Professional Documents
Culture Documents
كليـــــــة التربيــــــة
قســم علــم الـــنفس
إعداد الطالبة:
إشراف الدكتورة:
أمينة رزق
األستاذة في قسم علم النفس
هـ
دمشق:
م
شكر و تقدير
بدايةً أمحد اهلل كثرياً وأشكر فضله الذي منَّ عليّ بإجناز هذا العمل املتواضع ويسر يل طريقه ،وامتثاالً
فإنين أتقدم بأمسى آيات الشكر وأبلغ عبارات التقدير واالمتنان ألستاذتي الفاضلة الدكتورة أمينة رزق على
ما قدمته يل من عون كبري ،إذ مل تبخل علي جبهد أو علم أو وقت ملتابعة تقدم الدراسة ،وتقديم النصح واإلرشاد
وأغتنم الفرصة ألعرب عن تقديري وامتناني مع فائق شكري ألعضاء جلنة احلكم األفاضل الدكتور عبد
الستار الضاهر والدكتورة سناء مسعود لتكرمهم بقبول عضوية جلنة احلكم مقدراً هلم ما سوف
كما أتقدم بالشكر واالمتنان ألساتذتي الكرام حمكمي أدوات الدراسة يف كلية الرتبية جبامعة دمشق.
كما أتوجه جبزيل االحرتام والتقدير إىل الدكتور حسن عماد ملساعدتي يف تصويب املعاجلات اإلحصائية.
والشكر اجلزيل لعمادة وأعضاء اهليئتني اإلدارية والتدريسية وخصوصاً قسم علم النفس بكلية الرتبية جبامعة
كما أتقدم بالشكر اجلزيل إىل أفراد عينة الدراسة ملا أظهروه من التزام وجهد وصرب يف اإلجابة على أدوات
كما ال أنسى أن أتقدم بالشكر واالمتنان إىل عائليت وأحبائي وأصدقائي ورفاق دربي ملساندهتم ودعمهم
املعنوي يل.
الباحثة
دعاء شلهوب
الصفحة فهرس المحتويات
شكر وتقدير
أ فهرس المحتويات
د فهرس الجداول
ز فهرس األشكال
ح فهرس المالحق
1 التعريف بموضوع الدراسة الفصل األول
2 مقدمة الدراسة.
أ
11 دراسات سابقة :عرض وتحليل الفصل الثاني
29 رابعا -أوجه التشابه واالختالف بين الدراسات السابقة والدراسة الحالية.
ب
59 -4أهمية الصالبة النفسية.
153 المالحق.
ج
فهرس الجداول
الصفحة عنوان الجدول الجدول
68 عدد أفراد عينة الدراسة حسب متغيري الجنس والحالة االجتماعية 1
69 توزع أفراد عينة الدراسة حسب متغير المستوى التعليمي 2
71 عدد بنود مقياس قلق المستقبل وتوزعها على األبعاد قبل عرضها على 3
المحكمين
72 عدد بنود مقياس قلق المستقبل وتوزعها على األبعاد بعد عرضها على 4
المحكمين
72 عدد العبارات التي تم إضافتها لمقياس قلق المستقبل من قبل السادة 5
المحكمين
72 عدد العبارات التي تم تعديلها لمقياس قلق المستقبل من قبل السادة 6
المحكمين
73 توزيع بنود مقياس قلق المستقبل بصورته النهائية على األبعاد الفرعية 7
73 توزع أفراد عينة الصدق والثبات حسب الجنس و الحالة االجتماعية 8
والمستوى التعليمي
74 معامالت االرتباط بين كل بند مع الدرجة الكلية للبعد الفرعي. 9
75 ارتباط درجات بنود االختبارات الفرعية مع بعضها البعض ومع الدرجة 10
الكلية
75 معامالت االرتباط بين كل بند من بنود المقياس مع الدرجة الكلية 11
للمقياس
76 المتوسطات واالنحرافات المعيارية وقيمة " "tوداللتها 12
77 نتائج التحقق من ثبات المقياس بطريقة اإلعادة و التجزئة 13
النصفية و معامل ألفا-كرونباخ
82 فئات قيم المتوسط الحسابي(الرتبي) ومستوى قلق المستقبل الموافق 14
لها
83 المتوسطات الحسابية إلجابات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية 15
لمقياس قلق المستقبل وأبعاده الفرعية.
83 المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ومستوى قلق المستقبل 16
د
لبنود البعد االجتماعي
85 المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ومستوى القلق لبنود البعد 17
االقتصادي
86 المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ومستوى القلق لبنود بعد 18
العمل
87 المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ومستوى القلق لبنود بعد 19
الموت
88 المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ومستوى القلق لبنود البعد 20
اإلنساني
91 معامل التحديد واالرتباط بين كل من قلق المستقبل والصالبة النفسية 21
والمتوسطات واالنحراف المعياري لكل متغير
ه
وبين أبعاد مقياس الصالبة النفسية والدرجة الكلية له
114 داللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة 32
الكلية لمقياس قلق المستقبل وأبعاده حسب متغير الجنس
117 داللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة 33
الكلية لمقياس قلق المستقبل وأبعاده حسب متغير الحالة االجتماعية
119 المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والخطأ المعياري إلجابات عينة 34
الدراسة على مقياس قلق المستقبل تبعا لمتغير المستوى التعليمي
و
فهرس األشكال
الصفحة عنوان الشكل الشكل
68 النسبة المئوية لتوزع أفراد عينة الدراسة حسب متغير الجنس 1
69 النسبة المئوية لتوزع أفراد عينة الدراسة حسب متغير الحالة االجتماعية 2
71 النسبة المئوية لتوزع أفراد عينة الدراسة حسب متغير المستوى التعليمي 3
113 الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة في كل بعد من أبعاد المقياس 4
حسب متغير الجنس
114 الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة في الدرجة الكلية للمقياس 5
حسب متغير الجنس
117 الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة في كل بعد من أبعاد المقياس 6
حسب متغير الحالة االجتماعية
117 الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة في الدرجة الكلية للمقياس 7
حسب متغير الحالة االجتماعية
114 الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على درجات أبعاد مقياس 8
قلق المستقبل تبعا لمتغير المستوى التعليمي (ثانوي ،معهد ،جامعة).
115 الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس قلق
المستقبل تبعا لمتغير المستوى التعليمي (ثانوي ،معهد ،جامعة).
9
117 الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على أبعاد مقياس الصالبة النفسية
حسب متغير الجنس
10
117 الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصالبة
النفسية حسب متغير الجنس
11
119 داللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على درجات أبعاد 12
مقياس الصالبة النفسية حسب متغير الحالة االجتماعية
119 داللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية 13
لمقياس الصالبة النفسية حسب متغير الحالة االجتماعية
124 الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على درجات أبعاد مقياس 14
الصالبة النفسية تبعا ً لمتغير المستوى التعليمي
125 الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس 15
الصالبة النفسية تبعا ً لمتغير المستوى التعليمي
ز
فهرس المالحق
الصفحة عنوان الملحق الملحق
ح
التعريف مبوضوع الدراسة الفصل االول
الفصل األول:
مقدمة الدراسة.
-9أدوات الدراسة.
1
التعريف مبوضوع الدراسة الفصل االول
مقدمة الدراسة:
حيث
تصاحب اإلنسان منذ والدته حتى نهاية حياتهُ ،
ُ ُيعد القلق من أكثر السلبيات التي
هددة ،مما يشعرهُ باالنزعاج والضيق منها.
الفرد على أنها ُم ّ
يظهر في المواقف التي ُيدركها ُ
ُ
وتعد ظاهرةُ القلق بصفة عامة وقلق المستقبل بصفة خاصة ،ظاهرة واضحة في مجتمع مليء
بالتغيرات في المجاالت كافة ،لما يتولد معها من الشعور بعدم االرتياح ،وافتقار األمن النفسي،
وتدني اعتبار الذات ،ومواجهة الضغوط الحياتية ،والتفكير السلبي تجاه المستقبل.
المستقبل لدى الشباب بشكل خاص مجاال كبي ار يضم كل ما من شأنه أن يبعث على
ُ ويشكل
الفرد إلى مستقبله بتفاؤل وأمل ،واما بتشاؤم ويأس،
يحمله من أحداث ،فإما أن ينظر ُ
ُ القلق بما
التعرض لهما بشكل متزامن ،ولكن
ُ يمكن
ُ نستطيع عزلهما عن بعضهما ،إذ
ُ وهاتان الحالتان ال
التفكير السلبي على الفرد ،فإنه سيؤدي إلى القلق بشأن المستقبل ( األقصري،
ُ في حال طغى
.)10 ،2002
تشغل
ُ أن قلق المستقبل من األمور التي
يشير المشيخي ( )84 ،2009إلى ّ
وفي هذا السياق ُ
بال الشباب وتعطل أدوارهم ،ما يمنعهم من الوصول إلى صياغة أهداف واضحة خصوصا في
ظل ضغوط الحياة العصرية والعوامل المؤثرة عليهم كأعباء المعيشة اليومية والبطالة وقلة الدخل
ّ
ظل التغييرات الحالية التي
واضطراب االستقرار السياسي واالجتماعي واالقتصادي -وخاصة في ّ
تعيشها المجتمعات العربي ُة بشكل عام ومجتمعنا السوري بشكل خاص -وهذا ما أكدت عليه
كذلك دراس ُة شند واألنور ( )2006التي أظهرت وجود عالقة ارتباطية إيجابية بين قلق المستقبل
يتعرض لها الفرد.
ُ والضغوط النفسية التي
قلق المستقبل
ومنذ أن أطلق توفلر Toffelrمصطلح صدمة المستقبل عام ( )1970أصبح ُ
يخلق توت ار خطي ار نظ ار
ُ أحد أنظمة القلق التي تطفو على السطح؛ على اعتبار أن العصر الحالي
تتولد كل يوم والجهد الكبير الذي يبذله الفرد الستيعاب هذه التغيرات و مواجهتها
للمطالب التي ُ
(الغامدي.)2 ،2013 ،
تؤثر على شعور األفراد بالقلق تجاه مستقبلهم؛ وفي
العديد من الظروف والمتغيرات التي ُ
ُ وهناك
تؤثر شخصياتهم على إدراكهم لهذه الضغوط والتحديات سواء بشكل سلبي أو إيجابي، المقابل ُ
تحمل أعباء الحياة تمثل جزءا هاما من حياته وانعكاسا لصحته
ّ حيث أن قوة الفرد وقدرته على
بكل جوانبها .هذا ما لفت أنظار
النفسية والجسدية ،بالتالي فإنه من الهام اإلحاط ُة بشخصية الفرد ّ
تساعد األفراد
ُ الباحثين إلى االهتمام بمصادر مقاومة الضغوط :أي فحص تلك العوامل التي
على التعامل مع األحداث الضاغطة التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية ،ومن هذه العوامل
تشمل العديد من الخصائص النفسية :كااللتزام
ُ التي حظيت باالهتمام كانت الصالب ُة النفسية التي
2
التعريف مبوضوع الدراسة الفصل االول
و التحكم والتحدي ،والتي من شأنها المحافظ ُة على درجة جيدة من الصحة النفسية والجسمية
بالرغم من التعرض لتلك الضغوط (عبد الصمد.)22، 2002 ،
ألول مرة على يد كوبا از ( )Kobasa, 1979؛ ذلك المفهوم
مفهوم الصالبة ّ
ُ هذا وقد ظهر
كل المصادر النفسية والبيئية المتاحة ،كي يدرك
الذي يتمثل بفاعلية الفرد وقدرته على استخدام ّ
ويفسر ،ويواجه بفاعلية أحداث الحياة الضاغطة ليكون أكثر تماسكا أمام الضغوط والتحديات
الكثير من الدراسات التي ركزت على الجوانب
ُ التي تواجهه .وتبع ذلك في اآلونة األخيرة
تمكن الفرد من أن يظل محتفظا
اإليجابية في الشخصية ،وعلى المتغيرات التي من شأنها أن ّ
يمتلك
ُ فالشخص ذوو الصالبة النفسية
ُ بصحته الجسمية والنفسية أثناء مواجهة الضغوط،
تسمح لألفراد بأداء أفضل لقدراتهم بغض
ُ مجموعة من الخصائص المميزة ،فهي قدرة نفسية
حيث يمتلكون الثقة بالنفس (االعتقاد بالقدرة على تحقيق
النظر عن الظروف التي تواجههمُ ،
النجاح) ،والمرونة والسيطرة والتفاؤل وبالتالي القدرة على التعامل مع التحديات ( Mahoney,
.)2015, 26
تتناول مرحلة هامة من مراحل عمر اإلنسان وهي مرحل ُة الشبابُ ومن هنا فإن الدراسة الحالية
تؤسس للمراحل الالحقة من حياته نظ ار ألهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع ،بالتالي فإنه من
ُ التي
تعمل على تعزيز قدرتهم على مواجهة الضغوط والتحدي والشعور ُ الهام دراس ُة الجوانب التي
نعيش في عصر السرعة والتغيير العالمي ،إضافة للمرحلة
ُ باإليجابية واألمان النفسي ،خاصة أننا
كل جوانب الحياة اليومية ،و ولدت
البالد والتي أثرت بشكل سلبي على ّ
ُ الراهنة التي تمر بها
الكثير من التحديات التي أفضت إلى درجة من القلق بشأن المستقبل ال يمكن تجاهلها ،لم
تستثني تلك التغيرات المتسارعة أي ناحية من نواحي الحياة.
أولا -مشكلة الدراسة ومسوغاتها:
إن التغيرات السريعة التي شملت كل مجاالت الحياة اليومية في وقتنا الراهن لها تأثير كبير
على المجتمع عموما ،وعلى الشباب خصوصا -وبالذات القاطنين حاليا في مراكز اإليواء-
البالد من اضطراب االستقرار السياسي
ُ ظل الظروف الحالية التي تمر بها
وبخاصة في ّ
واالقتصادي واالجتماعي ،وانتشار الحروب في العديد من األماكن ،والتحوالت والتحديات
المتالحقة التي يتعرض لها مجتمعنا ،والتي تتضمن مخاطر داخلية وخارجية ،تهدد األمن النفسي
واالجتماعي للفرد والمجتمع ،وتلقي بتداعياتها السلبية على األفراد ،وبالذات أوساط الشباب الذين
يعتبرون في نظر الكثير من علماء النفس الفئة األكثر قابلية واستعدادا للتأثر بالضغوط النفسية،
يشغل تفكيرهم.
ُ األمر الذي جعل من المستقبل المجهول الهاجس األكبر الذي
ُ
3
التعريف مبوضوع الدراسة الفصل االول
4
التعريف مبوضوع الدراسة الفصل االول
واالقتصادي ُة واالجتماعية التي يعيشها مجتمعنا بكافة شرائحه ،وأن قسما منهم عبر عن شعوره
األمر الذي انعكس سلبا على صمودهم النفسي
ُ بالتشاؤم وعدم األمان والخوف من المستقبل،
وعلى شخصياتهم ،وهذا ما عززته أيضا الدراسة االستطالعية التي قامت بها الباحثة في مراكز
اإليواء المؤقت في محافظتي دمشق والسويداء على عينة من المهجرين ،والتي تضمنت عددا من
ظل الظروفاأليام القادم ُة وفي ّ
ُ تحمله
ُ األسئلة الموجهة لتحديد درجة قلق الشباب تجاه ما
المفصلية التي شملت كل مناحي الحياة ،وقد أظهرت مستوى مرتفعا من القلق تجاه ما يخبئه
الشباب في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بهاُ الغد .و إيمانا من الباحثة بخطورة ما يعيشه
المجتمع السوري شعرت بأهمية تقصي العالقة بين قلق المستقبل والصالبة النفسية .واستنادا إلى
ذلك تم تحديد مشكلة الدراسة الحالية بالسؤال اآلتي:
ما طبيعة العالقة بين قلق المستقبل و الصالبة النفسية لدى عينة من شباب مراكز اإليواء
المؤقت في مدينتي دمشق والسويداء؟
ثاني ا :أهمية الدراسة:
يمكن تحديد أهمية الدراسة الحالية في النقاط اآلتية:
-1دراسة إحدى شرائح المجتمع السوري وهي فئة الشباب في مراكز اإليواء المؤقت ،وما
يتعرضون له من ضغوط نتيجة الظروف الراهنة ،وضرورة تعرف خصائصهم واحتياجاتهم و
مخاوفهم.
-2إن تعرف العالقة بين قلق المستقبل والصالبة النفسية تزيد فهمنا لسلوك األفراد ،مما قد
يساهم في تفسيره والتنبؤ به والحكم من خالله ،كما قد يوفر قاعدة من المعلومات النفسية التي
يمكن أن تفيد المكتبة المحلية بمراجع للمهتمين بفئة الشباب و مشكالتهم النفسية واالجتماعية
واالقتصادية.
-3تميزت الدراسة الحالية بأنها الدراسة الوحيدة التي تناولت قلق المستقبل وعالقته بالصالبة
النفسية معا لدى عينة من الشباب في مراكز اإليواء المؤقت في الجمهورية العربية السورية،
وذلك في حدود علم الباحثة.
-4قيام الباحثة بإعداد مقياس قلق المستقبل بأبعادة الخمسة وبما يتناسب مع مجتمع الدراسة.
-5تناولها ألحد أهم المتغيرات التي تجعل األشخاص يحتفظون بصحتهم النفسية والجسمية
بالرغم من الظروف والضغوط التي يتعرضون لها يوميا ،و هو متغير الصالبة النفسية والذي
يعتبر من المصادر النفسية التي تقي اإلنسان من آثار الضغوط وتجعله أكثر قدرة على
مواجهتها.
5
التعريف مبوضوع الدراسة الفصل االول
-6قد تفيد نتائج الدراسة الحالية المختصين في مجال علم النفس والمرشدين في المؤسسات
النفسية والتربوية ،والقائمين على رعاية األسرة بصفة عامة ،والباحثين في المجالين النفسي
واالجتماعي من خالل البرامج اإلرشادية و العالجية.
-7إمكانية اإلفادة من أدوات البحث الحالية لتطبيقها في دراسات الحقة ومقارنتها بالدراسة
الحالية.
ثالث ا:أهداف الدراسة:
6
التعريف مبوضوع الدراسة الفصل االول
-2ال توجد عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل
وبين الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية وفق متغير الحالة االجتماعية ( عازب –
متزوج).
-3ال توجد عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل
وبين الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية وفق متغير المستوى التعليمي (ثانوي ،معهد
،جامعة).
الفرضية الثانية :ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل تبعا لمتغير الجنس( ذكور – إناث).
الفرضية الثالثة :ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل تبعا لمتغير الحالة االجتماعية ( عازب -متزوج).
الفرضية الرابعة :ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل تبعا لمتغير المستوى التعليمي (ثانوي ،معهد ،جامعة).
الفرضية الخامسة :ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
على الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية تبعا لمتغير الجنس( ذكور– إناث).
الفرضية السادسة :ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
على الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية تبعا لمتغير الحالة االجتماعية (عازب -متزوج).
الفرضية السابعة :ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
على الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية تبعا لمتغير المستوى التعليمي (ثانوي ،معهد ،
جامعة).
سادسا :منهج الدراسة و خطواته:
اعتمد في الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي ،إذ يفيد المنهج الوصفي في رصد ظاهرة
الدراسة كما توجد في الواقع ،ويهتم بوصفها وصفا دقيقا من خالل التعبير النوعي الذي يصف
الظاهرة ويوضح خصائصها ،أو التعبير الكمي الذي يعطي وصفا رقميا يوضح مقدار أو حجم
الظاهرة( ميالد والشماس.)86 ،2012 ،
ويتمثل المنهج الوصفي التحليلي بإعداد أدوات الدراسة و تحكيمها ،واختيار عينات لها نفس
خصائص العينة األساسية ،إلجراء الدراسة الالزمة لحساب مؤشرات الصدق والثبات ،وأيضا
اختيار عينة تطبيق المقياسين عليها لإلجابة على سؤال الدراسة و فرضيات الدراسة ،وتحليل
النتائج باستخدام الحزمة اإلحصائية وتفسير ما توصلت إليه.
7
التعريف مبوضوع الدراسة الفصل االول
8
التعريف مبوضوع الدراسة الفصل االول
و تعرفه شقير ( :)2005بأنه خلل أو اضطراب نفسي المنشأ ،ينجم عن خبرات ماضية غير
سارة ،مع تشويه وتحريف إدراكي معرفي للواقع وللذات من خالل استحضار للذكريات والخبرات
الماضية غير السارة ،و تضخيم السلبيات ودحض لإليجابيات الخاصة بالذات والواقع ،تجعل
صاحبها في حالة من التوتر وعدم األمن ،مما قد يدفعه لتدمير الذات والعجز الواضح وتعميم
الفشل وتوقع الكوارث ،و تؤدي إلى حالة من التشاؤم من المستقبل ،وقلق التفكير به ،والخوف
من المشكالت االجتماعية واالقتصادية المستقبلية المتوقعة ،واألفكار الوسواسية وقلق الموت
واليأس ( شقير .)5 ،2005،وهو التعريف الذي تبنته الباحثة.
أما إجرائي ا فهو :الدرجة الكلية التي يحصل عليها المفحوص من خالل أدائه على مقياس قلق
المستقبل بمجاالته اآلتية :المجال االجتماعي ،مجال الموت ،مجال العمل ،المجال
االقتصادي ،المجال االنساني.
-الصالبة النفسية:)Psychological Hardiness( :
تعرفها كوباز( )Kobasa,1997,1بأنها :سمة رئيسية من سمات الشخصية تتمثل في اعتقاد
عام لدى الفرد في فاعليته وقدرته على استثمار كل المصادر النفسية والبيئية المتاحة؛ كي يدرك
بفاعلية أحداث الحياة الضاغطة والشاقة إدراكا غير محرف أو مشوه؛ ويفسرها بواقعية
وموضوعية ومنطقية ويتعايش معها على نحو إيجابي ،وتتضمن ثالثة أبعاد هي :االلتزام،
التحكم ،التحدي .وهو التعريف الذي تبنته الباحثة.
أما إجرائي ا فهي :الدرجة الكلية التي يحصل عليها أفراد عينة الدراسة على مقياس الصالبة
النفسية بأبعاده الثالثة (االلتزام ،التحكم ،التحدي).
-المراكز اإليوائية :asylum centresعبارة عن مبنى واحد أو أكثر مجهز لإلقامة الداخلية
يبقى بها األفراد الذين هجروا نتيجة الظروف الصعبة والتي حالت بينهم وبين بقائهم في منازلهم،
ويتوفر فيها جهاز إداري مكون في بعض األحيان من المدير وعدد من األخصائيين النفسيين
واالجتماعيين والمشرفين اإلداريين (عياش.)7 ،2009 ،
9
التعريف مبوضوع الدراسة الفصل االول
وتعرف الباحثة شباب مراكز اإليواء :بأنهم الشباب ما بين ( )18و ( ،)30ويقيمون في مراكز
اإليواء وهذه المراكز مجهزة لإلقامة الداخلية إليواء المحرومين من منازلهم بسبب تهدمها أو
تهجيرهم منها ،وهذا تبعا للعينة المستهدفة في البحث الحالي.
الثاني عشر -القوانين اإلحصائية المستخدمة في معالجة البيانات:
استخدمت الباحثة في الدراسة السيكومترية لمقياس قلق المستقبل و في تحليل نتائج سؤال الدراسة
وفرضياتها البرنامج الحاسوبي ( ،)Spssحيث استخدمت مايلي:
.1معامل االرتباط بيرسون Pearsonلحساب صدق وثبات أداة الدراسة ،ومعادلة ألفا كرونباخ
ومعامل ثبات التجزئة النصفية باستخدام معادلة سبيرمان -براون لحساب ثبات أداة الدراسة.
.2استخدمت الباحثة اختبار تحليل االنحدار الخطي لإلجابة عن سؤال الدراسة المتعلق بالقدرة
التنبؤية.
10
الدراسات السابقة الفصل الثاني
الفصل الثاني:
11
الدراسات السابقة الفصل الثاني
الفصل الثاني:
الدراسات السابقة
الستكماؿ خطوات ىذه الدراسة مف الياـ استعراض بعض الدراسات في مجاؿ متغيرات
البحث الراىف ،لالستفادة مف نتائجيا في الدراسة الحالية ،ولتنطمؽ الباحثة مف حيث انتيت تمؾ
الدراسات ،ولتتعرؼ عمى مراجع ومصادر أخرى تغني دراستيا وتوفر الوقت ،مف خالؿ عرض
ٍ
عدد مف الدراسات المحمية والعربية واألجنبية السابقة التي تتعمؽ بموضوع الدراسة.
أولً -الدراسات الخاصة بقمق المستقبل:
أ .الدراسات المحمية.
-1دراسة سعود ( )2005سورية:
عنوان الدراسة :قمق المستقبل وعالقته بسمتي التفاؤل والتشاؤم
أهداف الدراسة :تعرؼ العالقة بيف قمؽ المستقبؿ وسمتي التفاؤؿ والتشاؤـ.
عينة الدراسة :تكونت مف ( )2284طالباً وطالبة منيـ ( )1041طالباً و ( )1283طالبة مف
طالب جامعة دمشؽ.
أدوات الدراسة :تـ استخداـ مقياس قمؽ المستقبؿ مف إعداد الباحثة ،ومقياس الكويت لمقمؽ إعداد
أحمد عبد الخالؽ ،ومقياس سمة القمؽ لسبيمبرجر ترجمة و إعداد أحمد عبد الخالؽ ،ومقياس
األمؿ إعداد سنايدر.
نتائج الدراسة :أظيرت الدراسة النتائج التالية:
-وجود عالقة ذات داللة إحصائية بيف قمؽ المستقبؿ ودخؿ األسرة ،كمما ارتفع الدخؿ انخفض قمؽ
المستقبؿ.
-وجود ارتباط بيف قمؽ المستقبؿ والمتغيرات النفسية اآلتية (التفاؤؿ ،التشاؤـ ،األمؿ)
-ارتفاع نسبة قمؽ المستقبؿ عند اإلناث مقارنة مع الذكور.
-انخفاض درجة قمؽ المستقبؿ مع التقدـ بالعمر.
-وجود عالقة ارتباطية موجبة دالة إحصائياً بيف األفكار الالعقالنية وقمؽ المستقبؿ.
-2دراسة أحمد ( ،)2014سورية:
عنوان الدراسة :قمق المستقبل وعالقته بتقدير الذات لدى عينة من طمبة جامعة دمشق ،عينة
الدراسة 630 :طالبا وطالبة مف طمبة السنة األولى واألخيرة مف كميتي التربية والعموـ قسمي عمـ
النفس والكيمياء
أهداف البحث :التعرؼ عمى نسبة انتشار قمؽ المستقبؿ لدى أفراد العينة ،و معرفة أكثر أبعاد
قمؽ المستقبؿ شيوعا لدى أفراد عينة البحث،
12
الدراسات السابقة الفصل الثاني
أدوات البحث :مقياس قمؽ المستقبؿ مف إعداد ناىد سعود ،2005مقياس تقدير الذات مف إعداد
الباحثة.
نتائج البحث:
-نسبة انتشار قمؽ المستقبؿ لدى طمبة جامعة دمشؽ قسمي عمـ النفس والكيمياء بمغ
(.)%57.63
-وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بيف قمؽ المستقبؿ وتقدر الذات لدى أفراد العينة
-وجود فروؽ ذات داللة إحصائية في متوسط درجات أفراد العينة عمى مقياس قمؽ المستقبؿ تبعا
لمتغير الجنس و لصالح الذكور ،و كذلؾ تبعا لمتغير التخصص الدراسي لصالح قسـ عمـ
النفس،وتبعا لمتغير السنة الدراسية لصالح السنة األخيرة،و تبعا لمتغير المستوى االقتصادي
لصالح المستوى المنخفض ،وتبعا لمتغير الحالة االجتماعية لصالح المتزوجيف.
-وجود فروؽ ذات داللة إحصائية في متوسط درجات أفراد العينة عمى تقدير الذات تبعا لمتغير
الجنس ولصالح اإلناث ،وتبعا لمتغير التخصص الدراسي لصالح الكيمياء ،وتبعا لمتغير السنة
الدراسية لصالح السنة األولى ،وتبعا لممستوى االقتصادي لصالح المستوى المرتفع ،و تبعا لمتغير
الحالة االجتماعية لصالح العازبيف.
الدراسات العربية: ب-
-1دراسة السبعاوي ( )2006العراق :
عنوان الدراسة:قمق المستقبل لدى طمبة كمية التربية وعالقته بالجنس والتخصص الدراسي.
أهداف الدراسة :التعرؼ عمى مستوى قمؽ المستقبؿ لدى طمبة كمية التربية بشكؿ عاـ ،والتعرؼ
عمى العالقة بيف قمؽ المستقبؿ و متغيري الجنس والتخصص الدراسي ( عممي وانساني) لدى
أفراد العينة.
عينة الدراسة :تكونت عينة الدراسة مف ( )578طالبا وطالبة مف طمبة كمية التربية.
أدوات الدراسة :استخدمت الباحثة مقياس ( الخالدي )2002،لقمؽ المستقبؿ
نتائج الدراسة :توصمت الدراسة إلى النتائج التالية:
-وجود مستوى ٍ
عاؿ مف قمؽ المستقبؿ لدى أفراد العينة.
-وجود عالقة ارتباطية دالة بيف قمؽ المستقبؿ ومتغير الجنس لصالح اإلناث.
-وجود عالقة ارتباطية غير دالة بيف قمؽ المستقبؿ ومتغير التخصص لصالح التخصص العممي.
-2دراسة القاضي ( ،)2009غزة:
عنوان الدراسة :قمق المستقبل وعالقته بصورة الجسم ومفهوم الذات لدى حالت البتر بعد
الحرب عمى غزة.
13
الدراسات السابقة الفصل الثاني
أهداف الدراسة :التعرؼ عمى قمؽ المستقبؿ وعالقتو بصورة الجسـ ومفيوـ الذات لدى حاالت
البتر بعد الحرب عمى غزة وتأثير بعض المتغيرات ( الجنس ،الحالة االجتماعية ،وجود أبناء أـ
ال ،مكاف البتر ،سبب البتر ومدة اإلصابة)
عينة الدراسة :تـ تطبيؽ الدراسة عمى ( )250مف األفراد مبتوري األطراؼ.
أدوات الدراسة :تـ تطبيؽ مقاييس قمؽ المستقبؿ و مفيوـ الذات و صورة الجسـ مف إعداد
الباحثة.
نتائج الدراسة:
-وجود عالقة ذات داللة إحصائية بيف قمؽ المستقبؿ وصورة الجسـ لدى حاالت البتر بعد
الحرب عمى غزة.
-وجود عالقة ذات داللة إحصائية بيف قمؽ المستقبؿ ومفيوـ الذات لدى حاالت البتر بعد
الحرب عمى غزة.
-عدـ وجود فروؽ ذات داللة إحصائية في قمؽ المستقبؿ تعزى لمتغيرات الجنس و الحالة
االجتماعية ووجود األبناء ومكاف البتر وسبب البتر وكذلؾ مدة اإلصابة.
-3دراسة الطاهر(،)2010الجزائر.
عنوان الدراسة :مصادر الضغوط النفسية كما يدركها الطمبة الجامعيين وعالقتها بقمق
المستقبل دراسة مقارنة عمى عينة مف طمبة جامعة األغواط.
أهداف الدراسة :معرفة طبيعة العالقة بيف مصادر الضغوط النفسية وقمؽ المستقبؿ لدى طمبة
التخرج ،كما ىدفت تحديد الفروؽ بيف الطمبة والطالبات في قمؽ المستقبؿ.
عينة الدراسة :بمغ تعداد العينة ( )120طالب وطالبة أعمارىـ بيف ( )37 -20سنة .أدوات
الدراسة :مقياس قمؽ المستقبؿ ومقياس األحداث الحياتية الضاغطة إعداد زينب شقير.
نتائج الدراسة :أشارت النتائج إلى وجود عالقة بيف مصادر الضغوط النفسية وقمؽ المستقبؿ
وعدـ وجود فروؽ بيف الجنسيف وبيف ذوي التخصصات العممية واألدبية في قمؽ المستقبؿ.
-4دراسة محمد ( ،)2010العراق:
عنوان الدراسة :قمق المستقبل عند الشباب وعالقته ببعض المتغيرات
أهداف الدراسة :قياس مستوى قمؽ المستقبؿ عند الشباب والتعرؼ عمى الفروؽ بينيـ وفؽ
متغيرات العمر ،والجنس ،و الحالة االجتماعية ،والمينة.
عينة الدراسة )151( :شابا وشابة و الذيف تتراوح أعمارىـ مف (.)30 -18
أدوات الدراسة :اعتمدت الدراسة عمى مقياس قمؽ المستقبؿ الذي أعدتو ( مسعود)2006 ،
14
الدراسات السابقة الفصل الثاني
نتائج الدراسة :أشارت النتائج إلى :أف لدى العينة مستوى عاؿ مف قمؽ المستقبؿ ،ىناؾ فروؽ
ذات داللة إحصائية في مستوى قمؽ المستقبؿ وفؽ الحالة االجتماعية لصالح غير المتزوجيف،
وليس ىناؾ فروؽ دالة وفقا لمتغير المينة.
-5دراسة جبر ( ،)2012غزة:
عنوان الدراسة:العوامل الخمسة الكبرى لمشخصية وعالقتها بقمق المستقبل لدى طمبة الجامعات
الفمسطينية بمحافظات غزة.
أهداف الدراسة :التعرؼ عمى العالقة بيف العوامؿ الكبرى لمشخصية وقمؽ المستقبؿ ،التعرؼ
عمى مستوى قمؽ المستقبؿ لدى أفراد عينة الدراسة ،الكشؼ عف الفروؽ في مستوى قمؽ المستقبؿ
لدى أفراد عينة الدراسة تبعا لمتغيرات( الجنس ،الجامعة ،المستوى الدراسي ،التخصص)
عينة الدراسة :تكونت مف ( )800طالب و طالبة 409 ( ،ذكور 391 ،إناث) مف جامعتي
األزىر واألقصى في محافظات غزة.
أدوات الدراسة :مقياس العوامؿ الخمسة الكبرى لمشخصية مف إعداد كوستا وماكري (،)1992
تعريب األنصاري ( ،)1997مقياس قمؽ المستقبؿ مف إعداد الباحث.
نتائج الدراسة :توصمت الدراسة إلى :وجود مستوى متوسط مف قمؽ المستقبؿ لدى أفراد العينة،
وجود فروؽ دالة إحصائيا في مستوى قمؽ المستقبؿ تبعا لمتتغير الجنس ولصالح اإلناث ،عدـ
وجود فروؽ في مستوى قمؽ المستقبؿ تعزى لمتغيرات الجامعة و المستوى الدراسي )
-6دراسة القرشي ( ،) 2012السعودية:
عنوان الدراسة :الدافع لإلنجاز وعالقته بقمق المستقبل لدى عينة من طالب جامعة أم القرى.
أهداف الدراسة :التحقؽ مف وجود عالقة بيف الدافع لالنجاز وقمؽ المستقبؿ ،التحقؽ مف وجود
فروؽ في الدافع لالنجاز لدى طالب الجامعة طبقاً لكؿ مف ػ المستوى الدراسي (أوؿ ػ رابع) ػ
التخصص (عممي /أدبي) ،التحقؽ مف وجود فروؽ في قمؽ المستقبؿ لدى طالب الجامعة طبقاً
لكؿ مف ػ المستوى الدراسي (أوؿ ػ رابع) ػ التخصص (عممي /أدبي) ،إمكانية التنبؤ بقمؽ
المستقبؿ مف خالؿ الدافع لالنجاز لدى طالب الجامعة.
عينة الدراسة :تكونت مف ( )300طالباً مف الكميات العممية و ( )150طالباً مف الكميات
النظرية بجامعة أـ القرى.
أدوات الدراسة :تـ استخداـ مقياس الدافع لالنجاز إعداد د .موسى ( )1981مع إجراء بعض
التعديالت ليتناسب مع العينة ،مقياس قمؽ المستقبؿ إعداد أ.د شقير( )2005مع إجراء بعض
التعديالت ليتناسب مع العينة.
15
الدراسات السابقة الفصل الثاني
نتائج الدراسة :توصمت الدراسة إلى أف مستوى قمؽ المستقبؿ لدى طالب جامعة أـ القرى
مرتفعاً ،وعدـ وجود فروؽ دالة إحصائياً بيف متوسطات درجات قمؽ المستقبؿ تبعا لكؿ مف
متغيري التخصص والمستوى الدراسي ،باإلضافة إلى إمكانية التنبؤ بقمؽ المستقبؿ مف خالؿ
الدافع لالنجاز فكمما زاد الدافع لالنجاز زاد معو القمؽ تجاه المستقبؿ.
-7دراسة المومني ونعيم ( ، )2013األردن :
عنوان الدراسة :قمق المستقبل لدى طمبة المجتمع في منطقة الجميل في ضوء بعض
المتغيرات.
هدف الدراسة :الكشؼ عف مستوى قمؽ المستقبؿ لدى كميات المجتمع في منطقة الجميؿ.
عينة الدراسة:تكونت العينة مف ( )439طالباً وطالبة ،منيـ ( )207ذكور ،و ( )232إناث.
أدوات الدراسة :استخدـ مقياس قمؽ المستقبؿ مف إعداد الباحثيف.
نتائج الدراسة :اتضح بأف مستوى قمؽ المستقبؿ لدى أفراد العينة كاف مرتفعاً ،حيث جاء المجاؿ
االقتصادي في المرتبة األولى و بدرجة مرتفعة ،في حيف جاء المجاؿ األسري في المرتبة األخيرة
وبدرجة مرتفعة أيضاً ،وجود فروؽ دالة إحصائياً في مستوى قمؽ المستقبؿ الكمي تعزى الختالؼ
الجنس لصالح الذكور،عدـ وجود فروؽ دالة إحصائيا في مستوى قمؽ المستقبؿ تعزى لمتغير
المستوى الدراسي.
-8دراسة حبيب ( ،)2013العراق:
عنوان الدراسة :قمق المستقبل وعالقته بمستوى الطموح لدى طمبة جامعة البصرة.
أهداف الدراسة :الكشؼ عف العالقة بيف قمؽ المستقبؿ ومستوى الطموح لدى طمبة جامعة
البصرة ،ومستوى قمؽ المستقبؿ و مستوى الطموح لدى تمؾ العينة.
عينة الدراسة :تكونت عينة الدراسة مف ()100طالب وطالبة مف جامعة البصرة.
أدوات الدراسة :اعتمدت الدراسة عمى مقياس قمؽ المستقبؿ إعداد( السبعاوي ،)2007،ومقياس
مستوى الطموح إعداد (الحياوي.)2007 ،
نتائج الدراسة:
-وجود قمؽ المستقبؿ لدى أفراد العينة.
-وجود عالقة ضعيفة بيف قمؽ المستقبؿ ومستوى الطموح.
-9دراسة عمي ( ،)2013مصر :
عنوان الدراسة :قمق المستقبل الزواجي وعالقته بالذكاء الوجداني وبعض المتغيرات الديمغرافية
لدى عينة من طمبة الجامعة.
16
الدراسات السابقة الفصل الثاني
هدف الدراسة :معرفة معاناة أفراد العينة مف قمؽ المستقبؿ الزواجي ،وطبيعة العالقة بيف قمؽ
المستقبؿ الزواجي والذكاء الوجداني ،ومعرفة الفروؽ بيف الجنسيف في قمؽ المستقبؿ الزواجي تبعاً
لنوع التخصص ،والسكف.
عينة الدراسة :تكونت العينة مف 180طالبا وطالبة بجامعة المنيا.
أدوات الدراسة :استخدـ الباحث مقياس قمؽ المستقبؿ الزواجي مف إعداده.
نتائج الدراسة :أسفرت الدراسة عف وجود عالقة ارتباطية سالبة بيف قمؽ المستقبؿ الزواجي
والذكاء العاطفي ،ووجود فروؽ دالة إحصائياً بيف الجنسيف في قمؽ المستقبؿ الزواجي لصالح
اإلناث ،كذلؾ وجود فروؽ دالة إحصائياً في قمؽ المستقبؿ الزواجي لصالح التخصص األدبي،
وكذلؾ ووجود فروؽ دالة إحصائياً بيف الجنسيف تبعاً لمكاف السكف في قمؽ المستقبؿ الزواجي
لصالح المقيميف في المدينة.
-10دراسة الحربي ( ،)2014السعودية:
عنوان الدراسة :القمق من المستقبل وعالقته بتقدير الذات ومستوى الطموح لدى طالبات
المرحمة الثانوية في مدينة الرياض.
أهداف الدراسة:التعرؼ عمى عالقة قمؽ المستقبؿ بتقديرالذات لدى طالبات المرحمة الثانوية في
مدينة الرياض ،التعرؼ عمى عالقة قمؽ المستقبؿ بمستوى الطموح لدى طالبات المرحمة الثانوية
في مدينة الرياض ،معرفة الفروؽ بيف آراء عينة الدراسة تجاه متغيرات الدراسة تبعاً الختالؼ
متغيراتيـ االجتماعية.
عينة الدراسة :بمغت ( )520طالبة مف عشرة مدارس.
أدوات الدراسة :مقياس مستوى الطموح لدى الشباب إعداد آماؿ عبد السميع مميجي (،)2004
مقايس قمؽ المستقبؿ مف إعداد زينيب شقير( ،)2005مقياس تقدير الذات إعداد مجدي الدسوقي
(.)2000
نتائج الدراسة :وجود عالقة دالة سالبة بيف الدرجة الكمية لقمؽ المستقبؿ وتقدير الذات لدى
طالبات المرحمة بمدينة الرياض ،وجود عالقة إحصائية دالة موجبة بيف الدرجة الكمية لقمؽ
المستقبؿ ومستوى الطموح لدى طالبات المرحمة بمدينة الرياض ،عدـ وجود فروؽ في متوسط
درجات قمؽ المستقبؿ بيف طالبات المرحمة الثانوية وفقاً لمتغيري تعميـ األب /األـ و المستوى
االقتصادي.
-11دراسة الزعالن ( ،)2015غزة:
عنوان الدراسة :قمق المستقبل وعالقته بسمات الشخصية لدى األطفال مجهولي النسب في
مؤسسات اإليواء والمحتضنين لدى األسر البديمة،
17
الدراسات السابقة الفصل الثاني
أهداف الدراسة :تعرؼ العالقة بيف قمؽ المستقبؿ وسمات الشخصية لدى األطفاؿ مجيولي
النسب في مؤسسات اإليواء والمحتضنيف لدى األسر البديمة ،والكشؼ عف مستوى قمؽ المستقبؿ
وسمات الشخصية لدى األطفاؿ مجيولي النسب وعالقتو ببعض المتغيرات.
عينة الدراسة :تكونت مف ( )30طفؿ وطفمة تراوحت أعمارىـ مابيف ( )16-9متواجدوف في
مؤسسات اإليواء وفي األسر البديمة في محافظة غزة.
أدوات الدراسة :مقياس قمؽ المستقبؿ مف إعداد الباحثة ،ومقياس سمات الشخصية مف إعداد
ممدوحة سالمة،
نتائج الدراسة:
أظيرت النتائج التالية :لدى أفراد العينة مستوى عالي مف قمؽ المستقبؿ ،عدـ وجود فروؽ في
قمؽ المستقبؿ لدى العينة تعزى لمجنس و الجية الحاضنة ،وجود فروؽ في قمؽ المستقبؿ تعزى
لممستوى التعميمي لصالح أطفاؿ المرحمة الثانوية ،عدـ وجود فروؽ في سمات الشخصية تعزى
لمجنس والجية الحاضنة والمستوى التعميمي ،في حيف وجدت فروؽ في سمتي العدواف وعدـ
التجاوب االنفعالي لصالح األطفاؿ الذيف يقيموف في مؤسسات اإليواء.
-12دراسة قمر ( )2015السودان :
عنوان الدراسة :تقدير الذات وعالقته بالسموك العدواني وقمق المستقبل وبعض المتغيرات
الديموغرافية
أهداف الدراسة :الكشؼ عف تقدير الذات وعالقتو بالسموؾ العدواني وقمؽ المستقبؿ وببعض
المتغيرات الديموغرافية لدى طالب جامعة دنقال.
عينة الدراسة :بمغ ( )277طالباً مف جامعة دنقال
أدوات الدراسة:مقياس تقدير الذات إعداد بروس آىير ( ،)R Hare,Pruce 1985مقياس
السموؾ العدواني إعداد الباحث ،مقياس قمؽ المستقبؿ إعداد ( محمد عبد التواب وسيد عبد
العظيـ .)2005
نتائج الدراسة :وجود عالقة دالة إحصائيا بيف جميع أبعاد تقدير الذات وأبعاد السموؾ العدواني
لدى أفراد عينة الدراسة.
-عدـ وجود فروؽ دالة إحصائيا بيف الذكور واإلناث في أبعاد تقدير الذات.
-وجود عالقة دالة إحصائيا بيف وظيفة ولي األمر ومستواه التعميمي عمى مقياس تقدير الذات
لدى أفراد عينة الدراسة.
-وجود عالقة دالة إحصائيا بيف قمؽ المستقبؿ والسموؾ العدواني لدى أفراد عينة الدراسة.
18
الدراسات السابقة الفصل الثاني
-وجود فروؽ دالة إحصائيا بيف أفراد عينة الدراسة في قمؽ المستقبؿ حسب متغير الجنس
لصالح الذكور.
ج -الدراسات األجنبية:
-1دراسة بولنسكي ) ،( Bolanowski , 2005بولندا.
Anxiety About Professional Future Among Young Doctors
عنوان الدراسة:القمق بشأن المستقبل المهني بن األطباء الشباب.
أهداف الدراسة :التعرؼ إلى القمؽ تجاه المستقبؿ الميني لدى طمبة كميات الطب بولندا.
عينة الدراسة :تكونت مف ( )992طالب وطالبة في السنة األخيرة بكميات الطب في بولندا
.أدوات الدراسة :إستبانة لقياس قمؽ المستقبؿ مف إعداد الباحث.
نتائج الدراسة :أشارت إلى ( )%81مف طمبة كميات الطب كاف مستوى القمؽ لدييـ مرتفع وعدـ
وجود فروؽ ذات داللة إحصائية في مستويات القمؽ تعزى إلى كؿ مف الجنس ،المستوى
التعميمي لموالديف ،وجود شريؾ في الحياة (زوج ،زوجة) و لـ تجد عالقة بيف مستوى القمؽ
ودرجات الطمبة (التحصيؿ األكاديمي) ومستوى المعمومات النظرية والميارات العممية الطبية.
-2دراسة أيزنك وبيني وسانتوس ( )Eysenk, Payne & Santos, 2006بريطانيا :
Anxiety and Depression: past, present, and future events.
عنوان الدراسة :القمق والكتئاب :أحداث الماضي والحاضر ،والمستقبل.
عينة الدراسة :تكونت مف مجموعة مف المراىقيف تراوحت أعمارىـ مف ()13- 17عاماً،
ومجموعة مف الشباب تراوحت أعمارىـ مف ( )18- 29ومجموعة أخرى في سف الثالثينات.
أدوات الدراسة :مقياس القمؽ واالكتئاب مف إعداد الباحثيف.
نتائج الدراسة :أظيرت النتائج أف شعور القمؽ مرتبط باألحداث المتوقع حدوثيا في المستقبؿ
عف تمؾ التي حدثت في الماضي.
-3دراسة أري (، )Ari ,2011تركيا.
Concern the future and identity and psychological patterns of
empathy among the students of senior secondary schools and
.colleges
عنوان الدراسة :قمق المستقبل والهوية النفسية وانماط التعاطف لدى طمبة المدارس الثانوية
العميا والكميات.
عينة الدراسة :طبقت الدراسة عمى بمغت ( 1525طالباً وطالبة)
19
الدراسات السابقة الفصل الثاني
نتائج الدراسة :أىميا :أف ىناؾ فروؽ جوىرية في قمؽ المستقبؿ وفقا لمجنس لصالح اإلناث،
واختالفات بيف بعدي االستكشاؼ وااللتزاـ في ضوء الحميمية والقمؽ مف المستقبؿ.
ثانياً -الدراسات الخاصة بالصالبة النفسية:
أ -الدراسات المحمية:
-1دراسة نصر ( ،)2012سورية:
عنوان الدراسة :استراتيجية مواجهة مشكالت العمل وعالقتها بالصالبة النفسية و األمن
النفسي.
أهداف الدراسة :تعرؼ مستوى الصالبة النفسية و األمف الوظيفي لدى عينة الدراسة تبعاً لمتغير
المستوى الوظيفي والميني ،ومعرفة العالقة بيف استراتيجيات مواجية مشكالت العمؿ و مستوى
الصالبة النفسية ،والفروؽ عمى مقياس الصالبة تبعاً لمتغيرات الجنس ،المستوى الوظيفي
والميني ،العمر الوظيفي الميني.
عينة الدراسة :تكونت مف ( )404مدير و مديرة ،وفؽ المستوى الوظيفي لإلدارات.
أدوات الدراسة :مقياس مشكالت العمؿ ،مقياس استراتيجيات مواجية مشكالت العمؿ ،مقياس
الصالبة النفسية ومقياس األمف الوظيفي.
نتائج الدراسة :أف لمصالبة دور داؿ في استراتيجيات حؿ المشكالت ،حيث يمكف التنبؤ
باستراتيجية حؿ المشكالت ألفراد العينة مف خالؿ معرفة درجة الصالبة النفسية لدييـ ،وأف
ىناؾ عالقة ارتباطية بيف استراتيجيات مواجية المشكالت والصالبة النفسية لدى عينة الدراسة،
ولـ توجد فروؽ تبعاً لمتغير الجنس والمستوى الوظيفي والعمر الوظيفي الميني لدى عينة
الدراسة.
ب -الدراسات العربية:
-1دراسة المفرجي والشهري ( ،)2008السعودية:
عنوان الدراسة :الصالبة النفسية واألمن النفسي لدى عينة من طالب الجامعة.
أهداف الدراسة :التعرؼ عمى الفروؽ في الصالبة النفسية لدى أفراد عينة الدراسة تبعاًلمتغير
الجنس والتخصص الدراسي والسنة الدراسية.
عينة الدراسة :تكونت مف ( )459طالبا وطالبة.
أدوات الدراسة :مقياس الصالبة النفسية مف إعداد ليكونف ويتز -ترجمة حمادة وعبد المطيؼ.
نتائج الدراسة :أشارت إلى النتائج اآلتية:
-وجود ارتباط موجب داؿ إحصائيا بيف الصالبة النفسية واألمف النفسي لدى أفراد العينة
20
الدراسات السابقة الفصل الثاني
-عدـ وجود فروؽ دالة إحصائيا بيف متوسطات أفراد عينة الدراسة في الصالبة النفسية تبعا
لمتغيرات التخصص الدراسي والجنس والسنة الدراسية.
-2دراسة السيد ( ،)2012السعودية:
عنوان الدراسة :الصالبة النفسية والمساندة الجتماعية والكتئاب لدى عينة من طالب المرحمة
الثانوية.
أهداف الدراسة :التحقؽ مف وجود فروؽ في كؿ مف الصالبة النفسية والمساندة االجتماعية
واالكتئاب تبعا لمتغير التخصص الدراسي.
عينة الدراسة )412( :طالبا وطالبة.
أدوات الدراسة :مقياس الصالبة النفسية مف إعداد مخيمر ( ،)2011مقياس المساندة االجتماعية
مف إعداد الباحث ،مقياس االكتئاب مف إعداد الدليـ وآخروف()1993
نتائج الدراسة :ال توجد فروؽ دالة إحصائيا بيف متوسطات درجات طالب المرحمة الثانوية عمى
مقياس الصالبة النفسية تبعا لمتغير التخصص الدراسي.
-3دراسة النجار والطالع ( ،)2012فمسطين:
عنوان الدراسة :الصالبة النفسية وعالقتها بالتوافق المهني لدى األكاديميين العاممين في
الجامعات الفمسطينية في قطاع غزة.
أهداف الدراسة :معرفة العالقة بيف الصالبة النفسية والتوافؽ الميني تبعا لبعض المتغيرات.
عينة الدراسة )200( :محاضر مف العامميف بالجامعات الفمسطينية بقطاع غزة.
أدوات الدراسة :مقياس الصالبة النفسية والتوافؽ الميني مف إعداد الباحثيف
نتائج الدراسة :أشارت النتائج إلى تمتع األكاديمييف في جامعات قطاع غزة بدرجة متوسطة مف
الصالبة النفسية ودرجة عالية في التوافؽ الميني ،عدـ وجود فروؽ دالة لدى أفراد العينة عمى
مقياس الصالبة النفسية تبعاً لمتغيرات( الجنس ،الجامعة)
وعدـ وجود فروؽ دالة لدى أفراد العينة عمى مقياس التوافؽ الميني تبعاً لمتغيرات( الجنس،
الجامعة)
-4دراسة أبو حسين ( ،)2012غزة:
عنوان الدراسة :الصالبة النفسية واألمل وعالقتهما باألعراض السيكوسوماتية لدى األمهات
المدمرة منازلهن في محافظة شمال غزة.
أهداف الدراسة :تيدؼ إلى محاولة التعرؼ عمى مستوى كؿ مف الصالبة النفسية واألمؿ
وعالقتيما باألعراض السيكوسوماتية لدى األميات المدمرة منازليف في غزة ،والتعرؼ عمى
21
الدراسات السابقة الفصل الثاني
الفروؽ بيف متوسطات درجات الصالبة واألمؿ واألعراض السيكوسوماتية تبعا لمتغيرات :العمر،
التعميـ ،والمستوى االقتصادي ،العمؿ ،حجـ األسرة.
عينة الدراسة )217( :مف األميات المدمرة منازليف.
أدوات الدراسة :مقياس الصالبة النفسية مف إعداد الباحثة ،ومقياس األمؿ مف إعداد الباحثة،
مقياس األعراض السيكوسوماتية مف إعداد الباحثة.
نتائج الدراسة:
-ارتفاع مستوى الصالبة النفسية لدى أفراد العينة وبمغ ()%74.7
-مستوى األعراض السيكوسوماتية لدى أفراد العينة بمغ ()%60.4
-وجود عالقة سالبة دالة بيف كؿ مف الصالبة النفسية واألعراض السيكوسوماتية لدى أفراد عينة
الدراسة.
-وجود عالقة سالبة دالة بيف كؿ مف األمؿ واألعراض السيكوسوماتية لدى أفراد عينة الدراسة.
-وجود فروؽ في مستوى الصالبة النفسية تبعا لمعمر.
-5دراسة العبدلي ( ،)2012السعودية:
عنوان الدراسة :الصالبة النفسية وعالقتها بأسايب مواجهة الضغوط النفسية لدى عينة من
طالب المرحمة الثانوية المتفوقين دراسيا والعاديين بمدينة مكة المكرمة.
أهداف الدراسة :التعرؼ عمى مستوى الصالبة النفسية لدى طالب المرحمة الثانوية المتفوقيف
دراسيا والعادييف ،ومعرفة العالقة بيف الصالبة النفسية وأساليب مواجية الضغوط ،ودراسة الفروؽ
بيف الطالب المتفوقيف والعادييف في الصالبة النفسية و في أساليب مواجية الضغوط النفسية.
عينة الدراسة )200( :طالباً مف طالب التعميـ الثانوي.
أدوات الدراسة :مقياس الصالبة النفسية (إعداد مخيمر ،)2006 ،ومقياس اساليب مواجية
الضغوط النفسية( إعداد الياللي)2009،
نتائج الدراسة :بينت النتائج أف مستوى الصالبة النفسية أعمى لدى الطالب المتفوقيف ووجود
عالقة دالة إحصائيا بيف الصالبة النفسية بأبعادىا الثالثة وأساليب مواجية الضغوط ،وجود
فروؽ دالة إحصائيا بسف الطالب المتفوقيف والعادييف في الصالبة النفسية لصالح المتفوقيف،
وجود فروؽ دالة إحصائيا بيف المتفوقيف والعادييف في أساليب مواجية الضغوط النفسية لصالح
المتفوقيف.
-6دراسة العيافي ( ،)2012السعودية:
عنوان الدراسة:الصالبة النفسية وأحداث الحياة الضاغطة لدى عينة من الطالب األيتام
والعاديين بمدينة مكة المكرمة ومحافظة الميث.
22
الدراسات السابقة الفصل الثاني
أهداف الدراسة :دراسة الصالبة النفسية و أحداث الحياة الضاغطة لدى عينة مف األيتاـ
والعادييف بمدينة مكة.
عينة الدراسة )654( :طالباً وطالبة مف محافظة الميث.
أدوات الدراسة :مقياس الصالبة النفسية إعداد ،Yoonkin & Betz, 1996تعريب حمادة
وعبد المطيؼ ( ،)2002ومقياس الحياة الضاغطة إعداد زينب شقير.
نتائج الدراسة :وجدت عالقة ارتباطية بيف الصالبة النفسية وأحداث الحياة الضاغطة ،وعدـ
وجود فروؽ في الصالبة النفسية تبعاً لمتغير العمر والتخصص كما وجدت فروؽ في متغير
المرحمة الدراسية.
-7دراسة خنفر( ،)2013تونس:
عنوان الدراسة :الصالبة النفسية وعالقتها بمركز الضبط لدى الطالب الجامعي.
أهداف الدراسة :التعرؼ عمى العالقة االرتباطية بيف الصالبة و النفسية ومركز الضبط لدى
عينة الدراسة.
عينة الدراسة )107( :طالب جامعي مف جامعة قاصدي مرباح.
أدوات الدراسة :مقياس الصالبة النفسية ( إعداد مخيمر ،)2002استبياف مركز الضبط ( إعداد
أبي مولود )2008
نتائج الدراسة:
وجود عالقة ارتباطية دالة بيف الصالبة النفسية ومراكز الضبط لدى أفراد عينة الدراسة،عدـ
وجود فروؽ بيف افراد عينة الدراسة في الصالبة النفسية يعزى التخصص،وجود فروؽ بيف افراد
العينة في الصالبة النفسية تعزى لمتغير الجنس لصالح الذكور ،عدـ وجود فروؽ دالة بيف أفراد
عينة الدراسة في مركز الضبط تعزى لمجنس والتخصص الدراسي.
-8دراسة حنصالي ( ،)2013الجزائر:
عنوان الدراسة :إدارة الضغوط النفسية وعالقتها بسمتي الشخصية المناعية ( الصالبة النفسية
والتوكيدية) في ضوء الذكاء النفعالي لدى األساتذة الجامعيين
أهداف الدراسة :تفسير العالقة بيف الذكاء الوجداني بأبعاده وبيف إدارة الضغوط النفسية وسمتي
الشخصية المناعية.
عينة الد ارسة )140( :مف األساتذة الجامعييف لمياـ اإلدارة بجامعة محمد خيضر.
أدوات الدراسة :مقياس الذكاء الوجداني لعبد المنعـ الدردير( ،)2002وقائمة أساليب مواجية
الضغوط مف إعداد كارفر وشايبر( )1989ترجمة ( السيد ابراىيـ ،)2006ومقياس الصالبة
النفسية ومقياس التوكيدية مف إعداد الباحثة.
23
الدراسات السابقة الفصل الثاني
نتائج الدراسة:
وجود عالقة ارتباطية إيجابية بيف كؿ مف إدارة الضغوط النفسية والصالبة النفسية والتوكيدية
بالذكاء الوجداني لدى أفراد العينة،عدـ وجود فروؽ دالة بيف افراد العينة في الذكاء الوجداني
يعزى لمتغيري الجنس والتخصص.
-9دراسة القصبي ( ، )2014ليبيا:
عنوان الدراسة :مدى تمتع الشباب الجامعي بالصالبة النفسية في مواجهة بعض الضغوط
الحياتية المعاصرة.
أهداف الدراسة :التعرؼ عمى مستوى الصالبة النفسية لدى عينة مف طمبة قسمي المغة العربية و
االنجميزية بكمية اآلداب جامعة الزاوية ،والكشؼ عف الفروؽ في مستوى الصالبة النفسية لدى
أفراد عينة الدراسة تبعا لمتغيري ( الجنس ،والمستوى الدراسي) ،الكشؼ عف العالقة بيف الضغوط
الحياتية والصالبة النفسية لدى أفراد عينة الدراسة.
عينة الدراسة :بمغت ( )127طالبا وطالبة )55( ،ذكور و ( )72إناث.
أدوات الدراسة :مقياس الصالبة النفسية إعداد البيدقدار ( ،)2010مقياس الضغوط الحياتية
إعداد الباحثة.
نتائج الدراسة :أوضحت وجود مستوى ٍ
عاؿ مف الصالبة النفسية لدى افراد عينة الدراسة ،و عدـ
وجود فروؽ ذات داللة إحصائية بيف الذكور واإلناث عمى مقياس الصالبة النفسية ،و عدـ وجود
فروؽ ذات داللة إحصائية تبعا لمتغير المستوى الدراسي عمى مقياس الصالبة النفسية ،إضافة
إلى عدـ وجود عالقة ذات داللة إحصائية بيف الصالبة النفسية و الضغوط الحياتية لدى أفراد
عينة الدراسة.
-10دراسة الشهري ( ،)2015السعودية:
عنوان الدراسة :الصالبة النفسية وعالقتها بجودة الحياة لدى طمبة كمية التربية جامعة الدمام
أهداف الدراسة :التعرؼ عمى العالقة بيف الصالبة النفسية وجودة الحياة ،والكشؼ عف الفروؽ
في الصالبة النفسية تبعا لمتغيري الجنس والتخصص.
عينة الدراسة :تكونت عينة الدراسة مف ( )302طالبا )151( ،طالبا و ( )151طالبة.
أدوات الدراسة :تـ استخداـ مقياس الصالبة النفسية إعداد مخيمر ( ،)2012ومقياس جودة
الحياة إعداد منسي و كاظـ (.)2010
نتائج الدراسة :توصمت الدراسة إلى النتائج التالية:
-وجود مستوى عالي مف الصالبة النفسية لدى أفراد عينة الدراسة.
-وجود عالقة ارتباطية موجبة بيف الصالبة النفسية وجودة الحياة.
24
الدراسات السابقة الفصل الثاني
-وجود فروؽ دالة احصائيا في الصالبة النفسية لدى أفراد عينة الدراسة تبعا لمتغير الجنس
والتخصص.
-11دراسة الصياد والقطراوي ( ،)2015مصر:
عنوان الدراسة :الصالبة النفسية وعالقتها بإدراك أساليب الحرب النفسية بين الماهية والقياس
لدى سكان المناطق الحدودية في قطاع غزة.
أهداف الدراسة :معرفة مستوى الصالبة النفسية وادراؾ أساليب الحرب النفسية اإلسرائيمية لدى
سكاف المناطؽ الحدودية في قطاع غزة.
عينة الدراسة :تكونت مف ( )270أسرة .
أدوات الدراسة :مقياسا الصالبة النفسية وادراؾ أساليب الحرب النفسية مف إعداد الباحثيف.
نتائج الدراسة :أظيرت أف مستوى الصالبة النفسية لدى افراد عينة الدراسة يقع في مستوى جيد
( ،(%75.5وجود عالقة إيجابية بيف الصالبة النفسية وادراؾ أساليب الحرب النفسية بشكؿ عاـ،
ووجود فروؽ دالة إحصائيا في الصالبة النفسية تعزى لمتغير الحالة االجتماعية لصالح
المتزوجيف.
-12دراسة الزواهرة ( ،)2015السعودية:
عنوان الدراسة :العالقة بين الصالبة النفسية وقمق المستقبل ومستوى الطموح لدى طمبة
جامعة حائل بالسعودية.
أهداف الدراسة :التعرؼ عمى العالقة بيف الصالبة النفسية وقمؽ المستقبؿ ومستوى الطموح لدى
طمبة جامعة حائؿ.
عينة الدراسة :تكونت مف ( )400طالب وطالبة.
أدوات الدراسة مقياس الصالبة النفسية مف إعداد مخيمر ( ،)2002ومقياس قمؽ المستقبؿ إعداد
شقير ( ،)2005ومقياس مستوى الطموح لمرفاعي()2010
نتائج الدراسة :أظيرت وجود عالقة بيف الصالبة النفسية وقمؽ المستقبؿ وبيف مستوى الطموح
لدى أفراد عينة الدراسة ،وكذلؾ وجود فروؽ ذات داللة بيف استجابات الطمبة عمى الصالبة
النفسية وقمؽ المستقبؿ تعزى لمتغير الجنس لصالح الذكور ،وكذلؾ وجود فروؽ ذات داللة في
مستوى الصالبة النفسية تعزى لمتغير التخصص ولصالح التخصصات العممية ،وقمؽ المستقبؿ
لصالح التخصصات األدبية ،ووجود فروؽ بيف الصالبة النفسية وقمؽ المستقبؿ وبيف مستوى
الطموح لصالح السنة الرابعة.
25
الدراسات السابقة الفصل الثاني
26
الدراسات السابقة الفصل الثاني
27
الدراسات السابقة الفصل الثاني
28
الدراسات السابقة الفصل الثاني
29
الدراسات السابقة الفصل الثاني
-3المتغيرات :تشابيت الدراسة الحالية مع أغمب الدراسات السابقة مف حيث متغير الجنس
كدراسة( سعود ( ،)2005ودراسة أحمد ( ،)2014ودراسة السبعاوي ( ،)2006ودراسة القاضي
( ،)2009ودراسة محمد ( ،)2010ودراسة عمي( ،)2013ودراسة قمر ( ،)2015ودراسة آري
( ،)Ari, 2011ومف حيث متغير الجنس والمستوى التعميمي كدراسة بوالنسكي( ،( 2005
ودراسة الزعالف ( ،)2015ودراسة الطاىر ( ،)2010ودراسة المومني ونعيـ ( ،)2013ومف
حيث متغير الجنس و الحالة االجتماعية كدراسة أحمد ( ،)2014ودراسة القاضي (،)2009
ودراسة محمد ().)2010
ب -الدراسات الخاصة بالصالبة النفسية:
-1العينة:اختمفت الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة مف حيث العينة المدروسة.
-2األداة :اختمفت الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة مف حيث األداة المستخدمة ،حيث
استخدـ في الدراسة الحالية مقياس الصالبة النفسية مف إعداد نصر ( )2012والمقنف عمى البيئة
السورية .بينما استخدمت بعض الدراسات أدوات مف إعداد الباحثيف ( كدراسة النجار والطالع
( ، )2012أبو حسيف ( ،)2012خنصالي ( ، )2013إبا و ديب ار ( .)2007الصياد والقطراوي
( .)2015أما بالنسبة لبقية الدراسات فقد استخدـ الباحثوف أدوات مف إعداد باحثيف آخريف بعد
أف جرى تقنينيا تبعاً لمبيئة المطبقة فييا كدراسة المفرجي والشيري ( )2008مقياس الصالبة
النفسية مف إعداد ليوكنيف وتيز -ترجمة حمادة وعبد المطيؼ ،السيد ( )2012مف إعداد مخيمر
( ،)2011العبدلي ( )2012مقياس مف إعداد مخيمر ( ،)2006دراستا العيافي ( )2012و
بارب ار ( )2003مف إعداد( ، Yoonkin & Betz, (1996خنفر ( ) 2013مف إعداد مخيمر
( ، )2002الشيري ( )2015مقياس الصالبة النفسية مف إعداد مخيمر ( ،)2012دراسة ويس
( ،)Hrhs, Pollpock, 1984( )2002دراسة ىيردا ( )2012مف إعداد ( & Maddi
،)Koshaba, 2001دراسة ىاسانفالد ( )2013استبيانات كيامارسي وآخروف لمصالبة النفسية
) .Kimarsy et al
-3المتغيرات :تشابيت الدراسة الحالية مع أغمب الدراسات السابقة مف حيث متغير الجنس
كدراسة ( المفرجي والشيري ( ،)2008دراسة النجار والطالع ( ،)2012أبو حسيف (،)2012
خنصالي ( ،)2013ىيردا ( ،)2012الشيري ( ،)2015ومف حيث متغيري الجنس المستوى
التعميمي دراسة العبدلي ( ،)2012خنفر( ،)2013إبا و ديب ار ())2007
30
الدراسات السابقة الفصل الثاني
31
اإلطار النظري الفصل الثالث
النظرية السلوكية
النظرية الوجودية
النظرية املعرفية
النظرية االنسانية
32
اإلطار النظري الفصل الثالث
قلق المستقبل:
القلق العام ونشأته:
ٍ
بشكل عام تفاعالً طبيعياً لظروف الحياة العادية، تعتبر ظاهرة القلق عند اإلنسان السوي
وخاص ًة في مواقف التوقع :كدخول االمتحان أو االلتحاق بوظيفة .فالقلق في حدوده الطبيعية
كدافع قوي نحو النجاح والتقدم عند األفراد؛ ولكن إذا زاد عن حده وأصبح شديدًا لدرجة
ٍ يعمل
الوقوف في سبيل التكيف وعرقلة التقدم؛ أصبح عرضًا مرضياً؛ وذلك ما ُيطلق عليه عصاب
ٍ
بشكل مبالغ منه ستتحول إلى القلق(.الصيخان .)69 ،2010 ،فاألحداث التي يراقبها الفرد
أن إدراك المثير على َّأنه سلبي يرجع إلى عدم قدرة الفرد على التحكم فيه مما
مصادر للضغط ،و َّ
يؤدي إلى اإلحساس بالقلق ).)McNamara, 2000, 4
هذا ما جعل من موضوع القلق محط اهتمام الكثير من الباحثين في الفلسفة وعلم النفس
أول مقال متخصص عن القلق والصحة النفسية .فقد نشر العالم كيركيجارد (َّ )Kearkigard
عام َّ ،1844
وحدد فيه مفهوم القلق ،وميَّز بين القلق والخوف(صالح و آخرون.)153 ،2011،
و القلق من منظ ور علم النفس اإليجابي يعني ضعف المهارات والقوى اإليجابية التي يمتلكها
جميع األفراد ،والتي تعتبر بمثابة حماية لألفراد من اإلصابة بالمرض النفسي ،وا َّن تحديد وتعظيم
هذه المهارات يساعد األفراد على الحماية من هذه األمراض (خميس.)164 ،2009 ،
وقد تعددت تعريفات القلق وتنوعت ،لكن على رغم اختالفها في بعض النقاط َّ
فإنه من الهام
اإلحاطة بها لتقديم صورة أكثر وضوحاً وشموالً للقلق ،ونستطيع تناول بعضها ،ونبدأ بأتباع
التحليل النفسي ،وبتعريف مؤسسها فرويد ( )1957الذي يصفه بأنه "رد فعل لحالة من الخطر"
(عبدهلل .)169 ،2001،فيما تعرفه هورنيَّ Horney
بأنه :عبارة عن خبرات مهددة ألمن الفرد
ناشئة عن مواقف أو أحداث مؤلمة تبدأ منذ المراحل األولى لنشأة الطفل ،ومنها تضارب مشاعر
الوالدين نحوه وتفضيل أحد إخوته عليه أو رفضهم له ،أو إنزال العقاب غير العادل به والسخرية
منه( الخالدي.)116 ،2002 ،
رد ٍ
فعل لتهديد يتصف بعدم التناسب فإن القلقُّ " :
أما بالنسبة إلى ماي َّ )1950( R. May
مع الخطر الحقيقي ،ويتضمن الكبت وبعض الصراعات ،وال يستطيع الشخص العصبي أن يفهم
بوضوح األسباب التي أدت إلى قلقه وتوتره" (العيسوي .)60 ،2002 ،
أما بالنسبة إلى الرفاعي (َّ )2003
فإن القلق استجابة لخطر يخشى من وقوعه و يكون
موجهاً للمكونات الشخصية واالستجابة هذه تحمل معنى داخلياً يتصل بالشخص و يضيفه على
العالم الخارجي(الرفاعي.)200 ،2003 ،
33
اإلطار النظري الفصل الثالث
و بالمجمل هناك العديد من العوامل التي تقود إلى القلق منها ماهو وراثي؛ حيث أثبتت
العديد من الدراسات على التوائم تشابه الجهاز العصبي الالإرادي واستجابته للمنبهات الخارجية
والداخلية ،كذلك أوضحت دراسات العائالت َّ
أن آباء و أخوة مرضى القلق يعانون من القلق نفسه
(عكاشة .)135 ،2003،ومنها ما يعود إلى التوتر النفسي الشديد واألزمات والصدمات النفسية،
والشعور بالذنب والخوف من العقاب وتوقعه ،وعوامل تعود للطفولة المبكرة كالكبت الذي ُّ
يحل
مكان التقدير الواعي لظروف الحياة والصراع بين الدوافع واالتجاهات واإلحباط والفشل (سواء
كان اقتصاديًا أو زواجيًا أو مهنياً أو شخصيًا ) باإلضافة إلى مواقف الحياة الضاغطة و مطالبها
المتغيرة والبيئة القلقة المشبعة بعوامل الخوف والحرمان وعدم األمان وعدم التطابق بين الذات
الواقعية والذات المثالية وعدم تحقيق الذات(عوض اهلل .)35 ،2008 ،و يمثل المستقبل مجاال
واسعًا للقلق حيث يسبب التفكير بالمستقبل القلق لإلنسان ويساعد على ذلك استرجاع الخبرات
الماضية المؤلمة والتفكير بضغوط الحياة العصرية و طموح اإلنسان و سعيه المستمر نحو
تحقيق ذاته و إيجاد معنى لوجوده (العناتي .)120 ،2000 ،و بالتالي َّ
فإن المستقبل يحمل
مجاالً واسعاً لجعل الفرد قلقاً متوجسًا من المجهول.
وقد فسر العديد من العلماء القلقُّ ،
كل بحسب المدرسة التي ينتمي إليها ،حيث تعد نظرية
التحليل النفسي من النظريات األولى التي اعتمدت عليها بقية النظريات ،ففي عقد الثالثينيات
أول
من القرن الماضي عاد الفض ل في إذاعة القلق ،إلى مؤسس التحليل النفسي" فرويد" وهو ّ
أما في بداية الخمسينات فقد نشرت البحوث
من أشار إلى مدى تأثيره على حياة اإلنسانَّ ،
التجريبية عن القلق اآلالف من الكتب والبحوث ( الزعالن .)12 ،2015 ،حيث يرى فرويد َّ
أن
القلق هو شعور غامض غير سار مصحوب ببعض األعراض الجسمية ،و َّ
أن القلق رد فعل لحالة
خطر ،و َّ
أن أول قلق يتعرض له الفرد هو قلق صدمة الميالد واالنفصال عن األم(حبيب،
.)10 ،2014ومهدت أفكار فرويد لظهور جيل من الفرويديين الجدد الذين قللوا من أهمية
ال ترى
العوامل البيولوجية والغريزية مبرزين أهمية العوامل االجتماعية وأهمية فاعلية األنا ،مث ً
هورني في القلق استجابة انفعالية لخطر يكون موجهًا إلى المكونات األساسية للشخصية ،و
تشير إلى وجود ثالثة عناصر أساسية للقلق وهي :الشعور بالعجز ،والشعور بالعداوة ،والشعور
بالعزلة( مساوي .)288 ،2012 ،في حين يفسر ادلر القلق على َّأنه وليد التفاعل بين الفرد
أن اإلنسان إذا حقق االنتصار للمجتمع الذي يعيش فيهَّ ،
فإن هذا مدعاة لتقوية والمجتمع ،ويرى َّ
الروابط االجتماعية التي تربط الفرد بالمحيطين به ،وبالتالي إمكانية تغلبه على إحساسه بالنقص
والعجز والقلق(القرشي .)34 ،2012 ،أما المدرسة السلوكية ،فألنها مدرسة تعلُّم فهي ترى القلق
على َّأنه سلوك متعلم من البيئة التي يعيش فيها الفرد تحت شروط التدعيم اإليجابي والتدعيم
34
اإلطار النظري الفصل الثالث
35
اإلطار النظري الفصل الثالث
(الطيب .)19 ،2007،لكن اإلنسان يعيش في الوقت الحاضر في عالم يموج بكثير من
المشكالت والضغوط الحياتية ،والتي قد تؤثر على توقعات وتوجهات األفراد نحو المستقبل،
األمر الذي ينعكس بصورة أو بأخرى على كثير من جوانب شخصية األفراد ( المنشاوي،
.)3 ،2006وبالتالي اعتُبر القلق من المستقبل أحد الهواجس التي تؤرق المجتمعات ،فأكثر ما
يخشاه الناس هو المجهول ،وفي ِّ
ظل اضطراب الحياة وازدياد َّ
حدة المشاكل الحياتية وتسارع
نمر بها في أوجه الحياة
األحداث السياسية والضغوط االقتصادية إضافة إلى اإلحباطات التي ُّ
المختلفة غالباً ما نجد النظرة العامة للمستقبل سلبية(جبر.)42 ، 2012،
لذا ُّ
يعد القلق من المستقبل من أنواع القلق الذي يشكل خط اًر على صحة األفراد النفسية
وعلى إنتاجهم ،وعندما يكون هذا القلق ذو درجة عالية ،فإنه يؤدي إلى اختالل في توازن الفرد
( اء من الناحية العقلية أو الجسمية أو السلوكية
ممايترك أث ًار كبي ًار على الفرد سو ً
السميري ،صالح.)65 ،2013 ،
ويتميز قلق المستقبل بوجود االستعداد له عند الشخص ،إضافة إلى الشدة وعدم الواقعية
فيؤدي إلى التشاؤم لدى الفرد ،ومما يعزز وجوده وتأثيره على الفرد حدوث تغير مفاجئ في
مجريات األحداث أو ظهور ظروف جديدة في حياته( بلكيالني.)23 ،2008 ،
. 2-1مفهوم قلق المستقبل:
ُّ
يعد القلق جزءًا طبيعيًا من حياة اإلنسان يؤثر في سلوكه ،وهو عالمة على إنسانيته،
وجانب ديناميكي في بناء الشخصية ومتغير من متغيرات السلوك ،وينشأ عند جميع األفراد في
ُّ
يشكل دافعاً للفرد مختلف مواقف التحدي التي تواجههم؛ وفي هذه الحالة ُّ
يعد شيئاً طبيعياًَّ ،
ألنه
التخاذ اإلجراءات السلوكية المناسبة لمواجهة الموقف ،ولكن إن زادت درجته عن الحد الطبيعي
ُّ
يشكل خط ًار ،وعندها قد يرتبط باالضطرابات السلوكية ،وقد يختلط ويتقاطع مع الخوف فإنه
والصراع والوهم ومواقف اإلحباط التي قد يتعرض لها الفرد في حياته (المومني ونعيم،2013 ،
.)173
وقد أطلق توفلر ) )Toffler ,1970مصطلح صدمة المستقبل على العصر الحالي؛ َّ
ألنه
يخلق توت اًر خطي ًار بسبب المطالب المتعددة لهذا العصر ،واستنتج َّ
أن كثي ًار من الناس يعانون
صدمة المستقبل ،لذلك يمكن القول َّ
بأن قلق المستقبل هو نوع من أنواع القلق المرتبط بتوقع الفرد
لألحداث المستقبلية خالل فترة زمنية أكبر ،وعندما يفترض اإلنسان مستقبله َّ
فإنه يحتمل حاضره
ويجعل ماضيه ذا معنى ،فالماضي و الحاضر يتداخالن في التنبؤ باألحداث واألعمال المستقبلية
(العشري.)148 ،2004 ،
36
اإلطار النظري الفصل الثالث
نظر ٍّ
كل مما سبق فقد اختلف مفهوم قلق المستقبل باختالف الباحثين ،واختالف زاوية ِ
انطالقًا َّ
منهم لهذا المفهوم ،حيث تباينت وجهات نظر االختصاصيين النفسيين والتربويين حوله ،إذ قدموا
تعريفات مختلفة استنادًا إلى العوامل واألسباب المؤدية إليه وكذلك نتائجه؛ فمن الباحثين من
أشار إلى قلق المستقبل بوصفة حالة من الخوف والتوجس كما في تعريف زاليسكي الذي وصف
قلق المستقبل بأنه "حالة من التوجس وعدم االطمئنان والخوف من التغيرات السلبية في
أن حالة القلق الشديد تحدث من تهديدها ومن َّ
أن شيئًا كارثيًا حقيقيًا يمكن أن المستقبل ،ويرى َّ
يحدث للفرد).(Zaleski, 1996, 165
خوف أو توتر أو ضيق
ٌ و في تعريف الجمعية األمريكية السيكولوجية لقلق المستقبل َّ
بأنه:
ينتج من توقع خطر ما يكون مصدره مجهوالً أو غير واضح إلى درجة كبيرة ،ويصاحب ٌّ
كل من
القلق والخوف متغيرات تسهم في تنمية اإلحساس والشعور بالخطر(بلكيالني.)24 ،2008 ،
و كذل ك تعريف زهران بأنه :حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع تهديد خطر فعلي أو رمزي
قد يحدث ،ويصاحبها شعور غامض ،وأعراض نفسية وجسمية(زهران.)484، 2005،
وفي ذات السياق عرفة )2003( Conner & Hunterبأنه :حالة من التشاؤم والخوف من
المشكالت االجتماعية المستقبلية وعدم الثقة في المستقبل ،وعدم االطمئنان ،والخوف من
التغيرات غير المرغوبة مستقبال(محمد.)97 ،2008 ،
و أشار الحمداني أيضًا بأنه :حالة من الخوف من المستقبل ،وما يحمله من أحداث قد تهدد
اإلنسان أو تهدد إنسانيته ،والقلق ينشأ مما يتوقع اإلنسان حدوثه وليس ناشئاً من ماضي الفرد (
الحمداني.)167 :2011 ،
ونظر باحثون آخرون له من زاوية انفعالية شملت شعور الفرد المتسم بالسلبية ،كما في تعريف
سانتروك) ) Santrock,2003بأنه :شعور مبهم وغير مرضي من الخوف والشر المرتقب من
المجهول"
عرف بأنه :شعور انفعالي يتسم باالرتباك والضيق والغموض وتوقع السوء والخوف من
و كذلك ُي َّ
المستقبل و عدم القدرة على التعامل االجتماعي مع األحداث( كرميان.)7 ،2008،
وظهر كذلك في تعريف مسعود بأنه :الشعور باالنزعاج والتوتر والضيق عند االستغراق في
التفكير به واإلحساس بأن الحياة غير جديرة باالهتمام مع فقدان الشعور باألمن والطمأنينة نحو
المستقبل (مسعود.)15 ،2006 ،
وفي سياق آخر نظر إليه باحثون من زاوية طريقة التفكير و التوقع السلبي للمستقبل ومع
اإلحاطة باألسباب ،كما في تعريف سعود بأنه :جزء من القلق العام المعمم على المستقبل،
يمتلك جذوره في الواقع الراهن ويتمثل في مجموعة من البنى كالتشاؤم أو إدراك العجز في تحقيق
37
اإلطار النظري الفصل الثالث
األهداف الهامة وفقدان السيطرة على الحاضر وعدم التأكد من المستقبل وال يتضح إال من ضمن
إطار فهمنا للقلق العام"(سعود.) 5 ،2005 ،
وكما عند عسلية والبنا :توقع الفرد لوجود خطر يهدد حياته ومستقبله ،وقد اليكون لهذا الخطر
أي وجود ،ينجم عنه فقدان الشعور باألمن والن ظرة التشاؤمية للمستقبل والحياة(عسلية والبنا،
.)1124 ،2011
وترى الباحثة أن جميع التعريفات السابقة قد ركزت في مجملها على الجانب السلبي لقلق
المستقبل ،و التوقع غير المنطقي لكل ما يحمله من أحداث ،و النظر إليها كمصدر للضغوط
والخطر الذي ال ننكره في كثير من الحاالت ،متجاهلين الجانب اإليجابي لقلق المستقبل عندما
يكون ف ي حدوده الطبيعية والمنطقية؛ من حيث دفع الشخص لإلحاطة بكل االحتماالت الممكنة
ال ( سواء كانت إيجابية أم سلبية) والوصول بالتالي إلى التخطيط المنظم للمستقبل
الحدوث مستقب ً
و مواجهة تلك األحداث بمزيد من الثقة والتحدي.
.3-1التصورات النظرية لقلق المستقبل:
ٍ
بشكل خاص تفسيرات مختلفة، فسر أصحاب النظريات النفسية القلق العام وقلق المستقبل
َّ
وفقاً لإلطار المرجعي المعرفي لكل عالم نفس ينتمي إلى نظرية من نظريات علم النفس أو
اإلرشاد و العالج النفسي ،حيث أرجعوه إلى عوامل مختلفة تبعًا الختالف وجهات نظرهم وأهم
هذه النظريات نذكر ما يلي:
.1-3-1نظرية التحليل النفسي:
ويعتبر فرويد مؤسسها األول باإلضافة لكونه من أوائل الذين تناولوا القلق ،فاعتبره نتاج الصراع
بين عناصر الشخصية الثالث ،الهو و األنا واألنا األعلى).(Morgan & King, 1971, 391
وينظر فرويد إلى القلق باعتباره إشارة إنذار بخطر قادم يمكن أن يهدد الشخصية ،ويكدر
صفوها؛ فمشاعر القلق عندما يشعر بها الفرد ،تعني أن دوافع الهو واألفكار غير المقبولة والتي
عملت األنا بالتعاون مع األنا األعلى على كبتها -وهي دوافع وأفكار ال تستسلم للكبت ،بل
تجاهد لتظهر مرة أخرى في مجال الشعور -تقترب من منطقة الشعور والوعي ،و توشك أن
تنجح في اختراق الدفاعات ،وتقوم مشاعر القلق بوظيفة اإلنذار للقوى المكدرة ،والممثلة في األنا
و األنا األعلى ،فتحشد مزيدًا من القوى الدفاعية لتحول دون ظهور المكبوتات ،والنجاح في
فإن المكبوتات إذا كانت قوية َّ
فإن لهذه القوة أثرها اإلفالت من أسر الالشعور؛ وعلى أية حال َّ
إما أن تنجح في اختراق الدفاعات والتعبير عن نفسها في
السلبي على الصحة النفسية ،ألنها َّ
سلوك ال سوي أو عصابي ،أو تنهك دفاعات األنا بحيث يظل الفرد مهيأ للقلق المزمن والمرهق
والذي هو صورة من صور العصابية أيضاً ( الزعالن.)20 ،2015 ،
38
اإلطار النظري الفصل الثالث
أما هورني ،فقد جعلت من مفهوم القلق األساسي محو ًار ومرك ًاز لتنظيمها ،وعرفته َّ
بأنه شعور
الطفل بالوحدة والعزلة وقلة الحيلة في عالم حافل بالعداوة ،و اعتقدت َّ
أن القلق يتولد من الظروف
البيئية اال جتماعية خالل تنشئة الطفل ونموه ،ومن خالل اضطراب العالقة بين الطفل و والديه،
و َّ
أن القلق يتولد لدى الطفل عن طريق أي موقف أسري أو اجتماعي يسبب له الخوف ،حيث
يشعر بفقدان األمن ،و في صلته بالوالدين خصوصًا(ناصيف.)157 ،2002 ،
ويصر على َّ
أن ُّ في حين يرى أدلرَّ ،
أن سلوك اإلنسان تحدده دافعيته بداللة توقعات المستقبل،
أهداف المستقبل أكثر أهمية من أحداث الماضي ،و َّ
أن توقعات المستقبل تنظم حياته أكثر من
أحداث الماضي ،كما أرجع نشأة القلق إلى طفولة اإلنسان األولى ،و ربطه بالشعور بالنقص
الجسمي ،وهذا النقص يحمل الفرد على الشعور بعدم األمان فيحصل لديه القلق على المستقبل
الذي يدفعه للعمل على تعويض النقص( الحمداني.)163 ،2011،
.2-3-1النظرية السلوكية:
يرى أصحاب النظرية السلوكية أن القلق مكتسب من خالل االشتراطات أو العمليات
التعليمية األخرى ،األمر الذي يولد السلوك التجنبي أو الهروبي ،وبالتالي يكتسب هذا السلوك
التعزيز من خالل خفض مستوى القلق .ويفسر أيزنك استجابات القلق كنتيجة أحداث مصادفة أو
سلسلة من الصعوبات المتتالية تشتمل على رد فعل عصبي الإرادي ،على افتراض أن المثيرات
العصبية السابقة تصبح متصلة من خالل ردود أفعال متصلة بالقلق تأخذ خصائص الدافعية من
خالل محاوالت خفض التوتر والقلق المتمثلة بالهروب والتجنب ،وأن التجنب أو الهروب الذي
يتبع خفض القلق سوف يصبح قويًا( المحاميد و السفاسفة .)132 ،2007 ،وقد ذكر السلوكيون
أمثلة لمواقف عادية ممكن أن تؤدي إلى القلق ومنها :المواقف التي ليس فيها إشباع ،حيث أن
الفرد قد يتعرض في طفولته لمواقف تحمل خوفاً وتهديداً وال يصاحبها تكيف ناجح ،مما يترتب
على ذلك الشعور بعدم االرتياح االنفعالي وما يصاحبه من توتر وعدم استقرار(جبر،2012 ،
.)38
.3-3-1النظرية الوجودية:
يتمثل التفسير الوجودي لقلق المستقبل في رأي كيركيجارد ( )1855 -1813الذي يرى َّ
أن
حياة اإلنسان وفهمها هي سلسلة من الق اررات الضرورية ،و َّ
أن اإلنسان عندما يتمعن في اتخاذ
قرار معينَّ ،
فإن هذا القرار سيعمل على تغيير هذا اإلنسان ،وسيضعه أمام مستقبل مجهول،
وسي عيش بالتبعية خبرة القلق ،فالقلق عند كيركيجارد ال شيء ،وهو كل شيء ،إنه شعور يوضح
ال ،و
للفرد مدى ما يكون عليه وجوده من أسى و معاناة في هذا العالم الذي يعيش فيه مستقب ً
يشير كيركيجارد إلى َّ
أن القلق من المستقبل سببه عدم القدرة على التنبؤ بما سوف يحدث في
39
اإلطار النظري الفصل الثالث
40
اإلطار النظري الفصل الثالث
فالفرد وتبعا للنظرية المعرفية يحرف الخبرات التي يمر بها في اتجاه التوقع المستمر للخطر،
وهذا التوقع يتدخل في تقييم الفرد للمواقف المثيرة للقلق تقييما موضوعيًا ،فيبالغ في تقدير الخطر
الكامن في الموقف ،ويقلل بالتالي من قدرته على مواجهة ذاك الموقف ،مما يجعله في حالة قلق
مستمر(مصطفى.)334 ،2011 ،
-5 -3-1النظرية االنسانية:
تؤكد المدرسة االنسانية وهي االتجاه الثالث الرئيسي في علم النفس على خصوصية
اإلنسان بين الكائنات الحية ،وأن التحدي الرئيسي عند اإلنسان هو أن يحقق وجوده وذاته
كإنسان مستقل ،وأن كل ما يعوق محاوالت الفرد لتحقيق هذا الهدف يمكن أن يثير قلقه ،وقد
اعتبر أصحاب هذه النظرية أن المستقبل هو السبب الحقيقي للقلق عند اإلنسان بسبب إدراك
الفرد بأن الموت نهاية حتمية لإلنسان ،وبالتالي فإن الفرد ينظر إلى أحداث المستقبل على أنها
مهددة لوجوده ،فهم يدرسون مشكالت ذات معنى لإلنسان و لوجوده ولرسالته ،كحرية االختيار و
المسؤولية ،حيث أشاروا إلى أن القلق ال ينشأ من ماضي الفرد و إنما هو خوف من المستقبل و
ما قد يحمله من أحداث تهدد وجود اإلنسان و انسانيته ،فالقلق ينشأ من توقع الفرد ما سيحدث،
ويفترض اليس أن القلق إنما هو ن تاج للتفكير غير العقالني الذي يتبناه اإلنسان ،فهو يرى أن
المشكالت النفسية ،ال تنجم عن األحداث والظروف بحد ذاتها وانما من تفسير اإلنسان لتلك
األحداث والظروف ( شلتز.)307 ،1983،
وترى الباحثة أن كثي ًار من النظريات قد تناولت قلق المستقبل من زوايا مختلفة ٌّ
كل وفق
أساسياتها و أفكارها ،لكن بعد االطالع على معظمها ،تتبنى الباحثة وجهة النظر المعرفية
واالنسانية من حيث َّ
أن قلق المستقبل في أساسه قائم على أفكار الشخص السلبية وتوقعاته غير
الواقعية و تهويله للمواقف التي يحتمل أن تواجهه بشكل مبالغ فيه ،وبالتالي هذا مايولد مزيداً من
السلوكيات التجنبية ذات الصبغة السلبية ،إضافة إلى أن هذه األفكار السلبية قد تتولد نتيجة
لخوف الفرد على وجوده واستم ارريته ،ونتيجة تفسيره لألحداث القادمة على أنها مهدد لسعيه نحو
تحقيق ذاته ووجوده ،ومن هنا َّ
فإن الطريق األفضل لفهم قلق المستقبل هو الوصول إلى التفسير
السليم لألسباب التي قادت له ،مما يساعد على التخفيف من قلق المستقبل وجعله في حدوده
الطبيعية من خالل اللجوء إلى أساليب تعديل األفكار السلبية و مساعدة الفرد على امتالك نظرة
أكثر إيجابية وواقعية ،وأن يستبصر بقدراته و إمكانياته على مواجهة ما يقف في طريقه من
ضغوط وأحداث يومية.
41
اإلطار النظري الفصل الثالث
42
اإلطار النظري الفصل الثالث
-التوتر الناشئ عن مسؤولية اتخاذ القرار باعتباره نوعًا من الصراع العقلي ،واعتبار َّ
أن الحياة
هي عبارة عن مجموعة من الق اررات المتتالية ،والتي يكون على الفرد دائما أن يجزم رأيه
بشأنها.
-ضغوط الحياة التي تعد أهم العوامل المسببة لقلق المستقبل – خاصةً – في هذا العصر
يمر بتحوالت اجتماعية واقتصادية أدت إلى تغير كبير في أساليب حياة
الذي ُّ
األفراد(المشيخي .)53 ،2009،
أما الخطيب ( )2011فيشير إلى َّ
أن العوامل المؤدية لقلق المستقبل تتمثل في:
العامل الوراثي: -1
أ -االستعداد الفسيولوجي للجهاز العصبي :حيث ثبت َّ
أن الفرد يولد ولديه استعداد في جهازه
العصبي لإلصابة بالقلق النفسي ،حيث يظهر هذا المرض عند تعرض الفرد إلى لإلجهاد النفسي
بكل أنواعه ،كما أظهرت دراسة العائالت َّ
أن %10من آباء واخوة مرضى القلق يعانون من
نفس المرض.
ب -السن (العمر الزمني) :أوضحت بعض الدراسات َّ
أن القلق يزيد مع عدم نضوج الجهاز
العصبي في الطفولة ،وكذلك يزيد مع ضموره لدى كبار السن خالل سن الشيخوخة واليأس،
فتظهر أعراضه بوضوح.
ت -اضطراب النمو في مرحلة الطفولة :أوضحت الدراسات َّ
أن تراكم الخبرات الصادمة خالل
تلك المرحلة ُّ
يعد سبباً في تعرض الفرد للقلق.
-2العوامل النفسية:
منها الخوف ،التوتر أو التهيج العصبي ،تشتت االنتباه وعدم القدرة على التركيز ،فقدان
الشهية للطعام ،اللجوء إلى تناول الخمور والعقاقير المخدرة(الخطيب)92-91 ،2011 ،
-3العوامل األسرية :فالعالقات األسرية غير المستقرة يمكن أن تكون سببًا في عدم اإلحساس
باألمن واالستقرار ومن ثم قلق المستقبل ،فقد أكد كلين وزمالؤه( َّ )Klien et all
بأن العالقات
األسرية التي تسودها المشاحنات و الغياب المستمر ألحد الوالدين و الطالق ،يكون األبناء فيها
عرضة للمشكالت الس لوكية والنفسية مثل قلق المستقبل ( .)Klien et all,1999, 71
وقد ذكر مولين ( )Moline ,1990أن عدم قدرة الفرد على التكيف مع المشاكل التي تواجهه،
وعدم القدرة على فصل أمانيه عن التوقعات المبنية على الواقع ،والشعور بعدم األمان؛ من
األسباب التي تقود كذلك إلى قلق المستقبل .وكذلك يشير هاوسمان( ) Housman, 1998إلى
َّ
أن أكثر ما يجعل الفرد قلقاً هو كل األش ياء السيئة التي يمكن أن تحدث في المستقبل ،كالوحدة
والخوف من المرض ،وخاصة األمراض الخطيرة ،والخوف من الفشل في الدراسة أو العالقات
43
اإلطار النظري الفصل الثالث
االجتماعية ،والحاجة المادية والفقر اآلن وفي المستقبل ،وعدم القدرة على اتخاذ قرار مصيري
(.)Housman,1998, 18
و َّ
لعل الناظر للحياة من حولنا يجد َّ
أن هناك من أسباب القلق على المستقبل ما يتولد كل يوم،
ليزيد من َّ
حدة قلقنا مما يحمله المستقبل ،فالوضع السياسي واالقتصادي غير المستقر وزيادة
الحروب وعدم االستقرار في بلدنا ،كل هذه األسباب مجتمعة تثير قلق المستقبل بشكل كبير،
ونتيجة لما يحيط بنا اآلن من أحداث و تحوالت سلبية قد يتجه األشخاص رغمًا عنهم نحو التوقع
السلبي و السوداوي ،وفي إطار هذا الواقع الدائم التحول تستطيع الباحثة اإلشارة إلى أهم أسباب
قلق المستقبل تبعا للوضع الراهن بما يلي:
-الضغوط النفسية التي أحاطت باألفراد على كل صعيد.
-التحوالت السياسية المتسارعة التي يصعب التنبؤ بنتائجها المستقبلية.
-الضغوط االقتصادية المتتالية التي شملت معيشة األفراد وعدم القدرة على تلبية االحتياجات
اليومية البسيطة من مأكل وتنقالت و مسكن باإلضافة إلى انتشار البطالة .
-فقدان الكثير من األشخاص فرص استكمال التعليم في الجامعات والمدارس.
-صعوبة التفكير بالمستقبل المهني الذي أصبح ضبابياً غير واضح المعالم.
-خطورة التنقل من منطقة إلى أخرى والخطر المحيط بالفرد في كل مكان.
-فقدان الشعور باألمان.
-عدم القدرة على التخطيط للمستقبل في ظل الظروف المتحولة و المفاجئة.
.5-1سمات ذوي قلق المستقبل:
أن شخصًا ما لديه قلق من المستقبل إالَّ من خالل مالحظة مجموعة من
ال نستطيع القول َّ
وبشكل جلي درجة خوفه و توجسه مما قد يحمله ٍ الصفات النفسية والسلوكية التي تكشف
اء ظهر هذا من خالل أفكاره السلبية أو من خالل سلوكه التجنبي،
المستقبل من أحداث؛ سو ً
وللوصول إلى أهم سمات األشخاص ذوي قلق المستقبل نستطيع االستناد إلى مجموعة من
األطر النظرية ودراسات كثير من الباحثين منهم :مولين ( ، )Molin ,1990توفلر (،)1974
حسانين ( ،)2000وزاليسكي ) ،(1996وفيما يلي أهم هذه المظاهر:
-التشاؤم ،ألن الخائف من المستقبل ال يتوقع إال الشر ،و يخيَّل له َّ
أن األخطار محدقة به من كل
جانب.
-الخوف من التغيرات االجتماعية والسياسية المتوقع حدوثها في المستقبل.
-صالبة الرأي و التعنت.
-اإلصرار على األساليب الروتينية في التعامل مع مواقف الحياة المختلفة.
44
اإلطار النظري الفصل الثالث
45
اإلطار النظري الفصل الثالث
سلوكه التجنبي و الهروب من المواجهة و التحدي ،األمر الذي ينعكس وبشكل سلبي على
تفاصيل حياته الشخصية واالجتماعية والمهنية
.6-1الشباب وقلق المستقبل:
أهم المراحل في حياة اإلنسان ،ذلك أنها المرحلة التي يكتسب
تعتبر مرحلة الشباب واحدة من ِّ
فيها الشباب مهاراتهم اإلنسانية ،والتي تشمل المهارات العقلية و النفسية و الدينية التي تساعدهم
على تدبير شؤونهم و تنظيم عالقاتهم باآلخرين من حولهم ،وقد اختلف العلماء في تحديد مفهوم
واضح لمعنى الشباب وفق اتجاهات عدة ،وتبعًا لالتجاه البيولوجي يتم التأكيد على الحتمية
البيولوجية باعتبارها طو ًار من أطوار نمو اإلنسان ،يكتمل فيه نضوجه العضوي والعقلي والنفسي
الذي يبدأ من سن ،25-15وهناك من يحددها من سن ،30- 13و تتصف هذه المرحلة بأنها
مرحلة التطلع إلى المستقبل بطموح عريض وكب ير ،وأهم خصائص هذه المرحلة الحماسة والجرأة
واالستقاللية ،النزوع نحو تأكيد الذات ،بدء التفكير في خيارات الحياة والمستقبل ،التعليم والزواج
و تترافق مع ازدياد القلق بشأن كل ما سبق( بني يونس.)123 ،2004 ،
وهناك حاجات عديدة للشباب ،بالرغم من أن مفهوم الحاجات نسبي يختلف من مجتمع إلى آخر
تبعاً لطبيعة المجتمع ،ومستوى التطور االجتماعي واالقتصادي ،ومن الحاجات التي تنطبق على
الشباب :الحاجة إلى التقبل وتحقيق الذات و الرعاية ،والحاجة للتعليم و االستقالل وتلبية
الحاجات االقتصادية األساسية من مأكل و مشرب ومسكن.
و يرى ا لكثير من علماء النفس أن الشباب هو المرحلة التي تبدأ باكتمال النضج الجنسي عند
سن ( ،) 25كما يحددها بعض العلماء على أساس المعيار العمري بين الثانية عشر و الثالثين،
أما علماء االجتماع فإنهم يعتبرون أن مرحلة الشباب هي تلك المرحلة التي تبدأ عندما يحاول
المجتمع ت أهيل الشخص ليحتل مكانة اجتماعية و يؤدي دوره االجتماعي(محمد،2010 ،
.)325
والشباب في هذه المرحلة يزداد تعرضهم لمشكالت عديدة منها:
-المشكالت الذاتية :وهي المشكالت التي تتوجه نحو شخصية الشاب و طموحه.
-المشكالت االجتماعية :وتشمل جميع العوامل الخارجية واالجتماعية و الطبيعية ،والعوامل
النابعة من األسرة.
-المشكالت المادية :والتي تشكل مشكلة بالغة التأثير في عالقات الشباب يعاني منها الطلبة
في الجامعة( كويليام.)168 ،2005 ،
ومما سبق فإن مرحلة الشباب تشكل المرحلة الهامة في تحديد المستقبل في كل المجاالت،
وهي مرحلة بناء الشخص القادر على التحدي و المضي قدمًا نحو األهداف المرجوة ،و
46
اإلطار النظري الفصل الثالث
حاليًا يعاني الشباب السوري من مشاكل تضاعفت آثارها نتيجة للوضع الراهن ،فألقت
بتبعاتها على كل مناحي الحياة ،لتفتح باباً جديداً يحمل الكثير من األحداث التي أصبح
مجرد التفكير فيها وتوقعها يثير الكثير من القلق في نفوس الشباب؛ هذا ما تبين لدى أفراد
العينة المدروسة من ارتفاع كبير في مستوى القلق المرتبط باألحداث المستقبلية متماشياً مع
حدة الضغوط والمشاكل التي تواجه هذه الفئة من المجتمع ،بالتالي تجاوز القلق قدرة الشباب
على تصور ما يمكن أن تحمله األيام القادمة ليصطبغ بالسلبية و التوجس ،حيث شملت
آثار التغيرات الحالية كل جانب من جوانب الحياة التي تشكل األساس الذي يعتمد عليه
الشباب لبناء مستقبلهم من كافة النواحي االقتصادية واالجتماعية و األسرية ،و كذلك نواحي
التعليم والعمل.
.7-1طرق التخفيف من قلق المستقبل:
قلق المستقبل -حاله حال بقية االضطرابات النفسية – عندما يتجاوز حدوده الطبيعية
ليسيطر على تفكير الشخص بشكل كامل ،يصبح مشكلةً تستنزف طاقة الفرد و قدراته ،وتقف
بينه وبين تحقيق أهدافه المستقبلية لما يحمله من توتر و توجس يعيق تفكير الفرد ،لذلك يبحث
من يعاني من هذا القلق عن ٍّ
حل يعيد له الراحة النفسية والفكرية ،واستكمال الحياة بشكل عادي
و سلس ،بالتالي فقد قُدمت العديد من العالجات للتخفيف من قلق المستقبل ،نذكر منها بداي َة
العالج السلوكي المعرفي.
حيث ُّ
يعد العالج السلوكي المعرفي تطو ًار حديثًا من العالج السلوكي يجمع بين عناصر
الديناميكية النفسية والتي تركز على محددات السلوك األساسية التي تكمن داخل الفرد في هيئة
دوافع ورغبات ،والتفكير السلوكي التقليدي الذي يركز على تأثير األحداث الخارجية ،ويقبل
ال من األسباب الداخلية والخارجية ،حيث يؤثر كل منهما في اآلخر
االتجاه السلوكي المعرفي ك ً
( .)Smith,1993, 157وتبعا لهذه النقاط فقد قدم (ميكينيوم) تدريب التحسين التدريجي ضد
الضغوط ،واستخدام تعليمات تجريبية تتمثل في الحديث الذاتي ،على افتراض أن األشياء التي
يقولها الناس ألنفسهم تحدد األشياء التي يفعلونها ،إال أن مثل هذه األحاديث ال تظهر بشكل
مباشر في حالة تناول الضغوط و مواجهتها ،و إنما يشير األمر إلى الكيفية التي يتعامل بها
الفرد مع الضغوطات ،فإذا كانت األحاديث التي يوجهها الفرد لنفسه إيجابية انخفض معها معدل
القلق والعكس صحيح ،كلما كانت األحاديث الذاتية سلبية ازداد معدل القلق(عبد اهلل،2001 ،
.)75وفي هذا السياق يشير األقصري ( )55،2002إلى أربع فنيات للحد من قلق المستقبل:
47
اإلطار النظري الفصل الثالث
48
اإلطار النظري الفصل الثالث
توقع أحداث مستقبلية إيجابية ،وغيرها من االستراتيجيات التي تساهم في التخفيف من قلق
بدل والمواجهة المشكالت وحل واالستبصار النفسية الكفاءة كمستوى المستقبل
االنسحاب(اللحياني.)26 ،2012 ،
وترى الباحثة أن االعتماد على أحد أساليب العالج السابقة يتوقف على مجموعة من
األساسيات منها طبيعة الشخص وخصائصه الشخصية وقدراته إضافة إلى طبيعة المشكلة من
حيث شدتها و تأثيرها على حياة الشخص ،وأفضل األساليب هي التي تعتمد على تغيير طريقة
تفكير الشخص السلبية و التجنبية لتصبح أكثر واقعية وايجابية ،مما يزيد من استبصاره بقدراته
وامكاناته في مواجهة ما تحمله األيام من مواقف قد يكون قسم منها ضاغطا على حياة الشخص.
و مما سبق ذكره نجد أن قلق المستقبل ليس وليد اليوم بل هو متواجد منذ قدم اإلنسانية ،لكن
باختالف أسبابه و العوامل التي توصل إليه ،فقد حاز بالتالي في اآلونة األخيرة على اهتمام
العديد من العلماء والباحثين ،الذين تناولوه من زوايا عديدة ،محيطين بطبيعته و أسبابه وآثاره
التي تختلف من حيث الشدة و االنعكاسات من شخص إلى آخر ،و يتركز هذا النوع من القلق
في عقل الفرد من خالل مجموعة من األفكار السلبية الطابع و ذات الصبغة السوداوية
والتشاؤمية ،التي تقود بالتالي الشخص ليقع في دائرة من المخاوف و الهواجس و التوقع غير
المنطقي لكل ما تحمله من أحداث و مواقف مستقبلية ،وفي وقتنا الحالي أصبح قلق المستقبل
شريكًا لنا في كل تفاصيل حياتنا ،كنتيجة طبيعية لما شهدته بالدنا من تغيرات قلبت كل جوانب
المعيشة اليومية دون استثناء ،لذا شكل غموض تلك التغيرات و عدم القدرة على التنبؤ بها ،سبباً
كل منا بدرجة من القلق المستقبلي يختلف من شخص إلى آ خر ،باختالف نظرته كبي اًر ليشعر ٌّ
للحياة و قدرته على االستفادة مما يملكه من طاقات إمكانيات في مواجهة تلك الضغوط
واألحداث.
49
اإلطار النظري الفصل الرابع
50
اإلطار النظري الفصل الرابع
51
اإلطار النظري الفصل الرابع
لعالمه َّ
فإنه يعتبر َّ
أن ما يحدث له يمكن التحكم فيه ( أبو حسين .)12 ،2012 ،إضافة لتأثرها
أيضًا بالمنظور المعرفي لـ الزاروس ( )Lazarus,1966الذي يرى َّ
أن الضغوط كظاهرة إنسانية
تنتج عن خبرة حادة أو ظروف مؤلمة لها تأثير سلبي على االستجابة السلوكية للموقف أو
الظرف الضاغط ،ولها أهمية في تحديد نمط تكيف الكائن اإلنساني( .)Lazarus,1966, 2
وفي هذا السياق أشار المبرت ( )Lambert, et al , 2003إلى َّ
أن كوبا از أدركت نقاط
التقاطع بين أساليب مواجهة الضغوط مع التوجه نحو المستقبل ،واقترح َّ
أن الشخصية الصلبة
تتمتع بثالث خصائص هي:
-القدرة على االنخراط وااللتزام تجاه الحياة و تجاه المجتمع.
-القدرة على التحكم والتأثير في مجريات أمور الحياة.
-االعتقاد بأن التغيير مثير للتحدي.
بالتالي َّ
فإن الصالبة من المتغيرات النفسية التي اشتقت من النظرية الوجودية في الشخصية،
وتبعًا لما ذكره مادي ( )Maddi,2004فقد تأثرت كوبا از بالفكر الفلسفي الوجودي الذي يرى أن
اإلنسان في حالة صيرورة مستمرة ،والذي يركز في تفسيره لسلوك اإلنسان على المستقبل ال على
الماضي ،ويرى أن دافعية الفرد تنبع أساساً من البحث المستمر النامي عن المعنى و الهدف من
الحياة.
ويشير مضمون هذا المفهوم إلى َّ
أن األشخاص األكثر صالبة من السهل عليهم أن يلزموا أنفسهم
بما يفعلون وأن يعتقدوا في قدرتهم على التحكم في ذواتهم وتمتعهم بصحة جسمية ونفسية،
ويمكنهم اتخاذ الق اررات.
لذلك اختلف مفهوم الصالبة النفسية باختالف الباحثين ،واختالف زاوية نظر كل منهم لهذا
المفهوم الهام في الشخصية ،حيث تباينت وجهات نظر االختصاصيين النفسيين والتربويين حوله،
إذ قدموا تعريفات مختلفة استنادًا إلى العوامل واألسباب المؤدية إليه أو إلى فقدانه.
الصلب هو الشديد
الب ًة و ُّ
ص َ فالصالبة النفسية لغةً :في المعجم الوسيط صلب أي صلب الشيء َ
القوي ( المعجم الوسيط.)1185 ، 1989 ،
أما الباحثون فقد تناولوا مفهوم الصالبة النفسية من زوايا مختلفة ،منهم من أشار إليها بوصفها
سمةً شخصية كما جاء في تعريف كوباز( )Kobasa,1997,1بأنها :سمة رئيسية من سمات
الشخصية تتمثل في اعتقاد عام لدى الفرد في فاعليته وقدرته على االستفادة من كل المصادر
النفسية والبيئية المتاحة كي يدرك بفاعلية أحداث الحياة الضاغطة والشاقة إدراكًا غير محرف أو
مشوه ،ويفسرها بواقعية وموضوعية ومنطقية ويتعايش معها على نحو إيجابي وتتضمن ثالثة
أبعاد هي االلتزام ،السيطرة ،التحدي؛ وتضيف كوبا از بأنها مجموعة من سمات الشخصية التي
52
اإلطار النظري الفصل الرابع
تعمل كمصدر مقاومة في مواجهة أحداث الحياة الضاغطة (محمود وعلي.)454 :2011 ،
وكذلك تشير إلى َّ
أن مفهوم الصالبة يتشابه مع مفاهيم أخرى مثل مفهوم الفاعلية الذاتية لبندو ار
ومفهوم التماسك ألنتونفسكي (اليازجي.)39 ،2011 ،
وكذلك تعريف فنك بأنها " خصلة عامة في الشخصية تعمل على تكوينها وتنميتها الخبرات البيئية
المتنوعة (المعززة) المحيطة بالفرد منذ الصغر"(.)Funk , 1992:336
وكما في تعريف رضوان لها بأنها "قدرة التحمل التي تعكس نمطًا معرفيًا وانفعاليًا وسلوكيًا من
المقاومة لإلرهاقات (رضوان.)276 ،2007 ،
وتعرف كذلك :كمصدر من المصادر الشخصية لمقاومة اآلثار السلبية لضغوط الحياة والتخفيف
من آثارها على الصحة النفسية والجسمية حيث تسهم الصالبة النفسية في تسهيل وجود ذلك
النوع من اإلدراك والتقويم والمواجهة الذي يقود إلى التوصل إلى الحل الناجح للموقف الذي خلقته
الظروف الضاغطة"(حمادة وعبد اللطيف.)235 ،2002 ،
ومن ناحية أخرى يرى آخرون الصالبة النفسية كقدرة يمتلكها األفراد في مواجهة الضغوط،
فيعرفها جيرسون بأنها :قدرة الفرد على مواجهة الضغوط بمهارات المواجهة اآلتية :التحليل
المنطقي -التجنب المعرفي -التفريغ االنفعالي (.)Gerson, 1998, 120
ويحددها بروكس ( ) Brooks,2005بأنها :قدرة الفرد على التعامل بفعالية مع الضغوط النفسية،
والقدرة على التكيف مع التحديات والصعوبات اليومية والتعامل مع اإلحباط واألخطاء والصدمات
النفسية والمشاكل اليومية.
وفي تعريف مخيمر لها اعتقاد عام لدى الفرد في فاعليته وقدرته على استخدام كل المصادر
النفسية والبيئية المتاحة ،كي يدرك ويفسر ويواجه بفاعلية أحداث الحياة الضاغطة
(مخيمر.)30 ،2012،
أما التسي يعرفها بأنها" توقع للكفاءة الذاتية عند الفرد عن قدرته في مواجهة الضغوط
والمشكالت وهو يستعين بمفهوم الكفاءة الذاتية الذي افترضه باندو ار والذي يقرر َّ
بأن األشخاص
الذين لديهم مستوى ٍ
عال من الكفاءة الذاتية يميلون إلى القيام بسلوكيات تقود إلى نتائج ناجحة
مع االعتقاد بقدرتهم على القيام بذلك"(حمادة وعبد اللطيف.)236 -235 ،2002 ،
وفي بحوث أخرى تناولت الصالبة النفسية في مجاالت الرياضة و القوة البدنية ،يراها نيوالند و
آخرون ( )Newland etبأنها ":الجودة النفسية التي تساعد في التعامل مع الضغوط وتساعد
الشخص أن يكون حازما باستمرار إلثبات مهاراته النفسية مثل التركيز والتحفيز والثقة
والتحكم.)Newland et, 2013, 185(.
53
اإلطار النظري الفصل الرابع
وترى الباحثة من خالل عرضها للتعريفات أنه تم التركيز فيها على مجموعة من النقاط من
أهمها :اإلجماع على كون الصالبة النفسية مصدر من المصادر الشخصية الذاتية التي تساعد
في مقاومة اآلثار السلبية لضغوط الحياة والتخفيف من آثارها على الصحة النفسية والجسدية،
يتقبل الفرد التغيرات والمصاعب التي يتعرض لها وينظر لها على أنها نوع من التحدي وليس
تهديداً فيركز جهوده على األعمال التي تؤدي غرضاً معيناً وتعود عليه بالفائدة ،و كونها سمة
شخصية تلعب البيئة المحيطة بالفرد دو ًار كبي ًار إما في تنميتها وتعزيزها ،أو إغفال تنمية هذه
ُّ
تظل الفرد عن السمة من خالل اللجوء ألساليب تربية و تعامل تقوض الثقة بالنفس و
االستبصار بما يملكه من قدرات ،وفي وقتنا الراهن نحن في ِّ
أشد الحاجة لنمتلك قد َار كبي ًار من
الصالبة النفسية التي تساعدنا على متابعة الحياة بكثير من األمل و القوة و تقبل الضغوط
اقع ال َّ
بد من أن نعايشه ونتعامل مع الضغوطات واألحداث التي تواجهنا بمزيد من المختلفة كو ِ
التحدي و األمل.
.2-2أبعاد الصالبة النفسية:
بعد االطالع على اإلرث التربوي والنفسي حول مفهوم الصالبة النفسية تبين أن للصالبة
النفسية عدد من األبعا د التي نجدها في حالة نمو مستمر مع التقدم في العمر ،فدخول األفراد في
خبرات حياتية غنية ومتنوعة بصفة مستمرة تساعد على نمو هذه األبعاد ،وهذه األبعاد كما
حددتها كوبا از هي االلتزام ،والتحكم ،والتحدي.
.1-2-2االلتزام:Commitment :
يعتبر مكون االلتزام من أكثر مكونات الصالبة النفسية ارتباطاً بالدور الوقائي للصالبة
بوصفها مصد اًر لمقاومة األحداث الشاقة ،ويعرفه مخيمر ()1997أنه" نوع من التعاقد النفسي
يلتزم به الفرد تجاه نفسه وأهدافه وقيمه واآلخرين من حوله ( علي.)14 ،2000 ،
ويرى تايلور (َّ )Taylor, 1995
أن اإلحساس بااللتزام أو الرغبة لدفع النفس لالنخراط في أي
مستجدات تراجعهم يعتبر من خصائص ذوي الصالبة النفسية(عودة.)66 ،2010 ،
أما وايب ( )Wiebeفيعرفه بوصفه اعتقاد الفرد بضرورة تبنيه قيمًا وأهدافاً محددة تجاه نشاطات
الحياة المختلفة ،وضرورة تحمل المسؤولية تجاه هذه القيم والمبادئ واألهداف ،كما يشير إلى
اتجاه الفرد نحو التعامل مع األحداث الشاقة برؤيتها كأحداث هادفة وذات معنى وجديرة بالتفاعل
معها(.)Wiebe ,1991. 89
.1-1-2-2أنواع االلتزام:
تناولت كوبا از و آخرون مكون االلتزام الشخصي أو النفسي بالدراسة إال أن بريكمان
( )Precman 1987وجونسون( )Jonson 1991وويب ( )Waip, 1967تناولوا أنواعًا
54
اإلطار النظري الفصل الرابع
مختلفة لاللتزام فهناك االلتزام اتجاه الذات ،وهناك االلتزام االجتماعي ،وااللتزام األخالقي ،ويوجد
أيضًا االلتزام الديني ،وااللتزام القانوني( راضي.)24 ،2008،
وااللتزام االجتماعي هو االعتقاد بأهمية وقيمة المواقف االجتماعية التي يتعرض لها الفرد
وبضرورة التعامل معها والسيطرة عليها ،أما االلتزام األخالقي فإنه اعتقاد الفرد بضرورة االستمرار
في عالقاته الشخصية واالجتماعية وهو التزام داخلي يرتبط بالقيود االجتماعية أي التزام الفرد
بعالقة ما يرتبط بوجود قيمة أو هدف داخلي تجاه هذه العالقة (تماسك جماعي) ،و بالنسبة
لاللتزام القانوني فهو الذي ارتبطت طبيعته بطبيعة المهن(عباس.)48 ،2014 ،
ال
وكذلك فقد تناولت كوبا از ( )1979مكون االلتزام الشخصي أو النفسي ،حيث رأت أنه يضم ك ً
من:
أ -االلتزام نحو الذات :وعرفته بأنه اتجاه الفرد نحو معرفة ذاته وتحديد أهدافه وقيمه الخاصة
في الحياة وتحديد اتجاهاته اإليجابية على نحو يميزه عن اآلخرين.
ب -االلتزام اتجاه العمل :وعرفته بأنه اعتقاد الفرد بقيمة العمل وأهميته سواء له أو لآلخرين،
واعتقاده بضرورة اال ندما في محيط العمل وكفاءته في انجاز عمله ،وضرورة تحمله مسؤوليات
العمل وااللتزام بنظامه (.)Kobasa, Maddi, Puccetti, 1985 , 525
ومما سبق عرضه نجد أن مصدر االلتزام قد يكون داخل الفرد ،و قد يفرض على الشخص من
الخار كااللتزام القانوني أو األخالقي ،لذا ال يمكن أن نحدد أن االلتزام يمثل بعدًا عامًا أو
مجموعة من األبعاد الفرعية ولكننا نجدها جميعًا تتجسد نفسيًا في مفهوم االلتزام؛ الذي يمثل أحد
األبعاد الرئيسية لمفهوم الصالبة النفسية ،وترى الباحثة أن االلتزام نوع من االحترام يوليه الفرد
لقيمه الشخصية و لقيم اآلخرين من حوله ،بالتالي يصبح أكثر تحمال لمسؤولياته الخاصة به ،و
لواجباته تجاه غيره ،فيحافظ نتيجة لذلك على الدعامة األولى التي توفر األساس القوي المتالك
الصالبة النفسية والقدرة على التعامل مع كافة الضغوطات.
.2-2-2التحكم:Control :
يكافح اإلنسان بحسب الزاروس ( )1996من أجل هدفين هما التحكم والتغيير ،وبالتالي تحويل
ردود األفعال العاطفية إلى إدراة محسوسة سلوكية ( .)Marsac, 2008, 20أشارت إليه كوبا از
( )1979بوصفه اعتقاد الفرد َّ
بأن مواقف وظروف الحياة المتغيرة التي يتعرض لها هي أمور
متوقعة ويمكن التنبؤ بها وبالتالي السيطرة عليها ،ويعرفه ويب ( )Weab, 1991بأنه" اعتقاد
الفرد بتوقع حدوث األحداث الضاغطة ورؤيتها كمواقف وأحداث شديدة قابلة للتناول والتحكم فيها
او إمكانية التحكم الفعال فيها" ويعني االستقاللية والقدرة على اتخاذ القرار ومواجهة األزمات
(عثمان.)210 ،2001 ،
55
اإلطار النظري الفصل الرابع
ويقول مخيمر ( ) 1997بأن التحكم هو اعتقاد الفرد بالتحكم فيما يلقاه من أحداث وأنه يتحمل
المسؤولية الشخصية عن حوادث حياته ،وأنه يتضمن القدرة على اتخاذ الق اررات ،واالختيار بين
البدائل ،وتفسير وتقدير األحداث والمواجهة الفعالة( مخيمر.)15 ،1997 ،
و ترى الباحثة أن التحكم هو ث قة الفرد بما يملك من قدرات و طاقات ،ومعرفته متى و أين و
كيف يستفيد منها في مواجهة مواقف الحياة اليومية بشكل يضمن له الحفاظ على درجة مناسبة
من التوازن النفسي.
.1-2-2-2أشكال وصور التحكم:
تقول الرفاعي( َّ )2003
إن التحكم يتضمن أربع صور رئيسية ،وهي:
-القدرة على اتخاذ الق اررات واالختيار بين بدائل متعددة:
ويحدد هذا التحكم المتصل باتخاذ القرار طريقة التعامل مع الموقف ،سواء بانهائه أو تجنبه أو
محاولة التعايش معه ،ولذلك يرتبط هذا التحكم بطبيعة الموقف نفسه وظروف حدوثه ،حيث
يتضمن االختيار من بين البدائل.
-التحكم المعرفي المعلوماتي:
استخدام العمليات الفكرية للتحكم في الحدث يجعل التحكم المعرفي ،أهم صور التحكم التي تقلل
من اآلثار السلبية لألحداث الشاقة إذا ماتم على نحو إيجابي ،فهو يوفر القدرة على استخدام
بعض العمليات الفكرية بكفاءة عند التعرض للضغط ،كالتفكير في الموقف و إدراكه بطريقة
إيجابية ومتفائلة ،وتفسيره بصورة منطقية وواقعية ،وبمعنى آخر َّ
إن الشخص يتحكم بالحدث
الضاغط باستخدامه بعض االستراتيجيات العقلية مثل تركيز االنتباه على موضوع الضغط ،أو
عمل خطة للتغلب عليه ،أي هو قدرة الفرد على استخدام ِّ
كل المعلومات المتاحة عن الموقف
لمحاولة السيطرة عليه وضبطه ،ويختص التحكم بقدرة الفرد على جمع ِّ
كل المعلومات عن الحدث
أو الموقف والتنبؤ بما يؤول إليه الحدث ،أي :توقع الموقف قبل وقوعه ،وذلك للتقليل من حدة
الحدث ،والتخفيف من القلق المصاحب للتعرض له ،وتسهيل السيطرة عليه.
-التحكم السلوكي :وهو القدرة على المواجهة الفعَّالة وبذل الجهد مع دافعية كبيرة لالنجاز
والتحدي ،و التعامل مع المشكلة بصورة فعلية ملموسة ،والتحكم في آثار األحداث الضاغطة
بالقيام ببعض السلوكيات المخططة والمنهجية لتعديل وقع تلك األحداث.
-التحكم االسترجاعي :ويرتبط التحكم االسترجاعي بمعتقدات الفرد وخبراته السابقة عن الموقف
وطبيعته ،والتي تكون انطباعاُ محدداُ عن الموقف ،وتعتبر َّأنه موقف ذو معنى وقابل للسيطرة
عليه ،األمر الذي يخفف وقع الحدث الضاغط.
56
اإلطار النظري الفصل الرابع
57
اإلطار النظري الفصل الرابع
ُمرضية ،والفرد المتمتع بالصالبة النفسية أقل احتماال لإلصابة باألمراض النفسية والجسمية نتيجة
أحداث الحياة الضاغطة (المفرجي والشهري.)155 ،2008 ،
.2-3-2قوة األنا :Ego strengthقوة األنا تعني قدرة الفرد على التعامل الفعال والمتزن
مع المواقف الضاغطة ،والقدرة على تحقيق التوازن بين اندفاعاته الداخلية والخارجية(عبد الحق،
عرف في موسوعة علم النفس والتحليل النفسي بأنها :قوة الشخص في تحقيق
،)43 ،2011وتُ َّ
التوافق كدليل على صحته النفسية ومهارة األنا في التعامل مع صراعاته الداخلية ،والتوفيق بينها
وبين العالم الخارجي بالشكل الذي يضمن سالمته(جودة وحجو.)262 -256 ،2004 ،
ال بين مفهومي الصالبة النفسية و قوة األنا مع بعضهما،
ويرى أبو ندى ( )2007أن هناك تداخ ً
حيث أن قوة األنا تعمل على تدعيم الصالبة النفسية اتجاه األحداث الضاغطة ،وهذا ما وضحته
دراسة برنارد ( ) 1996والتي استهدفت التعرف على العالقة بين األنا والصالبة النفسية و الكفاءة
الذاتية و التفاؤل ،وأسفرت النتائج عن وجود عالقة إيجابية بين الصالبة النفسية وقوة األنا وتقدير
الذات والكفاءة الذاتية ( المنشاوي.)13 ،2006،
.3-3-2المرونة النفسية :ورد في مجال الصحة النفسية مفهوما الصالبة النفسية و المرونة
النفسية كمفهومين مستقلين ومتداخلين بذات الوقت ،و يتعلقان بقدرة الفرد على مواجهة أحداث
ٍ
بشكل إيجابي (شقورة ،)15 ،2012 ،فالمرونة النفسية بحسب الحياة الضاغطة والتكيف معها
تعريف ا لجمعية األمريكية " عملية التوافق الجيد والمواجهة اإليجابية للشدائد ،أو الضغوط النفسية
التي يواجهها األفراد( )APA,2002و يشير(العثماني )2009،أن اإلنسان يتعرض في حياته إلى
كثير من األحداث واألزمات والضغوط ،وان قدرته على تحملها يتوقف على قدرته على العودة
إلى ح الته الطبيعية ،ودرجة تمتعه بالمرونة النفسية التي تساعد الفرد على الحفاظ على صحته
النفسية ،ومواجهة مشكالت الحياة بطريقة إيجابية ،والمرونة النفسية من أهم الصفات التي يتمتع
بها األفراد ذوو الصالبة النفسية المرتفعة في مواجهة األحداث الضاغطة.
.4-3-2تقدير الذات :تقدير الذات هو أحد أهم متغيرات الشخصية ،التي تؤمن الحصانة
النفسية في مواجهة األحداث الضاغطة و المؤثرة على الصحة النفسية و الجسمية للفرد ،فإدراك
الفرد لقيمته الذاتية و كفايته ذو أهمية كبيرة على حياة الشخص وشخصيته ،وذو أثر كبير على
سلوك الشخص وهذا التقدير للذات يبدأ من عالقة الطفل مع والديه القائمة على االحترام والتقدير
و الدفء والقبول ،و قد أشار سميث( )Smith, 1981إلى َّ
أن تقدير الذات ذو أثر كبير في
تقييم الفرد للضغوط ،و قدرته على تحملها و مواجهتها(خنفر )14 ،2013 ،بالتالي َّ
فإن تقدير
الفرد لذاته و ثقته بنفسه وبقدراته شرط هام المتالكه قد اًر كافياً من الصالبة النفسية التي من
58
اإلطار النظري الفصل الرابع
أبعادها الهامة التحدي والتحكم واللتان تعتمدان بدرجة كبيرة على ثقة الفرد و قدرته على
االستبصار بقدراته و االستفادة منها بما يضمن المواجهة الفعالة لكل ما يواجهه.
.5-3-2التوافق النفسي :إنه العملية التي من خاللها يعدل الفرد بناءه النفسي أو السلوكي
ليستجيب لشروط المحيط الطبيعي واالجتماعي ،ويحقق التوازن و الرضا(عطا اهلل،2009 ،
.)44وهو ما يرادف الصالبة النفسية التي هي إدراك الفرد وتقبله للضغوط النفسية التي يتعرض
لها ،والتي تعمل كوقاية من تلك العوائق الناتجة عن الضغوط(البلهاجي.)391،2002،
ٍ
درجة جيدة من الصالبة النفسية يضمن للفرد الحفاظ على توازنه النفسي و صحته فامتالك
النفسية.
.6-3-2الصالبة والتكيف :للصالبة النفسية تأثير على القدرات التكيفية ،فاألشخاص ذوو
الصالبة النفسية المرتفعة لديهم كفاءة ذاتية أكثر ،و يدركون ضغوطات الحياة اليومية على أنها
أقل ضغطًا ،بالتالي استجاباتهم أكثر تكيفًا( راضي ،)،2008،حيث يتميز ذوو الصالبة النفسية
بأنهم أكثر إيجابية وذوو نظرة متفائلة ،ويملكون قدرة على تقبل التغيرات ٍ
بقدر جيد من المرونة،
و التماشي مع تلك التغيرات بما يضمن لهم الوصول ألهدافهم و متابعة حياتهم بشكل أكثر
صحةً و راحةً.
.7-3-2الصالبة والصحة :يرى كونرودا ( ) Konrodaأن األشخاص األكثر صالبة هم أكثر
مقاومة لألمراض الناتجة عن الضغوط ،حيث أنه من الممكن للصالبة أن تساعد في إسكات
استجابات الجهاز الدوري للضغط النفسي ،وأن لديهم كذلك مجموعة من الجمل اإليجابية عن
الذات أكثر من أولئك األقل صالبة(ياغي .)39 ،2006 ،فمن المعروف أن الضغوط النفسية
التي يخضع لها الفرد و يستسلم مقابلها ،من الممكن أن تؤدي إلى أمراض جسمية خطيرة،
وبالتالي فإن امتالك الفرد لدرجة كافية من الصالبة تمكنه من تجاوز الضغوطات اليومية بأقل
قدر من الضرر النفسي والجسدي.
.4-2أهمية الصالبة النفسية:
يعد أم ًار ضروريًا بل حتمي و َّ
البد منه إن التعرض لألحداث الضاغطة الحياتية المختلفة ُّ
الرتقاء الفرد ونضجه االنفعالي واالجتماعي؛ ونتيجة لذلك فإن المصادر النفسية واالجتماعية
الخاصة بكل فرد قد تقوى وتزداد عند التعرض لهذه األحداث الصادمة ،و تعتبر الصالبة النفسية
من أكثر المصادر التي تساعد الفرد على مواجهة تلك األحداث بأكبر قدر من المقاومة والقوة.
حيث تعمل الصالبة النفسية كحاجز يحول بين الفرد واإلصابة باألمراض النفسية والجسمية،
فالفرد ذو الشخصية الصلبة يتعامل بصورة فعالة مع األحداث القاسية ،كما يميل إلى التفاؤل
59
اإلطار النظري الفصل الرابع
والتعامل المباشر مع مصادر تلك الضغوط ،بالتالي يستطيع تحويلها إلى مواقف أقل تهديدًا ،و
يكون َّ
أقل عرضة لآلثار السلبية المرتبطة بالضغوط(محمود وعلي.)456 ،2011 ،
وان تمتع الفرد بالصالبة النفسية يساعد لالحتفاظ بصحته النفسية والجسمية عند مواجهة
الضغوط ،فهي تدعم قدرته على المواجهة الناجحة لهذه الضغوط والتغلب عليها ،وذلك ألن
الصالبة النفسية تلعب دور الوسيط بين التقييم المعرفي للفرد للتجارب الضاغطة وبين االستعداد
والتجهيز الستجابات التكيف ،ومثل هذه اآللية يفترض أنها تخفض مستوى الضغوط النفسية
يمر بها الفرد ،كما أنها تساعد الفرد على التعامل معها بفعالية أكبر(السهلي،
للتجارب التي ُّ
.)3 ،2015
وفي علم النفس اإليجابي ال تمثل الصالبة التركيز فقط على قدرة الفرد على التغلب على
الصعاب ،بل أيضا على السمات التي تسمح لهم بالنمو والتطور في كل الظروف والتي تشمل
الثقة بالنفس وااللتزام وادارة المشاعر والمثابرة (.)Beak, 2012, 2
وفي هذا السياق ترى األعسر ( )2010أن الصالبة النفسية هي إحدى البناءات الكبرى لعلم
النفس اإليجابي ،هذا الجانب الذي يعظم القوى اإلنسانية باعتبارها قوى أصيلة في اإلنسان مقابل
االتجاهات الشائعة في علم النفس والتي تعظم أوجه القصور االنساني ،ورغم هذا االختالف فإن
الهدف واحد هو الوصول لدرجة مقبولة من التوازن النفسي في ِّ
كل المجاالت.
بالتالي فإن الصالبة النفسية مركب مهم من مركبات الشخصية التي تقي اإلنسان من آثار
الضغوط الحياتية المختلفة ،وفي هذا الصدد قدمت كوبا از ( )Kobasa 1979عدة تفسيرات
توضح السبب الذي يجعل الصالبة النفسية تخفف من َّ
حدة الضغوط التي تواجه الفرد ،ونستطيع
فهم هذه العالقة من خالل فحص أثر الضغوط على الفرد ،حيث يرى كل من مادي و كوبا از َّ
أن
األحداث الضاغطة تقود إلى سلسة من اإلرجاع تؤدي إلى استثارة الجهاز العصبي الذاتي
والضغط المزمن قد يؤدي فيما بعد إلى اإلرهاق و ما يصاحبه من أمراض جسمية واضطرابات
نفسية ،وهنا يأتي دور الصالبة النفسية في تعديل العملية الدائرية ،والتي تبدأ بالضغط وتنتهي
باإلرهاق ويتم ذلك من خالل طرق متعددة فالصالبة:
-تعدل من إدراك األحداث وتجعلها تبدو أقل وطأة وشدة.
-تقود إلى أساليب مواجهة نشطة و فعالة.
-تؤثر على أسلوب المواجهة بطريقة غير مباشرة من خالل تأثيرها على الدعم االجتماعي
(حمادة وعبد اللطيف.)237-236 ،2002 ،
ذلك ما جعل من الصالبة النفسية مجاالً خصباً للبحث المستمر والتنظير والممارسة ،مما
نشط الحافز للبحث في هذا المجال ،حيث ركزت البحوث على األداء الجيد في المواقف الصعبة
60
اإلطار النظري الفصل الرابع
وابتكار مواقف ومهارات جزئية لتحمل المصاعب أثناء الكوارث واألزمات ،وكذلك مواقف التفاعل
االجتماعي واالسترخاء ،وهذه المهارات الجزئية كلها تحسن األداء النفسي ،برغم التعرض
لألحداث السلبية الضاغطة باإلضافة إلى نمو مفهوم الصحة النفسية والبدنية(عودة،2010 ،
.)65
وذكرت شيلي وتايلور ( ) Shely & Tailorأنه منذ الدراسة األولى التي قامت بها كوبا از
( ،)1979أجريت العديد من األبحاث التي أظهرت أن الصالبة النفسية ترتبط بكل من الصحة
الجسمية والصحة النفسية الجيدة(ياغي .)38 ،2006 ،من حيث أن الصالبة النفسية تعلم الناس
مهارات الكفاح وخلق فرصهم ،و المثابرة للتغلب على الشدة والمحن ،والتمتع بالصبر و تقدير
الحياة اليومية(.)Holmes, 2011, 114
ويرى باحثون آخرون أنه حتى لو قام األ فراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من الصالبة النفسية
أن سمات شخصيتهم تستمر بعملها كوا ٍق من ُّ
تشكل لهم ضغطًا بالفعل إال َّ بتقدير الضغوط َّ
بأنها
كف السلوكتأثير الضغوط عن طريق تسهيل اختيار أساليب المواجهة التوافقية أو عن طريق ِّ
غير التوافقي ،فاألفراد ذوو الصالبة العالية نظرياً يميلون إلى استخدام أسلوب المواجهة
تولد ضغطاً إلى فرص نمو ونتيجة لذلك
التحويلي ،وفيه يقومون بتغيير األحداث التي يمكن أن َّ
نجدهم يتوافقون مع األحداث الضاغطة بطريقة متفائلة وفعَّالة.
و على العكس من ذلك يعتمد األفراد ذوو الصالبة المنخفضة على أسلوب المواجهة التراجعي،
أو الذي يتضمن نكوصاً وفيه يقومون بتجنب المواقف التي يمكن أن تولد ضغطاً( راضي،
.)53 ،2008وعلى الرغم من أن الشخص الذي يلجأ إلى أسلوب النكوص قد يتجنب مؤقتًا
المواقف الضاغطة ،فإنه على نحو تشاؤمي يظل مشغوالً بتلك الضغوط مهموماً بها(حمادة و
عبد اللطيف.)238 ،2002 ،
مما سبق تجد الباحثة أن للصالبة النفسية الدور األكبر في تزويد الفرد بالقوة والقدرة على
تقبل ما يحمله المستقبل من أحداث قد تكون في أغلبها ذات طابع مهدد الستقرار الفرد و حياته
الشخصية واالجتماعية ،فالصالبة تعمل كمصدر يمد الفرد بالقدرة على االستفادة الكاملة من
قدراته النفسية والفكرية والجسدية ليتمكن من الوصول إلى الطريقة المناسبة والمواجهة الفعالة
والواقعية لما يصادفه من أحداث على اختالف درجة تهديدها و عرقلتها له ،بالتالي يستطيع
الوصول إلى درجة جيدة من التكيف و التعامل مع كل األحداث و زيادة نموه االنفعالي والنفسي.
.5-2النظريات والنماذج المفسرة للصالبة النفسية:
.1-5-2نظرية كوبازا ( ) Kobasa 1979والدراسات المنبثقة عنها:
61
اإلطار النظري الفصل الرابع
قدمت كوبا از نظرية رائدة في مجال الوقاية من اإلصابة باالضطرابات النفسية والجسمية من
خالل دراسة العالقة بين ا لصالبة النفسية واحتماالت اإلصابة باألمراض ،واعتمدت على عدد
من األسس النظرية والتجريبية ،تمثلت في آراء بعض العلماء أمثال فرانكل ( ،)Frankelوماسلو
( ،)Maslowو روجرز ( ) )Rogersوالتي أشارت إلى أن وجود هدف للفرد أو معنى لحياته
الصعبة يعتمد بالدرجة األولى على قدرته على استغالل إمكاناته الشخصية واالجتماعية بصورة
جيدة (.)Mttwson, Invancevich ,1987, 102
االفترض األساسي لنظريتها ،بعد أن أجرت دراسة على رجال
ا وطرحت كوبا از ()1979
األعمال والمحامين والعاملين في الدرجة المتوسطة والعليا في الصحة النفسية والجسمية
أهمها:
واألحداث الصادمة ،وقد خرجت ببعض النتائجَّ ،
-الصالبة النفسية مكتسبة أكثر منها فطرية بناء على نتائج الدراسات التي تضمنت أيضًا
مقابالت عن تاريخ الحياة المبكرة للموظفين المشاركين ،فقد وصف الموظفون المتميزون
حياتهم المبكرة بأنها كانت مليئة بالضغوط لكنها مليئة كذلك بدعم وتشجيع األهل لجهودهم من
أجل التطور ،مما جعلهم يقتنعون بأهمية ذلك وقدرتهم على المواجهة والنمو ،فعملوا بجد في
المدرسة و حظوا بدعم مدرسيهم كذلك(.)Maddi, 2007, 66-67
-أن األفراد األكثر صالبة حصلوا على معدالت أقل في اإلصابة باالضطرابات النفسية رغم
تعرضهم للضغوط الشاقة.
-الكشف عن مصدر إيجابي جديد في مجال الوقاية من اإلصابة باالضطرابات النفسية
والجسمية ،وهو الصالبة النفسية بأبعادها وهي" االلتزام ،التحكم ،التحدي"
ومن خالل دراستها توصلت إلى َّ
أن االرتباط القائم بين الصالبة والوقاية من األمراض أدى
إلى تحديدها للخصال المميزة لألفراد مرتفعي الصالبة حيث أنهم يتسمون بأنهم األكثر نشاطاً
وقيادة وضبطًا داخليًا ،وأكثر صمودًا ومقاومة ألعباء الحياة وأشد واقعية وانجا ًاز
ً ومبادأة واقتدا ًار
وسيطرة و قدرة على التفسير (عودة.)80 ،2010 ،
.2-5-2نموذج ال زاروس () Lazours.1966
ُّ
يعد نموذ الزوروس كذلك من أهم النماذ التي اعتمدت عليها هذه نظرية كوبا از حيث أنها
نوقشت من خالل ارتباطها بعدد من العوامل ،وحددها بثالثة عوامل رئيسية وهي:
-البيئة الداخلية للفرد.
-األسلوب اإلدراكي المعرفي.
-الشعور بالتهديد واإلجباط (الوحيدي.)40 ،2011 ،
62
اإلطار النظري الفصل الرابع
63
اإلطار النظري الفصل الرابع
وكذلك قام تايلور( ) Taylor,1995:201بالتعرض لهذه الخصائص وقدمها كما يلي :
-اإلحساس بااللتزام ودفع النفس لالنخراط في أي مستجدات تواجه الفرد.
-اإليمان (االعتقاد) بالسيطرة ،أي إحساس الشخص بأنه نفسه هو سبب الحدث الذي حدث
في حياته وأنه هو الذي يستطيع أن يؤثر على بيئته.
-التحدي وهو الرغبة في إحداث التغيير ،ومواجهة األنشطة الجديدة التي تمثل أو تكون بمثابة
فرص للنمو والتطور.
وبين كل من ديالد ( )Delad, 1990وكوزي ( )Cozy, 1991وكرليستوتر ( Krelestotr,
)1996أن أصحاب الصالبة النفسية المرتفعة يتصفون بقلة تعرضهم لالضطرابات النفسية
والجسمية ،ولديهم قدرة على تحمل المسؤولية االجتماعية ،وارتفاع الدافعية نحو العمل ،ولديهم
قدرة على مقاومة اإلجهاد والتعب(أبو ندى.)32 -31 ،2007 ،
ومما سبق تجد الباحثة َّ
أن لدى كل منا مستوى معين من الصالبة النفسية ،يظهر لدى مواجهة
التحديات والمواقف المختلفة ،فعندما يملك الشخص مستوى مناسب من تلك السمة الهامة ،فإنه
سيملك مفتاح حل ِّ
كل المشكالت ،من حيث توقعها و االستعداد لها بكل ما يملك من قدرات و
إمكانيات ،وامتالك نظرة أكثر إيجابية نحو تلك التحديات من خالل اعتبارها مجاالً للتحدي و
اختبار ما تعلمه الفرد من تجاربه السابقة ،بالتالي امتالك درجة مرتفعة من الثقة بالنفس و اتخاذ
الق اررات المناسبة والمالئمة لكل موقف ،األمر الذي يساعد الفرد على التمتع بصحة نفسية جيدة
و االحتفاظ بالقدر الكافي من التوازن النفسي ،واعطاء الحياة قيمة ومعنى على المدى البعيد.
.2-6-2خصائص ذوي الصالبة النفسية المنخفضة:
وصفت كل من مادي و كوبا از ( )Maddi & Kobasa, 1984األفراد ذوي الصالبة النفسية
المنخفضة بأنهم أشخاص ينظرون للحياة بنظرة سلبية خالية من المعنى ،سلبيون في التعامل مع
أحداثها ،أحيانًا يظهرون قليال من التفاؤل الذي بإمكانه تحويل األحداث المتعبة إلى أحداث أقل
ضغطًا( .)Melanie & Brodink, 1991, 65
ويعتمد ذوو الصالبة النفسية المنخفضة على أسلوب المواجهة التراجعي ،أو الذي يتضمن
نكوصًا حيث يقومون بتجنب المواقف التي يمكن أن تولد ضغوطًا(راضي.)53،2008،
بالتالي يتصف ذوو الصالبة ال نفسية المنخفضة بعدم إيجاد هدف ألنفسهم ،والمعنى لحياتهم
فال يتفاعلون مع بيئتهم بإيجابية ،ويتوقعون التهديد المستمر ،والضعف في مواجهة األحداث
الضاغطة المتغيرة ،ويفضلون ثبات األحداث الحياتية ،وليس لديهم اعتقاد بضرورة التجديد
واالرتقاء ،تبعا لذلك فهم غير قادرين على تحمل األثر السيئ لألحداث الضاغطة(محمد،
.)23 -21 ،2002
64
اإلطار النظري الفصل الرابع
ال منا قد يمر بفترة من حياته يشعر فيها بالضعف وعدم القدرة على
وترى الباحثة أن ك ً
مواجهة الضغوط ،هنا تكون درجة الصالبة النفسية قد تراجعت ألسباب تختلف من شخص إلى
آخر ،لكننا ال نصف شخصا بأنه ذو صالبة نفسية منخفضة إال في حال كان هذا الشخص ذا
شخصية دائمة الخ وف و تجنب المواجهة ،وقد يصل الشخص لهذه النقطة نتيجة لنمط خاطئ
من التربية التي اعتمدت على التقليل من شأن الفرد و من قدراته ،و على عدم احترام رغباته
وحرية اختياراته وفسح المجال أمامه لمواجهة الحياة والخوض في معتركها ،فتكون النتيجة
صناعة شخصية سلبية تنظر للمستقبل بعين الخوف و التوتر و انتظار الشر و السوء بشكل
دائم.
مقارنة بين ذوي الصالبة النفسية المرتفعة والمنخفضة
ذوي الصالبة النفسية المنخفضة ذوي الصالبة النفسية المرتفعة
نظرتهم السلبية كل األحداث نظرتهم اإليجابية للحياة
السلبية في التعامل مع الضغوطات اليومية المرونة في مواجهة الضغوطات اليومية
ذوو وجهة ضبط خارجية ذوو وجهة ضبط داخلية
يتصفون بالتبعية و ضعف المبادأة يميلون للقيادة والسيطرة
االنسحابية و عدم القدرة على المواجهة التحدي والمواجهة الفعالة للضغوط
اعتماد أسلوب التراجع والنكوص امتالك أساليب المواجهة الفعالة
التردد و تجنب اتخاذ القرارات القدرة على اتخاذ الق اررات الصائبة
عدم القدرة على إيجاد هدف يسعون ألجله القدرة على تحديد أهداف واقعية لحياتهم
النظر لألحداث والضغوط اليومية على كمجال للتحدي النظر لألحداث و الضغوط اليومية على أنها مصدر
تهديد و خطر و اكتساب الخبرات
يتضح مما سبق أن الصالبة النفسية تشكل جدا ًار يحمي الفرد من الوقوع تحت تأثير الضغوط
المستقبلية المتوقعة والغير متوقعة ،من حيث إمداده بالطاقة الالزمة للمواجهة الفعالة ،و تزويده
بالثقة بالنفس لالستفادة مما يملكه من قدرات وامكانات وسمات شخصية ،وذلك في التعامل مع
أمس الحاجة ألن يمتلك الفرد تلك السمة الهامة وبخاصة عند
كل األحداث الحياتية ،و ما َّ
مواجهته لظروف حياتية ال تقع تحت السيطرة ،وخاصةً في وقتنا الحالي الذي أصبحت
الضغوطات واألحداث المفاجئة والغير متوقعة سمة حياتنا اليومية ،وفي هذا الوقت الذي أمست
فيه األيام القادمة أكثر غموضًا و تسير نحو مستقبل مجهول المعالم و النتائج ،وفي ظل
الضغوط الكبيرة التي سيطرت على كافة نواحي الحياة.
65
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
الفصل اخلماس
ً
أوال :سنهج الدراسة وخطواتهما.
ً
ثمانيما :اجملتمع األصلي للدراسة.
ً
ثمالثما :عينة الدراسة.
ً
رابعما :أدوات الدراسة.
ً
خماسسما :صعوبمات تطبيق إجراءات الدراسة.
66
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
يتناول هذا الفصل وصفاً شامالً إلجراءات الدراسة الميدانية التي قامت بها الباحثة لتحقيق
أهداف الدراسة ،ويتضمن تحديد المنهج المتبع في الدراسة ،وبناء وتصميم األدوات ،ومجتمع
الدراسة ،وعينة الدراسة ،والتحقق من صدق وثبات األدوات ،والمعالجة اإلحصائية المستخدمة في
تحليل النتائج.
أوالً :منهج الدراسة وخطواتها:
يعتمد البحث الحالي المنهج الوصفي التحليلي ،الذي يرصد ظاهرة البحث كما توجد في
الواقع الراهن ،ويهتم بوصفها وصفاً دقيقاً ،من خالل التعبير النوعي الذي يصف الظاهرة ويوضح
خصائصها ،أو التعبير الكمي الذي يعطي وصفاً رقمياً يوضح مقدار أو حجم الظاهرة (عباس
وآخرون.)74، 2007،
ويتمثل المنهج الوصفي التحليلي بإعداد أدوات الدراسة وتحكيمها ،واختيار عينات لها نفس
خصائص العينة األساسية ،إلجراء الدراسات الالزمة لحساب مؤشرات الصدق والثبات ،وأيضاً
اختيار عينة تطبيق المقاييس عليها لإلجابة عن أسئلة وفرضيات الدراسة ،وتحليل النتائج
باستخدام الحزمة اإلحصائية ،وتفسير ما توصلت إليه.
ثاني ًا :المجتمع األصلي للدراسة ومسوغات اختياره:
يتألف المجتمع األصلي للدراسة من (الشباب المقيمين مؤقتاً) في مراكز اإليواء المؤقت في
مدينتي دمشق والسويداء والبالغ عددهم تقريباً( )31ألف شاباً وشابة ،منهم ( )20ألف من
مرتادي مراكز دمشق حسب إحصائيات و ازرة الشؤون االجتماعية ومنظمة الهالل األحمر
السوري ،و ( )11ألف شاباً وشابة في مراكز السويداء حسب إحصائيات محافظة مدينة السويداء
لعام .2015 /2014
وقد خصت الباحثة هذه الفئة بالدراسة وذلك نظ اًر ألهمية مرحلة الشباب ،التي تعتمد عليها كل
المجتمعات لبناء مستقبلها و الترقي في سلم التطور ،وما تملكه هذه الفئة من طاقات وطموح
يمر بها المجتمع السوري ،نظ اًر لما يواجهونه بشكل يومي من
حدت منها الظروف الصعبة التي ُّ
ضغوط و معوقات وقفت في طريق تحقيقهم لكثير من أهدافهم و طموحاتهم التي خططوا لها
للمستقبل ،حيث خسر الكثير منهم فرصهم بالتعليم والعمل و منهم من فقد أشخاصاً مقربين لهم،
وانتقالهم من بيئاتهم التي عاشوا فيها إلى مناطق أخرى ،مما غير حياة الكثيرين و غير كذلك
نظرتهم و طريقة تفكيرهم تجاه مستقبل بات أكثر غموضاً.
67
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
يالحظ من الجدول رقم ( )1أن نسبة الذكور أفراد عينة الدراسة قد بلغت ( ،)%43بينما
بلغت نسبة اإلناث أفراد عينة الدراسة ( ،)%57ويمكن تمثيل توزيع أفراد عينة الدراسة بيانياً تبعاً
لمتغير الجنس من خالل الشكل ( ،)1وأن نسبة العازبين أفراد عينة الدراسة قد بلغت (،)%78
بينما بلغت نسبة المتزوجين ( ،)%22ويمكن تمثيل توزيع أفراد عينة الدراسة بيانياً تبعاً لمتغير
الحالة االجتماعية من خالل الشكل (.)2
الجدول ( ) 1عدد أفراد عينة الدراسة حسب متغيري الجنس والحالة االجتماعية
النسبة العدد الحالة االجتماعية النسبة العدد الجنس
%78 234 عازب %43 128 ذكور
%22 66 متزوج %57 172 إناث
%100 300 المجموع %100 300 المجموع
الشكل ( ) 1النسبة المئوية لتوزع أفراد عينة الدراسة حسب متغير الجنس
النسبة المئوية
1 42.66%
2 57.33%
68
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
الشكل ( )2النسبة المئوية لتوزع أفراد عينة الدراسة حسب متغير الحالة االجتماعية
النسبة المئوية
22.10%
عازب
متزوج
77.90%
يالحظ من الجدول رقم ( )2أن نسبة أفراد عينة الدراسة من المستوى التعليمي الثانوي قد بلغت
( ،)%33بينما بلغت نسبة أفراد عينة الدراسة من المستوى التعليمي المعهد ( ،)%34و نسبة
أفراد عينة الدراسة من المستوى التعليمي الجامعي ( ،)%33ويمكن تمثيل توزيع أفراد عينة
الدراسة بيانياً تبعاً لمتغير المستوى التعليمي من خالل الشكل ()3
69
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
الشكل ( )3النسبة المئوية لتوزع أفراد عينة الدراسة حسب متغير المستوى التعليمي
النسبة المئوية
70
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
.3-2مراعاة التنوع في اختيار بنود المقياس ،وأن يكون لكل بند هدف محدد ،وصياغة بنود
المقياس على أن تكون واضحة ومفهومة ،وصياغة اإلجابة على هذه البنود بأحد البدائل الخمسة
الموضوعة.
.4-2إعداد المقياس في صورته األولية ،حيث اشتمل على 30بنداً موزعة على 5أبعاد.
.5-2صياغة تعليمات المقياس :تم صياغة تعليمات المقياس بغرض تعريف العينة على الهدف
من الدراسة ،وتضمنت التعليمات التأكيد على كتابة البيانات الخاصة بمتغيرات الدراسة ،وكذلك
طلب من أفراد العينة قراءة البنود بدقة وعناية ،ومعرفة المقصود من كل بند ،والتأكيد على أنها
بغرض خدمة البحث العلمي ،وأن تكون اإلجابة في المكان المخصص لها ،وعدم ترك أي بند
دون إجابة.
-1التحقق من صدق المقياس:
جرى التحقق من صدق المقياس من خالل استخدام صدق المحتوى والصدق البنيوي بطريقة
االتساق الداخلي والصدق المحكي بداللة محك المجموعات الطرفية ،وذلك من خالل تطبيق
المقياس على عينة مؤلفة من ) (90شاباً وشابة في مراكز اإليواء المؤقت في دمشق والسويداء.
.1-1صدق المحتوى :Content Validity
قامت الباحثة بعرض مقياس قلق المستقبل على عدد من المحكمين ( 9محكمين) من
المتخصصين في علم النفس والقياس والتقويم في كلية التربية في جامعة دمشق الملحق رقم (،)1
وذلك للوقوف على سالمة البنود ومدى ارتباطها بالهدف العام للمقياس ،وقدرتها على قياس
الموضوع الذي أعدت لقياسه ومدى وضوح تعليمات المقياس ،حيث أبدى السادة المحكمون
آراءهم في فقرات المقياس ،وبعد ذلك قامت الباحثة بإجراء مايلزم من تعديل واضافة وحذف في
ضوء مقترحاتهم ويبين الجدوالن ( )3و ( )4عدد بنود المقياس وتوزعها على األبعاد قبل و بعد
التحكيم.
الجدول ( )3عدد بنود مقياس قلق المستقبل وتوزعها على األبعاد قبل عرضها على المحكمين
توزع البنود على المقياس عدد البنود أبعاد المقياس
من 1حتى 10 10 البعد االجتماعي
من 11حتى 15 5 البعد االقتصادي
من 16حتى 20 5 بعد العمل
من 21حتى 25 5 بعد الموت
من 26حتى 30 5 البعد اإلنساني
30 المقياس ككل
71
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
الجدول ( ) 4عدد بنود مقياس قلق المستقبل وتوزعها على األبعاد بعد عرضها على المحكمين
مالحظات توزع البنود على المقياس عدد البنود أبعاد المقياس
تم حذف بندين من 1حتى 8 8 البعد االجتماعي
تم إضافة بند من 9حتى 14 6 البعد االقتصادي
تم إضافة بند من 15حتى 19 6 بعد العمل
تم إضافة بند من 20حتى 24 6 بعد الموت
تم إضافة بندين من 25حتى 33 7 البعد االنساني
33بندًا المقياس ككل
الجدول ( )5عدد العبارات التي تم إضافتها لمقياس قلق المستقبل من قبل السادة المحكمين
العبارات التي تم إضافتها من قبل السادة المحكمين الرقم
دخلي المادي اليغطي احتياجاتي اليومية 1
أخشى ازدياد البطالة 2
أشعر بأن الموت يحيط بي من كل جانب 3
األنشطة التي يقدمها الدعم النفسي التقدم لي الفائدة. 4
أخشى فقدان دور المنظمات االنسانية. 5
الجدول ( )6عدد العبارات التي تم تعديلها لمقياس قلق المستقبل من قبل السادة المحكمين
72
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
الجدول ( )7توزيع بنود مقياس قلق المستقبل بصورته النهائية على األبعاد الفرعية
الجدول ( )8توزع أفراد عينة الصدق والثبات حسب الجنس و الحالة االجتماعية والمستوى التعليمي
73
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
االرتباط البند االرتباط البند االرتباط البند االرتباط البند االرتباط البند
**.52 5 **.79 4 **.72 3 **.76 2 **.66 1
**.77 10 **.24 9 **.73 8 **.71 7 **.45 6
**.61 15 **.65 14 **.72 13 **.69 12 **.51 11
**.69 20 **.79 19 **.62 18 **.78 17 **.56 26
**.56 25 **.82 24 **.52 23 **.75 22 **.45 16
*.33 29 **.73 28 **.60 27 **.73 31 **.67 21
**.73 33 - - - - - - **.63 30
- - - - - - - - **.60 32
74
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
الجدول ( :)10ارتباط درجات بنود االختبارات الفرعية مع بعضها البعض ومع الدرجة الكلية.
الدرجة
اإلنساني الموت العمل االقتصادي االجتماعي األبعاد الفرعية
الكلية
االرتباط البند االرتباط البند االرتباط البند االرتباط البند االرتباط البند
**.28 29 **.68 22 **.50 15 **.62 8 **.58 1
**.45 30 **.47 23 **.38 16 **.40 9 **.66 2
**.75 31 **.69 24 **.61 17 **.54 10 **.66 3
**.66 32 **.52 25 **.61 18 **.54 11 **.68 4
**.48 33 **.52 26 **.69 19 **.58 12 **.29 5
- - **.59 27 **.54 20 **.60 13 **.36 6
75
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
- - **.57 28 **.53 21 **.55 14 **.55 7
76
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
.2التحقق من ثبات المقياس :اعتمدت الباحثة في التحقق من ثبات مقياس قلق المستقبل على
طرق الثبات باإلعادة و التجزئة النصفية وألفا -كرونباخ.
.1-2الثبات باإلعادة :قامت الباحثة باستخراج معامل الثبات بطريقة اإلعادة على عينة
الدراسة السيكومترية المؤلفة من ( ) 85شاباً و شابة من مراكز اإليواء في دمشق والسويداء،
حيث تم إعادة تطبيق المقياس للمرة الثانية على العينة نفسها ،بعد مضي أسبوعين من التطبيق
األول ،وانخفض عدد أفراد عينة الدراسة السيكومترية إلى ( )72بسبب السفر واالنتقال من مكان
إلى آخر ،وجرى استخراج معامالت الثبات ألبعاد المقياس و للدرجة الكلية عن طريق حساب
معامل ارتباط (بيرسون )Pearsonبين التطبيقين األول والثاني ،والجدول ( )13يعرض نتائج
حساب معامالت الثبات بطريقة اإلعادة.
.2-2ثبات التجزئة النصفية :Split Halfقامت الباحثة باستخراج معامل ثبات التجزئة
النصفية للمقياس على عينة الدراسة السيكومترية نفسها عن طريق معامل سبيرمان -براون
والجدول ذو الرقم ( ) 13يوضح نتائج معامالت الثبات للمقياس.
3-2ثبات االتساق الداخلي بمعادلة ألفا -كرونباخ :Cronbach's alpha
تم حساب ثبات االتساق الداخلي لعينة الدراسة السيكومترية عن طريق معادلة ألفا -كرونباخ
.Cronbach's alphaوالجدول ذو الرقم ( )13يوضح نتائج معامالت الثبات باستخدام هذه
الطريقة.
الجدول( )13نتائج التحقق من ثبات المقياس بطريقة اإلعادة والتجزئة النصفية ومعامل ألفا كرونباخ
معامل ألفا- الثبات بطريقة التجزئة الثبات باإلعادة أبعاد المقياس ودرجته الكلية
كرونباخ النصفية
.72 .75 **.756 البعد االجتماعي
.83 .82 **.898 البعد االقتصادي
.73 .77 **.918 بعد العمل
.78 .81 **.812 بعد الموت
.65 .70 **.960 البعد االنساني
.92 .93 **.944 الدرجة الكلية للمقياس
يتبين من الجدول ( )13وجود معامالت ارتباط مرتفع بين درجات التطبيقين األول والثاني ،وذلك
في كل من الدرجة الكلي لالختبار ،ودرجة المجموعات الفرعية ،وبالنظر إلى معامالت ثبات
77
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
األبعاد فقد تراوحت بين ( )0.94 - 0.75وهي معامالت ثبات ممتازة وصالحة ألغراض
الدراسة الحالية.
وبلغ معامل ثبات المقياس ( )0.93بطريقة التجزئة النصفية ،في حين تراوحت فكانت بين
( )0.82 -0.70فيما يخص األبعاد ،وهي تعتبر معامالت ثبات جيدة ألغراض الدراسة الحالية.
وكذلك بلغ معامل ثبات االتساق الداخلي بمعادلة ألفا -كرونباخ للدرجة الكلية للمقياس ()0.92
وهو معامل ثبات مرتفع ،أما بالنسبة لألبعاد فقد تراوحت معامالت ثبات االتساق الداخلي بمعادلة
ألفا كرونباخ بين ( )0.83 -0.65وهي معامالت ثبات جيدة عموماً ومقبولة أيضاً ألغراض
الدراسة الحالية.
تصحيح المقياس:
يتكون مقياس قلق المستقبل في صورته النهائية من ( )33بنداً موزعة على خمسة أبعاد هي:
( المجال االجتماعي :ويتضمن 8بنود ،والمجال االقتصادي :ويتضمن 6بنود ،ومجال العمل 6
بنود ،مجال الموت :ويتضمن 6بنود ،والمجال االنساني :ويتضمن 7بنود) ،وبدائل اإلجابة عن
بنود المقياس خماسية (ال ،قليالً ،متوسط ،كثي اًر ،كثي اًر جداً).
وتصحح بنود مقياس قلق المستقبل بأن تعطى اإلجابة كثي اًر جداً ( ،)5واإلجابة كثي اًر (،)4
واإلجابة متوسط ( ،)3واإلجابة قليالً ( ،)2واإلجابة ال (.)1
وبذلك تكون أعلى درجة يحصل عليها الفرد عند إجابته على جميع بنود المقياس هي ()165
درجة ،و أدنى درجة يحصل عليها الفرد هي درجة ( ،)33أي أن الدرجة على مقياس قلق
المستقبل تتراوح بين (.)165 - 33
.2مقياس الصالبة النفسية:
قامت الباحثة بتطبيق مقياس الصالبة النفسية من إعداد نصر ( )2012والمقنن على البيئة
السورية و الذي يتكون من ( )29عبارة تقيس أبعاد الصالبة النفسية وهي:
-1االلتزام:و يشمل البنود ( )28-25-22-19-16-13-10-7-4-1
-2التحكم :ويشمل البنود ( )29-26-23-20-17-14-11-8-5-2
-3التحدي :ويشمل البنود ( )27-24-21-18-15-12-9-6-3
وبدائل اإلجابة عن بنود المقياس خماسية (دائماً ،غالباً ،أحياناً ،ناد اًر ،أبداً) ،وتصحح بنود
مقياس الصالبة النفسية بأن تعطى اإلجابة دائماً ( ،)5وغالباً ( ،)4واإلجابة أحياناً ( ،)3واإلجابة
ناد اًر ( ،)2واإلجابة أبداً (.)1
78
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
وبذلك تكون أعلى درجة يحصل عليها الفرد عند إجابته على جميع بنود المقياس هي () 145
درجة ،و أدنى درجة يحصل عليها الفرد هي درجة ( ،) 29أي أن الدرجة على مقياس الصالبة
النفسية تتراوح بين (.)145 -29
إجراءات التطبيق:
79
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
بعد أن تم إعداد أدوات الدراسة بالشكل النهائي و التحقق من صدقها وثباتها ،وأخذ الموافقة
على تطبيق أدوات الدراسة على الشباب والشابات الموجودين في مراكز اإليواء المؤقت ،قامت
الباحثة بالحصول على الموافقات المطلوبة لتسهيل دخولها لتلك المراكز ،ثم القيام بجمع
المعلومات عن مراكز اإليواء المتوزعة في محافظتي دمشق والسويداء ،والبحث في أعداد األفراد
القاطنين في تلك المراكز ،ومن ثم تحديد المراكز التي سيتم توزيع المقاييس فيها.
وقد تم تطبيق أدوات الدراسة على عينة مؤلفة من ( )300شاب وشابة ،وكان الزمن
المستغرق للتطبيق يتراوح بين 20إلى 30دقيقة ،ثم قامت الباحثة بتفريغ المقاييس المطبقة
للحصول على الدرجات الخام ألفراد العينة على أبعاد مقياس قلق المستقبل ودرجته الكلية،
والدرجات الخام على أبعاد مقياس الصالبة النفسية و درجته الكلية تمهيداً لتحليل هذه الدرجات
لإلجابة على أسئلة الدراسة و فرضياتها.
خامساً :صعوبات تطبيق إجراءات الدراسة:
كما في كل البحوث العلمية التي يقوم بها الباحثون ،البد أن يمر الباحث ببعض الصعوبات
اء كان ذلك أثناء إعداد األدوات المستخدمة في الدراسة ،أو كان ذلك التي تعترض طريقه سو ً
أثناء التطبيق الميداني ،وتستطيع الباحثة اإلشارة لتلك الصعوبات بما يلي:
يمر به مجتمعنا السوري ،لم يكن من السهل الحصول على معلومات
-نظ اًر للوضع الراهن الذي ُّ
دقيقة حول مراكز اإليواء المنتشرة في كل من مدينتي دمشق والسويداء ،حيث أن تلك المراكز
كانت في حركة دائمة من حيث الزيادة أو النقصان ،والسيما في ظل التغير المفاجئ في كثير
من المناطق ،بالتالي ازدياد حركة الهجرة الداخلية بشكل شبه يومي ،ومن هنا كان العدد يختلف
من مكان إلى آخر ومن جهة إلى أخرى.
-كان دخول مراكز اإليواء و مقابلة الموجودين هناك من أكثر األمور صعوبة ،حيث أنه
ونتيجة للفترة الحساسة التي كان يمر بها القاطنون في تلك المراكز ،لم يكن من اليسيير التعامل
مع قسم منهم وخاصة المتضررون بشكل كبير سواء من الناحية الجسدية أو النفسية ،حيث أنهم
و كما وصفوا الوضع لم يكونوا مستعدين لبذل جهد فكري لملئ المقاييس الخاصة بالدراسة ،وعبر
البعض عن عدم اهتمامهم باألمور التي ال تجلب لهم منفعة أو مساعدة على نواحي عديدة،
حيث ترك عدد من المقاييس دون ملئ ،و كذلك في بعضها تم اإلجابة عليها بشكل اعتباطي و
تحديد خيار واحد لكل البنود ،وقد تم نتيج ًة لذلك استثناء تلك المقاييس التي بلغ عددها ()67
استبيان.
-باإلضافة إلى وجود صعوبات أخرى تم تجاوزها بمساعدة كثير من الجهات ،حيث في مقابل
مركز اإليواء ،فتحت مراكز أخرى أبوابها أمام الباحثة ،حيث قدمت
صعوبة الدخول إلى بعض ا
80
منهج الدراسة و إجراءاتها الفصل اخلامس
التسهيالت والدعم سواء بالمعلومات أو التطبيق ،إضافة للمساعدة التي قدمتها عدد من
المنظمات االنسانية التي تتولى مهمة تقديم المساعدة للمهجرين في كافة مراكز اإليواء.
81
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الفصل السادس
ً
أوال :سؤاال الدراسة وحتليلهما.
ً
ثانيا :فرضيات الدراسة وحتليلها.
ً
ثالثا :عرض نتائج الدراسة وتفسريها ومناقشتها.
ً
رابعا :مقرتحات الدراسة.
81
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
السؤال األول للدراسة :ماهي مستويات قلق المستقبل لدى أفراد عينة الدراسة؟
لتحديد مستويات قلق المستقبل لدى أفراد عينة الدراسة ،تم إعطاء إجابات أفراد عينة الدراسة
على مقياس قلق المستقبل قيماً متدرجة وفقاً لمقياس ليكرت الخماسي كما هو موضح سابقاً في
تصحيح المقياس ،وتم حساب طول الفئة على النحو اآلتي:
-حساب المدى وذلك بطرح أكبر قيمة في المقياس من أصغر قيمة (.)4=1-5
-حساب طول الفئة وذلك بتقسيم المدى وهو ( )4على عدد الفئات ()5
( 0.8 = 5 ÷4طول الفئة).
إضافة طول الفئة وهو ( )0.8إلى أصغر قيمة في المقياس وهي ( ،)1وذلك للحصول على الفئة
األولى ،لذا كانت الفئة األولى (من 1إلى ،)1.8ثم إضافة طول الفئة إلى الحد األعلى من
الفئة األولى ،وذلك للحصول على الفئة الثانية وهكذا للوصول إلى الفئة األخيرة.
واستناداً إلى قاعدة التقريب الرياضي يمكن التعامل مع قيم المتوسطات الحسابية إلجابات أفراد
عينة الدراسة كما هو مبين في الجدول اآلتي:
الجدول( )14فئات قيم المتوسط الحسابي(الرتبي) ومستوى قلق المستقبل الموافق لها
النتائج والمناقشة:
مناقشة النتائج المتعلقة بسؤال الدراسة :ما هي مستويات قلق المستقبل لدى أفراد عينة الدراسة؟
82
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الجدول ( )15المتوسطات الحسابية إلجابات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل
وأبعاده الفرعية.
السلم التراتبي مستوى قلق المستقبل المتوسط عدد البنود البعد م
لألبعاد الحسابي
5 متوسطة 3.08 8 اجتماعي 1
1 عالية 3.59 6 اقتصادي 2
4 متوسطة 3.10 6 العمل 3
3 عالية 3.50 6 الموت 4
2 عالية 3.52 7 اإلنساني 5
متوسطة 3.35 33 المجموع الكلي
يتضح من الجدول ( )15أن المستوى العام لقلق المستقبل لدى أفراد عينة الدراسة كان متوسطاً،
وبالنسبة ألبعاد مقياس قلق المستقبل فقد تم تحديد مستوى كل بعد من األبعاد على الشكل التالي:
للوصول إلى معرفة أدق عن مستوى قلق المستقبل على البعد االجتماعي لدى أفراد عينة الدراسة
قامت الباحثة بحساب المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والوزن النسبي لكل بند من بنود
المقياس وتحديد مستوى القلق لدى أفراد عينة الدراسة كما هو ّ
موضح في الجداول اآلتية:
الجدول ( ) 16المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ومستوى قلق المستقبل لبنود البعد االجتماعي
83
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
تغيرات .
متوسطة 9.8. 2... أخشى من العزلة مستقبل 30
أرى َّ
أن الهجرة إلى الخارج هي الحل األخير
عالية 9... 8.12 32
لمشاكلي.
متوسطة 8... المجموع
يالحظ من خالل الجدول السابق أن متوسط العبارات الواردة في البعد االجتماعي جاء بواقع
) (3.08وهو يقع ضمن الدرجة متوسطة.
مناقشة النتيجة :كان مستوى قلق المستقبل على البعد االجتماعي ضمن المتوسط ،و برأي
عبر عنه بعض الموجودين في مراكز
الباحثة و تبعاً لما الحظته أثناء التطبيق ،ووفقاً لما َّ
ٍ
بشكل خاص ،قد عانوا في ٍ
بشكل عام و الشباب اإليواءَّ ،
فإن األفراد الموجودين في تلك المراكز
بداية انتقالهم المفاجئ لإلقامة فيها من مشاكل في التكيف مع البيئة الجديدة التي لم يمتلكوا
استعداداً نفسياً وال حتى فكرياً مسبقاً لالنتقال و التعايش ضمنها ،بالتالي فقد استلزم ذلك منهم
جهداً كبي اًر ليندمجوا و يتقبلوا الوضع الجديد والذي كان في أغلبه قاسياً؛ من حيث اضطرارهم
ٍ
كامل للخصوصية، ٍ
وغياب شبه مكان ضيق مع أعداد كبيرة من األشخاص، ٍ للعيش ضمن
إضاف ًة للتغيرات االجتماعية الكبيرة التي عصفت بالمجتمع السوري؛ والتي كان لها جوانب
إيجابية و كذلك سلبية ،من حيث دمج الكثير من الثقافات و األفكار التي كانت في مراحل سابقة
بشكل مفاجئ و في ظروف قاسية ،مما ٍ تم هذا االندماجبعيدة ومجهولة بالنسبة للكثيرين ،لكن َّ
ساهم بانتشار كثير من االضطرابات النفسية كنتيجة طبيعية لما عايشه كثير من المتضررين من
األحداث من التهجير و الخوف و الخطر المحدق بهم من كل جهة ،فأصبح صوت الحرب
يحمل الكثير من المشاعر المختلطة من الرعب و الخوف و عدم الشعور باألمان ،والسيما
األشخاص الذين فقدوا شخصاً قريباً أو عزي اًز ،و األلم النفسي الذي تركته تلك األحداث في
أن الجانب االجتماعي يشغل حي اًز البأس فيه من تفكير الشباب نفوسهم ،ومما سبق نجد َّ
المستقبلي .فالقلق ينجم من الخوف من أمور يتوقع الفرد حدوثها ،قد تهدد سالمته و وجوده
) .(Barlow,2000, 1247وقد بلغ هذا القلق في بداية األحداث درجة كبيرة لكن مع مرور
الوقت و التكيف مع ظروف االنتقال الجديدة ،أصبح هذا الجانب يحظى بقدر متوسط من
االهتمام ،قد يعزى ذلك إلى َّ
أن هذه الفئة المليئة بالطموح و محبة الحياة؛ قد صقلت شخصياتُهم
تلك الظروف و األحداث القاسية والتغيرات الكبيرة التي ألمت بالمجتمع السوري وأصبحوا أكثر
صالبة و مقاومة ،فالصالبة مصدر هام من المصادر الشخصية لمقاومة اآلثار السلبية لضغوط
الحياة والتخفيف من آثارها على الصحة النفسية والجسمية ،حيث تسهم في اإلدراك والتقويم
84
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
ٍ
لحل ناجح للمواقف التي خلقتها الظروف الضاغطة(حمادة
والمواجهة الذي يقود إلى التوصل ّ
وعبد اللطيف.)235 ،2002 ،
يبين الجدول السابق أن متوسط العبارات الواردة في البعد االقتصادي جاء بواقع ) (3.59وهو
يقع ضمن الدرجة العالية.
مناقشة النتيجة :كان مستوى قلق المستقبل على البعد االقتصادي عالياً ،حيث أنه و في الوضع
الطبيعي و في أوقات االستقرار والسلمَّ ،
فإن الجانب االقتصادي يحتل حي اًز كبي اًر من تفكير
األفراد ،السيما الشباب المقبلين على الحياة واإلعداد لبناء أنفسهم في طريق االستقالل الذاتي
عن األسرة ،فكيف بحال الشباب حالياً ،و في هذه الفترة العصيبة التي شملت كل مناحي الحياة
اليومية ،فإنهم يعايشون صراعاً كبي اًر وقلقاً مستم اًر ،كان نتيجة حتمية الضطراب الوضع
االقتصادي من حيث التزايد الكبير باألسعار و الغير مالئم للدخل اليومي ،وعدم القدرة على تلبية
كافة االحتياجات اليومية من طعام و ملبس و حاجات شخصية ،بالتالي فإن التغيرات
االقتصادية المفاجئة و الغير مسبوقة جعلت من الجانب االقتصادي مجاالً كبي اًر يثير قلق
الكثيرين ،بالتالي َّ
فإن الجانب االقتصادي والذي يشكل عصب الحياة اليومية شكل حي اًز كبي اًر من
تفكير الشباب وقلقهم تجاه مستقبلهم االقتصادي.
85
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الجدول ( )18المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ومستوى القلق لبنود بعد العمل
يالحظ من خالل الجدول السابق أن متوسط العبارات الواردة في بعد العمل جاء بواقع )(3.10
وهو يقع ضمن الدرجة المتوسطة.
مناقشة النتيجة :كان مستوى قلق المستقبل على بعد العمل متوسطاً ،حيث أنه وبالنسبة لفئة
فإن العمل يحتل مكان ًة هام ًة في حياتهم؛ من حيث أنه الطريق نحو ٍ
بشكل عام َّ الشباب و
االستقالل المادي و الشخصي عن األسرة ،واالعتماد على النفس ،وهو األساس الذي يبحث عنه
ٍ
شعور باألمن والثقة بالنفس ،لكن فيما يخص فئة الشباب القاطنين كل ٍ
شاب وشابة لما يوفر من ُّ
في مراكز اإليواء في هذا الوقت ،نستطيع تفسير المستوى المتوسط لقلقهم فيما يخص العمل ،أنه
وتبعاً للحاالت المشاهدة في المراكز ،وحديث الباحثة مع عدد من الشباب أثناء التطبيقَّ ،
فإن
عدداً منهم كان قد حصل على عمل من خالل الفرص المقدمة من قبل المركز لمساعدة الشباب
فإن ٍ
ناحية أخرى َّ اء كان داخل المركز أو خارجه ،ومنو االستفادة من قدراتهم وامكانياتهم سو ً
قسماً منهم كانوا قد وضعوا السفر والهجرة نصب أعينهم وهدفاً لمستقبلهم ،وذلك بعد رحلة ٍ
بحث ُ
شاقة عن أعمال تناسبهم يمارسونها ،السيما و أنه نتيجة انتقال عدد كبير من األفراد من ٍ
مناطقهم إلى مدن أخرى ،تسبب باكتظاظ سكاني كبير و قلة فرص العمل نتيج ًة لذلك ،فتحول
ٍ
مناسب هنا إلى الهجرة والسعي إلى البالد التي فتحت أبوابها لهم. هدف الشباب من إيجاد ٍ
عمل
86
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الجدول ( )19المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ومستوى القلق لبنود بعد الموت
يالحظ من خالل الجدول السابق أن متوسط العبارات الواردة في بعد الموت جاء بواقع )(3.50
وهو يقع ضمن الدرجة العالية.
ٍ
مرحلة مناقشة النتيجة :كان مستوى قلق المستقبل على بعد الموت عالياً ،حيث أننا نتحدث عن
َّ
مصنفاً ٍ
بدرجة من األمان جعلت منه ينعم ٍ
يمر بها المجتمع السوري ،الذي كان سابقاً ُ مفصلية ُّ
ضمن أكثر البلدان أمناً و سلماً ،األمان الذي غاب اآلن نتيجة النتشار العنف غير المسبوق و
األحداث األمنية التي جعلت من الخطر صفة حياتنا اليومية ،ونحن عندما نتحدث عن
األشخاص المهجرين من بيوتهم و القاطنين في مر ٍ
اكز لإليواءَّ ،
فإننا نتحدث عن فئة عانت و
ان و ٍ
قتل و تهديد ،و أصبح الموت هاجساً يؤرق صفو حياتهم، عايشت أسوأ األخطار من عدو ٍ
إضاف ًة لفقدان الكثيرين منهم ألفراد من عائلتهم وأشخاص مقربين ،فأصبح الخوف من الفقدان
بطابع سلبي ،و ٍ
أفكار مسيطرة تتمحور حول فقدان الحياة أو ٍ مسيط اًر على تفكيرهم الذي اصطبغ
فقدان عزيز في أي وقت .فاإلنسان -وبحسب المدرسة االنسانية -يسعى لتحقيق وجوده و إيجاد
معنى لحياته ،و ينشأ القلق لديه إما من أحداث حاضرة أو متوقعة مستقبالً ،عندما تمثل هذه
األحداث تهديداً لوجوده وانسانيته(خليل.)946 ،2011 ،
ويذكر المجيدلي ( )2003أن األمن حاجة أساسية وضرورة من ضرورات بناء المجتمع ،فال
استقرار وال حضارة بال أمن ،وال يتحقق األمن إال في الحالة التي يكون فيها العقل الفردي والحس
الجماعي خالياً من أي شعور بالتهديد.
87
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الجدول ( )20المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ومستوى القلق لبنود البعد اإلنساني
يالحظ من خالل الجدول السابق أن متوسط العبارات الواردة في بعد اإلنساني جاء بواقع
) (3.52وهو يقع ضمن الدرجة العالية.
مناقشة النتيجة :أما بالنسبة للبعد االنساني كان قلق المستقبل عالياً ،حيث احتوت مراكز اإليواء
أعداداً كبيرة من المهجرين السوريين داخلياً ،حيث بلغ عدد النازحين داخل سورية 7.6مليون
شخص في عام 2014بحسب تقرير منظمة العفو الدولية ( تقرير منظمة العفو الدولية ،
ٍ
محدد من األفراد؛ ذلك .)207 ،2014وقد تم جمع المهجرين ضمن أبنية معدة الستقبال ٍ
عدد
أنها أوجدت خالل فترة قصيرة نتيجة األحداث المتسارعة التي أجبرت الكثيرين على الهجرة
الداخلية من منطقة إلى منطقة أخرى بحثاً عن األمان ،وما خلقه هذا التواجد المشترك من
فض لألشخاص يمر به األفراد من ٍ
تقبل أو ر ٍ ٍ
بأشكال متعددة ،و ما قد ُّ عالقات انسانية جديدة و
اآلخرين القاطنين معهم.
ِّ
للحد من األضرار النفسية
وتوفر بعض مراكز اإليواء برامج عديدة للدعم النفسي واالجتماعي ّ
ِّ
األحداث التي عايشوها ،وبالتالي إعادة بناء الفرد و دمجه التي لحقت بالشباب المهجرين جراء
مجدداً في المجتمع الجديد الذي انتقل إليه ،بينما غفلت مراكز أخرى عن هذه النقطة الهامة و
88
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
تشكل حجر الزاوية في التخفيف من آثار الحوادث التي تعرضت لها تلك الفئة ،ومن هذه
ُّ التي
النقطة قد يشكل الوضع االنساني الغير مستقر هاجساً يشغل بال الشباب خاص ًة مع التدفق
اليومي ألعداد أكبر من المهجرين وازدياد الضغط على مراكز اإليواء الحتواء وتلبية متطلبات
ٍ
بشكل عادل. الجميع
وبشكل عام :أظهرت النتائج أن مستوى قلق المستقبل كان متوسطاً أقرب للعالي لدى أفراد عينة
الدراسة وهذا يتفق مع دراسة أحمد ( ،)2014جبر ( ،)2012حبيب ( ،)2013التي أظهرت
نتائجها وجود مستوى متوسط من قلق المستقبل لدى أفراد العينة المدروسة في تلك الدراسات،
واختلفت مع دراسة السبعاوي ( ،)2006محمد ( ،)2010البدران( ،)2011القرشي (،)2012
المومني ونعيم ( ،)2013الزعالن ( ،)2015و بوالنسكي ) ،( Bolanowski , 2005التي
توصلت إلى وجود مستوى ٍ
عال من قلق المستقبل لدى أفراد عينتها ،وتعقيباً على النتيجة السابقة
أمر طبيعي ،من حيث أنها فإن وجود مستوى مالحظ من قلق المستقبل لدى فئة الشباب هو ٌ َّ
فإن رسم المستقبل بالنسبة لهم هو ِّ
بشحنة من الطاقة و الطموح ،بالتالي َّ المرحلة التي تتسم
تشكل لهم مساح ًة
ُّ الهدف األساسي ،وما يحمله هذا المستقبل من تغير ٍ
ات غير واضحة المعالم
واسعة من األسباب التي تحملهم على القلق و الترقب.
أما فيما يخص عينة الدراسة الحالية المتمثلة في الشباب القاطنين في مراكز اإليواء وبنظر
بدرجة واضحة أقرب للعالية ،أما مستوى القلق المتوسط الذي أظهرتهٍ موجود الباحثة َّ
فإن القلق
ٌ
النتائج السابقة قد يعود إلى أننا دخلنا عامنا الرابع من األحداث القاسية التي انتشرت في البالد،
والتي وضعت لدى بدايتها كافة أفراد المجتمع في دائ ٍرة مغلقة من الضغوط والخوف وعدم توقع
ٍ
طويل على بدء تلك األحداث فقد ما يمكن أن يحمله الغد لنا ،لكن اآلن و بعد مضي ٍ
وقت
مما أصبحت واقعاً ال َّبد من التعايش معه ،وبالنسبة للشباب القاطنين في مراكز اإليواء َّ
فإن قلقهم َّ
في بعض النقاط أكثر من غيرها ،و خاص ًة تلك التي تتعلق يحمله المستقبل أصبح متمحو اًر
ٍ
مكان يمثل لإلنسان خصوصيته تجاهل َّ
أن النزوح المفاجئ من بالحياة اليومية .بالتالي ال يمكن
عنيف ًة تربك التوازن النفسي و تدخل اإلنسان في ٍ
حالة من القلق يشكل صدم ًة
ُّ و حياته وذكرياته،
و اإلحباط (أبو طالبَّ ،)2 ،2011 ،
ولكن األفراد وحسب دراسة دياب ( )2006رغم تعرضهم
ٍ
عديدة للضغوط يحتفظون بقسم كبير من صحتهم النفسية و الجسمية إن توافرت عوامل لمصادر
اء أكانت مساندة مادية أو اجتماعية أو نفسية (دياب.)179 ،2006 ،
مساندة لهم ،سو ً
89
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
السؤال الثاني للدراسة :هل يمكن التنبؤ بمستوى قلق المستقبل من خلل درجة تمتع الفرد
بالصلبة النفسية؟
لإلجابة على هذا السؤال قامت الباحثة بتطبيق تحليل االنحدار الخطي وفقاً للطريقة التدريجية،
والنتائج موضحة في الجدول رقم ( .) 21
الجدول ( ) 21معامل التحديد واالرتباط بين كل من قلق المستقبل والصلبة النفسية والمتوسطات واالنحراف
المعياري لكل متغير
متوسط
مستوى الداللة قيمة)(f درجة الحرية مجموع المربعات مصدر التباين
المربعات
47723.10 3 143169.32 االنحدار
.000 7671.52 296 1841.35 البواقي
6.22
299 145010.68 الكلي
يتبين من الجدول السابق من خالل النظر إلى قيمة ) (fالخاصة بتحليل االنحدار
والبالغة ) ،(7671.52أنها ذات داللة إحصائياً عند مستوى الداللة ،0.05أي أن التباين في
قلق المستقبل يعود إلى تباين حقيقي وال يعود إلى المصادفة.
المعاملت
المعاملت غير المعيارية
القيمة االحتمالية t المعيارية النموذج
بيتا الخطأ معامل
90
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
المعياري االنحدار
.000 36.48 .471 .035 1.268 االلتزام
.000 19.66 .258 .042 .840 التحكم
.000 22.61 .322 .053 1.194 التحدي
لكل ٍ
بعد من األبعاد ِّ
يتبين من خالل الجدول ( )23وبفحص الداللة االحتمالية لقيمة(ّ (t
ِّ المستقلة َّ
أن قيمة ( )tذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة ( )0.05في ّ
كل األبعاد ،ومن
خالل الرجوع للجدول ( ) 23يتبين َّ
أن بعد االلتزام كان له أعلى ارتباط وكان صاحب األثر
األكبر إذ بلغت قيمة بيتا ( ).471وهي أعلى قيمة بين قيم أبعاد الصالبة النفسية األخرى،
وكانت قيمة معامل االنحدار وهي ( )1.268أعلى قيمة بين قيم الصالبة النفسية الثالثة ،وبلغت
قيمة ( )tالخاصة بها ()36.48على حين بلغت قيمتها االحتمالية ( ).000وهي دالة إحصائياً
عند مستوى الداللة ( ،)0.05وهذا يعني َّ
أن أكثر المتغيرات المستقلة قدرًة على تفسير التباين في
مما يدل على َّ
أن بعد االلتزام يسهم إسهاماً داالً إحصائياً الشعور بقلق المستقبل هو بعد االلتزامَّ ،
في تباين الشعور بقلق المستقبل لدى أفراد عينة الدراسة ،وهذا التأثير لمتغير االلتزام على قلق
المستقبل ذو تأثير إيجابي ،أي أنه كلما ارتفعت درجة التزام الفرد بقيمه و قيم مجتمعه ،ازداد قلقه
تجاه مستقبله ،قد يعود السبب إلى الظروف المفصلية التي تحكم المجتمع السوري والتي خلقت
التزامات أكبر تجاه عادات و أفكار في تغير مفاجئ و غير منطقي.
على حين كان بعد التحدي في المرتبة الثانية من حيث التأثير على الشعور بقلق المستقبل ،إذ
بلغت قيمة بيتا ( ،)0.322وكانت قيمة معامل االنحدار وهي ( ،)1.194وبلغت قيمة ((t
الخاصة بها ( )22.61على حين بلغت قيمتها االحتمالية ( ).000وهي دالة إحصائياً عند
مستوى الداللة ( ،)0.05مما يدل على َّ
أن متغير التحدي يسهم إسهاماً داالً إحصائياً في تباين
الشعور بقلق المستقبل لدى أفراد عينة الدراسة.
بينما كان بعد التحكم في المرتبة الثالثة من حيث التأثير على الشعور بقلق المستقبل ،إذ بلغت
قيمة بيتا ( ،).258وكانت قيمة معامل االنحدار وهي ( ،).840وبلغت قيمة( )tالخاصة بها
( )19.66على حين بلغت قيمتها االحتمالية ( ).000وهي دالة إحصائياً عند مستوى الداللة
( ،)0.05هذا يدل على َّ
أن متغير التحكم يسهم إسهاماً داالً إحصائياً في تباين الشعور بقلق
المستقبل لدى أفراد عينة الدراسة.
يلحظ مما سبق عرضه من نتائج سؤال الدراسة األول أن بعد االلتزام هو أكثر األبعاد تأثي اًر في
الشعور بقلق المستقبل ومن ثم بعد التحدي ثم بعد التحكم.
91
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
وقد كان كذلك للتحدي أثر في التنبؤ بقلق المستقبل ،ففي ظل األحداث الحالية نجد َّ
أن الشباب
وبالرغم مما يتعرضون له يمتلكون قد اًر كبي اًر من التحدي و اإلقدام ،قد توفر لهم الطاقة الالزمة
لتحمل هذه المشاكل اليومية و الضغوط الكبيرة ،فنجد الشباب حالياً في تحدي كبير لهذه األزمة
القاسية ،لكن ذلك لم ينفي وقوعهم تحت تأثير القلق مما قد تحمله األيام القادمة من مفاجئات
يمر بفتر ٍ
ات غير متوقعة ،فالشخص يقع في حالة من التذبذب فيما يخص حالته النفسية ،حيث ُّ
بحاالت من اليأس وضعف التحدي ،هذا ما تحدده سمات ٍ يمر
من الطاقة واإلقدام ،وفي مقابلها ُّ
الشخص النفسية و تقديره وتفسيره للظروف التي يمر بها ،فالتحدي يقوم على االعتقاد األساسي
فرص
أن التغيرات ُ أن التغيير أمر متوقع ،و َّ
أمر غير مألوف و اعتيادي ،و َّ َّ
بأن االستقرار هو ٌ
للنمو( .)Reinhoudt, Cynthia,2004, 27لكن وتبعاً لهذه األوضاع االستثنائية ،قد يجد
ٍ
مستمر من تلك األحداث التي الشخص نفسه وبالرغم من امتالكه قد اًر من التحدي ،في قلق
خارج حدود السيطرة والتحكم.
و كان لبعد التحكم المرتبة الثالثة من حيث التأثير ،فالشباب حالياً وضمن هذه الظروف الراهنة
يملكون قد اًر مقبوالً من التحكم في أمور حياتهم اليومية ،و قد اتخذوا من هذه الظروف مجاالً
إلثبات ذاتهم و إعادة بناء الجوانب الكثيرة التي أثرت عليها هذه الحوادث .فالتحكم يشير إلى
مدى اعتقاد الفرد بقدرته على التحكم فيما يلقاه من أحداث وتحمل المسؤولية الشخصية عما
92
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
يحدث له ،من حيث اتخاذه للق اررات المناسبة لمواجهة الضغوط (المنشاوي .)13 ،2006 ،لكن
وفي كثير من األوقات يجد الشاب نفسه فاقداً القدرة على التحكم بمجريات األمور ،ذلك ألن
الكثير من األحداث الحالية خارج السيطرة ،وخاصة فيما يخص الوضع االقتصادي و الموت،
والذي اليملك أد منا سيطرة أو قدرة على مقاومته
الفرضية الرئيسية :ال توجد علقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين الدرجة الكلية لمقياس قلق
المستقبل بأبعاده وبين الدرجة الكلية لمقياس الصلبة النفسية بأبعاده لدى أفراد عينة الدراسة.
للتحقق من هذه الفرضية قامت الباحثة بحساب معامل ارتباط بيرسون بين درجات أفراد عينة
الدراسة على أبعاد مقياس قلق المستقبل والدرجة الكلية له وبين أبعاد مقياس الصالبة النفسية
والدرجة الكلية له ،والنتائج موضحة في الجدول رقم ( : ) 24
الجدول ( ) 24معاملت ارتباط بيرسون بين درجات أفراد عينة الدراسة على أبعاد مقياس قلق المستقبل
والدرجة الكلية له وبين درجات أبعاد مقياس الصلبة النفسية والدرجة الكلية له
93
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
بالنظر إلى النتائج التي تظهر في الجدول ( ُ )24يالحظ بأن قيمة معامل ارتباط (بيرسون) بين
درجات أفراد عينة الدراسة على البعد االجتماعي وبين درجاتهم على أبعاد الصالبة النفسية
ودرجته الكلية قد تراوحت بين ( )0.752وبين ( ،)0.840وهي جميعاً دالة عند مستوى الداللة
( ) 0.01أي أنه توجد عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين قلق المستقبل على البعد
االجتماعي والصالبة النفسية ،بمعنى أن الصالبة النفسية تتأثر إيجابياً بقلق المستقبل على بعده
اال جتماعي ،فقلق المستقبل لدى الفرد فيما يخص المواضيع االجتماعية والعالقات األسرية تجعل
الفرد أكثر صالبة استعداداً ألي تغير مفاجئ قد يطرأ.
كما يالحظ من الجدول ( )24بأن قيمة معامل ارتباط (بيرسون) بين درجات أفراد عينة الدراسة
على البعد االقتصادي وبين درجاتهم على أبعاد الصالبة النفسية ودرجته الكلية قد تراوحت بين
( )0.771وبين ( ،)0.864وهي جميعاً دالة عند مستوى الداللة ( )0.01أي أنه توجد عالقة
ارتباطية ذات داللة إحصائية بين القلق على البعد االقتصادي والصالبة النفسية ،أي أن
الصالبة النفسية تتأثر إيجابياً بقلق المستقبل على البعد االقتصادي ،حيث أن ازدياد المشكالت
المستقبلية على الصعيد االقتصادي تحث الفرد على بذل مزيد من الجهد و شحد القدرات للتوافق
مع تلك التغيرات و إيجاد البدائل المناسبة والتحكم بتلك المشكالت.
كما يالحظ من الجدول ذاته أن قيمة معامل ارتباط (بيرسون) بين درجات أفراد عينة الدراسة
على بعد العمل وبين درجاتهم على أبعاد الصالبة النفسية ودرجته الكلية قد تراوحت بين
( )0.841وبين ( ،)0.908وهي جميعاً دالة عند مستوى الداللة ( )0.01أي أنه توجد عالقة
ارتباطية ذات داللة إحصائية بين بعد العمل والصالبة النفسية ،أي أن الصالبة النفسية تتأثر
إيجابياً بقلق المستقبل على بعد العمل ،حيث أن قلق الفرد مستقبال من فقدان عمله الحالي
خيار و مصدر للعمل و االستعداد ألي تغيرٍ ومصدر دخله ،سيدفعه للبحث عن أكثر من
متوقع مستقبالً بالنسبة للعمل.
كما يالحظ من الجدول السابق بأن قيمة معامل ارتباط (بيرسون) بين درجات أفراد عينة الدراسة
على بعد الموت وبين درجاتهم على أبعاد الصالبة النفسية ودرجته الكلية قد تراوحت بين
( )0.751وبين ( ،)0.853وهي جميعاً دالة عند مستوى الداللة ( )0.01أي أنه توجد عالقة
ارتباطية ذات داللة إحصائية بين بعد الموت والصالبة النفسية ،أي أن الصالبة النفسية تتأثر
إيجابياً بقلق المستقبل على بعد الموت ،حيث أن انتشار الموت بشكل طغى على حياتنا اليومية
و توقعه دفعت بالفرد ليصبح أكثر إيماناً بحتمية القدر و أكثر تحدياً للظروف المحيطة به.
94
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
كذلك نالحظ من الجدول السابق أن قيمة معامل ارتباط (بيرسون) بين درجات أفراد عينة الدراسة
على البعد االنساني وبين درجاتهم على أبعاد الصالبة النفسية ودرجته الكلية قد تراوحت بين
( )0.590وبين ( ،)0.676وهي جميعاً دالة عند مستوى الداللة ( )0.01أي أنه توجد عالقة
ارتباطية ذات داللة إحصائية بين البعد االنساني والصالبة النفسية ،أي أن الصالبة النفسية
تتأثر إيجابياً بقلق المستقبل على البعد االنساني ،من حيث أن مايواجهه األفراد حاليا من مشاكل
و صعوبات في مراكز اإليواء تدفعهم ليصبحوا أكثر التزاماً بحقوقهم وواجباتهم اتجاه بعضهم و
أكثر تحدياً لما قد تحمله األيام القادمة.
يتبين من نتائج الفرضية الرئيسية وجود عالقة ارتباطية إيجابية ذات داللة إحصائية بين قلق
المستقبل والصالبة النفسية لدى أفراد عينة الدراسة.
مناقشة النتيجة :أظهرت النتائج وجود عالقة ارتباطية إيجابية ذات داللة إحصائية بين الصالبة
النفسية و أبعاد قلق المستقبل كلها ،وتفسر الباحثة هذه النتيجة أوالً بالنسبة لقلق المستقبل على
البعد االجتماعي ،بأنه وبما َّ
أن الدراسة الحالية تستهدف عينة الشباب المفعمة بالطاقة واإلقدام
على الحياة وفي ظل الظروف الحالية ،فإنه كلما ازدادت المشكالت التي تمس حياتهم
االجتماعية كلما كانت أداة لصقل شخصياتهم و قدراتهم على التعامل اإليجابي مع تلك
مايمر به المجتمع السوري،
ُّ األحداث ،السيما عندما تكون تلك الضغوط قد اًر البد منه نتيجة
فنجد أن الشباب حالياً أجبروا على االنتقال إلى بيئة أخرى مختلفة كلياً عن بيئتهم السابقة ،وهذه
الظروف الجديدة وماتحمله لهم من خبرات و من انفتاح على أفكار جديدة -بالرغم من قساوة
الظروف الحالية و ما مروا به قبل انتقالهم و رحيلهمَّ -
فإن هذه البيئة الجديدة حملت لهم تجارب
مختلفة كلياً عن تجاربهم السابقة ،فأصبحوا أكثر تفكي اًر بمستقبلهم و أكثر تحمالً لمسؤوليات كانوا
قد تجاهلوها فيما سبق ،عندما كانوا يعيشون حياتهم الطبيعية و اليومية البعيدة عما غ از بالدنا
من موجات العنف و التهجير و الخطر الدائم ،أما اآلن ونتيجة و ألن الوضع الراهن أجبرهم
على المكوث في مراكز أعدت للمهجرين والمتضررين من األحداث الحالية ،فإننا نجدهم في
اء لهم أو ألسرهم ،وهذا يحتاج ِّ
كل ما من شأنه تأمين سبل المعيشة اليومية سو ً
بحث دائم عن ّ
لدرجة كبيرة من القدرة على التحمل و التحدي للتغلب على تلك المشاكل ،بالتالي التمتع بدرجة
جيدة من الصالبة النفسية التي تمدهم بتلك القوة .وبالعامية فإن ( الضربة التي التكسرك تقويك)
أما في يتعلق بقلق المستقبل على البعد االقتصادي وبعد العمل ،فالشباب سابقاً كانوا يواجهون
في الوضع الطبيعي الكثير من الضغوط على مستوى المعيشة اليومية و كذلك قلقهم من بقائهم
ٍ
وبشكل خاص عندما يبدؤون بالتفكير في بناء أسرة و بحاجة إلى مساعدة األسرة المادية لهم،
95
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الزواج الذي كان يتطلب قد اًر ال يستهان به من اإلمكانيات المادية واالقتصادية من كافة
كل التوقعات ٍ
بشكل فاق َّ النواحي ،أما اليوم ونتيجة لعدم االستقرار االقتصادي و انتشار البطالة
و تفشي الفقر و عدم تناسب االرتفاع العالي باألسعار مع دخل الفرد ،والسيما القاطنين في
مراكز اإليواء الذين فقدوا كل ما يملكونه من منزل و ممتلكات وعمل ،حيث يؤثر فقدان النازحين
لسبل عيشهم سلباً على حالتهم النفسية وغالباً ما يؤدي إلى فقدانهم الحماية الالزمة ،لذلك
يحتاجون تحسين دخلهم و عدم االعتماد على اآلخرين ،ومن هذا المنطلق نظمت بعض الجهات
الرسمية ومنها المفوضية دورات تدريبية في المهارات الحياتية والحرف اليدوية وصيانة الكومبيوتر
و غيرها من الدورات بحسب تقرير المفوضية السامية لألمم المتحدة لعام ،2015فنجد أن فئة
الشباب وبالرغم من تلك الصعوبات التي أصبحت واقعا البد منه ،أصبحوا أكثر تحمال للمسؤولية
وفي بحث دائم عن أي مصدر يجلب لهم قوت يومهم ،مما فتح أمامهم مجاالت أكبر للبحث و
عمل يناسب شهاداتهم و مستواهم ،فأصبحت ٍ تنازالً عن أفكارهم السابقة حول الحصول على
لكن الوضع الراهن فرض ٍ
بشكل كبير من أعمال و مهن لم يفكروا فيها سابقاً؛ َّ شخصياتهم تصقل
هذا التفكير.
وبالنسبة إلى قلق المستقبل على بعد الموت ،فقد كانت العالقة إيجابية بين قلق المستقبل و
الصالبة النفسية ،وقد تعزى هذه النتيجة إلى أنه نظ اًر النتشار التفجيرات و الحوادث اليومية في
البالد أصبح الواقع يفرض على األفراد التعايش معه و استكمال حياتهم على الرغم مما يحيط
بهم ،حيث أنه عند بداية الحوادث و انتشار الخطر اليومي ،كان الخطر شيئاً غير مسبوق في
حياتنا ،ومع مرور األيام أصبح الشباب أكثر إيماناً بحتمية القدر و بأن الحياة البد وأن تستمر
مع توقع كل االحتماالت الممكنة الحدوث مستقبال.
بالنسبة للبعد االنساني فقد استلزم اندماج الشباب في الحياة الجديدة في مراكز اإليواء التمتع
بدرجة عالية من الصالبة النفسية والطاقة الكبيرة ،ولكن مع وجود درجة كبيرة من القلق نتيجة
التغيرات اليومية التي تعصف بمجتمعنا على كل الجوانب االجتماعية واالقتصادية والشخصية،
فالشاب اآلن تكون عينه على اليوم الحالي و على تلبية حاجاته ،وعينه األخرى على مستقبل
بات مجهوالً و غير معروف النتائج و المآل.
96
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
.1التوجد علقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل وبين
الدرجة الكلية لمقياس الصلبة النفسية وفق متغير الجنس ( الذكور – اإلناث).
للتحقق من هذه الفرضية قامت الباحثة بحساب معامل ارتباط بيرسون بين درجات أفراد عينة
البحث على أبعاد مقياس قلق المستقبل والدرجة الكلية له وبين أبعاد مقياس الصالبة النفسية
والدرجة الكلية له تبعاً لمتغير الجنس ،والنتائج موضحة في الجدولين رقم ( ) 25و ( : )26
الجدول ( ) 52معاملت ارتباط بيرسون بين درجات أفراد عينة الدراسة الذكور على أبعاد مقياس قلق
المستقبل والدرجة الكلية له وبين أبعاد مقياس الصلبة النفسية والدرجة الكلية له
97
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الجدول ( )26معاملت ارتباط بيرسون بين درجات أفراد عينة الدراسة اإلناث على أبعاد مقياس قلق
المستقبل والدرجة الكلية له وبين أبعاد مقياس الصلبة النفسية والدرجة الكلية له
يتبين من خلل النتائج التي تظهر في الجدولين ( )26 - 25بأن دراسة العالقة بين قلق
َّ
المستقبل و أبعاده و الصالبة النفسية و أبعادها لدى كل من الذكور و اإلناث قد أظهرت نتائج
مطابقة لنتائج العالقة بين قلق المستقبل و أبعاده والصالبة النفسية و أبعادها لدى أفراد عينة
الدراسة ككل ،حيث تبين من الجدولين ( )25و( )26وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية
بين جميع أبعاد مقياس قلق المستقبل و بين الصالبة النفسية وأبعادها لدى كل من الذكور و
اإلناث.
مناقشة النتيجة :أظهرت النتائج وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين جميع أبعاد
مقياس قلق المستقبل و بين الصالبة النفسية وأبعادها لدى كل من الذكور و اإلناث وبدرجات
متقاربة جداً ،وتفسر الباحثة هذه النتيجة تبعاً للتغيرات االجتماعية التي ظهرت مؤخ اًر في البالد،
كل من الذكور واإلناث فرصاً متقاربة لالندماج في كافة األنشطة الحياتية وما يقدمه ٍ
من إعطاء ّ
هذا التغيير من صقل لشخصية كال الجنسين؛ و مساعدتهم للتمتع بسمات شخصية تساندهم في
مواجهة المشكالت الحياتية بدرجة جيدة من التحدي ،و بالنسبة لعينة الدراسة الحالية المتمثلة في
الشباب والشابات القاطنين في مراكز اإليواء ،فقد اتضح للباحثة من خالل مقابلتها المباشرة لقسم
98
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
99
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الجدول( ) 28معاملت ارتباط بيرسون بين درجات أفراد عينة الدراسة المتزوجين على أبعاد مقياس قلق
المستقبل والدرجة الكلية له وبين أبعاد مقياس الصلبة النفسية والدرجة الكلية له
يتبين من خلل النتائج التي تظهر في الجدولين ( )28 - 27بأن العالقة بين قلق المستقبل و
َّ
أبعاده و الصالبة النفسية و أبعادها لدى كل من العازبين والمتزوجين قد أظهرت نتائج مطابقة
لنتائج العالقة بين قلق المستقبل و أبعاده والصالبة النفسية و أبعادها لدى أفراد عينة الدراسة
ككل ،حيث تبين من الجدولين ( )28 - 27وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين
جميع أبعاد مقياس قلق المستقبل و بين الصالبة النفسية وأبعادها لدى كل من العازبين
والمتزوجين.
مناقشة النتيجة :أظهرت النتائج وجود عالقة ارتباطية إيجابية ذات داللة إحصائية بين جميع
أبعاد مقياس قلق المستقبل و بين الصالبة النفسية وأبعادها لدى كل من العازبين والمتزوجين،
حيث نجد أن الشباب القاطنين في المراكز العازبون منهم والمتزوجون ،يقعون تحت تأثير قلق
كبير مما تحمله األيام القادمة من تحديات جديدة تشمل كل نواحي الحياة ،فالعازب اآلن ازدادت
العوائق أمامه نحو بناء مستقبله ،بالتالي يجد نفسه أمام أحداث تتطلب منه صقل شخصيته
ٍ
بشكل أكبر ،والتمتع بالطاقة الالزمة لتجاوزها ،وفي الجهة األخرى نجد كذلك َّ
أن المسؤولين من
100
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الشباب عن أسر ،يخضعون كذلك لضغوط أكبر من حيث مسؤوليتهم اتجاه أنفسهم وتجاه
أسرهم ،لكن و برغم هذه الظروف يمتلكون قد اًر كبي اًر من الصالبة النفسية لتجاوز الحياة القاسية
مجتمع بات الغد
ٍ و الصعبة ،و بالوقت ذاته ليس من السهل عدم التفكير بمصيرهم المستقبلي في
فيه مجهوالً و مفاجئاً ،وفي الجانب اآلخر نجد العازبين من الشباب ،أمام ضغوط ليس بأقل من
غيرهم من حيث سعيهم نحو الزواج و تكوين األسرة ،هذا الهدف الذي أصبح صعب المنال في
ِّ
ظل الضغوط االقتصادية واالجتماعية الهائلة التي أنهكت كاهلهم.
ّ
.3ال توجد علقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل
وبين الدرجة الكلية لمقياس الصلبة النفسية وفق متغير المستوى التعليمي (ثانوي ،معهد،
جامعة).
للتحقق من هذه الفرضية قامت الباحثة بحساب معامل ارتباط بيرسون بين درجات أفراد عينة
البحث على أبعاد مقياس قلق المستقبل والدرجة الكلية له وبين أبعاد مقياس الصالبة النفسية
والدرجة الكلية له تبعاً لمتغير المستوى التعليمي ،والنتائج موضحة في الجداول رقم ( )29و
( )30و(:)31
الجدول ( )29معاملت ارتباط بيرسون بين درجات أفراد عينة الدراسة المستوى التعليمي (الثانوي) على أبعاد
مقياس قلق المستقبل والدرجة الكلية له وبين أبعاد مقياس الصلبة النفسية والدرجة الكلية له
101
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الجدول ( )30معاملت ارتباط بيرسون بين درجات أفراد عينة الدراسة المستوى التعليمي (المعهد) على أبعاد
مقياس قلق المستقبل والدرجة الكلية له وبين أبعاد مقياس الصلبة النفسية والدرجة الكلية له
الجدول ( :) 31معاملت ارتباط بيرسون بين درجات أفراد عينة الدراسة المستوى التعليمي (الجامعة) على
أبعاد مقياس قلق المستقبل والدرجة الكلية له وبين أبعاد مقياس الصلبة النفسية والدرجة الكلية له
102
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
(*) دال عند مستوى داللة 0.05 (**) دال عند مستوى داللة 0.01
يتبين من خلل النتائج التي تظهر في الجداول ( ) 31 -30 -29بأن دراسة العالقة بين قلق
َّ
المستقبل و أبعاده و الصالبة النفسية و أبعادها لدى كل من المستويات التعليمية الثالثة (ثانوي-
معهد -جامعة) قد أظهرت نتائج مطابقة لنتائج العالقة بين قلق المستقبل و أبعاده والصالبة
النفسية و أبعادها لدى أفراد عينة الدراسة ككل ،حيث تبين من الجداول ( ) 31 -30 -29وجود
عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين جميع أبعاد مقياس قلق المستقبل و بين الصالبة
النفسية وأبعادها لدى كل من المستويات التعليمية الثالثة (ثانوي -معهد -جامعة)
مناقشة النتيجة :أظهرت النتائج وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين جميع أبعاد
مقياس قلق المستقبل و بين الصالبة النفسية وأبعادها لدى كل من المستويات التعليمية الثالثة
(ثانوي -معهد -جامعة) ،حيث أنهم في ذات الوقت كانوا يمتلكون تلك اإلرادة والثبات في
مواجهة الضغوط و ال بحث عن حلول لها ،و في الجانب ذاته تمتزج تلك الطاقة و اإلقدام بشحنة
ظل وضع لم يمر به المجتمع السوري من قبل ،فقد تساوت الضغوط ِّ
من القلق المستقبلي في ّ
على الجميع ،فالشاب الذي وصل بتعليمه للمستوى الجامعي والذي فقد فرصته بالتعليم نتيجة
الظروف ،أصبح يعاني مثله م ثل الذي لم يكمل تعليمه ،من حيث البحث عن عمل يؤمن معيشة
الحياة اليومية ،وايجاد ٍ
عمل يتناسب مع إمكاناته العلمية ،واستثمار طاقاته و معارفه في المكان
الذي يالئمه ،لكن نتيجة الوضع االقتصادي المتذبذب ،فإن جزءاً من مجاالت العمل قد اختفت
وتم التخلي عن الكثيرين نظ اًر لألزمة االقتصادية التي حّلت بكثير من الشركات، ٍ
بشكل تدريجيَّ ،
بالتالي خضع الشباب المقيمون في مراكز اإليواء ٍ
لقلق شمل كل نواحي الحياة ،لكن وبعد مضي
وقت طويل على بداية األحداث ،وجد هؤالء الشباب بكل مستوياتهم التعليمية أمام واقع ال مفر
منه ،إال مواجهته بأمل و إصرار و سعي نحو ما يفتح أمامهم من أبواب.
الفرضية الثانية :التوجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل تبعا لمتغير الجنس(ذكور – إناث).
للتحقق من هذه الفرضية تم استخدام اختبار ) (tستودنت للعينات المستقلة ،حيث حسبت
الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة الذكور ومتوسطات درجات أفراد عينة البحث
اإلناث على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل وأبعاده ،كما هو موضح في الجدول رقم (:)32
103
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الجدول ( ) 32داللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس قلق
المستقبل وأبعاده حسب متغير الجنس
يالحظ من الجدول رقم ( ) 32بأن قيمة ) (tللدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل بلغت
( ،)5.45بينما بلغت القيمة االحتمالية لها( ).000وهي أصغر من مستوى الداللة ()0.05
وبالتالي فإن الفروق دالة إحصائياً ،كما يالحظ من الجدول السابق بأن قيمة ( )tلدرجات البعد
االجتماعي بلغت ( ،)3.37بينما بلغت القيمة االحتمالية لها ( )0.001وهي أصغر من
( )0.05بالتالي فإن الفروق دالة إحصائياً ،أما قيمة ( )tللبعد االقتصادي فقد بلغت (،)6.85
بينما بلغت القيمة االحتمالية لها ( )0.000و هي أصغر من ( )0.05وبالتالي فإن الفروق دالة
إحصائيا ،ويالحظ أيضاً أن قيمة ( )tلدرجات بعد العمل قد بلغت ( ،)5.50بينما بلغت القيمة
االحتمالية لها ( )0.000وهي أصغر من ( )0.05بالتالي فإن هناك فروقا دالة إحصائياً ،أما
بالنسبة لبعد الموت فقد بلغت قيمة ( )5.59( )tبينما بلغت القيمة االحتمالية لها ()0.000
وهي أصغر من ( )0.05بالتالي فإن هناك فروقا دالة إحصائيا ،وفيما يخص البعد االنساني فقد
بلغت قيمة ( ،)0.978( )tبينما بلغت القيمة االحتمالية ( )0.329وهي أكبر من ()0.05
بالتالي فإن الفروق غير دالة إحصائياً ،والشكل ( ) 4يوضح ذلك:
104
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الشكل ( )4الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة في كل بعد من أبعاد المقياس حسب متغير
الجنس
120
الدرجة الكلية ذكور
الدرجة الكلية إناث 115
110
115.29
105
101.9 100
95
إناث ذكور
الدرجة الكلية
الشكل ( )5الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة في الدرجة الكلية للمقياس حسب متغير الجنس
ويتبين من خلل النتائج أعاله بأنه توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات أفراد عينة
الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل ودرجة كل بعد من أبعاده الفرعية تبعا لمتغير
الجنس لصالح الذكور ،وبالتالي نرفض الفرضية الصفرية والتي تقول :التوجد فروق ذات داللة
إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل
وأبعاده تبعا لمتغير الجنس.
مناقشة النتيجة :أظهرت النتائج أنه توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات أفراد عينة
الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل ودرجة كل بعد من أبعاده الفرعية تبعا لمتغير
105
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
الجنس لصالح الذكور ،وهذه النتيجة اتفقت مع دراسة البدران( ،)2011المومني ونعيم (،)2013
قمر ( ،)2015واختلفت مع دراسة القاضي( ، )2009و الطاهر( )2010التي أظهرت عدم
وجود فروق ،و دراسة جبر ( )2012التي أظهرت أن قلق المستقبل أكبر لدى اإلناث ،و دراسة
علي ( ،)2013والزعالن ( ،)2015و بوالنسكي ) ،( Bolanowski , 2005و أري ( Ari
.),2011وقد كانت الفروق على كل األبعاد لصالح الذكور فيما عدا البعد االنساني الذي لم
يظهر فيه فروق ،وقد افترضت كثير من الدراسات َّ
أن الذكور أكثر قلقاً تجاه المستقبل من اإلناث
وذلك استناداً إلى اعتبارات اجتماعية ،منها تعاظم الدور االجتماعي الملقى على عاتق الشاب من
خالل التركيز على َّأنه المسؤول عن تأمين مستقبله ومطالب بتوفير حاجات األسرة المتكاملة،
أن اإلناث أكثر استهدافا للقلق بحكم تكوينهم البيولوجي ،إال َّ
أن أن هناك دراسات أوضحت َّ
رغم َّ
الموضوعات التي فيها قلق المستقبل تحمل في طياتها توقعات سياسية واقتصادية بالنسبة للفرد،
وهذا النشاط خاص بالذكور أكثر ،حيث يؤكد مايكل ارجايل َّ Michael Argyle
أن معدالت
القلق من المستقبل تزداد عند األناث أكثر من الذكور خاص ًة قبل الزواج ،ويزداد عندما يصبح
ٍ
لمشقة أكثر ،وأكثر حساسية تجاه أي موقف لديهم أطفال في سن ماقبل المدرسة كونهن يتعرضن
يمرون به ()Jolanta, 2002, 46
ٍ
أحداث قاسية أصبح كال الجنسين لكن في الوقت الراهن وفي المجتمع السوري وما يمر به من
تتخلل تفاصيل
ُّ يتحملون المسؤوليات على كافة األصعدة ،لكن و بحكم ٍ
كثير من العادات التي
ِّ
كل ما يمكنه فإن المسؤولية األكبر تقع على عاتق الذكور ،فهم المطالبون بتأمين ّ
حياتنا اليوميةَّ ،
عمل يوفر الحد األمكن منبكل مناحيها ،فهم يسعون على الدوام نحو ٍ ِّ
أن يضمن الحياة األفضل ّ
المال لتلبية متطلبات الحياة التي تضاعفت و أصبحت أكثر صعوبة ،و لكي يستطيعو تكوين أسرٍة
يتحملون فيها كافة األعباء ،و حالياً وفيما يخص عينة الدراسة المتمثلة بالشباب القاطنين في مراكز
أي
متوقع ُ
ٌ غير
غامض و ُ ٌ اإليواء وتبعاً لما يمرون به أصبح هذا الهدف أكثر صعوبة ،فالمستقبل
تخبط ٍ
كبير غير قادرين ٍ شيء ال على المستوى البعيد والحتى القريب ،لذا نجد الشباب حالياً في
على الوصول إلى ق اررات تتوافق مع هذه التقلبات اليومية ،منهم من فقد عمله و اتجه نحو البحث
عن عمل عادي يؤمن له قوت يومه ،ومنهم من أصبح نظره متوجهاً وبشكل كبير نحو الهجرة و
البحث عن واقع أفضل يؤمن أدنى مستويات الحياة التي يستحقها اإلنسان.
الفرضية الثالثة :التوجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل تبعا لمتغير الحالة االجتماعية (عازب -متزوج).
106
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
للتحقق من هذه الفرضية تم استخدام اختبار ) (tستودنت للعينات المستقلة ،حيث حسبت الفروق
بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث العازبين ومتوسطات درجات أفراد عينة الدراسة المتزوجين
على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل وأبعاده ،كما هو موضح في الجدول رقم (:)33
الجدول ( )33داللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس قلق
المستقبل وأبعاده حسب متغير الحالة االجتماعية
يالحظ من الجدول رقم ( )33بأن قيمة ) (tللدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل بلغت(،)-.095
بينما بلغت القيمة االحتمالية لها ( )0.924وهي أكبر من مستوى الداللة ( )0.05وبالتالي فإن
الفروق غير دالة إحصائياً ،كما يالحظ من الجدول ( ) 33بأن قيمة ( )tلدرجات البعد
االجتماعي بلغت ( ،)0.926بينما بلغت القيمة االحتمالية لها( )0.355وهي أكبر من
( )0.05بالتالي فإن الفروق غير دالة إحصائياً ،أما قيمة ( )tللبعد االقتصادي فقد بلغت (-
،)0.302بينما بلغت القيمة االحتمالية لها ( )0.763و هي أكبر من ( )0.05وبالتالي فإن
الفروق غير دالة إحصائيا ،ويالحظ أيضاً أن قيمة ( )tلدرجات بعد العمل قد بلغت
( ،)0.142 -بينما بلغت القيمة االحتمالية لها ( )0.887وهي أكبر من ( )0.05بالتالي فإن
الفروق غير دالة إحصائياً ،أما بالنسبة لبعد الموت فقد بلغت قيمة ( )0.956 -( )tبينما بلغت
القيمة االحتمالية لها ( )0.340وهي أكبر من ( )0.05بالتالي فإن الفروق غير دالة إحصائيا،
وفيما يخص البعد االنساني فقد بلغت قيمة ( ،)0.139( )tبينما بلغت القيمة االحتمالية
107
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
( )0.924وهي أكبر من ( )0.05بالتالي فإن الفروق غير دالة إحصائياً ،والشكل ( )5يوضح
ذلك:
عازب
عازب
عازب
عازب
عازب
متزوج
متزوج
متزوج
متزوج
متزوج
متزوج
اإلنساني متزوج
الدرجة الكلية اإلنساني الموت العمل اقتصادي اجتماعي
الشكل ( ) 6الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة في كل بعد من أبعاد المقياس حسب متغير الحالة االجتماعية
107.85
107.8
107.75
107.7
الدرجة الكلية عازب 107.84 107.65
الدرجة الكلية متزوج 107.6
107.55
107.55 107.5
107.45
107.4
متزوج عازب
الدرجة الكلية
الشكل ( ) 7الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة في الدرجة الكلية للمقياس حسب متغير الحالة االجتماعية
يتبين من خالل النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث
على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل وأبعاده تبعاً لمتغير الحالة االجتماعية ( عازب –
متزوج) بالتالي نقبل الفرضية الصفرية التي تقول :التوجد فروق ذات داللة إحصائية بين
108
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل تبعا لمتغير
الحالة االجتماعية( عازب – متزوج).
مناقشة النتيجة :أظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات أفراد
عينة البحث على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل و أبعاده تبعاً لمتغير الحالة االجتماعية
( عازب – متزوج) ،وقد اختلفت هذه النتيجة مع دراسة أحمد ( ،)2014القاضي ( ،)2009و
محمد ( ،)2010التي أظهرت وجود فروق في قلق المستقبل لصالح المتزوجين ،وتفسر الباحثة
الهم يتقاسمه الجميع، هذه النتيجة حالياً و تبعاً لما يسيطر على الجو العام في البالدَّ ،
بأن َّ
فالعازبون اآلن قد أصبح الزواج وتكوين األسرة بالنسبة لهم أشبه بحل ٍم صعب المنالُّ ،
فكل ما
حولهم يبعث على مزيد من الضغوط على جميع النواحي المادية واالجتماعية ،وفي الطرف
ٍ
ضغوط أكبر من حيث سعيه المستمر و المتعب المقابل نجد َّأنه من كان رباً ألسرة يقبع تحت
فالدخل الناتج عن
ُ نحو تأمين أدنى مستويات المعيشة من مأكل و ملبس وحاجات ألطفاله،
العمل اآلن مهما كان مرتفعاً نجد أنه اليتناسب مع غالء المعيشة و ارتفاع األسعار الذي تجاوز
كل أفراد
تشكل هاجساً و قلقاً شمل َّ
ُّ قدرة الشخص ،أما بالنسبة لألخطار المحيطة بنا فإنها
بكل فئاته ،فالشخص الغير ملتزم بالزواج سيتملكه كذلك الخوف من فقدان قريب أو ِّ
المجتمع ّ
إن الخوف على الحياة يشغل جزءاً كبي اًر من تفكير أي إنسان ،و كذلك عزيز ،و بما الشك به ف َّ
ٍ
خوف كبير على نفسه و أطفاله ،و الشخص المسؤول عن عائلة كاملة و أطفال نجده يعيش في
التفكير في مصير عائلته إن أصابه مكروه ،كل تلك األسباب كفيلة بجعل الجميع يقبع تحت
ضغط ضبابي الرؤية من حيث عدم القدرة على تخمين ما سوف تحمله األيام القادمة.
الفرضية الرابعة :ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل تبعا لمتغير المستوى التعليمي (ثانوي ،معهد ،
جامعة).
من أجل إظهار الفروق وداللتها بحسب عينة البحث تبعاً لمتغير المستوى التعليمي ،حسبت
المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ،والخطأ المعياري إلجابات العينة ،وتحليل التباين
األحادي االتجاه ( ،)One Way ANOVAوتظهر النتائج في الجدول ( ) 34
الجدول ( :)34المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والخطأ المعياري إلجابات عينة الدراسة على مقياس
قلق المستقبل تبعا لمتغير المستوى التعليمي
القيمة الكبرى
مجال الثقة %92القيمة العينة المتوسط االنحراف الخطأ المستوى األبعاد
109
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
110
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
يتبين من الجدول السابق من خالل المتوسطات السابقة لدرجات تقدير عينة الدراسة على
مقياس قلق المستقبل تبعا لمتغير المستوى التعليمي وجود فروقاً ظاهرية في درجاتهم ،والختبار
داللة هذه الفروق استُخدام تحليل التباين األحادي الجانب ( ،)ANOVAوجاءت النتائج كما هو
موضح في الجدول (.)35
الجدول ( :)35تحليل التباين األحادي االتجاه ( )ANOVAللفروق في إجابات عينة الدراسة على مقياس
قلق المستقبل تبعا لمتغير المستوى التعليمي
القرار قيمة قيم F متوسط المربعات درجة مجموع أبعادالمقياس مصدر التباين
الداللة الحرية المربعات
111
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
دال** .000 69.24 332.98 الدرجة الكلية داخل المجموعات 297 98897.51
وبناء على ما تقدم تم التحقق من تجانس التباين بين المجموعات ،وذلك وفق الجدول اآلتي:
القيمة االحتمالية درجات الحرية 5 درجات الحرية 1 قيمة ف ليفين أبعاد المقياس
يتبين من الجدول السابق أن العينات متجانسة ،حيث كانت مستوى الداللة اكبر من مستوى
الداللة االفتراضي ( )0.05ولحساب الفروق بين المتوسطات ومستوى داللتها ،تم استخدام
اختبار المقارنات المتعددة شيفيه للعينات المتجانسة ،وفي هذه الحالة نختار هذه الطريقة في
المقارنة البعدية الخاصة بالعينات المتجانسة ،ويبين الجدول اآلتي الفروق بين المتوسطات.
112
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
ثانوي
دال** .000 *-3.65-
معهد
معهد
دال** .000 *3.65
ثانوي
اجتماعي
إجازة
دال* .000 *6.19
ثانوي
ثانوي
دال** .000 *-3.31-
معهد
معهد
دال** .000 *3.31
ثانوي
اقتصادي
إجازة
دال** .000 *5.70
ثانوي
ثانوي
دال** .000 *-4.41-
معهد
العمل
113
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
معهد
دال** .000 *4.41
ثانوي
إجازة
دال** .000 *6.56
ثانوي
ثانوي
دال** .000 *-5.92-
معهد
معهد
دال** .000 *5.92
ثانوي
الموت
إجازة
دال** .000 *6.44
ثانوي
ثانوي
دال** .000 *-3.04-
معهد
معهد
دال** .000 *3.04 اإلنساني
ثانوي
إجازة
دال** .000 *5.00
ثانوي
114
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
-20.34- ثانوي
دال** .000 *
معهد
-29.90-
دال** .000 *
إجازة
معهد
دال** .000 *20.34 الدرجة
ثانوي
الكلية
إجازة
دال** .000 *29.90
ثانوي
المتوسط الحسابي
30
25
اجتماعي ثانوي 24.68 21.98
24.26 20
26.98 21.08 22.84 18.64 19.37
اجتماعي معهد 25.01 21.58 21.63 15
18.32 10
اجتماعي إجازة 21.97 23.36 16.91 21.52 14.95 21.8618.55
24.52 5
اجتماعي المجموع 0
ثانوي
ثانوي
ثانوي
ثانوي
ثانوي
إجازة
إجازة
إجازة
إجازة
إجازة
المجموع
المجموع
المجموع
المجموع
المجموع
معهد
معهد
معهد
معهد
معهد
اقتصادي ثانوي
اقتصادي معهد
اإلنساني الموت العمل اقتصادي اجتماعي
الشكل ( ) 8الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على درجات أبعاد مقياس قلق المستقبل تبعا
لمتغير المستوى التعليمي (ثانوي ،معهد ،جامعة).
115
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
140
120
الدرجة الكلية ثانوي 100
80
الدرجة الكلية معهد 120.64
107.62 111.07 60
الدرجة الكلية إجازة 90.73
40
الدرجة الكلية المجموع 20
0
المجموع إجازة معهد ثانوي
الدرجة الكلية
الشكل ( )9الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل تبعا لمتغير المستوى
التعليمي (ثانوي ،معهد ،جامعة).
مناقشة النتيجة : :أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات أفراد عينة
الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل و أبعاده تبعاً لمتغير المستوى التعليمي لصالح
الجامعة ،وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة أحمد ( ،)2014واختلفت مع دراسة جبر ( ،)2012
و القرشي ( ،)2012تعزي الباحثة هذه النتيجة إلى َّ
أن الشاب و الشابة الذين تجاو از المرحلة
الجامعية تكون أحالمهم أكبر و مستوى طموحهم أعلى ،و في بحث دائم عن طريق يستثمرون
فيه إمكانياتهم ،لذا نجدهم في قلق دائ ٍم حيال ماينتظرهم بعد التخرج و ِّ
سبل إيجاد العمل
المناسب ،و قلة الراتب وعدم مالئمة ماتعلموه مع سوق العمل ،وعدم القدرة على تلبية حاجاتهم
ظل الظروف الحالية واجه الكثير منِّ
المستقبلية وتطورهم ونموهم الوظيفي واالجتماعي ،وفي ّ
الشباب صعوب ًة في استكمال تعليمهم الجامعي ومنهم من وصل إلى السنة األخيرة من الدراسة،
واضطروا للتخلي عن الجامعة نتيجة ظروفهم أو تهجيرهم من مناطقهم ،فغدت أمورهم معلقة
بانتظار مايمكن أن تقود إليه األيام القادمة من حلول تضمن لهم العودة ،بالتالي َّ
فإن الشاب أو
كبير حول ما ستؤول
قلق ٌالشابة الذين وصلوا لتلك المرحلة من الدراسة والطموح ،سوف يتملكهم ٌ
إليه أحوالهم ،حيث لم يقتصر هذا القلق على استكمال التعليم؛ بل تعداه لتكبر همومهم ولتشمل
كل جوانب الحياة التي طالتها المشاكل الراهنة.
َّ
الفرضية الخامسة :التوجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة
الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصلبة النفسية تبعا لمتغير الجنس ( ذكور – إناث).
116
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
للتحقق من هذه الفرضية تم استخدام اختبار ) (tستودنت للعينات المستقلة ،حيث حسبت
الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة الذكور ومتوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
اإلناث على الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية وأبعاده ،كما هو موضح في الجدول التالي:
الجدول ( )38داللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصلبة
النفسية وأبعاده حسب متغير الجنس
يتبين من الجدول ( )38بأن قيمة ( )tلدرجات بعد االلتزام قد بلغت ( ،)5.75وبلغت القيمة
االحتمالية لها ( )0.000وهي أصغر من ( )0.05وبالتالي فإن الفروق دالة إحصائياً ،وهذه
الفروق هي لصالح عينة الذكور وذلك ألن متوسط درجاتهم على بعد االلتزام هو ( )35.45أكبر
من متوسط درجات اإلناث وهو ( ،)30.23كما يالحظ من الجدول ( )38بأن قيمة ( )tلدرجات
بعد التحكم بلغ ( ،)5.01بينما بلغت القيمة االحتمالية لها ( )0.000وهي أصغر من ()0.05
وبالتالي فإن الفروق دالة إحصائياً ،وهذه الفروق هي لصالح الذكور و ذلك ألن متوسط درجاتهم
على بعد التحكم هو ( )32.26و هو أكبر من متوسط درجات اإلناث الي بلغ( ،)28.45أما
قيمة( )tلدرجات بعد التحدي فقد بلغت ( )3.73بينما بلغت القيمة االحتمالية لها( )0.000
وهي أصغر من ( )0.05بالتالي فإن الفروق دالة إحصائيا ولصالح الذكور كذلك حيث بلغ
المتوسط الحسابي لدرجات الذكور على بعد التحدي ( )35.56وهو أكبر من متوسط درجات
اإلناث على البعد والذي بلغ (.)33.02
117
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
المتوسط الحسابي
الشكل ( ) 10الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على أبعاد مقياس الصلبة النفسية حسب متغير الجنس
104
102
100
98
الدرجة الكلية ذكور 96
103.28
94
الدرجة الكلية إناث 92
91.7 90
88
86
84
إناث ذكور
الدرجة الكلية
الشكل ( )11الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصلبة النفسية حسب متغير الجنس
يتبين من خلل النتائج بأنه توجد فروق ذات داللة إحصائياً بين متوسطات درجات أفراد عينة
الدراسة على األبعاد الثالثة لمقياس الصالبة النفسية تبعاً لمتغير الجنس ،ولصالح الذكور،
وبالتالي نرفض الفرضية الصفرية ونقبل الفرضية البديلة التي تقول :توجد فروق ذات داللة
إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصلبة
النفسية وأبعاده تبعا لمتغير الجنس لصالح الذكور.
مناقشة النتيجة :أظهرت النتائج بأنه توجد فروق ذات داللة إحصائياً بين متوسطات درجات
أفراد عينة الدراسة على األبعاد الثالثة لمقياس الصالبة النفسية تبعاً لمتغير الجنس ،ولصالح
الذكور ،حيث يعد متغير الجنس من أكثر المتغيرات الديموغرافية التي تميز الذكور عن اإلناث
في سلوكهم وردود أفعالهم تجاه المواقف المختلفة ،وقد يمنح الذكور استقاللية أكبر وحرية
118
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
االختيار أكثر من اإلناث( الدبعي ، )133 ،2003 ،وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة أحمد
( ،)2014و خنفر( ،)2013والشهري ( ،)2015والزواهرة ( ،)2015ودراسة إبا وديب ار ( Iba,
،)Debra, I, 2007وقد اختلفت مع دراسة سعود ( ،)2005والمفرجي والشهري ( ،)2008و
النجار والطالع ( ،)2012والقصبي ( ،)2014وهيرديا وآخرين (،)Heredia et al ,2012
حيث أن الذكور و بشكل عام يتمتعون بقدرة أكبر على تحمل الظروف و المصاعب التي
تواجههم بدرجة أعلى من اإلناث .فالقلق لدى الذكور يأخذ أشكاالً ومستويات مختلفة ،ترتبط بما
يفرضه الواقع والمجتمع على الذكور من مهام ومسؤوليات تتمثل في العمل ،و بناء األسرة
ِّ
كل احتياجاتهم ،مما يفتح في تفكير الذكور أبواباً واسعة من
وتحمل المسؤولية شبه الكاملة عن ّ
الصراع والبحث المستمر عن طرق تلبية تلك المسؤوليات.
الفرضية السادسة :التوجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة
الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصلبة النفسية تبعا لمتغير الحالة االجتماعية(عازب-
متزوج).
للتحقق من هذه الفرضية تم استخدام اختبار ) (tستودنت للعينات المستقلة ،حيث حسبت
الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث العازبين ومتوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
المتزوجين على الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية وأبعاده ،كما هو موضح في الجدول
التالي:
الجدول ( )39داللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصلبة
النفسية وأبعاده حسب متغير الحالة االجتماعية
الحالة أبعاد
القيمة درجات االنحراف المتوسط االجتماعية المقياس
القرار قيمة)(T العينة
االحتمالية الحرية المعياري الحسابي ودرجته
الكلية
غير 7.81 32.35 234 عازب
.688 298 -.402 االلتزام
دال 9.43 32.81 66 متزوج
غير 6.51 30.29 234 عازب
.292 298 1.055 التحكم
دال 7.61 29.30 66 متزوج
غير 5.90 34.05 234 عازب
.798 298 -.256 التحدي
دال 6.14 34.27 66 متزوج
119
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
يتبين من الجدول ( )39بأن قيمة ( )tلدرجات بعد االلتزام قد بلغت ( ،)-.402وبلغت القيمة
االحتمالية لها ( ).688وهي أكبر من ( )0.05وبالتالي فإن الفروق غير دالة إحصائياً ،كما
يالحظ من الجدول ( ) 39بأن قيمة ( )tلدرجات بعد التحكم بلغ ( ،)1.005بينما بلغت القيمة
االحتمالية لها ( )0.292وهي أكبر من ( )0.05وبالتالي فإن الفروق غير دالة إحصائياً،أما
قيمة ( )tلدرجات بعد التحدي فقد بلغت ( )0.256 -بينما بلغت القيمة االحتمالية لها( )0.798
وهي أكبر من ( )0.05بالتالي فإن الفروق غير دالة إحصائيا.
المتوسط الحسابي
35
االلتزام عازب 34
33
االلتزام متزوج 32
31
التحكم عازب 34.27 34.05 30
32.81 32.35
التحكم متزوج 29
29.3 30.29 28
التحدي عازب 27
26
التحدي متزوج
متزوج عازب متزوج عازب متزوج عازب
التحدي التحكم االلتزام
الشكل ( )12داللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على درجات أبعاد مقياس الصلبة النفسية حسب متغير الحالة
االجتماعية
96.8
96.7
96.6
الدرجة الكلية عازب
96.71 96.5
الدرجة الكلية متزوج
96.4
96.39
96.3
96.2
متزوج عازب
الدرجة الكلية
الشكل ( )13داللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصلبة النفسية حسب متغير
الحالة االجتماعية
120
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
مناقشة النتيجة :أظهرت النتائج أنه التوجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات
أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية وأبعاده تبعاً لمتغير الحالة
االجتماعية (عازب -متزوج) ،وقد اختلفت مع دراسة الصياد والقطراوي ( )2015الذي توصل
إلى أن الصالبة النفسية بدرجة أكبر لدى المتزوجين ،وترى الباحثة أن مايحيط بنا من أحداث
قاسية وضغوط كبيرة ،بدل أن تجعل من اليأس مسيط اًر على أفراد المجتمع ،كان العكس حيث
أثبت أفراد المجتمع أنهم يمتلكون قد اًر كبي اًر من حب للحياة و إصرار على متابعتها؛ برغم
ٍ
وبشكل خاص فئة الشباب ،حيث ماعايشوه من مختلف أنواع الضغط و الخطر و التهجير،
عملوا على االستمرار في الدراسة والعمل و تحدي تلك الظروف ،على أمل أن تقود األيام إلى
حلول تضمن لهم العودة إلى الحياة دون خوف أو قلق ،فالشخص العازب نجده يعمل بكل
مايمكلك من قوة من أجل تأمين الحد األدنى من متطلبات الزواج ،وفي المقابل نجد الشخص
الذي يتكفل بأسرة كبيرة ،في عمل دائم أيضاً لتأمين مايحتاجه أفراد عائلته من متطلبات الحياة،
كل تلك األمور شحدتهم بمز ٍيد من القوة و اإلصرار والتحدي لتجاوز هذه المرحلة القاسية من
حياة مجتمعنا.
الفرضية السابعة :ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة
الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصلبة النفسية تبعا لمتغير المستوى التعليمي (ثانوي ،
معهد ،جامعة).
من أجل إظهار الفروق وداللتها بحسب عينة الدراسة تبعاً لمتغير المستوى التعليمي ،تم حساب
المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية ،والخطأ المعياري إلجابات العينة ،وتحليل التباين
األحادي االتجاه ( ،)One Way ANOVAوتظهر النتائج في الجدول ( .) 40
الجدول ( :) 40المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري والخطأ المعياري إلجابات عينة الدراسة على مقياس
الصلبة النفسية تبعا لمتغير المستوى التعليمي
121
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
تظهر المتوسطات في الجدول السابق لدرجات تقدير عينة الدراسة على مقياس الصالبة
النفسية تبعاً لمتغير المستوى التعليمي وجود فروقاً ظاهرية في درجاتهم ،والستبيان داللة هذه
الفروق استُخدام تحليل التباين األحادي الجانب ( ،)ANOVAوجاءت النتائج كما هو موضح في
الجدول ( .) 41
الجدول ( :) 41تحليل التباين األحادي االتجاه ( )ANOVAللفروق في إجابات عينة الدراسة على مقياس
الصلبة النفسية تبعا لمتغير المستوى التعليمي
القرار قيمة قيم F متوسط درجة مجموع مصدر التباين أبعاد
الداللة المربعات الحرية المربعات المقياس
122
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
وبناء على ما تقدم تم التحقق من تجانس التباين بين المجموعات ،وذلك وفق الجدول اآلتي:
القيمة االحتمالية درجات الحرية 5 درجات الحرية 1 قيمة ف ليفين أبعاد المقياس
يتبين من الجدول السابق أن العينات متجانسة ،حيث كانت مستوى الداللة أكبر من مستوى
الداللة االفتراضي ( )0.05ولحساب الفروق بين المتوسطات ومستوى داللتها ،تم استخدام
استبيان المقارنات المتعددة شيفيه للعينات المتجانسة ،وفي هذه الحالة نختار هذه الطريقة في
المقارنة البعدية الخاصة بالعينات المتجانسة ،ويبين الجدول اآلتي الفروق بين المتوسطات.
123
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
124
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
المتوسط الحسابي
االلتزام ثانوي 40
35
االلتزام معهد 30
25
االلتزام إجازة 20
15
االلتزام المجموع 10
5
التحكم ثانوي 0
معهد
المجموع
معهد
المجموع
معهد
المجموع
إجازة
إجازة
ثانوي
إجازة
ثانوي
ثانوي
التحكم معهد
التحكم إجازة
التحدي التحكم االلتزام
الشكل ( )14الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على درجات أبعاد مقياس الصلبة النفسية تبعا لمتغير المستوى
التعليمي
125
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
108.6 120
96.64 99.31
81.67 100
الصالبة النفسية ثانوي 80
الصالبة النفسية معهد 60
الصالبة النفسية إجازة 40
الصالبة النفسية المجموع 20
0
المجموع إجازة معهد ثانوي
الصالبة النفسية
الشكل ( )15الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصلبة النفسية تبعا لمتغير المستوى
التعليمي
مناقشة النتيجة :أظهرت النتائج وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد
عينة الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية لصالح المستوى الجامعي ،وهذه
النتيجة تخالف دراسة السيد ( ،)2012دراسة النجار والطالع ( ،)2012دراسة القصبي
( ،)2014دراسة الزواهرة ( ،)2015دراسة ويس ( ،)Weiss, 2002وترى الباحثة أن هذه
النتيجة قد تعود إلى أن الشباب الذين دخلوا الجامعة قد اكتسبوا خبرات أكبر ساعدتهم على
التمتع بدرجة جيدة من الصالبة ،و القدرة على الوقوف بشكل أفضل في وجه مايمكن أن يمروا
ِّ
ظل ماتمر به البالد فإنهم احتاجوا إلى
به من ظروف وأحداث بمختلف درجاتها ،و اآلن وفي ّ
االستفادة القصوى من تلك الخبرات ليتمكنوا من تحمل و مواجهة مايقف في طريقهم ،وهذا لم
ينفي تمتع من حاز على الشهادة الثانوية و المعهد أيضا بدرجة من الصالبة جعلتهم يحافظون
ٍ
وكنتيجة لألحداث الحالية ،فرض على األفراد على جزء جيد من توازنهم النفسي ،حيث أنه
البحث عن كل مايمكن أن يساهم في تدعيم مقاومتهم ،وتحملهم آلثار هذه الضغوط ،و إيجاد
الطرق المناسبة للتعامل مع نتائجها بالحد الذي يضمن تعرض األفراد ٍ
لقدر أقل من األذى
النفسي والشخصي.
مقترحات الدراسة:
وفي ضوء ما أسفرت عنه الدراسة الحالية من نتائج يمكن الخروج بالمقترحات اآلتية:
توعوية للقاطنين في مراكز االيواء للتخفيف من آثار الضغوط التي عايشوها نتيجة
-تقديم برامج ّ
االزمة وذلك من خالل تدريب فريق من المختصين النفسيين واالجتماعيين.
126
عرض نتائج الدراسة وحتليلها وتفسريها ومناقشتها الفصل السادس
-توفير البيئة المناسبة لهم من خالل العمل على تطوير برامج تسهم في تعليمهم حل المشكالت
التي تواجههم يومياً والمتعلقة بالنواحي الصحية واالجتماعية والنفسية.
127
ملخص الدراسة باللغة العربية
دراسة ميدانية لدى عينة من الشباب في مراكز اإليواء المؤقت في مدينتي دمشق
والسويداء
مقدمة الدراسة:
ٍ
مليء مجتمع
ٍ بصفة خاصة ،ظاهرًة واضح ًة في ٍ ٍ
بصفة عامة وقلق المستقبل ُّ
تعد ظاهرة القلق
شعور بعدم االرتياح ،و ٍ
افتقاد لألمن النفسي، ٍ يتولد معها من ِ
المجاالت كافة ،لما بالتغيرات في
ُ
المستقبل. تجاه السلبي والتفكير الذات، اعتبار وتدني
يبعث على
َ كل ما من شأنه أن يضم َّ
ُّ بشكل خاص مجاالً كبي اًر ٍ المستقبل لدى الشباب ويشكل
ُّ
ُ
العديد من الظروف
ُ أن هناككل يوم ،حيث َّ يحمله من أحداث و ضغوط تتجدد َّ ُ القلق بما
ٍ
بشكل والمتغيرات التي تؤثر على شعور األفراد بالقلق تجاه مستقبلهم؛ ودرجة القلق تلك تعتمد
ٍ
صفات شخصية ،تأتي الصالبة النفسية في مقدمتها لما تمنحه كبير على مايمتلكه األفراد من
ِ
تحمل تلك األعباء و التحديات ،من خالل إدراك وتفسير تلك األحداث للفرد من قوٍة وقدرة على
جيدة من االستفادة من إمكانيات الفرد و قدراته النفسية والفكرية
ً بالشكل الذي يضمن درج ًة
والجسدية في مواجهة تلك الضغوط بالحد األدنى من الضرر و األذى.
ومن هنا فالدراسة الحالية تتناول مرحلة هامة من م ارحل عمر الفرد ،في ظل الظروف الراهنة
يمر بها المجتمع السوري ،و آثار تلك األحداث على حياة الشباب بكافة جوانبها ،وعلى
التي ُّ
نظرتهم للمستقبل الذي أصبح مجاالً من الصعب التكهن به وبما سيحمله ويتضح مما سبق َّ
أن
العديد من الظروف والمتغيرات تؤثر على شعور الفرد بالقلق تجاه مستقبله ،باإلضافة إلى ذلك
تؤثر شخصيات األفراد على مدى إدراك هذه الضغوط والتحديات ،فقوة الفرد وقدرته على تحمل
أعباء الحياة يعبر عن جزء هام من حياته وصحته النفسية والجسدية ،األمر الذي يجعلنا نعطي
دو اًر هاماً لشخصية الفرد ِ
بكل جوانبها ،وهذه النتيجة لفتت األنظار إلى االهتمام وفحص مصادر
مقاومة الضغوط أي فحص تلك العوامل التي تساعد األفراد على التوافق مع األحداث الضاغطة
التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية ،ومن هذه العوامل التي حظيت باهتمام الباحثين كانت
الصالبة النفسية الذي تشمل العديد من الخصائص النفسية كااللتزام والتحكم والتحدي ،والتي من
شأنها المحافظة على الصحة النفسية والجسمية بالرغم من التعرض لتلك الضغوط.
128
ملخص الدراسة باللغة العربية
129
ملخص الدراسة باللغة العربية
-تميزت الدراسة الحالية بأنها الدراسة الوحيدة التي تناولت قلق المستقبل وعالقته بالصالبة
النفسية لدى عينة من الشباب في مراكز اإليواء المؤقت في الجمهورية العربية السورية،
وذلك في حدود علم الباحثة.
-قيام الباحثة بإعداد مقياس قلق المستقبل بأبعاده الخمسة وبما يتناسب مع مجتمع الدراسة.
-تناولها ألحد أهم المتغيرات التي تجعل األشخاص يحتفظون بصحتهم النفسية والجسمية
بالرغم من الظروف والضغوط التي يتعرضون لها يومياً ،و هو متغير الصالبة النفسية
والذي يعتبر من المصادر النفسية التي تقي اإلنسان من آثار الضغوط وتجعله أكثر قدرة
على مواجهتها.
-تركيزها على الصالبة النفسية كجانب من الجوانب اإليجابية في الشخصية مقارنة بالدراسات
التي ركزت على الجوانب المرضية .
-قد تفيد نتائج الدراسة الحالية المختصين في مجال علم النفس والمرشدين في المؤسسات
النفسية والتربوية ،والقائمين على رعاية األسرة بصفة عامة ،والباحثين في المجالين النفسي
واالجتماعي من خالل البرامج اإلرشادية و العالجية.
-إمكانية اإلفادة من أدوات البحث الحالية لتطبيقها في دراسات الحقة ومقارنتها بالدراسة
الحالية.
ثالثا:أهداف الدراسة:
سعت الدراسة الحالية لتعرف:
-مستوى قلق المستقبل والصالبة النفسية لدى أفراد عينة الدراسة.
-العالقة االرتباطية بين قلق المستقبل والصالبة النفسية لدى أفراد عينة الدراسة تبعاً لمتغيرات
الجنس (ذكور ،إناث) ،الحالة االجتماعية ( عازب ،متزوج) ،المستوى التعليمي (ثانوي،
معهد ،جامعة).
-داللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على مقياس قلق المستقبل تبعاً
لمتغيرات الجنس (ذكور ،إناث) ،الحالة االجتماعية ( عازب ،متزوج) ،المستوى التعليمي
(ثانوي ،معهد ،جامعة).
-داللة الفروق بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على مقياس الصالبة النفسية تبعاً
لمتغيرات الجنس (ذكور ،إناث) ،الحالة االجتماعية ( عازب ،متزوج) ،المستوى التعليمي
(ثانوي ،معهد ،جامعة).
رابعا :أسئلة الدراسة:
في ضوء أهداف الدراسة السابقة تم اإلجابة عن التساؤلين التاليين:
130
ملخص الدراسة باللغة العربية
131
ملخص الدراسة باللغة العربية
اعتمد في الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي ،إذ يفيد المنهج الوصفي في رصد ظاهرة
الدراسة كما توجد في الواقع ،ويهتم بوصفها وصفاً دقيقاً من خالل التعبير النوعي الذي يصف
الظاهرة ويوضح خصائصها ،أو التعبير الكمي الذي يعطي وصفاً رقمياً يوضح مقدار أو حجم
الظاهرة( ميالد والشماس.)86 ،2012 ،
ويتمثل المنهج الوصفي التحليلي بإعداد أدوات الدراسة و تحكيمها ،واختيار عينات لها نفس
خصائص العينة األساسية ،إلجراء الدراسة الالزمة لحساب مؤشرات الصدق والثبات ،وأيضاً
اختيار عينة تطبيق المقياسين عليها لإلجابة على سؤال الدراسة و فرضيات الدراسة ،وتحليل
النتائج باستخدام الحزمة اإلحصائية وتفسير ما توصلت إليه.
سابعا -المجتمع األصلي للدراسة:
تألف المجتمع األصلي للدراسة من (الشباب مرتادي) مراكز اإليواء المؤقت في مدينتي
دمشق والسويداء و البالغ عددهم تقريباً( )13ألف شاباً وشابة ،منهم ( )20ألف من مرتادي
مراكز دمشق بحسب احصائيات و ازرة الشؤون االجتماعية ،و ( )33ألف شاباً وشابة في مراكز
السويداء بحسب إحصائيات محافظة مدينة السويداء لعام .2015 /2014
ثامن ا -عينة الدراسة:
تم اختيار عينة الدراسة من الشباب الموجودين في مراكز اإليواء المؤقت في دمشق
والسويداء ،وقد بلغ عدد أفراد العينة المعتمدة في الدراسة الحالية ( )300شاب وشابة بنسبة %1
من المجتمع األصلي ،وجرى اختيارها بالطريقة العشوائية ،وفق المتغيرات التصنيفية التالية:
.1متغير الجنس )128 ( :ذكور ) 172 (،إناث.
.2متغير الحالة االجتماعية )234 ( :عازب وعزباء ،و ( ) 66متزوج ومتزوجة.
.3متغير المستوى التعليمي ( ) 98ثانوي ) 102 ( ،معهد ،جامعة ( .) 100
تاسع ا-أدوات الدراسة:
تم اعتماد األدوات التالية:
.1مقياس قلق المستقبل من إعداد الباحثة ويتألف من( )33بنداً موزعين على خمسة مجاالت
وهي (المجال االجتماعي ،المجال االقتصادي ،مجال الموت ،مجال العمل ،المجال االنساني).
.2مقياس الصالبة النفسية من إعداد نصر( ،)2012ويتألف من ) )29عبارة موزعة على
ثالثة مجاالت وهي( :االلتزام ،التحكم ،التحدي).
132
ملخص الدراسة باللغة العربية
فيما يتعلق بنتائج سؤال الدراسة الثاني :هل يمكن التنبؤ بمستوى قلق المستقبل من
خالل درجة تمتع الفرد بالصالبة النفسية؟
أظهرت النتائج أن بعد االلتزام هو أكثر األبعاد تأثي اًر في الشعور بقلق المستقبل ومن ثم بعد
التحدي ثم بعد التحكم.
فيما يتعلق بنتائج فرضيات الدراسة:
الفرضية الرئيسية :ال توجد عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين الدرجة الكلية لمقياس
قلق المستقبل بأبعاده وبين الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية بأبعاده لدى أفراد عينة الدراسة.
أظهرت النتائج وجود عالقة ارتباطية إيجابية ذات داللة إحصائية بين قلق المستقبل والصالبة
النفسية لدى أفراد عينة الدراسة
وكانت نتائج الفرضيات المتفرعة عن الفرضية الرئيسية كالتالي:
.1وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين الدرجة الكلية على مقياس قلق المستقبل وبين
الدرجة الكلية على مقياس الصالبة النفسية وفق متغير الجنس ( الذكور – اإلناث)..
133
ملخص الدراسة باللغة العربية
.2وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل وبين
الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية وفق متغير الحالة االجتماعية ( عازب – متزوج)
. 3وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بين الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل وبين
الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية وفق متغير المستوى التعليمي (ثانوي ،معهد ،جامعة).
دراسة الفروق:
الفرضية الثانية :وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة البحث على
الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل تبعاً لمتغير الجنس( ذكور – إناث) ،لصالح الذكور.
الفرضية الثالثة :عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
على الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل تبعاً لمتغير الحالة االجتماعية(عازب -متزوج).
الفرضية الرابعة :توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على
الدرجة الكلية لمقياس قلق المستقبل تبعا لمتغير المستوى التعليمي (ثانوي ،معهد ،جامعة) ،لصالح
الجامعة.
الفرضية الخامسة :وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة
على الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية تبعا لمتغير الجنس ( ذكور – إناث) ،لصالح الذكور.
الفرضية السادسة :عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة
الدراسة على الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية تبعاً لمتغير الحالة االجتماعية(عازب-
متزوج).
الفرضية السابعة :وجود فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات درجات أفراد عينة الدراسة على
الدرجة الكلية لمقياس الصالبة النفسية تبعاً لمتغير المستوى التعليمي (ثانوي ،معهد ،جامعة)،
لصالح الجامعة.
134
املراجع
املراجع العربية:
أ -المصادر:
المعجم الوسيط( .)1989تحقيق مجمع اللغة العربي ،الجزء األول و الثاني.
ب -المراجع:
-1أبو طالب ،علي(.)2011المساندة االجتماعية وعالقتها باألمن النفسي لدى
عينة من الطالب النازحين و غير النازحين من الحدود الجنوبية بمنطقة جازان،
رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة أم القرى ،السعودية.
-2أبو ندى ،عبد الرحمن( .)2007الصالبة النفسية وعالقتها بضغوط الحياة لدى
طلبة جامعة األزهر بغزة ،رسالة ماجستير ،كلية التربية ،جامعة األزهر ،غزة.
وعالقتهما باألعراض واألمل النفسية سناء(.)2012الصالبة -3أبوحسين،
السيكوسوماتية لدى األمهات المدمرة منازلهن في محافظة شمال غزة ،رسالة
ماجستير غير منشورة ،جامعة األزهر ،غزة.
-4أحمد ،خيرية( .)2014قلق المستقبل وعالقته بتقدير الذات لدى عينة من طلبة
جامعة دمشق ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية التربية ،جامعة دمشق ،سورية.
-5األقصري ،يوسف(.)2002كيف تتخلص من الخوف والقلق من المستقبل ،دار
الطائف ،عمان.
-6بطرس ،حافظ بطرس( .)2004خفض حدة بعض اضطرابات القلق لدى أطفال
مقتبل المدرسة ،بحث منشور لمركز اإلرشاد النفسي ،جامعة عين شمس ،مصر.
-7بلكيالني ،ابراهيم ( .)2008تقدير الذات وعالقته بقلق المستقبل لدى الجالية
العربية المقيمة بمدينة أوسلو في النرويج ،رسالة ماجستير غير منشورة،
األكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك ،الدانمارك.
-8بني يونس ،محمد ( .)2004مبادئ علم النفس ،دار الشروق للنشر والتوزيع،
عمان.
135
املراجع
136
املراجع
الجامعيين الممارسين لمهام إدارية ،رسالة دكتوراة غير منشورة ،جامعة محمد
خيضر بسكرة ،الجزائر.
-19الخالدي ،أديب( .)2002المرجع في الصحة النفسية ،الدار العربية للنشر
والتوزيع ،المكتبة الجامعية ،ط ،2مصر.
-21الخطيب ،محمد جواد محمد( :)2011المشكالت السلوكية عند األطفال ،كلية
التربية ،جامعة األزهر ،غزة ،فلسطين.
-21خليل ،عفراء(.)2011مستوى اإليجابية وعالقتها بقلق المستقبل لدى عينة من
طلبة الجامعة ،دراسات العلوم التربوية،المجلد ،38العدد( ،)3األردن.
-22خميس ،إيمان(.)2009جودة الحياة وعالقتها بكل من الرضا الوظيفي وقلق
المستقبل لدى معلمات رياض األطفال ،منشورات جامعة جرش الخاصة ،كلية
العلوم التربوية ،المؤتمر العلمي الثالث ،األردن.
لدى الطالب -23خنفر ،فتيحة( .)2013الصالبة النفسية وعالقتها بمركز الضب
الجامعي ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة قاصدي مرباح-ورقلة ،تونس.
-24الدبعي ،كفاح غانم ( .)2003الهوية االجتماعية واالستقرار النفسي وعالقتهما
بالتصنيف االجتماعي لدى الموظفين و الموظفات في الدوائر الحكومية ،رسالة
دكتوراة غير منشورة ،جامعة بغداد ،صنعاء.
بين -25دياب ،مروان عبدهللا( .)2006دور المساندة االجتماعية كمتغير وسي
الحداث الضاغطة و الصحة النفسية للمراهقين الفلسطينيين ،رسالة ماجستير
غير منشورة ،كلية التربية ،الجامعة اإلسالمية ،غزة.
-26راضي ،زينب( .)2008الصالبة النفسية لدى أمهات شهداء انتفاضة األقصى
وعالقتها ببعض المتغيرات ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية التربية ،الجامعة
اإلسالمية ،غزة.
-27رضوان ،سامر(.)2007الصحة النفسية ،ط ،1دار المسيرة للنشر والتوزيع،
عمان.
-28الرفاعي ،عزة(.)2003الصالبة النفسية كمتغير وسي بين إدراك أحداث الحياة
الضاغطة وأساليب مواجهتها ،رسالة دكتوراه غير منشورة ،جامعة حلوان ،القاهرة.
137
املراجع
138
املراجع
139
املراجع
141
املراجع
السنوي الحادي عشر لمركز اإلرشاد النفسي ،جامعة عين شمس ،المجلد األول،
مصر.
-57عطاهلل ،الخالدي (.)9002صحة نفسية وعالقتها بالتكيف والتوافق ،ط ،1دار
صفا للنشر والتوزيع ،عمان ،ص .69 -92
-58عكاشة ،أحمد( :)2003الطب النفسي المعاصر ،مكتبة األنجلو المصرية ،القاهرة،
مصر.
-59علي ،حسام( .)2013قلق المستقبل الزواجي وعالقته بالذكاء الوجداني وبعض
المتغيرات الديمغرافية لدى عينة من طلبة الجامعة ،مجلة كلية التربية ،جامعة
بنها ،المجلد(.)3مصر.
-61علي ،صبره وآخرون(.)2004الصحة النفسية والتوافق النفسي ،دار المعرفة
الجامعية ،بدون طبعة ،األ ازريطة .مصر.
-61علي ،عبد السالم علي(.)2000المساندة االجتماعية وأحداث الحياة الضاغطة
وعالقتهما بالتوافق مع الحياة الجامعية لدى طالب الجامعة المقيمين مع أسرهم
والمقيمين في المدن الجامعية ،مجلة علم النفس ،المجلد ، 35العدد( ،)21الهيئة
العامة للكتاب ،القاهرة ،ص ص ،11-6مصر.
-62العناتي ،حنان عبد الحميد(.)2000الطفل واألسرة والمجتمع ،دار الصفاء للنشر و
التوزيع ،ط ،2األردن.
-63عودة ،محمد( .)2010الخبرة الصادمة وعالقتها بأساليب التكيف مع الضغوط
والمساندة االجتماعية والصالبة النفسية لدى أطفال المناطق الحدودية بقطاع
غزة ،رسالة ماجستير غير منشورة ،الجامعة اإلسالمية ،غزة.
-64عوض هللا ،يوسف(.)2008التدخين وعالقته بمستوى القلق وبعض سمات
الشخصية لألطباء المدخنين في قطاع غزة ،رسالة ماجستير غير منشورة،
الجامعة اإلسالمية ،غزة.
-65عياش ،جهاد عطية .)2009( .مدى فاعلية برنامج إرشادي مقترح للتخفيف من
السلوك العدواني لدى أطفال مؤسسات اإليواء في قطاع غزة ،رسالة ماجستير
غير منشورة ،كلية التربية ،عمادة الدراسات العليا ،الجامعة اإلسالمية ،غزة.
141
املراجع
-66العيافي ،أحمد( .)2012الصالبة النفسية وأحداث الحياة الضاغطة لدى عينة من
الطالب األيتام والعاديين بمدينة مكة المكرمة ومحافظة الليث ،رسالة ماجستير
غير منشورة ،كلية التربية في جامعة أم القرى ،السعودية.
-67العيسوي ،عبد الرحمن( .)2002الجديد في الصحة النفسية ،منشأ المعارف،
اإلسكندرية.
-68الغامدي ،حاتم( .)2013فاعلية برنامج إرشادي انتقائي لخفض قلق المستقبل
لدى عينة من الرياضيين المنتسبين بمراحل التعليم العام ،رسالة دكتوراة غير
منشورة ،جامعة طيبة ،السعودية.
-69الغنجري ،حسن(.)1113فاعلية استخدام بعض استراتيجيات علم النفس اإليجابي
في التخفيف من قلق المستقبل ،المجلة المصرية للدراسات النفسية ،المجلد ،39
العدد( ، )29ص .79-57
-71القاضي ،وفاء(.)2009قلق المستقبل وعالقته بصورة الجسم ومفهوم الذات لدى
حاالت التر بعد الحرب على غزة ،رسالة ماجستير غير منشورة ،الجامعة
اإلسالمية ،غزة.
-71القرشي ،محمد ( .)2012الدافع لإلنجاز وعالقته بقلق المستقبل لدى عينة من
طالب جامعة أم القرى ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة أم القرى ،السعودية.
-72القرشي ،محمد ( .)2012الدافع لإلنجاز وعالقته بقلق المستقبل لدى عينة من
طالب جامعة أم القرى ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة أم القرى ،
السعودية.
-73القصبي ،فتحية( .)2014مدى تمتع الشباب الجامعي بالصالبة النفسية في
مواجهة بعض الضغوط الحياتية المعاصرة ،المجلة الجامعية ،المجلد ،26
العدد( ،)1ليبيا.
-74قمر ،مجذوب ( .)2015تقدير الذات وعالقته بالسلوك العدواني وقلق المستقبل
وبعض المتغيرات الديمغرافية ،رسالة دكتوراة غير منشورة ،جامعة دنقال ،السودان.
142
املراجع
143
املراجع
-83محمد ،هبة( .)2010قلق المستقبل عند الشباب وعالقته ببعض المتغيرات ،مجلة
البحوث التربوية والنفسية ،العددان ( ،)27 -26العراق.
-84محمود -ماجدة ،علي – أحمد(.)2011مدى فاعلية برنامج إرشادي لتحسين
الصالبة النفسية ألمهات األبناء المعاقين عقلياً و أثره على تقدير الذات ألبنائهم،
دراسات نفسية ،المجلد ، 12العدد( ،)5ص 175-117
-85مخيمر ،عماد محمد( .)2012مقياس الصالبة النفسية ،مكتبة األنجلو المصرية،
القاهرة.
-86مخيمر ،عماد( .)1997الصالبة النفسية والمساندة االجتماعية متغيرات وسيطة في
العالقة بين الضغوط وأعراض االكتئاب لدى الشباب الجامعي ،المجلة المصرية
للدراسات النفسية ،المجلد ، 7العدد( ،)7مصر.
-87مخيمر،عماد (.)1996إدراك القبول/الرفض الوالدي وعالقته بالصالبة النفسية
لطالب الجامعة ،مجلة الدراسات النفسية،المجلد ،6العدد( ، )1ص ص -173
.122
-88المساعيد ،أصالن( .)2011التفكير العلمي عند طلبة الجامعة وعالقته بالكفاءة
الذاتية العامة في ضوء بعض المتغيرات ،مجلة الجامعة اإلسالمية( سلسلة
الدراسات اإلنسانية) ،المجلد ،19العدد( ،)1ص ص ،707 -679األردن.
-89مساوي ،محمد(.)2012قلق المستقبل لدى الطالب المعلم وعالقته ببعض
المتغيرات ،دراسات تربوية ونفسية ،كلية التربية ،جامعة جازان ،مصر.
-91مسعود ،سناء(.)2006بعض المتغيرات المرتبطة بقلق المستقبل لدى عينة من
المراهقين ،دراسة تشخيصية ،رسالة دكتوراه غير منشورة ،جامعة طنطا،كلية
التربية ،مصر.
-91المشيخي ،غالب( .)2009قلق المستقبل وعالقته بكل من فاعلية الذات ومستوى
الطموح لدى عينة من طالب جامعة الطائف ،رسالة ماجستير غير منشورة ،كلية
التربية ،جامعة األزهر ،غزة ،فلسطين.
144
املراجع
145
املراجع
146
املراجع
:املراجع األجنبية
147
املراجع
148
املراجع
149
املراجع
151
املراجع
151
املراجع
152
املالحق
املالحق
153
املالحق
دمشق علم نفس العام أستاذ مساعد د .بسماء آدم 2
154
املالحق
تقوم الباحثة بدراسة بعنون " قلق المستقبل و عالقته بالصالبة النفسية دراسة ميدانية على عينة
من الشباب في مراكز اإليواء المؤقت في مدينتي دمشق والسويداء" وذلك للحصول على درجة
الماجستير في علم النفس العام
بﻬﺪف الﻜشﻒ عﻦ قلق المستقبل لدى عينة من الشباب في مراكز اإليواء المؤقت ،و تﻢ بناء
مقياس ﺧاص بﻬﺬه الﺪ ارسة ،استنادا إلى عﺪد مﻦ المقاييﺲ والدراسات ذات العالقة ،ومﻦ
أبﺮزﻫا:
مجاالت المقياس:
المجال االجتماعي :يتضمن كل مايتعلق بالعالقات بين اﻻفراد داﺧل األسرة و المجتمع والتكيف
مع الظروف اﻻجتماعية الجديدة ،وتقيسﻬا البنود من ()11 - 1
155
املالحق
المجال االقتصادي :يشمل األوضاع المادية بما فيﻬا دﺧل اﻻفراد واألسعار ونسبة
انتشار الفقر ،وتقيسﻬا البنود من ( ) 11-11
مجال العمل :يتضمن فرص العمل المتوفرة في المجتمع ورضا الفرد عن عمله واستق ارره
فيه وكذلك انتشار البطالة ،وتقيسﻬا البنود من()01-11
مجال الموت :يشمل ﺧوف اﻻشﺧاص من فقدان أحد أفراد األسرة أو المقربين ،وتفكيره
المتكرر بالموت ،و تقيسه البنود من () 01- 01
المجال اإلنساني :يتضمن العالقات اﻻنسانية السائدة و نوع تلك العالقات ،إضافة
للدعم اﻻنساني المقدم من قبل المنظمات اﻻنسانية و درجة الرضا عنه ،وتقيسﻬا البنود
من () 01- 01
156
املالحق
157
املالحق
لدينا مجموعة من العبارات تعبر عما تشعر به ...الرجاء قراءة كل عبارة بدقة ثم ضع
إشارة) ) xعند العبارة التي تناسبك ،علما أن المعلومات سرية وبغرض البحث العلمي..
158
املالحق
والتزاماتها .
13أخشى أن ال أجد فرصة عمل
مستقبالُ.
14تشغلني فكرة فقدان أحد المقربين لي.
15أخشى فقدان دور المنظمات
االنسانية.
16يقلقني عدم إظهار اآلخرين تقديرهم
لي.
17أخشى تزايد األسعار الحقا.
18أخشى مواجهة الحياة العملية .
19تنتابني أفكار أني بخطر دائم .
21أخشى من آثار الوضع الراهن
مستقبالا على العالقات االنسانية.
21أخشى فقدان مكانتي عند اآلخرين.
22أخشى ازدياد الفقر مستقبال .
23يزعجني عملي الحالي.
24أشعر أن الموت يحيط بي من كل
جانب.
25األنشطة التي يقدمها الدعم النفسي
التقدم لي الفائدة.
26يقلقني مايط أر على القيم و التقاليد
من تغيرات .
27أخشى ازدياد البطالة .
28ترعبني فكرة تعرضي لحادث قد
يصيبني بعجز.
29المساعدات االنسانية المقدمة تلبي
كافة االحتياجات.
31أخشى من العزلة مستقبالا .
159
املالحق
160
املالحق
161
املالحق
162
املالحق
163
املالحق
ِّ
حل أي مشكلة تواجهني.
أبادر بالوقوف بجانب اآلخرين عند 13
مواجهتهم ألي مشكلة.
أستطيع التحكم في مجرى أمور حياتي. 14
تستنفر المشكالت قواي وقدرتي على 15
التحدي.
أهتم بما يجري من حولي من قضايا 16
وأحداث.
أشعر أنني قادر على التحكم في 17
مصيري.
أن مواجهة المشكالت اختبار لقوة
أعتقد َّ 18
تحملي وقدرتي على المثابرة.
الحياة ِّ
بكل ما فيها تستحق أن نحياها. 19
أخطط ألمور حياتي وال أتركها تحت 21
رحمة الصدفة والحظ.
أن الحياة التي ال تنطوي على
أعتقد َّ 21
تغيير هي حياة مملة وروتينية.
أشعر بالمسؤولية تجاه اآلخرين وأبادر 22
لمساعدتهم.
أفضل طرق عالج المشكالت هو 23
إهمالها.
أتوجس من تغيرات الحياة فكل تغير قد 24
ينطوي على تهديد لي ولحياتي.
أهتم بقضايا العامة وأشارك فيها. 25
أن تأثيري ضعيف على األحداث
أعتقد َّ 26
التي تقع لي.
أشعر بالخوف من مواجهة المشكالت 27
حتى قبل أن تحدث.
164
املالحق
165
امللخص باللغة االنكليزية
Abstract in English
i
امللخص باللغة االنكليزية
ii
امللخص باللغة االنكليزية
- The study of one of the segments of the Syrian society who are young
people in temporary shelters , and what they are exposed to pressure as
a result of current conditions , which forces the researchers to identify
the characteristics and needs and fears.
- To know the relationship between the concern of future psychological
and hardness increase our understanding of the behavior of individuals ,
which may contribute to the interpretation and predictable governance
through it, as it may provide a base of psychological information that can
be the local library sings references stating interested in the category of
young people and the psychological , social and economic problems .
- The current study, the distinction of being the only study that
addressed concerns the future and its relationship to mental toughness
among a sample of young people in temporary accommodation centers
in the Syrian Arab Republic, within the limits of science researcher .
- The researcher prepare a measure of concern to the future of the five
dimensions and commensurate with the Syrian environment and the
study sample .
- Addressed to one of the most important variables that make people
keep their mental and physical health in spite of the circumstances and
the pressures they face every day , and is variable mental toughness ,
which is one of the psychological sources that human protect against the
effects of stress and make it more able to cope.
- Focus on the mental toughness aspect of the positive aspects of
personal compared to studies that focused on the pathological aspects .
- May benefit the results of the current study, specialists in the field of
psychology and counselors in psychological and educational institutions ,
and the caretakers of the family in general , researchers at the
psychological and social fields through extension programs and
therapeutic .
- The possibility to benefit from the current search tools for application
in subsequent studies and compared the current study.
iii
امللخص باللغة االنكليزية
iv
امللخص باللغة االنكليزية
v
امللخص باللغة االنكليزية
endosperm centers , according to the city of the province for the year
2014/2015 statistics
IX study sample :
The study sample was selected from young people who are in
temporary accommodation centers in Damascus and the endosperm .
The number of respondents was approved in the current study, 300
young men and women by 1% of the original community , were selected
randomly , according to the following taxonomic variables :
1. variable Gender: 128 males , 172 females.
2. marital status variable : (234) celibate and single, and ( 66) is married
and married.
3. variable educational level ( 98 ) secondary , (102) Institute , University
(100) .
vi
امللخص باللغة االنكليزية
five dimensions , it has been on the social dimension within the average ,
while for after the economic was high , and after the work was average ,
with respect to dimension of death was high, and it was also high on the
human dimension .
vii
امللخص باللغة االنكليزية
viii
Damascus University
Faculty of Education
Department of Psychology
Prepared by:
Doaa Jehad Shalhoub
Supervised by:
Dr. Amina Rezek
Professor in Department of Psychology
ـ
Damascus : :