‬
‫رسالتو التي كضعيا في ىذا العمـ‪ ،‬كىي بعنكاف‪( :‬مقدمة في أصكؿ التفسير)(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫كعمى ىذا يمكف تمخيص منيجو في تفسير القرآف باآلتي‪:‬‬
‫ٔ) تفسير القرآف بالقرآف‪.‬‬
‫ٕ) تفسير القرآف بالسنة‪.‬‬
‫ٖ) تفسير القرآف بأقكاؿ الصحابة‪.‬‬

‫ٗ) األخذ بما أجمع عميو التابعكف‪ ،‬كاذا اختمفكا ّ‬


‫تخير مف أقكاليـ ما كاف أقرب‬
‫إلى ل ة القرآف كالسنة‪ ،‬أك عمكـ ل ة العرب‪ ،‬أك أقكاؿ الصحابة(ٖ)‪.‬‬
‫إف منيجيتو في التفسير تعتمد عمى أف النبي ‪ ‬فسر القرآف الكريـ كمو‪ ،‬كلـ‬
‫يترؾ فيو جزءاً يحتاج إلى بياف أك تفصيل أك تقييد إال بينو أك فصمو أك قيده‪ ،‬كما‬

‫قاؿ هللا تعالى لرسكلو‪ :‬ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬

‫ﭮﭼ(ٗ)‪.‬‬

‫يقكؿ تبلميذه لك جمع ما فسر لكانت تزيد عمى ثبلثيف مجمداً(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) ابف تيمية كجيكده في التفسير إلبراىيـ خميل بركة‪( ،‬ص‪.)ٚٙ:‬‬


‫(ٕ ) مقدمة في أصكؿ التفسير لشيخ االسبلـ ابف تيمية‪ ،‬طبع الكتاب عدة مرات منيا طبعة دار مكتبة الحياة‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط(ٓ‪ٜٔٗ‬ىػ‪ٜٔٛٓ/‬ـ)‪.‬‬
‫(ٖ) ابف تيمية كجيكده في التفسير إلبراىيـ خميل بركة (صٖٔٔ)‪.‬‬
‫(ٗ) النحل‪ :‬آيةٗٗ‪.‬‬
‫(٘) ابف تيمية كجيكده في التفسير إلبراىيـ خميل بركة (ص‪.)ٔٛٙ:‬‬
‫‪92‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫مصادر ابن تيمية في ترجيحاتو واختياراتو‬

‫وفيو خمسة مطالب‪:‬‬


‫المطمب األول‪ :‬القرآن الكريم‬
‫المطمب الثاني‪ :‬السنة واألثر‬
‫المطمب الثالث‪ :‬اإلجماع‬
‫المطمب الرابع‪ :‬أقوال الصحابة والتابعين‬
‫المطمب الخامس‪ :‬المغة العربية وقواعدىا‬

‫‪93‬‬
‫المطمب األول‬
‫القرآن الكريم‬
‫طرؽ التفسير‪ ،‬فما أُجمل في مكاف‬
‫أصح ُ‬
‫أشرؼ ك َّ‬
‫أحسف ك ُ‬
‫ُ‬ ‫تفسير القرآف بالقرآف‬
‫فإنو قد ُف َّسر في مكضع آخر‪ ،‬كما اختصر في مكاف فقد ُبسط في مكضع آخر‪ ،‬ىذا‬
‫قرره الشيخ –رحمو هللا– في مقدمتو(ٔ)‪.‬‬
‫ما َّ‬
‫فسر بعضاً)(ٕ)‪.‬‬
‫يقكؿ ابف تيمية‪( :‬كمف تدبر القرآف كجد بعضو ُي َّ‬
‫كقد اعتنى شيخ اإلسبلـ بيذه الطريقة عناية فائقة‪ ،‬فبل يكاد يتكمـ عف آية إال‬
‫كيذكر نظائرىا مف آيات القرآف‪ ،‬كيرجح في ضكء ذلؾ‪ ،‬كمف أمثمة ذلؾ‪ :‬ما ذكره في‬

‫تفسير قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯪ ﯫ ﮊ(ٖ)‪ ،‬حيث رجح أنيا الككاكب؛ لداللة القرآف عمى‬

‫كلكف األَنسب أف تككف الككاكب المذككرة في‬


‫ْ‬ ‫السُفف‪،‬‬
‫ذلؾ‪ ،‬فقاؿ‪( :‬كقد قيل‪ :‬إنيا ُّ‬
‫(ٗ)‬
‫فسماىا جكارؼ)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫قكلو تعالى‪ :‬ﭽﮊ ﮋ ﮌ ﮎ ﮏﭼ‬

‫كمف أمثمة ذلؾ‪ :‬ترجيحو في قكلو تعالى‪ :‬ﭽﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮐ‬

‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮖ ﮗ ﮘﭼ(٘)‪ ،‬أف معنى مف شر‬

‫المكسكس في صدكر الناس مف شياطيف الجف كاإلنس‪.‬‬

‫كاستدؿ لذلؾ بقكلو تعالى في سكرة األنعاـ‪ :‬ﭽﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬

‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭼ(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) مقدمة في أصكؿ التفسير البف تيمية (ص‪.)ٖٜ:‬‬


‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕٕ٘/ٔٙ‬‬
‫(ٖ) الذاريات‪ :‬آيةٖ‪.‬‬
‫(ٗ) التككير‪ :‬آية٘ٔ‪.‬‬
‫(٘) الناس‪ :‬اآلياتٗ‪.ٙ-‬‬
‫(‪ )ٙ‬األنعاـ‪.ٕٔٔ:‬‬
‫‪94‬‬
‫كما َّ‬
‫رد –رحمو هللا– بعض األقكاؿ المخالفة لما جاء في القرآف‪.‬‬
‫كمف أمثمة ذلؾ‪:‬‬

‫ما جاء في قكلو تعالى في سكرة النمل‪ :‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﭼ(ٔ)‪،‬‬

‫فقد اختار أف المعنى‪ :‬أإلو مع هللا فعل ىذا‪ ،‬ثـ قاؿ‪ :‬كمف قاؿ مف المفسريف إف‬
‫المراد‪ :‬ىل مع هللا إلو آخر‪ ،‬فقد غمط‪ ،‬فإنيـ كانكا يجعمكف مع هللا آلية أخرػ‪ ،‬كما‬

‫قاؿ تعالى‪ :‬ﭽﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬

‫ﭹ ﭺ ﭻﭼ(ٕ)‪ ،‬ككما قاؿ تعالى‪ :‬ﭽﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬

‫ﮀ ﮁ ﮂﭼ(ٖ)(ٗ)‪.‬‬

‫(ٔ) النمل‪ :‬آيةٓ‪.ٙ‬‬


‫(ٕ) األنعاـ‪ :‬آية‪.ٜٔ‬‬
‫(ٖ) ىكد‪ :‬آيةٔٓٔ‪.‬‬
‫(ٗ) مجمكع الفتاكػ(‪.)ٜٔٔ/ٚ‬‬
‫‪95‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫السنة‬
‫السنة ىي المصدر الثاني مف مصادر التفسير بعد القرآف‪ ،‬فإنيا شارحة لمقرآف‬
‫مبينة لو(ٔ)‪ .‬كقد قرر ابف تيمية‪ :‬أنو إذا ثبت التفسير النبكؼ لـ ُيجز العدكؿ عنو إلى‬
‫غيره‪ ،‬يقكؿ –رحمو هللا‪( :-‬كمما ينب ي أف ُيعمـ‪ :‬أف األلفاظ المكجكدة في القرآف‬
‫كالحديث إذا ُعرؼ تفسيرىا مف جية النبي ملسو هيلع هللا ىلص لـ يحتج في ذلؾ إلى االستدالؿ‬
‫بأقكاؿ أىل الم ة‪ ،‬كال غيرىـ)(ٕ)‪ ،‬ككاف –رحمو هللا– يتحرػ الصحة فيما يذكره مف‬
‫األحاديث في تفسيره‪ ،‬كيرػ أف الحديث الضعيف ال تقكـ بو حجة في معارضة‬
‫الكتاب كالسنة الصحيحة(ٖ)‪.‬‬
‫كقد استدؿ –رحمو هللا– بالسنة في ترجيح بعض األقكاؿ عمى بعض في‬
‫مكاضع كثيرة‪ ،‬كما َّ‬
‫رد التفاسير المخالفة لما ثبت عف النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪.‬‬
‫كمف أمثمة ذلؾ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬تفسيره ال اسق في قكلو تعالى‪ :‬ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ(ٗ)‪ .‬بالميل‪،‬‬

‫كيدخل فيو دليمو كعبلمتو كىي القمر كالنجكـ‪.‬‬


‫كاستدؿ لذلؾ بحديث عائشة –رضي هللا عنيا– أف النبي ملسو هيلع هللا ىلص نظر إلى القمر‪،‬‬
‫تعكذؼ باهلل مف شره‪ ،‬فإنو ال اسق إذا كقب)(٘)‪.‬‬
‫فقاؿ‪( :‬يا عائشة‪َّ :‬‬
‫ثـ ذكر قكؿ مف قاؿ‪ :‬إف المراد بذلؾ‪ :‬القمر إذا َك َسف كاسكد‪ ،‬كمعنى كقب‪:‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬مقدمة في أصكؿ التفسير البف تيمية (ص‪ ،)ٖٜ:‬ك مجمكع الفتاكػ (ٖ‪.)ٖٔٛ/‬‬
‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕٛٙ/ٚ‬‬
‫(ٖ) مجمكع الفتاكػ (ٕٖ‪.)ٔٔٙ/‬‬
‫(ٗ) الفمق‪ :‬آيةٖ‪.‬‬
‫ص ِحيح‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اؿ التّ ْرمذ ّؼ َحديث حسف َ‬
‫(٘) سنف الترمذؼ‪ ،‬رقـ(‪ ،)ٖٖٙٙ‬باب كمف سكرة المعكذتيف‪َ ،)ٖٔٓ/٘( ،‬ق َ‬
‫كالسنف الكبرػ لمنسائي رقـ الحديث(٘‪ ،)ٔٓٓٙ‬باب (ما يقكؿ اذا رفع راسو الى السماء)‪.)ٕٕٔ/ٜ( ،‬‬
‫‪96‬‬
‫دخل في الكسكؼ‪ ،‬ثـ َّ‬
‫رده قائبلً‪( :‬كىذا ضعيف فإف ما قالو رسكؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ال يعارض‬
‫بقكؿ غيره‪ ،‬كىك ال يقكؿ إال الحق‪ ،‬كىك لـ يأمر عائشة باالستعاذة منو عند كسكفو‪،‬‬
‫بل مع ظيكره)(ٔ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬كمف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬ترجيحو دخكؿ أزكاج النبي‪ ‬في أىل بيتو‪ ،‬في قكلو‬

‫تعالى‪ :‬ﭽﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐﭼ(ٕ)‪.‬‬

‫كصل عمى دمحم كعمى أزكاجو كذريتو)(ٖ)‪.‬‬


‫َّ‬ ‫كاستدؿ بقكلو ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬الميـ‬

‫‪ -3‬كمف أمثمة ذلؾ أيضاً ترجيحو أف معنى قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬


‫(ٗ)‬
‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﭼ ‪ ،‬ىل مف زيادة تزاد َّ‬
‫في‪ ،‬كاستدؿ لذلؾ بقكلو ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬ال‬

‫رب العزة قدمو‪ ،‬فتقكؿ‪ :‬كعزتؾ‪،‬‬


‫تزاؿ جينـ تقكؿ‪ :‬ىل مف مزيد حتى يضع فييا ُّ‬
‫كيزكػ بعضيا إلى بعض)(٘)(‪.)ٙ‬‬
‫ُ‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ(‪.)٘ٓٙ/ٔٚ‬‬


‫(ٕ) األحزاب‪ :‬آيةٖٖ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(ٖ) الحديث عف أَبي حميد الساعدؼ ‪ ،‬في‪ :‬البخارؼ(ٗ‪( ،)ٔٗٙ/‬كتَاب ا ْأل َْنِبَياء‪َ ،‬ب ُ‬
‫اب َحَّدثََنا ُم َ‬
‫كسى ْب ُف‬
‫يل‪ )..‬كنصو أنيـ قالكا‪ :‬يا رسكؿ هللا كيف نصمي عميؾ؟ فقاؿ رسكؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪" :‬قكلكا‪ :‬الميـ صل عمى‬ ‫ِ ِ‬
‫إ ْس َماع َ‬
‫دمحم كأزكاجو كذريتو‪ ،‬كما صميت عمى آؿ إبراىيـ‪ ،‬كبارؾ عمى دمحم كأزكاجو كذريتو‪ ،‬كما باركت عمى آؿ‬
‫إبراىيـ إنؾ حميد مجيد‪ .‬كالحديث في‪ :‬مسمـ(ٔ‪( ،)ٖٓٙ/‬كتاب الصبلة‪ ،‬باب الصبلة عمى النبي‪-‬صمى هللا‬
‫عميو كسمـ‪ -‬بعد التشيد)‪ ،‬المكطأ (ٔ‪( ،)ٔٙ٘/‬كتاب قصر الصبلة في السفر‪ ،‬باب ما جاء في الصبلة عمى‬
‫النبي‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،)-‬سنف النسائي(ٖ‪( )ٕٗ/‬كتاب السيك‪ ،‬باب كيف الصبلة عمى النبي‪ ‬نكع آخر) ‪ ،‬كفي سنف‬
‫ابف ماجو(ٔ‪( ،)ٕٜٖ/‬كتاب إقامة الصبلة باب الصبلة عمى النبي)‪ .‬منياج السنة النبكية (ٗ‪.)ٕٗ/‬‬
‫(ٗ) ؽ‪ :‬آيةٖٓ‪.‬‬
‫(٘) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٗٙ/ٔٙ‬‬
‫(‪ )ٙ‬في صحيح مسمـ (ٗ‪ ،)ٕٔٛٚ/‬رقـ(‪ )ٕٛٗٛ‬عف أنس بف مالؾ ‪ ،‬أف النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬قاؿ‪" :‬ال تزاؿ جينـ تقكؿ‪:‬‬
‫ىل مف مزيد‪ ،‬حتى يضع فييا رب العزة‪ ،‬تبارؾ كتعالى‪ ،‬قدمو فتقكؿ‪ :‬قط قط‪ ،‬كعزتؾ كيزكػ بعضيا إلى‬
‫بعض"‪ ،‬باب النار يدخميا الجباركف كالجنة يدخميا الضعفاء"‪ ،‬كفي صحيح البخارؼ(‪ ،)ٖٔٗ/ٛ‬رقـ(ٔ‪،)ٙٙٙ‬‬
‫عف أنس بف مالؾ‪ :‬قاؿ النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪" :‬ال تزاؿ جينـ تقكؿ‪ :‬ىل مف مزيد‪ ،‬حتى يضع رب العزة فييا قدمو‪،‬‬
‫فتقكؿ‪ :‬قط قط كعزتؾ‪ ،‬كيزكػ بعضيا إلى بعض"‪ ،‬عف قتادة‪ ،‬باب قكلو‪{ :‬كتقكؿ ىل مف مزيد}‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫المطمب الثالث‬
‫أقوال الصحابة والتابعين‬
‫مف المصادر المعتبرة في التفسير أقكاؿ الصحابة كالتابعيف‪ ،‬كما قرر ذلؾ شيخ‬
‫اإلسبلـ في مقدمتو‪ ،‬حيث قاؿ‪( :‬كحينئذ إذ لـ تجد التفسير في القرآف‪ ،‬كال في السنة‬
‫رجعت في ذلؾ إلى أقكاؿ الصحابة؛ فإنيـ أدرػ بذلؾ؛ لما شاىدكه مف القرائف كاألحكاؿ‬
‫التي اختصكا بيا‪ ،‬كلما ليـ مف الفيـ التاـ‪ ،‬كالعمـ الصحيح)‪.‬‬
‫ثـ قاؿ‪( :‬إذا لـ تجد التفسير في القرآف‪ ،‬كال في السنة‪ ،‬كال كجدتو عند الصحابة‪ ،‬فقد‬
‫رجع كثير مف األئمة في ذلؾ إلى أقكاؿ التابعيف)(ٔ)‪.‬‬
‫كالترجيح بفيـ السمف مف الصحابة كتابعييـ مف الكجكه المعتمدة عند العمماء‪ ،‬كلقد‬
‫ُعرؼ شيخ اإلسبلـ بالعناية بأقكاؿ السمف كتقديرىـ‪ ،‬كعدـ الخركج عنيا في فيـ كتاب‬

‫هللا‪ ،‬كسنة رسكلو ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬يقكؿ–رحمو هللا– مبينَّاَ ْ‬
‫منزلة الصحابة في معرفة معاني القرآف‪:‬‬
‫(لمصحابة فيـ في القرآف يخفى عمى كثير مف المتأخريف)(ٕ)‪.‬‬
‫كيقرر في مكضع آخر أف الصحابة كالتابعيف‪ ،‬كتابعييـ أعمـ بتفسير القرآف مف‬
‫فسر القرآف بخبلؼ تفسيرىـ فقد أخطأ في الدليل كالمدلكؿ جميعاً(ٖ)‪.‬‬
‫غيرىـ‪ ،‬كأف مف َّ‬
‫كيرػ –رحمو هللا– عدـ جكاز إحداث قكؿ ثالث في التفسير مخالف لما كرد عف‬
‫السمف‪ ،‬ألنو يعتبر خبلفاً إلجماعيـ(ٗ)‪.‬‬
‫فسر القرآف ب ير المعركؼ عف الصحابة‬ ‫ككاف –رحمو هللا– َّ‬
‫يشدد عمى مف َّ‬
‫حرؼ لمكمـِ عف‬
‫ممحد في آياتو‪ُ ،‬م ِّ‬
‫ٌ‬ ‫كالتابعيف‪ ،‬كيرػ أف مف فعل ذلؾ فيك مفتر عمى هللا‪،‬‬
‫مكضعو(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) مقدمة في أصكؿ التفسير البف تيمية (ص‪.)ٗٗ:‬‬


‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕٓٓ/ٜٔ‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٖٕٙ/‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٜ٘/ٔ٘( ،)ٜ٘/‬‬
‫(٘) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٕٖٗ/‬‬
‫‪98‬‬
‫كمف أمثمة ترجيحو بذلؾ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬تفسيره لقكلو تعالى‪ :‬ﭽﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ‬

‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭼ(ٔ)‪.‬‬

‫رجح أف المعنى‪ :‬ال أسألكـ يا معشر العرب‪ ،‬كيا معشر قريش عميو أج اًر‪،‬‬
‫فقد َّ‬
‫لكف أسألكـ أف تصمكا القرابة التي بيني كبينكـ‪ ،‬كاستدؿ لذلؾ بما كرد عف ابف‬
‫ْ‬
‫عباس– رضي هللا عنيما– في ىذا المعنى‪ ،‬حيث قاؿ‪( :‬فابف عباس كاف مف كبار‬
‫أىل البيت‪ ،‬كأعمميـ بتفسير القرآف‪ ،‬كىذا تفسيره الثابت عنو)(ٕ)‪.‬‬

‫التمني في قكلو تعالى‪ :‬ﭽﮈ ﮉ ﮊ‬


‫ٕ‪ -‬كمف أمثمة ذلؾ‪ :‬ترجيحو أف معنى َّ‬

‫ﮋﮌﮍﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ‬
‫(ٖ)‬
‫التبلكة كالقرآف‪ ،‬كقاؿ‪( :‬كما عميو‬ ‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮡ ﮢ ﮣﭼ‬

‫المفسركف مف السمف)(ٗ)‪.‬‬

‫ٖ‪ -‬كمف األمثمة عمى ذلؾ ترجيحو في قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭕ ﭖ‬


‫(٘)‬
‫أف المراد بالكتاب المكنكف‪ :‬المكح المحفكظ‪،‬‬ ‫ﭗﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭼ‬

‫ط َي ّركف‪ :‬المبلئكة‪ ،‬ككاف مف جممة أدلتو عمى ذلؾ‪ :‬أف ىذا تفسير جماىير‬
‫الم َ‬
‫ك ُ‬
‫السمف مف الصحابة كمف بعدىـ(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) الشكرػ‪ :‬آيةٖٕ‪.‬‬


‫(ٕ) منياج السنة (ٗ‪.)ٕ٘/‬‬
‫(ٖ) الحج‪ :‬آيةٕ٘‪.‬‬
‫(ٗ) مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪.)ٜٔٓ/‬‬
‫(٘) الكاقعة‪ :‬اآليات ‪.ٜٚ-ٚٚ‬‬
‫(‪ )ٙ‬شرح العمدة‪ ،‬الصبلة‪ ،‬البف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬خالد بف عمي المشيقح‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬الرياض‪ ،‬المممكة العربية‬
‫السعكدية‪ ،‬ط‪ٔٗٔٛ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬ـ)‪( ،‬ص‪ ،)ٖٛ-ٖٛٔ:‬كأنظر‪ :‬اختيارات ابف تيمية كترجيحاتو في التفسير‬
‫إلبراىيـ بف صالح الحميضي‪ ،‬جامعة اإلماـ دمحم بف سعكد اإلسبلمية‪ٕٔٗ٘( ،‬ىػ)‪( ،‬ص‪.)ٜٗ:‬‬
‫‪99‬‬
‫ٗ‪ -‬كمف أمثمة ذلؾ أيضاً‪ :‬تفسيره لقكلو تعالى‪ :‬ﭽﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫(ٔ)‬
‫الرب–‬ ‫ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ ‪ ،‬فقد َّ‬
‫رجح أف المعنى‪ :‬ال يقدر الخمق أف يكممكا َّ‬
‫جل كعبل‪ -‬إال بإذنو‪ ،‬كاستدؿ لذلؾ بقكؿ مجاىد‪ ،‬كقاؿ‪( :‬ىذا مف تفسيره الثابت‬
‫َّ‬
‫عنو‪ ،‬كىك مف أعمـ –أك أعمـ– التابعيف بالتفسير)(ٕ)‪.‬‬
‫يضعف الشيح –رحمو هللا– بعض األقكاؿ المحدثة‪ ،‬ألنيا مخالفة‬
‫َ‬ ‫٘‪ -‬كأحياناً‬
‫لتفسير السمف‪ ،‬كمف أمثمة ذلؾ‪ :‬تفسيره لقكلو تعالى‪ :‬ﭽﮣ ﮤ ﭼ(ٖ)‪ ،‬فقد ذكر‬

‫فييا ثبلثة أقكاؿ مركية عف السمف‪ ،‬ثـ ذكر فييا قكالً آخر‪ ،‬كقاؿ‪( :‬فيذا الرابع ليس‬
‫قدمناه)(ٗ)‪.‬‬
‫مأثك اًر عف السمف‪ ،‬كانما المأثكر ما َّ‬

‫(ٔ) النبأ‪ :‬آية ‪.ٖٚ‬‬


‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (ٗٔ‪.)ٖٜٙ/‬‬
‫(ٖ) القمـ‪ :‬آية ‪.ٙ‬‬
‫(ٗ) تفسير آيات أشكمت البف تيمية (ٔ‪ ،)ٔٗٙ/‬كانظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕٚ/ٔٙ‬‬
‫‪111‬‬
‫المطمب الرابع‬
‫اإلجماع‬
‫اإلجماع حجة معتبرة‪ ،‬تأتي قكتو بعد الكتاب كالسنة‪ ،‬فإذا أجمع الحجة مف أىل‬
‫معتبر‪ ،‬كيقدـ عمى كل قكؿ شاذ(ٔ)‪.‬‬
‫اً‬ ‫التأكيل عمى قكؿ معيف كاف قكليـ‬

‫كيريد بو ابف تيمية‪ :‬ما أجمع عميو المسممكف‪ ،‬فمـ يخالف فيو مف ُي ّ‬
‫عتد بخبلفو‪.‬‬
‫كىك كجو مف كجكه الترجيح المعتبرة‪.‬‬
‫قاؿ ابف قدامة ‪-‬رحمو هللا‪( :-‬كيجب عمى المجتيد في كل مسألة أف ينظر أكؿ‬
‫شيء إلى اإلجماع‪ ،‬فإف كجده لـ يحتج إلى النظر في سكاه)(ٕ)‪.‬‬
‫كاإلجماع مف أقكػ أنكاع التفسير‪ ،‬ككل تفسير خالف القرآف أك السنة أك‬
‫اإلجماع فيك مردكد‪.‬‬

‫كمف األمثمة عمى ذلؾ‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﭽﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ(ٖ)‪.‬‬

‫قاؿ الشيخ ‪-‬رحمو هللا‪( :-‬ليس ألحد أف ينكر عمى أحد أَ َك َل مف ذبيحة الييكد‬
‫كالنصارػ في ىذا الزمف‪ ،‬كال يحرـ ذبحيـ لممسمميف‪ ،‬كمف أنكر ذلؾ فيك جاىل‬
‫مخطىء‪ ،‬مخالف إلجماع المسمميف)(ٗ)‪.‬‬

‫(ٔ) انظر ركضة الناظر كجنة المناظر لعبد هللا بف أحمد بف دمحم بف قدامة‪ ،‬الشيير بابف قدامة المقدسي‪،‬‬
‫مؤسسة الرّياف لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬طٕ‪ٕٖٔٗ( ،‬ىػ‪ٕٕٓٓ-‬ـ)‪.)ٖٜٛ/ٕ( ،‬‬
‫(ٕ) ركضة الناظر كجنة المناظر في أصكؿ الفقو عمى مذىب أحمد بف حنبل‪ ،‬لعبد هللا بف أحمد بف قدامة‪،‬‬
‫الشيير بابف قدامة المقدسي‪ ،‬مؤسسة الرّياف لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬طٕ‪ٕٖٔٗ( ،‬ىػ‪ٕٕٓٓ-‬ـ)‪.)ٖٜٛ/ٕ(،‬‬
‫(ٖ) المائدة‪ :‬آية٘‪.‬‬
‫(ٗ) مجمكع الفتاكػ‪.)ٕٕٔ/ٖ٘(:‬‬
‫‪111‬‬
‫المطمب الخامس‬
‫المغة العربية وقواعدىا‬
‫أنزؿ هللا تعالى القرآف عمى نبيو دمحم ملسو هيلع هللا ىلص كما قاؿ سبحانو‪ :‬ﭽ ﮣ ﮤ‬

‫ﮥﭼ(ٔ)‪ .‬كقاؿ‪ :‬ﭽ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﭼ(ٕ)‪.‬‬

‫يفسر ىذا الكتاب الكريـ عمى مقتضى ل ة العرب في مفرداتو‬


‫كلذلؾ يجب أف َّ‬
‫كتراكيبو‪ ،‬قاؿ مجاىد‪( :‬ال يحل ألحد يؤمف باهلل كاليكـ اآلخر‪ ،‬أف يتكمـ في كتاب هللا‬
‫إذا لـ يكف عالماً بم ات العرب)(ٖ)‪.‬‬
‫كالرجكع إلى ل ة العرب كاستعماليـ أمر معتبر بإجماع العمماء‪ ،‬كعميو عمل‬
‫المفسريف مف الصحابة كالتابعيف كمف بعدىـ(ٗ)‪.‬‬
‫كىذه القاعدة مف قكاعد الترجيح تنتظـ قكاعد عدة‪ ،‬غير أف المقصكد بيانو ىنا‪:‬‬
‫حمل كبلـ هللا عمى المشيكر المعركؼ مف كبلـ العرب‪ ،‬دكف الشاذ أك القميل‪.‬‬
‫كقد اعتمد شيخ اإلسبلـ عمى الم ة العربية في الترجيح‪ ،‬كبيَّف أنو ال يجكز حمل‬
‫كبلـ هللا تعالى عمى األكجو الشاذة(٘)‪.‬‬
‫يقكؿ ابف تيمية‪( :‬فمعرفة ل ة العرب التي خكطبنا بيا مما يعيف عمى أف نفقو‬
‫مراد هللا كرسكلو بكبلمو‪ ،‬ككذلؾ معرفة داللة األلفاظ عمى المعاني)(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) الشعراء‪ :‬آية ٘‪.ٜٔ‬‬


‫(ٕ) الزمر‪ :‬آية ‪.ٕٛ‬‬
‫(ٖ ) البرىاف في عمكـ القرآف‪ ،‬ألبك عبد هللا بدر الديف دمحم بف عبد هللا بف بيادر الزركشي‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم أبك‬
‫الفضل إبراىيـ‪ ،‬طٔ‪ٖٔٚٙ(،‬ىػ‪ٜٔ٘ٚ-‬ـ)‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحمبي كشركائو‪(،‬ثـ‬
‫صكرتو دار المعرفة‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف ‪ -‬كبنفس ترقيـ الصفحات)‪.)ٕٜٕ/ٔ( ،‬‬
‫َّ‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬قكاعد التفسير لمحربي (ٔ‪.)ٕٔٔ/‬‬
‫(٘) اختيارات ابف تيمية كترجيحاتو في التفسير لمحميضي (ص‪.)٘ٔ:‬‬
‫(‪ )ٙ‬مجمكع الفتاكػ(‪.)ٔٔٙ/ٚ‬‬
‫‪112‬‬
‫كيقكؿ –رحمو هللا‪( :-‬القرآف نزؿ بم ة العرب‪ ،‬فبل يجكز َحممو عمى اصطبلح‬
‫حادث ليس مف ل تيـ لك كاف معناه صحيحاً‪ ،‬فكيف إذا كاف باطبلً بالعقل)(ٔ)‪.‬‬
‫كيقرر –رحمو هللا– في مكضع آخر أنو إذا اختمف التابعكف في التفسير فإنو‬
‫يرجع إلى ل ة القرآف أك السنة‪ ،‬أك عمكـ ل ة العرب‪ ،‬أك أقكاؿ الصحابة(ٕ)‪.‬‬
‫كمف أمثمة استعمالو ليذه القاعدة في الترجيح‪:‬‬
‫(ٖ)‬
‫ُّ‬
‫النزكؿ‬ ‫ٔ‪ -‬قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭼ‬

‫المعركؼ‪ ،‬أؼ‪ :‬أنزلنا مف الجباؿ التي خمق فييا‪ ،‬كبيَّف أنو ليس في القرآف كال في‬
‫السنة لفع نزكؿ إال كفيو معنى ُّ‬
‫النزكؿ المعركؼ‪ ،‬كأف ىذا ىك البلئق بالقرآف‪ ،‬فإنو‬
‫ال إال بيذا المعنى‪ ،‬كلك أُريد غير ىذا لكاف‬
‫نزؿ بم ة العرب‪ ،‬كال تعرؼ العرب نزك ً‬
‫خطاباً ب ير ل تيا كىذه اآلية مما اشكل عمى المفسريف‪ ،‬كمما قاؿ ابف تيمية‪ :‬ثـ‬
‫أخبر أنو أنزؿ الحديد فكاف المقصكد األكبر بذكر الحديد ىك اتخاذ آالت الجياد منو‬
‫كالسيف كالسناف كالنصل كما أشبو ذلؾ الذؼ بو ينصر هللا كرسكلو ملسو هيلع هللا ىلص كىذه لـ تنزؿ‬
‫مف السماء‪ ،‬فالحديد ينزلو هللا مف معادنو التي في الجباؿ لينتفع بو بنك آدـ(ٗ)‪.‬‬
‫كأحياناً ُّ‬
‫يرد بعض األقكاؿ في التفسير؛ ألنيا مخالفة لم ة العرب‪ ،‬كمف ذلؾ‪:‬‬
‫(٘)‬
‫الفتنة‪،‬‬ ‫تضعيفو قكؿ مف قاؿ إف المراد بالمفتكف في قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﮣ ﮤﭼ‬
‫كقاؿ‪" :‬كككف المفتكف بمعنى الفتنة ال أصل لو في ل ة العرب ألبتة"(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) درء تعارض العقل كالنقل‪ ،‬البف تيمية (‪.)ٚ/ٙ‬‬


‫(ٕ) مقدمة في أصكؿ التفسير البف تيمية (ص‪.)ٗٙ:‬‬
‫(ٖ) الحديد‪ :‬آية ٕ٘‪.‬‬
‫(ٗ) أنظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (ٕٔ‪.)ٕ٘ٚ–ٕ٘ٗ/‬‬
‫(٘) القمـ‪ :‬آية ‪.ٙ‬‬
‫(‪ )ٙ‬أنظر‪ :‬تفسير آيات أشكمت البف تيمية (ٔ‪ ،)ٔٗٙ/‬كما بعدىا‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫القسم الثاني‪:‬‬
‫قواعد الترجيح عند اإلمام ابن تيمية رحمو هللا وفيو‬
‫اربعة فصول‪:‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة بالقراءات ورسـم المصحف‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة بالسياق القرآني‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة بالسنة واآلثار والقرائن‬

‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة بمغة العرب‬

‫‪114‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة بالقراءات ورسـم المصحف‬
‫وفيو مبحثان‪:‬‬

‫المبحث األول‪:‬‬
‫مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬ثبوت القراءة وقبوليا‪ ,‬وأنيا بمنزلة آية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬اتحاد المفع والمعنى ىو األولى‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬

‫مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬ثبكت القراءة كقبكليا‪ ،‬كأنيا بمنزلة آية(ٔ)‪.‬‬

‫ىذه قاعدة اعتمد عمييا ابف تيمية في تفسيره لآليات‪ ،‬فمما قاؿ‪ :‬أف القراءتيف‬
‫كاآليتيف فزيادة القراءات كزيادة اآليات(ٕ)‪ ،‬كلذا قيل‪ :‬إذا ثبتت القراءة فبل يجكز ردىا‬
‫أك رد معناىا‪ ،‬كىي بمنزلة آية مستقمة(ٖ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫إذا ثبتت قراءة ما فبل يجكز ألحد أف يطعف فييا أك يردىا‪ ،‬ألنيا قرآف كىي‬
‫بمثابة اآلية المستقمة التي تدؿ عمى معنى أك حكـ آخر كيشترط في ثبكت القراءة‬
‫ثبلثة شركط‪ -ٔ :‬صحة السند‪ :‬أؼ أف يركؼ تمؾ القراءة العدؿ الضابط عف مثمة‬
‫حتى تنتيي كتككف مع ذلؾ مما عرؼ كاشتير عند أئمة الشأف الضابطيف لو غير‬
‫معدكدة عندىـ مف ال مط أك مما شذ بو بعضيـ‪.‬‬
‫فإذا تكاترت القراءة فبل يحتاج إلى الشرطيف األخيريف كي ني التكاتر عنيما(ٗ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬مكافقة أحد المصاحف كلك احتماال‪ ،‬كالمراد بالمصاحف التي كجييا عثماف‬
‫إلى األمصار‪ ،‬كاشترط مكافقة بعضيا ألجل ما كاف ثابتا في بعض المصاحف دكف‬
‫بعض‪ ،‬كقكليـ‪ :‬احتماال ألف المكافقة قد تككف محتممة تقديرا‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬مكافقة العربية كلك بكجو سكاء كاف الكجو فصيحا أـ أفصح مجمعا عميو‬
‫أـ مختمفا فيو‪ ،‬كال حجة في ىذا الشرط لمف أنكر بعض القراءات ألجل مخالفة‬
‫قاعدة في العربية كما يفعل بعض النحاة‪ ،‬ألف أئمة القراء ال تعمل في شيء مف‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪ٖٜٔ/‬كٓٓٗك٘‪.)ٖٜ‬‬


‫(ٕ) المصدر نفسو (ٖٔ‪.)ٗٓٓ/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬النشر في القراءات العشر لشمس الديف ابف الجزرؼ‪ ،‬دمحم بف دمحم بػف يكسػف‪ ،‬تحقيػق‪ :‬عمػي دمحم‬
‫الضباع‪ ،‬المطبعة التجارية الكبرػ (ٔ‪ ،)ٕٔ/‬مناىل العرفاف في عمكـ القرآف لدمحم عبد العظيـ ُّ‬
‫الزْرقاني‪،‬‬
‫مطبعة عيسى الحمبي كشركاه‪ ،‬طٖ‪.)ٕٗٔ/ٔ( ،‬‬
‫(ٗ) النشر في القراءات العشر (ٔ‪.)ٖٔ/‬‬
‫‪116‬‬
‫القرآف عمى األفشى في الم ة كاألقيس في العربية بل عمى األثبت في األثر كاألصح‬
‫في النقل كالركاية إذا ثبتت عنيـ لـ يردىا قياس عربية كال فشك ل ة ألف القراءة سنة‬
‫متبعة يمزـ قبكليا كالمصير إلييا(ٔ)‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫مف أمثمة القاعدة‪:‬‬
‫ما جاء في تفسير قكلو تعالى‪ :‬ﭽﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭼ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ(ٖ)‪ :‬في تفسيره في ىذه اآلية‪ :‬ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭼ‪،‬‬
‫(كاتقكا األرحاـ أف تقطعكىا) كقرأ‪ :‬ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ(‪ ,)4‬و قاؿ‪:‬‬
‫كعمى ىذا التأكيل ق أر ذلؾ مف قرأه نصبا‪ ،‬بمعنى‪ :‬كاتقكا هللا الذؼ تساءلكف بو‪ ،‬كاتقكا‬
‫األرحاـ أف تقطعكىا‪ ،‬عطفا باألرحاـ في إعرابيا بالنصب عمى اسـ هللا تعالى ذكره‪,‬‬
‫قاؿ‪ :‬كالقراءة التي ال نستجيز لمقارغ أف يق أر غيرىا في ذلؾ النصب‪ :‬ﭧ ﭨ‬
‫(٘)‬
‫بمعنى‪ :‬كاتقكا األرحاـ أف تقطعكىا‪ ،‬لما قد بينا‬ ‫ﭽﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭼ‬
‫أف العرب ال تعطف بظاىر مف األسماء عمى مكني في حاؿ الخفض‪ ،‬إال في‬
‫ضركرة شعر(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) النشر في القراءات العشر البػف الجػزرؼ (ٔ‪ ،)ٔٔ،ٔٓ/‬كاإلتقػاف فػي عمػكـ القػرآف‪ ،‬لجػبلؿ الػديف السػيكطي‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬مصطفى ديب الب ا‪ ،‬ط ٘‪ٕٕٔٗ( ،‬ى)‪ ،‬دار ابف كثير‪ -‬بيركت‪.)ٕٔٔ/ٔ( ،‬‬
‫(ٕ) النساء‪ :‬آيةٔ‪.‬‬
‫(ٖ) دمحم بف جرير بف يزيد الطبرؼ‪ ،‬مف كتبو(أخبار األمـ كتػاريخيـ) ك كتاب(التفسػير) لػـ يصػنف مثمػو‪ ،‬كلػو فػي‬
‫أصكؿ الفقو كفركعو كتب كثيرة؛ كاف ثقة‪ ،‬حافظػا‪ ،‬عارفػا بػالقراءات كالتػاريخ كبالم ػة‪ ،‬كغيػر ذلػؾ(ٕٕٗق‪-‬‬
‫ٖٓٔق)‪ .‬س ػػير أع ػػبلـ الن ػػببلء‪ ،)ٕٕٛ،ٕٙٚ/ٔٗ( ،‬ت ػػاريخ اإلس ػػبلـ َكَكفي ػػات المش ػػاىير َكاألع ػػبلـ‪ ،‬لم ػػذىبي‬
‫تحقي ػ ػػق‪ :‬ال ػ ػػدكتكر بش ػ ػػار ع ػ ػ ّػكاد مع ػ ػػركؼ‪ ،‬دار ال ػ ػػرب اإلس ػ ػػبلمي‪ ،‬طٔ‪ٕٖٓٓ(،‬ـ)‪ ،)ٔٙٔ/ٚ( ،‬طبق ػ ػػات‬
‫المفسريف العشػريف لمسػيكطي‪ ،‬تحقيػق‪ :‬عمػي دمحم عمػر‪ ،‬مكتبػة كىبػة–القػاىرة‪ ،‬طٔ‪ٖٜٔٙ(،‬ق)‪( ،‬ص‪،)ٜ٘:‬‬
‫لساف الميزاف‪ ،‬البف حجر العسقبلني‪ ،‬تحقيق‪ :‬دائرة المعرؼ النظامية–اليند‪ ،‬مؤسسػة األعممػي لممطبكعػات‬
‫بيركت–لبناف‪،‬طٖ‪ٖٜٔٓ( ،‬ىػ‪ٜٔٚٔ-‬ـ)‪.)ٔٓٓ/٘( ،‬‬
‫(ٗ) الرعد‪ :‬آيةٕٔ‪.‬‬
‫(٘) لنساء‪ :‬آية ٔ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬تفسير الطبرؼ‪ :‬جامع البياف عف تأكيل آؼ القرآف‪ ،‬البف جرير الطبرؼ (‪.)ٖ٘ٓ،ٖٜٗ/ٙ‬‬
‫‪117‬‬
‫(ٔ)‬
‫األرحاـ) فالجميكر عمى‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫(‬ ‫قكلو‬ ‫فأما‬ ‫ه‬
‫ر‬ ‫تفسي‬ ‫في‬ ‫قاؿ أبك الفرج الجكزؼ‪:‬‬
‫كفسرىا عمى ىذا ابف‬
‫نصب الميـ عمى معنى‪ :‬كاتقكا األرحاـ أف تقطعكىا‪ّ ،‬‬
‫الس ّدؼ(٘)‪ ،‬كق أر الحسف(‪ ،)ٙ‬كقتادة(‪،)ٚ‬‬ ‫(ٗ)‬ ‫(ٖ)‬ ‫(‪)2‬‬
‫عباس ‪ ,‬كمجاىد ‪ ،‬كعكرمة ‪ ،‬ك ُّ‬

‫(ٔ) الجكزؼ‪ :‬أبك الفرج عبد الرحمف بف عمي بف دمحم الجكزؼ الب دادؼ‪ ،‬كاف عبلّمة عصره كاماـ كقتو في‬
‫الحديث كصناعة الكعع‪ ،‬كثير التصانيف‪ ،‬لو نحك(ٖٓٓ) مصنف‪ ،‬منيا (تمقيح فيكـ أىل اآلثار)‪ ،‬ك(ركح‬
‫األركاح) ك(شذكر العقكد في تاريخ العيكد) ك(غرائب األخبار)‪ٜ٘ٚ-٘ٓٛ( ،‬ىػ=ٗٔٔٔ‪ٕٔٓٔ-‬ـ)‪ .‬ىدية‬
‫العارفيف أسماء المؤلفيف السماعيل بف دمحم أميف بف مير الباباني الب دادؼ‪ ،‬طبع بعناية ككالة المعارؼ‬
‫الجميمة في مطبعتيا البيية استانبكؿ (ٔ٘‪ٜٔ‬ـ)‪ ،)٘ٔٚ/ٔ( ،‬كفيات األعياف كأنباء أبناء الزماف‪ ،‬ألحمد بف‬
‫دمحم ابف خمكاف البرمكي اإلربمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬دار صادر–بيركت‪ ،‬طٔ‪،)ٔٗٓ/ٖ( ،)ٜٜٔٗ( ،‬‬
‫ميزاف االعتداؿ في نقد الرجاؿ لمذىبي‪ ،‬المباب في تيذيب األنساب لعمي بف أبي الكرـ دمحم بف دمحم بف عبد‬
‫الكريـ الشيباني الجزرؼ‪ ،‬عز الديف ابف األثير (المتكفى‪ٖٙٓ:‬ىػ)‪ ،‬دار صادر– بيركت‪.)ٔٔٓ/ٕ( ،‬‬
‫(ٕ) ابف عباس‪ :‬أبك العباس عبػد هللا بػف العبػاس بػف عبػد المطمػب بػف ىاشػـ بػف عبػد منػاؼ‪ ،‬ابػف عػـ رسػكؿ هللا‪ ،‬تػكفي‬
‫رسكؿ هللا‪ ‬كلو ٖٔسنة‪ ،‬ككاف ‪ ‬دعا لو فقاؿ‪ :‬الميػـ فقيػو فػي الػديف كعممػو التأكيػل‪ ،‬فكػاف يسػمى البحػر كالحبػر‬
‫لسعة عممو‪ ،‬كىك أحد المكثريف مف الصحابة كأحد العبادلة مف فقياء الصحابة‪ ،‬أخذ الفقو عف ابف عباس‪ ‬جماعة‬
‫مػػنيـ عطػػاء بػػف أبػػي ربػػاح كطػػاكس كمجاىػػد كسػػعيد بػػف جبيػػر‪ ،‬تػػكفي( ‪ٛٚ‬ق)‪ .‬كفيػػات األعيػػاف (ٖ‪ ،)ٕٙ/‬تقريػػب‬
‫التيذيب‪ ،‬البف حجر العسقبلني‪ ،‬تحقيق‪ :‬حمد عكامة‪ ،‬دار الرشيد – سكريا‪ ،‬طٔ‪( ،)ٜٔٛٙ-ٔٗٓٙ( ،‬ص‪.)ٖٜٓ:‬‬
‫(ٖ ) مجاىد‪ :‬بف جبر‪ ،‬أبك الحجاج المكي‪ ،‬مكلى بني مخزكـ‪ ،‬تابعي‪ ،‬مفسر مف أىل مكة‪ ،‬مف تبلميذ ابف عباس‪ ،‬كاف‬
‫ثقة إماماً في العمـ كالتفسير‪ ،‬تكفي(ٕٓٔىػ)‪ .‬سير أعبلـ النببلء(ٗ‪ ،)ٜٗٗ/‬معرفة القراء الكبار عمى الطبقات‬
‫كاألعصار‪ .‬لئلماـ لمذىبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬بشار عكاد معركؼ‪ ،‬كشعيب األرناؤكط‪ ،‬كصالح ميدؼ عباس‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٗ( ،‬ىػ)‪.)ٖٔٙ/ٔ( ،‬‬
‫(ٗ) عكرمة‪ :‬بف عبد هللا البربرؼ المدني‪ ،‬أبك عبد هللا‪ ،‬مكلى عبد هللا بف عباس‪ :‬تابعي‪ ،‬كاف مف أعمـ الناس بالتفسير‬
‫كالم ازؼ‪ ،‬طاؼ البمداف‪ ،‬كركػ عنو زىاء(ٖٓٓ) رجل‪ ،‬منيـ أكثر مف(ٓ‪ )ٚ‬تابعيا تكفي بالمدينة (٘ٓٔق)‪ .‬لساف‬
‫الميزاف (‪ ،)ٖٓٛ/ٚ‬ميزاف االعتداؿ (ٕ‪.)ٕٓٛ/‬‬
‫(٘) السدؼ‪ :‬إسماعيل السدؼ‪ :‬تابعي‪ ،‬صاحب التفسير كالم ازؼ كالسير‪ ،‬ككاف إماما‪ .‬معجـ المؤلفيف لعمر بف رضا بف‬
‫دمحم الدمشقي (ت‪ٔٗٓٛ:‬ىػ)‪ ،‬مكتبة المثنى‪-‬بيركت‪ ،‬دار إحياء التراث العربي بيركت‪ ،)ٕٚٙ/ٕ( ،‬المباب في تيذيب‬
‫األنساب البف األثير (المتكفى‪ٖٙٓ:‬ىػ)‪ ،‬دار صادر– بيركت‪.)ٔٔٓ/ٕ( ،‬‬
‫(‪ )ٙ‬الحسف‪ :‬بف أبي الحسف يسار البصرؼ‪ ،‬جمع كل فف مف عمـ كزىد كعبادة‪ ،‬كاف إماـ أىل البصرة‪ ،،‬ككلد الحسف‬
‫لسنتيف بقيتا مف خبلفة عمر‪ٔٔٓ-ٕٔ( ‬ىػ=ٕٗ‪ٕٚٛ-ٙ‬ـ)‪ .‬طبقات الفقياء‪ ،‬لمشي ارزؼ‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحساف عباس‪،‬‬
‫دار الرائد العربي‪ ،‬بيركت–لبناف‪ ،‬طٔ‪ٜٔٚٓ( ،‬ـ)‪( ،‬ص‪ ،)ٛٚ:‬كفيات األعياف(ٕ‪ ،)ٜٙ/‬كتاريخ أصبياف‪ ،‬ألبي نعيـ‬
‫األصبياني‪ ،‬تحقيق‪ :‬سيد كسركؼ حسف‪ ،‬دار الكتب العممية – بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٓ( ،‬ق)‪ ،)ٔٓٙ/ٔ( ،‬تيذيب‬
‫التيذيب البف حجر العسقبلني‪ ،‬دار الفكر‪ :‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٗ(،‬ىػ)‪.)ٕٚٔ/ٕ( ،‬‬
‫(‪ )ٚ‬قتادة‪ :‬أبك الخطاب قتادة بف دعامة بف قتادة السدكسي البصرؼ الضرير‪ ،‬مفسريف كمحدث‪ ،‬تكفي(‪ٔٔٚ‬ىػ)‪،‬‬
‫كقيل‪ٔٔٛ(:‬ق)‪ ،‬سير أعبلـ النببلء (٘‪ ،)ٕٖٛ-ٕٜٙ/‬تيذيب التيذيب (‪.)ٖٔ٘/ٛ‬‬

‫‪118‬‬
‫بخفض الميـ عمى معنى‪ :‬تساءلكف بو كباألرحاـ‪ ،‬كفسرىا‬ ‫(ٕ)‬
‫كاألعمش(ٔ)‪ ،‬كحمزة‬
‫كالنخعي(ٗ)‪ ،‬قاؿ الزجاج(٘)‪ :‬الخفض في (األرحاـ)‬ ‫(ٖ)‬
‫عمى ىذا الحسف‪ ،‬كعطاء‬
‫خطأ في العربية ال يجكز إال في اضطرار الشعر‪ ،‬كخطأ في الديف‪ ،‬ألف النبي‪‬‬
‫ّ‬
‫الفراء(‪ ،)ٚ‬كقيل‪ِ ،‬إنما أراد‪ ،‬حمزة‬ ‫(‪)ٙ‬‬ ‫ِ‬
‫قاؿ‪( :‬ال تحمفكا بآبائكـ) ‪ ،‬كذىب إلى نحك ىذا ّ‬
‫الخبر عف األمر القديـ الذؼ جرت عادتيـ بو‪ ،‬فالمعنى‪ :‬الذؼ كنتـ تساءلكف بو‬
‫كباألرحاـ في الجاىمية‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬مف جر‪ ،‬عطف عمى الضمير المجركر بالباء‪ ،‬كىك ضعيف في‬
‫القياس‪ ،‬قميل في االستعماؿ‪ ،‬فترؾ األخذ بو أحس(‪.)ٛ‬‬

‫(ٔ) األعمش‪ :‬سميماف بف ميراف‪ ،‬كاف ثقة‪ ،‬ركػ عف عبد هللا بف أبي أكفى حديثاً كاحداً‪ ،‬كلقي كبار التابعيف‪،‬‬
‫كركػ عنو خمق كثير‪ ،‬لو نحك مف (ٖٓٓٔ) حديث‪ ،‬قاؿ بف عيينة‪ :‬كاف األعمش أقرأىـ لكتاب هللا‬
‫كأحفظيـ لمحديث كأعمميـ بالفرائض كقاؿ الفبلس‪ :‬كاف األعمش يسمى المصحف؛ مف صدقو‪،‬‬
‫(ت‪ٔٗٛ‬ق)‪ .‬كفيات األعياف (ٕ‪ ،)ٖٗٓ-ٗٓٓ/‬تذكرة الحفاظ لمذىبي‪ ،‬دار الكتب العممية بيركت‪،‬‬
‫طٔ‪ٜٔٗٔ(،‬ىػ‪ٜٜٔٛ-‬ـ)‪.)ٔٔٙ/ٔ( ،‬‬
‫(ٕ ) حمزة‪ :‬بف حبيب الزيات‪ ،‬أبك عمارة الككفي‪ ،‬أحد القراء السبعة‪ ،‬أدرؾ بعض الصحابة‪ .‬إليو صارت إمامة القراءة في‬
‫الككفة بعد عاصـ‪ ،‬تكفي(‪ٔ٘ٙ‬ق)‪ ،‬انظر معرفة القراء الكبار عمى الطبقات كاألعصار (ٔ‪.)ٔٔٔ/‬‬
‫(ٖ) عطاء‪ :‬بف أبي رباح المكي‪ ،‬القرشي كالء‪ ،‬أبك دمحم‪ ،‬ثقة فقيو عالـ‪ ،‬مشيكر بالكرع كالتقى‪ ،‬مف أىل الفتيا‪،‬‬
‫تكفي(ٗٔٔىػ)‪ ،‬كفيات األعياف البف خمكاف(ٖ‪ ،)ٕٙٔ/‬كطبقات الحفاظ لمسيكطي( ص‪.)ٗ٘:‬‬
‫(ٗ ) النخعي‪ :‬إبراىيـ بف يزيد بف قيس بف األسكد‪ ،‬أبك عمراف النخعي‪ ،‬نسبتو إلى النخع ‪ -‬كىي قبيمة كبيرة مف‬
‫مذحج باليمف‪ ،‬مف أكابر التابعيف صبلحا كصدؽ ركاية كحفظا لمحديث‪ ،‬أحد األئمة المشاىير‪ ،‬فقيو‬
‫العراؽ‪ ،‬مات مختفيا مف الحجاج سنة(‪ٜٙ‬ق)‪ .‬انظر كفيات األعياف(ٔ‪ ،)ٕ٘/‬تاريخ اإلسبلـ (ٕ‪.)ٕٔٓ٘/‬‬
‫(٘) الزجاج‪ :‬ابر ِ‬
‫اىيـ ْبف السرؼ ْبف سيل أَُبك ِإ ْس َحاؽ النحكؼ الزجاج صاحب معاني القرآف‪ ،‬تكفي(ٖٓٔق)‪،‬‬ ‫َْ‬
‫تاريخ ب داد ألبي بكر أحمد بف عمي بف ثابت بف أحمد الخطيب الب دادؼ‪ ،‬تحقيق‪ :‬د بشار عكاد‬
‫معركؼ‪ ،‬دار ال رب اإلسبلمي– بيركت ط ٔ‪ٕٕٔٗ( ،‬ىػ‪ٕٕٓٓ-‬ـ)‪.)ٖٙٔ/ٙ( ،‬‬
‫(‪ )ٙ‬صحيح البخارؼ (٘‪ ،)ٕٗ/‬رقـ (‪ ،)ٖٖٛٙ‬كتاب مناقب األنصار‪ ،‬باب أياـ الجاىمية‪ ،‬صحيح مسمـ‬
‫(ٖ‪ ،)ٕٔٙٚ/‬رقـ(‪ ،)ٔٙٗٙ‬كتاب األيماف‪ ،‬باب النيي عف الحمف ب ير هللا تعالى‪.‬‬
‫(‪ )ٚ‬الفراء‪ :‬يحيي بف زياد بف عبد هللا ابف منظكر األسدؼ‪ ،‬المعركؼ بالفراء‪ ،‬تكفي(‪ٕٓٚ‬ىػ)‪ ،‬كمف كتبو معاني‬
‫القرآف‪ ،‬كالمقصكر كالممدكد‪ ،‬انظر كفيات األعياف (‪ ،)ٕٔٛ–ٔٚٙ/ٙ‬كب ية الكعاة في طبقات الم كييف‬
‫كالنحاة لمسيكطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم أبك الفضل إبراىيـ‪ ،‬المكتبة العصرية ‪ -‬لبناف ‪ /‬صيدا‪.)ٖٖٖ/ٕ( ،‬‬
‫(‪ )ٛ‬زاد المسير في عمـ التفسير ألبك الفرج الجكزؼ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرزاؽ الميدؼ‪ ،‬دار الكتاب العربي– بيركت‪،‬‬
‫طٔ‪ٕٕٔٗ( -‬ىػ)‪.)ٖٙٚ/ٔ( ،‬‬
‫‪119‬‬
‫(ٔ)‬
‫في تفسيره قكلو‪ :‬كأخرج ابف جرير عف الحسف في اآلية قاؿ‪:‬‬ ‫ذكر السيكطي‬
‫(ٕ)‬
‫كابف جرير عف إبراىيـ‬ ‫ىك قكؿ الرجل‪ :‬أنشدؾ باهلل كالرحـ‪ ،‬كأخرج عبد بف حميد‬
‫(ٖ)‬
‫خفض‪ ،‬قاؿ‪ :‬ىك قكؿ الرجل‪ :‬أسألؾ باهلل كبالرحـ‪ ،‬كأخرج‬ ‫ﭽﭦ ﭧ ﭨ ﭼ‬
‫(ٗ)‬
‫عف الحسف أنو تبل ىذه اآلية قاؿ‪ :‬إذا سئمت باهلل فأعطو كاذا سئمت‬ ‫ابف أبي حاتـ‬
‫بالرحـ فأعطو(٘)‪.‬‬
‫كقيل في ﭧ ﭨ ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭼ(‪ ،)ٙ‬عمى قراءة حمزة‬
‫كغيره ممف خفض (األرحاـ)‪ ،‬كقالكا‪ :‬تفسيرىا‪ :‬أؼ يتساءلكف بو كباألرحاـ‪ ،‬كما يقاؿ‪:‬‬
‫سألتؾ باهلل كبالرحـ(‪.)ٚ‬‬
‫قال اإلمام ابن تيمية‪ :‬فعمى قراءة الجميكر بالنصب‪ :‬إنما يسألكف باهلل كحده ال‬
‫بالرحـ كتساؤليـ باهلل تعالى يتضمف إقساـ بعضيـ عمى بعض باهلل كتعاىدىـ باهلل‪.‬‬
‫كأما عمى قراءة الخفض فقد قاؿ طائفة مف السمف‪ :‬ىك قكليـ أسألؾ باهلل كبالرحـ‬
‫كىذا إخبار عف سؤاليـ كقد يقاؿ إنو ليس بدليل عمى جكازه فإف كاف دليبل عمى‬

‫(ٔ) السيكطي‪ :‬أبك الفضل عبد الرحمف بف أبي بكر السيكطي الشافعي‪ ،‬صاحب المصنفات العديدة كأشيرىا الدر المنثكر‪،‬‬
‫كاإلتقاف في عمكـ القرآف‪ ،‬تكفي(ٔٔ‪ٜ‬ق)ػ‪ .‬طبقات المفسريف (ص‪ ،)ٖٙ٘:‬شذرات الذىب في أخبار مف ذىب‪ ،‬لعبد‬
‫العكرؼ الحنبمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمكد األرناؤكط‪ ،‬دار ابف كثير‪ ،‬دمشق– بيركت‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫الحي بف أحمد بف دمحم بف العماد َ‬
‫(‪ٔٗٓٙ‬ىػ‪ٜٔٛٙ-‬ـ)‪.)٘ٔ/ٛ( ،‬‬
‫(ٕ) عبد بف حميد‪ :‬عبد بف حميد بف نصر الكسي‪ ،‬كيقاؿ لو‪ :‬الكشي‪ ،‬اإلماـ‪ ،‬الحافع‪ ،‬الحجة‪ ،‬أحد الحفاظ بما‬
‫كراء النير ركػ عنو مسمـ كالترمذؼ‪ ،‬نسبتو إلى كس (مف ببلد السند)‪ ،‬مف كتبو تفسير لمقرآف الكريـ‪،‬‬
‫كالمسند‪ٕٜٗ( ،‬ىػ =ٖ‪ٛٙ‬ـ)‪ ،‬سير أعبلـ النببلء ط الرسالة (ٕٔ‪ ،)ٕٖ٘/‬كالكافي بالكفيات (‪.)ٕٕٗ/ٜٔ‬‬
‫(ٖ) لنساء‪ :‬آية ٔ‪.‬‬
‫(ٗ) ابف أبي حاتـ‪ :‬عبد الرحمف بف دمحم أبي حاتـ الرازّؼ‪ ،‬أبك دمحم حافع لمحديث‪ ،‬مف كبارىـ‪ .‬أثنى عميو جماعة‬
‫بالزىد كالكرع التاـ‪ ،‬لو تصانيف‪ ،‬منيا (الجرح كالتعديل)‪( ،‬التفسير)‪( ،‬عمل الحديث)‪( ،‬المسند)‪،‬‬
‫(المراسيل)‪ٖٕٚ-ٕٗٓ( ،‬ىػ = ٗ٘‪ٛ‬ـ‪ٜٖٛ-‬ـ)‪ ،‬طبقات الحنابمة ألبك الحسيف ابف أبي يعمى‪ ،‬دمحم بف دمحم‬
‫(المتكفى‪ٕ٘ٙ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم حامد الفقي‪ ،‬دار المعرفة‪-‬بيركت‪ ،)٘٘/ٕ(،‬فكات الكفيات (ٕ‪.)ٕٛٛ/‬‬
‫(٘) الدر المنثكر في التفسير بالمأثكر‪ ،‬لعبد الرحمف السيكطي‪.)ٕٗٗ/ٕ( ،‬‬
‫(‪ )ٙ‬النساء‪ :‬آية ٔ‪.‬‬
‫(‪ )ٚ‬اقتضاء الصراط المستقيـ لمخالفة أصحاب الجحيـ‪ ،‬البف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬ناصر عبد الكريـ العقل‪ ،‬دار عالـ‬
‫الكتب‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪ٜٔٗٔ( ،ٚ‬ىػ‪ٜٜٜٔ-‬ـ)‪.)ٖٓٛ/ٕ( ،‬‬
‫‪111‬‬
‫جكازه فمعنى قكلو أسألؾ بالرحـ ليس إقساما بالرحـ ‪-‬كالقسـ ىنا ال يسكغ‪ -‬لكف‬
‫بسبب الرحـ أؼ ألف الرحـ تكجب ألصحابيا بعضيـ عمى بعض حقكقا كسؤاؿ‬
‫الثبلثة هلل تعالى بأعماليـ الصالحة ككسؤالنا بدعاء النبي ‪ ‬كشفاعتو‪ ،‬كمف ىذا‬
‫الباب ما ركؼ عف أمير المؤمنيف عمي بف أبي طالب ‪ ‬أف ابف أخيو عبد هللا بف‬
‫(ٕ)‬ ‫(ٔ)‬
‫أعطاه كليس ىذا مف باب اإلقساـ‪ ،‬فإف اإلقساـ‬ ‫كاف إذا سألو بحق جعفر‬ ‫جعفر‬
‫ب ير جعفر أعظـ بل مف باب حق الرحـ ألف حق هللا إنما كجب بسبب جعفر‬
‫كجعفر حقو عمى عمي(ٖ)‪.‬‬
‫كما ذىب اليو ابف تيمية كمف كافقو ىك الراجح‪ ،‬كذلؾ ألف قراءة الخفض كىي‬
‫لحمزة متكاترة فيي حجة عمى الم ة كليست الم ة حجة عمييا‪ ،‬كىذا نص القاعدة‪.‬‬
‫كمف األمثمة قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯮ ﯯ ﯰﮊ(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬قكلو‪ :‬ﮋ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬
‫(٘)‬
‫مكسى كىاركف كقد اختمفت القراء في قراءة قكلو‪ :‬ﮋ ﯮ ﯯ ﯰﮊ‬ ‫ﯶﮊ‬

‫(ٔ) عبد هللا بف جعفر‪ :‬بف أبي طالب بف عبد المطمب بف ىاشـ بف عبد مناؼ‪ ،‬القرشي الياشمي‪ .‬لو صحبة‪،‬‬
‫كأمو أسماء بنت عميس الخثعمية‪ ،‬كلد بأرض الحبشة‪ ،‬ككاف أبكاه ىاج ار إلييا‪ ،‬فكلد ىناؾ‪ ،‬كىك أكؿ مكلكد‬
‫كلد في اإلسبلـ بأرض الحبشة) كركؼ عف النبي ‪ ،‬كركػ عف أمو أسماء كعمو عمي بف أبي طالب ‪،‬‬
‫ركػ عنو بنكه‪ ،‬كدمحم بف عمي بف الحسيف‪ ،‬كالقاسـ بف دمحم‪ ،‬كعركة بف الزبير كالشعبي كغيرىـ‪ ،‬اختمف في‬
‫كفاتو قيل (ٗ‪ٛ‬اك٘‪)ٛ‬كقيل (ٓ‪ٜ‬ق)‪ .‬أسد ال ابة ألبك الحسف عمي بف أبي الكرـ دمحم بف دمحم بف عبد الكريـ‬
‫بف عبد الكاحد الشيباني الجزرؼ‪ ،‬عز الديف ابف األثير‪ ،‬دار الفكر– بيركت‪ٜٔٗٓ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٛ-‬ـ)‪،‬‬
‫(ٖ‪ ،)ٜٗ/‬اإلصابة في تمييز الصحابة اإلصابة في تمييز الصحابة ألبف حجر العسقبلني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادؿ‬
‫أحمد عبد المكجكد كعمى دمحم معكض‪ ،‬دار الكتب العممية – بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔ٘( ،‬ىػ)‪.)ٖٚ/ٗ( ،‬‬
‫(ٕ ) جعفر بف أبي طالب‪ ،‬كأبي طالب عبد مناؼ بف عبد المطمب بف ىاشـ بف عبد مناؼ ابف قصي القرشي‬
‫الياشمي‪ ،‬ابف عـ رسكؿ هللا ‪ ‬كىك جعفر الطيار‪ ،‬ككاف أشبو الناس برسكؿ هللا ‪ ‬خمقا كخمقا‪ ،‬ىاجر‬
‫اليجرتيف‪ ،‬ركػ عنو ابنو عبد هللا‪ ،‬كأبك مكسى األشعرؼ ‪ ،‬كعمرك بف العاص ‪ ،‬ككاف رسكؿ هللا ‪‬‬
‫يسميو‪ ،‬أبا المساكيف كاف عمر جعفر لما قتل إحدػ كأربعيف سنة‪ ،‬كقيل غير ذلؾ‪ ،‬استشيد في غزكة‬
‫مؤتة‪ ،‬أسد ال ابة (ٔ‪ )ٖٗٔ/‬اإلصابة في تمييز الصحابة (ٔ‪.)ٜٕ٘/‬‬
‫(ٖ) مجمكع الفتاكػ البف تيمية‪ )ٖٖٜ/ٔ( ،‬ك (ٔ‪.)ٖٗٓ/‬‬
‫(ٗ) طو‪ :‬آيةٖ‪.ٙ‬‬
‫(٘) طو‪ :‬آيةٖ‪.ٙ‬‬
‫‪111‬‬
‫(إف ىذاف) بتشديد إف كباأللف في ىذاف‪ ،‬كقالكا‪ :‬قرأنا ذلؾ‬
‫فقرأتو عامة قراء األمصار‪ً :‬‬
‫كذلؾ‪ ،‬ككاف بعض أىل العربية مف أىل البصرة يقكؿ‪( :‬إف) خفيفة في معنى ثقيمة‪،‬‬
‫كىي ل ة لقكـ يرفعكف بيا‪ ،‬كيدخمكف البلـ ليفرقكا بينيا كبيف التي تككف في معنى ما‪،‬‬
‫كقاؿ بعض نحكيي الككفة‪ :‬ذلؾ عمى كجييف‪ :‬أحدىما عمى ل ة بني الحارث بف كعب‬
‫كمف جاكرىـ‪ ،‬يجعمكف االثنيف في رفعيما كنصبيما كخفضيما باأللف(ٔ)‪.‬‬
‫كزعـ قكـ أنو ال يجكز‪ ،‬ألنو إذا خفف نكف (إف) فبل بد لو مف أف يدخل (إال)‬
‫فيقكؿ‪ :‬إف ىذا إال ساحراف قاؿ أبك جعفر(ٕ)‪ :‬كالصكاب في ذلؾ عندنا‪( :‬إف) بتشديد‬
‫نكنيا‪ ،‬كىذاف باأللف إلجماع الحجة مف القراء عميو‪ ،‬كأنو كذلؾ ىك في خط‬
‫المصحف‪ ،‬ككجيو إذا قرغ كذلؾ مشابيتو الذيف إذ زادكا عمى الذؼ النكف‪ ،‬كأقر في‬
‫جميع األحكاؿ اإلعراب عمى حالة كاحدة‪ ،‬فكذلؾ (إف ىذاف) زيدت عمى ىذا نكف(ٖ)‪.‬‬
‫(ٗ)‬
‫إف ىذيف لساحراف بتشديد الحرؼ الداخل عمى‬ ‫قاؿ الشككاني‪ :‬ق أر أبك عمرك‬
‫الجممة‪ ،‬كبالياء في اسـ اإلشارة عمى إعماؿ إف عمميا المعركؼ‪ ،‬كىك نصب االسـ‬
‫كرفع الخبر كركيت ىذه القراءة عف عثماف كعائشة كغيرىما مف الصحابة‪ ،‬كبيا ق أر‬
‫الحسف كسعيد بف جبير كالنخعي كغيرىـ مف التابعيف‪ ،‬كبيا ق أر عاصـ الجحدرؼ(٘)‪،‬‬
‫كىذه القراءة مكافقة لئلعراب الظاىر‪ ،‬مخالفة لرسـ المصحف فإنو مكتكب باأللف‪،‬‬
‫(ٔ)‬ ‫(‪)ٙ‬‬
‫كابف كثير كعاصـ في ركاية حفص عنو إف ىذاف‬ ‫كالخميل بف أحمد‬ ‫كق أر الزىرؼ‬

‫(ٔ) جامع البياف (‪.)ٜٚ,ٜٛ/ٔٙ‬‬


‫(ٕ) كىك ىنا الطبرؼ ابف جرير صاحب التفسير‪.‬‬
‫(ٖ) تفسير الطبرؼ=جامع البياف (‪.)ٔٓٔ/ٔٙ‬‬
‫(ٗ) حفص بف عمر بف عبد العزيز األزدؼ الدكرؼ‪ ،‬كالدكر م ِ‬
‫كضع ِبَب ْ َداد أبك عمر‪ :‬إماـ القراءة في عصره‪ ،‬كاف ثقة ثبتا‬ ‫َ‬
‫ضابطا‪ ،‬لو كتاب(ما اتفقت ألفاظو كمعانيو مف القرآف) ك(قراءات النبي‪ ،)‬كىك أكؿ مف جمع القراءات‪،‬‬
‫تكفي(‪ٕٗٙ‬ىػ)‪ .‬التيسير في القراءات السبع لعثماف بف سعيد الداني‪ ،‬تحقيق‪ :‬اكتك تريزؿ‪ ،‬دار الكتاب العربي–‬
‫اءات‬ ‫بيركت‪ ،‬طٕ‪ٔٗٓٗ( ،‬ىػ)‪( ،‬ص‪ .)٘:‬الزاىرة في القراءات العشر المتكاترة مف طريقي الشاطبية ك ُّ‬
‫الدرة‪ -‬القر ُ‬
‫الشاذةُ كتكجيييا مف ل ة العرب لعبد الفتاح بف عبد ال ني القاضي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيركت ‪ -‬لبناف (ص‪.)ٛ:‬‬
‫(٘) عاصـ بف أبي الصباح الجحدرؼ المقرغ المفسر ق أر القرآف عمى سميماف بف قتة كنصر كالحسف البصرؼ قاؿ ابف‬
‫معيف عاصـ الجحدرؼ ىك صاحب القراءة ثقة‪ ،‬ت (‪ٕٔٛ‬ق)‪ .‬الكافي بالكفيات (‪.)ٖٕٗ/ٔٙ‬‬
‫حدث عف جماعة مف الصحابة‪ ،‬قاؿ الميث‪ :‬ما رأيت‬
‫(‪ )ٙ‬الزىرؼ‪ :‬دمحم بف مسمـ بف عبيد هللا الزىرؼ‪ ،‬اإلماـ‪َ ،‬عَم ُـ الحفاظ‪ّ ،‬‬
‫عالماً قط أجمع مف الزىرؼ‪ ،‬كقاؿ مالؾ‪ :‬بقي الزىرؼ كمالو في الدنيا نظير‪٘ٓ( ،‬ق‪ٕٔٗ-‬ىػ)‪ .‬انظر‪ :‬طبقات عمماء‬
‫الحديث البف عبد اليادؼ (ٔ‪ ،)ٖٔٛ–ٔٛٔ/‬كسير أعبلـ النببلء(٘‪.)ٖ٘ٓ–ٖٕٙ/‬‬

‫‪112‬‬
‫بتخفيف إف عمى أنيا نافية‪ ،‬كىذه القراءة مكافقة لرسـ المصحف كلئلعراب‪ ،‬كق أر ابف‬
‫كثير مثل قراءتيـ إال أنو يشدد النكف مف «ىذاف»‪ ،‬كق أر المدنيكف كالككفيكف إف‬
‫ىذاف بتشديد إف كباأللف‪ ،‬فكافقكا الرسـ كخالفكا اإلعراب الظاىر‪ ،‬كقد تكمـ جماعة‬
‫مف أىل العمـ في تكجيو قراءة المدنييف كالككفييف‪ ،‬كقيل‪ :‬إنيا ل ة بني الحارث(ٕ)‪،‬‬
‫كخثعـ(ٖ)‪ ،‬ككنانة يجعمكف رفع المثنى كنصبو كجره باأللف‪ ،‬كمنو قكؿ الشاعر(ٗ)‪:‬‬
‫فأطرؽ إطراؽ الشجاع كلك يرػ ‪ ...‬مساغا لناباه الشجاع لصمما‬
‫كقكؿ اآلخر(٘)‪ :‬إف أباىا كأبا أباىا ‪ ...‬قد بم ا في المجد غايتاىا‬
‫كمما يؤيد ىذا تصريح سيبكيو كاألخفش(‪،)ٙ‬‬
‫(‪)ٚ‬‬
‫كالفراء‪ :‬إف ىذه القراءة عمى ل ة بني الحارث ابف كعب‪ ،‬كعف أبي‬ ‫كالكسائي‬

‫(ٔ) أبي عبد الرحمف الخميل بف أحمد بف عمرك بف تميـ الفراىيدؼ البصرؼ‪ ،‬مف أئمة الم ة كاألدب‪ ،‬ككاضع عمـ‬
‫العركض‪ ،‬كىك أستاذ سيبكيو‪ٔٚٓ-ٔٓٓ( ،‬ىػ=‪ٚٛٙ-ٚٔٛ‬ـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د ميدؼ المخزكمي‪ ،‬د‪/‬إبراىيـ السامرائي‬
‫دار كمكتبة اليبلؿ‪ ،)ٖٔٓ/ٖ( ،‬الكافي بالكفيات (ٖٔ‪ ،)ٕٗٓ/‬كفيات األعياف (ٕ‪.)ٕٗٗ/‬‬
‫(ٕ) بني الحارث بف كعب بف عمرك بف عمة بف جمد (كىك مذحج)‪ ،‬جميرة أنساب العرب ألبك دمحم عمي بف أحمد بف‬
‫سعيد بف حزـ األندلسي القرطبي الظاىرؼ (المتكفى‪ٗ٘ٙ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬لجنة مف العمماء‪ ،‬دار الكتب العممية –‬
‫بيركت‪ ،‬طٔ‪.)ٖٗٔ/ٔ( ،)ٜٖٔٛ/ٖٔٗٓ( ،‬‬
‫بالسراة‪ ،‬أرض خثعـ كانت كما زالت بيف جرش‬
‫(ٖ) خثعـ‪ :‬بفتح أكلو‪ ،‬كاسكاف ثانيو‪ ،‬بعده عيف ميممة كميـ‪ :‬اسـ جبل ّ‬
‫كبيشة‪ ،‬سميت بجبل نزلتو‪ ،‬ككانت مف ارض اليمف‪ .‬معجـ ما استعجـ مف اسماء الببلد كالمكاضع (ٕ‪،)ٜٗٛ/‬‬
‫معجـ المعالـ الج رافية في السيرة النبكية لعاتق بف غيث بف زكير الببلدؼ الحربي‪ ،‬دار مكة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬مكة‬
‫المكرمة‪ ،‬طٔ‪ٕٔٗٓ(،‬ىػ‪ٜٕٔٛ-‬ـ)‪( ،‬ص‪.)ٕ٘:‬‬
‫العزِؼ كىك خاؿ طرفة بف العبد‪٘ٓ( ،‬ؽ ىػ‪ٜ٘ٙ-‬ـ)‪ .‬كرد البيت في لساف العرب‬
‫(ٗ) قكؿ لممتممس‪ :‬اسمو جرير بف عبد ّ‬
‫(ٕٔ‪ ،)ٖٗٚ/‬ككرد في األصمعيات‪ ،‬ألبك سعيد عبد الممؾ بف قريب بف عمي بف أصمع‪ ،‬تحقق‪ :‬احمد دمحم شاكر‪،‬‬
‫دار المعارؼ–مصر‪ ،‬ط٘‪ٜٜٖٔ( ،‬ـ)‪( ،‬ص‪ ،)ٕٗٙ:‬الشعر كالشعراء (ٔ‪.)ٔٚٚ/‬‬
‫إنشادا لمشعر‪.‬‬
‫ً‬ ‫(٘) القائل أبك النجـ العجمي؛ كىك الفضل بف قدامة‪ ،‬مف بني بكر بف كائل‪ ،‬مف أشير الرجاز كأحسنيـ‬
‫أسرار العربية لعبدالرحمف بف دمحم بف عبيد هللا األنصارؼ‪ ،‬أبك البركات‪ ،‬كماؿ الديف األنبارؼ‪ ،‬دار األرقـ بف أبي‬
‫األرقـ‪ ،‬طٔ‪ٕٔٗٓ( ،‬ىػ‪ٜٜٜٔ-‬ـ)‪( ،‬ص‪.)ٙٓ:‬‬
‫(‪ )ٙ‬االخفش‪ :‬سعيد بف مسعدة البمخي‪ :‬البصرؼ‪ ،‬المعركؼ باألخفش األكسط‪ ،‬مف أئمة العربية‪ ،‬كأحد نحاة البصرة الذيف‬
‫لزمكا سيبكيو‪( ،‬تٕ٘ٔىػ=ٖٓ‪ٛ‬ـ)‪ .‬ب ية الكعاة لمسيكطي (ٔ‪ .)ٜ٘ٓ/‬شذرات الذىب في أخبار مف ذىب (ٖ‪،)ٖٚ/‬‬
‫الكافي بالكفيات (٘ٔ‪.)ٔٙٔ/‬‬
‫(‪ )ٚ‬الكسائي‪ :‬عمي ابف حمزة بف عبد هللا بف فيركز األسدؼ‪ ،‬قيل لو الكسائي ألنو دخل الككفة كأتى حمزة بف حبيب‬
‫الزيات كىك ممتف بكساء فقاؿ حمزة مف يق أر فقيل لو صاحب الكساء فبقي عمما عميو‪ ،‬شيخ القراء كأحد السبعة‬
‫كاماـ النحاة إماـ العربية المشيكر‪ ،‬ق أر عمى حمزة الزيات‪ ،‬تكفي(‪ٜٔٛ‬ق)‪ .‬معرفة القراء الكبار عمى الطبقات‬
‫كاألعصار لمذىبي‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬ـ) (ٔ‪ ،)ٕٔٓ/‬الكافي بالكفيات (ٕٔ‪.)ٗٛ/‬‬

‫‪113‬‬
‫(ٔ)‬
‫أنيا ل ة بني كنانة‪ ،‬كحكى غيره أنيا ل ة خثعـ‪ ،‬كقيل‪ :‬إف «إف» بمعنى نعـ‬ ‫الخطاب‬
‫ىاىنا كما حكاه الكسائي عف عاصـ‪ ،‬ككذا حكاه سيبكيو‪ .‬قاؿ النحاس(ٕ)‪ :‬رأيت الزجاج‬
‫كاألخفش يذىباف إليو‪ ،‬فيككف التقدير‪ :‬نعـ ىذاف لساحراف‪ ،‬كمنو قكؿ الشاعر(ٖ)‪:‬‬
‫ليت شعرؼ ىل لممحب شفاء ‪ ...‬مف جكػ حبيف إف المقاء‬
‫أؼ‪ :‬نعـ المقاء‪ ،‬قاؿ الزجاج‪ :‬كالمعنى في اآلية‪ :‬إف ىذاف ليما ساحراف‪ ،‬ثـ حذؼ‬
‫كأبك الفتح بف جني(٘)‪ ،‬كقيل‪ :‬إف األلف في‬ ‫(ٗ)‬
‫المبتدأ كىك ىما‪ ،‬كأنكره أبك عمي الفارسي‬
‫ىذا مشبية باأللف في يفعبلف فمـ ت ير‪ ،‬كقيل‪ :‬إف الياء مقدرة‪ ،‬أؼ‪ :‬إنو ىذاف لساحراف‪،‬‬
‫حكاه الزجاج عف قدماء النحكييف‪ ،‬ككذا حكاه ابف األنبارؼ(‪ ،)ٙ‬كقاؿ ابف كيساف(‪ :)ٚ‬إنو لما‬
‫كاف يقاؿ ىذا باأللف في الرفع كالنصب كالجر عمى حاؿ كاحدة‪ ،‬ككانت التثنية ال‬
‫ت ير الكاحد أجريت التثنية مجرػ الكاحد‪ ،‬فثبت األلف في الرفع كالنصب كالجر‪ ،‬فيذه‬
‫أقكاؿ تتضمف تكجيو ىذه القراءة تكجييا تصح بو كتخرج بو عف الخطأ‪ ،‬كبذلؾ‬
‫يندفع ما ركؼ عف عثماف كعائشة أنو غمط مف الكاتب لممصحف(‪.)ٛ‬‬

‫(ٔ) أبك الخطاب‪ :‬قتادة بف دعامة السدكسي الضرير‪ ،‬مف أئمة التفسر كالحديث‪ٔٔٚ( ،‬ىػ‪،‬كقيل‪ٔٔٛ‬ق)‪ .‬انظر‪:‬سير أعبلـ‬
‫النببلء(٘‪ ،)ٕٖٛ-ٕٜٙ/‬تيذيب التيذيب البف حجر‪.)ٖٔ٘/ٛ( ،‬‬
‫(ٕ) أحمد بف دمحم بف إسماعيل بف يكنس المرادؼ النحاس النحكؼ المصرؼ‪ ،‬لو تصانيف مفيدة منيا تفسير القرآف الكريـ‪،‬‬
‫مفسر‪ ،‬أديب‪ ،‬كلو تصانيف كثيرة‪ٖٖٛ( ،‬ىػ=ٓ٘‪ٜ‬ـ)‪ .‬طبقات المفسريف ألحمد بف دمحم األدنو كؼ (ٔٔىػ)‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫سميماف بف صالح الخزؼ‪ ،‬مكتبة العمكـ كالحكـ– السعكدية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ -‬ـ)‪ ،)ٙٚ/ٔ( ،‬كشذرات الذىب‬
‫في أخبار مف ذىب (ٗ‪ ،)ٕٖٓ/‬الكافي بالكفيات (‪.)ٕٖٚ/ٚ‬‬
‫(ٖ) كىك ثعمب‪ :‬أحمد بف يحيى بف سيار أبك العباس ثعمب الشيباني مكالىـ النحكؼ الم كؼ إماـ الككفييف في النحك‬
‫كالم ة‪ .‬الكافي بالكفيات (‪.)ٔ٘ٚ/ٛ‬‬
‫(ٗ) أبك عمي ِ‬
‫الفارسي الحسف بف أحمد بف عبد ال فار الفارسي األصل‪ ،‬أحد األئمة في عمـ العربية‪ٖٚٚ -ٕٛٛ( .‬ىػ‬
‫ّ‬
‫=ٓٓ‪ٜٛٚ -ٜ‬ـ)‪ ،‬كفيات األعياف(ٔ‪.)ٖٔٔ/‬‬
‫(٘) أبك الفتح‪ :‬عثماف بف جني المكصمي‪ ،‬مف أئمة األدب كالنحك‪ ،‬كلو شعر‪ ،‬مف تصانيفو‪ :‬المبيج‪ ،‬في اشتقاؽ أسماء‬
‫رجاؿ الحماسة‪ ،‬كالخصائص‪ٖٜٕ( ،‬ىػ=ٕٓٓٔـ)‪ .‬شذرات الذىب(ٗ‪ ،)ٜٗٗ/‬كفيات األعياف (ٖ‪.)ٕٗٙ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬بف األ َْنَبارؼ‪ :‬دمحم بف عبد الكريـ بف إبراىيـ بف عبد الكريـ الشيباني‪ :‬أبك عبد هللا‪ ،‬ككاف فاضبل أديبا‪٘٘ٛ -ٜٗٙ( ،‬ىػ‬
‫ّ‬
‫= ‪ٖٔٔٙ-ٔٓٚٙ‬ـ) الكافي بالكفيات (ٔ‪.)ٖٔٓ/‬‬
‫(‪ )ٚ‬ابف َك ْي َساف‪ :‬دمحم بف أحمد بف إبراىيـ‪ ،‬المعركؼ بابف كيساف‪ :‬عالـ بالعربية‪ ،‬أخذ عف المبرد كثعمب‪ ،‬مف كتبو تمقيب‬
‫القكافي كتمقيب حركاتيا‪ ،‬معاني القرآف‪ ،‬تكفي(‪ٕٜٜ‬ىػ)‪ .‬الكافي بالكفيات (ٕٗ‪ ،)ٕٛٚ/‬طبقات النحكييف كالم كييف‪،‬‬
‫لدمحم بف الحسف بف عبيد هللا بف مذحج الزبيدؼ اإلشبيمي‪( ،‬ت‪ٖٜٚ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم أبك الفضل‪( ،‬ص‪.)ٖٔ٘:‬‬
‫(‪ )ٛ‬فتح القدير لدمحم بف عمي بف دمحم بف عبد هللا الشككاني اليمني (ت‪ٕٔ٘ٓ:‬ىػ)‪ ،‬دار ابف كثير‪ ،‬دار الكمـ‬
‫الطيب ‪ -‬دمشق‪ ،‬بيركت‪ٔٗٔٗ( ،‬ق)‪.)ٗٗٔ،ٗٗٓ/ٖ( ،‬‬
‫‪114‬‬
‫ق أر (أبك عمرك) إف ىذيف بالياء‬ ‫(ٕ)‬
‫قاؿ ابف جزؼ(ٔ)‪ :‬ﮋ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﮊ‬
‫كال إشكاؿ في ذلؾ‪ ،‬كق أر (حفص) بتخفيف إف كىي مخففة مف الثقيمة‪ ،‬كارتفع‬
‫إف كرفع ىذاف‪ ،‬فقيل إف ىنا‬
‫بعدىا ىذاف باالبتداء‪ ،‬كأما قراءة نافع كغيره بتشديد ّ‬
‫بمعنى نعـ فبل تنصب‪ ،‬كفي الحديث أف الحمد هلل بالرفع‪ ،‬كقيل‪ :‬اسـ إف ضمير‬
‫األمر كالشأف تقديره‪ :‬إف األمر‪ ،‬كىذاف لساحراف مبتدأ كخبر في مكضع خبر إف‪،‬‬
‫قيل‪ :‬جاء القرآف في ىذه اآلية بم ة بني الحرث بف كعب كىك إبقاء التثنية باأللف‬
‫حاؿ النصب كالخفض(ٖ)‪.‬ػ‬
‫ق أر أبك عمرك(إف‬ ‫(٘)‬
‫قاؿ القرطبي(ٗ)‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﮊ‬
‫ىذيف لساحراف)‪ ،‬كركيت عف عثماف كعائشة رضي هللا عنيما كغيرىما مف‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫كابراىيـ النخعي كغيرىـ مف‬ ‫الصحابة‪ ،‬ككذلؾ ق أر الحسف كسعيد بف جبير‬
‫(‪)ٚ‬‬
‫كعاصـ الجحدرؼ‪ ،‬فيما ذكر النحاس‪ ،‬كىذه‬ ‫التابعيف‪ ،‬كمف القراء عيسى بف عمر‬

‫مفس ًار‪ ،‬أّلف في فنكف‬


‫(ٔ) ابف جزؼ‪ :‬دمحم بف أحمد بف دمحم بف جزؼ الكمبي المالكي‪ ،‬مف أىل غرناطة‪ ،‬كاف فقييًا ّ‬
‫كثيرة‪ ،‬تكفي(ٔٗ‪ٚ‬ىػ)‪ .‬انظر‪ :‬الديباج الم ّذىب في معرفة أعياف عمماء المذىب‪ ،‬البف فرحكف‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عمي‬
‫عمر‪ ،‬طٔ‪ٕٖٔٗ( ،‬ى)‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪-‬القاىرة‪.)ٕٜ٘/ٔ( .‬‬
‫(ٕ) طو‪ :‬آيةٖ‪.ٙ‬‬
‫(ٖ) التسييل لعمكـ التنزيل‪ ،‬البف جزؼ الكمبي ال رناطي‪ ،‬تحقق‪ :‬الدكتكر عبد هللا الخالدؼ‪ ،‬شركة دار األرقـ بف أبي‬
‫األرقـ‪-‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٙ( ،‬ق)‪.)ٔٓ/ٕ( ،‬‬
‫(ٗ) القرطبي‪ :‬أبك عبد هللا دمحم بف أحمد بف أبي بكر بف فرح األنصارؼ الخزرجي القرطبي المالكي‪ ،‬عالـ متفنف في‬
‫عمكـ شتى‪ ،‬مف كبار المفسريف‪ٙٚٔ( ،‬ىػ=ٖ‪ٕٔٚ‬ـ)‪ ،‬انظر طبقات المفسريف لجبلؿ الديف السيكطي‪،‬‬
‫(ص‪ ،)ٜٚ‬الجامع ألحكاـ القرآف‪ :‬مقدمة المجمد األكؿ‪.‬‬
‫(٘) طو‪ :‬آيةٖ‪.ٙ‬‬
‫(‪ )ٙ‬سعيد بف جبير بف ىشاـ األسدؼ‪ ،‬بالكالء‪ ،‬الككفي‪ ،‬تابعي‪ ،‬كاف أعمميـ عمى اإلطبلؽ‪ ،‬حبشي األصل‪ ،‬مف‬
‫ّ‬
‫مكالي بني كالبة بف الحارث مف بني أسد‪ ،‬سمع ابف عباس كعدؼ بف حاتـ كابف عمر ‪ ،‬تكفي شييدا قتمو‬
‫الحجاج‪ٜ٘-ٗ٘(،‬ىػ= ٘‪ٚٔٗ-ٙٙ‬ـ)‪ .‬الكافي بالكفيات(٘ٔ‪ ،)ٕٜٔ/‬كفيات األعياف(ٕ‪.)ٖٚٔ/‬‬
‫(‪ )ٚ‬عيسى بف عمر اليمداني الككفي‪ ،‬مقرغ الككفة بعد حمزة‪ ،‬ىك صاحب الحركؼ‪ ،‬كىك شيخ الخميل كسيبكيو‪،‬‬
‫كأكؿ مف ىذب النحك كرتبو‪ ،‬كعمى طريقتو مشى سيبكيو كغيره‪ ،‬لو نحك سبعيف مصنفا احترؽ أكثرىا‪ ،‬منيا‬
‫الجامع كاإلكماؿ‪ ،‬في النحك‪ ،‬قاؿ أحمد بف عبد هللا العجمى‪ :‬ىك ثقة‪ ،‬رجل صالح‪ ،‬رأس في القرآف‪ ،‬قاؿ ابف‬
‫معيف‪ :‬ثقة ىمداني‪ٜٔٗ( ،‬ىػ=‪ٚٙٙ‬ـ)‪ ،‬غاية النياية في طبقات القراء لشمس الديف ابف الجزرؼ‪ ،‬دمحم بف دمحم‬
‫بف يكسف‪ ،‬مكتبة ابف تيمية‪ ،‬طٔ‪ٖٔ٘ٔ( ،‬ىػ)‪ ،)ٖٙٔ/ٔ( ،‬كفيات األعياف (ٖ‪.)ٗٛٙ/‬‬

‫‪115‬‬
‫القراءة مكافقة لئلعراب مخالفة لممصحف‪ ،‬كق أر الزىرؼ كالخميل بف أحمد كابف كثير‬
‫كعاصـ كغيرىـ‪ :‬في ركاية حفص عنو (إف ىذاف) بتخفيف (إف) (لساحراف) كابف‬
‫كثير يشدد نكف (ىذاف)‪ ،‬كىذه القراءة سممت مف مخالفة المصحف كمف فساد‬
‫اإلعراب‪ ،‬كيككف معناىا ما ىذاف إال ساح ارف‪ ،‬كق أر المدنيكف كالككفيكف‪( :‬إف ىذاف)‬
‫بتشديد (إف)‪ ،‬فكافقكا المصحف كخالفكا اإلعراب‪ ،‬قاؿ النحاس‪ :‬فيذه ثبلث قراءات‬
‫(ٔ)‬
‫أنو ق أر (إف ىذاف إال‬ ‫قد ركاىا الجماعة عف األئمة‪ ،‬كركؼ عف عبد هللا بف مسعكد‬
‫ساحراف) كقاؿ الكسائي في قراءة‪( :‬إف ىذاف ساحراف) ب ير الـ‪ ،‬كقاؿ الفراء في‬
‫قراءة (إف ذاف إال ساحراف) فيذه ثبلث قراءات أخرػ تحمل عمى التفسير ال أنيا‬
‫جائز أف يق أر بيا لمخالفتيا المصحف(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ أبك جعفر النحاس‪ :‬كىذا القكؿ مف أحسف ما حممت عميو اآلية‪ ،‬إذ كانت ىذه‬
‫الم ة معركفة‪ ،‬كقد حكاىا مف يرتضى بعممو كأمانتو‪ ،‬منيـ أبك زيد األنصارؼ(ٖ)‪ ،‬كىك‬
‫الذؼ يقكؿ‪ :‬إذا قاؿ سيبكيو حدثني مف أثق بو فإنما يعنيني‪ ،‬كأبك الخطاب األخفش‬
‫كىك رئيس مف رؤساء الم ة‪ ،‬كالكسائي كالفراء كميـ قالكا ىذا عمى ل ة بني الحرث‬
‫بف كعب‪ ،‬كقيل‪ :‬أنيا ل ة لخثعـ‪ .‬قاؿ النحاس كمف أبيف ما في ىذا قكؿ سيبكيو‪:‬‬
‫كاعمـ أنؾ إذا ثنيت الكاحد زدت عميو زائدتيف‪ ،‬األكلى منيما حرؼ مد كليف كىك‬
‫حرؼ اإلعراب‪ ،‬قاؿ أبك جعفر فقكؿ سيبكيو‪ :‬كىك حرؼ اإلعراب‪ ،‬يكجب أف األصل‬
‫أال يت ير‪ ،‬فيككف (إف ىذاف) جاء عمى أصمو ليعمـ ذلؾ‪ ،‬كقد قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﯸ‬

‫(ٔ) عبد هللا بف مسعكد بف غافل بف حبيب اليذلي‪ ،‬أبك عبد الرحمف‪ :‬صحابي‪ .‬مف أكابرىـ‪ ،‬فضبل كعقبل‪،‬‬
‫كقربا مف رسكؿ هللا صّمى هللا عميو كسمـ كىك مف أىل مكة‪ ،‬كمف السابقيف إلى اإلسبلـ‪ ،‬كأكؿ مف جير‬
‫بقراءة القرآف بمكة‪ .‬ككاف خادـ رسكؿ هللا االميف قاؿ عمر فيو كنيف ممئ عمما‪ ،‬تكفي (ٕٖىػ =ٖ٘‪ٙ‬ـ) ‪،‬‬
‫الكافي بالكفيات (‪ ،)ٖٕ٘/ٔٚ‬غاية النياية في طبقات القراء لشمس الديف أبك الخير ابف الجزرؼ‪ ،‬دمحم بف‬
‫دمحم بف يكسف (المتكفى‪ٖٖٛ:‬ىػ)‪ ،‬مكتبة ابف تيمية‪ ،‬طٔ‪ ،‬عاـ(ٖٔ٘ٔق)‪.)ٗ٘ٛ/ٔ( ،‬‬
‫(ٕ) الجامع ألحكاـ القرآف= تفسير القرطبي (ٔٔ‪.)ٕٔٙ/‬‬
‫(ٖ) أبك زيد األنصارؼ‪ :‬سعيد بف أكس بف ثابت‪ ،‬أحد أئمة األدب كالم ة‪ ،‬قاؿ بعض العمماء‪ :‬كاف األصمعي‬
‫ّ‬
‫يحفع ثمث الم ة‪ ،‬ككاف أبك زيد يحفع ثمثي الم ة‪ ،‬ككاف صدكقا‪ ،‬ثقة‪ٕٔ٘-ٜٔٔ( ،‬ىػ=‪ٖٛٓ-ٖٚٚ‬ـ)‪،‬‬
‫شذرات الذىب (ٖ‪ ،)ٚٓ/‬الكافي بالكفيات (٘ٔ‪ ،)ٕٔ٘/‬كفيات األعياف (ٕ‪.)ٖٚٛ/‬‬
‫‪116‬‬
‫(ٔ)‬
‫كلـ يقل استحاذ‪ ،‬فجاء ىذا ليدؿ عمى األصل‪ ،‬ككذلؾ (إف ىذاف)‬ ‫ﯹﯺ ﮊ‬
‫ال يفكر في إنكار مف أنكر ىذه الم ة إذ كاف األئمة قد رككىا‪.‬‬
‫القكؿ الثاني‪ :‬أف يككف (إف) بمعنى نعـ‪ ،‬كما حكى الكسائي عف عاصـ قاؿ‪:‬‬
‫العرب تأتي ب(إف) بمعنى نعـ‪ ،‬كحكى سيبكيو أف (إف) تأتي بمعنى أجل‪ ،‬قاؿ‬
‫النحاس‪ :‬كرأيت أبا إسحاؽ الزجاج كغيره يذىبكف إليو‪ ،‬فعمى ىذا جائز أف يككف‬
‫قكلو تعالى‪( :‬إف ىذاف لساحراف) بمعنى نعـ كال تنصب(ٕ)‪.‬‬
‫ىذاف َل ِ‬
‫ساحر ِ‬
‫اف ىي ل ة بني‬ ‫ِ‬ ‫كقاؿ الزمخشرؼ(ٖ)‪ :‬كقيل في القراءة المشيكرة ِإ ْف‬
‫ا لحرث بف كعب‪ ،‬جعمكا االسـ المثنى نحك األسماء التي آخرىا ألف‪ ،‬كعصا‬
‫كسعدػ‪ ،‬فمـ يقمبكىا ياء في الجر كالنصب‪ .‬كقاؿ بعضيـ‪ِ :‬إ ْف بمعنى نعـ‪.‬‬
‫كَل ِ‬
‫ساحر ِ‬
‫اف خبر مبتدأ محذكؼ‪ ،‬كالبلـ داخمة عمى الجممة تقديره‪ :‬ليما ساحراف‪ .‬كقد‬
‫أعجب بو أبك إسحاؽ(ٗ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬في قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﮊ(‪.)5‬‬
‫فإف ىذا مما أشكل عمى كثير مف الناس فإف الذؼ في مصاحف المسمميف (إف‬
‫ىذاف) باأللف كبيذا ق أر جماىير القراء كأكثرىـ يق أر (إف) مشددة كق أر ابف كثير‬
‫كحفص عف عاصـ (إف) مخففة لكف ابف كثير يشدد نكف (ىذاف) دكف حفص‬
‫كاإلشكاؿ مف جية العربية عمى القراءة المشيكرة كىي قراءة نافع كابف عامر كحمزة‬

‫(ٔ) المجادلة‪ :‬آية ‪.ٜٔ‬‬


‫(ٕ) الجامع ألحكاـ القرآف ألبي عبد هللا دمحم بف أحمد بف أبي بكر بف فرح األنصارؼ الخزرجي القرطبي‬
‫(المتكفى‪ٙٚٔ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد البردكني كابراىيـ أطفيش‪ ،‬دار الكتب المصرية–القاىرة‪ ،‬طٕ‪ٖٔٛٗ( ،‬ىػ‬
‫‪ٜٔٙٗ -‬ـ)‪.)ٕٔٛ،ٕٔٚ/ٔٔ( ،‬‬
‫(ٖ) َّ‬
‫الزَم ْخ َش ِرؼ‪ :‬محمكد بف عمر بف دمحم بف أحمد الخكارزمي الزمخشرّؼ‪ ،‬أبك القاسـ‪ :‬مف أئمة العمـ بالديف‬
‫كالتفسير كالم ة كاآلداب‪ ،‬كلد في زمخشر (مف قرػ خكارزـ) كسافر إلى مكة فجاكر بيا زمنا فمقب بجار‬
‫هللا‪ .‬كتنقل في البمداف‪ ،‬ثـ عاد إلى الجرجانية (مف قرػ خكارزـ) فتكفي فييا‪ ،‬مف كتبو‪ :‬الكشاؼ في تفسير‬
‫القرآف‪ ،‬كأساس الببلغة‪ ،‬كالمفصل‪ ،‬كالمقامات‪ٖ٘ٛ-ٗٙٚ( ،‬ىػ =٘‪ٔٔٗٗ-ٔٓٚ‬ـ)‪ ،‬الكافي بالكفيات‬
‫(ٗٔ‪ ،)ٖٔٗ/‬لساف الميزاف (‪.)ٗ/ٙ‬‬
‫(ٗ) الكشاؼ لمزمخشرؼ‪ ،‬دار الكتاب العربي بيركت‪ ،‬طٖ‪ٔٗٓٚ( ،‬ق)‪.)ٕٚ/ٖ( ،‬‬
‫(٘) طو‪ :‬آيةٖ‪.ٙ‬‬
‫‪117‬‬
‫كالكسائي عف عاصـ كجميكر القراء عمييا كىي أصح القراءات لفظا كمعنى‪ ،‬كىذا‬
‫يتبيف بالكبلـ عمى ما قيل فييا‪ ،‬فإف منشأ اإلشكاؿ‪ :‬أف االسـ المثنى يعرب في حاؿ‬
‫النصب كالخفض بالياء كفي حاؿ الرفع باأللف كىذا متكاتر مف ل ة العرب‪ :‬ل ة‬
‫القرآف كغيرىا في األسماء المبنية كقكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲‬
‫﮳ﮊ ثـ قاؿ‪ :‬ﮋ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣﮊ(ٔ)‪ ،‬قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﮊ‬
‫(ٖ)‬ ‫(ٕ)‬
‫كلـ‬ ‫كقكلو‪ :‬ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﮊ‬ ‫ﮋﮌﮍ ﮊ‬
‫يقل‪ :‬الكعباف كقاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫كلـ يقل‪ :‬اثناف كقاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫(ٗ)‬
‫ﭣ ﭤﮊ‬
‫كقاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ‬ ‫ﭽﮊ‬
‫(‪)5‬‬

‫كلـ يقل‪ :‬اثناف كال‬ ‫(‪)ٙ‬‬


‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﮊ‬
‫كلـ يقل‪ :‬زكجاف‬ ‫(‪)ٚ‬‬
‫الذكراف كاألنثياف كقاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﮊ‬
‫كلـ يقل‪ :‬اثنتاف‪ ،‬كمثل ىذا كثير‬ ‫كقاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮊ‬
‫(‪)ٛ‬‬

‫مشيكر في القرآف كغيره‪ ،‬فظف النحاة أف األسماء المبيمة المبنية مثل ىذيف‬
‫كالمذيف تجرؼ ىذا المجرػ كأف المبني في حاؿ الرفع يككف باأللف كمف ىنا نشأ‬
‫اإلشكاؿ‪ ،‬ككاف أبك عمرك إماما في العربية فق أر بما يعرؼ مف العربية‪ :‬إف ىذيف‬
‫لساحراف(‪.)ٜ‬‬

‫(ٔ) النساء‪ :‬آيةٔٔ‪.‬‬


‫(ٕ) يكسف‪ :‬آية ٓٓٔ‪.‬‬
‫(ٖ) المائدة‪ :‬آية ‪.ٙ‬‬
‫(ٗ) يس‪ :‬آية ٗٔ‪.‬‬
‫(٘) ىكد‪ :‬آية ٓٗ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬األنعاـ‪ :‬آية ٖٗٔ‪.‬‬
‫(‪ )ٚ‬الذاريات‪ :‬آية ‪.ٜٗ‬‬
‫(‪ )ٛ‬النساء‪ :‬آية ٔٔ‪.‬‬
‫(‪ )ٜ‬مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪.)ٕٜٗ،ٕٗٛ/‬‬
‫‪118‬‬
‫كقد ذكر أف لو سمفا في ىذه القراءة كىك الظف بو‪ :‬أنو ال يق أر إال بما يركيو ال‬
‫بمجرد ما يراه كقد ركؼ عنو أنو قاؿ‪ :‬إني ألستحيي مف هللا أف أقرأ‪( :‬إف ىذاف)‬
‫كذلؾ ألنو لـ ي ر ليا كجيا مف جية العربية كمف الناس مف خطأ أبا عمرك في ىذه‬
‫القراءة كمنيـ الزجاج قاؿ‪ :‬ال أجيز قراءة أبي عمرك خبلؼ المصحف‪ .‬كأما القراءة‬
‫المشيكرة المكافقة لرسـ المصحف فاحتج ليا كثير مف النحاة بأف ىذه ل ة بني‬
‫الحارث بف كعب كقد حكى ذلؾ غير كاحد مف أئمة العربية‪ ،‬قيل‪ :‬بنك الحارث بف‬
‫كعب يقكلكف‪ :‬ضربت الزيداف كمررت بالزيداف كما تقكؿ‪ :‬جاءني الزيداف‪ ،‬كقيل‪:‬‬
‫(ٔ)‬
‫حكى ذلؾ األخفش كالكسائي كالفراء كحكى أبك الخطاب أنيا ل ة بني كنانة‬
‫كحكى غيره أنيا ل ة لخثعـ كمثمو قكؿ الشاعر(ٕ)‪ :‬تزكد منا بيف أذناه ضربة ‪...‬‬
‫دعتو إلى ىاكؼ التراب عقيـ‪.‬‬
‫كقاؿ ابف األنبارؼ‪ :‬ىي ل ة لبني الحارث بف كعب كقريش قاؿ الزجاج‪ :‬كحكى‬
‫أبك عبيدة عف أبي الخطاب ‪-‬كىك رأس مف رءكس الركاة‪ -‬أنيا ل ة لكنانة يجعمكف‬
‫ألف االثنيف في الرفع كالنصب كالخفض عمى لفع كاحد كأنشدكا(ٖ)‪:‬‬
‫فأطرؽ إطراؽ الشجاع كلك يجد ‪ ...‬مساغا لناباه الشجاع لصمما(ٗ)‪.‬‬
‫فيجكز القراءة بالقراءتيف قراءة الجميكر (إف ىذاف) كقراءة أبي عمرك بتشدد نكف‬
‫إف ىذيف) كبالياء بعد الذاؿ كخالف بذلؾ القراء لكف لقراءتو كجو مقبكؿ في ل ة‬ ‫(ً‬
‫العرب‪ ،‬ككذا قراءة ابف كثير بسككف نكف (إف) عمى انيا مخففة مف الثقيمة كتشديد نكف‬
‫(ىذاف)‪ ،‬كمف ىنا نجد ابف تيمية كافق القاعدة الف القراءة المتكاترة ال يجكز ردىا كمف‬
‫ً‬
‫ردىا فميس لو دليل فالقراءة حجة عمى الم ة ال العكس‪.‬‬

‫النضر‪ ،‬كعبػد منػاة؛ كمالػؾ؛ كممكػاف؛ كحػداؿ‪ ،‬دار ىػـ بعػدف؛‬


‫(ٔ) كلد لكنانة بنيف كثيرة‪ ،‬لـ يعقب منيـ أحد‪ ،‬إال ّ‬
‫كعمرك بف كنانة‪ ،‬كىـ قميل‪ ،‬كدارىـ بفمسطيف‪ .‬جميرة أنساب العرب ألبػك دمحم عمػي بػف أحمػد بػف سػعيد بػف‬
‫حػػزـ األندلسػػي القرطبػػي الظػػاىرؼ‪( ،‬المتػػكفى‪ٗ٘ٙ:‬ى ػػ)‪ ،‬تحقيػػق‪ :‬لجنػػة مػػف العممػػاء‪ ،‬دار الكتػػب العمميػػة –‬
‫بيركت‪ ،‬طٔ‪.)ٔٛٓ/ٔ( ،)ٜٖٔٛ/ٖٔٗٓ( ،‬‬
‫(ٕ) البيػت نسػػب ليػػكبر الحػػارثي‪ ،‬ىػكبر‪ :‬يزيػػد بػػف ىػػكبر الحػػارثي‪ ،‬لسػاف العػػرب (‪ .)ٜٔٚ/ٛ‬شػػرح المفصػػل البػػف‬
‫يعيش (ٕ‪ )ٜٔٔ/‬ديكاف ذؼ الرمة شرح الباىمي (ٕ‪.)ٙٗٚ/‬‬
‫(ٖ) المتممس لساف العرب (ٕٔ‪ ،)ٖٗٚ/‬األصمعيات (ص‪.)ٕٗٙ:‬‬
‫(ٗ) مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪.)ٕ٘ٓ/‬‬
‫‪119‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬اتحاد المفع كالمعنى ىك األكلى(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫إذا اختمف المفسركف عمى أقكاؿ بناء عمى اختبلؼ القراءات الكاردة في‬
‫اآلية‪ ،‬فإذا كجد قكؿ يجمع معنى القراءات عمى معنى كاحد كأمكف القكؿ‬
‫بمقتضاىا جميعا فيك أكلى األقكاؿ بتفسير اآلية كىذا مف تفسير القرآف بالقرآف‪،‬‬
‫فالقراءة بمنزلة اآلية‪ ،‬كما سبق بيانو في القاعدة السابقة‪ ،‬كلذا قيل‪ :‬اتحاد معنى‬
‫القراءتيف أكلى مف اختبلفو(ٕ)‪.‬‬
‫كعميو فإنو إذا اختمف المفسركف عمى أقكاؿ بناء عمى اختبلؼ القراءات‬
‫الكاردة في اآلية‪ ،‬فإذا كجد قكؿ يجمع معنى القراءات عمى معنى كاحد كأمكف‬
‫القكؿ بمقتضاىا جميعا فيك أكلى األقكاؿ بتفسير اآلية‪.‬‬
‫(ٖ)‬
‫كىك يتكمـ عف فكائد اختبلؼ القراءات‪:‬‬ ‫كقاؿ ابف الجزرؼ‬
‫كأما فائدة اختبلؼ القراءات كتنكعيا‪ :‬فمنيا ما في ذلؾ مف نياية الببلغة‬
‫ككماؿ اإلعجاز‪ ،‬كغاية االختصار كجماؿ اإليجاز‪ ،‬ألف كل قراءة بمنزلة اآلية‪ ،‬إذ‬
‫كاف تنكع المفع بكممة تقكـ مقاـ آيات(ٗ)‪.‬‬

‫(ٔ) انظر مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٖٜٕ،ٖٜٔ/‬‬


‫(ٕ) المصدر نفسو (ٖٔ‪.)ٖٜٕ،ٖٜٔ/‬‬
‫(ٖ) ىك‪ :‬أبك الخير‪ ،‬دمحم بف دمحم بف دمحم بف عمي العمرؼ الدمشقي ثـ الشيرازؼ الشيير بابف الجزرؼ‪ ،‬نحكؼ‬
‫مقرغ‪ ،‬مف مؤلفاتو النشر في القراءات العشر‪ ،‬كغاية النياية في طبقات القراء تكفي(ٖٖ‪ٛ‬ىػ)‪ ،‬كانظر‪ :‬غاية‬
‫النياية في طبقات القراء (ٕ‪ .)ٕٗٚ/‬كالضكء البلمع ألىل القرف التاسع‪ ،‬تحقيق‪ :‬شمس الديف دمحم بف عبد‬
‫الرحمف السخاكؼ‪ ،‬منشكرات دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪.)ٕ٘٘/ٜ( .‬‬
‫(ٗ) محاسف التأكيل‪ ،‬لدمحم جماؿ الديف القاسمي‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٛ(،‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم باسل‬
‫عيكف السكد‪ .‬محاسػف التأكيػل‪ ،‬لػدمحم جمػاؿ الػديف القاسػمي‪ ،‬دار الكتػب العمميػة‪ ،‬بيػركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٛ (،‬ىػػ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬دمحم باسل عيكف السكد(ٔ‪.)ٖٔٔ/‬‬
‫‪121‬‬
‫األمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫منيا قكلو تعالى‪ :‬ﮋﯤﯥﯦ ﮊ(‪.)1‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬في قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ يعني بذلؾ جل ثناؤه‪ :‬أك‬
‫باشرتـ النساء بأيديكـ‪ ،‬ثـ اختمف أىل التأكيل في الممس الذؼ عناه هللا بقكلو‪ :‬ﮋ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﮊ فقاؿ بعضيـ‪ :‬عنى بذلؾ‪ :‬الجماع‪ ،‬كذكر الطبرؼ عف سعيد بف‬
‫جبير‪ ،‬يحدث عف ابف عباس‪ ،‬أنو قاؿ‪ :‬ﮋ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ قاؿ‪( :‬ىك الجماع)‪.‬‬
‫كعف قتادة‪ ،‬كالحسف‪ ،‬قاال‪( :‬غشياف النساء) كقاؿ آخركف‪ :‬عنى هللا بذلؾ كل‬
‫لمس بيد كاف أك ب يرىا مف أعضاء جسد اإلنساف‪ ،‬كأكجبكا الكضكء عمى مف مس‬
‫بشيء مف جسده شيئا مف جسدىا مفضيا إليو‪ ،‬كذكر عف عبد هللا بف مسعكد قاؿ‪:‬‬
‫(القبمة مف الممس‪ ،‬كفييا الكضكء)‪.‬‬
‫كرجح االماـ الطبرؼ معنى الممس في اآلية فقاؿ‪ :‬ففي صحة الخبر فيما ذكرنا‬
‫عف رسكؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص الداللة الكاضحة عمى أف الممس في ىذا المكضع لمس الجماع ال‬
‫جميع معاني الممس(ٕ)‪.‬‬
‫(ٖ)‬
‫عف سعيد بف جبير‪ :‬ىك الّممس‪ ،‬كقيل‬ ‫كقاؿ النيسابكرؼ‪ :‬ﮋ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ‬
‫ىك الجماع(ٗ)‪.‬‬
‫(٘)‬
‫ق أر نافع كابف كثير كعاصـ‬ ‫قاؿ القرطبي‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯤ ﯥ ﯦﮊ‬
‫(المستـ)‪ ،‬كق أر حمزة كالكسائي‪( :‬لمستـ) كفي معناه ثبلثة أقكاؿ‪:‬‬
‫األكؿ‪ :‬أف يككف لمستـ جامعتـ‪.‬‬

‫(ٔ) النساء‪ :‬آيةٖٗ‪.‬‬


‫(ٕ) جامع البياف ط ىجر (‪.)ٚٗ-ٖٙ/ٚ‬‬
‫(ٖ) النساء‪ :‬آية ٖٗ‪.‬‬
‫(ٗ) إيجاز البياف عف معاني القرآف لمحمكد بف أبى الحسف بف الحسيف النيسابكرؼ أبك القاسـ‪ ،‬نجـ الديف‬
‫(المتكفى‪٘٘ٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتكر حنيف بف حسف القاسمي‪ ،‬دار ال رب اإلسبلمي– بيركت‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫(٘ٔٗٔىػ)‪.)ٕٗٔ/ٔ( ،‬‬
‫(٘) النساء‪ :‬آية ٖٗ‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫الثاني‪ :‬لمستـ باشرتـ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬يجمع األمريف جميعا‪.‬‬
‫ك(المستـ) بمعناه عند أكثر الناس‪ ،‬إال أنو حكي‪ :‬أف األكلى في الم ة أف يككف‬
‫(المستـ) بمعنى قًبمتـ أك نظيره‪ ،‬ألف لكل كاحد منيما فعبل‪ ،‬قاؿ‪ :‬ك(لمستـ) بمعنى‬
‫غشيتـ كمسستـ‪ ،‬كليس لممرأة في ىذا فعل(ٔ)‪.‬‬
‫ق أر نافع كابف كثير‪ ،‬كأبك عمرك‪،‬‬ ‫قاؿ الشككاني‪َ :‬ق ْكُل ُو‪ :‬ﮋ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ‬
‫(ٕ)‬

‫كعاصـ‪ :‬المستـ كق أر حمزة‪ ،‬كالكسائي‪ :‬لمستـ قيل‪ :‬المراد بيا بما في القراءتيف‪:‬‬
‫الجماع كقيل‪ :‬المراد بو‪ :‬مطمق المباشرة كقيل‪ :‬إنو يجمع األمريف جميعا(ٖ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬القراءات التي يت اير فييا المعنى كميا حق ككل قراءة منيا مع‬
‫القراءة األخرػ بمنزلة اآلية مع اآلية يجب اإليماف بيا‪ ،‬قاؿ عبد هللا بف مسعكد(ٗ)‪:‬‬
‫(مف كفر بحرؼ منو فقد كفر بو كمو)‪ ،‬كأما ما اتحد لفظو كمعناه كانما يتنكع صفة‬
‫النطق بو كاليمزات كالمدات كاإلماالت كنقل الحركات كاإلظيار كاإلدغاـ كاالختبلس‬
‫كترقيق البلمات كالراءات أك ت ميظيا كنحك ذلؾ مما يسمى القراءات األصكؿ فيذا‬
‫أظير كأبيف في أنو ليس فيو تناقض كال تضاد مما تنكع فيو المفع أك المعنى؛ إذ ىذه‬
‫الصفات المتنكعة في أداء المفع ال تخرجو عف أف يككف لفظا كاحدا‪ ،‬كليذا كاف دخكؿ‬
‫ىذا في حرؼ كاحد مف الحركؼ السبعة التي أنزؿ القرآف عمييا مف أكلى ما يتنكع فيو‬
‫المفع أك المعنى كاف كافق رسـ المصحف كىك ما يختمف فيو النقط أك الشكل‪ ،‬قكلو‪:‬‬
‫كفي القراءة األخرػ‪ :‬أك لمستـ(‪.)ٙ‬‬ ‫(٘)‬
‫ﮋ ﯤ ﯥ ﯦﮊ‬

‫(ٔ) تفسير القرطبي (٘‪.)ٕٕٖ/‬‬


‫(ٕ) النساء‪ :‬آيةٖٗ‪.‬‬
‫(ٖ) فتح القدير لمشككاني (ٔ‪.)ٕ٘ٗ/‬‬
‫(ٗ) عبد هللا بف مسعكد بف غافل بف حبيب اليذلي أبك عبد الرحمف‪ ،‬المكي‪ ،‬المياجرؼ‪ ،‬البدرؼ‪ ،‬حميف بني‬
‫زىرة‪ ،‬كاف مف السابقيف األكليف‪ ،‬كمف النجباء العالميف‪ ،‬صحابي‪ ،‬شيد بدرا‪ ،‬كىاجر اليجرتيف مف‬
‫أكابرىـ‪ ،‬فضبل كعقبل‪ ،‬كقربا مف رسكؿ هللا ‪ٖٕ( ،‬ىػ=ٖ٘‪ٙ‬ـ)‪ ،‬سير أعبلـ النببلء ط الرسالة (ٔ‪،)ٗٙٔ/‬‬
‫الكافي بالكفيات (‪.)ٖٕٗ/ٔٚ‬‬
‫(٘) النساء‪ :‬آيةٖٗ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪ )ٖٜٔ/‬ك (ٕٔ‪.)ٕٖٕ/‬‬
‫‪122‬‬
‫فمف ىنا نجد أف ابف تيمية كافق القاعدة كذكر القراءتيف كأف كبلىما جائز كاف‬
‫جمعيما كاالخذ بالقراءتيف ىك االكلى كاعتبارىما آيتيف مستقمتيف‪ ،‬قراءة نافع كابف‬
‫كثير كعاصـ (المستـ)‪ ،‬كقراءة حمزة كالكسائي‪( :‬لمستـ)‪ ،‬فالمعنييف صحيحة‪ ،‬إما‬
‫الممس باليد اك بشيء مف الجسـ‪ ،‬اك الجماع‪ ،‬اك كبلىما لمس كما حكى بعض‬
‫العمماء ككافق اختبلؼ القراءة فيتحد المعنى كيأخذ بو‪ ،‬كفقا لمقاعدة‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫قكاعد الترجيح المتعمقة بالسياؽ القرآني كفيو ثبلثة‬
‫مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪:‬‬
‫مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬فيـ معنى الفاظ القرآف مع قبميا كما‬
‫بعدىا ىك األكلى‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬ال يجكز أف يفسر القرآف بخبلؼ ظاىره‬
‫إال كقد نصب دليبل يمنع مف حممو عمى ظاىره‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬حمل معنى الفاظ القرآف عمى ال الب‬
‫أكلى‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬فيـ معنى الفاظ القرآف مع قبميا كما بعدىا ىك األكلى(ٔ)‪.‬‬
‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫فمف تدبر القرآف كتدبر ما قبل اآلية كما بعدىا كعرؼ مقصكد القرآف‪ :‬تبيف لو‬
‫المراد كعرؼ اليدػ كالرسالة كعرؼ السداد مف االنحراؼ كاالعكجاج‪ ،‬إدخاؿ الكبلـ‬
‫في معنى ما قبمو كما بعده أكلى بالخركج بو عنيما إال بدليل يجب التسميـ لو(ٕ)‪.‬‬
‫إذا تنازع المفسركف في تفسير آية أك جممة مف كتاب هللا فمنيـ مف يحمميا‬
‫عمى معنى ال يخرجيا مف سياؽ اآليات‪ ،‬كمنيـ مف يحمميا عمى معنى يخرجيا مف‬
‫معاني اآليات قبميا كبعدىا كيجعميا معترضة في السياؽ فحمل اآلية عمى التفسير‬
‫الذؼ يجعميا داخمة في معاني ما قبميا كما بعدىا أكلى‪ ،‬ألنو أكفق لمنظـ كأليق‬
‫بالسياؽ ما لـ يرد دليل يمنع مف ىذا التفسير أك يصحح غيره(ٖ)‪.‬‬
‫ذكر الطبرؼ‪ :‬في معرض كبلمو عف الترجيح بالسياؽ القرآني قاؿ‪" :‬ف ير جائز‬
‫صرؼ الكبلـ عما ىك في سياقو إلى غيره إال بحجة يجب التسميـ ليا مف داللة‬
‫ظاىر التنزيل أك خبر عف الرسكؿ تقكـ بو حجة؛ فأما الدعاكػ فبل تتعذر عمى‬
‫أحد"(ٗ)‪.‬‬
‫(٘)‬
‫" إذا احتمل الكبلـ معنييف ككاف حممو عمى‬ ‫كقاؿ العز بف عبد السبلـ‬
‫أحدىما أكضح كأشد مكافقة لمسياؽ كاف الحمل عميو أكلى"(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪.)ٜٗ/‬‬


‫(ٕ) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪ ،)ٜٗ/‬جامع البياف (‪.)ٖٜٛ/ٜ‬‬
‫(ٖ) المصدر السابق(ٔ‪.)ٔٔٔ/‬‬
‫(ٗ) جامع البياف (‪.)ٖٜٛ/ٜ‬‬
‫(٘ ) عزالديف عبد العزيز بف عبد السبلـ السممي الدمشقي‪ ،‬شيخ اإلسبلـ‪ ،‬شيخ الشافعية بمصر‪ ،‬تكلى الخطابة‬
‫كالتدريس بدمشق‪ ،‬ثـ الخطابة بالجامع األمكؼ‪ ،‬مف كتبو التفسير الكبير كاإللماـ في أدلة االحكاـ كقكاعد‬
‫الشريعة كالفكائد كقكاعد األحكاـ في إصبلح األناـ‪ٙٙٓ-٘ٚٚ( ،‬ىػ=ٔ‪ٕٕٔٙ-ٔٔٛ‬ـ)‪ .‬المعيف في طبقات‬
‫المحدثيف لمذىبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬ىماـ عبد الرحيـ سعيد‪ ،‬دار الفرقاف ‪-‬عماف‪ -‬األردف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٗ( ،‬ق)‪،‬‬
‫(ص‪ .)ٕٔٓ:‬كتاريخ اإلسبلـ ت بشار (ٗٔ‪.)ٜٖٖ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬اإلشارة إلى اإليجاز لمعز بف عبد السبلـ (ص‪.)ٕٕٓ:‬‬
‫‪125‬‬
‫األمثمة التطبيقية‪ :‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ‪ ،‬يقكؿ تعالى ذكره لنبيو دمحم ‪( :‬ىل‬
‫أتاؾ يا دمحم ﮋ ﭦ ﭧ ﮊ(ٕ)) يعني‪ :‬قصتيا كخبرىا‪ ،‬كاختمف أىل التأكيل في‬
‫معنى ال اشية‪ ،‬فقاؿ بعضيـ‪ :‬ىي القيامة ت شى الناس باألىكاؿ‪ ،‬عف ابف‬
‫عباس‪ (:‬ﮋﭧ ﮊ مف أسماء يكـ القيامة‪ ،‬عظمو هللا‪ ،‬كحذره عباده)‪ ،‬عف‬
‫قتادة‪ ،‬قكلو‪( :‬ﮋﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ قاؿ‪ :‬ال اشية‪ :‬الساعة)‪ ،‬كقاؿ آخركف‪ :‬بل‬
‫ال اشية‪ :‬النار ت شى كجكه الكفرة‪ ,...‬كالصكاب مف القكؿ في ذلؾ‪ :‬أف يقاؿ‪ :‬إف هللا‬
‫قاؿ لنبيو ‪ :‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ كلـ يخبرنا أنو عنى غاشية القيامة‪ ،‬كال أنو‬
‫عنى غاشية النار‪ ،‬ككمتاىما غاشية‪ ،‬ىذه ت شى الناس بالببلء كاألىكاؿ كالكركب‪،‬‬
‫كىذه ت شى الكفار بالمفح في الكجكه‪ ،‬كالشكاظ كالنحاس‪ ،‬فبل قكؿ في ذلؾ أصح مف‬
‫أف يقاؿ كما قاؿ جل ثناؤه‪ ،‬كيعـ الخبر بذلؾ كما عمو(ٖ)‪.‬‬
‫اشَي ِة الداىية التي ت شى الناس‬
‫اْل ِ‬ ‫(ٗ)‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ‬
‫(٘)‬
‫كقيل‪:‬‬ ‫بشدائدىا كتمبسيـ أىكاليا‪ ،‬يعنى القيامة‪ ،‬كمنو قكلو ﮋ ﭦ ﭧ ﭨ ﮊ‬
‫النار‪ ،‬مف قكلو ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ(‪.)ٚ()ٙ‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬ال اشية‪ :‬النار ت شى كجكه الكفار‪ ،‬كقيل‪ :‬ت شى الخمق‪ ،‬كقيل‪:‬‬
‫المراد النفخة الثانية لمبعث‪ ،‬كقيل‪ :‬ال اشية أىل النار ي شكنيا‪ ،‬كيقتحمكف فييا(‪.)ٛ‬‬

‫(ٔ) ال اشية‪ :‬آيةٔ‪.‬‬


‫(ٕ) ال اشية‪ :‬آيةٔ‪.‬‬
‫(ٖ) جامع البياف ط ىجر (ٕٗ‪.)ٖٕٚ،ٖٕٙ/‬‬
‫(ٗ) ال اشية‪ :‬آيةٔ‪.‬‬
‫(٘) العنكبكت‪:‬آية٘٘‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬إبراىيـ‪ :‬آيةٓ٘‪.‬‬
‫(‪ )ٚ‬الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل ألبك القاسـ محمكد بف عمرك بف أحمد‪ ،‬الزمخشرؼ(ت‪ٖ٘ٛ:‬ىػ)‪ ،‬دار‬
‫الكتاب العربي– بيركت‪ ،‬طٖ‪ٔٗٓٚ( ،‬ىػ)‪.)ٕٚٗ،ٚٗٔ/ٗ( ،‬‬
‫(‪ )ٛ‬تفسير القرطبي (ٕٓ‪.)ٕٙ،ٕ٘/‬‬
‫‪126‬‬
‫كقاؿ الشككاني‪ :‬ال اشية‪ ،‬ىي القيامة ألنيا ت شى الخبلئق بأىكاليا‪ ،‬كقد ذىب‬
‫إلى أف المراد بال اشية ىنا القيامة أكثر المفسريف‪ ،‬كقاؿ سعيد بف جبير‪ :‬ال اشية‪:‬‬
‫النار ت شى كجكه الكفار كما في قكلو‪ :‬ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ(ٔ)‪ ،‬كقيل‪ :‬ال اشية‬
‫أىل النار ألنيـ ي شكنيا كيقتحمكنيا كاألكؿ أكلى(ٕ)‪.‬‬
‫كقاؿ الشنقيطي(ٖ)‪ :‬فيجب أف تطمق؛ ليعـ المفع‪ ،‬كالذؼ يظير رجحانو‪ :‬أنيا في‬
‫عمكـ القيامة‪ ،‬كليس في خصكص النار؛ فالنار مف أىكاؿ كدكاىي القيامة‪ ،‬كىك ما‬
‫يشيد لو القرآف في ىذا السياؽ(ٗ)‪.‬‬
‫قكلو‪ :‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭩ ﭪ ﭫ ﭭ ﭮ ﭰ ﭱ ﭲ ﭴ ﭵ‬
‫(٘)‬
‫فييا قكالف‪ :‬أحدىما أف المعنى كجكه في الدنيا خاشعة عاممة ناصبة‬ ‫ﭶ ﭷﮊ‬
‫ؤكلت في أىل‬
‫تصمى يكـ القيامة نا ار حامية كيعني بيا عباد الكفار كالرىباف كربما تُ ً‬
‫البدع كالخكارج‪.‬‬
‫كالقكؿ الثاني‪ :‬أف المعنى أنيا يكـ القيامة تخشع أؼ تذؿ كتعمل كتنصب قمت‬
‫ىذا ىك الحق لكجكه‪ :‬أحدىا أنو عمى ىذا التقدير يتعمق الظرؼ بما يميو أؼ‪ :‬كجكه‬
‫يكـ ال اشية خاشعة عاممة ناصبة صالية‪ ،‬كعمى األكؿ ال يتعمق إال بقكلو (تصمى)‬
‫كيككف قكلو (خاشعة) صفة لمكجكه قد فصل بيف الصفة كالمكصكؼ بأجنبي متعمق‬
‫بصفة أخرػ متأخرة كالتقدير‪ :‬كجكه خاشعة عاممة ناصبة يكمئذ تصمى نا ار حامية‪.‬‬
‫كالتقديـ كالتأخير عمى خبلؼ األصل؛ فاألصل إقرار الكبلـ عمى نظمو كترتيبو(‪.)ٙ‬‬
‫اختمف المفسركف في معنى ال اشية فمنيـ مف قاؿ انيا القيامة كمنيـ مف قاؿ‬

‫(ٔ) إبراىيـ‪ :‬آيةٓ٘‪.‬‬


‫(ٕ) فتح القدير لمشككاني (٘‪.)ٕ٘ٓ/‬‬
‫(ٖ) دمحم األميف بف دمحم المختار بف عبد القادر الشنقيطي‪ :‬مفسر مف عمماء شنقيط (مكريتانيا)‪ ،‬كلد كتعمـ بيا‪،‬‬
‫كحج (‪ٖٔٙٚ‬ق) كاستقر مدرسا في المدينة ثـ الرياض كتكفي بمكة‪ ،‬لو كتب‪ ،‬منيا (أضكاء البياف في‬
‫تفسير القرآف)‪ٖٜٖٔ-ٖٕٔ٘( ،‬ىػ=‪ٜٖٔٚ-ٜٔٓٚ‬ـ)‪ ،‬األعبلـ لمزركمي (‪.)ٗ٘/ٙ‬‬
‫(ٗ) أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (‪.)ٜ٘ٓ/ٛ‬‬
‫(٘) ال اشية‪ :‬اآليات مفٔ‪.٘-‬‬
‫(‪ )ٙ‬مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕٔٚ/ٔٙ‬‬
‫‪127‬‬
‫انيا النار كقيل الداىية كقيل النفخة الثانية كقيل تشمل ىذا كمو‪ ،‬كذكر ابف تيمية‬
‫رحمو هللا اف السياؽ في اآليات اما اف الكجكه في الدنيا خاشعة عاممة ناصبة كيكـ‬
‫القيامة تصمى النار‪ ،‬اك انو في االخرة تخشع كتذؿ كتنصب كتصمى النار كعند‬
‫النظر حسب القاعدة في سياؽ اآليات نجد القكؿ الثاني أكلى حسب معنى السياؽ‬
‫كىك ما رجحو ابف تيمية‪.‬‬
‫كمنو قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ يقكؿ تعالى بعد ذكره لمكسى إذ كتب في‬
‫األلكاح مف كل شيء‪ :‬خذىا بجد في العمل بما فييا كاجتياد‪ ،‬كأمر قكمؾ يأخذكا‬
‫بأحسف ما فييا‪ ،‬كانييـ عف تضييعيا كتضييع العمل بما فييا كالشرؾ بي‪ ،‬فإف مف‬
‫أشرؾ بي منيـ كمف غيرىـ‪ ،‬فإني سأريو في اآلخرة عند مصيره إلي دار الفاسقيف‪،‬‬
‫كىي نار هللا التي أعدىا ألعدائو‪ ،‬كقد اختمف أىل التأكيل في معنى ذلؾ‪ ،‬فقاؿ‬
‫بعضيـ بنحك ما قمنا في ذلؾ‪ ،‬كقاؿ آخركف‪ :‬معنى ذلؾ‪ :‬سأدخمكـ أرض الشاـ‪،‬‬
‫فأريكـ منازؿ الكافريف الذيف ىـ سكانيا مف الجبابرة كالعمالقة‪ ،‬عف قتادة‪ :‬ﮋ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴ ﮊ منازليـ)‪ ،‬كقيل‪ :‬معنى ذلؾ‪ :‬سأريكـ دار قكـ فرعكف‪ ،‬كىي مصر‪،‬‬
‫كانما اخترنا القكؿ الذؼ اخترناه في تأكيل ذلؾ؛ ألف الذؼ قبل قكلو جل ثناؤه‪:‬‬
‫ﮋﭲ ﭳ ﭴﮊ أمر مف هللا لمكسى كقكمو بالعمل بما في التكراة‪ ،‬فأكلى‬
‫األمكر بحكمة هللا تعالى أف يختـ ذلؾ بالكعيد عمى مف ضيعو كفرط في العمل هلل‬
‫كحاد عف سبيمو‪ ،‬دكف الخبر عما قد انقطع الخبر عنو أك عما لـ يجز لو ذكر(ٕ)‪.‬‬
‫كقاؿ القرطبي‪ :‬ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ سأريكـ دار الفاسقيف قاؿ الكمبي(‪:)3‬‬
‫ﮋﭳ ﭴﮊ ما مركا عميو إذا سافركا مف منازؿ عاد كثمكد‪ ،‬كالقركف التي‬
‫أىمككا‪ ،‬كقيل‪ :‬ىي جينـ‪ ،‬عف الحسف كمجاىد‪ ،‬أؼ فمتكف منكـ عمى ذكر‪ ،‬فاحذركا‬

‫(ٔ) األعراؼ‪ :‬آية٘ٗٔ‪.‬‬


‫(ٕ) جامع البياف ط ىجر (ٓٔ‪.)ٕٗٗ،ٗٗٔ/‬‬
‫(ٖ) كىك ابف جزؼ سبقة ترجمتو ص‪.ٔٔٙ‬‬
‫‪128‬‬
‫أف تككنكا منيا‪ ،‬كقيل‪ :‬أراد بيا مصر‪ ،‬أؼ سأريكـ ديار القبط كمساكف فرعكف خالية‬
‫عنيـ‪ ،‬عف ابف جبير عف قتادة‪ :‬المعنى سأريكـ منازؿ الكفار التي سكنكىا قبمكـ مف‬
‫الجبابرة كالعمالقة لتعتبركا بيا يعني الشأـ‪ ،‬كىذاف القكالف يدؿ عمييما ﮋ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥﯦﯧﯨ ﯩﯪﯬﯭﯮ ﯯﯰﯱﯲﯳ‬
‫ﯴﮊ(ٔ)‪ ،‬ﮋﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﮊ(ٕ)‪ ،‬كق أر ابف‬
‫عباس‪( ‬سأكرثكـ) مف كرث‪ ،‬كىذا ظاىر‪ ،‬كقيل‪ :‬الدار اليبلؾ‪ ،‬كجمعو أدكار‪،‬‬
‫كذلؾ أف هللا تعالى لما أغرؽ فرعكف أكحى إلى البحر أف اقذؼ بأجسادىـ إلى‬
‫الساحل‪ ،‬قاؿ‪ :‬ففعل‪ ،‬فنظر إلييـ بنك إسرائيل فأراىـ ىبلؾ الفاسقيف(ٖ)‪.‬‬
‫ذكر ابف أبي حاتـ أقكاؿ لمعنى ﮋ ﭲ ﭳ ﭴﮊ‪َ ،‬ق ْكلُ ُو‪ :‬ﮋﭳ‬
‫ﭴﮊ غمى أقكاؿ‪َ :‬قاؿ‪ :‬مصيرىـ في اآلخرة‪.‬‬
‫ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ قاؿ‪ :‬جينـ‪.‬‬
‫ﮋ ﭳ ﭴ ﮊ منازليـ‪.‬‬
‫ِِ‬
‫يف‪.‬‬ ‫ﮋ ﭳ ﭴ ﮊ َيُق ُ‬
‫كؿ‪َ :‬ىبلؾ الفاسق َ‬
‫ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ قاؿ‪ :‬دار الكفار(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ يريد دار فرعكف كقكمو كىي مصر‪،‬‬
‫كدمركا لفسقيـ‪ ،‬لتعتبركا فبل تفسقكا مثل فسقيـ فينكل بكـ مثل‬
‫كيف أقفرت منيـ ّ‬
‫نكاليـ‪ .‬كقيل منازؿ عاد كثمكد كالقركف الذيف أىمكيـ هللا لفسقيـ في ّ‬
‫ممركـ عمييا‬
‫في أسفاركـ‪ .‬كقيل‪ :‬دار الفاسقيف‪ :‬نار جينـ‪ ،‬كق أر الحسف‪ :‬سأكريكـ كىي ل ة فاشية‬
‫بالحجاز‪ ،‬يقاؿ‪ :‬أكرني كذا‪ ،‬كأكريتو‪ ،‬ككجيو أف تككف مف أكريت الزند‪ ،‬كأف المعنى‪:‬‬

‫(ٔ) األعراؼ‪ :‬آية‪.ٖٔٚ‬‬


‫(ٕ) القصص‪ :‬آية٘‪.‬‬
‫(ٖ) تفسير القرطبي (‪.)ٕٕٛ /ٚ‬‬
‫(ٗ) تفسير ابف أبي حاتـ (٘‪.)ٔ٘ٙٙ/‬‬
‫‪129‬‬
‫بينو لي كأنره ألستبينو‪ ،‬كقرغ‪ :‬سأكرثكـ‪ ،‬كىي قراءة حسنة يصححيا قكلو ﮋ ﯖ‬
‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ(ٔ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬كقد قاؿ هللا تعالى لمكسى‪ ‬كىي الدار التي كاف بيا أكلئؾ‬
‫العمالقة ثـ صارت بعد ىذا دار المؤمنيف كىي الدار التي دؿ عمييا القرآف مف‬
‫األرض المقدسة‪ ،‬كأرض مصر التي أكرثيا هللا بني إسرائيل فأحكاؿ الببلد كأحكاؿ‬
‫العباد فيككف الرجل تارة مسمما كتارة كاف ار كتارة مؤمنا؛ كتارة منافقا كتارة ب ار تقيا‬
‫كتارة فاسقا كتارة فاج ار شقيا(ٕ)‪.‬‬
‫ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ ككانت تمؾ الديار ديار الفاسقيف لما كانكا يسكنكىا(ٖ)‪.‬‬
‫فنجد أف المفسركف اختمفكا في دار الفاسقيف فمنيـ مف قاؿ ىي في الدنيا دار‬
‫الفراعنة كأماكف ىبلؾ الظممة عمكما بعد ىبلكيـ جعمت عبره لمف بعدىـ اك اماكف‬
‫ىبلؾ الظالميف في الدنيا كقيل ىي نار جينـ‪ ،‬كابف تيمية كافق القاعدة كقاؿ ىي ما‬
‫دؿ عميو الكبلـ في اآليات مف األرض المقدسة كأرض مصر كأىمؾ فييا الظالميف‬
‫المكذبيف كصارت عبرة لمف بعدىـ‪.‬‬
‫كمف االمثمة قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮊ(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬ﮋ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮊ(٘)‪ ،‬عف قتادة قاؿ‪( :‬الديف كاحد‪،‬‬
‫كالشريعة مختمفة)‪ ،‬يقكؿ سبيبل كسنة‪ ،‬كالسنف مختمفة‪ :‬لمتكراة شريعة‪ ،‬كلئلنجيل‬
‫شريعة‪ ،‬كلمقرآف شريعة‪ ،‬يحل هللا فييا ما يشاء كيحرـ ما يشاء ببلء‪ ،‬ليعمـ مف يطيعو‬
‫ممف يعصيو‪ ،‬كلكف الديف الكاحد الذؼ ال يقبل غيره التكحيد كاإلخبلص هلل الذؼ‬
‫جاءت بو الرسل‪ ،‬كقاؿ آخركف‪ :‬بل عنى بذلؾ أمة دمحم ‪ ،‬كقالكا‪ :‬إنما معنى‬
‫الكبلـ‪ :‬قد جعمنا الكتاب الذؼ أنزلناه إلى نبينا دمحم ‪ ‬أييا الناس لكمكـ‪ :‬أؼ لكل‬

‫(ٔ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٕ‪.)ٔ٘ٛ/‬‬


‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕٛٗ،ٕٖٛ/ٔٛ‬‬
‫(ٖ) الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (ٕ‪.)ٗٗ٘/‬‬
‫(ٗ) المائدة‪ :‬آية ‪.ٗٛ‬‬
‫(٘) المائدة‪ :‬آية ‪.ٗٛ‬‬
‫‪131‬‬
‫مف دخل في اإلسبلـ كأقر بدمحم ‪ ‬أنو لنبي‪ ،‬شرعة كمنياجا‪ ،‬كأكلى القكليف في‬
‫ذلؾ عندؼ بالصكاب قكؿ مف قاؿ‪ :‬معناه‪ :‬لكل أىل ممة منكـ أييا األمـ جعمنا‬
‫شرعة كمنياجا‪ ،‬كانما قمنا ذلؾ أكلى بالصكاب لقكلو‪ :‬ﮋ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥﮊ(ٔ)كلك كاف عنى بقكلو‪ :‬ﮋ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ أمة دمحم ‪ ‬كىـ‬
‫أمة كاحدة(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬ﮋ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮊ يدؿ عمى عدـ التعمق بشرائع‬
‫األكليف‪ ،‬كالشرعة كالشريعة الطريقة الظاىرة التي يتكصل بيا إلى النجاة‪ ،‬كالشريعة‬
‫في الم ة‪ :‬الطريق الذؼ يتكصل منو إلى الماء‪ ،‬كالشريعة ما شرع هللا لعباده مف‬
‫الديف‪ ،‬كقد شرع ليـ يشرع شرعا أؼ سف‪ ،‬كالشارع الطريق األعظـ‪ ،‬كالشرعة أيضا‬
‫الكتر‪ ،‬كالجمع شرع كشرع كشراع جمع الجمع‪ ،‬عف أبي عبيد‪ ،‬فيك مشترؾ‪،‬‬
‫كالمنياج الطريق المستمر‪ ،‬كىك النيج كالمنيج‪ ،‬أؼ البيف‪ ،‬قاؿ الراجز(ٖ)‪:‬‬
‫مف يؾ ذا شؾ فيذا فمج ‪ ...‬ماء ركاء كطريق نيج‬
‫كقاؿ أبك العباس دمحم بف يزيد(ٗ)‪ :‬الشريعة ابتداء الطريق‪ ،‬كالمنياج الطريق‬
‫المستمر‪ ،‬كركؼ عف ابف عباس ‪ ‬كالحسف كغيرىما‪ ،‬ﮋ ﮝ ﮞﮊ سنة‬
‫كسبيبل‪ ،‬كمعنى اآلية أنو جعل التكراة ألىميا‪ ،‬كاإلنجيل ألىمو‪ ،‬كالقرآف ألىمو‪ ،‬كىذا‬
‫في الشرائع كالعبادات‪ ،‬كاألصل التكحيد ال اختبلؼ فيو‪ ،‬ركؼ معنى ذلؾ عف‬
‫قتادة‪ ،‬كقاؿ مجاىد‪ :‬الشرعة كالمنياج ديف دمحم ‪ ،‬كقد نسخ بو كل ما سكاه‪ ،‬قكلو‬
‫تعالى‪ :‬ﮋﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮊ(٘)‪ ،‬أؼ لجعل شريعتكـ كاحدة فكنتـ‬

‫(ٔ) المائدة‪ :‬آية ‪.ٗٛ‬‬


‫(ٕ) جامع البياف ط ىجر (‪.)ٜٗ٘،ٜٗٗ/ٛ‬‬
‫(ٖ) كىك الحطيئة‪ ،‬لساف العرب (ٗٔ‪.)ٖٗ٘/‬‬
‫(ٗ) أبك العباس دمحم بف يزيد بف عبد األكبر األزدؼ‪ ،‬البصرؼ‪ ،‬إماـ العربية بب داد‪ ،‬صاحب (الكامل)‪،‬‬
‫(ٕٓٔ‪ٕٛٙ-‬ىػ=‪ٜٜٛ-ٕٛٙ‬ـ)‪ ،‬سير أعبلـ النببلء (ٖٔ‪ ،)٘ٚٙ/‬الكافي بالكفيات (٘‪.)ٔٗٔ/‬‬
‫(٘) المائدة‪ :‬آية ‪.ٗٛ‬‬
‫‪131‬‬
‫عمى الحق‪ ،‬فبيف أنو أراد باالختبلؼ إيماف قكـ ككفر قكـ(ٔ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬جميع األنبياء كانكا عمى ديف اإلسبلـ كما صح عف النبي ‪‬‬
‫أنو قاؿ‪( :‬إنا معاشر األنبياء ديننا كاحد األنبياء إخكة لعبلت)(ٕ)‪ ،‬كقد أخبر تعالى‬
‫عف نكح كابراىيـ كاسرائيل كأتباع مكسى كالمسيح كغيرىـ أنيـ كانكا مسمميف متفقيف‬
‫عمى عبادة هللا كحده ال شريؾ لو كأف يعبد بما أمر ىك سبحانو فبل يعبد غيره كال‬
‫يعبد ىك بديف لـ يشرعو‪ ،‬كقد قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮊ فممتكراة‬
‫شرعة كلئلنجيل شرعة كلمقرآف شرعة‪ ،‬فمف كاف متبعا لشرع التكراة أك اإلنجيل الذؼ‬
‫لـ يبدؿ كلـ ينسخ فيك عمى ديف اإلسبلـ كالذيف كانكا عمى شريعة التكراة ببل تبديل‬
‫قبل مبعث المسيح ‪ ‬كالذيف كانكا عمى شريعة اإلنجيل ببل تبديل قبل مبعث‬
‫دمحم ‪.)ٖ(‬‬
‫كقاؿ‪ :‬ﮋ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ‬
‫(ٗ)‬
‫فأمره أف يحكـ بما أنزؿ هللا‬ ‫ﮰﮱ﮲ ﮳﮴﮵ ﮶﮷ﮊ‬
‫عمى مف قبمو لكل جعمنا مف الرسكليف كالكتابيف شرعة كمنياجا أؼ سنة كسبيبل‬
‫فالشرعة الشريعة كىي السنة كالمنياج الطريق كالسبيل ككاف ىذا بياف كجو تركو لما‬
‫جعل ل يره مف السنة كالمنياج إلى ما جعل لو ثـ أمره أف يحكـ بينيـ بما أنزؿ هللا‬
‫إليو فاألكؿ نيى لو أف يأخذ بمنياج غيره كشرعتو كالثاني كاف كاف حكما غير الحكـ‬
‫الذؼ أنزؿ نيى لو أف يترؾ شيئا مما أنزؿ فييا عف اتباع دمحم ‪ ‬الذؼ يجدكنو‬
‫مكتكبا عندىـ في التكراة كاإلنجيل فمف لـ يتبعو لـ يحكـ بما أنزؿ هللا كاف لـ يكف‬

‫(ٔ) تفسير القرطبي (‪.)ٕٔٔ/ٙ‬‬


‫(ٕ) صحيح البخارؼ رقـ الحديث‪ )ٖٖٗٗ(:‬باب قكؿ هللا ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﮊ مريم‪ :‬آية‬
‫‪.)ٔٙٚ/ٗ( ،٦6‬‬
‫(ٖ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٖٚٓ/ٕٚ‬‬
‫(ٗ) المائدة‪ :‬آية‪.ٗٛ‬‬
‫‪132‬‬
‫مف أىل الكتاب الذيف أمركا أف يحكمكا بما فييا مما يخالف حكمو(ٔ)‪.‬‬
‫كمف ىنا نجد أف الشرعة كالمنياج ىي المنيج كالطريق الكاضح الذؼ اعطاه هللا‬
‫لكل نبي ممف سبق كالمقصكد عمى حسب ما جاء في القاعدة مف حمل الكبلـ عمى‬
‫ما قبمو كما بعده ك كافقو ابف تيمية أف هللا أمر النبي ‪ ‬أف يحكـ ألىل الشرائع‬
‫السابقة بما أنزؿ إليو مف الحق كىك في االصل مكجكد عندىـ في الكتب السابقة‬
‫فمنيجيـ يصح الرجكع اليو في زمنيـ أما بعد بعثة النبي ‪ ‬فبل يسعيـ اال اتباع‬
‫منيجو ألنو الخاتـ كمنيجو جامع لكل الشرائع كمييمنا عمييا‪.‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٖٔٔ/ٜٔ‬‬


‫‪133‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬ال يجكز أف يفسر القرآف بخبلؼ ظاىره إال كقد نصب‬
‫دليبل يمنع مف حممو عمى ظاىره(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫األصل في نصكص القرآف –ككذا السنة‪ -‬أف تحمل عمى ظكاىرىا كتفسر عمى‬
‫حسب ما يقتضيو ظاىر المفع كال يجكز أف يعدؿ بألفاظ الكحي عف ظاىرىا إال‬
‫بدليل كاضح يجب الرجكع إليو كألنو ال يعرؼ مراد المتكمـ إال باأللفاظ الدالة عميو‬
‫كاألصل في كبلمو كألفاظو أف يككف داال عمى ما في نفسو مف المعاني كليس لنا‬
‫طريق لمعرفة مراده غير كبلمو كألفاظو‪ ،‬كلذا قالكا‪ :‬ال يجكز العدكؿ عف ظاىر‬
‫القرآف إال بدليل يجب الرجكع إليو(‪.)2‬‬
‫كالمراد بالظاىر ىك ما يتبادر إلى الذىف مف المعاني كأنو ليس ليا معنى باطف‬
‫يخالف ظاىرىا كىك يختمف بحسب السياؽ‪ ،‬كما يضاؼ إليو الكبلـ فالكممة الكاحدة‬
‫يككف ليا معنى في سياؽ كآخر في سياؽ آخر‪ ،‬كتركيب الكبلـ يفيد معنى عمى‬
‫كجو كمعنى آخر عمى كجو‪ ،‬كالمراد بالدليل الذؼ يجب الرجكع إليو إؼ الدليل الذؼ‬
‫ظاىر أك سمعيا ظاى ار‪ ،‬مثاؿ‬
‫ا‬ ‫يجكز صرؼ الظاىر لو كىك إما أف يككف عقميا‬
‫(ٖ)‬
‫فإف كل أحد يعمـ بعقمو أف‬ ‫العقمي الظاىر قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭼ‬
‫المراد أكتيت مف جنس ما يؤتاه مثميا‪ ،‬كمما قاؿ‪ :‬فبل يجكز أف يتكمـ ىك كىؤالء‬
‫بكبلـ يريدكف بو خبلؼ ظاىره إال كقد نصب دليبل يمنع مف حممو عمى ظاىره(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيمية‪ :‬ظير قكـ اعتقدكا معاني ثـ أرادكا حمل ألفاظ القرآف عمييا‪ ،‬ك‬
‫قكـ فسركا القرآف بمجرد ما يسكغ أف يريده بكبلمو مف كاف مف الناطقيف بم ة العرب‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٖٙٔ/ٙ‬‬


‫(ٕ) انظر أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (‪.)ٖٚ/ٙ‬‬
‫(ٖ) النمل اآلية‪.ٕٖ:‬‬
‫(ٗ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٖٙٔ/ٙ‬‬
‫‪134‬‬
‫مف غير نظر إلى المتكمـ بالقرآف كالمنزؿ عميو كالمخاطب بو ‪ ..‬فيسمبكف لفع القرآف‬
‫ما دؿ عميو كأريد بو كتارة يحممكنو عمى ما لـ يدؿ عميو كلـ يرد بو كفي كبل‬
‫األمريف قد يككف ما قصدكا نفيو أك إثباتو مف المعنى باطبل فيككف خطؤىـ في‬
‫الدليل كالمدلكؿ كقد يككف حقا فيككف خطؤىـ في الدليل ال في المدلكؿ(ٔ)‪.‬‬
‫كقد قرر ىذه القاعدة شيخ المفسريف الطبرؼ في ثنايا تفسيره حيث قاؿ‪:‬‬
‫"كغير جائز ترؾ الظاىر المفيكـ مف الكبلـ إلى باطف ال داللة عمى صحتو"(ٕ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية رحمو هللا‪" :‬كيجكز باتفاؽ المسمميف أف تفسر إحدػ‬
‫اآليتيف بظاىر األخرػ كيصرؼ الكبلـ عف ظاىره؛ إذ ال محذكر في ذلؾ عند‬
‫أحد مف أىل السنة كاف سمي تأكيبل كصرفا عف الظاىر فذلؾ لداللة القرآف عميو‬
‫كلمكافقة السنة كالسمف عميو؛ ألنو تفسير القرآف بالقرآف؛ ليس تفسي ار لو بالرأؼ‪،‬‬
‫كالمحذكر إنما ىك صرؼ القرآف عف فحكاه ب ير داللة مف هللا كرسكلو كالسابقيف‬
‫كما تقدـ"(ٖ)‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫قَ ْولُهُ تَ َع َاَل‪ :‬ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﮊ(ٗ)‪.‬‬
‫(٘)‬
‫كمف شابييـ‪ :‬مرج البحريف عمي‬ ‫يقكؿ أصحاب تفاسير االثني عشرية‬
‫كفاطمة عمييما السبلـ‪ ،‬بينيما برزخ دمحم ‪ ‬يخرج منيما المؤلؤ كالمرجاف الحسف‬
‫كالحسيف عمييما السبلـ(‪ .)ٙ‬كىك بعيد جدا مف ظاىر اآلية؟‪.‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٖ٘٘/‬‬


‫(ٕ) جامع البياف ت شاكر (ٔ‪.)ٔ٘/‬‬
‫(ٖ) مجمكع الفتاكػ(‪.)ٕٔ/ٙ‬‬
‫(ٗ) الرحمف‪ :‬اآليتاف ‪.ٕٓ،ٜٔ‬‬
‫(٘ ) االثني عشرية ىـ فرقة زعمكا أف عميا أحق بالخبلفة مف مف سبقو كسمكا االثني عشرية ألنيـ يعتقدكا‬
‫العصمة الثني عشر مف ءأمتيـ بدأ بعمي ابف أبي طالب كانتياء بالعسكرؼ الذؼ في السرداب مف أكثر‬
‫مف(ٓٓ‪)ٚ‬سنة‪ ،‬كجعمكا اإلمامة قضيتيـ األساس‪ ،‬أنظر المكسكعة الميسرة في األدياف كالمذاىب المعاصرة‬
‫لمندكة العالمية لمشباب االسبلمي‪ ،‬إشراؼ كمراجعة د‪ .‬مانع الجيني‪ ،‬دار الندكة العالمية‪.)٘ٔ/ٔ( ،‬‬
‫(‪ )ٙ‬انظر تفسير نكر الثقميف لمحكيزؼ (٘‪ ،)ٜٔٔ-ٜٔٓ/‬كتفسير الميزاف لمطباطبي (‪.)ٖٔٓ/ٜٔ‬‬
‫‪135‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬فقكلو‪ :‬ﮋ ﭛ ﭜ ﮊ أؼ أجراىما‪ ،‬كقاؿ األخفش‪ :‬يقكؿ قكـ أمرج‬
‫البحريف مثل مرج فعل كأفعل بمعنى كاحد‪.‬‬
‫يعني أنو خمع أحدىما عمى اآلخر(ٕ)‪.‬‬ ‫(ٔ)‬
‫كمثمو قكلو‪ :‬ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﮊ‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬ﮋ ﭟ ﭠ ﮊ أؼ حاجز فعمى(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيمية‪ :‬فإنيـ لضبلليـ فسركا القرآف بأنكاع ال يقضي العالـ منيا عجبو‬
‫الحسف كالحسيف(٘)‪.‬‬ ‫(ٗ)‬
‫كقكليـ‪:‬ﮋ ﯞ ﯟ ﮊ عمي كفاطمة ك ﮋ ﭫ ﭬ ﮊ‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬قكلو‪:‬ﮋ ﭛ ﭜﮊ عمي كفاطمة‪،‬ﮋ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫الحسف كالحسيف‪ ،‬ك ذكر أنو مرج البحريف في آية أخرػ‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬ ‫ﭬﮊ‬
‫ﮋﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ(‪ ،)ٚ‬فمك أريد بذلؾ عمي كفاطمة‬
‫لكاف ذلؾ ذما ألحدىما‪ ،‬كىذا باطل بإجماع أىل السنة كالشيعة(‪.)ٛ‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬عف ابف عباس ‪ ‬في قكلو‪ :‬ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﮊ قاؿ‪ :‬عمي‬
‫كفاطمة‪ ،‬ﮋ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﮊ النبي ‪:‬ﮋ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﮊ الحسف‬
‫كالحسيف‪ ،‬كلـ يحصل ل يره مف الصحابة ىذه الفضيمة‪ ،‬فيككف أكلى باإلمامة"‪.‬‬

‫قاؿ االماـ ابف تيمية‪ :‬أف ىذا كأمثالو إنما يقكلو مف ال يعقل ما يقكؿ‪ ،‬كىذا‬
‫باليذياف أشبو منو بتفسير القرآف‪ ،‬كىك مف جنس تفسير المبلحدة كالقرامطة‬
‫الباطنية لمقرآف‪ ،‬بل ىك شر مف كثير منو‪ ،‬كالتفسير بمثل ىذا طريق لممبلحدة عمى‬

‫(ٔ) الفرقاف‪:‬آيةٖ٘‪.‬‬
‫(ٕ) جامع البياف(ٖٔ‪.)ٕٗٚ/ٔٚ( ،)٘ٛ/‬‬
‫(ٖ) تفسير القرطبي (‪.)ٕٔٙ/ٔٚ‬‬
‫(ٗ) الرحمف‪ :‬آيةٕٕ‪.‬‬
‫(٘) مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٖٜ٘/‬‬
‫(‪ )ٙ‬الرحمف‪ :‬آيةٕٕ‪.‬‬
‫(‪ )ٚ‬الفرقاف‪ :‬آيةٖ٘‪.‬‬
‫(‪ )ٛ‬منياج السنة النبكية (ٖ‪.)ٗٓٗ/‬‬
‫‪136‬‬
‫القرآف كالطعف فيو‪ ،‬بل تفسير القرآف بمثل ىذا مف أعظـ القدح فيو كالطعف فيو(ٔ)‪.‬‬
‫كمف ىنا نمحع أف ابف تيمية انكر عمى مف فسر القرآف بتأكيل بعيد عف ظاىره‬
‫فيفسر القرآف عمى ظاىره ما أمكف كال يصح العدكؿ عف الظاىر اال بدليل كاضح‬
‫بيف كاال قاؿ في القرآف اصحاب االىكاء ماشائكا كما فعل االثني عشرية فأكلكا‬
‫اآليات بعيدا عف تفسيرىا الصحيح عمى حسب ىكاىـ كصرفكه عف ظاىره تماما‬
‫كىذا ال يجكز في كبلـ هللا كىذا ما أقره ابف تيمية مكافقا القاعدة كأنكر عمييـ‬
‫تفسيرىـ عمى غير الظاىر بدكف دليل‪.‬‬
‫كمف االمثمة قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬قاؿ ليـ مكسى ‪ :‬ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮊ قالكا‪ :‬نسألؾ‬
‫عف القتيل كعمف قتمو كتقكؿ اذبحكا بقرة‪ ،‬أتي أز بنا؟ قاؿ مكسى‪ :‬ﮋ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲‬
‫﮳ ﮴ ﮵ ﮊ(ٖ)‪ ،‬قاؿ ابف عباس‪ :‬فمك اعترضكا بقرة فذبحكىا ألجزأت‬
‫عنيـ‪ ،‬كلكنيـ شددكا كتعنتكا مكسى‪ ،‬فشدد هللا عمييـ؛ فيي عند جميكر المفسريف‬
‫البقرة المعركفة عمى ظاىرىا‪ ،‬كعند أصحاب تفسير اإلشارة النفس كاإلسماعيمية‬
‫عائشة(ٗ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮊ قالكا ىي‪ :‬النفس‪ ،‬كأمثاؿ ىذه‬
‫صحيحا‪ ،‬كاف لـ يكف ىك المراد بالمفع‪ ،‬كىك‬
‫ً‬ ‫التحريفات‪ ،‬لكف منيا ما يككف معناه‬
‫تفسير(٘)‪.‬‬
‫ًا‬ ‫األكثر في إشارات الصكفية‪ ،‬كبعض ذلؾ ال يجعل‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮊ‪ ،‬عائشة‪ ،‬ك ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫بيف أبي بكر كعمي في الكالية‪.‬‬ ‫ﯚﮊ‬

‫(ٔ) المصدر نفسو (‪.)ٕٗ٘/ٚ‬‬


‫(ٕ) البقرة‪ :‬آية ‪.ٙٚ‬‬
‫(ٖ) البقرة‪ :‬آية ‪.ٙٚ‬‬
‫(ٗ) جامع البياف(ٕ‪.)ٜٚ/‬‬
‫(٘) شرح حديث النزكؿ البف تيمية (ص‪.)ٜٔٙ،ٔٙٛ :‬‬
‫(‪ )ٙ‬الزمر‪ :‬آية٘‪.ٙ‬‬
‫‪137‬‬
‫قاؿ ابف تيمية‪ :‬ككل ىذا كأمثالو كجدتو في كتبيـ‪ ،‬ثـ مف ىذا دخمت‬
‫اإلسماعيمية كالنصيرية في تأكيل الكاجبات كالمحرمات‪ ،‬فيـ أئمة التأكيل الذؼ ىك‬
‫تحريف الكمـ عف مكاضعو‪ ،‬كمف تدبر ما عندىـ كجد فيو مف الكذب في المنقكالت‬
‫كالتكذيب بالحق منيا كالتحريف لمعانييا ما ال يكجد في صنف مف المسمميف‪ ،‬فيـ‬
‫قطعا أدخمكا في ديف هللا ما ليس منو أكثر مف كل أحد كحرفكا كتابو تحريفا لـ‬
‫يصل غيرىـ إلى قريب منو(ٔ)‪.‬‬
‫كفي قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮱ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ‬
‫ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭑ ﭒ‬
‫ﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ(ٕ)‪ ،‬فقد ذكر كفر النصارػ في قكليـ‪:‬‬
‫ىك هللا مرتيف كذكر أنو ليس المسيح إال رسكؿ قد خمت مف قبمو الرسل ف ايتو‬
‫الرسالة كما قاؿ‪ :‬في دمحم ‪ ‬كما دمحم إال رسكؿ قد خمت مف قبمو الرسل‪،‬‬
‫كغاية أمو أف تككف صديقة كدؿ بيذا أنيا ليست بنبية ثـ قاؿ‪ :‬كانا يأكبلف‬
‫الطعاـ كىذا مف أظير الصفات النافية لئلليية لحاجة األكل إلى ما يدخل في جكفو‬
‫كلما يخرج منو مع ذلؾ مف الفضبلت‪ ،‬كالرب تعالى أحد صمد لـ يمد كلـ يكلد كلـ‬
‫يكف لو كفكا أحد(ٖ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬المعجزات التي احتججتـ بيا لممسيح‪ ،‬قد كجدت ل ير المسيح‪،‬‬
‫كلك قدر أف المسيح أفضل مف بعض أكلئؾ‪ ،‬فبل ريب أف المسيح ‪ ‬أفضل مف‬
‫جميكر األنبياء‪ ،‬أفضل مف داكد كسميماف كأصحاب النبكات المكجكدة عندكـ‪،‬‬

‫(ٔ) منياج السنة النبكية البف تيمية (ٖ‪.)ٗٓ٘/‬‬


‫(ٕ) المائدة‪ :‬اآليات ٗ‪.ٚٚ -ٚ‬‬
‫(ٖ) الجكاب الصحيح لمف بدؿ ديف المسيح البف تيمية (ٕ‪.)ٔٚٔ،ٔٚٓ/‬‬
‫‪138‬‬
‫كأفضل مف الحكارييف‪ ،‬لكف مزيد الفضل يقتضي الفضيمة في النبكة كالرسالة‪،‬‬
‫كفضيمة إبراىيـ كمكسى كدمحم ‪-‬صمكات هللا عمييـ كسبلمو‪ ،-‬كذلؾ ال يقتضي‬
‫خركجو عف جنس الرسل‪ ،‬كما قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫كقاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬ ‫(‪)1‬‬
‫ﯧﯨﯩﯪﯫ ﯬﮊ‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫كجماع ىذا الجكاب‪ :‬أف ما يكصف بو المسيح عندىـ مف ككنو ابف هللا‪ ،‬كككف‬
‫هللا حل فيو‪ ،‬أك ظير أك سكف‪ ،‬كككف ركح القدس أك ركح هللا حمت فيو‪ ،‬كككنو‬
‫مسيحا‪ ،‬كل ذلؾ مكجكد عندىـ في حق غير المسيح‪.‬‬
‫فميس لممسيح اختصاص بشيء مف ىذه األلفاظ‪ ،‬كانما يكجد اختصاصو بمفع‬
‫الكممة‪ ،‬كككنو تجسد مف ركح القدس‪ ،‬كىذا ىك الذؼ خصو بو القرآف‪ ،‬فإف هللا قاؿ‪ :‬ﮋ ﭝ‬
‫كفي‬ ‫(ٖ)‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﮊ‬
‫الصحيحيف عف عبادة بف الصامت عف النبي ‪ ‬أنو قاؿ‪( :‬مف شيد أف ال إلو إال هللا‬
‫كأف دمحما عبده كرسكلو‪ ،‬كأف عيسى عبد هللا كرسكلو ككممتو ألقاىا إلى مريـ كركح منو‬
‫أدخمو هللا الجنة عمى ما كاف مف عمل)(ٗ)‪ ،‬فيذا الذؼ خصو بو القرآف‪ ،‬ىك الذؼ‬

‫(ٔ) المائدة‪ :‬آية ٘‪.ٚ‬‬


‫(ٕ) المائدة‪ :‬اآلياتٕ‪.ٚ٘-ٚ‬‬
‫(ٖ) النساء‪ :‬آية ٔ‪.ٔٚ‬‬
‫(ٗ) صحيح البخارؼ (جٗ‪/‬ص٘‪ ،)ٔٙ‬رقـٖٖ٘ٗ‪ ،‬باب قكلو‪( :‬يا أىل الكتاب ال ت مكا في دينكـ)‪ ،‬كصحيح‬
‫مسمـ (ٔ‪ ،)٘ٚ/‬رقـ‪ ،ٗٙ‬باب مف لقي هللا باإليماف كىك غير شاؾ فيو دخل الجنة كحرـ عمى النار‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫خصتو الكتب المتقدمة‪ ،‬إذ كاف القرآف مصدقا لما بيف يديو مف الكتاب كمييمنا‬
‫عميو(ٔ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية في مكضع آخر‪ :‬كالصكاب أف ىذه األقكاؿ جميعيا قكؿ طكائف‬
‫النصارػ المشيكرة الممكية كاليعقكبية كالنسطكرية فإف ىذه الطكائف كميا تقكؿ‬
‫باألقانيـ الثبلثة األب كاالبف كركح القدس فتقكؿ إف هللا ثالث ثبلثة كتقكؿ عف‬
‫المسيح إنو هللا كتقكؿ إنو ابف هللا كىـ متفقكف عمى اتحاد البلىكت كالناسكت كأف‬
‫المتحد ىك الكممة كىـ متفقكف عمى عقيدة إيمانيـ التي تتضمف ذلؾ كىك قكليـ‬
‫نؤمف بإلو كاحد أب ضابط الكل خالق السماكات كاألرض كل ما يرػ كما ال يرػ‬
‫كبرب كاحد يسكع المسيح ابف هللا الكحيد المكلكد مف األب قبل كل الدىكر نكر مف‬
‫نكر إلو حق مف إلو حق مف إلو حق مكلكد غير مخمكؽ فقمنا إف هللا منعكـ الفيـ‬
‫في القرآف عيسى عميو السبلـ تجرؼ عميو ألفاظ ال تجرؼ عمى القرآف ألف عيسى‬
‫يجرؼ عميو نسمة كمكلكد كطفل كصبي كغبلـ يأكل كيشرب كىك يخاطب باألمر‬
‫كالنيي يجرؼ عميو الكعد كالكعيد ىك مف ذرية نكح كمف ذرية إبراىيـ(ٕ)‪.‬‬
‫كما ذىب اليو ابف تيمية كجميكر المفسريف ىك الصكاب كالمكافق لمقاعدة مف‬
‫األصل حمل الفاظ القرآف عمى ظاىرىا كال تصرؼ عف الظاىر اال بدليل كاضح إال‬
‫قاؿ في القرآف أصحاب األىكاء ما يريدكا مف تحريف لمقرآف كتفسيره عمى ىكاىـ‬
‫كزيفيـ كما فعل االثني عشريو كغيرىـ‪.‬‬

‫(ٔ) الجكاب الصحيح لمف بدؿ ديف المسيح البف تيمية (ٗ‪.)ٜٗ٘-ٜٖٗ/‬‬
‫(ٕ) دقائق التفسير (ٕ‪.)ٖٔ،ٖٓ/‬‬
‫‪141‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬حمل معنى الفاظ القرآف عمى ال الب أكلى(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫إذا تنازع المفسركف في تفسير آية أك جممة أك لفظة مف كتاب هللا فأكلى األقكاؿ‬
‫بالصكاب ىك القكؿ الذؼ يكافق استعماؿ القرآف في غير مكضع النزاع سكاء أكاف‬
‫ذلؾ في األلفاظ المفردة أك التراكيب‪ ،‬كسكاء كاف ذلؾ االستعماؿ أغمبيا بأف كاف‬
‫لمكضع النزاع نظائر كقع فييا النزاع كلكف الكثرة الكاثرة مف االستعماؿ مما اتفق‬
‫عمى معناه أك مطردا بأف يككف استعماليا في جميع مكاردىا في القرآف متفقا عميو‪،‬‬
‫غير مكضع الخبلؼ بأف يقكؿ مفسر قكال في آية جميع نظائرىا في القرآف عمى‬
‫خبلؼ ذلؾ أك عادة في أسمكب القرآف‪ ,‬كقد قيل‪ :‬حمل معاني كبلـ هللا عمى ال الب‬
‫مف أسمكب القرآف كمعيكد استعمالو أكلى مف الخركج بو عف ذلؾ(‪.)2‬‬
‫كقد قرر شيخ اإلسبلـ أنو إذا ُعرؼ المتكمـ فيـ مف معنى كبلمو ما ال يفيـ إذا‬
‫لـ يعرؼ؛ ألنو بذلؾ يعرؼ عادتو في خطابو‪ ،‬كالمفع إنما يدؿ إذا عرؼ ل ة المتكمـ‬
‫التي بيا يتكمـ كىي عادتو‪ ،‬كعرفو التي يعتادىا في خطابو(ٖ)‪.‬‬
‫االمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬عف مجاىد‪ :‬ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ قاؿ‪« :‬يعدلكف باهلل»‪،‬‬
‫كركػ عف الضحاؾ(٘)‪ :‬في قكلو‪" :‬ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ عدلكا إبميس بربيـ‪،‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕٔ/ٙ‬‬


‫(ٕ) انظر مجمكع الفتاكػ (‪ )ٔٔ٘/ٚ‬كقكاعد الترجيح عند المفسريف (ٔ‪.)ٖٔ٘/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬مجمكع الفتاكػ(‪ ،)ٔٔ٘/ٚ‬كانظر مجمكع الفتاكػ (ٕٓ‪.)ٔٓٚ،ٔٓٙ/ٕٔ( ،)ٗ٘ٓ/‬‬
‫(ٗ) النحل‪ :‬آيةٓٓٔ‪.‬‬
‫الضحاؾ بف مزاحـ الخراساني‪ ،‬تابعي جميل‪ ،‬كاف مف أكعية العمـ‪ ،‬سمع مف سعيد بف جبير كأخذ عنو‬
‫ّ‬ ‫(٘ )‬
‫التفسير‪ ،‬حدث عف ابف عباس كابف عمر كأبي سعيد الخدرؼ كأنس كغيرىـ كثقو أحمد كابف معيف‪،‬‬
‫مفسر‪ٔٓ٘(،‬ىػ=ٖٕ‪ٚ‬ـ)‪ ،‬األعبلـ(ٖ‪ ،)ٕٔ٘/‬الكافي بالكفيات(‪ ،)ٕٓٚ/ٔٙ‬ميزاف االعتداؿ (ٕ‪.)ٖٕ٘/‬‬
‫‪141‬‬
‫فإنيـ باهلل مشرككف"‪ ،‬كقيل‪ :‬معنى ذلؾ‪ :‬ﮋﯗ ﯘ ﯙ ﯚﮊ‪ ،‬أشرككا‬
‫(ٔ)‬
‫قكلو‪ :‬ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﮊ أشرككه‬ ‫الشيطاف في أعماليـ‪ ،‬كركػ عف الربيع‬
‫في أعماليـ"‪ ،‬كالقكؿ األكؿ‪ ،‬أعني قكؿ مجاىد أكلى القكليف في ذلؾ بالصكاب‪ ،‬كذلؾ‬
‫أف الذيف يتكلكف الشيطاف إنما يشرككنو باهلل في عبادتيـ‪ ،‬كذبائحيـ‪ ،‬كمطاعميـ‪،‬‬
‫كمشاربيـ‪ ،‬ال أنيـ يشرككف بالشيطاف‪ ،‬كلك كاف معنى الكبلـ ما قالو الربيع‪ ،‬لكاف‬
‫التنزيل‪ :‬الذيف ىـ مشرككه‪ ،‬كلـ يكف في الكبلـ «بو»‪ ،‬فكاف ككف لك كاف التنزيل‬
‫كذلؾ‪ :‬كالذيف ىـ مشرككه في أعماليـ‪ ،‬إال أف يكجو مكجو معنى الكبلـ إلى أف القكـ‬
‫كانكا يدينكف بألكىة الشيطاف كيشرككف باهلل‪ ،‬فيصح حينئذ معنى الكبلـ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ أؼ باهلل‪ ،‬قالو مجاىد كالضحاؾ‪.‬‬
‫كقيل‪ :‬يرجع بو إلى الشيطاف‪ ،‬قالو الربيع بف أنس كغيره‪ .‬كالمعنى‪ :‬كالذيف ىـ مف‬
‫أجمو مشرككف(ٖ)‪.‬‬
‫كقاؿ الشككاني‪ :‬ىـ بو مشرككف الضمير في بو يرجع إلى هللا تعالى‪ ،‬أؼ‪:‬‬
‫الذيف ىـ باهلل مشرككف‪ ،‬كقيل‪ :‬يرجع إلى الشيطاف كالمعنى‪ :‬كالذيف ىـ مف أجمو‬
‫كبسبب كسكستو مشرككف باهلل(ٗ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬ﮋ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ(٘)‪،‬‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫لما‬ ‫كقد قاؿ تعالى‪ :‬ﮋﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮊ‬
‫قاؿ إبميس‪ :‬كما ذكر هللا تعالي‪ :‬ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮏ ﮐ‬

‫(ٔ) الربيع بف أنس البكرؼ الحنفي ركػ لو األربعة‪ ،‬سمع‪ :‬أنس بف مالؾ‪ ،‬كأبا العالية الرياحي‪ ،‬كالحسف‬
‫البصرؼ‪ ،‬كعنو‪ :‬سميماف التيمي‪ ،‬كاألعمش‪ ،‬كأبك جعفر الرازؼ‪ ،‬كابف المبارؾ‪ ،‬كآخركف‪ ،‬ككاف عالـ مرك‬
‫في زمانو‪ ،‬قاؿ أبك حاتـ‪ :‬صدكؽ‪(،‬ت‪ٖٔٚ‬ق)‪ ،‬سير أعبلـ النببلء(‪ ،)ٔٚٓ/ٙ‬كالكافي بالكفيات(ٗٔ‪.)٘ٙ/‬‬
‫(ٕ) جامع البياف ط ىجر (ٗٔ‪.)ٖٙٔ/‬‬
‫(ٖ) تفسير القرطبي (ٓٔ‪.)ٔٚٙ/‬‬
‫(ٗ) فتح القدير لمشككاني (ٖ‪.)ٕٖٕ/‬‬
‫(٘) النحل‪ :‬آيةٓٓٔ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬الحجر‪ :‬آيةٕٗ‪.‬‬
‫‪142‬‬
‫(ٔ)‬
‫قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬ ‫ﮑﮒﮊ‬
‫ﮤﮊ‪ ،‬فإبميس ال ي كػ المخمصيف‪ ،‬كال سمطاف لو عمييـ‪ ،‬إنما سمطانو عمى‬
‫ال اكيف‪ ،‬كىـ الذيف يتكلكنو‪ ،‬كىـ الذيف بو مشرككف‪ ،‬كقكلو‪ :‬ﮋﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ صفتاف لمكصكؼ كاحد فكل مف تكاله فيك بو مشرؾ‪ ،‬ككل مف‬
‫أشرؾ بو فقد تكاله‪ ،‬قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ(ٕ)‪ ،‬ككل مف عبد غير هللا فإنما‬
‫يعبد الشيطاف‪ ،‬كاف كاف يظف أنو يعبد المبلئكة كاألنبياء(ٖ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬قاؿ تعالى‪:‬ﮋﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫كاذا كاف سمطانو عمى أكليائو الذيف تكلكه‪ ،‬كالذيف ىـ بو مشرككف كىـ‬ ‫(‪)4‬‬
‫ﯚﮊ‬
‫الذيف ال يؤمنكف باهلل كقاؿ تعالى‪ :‬ﮋﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫(٘)‬
‫فيككف ىؤالء ىـ ال اكيف كىـ الذيف قاؿ الشيطاف ألغكينيـ أجمعيف‬ ‫ﯚﮊ‬
‫إال عبادؾ منيـ المخمصيف(‪.)ٙ‬‬
‫(‪)ٚ‬‬
‫كمنو قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮊ‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬ﮋ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮊ‪ ،‬كاختمف في معنى قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮙ‬
‫ﮚﮊ‪ ،‬فقاؿ بعضيـ‪ :‬معناه‪ :‬كل شيء ىالؾ إال ىك‪ ،‬كقاؿ آخركف‪ :‬معنى ذلؾ‪:‬‬
‫إال ما أريد بو كجيو‪ ،‬كاستشيدكا لتأكيميـ ذلؾ كذلؾ بقكؿ الشاعر(‪:)ٛ‬‬

‫(ٔ) الحجر‪ :‬آية‪.ٗٓ،ٖٜ‬‬


‫(ٕ) يس‪ :‬آيةٓ‪.ٙٔ،ٙ‬‬
‫(ٖ) الحسنة كالسيئة لتقي الديف أبك العباس أحمد تيمية ‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف (ص‪.)٘ٙ:‬‬
‫(ٗ) النحل‪ :‬آيةٓٓٔ‪.‬‬
‫(٘) الحجر‪ :‬آية ٕٗ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬قاعدة في المحبة لتقي الديف أبك العباس أحمد تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم رشاد سالـ‪ ،‬مكتبة التراث اإلسبلمي‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مصر (ص‪.)ٛٗ:‬‬
‫(‪ )ٚ‬القصص‪ :‬آية ‪.ٛٛ‬‬
‫(‪ )ٛ‬البيت لمقطامي في ديكانو‪ ،‬البحر البسيط (ص‪ ،)ٖ٘ٗ:‬المعجـ المفصل في شكاىد العربية (‪.)ٕٜٚ/ٙ‬‬
‫‪143‬‬
‫أست فر هللا ذنبا لست محصيو ‪ ...‬رب العباد إليو الكجو كالعمل‬
‫كقكلو‪ :‬ﮋ ﮜ ﮝ ﮊ يقكؿ‪ :‬لو الحكـ بيف خمقو دكف غيره‪ ،‬ليس ألحد غيره معو‬
‫فييـ حكـ ﮋ ﮞ ﮟ ﮊ يقكؿ‪ :‬كاليو تردكف مف بعد مماتكـ‪ ،‬فيقضي بينكـ بالعدؿ‪،‬‬
‫فيجازؼ مؤمنيكـ جزاءىـ‪ ،‬ككفاركـ ما كعدىـ(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ الشككاني‪ :‬عف ابف عباس ‪ ‬كل شيء ىالؾ إال كجيو قاؿ‪ :‬إال ما أريد بو‬
‫كجيو(ٕ)‪.‬‬
‫(ٖ)‬
‫كقاؿ سبحانو ﮋﮄ ﮅ‬ ‫قاؿ ابف تيمية‪ :‬قكلو‪ :‬ﮋ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮊ‬
‫كجيا ال يفنى كال يمحقو اليبلؾ(٘)‪.‬‬ ‫(ٗ)‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ فأخبر سبحانو أف لو ً‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬قاؿ مجاىد في قكلو‪ :‬ﮋ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮊ(‪ )ٙ‬قاؿ‪ :‬إالّ ما ِأر َيد‬
‫كجيو‪ .‬كقاؿ سفياف الثكرؼ‪ :‬إالّ ما ابت ي بو كجيو‪ .‬كما يقاؿ‪ :‬ما يبقى إالّ هللا‬
‫بو ُ‬
‫كالعمل الصالح‪ ،‬كفي الحديث‪" :‬الدنيا ممعكنة كممعكف ما فييا إال ِذكر هللا كما كااله‪،‬‬
‫كتكجو إليو بقمِبو أك َر َجاه أك خا َفو أك أحبَّو‬
‫العبد َّ‬
‫قصده ُ‬
‫َ‬ ‫كعالـ كمتعمـ"(‪ ،)ٚ‬فأ ّؼ شيء‬
‫ينفعو إالّ ما كاف هلل(‪.)ٛ‬‬ ‫ِ‬ ‫أك َّ‬
‫ىالؾ ُميمؾ‪ ،‬كال ُ‬
‫فإف ذلؾ ٌ‬
‫تككل عميو أك كااله‪ّ ،‬‬
‫كمنو قكلو تعالى‪:‬ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ(‪.)ٜ‬‬
‫(ٓٔ)‬
‫إذا أدبر‪.‬‬ ‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ‬
‫كقيل‪ :‬في قكلو ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ قاؿ‪ :‬عسعس‪ :‬تكلى‪ ،‬كقاؿ‪ :‬تنفس الصبح‬

‫(ٔ) جامع البياف ط ىجر (‪.)ٖ٘ٗ،ٖٖ٘/ٔٛ‬‬


‫(ٕ) فتح القدير لمشككاني (ٗ‪.)ٕٕٓ/‬‬
‫(ٖ) القصص‪ :‬آية ‪.ٛٛ‬‬
‫(ٗ) الرحمف‪:‬آية‪.ٕٚ‬‬
‫(٘) بياف تمبيس الجيمية في تأسيس بدعيـ الكبلمية (ٖ‪.)ٖٖٖ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬القصص‪ :‬آية‪.ٛٛ‬‬
‫(‪ )ٚ‬جامع بياف العمـ كفضمو‪ ،‬رقـ(ٖٗٔ)‪ ،‬باب قكلو‪« : ‬العالـ كالمتعمـ شريكاف»‪.)ٖٔٗ/ٔ( ،‬‬
‫(‪ )ٛ‬جامع المسائل البف تيمية (٘‪.)ٕٙٗ/‬‬
‫(‪ )ٜ‬التككير‪ :‬آية‪.ٔٚ‬‬
‫(ٓٔ) التككير‪ :‬آية‪.ٔٚ‬‬
‫‪144‬‬
‫مف ىاىنا‪ ،‬كأشار إلى المشرؽ اطبلع الفجر كقاؿ آخركف‪ :‬عني بقكلو‪ :‬ﮋ ﮑ ﮒ‬
‫ﮓ ﮊ إذا أقبل بظبلمو‪ ،‬كعف عطية‪ ،‬ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ قاؿ‪ :‬أشار بيده إلى‬
‫الم رب كأكلى التأكيميف في ذلؾ بالصكاب‪ :‬قكؿ مف قاؿ‪ :‬معنى ذلؾ‪ :‬إذا أدبر‪،‬‬
‫(ٔ)‬
‫فدؿ بذلؾ عمى أف القسـ بالميل مدبرا‪ ،‬كبالنيار‬ ‫كذلؾ بقكلو‪ :‬ﮋ ﮕ ﮖ ﮗﮊ‬
‫مقببل‪ ،‬كالعرب تقكؿ‪ :‬عسعس الميل‪ ،‬كسعسع الميل‪ :‬إذا أدبر‪ ،‬كلـ يبق منو إال‬
‫اليسير؛ كمف ذلؾ قكؿ رؤبة بف العجاج(ٕ)‪:‬‬
‫يا ىند ما أسرع ما تسعسعا ‪ ...‬كلك رجا تبع الصبا تتبعا‬
‫فيذه ل ة مف قاؿ‪ :‬سعسع؛ كأما ل ة مف قاؿ‪ :‬عسعس‪ ،‬فيك قكؿ آخر(ٖ)‪ ،‬يعني‬
‫أدبر‪ ،‬كقد كاف بعض أىل المعرفة بكبلـ العرب‪ ،‬يزعـ أف عسعس‪ :‬دنا مف أكلو‬
‫كأظمـ(ٗ)‪.‬‬
‫(٘)‬
‫قاؿ الفراء‪ :‬أجمع المفسركف عمى أف معنى‬ ‫قاؿ القرطبي‪ :‬ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ‬
‫عسعس أدبر‪ ،‬كقاؿ بعض أصحابنا‪ :‬إنو دنا مف أكلو كأظمـ(‪.)ٙ‬‬
‫يقاؿ عسعس إذا كاف غير مستحكـ الظبلـ‬ ‫(‪)7‬‬
‫قاؿ ابف جزؼ‪ :‬ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ‬
‫فقيل‪ :‬ذلؾ في أكلو كقيل‪ :‬في آخره كىذا أرجح‪ ،‬ألف آخر الميل أفضل كألنو أعقبو‬
‫بقكلو‪ :‬ﮋ ﮕ ﮖ ﮗ ﮊ(‪.)ٔ()ٛ‬‬

‫(ٔ) التككير‪ :‬آية‪.ٔٛ‬‬


‫(ٕ ) رؤبة بف العجاج كاسمو عبد هللا بف رؤبة بف لبيد بف صخر كيقاؿ أبك العجاج التميمي‪ ،‬كالعجاج لقب‪،‬‬
‫الراجز المشيكر مف أعراب البصرة مخضرـ‪ ،‬سمع أباه كأبا ىريرة‪ ،‬قاؿ يحيى القطاف‪ :‬أما أنو لـ يكذب‪،‬‬
‫مف الفصحاء المشيكريف‪ ،‬مات رؤبة قاؿ الخميل‪ :‬دفنا الشعر كالم ة كالفصاحة‪ٔٗ٘( ،‬ق‪ٕٚٙ-‬ـ)‪ ،‬ميزاف‬
‫االعتداؿ (ٕ‪ ،)٘ٙ/‬كفيات األعياف (ٕ‪ ،)ٖٖٓ/‬الكافي بالكفيات (ٗٔ‪.)ٜٜ/‬‬
‫لمصبح لنا تنّفسا ‪ ...‬كانجاب عنيا ليميا كعسعسا‪.‬‬
‫(ٖ) كىك قكؿ عمقمة بف قرط‪ :‬حتّى إذا ّ‬
‫(ٗ) جامع البياف (ٕٗ‪.)ٕٔٙ،ٔٙٔ/‬‬
‫(٘) التككير‪ :‬آية‪.ٔٚ‬‬
‫(‪ )ٙ‬تفسير القرطبي (‪.)ٕٖٛ/ٜٔ‬‬
‫(‪ )ٚ‬التككير‪ :‬آية‪.ٔٚ‬‬
‫(‪ )ٛ‬التككير‪ :‬آية‪.ٔٛ‬‬
‫‪145‬‬
‫قاؿ الشككاني‪ :‬ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ قاؿ أىل الم ة‪ :‬ىك مف األضداد‪ ،‬يقاؿ‪:‬‬
‫عسعس الميل إذا أقبل‪ ،‬كعسعس إذا أدبر‪ ،‬كيدؿ عمى أف المراد ىنا أدبر قكلو‪ :‬ﮋ‬
‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮊ قاؿ الفراء‪ :‬أجمع المفسركف عمى أف معنى عسعس أدبر‪ ،‬قاؿ‬
‫الفراء‪ :‬العرب تقكؿ عسعس الميل إذا أقبل‪ ،‬كعسعس الميل إذا أدبر‪ ،‬كىذا ال ينافي‬
‫ما تقدـ عنو‪ ،‬ألنو حكى عف المفسريف أنيـ أجمعكا عمى حمل معناه في ىذه اآلية‬
‫عمى أدبر‪ ،‬كاف كاف في األصل مشتركا بيف اإلقباؿ كاإلدبار‪ .‬قاؿ المبرد‪ :‬ىك مف‬
‫األضداد‪ ،‬قاؿ‪ :‬كالمعنياف يرجعاف إلى شيء كاحد‪ ،‬كىك ابتداء الظبلـ أكلو كادباره في‬
‫آخره(ٕ)‪.‬‬
‫(ٖ)‬
‫أقبل كأدبر‪ ،‬أك أضاء كأظمـ‪ ،‬ﮋ ﮕ ﮖ‬ ‫كقاؿ الشنقيطي‪ :‬ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ‬
‫أؼ أشرؽ‪ ،‬كىما أثراف مف آثار الشمس في غركبيا كشركقيا(٘)‪.‬‬ ‫(ٗ)‬
‫ﮗﮊ‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬عسعس الميل كسعسع‪ :‬إذا أدبر‪ .‬قاؿ العجاج(‪:)ٙ‬‬
‫الصبح ليا تنّفسا ‪ ...‬كانجاب عنيا ليميا كعسعسا‬
‫حتّى إذا ّ‬
‫كقيل‪ :‬عسعس‪ :‬إذا أقبل ظبلمو‪ ،‬فإف قمت‪ :‬ما معنى تنفس الصبح؟ قمت‪ :‬إذا‬
‫أقبل الصبح‪ :‬أقبل بإقبالو ركح كنسيـ‪ ،‬فجعل ذلؾ نفسا لو عمى المجاز‪ ،‬كقيل‪ :‬تنفس‬
‫الصبح‪.‬‬
‫حتى إذا الصبح ليا تنفسا ‪ ...‬كانجاب عنيا ليميا كعسعسا‬
‫يعني أدبر(ٔ)‪.‬‬

‫(ٔ) التسييل لعمكـ التنزيل (ٕ‪.)ٗ٘ٙ/‬‬


‫(ٕ) فتح القدير لمشككاني (٘‪.)ٖٗٚ،ٕٗٚ/‬‬
‫(ٖ) التككير‪ :‬آية ‪.ٔٚ‬‬
‫(ٗ) التككير‪ :‬آية‪.ٔٛ‬‬
‫(٘) أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (‪.)ٗٗٗ/ٛ‬‬
‫الع َّجاج‪ :‬عبد هللا بف رؤية بف لبيد بف صخر السعدؼ التميمي‪ ،‬أبك الشعثاء‪ ،‬راجز مجيد‪ ،‬كلد في‬
‫(‪َ ) ٙ‬‬
‫الجاىمية كقاؿ الشعر فييا‪ ،‬ثـ أسمـ‪ ،‬كعاش إلى أياـ الكليد بف عبد الممؾ‪ٜٓ( ،‬ىػ= ‪ٚٓٛ‬ـ)‪ ،‬الشعر‬
‫كالشعراء ألبك دمحم عبد هللا بف مسمـ بف قتيبة الدينكرؼ‪( ،‬المتكفى‪ٕٚٙ:‬ىػ)‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫(ٖٕٗٔىػ)‪.)٘ٚ٘/ٕ( ،‬‬
‫‪146‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ أؼ إذا أدبر كأقبل الصبح ﮋ ﮕ ﮖ‬
‫ﮗﮊ أؼ أقبل(ٕ)‪.‬‬
‫فمف خبلؿ األمثمة نجد اف ابف تيمية رحمة هللا كافق القاعدة مف حيث حمل‬
‫معاني كبلـ هللا عمى ال الب مف أسمكب القرآف كمعيكد استعمالو كىكه اكلى مف‬
‫الخركج بالكبلـ عف المعيكد كىك االصل كالصكاب‪.‬‬

‫(ٔ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٗ‪.)ٚٔٔ/‬‬


‫(ٕ) الفرقاف بيف أكلياء الرحمف كأكلياء الشيطاف (ص‪.)ٖٔ٘:‬‬
‫‪147‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة بالسنة واآلثار والقرائن‬
‫وفيو ثالثة مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بالسنة النبوية‬


‫المبحث الثاني‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة باآلثار‬
‫المبحث الثالث‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بالقرائن‬

‫‪148‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة بالسنة النبوية‬
‫وفيو اربعة مطالب‪:‬‬
‫المطمب االول‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬إذا ثبت تفسير القرآن من جية النبي‪ ‬لم‬
‫يحتج لغيره‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬ثبوت الحديث مرجح لألقوال‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬كل معنى يخالف الكتاب والسنة فيو باطل‬
‫وحجتو داحضة‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬تفسير لفع اآلية من األمور الغيبية بما ال دليل‬
‫عميو ال يصح‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫المطمب األول‬

‫قاعدة‪ :‬إذا ثبت تفسير القرآف مف جية النبي ‪ ‬لـ يحتج ل يره(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫قد نجد تفسي ار لمنبي ‪ ‬آلية كمع ىذا التفسير عنو إال أننا نجد أحيانا أقكاال أخرػ‬
‫في تفسير اآلية فإذا كجد ذلؾ كثبت الحديث ككرد مكرد التفسير كالبياف لآلية فيجب‬
‫المصير إليو‪ ،‬كحمل اآلية عميو‪ ،‬فالنبي ‪ ‬أعمـ الناس بتفسير كبياف كبلـ هللا كىذا مف‬
‫مياـ رسالتو كما قاؿ هللا تعالى‪ :‬ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭼ(ٕ)‪،‬‬
‫ككبلمو فصل في معنى اآلية عند كركده كثبكتو كال قكؿ ألحد بعد قكؿ رسكؿ هللا ‪،‬‬
‫كقد قيل‪ :‬إذا ثبت الحديث ككاف نصاً في تفسير اآلية فبل يصار إلى غيره(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيمية‪" :‬كمما ينب ي أف يعمـ أف القرآف كالحديث إذا عرؼ تفسيره مف‬
‫جية النبي ‪ ‬لـ يحتج في ذلؾ إلى االستدالؿ بأقكاؿ أىل الم ة كال غيرىـ"(ٗ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف جزؼ في مقدمتو‪" :‬الثاني‪ :‬حديث النبي ‪ ،‬فإذا كرد عنو ‪ ‬تفسير‬
‫عكلنا عميو السيما إف كرد في الحديث الصحيح"(٘)‪.‬‬‫شيء مف القرآف ٌ‬
‫كقاؿ الشككاني في مقدمتو‪ " :‬فإف ما كاف مف التفسير ثابتاً عف رسكؿ هللا ‪،‬‬
‫كاف كاف المصير إليو متعيناً كتقديمو متحتماً‪ ،‬غير أف الذؼ صح عنو مف ذلؾ إنما‬
‫ىك آيات قميمة بالنسبة إلى جميع القرآف أ‪ .‬ىػ(‪.)ٙ‬‬
‫االمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫مف االمثمة عميو‪:‬‬
‫قَ ْولَهُ تَ َع َاَل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ(ٔ)‪.‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ البف تيمية (ٖٔ‪.)ٕٚ/‬‬


‫(ٕ) النحل اآلية‪.ٗٗ:‬‬
‫(ٖ) انظر مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٕٚ/‬‬
‫(ٗ) نفس المصدر(ٖٔ‪.)ٕٚ/‬‬
‫(٘) التسييل(ٔ‪.)ٜٔ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬فتح القدير(ٔ‪.)ٔٗ/‬‬
‫‪151‬‬
‫قاؿ الشنقيطي‪ :‬كلـ يمبسكا إيمانيـ بظمـ أؼ بشرؾ‪ ،‬كما فسره بو النبي ‪ ‬في‬
‫الحديث الثابت في صحيح البخارؼ(ٕ)(ٖ)‪.‬‬
‫كقاؿ الزمخشرؼ‪ :‬ﮋ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ أؼ لـ يخمطكا إيمانيـ بمعصية‬
‫تفسقيـ(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬بظمـ بشرؾ‪ ،‬كيؤيد ىذا الحديث المأثكر أنو لما نزلت‪:‬ﮋ ﭑ‬
‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖﮊ أشفق أصحاب رسكؿ هللا ‪ ‬كقالكا‪ :‬أينا لـ يظمـ‪،‬‬
‫فأنزؿ هللا تعالى‪ :‬ﮋﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ(٘)‪ ،‬فسكف إشفاقيـ(‪.)ٙ‬‬

‫قال ابن تيمية‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬


‫ﭛﮊ(‪.)ٚ‬‬

‫عف ابف مسعكد ‪ ‬أنو قاؿ‪ :‬لما نزلت ىذه اآلية شق ذلؾ عمى أصحاب رسكؿ‬
‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص كقالكا‪ :‬أينا لـ يظمـ نفسو؟ فقاؿ النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪( :‬إنما ىك الشرؾ‪ ،‬ألـ تسمعكا إلى‬
‫قكؿ العبد الصالح‪ :‬ﮋﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ(‪.)ٜ())ٛ‬‬

‫(ٔ) األنعاـ‪ :‬آيةٕ‪.ٛ‬‬


‫(ٕ) كالحديث عف عبد هللا ‪ ،‬قاؿ‪ :‬لما نزلت ىذه اآلية‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ شق ذلؾ عمى‬
‫أصحاب النبي ‪ ،‬كقالكا‪ :‬أينا لـ يمبس إيمانو بظمـ؟ فقاؿ رسكؿ هللا ‪" :‬إنو ليس بذاؾ‪ ،‬أال تسمعكف إلى‬
‫قكؿ لقماف‪ :‬ﮋ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ"‪ ،‬صحيح البخارؼ (‪ ،)ٖٔ/ٜ‬باب إثـ مف أشرؾ باهلل‪ ،‬كعقكبتو في‬
‫الدنيا كاآلخرة‪.‬‬
‫(ٖ) أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (‪.)ٖٜٔ/ٚ‬‬
‫(ٗ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٕ‪.)ٖٗ/‬‬
‫(٘) لقماف‪ :‬آية ٖٔ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬تفسير القرطبي (ٗٔ‪.)ٕٙ/‬‬
‫(‪ )ٚ‬األنعاـ‪ :‬آيةٕ‪.ٛ‬‬
‫(‪ )ٛ‬لقماف‪ :‬آية ٖٔ‪.‬‬
‫(‪ ) ٜ‬التدمرية‪ :‬تحقيق اإلثبات لؤلسماء كالصفات كحقيقة الجمع بيف القدر كالشرع البف تيمية‪( ،‬ص‪.)ٕٖٓ:‬‬
‫كالحديث سبق تخريجو‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫عف عبد هللا بف مسعكد‪ ‬لما نزلت ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ(‪،)1‬‬
‫شق ذلؾ عمى أصحاب رسكؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬كقالكا‪ :‬أينا لـ يظمـ نفسو؟ فقاؿ رسكؿ هللا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬ليس ىك كما تظنكف إنما ىك الشرؾ‪ ،‬ألـ تسمعكا إلى قكؿ العبد الصالح إف‬
‫الشرؾ لظمـ عظيـ(ٕ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬في الصحيح عف النبي ‪« ‬أنو لما أنزؿ هللا تعالى ﮋ ﭑ‬
‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ شق ذلؾ عمى أصحاب النبي ‪ ‬كقالكا‪ :‬أينا لـ يظمـ‬
‫نفسو؟ فقاؿ النبي ‪ ‬إنما ىك الشرؾ‪ ،‬ألـ تسمعكا قكؿ العبد الصالح‪ :‬ﮋﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴﮊ(ٖ)‪.‬‬
‫كالظاىر في ذلؾ عمى حسب ما كرد في القاعدة كذكره ابف تيمية كغيره مف‬
‫أئمة التفسير ىك االخذ بتفسير السنة لمقراف خاصة حاؿ ثبكتيا‪ ،‬كىنا اف الظمـ‬
‫الشرؾ كما ثبت في الحديث‪.‬‬
‫كمنو قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬قكلو‪ :‬ﮋ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ يقكؿ تعالى ذكره‪ :‬كالشمس‬
‫تجرؼ لمكضع قرارىا‪ ،‬بمعنى‪ :‬إلى مكضع قرارىا؛ كبذلؾ جاء األثر عف رسكؿ هللا‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص عف أبي ذر ال فارؼ‪ ،)5(‬قاؿ‪ :‬كنت جالسا عند النبي ملسو هيلع هللا ىلص في المسجد‪ ،‬فمما‬
‫غربت الشمس‪ ،‬قاؿ‪« :‬يا أبا ذر ىل تدرؼ أيف تذىب الشمس؟» قمت‪ :‬هللا كرسكلو‬
‫أعمـ‪ ،‬قاؿ‪« :‬فإنيا تذىب فتسجد بيف يدؼ ربيا‪ ،‬ثـ تستأذف بالرجكع فيؤذف ليا‪،‬‬

‫(ٔ) األنعاـ‪ :‬آيةٕ‪.ٛ‬‬


‫(ٕ) الجكاب الصحيح لمف بدؿ ديف المسيح البف تيمية (ٔ‪.)ٔٓٚ/‬‬
‫(ٖ) الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (ٖ‪.)ٗٓ/‬‬
‫(ٗ) يس‪ :‬آية‪.ٖٛ‬‬
‫(٘) أبك ذر ال فارؼ‪ :‬اختمف في اسمو اختبلفا كثيرا‪ ،‬فقيل‪ :‬جندب بف جنادة بف سفياف بف عبيد‪ ،‬كىك كأصح ما قيل فيو‪،‬‬
‫كقيل‪ :‬برير بف عبد هللا‪ ،‬كبرير بف جنادة‪ ،‬كقيل‪ :‬جندب بف عبد هللا‪ ،‬كقيل‪ :‬جندب بف سكف‪ .‬كالمشيكر جندب بف جنادة‬
‫بف قيس ابف عمرك بف مميل بف صعير بف حراـ بف غفار‪ .‬كىك مف أعبلـ الصحابة كزىادىـ المياجريف‪ ،‬قديـ اإلسبلـ‪،‬‬
‫يقاؿ أسمـ بعد أربعة ككاف خامسا‪ .‬يضرب بو المثل في الصدؽ‪ .‬كىك أكؿ مف حيا رسكؿ هللا‪ ‬بتحية اإلسبلـ‪،‬‬
‫(ٕٖىػ=ٕ٘‪ٙ‬ـ)‪ ،‬أسد ال ابة (٘‪ ،)ٜٜ/‬الكافي بالكفيات (ٔٔ‪.)ٜٔٗ/‬‬

‫‪152‬‬
‫ككأنيا قد قيل ليا ارجعي مف حيث جئت‪ ،‬فتطمع مف مكانيا‪ ،‬كذلؾ مستقرىا»(ٔ)‪.‬‬
‫(ٕ)‬
‫«كقت كاحد ال تعدكه» كقاؿ‬ ‫كقاؿ‪ :‬قكلو‪ :‬ﮋ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ‬
‫آخركف‪ :‬معنى ذلؾ‪ :‬تجرؼ لمجرػ ليا إلى مقادير مكاضعيا‪ ،‬بمعنى‪ :‬أنيا تجرؼ‬
‫إلى أبعد منازليا في ال ركب‪ ،‬ثـ ترجع كال تجاكزه‪ .‬قالكا‪ :‬كذلؾ أنيا ال تزاؿ تتقدـ كل‬
‫ليمة حتى تنتيي إلى أبعد م اربيا ثـ ترجع(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف جزؼ‪ :‬ﮋ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ َليا أؼ لحد مكقت تنتيي إليو‬
‫مف فمكيا‪ ،‬كىي نياية جرييا إلى أف ترجع في المنقمبيف الشتاء كالصيف‪ ،‬كقيل‪:‬‬
‫مستقرىا‪ :‬كقكفيا كل كقت زكاؿ‪ ،‬بدليل كقكؼ الظل حينئذ‪ ،‬كقيل‪ :‬مستقرىا يكـ‬
‫تككر‪ ،‬كفي الحديث‪ :‬مستقرىا تحت العرش تسجد فيو كل ليمة بعد‬ ‫القيامة حيف ّ‬
‫غركبيا‪ ،‬كىذا أصح األقكاؿ لكركده عف النبي ملسو هيلع هللا ىلص في الحديث المركؼ في البخارؼ‬
‫عف أبي ذر(‪ ،)4‬كقرغ ال مستقر ليا أؼ ال تستقر عف جرييا(٘)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬ﮋ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ قاؿ‪ ":‬مستقرىا تحت العرش"‪,‬‬
‫وذكر عف الترمذؼ(‪)ٙ‬عف أبي ذر‪ ‬قاؿ‪ :‬دخمت المسجد حيف غابت الشمس كالنبي‬
‫‪ ‬جالس‪ ،‬فقاؿ النبي ‪" :‬يا أبا ذر أتدرؼ أيف تذىب ىذه" قاؿ قمت‪ :‬هللا كرسكلو‬
‫أعمـ‪ ،‬قاؿ‪ ":‬فإنيا تذىب فتستأذف في السجكد فيؤذف ليا ككأنيا قد قيل ليا اطمعي‬

‫(ٔ) صحيح البخارؼ(ٗ‪ ،)ٔٓٚ/‬رقـ الحديث(‪ ،)ٜٜٔ‬باب صفة الشمس كالقمر بحسباف‪ .‬كصحيح مسمـ (ٔ‪،)ٖٜٔ/‬‬
‫رقـ(‪ ،)ٜٔ٘‬باب بياف الزمف الذؼ ال يقبل فيو اإليماف‪.‬‬
‫(ٕ) يس‪ :‬آية‪.ٖٛ‬‬
‫(ٖ) جامع البياف ط ىجر (‪.)ٖٗ٘،ٖٗٗ/ٜٔ‬‬
‫(ٗ) سبق تخريجو‪.‬‬
‫(٘) التسييل لعمكـ التنزيل (ٕ‪.)ٕٔٛ/‬‬
‫( ‪ِ )ٙ‬‬
‫التّ ْرِمذؼ‪ :‬دمحم بف عيسى بف سكرة بف مكسى السممي‪ ،‬أبك عيسى‪ :‬مف أئمة عمماء الحديث كحفاظو‪ ،‬مف‬
‫أىل ترمذ‪ ،‬تتممذ لمبخارّؼ‪ ،‬كشاركو في بعض شيكخو‪ ،‬مف تصانيفو (الجامع الكبير) باسـ (صحيح‬
‫النبكية) ك(التاريخ) ك(العمل)‪ ،‬ذكره ابف حباف في الثقات‪-ٕٜٓ( ،‬‬
‫ّ‬ ‫الترمذؼ) في الحديث‪ ،‬ك(الشمائل‬
‫‪ٕٜٚ‬ىػ=ٕٗ‪ٜٕٛ-ٛ‬ـ)‪ .‬الكافي بالكفيات (ٗ‪ ،)ٕٓٚ/‬األنساب لعبد الكريـ بف دمحم بف منصكر التميمي‬
‫السمعاني المركزؼ‪ ،‬أبك سعد‪( ،‬المتكفى‪ٕ٘ٙ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمف بف يحيى المعممي اليماني‪ ،‬مجمس‬
‫دائرة المعارؼ العثمانية‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬طٔ‪ٖٕٔٛ( ،‬ىػ‪ٜٕٔٙ -‬ـ)‪.)ٕٗ/ٖ( ،‬‬
‫‪153‬‬
‫مف حيث جئت فتطمع مف م ربيا" قاؿ‪ :‬ثـ ق أر (كذلؾ مستقر ليا) قاؿ كذلؾ قراءة‬
‫عبد هللا بف مسعكد ‪ ،‬قاؿ أبك عيسى‪ :‬ىذا حديث حسف صحيح(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الشنقيطي‪ :‬قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﮊ(ٖ)‪ ،‬كىي اآلية التي حاج بيا‬
‫إبراىيـ ‪ ‬نمركد في قكلو‪ :‬ﮋ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ(ٗ)‪.)٘(،‬‬
‫مقدر تنتيي إليو مف فمكيا في آخر‬
‫لحد ليا مؤقت ّ‬‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬لِمستقر َليا ّ‬
‫السنة‪ ،‬شبو بمستقر المسافر إذا قطع مسيره‪ ،‬أك لمنتيى ليا مف المشارؽ كالم ارب‪،‬‬
‫ألنيا تتقصاىا مشرقا مشرقا كم ربا م ربا حتى تبمغ أقصاىا‪ ،‬ثـ ترجع فذلؾ حدىا‬
‫لحد ليا مف مسيرىا كل يكـ في مرأػ عيكننا كىك‬ ‫كمستقرىا‪ ،‬ألنيا ال تعدكه أك ّ‬
‫ّ‬
‫مستقرىا‪ :‬أجميا الذؼ أقر هللا عميو أمرىا في جرييا‪ ،‬فاستقرت عميو‬
‫ّ‬ ‫الم رب‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫كىك آخر السنة‪ .‬كقيل‪ :‬الكقت الذؼ تستقر فيو كينقطع جرييا كىك يكـ القيامة(‪.)ٙ‬‬
‫قاؿ ابف تيمية‪ :‬ثبت في الصحيحيف عف أبي ذر ‪ ‬أنو قاؿ كنت في المسجد‬
‫حيف كجبت الشمس فقاؿ يا أبا ذر تدرؼ أيف تذىب الشمس قمت هللا كرسكلو أعمـ‬
‫قاؿ فإنيا تذىب حتى تسجد بيف يدؼ هللا عز كجل فتستأذف في الرجكع فميؤذف ليا‬
‫ككأنيا قد قيل ليا ارجعي مف حيث جئت فترجع إلى مطمعيا فذلؾ مستقرىا ك‬
‫ﮋﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﮊ(‪.)ٛ()ٚ‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية ايضا‪ :‬فقد أخبر في ىذا الحديث الصحيح بسجكد الشمس إذا‬

‫(ٔ) سنف الترمذؼ (ٗ‪ ،)ٜٗٚ/‬رقـ(‪ ،)ٕٔٛٙ‬باب ما جاء في طمكع الشمس مف م ربيا‪.‬‬
‫(ٕ) تفسير القرطبي (٘ٔ‪.)ٕٚ/‬‬
‫(ٖ) يس‪ :‬اآليتاف‪.ٖٛ،ٖٚ‬‬
‫(ٗ) البقرة‪ :‬آية‪.ٕ٘ٛ‬‬
‫(٘) أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (‪.)ٖ٘ٙ/ٛ‬‬
‫(‪ )ٙ‬الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٗ‪.)ٔٙ/‬‬
‫(‪ )ٚ‬جامع الرسائل البف تيمية (ٔ‪.)ٖٙ/‬‬
‫(‪ )ٛ‬سبق تخريج الحديث‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫(ٔ)‬
‫كغيره قاؿ أبك العالية ما في السماء نجـ‬ ‫غربت كاستئذانيا ككذلؾ قاؿ أبك العالية‬
‫كال شمس كال قمر إال يقع ساجدا حيف ي يب ثـ ال ينصرؼ حتى يؤذف لو فيأخذ‬
‫ذات اليميف حت يرجع إلى مطمعو كمعمكـ أف الشمس ال تزاؿ في الفمؾ كما اخبر‬
‫(ٕ)‬
‫فيي‬ ‫هللا تعالى بقكلو ﮋ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﮊ‬
‫ال تزاؿ تسبح في الفمؾ كىي تسجد هلل كتستأذنو كل ليمة كما أخبر النبي ‪ ‬فيي‬
‫كيخشع كل ساجد مف‬ ‫تسجد سجكدا يناسبيا كتخضع لو كتخشع كما يخضع‬
‫المبلئكة كالجف كاإلنس(ٖ)‪.‬‬
‫فنج ػػد أف الش ػػمس تس ػػجد ك ػػل ي ػػكـ تح ػػت الع ػػرش تس ػػتأذف ربي ػػا ف ػػي المع ػػاكدة اك‬
‫عػػدميا كسػػجكد يميػػق بحاليػػا كىػػذا قػػكؿ ابػػف تيميػػة كمكافػػق لمقاعػػدة لصػػحة الحػػديث‬
‫ككركده نصا صحيحا في تفسير اآلية‪.‬‬
‫كمنو قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﮊ(ٗ)‪.‬‬
‫ع ػػف س ػػعيد ب ػػف جبي ػػر ق ػػاؿ‪ :‬ق ػػاؿ ل ػػي اب ػػف عب ػػاس ‪ :‬فاس ػػتفتح ب ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭔﮊ(٘)ثـ ق أر فاتحة الكتاب‪ ،‬ثـ قاؿ‪ :‬تدرؼ ما ىذا ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﮊ(‪.)6‬‬

‫كقػػاؿ الطبػػرؼ‪ :‬قيػػل‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﮊ قػػاؿ‪« :‬فاتحػػة‬


‫الكتاب» قاؿ‪ :‬كذكر فاتحة الكتاب لنبيكـ ‪ ،‬لـ تذكر لنبي قبمو(‪.)ٚ‬‬
‫عػػف سػػعيد بػػف جبيػػر‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﮊ قػػاؿ‪« :‬البق ػرة‪ ،‬كآؿ عم ػراف‪،‬‬

‫(ٔ) أبك العالية‪ :‬البراء البصرؼ‪ ،‬مكلى قريش‪ ،‬كاف يبرؼ النبل‪ ،‬قيل‪ :‬اسمو زياد بف فيركز‪ ،‬كقيل‪ :‬زياد بف أذينة‪،‬‬
‫كقيل‪ :‬كمثكـ‪ ،‬كقيل‪ :‬أذينة‪ ،‬كقيل‪ :‬لقبو أذينة‪ .‬ركػ لو البخارؼ‪ ،‬كمسمـ‪ ،‬كالنسائي‪ .‬مات سنة تسعيف‪ ،‬الثقات البف‬
‫حباف (ٗ‪ ،)ٙٓ/‬تيذيب الكماؿ في أسماء الرجاؿ (ٖٗ‪ )ٔٔ/‬سير أعبلـ النببلء ط الرسالة (ٗ‪.)ٕٖٔ/‬‬
‫(ٕ) األنبياء‪ :‬آيةٖٖ‪.‬‬
‫(ٖ) جامع الرسائل البف تيمية (ٔ‪.)ٖٚ/‬‬
‫(ٗ) الحجر‪ :‬آية ‪.ٛٚ‬‬
‫(٘) الفاتحة‪ :‬آيةٔ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬المستدرؾ عمى الصحيحيف لمحاكـ (ٔ‪ ،)ٖٚٙ/‬رقـ(ٕٕٔٓ)‪ ،‬كتاب فضائل القرآف‪.‬‬
‫(‪ )ٚ‬شرح معاني اآلثار (ٔ‪ ،)ٕٓٔ/‬رقـ(ٗ‪ ،)ٜٔٔ‬باب قراءة ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﮊ في الصبلة‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫كالنساء‪ ،‬كالمائدة‪ ،‬كاألنعاـ‪ ،‬كاألعراؼ‪ ،‬كيكنس‪ ،‬فييف الفرائض كالحدكد»(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف جزؼ‪ :‬كلقد آتيناؾ سبعا مف المثاني يعني‪ :‬أـ القرآف ألنيا سبع آيات‪،‬‬
‫كقيل‪ :‬يعني السكر السبع الطكاؿ‪ ،‬كىي البقرة كآؿ عمراف‪ ،‬كالنساء‪ ،‬كالمائدة‪،‬‬
‫كاألنعاـ‪ ،‬كاألعراؼ‪ ،‬كاألنفاؿ مع براءة‪ ،‬كاألكؿ أرجح لكركده في الحديث(ٖ)(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الشككاني‪ :‬عف عمر في قكلو‪ :‬كلقد آتيناؾ سبعا مف المثاني قاؿ‪ :‬السبع‬
‫المثاني فاتحة الكتاب‪ ،‬كعف عمي بمثمو‪ ،‬كأخرج ابف جرير كابف المنذر كابف مردكيو‬
‫عف ابف مسعكد‪ ‬مثمو كزاد‪ :‬كالقرآف العظيـ(٘)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬ثبت في صحيح البخارؼ عف النبي ملسو هيلع هللا ىلص أنو قاؿ في أـ القرآف‬
‫أنيا أفضل ( سكرة في القرآف كأنو لـ ينزؿ في التكراة كال في اإلنجيل كال في الزبكر‬
‫كال في القرآف مثميا كأنيا السبع المثاني كالقرآف العظيـ الذؼ أعطيو النبي ‪ ‬حيث‬
‫قاؿ تعالى ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﮊ(‪.))6‬‬
‫كمف األمثمة نجد أف ابف تيمية استعمل القاعدة في تفسيره كاخذ بما كرد عف‬
‫النبي ‪ ‬كاخذ بيذا اغمب المفسريف كىك الصحيح فقكؿ النبي ‪ ‬مقدـ عمى غيره مف‬
‫االقكاؿ كالتفاسير‪.‬‬

‫(ٔ) كالحديث في‪ :‬السنف الكبرػ لمنسائي(ٓٔ‪ ،)ٔٗٗ/‬رقـ(ٕٕٔٔٔ) باب َق ْكُل ُو تَ َعاَلى‪:‬ﮋﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫ﯡﮊ‪ .‬كالمستدرؾ عمى الصحيحيف لمحاكـ (ٕ‪ ،)ٖٛٙ/‬رقـ(ٖٖٖ٘)‪ ،‬كرد في تفسير سكرة الحجر‪.‬‬
‫(ٕ) جامع البياف (ٗٔ‪.)ٔٔٚ،ٔٔ٘،ٜٔٓ/‬‬
‫(ٖ) التسييل لعمكـ التنزيل (ٔ‪ .)ٕٗٓ/‬كالحديث سبق تخريجو‪.‬‬
‫(ٗ) مسند الشافعي‪-‬ترتيب السندؼ (ٔ‪ ،)ٜٚ/‬رقـ (ٕٕٕ)‪ ،‬باب صفة الصبلة‪.‬‬
‫(٘) فتح القدير لمشككاني (ٖ‪.)ٖٔٚ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬جامع الرسائل البف تيمية (ٔ‪.)ٕٕٚ/‬‬
‫‪156‬‬
‫المطمب الثاني‬

‫قاعدة‪ :‬ثبكت الحديث مرجح لؤلقكاؿ(ٔ)‪.‬‬


‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫إذا تعددت أقكاؿ المفسريف في آية مف كتاب هللا‪ ،‬فالقكؿ الذؼ يؤيده نص حديث‬
‫ثابت ركؼ عف النبي ‪ ‬فيك مقدـ عمى غيره‪ ،‬فكركد معنى ىذا القكؿ في قكؿ النبي‬
‫‪ ‬يدؿ عمى صحة القكؿ كترجيحو عمى غيره‪ ،‬كأؼ قكؿ آخر مخالف لحديث النبي‬
‫‪ ‬دكف مستند فيك مرجكح‪ ،‬كفي ىذه القاعدة تقارب مع ما قبميا فاألكلى فيما يككف‬
‫نص في تفسير اآلية كتفسير الفاظيا‪ ،‬كىنا في الكركد العاـ لـ يكف في تفسير اآلية‬
‫نصا لكف معناه يكافق قكؿ مف االقكاؿ كاآلراء في تفسير اآلية‪ ،‬كمف ىنا قالكا‪ :‬إذا‬
‫ثبت الحديث‪ ،‬ككاف في معنى أحد األقكاؿ فيك مرجح لو عمى ما خالفو(‪.)2‬‬

‫األمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬


‫(ٖ)‬
‫منيا قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﮊ‬
‫قاؿ عبدالرزاؽ الصنعاني(ٗ)‪ :‬في قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﮊ عف أمر‬
‫عظيـ‪ ،‬يقاؿ‪ :‬قد قامت الحرب عمى ساؽ‪ ،‬كقاؿ ابف مسعكد ‪ ‬يكشف عف ساؽ‪ ،‬كقاؿ‬
‫ابف عباس‪« :‬يكشف عف ساؽ فيسجد كل مؤمف‪ ،‬كيقسك ظير الكافر‪ ،‬فيككف عظما‬
‫كاحدا»‪ ،‬كعف ابف مسعكد‪ ،‬في قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﮊ قاؿ‪« :‬عف ساقو‪،‬‬
‫يعني ساقو تبارؾ كتعالى»(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬دقائق التفسير لبلبف تيمية (ٕ‪.)ٕٗٛ/‬‬


‫(ٕ) انظػر العػػدة فػػي أصػػكؿ الفقػو لمقاضػػي أبػػك يعمػػى ‪ ،‬دمحم بػف الحسػػيف بػػف دمحم بػػف خمػف ابػػف الفػراء‪( ،‬المتػػكفى‪ٗ٘ٛ:‬ىػػ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬د أحمد بف عمي بف سير المباركي‪ ،‬طٕ‪ٔٗٔٓ( ،‬ق‪ٜٜٔٓ-‬ـ)‪.)ٔٓٗٙ/ٖ( ،‬‬
‫(ٖ) القمـ‪ :‬آيةٕٗ‪.‬‬
‫(ٗ) عبد الرزاؽ بف ىماـ بف نافع الحميرؼ‪ ،‬الصنعاني‪ :‬مف حفاظ الحديث الثقات‪ ،‬كاف يحفع نحكا مف(‪ )ٔٚ‬ألف حديث‪،‬‬
‫لو (الجامع الكبير) في الحديث‪ ،‬قاؿ الذىبي‪ :‬كىك خزانة عمـ‪ ،‬ك (تفسير القرآف)‪ٕٔٔ-ٕٔٙ( ،‬ىػ=ٗٗ‪ٕٛٚ-ٚ‬ـ)‪،‬‬
‫الكافي بالكفيات (‪ ،)ٕٗٗ/ٔٛ‬تيذيب التيذيب (‪.)ٖٔٓ/ٙ‬‬
‫(٘) تفسير عبد الرزاؽ‪ ،‬لمصنعاني‪ ،‬دار الكتب العممية بيركت‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪/‬محمكد دمحم‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٔ(،‬ىػ)‪.)ٖٖ٘،ٖٖٗ/ٖ(،‬‬

‫‪157‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﮊ قاؿ جماعة مف الصحابة كالتابعيف مف‬
‫أىل التأكيل‪ :‬يبدك عف أمر شديد‪ ،‬كعف عكرمة‪ ،‬عف ابف عباس ‪ ،‬ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ‬
‫ﰠ ﮊ قاؿ‪ :‬ىك يكـ حرب كشدة‪ ،‬كعف قتادة‪ ،‬في قكلو‪ :‬ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﮊ قاؿ‪:‬‬
‫يكـ يكشف عف شدة األمر‪ ،‬كعف عبد هللا بف مسعكد ‪ ،‬قاؿ‪ :‬يتمثل هللا لمخمق‬
‫يكـ القيامة حتى يمر المسممكف‪ ،‬قاؿ‪ :‬فيقكؿ‪ :‬مف تعبدكف؟ فيقكلكف‪ :‬نعبد هللا ال‬
‫نشرؾ بو شيئا‪ ،‬فينتيزىـ مرتيف أك ثبلثا‪ ،‬فيقكؿ‪ :‬ىل تعرفكف ربكـ؟ فيقكلكف‪ :‬سبحانو‬
‫إذا اعترؼ إلينا عرفناه‪ ،‬قاؿ‪ :‬فعند ذلؾ يكشف عف ساؽ‪ ،‬فبل يبقى مؤمف إال خر هلل‬
‫ساجدا‪ ،‬كيبقى المنافقكف ظيكرىـ طبق كاحد‪ ،‬كأنما فييا السفافيد‪ ،‬فيقكلكف‪ :‬ربنا‪،‬‬
‫فيقكؿ‪ :‬قد كنتـ تدعكف إلى السجكد كأنتـ سالمكف(ٔ)‪.‬‬
‫يشتد األمر‬
‫ّ‬ ‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬معنى ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﮊ(ٕ) في معنى‪ :‬يكـ‬
‫كيتفاقـ‪ ،‬كال كشف ثـ كال ساؽ‪ ،‬كما تقكؿ لؤلقطع الشحيح‪ :‬يده م مكلة(ٖ)‪.‬‬
‫كقاؿ القرطبي‪ :‬عف ابف عباس ‪ ‬في قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﮊ قاؿ‪:‬‬
‫(ٗ)‬
‫عف مجاىد قاؿ‪ :‬شدة األمر كجده‪ ،‬كقاؿ‬ ‫عف كرب كشدة‪ ،‬أخبرنا ابف جريج‬
‫مجاىد‪ :‬قاؿ ابف عباس ‪ ‬ىي أشد ساعة في يكـ القيامة‪ ،‬كقيل‪ :‬إذا اشتد الحرب‬
‫كاألمر قيل‪ :‬كشف األمر عف ساقو‪ ،‬كاألصل فيو أف مف كقع في شيء يحتاج فيو‬
‫إلى الجد شمر عف ساقو‪ ،‬فاستعير الساؽ كالكشف عنيا في مكضع الشدة‪ .‬كقيل‪:‬‬
‫ساؽ الشيء أصمو الذؼ بو قكامو‪ ،‬كساؽ الشجرة‪ ،‬أؼ يكـ يكشف عف أصل األمر‬
‫فتظير حقائق األمكر كأصميا‪ ،‬كقيل‪ :‬يكشف عف ساؽ جينـ‪ ،‬كقيل‪ :‬عف ساؽ‬

‫(ٔ) جامع البياف (ٖٕ‪.)ٜٔٛ-ٔٛٙ/‬‬


‫(ٕ) القمـ‪ :‬آيةٕٗ‪.‬‬
‫(ٖ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٗ‪.)ٜ٘ٗ/‬‬
‫(ٗ) عبد الممؾ بف عبد العزيز بف جريج‪ :‬فقيو الحرـ المكي‪ ،‬كاف إماـ أىل الحجاز في عصره‪ ،‬أكؿ مف صنف‬
‫ّ‬
‫بمكة‪ ،‬ركمي األصل‪ ،‬مف مكالي قريش‪ ،‬مكي المكلد كالكفاة‪ٔ٘ٓ-ٛٓ( ،‬ىػ=‪ٚٙٚ-ٜٜٙ‬ـ)‪ ،‬سير أعبلـ‬
‫ّ‬
‫النببلء(‪ ،)ٖٕ٘/ٙ‬تذكرة الحفاظ (ٔ‪ ،)ٔٙٓ/‬صفة الصفكة لجماؿ الديف أبك الفرج عبد الرحمف الجكزؼ‬
‫(المتكفى‪ٜ٘ٚ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد بف عمي‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط(ٕٔٗٔىػ‪ٕٓٓٓ/‬ـ)‪.)ٗٔٚ/ٔ( ،‬‬
‫‪158‬‬
‫العرش‪ ،‬كقيل‪ :‬يريد كقت اقتراب األجل كضعف البدف‪ ،‬أؼ يكشف المريض عف‬
‫ساقو ليبصر ضعفو‪ ،‬كيدعكه المؤذف إلى الصبلة فبل يمكنو أف يقكـ كيخرج‪ ،‬فأما ما‬
‫ركؼ أف هللا يكشف عف ساقو فإنو عز كجل يتعالى عف األعضاء كالتبعيض كأف‬
‫يكشف كيت طى‪ ،‬كمعناه أف يكشف عف العظيـ مف أمره‪ ،‬كقيل‪ :‬يكشف عف نكره عز‬
‫كجل‪ ،‬كركؼ عف النبي‪ ‬في قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﰟ ﰠﮊ قاؿ‪( :‬يكشف عف نكر عظيـ‬
‫يخركف لو سجدا)(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬قكلو تعالى ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﮊ فركؼ عف ابف عباس‪‬‬
‫كطائفة أف المراد بو الشدة أف هللا يكشف عف الشدة في اآلخرة كعف أبي سعيد‬
‫(ٖ)‬
‫كال‬ ‫كطائفة أنيـ عدكىا في الصفات لمحديث الذؼ ركاه أبك سعيد‪ ‬في الصحييف‬
‫ريب أف ظاىر القرآف يدؿ عمى أف ىذه مف الصفات فإنو قاؿ ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﮊ‬
‫نكرة في اإلثبات لـ يضفيا إلى هللا كلـ يقل عف ساقو فمع عدـ التعريف باإلضافة ال‬
‫يظير أنو مف الصفات إال بدليل آخر كمثل ىذا ليس بتأكيل إنما التأكيل صرؼ‬
‫اآلية عف مدلكليا كمفيكميا كمعناىا المعركؼ كلكف كثي ار مف ىؤالء يجعمكف المفع‬
‫عمى ما ليس مدلكال لو ثـ يريدكف صرفو عنو كيجعمكف ىذا تأكيبل كىذا خطأ مف‬
‫كجييف كما قدمنا غير مرة(ٗ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﰣ ﰤ ﰥ ﭑ ﭒ‬
‫(٘)‬
‫كقد ثبت في الصحيح مف غير كجو عف‬ ‫ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﮊ‬
‫النبي ‪ ‬أنو قاؿ‪« :‬يتجمى هللا لعباده في المكقف‪ ،‬إذا قيل‪ :‬ليتبع كل قكـ ما كانكا‬

‫(ٔ) مجمع الزكائد كمنبع الفكائد (‪ ،)ٕٔٛ/ٚ‬رقـ(‪ ،)ٖٔٔٗٙ‬في الكبلـ عمى سكرة نكف‪ ،‬ركاه أبك يعمى‪ ،‬كفيو ركح‬
‫بف جناح‪ ،‬كثقو دحيـ كقاؿ فيو‪ :‬ليس بالقكؼ‪ ،‬كبقية رجالو ثقات‪ .‬الرؤية‪.‬‬
‫(ٕ) تفسير القرطبي (‪.)ٕٜٗ/ٔٛ‬‬
‫(ٖ) صحيح البخارؼ (‪ ،)ٜٔ٘/ٙ‬رقـ(‪ ،)ٜٜٗٔ‬باب ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﮊ‪ ،‬ك صحيح مسمـ (ٔ‪،)ٔٙٚ/‬‬
‫رقـ(ٕٖٓ)‪ ،‬باب معرفة طريق الرؤية‪.‬‬
‫(ٗ) دقائق التفسير لبلبف تيمية (ٕ‪.)ٕٗٛ/‬‬
‫(٘) القمـ‪ :‬اآليتافٕٗ‪.ٖٗ،‬‬
‫‪159‬‬
‫يعبدكف‪ ،‬فيتبع المشرككف آليتيـ‪ ،‬كتبقى المؤمنكف فيتجمى ليـ الرب الحق في غير‬
‫الصكرة التي كانكا يعرفكف فينكركنو‪ ،‬ثـ يتجمى ليـ في الصكرة التي يعرفكف‪ ،‬فيسجد‬
‫لو المؤمنكف‪ ،‬كتبقى ظيكر المنافقيف كقركف البقر‪ ،‬فيريدكف أف يسجدكا فبل‬
‫يستطيعكف‪ ،‬كذلؾ قكلو‪ :‬ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﮊ(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫فالساؽ في اآلية كما بينة االحاديث ىي الساعة التي يشتد فييا االمر يكـ‬
‫القيامة‪ ،‬فشدة األمر مف جية كتككف كشف عف الساؽ عمى ظاىر النص كما ذكر‬
‫ابف مسعكد ‪ ،‬كال تعارض بيف المعنييف فحيف يشتد االمر يكشف عف ساقو‬
‫سبحانو كتعالى كساقة بدكف تشبيو اك تأكيل فيي كما ينب ي لجبلؿ كجيو كعظيـ‬
‫سمطانو‪.‬‬
‫كمف خبلؿ األمثمة نجد اف ابف تيمية كافق القاعدة مف حيث أنو أخذ بنص‬
‫الحديث الثابت لقكؿ مف االقكاؿ في تفسير اآلية‪ ،‬كىذا ىك األصح كهللا أعمـ‪.‬‬

‫(ٔ) الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (ٖ‪.)ٙٚ/‬‬


‫(ٕ) انظر سنف الدارمي (ٖ‪ ،)ٔٛٗٛ/‬رقـ(٘ٗ‪ ،)ٕٛ‬باب‪ :‬في سجكد المؤمنيف يكـ القيامة‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫المطمب الثالث‬

‫قاعدة‪ :‬كل معنى يخالف الكتاب كالسنة فيك باطل كحجتو داحضة(ٔ)‪.‬‬
‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫ىذه القاعدة مف القكاعد المتفق عمييا بيف سمف األمة‪ ،‬كنعني بمخالفة القرآف‬
‫كالسنة مخالفة قطعي الثبكت كالداللة كظني الثبكت قطعي الداللة إذا اقترف بكصف‬
‫يقكيو كيصححو‪ ،‬أما إذا كانت مخالفة اآلية أك الحديث في داللة ظنية فاألمر‬
‫يختمف كىك مكضع اجتياد كالقرائف ىي التي ترجح أحد األقكاؿ‪ ،‬كقد قيل‪ :‬كل‬
‫تفسير خالف القرآف أك السنة أك إجماع األمة فيك رد(ٕ)‪.‬‬
‫مف األصكؿ المتفق عمييا بيف الصحابة كالتابعيف ليـ بإحساف أنو ال يقبل مف‬
‫أحد قط أف يعارض القرآف ال برأيو كال ذكقو كال معقكلو كال قياسو كال كجده فإنيـ ثبت‬
‫عنيـ بالبراىيف القطعيات كاآليات البينات أف الرسكؿ جاء باليدػ كديف الحق كأف‬
‫القرآف ييدؼ لمتي ىي أقكـ(ٖ)‪.‬‬
‫كيدؿ ليذه القاعدة قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭼ (ٗ)‪ ،‬كقكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ‬
‫ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒﭼ(٘)‪ ،‬كسبيل معرفة كجو مخالفة‬
‫القكؿ لمقرآف كالسنة كاإلجماع تنبيو العمماء المجتيديف عمى ذلؾ‪ ،‬ألنيـ العارفكف‬
‫بالمكافقة كالمخالفة‪ ،‬كأما ل ير المجتيد فعميو بقكؿ الجميكر(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٕٖٗ/‬‬


‫(ٕ) انظ ػػر المكافق ػػات إلبػ ػراىيـ ب ػػف مكس ػػى ب ػػف دمحم المخم ػػي ال رن ػػاطي الش ػػيير بالش ػػاطبي‪( ،‬المت ػػكفى‪ٜٚٓ:‬ىػ ػػ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬أبك عبيدة مشيكر بف حسف آؿ سمماف‪ ،‬دار ابف عفاف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ق‪ٜٜٔٚ/‬ـ)‪.)ٖٜٔ/٘( ،‬‬
‫(ٖ) مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٕٛ/‬‬
‫(ٗ) سكرة األحزاب اآلية‪.ٖٙ :‬‬
‫(٘) سكرة النساء اآلية ‪.ٜ٘‬‬
‫(‪ )ٙ‬المكافقات(٘‪.)ٖٜٔ/‬‬
‫‪161‬‬
‫كممف استدؿ بيذه القاعدة عند الترجيح بيف األقكاؿ اإلماـ الطبرؼ‪ ،‬كاإلماـ‬
‫(ٔ)‬
‫كابف العربي كغيرىـ‪.‬‬ ‫الشاطبي‬
‫األمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫مف االمثمة قكلو تعالى‪:‬ﮋ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﰆ ﰇ ﰈ‬
‫(ٖ)‬
‫ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﮊ‬
‫اختمف أىل التأكيل فيما دؿ عميو ىذا القكؿ مف هللا تعالى ذكره؛ فقاؿ بعضيـ‪ :‬دؿ‬
‫عمى أنو إف طمق الرجل امرأتو التطميقة الثالثة بعد التطميقتيف المتيف قاؿ هللا تعالى‬
‫(ٗ)‬
‫فإف امرأتو تمؾ ال تحل لو بعد التطميقة الثالثة حتى‬ ‫ذكره فييما‪ :‬ﮋ ﮦ ﮧ ﮊ‬
‫تنكح زكجا غيره‪ ،‬يعني بو غير المطمق‪ ،‬كعف قتادة قاؿ‪" :‬جعل هللا الطبلؽ ثبلثا‪،‬‬
‫فإذا طمقيا كاحدة فيك أحق بيا ما لـ تنقض العدة‪ ،‬كعدتيا ثبلث حيض‪ ،‬فإف‬
‫انقضت العدة قبل أف يككف راجعيا فقد بانت منو‪ ،‬كصارت أحق بنفسيا‪ ،‬كصار‬
‫خاطبا مف الخطاب‪ ،‬فكاف الرجل إذا أراد طبلؽ أىمو نظر حيضتيا‪ ،‬حتى إذا‬
‫طيرت طمقيا تطميقة في قبل عدتيا عند شاىدؼ عدؿ‪ ،‬فإف بدا لو مراجعتيا راجعيا‬
‫ما كانت في عدتيا‪ ،‬كاف تركيا حتى تنقضي عدتيا فقد بانت منو بكاحدة‪ ،‬كاف بدا لو‬
‫طبلقيا بعد الكاحدة كىي في عدتيا نظر حيضتيا‪ ،‬حتى إذا طيرت طمقيا تطميقة‬
‫أخرػ في قبل عدتيا‪ ،‬فإف بدا لو مراجعتيا راجعيا‪ ،‬فكانت عنده عمى كاحدة‪ ،‬كاف بدا‬
‫لو طمقيا الثالثة عند طيرىا‪ ،‬فيذه الثالثة التي قاؿ هللا تعالى ذكره‪ :‬ﮋ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬

‫(ٔ ) ىك‪ :‬إبراىيـ بف مكسى بف دمحم‪ ،‬أبك إسحاؽ المخمي ال رناطي‪ ،‬الشيير بالشاطبي‪ ،‬مف عمماء المالكية‪ ،‬كاف‬
‫إماماً محققاً أصكلياً مفس اًر فقيياً‪ ،‬ككاف لو القدـ الراسخ في سائر الفنكف‪ ،‬مف تصانيفو‪ :‬المكافقات في‬
‫أصكؿ الفقو‪ ،‬تكفي سنة(ٓ‪ٜٚ‬ق)‪ .‬انظر‪ :‬شجرة النكر الزكية في طبقات المالكية لدمحم بف دمحم بف عمر‬
‫مخمكؼ تعميق‪ :‬عبد المجيد خيالي‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬لبناف‪ٕٔٗٗ( ،‬ىػ‪ٕٖٓٓ -‬ـ)‪( ،‬صٖٕٔ)‪.‬‬
‫(ٕ) البقرة‪ :‬آيةٖٕٓ‪.‬‬
‫(ٖ) البقرة‪ :‬آيةٖٕٓ‪.‬‬
‫(ٗ) البقرة‪ :‬آية‪.ٕٕٜ‬‬
‫‪162‬‬
‫ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﮊ"‪ ،‬كعف ابف عباس ‪ ‬قكلو‪" :‬ﮋ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬
‫ﰃ ﰄ ﰅ ﮊ يقكؿ‪ :‬إف طمقيا ثبلثا‪ ،‬فبل تحل حتى تنكح زكجا غيره"(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬في‪ :‬ﮋ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﮊ ثـ جاءت السنة‬
‫باشتراط العسيمة‪ ،‬فكقف التحميل عمى األمريف جميعا‪ ،‬كىك انعقاد النكاح ككجكد‬
‫الكطء(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الشككاني‪ :‬ﮋ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﮊ أؼ‪ :‬حتى تتزكج بزكج آخر‪ ،‬كقد أخذ‬
‫بظاىر اآلية سعيد بف المسيب(‪ ،)3‬كمف كافقو قالكا‪ :‬يكفي مجرد العقد ألنو المراد‬
‫بقكلو‪ :‬حتى تنكح زكجا غيره كذىب الجميكر مف السمف كالخمف‪ :‬إلى أنو ال بد مع‬
‫عف النبي‪ ‬مف اعتبار ذلؾ(٘)‪.‬‬ ‫(ٗ)‬
‫العقد مف الكطء‪ ،‬لما ثبت‬
‫قال ابن تيمية‪:‬ﮋ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﮊ أؼ فإف طمقيا‬
‫الثالثة ‪-‬بعد الطمقتيف المتيف سكغ هللا سبحانو‪ -‬لو الرجعة بعد كل منيما‪ ،‬في أثناء‬
‫العدة‪ ،‬فبل تحل لو مراجعتيا في عدتيا‪ ،‬أك العقد بعد انقضائيا مف ىذا الطبلؽ‬

‫(ٔ) جامع البياف (ٗ‪.)ٔٙٙ-ٔٙ٘/‬‬


‫(ٕ) تفسير القرطبي (ٖ‪.)ٜٛ/‬‬
‫(ٖ) سعيد بف المسيب بف حزف بف أبي كىب بف عمرك بف عائذ بف عمراف بف مخزكـ‪ ،‬يكنى أبا دمحم‪ ،‬أحد‬
‫الفقياء السبعة بالمدينة‪ ،‬كسيد التابعيف في زمانو‪ ،‬رأػ عمر كسمع مف عثماف كعمياً كزيد بف ثابت‬
‫كغيرىـ‪ ،‬كلد لسنتيف مضتا مف خبلفة عمر‪ ،‬كتكفي بالمدينة‪ ،‬سنة ثبلث أك أربع كتسعيف‪ ،‬الطبقات لخميفة‬
‫بف خياط أبك عمرك بف خميفة الشيباني العصفرؼ‪( ،‬المتكفى‪ٕٗٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د سييل زكار‪ ،‬دار الفكر‬
‫لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ٔٗٔٗ( ،‬ىػ=ٖ‪ٜٜٔ‬ـ)‪ ،)ٕٗ٘/ٔ( ،‬التاريخ الكبير لمبخارؼ‪ ،)٘ٔٓ/ٖ(،‬طبقات‬
‫الفقياء(ٔ‪ ،)٘ٚ/‬كفيات األعياف(ٕ‪ ،)ٖٚ٘/‬سير أعبلـ النببلء (ٗ‪.)ٕٔٚ/‬‬
‫(ٗ) صحيح البخارؼ (‪ ،)ٖٗ/ٚ‬عف عائشة رضي هللا عنيا‪ ،‬أف رجبل طمق امرأتو ثبلثا‪ ،‬فتزكجت فطمق‪ ،‬فسئل‬
‫النبي‪ :‬أتحل لؤلكؿ؟ قاؿ‪« :‬ال‪ ،‬حتى يذكؽ عسيمتيا كما ذاؽ األكؿ» رقـ الحديث(ٔ‪ ،)ٕ٘ٙ‬باب مف‬
‫أجاز طبلؽ الثبلث‪ .‬كصحيح مسمـ (ٕ‪ ،)ٔٓ٘ٚ/‬عف عائشة رضي هللا عنيا‪ ،‬أف رسكؿ هللا‪ ‬سئل عف‬
‫المرأة يتزكجيا الرجل‪ ،‬فيطمقيا فتتزكج رجبل‪ ،‬فيطمقيا قبل أف يدخل بيا‪ ،‬أتحل لزكجيا األكؿ؟ قاؿ‪« :‬ال‪،‬‬
‫حتى يذكؽ عسيمتيا»‪ ،‬رقـ الحديث(ٖٖٗٔ)‪ ،‬باب ال تحل المطمقة ثبلثا لمطمقيا حتى تنكح زكجا غيره‪،‬‬
‫كيطأىا‪ ،‬ثـ يفارقيا كتنقضي عدتيا‪.‬‬
‫(٘) فتح القدير لمشككاني (ٔ‪.)ٕٚٗ/‬‬
‫‪163‬‬
‫زكجا غيره‪ ،‬بعد انقضاء عدتيا منو‪ ،‬عمى أف يككف الزكاج الثاني‬
‫الثالث‪ ،‬حتى تتزكج ً‬
‫صحيحا‪ ،‬كأف يجامعيا فيو‪ ،‬فإف طمقيا الزكج الثاني‪ ،‬كانقضت عدتيا‬
‫ً‬ ‫عيا‬
‫اجا شر ً‬
‫زك ً‬
‫منو‪ ،‬فبل إثـ عمى المرأة كزكجيا األكؿ أف يراجعيا بعقد جديد إف ظنا أف يقيما حدكد‬
‫هللا‪ ،‬كيتعاش ار بالمعركؼ كيحرص كل منيما عمى القياـ بكاجب الزكجية‪ ،‬كقاؿ رحمو‬
‫هللا‪ :‬إذا كقع بالمرأة الطبلؽ الثبلث فإنيا تحرـ عميو حتى تنكح زكجا غيره بالكتاب‬
‫كالسنة كاجماع األمة‪ ،‬كلـ يقل أحد مف عمماء المسمميف‪ :‬إنيا تباح بعد كقكع الطبلؽ‬
‫الثبلث بدكف زكج ثاف‪ ،‬كمف نقل ىذا عف أحد منيـ فقد كذب(ٔ)‪ ،‬ﮋ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬
‫يقتضي أنيا ال تحل لو حتى تكجد ال اية التي ىي نكاح‬ ‫ﰀﰁﰂﰃ ﰄﰅﮊ‬
‫(ٕ)‬

‫زكج غيره‪ ،‬كأف ىذه ال اية إذا كجدت انتيى ذلؾ التحريـ المحدكد إلييا‪ ،‬كانقضى‪ ،‬كىذا‬
‫القدر كحده كاؼ في بياف حميا لؤلكؿ إذا فارقيا الثاني بمكت أك فسخ أك طبلؽ؛ ألنو‬
‫إذا نكحيا زكج غيره فقد زاؿ التحريـ الذؼ كاف كجد بالطمقات الثبلث‪ ،‬كبقيت كسائر‬
‫المحصنات فييا تحريـ آخر مف غير جية الطبلؽ‪ ،‬فإذا زاؿ ىذا التحريـ بالفرقة لـ يبق‬
‫فييا كاحد مف التحريميف‪ ،‬فتعكد كما كانت‪ ،‬أك أنو أريد بنكاح زكج غيره(ٖ)‪.‬‬
‫الظاىر أف الراجح ىك ما رجحو ابف تيميػة كالجميػكر مػف أف المطمقػة ثبلثػا التحػل‬
‫لزكجيػا األكؿ إال بعقػد صػحيح كزكاج صػػحيح كيػدخل بيػا الػػزكج الثػاني كتػذكؽ عسػػيمتو‬
‫كيػػذكؽ عسػػيمتيا كم ػا ثبػػت فػػي حػػديث رفاعػػة كزكجتػػو تميمػػة بنػػت كىػػب كتزكجيػػا عبػػد‬
‫الرحمف بف الزبير فأرادت أف ترجع الى رفاعة فقاؿ ‪( ‬ال حتى تذكقي عسيمتو كيذكؽ‬
‫عسيمتؾ)(ٗ)‪ ,‬ىذا األصل كاف كجد مخالف ال يعتد بو لكجكد الدليل كانعداـ الدليل لديو‪.‬‬
‫كمػػا رجحػػو ابػػف تيميػػة مكافػػق لمقاعػػدة فػػأؼ تفسػػير خػػالف الق ػراف كالسػػنة كاإلجمػػاع‬
‫مردكد كىذا ما اتضح مف األمثمة‪.‬‬

‫(ٔ) الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (ٖ‪.)ٕٓٙ/‬‬


‫(ٕ) البقرة‪ :‬آيةٖٕٓ‪.‬‬
‫(ٖ) الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (‪.)ٕ٘٘/ٙ‬‬
‫(ٗ) ركاه البخارؼ رقـ(‪ ،)ٔٙٛ/ٖ( ،)ٕٖٜٙ‬باب شيادة المختبي‪ ،‬كمسمـ رقـ(ٖٖٗٔ)‪ ،)ٔٓ٘٘/ٕ( ،‬باب ال‬
‫تحل المطمقة ثبلثا لمطمقيا‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫المطمب الرابع‬

‫قاعدة‪ :‬تفسير لفع اآلية مف األمكر ال يبية بما ال دليل عميو ال‬
‫يصح(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫ال يصح حمل األمكر الم يبة عمى المعرفة كالجزـ بيا بدكف دليل كاضح مف‬
‫الكتاب كالسنة كبدء الخمق كأخبار األمـ الماضية كما لـ يقع كالمبلحـ كالبعث‪ ،‬فبل‬
‫تفسر باجتيادات ال دليل عمييا أك بأخبار إسرائيمية إال إذا سيقت ىذه مف باب‬
‫(ٕ)‬
‫ال مف باب‬ ‫التحديث عف بني إسرائيل لحديث‪" :‬حدثكا عف بني إسرائيل كال حرج"‬
‫التفسير لكبلـ هللا‪ ،‬كتصديقيا بدكف نص غير صحيح‪.‬‬
‫أما إذا ثبت تفصيل أك تفسير أك تعييف مبيـ مف قبل هللا تعالى أك رسكلو ‪‬‬
‫كتعيينو ‪ ‬اسـ صاحب مكسى ‪ ‬بأنو الخضر فمثل ىذا يجب الجزـ بو‪ ،‬قيل‪ :‬ال‬
‫يصح حمل اآلية عمى تفسيرات كتفصيبلت ألمكر م يبة ال دليل عمييا مف القرآف‬
‫أك السنة‪ ,‬تفسير المفع بما ال دليل عميو ىك مف جنس تفسير القرامطة الذيف‬
‫يفسركف األلفاظ لما أرادكا(‪.)3‬‬
‫كألحق بالحديث المرفكع قكؿ الصحابي فيما ال مجاؿ لمرأؼ فيو كال تعمق لو‬
‫ببياف ل ة كشرح غريب لو حكـ الرفع كقيده جماعة مف األئمة بأال يككف ذلؾ‬
‫الصحابي ممف عرؼ بالنظر في اإلسرائيميات(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الرازؼ في البعض الذؼ ضرب بو قتيل بني إسرائيل‪" :‬كاختمفكا في البعض‬
‫الذؼ ضرب بو القتيل فقيل لسانيا كقيل فخذىا اليمنى كقيل ذنبيا كقيل العظـ الذؼ‬

‫(ٔ) جامع المسائل البف تيمية (ٗ‪ ،)ٙ٘/‬المحرر الكجيز(ٔ‪.)ٔٛ٘/‬‬


‫أيضا‪:‬‬
‫(ٕ) أخرجو أبك داكد عف أبى ىريرة‪ ،‬باب‪ /‬الحديث عف بنى إسرائيل (ٖ‪ ،)ٖٕٕ/‬رقـ (ٕ‪ ،)ٖٙٙ‬كأخرجو ً‬
‫أحمد (ٕ‪ ،)ٗٚٗ/‬رقـ(ٖٗٔٓٔ)‪.‬‬
‫(ٖ) جامع المسائل البف تيمية (ٗ‪.)ٙ٘/‬‬
‫(ٗ) التبصػػرة كالتػػذكرة فػػي شػػرح األلفيػػة لمع ارقػػي‪ ،‬ل ػزيف الػػديف بػػف عبػػد الػػرحيـ المتػػكفى سػػنة(‪ٛٓٙ‬ى ػػ)‪ ،‬المطبػػكع‬
‫بمطبعة فاس بالم رب سنة (ٖٗ٘ٔىػ)‪.)ٖٜٔ/ٔ( ،‬‬
‫‪165‬‬
‫يمي ال ضركؼ كىك أصل اآلذاف كقيل البضعة بيف الكتفيف كال شؾ أف القرآف ال‬
‫يدؿ عميو فإف كرد خبر صحيح كاال كجب السككت عنو"(ٔ)‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫منيا قكلو هللا تعالى ﮋ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹‬
‫﮺ ﮻﮼﮽﮾﮿﯀﯁﯂ ﯃ ﯄ ﯅﯆‬
‫﯇ ﯈ ﯉ ﯊ ﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬يقكؿ تعالى ذكره‪ :‬الذيف يحممكف عرش هللا مف مبلئكتو‪ ،‬كمف‬
‫حكؿ عرشو‪ ،‬ممف يحف بو مف المبلئكة ﮋ ﮵ ﮶ ﮷ ﮊ يقكؿ‪ :‬يصمكف‬
‫لربيـ بحمده كشكره ﮋ ﮸ ﮹ ﮊ يقكؿ‪ :‬كيقركف باهلل أنو ال إلو ليـ سكاه‪،‬‬
‫كيشيدكف بذلؾ‪ ،‬ال يستكبركف عف عبادتو ﮋ ﮺ ﮻ ﮼ ﮊ يقكؿ‪ :‬كيسألكف‬
‫ربيـ أف ي فر لمذيف أقركا بمثل إقرارىـ مف تكحيد هللا(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬ركػ أف حممة العرش أرجميـ في األرض السفمى كرؤكسيـ قد‬
‫خرقت العرش كىـ خشكع ال يرفعكف طرفيـ‪ .‬كعف النبي ‪« ‬ال تتفكركا في عظـ‬
‫(ٗ)‬
‫فإف خمقا مف المبلئكة يقاؿ لو‬ ‫ربكـ كلكف تفكركا فيما خمق هللا مف المبلئكة»‬
‫إسرافيل‪ :‬زاكية مف زكايا العرش عمى كاىمو كقدماه في األرض السفمى‪ ،‬كقد مرؽ‬
‫رأسو مف سبع سماكات‪ ،‬كانو ليتضاءؿ مف عظمة هللا حتى يصير كأنو الكصع(٘)‪،‬‬
‫كقيل‪ :‬خمق هللا العرش مف جكىرة خضراء‪ ،‬كبيف القائمتيف مف قكائمو خفقاف الطير‬

‫(ٔ) مفاتيح ال يب أك التفسير الكبير (ٖ‪.)ٖ٘٘/‬‬


‫(ٕ) غافر‪ :‬آية ‪.ٚ‬‬
‫(‪ )3‬جامع البيان (‪.)283/21‬‬
‫(ٗ) الحديث بركاية اخرػ عف ابف عباس ‪-‬رضي هللا عنيما‪ -‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسكؿ هللا‪ " :‬تفكركا في خمق هللا ‪،‬‬
‫كال تفكركا في هللا عز كجل"‪ .‬في الجامع الصحيح لمسنف كالمسانيد لصييب عبد الجبار‪ ،‬ط ‪ٕٓٔٗ( ،‬ـ)‪،‬‬
‫باب التفكر في ذات هللا‪.)ٔٚٗ/ٔٓ( ،‬‬
‫(٘) فيض القدير‪ ،‬رقـ(ٖٖ٘ٗ)‪ ،‬باب حرؼ التاء‪ ،‬فيض القدير شرح الجامع الص ير‪ ،‬لزيف الديف دمحم المدعك‬
‫بعبد الرؤكؼ بف تاج العارفيف بف عمي الحدادؼ ثـ المناكؼ القاىرؼ (المتكفى‪ٖٔٓٔ:‬ىػ)‪ ،‬المكتبة التجارية‬
‫الكبرػ‪ -‬مصر‪ ،‬طٔ‪ٖٔ٘ٙ( ،‬ق) (ٖ‪.)ٕٕٙ/‬‬
‫‪166‬‬
‫المسرع ثمانيف ألف عاـ‪ ،‬كقيل حكؿ العرش سبعكف ألف صنف مف المبلئكة‪،‬‬
‫يطكفكف بو ميمميف مكبريف‪ ،‬كمف كرائيـ سبعكف ألف صف قياـ‪ ،‬قد كضعكا أيدييـ‬
‫عمى عكاتقيـ رافعيف أصكاتيـ بالتيميل كالتكبير‪ ،‬كمف كرائيـ مائو ألف صف قد‬
‫كضعكا األيماف عمى الشمائل‪ ،‬ما منيـ أحد إال كىك يسبح بما ال يسبح بو اآلخر(ٔ)‪.‬‬
‫(ٕ)‬
‫أف النبي ‪ ‬قاؿ‪« :‬أذف لي أف أحدث‬ ‫قاؿ ابف عطية‪ :‬ركػ جابر بف عبد هللا‬
‫عف ممؾ مف حممة العرش بيف شحمة أذنو كعاتقو مسيرة سبعمائة سنة»(ٖ)(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬تعالىﮋ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹‬
‫﮺ ﮻ ﮼ ﮊ كيركػ‪ :‬أف حممة العرش أرجميـ في األرض السفمى‬
‫كرؤكسيـ قد خرقت العرش‪ ،‬كىـ خشكع ال يرفعكف طرفيـ‪ ،‬كىـ أشراؼ المبلئكة‬
‫كأفضميـ‪ .‬ففي الحديث‪ ":‬هللا تبارؾ كتعالى أمر جميع المبلئكة أف ي دكا كيركحكا‬
‫بالسبلـ عمى حممة العرش تفضيبل ليـ عمى سائر المبلئكة"(٘)‪.‬‬
‫كأقاكيل أىل التفسير عمى أف العرش ىك السرير‪ ،‬كأنو جسـ مجسـ خمقو هللا عز‬
‫كجل‪ ،‬كأمر مبلئكة بحممو‪ ،‬كتعبدىـ بتعظيمو كالطكاؼ بو‪ ،‬كما خمق في األرض بيتا‬
‫كأمر بني آدـ بالطكاؼ بو كاستقبالو في الصبلة‪ ،‬عف جابر بف عبد هللا األنصارؼ‬
‫‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسكؿ هللا ‪":‬أذف لي أف أحدث عف ممؾ مف مبلئكة هللا مف حممة‬

‫(ٔ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٗ‪ٔ٘ٔ/‬كٕ٘ٔ)‪.‬‬


‫(ٕ) جابر بف عبد هللا بف عمرك بف حراـ السممي‪ ،‬الصحابي‪ ،‬المجتيد‪ ،‬الحافع‪ ،‬مف أىل بيعة الرضكاف‪ ،‬ركػ‪:‬‬
‫عمما كثي ار عف النبي‪ --‬كعف‪ :‬عمر‪ ،‬كعمي‪ ،‬كأبي بكر‪ ،‬كأبي عبيدة‪ ،‬كمعاذ بف جبل‪ ،‬كالزبير‪ ،‬كطائفة‪،‬‬
‫حدث عنو‪ :‬ابف المسيب‪ ،‬كعطاء بف أبي رباح‪ ،‬كسالـ بف أبي الجعد‪ ،‬كالحسف البصرؼ‪ ،‬كالحسف بف دمحم‬
‫ابف الحنفية كغيرىـ‪ ،‬آخر مف مات بالمدينة مف الصحابة األعبلـ (‪ٔٙ‬ؽ ىػ‪ٚٛ-‬ىػ= ‪ٜٙٚ-ٙٓٚ‬ـ)‪،‬‬
‫الكافي بالكفيات (ٔٔ‪ ،)ٕٖ/‬سير أعبلـ النببلء (ٖ‪ ،)ٜٔٛ/‬اإلصابة في تمييز الصحابة (ٔ‪.)٘ٗ/‬‬
‫(ٖ) األسماء كالصفات لمبييقي (ٕ‪ ،)ٕٛٗ/‬رقـ الحديث(‪ ،)ٛٗٙ‬باب ما جاء في العرش كالكرسي‪ ،‬األسماء‬
‫الخ ْس َرْك ِجردؼ الخراساني‪ ،‬أبك بكر البييقي‪ ،‬حققو كخرج‬
‫كالصفات ألحمد بف الحسيف بف عمي بف مكسى ُ‬
‫أحاديثو كعمق عميو‪ :‬عبد هللا بف دمحم الحاشدؼ‪ ،‬قدـ لو‪ :‬فضيمة الشيخ مقبل بف ىادؼ الكادعي‪ ،‬مكتبة‬
‫السكادؼ‪ ،‬جدة ‪ -‬المممكة العربية السعكدية‪ ،‬طٔ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األكلى‪ٖٔٗٔ(،‬ىػ‪ٜٜٖٔ-‬ـ)‪.‬‬
‫(ٗ) المحرر الكجيز في تفسير الكتاب العزيز (ٗ‪.)٘ٗٛ/‬‬
‫(٘) القرطبي في التفسير (٘ٔ‪ ،)ٕٜٗ/‬كابف حجر في الكاؼ كالشاؼ في تخريج أحاديث الكشاؼ (ٗٗٔ)‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫العرش ما بيف شحمة أذنو إلى عاتقو مسير سبعمائة عاـ)(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬قاؿ هللا تعالى‪ :‬ﮋ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷‬
‫﮸﮹ ﮺ ﮻﮼﮽﮾﮿﯀﯁﯂ ﯃ ﯄ ﯅‬
‫(ٖ)‬
‫﯆ ﯇ ﯈ ﯉ ﯊ ﮊ كقاؿ تعالى ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮊ‬
‫فأخبر أف لمعرش حممة اليكـ كيكـ القيامة‪ ،‬كأف حممتو كمف حكلو يسحبكف‬
‫كيست فركف لممؤمنيف‪ ،‬كالمعمكـ أف قياـ فمؾ مف األفبلؾ بقدرة هللا تعالى كقياـ سائر‬
‫األفبلؾ ال فرؽ في ذلؾ بيف كرة ككرة‪ ،‬كاف قدر أف لبعضيا في نفس األمر مبلئكة‬
‫تحمميا فحكمو حكـ نظيره‪ ،‬كذكر قكلو تعالى ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫(ٗ)‬
‫فذكر ىنا أف المبلئكة‬ ‫ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﮊ‬
‫تحف مف حكلو‪ ،‬كذكر في مكضع آخر أف لو حممة‪ ،‬كجمع في مكضع ثالث بيف‬
‫حممتو كمف حكلو‪ ،‬فقاؿ تعالىﮋ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ﮊ كأيضاً فقد أخبر أف‬
‫عرشو كاف عمى الماء قبل أف يخمق السماكات كاألرض كما قاؿ تعالى ﮋ ﭤ ﭥ‬
‫(٘)(‪.)ٙ‬‬
‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﮊ‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬قكلو ﮋ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ﮊ كقكلو ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬

‫ﮎ ﮏﮊ يكجب أف هلل ً‬
‫عرشا يحمل كيكجب أف ذلؾ العرش ليس ىك الممؾ كما‬
‫تقكلو طائفة مف الجيمية فإف الممؾ ىك مجمكع الخمق فينا دلت اآلية عمى أف هلل‬
‫مبلئكة مف جممة خمقو يحممكف عرشو كآخركف يككنكف حكلو كعمى أنو يكـ القيامة‬
‫يحممو ثمانية إما ثمانية أمبلؾ كاما ثمانية أصناؼ كصنكؼ كىذا إلى مذىب المثبتة‬

‫(ٔ) سنف أبي داكد (ٗ‪ ،)ٕٖٕ/‬رقـ(‪ ،)ٕٗٚٚ‬باب الجيمية‪ ،‬سنف أبي داكد ألبك داكد سميماف بف األشعث بف‬
‫إسحاؽ األزدؼ‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم محيي الديف عبد الحميد‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬صيدا‪ -‬بيركت‪.‬‬
‫(ٕ) تفسير القرطبي (٘ٔ‪.)ٕٜٗ/‬‬
‫(ٖ) الحاقة‪ :‬آية‪.ٔٚ‬‬
‫(ٗ) الزمر‪ :‬آية٘‪.ٚ‬‬
‫(٘) ىكد‪ :‬آية‪.ٚ‬‬
‫(‪ )ٙ‬مجمكعة الرسائل كالمسائل البف تيمية ‪ -‬رشيد رضا (ٗ‪.)ٔٓٛ،ٔٓٚ/‬‬
‫‪168‬‬
‫أقرب منو إلى قكؿ النافية ببل ريب(ٔ)‪.‬‬
‫اآلية تدؿ عمى كجكد العرش كأف ىناؾ مبلئكة تحفو كتحممو تعظيما هلل تعالى‬
‫كهللا سبحانو ىك القادر عمى حمل جميع االجراـ كال يعجزه شيء كاف ذكر حمل‬
‫المبلئكة ىنا‪ ،‬كابف تيمية ذكر ذلؾ كاف المبلئكة تحفو كتحممو كأف هللا ال يعجزه‬
‫شيء عف شيء‪ ،‬فنثبتو ما داـ دؿ عميو دليل‪.‬‬
‫كمنو قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬
‫ﮈﮊ)ٕ(‪.‬‬
‫قاؿ عبدالرزاؽ الصنعاني‪ :‬عف حذيفة(ٖ)‪ ،‬في قكؿ هللا تعالى‪ :‬ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ ‪ ،‬قاؿ‪ :‬يجمع هللا الناس في صعيد كاحد حيث يسمعيـ الداعي‪،‬‬
‫كينفذىـ البصر حفاة عراة سككتا كما خمقكا سككتا ال تتكمـ نفس إال بإذنو فينادػ دمحم‬
‫فيقكؿ‪ :‬لبيؾ كسعديؾ‪ ،‬كالخير في يديؾ كالشر ليس إليؾ‪ ،‬كالميدؼ مف ىديت‪،‬‬
‫كعبدؾ بيف يديؾ كبؾ كاليؾ‪ ،‬ال ممجأ كال منجى منؾ إال إليؾ‪ ،‬تباركت ربنا كتعاليت‬
‫سبحانؾ رب البيت "‪ ،‬قاؿ‪ :‬فذلؾ المقاـ المحمكد الذؼ ذكر هللا ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇ ﮈ ﮊ(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ يقكؿ‪ :‬إف ربؾ سيبعثؾ مقاما‬
‫محمكدا‪ ،‬كىي الشفاعة‪ ،‬ككل عسى في القرآف فيي كاجبة‪ .‬كعف ابف عباس‪ ،‬قكلو‪:‬‬
‫ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ قاؿ‪ :‬المقاـ المحمكد‪ :‬مقاـ الشفاعة‪ ،‬كعف‬
‫مجاىد‪ ،‬في قكلو‪ :‬ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ قاؿ‪ :‬يجمسو معو عمى عرشو‬

‫(ٔ) بياف تمبيس الجيمية في تأسيس بدعيـ الكبلمية (ٖ‪.)ٕٚٛ/‬‬


‫(ٕ) اإلسراء‪:‬آية‪.ٜٚ‬‬
‫(ٖ ) حذيفة بف اليماف أبك عبد هللا بف جابر العبسي اليماني‪ ،‬كاسـ اليماف‪ :‬حسل‪ ،‬حميف بني عبد األشيل‪،‬‬
‫صاحب سر رسكؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص كىك كأبكه مف سادات الصحابة المياجريف شيد اليرمكؾ‪ ،‬كىك الذؼ جاء بخبر‬
‫اىل األحزاب‪ ،‬استعممو عثماف عمى المدائف كجاءه نعي عثماف كىك بيا كمات بيا بعده بأربعيف يكما‬
‫سنة(‪ٖٙ‬ق)‪ .‬سير أعبلـ النببلء (ٕ‪ ،)ٖٙٔ/‬الكافي بالكفيات (ٔٔ‪.)ٕ٘ٔ/‬‬
‫(ٗ) تفسير عبد الرزاؽ (ٕ‪.)ٖٜٓ/‬‬
‫‪169‬‬
‫كأكلى القكليف في ذلؾ بالصكاب ما صح بو الخبر عف رسكؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ .‬كذلؾ ما عف‬
‫أبي ىريرة‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسكؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ سئل عنيا‪،‬‬
‫قاؿ‪« :‬ىي الشفاعة»(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف عطية‪ :‬في قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ عزة مف‬
‫هللا عز كجل لرسكلو‪ ،‬كىك أمر الشفاعة الذؼ يتدافعو األنبياء حتى ينتيي إليو عميو‬
‫كح ِكي عف فرقة منيا مجاىد أنيا‬ ‫(ٖ)‬
‫السبلـ‪ ،‬كالحديث بطكلو في البخارؼ كمسمـ ‪ُ ،‬‬
‫قالت‪« :‬المقاـ المحمكد» ىك أف هللا عز كجل يجمس دمحما معو عمى عرشو‪ ،‬كعضد‬
‫الطبرؼ جكاز ذلؾ بشطط مف القكؿ‪ ،‬كىك ال يخرج إال عمى تمطف في المعنى كفيو‬
‫بعد(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ المقاـ المحمكد‬
‫االصح انو الشفاعة لمناس يكـ القيامة(‪.)5‬‬
‫ذكر ابف تيمية عف مجاىد في قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ‬
‫قاؿ‪ :‬يقعده معو عمى العرش(‪.)ٙ‬‬
‫كقاؿ رحمو هللا‪ :‬قاؿ‪ :‬كاف أىل العمـ يقكلكف‪ :‬إف المقاـ المحمكد الذؼ قاؿ هللا‬
‫تعالى‪ :‬ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ‪ ،‬ىك شفاعتو يكـ القيامة(‪.)7‬‬
‫كقاؿ في مكضع آخر‪ :‬عف مجاىد ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ قاؿ يقعده‬

‫(ٔ) صحيح البخارؼ (‪ ،)ٛٙ/ٙ‬رقـ(‪ ،)ٗٚٔٛ‬باب قكلو‪ :‬ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ‪ .‬كصحيح مسمـ‬


‫(ٔ‪ ،)ٔٛٛ/‬رقـ(ٖٖٗ)‪ ،‬باب اختباء النبي ملسو هيلع هللا ىلص دعكة الشفاعة ألمتو‪.‬‬
‫(ٕ) جامع البياف (ٔٔ‪.)ٗٚ/ٔ٘( ،)ٗٗ/ٔ٘( ،)ٖٚٙ/‬‬
‫(ٖ) صحيح البخارؼ (‪ ،)ٛٗ/ٙ‬رقـ(ٕٔ‪ ،)ٗٚ‬باب ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﮊ اإلسراء‪:‬‬
‫آيةٖ‪ .‬كصحيح مسمـ (ٔ‪ ،)ٔٛٓ/‬رقـ(ٕٕٖ)‪ ،‬باب أدنى أىل الجنة منزلة فييا‪.‬‬
‫(ٗ) المحرر الكجيز في تفسير الكتاب العزيز (ٖ‪.)ٜٗٚ،ٗٚٛ/‬‬
‫(٘) تفسير القرطبي (ٓٔ‪.)ٖٜٓ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (‪.)ٗٔٓ/ٙ‬‬
‫(‪ )ٚ‬الحسنة كالسيئة (ص‪.)ٖٔٙ:‬‬
‫‪171‬‬
‫مقاما‬
‫ً‬ ‫معو عمى العرش فيطمق ذلؾ كما جاء بو النبي ‪ ‬كيجكز أف يككف‬
‫مخصكصا لمقعد النبي ‪ ‬كيشيد لذلؾ ما ركؼ عف أبي ىريرة ‪ ‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسكؿ‬
‫ً‬
‫كتابا بيده قبل أف يخمق السمكات كاألرض كىك معو عمى العرش‬
‫هللا ‪ ‬إف هللا كتب ً‬
‫إف رحمتي ت مب غضبي)(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫المقاـ المحمكد ىك المكانة الخاصة التي ال تككف ألحد إال لمنبي ‪ ‬يكـ القيامة‬
‫كما ثبت في األحاديث ككافق ذلؾ ابف تيمية كىك ما ذكرتو القاعدة فبل تفسر كتحمل‬
‫األمكر ال يبية اال بنص مف القراف اك السنة‪ ،‬كاألصل عدـ الخكض فييا بدكف دليل‪.‬‬
‫كمف ىذه األمثمة نجد اف ابف تيمية كافق القاعدة مف حيث تفسير األمكر‬
‫الم يبة بدليل مف القراف الكريـ اك السنة الثابتة كما ذكر في األمثمة‪.‬‬

‫(ٔ) البخارؼ (ٗ‪ ،)ٔٓٙ/‬رقـ(ٗ‪ ،)ٖٜٔ‬باب ما جاء في قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬


‫ﭵﭶ ﮊ الركـ‪:‬آية‪ .ٕٚ‬ك مسمـ (ٗ‪ ،)ٕٔٓٚ/‬رقـ(ٗٔ)‪ ،‬باب في سعة رحمة هللا تعالى كأنيا سبقت غضبو‪.‬‬
‫(ٕ) بياف تمبيس الجيمية في تأسيس بدعيـ الكبلمية (‪.)ٕٔٚ/ٙ( ،)ٕٔٙ/ٙ‬‬
‫‪171‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة باآلثار وفيو أربعة مطالب‪:‬‬

‫المطمب االول‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬معرفة أسباب النزول تعين عمى فيم اآلية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬ثبوت تاريخ نزول اآلية أو السورة مرجح‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬من خالف قول السمف في تفسر القرآن فقد‬
‫أخطأ في الدليل والمدلول جميعا‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪:‬‬
‫قاعدة‪ :‬تقديم تفسير جميور السمف‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫المطمب االول‬

‫قاعدة‪ :‬معرفة أسباب النزكؿ تعيف عمى فيـ اآلية(ٔ)‪.‬‬


‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫مف أىـ فكائد معرفة أسباب النزكؿ أنيا تعيف عمى فيـ اآلية عمى كجو‬
‫صحيح‪ ،‬فإذا تنازع العمماء في تفسير آية مف كتاب هللا كتعددت أقكاليـ فييا فأكلى‬
‫األقكاؿ بتفسير اآلية ما كافق سبب النزكؿ الصحيح الصريح في السببية‪ ،‬فبل تعكيل‬
‫عمى سبب نزكؿ ضعيف الركاية كال عمى سبب نزكؿ غير صريح في السببية فبل‬
‫يعتبر مرجحا‪ ،‬كالصريح مثل أف يقكؿ الراكؼ‪ :‬سبب نزكؿ ىذه اآلية كذا ككذا‪ ،‬أك‬
‫أف يأتي بالفاء التعقيبية مثل‪ :‬حدث كذا فنزؿ كذا‪ ،‬كمثاؿ غير الصريح أف يقكؿ‬
‫الراكؼ‪ :‬نزلت ىذه اآلية في كذا‪ ،‬فقد يراد بو أف المذككر داخل تحت معنى اآلية‪ .‬إذا‬
‫صح سبب نزكؿ اآلية أك السكرة فيك مرجح لما كافقو مف أكجو التفسير(‪.)2‬‬
‫ضعف ما ال‬
‫قاؿ ابف عطية في معرض مناقشتو لؤلقكاؿ في معنى األنفاؿ َّ‬
‫يكافق أسباب النزكؿ‪ ،‬كرجح ما كافقيا‪ ،‬فقاؿ‪" :‬كىذا القكؿ بعيد عف اآلية غير ممتئـ‬
‫مع األسباب المذككرة‪ ....‬كأكلى ىذه األقكاؿ كأكضحيا القكؿ األكؿ الذؼ تظاىرت‬
‫الركايات بأسبابو كناسبو الكقت الذؼ نزلت اآلية فيو"(ٖ)‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ‬
‫ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﮊ(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ " :‬ﮋ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﮊ فإف ناسا مف العرب‬

‫(ٔ) مقدمة في أصكؿ التفسير البف تيمية (ص‪.)ٔٙ:‬‬


‫(ٕ) انظر البرىاف في عمكـ القرآف (ٔ‪ ،)ٕٕ/‬اإلتقاف في عمكـ القرآف (ٔ‪.)ٔٓٛ/‬‬
‫(ٖ) المحرر الكجيز (ٕ‪.)ٜٗٛ/‬‬
‫(ٗ) البقرة‪:‬آية‪.ٜٔٛ‬‬
‫‪173‬‬
‫كانكا إذا حجكا لـ يدخمكا بيكتيـ مف أبكابيا كانكا ينقبكف في أدبارىا‪ ،‬فمما حج رسكؿ‬
‫هللا ‪ ‬حجة الكداع أقبل يمشي كمعو رجل مف أكلئؾ كىك مسمـ‪ .‬فمما بمغ رسكؿ هللا‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬باب البيت احتبس الرجل خمفو كأبى أف يدخل قاؿ‪ :‬يا رسكؿ هللا إني أحمس‬
‫يقكؿ‪ :‬إني محرـ ككاف أكلئؾ الذيف يفعمكف ذلؾ يسمكف الحمس‪ .‬قاؿ رسكؿ هللا ‪:‬‬
‫ذكره‪ :‬ﮋ ﯥ‬ ‫«كأنا أيضا أحمس فادخل» فدخل الرجل‪ ،‬فأنزؿ هللا تعالى‬
‫ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﮊ(ٕ)(ٖ)"‪.‬‬

‫قاؿ القرطبي‪ :‬ركؼ أف النبي ‪ ‬أَ ّ‬


‫ىل زمف الحديبية بالعمرة فدخل حجرتو كدخل‬
‫خمفو رجل أنصارؼ مف بني سممة‪ ،‬فدخل كخرؽ عادة قكمو‪ ،‬فقاؿ لو النبي ‪( :‬لـ‬
‫دخمت كأنت قد أحرمت)‪ ،‬فقاؿ‪ :‬دخمت أنت فدخمت بدخكلؾ‪ ،‬فقاؿ لو النبي ‪:‬‬
‫(إني أحمس" أؼ مف قكـ ال يدينكف بذلؾ‪ ،‬فقاؿ لو الرجل‪ :‬كأنا ديني دينؾ‪ ،‬فنزلت‬
‫اآلية‪ ،‬كقالو ابف عباس كعطاء كقتادة‪ ،‬كقيل‪ :‬إف ىذا الرجل ىك قطبة بف عامر‬
‫األنصارؼ(ٗ)‪ ،‬كالحماسة الشدة(٘)(‪.)ٙ‬‬
‫قاؿ الشككاني‪ :‬قكلو‪ :‬ﮋ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﮊ كليس البر بأف تأتكا البيكت مف ظيكرىا كجو اتصاؿ‬

‫(ٔ) الحمس ىـ‪ :‬كالحمس‪ :‬قريش ككنانة كخزاعة كثقيف كجشـ كبنك عامر بف صعصعة كبنك نصر ابف معاكية‪.‬‬
‫كسمكا حمسا لتشديدىـ في دينيـ‪ .‬كىك الشدة في التديف‪ .‬القرطبي (ٕ‪.)ٖٗ٘/‬‬
‫(ٕ) عمدة القارؼ شرح صحيح البخارؼ (ٓٔ‪ ،)ٖٔٙ/‬رقـ(ٔ‪( ،)ٖٓٛ‬باب قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯥ ﯦ ﯧ‬
‫ﯨ ﮊ (البقرة‪.)ٜٛٔ:‬‬
‫(ٖ) جامع البياف (ٖ‪.)ٕٛٚ/‬‬
‫(ٗ) قطبة بف عامر بف حديدة بف عمرك بف سكاد بف غنـ األنصارؼ الخزرجي السممي يكنى أبا زيد‪ ،‬شيد‬
‫العقبة األكلى كالثانية‪ ،‬لـ يختمفكا في ذلؾ‪ ،‬كشيد بدرا‪ ،‬كأحدا‪ ،‬كالخندؽ‪ ،‬كالمشاىد كميا كتكفي قطبة في‬
‫الم ْرُزباف‬
‫خبلفة عثماف رضي هللا عنيما‪ .‬معجـ الصحابة ألبك القاسـ عبد هللا بف دمحم بف عبد العزيز بف َ‬
‫الب كؼ‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم األميف بف دمحم الجكني‪ ،‬مكتبة دار البياف– الككيت‪ ،‬طٔ‪ٕٔٗٔ( ،‬ىػ‪ٕٓٓٓ-‬ـ)‪،‬‬
‫(٘‪ .)ٙٙ/‬كأسد ال ابة ألبك الحسف عمي بف دمحم الشيباني الجزرؼ‪ ،‬عز الديف ابف األثير‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي دمحم‬
‫معكض‪ -‬عادؿ أحمد عبد المكجكد‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔ٘( ،‬ىػ‪ٜٜٔٗ-‬ـ)‪.)ٖٛٚ/ٗ( ،‬‬
‫(٘) المستدرؾ عمى الصحيحيف لمحاكـ (ٔ‪ ،)ٙ٘ٚ/‬رقـ (‪ ،)ٔٚٚٚ‬كتاب اكؿ مناسؾ الحج‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬تفسير القرطبي (ٕ‪.)ٖٗ٘/‬‬
‫‪174‬‬
‫ىذا بالسؤاؿ عف األىمة كالجكاب بأنيا مكاقيت لمناس كالحج‪ :‬أف األنصار كانكا إذا‬
‫حجكا ال يدخمكف مف أبكاب بيكتيـ إذا رجع أحدىـ إلى بيتو بعد إحرامو قبل تماـ‬
‫حجو‪ ،‬ألنيـ يعتقدكف أف المحرـ ال يجكز أف يحكؿ بينو كبيف السماء حائل‪ ،‬ككانكا‬
‫يتسنمكف ظيكر بيكتيـ(ٔ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬لك دخل الرجل إلى بيتو مف خمف البيت لـ يحرـ عميو ذلؾ‬
‫كلكف إذا فعل ذلؾ عمى أنو عبادة‪ ،‬كما كانكا يفعمكف في الجاىمية‪:‬‬
‫كاف أحدىـ إذا أحرـ لـ يدخل تحت سقف فنيكا عف ذلؾ كما قاؿ تعالى‪:‬‬
‫ﮋﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬
‫ﯨﮊ فبيف سبحانو أف ىذا ليس ببر كاف لـ يكف حراما فمف فعمو عمى كجو البر‬
‫كالتقرب إلى هللا كاف عاصيا(ٕ)‪.‬‬
‫كقاؿ‪ :‬قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﮊ؛ فبيف سبحانو أف ىذا ليس ببر كاف لـ يكف حراماً(ٖ)‪.‬‬
‫ذكر ابف تيمية التفسير المكافق لمحديث المفسر لآلية كىك النيي عف دخكؿ‬
‫البيكت مف ظيكرىا كدخكليا مف ابكابيا كىذا مكافق لمقاعدة فبما أنو كرد حديث في‬
‫سبب النزكؿ فيؤخذ بو ال ب يره‪.‬‬
‫كمف االمثمة قكلو‪ :‬ﭽﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔﭼ(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬عف مجاىد‪ ،‬قكلو‪ :‬ﭽﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭼ قاؿ‪" :‬أبك‬
‫بكر حمف أف ال ينفع يتيما في حجره كاف أشاع ذلؾ‪ .‬فمما نزلت ىذه اآلية قاؿ‪ :‬بمى‬

‫(ٔ) فتح القدير لمشككاني (ٔ‪)ٕٔٛ/‬‬


‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (ٔٔ‪.)ٖٖٙ،ٖٕٙ/‬‬
‫السَّقاؼ‪ ،‬دار اليدػ لمنشر كالتكزيع – الرياض‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫(ٖ) المنتخب مف كتب شيخ اإلسبلـ لعمكؼ بف عبد القادر َّ‬
‫(‪ٜٔٗٔ‬ىػ‪ٜٜٔٛ-‬ـ)‪( .‬ص‪.)ٕٕٕ:‬‬
‫(ٗ) النكر‪ :‬آية ٕٕ‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫أنا أحب أف ي فر هللا لي‪ ،‬فؤلككنف ليتيمي خير ما كنت لو قط"(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ الشنقيطي‪ :‬نزلت ىذه اآلية الكريمة في أبي بكر‪ ‬كمسطح بف أثاثة بف‬
‫المذككر مف المياجريف كىك فقير‪ ،‬ككانت أمو‬ ‫(‪)2‬‬
‫عباد بف المطمب‪ ،‬ككاف مسطح‬
‫ابنة خالة أبي بكر‪ ‬ككاف أبك بكر ينفق عميو لفقره كقرابتو كىجرتو‪ ،‬ككاف ممف‬
‫تكمـ في أـ المؤمنيف عائشة ‪-‬رضي هللا عنيا– باإلفؾ (ٗ)‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫قال ابن تيمية‪ :‬كاف الصديق ينفق عمى مسطح بف أثاثة لقرابة بعيدة‪ ،‬ككاف‬
‫ممف تكمـ في اإلفؾ‪ ،‬فحمف أبك بكر‪ ‬أف ال ينفق عميو فأنزؿ هللا تعالى‪ :‬ﭽﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ‬
‫ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔﭼ فقاؿ أبك بكر‪ :‬بمى كهللا أحب‬
‫أف ي فر هللا لي‪ ،‬فأعاد عميو النفقة‪ ،‬كالحديث بذلؾ ثابت في الصحيحيف(٘)‪.‬‬
‫كىذا ما رجحو ابف تيمية قصة مسطح كابي بكر ألنيا نزلت بسببيا اآلية‪،‬‬
‫كىكذا نجد مف المثاليف أف ابف تيمية كافق القاعدة باألخذ بالحديث المذككر سببا‬
‫لآلية‪.‬‬

‫(ٔ) جامع البياف (‪.)ٕٕٙ/ٔٚ‬‬


‫(ٕ) عكؼ بف أثاثة كىك اسـ مسطح بف أثاثة بف عباد بف المطمب بف عبد مناؼ بف قصي‪ ،‬يكنى‪ :‬أبا عباد‪،‬‬
‫كقيل‪ :‬أبك عبد هللا‪ ،‬قالو الكاقدؼ‪ .‬كأما مسطح فيك لقبو كغمب عميو‪ ،‬كأمو بنت خالة أبي بكر‪ ،‬كىك مسطح‬
‫المذككر في قصة اإلفؾ‪ ،‬شيد بدرا‪ٕٕ(،‬ؽ ىػ‪ٖٗ -‬ىػ=ٔٓ‪ٙ٘ٗ-ٙ‬ـ)‪ ،‬أسد ال ابة (ٗ‪ ،)ٕٜٙ/‬اإلصابة في‬
‫تمييز الصحابة (‪.)ٚٗ/ٙ‬‬
‫(ٖ) صحيح البخارؼ (٘‪ ،)ٔٔٙ /‬رقـ(‪ )4141‬باب الحديث‪.‬‬
‫(ٗ) أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (٘‪.)ٗٛ٘/‬‬
‫(٘) منياج السنة النبكية (‪.)ٕ٘ٗ/ٛ‬‬
‫‪176‬‬
‫المطمب الثاني‬

‫قاعدة‪ :‬ثبكت تاريخ نزكؿ اآلية أك السكرة(ٔ)‪.‬‬


‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫القكؿ الذؼ يكافق تاريخ نزكؿ اآلية ىك الراجح‪ ،‬كال بد مف ثبكت تاريخ النزكؿ‬
‫إما باتفاؽ العمماء عميو كاتفاقيـ عمى السكر المكية أك بصحة الركاية‪ .‬كقد قيل‪ :‬إذا‬
‫ثبت تاريخ نزكؿ اآلية أك السكرة فيك مرجح لما كافقو مف أكجو التفسير‪.‬‬
‫قص اًر عميو‪ ،‬كانما ىي أعـ‬
‫كأصل ىذه القاعدة ىك المكي كالمدني‪ ،‬كلكنيا ليست ْ‬
‫كأشمل منو‪ ،‬فيي ت تعمق بتاريخ نزكؿ اآلية أك السكرة‪ ،‬فقد يقع الترجيح بيف األقكاؿ‬
‫في التفسير بناء عمى التاريخ في قر ٍ‬
‫آف مكي فقط أك مدني فقط‪ ،‬كاف كاف العمماء‬ ‫ً‬
‫تنازعكا في المراد بالمكي كالمدني‪ ،‬غير أف المشيكر كالصحيح في تحديد المكي‬
‫كالمدني –كىك ما يتفق مع ىذه القاعدة التي تُحرر– ىك ما نزؿ قبل اليجرة كاف كاف‬
‫بالمدينة كالمدني ما نزؿ بعد اليجرة كاف كاف بمكة(ٕ)‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﭼ(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬قكلو‪ :‬ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ قد أتى‬
‫عمى اإلنساف؛ كىل في ىذا المكضع خبر ال جحد‪ ،‬كذلؾ كقكؿ القائل آلخر يقرره‪:‬‬
‫ىل أكرمتؾ؟ كقد أكرمو؛ أك ىل زرتؾ؟ كقد ازره؛ كقد تككف جحدا في غير ىذا‬
‫المكضع‪ ،‬كذلؾ كقكؿ القائل آلخر‪ :‬ىل يفعل مثل ىذا أحد؟ بمعنى‪ :‬أنو ال يفعل‬
‫ذلؾ أحد‪ ،‬كاإلنساف الذؼ قاؿ جل ثناؤه في ىذا المكضع ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯢ ﭼ ىك آدـ ‪.)ٗ(‬‬

‫(ٔ) انظر‪ :‬مقدمة في أصكؿ التفسير البف تيمية (ص‪ ،)ٔٙ:‬منياج السنة النبكية البف تيمية(ٗ‪.)ٖٗٛ/ٚ( ،)ٕٓ/‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬البرىاف في عمكـ القرآف (ٔ‪ ،)ٔٛٚ/‬اإلتقاف في عمكـ القرآف (ٔ‪.)ٕٖ/ٔ( ،)ٖٚ/‬‬
‫(ٖ) اإلنساف‪:‬آيةٔ‪.‬‬
‫(ٗ) جامع البياف ط ىجر (ٖٕ‪.)ٕٜ٘/‬‬
‫‪177‬‬
‫قاؿ الصنعاني‪ :‬عف قتادة‪ ،‬في قكلو تعالى‪ :‬ﭽﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ قاؿ‪« :‬كاف آدـ آخر ما خمق مف الخمق»(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ الشنقيطي‪ :‬لفع اإلنساف في ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﭼ كقيل‪ :‬ىك‬
‫اإلنساف األكؿ آدـ ‪ ،‬أتى عميو حيف مف الدىر‪ ،‬لـ يكف شيئا يذكر‪ ،‬كقيل‪ :‬ىك‬
‫عمكـ اإلنساف مف بني آدـ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬ىل بمعنى «قد» في االستفياـ خاصة‪ ،‬كاألصل‪ :‬أىل‪ ،‬بدليل‬
‫قكلو(ٖ)‪ :‬أىل رأكنا بسفع القاع ذػ األكـ‬
‫فالمعنى‪ :‬أقد أتى؟ عمى التقرير كالتقريب جميعا‪ ،‬أؼ‪ :‬أتى عمى اإلنساف قبل‬
‫زماف قريب حيف مف الدىر لـ يكف فيو شيئا مذكك ار(ٗ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬ذكر ابف تيمية في رده عمى أحد مصنفي الركافض االثني‬
‫(‪)7‬‬
‫عشرية ثَبت لعمي بف أبي طالب ‪ ،‬كالحسف(٘)‪ ،‬كالحسيف(‪ ،)ٙ‬كعمي بف الحسيف‬
‫ٓٓ ‪ ،‬مف المناقب كالفصائل ما لـ يذكره ىذا [المصنف] الرافضي‪ ،‬كذكر أشياء مف‬
‫الكذب تدؿ عمى جيل ناقميا‪ ،‬مثل قكلو‪ :‬نزؿ في حقيـ‪ :‬ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﭼ(‪،)ٛ‬‬

‫(ٔ) تفسير عبد الرزاؽ (ٖ‪.)ٖٖٚ/‬‬


‫(ٕ) أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (‪.)ٖٚٛ/ٛ‬‬
‫بشدتنا… أىل رأكنا بسفح القاع ذؼ األكـ‪ ،‬قالو زيد الخير (الخيل) الطائي‬‫(ٖ) البيت‪ :‬سائل فكارس يربكع ّ‬
‫الصحابي‪ ،‬شرح الشكاىد الشعرية في أميات الكتب النحكية‪ ،‬لدمحم بف دمحم حسف ُشَّراب‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بيركت‪،‬طٔ‪ٕٔٗٚ( ،‬ىػ)‪ .)ٕٛ/ٖ(،‬كالمعجـ المفصل في شكاىد العربية‪ ،‬المعجـ المفصل في شكاىد‬
‫العربية‪ ،‬إلميل بديع يعقكب‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ) (‪.)ٖٜٙ/ٚ‬‬
‫(ٗ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٗ‪.)ٙٙ٘/‬‬
‫(٘) الحسف‪ :‬بف عمي بف أبي طالب بف عبد المطمب بف ىاشـ‪ ،‬ريحانة رسكؿ هللا ‪ ،‬كسبطو‪ ،‬كسيد شباب أىل‬
‫الجنة‪ ،‬أمير المؤمنيف أبك دمحم‪ ،‬كحفع عف جده أحاديث‪ ،‬كعف أبيو كأمو‪٘ٓ-ٖ( ،‬ىػ =ٕٗ‪ٙٚٓ-ٙ‬ـ)‪ ،‬سير‬
‫أعبلـ النببلء (ٗ‪ ،)ٖٕٙ/‬اإلصابة في تمييز الصحابة (ٕ‪.)ٙٓ/‬‬
‫َّللا ‪ ‬كريحانتو‪ٙٔ-ٗ( ،‬ىػ‬
‫َّللا سبط رسكؿ َّ‬
‫(‪ )ٙ‬الحسيف‪ :‬بف عمي بف أبي طالب بف عبد المطمب بف ىاشـ‪ ،‬أبك عبد َّ‬
‫= ٕ٘‪ٙٛٓ-ٙ‬ـ) اإلصابة في تمييز الصحابة (ٕ‪ ،)ٙٚ/‬منياج السنة النبكية (ٗ‪.)ٕٓ/‬‬
‫(‪ )ٚ‬عمي بف الحسيف بف عمي بف أبي طالب‪ ،‬الياشمي‪ ،‬أبك الحسف‪ ،‬الممقب بزيف العابديف‪ ،‬كاف يضرب بيـ المثل‬
‫في الكرع كالعبادة‪ٜٗ-ٖٛ(،‬ىػ=‪ٕٚٔ-ٙ٘ٛ‬ـ)‪ .‬تيذيب التيذيب(ٕٔ‪ ،)ٖٗٚ/‬كفيات األعياف (ٖ‪.)ٕٙٙ/‬‬
‫(‪ )ٛ‬اإلنساف‪:‬آيةٔ‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫فإف سكرة‪:‬ﭽ ﯜ ﯝﭼ مكية باتفاؽ العمماء‪ ،‬كعمي إنما تزكج فاطمة رضي هللا عنيا‬
‫بالمدينة بعد اليجرة‪ ،‬كلـ يدخل بيا إال بعد غزكة بدر‪ ،‬ككلد لو الحسف‪ ‬في السنة‬
‫الثالثة مف اليجرة‪ ،‬كالحسيف‪ ‬في السنة الرابعة مف اليجرة بعد نزكؿ‪ :‬ﭽ ﯜ ﯝ ﭼ‬
‫بسنيف كثيرة‪ ،‬فقكؿ القائل‪ :‬إنيا نزلت فييـ مف الكذب الذؼ ال يخفى عمى مف لو‬
‫عمـ بنزكؿ القرآف كعمـ بأحكاؿ ىؤالء السادة األخيار(ٔ)‪.‬‬
‫فمـ يقل بتفسيرىـ الباطل احد مف المفسريف المعتبريف كىك تفسير شاذ‪ ،‬كبما أف‬
‫تاريخ نزكؿ اآلية فيي مكية فالقكؿ انيا فييـ باطل كىذا ما قرره ابف تيمية‪ ،‬كىك‬
‫مكافق لمقاعدة‪.‬‬
‫كمنو قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ(ٕ)‪.‬‬
‫(ٖ)‬
‫في قكلو‪ :‬الـ هللا ال إلو إال ىك الحي‬ ‫قاؿ ابف ابي حاتـ‪ :‬ركؼ عف الربيع‬
‫القيكـ قاؿ‪ :‬إف النصارػ أتك النبي ‪ ،‬فخاصمكه في عيسى ابف مريـ ‪ ،‬كقالكا‪:‬‬
‫مف أبكه؟‪ ،‬فقالكا عمى هللا الكذب كالبيتاف‪ ،‬ال إلو إال هللا لـ يتخذ صاحبة كال كلدا‪،‬‬
‫فقاؿ ليـ النبي ‪ :‬ألستـ تعممكف أف ربنا حي ال يمكت‪ ،‬كأف عيسى يأتي عميو‬
‫الفناء؟ قالكا‪ :‬بمى‪ ،‬قاؿ‪ :‬ألستـ تعممكف أف ربنا قيـ عمى كل شيء يكؤله كيحفظو‬
‫كيرزقو؟ قالكا‪ :‬بمى‪ ،‬قاؿ‪ :‬فيل يممؾ عيسى مف ذلؾ شيء؟ قالكا‪ :‬ال‪ ،‬قاؿ‪ :‬أفمستـ‬
‫تعممكف أف هللا ال يخفى عميو شيء في األرض كال في السماء؟ قالكا بمى‪ :‬قاؿ‪ :‬فيل‬
‫يعمـ عيسى مف ذلؾ شيء إال ما عمـ؟ قالكا ال‪ :‬قاؿ‪ :‬فإف ربنا صكر عيسى في‬
‫الرحـ كيف يشاء‪ ،‬ألستـ تعممكف أف ربنا ال يأكل الطعاـ كال يشرب الشراب كال يحدث‬
‫الحدث؟ قالكا‪ :‬بمى‪ ،‬قاؿ‪ :‬ألستـ تعممكف أف عيسى حممتو أمو كما تحمل المرأة ثـ‬
‫كضعتو كما تضع المرأة كلدىا‪ ،‬ثـ غذؼ كما ي ذػ الصبي‪ ،‬ثـ كاف يطعـ الطعاـ‪،‬‬

‫(ٔ) منياج السنة النبكية البف تيمية (ٗ‪.)ٕٓ/‬‬


‫(ٕ) عمراف‪:‬آيةٔ‪.ٕ،‬‬
‫(ٖ) الربيع بف أنس بف زياد البكرؼ الخراساني المركزؼ‪ ،‬بصرؼ‪ ،‬سمع‪ :‬أنس بف مالؾ‪ ،‬كأبا العالية الرياحي ‪-‬‬
‫كأكثر عنو‪ -‬كالحسف البصرؼ ركػ لو األربعة‪ ،‬كتكفي(‪ٖٔٚ‬ق)‪ .‬سير أعبلـ النببلء (‪ ،)ٜٔٙ/ٙ‬الكافي‬
‫بالكفيات (ٗٔ‪.)٘ٙ/‬‬
‫‪179‬‬
‫كيشرب الشراب كيحدث الحدث؟ قالكا‪ :‬بمى‪ ،‬قاؿ‪ :‬فكيف يككف ىذا كما زعمتـ؟‬
‫فعرفكا ثـ أبكا إال جحكدا‪ ،‬فأنزؿ هللا‪ :‬الـ هللا ال إلو إال ىك الحي القيكـ(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ أثير الديف أبك حياف(ٖ)‪ :‬قكلو‪ :‬كسبب نزكليا فيما ذكره الجميكر‪ :‬أنو كفد‬
‫عمى رسكؿ هللا ‪ ‬كفد نصارػ نجراف‪ ،‬ككانكا ستيف راكبا‪ ،‬فييـ أربعة عشر مف‬
‫أشرافيـ‪ ... ،‬كأقامكا بالمدينة أياما يناظركف رسكؿ هللا ‪ ‬في عيسى ‪ ،‬كيزعمكف‬
‫تارة أنو هللا‪ ،‬كتارة كلد اإللو‪ ،‬كتارة‪ :‬ثالث ثبلثة‪ .‬رسكؿ هللا ‪ ‬يذكر ليـ أشياء مف‬
‫صفات البارؼ تعالى‪ ،‬كانتفاءىا عف عيسى‪ ،‬كىـ يكافقكنو عمى ذلؾ‪ ،‬ثـ أبكا إال‬
‫جحكدا‪ ،‬ثـ قالكا‪ :‬يا دمحم! ألست تزعـ أنو كممة هللا كركح منو؟ قاؿ‪« :‬بمى»‪ ،‬قالكا‪:‬‬
‫فحسبنا‪ ،‬فأنزؿ هللا فييـ صدر ىذه السكرة إلى نيف كثمانيف آية منيا‪ ،‬إلى أف دعاىـ‬
‫رسكؿ هللا ‪ ‬إلى االبتياؿ‪ ،‬كقاؿ مقاتل(ٗ)‪ :‬نزلت في الييكد المب ضيف لعيسى‪،‬‬
‫القاذفيف ألمو‪ ،‬المنكريف لما أنزؿ هللا عميو مف اإلنجيل(٘)‪.‬‬

‫كرد في تفسير مجمع البحكث‪ :‬سبب النزكؿ‪ :‬نزلت في كفد نجراف‪ ،‬حيف قدمكا‬
‫إلى المدينة عمى رسكؿ هللا ‪ ،‬يحاجكنو في شأف عيسى بف مريـ‪.‬‬
‫ركػ ابف جرير‪ ،‬عف الربيع عف أنس‪ ،‬قاؿ‪" :‬إف النصارػ أَتَ ْكا رسكؿ هللا ‪‬‬

‫(ٔ) لـ أجد لو تخريج في كتب الحديث كىك مكجكد في‪ ،‬تفسير الطبرؼ ‪ -‬جامع البياف (‪ ،)ٔ٘ٗ/ٙ‬رقـ‬
‫(ٗٗ٘‪ )ٙ‬في تفسير بداية آؿ عمراف‪ ،‬ك السيرة النبكية لعبد الممؾ بف ىشاـ بف أيكب الحميرؼ المعافرؼ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫مصطفى السقا كابراىيـ األبيارؼ كعبد الحفيع الشمبي‪ ،‬شركة مكتبة كمطبعة مصطفى البابي الحمبي كأكالده‬
‫بمصر‪ ،‬طٕ‪ٖٚ٘( ،‬ىػ ‪ٜٔ٘٘-‬ـ)‪.‬‬
‫(ٕ) تفسير ابف أبي حاتـ (ٕ‪.)٘ٛ٘/‬‬
‫(ٖ) أثير الديف أبك حياف‪ :‬دمحم بف يكسف بف عمي األندلسي ال رناطي‪ ،‬كشيخ الزماف كاماـ النحاة‪-ٙ٘ٗ( ،‬‬
‫٘ٗ‪ٚ‬ىػ = ‪ٖٔٗٗ-ٕٔ٘ٙ‬ـ)‪ ،‬شذرات الذىب في أخبار مف ذىب (ٔٔ‪ ،)ٕ٘ٛ/‬فكات الكفيات (ٗ‪.)ٚٔ/‬‬
‫(ٗ ) مقاتل‪ :‬بف سميماف بف بشير األزدؼ أبك الحسف البمخي‪ ،‬كبير المفسريف‪ ،‬مف كتبو‪ :‬التفسير الكبير‪ ،‬نكادر‬
‫التفسير‪ ،‬متشابو القرآف‪ ،‬الناسخ كالمنسكخ‪ ،‬القراءات‪ ،‬الكجكه كالنظائر‪ٔ٘ٓ( ،‬ق ػ=‪ٚٙٚ‬ـ)‪ ،‬تيذيب التيذيب‬
‫ألحمد بف حجر العسقبلني‪ ،‬مطبعة دائرة المعارؼ النظامية‪ ،‬اليند‪ ،‬طٔ‪ٖٕٔٙ( ،‬ىػ)‪،)ٕٜٚ/ٔٓ( ،‬‬
‫كفيات األعياف (٘‪ ،)ٕ٘٘/‬سير أعبلـ النببلء ط الرسالة (‪.)ٕٓٔ/ٚ‬‬
‫(٘) البحر المحيط في التفسير‪ ،‬ألبك حياف دمحم بف يكسف بف عمي بف يكسف بف حياف األندلسي (ت‪ٚٗ٘:‬ىػ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬صدقي جميل‪ ،‬دار الفكر–بيركت‪ ،‬ط(ٕٓٗٔىػ)‪ ،)ٜ/ٖ( ،‬كسبق تخريج الحديث‪.‬‬
‫‪181‬‬
‫فخاصمكه في عيسى بف مريـ‪...،‬الحديث)(ٔ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬كسكرة آؿ عمراف إنما نزؿ صدرىا متأخ ار لما قدـ كفد نجراف‬
‫بالنقل المستفيض المتكاتر(ٕ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬يحتجكف في قكليـ‪ :‬ثالث ثبلثة‪ ،‬بقكؿ هللا‪ :‬فعممنا‪ ،‬كأمرنا‪،‬‬
‫كخمقنا‪ ،‬كقضينا‪ ،‬فيقكلكف‪ :‬لك كاف كاحدا ما قاؿ إال فعمت‪ ،‬كقضيت‪ ،‬كأمرت‪،‬‬
‫كخمقت‪ ،‬كلكنو ىك عيسى كمريـ ففي كل ذلؾ مف قكليـ قد نزؿ القرآف فمما كممو‬
‫الحبراف(ٖ)‪ ،‬قاؿ ليما رسكؿ هللا ‪ :‬أسمما‪ ،‬قاال‪ :‬قد أسممنا‪ ،‬قاؿ‪ :‬إنكما لـ تسمما‬
‫فأسمما‪ ،‬قاال‪ :‬بمى‪ ،‬قد أسممنا قبمؾ‪ ،‬قاؿ‪ :‬كذبتما‪ ،‬يمنعكما مف اإلسبلـ دعكاكما هلل‬
‫كلدا‪ ،‬كعبادتكما لمصميب‪ ،‬كأكمكما لمخنزير‪ ،‬قاال‪ :‬فمف أبكه يا دمحم؟ فصمت رسكؿ هللا‬
‫صدر‬
‫ا‬ ‫‪ ‬عنيما‪ ،‬فمـ يجبيما فأنزؿ هللا في ذلؾ مف قكليـ كاختبلفيـ في أمرىـ كمو‬
‫مف سكرة آؿ عمراف إلى بضع كثمانيف آية‪ ،‬كذكر نزكؿ اآليات بسببيـ غير كاحد‬
‫مثمما ذكره دمحم بف جرير الطبرؼ في تفسيره‪ ،‬قاؿ‪« :‬عف الربيع في قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﭑ‬
‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭼ‪ ،‬قاؿ‪ :‬إف النصارػ أتكا رسكؿ هللا ‪ ،‬فخاصمكه في‬
‫عيسى ابف مريـ‪ ،‬كقالكا لو‪ :‬مف أبكه؟ كقالكا عمى هللا الكذب كالبيتاف‪ ،‬ال إلو إال ىك‬
‫لـ يتخذ صاحبة كال كلدا‪ ،‬فقاؿ ليـ النبي ‪ :‬ألستـ تعممكف أنو ال يككف كلد إال كىك‬
‫يشبو أباه؟‪ ،‬قالكا‪ :‬نعـ‪ ،‬قاؿ‪ :‬ألستـ تعممكف أف ربنا حي ال يمكت كأف عيسى يأتي‬
‫عميو الفناء؟‪ ،‬قالكا‪ :‬بمى‪ ،‬قاؿ‪ :‬ألستـ تعممكف أف ربنا قيـ عمى كل شيء يكمؤه‬
‫كيحفظو كيرزقو؟‪ ،‬قالكا‪ :‬بمى‪ ،‬قاؿ‪ :‬فيل يممؾ عيسى مف ذلؾ شيئا؟ قالكا‪ :‬ال‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫ألستـ تعممكف أف هللا ال يخفى عميو شيء في األرض كال في السماء؟‪ ،‬قالكا‪ :‬بمى‪،‬‬
‫قاؿ‪ :‬فيل يعمـ عيسى مف ذلؾ شيئا إال ما عمـ؟‪ ،‬قالكا‪ :‬ال‪ ،‬قاؿ‪ :‬فإف ربنا صكر‬
‫عيسى في الرحـ كيف شاء قاؿ‪ :‬ألستـ تعممكف أف ربنا ال يأكل الطعاـ كال يشرب‬
‫الشراب كال يحدث الحدث؟‪ ،‬قالكا‪ :‬بمى‪ ،‬قاؿ‪ :‬ألستـ تعممكف أف عيسى حممتو أمو كما‬

‫(ٔ) التفسير الكسيط ‪ -‬مجمع البحكث (ٔ‪.)٘ٔٓ/‬‬


‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ البف تيمية (‪.)ٖٜٜ/ٔٚ‬‬
‫(ٖ) ىما‪ :‬أبك حارثة بف عمقمة‪ ،‬أحد بني بكر بف كائل‪ ،‬جامع البياف ط ىجر (٘‪.)ٖٔٚ/‬‬
‫‪181‬‬
‫تحمل المرأة‪ ،‬ثـ كضعتو كما تضع المرأة كلدىا‪ ،‬ثـ غذؼ كما يت ذػ الصبي‪ ،‬ثـ‬
‫كاف يطعـ الطعاـ كيشرب الشراب كيحدث الحدث؟‪ ،‬قالكا‪ :‬بمى‪ ،‬قاؿ‪ :‬فكيف يككف‬
‫ىذا كما زعمتـ؟‪ ،‬قاؿ‪ :‬فعرفكا ثـ أبكا إال الجحكد فأنزؿ هللا ﭽ ﭑ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙﭼ(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫ذكر ابف تيمية الحديث الذؼ يثبت تاريخ نزكؿ بداية سكرة آؿ عمراف كسبب‬
‫النزكؿ كبثبكت الحديث يتبف معنى اآليات كىذا كفقا لمقاعدة‪.‬‬
‫كمف خبلؿ المثاليف نجد أف ابف تيمية استخدـ القاعدة في تفسيره كرجح بثبكت‬
‫تاريخ نزكؿ اآلية‪ ،‬كىذا ىك األصل كهللا أعمـ‪.‬‬

‫(ٔ) كالحديث اصمو في الصحيحيف‪ ،‬صحيح البخارؼ (٘‪ ،)ٔٚٔ/‬رقـ(ٓ‪ ،)ٖٗٛ‬باب قصة أىل نجراف‪ .‬كصحيح‬
‫مسمـ (ٗ‪ ،)ٕٔٛٛ/‬رقـ(٘٘)‪ ،‬باب فضائل أبي عبيدة بف الجراح ‪.‬‬
‫(ٕ) الجكاب الصحيح لمف بدؿ ديف المسيح البف تيمية (ٔ‪.)ٜٔٙ-ٜٔٗ/‬‬
‫‪182‬‬
‫المطمب الثالث‬

‫قاعدة‪ :‬مف خالف قكؿ السمف في تفسر القرآف فقد أخطأ في الدليل‬
‫كالمدلكؿ جميعا(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫السمف ىـ الصحابة الكراـ كأعياف التابعيف كأئمة الديف ممف شيد لو باإلمامة‬
‫دكف مف رمي ببدعة كالرفض كغيره(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيميو في تعريفو لمسمف‪ :‬كالخبلصة أف مصطمح السمف صار لو‬
‫مدلكالف‪ :‬مدلكؿ خاص‪ :‬كىذا ينطق عمى مذىب الصحابة كالتابعيف‪ ،‬كالتابعيف ليـ‬
‫بإحساف‪ ،‬ممف لـ يبتدعكا‪ ،‬كىذا فيو حصر تاريخي‪ ،‬كمدلكؿ أعـ‪ :‬يشمل ما بعد ىذه‬
‫القركف المفضمة‪ ،‬كىذا شامل لكل مف سار عمى طريقة كمنيج خير القركف‪ ،‬كالتزـ‬
‫النصكص كالفيـ الذؼ فيمكه(ٖ)‪.‬‬
‫كقد قيل في معنى ىذه القاعدة‪ :‬أف تفسير السمف كفيميـ لنصكص الكحي حجة‬
‫عمى َم ْف بعدىـ(‪.)4‬‬
‫قاؿ ابف تيمية أيضا‪ :‬نعمـ أف القرآف قرأه الصحابة كالتابعكف كتابعكىـ كأنيـ كانكا‬
‫أعمـ بتفسيره كمعانيو كما أنيـ أعمـ بالحق الذؼ بعث هللا بو رسكلو ملسو هيلع هللا ىلص فمف خالف قكليـ‬
‫كفسر القرآف بخبلؼ تفسيرىـ فقد أخطأ في الدليل كالمدلكؿ جميعا‪ ,‬كقاؿ‪ :‬كقد تبيف بذلؾ‬
‫أف مف فسر القرآف أك الحديث كتأكلو عمى غير التفسير المعركؼ عف الصحابة كالتابعيف‬
‫كل ة العرب فيك مفتر عمى هللا ممحد في آيات هللا محرؼ لمكمـ عف مكاضعو(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٖٕٙ/‬‬


‫(ٕ) لكامػػع األن ػكار البييػػة كس ػكاطع األس ػرار األثريػػة لشػػرح الػػدرة المضػػية لعقػػد الفرقػػة المرضػػية‪ -‬دمحم بػػف أحم ػػد‬
‫السفاريني األثرؼ الحنبمي‪ -‬منشكرات مؤسسة الخافقيف كمكتبتيا‪ٕٔٗٓ(-‬ىػ)‪،‬طٕ‪.)ٕٓ/ٔ(،‬‬
‫(ٖ ) مكقػ ػػف ابػ ػػف تيميػ ػػة مػ ػػف األشػ ػػاعرة‪ ،‬عبػ ػػد الػ ػػرحمف بػ ػػف صػ ػػالح المحمػ ػػكد‪ ،‬مكتبػ ػػة الرشػ ػػد – الريػ ػػاض‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫(٘ٔٗٔىػ‪ٜٜٔ٘/‬ـ)‪.)ٖٜ/ٔ( ،‬‬
‫(ٗ) انظر مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٖٕٙ/‬‬
‫(٘) مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٕٖٗ/‬‬
‫‪183‬‬
‫كىذه القاعدة ترد تفاسير أىل األىكاء كالبدع الذيف خالفكا تفاسير الصحابة‬
‫كتابعييـ فحممكا القرآف عمى معاف اعتقدكىا كليس ليـ فييا سمف مف الصحابة‬
‫كالتابعيف كأئمة الديف‪ .‬كبالجممة فتقديـ تفسير الصحابة عمى تفسير غيرىـ مسألة‬
‫معمكمة مشتيرة قد سطرىا أىل العمـ في كتبيـ حيث جعمكا تفسير الصحابي بعد‬
‫التفسير النبكؼ في المرتبة ىي أحسف طرؽ التفسير(ٔ)‪.‬‬
‫االمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫منيا قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬عف أبي سعيد الخدرؼ‪ ،)ٖ(‬عف النبي‪ ‬أنو قاؿ في ىذه اآلية‪:‬‬
‫ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﮊ قاؿ‪« :‬كىؤالء كميـ بمنزلة كاحدة‪ ،‬ككميـ في الجنة»(ٗ)‪،‬‬
‫كعف ابف عباس‪ ‬قكلو‪ :‬ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ‬

‫(ٔ) انظر ‪ :‬مقدمة في أصكؿ التفسير البف تيميػة (٘‪ ،)ٜ‬كتفسػير ابػف كثيػر ألبػك الفػداء إسػماعيل بػف عمػر بػف‬
‫كثير القرشي البصرؼ ثـ الدمشقي (ت‪ٚٚٗ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬سػامي بػف دمحم سػبلمة‪ ،‬دار طيبػة لمنشػر كالتكزيػع‪،‬‬
‫طٕ‪ٕٔٗٓ( ،‬ىػ ػ‪ٜٜٜٔ -‬ـ)‪ ،)ٖٔ/ٔ( ،‬كالبرىػػاف لمزركش ػػي (ٕ‪ ،)ٜٔ٘/‬كايثػػار الح ػػق عمػػى الخم ػػق (‪،ٔٗٙ‬‬
‫‪ ،)ٔٗٚ‬كاإلتقاف لمسيكطي (ٗ‪ ،)ٔٛٔ/‬كمحاسف التأكيل لمقاسمي (ٔ‪.)ٚ/‬‬
‫(ٕ) فاطر‪ :‬آيةٕٖ‪.‬‬
‫(ٖ) أبك سعيد الخدرؼ سعد بف مالؾ بف سناف بف عبيد بف ثعمبة بف عباد بف األبجر‪ ،‬كاف يسكف المدينة‪ ،‬كبيا‬
‫تكفي‪ ،‬كدفف بالبقيع كىك ابف ٗ‪ٜ‬سنة‪ ،‬ركػ عنو مف الصحابة كغيرىـ‪ ،‬كاف مف مبلزمي النبي‪ ‬كركػ‬
‫عنو أحاديث كثيرة‪ ،‬غ از اثنتي عشرة غزكة‪ ،‬كلو(ٓ‪)ٔٔٚ‬حديثا‪ٔٓ( ،‬ؽ ىػ‪ٚٗ -‬ىػ = ٖٔ‪ٜٖٙ-ٙ‬ـ)‪ .‬معجـ‬
‫الصحابة ألبك الحسيف عبد الباقي بف قانع بف مرزكؽ بف كاثق الب دادؼ (المتكفى‪ٖ٘ٔ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫صبلح بف سالـ المصراتي‪ ،‬مكتبة ال رباء األثرية‪-‬المدينة المنكرة‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٛ( ،‬ق)‪ ،)ٕ٘ٛ/ٔ( ،‬كمعرفة‬
‫الصحابة ألبك نعيـ أحمد بف عبد هللا بف أحمد بف إسحاؽ بف مكسى بف ميراف األصبياني‬
‫(المتكفى‪ٖٗٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادؿ بف يكسف العزازؼ‪ ،‬دار الكطف لمنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٔ( ،‬ىػ ‪-‬‬
‫‪ٜٜٔٛ‬ـ)‪ .)ٕٔٙٓ/ٖ( ،‬كالكافي بالكفيات (٘ٔ‪.)ٜٕ/‬‬
‫(ٗ) سنف الترمذؼ لدمحم بف عيسى بف َس ْكرة بف مكسى بف الضحاؾ‪ ،‬الترمذؼ‪( ،‬المتكفى‪ٕٜٚ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد‬
‫دمحم شاكر كدمحم فؤاد عبد الباقي كابراىيـ عطكة عكض‪ ،‬شركة مكتبة كمطبعة مصطفى البابي الحمبي–‬
‫مصر‪ ،‬طٕ‪ٖٜٔ٘( ،‬ىػ‪ٜٔٚ٘-‬ـ)‪ ،‬رقـ (ٕٕٖ٘)‪ ،‬باب‪ :‬كمف سكرة المبلئكة (٘‪.)ٖٖٙ/‬‬
‫‪184‬‬
‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﮊ‬
‫«ىـ أمة دمحم ‪ ،‬كرثيـ هللا كل كتاب أنزلو‪ ،‬فظالميـ ي فر لو‪ ،‬كمقتصدىـ يحاسب‬
‫حسابا يسيرا‪ ،‬كسابقيـ يدخل الجنة ب ير حساب»(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف ابي حاتـ‪ :‬عف أبي الدرداء ‪ :)ٕ(‬سمعت رسكؿ هللا ‪ ‬يقكؿ‪ :‬قاؿ هللا‬
‫تعالى‪ :‬ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫فأما الذيف سبقكا فأكلئؾ يدخمكف الجنة ب ير‬ ‫(‪)3‬‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﮊ‬
‫حساب‪ ،‬كأما الذيف اقتصدكا فأكلئؾ الذيف يحاسبكف حسابا يسيرا‪ ،‬كأما الذيف ظممكا‬
‫أنفسيـ فأكلئؾ يحسبكف في طكؿ المحشر‪ ،‬ثـ ىـ الذيف تمقاىـ هللا برحمة فيـ الذيف‬
‫يقكلكف‪ :‬ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮗ ﮘ ﮙ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮊ(ٗ)‪.)ٙ()٘(,‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬عف ابف عباس ‪ ‬ﮋ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭱ ﭲ ﮊ قاؿ‪ :‬نجت فرقتاف‪ ،‬كيككف التقدير في العربية‪ :‬فمنيـ مف عبادنا‬
‫ظالـ لنفسو‪ ،‬أؼ كافر‪ ،‬كقاؿ الحسف‪ :‬أؼ فاسق‪ ،‬كيككف الضمير الذؼ في" يدخمكنيا"‬
‫يعكد عمى المقتصد كالسابق ال عمى الظالـ(‪.)ٚ‬‬

‫(ٔ) جامع البياف ط ىجر (‪.)ٖٙٛ/ٜٔ( ،)ٖٚٙ/ٜٔ‬‬


‫(ٕ ) أبك الدرداء عكيمر بف زيد بف قيس بف أسد بف مالؾ بف عامر بف عدؼ بف كعب بف الحارث بف الخزرج‪،‬‬
‫حدث عف رسكؿ هللا ‪ ‬يركػ لو (‪)ٜٔٚ‬حديثا‪ ،‬كشيد معو مشاىد كثيرة‪ .‬حكيـ ىذه األمة‪ ،‬كسيد القراء بدمشق‪،‬‬
‫نزؿ الشاـ إلى أف مات‪ٖٕ( ،‬ق=ٕ٘‪ٙ‬ـ)‪ .‬سير أعبلـ النببلء (ٗ‪ ،)ٔٗ/‬معجـ الصحابة البف قانع (ٕ‪.)ٕ٘ٔ/‬‬
‫الطبقات الكبرػ ألبك عبد هللا دمحم بف سعد بف منيع‪ ،‬البصرؼ‪ ،‬الب دادؼ المعركؼ بابف سعد (المتكفى‪ٕٖٓ:‬ىػ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬دمحم عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العممية–بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٓ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٓ-‬ـ)‪.)ٕٚ٘/ٚ( ،‬‬
‫(ٖ) فاطر‪ :‬آيةٕٖ‪.‬‬
‫(ٗ) فاطر‪.ٖ٘،ٖٗ:‬‬
‫(٘) مسند أحمد بف حنبل ألبك عبد هللا أحمد بف دمحم بف حنبل‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرنؤكط‪ -‬عادؿ مرشد‪،‬‬
‫كآخركف‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬طٔ‪ٕٔٗٔ( ،‬ىػ‪ٕٓٓٔ-‬ـ)‪ ،‬مسند أحمد‪ ،‬ط الرسالة (‪ ،)٘ٚ/ٖٙ‬رقـ(‪،)ٕٕٔٚٚ‬‬
‫باب حديث ابي الدرداء‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬تفسير ابف أبي حاتـ (ٓٔ‪.)ٖٕٔٛ/‬‬
‫(‪ )ٚ‬تفسير القرطبي (ٗٔ‪.)ٖٗٙ/‬‬
‫‪185‬‬
‫قاؿ الشنقيطي‪ :‬كأظير األقكاؿ في المقتصد‪ ،‬كالسابق‪ ،‬كالظالـ أف المقتصد ىك‬
‫مف امتثل األمر‪ ،‬كاجتنب النيي‪ ،‬كلـ يزد عمى ذلؾ‪ ،‬كأف السابق بالخيرات ىك مف‬
‫فعل ذلؾ‪ ،‬كزاد بالتقرب إلى هللا بالنكافل‪ ،‬كالتكرع عف بعض الجائزات‪ ،‬خكفا مف أف‬
‫يككف سببا ل يره‪ ،‬كأف الظالـ ىك المذككر في قكلو‪ :‬ﮋ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮊ(ٔ))ٕ(‪.‬‬
‫اؿ تَ َعاَلى‪ :‬ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ‬
‫قال ابن تيمية‪َ :‬ق َ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫ﭹﮊ(‪ )3‬فبل يخرج الكاحد مف المؤمنيف عف أف يككف مف أحد ىذه األصناؼ‪:‬‬
‫إما ظالـ لنفسو كاما مقتصد كاما سابق بالخيرات‪ ،‬كقاؿ‪ :‬فالظالـ لنفسو‪ :‬ىك ِّ‬
‫المفرط‬
‫ِ‬
‫المؤدؼ لمفرائض‪ ،‬المجتنب لممحارـ‪،‬‬ ‫بترؾ المأمكر أك ِ‬
‫فعل المحظكر‪ ،‬كالمقتصد‪:‬‬
‫ّ‬
‫لممحرـ كالمكركه(ٗ)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫المستحب‪ ،‬كالتارؾ‬ ‫ِ‬
‫المؤدؼ لمكاجب ك‬ ‫كالسابق بالخيرات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪" :‬فالقكؿ الجامع أف الظالـ لنفسو‪ :‬المفرط بترؾ مأمكر أك فعل‬
‫محظكر‪ ،‬كالمقتصد‪ :‬القائـ بأداء الكاجبات كترؾ المحرمات‪ ،‬كالسابق بالخيرات بمنزلة‬
‫المقرب الذؼ يتقرب إلى هللا بالنكافل بعد الفرائض حتى يحبو الحق‪ ،‬ثـ إف كبلً منيـ‬
‫يذكر نكعاً مف ىذا فإف قاؿ قائل الظالـ المؤخر لمصبلة عف كقتيا‪ ،‬كالمقتصد‬
‫المصمي ليا في كقتيا‪ ،‬كالسابق المصمي ليا في أكؿ كقتيا حيث يككف التقديـ‬
‫أفضل‪ ،‬كقاؿ آخر الظالـ لنفسو ىك البخيل الذؼ ال يصل رحمو كال تماـ زكاتو‪،‬‬
‫كالمقتصد القائـ بما يجب عميو مف الزكاة كصمة الرحـ كقرػ الضيف كاإلعطاء في‬
‫النائبة‪ ،‬كالسابق الفاعل المستحب بعد الكاجب كما فعل الصديق األكبر حيف جاء‬
‫بمالو كمو‪ ،‬كلـ يكف مع ىذا يأخذ مف أحد شيئاً كقاؿ آخر الظالـ لنفسو الذؼ يصكـ‬
‫عف الطعاـ ال عف اآلثاـ‪ ،‬كالمقتصد الذؼ يصكـ عف الطعاـ كاآلثاـ‪ ،‬كالسابق الذؼ‬

‫(ٔ) التكبة‪ :‬آيةٕٓٔ‪.‬‬


‫(ٕ) أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (ٔ‪.)ٗٔٚ/‬‬
‫(ٖ) فاطر‪:‬آيةٕٖ‪.‬‬
‫(ٗ) جامع الرسائل البف تيمية ‪ -‬رشاد سالـ (ٕ‪ )ٔٛٗ/‬ك (ٔ‪.)ٜٙ/‬‬
‫‪186‬‬
‫يصكـ عف كل ما ال يقربو إلى هللا تعالى كأمثاؿ ذلؾ‪ ،‬لـ تكف األقكاؿ متنافية بل كل‬
‫ذكر نكعاً مما تناكلتو اآلية(ٔ)‪.‬‬

‫فاألصناؼ الثبلثة في اآلية كما ذكر ابف تيمية مف المؤمنيف عمى مراتب كفقا‬
‫لمقاعدة فقد ذكر ابف عباس كبلـ قريبا منو كما ككرد في حديث أبي سعيد كأبي‬
‫الدرداء تفسير لذلؾ‪ ،‬كىذا ىك األظير كهللا أعمـ‪.‬‬
‫كمنو قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬
‫ﮁﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ‬
‫ﮔﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ السمعاني(ٖ)‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﮊ‬
‫في األياـ قكالف‪ :‬أحدىما‪ :‬أنيا كأياـ اآلخرة‪ ،‬كل يكـ ألف سنة‪ ،‬كاآلخر أنيا كأياـ‬
‫الدنيا‪ ،‬قكلو‪ :‬ﮋ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮊ قد بينا مذىب أىل السنة في االستكاء؛ كىك أنو‬
‫نؤمف بو كنكل عممو إلى هللا تعالى مف غير تأكيل كال تفسير‪ ،‬كأما المعتزلة‪ :‬فإنيـ‬
‫أكلكا االستكاء باالستيبلء‪ ،‬كىك باطل عند أىل العربية‪ ،‬حكى عف رؤساء المعتزلة‬
‫أنيـ قالكا البف األعرابي(ٗ)‪ :‬أتعرؼ العرب االستكاء؟ بمعنى االستيبلء فقاؿ‪ :‬ال‪،‬‬
‫جرت ىذه المسألة في مجمس المأمكف(٘)‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أحد المعتزلة االستكاء ىك‬

‫(ٔ) مجمكعة الرسائل كالمسائل البف تيمية ‪ -‬رشيد رضا (ٔ‪.)ٜٖٔ،ٜٕٔ/‬‬


‫(ٕ) يكنس‪ :‬آيةٖ‪.‬‬
‫(ٖ) أبك المظفر منصكر بف دمحم بف عبد الجبار بف أحمد التميمي السمعاني المركزؼ الحنفي ثـ الشافعي‪،‬‬
‫المشيكر بابف السمعاني‪ ،‬مفسر‪ ،‬محدث‪ ،‬متكمـ‪ ،‬فقيو‪ ،‬اصكلي‪ ،‬مفتي خراساف‪ ،‬شيخ الشافعية‪-ٕٗٙ( ،‬‬
‫‪ٜٗٛ‬ىػ = ٖ٘ٓٔ‪ٜٔٓٙ-‬ـ)‪ ،‬سير أعبلـ النببلء ط الحديث (ٗٔ‪ ،)ٔ٘٘/‬كمعجـ المؤلفيف لعمر بف رضا‬
‫بف دمحم راغب بف عبد ال ني الدمشقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي بيركت‪ ،)ٕٓ/ٖٔ( ،‬تذكرة طبقات الحفاظ‬
‫لمذىبي (ٗ‪.)ٜٔ/‬‬
‫(ٗ) أبك عبد هللا دمحم بف زياد‪ ،‬المعركؼ بابف األعرابي الككفي إماـ الم ة؛ مف مكالي بني ىاشـ‪ ،‬األحكؿ‪،‬‬
‫النسابة‪ٕٖٔ-ٔ٘ٓ( ،‬ىػ= ‪ٛٗ٘-ٚٙٚ‬ـ)‪ ،‬كفيات األعياف (ٗ‪ ،)ٖٓٙ/‬سير أعبلـ النببلء (‪.)ٚ٘/ٜ‬‬
‫(٘) عبد هللا بف ىاركف أمير المؤمنيف المأمكف بف الرشيد‪ ،‬كق أر العمـ كاألدب كاألخبار‪ ،‬ككانت خبلفتو (ٕٓ)سنة‬
‫ك‪ ٙ‬أشير(ٓ‪ٕٔٛ-ٔٚ‬ىػ=‪ٖٖٛ-ٚٛٙ‬ـ)‪ ،‬فكات الكفيات(ٕ‪ ،)ٕٖ٘/‬سير أعبلـ النببلء (‪.)ٖٚٙ/ٛ‬‬
‫‪187‬‬
‫االستيبلء‪ ،‬فرد عميو رجل مف أىل الم ة اخطأت؛ فإف العرب ال تعرؼ االستيبلء إال‬
‫بعد عجز سابق(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ الشنقيطي‪ :‬لمخالق جل كعبل استكاء الئقا بكمالو كجبللو‪ ،‬كلممخمكؽ أيضا‬
‫استكاء مناسبا لحالو‪ ،‬كبيف استكاء الخالق كالمخمكؽ مف المنافاة ما بيف ذات الخالق‬
‫كالمخمكؽ؛ عمى نحك ليس كمثمو شيء كىك السميع البصير(ٕ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬كقد طالعت التفاسير المنقكلة عف الصحابة كما رككه مف‬
‫الحديث ككقفت مف ذلؾ عمى ما شاء هللا تعالى مف الكتب الكبار كالص ار أكثر مف‬
‫مائة تفسير فمـ أجد ‪-‬إلى ساعتي ىذه‪ -‬عف أحد مف الصحابة أنو تأكؿ شيئا مف‬
‫آيات أك أحاديث الصفات بخبلؼ مقتضاىا المعركؼ؛ بل عنيـ مف تقرير ذلؾ‬
‫كتثبيتو كبياف أف ذلؾ مف صفات هللا ما يخالف كبلـ المتأكليف ما ال يحصيو إال‬
‫هللا‪ ،‬ككذلؾ فيما يذكركنو آثريف كذاكريف عنيـ شيئا كثي ار(ٖ)‪.‬‬
‫فمعنى اآلية عمى ما حكى المفسركف أف االستكاء غير االستيبلء لكنو كما‬
‫ينب ي لجبلؿ هللا كعظيـ سمطانو بدكف تأكيل كال تعطيل كما ىك مذىب سمف األمة‬
‫ككافقيـ ابف تيمية‪ ،‬كىك ما تأكده القاعدة‪.‬‬
‫كمف ىنا نجد مف األمثمة مكافقة ابف تيمية لمقاعدة كأف فيـ السمف لنصكص‬
‫الكحي حجة عمى مف بعدىـ كىذا ىك الظاىر كهللا اعمـ‪.‬‬

‫(ٔ ) تفسير القرآف ألبك المظفر‪ ،‬منصكر بف دمحم بف عبد الجبار السمعاني التميمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬ياسر بف إبراىيـ‬
‫كغنيـ بف عباس بف غنيـ‪ ،‬دار الكطف‪ ،‬الرياض‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٛ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ -‬ـ)‪.)ٖٙٙ/ٕ( ،‬‬
‫(ٕ) أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (ٕ‪.)ٕٜ/‬‬
‫(ٖ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٖٜٗ/ٙ‬‬
‫‪188‬‬
‫المطمب الرابع‬

‫قاعدة‪ :‬تقديـ تفسير جميكر السمف(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫إذا انفرد مفسر في تفسير آية بقكؿ خالف فيو عامة المفسريف كلـ يكف لقكؿ‬
‫ىذا داللة كاضحة قكية فيك قكؿ شاذ‪ ،‬كقكؿ الجماعة أكلى بالصكاب‪ ،‬كتحديد‬
‫الشذكذ يختمف باختبلؼ الناظر فيو‪ ،‬فإف كاف مجتيدا فإنو يحدد مفيكـ الشذكذ عنده‬
‫بمخالفة دليل ثابت إما قطعي كالمتكاتر أك ظني كأخبار اآلحاد‪ ،‬تفسير جميكر‬
‫السمف مقدـ عمى كل تفسير شاذ(‪.)2‬‬

‫أما إذا لـ يكف مجتيدا فعميو بقكؿ الجميكر "ألف ما كاف معدكدا في األقكاؿ‬
‫غمطا كزلبل قميل جدا في الشريعة كغالب األمر أف أصحابيا منفردكف بيا قمما‬
‫يساعدىـ عمييا مجتيد آخر‪ ،‬فإذا انفرد صاحب قكؿ عف عامة األمة فميكف اعتقادؾ‬
‫أف الحق مع السكاد األعظـ مف المجتيديف ال مف المقمديف"(‪.)3‬‬
‫األمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫مثل قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮊ(ٗ)‪.‬‬
‫(٘)‪،‬‬
‫يقكؿ‬ ‫ﮋﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮊ‬
‫ليؤالء الذيف صادكا السمؾ‪ ،‬فمسخيـ هللا قردة بمعصيتيـ‪ ،‬عف قتادة‪" :‬قكلو‪ :‬ﮋﮉ‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮊ أحمت ليـ الحيتاف‬
‫كحرمت عمييـ يكـ السبت ببلء مف هللا ليعمـ مف يطيعو ممف يعصيو‪ ،‬فصار القكـ‬

‫(ٔ) انظر الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (‪.)ٕٛ/ٙ‬‬


‫(ٕ) المكافقات (٘‪.)ٔٗٓ/‬‬
‫(ٖ) المصدر نفسو (٘‪.)ٔٗٓ/‬‬
‫(ٗ) األعراؼ‪ :‬آية ‪.ٔٙٙ‬‬
‫(٘) البقرة‪ :‬آية٘‪.ٙ‬‬
‫‪189‬‬
‫ثبلثة أصناؼ‪ :‬فأما صنف فأمسؾ كنيى عف المعصية‪ ،‬كأما صنف فأمسؾ عف حرمة‬
‫هللا‪ ،‬كأما صنف فانتيؾ حرمة هللا كمرد عمى المعصية‪ ،‬فمما أبكا إال االعتداء إلى ما نيكا‬
‫عنو‪ ،‬قاؿ هللا ليـ‪ :‬ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮊ فصاركا قردة ليا أذناب‪ ،‬تعاكؼ بعد ما كانكا‬
‫رجاال كنساء"(ٔ)‪.‬‬
‫كقاؿ الطبرؼ‪ :‬عف ابف عباس‪ ،‬قكلو‪ :‬ﮋ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫ﮄﮊ فجعل هللا منيـ القردة كالخنازير(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬مسخت قمكبيـ‪،‬‬ ‫قاؿ ابف كثير‪ :‬عف مجاىد‪ :‬ﮋ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮊ‬
‫(ٖ)‬

‫كلـ يمسخكا قردة‪ ،‬كانما ىك مثل ضربو هللا كقكلو‪ :‬ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮊ(ٗ)(٘)‪.‬‬
‫إال طائفة منيـ لـ يعتدكا‬ ‫قال ابن تيمية في قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮊ‬
‫(‪)ٙ‬‬

‫كنيكىـ‪ ،‬فبيف أنيـ استحمكىا كعصكا هللا بذلؾ‪ ،‬كمعمكـ أنيـ لـ يستحمكىا تكذيبا‬
‫لمكسى ‪ ‬ككف ار بالتكراة‪ ،‬كانما ىك استحبلؿ تأكيل كاحتياؿ ظاىره ظاىر االتقاء‪،‬‬
‫كحقيقتو حقيقة االعتداء‪ ،‬كليذا مسخكا قردة‪ ،‬ألف صكرة القرد فييا شبو مف صكرة‬
‫اإلنساف‪ ،‬كفي بعض ما يذكر مف أكصافو شبو منو كىك مخالف لو في الحد كالحقيقة‪،‬‬
‫فمما مسخ أكلئؾ المعتدكف ديف هللا بحيث لـ يتمسككا إال بما يشبو الديف في بعض ظاىره‬
‫دكف حقيقتو مسخيـ هللا قردة يشبيكنيـ في بعض ظاىرىـ دكف الحقيقة جزاء كفاقا(‪.)ٚ‬‬
‫كمف ىنا نمحع أف ابف تيمية سار في رأيو الى ما ذىب اليو ابف عباس كقتاده‬
‫كغيرىـ‪ ،‬مف أنيـ مسخكا عمى الحقيقة كىذا مكافق لمقاعدة أف تفسير السمف مقدـ عمى كل‬
‫تفسير شاذ‪ ،‬كاف كجد مف خالف كقاؿ أنو لـ يكف مسخ حقيقي بل مسخت قمكبيـ‪ ،‬كىذا‬
‫مخالف لظاىر اآلية‪ ،‬كقكؿ كثير مف السمف‪ ،‬كىذا ىك الظاىر المسخ الحقيقي‪.‬‬

‫(ٔ) جامع البياف ط ىجر (ٕ‪)ٖٙ،ٙٔ/‬‬


‫(ٕ) المصدر السابق(ٓٔ‪.)ٕٜ٘/‬‬
‫(ٖ) البقرة‪ :‬آية٘‪.ٙ‬‬
‫(ٗ) الجمعة‪ :‬آية٘‪.‬‬
‫(٘) تفسير ابف كثير ت سبلمة (ٔ‪.)ٕٜٛ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬األعراؼ‪ :‬آية ‪.ٔٙٙ‬‬
‫(‪ )ٚ‬الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (‪.)ٕٛ/ٙ‬‬
‫‪191‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة بالقرائن وفيو ثالثة مطالب‪:‬‬

‫المطمب االول‬
‫قاعدة‪ :‬داللة كل قول بحسب سياقو وقرائنو المفظية‬
‫والحالية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫قاعدة‪ :‬أصح الطرق أن يفسر القرآن بالقرآن‪.‬‬
‫المطمب الثالث‬
‫قاعدة‪ :‬العصمة لألنبياء فيما يبمغونو عن هللا ثابتة فال‬
‫يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسممين‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫المطمب االول‬

‫قاعدة‪ :‬داللة كل قكؿ بحسب سياقو كقرائنو المفظية كالحالية(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫كالقرينة ىي‪ :‬ما يكضح المراد ال بالكضع بل تؤخذ مػف الحػق الكػبلـ الػداؿ عمػى‬
‫خصكص المقصكد أك سػابقة(ٕ)‪ ،‬فػإف تنػازع العممػاء فػي تفسػير آيػة ككػاف فػي السػياؽ‬
‫قرينػػة إم ػػا لفظ ػػة أك جمم ػػة‪ ،‬تؤي ػػد أح ػػد األق ػكاؿ المقكل ػػة فػ ػي اآلي ػػة ف ػػالقكؿ ال ػػذؼ تؤي ػػده‬
‫القرين ػػة أكل ػػى بتفس ػػير اآلي ػػة‪ ،‬ف ػػإف تنازع ػػت قرينت ػػاف ك ػػل قرين ػػة تؤي ػػد قػ ػكال رج ػػح أرج ػػح‬
‫القرينتيف‪ ،‬كقيل‪ :‬القكؿ الذؼ تؤيده قرائف في السياؽ مرجح عمى ما خالفو(ٖ)‪.‬‬
‫قػػاؿ ابػػف تيميػػة‪ :‬فػػإف الداللػػة فػػي كػػل مكضػػع بحسػػب سػػياقو‪ .‬كمػػا يحػػف بػػو مػػف‬
‫القرائف المفظية كالحالية(ٗ)‪.‬‬
‫وقاؿ العبلمة دمحم األميف الشنقيطي مقر اًر ىذه القاعدة فػي مقدمػة كتابػو‪ " :‬إف‬
‫مف أنكاع البياف التي تضمنيا أف يقكؿ بعض العمماء في اآلية قػكالً‪ ،‬كتكػكف فػي نفػس‬
‫اآلية قرينة دالة عمى عدـ صحة ذلؾ القكؿ"(٘)‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﮊ(‪.)ٙ‬‬
‫قػ ػػاؿ الصػ ػػنعاني‪ :‬عػ ػػف قتػ ػػادة‪ ،‬فػ ػػي قكلػ ػػو تعػ ػػالى‪ :‬ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯬ ﮊ قاؿ‪« :‬أشربكا حبو‪ ،‬حتى خمص ذلؾ إلى قمكبيـ»(‪.)ٚ‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٔٗ/ٙ‬‬


‫(ٕ) الكميات ألبػى البقػاء‪ ،‬معجػـ فػي المصػطمحات كالفػركؽ الم كيػة‪ ،‬أيػكب بػف مكسػى الحسػيني الكفػكؼ‪ ،‬تحقيػق‪:‬‬
‫عدناف دركيش ‪ -‬دمحم المصرؼ مؤسسة الرسالة ‪ -‬بيركت‪ٜٔٗٔ( -‬ىػ‪ٜٜٔٛ -‬ـ)‪( ،‬ص‪.)ٖٚٗ:‬‬
‫(ٖ) أضكاء البياف (ٔ‪.)ٕٜٗ/‬‬
‫(ٗ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٔٗ/ٙ‬‬
‫(٘) أضكاء البياف (ٔ‪.)ٕٜٗ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬البقرة‪ :‬آيةٖ‪.ٜ‬‬
‫(‪ )ٚ‬تفسير عبد الرزاؽ الصنعاني (ٔ‪.)ٕٛٓ/‬‬
‫‪192‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﮊ‬
‫اختمف أىل التأكيل في ذلؾ‪ ،‬فقاؿ بعضيـ‪ :‬كأشربكا في قمكبيـ حب العجل‪ ،‬كقاؿ‬
‫آخركف‪ :‬معنى ذلؾ أنيـ سقكا الماء الذؼ ذرؼ فيو سحالة العجل(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﮊ كأشربكا في‬
‫قمكبيـ العجل أؼ تداخميـ حبو كالحرص عمى عبادتو كما يتداخل الثكب الصبغ‪،‬‬
‫كقكلو في قمكبيـ بياف لمكاف اإلشراب(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬قكلو‪ :‬ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﮊ أؼ حب العجل(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ الشككاني‪ :‬ﮋ ﯨ ﮊ تشبيو بميغ أؼ‪ :‬جعمت قمكبيـ لتمكف حب العجل‬
‫منيا كأنيا تشربو‪ ،‬كمثمو قكؿ زىير(ٗ)‪:‬‬
‫فصحكت عنيا بعد حب داخل ‪ ...‬كالحب تشربو فؤادؾ داء‬
‫كانما عبر عف حب العجل بالشرب دكف األكل‪ ،‬ألف شرب الماء يت م ل في‬
‫األعضاء حتى يصل إلى باطنيا(٘)‪.‬‬
‫كرد في التفسير الكسيط لمجمع البحكث قكليـ‪ :‬ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫داخل قمكبيـ مخالط بحب عبادة العجل(‪.)ٚ‬‬ ‫(‪)ٙ‬‬
‫ﯬﮊ‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬قاؿ هللا تعالى‪ :‬ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﮊ‬
‫حرقو ثـ نسفو‪ ،‬فإنو كاف قد صار‬
‫حب العجل‪ ،‬ىذا قكؿ األكثريف‪ ،‬كمكسى ّ‬ ‫أؼ‪ّ :‬‬
‫فحما‪ ،‬كقيل‪ :‬بل أشربكا برادتو التي كانت في الماء‪ ،‬كاف مكسى برده لككنو كاف‬

‫(ٔ) جامع البياف ط ىجر (ٕ‪.)ٕٙٗ ،ٕٖٙ/‬‬


‫(ٕ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٔ‪.)ٔٙٙ/‬‬
‫(ٖ) تفسير القرطبي (‪.)ٔٗٗ/ٚ‬‬
‫(ٗ ) زىير بف أبي سممى ربيعة بف رياح المزني‪ ،‬حكيـ الشعراء في الجاىمية‪ ،‬كمف أئمة األدب مف يفضمو عمى‬
‫شعراء العرب كافة‪ .‬قاؿ ابف األعرابي‪ :‬كاف لزىير في الشعر ما لـ يكف ل يره كلو ديكاف‪ٖٔ( ،‬ؽ ىػ=‬
‫‪ ٜٙٓ‬ـ) الشعر كالشعراء (ٔ‪.)ٖٔٚ/‬‬
‫(٘) فتح القدير لمشككاني (ٔ‪.)ٖٔٗ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬البقرة‪ :‬آيةٖ‪.ٜ‬‬
‫(‪ )ٚ‬التفسير الكسيط ‪ -‬مجمع البحكث(ٔ‪.)ٕٔٗ/‬‬
‫‪193‬‬
‫ذىبا‪ ،‬كاألكؿ عميو الجميكر كىك أصح(ٔ)‪.‬‬
‫ذكر ابف تيمية في تفسير ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﮊ‬
‫أؼ حب العجل كىك ما تؤيده القرائف في سياؽ اآلية‪ ،‬ككافق كبلـ ابف تيمية‬
‫القاعدة‪ ،‬كاف خالف بعض المفسريف ذلؾ‪ ،‬كىذا ىك األصح كهللا أعمـ‪ .‬كمنو قكلو‬
‫تعالى‪ :‬ﮋ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯬ ﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽ‬
‫ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬عف مجاىد‪ :‬ﮋ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫ﯦ ﮊ « غير ناس لحرمو كال مريد غيره‪ ،‬فقد حل كليست لو رخصة‪ ،‬كمف قتمو‬
‫ناسيا أك أراد غيره فأخطأ بو‪ ،‬فذلؾ العمد المكفر»(ٖ)‪.‬‬
‫كقاؿ الطبرؼ‪ :‬كسئل سعيد بف جبير‪ ،‬عف الصيد يصيده الحبلؿ‪ ،‬أيأكل منو‬
‫المحرـ؟ فقاؿ‪ :‬سأذكر لؾ مف ذلؾ‪ ،‬إف هللا تعالى قاؿ‪ :‬ﮋ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬
‫ﯠ ﯡ ﮊ فنيى عف قتمو‪ ،‬ثـ قاؿ‪ :‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﮊ‪،‬‬
‫ثـ قاؿ تعالى ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠﮊ(ٗ)‪ ،‬قاؿ‪ :‬يأتي الرجل أىل البحر فيقكؿ‪ :‬أطعمكني‪ ،‬فإف قاؿ‪ :‬غريضا‪ ،‬ألقكا‬
‫شبكتيـ فصادكا لو‪ ،‬كاف قاؿ‪ :‬أطعمكني مف طعامكـ‪ ،‬أطعمكه مف سمكيـ المالح‪ ،‬ثـ‬
‫قاؿ‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﮊ‪ ،‬كىك عميؾ حراـ‪ ،‬صدتو أك صاده حبلؿ‪،‬‬
‫كقاؿ آخركف‪ :‬إنما عنى هللا تعالى بقكلو‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﮊ ما‬
‫استحدث المحرـ صيده في حاؿ إحرامو أك ذبحو‪ ،‬أك استحدث لو ذلؾ في تمؾ‬
‫الحاؿ‪ ،‬فأما ما ذبحو حبلؿ كلمحبلؿ فبل بأس بأكمو لممحرـ‪ ،‬ككذلؾ ما كاف في ممكو‬

‫(ٔ) اإلخنائية أك الرد عمى اإلخنائي البف تيمية (ص‪.)ٙٛ،ٙٚ:‬‬


‫(ٕ) المائدة‪ٜ٘ :‬آية‪.‬‬
‫(ٖ) جامع البياف (‪.)ٙٚٗ/ٛ‬‬
‫(ٗ) المائدة‪ :‬آية‪.ٜٙ‬‬
‫‪194‬‬
‫قبل حاؿ إحرامو ف ير محرـ عميو إمساكو(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف أبي حاتـ‪ :‬عف سعيد بف جبير في قكلو‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﮊ‬
‫قاؿ‪ :‬حرـ صيده ‪ ...‬كأكمو‪ ،‬كعف ابف عباس‪ ‬في قكلو‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ‬
‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ قاؿ إف قتمو متعمدا أك ناسيا أك خطأ حكـ عميو فإف كاف‬
‫متعمدا عجمت لو العقكبة إال أف يعفكا هللا عنو‪ ،‬كركؼ عف مجاىد كالنخعي‬
‫كالحسف كعطاء نحك بعض ىذا الكبلـ(ٕ)‪.‬‬

‫قاؿ القرطبي‪ :‬قكؿ هللا تعالى‪ :‬ﮋ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ‬


‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﮊ فالنيي دائـ مستمر عميو ما داـ محرما فمتى‬
‫قتمو فالجزاء ألجل ذلؾ الزـ لو‪ .‬كركؼ عف ابف عباس‪ ‬قاؿ‪ :‬ال يحكـ عميو مرتيف‬
‫في اإلسبلـ‪ ،‬كال يحكـ عميو إال مرة كاحدة‪ ،‬فإف عاد ثانية فبل يحكـ عميو‪ ،‬كيقاؿ لو‪:‬‬
‫ينتقـ هللا منؾ‪ ،‬لقكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﮊ‪ ،‬كبو قاؿ الحسف كمجاىد(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ الشنقيطي‪ :‬ذىب جميكر العمماء إلى أف معنى ىذه اآلية الكريمة‪ :‬كمف‬
‫قتمو منكـ متعمدا لقتمو ذاك ار حرامو‪ ،‬كخالف مجاىد الجميكر قائبل‪ :‬إف معنى اآلية‪:‬‬
‫ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ في حاؿ ككنو ناسيا إلحرامو‪ ،‬كاستدؿ لذلؾ بقكلو تعالى‪:‬‬
‫ﮋﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﮊ‪ ،‬كفي اآلية قرينة كاضحة دالة عمى عدـ صحة قكؿ‬
‫مجاىد كىي قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯽ ﯾ ﯿ ﮊ فإنو يدؿ عمى أنو متعمدا أم ار ال‬
‫يجكز‪ ،‬أما الناسي فيك غير آثـ إجماعا‪ ،‬فبل يناسب أف يقاؿ فيو‪ :‬ﮋ ﯽ ﯾ‬
‫ﯿﮊ‪ ،‬كما ترػ(ٗ)‪.‬‬
‫فاؿ الشككاني‪ :‬قكلو‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﮊ نياىـ عف قتل الصيد في حاؿ‬

‫(ٔ) جامع البياف ط ىجر(‪.)ٚٗٔ/ٛ‬‬


‫(ٕ) تفسير ابف أبي حاتـ (ٗ‪.)ٕٔٓ٘/ٗ،ٕٔٓٗ/‬‬
‫(ٖ) تفسير القرطبي (‪.)ٖٓٛ/ٙ‬‬
‫(ٗ) أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (ٔ‪.)ٕٜٗ/‬‬
‫‪195‬‬
‫اإلحراـ‪ ،‬كفي معناه‪ :‬غير محمي الصيد كأنتـ حرـ كىذا النيي شامل لكل أحد مف‬
‫ذككر المسمميف كاناثيـ(ٔ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬فحرـ عمى المحرـ صيد البر دكف طعامو‪ ،‬كصيده ما صيد منو‬
‫حيا كطعامو ما كاف قد مات فظير أنو لـ يحرـ أكل لحمو ال سيما‪ ،‬كقد قاؿ‪:‬‬
‫ﮋﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ‪ ،‬كانما أراد بالصيد نفس‬
‫الحيكاف الحي‪ ،‬فعمـ أنو ىك المحرـ كلك قصد تحريمو مطمقا لقاؿ‪ :‬لحـ الصيد‪ ،‬كما‬
‫قاؿ‪ :‬لحـ الخنزير‪ ،‬فمما بينت سنة النبي ‪ ‬معنى كتاب هللا‪ ،‬كدلت عمى أف الصيد‬
‫إذا صاده الحبلؿ لمحراـ كذبحو ألجمو‪ ،‬كاف حراما عمى المحرـ‪ ،‬كلك أنو اصطاده‬
‫اصطيادا مطمقا‪ ،‬كذبحو لكاف حبلال لو‪ ،‬كلممحرـ مع أف االصطياد كالزكاة عمل‬
‫حسي أثرت النية فيو بالتحميل كالتحريـ(ٕ)‪.‬‬
‫نجد أف ابف تيمية كافق القاعدة في اآلية فيي تحرـ عمى المحرـ قتل الصيد‬
‫فحرـ هللا الصيد كقتمو‪ ،‬دكف اكمو بدكف اف يككف صيد عمدا لممحرـ‪ ،‬كىذا ما يدؿ‬
‫عميو السياؽ كتدؿ عميو القرائف كىك األرجح كهللا أعمـ‪.‬‬
‫كمف المثال يف نجد اف ابف تيمية رجح ما ترجحو القاعدة كذىب اليو كثير مف‬
‫العمماء كالمفسريف‪ ،‬كىك األظير‪ ،‬كهللا أعمـ‪.‬‬

‫(ٔ) فتح القدير لمشككاني (ٕ‪.)ٛٛ/‬‬


‫(ٕ) الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (‪.)٘ٛ/ٙ‬‬
‫‪196‬‬
‫المطمب الثاني‬

‫قاعدة‪ :‬أصح الطرؽ أف يفسر القرآف بالقرآف(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫فالقكؿ الذؼ تؤيده آيات قرآنية مقدـ عمى ما عدا ذلؾ‪ ,‬فإذا تنازع العمماء في‬
‫تفسير آية مف كتاب هللا تعالى‪ ،‬ككاف أحد األقكاؿ تؤيده آية‪ ،‬أك آيات أخرػ‪ ،‬أك‬
‫قراءة متكاترة في نفس اآلية – ألنيا بمثابة اآلية – فيك أكلى بحمل اآلية عميو؛ ألف‬
‫تأيد كل قكؿ بآية أك آيات خرج‬
‫تأييد القرآف لو يدؿ عمى صحتو كاستقامتو‪ ،‬فإف ّ‬
‫الترجيح بينيما عف ىذه القاعدة كيطمب مف قكاعد أخرػ‪ ،‬كيدخل تحت ىذه القاعدة‬
‫ما إذا كانت اآليات ترد أحد األقكاؿ كتقضي ببطبلف مقتضاه كذلؾ ألنو إذا رد أحد‬
‫األقكاؿ أك ضعف ترجح القكؿ اآلخر‪ ،‬أك انحصر الراجح في بقية األقكاؿ(‪.)2‬‬
‫كىذه القاعدة تدخل تحت أكؿ نكع مف أنكاع التفسير كىك تفسير القرآف بالقرآف‬
‫كقد أجمع العمماء عمى أنو أشرؼ أنكاع التفسير إذ ال أحد أعمـ بمعنى كبلـ هللا منو‬
‫سبحانو(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ العز بف عبد السبلـ في معرض بيانو ضركب التفسير كالترجيح بينيما‪" :‬‬
‫كقد يتردد بيف محامل كثيرة يتساكػ بعضيا مع بعض‪ ،‬كيترجح بعضيا عمى بعض‪،‬‬
‫كأكلى األقكاؿ ما دؿ عميو الكتاب في مكضع آخر‪ ،‬أك السنة‪ ،‬أك إجماع األمة (ٗ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية في مقدمتو‪ :‬إف أصح الطرؽ في ذلؾ أف يفسر القرآف بالقرآف‬
‫فما أجمل في مكاف فانو قد فسر في مكضع آخر كما اختصر في مكاف فقد بسط‬
‫في مكضع آخر"(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) مقدمة في أصكؿ التفسير البف تيمية (ص‪.)ٖٜ:‬‬


‫(ٕ) المصدر نفسو ( ص‪.)ٖٜ:‬‬
‫(ٖ) أضكاء البياف (ٔ‪.)ٙٚ/‬‬
‫(ٗ) اإلشارة إلى اإليجاز (ص‪.)ٕٕٓ:‬‬
‫(٘) مقدمة في أصكؿ التفسير (ص‪.)ٖٜ :‬‬
‫‪197‬‬
‫األمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﮊ(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ اختمف في معناه عمى أقكاؿ‪ ،‬فقيل‪:‬‬
‫كاف ىذا منو في ميمة النظر كحاؿ الطفكلية كقبل قياـ الحجة‪ ،‬كفي تمؾ الحاؿ ال‬
‫يككف كفر كال إيماف‪ ،‬فاستدؿ قائمك ىذه المقالة بما ركؼ عف ابف عباس‪ ‬قاؿ‪:‬‬
‫ﮋﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ فعبده حتى غاب عنو‪ ،‬ككذلؾ الشمس‬
‫كالقمر‪ ،‬فمما تـ نظره قاؿ‪ :‬ﮋ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮊ(ٕ)‪ ،‬كاستدؿ باألفكؿ‪ ،‬ألنو أظير‬
‫اآليات عمى الحدكث‪ ،‬كقاؿ قكـ‪ :‬ىذا ال يصح‪ ،‬كقالكا‪ :‬غير جائز أف يككف هلل تعالى‬
‫رسكؿ يأتي عميو كقت مف األكقات إال كىك هلل تعالى مكحد كبو عارؼ‪ ،‬كمف كل‬
‫معبكد سكاه برغ‪ ،‬قالكا‪ :‬ككيف يصح أف يتكىـ ىذا عمى مف عصمو هللا كآتاه رشده‬
‫مف قبل‪ ،‬كأراه ممككتو ليككف مف المكقنيف‪ ،‬بل عرؼ الرب أكؿ النظر‪ ،‬قاؿ الزجاج‪:‬‬
‫ىذا الجكاب عندؼ خطأ كغمط ممف قاؿ‪ ،‬كقد أخبر هللا تعالى عف إبراىيـ‪ ‬أنو‬
‫قاؿ‪ :‬ﮋ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﮊ(ٖ)‪ ،‬كقاؿ جل كعز‪ :‬ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫ﭹﮊ(ٗ)‪ ،‬أؼ لـ يشرؾ بو قط‪ ،‬قاؿ‪ :‬كالجكاب عندؼ أنو قاؿ ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ عمى‬
‫قكلكـ‪ ،‬ألنيـ كانكا يعبدكف األصناـ كالشمس كالقمر‪ ،‬كنظير ىذا قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭸ‬
‫ﭹ ﮊ(٘)‪ ،‬كىك جل كعبل كاحد ال شريؾ لو‪ ،‬كالمعنى‪ :‬ابف شركائي عمى قكلكـ‪،‬‬
‫قيل‪ :‬إنما قاؿ ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ لتقرير الحجة عمى قكمو فأظير مكافقتيـ‪ ،‬فمما أفل‬
‫النجـ قرر الحجة كقاؿ‪ :‬ما ت ير ال يجكز أف يككف ربا‪ ،‬ككانكا يعظمكف النجكـ‬
‫كيعبدكنيا كيحكمكف بيا‪ ،‬كقاؿ النحاس‪ :‬كمف أحسف ما قيل في ىذا ركؼ عف ابف‬

‫(ٔ) األنعاـ‪ :‬آية‪.ٚٙ‬‬


‫(ٕ) األنعاـ‪ :‬آية‪.ٚٛ‬‬
‫(ٖ) إبراىيـ‪ :‬آية ٖ٘‪.‬‬
‫(ٗ) الصافات‪ :‬آيةٗ‪.ٛ‬‬
‫(٘) القصص‪ :‬آيةٕ‪. ٙ‬‬
‫‪198‬‬
‫عباس ‪ ‬أنو قاؿ في قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯮ ﯯ ﯰ ﮊ(‪ ،)1‬قاؿ‪ :‬كذلؾ قمب المؤمف يعرؼ‬
‫هللا عز كجل كيستدؿ عميو بقمبو‪ ،‬فإذا عرفو ازداد نك ار عمى نكر‪ ،‬ككذا إبراىيـ ‪‬‬
‫عرؼ هللا عز كجل بقمبو كاستدؿ عميو بدالئمو‪ ،‬فعمـ أف لو ربا كخالقا‪ ،‬فمما عرفو هللا‬
‫عز كجل بنفسو ازداد معرفة فقاؿ‪ :‬ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﮊ(ٕ)‪ ،‬كقيل‪ :‬ىك‬
‫عمى معنى االستفياـ كالتكبيخ‪ ،‬منك ار لفعميـ‪ ،‬كالمعنى‪ :‬أىذا ربي‪ ،‬أك مثل ىذا يككف‬
‫ربا؟(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬عف قتادة‪ :‬ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﭻ ﭼﮊ(ٗ)عمـ أف ربو دائـ ال يزكؿ‪ ،‬فق أر حتى بمغ‪ :‬ﮋ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫(٘)‬
‫رأػ خمقا ىك أكبر مف الخمقيف األكليف كأنكر ككاف سبب قيل إبراىيـ‬ ‫ﮚﮊ‬
‫ذلؾ(‪.)ٙ‬‬
‫قاؿ الشككاني‪ :‬قيل‪ :‬ككاف ىذا منو عند قصكر النظر ألنو في زمف الطفكلية‬
‫كقيل‪ :‬أراد قياـ الحجة عمى قكمو كالحاكي لما ىك عندىـ كما يعتقدكنو ألجل‬
‫إلزاميـ‪ ،‬كبالثاني قاؿ الزجاج كقيل‪ :‬ىك عمى حذؼ حرؼ االستفياـ‪ :‬أؼ أىذا ربي؟‬
‫كمعناه إنكار أف يككف مثل ىذا ربا‪ ،‬كمثمو قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯵ ﯶ ﯷ‬
‫ﯸﮊ(‪ ،)7‬أؼ أفيـ الخالدكف‪ ،‬كمثمو قكؿ اليذلي(‪:)ٛ‬‬
‫رفكني كقالكا يا خكيمد ال ترع ‪ ...‬فقمت كأنكرت الكجكه ىـ ىـ‬

‫(ٔ) النكر‪ :‬آية ٖ٘‪.‬‬


‫(ٕ) األنعاـ‪ :‬آيةٓ‪.ٛ‬‬
‫(ٖ) تفسير القرطبي (‪.)ٕ٘,ٕٙ/ٚ‬‬
‫(ٗ) األنعاـ‪ :‬آية‪.ٚٙ‬‬
‫(٘) األنعاـ‪ :‬آية‪.ٚٛ‬‬
‫(‪ )ٙ‬جامع البياف (‪.)ٖ٘ٙ/ٜ‬‬
‫(‪ )ٚ‬األنبياء‪ :‬آيةٖٗ‪.‬‬
‫(‪ )ٛ‬أبك خراش اليذلي الشاعر‪ :‬خكيمد بف مرة‪ ،،‬مخضرـ أدرؾ اإلسبلـ كبي ار فأسمـ‪ ،‬ككاف ممف يعدك عمى قدميو فيسبق‬
‫الخيل‪( ،‬نحك٘ٔىػ= نحك‪ٖٙٙ‬ـ)‪ .‬شرح الشكاىد الشعرية في أميات الكتب النحكية (ٖ‪ ،)ٚ/‬االستيعاب في معرفة‬
‫األصحاب ليكسف بف عبد هللا بف دمحم بف عبد البر النمرؼ (ت‪ٖٗٙ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي دمحم البجاكؼ‪ ،‬دار الجيل‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬طٔ‪ٕٔٗٔ( ،‬ىػ)‪ ،)ٖٔٙٙ/ٗ( ،‬أسد ال ابة (‪ ،)ٖٛ/ٙ‬سير أعبلـ النببلء(ٕ‪.)ٗٗٚ/‬‬

‫‪199‬‬
‫أؼ أىـ ىـ‪ ،‬كقكؿ اآلخر(ٔ)‪:‬‬
‫لعمرؾ ما أدرؼ كاف كنت داريا ‪ ...‬بسبع رميف الجمر أـ بثماف‬

‫أؼ أبسبع‪ ،‬كقيل المعنى‪ :‬كأنتـ تقكلكف ىذا ربي فأضمر القكؿ كقيل‪ :‬المعنى‬
‫عمى حذؼ مضاؼ‪ :‬أؼ ىذا دليل ربي فمما أفل أؼ غرب قاؿ إبراىيـ ‪ ‬ال‬
‫أحب اآلفميف أؼ اآللية التي ت رب‪ ،‬فإف ال ركب ت ير مف حاؿ إلى حاؿ‪ ،‬كىك‬
‫دليل الحدكث(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ سيد قطب(ٖ)‪ :‬إنيا صكرة لنفس إبراىيـ ‪ ،‬كقد ساكرىا الشؾ ‪-‬بل اإلنكار‬
‫الجازـ‪ -‬لما يعبد أبكه كقكمو مف األصناـ(ٗ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬فإف إبراىيـ ‪ ‬سمؾ ىذه السبيل ألف قكمو كانكا يتخذكف‬
‫الككاكب أربابا‪ ،‬يدعكنيا كيسألكنيا‪ ،‬كلـ يككنكا ىـ كال أحد مف العقبلء يعتقد أف‬
‫كككبا مف الككاكب خمق السماكات كاألرض‪ ،‬كانما كانكا يدعكنيا مف دكف هللا عمى‬
‫مذىب‪ ،‬ىؤالء المشركيف‪ ،‬كليذا قاؿ الخميل ‪ :‬ﮋ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯛ‬
‫(٘)‬
‫كقاؿ الخميل‪ :‬ﮋﮆ ﮇ ﮈ‬ ‫ﯜﯝﯟﯠﯡﯢﯣﯤﮊ‬

‫(ٔ) الشاعر‪ :‬عمرك بف أبي ربيعة‪ ،‬الكامل في الم ة كاألدب لدمحم بف يزيد المبرد‪( ،‬المتكفى‪ٕٛ٘:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫دمحم أبك الفضل إبراىيـ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ -‬القاىرة‪ ،‬طٖ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬ـ)‪.)ٔٛٔ/ٕ(،‬‬
‫(ٕ) فتح القدير لمشككاني (ٕ‪.)ٕٔ٘/‬‬
‫(ٖ) سيد قطب بف إبراىيـ‪ :‬مفكر إسبلمي مصرؼ‪ ،‬تخرج بكمية دار العمكـ (بالقاىرة)‪ٜٖٔٗ( ،‬ـ) كعمل في‬
‫لمكزرة‪ ،‬كأكفد في بعثة لدراسة (برامج‬
‫جريدة األىراـ‪ ،‬تكظف في ديكاف ك ازرة المعارؼ‪ ،‬ثـ (مراقبا فنيا) ا‬
‫التعميـ) في أميركا (‪ٜٔٗٛ‬ـ)‪ ،‬كلما عاد انتقد البرامج المصرية ككاف يراىا مف كضع اإلنجميز‪ ،‬كطالب‬
‫ببرامج تتمشى كالفكرة اإلسبلمية‪ .‬كبنى عمى ىذا استقالتو (ٖ٘‪ٜٔ‬ـ)‪ ،‬انضـ إلى اإلخكاف المسمميف‪ ،‬فترأس‬
‫قسـ نشر الدعكة كتكلى تحرير جريدتيـ (ٖ٘‪ٜٔ‬ـ) كسجف معيـ‪ ،‬فعكف عمى تأليف الكتب كنشرىا كىك‬
‫في سجنو‪ ،‬إلى اف صدر األمر بإعدامو‪ ،‬فأعدـ‪ ،‬مف كتبو (المستقبل ليذا الديف) ك (في ظبلؿ القرآف) ك‬
‫(معالـ في الطريق)‪ٖٔٛٚ-ٖٕٔٗ( ،‬ىػ= ‪ٜٔٓٙ‬ـ‪ٜٔٙٚ-‬ـ)‪ ،‬األعبلـ لمزركمي (ٖ‪.)ٔٗٚ/‬‬
‫(ٗ) في ظبلؿ القرآف لسيد قطب إبراىيـ حسيف الشاربي‪ ،‬دار الشركؽ‪-‬بيركت‪ -‬القاىرة‪ ،‬ط‪ٕٔٗٔ( ،ٔٚ‬ىػ)‪،‬‬
‫(ٕ‪.)ٖٜٔٔ/‬‬
‫(٘) الشعراء‪.ٚٚ-ٚ٘:‬‬
‫‪211‬‬
‫ﮉ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮊ(ٔ)‪ ،‬كالخميل‪ ،‬أنكر شركيـ بالككاكب العمكية‪،‬‬
‫كشركيـ باألكثاف‪ ،‬التي ىي تماثيل كطبلسـ لتمؾ أك ىي أمثاؿ لمف مات مف‬
‫األنبياء كالصالحيف كغيرىـ‪ ،‬ككسر األصناـ‪ ،‬كما قاؿ تعالى عنو‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ‬
‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﮊ(ٕ)(ٖ)‪.‬‬
‫ابف تيمية ىنا ذكر ما كافق القاعدة مف أف القكؿ الذؼ تؤيده آيات قرآنية مقدـ‬
‫عمى ما عدا ذلؾ كىك ما رجحو في حاؿ تدرج ابراىيـ‪ ‬مع قكمو الى أف اكصميـ‬
‫الى المعبكد الحق‪ ،‬كما داربينو كبينيـ ىك عمى سبيل المناظرة ال عمى سبيل الدليل‬
‫كعدـ المعرفة‪ ،‬كىذا ما تؤيده اآليات القرآنية‪.‬‬
‫كمنو قكلو تعالى‪:‬‬
‫اؿﮋ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮊ(٘)‪.‬‬ ‫(ٗ)‬
‫ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ ‪َ ،‬كَق َ‬
‫قاؿ الشككاني‪ :‬قكلو‪ :‬ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ كظاىر ىذا أف‬
‫ذبائح أىل الكتاب حبلؿ‪ ،‬كما أىل ل ير هللا بو كقاؿ مالؾ(‪ :)ٙ‬إنو يكره كال يحرـ‪،‬‬
‫كركؼ قكؿ جميكر األمة إف ذبيحة كل نصراني حبلؿ‪ ،‬ككذلؾ الييكد‪ ،‬كال خبلؼ‬

‫(ٔ) الزخرؼ‪ :‬آية‪.ٕٚ‬‬


‫(ٕ) األنبياء‪ :‬آية‪.٘ٛ‬‬
‫(ٖ) اقتضاء الصراط المستقيـ لمخالفة أصحاب الجحيـ البف تيمية (ٕ‪.)ٖٓٗ،ٖٖٓ/‬‬
‫(ٗ) األنعاـ‪ :‬آيةٕٔٔ‪.‬‬
‫(٘) البقرة‪ :‬آيةٖ‪.ٔٚ‬‬
‫(‪ ) ٙ‬مالؾ بف أنس بف مالؾ األصبحي بف أبي عامر بف عمرك بف الحارث بف غيماف بف خثيل‪ ،‬المدني‪ ،‬إماـ‬
‫نافعا مكلى ابف عمر‪ ،‬كالزىرؼ‪،‬‬
‫دار اليجرة‪ ،‬كأحد أئمة المذاىب المتبكعة‪ ،‬كىك مف تابعي التابعيف‪ ،‬سمع ً‬
‫كعبد هللا بف دينار‪ ،‬كخبلئق آخريف مف التابعيف‪ ،‬ركػ عنو يحيى األنصارؼ‪ ،‬كالزىرؼ‪ ،‬كىما مف شيكخو‪،‬‬
‫كابف جريج‪ ،‬كاألكزاعي‪ ،‬كالثكرؼ‪ ،‬كابف عيينة‪ ،‬كشعبة‪ ،‬كالميث بف سعد‪ ،‬كابف المبارؾ‪ٜٔٚ-ٜٖ( ،‬ق‬
‫ػ=ٕٔ‪ٜٚ٘-ٚ‬ـ)‪ .‬طبقات الفقياء ألبك اسحاؽ إبراىيـ بف عمي الشيرازؼ‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬دار‬
‫الرائد العربي‪ ،‬بيركت – لبناف‪ ،‬طٔ‪ٜٔٚٓ( ،‬ـ)‪( ،‬ص‪ ،)ٙٚ:‬تيذيب األسماء كالم ات ألبك زكريا محيي‬
‫الديف يحيى النككؼ‪ ،‬عنيت بنشره كتصحيحو كالتعميق عميو كمقابمة أصكلو‪ :‬شركة العمماء بمساعدة إدارة‬
‫الطباعة المنيرية‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت – لبناف‪ ،)ٚ٘/ٕ( ،‬سير أعبلـ النببلء (‪.)ٔ٘ٓ/ٚ‬‬
‫‪211‬‬
‫بيف العمماء أف ما ال يحتاج إلى ذكاة كالطعاـ يجكز أكمو(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬كالصكاب مف القكؿ في ذلؾ أف يقاؿ‪ :‬إف هللا عنى بذلؾ‪ :‬ما ذبح‬
‫لؤلصناـ كاآللية‪ ،‬كما مات أك ذبحو مف ال تحل ذبيحتو‪ ،‬كأما مف قاؿ‪ :‬عنى بذلؾ‬
‫ما ذبحو المسمـ فنسي ذكر اسـ هللا‪ ،‬فقكؿ بعيد مف الصكاب لشذكذه كخركجو عما‬
‫عميو الحجة مجمعة مف تحميمو(ٕ)‪.‬‬

‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬كانو لفسق الضمير راجع إلى مصدر الفعل الذؼ دخل عميو‬
‫حرؼ النيى‪ ،‬يعنى كاف األكل منو لفسق‪ ،‬أك إلى المكصكؿ عمى‪ :‬كاف أكمو لفسق‪،‬‬
‫أك جعل ما لـ يذكر اسـ هللا عميو في نفسو فسقا‪ ،‬فإف قمت‪ :‬قد ذىب جماعة مف‬
‫المجتيديف إلى جكاز أكل ما لـ يذكر اسـ هللا(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف عطية‪ :‬يؤكل ما ذبح كلـ يسـ عميو نسيانا‪ ،‬كال يؤكل ما لـ يسـ عميو‬
‫عمدا‪ ،‬كىذا قكؿ الجميكر(ٗ)‪.‬‬

‫َقاؿ ابف تيمية‪ :‬قاؿ هللا عز كجل ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ َكَق َ‬


‫اؿ‬
‫ﮋ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮊ‪ ،‬فكل ما ذبح ل ير هللا فبل يؤكل لحمو‪ ،‬كركػ ابف حنبل‬
‫عف عطاء في ذبيحة النصراني يقكؿ اسـ المسيح قاؿ كل‪ ،‬قاؿ ابف حنبل سمعت‬
‫أبا عبد هللا يسأؿ عف ذلؾ قاؿ ال تأكل قاؿ هللا ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇ ﮊ فبل أرػ ىذا ذكاتو ﮋ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮊ‪ ،‬فاحتجاج أبي عبد هللا باآلية‬
‫دليل عمى أف الكراىة عنده كراىة تحريـ كىذا قكؿ عامة قدماء األصحاب‪ ،‬قاؿ‬
‫الخبلؿ في باب التكقي ألكل ما ذبحت النصارػ كأىل الكتاب ألعيادىـ كذبائح‬
‫أىل الكتاب لكنائسيـ كل مف ركؼ عف أبي عبد هللا ركػ الكراىة فيو كىي متفرقة‬
‫في ىذه األبكاب‪ ،‬كما قاؿ ابف حنبل في ىاتيف المسألتيف ُذكر عف أبي عبد هللا‬

‫(ٔ) فتح القدير لمشككاني (ٕ‪.)ٔٛ/‬‬


‫(ٕ) جامع البياف ط ىجر (‪.)ٕٜ٘/ٜ‬‬
‫(ٖ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٕ‪.)ٙٔ/‬‬
‫(ٗ) المحرر الكجيز في تفسير الكتاب العزيز (ٕ‪.)ٖٗٓ/‬‬
‫‪212‬‬
‫ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ ﮋ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮊ فإنما الجكاب مف‬
‫أبي عبد هللا فيما أىل ل ير هللا بو كأما التسمية كتركيا فقد ركػ عنو جميع‬
‫أصحابو أنو ال بأس بأكل ما لـ يسمكا عميو إال في كقت ما يذبحكف ألعيادىـ‬
‫ككنائسيـ فإنو في معنى قكلو تعالى‪ :‬ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮊ كعند أبي عبد هللا‬
‫أف تفسير ﮋ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮊ إنما عنى بو الميتة(ٔ)‪.‬‬
‫فذبائح أىل الكتاب تكره ال تحرـ كال بأس بأكل مالـ يذكركا إسـ هللا عميو‪،‬‬
‫كىذا ما تؤيده اآلية كحكاه كثير مف العمماء ككافق فيو ابف تيمية القاعدة‪ ،‬كىك‬
‫الظاىر كهللا أعمـ‪ ،‬كمف خبلؿ المثاليف نجد مكافقة ابف تيمية ايضا لمقاعدة‪.‬‬

‫(ٔ) دقائق التفسير البف تيمية (ٕ‪.)ٖٔٓ/‬‬


‫‪213‬‬
‫المطمب الثالث‬

‫قاعدة‪ :‬العصمة لؤلنبياء فيما يبم كنو عف هللا ثابتة فبل يستقر في ذلؾ‬
‫خطأ باتفاؽ المسمميف(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫القكؿ الذؼ يعظـ مقاـ النبكة كال ينسب إلييا ما ال يميق بيا أكلى بتفسير اآلية‪،‬‬
‫ككل قكؿ يقدح في مقاـ النبكة مردكد(‪.)2‬‬
‫يرد في تفسير بعض اآليات التي تتحدث عف قصص األنبياء أك أعماليـ أك‬
‫خطاب هللا تعالى ليـ خبلؼ بيف المفسريف كىذا الخبلؼ ال تخرج أقكالو عف أربع‬
‫صكر‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬أف يرد قكؿ يفيـ منو كصف نبي بأنو ترؾ أك فعل أم اًر خبلؼ األكلى بو‪،‬‬
‫(ٖ)‬
‫بأنو‬ ‫كالذؼ كرد في تفسير قكلو تعالى‪ :‬ﭽ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﭼ‬
‫عقر الخيل كضرب أعناقيا(ٗ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬أف ُيذكر قكؿ يفيـ منو كصف النبي بما ال يميق بمقاـ النبكة‪ ،‬كقد يصح‬
‫تكجيو ىذا القكؿ إلى معنى آخر ليس فيو ذلؾ‪ ،‬كلكف ىذا التكجيو ليس الظاىر‬
‫كالمتبادر إلى الذىف مف القكؿ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬أف ُيذكر قكؿ عمى أنو كجو في تفسير اآلية لكنو متضمف لمطعف في‬
‫عصمة النبكة‪ ،‬كأف يصف بعض األنبياء بأكصاؼ يتنزه عف مثميا كل مؤمف فضبل‬
‫عف نبي أك يطعف في رسالتو أك تبمي و ليا أك يمفق لو قصصا كحكادث تطعف في‬
‫نبكتو كنسبتيـ إلى الخنا كالفحش أك الخديعة كالمكر‪.‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (ٓٔ‪.)ٕٜٛ/‬‬


‫(ٕ) انظر المصدر نفسو (ٓٔ‪.)ٕٜٛ/‬‬
‫(ٖ) سكرة ص اآليةٖٖ‪.‬‬
‫(ٗ) جامع البياف ط ىجر (ٕٓ‪.)ٛٙ/‬‬
‫‪214‬‬
‫ٗ‪ -‬ليس فييا مما ذكر شيء كىي متفقة مع عصمة النبكة كعظـ مكانة‬
‫الرسالة‪ ،‬فاألقكاؿ المبنية عمى ىذه الصكرة ىي المعتمدة كالراجحة عمى األقكاؿ التي‬
‫تندرج تحت الصكر الثبلث السابقة(ٔ)‪.‬‬

‫قال ابن تيمية‪ :‬األنبياء صمكات هللا عمييـ معصكمكف فيما يخبركف بو عف هللا‬
‫سبحانو كفي تبميغ رساالتو باتفاؽ األمة كليذا كجب اإليماف بكل ما أكتكه‪ ،‬كالعصمة‬
‫فيما يبم كنو عف هللا ثابتة فبل يستقر في ذلؾ خطأ باتفاؽ المسمميف‪ ،‬كقاؿ‪ :‬كالقكؿ‬
‫الذؼ عميو جميكر الناس كىك المكافق لآلثار المنقكلة عف السمف إثبات العصمة‬
‫مف اإلقرار عمى الذنكب مطمقا(ٕ)‪.‬‬

‫قاؿ ابف حزـ(ٖ)‪" :‬قاؿ أبك دمحم كمف البرىاف عمى أنو لـ يكف البتة أف يعصي‬
‫نبي قكلو‪( ‬ما كاف لنبي أف تككف لو خائنة األعيف)(ٗ)‪ .‬لما قاؿ لو األنصارؼ‪ :‬ىبل‬
‫أكمأت إلي في قصة عبد هللا بف سعد بف أبي سرح؛ فنفى عميو السبلـ عف جميع‬
‫األنبياء عمييـ السبلـ أف تككف ليـ خائنة األعيف كىك أخف ما يككف مف الذنكب‬
‫كمف خبلؼ الباطف لمظاىر فدخل في ىذا جميع المعاصي ص يرىا أك كبيرىا سرىا‬
‫كجيرىا"(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) بحكث في أصكؿ التفسير كمناىجو‪ -‬د‪ .‬فيد بف عبد الرحمف بف سميماف الركمػي‪ -‬مكتبػة التكبػة‪ -‬الريػاض‬
‫‪ -‬السعكدية –(‪ٔٗٔٙ‬ىػ)‪ ،‬طٖ‪ ،‬لمصباغ (ص‪.)ٔ٘ٔ:‬‬
‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (ٓٔ‪.)ٕٜٖ-ٕٜٛ/‬‬
‫(ٖ) ىك ‪ :‬اإلماـ أبك دمحم عمي بف أحمػد بػف سػعيد بػف حػزـ الظػاىرؼ‪ ،‬األندلسػي القرطبػي‪ ،‬اشػتير بالػذكاء كحػدة‬
‫الذىف‪ ،‬كسعة العمـ بالكتاب كالسنة‪ ،‬ككاف شافعي المذىب ثـ انتقل إلى مذىب أىل الظاىر‪ ،‬كانت لو كاليػة‬
‫فزىد بيا كانصػرؼ إلػى العمػـ كالتػأليف‪ ،‬كمػات مشػرداً عػف بمػده مػف قبػل الدكلػة سػنة ‪ ٗ٘ٙ‬ق ‪ .‬انظػر‪ :‬مػرآة‬
‫الجنػػاف كعبػػرة اليقظ ػػاف‪ ،‬تػػأليف‪ :‬أب ػػي دمحم عب ػػد هللا ب ػػف أسػػعد بػػف عم ػػي بػػف س ػػميماف اليػػافعي ‪ ،‬دار الكت ػػاب‬
‫اإلسػػبلمي ‪ -‬القػػاىرة –( ٖٔٗٔىػ ػ‪ٜٜٖٔ -‬ـ )‪ ،)ٖٕٗ/ ٔ( ،‬سػػير أعػػبلـ النػػببلء ط الرسػػالة (‪،)ٔٛٗ/ٔٛ‬‬
‫لساف الميزاف (ٗ‪.)ٜٔٛ/‬‬
‫(ٗ) أخرج ػػو أب ػػك داككد ف ػػي الس ػػنف‪ ،‬ف ػػي ب ػػاب قت ػػل األس ػػير كال يع ػػرض عمي ػػو االس ػػبلـ ‪ ،‬ح ػػديث رق ػػـ (ٖ‪،)ٕٙٛ‬‬
‫(ٖ‪ . )ٜ٘/‬كصححو األلباني ‪.‬‬
‫(٘) الفصل في الممل كالنحل ‪ /‬ابف حزـ ‪ /‬طٕ‪ٖٜٔ٘( ،‬ىػ) دار المعرفة ‪ -‬بيركت‪.)ٕٕ/ٗ( .‬‬
‫‪215‬‬
‫األمثمة التطبيقية لمقاعدة‪:‬‬
‫كمف امثمة القاعدة قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف عطية‪ :‬كقكلو‪ :‬ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ َكَلَق ْد َى َّم ْت‬
‫ِب ِو اآلية‪ ،‬ال شؾ أف «ىـ» زليخا كاف في أف يكاقعيا يكسف‪ ،‬كاختمف في «ىـ»‬
‫يكسف عميو السبلـ‪ ،‬قالت فرقة‪ :‬كاف مثل «ىميا»‪ ،‬كاختمفكا كيف يقع مف مثل‬
‫يكسف كىك نبي؟ فقيل ذلؾ ليريو هللا تعالى مكقع العفك كالكفاية‪ ،‬كقالت فرقة في‬
‫«ىمو» إنما كاف بخطرات القمب التي ال يقدر البشر عف التحفع منيا‪ ،‬كنزع عند‬
‫ذلؾ كلـ يتجاكزه‪ ،‬فبل يبعد ىذا عمى مثمو عميو السبلـ‪ ،‬كفي الحديث‪« :‬إف مف ىـ‬
‫بسيئة كلـ يعمميا فمو عشر حسنات»(ٕ)‪ ،‬كقالت فرقة‪ :‬كاف «ىـ» يكسف بضربيا‬
‫كنحك ذلؾ‪ ،‬كالذؼ أقكؿ في ىذه اآلية‪ :‬إف ككف يكسف نبيا في كقت ىذه النازلة لـ‬
‫يصح كال تظاىرت بو ركاية‪ ،‬كاذا كاف ذلؾ فيك مؤمف قد أكتي حكما كعمما كيجكز‬
‫عميو اليـ الذؼ ىك إرادة الشيء دكف مكاقعتو‪ ،‬كأف يستصحب الخاطر الردؼء عمى‬
‫ما في ذلؾ مف الخطيئة كاف فرضناه نبيا في ذلؾ الكقت فبل يجكز عميو عندؼ إال‬
‫اليـ الذؼ ىك الخاطر‪ ،‬كال يصح عميو شيء مما ذكر‪ ،‬ألف العصمة مع النبكة(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬قيل‪ :‬ىذا عمى التقديـ كالتأخير‪ ،‬كأنو أراد كلقد ىمت بو كلكال أف‬
‫(ٗ)‬
‫بالمعصية ككانت مصرة‪ ،‬كىـ يكسف‬ ‫رأػ برىاف ربو ليـ بيا‪ ،‬كقيل‪ :‬أؼ ىمت زليخاء‬
‫في‪ ،‬قاؿ جميل(‪:)ٙ‬‬ ‫(٘)‬
‫كلـ يكاقع ما ىـ بو‪ ،‬فبيف اليمتيف فرؽ‪ ،‬ذكر ىذيف القكليف اليركؼ‬

‫(ٔ) يكسف‪ :‬آيةٕٗ‪.‬‬


‫(ٕ) صحيح مسمـ (ٔ‪ ،)ٔٔٛ/‬رقـ (‪ ،)ٕٓٙ‬باب إذا ىـ العبد بحسنة كتبت‪ ،‬كاذا ىـ بسيئة لـ تكتب صحيح البخارؼ‬
‫(‪ ،)ٖٔٓ/ٛ‬رقـ(ٔ‪ ،)ٜٙٗ‬باب مف ىـ بحسنة أك بسيئة‪.‬‬
‫(ٖ) تفسير ابف عطية = المحرر الكجيز في تفسير الكتاب العزيز (ٖ‪.)ٕٖٗ،ٕٖٖ/‬‬
‫(ٗ) كىي زكجة عزيز مصر انظر تفسير القرطبي (‪.)ٜٔٙ/ٜ‬‬
‫الي َركؼ‪ :‬عبد هللا بف دمحم بف عمي اليركؼ‪ ،‬أبك إسماعيل‪ :‬شيخ خراساف في عصره‪ ،‬مف كبار الحنابمة اإلماـ‪ ،‬القدكة‪،‬‬
‫(٘) َ‬
‫الحافع الكبير‪ ،‬مف ذرية أبي أيكب األنصارؼ‪ .‬كاف بارعا في الم ة‪ ،‬حافظا لمحديث‪ ،‬عارفا بالتأريخ كاألنساب‪،‬‬
‫(‪ٗٛٔ-ٖٜٙ‬ىػ = ‪ٜٔٓٛ-ٔٓٓٙ‬ـ)‪ ،‬سير أعبلـ النببلء(‪.)ٖ٘ٓ/ٔٛ‬‬
‫(‪ )ٙ‬جميل بف عبد هللا بف معمر العذرؼ الشاعر المعركؼ بصاحب بثينة‪ ،‬لو شعر‪ ،‬بقي إلى حدكد سنة مائة‪ٕٛ( ،‬ىػ‬
‫=ٔٓ‪ٚ‬ـ)‪ .‬تاريخ اربل (ٕ‪ ،)ٖٙٚ/‬سير أعبلـ النببلء (ٗ‪ ،)ٖٛ٘/‬الكافي بالكفيات (ٔٔ‪.)ٔٗٔ/‬‬

‫‪216‬‬
‫ىممت بيـ مف بثينة لك بدا ‪ ...‬شفيت غميبلت اليكػ مف فؤاديا‬
‫كقاؿ قكـ جرػ مف يكسف ىـ‪ ،‬ككاف ذلؾ اليـ حركة طبع مف غير تصميـ‬
‫لمعقد عمى الفعل‪ ،‬كما كاف مف ىذا القبيل ال يؤخذ بو العبد‪ ،‬كقد يخطر بقمب المرء‬
‫كىك صائـ شرب الماء البارد‪ ،‬كتناكؿ الطعاـ المذيذ‪ ،‬فإذا لـ يأكل كلـ يشرب‪ ،‬كلـ‬
‫يصمـ عزمو عمى األكل كالشرب ال يؤاخذ بما ىجس في النفس‪ ،‬كالبرىاف صرفو‬
‫عف ىذا اليـ حتى لـ يصر عزما‪ ،‬قمت‪ :‬ىذا قكؿ حسف(ٔ)‪.‬‬

‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ‬


‫كلقد ىمت بو معناه‪ ،‬كلقد ىمت بمخالطتو كىـ بيا كىـ بمخالطتيا لكال أف رأػ‬
‫برىاف ربو جكابو محذكؼ‪ ،‬تقديره‪ :‬ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ لكال أف‬
‫رأػ برىاف ربو لخالطيا‪ ،‬فحذؼ‪ ،‬ألف قكلو كىـ بيا يدؿ عميو‪ ،‬كقكلؾ‪ :‬ىممت بقتمو‬
‫لكال أنى خفت هللا‪ ،‬معناه لكال أنى خفت هللا‪ ،‬فإف قمت‪ :‬كيف جاز عمى نبي هللا أف‬
‫يككف منو ىـ بالمعصية‪ ،‬كلك كاف ىمو كيميا عف عزيمة‪ ،‬لما مدحو هللا بأنو مف‬
‫عباده المخمصيف(ٕ)‪.‬‬

‫كقػ ػػاؿ ابػ ػػف تيميػ ػػة‪َ :‬ق ْكلػ ػػو ﮋ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﮊ فػ ػػاليـ اسػ ػػـ‬
‫جنس تحتو نكعاف كما قاؿ اإلماـ أحمد اليـ ىماف ىـ خطرات كىػـ إصػرار كقػد ثبػت‬
‫في الصحيح عف النبي‪" ‬إف العبد إذا ىـ بسيئة لـ تكتب عميػو كاذا تركيػا هلل كتبػت‬
‫لو حسنة كاف عمميا كتبت لو سيئة كاحدة كاف تركيا مػف غيػر أف يتركيػا هلل لػـ تكتػب‬
‫لو حسنة كال تكتب عميو سيئة"‪ ،‬كيكسػف‪ ‬ىػـ ىمػا تركػو هلل كلػذلؾ صػرؼ هللا عنػو‬
‫الس ػػكء كالفحش ػػاء إلخبلص ػػو كذل ػػؾ إنم ػػا يك ػػكف إذا ق ػػاـ المقتض ػػى لم ػػذنب كى ػػك الي ػػـ‬
‫كعارضػػو اإلخػػبلص المكجػػب النصػراؼ القمػػب عػػف الػػذنب هلل فيكسػػف‪ ‬لػػـ يصػػدر‬
‫منػ ػ ػػو إال حسػ ػ ػػنة يثػ ػ ػػاب عمييػ ػ ػػا كقػ ػ ػػاؿ تعػ ػ ػػالى ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬

‫(ٔ) تفسير القرطبي (‪.)ٔٙٚ،ٔٙٙ/ٜ‬‬


‫(ٕ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٕ‪.)ٗ٘ٙ،ٗ٘٘/‬‬
‫‪217‬‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮊ(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫كأما ما ينقل مف أنو حل سراكيمو كجمس مجمس الرجل مف المرأة كأنو رأػ‬
‫صكرة يعقكب عاضا عمى يده كأمثاؿ ذلؾ فكمو مما لـ يخبر هللا بو كال رسكلو كما لـ‬
‫يكف كذلؾ فإنما ىك مأخكذ عف الييكد الذيف ىـ مف أعظـ الناس كذبا عمى األنبياء‬
‫كقدحا فييـ ككل مف نقمو مف المسمميف فعنيـ نقمو لـ ينقل مف ذلؾ أحد عف نبينا‪‬‬
‫(ٖ)‬
‫فمف كبلـ‬ ‫حرفا كاحدا َكَقكلو ﮋﭒ ﭓ ﭔ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﮊ‬
‫امرأة العزيز كما يدؿ القرآف عمى ذلؾ(ٗ)‪.‬‬
‫ذكر ابف تيمية أنو ال يصح في حق نبي هللا يكسف ‪ ‬أف يقاؿ أنو ىـ بفعل‬
‫الفاحشة‪ ،‬كاليـ قد يككف خاطر مر عميو‪ ،‬كىك في مقاـ النبكة كالعصمة‪ ،‬كابف تيمية‬
‫ىنا كافق القاعدة كقاؿ بتعظيـ مقاـ النبكة مما ينسب ليا مما ال يميق بيا‪ ،‬كرد في‬
‫معنى كبلمو القكؿ الذؼ يقدح في مقاـ النبكة‪ ،‬كىذا ىك األصل الذؼ يصار اليو‪،‬‬
‫كهللا أعمـ‪.‬‬

‫(ٔ) األعراؼ‪ :‬آيةٕٔٓ‪.‬‬


‫(ٕ) الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (٘‪.)ٕٕٙ،ٕٙٔ/‬‬
‫(ٖ) يكسف‪ :‬آيةٖ٘ ‪.‬‬
‫(ٗ) دقائق التفسير البف تيمية (ٕ‪.)ٕٖٚ،ٕٕٚ/‬‬
‫‪218‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫قواعد الترجيح المتعمقة بمغة العرب وفيو ثالثة‬


‫مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‬

‫قواعد الترجيح المتعمقة باستعمال العرب لأللفاظ‬


‫والمباني‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫قواعد الترجيح المتعمقة بمرجع الضمير‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫قواعد الترجيح المتعمقة باإلعراب‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫المبحث األول‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة باستعمال العرب لأللفاظ‬
‫والمباني‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬القاعدة األولى‪ :‬كل تفسير ليس مأخوذا من‬
‫داللة ألفاظ اآلية وسياقيا فيو رد عمى قائمو‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬القاعدة الثانية‪ :‬ليس كل ما ثبت في المغة‬
‫صح حمل آيات التنزيل عميو‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬القاعدة الثالثة‪ :‬المشيور من كالم العرب‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬القاعدة الرابعة‪ :‬يجب حمل نصوص الوحي‬
‫عمى الحقيقة‪.‬‬
‫المطمب الخامس‪ :‬القاعدة الخامسة‪ :‬إذا اختمفت الحقيقة‬
‫الشرعية والحقيقة المغوية في تفسير كالم هللا تعالى قدمت‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫المطمب السادس‪ :‬القاعدة السادسة‪ :‬إذا اختمفت الحقيقة‬
‫العرفية والحقيقة المغوية في تفسير كالم هللا تعالى قدمت العرفية‪.‬‬
‫المطمب السابع‪ :‬القاعدة السابعة‪ :‬القول باالستقالل مقدم‬
‫عمى القول باإلضمار‪.‬‬
‫المطمب الثامن‪ :‬القاعدة الثامنة‪ :‬حمل ألفاظ الوحي عمى‬
‫التباين أرجح من حمميا عمى الترادف‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫المطمب األول‬
‫القاعدة األولى‪ :‬كل تفسير ليس مأخكذا مف داللة ألفاظ اآلية كسياقيا‬
‫فيك رد عمى قائمو(ٔ)‪.‬‬
‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫أؼ تفسير آليات القراف الكريـ ليس مأخكذا في داللتو مف لفع اآلية المفسرة‬
‫فيك مردكد عمى صاحبو كالداللة‪ ،‬إما مطابقة‪ ،‬أك متضمنة لممعنى‪ ،‬أك التزاما‪ ،‬أك‬
‫مفيكما‪ ،‬أك مكافقة‪ ،‬فبل يعد تفسير لمقرآف الكريـ كانما ىكػ كتخرص كتبلعب في‬
‫كتاب هللا تعالى‪ ،‬ال تقره الم ة العربية‪ ،‬كال الشرع‪ ،‬كال العقل السميـ‪ ،‬كال يعد تفسيرا‪،‬‬
‫كىك مردكد عمى قائمو‪ ،‬كال يصح االخذ بو‪ ،‬كمف ىنا يقدـ في التفسير االكلى‬
‫كاالكضح المكافق كالقريب لمعنى اآلية كدالالتيا‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭔ ﭕ ﭗ ﭘ ﭙ ﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫قػػاؿ الطبػػرؼ‪ :‬قكلػػو تعػػالى‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﮊ فقػػاؿ بعضػػيـ‪ :‬عنػػي بػػالتيف‪ :‬التػػيف‬
‫ال ػػذؼ يؤك ػػل‪ ،‬كالزيت ػػكف‪ :‬الزيت ػػكف ال ػػذؼ يعص ػػر‪ ،‬كع ػػف كع ػػب(ٖ)‪ ،‬أن ػػو ق ػػاؿ ف ػػي ق ػػكؿ‬
‫هللا‪:‬ﮋﭑ ﭒﮊ قاؿ‪ :‬التيف‪ :‬مسجد دمشػق‪ ،‬كالزيتػكف‪ :‬بيػت المقػدس‪ ،‬كعػف قتػادة‪،‬‬
‫فػػي قكلػػو‪ :‬ﮋﭑ ﮊ قػػاؿ‪ " :‬الجبػػل الػػذؼ عميػػو دمشػػق ﮋ ﭒ ﮊ الػػذؼ عميػػو بيػػت‬
‫المقدس كقاؿ الطبرؼ ايضا‪ :‬عػف مجاىػد‪ ،‬ﮋ ﭔ ﭕ ﮊ قػاؿ‪ :‬الجبػل‪ ،‬كأكلػى األقػكاؿ‬
‫في ذلؾ بالصكاب‪ :‬قكؿ مف قاؿ‪ :‬طكر سينيف‪ :‬جبل معػركؼ‪ ،‬ألف الطػكر ىػك الجبػل‬
‫ذك النبات‪ ،‬فإضافتو إلى سينيف تعريف لو‪ ،‬كلك كاف نعتا لمطكر(ٗ)‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر منهاج السنة النبوية البن تيمية (‪.)231/7‬‬


‫(ٕ) التيف‪ :‬اآلياتٔ‪.ٖ-‬‬
‫(ٖ) كعب بف ماتع بف ذؼ ىجف الحميرؼ ابك إسحاؽ المعركؼ بكعب األحبار‪ ،‬كمف كبار عمماء أىل الكتاب‪،‬‬
‫أسمـ في زمف أبي بكر كقدـ مف اليمف‪ ،‬زمف عمر فأخذ عنو الصحابة كغيرىـ أخبار األمـ ال ابرة‪ ،‬كأخذ‬
‫ىك مف الصحابة كتكفي في خبلفة عثماف‪ٖٕ( ،‬ىػ =ٕ٘‪ٙ‬ـ)‪ ،‬تذكرة الحفاظ لمذىبي (ٔ‪ ،)ٕٗ/‬اإلصابة في‬
‫تمييز الصحابة (٘‪.)ٗٛٔ/‬‬
‫(ٗ) انظر تفسير الطبرؼ جامع البياف (ٕٗ‪.)٘ٓٛ-٘ٓٔ/‬‬
‫‪211‬‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬كعف ابف عباس ‪ :‬ىك تينكـ ىذا كزيتكنكـ‪ ،‬كقيل‪ :‬جػببلف مػف‬
‫األرض المقدسػػة‪ ،‬كقيػػل «التػػيف» جبػػاؿ مػػا بػػيف حم ػكاف كىمػػداف‪ ،‬ك ﮋ ﭒ ﮊ جبػػاؿ‬
‫الشاـ‪ ،‬ألنيا منابتيما(ٔ)‪.‬‬
‫قػػاؿ الش ػػككاني‪ :‬ق ػػاؿ الض ػػحاؾ‪ :‬الت ػػيف‪ :‬المس ػػجد الحػ ػراـ‪ ،‬كﮋ ﭒ ﮊ‪ :‬المس ػػجد‬
‫األقصػػى‪ ،‬كقيػػل‪ :‬التػػيف‪ :‬مسػػجد دمشػػق‪ ،‬كالزيتػػكف‪ :‬مسػػجد بيػػت المقػػدس‪ ،‬كقػػاؿ قتػػادة‪:‬‬
‫التػػيف‪ :‬الجبػػل الػػذؼ عميػػو دمشػػق‪ ،‬كالزيتػػكف‪ :‬الجبػػل الػػذؼ عميػػو بيػػت المقػػدس‪ ،‬كقػػاؿ‬
‫عكرمػػة ككعػػب األحبػػار‪ :‬التػػيف‪ :‬دمشػػق‪ ،‬كالزيتػػكف‪ :‬بيػػت المقػػدس‪" ،‬ثػػـ تػػابع الشػػككاني‬
‫معمقػػا عمػػى ىػػذه األقػكاؿ "فقػػاؿ‪ :‬كليػػت شػػعرؼ مػػا الحامػػل ليػؤالء األئمػػة عمػػى العػػدكؿ‬
‫ع ػػف المعن ػػى الحقيق ػػي ف ػػي الم ػػة العربي ػػة‪ ،‬كالع ػػدكؿ إل ػػى ى ػػذه التفس ػػيرات البعي ػػدة ع ػػف‬
‫المعنى المبنية عمى خياالت ال ترجع إلى عقل كال نقل(ٕ)‪.‬‬

‫قـال ابـن تيميــة‪ :‬قػاؿ بعػض المػؤكليف كبعػض المفسػريف‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭔ ﭕ‬


‫ﭗ ﭘ ﭙ ﮊ‪ ،‬أبك بكر كعمر كعثماف كعمي‪ ،‬رضي هللا عنيـ(ٖ)‪.‬‬

‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬كأغرب مف ذلؾ قكؿ بعض جياؿ المفسػريف‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭔ‬
‫ﭕ ﭗ ﭘ ﭙ ﮊ إنيػػـ األربعػػة؛ أؼ ابػػك بكػػر كعمػػر كعثمػػاف كعمػػي‪ ،‬فػػإف ىػػذا‬
‫مخػػالف لمعقػػل كالنقػػل‪ ،‬لكػػف هللا أقسػػـ باألمػػاكف الثبلثػػة التػػي أنػػزؿ فييػػا كتبػػو الثبلثػػة‬
‫التكراة كاإلنجيل كالقرآف‪ ،‬كظيػر منيػا مكسػى كعيسػى كدمحم‪ ،‬كمػا قػاؿ فػي التػكراة‪ :‬جػاء‬
‫هللا مػػف طػػكر سػػينا‪ ،‬كأشػػرؽ مػػف سػػاعيف‪ ،‬كاسػػتعمف مػػف جبػػاؿ فػػاراف‪ ،‬فػػالتيف كالزيتػػكف‪:‬‬
‫األرض التػػي بعػػث فييػػا المسػػيح‪ ،‬ككثي ػ ار مػػا تسػػمى األرض بمػػا ينبػػت فييػػا‪ ،‬فيقػػاؿ‪:‬‬
‫فبلف خرج إلى الكرـ كالى الزيتػكف كالػى الرمػاف‪ ،‬كنحػك ذلػؾ‪ ،‬كيػراد األرض التػي فييػا‬
‫ذلػػؾ‪ ،‬فػػإف األرض تتنػػاكؿ ذلػػؾ‪ ،‬فعبػػر عنيػػا ببعضػػيا‪ ،‬كطػػكر سػػينيف حيػػث كمػػـ هللا‬

‫(ٔ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل لمزمخشرؼ (ٗ‪.)ٖٚٚ/‬‬


‫(ٕ) فتح القدير لمشككاني (٘‪.)٘ٙٙ/‬‬
‫(ٖ) شرح حديث النزكؿ البف تيمية (ص‪.)ٔٙٛ:‬‬
‫‪212‬‬
‫مكسى‪ ،‬كىذا البمد األميف مكة أـ القرػ التي بعث بيا دمحم ‪.)ٔ(‬‬
‫أنكػػر ابػػف تيميػػة تفسػػير مػػف ذىػػب باآليػػة بعيػػد عػػف داللتيػػا كقػػاؿ بجيػػل صػػاحب‬
‫ىػػذا القػػكؿ ألنػػو لػػيس مػػأخكذا مػػف داللػػة الفاظيػػا اآليػػة كال سػػياقيا فيػػك قػػكؿ بعيػػد عػػف‬
‫المعنػػى الحقيقػػي لآليػػة كفسػػرىا بمػػا يناسػػب الداللػػة كالسػػياؽ‪ ،‬مػػف حيػػث أف فييػػا إشػػارة‬
‫لعظـ المكاف الذؼ بعثت فيو الرساالت لدمحم كعيسى كمكسى عمييـ السبلـ كأشار ليػا‬
‫بذكر نبتة فييا كىذا مكافق لمقاعدة كىك األظير‪.‬‬

‫(ٔ) منياج السنة النبكية البف تيمية (‪.)ٕٖٓ/ٚ‬‬


‫‪213‬‬
‫المطمب الثاني‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬ليس كل ما ثبت في الم ة صح حمل آيات التنزيل‬
‫عميو(ٔ)‪.‬‬
‫قكلو تعالى ﮋ ﭦ ﭧ ﭨ ﭪ ﭫ ﭬ ﭮ ﭯ ﭰﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫قػػاؿ القرطبػػي‪ :‬قكلػػو تعػػالى‪ :‬ﮋ ﭦ ﭧ ﭨﮊ يعنػػي جبريػػل‪ ‬فػػي قػػكؿ سػػائر‬
‫المفسػريف‪ ،‬سػػكػ الحسػػف فإنػػو قػػاؿ‪ :‬ىػػك هللا‪ ،‬كيكػػكف قكلػػو تعػػالى‪ :‬ﮋ ﭪ ﭫ ﮊ عمػػى‬
‫قكؿ الحسف تماـ الكبلـ‪ ،‬كمعناه ذك قكة كالقكة مف صفات هللا تعالى‪ ،‬كأصمو مف شػدة‬
‫فتػػل الحبػػل‪ ،‬كأنػػو اسػػتمر بػػو الفتػػل حتػػى بمػػغ إلػػى غايػػة يصػػعب معيػػا الحػػل‪ ،‬ثػػـ قػػاؿ‪:‬‬
‫ﮋﭬﮊ يعنػػي هللا ‪ ،‬أؼ اسػػتكػ عمػػى العػػرش‪ ،‬ركؼ معنػػاه عػػف الحسػػف‪ ،‬كقػػاؿ‬
‫الفػ ػراء‪ :‬ﮋ ﭬ ﭮ ﭯ ﭰﮊ أؼ اس ػػتكػ جبري ػػل كدمحم عمييم ػػا الص ػػبلة كالس ػػبلـ‪،‬‬
‫كىػذا عمػػى العطػف عمػػى المضػمر المرفػػكع ب (ىػك)‪ ،‬كأكثػػر العػرب إذا أرادكا العطػػف‬
‫فػػي مثػػل ىػػذا المكضػػع أظيػػركا كنايػػة المعطػػكؼ عميػػو‪ ،‬فيقكلػػكف‪ :‬اسػػتكػ ىػػك كفػػبلف‪،‬‬
‫كقمما يقكلكف استكػ كفبلف‪ ،‬كأنشد الفراء‪:‬‬
‫ألـ تر أف النبع يصمب عكده ‪ ...‬كال يستكؼ كالخركع المتقصف‬
‫أؼ ال يستكؼ ىك كالخركع‪ ،‬كأجاز العطف عمى الضمير لئبل يتكرر‪ ،‬كأنكر ذلػؾ‬
‫الزجػػاج إال فػػي ضػػركرة الشػػعر‪ ،‬كقيػػل‪ :‬المعنػػى فاسػػتكػ جبريػػل‪ ‬بػػاألفق األعمػػى‪،‬‬
‫كىك أجكد‪ ،‬كاذا كاف المستكؼ جبريل فمعنى ﮋ ﭪ ﭫ ﮊ في كصػفو ذك منطػق حسػف‪،‬‬
‫قالو ابف عباس‪ ،‬كقاؿ قتادة‪ :‬ذك خمق طكيل حسػف‪ ،‬كقيػل‪ :‬معنػاه ذك صػحة جسػـ‬
‫كسبلمة مف اآلفات(‪.)3‬‬
‫قػػاؿ الشػػككاني‪ :‬عممػػو شػػديد القػػكػ‪ :‬جمػػع قػػكة‪ ،‬كالمعنػػى‪ :‬أنػػو عممػػو جبريػػل‪‬‬
‫الػػذؼ ىػػك شػػديد قػكاه‪ ،‬ىكػػذا قػػاؿ أكثػػر المفسػريف إف المػراد جبريػػل‪ ،‬كقػػاؿ الحسػػف ىػػك‬

‫(ٔ) انظر درء تعارض العقل كالنقل البف تيمية (ٓٔ‪ .)ٕٔٛ/‬كانظر مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٖ٘٘/‬‬
‫(ٕ) النجـ‪ :‬اآليات٘‪.ٚ-‬‬
‫(ٖ) تفسير القرطبي (‪.)ٛٙ،ٛ٘/ٔٚ‬‬
‫‪214‬‬
‫هللا‪ ،‬كاألكؿ أكلى‪ ،‬كىك مف باب إضافة الصفة إلػى المكصػكؼ‪ :‬ﮋ ﭪ ﭫ ﭬﮊ‬
‫المػرة‪ :‬القػػكة كالشػػدة فػػي الخمػػق‪ ،‬كقيػػل‪ :‬ذك صػػحة جسػػـ كسػػبلمة مػػف اآلفػػات‪ ،‬كالم ػرة‪:‬‬
‫القػكة كشػدة العقػل‪ ،‬كالفػاء فػي قكلػو‪ :‬فاسػتكػ لمعطػف عمػى عممػو‪ ،‬يعنػي جبريػل ‪،‬‬
‫أؼ‪ :‬ارتفػػع كعػػبل إلػػى مكانػػو فػػي السػػماء بعػػد أف عمػػـ دمحما ‪ ،‬كقيػػل‪ :‬فاسػػتكػ‪ :‬يعنػػي‬
‫هللا ‪ ‬عمػػى العػرش كىػك بػػاألفق األعمػى ىػذه الجممػػة فػي محػل نصػػب عمػى الحػػاؿ‪،‬‬
‫أؼ‪ :‬فاستكػ جبريل ‪ ‬حاؿ ككنو باألفق األعمى(‪.)٦‬‬

‫قػػاؿ ابػػف تيميػػة‪ :‬فػػأخبر أف معممػػو معمػػـ شػػديد القػػكػ‪ ،‬كأنػػو ذك م ػرة‪ ،‬كالنػػاس قػػد‬
‫تنػازعكا فػػي المرئػي مػرتيف‪ ،‬فقػػاؿ ابػف مسػػعكد ‪ ‬كعائشػػة كغيرىمػا‪ :‬ىػػك جبريػػل ‪،‬‬
‫رآه عمػى صػكرتو التػي خمػق عمييػا مػرتيف‪ ،‬كمػا ثبػت ذلػؾ فػي الصػحيح عنػػو‪ ،‬ﮋ ﭪ‬
‫ﭫ ﭬﮊ كقاؿ ابف عباس‪ ‬كغيره‪ :‬رأػ ربو بفؤاده مرتيف(ٕ)‪.‬‬

‫كق ػػاؿ ايض ػػا‪ :‬فس ػػركا القػ ػرآف بمج ػػرد مػ ػػا يس ػػكغ أف يري ػػده بكبلم ػػو م ػػف ك ػػاف مػ ػػف‬
‫النػػاطقيف بم ػػة العػػرب مػػف غيػػر نظػػر إلػػى المػػتكمـ بػػالقرآف كالمنػػزؿ عميػػو كالمخاطػػب‬
‫بو(ٖ)‪.‬‬
‫كقاؿ‪ :‬راعكا مجرد المفع كما يجكز عندىـ أف يريد بو العربػي مػف غيػر نظػر إلػى‬
‫م ػا يصػػمح لممػػتكمـ بػػو كلسػػياؽ الكػػبلـ‪ ،‬ثػػـ ى ػؤالء كثي ػ ار مػػا ي مطػػكف فػػي احتمػػاؿ المفػػع‬
‫لذلؾ المعنى في الم ة(ٗ)‪.‬‬
‫ليس كل ما ثبت في الم ة صح حمل آيات التنزيل عميو‬
‫ىنػػا نجػػد أف ابػػف تيميػػة أعمػػل القاعػػدة فػػي تفسػػيره فأشػػار أنػػو البػػد مػػف النظػػر مػػا‬
‫يصػػمح لمكػػبلـ كلمسػػياؽ كالمػػتكمـ كالمخاطػػب‪ ،‬فمػػيس أؼ كػػبلـ فػػي الم ػػة تحمػػل آيػػات‬
‫القرآف عميو‪ ،‬كىذا ىك األظير كالذؼ البد مف مراعاتو حاؿ تفسير القرآف الكريـ‪.‬‬

‫(ٔ) فتح القدير لمشككاني (٘‪.)ٕٔٚ،ٕٔٙ /‬‬


‫(ٕ) درء تعارض العقل كالنقل البف تيمية (ٓٔ‪.)ٕٔٛ/‬‬
‫(ٖ) مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٖ٘٘/‬‬
‫(ٗ) المصدر نفسو (ٖٔ‪.)ٖ٘ٙ/‬‬
‫‪215‬‬
‫المطمب الثالث‬
‫القاعدة الثالثة‪ :‬المشيكر مف كبلـ العرب دكف الضعيف كالشاذ(‪.)1‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫يجب أف يفسر القرآف كيحمل عمى أحسف المحامل كأفصح الكبلـ العربي‪ ،‬فبل‬
‫يحمل عمى معنى ركيؾ كال لفع ضعيف‪ ،‬كانما يحمل عمى المعركؼ مف كبلـ‬
‫العرب دكف الشاذ كالضعيف كيحمل عمى األكثر استعماال دكف القميل كالنادر‪،‬‬
‫كيحمل عمى المعاني كالعادات كالعرؼ الذؼ نزؿ بو القرآف كالسنة دكف ما حدث‬
‫كاستجد بعد ذلؾ‪ ،‬كذلؾ ألف القرآف أفصح الكبلـ‪ ،‬كنزؿ عمى أفصح الم ات كأشيرىا‬
‫كال يفسر بالشاذ كالمنكر بل المعركؼ كالمشيكر‪ ،‬كلذا قيل‪ :‬يجب حمل كبلـ هللا‬
‫تعالى عمى المعركؼ مف كبلـ العرب دكف الشاذ كالضعيف كالمنكر(‪.)2‬‬
‫كالمراد بالمعركؼ مف كبلـ العرب أؼ المستعمل في كبلميـ سكاء كاف ذلؾ‬
‫االستعماؿ مطردا كىك الذؼ ال يتخمف البتة كال تعرؼ العرب غيره‪ ،‬أك غالبا كىك‪:‬‬
‫أف يككف أكثر االستعماؿ عميو لكنو يتخمف أحيانا قميمة(ٖ)‪.‬‬
‫كمدار الفصاحة عمى كثرة االستعماؿ‪ ،‬فإف تعارض القياس القكؼ ككثرة‬
‫االستعماؿ فكثرة االستعماؿ ىي المقدمة‪ ،‬كقد نص عمى ذلؾ بعض عمماء‬
‫العربية(ٗ)‪.‬‬
‫كالشاذ في الم ة ىك‪ :‬ما كاف كجكده قميبل لكف ال يجيء عمى القياس(ٔ)‪،‬‬
‫كالشذكذ يمحق القياس كاالستعماؿ(ٕ)‪.‬‬

‫(ٔ) انظر مجمكع الفتاكػ البف تيمية (‪ ،)ٔٓٙ/ٚ‬كانظر درء تعارض العقل كالنقل‪ ،‬البف تيمية‪.)ٖٔٙ/ٔ( ،‬‬
‫(ٕ) انظػ ػ ػ ػ ػػر مجمػ ػ ػ ػ ػػكع الفتػ ػ ػ ػ ػػاكػ البػ ػ ػ ػ ػػف تيميػ ػ ػ ػ ػػة(‪ ،)ٔٓٙ/ٚ‬اع ػ ػ ػ ػ ػراب الق ػ ػ ػ ػ ػراف لمنحػ ػ ػ ػ ػػاس(٘‪ ،)ٖٕٔ/‬المكافقػ ػ ػ ػ ػػات‬
‫لمشاطبي(ٕ‪ ،)ٖٔٔ/‬تفسير الطبرؼ(ٔٔ‪ ،)ٕٖٙ/‬الكميات (ص‪ٙٔٓ:‬ك‪.)ٔٓٚٛ‬‬
‫(ٖ) الكميات( ص‪.)ٕٜ٘:‬‬
‫(ٗ) انظػػر‪ :‬الخصػػائص(ٔ‪ ،)ٕٔ٘،ٕٔٗ/‬المزىػػر فػػي عمػػكـ الم ػػة كأنكاعيػػا لعبػػد الػػرحمف بػػف أبػػي بكػػر السػػيكطي‬
‫(تٔٔ‪ٜ‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬فؤاد عمي‪ ،‬دار الكتب العممية – بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٛ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٛ-‬ـ)‪.)ٔٛٙ/ٔ( .‬‬
‫‪216‬‬
‫كالضعيف ما انحط عف درجة الفصيح كيككف في ثبكتو كبلـ(ٖ)‪.‬‬
‫كالمنكر أضعف مف الضعيف كأقل استعماال بحيث أنكره بعض أئمة الم ة كلـ‬
‫يعرفو كالنادر أقل منو (ٗ)‪.‬‬
‫كيدخل تحت ىذه القاعدة دخكال أكليا ما لـ تستعممو العرب البتة كلـ يرد في‬
‫لسانيا كقت نزكؿ القرآف كاالصطبلحات كالمعاني المستجدة كالحادثة بعد عصر‬
‫التنزيل‪ ،‬ألف هللا تعالى خاطب العرب بالم ة كالعادة كالعرؼ التي كانت مكجكدة‬
‫كقت نزكؿ القرآف ال بما حدث بعد ذلؾ كمف فسر القرآف بتمؾ المعاني الحادثة فقد‬
‫زعـ أف هللا خاطب العرب بما لـ يعرفكا مف ل تيـ‪ ،‬كقد نص عمى مضمكف ىذه‬
‫كابف عطية (‪.)ٚ‬‬ ‫(‪)ٙ‬‬
‫الطبرؼ‬ ‫(٘)‬
‫القاعدة ابف تيمية‬
‫االمثمة التطبيقية‪:‬‬
‫قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﮊ(‪.)ٛ‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬ﮋ ﭷ ﭸ ﮊ فإف معناه‪ :‬فمما غاب كذىب‪ ،‬األفكؿ‪ :‬الذىاب‪ ،‬يقاؿ‬
‫منو‪ :‬أفل النجـ يأفل كيأفل أفكال كأفبل‪ :‬إذا غاب‪ ،‬كمنو قكؿ ذؼ الرمة(‪:)ٜ‬‬
‫مصابيح ليست بالمكاتي يقكدىا ‪ ...‬نجكـ كال باآلفبلت الدكالؾ‬
‫كيقاؿ‪ :‬أيف أفمت عنا؟ بمعنى‪ :‬أيف غبت عنا؟(ٓٔ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف أبي حاتـ‪ :‬عف السدؼ قكلو‪ :‬ﮋ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﮊ‪ ،‬قاؿ‪:‬‬

‫(ٔ) الكميات (ص‪.)ٕ٘ٛ:‬‬


‫(ٕ) انظر‪ :‬الخصائص (ٔ‪ ،)ٜٙ/‬المزىر (ٔ‪ ،)ٕٕٚ،ٕٕٙ/‬األشباه كالنظائر في النحك (ٔ‪.)ٕٙٓ/‬‬
‫(ٖ) انظر‪ :‬المزىر (ٔ‪ ،)ٕٔٗ/‬األشباه كالنظائر في النحك(ٔ‪ ،)ٕٖٙ/‬الكميات(‪.)ٕٜ٘‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬المزىر (ٔ‪ ،)ٕٔٗ/‬الكميات (٘‪.)٘ٚ‬‬
‫(٘) درء تعارض العقل كالنقل البف تيمية (ٔ‪.)ٖٔٙ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬جامع البياف (‪.)ٖٖٚ/ٙ‬‬
‫(‪ )ٚ‬المحرر الكجيز(ٕ‪.)ٕٚ٘/‬‬
‫(‪ )ٛ‬األنعاـ‪ :‬آية‪.ٚٙ‬‬
‫(‪ ) ٜ‬ذك الرمة‪ :‬غيبلف بف عقبة بف بييش‪ ،‬الشاعر المشيكر المعركؼ بذؼ الرمة‪ ،‬أحد فحكلة الشعراء‪ ،‬لو "‬
‫ديكاف شعر‪ٔٔٚ-ٚٚ( ،‬ىػ=‪ٖٚ٘-ٜٙٙ‬ـ)‪ .‬سير أعبلـ النببلء(٘‪ ،)ٕٙٚ/‬كفيات األعياف (ٗ‪.)ٔٔ/‬‬
‫(ٓٔ) جامع البياف (‪.)ٖٙٔ/ٜ‬‬
‫‪217‬‬
‫فمما رفع رأسو إلى السماء فإذا ىك بالكككب‪ ،‬كىك المشترػ‪ ،‬ؼ قاؿ‪ :‬ىذا ربي‪ ،‬فمـ‬
‫يمبث أف غاب‪ ،‬ال أحب اآلفميف‪ ،‬قاؿ‪ :‬ال أحب ربا ي يب(ٔ)‪.‬‬
‫قـــال ابـــن تيميـــة‪ :‬األف ػػكؿ ى ػػك الم ي ػػب كاالحتج ػػاب‪ ،‬ل ػػيس ى ػػك مج ػػرد الحرك ػػة‬
‫كاالنتقاؿ‪ ،‬كال يقكؿ أحد ال مف أىل الم ة كال مف أىل التفسير‪ ،‬إف الشػمس كالقمػر فػي‬
‫حػػاؿ مسػػيرىما فػػي السػػماء‪ :‬إنيمػػا آفػػبلف‪ ،‬كال يقػػكؿ لمككاكػػب المرئيػػة فػػي السػػماء‪ ،‬فػػي‬
‫حاؿ ظيكرىا كجريانيا‪ :‬إنيا آفمة‪ ،‬كال يقكؿ عاقل لكل مف مشى كسافر كسػار كطػار‪:‬‬
‫إنػػو آفػػل‪ ،‬أف ىػػذا القػػكؿ الػػذؼ قػػالكه لػػـ يقمػػو أحػػد مػػف عممػػاء السػػمف أىػػل التفسػػير‪ ،‬كال‬
‫مف أىل الم ة‪ ،‬بل ىك مف التفسيرات المبتدعة في اإلسبلـ‪ ،‬كما ذكر ذلؾ عثمػاف بػف‬
‫كغي ػره مػػف عممػػاء السػػنة‪ ،‬كقيػػل لفػػع األفػػكؿ بمعن ػى اإلمكػػاف‪ ،‬كمػػف‬ ‫(‪)2‬‬
‫سػػعيد الػػدارمي‬
‫المعمػػكـ بالضػػركرة مػػف ل ػػة العػػرب‪ :‬أنيػػـ ال يسػػمكف كػػل مخمػػكؽ مكجػػكد آفػػبل‪ ،‬كال كػػل‬
‫مكجكد ب يره آفبلً‪ ،‬كلػك كػاف الخميػل أراد بقكلػو ﮋ ﭺ ﭻ ﭼ ﮊ ىػذا المعنػى‪ ،‬لػـ‬
‫ينتظػػر م يػػب الكككػػب كالشػػمس كالقمػػر‪ ،‬ففسػػاد قػػكؿ ى ػؤالء المتفمسػػفة فػػي االسػػتدالؿ‬
‫باآلية أظير مػف فسػاد قػكؿ أكلئػؾ‪ ،‬كقػد ابتػدعت القرامطػة الباطنيػة تفسػي اًر آخػر‪ ،‬كىػك‬
‫أف الككاكب كالشمس كالقمر‪ :‬ىي النفس‪ ،‬كالعقل الفعاؿ‪ ،‬كالعقل األكؿ(ٖ)‪.‬‬
‫ىنػػا ابػػف تيميػػة اسػػتخدـ القاعػػدة أف كػػبلـ هللا تعػػالى يجػػب حممػػو عمػػى المعػػركؼ‬
‫المشيكر مف كبلـ العرب ال الشاذ المنكػر‪ ،‬كىػك مػا ظيػر فػي تفسػيره لؤلفػكؿ‪ ،‬كانكػاره‬
‫عمى مف شذ في تفسير االفكؿ بعيدا عف ظاىر النص‪.‬‬

‫(ٔ) تفسير ابف أبي حاتـ (ٗ‪.)ٖٕٔٛ /‬‬


‫(ٕ) الدارمي‪ :‬اإلماـ عثماف بف سعيد السجستاني‪ ،‬محدث ىراة قاؿ يعقكب القراب‪ :‬ما رأينا مثل عثماف بف‬
‫سعيد‪ ،‬لو مسند كبير كتصانيف أخرػ(ٕٓٓ‪ٕٛٓ-‬ىػ=٘ٔ‪ٜٛٗ-ٛ‬ـ)‪ .‬تذكرة الحفاظ لمذىبي (ٕ‪.)ٔٗٙ/‬‬
‫(ٖ) درء تعارض العقل كالنقل البف تيمية (ٔ‪.)ٖٔ٘-ٖٖٔ/‬‬
‫‪218‬‬
‫المطمب الرابع‬
‫القاعدة الرابعة‪ :‬يجب حمل نصكص الكحي عمى الحقيقة(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫األصل في الكبلـ أف يحمل عمى الحقيقة‪ ،‬كال يصح العدكؿ بو عف الحقيقة‬
‫كظاىر المعنى كلو فييا محمل صحيح‪ ،‬فيجب تفسير نصكص الكحي عمى حقيقتيا ال‬
‫صرفيا عمى مجاز بدكف كجو صحيح‪ ،‬كمف حمميا عمى المجاز فبل يككف إال اذا‬
‫امتنعت الحقيقة كلو قرينة‪.‬‬
‫فإذا تنازع المفسركف فكاف منيـ مف يحمل المفع عمى الحقيقة كمنيـ مف يدعي‬
‫المجاز فالحمل عمى الحقيقة ىك الصكاب(ٕ)‪.‬‬
‫كال يككف الرجكع في الكبلـ الكارد عف الحقيقة كالظاىر المعيكد إلى المجاز إال بأحد‬
‫ثبلثة أشياء‪ :‬أحدىا‪ :‬أف يعترض عمى الحقيقة مانع‪ ،‬يمنع مف إجرائيا عمى ظاىر‬
‫الخطاب‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أف تككف القرينة ليا تصمح لنقميا عف حقيقتيا إلى مجازىا‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أف يككف المحل الذؼ أضيفت إليو الحقيقة ال يصمح ليا‪ ،‬فينتقل عنيا إلى‬
‫مجازىا(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف عبد البر)ٗ(‪" :‬كحمل كبلـ هللا تعالى ككبلـ نبيو عمى الحقيقة أكلى بذكؼ‬
‫الديف كالحق ألنو يقص الحق كقكلو الحق تبارؾ كتعالى عمكا كبيرا"(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) بياف تمبيس الجيمية في تأسيس بدعيـ الكبلمية البف تيمية (ٔ‪ ،)ٔٛٗ/‬كانظر األشباه كالنظائر لمسيكطي‪ ،‬دار‬
‫الكتب العممية بيركت (ٖٓٗٔق)‪.)ٖٙ/ٔ( ،‬‬
‫(ٕ) انظر‪ :‬تمبيس الجيمية في تأسيس بدعيـ الكبلمية ‪-‬شيخ اإلسبلـ بف تيمية‪ -‬مطبعة الحككمة‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬المممكة‬
‫العربية السعكدية‪ ،‬طٔ‪ٖٜٔٔ(،‬ق)‪ .)ٕٙٗ/ٔ( ،‬بدائع الفكائد لػ ابف قيـ الجكزية‪ .‬تحقيق‪ :‬بشير عيكف‪ ،‬مكتبة دار‬
‫البياف‪ ،‬دمشق‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔ٘( ،‬ىػ)‪ ،)ٕٓ٘/ٗ( ،‬كالمكافقات(ٖ‪.)ٜٜ/‬‬
‫(ٖ) بياف تمبيس الجيمية في تأسيس بدعيـ الكبلمية البف تيمية (ٔ‪.)ٕٖٙ،ٕٕٙ /‬‬
‫(ٗ) ىك‪ :‬اإلماـ العبلمة أبك عمر يكسف بف عبد هللا بف دمحم بف عبد البر النمرؼ األندلسي القرطبي المالكي‪ ،‬صاحب‬
‫التصانيف الفائقة‪ ،‬كالتي منيا االستذكار‪ ،‬كالتمييد لما في المكطأ مف المعاني كاألسانيد‪ ،‬تكفي سنة ٖ‪ٗٙ‬ىػ‪ .‬انظر‪:‬‬
‫كفيات األعياف البف خمكاف(٘‪ ،)ٕٗٛ/‬سير أعبلـ النببلء لمذىبي(‪.)ٖٔ٘/ٔٛ‬‬
‫(٘) التمييد لما في المكطأ مف المعاني كاألسانيد ليكسف بف عبد هللا بف دمحم بف عبد البر القرطبي (ت‪ٖٗٙ:‬ىػ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬مصطفى بف أحمد العمكؼ‪ ،‬ك ازرة عمكـ األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية – الم رب‪ٖٔٛٚ( ،‬ىػ)‪.)ٔٙ/٘(،‬‬

‫‪219‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪" :‬كمف قسـ الكبلـ إلى حقيقة كمجاز متفقكف عمى أف األصل‬
‫في الكبلـ ىك الحقيقة كىذا يراد بو شيئاف‪ :‬يراد بو أنو إذا عرؼ معنى المفع كقيل‪:‬‬
‫ىذا االستعماؿ مجاز قيل‪ :‬بل األصل الحقيقة‪ ،‬كاذا عرؼ أف لمفع مدلكالف حقيقي‬
‫كمجازؼ فاألصل أف يحمل عمى معناه الحقيقي؛ فيستدؿ تارة بالمعنى المعركؼ‬
‫عمى داللة المفع عميو كتارة بالمفع المعركؼ داللتو عمى المعنى المدلكؿ عميو"(ٔ)‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬يقكؿ هللا‪ :‬أؼ شيء منعؾ مف السجكد ﮋ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ‬
‫يقكؿ‪ :‬لخمق يدؼ؛ يخبر تعالى ذكره بذلؾ أنو خمق آدـ بيديو‪ ،‬كعف ابف عمر‪،‬‬
‫قاؿ‪" :‬خمق هللا أربعة بيده‪ :‬العرش‪ ،‬كعدف‪ ،‬كالقمـ‪ ،‬كآدـ‪« ،‬ثـ قاؿ لكل شيء كف‬
‫فكاف»(ٖ)(ٗ)‪.‬‬
‫قػػاؿ الزمخشػػرؼ‪ :‬كجػػو قكلػػو خمقػػت بيػػدؼ‪ :‬قمػػت‪ :‬قػػد سػػبق لنػػا أف ذا اليػػديف يباشػػر‬
‫أكثر أعمالو بيديو‪ ،‬ف مب العمل باليديف عمى سائر األعماؿ التي تباشػر ب يرىمػا‪ ،‬حتػى‬
‫قيػػل فػػي عمػػل القمػػب‪ :‬ىػػك ممػػا عممػػت يػػداؾ‪ ،‬كحتػػى قيػػل ممػػف ال يػػدؼ لػػو‪ :‬يػػداؾ أككتػػا‬
‫كفكؾ نفخ‪ ،‬كحتى لـ يبق فرؽ بيف قكلؾ‪ :‬ىذا مما عممتو‪ ،‬كىذا ممػا عممتػو يػداؾ‪ ،‬كمنػو‬
‫كقكلػ ػػو تعػ ػػالى‪ :‬ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ ‪،‬‬ ‫(٘)‬
‫قكلػ ػػو تعػ ػػالى‪ :‬ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﮊ‬
‫أؼ‪ :‬ما منعؾ مف السجكد لشيء ىك كمػا تقػكؿ مخمػكؽ خمفتػو بيػدؼ‪ -‬ال شػؾ فػي ككنػو‬
‫مخمكقا‪ -‬امتثاال ألمرػ كاعظاما لخطابي كما فعمت المبلئكة‪ ،‬كقيل‪ :‬معنى ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ لما خمقت بيدؼ لما خمقت ب ير كاسطة(‪.)ٙ‬‬
‫قاؿ الرازؼ‪ :‬اآليات الكثيرة مف القػرآف ناطقػة بإثبػات اليػد‪ ،‬فتػارة المػذككر ىػك اليػد‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (ٕٓ‪.)ٖٗٚ/‬‬


‫(ٕ) ص‪ :‬آية٘‪.ٚ‬‬
‫(ٖ) األسماء كالصفات لمبييقي (ٕ‪ ،)ٕٔٙ/‬رقـ (ٖ‪ ،)ٜٙ‬باب ما جاء في إثبات اليديف صفتيف ال مف حيث‬
‫الجارحة لكركد الخبر الصادؽ بو‪.‬‬
‫(ٗ) جامع البياف ط ىجر (ٕٓ‪.)ٔٗ٘/‬‬
‫(٘) يس‪ :‬آية ٔ‪.ٚ‬‬
‫(‪ )ٙ‬الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٗ‪ .)ٔٓٚ-ٔٓ٘/‬مفاتيح ال يب أك التفسير الكبير (ٕٔ‪.)ٖٜ٘/‬‬
‫‪221‬‬
‫(ٔ)‬
‫كت ػػارة بإثب ػػات الي ػػديف هلل‬ ‫م ػػف غي ػػر بي ػػاف الع ػػدد‪ ،‬ق ػػاؿ تع ػػالى‪ :‬ﮋ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﮊ‬
‫تعالى‪ :‬منيا ىػذه اآليػة‪ ،‬كمنيػا قكلػو تعػالى إلبمػيس الممعػكف ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯤ ﮊ كتػ ػ ػ ػػارة بإثب ػ ػ ػ ػػات األيػ ػ ػ ػػدؼ‪ ،‬ق ػ ػ ػ ػػاؿ تع ػ ػ ػ ػػالى ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙﮊ(ٕ)‪ ،‬إذا عرف ػػت ى ػػذا فنق ػػكؿ اختمف ػػت األم ػػة ف ػػي تفس ػػير ي ػػد هللا تع ػػالى‪ ،‬فقال ػػت‬
‫المجسمة‪ :‬إنيا عضك جسماني كمػا فػي حػق كػل أحػد‪ ،‬كاحتجػكا عميػو بقكلػو‪ :‬ﮋ ﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬
‫(ٖ)‬
‫كجو االستدالؿ أنو تعالى قدح في إلييػة األصػناـ ألجػل أنيػا لػيس ليػا شػيء‬ ‫ﰃﮊ‬
‫مػف ىػذه األعضػاء‪ ،‬فمػك لػـ تحصػل هلل ىػذه األعضػاء لػزـ القػدح فػي ككنػو إليػا‪ ،‬كلمػػا‬
‫بطل ذلؾ كجب إثبات ىذه األعضاء لو قػالكا كأيضػا اسػـ اليػد مكضػكع ليػذا العضػك‪،‬‬
‫فحممو عمى شيء آخر ترؾ لم ة‪ ،‬كانو ال يجكز‪ ،‬الى أف قاؿ‪ :‬كأما جميكر المكحػديف‬
‫فميػػـ فػػي لفػػع اليػػد ق ػكالف‪ :‬األكؿ‪ :‬قػػكؿ مػػف يقػػكؿ‪ :‬الق ػرآف لمػػا دؿ عمػػى إثبػػات اليػػد هلل‬
‫تع ػػالى آمن ػػا ب ػػو‪ ،‬كالعق ػػل لم ػػا دؿ عم ػػى أن ػػو يمتن ػػع أف تك ػػكف ي ػػد هللا عب ػػارة ع ػػف جس ػػـ‬
‫مخصػكص كعضػك مركػب مػف األجػزاء كاألبعػاض آمنػا بػو‪ ،‬فأمػا أف اليػد مػا ىػي كمػػا‬
‫حقيقتيػػا فقػػد فكضػػنا معرفتيػػا إلػػى هللا تعػػالى‪ ،‬كىػػذا ىػػك طريقػػة السػػمف‪ ،‬رجػػح ال ػرازؼ‬
‫الخ ػػبلؼ بقكلػ ػو‪ :‬إذا عرف ػػت ىػ ػػذا فنق ػػكؿ‪ :‬الي ػػد ف ػػي حػ ػػق هللا يمتن ػػع أف تك ػػكف بمعنػ ػػى‬
‫الجارحة‪ ،‬كأما سائر المعاني فكميا حاصمة(ٗ)‪.‬‬
‫كقاؿ في مكضع آخػر‪ :‬قكلػو تعػالى‪ :‬ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ فػي إثبػات‬
‫ي ػػديف هلل تع ػػالى‪ ،‬ب ػػأف ق ػػالكا ظ ػػاىر اآلي ػػة ي ػػدؿ عمي ػػو‪ ،‬فكج ػػب المص ػػير إلي ػػو‪ ،‬كاآلي ػػات‬
‫الكثيرة كاردة عمى كفق ىذه اآلية‪ ،‬فكجب القطع بو(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) الفتح‪ :‬آيةٓٔ‪.‬‬


‫(ٕ) يس‪ :‬آية ٔ‪.ٚ‬‬
‫(ٖ) األعراؼ‪ :‬آية ٘‪.ٜٔ‬‬
‫(ٗ) مفاتيح ال يب أك التفسير الكبير لدمحم بف عمر بف الحسف بف الحسيف التيمي الممقب بفخر الديف الرازؼ‬
‫(ت‪ٙٓٙ:‬ىػ)‪ ،‬دار إحياء التراث العربي – بيركت‪ ،‬طٖ‪ٕٔٗٓ(،‬ىػ)‪.)ٖٜ٘/ٕٔ( ،‬‬
‫(٘) المصدر نفسو (‪.)ٗٔٓ/ٕٙ‬‬
‫‪221‬‬
‫(ٔ)‬
‫ف ػ ػػبل‬ ‫قػ ػػاؿ القرطبػ ػػي‪ :‬ق ػ ػػاؿ هللا تعػ ػػالى‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ‬
‫يج ػ ػػكز أف يحم ػ ػػل عم ػ ػػى الجارح ػ ػػة‪ ،‬ألف الب ػ ػػارؼ ج ػ ػػل كتع ػ ػػالى كاح ػ ػػد ال يج ػ ػػكز عمي ػ ػػو‬
‫التبعيض‪ ،‬كال عمى القكة كالممؾ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الشككاني‪ :‬قاؿ مجاىد‪ :‬اليد ىنا بمعنى التأكيد كالصمة مجا از كقكلو‪ :‬ﮋ ﮄ‬
‫(ٖ)‬
‫كقيل‪ :‬أراد باليد القدرة‪ ،‬يقاؿ‪ :‬ما لي بيذا األمر يد‪ ،‬كما لي بو يداف‪،‬‬ ‫ﮅﮆﮊ‬
‫أؼ قدرة‪ ،‬كمنو قكؿ الشاعر(ٗ)‪:‬‬
‫تحممت مف ذلفاء ما ليس لي يد ‪ ...‬كال لمجباؿ الراسيات يداف‬
‫كقيػػل‪ :‬التثنيػػة فػػي اليػػد لمداللػػة عمػػى أنيػػا ليسػػت بمعنػػى القػػكة كالقػػدرة‪ ،‬بػػل لمداللػػة‬
‫عمى أنيما صفتاف مف صفات ذاتو سبحانو(٘)‪.‬‬
‫قػػاؿ الشػػنقيطي‪ :‬قكلػػو تعػػالى‪ :‬ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ(‪ ، )ٙ‬أنيػػا صػػفة‬
‫كم ػػاؿ كج ػػبلؿ‪ ،‬الئق ػػة ب ػػاهلل ‪ --‬ثابت ػػة ل ػػو عم ػػى الكج ػػو البلئ ػػق بكمال ػػو كجبلل ػػو‪ ،‬كال‬
‫يصػػح ىنػػا تأكيػػل اليػػد بالقػػدرة البتػػة‪ ،‬إلجمػػاع أىػػل الحػػق كالباطػػل‪ ،‬كميػػـ عمػػى أنػػو ال‬
‫يجكز تثنية القدرة‪ ،‬كال يخطر في ذىف المسمـ المراجع عقمو دخكؿ الجارحة التػي ىػي‬
‫عظـ كلحـ كدـ في معنى ىذا المفع الداؿ عمى ىذه الصفة(‪.)ٚ‬‬
‫قــال ابــن تيميــة‪ :‬قكلػػو تعػػالى‪ :‬ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ‪ ،‬ال كجػػو لحمػػل‬
‫اليديف عمى القدرة‪ ،‬إذ جممة المخترعات مخمكقػة بالقػدرة ففػي الحمػل عمػى ذلػؾ إبطػاؿ‬
‫فائػدة التخصػػيص‪ ،‬قػاؿ القاضػػي‪ :‬اآليػة تػػدؿ عمػى إثبػػات يػديف صػػفتيف كالقػدرة كاحػػدة‪،‬‬
‫فبل يجكز حمميا عمى القدرة‪ ،‬قيل‪ :‬التثنية راجعة إلى المفع ال إلػى المعنػى‪ ،‬كانمػا ىػي‬

‫(ٔ) ص‪ :‬آية ٘‪.ٚ‬‬


‫(ٕ) تفسير القرطبي (‪.)ٕٖٛ/ٙ‬‬
‫(ٖ) الرحمف‪ :‬آية ‪.ٕٚ‬‬
‫(ٗ ) الشاعر‪ :‬عركة بف حزاـ‪ ،‬بمفع‪( ،‬تكمفت مف عفراء ما ليس لي بو ‪ ...‬كال بالجباؿ الراسيات يداف)‪ ،‬جميرة‬
‫األمثاؿ ألبك ىبلؿ الحسف بف عبد هللا بف سيل العسكرؼ (ت٘‪ٖٜ‬ىػ)‪ ،‬دار الفكر– بيركت (ٔ‪.)ٕٖٔ/‬‬
‫(٘) فتح القدير لمشككاني (ٗ‪.)٘ٔٔ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬ص‪ :‬آية ٘‪.ٚ‬‬
‫(‪ )ٚ‬أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (‪.)ٕٕٚ،ٕٚٔ/ٚ‬‬
‫‪222‬‬
‫صػػفة كاحػػدة‪ ،‬كقيػػل عمػػى أنػػو كمػػا يعبػػر باليػػد عػػف االقتػػدار‪ ،‬فكػػذلؾ يعبػػر باليػػديف عػػف‬
‫االقتػػدار‪ ،‬فقػػد تقػػكؿ العػػرب‪" :‬مػػالي بيػػذا األمػػر يػػد "يعنػػكف‪ :‬مػػالي بػػو قػػدرة‪ ،‬قػػاؿ عػػز‬
‫كجػػل‪ :‬ﮋ ﯯ ﯰ ﯱﮊ(ٔ)‪ ،‬كقيػػل‪ :‬الم ػراد باليػػديف فػػي ىػػذه اآليػػة القػػدرة‪ .‬قمػػت‪ :‬ىػػذا‬
‫النقل فيو نظر‪ ،‬فكبلىما يقتضػي خبلفػو‪ ،‬بػل ىػك نػص فػي خػبلؼ ذلػؾ‪ ،‬قػاؿ‪ :‬كأجمػع‬
‫أىػػل التفسػػير عمػػى أف المػراد‪ ،‬باأليػػدؼ فػػي قكلػػو‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫(ٕ)‬
‫القدرة‪ ،‬كالظاىر مف لفع اليديف حمميا عمى جارحتيف(‪.)3‬‬ ‫ﭙﮊ‬
‫كقاؿ ايضا‪ :‬كأف لو يديف كما قاؿ‪ :‬ﮋ ﯯ ﯰ ﯱ ﮊ كقػاؿ‪ :‬ﮋ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ‬
‫(ٗ)‬
‫كأف مػػف زعػػـ أف اسػػـ هللا غي ػره‬ ‫كأف لػػو عينػػيف بػػبل كيػػف كمػػا قػػاؿ‪ :‬ﮋ ﮋ ﮌ ﮊ‬
‫كاف ضاال(‪.)5‬‬

‫كقاؿ في مكضع آخر‪ :‬كليس يجكز في لساف العػرب كال فػي عػادة أىػل الخطػاب‬
‫بيدؼ‪ ،‬كيريد بيا النعمة‪ ،‬كاذا كاف هللا إنمػا خاطػب العػرب‬ ‫أف يقكؿ القائل‪ :‬عممت كذا ّ‬
‫مفيكمػػا مػػف كبلميػػا‪ ،‬كمعق ػكالً فػػي خطابيػػا‪ ،‬ككػػاف ال يجػػكز ف ػػي‬
‫ً‬ ‫بم تيػػا‪ ،‬كمػػا يجػػرؼ‬
‫ػدؼ‪ ،‬كيعنػػي بػػو النعمػػة‪ ،‬بطػػل أف يكػػكف‬
‫خطػػاب أىػػل المسػػاف أف يقػػكؿ القائػػل‪ :‬فعمػػت بيػ ّ‬
‫معنى قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯤ ﮊ النعمة(‪.)ٙ‬‬
‫كمف ىذا الشرح كالتفصيل نجد اف ابف تيمية استعمل القاعػدة بحمػل الكػبلـ عمػى‬
‫الحقيقة ال عمى المجاز كخاصة نصكص الكحي مف باب اكلى فستخدميا فػي تفسػيره‬
‫كمػػف ذلػػؾ فػػي ىػػذا المكضػػع فاليػػد تفسػػر عمػػى أف هلل يػػد لكػػف بػػدكف تشػػبية اك تعطيػػل‬
‫كما ينب ي لجبلؿ كجيو كعظيـ سمطانو‪ ،‬كهللا اعمـ‪.‬‬

‫(ٔ) المائدة‪ :‬آيةٗ‪.ٙ‬‬


‫(ٕ) يس‪ :‬آيةٔ‪.ٚ‬‬
‫(ٖ) الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (‪.)ٙٓٙ،ٙٓ٘ /ٙ‬‬
‫(ٗ) القمر‪ :‬آية ٗٔ‪.‬‬
‫(٘) الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (‪.)ٙ٘ٙ/ٙ‬‬
‫(‪ )ٙ‬الفتكػ الحمكية الكبرػ (ص‪.)٘ٓٛ:‬‬
‫‪223‬‬
‫(ٔ)‬
‫كمف األمثمة‪ :‬ﮋ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮊ‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬كاف مف الحجارة لما ييبط‪ :‬أؼ يتردػ مػف رأس الجبػل إلػى األرض‬
‫كالس ػػفح م ػػف خ ػػكؼ هللا كخش ػػيتو‪ ،‬فع ػػف مجاى ػػد‪" :‬ف ػػي ق ػػكؿ هللا ج ػػل ثن ػػاؤه‪ :‬ﮋ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ‬
‫(ٕ)‬
‫ق ػ ػػاؿ‪ :‬ك ػ ػػل حج ػ ػػر يتفج ػ ػػر‬ ‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹﮺ ﮊ‬
‫منػػو المػػاء أك يتشػػقق عػػف مػػاء‪ ،‬أك يتػػردػ مػػف رأس جبػػل‪ ،‬فيػػك مػػف خشػػية هللا عػػز‬
‫كجل‪ ،‬نزؿ بذلؾ القرآف"(ٖ)‪.‬‬
‫قػ ػ ػػاؿ ال ػ ػ ػرازؼ‪ :‬قكلػ ػ ػػو تعػ ػ ػػالى‪ :‬ﮋ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮊ اليبػ ػ ػػكط يميػ ػ ػػق‬
‫بالحجػػارة ال بػػالقمكب‪ ،‬فمػػيس تأكيػػل اليبػػكط أكلػػى مػػف تأكيػػل الخشػػية‪ ،‬كق ػاؿ جمػػع مػػف‬
‫المفسػ ػريف‪ :‬إف الض ػػمير عائ ػػد إل ػػى الحج ػػارة‪ ،‬لك ػػف ال نس ػػمـ أف الحج ػػارة ليس ػػت حي ػػة‬
‫عاقمة‪ ،‬كالتقدير أنو تعالى لك جعل فيو العقل كالفيـ لصار كذلؾ(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬قاؿ بعػض المتكممػيف فػي قكلػو‪ ":‬ﮋ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮊ‬
‫كاف منيػػا لمػػا ييػػبط مػػف خشػػية هللا"‪ :‬البػػرد اليػػابط مػػف السػػحاب‪ ،‬كقيػػل‪ :‬لفظػػة اليبػػكط‬
‫مج ػػاز‪ ،‬كذل ػػؾ أف الحج ػػارة لم ػػا كان ػػت القم ػػكب تعتب ػػر بخمقي ػػا‪ ،‬كتخش ػػع ب ػػالنظر إليي ػػا‪،‬‬
‫أضيف تكاضع الناظر إلييا‪ ،‬كما قالت العرب‪ :‬ناقة تػاجرة‪ ،‬أؼ تبعػث مػف ي ارىػا عمػى‬
‫شػرائيا‪ ،‬كحكػػى عػػف فرقػػة أف الخشػػية لمحجػػارة مسػػتعارة‪ ،‬كمػػا اسػػتعيرت اإلرادة لمجػػدار‬
‫فػػي قكلػػو‪ ":‬يريػػد أف يػػنقض"‪ ،‬كذكػػر أف الضػػمير فػػي قكلػػو تعػػالى‪ :‬ﮋ ﮳ ﮴ ﮊ ارجػػع‬
‫إلػى القمػكب ال إلػى الحجػارة أؼ مػف القمػكب لمػا يخضػع مػف خشػية هللا‪ ،‬قمػت‪ :‬كػل مػػا‬
‫قيل يحتممو المفع‪ ،‬كاألكؿ صحيح‪ ،‬فإنو ال يمتنع أف يعطػى بعػض الجمػادات المعرفػة‬
‫فيعقػل‪ ،‬كالػذؼ ركؼ عػف الجػذع الػذؼ كػاف يسػتند إليػو رسػكؿ هللا ‪ ‬إذا خطػب‪ ،‬فممػا‬

‫(ٔ) البقرة‪ :‬آيةٗ‪.ٚ‬‬


‫(ٕ) البقرة‪ :‬آيةٗ‪.ٚ‬‬
‫(ٖ) جامع البياف (ٕ‪.)ٖٔٙ،ٖٔ٘/‬‬
‫(ٗ) مفاتيح ال يب أك التفسير الكبير (ٖ‪.)٘٘ٚ/‬‬
‫‪224‬‬
‫تحػ ػ ػػكؿ عنػ ػ ػػو حػ ػ ػػف(ٔ)‪ ،‬كثبػ ػ ػػت عن ػ ػ ػو أنػ ػ ػػو قػ ػ ػػاؿ‪( :‬إف حج ػ ػ ػ ار كػ ػ ػػاف يسػ ػ ػػمـ عمػ ػ ػػي فػ ػ ػػي‬
‫الجاىمية)(ٕ)(ٖ)‪.‬‬
‫قػ ػػاؿ الشػ ػػككاني‪ :‬قكلػ ػػو‪ :‬ﮋ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮊ‪ ،‬كقكلػ ػػو‪ :‬ﮋ ﯟ ﯠ‬
‫(ٗ)‬
‫كنح ػػك ذل ػػؾ م ػػف اآلي ػػات‪ ،‬كثب ػػت ف ػػي الص ػػحيح أني ػػـ ك ػػانكا يس ػػمعكف تس ػػبيح‬ ‫ﯡﮊ‬
‫الطعػػاـ‪ ،‬كىػػـ يػػأكمكف مػػع رسػػكؿ هللا ‪ ،‬كىكػػذا حػػديث حنػػيف الجػػذع‪ ،‬كحػػديث «أف‬
‫حج ػ ار بمكػػة كػػاف يسػػمـ عمػػى النبػػي ‪ ، »‬ككميػػا فػػي الصػػحيح «كمػػف ذلػػؾ تسػػبيح‬
‫الحصػػى فػػي كفػػو ‪ ،»‬كمدافعػػة عمػػكـ ىػػذه اآليػػة بمجػػرد االسػػتبعادات لػػيس دأب مػػف‬
‫يؤمف باهلل كيؤمف بما جاء مف عنده(٘)‪.‬‬
‫قػػاؿ الشػػنقيطي‪ :‬ذلػػؾ قكلػػو تعػػالى‪ :‬ﮋ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮊ(‪ ،)6‬فتصػ ػ ػ ػريحو تع ػ ػ ػػالى ب ػ ػ ػػأف‬
‫بعػػض الحجػػارة ييػػبط مػػف خشػػية هللا دليػػل كاضػػح فػػي ذلػػؾ؛ ألف تمػػؾ الخشػػية بػػإدراؾ‬
‫يعممو هللا كنحف ال نعممو(‪.)ٚ‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬قاؿ تعالى ِفي كصف اْلحجارة ﮋ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮊ‬
‫(‪)ٛ‬‬
‫ما مف جماد إال كىك‬ ‫كقكلو‪ :‬ﮋﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮊ‬
‫مطيع هلل خاشع لو مسبح لو كىذا مذىب حسف مكافق لقكؿ أىل السنة كأما السجكد‬
‫الذؼ ال نعممو فيك كما قيل ِفي َق ْكلو ﮋ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮊ فإف قيل الحجر‬
‫ال يفيـ فكيف يخشى قيل هللا يفيميا كيميميا فتخشى بإليامو قاؿ كمذىب أىل السنة‬

‫(ٔ) سنف الترمذؼ (ٔ‪ ،)ٖٙٙ/‬رقـ(٘ٓ٘)‪ ،‬باب ما جاء في الخطبة عمى المنبر‪.‬‬
‫(ٕ) صحيح مسمـ (ٗ‪ ،)ٕٔٚٛ/‬رقـ(‪ ،)ٕٕٚٚ‬باب فضل نسب النبي ‪ ،‬كتسميـ الحجر عميو قبل النبكة‪.‬‬
‫(ٖ) تفسير القرطبي (ٔ‪.)ٗٙ٘/‬‬
‫(ٗ) مريـ‪ :‬آيةٓ‪.ٜ‬‬
‫(٘) فتح القدير لمشككاني (ٖ‪.)ٕٚٗ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬البقرة‪ :‬آيةٗ‪.ٚ‬‬
‫(‪ )ٚ‬أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (ٖ‪.)ٖٖٜ/‬‬
‫(‪ )ٛ‬اإلسراء‪ :‬آيةٗٗ‪.‬‬
‫‪225‬‬
‫أف هلل عمما في الجمادات كسائر الحيكانات سكػ العقبلء ال يقف عميو غيره‪ ،‬قاؿ‬
‫(ٔ)‬
‫كقاؿ تعالى ‪ :‬ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬ ‫تَ َعاَلى ﮋﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ‬
‫ﭷ ﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮃ ﮄ‬
‫(ٕ)‬
‫فيجب عمى المرء اإليماف بو كيكل عممو إلى هللا تعالى‬ ‫ﮅ ﮆ ﮇﮊ‬
‫كذكر الحديث عف النبي ‪ ‬قاؿ إني ألعرؼ حج ار بمكة كاف يسمـ عمي قبل أف‬
‫أبعث‪ ،‬كاني ألعرفو اآلف كذكر حديث حنيف الجذع(ٖ)‪ ،‬كعف عمي ‪ ‬قاؿ كنا مع‬
‫رسكؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص بمكة فخرجنا في نكاحييا خارجا مف مكة بيف الجباؿ كالشجر فمـ يمر‬
‫بشجرة كال جبل إال قاؿ السبلـ عميؾ يا رسكؿ هللا‪ ،‬كقاؿ قاؿ‪ :‬مجاىد ال ينزؿ حجر‬
‫مف أعمى إلى أسفل إال مف خشية هللا كيشيد لما قمنا قكلو تعالى ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮊ(ٗ)‪ ,‬كقاؿ‪ :‬ﮋ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫(٘)‬
‫فقد أخبر سبحانو كتعالى عنو أنو يعمـ ذلؾ كداللتيا عمى الرب يعممو‬ ‫ﯤﮊ‬
‫عمكـ الناس(‪.)ٙ‬‬
‫فنجد أف ابف تيمية استخدـ القاعدة كفسر القرآف عمى الحقيقة كلـ يقل بالمجاز‬
‫كخالف مف قاؿ بو كىذا ىك األصل فبل يصرؼ القرآف عف ظاىره بدكف عمة اك‬
‫مانع كما ذكرنا كبلـ ابف تيمية بداية القاعدة‪.‬‬
‫كنجد مف األمثمة أف ابف تيمية استخدـ القاعدة في تفسيره لمقرآف كأعمميا في‬
‫أكثر مف مكضع‪ ،‬كىذا ما ذىب اليو جميكر المفسريف‪ ،‬كخالف فيو بعضيـ عمى‬
‫غير الصكاب‪.‬‬

‫(ٔ) النكر‪ :‬آيةٔٗ‪.‬‬


‫(ٕ) الحج‪ :‬آية‪.ٔٛ‬‬
‫(ٖ) سبق تخريجيما‪.‬‬
‫(ٗ) الحشر‪ :‬آيةٕٔ‪.‬‬
‫(٘) النكر‪ :‬آيةٔٗ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬جامع الرسائل البف تيمية ‪ -‬رشاد سالـ (ٔ‪.)ٖٗ-ٗٓ/‬‬
‫‪226‬‬
‫المطمب الخامس‬
‫القاعدة الخامسة‪ :‬إذا اختمفت الحقيقة الشرعية كالحقيقة الم كية في‬
‫تفسير كبلـ هللا تعالى قدمت الشرعية(ٔ)‪.‬‬
‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫إذا تعارض الكبلـ بيف الحقيقة الشرعية كمعناىا كالحقيقة الم كية كمسماىا بدكف‬
‫كجكد مرجح اك دليل فإننا نقدـ الحقيقة الشرعية عمى الم كية‪ ،‬كاذا تساكت فنحمل‬
‫كل كاحدة عمى عرفيا‪ ،‬كيستعمل المفع ال كؼ في مكضعو‪ ،‬كالشرعي في مكضعو‪،‬‬
‫مثل الصبله في الم ة الدعاء‪ ،‬كفي الشرع أركاف معمكمة كىكذا كل تعريف في بابو‬
‫مالـ تتعارض فيقدـ الشرعي عمى الم كؼ‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية‪:‬‬
‫منيا قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫قػاؿ الطبػرؼ‪ :‬عػف أنػس بػف مالػؾ ‪ ،‬قػاؿ‪ :‬قػاؿ عمػر بػف الخطػاب ‪ " :‬قمػت‪:‬‬
‫يػػا رسػػكؿ هللا‪ ،‬لػػك اتخػػذت المقػػاـ مصػػمى؟ فػػأنزؿ هللا‪ :‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﮊ‪،‬‬
‫ث ػػـ اختم ػػف أى ػػل التأكي ػػل ف ػػي تأكي ػػل قكل ػػو‪ :‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﮊ‪ ،‬ف ػػي مق ػػاـ‬
‫إبػ ػراىيـ‪ ،‬ع ػػف اب ػػف عب ػػاس ‪ " :‬ف ػػي قكل ػػو‪ :‬ﮋ ﯥ ﯦ ﮊ‪ ،‬ق ػػاؿ‪ :‬الح ػػج كم ػػو مق ػػاـ‬
‫إبػراىيـ"‪ ، ،‬كعػػف عطػػاء بػػف أبػػي ريػػاح‪ " :‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﮊ‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬ألنػػي‬
‫قد جعمتػو إمامػا فمقامػو عرفػة كالمزدلفػة كالجمػار"‪ ،‬كعػف الشػعبي‪ ،‬مثمػو كقػاؿ آخػركف‪:‬‬
‫مقاـ إبراىيـ‪ :‬الحرـ‪ ،‬كعف مجاىػد‪ " :‬فػي قكلػو‪ :‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﮊ‪ ،‬قػاؿ‪:‬‬
‫الحػػرـ كمػػو مقػػاـ إبػراىيـ"‪ ،‬كقػػاؿ آخػػركف‪ :‬مقػػاـ إبػراىيـ‪ :‬الحجػػر الػػذؼ قػػاـ عميػػو إبػراىيـ‬
‫حػػيف ارتفػػع بنػػاؤه‪ ،‬كضػػعف عػػف رفػػع الحجػػارة‪ ،‬كقػػاؿ آخػػركف‪ :‬بػػل مقػػاـ إب ػراىيـ‪ ،‬ىػػك‬
‫مقامو الذؼ ىك في المسجد الحراـ‪ ،‬عف الربيع‪ ":‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﮊ‪ ،‬فيػـ‬

‫(ٔ) انظر اقتضاء الصراط المستقيـ لمخالفة أصحاب الجحيـ البف تيمية (ٕ‪.)ٖٖٚ/‬‬
‫(ٕ) البقرة‪ :‬آيةٕ٘ٔ‪.‬‬
‫‪227‬‬
‫يصمكف خمف المقػاـ"‪ ،‬كأكلػى ىػذه األقػكاؿ بالصػكاب عنػدنا مػا قالػو القػائمكف‪ :‬إف مقػاـ‬
‫إبراىيـ‪ :‬ىك المقاـ المعركؼ بيذا االسـ‪ ،‬الذؼ ىك في المسػجد الحػراـ؛ لمػا ركينػا آنفػا‬
‫عف عمر بف الخطاب(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف أبي حاتـ‪ :‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﮊ‬
‫فيك الصبلة عند مقامو في الحج(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الرازؼ‪ :‬ق أر ابف كثير كأبك عمرك كحمزة كعاصـ كالكسائي‪ :‬كاتخذكا بكسر‬
‫الخاء عمى صي ة األمر‪ ،‬كق أر نافع كابف عامر بفتح الخاء عمى صي ة الخبر‪،‬‬
‫كذكركا أقكاال في أف مقاـ إبراىيـ ‪ ‬أؼ شيء ىك‪ :‬القكؿ األكؿ‪ :‬إنو مكضع‬
‫الحجر قاـ عميو إبراىيـ ‪ ،‬كثانييا‪ :‬ما ركؼ عف ابف عباس ‪ ‬أف إبراىيـ ‪‬‬
‫كاف يبني البيت كاسماعيل‪ ‬يناكلو الحجارة كيقكالف‪ :‬ﮋ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ‬
‫(ٖ)‬
‫فمما ارتفع البنياف كضعف إبراىيـ ‪ ‬عف كضع الحجارة قاـ‬ ‫ﭞ ﭟﮊ‬
‫عمى حجر كىك مقاـ إبراىيـ ‪ ،‬القكؿ الثاني‪ :‬أف مقاـ إبراىيـ الحرـ كمو كىك قكؿ‬
‫مجاىد‪ ،‬كالثالث‪ :‬أنو عرفة كالمزدلفة كالجمار كىك قكؿ عطاء‪ ،‬كالرابع‪ :‬الحج كمو‬
‫مقاـ إبراىيـ كىك قكؿ ابف عباس‪ ،‬كاتفق المحققكف عمى أف القكؿ األكلى أكلى(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬كمقاـ إبراىيـ الحجر الػذؼ فيػو أثػر قدميػو‪ ،‬كالمكضػع الػذؼ كػاف‬
‫فيػػو الحجػػر حػػيف كضػػع عميػػو قدميػػو‪ ،‬كىػػك المكضػػع الػػذؼ يسػػمى مقػػاـ إب ػراىيـ‪ ،‬عػػف‬
‫عمػػر ‪ ‬أنػػو سػػأؿ المطمػػب بػػف أبػػى كداعػػة(٘)‪ :‬ىػػل تػػدرػ أيػػف كػػاف مكضػػعو األكؿ؟‬

‫(ٔ) جامع البياف ط ىجر (ٕ‪.)ٕ٘ٛ-ٕٕ٘/‬‬


‫(ٕ) تفسير ابف أبي حاتـ (ٔ‪.)ٕٕٚ/‬‬
‫(ٖ) البقرة‪ :‬آية ‪.ٕٔٚ‬‬
‫(ٗ) مفاتيح ال يب أك التفسير الكبير (ٗ‪ٖٗ/‬كٗٗ)‪.‬‬
‫(٘) المطمب بف أبي كداعة ‪ :‬الحارث بف صبيرة بف سعيد بف سعد بف سيـ القرشي السيمي‪ ،‬كأمو أركػ بنت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الحارث بف عبد المطمب بف ىاشـ بف عبد مناؼ بف قصي‪ ،‬قاؿ ابف الكمبي‪ :‬كاف لدة النبي ‪ ،‬كقاؿ أبك‬
‫ّ‬
‫عبيد‪ :‬لو صحبة‪ ،‬كركػ عف النبي ‪ .‬اإلصابة في تمييز الصحابة (‪ ،)ٔٓٗ/ٙ‬الطبقات الكبرػ‪-‬متمـ‬
‫الصحابة‪-‬الطبقة الرابعة لدمحم بف سعد المعركؼ بابف سعد (ت‪ٕٖٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ /‬عبد العزيز عبد هللا‬
‫السمكمي‪ ،‬مكتبة الصديق‪ -‬الطائف‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪ٔٗٔٙ( ،‬ىػ)‪( ،‬ص‪.)ٖٛٗ:‬‬
‫‪228‬‬
‫قاؿ‪ :‬نعـ‪ ،‬أراه مكضعو اليكـ‪ ،‬كعف عطػاء ﮋ ﯥ ﯦ ﮊ عرفػة كالمزدلفػة كالجمػار‪،‬‬
‫ألنو قاـ في ىذه المكاضع كدعا فييا‪ ،‬كعف النخعي‪ :‬الحرـ كمو مقاـ إبراىيـ(ٔ)‪.‬‬
‫قػاؿ الشػككاني‪ :‬كاختمػف فػػي تعيػيف المقػاـ عمػى أقػكاؿ أصػحيا أنػو الحجػر الػػذؼ‬
‫يعرفو الناس‪ ،‬كيصمكف عنده ركعتي الطكاؼ(ٕ)‪.‬‬
‫قال ابن تيميـة‪ :‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﮊ ىػذا الحكػـ خػاص بمقػاـ إبػراىيـ‬
‫الػ ػػذؼ بمكػ ػػة‪ ،‬كىػ ػػك المقػ ػػاـ الػ ػػذؼ عنػ ػػد الكعبػ ػػة مكضػ ػػع قيػ ػػاـ إب ػ ػراىيـ‪ ،‬كقيػ ػػل أريػ ػػد بػ ػػو‬
‫المشػػاعر‪ :‬عرفػػة كمزدلفػػة كمنػػى‪ ،‬فػػبل ن ػزاع بػػيف المسػػمميف أف المشػػاعر خصػػت مػػف‬
‫العبادات بما لـ يشركيا فيو سائر البقاع‪ ،‬كما خص البيت بالطكاؼ(ٖ)‪.‬‬
‫كمف ىنا نجد اف ابف تيمية استخدـ القاعدة مف حيث المعنػى الشػرعي كىػك مقػاـ‬
‫ابراىيـ المعػركؼ فػي جػكار الكعبػة الػذؼ يصػمى بجػكاره‪ ،‬كالمعنػى الم ػكؼ لممقػاـ الػذؼ‬
‫كثػػرت فيػػو االق ػكاؿ كمػػا اسػػمفنا‪ ،‬فمػػف كبلمػػو يؤكػػد عمػػى المعنػػى الشػػرعي عمػػى غي ػره‪،‬‬
‫كىذا مكافق لمقاعدة كاستعماليا‪.‬‬

‫(ٔ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٔ‪.)ٔٛ٘/‬‬


‫(ٕ) فتح القدير لمشككاني (ٔ‪.)ٔٙٔ/‬‬
‫(ٖ) اقتضاء الصراط المستقيـ لمخالفة أصحاب الجحيـ البف تيمية (ٕ‪.)ٖٖٚ/‬‬
‫‪229‬‬
‫المطمب السادس‬
‫القاعدة السادسة‪ :‬إذا اختمفت الحقيقة العرفية كالحقيقة الم كية في‬
‫تفسير كبلـ هللا تعالى قدمت العرفية)ٔ(‪.‬‬
‫توضيح القاعدة‪:‬‬
‫اذا كاف ىناؾ اختبلؼ في تفسير كبلـ هللا تعالى بيف الحقيقة العرفية كالحقيقة‬
‫الم كية في المفع‪ ،‬كال يكجد دليل اك مرجح ألحدىما فيحمل عمى الحقيقة العرفية‬
‫كيفسر عمييا‪ ،‬العرؼ ىك ما تعارؼ عميو جميكر قكـ في قكؿ اك فعل أك ترؾ(ٕ)‪،‬‬
‫كالقكؿ ما استعمل المفع لشيء كتعارفكا عميو كاشتير بينيـ‪ ،‬إف خالف ما كضع في‬
‫الم ة لو‪ ،‬أما إثبات االسـ مف جية عرؼ االستعماؿ فيك‪ :‬أيككف المفع مكضكعا‬
‫لمعنى إال أف الناس استعاركه في غيره‪ ،‬كاستعممكه فيو‪ ،‬ككثر استعماليـ لو حتى‬
‫غمب عمى ما كضع لو المفع في الم ة(ٖ)‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية‪:‬‬
‫منيا قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﮊ(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبػرؼ‪ :‬قػاؿ هللا لعيسػى‪ :‬ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﮊ فتكفػاه كرفعػو إليػو‪ ،‬ثػـ‬
‫اختمػػف أىػػل التأكيػػل فػػي معنػػى الكفػػاة التػػي ذكرىػػا هللا عػػز كجػػل فػػي ىػػذه اآليػػة‪ ،‬فقػػاؿ‬
‫بعضػػيـ‪ :‬ىػػي كفػػاة نػػكـ‪ ،‬ككػػاف معنػػى الكػػبلـ عمػػى مػػذىبيـ‪ :‬إنػػي منيمػػؾ‪ ،‬كرافعػػؾ فػػي‬
‫نكم ػػؾ‪ ،‬كق ػػاؿ آخ ػػركف‪ :‬معن ػػى ذل ػػؾ‪ :‬إن ػػي قابض ػػؾ م ػػف األرض‪ ،‬فرافع ػػؾ إل ػػي‪ ،‬ق ػػالكا‪:‬‬
‫كمعنػػى الكفػػاة‪ :‬القػػبض‪ ،‬لمػػا يقػػاؿ‪ :‬تكفيػػت مػػف فػػبلف مػػا لػػي عميػػو‪ ،‬بمعنػػى‪ :‬قبضػػتو‬
‫كاسػتكفيتو‪ ،‬قػالكا‪ :‬فمعنػى قكلػو‪ :‬ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﮊ أؼ قابضػؾ مػف األرض حيػا‬

‫(ٔ) انظر الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (ٗ‪ ،)ٖٜٔ/‬بياف تمبيس الجيمية في تأسيس بدعيـ الكبلمية (٘‪،)ٗ٘ٗ/‬‬
‫انظر البرىاف في عمكـ القرآف (ٕ‪ ،)ٔٙٚ/‬إرشاد الفحكؿ الى تحقيق الحق مف عمـ األصكؿ (ٕ‪.)ٕٗٔ/‬‬
‫(ٕ) انظر عمـ أصكؿ الفقو لعبد الكىاب خبلؼ‪ ،‬مكتبة الدعكة ‪ -‬شباب األزىر (ط‪ ،ٛ‬دار القمـ)‪( ،‬ص‪.)ٜٛ :‬‬
‫(ٖ) انظر شرح الممع في أصكؿ الفقو ألبك اسحاؽ ابراىيـ بف عمي الشيرازؼ‪ ،‬تحقيق عبد المجيد تركي‪،‬‬
‫(ٔ‪ ،)ٖٔٔ/‬كركضة الناظر مع شرحيا(ٕ‪.)ٜ/‬‬
‫(ٗ) آؿ عمراف‪ :‬آية٘٘‪.‬‬
‫‪231‬‬
‫إلػػى ج ػكارؼ‪ ،‬كآخػػذؾ إلػػى مػػا عنػػدؼ ب يػػر مػػكت‪ ،‬كرافعػػؾ مػػف بػػيف المشػػركيف كأىػػل‬
‫الكف ػػر ب ػػؾ‪ ،‬ع ػػف مط ػػر ال ػػكراؽ‪ ،‬ف ػػي ق ػػكؿ هللا‪ :‬ﮋ ﭧ ﭨ ﮊ ق ػػاؿ‪« :‬متكفي ػػؾ م ػػف‬
‫الػػدنيا‪ ،‬كلػػيس بكفػػاة مػػكت»‪ ،‬كأكلػػى ىػػذه األقػكاؿ بالصػػحة عنػػدنا قػػكؿ مػػف قػػاؿ‪ :‬معنػػى‬
‫ذلؾ‪ :‬إني قابضؾ مف األرض كرافعؾ إلي؛ لتكاتر األخبار عف رسكؿ هللا‪ ‬أنو قػاؿ‪:‬‬
‫«ين ػزؿ عيسػػى ابػػف م ػريـ فيقتػػل الػػدجاؿ» ثػػـ يمكػػث فػػي األرض مػػدة ذكرىػػا اختمفػػت‬
‫الركاية في مبم يا‪ ،‬ثـ يمكت‪ ،‬فيصمي عميو المسممكف كيدفنكنو (ٔ)(‪.)2‬‬
‫قػػاؿ الزمخشػػرؼ‪ :‬معنػػاه‪ :‬إنػػي عاصػػمؾ مػػف أف يقتمػػؾ الكفػػار كمػػؤخرؾ إلػػى أجػػل‬
‫كتبت ػػو ل ػػؾ‪ ،‬كمميت ػػؾ حت ػػف أنف ػػؾ ال قت ػػيبل بأي ػػدييـ كرافع ػػؾ إل ػػي إل ػػى س ػػمائي كمق ػػر‬
‫مبلئكتي كمطيرؾ مف الذيف كفركا مػف سػكء جػكارىـ كخبػث صػحبتيـ‪ .‬كقيػل متكفيػؾ‪:‬‬
‫قابضػػؾ مػػف األرض‪ ،‬كقيػػل‪ :‬مميتػػؾ فػػي كقتػػؾ بعػػد النػػزكؿ مػػف السػػماء كرافعػػؾ اآلف‪:‬‬
‫(ٖ)‬
‫كرافعؾ كأنػت نػائـ‬ ‫كقيل‪ :‬متكفى نفسؾ بالنكـ مف قكلو‪ :‬ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﮊ‬
‫حتػػى ال يمحقػػؾ خػػكؼ‪ ،‬كتسػػتيقع كأنػػت فػػي السػػماء آمػػف مقػػرب فػػكؽ الػػذيف كفػػركا إلػػى‬
‫يكـ القيامة(‪.)4‬‬
‫قػػاؿ القرطبػػي‪ :‬المعنػػى‪ :‬إنػػى رافعػػؾ إلػػي كمطيػػرؾ مػػف الػػذيف كفػػركا كمتكفيػػؾ بعػػد‬
‫أف تنزؿ مف السماء(٘)‪.‬‬
‫ق ػػاؿ الش ػػنقيطي‪ :‬معن ػػى‪ :‬ﮋ ﭧ ﭨ ﮊ ف ػػي الكض ػػع الم ػػكؼ‪ ،‬أؼ ح ػػائزؾ إل ػػي‬
‫ك ػػامبل بركح ػػؾ كجس ػػمؾ‪ ،‬كلك ػػف الحقيق ػػة العرفي ػػة خصص ػػت الت ػػكفي الم ػػذككر بق ػػبض‬
‫الركح دكف الجسـ(‪.)ٙ‬‬
‫قاؿ ابف تيمية‪ :‬ﮋﭧ ﭨ ﭩ ﭪﮊ‪ ،‬ينزؿ إلى األرض قبل يكـ القيامة‬

‫(ٔ) مسند أحمد مخرجا (ٖٖ‪ ،)ٖٕٙ/‬رقـ (ٕٔ٘ٔٓ)‪ ،‬باب مف حديث سمرة بف جندب عف النبي ‪.‬‬
‫(ٕ) جامع البياف (٘‪.)ٗ٘ٔ-ٗٗٚ /‬‬
‫(ٖ) الزمر‪ :‬آيةٕٗ ‪.‬‬
‫(ٗ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٔ‪.)ٖٙٚ،ٖٙٙ/‬‬
‫(٘) تفسير القرطبي (ٗ‪.)ٜٜ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (‪.)ٖٕٔ/ٚ‬‬
‫‪231‬‬
‫كيمكت حينئذ أخبر بإيمانيـ بو قبل مكتو‪ ،‬كما قاؿ تعالى في آية أخرػ‪ :‬ﮋ ﯱ ﯲ ﯳ‬
‫ﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯼﯽﯾﯿ ﰀﰁﰂﰃ‬
‫(ٔ)‬
‫كفي الصحيحيف عف‬ ‫ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﮊ‬
‫النبي ‪ ‬أنو قاؿ‪«" :‬يكشؾ أف ينزؿ فيكـ ابف مريـ حكما عدال‪ ،‬كاماما مقسطا‪،‬‬
‫فيكسر الصميب‪ ،‬كيقتل الخنزير‪ ،‬كيضع الجزية»(ٕ)"‪ ،‬كقكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮊ(ٖ)‪،‬‬
‫بيف أف هللا رفعو حيا كسممو مف القتل‪ ،‬كبيف أنيـ يؤمنكف بو قبل أف يمكت‪ ،‬ككذلؾ‬
‫كلك مات لـ يكف فرؽ بينو كبيف غيره(٘)‪.‬‬ ‫(ٗ)‬
‫قكلو‪:‬ﮋ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﮊ‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬كقاؿ تعالىﮋﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪﮊ كقاؿ سبحانو ﮋﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ‬
‫ﮓ ﮔ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮊ(‪ ،)ٙ‬كأجمعت األمة عمى أف هللا عز كجل رفع عيسى إليو إلى‬
‫السماء(‪.)ٚ‬‬
‫ابف تيمية أعمل القاعدة ىنا مف حيث تقديمو المعنى العرفي عمى الم ة‪ ،‬كالعرفي‬
‫قبض الركح دكف الجسد‪ ،‬اما الم كؼ فقبضيما معا‪ ،‬في ىذا المثاؿ كفي غيره كىك‬
‫الصحيح أف يستخدـ المعنى لمفع الذؼ يستخدـ في العرؼ بكثرة عمى المعنى الم كؼ مالـ‬
‫يككف ىناؾ قرينة قكيو تصرفو لممعنى الم كؼ‪ ،‬كىذا ىك المقرر في مذىب الشافعي كمالؾ‬
‫كاحمد‪.‬‬

‫(ٔ) الزخرؼ‪ :‬اآليات‪.ٙٔ-ٜ٘‬‬


‫(ٕ) صحيح مسمـ (ٔ‪ ،)ٖٔ٘/‬رقـ(ٕٕٗ)‪ ،‬باب نزكؿ عيسى ابف مريـ حاكما بشريعة نبينا دمحم‪ ،‬كصحيح‬
‫البخارؼ (ٖ‪ ،)ٕٛ/‬رقـ (ٕٕٕٕ)‪ ،‬باب قتل الخنزير‪.‬‬
‫(ٖ) النساء‪ :‬اآلينيف‪ٔ٘ٚ‬ك‪.ٔ٘ٛ‬‬
‫(ٗ) آؿ عمراف‪ :‬آية ٘٘‪.‬‬
‫(٘) الجكاب الصحيح لمف بدؿ ديف المسيح البف تيمية (ٗ‪.)ٖٛ-ٖٙ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬النساء‪ :‬اآليتيف ‪.ٔ٘ٛ،ٔ٘ٚ‬‬
‫(‪ )ٚ‬بياف تمبيس الجيمية في تأسيس بدعيـ الكبلمية البف تيمية (ٗ‪.)ٗ٘ٚ/‬‬
‫‪232‬‬
‫المطمب السابع‬
‫القاعدة السابعة‪ :‬القكؿ باالستقبلؿ مقدـ عمى القكؿ باإلضمار(ٔ)‪.‬‬
‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫إذا اختمػػف المفسػػركف فػػي تفسػػير آيػػة فمػػنيـ مػػف يػػرػ افتقػػار الكػػبلـ إلػػى التقػػدير‬
‫كمنيـ مف يرػ استقبلؿ الكبلـ كعدـ احتياجو إلى ذلؾ التقدير كالمعنى مسػتقيـ بدكنػو‬
‫فحم ػػل اآلي ػػة عم ػػى االس ػػتقبلؿ مق ػػدـ ألج ػػل مكافق ػػة األص ػػل‪ ،‬ألف اإلض ػػمار كالتق ػػدير‬
‫خبلؼ األصل فيجب التقميل منو‪.‬‬

‫قاؿ أبك حياف‪ :‬متى أمكف حمػل الكػبلـ عمػى غيػر إضػمار كال افتقػار‪ ،‬كػاف أكلػى‬
‫أف يسمؾ بو اإلضمار كاالفتقار‪ ،‬كىكذا تككف عادتنػا فػي إعػراب القػرآف‪ ،‬ال نسػمؾ فيػو‬
‫إال الحمل عمى أحسف الكجكه‪ ،‬كأبعدىا مف التكمف‪ ،‬كأسكغيا في لساف العرب (ٕ)‪.‬‬

‫قػػاؿ العػػز بػػف عبػػد السػػبلـ‪.." :‬كالعػػرب ال يحػػذفكف مػػا ال داللػػو عميػػو كال كصػػمو‬
‫إليو؛ ألف حذؼ ما ال داللة عميو مناؼ ل رض كضع الكبلـ مف اإلفادة كاإلفياـ"(ٖ)‪.‬‬

‫قاؿ ابف تيميػة‪ :‬ردا عمػى مػف ادعػى إضػمار اسػتفياـ فػي قكلػو تعػالى‪ :‬ﮋ ﰌ‬
‫(ٗ)‬
‫أؼ أفمف نفسؾ؟‪ ،‬قمت‪ :‬كاضمار االستفياـ ‪-‬إذا دؿ عميػو‬ ‫ﰍﰎ ﰏ ﰐﰑﮊ‬
‫الكػػبلـ‪ -‬ال يقتضػػي جػكاز إضػػماره فػػي الخبػػر المخصػػكص مػػف غيػػر داللػػة‪ ،‬فػػإف ىػػذا‬
‫ينػػاقض المقصػػكد‪ ،‬كيسػػتمزـ أف كػػل مػػف أراد أف ينفػػي مػػا أخبػػر هللا بػػو يقػػدر أف ينفيػػو‬
‫بأف يقدر في خبره استفياما‪ ،‬كيجعمو استفياـ إنكار(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) المسػػتدرؾ عم ػػى مجم ػػكع فت ػػاكػ الب ػػف تيميػػة‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٛ ( ،‬ىػ ػػ)‪ ،)ٕٛٚ/ٕ( ،‬ش ػػرح مقدم ػػة التس ػػييل لعم ػػكـ‬
‫التنزيل البف جزؼ (ص‪ )ٔ٘ٚ:‬شرح مختصر الركضة (ٖ‪.)ٔ٘ٙ/‬‬
‫(ٕ) البحر المحيط (ٔ‪.)ٙٔ/‬‬
‫(ٖ) اإلشارة إلى اإليجاز (ص‪.)ٕ:‬‬
‫(ٗ) النساء‪ :‬آية ‪.ٜٚ‬‬
‫(٘) مجمكع الفتاكػ (ٗٔ‪.)ٕٕٗ/‬‬
‫‪233‬‬
‫األمثمة التطبيقية‪ :‬ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﮊ(ٔ)‪.‬‬

‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬كقكلو‪ :‬ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﮊ يقكؿ تعالى ذكره‪ :‬كاذا جاء‬


‫ربؾ يا دمحم كأمبلكو صفكفا صفا بعد صف(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬قيل‪ :‬إتياف هللا تعالى مجيئو لفصل القضاء بيف خمقو في مكقف‬
‫القيامة‪ ،‬كما قاؿ تعالى‪:‬ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﮊ‪ ،‬صفا كليس مجيئو تعالى‬
‫حركة كال انتقاال كال زكاال‪ ،‬ألف ذلؾ إنما يككف إذا كاف الجائي جسما أك جكى ار‪،‬‬
‫كالذؼ عميو جميكر أئمة أىل السنة أنيـ يقكلكف‪ :‬يجئ كينزؿ كيأتي‪ ،‬كال يكيفكف‪،‬‬
‫ألنو ﮋ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ(ٖ) (ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ الشنقيطي‪ :‬قيل كالمعنى‪ :‬أف السماء تنفتح ب ماـ يخرج منيا‪ ،‬كفي ال ماـ‬
‫المبلئكة ينزلكف‪ ،‬كفي أيدييـ صحف أعماؿ العباد(٘)‪.‬‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬معنى إسناد المجيء إلى هللا‪ ،‬كالحركة كاالنتقاؿ إنما يجكزاف عمى‬
‫مف كاف في جية قمت‪ :‬ىك تمثيل لظيكر آيات اقتداره كتبيف آثار قيره كسمطانو‪ :‬مثمت‬
‫حالو في ذلؾ محاؿ الممؾ إذا حضر بنفسو ظير بحضكره مف آثار الييبة كالسياسة ما‬
‫ال يظير بحضكر عساكره كميا ككزرائو كخكاصو عف بكرة أبييـ(‪.)ٙ‬‬
‫كجاء أَمر ربؾ‬
‫َ‬ ‫كفي التفسير الكسيط‪ :‬ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﮊ أَؼ‪:‬‬
‫كقضاؤه بحذؼ المضاؼ لمتيكيل‪ ،‬كاختار جماعة أَنو تمثيل لظيكر آيات اقتداره‪،‬‬
‫ُ‬
‫ككضكح آثار قدرتو كسمطانو ‪ ‬ك أرَؼ السمف ‪ --‬أَنو مجيء مف غير تكييف‬
‫كال تمثيل نؤمف بو كال نطمب معناه(‪.)ٚ‬‬

‫(ٔ) الفجر‪ :‬آيةٕٕ‪.‬‬


‫(ٕ) جامع البياف (ٕٗ‪.)ٖٛٗ/‬‬
‫(ٖ) الشكرػ‪ :‬آيةٔٔ‪.‬‬
‫(ٗ) تفسير القرطبي (‪.)ٔٗ٘/ٚ‬‬
‫(٘) أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (‪.)ٗٗ/ٙ‬‬
‫(‪ )ٙ‬الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٗ‪.)ٚ٘ٔ/‬‬
‫(‪ )ٚ‬التفسير الكسيط ‪ -‬مجمع البحكث (ٓٔ‪.)ٜٔٓ٘/‬‬
‫‪234‬‬
‫قـــال ابــــن تيميـــة‪ :‬ﮋﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﮊ كأف هللا يق ػػرب م ػػف خمق ػػو‬
‫كيف شاء كما قاؿ‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﮊ(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬قكلػو‪ :‬ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﮊ‪ ،‬كقكلػو‪:‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫(ٗ)‬
‫عػ ػ ػ ػػف‬ ‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﮊ(ٖ)‪ ،‬كاألحاديػ ػ ػ ػػث المت ػ ػ ػ ػكاترة‬
‫النبػػي ‪ ‬فػي إتيػػاف الػػرب يػػكـ القيامػػة كثيػرة‪ ،‬ككػػذلؾ إتيانػػو ألىػػل الجنػػة يػػكـ الجمعػػة‪،‬‬
‫كىذا مما احتج بو السمف عمى مف ينكر الحديث‪ ،‬فبينكا لو أف القرآف يصدؽ معناه‪.‬‬
‫قكلو‪:‬ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﮊ كميـ يقكؿ ينػزؿ كيتجمػى كيجػيء بػبل كيػف‪،‬‬
‫كال يقكلكف كيف يجيء ككيف يتجمى ككيف ينزؿ(٘)‪.‬‬
‫نمحع اف ابف تيمية اعمل القاعدة ىنا ايضا كىك قكلو باالستقبلؿ بدال مف القكؿ‬
‫باإلضمار فأثبت استقاؿ القكؿ بمجيء هللا عز كجل يكـ القيامة مجيئا يميق بجبلؿ‬
‫كجيو كعظيـ سمطانو بدكف اضمار‪ ،‬اك تأكيل كبالكيفية التى تميق بو سبحانو‪ ،‬كىذا‬
‫ىك القكؿ األكلى كهللا أعمـ‪.‬‬
‫كمف األمثمة‪ :‬قكلو‪ :‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ(‪.)ٙ‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬عف ابف عباس‪ ‬في قكلو‪" :‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫الساعة" كقاؿ آخركف‪ :‬بل ال اشية‪ :‬النار ت شى كجكه الكفرة‪ ،‬عف سعيد بف جبير في‬
‫قكلو‪" :‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ قاؿ‪ :‬غاشية النار "كالصكاب مف القكؿ في ذلؾ‪ :‬أف‬
‫يقاؿ‪ :‬إف هللا قاؿ لنبيو‪ :‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ كلـ يخبرنا أنو عنى غاشية‬

‫(ٔ) ؽ‪ :‬آية ‪.ٔٙ‬‬


‫(ٕ) مجمكعة الرسائل كالمسائل البف تيمية ‪ -‬رشيد رضا (ٔ‪.)ٕٔٓ/‬‬
‫(ٖ) األنعاـ‪ :‬آية‪.ٔ٘ٛ‬‬
‫(ٗ) صػ ػػحيح البخ ػ ػػارؼ (‪ ،)ٕٔٛ/ٜ‬رق ػ ػػـ(‪ ،)ٖٚٗٚ‬بػ ػػاب قكل ػ ػػو‪ :‬ﮋ ﭙ ﭚ ﭛ ﭝ ﭞ ﭟ ﮊ القيام ػ ػػة‪،)ٕٕ،ٕٖ( :‬‬
‫صحيح ابف حباف – مخرجا (‪ ،)ٗٙٙ/ٔٙ‬رقـ(‪ ،)ٖٚٗٛ‬بػاب ذكػر اإلخبػار عػف زيػارة أىػل الجنػة معبػكدىـ‬
‫جل كعبل‪ ،‬الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (‪.)ٖٗٔ/ٙ‬‬
‫(٘) شرح حديث النزكؿ البف تيمية‪ ،‬المكتب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط٘‪ٖٜٔٚ( ،‬ىػ‪ٜٔٚٚ/‬ـ)‪( ،‬ص‪.)ٖٜ:‬‬
‫(‪ )ٙ‬ال اشية‪ :‬آيةٔ‪.‬‬
‫‪235‬‬
‫القيامة‪ ،‬كال أنو عنى غاشية النار‪ ،‬ككمتاىما غاشية‪ ،‬ىذه ت شى الناس بالببلء كاألىكاؿ‬
‫كالكركب‪ ،‬كىذه ت شى الكفار بالمفح في الكجكه‪ ،‬كالشكاظ كالنحاس‪ ،‬فبل قكؿ في ذلؾ‬
‫أصح مف أف يقاؿ كما قاؿ جل ثناؤه‪ ،‬كيعـ الخبر بذلؾ كما عمو(ٔ)‪.‬‬
‫قػػاؿ الزجػػاج‪ :‬قكلػػو عػ َّػز كجػ َّػل‪:‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ‪ ،‬قيػػل إف ال اشػػية القيامػػة‬
‫ألنيا ت شى الخمق‪ ،‬كقيل ال اشية النار ألنيا ت شى كجكه الكفار(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬ال اشية الداىية التي ت شى الناس بشدائدىا كتمبسيـ أىكاليا‪ .‬يعنى‬
‫القيامة(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ العز ابف عبدالسبلـ‪ :‬ﮋ ﭧ ﮊ القيامة ت شى الناس باألىكاؿ أك النار‬
‫ت شى كجكه الكفار(‪.)4‬‬
‫قاؿ القرطبي‪ :‬قيل‪ :‬أؼ قد جاءؾ يا دمحم حديث ال اشية‪ ،‬أؼ القيامة التي ت شى‬
‫الخبلئق بأىكاليا كأفزاعيا‪ ،‬قالو أكثر المفسريف‪ .‬كقاؿ سعيد بف جبير‪ :‬ﮋ ﭧ ﮊ‪:‬‬
‫ِ‬
‫أسماء يكـ القيامة‬ ‫النار ت شى كجكه الكفار(٘)‪ ،‬كفي التفسير الكسيط‪ :‬ﮋ ﭧ ﮊ‪ :‬مف‬
‫َمر‪ِ :‬إذا غطاه(‪.)ٙ‬‬ ‫ِ‬
‫مف َغشَي ُو األ ُ‬
‫ق ػػاؿ ش ػػيخ اإلس ػػبلـ اب ػػف تيمي ػػة‪ :‬ق ػػاؿ تع ػػالى‪ :‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫ ﭭ ﭮ ﭰ ﭱ ﭲ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﮊ(‪ ،)ٚ‬فييػ ػػا ق ػ ػكالف‪ :‬أحػ ػػدىما أف المعنػ ػػى‬
‫كجكه في الدنيا خاشعة عاممػة ناصػبة تصػمى يػكـ القيامػة نػا ار حاميػة كيعنػي بيػا عبػاد‬
‫الكفار كالرىباف كعباد البدكد كربما تؤكلت في أىل البدع كالخكارج‪.‬‬
‫كالقكؿ الثاني‪ :‬أف المعنى أنيا يكـ القيامة تخشع أؼ تذؿ كتعمل كتنصب‪.‬‬

‫(ٔ) جامع البياف (ٕٗ‪.)ٖٕٚ/‬‬


‫(ٕ) معاني القرآف كاعرابو إبراىيـ بف السرؼ بف سيل‪ ،‬أبك إسحاؽ الزجاج (ت‪ٖٔٔ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الجميل عبده شمبي‪،‬‬
‫عالـ الكتب – بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٛ( ،‬ىػ‪ٜٔٛٛ-‬ـ)‪.)ٖٔٚ/٘( ،‬‬
‫(ٖ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٗ‪.)ٚٗٔ /‬‬
‫(ٗ) تفسير القرآف لعز الديف عبد العزيز بف عبد السبلـ السممي‪ ،‬سمطاف العمماء‪ ،‬المتكفى‪ٙٙٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتكر عبد‬
‫هللا الكىبي‪ ،‬دار ابف حزـ‪ -‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٙ( ،‬ىػ ‪ٜٜٔٙ/‬ـ)‪.)ٗٗ٘/ٖ( ،‬‬
‫(٘) تفسير القرطبي (ٕٓ‪.)ٕ٘/‬‬
‫(‪ )ٙ‬التفسير الكسيط ‪ -‬مجمع البحكث (ٓٔ‪.)ٔٛٛٗ/‬‬
‫(‪ )ٚ‬ال اشية‪ :‬اآلياتٔ‪.٘-‬‬
‫‪236‬‬
‫قمػػت ىػػذا ىػػك الحػػق لػػكجييف أحػػدىما‪ :‬أنػػو عمػػى ىػػذا التقػػدير يتعمػػق الظػػرؼ‬
‫بما يميو أؼ‪ :‬كجكه يػكـ ال اشػية خاشػعة عاممػة ناصػبة صػالية‪ ،‬كعمػى األكؿ ال يتعمػق‬
‫إال بقكلػ ػػو ﮋﭰ ﮊ كيكػ ػػكف قكلػ ػػو ﮋ ﭫ ﮊ صػ ػػفة لمكجػ ػػكه قػ ػػد فصػ ػػل بػ ػػيف الصػ ػػفة‬
‫كالمكصكؼ بأجنبي متعمق بصفة أخرػ متأخرة كالتقدير‪ :‬كجكه خاشػعة عاممػة ناصػبة‬
‫يكمئ ػػذ تص ػػمى ن ػػا ار حامي ػػة‪ ،‬كالتق ػػديـ كالت ػػأخير عم ػػى خ ػػبلؼ األص ػػل؛ فاألص ػػل إقػ ػرار‬
‫الكػػبلـ عمػػى نظمػػو كترتيبػػو‪ ،‬ثػػـ إنمػػا يجػػكز فيػػو التقػػديـ كالتػػأخير مػػع القرينػػة أمػػا مػػع‬
‫المبس فػبل يجػكز‪ ،‬الكجػو الثػاني‪ :‬أف هللا قػد ذكػر كجػكه األشػقياء ككجػكه السػعداء فػي‬
‫(ٔ)‬
‫كمعمػػكـ أنػػو إنمػػا‬ ‫السػػكرة فقػػاؿ بعػػد ذلػػؾ‪ :‬ﮋ ﮇ ﮈ ﮉ ﮋ ﮌ ﮎ ﮏ ﮐ ﮊ‬
‫كصػػفيا بالنعمػػة يػػكـ القيامػػة ال فػػي الػػدنيا؛ إذ ىػػذا لػػيس بمػػدح فالكاجػػب تشػػابو الكػػبلـ‬
‫كتنػػاظر القسػػميف ال اختبلفيمػػا كحينئػػذ فيكػػكف األشػػقياء كصػػفت كجػػكىيـ بحاليػػا فػػي‬
‫اآلخرة(ٕ)‪.‬‬
‫اكد ابف تيمية القكؿ باالستقبلؿ كأف المعنى يكـ القيامة عمى االسػتقبلؿ كالظػاىر‬
‫بدكف إضمار كتقدير أك تقديـ كتأخير فاالستقبلؿ مقدـ عمى االضمار‪ ،‬كىذا ما كافػق‬
‫القاعدة‪ ،‬كىك األكلى‪.‬‬
‫كمف ىنا نجد مف المثاليف أف ابف تيمية استخدـ القاعدة كسار عمييا في تفسيره‪.‬‬

‫(ٔ) ال اشية‪ :‬اآليات‪.ٔٓ-ٛ‬‬


‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕٔٛ،ٕٔٚ/ٔٙ‬‬
‫‪237‬‬
‫المطمب الثامن‬
‫القاعدة الثامنة‪ :‬حمل ألفاظ الكحي عمى التبايف أرجح مف حمميا‬
‫عمى الترادؼ(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫عند اختبلؼ المفسريف في تفسير ألفاظ القرآف‪ ،‬بيف قائل بترادؼ بعض األلفاظ تأكيداً‬
‫لممعنى المذككر‪ ،‬كقائل بالتبايف بيف معانييا فالراجح حمميا عمى التبايف‪ ،‬ألنو األصل كىك‬
‫األكثر في الم ة إلفادتو معنى جديدا‪ ،‬كأما حمميا عمى الترادؼ فيي ال تككف إال مؤكدة‬
‫لسابقتيا‪ ،‬كالتأسيس أكلى مف التأكيد‪ ،‬كمما قاؿ ابف تيمية في ذلؾ‪ :‬إف الترادؼ في الم ة‬
‫قميل كأما في ألفاظ القرآف فإما نادر كاما معدكـ كقل أف يعبر عف لفع كاحد بمفع كاحد‬
‫يؤدؼ جميع معناه؛ بل يككف فيو تقريب لمعناه كىذا مف أسباب إعجاز القرآف(ٕ)‪.‬‬

‫كمما قيل في ترجيح التبايف عمى الترادؼ‪ :‬الترادؼ خبلؼ األصل فإذا دار‬
‫المفع بيف ككنو مترادفا أك متباينا فحممو عمى المتبايف أكلى‪ ،‬ألف القصد اإلفياـ(ٖ)‪.‬‬
‫كالفرؽ بيف المترادؼ كالمؤكد أف المترادفيف يفيداف فائدة كاحدة مف غير تفاكت‬
‫أصبل‪ ،‬كأما المؤكد فبل يفيد عيف فائدة المؤكد بل يفيد تقكيتو (ٗ)‪.‬‬
‫الترادؼ‪ :‬ىك األلفاظ المفردة الدالة عمى شيء كاحد باعتبار كاحد(٘)‪.‬‬
‫التبايف‪ :‬ىي األلفاظ المختمفة لممعاني المختمفة(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) انظر مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪ ،)ٖٗٔ/‬البحر المحيط في أصكؿ الفقو (ٕ‪.)ٖٙٓ/‬‬
‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٖٗٔ/‬‬
‫(ٖ) البحر المحيط في أصكؿ الفقو (ٕ‪.)ٖٙٓ/‬‬
‫(ٗ) انظر‪ :‬شرح الكككب المنير (ٔ‪ ،)ٔٗ٘/‬كالمزىر (ٔ‪.)ٕٗٓ/‬‬
‫(٘) البحر المحيط لبدر الديف دمحم الزركشي (المتكفى‪ٜٚٗ:‬ىػ)‪ ،‬دار الكتبي‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٗ( ،‬ىػ)‪.)ٖ٘٘/ٕ( ،‬‬
‫(‪ )ٙ‬التعريفات لعمي بف دمحم بف عمي الجرجاني (ت‪ٛٔٙ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬جماعة مف العمماء‪ ،‬دار الكتب العممية بيركت‪-‬‬
‫لبناف‪ ،‬ط‪ٖٔٗٓ( ،‬ىػ)‪ ،)ٖٚ/ٔ( ،‬شرح تنقيح الفصكؿ‪ ،‬ألحمد بف إدريس المالكي الشيير بالقرافي (ت‪ٙٛٗ:‬ىػ)‪،‬‬

‫‪238‬‬
‫األمثمة التطبيقية‪:‬‬

‫منيا قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﮊ(ٔ)‪.‬‬


‫قػػاؿ اب ػػف أب ػػي ح ػػاتـ‪ :‬ع ػػف اب ػػف عب ػػاس فػػي قكل ػػو‪ :‬ي ػػكـ تم ػػكر الس ػػماء م ػػك ار ق ػػاؿ‪:‬‬
‫تحرؾ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬تمكر السماء تضطرب كتجيء كتذىب‪ .‬كقيل‪ :‬المكر تحػرؾ فػي‬
‫تمكج‪ ،‬كىك الشيء يتردد(ٖ)‪.‬‬
‫ق ػ ػػاؿ القرطب ػ ػػي‪ :‬قكل ػ ػػو تع ػ ػػالى‪:‬ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﮊ العام ػ ػػل ف ػ ػػي ي ػ ػػكـ قكل ػ ػػو‪:‬‬
‫(ٗ)‬
‫أؼ يقع العذاب بيػـ يػكـ القيامػة كىػك اليػكـ الػذؼ تمػكر فيػو السػماء‪ ،‬قػاؿ‬ ‫ﮋﯔ ﮊ‬
‫أىل الم ة‪ :‬مار الشيء يمكر مكرا‪ ،‬أؼ تحرؾ كجاء كذىب كما تتكفػأ النخمػة العيدانػة‪،‬‬
‫أؼ الطكيمػػة‪ ،‬كالتمػػكر مثمػػو‪ ،‬كقػػاؿ الضػػحاؾ‪ :‬يمػػكج بعضػػيا فػػي بعػػض‪ ،‬كقػػاؿ مجاىػػد‪:‬‬
‫تدكر دك ار‪ ،‬كقاؿ األخفش‪ :‬تكفأ‪ ،‬كأنشد لؤلعشى(٘)‪:‬‬
‫كأف مشيتيا مف بيت جارتيا ‪ ...‬مكر السحابة ال ريث كال عجل‬
‫كقيل تجرؼ جريا‪ ،‬كمنو قكؿ جرير(‪:)ٙ‬‬
‫كما زالت القتمى تمكر دماؤىا ‪ ...‬بدجمة حتى ماء دجمة أشكل‬
‫كقاؿ ابف عباس ‪ :‬تمكر السماء يكمئذ بما فييا كتضطرب‪ ،‬كقيل‪ :‬يدكر أىميا‬

‫تحقيق‪ :‬طو عبد الرؤكؼ سعد‪ ،‬شركة الطباعة الفنية المتحدة‪ ،‬طٔ‪ٖٜٖٔ( ،‬ىػ‪ٜٖٔٚ-‬ـ)‪( ،‬ص‪.)ٖٙ:‬‬
‫(ٔ) الطكر‪ :‬آية ‪.ٜ‬‬
‫(ٕ) تفسير ابف أبي حاتـ(ٓٔ‪.)ٖٖٔ٘/‬‬
‫(ٖ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٗ‪.)ٜٗٓ/‬‬
‫(ٗ) الطكر‪ :‬آية‪. ٚ‬‬
‫َع َشى‪ :‬ميمكف بف قيس بف جندؿ‪ ،‬مف بني قيس بف ثعمبة الكائمي أبك بصير‪ ،‬مف شعراء الطبقة األكلى في‬ ‫(٘) األ ْ‬
‫الجاىمية‪ ،‬كأحد أصحاب المعمقات‪ ،‬غزير الشعر‪ ،‬يسمؾ فيو كل مسمؾ‪ ،‬كليس أحد ممف عرؼ قبمو أكثر شع ار منو‪،‬‬
‫(‪ٚ‬ىػ=‪ٕٜٙ‬ـ)‪ .‬الشعر كالشعراء (ٕ‪ ،)ٔٓٔٔ/‬مختصر تاريخ دمشق لدمحم بف مكرـ بف عمى أبك الفضل جماؿ الديف‬
‫ابف منظكر الركيفعى (تٔٔ‪ٚ‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬ركحية النحاس‪ ،‬رياض عبد الحميد مراد‪ ،‬دمحم مطيع‪ ،‬دار الفكر لمطباعة‬
‫كالتكزيع كالنشر‪ ،‬دمشق– سكريا‪ ،‬طٔ‪ٕٔٗٓ(،‬ىػ‪ٜٔٛٗ -‬ـ)‪.)٘ٙ/ٕٙ( ،‬‬
‫(‪ ) ٙ‬جرير بف عطية بف الخطفى‪ ،‬كاسمو حذيفة‪ ،‬التميمي الشاعر المشيكر؛ كاف مف فحكؿ شعراء اإلسبلـ‪ ،‬كىك أشعر‬
‫مف الفرزدؽ عند أكثر أىل العمـ بيذا الشأف‪ ،‬كأجمعت العمماء عمى أنو ليس في شعراء اإلسبلـ مثل ثبلثة‪ :‬جرير‬
‫كالفرزدؽ كاألخطل(ت‪ٔٔٔ :‬ق)‪ .‬كفيات األعياف (ٔ‪.)ٖٕٔ/‬‬

‫‪239‬‬
‫فييا كيمكج بعضيـ في بعض‪ ،‬كالمكر أيضا الطريق‪ ،‬كالمكر المكج‪ ،‬كناقة مكارة اليد‬
‫أؼ سريعة‪ ،‬كالبعير يمكر عضداه إذا ترددا في عرض جنبو‪ ،‬كالمكر بالضـ ال بار‬
‫بالريح‪ ،‬كقيل‪ :‬إف السماء ىا ىنا الفمؾ كمكره اضطراب نظمو كاختبلؼ سيره(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ الشككاني‪ :‬كالمكر‪ :‬االضطراب كالحركة‪ ،‬قاؿ أىل الم ة‪ :‬مار الشيء يمكر‬
‫مك ار إذا تحرؾ كجاء كذىب‪ ،‬قالو األخفش كأبك عبيدة(ٕ)‪ ،‬كمعنى اآلية أف العذاب يقع‬
‫بالعصاة كال يدفعو عنيـ دافع في ىذا اليكـ الذؼ تككف فيو السماء ىكذا‪ ،‬كىك يكـ‬
‫القيامة‪ ،‬كقيل‪ :‬إف السماء ىا ىنا الفمؾ‪ ،‬كمكره‪ :‬اضطراب نظمو كاختبلؼ سيره(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ الرازؼ‪ :‬ما مكر السماء؟ نقكؿ خركجيا عف مكانيا تتردد كتمكج(ٗ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪:‬‬
‫مف األقكاؿ المكجكدة عنيـ كيجعميا بعض الناس اختبلفا أف يعبركا عف المعاني‬
‫بألفاظ متقاربة ال مترادفة فإف الترادؼ في الم ة قميل كأما في ألفاظ القرآف فإما نادر‬
‫كاما معدكـ كقل أف يعبر عف لفع كاحد بمفع كاحد يؤدؼ جميع معناه؛ بل يككف فيو‬
‫تقريب لمعناه كىذا مف أسباب إعجاز القرآف فإذا قاؿ القائل‪ :‬ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﮊ‬
‫إف المكر ىك الحركة كاف تقريبا إذ المكر حركة خفيفة سريعة(٘)‪.‬‬
‫فنجد اف ابف تيمية أكد عمى القاعدة كاستخدميا بكضكح‪ ،‬كلـ يقل بالترادؼ بل‬
‫األصل في تفسير كبلـ هللا التبايف ال الترادؼ فميست األلفاظ في القرآف الكريـ مترادفو‬
‫ففي ذلؾ شيء مف النقص لكف كل لفع يحمل معنى مستقل‪.‬‬

‫(ٔ) تفسير القرطبي (‪.)ٖٙ/ٔٚ‬‬


‫(ٕ) معمر بف المثنى أبك عبيدة النحكؼ‪ :‬مف أئمة العمـ باألدب كالم ة‪ ،‬مكلده ككفاتو في البصرة‪ ،‬قاؿ الجاحع‪:‬‬
‫لـ يكف في األرض أعمـ بجميع العمكـ منو‪ ،‬مف حفاظ الحديث‪ٕٜٓ-ٔٔٓ( ،‬ىػ=‪ٕٛٗ-ٕٚٛ‬ـ)‪ ،‬ميزاف‬
‫االعتداؿ (ٗ‪ ،)ٔ٘٘/‬كفيات األعياف (٘‪.)ٕٖ٘/‬‬
‫(ٖ) فتح القدير لمشككاني (٘‪.)ٔٔ٘،ٔٔٗ/‬‬
‫(ٗ) مفاتيح ال يب أك التفسير الكبير (‪.)ٕٓٔ/ٕٛ‬‬
‫(٘) مجمكع الفتاكػ (ٖٔ‪.)ٖٗٔ/‬‬
‫‪241‬‬
‫كمف األمثمة‪ :‬ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﮊ(‪.)٦‬‬
‫قػػاؿ الطب ػػرؼ‪ :‬ع ػػف ابػػف عب ػػاس‪" :‬ﮋﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﮊ يعن ػػي‪ :‬ي ػػؤمف‬
‫باهلل كيصدؽ المؤمنيف"(ٕ)‪.‬‬
‫ق ػػاؿ الػ ػرازؼ‪ :‬اإليم ػػاف المع ػػدػ إل ػػى هللا المػ ػراد من ػػو التص ػػديق ال ػػذؼ ى ػػك نق ػػيض‬
‫الكفػػر‪ ،‬فعػػدػ بالبػػاء‪ ،‬كاإليمػػاف المعػػدػ إلػػى المػػؤمنيف معنػػاه االسػػتماع مػػنيـ كالتسػػميـ‬
‫لقكليـ فيتعدػ بالبلـ‪ ،‬كما في قكلو‪ :‬ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﮊ(ٖ)(ٗ)‪.‬‬
‫قػػاؿ الشػػككاني‪ :‬ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﮊ أؼ‪ :‬يصػػدؽ بػػاهلل‪ ،‬كيصػػدؽ‬
‫المؤمنيف لما عمـ فييـ مف خمكص اإليماف(٘)‪.‬‬
‫كفػػي التفسػػير الكسػػيط‪ :‬ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﮊ أَؼ يصػػدؽ بػػاهللِ الػػذؼ ال‬
‫يشػػؾ فيػػو عاقػػل‪ ،‬كيصػػدؽ المػ ْػؤمنيف كيسػػمـ ليػػـ‪ ،‬لظيػػكر ِإخػػبلص نيػػاتيـ كاطمئنػػاف‬
‫قمكبيـ(‪.)ٙ‬‬
‫قػػاؿ ابػػف تيميػػة‪ :‬ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﮊ ففػػرؽ بػػيف إيمانػػو بػػاهلل كايمانػػو‬
‫لمم ػػؤمنيف؛ ألف المػ ػراد يص ػػدؽ الم ػػؤمنيف إذا أخب ػػركه كأم ػػا إيمان ػػو ب ػػاهلل في ػػك م ػػف ب ػػاب‬
‫اإلقرار بو(‪.)ٚ‬‬
‫كقاؿ في مكضع آخػر‪ :‬كفػرؽ بػيف آمػف لػو كآمػف بػو فػاألكؿ يقػاؿ لممخبػر كالثػاني‬
‫لممخبػػر بػػو كمػػا قػػاؿ إخػػكة يكسػػف ككمػػا قػػاؿ تعػػالى ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﮊ‬
‫ففرؽ بيف إيمانو باهلل كايمانو لممؤمنيف ألف المراد تصديق إذا أخبػركه كأمػا إيمانػو بػاهلل‬

‫(ٔ) التكبة‪ :‬آيةٔ‪.ٙ‬‬


‫(ٕ) جامع البياف (ٔٔ‪.)ٖ٘ٛ/‬‬
‫(ٖ) يكسف‪ :‬آية ‪.ٔٚ‬‬
‫(ٗ) مفاتيح ال يب أك التفسير الكبير (‪.)ٜٓ/ٔٙ‬‬
‫(٘) فتح القدير لمشككاني (ٕ‪.)ٕٗٛ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬التفسير الكسيط ‪ -‬مجمع البحكث (ٖ‪.)ٕٖٔٚ/‬‬
‫(‪ )ٚ‬الفتاكػ الكبرػ البف تيمية (٘‪.)ٕٕٗ/‬‬
‫‪241‬‬
‫(ٔ)‬
‫أؼ نقػر ليمػا كلصػدقيما‬ ‫فيك مف باب اإلقرار بػو كمنػو قكلػو ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮊ‬
‫كقكلو ﮋ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ(ٖ)(ٗ)‪.‬‬ ‫(ٕ)‬
‫كمنو ﮋﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ‬
‫ىناؾ في اآلية فرؽ بيف لفظتي يؤمف فاألكلى اإليماف باهلل كالثانية التصديق‬
‫لممؤمنيف فبينيما تبايف ال ترادؼ كىذا ما قاؿ بو ابف تيمية كغيره كىكه ما كافق‬
‫القاعدة‪ ،‬كمف ىنا نجد أف ابف تيمية رحمو هللا أعمل القاعدة في تفسيره كقاؿ بالتبايف‬
‫في االلفاظ ال الترادؼ كىك األكلى في كتاب هللا تعالى‪.‬‬

‫(ٔ) المؤمنكف‪ :‬آية ‪.ٗٚ‬‬


‫(ٕ) البقرة‪ :‬آية٘‪.ٚ‬‬
‫(ٖ) العنكبكت‪ :‬آية ‪.ٕٙ‬‬
‫(ٗ) مختصر الفتاكػ المصرية (ص‪.)ٖٖٔ:‬‬
‫‪242‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة بمرجع الضمير‪.‬‬
‫المطمب األول‪:‬‬
‫القاعدة األولى‪ :‬إعادة الضمير إلى مذكور أولى من‬
‫مقدر‪.‬‬
‫إعادتو عمى ّ‬
‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬توحيد مرجع الضمائر في السياق الواحد‬
‫أولى من تفريقيا‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪:‬‬
‫القاعدة الثالثة‪ :‬األصل إعادة الضمير إلى أقرب مذكور‬

‫‪243‬‬
‫المطمب األول‪:‬‬
‫القاعدة األولى‪ :‬إعادة الضمير إلى مذككر أكلى مف إعادتو عمى‬
‫مقدر(ٔ)‪.‬‬
‫ّ‬
‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫إف كجد خبلؼ بيف أف يحتمل السياؽ إعادة الضػمير إلػى مػذككر أك إعادتػو إلػى‬
‫مق ػػدر‪ ،‬فإع ػػادة الض ػػمير إل ػػى الم ػػذككر أكل ػػى؛ ألف اإلع ػػادة إل ػػى المق ػػدر م ػػع إمك ػػاف‬
‫اإلعادة إلى المذككر فيو إخراج لآليػة عػف نظميػا دكف مكجػب‪ ،‬فالمػذككر فػي السػياؽ‬
‫أكلى أف تحمل الفاظ القػرآف عميػو‪ ،‬ىػذا فػي حالػة احتمػاؿ الضػمير لؤلمػريف كاخػتبلؼ‬
‫العمماء عمى القكليف أما إذا لـ يقع خبلؼ فبل يدخل تحت ىذه القاعدة‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية‪:‬‬

‫منيا قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮊ(ٕ)‪.‬‬

‫قاؿ الصنعاني‪ :‬عف قتادة‪ ،‬في قكلو تعػالى‪ :‬ﮋﮞ ﮟ ﮠﮊ‪ ،‬قػاؿ‪« :‬لسػانو‬
‫ىك الشػاىد»‪ ،‬كقيػل‪« :‬جبريػل شػاىد مػف هللا»‪ ،‬كعػف الثػكرؼ‪ ،‬فػي قكلػو تعػالى‪ :‬ﮋﮘ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮊ قػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‪ :‬دمحم‪،‬ﮋﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮊ‪،‬‬
‫قاؿ‪ :‬جبريل(ٖ)‪.‬‬
‫قػػاؿ ال ػرازؼ‪ :‬قي ػػل أف الم ػراد بقكل ػػو‪ :‬يتمػػكه ىػػك ال ػػتبلكة بمعنػػى القػ ػراءة كعمػػى ى ػػذا‬
‫التقدير فذكركا في تفسير الشاىد كجكىا‪ :‬أحدىا‪:‬‬
‫أنو جبريل ‪ ،‬كالمعنى‪ :‬أف جبريل ‪ ‬يق أر القرآف عمى دمحم ‪.‬‬

‫(ٔ) انظر مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪ )ٜٗٗ/‬ك(٘ٔ‪ ،)ٜٛ،ٛٛ/‬أحكاـ القرآف (ٖ‪.)ٖٔٛ/‬‬


‫(ٕ) ىكد‪ :‬آية ‪.ٔٚ‬‬
‫(ٖ) تفسير عبد الرزاؽ الصنعاني (ٕ‪.)ٔٛ٘،ٔٛٗ/‬‬
‫‪244‬‬
‫كثانييػػا‪ :‬أف ذلػػؾ الشػػاىد ىػػك لسػػاف دمحم ‪ ‬كىػػك قػػكؿ الحسػػف‪ ،‬كركايػػة عػػف دمحم‬
‫بف الحنفية (ٔ)عف عمي رضي هللا عنيما قاؿ‪ :‬قمت ألبي أنػت التػالي قػاؿ‪ :‬كمػا معنػى‬
‫التالي قمت قكلو‪ :‬ﮋﮞ ﮟ ﮠﮊ قاؿ كددت أني ىك كلكنو لساف رسكؿ هللا ‪‬‬
‫‪ ،‬قيل‪ :‬أف الذؼ كصفو هللا تعالى بأنو عمى بينة ىـ المؤمنكف كىـ أصحاب النبػي ‪‬‬
‫‪ ،‬كالمػراد بالبينػػة القػرآف كيتمػػكه أؼ كيتمػػك الكتػػاب الػػذؼ ىػػك الحجػػة يعنػػي كيعقبػػو شػػاىد‬
‫مػف هللا تعػالى‪ ،‬كقػاؿ الفػراء‪ :‬كيتمػػكه شػاىد منػو يعنػي اإلنجيػػل يتمػك القػرآف كاف كػاف قػػد‬
‫أنػػزؿ قبمػػو‪ ،‬كالمعنػػى أنػػو يتمػػكه فػػي التصػػديق‪ ،‬كتقري ػره‪ :‬أنػػو تعػػالى ذكػػر دمحما ‪ ‬فػػي‬
‫اإلنجيػػل‪ ،‬كأمػػر باإليمػػاف بػػو‪ ،‬كىػػذيف القػػكليف كاف كانػػا محتممػػيف إال أف القػػكؿ األكؿ‬
‫أقكػ كأتـ(ٕ)‪.‬‬
‫قػػاؿ القرطبػػي‪ :‬عػػف الحسػػف‪" :‬ﮋ ﮞ ﮟ ﮠﮊ قػػاؿ‪ :‬لسػػانو"‪ ،‬قيػػل قكلػػو‬
‫تع ػ ػػالى‪ :‬ﮋﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮊ ق ػ ػػاؿ‪ :‬رس ػ ػػكؿ هللا ‪ ‬ك ػ ػػاف‬
‫عمػػى بينػػة مػػف ربػػو‪ ،‬كالق ػرآف يتمػػكه شػػاىد منػػو أيضػػا مػػف هللا بأنػػو رسػػكؿ هللا ‪،‬‬
‫كأكلى ىذه األقكاؿ التػي ذكرناىػا بالصػكاب فػي تأكيػل قكلػو‪ :‬ﮋ ﮞ ﮟ ﮠﮊ‬
‫قكؿ مػف قػاؿ‪ :‬ىػك جبرئيػل ‪ ،‬لداللػة قكلػو‪ :‬ﮋﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮊ عمى صحة ذلؾ؛ كذلؾ أف نبي ‪ ‬هللا لـ يتل قبل القرآف كتاب مكسى(ٖ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية رحمو هللا في كبلمو عف اآلية كقد تقدـ بيػاف ضػعف قػكؿ مػف‬
‫فسػػر يتمػػكه بمعنػػى يقػػرؤه جعػػل الضػػمير فيػػو عائػػدا إلػػى القػرآف كجعػػل الشػػاىد غيػػر‬
‫القرآف‪ ،‬كالقرآف لػـ يتقػدـ لػو ذكػر إنمػا قػاؿ‪:‬ﮋﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮊ كالبينػة ال‬

‫(ٔ) دمحم بف الحنفية‪ :‬أبك القاسـ دمحم بف عمي بف أبي طالب‪ ،‬المعركؼ بابف الحنفية‪ ،‬كأمو‪ :‬مف سبي اليمامة‬
‫زمف أبي بكر الصديق‪ ،‬كىي خكلة بنت جعفر الحنفية‪ ،‬كصارت إلى عمي‪ ،‬ككانت أمة لبني حنيفة كلـ تكف‬
‫منيـ‪ ،‬كاف كثير العمـ كالكرع‪ ،‬كىك أخك الحسف كالحسيف‪ٛٔ-ٕٔ( ،‬ىػ=ٕٗ‪ٚٓٓ-ٙ‬ـ)‪ .‬سير أعبلـ النببلء‬
‫(ٗ‪ ،)ٔٔٓ/‬كفيات األعياف (ٗ‪.)ٜٔٙ/‬‬
‫(ٕ) مفاتيح ال يب أك التفسير الكبير (‪.)ٖٖٓ،ٖٕٜ/ٔٚ‬‬
‫(ٖ) جامع البياف (ٕٔ‪ )ٖ٘٘،ٖ٘ٗ/‬ك(ٕٔ‪.)ٖٙٔ،ٖٙٓ/‬‬
‫‪245‬‬
‫يجكز أف يككف تفسيرىا بحفع القػرآف فػإف المػؤمنيف كميػـ عمػى بينػة مػف ربيػـ كاف‬
‫لـ يحفظكا القرآف ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫نجد أف ابف تيمية أشار الى القاعدة في ىذه اآلية مف حيث إنكاره إعادة الضمير إلى‬
‫غير مذككر اك مقدر فاألصل كاألكلى إعادة الضمير إلى مذككر كما حكاه القرطبي في‬
‫تفسيره كغيره أنو جبريل كأف الضمير عائد إليو أك لساف النبي ‪ ‬كهللا أعمـ‪.‬‬
‫كمف األمثمة قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﮊ(‪.)2‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬عف عبد هللا بف مسعكد ‪ ‬قاؿ‪ :‬أمر عمر ‪ ‬نساء النبي ‪‬‬
‫بالحجاب‪ ،‬فقالت زينب(ٖ)‪ :‬يا ابف الخطاب‪ ،‬إنؾ لت ار عمينا‪ ،‬كالكحي ينزؿ في‬
‫بيكتنا‪ ،‬فأنزؿ هللا‪ :‬ﮋﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﮊ(ٗ)(٘)‪.‬‬
‫قاؿ ابف أبي حاتـ‪ :‬عف مجاىد رحمو هللا‪ ،‬في قكلو‪:‬ﮋ ﯟ ﯠ ﯡﮊ‬
‫قاؿ‪ :‬أزكاج النبي ‪ ‬فرض عمييف الحجاب(‪.)ٙ‬‬
‫قػ ػ ػػاؿ الشػ ػ ػػنقيطي‪ :‬آيػ ػ ػػة «الحجػ ػ ػػاب» أعنػ ػ ػػي قكلػ ػ ػػو تعػ ػ ػػالى‪:‬ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﮊ خاصة بأزكاج النبي ‪ ،‬فإف تعميمو تعالى ليذا الحكـ الػذؼ‬
‫ىك إيجاب الحجاب بككنو أطير لقمكب الرجاؿ كالنساء مف الريبة(‪.)ٚ‬‬
‫قال ابـن تيميـة‪ :‬كىػذا دليػل مػف اآليػة؛ أف الضػمير فػي قكلػو‪:‬ﮋ ﯟ ﯠﮊ‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪.)ٛٚ،ٛٙ/‬‬


‫(ٕ) األحزاب‪ :‬آيةٖ٘‪.‬‬
‫(ٖ) زينب بنت ج حش بف رئاب األسدية‪ ،‬مف أسد خزيمة‪ :‬أـ المؤمنيف‪ ،‬كانت زكجة زيد بف حارثة‪ ،‬كاسميا‬
‫(برة) كطمقيا زيد‪ ،‬فتزكج بيا النبي ‪ ‬كسماىا (زينب) ككانت مف أجمل النساء‪ ،‬كبسببيا نزلت آية‬
‫ّ‬
‫الحجاب‪ ،‬ركتٔٔحديثا‪ٖٖ( ،‬ؽ ىػ‪ٕٓ-‬ىػ=ٓ‪ٙٗٔ-ٜ٘‬ـ)‪ ،‬طبقات ابف سعد‪ :‬لدمحم بف سعد بف منيع‬
‫الياشمي بالكالء‪ ،‬البصرؼ‪ ،‬المعركؼ بابف سعد (‪.)ٕٛ–ٚٔ/ٛ‬‬
‫(ٗ) الحديث في مسند أحمد مخرجا (‪ ،)ٖٕٚ/ٚ‬رقـ (ٕ‪ ،)ٖٗٙ‬باب مسندة عبد هللا بف مسعكد ‪.‬‬
‫(٘) جامع البياف ط ىجر (‪.)ٔٙ٘/ٜٔ‬‬
‫(‪ )ٙ‬تفسير ابف أبي حاتـ ألبك دمحم عبد الرحمف بف دمحم بف إدريس بف المنذر التميمي‪ ،‬الحنظمي‪ ،‬الرازؼ ابف أبي‬
‫حاتـ (ت‪ٖٕٚ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أسعد دمحم الطيب‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز ‪ -‬المممكة العربية السعكدية‪،‬‬
‫طٕ‪ٜٔٗٔ( ،‬ق)‪.)ٖٔ٘ٓ/ٔٓ( ،‬‬
‫(‪ )ٚ‬أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (‪.)ٕٕٗ/ٙ‬‬
‫‪246‬‬
‫عائد إلى أزكاجو‪ ،‬ذىب جميكر المفسػريف الػى اف الضػمير فػي ىػذه اآليػة ارجػع ألزكاج‬
‫النب ػػي ‪ ‬كذل ػػؾ م ػػف خ ػػبلؿ استع ارض ػػيـ لش ػػرح اآلي ػػة‪ ،‬كاف ل ػػـ يص ػػرح بعض ػػيـ بمرج ػػع‬
‫الضمير إال انو كاضح مف كبلميـ(ٔ)‪.‬‬
‫في ىذه اآليػة أيضػا أبػف تيميػة أعمػل القاعػدة فأعػاد الضػمير إلػى مػذككر ال إلػى‬
‫مقدر‪ ،‬فالضمير في اآلية ﮋ ﯟ ﯠﮊ راجع ألزكاج النبي‪ ‬كما ذكػر كبعػض‬
‫المفسريف‪.‬‬
‫مف األمثمة قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭠ ﭡ ﭢ ﭤ ﭥ ﭦ ﭨ ﭩ ﭪ ﭬ ﭭ‬
‫ﭮ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﮊ(ٕ)‪.‬‬

‫قػػاؿ ال ػرازؼ‪ :‬ذكػػر جماعػػة مػػف أىػػل األصػػكؿ قػػالكا‪ :‬التقػػدير كرب الشػػمس كرب‬
‫سائر ما ذكره إلػى تمػاـ القسػـ‪ ،‬كقػاؿ‪ :‬أف هللا تعػالى قػد أقسػـ بسػبعة أشػياء إلػى قكلػو‪:‬‬
‫(ٖ)‬
‫كىػك جػكاب القسػـ‪ ،‬قػػاؿ الزجػاج‪ :‬المعنػػى لقػد أفمػػح‪ ،‬لكػف الػػبلـ‬ ‫ﮋﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﮊ‬
‫حذفت ألف الكبلـ طاؿ فصار طكلو عكضا منيا(ٗ)‪.‬‬

‫قاؿ القرطبي‪ :‬قاؿ مجاىد‪ :‬كضحاىا أؼ ضكئيا كاشراقيا‪ ،‬كعػف ابػف عبػاس ‪:‬‬
‫كض ػػحاىا ق ػػاؿ‪ :‬جع ػػل فيي ػػا الض ػػكء كجعمي ػػا ح ػػارة‪ ،‬أؼ كبنياني ػػا‪ ،‬قال ػػو قت ػػادة‪ ،‬كاخت ػػاره‬
‫المبػػرد‪ ،‬كقيػػل‪ :‬المعنػػى كمػػف بناىػػا‪ ،‬قالػػو الحسػػف كمجاىػػد‪ ،‬كىػػك اختيػػار الطبػػرؼ‪ ،‬أؼ‬
‫كمػػف خمقيػػا كرفعيػػا‪ ،‬كىػػك هللا تعػػالى‪ ،‬ﮋﭤ ﭥ ﭦﮊ‪ ،‬أؼ كطحكىػػا‪ ،‬كقيػػل‪ :‬كمػػف‬
‫طحاىا‪ ،‬ﮋ ﭨ ﭩ ﭪ ﮊ‪ ،‬قيل‪ :‬المعنى كتسػكيتيا‪ ،‬ؼ مػا‪ :‬بمعنػى المصػدر‪ .‬كقيػل‪:‬‬
‫المعنػػى كمػػف سػكاىا‪ ،‬كىػػك هللا عػػز كجػػل‪ ،‬ﮋ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﮊ قكلػػو‬
‫تعالى‪ :‬ﮋ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﮊ ىذا جكاب القسـ‪ ،‬بمعنى‪ :‬لقد أفمح(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪.)ٜٗٗ/‬‬


‫(ٕ) الشمس‪ :‬اآليات٘‪.ٔٓ-‬‬
‫(ٖ) الشمس‪ :‬آية‪.ٜ‬‬
‫(ٗ) مفاتيح ال يب أك التفسير الكبير (ٖٔ‪.)ٔٚٗ،ٖٔٚ/‬‬
‫(٘) تفسير القرطبي (ٕٓ‪.)ٚٙ-ٕٚ/‬‬
‫‪247‬‬
‫قاؿ ابف جػزؼ‪ :‬كالضػمير الفاعػل لمنيػار‪ ،‬ألف الشػمس تنجمػي بالنيػار فكأنػو ىػك‬
‫الذؼ جبلىػا‪ ،‬كقيػل‪ :‬الضػمير الفاعػل هلل‪ ،‬كقيػل‪ :‬الضػمير المفعػكؿ لمظممػة أك األرض‬
‫أك الػدنيا‪ ،‬كىػذا كمػػو بعيػد ألنػػو لػـ يتقػػدـ مػا يعػػكد الضػمير عميػػو كالميػل إذا ي شػػاىا أؼ‬
‫ي طييػػا كضػػمير المفعػػكؿ لمشػػمس كضػػمير الفاعػػل لميػػل عمػػى األصػػح كالسػػماء كمػػا‬
‫بناىػػا قيػػل‪ :‬إف مػػا فػػي قكلػػو ﮋ ﭡ ﭢ ﮊ ‪ ،‬ﮋ ﭥ ﭦ ﮊ‪ ،‬ﮋ ﭩ ﭪ ﮊ مكصػػكلة بمعنػػى‬
‫مف كالمراد هللا تعالى‪ ،‬كقيل‪ :‬إنيا مصدرية كأنو قاؿ‪ :‬كالسماء كبنيانيا(ٔ)‪.‬‬
‫قاؿ الشككاني‪ :‬أقسـ سبحانو بيذه األمكر‪ ،‬كلو أف يقسـ بما شاء مف مخمكقاتو‪،‬‬
‫كقاؿ قكـ‪ :‬إف القسـ بيذه األمكر كنحكىا مما تقدـ‪ ،‬كمما سيأتي ىك عمى حذؼ‬
‫مضاؼ‪ ،‬أؼ‪ :‬كرب الشمس‪ ،‬كرب القمر‪ ،‬كىكذا سائرىا(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الشنقيطي‪ :‬في تمؾ اآليات العشر‪ :‬يقسـ هللا سبع مرات بسبع آيات ككنية‪،‬‬
‫ىي‪ :‬الشمس‪ ،‬كالقمر‪ ،‬كالميل‪ ،‬كالنيار‪ ،‬كالسماء‪ ،‬كاألرض‪ ،‬كالنفس البشرية‪ ،‬مع حالة‬
‫لكل مقسـ بو‪ ،‬كذلؾ عمى شيء كاحد‪ ،‬كىك فبلح مف زكى تمؾ النفس كخيبة مف‬
‫دساىا‪ ،‬كمع كل آية جاء القسـ بيا تكجييا إلى أثرىا العظيـ‪ ،‬الداؿ عمى القدرة‬
‫الباىرة(ٖ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬قكلػو‪ :‬ﮋ ﭠ ﭡ ﭢ ﭤ ﭥ ﭦ ﭨ ﭩ ﭪ ﭬ ﭭ‬
‫ﭮﮊ ﮋ ﭨ ﭩ ﭪ ﮊ فقػػد قيػػل‪ :‬إف "مػػا" مصػػدرية كالتقػػدير‪ :‬كالسػػماء كبنػػاء‬
‫هللا إياىا كاألرض كطحك هللا إياىا كنفس كتسكية هللا إياىا‪ ،‬ال بد مف ذكػر الفاعػل‬
‫في ا لجممة ال يصمح أف يقدر المصدر ىنا مضػافا إلػى الفعػل فقػط فيقػاؿ "كبنائيػا"‬
‫ألف الفاعػل مػذككر فػي الجممػة فػي قكلػو ﮋ ﭡ ﭢ ﮊ ‪ ،‬ﮋ ﭥ ﭦ ﮊ‪ ،‬فػإف الفعػل ال‬
‫بػػد لػػو مػػف فاعػػل فػػي الجممػػة كمفعػػكؿ أيضػػا‪ ،‬فػػبل بػػد أف يكػػكف فػػي التقػػدير الفاعػػل‬
‫كالمفعكؿ‪ ،‬لكف إذا كانت مصدرية كانت "ما" حرفا ليس فييا ضمير فيككف ضمير‬

‫(ٔ) التسييل لعمكـ التنزيل (ٕ‪.)ٗٛٙ/‬‬


‫(ٕ) فتح القدير لمشككاني (٘‪.)٘ٗ٘/‬‬
‫(ٖ) أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف (‪.)ٖ٘ٙ/ٛ‬‬
‫‪248‬‬
‫الفاعل فػي "بناىػا" عائػدا عمػى غيػر مػذككر بػل إلػى معمػكـ كالتقػدير‪ :‬كالسػماء كمػا‬
‫بناىا هللا كىذا خبلؼ األصل؛ كخبلؼ الظاىر(ٔ)‪.‬‬
‫فمف ىنػا نجػد أبػف تيميػة اسػتخدـ القاعػدة فػي ىػذه األمثمػة الثبلثػة كمنيػا ىػذا‬
‫المثاؿ حيث جعل الضمير عائد الى مذككر ال الى المقدر كىذا مطابق لمقاعدة‪.‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕٕٚ/ٔٙ‬‬


‫‪249‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬تكحيد مرجع الضمائر في السياؽ الكاحد أكلى مف‬
‫تفريقيا(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫إذا جاءت ضمائر متعددة في سياؽ كاحد كاحتممت في مرجعيا أقكاال متعددة‬
‫فتكحيد مرجعيا كاعادتيا إلى شيء كاحد أكلى لسير السياؽ‪ ،‬كقكة اإلعجاز‪ ،‬ما لـ‬
‫تأتي حجة تكجب تمزـ تفريقيا‪ ،‬فإف كردت آيات لـ يختمف أىل التفسير في تفريق‬
‫ضمائرىا‪ ،‬أك قامت حجة ظاىرة عمى تفريقيا‪ ،‬فبل تدخل تحت ىذه القاعدة‪ ،‬كاألصل‬
‫تكافق الضمائر في المرجع حذ ار مف التشتيت(ٕ)‪.‬‬

‫األمثمة التطبيقية‪ :‬منيا قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬

‫ﭜ ﭝ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﮊ(ٖ)‪.‬‬

‫قاؿ عبدالرزاؽ الصنعاني(ٗ)‪ :‬في قكلو تعػالى‪ :‬ﮋ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﮊ(٘)‪،‬‬


‫«ىػػك قػػكؿ يكسػػف»‪ ،‬قػػاؿ‪" :‬أف الممػػؾ حػػيف قػػاؿ ىػػذا‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬اذكػػر ىمػػؾ"‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬ﮋﭒ‬

‫(ٔ) انظر مجمكع الفتاكػ (ٓٔ‪ ،)ٕٜٛ/‬البحر المحيط في أصكؿ الفقو (‪.)ٜٔٛ/ٛ‬‬
‫(ٕ) انظر اإلتقاف في عمكـ القرآف لعبد الرحمف بف أبي بكر‪ ،‬جبلؿ الديف السيكطي (ت‪ٜٔٔ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم‬
‫أبك الفضل إبراىيـ‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪ ،‬ط‪ٖٜٔٗ( ،‬ىػ)‪.)ٖٖٛ/ٕ( ،‬‬
‫(ٖ) يكسف‪ :‬آيةٖ٘‪.‬‬
‫(ٗ) عبد الرزاؽ بف ىماـ بف نافع االماـ‪ ،‬أبك بكر الحميرؼ مكالىـ الصنعاني‪ ،‬أحد االعبلـ الثقات‪ ،‬قدـ الشاـ‬
‫بتجارة فحج‪ ،‬كسمع مف ابف جريج‪ ،‬كعبيد هللا بف عمر‪ ،‬كاألكزاعي‪ ،‬كخمق‪ ،‬مف حفاظ الحديث الثقات‪،‬‬
‫كرحل الناس إليو‪ :‬منيـ أحمد‪ ،‬كاف يحفع نحكا مف سبعة عشر ألف حديث‪ ،‬لو (الجامع الكبير) في‬
‫الحديث‪ ،‬قاؿ الذىبي‪ :‬كىك خزانة عمـ‪ ،‬ك(تفسير القرآف) ك(المصنف في الحديث)‪ٕٔٔ-ٕٔٙ( ،‬ىػ =‬
‫ٗٗ‪ٕٛٚ-ٚ‬ـ)‪ .‬تيذيب التيذيب (‪ ،)ٖٔٓ/ٙ‬ميزاف االعتداؿ (ٕ‪.)ٜٙٓ/‬‬
‫(٘) يكسف‪ :‬آيةٕ٘‪.‬‬
‫‪251‬‬
‫ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﮊ(ٔ)‪.‬‬

‫قالػػػت جماعػػػة مػػػف أى ػػل التأكيػػػل‪ :‬ىػ ػػذه‬ ‫قػ ػػاؿ ابػ ػػف عطيػػػة‪ :‬ﮋ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ﮊ‬
‫(ٕ)‬

‫المقالػػة ىػػي مػػف يكسػػف ‪ ،‬كذلػػؾ‪ :‬لػػيعمـ العزيػػز سػػيدؼ أنػػي لػػـ أخنػػو فػػي أىمػػو كىػػك‬
‫غائػػب‪ ،‬كلػػيعمـ أيضػػا أف هللا تعػػالى ال ييػػدؼ كيػػد خػػائف كال يرشػػد سػػعيو‪ ،‬كاختمفػػت ىػػذه‬
‫الجماعة فقاؿ ابف جريج(ٖ)‪ :‬ىذه المقالة مف يكسف ىي متصمة بقكلو لمرسكؿ ‪:‬ﮋ﮽ ﮾‬
‫﮿ ﯀ﮊ‪ ،‬كفي الكبلـ تقديـ كتػأخير‪ ،‬كقالػت فرقػة مػف أىػل التأكيػل‪ :‬ىػذه اآليػة مػف‬
‫قكؿ امرأة العزيز‪ ،‬كقكلو تعالى‪ :‬ﮋﭒﭓﭔﮊ اآلية‪ ،‬مختمف فييا ىل ىي مف كػبلـ‬
‫يكسػف أـ مػػف كػبلـ المػرأة‪ ،‬فقيػػل مػف كػػبلـ يكسػػف قالػو ابػػف عبػػاس‪ ،‬كقيػل‪ :‬مػػف كػػبلـ‬
‫المرأة فقالت‪ :‬ﮋﭒﭓﭔﮊ فكجو كبلميا االعتذار عػف كقكعيػا فيمػا يقػع فيػو البشػر‬
‫مػػف الشػػيكات‪ ،‬كأنيػػا قالػػت‪ :‬كمػػا ىػػذا ببػػدع كال ذلػػؾ نكيػػر عمػػى البشػػر فػػأبرغ أنػػا منػػو‬
‫نفسي‪ ،‬كالنفكس أمارات بالسكء مائمة إليو(ٗ)‪.‬‬

‫قاؿ ابك حياف‪ :‬ﮋ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭟ ﭠ ﭡ‬


‫الظاىر أف ىذا مف كبلـ امرأة العزيز كىك داخل تحت قكلو‪ :‬قالت‪ ،‬كالمعنى‪:‬‬ ‫(٘)‬
‫ﭢﮊ‬
‫ذلؾ اإلقرار كاالعتراؼ بالحق‪ ،‬ليعمـ يكسف أني لـ أخنو في غيبتو كالذب عنو‪ ،‬كأرميو‬
‫بذنب ىك منو برؼء‪ ،‬ثـ اعتذرت عما كقعت فيو مما يقع فيو البشر مف الشيكات‬
‫بقكليا‪:‬ﮋﭒ ﭓ ﭔﮊ‪ ،‬كالنفكس مائمة إلى الشيكات أمارة بالسكء(‪.)ٙ‬‬
‫قاؿ ابف القيـ‪ :‬أنو مف كبلـ يكسف قالو جماعة مف المفسريف‪ ،‬كخالفيـ في ذلؾ‬

‫(ٔ) تفسير عبد الرزاؽ (ٕ‪.)ٕٔٚ/‬‬


‫(ٕ) يكسف‪ :‬آيةٓ٘‪.‬‬
‫(ٖ) عبد الممؾ بف عبد العزيز بف جريج‪ ،‬فقيو الحرـ المكي‪ ،‬كاف إماـ أىل الحجاز في عصره‪ ،‬كىك أكؿ مف‬
‫ّ‬
‫صنف التصانيف بمكة‪ ،‬ركمي األصل‪ ،‬مكي المكلد كالكفاة‪ ،‬قاؿ الذىبي‪ :‬كاف ثبتا‪ ،‬لكنو يدلس‪ ،‬قاؿ أحمد‬
‫ّ‬
‫بف حنبل‪ :‬كاف مف أكعية العمـ‪ٔ٘ٓ-ٛٓ( ،‬ىػ=‪ٚٙٚ-ٜٜٙ‬ـ)‪ .‬تذكرة الحفاظ لمذىبي (ٔ‪.)ٕٔٚ/‬‬
‫(ٗ) المحرر الكجيز في تفسير الكتاب العزيز (ٖ‪.)ٕ٘ٗ،ٕٖ٘/‬‬
‫(٘) يكسف‪ٖ٘ :‬آية‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬البحر المحيط في التفسير (‪.)ٕٛٛ/ٙ‬‬
‫‪251‬‬
‫آخركف أجل منيـ كقالكا‪ :‬أنو قكؿ امرأة العزيز‪ ،‬ال مف قكؿ يكسف‪ ،‬كالصكاب معيـ(ٔ)‪.‬‬
‫كفي التفسير الكسيط‪ّ :‬تكجت امرأة عزيز مصر أقكاليا كاعترافاتيا أماـ الممؾ‬
‫كتكرطو بالمساكغ‪ ،‬كىك أنني لئف ّبرأت يكسف‪،‬‬
‫المعبر عف ضعف اإلنساف ّ‬ ‫ّ‬ ‫بقكليا‬
‫ميالة بالطبع إلى الشيكات كاألىكاء‪،‬‬ ‫فما أبرغ نفسي مف ّ‬
‫الزلل كالخطأ‪ ،‬إف النفس ّ‬
‫كىك اعتذار عف كقكعيا فيما يقع فيو البشر عادة مف الشيكات‪ ،‬ىذا قكؿ جميكر‬
‫المفسريف‪ ،‬كيرػ بعضيـ أف ىذا مف قكؿ يكسف ‪.)ٕ(‬‬
‫ّ‬
‫قاؿ ابف تيمية‪ :‬قكلو‪ :‬ﮋ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﮊ‬
‫فمف كبلـ امرأة العزيز كما يدؿ القرآف عمى ذلؾ داللة بينة ال يرتاب فييا مف تدبر‬
‫القرآف حيث قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵‬
‫﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻﮼ ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ ﮊ(ٖ)كقكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ‬
‫(ٗ)‬
‫كقكلو‪:‬ﮋ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ‬ ‫ﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ ﮊ‬
‫ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﮊ كقكلو‪ :‬ﮋ ﭝﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﮊ فيذا كمو كبلـ امرأة العزيز‬
‫كيكسف إذ ذاؾ في السجف لـ يحضر بعد إلى الممؾ كال سمع كبلمو كال رآه؛ كلكف‬
‫لما ظيرت براءتو في غيبتو ‪ -‬كما قالت امرأة العزيز‪ :‬ﮋ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﮊ‬
‫أؼ لـ أخنو في حاؿ م يبة عني كاف كنت في حاؿ شيكده راكدتو ‪ -‬فحينئذ‪:‬ﮋ ﭤ‬
‫(٘)‬
‫كقد قاؿ كثير‬ ‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﮊ‬
‫مف المفسريف إف ىذا مف كبلـ يكسف كمنيـ مف لـ يذكر إال ىذا القكؿ كىك قكؿ‬

‫(ٔ) التفسير القيـ تفسير القرآف الكريـ لدمحم بف أبي بكر بف أيكب بف سعد شمس الديف ابف قيـ الجكزية‬
‫(ت‪ٚ٘ٔ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬مكتب الدراسات كالبحكث العربية كاإلسبلمية بإشراؼ الشيخ إبراىيـ رمضاف‪ ،‬دار‬
‫كمكتبة اليبلؿ – بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٓ( ،‬ىػ)‪( ،‬ص‪.)ٖٕٜ:‬‬
‫(ٕ) التفسير الكسيط ؿ د‪/‬كىبة بف مصطفى الزحيمي‪ ،‬دار الفكر‪ -‬دمشق‪ ،‬طٔ‪ٕٕٔٗ( ،‬ىػ)‪.)ٔٔٔ٘/ٕ( ،‬‬
‫(ٖ) يكسف‪ :‬آيةٓ٘‪.‬‬
‫(ٗ) يكسف‪ :‬آيةٔ٘‪.‬‬
‫(٘) يكسف‪ :‬آيةٗ٘‪.‬‬
‫‪252‬‬
‫في غاية الفساد كال دليل عميو؛ بل األدلة تدؿ عمى نقيضو(ٔ)‪.‬‬
‫يتبيف لنا أف ابف تيمة استعمل القاعدة ىنا فأشار بتكحيد الضمير في السياؽ‬
‫بدال مف تفريق مراجع الضمائر‪ ،‬فقكلو‪ :‬ﮋ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭜ ﭝﮊ‪ ،‬جعمو مف قكؿ امرأة العزيز‪ ،‬كقاؿ ذلؾ بناء عمى سياؽ اآليات كما تدؿ‬
‫عميو كما أشارت القاعدة كخالف بذلؾ قكؿ مف قاؿ أنو مف قكؿ نبي هللا يكسف‪،‬‬
‫كىذا ىك األظير كهللا أعمـ‪.‬‬
‫كمف األمثمة قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﮲ ﮳ ﮴﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾‬
‫﮿ ﯀ ﯁ ﯂ ﯃ ﯄ﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ الصنعاني‪ :‬عف قتادة في قكلػو تعػالى‪:‬ﮋ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮊ‪ ،‬قػاؿ‪:‬‬
‫هللا سػػماكـ المسػػمميف مػػف قبػػل‪ ،‬كفػػي ىػػذا ليكػػكف الرسػػكؿ شػػييدا عمػػيكـ أنػػو قػػد بم كػػـ‬
‫(ٖ)‪.‬‬
‫كتككنكا أنتـ شيداء عمى الناس أف الرسل قد بم تيـ"‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬عف ابف عباس‪ ،‬قكلو‪:‬ﮋ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮊ يقكؿ‪:‬‬
‫«هللا سماكـ»‪ ،‬كقاؿ آخركف‪ :‬بل معناه‪ :‬إبراىيـ سماكـ المسمميف؛ كقالكا ىك كناية‬
‫مف ذكر إبراىيـ ‪،‬ﮋ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ﮊ قاؿ الحسف‪" :‬ىك" راجع إلى‬
‫‪.)ٗ(‬‬ ‫إبراىيـ‬
‫َّللا ‪‬‬ ‫قاؿ الزجاج‪:‬ﮋ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ﮊ‪" ،‬ىك" ر ِ‬
‫اج َع ٌة إلى َّ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ سماكـ المسمميف مف قبل أف ينزؿ القرآف‪ ،‬كفي ىذا القرآف سماكـ‬ ‫المعنى‪َّ :‬‬
‫يف مف قبل‪ ،‬كفي ىذا(٘)‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ف‬
‫المسمم َ‬
‫اك ُـ ُ‬
‫اىيـ عميو السبلـ َس َّم ُ‬
‫أف يكك إبر ُ‬
‫المسمميف‪ ،‬كجائز ْ‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (ٓٔ‪.)ٕٜٛ/‬‬


‫(ٕ) الحج‪ :‬آية‪.ٚٛ‬‬
‫(ٖ) تفسير عبد الرزاؽ (ٕ‪.)ٗٔٔ/‬‬
‫(ٗ) جامع البياف ط ىجر (‪.)ٙٗ٘،ٙٗٗ/ٔٙ‬‬
‫(٘) معاني القرآف كاعرابو لمزجاج (ٖ‪.)ٗٗٓ/‬‬
‫‪253‬‬
‫قاؿ الشنقيطي‪ :‬قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ﮊ‪ ،‬اختمف في‬
‫مرجع الضمير الذؼ ىك لفع ىك مف قكلو‪:‬ﮋ ﮶ ﮷ﮊ ىك سماكـ فقاؿ بعضيـ‪:‬‬
‫هللا ىك الذؼ سماكـ المسمميف مف قبل في ىذا‪ ،‬كىذا القكؿ مركؼ عف ابف عباس ‪‬‬
‫‪ ،‬كبو قاؿ مجاىد كعطاء‪ ،‬كالضحاؾ‪ ،‬كقتادة‪ ،‬كقاؿ بعضيـ ىك أؼ‪ :‬إبراىيـ سماكـ‬
‫المسمميف‪ ،‬كاستدؿ ليذا بقكؿ إبراىيـ كاسماعيل ﮋ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﮊ(ٔ)(ٕ)‪.‬‬
‫يف يعكد إلى هللا تعالى‪ ،‬بدليل قكلو‪:‬‬ ‫ِِ‬
‫اك ُـ اْل ُم ْسمم َ‬
‫كفي التفسير الكسيط‪ُ :‬ى َك َس َّم ُ‬
‫َكِفي ىذا أؼ في القرآف‪ ،‬فيذه المفظة تضعف قكؿ مف قاؿ‪ :‬الضمير إلبراىيـ(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيمية‪ :‬قاؿ تعالى‪:‬ﮋ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﮲ ﮳ ﮴﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﮾‬
‫﮿ ﯀ ﯁ ﯂ ﯃ ﯄ﮊ‪ ،‬كالمعنى [عند الجميكر أف هللا سماىـ]‬
‫المسمميف مف قبل نزكؿ القرآف‪ ،‬كفي القرآف(ٗ)‪.‬‬
‫كفي ىذا المثاؿ أيضا نمحع أف ابف تيمية استخدـ القاعدة مف حيث أنو جعل‬
‫الضمير عائد هللا تعالى كحكى ذلؾ عف الجميكر لداللة السياؽ في اآلية عميو‪،‬‬
‫عكس مف قاؿ أنو راجع لنبي هللا ابراىيـ ‪ ‬الف لفع كفي ىذا الذؼ يقصد بيا‬
‫القرآف صارفة ليذا القكؿ فالقرآف نزؿ متأخر عف ابراىيـ ‪.‬‬
‫فابف تيمية نمحع أنو مف خبلؿ المثاليف استعمل القاعدة في تفسيره كعمى أف‬
‫مرجع الضمائر في السياؽ الكاحد كتكحيدىا‪ ،‬أكلى مف تفريقيا‪.‬‬

‫(ٔ) البقرة‪ٕٔٛ :‬آية‪.‬‬


‫(ٕ) أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف لدمحم األميف بف دمحم المختار الشنقيطي (ت‪ٖٜٖٔ:‬ىػ)‪ ،‬دار الفكر‬
‫لمطباعة ك النشر ك التكزيع بيركت – لبناف‪ٔٗٔ٘( ،‬ىػ‪ٜٜٔ٘-‬مػ)‪.)ٖٕٓ/٘( ،‬‬
‫(ٖ) التفسير الكسيط لمزحيمي (ٕ‪.)ٔٙٚٗ/‬‬
‫(ٗ) منياج السنة النبكية البف تيمية (ٔ‪.)ٔٚ/‬‬
‫‪254‬‬
‫المطمب الثالث‪:‬‬
‫القاعدة الثالثة‪ :‬األصل إعادة الضمير إلى أقرب مذككر ما لـ يرد‬
‫دليل بخبلفو(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫القاعدة ىنا تقرر أف األصل في الم ة العربية أف يرجع الضمير إلى أقرب‬
‫مذككر‪ ،‬فمك اختمف العمماء في عائد إحدػ الضمائر في القرآف‪ ،‬فأرجح األقكاؿ ىك‬
‫الذؼ يعيد الضمير إلى أقرب مذككر‪ ،‬مالـ تأت قرينة تصرفو إلى غير ذلؾ‪.‬‬
‫قاؿ الزركشي‪ " :‬األصل في الضمير عكده إلى أقرب مذككر"(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ السيكطي في قاعدة عكد الضمير‪ " :‬األصل عكده عمى أقرب مذككر" (ٖ)‪.‬‬

‫األمثمة التطبيقية‪ :‬قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﮊ(ٗ)‪.‬‬

‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﮊ كىذا خبر مف هللا جل ثنػاؤه عػف‬


‫غفمة عرضت ليكسف‪ ‬مف قبل الشيطاف نسي ليا ذكر ربو(٘)‪.‬‬
‫قاؿ السمعاني‪ :‬كقكلو‪ :‬ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﮊ األكثركف‪ :‬معناه‪:‬‬
‫فأنسى يكسف الشيطاف ذكر ربو حتى است اث بمخمكؽ مثمو‪ ،‬كىذا قكؿ ابف‬
‫عباس‪ ‬كغيره‪.‬‬
‫كالقكؿ الثاني‪ :‬أف الشيطاف أنسى الرجل الذؼ خمي مف السجف ذكر يكسف‬
‫لسيده(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪.)ٕٔٔ/‬‬


‫(ٕ) البرىاف(ٗ‪.)ٖٜ/‬‬
‫(ٖ) اإلتقاف(ٕ‪.)ٖٖٚ/‬‬
‫(ٗ) يكسف‪ :‬آيةٕٗ‪.‬‬
‫(٘) جامع البياف ط ىجر (ٖٔ‪.)ٕٔٚ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬تفسير السمعاني لمنصكر بف دمحم بف عبد الجبار المركزػ السمعاني التميمي (ت‪ٜٗٛ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬ياسر بف إبراىيـ‬
‫كغنيـ بف عباس بف غنيـ‪ ،‬دار الكطف‪ ،‬الرياض– السعكدية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٛ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬ـ)‪.)ٖٖ/ٖ( ،‬‬

‫‪255‬‬
‫قاؿ ابف الجكزؼ(ٔ)‪ :‬ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﮊ فيو قكالف‪ :‬أحدىما‪:‬‬
‫فأنسى الشيطاف الساقي ذكر يكسف لربو‪ ،‬كالثاني‪ :‬فأنسى الشيطاف يكسف ذكر‬
‫ربو(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف كثير‪ :‬الصكاب أف الضمير في قكلو‪:‬ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯟﮊ عائد عمى الناجي‪ ،‬كما قاؿ مجاىد‪ ،‬كغير كاحد‪ .‬كيقاؿ‪ :‬إف الضمير عائد‬
‫عمى يكسف ‪ ،‬ركاه ابف جرير‪ ،‬عف ابف عباس‪ ،‬كمجاىد أيضا‪ ،‬كعكرمة‪،‬‬
‫كغيرىـ(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ سيد‪ :‬كالضمير األخير في لبث عائد عمى يكسف ‪ ،‬كقد شاء ربو أف‬
‫يعممو كيف يقطع األسباب كميا كيستمسؾ بسببو كحده‪ ،‬ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯟﮊ(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيمية‪ :‬قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﮊ كالضمير يعكد‬
‫إلى القريب إذا لـ يكف ىناؾ دليل عمى خبلؼ ذلؾ؛ كألف يكسف لـ ينس ذكر ربو؛‬
‫بل كاف ذاك ار لربو(٘)‪.‬‬
‫فمف ىنا نجد أف ابف تيمية أشار لمقاعدة بقكلو (كالضمير يعكد إلى القريب إذا‬
‫لـ يكف ىناؾ دليل عمى خبلؼ ذلؾ)‪ ،‬كفي القاعدة أف األصل إعادة الضمير إلى‬
‫أقرب مذككر ما لـ يرد دليل بخبلفو‪ ،‬كعمى أف الناسي السجيف الناجي‪ ،‬كىك مكافق‬
‫لمقاعدة‪ ،‬كهللا أعمـ‪.‬‬

‫الج ْكزؼ‪ :‬عبد الرحمف بف عمي بف دمحم الجكزؼ القرشي الب دادؼ‪ ،‬أبك الفرج‪ :‬عبلمة عصره‪ ،‬كثير‬
‫(ٔ) ابف َ‬
‫التصانيف‪ ،‬لو نحك ثبلث مئة مصنف‪ ،‬منيا(زاد المسير في عمـ التفسير) ك(األذكياء كأخبارىـ) ك(ركح‬
‫األركاح) ك(الناسخ كالمنسكخ)‪ٜ٘ٚ-٘ٓٛ( ،‬ىػ=ٗٔٔٔ‪ٕٔٓٔ-‬ـ)‪ .‬كفيات األعياف (ٖ‪.)ٔٗٓ/‬‬
‫(ٕ) زاد المسير في عمـ التفسير (ٕ‪.)ٗٗٔ/‬‬
‫(ٖ) تفسير ابف كثير ت سبلمة (ٗ‪.)ٖٜٔ/‬‬
‫(ٗ) في ظبلؿ القرآف (ٗ‪.)ٜٜٕٔ/‬‬
‫(٘) مجمكع الفتاكػ (٘ٔ‪.)ٕٔٔ/‬‬
‫‪256‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫قواعد الترجيح المتعمقة باإلعراب‪.‬‬
‫المطمب األول‪:‬‬
‫القاعدة األولى‪ :‬يجب حمل كتاب هللا عمى األوجو‬
‫اإلعرابية الالئقة بالسياق والموافقة ألدلة الشرع‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬يجب حمل كتاب هللا عمى األوجو‬
‫اإلعرابية القوية والمشيورة دون الضعيفة والشاذة والغريبة‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫المطمب األول‪:‬‬
‫القاعدة األولى‪ :‬يجب حمل كتاب هللا عمى األكجو اإلعرابية البلئقة‬
‫بالسياؽ كالمكافقة ألدلة الشرع(ٔ)‪.‬‬

‫توضيح القاعدة‪:‬‬

‫يسػػتكجب فػػي إعػراب القػرآف الكػريـ األخػػذ باألكجػػو اإلعرابيػػة البلئقػة بسػػياؽ الفػػاظ‬
‫اآلية‪ ،‬كمعناىا‪ ،‬بشرط مكافقة الشػرع‪ ،‬كال يبتعػد بيػا الػى األكجػو اإلعرابيػة البعيػدة عػف‬
‫سػػياؽ اآليػػة أك المخالفػػة لمشػػرع‪ ،‬كاإلعػراب ىػػك‪ :‬مػػا جػػيء بػػو لبيػػاف مقتضػػى العامػػل‪،‬‬
‫مف حركة‪ ،‬أك حرؼ‪ ،‬أك سككف‪ ،‬أك حذؼ (ٕ)‪.‬‬
‫كاإلعراب ىك اإلبانة كاإلفصاح‪ ،‬فأعرب الرجل عف نفسو إذا بيف كأكضح(ٖ)‪.‬‬
‫كاإلع ػ ػراب فػ ػػرع المعنػ ػػى‪ ،‬كمػ ػػا ىػ ػػك إال مبػ ػػيف كمميػ ػػز لممعػ ػػاني‪ ،‬فأصػ ػػح الكجػ ػػكه‬
‫اإلعرابيػػة البلئقػػة بالس ػػياؽ مػػا ك ػػاف مكافق ػاً لمعن ػػى اآليػػة‪ ،‬كمكافقػ ػاً ألدلػػة الش ػػرع‪ ،‬دكف‬
‫األكجو البعيػدة‪ ،‬كاف كػاف ليػا كجػو صػحيح فػي العربيػة‪ ،‬فمػيس كػل مػا صػح فػي الم ػة‬
‫صح حمل آيات القػرآف عميػو‪ ،‬فممقػرآف عػرؼ خػاص يجػب أف يحمػل عميػو كال ُيتعػداه‪،‬‬
‫كال يتجاكز ما صح مف معانيو بكل احتماؿ نحكؼ؛ كالمعنػى ىػك المقصػكد فػي الػنص‬
‫القرآني دكف اإلعراب كقكاعده‪.‬‬
‫كالى ذلؾ أشار ابف القيـ رحمو هللا حيػث قػاؿ‪" :‬كينب ػي أف يػتفطف ىينػا ألمػر ال‬
‫ب ػػد من ػػو‪ ،‬كى ػػك أن ػػو ال يج ػػكز أف يحم ػػل ك ػػبلـ هللا ع ػػز كج ػػل كيفس ػػر بمج ػػرد االحتم ػػاؿ‬
‫النحكؼ االعرابي؛ الذؼ يحتممو تركيب الكبلـ كيككف الكػبلـ بػو لػو معنػى مػا فػإف ىػذا‬

‫(ٔ) انظر مجمكع الفتاكػ (ٗٔ‪ ،)ٕ٘ٚ/ٔٙ( ،)ٕٗٗ/‬منياج السنة البف تيمية (‪.)ٕٓٗ/ٚ‬‬
‫(ٕ) انظػر‪ :‬معجػػـ مقػػاييس الم ػػة ألحمػػد بػف فػػارس بػػف زكريػػا القزكينػػي الػرازؼ‪(،‬ت‪ٖٜ٘:‬ىػػ) تحقيػػق‪ :‬عبػػد السػػبلـ‬
‫دمحم ىاركف‪ ،‬دار الفكر(ٗ‪ ،)ٕٜٜ/‬كلساف العرب(ٕ‪ ،)ٚ٘/‬كانظر‪ :‬مادة عرب في تيذيب الم ة (ٕ‪.)ٖٙٓ/‬‬
‫(ٖ) معجـ مقاييس الم ة (ٗ‪.)ٕٜٜ/‬‬
‫‪258‬‬
‫مق ػػاـ غم ػػط في ػػو أكث ػػر المعػ ػربيف لمقػ ػرآف‪ ،‬ف ػػإنيـ يفس ػػركف اآلي ػػة كيعربكني ػػا بم ػػا يحتمم ػػو‬
‫تركيب تمػؾ الجممػة كيفيػـ مػف ذلػؾ التركيػب أؼ معنػى اتفػق‪ ،‬كىػذا غمػط عظػيـ يقطػع‬
‫السػػامع بػػأف مػراد القػرآف غيػره‪ ،‬كاف احتمػػل ذلػػؾ التركيػػب ىػػذا المعنػػى فػػي سػػياؽ آخػػر‬
‫ككبلـ آخر فإنو ال يمزـ أف يحتممو القػرآف‪ ...‬بػل لمقػرآف عػرؼ خػاص كمعػاف معيػكدة‬
‫ال يناسبو تفسيره ب يرىا‪ ،‬كال يجكز تفسيره ب يػر عرفػة كالمعيػكد مػف معانيػو فػإف نسػبة‬
‫معانيػ ػو إل ػػى المع ػػاني كنس ػػبة ألفاظ ػػو إل ػػى األلف ػػاظ ب ػػل أعظ ػػـ فكم ػػا أف ألفاظ ػػو مم ػػكؾ‬
‫األلفػػاظ كأجمي ػػا كأفص ػػحيا كليػػا م ػػف الفص ػػاحة أعمػػى مراتبي ػػا الت ػػي يعجػػز عني ػػا ق ػػدر‬
‫العالميف‪ ،‬فكذلؾ معانيو أجل المعاني كأعظميػا كأفخميػا فػبل يجػكز تفسػيره ب يرىػا مػف‬
‫المعػاني التػػي ال تميػػق بػػو‪ ،‬بػػل غيرىػػا أعظػػـ منيػا كأجػػل كأفخػػـ‪ ،‬فػػبل يجػكز حممػػو عمػػى‬
‫المعاني القاصرة بمجرد االحتماؿ النحكؼ اإلعرابي"(ٔ)‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية‪:‬‬

‫منيا قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬


‫ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫كجل‪:‬ﮋ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ‬ ‫قاؿ الزجاج‪ :‬قكلو َّ‬
‫عز َّ‬

‫ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮊ معنى َ‬
‫(م ْف) التقرير كالتكبيخ‪ ،‬كلفظيا‬
‫ِ‬
‫باالبتداء‪ ،‬كالمعنى ما يرغب عف ممة إبراىيـ إال َم ْف‬ ‫لفع االستفياـ كمكضعيا رفع‬
‫أكثَر النحكيك َف كاختمفكا في تفسيرﮋﮍ‬
‫السَّنة كالمذىب‪ ،‬كقد ْ‬ ‫سفو نْفسو‪ ،‬ك َّ‬
‫المم ُة كىي ُّ‬ ‫َ َ َ‬
‫ﮎﮊ‪ ،‬ككذلؾ أىل الم ة‪ ،‬فقاؿ األخفش‪ :‬أىل التأكيل يزعمكف أف المعنى ﮋ ﮍ‬
‫ﮎﮊ‪ ،‬كقاؿ يكنس النحكؼ(ٖ)‪ :‬أراىا ل ة‪ ،‬كذىب يكنس إلى أف َف ِعل لممبال ة‪ ،‬كما‬

‫(ٔ) بدائع الفكائد (ٖ‪.)ٖ٘ٛ/‬‬


‫(ٕ) البقرة‪ :‬آيةٖٓٔ‪.‬‬
‫(ٖ) يكنس بف حبيب أبك عبد الرحمف يكنس بف حبيب النحكؼ؛ مف كتبو "معاني القرآف الكريـ" ك"الم ات" ك"‬
‫األمثاؿ" ك"النكادر" (ٓ‪ٜ‬ق‪ٕٔٛ-‬ق)‪ .‬كفيات األعياف (‪.)ٕٗٗ/ٚ‬‬
‫‪259‬‬
‫فعل لممبال ة فذىب في ىذا مذىب التأْكيل‪ ،‬كقاؿ بعض النحكييف‪ِ :‬إف نفسو‬ ‫أف ُ‬
‫منصكب عمى التفسير‪ ،‬كقاؿ التفسير في النكرات أكثر‪ ،‬كقيل‪ِ :‬إف ﮋ ﮍ ﮎﮊ‬
‫سفو في َنْفسو ِإال أف "في" ُح ِذَف ْت‪ ،‬كما حذفت حركؼ الجر في غير مكضع(ٔ)‪.‬‬
‫بمعنى ُ‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬كمف يرغب إنكار كاسػتبعاد ألف يكػكف فػي العقػبلء مػف يرغػب عػف‬
‫الحق الكاضح الذؼ ىك ممة إبراىيـ‪ ،‬كمف سفو في محػل الرفػع عمػى البػدؿ مػف الضػمير‬
‫فػػي يرغػػب‪ ،‬كصػػح البػػدؿ ألف مػػف يرغػػب غيػػر مكجػػب‪ ،‬كقكلػػؾ‪ :‬ىػػل جػػاءؾ أحػػد إال زيػػد‬
‫ﮋﮍ ﮎﮊ امتيني ػػا كاس ػػتخف بي ػػا‪ ،‬كأصػػل الس ػػفو‪ :‬الخف ػػة‪ ،‬كمن ػػو زم ػػاـ س ػػفيو‪ ،‬كقي ػػل‬
‫انتصاب النفس عمى التمييز‪ ،‬كقيػل معنػاه‪ :‬سػفو فػي نفسػو‪ ،‬فحػذؼ الجػار‪ ،‬كقػكليـ‪ :‬زيػد‬
‫ظني مقيـ‪ ،‬أؼ في ظني‪ ،‬كالكجو ىك األكؿ(ٕ)‪.‬‬

‫قاؿ ابف عطية‪ :‬مف استفياـ في مكضع رفع باالبتداء‪ ،‬كيرغب خبره‪ ،‬كالمعنى يزىد‬
‫فييػػا كيربػػأ بنفسػػو عني ػا‪ ،‬كالممػػة الش ػريعة كالطريقػػة‪ ،‬كسػػفو مػػف السػػفو الػػذؼ معنػػاه الرقػػة‬
‫كالخفة‪ ،‬كاختمف في نصب نفسو‪ ،‬فقاؿ الزجاج‪ :‬سفو بمعنى جيل كعداه بػالمعنى‪ ،‬كقػاؿ‬
‫(ٖ)‬
‫أف سفو بكسر الفػاء يتعػدػ كسػفو بفػتح‬ ‫غيره‪ :‬سفو بمعنى أىمؾ‪ ،‬كحكى ثعمب كالمبرد‬
‫الفػػاء كشػػدىا‪ ،‬كحكػػي عػػف أبػػي الخطػػاب أنيػػا ل ػػة‪ ،‬كقػػاؿ الف ػراء نصػػبيا عمػػى التمييػػز‪،‬‬
‫كحك ػػى أف التق ػػدير إال م ػػف س ػػفو قكل ػػو نفس ػػو عم ػػى أف نفس ػػو تأكي ػػد ح ػػذؼ المؤك ػػد كأق ػػيـ‬
‫ُ‬
‫(ٗ)‬
‫التككيد مقامو قياسا عمى النعت كالمنعكت ‪.‬‬

‫ذكر في إعراب القرآف كبيانو‪ :‬ﮋ ﮍ ﮎ ﮊ سفو فعل ماض كفاعمػو مسػتتر تقػديره‬
‫ىك كالجممة ال محل ليػا ألنيػا صػمة المكصػكؿ كنفسػو منصػكب بنػزع الخػافض أؼ سػفو‬
‫فػػي نفسػػو كقيػػل‪ :‬إف سػػفو يتعػػدػ بنفسػػو كمػػا حكػػى ثعمػػب كالمبػ ّػرد فيػػك مفعػػكؿ سػػفو يقػػاؿ‬

‫(ٔ) معاني القرآف كاعرابو لمزجاج (ٔ‪.)ٕٔٓ،ٕٜٓ/‬‬


‫(ٕ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٔ‪.)ٜٔٓ،ٜٔٛ/‬‬
‫(ٖ ) المبرد‪ :‬أبك العباس دمحم بف يزيد بف عبد األكبر الثمالي األزدؼ‪ ،‬إماـ العربية بب داد في زمنو‪ ،‬كأحد أئمة‬
‫األدب كاألخبار‪ ،‬مكلده بالبصرة ككفاتو بب داد‪ ،‬مف كتبو (الكامل) ك(المذكر كالمؤنث)‪ٕٛٙ-ٕٔٓ( ،‬ىػ=‬
‫‪ٜٜٛ-ٕٛٙ‬ـ)‪ ،‬كفيات األعياف (ٗ‪.)ٖٖٔ/‬‬
‫(ٗ) المحرر الكجيز في تفسير الكتاب العزيز (ٔ‪.)ٕٕٔ/‬‬
‫‪261‬‬
‫سفو نفسو‪ :‬أؼ امتينيا كقيل‪ :‬ىي نصب عمى التمييز(ٔ)‪.‬‬
‫ق ػػاؿ اب ػػك الفػ ػػرج الج ػػكزؼ‪ :‬قكل ػػو تعػ ػػالى‪ :‬ﮋﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮊ في ػػو أربع ػػة أق ػ ػكاؿ‪:‬‬
‫النفػي‬
‫أف معناىا‪ :‬إال مػف سػّفو نفسػو‪ ،‬قالػو األخفػش‪ ،‬كقيػل‪ :‬كلػذلؾ تع ّػدػ إلػى ّ‬
‫أحدىا‪ّ :‬‬
‫فنصػػبيا‪ ،‬كقػػاؿ األخفػػش‪ :‬نصػػبت الػػنفس إلسػػقاط حػػرؼ الجػػر‪ ،‬ألف المعنػػى‪ :‬إال مػػف‬
‫سفو في نفسو‪ ،‬قاؿ الشاعر‪:‬‬
‫صو إذا نضج القدكر(ٕ)‪.‬‬ ‫لؤلضياؼ ِنيئاً ‪ِ ُ ...‬‬
‫ِ‬
‫كنرخ ُ‬ ‫المحـ‬
‫َ‬ ‫ُن الي‬
‫نفسػو‪ ،‬كمػا‬
‫فيت ُ‬ ‫كالثاني‪ :‬إال مف أىمؾ نفسو‪ ،‬قالو أبك عبيػدة‪ ،‬كالثالػث‪ :‬إال مػف سػ ْ‬
‫يقػػاؿ‪ :‬غػػبف فػػبلف أريػػو‪ ،‬كىػػذا مػػذىب الف ػراء‪ .‬قػػاؿ الف ػراء‪ :‬نقػػل الفعػػل عػػف الػػنفس إلػػى‬
‫ضػػمير «م ػػف»‪ ،‬كنصػػبت ال ػػنفس عم ػػى التشػػبيو بالتفس ػػير‪ ،‬كم ػػا يقػػاؿ‪ :‬ض ػػقت ب ػػاألمر‬
‫ذرعاً‪ ،‬يريدكف‪ :‬ضاؽ ذرعي بػو‪ ،‬كمثمػو‪ :‬ﮋ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ(ٖ)‪ ،‬كال اربػع‪ :‬إال مػف‬
‫جيل نفسو‪ ،‬فمـ يفكر فييا‪ ،‬كىك اختيار الزجاج(ٗ)‪.‬‬
‫قـــال ابـــن تيميـــة‪ :‬فقكلػػو‪ :‬ﮋ ﮍ ﮎﮊ معنػػاه إال مػػف سػػفيت نفسػػو أؼ كانػػت‬
‫سػػفيية فممػػا أضػػاؼ الفعػػل إليػػو نصػػبيا عمػػى التمييػػز كمػػا فػػي قكلػػو‪ :‬ﮋ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧ ﮊ كنحك ذلؾ؛ لكف ذاؾ نكرة كىػذا معرفػة‪ ،‬كىػذا الػذؼ قالػو الككفيػكف أصػح فػي‬
‫(‪)5‬‬
‫الم ة كالمعنى؛ فإف اإلنساف ىك السفيو نفسػو‪ :‬كمػا قػاؿ تعػالى‪ :‬ﮋ ﭒ ﭓ ﮊ‬
‫أؼ تخت ػ ػػاف أنفس ػ ػػكـ‬ ‫فك ػ ػػذلؾ قكل ػ ػػو‪ :‬ﮋ ﭤ ﭥ ﮊ‬
‫(‪)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫ﮋ ﯔ ﯕ ﯖﮊ‬

‫(ٔ) إعراب القرآف كبيانو لمحيي الديف بف أحمد مصطفى دركيش‪( ،‬دار اليمامة‪ -‬دمشق‪ -‬بيركت)‪ ( ،‬دار ابف‬
‫كثير‪ -‬دمشق‪ -‬بيركت)‪ ،‬طٗ‪ٔٗٔ٘( ،‬ق)‪.)ٔٛٛ/ٔ( ،‬‬
‫(ٕ) قاؿ االخفش في معانى القرآف‪ ،‬قاؿ الشعر مف الكافر(ٔ‪ ،)ٛ٘/‬كلـ ينسبو‪ ،‬كقيل في كتاب المعجـ المفصل‬
‫في شكاىد العربية‪ ،‬ؿ د‪ .‬إميل بديع يعقكب‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ(،‬ىػ‪ٜٜٔٙ-‬ـ)‪،)ٖ٘ٛ/ٖ( ،‬‬
‫كقاؿ البيت مف الكافر‪ ،‬كىك ببل نسبة‪.‬‬
‫(ٖ) مريـ‪ :‬آيةٗ‪.‬‬
‫(ٗ) زاد المسير في عمـ التفسير (ٔ‪.)ٔٔٗ/‬‬
‫(٘) البقرة‪ :‬آية ٕٗٔ‪.‬‬
‫(‪ )ٙ‬النساء‪ :‬آية ٘‪.‬‬
‫(‪ )ٚ‬البقرة‪ :‬آية ‪.ٔٛٚ‬‬
‫‪261‬‬
‫فاألنفس ىػي التػي اختانػت كمػا أنيػا ىػي السػفيية‪ ،‬ال كقػاؿ‪ :‬اختانػت كلػـ يقػل خانػت؛‬
‫ألف االفتعػػاؿ فيػػو زيػػادة فعػػل عمػػى مػػا فػػي مجػػرد الخيانػػة(ٔ)‪ ،‬كالمقصػػكد أف كػػل مػػف‬
‫رغب عف ممة إبراىيـ فيك سفيو(ٕ)‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيمية أف مف سفو نفسو ىك االنساف نفسو‪ ،‬أؼ مف صارت نفسػو سػفيية‬
‫كىك البلئق بالسياؽ‪ ،‬كالمكافق لنصكص الشرع‪ ،‬كىذا كما في القاعػدة‪ ،‬كىػك األظيػر‪،‬‬
‫كهللا أعمـ‪.‬‬
‫كمف األمثمة قكلو تعالى‪ :‬ﮋﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙﮊ(ٖ)‪.‬‬
‫قاؿ الطبرؼ‪ :‬قكلو تعالى‪:‬ﮋ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮊ قاؿ أبك جعفر‪ :‬كفي‬
‫قكلو‪ :‬ﮋﮖ ﮗ ﮊ كجياف مف التأكيل‪ :‬أحدىما أف يككف هللا جل ثناؤه نياىـ‬
‫عف أف يكتمكا الحق كما نياىـ أف يمبسكا الحق بالباطل‪ ،‬فيككف تأكيل ذلؾ حينئذ‪:‬‬
‫كال تمبسكا الحق بالباطل‪ ،‬كال تكتمكا الحق‪ ،‬كيككف قكلو‪ :‬ﮋﮖﮊ عند ذلؾ‬
‫مجزكما بما جزـ بو‪ :‬ﮋﮓﮊ عطفا عميو؛ كالكجو اآلخر منيما أف يككف النيي‬
‫مف هللا جل ثناؤه ليـ عف أف يمبسكا الحق بالباطل‪ ،‬كيككف قكلو‪ :‬ﮋ ﮖ ﮗﮊ‬
‫خب ار منو عنيـ بكتمانيـ الحق الذؼ يعممكنو‪ ،‬فيككف قكلو‪ :‬ﮋ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮊ كتكتمكا‪ ،‬حينئذ منصكبا‪ ،‬النصرافو عف معنى‬
‫قكلو‪ :‬ﮋﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮊ إذ كاف قكلو‪ :‬ﮋﮒ ﮓﮊ نييا‪ ،‬كقكلو‪:‬‬
‫ﮋﮖ ﮗﮊ خب ار معطكفا عميو غير جائز أف يعاد عميو ما عمل في قكلو‪:‬‬
‫ﮋﮓﮊ مف الحرؼ الجازـ‪ ،‬كذلؾ ىك المعنى الذؼ يسمى صرفا(ٗ)‪.‬‬

‫(ٔ) مجمكع الفتاكػ (ٗٔ‪.)ٕٗٗ/‬‬


‫(ٕ) مجمكع الفتاكػ (‪.)ٕ٘ٚ/ٔٙ‬‬
‫(ٖ) البقرة‪ :‬آيةٕٗ‪.‬‬
‫(ٗ) جامع البياف (ٔ‪.)ٙٓٛ،ٙٓٚ/‬‬
‫‪262‬‬
‫قاؿ الزجاج‪ :‬معنى اآلية‪ :‬ﮋ ﮒ ﮓ ﮔﮊ‪ ،‬كالحق ىينا أمر النبي‪ ‬كما‬
‫كجل‪:‬‬ ‫كجل‪ ،‬كقكلو بالباطل‪ ،‬أؼ بما يحرفكف‪ ،‬كقكلو َّ‬
‫عز َّ‬ ‫أتى بو مف كتاب هللا َّ‬
‫عز َّ‬
‫ﮋﮘ ﮙﮊ أؼ تأتكف لبسكـ الحق ككتمانو عمى عمـ منكـ كبصيرة‪ ،‬كاعراب‬
‫ِ‬
‫ﮋﮒ ﮓﮊ الجزـ بالنيي‪ ،‬ككبلمة الجزـ سقكط النكف‪ ،‬أصمو َتْمب ُسكف كتَ ْك ُ‬
‫تمك َف‪،‬‬
‫يصمح أف يككف جزماً عمى معنى كال تكتمكا الحق‪ ،‬كيصمح أف يككف نصباً كعبلمة‬
‫النصب أيضاً سقكط النكف‪ ،‬أما إذا نصبت فعمى معنى الجكاب بالكاك‪ ،‬كمذىب‬
‫ِ‬
‫الخميل كسيبكيو كاألخفش كجماعة مف البصرييف أف جميع ما انتصب في ىذا الباب‬
‫فبإضمار أف كأنؾ قمت ال يكف منكـ إلباس الحق ِ‬
‫كك ْتمانو‪َّ ،‬‬
‫كأنو قاؿ كاف تكتمكه‪،‬‬ ‫َ‬
‫كدؿ تمبسكا عمى لبس(ٔ)‪.‬‬
‫َّ‬

‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬تكتمكا‪ ،‬منصكب بإضمار أف‪ ،‬كالكاك بمعنى الجمع‪ ،‬أؼ كال‬
‫تجمعكا لبس الحق بالباطل ككتماف الحق‪ ،‬كقكلؾ‪ :‬ال تأكل السمؾ كتشرب المبف(ٕ)‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪ :‬ﮋ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮊ(ٖ)‪ ،‬كىنا قكالف‪ :‬قيل‪ :‬إنو نياىـ‬
‫عف مجمكع الفعميف‪ ،‬كاف الكاك كاك الجمع التي يسمييا نحاة الككفة كاك الصرؼ‪ ،‬كما‬
‫في قكليـ التأكل السمؾ كتشرب المبف كما قاؿ تعالى‪ :‬ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫(ٗ)‬
‫عمي قراءة النصب‪ ،‬ككما في قكلو تعالى ﮋ ﭩ ﭪ ﭫ‬ ‫ﭢ ﭣ ﭤﮊ‬
‫(٘)‬
‫عمي قراءة النصب‪،‬‬ ‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﮊ‬
‫كعمي ىذا فيككف الفعل الثاني في قكلو ﮋﮖ ﮗﮊ منصكباً‪ ،‬كاألكؿ مجزكماً؛‬
‫كقيل‪ :‬بل الكاك ىي الكاك العاطفة المشركة بيف المعطكؼ كالمعطكؼ عميو‪ ،‬فيككف‬
‫قد نيي عف الفعميف مف غير اشتراط اجتماعيما‪ ،‬كما إذا قيل‪ :‬ال تكفر كتسرؽ‬

‫(ٔ) معاني القرآف كاعرابو لمزجاج (ٔ‪.)ٕٔ٘،ٕٔٗ/‬‬


‫(ٕ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٔ‪.)ٖٖٔ/‬‬
‫(ٖ) البقرة‪ :‬آيةٕٗ‪.‬‬
‫(ٗ) آؿ عمراف‪.ٕٔٗ :‬‬
‫(٘) الشكرػ‪.ٖ٘ :‬‬
‫‪263‬‬
‫كتزف‪ ،‬كىذا ىك الصكاب‪ ،‬كما في قكلو تعاليﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫كلك ذميـ عمي االجتماع لقاؿ‪ :‬كتكتمكا الحق ببل نكف‬ ‫(‪)٦‬‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﮊ‬
‫كتمؾ اآلية نظير ىذه‪ ،‬كمثل ىذا الكبلـ إذا أريد بو النيي عف كل مف الفعميف فإنو‬
‫قد يعاد فيو حرؼ النفي‪ ،‬كما تقكؿ‪ :‬ال تكفر‪ ،‬كال تسرؽ‪ ،‬كال تزف(ٕ)‪.‬‬
‫كالكاض ػػح كهللا أعم ػػـ أف الػ ػراجح ى ػػك ق ػػكؿ م ػػف ق ػػاؿ ﮋﮖﮊ معط ػػكؼ عم ػػى‬
‫النيػػي كىػػك قػػكؿ ابػػف تيميػػة‪ ،‬كذلػػؾ الف العطػػف يقتضػػي النيػػي عػػف كػػل مػػف الفعمػػيف‪،‬‬
‫خػػبلؼ النصػػب‪ ،‬كىػػك أيضػػا المكافػػق لمسػػياؽ كداللػػة الشػػرع‪ ،‬كمػػف ىنػػا نجػػد أف ابػػف‬
‫تيمية كافق القاعدة كاستعمميا في تفسيره‪ ،‬كىذا بيف مف المثاليف‪.‬‬

‫(ٔ) آؿ عمراف‪ :‬آيةٔ‪.ٚ‬‬


‫(ٕ) درء تعارض العقل كالنقل (ٔ‪.)ٕٔٓ/‬‬
‫‪264‬‬
‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫القاعدة الثانية‪ :‬يجب حمل كتاب هللا عمى األكجو اإلعرابية القكية‬
‫كالمشيكرة دكف الضعيفة كالشاذة كال ريبة(ٔ)‪.‬‬
‫األمثمة التطبيقية‪:‬‬
‫منيا قكلو تعالى‪ :‬ﮋﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼﮊ(ٕ)‪.‬‬
‫(ٖ)‬
‫بازغ ػ ػػا كبازغ ػ ػػة منص ػ ػػكباف عم ػ ػػى‬ ‫ق ػ ػػاؿ الش ػ ػػككاني‪ :‬ﮋﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮊ‬
‫الحػػاؿ‪ ،‬ألف الرؤيػػة بصػرية‪ ،‬كانمػػا قػػاؿ ىػػذا ربػػي مػػع كػػكف الشػػمس مؤنثػػة‪ ،‬ألف مػراده‬
‫ىػػذا الطػػالع‪ ،‬قالػػو الكسػػائي كاألخفػػش‪ ،‬كقيػػل‪ :‬ىػػذا الضػػكء كقيػػل‪ :‬الشػػخص‪ ،‬ىػػذا أكبػػر‬
‫أؼ مما تقدمو مف الكككب كالقمر(ٗ)‪.‬‬

‫قػاؿ ابػػف عاشػػكر‪ :‬قكلػػو تعػػالى ‪:‬ﮋﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬


‫(٘)‬
‫عطػ ػ ػػف عمػ ػ ػػى جممػ ػ ػػة محذكفػ ػ ػػة دؿ عمييػ ػ ػػا‬ ‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮊ‬
‫الكبلـ‪ ،‬كالتقدير‪ :‬فطمع القمر فمما رآه بازغا‪ ،‬فحذفت الجممة لئليجاز كىػك يقتضػي أف‬
‫القمػػر طمػػع بعػػد أفػػكؿ الكككػػب‪ ،‬كلعمػػو اختػػار لمحاجػػة قكمػػو الكقػػت الػػذؼ ي ػػرب فيػػو‬
‫الككك ػػب كيطم ػػع القم ػػر بق ػػرب ذل ػػؾ‪ ،‬كأن ػػو ك ػػاف آخ ػػر المي ػػل ليعقبيم ػػا طم ػػكع الش ػػمس‪،‬‬
‫كأظيػػر اسػػـ القمػػر ألنػػو حػػذؼ معػػاد الضػػمير‪ ،‬كالبػػازغ‪ :‬الشػػارؽ فػػي ابتػػداء شػػركقو‪،‬‬
‫كالبزكغ ابتداء الشركؽ‪ ،‬كقكلو ﮋﮃﮄﮊ أفاد بتعريػف الجػزأيف أنػو أكثػر ضػكءا مػف‬
‫الكككػػب فػػإذا كػػاف اسػػتحقاؽ اإللييػػة بسػػبب النػػكر فالػػذؼ ىػػك أشػػد نػػك ار أكلػػى بيػػا مػػف‬
‫األضػػعف‪ ،‬كاسػػـ اإلشػػارة مسػػتعمل فػػي معنػػاه الكنػػائي خاصػػة كىػػك كػػكف المشػػار إليػػو‬

‫(ٔ) انظر مجمكع الفتاكػ البف تيمية (٘‪ ،)ٔٗٗ/‬كانظر درء تعارض العقل كالنقل البف تيمية (ٔ‪.)ٖٔٙ/‬‬
‫(ٕ) األنعاـ‪ :‬آية‪.ٚٙ‬‬
‫(ٖ) األنعاـ‪ :‬آية‪.ٚٛ‬‬
‫(ٗ) فتح القدير لمشككاني (ٕ‪.)ٖٔ٘/‬‬
‫(٘) األنعاـ‪ :‬آية‪.ٚٚ‬‬
‫‪265‬‬
‫مطمكبا مبحكثا عنو‪ ،‬قاؿ تعالى ‪ :‬ﮋﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﮊ(ٔ)‪.‬‬

‫قػػاؿ ابػػف تيميػػة‪ :‬فػػذكره منك ػرا‪ :‬ألف الككاكػػب كثي ػرة‪ ،‬ثػػـ قػػاؿ‪ :‬ﮋ ﭾ ﭿ ﮀﮊ‪،‬‬
‫ﮋﮒ ﮓ ﮔﮊ(‪)2‬بصي ة التعريف لكي يبيف أف المراد القمػر كالمعػركؼ كالشػمس‬
‫المعركفػػة‪ ،‬كىػػذا ص ػريح بػػأف الككاكػػب متعػػددة‪ ،‬كأف الم ػراد كاحػػد منيػػا‪ ،‬كأف الش ػػمس‬
‫كالقمر ىما ىذاف المعركفاف(ٖ)‪.‬‬

‫نمحػػع أف اب ػػف تيميػػة أس ػػتخدـ القاع ػػدة فػػي تفس ػػيره ففس ػػر الفػػاظ القػ ػرآف باألكج ػػو‬
‫اإلعرابيػػة القكيػػة كالمشػػيكر ال بالضػػعيفة كالشػػاذة‪ ،‬كىػػذا مكافػػق لمقاعػػدة‪ ،‬ككمػػا نمحػػع‬
‫ذلؾ في ىذا المثاؿ فذكر الكككب منك ار لكثرتيا‪ ،‬كذكر القمر كالشمس معرفة‪ ،‬ألنيمػا‬
‫محدديف كمعػركفيف‪ ،‬كال تصػح فييمػا النكػرة‪ ،‬كلػـ يفسػرىما بتفاسػير بعيػدة عػف الحقيقػة‬
‫كغريبة‪ ،‬أك شاذة‪ ،‬نمحع أف ابف تيمية أستخدـ القاعدة في تفسيره ففسػر الفػاظ القػرآف‬
‫باألكجو اإلعرابية القكية كالمشيكر ال بالضعيفة كالشاذة‪ ،‬كىذا مكافق لمقاعدة‬
‫كمف األمثمة قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮊ(ٗ)‪.‬‬
‫قاؿ مقاتل(٘)‪ :‬اختمف السمف كالخمف بعد ما تقدـ‪ ،‬فراؼ السمف اف يفرضكا‬
‫تعييف معنى االستكاء الى هللا‪ ،‬فيك اعمـ بما نسبو الى نفسو كاعمـ بما يميق بو‪ ،‬كراؼ‬
‫الخمف اف يؤكلكا‪ ،‬ألنو يبعد كل البعد اف يخاطب هللا عباده بما ال يفيمكف‪ ،‬كما داـ‬
‫ميداف الم ة متسعا لمتأكيل فالتأكيل كاجب(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) التحرير كالتنكير لدمحم الطاىر بف دمحم بف عاشكر‪ ،‬الدار التكنسية لمنشر‪-‬تكنس‪ٜٔٛٗ( ،‬ق)‪.)ٖٕٔ/ٚ( ،‬‬
‫(ٕ) األنعاـ‪ :‬آية‪.ٚٛ‬‬
‫(ٖ) درء تعارض العقل كالنقل البف تيمية(ٔ‪.)ٖٔٙ/‬‬
‫(ٗ) طو‪ :‬آية٘‪.‬‬
‫(٘) أبك الحسف مقاتل بف سميماف بف بشير‪ ،‬الخراساني المركزؼ‪ ،‬أصمو مف بمخ كانتقل إلى البصرة كدخل ب داد‬
‫كحدث بيا‪ ،‬ككاف مشيك اًر بالتفسير‪ ،‬كلو التفسير المشيكر‪ ،‬مف كتبو ك (نكادر التفسير) ك(الناسخ‬
‫كالمنسكخ) ك(القراءات)‪ٔ٘ٓ( ،‬ىػ=‪ٚٙٚ‬ـ)‪ .‬تيذيب التيذيب (ٓٔ‪ ،)ٕٜٚ/‬كفيات األعياف(٘‪.)ٕ٘٘/‬‬
‫(‪ )ٙ‬تفسير مقاتل بف سميماف ألبك الحسف مقاتل بف سميماف‪( ،‬ت‪ٔ٘ٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد هللا محمكد شحاتو‪ ،‬دار‬
‫إحياء التراث‪-‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٕٖٔٗ( ،‬ق)‪.)ٜٕٔ/٘( ،‬‬
‫‪266‬‬
‫قاؿ الزمخشرؼ‪ :‬لما كاف االستكاء عمى العرش كىك سرير الممؾ مما يردؼ‬
‫الممؾ‪ ،‬جعمكه كناية عف الممؾ فقالكا‪ :‬استكػ فبلف عمى العرش يريدكف ممؾ كاف لـ‬
‫يقعد عمى السرير البتة‪ ،‬كقالكه أيضا لشيرتو في ذلؾ المعنى كمساكاتو ممؾ في‬
‫مؤداه(ٔ)‪.‬‬

‫قاؿ في تفسير مراح لبيد لكشف معنى القرآف المجيد‪ :‬االستكاء عمى العرش‪،‬‬
‫مجاز عف الممؾ كالسمطاف(ٕ)‪.‬‬

‫قال ابن تيمية‪ :‬استكػ بمعنى استكلى عمى كجكه‪ :‬أحدىا‪ :‬أف ىذا التفسير لـ‬
‫يفسره أحد مف السمف مف سائر المسمميف مف الصحابة كالتابعيف فإنو لـ يفسره أحد‬
‫في الكتب الصحيحة عنيـ بل أكؿ مف قاؿ ذلؾ‪ :‬بعض الجيمية كالمعتزلة؛ كما‬
‫ذكره أبك الحسف األشعرؼ في كتاب "المقاالت " ككتاب "اإلبانة"‪.‬‬
‫(ٖ)‬
‫عف‬ ‫الثاني‪ :‬أف معنى ىذه الكممة مشيكر؛ كليذا لما سئل مالؾ بف أنس‬
‫قكلو‪ :‬ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮊ قاال‪ :‬االستكاء معمكـ كالكيف مجيكؿ كاإليماف بو‬
‫كاجب كالسؤاؿ عنو بدعة‪ .‬كال يريد أف‪ :‬االستكاء معمكـ في الم ة دكف اآلية ألف‬
‫السؤاؿ عف االستكاء في اآلية كما يستكؼ الناس‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أنو إذا كاف معمكما في الم ة التي نزؿ بيا القرآف كاف معمكما في‬
‫القرآف(ٗ)‪.‬‬
‫كقاؿ ابف تيمية‪ :‬ذكر عف الخميل كما ذكره أبك المظفر في كتابو "اإلفصاح"‬
‫قاؿ‪ :‬سئل الخميل ىل كجدت في الم ة استكػ بمعنى استكلى؟ فقاؿ‪ :‬ىذا ما ال تعرفو‬

‫(ٔ) الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل (ٖ‪.)ٕ٘/‬‬


‫(ٕ) مراح لبيد لكشف معنى القرآف المجيد لدمحم بف عمر نككؼ الجاكؼ البنتني إقميما‪ ،‬التنارؼ بمدا‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم‬
‫أميف الصناكؼ‪ ،‬دار الكتب العممية – بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ق)‪.)ٕٓ/ٕ( ،‬‬
‫(ٖ) مالؾ بف أنس بف مالؾ األصبحي الحميرؼ‪ ،‬أبك عبد هللا‪ :‬إماـ دار اليجرة‪ ،‬كأحد األئمة األربعة عند أىل‬
‫السنة‪ ،‬كاليو تنسب المالكية‪ ،‬مكلده ككفاتو في المدينة‪ .‬مف كتبو "المكطأ" ك"المسائل" ك"تفسير غريب‬
‫القرآف"‪ٜٔٚ-ٜٖ( ،‬ىػ=ٕٔ‪ٜٚ٘-ٚ‬ـ)‪ .‬تيذيب التيذيب (ٓٔ‪ ،)٘/‬سير أعبلـ النببلء (‪.)ٗٛ/ٛ‬‬
‫(ٗ) مجمكع الفتاكػ (٘‪.)ٔٗٗ/‬‬
‫‪267‬‬
‫العرب؛ كال ىك جائز في ل تيا كىك إماـ في الم ة عمى ما عرؼ مف حالو فحينئذ‬
‫حممو عمى ما ال يعرؼ حمل باطل(ٔ)‪.‬‬
‫نمحع أف ابف تيمية أستخدـ القاعدة في تفسيره ففسر الفاظ القرآف باألكجو‬
‫اإلعرابية القكية كالمشيكر ال بالضعيفة كالشاذة‪ ،‬كىذا مكافق لمقاعدة ككاضح مف‬
‫المثاليف كما بينا في األكؿ كىذا المثاؿ كذلؾ فقد انكر عمى مف شذ في تفسير‬
‫االستكاء أك تأكيمو ‪ ،‬فاالستكاء معمكـ ل ة كالكيف راجع هلل تعالى كما ينب ي لجبلؿ‬
‫كجيو كعظيـ سمطانو‪ ،‬كهللا أعمـ‪.‬‬

‫(ٔ) المصدر نفسو (٘‪.)ٔٗٙ/‬‬


‫‪268‬‬
‫اخلـامتة‬
‫وتشتمل على‪:‬‬

‫النتائج‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬التوصيات‬

‫‪269‬‬
‫اخلامتة‬

‫مف عمي مف‬ ‫الحمد هلل الذؼ بنعمتو تتـ الصالحات‪ ،‬أحمده سبحانو كتعالى عمى ما‬
‫ّ ّ‬
‫إتماـ ىذا البحث‪ ،‬فمو الثناء كالحمد كمو‪ ،‬كالصبلة كالسبلـ عمى سيدنا دمحم كعمى آلو‬
‫كصحبو كسمـ تسميماً كثي اًر‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫فقد تكصل الباحث مف خبلؿ ىذا البحث إلى النتائج كالتكصيات اآلتية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النتائج‬

‫‪ -1‬يعد ابف تيمية مف كبار عمماء التفسير‪ ،‬كصاحب اىتماـ كبير في تفسير‬
‫كتاب هللا تعالى‪ ،‬كاالشت اؿ بو‪.‬‬
‫‪ -2‬اعتمد ابف تيمية في تفسيره عمى مصادر‪ ،‬أىميا تفسير القرآف بالقرآف‪،‬‬
‫كتفسير القرآف بالسنة كالمأثكر أكثر مف بقية المصادر األخرػ‪.‬‬
‫‪ -3‬لـ يفسر ابف تيمية القرآف كامبلً؛ العتقاده أف القرآف الكريـ كاضح بنفسو‬
‫مف عند هللا تعالى‪ ،‬كانما ىناؾ بعض اآليات أشكل فيـ معناىا ففسرىا‪ ,‬كىي مفرقة‬
‫في كتبو‪ ،‬كليس لو كتاب خاص بالتفسير‪.‬‬
‫‪ -4‬اعتماد ابف تيمية في التفسير عمى قكاعد سار عمييا لمترجيح بيف األقكاؿ‬
‫ككفق فييا ءأمة التفسير كخالف أىل التأكيل‪.‬‬
‫‪ -5‬كثي اًر ما يكرد ابف تيمية في التفسير صي اً ككجكىاً لمترجيح ّبينة لذكر‬
‫الراجح مف األقكاؿ‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫‪ -ٙ‬كقكؼ ابف تيمية أحيان ًا مكقف الحكـ بيف المفسريف كالطكائف‪ ،‬كتارة‬
‫يذكر أريو بكضكح‪ ،‬كيرجح بدكف تعصب إال لمدليل‪.‬‬
‫‪ -7‬أف ابف تيمية كاف مكىبة نادرة في الحفع كالفيـ كسعة العمـ جعمت لديو‬
‫القدرة عمى الترجيح‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬

‫ٔ‪ -‬يكصي الباحث باالىتماـ بما فسره ابف تيمية كاخراجو بصكرة أفضل‪،‬‬
‫كتبكيباً؛ كي يتسنى لمباحثيف كالدارسيف االستفادة مف عممو في‬
‫ّ‬ ‫جمعاً كدراسة‬
‫التفسير‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬كما يكصي الباحث بدراسة أسمكب ابف تيمية كمدرستو التفسيرية كاظيار‬
‫ذلؾ في دراسات مستقمة؛ لبلستفادة منيا‪.‬‬
‫‪ -3‬كيكصي الباحثيف بالبحث في تراث ابف تيمية؛ إلخراج ما تبقى مف‬
‫التفسير لديو كطبعو؛ لبلستفادة منو‪.‬‬

‫مت حبمد اهلل ‪,,,‬‬

‫‪271‬‬
‫الفيارس العامة‬
‫‪ ‬فيرس اآليات القرآنية‬
‫‪ ‬فيرس األحاديث النبكية‬
‫‪ ‬فيرس األعبلـ‬
‫‪ ‬فيرس األماكف كالمدف كال ريب‬
‫‪ ‬المصادر كالمراجع‬
‫‪ ‬فيرس المكضكعات‬

‫‪272‬‬
‫فيرس اآليات القرآنية‬

‫الصفحة‬ ‫رقميا‬ ‫اآلية‬ ‫ـ‬


‫سكرة الفاتحة‬
‫‪ٜٔ٘‬‬ ‫ٔ‬ ‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﮊ‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫سكرة البقرة‬
‫‪ٜٛ‬‬ ‫ٖ‬ ‫ﭽ ﭝ ﭞ ﭟﭼ‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫‪،ٕٙٚ‬‬ ‫ٕٗ‬ ‫ﮋﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫‪ٕٜٙ‬‬ ‫ﮘ ﮙﮊ‬
‫‪ٙٙ‬‬ ‫ٕ‪ٙ‬‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭼ‬ ‫ٗ‪.‬‬
‫ٖ‪ٜٔ‬‬ ‫٘‪ٙ‬‬ ‫ﮋﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬ ‫٘‪.‬‬

‫ﮐﮑﮒ ﮓﮔﮊ‬
‫ٔٗٔ‬ ‫‪ٙٚ‬‬ ‫ﮋﮤ ﮥﮦﮧﮨﮩﮊ‬ ‫‪.ٙ‬‬
‫ٔٗٔ‬ ‫‪ٙٚ‬‬ ‫ﮋﮯﮰﮱ﮲﮳﮴﮵ﮊ‬ ‫‪.ٚ‬‬
‫‪،ٕٕٛ‬‬ ‫ٗ‪ٚ‬‬ ‫ﮋﮗﮘﮙﮚﮛﮜ ﮝﮞ‬ ‫‪.ٛ‬‬
‫ٖٕٓ‬ ‫ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫﮳ ‪ ...‬ﮊ‬
‫‪ٕٕٜ‬‬ ‫ٗ‪ٚ‬‬ ‫ﮋﮣﮤﮥ ﮦﮧ ﮨﮩﮪ‬ ‫‪.ٜ‬‬

‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ﮲ ﮳‬
‫﮴﮵﮶﮷﮸﮹ﮊ‬
‫‪ٕٗٚ‬‬ ‫٘‪ٚ‬‬ ‫ٓٔ‪ .‬ﮋﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ‬

‫‪273‬‬
‫‪،ٜٔٙ‬‬ ‫ٖ‪ٜ‬‬ ‫ٔٔ‪ .‬ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫‪ٜٔٛ‬‬ ‫ﯬﮊ‬
‫‪ٙٚ‬‬ ‫‪ٔٔٙ‬‬ ‫ٕٔ‪ .‬ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﮲‬
‫﮳ﭼ‬
‫ٖٕٔ‪،‬‬ ‫ٕ٘ٔ‬ ‫ٖٔ‪ .‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﮊ‬
‫ٖٕ٘‬
‫‪ٜ٘‬‬ ‫‪ٕٔٚ‬‬ ‫ٗٔ‪ .‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭗﭼ‬
‫‪ٕٜ٘‬‬ ‫‪ٕٔٛ‬‬ ‫٘ٔ‪ .‬ﮋ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﮊ‬
‫‪ٚٙ‬‬ ‫ٖٓٔ‬ ‫‪ .ٔٙ‬ﭽ ﮍ ﮎﭼ‬
‫ٗ‪،ٕٙ‬‬ ‫ٖٓٔ‬ ‫‪ .ٔٚ‬ﮋ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫‪ٕٙٙ‬‬ ‫ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ‬
‫ﮗﮘﮙ ﮊ‬
‫‪ٕٙٙ‬‬ ‫ٕٗٔ‬ ‫‪ .ٔٛ‬ﮋ ﭒ ﭓ ﮊ‬
‫ٕ٘ٓ‪،‬‬ ‫ٖ‪ٔٚ‬‬ ‫‪ .ٜٔ‬ﮋ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮊ‬
‫‪ٕٓٚ‬‬
‫‪ٕٙٙ‬‬ ‫‪ٔٛٚ‬‬ ‫ٕٓ‪ .‬ﮋ ﭤ ﭥ ﮊ‬
‫‪،ٔٚٚ‬‬ ‫‪ٜٔٛ‬‬ ‫ٕٔ‪ .‬ﮋ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫‪ٜٔٚ،ٔٛ‬‬ ‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ‬
‫ٓ‬
‫ﯦﯧﯨﮊ‬
‫‪ٔٙٙ‬‬ ‫‪ٕٕٜ‬‬ ‫ٕٕ‪ .‬ﮋ ﮦ ﮧ ﮊ‬
‫‪،ٔٙٙ‬‬ ‫ٖٕٓ‬ ‫ٖٕ‪ .‬ﮋ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫‪،ٔٙٛ‬‬ ‫‪..‬ﰅ ﮊ‬
‫‪ٜٔٙ‬‬
‫‪ٙٚ‬‬ ‫‪ٕٖٛ‬‬ ‫ٕٗ‪ .‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭖ ﭗ ﭘﮊ‬
‫‪ٔ٘ٛ‬‬ ‫‪ٕ٘ٛ‬‬ ‫ٕ٘‪ .‬ﮋﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮊ‬
‫سكرة آؿ عمراف‬
‫ٔ‪ٔٛ‬‬ ‫ٕ‪ٔ،‬‬ ‫‪ .ٕٙ‬ﭽ ﭑ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ‬
‫ٖٕٗ‪،‬‬ ‫٘٘‬ ‫‪ .ٕٚ‬ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬
‫‪ٕٖٛ‬‬ ‫ﭪﮊ‬
‫‪ٕٖٙ‬‬ ‫٘٘‬ ‫‪ .ٕٛ‬ﮋ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﮊ‬
‫‪ٕٜٙ‬‬ ‫ٔ‪ٚ‬‬ ‫‪ .ٕٜ‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﮊ‬
‫‪ٕٙٛ‬‬ ‫ٕٗٔ‬ ‫ٖٓ‪ .‬ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤﮊ‬
‫سكرة النساء‬
‫ٓٔٔ‪،‬‬ ‫ٔ‬ ‫ٖٔ‪ .‬ﭽﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭼ‬
‫ٖٔٔ‬
‫ٖٔٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٕٖ‪ .‬ﭽﭦ ﭧ ﭨ ﭼ‬
‫‪ٕٙٙ‬‬ ‫٘‬ ‫ٖٖ‪ .‬ﮋ ﯔ ﯕ ﯖﮊ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ٔٔ‬ ‫ٖٗ‪ .‬ﮋ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲‬
‫﮳ﮊ‬

‫‪275‬‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ٔٔ‬ ‫ٖ٘‪ .‬ﮋ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮊ‬
‫ٕ٘ٔ‪،‬‬ ‫ٖٗ‬ ‫‪ .ٖٙ‬ﮋ ﯤ ﯥ ﯦ ﮊ‬
‫ٕ٘ٔ‪،‬‬
‫‪ٕٔٙ‬‬
‫٘‪ٔٙ‬‬ ‫‪ٜ٘‬‬ ‫‪ .ٖٚ‬ﭽ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ‬
‫ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ‬
‫ﰑ ﰒﭼ‬
‫‪ٜٚ‬‬ ‫‪ٜٚ‬‬ ‫‪ .ٖٛ‬ﭽ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ‬
‫ﰏ ﰐ ﰑﰒﭼ‬
‫‪ٕٖٛ‬‬ ‫‪ٜٚ‬‬ ‫‪ .ٖٜ‬ﮋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﮊ‬
‫ٖٗٔ‬ ‫ٔ‪ٔٚ‬‬ ‫ٓٗ‪ .‬ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﮊ‬
‫ٔٗ‪ .‬ﮋ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ‪ٕٖٙ ٔ٘ٚ،‬‬
‫٘ٔ‬ ‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ‬
‫‪ٛ‬‬
‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ‪ ...‬ﮊ‬
‫سكرة المائدة‬
‫ٕٗٔ‬ ‫ٗ‪-ٚ‬‬ ‫ٕٗ‪ .‬ﮋ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ‬
‫‪ٚٚ‬‬ ‫ﮭﮮﮯﮱﯓﯔ‬
‫ﯕ ﯖ ﯗ‪ ...‬ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧﮊ‬
‫ٖٗٔ‬ ‫ٕ‪-ٚ‬‬ ‫ٖٗ‪ .‬ﮋ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫٘‪ٚ‬‬ ‫ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬

‫‪276‬‬
‫ﮁ ﮂ‪ ...‬ﮊ‬
‫‪ٜٙ‬‬ ‫٘‬ ‫ٗٗ‪ .‬ﭽ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯢ ﯣ ﯤﭼ‬
‫ٖ‪ٚ‬‬ ‫٘‬ ‫٘ٗ‪ .‬ﭽﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﭼ‬
‫‪ٚٚ‬‬ ‫٘‬ ‫‪ .ٗٙ‬ﭽ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫ﯲﭼ‬
‫ٗٓٔ‬ ‫٘‬ ‫‪ .ٗٚ‬ﭽﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ‬
‫‪ٙٛ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫‪ .ٗٛ‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭠ‬ ‫ﭟ‬ ‫ﭞ‬ ‫ﭝ‬
‫ﭡﭼ‬
‫٘‪ٚ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫‪ .ٜٗ‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭗﭘ ﭙﭚﭛ‬
‫ﭜﭼ‬
‫ٗ‪ٛ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ٓ٘‪ .‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭗﭘ ﭙﭚﭛ‬
‫ﭜﭼ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫ٔ٘‪ .‬ﮋ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡﮊ‬
‫‪ٚٚ‬‬ ‫ٖ٘‬ ‫ٕ٘‪ .‬ﭽﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳‬
‫﮴ ﮵ ﮶ﭼ‬
‫ٕ‪ٛٗ،ٛ‬‬ ‫ٔٗ‬ ‫ٖ٘‪ .‬ﭽ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﭼ‬

‫‪277‬‬
‫٘‪ٛ‬‬ ‫ٔٗ‬ ‫ٗ٘‪ .‬ﭽﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮﭼ‬
‫‪ٛٙ‬‬ ‫ٕٗ‬ ‫٘٘‪ .‬ﭽ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭼ‬
‫‪ٛٚ‬‬ ‫‪ٗٚ‬‬ ‫‪ .٘ٙ‬ﭽﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭼ‬
‫ٖٗٔ‪،‬‬ ‫‪ٗٛ‬‬ ‫‪ .٘ٚ‬ﮋ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮊ‬
‫ٖ٘ٔ‪،‬‬
‫‪ٖٔٙ‬‬
‫ٖ٘ٔ‬ ‫‪ٗٛ‬‬ ‫‪ .٘ٛ‬ﮋ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮊ‬
‫‪ٖٔٙ‬‬ ‫‪ٗٛ‬‬ ‫‪ .ٜ٘‬ﮋ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋﮊ‬
‫‪ٜٙ‬‬ ‫٘٘‬ ‫ٓ‪ .ٙ‬ﭽﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﭼ‬
‫ٕ‪ٛٗ،ٛ‬‬ ‫ٓ‪ٙ‬‬ ‫ٔ‪ .ٙ‬ﭽﮇ ﮈﭼ‬
‫ٕ‪ٛٗ،ٛ‬‬ ‫ٓ‪ٙ‬‬ ‫ٕ‪ .ٙ‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﭼ‬
‫‪ٕٕٚ‬‬ ‫ٗ‪ٙ‬‬ ‫ٖ‪ .ٙ‬ﮋ ﯯ ﯰ ﯱﮊ‬
‫٘‪ٛ‬‬ ‫ٕ‪ٚ‬‬ ‫ٗ‪ .ٙ‬ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭼ‬
‫ٖٗٔ‬ ‫٘‪ٚ‬‬ ‫٘‪ .ٙ‬ﮋ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ‬
‫ﯠ ﯡ ﯢ‪...‬ﯣ ﮊ‬
‫‪ٙٙ‬‬ ‫‪ٛٚ‬‬ ‫‪ .ٙٙ‬ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙﮚﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬

‫‪278‬‬
‫ﮢﭼ‬
‫ٗ‪ٚ‬‬ ‫‪ٛٚ‬‬ ‫‪ .ٙٚ‬ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢﭼ‬
‫‪،ٜٔٛ‬‬ ‫٘‪ٜ‬‬ ‫‪ .ٙٛ‬ﮋ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ‬
‫ٕٓٓ‬ ‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬ‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ‪...‬ﮊ‬
‫‪ٜٔٛ‬‬ ‫‪ٜٙ‬‬ ‫‪ .ٜٙ‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﮊ‬
‫سكرة األنعاـ‬
‫‪ٛٛ‬‬ ‫ٗٔ‬ ‫ٓ‪ .ٚ‬ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﭼ‬
‫‪ٜٛ‬‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫ٔ‪ .ٚ‬ﭽﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ‬
‫ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﭻﭼ‬
‫ٕ‪ٚ‬‬ ‫ٗ٘‬ ‫ٕ‪ .ٚ‬ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭼ‬
‫‪ٙٛ‬‬ ‫‪ٚٙ‬‬ ‫ٖ‪ .ٚ‬ﭽ ﭴ ﭵﭼ‬
‫ٕٕٓ‬ ‫‪ٚٙ‬‬ ‫ٗ‪ .ٚ‬ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ‬
‫ﭷﭸﭹ ﭺﭻﭼ ﮊ‬
‫ٖٕٓ‬ ‫‪ٚٙ‬‬ ‫٘‪ .ٚ‬ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ‬
‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﮊ‬
‫ٕٕٔ‪،‬‬ ‫‪ٚٙ‬‬ ‫‪ .ٚٙ‬ﮋ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﮊ‬

‫‪279‬‬
‫ٖٕٕ‬
‫ٓ‪،ٕٚ‬‬ ‫‪ٚٙ‬‬ ‫‪ .ٚٚ‬ﮋﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ‬
‫ٕ‪ٕٚ‬‬ ‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﮊ‬
‫ٓ‪ٕٚ‬‬ ‫‪ٚٚ‬‬ ‫‪ .ٚٛ‬ﮋﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‪ ...‬ﮏ ﮐﮊ‬

‫ٕٕٓ‬ ‫‪ٚٛ‬‬ ‫‪ .ٜٚ‬ﮋ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮊ‬


‫ٖٕٓ‬ ‫ٓ‪ٛ‬‬ ‫ٓ‪ .ٛ‬ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﮊ‬
‫ٗ٘ٔ‬ ‫ٕ‪ٛ‬‬ ‫ٔ‪ .ٛ‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ‬
‫٘٘ٔ‬ ‫ٕ‪ٛ‬‬ ‫ٕ‪ .ٛ‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﮊ‬
‫ٓ‪ٕٚ‬‬ ‫‪ٛٚ‬‬ ‫ٖ‪ .ٛ‬ﮋﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮊ‬
‫ٕ‪ٛ‬‬ ‫ٔٓٔ‬ ‫ٗ‪ .ٛ‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺﭼ‬
‫‪ٜٚ‬‬ ‫ٕٔٔ‬ ‫٘‪ .ٛ‬ﭽﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰﭱﭲﭳﭴﭵ ﭶ‬
‫ﭷﭼ‬
‫ٕ٘ٓ‬ ‫ٕٔٔ‬ ‫‪ .ٛٙ‬ﮋ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ٖٗٔ‬ ‫‪ .ٛٚ‬ﮋ ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘ ﭙﭚ ﭛﭜﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﮊ‬
‫ٕٓٗ‬ ‫‪ٔ٘ٛ‬‬ ‫‪ .ٛٛ‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﮊ‬
‫سكرة األعراؼ‬
‫‪281‬‬
‫‪ .ٜٛ‬ﭽ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ٖ‪ٙ٘ -ٔٙ‬‬
‫‪ٔٙٙ‬‬ ‫ﮰ ﮱ ‪ ....‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﭼ‬
‫‪ٜٛ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ٓ‪ .ٜ‬ﭽﮐ ﮑ ﮒ ﮔ ﮕ ﮖﭼ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ٕٓ‬ ‫ٔ‪ .ٜ‬ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐﮑ ﮒﮓﮔﮊ‬
‫ٖٖٔ‪،‬‬ ‫‪ٖٔٚ‬‬ ‫ﯙ‬ ‫ﯘ‬ ‫ﯗ‬ ‫ٕ‪ .ٜ‬ﮋﯖ‬
‫ٖٗٔ‬ ‫ﯜ‬ ‫ﯛ‬ ‫ﯚ‬
‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ‪...‬ﮊ‬
‫ٕٖٔ‪،‬‬ ‫٘ٗٔ‬ ‫ٖ‪ .ٜ‬ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ‬
‫ٖٖٔ‬
‫ٖ‪،ٜٔ‬‬ ‫‪ٔٙٙ‬‬ ‫ٗ‪ .ٜ‬ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮊ‬
‫٘‪ٜٔ‬‬
‫ٕٕ٘‬ ‫٘‪ٜٔ‬‬ ‫٘‪ .ٜ‬ﮋ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬
‫ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ‬
‫ﰀﰁ ﰂﰃﮊ‬
‫سكرة األنفاؿ‬
‫ٖ‪ٛ٘،ٛ‬‬ ‫ٔ‬ ‫‪ .ٜٙ‬ﭽ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭼ‬
‫ٕ‪ٛ‬‬ ‫ٗ‪ٙ‬‬ ‫‪ .ٜٚ‬ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫ﭽﭼ‬
‫سكرة التكبة‬
‫ٕ‪ٖٛ -ٛ‬‬ ‫ٕٓ‬ ‫‪ .ٜٛ‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﭼ‬

‫‪281‬‬
‫٘‪ٛ‬‬ ‫ٖٓ‬ ‫‪ .ٜٜ‬ﭽﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬
‫ﭫﭼ‬
‫ٔ‪ٕٛ -ٛ‬‬ ‫‪ٗٚ‬‬ ‫ٓٓٔ‪ .‬ﭽﯦ ﯧﭼ‬
‫ٗ‪ٛ‬‬ ‫ٓ‪ٙ‬‬ ‫ٔٓٔ‪ .‬ﭽ ﮩ ﮪﭼ‬
‫‪ٕٗٙ‬‬ ‫ٔ‪ٙ‬‬ ‫ٕٓٔ‪ .‬ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﮊ‬
‫ٓ‪ٜٔ‬‬ ‫ٕٓٔ‬ ‫ٖٓٔ‪ .‬ﮋ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ﮘﮊ‬
‫‪ٛٛ‬‬ ‫‪ٕٔٛ‬‬ ‫ﮯ‬ ‫ﮮ‬ ‫ﮭ‬ ‫ٗٓٔ‪ .‬ﭽﮬ‬
‫ﮰﭼ‬
‫سكرة يكنس‬
‫ٔ‪ٜٔ‬‬ ‫ٖ‬ ‫٘ٓٔ‪ .‬ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ ‪...‬ﮊ‬
‫ٖ‪ٛ٘،ٛ‬‬ ‫‪ٙٙ‬‬ ‫‪ .ٔٓٙ‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ ﮑﭼ‬
‫سكرة ىكد‬
‫‪،ٕٜٗ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ .ٔٓٚ‬ﮋ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬
‫ٕٕ٘‬ ‫ﮠﮊ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ٓٗ‬ ‫‪ .ٔٓٛ‬ﮋ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﮊ‬
‫‪ٜٛ‬‬ ‫ٔٓٔ‬ ‫‪ .ٜٔٓ‬ﭽﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬

‫‪282‬‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﭼ‬
‫سكرة يكسف‬
‫ٔ‪ٚ‬‬ ‫ٖ‬ ‫ٓٔٔ‪ .‬ﭽﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﭼ‬
‫‪ٕٗٙ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ٔٔٔ‪ .‬ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﮊ‬
‫ٕٓٔ‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٕٔٔ‪ .‬ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬
‫ﭵﮊ‬
‫‪ٚٚ‬‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٖٔٔ‪ .‬ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫ﯡﯢﯣﯤ ﭼ‬
‫‪ٛٙ‬‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٗٔٔ‪ .‬ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ‬
‫‪ٛٙ‬‬ ‫ٕٗ‬ ‫٘ٔٔ‪ .‬ﭽ ﯙ ﯚ ﯛﭼ‬
‫ٓ‪،ٕٙ‬‬ ‫ٕٗ‬ ‫‪ .ٔٔٙ‬ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﮊ‬
‫ٕ‪ٕٙ‬‬
‫‪ٕ٘ٙ‬‬ ‫ٓ٘‬ ‫‪ .ٔٔٚ‬ﮋ﮽ ﮾ ﮿ ﯀ﮊ‬
‫‪ٕ٘ٚ‬‬ ‫ٓ٘‬ ‫‪ .ٔٔٛ‬ﮋ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫﮲﮳ ﮴﮵﮶﮷ ﮸﮹‬
‫﮺ ‪...‬ﮊ‬
‫‪ٕ٘ٚ‬‬ ‫ٔ٘‬ ‫‪ .ٜٔٔ‬ﮋ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ‬
‫ﯶﯷﯸ ﯹ ﯺﯻﯼﯽ‬
‫ﯾ ‪...‬ﮊ‬
‫ٕ٘٘‬ ‫ٕ٘‬ ‫ٕٓٔ‪ .‬ﮋ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﮊ‬
‫ٕٕٔ‬ ‫ٖ٘‬ ‫ٕٔٔ‪ .‬ﮋﭒ ﭓ ﭔ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬

‫‪283‬‬
‫ﭛﭜ ﭝﮊ‬
‫ٕ٘٘‪،‬‬ ‫ٖ٘‬ ‫ٕٕٔ‪ .‬ﮋﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫‪ٕ٘ٚ‬‬ ‫ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﮊ‬
‫‪ٕ٘ٚ‬‬ ‫ٗ٘‬ ‫ٖٕٔ‪ .‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ‬
‫ﭬ ﭭﭮ ﭯﭰﭱﭲ ﮊ‬
‫ٕ‪ٚ‬‬ ‫ٓ‪ٜ‬‬ ‫ٕٗٔ‪ .‬ﭽﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡ ﮢﭼ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ٓٓٔ‬ ‫ٕ٘ٔ‪ .‬ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮊ‬
‫ٗ‪ٛ‬‬ ‫ٔٓٔ‬ ‫‪ .ٕٔٙ‬ﮋﯲ ﯳ ﯴ ﯵﮊ‬
‫سكرة الرعد‬
‫ٓٔٔ‬ ‫ٕٔ‬ ‫‪ .ٕٔٚ‬ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ‬
‫سكرة إبراىيـ‬
‫ٖٓٔ‪،‬‬ ‫٘‬ ‫‪ .ٕٔٛ‬ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﮊ‬
‫ٖٔٔ‬
‫ٕٕٓ‬ ‫ٖ٘‬ ‫‪ .ٕٜٔ‬ﮋ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﮊ‬
‫سكرة الحجر‬
‫‪ٔٗٙ‬‬ ‫‪ٖٜ‬ك‬ ‫ٖٓٔ‪ .‬ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ٓٗ‬ ‫ﮏ ﮐﮑ ﮒﮊ‬
‫ٕ‪ٚ‬‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٖٔٔ‪ .‬ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤﭼ‬
‫‪ٜٔ٘‬‬ ‫‪ٛٚ‬‬ ‫ٕٖٔ‪ .‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬
‫ﯣﮊ‬
‫سكرة النحل‬
‫‪284‬‬
‫‪ٛٚ‬‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ٖٖٔ‪ .‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ‬
‫‪ٜ٘‬‬ ‫‪ٕٙ‬‬ ‫ٖٗٔ‪ .‬ﭽ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﭼ‬
‫ٗ‪ٜ‬‬ ‫ٗٗ‬ ‫ٖ٘ٔ‪ .‬ﭽﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮﭼ‬
‫ٗ٘ٔ‬ ‫ٗٗ‬ ‫‪ .ٖٔٙ‬ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬﭼ‬
‫ٕ‪ٚ‬‬ ‫‪ٜٜ‬‬ ‫‪ .ٖٔٚ‬ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬
‫ﮮ ﮯﭼ‬
‫٘ٗٔ‪،‬‬ ‫ٓٓٔ‬ ‫‪ .ٖٔٛ‬ﮋ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫‪،ٔٗٙ‬‬ ‫ﯘﯙﯚ ﮊ‬
‫‪ٔٗٚ‬‬
‫سكرة اإلسراء‬
‫ٖ٘‬ ‫ٕٔ‬ ‫‪ .ٖٜٔ‬ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐﮑﮒﮓ ﮊ‬
‫‪ٕٕٜ‬‬ ‫ٗٗ‬ ‫ٓٗٔ‪ .‬ﮋﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮣﮊ‬
‫ٕ‪ٚ‬‬ ‫٘‪ٙ‬‬ ‫ٔٗٔ‪ .‬ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ‬
‫ﯬ ﯭﭼ‬
‫‪ٛٛ‬‬ ‫‪ٚٛ‬‬ ‫ٕٗٔ‪ .‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳﭼ‬
‫ٖ‪،ٔٚ‬‬ ‫‪ٜٚ‬‬ ‫ٖٗٔ‪ .‬ﮋ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫٘‪ٔٚ‬‬ ‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮊ‬

‫‪285‬‬
‫سكرة مريـ‬
‫‪ٕٙٙ‬‬ ‫ٗ‬ ‫ٗٗٔ‪ .‬ﮋ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ‬
‫‪ٕٕٜ‬‬ ‫ٓ‪ٜ‬‬ ‫٘ٗٔ‪ .‬ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ ﮊ‬
‫سكرة طو‬
‫ٔ‪،ٕٚ‬‬ ‫٘‬ ‫‪ .ٔٗٙ‬ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮊ‬
‫ٖ‪ٕٚ‬‬
‫ٗٔٔ‪،‬‬ ‫ٖ‪ٙ‬‬ ‫‪ .ٔٗٚ‬ﮋ ﯮ ﯯ ﯰﮊ‬
‫‪،ٔٔٛ‬‬
‫ٕٓٔ‬
‫ٗٔٔ‬ ‫ٖ‪ٙ‬‬ ‫‪ .ٔٗٛ‬ﮋ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶﮊ‬
‫ٕ‪ٚ‬‬ ‫ٗ‪ٚ‬‬ ‫‪ .ٜٔٗ‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬
‫ﰂ ﰃ ﰄﭼ‬
‫سكرة األنبياء‬
‫‪ٜٔ٘‬‬ ‫ٖٖ‬ ‫ٓ٘ٔ‪ .‬ﮋ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ‬
‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﮊ‬
‫ٖٕٓ‬ ‫ٖٗ‬ ‫ٔ٘ٔ‪ .‬ﮋ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﮊ‬
‫ٕ٘ٓ‬ ‫‪٘ٛ‬‬ ‫ٕ٘ٔ‪ .‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘﮊ‬
‫سكرة الحج‬
‫ٖٕٓ‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫ٖ٘ٔ‪ .‬ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫ﭽﭾﭿﮀﮁﮂ‬
‫ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮊ‬

‫‪286‬‬
‫‪ٜٚ‬‬ ‫ٖٓ‬ ‫ﯪﯫ ﯬ‬ ‫ٗ٘ٔ‪ .‬ﭽ ﯩ‬
‫ﯭ ﯮ ﯯﭼ‬
‫ٕٓٔ‬ ‫ٕ٘‬ ‫٘٘ٔ‪ .‬ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔﮕﮖ‬
‫ﮗﮘﮙﮚﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ‪...‬ﭼ‬
‫‪ٕٙ،ٕٙ‬‬ ‫ٓ‪ٙ‬‬ ‫‪ .ٔ٘ٙ‬ﮋﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮕﮖﮊ‬
‫‪ٕ٘ٛ‬‬ ‫‪ٚٛ‬‬ ‫‪ .ٔ٘ٚ‬ﮋ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ‬
‫﮷‬ ‫﮶‬ ‫﮴﮵‬ ‫﮳‬ ‫﮲‬
‫﮸‪...‬ﮊ‬
‫سكرة المؤمنكف‬
‫‪ٕٗٚ‬‬ ‫‪ٗٚ‬‬ ‫‪ .ٔ٘ٛ‬ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮊ‬
‫سكرة النكر‬
‫‪،ٜٔٚ‬‬ ‫ٕٕ‬ ‫‪ .ٜٔ٘‬ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫ٔ‪ٔٛ‬‬ ‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄﮅ‬
‫ﮆ‪...‬ﭼ‬
‫ٖٕٓ‬ ‫ٖ٘‬ ‫ٓ‪ .ٔٙ‬ﮋ ﯮ ﯯ ﯰ ﮊ‬
‫ٖٕٓ‬ ‫ٔٗ‬ ‫ٔ‪ .ٔٙ‬ﮋﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯤﮊ‬

‫‪287‬‬
‫ٖٕٓ‬ ‫ٔٗ‬ ‫ٕ‪ .ٔٙ‬ﮋ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﮊ‬
‫سكرة الفرقاف‬
‫ٓٗٔ‬ ‫ٖ٘‬ ‫ٖ‪ .ٔٙ‬ﮋ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﮊ‬
‫ٓٗٔ‬ ‫ٖ٘‬ ‫ٗ‪ .ٔٙ‬ﮋﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬
‫ﯣﯤﯥﮊ‬
‫سكرة الشعراء‬
‫ٕٗٓ‬ ‫‪77-75‬‬
‫٘‪ .ٔٙ‬ﮋ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯛ‬
‫ﯜ ﯝ‪ ...‬ﯣ ﯤ ﮊ‬
‫٘ٓٔ‬ ‫٘‪ٜٔ‬‬ ‫‪ .ٔٙٙ‬ﭽ ﮣ ﮤ ﮥﭼ‬
‫سكرة النمل‬
‫‪ٖٔٛ‬‬ ‫ٖٕ‬ ‫‪ .ٔٙٚ‬ﭽ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭼ‬
‫‪ٜٛ‬‬ ‫ٓ‪ٙ‬‬ ‫‪ .ٔٙٛ‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﭼ‬
‫سكرة القصص‬
‫ٖٖٔ‬ ‫٘‬ ‫‪ .ٜٔٙ‬ﮋﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫﮊ‬
‫ٕٕٓ‬ ‫ٕ‪ٙ‬‬ ‫ٓ‪ .ٔٚ‬ﮋ ﭸ ﭹ ﮊ‬
‫‪ٔٗٚ‬‬ ‫‪ٛٛ‬‬ ‫ٔ‪ .ٔٚ‬ﮋ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟﮊ‬
‫‪،ٔٗٚ‬‬ ‫‪ٛٛ‬‬ ‫ٕ‪ .ٔٚ‬ﮋ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫‪ٔٗٛ‬‬ ‫ﮟﮊ‬
‫سكرة العنكبكت‬
‫‪ٕٗٚ‬‬ ‫‪ٕٙ‬‬ ‫ٖ‪ .ٔٚ‬ﮋ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ‬

‫‪288‬‬
‫ٖٓٔ‬ ‫٘٘‬ ‫ٗ‪ .ٔٚ‬ﮋ ﭦ ﭧ ﭨ ﮊ‬
‫سكرة الركـ‬
‫٘‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫٘‪ .ٔٚ‬ﮋ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ﭴ ﭵﭶ ﮊ‬
‫سكرة لقماف‬
‫٘٘ٔ‬ ‫ٖٔ‬ ‫‪ .ٔٚٙ‬ﮋﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﮊ‬
‫‪ٔ٘ٙ‬‬ ‫ٖٔ‬ ‫‪ .ٔٚٚ‬ﮋﭱ ﭲ ﭳ ﭴﮊ‬
‫سكرة األحزاب‬
‫ٗ‪ٚ‬‬ ‫ٖٖ‬ ‫‪ .ٔٚٛ‬ﭽﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ‪...‬ﭼ‬
‫ٓٓٔ‬ ‫ٖٖ‬ ‫‪ .ٜٔٚ‬ﭽﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﭼ‬
‫٘‪ٔٙ‬‬ ‫‪ٖٙ‬‬ ‫ٓ‪ .ٔٛ‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭼ‬
‫ٕٔ٘‪،‬‬ ‫ٖ٘‬ ‫ٔ‪ .ٔٛ‬ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ٕٗ٘‬ ‫ﯥﮊ‬
‫سكرة فاطر‬
‫‪،ٔٛٛ‬‬ ‫ٕٖ‬ ‫ٕ‪ .ٔٛ‬ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ٓ‪ٜٔ‬‬ ‫ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬
‫ﭯ‪ ...‬ﮊ‬
‫ٓ‪ٜٔ‬‬ ‫ٕٖ‬ ‫ٖ‪ .ٔٛ‬ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬

‫‪289‬‬
‫ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ‪...‬ﮊ‬
‫‪ٜٔٛ‬‬ ‫ٖٗ‪،‬‬ ‫ٗ‪ .ٔٛ‬ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ‬
‫ٖ٘‬ ‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮗ ﮘ ﮙ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ‪ ...‬ﮤﮊ‬
‫سكرة يس‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ٗٔ‬ ‫٘‪ .ٔٛ‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠﭡﭢ ﭣ ﭤﮊ‬
‫‪،ٔ٘ٙ‬‬ ‫‪ٖٛ‬‬ ‫‪ .ٔٛٙ‬ﮋ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﮊ‬
‫‪ٔ٘ٛ‬‬
‫‪ٔٗٙ‬‬ ‫ٓ‪ٙ‬ك‬ ‫‪ .ٔٛٚ‬ﮋﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ٔ‪ٙ‬‬ ‫ﮢﮣﮤﮊ‬
‫‪ٔٗٚ‬‬ ‫ٓ‪ٙ‬ك‬ ‫‪ .ٔٛٛ‬ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ٔ‪ٙ‬‬ ‫ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ﮆﮇﮈﮊ‬
‫ٕٕٗ‬ ‫ٔ‪ٚ‬‬ ‫‪ .ٜٔٛ‬ﮋ ﭖ ﭗ ﭘ ﮊ‬
‫ٕٕ٘‬ ‫ٔ‪ٚ‬‬ ‫ٓ‪ .ٜٔ‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙﮊ‬
‫‪ٕٕٚ‬‬ ‫ٔ‪ٚ‬‬ ‫ٔ‪ .ٜٔ‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙﮊ‬
‫ٕ‪ .ٜٔ‬ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ٖ‪ٔ٘ٛ ٖٚ،‬‬
‫‪ٛ‬‬ ‫ﯠ ﯢ ﯣ ﯤ ‪...‬ﮊ‬

‫‪291‬‬
‫سكرة الصافات‬
‫٘‪ٚ‬‬ ‫‪-ٔٓٚ‬‬
‫ٖ‪ .ٜٔ‬ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ‪...‬ﭿ ﮀ‬
‫ٕٔٔ‬
‫ﮁ ﮂ ﮃﭼ‬
‫ٕٕٓ‬ ‫ٗ‪ٛ‬‬ ‫ٗ‪ .ٜٔ‬ﮋ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﮊ‬
‫ٗ‪ٚ‬‬ ‫ٕٓٔ‬ ‫٘‪ .ٜٔ‬ﭽﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬
‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ‬
‫ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ‪ ...‬ﰓ ﰔﭼ‬
‫سكرة ص‬
‫‪ٕٓٛ‬‬ ‫ٖٖ‬ ‫‪ .ٜٔٙ‬ﭽ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟﭼ‬
‫ٕٕٗ‪،‬‬ ‫٘‪ٚ‬‬ ‫‪ .ٜٔٚ‬ﮋ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ‬
‫‪ٕٕٙ‬‬
‫‪ٕٕٙ‬‬ ‫٘‪ٚ‬‬ ‫‪ .ٜٔٛ‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﮊ‬
‫سكرة الزمر‬
‫٘ٓٔ‬ ‫‪ٕٛ‬‬ ‫‪ .ٜٜٔ‬ﭽ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ~ﭼ‬
‫ٖٕ٘‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٕٓٓ‪ .‬ﮋ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﮊ‬
‫ٔٗٔ‬ ‫٘‪ٙ‬‬ ‫ٕٔٓ‪ .‬ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﮊ‬
‫ٕ‪ٔٚ‬‬ ‫٘‪ٚ‬‬ ‫ٕٕٓ‪ .‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟﭠﭡﭢﮊ‬

‫‪291‬‬
‫سكرة غافر‬

‫ٓ‪،ٔٚ‬‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ٖٕٓ‪ .‬ﮋ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵‪...‬‬


‫ٕ‪ٔٚ‬‬ ‫﮾ ﮿ ﯀ ﯁ ﯂‬
‫‪ٖٔٚ،‬‬
‫﯃‪...‬النارﮊ‬

‫سكرة الشكرػ‬
‫‪ٕٖٜ‬‬ ‫ٔٔ‬ ‫ﭣﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫ٕٗٓ‪ .‬ﮋ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﭧﮊ‬
‫ٕٓٔ‬ ‫ٖٕ‬ ‫ٕ٘ٓ‪ .‬ﭽﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ‬
‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ‬
‫ﭯ ﭰﭼ‬
‫‪ٕٙٛ‬‬ ‫ٖ٘‬ ‫‪ .ٕٓٙ‬ﮋ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭱ‬
‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﮊ‬
‫سكرة الزخرؼ‬
‫‪ٕٖٙ‬‬ ‫‪-ٜ٘‬‬ ‫‪ .ٕٓٚ‬ﮋ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫ٔ‪ٙ‬‬ ‫ﯹﯺﯼﯽﯾﯿ ﰀﰁ‬
‫ﰂ ﰃ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ﭕ‪ ...‬ﮊ‬
‫ٕٗٓ‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫‪ .ٕٓٛ‬ﮋﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮏﮊ‬
‫سكرة الفتح‬
‫ٕٕ٘‬ ‫ٓٔ‬ ‫‪ .ٕٜٓ‬ﮋ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﮊ‬

‫‪292‬‬
‫سكرة ؽ‬
‫ٓٓٔ‬ ‫ٖٓ‬ ‫ٕٓٔ‪ .‬ﭽ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ‪...‬ﯿﭼ‬
‫سكرة الذاريات‬
‫٘‪ٙ‬‬ ‫ٖ‬ ‫ٕٔٔ‪ .‬ﭽ ﯪ ﯫ ﭼ‬
‫ٕٓٗ‬ ‫‪ٔٙ‬‬ ‫ٕٕٔ‪ .‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﮊ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫‪ٜٗ‬‬ ‫ٖٕٔ‪ .‬ﮋ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﮊ‬
‫سكرة الطكر‬
‫ٕٗٗ‬ ‫‪ٚ‬‬ ‫ٕٗٔ‪ .‬ﮋﯔﮊ‬
‫ٕٗٗ‬ ‫‪ٜ‬‬ ‫ٕ٘ٔ‪ .‬ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﮊ‬
‫سكرة النجـ‬
‫‪ٕٔٛ‬‬ ‫٘‪ٚ-‬‬ ‫‪ .ٕٔٙ‬ﮋﭦ ﭧ ﭨ ﭪ ﭫ ﭬ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰﮊ‬
‫سكرة القمر‬
‫‪ٕٕٚ‬‬ ‫ٗٔ‬ ‫‪ .ٕٔٚ‬ﮋ ﮋ ﮌ ﮊ‬
‫ٕٔ‬ ‫٘٘‬ ‫‪ .ٕٔٛ‬ﮋ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﮊ‬
‫سكرة الرحمف‬
‫‪ٖٜٔ‬‬ ‫‪ٜٔ‬ك‬ ‫‪ .ٕٜٔ‬ﮋ ﭛ ﭜ ﭝ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﮊ‬
‫ٕٓ‬
‫ٓٗٔ‬ ‫ٕٕ‬ ‫ٕٕٓ‪ .‬ﮋ ﭫ ﭬ ﮊ‬
‫‪ٔٗٛ‬‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫ٕٕٔ‪ .‬ﮋﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ‬
‫‪ٕٕٙ‬‬ ‫‪ٕٚ‬‬ ‫ٕٕٕ‪ .‬ﮋ ﮄ ﮅ ﮆ ﮊ‬
‫سكرة الكاقعة‬
‫ٕٓٔ‬ ‫‪-ٚٚ‬‬ ‫ٖٕٕ‪ .‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭕ ﭖ ﭗ ﭙ‬
‫‪293‬‬
‫‪ٜٚ‬‬ ‫ﭚﭛﭜﭼ‬
‫سكرة الحديد‬
‫‪ٔٓٙ‬‬ ‫ٕ٘‬ ‫ٕٕٗ‪ .‬ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﭣﭼ‬
‫سكرة المجادلة‬
‫ٕٓٔ‬ ‫‪ٜٔ‬‬ ‫ٕٕ٘‪ .‬ﮋ ﯸ ﯹ ﯺ ﮊ‬
‫سكرة الحشر‬
‫ٖٕٓ‬ ‫ٕٔ‬ ‫‪ .ٕٕٙ‬ﮋ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮊ‬
‫سكرة الجمعة‬
‫ٗ‪ٜٔ‬‬ ‫٘‬ ‫‪ .ٕٕٚ‬ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮊ‬
‫سكرة القمـ‬
‫ٖٓٔ‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫‪ .ٕٕٛ‬ﭽﮣ ﮤ ﭼ‬
‫‪ٔٓٙ‬‬ ‫‪ٙ‬‬ ‫‪ .ٕٕٜ‬ﭽ ﮣ ﮤﭼ‬
‫ٔ‪،ٔٙ‬‬ ‫ٕٗ‬ ‫ٖٕٓ‪ .‬ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﮊ‬
‫ٖ‪ٔٙ‬‬
‫ٖ‪ٔٙ‬‬ ‫ٕٗ‪،‬‬ ‫ٖٕٔ‪ .‬ﮋ ﰝ ﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﰣ ﰤ‬
‫ٖٗ‬ ‫ﰥ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘ ﭙ ﭚ ‪...‬ﮊ‬
‫سكرة الحاقة‬
‫ٕ‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫ٕٖٕ‪ .‬ﮋ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮊ‬
‫سكرة المعارج‬
‫‪ٚٛ‬‬ ‫ٖٕ‬ ‫ٖٖٕ‪ .‬ﭽ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﭼ‬

‫‪294‬‬
‫سكرة اإلنساف‬
‫ٔ‪،ٔٛ‬‬ ‫ٔ‬ ‫ٖٕٗ‪ .‬ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ٖ‪ٔٛ‬‬ ‫ﯥ ﯦﭼ‬
‫سكرة النبأ‬
‫ٖٓٔ‬ ‫‪ٖٚ‬‬ ‫ٖٕ٘‪ .‬ﭽﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﭴ ﭵﭼ‬
‫سكرة التككير‬
‫‪ٜٚ‬‬ ‫٘ٔ‬ ‫‪ .ٕٖٙ‬ﭽﮊ ﮋ ﮌ ﮎ ﮏﭼ‬
‫‪،ٔٗٛ‬‬ ‫‪ٔٚ‬‬ ‫‪ .ٕٖٚ‬ﮋ ﮑ ﮒ ﮓ ﮊ‬
‫‪،ٜٔٗ‬‬
‫ٓ٘ٔ‬
‫‪،ٜٔٗ‬‬ ‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ .ٕٖٛ‬ﮋ ﮕ ﮖ ﮗﮊ‬
‫ٓ٘ٔ‬
‫٘‪ٙ‬‬ ‫٘ٔ‪،‬‬ ‫‪ .ٕٖٜ‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮎ ﮏﭼ‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫سكرة األعمى‬
‫‪ٚٛ‬‬ ‫ٖ‬ ‫ٕٓٗ‪ .‬ﭽﮨ ﮩ ﮪﭼ‬
‫سكرة ال اشية‬
‫ٖٔٔ‬ ‫ٔ‪٘-‬‬ ‫ٕٔٗ‪ .‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫ ﭭ ﭮ ﭰﭱ ﭲ ﭴﭵ ﭶ‬
‫ﭷﮊ‬
‫ٕٔٗ‬ ‫ٔ‪٘-‬‬ ‫ٕٕٗ‪ .‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫ ﭭ ﭮ ﭰﭱ ﭲ ﭴﭵ ﭶ‬

‫‪295‬‬
‫ﭷﮊ‬
‫ٖٕٗ‪ .‬ﮋ ﮇ ﮈ ﮉ ﮋ ﮌ ﮎ ﮏ ‪ٕٕٗ ٔٓ-ٛ‬‬

‫ﮐﮊ‬
‫ٖٓٔ‬ ‫ٔ‬ ‫ٕٗٗ‪ .‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ‬
‫ٕٓٗ‬ ‫ٔ‬ ‫ٕ٘ٗ‪ .‬ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﮊ‬
‫سكرة الفجر‬
‫‪،ٕٖٜ‬‬ ‫ٕٕ‬ ‫‪ .ٕٗٙ‬ﮋ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﮊ‬
‫ٕٕٗ‬
‫سكرة الشمس‬
‫‪ .ٕٗٚ‬ﮋ ﭠ ﭡ ﭢ ﭤ ﭥ ﭦ ﭨ ﭩ ٘‪،ٕٕ٘ ٔٓ-‬‬
‫ٕ٘٘‬ ‫ﭪﭬﭭﭮﭰ ﭱﭲﭳ‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﮊ‬
‫سكرة التيف‬
‫ٕ٘ٔ‪،‬‬ ‫ٔ‪ٖ-‬‬ ‫‪ .ٕٗٛ‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭔ ﭕ ﭗ ﭘ‬
‫‪ٕٔٚ‬‬ ‫ﭙﮊ‬
‫الفمق‬
‫‪ٜٜ‬‬ ‫ٖ‬ ‫‪ .ٕٜٗ‬ﭽﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭼ‬
‫سكرة الناس‬
‫‪ٜٚ‬‬ ‫ٗ‪ٙ-‬‬ ‫ٕٓ٘‪ .‬ﭽﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮐ ﮑ‬
‫ﮗ‬ ‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮖ‬
‫ﮘﭼ‬

‫‪296‬‬
‫فيرس األحاديث النبكية كاآلثار‬

‫صفحة‬ ‫طرؼ الحديث أك األثر‬ ‫ـ‬


‫ٔ‪ٜٔٙ،ٔٚ‬‬ ‫أذف لي أف أحدث عف ممؾ مف حممة العرش بيف شحمة‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫أذنو كعاتقو مسيرة سبعمائة سنة‬
‫ٕٔ٘‬ ‫أمر عمر ‪ ‬نساء النبي ‪ ‬بالحجاب‪ ،‬فقالت زينب‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫كتابا بيده قبل أف يخمق السمكات كاألرض كىك ٘‪ٔٚ‬‬
‫إف هللا كتب ً‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫‪ٕٕٚ ،ٕٕٜ‬‬ ‫إف حج ار كاف يسمـ عمي في الجاىمية‬ ‫ٗ‪.‬‬
‫ٕٓٔ‬ ‫إف مف ىـ بسيئة كلـ يعمميا فمو عشر حسنات‬ ‫٘‪.‬‬
‫ٕٓٔ‬ ‫إف مف ىـ بسيئة كلـ يعمميا فمو عشر حسنات‬ ‫‪.ٙ‬‬
‫ٕٔٔ‬ ‫إف مف ىـ بسيئة كلـ يعمميا فمو عشر حسنات‬ ‫‪.ٚ‬‬
‫‪ٖٔٙ‬‬ ‫إنا معاشر األنبياء ديننا كاحد األنبياء إخكة لعبلت‬ ‫‪.ٛ‬‬
‫ٕ‪ٔٙ‬‬ ‫بف مسعكد ‪ ،‬قاؿ‪ :‬يتمثل هللا لمخمق يكـ القيامة حتى‬ ‫‪.ٜ‬‬
‫يمر المسممكف‪ ،‬قاؿ‪ :‬فيقكؿ‪ :‬مف تعبدكف؟‬
‫‪ٕٕٜ‬‬ ‫ٓٔ‪ .‬تسبيح الحصى في كفو ‪‬‬
‫‪ٕٕٛ‬‬ ‫ٔٔ‪ .‬الجذع الذؼ كاف يستند إليو رسكؿ هللا ‪ ‬إذا خطب‪ ،‬فمما‬
‫تحكؿ عنو حف‬
‫‪ٜٔٙ‬‬ ‫ٕٔ‪ .‬حدثكا عف بني إسرائيل كال حرج‬
‫ٕٕٗ‬ ‫ٖٔ‪ .‬خمق هللا أربعة بيده‪ :‬العرش‪ ،‬كعدف‪ ،‬كالقمـ‪ ،‬كآدـ‬
‫‪ٔٛٛ،ٔٛٛ‬‬ ‫ٗٔ‪ .‬ﮋ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‪ ...‬ﮊ قاؿ‪:‬‬
‫«كىؤالء كميـ بمنزلة كاحدة‪ ،‬ككميـ في الجنة‬
‫ٗ‪ٔٚ‬‬ ‫٘ٔ‪ .‬ﮋ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮊ سئل عنيا‪ ،‬قاؿ‪« :‬ىي‬
‫الشفاعة»‬
‫ٖ‪ٔٙ‬‬ ‫‪ .ٔٙ‬ﮋ ﰟ ﰠﮊ قاؿ‪( :‬يكشف عف نكر عظيـ يخركف لو سجدا‬

‫‪297‬‬
‫ٖ٘‬ ‫‪ .ٔٚ‬العمماء كرثة األنبياء‪ ،‬كاف األنبياء لـ يكرثكا دينا اًر كال درىم ًا‬

‫ٖٕٔ‬ ‫‪ .ٔٛ‬عف ابف عباس ‪ " :‬في قكلو‪ :‬ﮋ ﯥ ﯦ ﮊ‪ ،‬قاؿ‪:‬‬


‫الحج كمو مقاـ إبراىيـ‬
‫ٓ‪ٔٙ‬‬ ‫‪ .ٜٔ‬عف ابف مسعكد‪ ‬مثمو كزاد‪ :‬كالقرآف العظيـ‬
‫‪،ٔ٘ٗ،ٔ٘ٙ‬‬ ‫ٕٓ‪ .‬عف أبي ذر ال فارؼ‪ ،‬قاؿ‪ :‬كنت جالسا عند النبي ملسو هيلع هللا ىلص في المسجد‪،‬‬

‫٘٘ٔ‬ ‫فمما غربت الشمس‪ ،‬قاؿ‪« :‬يا أبا ذر ىل تدرؼ أيف تذىب‬
‫الشمس؟»‬
‫ٓ‪ٔٙ‬‬ ‫ٕٔ‪ .‬عف النبي ملسو هيلع هللا ىلص أنو قاؿ في أـ القرآف أنيا أفضل (سكرة في القرآف‪...‬‬

‫ٕٕ‪ .‬عف النبي‪ ‬في قكلو تعالى‪ :‬ﮋ ﰟ ﰠﮊ قاؿ‪( :‬يكشف عف ٖ‪ٔٙ‬‬
‫نكر عظيـ يخركف لو سجدا‬
‫‪ٜٔ٘‬‬ ‫ٖٕ‪ .‬عف سعيد بف جبير قاؿ‪ :‬قاؿ لي ابف عباس ‪ :‬فاستفتح ب‬
‫ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﮊ ثـ ق أر فاتحة الكتاب‬
‫ٕٗ‪ .‬عف سعيد بف جبير‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞﯟ ﯠﯡ ﮊ قاؿ‪« :‬البقرة‪ ،‬كآؿ ٓ‪ٔٙ‬‬
‫عمراف‪ ،‬كالنساء‪ ،‬كالمائدة‪ ،‬كاألنعاـ‪ ،‬كاألعراؼ‪ ،‬كيكنس‬
‫‪ٔٙٚ‬‬ ‫ٕ٘‪ .‬عف عائشة رضي هللا عنيا‪ ،‬أف رجبل طمق امرأتو ثبلثا‬
‫ٔ‪ٔٙ‬‬ ‫‪ .ٕٙ‬قاؿ ابف عباس‪« :‬يكشف عف ساؽ فيسجد كل مؤمف‪،‬‬
‫كيقسك ظير الكافر‬
‫‪ .ٕٚ‬قاؿ عمر بف الخطاب ‪ " :‬قمت‪ :‬يا رسكؿ هللا‪ ،‬لك اتخذت ٖٕٔ‬
‫المقاـ مصمى‬
‫ٕ٘ٔ‬ ‫‪ .ٕٛ‬القبمة مف الممس‪ ،‬كفييا الكضكء‬
‫ٖٕٓ‬ ‫‪ .ٕٜ‬كنا مع رسكؿ هللا ملسو هيلع هللا ىلص بمكة فخرجنا في نكاحييا خارجا مف‬
‫مكة بيف الجباؿ كالشجر فمـ يمر بشجرة كال جبل‬
‫ٓ‪ٔٚ‬‬ ‫ٖٓ‪ .‬ال تتفكركا في عظـ ربكـ كلكف تفكركا فيما خمق هللا مف‬
‫المبلئكة‬

‫‪298‬‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ٖٔ‪ .‬ال تحمفكا ِ‬
‫بآبائكـ‬
‫ٓٓٔ‬ ‫ٕٖ‪ .‬ال تزاؿ جينـ تقكؿ‪ :‬ىل مف مزيد حتى‬
‫‪ٔٙٛ‬‬ ‫ٖٖ‪ .‬ال حتى تذكقي عسيمتو كيذكؽ عسيمتؾ‬
‫‪ٔٚٛ‬‬ ‫ٖٗ‪ .‬لـ دخمت كأنت قد أحرمت‬
‫‪ٔ٘ٙ‬‬ ‫ٖ٘‪ .‬لما نزلت ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﮊ شق ذلؾ‬
‫ٔ‪ٔٚ‬‬ ‫‪ .ٖٙ‬هللا تبارؾ كتعالى أمر جميع المبلئكة أف ي دكا كيركحكا‬
‫بالسبلـ عمى حممة العرش تفضيبل ليـ عمى سائر المبلئكة‬
‫ٓٓٔ‬ ‫كصل عمى دمحم كعمى أزكاجو كذريتو‬
‫َّ‬ ‫‪ .ٖٚ‬الميـ‬
‫‪ٕٜٓ‬‬ ‫‪ .ٖٛ‬ما كاف لنبي أف تككف لو خائنة األعيف‬
‫ٖٗٔ‬ ‫‪ .ٖٜ‬مف شيد أف ال إلو إال هللا كأف دمحما عبده كرسكلو‪ ،‬كأف‬
‫عيسى عبد هللا كرسكلو ككممتو‬
‫‪ٕٔٙ‬‬ ‫ٓٗ‪ .‬مف كفر بحرؼ منو فقد كفر بو كمو‬
‫‪ٔٚٛ‬‬ ‫ٔٗ‪ .‬كأنا أيضا أحمس فادخل‬
‫ٗ‪ٔٛٗ،ٔٛ‬‬ ‫ٕٗ‪ .‬كفد عمى رسكؿ هللا ‪ ‬كفد نصارػ نجراف‪ ،‬ككانكا ستيف راكبا‬
‫ٖٗ‪ .‬يا رسكؿ هللا كيف نصمي عميؾ؟ فقاؿ رسكؿ هللا ‪" :‬قكلكا‪ٔٓٓ :‬‬
‫الميـ صل عمى دمحم كأزكاجو كذريتو‬
‫‪ٜٜ‬‬ ‫تعكذؼ باهلل مف شره‪ ،‬فإنو ال اسق إذا كقب‬
‫ٗٗ‪ .‬يا عائشة‪َّ :‬‬
‫ٖ‪ٔٙ‬‬ ‫٘ٗ‪ .‬يتجمى هللا لعباده في المكقف‪ ،‬إذا قيل‪ :‬ليتبع كل قكـ ما‬
‫كانكا يعبدكف‪ ،‬فيتبع المشرككف آليتيـ‪...‬‬
‫ٖٕ٘‬ ‫‪ .ٗٙ‬ينزؿ عيسى ابف مريـ فيقتل الدجاؿ‬
‫‪ٕٖٙ‬‬ ‫‪ .ٗٚ‬يكشؾ أف ينزؿ فيكـ ابف مريـ حكما عدال‪ ،‬كاماما مقسطا‪،‬‬

‫‪299‬‬
‫فيرس األعبلـ المترجـ ليـ‬

‫الصفحة‬ ‫العم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ‬ ‫ـ‬


‫ٕٔٔ‬ ‫ابر ِ‬
‫اىيـ ْبف السرؼ ْبف سيل أ َُبك ِإ ْس َحاؽ النحكؼ الزجاج‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫َْ‬
‫‪ٔٙٙ‬‬ ‫إبراىيـ بف مكسى بف دمحم الشيير بالشاطبي‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫ٕٔٔ‬ ‫إبراىيـ بف يزيد بف قيس بف األسكد أبك عمراف النخعي‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫‪ٔٚ‬‬ ‫ابف األثير ابك السعادات المبارؾ بف دمحم بف دمحم الشيباني‬ ‫ٗ‪.‬‬
‫ٔ‪ٕٙ‬‬ ‫الج ْكزؼ عبد الرحمف بف عمي بف دمحم الجكزؼ‬‫ابف َ‬ ‫٘‪.‬‬
‫ٓ٘‬ ‫ابف القيـ أبك عبد هللا دمحم بف أبي بكر بف قيـ الجكزية‬ ‫‪.ٙ‬‬
‫ٖٗ٘‬ ‫ابف المستكفي أبك البركات المبارؾ بف أحمد اإلربمي‬ ‫‪.ٚ‬‬
‫٘‬ ‫‪ .ٛ‬ابف النجار أبك بكر دمحم بف أحمد بف عبد العزيز الفتكحي‬
‫ٖٗ‬ ‫‪ .ٜ‬ابف د ِقيق ِ‬
‫العيد دمحم بف عمي بف كىب بف مطيع أبك الفتح‬ ‫َ‬
‫ٓٔ‬ ‫ٓٔ‪ .‬ابف عبد القكؼ دمحم بف عبد القكؼ بف بدراف‬
‫‪ٚ‬‬ ‫ٔٔ‪ .‬ابف عبداليادؼ أحمد بف أحمد بف عبد اليادؼ قدامة‬
‫‪ٗٛ‬‬ ‫ٕٔ‪ .‬ابف عبلف أبك ال نائـ المسمـ يف دمحم بف المسمـ بف مكي‬
‫‪ٙٚ‬‬ ‫ٖٔ‪ .‬ابف قتيبة‪ :‬عبد هللا بف مسمـ الدينكرؼ‬
‫‪ٙٛ‬‬ ‫محمد بف عبيد هللا األنبارؼ‬
‫ٗٔ‪ .‬أبك البركات‪ ،‬عبد الرحمف بف ّ‬
‫٘ٔ‪ .‬أبك الحسف مقاتل بف سميماف بف بشير‪ ،‬الخراساني المركزؼ ٔ‪ٕٚ‬‬
‫‪ٔٔٚ‬‬ ‫‪ .ٔٙ‬أبك الخطاب قتادة بف دعامة السدكسي الضرير‬
‫‪ .ٔٚ‬أبك الخير دمحم بف دمحم بف دمحم بف عمي الشيير بابف الجزرؼ ٕٗٔ‬
‫‪ٜٔٛ‬‬ ‫‪ .ٔٛ‬أبك الدرداء عكيمر بف زيد بف قيس بف أسد بف مالؾ‬
‫‪ٜٔ٘‬‬ ‫‪ .ٜٔ‬أبك العالية البراء البصرؼ‬
‫ٓ٘‬ ‫العباس أحمد بف الحسف بف عبد هللا بف قدامة‬
‫ٕٓ‪ .‬أبك ّ‬
‫ٔٔٔ‬ ‫ٕٔ‪ .‬أبك العباس عبد هللا بف العباس بف عبد المطمب بف ىاشـ‬
‫ٖ٘ٔ‬ ‫ٕٕ‪ .‬أبك العباس دمحم بف يزيد بف عبد األكبر األزدؼ‬
‫‪311‬‬
‫٘‪ٕٙ‬‬ ‫ٖٕ‪ .‬أبك العباس دمحم بف يزيد بف عبد األكبر الثمالي‬
‫‪ٔٔٚ‬‬ ‫ٕٗ‪ .‬أبك الفتح‪ :‬عثماف بف جني المكصمي‬
‫‪ٗٛ‬‬ ‫ٕ٘‪ .‬أبك الفرج عبد الرحمف بف أبي عمر دمحم بف قدامة المقدسي‬
‫ٔٔٔ‬ ‫‪ .ٕٙ‬أبك الفرج عبد الرحمف بف عمي بف دمحم الجكزؼ‬
‫ٖٔٔ‬ ‫‪ .ٕٚ‬أبك الفضل عبد الرحمف بف أبي بكر السيكطي‬
‫‪ٜ‬‬ ‫‪ .ٕٛ‬أبك القاسـ سم ْيماف بف أحمد ْبف أيكب ْبف مطير الطبراني‬
‫ٔ‪ٜٔ‬‬ ‫‪ .ٕٜ‬أبك المظفر منصكر بف دمحم بف عبد الجبار السمعاني‬
‫ٔ٘‬ ‫ٖٓ‪ .‬أبك المعالي دمحم بف رافع بف ىجرس السبلمي‬
‫٘ٗ‬ ‫ٖٔ‪ .‬أبك المعالي دمحم بف عمي بف عبد الكاحد بف الزممكاني‬
‫‪ٔٔٙ‬‬ ‫ٕٖ‪ .‬أبك النجـ العجمي الفضل بف قدامة‬
‫ٗ‪ٔٛ‬‬ ‫ٖٖ‪ .‬أبك حياف دمحم بف يكسف بف عمي األندلسي ال رناطي‬
‫ٖٕٓ‬ ‫ٖٗ‪ .‬أبك خراش اليذلي خكيمد بف مرة‪ ،‬مف بني قرد بف عمرك‬
‫‪ٔ٘ٙ‬‬ ‫ٖ٘‪ .‬أبك ذر ال فارؼ جندب بف جنادة بف سفياف بف عبيد‬
‫ٖٗ‬ ‫‪ .ٖٙ‬أبك زكريا يحيى بف شرؼ بف ُم ِّرؼ بف حسف النككؼ‬
‫‪ٜٔٔ‬‬ ‫‪ .ٖٚ‬أبك زيد األنصارؼ سعيد بف أكس بف ثابت‬
‫‪ .ٖٛ‬أبك سعيد الخدرؼ سعد بف مالؾ بف سناف بف عبيد بف ثعمبة ‪ٔٛٛ‬‬
‫ٓ٘‬ ‫‪ .ٖٜ‬أبك سعيد خميل بف االمير سيف الديف كيكمدؼ العبلئي‬
‫ٗ‪ٕٙ‬‬ ‫ٓٗ‪ .‬أبك عبد الرحمف يكنس بف حبيب النحكؼ‬
‫‪ٔٔٛ‬‬ ‫ٔٗ‪ .‬أبك عبد هللا دمحم بف أحمد بف أبي بكر بف فرح القرطبي‬
‫ٓٔ‬ ‫ٕٗ‪ .‬أبك عبد هللا دمحم بف أحمد بف عثماف بف قايماز الذىبي‬
‫ٗ‪ٜٜ‬‬ ‫ٖٗ‪ .‬أبك عبد هللا دمحم بف الخضر بف دمحم بف الخضر بف تيمية‬
‫ٔ‪ٜٔ‬‬ ‫ٗٗ‪ .‬أبك عبد هللا دمحم بف زياد‪ ،‬المعركؼ بابف األعرابي‬
‫‪ٗٛ‬‬ ‫٘ٗ‪ .‬أبك عبد هللا دمحم بف عبد القكؼ بف بدراف المقدسي المرداكؼ‬
‫ٓ٘‬ ‫‪ .ٗٙ‬أبك عبد هللا دمحم بف مفمح بف دمحم بف مفرج المْقدسي‬
‫‪ٗٙ‬‬ ‫‪ .ٗٚ‬أبك عبد هللا دمحم بف يكسف بف دمحم البرزالي‬
‫‪311‬‬
‫ٗٗ‬ ‫‪ .ٗٛ‬أبك عمي الحسف بف عبد هللا بف سينا‬
‫‪ٔٔٚ‬‬ ‫‪ .ٜٗ‬أبك عمي ِ‬
‫الفارسي الحسف بف أحمد بف عبد ال فار الفارسي‬
‫ّ‬
‫‪ٖٓٚ‬‬ ‫ٓ٘‪ .‬أبك عمر يكسف بف عبد هللا بف دمحم بف عبد البر النمرؼ‬
‫‪ٗٚ‬‬ ‫ٔ٘‪ .‬أبك دمحم القاسـ بف أبي بكر بف القاسـ ابف غنيمة اإلربمي‬
‫ٔ‪ٜ‬‬ ‫ٕ٘‪ .‬أبك دمحم القاسـ بف يكسف بف دمحم الب ارزبمي اإلشبيمي‬
‫‪ٙ‬‬ ‫أبك دمحم خمف بف ىشاـ البزار األسدؼ‬ ‫ٖ٘‪.‬‬
‫‪ٕٜٓ‬‬ ‫ٗ٘‪ .‬أبك دمحم عمي بف أحمد بف سعيد بف حزـ الظاىرؼ‬
‫‪ٜٚ‬‬ ‫٘٘‪ .‬أبك دمحم يعقكب بف إسحاؽ بف زيد بف عبد هللا الحضرمي‬
‫‪ٔٔٙ‬‬ ‫‪ .٘ٙ‬أبي عبد الرحمف الخميل بف أحمد بف عمرك الفراىيدؼ‬
‫‪ٛ‬‬ ‫أحمد بف عبد الدايـ بف أحمد بف نعمة بف إبراىيـ‬ ‫‪.٘ٚ‬‬
‫‪ٔٔٚ‬‬ ‫‪ .٘ٛ‬أحمد بف دمحم بف إسماعيل بف يكنس المرادؼ النحاس‬
‫‪ٜ‬‬ ‫أحمد بف دمحم بف حنبل بف ىبلؿ أبك عبد هللا الشيباني‬ ‫‪.ٜ٘‬‬
‫‪ٔٔٚ‬‬ ‫ٓ‪ .ٙ‬أحمد بف يحيى بف سيار أبك العباس ثعمب الشيباني‬
‫ٔٔٔ‬ ‫ٔ‪ .ٙ‬إسماعيل السدؼ‬
‫‪ٗٚ‬‬ ‫ٕ‪ .ٙ‬إسماعيل بف إبراىيـ بف أبي اليسر شاكر التنكخي‬
‫ٕٗٗ‬ ‫َع َشى ميمكف بف قيس بف جندؿ مف بني قيس الكائمي‬‫ٖ‪ .ٙ‬األ ْ‬
‫ٕ٘‬ ‫ٗ‪ .ٙ‬األفرـ آقكش بف عبد هللا المنصكرؼ‬
‫‪ٜٗ‬‬ ‫٘‪ .ٙ‬تاج الديف عبد الرحمف بف إبراىيـ بف سباع بف ضيا‬
‫ٔ‪ٔٚ‬‬ ‫‪ .ٙٙ‬جابر بف عبد هللا بف عمرك بف حراـ السممي‬
‫ٕٗٗ‬ ‫‪ .ٙٚ‬جرير بف عطية بف الخطفى‬
‫‪ .ٙٛ‬جعفر بف أبي طالب بف عبد مناؼ بف عبد المطمب بف ىاشـ ٗٔٔ‬
‫‪ٕٜ‬‬ ‫‪ .ٜٙ‬جبلؿ الديف دمحم بف عبد الرحمف بف عمر القزكيني‬
‫‪ٜٗ‬‬ ‫المزؼ‬
‫الحجاج يكسف بف عبد الرحمف ّ‬
‫ٓ‪ .ٚ‬جماؿ الديف أبك ّ‬
‫ٕٓٔ‬ ‫ٔ‪ .ٚ‬جميل بف عبد هللا بف معمر العذرؼ‬
‫ٕٔ‬ ‫ٕ‪ .ٚ‬جنكيز خاف اسمو الحقيقي (تيمكجف بف بف بيسككاؼ)‬
‫‪312‬‬
‫ٖ‪ٔٚ‬‬ ‫ٖ‪ .ٚ‬حذيفة بف اليماف أبك عبد هللا بف جابر العبسي اليماني‬
‫ٔٔٔ‬ ‫ٗ‪ .ٚ‬الحسف بف أبي الحسف يسار البصرؼ‬
‫ٕ‪ٔٛ‬‬ ‫٘‪ .ٚ‬الحسف بف عمي بف أبي طالب بف عبد المطمب‬
‫ٕ‪ٔٛ‬‬ ‫‪ .ٚٙ‬الحسيف بف عمي بف أبي طالب بف عبد المطمب‬
‫‪ٜٚ‬‬ ‫‪ .ٚٚ‬الحسيف بف عمي بف عبد الصمد البصرؼ الممقب بكرداب‬
‫٘ٔٔ‬ ‫‪ .ٚٛ‬حفص بف عمر بف عبد العزيز األزدؼ الدكرؼ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫‪ .ٜٚ‬حمزة بف حبيب الزيات‪ ،‬أبك عمارة الككفي‬
‫ٕٔ‬ ‫ٓ‪ .ٛ‬الخميفة المعتصـ دمحم بف ىاركف الرشيد بف الميدؼ‬
‫ٕٕٕ‬ ‫ٔ‪ .ٛ‬الدارمي عثماف بف سعيد السجستاني‬
‫‪ٔٗٙ‬‬ ‫ٕ‪ .ٛ‬الربيع بف أنس البكرؼ الحنفي‬
‫ٖ‪ٔٛ‬‬ ‫ٖ‪ .ٛ‬الربيع بف أنس بف زياد البكرؼ الخراساني المركزؼ‬
‫‪ٜٔٗ‬‬ ‫ٗ‪ .ٛ‬رؤبة بف العجاج عبد هللا بف رؤبة بف لبيد بف صخر‬
‫‪ٜٔٚ‬‬ ‫٘‪ .ٛ‬زىير بف أبي سممى ربيعة بف رياح المزني‬
‫ٔٔ‬ ‫‪ .ٛٙ‬زيد بف أسمـ العدكؼ العمرؼ‬
‫ٕٔ٘‬ ‫‪ .ٛٚ‬زينب بنت جحش بف رئاب األسدية أـ المؤمنيف‬
‫‪ٔٙٚ‬‬ ‫‪ .ٛٛ‬سعيد بف المسيب بف حزف بف أبي كىب بف عمرك‬
‫‪ٔٔٛ‬‬ ‫‪ .ٜٛ‬سعيد بف جبير بف ىشاـ األسدؼ‬
‫‪ٔٔٙ‬‬ ‫ٓ‪ .ٜ‬سعيد بف مسعدة البمخي البصرؼ‪ ،‬المعركؼ باألخفش‬
‫ٕٔٔ‬ ‫ٔ‪ .ٜ‬سميماف بف ميراف األعمش‬
‫ٓٔ‬ ‫ٕ‪ .ٜ‬سيبكيو أبك بشر عمرك بف عثماف بف قنبر‬
‫ٕٗٓ‬ ‫ٖ‪ .ٜ‬سيد قطب بف إبراىيـ‬
‫‪ٜٔ‬‬ ‫ٗ‪ .ٜ‬شجرة الدر الممكة عصمت الديف أـ خميل‬
‫‪ٗٛ‬‬ ‫٘‪ .ٜ‬شياب الديف عبد الحميـ بف عبد السبلـ ابف تيمية‬
‫‪ٔٛ‬‬ ‫‪ .ٜٙ‬الصالح أيكب بف دمحم بف العادؿ‬
‫٘ٗٔ‬ ‫الضحاؾ بف مزاحـ الخراساني‬
‫ّ‬ ‫‪.ٜٚ‬‬
‫‪313‬‬
‫٘ٔٔ‬ ‫‪ .ٜٛ‬عاصـ بف أبي الصباح الجحدرؼ‬
‫ٖٔٔ‬ ‫‪ .ٜٜ‬عبد الرحمف بف دمحم أبي حاتـ الراز ّؼ‬
‫‪ٗٛ‬‬ ‫ٓٓٔ‪ .‬عبد الرحيـ بف دمحم بف أحمد بف فارس ابف الزجاج‬
‫ٔ‪ٔٙ‬‬ ‫ٔٓٔ‪ .‬عبد الرزاؽ بف ىماـ بف نافع أبك بكر الحميرؼ الصنعاني‬
‫ٖٗ‬ ‫ٕٓٔ‪ .‬عبد هللا بف أحمد بف دمحم بف قدامة بف مقداـ بف نصر‬
‫ٗٔٔ‬ ‫ٖٓٔ‪ .‬عبد هللا بف جعفر بف أبي طالب بف عبد المطمب الياشمي‬
‫ٕ‪ٜ‬‬ ‫ٗٓٔ‪ .‬عبد هللا بف رشيق الم ربي‬
‫‪ٜٗ‬‬ ‫٘ٓٔ‪ .‬عبد هللا بف دمحم بف عطاء األذرعي‬
‫ٕٓٔ‬ ‫‪ .ٔٓٙ‬عبد هللا بف دمحم بف عمي اليركؼ‬
‫‪ٜٔٔ‬‬ ‫‪ .ٔٓٚ‬عبد هللا بف مسعكد بف غافل بف حبيب اليذلي‬
‫ٕ‪ٜٔ‬‬ ‫‪ .ٔٓٛ‬عبد هللا بف ىاركف أمير المؤمنيف المأمكف بف الرشيد‬
‫ٕ‪ٔٙ‬‬ ‫‪ .ٜٔٓ‬عبد الممؾ بف عبد العزيز بف جريج‬
‫‪ٕ٘ٙ‬‬ ‫ٓٔٔ‪ .‬عبد الممؾ بف عبد العزيز بف جريج‬
‫ٖٔٔ‬ ‫ٔٔٔ‪ .‬عبد بف حميد بف نصر الكسي‬
‫ٓ٘ٔ‬ ‫الع َّجاج عبد هللا بف رؤية بف لبيد بف صخر السعدؼ‬
‫ٕٔٔ‪َ .‬‬
‫‪ٕٜٔ‬‬ ‫ٖٔٔ‪ .‬عزالديف عبد العزيز بف عبد السبلـ السممي الدمشقي‬
‫ٔٔٔ‬ ‫ٗٔٔ‪ .‬عكرمة بف عبد هللا البربرؼ المدني مكلى ابف عباس‬
‫ٕٔ‬ ‫٘ٔٔ‪ .‬عبلء الديف القكنكؼ عمي بف محمكد بف حميد الصكفي‬
‫‪ٔٔٚ‬‬ ‫‪ .ٔٔٙ‬عمي ابف حمزة بف عبد هللا بف فيركز األسدؼ الكسائي‬
‫ٖٗ‬ ‫‪ .ٔٔٚ‬عمي بف الحسف بف ىبة هللا ابف عساكر الدمشقي‬
‫ٕ‪ٔٛ‬‬ ‫‪ .ٔٔٛ‬عمي بف الحسيف بف عمي بف أبي طالب‬
‫‪ٗٚ‬‬ ‫‪ .ٜٔٔ‬عمي بف منجا بف عثماف بف أسعد بف المنجا التنكخي‬
‫ٖٔ‬ ‫ٕٓٔ‪ .‬عماد الديف أبك الفداء إسماعيل بف عمر بف كثير‬
‫ٕٗٓ‬ ‫ٕٔٔ‪ .‬عمرك بف أبي ربيعة‬
‫ٓ‪ٔٛ‬‬ ‫ٕٕٔ‪ .‬عكؼ بف أثاثة كىك مسطح بف أثاثة بف عباد بف المطمب‬
‫‪314‬‬
‫‪ٜٔٔ‬‬ ‫ٖٕٔ‪ .‬عيسى بف عمر اليمداني الككفي الثقفي‬
‫ٕٕٔ‬ ‫ٕٗٔ‪ .‬غيبلف بف عقبة بف بييش بذؼ الرمة‬
‫‪ٗٛ‬‬ ‫ٕ٘ٔ‪ .‬فخرالديف عمي بف أحمد بف عبد الكاحد البخارؼ السعدؼ‬
‫ٕٔٔ‬ ‫‪ .ٕٔٙ‬الفراء يحيي بف زياد بف عبد هللا ابف منظكر األسدؼ‬
‫ٕ٘‬ ‫‪ .ٕٔٚ‬قازاف كيقاؿ غازاف محمكد بف أرغكف بف اب ا بف ىبلكك بف‬
‫تكلى بف جنكزخاف‬
‫ٔٔٔ‬ ‫‪ .ٕٔٛ‬قتادة بف دعامة بف قتادة السدكسي البصرؼ الضرير‬
‫‪ٕٜ‬‬ ‫‪ .ٕٜٔ‬قراسنقر المنصكرؼ الجككندار أبك دمحم‬
‫‪ٔٚٛ‬‬ ‫ٖٓٔ‪ .‬قطبة بف عامر بف حديدة بف عمرك بف سكاد األنصارؼ‬
‫ٕ٘ٔ‬ ‫ٖٔٔ‪ .‬كعب بف ماتع بف ذؼ ىجف الحميرؼ‬
‫ٕ٘ٓ‬ ‫ٕٖٔ‪ .‬مالؾ بف أنس بف مالؾ األصبحي‬
‫‪ٔٔٙ‬‬ ‫ٖٖٔ‪ .‬المتممس جرير بف عبد ِّ‬
‫العزؼ‬
‫ٔٔٔ‬ ‫ٖٗٔ‪ .‬مجاىد بف جبر أبك الحجاج المكي‬
‫‪ٗٛ‬‬ ‫ٖ٘ٔ‪ .‬المجد ابف عساكر دمحم بف إسماعيل بف عثماف الدمشقي‬
‫ٖٔٔ‬ ‫‪ .ٖٔٙ‬دمحم األميف بف دمحم المختار بف عبد القادر الشنقيطي‬
‫‪ٔٔٚ‬‬ ‫‪ .ٖٔٚ‬دمحم بف أحمد بف إبراىيـ‪ ،‬ابف كيساف‬
‫ٖٗ‬ ‫‪ .ٖٔٛ‬دمحم بف أحمد بف دمحم بف أحمد بف أحمد بف رشد القرطبي‬
‫‪ٔٔٛ‬‬ ‫‪ .ٖٜٔ‬دمحم بف أحمد بف دمحم بف جزؼ الكمبي المالكي‬
‫ٕٓ٘‬ ‫ٓٗٔ‪ .‬دمحم بف الحنفية أبك القاسـ دمحم بف عمي بف أبي طالب‬
‫‪ٜٗ‬‬ ‫ٔٗٔ‪ .‬دمحم بف المنجا بف عثماف بف أسعد بف المنجا التنكخي‬
‫ٓٔٔ‬ ‫ٕٗٔ‪ .‬دمحم بف جرير بف يزيد الطبرؼ‬
‫‪ٙ‬‬ ‫ٖٗٔ‪ .‬دمحم بف عمى بف دمحم بف عبدهللا الشككاني ثـ الصنعاني‬
‫ٖٗ‬ ‫ٗٗٔ‪ .‬دمحم بف عمر بف الحسيف بف الحسف بف عمي الرازؼ‬
‫‪ٔ٘ٚ‬‬ ‫٘ٗٔ‪ .‬دمحم بف عيسى بف سكرة بف مكسى السممي الترمذؼ‬
‫ٕٓ‬ ‫‪ .ٔٗٙ‬دمحم بف دمحم بف عمي بف أبي طالب ابف العمقمي‬
‫‪315‬‬
‫‪ٔٔٙ‬‬ ‫‪ .ٔٗٚ‬دمحم بف مسمـ بف عبيد هللا بف شياب الزىرؼ‬
‫ٕٖٕ‬ ‫‪ .ٔٗٛ‬المطمب بف أبي كداعة الحارث بف صبيرة بف سعيد‬
‫ٕ٘ٗ‬ ‫‪ .ٜٔٗ‬معمر بف المثنى أبك عبيدة النحكؼ‬
‫ٗ‪ٔٛ‬‬ ‫ٓ٘ٔ‪ .‬مقاتل بف سميماف بف بشير األزدؼ أبك الحسف البمخي‬
‫ٕٕٔ‬ ‫ٔ٘ٔ‪ .‬ىكبر يزيد بف ىكبر الحارثي‬
‫ٕٓ‬ ‫ٕ٘ٔ‪ .‬ىكالكك بف تكلي قاف ابف الممؾ جنكزخاف‬
‫٘ٗ‬ ‫ٖ٘ٔ‪ .‬يكسف بف الزكي عبد الرحمف المزؼ‬

‫‪316‬‬
‫فيرس األماكف كالفرؽ كال ريب‬
‫صفحة‬ ‫األماكف كالفرؽ كال ريب‬ ‫ـ‬
‫‪ٖٜٔ‬‬ ‫االثني عشرية‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫ٕٕ‬ ‫بخارػ‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫ٖٓ‬ ‫ص َرػ‬
‫ُب ْ‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫٘‬ ‫تَْي َماء‬ ‫ٗ‪.‬‬
‫ٖٓ‬ ‫جزيرة قبرص‬ ‫٘‪.‬‬
‫‪ٙ‬‬ ‫حراف‬ ‫‪.ٙ‬‬
‫ٔٗ‬ ‫الحمكلية‬ ‫‪.ٚ‬‬
‫‪ٔٚٛ‬‬ ‫الحمس‬ ‫‪.ٛ‬‬
‫‪ٔٔٙ‬‬ ‫خثعـ‬ ‫‪.ٜ‬‬
‫ٕٕ‬ ‫ٓٔ‪ .‬سمرقند‬
‫‪ٕٛ‬‬ ‫ٔٔ‪ .‬شقحب‬
‫ٕٕ‬ ‫ٕٔ‪ .‬طشقند‬
‫‪ٕٛ‬‬ ‫ٖٔ‪َ .‬ع ّك ُة‬
‫ٖٕ‬ ‫ٗٔ‪َ .‬ق ْزِك ُ‬
‫يف‬
‫ٖٓ‬ ‫٘ٔ‪ .‬قمعة بعمبؾ‬
‫ٖٓ‬ ‫‪ .ٔٙ‬الكبلسة‬
‫ٖٓ‬ ‫‪ .ٔٚ‬المارستاف‬
‫‪ٜٔ‬‬ ‫‪ .ٔٛ‬مدينة ِن ِيقَي ُة‬
‫ٖٕ‬ ‫‪ .ٜٔ‬مرك‬
‫ٖٕ‬ ‫ٕٓ‪َ .‬ن ْي َس ُابكر‬
‫ٕٖ‬ ‫ٕٔ‪ .‬الياسا‬

‫‪317‬‬
‫فيرس المصادر والمراجع‬
‫ٔ‪ .‬القرآف الكريـ‪.‬‬
‫ٕ‪( .‬تاريخ مختصر الدكؿ) غري كريكس (كاسمو في الكالدة يكحنا) ابف أىركف (أك‬
‫ىاركف) بف تكما الممطي‪ ،‬أبك الفرج المعركؼ بابف العبرؼ (ت‪ٙٛ٘:‬ىػ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬أنطكف صالحاني اليسكعي‪ ،‬دار الشرؽ‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٕ‪ٜٜٕٔ( ،‬ـ)‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬أبجد العمكـ ألبك الطيب دمحم صديق خاف بف حسف بف عمي ابف لطف هللا‬
‫الحسيني البخارؼ ِ‬
‫القَّنكجي‪ ،‬دار ابف حزـ‪ ،‬طٔ‪ٕٖٔٗ(،‬ىػ‪ٕٕٓٓ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬ابف تيمية حياتو كعصره كآراؤه كفقيو لدمحم بف أحمد أبك زىرة‪ .‬طبعة القاىرة‪،‬‬
‫دار الفكر العربي‪ٜٜٔٔ( ،‬ـ)‪.‬‬
‫٘‪ .‬اإلتقاف في عمكـ القرآف لعبد الرحمف بف أبي بكر‪ ،‬جبلؿ الديف السيكطي‬
‫(ت‪ ٜٔٔ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم أبك الفضل إبراىيـ‪ ،‬الييئة المصرية العامة لمكتاب‪،‬‬
‫ط‪ٖٜٔٗ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬آث ار الببلد كأخبار العباد لزكريا بف دمحم بف محمكد القزكيني (ت‪ٕٙٛ:‬ىػ)‪،‬‬
‫دار صادر–بيركت‪.‬‬
‫‪ .ٚ‬أخبار سبلجقة الركـ لمجيكؿ مف أىل القرف السابع اليجرؼ‪ ،‬المركز القكمي‬
‫لمترجمة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬طٕ‪ٕٓٓٚ(،‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٛ‬اختيارات ابف تيمية في التفسير لدمحم زيمعي ىندؼ‪.‬‬
‫‪ .ٜ‬اختيارات ابف تيمية كترجيحاتو في التفسير إلبراىيـ بف صالح الحميضي‪،‬‬
‫جامعة اإلماـ دمحم بف سعكد اإلسبلمية‪ٕٔٗ٘( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫ٓٔ‪ .‬اختيارات ابف تيمية كترجيحاتو في التفسير مف أكؿ سكرة الكيف إلى آخر‬
‫القرآف إلبراىيـ بف صالح بف عبد هللا الحميضي‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪،‬‬
‫جامعة اإلماـ اإلسبلمية (ٕ٘ٗٔىػ)‪.‬‬
‫ٔٔ‪ .‬اختيارات ابف تيمية كترجيحاتو في التفسير‪ ،‬لدمحم بف عبدالعزيز المسند‪.‬‬
‫ٕٔ‪ .‬إرشاد الفحكؿ إلى تحقيق الحق مف عمـ األصكؿ لدمحم بف عمي بف دمحم بف‬
‫عبد هللا الشككاني اليمني‪ ،‬تحقيق‪ :‬الشيخ أحمد عزك عناية‪ ،‬دمشق‪ -‬كفر‬

‫‪318‬‬
‫بطنا‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٔ( ،‬ىػ‪ٜٜٜٔ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٖٔ‪ .‬االستيعاب في معرفة األصحاب ليكسف بف عبد هللا بف دمحم بف عبد البر‬
‫النمرؼ (ت‪ٖٗٙ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي دمحم البجاكؼ‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫(ٕٔٗٔىػ)‪.‬‬
‫ٗٔ‪ .‬أسد ال ابة ألبك الحسف عمي بف دمحم الشيباني الجزرؼ‪ ،‬عز الديف ابف‬
‫األثير‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي دمحم معكض‪ -‬عادؿ أحمد عبد المكجكد‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔ٘( ،‬ىػ‪ٜٜٔٗ-‬ـ)‪.‬‬
‫٘ٔ‪ .‬أسرار العربية لعبدالرحمف بف دمحم بف عبيد هللا األنصارؼ‪ ،‬أبك البركات‪،‬‬
‫كماؿ الديف األنبارؼ‪ ،‬دار األرقـ بف أبي األرقـ‪ ،‬طٔ‪ٕٔٗٓ( ،‬ىػ‪ٜٜٜٔ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٔٙ‬أسماء مؤلفات شيخ اإلسبلـ ابف تيمية ألبي عبد هللا دمحم بف عبد هللا بف‬
‫أحمد المعركؼ بابف ُرَشِّيق الم ربي (‪ٜٚٗ‬ق)‪ .‬رتبيا الفكزاف في كتابو‪ ،‬مف‬
‫أعبلـ المجدديف‪.‬‬
‫الخ ْس َرْك ِجردؼ‬
‫‪ .ٔٚ‬األسماء كالصفات ألحمد بف الحسيف بف عمي بف مكسى ُ‬
‫الخراساني‪ ،‬أبك بكر البييقي‪ ،‬حققو كخرج أحاديثو كعمق عميو‪ :‬عبد هللا بف دمحم‬
‫الحاشدؼ‪ ،‬قدـ لو‪ :‬فضيمة الشيخ مقبل بف ىادؼ الكادعي‪ ،‬مكتبة السكادؼ‪،‬‬
‫جدة ‪ -‬المممكة العربية السعكدية‪ ،‬طٔ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األكلى‪ٖٔٗٔ(،‬ىػ‪ٜٜٖٔ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٔٛ‬االشارات الى معرفة الزيارات عمي بف أبي بكر اليركؼ‪( ،‬ت‪ٙٔٔ:‬ىػ)‪،‬‬
‫مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬طٔ‪ٕٖٔٗ( ،‬ق)‪.‬‬
‫‪ .ٜٔ‬اإلصابة في تمييز الصحابة اإلصابة في تمييز الصحابة ألبف حجر‬
‫العسقبلن ي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادؿ أحمد عبد المكجكد كعمى دمحم معكض‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية – بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔ٘( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫ٕٓ‪ .‬األصمعيات‪ ،‬ألبك سعيد عبد الممؾ بف قريب بف عمي بف أصمع‪ ،‬تحقق‪:‬‬
‫احمد دمحم شاكر‪ ،‬دار المعارؼ–مصر‪ ،‬ط٘‪ٜٜٖٔ( ،‬ـ)‪.‬‬
‫ٕٔ‪ .‬أضكاء البياف في إيضاح القرآف بالقرآف لدمحم األميف بف دمحم المختار بف عبد‬
‫القادر الشنقيطي(ت‪ٖٜٖٔ:‬ىػ)‪ ،‬دار الفكر لمطباعة ك النشر ك التكزيع بيركت‬

‫‪319‬‬
‫– لبناف‪ٔٗٔ٘( ،‬ىػ‪ٜٜٔ٘-‬مػ)‪.‬‬
‫ٕٕ‪ .‬إعراب القرآف كبيانو لمحيي الديف بف أحمد مصطفى دركيش‪( ،‬دار‬
‫اليمامة‪ -‬دمشق‪ -‬بيركت)‪ ( ،‬دار ابف كثير‪ -‬دمشق‪ -‬بيركت)‪ ،‬طٗ‪،‬‬
‫(٘ٔٗٔق)‪.‬‬
‫ٍ‬
‫خميل‬ ‫بف مكسى ِ‬
‫بف‬ ‫عمي ِ‬ ‫بف‬
‫لعمر ُ‬
‫ِّ‬ ‫ٖٕ‪ .‬األعبلـ العمية في مناقب ابف تيمية‪ُ ،‬‬
‫ٍ‬
‫حفص‪ ،‬تحقيق‪ :‬زىير الشاكيش‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الديف أبك‬ ‫اج‬ ‫األزجي َّ‬
‫البزُار‪ ،‬سر ُ‬ ‫ُّ‬ ‫دادؼ‬
‫ُّ‬ ‫الب‬
‫المكتب اإلسبلمي‪-‬بيركت‪ ،‬ط ٖ‪ٔٗٓٓ( ،‬ق)‪.‬‬
‫ٕٗ‪ .‬إعبلـ المكقعيف عف رب العالميف البف قيـ الجكزية‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم عبد السبلـ‬
‫إبراىيـ‪ ،‬دار الكتب العممية – بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٔ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٔ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٕ٘‪ .‬أعياف العصر كأعكاف النصر لصبلح الديف خميل بف أيبؾ الصفدؼ‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬د‪/‬عمي أبك زيد‪ ،‬د‪ /‬نبيل أبك عشمة‪ ،‬د‪/‬دمحم مكعد‪ ،‬د‪ /‬محمكد سالـ دمحم‬
‫دار الفكر المعاصر‪ ،‬بيركت‪-‬لبناف‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬دمشق – سكريا‪،‬‬
‫طٔ(‪ٔٗٔٛ‬ىػ‪ٜٜٔٛ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٕٙ‬اقتضاء الصراط المستقيـ لمخالفة أصحاب الجحيـ‪ ،‬البف تيمية‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫ناصر عبد الكريـ العقل‪ ،‬دار عالـ الكتب‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪ٜٔٗٔ( ،ٚ‬ىػ‪-‬‬
‫‪ٜٜٜٔ‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٕٚ‬األنساب لعبد الكريـ بف دمحم بف منصكر التميمي السمعاني المركزؼ‪ ،‬أبك‬
‫سعد‪( ،‬المتكفى‪ ٕ٘ٙ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمف بف يحيى المعممي اليماني‪،‬‬
‫مجمس دائرة المعارؼ العثمانية‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬طٔ‪ٖٕٔٛ( ،‬ىػ‪ٜٕٔٙ -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٕٛ‬انظر مفاتح التفسير‪ ،‬أحمد سعد الخطيب‪ ،‬دار التدمرية‪ ،‬كدار ابف‬
‫حزـ‪،‬طٔ‪ٕٓٔٓ(،‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٕٜ‬إيجاز البياف عف معاني القرآف لمحمكد بف أبى الحسف بف الحسيف‬
‫النيسابكرؼ أبك القاسـ‪ ،‬نجـ الديف (المتكفى‪٘٘ٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتكر حنيف‬
‫بف حسف القاسمي‪ ،‬دار ال رب اإلسبلمي– بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔ٘( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫ٖٓ‪ .‬باعث النيضة اإلسبلمية إبف تيمية السمفي لدمحم خميل ىراس‪ ،‬المطبعة‬

‫‪311‬‬
‫اليكسفية‪-‬طنطا‪ ،‬طٔ‪ٖٕٔٚ(،‬ق)‪.‬‬
‫األئمة األطيار لممجمسي‪ ،‬طيراف‪ :‬دار‬
‫ّ‬ ‫ٖٔ‪ .‬بحار األنكار الجامعة لدرر أخبار‬
‫ّ‬
‫الكتب اإلسبلمية‪.‬‬
‫ٕٖ‪ .‬البحر المحيط في التفسير‪ ،‬ألبك حياف دمحم بف يكسف بف عمي بف يكسف‬
‫بف حياف أثير الديف األندلسي (المتكفى‪ٚٗ٘:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬صدقي دمحم جميل‪،‬‬
‫دار الفكر– بيركت‪ ،‬طٕٓٗٔىػ‪.‬‬
‫ٖٖ‪ .‬البحر المحيط لبدر الديف دمحم الزركشي (المتكفى‪ٜٚٗ:‬ىػ)‪ ،‬دار الكتبي‪،‬‬
‫طٔ‪ٔٗٔٗ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫ٖٗ‪ .‬بحػػكث فػػي أصػػكؿ التفسػػير كمناىجػػو‪ -‬د‪ .‬فيػػد بػػف عبػػد الػػرحمف بػػف سػػميماف‬
‫الركمي‪ -‬مكتبة التكبة‪ -‬الرياض ‪ -‬السعكدية –(‪ٔٗٔٙ‬ىػ)‪ ،‬طٖ‪ ،‬لمصباغ‪.‬‬
‫ٖ٘‪ .‬البداية كالنياية ألبي الفداء ابف كثير‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي شيرؼ‪ ،‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪ ،‬طٔ‪،ٔٗٓٛ( ،‬ىػ‪ٜٔٛٛ-‬ـ‪.‬‬
‫‪ .ٖٙ‬البدر الطالع بمحاسف مف بعد القرف السابع‪ ،‬لدمحم بف عمي بف دمحم بف عبد‬
‫هللا الشككاني اليمني‪ ،‬دار المعرفة – بيركت‪.‬‬
‫‪ .ٖٚ‬البدر الطالع بمحاسف مف بعد القرف السابع‪ ،‬تأليف العبلمة دمحم بف عمي‬
‫الشككاني‪ ،‬دار المعرفة– بيركت‪.‬‬
‫‪ .ٖٛ‬البرىاف في عمكـ القرآف‪ ،‬ألبك عبد هللا بدر الديف دمحم بف عبد هللا بف بيادر‬
‫الزركشي‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم أبك الفضل إبراىيـ‪ ،‬طٔ‪ٖٔٚٙ(،‬ىػ‪ٜٔ٘ٚ-‬ـ)‪ ،‬دار‬
‫صكرتو دار المعرفة‪،‬‬
‫إحياء الكتب العربية عيسى البابى الحمبي كشركائو‪(،‬ثـ َّ‬
‫بيركت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .ٖٜ‬ب ية الكعاة في طبقات الم كييف كالنحاة لمسيكطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم أبك الفضل‬
‫إبراىيـ‪ ،‬المكتبة العصرية ‪ -‬لبناف‪ /‬صيدا‪.‬‬
‫ٓٗ‪ .‬البمداف ألحمد بف إسحاؽ بف جعفر بف كىب بف كاضح اليعقكبي (ت‪:‬‬
‫بعدٕ‪ٕٜ‬ىػ)‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٕٕٔٗ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫ٔٗ‪ .‬تاريخ إربل‪ ،‬لممبارؾ بف أحمد بف المبارؾ بف مكىكب المخمي ِ‬
‫اإلربمي‪،‬‬

‫‪311‬‬
‫المعركؼ بابف المستكفي (المتكفى‪ٖٙٚ :‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬سامي بف سيد خماس‬
‫الصقا دار الرشيد لمنشر‪ ،‬العراؽ (ٓ‪ٜٔٛ‬ـ)‪.‬‬
‫ٕٗ‪ .‬تاريخ أصبياف‪ ،‬ألبي نعيـ األصبياني‪ ،‬تحقيق‪ :‬سيد كسركؼ حسف‪ ،‬دار‬
‫الكتب العممية – بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٓ( ،‬ق)‪.‬‬
‫ٖٗ‪ .‬تػػاريخ اإلسػػبلـ َكَكفيػػات المشػػاىير َكاألعػػبلـ‪ ،‬لمػػذىبي تحقيػػق‪ :‬الػػدكتكر بشػػار‬
‫عكاد معركؼ‪ ،‬دار ال رب اإلسبلمي‪ ،‬طٔ‪ٕٖٓٓ(،‬ـ)‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ٗٗ‪ .‬التاريخ الكبير لمبخارؼ لدمحم بف إسماعيل البخارؼ‪ ،‬ط‪ :‬دائرة المعارؼ‬
‫العثمانية‪ ،‬حيدر آباد–الدكف بحكاشي المطبكع ‪.‬‬
‫٘ٗ‪ .‬تاريخ ب داد ألبي بكر أحمد بف عمي بف ثابت بف أحمد الخطيب الب دادؼ‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬د بشار عكاد معركؼ‪ ،‬دار ال رب اإلسبلمي– بيركت ط ٔ‪،‬‬
‫(ٕٕٗٔىػ‪ٕٕٓٓ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٗٙ‬ت ػ ػػاريخ ب ػ ػػداد‪ ،‬لمخطي ػ ػػب الب ػ ػػدادؼ‪( ،‬ت‪ٖٗٙ:‬ىػ ػ ػػ)‪ ،‬دار الكت ػ ػػب العممي ػ ػػة –‬
‫بيركت‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ)‬
‫‪ .ٗٚ‬التبصػ ػرة كالت ػػذكرة ف ػػي ش ػػرح األلفي ػػة لمع ارق ػػي‪ ،‬لػ ػزيف ال ػػديف ب ػػف عب ػػد الػ ػػرحيـ‬
‫المتكفى سنة(‪ٛٓٙ‬ىػ)‪ ،‬المطبكع بمطبعة فاس بالم رب سنة (ٖٗ٘ٔىػ)‪.‬‬
‫‪ .ٗٛ‬التحرير كالتنكير لدمحم الطاىر بف دمحم بف عاشكر التكنسي‪ ،‬الدار التكنسية‬
‫لمنشر‪-‬تكنس‪ٜٔٛٗ( ،‬ق)‪.‬‬
‫‪ .ٜٗ‬التدمرية تحقيق اإلثبات لؤلسماء كالصفات كحقيقة الجمع بيف القدر كالشرع‬
‫البف تيمية‪.‬‬
‫ٓ٘‪ .‬تذكرة الحفاظ لشمس الديف أبي عبد هللا دمحم بف أحمد بف عثماف بف قايماز‬
‫الذىبي (ت‪ٚٗٛ:‬ىػ)‪ ،‬دار الكتب العممية بيركت‪-‬لبناف‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٔ( ،‬ىػ‪-‬‬
‫‪ٜٜٔٛ‬ـ)‪.‬‬
‫ٔ٘‪ .‬الترجمة الذىبية ألعبلـ آؿ تيمية‪ ،‬لدمحم صالح قركاش اليافعى‪.‬‬
‫ٕ٘‪ .‬التسييل لعمكـ التنزيل‪ ،‬البف جزؼ الكمبي ال رناطي‪ ،‬تحقق‪ :‬الدكتكر عبد هللا‬
‫الخالدؼ‪ ،‬شركة دار األرقـ بف أبي األرقـ‪-‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٙ( ،‬ق)‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫ٖ٘‪ .‬تعريف باألماكف الكاردة في البداية كالنياية البف كثير مكقع اإلسبلـ‬
‫(ٔ‪ ،ٕٓٓ/‬بترقيـ الشاممة آليا)‪.‬‬
‫ٗ٘‪ .‬التعريفات لعمي بف دمحم بف عمي الجرجاني (ت‪ٛٔٙ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬جماعة‬
‫مف العمماء‪ ،‬دار الكتب العممية بيركت‪-‬لبناف‪ ،‬ط‪ٖٔٗٓ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫٘٘‪ .‬تفسير ابف أبي حاتـ ألبك دمحم عبد الرحمف بف دمحم بف إدريس بف المنذر‬
‫التميمي‪ ،‬الحنظمي‪ ،‬الرازؼ ابف أبي حاتـ (ت‪ٖٕٚ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أسعد دمحم‬
‫الطيب‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز ‪ -‬المممكة العربية السعكدية‪ ،‬طٕ‪،‬‬
‫(‪ٜٔٗٔ‬ق)‪.‬‬
‫‪ .٘ٙ‬تفسير ابف كثير ألبك الفداء إسماعيل بف عمر بػف كثيػر القرشػي البصػرؼ ثػـ‬
‫الدمشػ ػػقي (ت‪ٚٚٗ:‬ى ػ ػػ)‪ ،‬تحقيػ ػػق‪ :‬سػ ػػامي بػ ػػف دمحم سػ ػػبلمة‪ ،‬دار طيبػ ػػة لمنشػ ػػر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬طٕ‪ٕٔٗٓ( ،‬ىػ‪ٜٜٜٔ -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .٘ٚ‬تفسير السمعاني لمنصكر بف دمحم بف عبد الجبار ابف أحمد المركزػ‬
‫السمعاني التميمي (ت‪ٜٗٛ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬ياسر بف إبراىيـ كغنيـ بف عباس بف‬
‫غنيـ‪ ،‬دار الكطف‪ ،‬الرياض– السعكدية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٛ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .٘ٛ‬تفسير القرآف ألبك المظفر‪ ،‬منصكر بف دمحم بف عبد الجبار السمعاني‬
‫التميمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬ياسر بف إبراىيـ كغنيـ بف عباس بف غنيـ‪ ،‬دار الكطف‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٛ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٜ٘‬تفسير القرآف لعز الديف عبد العزيز بف عبد السبلـ السممي‪ ،‬سمطاف‬
‫العمماء‪ ،‬المتكفى‪ٙٙٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتكر عبد هللا الكىبي‪ ،‬دار ابف حزـ‪-‬‬
‫بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٙ( ،‬ىػ ‪ٜٜٔٙ/‬ـ)‪.‬‬
‫ٓ‪ .ٙ‬تفسير القرطبي ألبك عبد هللا دمحم بف أحمد األنصارؼ الخزرجي شمس الديف‬
‫القرطبي‪( ،‬ت‪ٙٚٔ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد البردكني كابراىيـ أطفيش‪ ،‬دار الكتب‬
‫المصرية– القاىرة‪ ،‬طٕ‪ٖٔٛٗ(،‬ىػ)‪.‬‬
‫ٔ‪ .ٙ‬التفسير القيـ تفسير القرآف الكريـ لدمحم بف أبي بكر بف أيكب بف سعد شمس‬
‫الديف ابف قيـ الجكزية (ت‪ٚ٘ٔ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬مكتب الدراسات كالبحكث العربية‬

‫‪313‬‬
‫كاإلسبلمية بإشراؼ الشيخ إبراىيـ رمضاف‪ ،‬دار كمكتبة اليبلؿ– بيركت‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫(ٓٔٗٔىػ)‪.‬‬
‫ٕ‪ .ٙ‬التفسير الكسيط ؿ د‪/‬كىبة بف مصطفى الزحيمي‪ ،‬دار الفكر‪ -‬دمشق‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫(ٕٕٗٔىػ)‪.‬‬
‫ٖ‪ .ٙ‬تفسير آيات أشكمت البف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العزيز دمحم الخميفة‪ ،‬مكتبة‬
‫الرشد الرياض‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ(،‬ق)‬
‫ٗ‪ .ٙ‬تفسير عبد الرزاؽ‪ ،‬لمصنعاني‪ ،‬دار الكتب العممية بيركت‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪/‬محمكد‬
‫دمحم‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٔ(،‬ىػ)‪.‬‬
‫٘‪ .ٙ‬تفسير مقاتل بف سميماف ألبك الحسف مقاتل بف سميماف‪( ،‬المتكفى‪ٔ٘ٓ:‬ىػ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬عبد هللا محمكد شحاتو‪ ،‬دار إحياء التراث‪-‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٕٖٔٗ( ،‬ق)‪.‬‬
‫‪ .ٙٙ‬تقريب التيذيب‪ ،‬البػف حجػر العسػقبلني‪ ،‬تحقيػق‪ :‬حمػد عكامػة‪ ،‬دار الرشػيد –‬
‫سكريا‪ ،‬طٔ‪.)ٜٔٛٙ-ٔٗٓٙ( ،‬‬
‫‪ .ٙٚ‬التكميل في الجرح كالتعديل كمعرفة الثقات كالضعفاء كالمجاىيل البف كثير‬
‫(ت‪ ٚٚٗ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬شادؼ بف دمحم بف سالـ آؿ نعماف‪ ،‬مركز النعماف‬
‫اليمف‪،‬‬ ‫كالترجمة‪،‬‬ ‫التراث‬ ‫كتحقيق‬ ‫اإلسبلمية‬ ‫كالدراسات‬ ‫لمبحكث‬
‫طٔ‪ٖٕٔٗ(،‬ىػ‪ٕٓٔٔ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٙٛ‬تمب ػػيس الجيمي ػػة ف ػػي تأس ػػيس ب ػػدعيـ الكبلمي ػػة ‪-‬ش ػػيخ اإلس ػػبلـ ب ػػف تيمي ػػة‪-‬‬
‫مطبعػػة الحككمػػة‪ ،‬مكػػة المكرمػػة‪ ،‬المممكػػة العربيػػة السػػعكدية‪ ،‬طٔ‪ٖٜٔٔ(،‬ق)‪،‬‬
‫(ٔ‪ .)ٕٙٗ/‬بػدائع الفكائػد ل ػ ابػف قػػيـ الجكزيػة‪ .‬تحقيػق‪ :‬بشػير عيػكف‪ ،‬مكتبػػة دار‬
‫البياف‪ ،‬دمشق‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔ٘( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ .ٜٙ‬التمييد لما في المكطأ مف المعاني كاألسانيد ليكسف بف عبد هللا بف دمحم بف‬
‫عبد البر القرطبي (ت‪ٖٗٙ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى بف أحمد العمكؼ‪ ،‬ك ازرة‬
‫عمكـ األكقاؼ كالشؤكف اإلسبلمية – الم رب‪ٖٔٛٚ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫ٓ‪ .ٚ‬تيذيب األسماء كالم ات ألبك زكريا محيي الديف يحيى النككؼ‪ ،‬عنيت بنشره‬
‫كتصحيحو كالتعميق عميو كمقابمة أصكلو‪ :‬شركة العمماء بمساعدة إدارة‬

‫‪314‬‬
‫الطباعة المنيرية‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت – لبناف‪.‬‬
‫ٔ‪ .ٚ‬تيذيب التيذيب البف حجر العسقبلني‪ ،‬دار الفكر‪ :‬بيركت‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫(ٗٓٗٔىػ)‪.‬‬
‫ٕ‪ .ٚ‬تيذيب الكماؿ في أسماء الرجاؿ ليكسف بف عبد الرحمف بف يكسف بف‬
‫الزكي القضاعي الكمبي المزؼ (ت‪ٕٚٗ:‬ىػ) تحقيق‪ :‬د‪/‬بشار عكاد معركؼ‬
‫بيركت‪ ،‬مؤسسة الرسالة – بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٓ( ،‬ق–ٓ‪ٜٔٛ‬ـ)‪.‬‬
‫ٖ‪ .ٚ‬تيذيب الم ة لدمحم بف أحمد اليركؼ‪( ،‬ت‪ٖٚٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم عكض‬
‫مرعب‪ ،‬دار إحياء التراث العربي–بيركت‪ ،‬طٔ‪ٕٓٓٔ(،‬ـ)‪.‬‬
‫ٗ‪ .ٚ‬التكقيف عمى ميمات التعاريف لزيف الديف دمحم المدعك بعبد الرؤكؼ بف تاج‬
‫العارفيف بف عمي بف زيف العابديف الحدادؼ ثـ المناكؼ‪ ،‬عالـ الكتب عبد‬
‫الخالق ثركت‪-‬القاىرة‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٓ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٓ-‬ـ)‪.‬‬
‫٘‪ .ٚ‬جامع البياف عف تأكيل آؼ القرآف‪ ،‬البف جرير الطبرؼ‪.‬‬
‫‪- .ٚٙ‬جامع الرسائل البف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪/‬دمحم رشاد سالـ‪ ،‬دار العطاء–‬
‫الرياض‪ ،‬طٔ‪ٕٕٔٗ(،‬ق)‪.‬‬
‫‪ .ٚٚ‬جامع المسائل البف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم عزير‪ ،‬دار عالـ الفكائد لمنشر‬
‫كالتكزيع‪ ،‬طٔ‪ٕٕٔٗ(،‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ .ٚٛ‬الجامع ألحكاـ القرآف‪ ،‬ألبي عبد هللا دمحم بف أحمد بف أبي بكر بف فرح‬
‫األنصارؼ الخزرجي القرطبي (المتكفى‪ٙٚٔ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد البردكني‬
‫كابراىيـ أطفيش‪ ،‬دار الكتب المصرية–القاىرة‪ ،‬طٕ‪ٖٔٛٗ( ،‬ىػ ‪ٜٔٙٗ -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٜٚ‬الجامع لسيرة شيخ اإلسبلـ ابف تيمية خبلؿ سبعة قركف‪ ،‬لدمحم عزيز بف‬
‫شمس كعمي بف دمحم العمراف‪ ،‬دار عالـ الفكائد– مكة‪ ،‬ط ٕ‪ٕٕٔٗ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫ٓ‪ .ٛ‬الجباؿ األمكنة كالمياه لمحمكد بف عمرك بف أحمد‪ ،‬الزمخشرؼ جار هللا‬
‫(ت‪ ٖ٘ٛ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ /‬أحمد عبد التكاب عكض المدرس بجامعة عيف‬
‫شمس‪ ،‬دار الفضيمة لمنشر كالتكزيع – القاىرة‪ٖٜٔٔ( ،‬ىػ‪ٜٜٜٔ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٔ‪ .ٛ‬جميرة األمثاؿ ألبك ىبلؿ الحسف بف عبد هللا بف سيل العسكرؼ‬

‫‪315‬‬
‫(ت٘‪ٖٜ‬ىػ)‪ ،‬دار الفكر– بيركت‪.‬‬
‫ٕ‪ .ٛ‬جميرة أنساب العرب ألبك دمحم عمي بف أحمد بف سعيد بف حزـ األندلسي‬
‫القرطبي الظاىرؼ‪ ،‬تحقيق‪ :‬لجنة مف العمماء‪ ،‬دار الكتب العممية – بيركت‪،‬‬
‫طٔ‪.)ٜٖٔٛ/ٖٔٗٓ( ،‬‬
‫ٖ‪ .ٛ‬الجكاب الصحيح البف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي بف حسف ‪-‬عبد العزيز بف‬
‫دار العاصمة‪ ،‬السعكدية‪ ،‬طٕ‪ٜٔٗٔ(،‬ىػ‬ ‫إبراىيـ ‪-‬حمداف بف دمحم‪،‬‬
‫‪ٜٜٜٔ/‬ـ)‪.‬‬
‫ٗ‪ .ٛ‬الجكاب الصحيح لمف بدؿ ديف المسيح لتقي الديف أبك العباس أحمد بف عبد‬
‫الحميـ ابف تيمية الحراني الدمشقي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي بف حسف‪ -‬عبد العزيز بف‬
‫إبراىيـ‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬السعكدية‪ ،‬طٕ‪ٜٔٗٔ( ،‬ىػ‪ٜٜٜٔ/‬ـ)‪.‬‬
‫٘‪ .ٛ‬الجكاىر المضية في طبقات الحنفية لعبد القادر بف دمحم بف نصر هللا‬
‫القرشي‪( ،‬ت‪ٚٚ٘:‬ىػ)‪ ،‬مير دمحم كتب خانو – كراتشي‪.‬‬
‫‪ .ٛٙ‬حدكد العالـ مف المشرؽ الى الم رب مجيكؿ(ت‪ٖٕٚ:‬ىػ)‪ ،‬محقق كمترجـ‬
‫(عف الفارسية)‪ :‬يكسف اليادؼ‪ ،‬الدار الثقافية لمنشر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط(ٖٕٗٔق)‪.‬‬
‫‪ .ٛٚ‬الحسنة كالسيئة ‪ :‬لتقي الديف أبك العباس أحمد تيمية ‪ ،‬دار الكتب العممية‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫‪ .ٛٛ‬خريدة العجائب كفريدة ال رائب سراج الديف أبك حفص عمر بف المظفر بف‬
‫الكردؼ‪ ،‬البكرؼ القرشي‪ ،‬المعرؼ (ت‪ٕٛ٘:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق ‪ :‬أنكر محمكد زناتي‬
‫‪ -‬كمية التربية ‪ ،‬جامعة عيف شمس‪ ،‬مكتبة الثقافة اإلسبلمية ‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫(‪ٕٔٗٛ‬ىػ‪ٕٓٓٛ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٜٛ‬الدر المنثكر في طبقات ربات الخدكر لزينب بنت عمي بف حسيف بف عبيد‬
‫هللا بف حسف بف إبراىيـ العاممي (ت‪ٖٖٔ:‬ىػ)‪ ،‬المطبعة الكبرػ األميرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬طٔ‪ٖٕٔٔ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫ٓ‪ .ٜ‬درء تعارض العقل كالنقل لتقي الديف بف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتكر دمحم رشاد‬
‫سالـ‪ ،‬جامعة اإلماـ دمحم بف سعكد اإلسبلمية‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪،‬طٕ‪،‬‬

‫‪316‬‬
‫(ٔٔٗٔىػ‪ٜٜٔٔ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٔ‪ .ٜ‬الدرر الكامنة في أعياف المائة الثامنة البف حجر العسقبلني‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم‬
‫عبد المعيد ضاف‪ ،‬مجمس دائرة المعارؼ العثمانية‪ -‬صيدر أباد‪/‬اليند‪،‬‬
‫ٕ‪ٖٜٔ‬ىػ‪ٜٕٔٚ/‬ـ‪.‬‬
‫ٕ‪ .ٜ‬دقائق التفسير الجامع لتفسير ابف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬دمحم السيد الجنيد‪،‬‬
‫مؤسسة عمكـ القرآف – دمشق‪ ،‬طٕ‪ٔٗٓٗ( ،‬ق)‪.‬‬
‫ٖ‪ .ٜ‬الديباج الم ّذىب في معرفة أعياف عمماء المذىب‪ ،‬البف فرحكف‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫عمي عمر‪ ،‬طٔ‪ٕٖٔٗ( ،‬ى)‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪-‬القاىرة‪.‬‬
‫ٗ‪ .ٜ‬ديكاف اإلسبلـ لشمس الديف أبك المعالي دمحم بف عبد الرحمف بف ال زؼ‬
‫(ت‪ٔٔٙٚ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬سيد كسركؼ حسف‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت –‬
‫لبناف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٔ(،‬ىػ‪ٜٜٔٓ-‬ـ)‪.‬‬
‫الس ػ ػػبلمي‪ ،‬الب ػ ػػدادؼ‪ ،‬ث ػ ػػـ‬
‫٘‪ .ٜ‬ذي ػ ػػل طبق ػ ػػات الحنابم ػ ػػة لعب ػ ػػد ال ػ ػػرحمف ب ػ ػػف أحم ػ ػػد َ‬
‫الدمش ػػقي‪ ،‬تحقي ػػق‪ :‬د‪/‬عب ػػد ال ػػرحمف ب ػػف س ػػميماف العثيم ػػيف‪ ،‬مكتب ػػة العبيك ػػاف–‬
‫الرياض‪ ،‬طٔ(ٕ٘ٗٔق‪ٕٓٓ٘-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٜٙ‬رجاؿ الفكر كالدعكة في اإلسبلـ ألبي الحسف الندكؼ‪ ،‬ط دار القمـ الككيت‪.‬‬
‫محمد َعمي تكفيق‪ ،‬دار السكيدؼ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬أبك‬
‫‪ .97‬الرحمة الشامية األَمير َّ‬
‫ظبي‪-‬اإلمارات‪ ،‬المؤسسة العربية لمدراسات كالنشر‪ ،‬بيركت‪ٕٕٓٓ(،‬ـ)‪،‬‬
‫(ت‪ٖٔٚٗ:‬ىػ)‪.‬‬

‫‪ .ٜٛ‬الرد الكافر‪ :‬لدمحم بف عبد هللا بف دمحم ابف أحمد بف مجاىد القيسي الدمشقي‬
‫الشافعي‪ ،‬شمس الديف‪ ،‬الشيير بابف ناصر الديف تحقيق‪ :‬زىير الشاكيش‪،‬‬
‫المكتب اإلسبلمي‪-‬بيركت‪ ،‬طٔ(ٖ‪ٖٜٔ‬ق)‪.‬‬
‫‪ .ٜٜ‬الركض المعطار في خبر األقطار لدمحم بف عبد هللا بف عبد المنعـ ِ‬
‫الحميرػ‬
‫(ت‪ٜٓٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬مؤسسة ناصر لمثقافة ‪-‬بيركت‪ -‬طبع‬
‫عمى مطابع دار السراج‪ ،‬طٕ‪ٜٔٛٓ( ،‬ـ)‪،‬‬
‫ٓٓٔ‪ .‬ركضة الناظر كجنة المناظر في أصكؿ الفقو عمى مذىب أحمد بف حنبل‪،‬‬

‫‪317‬‬
‫لعبد هللا بف أحمد بف قدامة‪ ،‬الشيير بابف قدامة المقدسي‪ ،‬مؤسسة الرّياف‬
‫لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬طٕ‪ٕٖٔٗ( ،‬ىػ‪ٕٕٓٓ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٔٓٔ‪ .‬زاد المسير في عمـ التفسير ألبك الفرج الجكزؼ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرزاؽ‬
‫الميدؼ‪ ،‬دار الكتاب العربي– بيركت‪ ،‬طٔ‪ٕٕٔٗ( -‬ىػ)‪.‬‬
‫اءات‬ ‫ٕٓٔ‪ .‬الزاىرة في القراءات العشر المتكاترة مف طريقي الشاطبية ك ُّ‬
‫الدرة‪ -‬القر ُ‬
‫الشاذةُ كتكجيييا مف ل ة العرب لعبد الفتاح بف عبد ال ني بف دمحم القاضي‪،‬‬
‫دار الكتاب العربي‪ ،‬بيركت ‪ -‬لبناف‪.‬‬
‫الصبلَّبي‪،‬‬
‫ٖٓٔ‪ .‬السمطاف سيف الديف قطز كمعركة عيف جالكت َعمي دمحم دمحم َّ‬
‫مؤسسة اق أر لمنشر كالتكزيع كالترجمة‪ ،‬مصر‪ ،‬طٔ‪ٖٔٗٓ( ،‬ىػ‪ٕٜٓٓ -‬ـ)‪.‬‬
‫ٗٓٔ‪ .‬سنف أبي داكد ألبك داكد سميماف بف األشعث بف إسحاؽ األزدؼ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫شعيب األرنؤكط ‪ -‬مح َّمد ِ‬
‫كامل قره بممي‪ ،‬دار الرسالة العالمية‪( ،‬ت‪ٕٚ٘:‬ىػ)‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(ٖٓٗٔىػ‪ٕٜٓٓ-‬ـ)‪.‬‬
‫٘ٓٔ‪ .‬سنف أبي داكد ألبك داكد سميماف بف األشعث بف إسحاؽ األزدؼ‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫دمحم محيي الديف عبد الحميد‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬صيدا‪ -‬بيركت‪.‬‬
‫‪ .ٔٓٙ‬سنف الترمذؼ لدمحم بف عيسى بف َس ْكرة بف مكسى بف الضحاؾ‪ ،‬الترمذؼ‪،‬‬
‫(المتكفى‪ٕٜٚ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد دمحم شاكر كدمحم فؤاد عبد الباقي كابراىيـ‬
‫عطكة عكض‪ ،‬شركة مكتبة كمطبعة مصطفى البابي الحمبي–مصر‪ ،‬طٕ‪،‬‬
‫(٘‪ٖٜٔ‬ىػ‪ٜٔٚ٘-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٔٓٚ‬س ػ ػ ػػير أعػ ػ ػ ػػبلـ النػ ػ ػ ػػببلء لمػ ػ ػ ػػذىبي‪(،‬ت‪ٚٗٛ:‬ى ػ ػ ػ ػػ)‪ ،‬دار الحػ ػ ػ ػػديث‪ -‬القػ ػ ػ ػػاىرة‪،‬‬
‫ط(‪ٕٔٗٚ‬ىػ‪ٕٓٓٙ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٔٓٛ‬شجرة النكر الزكية في طبقات المالكية لدمحم بف دمحم بف عمر مخمكؼ‬
‫تعميق‪ :‬عبد المجيد خيالي‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬لبناف‪ٕٔٗٗ( ،‬ىػ‪ٕٖٓٓ -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٜٔٓ‬شذرات الذىب في أخبار مف ذىب‪ ،‬لعبد الحي بف أحمد بف دمحم بف العماد‬
‫العكرؼ الحنبمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمكد األرناؤكط‪ ،‬دار ابف كثير‪ ،‬دمشق– بيركت‪،‬‬
‫َ‬
‫طٔ‪ٔٗٓٙ( ،‬ىػ‪ٜٔٛٙ-‬ـ)‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫ٓٔٔ‪ .‬شرح الشكاىد الشعرية في أميات الكتب النحكية‪ ،‬لدمحم بف دمحم حسف‬
‫ُش َّراب‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيركت‪،‬طٔ‪ٕٔٗٚ( ،‬ىػ)‪.)ٕٛ/ٖ(،‬‬
‫ٔٔٔ‪- .‬شرح العمدة‪ ،‬الصبلة‪ ،‬البف تيمية‪ ،‬تحقيق‪ :‬خالد بف عمي المشيقح‪ ،‬دار‬
‫العاصمة‪ ،‬الرياض‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪ ،‬ط‪ٔٗٔٛ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٕٔٔ‪ .‬شرح الكككب المنير لتقي الديف أبك البقاء دمحم بف أحمد بف عبد العزيز بف‬
‫عمي الفتكحي المعركؼ بابف النجار تحقيق‪ :‬دمحم الزحيمي ك نزيو حماد‪ ،‬مكتبة‬
‫العبيكاف‪ ،‬طٕ( ‪ٔٗٔٛ‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬مػ)‪.‬‬
‫ٖٔٔ‪ .‬شرح الممع في أصكؿ الفقو ألبك اسحاؽ ابراىيـ بف عمي الشيرازؼ‪ ،‬تحقيق‬
‫عبد المجيد تركي‪.‬‬
‫ٗٔٔ‪ .‬شرح تسييل الفكائد لدمحم بف عبد هللا بف مالؾ الطائي الجياني‪ ،‬ألبك عبد‬
‫هللا‪ ،‬جماؿ الديف‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الرحمف السيد‪ ،‬د‪ .‬دمحم بدكؼ المختكف‪ ،‬ىجر‬
‫لمطباعة كالنشر كالتكزيع كاإلعبلف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٓ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٓ-‬ـ)‪.‬‬
‫٘ٔٔ‪ .‬شرح تنقيح الفصكؿ‪ ،‬ألحمد بف إدريس المالكي الشيير بالقرافي‬
‫(ت‪ ٙٛٗ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬طو عبد الرؤكؼ سعد‪ ،‬شركة الطباعة الفنية المتحدة‪،‬‬
‫طٔ‪ٖٜٖٔ( ،‬ىػ‪ٜٖٔٚ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٔٔٙ‬الشعر كالشعراء ألبك دمحم عبد هللا بف مسمـ بف قتيبة الدينكرؼ‪،‬‬
‫(المتكفى‪ٕٚٙ:‬ىػ)‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاىرة‪ٕٖٔٗ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ .ٔٔٚ‬شمس العمكـ كدكاء كبلـ العرب مف الكمكـ لنشكاف بف سعيد الحميرػ‬
‫اليمني‪ ،‬تحقيق‪ :‬د حسيف بف عبد هللا العمرؼ ‪ -‬مطير بف عمي اإلرياني‪ -‬د‬
‫يكسف دمحم عبد هللا‪ ،‬دار الفكر المعاصر (بيركت‪ -‬لبناف)‪ ،‬دار الفكر‬
‫(دمشق‪-‬سكرية)‪ ،‬طٔ(ٕٓٗٔىػ‪ٜٜٜٔ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٔٔٛ‬الشيادة الزكية في ثناء األئمة عمى ابف تيمية لمرعي بف يكسف الكرمى‬
‫المقدسي (ت‪ ٖٖٔٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬نجـ عبد الرحمف خمف‪ ،‬الفرقاف ‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة – بيركت‪ ،‬طٔ‪.)ٔٗٓٗ(،‬‬
‫‪ .ٜٔٔ‬الصحاح تاج الم ة كصحاح العربية ألبك نصر إسماعيل الجكىرؼ‬

‫‪319‬‬
‫الفارابي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عبد ال فكر‪ ،‬دار العمـ لممبلييف– بيركت‪ ،‬طٗ‪،‬‬
‫(‪ٔٗٓٚ‬ىػ‪ٜٔٛٚ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٕٓٔ‪ .‬صفة الصفكة لجماؿ الديف أبك الفرج عبد الرحمف الجكزؼ‬
‫(المتكفى‪ ٜ٘ٚ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد بف عمي‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫ط(ٕٔٗٔىػ‪ٕٓٓٓ/‬ـ)‪.‬‬
‫ٕٔٔ‪ .‬الصفدية البف تيمية تحقيق‪ :‬دمحم رشاد سالـ‪ ،‬مكتية ابف تيمية‪ ،‬مصر‪،‬طٕ‪،‬‬
‫(‪ٔٗٓٙ‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ .122‬الضكء البلمع ألىل القرف التاسع‪ ،‬تحقيق‪ :‬شمس الديف دمحم بف عبد‬
‫الرحمف السخاكؼ‪ ،‬منشكرات دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫ٖٕٔ‪ .‬طبقات ابف سعد‪ :‬لدمحم بف سعد بف منيع الياشمي بالكالء‪ ،‬البصرؼ‪،‬‬
‫المعركؼ بابف سعد‪.‬‬
‫ٕٗٔ‪ .‬طبقات الحفاظ لمسيكطي لعبد الرحمف بف أبي بكر‪ ،‬جبلؿ الديف السيكطي‬
‫(ت‪ٜٔٔ:‬ىػ)‪ ،‬دار الكتب العممية– بيركت‪ ،‬طٔ‪ٖٔٗٓ( ،‬ق)‪.‬‬
‫ٕ٘ٔ‪ .‬طبقات الحنابمة ألبك الحسيف ابف أبي يعمى‪ ،‬دمحم بف دمحم‬
‫(المتكفى‪ٕ٘ٙ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم حامد الفقي‪ ،‬دار المعرفة‪-‬بيركت‪.‬‬
‫‪ .ٕٔٙ‬طبقات الشافعية الكبرػ لتاج الديف عبد الكىاب بف تقي الديف السبكي‬
‫(ت‪ ٚٚٔ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمكد دمحم الطناحي د‪ .‬عبد الفتاح دمحم الحمك‪،‬‬
‫ىجر لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬طٕ‪ٖٔٗٔ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ .ٕٔٚ‬طبقات الفقياء‪ ،‬لمشيرازؼ‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬دار الرائد العربي‪،‬‬
‫بيركت–لبناف‪ ،‬طٔ‪ٜٔٚٓ( ،‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٕٔٛ‬الطبقات الكبرػ أبك عبد هللا دمحم بف سعد بف منيع الياشمي‪ ،‬البصرؼ‪،‬‬
‫الب دادؼ المعركؼ بابف سعد (ت‪ٕٖ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬زياد دمحم منصكر‪ ،‬مكتبة‬
‫العمكـ كالحكـ‪-‬المدينة المنكرة‪ ،‬طٕ‪ٔٗٓٛ( ،‬ق)‪ ،‬ط العممية‪.‬‬
‫‪ .ٕٜٔ‬الطبقات الكبرػ‪-‬متمـ الصحابة‪-‬الطبقة الرابعة لدمحم بف سعد المعركؼ‬
‫بابف سعد (ت‪ ٕٖٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ /‬عبد العزيز عبد هللا السمكمي‪ ،‬مكتبة‬

‫‪321‬‬
‫الصديق‪ -‬الطائف‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪ٔٗٔٙ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫ٖٓٔ‪ .‬طبقػ ػػات المفس ػ ػريف العش ػ ػريف لمسػ ػػيكطي‪ ،‬تحقيػ ػػق‪ :‬عمػ ػػي دمحم عمػ ػػر‪ ،‬مكتب ػ ػة‬
‫كىبة–القاىرة‪ ،‬طٔ‪ٖٜٔٙ(،‬ق)‪.‬‬
‫ٖٔٔ‪ .‬طبقات المفسريف ألحمد بف دمحم األدنو كؼ (ٔٔىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬سميماف بف‬
‫صالح الخزؼ‪ ،‬مكتبة العمكـ كالحكـ– السعكدية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ -‬ـ)‪.‬‬
‫ٕٖٔ‪ .‬طبقات المفسريف لمداككدؼ لدمحم بف عمي بف أحمد‪ ،‬شمس الديف الداككدؼ‬
‫المالكي (ت‪ٜٗ٘:‬ىػ)‪ ،‬دار الكتب العممية – بيركت‪.‬‬
‫ٖٖٔ‪ .‬طبقات النحكييف كالم كييف‪ ،‬لدمحم بف الحسف بف عبيد هللا بف مذحج‬
‫الزبيدؼ اإلشبيمي‪( ،‬ت‪ٖٜٚ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم أبك الفضل‪.‬‬
‫ٖٗٔ‪ .‬طبقات عمماء الحديث لئلماـ أبي عبد هللا دمحم بف عبداليادؼ الدمشقي‪-‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٓ( ،‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أكرـ البكشي كابراىيـ‬
‫الزيبق‪.‬‬
‫ٖ٘ٔ‪ .‬العػػدة فػػي أصػػكؿ الفقػػو لمقاضػػي أبػػك يعمػػى ‪ ،‬دمحم بػػف الحسػػيف بػػف دمحم بػػف‬
‫خم ػػف اب ػػف الفػ ػراء‪( ،‬المت ػػكفى‪ٗ٘ٛ:‬ىػ ػػ)‪ ،‬تحقي ػػق‪ :‬د أحم ػػد ب ػػف عم ػػي ب ػػف س ػػير‬
‫المباركي‪ ،‬طٕ‪ٔٗٔٓ( ،‬ق‪ٜٜٔٓ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٖٔٙ‬العقكد الدرية مف مناقب شيخ اإلسبلـ أحمد بف تيمية‪ ،‬لشمس الديف دمحم‬
‫بف أحمد بف عبد اليادؼ بف يكسف الدمشقي الحنبمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم حامد‬
‫الفقي‪ ،‬دار الكاتب العربي‪ -‬بيركت‪.‬‬
‫‪ .ٖٔٚ‬عمـ أصكؿ الفقو لعبد الكىاب خبلؼ‪ ،‬مكتبة الدعكة ‪ -‬شباب األزىر‬
‫(ط‪ ،ٛ‬دار القمـ)‪.‬‬
‫‪ .ٖٔٛ‬غاية النياية في طبقات القراء لشمس الديف أبك الخير ابف الجزرؼ‪ ،‬دمحم‬
‫بف دمحم بف يكسف‪ ،‬مكتبة ابف تيمية‪ ،‬طٔ‪ٖٔ٘ٔ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ .ٖٜٔ‬الفتاكػ الفقيية الكبرػ ألحمد بف دمحم بف عمي بف حجر الييتمي السعدؼ‬
‫األنصارؼ‪ ،‬جمعيا‪ :‬تمميذ ابف حجر‪ ،‬الشيخ عبد القادر بف أحمد بف عمي‬
‫الفاكيي المكي‪ ،‬المكتبة اإلسبلمية‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫ٓٗٔ‪ .‬فتح البارؼ ألحمد بف عمي بف حجر العسقبلني‪ ،‬دار المعرفة‪-‬بيركت‪،‬‬
‫(‪ٖٜٔٚ‬ق)‪.‬‬
‫ٔٗٔ‪ .‬فتح القدير لدمحم بف عمي بف دمحم بف عبد هللا الشككاني اليمني‬
‫(ت‪ٕٔ٘ٓ:‬ىػ)‪ ،‬دار ابف كثير‪ ،‬دار الكمـ الطيب ‪ -‬دمشق‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫(ٗٔٗٔق)‪.‬‬
‫ٕٗٔ‪ .‬الفرؽ بيف الفرؽ لعبد القاىر بف طاىر بف دمحم األسفراييني‪( ،‬ت‪ٕٜٗ:‬ىػ)‪،‬‬
‫دار اآلفاؽ الجديدة – بيركت‪ ،‬طٕ‪ٜٔٚٚ( ،‬ـ)‪.‬‬
‫ٖٗٔ‪ .‬الفصػػل فػػي الممػػل كالنحػػل ‪ /‬ابػػف حػػزـ ‪ /‬طٕ‪ٖٜٔ٘( ،‬ى ػػ) دار المعرفػػة ‪-‬‬
‫بيركت‪.‬‬
‫ٗٗٔ‪ .‬فكات الكفيات لدمحم بف شاكر بف أحمد بف عبد الرحمف بف شاكر بف‬
‫ىاركف بف شاكر (ت‪ٚٙٗ :‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬دار صادر–بيركت‪،‬‬
‫طٔ‪ٜٖٔٚ( ،‬ـ)‪.‬‬
‫٘ٗٔ‪ .‬في ظبلؿ القرآف لسيد قطب إبراىيـ حسيف الشاربي‪ ،‬دار الشركؽ‪-‬‬
‫بيركت‪ -‬القاىرة‪ ،‬ط‪ٕٔٗٔ( ،ٔٚ‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ .ٔٗٙ‬فيض القدير شرح الجامع الص ير‪ ،‬لزيف الديف دمحم المدعك بعبد الرؤكؼ‬
‫بف تاج العارفيف بف عمي الحدادؼ ثـ المناكؼ القاىرؼ (المتكفى‪ٖٔٓٔ:‬ىػ)‪،‬‬
‫المكتبة التجارية الكبرػ‪ -‬مصر‪ ،‬طٔ‪ٖٔ٘ٙ( ،‬ق)‪.‬‬
‫‪ .ٔٗٚ‬قاعػػدة فػػي المحبػػة لتقػػي الػػديف أبػػك العبػػاس أحمػػد تيميػػة‪ ،‬تحقيػػق‪ :‬دمحم رشػػاد‬
‫سالـ‪ ،‬مكتبة التراث اإلسبلمي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .ٔٗٛ‬الكامل في التاريخ ألبك الحسف عمي بف دمحم بف دمحم بف عبد الكريـ‬
‫الشيباني الجزرؼ‪ ،‬ابف األثير تحقيق‪ :‬عمر عبد السبلـ تدمرؼ‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العربي‪ ،‬بيركت‪-‬لبناف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ(،‬ىػ‪ٜٜٔٚ/‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٜٔٗ‬الكامل في التاريخ لعمي بف أبي الكرـ دمحم بف دمحم الشيباني الجزرؼ‪ ،‬ابف‬
‫األثير (ت‪ٖٙٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمر عبد السبلـ تدمرؼ‪ ،‬دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫بيركت‪ -‬لبناف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ/‬ـ)‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫ٓ٘ٔ‪ .‬الكامل في الم ة كاألدب لدمحم بف يزيد المبرد‪( ،‬المتكفى‪ٕٛ٘:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم‬
‫أبك الفضل إبراىيـ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ -‬القاىرة‪ ،‬طٖ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٔ٘ٔ‪ .‬كت ػاب المعجػػـ المفصػػل فػػي ش ػكاىد العربيػػة‪ ،‬ؿ د‪ .‬إميػػل بػػديع يعقػػكب‪ ،‬دار‬
‫الكتب العممية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ(،‬ىػ‪ٜٜٔٙ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٕ٘ٔ‪ .‬كتػػاب كقفػػات بييػػة مػػف حيػػاة شػػيخ اإلسػػبلـ ابػػف تيميػػة ألبػػي يػػزف حم ػزة بػػف‬
‫فايع الفتحي‪ ،‬ط(‪ٕٔٗٙ‬ىػ‪ٕٓٓ٘-‬ـ)‪.‬‬
‫ٖ٘ٔ‪ .‬الكشاؼ عف حقائق غكامض التنزيل ألبك القاسـ محمكد بف عمرك بف‬
‫أحمد‪ ،‬الزمخشرؼ(ت‪ٖ٘ٛ:‬ىػ)‪ ،‬دار الكتاب العربي– بيركت‪ ،‬طٖ‪،‬‬
‫(‪ٔٗٓٚ‬ىػ)‪.‬‬
‫ٗ٘ٔ‪ .‬الكمي ػػات ألب ػػى البق ػػاء الكف ػػكؼ‪ ،‬معج ػػـ ف ػػي المص ػػطمحات كالف ػػركؽ الم كي ػػة‪،‬‬
‫أيػػكب بػػف مكسػػى الحسػػيني الكفػػكؼ‪ ،‬تحقيػػق‪ :‬عػػدناف دركيػػش ‪ -‬دمحم المصػػرؼ‬
‫مؤسسة الرسالة ‪ -‬بيركت‪ٜٔٗٔ( -‬ىػ‪ٜٜٔٛ -‬ـ)‪.‬‬
‫٘٘ٔ‪ .‬كنػػكز الػػذىب فػػي تػػاريخ حمػػب أحمػػد بػػف إبػػراىيـ بػػف دمحم بػػف خميػػل‪ ،‬مكفػػق‬
‫الػ ػ ػػديف‪ ،‬أبػ ػ ػػك ذر سػ ػ ػػبط ابػ ػ ػػف العجمػ ػ ػػي (ت‪ٛٛٗ:‬ى ػ ػ ػػ)‪ ،‬دار القمػ ػ ػػـ‪ ،‬حمػ ػ ػػب‪،‬طٔ‬
‫‪ٔٗٔٚ(،‬ق)‪.‬‬
‫‪ .ٔ٘ٙ‬المباب في تيذيب األنساب لعمي بف أبي الكرـ دمحم بف دمحم بف عبد الكريـ‬
‫الشيباني الجزرؼ‪ ،‬عز الديف ابف األثير (المتكفى‪ٖٙٓ:‬ىػ)‪ ،‬دار صادر–‬
‫بيركت‪.‬‬
‫‪ .ٔ٘ٚ‬لساف العرب لدمحم بف مكرـ بف عمى‪ ،‬أبك الفضل‪ ،‬جماؿ الديف ابف منظكر‬
‫األنصارؼ الركيفعى اإلفريقى‪ ،‬دار صادر– بيركت‪ ،‬طٖ‪ٔٗٔٗ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ .ٔ٘ٛ‬لساف الميزاف البف حجر العسقبلني‪ ،‬تحقيق‪ :‬دائرة المعرؼ النظامية–‬
‫اليند‪ ،‬مؤسسة األعممي لممطبكعات بيركت–لبناف‪ ،‬طٖ‪ٖٜٔٓ(،‬ىػ‪ٜٔٚٔ/‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٜٔ٘‬لكميات معجـ في المصطمحات كالفركؽ الم كية أليكب بف مكسى‬
‫الحسيني القريمي الكفكؼ‪ ،‬أبك البقاء الحنفي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عدناف دركيش‪-‬دمحم‬
‫مؤسسة الرسالة (‪ٜٔٗٔ‬ىػ‪ٜٜٔٛ-‬ـ)‪.‬‬
‫المصرؼ‪ ،‬بيركت‪ّ :‬‬

‫‪323‬‬
‫ٓ‪ .ٔٙ‬لمحات تاريخية مف حياة ابف تيمية لصالح بف سعيد ىبلبي‪ ،‬الجامعة‬
‫اإلسبلمية بالمدينة المنكرة‪.‬‬
‫ٔ‪ .ٔٙ‬لكام ػػع األنػ ػكار البيي ػػة كسػ ػكاطع األسػ ػرار األثري ػػة لش ػػرح ال ػػدرة المض ػػية لعق ػػد‬
‫الفرقة المرضػية‪ -‬دمحم بػف أحمػد السػفاريني األثػرؼ الحنبمػي‪ -‬منشػكرات مؤسسػة‬
‫الخافقيف كمكتبتيا‪ٕٔٗٓ(-‬ىػ)‪،‬طٕ‪.‬‬
‫ٕ‪ .ٔٙ‬مجمػػكع الفتػػاكػ لتقػػي الػػديف أحمػػد بػػف تيميػػة‪ ،‬تحقيػػق‪ :‬عبػػد الػػرحمف بػػف دمحم‬
‫ب ػػف قاسػ ػػـ مجمػ ػػع الممػ ػػؾ فيػ ػػد لطباعػ ػػة المصػ ػػحف الش ػ ػريف‪ ،‬المدينػ ػػة النبكيػ ػػة‪،‬‬
‫(‪ٔٗٔٙ‬ىػ‪ٜٜٔ٘/‬ـ)‪.‬‬
‫ٖ‪ .ٔٙ‬محاسػػف التأكيػػل‪ ،‬لػػدمحم جمػػاؿ الػػديف القاسػػمي‪ ،‬دار الكتػػب العمميػػة‪ ،‬بيػػركت‪،‬‬
‫طٔ‪ٔٗٔٛ(،‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم باسل عيكف السػكد‪ .‬محاسػف التأكيػل‪ ،‬لػدمحم جمػاؿ‬
‫الػػديف القاسػػمي‪ ،‬دار الكتػػب العمميػػة‪ ،‬بيػػركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٛ (،‬ى ػػ)‪ ،‬تحقيػػق‪ :‬دمحم‬
‫باسل عيكف السكد‪.‬‬
‫ٗ‪ .ٔٙ‬مختصر تاريخ دمشق لدمحم بف مكرـ بف عمى أبك الفضل جماؿ الديف ابف‬
‫منظكر الركيفعى (تٔٔ‪ٚ‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬ركحية النحاس‪ ،‬رياض عبد الحميد‬
‫مراد‪ ،‬دمحم مطيع‪ ،‬دار الفكر لمطباعة كالتكزيع كالنشر‪ ،‬دمشق– سكريا‪،‬‬
‫طٔ‪ٕٔٗٓ(،‬ىػ‪ٜٔٛٗ -‬ـ)‪.‬‬
‫٘‪ .ٔٙ‬مرآة الجناف كعبرة اليقظاف ألبك دمحم عفيف الديف عبد هللا بف أسعد بف‬
‫عمي بف سميماف اليافعي (ت‪ٚٙٛ:‬ىػ)‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت– لبناف‪،‬‬
‫طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٔٙٙ‬مراح لبيد لكشف معنى القرآف المجيد لدمحم بف عمر نككؼ الجاكؼ البنتني‬
‫إقميما‪ ،‬التنارؼ بمدا‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم أميف الصناكؼ‪ ،‬دار الكتب العممية –‬
‫بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ق)‪.‬‬
‫‪ .ٔٙٚ‬مراصد االطبلع عمى اسماء االمكنة كالبقاع لعبد المؤمف بف عبد الحق‪،‬‬
‫ابف شمائل القطيعي الب دادؼ‪( ،‬ت‪ٖٜٚ:‬ىػ)‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫(ٕٔٗٔق)‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫‪ .ٔٙٛ‬المزى ػػر ف ػػي عم ػػكـ الم ػػة كأنكاعي ػػا لعب ػػد ال ػػرحمف ب ػػف أب ػػي بك ػػر الس ػػيكطي‬
‫(تٔٔ‪ٜ‬ىػ ػ ػ ػػ)‪ ،‬تحقي ػ ػ ػػق‪ :‬فػ ػ ػ ػؤاد عم ػ ػ ػػي‪ ،‬دار الكت ػ ػ ػػب العممي ػ ػ ػػة – بي ػ ػ ػػركت‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫(‪ٔٗٔٛ‬ىػ‪ٜٜٔٛ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٜٔٙ‬مسالؾ األبصار في ممالؾ األمصار‪ ،‬ألحمد بف يحيى بف فضل هللا‬
‫القرشي العدكؼ العمرؼ‪ ،‬شياب الديف‪ ،‬المجمع الثقافي‪ ،‬أبك ظبي‪،‬‬
‫طٔ‪ٕٖٔٗ(،‬ىػ)‪.‬‬
‫ٓ‪ .ٔٚ‬المسالؾ كالممالؾ أك مسالؾ الممالؾ إلبراىيـ بف دمحم الفارسي‬
‫االصطخرؼ‪ ،‬المعركؼ بالكرخي (ت‪ٖٗٙ:‬ىػ)‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫ط(ٕٗٓٓـ)‪.‬‬
‫ٔ‪ .ٔٚ‬مسند أحمد بف حنبل ألبك عبد هللا أحمد بف دمحم بف حنبل بف ىبلؿ بف‬
‫أسد الشيباني‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرنؤكط‪ -‬عادؿ مرشد‪ ،‬كآخركف‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬طٔ‪ٕٔٗٔ( ،‬ىػ‪ٕٓٓٔ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٕ‪ .ٔٚ‬معاني القرآف كاعرابو إبراىيـ بف السرؼ بف سيل‪ ،‬أبك إسحاؽ الزجاج‬
‫(ت‪ٖٔٔ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الجميل عبده شمبي‪ ،‬عالـ الكتب – بيركت‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫(‪ٔٗٓٛ‬ىػ‪ٜٔٛٛ-‬ـ)‪.‬‬
‫بف ُح ْسِني ِ‬
‫بف َب َد ِكؼ ِ‬
‫بف‬ ‫لكليد ُ‬
‫ُ‬ ‫ٖ‪ .ٔٚ‬معجـ أصحاب شيخ اإلسبلـ ابف تيمية‬
‫ُم َح َّم ٍد األ َُم ِكِّؼ‪ ،‬مشاركة لممؤلف في ممتقى أىل الحديث‪( ،‬سنةٖٓٗٔ)‪.‬‬
‫ٗ‪ .ٔٚ‬معجـ األدباء=إرشاد األريب إلى معرفة األديب لشياب الديف أبك عبد هللا‬
‫ياقكت بف عبد هللا الركمي الحمكؼ (ت‪ٕٙٙ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬دار‬
‫ال رب اإلسبلمي‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٗ( ،‬ىػ‪ٜٜٖٔ-‬ـ)‪.‬‬
‫٘‪ .ٔٚ‬معجـ البمداف لشياب الديف أبك عبد هللا ياقكت بف عبد هللا الركمي الحمكؼ‬
‫(المتكفى‪ٕٙٙ :‬ىػ)‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٕ‪ٜٜٔ٘( ،‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٔٚٙ‬معجـ الصحابة ألبك الحسيف عبد الباقي بف قانع بف مرزكؽ بف كاثق‬
‫األمكؼ بالكالء الب دادؼ (المتكفى‪ٖ٘ٔ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬صبلح بف سالـ‬
‫المصراتي‪ ،‬مكتبة ال رباء األثرية‪-‬المدينة المنكرة‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٛ( ،‬ق)‪.‬‬

‫‪325‬‬
‫‪ .ٔٚٚ‬معجـ الم ة العربية المعاصرة ألحمد مختار عبد الحميد عمر‪ ،‬عالـ‬
‫الكتب‪ٕٜٔٗ( ،‬ىػ‪ٕٓٓٛ-‬ـ)‬
‫‪ .ٔٚٛ‬المعجـ المختص بالمحدثيف لمذىبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪/‬دمحم الحبيب الييمة‪ ،‬مكتبة‬
‫الصديق‪ ،‬الطائف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٛ( ،‬ىػ ‪ٜٔٛٛ-‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٜٔٚ‬معجـ المعالـ الج رافية في السيرة النبكية لعاتق بف غيث بف زكير‬
‫الببلدؼ الحربي‪ ،‬دار مكة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬طٔ‪ٕٔٗٓ(،‬ىػ‪-‬‬
‫ٕ‪ٜٔٛ‬ـ)‪.‬‬
‫ٓ‪ .ٔٛ‬المعجـ المفصل في شكاىد العربية‪ ،‬المعجـ المفصل في شكاىد العربية‪،‬‬
‫إلميل بديع يعقكب‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫ٔ‪ .ٔٛ‬معجـ المؤلفيف لعمر بف رضا بف دمحم الدمشقي (ت‪ٔٗٓٛ:‬ىػ)‪ ،‬مكتبة‬
‫المثنى‪-‬بيركت‪ ،‬دار إحياء التراث العربي بيركت‪.‬‬
‫ٕ‪ .ٔٛ‬معجـ ما استعجـ مف اسماء الببلد كالمكاضع لعبد هللا بف عبد العزيز بف‬
‫دمحم البكرؼ األندلسي (ت‪ٗٛٚ:‬ىػ)‪ ،‬عالـ الكتب‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٖ‪ٖٔٗٓ( ،‬ىػ )‪.‬‬
‫ٖ‪ .ٔٛ‬معجػ ػ ػ ػ ػػـ مقػ ػ ػ ػ ػػاييس الم ػ ػ ػ ػ ػػة ألحمػ ػ ػ ػ ػػد بػ ػ ػ ػ ػػف فػ ػ ػ ػ ػػارس بػ ػ ػ ػ ػػف زكريػ ػ ػ ػ ػػا القزكينػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫الرازؼ‪(،‬ت‪ٖٜ٘:‬ىػ) تحقيق‪ :‬عبد السبلـ دمحم ىاركف‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫ٗ‪ .ٔٛ‬معرفة الصحابة ألبك نعيـ أحمد بف عبد هللا بف أحمد بف إسحاؽ بف‬
‫مكسى بف ميراف األصبياني (المتكفى‪ٖٗٓ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادؿ بف يكسف‬
‫العزازؼ‪ ،‬دار الكطف لمنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٔ( ،‬ىػ ‪ٜٜٔٛ-‬ـ)‪.‬‬
‫٘‪ .ٔٛ‬معرفة القراء الكبار عمى الطبقات كاألعصار‪ .‬لئلماـ لمذىبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬بشار عكاد‬
‫معركؼ‪ ،‬كشعيب األرناؤكط‪ ،‬كصالح ميدؼ عباس‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٗ( ،‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ .ٔٛٙ‬المعيف في طبقات المحدثيف لمذىبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬ىماـ عبد الرحيـ سعيد‪،‬‬
‫دار الفرقاف ‪-‬عماف‪ -‬األردف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٗ( ،‬ق)‪.‬‬
‫الصبلَّبي‪ ،‬األندلس‬
‫لعمي دمحم دمحم َّ‬
‫‪ .ٔٛٚ‬الم كؿ (التتار) بيف االنتشار كاالنكسار َ‬
‫الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،‬طٔ‪ٖٔٗٓ( ،‬ىػ‪ٕٜٓٓ -‬ـ)‬
‫‪ .ٔٛٛ‬مفاتيح ال يب أك التفسير الكبير لدمحم بف عمر بف الحسف بف الحسيف‬

‫‪326‬‬
‫التيمي الممقب بفخر الديف الرازؼ (ت‪ٙٓٙ:‬ىػ)‪ ،‬دار إحياء التراث العربي –‬
‫بيركت‪ ،‬طٖ‪ٕٔٗٓ(،‬ىػ)‪.‬‬
‫‪ .ٜٔٛ‬مقدمة في أصكؿ التفسير لشيخ االسبلـ ابف تيمية‪ ،‬طبع الكتاب عدة‬
‫مرات منيا طبعة دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط(ٓ‪ٜٔٗ‬ىػ‪ٜٔٛٓ/‬ـ)‪.‬‬
‫ٓ‪ .ٜٔ‬مف أعبلـ المجدديف لصالح بف فكزاف بف عبد هللا الفكزاف‪.‬‬
‫السَّقاؼ‪ ،‬دار اليدػ‬
‫ٔ‪ .ٜٔ‬المنتخب مف كتب شيخ اإلسبلـ لعمكؼ بف عبد القادر َّ‬
‫لمنشر كالتكزيع – الرياض‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٔ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٛ-‬ـ)‪.‬‬
‫السنة البف تيمية‪ ،‬تحقيق دمحم رشاد سالـ‪ ،‬جامعة اإلماـ دمحم بف‬
‫ٕ‪ .ٜٔ‬منياج ّ‬
‫سعكد اإلسبلمية‪ ،‬طٔ‪ٔٗٓٙ(،‬ق‪ٜٔٛٙ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٖ‪ .ٜٔ‬المنيل الصافي كالمستكفى بعد الكافي ليكسف بف ت رؼ بردؼ بف عبد هللا‬
‫الظاىرؼ الحنفي‪( ،‬المتكفى‪ٛٚٗ:‬ىػ)‪ ،‬حققو ككضع حكاشيو‪ :‬د‪/‬دمحم دمحم أميف‪،‬‬
‫الييئة المصرية العامة لمكتاب‪.‬‬
‫ٗ‪ .ٜٔ‬المكافقات إلبراىيـ بف مكسى بػف دمحم المخمػي ال رنػاطي الشػيير بالشػاطبي‪،‬‬
‫(المتػػكفى‪ٜٚٓ:‬ىػػ)‪ ،‬تحقيػػق‪ :‬أبػػك عبيػػدة مشػػيكر بػػف حسػػف آؿ سػػمماف‪ ،‬دار ابػػف‬
‫عفاف‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ق‪ٜٜٔٚ/‬ـ)‪.‬‬
‫٘‪ .ٜٔ‬مكجز التاريخ اإلسبلمي مف عيد آدـ إلى عصرنا الحاضر ألحمد‬
‫العسيرؼ‪( ،‬فيرسة مكتبة الممؾ فيد الكطنية‪-‬الرياض)‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ‪-‬‬
‫‪ٜٜٔٙ‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٜٔٙ‬مكجز التاريخ اإلسبلمي مف عيد آدـ إلى عصرنا الحاضر ألحمد العسيرؼ‪،‬‬
‫(فيرسة مكتبة الممؾ فيد الكطنية‪-‬الرياض)‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔٚ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٙ -‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٜٔٚ‬مكجز عف الفتكحات اإلسبلمية لطو عبد المقصكد عبد الحميد أبك ُعبيَّة‪،‬‬
‫دار النشر لمجامعات‪-‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ .ٜٔٛ‬المكسكعة الميسرة في األدياف كالمذاىب المعاصرة لمندكة العالمية لمشباب‬
‫االسبلمي‪ ،‬إشراؼ كمراجعة د‪ .‬مانع الجيني‪ ،‬دار الندكة العالمية‪.‬‬
‫‪ .ٜٜٔ‬مكقػػف ابػػف تيميػػة مػػف األشػػاعرة‪ ،‬عبػػد الػػرحمف بػػف صػػالح المحمػػكد‪ ،‬مكتبػػة‬

‫‪327‬‬
‫الرشد – الرياض‪ ،‬طٔ‪ٔٗٔ٘( ،‬ىػ‪ٜٜٔ٘/‬ـ)‪.‬‬
‫ٕٓٓ‪ .‬ميزاف االعتداؿ في نقد الرجاؿ‪ ،‬لمذىبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي دمحم البجاكؼ‪ ،‬دار‬
‫المعرفة لمطباعة كالنشر‪ ،‬بيركت – لبناف‪ٖٕٛ( ،‬ق‪ٜٖٔٙ-‬ـ)‪.‬‬
‫ٕٔٓ‪ .‬الناسخ كالمنسكخ الناسخ كالمنسكخ اللقاسـ بف سبلّـ بف عبد هللا اليركؼ‪،‬‬
‫(المتكفى‪ ٕٕٗ:‬ىػ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دمحم بف صالح المديفر‪ ،‬مكتبو الرشد‪/‬شركة‬
‫الرياض‪،‬طٕ‪ٔٗٔٛ( ،‬ىػ‪ٜٜٔٚ-‬ـ)‪.‬‬
‫لعباس حسف ( مصر‪ :‬دار المعارؼ ) ط ٘ٔ‪.‬‬ ‫ٕٕٓ‪ .‬النحك الكافي ّ‬
‫ٖٕٓ‪ .‬نزىة المشتاؽ فى اختراؽ اآلفاؽ لدمحم بف دمحم بف عبد هللا بف إدريس‬
‫الحسني الطالبي‪ ،‬المعركؼ بالشريف االدريسي (ت‪٘ٙٓ:‬ىػ)‪ ،‬عالـ الكتب‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬طٔ‪ٜٔٗٓ( ،‬ق)‪.‬‬
‫ٕٗٓ‪ .‬النش ػػر ف ػػي القػ ػراءات العش ػػر لش ػػمس ال ػػديف اب ػػف الج ػػزرؼ‪ ،‬دمحم ب ػػف دمحم ب ػػف‬
‫يكسف‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي دمحم الضباع‪ ،‬المطبعة التجاريػة الكبػرػ (ٔ‪ ،)ٕٔ/‬مناىػل‬
‫العرفػػاف فػػي عمػػكـ الق ػرآف لػػدمحم عبػػد العظػػيـ ُّ‬
‫الزْرقػػاني‪ ،‬مطبعػػة عيسػػى الحمبػػي‬
‫كشركاه‪ ،‬طٖ‪.‬‬
‫ٕ٘ٓ‪ .‬ىدية العارفيف أسماء المؤلفيف إلسماعيل بف دمحم أميف بف مير الباباني‬
‫الب دادؼ‪ ،‬طبع بعناية ككالة المعارؼ الجميمة في مطبعتيا البيية استانبكؿ‬
‫(ٔ٘‪ٜٔ‬ـ)‪.‬‬
‫‪ .ٕٓٙ‬الػ ػكافي بالكفي ػػات لص ػػبلح ال ػػديف خمي ػػل ب ػػف أيب ػػؾ الص ػػفدؼ‪ ،‬تحقي ػػق‪ :‬أحم ػػد‬
‫األرن ػػاؤكط ‪ ،‬دار إحي ػػاء التػ ػراث – بي ػػركت‪ .‬كالب ػػدر الط ػػالع بمحاس ػػف م ػػف بع ػػد‬
‫القرف السابع‪ ،‬لدمحم بف عمي بف دمحم بف عبد هللا الشككاني اليمني‪.‬‬
‫‪ .ٕٓٚ‬كفيات األعياف كأنباء أبناء الزماف‪ ،‬ألحمد بف دمحم ابف خمكاف البرمكي‬
‫اإلربمي‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬دار صادر–بيركت‪ ،‬طٔ‪.)ٜٜٔٗ(،‬‬

‫‪328‬‬
‫فيرس الموضوعات‬
‫رقم‬ ‫الموضوع‬
‫الصفحة‬
‫ب‬ ‫االستيبلؿ‬
‫ج‬ ‫اإلىداء‬
‫د‬ ‫المستخمص‬
‫ق‬ ‫المستخمص بالم ة اإلنجميزية‬
‫ك‬ ‫شكر كتقدير‬
‫ح‬ ‫مقدمة‬
‫ح‬ ‫أىمية المكضكع كأسباب اختياره‬
‫ط‬ ‫أىداؼ البحث‬
‫ؼ‬ ‫الدراسات السابقة حكؿ المكضكع‬
‫ؾ‬ ‫منيج الدراسة في البحث‬
‫ؿ‬ ‫المنيج العاـ لكتابة البحث‬
‫ـ‬ ‫ىيكمة البحث‬
‫ٔ‬ ‫القسم األول‪:‬‬
‫ترجمة موجزة البن تيمية ومنيجو في التفسير والترجيح‪.‬‬
‫ٕ‬ ‫الفصل األول‪ :‬حياة اإلمام ابن تيمية‬
‫ٖ‬ ‫المبحث األول‪ :‬حياة اإلماـ ابف تيمية الشخصية‬
‫ٗ‬ ‫المطمب األكؿ‪ :‬اسمو كنسبو كنسبتو‬
‫‪ٙ‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مكلده كنشأتو كصفتو ككفاتو‬
‫‪ٔٙ‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬عصر اإلماـ ابف تيمية‬
‫‪ٔٚ‬‬ ‫المطمب األكؿ‪ :‬الحالة السياسية‬
‫ٕٖ‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الحالة االجتماعية‬

‫‪329‬‬
‫ٖٗ‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬الحياة العممية كالفكرية‬
‫ٕٗ‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬حياة اإلماـ ابف تيمية العممية‬
‫ٖٗ‬ ‫المطمب األكؿ‪ :‬مكانتو العممية‬
‫‪ٗٚ‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬شيكخو كتبلميذه كرحبلتو‪.‬‬
‫ٕ٘‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬آثاره كمصنفاتو‬
‫‪٘ٚ‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬منيجية ابن تيمية في التفسير وقواعد الترجيح‬
‫‪٘ٛ‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬قكاعد الترجيح كمعناىا كبعض مسائميا‬
‫‪ٜ٘‬‬ ‫المطمب األكؿ‪ :‬معنى القاعدة كالترجيح عند المفسريف ل ة كاصطبلحاً‬
‫ٔ‪ٙ‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬نشأة قكاعد الترجيح‬
‫ٖ‪ٙ‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬الفرؽ بيف قكاعد الترجيح كقكاعد التفسير‬
‫ٗ‪ٙ‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬كجكه الترجيح كصي و‬
‫ٓ‪ٜ‬‬ ‫المطمب الخامس‪ :‬جيكده في التفسير‬
‫‪ٜٙ‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر ابف تيمية في ترجيحاتو كاختياراتو‬
‫‪ٜٚ‬‬ ‫المطمب األكؿ‪ :‬القرآف الكريـ‬
‫‪ٜٜ‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬السنة‬
‫ٔٓٔ‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬أقكاؿ الصحابة كالتابعيف‬
‫ٗٓٔ‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬اإلجماع‬
‫‪ٔٓٚ‬‬ ‫القسم الثاني‪ :‬قواعد الترجيح عند اإلمام ابن تيمية‬
‫الفصل األول‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بالقراءات ورسـم المصحف ‪ٔٓٛ‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬ثبكت القراءة كقبكليا‪ ،‬كأنيا بمنزلة آية‪ٜٔٓ .‬‬
‫ٕٗٔ‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬اتحاد المفع كالمعنى ىك األكلى‬
‫‪ٕٔٛ‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بالسياق القرآني‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬فيـ معنى الفاظ القرآف مع قبميا كما بعدىا ‪ٕٜٔ‬‬
‫ىك األكلى‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬ال يجكز أف يفسر القرآف بخبلؼ ظاىره إال ‪ٖٔٛ‬‬
‫كقد نصب دليبل يمنع مف حممو عمى ظاىره‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مطمب‪ :‬قاعدة‪ :‬حمل معنى الفاظ القرآف عمى ال الب أكلى‪ٔٗ٘ .‬‬
‫ٕ٘ٔ‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بالسنة واآلثار والقرائن‪.‬‬
‫ٖ٘ٔ‬ ‫المبحث األول‪ :‬قكاعد الترجيح المتعمقة بالسنة النبكية‪.‬‬
‫ٗ٘ٔ‬ ‫المطمب األكؿ‪ :‬قاعدة‪ :‬إذا ثبت تفسير القرآف مف جية النبي‪ ‬لـ‬
‫يحتج ل يره‪.‬‬
‫ٔ‪ٔٙ‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬قاعدة‪ :‬ثبكت الحديث مرجح لؤلقكاؿ‪.‬‬
‫٘‪ٔٙ‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬قاعدة‪ :‬كل معنى يخالف الكتاب كالسنة فيك باطل‬
‫كحجتو داحضة‪.‬‬
‫‪ٜٔٙ‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬قاعدة‪ :‬تفسير لفع اآلية مف األمكر ال يبية بما ال دليل‬
‫عميو ال يصح‪.‬‬
‫‪ٔٚٙ‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬قكاعد الترجيح المتعمقة باآلثار‪.‬‬
‫‪ٔٚٚ‬‬ ‫المطمب االكؿ‪ :‬قاعدة‪ :‬معرفة أسباب النزكؿ تعيف عمى فيـ اآلية‪.‬‬
‫ٔ‪ٔٛ‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬قاعدة‪ :‬ثبكت تاريخ نزكؿ اآلية أك السكرة‪.‬‬
‫‪ٔٛٚ‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬قاعدة‪ :‬مف خالف قكؿ السمف في تفسر القرآف فقد‬
‫أخطأ في الدليل كالمدلكؿ جميعا‪.‬‬
‫ٖ‪ٜٔ‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬قاعدة‪ :‬تقديـ تفسير جميكر السمف‪.‬‬
‫٘‪ٜٔ‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬قكاعد الترجيح المتعمقة بالقرائف‪.‬‬
‫‪ٜٔٙ‬‬ ‫المطمب االكؿ‪ :‬قاعدة‪ :‬داللة كل قكؿ بحسب سياقو كقرائنو المفظية‬
‫كالحالية‪.‬‬
‫ٕٔٓ‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬قاعدة‪ :‬أصح الطرؽ أف يفسر القرآف بالقرآف‪.‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬قاعدة‪ :‬العصمة لؤلنبياء فيما يبم كنو عف هللا ثابتة فبل ‪ٕٓٛ‬‬
‫يستقر في ذلؾ خطأ باتفاؽ المسمميف‬
‫ٖٕٔ‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬قواعد الترجيح المتعمقة بمغة العرب‪.‬‬
‫‪331‬‬
‫ٕٗٔ‬ ‫المبحث األول‪ :‬قكاعد الترجيح المتعمقة باستعماؿ العرب لؤللفاظ كالمباني‪.‬‬
‫ٕ٘ٔ‬ ‫المطمب األكؿ‪ :‬القاعدة األكلى‪ :‬كل تفسير ليس مأخكذا مف داللة ألفاظ‬
‫اآلية كسياقيا فيك رد عمى قائمو‪.‬‬
‫‪ٕٔٛ‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬القاعدة الثانية‪ :‬ليس كل ما ثبت في الم ة صح حمل‬
‫آيات التنزيل عميو‪.‬‬
‫ٕٕٓ‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬القاعدة الثالثة‪ :‬المشيكر مف كبلـ العرب‪.‬‬
‫ٖٕٕ‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬القاعدة الرابعة‪ :‬يجب حمل نصكص الكحي عمى‬
‫الحقيقة‪.‬‬
‫‪ٕٖٕٔٓٛ‬‬ ‫المطمب الخامس‪ :‬القاعدة الخامسة‪ :‬إذا اختمفت الحقيقة الشرعية‬
‫كالحقيقة الم كية في تفسير كبلـ هللا تعالى قدمت الشرعية‪.‬‬
‫ٖٕٗ‬ ‫المطمب السادس‪ :‬القاعدة السادسة‪ :‬إذا اختمفت الحقيقة العرفية كالحقيقة‬
‫الم كية في تفسير كبلـ هللا تعالى قدمت العرفية‪.‬‬
‫‪ٕٖٛ‬‬ ‫المطمب السابع‪ :‬القاعدة السابعة القكؿ باالستقبلؿ مقدـ عمى القكؿ‬
‫باإلضمار‪.‬‬
‫ٖٕٖٕٗٗ‬ ‫المطمب الثامف‪ :‬القاعدة الثامنة‪ :‬حمل ألفاظ الكحي عمى التبايف أرجح‬
‫مف حمميا عمى الترادؼ‪.‬‬
‫‪ٕٗٛ‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬قكاعد الترجيح المتعمقة بمرجع الضمير‪.‬‬
‫‪ٕٜٗ‬‬ ‫المطمب األكؿ‪ :‬القاعدة األكلى‪ :‬إعادة الضمير إلى مذككر أكلى مف‬
‫مقدر‬
‫إعادتو عمى ّ‬
‫المطمب الثاني‪ :‬القاعدة الثانية‪ :‬تكحيد مرجع الضمائر في السياؽ الكاحد ٕ٘٘‬
‫أكلى مف تفريقيا‪.‬‬
‫ٓ‪ٕٙ‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬القاعدة الثالثة‪ :‬األصل إعادة الضمير إلى أقرب مذككر‬
‫ما لـ يرد دليل بخبلفو‪.‬‬
‫ٕ‪ٕٙ‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬قكاعد الترجيح المتعمقة باإلعراب‪.‬‬
‫ٖ‪ٕٙ‬‬ ‫المطمب األكؿ‪ :‬القاعدة األكلى‪ :‬يجب حمل كتاب هللا عمى األكجو‬
‫اإلعرابية البلئقة بالسياؽ كالمكافقة ألدلة الشرع‪.‬‬
‫‪332‬‬
‫ٓ‪ٕٚ‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬القاعدة الثانية‪ :‬يجب حمل كتاب هللا عمى األكجو‬
‫اإلعرابية القكية كالمشيكرة دكف الضعيفة كالشاذة كال ريبة‪.‬‬
‫ٗ‪ٕٚ‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪ٕٚٛ‬‬ ‫فيرس اآليات القرآنية‬
‫ٕٖٓ‬ ‫فيرس األحاديث النبكية كاآلثار‬
‫ٖ٘ٓ‬ ‫فيرس األعبلـ المترجـ ليـ‬
‫ٕٖٔ‬ ‫فيرس األماكف كالفرؽ كال ريب‬
‫ٖٖٔ‬ ‫المصادر كالمراجع‬
‫ٖٖٗ‬ ‫فيرس المكضكعات‬

‫‪333‬‬

You might also like