You are on page 1of 112

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬


‫قسم علم النفس‬

‫التصورات االجتماعية للصحة النفسية لدى األطباء‬


‫دراسة ميدانية في مستشفى ‪-‬زرداني صالح‪-‬عين البيضاء‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في تخصص علم النفس االكلينيكي‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد‪:‬‬


‫د‪ /‬كوكب الزمان بليردوح‬ ‫وسيلة حمامدية‬

‫لجنة المناقشة‬
‫رئيسا‬ ‫د‪ /‬بن عبيد عبد الرحيم‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫د‪ /‬كوكب الزمان بليردوح‬
‫مناقشا‬ ‫د‪ /‬بريعم سامية‬

‫السنة الجامعية ‪2017-2016‬‬


‫شكر و عرفان‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫)قـل اعملوا فسيرى اهلل عملكم ورسوله والمؤمنون(‬
‫صدق اهلل العظيم‬
‫إلهي ال يطيب الليل إال بشكرك وال يطيب النهار إال بطاعتك ‪ ..‬والتطيب‬
‫اللحظات إال بذكرك ‪ ..‬وال تطيب اآلخرة إال بعفوك ‪ ..‬وال تطيب الجنة إال برؤيتك‬
‫"اهلل جل جالله"‬
‫إلى من بلغ الرسالة وأدى األمانة ‪ ..‬ونصح األمة ‪ ..‬إلى نبي الرحمة ونور العالمين‬
‫"سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم"‬
‫ووف ًـاء وتقدي ًرا وإعترافًـا مني بالجميل أتقدم بجزيل الشكر ألولئك المخلصين الذين لم يدخروا‬
‫جهداً في مساعدتي في مجال البحث العلمي‪ ،‬وأخص بالذكر األستاذة الفـاضلة‪ :‬كوكب الزمان‬
‫بليردوح على هذه الدراسة وصاحبة الفضل في توجيهي ومساعدتي في تجميع المادة البحثية‪،‬‬
‫فجزاها اهلل كل خير‬
‫إلى من كلله اهلل بالهيبة والوقـار ‪ ..‬إلى من علمني العطاء بدون انتظار ‪ ..‬إلى‬
‫من أحمل أسمه بكل افتخار ‪ ..‬أرجو من اهلل أن يمد في عمرك لترى ثماراً قد حان‬
‫قطافها بعد طول انتظار وستبقى كلماتك نجوم أهتدي بها اليوم وفي الغدوإلى األبد‪.‬‬
‫والدي العزيز‬
‫إلى مالكي في الحياة ‪ ..‬إلى معنى الحب وإلى معنى الحنان والتفـاني ‪ ..‬إلى‬
‫بسمة الحياة وسر الوجود‬
‫إلى من كان دعائها سر نجاحي وحنانها بلسم جراحي إلى أغلى الحبايب‬
‫أمي الحبيبة‬
‫الى رفيق دربي الى سندي في هذه الحياة الى من شاركني فرحتي‪،‬الى من تمنى نجاحي طوال‬
‫مسيرتي الدراسية‬
‫زوجي العزيز‬
‫الى جميع افراد عائلتي وخاصة اختي العزيزة شيماء‬
‫الى كل اساتذة و اصدقـاء وزماء قسم علم النفس‬
‫فهرس االشكال والجداول والمنحنيات‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان األشكال‬ ‫الحاالت‬ ‫رقم االشكال‬

‫‪56‬‬ ‫المرحلة االولى من بناء الشبكة‬ ‫الحالة االولى‬ ‫الشكل ‪-1-‬‬


‫‪57‬‬ ‫المرحلة الثانية من بناء الشبكة‬ ‫الحالة األولى‬ ‫الشكل ‪-2-‬‬
‫‪58‬‬ ‫المرحلة الثالثة من بناء الشبكة‬ ‫الحالة االولى‬ ‫الشكل ‪-3-‬‬
‫‪59‬‬ ‫المرحلة الرابعة من بناء الشبكة‬ ‫الحالة االولى‬ ‫الشكل ‪-4-‬‬
‫‪62‬‬ ‫المرحلة الرابعة من بناء الشبكة‬ ‫الحالة الثانية‬ ‫الشكل ‪-5-‬‬
‫‪65‬‬ ‫المرحلة الرابعة من بناء الشبكة‬ ‫الحالة الثالثة‬ ‫الشكل ‪-6-‬‬
‫‪68‬‬ ‫المرحلة الرابعة من بناء الشبكة‬ ‫الحالة الرابعة‬ ‫الشكل ‪-7-‬‬
‫‪71‬‬ ‫المرحلة الرابعة من بناء الشبكة‬ ‫الحالة الخامسة‬ ‫الشكل ‪-8-‬‬
‫‪74‬‬ ‫المرحلة الرابعة من بناء الشبكة‬ ‫الحالة السادسة‬ ‫الشكل ‪-9-‬‬
‫‪77‬‬ ‫المرحلة الرابعة من بناء الشبكة‬ ‫الحالة السابعة‬ ‫الشكل‪-10-‬‬
‫‪80‬‬ ‫المرحلة الرابعة من بناء الشبكة‬ ‫الحالة الثامنة‬ ‫الشكل‪-11-‬‬
‫‪85‬‬ ‫شكل يوضح التصور االجتماعي للصحة النفسية‬ ‫المنحنى ‪-1-‬‬

‫الجداول‬
‫للنتائج العامة للشبكة الترابطية مع حساب مؤشر القطبية والحيادية‬ ‫جدول ‪-1-‬‬
‫‪83‬‬
‫للتصور االجتماعي ألطباء مستشفى – د‪ /‬زرداني صالح – عين البيضاء‬
‫‪88‬‬ ‫تكرار تصورات االطباء حول الصحة النفسية‬ ‫جدول‪-2-‬‬

‫‪91‬‬ ‫ارت مصطلحات التكيف االجتماعي والخلو من االعراض المرضية‬


‫تكر ا‬ ‫جدول‪-3-‬‬

‫المنحنيات‬
‫‪92‬‬
‫منحنى بياني يوضح مستويات مؤشر القطبية والحيادية للتصور‬
‫االجتماعي للصحة النفسية‬ ‫المنحنى‪-2-‬‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫مقدمة‬
‫دخل االنسان منذ قديم األزل معركة حامية الوطيس مع نفسه من اجل فهم شخصيته والكشف عما‬
‫يتمتع به من طاقات وامكانيات وما يعتريه من احوال ومواقف‪ ،‬ومن فرح وحزن وخوف وامن‪ ،‬وسكينة وقلق‪.‬‬
‫وطرح على نفسه سؤاال مفاده‪ :‬ما الذي يجعلني أكثر قدرة وكفاءة في مواجهة ما أقابل من مشكالت‬
‫وصعوبات‪ ،‬وما يستجد على حياتي من متغيرات ومواقف ضاغطة‪ ،‬وبما يشعرني في النهاية باالستقرار‬
‫والرضا واالشباع والسعادة؟‬
‫ومع تقدم الحياة وزيادة معارف االنسان المادية وتحقيقه إلنجازات حضارية هائلة أصبحت الحياة‬
‫أكثر تعقيدا وغموضا‪ ،‬وهذا يستلزم بناء للشخصية لتكون أقدر على مواجهة ضغوط هذا العصر ومتطلباته‪،‬‬
‫وأكثر استجابة لمقومات التقدم واالرتقاء‪ .‬وحتى ال تقع النفس البشرية فريسة النفجار مطامع االنسان‪،‬‬
‫وصراعاته‪ ،‬واغترابه عن ذاته وعالمه‪ ،‬وبالتالي يقع في غياهب المشكالت واالمراض واالضطرابات النفسية‪،‬‬
‫ظهرت الحاجة الماسة واألهمية الشديدة الى ظهور ما يعرف بتخصص " الصحة النفسية «‪ ،‬هذه األخيرة‬
‫التي اوالها العلم عناية خاصة ذلك لكونها من أكثر الموضوعات التي تتصل اتصاال مباش ار بالفرد في جميع‬
‫اطواره ومراحل حياته طفال‪ ،‬مراهقا‪ ،‬شابا‪ ،‬شيخا ذك ار كان أم انثى‪.‬‬
‫ونحن نرى المجتمع دائما يهتم اهتماما بالغا ويسعى في سبيل تحقيق أقصى درجة من السعادة‬
‫والتوافق ألفراده‪ ،‬كما نجد ان الفرد دائما في محاوالت مستمرة ومتجددة وسعي متتابع وجاد يلتمس طريق‬
‫التوافق والتكيف أمال في تحقيق صحته النفسية‪ ،‬ومن هذا المنطلق لم تعد مسألة الصحة النفسية تخص‬
‫الفرد وحده بل تتعداه وتتحول الى قضية اجتماعية‪ ،‬فمفهوم الصحة والمرض يمكن أن يختلف بين أفراد‬
‫المجتمع الواحد والجماعات المختلفة‪ .‬ففي مجتمعنا المحلي تعرف الكثير من المفاهيم والتصورات لمصطلح‬
‫الصحة النفسية فكل يعرفه حسب تصوره نظ ار لعدة اعتبارات‪.‬‬
‫فاإلنسان لديه خلفيات فكرية تتمثل في مجموعة التصورات من التي يتناقلها األجيال منذ زمن بعيد‪،‬‬
‫ويمكن لهذه التصورات أن تتغير وتتطور بتطور الزمان والمكان‪ ،‬لكن هناك مجموعة كبيرة منها الزالت‬
‫راسخة في اذهان مختلف األجيال الى يومنا هذا‪ ،‬وان كان البعض منها سببا في التطور الفكري والعلمي‬
‫والتجريبي‪ ،‬فان البعض االخر كان سببا في عرقلة مجهودنا الفكري او في تخلف عجلة التقدم الطبي‬
‫والمعرفي‪.‬‬
‫فالتصورات االجتماعية تلعب دو ار كبي ار في تحليلنا وفهمنا لألشياء وتفسيرنا الظواهر التي تالزم‬
‫الوجود اإلنساني في مختلف مجاالته‪ ،‬ولعل أهم شيء يالزم االنسان هو صحته النفسية فهي التي تحدد‬
‫مدى االتزان او االضطراب لدى الشخص وتحقق السعادة والراحة والتوافق النفسي مع البيئة الخارجية‪.‬‬
‫وتأسيسا لما ذكرناه سابقا تحاول الدراسة الراهنة المتعلقة ب " التصورات االجتماعية للصحة النفسية"‬
‫الوقوف على الواقع الفعلي لهذا الموضوع واسقاط محتويات التفكير االجتماعي من معارف واراء ومعتقدات‬

‫‪1‬‬
‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫يحملها األطباء حول موضوع الصحة النفسية باعتبارهم اخصائيين في مجال الصحة‪ ،‬ولتحقق هذا المسعى‬
‫انقسمت الدراسة الراهنة الى‪:‬‬
‫‪ -‬جانب التمهيدي‪ :‬متمثل في اإلطار العام إلشكالية الدراسة الذي يتضمن صياغة إشكالية البحث‪ ،‬أهداف‬
‫البحث‪ ،‬أهمية البحث‪ ،‬فرضيات البحث كحلول مؤقتة للتساؤل المطروح وفي نهاية الفصل عرض لبعض‬
‫المفاهيم األساسية‪.‬‬
‫‪ -‬الجانب النظري‪ :‬تناولنا فيه متغيري البحث من الناحية النظرية وهو يتضمن فصلين‪:‬‬
‫* الفصل الثاني‪ :‬فقد خصصناه للتصورات االجتماعية حيث تطرقنا الى مفهوم التصورات‬
‫االجتماعية واللمحة التاريخية‪ ،‬النظريات المفسرة‪ ،‬بنية التصورات‪ ،‬خصائصها‪ ،‬وظائفها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬محتواها‬
‫ثم مراحلها ومميزاتها وأخي ار سيرورتها وابعادها‪.‬‬

‫* الفصل الثالث‪ :‬وهو خاص بالصحة النفسية حيث يحتوي على مفهوم الصحة النفسية والنظريات‬
‫المفسرة لها‪ ،‬ثم نسبيتها‪ ،‬مستوياتها‪ ،‬مناهجها ومظاهرها‪ ،‬لتليها مؤشراتها وأخي ار معاييرها‬

‫‪ -‬الجانب التطبيقي‪ :‬ويضم فصلين‪:‬‬

‫* الفصل الرابع‪ :‬ويتمثل في اإلجراءات المنهجية التي أدرجنا فيها عناصرها بالترتيب بدءا بالتذكير‬
‫بفرضيات الدراسة‪ ،‬منهج الدراسة‪ ،‬عينة الدراسة‪ ،‬أدوات الدراسة تطرقنا فيها الى تقنية "الشبكة الترابطية"‪،‬‬
‫حدود الدراسة وكذا الدراسة االستطالعية‪.‬‬

‫* الفصل الخامس‪ :‬وهو الفصل األخير في الجانب التطبيقي الذي تم فيه عرض وتفسير ومناقشة‬
‫النتائج المتحصل عليها‪ ،‬وفي األخير الخاتمة قدمنا فيها استنتاج عام‪ ،‬ثم ملخص البحث مع ذكر قائمة‬
‫المراجع والمالحق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الجانب التمهيدي‬
‫الجانب التمهيدي‬

‫الفصل االول‪ :‬اإلطار العام إلشكالية الدراسة‬

‫‪-1‬االشكالية‬

‫‪-2‬فرضيات الدراسة‬

‫‪-3‬اهداف الدراسة‬

‫‪-4‬اهمية الدراسة‬

‫‪-5‬تحديد المفاهيم االساسية للدراسة‬

‫‪4‬‬
‫الجانب التمهيدي‬

‫االشكالية‪:‬‬

‫يتفق األطباء تقريبا على أن الصحة الجسمية هي خلو الجسم من األلم‪ ،‬وسالمة أعضائه‪ ،‬وقيامها‬
‫بوظائفها الحيوية بقوة ونشاط لمدة طويلة‪.‬‬
‫ويأتي اتفاقهم على هذا التعريف من كون الجسم وأعضائه أشياء ملموسة‪ ،‬يمكن قياس وظائفها‬
‫وقوتها ونشاطها بطريقة مباشرة‪ ،‬أما تعريف الصحة النفسية فليس بهذه البساطة ألن النفس وبنيتها ووظائفها‬
‫ليست أشياء ملموسة يمكن قياسها بطريقة مباشرة وانما هي مفاهيم فرضية نستدل على وجودها من آثارها‬
‫في سلوك ِ‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫وقد اختلف علماء النفس في استدالالتهم على النفس البشرية‪ ،‬وعلى تحديد سوائها وانحرافاتها وعلى‬
‫وضع تعريف لصحتها واضطرابها‪.‬‬
‫فمن عوامل اتفاق األطباء على تعريف الصحة الجسمية واختالف علماء النفس على تعريف الصحة‬
‫النفسية‪ ،‬أن تعريف الصحة الجسمية تعريف طبي ال تتأثر كثي اًر قواعد السلوك فيه بقيم المجتمع‪ ،‬وال تتأثر‬
‫نظرية الطبيب إلى الصحة الجسمية باختالف قيمه ومعتقداته بقدر ما تتأثر بمعلوماته وخبراته في مجال‬
‫الطب‪ .‬بينما ال نجد تعريفا نفسيا خالصا للصحة النفسية‪ ،‬فكل تعريف يتأثر إلى حد كبير بثقافة المجتمع‬
‫وقيمه وقواعد السلوك فيه‪ ،‬كما تتأثر نظرة عالم النفس إلى الصحة النفسية باختالف معتقداته وثقافته‪.‬‬
‫رغم أ ن مفهوم الصحة الجسدية شامل مهما كانت وضعية المتحدث عنها‪ ،‬في أي سياق تم‬
‫استخدامها او حتى في حين إعطائها تعريفا‪ ،‬فالصحة النفسية ال تحمل نفس الخاصية من الشمولية‪ ،‬فالفرد‬
‫ال يعيش في فراغ اجتماعي بل يتقاسم هذا الواقع مع اآلخرين من خالل تفاعله و تواصله معهم سواء في‬
‫وضعيات توافق أو صراع‪ ،‬معتمدا عليهم لفهم هذا الواقع و تعريفه و التحرك فيه و ذلك من خالل جعل‬
‫المعارف الجديدة واقعا موحدا يسهل فيه التواصل عن طريق إنتاج تصورات مشتركة وموحدة حول هذا الواقع‬
‫مصاغة حسب األبعاد الثقافية واالجتماعية الخاصة بالجماعة االجتماعية أو المجتمع الذي ينتمي إليه‪.‬‬
‫ما أن التصورات االجتماعية تعتبر موجها لسلوك األفراد في وصف ظاهرة ما في إطارها االجتماعي‬
‫والنفسي‪ ،‬فارتأينا في دراستنا هذه البحث عن التصورات االجتماعية للصحة النفسية‪ ،‬وبما ان الطبيب فرد‬
‫اجتماعي فانهه يستمدها من المجتمع عبر مراحل التنشئة االجتماعية ومؤسساتها مرو ار بمجموعة من‬
‫المعارف والخبرات التي يعمل على تعزيزها بصفة دائمة فتدمج في شخصيته وتصبح إطاره المرجعي‪ ،‬وبما‬
‫أنها تعتبر أيضا من األساليب الهامة التي يعتمدها الباحثون في مختلف الدراسات النفسية‬
‫واالجتماعية والتربوية حيث تستمد من خاللها المعارف والمعلومات والشيء المراد الوصول اليه‪.‬‬
‫ومنه وجب طرح التساؤل التالي‪ :‬هل تختلف التصورات االجتماعية للصحة النفسية لدى األطباء؟‬

‫‪5‬‬
‫الجانب التمهيدي‬

‫‪ -2‬فرضيات الدراسة‪:‬‬

‫‪ -2.1‬الفرضية العامة‪:‬‬

‫تختلف التصورات االجتماعية للصحة النفسية لدى االطباء‪.‬‬

‫‪ -2.2‬الفرضيات الجزئية‪:‬‬

‫يرى األطباء ان الصحة النفسية هي الخلو من االعراض المرضية‪.‬‬

‫يرى االطباء ان الصحة النفسية هي القدرة على التكيف مع المجتمع‬


‫‪ -3‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬محاولة انجاز بحث أكاديمي متكامل من الناحية التطبيقية والنظرية وفقا للخطط منهجية محكمة‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على طبيعة التصورات االجتماعية لألطباء حول الصحة النفسية‪.‬‬

‫‪ -‬تحليل محتوى التصورات االجتماعية لألطباء حول موضوع الصحة النفسية‪.‬‬

‫‪ -4‬أهمية الدراسة‪ :‬تمكن أساسا فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التصورات االجتماعية تعكس جوهر المعرفة اإلنسانية وجملة المكتسبات والخبرات المشتركة بين‬
‫أفراد المجتمع الواحد‪.‬‬

‫‪ -‬التصورات االجتماعية تسمح بالتعرف على درجة الوعي اإلنساني بالمواضيع المختلفة وامكانية‬

‫تعديله‪.‬‬

‫‪ -‬نسبية موضوع الصحة النفسية واختالفه من فرد الى اخر‪.‬‬

‫‪ -5‬تحديد المفاهيم االساسية للدراسة‪:‬‬

‫‪ -1.5‬تعريف التصورات االجتماعية‪:‬‬


‫تعريف أبريك (‪ :(Abric‬التصور االجتماعي هو عبارة عن منتوج وسيرورة خاصة بنشاط عقلي‪،‬‬
‫والذي بواسطته يقوم فرد أو جماعة بتشكيل الواقع الذي يواجههم وكذا منحه معنى نوعي‪.‬‬
‫(‪)Abric,1994,p23‬‬
‫‪ -‬يبين هذا التعريف تداخل العمليات العقلية مع التفاعالت االجتماعية في تشكيل الواقع‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الجانب التمهيدي‬

‫‪ -2.5‬تعريف الصحة النفسية‪:‬‬


‫تعريف" أدولف ماير"‪ Odolphe Mayer‬الذي يعتبر من األوائل الذين استعملوا مصطلح الصحة‬
‫تكيف الشخص مع العالم الخارجي المحيط به بطريقة تكفل له الشعور بالرضا‪،‬‬
‫النفسية‪ ،‬حيث يعرفها بأنها‪ٌ " :‬‬
‫كما تجعل الفرد قاد ار على مواجهة المشكالت المختلفة‪.‬‬

‫(الداهري‪ ،2005،‬ص‪)25‬‬

‫نستنتج مما سبق أن الصحة النفسية هي قدرة الفرد على التفاعل مع مجتمعه والتعامل مه مصاعب‬
‫الحياة المختلفة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الجانب النظري‬
‫الجانب النظري‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التصورات االجتماعية للصحة النفسية‬


‫تمهيد‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم التصورات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬لمحة تاريخية عن مفهوم التصورات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -3‬نظريات التصورات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -4‬بنية التصورات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -5‬خصائص التصورات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -6‬وظائف التصورات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -7‬أنواع التصورات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -8‬محتوى التصورات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -9‬مراحل التصورات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -10‬مميزات التصورات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -11‬سيرورة التصورات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -12‬أبعاد التصورات االجتماعية‪.‬‬

‫خالصة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الجانب النظري‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعتبر مصطلح التصورات االجتماعية من بين المصطلحات المتداولة حديثا والشائعة االستخدام في‬
‫مختلف الميادين االجتماعية‪ ،‬ورغم قدم هذا المصطلح اال انه ما زال يشوبه نوعا من الغموض واالبهام لدى‬
‫الكثيرين‪ ،‬فلقد حظي وما زال يحظى بأهمية كبرى في العديد من الدراسات والبحوث‪ ،‬وأصبح يعد تخصصا‬
‫قائما بذاته يدرس في مختلف جامعات العالم له موضوع ومنهج وأساليب للدراسة خاصة به‪ ،‬ولإلحاطة‬
‫بموضوع التصورات االجتماعية اعتمدنا عدة نقاط سنحاول التطرق اليها في هذا الفصل‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -1‬مفهوم التصورات االجتماعية‪:‬‬


‫تعددت تعاريف التصورات االجتماعية طبقا لتعدد الباحثين في هذا المجال ونظريات المعرفة‬
‫المستخدمة في تعريفها‪.‬‬
‫أ‪ -‬تعريف ايميل دوركايم (‪ :)Emile Durkheim‬التصور االجتماعي هو ظاهرة تتميز عن باقي الظواهر‬
‫في الطبيعة بسبب ميزاتها الخاصة‪ ....‬بدون شك فان لها أسباب وهي بدورها أسباب‪ ....‬ويضيف ان انتاج‬
‫التصورات ال يكون بسبب بعض األفكار التي تشغل انتباه االفراد‪ ،‬ولكنها بقايا لحياتنا الماضية انها عادات‬
‫مكتسبة‪ ،‬احكام مسبقة‪ ،‬ميول تحركنا دون أن نعي‪ ،‬وبكلمة واحدة انها كل ما شكل سماتنا األخالقية‪.‬‬
‫)‪(Durkheim, 1967, p113‬‬
‫‪ -‬نستنتج من التعريف السابق ان التصورات االجتماعية تلعب دو ار كبي ار في تحديد سلوكاتنا ومواقفنا فهي‬
‫نتاج لخبراتنا السابقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعريف جودلي (‪ :)Jodlet‬التصورات االجتماعية شكل من المعرفة االجتماعية المبنية والمقسمة من‬
‫طرف المجتمع وتهدف الى أشياء عملية‪ ،‬كما تعمل على إعادة بناء الواقع المشترك بين الجماعات‬
‫االجتماعية‪ ،‬وهي تعتبر معرفة ساذجة‪.‬‬
‫(‪)Jodlet,1990,p360‬‬
‫‪ -‬التصورات االجتماعية لدى "جودلي" هي عملية مشتركة بين افراد المجتمع ال تقتصر على الفرد‪.‬‬
‫ج‪-‬تعريف موسكو فيسي (‪ :)Moscovici‬يعرف التصورات االجتماعية على انها وقائع ملموسة تقريبا‬
‫تدور وتتقاطع وتتبلور دون توقف عبر كلمة ولقاء في عالمنا اليومي‪.‬‬
‫(‪)Maach&autre,2002 ,p09‬‬
‫‪ -‬أي ان التصورات عبارة عن أفكار وتصرفات نقوم بها في حياتنا اليومية تظهر في شكل رموز مخفية‪.‬‬
‫د‪-‬تعريف فيشر (‪ :)Ficher‬التصور االجتماعي هو بناء اجتماعي لمعارف عادية مهيـأة من خالل القيم‬
‫والمعتقدات‪ ،‬ويتقاسمها أفراد جماعة معينة‪ ،‬وتدور حول مواضيع مختلفة (أفراد‪ ،‬أحداث‪ ،‬فئات‬
‫اجتماعية‪........‬الخ)‬
‫وتؤدي الى توحيد نظرتهم لألحداث كما تظهر أثناء التفاعالت االجتماعية‪.‬‬
‫(‪)Ficher,2005,p131‬‬
‫‪ -‬نستنتج من التعريف ان التصورات االجتماعية عبارة عن معارف يتبادلها أفراد المجتمع عن طريق‬
‫االتصال فيما بينهم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -2‬لـمحـة تاريخيـة عـن مفهـوم التصـورات‪:‬‬


‫يعد مفهوم التصور قديما قدم الفلسفة اإلغريقية‪ ،‬ولكنه كمفهوم إجرائي يعتبر حديثا نسبيا‪ ،‬حداثة‬
‫ظهوره في الخطاب التربوي‪ ،‬أين ثبتت أهميته في مختلف التطبيقات خاصة فيما يتعلق بالميادين‬
‫البيداغوجيا ‪ ،‬والسيما أن هذه األهمية برزت وتجسدت في أبحاث ودراسات لعلماء قدامى أمثال‪:‬‬
‫"إيمانويل كانط"‪" ،‬دوركايم "‪ ،‬وغيرهم في ميدان المفاهيم والمدركات المعرفية لقد أثار هذا المفهوم خالل‬
‫األربعين سنة األخيرة نقاشات كثيرة في ميدان علم النفس االجتماعي‪ ،‬وهو ينحو اليوم إلى أن يحتل موقعا‬
‫مركزيا في العلوم اإلنسانية‪ ،‬فمنذ انطالق حركة البحث حوله في فرنسا على يد "سارج موسكوفيسي" تعددت‬
‫الملتقيات والمنشورات في أوروبا والواليات المتحدة وباقي دول العالم‪ ،‬وأصبحت تشمل كل العلوم‬
‫االجتماعية ‪:‬األنثروبولوجيا‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬التاريخ‪...‬ويعتبر "إيميل دوركايم" أول من استعمل وعرف مفهوم‬
‫التصور االجتماعي حينما قارن بين التصورات الفردية والتصورات الجماعية‪ ،‬وذلك في مقال مشهور له‬
‫نشر في مجلة "الميتافيزيقيا واألخالق ‪،‬بحيث يعتبر التصورات الجماعية موضوعا مستقال للدراسة‪ ،‬وأكد‬
‫على خصوصية التفكير الفردي‪.‬وكما أن للتصورات الفردية خصائص تميزها حيث ال يمكن اختصارها في‬
‫عملية فيزيائية – كيميائية يقوم بها المخ الذي سببها‪ ،‬كذلك التصورات الجماعية فإنه ال يمكن اختصارها و‬
‫اعتبارها مجرد مجموع تصورات األفراد الذين يشكلون ذلك وظل مفهوم التصورات الجماعية عاما يشير إلى‬
‫األساطير والطقوس وأنواع التفكير التي تميز مجتمع ما‪ ،‬و نظ ار لعموميته وتضمنه لكل أشكال التفكير‬
‫االجتماعي لم يعد من الممكن تمييز التصورات عن الذهنيات واأليدولوجيا‪ ،‬فأصبح هذا المفهوم ظاهرة‬
‫ولكنها غير إجرائية‪.‬وبعد فترة من عدم االستعمال‪ ،‬عاد مفهوم التصور االجتماعي للوجود كأحد مباحث علم‬
‫النفس االجتماعي‪ ،‬وتعود األسباب الرئيسية وراء هذا النسيان إلى هيمنة المدرسة السلوكية على علم النفس‬
‫لمدة طويلة في تلك الفترة‪ ،‬والتي لم تكن تؤمن إال بالسلوكيات الظاهرة والقابلة للمالحظة والقياس كالسلوكيات‬
‫اللفظية والحركية‪ ،‬أما االستجابات الكامنة الضمنية وكل األنشطة المعرفية فلمتعرها أي اهتمام‪ ،‬ومن بين‬
‫المواضيع التي درست في تلك الحقبة مفهومي "االتجاه والرأي "فهذين المفهومين يتصالن مع مفهوم‬
‫التصور االجتماعي‪ ،‬لكنهما يختلفان عنه‪ ،‬فالرأي يمثل استجابة ظـاهرة قابلة للمالحظة والقياس‪ ،‬أما االتجاه‬
‫فيستمد أصوله من علم النفس العام‪ ،‬وقد استعمل في البداية للتأكد من وجود عالقات بين المثيرات‬
‫واالستجابات وذلك في حساب زمن رد الفعل‪ ،‬أما مفهوم التصور فهو أكثر تعقيدا وذلك بسبب طبيعته‬
‫الكامنة‪ ،‬فهو عملية بناء للواقع يؤثر في آن واحد على المثير و االستجابة‪ ،‬فيعدل األول و يوجه الثاني‪.‬‬
‫كما أشار "موسكوفيسي" إلى أن التصورات تتحدد في آن واحد بالمثير واالستجابة‪ ،‬وأنهال توجد‬
‫قطيعة بين العالم الخارجي والعالم الداخلي للفرد أو للجماعة‪ .‬كما يعود تأخر تطور مفهوم التصور االجتماعي‬
‫إلى سيطرة النموذج الماركسي الذي يؤمن بأن إنتاجا ألفكار للتصورات يرتبط بالنشاط المادي للناس‪ ،‬كما‬
‫يؤمن بأن مفهومية آليات التدرج والمراتب ما بين أدنى وأعلى البنيات يعطي الشرعية الكاملة لدراسة هذا‬

‫‪12‬‬
‫الجانب النظري‬

‫النمط‪ ،‬بحيث أن التصورات هي لغة الحياة الواقعية‪ ،‬ولكن مع التطور الذي عرفه كل من علم النفس‬
‫المعرفي وعلم االجتماع المعرفة بدأ هذا المفهوم يأخذ مكانة له في علم االجتماع واألنثروبولوجيا‪ ،‬والتاريخ‪،‬‬
‫وعلم النفس االجتماعي‪ ،‬وهذا التطور النوعي لمفهوم التصور االجتماعي حدث في ميدان علم النفس‬
‫االجتماعي علي يد "موسكوفيسي" الذي درس تصورات الجماعات المختلفة للتحليل النفسي‪ ،‬ونشرت نتائج‬
‫دراسته في كتابه ‪:‬التحليل النفسي صورته وجمهوره لقد أراد "موسكوفيسي "في دراسته الرائدة أن يفهم كيف‬
‫تنتشر نظرية علمية لدى الجمهور وماهي التغيرات التي تط أر عليها بعد مرور نصف قرن من الزمن‪ ،‬مع‬
‫اإلشارة أنه ال يوجد تصور واحد للتحليل النفسي بل تصورات‪ ،‬وهي تختلف في محتواها ومستوى بنائها‬
‫وتوجهها العام نحو التحليل النفسي‪ ،‬كما تختلف أيضا حسب االنتماء االجتماعي‪.‬‬
‫(عامر‪ ،2005،‬ص ص ‪)11-10‬‬

‫‪ -3‬نظريات التصورات االجتماعية‪:‬‬

‫هناك ثالث نماذج مفسرة للتصورات االجتماعية سنقوم بعرضها كمايلي‪:‬‬

‫‪ -1.3‬النموذج السوسيو‪-‬تطوري ‪:‬‬

‫يعد هذا النموذج أول مقاربة نظرية يقترحها "موسكوفيسي" للعمل على التصورات االجتماعية‪ ،‬حيث‬
‫يدرس هذا النموذج الكيفيات التي ينتِج من خاللها األفراد تصوراتهم حول مواضيع الحياة المختلفة‪.‬‬

‫يـرى موسكوفيســي أن ظهــور وضــعية اجتماعيــة جديــدة‪ ،‬و مــا تفرضــه هــذه األخيـرة مــن قلــة‬
‫المعلومــات بشـأنها أو عجـز المعـارف المكتسـبة سـابقا عـن تأويلهـا‪ ،‬يـؤدي إلـى بروزهـا كموضـوع إشـكالي‬
‫وجديـد يسـتحيل معرفته بشكل كـامل نظ ار لتشتت الـمعلومات التي تتعلق به‪ ،‬فـهذه الـوضعية تولد نـقاشات و‬
‫جـداالت و تفـاعالت تزيـد مـن الشـعور بضـرورة فهـم الموضـوع‪ ،‬وهكـذا يـتم تنشـيط التواصـل الجمـاعي و‬
‫التطـرق لكـل المعلومـات و المعتقـدات و الفرضـيات الممكنـة‪ ،‬مـا يـؤدي فـي نهايـة األمـر إلـى الخـروج بموقـف‬
‫أغلبيـة لـدى الجماعـة‪ ،‬هـذا التوافـق تسـاعده طبيعـة معالجـة األفـراد االنتقائية للمعلومـات‪ ،‬إذ يتمركـزون حـول‬
‫مظهـر خـاص يتناسب و توقعاتهم و توجهاتهم الجماعية‪ ،‬لكن هذه السيرورة العفوية المولدة للتصور تحتاج‬
‫لثالث شروط‪:‬‬

‫أ‪ -‬تشتت المعلومة ‪.la dispersion de l’information‬‬


‫ب‪ -‬التركيز في بؤرة ‪. La focalisation‬‬
‫ت‪ -‬الحاجة إلى االستدالل ‪la pression à l’inférence‬‬
‫لكن "موليني" ‪Moliner‬فصل فيما بعد أكثر في هذه الشروط ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫الجانب النظري‬

‫أ‪ -‬ظهور موضوع معقد و مركز أو متعدد األشكال‪.‬‬

‫ب‪ -‬وجود جماعة اجتماعية‪.‬‬

‫ت‪ -‬وجود رهانات متعلقة بالهوية أو بالترابط االجتماعي متأثرة بهذا الموضوع‪.‬‬

‫ث‪ -‬حـدوث ديناميكيـة اجتماعيـة؛ أي مجموعـة مـن التبـادالت والتفـاعالت مـا بـين الجماعـات حـول هـذا‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫ج‪-‬غياب تنظيم امتثالي أو دوغمائي متحكم في المعلومة المتعلقة بالموضوع‪.‬‬

‫كما اقتـرح موسكو فيسي مـن خـالل هـذا النمـوذج سـيرورتين ينـتج عنهمـا ظهـور التصـورات‪.‬‬

‫أ‪ -‬سيرورة التوضيع‪L’objectivation :‬هي السيرورة التي تجعل المجرد ملموسا‪.‬‬

‫ب‪ -‬ســـيرورة الترســـيخ‪L’ancrage :‬هــي ســيرورة يحــاول األف ـراد مــن خاللهــا إدمــاج المعلومــات الجديــدة‬
‫المتعلقة بالموضوع في نسق مرجعي موجود سلفا‪.‬‬

‫(جلول والجموعي‪ ،2014،‬ص‪)8‬‬

‫‪ -2.3‬نظرية النواة المركزية ‪: La théorie du noyau central.‬تتخذ نظرية النواة المركزية منحا‬
‫وصفيا‪ ،‬فهي تهتم بسيرورة التوضيع‪ objectivation‬و تلعب دو ار في الكشـف عـن منتـوج هـذه السـيرورة‪،‬‬
‫كمـا تؤكـد هـذه النظريـة أن التوافـق الضـروري للتصـور االجتماعي موجـود على مستوى اآلراء الشخصية‪.‬‬
‫(‪)Roussian,Bonardi,2001,p148‬‬

‫ينظـر "أبريـك" ‪ Abric‬صـاحب هـذه المقاربـة النظريـة إلـى التصـورات االجتماعية علـى أنهـا‬
‫مجموعـة سوسـيو‪-‬معرفيـة منظمـة بطريقـة خاصـة‪ ،‬وتتحــرك حسـب قواعــد عمـل خاصــة بهـا‪ ،‬ففهــم‬
‫الميكانيزمـات التــي تتـدخل مـن خاللهـا الــتصورات فـي الــممارسات االجتماعية يتــطلب ضـرورة مــعرفة‬
‫الــتنظيم الــداخلي للــتصور‪ ،)Abric,1994,p8( .‬ولهـذا اهــتم مختلـف البــاحثين الــذين يعملـون معــه فـي‬
‫هــذا المجـال بالــمعتقدات الــمتقاسمة والمتوافـق عليهــا مــن قبــل أعضــاء الجماعــة‪ ،‬حيــث ينظــر إليهــا‬
‫كنســق مــدرج من المعتقــدات‪ ،‬يضــم عناصر محيطية منتظمة حول نواة مركزية تتولى مهمة تنظيم بقية‬
‫مكونات النسق‪.‬لكن تقدم األبحاث كشف عن إمكانية وجود تدرج آخر داخـل النـواة المركزيـة‪ ،‬حيـث يشير‬
‫المشتغلون في هذا الحقل إلى وجود عناصر مركزية رئيسية تضـمن إعطـاء الداللـة للموضـوع‪ ،‬فـي حـين‬
‫تخصص ِ‬
‫وتدقق هذه الداللة مجموعة من العناصر المركزية النائبة‪.‬‬

‫(جلول والجموعي‪ ،2014،‬ص‪)157‬‬

‫‪14‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -1.3‬النموذج السوسيو‪ -‬ديناميكي ‪:Le modèle socio dynamique‬‬

‫أقتــرح هــذا النمــوذج مــن قبــل "دواز" ‪ Doise‬الــذي اه ــتم بالمعتق ــدات الخاص ــة الت ــي يكونهــا األف ـراد‬
‫ع ــن المواضيع المختلفة للحياة االجتماعية‪ ،‬فالتصورات حسبه ال يمكـن تبصـرها إال مـن خـالل ديناميكيـة‬
‫اجتماعيـة تضع الفاعلين االجتماعيين في حالة تفاعل‪.‬‬

‫عنــدما تــدور هــذه الديناميكيــة حــول مســألة مهمــة‪ ،‬تثيــر مواقــف مختلفــة لــدى األف ـراد بحســب‬
‫االنتماءات االجتماعية لكـل واحــد‪ ،‬وذلــك بــالرغم مـن اشــتراكهم فــي نفـس المبــادئ المنظمـة للمواقـف‪ ،‬وهكــذا‬
‫تنسـب هــذه النظريـة وظيفـة مزدوجـة للتصـورات االجتماعية؛ فهـي تعتبرهـا مـن جهـة كمبـادئ مولـدة للــمواقف‪،‬‬
‫ولــكنها مـن جهة أخرى مبـادئ منظمـة للفروقـات الفرديـة‪ ،‬وبالتـالي فليسـت وجهـات النظـر هـي المتقاسـمة‬
‫ولكـن المسـائل التي يتجابه حولها هي المتقاسمة‪.‬‬

‫تعطـي هـذه المقاربـة النظريـة مكانـة مهمـة للعالقـات مـا بـين األفـراد‪ ،‬وذلـك بمحاولـة توضـيح الكيفيـة‬
‫التـي يمكن من خاللها لالنتماءات االجتماعية المختلفة أن تحدد األهمية الموكلة للمبادئ المختلفة‪ ،‬إذ يتعلق‬
‫األمر بدراسة ترسيخ التصورات في الواقع الجماعي‪.‬‬

‫(‪)Roussiau&Bonardi,2001,p149‬‬

‫‪ -4‬بنية التصور االجتماعي‪:‬‬

‫من خالل الدراسات واألبحاث التي قامبها مجموعة من الباحثين والعلماء فقد ارتأوا إلى النتيجة‬
‫المتمثلة في أن التصور ينتظم حول نواة مركزية‪ ،‬هذه األخيرة التي تعتبر العنصر األساسي واألكثر أهمية‬
‫في التصور‪ ،‬كما أنه يحتوي على عناصر محيطية تنتظم بدورها حول النواة المركزية للتصور‪.‬‬

‫‪ -1.4‬النواة المركزية ‪le Noyau Central :‬‬

‫حسب "أبريك "‪ ،‬وذلك في الفترة الممتدة بين ‪ 1987/1976‬يقول‪ " :‬أن النواة المركزية هي العنصر‬
‫األساسي في التصور‪ ،‬ذلك أنها هي التي تحدد في الوقت نفسه المعنى والتنظيم الخاصين بالتصور‪ ،‬وكذلك‬
‫تؤمن وظيفتين أساسيتين‪:‬‬

‫(‪)Rouquette &Râteau, 1998,p33‬‬

‫أ‪ -‬الوظيفة المولدة‪Une fonction génératrice :‬إنه العنصر الذي يخلق أو يحول مدلول عناصر‬
‫أخرى مكونة للتصور‪ ،‬وكذلك به تكون لهذه العناصر معنى وقيمة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الجانب النظري‬

‫ب‪-‬الوظيفة المنظمة‪Une Fonction Organisatrice:‬إن النواة المركزية هي التي تحدد طبيعة‬


‫العالقات التي تربط بين عناصر التصور‪ ،‬ولهذا المعنى يكون العامل أو العنصر الموحد للتصور والذي‬
‫يعمل على استق ارره‪ ،‬ويؤمن دوام الظروف واألحداث المتحركة والمتطورة‪ ،‬ومنه فالنواة المركزية هي العنصر‬
‫األكثر مقاومة للتغير‪ ،‬فكل تحول أو تعديل في النواة المركزية يدخل تحوال كليا أو تعديال في طبيعة التصور‪،‬‬
‫ويعتقد أنهبهذا العنصر يتبين االستدالل البسيط على محتوى التصور‪ ،‬وبالتالي فهو ليس بمعيار كاف‬
‫للتعرف عليه‪ ،‬لذلك فطبيعة هذا النظام الخاص بالمحتوى هو الجوهر و االساس‪.‬‬

‫ويضيف "أبريك" أنه إذا كان هناك تصوران محددان ومعرفان بمحتوى واحد فإنه يمكن أن يكونا‬
‫مختلفين جذريا من حيث تنظيم هذا المحتوى وبذلك فإن التمركز الخاص ببعض العناصر يكون كذلك‬
‫مختلفا‪ ،‬إذا فعندما يحدد عنصر مركزي معنى العناصر األخرى‪ ،‬فإن تكافؤه يجب أن يكون معنويا واستدالليا‬
‫أكثر ارتفاعا مقارنة مع البنود المحيطية‪ ،‬ومنه فالبعد الكمي ال يكون مؤش ار كافيا في تمركز عنصر ما‬
‫للتصور‪ ،‬وعلى العكس من ذلك يبقى البعد الكيفي هو المحدد لتمركز هذه العناصر‬

‫(‪)Abric & autre,1994,p22‬‬

‫وحسب "جيملي" ‪ (1992) Guimelli‬فقد شدد على أن تحليل التصور يجب أن يكون تحليال‬
‫بنيويا‪ ،‬ألنه يرى بأن النواة المركزية تتكون من عناصر أو مجموعة عناصر تحتل مكانة خاصة في بنية‬
‫التصور حيث أنها توحد وتحدد كل المعاني الخاصة بالتصور ويضيف أن النواة المركزية محددة بمايلي‪:‬‬
‫‪ -1‬طبيعة المتصور‪.‬‬

‫‪ -2‬طبيعة العالقات القائمة بين الفرد أو األفراد وهذا الموضوع‪.‬‬


‫‪ -3‬أنظمة القيم واالعتقادات الخاصة باألفراد‪.‬‬
‫إذن فطبيعة الموضوع والغاية من الوضعية يحددان البعد الخاص بالنواة المركزية وهذا األخير يمكن‬
‫أن يكون بعدا وظيفيا أو بعدا معياريا‪)Abric & autre,1994,p23( .‬‬

‫‪ -2.4‬النظام المحيطي ‪:le système périphérique‬‬


‫حسب "أبريك "فإنه يقول " ‪:‬إن العناصر المحيطية للتصور تنتظم حول النواة المركزية‪ ،‬وأنها على‬
‫عالقة مباشرة مع هذه النواة‪ ،‬بمعنى أن تواجد هذه العناصر‪ ،‬توازنها‪ ،‬قيمتها ووظيفتها تحدد كلها بواسطة‬
‫النواة ‪.‬العناصر المحيطية هي األهم في محتوى التصور والجزء السهل البلوغ‪ ،‬كما انها ملموسة وأكثر‬
‫حيوية‪ ،‬فهي تتضمن المعلومات المسترجعة والمختارة والمترجمة‪ ،‬كما تحوي أحكاما مشكلة انطالقا من‬
‫الموضوع‪ ،‬إن هذه العناصر المحيطية متدرجة ومتسلسلة‪ ،‬بمعنى انها تستطيع أن تكون أكثر أو أقل إقترابا‬
‫من النواة المركزية‪ ،‬قربا من النواة هي تلعب دو ار مهما في جعل معنى ومدلول التصور ملموسا ‪.‬أما بعدا‬

‫‪16‬‬
‫الجانب النظري‬

‫من النواة فهي توضح هذا المعنى والمدلول‪ ،‬لذلك فالعناصر المحيطية تلعب دو ار رئيسيا في التصور إذ انها‬
‫تعمل بمثابة وسيط بين النواة المركزية والوضعية المادية أين يتم إعداد وتوظيف التصور وهي تستجيب‬
‫لوظائف ثالث‪:‬‬
‫أ‪ -‬وظيفة التجسيد ‪:‬هي ناتجة عن ترسيخ التصور في الواقع‪ ،‬أنها تسمح بتجهيزه في مصطلحات‬
‫ملموسة فوريا مفهومة ومحلولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وظيفةتنظيمية‪ :‬وهي أقل صالبة وأكثر ليونة من النواة المركزية‪ ،‬إذ أنها تسمح بالتكيف الفعال للتصور‬
‫مع التغيرات والتطورات الخاصة بالظروف والسياقات‪.‬‬
‫ج‪ -‬وظيفة دفاعية ‪:‬إن النواة المركزية وعن طريق تموضعها‪ ،‬هي العنصر األكثر مقاومة للتغيرات‬
‫والتبديالت‪ ،‬ألنها ليست س ار ألي شخص‪ ،‬فتغيي ارتها أو تحويالتها تؤدي حتما إلى اضطراب كلي للتصور‪.‬إذا‬
‫فالعناصر المحيطية للتصور تعمل مثل نظام دفاع خاص بالتصور‪ ،‬فتغييرات التصور تكون على العموم‬
‫انطالقا من التغييرات التي تط أر على عناصره المحيطية‪.‬‬
‫كذلك يمكن اعتبار وظيفة التفرد التي يتميزبها التصور أيضا‪ ،‬ذلك أن النظام المحيطي يسمح‬
‫بتغييرات شخصية إزاء النواة المركزية المشتركة والعامة للتصورات‪ ،‬وخاصة منها التصورات االجتماعية‬
‫الفردية التي تتأثر بتاريخ الفرد أو بخبرته الذاتية أو معايشته لألحداث‪ ،‬وبالتالي فإن هناك فروقا بين األفراد‬
‫حول النظام المحيطي‪.‬‬
‫إذا فالتصورات االجتماعية تتشكل من نواة مركزية وعناصر محيطية يعمالن ككيان واحد‪ ،‬حيث‬
‫يقوم كل جزء بعمل محدد ولكنه متكامل مع الجزء اآلخر ‪.‬لذلك فتواجد هذا النظام المزدوج يسمح بفهم‬
‫خاصية من خصائص التصورات االجتماعية‪ ،‬والذي يظهر بشكل متناقض في الوهلة األولى‪ ،‬ذلك أن‬
‫التصورات هي في نفس الوقت مستقرة ومتحركة‪ ،‬صلبة ومرنة‪( ،‬مستقرة وصلبة (ألنها تحدد بعمق بواسطة‬
‫نواة مركزية موطدة في النظام الخاص بالقيم المقسمة بواسطة أعضاء الجماعة‪ ،‬و) متحركة و مرنة( ألنها‬
‫تغذي الخبرات الفردية‪ ،‬فهي تدمج المعطيات المعاشة وكذلك الوضعية النوعية و التطور الخاص بالعالقات‬
‫والممارسات االجتماعية والتي يندمج األفراد أو تندمج الجماعات فيها‪.‬‬
‫(‪)Abric & autre,1994,p26‬‬
‫‪-5‬خصائص التصورات االجتماعية‪:‬‬
‫التصورات االجتماعية كمفهوم حديث له بعض الخصائص التي تميزه عن باقي المفاهيم في العلوم‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬توجد خمس خصائص للتصورات االجتماعية حسب "جودلي" ‪:jodlet‬‬

‫‪17‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -1.5‬خاصية ارتباط التصور بالموضوع‪ :‬بما ان اول شرط لوجود التصور وجود معلومة حول الموضوع‪،‬‬
‫وال يمكن وجود معلومات دون وجود موضوع ويكون الموضوع اما‪ :‬شخصا‪ ،‬شيئا‪ ،‬ظاهرة‪ ....‬الخ‪ .‬كما‬
‫يمكن ان يكون ذو طبيعة مادية أو معنوية‪.‬‬
‫يتأثر التصور بخصائص كل من الموضوع المتصور‪ ،‬والشخص المتصور‪ ،‬فهما في عالقة تفاعلية‪،‬‬
‫حيث يلجأ الفرد الى إعادة بناء الموضوع المتصور وفقا لخصائصه‪.‬‬

‫ترى نظرية التصورات االجتماعية‪ ،‬ام كل حقيقة هي حقيقة متصورة‪ ،‬أي ان الشخص يضفي عليها‬
‫طابعه الخاص وفقا لثقافته‪ ،‬وايديولوجيته لتصبح حقيقة ال يمتلكها اال هو‪.‬‬

‫‪ -2.5‬خاصية الرمز والداللة‪ :‬يستعمل الفرد خالل بنائه للتصورات االجتماعية مجموعة من اإلشارات‪،‬‬
‫الصور والرموز‪ ،‬التي ينسبها لموضوع التصور بهدف تفسير وتأويل الموضوع المتصور‪ ،‬ويرمز له و يدل‬
‫عليه‪ ،‬وبالتالي يعطيه معنى معينا يمكنه من التحكم فيه والتفاعل معه‪ .‬ويسهل عملية االتصال باشراك كل‬
‫افراد الجماعة في نسبة هذا المعنى لذلك الموضوع‪.‬‬

‫‪ -3.5‬الخاصية الصورية‪ :‬من خالل الصور التي تحتويها تساعد التصورات االجتماعية على فهم العالم‬
‫المجرد‪ ،‬وتحويل الخواطر‪ ،‬األفكار‪ ،‬المفاهيم واالدراكات الى أشياء قابلة للتبادل عن طريق الصور‪ ،‬لكن ال‬
‫يمكن تبسيط هذا الجانب من التصورات الى مجرد إعادة الواقع على شكل صور‪ ،‬ولكن ينبغي استخدام‬
‫الخيال االجتماعي والفردي في إعادة بنائه‪.‬‬

‫‪ 4.5‬الخاصية البنائية‪ :‬التصورات االجتماعية ليست مجرد استرجاع لصور حول الواقع‪ ،‬بل هي إعادة‬
‫صياغة لهذا الواقع وبناءه‪ ،‬من خالل عمليات عقلية بالرجوع الى تاريخ الفرد ومعاشه ومرجعتيه القيمية‪،‬‬
‫والثقافية واالجتماعية‪.‬‬
‫يرى "موسكوفيسي" أن الفرد يعمل على إعادة نمذجة عقلية ‪ remodlage mental‬للموضوع‪ ،‬وان‬
‫كل حقيقة هي حقيقة متصورة عن طريق امتالك األفراد والجماعات له‪ ،‬واعادة صياغتهم له عقليا وادماجهم‬
‫له في نظام القيم المرتبط بتاريخهم ومحيطهم االجتماعي‪.‬‬

‫‪ 5-5‬خاصية االبداع‪ :‬ان عملية بناء التصورات االجتماعية ال تقتصر على إعادة انتاج الواقع بل هي‬
‫عملية بناء واقع جديد متصور‪ ،‬أكثر تكيفا ومالئمة لمحيط الفرد والجماعة وحسب مرجعيتهم والقيم والمعايير‬
‫السائدة‪ ،‬بهدف توجيه سلوكات وتصرفات الفرد والجماعة وتسهيل التواصل فيما بينهم‪.‬‬
‫(‪)Denis,1997,p366‬‬

‫‪18‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -6‬وظائف التصورات االجتماعية‪:‬‬


‫يرى "أبريك" ‪ Abric‬بان للتصورات دور أساسي في ديناميكية العالقات االجتماعية والممارسات ويتحقق‬
‫ذلك من خالل عدة وظائف‪.‬‬

‫‪ -1.6‬وظيفة معرفية‪:‬‬
‫فالتصورات االجتماعية تسمح لألفراد بإدماج المعلومات الجديدة في أصل التفكير الخاص بهم‪،‬‬
‫وهذه التصورات لها طابع فكري وتفسيري للعالم المحيط‪ ،‬كما أنها تساعد أيضا في نقل ونشر المعرفة‪.‬‬

‫‪ -2.6‬وظيفة الهوية‪:‬‬
‫فالتصورات االجتماعية تساهم في التعرف على هوية الجماعات والعالقات بينها والتصورات التي‬
‫تكونها كل جماعة‪ ،‬وتعمل على اعداد هوية اجتماعية وشخصية منسجمة مع أنظمة المعايير والقيم المتعددة‬
‫في المجتمع‪ .‬ويقول "جودلي" ‪ Jodlet‬التصورات هي توزيع فكرة‪ ،‬لغة‪......‬وهي أيضا تأكيد لموقع اجتماعي‬
‫مع هوية‪.‬‬

‫‪ -3.6‬وظيفة توجيهية‪:‬‬
‫فالتصورات االجتماعية توجه السلوك والممارسات على ثالث مستويات على األقل‪:‬‬
‫‪ -‬تتدخل مباشرة في تعريف الغاية من الموقف فهي التي تحدد نمط العالقات المناسبة للفرد‪.‬‬
‫‪ -‬ان التصورات تؤثر على السلوك الذي يقوم به الفرد حتى قبل القيام به أحيانا‪ ،‬فاتجاهات الفرد تؤثر على‬
‫التفاعل الذي سيحدث بينه وبين االخرين أي النتائج تحسم أحيانا قبل القيام بالفعل‪ .‬فالتصورات تشكل أنظمة‬
‫لفك رموز الواقع وظيفتها توجيه انطباعات الفرد وتقييم سلوكياته‪ .‬وتقرر التصورات السلوكيات والممارسات‬
‫التي يقوم بها وتحدد ما هو مسموح به وماهو مقبول وما هو غير مقبول في موقف ما‪ ،‬فتلعب بالتالي دور‬
‫المعايير‪.‬‬

‫‪ -4.6‬وظيفة تبريرية‪:‬‬
‫حيث تسمح بتبرير اتخاذ بعض المواقف واالتجاهات‪ ،‬فهذه الوظيفة مرتبطة بالوظائف السابقة‬
‫وتخص عل ى وجه التحديد العالقات بين المجموعات وبين التصورات التي سيكونها كل فريق عن االخر‬
‫مبررين اتخاذ المواقف والسلوكات تجاه بعضهم البعض وذلك ما توصل اليه كل من "موسكوفيسي" و "أبريك"‬
‫(‪ )1988‬حيث تعرضا الى النواة المركزية للتصورات االجتماعية والتي تعتبر أهم مضامين النظرية البنيوية‪.‬‬
‫(مقالتي‪ ،2009،‬ص ص ‪)44،43‬‬

‫‪19‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -7‬أنواع التصورات‪:‬‬
‫‪ -1.7‬التصورات الفردية‪:‬‬
‫والتصور الفردي هو تصور الفرد لذاته في إطار مرجعي محدد اجتماعيا‪ ،‬او هو تصور يتعلق‬
‫بالفرد لكنه يتأثر بالعوامل البيئية المحيطة به‪ ،‬وله وظيفة ال تقل أهمية في االتصال مع النفس‪ ،‬فالفرد‬
‫بحاجة ماسة إلعطاء صورة لذاته تتماشى مع ظروف الحياة التي يعيشها‪.‬‬
‫فالتصورات الفردية هي أي موضوع يمكن استنباطه الى وضعية معاشه مما يعطيها معنى وأبعد‬
‫من هذا فهي قائمة على خبرات فردية محايدة أي تخص ذلك الفرد ونمط معاشه‪.‬‬
‫ويمكننا القول إنها الطريقة التي يتصور بها الفرد ذاته‪ ،‬فهي متعلقة بالشخص‪ ،‬ألنه محتاج ليعطي‬
‫صورة كافية نسبيا عن ذاته وتكون هذه التصورات الذاتية للفرد مستوحاة من الوضعية االجتماعية التي‬
‫يعيشها‪.‬‬
‫(مقالتي‪ ،2009 ،‬ص ص ‪.)33،31‬‬

‫‪ -2.7‬تصور الغير‪ :‬وهو تصور ذو مستويين‪:‬‬


‫أ‪ -‬المستوى الذاتي الداخلي‪:‬‬
‫وهو تفضيل الشخص لذاته عن موضوع التصور بمعنى ان الذات هي التي تحتم على الفرد التحدث‬
‫عن نفسه قبل الخوض في أي موضوع‪ ،‬و بتناوله هذا الموضوع يحاول جاهدا فرض رأيه على االخرين‪.‬‬
‫والتصور الذاتي يعتبر مفهوم أساسي في التحليل السوسيولوجي لألدوار والمقصود به الصورة التي‬
‫في أذهاننا عن الذات التي نحاول أن نرفع من شأنها أو ندافع عنها‪.‬‬
‫(حجازي‪ ،2005،‬ص‪)170‬‬
‫ب‪ -‬المستوى الموضوعي الخارجي‪:‬‬
‫وهو ابتعاد الشخص عن ذاته في تخيله للمواضيع‪ ،‬أي ال يصبح الفرد محور الموضوع بل يشاركه‬
‫في ذلك الجماعات ومنه نستخلص ان المستوى األول من التصور الغيري يتمثل في األنا‪ ،‬ووجهة نظر‬
‫الفرد الخاصة به وطريقة تحليله للمواضيع‪ ،‬أما المستوى الثاني فهو خارجي يجرد فيها الفرد ذاته موضوع‬
‫التصور‪.‬‬

‫‪ -3.7‬التصور االجتماعي‪:‬‬
‫هو إحدى الوسائل التي من خاللها تؤكد سيطرة المجتمع على الفرد‪ ،‬ويبرز من خاللها أثر‬
‫التفكير الجماعي على التفكير الفردي‪ ،‬وفي رأي "دوركايم" ال يمكن الوصول اليه بمجرد مالحظة داخلية‬
‫لذا وجب البحث عن رموز خارجية لتجعله محسوسا حيث ان التصور ال ينشأ من فراغ وانما هو نتيجة‬
‫أسباب خارجية‪( .‬طاهري‪ ،2013 ،‬ص ص ‪)36،35‬‬

‫‪20‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ .8‬محتوى التصورات االجتماعية‪:‬‬


‫يعترف الباحثون بالصعوبة البالغة في إعطاء تعريف دقيق للعناصر المكونة لآلراء والمعتقدات‬
‫واألشياء‪ ،‬فمنهم من يشير اليها على انها "عالم من اآلراء" (موسكوفيسي) ومنهم من يضيف اليها بأنها‬
‫مجموعة من المعتقدات‪ ،‬اال ان هناك اجماع على المقاربة المقترحة من "موسكوفيسي" لتحليل محتوى‬
‫التصورات حيث يرى بأنه مركب من ثالث أبعاد أساسية و هي‪ :‬المعلومات‪ ،‬الموقف‪ ،‬حقل التصور‪.‬‬

‫‪ -1.8‬المعلومات‪:‬‬
‫هي مجموعة من المعارف المكتسبة حول موضوع معين وحصل عليها الفرد انطالقا من محيطه‬
‫االجتماعي بواسطة تجارب شخصية أو وسائل إعالمية أو عن طريق االحتكاك والتواصل ألن الفكر يكون‬
‫واقعه اعتمادا على كمية ونوعية المعلومات و مدى تنظيمها‪.‬‬

‫‪ 2-8‬الموقف‪:‬‬
‫هو الجانب المعياري للتصور ويعبر عنه من خالل استجابة عاطفية وانفعالية اتجاها لموضوع‪،‬‬
‫فهو اتجاه سلبي أو إيجابي لفكرة أو لموضوع معين‪ ،‬ويرجع "موسكوفيسي" األولوية للموقف بحيث ال يلتقط‬
‫الفرد المعلومات اال بعد ان يتخذ موقفا من الموضوع‪ ،‬وبذلك فالفرد يتفاعل ويندمج مع مواقفه انطالقا من‬
‫مجموعة القيم واألفكار التي تكون موقفا سواء بالرفض أو القبول‪.‬‬

‫(رداف‪ ،2010،‬ص‪.)86‬‬

‫‪ 3-8‬حقل التصور‪:‬‬
‫يرى" موسكوفيسي" أن هناك حقل تصوري أين توجد وحدة مرتبطة من العناصر كما يعبر عنه‬
‫بمجموعة اآلراء المنتظمة‪ ،‬اذ يرجع الى المظهر الصوري لكن في بناء دال من خالل ادخال المعلومات‬
‫التي بحوزة الفرد وترجمتها‪( .‬طاهري‪ ،2012،‬ص‪.)44‬‬

‫‪-9‬مراحل التصورات االجتماعية‪:‬‬


‫حسب "موسكوفيسي" تمر التصورات بأربعة مراحل‪:‬‬

‫‪ -1.9‬المرحلة األولى‪:‬‬
‫مرحلة المرور الى النموذج الصوري وفيها يجمع الفرد المعلومات حول الموضوع‪ ،‬ثم يرتبها ويدرجها‬
‫في الذاكرة وتسمى بمرحلة انتزاع الموضوع من المحيط‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ 2-9‬المرحلة الثانية‪:‬‬
‫مرحلة المرور من النمط الصوري الى التصنيف‪ ،‬حيث يكتسب النموذج الصوري صفة التأكيد‬
‫والترسيخ اذ يصبح هو الواقع بالنسبة للفرد فيستعمله في تصنيف الموضوع مع الموضوعات الموجودة في‬
‫اطاره المعرفي سابقا‪ ،‬ويفسر من خالله الواقع‪.‬‬

‫‪ 3-9‬المرحلة الثالثة‪:‬‬
‫مرحلة المرور من التصنيف الى النموذج النشط التي تحدث فيه‪ ،‬بعد أن يصبح التصور مرجعا‬
‫تفسيريا للواقع ويتحول في المرحلة الالحقة موجه لسلوكنا‪.‬‬

‫‪ 4-9‬المرحلة الرابعة‪:‬‬
‫مرحلة التبلور حيث يكتسب التصور في هذه المرحلة استقرار وثبات يمنحه نوعا من الصالبة يترتب‬
‫عنه توقعات حول موضوع التصور‪ ،‬تتعلق بتفاعل االفراد مع بعضهم البعض‪.‬‬
‫(قريشي وبوعيشة‪ ،2010،‬ص‪)9‬‬

‫‪ -10‬مميزات التصور‪:‬‬
‫‪ -1.10‬الميزة الفكرية اإلدراكية‪:‬‬
‫يعتبر للتصور ميزة مزدوجة في حد ذاتها‪ ،‬إدراكية وفكرية ‪.‬فاإلدراك عملية منشؤها حسي‪ ،‬أما‬
‫العملية الفكرية فطابعها تجريدي‪ ،‬وتصور الشيء ما هو إال إعادة إحضار حسي للوعي أو الشعور رغم‬
‫غيابه في المجال الملموس‪.‬‬
‫كما يشمل التصور العملية اإلدراكية من جهة أخرى‪ ،‬حيث أن شرط ظهوره هو إزالة الموضوع ‪.‬‬
‫لذلك فهو يحوي هاتين العمليتين رغم التناقض الموجود بينهما‪ ،‬والمتمثل في أن الجانب اإلدراكي يتطلب‬
‫حضور الموضوع والفكري يتطلب غيابه ‪.‬ويحتفظ التصور بهذا التناقض وينمو ويتطور من خالله‪.‬‬
‫يمكن تدعيم هذه الميزة بما جاء في قول "موسكوفيسي"‪ :‬يسمح التصور بالعبور من الحلقة الحس حركية‬
‫إلى الحلقة المعرفية‪ ،‬ومن الشيء المدرك من بعد إلى التحسس بأبعاده واشكاله‪.‬‬
‫(‪.)Moscovici,1998,p367‬‬
‫‪ -2.10‬ميزة المعنى الشكلي الدال‪:‬‬
‫تظهر بنية كل تصور مضاعفة وذلك على اثر وجهتين غير منفصلتين‪ ،‬الوجه الشكلي والوجه‬
‫الدال ‪.‬فهيكل كل تصور حسب "موسكوفيسي" يكون مزدوج‪ ،‬أي للتصور وجهين كالورقة ‪:‬الوجه الشكلي‬
‫والوجه الرمزي‪.‬بالتالي يعد التصور شكل ومعنى‪ ،‬على أساس أنه لكل شكل معنى ولكل معنى شكل‪.‬‬
‫(‪)Moscovici,1998,p368‬‬

‫‪22‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -3.10‬ميزة البناء الذهني‪:‬‬


‫تعتبر الخاصية البنائية أساس العمليات في التصور حيث أنها تتميز عن باقي العمليات النفسية‪،‬‬
‫فهي عملية بناء وتركيب يقوم بها الفرد ‪.‬بالتالي ال يعتبر التصور مجرد عملية تكرار أو إعادة إنتاج سلبي‬
‫للموضوع‪ ،‬بل عملية بناء لعناصر المحيط أين يحدث السلوك إن التصور ال يعد عملية بناء عقلي فقط‪،‬‬
‫إنما عملية ربط المواضيع الموجودة في دائرة الفكر‪.‬‬
‫لذلك فعملية البناء الذهني هي ركيزة التصور‪ ،‬فهناك دوما عملية بناء أو إعادة بناء في فعل‬
‫التصور‪.‬‬

‫‪ -4.10‬الميزة االجتماعية‪:‬‬
‫ال يمكن إهمال العوامل االجتماعية المؤثرة في التصور ألنه ينشأ من خاللها ‪.‬ذلك ألن التصور‬
‫يتحدد ببنية المجتمع الذي يتطور فيه‪ ،‬إذ يقول "جيلي"‪: Gilly‬يوصف كل تصور وصفا اجتماعيا بما أنه‬
‫عملية تفاعل الفرد‪ ،‬هذا األخير يستجيب تحت تأثير العوامل االجتماعية المختلفة "ومن خالل هذه الخاصية‬
‫يتضح أن العامل االجتماعي يتدخل من خالل مجالها الملموس‪ ،‬وذلك على أثر نظام القيم والمعتقدات‬
‫والطقوس‪ ،‬وكذا االنتماء إلى الجماعة و بالتالي تسهل التصورات عملية التواصل‪.‬‬
‫(بوسنة‪ ،2008،‬ص‪.)21‬‬
‫‪ -11‬سيرورة التصور االجتماعي‪:‬‬
‫إن السيرورتين التي تعمل من خاللها التصورات قد حددت من طرف "موسكوفيسي"( ‪) 1961‬‬
‫بالمصطلحين التاليين ‪:‬التوضيع‪l’objectivation‬والترسيخ ‪l’ancrage‬حيث يبين كيف أن التصور‬
‫االجتماعي يستولي على موضوع أو معلومة أو حدث ويعيد تشكيله‪ ،‬وبالتالي تصبح كعملية مجزأة‪ ،‬حيث‬
‫تدور في التفاعالت التي تربط بين ما هو نفسي وما هو اجتماعي‪ ،‬انهما (السيرورتين) في هذا السياق‬
‫نشاطان نفسيان يضعان بعين االعتبار مجموعة من الميكانيزمات العقلية والظواهر االجتماعية المحددة عن‬
‫طريق السياقات التي تتوضح من خاللها إذا فهي تؤمن أو تستدمج بطريقة نوعية اجتماعية الوضعيات أو‬
‫األحداث في وجهة مقبولة ومتناسقة‪ ،‬وفيما يلي سيتم عرض هاتان السيرورتان مع توضيح جل نشاطهما‬
‫عموما‪.‬‬

‫(‪)Ficher,2005,p131‬‬

‫‪ -1.11‬التوضيع ‪ :l’objectivation‬هو عبارة عن سيرورة لتنظيم المعارف المتعلقة بموضوع التصور‪،‬‬


‫وهو عبارة عن ميكانيزم بواسطته يتم انتقال العناصر المجردة النظرية إلى صور ملموسة‪ ،‬وفي حالة تصورات‬
‫التحليل النفسي فإن هذه السيرورة تتكون خالل ثالث مراحل‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫الجانب النظري‬

‫أوال‪ :‬إن المرحلة األولى تتميز ب " انتقاء المعلومات " لألفراد الخاصين بالتحليل النفسي أنها تعمل كمصفاة‬
‫تحتفظ بعناصر معينة وكذا التخلي عن عناصر أخرى‪ .‬لذلك فالمعلومات المنتقاة هي مستقاة من السياق‬
‫النظري الذي ينتجها‪ ،‬ويعاد صياغتها من طرف األفراد وذلك عن طريق إعادة التشكيل النوعي‪.‬‬
‫وباختصار فإنه يتم فصل المفاهيم عن اإلطار الذي تنتمي إليه ليتم استمالكها من طرف الناس فيستدخلونها‬
‫في عالمهم الخاص ويتحكمون بالتالي فيها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إن المرحلة الثانية تتميز ب "المخطط الشكلي"هذا المفهوم الذي يعبر عن نواة صلبة خاصة‬
‫بالتصور‪ ،‬فهو يتشكل عن طريق تنظيم جدلي يحمل من جهة تكثيف عناصر المعلومات ومن جهة أخرى‬
‫جالء المظاهر األكثر نزاعا‪ .‬وفي حالة التحليل النفسي "موسكوفيسي "بين أن هذا األخير ال يترجم بمخطط‬
‫يتكون من أفكار عادية بسيطة‪ ،‬بواسطتها يقدم الجهاز النفسي كموضوع سهل فهمه‪ ،‬ولكن في الواقع هذا‬
‫ال يكون ممكنا ألن العناصر المكونة هي خالية مما يجعلها نشيطة لمعرفة الليبدو‪ .‬إن هذه النظرة أو الفكرة‬
‫لها وظيفة أساسية وهي تقديم التحليل النفسي كعلم وكنظرية مقبولة‪ ،‬بمعنى ال تسبب حزنا وال خوفا في‬
‫المجال الذي تزول فيه بنيتها النزاعية‪.‬‬
‫(غانم‪ ،2008،‬ص‪.)35‬‬
‫ثالثا‪ :‬مرحلة التطبيع والتي تقر أنه عندما يدخل مخطط شكلي لموضوع ما يجتمع وينتشر بداخله فإنه‬
‫يصبح بديال عن الموضوع ذاته وبالتالي يصبح طبيعيا‪ ،‬إذا ففي هذه المرحلة تصبح العناصر الشكلية‬
‫ملموسة وكذا تصبح عناصر جلية وبسيطة عن الواقع‪.‬‬
‫إن التطبيع إذن يمكن أن يعرف كعملية تحويل عناصر الفكر في فئات من اللغة وكذا اإلدراك‪،‬‬
‫تعمل على ترتيب الحوادث الملموسة‪.‬‬

‫‪ -2.11‬الترسيخ‪:‬‬
‫هو السيرورة الثانية للتصور‪ ،‬الترسيخ يشير من جهة إلى الكيفيات التي يستدخلبها في المجال‬
‫االجتماعي ومن جهة أخرى للوظائف المنتجة‪ ،‬إنه يحمل ثالثة مظاهر أساسية التي تسمح بفهم عمل‬
‫التصورات االجتماعية في مستويات عديدة‪:‬‬

‫أوال ‪:‬الترسيخ يبين في البداية أن التصور يعمل ك" سيرورة للترجمة"‪ ،‬وهذا يجعلنا نمنح التصور قيمة‬
‫استعمالية اجتماعية‪ ،‬فمثال التحليل النفسي اعتبر كأداة معلومات سواء بالنسبة لنا أو بالنسبة لآلخرين‪ ،‬فهو‬
‫يستخدم لفك رموز ما‪ ،‬يحيط بنا وذلك بتزويدنا بإطار خاص بالترجمة‪ ،‬وهذا األخير يسمح بإدخال األفراد‬
‫والوضعيات في تصنيفات تستخدم كموجه لفهمنا‪ .‬إذا فميكانزيم الترجمة هذا يتحول إلى نظام وسيط قادر‬
‫على تنظيم وتعديل العالقة االجتماعية وذلك بافتراض فهارس وتفاسير تستخدم لتطوير األحداث‬
‫والممارسات‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الجانب النظري‬

‫ثانيا ‪:‬التصورات تتشكل كذلك في " شبكة معاني"و التي تعتبر عنص ار ثانيا للترسيخ وفي حالة التحليل‬
‫النفسي فإن الشبكة تعني أن المعاني الممنوحة للتحليل النفسي تنتج في الواقع من نظام القيم المنتج من‬
‫المجتمع ‪ ،‬وفي هذا المعنى فإن التحليل النفسي هو مقدم كمعارض ومقاوم لمعايير اجتماعية معينة أو‬
‫لتيارات إيديولوجية أقل أو أكثر تعارضا‪ ،‬والتي تحضر معاني خاصة بها ‪ ،‬وبالتالي فالتحليل النفسي يعرف‬
‫كفعل اجتماعي‪ ،‬وفيما يخص استخدامه فإنه ال يمكن اعتباره كنظرية علمية ولكن كصفة تنعت بها‬
‫بعض الجماعات‪ ،‬فهو يستطيع أن يشرح العالقات المتواجدة ما بين الجماعات االجتماعية وتجسيد نظام‬
‫للقيم‪ ،‬ويحدد التعارض ما بين ثقافات مختلفة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المظهر الثالث للترسيخ يتضح في" الوظيفة اإلدماجية " حيث تدمج التصورات أنظمة فكرية مألوفة‬
‫وقائمة مسبقا‪ .‬إن مفهوم اإلدماج يسمح بفهم كيف يعمل الرابط ما بين نموذج من التصورات قائم مسبقا‬
‫والتجديد أي بين ما هو مألوف وما هو جديد أي أن الترسيخ يبين كيفية استدراج ما هو جديد في نظام‬
‫مألوف وقائم مسبقا‪ ،‬مع تبيان التفاعالت ما بين عناصرهما‪.‬‬
‫"موسكوفيسي"ب ‪ Polyphasée Cognitive‬والتي تساهم في استيعاب‬ ‫إن هذه السيرورة أسماها‬
‫التجديد‪ ،‬لذلك يمكن القول أن التصورات االجتماعية هي في نفس الوقت مجددة ومبقية‪ ،‬متحركة وجامدة‪.‬‬
‫ولكن في مستوى آخر‪ ،‬فإن استدماج ما هو جديد سيزودنا بمعالم خاصة بأطر فكرية معرفة مسبقا‪.‬‬
‫فالترسيخ يأخذ بعين االعتبار عملية المصالحة بين العناصر الغير منتشرة والعناصر المعروفة مسبقا‪ ،‬وذلك‬
‫بافتراض طريقة للتصنيف عبر أحكام سريعة تسمح لألفراد االنتهاء بسرعة من هذا اإلستدماج الجديد‪.‬‬
‫اذا فمن خالل عمل التصور االجتماعي نستخلص شروطا معينة لتوضيحه‪ :‬فهو يعالج المعلومة‬
‫المقدمة و ذلك بالتركيز على التوجيه االنتقائي‪ ،‬وكذلك تحضير العناصر في تشكيل جديد‪ ،‬وفي هذا السياق‬
‫فإن كل تصور يظهر كسيرورة دينامية يتم عبرها عملية إعادة بناء الواقع‪ .‬وما يجب فهمه والتركيز عليه‪،‬‬
‫أن هذه الدينامية الخاصة بالتصور تعمل ككل منسجم‪ .‬فسيرورتا التوضيع والترسيخ ترتبطان وتتعاونان في‬
‫األوقات الخاصة ببناء الواقع وتشتركان كذلك في كل تطور أو تحول للتصورات‪.‬‬
‫(غانم‪ ،2008،‬ص ص ‪)37،36‬‬

‫‪ -12‬أبعاد التصور‪:‬‬
‫إن الفرد ال يبني تصوره عن موضوع معين بدون الرجوع إلى مكتسبات من مجتمعه انطالقا من‬
‫المعلومات التي يتلقاها عن طريق الحواس والتي تظل محفوظة في ذاكرته مع تلك العالقات التي يقيمها‬
‫مع اآلخرين‪ ،‬كل هذه المعلومات تبقى داخل نظام معرفي شامل ومنسجم بدرجات مختلفة تسمح للفرد‬

‫‪25‬‬
‫الجانب النظري‬

‫بالتكيف مع المحيط وتيسر اتصاالته داخل الجماعة‪ .‬ويحدد كايس ثالثة أبعاد للتصور في سياقها النفسي‬
‫واالجتماعي والثقافي الذي تظهر وتتطور فيه‪.‬‬
‫(‪)Jodlet,1993,p15‬‬
‫‪ -1.12‬البعد األول‪:‬‬
‫التصور عملية بناء للواقع من طرف الشخص يشكل جهدا في النشاط النفسي باعتباره عمال أو‬
‫إجراءا يركز على عدد من اإلدراكات المتكررة في بناء جملة من المعلومات موضوعها الواقع‪ ،‬إذا يمكن‬
‫إعتبار التصور شبكة لقراءة الواقع‪.‬‬

‫‪ 2.12‬البعد الثاني ‪:‬‬


‫التصور نتاج ثقافي وتعبير تاريخي ظاهر ومعبر عنه اجتماعيا كنموذج ثقافي مجسد تاريخيا‪،‬‬
‫بحيث يسجل التصورات دائما في سياق تاريخي معين‪ ،‬تابعة للوضعية الواقعة والمتميزة أساسا بطبيعة‬
‫المشروع االجتماعي والسياسي وشبكة العالقات االجتماعية واأليديولوجية ومختلف الطبقات المكونة‬
‫للمجتمع‪ ،‬وكل ذلك يكون في إطار زمني محدد‪ .‬تبعا لتلك العالقات االجتماعية التي ينشط بها الفرد‬
‫وللوضعية الطبقية والنشاطات االجتماعية كذلك نجد التصورات مرتبطة بجملة المعتقدات والطقوس واألفكار‬
‫والقيم ذات المرجعية األخالقية والجمالية الخاصة بمختلف الفئات االجتماعية وهذا ما تؤكده "مولو"‪mollo‬‬
‫إن كل طبقة اجتماعية تخفي تصوراتها خاصة تلك المرتبطة بأنظمة القيم المرجعية‪.‬‬
‫(‪)Mollo,1974,p110‬‬
‫‪ 3.12‬البعد الثالث‪:‬‬
‫التصور كعالقة اجتماعية للفرد مع عنصر من محيطه الثقافي‪ :‬بما أنكل تصور يسجل داخل نسيج‬
‫معقد من العالقات التي تربط الفرد بالمجتمع فإن تصور هذا الفرد ألي عنصر من محيطه الثقافي ال يكون‬
‫دون توسط هذه العالقات االجتماعية التي تمنحه مميزات خاصة وتوجب عليه انتقاء بعض العناصر‬
‫للموضوع الذي يتصوره‪.‬‬
‫(الحاج الشيخ‪ ،2013،‬ص ‪(31‬‬

‫‪26‬‬
‫الجانب النظري‬

‫خالصة‪:‬‬
‫انوجودنا في العالم المحيط بنا يجعلنا نحتاج دائما إلى معارف لفهمه‪ ،‬حيث أنه يزخر بالمواضيع‬
‫والوضعيات المرتبطة ببعضها البعض وال يمكن لهذه المعارف أن تولد مع الفرد‪ ،‬وانما هي نتيجة احتكاكه‬
‫الدائم والمتواصل بالمجتمع الذي نشأ فيه‪ ،‬فهي تبنى وتتشكل عنده من خالل عدة عمليات عقلية‬
‫وفكرية والتي تدخل ضمنها عملية بناء التصورات االجتماعية أو يدخل ضمنها التصور كسيرورة لبناء‬
‫المعارف لدى الفرد‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الجانب النظري‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الصحة النفسية‬


‫تمهيد‬
‫‪ -1‬مفهوم الصحة النفسية‪.‬‬
‫‪ -2‬النظريات المفسرة للصحة النفسية‪.‬‬
‫‪ -3‬نسبية الصحة النفسية‪.‬‬
‫‪ -4‬مستويات الصحة النفسية‪.‬‬
‫‪ -5‬مناهج الصحة النفسية‪.‬‬
‫‪ -6‬مظاهر الصحة النفسية‪.‬‬
‫‪ -7‬مؤشرات الصحة النفسية‪.‬‬
‫‪ -8‬معايير الصحة النفسية‪.‬‬

‫خالصة‬

‫‪28‬‬
‫الجانب النظري‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫قد يتبادر إلى أذهان الكثير من الناس أمور عديدة عند ذكر الصحة النفسية‪ ،‬وقد يفهمها كل حسب‬
‫خبرته‪ ،‬فهناك من يعتقد بأن الصحة النفسية هي السعادة‪ ،‬هناك من يفهمها على أنها عدم وجود مرض‬
‫نفسي‪ ،‬وهناك من يفكر بالجنون فالذي يتمتع بالصحة النفسية هو العاقل‪ ،‬ومن ال يتمتع بالصحة النفسية‬
‫فهو مجنون‪ ،‬وعندما تسأل الناس‪ :‬ما المجنون؟ تسمع ايجابات مختلفة عن أوصاف مختلفة ال البط بينها‬
‫اال الغرابة أو الشذوذ عن المألوف‪ ،‬والبد من العودة للمفاهيم والتعاريف العلمية وعدم الخوض في هذه‬
‫المفاهيم العامية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪-1‬مفهوم الصحة النفسية‪:‬‬

‫يعتبر مصطلح الصحة النفسية من المصطلحات األكثر اهتماما من قبل الباحثين والعلماء في‬
‫مجال علم النفس‪ ،‬حيث يظهر اختالف شديد بين الباحثين لتعريف مصطلح الصحة النفسية‪ ،‬فكل باحث‬
‫يعرفه من وجهة نظره الخاصة ولكن بالرغـم من هذا يوجد بعض جوانب االتفاق بين الباحثين وهذا ما‬
‫سنوضحه من خالل التعاريف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تعريف" كانيغالم" "‪ :"Caingelhum‬الذي اعتمد على مفهوم السواء والمرضي في تعريفه للصحة‬
‫النفسية‪ ،‬يرى انه "ال يتحدد سواء الفرد كوحدة متميزة اال بالنسبة لشمولية الوسط الذي يعيش فيه‪ ،‬بحيث‬
‫يستطيع ان يبسط فيه حياته بصفة أفضل ويحافظ فيه على معياره الخاص بطريقة أحسن"‪.‬‬
‫(سي موسى واخرون‪ ،2008 ،‬ص ‪.)28‬‬
‫نستنتج ان الفرد ال يستطيع ان يكون وحدة اال إذا كان ضمن جماعة يمارس فيها حاجاته‪.‬‬
‫‪ -‬أما منظمة الصحة العالمية تعرف على انها "حالة من تكامل اإلحساس الجسدي والنفسي واالجتماعي‬
‫وليست فقط حالة الخلو من المرض والعاهة‪.‬‬
‫(رضوان‪ ،2007 ،‬ص ‪)25‬‬
‫الصحة النفسية ليست فقط الخلو من المرض بل هي دينامية تكاملية ضمن الجسد والنفس والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬ويعرفها كل من "ايربن" و وفرانسكوفايك" و"فينتشل " "‪ "Erben, Franzkowiak et Wenzel‬على‬
‫أنها حالة موضوعية قابلة لالختبار الطبي والبيولوجي‪ ،‬ويعتبر كذلك التكيف األمثل الممكن مع متطلبات‬
‫المحيط كما يمكن اعتبارها حدثا سيروريا (تفاعليا) لتحقيق الذات‪ ،‬على شكل التعديل الهادف والفعال للبيئة‪.‬‬
‫(رضوان‪ ،2007 ،‬ص ‪.)27‬‬
‫الصحة النفسية كأي حالة فيزيقية يمكن قياسها قياس تجريبي حيث يمكن التحكم في العوامل البيئية‬
‫لتغييرها‪.‬‬
‫‪ -2‬النظريات المفسرة للصحة النفسية‪:‬‬
‫‪ 1-2‬من وجهة نظر التحليل النفسي‪:‬‬
‫أجاب "فرويد" ‪ Freud‬عن السؤال حول معيار الصحة النفسية بقوله أنها " القدرة على الحب والحياة"‬
‫فاإلنسان السليم نفسيا هو االنسان الذي تمتلك "األنا لديه قدرتها الكاملة على التنظيم واالنجاز‪ ،‬ويمتلك‬
‫مدخال لجميع أجزاء "الهو" ويستطيع ممارسة تأثيره عليه‪.‬‬

‫وال يوجد هناك عداء طبيعي بين األنا والهو‪ ،‬انهما ينتميان لبعضهما البعض وال يمكن فصلهما‬
‫عمليا عن بعضهما في حالة الصحة‪ .‬ويشكل األنا بهذا التحديد كثي ار أو قليال األجزاء الواعية والعقالنية من‬

‫‪30‬‬
‫الجانب النظري‬

‫الشخص‪ ،‬في حين تتجمع الدوافع والغرائز الالشعورية في "الهو"‪ ،‬حيث تتمرد وتنشق في حالة العصاب‪،‬‬
‫في حين تكون في حالة الصحة النفسية مندمجة بصورة مناسبة‪.‬‬

‫كما ويضم هذا النموذج " األنا العليا"‪ ،‬والذي يمكن تشبيهه بالضمير من حيث الجوهر‪ ،‬وهنا يفترض‬
‫"فرويد" ‪ Freud‬أنه في حالة الصحة النفسية تكون القيم األخالقية العليا للفرد انسانية ومبهجة‪ ،‬في حين‬
‫وبناء‬ ‫تكون في حالة العصاب مثارة ومتهيجة من خالل تصورات أخالقية جامدة ومرهقة‪.‬‬
‫على ذلك يظهر أن التحليل النفسي ليس اتجاها ال يأخذ القيم بعين االعتبار‪ .‬فهو يحدد قيما معينة‪ ،‬تعد‬
‫من وجهة نظر التحليل النفسي من ضمن الكفاءات النفسية والتي يفترض أن يسعى االنسان لتحقيقها‪ .‬فمن‬
‫المعروف أن " فرويد" ‪ Freud‬قد الحظ وجود نقص في االنجاز عند المضطربين‪ ،‬بحيث يكون هؤالء‬
‫منهمكين أو مستنزفين في الكبت واالسقاط واألحكام المسبقة الى درجة قل بها مجال لعيش حياة منتجة‬
‫وبهذا المعنى يكون العصاب عبارة عن وسيط بين الصحة والمرض‪ ،‬عبارة عن تقييد جزئي لمجاالت متفرقة‬
‫من الحياة‪ .‬وبالتالي ال يشكل نمط الحياة العصابي أم ار مرضيا‪ ،‬غير أنه من خالل تشويهه أو تقييده الكمي‬
‫لواحد من أجزاء الحياة وممارستها ال يمكن اعتباره أم ار سليما أو صحيا‪.‬‬

‫وقد حاولت نظرية التحليل النفسي من خالل دراستها الموسعة عن العصاب‪ ،‬اكتشاف وتحديد‬
‫الجوانب السوية‪ ،‬اال أنها ظلت أسيرة الباثولوجي‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بالبعد الجنسي‪ ،‬أكد "فرويد" ‪ Freud‬على أن االنسان السليم نفسيا هو الذي يستطيع‬
‫االستمتاع به دون مشاعر الذنب والخجل‪ ،‬ويرى "فرويد" أن نجاح عملية التنشئة االجتماعية للطفل يمكن‬
‫قياسها من خالل قدرته على االنجاز بالمعنى االجتماعي فضال على قدرته على اشباع حاجاته الجنسية‪.‬‬

‫وال يقاس مقدار الصحة النفسية من خالل غياب الصراعات أو عدم وجودها‪ ،‬وانما تتجلى الصحة‬
‫النفسية من خالل القدرة الفردية على حل الصراعات ومواجهتها‪ ،‬وهذا ما يراه اتجاه "موسكوفسكي" أيضا‬
‫في نموذجه حول المنشأ الصحي‪ .‬ان هدف النمو في طريقة التحليل النفسي هو سيطرة الطموحات التناسلية‬
‫وليس كبت الدوافع قبل التناسلية وقد عبر "فرويد " ‪ Freud‬عن هذا أيضا من خالل اشارته الى ضرورة‬
‫االعتراف بمبدأ " الواقع "‪"،‬واقعية الغرائز"‪.‬‬

‫(العبيدي‪ ،2013،‬ص ص ‪.)35،36‬‬

‫‪31‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -2.2‬من وجهة نظر علم النفس الفردي‪:‬‬

‫يطرح علم النفس الفردي الذي يمثله "آدلر" ‪ Adler‬السؤال عن الصحة النفسية بشكل مختلف عن‬
‫التحليل النفسي التقليدي‪ ،‬فقد اعتبر "آدلر" العصاب أنه "شكال خاطئ من أسلوب الحياة" و " الشذوذ‬
‫االجتماعي"‪ .‬ويرى "بونغرادس" ‪ Bongrades‬أن لهذه النظرة ميزة‪ ،‬أن العصابيين ال يستطعون التحصن‬
‫وراء المرض‪ ،‬انطالقا من المالحظة أن جملة " أنا مريض" تالقي تفهما واسع المدى من المحيط‪.‬‬

‫وانطالقا من االستنتاج الذي توصل اليه " آدلر" ‪ Adler‬أن المجتمع أو المحيط يشكل بنية أساسية‬
‫للمخلوق االنساني ال يمكن الغاؤها أو ابطالها‪ ،‬فقد حدد علم النفس الفردي مصطلح "الشعور الجماعي"‬
‫معيار للصحة النفسية‪ ،‬وللتفريق بين العصاب والسواء‪.‬‬

‫واستنادا الى ذلك يعد السلوك النافع للمجتمع سلوكا صحيا‪ ،‬وقد نظر "آدلر" ‪ Adler‬لتصرفات الفرد‬
‫من منظور المستقبل البعيد لجماعة مستقبلية مثالية وقاسها عليه‪ ،‬اال أنه عندما يهتم االنسان اآلن باآلخرين‬
‫على أساس التساوي بينهم والتعاون‪ ،‬يمكن اعتباره من وجهة نظر علم النفس الفردي قد شفي‪.‬‬

‫وتوجد ثالثة مجاالت حياتية تعبر الصحة النفسية عن نفسها من خاللها‪ .‬وهذه المجاالت هي‪:‬‬

‫‪ -‬الحب‪/‬الشراكة‪.‬‬

‫‪ -‬العمل‪/‬المهنة‪.‬‬

‫‪ -‬المجتمع‪/‬الصداقة‪.‬‬

‫والشرطين األول والثاني يمثالن معيار "فرويد" ‪ Freud‬في الصحة النفسية المتمثل في أن االنسان‬
‫السليم هو القادر على الحب والعمل‪ ،‬حيث تلعب القدرة على االنجاز في كال االتجاهين‪ .‬ويذكرنا في الشرط‬
‫الثالث بالمسلمة القائلة‪" :‬ان االنسان عبارة عن مخلوق اجتماعي بالدرجة األولى"‪.‬‬

‫ومن خالل االجابة عن المهمات الحياتية الثالث أعاله يتجلى "الشعور الجماعي"‪ .‬ويتضمن تحقيق‬
‫مهمات الحياة الثالثة أكثر من مجرد الحصول على المال من خالل المهنة والزواج واالنتساب الى جمعية‬
‫أو اتحاد‪ .‬فحسب "آدلر" ‪ Adler‬ال يمكن اعتبار االنسان سليم نفسيا اال عندما يتناسب طموحه مع سعادة‬
‫المجتمع ويلتزم أخالقيا بتحقيق عالم أكثر انسانية‪ .‬وقد حدد "آدلر" ‪ Adler‬هدفا للتربية‪ ،‬يعتبر كذلك هدفا‬
‫للعالج القائم على علم النفس الفردي يتمثل في‪ " :‬نريد أن نكون مساهمين متساوين‪ ،‬مستقلين ومسؤولين‬
‫في الحضارة"‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الجانب النظري‬

‫وفي هذا اقرار بالمساعدة المتبادلة والتضامن والمساواة وكل القيم األخرى‪ ،‬التي تقوم عليها الطبقة‬
‫الوسطى واالشتراكية الليبيرالية‪.‬‬

‫والعالج النفسي كما يفهمه "آدلر" ‪Adler‬هو االخالق التطبيقي‪ ،‬التي ال يمكن التعرض لها مباشرة‬
‫في العالج وانما يمكن ايصالها من خالل ربطها بشخص المعالج‪.‬‬

‫غير أن "آدلر" ‪ ،Adler‬مثل "فرويد" ‪ ،Freud‬لم يقم بتحديد صورة االنسان السليم نفسيا‪ ،‬فكتبه كلها‬
‫تقريبا تدور حول العصابي في ضروبه المتنوعة‪ ،‬الى درجة يبدو من خاللها كل الناس عصابيين قياسا الى‬
‫المثل جدا التي وضعها "آدلر" ‪. Adler‬‬

‫(الختاتنة‪ ،2012،‬ص‪)28‬‬

‫‪ -2.3‬من وجهة نظر التحليل الوجودي‪:‬‬

‫رأى "فرويد" ‪ Freud‬سعادة االنسان في قدرته على العمل بكفاءة وفي سعادته الجنسية‪ ،‬ووسع‬
‫"آدلر"‪ Adler‬هذا التصور للصحة ليشمل التوجه االجتماعي نحو مثل جماعية عليا‪ ،‬اما التحليل الوجودي‬
‫فقد عرف الصحة النفسية بأنها السيطرة على المكامن النفسية الجسدية والنفسية والعقلية‪.‬‬

‫وبطريقة مشابهة للتحليل النفسي المتمثلة في جعل المكبوتات مدركة ودمج األجزاء المنقسمة من‬
‫الشخصية‪ ،‬اهتم التحليل الوجودي باألجزاء غير النامية من الشخصية‪.‬‬

‫ويهدف العالج النفسي في التحليل الوجودي الى صهر الدوافع لتذوب في رؤية ثابتة ومحددة للعام‬
‫والذات‪.‬‬

‫وعلى عكس التحليل النفسي وعلم النفس الفردي ينطلق التحليل الوجودي من االنسان السليم ويعتبر‬
‫المرض‪ :‬شكال قاص ار من الصحة‪.‬‬

‫ويتجنب التحليل الوجودي الحديث عن عصابات تضر االنسان‪ ،‬ويؤكد على أنه حتى في العصابات‬
‫يمكن ايجاد مساحات متدرجة من الحرية‪ ،‬ينبغي توسيعها‪ .‬وتعد االنحرافات الجنسية بالنسبة ل "ميدارد بوس"‬
‫‪ Midard boss‬على سبيل المثال أمثلة مهمة للتحليل الوجودي‪ ،‬التي تمثل رغبة منكمشة يصعب ادراكها‬
‫للحب والقرب‪ .‬وعندما نقود المريض على أساس األجزاء السليمة الباقية من نفسيته محو االعتراف بنفسه‬
‫وبالعالم أو توكيد ذاته والعالم‪ .‬بدال من البحث في أعماقه عن دوافع شاذة أو عن الصدمات التي ال يمكن‬
‫اصالحها أو عن مشاعر النقص‪ ،‬فانه بانه مفهوم بشكل أفضل‪ .‬ويهتم التحليل الوجودي بشكل أشد من‬
‫التحليل النفسي وبدرجة مشابهة لعلم النفس الفردي بالوجود الراهن للمريض‪ .‬ولكن التحليل الوجودي لم يهتم‬

‫‪33‬‬
‫الجانب النظري‬

‫كثي ار بتحدي السمات األساسية للصحة‪ ،‬عدا وجود بعض االشارات حول ذلك في السمات الجوهرية للوجود‬
‫االنساني كما يتضح فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬يمتلك اإل نسان في البداية بوصفه مخلوقا وحيدا تصو ار عن وجوده في المكان‪ .‬واالنسان الخالي من‬
‫الهموم ويمتلك وجدانا ح ار وصافيا وواضحا‪ .‬ويعبر " بوس" ‪Boss‬عن الصفاء والوضوح من خالل مفهوم‬
‫"النور" ويشبه ذلك مجازيا بالنور في الغابة الذي يشق الطريق للضوء‪ .‬واالنسان موجود بالمعنى الحرفي‬
‫للكلمة‪ ،‬انه موجود دائما في الخارج ‪-‬في العالم – الذي يعتبر وحدة كلية‪.‬‬

‫والوجود الداخلي هو وجود مع اآلخرين‪ .‬وغالبا ما يتبدل مدى المكان من يوم الى آخر‪ ،‬ويبدو أنه‬
‫يكون متعلقا بمقدار الشجاعة‪ .‬واالنسان السليم نفسيا يسبح في المكان كالسمكة في الماء‪ ،‬ويكون مستعدا‬
‫المتالك مجاالت أخرى وجديدة‪.‬‬

‫‪ -2‬وبما يشبه المكان يعيش كل انسان في الزمن‪ .‬واالنسان السليم يخوض في كل ابعاد الزمن في الوقت‬
‫نفسه‪ .‬والحياة الملموسة تعبر عن نفسها من خالل الحاضر بالدرجة األولى‪ ،‬وليس في الماضي الحالم أو‬
‫المستقبل المؤجل‪.‬اال ان الماضي كذكرى وخبرة يكونان غاليين ومحببين لإلنسان السليم نفسيا‪.‬‬
‫ويرى "هايدغر" ‪ Haydger‬ان المستقبل هو البعد المسيطر من الزمن‪ .‬ومن منظور النهاية تتحدد حياة‬
‫االنسان‪ ،‬اذ ان كل النشاطات الراهنة تحدث في ضوء الماضي الممتد الى المستقبل المتوهم‪ .‬ويعد المستقبل‬
‫مجال البناء الذي ينمو حجمه من خالل سعة الصدر ورحابته المكتسبة‪.‬ان ما ينتظرها هو تلك المرحلة من‬
‫الزمن الذي يبشرنا بالنمو والتحسن والسعادة والتغيير‪.‬‬

‫‪ -3‬الجسمانية هي ابعد من مجرد التجسد‪ .‬اذ أنه في الحقيقة ال توجد آية ظاهرة على االطالق من الوجود‬
‫االنساني ليس للجسد فيها دو ار أو يمكن أن تكون ال جسمانية‪.‬‬

‫فمن خالل كلمات مثل االسترخاء والهدوء والراحة والتوتر‪ ....‬الخ يتم وصف تثبيتات جسدية‪ ،‬الى جانب‬
‫االتجاه النفسي ككل لإلنسان نحو عالمه‪ .‬يقول "بوس" ‪Boss‬حدود جسدي تتطابق مع بعضها بكلمات‬
‫اخرى تتطابق مع حدود انفتاحي على العالم‪ .‬ان حدود الجسد ال تتغير‪ .‬ان ما يتغير هو سعة أو ضيق‬
‫نسبة العالم‪.‬‬

‫‪ -4‬االنسان بطبعه ميال لألخرين‪ ،‬االمر الذي يذكر بااللتزام االجتماعي عند "آدلر"‪ ،Adler‬ويشترك عالم‬
‫البشر بانفتاحهم الممكن على العالم والقدرة على تقديم اجابة عن كل " االشياء المنارة"‪ ،‬اي االشياء المدركة‬
‫في الشعور‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -5‬يحمل اإل نسان في طياته كل ما يمكن تصوره من أمزجة‪ ،‬غير أن مدى بروزها او ظهورها يتعلق‬
‫بطبيعة العالقة بالعالم‪ ،‬فالحالة المزاجية تعكس نوع االنفتاح على العالم‪ .‬فالحالة الجيدة تؤثر على المجاالت‬
‫الجسدية ألبعد مدى وينبغي اعتبارها من العوامل المسببة للصحة من الدرجة األولى‪.‬‬

‫وبالتالي فان العالج النفسي يهتم بالدرجة االولى بإعادة تغيير الحالة المنغلقة كالقلق والملل‬
‫والالمباالة باتجاه حالة منارة واضحة ومنفتحة وصريحة وحرة‪ .‬واالنفعاالت تمنع االنسان من امكانية إدراك‬
‫العالم المحيط‪ .‬ومن خالل تعابير من " الحقد االعمى " او " الحب االعمى" يتم التعبير عن امكانات الوجود‬
‫المغلقة والمظلمة كلية او جزئيا في العالم‪ .‬ويعد " الصفاء الرزين" حالة مرغوبة‪ ،‬حيث يقصد بالصفاء‬
‫"النورانية" و " الوضوح"‪ ،‬أما المقصود "بالرزانة" التعرف على العالم‪ ،‬وتركه كما هو‪.‬‬

‫وينطبق هذا على حقيقة الموت بصورة خاصة‪.‬‬

‫‪ -6‬تعمل الذاكرة وتاريخ االنسان على االحتفاظ بما كان‪ .‬ويرى "بوس" ان ما كان قد تم ادراكه في السابق‬
‫يبقى موجود من خالل أهميته‪ ،‬التي كانت له مرة والتي مازال يمتلكها‪ .‬ويرى "بوس" انه ليس من المثبت‬
‫ان االنسان ينسى شيئا‪ ،‬ويرى ان التذكر عبارة عن اعادة احياء ألطر العالم الباكرة‪ ،‬التي كانت بين الحين‬
‫والحين "موجودة بصورة بعيدة"‪ .‬النسيان يعني اخفاء شيء ما من الحضور المباشر‪.‬‬

‫‪ -7‬أكد "بوس" على الهروب من الموت الذي يتجلى في المحاوالت الالمتناهية بالتضليل عن هذه الحقيقة‪.‬‬
‫ومدح بدال من ذلك السلوك االنساني " غير الهارب"‪" ،‬غير المموه" الكريم بحق اتجاه الموت‪ ،‬الذي يتمثل‬
‫في التحمل الدائم لمعرفة النهاية المحتومة‪.‬‬

‫‪ -8‬واخي ار تعد السمات الجوهرية المذكورة اعاله على نفس الدرجة‪ ،‬وال توجد فيها واحدة فوق االخرى‪ .‬فكل‬
‫الظواهر االنسانية االخرى تتضمن هذه السمات الجوهرية من الرغم من شدتها المختلفة‪.‬‬

‫وعلى اساس السمات الجوهرية الثمانية للوجود االنساني صاغ " بوس" تعريفا من نوع جديد للمرض والصحة‪.‬‬

‫وبناءا على ذلك يرى "بوس" ان الصحة هي التمكن غير المحدود من امتالك السمات الجوهرية‬
‫الثمانية للوجود االنساني‪.‬‬

‫(رضوان‪ ،2002 ،‬ص ص ‪.)39،40‬‬

‫‪35‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -3‬نسبية الصحة النفسية‪:‬‬


‫الصحة النفسية حالة ايجابية دائمة نسبيا‪ ،‬وليست مطلقة‪ ،‬بل انها نشطة متحركة ونسبية وتتغير‬
‫من فرد الى آخر‪ ،‬ومن وقت الى آخر عند الفرد نفسه‪ ،‬كما تتغير بتغير المجتمعات‪ ،‬وهذا هو المقصود‬
‫بنسبيتها‪.‬‬

‫‪ -1.3‬نسبية الصحة النفسية من شخص الى آخر‪:‬‬

‫حيث يختلف األفراد في درجة صحتهم النفسية‪ ،‬كما يختلفون من حيث الطول والوزن والذكاء والقلق‪،‬‬
‫فالصحة النفسية نسبية غير مطلقة‪ ،‬وال تخضع لقانون الكل أو ال شيء‪ .‬فكمالها التام غير موجود‪ ،‬وانتفاؤها‬
‫الكلي غير موجود اال قليال جدا‪ .‬فال يوجد شخص كامل في صحته النفسية‪ ،‬كما هو الحال في الصحة‬
‫الجسمية‪ .‬وأيضا ال يكاد يكون هناك شخص تنتفي لديه عالمات الصحة النفسية ومظاهرها‪.‬‬

‫فمن الممكن أن نجد بعض الجوانب السوية لدى أشد الناس اضطرابا‪.‬‬

‫‪ -2.3‬نسبية الصحة النفسية لدى الفرد الواحد من وقت الى آخر‪:‬‬


‫فال يوجد الشخص الذي يشعر في كل لحظة من لحظات حياته بالسعادة والسرور كما أن الفرد‬
‫الذي يشعر بالتعاسة والحزن خالل سنين حياته كلها غير موجود أيضا فالشخص يمر بمواقف سارة وأخرى‬
‫ليست كذلك‪ ،‬وتستخدم االختبارات والمقاييس النفسية لتحديد درجة الفرد ومركزه على بعد متدرج‪.‬‬
‫ولكن يجب أن نذكر أن الشخص الذي يتمتع بدرجة مرتفعة من الصحة النفسية يتميز بأن لديه‬
‫درجة مرتفعة من الصحة النفسية‪ ،‬يتميز بأن لديه درجة مرتفعة من الثبات النسبي أيضا‪ ،‬في حين أن الدرجة‬
‫المنخفضة من الصحة النفسية تتميز بالتغير والتذبذب من وقت الى آخر‪( .‬عبد اهلل‪ ،2012،‬ص‪.)23‬‬

‫‪ -3.3‬نسبية الصحة النفسية تبعا لمراحل النمو‪:‬‬


‫إن مفهوم السلوك السوي الذي يدل على الصحة النفسية هو مفهوم نسبي أيضا مرتبط بمراحل النمو‬
‫التي يمر بها الفرد‪ .‬فقد يعد سلوك ما سوي في مرحلة عمرية معينة مثل‪ :‬رضاعة ثدي األم حتى السنة‬
‫الثانية ولكنه غير سوي إذا حدث في سن الخامسة‪ .‬كما أن مص االصبع سلوك سوي طبيعي في األشهر‬
‫األولى من عمر الطفل ولكنه مشكلة سلوكية اذ حدث بعد السادسة‪ ،‬ومثله أيضا مثل‪ :‬التبول الإلرادي فهو‬
‫سلوك سوي في العام األول ولكنه مشكلة سلوكية بعد الخامسة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -4.3‬نسبية الصحة النفسية تبعا لتغير الزمان‪:‬‬


‫السلوك السوي الذي هو دليل الصحة النفسية‪ ،‬يعتمد على الزمان أو الحقبة التاريخية الذي حدث‬
‫فيه هذا السلوك‪ .‬فقد كان اللص ال يعاقب في " اسبارطة " بل كل سلوكه هذا دليل ذكاء وفطنته‪ .‬وفي‬
‫العصر اإلسالمي سوغ بعضهم سرقة الكتب ألن الشخص إنما يسرق شيئا شريفا‪ .‬فالحكم على السلوك الدال‬
‫على الصحة النفسية يختلف إذن عبر العصور‪.‬‬

‫‪ -5.3‬نسبية الصحة النفسية تبعا لتغير المجتمعات‪:‬‬


‫ألن السلوك الذي يدل على الصحة النفسية يختلف باختالف عادات وتقاليد المجتمعات‪ .‬فهناك‬
‫قبائل تربي أفرادها على كظم االنفعال واظهار التسامح‪.‬‬

‫وعموما فالحكم على الصحة النفسية يختلف تبعا لعوامل‪ :‬الزمان والمكان والمجتمعات‪ ،‬ومراحل‬
‫النمو عند اإلنسان‪ .‬ويجب أخذ كل هذه المتغيرات بعين االعتبار عند إطالقنا الحكم على الصحة النفسية‪.‬‬

‫(بطرس‪ ،2008 ،‬ص ص ‪)36،37‬‬

‫‪ -4‬مستويات الصحة النفسية‪:‬‬


‫بما أن الصحة النفسية حالة غير ثابتة‪ ،‬تتغير من فرد إلى آخر ومن وقت إلى آخر لدى نفس الفرد‬
‫ومن مجتمع الى آخر‪ ،‬فإن ذلك يعني أن الصحة النفسية تتوزع على درجات ومستويات مختلفة للحصول‬
‫على التوازن وهذه المستويات هي‪:‬‬

‫‪ -1.4‬المستوى الدفاعي‪:‬‬
‫ففيه يمارس االنسان مظهر الحياة دون جوهرها‪ ،‬و يستمر يدافع عن نفسه و بقائه أكثر مما يسعى‬
‫الى معرفة طبيعتها و اطالق قدراته لتغييرها و هذا المستوى يتصف به أغلب الناس و خاصة في المجتمعات‬
‫البدائية و التقليدية و المتخلفة‪ ،‬و يتسم التوازن بالدفاع و الهجوم معا ‪.‬و هذا المستوى مستوى مشروع من‬
‫الصحة‪ ،‬يتمتع به األغلبية ‪ ،‬لذلك ال ينبغي أن ينتقص توازن الفرد عند هذا المستوى من حقه في الحياة‬
‫اآلمنة مادامت قدراته و امكانياته مجتمعة لم تسمح له بغير هذا المستوى‪ ،‬و لعل هذا المستوى هو ما أشار‬
‫اليه "المبو" ‪ LOMBO‬في مناقشة للصحة النفسية في المجتمعات النامية قائال أن مفهوم التقبل و التالئم‬
‫االجتماعي هو أكبر عالمة لتقويم الصحة النفسية في المجتمعات التقليدية‪ .‬ثم أن االنسان في تطوره يحتاج‬
‫الى الكم الذي منه يخرج الكيف‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -2.4‬المستوى المعرفي‪:‬‬
‫وهنا يعرف االنسان أكثر‪ ،‬فيدرك كثي ار من دوافعه و غرائزه كما يدرك القيم االجتماعية من حوله‪،‬‬
‫و يتقبل هذا و ذلك فيحصل بذلك على التوازن‪ ،‬و بهذه الرؤية الواضحة قد ال يحتاج الى كثير من الحيل‬
‫الدفاعية اذا اعتبرنا ان المعرفة في بعض صورها دفاع ضد البصيرة األعمق‪ ،‬و هو يصل الى درجة الراحة‬
‫و التواؤم ال تثير قدراته الخالقة للعمل الجديد و التغيير فيكون هدفه أساسا في هذه المرحلة هو الراحة و‬
‫اللذة و الهدوء و ربما القراءة أو المناقشة العقلية‪ ،‬و يصل الفرد الى هذا المستوى من التوازن بالمعرفة و‬
‫ربما باالستبصار الذاتي عن طريق معلم أو كتاب أو صديق أو محلل أو طبيب‪ ،‬و التوازن عند هذا المستوى‬
‫ال يخلو من وسائل دفاعية أو ممارسة بعض النشاطات الخالقة و لكن ليس نشاط بالضرورة للتغيير‪ ،‬وغم‬
‫أصالته‪ ،‬و هذا المستوى ربما يصف من يطلق عليهم المثقفون‪ ،‬و على الرغم من أنه يعتبر أرقى سابقه و‬
‫أقرب الى الصفات االنسانية اال أن من الصعب اعتبار أو تصور أن غاية تطور االنسان أن يكون فاهما‬
‫مرتاحا و أن كان هذا هدفا عظيما في حد ذاته حتى يغرى بأن يكون غاية أمل الفرد فعال‪ ،‬اال أنه ال يحمل‬
‫ارادة التطور و التغيير و لكنه يخدم اتساع دائرة المعرفة االنسانية التي تخدم بدورها و لو بطريقة غير‬
‫مباشرة شحذ البصيرة االنسانية و من ثم االنطالق الى المرحلة التالية و يمكن وصف االنسان من هذا‬
‫المستوى من الصحة بأنه انسان يتمتع بالراحة‪ ،‬يعرف كيف يرضي نفسه و يساير من حوله‪ ،‬و يقبل الموجود‬
‫و يتمتع بالممكن‪ ،‬يمارس عمله و بعض هواياته‪ .‬ولكن هذا المستوى مثل سابقه ال يعد كافيا لحفظ التوازن‪.‬‬

‫‪ -3.4‬المستوى االنساني‪:‬‬
‫هذ المستوى وان وصف االنسان كما يجب أن يكون اال أنه ال ينطبق اال على ندرة من الناس في‬
‫المرحلة الحالية لتطور االنسان‪ .‬و هذا المستوى هو غاية تطور االنسان "كنوع" و االنسان كفرد ألنه اذا‬
‫امتد معنى التكيف الى اهتمام االنسان بوجوده زمانيا كمرحلة من النوع البشري تصل الماضي بالمستقبل و‬
‫مكانيا كفرد من البشر في كل مكان و أصبحت راحته و صحته ال تتحقق اال بأن يساهم طوليا في التطور‬
‫و عرضيا في مشاركة الناس آالمهم و محاولة حلها بالتغيير و العمل الخالق‪ ،‬و لم يخل كل ذلك بحياته‬
‫اليومية‪ ،‬و لم ينتقص من قدرته على كسب عيشه مثال أو تكوين أسرة و رعايتها‪ ،‬فانه يكون قد حقق انسانيته‬
‫و توازنه على أرقى مستوى معروف للصحة النفسية‪ ،‬و الحياة‪.‬‬

‫(شريت‪،2006،‬ص ص ‪.)29،30‬‬

‫‪38‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -5‬مناهج الصحة النفسية‪:‬‬

‫‪ -1.5‬المنهج االنمائي‪:‬‬
‫وهو منهج انشائي يتضمن زيادة السعادة والكفاية والتوافق لدى االسوياء والعاديين خالل نموهم حتى‬
‫يتحقق الوصول بهم الى أعلى مستولى ممكن من الصحة النفسية ويتحقق ذلك عن طريق دراسة االمكانيات‬
‫والقدرات وتوجيهها التوجيه السليم‪ ،‬ومن خالل رعاية مظاهر النمو جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا‪.‬‬

‫(الخواجة‪ ،2011،‬ص‪)30‬‬

‫‪ -2.5‬المنهج الوقائي‪:‬‬
‫تعني الوقاية بوجه عام‪ ،‬مجموع الجهود المبذولة للتحكم في حدوث االضطراب أو المرض والسيطرة‬
‫عليهما أو التقليل من شدة ظاهرة غير مرغوبة كالمرض العقلي‪ ،‬الجموح‪ ،‬الجريمة‪ ،‬ادمان على العقاقير‪،‬‬
‫الحوادث‪...‬الخ‪ ،‬ويتكون المنهج الوقائي من ثالثة مراحل وهي‪:‬‬

‫‪ -1.2.5‬الوقاية األولية‪:‬‬
‫يهدف الى اتخاذ اجراءات مسبقة لمنع حدوث االضطرابات النفسية واألمراض العقلية‪ ،‬وغيرهما من‬
‫أنواع الشذوذ السلبي وذلك عن طريق وسائل عدة منها‪:‬‬

‫التشجيع‪ ،‬حرية االكتشاف‪ ،‬حرية التجريب‪ ،‬حرية التعبير عن المشاعر‪ ،‬السند االنفعالي خالل مراحل المشقة‪،‬‬
‫التأكيد على العالقات االجتماعية البناءة ومحاولة خفض الضغوطات التي تؤدي الى اضطرابات الشخصية‪.‬‬

‫‪ -2.2.5‬الوقاية الثانوية‪:‬‬
‫الغاية منها إنقاص شدة المرض والتقليل منه‪ ،‬وذلك من خالل الكشف المبكر عن الحاالت واالهتمام‬
‫بالرعاية والعالج مع هدف مهم أال وهو وقف االضطرابات النفسية والعقلية في مراحلها المبكرة‪ ،‬وفي حاالتها‬
‫الكامنة أو المستقرة‪.‬‬

‫‪ -3.2.5‬الوقاية في المرحلة الثالثة‪:‬‬


‫تهدف هذه المرحلة لخفض العجز الناتج عن المرض العقلي‪ ،‬ووجود عمل والتوافق معه ومحاولة‬
‫إنقاص المشكالت المترتبة عن المرض العقلي واستخدام الوسائل التي تهدف الى منع االنتكاسة‪.‬‬
‫(الشاذلي‪ ،2001،‬ص ص ‪) 23،24‬‬

‫‪39‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -3.5‬المنهج العالجي‪:‬‬
‫يتضمن عالج المشكالت واالضطرابات واألمراض النفسية حتى العودة الى حالة التوافق والصحة‬
‫النفسية‪ ،‬ويهتم هذا المنهج بنظريات المرض النفسي وأسبابه وتشخيصه وطرق عالجه وتوفير المعالجين‬
‫والعيادات والمستشفيات النفسية‪.‬‬

‫(زهران‪ ،1995،‬ص‪)13‬‬

‫‪ -6‬مظـــــــــــــاهر الصحة النفسيــــــــــــة‪:‬‬


‫إن للصحة النفسية العديد من مظاهر التي تدل عليها منها‪:‬‬

‫‪ -1.6‬االتزان االنفعالي ‪ :‬وهو حالة من االستقرار النفسي‪ ،‬حيث يكون الفرد مزود بالقدرة على للمثيرات‬
‫المختلفة وهذه القدرة هي سمة الحياة‪.‬‬

‫‪ -2.6‬الدافعية ‪ :‬وهي التي تدفع الفرد للقيام بنشاط معين‪ ،‬وهي القوة المحركة والموجهة لنشاط الفرد نحو‬
‫تحقيق أهدافه‪.‬‬

‫‪ -3.6‬الشعور بالسعادة ‪ :‬المتمثل في اعتدال المزاج‪ ،‬والتعبير بالرضا عن الحياة‪.‬‬

‫‪ -4.6‬التفوق العقلي ‪ :‬حيث أن الطاقة العقلية لإلنسان تعد مظه ار من مظاهر الصحة النفسية‪.‬‬

‫(أديب محمد الخالدي‪)59 ،2009،‬‬

‫‪ -5.6‬غياب الصراع النفسي الحاد) الداخلي والخارجي)‪.‬‬

‫‪ -6.6‬النضج االنفعالي ‪ :‬بحيث يعبر الفرد عن انفعاالته بصورة متزنة بعيدة عن التعبيرات البدائية‬
‫والطفولية‪.‬‬

‫‪ -7.6‬التوافق النفسي ‪ :‬المتمثل في العالقة المتجانسة مع البيئة حيث يستطيع الفرد الحصول على اإلشباع‬
‫الالزم لحياته مع مراعاة ما يوجد في البيئة المحيطة من متغيرات‪.‬‬
‫(ربيع‪ ،2000 ،‬ص‪)92‬‬

‫‪ -7‬مؤشـرات الصـحـة النفسـيـة‪:‬‬


‫هناك مؤشرات عديدة وضعها علماء النفس للصحة النفسية تدل عليها إذا ما توافرت في الفرد‪،‬‬
‫ويمكن توضيح أهم هذه المؤشرات فيما يلى‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -1.7‬تقبل الفرد الواقعي لحدود إمكانياته ‪:‬‬


‫فالناس ليسوا متساوين في قدراتهم واستعداداتهم البدنية والعقلية والشخصية‪ ،‬وانما يختلفون في ذلك‬
‫اختالفات واسعة‪ ،‬واذا كان بعض الناس يفهمون ذواتهم فهماً واقعياً يجنبهم كثير من اإلحباط والفشل‬
‫ويساعدهم على اإلنجاز والتوافق النفسي‪ ،‬إال أن كثير منهم لديهم تصورات خاطئة عن أنفسهم وال يتقبلون‬
‫الحقائق الموضوعية عن ذواتهم‪ ،‬مما يعوق توافقهم النفسي وتعاملهم الناجح مع الناس‪.‬‬

‫‪ -2.7‬استمتاع الفرد بعالقاته االجتماعية ‪:‬‬


‫حيث تعتبر القدرة على عمل عالقات اجتماعية ناجحة وسليمة مع اآلخرين من مقومات الصحة‬
‫النفسية‪ ،‬فنحن في حاجة ماسة للشعور باالنتماء وتقبل اآلخرين وتقديرهم لنا‪ ،‬وعلى ذلك فإن النجاح في‬

‫إقامة عالقات مشبعة مع اآلخرين في مجال األسرة والزمالة والصداقة من أهم عالمات الصحة النفسية‬
‫للفرد‪.‬‬

‫‪ -3.7‬نجاح الفرد في عمله ورضاه عنه ‪:‬‬


‫فكثير ما يكون اإلنسان غير راض عن عمله ألنه ال يشعر فيه بذاته‪ ،‬فقد يكون العمل أكبر من‬
‫قدراته وامكاناته‪ ،‬أو أقل منها بكثير‪ ،‬وفى الحالتين يشعر الفرد بعدم الرضا عن هذا العمل‪ ،‬ولذلك فإن وضع‬
‫اإلنسان في مكانه الصحيح وتكليفه بما يالئمه من أعمال يساعد على تحقيق صحته النفسية بشكل جيد‪.‬‬

‫‪ -4.7‬اإلقبال على الحياة بوجه عام ‪:‬‬


‫فدرجة تحمس الفرد للحياة وتفاؤله إزاءها وتصوره اإليجابي نحوها‪ ،‬واالهتمام واالكتراث والفعالية‬
‫تجاهها هي بعض دعامات الصحة النفسية الهامة‪.‬‬

‫‪ -5.7‬كفاءة الفرد في مواجهة احباطات الحياة اليومية ‪:‬‬


‫حيث تختلف قدرة الناس على تحمل المشاق والصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية‪ ،‬ولذلك‬
‫فدرجة تحمل المشاق تعتبر من أهم مقاييس الصحة النفسية التي تؤكد عليها الدراسات الحديثة في الصحة‬
‫النفسية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -6.7‬إشباع الفرد لدوافعه وحاجاته ‪:‬‬


‫فاإلنسان تحركه العديد من الدوافع التي يكون بعضها فطرياً فسيولوجياً‪ ،‬وبعضها اآلخر نفسياً فردياً‬
‫كان أو اجتماعياً‪ ،‬والحرمان من إشباع هذه الدوافع والحاجات‪ ،‬أو المبالغة في إشباعها‪ ،‬له تأثيره الضار‬
‫على الصحة النفسية للفرد‪.‬‬

‫‪ -7.7‬ثبات اتجاهات الفرد ‪:‬‬


‫وهو أمر ال يتأتى إال مع وجود خط فكرى واضح وفلسفة حياتية تصدر عنها أحكام الفرد وتصرفاته‪ ،‬وثبات‬
‫اتجاهات الفرد ينم عن تكامل الشخصية واستقرارها االنفعالي وصحتها النفسية‪.‬‬

‫‪ -8.7‬تحمل الفرد لمسئولياته ‪:‬‬


‫فقدرة الفرد على تحمل مسئولية أفعاله وق ارراته من عالمات الصحة النفسية‪ ،‬أما الهروب من‬
‫المسئولية فهو عالمة على نقص النضج االنفعالي وعدم الصحة النفسية‪.‬‬

‫‪ -9.7‬االتزان االنفعالي ‪:‬‬


‫وهو ال يتحقق إال بقدرة الفرد على ضبط أهوائه وحاجاته‪ ،‬وتحقيق االنسجام والتوافق بين دوافعه‬
‫المختلفة بحيث ال تتعارض مع بعضها البعض‪.‬‬

‫واذا كانت هذه هي أهم مؤشرات وعالمات الصحة النفسية لدى الفرد‪ ،‬فإن هناك أيضاً بعض‬
‫المتغيرات النفسية االجتماعية التي تؤثر في الصحة النفسية للفرد سواء بالسلب أو اإليجاب‪ ،‬فتكون عامالً‬
‫فى زيادة صحته النفسية وتوافقه‪ ،‬أو في سوء صحته النفسية وتكيفه‪ ،‬ومن أهم هذه المتغيرات‪:‬‬

‫‪ -10.7‬أحداث الحياة المثيرة للمشقة ‪:‬‬


‫حيث تشير نتائج الدراسات التي أجريت بهدف الكشف عن العالقة بين أحداث الحياة السيئة التي‬
‫يمر بها األفراد‪ ،‬وبين نشأة بعض األعراض النفسية لديهم كالقلق واالكتئاب‪ ،‬إلى أن هذه األحداث تسهم‬
‫بدور هام في هذا الصدد‪ ،‬سواء من حيث التهيؤ لإلصابة باألعراض أو ظهورها على نحو مباشر‪ .‬وبهذا‬
‫يتضح الدور الذي تؤديه األحداث والمواقف السلبية والمنفرة التي يتعرض لها األفراد في إثارة ونشأة المشقة‬
‫النفسية لديهم‪ ،‬كما تتمثل في أعراض معينة كأعراض القلق واالكتئاب‪ ،‬بما يشير إلى اآلثار السلبية لهذه‬
‫األحداث على صحتهم النفسية والتي تنعكس أساساً في انخفاض كفاءة الفرد وفاعليته الشخصية‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -11.7‬المساندة االجتماعية ‪:‬‬


‫تشير الدراسات إلى أن المساندة االجتماعية التي يتلقاها الفرد من اآلخرين سواء في األسرة أو‬
‫خارجها‪ ،‬تعتبر عامالً هاماً في صحته النفسية‪ ،‬ومن ثم يمكن التنبؤ بأنه في ظل غياب المساندة أو‬
‫انخفاضها يمكن أن تنشط اآلثار السلبية لألحداث والمواقف السيئة التي يتعرض لها الفرد بما يؤدى إلى‬
‫اختالل صحته النفسية‪.‬‬

‫‪ -12.7‬مفهوم الذات ‪:‬‬


‫وهو يشير إلى ذلك التنظيم من الخصال التي يعزوها الفرد لنفسه‪ ،‬وتتشكل صورة الفرد عن نفسه‬
‫من خالل تفاعله مع اآلخرين‪ ،‬كما تسهم عملية التنشئة االجتماعية في إكساب الفرد صورة معينة عن ذاته‪،‬‬
‫ويشير العديد من علماء النفس اإلكلينيكيين إلى أن التقدير اإليجابي للذات يعد شرطاً ضرورياً للصحة‬
‫النفسية‪ ،‬ولهذا يجب أن يكون هدفاً أولياً في العالج النفسي‪ ،‬باإلضافة إلى أن معظم علماء النفس يعزون‬
‫إلى صورة الذات دو اًر بار اًز في تكامل الشخصية ودفع السلوك وتحقيق الصحة النفسية‪ ،‬كما يؤدى نقص‬
‫االستبصار بمفهوم الذات إلى سوء التوافق النفسي والى سلوكيات غير مالئمة‪ ،‬نظ اًر ألن الفرد ال يستطيع‬
‫إدراك خصاله الذاتية على نحو دقيق‪ ،‬ووفقاً للنتائج التي خرجت بها العديد من الدراسات النفسية‪ ،‬فإن‬
‫الصحة النفسية لألفراد ترتبط بمفهوم أو صورة إيجابية عن الذات‪ ،‬وبتقدير مرتفع للذات‪ ،‬كما ترتبط بالتطابق‬
‫بين صورة الذات الحقيقية والمأمولة‪.‬‬

‫‪ -13.7‬أسلوب التعليل ‪:‬‬


‫وهو يشير إلى الكيفية التي يفسر بها الفرد األحداث والمواقف التي يتعرض لها‪ ،‬وتشير الدراسات‬
‫النفسية إلى أن أسلوب الشخص في تعليل األحداث والمواقف السيئة التي يمر بها يعد أحد العوامل‬
‫المرتبطة باختالل صحته النفسية‪ ،‬حيث ترتبط مظاهر االكتئاب بأسلوب خاص في تعليل هذه األحداث‪،‬‬
‫واعتماداً على ذلك تتجه األساليب العالجية وبخاصة العالج المعرفي إلى تغيير وتعديل المعارف السلبية‬
‫لدى الفرد‪ ،‬ومنها أسلوبه في تعليل وتفسير ما يتعرض له من أحداث مختلفة‪.‬‬

‫(فرغلي ‪ ،2007،‬ص‪)63‬‬

‫‪ -8‬معايير الصحة النفسية ‪:‬‬


‫لتحقيق الصحة النفسية للفرد وللمجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬البد من معايير أساسية نستطيع االعتماد‬
‫عليها في الحكم على الصحة النفسية ووجودها‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -1.8‬المعيار االجتماعي ‪:‬‬


‫تتحدد السوية في ضوء العادات والتقاليد االجتماعية حيث تكون السوية مسايرة للسلوك المعترف به‬
‫اجتماعيا‪ ،‬ويعني ذلك ان الحكم على السوية أو االسوية ال يمكن التوصل اليه اال بعد دراسة ثقافة الفرد‪،‬‬
‫ويخلو هذا المعيار من مخاطر المبالغة في االخذ بمعايير المسايرة‪ ،‬أي باعتبار األشخاص المسايرين‬
‫للجماعة هم االسوياء في حين يعتبر غير المسايرين هم االبعد عن السوية‪.‬‬

‫فهناك خصائص ال سوية كاالنتهازية تكتب مشروعيتها في إطار من الرغبة االجتماعية‪ ،‬فالمسايرة‬
‫الزائدة في حد ذاتها سلوك غير سوي‪.‬‬

‫(شحاتة‪ ،2000،‬ص‪)20‬‬

‫‪ -2.8‬المعيار الذاتي ‪:‬‬


‫السوية تتحدد هنا من خالل إدراك الفرد لمعناها‪ ،‬فهي كل ما يشعر به الفرد ويراها من خالل نفسه‪،‬‬
‫فالسوية هنا إحساس داخلي وخبرة ذاتية‪ ،‬فإذا كان الفرد يشعر بالقلق وعدم الرضا عن الذات فإنه يعد وفقا‬
‫لهذا المعيار غير سوي‪ ،‬فمن األصعب االعتماد على هذا المعيار كليا ألن معظم األفراد األسوياء تمر‬
‫بخبر‪ē‬م حاالت من الضيق والقلق‪.‬‬

‫(غريب‪ ،1999،‬ص ‪)137‬‬

‫‪ -3.8‬المعيار اإلحصائي ‪:‬‬


‫أي ظاهرة نفسية عند قياسها إحصائيا تتوزع وفقا للتوزيع االعتدالي‪ ،‬بمعنى أن الغالبية من العينة‬
‫اإلحصائية تحصل على درجات متوسطة في حين تحصل فئتان متناظرتان على درجات مرتفعة (أعلى من‬
‫المتوسط( ودرجات منخفضة أقل من المتوسط ‪.‬وبهذا المعنى تصبح السوية هي المتوسط الحسابي للظاهرة‬
‫في حين يشير االنحراف إلى طرفي المنحى إلى االسوية‪ ،‬فالشخص الالسوي هو الذي ينحرف عن المتوسط‬
‫العام للتوزيع االعتدالي‪ .‬ومن المأخذ على هذا المعيار أنه قد يصلح عن الحديث عن الناس العاديين من‬
‫حيث الصفات الجسمية مثل الطول والوزن‪ ،‬بينما ال يصلح هذا المعيار في حالة القياس النفسي‪ ،‬الن القياس‬
‫النفسي يقوم على أسس معينة إن لم يتم مراعاتها يصبح الرقم الذي نخرج به رقما مضلال وال معنى له‪ ،‬ألن‬
‫القياس النفسي هو قياس نسبي غير مباشر‪ ،‬فمثال عند قياس الذكاء فنحن نفترض وجود الذكاء ولكنه بشكل‬
‫(عبد الغفار‪ ،2001،‬ص ‪)58‬‬ ‫واقعي غير ملموس‪ ،‬ولكن نستبدل عليه من صفات الفرد‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الجانب النظري‬

‫‪ -4.8‬المعيــــــــــــار الباطنـــــــــــــــي‪:‬‬
‫هو معيار يجمع بين مزايا معظم المعايير السابقة ويعمل على تجاوز مثاليتها فالحكم ليس خارجيا‬
‫كما هو الحال في المعايير اإلحصائية‪ ،‬كما أنه ليس ذاتيا كما هو الحال في المعيار الذاتي‪ ،‬إنما يعتمد‬
‫هذا المعيار على أساليب فاعلة تمكن الباحث قبل أن يصدر حكمه من أن يصل إلى حقيقة شخصية‬
‫اإلنسان الكامنة غي خبراته الشعورية والالشعورية ايضا‪.‬‬

‫(فوزي‪ ،2001،‬ص ‪)22‬‬

‫‪45‬‬
‫الجانب النظري‬

‫خالصة‪:‬‬

‫يتبين لنا من خالل هذا الفصل ان الصحة النفسية هي حالة إيجابية ثابتة نسبياً‪ ،‬توجد عند الفرد‬
‫في مستوى قيام الوظائف النفسية المختلفة لديه بأداء عملها على نحو متناسق ومتكامل‪ ،‬ضمن وحدة‬
‫الشخصية‪ ،‬وفي أثناء تفاعالتها مع الذات ومع اآلخر ضمن إطار واقعي‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الجانب التطبيقي‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية‬


‫تمهيد‬

‫‪ -1‬التذكير بفرضيات الدراسة‬

‫‪ - 2‬منهج الدراسة‬

‫‪ - 3‬عينة الدراسة‬

‫‪ - 4‬األدوات المستخدمة في الدراسة‬

‫‪ - 5‬حدود الدراسة‬

‫‪ - 6‬الدراسة االستطالعية‬

‫خالصة‬

‫‪47‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يعتمد البحث السيكولوجي كغيره من األبحاث العلمية‪ ،‬على إجراءات منهجية أساسية‪ ،‬من شأنها‬
‫أنتصل بالبحث إلى نتائج منطقية وموضوعية‪ ،‬بعيدة عن الغموض والذاتية‪ ،‬مع توضيح الخطوات والقواعد‬
‫المنهجية المطبقة في الدراسة عبر مختلف مراحلها‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪ -1‬التذكير بفرضيات الدراسة‪:‬‬

‫‪ -1.1‬الفرضية العامة‪:‬‬
‫تختلف التصورات االجتماعية لألطباء حول الصحة النفسية‪.‬‬

‫‪ -2.1‬الفرضيات الجزئية‪:‬‬
‫‪ -‬يرى األطباء ان الصحة النفسية هي الخلو من االعراض المرضية‪.‬‬

‫‪ -‬يرى األطباء ان الصحة النفسية هي القدرة على التكيف مع المجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬المنهج المستخدم في الدراسة‪:‬‬

‫‪ -1.2‬تعريف المنهج‪:‬‬
‫إن منهج البحث يعني الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد‬
‫العامة تهيمن في سير العقل وتحدد عملياته حتى تصل إلى نتيجة معلومة‪.‬‬

‫فالمنهج ضروري للبحث هو إذاالذي ينير الطريق‪ ،‬ويساعد الباحث في ضبط أبعاد ومساعي وأسئلة‬
‫وفروض البحث‪.‬‬

‫(العساف ‪ ،1995،‬ص ‪)190‬‬

‫‪ -2.2‬تعريف المنهج الوصفي‪:‬‬


‫يعرفه "سامي ملحم" على انه‪ :‬أحد اشكال التحليل والتفسير العلمي المنظم لوصف ظاهرة او مشكلة‬
‫محددة وتصويرها كميا عن طريق جمع بيانات ومعلومات مقننة عن الظاهرة او المشكلة‪ ،‬تصنيفها‪ ،‬تحليلها‪،‬‬
‫واخضاعها للدراسة الدقيقة‪.‬‬

‫(ملحم‪ ،2000،‬ص‪)423‬‬

‫‪ -‬وبما أن دراستنا تهدف الى معرفة التصورات االجتماعية لألطباء حول الصحة النفسية‪ ،‬قمنا بجمع‬
‫معلومات وبيانات حول هذا الموضوع من الميدان‪ ،‬سعيا لتحليل الوقائع والعمل على تفسيرها‪ ،‬حيث اعتمدنا‬
‫في هذا اإلطار على منهج علمي يتوافق وطبيعة موضوع دراستنا اال وهو "المنهج الوصفي"‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪ -3‬العينة‪:‬‬

‫‪ -1.3‬تعريف العينة‪:‬‬
‫هي مجتمع الدراسة الذي تجمع منه البيانات الميدانية وهي تعتبر جزء من الكل‪ ،‬بمعنى أنه تؤخذ‬
‫مجموعة من أفراد المجتمع أن على تكون ممثلة للمجتمع لتجري عليها الدراسة‪ ،‬فالعينة هي إذن جزء معين‬
‫أو نسبة معينة من أفراد المجتمع األصلي ثم تعمم نتائج الدراسة على المجتمع كله ووحدات العينة قد تكون‬
‫أشخاصا‪ ،‬كما تكون أحياء أو شوارع أو مدن غير ذلك‪.‬‬
‫(مراد وهادي‪ ،2002،‬ص‪)111‬‬
‫‪ -2.3‬نوع العينة‪:‬‬
‫‪ -1.2.3‬العينة القصدية‪:‬‬
‫ينتقي الباحث أفراد عينته بما يخدم أهداف دراسته وبناءا على معرفته دون أن يكون هناك قيود أو‬
‫شروط غير التي يراها هو مناسبة من حيث الكفاءة أو المؤهل العلمي أو االختصاص أو غيرها‪ ،‬وهذه عينة‬
‫غير ممثلة لكافة وجهات النظر ولكنها تعتبر أساس متين للتحليل العلمي ومصدر ثري للمعلومات التي‬
‫تشكل قاعدة مناسبة للباحث حول موضوع الدراسة‪.‬‬
‫(عبيدات‪ ،1997،‬ص‪.)90‬‬
‫ومن هذا المنطلق كانت عينة بحثنا عينة قصدية مكونة من ‪ 8‬أطباء يعملون بمستشـفى"د‪ /‬زرداني صالح"‬
‫بعين البيضاء وهم األطباء األكثر تواجدا فيه هذا أقصى مجهودنـا فـي العمل معهم وذلك لكثرة التزاماتهم‪.‬‬
‫أما باقي األطباء الذين يداومون العمل يـومين فـي األسبوع واألطباء الذين يلجئ إليهم عند الحاجة فلم يعطونا‬
‫أي فرصة للتجـاوب معنـا وذلك بحجة انشغالهم الدائم وارتباطاتهم بأعمال خارج المستشفى‪.‬‬

‫‪ -4‬األدوات المستخدمة في الدراسة‪:‬‬


‫اعتمدت هـذه الد ارسـة بصـورة أساسيـة علـى "تقنية الشبكة الترابطية"‪Réseau d’association‬‬
‫وهي احدي التقنيات المعتمدة في دراسة التصورات االجتماعية وضعت وصممت من طرف الباحثة ‪Anna‬‬
‫‪ maria Silvana de Rosa‬سنة ‪.1995‬وتهدف أساسا إلى تحديد بنية المضامين‪ ،‬مؤشرات القطبية‬
‫والحيادية المقولبة فيحقل المعاني المرتبط بالتصور االجتماعي‪.‬‬
‫وما يالحظ على هذه التقنية أو طريقة الشبكة االترابطية أنها تعمل على تحديد بعض المفاهيم‬
‫والتقديرات المرتبطة بتصور خاص أو لمجموعة من التصورات لمواضيع مرتبطة فيما بينها ذات شكل محدد‪،‬‬
‫والمقاربة متعددة الطرق هي وحدها الكفيلة حقيقة بتوضيح تعقيد وتشعب وكذلك تعدد أبعاد التصورات‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫أ‪ -‬مراحل إعداد الشبكة الترابطية‪:‬‬


‫يمكننا توجيه األداة لوحدها أو مع تقنيات أخرى إذا اعتمدنا على المقاربة متعددة المناهج نقترح أوال‬
‫توجيه شبكة التداعيات وهذا من اجل الحفاظ على الطبيعة الموضوعية لهذه التقنية حيث نتجنب كل‬
‫المعلومات الدخيلة عن طريق المحتويات المبنية بأدوات أخرى بإمكانها التأثير على تداعيات األفراد ويتم‬
‫هذا بتوضيح وترسيخ األفكار الجوهرية لتصوراتهم‪.‬‬
‫وحتى إذا كان تحليل النتائج يتم على مستوى فردي مثل الجماعي فان المرور إلى العام يكون فرديا‬
‫ففي هذه الحالة يمكننا تطبيق هذه التقنية على مجموعة صغيرة وفي هذه الحالة فان جملة الكلمات المرتبطة‬
‫بالكلمة المثير يمثل نتيجة التصورات المشتركة‪.‬‬
‫( لشطر‪،2009،‬ص ‪.)117‬‬
‫ب‪ -‬تعليمات بناء الشبكة الترابطية‪:‬‬
‫بالنسبة للكلمة الموضوعة في مركز الورقة نقوم ببساطة بكتابة كل المفردات صفات أسماء المرتبطة‬
‫بالكلمة المثير التي تتبادر في الذهن‪ .‬نقوم بهذا العمل بكل حرية وسرعة حيث نضع الكلمات أو الفروع بين‬
‫الكلمات مستغلين في ذلك كل المساحات الفارغة حول الكلمة مركز الورقة وأثناء كتابة الكلمات‪ .‬نقوم‬
‫بترقيمها حسب أسبقيتها في الذهن‪.‬‬
‫(لشطر‪ ،2009 ،‬ص ‪.)119‬‬

‫جـ‪ -‬مؤشرات القطبية والحيادية كمقياس لتقدير التوجه الضمني في حقال لتصور‪:‬‬
‫إن مؤشر القطبية يمثل قياس لمكونات التقييم والتوجه الضمني في حقل التصور ومؤشر الحيادية‬
‫يمثل قياس رقابي حيث نطلب من أفراد عينة البحث إضافة مؤشر القطبية والحيادية أمام كل كلمة أو‬
‫مجموعة الكلمات حسب الموضوع‪.‬‬
‫ولحساب مؤشر القطبية على أساس العدد الكلي للكلمات المكتوبة من طرف كل فرد عدد متغير‬
‫نظ ار لحرية األفراد‪ ،‬حيث هناك مؤشرين إحصائيين تم استحداثهما‪.‬‬

‫* األول يمثل مؤشر القطبية ‪:Indice de polarité‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة ‪ -‬عدد الكلمات السالبة‬


‫‪= P‬‬
‫عدد الكلي للكلمات‬

‫‪51‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫وهذا المؤشر متغير بين [‪]1+،1-‬‬


‫إذا كان"‪ "p‬ينتمي إلى المجال [‪ ]-0.5 ، 1-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها على التوالي إلى ‪ 1‬وهذا يعني أن‬
‫معظم الكلمات لها إيحاء سلبي‪.‬‬
‫إذا كان"‪ "p‬ينتمي إلى المجال [‪ ]+0.4،-0.4‬هذه القيمة يمكن تشفيرها على التوالي إلى ‪ 2‬وهذا يعني أن‬
‫معظم الكلمات اإليجابية و السلبية متساوية تقريبا‪.‬‬
‫إذا كان"‪ "p‬ينتمي إلى المجال [ ‪ [+1،0,4+‬هذه القيمة يمكن تشفيرها على التوالي إلى ‪ 3‬هذا يعني أن‬
‫معظم الكلمات ذات إيحاء إيجابي‪.‬‬

‫* أما المؤشر الثاني فيتمثل في مؤشر الحيادية ‪:Indice de neutralité‬‬


‫وهذا المؤشر أيضا متغير بين [‪.]+1،-1‬‬
‫إذا كان‪n‬ينتمي بين [‪]-0.5،-1‬هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى‪.1‬‬
‫هذا يشير إن القليل من الكلمات لها إيحاء محايد حيادية ضعيفة‪.‬‬
‫إذا كان ‪n‬ينتمي بين [‪ ]+0.4،-0.4‬هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى ‪2‬هذا يشير إلى أن الكلمات الحيادية‬
‫متساوية تقريبا مع مجموع الكلمات الموجبة والسالبة حيادية متوسطة‪.‬‬
‫إذا كان ‪n‬ينتمي بين [‪ ]+1،+0.4‬هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى ‪3‬هذا يشير إلى أن الكلمات في اغلبها ذات‬
‫إيحاء محايد حيادية مرتفعة‪.‬‬

‫(‪)Abric, 1994, p84‬‬

‫‪ – 5‬حدود الدراسة‬
‫تتضمن الدراسة الراهنة ثالثة مجاالت "مكانية و زمنية و بشرية" و هذه المجاالت تحدد نطاق الدراسة‬
‫المتمحورة حول التصورات االجتماعية للصحة النفسية‬

‫‪ -1.5‬الحدود الزمنية‪:‬‬
‫انطلقت دراستنا حول التصورات االجتماعية لألطباء طوال السنة الجامعية ‪ 2017/2016‬أما‬
‫الدراسة الميدانية فكانت من ‪ 19‬مارس الى ‪ 25‬أفريل ‪.2017‬‬

‫‪ -2.5‬الحدود المكانية‪:‬‬
‫تم انجاز هذا البحث في مستشفى "د‪ /‬زرداني صالح" بعين البيضاء‪.‬‬

‫‪- 3‬الحدود البشرية‪:‬‬


‫تضمن بحثنا عينة تتكون من ‪ 8‬اطباء من مستشفى "د‪ /‬زرداني صالح" بعين البيضاء‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪:‬‬ ‫‪ -6‬الدراسة االستطالعية‬


‫تعتبر الدراسة االستطالعية خطوة هامة وأساسية في أي بحث علمي للتعمق أكثر في موضوع‬
‫الدراسة‪ ،‬وتعرف الدراسة االستطالعية على أنها دراسة فرعية يقوم بها الباحث بمحاوالت استكشافية تمهيدية‬
‫الكتشاف مدى إمكانية ونجاح بحثه‪.‬‬
‫(أبو النيل ‪ ،2009،‬ص‪.)194‬‬
‫حيث تضمنت الدراسة االستطالعية زيارة لمستشفى د‪ /‬صالح زرداني بعين البيضاء حيث التقينا‬
‫بالمديرة حيث قدمت لنا تعريف ومعلومات عن المؤسسة وسمحت لنا بالتنقل في مصالح المستشفى لمالقات‬
‫األطباء هناك اين استطعنا مقابلة البعض حيث قاموا بمساعدتنا و ذلك باإلجابة على استفسارات طرحت‬
‫من قبلنا حول موضوع الدراسة رغم ان الكثير منهم لم يقدم استحسانهم للمساعدة في هذا البحث العلمي و‬
‫ذلك اللتزاماتهم وضيق وقتهم و طبيعة دوامهم‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫خالصة‪:‬‬

‫لقد كانت دراستنا في هذا الفصل توضيحا للجانب التطبيقي حيث أبرزنا عينة البحث والمنهج‬
‫واألدوات المستخدمة بهدف الوصول الى النتائج التي تثبت او تنفي فرضيات دراستنا‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫الفصل الخامس‪ :‬تحليل وتفسير النتائج‬


‫‪ -1‬عرض النتائج العامة للدراسة‪.‬‬

‫‪ -2‬تحليل النتائج وتفسيرها‬

‫‪ -3‬تفسير النتائج على ضوء فرضيات الدراسة‬

‫‪55‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪ -1‬عرض النتائج العامة للدراسة‪:‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫الصحة‬ ‫السعادة‬

‫‪1‬‬

‫‪ 3‬عقل‬

‫تكيف اجتماعي‬
‫شذوذ‬
‫‪2‬‬
‫‪4‬‬

‫شكل ‪- 1-‬للحالة ‪- 1-‬‬

‫المرحلة االولى‪ :‬كتابة كلمة المثير " الصحة النفسية " في مركز الورقة مع بعض التداعيات لفرد من‬
‫أفراد العينة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫الصحة‬ ‫السعادة‬

‫‪1‬‬

‫عقل‬ ‫‪3‬‬

‫تكيف اجتماعي‬
‫شذوذ‬
‫‪2‬‬
‫‪4‬‬

‫الشكل ‪ - 2-‬للحالة ‪– 1-‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬اضافة روابط بين مختلف الكلمات او مجموعة الكلمات عن طريق اسهم‪.‬‬

‫الصحة النفسية في مركز الورقة مرتبطة بكلمات (صفات‪ ،‬اسماء) التي تتبادر في الذهن‬

‫امام كل كلمة يوجد رقم يبين اسبقية الترتيب حسب سرعة التداعي‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫)‪(0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫)‪(+‬‬


‫الصحة‬ ‫السعادة‬

‫)‪(+‬‬ ‫‪1‬‬

‫عقل‬ ‫‪3‬‬ ‫)‪(0‬‬

‫تكيف اجتماعي‬
‫)‪(-‬‬ ‫شذوذ‬
‫‪2‬‬ ‫)‪(+‬‬
‫‪4‬‬

‫الشكل ‪ - 3-‬للحالة ‪– 1 -‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬وضع (‪ )0(،)-(،)+‬للتعبير عن قيمة الكلمات المكتوبة بالنسبة للموضوع حيث يمثل‬
‫(‪ )+‬اشارة موجبة‪ )-( ،‬اشارة سالبة و (‪ )0‬حيادية‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫)‪(0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪Ⅵ‬‬ ‫‪Ⅰ‬‬ ‫‪5‬‬ ‫)‪(+‬‬


‫الصحة‬ ‫السعادة‬

‫)‪Ⅱ(+‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬

‫عقل‬
‫)‪(0‬‬ ‫‪Ⅴ‬‬

‫تكيف اجتماعي‬
‫شذوذ‬
‫‪2‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Ⅲ‬‬
‫)‪(-‬‬ ‫‪Ⅳ‬‬ ‫)‪(+‬‬

‫الشكل‪-4-‬للحالة ‪-1-‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬إعادة ترتيب الكلمات حسب أهميتها بكتابة األرقام الرومانية بجانب الكلمة التي تكون‬
‫مهمة بالنسبة للكلمات األخرى ونفس الشيء مع الكلمات األخرى‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪-‬حساب مؤشر القطبية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة (‪3 :)+‬‬

‫عدد الكلمات السالبة (‪1 :)-‬‬

‫العدد الكلي للكلمات‪6 :‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة – عدد الكلمات السالبة‬

‫العدد الكلي للكلمات‬ ‫مؤشر القطبية(‪=)p‬‬

‫‪0.3=6/ )1-3(=p‬‬

‫‪ -‬مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي الى المجال [‪ ]0.4 ،0.4-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها على التوالي الى‬
‫‪ ،2‬وهذا يعني ان معظم الكلمات لها ايحاء متوسط‪.‬‬

‫‪-2‬حساب مؤشر الحيادية‪:‬‬

‫عدد الكلمات المحايدة‪2 :‬‬

‫عدد الكلمات الحيادية – (عدد الكلمات الوجبة ‪ +‬عدد الكلمات السالبة)‬


‫مؤشر الحيادية ‪=n‬‬

‫العدد الكلي للكلمات‬

‫‪0.3- =6/)1+3(-2 = n‬‬

‫‪ -‬مؤشر الحيادية ينتمي الى المجال [‪ ]0.4 ،0.4-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها الى ‪ 1‬و هذا يشير الى ان‬
‫الحيادية متساوية تقريبا مع مجموع الكلمات الموجبة والسالبة حيادية متوسطة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫تحليل الحالة ‪:1‬‬

‫في هذه الحالة طبقنا تقنية الشبكة الترابطية وتحصلنا على ‪ 6‬كلمات متداعية‪ ،‬بعد حسابنا لمؤشر‬
‫الحيادية والقطبية وجدنا ان مؤشر القطبية (‪ 0.3 = )p‬والذي يوضح ايحاءا متوسطا أي إيجابية وسلبية‬
‫متساوية تقريبا تضمنت ‪ 3‬كلمات موجبة (توافق نفسي‪ ،‬تكيف اجتماعي‪ ،‬سعادة) وكلمة سلبية (انحرافات)‪،‬‬
‫وبعد حساب النسب المئوية وجدناها تمثل ‪ %66.6‬من مجموع الكلمات المتداعية‪.‬‬
‫اما مؤشر الحيادية (‪ – 0.33 =)n‬يمثل حيادية متوسطة ب ‪ 2‬كلمات محايدة وهي (عقل‪ ،‬صحة)‬
‫وبنسبة ‪.%33.3‬‬
‫* ومن خالل ما سبق يمكننا القول ان هذه الحالة لها تداعيات متساوية تقريبا‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪Ⅳ‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫(‪)+‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Ⅲ‬‬ ‫عالقات اجتماعية‬ ‫عيادة نفسية‬

‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫(‪Ⅰ )+‬‬
‫قلق‬
‫‪)-( Ⅶ‬‬

‫اضطرابات نفسية‬
‫(‪Ⅱ )-‬‬ ‫‪2‬‬

‫الشكل ‪-5-‬للحالة ‪-2-‬‬

‫المرحلة الرابعة‪:‬‬

‫تفاديا للتكرار قمنا بإلمام جميع مراحل التقنية في مرحلة واحدة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫حساب مؤشر القطبية والحيادية‪:‬‬

‫‪-1‬حساب مؤشر القطبية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة (‪2 :)+‬‬

‫عدد الكلمات السالبة (‪4 :)-‬‬

‫العدد الكلي للكلمات‪7 :‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة – عدد الكلمات السالبة‬


‫مؤشر القطبية (‪= )p‬‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫(‪0.2 - = 7 / )4-2( = )p‬‬

‫مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي الى المجال [‪ ]0.4 ،0.4-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها على‬
‫التوالي إلى ‪ 2‬وهذا يعني أن معظم الكلمات اإليجابية والسلبية متساوية تقريبا‪.‬‬

‫‪-2‬حساب مؤشر الحيادية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الحيادية – (عدد الكلمات الموجبة ‪ +‬عدد الكلمات السالبة)‬


‫مؤشر الحيادية (‪= )n‬‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫‪0.7 - = 7 / )4+2(- 1 = n‬‬

‫إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي الى المجال [ ‪ ]0.5- ،1-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى ‪1‬‬
‫هذا يشير إن القليل من الكلمات لها إيحاء محايد حيادية ضعيفة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫تحليل الحالة الثانية‪:‬‬

‫بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية (‪ )p‬يساوي ‪،0.2-‬‬
‫حيث تحصلنا على ‪ 7‬كلمات متداعية التي وضحت إيحاء ايجابيا ‪ ،‬حيث تضمنت هذه الحالة ‪ 2‬كلمات‬
‫ايجابية (عالقات اجتماعية‪ ،‬توازن نفسي)‪ .‬و ‪ 4‬كلمات سلبية (قلق‪ ،‬شذوذ‪ ،‬احباط‪ ،‬اضطرابات نفسية)‪.‬‬

‫وبعد حساب النسبة المئوية تحصلنا على ‪ 85.71%‬من الكلمات المتداعية‪.‬‬

‫أما مؤشر الحيادية (‪ )n‬يساوي ‪ 0.7-‬وهو ذو حيادية ضعيفة تضمنت كلمة واحدة ‪(:‬عيادة نفسية)‪.‬‬

‫من خالل ما سبق فان هذه الحالة لها تداعيات متساوية تقريبا‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪Ⅳ‬‬ ‫‪8‬‬
‫(‪)+‬‬ ‫إنسجام‬ ‫‪5‬‬
‫‪Ⅶ‬‬
‫‪Ⅴ‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪10‬‬ ‫اعراض مرضية (‪)-‬‬ ‫(‪ )-‬سوء توافق‬
‫اكتئاب‬
‫‪Ⅹ‬‬ ‫‪Ⅸ‬‬
‫(‪)-‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪Ⅵ 7‬‬
‫اضطرابات نفسية (‪)-‬‬ ‫‪ Ⅰ‬مرونة نفسية‬
‫‪)+( 3‬‬
‫(‪)+‬‬ ‫القدرة على مواجهة االزمات‬
‫‪2‬‬ ‫‪Ⅲ‬‬
‫‪Ⅱ‬‬
‫‪Ⅷ‬‬

‫شكل ‪-6-‬للحالة ‪-3-‬‬

‫المرحلة الرابعة‪:‬‬

‫إلمام جميع المراحل في هذه المرحلة تفاديا للتكرار‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫حساب مؤشر القطبية والحيادية‪:‬‬

‫‪-1‬حساب مؤشر القطبية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة (‪4 :)+‬‬

‫عدد الكلمات السالبة (‪5 :)-‬‬

‫العدد الكلي للكلمات‪10 :‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة – عدد الكلمات السالبة‬


‫مؤشر القطبية (أ) =‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫(‪0.1- = 10 / )5-4( = )p‬‬

‫مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي الى المجال [‪ ]0.4 ،0.4-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها على‬
‫التوالي إلى ‪ 2‬وهذا يعني أن معظم الكلمات اإليجابية والسلبية متساوية تقريبا‪.‬‬

‫‪-2‬حساب مؤشر الحيادية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الحيادية – (عدد الكلمات الموجبة ‪ +‬عدد الكلمات السالبة)‬


‫مؤشر الحيادية (‪= )n‬‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫‪0.8- =10 / )5+4( -1 = n‬‬

‫إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي الى المجال [ ‪ ]0.5- ،1-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى ‪1‬‬
‫هذا يشير إن القليل من الكلمات لها إيحاء محايد حيادية ضعيفة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫تحليل الحالة الثالثة‪:‬‬


‫بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية (‪ )p‬يساوي ‪،0.1-‬‬
‫حيث تحصلنا على ‪ 10‬كلمات متداعية التي وضحت إيحاءا ايجابيا حيث تضمنت هذه الحالة ‪ 4‬كلمات‬
‫ايجابية (الشعور باألمن‪ ،‬القدرة على مواجهة االزمات‪ ،‬مرونة نفسية‪ ،‬انسجام) و‪ 5‬كلمات سلبية(عجز‪،‬‬
‫اضطرابات نفسية‪ ،‬اعراض مرضية‪ ،‬سوء توافق‪ ،‬اكتئاب)‬
‫وبعد حساب النسبة المئوية تحصلنا على ‪ %90‬من الكلمات المتداعية‪.‬‬
‫أما مؤشر الحيادية (‪ )n‬يساوي ‪ 0.8-‬وهو ذو حيادية ضعيفة تضمنت كلمة واحدة ‪(:‬كلمة)‪.‬‬
‫نستنتج من خالل ما سبق أن هذه الحالة ذات تداعيات متساوية تقريبا‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫(‪Ⅰ )+‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪Ⅲ‬‬ ‫(‪)+‬‬

‫تحقيق الذات‬ ‫توافق اجتماعي‬


‫‪Ⅴ‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫(‪)-‬‬
‫عجز عن االنجاز‬
‫‪Ⅱ‬‬

‫عالقات اجتماعية‬
‫‪Ⅳ‬‬
‫وسيلة‬ ‫(‪)+‬‬
‫(‪Ⅵ )0‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪2‬‬

‫الشكل ‪-7-‬للحالة ‪-4-‬‬

‫المرحلة الرابعة‪:‬‬

‫تفتديا للتكرار قمنا بإلمام جميع مراحل التقنية في مرحلة واحدة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫حساب مؤشر القطبية والحيادية‪:‬‬

‫‪-1‬حساب مؤشر القطبية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة (‪4 :)+‬‬

‫عدد الكلمات السالبة (‪1 :)-‬‬

‫العدد الكلي للكلمات‪6 :‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة – عدد الكلمات السالبة‬


‫مؤشر القطبية (أ) =‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫(‪0.5 = 6 / )1-4( = )p‬‬

‫مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي إلى المجال [‪ ]1+،0.4+‬هذه القيمة يمكن تشفيرها على‬
‫التوالي إلى ‪ 3‬هذا يعني أن معظم الكلمات ذات إيحاء إيجابي‬

‫‪- 2‬حساب مؤشر الحيادية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الحيادية – (عدد الكلمات الموجبة ‪ +‬عدد الكلمات السالبة)‬


‫مؤشر الحيادية (‪= )n‬‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫‪0.6- =6 / )1+4( -1 = n‬‬

‫إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي بين [‪ ]0.5- ،1-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى ‪ 1‬هذا يشير إلى‬

‫إيحاء محايد حيادية ضعيفة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫تحليل الحالة الرابعة‪:‬‬

‫بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية (‪ )p‬يساوي ‪،0.5‬‬
‫حيث تحصلنا على ‪ 6‬كلمات متداعية التي وضحت إيحاءا ايجابيا حيث تضمنت هذه الحالة ‪ 4‬كلمات‬
‫ايجابية (توافق اجتماعي‪ ،‬تحقيق الذات‪ ،‬القدرة على االنجاز‪ ،‬عالقات اجتماعية) و كلمة واحدة سلبية‬
‫(عجز عن االنجاز)‬

‫وبعد حساب النسبة المئوية تحصلنا على‪ 83.33‬من الكلمات المتداعية‪.‬‬

‫أما مؤشر الحيادية (‪ )n‬يساوي ‪ 0.6-‬وهو ذو حيادية ضعيفة تضمنت كلمة واحدة ‪(:‬وسيلة)‪ ،‬اما النسبة‬
‫المئوية فهي ‪.%16.6‬‬

‫من خالل ما سبق فان هذه الحالة لها تداعيات إيجابية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪8‬‬
‫‪Ⅷ‬‬
‫(‪Ⅵ )-‬‬ ‫‪5‬‬
‫إعاقة‬
‫(‪)0‬‬
‫سوء التوافق‬

‫(‪Ⅰ )+‬‬
‫‪4‬‬ ‫(‪Ⅳ )+‬‬
‫‪1‬‬
‫تكيف اجتماعي‬

‫تكامل الشخصية (‪)+‬‬


‫سالمة نفسية‬ ‫‪Ⅴ‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ⅱ‬‬
‫(‪Ⅲ )+‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪Ⅶ‬‬

‫الشكل ‪-8-‬للحالة ‪-5-‬‬

‫المرحلة الرابعة‪:‬‬

‫تفاديا للتكرار قمنا بإلمام جميع مراحل التقنية في مرحلة واحدة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫حساب مؤشر القطبية والحيادية‪:‬‬

‫‪-1‬حساب مؤشر القطبية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة (‪4:)+‬‬

‫عدد الكلمات السالبة (‪2:)-‬‬

‫العدد الكلي للكلمات‪8:‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة – عدد الكلمات السالبة‬


‫مؤشر القطبية (أ) =‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫(‪0.2 = 8 / )2-4( = )p‬‬

‫مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي إلى المجال [‪ ]0.4+ ،0.4-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها على‬
‫التوالي إلى ‪ 3‬هذه القيمة يمكن تشفيرها على التوالي إلى ‪ 3‬هذا يعني أن معظم الكلمات ذات‬
‫إيحاء إيجابي‪.‬‬

‫‪-2‬حساب مؤشر الحيادية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الحيادية – (عدد الكلمات الموجبة ‪ +‬عدد الكلمات السالبة)‬


‫مؤشر الحيادية (‪= )n‬‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫‪0.5- =8 / )2+4( -2 = n‬‬

‫إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي بين [‪ ]0.5- ،1-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى هذه القيمة يمكن تشفيرها‬
‫إلى ‪1.‬‬
‫هذا يشير إن القليل من الكلمات لها إيحاء محايد حيادية ضعيفة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫تحليل الحالة الخامسة‪:‬‬

‫بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية (‪ )p‬يساوي‪،0.2‬‬
‫حيث تحصلنا على ‪ 8‬كلمات متداعية التي وضحت إيحاءا ايجابيا حيث تضمنت هذه الحالة ‪ 4‬كلمات‬
‫ايجابية (رضا عن الذات‪ ،‬تكامل الشخصية‪ ،‬سالمة نفسية‪ ،‬خلو من االضطرابات)‪.‬‬

‫وبعد حساب النسبة المئوية تحصلنا على ‪ 75%‬من الكلمات المتداعية‪.‬‬

‫أما مؤشر الحيادية (‪ )n‬يساوي ‪0.5-‬وهو ذو حيادية ضعيفة تضمنت كلمتين‪(:‬تغيير‪ ،‬اعاقة)‪ ،‬اما النسبة‬
‫المئوية فهي ‪.%25‬‬

‫من خالل ما سبق فان هذه الحالة لها تداعيات إيجابية‬

‫‪73‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪7‬‬
‫‪Ⅰ )+( 2‬‬ ‫‪ )0( Ⅶ‬مرض عقلي‬
‫تكيف اجتماعي‬

‫(‪)0‬‬
‫(‪Ⅱ )+‬‬
‫‪8‬‬
‫‪Ⅷ‬‬ ‫‪1‬‬

‫القدرة على التطور‬


‫التطور‬
‫‪Ⅳ‬‬ ‫اضطرابات نفسية‬
‫‪5‬‬ ‫(‪)-‬‬
‫شعور بالذنب‬
‫(‪Ⅴ )-‬‬ ‫‪4‬‬

‫الشكل ‪-9-‬للحالة ‪-6-‬‬

‫المرحلة الرابعة‪:‬‬

‫تفاديا للتكرار قمنا بإلمام جميع مراحل التقنية في مرحلة واحدة‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫حساب مؤشر القطبية والحيادية‪:‬‬

‫‪-1‬حساب مؤشر القطبية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة (‪3:)+‬‬

‫عدد الكلمات السالبة (‪3:)-‬‬

‫العدد الكلي للكلمات‪8:‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة – عدد الكلمات السالبة‬


‫مؤشر القطبية (‪= )p‬‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫(‪0 =8/)3-3( = )p‬‬

‫مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي إلى المجال [‪ ]0.4+ ،0.4-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها على‬
‫التوالي إلى ‪ 3‬هذا يعني أن معظم الكلمات ذات إيحاء إيجابي‪.‬‬

‫‪-2‬حساب مؤشر الحيادية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الحيادية – (عدد الكلمات الموجبة ‪ +‬عدد الكلمات السالبة)‬


‫مؤشر الحيادية (‪= )n‬‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫‪0.5- =8 / )3+3( -2 = n‬‬

‫إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي بين [‪ ]0.5- ،1-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى هذه القيمة يمكن تشفيرها‬
‫إلى ‪1.‬‬
‫هذا يشير إن القليل من الكلمات لها إيحاء محايد حيادية ضعيفة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫تحليل الحالة السادسة‪:‬‬

‫بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية (‪ )p‬يساوي ‪ 0‬حيث‬
‫تحصلنا على ‪ 8‬كلمات متداعية التي وضحت إيحاءا ايجابيا حيث تضمنت هذه الحالة ‪ 3‬كلمات ايجابية‬
‫(القدرة على التطور‪ ،‬تكيف اجتماعي‪ ،‬أمل)‬

‫وبعد حساب النسبة المئوية تحصلنا على ‪ %75‬من الكلمات المتداعية‪.‬‬

‫أما مؤشر الحيادية (‪ )n‬يساوي ‪0.5-‬وهو ذو حيادية ضعيفة تضمنت كلمتين‪(:‬مرض عقلي‪ ،‬نفس)‪ ،‬اما‬
‫النسبة المئوية فهي ‪.%25‬‬

‫من خالل ما سبق فان هذه الحالة لها تداعيات إيجابية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫(‪)-‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Ⅷ‬‬
‫‪Ⅵ‬‬
‫(‪Ⅰ )+‬‬ ‫‪1‬‬
‫اضطرابات نفسية‬ ‫‪9‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫سواء‬ ‫فرد‬
‫(‪)-‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪)-( Ⅶ‬‬
‫شذوذ‬
‫(‪Ⅸ )0‬‬

‫ضغوط نفسية‬ ‫(‪)-‬‬


‫عصاب‬ ‫‪3‬‬
‫( ‪)-‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪Ⅲ‬‬
‫(‪)-‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪Ⅴ‬‬ ‫‪Ⅳ‬‬

‫الشكل ‪-10-‬للحالة ‪7‬‬

‫المرحلة الرابعة‪:‬‬

‫تفاديا للتكرار قمنا بإلمام جميع مراحل التقنية في مرحلة واحدة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫حساب مؤشر القطبية والحيادية‪:‬‬

‫‪-1‬حساب مؤشر القطبية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة (‪1 :)+‬‬

‫عدد الكلمات السالبة (‪6 :)-‬‬

‫العدد الكلي للكلمات‪9 :‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة – عدد الكلمات السالبة‬


‫مؤشر القطبية (‪= )p‬‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫(‪0.5- =9 / )6-1(= )p‬‬

‫مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي الى المجال [‪ ]0.5- ،1-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها على‬
‫التوالي إلى (‪)1‬وهذا يعني أن معظم الكلمات لها إيحاء سلبي‬

‫‪-2‬حساب مؤشر الحيادية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الحيادية – (عدد الكلمات الموجبة ‪ +‬عدد الكلمات السالبة)‬


‫مؤشر الحيادية (‪= )n‬‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫‪0.5- = 9 / )6+1(- 2 = n‬‬

‫إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي الى المجال [ ‪ ]0.5- ،1-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى ‪1‬‬
‫هذا يشير إن القليل من الكلمات لها إيحاء محايد حيادية ضعيفة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫تحليل الحالة السابعة‪:‬‬

‫بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية (‪ )p‬يساوي ‪0.5-‬‬
‫حيث تحصلنا على ‪ 9‬كلمات متداعية التي وضحت إيحاءا سلبيا تضمنت هذه الحالة كلمة كلمات ايجابية‬
‫(سواء) و(اضطرابات نفسية‪ ،‬شذوذ‪ ،‬صراع نفسي‪،،‬عصاب‪ ،‬ضغوطات نفسية‪ ،‬ال سواء)‬

‫وبعد حساب النسبة المئوية تحصلنا على ‪ %77.7‬من الكلمات المتداعية‪.‬‬

‫أما مؤشر الحيادية (‪ )n‬يساوي ‪0.5-‬وهو ذو حيادية ضعيفة تضمنت كلمتين‪(:‬علم‪ ،‬فرد)‪ ،‬اما النسبة‬
‫المئوية فهي‪.% 22.2‬‬

‫من خالل ما سبق فان هذه الحالة لها تداعيات سلبية‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫(‪)-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪)+(Ⅲ‬‬


‫‪Ⅰ‬‬ ‫احباط‬ ‫توافق شخصي‬
‫‪Ⅴ‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫(‪)-‬‬
‫قلق‬
‫‪Ⅱ‬‬

‫‪Ⅵ‬‬ ‫توتر ‪Ⅳ‬‬


‫عدوان‬
‫(‪)-‬‬
‫(‪)-‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬

‫الشكل ‪-11-‬للحالة ‪8‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬تفاديا للتكرار قمنا بإلمام جميع مراحل التقنية في مرحلة واحدة‬

‫‪80‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫حساب مؤشر القطبية والحيادية‪:‬‬

‫‪-1‬حساب مؤشر القطبية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة (‪1 :)+‬‬

‫عدد الكلمات السالبة (‪5 :)-‬‬

‫العدد الكلي للكلمات‪6 :‬‬

‫عدد الكلمات الموجبة – عدد الكلمات السالبة‬


‫مؤشر القطبية (‪= )p‬‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫(‪-0.6 =6 / )5-1(= )p‬‬

‫مؤشر القطبية لهذه الحالة كان "‪ "p‬ينتمي إلى المجال [‪ ]-0.5 ، 1-‬هذه القيمة يمكن تشفيرها على‬
‫التوالي إلى ‪ 1‬وهذا يعني أن معظم الكلمات لها إيحاء سلبي‪.‬‬

‫‪-2‬حساب مؤشر الحيادية‪:‬‬

‫عدد الكلمات الحيادية – (عدد الكلمات الموجبة ‪ +‬عدد الكلمات السالبة)‬


‫مؤشر الحيادية (‪= )n‬‬
‫العدد الكلي للكلمات‬

‫‪1 = 6 / )1+5(- 0 = n‬‬

‫إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي الى المجال [ ‪ ]1+،0.4+‬هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى ‪3‬‬
‫هذا يشير إن الكلمات في اغلبها ذات ايحاء محايد حيادية مرتفعة‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫تحليل الحالة الثامنة‪:‬‬

‫بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية (‪ )p‬يساوي ‪-0.6‬‬
‫حيث تحصلنا على ‪ 6‬كلمات متداعية التي وضحت إيحاء سلبي تضمنت ‪ 5‬كلمات سلبية(قلق‪ ،‬توتر‪،‬‬
‫عدوان‪ ،‬ازمة نفسية‪ ،‬احباط) و كلمة ايجابية (توافق شخصي)‬

‫وبعد حساب النسبة المئوية تحصلنا على‪ %100‬من الكلمات المتداعية‪.‬‬

‫أما مؤشر الحيادية (‪ )n‬يساوي ‪ 1‬وهو ذو حيادية مرتفعة لم تتضمن أي كلمة‪.‬‬

‫من خالل ما سبق فان هذه الحالة لها تداعيات سلبية‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫جدول ‪ 1‬يوضح النتائج العامة للشبكة الترابطية مع حساب مؤشر القطبية والحيادية‬
‫للتصور االجتماعي ألطباء مستشفى – زرداني صالح– عين البيضاء‬

‫مؤشر‬ ‫مؤشر‬ ‫الكلمات‬ ‫عدد الكلمات‬ ‫عدد الكلمات‬ ‫العدد الكلي‬


‫الحيادية‬ ‫القطبية‬ ‫المحايدة‬ ‫السالبة‬ ‫الموجبة‬ ‫للكلمات المتداعية‬ ‫الحالة‬
‫‪-0.3‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪-0.7‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪-0.8‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪-0.6‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪-0.5‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪-0.5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪-0.5‬‬ ‫‪-0.5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪-0.6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪-2.9‬‬ ‫‪-0.4‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪60‬‬ ‫المجموع‬

‫‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫بعد تطبيق تقنية الشبكة الترابطية على كل حالة من الحاالت الممثلة للعينة وذلك بمعدالت حسابية تتمثل‬
‫في حساب مؤشر القطبية )‪ )p‬والحيادية(‪ .)n‬قمنا بحساب العدد الكلي للكلمات المتداعية لكل حالة ثم‬
‫عدد الكلمات اإليجابية (‪ )+‬وعدد الكلمات السلبية (‪ )-‬وأخي ار عدد الكلمات المحايدة (‪ ،)0‬مما سمح لنا‬
‫بتلخيص البيانات الكيفية وتحويلها الى بيانات كمية تسمح لنا بفهم أوضح وأدق لمعنى التصور حيث‬
‫تحصلنا على ‪ 60‬كلمة متداعية للحاالت وهي موزعة على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬مجموع الكلمات اإليجابية‪ 22 :‬بنسبة ‪%36.66‬‬

‫‪ -‬مجموع الكلمات السلبية ‪ 27:‬بنسبة ‪% 45‬‬

‫‪ -‬مجموع الكلمات المحايدة‪ 11 :‬بنسبة ‪% 18.33‬من أصل ‪ 60‬كلمة متداعية‪.‬‬

‫وبالمقارنة فيما بينها نجد ان الكلمات السالبة أكبر من الكلمات الموجبة أي ان تداعيات افراد العينة‬
‫حول الصحة النفسية ذات ايحاء سلبي‬

‫‪ -‬اما مؤشر القطبية فهو محصور في المجال [‪]+0.5 ،- 0.6‬‬

‫‪ -‬اما مؤشر الحيادية محصور بين [‪ ]1،-0.8‬هذا يشير الى ان الحيادية ضعيفة‪.‬‬

‫ولتبيان ذلك بأكثر وضوح قمنا برسم منحنى بياني يوضح مستويات مؤشر القطبية والحيادية للتصور‬
‫االجتماعي للصحة النفسية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫منحنى بياني يوضح مستويات مؤشر القطبية والحيادية للتصور االجتماعي للصحة النفسية‪:‬‬

‫‪1,2‬‬

‫‪1‬‬

‫‪0,8‬‬

‫‪0,6‬‬

‫‪0,4‬‬

‫‪0,2‬‬

‫‪0‬‬
‫الحالة ‪1‬‬ ‫الحالة ‪2‬‬ ‫الحالة ‪3‬‬ ‫الحالة ‪4‬‬ ‫الحالة ‪5‬‬ ‫الحالة ‪6‬‬ ‫الحالة ‪7‬‬ ‫الحالة ‪8‬‬
‫‪-0,2‬‬

‫‪-0,4‬‬

‫‪-0,6‬‬

‫‪-0,8‬‬

‫‪-1‬‬

‫مؤشر القطبية‬ ‫مؤشر الحيادبة‬

‫لتوضيح أدق قمنا برسم منحنى بياني يوضح مستويات مؤشري القطبية والحيادية للتصور االجتماعي‬
‫لألطباء حول الصحة النفسية‪ ،‬حيث تضمن هذا المنحنى ‪ 8‬حاالت على معلم متعامد ومتجانس سجلنا أفقيا‬
‫عدد الحاالت وعموديا القيم المحددة للمؤشرات القطبية والحيادية‪.‬‬
‫نالحظ مؤشرات القطبية في الحالة األولى كانت مرتفعة قليال اما في الحالة الثانية فقد انخفضت‬
‫من ‪ 0.3‬الى ‪ 0.2-‬وبقيت منخفضة في الحالة الثالثة ب ‪ 0.1-‬اما في الحالة الرابعة فقد عاودت االرتفاع‬
‫ألعلى مستوى ‪ ،0.5‬ثم انخفضت في الخامسة الى ‪ 0.2‬والسادسة الى ‪ 0‬ثم انخفضت في الحالة السابعة‬
‫الى ‪ -0.5‬ثم انخفضت كليا الى ‪-0.6‬‬

‫أما مؤشر الحيادية فقد كان منخفضا في الحالة األولى ‪ -0.2‬و بقي في االنخفاض في الحالة‬
‫الثانية و الثالثة و الرابعة ب ‪ ، -0.6، -0.8 ،-0.7‬ثم ثبت في الحالة الخامسة و السادسة و السابعة ب‬
‫‪ -0.5‬ثم ارتفع الى الذروة ‪.1‬‬

‫‪85‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫تحليل النتائج وتفسيرها‪:‬‬

‫التصور االجتماعي هو المعرفة الساذجة " أو العامية " التي تهم العلوم االجتماعية والتي اعتدنا‬
‫على تسميتها " بمعرفة الحس العام " أو التفكير الطبيعي على خالف التفكير العلمي‪ .‬تتشكل هذه المعرفة‬
‫انطالقا من تجاربنا والمعلومات والمعارف وأنماط التفكير التي نتلقاها ونتقبلها بواسطة التقاليد‪ ،‬التربية‬
‫واالتصال االجتماعي‪ ،‬وهي تهدف بتعدد مظاهرها باألساس إلى التحكم في محيطنا‪ ،‬وفهم وتفسير األحداث‬
‫واألفكار التي تكون عالمنا والتي تظهر خالله و التأثير فيه مع اآلخرين وتحديد موقعنا إزاءه و اإلجابة على‬
‫التساؤالت التي يطرحها علينا العالم‪...‬‬

‫انطالقا من هذا التنظير العلمي سنحاول تفسير وتحليل نتائج بحتنا هذا‪ ،‬حيث اعتمدنا على تقنية‬
‫الشبكة الترابطية ل‪ MARIA DE ROSA‬وهي أسلوب يعتمد على التداعي الحر لألفكار ‪،‬تحمل طابـع‬
‫تلقائي و إسقاطـي يسمح بالكشف على العناصر الضمنية ‪ ،‬وقد تحصلنا على مجموعة من النتائج الخاصة‬
‫بالتصور االجتماعي للصحة النفسية ‪.‬‬

‫يرى "موسكوفيسي" ‪ Moscovici‬أنه يمكن تحليل التصورات االجتماعية وفقا لثالثة أبعاد‪" :‬‬
‫المعلومة‪ ،‬حقل التصور‪ ،‬االتجاه‪ ".‬و فيمايلي سنحاول تحليل نتائجنا وفقا لهذا المحتوى‪.‬‬

‫‪-1‬المعلومة‪:‬‬
‫عند تطبيق تقنية الشبكة الترابطية تحصلنا على مجموعة من المعلومات والتداعيات لدى عينة‬
‫دراستنا استخرجنا منها تصوراتهم‪ ،‬وهي متشابهة كما وكيفا‪ ،‬ويبلغ عددها ‪ 60‬كلمة تصف الصحة النفسية‬
‫وتخوض في مفهومها‪.‬‬

‫‪-2‬حقل التصور‪:‬‬
‫يعبر حقل التصور عن فكرة تنظيم المحتوى وفق وحدة هرمية للعناصر مع توفر جد أدنى من‬
‫المعلومات القابلة للتنظيم‪.‬‬

‫وفي هذا العنصر تم تنظيم وترتيب التداعيات في عدة مراحل‪:‬‬

‫المرحلة االولى‪ :‬الترتيب " ‪ "........... 3 ،2 ،1‬وهذا ما يوضحه (الشكل االول)‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬الربط باألسهم‪ ،‬كل تداعي وما يناسبه حسب رأي العينة‪( .‬الشكل الثاني)‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬القيمة الداللية‪( .0،- ،+ :‬الشكل الثالث)‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬حسب االهمية‪(........... Ⅲ،Ⅱ،Ⅰ:‬الشكل الرابع)‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪-3‬االتجاه‪:‬‬

‫يحدد االتجاه باإليجاب او السلب نحو الموضوع المتصور (الصحة النفسية)‪ ،‬من خالل نتائج‬
‫الجدول الخاص بالشبكة الترابطية وحسب مؤشر القطبية الموضح في جميع الحاالت تبين أن التداعيات‬
‫السالبة اكبر لدى عينة الدراسة وذلك بمجموع الكلمات السالبة ‪ 27‬بنسبة ‪%45‬و عدد كلمات موجبة ‪22‬‬
‫بنسبة ‪%33.66‬وبمؤشر قطبية ينتمي الى المجال [‪.]-0.6 ،0.5+‬‬

‫‪87‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫جدول ‪ -2-‬تكرار تصورات االطباء حول الصحة النفسية‬

‫النسبة‬ ‫النسبة‬
‫التكرار‬ ‫التداعي‬ ‫الرقم‬ ‫التكرار‬ ‫التداعي‬ ‫الرقم‬
‫المئوية‪%‬‬ ‫المئوية‪%‬‬
‫تحقيق‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سعادة‬ ‫‪1‬‬
‫الذات‬
‫القدرة على‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫صحة‬ ‫‪2‬‬
‫االنجاز‬
‫توافق‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫وسيلة‬ ‫‪72‬‬ ‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬
‫نفسي‬
‫عجز على‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪3‬‬ ‫شذوذ‬ ‫‪4‬‬
‫االنجاز‬
‫تكيف‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اعاقة‬ ‫‪92‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬
‫اجتماعي‬
‫الخلو من‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫االضطراب‬ ‫‪30‬‬ ‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عقل‬ ‫‪6‬‬
‫ات‬
‫تكامل‬ ‫عيادة‬
‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬
‫الشخصية‬ ‫نفسية‬
‫سالمة‬ ‫عالقات‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪3.33%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬
‫نفسية‬ ‫اجتماعية‬
‫توازن‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تغيير‬ ‫‪23‬‬ ‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬
‫نفسي‬
‫مرض‬ ‫اضطرابات‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪6.66%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬
‫عقلي‬ ‫نفسية‬
‫‪1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نفس‬ ‫‪43‬‬ ‫‪%3.33‬‬ ‫‪2‬‬ ‫احباط‬ ‫‪11‬‬
‫شعور‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪3.33%‬‬ ‫‪2‬‬ ‫قلق‬ ‫‪12‬‬
‫بالذنب‬

‫‪88‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أمل‬ ‫‪63‬‬ ‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اكتئاب‬ ‫‪13‬‬

‫عزلة‬
‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪%3.33‬‬ ‫‪2‬‬ ‫سوء توافق‬ ‫‪14‬‬
‫اجتماعية‬
‫القدرة على‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫انسجام‬ ‫‪15‬‬
‫التطور‬
‫اعراض‬
‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫فرد‬ ‫‪93‬‬ ‫‪%3.33‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪16‬‬
‫مرضية‬
‫صراع‬
‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫كلمة‬ ‫‪17‬‬
‫نفسي‬
‫القدرة على‬
‫ضغوط‬
‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مواجهة‬ ‫‪18‬‬
‫نفسية‬
‫االزمات‬

‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫علم‬ ‫‪24‬‬ ‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عجز‬ ‫‪19‬‬

‫شعور‬
‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ال سواء‬ ‫‪34‬‬ ‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬
‫باالمن‬
‫مرونة‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سواء‬ ‫‪44‬‬ ‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪21‬‬
‫نفسية‬
‫توافق‬
‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عصاب‬ ‫‪54‬‬ ‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪22‬‬
‫اجتماعي‬
‫توافق‬
‫‪1.66%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫توتر‬ ‫‪46‬‬ ‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪23‬‬
‫شخصي‬

‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أزمة نفسية‬ ‫‪47‬‬ ‫‪%1.66‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عدوان‬ ‫‪24‬‬

‫‪89‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫حسب نظرية‪ " " ABRIC‬فإن لكل تصور اجتماعي نواته المركزية ونظامه المحيطي انطالقا من‬
‫محتوى التصور االجتماعي للصحة النفسية‪ ،‬وتقاطع مؤشرات األهمية ‪ /‬التكرار‪ ،‬وجدنا أن التصور‬
‫االجتماعي للصحة النفسية لدى " العينة " يتمركز حول نواة مركزية تمثلت عناصرها في ‪:‬‬

‫‪ -‬شذوذ‪.‬‬

‫‪ -‬تكيف اجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬اضطرابات نفسية‪.‬‬

‫‪ -‬اعراض مرضية‪.‬‬

‫‪ -‬عالقات اجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬سوء توافق‪.‬‬

‫كما انتظم حول هذه النواة المركزية نظام محيطي تمثلت عناصره في مايلي‪:‬‬

‫صحة‪ ،‬عقل‪ ،‬عيادة نفسية‪ ،‬توازن نفسي‪ ،‬قلق‪ ،‬انسجام‪ ،‬القدرة على مواجهة االزمات‪ ،‬عجز‪ ،‬شعورباألمن‪،‬‬
‫مرونة نفسية‪ ،‬توافق الشخصية‪ ،‬توتر‪ ،‬عدوان‪ ،‬ازمة نفسية‪ ،‬توافق اجتماعي‪ ،‬تحقيق الذات‪ ،‬وسيلة‪ ،‬اعاقة‪،‬‬
‫تكامل الشخصية‪ ،‬تغيير‪ ،‬مرض عقلي‪ ،‬نفس‪ ،‬شعور بالذنب‪ ،‬القدرة على التطور‪ ،‬فرد‪ ،‬عصاب‪ ،‬ضغوط‬
‫نفسية‪ ،‬علم‪.‬‬

‫أما العناصر المتناقضة فقد تمثلت في‪:‬‬

‫‪ -‬احباط ‪ /‬امل‪.‬‬
‫‪ -‬سعادة ‪ /‬اكتئاب‪.‬‬
‫‪ -‬سواء ‪ /‬ال سواء‪.‬‬
‫‪ -‬توافق نفسي ‪ /‬سوء توافق‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات نفسية ‪ /‬خلو من االضطرابات‪.‬‬
‫‪ -‬عزلة اجتماعية ‪ /‬عالقات اجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬صراع نفسي ‪ /‬سالمة نفسية‪.‬‬
‫‪ -‬قدرة على اإلنجاز ‪ /‬عجز عن اإلنجاز‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫عجز عن االنجاز‬
‫سواء‬
‫قدرة على االنجاز‬
‫اكتئاب‬
‫صراع نفسي‬
‫سعادة‬
‫سالمة نفسية‬
‫شعور‬
‫مرضيةتتتنن‬ ‫اعراض‬
‫ال سواء‬ ‫بالذنب‬
‫عالقات‬
‫اجتماعية‬
‫عالقات‬
‫اجتماعية‬
‫توافق نفسي‬ ‫تغيير‬ ‫تحقيق الذات‬
‫نفس‬ ‫وسيلة إعاقة‬ ‫عزلة اج‬
‫سوء توافق‬

‫خلو من االضطرابات اضطرابات نفسية‬

‫النظام المحيطي‬

‫النواة المركزية‬ ‫العناصر التناقضة‬

‫شكل رقم ‪-11-‬يبين النواة المركزية والنظام المحيطي و العناصر التناقضة للتصور االجتماعي‬
‫المدروس‬

‫‪91‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫ارت مصطلحات التكيف االجتماعي والخلو من االعراض المرضية‪.‬‬


‫جدول (‪ :)3‬تكر ا‬

‫كلمات تخص الخلو من‬ ‫كلمات تخص التكيف‬


‫التكرار‬ ‫االعراض المرضية‬ ‫التكرار‬ ‫االجتماعي‬

‫‪1‬‬ ‫صحة‬

‫‪1‬‬ ‫توافق نفسي‬


‫‪3‬‬ ‫تكيف اجتماعي‬
‫‪1‬‬ ‫توازن نفسي‬

‫‪1‬‬ ‫انسجام‬

‫‪1‬‬ ‫القدرة على مواجهة‬ ‫‪2‬‬


‫عالقات اجتماعية‬
‫االزمات‬
‫‪1‬‬ ‫شعور باألمن‬

‫‪1‬‬ ‫مرونة نفسية‬

‫‪1‬‬ ‫تكامل الشخصية‬ ‫‪1‬‬ ‫توافق نفسي‬

‫‪1‬‬ ‫سالمة نفسية‬

‫‪9‬‬ ‫المجموع‬ ‫‪6‬‬ ‫المجموع‬

‫قمنا في الجدول السابق بجمع اهم المفردات المتداعية من قبل عينة الدراسة والتي لها عالقة بالقدرة‬
‫على التكيف االجتماعي والخلو من االعراض المرضية‪ ،‬فوجدنا ‪ 3‬كلمات تصب في القدرة على التكيف‬
‫االجتماعي وهي (تكيف اجتماعي‪ ،‬عالقات اجتماعية‪ ،‬توافق اجتماعي) ب ‪ 6‬تك اررات بنسبة ‪ .%40‬و ‪9‬‬
‫تصورات اجتماعية للصحة النفسية تبين انها هي الخلو من االعراض المرضية (سالمة نفسية‪ ،‬تكامل‬
‫الشخصية‪ ،‬مرونة نفسية‪ ،‬الشعور باألمن‪ ،‬القدرة على مواجهة االزمات‪ ،‬انسجام‪ ،‬توازن نفسي‪ ،‬توافق نفسي‪،‬‬
‫صحة) ب ‪ 9‬تك اررات و نسبة ‪.%60‬‬

‫‪92‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫تحليل النتائج على ضوء الفرضيات‪:‬‬

‫عبرت عن مفهوم ما تصوره مجموع األطباء‬


‫* كشفت لنا تقنية "الشبكة الترابطية" عن وجود عدة مصطلحات ّ‬
‫التي تمت عليهم الدراسة عن "الصحة النفسية" والتي كانت ‪ 60‬كلمة اختلفت بين (صراع نفسي‪ ،‬توافق‬
‫نفسي‪ ،‬تكيف اجتماعي‪ ،‬ازمة نفسية‪ ).....‬وغيرها من المصطلحات التي أظهرت وجود اختالف في تداعيات‬
‫افراد العينة فهناك كلمات ذات مفهوم إيجابي وأخرى ذات مفهوم سلبي )‪ 22‬كلمة ذات مفهوم إيجابي بنسبة‬
‫‪ %36.66‬و‪ 27‬كلمة ذات مفهوم سلبي بنسبة ‪ (%45‬وهذا ما يوضحه الجدول رقم ‪-1-‬الخاص بالنتائج‬
‫العامة للشبكة الترابطية مع حساب مؤشر القطبية والحيادية للتصور االجتماعي ألطباء مستشفى – زرداني‬
‫صالح– عين البيضاء‪ .‬أي ان الفرض الرئيسي للدراسة وهو اختالف التصورات االجتماعية للصحة النفسية‬
‫لدى األطباء قد ثبتت صحته‪.‬‬

‫وذلك راجع للخبرات السابقة لألطباء‪ ،‬المحيط االجتماعي الذي عايش وهو مجال العمل الحالي‪.‬‬

‫* ولقد تم حساب التك اررات من أجل معرفة التصور المتواجد بكثرة لدى أفراد العينة إما الصحة النفسية هي‬
‫الخلو من االعراض المرضية او القدرة على التكيف مع المجتمع وبالتالي إمكانية التحقق من الفرضيات‬
‫الجزئية وعليه وحسب النتائج التي توصلنا اليها(الجدول‪ )-3-‬نجد أن األطباء يتفقون بنسبة كبيرة على أن‬
‫التصور االجتماعي حول الصحة النفسية هو الخلو من االعراض المرضية أكثر منه تكيف اجتماعي‪.‬‬

‫لذلك فالفرضية الجزئية الثانية "يرى األطباء ان الصحة النفسية هي الخلو من االعراض المرضية"‬
‫محققة وبالتالي الفرضية الجزئية األولى "يرى األطباء ان الصحة النفسية هي القدرة على التكيف مع المجتمع"‬
‫غير محققة‪ ،‬ومنه مما تقدم من تحقق الفرضية الجزئية الثانية ودحض الفرضية الجزئية األولى فان الفرضية‬
‫العامة "تختلف التصو ارت االجتماعية للصحة النفسية لدى االطباء" تم تحقيقها‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫إن مفهوم التصورات االجتماعية مهم جدا في ميدان البحوث االجتماعية والنفسية‪ ،‬ورغـم حداثتـه‬
‫كمفهـوم أو كأسلوب بحث إال انـه ظـل منسـيا سـنوات طويلـة‪ ،‬وان كانـت العـودة إليـه قـد منحـت الكثيـر للعلـوم‬
‫اإلنسـانية واالجتماعية و السيما على صعيد البحث والدراسة‪ ،‬فمن خالله تم التطرق إلى جملة المواضيع‬
‫التي كـان مـن الصعب تناولها ولعل من اهم هذه المواضيع الصحة النفسية التي تطرقنا اليها في بحثنا هذا‬
‫بشيء من التفصيل فحاولنا التعرف على جملة التصورات االجتماعية المختلفة للصحة النفسية لدى عينة‬
‫من االطباء حيث توصلنا الى نتيجة مفادها ان تصورات االطباء تختلف حول الصحة النفسية‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬الخالدي‪ ،‬اديب محمد(‪ ،) 2010‬المرجع في الصحة النفسية‪( ،‬ط‪:،)1‬دار العربية للنشر‬


‫و التوزيع‪.‬‬
‫‪ - 2‬عبد اهلل‪ ،‬محمد قاسم(‪ ،)2012‬مدخل الى الصحة النفسية‪( ،‬ط‪ ،)1‬عمان‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪-3‬الداهري‪ ،‬عبد الفتاح(‪ ،)2005‬مبادئ الصحة النفسية‪( ،‬ط‪ ،)1‬عمان‪ :‬دار وائل للنشر‬
‫والطباعة‪.‬‬
‫‪-4‬سمية‪ ،‬الحاج الشيخ(‪ ،)2013‬التصورات االجتماعية للمرض العقلي‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.‬‬
‫‪-5‬الخواجة‪ ،‬عبد الفتاح(‪ ،)2011‬مفاهيم أساسية في الصحة النفسية واالرشاد النفسي‪،‬‬
‫(ط‪ ،)1‬عمان‪ :‬دار البداية‪.‬‬
‫‪-6‬الشاذلي‪ ،‬عبد الحميد محمد(‪ ،)2010‬الصحة النفسية وسيكولوجية الشخصية‪( ،‬ط‪،)1‬‬
‫اإلسكندرية‪ :‬المكتبة الجامعية‪.‬‬
‫‪:‬عالم‬ ‫‪-7‬زهران‪ ،‬حامد عبد السالم(‪ ،)2010‬التوجيه و االرشاد النفسي‪( ،‬ط‪ ،)3‬عمان‬
‫الكتب‪.‬‬
‫‪:‬دار‬ ‫‪-8‬بطرس‪ ،‬حافظ بطرس(‪ ،)2008‬التكيف و الصحة النفسية للطفل‪( ،‬ط‪،)1‬عمان‬
‫الميسرة للنشر و التوزيع‪.‬‬
‫‪-9‬بوسنة‪ ،‬عبد الوافي زهير (‪ ،)2008‬التصور االجتماعي لظاهرة االنتحار لدى الطالب‬
‫الجامعي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.‬‬
‫‪-10‬جلول‪ ،‬احمد واخرون (‪ ،)2014‬التصورات االجتماعية‪-‬مدخل نظري‪ ،-‬مجلة الدراسات‬
‫والبحوث الجامعية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬العدد ‪.8‬‬
‫‪-11‬حجازي‪ ،‬سمير سعيد (‪ ،)2005‬معجم المصطلحات الحديثة في علم النفس وعلم‬
‫االجتماع ونظرية المعرفة‪( ،‬ط‪ ،)1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪-12‬الختاتنة‪ ،‬سامي محسن (‪ ،)2012‬مقدمة في الصحة النفسية‪( ،‬ط‪ ،)1‬األردن‪ :‬دار‬
‫الحامد‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫‪-13‬ربيع‪ ،‬محمد شحاته (‪ ،)2005‬أصول الصحة النفسية‪( ،‬ط‪ ،)1‬عمان‪ :‬دار غريب‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-14‬رضوان‪ ،‬سامر جميل(‪ ،)2007‬الصحة النفسية‪( ،‬ط‪،)2‬عمان‪ :‬دار الميسرة للنشر و‬
‫التوزيع‪.‬‬
‫‪-15‬سمية‪،‬الحاج الشيخ(‪،)2013‬التصورات االجتماعية للمرض العقلي ‪،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.‬‬
‫‪-16‬سي موسى واخرون (‪ ،)2008‬علم النفس المرضي والتحليلي واالسقاطي‪( ،‬ط‪،)1‬‬
‫الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬‬
‫‪-17‬السيد‪ ،‬ابو النيل محمد (‪ ،)2009‬علم النفس االجتماعي عربيا وعالميا‪( ،‬ط‪،)5‬‬
‫القاهرة‪ :‬دار االنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪-18‬شريت‪ ،‬اشرف محمد عبد الغني(‪ ،)2006‬الصحة النفسية بين اإليطار النظري و‬
‫التطبيقات اإلجرائية‪( ،‬ط‪،)1‬القاهرة‪ :‬دار وائل للنشر و التوزيع‪.‬‬
‫‪-19‬طاهري‪ ،‬زينة (‪ ،)2013‬التصورات االجتماعية للطلبة الجامعيين حول العمل في‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬جامعة العربي بن لمهيدي‪ ،‬ام البواقي‪.‬‬
‫‪-20‬عامر‪ ،‬نورة (‪ ،)2006‬التصورات االجتماعية للعنف الرمزي من خالل الكتابات‬
‫الجدارية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة االخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬
‫‪-21‬عبد الغفار‪ ،‬عبد السالم (‪ ،)2001‬مقدمة في الصحة النفسية‪( ،‬ط‪ ،)1‬مصر‪ :‬دار‬
‫النهضة العربية‪.‬‬
‫‪-22‬عبيدات ‪ ،‬محمد‪ ،‬و اخرون(‪،)1997‬منهجية البحث العلمي‪(،‬ط‪ ،)1‬عمان‪ :‬وائل‬
‫للنشر‪.‬‬
‫‪-23‬العبيدي‪ ،‬محمد جاسم (‪ ،)2009‬مشكلة الصحة النفسية‪-‬امراضها وعالجها‪( ،‬ط‪،)1‬‬
‫عمان‪ :‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-24‬العساف‪ ،‬صالح بن محمد(‪،)1995‬المدخل الى منهجية البحث العلمي ‪(،‬ط‪،)1‬‬
‫الرياض ‪:‬مكتبة العبيكان‪.‬‬
‫‪-25‬غانم‪ ،‬ابتسام (‪ ،)2008‬التصورات االجتماعية للعذرية عند الطالبة الجامعية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجيستير‪ ،‬جامعة ‪ 20‬اوت‪ ،‬سكيكدة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪-26‬غريب‪ ،‬غريب (‪ ،)1999‬علم الصحة النفسية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار االنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪-27‬فرغلي‪ ،‬هارون (‪ ،)2007‬الصحة النفسية‪( ،‬ط‪ ،)1‬القاهرة‪ :‬انسانيات للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-28‬فوزي‪ ،‬ايمان (‪ ،)2001‬الصحة النفسية‪( ،‬ط‪ ،)1‬القاهرة‪ :‬مكتبة زهراء الشرق‪.‬‬
‫‪-29‬قريشي‪ ،‬عبد الكريم وبوعيشة امال (‪ ،)2010‬التصورات االجتماعية للشخص اإلرهابي‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.‬‬
‫‪-30‬لشطر‪ ،‬ربيعة (‪ ،)2009‬التصورات االجتماعية الطفال الشوارع‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة ‪ 20‬اوت‪ ،‬سكيكدة‪.‬‬
‫‪-31‬مقالتي‪ ،‬سامي (‪ ،)2009‬التصورات االجتماعية حول عوامل التكوين وفقا لنظام ال‬
‫‪ ،LMD‬رسالة ماجيستير‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬ام البواقي‪.‬‬
‫‪-32‬ملحم‪ ،‬محمد سامي(‪،)2000‬مناهج البحث في التربية و علم النفس‪(،‬ط‪،)1‬عمان‪:‬دار‬
‫الميسرة‪.‬‬
‫‪-33‬هادي‪ ،‬فوزية و اخرون(‪ ، )2002‬طرائق البحث العلمي‪(،‬ط‪ ،)1‬الكويت‪:‬د ار الكتاب‬
‫الحديث‪.‬‬

‫المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬

‫‪34- Abric, jean Claude(1994),pratiques sociales ,Paris : P.U.F3‬‬


‫‪35- Jodlet, Denise (1990), les représentations sociales, (3éme‬‬
‫‪Ed), Paris : Presses Universitaires de France.‬‬
‫‪36- Mollon, S (1974), Représentations et images que se font‬‬
‫‪des deux autres partiaires, Paris.‬‬
‫‪37- Roussian N, Bonardi C,(2001),les représentations sociales,‬‬
‫‪Belgique.‬‬

‫‪98‬‬
36-Durkheim, Emile(1997), Sociologie et philosophie, Paris .
39- Moscovici, Serge(1998), La psychanalyse son image et
son représentation, Paris.

40-Rouquette, Michel Louis et Râteau(1998), Introduction à


l’étude des représentations sociales, Paris.

41- Maache Y, Chorfi M S & Kouira A (2002), Les


représentations sociales, un conceptau carrefour de la
psychologie sociales et de la sociologie, les éditions de
l’Université de Constantine.

99
‫المالحق‬

‫‪100‬‬
‫الملحق ‪-1-‬‬

‫التعريف بالمؤسسة التي اجرت بها الدراسة‪:‬‬


‫المؤسسة االستشفائية العمومية "د‪ /‬زرداني صالح" بعين البيضاء‪ ،‬مؤسسة عمومية ذات طابع اداري توفر‬
‫خدمات صحية استشفائية للتكفل بالمرضى وتشمل وحدات قاعدية ومتخصصة ضمن العديد من المصالح‬
‫منها‪ :‬الطب الداخلي بجميع شعبه )طب االعصاب‪ ،‬األورام‪ ،‬الرئة والصدر(و بتخصصاتها (العظام ‪ ،‬جراحة‬
‫عامة و العيون) الى جانب االستعجاالت الطبية والجراحية ومصالح الكشف والمتابعة من اشعة وتحاليل‬
‫طبية وصيدلية‪ ،‬حيث تتمتع هذه المؤسسة االستشفائية بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي و توضع‬
‫تحت وصاية الوالي‪ ،‬متكونة عموما من هيكل للتشخيص والعالج واالستشفاء واعادة التأهيل الطبي بصفة‬
‫متكاملة ومتسلسلة‪ ،‬كما يسيرها مجلس إدارة ويديرها مدير الى جانب هيئة استشارية هي المجلس الطبي‪،‬‬
‫حيث طاقة استيعاب هذه المؤسسة‪ 240‬سرير‪ ،‬يعمل ضمنها ‪30‬طبيب عام و ‪ 20‬طبيب مختص‪،‬‬
‫‪04‬صيادلة‪ 208 ،‬شبه طبي و ‪165‬اسالك مشتركة‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫ملحق ‪-2-‬معلومات عن عينات الدراسة‬

‫االقدمية‬ ‫السن‬ ‫الجنس‬ ‫االسم‬ ‫الحالة‬


‫‪10‬‬ ‫‪39‬‬ ‫ذكر‬ ‫ج زهير‬ ‫‪1‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ذكر‬ ‫ب محمد‬ ‫‪2‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪31‬‬ ‫انثى‬ ‫س دالل‬ ‫‪3‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪40‬‬ ‫انثى‬ ‫ك حنان‬ ‫‪4‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪47‬‬ ‫ذكر‬ ‫ب مراد‬ ‫‪5‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪41‬‬ ‫انثى‬ ‫ز سارة‬ ‫‪6‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪36‬‬ ‫ذكر‬ ‫ق ربيعي‬ ‫‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪35‬‬ ‫ذكر‬ ‫س احمد‬ ‫‪8‬‬

‫‪102‬‬
Abstract :
Our social Imaging is a psycho-social dynamicain to explain our reality
then controlling it.
Our goal is from the social imaging to psychological health is to answer the
following questions :
- What are the social imaging of psychological health ?
- Do doctors see psychological health as non-appearance of the pathological
symptoms ?
- Do doctors see psychological health as adaptation with society ?
And we have used in this study methodical evaluation that contained a theoratical
part which has three chapters and a practical part.
The nature of the study was expérimental for the relationship between the
two valuables, in another part and an explore to rystudy for the properties of it,
and so a descriptive section of the study.
The sample was a selective type present edin 8 doctors.In between the used tools
are :
- The connected web which is done by « Anna Maria De Rosa » to know the
continent of the social imaging and so the exical range.
The results were end to are :
the social imaging of the psychological health diffirentiate for the individuals of
the samples and sowe got a central core , a peripheral system and a contravertal
parts.

103
‫ملخص‬
‫تصوراتنا االجتماعية دينامية نفسو اجتماعية تهدف إلى تفسير واقعنا ومن ثم التحكم فيه‪.‬‬
‫وقد كان هدفنا من دراسة التصورات االجتماعية للصحة النفسية اإلجابة عن تساؤالت اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ماهي التصورات االجتماعية للصحة النفسية؟‪ ،‬هل يرى األطباء ان الصحة النفسية هي الخلو من االعراض‬
‫المرضية؟ هل يرى األطباء ان الصحة النفسية هي القدرة على التكيف مع المجتمع؟‬
‫وقد اعتمدنا في ذلك على تقييم منهجي شمل إطار نظري تضمن ثالثة فصول وآخر تطبيقي ‪.‬وكانت‬
‫طبيعة الدراسة اختباريه لطبيعة العالقة القائمة بين متغيرين ‪.‬في جانب منها‪ ،‬ودراسة استكشافية‬
‫لخصائص الظاهرة في جانب آخر كما أنها كانت دراسة وصفية للظاهرة‪ ،‬وكانت العينة عينة قصدية متمثلة‬
‫في‪8‬االطباء‪.‬‬
‫ومن بين أدوات جمع البيانات اخترنا‪:‬‬
‫‪ -‬الشبكة الترابطية التي و ضعتها ‪ Anna Maria de Rosa‬لمعرفـ ــة محتوى ومضمون التصور‬
‫االجتماعي وكذا الحقل الداللي‪.‬‬
‫ومن بين النتائج المتحصل عليها‪:‬‬
‫‪ -‬إن التصورات االجتماعية للصحة النفسية تختلف لدى عينة الدراسة كما تحصلنا على نواة مركزية ونظام‬
‫محيطي وعناصر متناقضة‪.‬‬

‫‪104‬‬

You might also like