Professional Documents
Culture Documents
Journal of Theology
1304-6535
Cilt/Volume: 5, Sayı/Issue: 2, Yıl/Year: 2020 (Aralık/December)
e-ISSN: 1304-6535
Cilt/Volume: 7, Sayı/Issue: 1, Yıl/Year: 2022 (Haziran/June)
The system of the soul and heart and its relationship to acclamation
Bayan ALKAHWAHJI
Yüksek Lisans Öğrencisi, Süleyman Demirel Üniversitesi, Sosyal Bilimler Enstitüsü, Temel İs-
lam Bilimleri Bölümü, Tasavvuf Tarihi Anabilim Dalı
Graduate Student, Suleyman Demirel University, Institute of Social Sciences, Department of
History of Sufism, Isparta/Turkey
bayanqahwaji@gmail.com
http://orcid.org/0000-0002-1155-5760
Rıfat OKUDAN
Prof. Dr., Süleyman Demirel Üniversitesi, İlahiyat Fakültesi,
Tasavvuf Tarihi Anabilim Dalı
Professor Dr., Suleyman Demirel University, Faculty of Theology, Department of His-
tory of Sufism, Isparta/Turkey
rifatokudan@sdu.edu.tr
http://orcid.org/ 0000-0001-5114-7211
امللخص
ال تزال، ومع تقدم األبحاث في الطب وعلوم اإلنسان،على الرغم من كل التطور التقني والتقدم المادي الذي تعيشه البشرية
فالدراسات في العلم الحديث بتقنياته المتقدمة قليلة حول،المنظومة التي تحكم اإلنسان بتصرفاته وإدراكه مجهولة إلى اآلن
. ومن ثم التحكم بتصرفاته وتوجيهه نحو الخير،هذا الموضوع وخصوصاً حول ما يتعلق بالعقل البشري وإدراكه وتصرفاته
ولقد تباينت آراء العلماء والمفسرين والفالسفة والمفكرين قديماً وحديثاً في تفسيرهم ونظرياتهم وافتراضاتهم للجهة التي
أهي الروح؟ أم النفس؟ أم هي منظومة معقدة ومتراكبة؟ واختلفت تبع ًا لذلك تعريفاتهم لكل من النفس والروح؛:تحكم اإلنسان
لذلك برزت الحاجة الملحة للحديث عن تفسير لتلك المنظومة أو الجهة التي تحكم تصرفات اإلنسان من وجهة نظر علوم
.الدين والشريعة بما يشفي غليل ما عجزت عن تفسيره العلوم الطبيعية والتجريبية
النفس:وقد حاول الباحث تسليط الض وء في هذا البحث على عدد من العناصر المهمة التي يتألف منها الكيان البشري وهي
وقام بتعريفها معتمد ًا على المنهج الوصفي االستقرائي لما كتبه مشاهير العلماء وكبار الفالسفة األقدمون،والروح والبدن
وكذلك قام باستنباط بعض اآلراء ذات الصلة المقتبسة من نصوص الكتاب والسنة معتمد ًا على المنهج االستنباطي.والمحدثون
للوصول إلى صياغة مستخلصة لتلك المنظومة االعتبارية التي تقود اإلنسان وتفسر العالقة بين الروح والنفس وتكون مسؤولة
.وتقويم مساره عن سلوكه وتصرفاته وقادرة على تزكيته وتعديل سلوكه
. منظومة النفس – الروح – التزكية – التحلية – التخلية – العقل – الكيان اإلنساني:الكلمات المفتاحية
Öz:
Beşeriyetin yaşadığı tüm teknik gelişmelere ve maddi ilerlemelere rağmen, tıp ve beşeri bilimler-
deki araştırmaların ilerlemesiyle birlikte, insan davranışlarını ve algısını yöneten sistem bugüne
kadar bilinmemekte olup, modern bilim, ileri teknolojileri ile bunu başaramamıştır. Algılarını ve
eylemlerini yöneten ve daha sonra davranışlarını daha iyiye yönlendiren insanın zihnini kontrol
etmedi.
Eski ve modern âlimlerin, müfessirlerin, filozofların ve müfekkirlerin görüşleri, insanı yöneten
otoriteye ilişkin yorumlarında, teorilerinde ve varsayımlarında farklılık göstermiştir: Ruh mu yoksa
nefis mi? Yoksa karmaşık ve örtüşen bir sistem mi?
Buna göre ruh ve ruh tanımları farklılaşmıştır; bu nedenle, insan davranışlarını yöneten o sistemin
veya bedenin, din ve şeriat ilimleri açısından, tabiat ve tecrübî ilimlerin yapamadıklarını tedavi
edecek şekilde mantıklı bir izahı hakkında konuşmaya ihtiyaç ortaya çıkmıştır. Yazar, bu araştır-
mada insan varlığını oluşturan birçok önemli unsura, yani ruh, nefis ve bedene ışık tutmuş ve
bunları ünlü bilim adamları ve büyük antik ve büyük bilim adamları tarafından yazılan betimleyici
ve tümevarımsal yaklaşıma dayalı olarak tanımlamıştır. Ayrıca, insanı yönlendiren ve ruh ile nefis
arasındaki ilişkiyi, davranışları ve eylemleri için ve onu tavsiye edebilir ve davranışını değiştirebilir
ve tezkiye edilebilir olmasını açıklayıp tümdengelim yaklaşımına dayanarak Kur'an ve Sünnet me-
tinlerinden alınan bazı ilgili görüşleri ortaya çıkarmıştır.
Anahtar Kelimeler: Nefis, Ruh, Tezkiye, Nefsin temizliği, Kalbin hazırlığı, Akıl
The system of the soul and heart and its relationship to acclamation
Abstract
With the technical development and paradigm shift of the era of science, atom, space and disco-
veries, and with the progress of research in medicine and human sciences, the system that go-
verns human behavior and perception is still unknown until now. And his behavior, so there was
Bu makale S.D.Ü. Sosyal Bilimler Enstitüsünde yapılan “Ruhun Tezkiyesinde Ebû Hâmid Mu-
hammed b. Ahmed el-Gazzâlî'nin Görüşleri” başlıklı yüksek lisans tezinden faydalanılarak
hazırlanmıştır.
المقدمة:
النفس البشرية
أن ّ
اهتم العلماء والعارفون باهلل بمسألة تزكية النفس ،وطرائق تحصيلها ،ذلك ّ
ّ
السقوط في ّ دنس من ويحميها رها، ويطه
ّ يهاكّ يز ما إلى بحاجة وهي ة،عد
ّ مقامات في متق ّلبة
مهمة العناية
تؤهله للنجاة يوم لقاء اهلل تعالى ،وقد كانت ّ
مراتب سفلية ال تليق بالمسلم ،وال ّ
قدره وقربه من اهلل-
محط اهتمام النبي ص ّلى اهلل عليه وس ّلم ،إذ كان على جليل ْ
ّ بالنفس وتزكيتها
ّ
القلوب صرِ ف
ِ مما يقوله ويستعيذ باهلل منه( :ال َّلهم ُمصرِ َف
جل وعال -بالثبات؛ فكان ّربه ّ -يدعو ّ
ِّ ِّ َّ
آت نفسي تقواها ،وز ِِّكها أنت قلوبنا على طاع ِت َك ) وكان يدعو ربه بزكاة نفسه؛ فيقول( :اللهم ِ
ّ
1
َ
َّ
وليها وموالها.)2
ُّ أنت اها،زك
َّ ن م خير
ُ َ
التزكية؛ فقد أسهب بتحري وسائل الثبات ،ومعنياً بتحصيل طرائق ّ ولما كان المسلم مطالباً
ّ
ّ
العلماء ببيان هذه الوسائل والطرائق أمال ً في عون المسلم على تحقيق هذه المرتبة العلية بالنّفس
ّ
ومن هنا كان هدف الب احث األسمى أن يضع بصمته في هذا الموضوع لتسليط الضوء على
رحلة ترقية النفس وتزكيتها وما هي الثمرات التي يجنيها اإلنسان من هذه الرحلة وما هي الطرق
األسلم لتحصيل السعادة وسالمة القلب.
و تكمن أهمية البحث من خالل طرح الصيغة التوافقية التي يتكون منها اإلنسان وعالقة
النفس بالروح ،وكيف تقوم النفس باعتالء عرش قيادة حركات اإلنسان ومدركاته ،وتكون
مسؤولة عن تصرفاته وردود أفعاله ،ومن ثم تفسير الكيفية أو الماهية التي يمكن أن تؤدي إلى
تزكية النفس وترقيتها .باعتبار أ ّن تزكية النفس مطلب أساسي في القرآن الكريم بقوله تعالى:
َ
قو ٰى َها َقد أَف َل َح َمن َز َّك ٰى َها َو َقدࣲ َخ َ
اب َمن َد َّس ٰى َها)) ور َها َو َت َ
(( َو َنفس ࣲ َو َما َس َّو ٰى َها َفأله َم َها ُف ُج َ
1مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري:،صحيح مسلم،مح .محمد فؤاد عبد الباقي(بيروت ،دار إحياء
التراث العربي ،د .ت ،).كتاب القدر ،باب تصريف اهلل تعالى القلوب كيف يشاء رقم . 2654
2صحيح مسلم ،كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالستغفار ،باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل ،رقم
.2722
(الشمس ، )10-7 :باإلضافة إلى أنها واحدةٌ من أهم الغايات التي ُبعث الرسول صلى اهلل عليه
وسلم من أجلها ،وبها يصلح القلب ويصلح الجسم ،ومن ز ّكى نفسه فقد أفلح ،ومن فسدت
نفسه فقد خاب ،وقد أقسم اهلل تعالى بها في القرآن الكريم ،وال نجاة للعبد يوم القيامة ّإال إن
كان قلبه سليم ًا خالي ًا من األمراض واآلفات ،كما أ ّن وزن الناس وتقييمهم عند اهلل ومكانتهم
عنده تكون على حسب قلوبهم ،كما أ ّن تزكية النفس من أهم القضايا التي شغلت الصالحين
من المتقدمين.
1ماهية الروح
لم تستطع أي من الدراسات واألبحاث العلمية الوصول إلى حقيقة الروح ،فهي مجهولة ال
وح ِم ْن أَ ْمرِ َر ّبِي َو َما أُو ِت ُيتم
الر ُ
الرو ِح ُق ِل ُّ
َ
"و َي ْسألُو َن َك َع ِن ُّ
يعلم كنهها إال اهلل عزوجل .قال تعالىَ :
ْ
ِم َن ا ْل ِع ْل ِم إ اِال َق ِل ًيال " (اإلسراء.)85 :
3
الريح. اح ُة ويقال :الر ْح َم ُة ويقال أيضاً :نسيم ِ الر َ وقد عرف العلماء الروح لغة:
ُ ّ ا ا
أما اصطالحاً ،فقد وردت عدة تعريفات لها عند العلماء ،فقد ذكر السيوطي ناقالً عن كتاب
الروح 4البن القيم أن الناس قد اختلفوا في الروح على فرقتين:
فرقة أمسكت عن الكالم فيها ألنها سر من أسرار اهلل تعالى لم يؤت علمه البشر ،وهذه
الطريقة هي المختارة .واختلف أهل هذه الفرقة في :هل علمها النبي صلى اهلل عليه وسلم؟ فقال
نقل ابن أبي حاتم في تفسيره عن صالح بن حيان" :حدثنا عبد اهلل بن بريدة قال لقد قبض النبي
صلى اهلل عليه وسلم وما يعلم الروح ،وقالت طائفة بل علمها وأطلعه عليها ولم يأمره أن يطلع
5
عليها أمته وهو نظير الخالف في علم الساعة".
وفرقة تكلمت فيها وبحثت عن حقيقتها ،قال النووي في تعقيبه على اآلية السابقة" :وليس
في اآلية دليل على أنها ال تعلم" ،وقال" :وأصح ما قيل في ذلك قول إمام الحرمين إنها جسم
6 لطيف مشتبك باألجسام الكثيفة اشتباك الماء بِا ْل ِ
عود ْاألَ ْخ َضر". َ
3المعجم الوسيط ،إبراهيم مصطفى ـ أحمد الزيات ـ حامد عبد القادر ـ محمد النجار ،تحقيق :مجمع اللغة العربية
(.)791/1
4الجوزية " ،محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية ،الروح في الكالم على أرواح
األموات واألحياء بالدالئل من الكتاب والسنة (751هـ) حققه :محمد أجمل أيوب اإلصالحي ،خرج أحاديثه:
كمال بن محمد قالمي( ،الناشر :دار الكتب العلمية – بيروت.421 ،)١٩٨٦ ،
5السيوطي“ ،اإلمام جالل الدين السيوطي ،شرح الصدور بشرح حال أهل الموتى والقبور1996( ،م).310 / 1 ،
6المصدر السابق.)311 / 1( ،
7الرازي “ ،محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري ،أبو عبد اهلل ،فخر الدين الرازي ،التفسير الكبير،
مفاتيح الغيب تفسير الرازي( ،دار الفكر1999 ،م).393 / 21 ،
8شهاب الدين محمود بن عبد اهلل الحسيني األلوسي ،روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ،مح.
علي عبد الباري عطية( ،بيروت :دار الكتب العلمية 1993،م).147 / 8 ،
9المناوي “ ،زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي
القاهري ،فيض القدير شرح الجامع الصغير( ،مصر :المكتبة التجارية1937 ،م).422 / 2 ،
10الغزالي “ ،أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي ،ت505 :ه ،إحياء علوم الدين ،مح .الحافظ العراقي
عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن( ،بيروت ،دار المعرفة 1998،م).4 /3 ،
11الحمد “ ،محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد ،مصطلحات في كتب العقائد( ،دار بن خزيمة).134 / 1 ،
استيالء األخالط الغليظة عليها وخرجت عن قبول تلك اآلثار فارق الروح البدن وانفصل إلى
12
عالم األرواح".
النفس دون النفس َوا ْلبدن أَو على ا ولكن طائفة من العلماء اختلفوا َهل َع َذاب ا ْل َق ْبر على ا
النعيم َوا ْل َع َذاب أم َال ،وا ْل َح ُّق ِع ْن َد النفس ِفي ا النفس َوهل ُي َشارك ا ْلبدن ا ا ْلبدن أَو على ا ْلبدن دون ا
اإل ْس َالم ْاب ُن َتي ِمي َة َعن َه ِذه ا ْل َم ْسأ َ َلة الن ْف ِس َوا ْلب َد ِنَ ،وقد ُس ِئ َل شيخ ْ ِ ِ
الس انة أَ ان َع َذ َ
اب ا ْل َق ْبرِ َع َلى ا أَ ْه ِل ُّ
ْ ا َ
ِ 13 ِ الن ْف ِس وا ْلب َد ِن َج ِميعا بِا ِتّ َف ِ فقال رحمه اهلل" :ا ْلع َذاب و ِ
اعة".الس انة َوا ْل َج َم َ اق أَ ْه ِل ُّ ً َ َ النعي ُم َع َلى ا
َ ُ َ ا
وبعد استعراض األقوال السابقة ،نخلص إلى أن الروح مخلوقة محدثة ،وهي من أمر اهلل "
وح ِم ْن أَ ْمرِ َر ّبِي"(اإلسراء )85 :ويقول جل من قائلَ " :ف ِإ َذا َس او ْي ُت ُه الر ُ
الرو ِح ُق ِل ُّ
َ
َو َي ْسأ ُلو َن َك َع ِن ُّ
ين " (الحجر )29 :وإضافة الروح إلى اهلل تعالى هنا هو وحي َف َقعوا َله س ِ ِ ت ِفي ِه ِمن ر ِ
اجد َ ُ ُ َ ْ ُ َو َن َف ْخ ُ
اهلل"(األعراف إضافة تشريف وتبريك كما في قوله تعالى على لسان صالح عليه السالم ":ه ِذ ِه َنا َق ُة ا ِ
َ
– )73 :وحاشا هلل أن تكون له ناقة وإنما هو خالق كل شيء – وإال لكانت روح اهلل عز وجل
14
في مجموع أرواح الخالئق ،وهو ما يقوله دعاة وحدة الوجود والعياذ باهلل.
والروح تخرج من البدن عند انقضاء األجل ،فيموت البدن وتموت النفس ،وتبقى الروح إما
اض ا ْل َج ان ِة ،أَ ْو
تنعم في القبر ،وإما تعذب فيه ،قال عليه الصالة والسالمِ :إ انما ا ْل َقبر رو َض ٌة ِمن رِ ي ِ
ْ َ ُْ َْ َ
السنة واتفاق ْاألمة أَن الروح تبقى بعد ُح ْف َرةٌ ِم ْن ُح َفـرِ ا
15
ّ النارِ * .قال ابن القيمَ " :ثبت بِا ْلكتاب َو ّ
12السفاريني “ ،شمس الدين ،أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي ،لوامع األنوار البهية وسواطع
األسرار األثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية( ،دمشق :مؤسسة الخافقين ومكتبتها ،دمشق،
1982م.29 / 2 ،)،
13السفاريني ،لوامع األنوار البهية1982( ،م).24 / 2 ،
14موقع شبكة سحاب– المنابر – المنبر اإلسالمي – منبر الرد على أهل الفتن -أحمد الزهراني 2014\6\28
الرابط.http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=144920 :
15محمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك ،الترمذي ،أبو عيسى،سنن الترمذي ،مح .أحمد شاكر ،محمد
فؤاد عبد الباقي(القاهرة :مطبعة مصطفى البابي الحلبي،ط2،1975م) 220 / 4 ،رقم 2460عن أبي سعيد
وقال عنه غريب؛ أبو القاسم الطبراني ،المعجم األوسط ،مح ..حمدي عبد المجيدالسلفي (القاهرة :مطبعة
وب ْب ِن ُس َو ْي ٍدَ ،و ُه َو َض ِع ٌ
يف كذا ابن تيمية ،ط ،2د.ت 273/8،).رقم 8613عن أبي هريرة و ِف ِ
يه ُم َح ام ُد ْب ُن أَ ُّي ِ َ
في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد .46 / 3
16الجوزية “ ،محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية ،الروح في الكالم على أرواح
األموات واألحياء بالدالئل من الكتاب والسنة (751هـ) حققه :محمد أجمل أيوب اإلصالحي ،خرج أحاديثه:
كمال بن محمد قالمي( ،بيروت :دار الكتب العلمية .100 / 1 ،)١٩٨٦ ،
17الفراهيدي “ ،أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري ،كتاب العين ،تحقيق :د
مهدي المخزومي ،د إبراهيم السامرائي( ،مصر :دار ومكتبة الهالل).271 – 270/7 ،
18العمرو“ ،آمال بنت عبد العزيز العمرو ،األلفاظ والمصطلحات المتعلقة بتوحيد الربوبية.)355 / 1( ،
19الغزالي ،إحياء علوم الدين1998 (،م).5/3 ،
والنفس بالمعنى األول ال يتصور رجوعها إلى اهلل تعالى ،فإنها مبعدة عن اهلل وهي من حزب
الشيطان .وإذا لم يتم سكونها ولكنها صارت مدافعة للنفس الشهوانية ومعترضة عليها ،سميت
ِالن ْف ِس
بالنفس اللوامة ،ألنها تلوم صاحبها عند تقصيره في عبادة مواله قال تعالىَ ):و َال أ ُ ْق ِس ُم ب ا
ال ال او َام ِة ((القيامة .)2 :وإن تركت االعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات ودواعي
وء إ اِال َما َر ِحم الشيطان سميت النفس األمارة بالسوء قال تعالى ( ِإ ان الن ْفس َألَمار ٌة بِالس ِ
َ ُّ ا َ ا َ
َر ّبِي)(يوسف .)53 :وقد يجوز أن يقال :المراد باألمارة بالسوء هي النفس بالمعنى األول .فإذاً
النفس بالمعنى األول مذمومة غاية الذم ،وبالمعنى الثاني محمودة ،ألنها نفس اإلنسان أي ذاته
20
وحقيقته العالمة باهلل تعالى وسائر المعلومات.
النفس فيقول بأنهاَ :ال َت ُموت ب َِم ْوت ا ْلبدن ،وأنها َال تفنى ُمطل ًقا. ويؤكد الغزالي على َب َقاء ا
الت ْدبِيرَ ،وا ْل َم ْوت ا ْن ِق َطاع ِ
ِالت َص ُّرف َو ا
ِ
فالنفس َليست منطبعة في ا ْلبدن بل َل َها العالقة َم َع ا ْلبدن ب ا ا
ِت ْل َك العالقة أعنى تصرفاتها وتدبيراتها َعن ا ْلبدن ،وانما َي ُموت الروح الحيواني وهو بخار لطيف
ّ
الد َماغ ب َِو ِاس َطة ا ْل ُعروق ِإ َلى َج ِميع ا ْلبدن َو ِفي كل الد َماغ َومن ِّ
ينشأ من ا ْلقلب ويتصاعد ِإ َلى ِّ
ُ
اط َنة َف َذ ِلك الروح َال ينقى َوإِذا اهرة والمشاعر ا ْلب ِ وضع ي ْن َتهِ ي اليه ي ِفيد َف ِائ َدة من ا ْلحواس الظ ِ
م ِ
ّ َ ا َ َ ُ َ َ
21 ِ
َبطل َذلك الروح َبطل ما يتبعه من ا ْل َحواس الظااهرة والباطنة والقوى المحركة. ِ
َ ّ
فالنفس هي مناط التكليف ومنبع األحاسيس ،ومصدر اإلرادة ،تسيطر على الجسد من خالل
اعتمادها على الروح الذي يمثل ذلك السر اإللهي العجيب.
وبعد استعراض األقوال السابقة ،نخلص إلى أنه إذا ما اتصـلت الـروح بالبدن ،يتكون معنى
قائم بهذا المزج يسـمى "النفس".
فالنفس تطلق على أمور وكذلك الروح فيتحد مدلولهما تارة ويختلف تارة ،فالنفس تطلق
على الروح ولكن غالب ما تسمى نفساً إذا كانت متصلة بالبدن ،وأما إذا أخذت مجردة عنه
22
فالنفس والروح وجهان لعملة واحدة ولكنهما مختلفان في فتسمية الروح أغلب عليها.
الحقيقة .إذا اجتمعتا افترقتا ،وإذا افترقتا اجتمعتا ،بمعنى أنه قد يطلق لفظ الروح ويراد به النفس،
وعلى العكس فقد يطلق لفظ النفس ويراد به الروح ،ولكن عند اجتماع هاتان الكلمتان في
سياق واحد فكان ال بد من التفريق بينهما على الوجه الذي ذكرناه.
هناك طوائف من أهل الفلسفة يصفون الروح بما يصفون به واجب الوجود عندهم ،وهي
أمور ال يتصف بها إال ممتنع الوجود ،فيقولون :ال هي داخل البدن وال خارجه ،وال مباينة له
24
وال مداخلة له ،وال متحركة وال ساكنة ،وال تصعد وال تهبط ،وال هي جسم وال عرض.
فلقد عرف فالسفة اإلسالم النفس بأنها :الكمال األول لجسم آلي ذي حياة بالقوة ،وهو
ّ
قول أبو نصر الفارابي أخذه عن أرسطو في تعريفه للنفس بأنها كمال البدن المركب من عناصر
طبيعية .ولقد حاول الفارابي التوفيق بين تعريف كل من أفالطون وأرسطو للنفس ،فهو يقول
كأفالطون أن النفس العاقلة هي جوهر اإلنسان عند التحقيق وأنها ال تفنى بفناء البدن ،وأن
25
المعرفة الحقة هي سبيل الصعود إلى العالم العلوي.
ويقول الفارابي في كتابه المسمى بالثمرة المرضـية :أنت مركب من جوهرين :أحدهما
مشكل مصور مكيف مقدر متحـرك ،وساكن متجسد منقسم ،والثاني مباين لألول في هذه
الصفات ،غير مشارك له في حقيقة الذات .و أن الروح الذي لك هو من جوهر عالم األمر ،وال
يتعين بإشا رة ،وال يتردد بين سكون وحركة .فلذلك تدرك المعلوم الذي فات ،والمنتظر الذي
26
هو آت ،وتسبح في عالم الملكوت ،وتنتقش في خاتم الجبروت.
وأكد ا بن سينا على وجود النفس وعلى خلودها بعد الموت ،فيقول في رسالته (معرفة النفس
الناطقة وأحوالها)" :اعلم أن الجوهر الذي هو اإل نسان في الحقيقة ال يفنى بعد الموت ،وال
يبلى بعد المفارقة عن البدن بل هو باق لبقاء خالقه تعالى .وذلك ألن جوهره أقوى من جوهر
27
وهي جوهر البدن ،ألنه محرك البدن ومديره ومتصرف به .والبدن منفصل عنه تابع له.
روحـي ،تفيض من العالم العلوي على قالب البدن فتحييه وتكسبه المعارف والعلوم ليستكمل
28
جوهره بها فيصير عارف ًا بربه ،ويستعد بذلك للرجوع إلى حضرته في سعادة ال نهاية لـها.
أما الفيلسوف ابن رشد فيعترف بصعوبة تعريف النفس وبيان حقيقتها ،ومع ذلك يعرفها
بأنها ذات وليست بجسم ،حية عالمة قادرة مريدة بصيرة متكلمة ،وبأنها الجوهر الذي هو
الصورة .ينقسم الكالم عن النفس عنده إلى ثالثة أقسام يتعلق أولها بعدم جواز فناء النفس أو
بخلودها ،ويرتبط ثانيها بالعالقة بين الوحدة والكثرة ،بينما ينصب ثالثهـا على تصوره للمعاد
29
الجسماني أو اإلنساني بعد الموت.
.3.2درجات النفس
النفس تتنقل صعوداً أو هبوطاً بين أطوار عدة بحسب التزكية أو اإلهمال:
فع ْن أَبِي ُهر ْير َة َر ِضي فإذا كانت النفس خبيثة فإنها ال تعمل العقل وال تستعمله إال في الشرَ .
َ َ
ان َع َلى َقا ِفي ِة َرأْ ِس أ َ َح ِد ُكم ِإ َذا ُه َو َن َام اهلل َع َل ْي ِه َو َس ال َم َق َالَ :ي ْع ِق ُد ا
الش ْي َط ُ اهلل َصلاى ا
ول ا اهلل َع ْنه أَ ان َر ُس َ
ا
ْ َ
اهلل ا ْن َح ال ْت ُع ْق َدةٌَ ،فإ ِْن ِ ٍ ٍ
يل َف ْار ُق ْدَ ،فإِن ْاس َت ْي َق َظ َف َذ َك َر ا َ
ث ُع َقدَ ،ي ْضرِ ُب ُك ال ُع ْق َدة َع َل ْي َك َل ْي ٌل َطوِ ٌ َث َال َ
ِيثالن ْف ِسَ .وإ اِال أ َ ْص َب َح َخب َ ِـب ا ِ
َت َو اضأ َ ا ْن َح ال ْت ُع ْق َدةٌَ ،فإ ِْن َص الى ا ْن َح ال ْت ُع ْق َدةٌَ ،فأ َ ْص َب َح نَشي ًطا َط ّي َ
30
الن ْف ِس َك ْـس َال َن*.
ا
وإذا كانت النفس صاحبة هوى ،تتبع هواها في كل ما يأمرها به فإنها في منزلة خطيرة من
الضياع والشرود ،فالنفس صاحبة الهوى ال يمكن قيادها ومن الصعوبة تذليلها وتزكيتها ألنها
ول ب َِما َال َت ْه َوى أَ ْن ُف ُس ُكم ْاس َت ْك َبرتُم َف َفرِ ي ًقا
تعلقت بهواها باألغيار ،فقال تعالى :أَ َف ُكلا َما َج َاء ُك ْم َر ُس ٌ
ْ ْ ُ
ون (البقرة ، )87:ففيه تبكيت لبني اسرائيل على جحودهم وعنادهم واتباعهم َك اذ ْب ُت ْم َو َفرِ ي ًقا َت ْق ُت ُل َ
27موقع محمود عباس مسعود – الروح عند فالسفة اإلسالم -موقع سابق.
28قاسم1954 ،م .94 – 75 ،وموقع مجلة جامعة دمشق – المجلد .2003) 2-1( 19د .حامد ابراهيم .نظرية
والرابط: سينا وابن أرسطو النفس بين
.http://www.damascusuniversity.edu.sy/mag/human/images/stories/02010.pdf
29موقع الفكر -موقف ابن رشد من مسألة البعث – – 2015/04/12موقع سابق.
مـحمد بن إسـماعيل البـخاري ،صحيح البخاري ،دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد
ّ 30
فؤاد عبد الباقي) ،ط1422 ،1هـ) ،كتاب التهجد ،باب عقد الشيطان على قافية الرأس ،رقم 1142؛ صحيح
مسلم ،كتاب صالة المسافرين وقصرها ،باب ما روي فيمن نام الليل ،رقم .776
31أخرجه أبو داود 276 /4رقم 4903عن أنس ،كما أخرجه ابن ماجه 1408 / 2رقم 4210بلفظ " الحسد
يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ،انظر موقع األلوكة الشرعية – د .سعد عبد اهلل الحميد 2013\5\29
م الرابط. http://www.alukah.net/sharia/0/55260/#ixzz37AgfdnR8 :
32موقع مجلة المسلم – د .عمر عبد اهلل المقبل 1431\3\20ه الرابط.http://almoslim.net/node/125009 :
ثم إذا ارتقت قليال ً فتصبح نفساً لوامة ،تراجع حساباتها قليالً ،وتندم على ما أقدمت عليه
من تصرف وفعل للشر ،أو عدم فعل للخير .وقد أقسم بها تعالى ألن فيها بداية الخير والرشاد
ِالن ْف ِس ال ال او َام ِة" (القيامة.)2 : والتفكر والموازنة " َو َال أ ُ ْق ِس ُم ب ا
وعندما تبدأ النفس االستجابة لنداءات الرحمن تصبح نفساً طيبة ،كما مر في الحديث من
ِ 33 ِ
الن ْفس. ِب ا قوله عليه الصالة والسالمَ :فإ ِْن َص الى ا ْن َح ال ْت ُع ْق َد ٌةَ ،فأ َ ْص َب َح َنشي ًطا َط ّي َ
الن ْف ُس ا ْل ُم ْط َم ِئ ان ُة" (الفجر.)27 :
وتتزكى قليالً لتصبح نفساً مطمئنة باهلل عز وجل"َ .يا أَ اي ُت َها ا
ثم راضية ثم مرضية " ار ِج ِعي ِإلى رب ِِك ر ِ
اضي ًة امر ِضي ًة " (الفجر .)28 :وهي التي وصلت
َ َّ َ َ ْ ا ْ
في كمال التزكية وتمامها إلى أوج الصفاء والنقاء..
وفي تفسير درجة النفس الراضية والمرضية ،ينقل القرطبي عن أحد علماء التفسير قوله:
غلطت في أربعة أشياء :في االبتداء مع اهلل تعالى ،ظننت أني أحبه فإذا هو أحبني ،قال اهلل تعالى:
" ُي ِح ُّب ُهم َو ُي ِح ُّبو َن ُه" (المائدة )119 :وظننت أني أذكره فإذا هو يذكرني ،قال اهلل تعالىَ " :و َل ِذ ْكر
ُ ْ
اهلل أَ ْك َبر " (العنكبوت )45 :وظننت أني أتوب فإذا هو قد تاب علي ،وثبتني على التوبة ،ولم اِ
ُ
وبوا " (التوبة.)119 : ِ
اب َع َل ْيهِ ْم ل َي ُت ُ
يعجل عقابي ،قال اهلل تعالى " :ثُ ام َت َ
والنفس المطمئنة هي أعلى درجات النفس ،فهي نفس اطمأنت بإقامتها على طاعة اهلل،
فسلمت بوعده ورضيت بقضائه وتوكلت عليه ،وذاقت حالوة اإليمان فلم تعد ترضى به بديالً،
واستشعرت لذة المناجاة بين يدي اهلل سبحانه فلم تعد تشغلها عن طاعة ربها مغريات الحياة
وال تصدها عن زينتها وقد ورد ذكر هذه الحالة من حاالت النفس في قوله تعالى(َ :يا أَ اي ُت َها
الن ْف ُس ا ْل ُم ْط َم ِئ ان ُة) [الفجر]27 :
ا
ومن وصل إلى هذه الدرجة فقد عاش جنة الدنيا ففي الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل
ان) [الرحمن]46 : اف م َقام رب ِِه ج ان َت ِ جنة اآلخرة قال تعالىِ :
(ول َم ْن َخ َ َ َ َ ّ َ
َ
األمارة
والفرق بين النفس اللوامة والنفس المطمئنة :أن النفس اللوامة تقف في وجه النفس ّ
وتكبح جماحها فتغلب أو تغلب ،وتقوى أو تضعف ،ولكن النفس المطمئنة حالة مستقرة وصفة
راسخة تكون معها النفس ا ألمارة في ضعف شديد ال تقوى معه على التغلب ،وإنما يصبح
الخير ملكة مستقرة في النفس ال تحتاج معها إلى مجاهدة طويلة وعلى ذلك فالملكة صفة
راسخة في النفس ،وهي قبل رسوخها كانت سريعة الزوال ،فلما تكررت ومارستها النفس
وصارت بطيئة الزوال أصبحت (ملكة).
يقول ابن تيمية رحمه اهلل( :لفظ الروح والنفس يعبر بهما عن عدة معان :فيراد بالروح الهواء
الخارج من البدن والهواء الداخ ل فيه ،ويراد بالروح البخار الخارج من تجويف القلب من
سويداه الساري في العروق ،وهو الذي تسميه األطباء الروح ،ويسمى الروح الحيواني ،فهذان
المعنيان غير الروح التي تفارق بالموت التي هي النفس ،ويراد بنفس الشيء ذاته وعينه ،وقد
يراد بلفظ النفس الدم الذي يكون في ال حيوان ،كقول الفقهاء " :ماله نفس سائلة ،وما ليس له
37
نفس سائلة " فهذان المعنيان بالنفس ليسا هما معنى الروح).
وأما اختالف الناس في مسمى النفس والروح :هل هما متغايران ،أو مسماهما واحد؟
فالتحقيق :أن النفس تطلق على أمور ،وكذلك الروح ،فيتحد مدلولهما تارة ،ويختلف تارة.
فالنفس تطلق على الروح ،ولكن غالب ما تسمى نفسا إذا كانت متصلة بالبدن ،وأما إذا أخذت
مجردة فتسمية الروح أغلب عليها .وتطلق على الدم ،ففي الحديثَ « :ما َال َن ْف َس َل ُه َس ِائ َلة َال
ال :أ َ َص َاب ْت ُف َال ًنا َن ْف ٌس ،أي َع ْي ٌنَ .و ا ات ِف ِيه» َ .و ا
ُي َن ِ ّج ُس ا ْل َم َاء ِإ َذا َم َ
38
الن ْف ُس: الن ْف ُس :ا ْل َع ْي ُنُ ،ي َق ُ
34ابن حزم“ ،أبو م حمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطبي الظاهري ،الفصل في الملل واألهواء
والنحل( ،الناشر :مكتبة الخانجي – القاهرة).41 / 5 ،
35موقع منتدى التوحيد -األقسام اإلسالمية -قسم العقيدة والتوحيد -النفس وعالقتها بالجسد وما هو الروح
-الرابط.http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?56967 :
36ابن حزم ،الفصل في الملل واألهواء والنحل .48-47 / 5 ،
37األشقر “ ،عمر بن سليمان بن عبد اهلل األشقر العتيبي ،القيامة الصغرى( ،الناشر :دار النفائس للنشر والتوزيع،
األردن ،مكتبة الفالح ،الكويت الطبعة :الرابعة 1411 ،هـ 1991-م).86 / 1 ،
38أخرجه البيهقي ( )253 /1بسند ضعيف كذا في (الصالبي ،اإليمان باليوم اآلخر ،)19 / 1 ،والمشهور أنها من
كالم الفقهاء وأول من عبر بهذه العبارة :إبراهيم النخعي قاله العباد في شرح سنن أبي داود .14 / 256
التزكية :في اللغة من زكا يزكو زكاء أي نما وطهر فالتزكية هي النماء والطهارة والبركة.
والزكاة :زكاة المال وسميت بذلك رجاء البركة أو تزكية النفس أي تطهيرها من الشح.
اب َم ْن َد اسا َها) والتدسية ضد التزكية ،كما قال تعالىَ ( :ق ْد أَ ْف َل َح َم ْن َز اك َ
اها (َ )9و َق ْد َخ َ
40
[الشمس ]10 ،9 :فالعاصي يدس نفسه في المعصية ويحقرها.
يقول اإلمام ابن تيمية رحمه اهلل( :التزكية جعل الشيء زكياً ،إما في ذاته ،وإما في االعتقاد
والخبر ،كما يقال عدلته :إذا جعلته عدالً في نفسه أو في اعتقاد الناس قال تعالىَ ( :ف َال ُت َز ُّكوا
أَ ْن ُف َس ُكم) [النجم ]32 :أي تخبروا بزكاتها.
ْ
يربى باألغذية
فالقلب يحتاج أن يتربى فينمو ويزيد حتى يكمل ويصلح ،كما يحتاج البدن أن ا
المصلحة له ،وال ّبد مع ذلك من منع ما يضره فال ينمو البدن اإال بإعطائه ما ينفعه ومنع ما
ّ
يضره ،كذلك القلب ال يزكو فينمو ويتم صالحه إال بحصول ما ينفعه ودفع ما يضره ،وكذلك
41
الزرع ال يزكو إال بهذا.
وقد َعرف بعضهم التزكية :بأنها تطهير النفس من الشرك وما يتفرع عنه ،وتحققها بالتوحيد
ا
وما يتفرع عنه ،وتخلقها بأسماء اهلل الحسنى مع العبودية الكاملة هلل من خالل االقتداء برسول
اهلل صلى اهلل عليه وسلم.
وق د وردت كلمة (التزكية) في آيات القرآن الكريم في أربع نقاط:
39ابن جبرين“ ،عبد اهلل بن عبد الرحمن بن عبد اهلل بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين ،شرح العقيدة الطحاوية،
.389 / 1
40الجوزية “ ،محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي الحنبلي المعروف ب (ابن القيم الجوزية) ،الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء ،خرج
أحاديثه وحققها :عمرو عبد المنعم سليم( ،القاهرة ،مكتبة ابن تيمية ،توزيع :مكتبة العلم بجدة ،ط84 ،)1996-1417 1
معالم التزكية:
(وأَ اما من َخ َ
اف َم َق َام ربه مخالفة الهوى ،بمعنى الحيلولة بين النفس والهوى ،كما قال تعالى َ
األمارة بالسوء ،والتي ِ
بت النفس ّ ٱلنفۡ َس َع ِن ٱلۡ َه َوى) ]النازعات ،[40 :فمنع و َك ُ
َو َن َهى ا
ترغب وتنطلق إلى الهوى ،ووضع الحواجز بينها وبين الهوى ذلك هي التزكية.
-٢تنقية القلب من أمراض القلوب ،والحيلولة بين القلب وبين أن تتمكن منه أمراضه.
ذ َكر اَهلل عز وج ل في القرآن أن للقلوب أمراضا كثيرة تحول بين اإلنسان والعمل ،وبين
َ
اإلنسان واإليمان ،ومنها:
أمراض قلبية متعلقة بالشبهات مثل :الشك ،والنفاق ،والتقلب ،والتعلق بغير اهلل ،والفرار
من سماع الحق.
ین ِفی ُق ُلوبِهِ م امرضۡ َف َز َادتۡ ُهمۡ رِ جۡ ًسا ِإلَى رِ جۡ ِسهِ مۡ) ]التوبة: ِ
تعالى(:وأَ اما ٱلاذ َ
َ قال
َ
[125
أمراض قلبية متعلقة بالشهوات :مثل :الحسد ،والرياء ،والكبر ،وحب الدنيا بشكل مجمل،
أو واحدة من فتنها قال تعالىَ ( :ف َال َتخۡ َضعۡ َن بِٱلۡ َقوۡ ِل َفیطۡ َم َع ٱ ال ِذی ِفی َقلۡ ِب ِهۦ َمرض) ]
َ
األحزاب[23:
-٣التخلص من المثقالت والمثبطات مما يؤخر اإلنسان عن العمل ،ومن صورها ما يدخل
في الهوى ،ومنها ما يدخل في أمراض القلوب ،ومنها ما يدخل في المباحات من حيث األصل،
مثل:
43أخرجه البخاري ( ،)١٩٠٣وأبو داود ( ،)٢٣٦٢والترمذي ( )٧٠٧واللفظ له ،والنسائي في «السنن الكبرى» ( ،)٣٢٤٦وابن ماجه ( ،)١٦٨٩وأحمد (.)١٠٥٦٢
وفيه معلمان:
الخاتمة:
بناء على ما سبق من أقوال العلماء والفالسفة المسلمين ،سيقوم الباحث -وكجزء من نتائج
البحث -بعرض ما توصل إليه من تعريفات إجرائية للروح والنفس والعالقة بينهما ،فيبدأ من
حيث انتهى إليه الباحث الشنقيطي بأن اإلنسان يتركب من ثالثة عناصر :الروح ،البدن ،النفس.
والبدن هو منحة إلهية وعارية مستردة ،خلقه اهلل تعالى من طينة األرض ،ثم يعيده فيها عند
يد ُكموفاته ،لتتحلل في تربة األرض ،ومنها يبعثه يوم القيامة .قال تعالىِ " :منها خلقناكم و ِفيها ن ِع
َْ َ ََْ ُْ َ َ ُ ُ ْ
ار ًة أ ُ ْخرى "(طه .)55 :فالبدن ينقلب جثة هامدة بعد خروج الروح منه ،ال يستر ِ
َ َوم ْن َها نُ ْخرِ ُج ُك ْم َت َ
سوأتها إال التراب ،فتتحلل جميع عناصره في التراب إال شيئ ًا واحد ًا ،يعاد خلقه يوم القيامة منه.
44
ب. ِ ِ ِ التراب إ اِال عجب ال اذ َن ِ ِ قـال عليه الصالة والسالمُ :ك ُّل ْاب ِن َ ْ
ب ،م ْن ُه ُخل َق َوفيه ُي َر اك ُ َ ْ َ آد َم َيأ ُك ُل ُه ُّ َ ُ
44أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة باب ما بين النفختين رقم 2955عن أبي هريرة.
وقد سبق شرح معان ي الروح والنفس في البحث ،فإذا ما اتصـلت الـروح بالبدن ،يتكون معنى
قائم بهذا المزج يسـمى "النفس" ،وهي العنصر الثالث.
النفس إذن هي التي تقود دفة القيادة في منظومة التكوين اإلنساني ،طالما بقيت الروح في
البدن ،وسخر اهلل لها سائر أعضاء الجسد كي يقوم بها وتقوم به ،وسخر لها العقل ليبين لها
الصالح من الطالح ،فالعقل كالوزير المؤتمن للنفس ،ينطق عندما يستشار ،وقد ال يستشار،
فتستجيب النفس لرغبة العاطفة ،وتتجاوز بذلك طرائق الحكمة والعقل إلى ما تشبع به رغبتها
ونهمها..
لذلك فإن اهلل عز وجل طلب من اإلنسان أن يداوم على تزكية نفسه ،ومتابعتها ،واالعتناء
بها ،والمحافظة على طهرها ونقائها ،وترقيتها ومخالفة هواها ومحاسبتها محاسبة مستمرة لئال
تغرق في وحول الشهوات.
وليعلم أنه ليس المراد بتزكية النفس اقتالع األوصاف المذمومة منها ،ألن هذه يخالف طبيعة
ُ
النفس وصفاتها وخصائصها التي خلقها اهلل لها ،وإنما المقصود غلبة صفات الخير ،وضبط
صفات الشر وتوجيهها بما يرضي اهلل سبحانه ،وبذلك يتم تطهير النفس من نزعات الشر واإلثم،
والتخلي عن األخالق المذمومة والتحلي باألوصاف المحمودة حتى يبلغ المسلم درجة
اإلحسان والمقصود بدرجة اإلحسان ما جاء في الحديث الصحيح:
اهلل َكأَ ان َك َتر ُاه َف ِإ ان َك إ اِال اإل ْحسا ُن؟ َق َال " :أَ ْن َت ْخ َشى ا َ ول ا ِ
َ اهلل أ ْو َق َالَ :ت ْع ُب َد ا َ
َ اهلل َما ْ ِ َ (و َق َالَ :يا َر ُس َ
َ
اك)45.وهذه يعني شعور العبد بالرقابة اإللهية وعدم غفلته عن اهلل سبحانه ،مما
َت ُك ْن تَ َر ُاه َف ِإنا ُه َي َر َ
يؤدي إلى صالح ظاهره وباطنه وإقامة اهلل في شؤون حياته كلها.
فتتوضح معالم تزكية النفس بـ ـــالتخلية من الشرور واآلثام ومخالفة الهوى ،ثم تحلية نعمل
بها قلوبنا وجوارحنا فنرتقي إلى التجلية التي تجلى بعدها الذنوب وتتطهر بها النفوس لتتحقق
مراتب القرب من اهلل عز وجل لنيل الفوز وإال فإن الخيبة والهالك لمن يغفلها ،أو يتركها على
َ ٍ
اها * َو َق ْد اها * َق ْد أَ ْف َلــ َ
ـح َم ْن َز اك َ ور َها َو َت ْق َو َ
اها * َفأ ْل َه َم َها ُف ُج َ
سجيتها .قال تعالىَ " :و َن ْفس َو َما َس او َ
ـاها " (الشمس.)10-7 : ــاب َم ْن َد اس َ
َخ َ
45محمد بن إسماعيل البخاري ،الجامع الصحيح المسند من حديث رسول هللا وسننه وأيامه ،الناشر :المكتبة السلفية – القاهرة ،الطبعة :األولى سنة الطبع: 1400هـ 6216 ،
/ص .50
، دار الكتب العلمية: محمد عبد القادر عطا (الناشر: تحقيق، الس نن الكبرى، “أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي،البيهقي
.)٢٠٠٣ - هـ١٤٢٤ ،3 لبنان ط- بيروت
. شرح العقيدة الطحاوية، “ عبد هللا بن عبد الرحمن بن عبد هللا بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين،ابن جبرين
: الرابط2014\6\28 أحمد الزهراني- موقع شبكة سحاب – المنابر – المنبر اإلسالمي – منبر الرد على أهل الفتن
.http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=144920
: الرابط- النفس وعالقتها بالجسد وما هو الروح- قسم العقيدة والتوحيد- األقسام اإلسالمية- موقع منتدى التوحيد
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?56967
:الرابط م 2013\5\29 الحميد هللا عبد سعد .د – الشرعية األلوكة موقع
.http://www.alukah.net/sharia/0/55260/#ixzz37AgfdnR8
.http://almoslim.net/node/125009 :ه الرابط1431\3\20 عمر عبد هللا المقبل.موقع مجلة المسلم – د
:الرابط -2015/07/20 ياسين محمد .د – الكريم القرآن مفاتيح جوامع من موقع
/http://gwameaemfatehelquran.blogspot.ae
:الرابط .اإلسالم فالسفة عند الروح – مسعود عباس محمود موقع
HTTPS://SITES.GOOGLE.COM/SITE/MAHMOUDSMASOU
.D/MOSLEMPHILOSOPHERSANDSPIRIT
نظرية النفس بين أرسطو. حامد ابراهيم. د.2003) 2-1( 19 وموقع مجلة جامعة دمشق – المجلد.94 – 75 ،م1954 ،قاسم
:والرابط وابن سينا
HTTP://WWW.DAMASCUSUNIVERSITY.EDU.SY/MAG/H
UMAN/IMAGES/STORIES/02010.PDF
:الرابط 2008/06/27 :الياسري فيصل – الروح عن يسألونك - النور موقع
.http://www.alnoor.se/article.asp?id=26965
:الرابط – 2015/04/12 – البعث مسألة من رشد ابن موقف - الفكر موقع
.alfikhir.blogspot.com/2015/04/blog-post_12.html
Kaynaklar:
Muslim“’ ibn al-Hajjaj al-Nisaburi al-Qushayri (204 AH-261 AH), Sahih Muslim (The
Sahih Mosque), investigated by Muhammad Fouad Abdel-Baqi, House of Re-
vival of Arab Heritage - Beirut, second edition 1392 AH - 1972AD.
Ibn Hanbal,“ Ahmed bin Muhammad T: 241 AH, Musnad of Imam Ahmad bin Han-
bal, Hadith Encyclopedia - the version under the supervision of Dr. Abdullah
Al-Turki, first edition, 1416 AH, 1996 AD. And the copy of the Heritage Inves-
tigation Office at the Al-Resala Foundation, Beirut - first edition, 1421 AH, 2001
AD.
Al-Ghazali“, Abu Hamid Muhammad bin Muhammad Al-Ghazali Al-Tusi, d.: 505 AH,
Revival of Religious Sciences, investigation: Al-Hafiz Al-Iraqi Abdul Rahim bin
Al-Hussein bin Abdul Rahman, T.: 806 AH, Beirut, Dar Al-Maarifa, (d. T).
Al-Jawziyah, “Muhammad bin Abi Bakr bin Ayyub bin Saad Shams Al-Din Ibn Qay-
yim Al-Jawziyah, The Spirit in Speech on the Souls of the Dead and the Living
with Evidence from the Qur’an and the Sunnah (751 AH). Scientific Books -
Beirut.
Al-Jawziyah,“ Muhammad bin Abi Bakr bin Ayoub Al-Zar’i Al-Dimashqi Al-Hanbali,
known as (Ibn Al-Qayyim Al-Jawziyya), the sufficient answer for those who
asked about a cure or disease and medicine. The Science of Jeddah, 1st Edition
1417-1996.
Al-Alusi, “Shihab Al-Din Mahmoud bin Abdullah Al-Husseini Al-Alusi, Büyük Ku-
ran'ın Tefsirinde Anlamların Ruhu ve Yedi Tekrar, inceleme: Ali Abdel-Bari
Attia, 1993, Dar Al-Kutub El-İlmiyye – Beyrut.
Gazâlî, “Ebû Hamîd el-Gazali, Meâricü'l-Kudüs, kendini bilme yolunda.
Kasım, Dr. Mahmoud Qassem, Yunan ve İslam Filozoflarının Ruhu ve Zihni Üzerine,
1954 AD.
El-Cevziye, Muhammed bin Ebi Bekir bin Eyyub bin Saad Şemseddin İbn Kayyim el-
Cevziye, Kuran ve Sünnetten Delillerle Ölülerin ve Yaşayanların Ruhları Üze-
rine Sözdeki Ruh (H. 751) ) Bilimsel Kitaplar - Beyrut, 1986.
Al-Bayhaqi, “Abu Bakr Ahmed bin Al-Hussein bin Ali Al-Bayhaqi, Al-Sunan Al-
Kubra, 1/253, Araştıran: Muhammad Abdul Qadir Atta, Yayımcı: Dar Al-Kutub
Al-Ilmiyya, Beyrut - Lübnan Baskı: Üçüncü, 1424 AH - 2003 AD Parça Sayısı:
11 .
İbn Cibreen, “Abdullah bin Abdul Rahman bin Abdullah bin İbrahim bin Fahd bin
Hamad bin Cibreen, Tahaviye Akidesinin Açıklaması.
İbn Hazm, Ebu Muhammed Ali bin Ahmed bin Saeed bin Hazm Al-Andalusi Al-Kur-
tubi Al-Zahiri, can sıkıntısı, arzular ve arılar üzerine bölüm, yayıncı: Al-Khanji
Library – Kahire.
Al-Ashqar, “Omar bin Suleiman bin Abdullah Al-Ashqar Al-Otaibi, The Lesser Resur-
rection, Yayıncı: Dar Al-Nafais for Publishing and Distribution, Ürdün, Al-Fa-
lah Kütüphanesi, Kuveyt Baskı: )Dördüncü, 1411 AH - 1991 AD.(
El-Fikr web sitesi - İbn Rüşd'ün diriliş konusundaki tutumu - 12/04/2015 Bağlantı: al-
fikhir.blogspot.com/2015/04/blog-post_12.html.
Müslüman dergi sitesi - d. Omar Abdullah Al-Moqbel 20/3/1431 AH Bağlantı:
http://almoslim.net/node/125009.
Kuran-ı Kerim'in anahtarlarının bulunduğu camilerden bir site - d. Muhammed Yassin
07/20/2015- Bağlantı: http://gwameaemfatehelquran.blogspot.ae/
Mahmud Abbas Mesud web sitesi - İslam Filozoflarının Ruhu. Bağlantı:
HTTPS://SITES.GOOGLE.COM/SITE/MAHMOUDSMA-
SOUD/MOSLEMPHILOSOPHERSANDSPIRIT.
Qassem, 1954 AD, 75-94 Şam Üniversitesi Dergisi web sitesi - Cilt 19 (1-2) 2003. Dr.
Hamit İbrahim. Aristoteles ve İbn Sina arasındaki ruh teorisi ve bağlantı:
HTTP://WWW.DAMASCUSUNIVERSITY.EDU.SY/MAG/HU-
MAN/IMAGES/STORIES/02010.PDF
Al-Noor web sitesi - Sana ruhu soruyorlar - Faysal Al-Yasiri:
27/06/2008 Bağlantı: http://www.alnoor.se/article.asp?id=26965.
Meşru Alukah web sitesi - Dr. Saad Abdullah Al Hamid 29 Mayıs 2013
AD Bağlantı: http://www.alukah.net/sha-
ria/0/55260/#ixzz37AgfdnR8.
Al-Tevhid Forum web sitesi - İslami bölümler - İnanç ve tevhid bölümü - Ruh ve be-
denle ilişkisi ve ruh nedir - Link: http://www.eltwhed.com/vb/showth-
read.php?56967.
Extended Abstract
The system of the soul and heart and its relationship to accla-
mation
Despite all the technical development and material progress
experienced by mankind, and with the progress of research in
medicine and human sciences, the system that governs man by
his actions and his awareness is still unknown until now .
The opinions of scholars, commentators, philosophers and
thinkers, ancient and modern, have varied in their interpretation,
theories and assumptions regarding the authority that governs
man: Is it the spirit? Or self? Or is it a complex and overlapping
system? Accordingly, their definitions of self and spirit differed;
Therefore, there was an urgent need to talk about an explanation
for that system or the body that governs human behavior from
the point of view of the sciences of religion, in a way that cures
what the natural and experimental sciences have failed to exp-
lain.
The body is a divine, bare and refundable gift, created by God
Almighty from the clay of the earth, then he will return it to it
upon his death, to dissolve in the soil of the earth, from which he
will be re-created from it on the Day of Resurrection .
The relationship between the self and the spirit is the one who
leads the helm of leadership in the human formation system, as
long as the soul remains in the body, and God has subjugated to
it the rest of the body’s members to perform it, and subjugated
the mind to it to show it the good from the bad. He is consulted,
and the soul responds to the desire of the emotion, and by this it