You are on page 1of 77

‫جامعة محمد خيضر بسكرة‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫قسم العلوم االجتماعية‬

‫مذكرة ماستر‬
‫ميدان‪ :‬العلوم االنسانية واالجتماعية‬

‫فرع‪ :‬علم النفس‬

‫تخصص‪ :‬علم النفس المدرسي‬

‫إعداد الطالبتين‪:‬‬

‫اليامنة ومان ‪ /‬سعاد لبعل‬

‫يوم‪2022/06/26 :‬‬

‫مستوى الصالبة النفسية لدى معلمي ذوي االعاقة السمعية‬


‫دراسة ميدانية ‪ -‬بمدرسة األطفال المعوقين سمعيا الشهيد تيفورغي محمد لزهر بن بلقاسم‪ -‬والية‬
‫‪ -‬بسكرة‪-‬‬

‫‪$$‬لجنة المناقشة‪:‬‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫"د "‬ ‫فطيمة دبراسو‬


‫مشرفا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫"د "‬ ‫وسيلة بن عامر‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫"د "‬ ‫سعاد بن جديدي‬

‫السنة الجامعية‪2022 /2021 :‬‬


‫ف‬ ‫ع‬
‫ر و ر ان‬‫ك‬ ‫ش‬
‫شكر وعرفان‬
‫بعد أن وصلنا إلى إتمام هذا العمل المتواضع إال أن الحمد هللا‬

‫الذي وهب االنسان الصحة ونعمة حب المعرفة على توفيقه لنا‬

‫وشكر وثناء له على ما وهبنا من نعم فلقد أحيانا من عدم وهدانا‬

‫من ظاللة وعلمنا من جهالة‪ ،‬ثم نقوم بجزيل الشكر وخالص‬

‫التقدير والعرفان إلى أساتذتنا الفاضلة وسيلة بن عامر المشرفة‬

‫على هذا البحث لما قدمته من جهد وتوجيه‪.‬‬


‫ملخص الدراسة‪:‬‬
‫هدفت هذه الدراسة الى الكشف عن مستوى الصالبة النفسية لدى معلمي ذوي اإلعاقة‬
‫السمعية‪ ،‬ولهذا الغرض تم تطبيق مقياس مستوى الصالبة النفسية على عينة مكونة من ‪08‬‬
‫معلمين لذي اإلعاقة السمعية بوالية بسكرة‪ ،‬بحيث تم استخدام المنهج الوصفي كونه المنهج‬
‫المناسب للدراسة وتحقيق الهدف منها‪ ،‬وللتأكد من صدق الفرضية القائلة بـ‪" :‬لدى معلمي ذوي‬
‫اإلعاقة السمعية مستوى متوسط من الصالبة النفسية"‬
‫قائمة المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬

‫شكر وعرفان‬

‫ملخص الدراسة‬

‫قائمة المحتويات‬

‫قائمة الجداول‬

‫قائمة األشكال‬

‫أ‬ ‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلطار العام لدراسة‬


‫‪4‬‬ ‫إشكالية الدراسة‬ ‫‪-1‬‬

‫‪5‬‬ ‫فرضيات الدراسة‬ ‫‪-2‬‬

‫‪5‬‬ ‫أهمية الدراسة‬ ‫‪-3‬‬

‫‪6‬‬ ‫أهداف الدراسة‬ ‫‪-4‬‬

‫‪6‬‬ ‫التعريفات اإلجرائية لمتغيرات الدراسة‬ ‫‪-5‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الصالبة النفسية‬


‫‪10‬‬ ‫تمهيد‪:‬‬

‫‪10‬‬ ‫مفهوم الصالبة النفسية‬ ‫‪-1‬‬

‫‪11‬‬ ‫بعض المفاهيم المتعلقة بالصالبة النفسية‬ ‫‪-2‬‬

‫‪14‬‬ ‫النظريات المفسرة للصالبة النفسية‬ ‫‪-3‬‬


‫‪17‬‬ ‫أهمية الصالبة النفسية‬ ‫‪-4‬‬

‫‪18‬‬ ‫أبعاد الصالبة النفسية‬ ‫‪-5‬‬

‫‪21‬‬ ‫خصائص الصالبة النفسية‬ ‫‪-6‬‬

‫‪23‬‬ ‫عالقة الصالبة النفسية بالصحة ومواجهة الضغط النفسي‬ ‫‪-7‬‬

‫‪25‬‬ ‫خالصة‬

‫الفصل الثالث‪ :‬اإلعاقة السمعية‬


‫‪27‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪27‬‬ ‫تعريف اإلعاقة السمعية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪29‬‬ ‫تصنيف اإلعاقة السمعية‬ ‫‪-2‬‬

‫‪33‬‬ ‫أسباب اإلعاقة السمعية‬ ‫‪-3‬‬

‫‪35‬‬ ‫أثر النمو اللغوي عند الطفل المعاق سمعيا‬ ‫‪-4‬‬

‫‪37‬‬ ‫خصائص المعاقين سمعيا‬ ‫‪-5‬‬

‫‪38‬‬ ‫طرق تشخيص اإلعاقة السمعية‬ ‫‪-6‬‬

‫‪39‬‬ ‫تشريح الجهاز السمعي وآلية السمع‬ ‫‪-7‬‬

‫‪43‬‬ ‫معلمي اإلعاقة السمعية‬ ‫‪-8‬‬

‫‪44‬‬ ‫دور معلم اإلعاقة السمعية‬ ‫‪-9‬‬

‫‪46‬‬ ‫خالصة‬

‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للد ارسة‬


‫‪49‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪49‬‬ ‫الدراسة االستطالعية‬ ‫‪-1‬‬

‫‪50‬‬ ‫حدود الدراسة‬ ‫‪-2‬‬

‫‪50‬‬ ‫منهج الدراسة‬ ‫‪-3‬‬

‫‪51‬‬ ‫عينة الدراسة‬ ‫‪-4‬‬

‫‪51‬‬ ‫أدوات الدراسة‬ ‫‪-5‬‬

‫‪53‬‬ ‫األساليب اإلحصائية المستخدمة في الدراسة‬ ‫‪-6‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬عرض ومناقشة نتائج الدراسة‬


‫‪55‬‬ ‫عرض ومناقشة نتائج الدراسة‬ ‫‪-1‬‬

‫‪56‬‬ ‫مناقشة النتائج على ضوء الفرضية العامة‬ ‫‪-2‬‬

‫‪58‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪60‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫‪66‬‬ ‫المالحق‬
‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم‬


‫الجدول‬

‫‪51‬‬ ‫يوضح توزيع أفراد العينة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪51‬‬ ‫يوضح النسبة المئوية للجنسين‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪52‬‬ ‫يوضح مفتاح تصحيح مقياس الصالبة النفسية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪55‬‬ ‫يوضح المتوسط الحسابي على أبعاد مقياس الصالبة النفسية‬ ‫‪-4‬‬
‫والدرجة الكلية‪.‬‬

‫قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬

‫‪24‬‬ ‫يوضح التأثير المباشر لمتغير الصالبة النفسية‬ ‫‪-1‬‬

‫‪42‬‬ ‫يوضح مكونات األذن الداخلية والخارجية‬ ‫‪-2‬‬


‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫تعتبر الحياة اليومية بتعقيداتها المختلفة منشأ الكثير من صراعات وضغوطات النفسية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬التي من شأنها أن تشكل جو مالئم لزيادة االضطرابات التي تؤدي بالفرد في أغلب‬
‫الحاالت أن يكون فريسة سهلة‪ ،‬لهذه الصراعات واالضطرابات على اختالف درجاتها ففي بعض‬
‫أحيان نجد أنفسنا أمام أعداد متزايدة من األطفال الذين يصابون بأمراض مزمنة وفتاكة كأمراض‬
‫النفسية والعقلية ومختلف اإلعاقات كاإلعاقة السمعية‪ ،‬إضافة إلى أثارها النفسية واالجتماعية التي‬
‫تثقل كاهل المريض ومعلمه‪.‬‬

‫لذلك نجد أن عملية انشاء طفل المعاق مهمة بالغة الصعوبة لمعظم المعلمين‪ ،‬اذ تواجههم‬
‫الكثير من ضغوطات النفسية‪ ،‬بحيث أشارت العديد من دراسات التي اهتمت بالجانب النفسي‬
‫لمعلمي ذوي االعاقة السمعية‪ ،‬إال أن معظمهم قد يتعرضون لضغط نفسي‪ ،‬بينما هناك من‬
‫يحاولون الحفاظ على حالتهم النفسية المرتفعة ومحاولة التكيف والتعايش مع هاته االضطرابات‬
‫التي يعاني منها ذوي اإلعاقة السمعية‪ ،‬وذلك بالمحافظة على االتزان والتكيف مع مرض هؤالء‬
‫األطفال ألنهم يجدون أنفسهم في مواجهة صعوبات تستلزم عليهم مواجهة والتحدي هذه العمليات‬
‫الدينامية‪ ،‬تولد لديهم حالة جيدة تمكنهم من تحديد قدراتهم على تحمل الضغوط المختلفة هي‬
‫الصالبة النفسية ومنه فإن الصالبة النفسية هي عامل جد مهم من عوامل الشخصية في مجال‬
‫علم النفس وهيا عامل حاسم في تحسين األداء النفسي الصحة النفسية والبدنية‪.‬‬

‫قد درسا هذا العالم على نحو واسع في أعمال كوبا از حيث توصلت بمفهوم الصالبة سلسلة‬
‫من دراسات والتي استهدفت معرفة متغيرات التي تكمل وراء احتفاظ األشخاص بصحتهم النفسية‬
‫والجسمي ة رغم تعرضهم للضغوط حيث تقول‪ ":‬إن صالبة هيا اعتقاد عام لدى الفرض لفاعليته‬
‫وقدرته على استخدام كل المصادر النفسية والبيئية المتاحة كجدرك ويفسر ويواجه أحداث الحياة‬
‫الضاغطة"( السيد‪ ،2001،‬ص ‪.)209‬‬

‫وبناء على المنهج الوصفي المتبع تما تقسيم الدراسة إلى فصول بحثية تسعى في األخير‬
‫للوصول إلى النتيجة المرجوة تتمثل الفصول في‪:‬‬
‫أ‬
‫مقدمة‬

‫الجانب النظري‪ :‬ويحتوي على الفصل األول بعنوان "طرح االشكالية الدراسة " وتضمن تحديد‬
‫اشكالية الدراسة ثم تسأ ل الرئيسي ثم التساؤالت الفرعية تليه الدراسات السابقة ثم فرضيات الدراسة‬
‫ثم أهمية وأهداف الد ارسة ثم التطرق إلى تحديد اجرائي لمصطلحات الدراسة‪.‬‬

‫الفصل الثاني بعنوان "الصالبة النفسية" والذي تضمن تعريف وبعض المفاهيم المتعلقة‬
‫بالصالبة النفسية‪ ،‬ثم النظريات المفسرة للصالبة النفسية وأهميتها‪ ،‬تليها أبعادها‪ ،‬بعدها أهم‬
‫خصائص الصالبة النفسية‪ ،‬واخي ار عالقة الصالبة النفسية بالصحة وموجهة الضغط النفسي‪.‬‬

‫بينما الفصل الثالث تحت عنوان " االعاقة السمعية" حيث تطرقنا فيه إلى تعريف هذه األخيرة‬
‫وتصنيفها ثم األسباب‪ ،‬وأثر النمو اللغوي عند الطفل المعاق سمعيا‪ ،‬تليها خصائص معوقين‬
‫سمعيا‪ ،‬بعدها طرق تشخيص اإلعاقة السمعية‪ ،‬ثم معلمي االعاقة السمعية ودورهم‪.‬‬

‫أما الجانب التطبيقي‪ :‬يحتوي على الفصل الرابع بعنوان "اجراءات ميدانية للدراسة" وتضمن‬
‫دراسة االستطالعية ثم حدود الدراسة األساسية ثم منهج الدراسة‪ ،‬ثم عينة الدراسة وكيفية اختيارها‪،‬‬
‫أدوات واألساليب االحصائية المستخدمة في الدراسة‪ ،‬أما الفصل الخامس فقد جاء تحت عنوان‬
‫"عرض ومناقشة نتائج الدراسة" يتضمن عرض نتائج فرضية الدراسة حسب الفرضية العامة ثم‬
‫مناقشة وتفسير نتائج الدراسة‬

‫ب‬
‫الفصل األول‬

‫اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ .1‬إشكالية الدراسة‬

‫‪ .2‬فرضيات الدراسة‬

‫‪ .3‬أهمية الدراسة‬

‫‪ .4‬أهداف الدراسة‬

‫‪ .5‬التعريفات اإلجرائية لمتغيرات الدراسة‪.‬‬


‫االطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .1‬إشكالية الد ارسة‪:‬‬

‫تحتل حاسة السمع أهمية بالغة في عملية االدراك الحسي واالتصال والتواصل وفاقد هذه‬
‫الحاسة ال يمكنه االتصال أو التواصل اال بلغة بديل كاإلشارة والتي قد ال يستقبلها اآلخرون الذين‬
‫يسمعون وينطقون ألنها ليست لغتهم‪ ،‬وتعلم هذه اللغة تحتاج الى وقت وتقبل وصبر‪.‬‬

‫حيث يعرف "يسلديك والجوزين " اإلعاقة السمعية بأنها‪ :‬قصور في السمع بصفة دائمة أو‬
‫غير مستقرة إذ تؤثر بشكل سلبي على األداء التعليمي للفرد(جوادة‪ .)31 ،2012 ،‬ومن هنا نجد‬
‫اإلعاقة السمعية تؤثر على حياة االنسان بشكل سلبي وخاصة على األداء التعليمي للفرد‪.‬‬

‫وتعد مهمة التدريس والعمل مع فئة المعاقين سمعيا من أكثر المهن إثقاال بضغوط العمل اذ‬
‫يعاني المدرسون من مشاعر اإلحباط والقلق ‪ ،‬ومنهم من يواجه مشكالت مهنية معينة ( ما تقضيه‬
‫هذه المهنة من متطلبات واعباء إضافية مع فئات متنوعة من األفراد غير العاديين الذين يعانون‬
‫من اإلعاقة السمعية‪ ،‬اذ يعد كل طالب حالة خاصة تتطلب اعداد الخطط التربوية الفردية‪ ،‬ومن‬
‫هذا نجد أن علم النفس اإليجابي‪ ،‬والذي يعتبر احد فروع علم النفس األساسية يهتم بدراسة قدرات‬
‫الشخصية المتعددة كالصمود والصالبة النفسية ويهتم بتدريب األفراد على مواجهة الضغوط النفسية‬
‫التي يتعرضون لها والتخلص من االحتراق النفسي وصوال الى الرضا عن الذات واآلخرين‪ ،‬ومن‬
‫بين موضوعات علم النفس اإليجابي األساسية الصالبة النفسية باعتبارها أحد أهم المتغيرات‬
‫اإليجابية التي تساعد الفرد على التعامل الجيد مع الضغوط النفسية‪.‬‬

‫حيث تعد الصالبة النفسية صفة إيجابية ال يستمتع بها كل الناس‪ ،‬فالضغوط المهنية تساعد‬
‫على زعزعة ثقة الفرد بنفسه وتجعله مياال للضغوط النفسية وعرضة لإلصابة باالضطرابات‬
‫النفسية‪ ،‬عكس الذين يتمتعون بالصالبة النفسية التي صارت جزءا من شخصتهم يستطيعون‬
‫تخطي األزمات بمرونة عالية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫االطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ويرى بورتر )‪ (Porter‬أن الصالبة النفسية من أهم مصادر الشخصية الذاتية لما تتمتع به‬
‫من مقاومة اآلثار السلبية لضغوط الحياة‪ ،‬والتخفيف من آثارها على الصحة النفسية والجسمية‬
‫(غازي وأخرون‪ ،2003،‬ص‪.)362‬‬

‫ان تدريس المتعلمين العاديين يحتاج الى شخصية قوية‪ ،‬تتحمل وتمتص كل ما يمكن أن‬
‫يبديه المتعلمون من سلوكات داخل وخارج الصف الدراسي‪ ،‬واألمر أكثر صعوبة في التعامل مع‬
‫المتعلمين الذين لديهم اعاقة سمعية‪ ،‬لما يظهرونه من سلوكات انفعالية ناتجة عن االعاقة ‪ ،‬وما‬
‫يتعرضون اليه من ضغوط بسبب اعاقة التواصل اللفظي ‪ ،‬وخاصة لغة االشارة التي يفتقدها‬
‫المدرس‪ ،‬والذي من المفروض أن يتم تكوينه في هذا المجال حتى يسهل عملية التعليم على‬
‫المتعلمين‪ ،‬ويصبح أكثر تفهما النشغاالتهم‪ ،‬وما يعيشه المدرس في بعض األحيان من مواقف ال‬
‫يستطيع فيها توصيل المعلومات بالطريقة التي تضمن للمتعلمين الفهم الصحيح يزيد من صعوبة‬
‫الموقف وتصاعده‪ ،‬وكل مرحلة دراسية ولها خصوصياتها باعتبار مدرسة المعوقين سمعيا تشمل‬
‫عدة مراحل من مرحلة ما قبل المدرسة الى مرحلة التعليم المتوسط‪ .‬من هذا المنطلق أردنا أن‬
‫نبحث على مستوى الصالبة النفسية لدى المعلم أو األستاذ الذي يدرس التالميذ المعوقين سمعيا‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يمكن طرح التساؤل الرئيس اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬ما مستوى الصالبة النفسية لدى معلمي ذوي اإلعاقة السمعية؟‬

‫‪ - 2‬فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫فرضية الدراسة‪:‬‬

‫‪ ‬لدى معلمي ذوي اإلعاقة السمعية مستوى متوسط من الصالبة النفسية‪.‬‬


‫‪-3‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تعتبر هذه الدراسة ذات أهمية بالغة وخاصة فيما تحمله من معلومات تخص الصالبة النفسية‬
‫عند معلمي ذوي اإلعاقة السمعية‪ ،‬ومتطلبات هذه الفئة خصوصا أنها تواجه ضغوطات مهنية من‬
‫محيط العمل‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫االطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫تهتم دراستنا بفئة مهمة وهي فئة المعلمين الذين يقومون بتدريس ذوي اإلعاقة السمعية‪،‬‬
‫وهؤالء المعلمين يجب أن يكونوا أكثر مسؤولية‪ ،‬مقارنة بالمعلمين الذين يقومون بتدريس التالميذ‬
‫العاديين‪.‬‬

‫التركيز على الصالبة النفسية التي تعتبر من أسس علم النفس اإليجابي ومن المتغيرات‬
‫االنفعالية‪ ،‬وأيضا من الوسائل أو الميكانيزمات التي تساعد على استقرار نفسية الفرد والمحافظة‬
‫على صحته النفسية‪ ،‬وخاصة في ظل الضغوط التي يواجهها معلمي ذوي اإلعاقة السمعية‪ .‬ولفت‬
‫انتباه المسؤولين بضرورة رسكلة و تكوين المعلمين في هذا المجال‪ ،‬تبعا لخصوصية المرحلة‬
‫التعليمية الخاصة‪ ،‬وطبيعة التعامل مع التالميذ المعوقين سمعيا‪ .‬ومرافقتهم تربويا وبيداغوجيا‬
‫للتقليل من حجم الضغوط المهنية الناتجة عن التعامل مع هذه الفئات الخاصة‪.‬‬

‫‪-4‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫ان الهدف الرئيسي لهذه الدراسة هو التعرف على مستوى الصالبة النفسية لدى معلمي ذوي‬
‫اإلعاقة السمعية‪ ،‬ويتفرع تحت هذا الهدف عدة أهداف فرعية وهي‪:‬‬

‫‪ ‬التعرف على مستوى االلتزام لدى معلمي ذوي اإلعاقة السمعية‪.‬‬


‫‪ ‬التعرف على مستوى التحكم لدى معلمي ذوي اإلعاقة السمعية‪.‬‬
‫‪ ‬التعرف على مستوى التحدي لدى معلمي ذوي اإلعاقة السمعية‪.‬‬
‫‪-5‬التعريفات اإلجرائية لمتغيرات الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬الصالبة النفسية‪ :‬هي امتالك الفرد لمجموعة سمات تساعده على مواجهة مصادر‬
‫الضغوط‪ ،‬منها القدرة على االلتزام والقدرة على التحدي والقدرة على التحكم في األمور‬
‫الحياتية‪.‬‬

‫وتعرف كذلك الصالبة النفسية اجرائيا أنها الدرجة التي يتحصل عليها أفراد العينة في هذه‬
‫الدراسة من خالل مقياس الصالبة النفسية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫االطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬علمي ذوي اإلعاقة السمعية‪ :‬وهم معلمي التالميذ الذين يعانون من اإلعاقة السمعية وهم‬
‫مسؤولون عن تعليمهم ومرافقتهم تربويا‪ .‬وقد استخرجت العينة من مدرسة المعوقين سمعيا‬
‫بمدينة بسكرة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الجانب النظري‬
‫الفصل الثاني‬

‫الصالبة النفسية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريف الصالبة النفسية‪.‬‬

‫‪ .2‬بعض المفاهيم المتعلقة بالصالبة النفسية‬

‫‪ .3‬النظريات المفسرة للصالبة النفسية‬

‫‪ .4‬أهمية الصالبة النفسية‪.‬‬

‫‪ .5‬أبعاد الصالبة النفسية‬

‫‪ .6‬خصائص الصالبة النفسية‪.‬‬

‫‪ .7‬عالقة الصالبة النفسية بالصحة ومواجهة الضغط النفسي‪.‬‬

‫‪ -‬خالصة الفصل‪.‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن اإلنسان في حياتيه اليومية تواجهه عدة ضغوطات نفسية (أسرية‪ ،‬مدرسية‪ ،‬مهنية ‪..‬الخ)‬
‫وللتغلب على هذه الضغوطات‪ ،‬ال بد للفرد أن يتميز بسمات تساعده على التغلب عليها وذلك راجع‬
‫الم تالكه متغير الصالبة‪ ،‬وهذا األخير يعتبر من أهم متغيرات الوقاية أو المقاومة النفسية لآلثار‬
‫كوباز (‪ )1982‬من األوائل الذين درسوا متغير الصالبة النفسية‪ ،‬وفي‬
‫ا‬ ‫السلبية للضغوط‪ .‬تعتبر‬
‫فصلنا هذا سنتطرق إلى تعريف الصالبة النفسية عند كوبا از ومفاهيم ذات العالقة بمفهوم الصالبة‪،‬‬
‫أبعاد الصالبة النفسية وكذلك إلى المقاربات النظرية وأهمية الصالبة وخصائص الصالبة النفسية‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف الصالبة النفسية‪:‬‬


‫أ‪ .‬لغة‪:‬‬

‫صلِ َب ‪ ،‬صالب ٌة ‪ ،‬أي صلباً ‪ ،‬صلب الخشب أي اشتد وقوي ‪ ،‬وصالبة‪ ،‬أي قساوة فيقال‬ ‫ُ‬
‫صالبة الطين ‪ ،‬أي قساوة ومقاومة ‪ ،‬كما تعني مقاومة التعب والقدرة على االحتمال ‪ ،‬ويقال برهن‬
‫عن صبر وصالبة‪ ،‬أي ثبات على قرار‪ ،‬أو موقف وعزيمة ال تلين على مواصلة ما بدأ به‪ ،‬ويقال‬
‫تحمل مصائبه بصالبة ‪ ،‬أي برباطه جأش وشجاعة في تحمل األلم‪.‬‬

‫ب‪ .‬التعريف االصطالحي للصالبة النفسية ‪(Haradiness):‬‬

‫الصالبة النفسية تعني امتالك الفرد لمجموعة من السمات تساعده على مواجهة مصادر‬
‫الضغوط منها القدرة‪ ،‬االلتزام والقدرة على التحدي والقدرة على التحكم في األمور الحياتية‪ .‬وتختلف‬
‫تعاريف الصالبة النفسية حسب كل عالم فتعرفها كوبا از)‪ "1979" (KOPASA‬وهي من األوائل‬
‫الذين وضعوا أساسا لمصطلح الصالبة النفسية حيث عرفتها على أنها‪ ":‬مجموعة من سمات أو‬
‫خصائص الشخصية تشكل في مجملها معنى الصالبة‪ ،‬والتي تساهم في الحد من اآلثار غير‬
‫الصحيحة الناجمة عن الضغوط" ‪ ،‬وقد اشتقت "كوبا از" مصطلح الصالبة النفسية متأثرة بالفكر‬
‫الفلسفي الوجودي الذي يرى أن األنسان في حالة سيرورة مستمرة‪ ،‬والذي يركز في تفسير لسلوك‬

‫‪10‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلنسان على المستقبل ال على الماضي‪ ،‬ويرى دافعية الفرد تنبع أساسا من البحث المستمر النامي‬
‫عن المعنى والهدف من الحياة‪( .‬عباس‪،2010 ،‬ص‪)10‬‬

‫وعرفها فنك (‪ )1992,FUNK‬بأنها‪ ":‬اعتقاد عام لدى الفرد في فاعليته وقدرته على استخدام‬
‫كل المصادر النفسية والبيئة المتاحة‪ ،‬كب يدرك ويفسر ويواجه بفعاليته أحداث الحياة الضاغطة"‬
‫(سعيدة‪،2015 ،‬ص‪.)14‬‬

‫أما لؤلؤ حماد وحسن عبد اللطيف عرفا الصالبة النفسية على أنها‪ ":‬المقاومة والصالبة ذات‬
‫الطبيعة النفسية وهي خصال فرعية تضم " االلتزام‪ ،‬التحكم‪ ،‬التحدي " ويراها على أنها خصال‬
‫مهمة له في التصدي للمواقف الصعبة أو المثيرة للمشقة النفسية في التعايش معها بنجاح"‬
‫(راضي‪،2008،‬ص‪)21‬‬

‫كما عرفها كل من لؤلؤة وعبد اللطيف "على أنها مصدر من بين مصادر الشخصية لمواجهة‬
‫اآلثار السلبية لمشكالت الحياة‪ ،‬حيث يقوم بالمساعدة على تسهيل اإلدراك وكذا التقويم اللذان‬
‫يؤديان إلى تلك المشاكل"‪.‬‬

‫أما "مادي" و"كوبا از (‪ ) Maddi- Kopasa‬الصالبة النفسية هي مجموعة من الخصائص‬


‫الشخصية التي تعمل كمقاومة إلحداث الحياة الشاقة "‪( .‬شابي و اخرون‪ ،2018 ،‬ص‪)09‬‬

‫ومن خالل ما سبق نرى أن الصالبة النفسية تعني القدرة العالية والمرتفعة على تحمل‬
‫الصعاب‪ ،‬والقوة الكبيرة على مواجهة الضغوط النفسية التي تواجه الفرد في حياته اليومية‪ ،‬والعمل‬
‫على حلها والتعامل معها‪ ،‬دون أن يعرض صحته النفسية والجسمية إلى أي اضطراب ناتج عن‬
‫تلك العوائق والصعاب وتجنبها في المستقبل‪.‬‬

‫‪ -2‬بعض المفاهيم المرتبطة بمفهوم الصالبة النفسية‪:‬‬


‫هناك عدة مفاهيم ترتبط بالصالبة النفسية‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ .‬مفهوم قوة األنا‪:‬‬

‫قوة األنا األساسية للصحة ‪ ،‬وتثير قدرة األنا إلى التوافق مع الذات ومع المجتمع‪ ،‬عالوة على‬
‫الخلو من األعراض العصبية و اإلحساس االيجابي بالكفاية والرضا‪ ،‬وقوة األنا هي القطب المقابل‬
‫للعصابية‪ ،‬حيث يرى الكثير من العلماء أن هناك متصال يقع في أحد أطرافه قوة األنا‪ ،‬حيث يقع‬
‫في الطرف اآلخر قطب العصابي‪.‬‬

‫ويبين فرج عبد القادر (‪ )1993‬على أنها‪ :‬قدرة الشخص على تحقيق التوافق والتي يتخذها‬
‫دليال على الصحة النفسية‪ ،‬وعلى مهارة األنا في عالج صراعات الشخصية والتعامل معها ومع‬
‫العالم الخارجي‪ ،‬بحيث ينتهي به األمر إلى النجاح‪ ،‬وقوة األنا تمثل طاقة الفرد النفسية التي تحدد‬
‫مدى تحمله للظروف غير المواتية‪.‬‬

‫ويرى أبو الندى (‪ )2007‬أن هناك تداخال بين مفهومي الصالبة النفسية‪ ،‬وقوة األنا مع‬
‫بعضهما‪ ،‬حيث أن قوة األنا تعمل على تدعيم صالبة الفرد النفسية اتجاه األحداث الضاغطة‪ ،‬وأن‬
‫الصالبة تعمل جاهدة لوقاية الفرد من وطأة االضطراب النفسي والجسدي عند األزمات والشدة‪،‬‬
‫وهذا ما وضحته دراسة برنارد (‪ )1996‬والتي استهدفت التعرف على العالقة بين األنا والصالبة‬
‫النفسية وتقدير الذات والكفاءة الذاتية والتفاؤل وبين القدرة على التوافق والحالة الصحية الجيدة‪.‬‬

‫ويتضح من ذلك أن قوة األنا تتمثل في قدرة الفرد على استمارة كافة المصادر النفسية والمادية‬
‫واالستراتيجيات العقلية المتاحة لديه‪ ،‬ممن حوله ومواجهة الضغوط والشدائد بفاعلية‪.‬‬

‫وهي كفاية األنا بالنسبة لما تؤديه من وظائف في الشخصية‪ ،‬متضمن أيضا كفاية للوظائف‬
‫الجسمية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية‪ ،‬والخلقية وكفاية االستجابة للمثيرات الداخلية‪ .‬وتعرف‬
‫أيضا أنها‪ :‬التوافق مع المجتمع واإلحساس االيجابي بالكفاية والرضا والخلو من األمراض‬
‫العصبية‪( .‬عبد الواحد وعبد الحي‪،2007 ،‬ص‪)05‬‬

‫‪12‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪ .‬الفاعلية الذاتية‪:‬‬

‫هي إحدى المتغيرات الوسيطة بين إدراك الفرد األحداث الضاغطة‪ ،‬وبين مواجهة الفرد لها و‬
‫يعرفها "باندورا" (‪ )1982‬على أنها‪ :‬اعتقاد الفرد على كفاءته واقتداره‪ ،‬وتمكنه من قيمته الذاتية‪،‬‬
‫مما يعطيه شعو ار بالثقة بالنفس‪ ،‬والقدرة على التغلب على مشكالته والتحكم في أمور حياته وتصبح‬
‫الفاعلية الذاتية في نفس الوقت مؤش ار لقدرة الفرد على مواجهة األحداث الضاغطة بكفاية واقتدار‬
‫وثقة وتمكن‪ ،‬والوظيفة األساسية للفاعلية الذاتية هي تمكين الفرد من التحكم والتنبؤ بأحداث حياته‪.‬‬

‫ويتكون الشعور بالفاعلية الذاتية في الطفولة المبكرة‪ ،‬من خالل إدراك الطفل بأنه مقبول وينال‬
‫استحسان اآلخرين‪ ،‬السيما الوالدين‪ ،‬والقبول واالستحسان من قبل الوالدين يجعالن الطفل يشعر‬
‫بالقيمة والكفاية واالقتدار‪ ،‬فإذا صاحب القبول والقيمة والكفاءة واالقتدار تشجيع من الوالدين للطفل‬
‫المبادأة واالستكشاف يتكون لدى الطفل شعور بالكفاءة الجسدية واالجتماعية واللغوية‪ ،‬ويتجلى ذلك‬
‫في اللعب مع اآلخرين وحل المشكالت والضغوط‪ ،‬وهذا ما أشارت إليه مسكتين (‪ )1997‬التي‬
‫استهدفت الكشف عما إذا كانت الصالبة النفسية ووجهة الضبط والوعي بالبيئة األسرية تنبئ‬
‫بالتباين في النزعة التفاؤلية‪ ،‬وأجريت الدراسة على عينة بلغت ‪ 250‬طالبا تقع في الفئة العمرية من‬
‫‪18‬ـ ‪ 34‬سنة وأسفرت الدراسة على أن الصالبة النفسية كانت منبأ جيدا للتباين في النزعة‬
‫التفاؤلية‪ ،‬وأن وجهة الضبط قد أسهمت في ارتفاع كل من التفاؤلية والصالبة النفسية‪ ،‬وقد ميز‬
‫باندو ار بين معنيين للفاعلية‪:‬‬

‫‪ -‬الفاعلية الذاتية المتوقعة‪ :‬وتعني شعور الفرد بقدراته أو عجزه عن القيام بسلوك معين أو انجاز‬
‫ما يضمن هذا الشعور درجة من الثقة والشعور بالقدرة على التحكم‪.‬‬

‫‪ -‬الفاعلية الذاتية المرجعية‪ :‬وهي اعتقاد الفرد بأن السلوك الذي يقوم به سوف يوصله للنتائج‪.‬‬
‫وبالرغم من أن مفهوم الفاعلية الذاتية يحمل الثقة بالنفس وادراك القدرة على التحمل في الظروف‬
‫الحياتية‪ ،‬كما يختص بتزويد األفراد ببعض المهارات الخاصة‪ ،‬لكنه لم يرقى لمستوى السمة أو‬
‫الخصلة الثابتة في الشخصية ومن ثم فهو يتميز عن مفهوم الصالبة النفسية في احتياج الفرد له‬
‫ولظهوره في جميع المواقف الحياتية التي ال تستدعي بالضرورة أن تكون لها صفة الضغط‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويتصف األشخاص ذو المستوى المرتفع من فعالية الذات بالثقة بالذات والمثابرة واإلصرار‬
‫على بلوغ الهدف‪ ،‬بغض النظر عما يواجههم من عقبات ومشكالت‪ ،‬ووفقا لبندو ار فإن مرتفعي‬
‫فعالية الذات غالبا يتوقعون النجاح‪ ،‬مما يزيد من مستوى دفعتهم لتحقيق أفضل أداء ممكن‬
‫الوصول الى حلول جيدة لما يتعرضون للمشكالت مقترنة باألشخاص منخفضي الفعالية الذاتية‬
‫يتوقعون الفشل في مختلف المهام التي يضطلعون بها‪ ،‬مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الدافعية في‬
‫األداء‪.‬‬

‫مما سبق يتضح لنا أن الفعالية الذاتية تتمثل في إدراك الفرد‪ ،‬أن لديه قدرات ومهارات‬
‫واستعدادات شخصية‪ ،‬يمكن توظيفها بفاعلية لمواجهة الشدائد والضغوط واألحداث المؤلمة‪( .‬خنفر‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪)13-11‬‬

‫ج‪ .‬المرونة النفسية‪:‬‬

‫هي االستجابة االنفعالية والعقلية التي تمكن اإلنسان من التكيف اإليجابي مع المواقف الحياة‬
‫المختلفة سواء كان هذا التكيف بالتوسط أو القابلية للتغير أو األخذ بأيسر الحلول (األحمدي‪،‬‬
‫‪،2007‬ص ‪. )05‬‬

‫ه‪ .‬التكيف‪:‬‬

‫كما أن الصالبة تؤثر على القدرات التكيفية من ناحية أن الذين يتمتعون بالصالبة عندهم‬
‫كفاءة ذاتية أكثر‪ ،‬ولديهم تقديرات إدراكية من ناحية أن الشخص الصلب يدرك ضغوطات الحياة‬
‫اليومية على اقل ضغطا‪ ،‬ولديهم استجابات تكيفية اكثر ( فاتح‪ ،2015 ،‬ص‪. )16-15‬‬

‫‪-3‬النـظريات الـمفسرة للـصالبة النفـسية‪:‬‬


‫كوباز (‪:)1979 ,KOPASA‬‬
‫ا‬ ‫‪ 1-3‬نظرية‬

‫اعتمدت هذه النظرية على عدد من األسس النظرية والتجريبية‪ ،‬تمثلت أسس النظرية في آراء‬
‫بعض العلماء أمثال "فرانكلو‪ ،‬ماسلو"‪ ،‬وروجرز والتي أشارت إلى أن وجود هدف للفرد أو معنى‬

‫‪14‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لحياته الصعبة يعتمد بالدرجة األولى على قدرته على استغالل إمكاناته الشخصية واالجتماعية‬
‫بصورة جيدة‪.‬‬

‫ويعد نموذج "الزورس " من أهم النماذج التي اعتمدت عليها هذه النظرية‪ ،‬حيث أنها نوقشت‬
‫من خالل ارتباطها بعدد من العوامل وحددها في ثالثة عوامل رئيسية وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬البيئة الداخلية للفرد‪.‬‬


‫‪ -2‬األسلوب اإلدراكي المعرفي‪.‬‬
‫‪ -3‬الشعور بالتهديد واإلحباط‪.‬‬

‫ذكر "الزورس" أن حدوث خبرة الضغوط يحدها في المقام األول طريقة إدراك الفرد للمواقف‪،‬‬
‫واعتباره خططا قابلة للتعايش عليه اإلدراك الثانوي‪ ،‬وتقديم الفرد لقدرته الخاصة‪ ،‬وتحديد لمدى‬
‫كفاءتها في تناول المواقف الصعبة‪.‬‬

‫فتقييم الفرد لقدراته على نحو سلبي يجزم بضعفها وعدم مالءمتها للتعامل مع المواقف‬
‫الصعبة أمر يشعر بالتهديد وهو ما يعني عند "الزورس" توقع حدوث الفرد سواء البدني أو النفسي‬
‫ويؤدي الشعور بالخطر أو بالضرر الذي يقرر الفرد وقوعه بالفعل‪.‬‬

‫وترتبط هذه العوامل الثالثة ببعضها البعض‪ ،‬فعلى سبيل المثال يتوقف الشعور بالتهديد على‬
‫األسلوب اإلدراكي الموقفي‪ ،‬كما يؤدي اإلدراك االيجابي إلى تضاؤل الشعور بالتهديد‪ ،‬ويِؤدي إلى‬
‫تقييم بعض الخصال الشخصية كتقدير الذات‪.‬‬

‫وطرحت كوبا از االفتراض األساسي لنظريتها‪ ،‬بعد أن أجرت دراسة على رجال أعمال‬
‫والمحامين في الدرجة المتوسطة والعليا‪ ،‬في الصحة النفسية والجسمية واألحداث الصادمة‪ ،‬وقد‬
‫خرجت ببعض النتائج والتي كان منها‪:‬‬

‫‪ ‬الكشف عن مصدر ايجابي جديد في مجال الوقاية من االضطرابات النفسية والجسمية وهي‬
‫الصالبة النفسية بأبعادها " االلتزام ‪ ،‬التحكم ‪ ،‬التحدي"‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬أن األفراد أكثر صالبة حصلوا على معدالت أقل في اإلصابة باالضطرابات النفسية رغم‬
‫تعرضهم للضغوط الشاقة‪.‬‬

‫فكان هذا االفتراض أن التعرض لألحداث الصادمة الحياتية الشاقة يعد أم ار ضروريا‪ ،‬ألنه‬
‫حتمي البد منه الرتقاء الفرد ونضجه االنفعالي واالجتماعي‪ ،‬وأن المصادر النفسية واالجتماعية‬
‫الخاصة بكل فرد قد تقوى وتزداد عند التعرض لهذه األحداث الصادمة‪ ،‬ومن أبرز هذه المصادر‬
‫الصالبة النفسية‪( .‬عودة‪ ،2010،‬ص‪)79‬‬

‫وقد فسرت "كوبازا" االرتباط القائم بين الصالبة والوقاية من اإلصابة باألمراض‪ ،‬أدى إلى‬
‫تحديدها للخصال المميزة لألفراد مرتفعي الصالبة‪ ،‬ومن خالل توضيحها لألدوار الفعالة التي‬
‫تؤديها هذا المفهوم للتقليل من آثار التعرض لألحداث الضاغطة‪.‬‬

‫األفرد الذين يتسمون بصالبة نفسية يكونون اكثر نشاطا ومبادأة واقتدار‬
‫ا‬ ‫وترى "كوبا از" أن‬
‫وقيادة وضبطا داخليا‪ ،‬وأكثر صمودا ومقاومة ألعباء الحياة وأشد واقعية انجا از وسيطرة وقدرة على‬
‫تفسير األحداث‪.‬‬

‫كما يجدون أن تجاربهم ممتعة وذات معنى‪ ،‬وعلى العكس فإن األشخاص األقل صالبة‬
‫يجدون أنفسهم والبيئة من حولهم بدون معنى‪ ،‬ويشعرون بالتهديد المستمر‪ ،‬والضعف في مواجهة‬
‫أحداثها المتغيرة‪ ،‬ويعتقدون أن الحياة تكون أفضل عندما تتميز بالثبات في أحداثها أو عندما تخلو‬
‫من التجديد فهم سلبيون في تفاعلهم مع البيئة (راضي‪،2008 ،‬ص ‪. )37‬‬

‫‪ 2-3‬نظرية فينك) ‪ ) venk‬المحلل لنظرية كوبازا‪:‬‬

‫لقد أظهر حديثا في مجال الوقاية من اإلصابة باالضطرابات‪ ،‬أحد النماذج الحديثة الذي أعاد‬
‫النظر في نظرية كوبا از وحاول وضع تعديال جديدا لها‪ ،‬وهذا النموذج قدمه فينك‪ ،‬وتم تقديم هذا‬
‫التعديل من خالل دراسته‪ ،‬التي أجراها بهدف بحث العالقة بين الصالبة النفسية واإلدراك المعرفي‬
‫للتعايش الفعال من ناحية ‪ ،‬والصحة العقلية من ناحية أخرى ‪ ،‬وذلك على عينة قوامها (‪)167‬‬
‫جنديا إسرائيلي‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واعتمد الباحث على المواقف الشاقة والتعايش معها قبل الفترة التدريبية‪ ،‬التي أعطاها‬
‫للمشاركين‪ ،‬والتي بلغت ستة شهور‪ ،‬وبعد انتهاء هذه الفترة التدريبية‪ ،‬توصل على نتائج مهمة وهي‬
‫‪ :‬ارتباط مكوني االلتزام التباعد فقط في الصحة العقلية الجيدة لألفراد ‪ ،‬فارتباط االلتزام جوهريا‬
‫بالصحة العقلية‪ ،‬من خالل تخفيض الشعور بالتهديد واستخداما الستراتيجية التعايش الفعال خاصة‬
‫استراتيجية ضبط االنفعال‪ ،‬حيث ارتبط بعدم التحكم ايجابيا بالصحة العقلية من خالل ادراك‬
‫الموقف على انه مشقة واستخدام استراتيجية حل المشكالت بالتعايش‪.‬‬

‫وقام فينك بإجراء دراسة ثانية عام (‪ )1995‬لها نفس أهداف الدراسة األولى‪ ،‬وذلك على عينة‬
‫من الجنود اإلسرائيليين أيضا‪ ،‬ولكنه استخدم فترة تدريبية عنيفة لمدة (‪ )04‬أشهر تم خاللها تنفيذ‬
‫المشاركين لألوامر المطلوبة حتى وان تعارضت مع ميولهم واستعداداتهم الشخصية‪ ،‬وذلك بصفة‬
‫متواصلة‪ ،‬وبقياس الصالبة النفسية وكيفية اإلدراك المعرفي ‪ ،‬لألحداث الشاقة الحقيقية ( الواقعية )‬
‫وطرق التعايش قبل فترة التدريب وبعد االنتهاء منها ثم التوصل لنفس النتائج للدراسة األولى ‪.‬‬

‫وعزز اطالع الباحث على النظريات السابقة التي تناولت الصالبة النفسية في اختيارها لتكون‬
‫إحدى المتغيرات األساسية إلى جانب اعتقاد الباحث‪ ،‬بأن عدد كبير من أبناء وطنه يتمتع بهذه‬
‫الصالبة‪ ،‬ويمكن أن يكون هذا التمتع من خالل المساندة االجتماعية‪ ،‬التي يتلقها الفرد في األسرة‬
‫وخارجها‪ ،‬أو من خالل تكرار الصدمات النفسية التي تعرض لها من قبل االحتالل اإلسرائيلي‬
‫(عودة ‪،2010،‬ص‪.)09‬‬

‫‪-4‬أهمية الصالبة النفسية‪:‬‬


‫إن الصالبة النفسية لها أهمية كبيرة في الحياة‪ ،‬وهي تقي االنسان من آثار الضغوط الحياتية‬
‫المختلفة وهي الفرد أكثر مرونة‪ ،‬وقابلية للتغلب على مشاكله الضاغطة كما وتعمل الصالبة‬
‫النفسية كعامل حماية من األمراض الجسدية‪ ،‬فقد أشارت كوبا از إلى أن الصالبة النفسية ومكوناتها‬
‫تعمل كمتغير سيكولوجي‪ ،‬يخفف من وقع األحداث الضاغطة على الصحة الجسمية للفرد‬
‫فاألشخاص األكثر صالبة يتعرضون للضغوط وال يمرضون‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتتفق " كوبا از " مع " فولكمان " و" الزاروس " في أن الخصائص النفسية كالصالبة النفسية‬
‫مثال تؤثر في تقييم الفرد المعرفي للحدث الضاغط ذاته‪ ،‬وما ينطوي عليه من تهديد ألمنه وصحته‬
‫النفسية وتقديره لذاته‪ ،‬كما تؤثر أيضا في تقييم الفرد ألساليب المواجهة وهي المشكالت‪ ،‬الهروب‪،‬‬
‫التجنب‪ ،‬تحمل المسؤولية‪ ،‬البحث عن المساندة االجتماعية‪ ،‬التحكم الذاتي ‪ ....‬الخ ‪.‬‬

‫وقد أكدت البحوث أهمية إدراك األحداث في الشعور بالضغوط من عدمه‪ ،‬فقد وجد كل من‬
‫"رودوالت" أنه بمقارنة األشخاص ذوي الصالبة النفسية المرتفعة يكونون أكثر قدرة على االستفادة‬
‫من أساليب مواجهتهم للضغوط بحيث تفيدهم في حفظ تهديد األحداث الضاغطة من خالل رؤيتها‬
‫من منظور واسع وتحليلها إلى مركباتها الجزئية وضع الحلول المناسبة لها‪ ،‬وتبين أن األشخاص‬
‫ذوي الصالبة النفسية أميل الستخدام طرق المواجهة الفاعلة النشطة المباشرة لمواجهة الضغوط‬
‫وهم أميل ألساليب المواجهة الضغوط بالتركيز على المشكلة‪.‬‬

‫وقد لجأت دراستان إلى استخدام الضغوط التي تم استخدامها عن أفراد الدراسة للحد من مشكلة‬
‫االسترجاع وجاءت النتائج لتؤكد أيضا على أن األشخاص الذين لديهم درجة عالية من الصالبة‬
‫كان تقويمهم للضغوط أكثر إيجابية عندما تعرضوا لمواقف تهديد‪.‬‬

‫يتضح من ذلك أن الصالبة النفسية تنشئ جدار دفاع نفسي للفرد يعينه على التكيف البناء‬
‫مع أحداث الضغوط وتحقق من آثارها السلبية ليصل إلى مرحلة التوافق‪ ،‬وينظر إلى الحاضر‬
‫والمستقبل بنظره ملؤها األمل و التفاؤل وتخلو حياته من القلق واالكتئاب وتصبح ردود أفعاله مثاال‬
‫لالستحسان‪(.‬خنفر‪،2014 ،‬ص ‪)24-23‬‬

‫‪-5‬أبعاد الصالبة النفـسية‪:‬‬


‫توصلت "كوبا از " من خالل دراستها إلى أن الصالبة النفسية تتكون من ثالثة أبعاد هي‪:‬‬

‫االلتزام‪ ،‬التحكم‪ ،‬التحدي‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ .‬االلتزام ‪:‬‬

‫هو ن وع من التعاقد ويلتزم به الفرد تجاه نفسه وأهدافه وقيمه واآلخرين من حوله‪ ،‬ويعكس‬
‫االلتزام إحساسا عاما للفرد‪ ،‬بالعزم والتصميم الهادف ذي المعنى ويعبر عنه بميله‪ ،‬ليكون أكثر قوة‬
‫ونشاطا تجاه بيئته بحيث‪ ،‬يشارك بإيجابية في إحداث ويكون بعيدا عن العزلة والسلبية والخمول‬
‫والكسل‪ .‬يرى" فولكمان " أن االلتزامات تكشف عما هو مهم وراء معنى للفرد‪ ،‬ويمكن أن تعرف من‬
‫خالل عدد من مستويات األفكار التجريدية‪ ،‬والتي من األفكار والقيم إلى غايات محددة‪ ،‬كما تحدد‬
‫موضع الخطر والتهديد‪ ،‬كما يرى "ألرد" و"سميث" (‪ )1989‬أنه يمكن التعبير بالميل للمشاركة في‬
‫مقابل االغتراب ‪ ،‬ألن نقص االلتزام يظهر في صورة اغت ارب‪.‬‬

‫ويعرف " مخيمر " (‪ )1997‬االلتزام بأنه‪ " :‬نوع من التعاقد النفسي يلتزم به الفرد اتجاه نفسه‬
‫وأهدافه وقيمه واآلخرين من حوله"‪.‬‬

‫وهو مصطلح يشير إلى إحساس الناس بروح تحمل المسؤولية نحو اآلخرين واألحداث في‬
‫حياتهم الزوجية واألسرية واالجتماعية والمهنية‪:‬‬

‫‪ ‬أنواع االلتزام‪:‬‬

‫االلتزم الشخصي في واقعها حيث أقرت أنه يضم كل من‪:‬‬


‫ا‬ ‫تناولت "كوبازا" مكون‬

‫‪ -‬االلتزام نحو الذات‪ :‬وعرفته على أنه اتجاه الفرد نحو معرفته ذاته‪ ،‬وتحديد أهدافه وقيمه الخاصة‬
‫في الحياة وتحديد اتجاهاته االيجابية على نحو يميزه عن اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬االلتزام اتجاه العمل‪ :‬عرفته كوبا از بأنه‪ :‬اعتقاد الفرد بقيمة العمل وأهميته سواء له أ ولآلخرين‪،‬‬
‫بضرورة االندماج في محيطه العمل وكفاءته في انجاز عمله‪ ،‬وضرورة تحمله مسؤوليات العمل‬
‫وااللتزام‪.‬‬

‫ومن خالل االطالع على األدب التربوي‪ ،‬اتضح وجود عدة مظاهر لاللتزام تتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬االلتزام الديني‪ :‬هو التزام المسلم بعقيدة اإليمان الصحيح‪ ،‬وظهور ذلك على سلوكه بممارسة ما‬
‫أمر هللا به واالنتهاء عن ما نهى عنه‪.‬‬

‫‪ -‬االلتزام األخالقي‪ :‬هو التزام الفرد بالقيم‪ ،‬واألخالقيات التي ترجع في األصل إلى األديان والعقائد‬
‫ومن تم فاألخالقيات التي يجب أن يلتزمها األفراد في المجتمع المسلم مصدرها القرءان والسنة‪.‬‬

‫‪ -‬االلتزام القانوني‪ :‬هو اعتقاد الفرد بضرورة االنصياع لمجموعة من القواعد واألحكام العامة وتقبل‬
‫تنفيذها جبار بواسطة السلطة في حالة خروج عنها ‪ ،‬أو مخالفتها لما تمثله من أسس منظمة ‪،‬‬
‫للسلوكيات العامة داخل المجتمع (أبو الندى‪ ،2007،‬ص‪.)31‬‬

‫ب‪ .‬التحكم‪ :‬أشارت إليه "كوبازا" و " بوسيتي "(‪ )1983‬بوصفه أنه اتقاد الفرد بأن مواقف‬
‫وظروف الحياة المتغيرة‪ ،‬التي يتعرض لها هي أمور متوقعة الحدوث ‪ ،‬ويمكن التنبؤ بها والسيطرة‬
‫عليها‪.‬‬

‫مصطلح التحكم يشير إلى ميل الناس إلى االعتقاد أن لهم قدرة التأثير على األحداث التي‬
‫وبضبطه أي يتعرضون لها في حياتهم‪ .‬وهو عبارة عن إحساس بالتحكم الذاتي ( ‪Asense of‬‬
‫‪)personal control‬‬

‫ويعرفه "مخيمر" (‪ )1997‬بأنه‪ ":‬مدى اعتقاد الفرد أن بإمكانه التحكم في ما قد يلقاه من‬
‫أحداث‪ ،‬وتحمل المسؤولية الشخصية‪ ،‬من حيث القدرة على اتخاذ الق اررات‪ ،‬وتفسير األحداث‬
‫الضاغطة‪ ،‬والقدرة على التحدي"‪.‬‬

‫يتضح من ذلك أن التحكم يتمثل في قدرة الفرد على توقع حدوث المواقف الصعبة بناء على‬
‫استقرائه للواقع‪ ،‬ووضعه الخطط المناسبة لمواجهة المشكالت وقت حدوثها‪ ،‬باستخدام أساليب معينة‬
‫والتحكم في انفعاالته والسيطرة على نفسه‪.‬‬

‫‪ ‬أنواع التحكم‪:‬‬

‫*التحكم المتصل باتخاذ الق اررات واالختيار بين البدائل‪ :‬ويحسم هذا التحكم المتصل باتخاذ القرار‬
‫بطريقة التعامل مع الموقف سواء بتجنبه أو محاولة التعايش معه‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫*التحكم المعرفي‪ :‬يعد التحكم المعرفي في أهم صور التحكم‪ ،‬التي تقلل من اآلثار السلبية ‪،‬‬
‫فيختص التحكم بالقدرة على استخدام بعض العمليات الفكرية بكفاءة‪ ،‬عند التعرض لموقف صعب‬
‫‪ ،‬كالتفكير فيه واستيعابه بطريقة إيجابية ومتفائلة‪.‬‬

‫*التحكم السلوكي‪ :‬هو القدرة على المواجهة الجيدة وبذل الجهد مع دافعية كبيرة لإلنجاز‪ ،‬ويقصد‬
‫به كذلك القدرة على التعامل مع المواقف بصورة واضحة وملموسة‪.‬‬

‫*التحكم االسترجاعي‪ :‬يرتبط هذا التحكم باتجاهات الفرد ومعتقداته اتجاه الموقف‪ ،‬وكذا طبيعته‬
‫فيؤدي استرجاع الفرد لهذه المعتقدات‪ ،‬لتكوين انطباع واضح عن المواقف‪ ،‬ورؤيته على أنه موقف‬
‫قابل للتناول والسيطرة وهذا يؤدي إلى تحقيق أثر الضغوطات (شابي وأخرون‪ ،2018 ،‬ص‪. )15‬‬

‫ج‪ .‬التـحـدي‪:‬‬

‫تعرفه " كوبا از " و " بوسيتي " أنه اعتقاد الفرد بان التغيير المتجدد في أحداث الحياة هو أمر‬
‫طبيعي‪ ،‬بل حتمي البد منه الرتقائه أكثر من كونه‪ ،‬تهديدا ألمنه وثقته بنفسه وسالمته النفسية‪.‬‬
‫ويشير إلى اعتقاد الفرد ما يط أر من تغير على جوانب حياته‪ ،‬هو أمر ضروري للنمو اكثر من‬
‫كونه تهديدا له‪ ،‬مما يساعد الفرد في مواجهة الضغوط بفاعلية‪ ،‬ويظهر التحدي في اقتحام‬
‫المشكالت لحلها‪ ،‬والقدرة على المثابرة وعدم الخوف عند مواجهة المشكالت ‪.‬‬

‫كما يشير إلى ميل الناس إلى إدراك التغيرات التي تحدث في حياتهم على أنها حوافز يمكن‬
‫استغاللها لتحقيق النمو الذاتي وتقبلها كما هي (فاتح‪،2015 ،‬ص ‪. )20-19‬‬

‫ويتضح أن التحدي يمثل في قدرة الفرد على التكيف مع مواقف الحياة الجديدة‪ ،‬وتقبلها بما‬
‫فيها من مستج دات‪ ،‬باعتبارها أمو ار طبيعية البد من حدوثها لنمو واالرتقاء‪ ،‬مع القدرة على مواجهة‬
‫المشكالت‪ ،‬وهذه الخاصية تخلق للفرد مشاعر التفاؤل في تقبل الخبرات الجديدة‪.‬‬

‫‪-6‬خصائص الصالبة النفسية‪:‬‬


‫حصر تايلور خصائص الصالبة النفسية فيما يلي‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬اإلحساس بااللتزام أو النية لدفع النفس للدخول في أي مستجدات‬


‫‪ ‬الرغبة في أحداث التغيير ومواجهة األنشطة التي تمثل أو تكون بمثابة فرص للبناء والتطوير‬
‫والنماء‬
‫‪ ‬االعتقاد واإليمان بالسيطرة و بأن الفرد هو سبب الحدث في حياته وأن الشخص يستطيعان‬
‫يؤثر على بيئته‪.‬‬

‫ويمكن أن نميز بين الصالبة النفسية المرتفعة والمنخفضة‪.‬‬

‫أ‪ .‬خصائص ذوي الصالبة النفسية المرتفعة‪:‬‬

‫توصلت "كوبازا" من خالل دراستها (‪ )1997 ،1985 ،1982‬إلى أن األفراد المتمتعين‬


‫بالصالبة النفسية يتميزون بالخصائص اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬القدرة على الصمود والمقاومة‪.‬‬


‫‪ -2‬لديهم إنجاز أفضل‪.‬‬
‫‪ -3‬ذوي وجهة داخلية للضبط‪.‬‬
‫‪ -4‬أكثر قدرة و اقتدار ويميلون دائما للسيطرة والقيادة‪.‬‬
‫‪ -5‬أكثر دافعية ونشاط ‪.‬‬

‫كذلك هم أفراد ملتزمون بالعمل الذي عليهم أداؤه بدال من الشعور بالغربة‪ ،‬ويشعرون على‬
‫أنلديهم القدرة على التحكم في األحداث‪ ،‬وينظرون للتعبير على أنه تحدي بدال من أن يشعرهم على‬
‫أنه تهديد‪ ،‬كما يجد هؤالء األفراد في إدراكهم وتقويمهم ألحداث الحياة الضاغطة لممارسة اتخاذ‬
‫القرار‪.‬‬

‫ب‪ .‬خصائص ذوي الصالبة النفسية المنخفضة‪:‬‬

‫يتصفون أصحاب ذوي الصالبة النفسية المنخفضة‪ ،‬بعدم وجود هدف معين لهم وأن حياتهم‬
‫بال معنى‪ ،‬كما أنهم ال يتفاعلون مع بيئتهم بإيجابية‪ ،‬ويتوقعون الضعف المستمر في مواجهة‬

‫‪22‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األحداث الضاغطة والمتغيرون‪ ،‬كما أنهم يفضلون البقاء في أسلوب حياة معين‪ ،‬ويكون دائما‬
‫عاجزين عن تحمل األثر السيئ لمواقف الحياة الضاغطة ‪( .‬شابي‪ ،2018،‬ص‪)18-16‬‬

‫أورد "محمد" (‪ )2002‬بعض سماتهم مثل اتصافهم بعدم الشعور بهدف ألنفسهم وال بمعنى‬
‫لحياتهم‪ ،‬وال يتفاعلون مع بيئتهم بإيجابية‪ ،‬ويتوقعون التهديد المستمر والضعف في مواجهة‬
‫األحداث الضاغطة المبعثرة‪ ،‬ويفضلون ثبات األحداث الحياتية‪ ،‬وليس لديهم اعتقاد بضرورة التحديد‬
‫واالرتقاء‪ ،‬كما أنهم سلبيون في تفاعلهم مع بيئتهم وعاجزون عن تحمل األثر السلبي لألحداث‬
‫الضاغطة وأكدت دراسة ردولت وزون (‪ )1989‬التي استهدفت الكشف عن فروق بين مرتفعي‬
‫ومنخفضي الصالبة النفسية في إدراك الضغوط واالكتئاب‪ ،‬وأجريت الدراسة على عينة بلغت ‪249‬‬
‫سيدة تتراوح أعمارهم بين ‪ 65 .25‬سنة‪ ،‬وأسفرت الدراسة على أنه توجد فروق دالة إحصائيا بين‬
‫مرتفعات ومنخفضات الصالبة النفسية في االكتئاب وادراك الضغوط والمرض الجسمي لصالح‬
‫منخفضات الصالبة حيث كن أكثر اكتئابا وأكثر إدراكا للضغوط واحساس بالمرض الجسمي‪،‬‬
‫وعلى العكس من ذلك مرتفعات الصالبة النفسية‪(.‬خنفر‪ ،2014 ،‬ص‪)21‬‬

‫من خالل ما تطرقنا له في هذا العنصر‪ ،‬يتبين لنا أنا الصالبة النفسية تصنع حاجز دفاعي‬
‫لنفسية الفرد‪ ،‬ويساعده بشكل كبير على التوافق والتأقلم والتكيف مع حياته ومع البيئة المحيطة به‪،‬‬
‫وأيضا تخلق له شخصية قوية وتكسبه خبرة في مقاومة الضغوط والصعوبات والعوائق التي يتعرض‬
‫لها‪ ،‬وتخفف من آثارها السلبية‪ ،‬وتجعله قاد ار على التحكم في مشاعره‪.‬‬

‫‪-7‬عالقة الصالبة النفسية بالصحة ومواجهة الضغط النفسي‪:‬‬


‫أشارت "كوبازا" وآخرون عام (‪ )1982‬من خالل الدراسة التي أجروها لمعرفة تأثير الصالبة‬
‫على الفرد إلى أن الصالبة لها تأثير مخفف‪ ،‬بل أنها تحمي الصحة من كمية الضغوط التي‬
‫يتعرض لها الفرد‪ ،‬باإلضافة إلى أنها تقلل من احتمالية ظهور أعراض المرض‪ ،‬كما أنها تدعم من‬
‫مستوى الداء تحت الظروف الضاغطة تتنبأ بطريقة إيجابية بدرجة النجاح لدى األشخاص‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أشارت كل من "كوبازا" و" بيسوت" (‪)1983‬الى أن الصالبة النفسية تعمل كمتغير‬
‫للمقاومة‪ ،‬حيث أنها تقلل من اإلصابة باإلجهاد الناتج عن التعرض للضغط‪ ،‬وتزيد من استخدام‬
‫الفرد ألساليب التعايش‪ ،‬وتدفع الفرد الى استخدام مصادره الشخصية واالجتماعية المناسبة في‬
‫مواجهة الظروف الضاغطة‪.‬‬

‫ويتضح لنا ذلك من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)01‬يوضح التأثير المباشر لمتغير الصالبة النفسية‬

‫كما أظهرت كافة الدراسات أن الصالبة النفسية ترفع من كفاءة األفراد‪ ،‬في المجاالت‬
‫المختلفة وتزيد من قدرتهم على التحمل‪ ،‬وتساعدهم على تجاوز األزمات وادارة الضغوط بجدارة‪،‬‬
‫ومن بين تلك الدراسات نجد دراسة "كوبا از " (‪ )1979‬وهي دراسة استكشافية استهدفت معرفة دور‬
‫الصالبة النفسية في االحتفاظ بالصحة النفسية والجسمية‪ ،‬رغم التعرض للضغوط وقد توصلت‬
‫الباحثة إلى أن األفراد األكثر صالبة رغم تعرضهم للضغوط‪ ،‬كانوا أقل مرضاكما أنهم اتسموا بأنهم‬
‫أكثر صمودا‪ ،‬وانجا از وسيطرة وقيادة وضبطا داخليا‪ ،‬في حين أن األشخاص األقل صالبة كانوا‬
‫أكثر مرضا وعجزا‪ ،‬وأعلى في الضبط الخارجي(حارث‪ ،2020 ،‬ص‪.)49‬‬

‫‪24‬‬
‫الصالبة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصـــة الفصل‪:‬‬
‫نستخلص من كل ما تطرقنا له آنفا‪ ،‬أن الصالبة النفسية تعمل كمتغير مقاومة وقائي ونظام‬
‫دفاعي‪ ،‬بحيث تخفض وتعمل على التقليل من اإلصابة باإلجهاد الناتج عن التعرض للضغوط‪،‬‬
‫وتزيد من استخدام ألساليب التعايش الفعال‪ ،‬وتكون الصالبة النفسية بمثابة الركيزة األساسية للفرد‪،‬‬
‫وتمنحه فرصة للتطور‪ ،‬بدال من الشعور بالعجز واالتكالية وكذا قلة التواصل إضافة إلى الميل إلى‬
‫إلقاء اللوم على البيئة وعلى اآلخرين‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫اإلعاقة السمعية‬

‫تمهيد‬

‫‪ .1‬تعريف اإلعاقة السمعية‬


‫‪ .2‬تصنيف االعاقة السمعي‬
‫‪ .3‬أسباب اإلعاقة السمعية‬
‫‪ .4‬أثر النمو اللغوي عند الطفل المعاق سمعيا‬
‫‪ .5‬خصائص المعوقين سمعيا‬
‫‪ .6‬طرق تشخيص اإلعاقة السمعية‬
‫‪ .7‬معلمي اإلعاقة السمعية‬
‫‪ .8‬دور معلمي االعاقة السمعية‪.‬‬
‫‪ -‬خالصة الفصل‪.‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تعد السنوات األولى من حياة الطفل ذات أهمية في تعلم الكثير من المهارات واكتساب العديد‬
‫م ن الخبرات الضرورية للمراحل الالحقة‪ ،‬وبما أن هذه الفترة حرجة الكتساب وتطور اللغة‪ ،‬فإن‬
‫الطفل بدوره يحتاج الى مراحل نمو كاملة‪ ،‬والى جميع حواسه‪ ،‬فاذا كان هذا الطفل فاقد لحاسة من‬
‫حواسه‪ ،‬فان هذا سيؤثر على تعلمه واكتسابه المعارف والعمليات العقلية‪ ،‬فتعطل حاسة السمع‬
‫يسبب ظهور إعاقة سمعية‪ ،‬والتي تعتبر من بين أشد وأصعب اإلعاقات الحسية التي تصيب‬
‫االنسان‪ ،‬فيترتب عنها فقدان القدرة على الكالم‪ ،‬وبالتالي يصعب على الشخص المصاب بها‬
‫اكتساب اللغة المنطوقة‪.‬‬

‫‪.1‬تعريف اإلعاقة السمعية‪:‬‬


‫يرى عبد الواحد(‪ )2001‬أن تقديم تعريف شامل وجامع لإلعاقة السمعية له مشكالته ومن‬
‫الصعب تحديده( عبد الواحد‪،2001،‬ص‪.)65‬‬

‫السمعية بأنها‪ " :‬مستويات متفاوتة من‬ ‫حيث عرف موليك (‪ Molick)1982‬اإلعاقة‬
‫الضعف السمعي تتراوح بين ضعف سمعي بسيط وضعف سمعي شديد وضعف سمعي شديد‬
‫جدا"(‪.) Molick , 1982,p 21‬‬

‫في حين عرفها الدماطي(‪ )2000‬بمنحيين إحداهما كمي يهتم بمقدار الفقدان السمعي‪ ،‬فيعرف‬
‫الفقدان السمعي الممتدة درجاته ما بين(‪ )20‬إلى (‪ )60‬ديسيبل بأنه‪ :‬ثقل في السمع يمكن لمن‬
‫يعانون منه تعلم الكالم واالستفادة من المعينات السمعية‪ ،‬فأما الفقدان السمعي تتراوح درجاته من‬
‫(‪ )60‬ديسيبل فأكثر‪ .‬فأفراده يعتبرون صما وال يستطيعون اكتساب الكالم وتعلمه دون استخدام‬
‫طرق ووسائل متخصصة ( الدماطي ‪ ،2000‬ص‪.)67‬‬

‫أما عبد الحي (‪ )2001‬فعرفها بأنها‪ :‬مصطلح يعني تلك الحالة التي يعاني منها الفرد نتيجة‬
‫عوامل وراثية أو خلقية أو بيئية مكتسبة من قصور سمعي‪ ،‬يترتب عليها آثار اجتماعية أو نفسية‬
‫أو االثنين معا‪ ،‬وتحول بينه وبين تعلم وأداء بعض األعمال واألنشطة االجتماعية‪ ،‬التي يؤديها‬
‫‪27‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرد العادي بدرجة كافية‪ ،‬وقد يكون القصور السمعي جزئيا أو كليا شديدا أو متوسطا أو ضعيفا‪،‬‬
‫وقد يكون مؤقتا أو دائما‪ ،‬وقد يكون متزايدا أو متناقصا أو مرحليا‪( .‬عبد الحي‪،2001،‬ص‪.)31‬‬

‫في حين يقسم الروسان (‪ ) 2001‬المعاقين سمعيا إلى قسمين ‪ :‬الطفل األصم كليا وهو الذي‬
‫فقد قدرته السمعية في السنوات الثالث األولى من عمره‪ ،‬وكنتيجة لذلك لم يكتسب اللغة‪ ،‬والطفل‬
‫األصم جزئيا هو الذي فقد جزءا من قدرته السمعية وكنتيجة لذلك فهو يسمع عند درجة معينة‪،‬‬
‫وينطق اللغة وفق مستوى معين يتناسب ودرجة إعاقته السمعية (الروسان‪ ،2001،‬ص‪.)45‬‬

‫أما الخطيب فيقتصر تعريفه لإلعاقة السمعية على التعريف الوظيفي الذي يرى أن شدة‬
‫اإلعاقة السمعية هي نتاج لشدة الضعف في السمع‪ ،‬وتفاعله مع عوامل أخرى مثل العمر عند‬
‫اكتشاف الفقدان السمعي ومدى معالجته والمدة الزمنية التي استغرقها حدوث الفقدان السمعي‪ ،‬ونوع‬
‫االضطراب الذي أدى إلى فقدان السمع وفاعلية الخدمات التأهيلية المقدمة‪ ،‬والعوامل األسرية‬
‫(الخطيب‪ ،2002،‬ص‪.)32‬‬

‫ويعرفها هالهان وكوفمان (‪ Hallahan§Koffman )2003‬المعاق سمعيا بأنه‪ :‬الفرد الذي‬


‫تكون حاسة السمع لديه وظيفية وفعالة لالستفادة منها في الحياة اليومية‪ ،‬وهذه الفئة التي تضم‬
‫داخلها الصمم الخلقي‪ ،‬وهم األفراد الذين ولدوا باإلعاقة السمعية‪ ،‬والصمم العارض أو المكتسب‬
‫حادث‪.‬‬ ‫أو‬ ‫مرض‬ ‫بسبب‬ ‫فقدوها‬ ‫ثم‬ ‫عادية‬ ‫سمع‬ ‫بحاسة‬ ‫ولدوا‬ ‫الذين‬ ‫وهم‬
‫)‪)Hallahan&KoffmanK,2003,p52‬‬

‫ويعرف أبو السعود (‪ )2004‬ضعيف السمع بأنه ذلك الشخص الذي فقد جزءا من سمعه قبل‬
‫أو بعد تعلم اللغة بالرغم من أن حاسة السمع لديه تؤدي وظيفتها ولكن بكفاية أقل‪ ،‬ويحتاج إلى‬
‫خدمات معينة خاصة مثل ‪ :‬المعينات السمعية‪ ،‬والتدريب السمعي‪ ،‬والخدمات اإلرشادية والتعليمية‪،‬‬
‫والعالج الكالمي‪ ،‬وقراءة الكالم كي تساعده‪ ،‬وتحافظ على بقايا سمعه(أبو السعود والسيد‪،2004،‬‬
‫ص‪.)179‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حسب التعريف التربوي‪ :‬فان مصطلح اإلعاقة السمعية يشير إلى مشكلة تتراوح في شدتها بين‬
‫اإلعاقة البسيطة إلى الشديدة جدا ولها تأثير سلبي على األداء التربوي للطالب‪( .‬الزريقان‪،2003،‬‬
‫ص‪.)57-56‬‬

‫وحسب التعريف الطبي‪ :‬هو تلك اإلعاقة التي تعتمد على شدة الفقدان السمعي عند الفرد‬
‫المقاسة بالديسيبل‪(.‬سعيد‪ ،2002،‬ص‪.)111‬‬

‫اإلعاقة السمعية يقصد بها خلل في األذن يحول دون قيام الجهاز السمعي بوظائف الفرد أو‬
‫تتأثر قدرة الفرد على سماع األصوات‪(.‬تيسير‪ ،2003،‬ص‪.)83‬‬

‫‪ .2‬تصنيف اإلعاقة السمعية‪:‬‬


‫تختلف تأثيرات اإلعاقة السمعية على األطفال‪ ،‬وبذلك فهم ليسو فئة متجانسة لهم نفس‬
‫الخصائص والصفات والقدرات وبينهم فروق فردية كبيرة ومتنوعة وعميقة‪ ،‬وهناك عدد من‬
‫التصنيفات (عبد الحي‪ ،2006،‬ص‪.)126‬‬

‫‪-1-2‬التصنيف حسب العمر التي حدثت فيه اإلصابة باإلعاقة السمعية‪:‬‬


‫يعد تحديد العمر الذي أصيب فيه الطفل باإلعاقة السمعية‪ ،‬من المتغيرات الهامة في تحديد‬
‫اآلثار الناجمة عن اإلعاقة السمعية‪ ،‬وكذلك في تحديد طرق التواصل المستخدمة في اإلصابة‬
‫باإلعاقة السمعية‪ ،‬فإنه يمكن أن تصنف على ضوئه إلى إعاقة سمعية قبل اللغة واعاقة سمعية بعد‬
‫اللغة‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلعاقة السمعية ما قبل اللغة‪:‬‬
‫يسمى كذلك صمم قبل اكتساب اللغة أو الصمم الوالدي‪ ،‬وهو يشير إلى حاالت اإلعاقة‬
‫السمعية التي تحدث منذ الوالدة أو في مرحلة عمرية سابقة على اكتساب وتطور اللغة عند الطفل‪،‬‬
‫أي قبل سن الثالثة‪ ،‬ويشكلون ما نسبته ‪ % 95‬من األفراد الصم‪ ،‬وتكمن المشكلة هنا في أن الطفل‬
‫ال يستطيع اكتساب اللغة والكالم بطريقة طبيعية‪ ،‬وبالتالي يجد صعوبة في إنتاج اللغة واستخدام‬

‫‪29‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الكالم كطريقة للتواصل‪ ،‬لذلك فهو يحتاج إلى تعلم اللغة بصريا‪ ،‬وغالبا ما يستخدم أساليب‬
‫التواصل اليدوية‪.‬‬
‫ب‪ .‬اإلعاقة السمعية ما بعد اللغة‪:‬‬
‫يشير صمم ما بعد اكتساب اللغة إلى حاالت اإلعاقة السمعية‪ ،‬التي تحدث بعد تطور‬
‫مهارات الكالم واللغة‪ ،‬حيث يكون الطفل قد اكتسب اللغة أي بعد سن الخامسة وقد تحدث فجأة‬
‫وتدريجيا على مدى فترة زمنية طويلة‪ ،‬ويستطيع المصاب المحافظة على هذه المهارات اللغوية‬
‫وتقويتها أذا توفرت لديه الرعاية التربوية المناسبة ‪ ،‬إال أن هذه المهارات اللغوية والكالمية‪ ،‬قد‬
‫تتدهور بسبب عدم قدرته على سماع مستوى كالمه وهؤالء األفراد قادرون على إنتاج اللغة نظ ار‬
‫الكتسابها قبل اإلصابة بالصمم‪ ،‬مع ضرورة توفير المعينات السمعية (أي السماعات الطبية)‪ ،‬حتى‬
‫تتم عملية التواصل الشفهية لديهم‪(.‬الالال وآخرون‪ ،2012،‬ص‪.)206‬‬
‫وهناك أيضا منظورين اهتموا بهذا التصنيف‪:‬‬

‫أ‪ .‬المنظور التربوي ‪ :‬يقوم هذا التصنيف وفق المرحلة الزمنية أو السن الذي أصيب فيه الطفل‬
‫بالصمم ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬قبل اكتساب اللغة‬
‫ويضم األطفال الذين فقدوا حاسة السمع قبل سن الثالثة‪ ،‬وهم بذلك ال يملكون القدرة على‬
‫الكالم مشكلين بذلك فئة الصم البكم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صمم ما بعد اكتساب اللغة‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة قد يكون الصمم كليا أو جزئيا‪ ،‬وتمتاز هذه الفئة األولى بقدرتها على الكالم‬
‫حتى ولو بصفة مشوهة‪ ،‬ألنها تعلمت وسمعت اللغة ويطلق عليها مسمى (الصم)‬
‫فقط‪(.‬القمش‪ ،2011،‬ص‪.)87‬‬

‫ب‪ -‬المنظور الفيسيولوجي‪ :‬حيث يتم تصنيف اإلعاقة السمعية إلى‪:‬‬


‫‪ ‬اإلعاقة السمعية الوالدية أو الفطرية‪ :‬ويضم الذين يولدون وهم فاقدين السمع وتبلغ نسبته‬
‫‪ %15‬من مجموع الحاالت الصم شيوعا لدى الذكور عن اإلناث‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬اإلعاقة السمعية المكتسبة أو العارضة‪ :‬ويضم األشخاص الذين ولدوا بحاسة سمع عادية ثم‬
‫أصيبوا بالصمم لحظة الوالدة أو بعدها مباشرة‪ ،‬قبل اكتسابهم الكالم واللغة‪ ،‬أو في سن‬
‫الخامسة بعد اكتسابهم الكالم واللغة‪ ،‬مما يترتب عليه فقدانهم المهارات اللغوية بصورة‬
‫تدريجية وذلك نتيجة اإلصابة بمرض ما مثل‪ :‬الحصبة األلمانية‪ ،‬االلتهاب السحائي‪ ،‬أي‬
‫التعرض لحادثة أدت إلى الفقدان السمعي‪( .‬أبو السعود و السيد‪ ،2013،‬ص‪)58‬‬

‫‪-2-2‬التصنيف الطبي حسب موقع أو مكان اإلصابة‪ :‬وتصنف الى‪:‬‬

‫‪ ‬اإلعاقة السمعية التوصيلية(اإلرسالية)‪ :‬تكمن المشكلة في هذه الحالة في عملية توصيل‬


‫بسبب مشكالت في األذن الخارجية أو األذن األوسط‬ ‫الداخلية‬ ‫الصوت إلى األذن‬
‫(عبدالعزيز‪ ،2004،‬ص‪.)17-176‬‬

‫يمنع هذا االضطراب أو اإلصابة سواء (الصيوان‪ ،‬وقناة األذن الخارجية‪ ،‬وغشاء الطبلة‪،‬‬
‫والعظيمات الثالث) من نقل الموجات أو الطاقة الصوتية إلى األذن الداخلية‪ ،‬ومن ثم عدم وصولها‬
‫إلى المخ‪ ،‬وتؤدي بالتالي إلى ضعف سمعي بسيط‪ ،‬ويالحظ األشخاص الذين لديهم هذا النوع من‬
‫اإلعاقة السمعية يتمتعون بمقدرة جيدة على تمييز األصوات العالية نسبيا ويميلون إلى التكلم‬
‫بصوت منخفض ألنهم يسمعون أصواتهم جيدا حيث ال يتجاوز الفقدان اسمعي لديهم (‪60‬‬
‫ديسيبل)‪ ،‬ويتميز هذا النوع من اإلعاقة السمعية بتقدم أساليب عالجه سواء الجراحية أو الغير‬
‫جراحية (الالال و أخرون‪ ،2012،‬ص‪.)207‬‬

‫‪ ‬اإلعاقة السمعية الحسية العصبية (اإلدراكية)‪ :‬وهو ناتج عن خلل يصيب األذن الداخلية‪،‬‬
‫وعلى الرغم من سالمة األجزاء األخرى من األذن فإن المشكلة تكمن في تحليل الصوت‬
‫وليس في توصيله (عبيد‪ ،2009،‬ص‪.)168‬‬

‫أي إخفاق هذه األذن في استقبال الصوت أو في نقل السياالت العصبية عبر العصب‬
‫السمعي إلى الدماغ‪ ،‬وهذا النوع من الخلل ليس قابال للتصحيح باإلجراءات الطبية والجراحية وال‬
‫فائدة من تضخيم الصوت عن طريق السماعة (عبد العزيز‪ ،2004،‬ص‪.)177‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬إعاقة سمعية مختلطة (مزدوجة)‪ :‬تجمع اإلعاقة المختلطة بين اإلعاقة السمعية التوصيلية‬
‫واإلعاقة الحسية العصبية في الوقت نفسه‪ ،‬ويصعب عالج مثل هذا النوع من اإلعاقة‬
‫السمعية نظ ار لتداخل أسبابه وأعراضه‪( .‬الالال و أخرون‪ ،2012،‬ص‪.)208‬‬

‫أي يتكون هذا النوع نتيجة لوجود خلل في أجزاء األذن الثالث أو في جزئية معا‪ ،‬و أسبابه‬
‫وأعراضه جمع أعراض التوصيلي والعصبي (عبيد‪ ،2009،‬ص‪.)169‬‬

‫‪-3-2‬التصنيف حسب درجة الفقدان السمعي‪:‬‬


‫وضع المكتب العالمي السمعي الفيسيولوجي (‪ )B.I.A.P‬سلم يقيس العتبات السمعية من‬
‫العتبة السمعية لإلنسان العادي ‪ db 20‬إلى ما فوق ‪ ،12db0‬حيث ال يستطيع المصاب إدراك‬
‫األصوات على مستوى كل التوترات‪ ،‬ويعد هذا التصنيف المعمول به في غالب األحيان الذي‬
‫صنف الصمم إلى أربعة مجموعات عل ى أساس التصنيف الوظيفي للسمع الذي يمكن توقعه على‬
‫مستويات مختلفة‪ ،‬وتصنف اإلعاقة السمعية كما يلي‪( :‬حمري‪ ،2007،‬ص‪.)26‬‬

‫‪ ‬اإلعاقة السمعية البسيطة‪ :‬تتراوح قيمة الخسارة السمعية لدى هذه الفئة مابين (‪ db20‬إلى‬
‫‪( )db40‬القمش وآخرون‪ ،2011،‬ص‪ .)87‬حيث ال يستطيع األطفال الذين يعانون من‬
‫صعوبة سمع خفيفة من سماع األصوات الخافتة أو البعيدة مع عدم وجود صعوبات في‬
‫التعلم ‪،‬أي ال يتطلب برنامجا بيداغوجيا خاصا به‪ (.‬الهريدي‪ ،2012،‬ص‪)58‬‬
‫‪ ‬اإلعاقة السمعية المتوسطة‪ :‬تتراوح العتبة السمعية لدى الفئة مابين(‪ db40‬إلى‪،)db70‬‬
‫(القمش والمعايطة‪ ،2011،‬ص‪ ،)87‬حيث يفهم األطفال الذين يعانون من صعوبة سمع‬
‫متوسطة أحاديث اآلخرين عندما يكونون وجها لوجه وعلى مسافة قريبة تقدر بثالثة إلى‬
‫خمسة أقدام‪ ،‬أما إذا كان الكالم خافتا أوليس في مستوى نظرهم فقد يفقدون ‪ db50‬من فهم‬
‫الحوار‪(.‬الهريدي‪ ،2012،‬ص‪ .)58‬ويكون قاموسه اللفظي محدود ويحتاج هذا الفرد إلى‬
‫االلتحاق بصف خاص واستعمال المعينات السمعية‪.‬‬
‫‪ ‬اإلعاقة السمعية الشديدة (الحادة)‪ :‬يتراوح فقدان السمع في هذه الحالة ما بين(‪ db70‬إلى‬
‫‪ )db90‬وصاحب هذه اإلعاقة ال يستطيع سماع حتى األصوات العالية‪ ،‬ويعان من‬

‫‪32‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اضطرابات في الكالم واللغة ويحول دون تطور اللغة لدى الطفل إذا كانت عنده منذ السنة‬
‫األولى‪ ،‬ويحتاج الطفل إلى مدرسة خاصة بالمعاقين سمعيا ليعلم ويتدرب على السمع وقراءة‬
‫الشفاه‪ ،‬ويكون بحاجة إلى سماعة طبية كما نجد أن صاحب هذه اإلعاقة يعتمد على حاسة‬
‫البصر (عبدالعزيز‪ ،2004،‬ص‪.)178‬‬
‫‪ ‬اإلعاقة السمعية العميقة‪ :‬هذه الفئة هم األقرب إلى الصم من الفئات األخرى‪ ،‬وهم يعانون‬
‫من فقدان سمعي عميق جدا أو هو يزيد عن ‪ 90‬ديسيبل‪(.‬شواهين وآخرون‪،2010،‬‬
‫ص‪.)113‬‬

‫وفي هذه الحالة ال يترك المصاب الكالم‪ ،‬ولو كانت شدته قوية‪ ،‬أي ال يمكنهم في أغلب األحوال‬
‫فهم الكالم وتعلم اللغة سواء ب االعتماد على أدائهم أو حتى مع استخدام المعينات‬
‫السمعية‪(.‬العريشي و سيد نيل وبن حسن و عبد الواحد و بنت رشاد‪ ،2013 ،‬ص‪.)70‬‬

‫‪ -3‬أسباب اإلعاقة السمعية‪:‬‬


‫توجد عدة عوامل لإلعاقة السمعية من أهمها‪:‬‬
‫‪-1-3‬عوامل قبل الوالدة‪:‬‬

‫‪ ‬عوامل وراثية‪ :‬ويساعد على حدوثها بالدرجة األولى زواج األقارب‪ ،‬أو زواج الصم مع‬
‫بعضهم البعض‪ ،‬حيث تصل نسبة ميالد أطفال صم من أباء صم حوالي ‪ ،%10‬ولكن‬
‫تصل النسبة إلى أكثر من ذلك ألسباب وراثية ألنواع متعددة من فقد السمع بمستوياته‬
‫المختلفة‪ ،‬وقد تحدث مثل هذه الحاالت بعد الوالدة تدريجيا ‪.‬‬
‫‪ ‬عوامل جينية‪ :‬وهي تتحدث نتيجة النتقال بعض الصفات الوراثية أو حالة من الحاالت‬
‫المرضية من الوالدين إلى األطفال عن طريق الوراثة‪.‬‬

‫تناول األم الحامل لبعض العقاقير الضارة خالل فترة الحمل خصوصا الثالثة أشهر األولى للعمل‬
‫مما ينتج عنه إعاقة سمعية‪ ،‬وأحيانا قد يحدث تسمم للحمل‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬إصابة األم الحامل ببعض الفيروسات‪ :‬خصوصا في فترة الحمل األولى (الثالث أشهر‬
‫األولى) مثل الحصبة األلمانية التي ينتج عنها إعاقة سمعي للجنين وغيرها من اإلعاقات‬
‫والتهاب السحايا والجدري‪.‬‬

‫‪-2-3‬عوامل خالل الوالدة‪:‬‬

‫‪ ‬عدم اكتمال مدة الحمل(الطفل الخريج)‪.‬‬


‫‪ ‬أمراض تحلل الدم‪ ،‬وتضارب مجاميع الدم لدى األم و األب(وراثية أوال)‪.‬‬
‫‪ ‬الشدة الخارجية على الطفل خالل الوالدة‪ ،‬وبصورة خاصة الرأس نتيجة استعمال اآلالت‬
‫والمالقط خاصة لسحب الطفل‪.‬‬
‫‪ ‬قلة األكسجين الواصلة إلى الطفل خالل الوالدة‪ ،‬بسبب التفاف الحبل السري على الرقبة أو‬
‫اختناق الطفل بسوائل األم الخارجة من الرحم خالل الوالدة‪ ،‬أو انسداد المجاري التنفسية‬
‫يمنع وصول األكسجين وينتج ازرقاق الطفل‪.‬‬

‫‪-3-3‬عوامل بعد الوالدة‪:‬‬

‫‪ ‬الحميات الفيروسية التي تصيب الطفل كالحصبة‪ ،‬الغدد التكيفية‬


‫‪ ‬الحميات الميكروبية كااللتهاب السحائي‪ ،‬التيفوئيد‬
‫‪ ‬الحميات غير معروفة األسباب‬
‫‪ ‬تناول عقاقير ضارة بالسمع‪(.‬العريشي و سيد نيل وبن حسن و عبد الواحد و بنت رشاد‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص ‪.)63-61‬‬

‫وهناك أيضا عوامل أخرى تتصل باألذن‪:‬‬

‫‪ ‬عوامل تتصل باألذن الداخلية‪:‬‬

‫‪ -‬يوجد عدد كبير من الفيروسات قد تسبب تلف األذن الداخلية‪ ،‬مما ينتج عنه إعاقة سمعية‬
‫البكتيريا‪ ،‬وبعض من الحميات التي تصيب‬ ‫مثل‪ :‬االلتهاب السحائي‪ ،‬و بعض أنواع‬
‫العصب السمعي‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬وجود عيوب خلقية بالقوقعة‪ ،‬العصب السمعي أو المراكز العصبية السمعية‪.‬‬


‫‪ -‬التعرض الشديد لفترات طويلة لسماع األصوات المزعجة‪.‬‬

‫‪ ‬عوامل تتصل باألذن الوسطى‪:‬‬

‫‪ -‬إصابة الطفل بالحصبة أو نزلة برد شديدة‪ ،‬أو التهاب اللوزتين ويؤدي إلى التهاب حديدي‬
‫باألذن الوسطى‪ ،‬يثقب طبلة األذن ويخرج من خلفها الحديد مع تكرار اإلصابة‪ ،‬تتآكل طبلة‬
‫األذن وتبقى مثقوبة وتلتهب العظيمات وبذلك تفقد الموجات الصوتية جزءا كبي ار من‬
‫وضوحها نتيجة الختفاء الجهاز الموصل لها‪.‬‬
‫‪ -‬وجود التهابات حديدية أو أورام األذن الوسطى أو تيبس عظيماتها‪.‬‬
‫‪ -‬تحدث في بعض الحاالت أن تفرز الغدد مادة شمعية‪ ،‬فإذا تكاثرت هذه المادة أدت إلى سد‬
‫القناة السمعية‪ ،‬ويترتب عن ذلك أن يصبح السمع ثقيال‪ ،‬ومن ثم كان الواجب تنبيه‬
‫األفراد والمشرفين على تربية النشء إلى إزالة هذه المادة (العنزي‪ ،2012،‬ص‪.)35-34‬‬

‫‪ -4‬أثر النمو اللغوي عند الطفل المعاق سمعيا‪:‬‬


‫أثر اإلعاقة السمعية على النمو اللغوي‪:‬‬
‫ممن الطبيعي أن يتأثر النمو اللغوي لدى األطفال المعوقين سمعيا‪ ،‬فهو يعتبر من أكثر‬
‫الجوانب تأث ار باإلعاقة السمعية‪ ،‬وال عجب في ذلك حيث أن الصعوبة في جوانب النمو اللغوي‬
‫وخاصة في اللفظ لدى األفراد المعوقين سمعيا‪ ،‬ترجع إلى غياب التغذية الراجعة المناسبة لهم في‬
‫مرحلة المناغاة ‪ ،‬إن الطفل السامع عندما يقوم بالمناغاة فإنه يسمع صوته‪ ،‬وهذا له تغذية‬
‫راجعة‪ ،‬فيستمر بالمناغاة‪ ،‬في حين أن الطفل األصم على األغلب ال يسمع مناغاته‪ ،‬وبالتالي‬
‫يتوقف عنها وال تتطور لديه اللغة بعد ذلك‪ ،‬كما أن الطفل األصم ال يحصل على استثارات‬
‫سمعية كافية أو على تغذية راجعة‪ ،‬أو تعزيز من قبل الراشدين لتوقعاتهم السلبية من الطفل‬
‫األصم‪ ،‬وبالتالي فإن اإلعاقة السمعية ال توفر للطفل األصم الحصول على نموذج لغوي مناسب‬
‫يقوم بتقليده‪ ،‬ويذكر" صلهان وزمالئه "‪ )1981( "Hallahon et al‬ثالثة آثار سلبية لإلعاقة‬
‫السمعية على النمو اللغوي‪ ،‬وخاصة لدى األفراد الذين يولدون صما هي‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬ال يتلقى الطفل الصم أي رد فعللي سمعي من اآلخرين‪ ،‬وعندما يصدر أي صوت من‬
‫األصوات‪.‬‬
‫‪ -‬ال يتلقى الطفل األصم أي تعزيز لفظي من اآلخرين‪ ،‬عندما يصدر أي صوت من‬
‫األصوات‪.‬‬
‫‪ -‬ال يتمكن الطفل األصم من سماع النماذج الكالمية من قبل الكبار كي يقلدها‪.‬‬

‫ويعتبر العمر عند اإلصابة باإلعاقة السمعية من العوامل الحاسمة في تحديد درجة التأخر‬
‫في النمو اللغوي‪ ،‬فاألطفال الذين يصابون باإلعاقة السمعية منذ الوالدة وقبل اكتساب اللغة‬
‫يواجهون عج از في تطور اللغة منذ الوالدة المبكرة‪ ،‬رغم أنهم يصدرون أصواتا ويقومون بالمناغاة‬
‫كباقي أقرانهم عند األطفال السامعين‪.‬‬

‫كما تتأثر مظاهر النمو اللغوي بدرجة اإلعاقة السمعية‪ ،‬فكلما زادت المشكلة اللغوية والعكس‬
‫وعلى ذلك يواجه األفراد ذو اإلعاقة السمعية كلما زادت المشكلة اللغوية والعكس‪ ،‬وعلى ذلك يواجه‬
‫األفراد ذو اإلعاقة السمعية البسيطة مشكالت في سماع وفهم موضوعات الحديث المختلفة‪ ،‬كما‬
‫يواجهون مشكالت لغوية تبدو في صعوبة سماع وفهم (‪ )%50‬من المناقشات الصفية وتكوين‬
‫المفردات اللغوية‪ ،‬في حين يواجه األفراد ذوي اإلعاقة السمعية المتوسطة مشكالت في فهم‬
‫المحادثات والمناقشات الجماعية‪ ،‬وتتناقص المفردات اللغوية‪ ،‬وبالتالي صعوبات في التغيير‬
‫اللغوي‪ .‬في حين يواجه األفراد واإلعاقة السمعية الشديدة مشكالت في سماع األصوات العالية‬
‫وتمييزها‪ ،‬وبالتالي مشكالت في التعبير اللغوي‪( .‬الروسان‪ ،2013 ،‬ص‪.)301-300‬‬

‫‪ -5‬خصائص المعوقين سمعيا‪:‬‬


‫يتصف المعوقين سمعيا بمجموعة من الخصائص نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1-5‬الخصائص المعرفية‪:‬‬
‫يتميزون بذكاء عادي حيث أن اإلعاقة ال تؤثر على الذكاء بينما تؤثر على اللغة مما يجعلها‬
‫أضعف من لغة العادين ويعدد هذا الضعف اللغوي من المؤثرات على التحصيل العام وأن تحصيل‬
‫المعاقين سمعيا يضعف كلما زادت المتطلبات اللغوية ومستوى تعقدها‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-2-5‬الخصائص اللغوية‪:‬‬
‫ال شك أن النمو اللغوي هو أكثر مظاهر النمو تأث ار باإلعاقة السمعية‪ ،‬فاإلعاقة السمعية تؤث ار‬
‫سلبا على جميع جوانب النمو اللغوي الطبيعية ومع أن األطفال ذوي السمع العادي يتعلمون اللغة‬
‫والكالم دون تعلم مبرمج ومخطط له مسبقا‪ ،‬فإن المعوقين سمعيا بحاجة إلى تعليم هادف ومتكرر‪،‬‬
‫فالشخص المعوق سمعيا سيصبح أبكم‪ ،‬إذ لم تتوافر له فرص التدريب الخاص وفي حالة اكتسابه‬
‫للمهارات اللغوية فإن لغته تتصف بالتمركز حول الملموس وجملهم أقصر وأقل تعقيدا أما كالمهم‬
‫بطيئا ونبرته غير عادية‪.‬‬
‫‪-3-5‬الخصائص الجسمية الحركية‪:‬‬
‫يعاني األفراد ذوي اإلعاقة السمعية من مشكالت في االتصال‪ ،‬وتحول دون اكتشافهم للبيئة‬
‫التفاعل معها‪ ،‬وهذا له تأثير على النمو الحركي لدى األفراد‪ ،‬فهؤالء األفراد‬ ‫من حولهم أو‬
‫محرومون من الحصول على التغذية الرجعية السمعية‪ ،‬األمر الذي يطور لديهم أوضاعا جسمية‬
‫خاطئة‪ ،‬كذلك هؤالء األفراد يسمعون تحركاتهم أو تحركات اآلخرين من حولهم كما أن لياقتهم‬
‫البدنية ال تكون بمستوى لياقة العاديين‪ ،‬ويمتازون بحركة جسمية أقل مما يجعل نموهم الحركي‬
‫متأخ ار قياسا مع األسوياء (رشوان‪،2008،‬ص ‪.)19‬‬
‫‪-4-5‬الخصائص االجتماعية واالنفعالية‪:‬‬
‫تعد اللغة وسيلة أساسية ففي وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬ولذلك يعاني المعوقين سمعيا من‬
‫مشكالت تكيفية في نموهم االجتماعي‪ ،‬حيث يقل النضج االجتماعي لديهم عن األشخاص‬
‫العاديين‪ ،‬بسبب النقص الواضح في قدراتهم اللغوية‪ ،‬وصعوبة التعبير عن أنفسهم وصعوبة فهمهم‬
‫لآلخرين‪ ،‬فهم يميلون إلى الخجل واالنطواء‪ ،‬ويفتقرون إلى القدرة على التواصل االجتماعي مع‬
‫اآلخرين‪ ،‬وكذلك أنماط التنشئة األسرية‪ ،‬قد تعود إلى عدم النضج االجتماعي واالعتيادية (عبد هللا‪،‬‬
‫الزريقات‪،2003،‬ص‪.)49‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -6‬طرق تشخيص اإلعاقة السمعية‪:‬‬


‫إن الكشف والتشخيص في اإلعاقة السمعية يخضع إلى ثالث هيئات أساسية يكون من طرف‬
‫العائلة‪ ،‬ثم من طرف القطاع الصحي المتخصص وأخي ار تأتي القطاعات التي تكون قريبة من‬
‫الطفل كالمدرسة أو دور الحضانة ( الزهري‪ ،2005،‬ص‪.)17 -11‬‬

‫بالنسبة للعائلة يمكنها أن تفحص المؤشرات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬خروج صديد من أذن المريض‪.‬‬

‫‪ -‬شكوى الطفل من ألم في إحدى أذنيه‪.‬‬


‫‪ -‬صوت الطفل عالي جدا أو منخفض جدا‪.‬‬
‫‪ -‬ال يهتم الطفل بما يحيط به و ال يتبع التعليمات اللفظية الموجهة إليه‪.‬‬
‫‪ -‬ال يلتفت إلى مصدر الصوت‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمعلمين في المدرسة مالحظة الصمم عن طريق مالحظة المظاهر‪:‬‬
‫‪ -‬أداء الطفل على االختبارات اللفظية أقل من أدائه على بقية االختبارات‪.‬‬
‫‪ -‬يراقب زمالئه قبل البدء في العمل الصفي‪.‬‬
‫‪ -‬ال يستطيع إنجاز عمله في أغلب األحيان‪.‬‬
‫‪ -‬الحرص على االقتراب من مصدر الصوت‪.‬‬
‫بالنسبة لألخصائيين في تقويم السمع هناك عدة أساليب وأجهزة يمكن استعمالها في تقويم‬
‫وظيفة السمع والتي من أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬قياس السمع بالنغمات‪.‬‬


‫‪ -‬اختبار السمع الكالمي‪.‬‬
‫‪ -‬تقدير االستجابة المستأثرة‪.‬‬
‫‪ -‬اختبار السمع عن طريق اللعب‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -7‬تشريح الجهاز السمعي وآلية السمع‪:‬‬


‫تعتبر وظيفة السمع التي تقوم بها األذن من الوظائف الرئيسية والمهمة للكائن الحي ويشعر‬
‫الفرد بقيمة هذه الوظيفة عندما تتعطل القدرة على السمع بسبب ما يتعلق باألذن نفسها‬
‫(الخفاف‪،2011،‬ص‪.)93‬‬

‫‪-1-7‬التركيب التشريحي للجهاز السمعي‪:‬‬


‫يتكون الجهاز السمعي لدى اإلنسان من ثالثة مكونات رئيسية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األذن الخارجية‬

‫‪ ‬صيوان األذن‪ :‬يسمى الجزء الخارجي من األذن بالصيوان‪ ،‬وهو مادة غضروفية مرنة‪ ،‬و‬
‫يمتد داخل قناة األذن الخارجية بشكل أنبوبي مغطيا الثلث األول (‪ 8‬ميليمتر) من القناة عالوة‬
‫على دوره الجمالي‪ ،‬فإن الدور الوظيفي للصيوان هو تحديد اتجاه الصوت وتجميع األصوات‬
‫وتوجيهها داخل األذن عبر القناة الخارجية ومن ثم إلى طبلة األذن (الباطنية وآخرون‪،2007،‬‬
‫ص‪.)314‬‬
‫‪ ‬قناة األذن الخارجية‪ :‬وهي أنبوب متعرج يشبه شكل الحرف"‪ ،"S‬وظيفته نقل الذبذبات‬
‫الصوتية من صيوان األذن إلى غشاء الطبلة‪ ،‬وتبطن هذا األنبوب طبقة من الجلد تحتوي في‬
‫من هذا األنبوب توجد الغدد‬ ‫الثلث الخارجي منه بعض الشعيرات‪ ،‬وفي الثلث الداخلي‬
‫الصمالخية‪ ،‬وتقوم هذه الغدد بإفراز مادة شمعية ثخينة القوام تدعى الصمالخ‪ ،‬أو شمع األذن‬
‫ووظيفة الشعيرات والصمالخ هي حماية غشاء الطبلة من األوساخ والمواد الضارة التي قد تدخل‬
‫األذن الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬غشاء الطبلة‪ :‬أو طبلة األذن عبارة عن غشاء جلدي رقيق ذي سطح مخروطي‪ ،‬طوله‬
‫حوالي ‪ 10‬ملم وعرضه حوالي ‪ 8‬ملم‪ ،‬ويقع في نهاية القناة الخارجية ‪ ،‬يفصل هذا الغشاء بين‬
‫األذن الخارجية واألذن الوسطى‪ ،‬ويلتصق بغشاء الطبلة من جهة األذن الوسطى عظيمة المطرقة‪،‬‬
‫التي تقوم بنقل الموجبات الصوتية إلى بقية العظيمات‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا‪ :‬األذن الوسطى‬


‫تسمى بالتجويف الطبلي‪ ،‬ويكون هذا التجويف مغلق في حالة السكون الطبيعي تقع مابين‬
‫األذن الخارجية (يفصل بينهما غشاء الطبلة) ‪ ،‬واألذن الداخلية (يفصل بينهما النافذة البيضاوية‬
‫والدائرية)‪ ،‬ويتصل باألذن الوسطى قناة هي قناة طبلية بلعومية تسمى أيضا قناة "أوستاكيوس"‪،‬‬
‫وتكون هذه القناة مغل قة في الحاالت الطبيعية لمنع انتقال ضجيج التنفس إلى األذن الوسطى‪ ،‬إال‬
‫أن هذه القناة تنفتح عند عمليتي البلع و التثاؤب والزفير الشديد‪ ،‬ووظيفتها هي المحافظة على‬
‫الضغط بصورة متساوية على جهتي غشاء الطبلة‪ ،‬واذا ما اختل التوازن فإنه يسبب ضغطا وآالما‬
‫شديدة للطبلة وقد تؤدي إلى تمزقها‪.‬‬
‫وتحتوي األذن الوسطى على ثالث عظيمات‪ ،‬وهي أصغر العظيمات في جسم اإلنسان وهي‪:‬‬

‫‪ _1‬المطرقة‪.‬‬

‫‪ _2‬السندان‪.‬‬

‫‪ _3‬الركاب‪.‬‬

‫تصل العظيمات الثالث بين غشاء الطبلة المهتز جراء دفع الموجات الصوتية له وبين‬
‫القوقعة في األذن الداخلة وبهذا االهتزاز تهتز العظيمات الثالث كذلك فتحول الموجات الصوتية‬
‫إلى موجات ميكانيكية‪ ،‬وتنقل الذبذبات الصوتية من غشاء الطبلة إلى النافذة البيضاوية بنفس‬
‫المقدار والشدة المعادلة للضغط الذي تتعرض له األذن الوسطى مع الضغط الخارجي‪ ،‬ويمنع‬
‫تجمع السوائل في داخل الغرفة كذلك‪ ،‬وهذا يعني أن العظيمات يجب أن تقوم بتركيز الذبذبات‬
‫على المسافة المحدودة‪ ،‬حيث أن مساحة غشاء الطبلة تزيد بحوالي ‪ 25‬مرة عن مساحة النافذة‬
‫البيضاوية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬األذن الداخلية‬

‫وتتكون األذن الداخلية من ثالثة أجزاء رئيسية هي ‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬الجزء األول القوقعة‪ :‬وهي عبارة عن قناة لولبية الشكل أو حلزونية الشكل‪ ،‬وتحتوي على‬
‫مستقبالت السمع والتي تسمى ب ـ "عضو كورتي"‪ ،‬وتنقسم القوقعة إلى ثالث قنوات هي السلم‬
‫الطبل‪ ،‬القناة الوسطية‪ ،‬وتسمى السلم الوسطي‪ ،‬والقناة العلوية وتسمى السلم الدهليزي‪ ،‬ويمتلئ‬
‫السلم الطبلي والدهليزي بالسائل الداخلي‪ ،‬بينما يمتلئ السلمان الطبلي و الدهليزي بالسائل اللمفاوي‬
‫المحيطي‪ ،‬تتصل مقدمتها (السلم الدهليزي) بفتحة غشائية تسمى بالنافذة البيضاوية‪ ،‬وينتهي قاعها‬
‫(الروسان وآخرون‪،2013،‬‬ ‫(السلم الطبي) بفتحة غشائية تسمى بالنافذة المستديرة (الدائرة)‪.‬‬
‫ص‪.)294-292‬‬
‫كما يتوسطها عمود يلتف معها كما يلتف حوله غشاء ويحتوي على خاليا شعرية أو سمعية‪،‬‬
‫تمثل أعصاب السمع مصفوفة على صفين يشتمل األول على ‪16000‬عصبا أو خلية‪ ،‬ويشتمل‬
‫الثاني على ‪13000‬عصبا أو خلية‪ ،‬وتمتلئ القوقعة بسائل مائي لزج تبلغ لزوجته ضعف لزوجة‬
‫الماء تقريبا‪ ،‬ووظيفة القوقعة هي تحويل الذبذبات الصوتية القادمة من األذن الوسطى إلى إشارات‬
‫كهربائية يتم نقلها إلى المخ بواسطة العصب السمعي‪.‬‬
‫‪ ‬الجزء الثاني الدهليز‪ :‬وهو الجزء المسؤول عن االتزان فيجسم اإلنسان ويتكون من ثالث‬
‫قنوات دهليزية بها سائل يسمى(‪)Endolymphe‬‬
‫‪ ‬الجزء الثالث القنوات شبه الهاللية‪ :‬وهي القنوات العلوية والقناة العمودية و القناة العرضية‪،‬‬
‫وتمتلئ تلك القنوات بسائل سيجي يوجد به مئات اآلالف من الخاليا السمعية الدقيقة المعروفة‬
‫باسم الخاليا الشعرية‪ ،‬ويتميز السائل المحيط بالحساسية العالية لما يصل عليه من ذبذبات‬
‫الموجات الصوتية‪ ،‬فيحرك الخاليا الشعرية الدقيقة التي تحول الحركة الميكانيكية إلى نبضات‬
‫كهربائية تلقطها أطراف العصب السمعي الملتصق بالقوقعة إلى المخيخ‪ ،‬وفيه إلى مراكز السمع‬
‫في المخ فتترجمها إلى رموز مسموعة ذات معنى (سالم‪ ،2014،‬ص‪.)82-81‬‬
‫إذن يعتبر الجهاز السمعي اإلنساني من أعظم أجهزة الجسم تعقيدا وتركيبا وتنظيما‪ ،‬الذي‬
‫بدوره يساعدنا على تحويل ما تلتقطه أذاننا من إشارات وذبذبات‪ ،‬إلى أصوات ذات معان ودالالت‬
‫معينة مفهومة والشكل التالي يوضح المكونات الداخلية والخارجية لألذن‬

‫‪41‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل رقم (‪ :)02‬يوضح مكونات األذن الداخلية والخارجية‪(.‬القمش‪ ،‬المعايطة‪ ،2011،‬ص‪.)80‬‬

‫‪-2-7‬آلية السمع‪:‬‬
‫تتم عملية السمع خالل مراحل منتظمة منسجمة ومتوافقة مع بعضها البعض كاآلتي‪:‬‬
‫يقوم صيوان األذن بالتقاط األمواج واالهت اززات الصوتية من العالم الخارجي‪ ،‬ويجمعها لتصل إلى‬
‫طبلة األذن التي تتكون من غشاء رقيق نسبيا‪ .‬ويؤدي وصول هذه األمواج الصوتية إلى طبلة‬
‫األذن إلى حدوث اهت اززات في هذه الطبلة‪.‬‬

‫تنتقل هذه االهت اززات من الطبلة إلى الداخل عبر ثالث عظيمات دقيقة الحجم تستقر داخل‬
‫األذن المتوسطة تعرف بـ (العظيمات السمعية)‪،‬يرتكز الطرف الداخلي لهذه السلسلة المكون من‬
‫تلك العظيمات الثالث على غشاء رقيق آخر يمتد على فتحة األذن الداخلية وهي فتحة صغيرة‬
‫بيضاوية الشكل‪ ،‬يطلق عليها اسم (النافذة البيضاوية)‪.‬‬

‫يأخذ غشاء النافذة البيضاوية في االهتزاز عند وصول األمواج الصوتية إليه وبذلك تصل تلك‬
‫االهت اززات إلى األذن الداخلي‪ ،‬يتكون عضو االستقبال في األذن الداخلية من مجموعة من‬
‫األغشية الدقيقة التي تتواجد داخل ما يسمى ب ــ(قوقعة األذن) وهي عبارة عن غرفة عظمية‬

‫‪42‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫سميت كلك ألنها تلتوي على شكل القوقع أو الحلزون‪ ،‬وعند وصول هذه االهت اززات الصوتية إلى‬
‫أغشية القوقعة‪( .‬هريدي‪)66-65 ،2012،‬‬

‫يقوم السائل اللمفاوي الخارجي بنقل الذبذبات الصوتية إلى السلم الطبلي‪ ،‬ثم إلى السلم‬
‫الوسطي‪ ،‬حيث تمتلئ هذه القناة بالسائل اللمفاوي الداخلي‪ ،‬نتيجة لوجود فرق في الجهد بين‬
‫هاذين السائلين‪ ،‬يتأثر الغشاء القاعدي الذي يحمل أنابيب جسم كورتي مع الشعيرات التي تغطي‬
‫الغشاء السقفي الذي يوجد في القناة الثالثة (السلم الدهليزي) ونتيجة لوجود فرق في الوصول بين‬
‫القناة الوسطى والقناة الثالثة تتولد تيارات(سياالت عصبية) تتلقفها األلياف والعقد العصبية لتنقلها‬
‫إلى المراكز الحسية في الدماغ‪ ،‬حيث يستطيع اإلنسان عندئذ إدراك المؤثرات الصوتية والتمييز‬
‫بينها (القمش‪ ،2011،‬ص‪.)112-111‬‬

‫‪ -8‬معلمي اإلعاقة السمعية‪:‬‬


‫يمثل معلم الصم وضعاف السمع ركنا مهما في عملية تعليمهم‪ ،‬وهو الحلقة األهم التي‬
‫يتواصل معها الصم في حياتهم بسبب ندرة من يستطيع التواصل معهم بشكل ايجابي‪.‬‬
‫ومعلوم أن التواصل مع هذه الفئة يحتاج إلى قدرات خاصة وأخرى متعلمة‪ ،‬فإن معلم الصم‬
‫وضعاف السمع يجب أن يملك قدرات معينة حتى يؤدي دوره بالشكل الذي يضمن فائدة كبرى‬
‫للطالب‪ ،‬فال تكفي عملية التدريب أو الحصول على مؤهل ليصبح المرء معلما لهذه الفئة‪ ،‬هناك‬
‫أطر عامة يجب أن يلم بها معلم الصم‪.‬‬

‫‪ ‬معرفة نفسية األصم‪ ،‬وطرق تفكيره‪ ،‬وأثر اإلعاقة على قدراته العلمية واالجتماعية والنفسية‪،‬‬
‫وحتى الحركية و الجسمية‪ ،‬فعن طريق ذلك يمكن تجنب الملل في عملية التعليم‪ ،‬وازالة الشعور‬
‫باليأس من الفهم عند بعض المتعلمين‪.‬‬
‫‪ ‬أن يملك آلية مقبولة للتواصل مع الصم بمختلف الطرق‪ ،‬فإن امتالك المعلم لقدرات كبيرة‬
‫ومؤهالت عالية وأداء وظيفي مرتفع ال يغني عن تواصل بناء يفهم الصم وضعاف السمع بموجبه‬
‫موادهم الدراسية‪ ،‬وعالمهم المحيط‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬القدرة على اإلبداع والتنوع في طرق الشرح‪ ،‬وتغيير بيئة الصف بشكل مستمر‪ ،‬مع فهم دقيق‬
‫لكيفية فهم محتوى المادة حسب درجة الفقدان السمعي‪ ،‬ودرجة الذكاء‪.‬‬
‫‪ ‬المعلم الناجح يراجع دائما ملفف الطالب النفسي والصحي وحالته االجتماعية‪ ،‬وكذلك‬
‫يعاد كل فترة فبموجب ذلك يمكن معرفة قدرات الطالب‬ ‫تخطيط السمع الذي يجب أن‬
‫وحاجاته‪(.‬عبد الرحمان‪ ،2014 ،‬ص‪.)24-23‬‬
‫‪ -9‬دور معلم اإلعاقة السمعية‪:‬‬
‫‪ ‬احترام الطالب ذي اإلعاقة السمعية ومعاملته معاملة تربوية تحقق له األمن والطمأنينة‬
‫وتنمي شخصيته‪ ،‬وتشعره بقيمته‪ ،‬وتراعي مواهبه‪ ،‬وتغرس في نفسه حب المعرفة وتكسبه السلوك‬
‫الحميد والمودة لآلخرين وتوصل فيه االستقامة والثقة بالنفس‪.‬‬
‫‪ ‬تدريس النصاب المقرر من الحصص كامال‪ ،‬و تحقيق متطلبات أهداف المواد الدراسية‪ ،‬من‬
‫تصميم التدريس واختبار االسترات يجيات المناسبة‪ ،‬واستخدام أساليب تقويم مناسبة لكل طالب من‬
‫طالب ذوي اإلعاقة السمعية بالتعاون والتنسيق مع المعلمين في المدرسة‪.‬‬
‫‪ ‬السعي للتنمية الذاتية ورفع الكفايات علميا‪ ،‬مهنيا‪ ،‬تربويا‪ ،‬والتعرف على المستجدات‬
‫واالستراتيجيات الحديثة في التدريس‪ ،‬مع النظريات في تصميم التدريس باستخدام التقنية الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬المشاركة في اإلشراف اليومي على الطالب من ذوي اإلعاقة السمعية‪ ،‬وشغل حصص‬
‫االنتظار وسط العجز الطارئ في عدد معلمي المدرسة وفق توجيه إدارة المدرسة‪.‬‬
‫‪ ‬ريادة الفصل الذي يسند إليه‪ ،‬والقيام بالدور التربوي واإلرشادي الشامل لطالب الفصل‬
‫ورعايتهم سلوكيا واجتماعيا ونفسيا‪.‬‬
‫‪ ‬تنمية مواطن اإلبداع والتفوق لدى الطالب ذي اإلعاقة السمعية‪ ،‬وبحث حاالت الضعف‬
‫والتقصير وعالجها‪ ،‬وذلك بالتعاون مع أولياء األمور والتواصل معهم وتوعيتهم‪ ،‬وتفعيل دورهم في‬
‫المشاركة االيجابية مع المعنيين في المدرسة‪ ،‬من المرشد الطالبي واألخصائي النفسي وادارة‬
‫المدرسة‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة المنهج والخطط الدراسية والكتب المقررة وتقويمها‪ ،‬واقتراح ما يراه مناسبا لتطويرها من‬
‫واقع تطبيقها‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬التقيد بمواعيد الحضور واالنصراف وبداية الحصص ونهايتها‪ ،‬واستثمار وقتها في المدرسة‪،‬‬
‫داخل الفصل وخارجه لصالح الطالب ذوي اإلعاقة السمعية والبقاء في المدرسة أثناء حصص‬
‫الفراغ‪ ،‬واستثمارها في تصحيح الواجبات وتقويمها‪ ،‬واعداد الوسائل التعليمية‪.‬‬
‫‪ ‬دمج تقنية المعلومات واالتصاالت في عمليتي التعليم والتعلم‪ ،‬واالستفادة من مركز مصادر‬
‫التعلم بالمدرسة في عرض الدروس وتبسيطها للطالب ذي اإلعاقة السمعية‪ ،‬واإلعداد للنشاطات‬
‫الصفية والغير الصفية واإلشراف على إعداد البرامج التعليمية الخاصة بالطالب ذوي اإلعاقة‬
‫السمعية وتنفيذها وفق األسس التربوية واعتمادها ومتابعة تنفيذها‪.‬‬
‫‪ ‬مشاركة المعلم في عمليتي القياس والتشخيص من خالل تنفيذه لفترة المالحظة‪ ،‬بقصد‬
‫التوصل إلى تحديد االحتياجات األساسية لكل طالب ذي إعاقة سمعية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫اإلعاقة السمعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫ان حاسة السمع من أهم الحواس التي وهبها هللا عز وجل لعباده‪ ،‬وعن طريقها يتم التعرف‬
‫على العالم الخارجي وتتم عمليات التواصل‪ ،‬والتعلم والتعليم ويواجه معلم ذوو االعاقة السمعية أثناء‬
‫مهامهم التدريسية مواقف صعبة مع التالميذ المعوقين سمعيا نظ ار النعدام التواصل اللفظي االعن‬
‫طريق االشارة وتركيز حاسة البصر‪ .‬وفي هذا الفصل عرض مفصل لإلعاقة السمعية والعوامل‬
‫المختلفة المسؤولة عنها وخصائص المعوقين سمعيا وكذلك معلم ذوي االعاقة السمعية ومختلف‬
‫أدواره التربوية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الجانب التطبيقي‬
‫الفصل الرابع‬

‫االجراءات الميدانية للدراسة‬

‫تمهيد‬

‫‪ -1‬الدراسة االستطالعية‪.‬‬
‫‪ -2‬حدود الدراسة‪.‬‬
‫‪ -3‬منهج الدراسة‪.‬‬
‫‪ -4‬عينة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -5‬أداة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -6‬األساليب اإلحصائية المستخدمة في الدراسة‪.‬‬
‫اإلجراءات الميدانية للدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫ال تخلو أي دراسة ميدانية من جانب نظري والذي يعتبر كأساس مرجعي لها‪ ،‬يكمله‬
‫الجانب التطبيقي الذي يعتبر من أهم خطوات البحث العلمي‪ ،‬حيث يكون هذا الفصل‬
‫بمثابة العمل الذي يستثمر فيه الباحث معلوماته النظرية وتوسيع مجال دراسته‪.‬‬

‫ويعتبر هذا الفصل ممهدا للفصل الذي يليه حيث سيتم عرض المنهج المستخدم‪،‬‬
‫والدراسة االستطالعية واألساسية‪ ،‬وحدود الدراسة‪ ،‬والعينة واألدوات المساهمة في جمع‬
‫البيانات‪.‬‬

‫‪ -1‬الدراسة االستطالعية‪:‬‬
‫قمنا بزيارة استطالعية للمدرسة الخاصة بالمعوقين سمعيا بوالية بسكرة في شهر‬
‫فيفري وتم من خاللها تحديد مجتمع الدراسة‪ ،‬الذي تمثل في معلمي ذوي اإلعاقة السمعية‬
‫وعددهم ‪ 14‬معلم (كعينة استطالعية) لمختلف المواد والمستويات ابتدائي ومتوسط‪،‬‬
‫واستغرقت الدراسة االستطالعية يومين‪.‬‬

‫وهدفت الدراسة االستطالعية للوقوف على خصائص العينة وتطابقها مع شروط‬


‫الدراسة‪.‬‬

‫‪ 1-1‬أهداف الدراسة االستطالعية‪:‬‬

‫هدفت الدراسة االستطالعية الى التعرف على معلمي ذوي االعاقة السمعية ورغبتهم‬
‫في المشاركة في الدراسة‪ ،‬حيث تم مقابلة البعض منهم والتحاور معه على امكانية التعاون‪،‬‬
‫كما كان الهدف من الدراسة هو استطالع وزيارة المدرسة مكان تطبيق الدراسة والتعرف‬
‫على طبيعة العمل وبرنامج الدراسة وفتراتها ومراحلها‪.‬‬

‫‪ 2-1‬نتائج الدراسة االستطالعية ‪:‬‬

‫‪ -‬تمكننا من تحديد العينة التي ستعمل معنا بالدراسة األساسية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫اإلجراءات الميدانية للدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬تحديد فترات تطبيق اداة الدراسة والوقت الذي يسمح للمدرس من استقبالنا واالجابة‬
‫على مقياس الصالبة النفسية‪.‬‬
‫‪-2‬حدود الدراسة األساسية‪:‬‬
‫‪ 1-2‬الحدود المكانية‪:‬‬

‫تم تطبيق الدراسة بمدرسة المعوقين سمعيا بلدية بسكرة والية بسكرة‪.‬‬

‫‪-2-2‬الحدود الزمنية‪:‬‬

‫انطلقنا في العمل بدراستنا من تاريخ ‪ 12‬ديسمبر ‪ 2021‬وانتهت عملية جمع البيانات‬


‫وتحليلها والتوصل لنتائج الدراسة بتاريخ ‪ 06‬جوان ‪.2022‬‬

‫‪ -3‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫نظ ار لطبيعة الدراسة الحالية وما تصبو اليه من بيانات‪ ،‬والتي تساعد على تحقيق‬
‫األهداف الرئيسية للدراسة‪ ،‬ومعرفة مستوى الصالبة النفسية لدى معلمي ذوي اإلعاقة‬
‫السمعية‪ ،‬وجدنا أنا المنهج األنسب لهذه الدراسة هو المنهج الوصفي الذي يعرف على أنه‪:‬‬
‫"أحد أشكال التحليل والتفسير العلمي المنظم لوصف ظاهرة أو مشكلة محددة‪ ،‬وتصويرها‬
‫كمياً عن طريق جمع بيانات ومعلومات مقننة عن الظاهرة أو المشكلة وتصنيفها وتحليلها‬
‫واخضاعها للدراسة الدقيقة" (ملحم‪ ،2000 ،‬ص‪.)324‬‬

‫كما يعرف المنهج الوصفي‪" ،‬بأنه مجموعة اإلجراءات البحثية التي تتكامل لوصف‬
‫الظاهرة أو الموضوع اعتماداً على جمع الحقائق والبيانات وتصنيفها ومعالجتها وتحليلها‬
‫تحليالً كافياً ودقيقاً؛ الستخالص داللتها والوصول إلى نتائج أو تعميمات عن الظاهرة أو‬
‫الموضوع محل البحث" (الرشيدي‪ ،2000 ،‬ص‪.)59‬‬

‫وهدف المنهج الوصفي هو الكشف على مستوى الصالبة النفسية لدى معلمي التالميذ‬
‫المعوقين سمعيا‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلجراءات الميدانية للدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -4‬عينة الدراسة‪:‬‬
‫قصدنا مدرسة المعوقين سمعيا لطبيعة الموضوع وقد تم التعرف على االساتذة ‪ ،‬وقد‬
‫أبدو البعض فقط رغبتهم في التعاون‪ ،‬تم توزيع المقياس على ‪ 11‬معلما بالمدرسة الخاصة‬
‫بالمعاقين سمعيا بوالية بسكرة‪ ،‬وتم جمع المقاييس بنفس اليوم‪ .‬وتم حذف (‪ )3‬أفراد من‬
‫الدراسة كونهم لم يجيب عن المقياس كامال‪.‬‬

‫اعتمدنا في هذه الدراسة على ‪ 08‬أفراد‪ ،‬تتراوح أعمارهم بين ‪ 27‬سنة و ‪ 35‬سنة‪ ،‬وهم‬
‫من قاموا باإلجابة على المقياس بشكل صحيح وكامل‪ .‬كما أبدو تعاونهم في البحث‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ :)01‬يوضح توزيع أفراد العينة‬

‫اناث‬ ‫ذكور‬ ‫عدد أفراد العينة‬

‫‪06‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪08‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬جدول يوضح النسبة المئوية للجنسيين‬

‫الذكور‬ ‫اإلناث‬
‫‪%25‬‬ ‫‪%75‬‬
‫‪ -5‬أدوات الدراسة‪:‬‬
‫‪ 1-5‬مقياس الصالبة النفسية‪:‬‬

‫تم تبني مقياس الصالبة النفسية في الدراسة الحالية وهو من اعداد ونييلد ويونغ‬
‫‪ Wagnild.G‬و‪Young.H‬سنة (‪ ،)1993‬ويتكون المقياس من ‪ 45‬عبارة مقسمة على‬
‫‪ 3‬أبعاد (التحكم‪-‬االلتزام‪-‬التحدي) بالترتيب‪ ،‬حيث يشمل كل بعد ‪ 15‬عبارة‪ ،‬ويصحح‬
‫المقياس وفق طريقة (ليكرت) حيث يتم إعطاء (‪ )0‬لالختيار األول "أبدا"‪ ،‬ونقطة (‪)1‬‬
‫لالختيار الثاني "أحيانا"‪ ،‬ونقطتين (‪ )2‬لـ "كثيرا"‪ ،‬و(‪ )3‬نقاط لـ "دائما"‪ ،‬وتبلغ الدرجة الدنيا‬
‫للمقياس (‪ )0‬وصوال الى ‪ 135‬كدرجة عليا‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلجراءات الميدانية للدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫وقد تم عرض المقياس على مختصين يتقنان اللغتين من أساتذة علم النفس العيادي‪،‬‬
‫حيث ترجم إلى اللغة العربية وأعيدت الترجمة العكسية أي من العربية إلى اللغة األصلية‬
‫(اإلنجليزية)‪ ،‬إذ توصلت الباحثة أن الترجمة األصلية مع الصورة اإلنجليزية الثانية‬
‫متطابقة‪ ،‬أي أن الصورة األصلية للمقياس تكافئ المعربة‪ (.‬الباحثة بن صغير‪ ،2013،‬ص‬
‫‪.)62-61‬‬

‫‪ 2-5‬مفتاح التصحيح‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)3‬يوضح مفتاح تصحيح مقياس الصالبة النفسية‬

‫مرتفع‬ ‫متوسط‬ ‫منخفض‬ ‫المستوى‬


‫األبعاد‬
‫‪45 - 30‬‬ ‫‪30 - 16‬‬ ‫‪15 - 0‬‬ ‫التحكم‬
‫‪45 - 30‬‬ ‫‪30 - 16‬‬ ‫‪15 - 0‬‬ ‫االلتزام‬
‫‪45 - 30‬‬ ‫‪30 - 16‬‬ ‫‪15 - 0‬‬ ‫التحدي‬
‫‪135 - 91‬‬ ‫‪90 - 46‬‬ ‫‪45 - 0‬‬ ‫المستوى الكلي‬

‫‪ 3-5‬صدق المقياس وثباته‪:‬‬

‫قام المؤلف بقياس الصدق بواسطة معامل االتساق الداخلي حيث وجد ‪ 0.85‬كدرجة‬
‫كلية واألبعاد (التحكم ‪( ،)0,66‬االلتزام ‪ )0,82‬و(التحدي ‪.)0,62‬‬

‫أما الثبات فقد كان بطريقة معامل ألفا كرونباخ ووجد ‪ 0.85‬كدرجة كلية واألبعاد (التحكم‬
‫‪( ،)0,68‬االلتزام ‪ )0,72‬و(التحدي ‪ ،)0,59‬وبطريقة إعادة التطبيق بفاصل زمني قدره‬
‫شهر‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫اإلجراءات الميدانية للدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫وقد تم حساب ثبات مقياس من طرف الباحثة بن صغير سناء حيث قامت بحسابه‬
‫على طريقة الفا كرونباخ حيث تحصلت على نتيجة ‪ 0.85‬كدرجة كلية للثبات حيث تم‬
‫تطبيقه في مدينة بسكرة‪ ( .‬الباحثة بن صغير‪ ،2013،‬ص‪.)62‬‬

‫‪ -6‬األساليب اإلحصائية المستخدمة‪:‬‬


‫تم استخدام النسب المئوية والمتوسط الحسابي للتعرف على مستوى الصالبة النفسية‬
‫لدى معلمي ذوي اإلعاقة السمعية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫اإلجراءات الميدانية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الفصل الخامس‬

‫عرض ومناقشة نتائج الدراسة‬

‫‪-1‬عرض نتائج فرضية الدراسة‪.‬‬


‫‪ -2‬مناقشة وتفسير نتائج الدراسة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫اإلجراءات الميدانية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -1‬عرض نتائج فرضية الدراسة‪:‬‬


‫تنص فرضية الدراسة على أنه لدى معلمي ذوي اإلعاقة السمعية مستوى متوسط من‬
‫اإلعاقة السمعية"‪ ،‬من خالل تطبيق مقياس الصالبة النفسية على عينة الدراسة قصد‬
‫التعرف على مستوى الصالبة النفسية لدى معلمي ذوي اإلعاقة السمعية تحصلنا على‬
‫النتائج الموضحة في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)4‬يوضح المتوسط الحسابي على أبعاد مقياس الصالبة النفسية والدرجة الكلية‬
‫المستوى‬ ‫المجموع‬ ‫التحدي‬ ‫االلتزام‬ ‫التحكم‬ ‫العينة‬
‫‪ 92‬مرتفع‬ ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 81‬متوسط‬ ‫‪29‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 73‬متوسط‬ ‫‪28‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 68‬متوسط‬ ‫‪24‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 63‬متوسط‬ ‫‪18‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪ 65‬متوسط‬ ‫‪20‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 67‬متوسط‬ ‫‪19‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ 69‬متوسط‬ ‫‪16‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪ 72,25‬متوسط‬ ‫‪23,125‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪23,125‬‬ ‫المتوسط الحسابي‬

‫يوضح الجدول رقم (‪ )3‬المتوسطات الحسابية التي توضح مستوى الصالبة النفسية‬
‫لدى معلمي ذوي االعاقة السمعية حيث بلغت الدرجة الكلية متوسط حسابي بلغ ‪72,25‬‬
‫وهو مستوى متوسط‪.‬‬

‫كما يوضح الجدول مستوى متوسط عند محور االلتزام بمتوسط حسابي قدره (‪، )26‬‬
‫ويبين أن لدى افراد العينة مستوى متوسط عند محور التحكم بمتوسط حسابي قدره‬
‫(‪ )23,125‬ومن خالل النتائج المتحصل عليها من خالل محور التحدي يوضح أن لديهم‬
‫‪55‬‬
‫اإلجراءات الميدانية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫مستوى متوسط حيث بلغ المتوسط الحسابي (‪ ، )23,125‬من النتائج المجدولة فانه يمكن‬
‫القول أن الفرضية العامة قد تحققت‪.‬‬

‫‪ -2‬مناقشة وتفسير نتائج الدراسة‪:‬‬


‫من خالل النتيجة المتحصل عليها الخاصة بفرضية الدراسة‪ ،‬والتي تحققت كليا "لدى‬
‫معلمي ذوي اإلعاقة السمعية مستوى متوسط من الصالبة النفسية"‪ ،‬وهذه النتيجة المتحصل‬
‫عليه ا بحساب المتوسط الحسابي للدرجات الكلية الستجابات عينة الدراسة على مقياس‬
‫الصالبة النفسية وتحصلهم على درجة (‪ ،)72,25‬حيث تحصل ‪ 7‬مفردات على مستوى‬
‫متوسط ومفردة واحدة على مستوى مرتفع من الصالبة النفسية‪ .‬ونفسر ذلك بما توصلت‬
‫اليه كوبا از أن األفراد الذين يتسمون بالصالبة النفسية يكونون أكثر نشاطا و مبادأة و اقتدا ار‬
‫وقيادة و ضبطا داخليا‪ ،‬و أكثر صمودا و مقاومة ألعباء الحياة و أشد واقعية انجا از‬
‫وسيطرة و قدرة على تفسير األحداث‪ ،‬كما توافق ما توصل اليه الزاروس أن حدوث خبرة‬
‫الضغوط يحددها في المقام األول طريقة إدراك الفرد للمواقف ‪ ،‬واعتبارها خططا قابلة‬
‫للتعايش‪ ،‬تشمل على اإلدراك الثانوي‪ ،‬وتقديم الفرد لقدرته الخاصة‪ ،‬وتحديد لمدى كفاءتها‬
‫في تناول المواقف الصعبة‪ .‬وقد يرجع مستوى الصالبة النفسية المتوسط لقدرة المعلمين‬
‫على التعايش مع المواقف التعليمية التي يهيئونها عند الفعل التعليمي و دفع التالميذ‬
‫المعوقين سمعيا نحو التعلم‪ ،‬وكلما زادت دافعية المدرس نحو االهتمام بتلك الفئة ومرافقتها‬
‫وتعليمها كلما زادت الصالبة النفسية على تحمل صعوبات يوجهها أثناء الحصص‬
‫التدريسية‪.‬‬

‫ان معرفة نفسية األصم‪ ،‬وطرق تفكيره‪ ،‬وأثر اإلعاقة على قدراته العلمية واالجتماعية‬
‫والنفسية‪ ،‬وحتى الحركية و الجسمية‪ ،‬تساعد المدرس في تجنب الملل في عملية التعليم‪،‬‬
‫وازالة الشعور باليأس من الفهم عند بعض المتعلمين‪ .‬وهذا أيضا يحدده رغبة المدرس في‬
‫التكفل بهذه الفئة ومساعدتها على عمليتي التعلم والتعليم‪ ،‬وبذلك يتحدى أي شعور قد يقلقه‬
‫ويشكل له الضغوط النفسية التي تنقص من مستوى صالبته النفسية‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫اإلجراءات الميدانية للدراسة‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وأشارت "كوبازا" وآخرون من خالل الدراسة التي أجروها لمعرفة تأثير الصالبة على‬
‫الفرد إلى أن الصالبة لها تأثير مخفف‪ ،‬بل أنها تحمي الصحة من كمية الضغوط التي‬
‫يتعرض لها الفرد‪ ،‬كما أشارت كل من "كوبازا" و" بيسوت" الى أن الصالبة النفسية تعمل‬
‫كمتغير للمقاومة‪ ،‬حيث أنها تقلل من اإلصابة باإلجهاد الناتج عن التعرض للضغط‪ ،‬وتزيد‬
‫من استخدام الفرد ألساليب التعايش‪ ،‬وتدفع الفرد الى استخدام مصادره الشخصية‬
‫واالجتماعية المناسبة في مواجهة الظروف الضاغطة ( عاطف ‪ ،‬د‪.‬س‪.)28 ،‬‬

‫ومما سبق فان المدرس يحتاج الى امكانيات مادية ومعنوية‪ ،‬تساعده على أن يعمل‬
‫في جو يسوده روح التعاون وتكاثف الجهود أيضا بين المربيين واالخصائيين سواء في‬
‫المجال االرطفونيا و النفسي أو البيداغوجي‪ ،‬وتهيئة المكان وتزويده باإلمكانيات الالزمة‬
‫التي تساعده على تقديم درسه في أحسن صورة‪ ،‬كذلك تكييف المناهج وطرائق التدريس‬
‫حسب طبيعة االعاقة وطبيعة التالميذ ومدى تكيفهم مع تلك االعاقة‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫خاتمة‬

‫في ختام ما جاءت به هذه الدراسة نتائج حول مستوى الصالبة النفسية لدى معلمي ذوي‬
‫االعاقة السمعية فقد توصلنا إلى أن الصالبة النفسية مهمة ولها دور فعال في تحقيق الصحة‬
‫النفسية للمعلم في اطار عمله حيث أنها تقي الفرد من أثار الضواغط حياتية المختلفة وتجعله‬
‫أكثر مرونة وله قابلية ودافعية عالية للتغلب على ضغوطات التي تواجهه‪ ،‬كما أن الصالبة‬
‫النفسية تعمل على حماية الفرد من االمراض الجسدية واالضطرابات النفسية التي يمكن أن‬
‫يتعرض لها المعلم أثناء عمله‪.‬‬

‫لذا فإن أهم شيء تقوم عليه الصالبة النفسية لدى المعلم االعاقة السمعية هي تفكير‬
‫باإليجابية أكثر وتطوير قدرته على التحكم في انفعاالته ومشاعره وايضا التحدي الذي يعزز‬
‫الثقة في النفس والتحلي بصبر والتزام بلوائح العمل والقوانين التي تضبط السير الجيد للعمل‬
‫داخل المؤسسة ‪ ،‬كما يجب عليه االلتزام باألخالق ومبادئ التي توفر مصداقية أكبر لتنفيذ‬
‫األوامر والواجبات‪.‬‬

‫لوال الصالبة النفسية التي يتحلى بها معلمي ذوي االعاقة السمعية وغيرهم من فئات‬
‫ألصبح المجتمع داخل دوامة من اضطرابات النفسية‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪-1‬أبو السعود‪ ،‬شادي محمد السيد (‪ ،)2004‬فعالية برنامج ارشادي في خفض مستوى‬
‫االغتراب لدى المراهقين ضعاف السمع‪ ،‬رسالة ماجيستر غير منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة‬
‫عين شمس‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪-2‬أبو ندى عبد الرحمان‪ ،)2007( ،‬الصالبة النفسية وعالقتها بضغوط الحياة لدى طلبة‬
‫جامعة األزهر بغزة ‪ ،‬رسالة الماجيستير‪ ،‬جامعة غزة ‪ ،‬غزة‪.‬‬

‫‪-3‬أسامة فاروق مصطفى‪ ،)2009( ،‬االضطرابات السلوكية لدى الصم‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطبع‬
‫والنشر‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪-4‬ايمان محمد أحمد رضوان (‪ ،)2008‬المعاقون سمعيا ومهارات االقتصاد المنزلي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫العلم وااليمان للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬كفر الشيخ‪.‬‬

‫‪-5‬الباطنية‪ ،‬أسامة محمد والجراح عبد الناصر ذياب وغوانمة مأمون محمود‪،)2007(،‬علم‬
‫النفس الطفل غير العادي‪( ،‬ط‪ ،)1‬دار الفكر ناشرون وموزعون‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪-6‬الخفاف إيمان‪ ،)2011( ،‬الملف التدريبي الشامل للطفل غير العادي‪(،‬ط‪ ،)1‬دار المناهل‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -7‬الخطيب‪ ،‬جمال (‪ ،)2002‬مقدمة في اإلعاقة السمعية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪-8‬الروسان‪ ،‬فاروق (‪ ،)2001‬سيكولوجية األطفال غير العاديين – مقدمة في التربية الخاصة‪-‬‬


‫جمعية عمان للمطابع التعاونية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪-9‬الروسان‪ ،‬فاروق وسالم‪ ،‬ياسر‪ ،‬صبحي‪ ،‬تيسير‪ ،)2013(،‬رعاية ذوي االحتياجات الخاصة‪،‬‬
‫(ط‪ ،)1‬الشركة العربية المتحدة للتسويق‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -10‬القمش‪ ،‬مصطفى نوري‪ ،)2011( ،‬اإلعاقات المتعددة‪( ،‬ط‪ ،)1‬دار المسيرة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -11‬القمش‪ ،‬مصطفى نوري‪ ،‬المعايطة‪ ،‬خليل عبد الرحمان‪ ،)2011( ،‬سيكولوجية األطفال‬
‫ذوي االحتياجات الخاصة‪( ،‬ط‪ ،)1‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -12‬الالال‪ ،‬زياد كامل‪ ،‬الزريبي‪ ،‬شريفة عبد هللا‪ ،‬الالال‪ ،‬صائب كامل‪ ،‬الجالمدة‪ ،‬فوزية عبد هللا‬
‫مأمون‪ ،‬حسونة ‪،‬محمد جميل‪ ،‬الشرمان ‪،‬وائل محمد وآخرون‪ ،)2012(،‬أساسيات التربية‬
‫الخاصة‪(.‬ط‪ .)1‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -13‬الخفاف‪ ،‬إيمان‪ ،)2011( ،‬الملف التدريبي الشامل للطفل غير العادي‪(،‬ط‪ ،)1‬دار‬
‫المناهل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -14‬الزريقان‪ ،‬إبراهيم(‪،)2003‬اإلعاقة السمعية‪( ،‬ط‪ ،)1‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -15‬العريشي‪ ،‬سيد نيل حسن‪ ،‬جبريل بن حسن‪ ،‬عبد الواحد عيد علي‪ ،‬بنت رشاد وفاء‪،‬‬
‫(‪ ،)2013‬علم نفس األطفال ذوي االحتياجات الخاصة‪( ،‬ط‪ ،)1‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.‬‬

‫‪ -16‬العنزي فاطمة قاسم (‪ ،)2012‬استراتيجيات التعامل مع ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬دار‬


‫الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -17‬الهريدي كمال عبد الرحمان (‪ ،)2012‬العالج بالفن لدى ذوي اإلعاقة السمعية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -18‬الدماطي‪ ،‬عبد الغفار (‪ ،)2000‬المدخل الى اإلعاقة السمعية‪ ،‬بحث غير منشور‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬جامعة الملك سعود‪.‬‬

‫‪ -19‬بن صغير سناء‪ ،)2013/2012( ،‬الصالبة النفسية لدى ممرضي قسم االستعجاالت‬
‫الطبية و الجراحية‪ ،‬مذكرة ماستر في علم النفس العيادي‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -20‬جوادة فؤاد عيد (‪ ،)2012‬اإلعاقة السمعية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -21‬راضي زينب‪ ،)2008( ،‬الصالبة النفسية لدى أمهات شهداء انتفاضة األقصى وعالقتها‬
‫ببعض المتغيرات‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة ‪.‬‬

‫‪ -22‬زينب نوفل أحمد راضي‪ ،)2008( ،‬الصالبة النفسية لدى أمهات انتفاضة األقصى‪،‬‬
‫رسالة ماجيستير‪ ،‬كلية التربية ‪ ،‬غزة ‪ ،‬فلسطين‪.‬‬

‫‪ -23‬سالم‪ ،‬أسامة فاروق مصطفى‪ ،)2014(،‬اضطرابات التواصل بين النظرية والتطبيق‪،‬‬


‫(ط‪ ،)1‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -24‬سعيد حسني العزة (‪ ،)2001‬مدخل الى التربية الخاصة لألطفال ذوي االحتياجات‬
‫الخاصة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العلمية ودار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عمان‪.‬‬

‫‪ -25‬سعيد فاتح(‪ ،)2014‬الصالبة النفسية لدى المرأة المصابة بسرطان الثدي ‪ ،‬دراسة ميدانية‬
‫‪ ،‬مستشفى الحكيم سعدان ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -26‬شابي حليمة و نواورية امال (‪ ، )2018‬الصالبة النفسية وعالقتها بأساليب مواجهة‬


‫الضغوط لدى الطالبات المقيمات‪ ،‬مذكرة مقترحة لنيل شهادة الماستر في علم النفس‬
‫االجتماعي‪ ،‬جامعة ‪1‬ماي ‪ ،‬قالمة ‪ ،‬الجزائر ‪.‬‬

‫‪ -27‬صالح حسن الداهري (‪ ،)2005‬سيكولوجية رعاية الكفيف واألصم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صفاء للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪ -28‬عبد الرحمان محمد الضبع فتحي(د‪.‬س)‪ ،‬قوة األنا وعالقتها بالمسؤولية االجتماعية‬
‫والدافعية لإلنجاز لدى المعوقين حركيا ‪ ،‬رسالة ماجيستير منشورة ‪ ،‬جامعة سوهاج ‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ -29‬عبد الرحمان‪ ،‬بن عبد العزيز فهيد التويجري‪ .)2014( .‬المشكالت التي تواجه معلمي‬
‫مع اهد وبرامج الصم وضعاف السمع في استخدام التقنيات التعليمية في مدينة بريدة من‬

‫‪62‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫وجهة نظر المسلمين‪ ،‬رسالة ماجستير‪ .‬كلية التربية‪ ،‬قسم المناهج وطرق التدريس بجامعة أم‬
‫القرى‪.‬‬

‫‪ -30‬عبد العزيز‪ ،‬سعيد‪ ،)2004( ،‬إرشاد ذوي االحتياجات الخاصة‪( ،‬ط‪ ،)1‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -31‬عبد الواحد‪ ،‬محمد فتحي عبد الحي‪ ،)2011( ،‬اإلعاقة السمعية وبرنامج إعادة التأهيل‪،‬‬
‫دار الكتاب الجامعي‪ ،‬العين‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫‪ -32‬عبيد ماجدة السيد (‪ ،)2009‬مدخل الى التربية الخاصة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.‬‬

‫‪ -33‬علي حارث (‪" )2019‬الصالبة النفسية وعالقتها باستراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية"‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه تخصص‪ :‬اإلرشاد التربوي بجامعة عمار ثليجي‪.‬‬

‫‪ -34‬عمري خديجة (‪ ،)2007‬نشاط الحلقة الفونولوجية عند األطفال المصابين بالصمم‬


‫المتوسط واألطفال المصابين بالصمم الحاد‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -35‬غازي عبد المنصف عبد ظاهر‪ ،)1984( ،‬أمراض الجسمية النفسية‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ -36‬فاروق السيد عثمان (‪ ،)2001‬القلق ودارة الضغوط النفسية‪ ،‬ط‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ -37‬فتيحة خنفر (‪ " )2014‬الصالبة النفسية وعالقاتها بمركز الضبط النفسي لدى الطالب‬
‫الجامعي"‪ ،‬دراسة ميدانية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -38‬محمد عودة ‪ ")2010(،‬الخبرة الصادمة وعالقتها بأساليب التكيف مع الضغوط والمساندة‬


‫االجتماعية والصالبة النفسية لدى أطفال المناطق الحدودية بقطاع غزة" ‪ ،‬رسالة ماجيستير‬
‫في علم النفس ‪ ،‬كلية التربية بالجامعة اإلسالمية بغزة ‪ ،‬فلسطين‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫ دار‬.)1‫ (ط‬،‫ البرامج التربوية لألفراد ذوي الحاجات الخاصة‬.)2006( ،‫ خولة أحمد‬،‫ حي‬-39
.‫ عمان‬،‫المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‬

‫ دار‬،1‫ ط‬،‫ مقدمة في التربية الخاصة‬،)2003( ‫ عمر فواز عبد العزيز‬،‫ يسير مفلح كوافة‬-40
.‫ عمان‬،‫المسيرة للنشر‬

41- Halham, D. and kauffnan, J (2003) exceptional learners;


introduction special education, boston, new years; allyn and
bacirn.

42- Mollick, la etra, k (1982) , poor learning ability or poor hearing


in education exceptional children, Guilford, corm; dush him
publishing.

64
‫المالحق‬
‫المالحق‬

‫استبيان الصالبة النفسية‬


‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪،‬‬

‫األسئلة التي يحتويها االستبيان الذي بين يديك هي وسيلة من اجل حصول على بعض‬
‫المعلومات المتعلقة بك‪ ،‬والتي يمكن أن تساعدنا في البحث الذي تشارك فيه والذي يتعلق‬
‫بالصالبة النفسية ودورها لدى معلمي ذوي االعاقة السمعية بمدرسة "األطفال المعوقين سمعيا‬
‫الشهيد تيفورغي محمد لزهر بن بلقاسم" –بسكرة‪.-‬‬

‫لذا نرجو منك تعاون ومساهمة في هذا العمل والبحث العلمي‪.‬‬

‫‪-1‬بيانات أولية‪:‬‬

‫حالة االجتماعية‪:‬‬ ‫السن‪:‬‬ ‫الجنس‪:‬‬

‫سنوات األقدمية‪:‬‬ ‫عدد األوالد‪:‬‬

‫‪ -2‬تعليمات‪ :‬أمامك عدد من العبارات التي يمكن أن تصفك‪ ،‬اق ار كل عبارة بعناية وحدد إذا‬
‫كانت تنطبق عليك دائما‪ ،‬وكثيرا‪ ،‬أحيانا‪ ،‬أبدا‪ ،‬وذلك بوضع عالمة (‪ (X‬أمام كل عبارة‬
‫في خانة التي تناسبك‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫المالحق‬

‫‪67‬‬
‫المالحق‬

‫‪68‬‬

You might also like