Professional Documents
Culture Documents
لجنة المناقشة
رئيسا د /بن عبيد عبد الرحيم
مشرفا ومقر ار د /كوكب الزمان بليردوح
مناقشا د /بريعم سامية
الجداول
للنتائج العامة للشبكة الترابطية مع حساب مؤشر القطبية والحيادية جدول -1-
83
للتصور االجتماعي ألطباء مستشفى – د /زرداني صالح – عين البيضاء
88 تكرار تصورات االطباء حول الصحة النفسية جدول-2-
المنحنيات
92
منحنى بياني يوضح مستويات مؤشر القطبية والحيادية للتصور
االجتماعي للصحة النفسية المنحنى-2-
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
مقدمة
دخل االنسان منذ قديم األزل معركة حامية الوطيس مع نفسه من اجل فهم شخصيته والكشف عما
يتمتع به من طاقات وامكانيات وما يعتريه من احوال ومواقف ،ومن فرح وحزن وخوف وامن ،وسكينة وقلق.
وطرح على نفسه سؤاال مفاده :ما الذي يجعلني أكثر قدرة وكفاءة في مواجهة ما أقابل من مشكالت
وصعوبات ،وما يستجد على حياتي من متغيرات ومواقف ضاغطة ،وبما يشعرني في النهاية باالستقرار
والرضا واالشباع والسعادة؟
ومع تقدم الحياة وزيادة معارف االنسان المادية وتحقيقه إلنجازات حضارية هائلة أصبحت الحياة
أكثر تعقيدا وغموضا ،وهذا يستلزم بناء للشخصية لتكون أقدر على مواجهة ضغوط هذا العصر ومتطلباته،
وأكثر استجابة لمقومات التقدم واالرتقاء .وحتى ال تقع النفس البشرية فريسة النفجار مطامع االنسان،
وصراعاته ،واغترابه عن ذاته وعالمه ،وبالتالي يقع في غياهب المشكالت واالمراض واالضطرابات النفسية،
ظهرت الحاجة الماسة واألهمية الشديدة الى ظهور ما يعرف بتخصص " الصحة النفسية « ،هذه األخيرة
التي اوالها العلم عناية خاصة ذلك لكونها من أكثر الموضوعات التي تتصل اتصاال مباش ار بالفرد في جميع
اطواره ومراحل حياته طفال ،مراهقا ،شابا ،شيخا ذك ار كان أم انثى.
ونحن نرى المجتمع دائما يهتم اهتماما بالغا ويسعى في سبيل تحقيق أقصى درجة من السعادة
والتوافق ألفراده ،كما نجد ان الفرد دائما في محاوالت مستمرة ومتجددة وسعي متتابع وجاد يلتمس طريق
التوافق والتكيف أمال في تحقيق صحته النفسية ،ومن هذا المنطلق لم تعد مسألة الصحة النفسية تخص
الفرد وحده بل تتعداه وتتحول الى قضية اجتماعية ،فمفهوم الصحة والمرض يمكن أن يختلف بين أفراد
المجتمع الواحد والجماعات المختلفة .ففي مجتمعنا المحلي تعرف الكثير من المفاهيم والتصورات لمصطلح
الصحة النفسية فكل يعرفه حسب تصوره نظ ار لعدة اعتبارات.
فاإلنسان لديه خلفيات فكرية تتمثل في مجموعة التصورات من التي يتناقلها األجيال منذ زمن بعيد،
ويمكن لهذه التصورات أن تتغير وتتطور بتطور الزمان والمكان ،لكن هناك مجموعة كبيرة منها الزالت
راسخة في اذهان مختلف األجيال الى يومنا هذا ،وان كان البعض منها سببا في التطور الفكري والعلمي
والتجريبي ،فان البعض االخر كان سببا في عرقلة مجهودنا الفكري او في تخلف عجلة التقدم الطبي
والمعرفي.
فالتصورات االجتماعية تلعب دو ار كبي ار في تحليلنا وفهمنا لألشياء وتفسيرنا الظواهر التي تالزم
الوجود اإلنساني في مختلف مجاالته ،ولعل أهم شيء يالزم االنسان هو صحته النفسية فهي التي تحدد
مدى االتزان او االضطراب لدى الشخص وتحقق السعادة والراحة والتوافق النفسي مع البيئة الخارجية.
وتأسيسا لما ذكرناه سابقا تحاول الدراسة الراهنة المتعلقة ب " التصورات االجتماعية للصحة النفسية"
الوقوف على الواقع الفعلي لهذا الموضوع واسقاط محتويات التفكير االجتماعي من معارف واراء ومعتقدات
1
مقدمـــــــــــــــــــــــــــــــــة
يحملها األطباء حول موضوع الصحة النفسية باعتبارهم اخصائيين في مجال الصحة ،ولتحقق هذا المسعى
انقسمت الدراسة الراهنة الى:
-جانب التمهيدي :متمثل في اإلطار العام إلشكالية الدراسة الذي يتضمن صياغة إشكالية البحث ،أهداف
البحث ،أهمية البحث ،فرضيات البحث كحلول مؤقتة للتساؤل المطروح وفي نهاية الفصل عرض لبعض
المفاهيم األساسية.
-الجانب النظري :تناولنا فيه متغيري البحث من الناحية النظرية وهو يتضمن فصلين:
* الفصل الثاني :فقد خصصناه للتصورات االجتماعية حيث تطرقنا الى مفهوم التصورات
االجتماعية واللمحة التاريخية ،النظريات المفسرة ،بنية التصورات ،خصائصها ،وظائفها ،أنواعها ،محتواها
ثم مراحلها ومميزاتها وأخي ار سيرورتها وابعادها.
* الفصل الثالث :وهو خاص بالصحة النفسية حيث يحتوي على مفهوم الصحة النفسية والنظريات
المفسرة لها ،ثم نسبيتها ،مستوياتها ،مناهجها ومظاهرها ،لتليها مؤشراتها وأخي ار معاييرها
* الفصل الرابع :ويتمثل في اإلجراءات المنهجية التي أدرجنا فيها عناصرها بالترتيب بدءا بالتذكير
بفرضيات الدراسة ،منهج الدراسة ،عينة الدراسة ،أدوات الدراسة تطرقنا فيها الى تقنية "الشبكة الترابطية"،
حدود الدراسة وكذا الدراسة االستطالعية.
* الفصل الخامس :وهو الفصل األخير في الجانب التطبيقي الذي تم فيه عرض وتفسير ومناقشة
النتائج المتحصل عليها ،وفي األخير الخاتمة قدمنا فيها استنتاج عام ،ثم ملخص البحث مع ذكر قائمة
المراجع والمالحق.
2
الجانب التمهيدي
الجانب التمهيدي
-1االشكالية
-2فرضيات الدراسة
-3اهداف الدراسة
-4اهمية الدراسة
4
الجانب التمهيدي
االشكالية:
يتفق األطباء تقريبا على أن الصحة الجسمية هي خلو الجسم من األلم ،وسالمة أعضائه ،وقيامها
بوظائفها الحيوية بقوة ونشاط لمدة طويلة.
ويأتي اتفاقهم على هذا التعريف من كون الجسم وأعضائه أشياء ملموسة ،يمكن قياس وظائفها
وقوتها ونشاطها بطريقة مباشرة ،أما تعريف الصحة النفسية فليس بهذه البساطة ألن النفس وبنيتها ووظائفها
ليست أشياء ملموسة يمكن قياسها بطريقة مباشرة وانما هي مفاهيم فرضية نستدل على وجودها من آثارها
في سلوك ِ
اإلنسان.
وقد اختلف علماء النفس في استدالالتهم على النفس البشرية ،وعلى تحديد سوائها وانحرافاتها وعلى
وضع تعريف لصحتها واضطرابها.
فمن عوامل اتفاق األطباء على تعريف الصحة الجسمية واختالف علماء النفس على تعريف الصحة
النفسية ،أن تعريف الصحة الجسمية تعريف طبي ال تتأثر كثي اًر قواعد السلوك فيه بقيم المجتمع ،وال تتأثر
نظرية الطبيب إلى الصحة الجسمية باختالف قيمه ومعتقداته بقدر ما تتأثر بمعلوماته وخبراته في مجال
الطب .بينما ال نجد تعريفا نفسيا خالصا للصحة النفسية ،فكل تعريف يتأثر إلى حد كبير بثقافة المجتمع
وقيمه وقواعد السلوك فيه ،كما تتأثر نظرة عالم النفس إلى الصحة النفسية باختالف معتقداته وثقافته.
رغم أ ن مفهوم الصحة الجسدية شامل مهما كانت وضعية المتحدث عنها ،في أي سياق تم
استخدامها او حتى في حين إعطائها تعريفا ،فالصحة النفسية ال تحمل نفس الخاصية من الشمولية ،فالفرد
ال يعيش في فراغ اجتماعي بل يتقاسم هذا الواقع مع اآلخرين من خالل تفاعله و تواصله معهم سواء في
وضعيات توافق أو صراع ،معتمدا عليهم لفهم هذا الواقع و تعريفه و التحرك فيه و ذلك من خالل جعل
المعارف الجديدة واقعا موحدا يسهل فيه التواصل عن طريق إنتاج تصورات مشتركة وموحدة حول هذا الواقع
مصاغة حسب األبعاد الثقافية واالجتماعية الخاصة بالجماعة االجتماعية أو المجتمع الذي ينتمي إليه.
ما أن التصورات االجتماعية تعتبر موجها لسلوك األفراد في وصف ظاهرة ما في إطارها االجتماعي
والنفسي ،فارتأينا في دراستنا هذه البحث عن التصورات االجتماعية للصحة النفسية ،وبما ان الطبيب فرد
اجتماعي فانهه يستمدها من المجتمع عبر مراحل التنشئة االجتماعية ومؤسساتها مرو ار بمجموعة من
المعارف والخبرات التي يعمل على تعزيزها بصفة دائمة فتدمج في شخصيته وتصبح إطاره المرجعي ،وبما
أنها تعتبر أيضا من األساليب الهامة التي يعتمدها الباحثون في مختلف الدراسات النفسية
واالجتماعية والتربوية حيث تستمد من خاللها المعارف والمعلومات والشيء المراد الوصول اليه.
ومنه وجب طرح التساؤل التالي :هل تختلف التصورات االجتماعية للصحة النفسية لدى األطباء؟
5
الجانب التمهيدي
-2فرضيات الدراسة:
-2.1الفرضية العامة:
-2.2الفرضيات الجزئية:
-محاولة انجاز بحث أكاديمي متكامل من الناحية التطبيقية والنظرية وفقا للخطط منهجية محكمة.
-التصورات االجتماعية تعكس جوهر المعرفة اإلنسانية وجملة المكتسبات والخبرات المشتركة بين
أفراد المجتمع الواحد.
-التصورات االجتماعية تسمح بالتعرف على درجة الوعي اإلنساني بالمواضيع المختلفة وامكانية
تعديله.
6
الجانب التمهيدي
(الداهري ،2005،ص)25
نستنتج مما سبق أن الصحة النفسية هي قدرة الفرد على التفاعل مع مجتمعه والتعامل مه مصاعب
الحياة المختلفة.
7
الجانب النظري
الجانب النظري
خالصة.
9
الجانب النظري
تمهيد:
يعتبر مصطلح التصورات االجتماعية من بين المصطلحات المتداولة حديثا والشائعة االستخدام في
مختلف الميادين االجتماعية ،ورغم قدم هذا المصطلح اال انه ما زال يشوبه نوعا من الغموض واالبهام لدى
الكثيرين ،فلقد حظي وما زال يحظى بأهمية كبرى في العديد من الدراسات والبحوث ،وأصبح يعد تخصصا
قائما بذاته يدرس في مختلف جامعات العالم له موضوع ومنهج وأساليب للدراسة خاصة به ،ولإلحاطة
بموضوع التصورات االجتماعية اعتمدنا عدة نقاط سنحاول التطرق اليها في هذا الفصل.
10
الجانب النظري
11
الجانب النظري
12
الجانب النظري
النمط ،بحيث أن التصورات هي لغة الحياة الواقعية ،ولكن مع التطور الذي عرفه كل من علم النفس
المعرفي وعلم االجتماع المعرفة بدأ هذا المفهوم يأخذ مكانة له في علم االجتماع واألنثروبولوجيا ،والتاريخ،
وعلم النفس االجتماعي ،وهذا التطور النوعي لمفهوم التصور االجتماعي حدث في ميدان علم النفس
االجتماعي علي يد "موسكوفيسي" الذي درس تصورات الجماعات المختلفة للتحليل النفسي ،ونشرت نتائج
دراسته في كتابه :التحليل النفسي صورته وجمهوره لقد أراد "موسكوفيسي "في دراسته الرائدة أن يفهم كيف
تنتشر نظرية علمية لدى الجمهور وماهي التغيرات التي تط أر عليها بعد مرور نصف قرن من الزمن ،مع
اإلشارة أنه ال يوجد تصور واحد للتحليل النفسي بل تصورات ،وهي تختلف في محتواها ومستوى بنائها
وتوجهها العام نحو التحليل النفسي ،كما تختلف أيضا حسب االنتماء االجتماعي.
(عامر ،2005،ص ص )11-10
يعد هذا النموذج أول مقاربة نظرية يقترحها "موسكوفيسي" للعمل على التصورات االجتماعية ،حيث
يدرس هذا النموذج الكيفيات التي ينتِج من خاللها األفراد تصوراتهم حول مواضيع الحياة المختلفة.
يـرى موسكوفيســي أن ظهــور وضــعية اجتماعيــة جديــدة ،و مــا تفرضــه هــذه األخيـرة مــن قلــة
المعلومــات بشـأنها أو عجـز المعـارف المكتسـبة سـابقا عـن تأويلهـا ،يـؤدي إلـى بروزهـا كموضـوع إشـكالي
وجديـد يسـتحيل معرفته بشكل كـامل نظ ار لتشتت الـمعلومات التي تتعلق به ،فـهذه الـوضعية تولد نـقاشات و
جـداالت و تفـاعالت تزيـد مـن الشـعور بضـرورة فهـم الموضـوع ،وهكـذا يـتم تنشـيط التواصـل الجمـاعي و
التطـرق لكـل المعلومـات و المعتقـدات و الفرضـيات الممكنـة ،مـا يـؤدي فـي نهايـة األمـر إلـى الخـروج بموقـف
أغلبيـة لـدى الجماعـة ،هـذا التوافـق تسـاعده طبيعـة معالجـة األفـراد االنتقائية للمعلومـات ،إذ يتمركـزون حـول
مظهـر خـاص يتناسب و توقعاتهم و توجهاتهم الجماعية ،لكن هذه السيرورة العفوية المولدة للتصور تحتاج
لثالث شروط:
13
الجانب النظري
ت -وجود رهانات متعلقة بالهوية أو بالترابط االجتماعي متأثرة بهذا الموضوع.
ث -حـدوث ديناميكيـة اجتماعيـة؛ أي مجموعـة مـن التبـادالت والتفـاعالت مـا بـين الجماعـات حـول هـذا
الموضوع.
ج-غياب تنظيم امتثالي أو دوغمائي متحكم في المعلومة المتعلقة بالموضوع.
كما اقتـرح موسكو فيسي مـن خـالل هـذا النمـوذج سـيرورتين ينـتج عنهمـا ظهـور التصـورات.
ب -ســـيرورة الترســـيخL’ancrage :هــي ســيرورة يحــاول األف ـراد مــن خاللهــا إدمــاج المعلومــات الجديــدة
المتعلقة بالموضوع في نسق مرجعي موجود سلفا.
-2.3نظرية النواة المركزية : La théorie du noyau central.تتخذ نظرية النواة المركزية منحا
وصفيا ،فهي تهتم بسيرورة التوضيع objectivationو تلعب دو ار في الكشـف عـن منتـوج هـذه السـيرورة،
كمـا تؤكـد هـذه النظريـة أن التوافـق الضـروري للتصـور االجتماعي موجـود على مستوى اآلراء الشخصية.
()Roussian,Bonardi,2001,p148
ينظـر "أبريـك" Abricصـاحب هـذه المقاربـة النظريـة إلـى التصـورات االجتماعية علـى أنهـا
مجموعـة سوسـيو-معرفيـة منظمـة بطريقـة خاصـة ،وتتحــرك حسـب قواعــد عمـل خاصــة بهـا ،ففهــم
الميكانيزمـات التــي تتـدخل مـن خاللهـا الــتصورات فـي الــممارسات االجتماعية يتــطلب ضـرورة مــعرفة
الــتنظيم الــداخلي للــتصور ،)Abric,1994,p8( .ولهـذا اهــتم مختلـف البــاحثين الــذين يعملـون معــه فـي
هــذا المجـال بالــمعتقدات الــمتقاسمة والمتوافـق عليهــا مــن قبــل أعضــاء الجماعــة ،حيــث ينظــر إليهــا
كنســق مــدرج من المعتقــدات ،يضــم عناصر محيطية منتظمة حول نواة مركزية تتولى مهمة تنظيم بقية
مكونات النسق.لكن تقدم األبحاث كشف عن إمكانية وجود تدرج آخر داخـل النـواة المركزيـة ،حيـث يشير
المشتغلون في هذا الحقل إلى وجود عناصر مركزية رئيسية تضـمن إعطـاء الداللـة للموضـوع ،فـي حـين
تخصص ِ
وتدقق هذه الداللة مجموعة من العناصر المركزية النائبة.
14
الجانب النظري
أقتــرح هــذا النمــوذج مــن قبــل "دواز" Doiseالــذي اه ــتم بالمعتق ــدات الخاص ــة الت ــي يكونهــا األف ـراد
ع ــن المواضيع المختلفة للحياة االجتماعية ،فالتصورات حسبه ال يمكـن تبصـرها إال مـن خـالل ديناميكيـة
اجتماعيـة تضع الفاعلين االجتماعيين في حالة تفاعل.
عنــدما تــدور هــذه الديناميكيــة حــول مســألة مهمــة ،تثيــر مواقــف مختلفــة لــدى األف ـراد بحســب
االنتماءات االجتماعية لكـل واحــد ،وذلــك بــالرغم مـن اشــتراكهم فــي نفـس المبــادئ المنظمـة للمواقـف ،وهكــذا
تنسـب هــذه النظريـة وظيفـة مزدوجـة للتصـورات االجتماعية؛ فهـي تعتبرهـا مـن جهـة كمبـادئ مولـدة للــمواقف،
ولــكنها مـن جهة أخرى مبـادئ منظمـة للفروقـات الفرديـة ،وبالتـالي فليسـت وجهـات النظـر هـي المتقاسـمة
ولكـن المسـائل التي يتجابه حولها هي المتقاسمة.
تعطـي هـذه المقاربـة النظريـة مكانـة مهمـة للعالقـات مـا بـين األفـراد ،وذلـك بمحاولـة توضـيح الكيفيـة
التـي يمكن من خاللها لالنتماءات االجتماعية المختلفة أن تحدد األهمية الموكلة للمبادئ المختلفة ،إذ يتعلق
األمر بدراسة ترسيخ التصورات في الواقع الجماعي.
()Roussiau&Bonardi,2001,p149
من خالل الدراسات واألبحاث التي قامبها مجموعة من الباحثين والعلماء فقد ارتأوا إلى النتيجة
المتمثلة في أن التصور ينتظم حول نواة مركزية ،هذه األخيرة التي تعتبر العنصر األساسي واألكثر أهمية
في التصور ،كما أنه يحتوي على عناصر محيطية تنتظم بدورها حول النواة المركزية للتصور.
حسب "أبريك " ،وذلك في الفترة الممتدة بين 1987/1976يقول " :أن النواة المركزية هي العنصر
األساسي في التصور ،ذلك أنها هي التي تحدد في الوقت نفسه المعنى والتنظيم الخاصين بالتصور ،وكذلك
تؤمن وظيفتين أساسيتين:
أ -الوظيفة المولدةUne fonction génératrice :إنه العنصر الذي يخلق أو يحول مدلول عناصر
أخرى مكونة للتصور ،وكذلك به تكون لهذه العناصر معنى وقيمة.
15
الجانب النظري
ويضيف "أبريك" أنه إذا كان هناك تصوران محددان ومعرفان بمحتوى واحد فإنه يمكن أن يكونا
مختلفين جذريا من حيث تنظيم هذا المحتوى وبذلك فإن التمركز الخاص ببعض العناصر يكون كذلك
مختلفا ،إذا فعندما يحدد عنصر مركزي معنى العناصر األخرى ،فإن تكافؤه يجب أن يكون معنويا واستدالليا
أكثر ارتفاعا مقارنة مع البنود المحيطية ،ومنه فالبعد الكمي ال يكون مؤش ار كافيا في تمركز عنصر ما
للتصور ،وعلى العكس من ذلك يبقى البعد الكيفي هو المحدد لتمركز هذه العناصر
وحسب "جيملي" (1992) Guimelliفقد شدد على أن تحليل التصور يجب أن يكون تحليال
بنيويا ،ألنه يرى بأن النواة المركزية تتكون من عناصر أو مجموعة عناصر تحتل مكانة خاصة في بنية
التصور حيث أنها توحد وتحدد كل المعاني الخاصة بالتصور ويضيف أن النواة المركزية محددة بمايلي:
-1طبيعة المتصور.
16
الجانب النظري
من النواة فهي توضح هذا المعنى والمدلول ،لذلك فالعناصر المحيطية تلعب دو ار رئيسيا في التصور إذ انها
تعمل بمثابة وسيط بين النواة المركزية والوضعية المادية أين يتم إعداد وتوظيف التصور وهي تستجيب
لوظائف ثالث:
أ -وظيفة التجسيد :هي ناتجة عن ترسيخ التصور في الواقع ،أنها تسمح بتجهيزه في مصطلحات
ملموسة فوريا مفهومة ومحلولة.
ب -وظيفةتنظيمية :وهي أقل صالبة وأكثر ليونة من النواة المركزية ،إذ أنها تسمح بالتكيف الفعال للتصور
مع التغيرات والتطورات الخاصة بالظروف والسياقات.
ج -وظيفة دفاعية :إن النواة المركزية وعن طريق تموضعها ،هي العنصر األكثر مقاومة للتغيرات
والتبديالت ،ألنها ليست س ار ألي شخص ،فتغيي ارتها أو تحويالتها تؤدي حتما إلى اضطراب كلي للتصور.إذا
فالعناصر المحيطية للتصور تعمل مثل نظام دفاع خاص بالتصور ،فتغييرات التصور تكون على العموم
انطالقا من التغييرات التي تط أر على عناصره المحيطية.
كذلك يمكن اعتبار وظيفة التفرد التي يتميزبها التصور أيضا ،ذلك أن النظام المحيطي يسمح
بتغييرات شخصية إزاء النواة المركزية المشتركة والعامة للتصورات ،وخاصة منها التصورات االجتماعية
الفردية التي تتأثر بتاريخ الفرد أو بخبرته الذاتية أو معايشته لألحداث ،وبالتالي فإن هناك فروقا بين األفراد
حول النظام المحيطي.
إذا فالتصورات االجتماعية تتشكل من نواة مركزية وعناصر محيطية يعمالن ككيان واحد ،حيث
يقوم كل جزء بعمل محدد ولكنه متكامل مع الجزء اآلخر .لذلك فتواجد هذا النظام المزدوج يسمح بفهم
خاصية من خصائص التصورات االجتماعية ،والذي يظهر بشكل متناقض في الوهلة األولى ،ذلك أن
التصورات هي في نفس الوقت مستقرة ومتحركة ،صلبة ومرنة( ،مستقرة وصلبة (ألنها تحدد بعمق بواسطة
نواة مركزية موطدة في النظام الخاص بالقيم المقسمة بواسطة أعضاء الجماعة ،و) متحركة و مرنة( ألنها
تغذي الخبرات الفردية ،فهي تدمج المعطيات المعاشة وكذلك الوضعية النوعية و التطور الخاص بالعالقات
والممارسات االجتماعية والتي يندمج األفراد أو تندمج الجماعات فيها.
()Abric & autre,1994,p26
-5خصائص التصورات االجتماعية:
التصورات االجتماعية كمفهوم حديث له بعض الخصائص التي تميزه عن باقي المفاهيم في العلوم
اإلنسانية.
-توجد خمس خصائص للتصورات االجتماعية حسب "جودلي" :jodlet
17
الجانب النظري
-1.5خاصية ارتباط التصور بالموضوع :بما ان اول شرط لوجود التصور وجود معلومة حول الموضوع،
وال يمكن وجود معلومات دون وجود موضوع ويكون الموضوع اما :شخصا ،شيئا ،ظاهرة ....الخ .كما
يمكن ان يكون ذو طبيعة مادية أو معنوية.
يتأثر التصور بخصائص كل من الموضوع المتصور ،والشخص المتصور ،فهما في عالقة تفاعلية،
حيث يلجأ الفرد الى إعادة بناء الموضوع المتصور وفقا لخصائصه.
ترى نظرية التصورات االجتماعية ،ام كل حقيقة هي حقيقة متصورة ،أي ان الشخص يضفي عليها
طابعه الخاص وفقا لثقافته ،وايديولوجيته لتصبح حقيقة ال يمتلكها اال هو.
-2.5خاصية الرمز والداللة :يستعمل الفرد خالل بنائه للتصورات االجتماعية مجموعة من اإلشارات،
الصور والرموز ،التي ينسبها لموضوع التصور بهدف تفسير وتأويل الموضوع المتصور ،ويرمز له و يدل
عليه ،وبالتالي يعطيه معنى معينا يمكنه من التحكم فيه والتفاعل معه .ويسهل عملية االتصال باشراك كل
افراد الجماعة في نسبة هذا المعنى لذلك الموضوع.
-3.5الخاصية الصورية :من خالل الصور التي تحتويها تساعد التصورات االجتماعية على فهم العالم
المجرد ،وتحويل الخواطر ،األفكار ،المفاهيم واالدراكات الى أشياء قابلة للتبادل عن طريق الصور ،لكن ال
يمكن تبسيط هذا الجانب من التصورات الى مجرد إعادة الواقع على شكل صور ،ولكن ينبغي استخدام
الخيال االجتماعي والفردي في إعادة بنائه.
4.5الخاصية البنائية :التصورات االجتماعية ليست مجرد استرجاع لصور حول الواقع ،بل هي إعادة
صياغة لهذا الواقع وبناءه ،من خالل عمليات عقلية بالرجوع الى تاريخ الفرد ومعاشه ومرجعتيه القيمية،
والثقافية واالجتماعية.
يرى "موسكوفيسي" أن الفرد يعمل على إعادة نمذجة عقلية remodlage mentalللموضوع ،وان
كل حقيقة هي حقيقة متصورة عن طريق امتالك األفراد والجماعات له ،واعادة صياغتهم له عقليا وادماجهم
له في نظام القيم المرتبط بتاريخهم ومحيطهم االجتماعي.
5-5خاصية االبداع :ان عملية بناء التصورات االجتماعية ال تقتصر على إعادة انتاج الواقع بل هي
عملية بناء واقع جديد متصور ،أكثر تكيفا ومالئمة لمحيط الفرد والجماعة وحسب مرجعيتهم والقيم والمعايير
السائدة ،بهدف توجيه سلوكات وتصرفات الفرد والجماعة وتسهيل التواصل فيما بينهم.
()Denis,1997,p366
18
الجانب النظري
-1.6وظيفة معرفية:
فالتصورات االجتماعية تسمح لألفراد بإدماج المعلومات الجديدة في أصل التفكير الخاص بهم،
وهذه التصورات لها طابع فكري وتفسيري للعالم المحيط ،كما أنها تساعد أيضا في نقل ونشر المعرفة.
-2.6وظيفة الهوية:
فالتصورات االجتماعية تساهم في التعرف على هوية الجماعات والعالقات بينها والتصورات التي
تكونها كل جماعة ،وتعمل على اعداد هوية اجتماعية وشخصية منسجمة مع أنظمة المعايير والقيم المتعددة
في المجتمع .ويقول "جودلي" Jodletالتصورات هي توزيع فكرة ،لغة......وهي أيضا تأكيد لموقع اجتماعي
مع هوية.
-3.6وظيفة توجيهية:
فالتصورات االجتماعية توجه السلوك والممارسات على ثالث مستويات على األقل:
-تتدخل مباشرة في تعريف الغاية من الموقف فهي التي تحدد نمط العالقات المناسبة للفرد.
-ان التصورات تؤثر على السلوك الذي يقوم به الفرد حتى قبل القيام به أحيانا ،فاتجاهات الفرد تؤثر على
التفاعل الذي سيحدث بينه وبين االخرين أي النتائج تحسم أحيانا قبل القيام بالفعل .فالتصورات تشكل أنظمة
لفك رموز الواقع وظيفتها توجيه انطباعات الفرد وتقييم سلوكياته .وتقرر التصورات السلوكيات والممارسات
التي يقوم بها وتحدد ما هو مسموح به وماهو مقبول وما هو غير مقبول في موقف ما ،فتلعب بالتالي دور
المعايير.
-4.6وظيفة تبريرية:
حيث تسمح بتبرير اتخاذ بعض المواقف واالتجاهات ،فهذه الوظيفة مرتبطة بالوظائف السابقة
وتخص عل ى وجه التحديد العالقات بين المجموعات وبين التصورات التي سيكونها كل فريق عن االخر
مبررين اتخاذ المواقف والسلوكات تجاه بعضهم البعض وذلك ما توصل اليه كل من "موسكوفيسي" و "أبريك"
( )1988حيث تعرضا الى النواة المركزية للتصورات االجتماعية والتي تعتبر أهم مضامين النظرية البنيوية.
(مقالتي ،2009،ص ص )44،43
19
الجانب النظري
-7أنواع التصورات:
-1.7التصورات الفردية:
والتصور الفردي هو تصور الفرد لذاته في إطار مرجعي محدد اجتماعيا ،او هو تصور يتعلق
بالفرد لكنه يتأثر بالعوامل البيئية المحيطة به ،وله وظيفة ال تقل أهمية في االتصال مع النفس ،فالفرد
بحاجة ماسة إلعطاء صورة لذاته تتماشى مع ظروف الحياة التي يعيشها.
فالتصورات الفردية هي أي موضوع يمكن استنباطه الى وضعية معاشه مما يعطيها معنى وأبعد
من هذا فهي قائمة على خبرات فردية محايدة أي تخص ذلك الفرد ونمط معاشه.
ويمكننا القول إنها الطريقة التي يتصور بها الفرد ذاته ،فهي متعلقة بالشخص ،ألنه محتاج ليعطي
صورة كافية نسبيا عن ذاته وتكون هذه التصورات الذاتية للفرد مستوحاة من الوضعية االجتماعية التي
يعيشها.
(مقالتي ،2009 ،ص ص .)33،31
-3.7التصور االجتماعي:
هو إحدى الوسائل التي من خاللها تؤكد سيطرة المجتمع على الفرد ،ويبرز من خاللها أثر
التفكير الجماعي على التفكير الفردي ،وفي رأي "دوركايم" ال يمكن الوصول اليه بمجرد مالحظة داخلية
لذا وجب البحث عن رموز خارجية لتجعله محسوسا حيث ان التصور ال ينشأ من فراغ وانما هو نتيجة
أسباب خارجية( .طاهري ،2013 ،ص ص )36،35
20
الجانب النظري
-1.8المعلومات:
هي مجموعة من المعارف المكتسبة حول موضوع معين وحصل عليها الفرد انطالقا من محيطه
االجتماعي بواسطة تجارب شخصية أو وسائل إعالمية أو عن طريق االحتكاك والتواصل ألن الفكر يكون
واقعه اعتمادا على كمية ونوعية المعلومات و مدى تنظيمها.
2-8الموقف:
هو الجانب المعياري للتصور ويعبر عنه من خالل استجابة عاطفية وانفعالية اتجاها لموضوع،
فهو اتجاه سلبي أو إيجابي لفكرة أو لموضوع معين ،ويرجع "موسكوفيسي" األولوية للموقف بحيث ال يلتقط
الفرد المعلومات اال بعد ان يتخذ موقفا من الموضوع ،وبذلك فالفرد يتفاعل ويندمج مع مواقفه انطالقا من
مجموعة القيم واألفكار التي تكون موقفا سواء بالرفض أو القبول.
(رداف ،2010،ص.)86
3-8حقل التصور:
يرى" موسكوفيسي" أن هناك حقل تصوري أين توجد وحدة مرتبطة من العناصر كما يعبر عنه
بمجموعة اآلراء المنتظمة ،اذ يرجع الى المظهر الصوري لكن في بناء دال من خالل ادخال المعلومات
التي بحوزة الفرد وترجمتها( .طاهري ،2012،ص.)44
-1.9المرحلة األولى:
مرحلة المرور الى النموذج الصوري وفيها يجمع الفرد المعلومات حول الموضوع ،ثم يرتبها ويدرجها
في الذاكرة وتسمى بمرحلة انتزاع الموضوع من المحيط.
21
الجانب النظري
2-9المرحلة الثانية:
مرحلة المرور من النمط الصوري الى التصنيف ،حيث يكتسب النموذج الصوري صفة التأكيد
والترسيخ اذ يصبح هو الواقع بالنسبة للفرد فيستعمله في تصنيف الموضوع مع الموضوعات الموجودة في
اطاره المعرفي سابقا ،ويفسر من خالله الواقع.
3-9المرحلة الثالثة:
مرحلة المرور من التصنيف الى النموذج النشط التي تحدث فيه ،بعد أن يصبح التصور مرجعا
تفسيريا للواقع ويتحول في المرحلة الالحقة موجه لسلوكنا.
4-9المرحلة الرابعة:
مرحلة التبلور حيث يكتسب التصور في هذه المرحلة استقرار وثبات يمنحه نوعا من الصالبة يترتب
عنه توقعات حول موضوع التصور ،تتعلق بتفاعل االفراد مع بعضهم البعض.
(قريشي وبوعيشة ،2010،ص)9
-10مميزات التصور:
-1.10الميزة الفكرية اإلدراكية:
يعتبر للتصور ميزة مزدوجة في حد ذاتها ،إدراكية وفكرية .فاإلدراك عملية منشؤها حسي ،أما
العملية الفكرية فطابعها تجريدي ،وتصور الشيء ما هو إال إعادة إحضار حسي للوعي أو الشعور رغم
غيابه في المجال الملموس.
كما يشمل التصور العملية اإلدراكية من جهة أخرى ،حيث أن شرط ظهوره هو إزالة الموضوع .
لذلك فهو يحوي هاتين العمليتين رغم التناقض الموجود بينهما ،والمتمثل في أن الجانب اإلدراكي يتطلب
حضور الموضوع والفكري يتطلب غيابه .ويحتفظ التصور بهذا التناقض وينمو ويتطور من خالله.
يمكن تدعيم هذه الميزة بما جاء في قول "موسكوفيسي" :يسمح التصور بالعبور من الحلقة الحس حركية
إلى الحلقة المعرفية ،ومن الشيء المدرك من بعد إلى التحسس بأبعاده واشكاله.
(.)Moscovici,1998,p367
-2.10ميزة المعنى الشكلي الدال:
تظهر بنية كل تصور مضاعفة وذلك على اثر وجهتين غير منفصلتين ،الوجه الشكلي والوجه
الدال .فهيكل كل تصور حسب "موسكوفيسي" يكون مزدوج ،أي للتصور وجهين كالورقة :الوجه الشكلي
والوجه الرمزي.بالتالي يعد التصور شكل ومعنى ،على أساس أنه لكل شكل معنى ولكل معنى شكل.
()Moscovici,1998,p368
22
الجانب النظري
-4.10الميزة االجتماعية:
ال يمكن إهمال العوامل االجتماعية المؤثرة في التصور ألنه ينشأ من خاللها .ذلك ألن التصور
يتحدد ببنية المجتمع الذي يتطور فيه ،إذ يقول "جيلي": Gillyيوصف كل تصور وصفا اجتماعيا بما أنه
عملية تفاعل الفرد ،هذا األخير يستجيب تحت تأثير العوامل االجتماعية المختلفة "ومن خالل هذه الخاصية
يتضح أن العامل االجتماعي يتدخل من خالل مجالها الملموس ،وذلك على أثر نظام القيم والمعتقدات
والطقوس ،وكذا االنتماء إلى الجماعة و بالتالي تسهل التصورات عملية التواصل.
(بوسنة ،2008،ص.)21
-11سيرورة التصور االجتماعي:
إن السيرورتين التي تعمل من خاللها التصورات قد حددت من طرف "موسكوفيسي"( ) 1961
بالمصطلحين التاليين :التوضيعl’objectivationوالترسيخ l’ancrageحيث يبين كيف أن التصور
االجتماعي يستولي على موضوع أو معلومة أو حدث ويعيد تشكيله ،وبالتالي تصبح كعملية مجزأة ،حيث
تدور في التفاعالت التي تربط بين ما هو نفسي وما هو اجتماعي ،انهما (السيرورتين) في هذا السياق
نشاطان نفسيان يضعان بعين االعتبار مجموعة من الميكانيزمات العقلية والظواهر االجتماعية المحددة عن
طريق السياقات التي تتوضح من خاللها إذا فهي تؤمن أو تستدمج بطريقة نوعية اجتماعية الوضعيات أو
األحداث في وجهة مقبولة ومتناسقة ،وفيما يلي سيتم عرض هاتان السيرورتان مع توضيح جل نشاطهما
عموما.
()Ficher,2005,p131
23
الجانب النظري
أوال :إن المرحلة األولى تتميز ب " انتقاء المعلومات " لألفراد الخاصين بالتحليل النفسي أنها تعمل كمصفاة
تحتفظ بعناصر معينة وكذا التخلي عن عناصر أخرى .لذلك فالمعلومات المنتقاة هي مستقاة من السياق
النظري الذي ينتجها ،ويعاد صياغتها من طرف األفراد وذلك عن طريق إعادة التشكيل النوعي.
وباختصار فإنه يتم فصل المفاهيم عن اإلطار الذي تنتمي إليه ليتم استمالكها من طرف الناس فيستدخلونها
في عالمهم الخاص ويتحكمون بالتالي فيها.
ثانيا :إن المرحلة الثانية تتميز ب "المخطط الشكلي"هذا المفهوم الذي يعبر عن نواة صلبة خاصة
بالتصور ،فهو يتشكل عن طريق تنظيم جدلي يحمل من جهة تكثيف عناصر المعلومات ومن جهة أخرى
جالء المظاهر األكثر نزاعا .وفي حالة التحليل النفسي "موسكوفيسي "بين أن هذا األخير ال يترجم بمخطط
يتكون من أفكار عادية بسيطة ،بواسطتها يقدم الجهاز النفسي كموضوع سهل فهمه ،ولكن في الواقع هذا
ال يكون ممكنا ألن العناصر المكونة هي خالية مما يجعلها نشيطة لمعرفة الليبدو .إن هذه النظرة أو الفكرة
لها وظيفة أساسية وهي تقديم التحليل النفسي كعلم وكنظرية مقبولة ،بمعنى ال تسبب حزنا وال خوفا في
المجال الذي تزول فيه بنيتها النزاعية.
(غانم ،2008،ص.)35
ثالثا :مرحلة التطبيع والتي تقر أنه عندما يدخل مخطط شكلي لموضوع ما يجتمع وينتشر بداخله فإنه
يصبح بديال عن الموضوع ذاته وبالتالي يصبح طبيعيا ،إذا ففي هذه المرحلة تصبح العناصر الشكلية
ملموسة وكذا تصبح عناصر جلية وبسيطة عن الواقع.
إن التطبيع إذن يمكن أن يعرف كعملية تحويل عناصر الفكر في فئات من اللغة وكذا اإلدراك،
تعمل على ترتيب الحوادث الملموسة.
-2.11الترسيخ:
هو السيرورة الثانية للتصور ،الترسيخ يشير من جهة إلى الكيفيات التي يستدخلبها في المجال
االجتماعي ومن جهة أخرى للوظائف المنتجة ،إنه يحمل ثالثة مظاهر أساسية التي تسمح بفهم عمل
التصورات االجتماعية في مستويات عديدة:
أوال :الترسيخ يبين في البداية أن التصور يعمل ك" سيرورة للترجمة" ،وهذا يجعلنا نمنح التصور قيمة
استعمالية اجتماعية ،فمثال التحليل النفسي اعتبر كأداة معلومات سواء بالنسبة لنا أو بالنسبة لآلخرين ،فهو
يستخدم لفك رموز ما ،يحيط بنا وذلك بتزويدنا بإطار خاص بالترجمة ،وهذا األخير يسمح بإدخال األفراد
والوضعيات في تصنيفات تستخدم كموجه لفهمنا .إذا فميكانزيم الترجمة هذا يتحول إلى نظام وسيط قادر
على تنظيم وتعديل العالقة االجتماعية وذلك بافتراض فهارس وتفاسير تستخدم لتطوير األحداث
والممارسات.
24
الجانب النظري
ثانيا :التصورات تتشكل كذلك في " شبكة معاني"و التي تعتبر عنص ار ثانيا للترسيخ وفي حالة التحليل
النفسي فإن الشبكة تعني أن المعاني الممنوحة للتحليل النفسي تنتج في الواقع من نظام القيم المنتج من
المجتمع ،وفي هذا المعنى فإن التحليل النفسي هو مقدم كمعارض ومقاوم لمعايير اجتماعية معينة أو
لتيارات إيديولوجية أقل أو أكثر تعارضا ،والتي تحضر معاني خاصة بها ،وبالتالي فالتحليل النفسي يعرف
كفعل اجتماعي ،وفيما يخص استخدامه فإنه ال يمكن اعتباره كنظرية علمية ولكن كصفة تنعت بها
بعض الجماعات ،فهو يستطيع أن يشرح العالقات المتواجدة ما بين الجماعات االجتماعية وتجسيد نظام
للقيم ،ويحدد التعارض ما بين ثقافات مختلفة.
ثالثا :المظهر الثالث للترسيخ يتضح في" الوظيفة اإلدماجية " حيث تدمج التصورات أنظمة فكرية مألوفة
وقائمة مسبقا .إن مفهوم اإلدماج يسمح بفهم كيف يعمل الرابط ما بين نموذج من التصورات قائم مسبقا
والتجديد أي بين ما هو مألوف وما هو جديد أي أن الترسيخ يبين كيفية استدراج ما هو جديد في نظام
مألوف وقائم مسبقا ،مع تبيان التفاعالت ما بين عناصرهما.
"موسكوفيسي"ب Polyphasée Cognitiveوالتي تساهم في استيعاب إن هذه السيرورة أسماها
التجديد ،لذلك يمكن القول أن التصورات االجتماعية هي في نفس الوقت مجددة ومبقية ،متحركة وجامدة.
ولكن في مستوى آخر ،فإن استدماج ما هو جديد سيزودنا بمعالم خاصة بأطر فكرية معرفة مسبقا.
فالترسيخ يأخذ بعين االعتبار عملية المصالحة بين العناصر الغير منتشرة والعناصر المعروفة مسبقا ،وذلك
بافتراض طريقة للتصنيف عبر أحكام سريعة تسمح لألفراد االنتهاء بسرعة من هذا اإلستدماج الجديد.
اذا فمن خالل عمل التصور االجتماعي نستخلص شروطا معينة لتوضيحه :فهو يعالج المعلومة
المقدمة و ذلك بالتركيز على التوجيه االنتقائي ،وكذلك تحضير العناصر في تشكيل جديد ،وفي هذا السياق
فإن كل تصور يظهر كسيرورة دينامية يتم عبرها عملية إعادة بناء الواقع .وما يجب فهمه والتركيز عليه،
أن هذه الدينامية الخاصة بالتصور تعمل ككل منسجم .فسيرورتا التوضيع والترسيخ ترتبطان وتتعاونان في
األوقات الخاصة ببناء الواقع وتشتركان كذلك في كل تطور أو تحول للتصورات.
(غانم ،2008،ص ص )37،36
-12أبعاد التصور:
إن الفرد ال يبني تصوره عن موضوع معين بدون الرجوع إلى مكتسبات من مجتمعه انطالقا من
المعلومات التي يتلقاها عن طريق الحواس والتي تظل محفوظة في ذاكرته مع تلك العالقات التي يقيمها
مع اآلخرين ،كل هذه المعلومات تبقى داخل نظام معرفي شامل ومنسجم بدرجات مختلفة تسمح للفرد
25
الجانب النظري
بالتكيف مع المحيط وتيسر اتصاالته داخل الجماعة .ويحدد كايس ثالثة أبعاد للتصور في سياقها النفسي
واالجتماعي والثقافي الذي تظهر وتتطور فيه.
()Jodlet,1993,p15
-1.12البعد األول:
التصور عملية بناء للواقع من طرف الشخص يشكل جهدا في النشاط النفسي باعتباره عمال أو
إجراءا يركز على عدد من اإلدراكات المتكررة في بناء جملة من المعلومات موضوعها الواقع ،إذا يمكن
إعتبار التصور شبكة لقراءة الواقع.
26
الجانب النظري
خالصة:
انوجودنا في العالم المحيط بنا يجعلنا نحتاج دائما إلى معارف لفهمه ،حيث أنه يزخر بالمواضيع
والوضعيات المرتبطة ببعضها البعض وال يمكن لهذه المعارف أن تولد مع الفرد ،وانما هي نتيجة احتكاكه
الدائم والمتواصل بالمجتمع الذي نشأ فيه ،فهي تبنى وتتشكل عنده من خالل عدة عمليات عقلية
وفكرية والتي تدخل ضمنها عملية بناء التصورات االجتماعية أو يدخل ضمنها التصور كسيرورة لبناء
المعارف لدى الفرد.
27
الجانب النظري
خالصة
28
الجانب النظري
تمهيد:
قد يتبادر إلى أذهان الكثير من الناس أمور عديدة عند ذكر الصحة النفسية ،وقد يفهمها كل حسب
خبرته ،فهناك من يعتقد بأن الصحة النفسية هي السعادة ،هناك من يفهمها على أنها عدم وجود مرض
نفسي ،وهناك من يفكر بالجنون فالذي يتمتع بالصحة النفسية هو العاقل ،ومن ال يتمتع بالصحة النفسية
فهو مجنون ،وعندما تسأل الناس :ما المجنون؟ تسمع ايجابات مختلفة عن أوصاف مختلفة ال البط بينها
اال الغرابة أو الشذوذ عن المألوف ،والبد من العودة للمفاهيم والتعاريف العلمية وعدم الخوض في هذه
المفاهيم العامية.
29
الجانب النظري
يعتبر مصطلح الصحة النفسية من المصطلحات األكثر اهتماما من قبل الباحثين والعلماء في
مجال علم النفس ،حيث يظهر اختالف شديد بين الباحثين لتعريف مصطلح الصحة النفسية ،فكل باحث
يعرفه من وجهة نظره الخاصة ولكن بالرغـم من هذا يوجد بعض جوانب االتفاق بين الباحثين وهذا ما
سنوضحه من خالل التعاريف التالية:
-تعريف" كانيغالم" " :"Caingelhumالذي اعتمد على مفهوم السواء والمرضي في تعريفه للصحة
النفسية ،يرى انه "ال يتحدد سواء الفرد كوحدة متميزة اال بالنسبة لشمولية الوسط الذي يعيش فيه ،بحيث
يستطيع ان يبسط فيه حياته بصفة أفضل ويحافظ فيه على معياره الخاص بطريقة أحسن".
(سي موسى واخرون ،2008 ،ص .)28
نستنتج ان الفرد ال يستطيع ان يكون وحدة اال إذا كان ضمن جماعة يمارس فيها حاجاته.
-أما منظمة الصحة العالمية تعرف على انها "حالة من تكامل اإلحساس الجسدي والنفسي واالجتماعي
وليست فقط حالة الخلو من المرض والعاهة.
(رضوان ،2007 ،ص )25
الصحة النفسية ليست فقط الخلو من المرض بل هي دينامية تكاملية ضمن الجسد والنفس والمجتمع.
-ويعرفها كل من "ايربن" و وفرانسكوفايك" و"فينتشل " " "Erben, Franzkowiak et Wenzelعلى
أنها حالة موضوعية قابلة لالختبار الطبي والبيولوجي ،ويعتبر كذلك التكيف األمثل الممكن مع متطلبات
المحيط كما يمكن اعتبارها حدثا سيروريا (تفاعليا) لتحقيق الذات ،على شكل التعديل الهادف والفعال للبيئة.
(رضوان ،2007 ،ص .)27
الصحة النفسية كأي حالة فيزيقية يمكن قياسها قياس تجريبي حيث يمكن التحكم في العوامل البيئية
لتغييرها.
-2النظريات المفسرة للصحة النفسية:
1-2من وجهة نظر التحليل النفسي:
أجاب "فرويد" Freudعن السؤال حول معيار الصحة النفسية بقوله أنها " القدرة على الحب والحياة"
فاإلنسان السليم نفسيا هو االنسان الذي تمتلك "األنا لديه قدرتها الكاملة على التنظيم واالنجاز ،ويمتلك
مدخال لجميع أجزاء "الهو" ويستطيع ممارسة تأثيره عليه.
وال يوجد هناك عداء طبيعي بين األنا والهو ،انهما ينتميان لبعضهما البعض وال يمكن فصلهما
عمليا عن بعضهما في حالة الصحة .ويشكل األنا بهذا التحديد كثي ار أو قليال األجزاء الواعية والعقالنية من
30
الجانب النظري
الشخص ،في حين تتجمع الدوافع والغرائز الالشعورية في "الهو" ،حيث تتمرد وتنشق في حالة العصاب،
في حين تكون في حالة الصحة النفسية مندمجة بصورة مناسبة.
كما ويضم هذا النموذج " األنا العليا" ،والذي يمكن تشبيهه بالضمير من حيث الجوهر ،وهنا يفترض
"فرويد" Freudأنه في حالة الصحة النفسية تكون القيم األخالقية العليا للفرد انسانية ومبهجة ،في حين
وبناء تكون في حالة العصاب مثارة ومتهيجة من خالل تصورات أخالقية جامدة ومرهقة.
على ذلك يظهر أن التحليل النفسي ليس اتجاها ال يأخذ القيم بعين االعتبار .فهو يحدد قيما معينة ،تعد
من وجهة نظر التحليل النفسي من ضمن الكفاءات النفسية والتي يفترض أن يسعى االنسان لتحقيقها .فمن
المعروف أن " فرويد" Freudقد الحظ وجود نقص في االنجاز عند المضطربين ،بحيث يكون هؤالء
منهمكين أو مستنزفين في الكبت واالسقاط واألحكام المسبقة الى درجة قل بها مجال لعيش حياة منتجة
وبهذا المعنى يكون العصاب عبارة عن وسيط بين الصحة والمرض ،عبارة عن تقييد جزئي لمجاالت متفرقة
من الحياة .وبالتالي ال يشكل نمط الحياة العصابي أم ار مرضيا ،غير أنه من خالل تشويهه أو تقييده الكمي
لواحد من أجزاء الحياة وممارستها ال يمكن اعتباره أم ار سليما أو صحيا.
وقد حاولت نظرية التحليل النفسي من خالل دراستها الموسعة عن العصاب ،اكتشاف وتحديد
الجوانب السوية ،اال أنها ظلت أسيرة الباثولوجي.
وفيما يتعلق بالبعد الجنسي ،أكد "فرويد" Freudعلى أن االنسان السليم نفسيا هو الذي يستطيع
االستمتاع به دون مشاعر الذنب والخجل ،ويرى "فرويد" أن نجاح عملية التنشئة االجتماعية للطفل يمكن
قياسها من خالل قدرته على االنجاز بالمعنى االجتماعي فضال على قدرته على اشباع حاجاته الجنسية.
وال يقاس مقدار الصحة النفسية من خالل غياب الصراعات أو عدم وجودها ،وانما تتجلى الصحة
النفسية من خالل القدرة الفردية على حل الصراعات ومواجهتها ،وهذا ما يراه اتجاه "موسكوفسكي" أيضا
في نموذجه حول المنشأ الصحي .ان هدف النمو في طريقة التحليل النفسي هو سيطرة الطموحات التناسلية
وليس كبت الدوافع قبل التناسلية وقد عبر "فرويد " Freudعن هذا أيضا من خالل اشارته الى ضرورة
االعتراف بمبدأ " الواقع ""،واقعية الغرائز".
31
الجانب النظري
يطرح علم النفس الفردي الذي يمثله "آدلر" Adlerالسؤال عن الصحة النفسية بشكل مختلف عن
التحليل النفسي التقليدي ،فقد اعتبر "آدلر" العصاب أنه "شكال خاطئ من أسلوب الحياة" و " الشذوذ
االجتماعي" .ويرى "بونغرادس" Bongradesأن لهذه النظرة ميزة ،أن العصابيين ال يستطعون التحصن
وراء المرض ،انطالقا من المالحظة أن جملة " أنا مريض" تالقي تفهما واسع المدى من المحيط.
وانطالقا من االستنتاج الذي توصل اليه " آدلر" Adlerأن المجتمع أو المحيط يشكل بنية أساسية
للمخلوق االنساني ال يمكن الغاؤها أو ابطالها ،فقد حدد علم النفس الفردي مصطلح "الشعور الجماعي"
معيار للصحة النفسية ،وللتفريق بين العصاب والسواء.
واستنادا الى ذلك يعد السلوك النافع للمجتمع سلوكا صحيا ،وقد نظر "آدلر" Adlerلتصرفات الفرد
من منظور المستقبل البعيد لجماعة مستقبلية مثالية وقاسها عليه ،اال أنه عندما يهتم االنسان اآلن باآلخرين
على أساس التساوي بينهم والتعاون ،يمكن اعتباره من وجهة نظر علم النفس الفردي قد شفي.
وتوجد ثالثة مجاالت حياتية تعبر الصحة النفسية عن نفسها من خاللها .وهذه المجاالت هي:
-الحب/الشراكة.
-العمل/المهنة.
-المجتمع/الصداقة.
والشرطين األول والثاني يمثالن معيار "فرويد" Freudفي الصحة النفسية المتمثل في أن االنسان
السليم هو القادر على الحب والعمل ،حيث تلعب القدرة على االنجاز في كال االتجاهين .ويذكرنا في الشرط
الثالث بالمسلمة القائلة" :ان االنسان عبارة عن مخلوق اجتماعي بالدرجة األولى".
ومن خالل االجابة عن المهمات الحياتية الثالث أعاله يتجلى "الشعور الجماعي" .ويتضمن تحقيق
مهمات الحياة الثالثة أكثر من مجرد الحصول على المال من خالل المهنة والزواج واالنتساب الى جمعية
أو اتحاد .فحسب "آدلر" Adlerال يمكن اعتبار االنسان سليم نفسيا اال عندما يتناسب طموحه مع سعادة
المجتمع ويلتزم أخالقيا بتحقيق عالم أكثر انسانية .وقد حدد "آدلر" Adlerهدفا للتربية ،يعتبر كذلك هدفا
للعالج القائم على علم النفس الفردي يتمثل في " :نريد أن نكون مساهمين متساوين ،مستقلين ومسؤولين
في الحضارة".
32
الجانب النظري
وفي هذا اقرار بالمساعدة المتبادلة والتضامن والمساواة وكل القيم األخرى ،التي تقوم عليها الطبقة
الوسطى واالشتراكية الليبيرالية.
والعالج النفسي كما يفهمه "آدلر" Adlerهو االخالق التطبيقي ،التي ال يمكن التعرض لها مباشرة
في العالج وانما يمكن ايصالها من خالل ربطها بشخص المعالج.
غير أن "آدلر" ،Adlerمثل "فرويد" ،Freudلم يقم بتحديد صورة االنسان السليم نفسيا ،فكتبه كلها
تقريبا تدور حول العصابي في ضروبه المتنوعة ،الى درجة يبدو من خاللها كل الناس عصابيين قياسا الى
المثل جدا التي وضعها "آدلر" . Adler
(الختاتنة ،2012،ص)28
رأى "فرويد" Freudسعادة االنسان في قدرته على العمل بكفاءة وفي سعادته الجنسية ،ووسع
"آدلر" Adlerهذا التصور للصحة ليشمل التوجه االجتماعي نحو مثل جماعية عليا ،اما التحليل الوجودي
فقد عرف الصحة النفسية بأنها السيطرة على المكامن النفسية الجسدية والنفسية والعقلية.
وبطريقة مشابهة للتحليل النفسي المتمثلة في جعل المكبوتات مدركة ودمج األجزاء المنقسمة من
الشخصية ،اهتم التحليل الوجودي باألجزاء غير النامية من الشخصية.
ويهدف العالج النفسي في التحليل الوجودي الى صهر الدوافع لتذوب في رؤية ثابتة ومحددة للعام
والذات.
وعلى عكس التحليل النفسي وعلم النفس الفردي ينطلق التحليل الوجودي من االنسان السليم ويعتبر
المرض :شكال قاص ار من الصحة.
ويتجنب التحليل الوجودي الحديث عن عصابات تضر االنسان ،ويؤكد على أنه حتى في العصابات
يمكن ايجاد مساحات متدرجة من الحرية ،ينبغي توسيعها .وتعد االنحرافات الجنسية بالنسبة ل "ميدارد بوس"
Midard bossعلى سبيل المثال أمثلة مهمة للتحليل الوجودي ،التي تمثل رغبة منكمشة يصعب ادراكها
للحب والقرب .وعندما نقود المريض على أساس األجزاء السليمة الباقية من نفسيته محو االعتراف بنفسه
وبالعالم أو توكيد ذاته والعالم .بدال من البحث في أعماقه عن دوافع شاذة أو عن الصدمات التي ال يمكن
اصالحها أو عن مشاعر النقص ،فانه بانه مفهوم بشكل أفضل .ويهتم التحليل الوجودي بشكل أشد من
التحليل النفسي وبدرجة مشابهة لعلم النفس الفردي بالوجود الراهن للمريض .ولكن التحليل الوجودي لم يهتم
33
الجانب النظري
كثي ار بتحدي السمات األساسية للصحة ،عدا وجود بعض االشارات حول ذلك في السمات الجوهرية للوجود
االنساني كما يتضح فيمايلي:
-1يمتلك اإل نسان في البداية بوصفه مخلوقا وحيدا تصو ار عن وجوده في المكان .واالنسان الخالي من
الهموم ويمتلك وجدانا ح ار وصافيا وواضحا .ويعبر " بوس" Bossعن الصفاء والوضوح من خالل مفهوم
"النور" ويشبه ذلك مجازيا بالنور في الغابة الذي يشق الطريق للضوء .واالنسان موجود بالمعنى الحرفي
للكلمة ،انه موجود دائما في الخارج -في العالم – الذي يعتبر وحدة كلية.
والوجود الداخلي هو وجود مع اآلخرين .وغالبا ما يتبدل مدى المكان من يوم الى آخر ،ويبدو أنه
يكون متعلقا بمقدار الشجاعة .واالنسان السليم نفسيا يسبح في المكان كالسمكة في الماء ،ويكون مستعدا
المتالك مجاالت أخرى وجديدة.
-2وبما يشبه المكان يعيش كل انسان في الزمن .واالنسان السليم يخوض في كل ابعاد الزمن في الوقت
نفسه .والحياة الملموسة تعبر عن نفسها من خالل الحاضر بالدرجة األولى ،وليس في الماضي الحالم أو
المستقبل المؤجل.اال ان الماضي كذكرى وخبرة يكونان غاليين ومحببين لإلنسان السليم نفسيا.
ويرى "هايدغر" Haydgerان المستقبل هو البعد المسيطر من الزمن .ومن منظور النهاية تتحدد حياة
االنسان ،اذ ان كل النشاطات الراهنة تحدث في ضوء الماضي الممتد الى المستقبل المتوهم .ويعد المستقبل
مجال البناء الذي ينمو حجمه من خالل سعة الصدر ورحابته المكتسبة.ان ما ينتظرها هو تلك المرحلة من
الزمن الذي يبشرنا بالنمو والتحسن والسعادة والتغيير.
-3الجسمانية هي ابعد من مجرد التجسد .اذ أنه في الحقيقة ال توجد آية ظاهرة على االطالق من الوجود
االنساني ليس للجسد فيها دو ار أو يمكن أن تكون ال جسمانية.
فمن خالل كلمات مثل االسترخاء والهدوء والراحة والتوتر ....الخ يتم وصف تثبيتات جسدية ،الى جانب
االتجاه النفسي ككل لإلنسان نحو عالمه .يقول "بوس" Bossحدود جسدي تتطابق مع بعضها بكلمات
اخرى تتطابق مع حدود انفتاحي على العالم .ان حدود الجسد ال تتغير .ان ما يتغير هو سعة أو ضيق
نسبة العالم.
-4االنسان بطبعه ميال لألخرين ،االمر الذي يذكر بااللتزام االجتماعي عند "آدلر" ،Adlerويشترك عالم
البشر بانفتاحهم الممكن على العالم والقدرة على تقديم اجابة عن كل " االشياء المنارة" ،اي االشياء المدركة
في الشعور.
34
الجانب النظري
-5يحمل اإل نسان في طياته كل ما يمكن تصوره من أمزجة ،غير أن مدى بروزها او ظهورها يتعلق
بطبيعة العالقة بالعالم ،فالحالة المزاجية تعكس نوع االنفتاح على العالم .فالحالة الجيدة تؤثر على المجاالت
الجسدية ألبعد مدى وينبغي اعتبارها من العوامل المسببة للصحة من الدرجة األولى.
وبالتالي فان العالج النفسي يهتم بالدرجة االولى بإعادة تغيير الحالة المنغلقة كالقلق والملل
والالمباالة باتجاه حالة منارة واضحة ومنفتحة وصريحة وحرة .واالنفعاالت تمنع االنسان من امكانية إدراك
العالم المحيط .ومن خالل تعابير من " الحقد االعمى " او " الحب االعمى" يتم التعبير عن امكانات الوجود
المغلقة والمظلمة كلية او جزئيا في العالم .ويعد " الصفاء الرزين" حالة مرغوبة ،حيث يقصد بالصفاء
"النورانية" و " الوضوح" ،أما المقصود "بالرزانة" التعرف على العالم ،وتركه كما هو.
-6تعمل الذاكرة وتاريخ االنسان على االحتفاظ بما كان .ويرى "بوس" ان ما كان قد تم ادراكه في السابق
يبقى موجود من خالل أهميته ،التي كانت له مرة والتي مازال يمتلكها .ويرى "بوس" انه ليس من المثبت
ان االنسان ينسى شيئا ،ويرى ان التذكر عبارة عن اعادة احياء ألطر العالم الباكرة ،التي كانت بين الحين
والحين "موجودة بصورة بعيدة" .النسيان يعني اخفاء شيء ما من الحضور المباشر.
-7أكد "بوس" على الهروب من الموت الذي يتجلى في المحاوالت الالمتناهية بالتضليل عن هذه الحقيقة.
ومدح بدال من ذلك السلوك االنساني " غير الهارب"" ،غير المموه" الكريم بحق اتجاه الموت ،الذي يتمثل
في التحمل الدائم لمعرفة النهاية المحتومة.
-8واخي ار تعد السمات الجوهرية المذكورة اعاله على نفس الدرجة ،وال توجد فيها واحدة فوق االخرى .فكل
الظواهر االنسانية االخرى تتضمن هذه السمات الجوهرية من الرغم من شدتها المختلفة.
وعلى اساس السمات الجوهرية الثمانية للوجود االنساني صاغ " بوس" تعريفا من نوع جديد للمرض والصحة.
وبناءا على ذلك يرى "بوس" ان الصحة هي التمكن غير المحدود من امتالك السمات الجوهرية
الثمانية للوجود االنساني.
35
الجانب النظري
حيث يختلف األفراد في درجة صحتهم النفسية ،كما يختلفون من حيث الطول والوزن والذكاء والقلق،
فالصحة النفسية نسبية غير مطلقة ،وال تخضع لقانون الكل أو ال شيء .فكمالها التام غير موجود ،وانتفاؤها
الكلي غير موجود اال قليال جدا .فال يوجد شخص كامل في صحته النفسية ،كما هو الحال في الصحة
الجسمية .وأيضا ال يكاد يكون هناك شخص تنتفي لديه عالمات الصحة النفسية ومظاهرها.
فمن الممكن أن نجد بعض الجوانب السوية لدى أشد الناس اضطرابا.
36
الجانب النظري
وعموما فالحكم على الصحة النفسية يختلف تبعا لعوامل :الزمان والمكان والمجتمعات ،ومراحل
النمو عند اإلنسان .ويجب أخذ كل هذه المتغيرات بعين االعتبار عند إطالقنا الحكم على الصحة النفسية.
-1.4المستوى الدفاعي:
ففيه يمارس االنسان مظهر الحياة دون جوهرها ،و يستمر يدافع عن نفسه و بقائه أكثر مما يسعى
الى معرفة طبيعتها و اطالق قدراته لتغييرها و هذا المستوى يتصف به أغلب الناس و خاصة في المجتمعات
البدائية و التقليدية و المتخلفة ،و يتسم التوازن بالدفاع و الهجوم معا .و هذا المستوى مستوى مشروع من
الصحة ،يتمتع به األغلبية ،لذلك ال ينبغي أن ينتقص توازن الفرد عند هذا المستوى من حقه في الحياة
اآلمنة مادامت قدراته و امكانياته مجتمعة لم تسمح له بغير هذا المستوى ،و لعل هذا المستوى هو ما أشار
اليه "المبو" LOMBOفي مناقشة للصحة النفسية في المجتمعات النامية قائال أن مفهوم التقبل و التالئم
االجتماعي هو أكبر عالمة لتقويم الصحة النفسية في المجتمعات التقليدية .ثم أن االنسان في تطوره يحتاج
الى الكم الذي منه يخرج الكيف.
37
الجانب النظري
-2.4المستوى المعرفي:
وهنا يعرف االنسان أكثر ،فيدرك كثي ار من دوافعه و غرائزه كما يدرك القيم االجتماعية من حوله،
و يتقبل هذا و ذلك فيحصل بذلك على التوازن ،و بهذه الرؤية الواضحة قد ال يحتاج الى كثير من الحيل
الدفاعية اذا اعتبرنا ان المعرفة في بعض صورها دفاع ضد البصيرة األعمق ،و هو يصل الى درجة الراحة
و التواؤم ال تثير قدراته الخالقة للعمل الجديد و التغيير فيكون هدفه أساسا في هذه المرحلة هو الراحة و
اللذة و الهدوء و ربما القراءة أو المناقشة العقلية ،و يصل الفرد الى هذا المستوى من التوازن بالمعرفة و
ربما باالستبصار الذاتي عن طريق معلم أو كتاب أو صديق أو محلل أو طبيب ،و التوازن عند هذا المستوى
ال يخلو من وسائل دفاعية أو ممارسة بعض النشاطات الخالقة و لكن ليس نشاط بالضرورة للتغيير ،وغم
أصالته ،و هذا المستوى ربما يصف من يطلق عليهم المثقفون ،و على الرغم من أنه يعتبر أرقى سابقه و
أقرب الى الصفات االنسانية اال أن من الصعب اعتبار أو تصور أن غاية تطور االنسان أن يكون فاهما
مرتاحا و أن كان هذا هدفا عظيما في حد ذاته حتى يغرى بأن يكون غاية أمل الفرد فعال ،اال أنه ال يحمل
ارادة التطور و التغيير و لكنه يخدم اتساع دائرة المعرفة االنسانية التي تخدم بدورها و لو بطريقة غير
مباشرة شحذ البصيرة االنسانية و من ثم االنطالق الى المرحلة التالية و يمكن وصف االنسان من هذا
المستوى من الصحة بأنه انسان يتمتع بالراحة ،يعرف كيف يرضي نفسه و يساير من حوله ،و يقبل الموجود
و يتمتع بالممكن ،يمارس عمله و بعض هواياته .ولكن هذا المستوى مثل سابقه ال يعد كافيا لحفظ التوازن.
-3.4المستوى االنساني:
هذ المستوى وان وصف االنسان كما يجب أن يكون اال أنه ال ينطبق اال على ندرة من الناس في
المرحلة الحالية لتطور االنسان .و هذا المستوى هو غاية تطور االنسان "كنوع" و االنسان كفرد ألنه اذا
امتد معنى التكيف الى اهتمام االنسان بوجوده زمانيا كمرحلة من النوع البشري تصل الماضي بالمستقبل و
مكانيا كفرد من البشر في كل مكان و أصبحت راحته و صحته ال تتحقق اال بأن يساهم طوليا في التطور
و عرضيا في مشاركة الناس آالمهم و محاولة حلها بالتغيير و العمل الخالق ،و لم يخل كل ذلك بحياته
اليومية ،و لم ينتقص من قدرته على كسب عيشه مثال أو تكوين أسرة و رعايتها ،فانه يكون قد حقق انسانيته
و توازنه على أرقى مستوى معروف للصحة النفسية ،و الحياة.
(شريت،2006،ص ص .)29،30
38
الجانب النظري
-1.5المنهج االنمائي:
وهو منهج انشائي يتضمن زيادة السعادة والكفاية والتوافق لدى االسوياء والعاديين خالل نموهم حتى
يتحقق الوصول بهم الى أعلى مستولى ممكن من الصحة النفسية ويتحقق ذلك عن طريق دراسة االمكانيات
والقدرات وتوجيهها التوجيه السليم ،ومن خالل رعاية مظاهر النمو جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا.
(الخواجة ،2011،ص)30
-2.5المنهج الوقائي:
تعني الوقاية بوجه عام ،مجموع الجهود المبذولة للتحكم في حدوث االضطراب أو المرض والسيطرة
عليهما أو التقليل من شدة ظاهرة غير مرغوبة كالمرض العقلي ،الجموح ،الجريمة ،ادمان على العقاقير،
الحوادث...الخ ،ويتكون المنهج الوقائي من ثالثة مراحل وهي:
-1.2.5الوقاية األولية:
يهدف الى اتخاذ اجراءات مسبقة لمنع حدوث االضطرابات النفسية واألمراض العقلية ،وغيرهما من
أنواع الشذوذ السلبي وذلك عن طريق وسائل عدة منها:
التشجيع ،حرية االكتشاف ،حرية التجريب ،حرية التعبير عن المشاعر ،السند االنفعالي خالل مراحل المشقة،
التأكيد على العالقات االجتماعية البناءة ومحاولة خفض الضغوطات التي تؤدي الى اضطرابات الشخصية.
-2.2.5الوقاية الثانوية:
الغاية منها إنقاص شدة المرض والتقليل منه ،وذلك من خالل الكشف المبكر عن الحاالت واالهتمام
بالرعاية والعالج مع هدف مهم أال وهو وقف االضطرابات النفسية والعقلية في مراحلها المبكرة ،وفي حاالتها
الكامنة أو المستقرة.
39
الجانب النظري
-3.5المنهج العالجي:
يتضمن عالج المشكالت واالضطرابات واألمراض النفسية حتى العودة الى حالة التوافق والصحة
النفسية ،ويهتم هذا المنهج بنظريات المرض النفسي وأسبابه وتشخيصه وطرق عالجه وتوفير المعالجين
والعيادات والمستشفيات النفسية.
(زهران ،1995،ص)13
-1.6االتزان االنفعالي :وهو حالة من االستقرار النفسي ،حيث يكون الفرد مزود بالقدرة على للمثيرات
المختلفة وهذه القدرة هي سمة الحياة.
-2.6الدافعية :وهي التي تدفع الفرد للقيام بنشاط معين ،وهي القوة المحركة والموجهة لنشاط الفرد نحو
تحقيق أهدافه.
-4.6التفوق العقلي :حيث أن الطاقة العقلية لإلنسان تعد مظه ار من مظاهر الصحة النفسية.
-6.6النضج االنفعالي :بحيث يعبر الفرد عن انفعاالته بصورة متزنة بعيدة عن التعبيرات البدائية
والطفولية.
-7.6التوافق النفسي :المتمثل في العالقة المتجانسة مع البيئة حيث يستطيع الفرد الحصول على اإلشباع
الالزم لحياته مع مراعاة ما يوجد في البيئة المحيطة من متغيرات.
(ربيع ،2000 ،ص)92
40
الجانب النظري
إقامة عالقات مشبعة مع اآلخرين في مجال األسرة والزمالة والصداقة من أهم عالمات الصحة النفسية
للفرد.
41
الجانب النظري
واذا كانت هذه هي أهم مؤشرات وعالمات الصحة النفسية لدى الفرد ،فإن هناك أيضاً بعض
المتغيرات النفسية االجتماعية التي تؤثر في الصحة النفسية للفرد سواء بالسلب أو اإليجاب ،فتكون عامالً
فى زيادة صحته النفسية وتوافقه ،أو في سوء صحته النفسية وتكيفه ،ومن أهم هذه المتغيرات:
42
الجانب النظري
(فرغلي ،2007،ص)63
43
الجانب النظري
فهناك خصائص ال سوية كاالنتهازية تكتب مشروعيتها في إطار من الرغبة االجتماعية ،فالمسايرة
الزائدة في حد ذاتها سلوك غير سوي.
(شحاتة ،2000،ص)20
44
الجانب النظري
-4.8المعيــــــــــــار الباطنـــــــــــــــي:
هو معيار يجمع بين مزايا معظم المعايير السابقة ويعمل على تجاوز مثاليتها فالحكم ليس خارجيا
كما هو الحال في المعايير اإلحصائية ،كما أنه ليس ذاتيا كما هو الحال في المعيار الذاتي ،إنما يعتمد
هذا المعيار على أساليب فاعلة تمكن الباحث قبل أن يصدر حكمه من أن يصل إلى حقيقة شخصية
اإلنسان الكامنة غي خبراته الشعورية والالشعورية ايضا.
45
الجانب النظري
خالصة:
يتبين لنا من خالل هذا الفصل ان الصحة النفسية هي حالة إيجابية ثابتة نسبياً ،توجد عند الفرد
في مستوى قيام الوظائف النفسية المختلفة لديه بأداء عملها على نحو متناسق ومتكامل ،ضمن وحدة
الشخصية ،وفي أثناء تفاعالتها مع الذات ومع اآلخر ضمن إطار واقعي.
46
الجانب التطبيقي
الجانب التطبيقي
- 2منهج الدراسة
- 3عينة الدراسة
- 5حدود الدراسة
- 6الدراسة االستطالعية
خالصة
47
الجانب التطبيقي
تمهيد:
يعتمد البحث السيكولوجي كغيره من األبحاث العلمية ،على إجراءات منهجية أساسية ،من شأنها
أنتصل بالبحث إلى نتائج منطقية وموضوعية ،بعيدة عن الغموض والذاتية ،مع توضيح الخطوات والقواعد
المنهجية المطبقة في الدراسة عبر مختلف مراحلها.
48
الجانب التطبيقي
-1.1الفرضية العامة:
تختلف التصورات االجتماعية لألطباء حول الصحة النفسية.
-2.1الفرضيات الجزئية:
-يرى األطباء ان الصحة النفسية هي الخلو من االعراض المرضية.
-1.2تعريف المنهج:
إن منهج البحث يعني الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد
العامة تهيمن في سير العقل وتحدد عملياته حتى تصل إلى نتيجة معلومة.
فالمنهج ضروري للبحث هو إذاالذي ينير الطريق ،ويساعد الباحث في ضبط أبعاد ومساعي وأسئلة
وفروض البحث.
(ملحم ،2000،ص)423
-وبما أن دراستنا تهدف الى معرفة التصورات االجتماعية لألطباء حول الصحة النفسية ،قمنا بجمع
معلومات وبيانات حول هذا الموضوع من الميدان ،سعيا لتحليل الوقائع والعمل على تفسيرها ،حيث اعتمدنا
في هذا اإلطار على منهج علمي يتوافق وطبيعة موضوع دراستنا اال وهو "المنهج الوصفي".
49
الجانب التطبيقي
-3العينة:
-1.3تعريف العينة:
هي مجتمع الدراسة الذي تجمع منه البيانات الميدانية وهي تعتبر جزء من الكل ،بمعنى أنه تؤخذ
مجموعة من أفراد المجتمع أن على تكون ممثلة للمجتمع لتجري عليها الدراسة ،فالعينة هي إذن جزء معين
أو نسبة معينة من أفراد المجتمع األصلي ثم تعمم نتائج الدراسة على المجتمع كله ووحدات العينة قد تكون
أشخاصا ،كما تكون أحياء أو شوارع أو مدن غير ذلك.
(مراد وهادي ،2002،ص)111
-2.3نوع العينة:
-1.2.3العينة القصدية:
ينتقي الباحث أفراد عينته بما يخدم أهداف دراسته وبناءا على معرفته دون أن يكون هناك قيود أو
شروط غير التي يراها هو مناسبة من حيث الكفاءة أو المؤهل العلمي أو االختصاص أو غيرها ،وهذه عينة
غير ممثلة لكافة وجهات النظر ولكنها تعتبر أساس متين للتحليل العلمي ومصدر ثري للمعلومات التي
تشكل قاعدة مناسبة للباحث حول موضوع الدراسة.
(عبيدات ،1997،ص.)90
ومن هذا المنطلق كانت عينة بحثنا عينة قصدية مكونة من 8أطباء يعملون بمستشـفى"د /زرداني صالح"
بعين البيضاء وهم األطباء األكثر تواجدا فيه هذا أقصى مجهودنـا فـي العمل معهم وذلك لكثرة التزاماتهم.
أما باقي األطباء الذين يداومون العمل يـومين فـي األسبوع واألطباء الذين يلجئ إليهم عند الحاجة فلم يعطونا
أي فرصة للتجـاوب معنـا وذلك بحجة انشغالهم الدائم وارتباطاتهم بأعمال خارج المستشفى.
50
الجانب التطبيقي
جـ -مؤشرات القطبية والحيادية كمقياس لتقدير التوجه الضمني في حقال لتصور:
إن مؤشر القطبية يمثل قياس لمكونات التقييم والتوجه الضمني في حقل التصور ومؤشر الحيادية
يمثل قياس رقابي حيث نطلب من أفراد عينة البحث إضافة مؤشر القطبية والحيادية أمام كل كلمة أو
مجموعة الكلمات حسب الموضوع.
ولحساب مؤشر القطبية على أساس العدد الكلي للكلمات المكتوبة من طرف كل فرد عدد متغير
نظ ار لحرية األفراد ،حيث هناك مؤشرين إحصائيين تم استحداثهما.
51
الجانب التطبيقي
– 5حدود الدراسة
تتضمن الدراسة الراهنة ثالثة مجاالت "مكانية و زمنية و بشرية" و هذه المجاالت تحدد نطاق الدراسة
المتمحورة حول التصورات االجتماعية للصحة النفسية
-1.5الحدود الزمنية:
انطلقت دراستنا حول التصورات االجتماعية لألطباء طوال السنة الجامعية 2017/2016أما
الدراسة الميدانية فكانت من 19مارس الى 25أفريل .2017
-2.5الحدود المكانية:
تم انجاز هذا البحث في مستشفى "د /زرداني صالح" بعين البيضاء.
52
الجانب التطبيقي
53
الجانب التطبيقي
خالصة:
لقد كانت دراستنا في هذا الفصل توضيحا للجانب التطبيقي حيث أبرزنا عينة البحث والمنهج
واألدوات المستخدمة بهدف الوصول الى النتائج التي تثبت او تنفي فرضيات دراستنا.
54
الجانب التطبيقي
55
الجانب التطبيقي
6 5
الصحة السعادة
1
3عقل
تكيف اجتماعي
شذوذ
2
4
المرحلة االولى :كتابة كلمة المثير " الصحة النفسية " في مركز الورقة مع بعض التداعيات لفرد من
أفراد العينة.
56
الجانب التطبيقي
6 5
الصحة السعادة
1
عقل 3
تكيف اجتماعي
شذوذ
2
4
المرحلة الثانية :اضافة روابط بين مختلف الكلمات او مجموعة الكلمات عن طريق اسهم.
الصحة النفسية في مركز الورقة مرتبطة بكلمات (صفات ،اسماء) التي تتبادر في الذهن
امام كل كلمة يوجد رقم يبين اسبقية الترتيب حسب سرعة التداعي.
57
الجانب التطبيقي
)(+ 1
تكيف اجتماعي
)(- شذوذ
2 )(+
4
المرحلة الثالثة :وضع ( )0(،)-(،)+للتعبير عن قيمة الكلمات المكتوبة بالنسبة للموضوع حيث يمثل
( )+اشارة موجبة )-( ،اشارة سالبة و ( )0حيادية.
58
الجانب التطبيقي
عقل
)(0 Ⅴ
تكيف اجتماعي
شذوذ
2
4
Ⅲ
)(- Ⅳ )(+
الشكل-4-للحالة -1-
المرحلة الرابعة :إعادة ترتيب الكلمات حسب أهميتها بكتابة األرقام الرومانية بجانب الكلمة التي تكون
مهمة بالنسبة للكلمات األخرى ونفس الشيء مع الكلمات األخرى.
59
الجانب التطبيقي
0.3=6/ )1-3(=p
-مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي الى المجال [ ]0.4 ،0.4-هذه القيمة يمكن تشفيرها على التوالي الى
،2وهذا يعني ان معظم الكلمات لها ايحاء متوسط.
-مؤشر الحيادية ينتمي الى المجال [ ]0.4 ،0.4-هذه القيمة يمكن تشفيرها الى 1و هذا يشير الى ان
الحيادية متساوية تقريبا مع مجموع الكلمات الموجبة والسالبة حيادية متوسطة.
60
الجانب التطبيقي
في هذه الحالة طبقنا تقنية الشبكة الترابطية وتحصلنا على 6كلمات متداعية ،بعد حسابنا لمؤشر
الحيادية والقطبية وجدنا ان مؤشر القطبية ( 0.3 = )pوالذي يوضح ايحاءا متوسطا أي إيجابية وسلبية
متساوية تقريبا تضمنت 3كلمات موجبة (توافق نفسي ،تكيف اجتماعي ،سعادة) وكلمة سلبية (انحرافات)،
وبعد حساب النسب المئوية وجدناها تمثل %66.6من مجموع الكلمات المتداعية.
اما مؤشر الحيادية ( – 0.33 =)nيمثل حيادية متوسطة ب 2كلمات محايدة وهي (عقل ،صحة)
وبنسبة .%33.3
* ومن خالل ما سبق يمكننا القول ان هذه الحالة لها تداعيات متساوية تقريبا.
61
الجانب التطبيقي
Ⅳ ()0
()+ 7
5
Ⅲ عالقات اجتماعية عيادة نفسية
1
3
(Ⅰ )+
قلق
)-( Ⅶ
اضطرابات نفسية
(Ⅱ )- 2
المرحلة الرابعة:
62
الجانب التطبيقي
مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي الى المجال [ ]0.4 ،0.4-هذه القيمة يمكن تشفيرها على
التوالي إلى 2وهذا يعني أن معظم الكلمات اإليجابية والسلبية متساوية تقريبا.
إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي الى المجال [ ]0.5- ،1-هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى 1
هذا يشير إن القليل من الكلمات لها إيحاء محايد حيادية ضعيفة.
63
الجانب التطبيقي
بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية ( )pيساوي ،0.2-
حيث تحصلنا على 7كلمات متداعية التي وضحت إيحاء ايجابيا ،حيث تضمنت هذه الحالة 2كلمات
ايجابية (عالقات اجتماعية ،توازن نفسي) .و 4كلمات سلبية (قلق ،شذوذ ،احباط ،اضطرابات نفسية).
أما مؤشر الحيادية ( )nيساوي 0.7-وهو ذو حيادية ضعيفة تضمنت كلمة واحدة (:عيادة نفسية).
من خالل ما سبق فان هذه الحالة لها تداعيات متساوية تقريبا.
64
الجانب التطبيقي
Ⅳ 8
()+ إنسجام 5
Ⅶ
Ⅴ 9
10 اعراض مرضية ()- ( )-سوء توافق
اكتئاب
Ⅹ Ⅸ
()- 6
Ⅵ 7
اضطرابات نفسية ()- Ⅰمرونة نفسية
)+( 3
()+ القدرة على مواجهة االزمات
2 Ⅲ
Ⅱ
Ⅷ
المرحلة الرابعة:
65
الجانب التطبيقي
مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي الى المجال [ ]0.4 ،0.4-هذه القيمة يمكن تشفيرها على
التوالي إلى 2وهذا يعني أن معظم الكلمات اإليجابية والسلبية متساوية تقريبا.
إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي الى المجال [ ]0.5- ،1-هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى 1
هذا يشير إن القليل من الكلمات لها إيحاء محايد حيادية ضعيفة.
66
الجانب التطبيقي
67
الجانب التطبيقي
عالقات اجتماعية
Ⅳ
وسيلة ()+
(Ⅵ )0 6
2
المرحلة الرابعة:
68
الجانب التطبيقي
مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي إلى المجال [ ]1+،0.4+هذه القيمة يمكن تشفيرها على
التوالي إلى 3هذا يعني أن معظم الكلمات ذات إيحاء إيجابي
إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي بين [ ]0.5- ،1-هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى 1هذا يشير إلى
69
الجانب التطبيقي
بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية ( )pيساوي ،0.5
حيث تحصلنا على 6كلمات متداعية التي وضحت إيحاءا ايجابيا حيث تضمنت هذه الحالة 4كلمات
ايجابية (توافق اجتماعي ،تحقيق الذات ،القدرة على االنجاز ،عالقات اجتماعية) و كلمة واحدة سلبية
(عجز عن االنجاز)
أما مؤشر الحيادية ( )nيساوي 0.6-وهو ذو حيادية ضعيفة تضمنت كلمة واحدة (:وسيلة) ،اما النسبة
المئوية فهي .%16.6
70
الجانب التطبيقي
8
Ⅷ
(Ⅵ )- 5
إعاقة
()0
سوء التوافق
(Ⅰ )+
4 (Ⅳ )+
1
تكيف اجتماعي
Ⅶ
المرحلة الرابعة:
71
الجانب التطبيقي
مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي إلى المجال [ ]0.4+ ،0.4-هذه القيمة يمكن تشفيرها على
التوالي إلى 3هذه القيمة يمكن تشفيرها على التوالي إلى 3هذا يعني أن معظم الكلمات ذات
إيحاء إيجابي.
إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي بين [ ]0.5- ،1-هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى هذه القيمة يمكن تشفيرها
إلى 1.
هذا يشير إن القليل من الكلمات لها إيحاء محايد حيادية ضعيفة.
72
الجانب التطبيقي
بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية ( )pيساوي،0.2
حيث تحصلنا على 8كلمات متداعية التي وضحت إيحاءا ايجابيا حيث تضمنت هذه الحالة 4كلمات
ايجابية (رضا عن الذات ،تكامل الشخصية ،سالمة نفسية ،خلو من االضطرابات).
أما مؤشر الحيادية ( )nيساوي 0.5-وهو ذو حيادية ضعيفة تضمنت كلمتين(:تغيير ،اعاقة) ،اما النسبة
المئوية فهي .%25
73
الجانب التطبيقي
7
Ⅰ )+( 2 )0( Ⅶمرض عقلي
تكيف اجتماعي
()0
(Ⅱ )+
8
Ⅷ 1
المرحلة الرابعة:
74
الجانب التطبيقي
مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي إلى المجال [ ]0.4+ ،0.4-هذه القيمة يمكن تشفيرها على
التوالي إلى 3هذا يعني أن معظم الكلمات ذات إيحاء إيجابي.
إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي بين [ ]0.5- ،1-هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى هذه القيمة يمكن تشفيرها
إلى 1.
هذا يشير إن القليل من الكلمات لها إيحاء محايد حيادية ضعيفة.
75
الجانب التطبيقي
بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية ( )pيساوي 0حيث
تحصلنا على 8كلمات متداعية التي وضحت إيحاءا ايجابيا حيث تضمنت هذه الحالة 3كلمات ايجابية
(القدرة على التطور ،تكيف اجتماعي ،أمل)
أما مؤشر الحيادية ( )nيساوي 0.5-وهو ذو حيادية ضعيفة تضمنت كلمتين(:مرض عقلي ،نفس) ،اما
النسبة المئوية فهي .%25
76
الجانب التطبيقي
()-
4 Ⅷ
Ⅵ
(Ⅰ )+ 1
اضطرابات نفسية 9 ()0
سواء فرد
()-
2 7 )-( Ⅶ
شذوذ
(Ⅸ )0
Ⅴ Ⅳ
المرحلة الرابعة:
77
الجانب التطبيقي
مؤشر القطبية لهذه الحالة ينتمي الى المجال [ ]0.5- ،1-هذه القيمة يمكن تشفيرها على
التوالي إلى ()1وهذا يعني أن معظم الكلمات لها إيحاء سلبي
إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي الى المجال [ ]0.5- ،1-هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى 1
هذا يشير إن القليل من الكلمات لها إيحاء محايد حيادية ضعيفة.
78
الجانب التطبيقي
بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية ( )pيساوي 0.5-
حيث تحصلنا على 9كلمات متداعية التي وضحت إيحاءا سلبيا تضمنت هذه الحالة كلمة كلمات ايجابية
(سواء) و(اضطرابات نفسية ،شذوذ ،صراع نفسي،،عصاب ،ضغوطات نفسية ،ال سواء)
أما مؤشر الحيادية ( )nيساوي 0.5-وهو ذو حيادية ضعيفة تضمنت كلمتين(:علم ،فرد) ،اما النسبة
المئوية فهي.% 22.2
79
الجانب التطبيقي
المرحلة الرابعة :تفاديا للتكرار قمنا بإلمام جميع مراحل التقنية في مرحلة واحدة
80
الجانب التطبيقي
مؤشر القطبية لهذه الحالة كان " "pينتمي إلى المجال [ ]-0.5 ، 1-هذه القيمة يمكن تشفيرها على
التوالي إلى 1وهذا يعني أن معظم الكلمات لها إيحاء سلبي.
إذا كان مؤشر الحيادية ينتمي الى المجال [ ]1+،0.4+هذه القيمة يمكن تشفيرها إلى 3
هذا يشير إن الكلمات في اغلبها ذات ايحاء محايد حيادية مرتفعة.
81
الجانب التطبيقي
بعد حسابنا لمؤشر القطبية والحيادية في هذه الحالة وجدنا ان مؤشر القطبية ( )pيساوي -0.6
حيث تحصلنا على 6كلمات متداعية التي وضحت إيحاء سلبي تضمنت 5كلمات سلبية(قلق ،توتر،
عدوان ،ازمة نفسية ،احباط) و كلمة ايجابية (توافق شخصي)
82
الجانب التطبيقي
جدول 1يوضح النتائج العامة للشبكة الترابطية مع حساب مؤشر القطبية والحيادية
للتصور االجتماعي ألطباء مستشفى – زرداني صالح– عين البيضاء
.
83
الجانب التطبيقي
بعد تطبيق تقنية الشبكة الترابطية على كل حالة من الحاالت الممثلة للعينة وذلك بمعدالت حسابية تتمثل
في حساب مؤشر القطبية ) )pوالحيادية( .)nقمنا بحساب العدد الكلي للكلمات المتداعية لكل حالة ثم
عدد الكلمات اإليجابية ( )+وعدد الكلمات السلبية ( )-وأخي ار عدد الكلمات المحايدة ( ،)0مما سمح لنا
بتلخيص البيانات الكيفية وتحويلها الى بيانات كمية تسمح لنا بفهم أوضح وأدق لمعنى التصور حيث
تحصلنا على 60كلمة متداعية للحاالت وهي موزعة على النحو التالي:
وبالمقارنة فيما بينها نجد ان الكلمات السالبة أكبر من الكلمات الموجبة أي ان تداعيات افراد العينة
حول الصحة النفسية ذات ايحاء سلبي
-اما مؤشر الحيادية محصور بين [ ]1،-0.8هذا يشير الى ان الحيادية ضعيفة.
ولتبيان ذلك بأكثر وضوح قمنا برسم منحنى بياني يوضح مستويات مؤشر القطبية والحيادية للتصور
االجتماعي للصحة النفسية.
84
الجانب التطبيقي
منحنى بياني يوضح مستويات مؤشر القطبية والحيادية للتصور االجتماعي للصحة النفسية:
1,2
1
0,8
0,6
0,4
0,2
0
الحالة 1 الحالة 2 الحالة 3 الحالة 4 الحالة 5 الحالة 6 الحالة 7 الحالة 8
-0,2
-0,4
-0,6
-0,8
-1
لتوضيح أدق قمنا برسم منحنى بياني يوضح مستويات مؤشري القطبية والحيادية للتصور االجتماعي
لألطباء حول الصحة النفسية ،حيث تضمن هذا المنحنى 8حاالت على معلم متعامد ومتجانس سجلنا أفقيا
عدد الحاالت وعموديا القيم المحددة للمؤشرات القطبية والحيادية.
نالحظ مؤشرات القطبية في الحالة األولى كانت مرتفعة قليال اما في الحالة الثانية فقد انخفضت
من 0.3الى 0.2-وبقيت منخفضة في الحالة الثالثة ب 0.1-اما في الحالة الرابعة فقد عاودت االرتفاع
ألعلى مستوى ،0.5ثم انخفضت في الخامسة الى 0.2والسادسة الى 0ثم انخفضت في الحالة السابعة
الى -0.5ثم انخفضت كليا الى -0.6
أما مؤشر الحيادية فقد كان منخفضا في الحالة األولى -0.2و بقي في االنخفاض في الحالة
الثانية و الثالثة و الرابعة ب ، -0.6، -0.8 ،-0.7ثم ثبت في الحالة الخامسة و السادسة و السابعة ب
-0.5ثم ارتفع الى الذروة .1
85
الجانب التطبيقي
التصور االجتماعي هو المعرفة الساذجة " أو العامية " التي تهم العلوم االجتماعية والتي اعتدنا
على تسميتها " بمعرفة الحس العام " أو التفكير الطبيعي على خالف التفكير العلمي .تتشكل هذه المعرفة
انطالقا من تجاربنا والمعلومات والمعارف وأنماط التفكير التي نتلقاها ونتقبلها بواسطة التقاليد ،التربية
واالتصال االجتماعي ،وهي تهدف بتعدد مظاهرها باألساس إلى التحكم في محيطنا ،وفهم وتفسير األحداث
واألفكار التي تكون عالمنا والتي تظهر خالله و التأثير فيه مع اآلخرين وتحديد موقعنا إزاءه و اإلجابة على
التساؤالت التي يطرحها علينا العالم...
انطالقا من هذا التنظير العلمي سنحاول تفسير وتحليل نتائج بحتنا هذا ،حيث اعتمدنا على تقنية
الشبكة الترابطية ل MARIA DE ROSAوهي أسلوب يعتمد على التداعي الحر لألفكار ،تحمل طابـع
تلقائي و إسقاطـي يسمح بالكشف على العناصر الضمنية ،وقد تحصلنا على مجموعة من النتائج الخاصة
بالتصور االجتماعي للصحة النفسية .
يرى "موسكوفيسي" Moscoviciأنه يمكن تحليل التصورات االجتماعية وفقا لثالثة أبعاد" :
المعلومة ،حقل التصور ،االتجاه ".و فيمايلي سنحاول تحليل نتائجنا وفقا لهذا المحتوى.
-1المعلومة:
عند تطبيق تقنية الشبكة الترابطية تحصلنا على مجموعة من المعلومات والتداعيات لدى عينة
دراستنا استخرجنا منها تصوراتهم ،وهي متشابهة كما وكيفا ،ويبلغ عددها 60كلمة تصف الصحة النفسية
وتخوض في مفهومها.
-2حقل التصور:
يعبر حقل التصور عن فكرة تنظيم المحتوى وفق وحدة هرمية للعناصر مع توفر جد أدنى من
المعلومات القابلة للتنظيم.
المرحلة الثانية :الربط باألسهم ،كل تداعي وما يناسبه حسب رأي العينة( .الشكل الثاني).
86
الجانب التطبيقي
-3االتجاه:
يحدد االتجاه باإليجاب او السلب نحو الموضوع المتصور (الصحة النفسية) ،من خالل نتائج
الجدول الخاص بالشبكة الترابطية وحسب مؤشر القطبية الموضح في جميع الحاالت تبين أن التداعيات
السالبة اكبر لدى عينة الدراسة وذلك بمجموع الكلمات السالبة 27بنسبة %45و عدد كلمات موجبة 22
بنسبة %33.66وبمؤشر قطبية ينتمي الى المجال [.]-0.6 ،0.5+
87
الجانب التطبيقي
النسبة النسبة
التكرار التداعي الرقم التكرار التداعي الرقم
المئوية% المئوية%
تحقيق
%1.66 1 52 1.66% 1 سعادة 1
الذات
القدرة على
%1.66 1 62 %1.66 1 صحة 2
االنجاز
توافق
%1.66 1 وسيلة 72 1.66% 1 3
نفسي
عجز على
%1.66 1 82 5% 3 شذوذ 4
االنجاز
تكيف
%1.66 1 اعاقة 92 %5 3 5
اجتماعي
الخلو من
%1.66 1 االضطراب 30 1.66% 1 عقل 6
ات
تكامل عيادة
1.66% 1 31 1.66% 1 7
الشخصية نفسية
سالمة عالقات
%1.66 1 23 3.33% 2 8
نفسية اجتماعية
توازن
%1.66 1 تغيير 23 1.66% 1 9
نفسي
مرض اضطرابات
%1.66 1 33 6.66% 4 10
عقلي نفسية
1.66 1 نفس 43 %3.33 2 احباط 11
شعور
%1.66 1 53 3.33% 2 قلق 12
بالذنب
88
الجانب التطبيقي
عزلة
1.66% 1 73 %3.33 2 سوء توافق 14
اجتماعية
القدرة على
%1.66 1 83 1.66 1 انسجام 15
التطور
اعراض
1.66% 1 فرد 93 %3.33 2 16
مرضية
صراع
1.66% 1 40 %1.66 1 كلمة 17
نفسي
القدرة على
ضغوط
1.66% 1 14 1.66% 1 مواجهة 18
نفسية
االزمات
شعور
1.66% 1 ال سواء 34 %1.66 1 20
باالمن
مرونة
%1.66 1 سواء 44 1.66% 1 21
نفسية
توافق
%1.66 1 عصاب 54 1.66% 1 22
اجتماعي
توافق
1.66% 1 توتر 46 %1.66 1 23
شخصي
89
الجانب التطبيقي
حسب نظرية " " ABRICفإن لكل تصور اجتماعي نواته المركزية ونظامه المحيطي انطالقا من
محتوى التصور االجتماعي للصحة النفسية ،وتقاطع مؤشرات األهمية /التكرار ،وجدنا أن التصور
االجتماعي للصحة النفسية لدى " العينة " يتمركز حول نواة مركزية تمثلت عناصرها في :
-شذوذ.
-تكيف اجتماعي.
-اضطرابات نفسية.
-اعراض مرضية.
-عالقات اجتماعية.
-سوء توافق.
كما انتظم حول هذه النواة المركزية نظام محيطي تمثلت عناصره في مايلي:
صحة ،عقل ،عيادة نفسية ،توازن نفسي ،قلق ،انسجام ،القدرة على مواجهة االزمات ،عجز ،شعورباألمن،
مرونة نفسية ،توافق الشخصية ،توتر ،عدوان ،ازمة نفسية ،توافق اجتماعي ،تحقيق الذات ،وسيلة ،اعاقة،
تكامل الشخصية ،تغيير ،مرض عقلي ،نفس ،شعور بالذنب ،القدرة على التطور ،فرد ،عصاب ،ضغوط
نفسية ،علم.
-احباط /امل.
-سعادة /اكتئاب.
-سواء /ال سواء.
-توافق نفسي /سوء توافق.
-اضطرابات نفسية /خلو من االضطرابات.
-عزلة اجتماعية /عالقات اجتماعية.
-صراع نفسي /سالمة نفسية.
-قدرة على اإلنجاز /عجز عن اإلنجاز.
90
الجانب التطبيقي
عجز عن االنجاز
سواء
قدرة على االنجاز
اكتئاب
صراع نفسي
سعادة
سالمة نفسية
شعور
مرضيةتتتنن اعراض
ال سواء بالذنب
عالقات
اجتماعية
عالقات
اجتماعية
توافق نفسي تغيير تحقيق الذات
نفس وسيلة إعاقة عزلة اج
سوء توافق
النظام المحيطي
شكل رقم -11-يبين النواة المركزية والنظام المحيطي و العناصر التناقضة للتصور االجتماعي
المدروس
91
الجانب التطبيقي
1 صحة
1 انسجام
قمنا في الجدول السابق بجمع اهم المفردات المتداعية من قبل عينة الدراسة والتي لها عالقة بالقدرة
على التكيف االجتماعي والخلو من االعراض المرضية ،فوجدنا 3كلمات تصب في القدرة على التكيف
االجتماعي وهي (تكيف اجتماعي ،عالقات اجتماعية ،توافق اجتماعي) ب 6تك اررات بنسبة .%40و 9
تصورات اجتماعية للصحة النفسية تبين انها هي الخلو من االعراض المرضية (سالمة نفسية ،تكامل
الشخصية ،مرونة نفسية ،الشعور باألمن ،القدرة على مواجهة االزمات ،انسجام ،توازن نفسي ،توافق نفسي،
صحة) ب 9تك اررات و نسبة .%60
92
الجانب التطبيقي
وذلك راجع للخبرات السابقة لألطباء ،المحيط االجتماعي الذي عايش وهو مجال العمل الحالي.
* ولقد تم حساب التك اررات من أجل معرفة التصور المتواجد بكثرة لدى أفراد العينة إما الصحة النفسية هي
الخلو من االعراض المرضية او القدرة على التكيف مع المجتمع وبالتالي إمكانية التحقق من الفرضيات
الجزئية وعليه وحسب النتائج التي توصلنا اليها(الجدول )-3-نجد أن األطباء يتفقون بنسبة كبيرة على أن
التصور االجتماعي حول الصحة النفسية هو الخلو من االعراض المرضية أكثر منه تكيف اجتماعي.
لذلك فالفرضية الجزئية الثانية "يرى األطباء ان الصحة النفسية هي الخلو من االعراض المرضية"
محققة وبالتالي الفرضية الجزئية األولى "يرى األطباء ان الصحة النفسية هي القدرة على التكيف مع المجتمع"
غير محققة ،ومنه مما تقدم من تحقق الفرضية الجزئية الثانية ودحض الفرضية الجزئية األولى فان الفرضية
العامة "تختلف التصو ارت االجتماعية للصحة النفسية لدى االطباء" تم تحقيقها.
93
خاتمة:
إن مفهوم التصورات االجتماعية مهم جدا في ميدان البحوث االجتماعية والنفسية ،ورغـم حداثتـه
كمفهـوم أو كأسلوب بحث إال انـه ظـل منسـيا سـنوات طويلـة ،وان كانـت العـودة إليـه قـد منحـت الكثيـر للعلـوم
اإلنسـانية واالجتماعية و السيما على صعيد البحث والدراسة ،فمن خالله تم التطرق إلى جملة المواضيع
التي كـان مـن الصعب تناولها ولعل من اهم هذه المواضيع الصحة النفسية التي تطرقنا اليها في بحثنا هذا
بشيء من التفصيل فحاولنا التعرف على جملة التصورات االجتماعية المختلفة للصحة النفسية لدى عينة
من االطباء حيث توصلنا الى نتيجة مفادها ان تصورات االطباء تختلف حول الصحة النفسية.
قائمة المراجع
قائمة المراجع باللغة العربية:
96
-13ربيع ،محمد شحاته ( ،)2005أصول الصحة النفسية( ،ط ،)1عمان :دار غريب
للنشر والتوزيع.
-14رضوان ،سامر جميل( ،)2007الصحة النفسية( ،ط،)2عمان :دار الميسرة للنشر و
التوزيع.
-15سمية،الحاج الشيخ(،)2013التصورات االجتماعية للمرض العقلي ،رسالة ماجستير،
جامعة محمد خيضر ،بسكرة.
-16سي موسى واخرون ( ،)2008علم النفس المرضي والتحليلي واالسقاطي( ،ط،)1
الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية.
-17السيد ،ابو النيل محمد ( ،)2009علم النفس االجتماعي عربيا وعالميا( ،ط،)5
القاهرة :دار االنجلو المصرية.
-18شريت ،اشرف محمد عبد الغني( ،)2006الصحة النفسية بين اإليطار النظري و
التطبيقات اإلجرائية( ،ط،)1القاهرة :دار وائل للنشر و التوزيع.
-19طاهري ،زينة ( ،)2013التصورات االجتماعية للطلبة الجامعيين حول العمل في
القطاع الخاص ،رسالة ماجيستير ،جامعة العربي بن لمهيدي ،ام البواقي.
-20عامر ،نورة ( ،)2006التصورات االجتماعية للعنف الرمزي من خالل الكتابات
الجدارية ،رسالة ماجستير ،جامعة االخوة منتوري ،قسنطينة.
-21عبد الغفار ،عبد السالم ( ،)2001مقدمة في الصحة النفسية( ،ط ،)1مصر :دار
النهضة العربية.
-22عبيدات ،محمد ،و اخرون(،)1997منهجية البحث العلمي(،ط ،)1عمان :وائل
للنشر.
-23العبيدي ،محمد جاسم ( ،)2009مشكلة الصحة النفسية-امراضها وعالجها( ،ط،)1
عمان :دار الثقافة للنشر والتوزيع.
-24العساف ،صالح بن محمد(،)1995المدخل الى منهجية البحث العلمي (،ط،)1
الرياض :مكتبة العبيكان.
-25غانم ،ابتسام ( ،)2008التصورات االجتماعية للعذرية عند الطالبة الجامعية ،رسالة
ماجيستير ،جامعة 20اوت ،سكيكدة.
97
-26غريب ،غريب ( ،)1999علم الصحة النفسية( ،د.ط) ،القاهرة :دار االنجلو المصرية.
-27فرغلي ،هارون ( ،)2007الصحة النفسية( ،ط ،)1القاهرة :انسانيات للنشر والتوزيع.
-28فوزي ،ايمان ( ،)2001الصحة النفسية( ،ط ،)1القاهرة :مكتبة زهراء الشرق.
-29قريشي ،عبد الكريم وبوعيشة امال ( ،)2010التصورات االجتماعية للشخص اإلرهابي،
جامعة محمد خيضر ،بسكرة.
-30لشطر ،ربيعة ( ،)2009التصورات االجتماعية الطفال الشوارع ،رسالة ماجستير،
جامعة 20اوت ،سكيكدة.
-31مقالتي ،سامي ( ،)2009التصورات االجتماعية حول عوامل التكوين وفقا لنظام ال
،LMDرسالة ماجيستير ،جامعة العربي بن مهيدي ،ام البواقي.
-32ملحم ،محمد سامي(،)2000مناهج البحث في التربية و علم النفس(،ط،)1عمان:دار
الميسرة.
-33هادي ،فوزية و اخرون( ، )2002طرائق البحث العلمي(،ط ،)1الكويت:د ار الكتاب
الحديث.
98
36-Durkheim, Emile(1997), Sociologie et philosophie, Paris .
39- Moscovici, Serge(1998), La psychanalyse son image et
son représentation, Paris.
99
المالحق
100
الملحق -1-
101
ملحق -2-معلومات عن عينات الدراسة
102
Abstract :
Our social Imaging is a psycho-social dynamicain to explain our reality
then controlling it.
Our goal is from the social imaging to psychological health is to answer the
following questions :
- What are the social imaging of psychological health ?
- Do doctors see psychological health as non-appearance of the pathological
symptoms ?
- Do doctors see psychological health as adaptation with society ?
And we have used in this study methodical evaluation that contained a theoratical
part which has three chapters and a practical part.
The nature of the study was expérimental for the relationship between the
two valuables, in another part and an explore to rystudy for the properties of it,
and so a descriptive section of the study.
The sample was a selective type present edin 8 doctors.In between the used tools
are :
- The connected web which is done by « Anna Maria De Rosa » to know the
continent of the social imaging and so the exical range.
The results were end to are :
the social imaging of the psychological health diffirentiate for the individuals of
the samples and sowe got a central core , a peripheral system and a contravertal
parts.
103
ملخص
تصوراتنا االجتماعية دينامية نفسو اجتماعية تهدف إلى تفسير واقعنا ومن ثم التحكم فيه.
وقد كان هدفنا من دراسة التصورات االجتماعية للصحة النفسية اإلجابة عن تساؤالت اإلشكالية التالية:
ماهي التصورات االجتماعية للصحة النفسية؟ ،هل يرى األطباء ان الصحة النفسية هي الخلو من االعراض
المرضية؟ هل يرى األطباء ان الصحة النفسية هي القدرة على التكيف مع المجتمع؟
وقد اعتمدنا في ذلك على تقييم منهجي شمل إطار نظري تضمن ثالثة فصول وآخر تطبيقي .وكانت
طبيعة الدراسة اختباريه لطبيعة العالقة القائمة بين متغيرين .في جانب منها ،ودراسة استكشافية
لخصائص الظاهرة في جانب آخر كما أنها كانت دراسة وصفية للظاهرة ،وكانت العينة عينة قصدية متمثلة
في8االطباء.
ومن بين أدوات جمع البيانات اخترنا:
-الشبكة الترابطية التي و ضعتها Anna Maria de Rosaلمعرفـ ــة محتوى ومضمون التصور
االجتماعي وكذا الحقل الداللي.
ومن بين النتائج المتحصل عليها:
-إن التصورات االجتماعية للصحة النفسية تختلف لدى عينة الدراسة كما تحصلنا على نواة مركزية ونظام
محيطي وعناصر متناقضة.
104