You are on page 1of 80

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة محمد بوضياف – المسيلة‬

‫كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‬

‫قسم علم النفس‬

‫‪2020/‬‬ ‫الرقم التسلسلي ‪:‬‬

‫القلق وعالقته باضطراب هوس نتف الشعر‬

‫دراسة حالة لفتاتين من والية المسيلة‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الليسانس في شعبة علم النفس تخصص ‪ :‬عيادي ‪.‬‬

‫تحت اشراف الدكتورة ‪:‬‬ ‫اعداد الطالبات ‪:‬‬

‫ابراهيمي اسماء‪.‬‬ ‫‪ ‬بونصلة عبير‬


‫‪ ‬جزولي نادية‬
‫‪ ‬بلحوت نجالء‬

‫‪2020/2019‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َخَر َج ُك ْم م ْن بُطُون أُهم َهات ُك ْم ََل تَ ْعلَ ُمو َن َشْي ئًا َو َج َع َل لَ ُك ُم ال هس ْم َع َو ْاْلَبْ َ‬
‫ص َار‬ ‫اَّللُ أ ْ‬
‫﴿ َو ه‬
‫ن ﴾ (النحل‪.)78 :‬‬ ‫َو ْاْلَفْئِ َد َة لَ َعله ُك ْم تَ ْش ُكُرو َ‬
‫الحمد هلل والشكر هلل الذي قدرنا على انجاز هذا العمل المتواضع وهذا بفضل هللا‬
‫ودعم عائلتنا‪ ،‬ونتوجه بجزيل الشكر إلى كل من ساعدنا من قريب أو بعيد‬

‫على إنجاز هذا العمل من عميد كلية العلوم االنسانية واالجتماعية "عمرون‬
‫عامر"و إدارة قسم علم النفس وخاصة رئيس القسم "خطوط رمضان" واألستاذ‬
‫"درم الشيخ" وال ننسى شكر‬
‫"جالب مصباح " واألستاذ "بركات محمد " واألستاذ ا‬
‫األستاذة المشرفة "ابراهيمي أسماء"‬

‫الذين لم يبخلوا علينا بتوجيهاتهم وبنصائحهم السديدة التي كانت عونا لنا فأتمنى‬
‫أن يجازيهم هللا كل خير‪.‬‬

‫كما ال أنسى شكر الحاالت على ثقتهن وتعاونهن معنا مع تمنينا لهن بالشفاء‬
‫العاجل الذي ال يغادر سقما‪.‬‬
‫قائمة المحتويات‬
‫الشكر والتقدير‬
‫قائمة المحتويات‬
‫ملخص الدراسة‬
‫مقدمة‬
‫الجانب النظري‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل عام للدراسة‬
‫إشكالية الدراسة‬ ‫‪1‬‬
‫الفرضيات‬ ‫‪2‬‬
‫أهمية الدراسة‬ ‫‪3‬‬
‫أهداف الدراسة‬ ‫‪4‬‬
‫التعريفات اإلجرائية‬ ‫‪5‬‬
‫الدراسات السابقة‬ ‫‪6‬‬
‫مناقشة الدراسات السابقة‬ ‫‪7‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬القلق‬
‫تمهيد‬
‫مفهوم القلق‬ ‫‪1‬‬
‫تعريف القلق‬ ‫‪2‬‬
‫التفسير الفسيولوجي للقلق‬ ‫‪3‬‬
‫أعراض القلق‬ ‫‪4‬‬
‫تصنيفات القلق‬ ‫‪5‬‬
‫المعايير التشخيصية للقلق حسب الدليل التشخيصي االمريكي‬ ‫‪6‬‬
‫الخامس‪dsm-5‬‬
‫أسباب القلق‬ ‫‪7‬‬
‫مستويات القلق‬ ‫‪8‬‬
‫النظريات المفسرة للقلق‬ ‫‪9‬‬
‫عالج القلق‬ ‫‪10‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اضطراب هوس نتف الشعر‬
‫تمهيد‬
‫مفهوم الهوس‬ ‫‪1‬‬
‫مفهوم هوس نتف الشعر‬ ‫‪2‬‬
‫تعريف هوس نتف الشعر‬ ‫‪3‬‬
‫اشكال هوس نتف الشعر‬ ‫‪4‬‬
‫اعراض نتف الشعر‬ ‫‪5‬‬
‫مضاعفات نتف الشعر‬ ‫‪6‬‬
‫المعايير التشخيصية لهوس نتف الشعر حسب الدليل‬ ‫‪7‬‬
‫التشخيصي االمريكي الخامس‪dsm-5‬‬
‫اسباب هوس نتف الشعر‬ ‫‪8‬‬
‫النظريات المفسرة لهوس نتف الشعر‬ ‫‪9‬‬
‫عالج هوس نتف الشعر‬ ‫‪10‬‬
‫الخالصة‬
‫الجانب التطبيقي‬
‫الفص الرابع‪ :‬منهجية البحث‬
‫تمهيد‬
‫التذكير بفرضيات البحث‬ ‫‪1‬‬
‫حدود الدراسة ( زمانها ومكانها)‬ ‫‪2‬‬
‫منهج الدراسة‬ ‫‪3‬‬
‫ادوات البحث‬ ‫‪4‬‬
‫الفصل الخامس‪:‬عرض وتحليل النتائج‬
‫عرض الحاالت‬ ‫‪1‬‬
‫ملخص المقابالت لكل حالة‬ ‫‪2‬‬
‫التحليل العام للنتائج ومناقشتها‬ ‫‪3‬‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المراجع‬
‫المالحق‬
‫ملخص الدراسة‬

‫كما‬، ‫هدفت الدراسة للتعرف على القلق وعالقته بهوس نتف الشعر لدى فتيات من والية المسيلة‬
‫هدفت لمعرفة امكانية وجود تأثير للقلق في هذا االضطراب وعالقته في زيادة حدة هذا‬
‫كما تم استخدام في هذه‬، )23-20(‫االضطراب "هوس نتف الشعر لفتاتين تبلغان سن ال‬
.‫الدراسة مقياس تايلور للقلق الصريح والمنهج العيادي‬

: ‫كما اشارت النتائج الى‬


. ‫ وجود عالقة بين القلق وهوس نتف الشعر‬
.‫ يؤثر القلق في نشوء هوس نتف الشعر‬
.‫ وجود عالقة للقلق في زيادة حدة اضطراب هوس نتف الشعر‬

Résumé de l'étude

L'étude visait à identifier l'anxiété et sa relation avec la trichotillomanie


chez les filles du Wilayat de M'sila, et visait également à découvrir la
possibilité d'un effet de l'anxiété dans ce trouble et sa relation avec
l'augmentation de la gravité de ce trouble. L'étude est une échelle de
Taylor d'anxiété explicite et une approche clinique.

Les résultats indiquent également:

•Une association entre l'anxiété et la trichotillomanie.

•L'anxiété affecte le développement de la trichotillomanie.

•L'anxiété est liée à la gravité de la trichotillomanie.


‫"لست في حاجة إلى تقديم القلق لكم‪ ،‬فكل منا قد ابتلي بهذا الشعور‪ ،‬والحق أقول لكم إنه حالة‬
‫وجدانية نشعر بها بأنفسنا وتعاودنا مرة تلو األخرى‪".‬‬

‫هكذا قال فرويد زعيم علم النفس عن القلق‪ ،‬ولكن إذا تطور هذا الشعور وعرقلنا على االستمرار‬
‫في حياتنا بشكل طبيعي فهنا يكون االضطراب الذي يجب علينا البحث عن أسبابه‪ ،‬والتخلص‬
‫أو التخفيف من اعراضه للوصول إلى التوافق النفسي ‪ ،‬حيث انه ال تخلو الحياة بمواقفها‬
‫وضغوطاتها من القلق الذي هو أساس كل االضطرابات النفسية والعقلية ‪،‬والتي تواجه وتتواجه‬
‫مع اإلنسان بصفة عامة والفتاة بصفة خاصة التي تستقطب خصائصها النفسية بشكل أكثر من‬
‫الفتيان لكل أنواع االضطرابات النفسية ومنها هوس نتف الشعر الذي قد جاء في وصية الرسول‬
‫صلى هللا عليه وسلم لعلي بن أبي طالب كرم هللا وجهه ما يلي‪“ :‬يا علي‪ ،‬ثالثة من الوسواس‪:‬‬
‫أكل الطين‪ ،‬وتقليم األظفار باألسنان‪ ،‬وأكل اللحية”‪ ،‬وهذا الحديث الشريف يشير إلى ثالثة‬
‫اضطرابات نفسية بدأ التفكير الغربي في اعتبارها واقعة ضمن نطاق اضطرابات الوسواس‬
‫القهري فقط في العقد األخير من القرن العشرين‪.‬‬

‫فأكل اللحية هو اإلشارة إلى ما يفعله كثيرون من مرضى نتف الشعر في الشعر بعد نتفه؛‬
‫فمنهم من يمرر الشعر بين شفتيه‪ ،‬ومنهم من يثنيه عدة ثنيات بين أصابعه‪ ،‬ومنهم من يأكله‬
‫حتى إن بعضهم يصاب بانسداد معوي بسبب التهام كمية كبيرة أو متراكمة من الشعر ‪.‬‬

‫واألمر الذي شجعنا للقيام بهذا البحث هن فتيات عدة تعانين بصمت من هذا االضطراب الذي‬
‫يتخيل ألغلب الناس انه نادر ‪ ,‬والالتي تردن مساعدة مما جعلنا نسلط الضوء على هذا‬
‫االضطراب الذي نود أن نعرف عالقته بالقلق ومدى تأثير القلق عليه والبحث عن صحة هذين‬
‫األخيرين‪ ,‬وللوصول للنتيجة يتطلب منا البحث عن المعلومات النظرية التي تخدم موضوع‬
‫دراستنا والتي قسمناها إلى متغيرين منفصلين في فصلين ‪ ,‬فصل يتحدث عن مفهوم القلق‬
‫وتعريفه‪ ,‬التفسير الفسيولوجي له ‪,‬أعراضه‪,‬تصنيفاته والمعايير التشخيصية له حسب الدليل‬
‫التشخيصي األمريكي الخامس‪ DSM-5‬وأسباب القلق ومستويات القلق النظريات المفسرة للقلق‬
‫وأخي ار عالج القلق ‪.‬‬

‫أما الفصل الذي بعده تطرقنا لمفهوم الهوس ثم إلى مفهوم هوس نتف الشعر وتعريفه‪,‬أشكال‬
‫هوس نتف الشعر‪ ,‬أعراض نتف الشعر‪,‬مضاعفات نتف الشعر ‪,‬المعايير التشخيصية لهوس‬
‫نتف الشعر حسب الدليل التشخيصي األمريكي الخامس‪ DSM-5‬و أسباب هوس نتف الشعر‪,‬‬
‫النظريات المفسرة لهوس نتف الشعر وعالج هوس نتف الشعر وفي األخير خالصة للفصلين ‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إلى الجانب التطبيقي الذي عرضنا فيه منهج الدراسة واألدوات البحث المستعملة‬
‫وفي الفصل األخير الذي قمنا فيه بعد التذكير بفرضيات الدراسة و بعرض الحاالت وتحليل‬
‫ومناقشة النتائج ‪ ,‬وأخي ار قائمة المراجع و المالحق التي استندنا منها معلوماتنا التي نقدمها‪،‬‬
‫مع تمنياتنا بالنظر وتوجيه البحث العلمي أكثر نحو هذه الفئة التي في الحقيقة أخذت شرائح‬
‫مختلفة من مجتمعنا العربي و الجزائري باألخص‪.‬‬
‫الجانب النظري‬
‫الفصل االول ‪ :‬مدخل عام للدراسة‬

‫‪ ‬إشكالية الدراسة‬
‫‪ ‬الفرضيات‬
‫‪ ‬أهمية الدراسة‬
‫‪ ‬أهداف الدراسة‬
‫‪ ‬التعريفات اإلجرائية‬
‫‪ ‬الدراسات السابقة‬
‫مدخل عام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫إشكالية الدراسة ‪:‬‬

‫يعد شباب مرحلة هامة من مراحل حياة الفرد بل و يعتبرها البعض منعطفا حاسما‬
‫في مسار النمو الفكري و الجسدي و النفسي لدى الشباب و خاصة الفتيات ‪ ,‬ففي هذا‬
‫العمر يكون جل تفكيرها على مظهرها و هندامها و شكلها الخارجي و ما يبرز أنوثتها‬
‫ويزيد من جاذبيتها كما هو الحال عند أقرانها من الفتيات األخريات ‪.‬‬

‫فنجد منهن اللواتي يدرسن و اللواتي يعملن ونجد من هن أمهات‪ , ...‬و بطبيعة‬
‫الحال لكل فتاة حياتها و أسلوبها في العيش ‪ ,‬وال شك أن للعوامل االجتماعية و األسرية‬
‫أثر على نفسيتها و نعكر من مزاجها من األحسن إلى األسوأ وقد يتفاقم األمر للوصول‬
‫إلى االضطراب الناجم عن هذه المؤثرات الخارجية التي تسببها المشاكل األسرية التي تعد‬
‫أكثر المشاكل تأثي ار على سلوكهن و تكييفهن النفسي و االجتماعي ‪.‬‬

‫ومن بين االضطرابات النفسية نجد القلق الذي يعتبر مصاحب للفرد في كل‬
‫مراحل حياته و الذي يكون نابعا عن سبب معين و ألسباب حقيقة تستدعي القلق ‪ ,‬وقد‬
‫يكون مالزم لهن في أمورهن الحياتية يقول كارل يونغ القلق "هو رد فعل يحدث عند‬
‫الفرد عندما يغزو عقله خياالت صادرة من الالشعور "(أيهم عافوري ‪ 8002‬ص‪,)00‬وكارل‬
‫هورني"انه استجابة انفعالية لخطر يكون موجه إلى المكونات األساسية للشخصية"‬
‫(بشار جبارة االغا ‪ )8000‬وقد يتحول القلق تدريجيا إلى القلق المرضي الذي يجعلهن في‬
‫حالة خوف و رعب‪ ,‬و ذلك بسبب مواجهتهن لظروف أكثر شدة كالتفكك العائلي و‬
‫ضعف القيم الدينية و الخلقية و زيادة أعباء الحياة الدائمة و المكبوتات المتراكمة ‪......‬‬
‫وكل هذه العوامل تزيد من حدة القلق وما يرتبط به من اضطرابات نفسية و سيكوباتية‬
‫عندهن ‪.‬‬

‫و بالحديث عن القلق فانه قد يتسبب بظهور عدة اضطرابات أخرى تمارس على‬
‫سبيل التخفيف من حدة القلق ومن بينهم هوس نتف الشعر الذي يكون أكثر انتشا ار عند‬
‫الفتيات و يتلخص بحالة من الرغبة العارمة في نتف شعر رأسهن أو حواجبهن و ما‬
‫يحدث فراغات واضحة في تلك األماكن و الذي يتسبب لهن مواقف محرجة أمام اآلخرين‬
‫مدخل عام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫فتضطر إلخفائها بعدة طرق ‪,‬كشف الدكتور احمد النعمي "انه مرض نفسي عضوي‬
‫فيزيولوجي تابع للوسواس القهري يولد لدى المريض دوافع و رغبة متكررة ال يمكن‬
‫مقاومتها لنتف الشعر من فروة الرأس"‪(.‬عهد العتيبي ‪) 8002‬‬

‫قد يكون هذا االضطراب بسيطا في بداياته و لكنه قد يتحول ليصبح حالة مرضية‬
‫تصاحبها اآلالم النفسية الشديدة ‪ ,‬رغم أن هذه العادة قد تمنحهن شعو ار بالراحة النفسية‬
‫عند نتفه ولكن سرعانما تتحول تلك الراحة الى ضغط نفسي جديد يجعلهم يقومون بنتف‬
‫تلقائيا وهكذا تمشي في شكل حلقي ‪,‬فمن هنا يكون التساؤل العام هل توجد عالقة بين‬
‫القلق وهوس نتف الشعر؟‬

‫والتي منها نتفرع إلى التساؤالت التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬هل يؤثر القلق على نشوء اضطراب هوس نتف الشعر ؟‬

‫‪ -‬هل القلق له عالقة بزيادة حدة اضطراب هوس نتف الشعر ؟‬


‫مدخل عام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرضية العامة‪:‬‬

‫‪ -‬توجد عالقة بين القلق و هوس نتف الشعر‪.‬‬

‫فرضيات الدراسة ‪:‬‬

‫‪ -‬يؤثر القلق على نشوء اضطراب هوس نتف الشعر ‪.‬‬


‫‪ -‬للقلق عالقة بزيادة حدة اضطراب هوس نتف الشعر ‪.‬‬

‫أهمية الدراسة ‪:‬‬

‫‪ -‬بيان العالقة بين هوس نتف الشعر و القلق‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة تأثير القلق على هوس نتف الشعر ‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة عالقة القلق بزيادة حدة اضطراب هوس نتف الشعر‪.‬‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد مفهومي القلق و هوس نتف الشعر‪.‬‬


‫‪ -‬التعرف على العالقة بين القلق و هوس نتف الشعر‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف مدى تأثير القلق في زيادة اضطراب هوس نتف الشعر‪.‬‬
‫التعريفات اإلجرائية ‪:‬‬
‫)‪(Trichotillomania‬اضطراب نتف الشعر‪ :‬هو اضطراب نفسي يؤدي إلى الحاجة‬
‫الشديدة والملحة لنتف الشعر من فروة الرأس أو الحواجب أو مناطق أخرى في الجسم‬
‫بالرغم من المحاوالت المتكررة لوقف األمر‪.‬‬

‫الفتاة الشابة ‪ :‬وهي المرحلة التي تأتي بعد المراهقة مباشرة حيث أنها تضم سمات‬
‫معينة مختلفة عن باقي المراحل‪ ,‬حيث تبدأ شخصية الفتاة بالتبلور‪ .‬وتنضج معالم هذه‬
‫مدخل عام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫الشخصية من خالل ما تكتسبه من مهارات ومعارف ‪ ،‬ومن خالل النضوج الجسماني‬


‫والعقلي ‪ ،‬والعالقات االجتماعية التي تستطيع صياغتها ضمن اختياراتها الحرة‪ .‬وإذا كان‬
‫معنى الشباب أول الشيء‪ ،‬فإن مرحلة الشباب تتلخص في أنها مرحلة التطلع‬
‫إلى المستقبل والحياة الشخصية مثل الزواج وهي فترة غالبا تكون محدودة للفتاة العربية‬
‫والجزائرية بصفة خاصة‪.‬‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫في حدود اطالعنا لم نجد أي دراسة سابقة للدراسة الحالية وتعذر الوصول للدراسات‬
‫األجنبية لهوس نتف الشعر مع غيابها في الدراسات العربية‪ ,‬فكان إلزاما لنا اخذ منحى‬
‫آخر يتمثل في الدراسات ذات عالقة بأحد متغيراتنا وهو القلق في الدول العربية‬
‫واألجنبية‪.‬‬

‫الدراسات المتعلقة بالقلق‪:‬‬

‫‪ .1‬الدراسات العربية ‪:‬‬


‫‪ ‬دراسة الطاهر (‪ )0212‬الجزائر‪:‬‬

‫هدفت الدراسة على معرفة طبيعة العالقة بين مصادر الضغوط النفسية وقلق المستقبل‬
‫لدى طلبة التخرج كما هدفت تحديد الفروق بين الطلبة والطالبات في قلق المستقبل وبلغ‬
‫تعداد العينة (‪)080‬طالب وطالبة أعمارهم بين (‪)00-80‬سنة كما تم استخدام مقياس‬
‫قلق المستقبل ومقياس األحداث الحياتية الضاغطة‬

‫نتائج الدراسة ‪:‬‬

‫أشارت النتائج إلى وجود عالقة بين مصادر الضغوط النفسية وقلق المستقبل وعدم وجود‬
‫فروق بين الجنسين وبين ذوي التخصصات العلمية واألدبية في قلق المستقبل ‪.‬‬
‫مدخل عام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬دراسة محمد (‪ )0212‬العراق‪:‬‬

‫هدفت الدراسة قياس مستوى قلق المستقبل عند الشباب والتعرف على الفروق بينهم وفق‬
‫متغيرات العمر والجنس والحالة االجتماعية والمهنة تكونت عينة الدراسة من (‪ )050‬شابا‬
‫وشابة والذين تتراوح أعمارهم من (‪ )00-02‬كما اعتمدت الدراسة على مقياس قلق‬
‫المستقبل الذي أعدته‪.‬‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬

‫اشارت النتائج ان لدى العينة مستوى عال من قلق المستقبل هناك فروق ذات داللة‬
‫احصائية في مستوى قلق المستقبل وفق الحالة االجتماعية لصالح غير المتزوجين وليس‬
‫هناك فروق دالة وفقا لمتغير المهنة ‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة دانيا الشبؤون(‪ )0211‬دمشق‪:‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن العالقة بين القلق بوصفه حالة والقلق بوصفه سمة‬
‫وبين االكتئاب لدى المراهقين من تالميذ الصف التاسع من التعليم األساسي في مدارس‬
‫مدينة دمشق الرسمية‪ ،‬كما يهدف إلى معرفة الفروق بين المراهقين في القلق بوصفه حالة‬
‫والقلق بوصفه سمة وبين االكتئاب تبعاً لمتغير الجنس (ذكور وإناث)‪ .‬وقد تكونت عينة‬
‫البحث من(‪( 555‬طالبًا وطالبة من تالميذ الصف التاسع من التعليم األساسي موزعين‬
‫إلى(‪( 000‬ذكور و(‪( 058‬إناث تم اختيارهم بطريقة عشوائية طبقية من مدارس مدينة‬
‫طبق عليهم اختبار حالة وسمة القلق للكبار ‪ STAI‬من إعداد عبد‬
‫دمشق الرسمية‪ .‬و ُ‬
‫الرقيب أحمد البحيري ‪ 8005‬واختبار الشعور باالكتئاب لدى المراهقين من القلق وعالقتـه‬
‫باالكتئاب عند المراهقين دراسة ميدانية ارتباطية لدى عينة من تالميذ الصف التاسع ‪...‬‬
‫‪ 760‬إعداد الباحثة‪ ،‬بعد أن قامت الباحثة بتطبيقه على عينة استطالعية وتأكدت من‬
‫صدقه وثباته‪.‬‬
‫مدخل عام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫نتائج الدراسة ‪:‬‬

‫‪-‬وجود ارتباط بين القلق بوصفه حالة والقلق بوصفه سمة وبين االكتئاب لدى مراهقي‬
‫عينة البحث جميعاً‪ ،‬حيث بلغت قيمة معامل االرتباط بين القلق بوصفه حالة واالكتئاب‬
‫(‪)50.0‬بينما بلغت قيمة معامل االرتباط بين القلق بوصفه سمة واالكتئاب)‪.(0.69‬‬

‫‪-‬تبين عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في القلق بوصفه حالة ‪.‬‬
‫‪-‬تبين وجود فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في القلق بوصفه سمة وذلك‬
‫لصالح اإلناث‪.‬‬

‫‪ .0‬الدراسات االجنبية ‪:‬‬


‫‪ ‬دراسة (سبيلبرجر(‪ Spielberg 1962 :‬بعنوان الدراسة ‪ :‬معرفة العالقة بين‬
‫مستويات القلق واألداء األكاديمي لدى طالب الثانوي ‪.‬هدفت إلى البحث عن العالقة‬
‫بين مستويات القلق واألداء األكاديمي لتالميذ الثانوية(التحصيل الدراسي(‪ ،‬على عينة‬
‫تكونت العينة من (‪) 822‬طالبا كلهم من الذكور صنفوا إلى ذوي القلق المرتفع وعددهم‬
‫)‪)144‬وذوي القلق المنخفض وعددهم (‪)011‬واستخدم مقياس القلق الظاهري‬
‫‪ MAS‬الذي كونته تايلر ومقياس فرشمن الخاص بمقياس القدرات الدراسية‪ ،‬ومتوسط‬
‫درجات الطلبة في السداسي الذي تم فيه التطبيق لقياس التحصيل الدراسي ‪،‬وأظهرت‬
‫النتائج انه يوجد ارتباط سالب ذو داللة إحصائية بين القلق المرتفع والتحصيل‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة اري (تركيا ‪:)0211‬‬

‫هدفت الدراسة الى التعرف على قلق المستقبل والهوية النفسية وانماط التعاطف لدى طلبة‬
‫المدارس الثانوية العليا والكليات وطبقت الدراسة على (‪0585‬طالبا وطالبة)‬

‫نتائج الدراسة‪:‬‬

‫اهمها ان هناك فروق جوهرية في قلق المستقبل وفقا للجنس لصالح االناث واختالفات‬
‫بين بعدي االستكشاف وااللتزام في ضوء الحميمية والقلق من المستقبل‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬القلق‬

‫‪ ‬مفهوم القلق‬
‫‪ ‬تعريف القلق‬
‫‪ ‬التفسير الفسيولوجي للقلق‬
‫‪ ‬أعراض القلق‬
‫‪ ‬تصنيفات القلق‬
‫‪ ‬المعايير التشخيصية للقلق حسب الدليل التشخيصي االمريكي‬
‫الخامس‪dsm-5‬‬
‫‪ ‬أسباب القلق‬
‫‪ ‬مستويات القلق‬
‫‪ ‬النظريات المفسرة للقلق‬
‫‪ ‬عالج القلق‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫من الطبيعي أن يشعر اإلنسان بالقلق خاصة في المواقف التي تستدعي ذلك ‪،‬أما إذا كان‬
‫هذا القلق يتكرر في أحيان متقاربة وبصور متعددة لدرجة انه يعيق السير الطبيعي لحياة‬
‫اإلنسان ويؤثر على صحته فمن المرجح انه يعاني من اضطراب القلق ‪.‬‬
‫حيث ان الكثير من المؤرخين يرون أن القرن العشرين هو عصر القلق لعوامل كثيرة فقد‬
‫حظي القلق بأكبر اهتمام من جانب علماء النفس والطب النفسي وغيرها من التخصصات‬
‫على حد سواء‪ ،‬حيث يقع اضطراب القلق من وجهة نظر علم النفس المرضي في القلب من‬
‫االضطراب النفسي ‪ ،‬فالقلق محور العصاب ‪ neurosis‬و المرض الجوهري المشترك في‬
‫‪.‬‬ ‫(محمد حسن غانم ‪ ،‬ص‪)33.‬‬ ‫االضطرابات النفسية بل في أمراض عضوية شتى‬
‫ولذلك سنسلط الضوء في فصلنا هذا على القلق مع جميع جوانبه من حيث مفهومه وتعريفه‬
‫وتفسيره الفسيولوجي وأعراضه و المعايير التشخيصية وأسبابه والنضيرات المفسرة له وعالجه‬
‫‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .1‬مفهوم القلق ‪:‬‬


‫إن لمفهوم القلق تاريخا طويال متغي ار ‪،‬وقد كانت باكورة دراسة وتحليل القلق في العصر‬
‫الكالسيكي اليوناني ‪،‬ثم حدث ان تطور من ناحية المفهوم بالتوازي مع تطور الوعي بالذات‬
‫في الفكر ‪ .‬وعلى ما يبدو فان مصطلح القلق مشتق من اصل ‪ angh‬في اللغة الهندية‬
‫الجرمانية ‪،‬وهو موجود ايضا في اللغة اليونانية ‪،‬ويعني الشعور بالضيق واالنقباض أو‬
‫االنخناق رغما عنك‪،‬أما السياسي والخطيب الروماني شيشرون‪،‬فانه يفرق بين ‪anxietas‬‬
‫العابر‪(.‬معتز سيد‪-‬الحسين محمد ‪، 6102 ،‬ص‪)63.‬‬ ‫الميل الدائم ‪ ،‬و‪ angor‬والهياج أو الرد االنفعالي‬
‫‪ .2‬تعريف القلق ‪:‬‬
‫واحد‪ (.‬المعجم الوسيط‬ ‫لغة ‪ :‬يعني االنزعاج ويعني أيضا الحركة وأيضا عدم االستقرار في مكان‬ ‫أ‪-‬‬
‫ج‪ ،0‬ص‪.(01.‬‬

‫اصطالحا ‪ :‬هناك تعريفات عديدة منها ما يتم تعريف القلق باعتباره دافع من ناحية وهدف‬ ‫ب‪-‬‬
‫من ناحية أخرى ‪ ،‬حيث هو محاولة للتكييف مع صراعات هذه الدوافع‪ ،‬وذلك كما في تعريف‬
‫هارولد وينسكي للقلق بأنه "دافع غير مالئم أو حالة من التوتر تنتج من تصارع أو تنافس‬
‫رغبتين أو أكثر حول استجابة معينة‪ ،‬وتمنح هذه الحالة من التوتر تخفيف حدة دافع هام‬
‫(فهمي ‪ ،0621،‬ص ‪)061.‬‬ ‫مالئم "‪.‬‬
‫وأيضا عرفه السيد بأنه"حالة من الخوف الغامض الشديد الذي يمتلك اإلنسان‪ ،‬ويسبب له‬
‫(فاروق‪،6110 ،‬ص‪)01.‬‬ ‫الكثير من الكدر والضيق واأللم"‪.‬‬
‫هناك تعريف اخر يقول بان القلق شعور عام بالخشية ‪ ،‬و أن هناك مصيبة وشيكة الوقوع او‬
‫تهديدا غير معلوم المصدر مع الشعور بتوتر والشدة أو الخوف اال مسوغ له من الناحية‬
‫الموضوعية ‪،‬او غالبا ما يتعلق هذا الخوف بالمجهول‪،‬كما يتضمن القلق استجابة مفرطة‬
‫مبالغ فيها لمواقف ال تمثل خط ار حقيقيا ‪،‬وقد ال تخرج في الواقع عن اطار الحياة العادية‪،‬‬
‫لكن الفرد الذي يعاني من القلق يستجيب لها غالبا كما لو كانت تمثل خط ار ملحا ومواقف‬
‫‪(.‬احمد عبد الخالق ‪، 0661،‬ص‪)01.‬‬ ‫تصعب مواجهتها‬

‫‪2‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .3‬التفسير الفسيولوجي للقلق‬


‫تنشأ أعراض القلق النفسي من زيادة من نشـاط الجهـاز العصـبي غيـر اإلرادي بنوعيه "‬
‫السمبثاوى" و" الباراسمبثاوى "‪ ،‬ومن ثم تزيد نسبه "األدرينالين" و"النورادرينـالين" في الدم ‪،‬‬
‫فيتحرك السكر في الدم مع شحوب في الجلد ‪ ،‬فيزداد العرق ويجف الحلق ‪ ،‬وأحيانًا ترتجف‬
‫األطراف ويعمق التنفس‪ .‬أما ظواهر نشاط الجهاز " الباراسمبثاوى" فأهما كثرة التبول واإلسهال‪،‬‬
‫وقـوف الشعر‪ ،‬زيادة الحركات المعوية مع اضطراب الهضم ‪ ،‬والشهية والنوم ‪ .‬ويتميز القلق‬
‫فسيولوجيًا بدرجة عالية من االنتباه ‪ ،‬و اليقظة المرضـية فـي وقـت الراحة ‪ ،‬مع بطئ التكيف‬
‫للكرب ‪ ،‬أي أن األعراض ال تقل عن استمرار التعرض لإلجهاد نظـ ار لصعوبة التكيف في‬
‫مرض القلق ‪ .‬والمركز األعلى لتنظيم الجهاز العصبي "الـالإرادي" هـو البيوثالمـوس (المهـاد‬
‫التحتي)‪ ،‬وهو مركز التعبير عن االنفعاالت‪ ،‬وهو على اتصال دائم بالمخ الحشوى والذي هـو‬
‫مركز اإلحساس باالنفعال ‪ .‬كذلك البيوثالموس على اتصال بقشره المخ ملتقى التعليمات منها‬
‫للتكيف بالنسـبة للمنبهات الخارجية ‪ ،‬من ثم توجد دائرة عصبيه مستمرة بين قشره المـخ و‬
‫البيوثالمـوس ‪ ،‬والمخ الحشوى ومن خالل هذه الدائرة نعبر ونحس بانفعاالتنا وإذا أخدنا‬
‫باالعتبـار إن هـذه الدائرة العصبية تعمل من خالل إشارات وشحنات كهربائية وكيميائيه وان‬
‫الموصوالت ا لعصبية المسئولة عن ذلك هي (البروتونين‪ ،‬والنور أدرينالين" ‪ ،‬و"ادوبامين") ‪،‬‬
‫والتي تزيد نسبتها في هذه المراكز من أي جزء آخر في المخ ‪ ،‬مع وجود " الباستيل قولين " في‬
‫قشرة المخ ‪.‬إن أسباب معظم األمراض النفسية و العقلية هي خلل في توازن هـذه الموصـالت‬
‫( احمدعكاشة ‪ ،0661،‬ص‪.(000.‬‬ ‫العصبية‬

‫‪ .4‬أعراض القلق ‪:‬‬


‫تقسم هذه األعراض إلى أعراض جسمية وأعراض نفسية وأعراض سيكوسوماتية ‪.‬‬
‫أ‪ -‬األعراض الجسمية ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتظهر هذه األعراض على أعضاء متعددة جدا ‪ ،‬فتشمل القلب وارتفاع في نبضاته‬
‫وتقلصات مؤلمة له ‪ ،‬وارتفاع ضغط الدم ‪ ،‬كما تشمل الجهاز الهضمي والتنفسي فيشعر‬
‫المصاب بالقلق بصعوبة في البلع أو اإلحساس بالغصة باإلضافة إلى ضيق في التنفس أو‬
‫سرعته ‪ ،‬ويشعر باضطراب معوي مما قد يحدث غثيانا أو إسهاال أو إمساكا ‪ ،‬والجهاز‬
‫العضلي يتأثر كذلك حيث تحدث تقلصات عضلية مؤلمة في الساقين والذ ارعين واأللم في‬
‫الصدر‪ ،‬باإلضافة إلى إحساس جلدي بالح اررة و التعرق والتنميل ‪،‬وكذلك برودة األطراف ‪،‬‬
‫واضطرابات في النوم والصداع وفقدان الشهية ‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى انه كلما زادت حدة القلق‬
‫زادت هذه األعراض وتعددت‪.‬‬
‫ب‪ -‬األعراض النفسية ‪:‬‬
‫وأولها الخوف وهو مقترن تماما مع القلق ‪ ،‬وقد يتجاوز إلى خوف مفرط حين يشتد القلق ‪،‬‬
‫ويصاب المريض بالتوتر والتهيج العصبي وسرعة االنفعال والغضب ويفقد الشهية للطعام ‪،‬‬
‫وتوقع األذى والمصائب ‪،‬وعدم الثقة والطمأنينة والرغبة في الهرب عند مواجهة أي موقف‬
‫من مواقف الحياة ‪ ،‬باإلضافة لهذا كله تحدث للقلق بعض األعراض العقلية مثل ضعف‬
‫التركيز وكثرة النسيان واألوهام المرضية الجسمية ‪ ،‬وفي حاالت حادة ينتاب المريض شعور‬
‫بانفصال الجسد عن البيئة وانفصال الذات عن الجسد ‪.‬‬
‫ت‪ -‬األعراض السيكوسوماتية ‪:‬‬
‫ويقصد بذلك األعراض العضوية التي تنشا نتيجة أو بسبب معاناة القلق النفسي واالنفعاالت‬
‫الشديدة ‪ ،‬كما يقصد بذلك األمراض العضوية التي تزيد أعراضها عند التعرض إلى حاالت‬
‫القلق النفسي والتوترات الشديدة ‪،‬وفي مثل هذه الحاالت يكون عالج القلق واالنفعاالت‬
‫أساسيا لشفاء المريض ومن اجل صحته العامة ‪ ،‬ومن أهم هذه األمراض ‪ :‬ارتفاع ضغط‬
‫الدم ‪ ،‬الذبحة الصدرية ‪ ،‬جلطة الشرايين التاجية للقلب ‪ ،‬الربو الشعبي ‪ ،‬الروماتيزم ‪ ،‬البول‬
‫‪..‬الخ‪ (.‬حسين فرج‪ ،6116 ،‬ص‪)051-053.‬‬ ‫السكري ‪،‬قرحة المعدة‬

‫‪4‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .4‬تصنيفات القلق ‪:‬يصنف القلق إلى‬


‫أ) القلق الموضوعي العادي (خارجي المنشأ)‪ :‬حيث يكون هذا القلق خارجيا موجودا فعال‬
‫ويطلق عليه أحياناً اسم القلق الواقعي أو القلق الصحيح أو القلق السوي ‪anxiety‬‬
‫‪ objectives‬وقد يطلق عليه القلق الـدافع ‪ drive anxiety‬أو القلق اإليجابي ‪ positive‬وذلك‬
‫إلرتباط هذا النوع من القلق بموضـوع حقيقـي يحمل مخاطر حقيقية‪ ،‬ولذا يكون القلق في هذه‬
‫الحالة هو رد فعل مبرر لموضـوع خـارجي‪ ،‬بحيث يهيئ الفرد نفسه للتعامل مع هذا الموضوع‬
‫وتجنب مخاطره ‪.‬‬
‫ب) القلق العصابى أو المرضى (داخل المنشأ)‪ :‬وهو نوع من القلق ال يدرك المصاب به‬
‫علته‪ ،‬وكل ما هنالك انه يشعر بحالـة مـن الخوف الغامض بدون مبرر موضوعي لذلك فهو‬
‫قلق مرضى ‪ morbid‬ويسمى أحيانًا بـالقلق الهائم الطليق ‪ ، anxious flouting-free‬الذي‬
‫يتمثل في الشعور بعدم االرتيـاح‪ ،‬وترقـب المصائب‪ ،‬وهذا الشعور مستمر ودائم لدى الفرد‬
‫(فايد‪ ،6113 ،‬ص‪)16 .‬‬

‫وقد قام" ‪ "Frued‬بتصنيف القلق إلى‬


‫أ) قلق واقعي ‪ Anxiety Realistic :‬وهو يشير إلى القلق الناشئ عن الخبرة االنفعالية المؤلمة‬
‫والتي تنشـأ عـن إدراك الشخص لخطر خارجي كان يتوقعه‪.‬‬
‫ب) قلق عصابي ‪ Anxiety Neurotic :‬وهو يعبر عن القلق الذي يكون مصدره مجهوال وال‬
‫يعرف له سببا‪.‬‬
‫‪.‬ج) القلق الخلقي ‪ Anxiety Moral :‬وهو يشير إلى الخبرة االنفعالية المؤلمة التي تنشأ‬
‫عن شعور الفرد بالذنب أو الخجل نظ ار لقيام هذا الشخص بارتكاب فعل يتعارض مع‬
‫األخالق ‪ .‬أما في التصنيف األمريكي الرابع وحسب التصنيف الدولي لألمراض صـنفت‬
‫أشـكال القلـق ب‬
‫‪. 1‬اضطرابات الهلع‪.‬‬
‫‪. 2‬الخوف االجتماعي‬
‫‪. 3‬الخوف من األماكن المكشوفة ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫(الليل‪، 0661 ،‬ص‪)01.‬‬ ‫‪. 4‬القلق المعمم‪.‬‬

‫‪ .5‬المحكات التشخيصية الضطراب القلق العام حسب الدليل التشخيصي الخامس‬


‫‪DSM-5‬‬

‫اضطراب القلق المعمم ‪:‬‬

‫(‪Generalized Anxiety Disorder (F41.1‬‬

‫قلق زائد وانشغال (توقع توجسي) يحدث اغلب الوقت لمدة ستة أشهر على األقل ‪ ،‬حول عدد‬ ‫‪.A‬‬

‫من األحداث أو األنشطة (مثل األداء في عمل أو مدرسة)‪.‬‬


‫يجد الشخص الصعوبة في السيطرة على االنشغال‪.‬‬ ‫‪.B‬‬

‫يصاحب القلق ثالثة ( أو أكثر ) من األعراض الستة التالية (مع تواجد بعض األعراض‬ ‫‪.C‬‬

‫على األقل ألغلب الوقت لمدة الستة أشهر األخيرة) ‪:‬‬


‫تململ أو شعور بالتقييد أو بأنه على الحافة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سهولة التعب ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫صعوبة التركيز أو فراغ العقل ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫استثارة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫توتر عضلي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اضطراب النوم ( صعوبة الدخول في النوم أو البقاء نائما أو النوم المتململ و الالمرضي ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يسبب القلق أو االنشغال القلقي أو األعراض الجسدية إحباطا هاما سريريا أو انخفاضا في‬ ‫‪.D‬‬

‫األداء االجتماعي أو المهني أو مجاالت أخرى هامة من األداء‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ال يعزى االضطراب للتأثيرات الفسيولوجية لمادة (مثال إساءة استخدام لعقار‪،‬دواء)‪ ،‬أو لحالة‬ ‫‪.E‬‬

‫طبية أخرى (مثال فرط نشاط الدرق)‪.‬‬


‫ال يفسر االضطراب بشكل أفضل بمرض عقلي آخر‪ ،‬كالقلق أو االنشغال حول حصول‬ ‫‪.F‬‬

‫هجمات الهلع في اضطراب الهلع ‪ ،‬التقييم السلبي ‪,‬كما في اضطراب القلق االجتماعي‬
‫‪(...‬ترجمة أنور الحمادي‪ ،6101 ،‬ص‪)61 .‬‬

‫‪ .7‬أسباب القلق ‪:‬‬

‫القلق حاله هو حال اغلب االضطرابات النفسية ‪،‬تعددت فيه النظريات واألبحاث واختلف‬
‫العلماء في تحديد أسبابه‪ ،‬وذلك الختالف توجهاتهم وخلفياتهم النظرية وغيرها‪،‬فهناك من يرى‬
‫أن القلق استعداد وراثي مع بيانهم ألثر العوامل الوراثية في ظهور القلق ‪،‬وهناك من يركز‬
‫على القلق كعصاب ناتج عن خبرات مكبوتة‪،‬وهذا ما نجده عند المنظرين التحليليين ‪ ،‬و"‬
‫تنظر المدرسة السلوكية إلى القلق على أنه سلوك متعلم من البيئة التـي يعـيش في وسطها‬
‫الفرد‪ ،‬تحت شروط التدعيم اإليجابي والتدعيم السلبي‪ ،‬وهى وجهة نظـر متباينة للتحليلية ‪.‬‬
‫(وفاء محمد‪،‬‬ ‫فالسلوكيون ال يؤمنون بالدوافع الالشعورية ‪ ،‬وال يتصورون الديناميات النفسية"‬
‫‪، 6116‬ص‪)65.‬‬

‫واإلنسانيون يؤمنون بان عدم تحقيق الذات سبب مهم في ظهور القلق ‪,‬وفي ما يلي وعلى‬
‫ضل نتائج األبحاث و النظريات السابقة نذكر أسباب القلق بصفة عامة‪:‬‬

‫االستعداد الوراثي‪:‬‬ ‫‪.1.1‬‬

‫تؤكد بعض األبحاث الحديثة اثر العوامل الوراثية في ظهور القلق ‪،‬ومن هذه األبحاث تلك‬
‫التي أجريت على التوائم حيث تبين أن التشابه في الجهاز العصبي الالإرادي ‪ ،‬واالستجابات‬
‫للمنبهات الخارجية والداخلية بصورة متشابهة يؤدي إلى ظهور أعراض القلق لدى التوأمين ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كذلك أظهرت دراسة األسر أن ‪ ٪05‬من ابناء واخوة مرضى القلق يعانون من نفس المرض‪،‬‬
‫وقد وجد أن نسبة الشبه في التوائم المتشابهة تصل إلى ‪ , ٪51‬وان ‪ ٪25‬يعانون من بعض‬
‫سمات القلق ‪،‬وقد اختلفت هذه النسبة عنه بين التوائم غير المتشابهة فوصلت إلى ‪ ,٪1‬كما‬
‫أن سمات القلق ظهرت في ‪ ٪01‬من الحاالت ‪ ،‬وقد يكون ذلك مؤش ار إلى أن الوراثة تلعب‬
‫‪(.‬حسين فرج ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪)050.‬‬ ‫دو ار كبي ار في االستعداد لإلصابة بمرض القلق‬

‫العوامل البيولوجية ‪ :‬هناك من حدد أسباب القلق على أساس العوامل البيولوجية والتي‬ ‫‪.6.1‬‬

‫تمثلت في‬
‫‪ -‬زيادة نشاط الجهاز العصبي الذاتي و السيما الشق السمبثاوي ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة إطالق مواد الكاتيكول اميد ‪ catecholammines‬في الدم ‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع نسبة نواتج ايض النور أدرينالين ‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض الفترة الفاصلة بين بدا النوم وظهور حركة العينين السريعة أثناء النوم ( نوم‬
‫االحالم) و انخفاض مدة مرحلة النوم الرابعة ( النوم العميق ) كما في االكتئاب ‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض تركيز حامض (جاما بيوتيريك ) مما يؤدي الى زيادة الدومامين المرتبط بالقلق‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور بؤرة نشطة في الفص الصدغي‪.‬‬
‫‪ -‬ازدياد نشاط البقعة الزرقاء الموجودة في النخاع المستطيل (حركة العصبونات النورادريناليه )‬
‫(محمد حسن غانم‪، 6112 ،‬ص‪)15.‬‬

‫االستعداد النفسي ‪ :‬حيث تعد العوامل والخصائص النفسية سببا مهما في ظهور القلق‬ ‫‪.3.1‬‬
‫‪,‬وكما أكد (فرويد) أن الفشل في الكبت سبب رئيسي في ظهور القلق ‪،‬نتيجة صراعات بين‬
‫الغرائز الداخلية وبين ما هو متقبل مجتمعيا ‪،‬والخوف والعجز عن مواجهة أخطار العام‪.‬‬

‫ويرى يونج أن سبب القلق يكون ناتجا عن القوى والخياالت الالشعورية الصادرة من‬
‫الالشعور الجمعي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما السلوكيون يرون أن أسباب القلق تكمن في اإلحباط الذي يتعرض له الفرد والضغوطات‬
‫النفسية‪,‬كما انه يتم تعلم القلق من النماذج الوالدية ‪ ،‬وتقليد أنماط القلق الخاصة بهما كما‬
‫يرتبط القلق بالمثيرات الطبيعية الخارجية المخيفة ويصبح القلق استجابة اشراطية ‪،‬ولذا ال‬
‫عجب أن نجد القلق هو أساس خلف كافة االضطرابات العصابية‪.‬‬

‫العوامل البيئية ‪ :‬تعتبر العوامل البيئية من أهم األسباب أيضا في ظهور القلق الن‬ ‫‪.1.1‬‬

‫اإلنسان ابن بيئته يؤثر ويتأثر كثي ار بها ‪،‬فهناك العديد من أكد ضرورة اخذ الضغوط البيئية‬
‫في االعتبار وهناك نوعين من الضغوط‪:‬‬
‫‪ ‬الضغط المباشر التي تسببه األشياء تحدث إخالال للفرد في بيئته الخارجية (الطالق‪،‬‬
‫الموت‪،‬مرض خطير‪،‬فشل‪)...‬‬
‫‪ ‬الضغط الغير مباشر والذي يرتبط بالصراع بين قوتين متعارضتين ‪،‬وعدم الحسم (أريده لكنه‬
‫‪(.)...،‬نفس المرجع‪,‬ص‪)011.‬‬ ‫غير مسموح ‪،‬رجل في الجنة ورجل في النار‬

‫‪ .8‬مستويات القلق ‪:‬‬


‫يمكن اعتبار القلق دافعا من الدوافع الهامة التي تساعد على اإلنجاز و النجاح و التفوق ‪،‬‬
‫و تؤكد نظريات التعلم على أهمية الدافعية في التعلم ‪ ،‬فالقلق ينشط سلوك الفرد و يحرره من‬
‫عقاله و ينقل الفرد من حالة السكون إلى حالة الحركة ‪ ،‬حيث أن القلق ينشأ من عدم‬
‫االتزان‪ ،‬و هو عامل توجيهي أي يوجه السلوك نحو غرض معين ‪ ،101‬فالطالب الذي‬
‫لديه امتحان تنشأ لديه حالة من القلق تساعده على االستذكار ‪ ،‬و يعتبر القلق أيضا صفة‬
‫تعزيزية و ذلك بعد إنجاز العمل فإن االتزان يعود إلى ما كان عليه ‪ ،‬و يؤكد " يركز و‬
‫دودسن أنه توجد عالقة بين صعوبة العمل و المستوى األمثل للقلق الالزم لألداء الناجح ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ .‬المستوى المنخفض ‪ :‬تكون درجة حساسية الفرد اتجاه األحداث الخارجية مرتفعة ونشير‬
‫غالى هذا المستوى بعالمة إنذار الخطر وشيك الوقوع لزيادة درجة استعداده وتأهبه لمواجهة‬
‫الخطر في البيئة المحيطة به ‪.‬‬
‫ب‪.‬المستوى المتوسط‪ :‬تكون استجابات القلق في المواقف الحياتية المختلفة متسمة بالجمود‬
‫وفقد السيطرة على السلوك ومرونته‪ ،‬ويحتاج إلى بذل جهد مضاعف للمحافظة على السلوك‬
‫المناسب‪.‬‬
‫ت‪.‬المستوى العالي‪ :‬يستطيع الفرد التمييز بين المثيرات الضارة والغير ضارة‪ ،‬ويرتبط ذالك‬
‫بعدم القدرة على التركيز واالنتباه وسرعة التهيج والسلوك العشوائي ‪،‬و يتأثر تنظيمه السلوكي‬
‫بصورة سلبية‪ ،‬ويقوم الفرد بأساليب غير مالئمة للمواقف الحياتية المختلفة ‪،‬وتؤكد الحقائق‬
‫العلمية على وجود عالقة بين مستوى القلق و مستوى األداء ‪ ،‬بحيث يصل مستوى األداء‬
‫إلى الذروة عندما يكون مستوى القلق في مستوى متوسط و يتفق ذلك مع ما وصفه بازوفيتر‬
‫) ‪ (1955 , Basaowiter‬لمستويات القلق المنخفضة و المتوسطة و العالية ‪.‬‬

‫ففي المستوى المنخفض للقلق يحدث حالة التنبيه العام للفرد و تزداد قدراته على مقاومة‬
‫‪102‬الخطر و يكون الفرد في حالة تحفز و تأهب لمواجهة مصادر الخطر في البيئة التي‬
‫يعيش فيها ‪،‬و لهذا يكون القلق في هذا المستوى إشارة إنذار لخطر وشيك الوقوع ‪،‬و نستشهد‬
‫في ذلك بقول بيار داكو‪ :‬أنه القلق الذي بين عوامل أخرى الذي يدفع اإلنسان إلى اإلبداع و‬
‫التصور و االكتشاف و القلق الطبيعي األساسي هو إذن منبه‪ ،‬و يؤدي عادة إلى المحاوالت‬
‫عادة ما تكون ناجحة من أجل التأقلم الحسن مع الظروف المحيطة أما في المستوى المرتفع‬
‫من القلق فيحدث اضمحالل و انهيار للتنظيم السلوكي للفرد ‪ ،‬و يحدث نكوص إلى أساليب‬
‫أكثر بدائية كان يمارسها الفرد و هو في مرحلة الطفولة ‪ ،‬و ينخفض التآزر و التكامل‬
‫انخفاضا كبير في هذه الحالة و بالتالي لم يعد الفرد قاد ار على التمييز الصحيح بين‬

‫‪11‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المنبهات الضارة و الغير الضارة ‪ ،‬و يصبح الفرد عاج از عن اإلجابة المتمايزة بسبب تشتت‬
‫فكره و عشوائية سلوكه و كأن أجهزة الضبط المركزية قد اختلت ‪,‬فيتميز مريض الحصر‬
‫بعدم القدرة على التركيز وهو العرض المعرفي األكثر تواجدا حتى أنه يحس أنه غير قادر‬
‫على مواجهة المواقف الخطرة التي تجابهه و يفقد السيطرة على ذاته ‪ ،‬و هذه األعراض تقلل‬
‫من إدراك الكفاءة الشخصية ‪ ،‬و تفقد الفرد الثقة بذاته بطريقة سلبية ‪ ،‬و يؤكد دافيد شيهان‬
‫(‪) 0611‬أن القلق داخلي المنشأ هو القلق السلبي المرضي المؤدي إلى الفشل و التوتر و‬
‫سوء التكيف و يعتبر سمة القلق يبدأ في أواخر العقد الثاني و أوائل العقد الثالث من العمر ‪،‬‬
‫أما انتشار القلق الخارجي المنشأ الذي هو سوي و ‪103‬إيجابي يساعد على البناء و‬
‫اإلنجاز و النجاح و يعتبر حالة القلق فهو موزعا توزيعا متساويا عبر كل األعمار بين‬
‫الجنسين ‪ ،‬فإذا أصيب الشخص بالقلق في شكله الحاد المزمن ‪ ،‬فمن شأنه أن يقلل من‬
‫فاعليته االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬و يجعل منه شخصية مترددة فاقدة الثقة بنفسها و‬
‫بالناس ‪ ،‬شديدة الحساسية االنفعالية ‪ ،‬تتأثر ألتفه األسباب ‪ ،‬تسيطر عليها أفكار و خواطر‬
‫مقبضه ‪ ،‬و تفسر ما يحدث لها من الناس تفسي ار خاطئا ‪ ،‬و ذلك في ضوء اإلطار النفسي‬
‫القاتم الذي يسيطر عليها ‪.‬و من طبيعة أي شخص هذا حاله أن تسوء عشرته ‪ ،‬و يصعب‬
‫عليه‪(.‬كريمة الساسي‪ ،6101 ،‬ص‪)013-010.‬‬ ‫ال من الذين يعطفون‬
‫التعامل معه ‪ ،‬و يقل أصدقاؤه إ ّ‬

‫النظريات النفسية المفسرة للقلق‪:‬‬ ‫‪.9‬‬

‫يختلف العلماء في علم النفس حول تفسير القلق ‪،‬ومنشأه وذلك راجع الختالف توجهاتهم‬
‫النظرية وتعدد المدارس النفسية ‪،‬والتي برز فيها الكثير من العلماء المفسرين للقلق التي‬
‫نذكرها ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ -‬تفسير القلق في نظرية التحليل النفسي ‪ :‬مدرسة التحليل النفسي من اول وابرز النظريات‬
‫التي اهتمت بالقلق من الناحية النفسية‪ ،‬حيث اصبح القلق مقترنا بالعالم التحليلي فرويد‬
‫وكتاباته التي ابرز فيها الدور المهم للقلق في التاثير عن حياة االفراد‪.‬‬

‫لقد ربط فرويد بين االشباعات الجنسية والكمونات الداخلية الغير مشبعة وسبب ظهور القلق‪،‬‬
‫حيث أن هذه الغرائز الليبدية المحرومة من االشباع تتحول الى قلق‪،‬والذي يكون بطريقة‬
‫فزيولوجية ‪،‬حيث أكد على ان القلق هو أساس االضطرابات العصابية ‪،‬وذكر أيضا ان القلق‬
‫ظهر كرد فعل أو ميكانيزم دفاعي لرد الخطر ‪ ،‬ويعود هذا القلق كلما عاد هذا الخطر في‬
‫الظهور‪.‬‬

‫أرجع أصل القلق إلى المراحل األولى من حياة الطفل والفترة التي تعرض فيها على صدمة‬
‫الميالد ‪،‬وذلك بانفصاله عن امه ‪،‬فالطفل هنا ال يمكنه إدراك الخطر الناتج عن اآلالم‬
‫الجسمية والخوف‪ ،‬فينشا هنا القلق‪.‬‬

‫ولقد قسم فرويد القلق اال نوعين هما‪:‬‬

‫‪ ‬القلق الموضوعي ‪ :‬وقد أطلق عليه فرويد ثالث مسميات أخرى وهي ( القلق الواقعي ‪,‬القلق‬
‫الحقيقي‪ ,‬القلق السوي)‬

‫هذا النوع من القلق هو اقرب الى الخوف ‪ ،‬وذلك ان مصدره واضح المعلم لدى الفرد ‪،‬‬
‫ويوضح فرويد في نظريته ان الخوف والقلق ما هما إال ردود افعال في موقف معين ‪،‬‬
‫فالخوف استجابة لخطر خارجي معروف والقلق استجابة لخطر داخلي معروف ‪،‬هذا القلق‬
‫يكون سويا ونتيجة خطر معين مثال القلق من رسوب في االمتحان‪...‬‬

‫‪12‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬القلق العصابي ‪ :‬يعرف فرويد القلق العصابي على انه )) شعور غامض غير سار بالتوقع‬
‫والخوف و التحفز والتوتر مصحوب عادة ببعض االحساسات الجسمية‪،‬وياتي في نوبات‬
‫تتكرر لدى نفس الفرد ))‪.‬‬

‫ويرجع فرويد القلق الى المصادر الغريزية وال يتعلق االمر بالمصادر الخارجية ‪ ،‬وذلك ان‬
‫القلق ينشا من ضغط الغرائز المكبوتة للتعبير عن نفسها وكسر حواجز الكبت ‪ ،‬يرى فروي‬
‫دان القلق العصابي يمكن ان يظهر في صورة قلق عام ال يرتبط بموضوع محدد يشعر فيه‬
‫الفرد بحالة من الخوف العام الغير محدد‪ ،‬كما تظهر المخاوف كمخاوف عصابية حتى وان‬
‫كانت من موضوعات محددة اذ فاقت في شدتها ماهو متوقع او اذا كانت المثيرات التي ال‬
‫تثير القلق اساسا لدى االشخاص العاديين ‪،‬ومن ذلك الخوف مثال عند رؤية الدم او‬
‫(حسين فرج ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪)066 .‬‬ ‫الحشرات‪.‬‬

‫ب‪ -‬القلق في النظرية السلوكية ‪ :‬يركز السلوكيون الراديكاليون إجماال على عملية التعلم‪،‬‬
‫ويؤكدون بأن اإلنسان يتعلم القلق والخوف والسلوك المرضي كما يتعلم السلوك السوي‪،‬‬
‫ويركز األوائل من السلوكيين الراديكاليين من أمثال واطسن على أن عمليات التعلم تتم عن‬
‫طريق اقتران بين المثير الشرطي والمثير الطبيعي وبالتالي يستجيب الفرد لظاهرة الخوف‬
‫أوالقلق ويصبح الخوف من المؤثر الشرطي دافعًا مكتسبًا‪ ،‬وعن طريق مبدأ التعميم في تعلم‬
‫الخوف أو القلق يالحظ أن المثيرات الشبيهة لتلك التي تعلم الكائن الحي أن يخاف أو يقلق‬
‫‪ ،‬وال تختلف نظرية‬ ‫( الخالدي‪)0111،‬‬ ‫منها واألكثر شبهاً بها هي األكثر إثارة للقلق أو الخوف‬

‫سكنر)‪ (Skiner‬كثي ًار عن مسار التفسير اإلشتراطي الكالسيكي‪ ،‬حيث يرى أن السلوك إجما ً‬
‫ال‬
‫بما في ذلك السلوك غير السوي والمرضي كنتيجة لمرور الفرد بخبرات مثيرة للقلق عززت‬
‫بدرجة جعلت منها مثي اًر قوياً ومستم ار لمثل هذه االضطرابات‪ ،‬ومع تطور النظرة إلى مفهوم‬
‫القلق وفقًا للتطور في المدرسة السلوكية‪ ،‬حيث حاول السلوكيون الجدد الخروج من الدائرة‬
‫‪13‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الضيقة لفكر واطسن آخذين في اعتبارهم العمليات العقلية كعوامل وسيطة بين المثير‬
‫واالستجابة‪(.‬كريمة ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪)11.‬‬

‫ث‪ -‬القلق في النظرية السلوكية المعرفية "التعلم االجتماعي"‪:‬‬

‫دمجت النظرية بين المفاهيم واالستيراتيجيات المعرفية والسلوكية ‪،‬حيث ركز بندو ار على دراسة‬
‫التعلم بالمالحظة ‪،‬الذي يعد نمط أساسي للتعلم ‪،‬ولقد ظهر لديهم بوضوح دور التعلم بالمالحظة‬
‫في اكتساب السلوك وتطور المرصى النفسي في البشر‪ ،‬وترتكز على الدور القوي الذي تلعبه‬
‫أفكارنا ومشاعرنا حول ذاتنا في االختبارات التي تقوم بها ‪ ،‬ولقد بحث بندو ار ثالث اثار للتعلم‬
‫بالمالحظة هي ‪:‬‬

‫‪-‬تعلم استجابة جديدة‪.‬‬

‫‪ -‬كف سلوكيات ممنوعة سبق العقاب عليها‪.‬‬

‫‪ -‬تسهيل ظهور استجابات تقع في حصيلة المالحظ‪.‬‬

‫كما أشار بندو ار الى أن سلوكنا السوي أو المظطرب يتم في ظل ماسماه بالحتمية التبادلية‪.‬‬
‫(حسين فرج ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪)031.‬‬

‫ج‪ -‬القلق في النظرية الوجودية‪:‬‬

‫ليست نظرة الوجود يبين للقلق نظرة مبنية على بحوث ودراسات بل هي أشبه بنظرة فلسفية‬
‫للحياة‪،‬كما استمر هذا االهتمام لدى العلماء النفس الوجودي من أمثال رولو و ماي يعتقد أن‬
‫هذا االضطراب وسيلة غير سوية يسعى الفرد من خاللها الحفاظ على احساسه بوجوده في‬
‫(سعد بن براهيم‪ ،0661 ،‬ص‪)50 .‬‬ ‫ظروف يكون إحساس بالوجود فيها بالشكل سوي معافى‪.‬‬
‫وبوضوح أكثر فان الوجوديين يرون أن القلق خاصية أساسية في االنسان ‪،‬وهو استجابة‬
‫للتهديد الذي يتعرض له وجود االنسان وقد يرونها أن درجة القلق يمكن أن تتدرج من‬

‫‪14‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫(حسين فرج‪ ،‬مرجع‬ ‫الدرجات المقبولة الى الشديدة المعوقة للنمو ‪،‬وقد يدفع لكبتها أو تجاهلها‪.‬‬
‫سابق‪ ،‬ص‪)036.‬‬

‫ح‪ -‬القلق في النظرية االنسانية‪:‬‬

‫يرى االنسانيون أن القلق هو الخوف من المستقبل‪,‬بحيث تمثل هذه األحداث تهديدا بوجود‬
‫االنسان ‪ ،‬لهذا فان القلق من منظور أصحاب التيار االنساني يرتبط بحاظر الفرد ومستقبله‬
‫وليس بأحداث ماصية في حياته‪.‬‬

‫كما يرى روجرز أن اإلنسان يشعر بالقلق حين يجد التعارض بين إمكانيته وطموحاته‬
‫وباختصار فان القابلية للقلق تحدث عندما يكون هناك تعارض بين ما يعيشه الكائن‬
‫(حسين فرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪)010.‬‬ ‫العضوي وبين مفهوم الذات‪.‬‬

‫يرون أن عدم إشباع الفرد لحاجاته األساسية كما وضعها ماسلو عامل من عوامل ظهور‬
‫القلق‪(.‬سارة بكارة‪ ،6103 ،‬ص‪)21.‬‬

‫خ‪ -‬القلق في النظرية المعرفية‪:‬‬

‫ركز بيك أعماله على االكتئاب إال أنه طبق مفاهيمه المعرفية عن األفكار التلقائية‬
‫‪،‬التحريفات المعرفية واالضطرابات االنفعالية األخرى كالقلق يكون ناتجة أساسا عن‬
‫اضطراب في تفكير الفرد ‪،‬فالقلق لديه يتوقف أساسا على كيفية إدراكه لتلك المخاطر وتقديره‬
‫لها ‪ .‬يعمل ميكانيزم األفكار التلقائية السلبية المتسم بالتوقع الدائم للمخاطر على تشويه‬
‫القلق‪(.‬وفاء محمد ‪ ،6116،‬ص‪)60-61.‬‬ ‫معارف مريض‬

‫المستقبل‪(.‬حسين فرج ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪)016.‬‬ ‫وتعتبر عملية القلق ليست اال عملية توقع وخوف من‬

‫‪15‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عالج القلق‪:‬‬ ‫‪.11‬‬

‫ان بداية العالج من القلق وكما قال "حسن"تكمن في معرفة اسباب القلق ‪،‬وتعامل على ذلك‬
‫األساس‪،‬كما أن الرجوع هلل وإتباعه شرعه من أهم المصادر العالجية ‪،‬وذلك مع إتباع األسباب‬
‫الدنيوية‪.‬‬

‫كما هناك من ينظر الى ان عالج القلق يتكون من عدة تداخالت والتي يذكر منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬العالج الدوائي‪:‬‬


‫‪ -‬الديازييام (الفاليوم)‪.‬‬
‫‪ -‬التوفرانيل(مضاد االكتئاب)‪.‬‬
‫‪ -‬االلبرازوالم (زاناكس)‪.‬‬
‫‪ -‬البارنات (احد مثبطات خميرة امين االوكسيداز االحادية)‪.‬‬
‫‪ -‬بيوسبار‪.‬‬
‫‪ -‬االيندرال (منظم ضربات القلب)‬
‫‪ -‬الكلونازايام‪.‬‬
‫‪ -‬الكلومييرامين‪.‬‬
‫(البروزاك)‪ (.‬حسن غانم ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪)11-11.‬‬ ‫الفلوكزتين‬ ‫‪-‬‬

‫ب‪ -‬العالج التحليلي النفسي ‪ :‬يساعد على تقوية أنا المريض باعتباره الجزء المسيطر على‬
‫حفزات الهو و المنسق بين متطلبات الهو و ضوابط األنا األعلى كما يساعد المريض على‬
‫االستبصار بصراعاته الالشعورية مع محاولة التكيف و تعديل األهداف و تنمية‬
‫القدرات ‪ ،‬و في بعض الحاالت يستحسن عدم محاولة الكشف عن الصراعات الخطيرة ‪،‬‬
‫(حسين فايد‪، 2001 ،‬ص‪) 58.‬‬ ‫فقد يؤدي ذلك إلى حالة شديدة من القلق نقال عن‬
‫ت‪ -‬العالج السلوكي ‪:‬يقوم على التقليل من حساسية المريض بالموضوع أو الموقف أو‬

‫‪16‬‬
‫القلق‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التقليل من عملية االشتراط و ذلك عن طريق التعرض للموقف المخيف بالتدرج محاوال‬
‫احالل استجابة االرتياح مقابل استجابة الذعر كما يدرب المريض على تمرينات االسترخاء‬
‫العضلي أو تمرينات تنفسية ‪،‬أو باستعمال عقاقير خاصة باالسترخاء تعطي منبهات خفيفة ويزيد‬
‫المنبه تدريجيا حتى يستطيع المريض مواجهة موقف الخوف‪ ،‬وهو في حالة استرخاء دون ظهور‬
‫عالمات القلق ومنه يؤدي إلى انطفاء الترابط الشرطي المرضي‪ ،‬ويتكون ترابطا شرطيا سويا‪،‬‬
‫والتدريب يكون في العيادة ثم يمارسه المريض باستمرار في منزله ويمكن للمعالج أن يعطي‬
‫بها‪ (.‬محروس الشناوي ومحمد عبد‬ ‫للمريض شريطا يحثه على القيام به وعلى الخطوات الواجب القيام‬
‫الرحمان‪، 1998 ،‬ص‪) 297.‬‬

‫ث‪ -‬العالج الجشطالتي ‪:‬هو نظام إدراكي قائم على عدم التفسير وبعيدا عن الجانب التاريخي‬
‫للفرد ومحور اهتمامه هو الوعي المباشر الحالي الشخص الذاتية‪ .‬وتستعمل فيه عدة تقنيات‬
‫لعالج االضطرابات النفسية أهمها ‪:‬‬
‫تقنية المقعد الخالي‪ :‬يجلس المريض ويضع مقعد أمامه ويتخيل أن شخصا جالسا عليه ‪ ،‬ويدخل‬
‫في حوار معه و يعتمد كذلك على تقنية االسترخاء والتنفس العميق إلعادة االنتعاش الحيوي‬
‫(حسين فايد‪ ،‬مرجع‬ ‫للفرد‪ ،‬والعالج الجشطالتي ال يسمح فيه بالتفسيرات العقلية لألسباب أو األعراض‬
‫سابق ‪،‬ص‪). 59‬‬

‫ج‪ -‬العالج العقالني االنفعالي ‪:‬وهو مناقشة األفكار غير المنطقية لدى المريض وتفسير هذه‬
‫(المرجع السابق‪،‬ص‪) 59.‬‬ ‫األفكار بأخرى منطقية مما يؤدي إلى تصحيح السلوكيات الخاطئة‬

‫الخالصة ‪:‬‬
‫بلورتا في هذا الفصل كل ما يخص ماهية و تعريف اضطراب القلق واألعراض سواء كانت‬
‫جسمية أو نفسية و ألقينا الضوء على بعض التصنيفات لنصل إلى تشخيص االضطراب‬
‫حسب الدليل ‪ ,DSM5‬و من أهم ما ذكرنا كان االسباب التي تؤدي إليه و مستوياته مع‬
‫نظرياته المفسرة والتي تناولناها لتدعم بحثنا هذا ‪ ,‬و أخي ار كان العالج منه الدوائي و التحليلي‬
‫و العالج السلوكي و غيره ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬هوس نتف الشعر‬

‫‪ ‬مفهوم الهوس‬
‫‪ ‬مفهوم هوس نتف الشعر‬
‫‪ ‬تعريف هوس نتف الشعر‬
‫‪ ‬اشكال هوس نتف الشعر‬
‫‪ ‬اعراض نتف الشعر‬
‫‪ ‬مضاعفات نتف الشعر‬
‫‪ ‬المعايير التشخيصية لهوس نتف الشعر حسب الدليل التشخيصي االمريكي‬
‫الخامس‪dsm-5‬‬
‫‪ ‬اسباب هوس نتف الشعر‬
‫‪ ‬النظريات المفسرة لهوس نتف الشعر‬
‫‪ ‬عالج هوس نتف الشعر‬
‫هوس نتف الشعر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‬

‫عرف هذا المرض في ‪ 7881‬عن طريق طبيب الجلدية الفرنسي هنري هالوب ‪،‬في‬
‫البداية كان المنظور لهذا المرض على أنه عادة سيئة ‪ ،‬في نهاية القرن ‪ 02‬ترسخ‬
‫المفهوم بأنه ليس مجرد عادة سيئة بل هو اضطراب نفسي ‪ ،‬قد يبدأ في مرحلة الطفولة‬
‫المبكرة و تكون الحالة محدودة وعالج غير ضروري و تنخفض عبر األعوام ‪ ،‬أما عند‬
‫البالغين قد يكون هوس نتف الشعر أمر قهري ثانوي كامن يقف خلف العديد من‬
‫(ماريا ميشيل‪.،‬مجلة‬ ‫األسباب و الضغوط وقد تكون العوارض في هذه الحالة طويلة األجل‪.‬‬
‫األهرام)‬

‫ويكون هذا االضطراب في شكل حلقي حيث انه يتزايد القلق والضغوط النفسية لدى‬
‫الفتيات فتقوم بنتف شعرها كوسيلة لتخفيض الضغط والوصول للراحة‪،‬ثم عند مشاهدتها‬
‫لشعرها والفراغات في رأسها يزداد معدل القلق لديها أكثر فتقوم بصفة قهرية بنتفه مرة‬
‫أخرى باحثة عن الراحة وهكذا دواليك وفي فصلنا هذا أردنا اإللمام بالتفاصيل النظرية‬
‫الخاصة بمتغيرنا هوس نتف الشعر‬

‫‪1‬‬
‫هوس نتف الشعر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .1‬مفهوم الهوس ‪: Mania‬‬


‫‪ ‬يتسم األفراد المصابون به بحساسية عالية و كثرة الكالم و النشاط الذي ال ينتهي‪،‬‬
‫فيجدون المتعة الكبيرة في األفعال ما كانت تثيرهم سابقا ‪،‬فغالبا ما يقومون بأشياء‬
‫‪(.‬صالح حسين قاسم‪،‬ص‪)781.‬‬ ‫طائشة أو متهورة‬
‫‪ ‬يرتفع فيه المزاج بدرجة متناسبة مع ظروف المريض على هيئة ابتهاج و حيوية كبيرين‪،‬‬
‫يتراوح االبتهاج مابين التفاؤل المفرط إلى النشوة و تضخيم الذات و قد يصل إلى‬
‫‪(.‬جامسون كاي ردفيلد ‪،‬ترجمة محمد العيسى‪،‬ص‪)71.‬‬ ‫االهتياج غير القابل للسيطرة عليه‬
‫الشعر‪: Trichotillamaia‬‬ ‫‪ .2‬مفهوم هوس نتف‬
‫‪ ‬اضطراب نفسي مزمن يعرف أيضا "اضطراب شد خصلة الشعر" و هو رغبة قهرية‬
‫متكررة لشد الشعر من فروة الرأس و الحواجب و الرموش ‪ ، ...‬و غالبا ما يسبب‬
‫ظهور بقع في فروة الرأس و ينعكس األمر على الحياة االجتماعية و العملية و الدراسية‬
‫(مجلة الخليج‪،‬ملحق الصحة والوجه)‬ ‫للشخص باذال جهدا في إخفاءها ‪.‬‬
‫‪ ‬يعد هوس إزالة الشعر باليد من إحدى االضطرابات النفسية التي يعاني منها الكثير ‪ ،‬و‬
‫فيه يفقد المصاب السيطرة على نفسه عند اقتالع أو نزع الشعر من مختلف مناطق‬
‫(ماريا ميشيل‪.‬مجلة األهرام)‬ ‫جسمه مما يؤدي إلى ترك بقع فارغة من الشعر في الرأس ‪.‬‬
‫‪ .3‬تعريف هوس نتف الشعر‪: Trichotillamaia‬‬
‫هو جملة من األعراض تتمركز حول نتف الشعر من الجسم بطريقة قهرية ‪،‬بحيث ال‬
‫يستطيع الشخص أن يقاوم الدفعات التي تجعله ينزع الشعر من فروة الرأس أو‬
‫الحواجب أو الرموش أو من أي منطقة من مناطق الجسم ‪ ،‬و أن الشخص ال يهدأ‬
‫إال بعد أن يقوم بهذا السلوك و ما إن يشعر بالهدوء حتى يعاود نزع الشعر مرة أخرى‬
‫‪(.‬حسن غانم مرجع سابق ص‪)071‬‬

‫‪2‬‬
‫هوس نتف الشعر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .4‬أشكال هوس نتف الشعر ‪:‬‬


‫أ‪ .‬االندفاعي ‪Impuisive :‬‬

‫أي أن المريض يفعله استجابة لرغبة ملحة في النتف الذي يكون مصحوب بما يشبه‬
‫(مشعل‬ ‫الشعور باللذة و عادة ما يتلوه الشعور بالندم بسبب االستجابة لتلك الرغبة ‪.‬‬
‫الحصيني ‪,‬أكاديمية علم النفس )‬

‫ب‪ .‬القهري ‪Compuisive :‬‬


‫يكون قهري عندما يضطر المريض لفعل النتف استجابة لشعور متعاظم بالضيق‬
‫يتخلص منه المريض بالنتف "هنا يتماثل الفعل القهري في اضطراب الوسواس القهري "‬
‫‪( .‬مشعل الحصيني‪ ,‬أكاديمية علم‬ ‫فال يكون مصحوب بلذة معينة إنما فقط للتخلص من الضيق‬
‫النفس )‬

‫ج‪ .‬التلقائي ‪Automatic :‬‬


‫يكاد يكون عند بعض األشخاص فال نسمع منهم أكثر من أنهم يفعلون ذلك دون انتباه‬
‫كامل أثناء انشغالهم بالتركيز في عمل أو نشاط فال هم يستمتعون بعملية النتف وال هم‬
‫(محمد سعد عبد‬ ‫يشعرون بالضيق ‪ ،‬بل نجد من يكاد ال يدري بفعل النتف أثناء فعله ‪.‬‬
‫اللطيف ‪,‬أخبار السعيدة)‬

‫‪ .5‬أعراض هوس نتف الشعر ‪:‬‬


‫‪ -‬شعور متزايد بالتوتر قبل النتف أو عند محاولة مقاومة النتف ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحساس بالسعادة و الراحة بعد النتف ‪.‬‬
‫‪ -‬تفضيل نوع معين من الشعر أو الطقوس تقترن بالنتف ‪.‬‬
‫‪ -‬عض الشعر المنتوف أو مضغه أو اللعب به ‪.‬‬
‫‪(.‬عهد العتيبي ‪ ,‬مجلة سيدتي )‬ ‫نتف الشعر من الحيوانات األليفة أو الدمى ‪ ,‬األلبسة ‪,‬األغطية‬ ‫‪-‬‬

‫‪3‬‬
‫هوس نتف الشعر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .6‬مضاعفات نتف الشعر ‪:‬‬


‫‪ -‬انخفاض مستوى الثقة بالنفس ‪.‬‬
‫‪ -‬الشعور الدائم بالقلق و االكتئاب ‪.‬‬
‫‪ -‬االنطواء و الخجل من الناس بسبب الفراغات الموجودة بسبب نتف الشعر ‪.‬‬
‫‪ -‬كثرة التردد على األطباء و البحث عن عالجات لملئ فراغات الشعر ‪.‬‬
‫‪ -‬احتمال اإلصابة بمرض الثعلبة في فروة الرأس ‪.‬‬

‫(الموسوعة العربية ‪,‬مجلة حياتك)‬ ‫‪ -‬الشعور بالذنب و تأنيب الضمير المستمر ‪.‬‬

‫‪ .7‬المعايير التشخيصية لهوس نتف الشعر حسب الدليل االمريكي‬


‫الخامس‪dsm5‬‬

‫سرد ‪ TT‬تحت الوسواس القهري واالضطرابات ذات الصلة‪ .‬تتضمن معايير التشخيص‬
‫ما يلي ‪:7‬‬ ‫الخاصة بـ ‪TT‬‬

‫‪. 7‬سحب متكرر من شعر الشخص ‪ ،‬مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل ملحوظ ‪.‬‬

‫‪.0‬محاوالت متكررة لتقليل أو وقف سحب الشعر ‪.‬‬

‫كبير سريرًيا في مجاالت العمل االجتماعية أو المهنية‬


‫ضعفا ًا‬
‫ً‬ ‫‪.3‬تسبب االضطرابات اضطرًابا أو‬
‫أو غيرها من مجاالت العمل المهمة ‪.‬‬

‫‪.4‬ال ُيعزى سحب الشعر أو تساقط الشعر إلى حالة طبية أخرى‪.‬‬

‫( ‪Aisleen A et al0271‬‬ ‫‪ .1‬ال يمكن تفسير الشد بشكل أفضل من أعراض اضطراب نفسي آخر‪.‬‬

‫‪ .8‬أسباب هوس نتف الشعر ‪:‬‬


‫أ‪ .‬نوع من اإلدمان ‪:‬‬
‫بمعنى أن الموضوع ليس له نهاية بعد النتف قد يعود مرة أخرى للنتف رغم اإلحساس‬
‫بالذنب من النتيجة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫هوس نتف الشعر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ب‪ .‬مشاكل نفسية ‪:‬‬


‫التوتر و االكتئاب النفسي يدفعان بالشخص للنتف كنوع من تفريغ الطاقة و المشاعر‬
‫‪ (.‬مجلة الخليج‪,‬ملحق الصحة و الطب )‬ ‫السالبة‬
‫ج‪ .‬التاريخ العائلي للمريض ‪:‬‬
‫من الممكن أن تلعب الجينات دو ار في تطور اضطراب نتف الشعر أو ربما يحدث لدى‬
‫‪(.‬بن حسين الخضير إبراهيم ‪,‬مجلة الجلدية ‪ ,‬العدد‬ ‫أولئك الذين يعاني أحد أفراد عائلتهم من ذلك‬
‫الثامن)‬

‫د‪ .‬اإللهاء النفسي ‪:‬‬


‫البعض يلجأ لهذا النوع من األذى الجسدي أو نتف الشعر كنوع من اإللهاء عن الشعور‬
‫‪(.‬ماريا ميشيل ‪,‬مجلة األهرام)‬ ‫بالمشاكل و اآلالم األخرى‬
‫ه‪.‬خلل وضيفي في الدماغ ‪:‬‬
‫بعض الدراسات و الفحوص أثبتت أن الدين يعانون من ظاهرة نتف الشعر أن لديهم‬
‫اضطراب واضح في مستويات النواقل العصبية خاصة "السيروتونين"‪.‬‬
‫و‪ .‬التغيير في مستويات الهرمونات ‪:‬‬
‫بمعنى أنه يمكن أن يكون تف الشعر عاديا في مرحلة عمرية معينة بسبب هرمونات‬
‫‪( .‬بن حسين الخضير إبراهيم مرجع سابق)‬ ‫المراهقة‬

‫وهناك من يذكر المسببات في شكل آخر كما في احد المقاالت األجنبية والتي تقول أن هوس‬
‫الشعر هو جزء من الوسواس القهري ويعتقد أنه يرتبط إلى حد كبير باضطرابات‬ ‫نتف‬
‫دراسات التوأم التي أظهرت الشذوذ الجيني المرتبطة ‪trichotillomania‬‬ ‫القلق‪ .‬كانت هناك‬
‫وغيرها من اضطرابات الوسواس القهري ‪ .‬أظهرت بعض الدراسات التصويرية سماكة التلفيف‬
‫الجبهي السفلي األيمن ‪ ،‬وأظهرت دراسات أخرى انخفاض حجم المخيخ ‪.‬‬

‫وقد لوحظت التشوهات الهيكلية في البحوث السابقة ‪ ،‬ولكن معظمها كانت أعداد المشاركين‬
‫منخفضة ‪ ،‬وعموما ‪ ،‬كان هناك القليل من األبحاث القوية في هذا الصدد‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫هوس نتف الشعر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كان التركيز األكثر حداثة على مساحات المادة باللونين الرمادي واألبيض‪ .‬وجدت إحدى الدراسات‬
‫انخفاض سالمة المادة البيضاء داخل الحزامية األمامية ‪ ،‬ومنطقة المحرك قبل التكميلية ‪ ،‬والقشرة‬
‫الزمنية اليمنى واليسرى لدى األشخاص الذين يعانون من تشخيص ‪. TTM‬‬

‫أظهرت الدراسات زيادة كبيرة في االنتشار في مسالك المسار المهادي األمامي األمامي مع‬
‫حاالت أكثر حدة وأطول من ‪ . TTM‬مثل هذه الدراسات تظهر تشوهات هيكلية قد تكون موجودة‬
‫في تلك مع ‪ .TTM‬أظهرت التصوير المقطعي باإلصدار البوزيتروني (‪ )PET‬ودراسات التصوير‬
‫المقطعي باالنبعاثات الفوتون المنفردة (‪ )SPECT‬ارتفاع معدالت األيض في مستوى الجلوكوز‬
‫في المخيخ والقشرة الجدارية اليمنى ‪ .‬أظهرت دراسات ‪ SPECT‬انخفاض نضح الفص‬
‫الصدغي ‪.‬أظهرت الدراسات التي تركز على الكيمياء العصبية وجود عالقة مع مستقبالت‬
‫السيروتونين ‪.A2‬‬

‫تعتمد معظم الدراسات التي تركز على الناقالت العصبية أو الكيمياء العصبية على استجابة‬
‫المريض للعالج الذي يعدل هذه الناقالت العصبية‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬تبحث دراسات متعددة‬
‫معشاة ذات شواهد في العالج باستخدام مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين االنتقائية‬
‫غامضا ‪ .‬أظهر أحد التحليل التلوي الذي‬ ‫ً‬ ‫(‪ .)SSRIs‬حقق البعض نتائج إيجابية ‪ ،‬وبعضها كان‬
‫نظر في ‪ SSRIs‬تأثيرات معتدلة على أعراض المريض ‪ ،‬مقارن ًة باآلثار الكبيرة للعالج‬
‫السلوكي ‪ .‬تشير دراسات أخرى إلى أن نظام الدوبامين متورط ً‬
‫أيضا‪ .‬كانت هناك تجارب مزدوجة‬
‫التعمية ‪ ،‬التي تسيطر عليها وهمي والتي أظهرت آثار إيجابية مع ‪ ، olanzapine‬وقد ظهر‬
‫أيضا‬
‫عكس ‪ TTM‬مع العالج أريبيبرازول ‪ .‬كانت هناك دراسات أظهرت أن عقار كلوميبرامين ً‬
‫فعاال ‪ .‬بشكل عام ‪ ،‬تشير هذه الدراسات إلى تورط نظام أحادي األمين مع‬ ‫يمكن أن يكون ً‬
‫غالبا ما ال تكون البيانات في هذه الدراسات قوية‬
‫مستقبالت السيروتونين والنورادفينرين والدوبامين‪ً .‬‬
‫وتحتاج إلى تكرارها‪.‬‬

‫العوامل األخرى في المسببات هي علم النفس العصبي والمكونات المعرفية‪ .‬يفيد العديد من مرضى‬
‫الترايكلومانيا أن هناك وضعا مرهقا وقع قبل سلوك شد الشعر‪ .‬يصف آخرون الملل قبل شد‬
‫الشعر ‪ .‬هذه المشاعر من الملل أو اإلجهاد هي آثار سلبية ‪ ،‬أو مشاعر داخلية أو عواطف ‪،‬‬
‫والتي أثبتت في البحوث أنها ترتبط بزيادة سلوك شد الشعر‪ .‬إذا فحصنا الفعل من الناحية السلوكية‬
‫‪6‬‬
‫هوس نتف الشعر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ،‬فهناك شعور بالتوتر يسبق سلوك شد الشعر ‪ .‬ثم يتم تخفيف هذا التوتر عن طريق سحب‬
‫الشعر نفسه‪ .‬هذا يخلق حلقة من النشاط السلوكي المستفادة والمعززة‪ .‬التأثير السلبي ‪ ،‬أو العاطفة‬
‫‪ ،‬يقترن بالسلوك الذي يخفف التأثير السلبي وبالتالي يتم تقويته وتك ارره ‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يشعر‬
‫المريض باإلجهاد ‪ ،‬ويسحب الشعر ‪ ،‬ويزول اإلجهاد ‪ ،‬وبالتالي فإن تخفيف اإلجهاد يعزز سلوك‬
‫شد الشعر‪ .‬أبلغ بعض المرضى عن وجود عالقة بين أعراض االكتئاب التي من المحتمل أن تؤدي‬
‫نظر ألن األعراض النفسية والنفسية متنوعة ‪ ،‬فال يمكن‬
‫إلى بعض استجابة ‪ TTM‬لعالج ‪ً .SSRI‬ا‬
‫تسمية متنبئ واحد في هذا الوقت‪ .‬حاليا ‪ ،‬من المقبول أن العالج السلوكي هو الدعامة األساسية‬
‫(‪Aubre 0202‬‬ ‫للعالج وأن علم النفس العصبي من ‪ TTM‬هو أكبر من المكونات المسببة لألمراض‪.‬‬
‫‪) Pereyra ; Abdolreza Saadabadi‬‬

‫‪ .9‬النظريات المفسرة لهوس نتف الشعر ‪:‬‬


‫في وصيته صل هللا عليه و سلم لعلي بن أبي طالب –كرم هللا وجهه‪" -‬يا علي ثالث‬
‫من الوساوس ‪:‬أكل الطين و تقليم األظافر باألسنان و أكل اللحية "‪ .‬و بموجب أن‬
‫اضطراب نتف الشعر يندرج تحت الوسواس القهري ‪ ،‬سنتطرق لذكر النظريات التي‬
‫تفسر الوسواس القهري ‪.‬‬
‫‪ ‬نظرية التحليل النفسي ‪:‬‬
‫يتضمن السلوك القهري لدى فرويد اإلتقان المتكرر بشكل نمطي طقوس بطائفة من‬
‫السلوك اليومي كالذهاب للسرير ‪،‬غسل األيدي ‪ ،...‬في ضوء نظرية التحليل النفسي‬
‫فإن هناك ميكانيزمات ترتبط باضطراب الوسواس القهري التي تمثلت في العزل‪ ،‬اإلبطال‬
‫‪،‬التكوين العكسي ‪. ...‬‬
‫يتضح أن الوسواس و السلوك القهري لدى النظرية التحليلية ما هما إال أعراض‬
‫‪(.‬جودة ‪، 0221،‬ص‪)10.‬‬ ‫لصراعات نفسية داخلية المنشأ‬
‫‪ ‬النظرية السلوكية ‪:‬‬
‫يفسر السلوكيين اضطراب الوسواس القهري في ضوء نظرية تعلم المبادئ التي تفسر‬
‫السلوك السوي هي نفسها التي تفسر السلوك غير السوي ‪ ،‬وبالتالي فإن األفكار‬
‫الوسواسية تكون لها القدرة على إثارة القلق ‪ ،‬أي نمط جديد من السلوك قد تم تعلمه و‬

‫‪7‬‬
‫هوس نتف الشعر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫األعمال القهرية تحدث عندما يكتشف الشخص أن عمال معينا مرتبطا باألفكار‬
‫الوسواسية قد يخفف من القلق و تدريجيا و بسبب الفائدة من تخفيف القلق فإن هذا‬
‫العمل يصبح ثابتا من خالل النموذج المتعلم للسلوك ‪.‬‬
‫تنظر المدرسة السلوكية إلى الوساوس على أنها تمثل منبها شرطيا للقلق أصبح مرتبطا‬
‫بالخوف أو القلق خالل عملية االشراط بعدما كان في السابق منبها محايدا‪.‬‬
‫(جودة‪,0221،‬ص‪)10.‬‬

‫‪ ‬النظرية المعرفية ‪:‬‬


‫يشخص االضطراب في ضوء النظرية المعرفية على أية أفكار مشوشة و مزعجة و‬
‫مضخمة و تحدث مصادفة و تكون محرضة لتصبح طبيعية و حقيقة ‪ ،‬أما السلوك‬
‫القهري فهو سلوك علني ممثل في التكرار و اإلعادة و يأخذ شكال من السلوك المعرفي‬
‫وهذا التتابع من األفكار و السلوك يقود إلى آالم‪ ،‬بؤس‪ ،‬اضطراب و يؤدي إلى السلوك‬
‫(أمل عبد القادر‪ ،‬مجلة جمعية الهالل األحمر‬ ‫المزعج و إضافة إلى األفكار االنهزامية ‪.‬‬
‫الفلسطيني‪،‬العدد‪.)361.‬‬

‫‪ ‬النظرية االجتماعية ‪:‬‬


‫من وجهة نظرهم فإن معظم سمات الشخص الوسواسي عبارة عن استجابة متعلمة و‬
‫‪(.‬عبد الرحمن‬ ‫مكتسبة و باقية ألنها تقلل أو تخفض من القلق أو أي انفعال سلبي آخر‬
‫العويسي‪,0224،‬ص‪)743.‬‬

‫‪.11‬العالج‬

‫وغالبا ما يشتمل على تخصصات‬


‫ً‬ ‫‪ Trichotillomania -‬هو اضطراب متعدد األوجه‬
‫وتخصصات متعددة باإلضافة إلى طرق عالج متعددة‪ .‬يمكن رؤية المريض من قبل طبيب‬
‫رعاية أولية وطبيب أمراض جلدية وطبيب نفسي وطبيب نفساني مرخص‪ .‬من المرجح أن‬
‫يشمل العالج تقنيات العالج ‪ ،‬وقد يكون هناك استخدام لألدوية‪ .‬تشمل تقنيات العالج التي‬
‫حاليا لعالج مرض الترايكلومومانيا العالج السلوكي المعرفي والتدريب على‬
‫تمت دراستها ً‬
‫عكس العادة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫هوس نتف الشعر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬ي ستند التدريب على عكس العادة في أساليب العالج المعرفي السلوكي إلى تحديد التشوهات‬
‫المعرفية وأزواج التفكير والعمل على تغييرها‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬يالحظ المريض أن لديهم‬
‫أنشطة جماعية ضاغطة في العمل وبعد ذلك ‪ ،‬يالحظون أن سحب الشعر يخفف من هذا‬
‫التوتر‪ .‬يتم إقران التشوه ‪ /‬التفكير المعرفي لجميع التفاعالت االجتماعية التي تسبب التوتر‬
‫مع سحب الشعر كوسيلة للتخفيف من التوتر ‪ ،‬وبالتالي يتم تعزيز هذا السلوك بشكل سلبي‬
‫من خالل تخفيف الضغط ‪ ،‬وتعزيز االتصال‪ .‬العالج بعادة العادة هو عالج منخفض‬
‫الخطورة لترينيداد وتوباغو ‪ ،‬وقد ثبت أنه فعال ‪.‬‬

‫‪ -‬يتألف عالج العادة العكسي من ثالثة مكونات‪ :‬الوعي ‪ ،‬والتنافس على االستجابة ‪ ،‬والدعم‬
‫االجتماعي ‪ .‬يتم تدريب الشخص على أن يكون ً‬
‫مدركا لشد الشعر والحاالت أو العواطف‬
‫التي تسبب شد الشعر‪ .‬يتم تدريبهم على مالحظة عندما يكونون في الفعل وعندما يكونون‬
‫على وشك القيام بالسلوك‪ .‬تم اإلشادة بهم لوعيهم الصحيح وتذكيرهم إذا كان غير‬
‫صحيح‪ .‬بمجرد ترسيخ ذلك ‪ ،‬يتم تعليمهم استجابة متنافسة وهي بعض اإلجراءات التي‬
‫تحدث بدالً من إزالة الشعر‪ .‬يجب عليهم إكمال هذه المهمة عندما يقومون بسحب الشعر‬
‫أو إذا كانت لديهم الرغبة في السحب‪ .‬يعد الدعم االجتماعي الذي يقدمه األشخاص حول‬
‫الفرد الذين يشيدون باالستخدام المناسب للتدريب على عكس العادة أو يذكرون المريض‬
‫أساسيا في العادة على التدريب على‬
‫ً‬ ‫باستخدام التدريب عندما ال يقومون بذلك ًا‬
‫أمر‬
‫االنعكاس‬

‫‪ -‬البحوث الحالية تشير إلى آثار إيجابية متواضعة مع مثبطات السيروتونين االنتقائية‪ .‬اآلثار‬
‫أقوى في تركيبة مع العالج‪ .‬كانت هناك مراجعات تحليل تلوي لبحوث أكثر حداثة أظهرت‬
‫وضوحا مع‬
‫ً‬ ‫معتدال ألدوية ‪ ، SSRI‬ولكن تمت مالحظة تأثير أكثر‬
‫ً‬ ‫إيجابيا‬
‫ً‬ ‫تأثير‬
‫ًا‬
‫العالج ‪ .‬هناك المزيد من البيانات األولية الحديثة التي أظهرت بعض التأثير اإليجابي مع‬
‫أوالنزيبين ‪ ،‬أريبيبرازول ‪ ،‬وكيتيابين ‪ .‬الدراسات التي أجريت على مضادات الذهان قليلة‬
‫وتتطلب دراسات مستقبلية لتكرار النتائج‪ .‬تمت دراسة الدراسات السابقة باستخدام‬
‫وغيرها في فئة األدوية المضادة لالكتئاب ثالثية الحلقات لعالج ‪ TTM‬وقد‬ ‫‪Clomipramine‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪Clomipramine‬‬ ‫تم العثور على فعالية مع المزيد من البحوث التي تدعم‬
‫‪9‬‬
‫هوس نتف الشعر‬ ‫الفصل الثالث‬

‫نتائج إيجابية ‪ ،‬و لكن لم‬ ‫‪N-acetylcysteine‬‬ ‫‪ -‬أظهرت دراسات حالة عالجية جديدة باستخدام‬
‫قوية( ‪)Abdolreza Saadabadi‬‬ ‫تكن هناك دراسات‬

‫الخالصة‬

‫لقد تعرفنا في هذا الفصل عن إحدى الجوانب المتستر عليها من قبل الفتيات أال وهي نتف‬
‫الشعر ‪ ،‬و تطرقنا إلى مفهومه ة تعريفه و االشكال التي يتخذها هذا االضطراب ‪ ،‬و ذكرنا‬
‫المضاعفات و االعراض الناجمة عنه ‪ ،‬و أشرنا إلى المعايير التشخيصية حسب ‪DSM5‬‬
‫مع االسباب و النظريات المفسرة له و اخر ما أضفناه كان العالج باستخدام أساليب العالج‬
‫السلوكي‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الجانب التطبيقي‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬منهجية البحث‬

‫‪ ‬التذكير بفرضيات البحث‬


‫‪ ‬حدود الدراسة ( زمانها ومكانها)‬
‫‪ ‬منهج الدراسة‬
‫‪ ‬ادوات البحث‬
‫منهجية البحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تمهيد‬

‫للقيام بأي بحث علمي البد من جمع مجموعة من المعلومات النظرية حول متغيرات البحث‪,‬‬
‫وهو األساس األول لإللمام بموضوع البحث‪ ,‬وفي نفس الوقت القيام بالدراسة االستطالعية و‬
‫هي عملية ال تقل أهمية عن العملية األولى وتعتبر أيضا كحجر أساس لكل دراسة‪ ,‬ألنها‬
‫تستثمر المعلومات النظرية الموجودة في البحث كما تستكمل األهداف المرجوة من البحث وذلك‬
‫بإثبات أو نفي فرضيات الدراسة‪ ,‬حيث يصل الباحث من خاللها إلى حقائق جديدة أو يثبت أو‬
‫ينفي ما تم التوصل إليه سابقا ‪.‬‬
‫وفي هذا الفصل الرابع سنقوم بالتعرف على المنهج المتبع وعينة البحث وكذلك أدوات الدراسة‬
‫والمقاييس المطبقة ‪,‬أما في الفصل الخامس فسنقوم بعرض الحاالت وملخص المقابالت لكل‬
‫حالة وتحليل النتائج ومناقشتها على ضوء فرضيات البحث ‪.‬‬
‫منهجية البحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫التذكير بفرضيات البحث‬

‫الفرضية العامة‪:‬‬

‫‪ -‬توجد عالقة بين القلق وهوس نتف الشعر‪.‬‬

‫الفرضيات الجزئية‪:‬‬

‫‪ -‬يؤثر القلق على نشوء اضطراب هوس نتف الشعر ‪.‬‬


‫‪ -‬للقلق عالقة بزيادة حدة اضطراب هوس نتف الشعر‪.‬‬

‫‪ .1‬حدود الدراسة (زمانيا ومكانيا)‪:‬‬


‫تعتبر تحديد مكان وزمان اجراء الدراسة من الخطوات الرئيسية التي يقوم بها الباحث أثناء‬
‫دراسته لموضوع‬
‫حيث انها بمثابة األساس الجوهري لبناء البحث كله‪ ,‬حيث تمت الدراسة الميدانية بجامعة‬
‫(***) وبالضبط باإلقامة الجامعية وقد تم اختيار هذا المكان بذات لتواجد الحاالت المراد‬
‫دراستها وذلك في الفترة الممتدة من ‪ 9172/77/71‬الى غاية ‪ 9191/10/71‬وذلك‬
‫بتأطير األستاذة المشرفة ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تم االتصال بمجموعة من الفتيات الالتي تعانين من اضطراب هوس نتف الشعر‬
‫حسب المعايير التشخيصية في الدليل التشخيصي االمريكي الخامس لالضطرابات النفسية‬
‫والتي دامت اكثر من ‪ 6‬اشهر على االقل ‪,‬وأخذ المعلومات الشخصية‬
‫ثانيا‪ :‬التقرب من بعض حاالت عينة الدراسة وهن فتاتين تنتفان شعرهن ‪,‬وقمنا بإجراء‬
‫مقابالت معهن ألجل إحاطة أكبر بموضوع الدراسة و أيضا لضبط تساؤالت و فرضيات‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫منهجية البحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ .2‬منهج الدراسة‪:‬‬

‫المنهج ‪ :‬هو الطريق الواضح الذي يمكننا من الوصول إلى المعلومات الموضوعية ‪ ،‬وفي‬
‫الواقع قد يصل الباحث إلى المعلومات من باب الصدفة وبدون منهج ويستلزم هذا بحث‬
‫طويل وسلوك كبير ولذلك يحقق المنهج عدة مزايا وهي اقتصار الطريق الطويل وضمان‬
‫الوصول إلى المعلومات أو إشعار الباحث بأنه على خطأ‪ ,‬بعبارة اخرى هو الدراسة المنطقية‬
‫التي تتبع من اجل الوصول الى الحقائق وهو أساس للبحوث العلمية ‪ ,‬ويختلف باختالف‬
‫الدراسة كما يعتبر أفضل طريقة متبعة للوصول إلى نتائج معينة تخدم البحث والمنهج‬
‫المستخدم في هذه الدراسة هو المنهج العيادي ألنه منهج يتبع كل حالة في صفاتها وسماتها‬
‫معتمدا على الدقة في المالحظة العلمية وقد برز هذا المنهج في بداياته كردة فعل على‬
‫التجارب المخبرية التي افتتحها" فيبروفشنر "وغيرهم ممن يرون‬
‫أن المنهج العيادي مهم في دراسات كثيرة تحاول أن تعالج وتقيمنا الضطرابات من خالل‬
‫جمع البيانات من وحدات الدراسة‪.‬‬
‫المنهج اإلكلينيكي الذي يعتمد على دراسة الحاالت الفردية معتمدا على عدة وسائل أو‬
‫تقنيات فعلم النفس اإلكلينيكي هو في األساس تطبيق للطريقة اإلكلينيكية تشخيصا وتنبؤا‬
‫وعالجا أي أن األخصائي النفسي هو الذي يستخدم األسس والتكتيكات مع غيره من‬
‫األخصائيين في الفريق اإلكلينيكي كل في حدود إعداد هو تدريبه وإمكانياته في إطار‬
‫التفاعل اإليماني بقصد فهم ديناميات شخصية العميل وتشخيص مشكالته والتنبؤ عن‬
‫احتماالت تطور حالته ومدى استجابته لمختلف صنوف العالج ثم العمل على الوصول‬
‫بالعميل إلى أقصى توافقا جتماعي شخصي‪.‬‬
‫منهجية البحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫بصورة عامة فالمنهج العيادي هو دراسة إكلينيكية تستند إلى المقابالت وتستعين باالختبارات‬
‫للوصول إلى غايات يحددها هذا المنهج‪.‬‬
‫إن أصل اللفظ" عيادي"يأتي من التقليد الطبي ليعني" السرير "بمعنى مكان نزول المريض‬
‫في المستشفى إال أن علم النفس العيادي تعدى هذا المفهوم الضيق ليتسع إلى منهج علمي‬
‫يقوم على دراسة كلما يتعلق بالمريض‪.‬‬
‫يقصد بالعبارة "منهج عيادي" جملة التقنيات المستخدمة في إطار مهنة المختصين العياديين‬
‫واألسلوب الموجه نحو الفرد في وحدانيته و فرديته فاألسلوب العيادي يرتكز على المالحظة‬
‫العيادية لجمع المعلومات التي تسمح للمختص تحديد وفهم وضعية المريض ومعاناته‬
‫وأعراضه ومن ذلك اقتراح التشخيص والتقييم ونوع الكفالة العالجية التي تتوافق مع الحالة‪.‬‬
‫للمنهج العيادي مستويان متكامالن يتمثل األول في استخدام وسائل جمع المعلومات من‬
‫روائز و اختبارات نفسية و التي هي أدوات مقننة ‪,‬أما الثاني هو الدراسة المعمقة للحالة دون‬
‫مقارنة و ال تعميم وهي تتميز بالديناميكية و األصل و الشمولية حسب رأي" ديديه أنزيو"‬
‫‪didieranzieu‬‬
‫في هذا اإلطار يكون المبدأ األساسي للمنهج العيادي هو مالحظة و البحث عن المعاني و‬
‫أصل األفعال و األحداث والصراعات و كذا طرق حلها‪.‬‬
‫يلخص هذان المستويان في كون األول يتعلق بجمع المعطيات و الثاني في فهمها وتحليلها‬
‫‪ (.‬محمد يزيد لرينونة‪) ،2015 ،‬‬ ‫و تفسيرها‬

‫‪ .3‬أدوات البحث‪:‬‬
‫كل دراسة او بحث علمي تتبع منهج معين وتعتمد على ادوات معية للحصول على‬
‫المعلومات والبيانات الالزمة والتي تخدم محتوى البحث او الدراسة وقد اعتمدنا في هذه‬
‫الدراسة على مجموعة من االدوات التي تتمثل في ‪:‬‬
‫منهجية البحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أ‪ -‬دراسةحالة‪:‬‬
‫تعتبر دراسة حالة األداة المناسبة للبحث والكشف الدقيق عن المكنون الداخلي والخارجي‬
‫الذي يسمح بفهم الحالة الفردية و تعرف بأنها الدراسة التي تهدف إلى إبراز تاريخ حياة الفرد‬
‫وعالقته بالوضعيات الحرجة التي تتطلب قراءات من مستويات مختلفة عن طريق أدوات‬
‫مكيفة‪ ،‬و أدوات دراسة الحالة هي‪ :‬المقابلة و المالحظة ‪.‬‬
‫‪ -‬المعلومات عن تاریخ االحالة ‪:‬‬
‫و لدراسة موضوع البحث الخاص "القلق وعالقته بهوس نتف الشعر" تم إستخدام طريقة‬
‫دراسة الحالة ألنها تسمح بجمع أكبر قدر من المعلومات حول حياة المفحوصين الخاصة و‬
‫تحليل الوضعيات المعاشة من ضغوط نفسية واجتماعية ومادية وغيرها من خالل إطار‬
‫محدد تصب فيه نتائج المقابلة اإلكلينيكية بهدف البحث وكذلك تقنية المالحظة والمقاييس‬
‫المطبقة من أجل الوصول إلى تحليل قائم على أساس ربط النتائج المحصل عليها ببعضها‬
‫البعض وكذلك فهم الوضعيات المراد دراستها والتي ترتبط بفرضيات البحث و المتمثلة في‬
‫العالقة القلق بهوس نتف الشعر وتأثيره في نشوء هوس نتف الشعر وزيادة حدته‪.‬‬

‫ب‪ -‬المالحظةاإلكلينيكية‪:‬‬
‫تعتبر المالحظة االكلينيكية من أهم و أرجح االدوات المستعملة في جمع البيانات التي تخدم‬
‫االهداف المرجوة في في بحثنا‪ ،‬كما يعتمد نجاح هده االداة على مستوى وقدرة الفاحص في‬
‫التقاط االشارات اللفظية‪ ،‬و السلوكيات الحركية والتي تحتوي على اإليماءات االنفعالية‬
‫واالنطباعات الداخلية ‪ ،‬و استجابات تدل على معلومات تخدم محتوى البحث‪،‬و قد قمنا‬
‫بالمالحظة العيادية المباشرة اثناء المقابلة مع الفتاتين كل على حدا فقد ساعدتنا كثي ار خاصة‬
‫منهجية البحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫عندما يكف المريض او الحالة عن التجاوب اللفظي مع الفاحص فهي تسمح لنا باتخاذ‬
‫منحى اخر للتعامل او فهم هذا النوع من الشخصيات المغلقة ‪ ،‬فموضوع دراستنا المتمثل‬

‫في القلق وعالقته بهوس نتف الشعر يستلزم منا في المقابلة العيادية كفاحصين المالحظة‬
‫الدقيقة والشاملة لكل ما يصدر من الحالة من ايماءات واالستجابات التي هي نتيجة لمثيرات‬
‫معينة‪.‬‬

‫ت‪ -‬المقابلة العيادية ‪:‬‬


‫تم االعتماد في هذه الدراسة الحالية على المقابلة العيادية لحساسية الموضوع فيعتبر سريا‬
‫والتعامل مع الحاالت التي هي فتاتين جامعيتين في السن ‪91‬و‪ 90‬يستلزم منا هذا النوع من‬
‫المقابالت الفردية والتي تكون الناجعة في هذه الدراسة‪.‬‬
‫والمقابلة العيادية هي عالقة لفظية حيث يتقابل شخصان‪ ،‬فينقل الواحد منهما معلومات‬
‫خاصة لآلخر حول موضوع أو موضوعات معينة‪ .‬فهي نقاش موجه و هو إجراء اتصالي‬
‫يستعمل سيرورة اتصالية لفظية للحصول على معلومات على عالقة بأهداف محددة‪.‬و يرى‬
‫كورشين أن المقابلة تعتبر وسيلة مؤثرة و فعالة لتنمية التفاعل بين المعالج النفسي و‬
‫مشكالته‪(.‬زغيدي ادريس ‪،‬‬ ‫المريض من أجل مساعدته غلى التخلص من محنته و تسهيل حل‬
‫(‪ ،)9172- 9170‬ص‪) 16.‬‬

‫و عرف بينجام و مور المقابلة على أنها محادثة و مواجهة لتحقيق هدف محدد بدرجة أكبر‬
‫من كونها كسبا للرضا العام من المحادثة ذاتها‪ .‬و تتم المقابلة بين أطرافها في صورة عملية‬
‫تتميز بالتفاعل بينهم‪ ،‬وقد تستخدم في الحصول على معلومات أو في إعطاء معلومات أو‬
‫في التأثير على سلوك أفراد بشكل‬
‫معين‪ ،‬أو في تحقيق هذه األهداف مجتمعة‪.‬‬
‫منهجية البحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫آالن روس عرف المقابلة العيادية على أنها عالقة دينامية بين طرفين أو أكثر بحيث يكون‬
‫أحدهما األخصائي النفساني و الطرف األخر هو المفحوص طلبا للمساعدة الفنية المتميزة‬
‫باألمانة من جانب‬
‫(محمود عمر(ب ت)‪،‬‬ ‫األخصائي النفساني للمفحوصين في إطار عالقة إنسانية ناجحة بينهم‪.‬‬
‫ص‪) 12.‬‬

‫و للمقابلة العيادية (اإلكلينيكية ) ثالث أنواع رئيسية هي المقابلة الحرة والمقابلة الموجهة و‬
‫المقابلة النصف موجهة و هذه األخيرة هي التي أعتمد عليها في هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪ -1‬المقابلة العيادية النصف الموجهة بهدف البحث ‪:‬‬


‫المقابلة نصف الموجهة هي تخصص لتعميق في ميدان معين‪ ،‬أو للتحقق من تطور ميدان‬
‫معروف مسبقا و فيها يكون الباحث على علم مسبق بشيء من الموضوع و يريد أن‬
‫يستوضح من المبحوث‪ .‬و فيها يدعى المستوجب لإلجابة نحو شامل بكلماته و أسلوبه‬
‫الخاص على المبحوث حتى يتمكن المستوجب من إنتاج حديث حول هذا الجزء من‬
‫(أيراش ابراهيم ‪ ،9112 ،‬ص‪) 962.‬‬ ‫الموضوع‪.‬‬
‫‪-2‬محاور المقابلة االكلينكية النصف الموجهة بهدف البحث ‪:‬‬
‫قبل القيام بالمقابلة يستلزم على الباحث تحديد محاورها و المرتبطة بالخصوص بفرضيات‬
‫الد ارسة من أجل تسهيل حصر مجال البحث لذالك كانعلينا تقسيم محاور الد ارسة إلى ثالث‬
‫محاور رئيسية هي كاﻵتي‪:‬‬
‫المحور االول‪ :‬القلق‬
‫‪ -‬هل تعتقدين أنك أكثر عصبية من معظم الناس ؟‬

‫‪ -‬هل تنتابك نوبات من األرق ؟‬


‫‪ -‬هل تشعرين بالقلق على شئ ما‪ ،‬أو شخص ما‪ ،‬طوال الوقت تقريبا ؟‬
‫منهجية البحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬هل كثي ًار ما تجدين نفسك قلقة على شيء ما ؟‬


‫‪ -‬ما الذي تقومين به عند شعورك بالقلق ؟‬
‫‪ -‬هل مرت بك أوقات لم أستطعي خاللها النوم بسبب القلق ؟‬
‫‪ -‬هل شعرت بالقلق على أشياء ال قيمة لها ؟‬
‫‪ -‬هل ارتبكت أحياناً بدرجة تجعل العرق يتساقط منك و احمر وجهك ؟‬

‫‪ -‬هل الحظت أن قلبك يخفق بشدة وأحياناً تتهيج نفسك ؟‬

‫‪ -‬هل يؤدي بك القلق لفعل أشياء ال ترغبين في القيام بها ؟‬

‫المحور اللثاني ‪:‬هوس نتف الشعر‬

‫‪ -‬ماهي مدة استمرار هذه المشكلة ؟‬

‫‪ -‬كيف بدأت أعراض المشكلة و هل كانت فجأة أم بشكل تدريجي ؟‬

‫‪ -‬ماهي أول مرة قمت بها بقلع شعرك ؟‬

‫‪ -‬ماهو السبب الذي دفعك للقيام بهذا الفعل ؟‬

‫‪ -‬بماذا كنت تفكرين في تلك اللحظة بذات؟‬

‫‪ -‬كيف كنت تحسين أثناء نتفك لشعرك ؟‬

‫‪ -‬متى كررت هذه العملية ؟‬

‫‪-‬هل أحسست بنفس الشعور األول بعد تكرارك للنتف ؟‬

‫‪ -‬هل كنت تنزعين شعرك علنا أم س ار ؟‬

‫المحور الثالث ‪ :‬العالقة بين القلق وهوس نتف الشعر‬


‫منهجية البحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬هل سبق و أن قمت بالنتف إثر شعورك بالقلق ؟‬

‫‪ -‬عندما تقومين بالنتف هل يخف شعورك بالقلق ؟‬

‫‪ -‬هل تعتقدين ان القلق يؤدي بك للنتف أم أن هناك أسباب أخرى ؟‬

‫‪ -‬هل آثار النتف تسبب لك االحراج ؟‬

‫‪-‬هل البقع التي يخلفها النتف تثير قلقك ؟‬

‫ث‪ -‬المقاييس المطبقة ‪:‬‬

‫مقياس تايلور ‪:‬هذا االختبار يقيس بدرجة كبيرة من الموضوعية مستوى القلق الذي يعانيه‬
‫االفراد عن طريق ما يشعرون به من اعراض ظاهرة صريحة ‪،‬ويصلح هذا االختبار لالستعمال‬
‫في جميع االعمار‪.‬‬

‫واالختبار مقتبس من مقياس القلق الصريح اللذي استخدم وقنن عن طريق االخصائية والعاملة‬
‫النفسية(‪)J.A . TAYLOR‬‬
‫وقد استعمل االختبار كثي ار في الدراسات المصرية وتم تقنينه على االطفال في البيئة المصرية‬
‫من سن( ‪ 71‬الى ‪ 71‬سنة) وامكن بهذا الحصول على مستويات قياسية يمكن بها تحديد‬
‫مستوى القلق عند الفرد‪.‬‬
‫طریقة تصحيحه‪:‬‬
‫طریقة تصحيح االختبار ‪:‬‬
‫أ_ يعطى درجة واحدة عن كل إجابة " نعم " ‪.‬‬
‫ب_ يدرس مستوى القلق الذي يعانيه المفحوص من الجدو التالي ‪:‬‬
‫تفسير النتائج ‪:‬‬
‫‪ -‬الجدول التالي يبين مستويات القلق وعلى ضوئها يمكن معرفة مستوى القلق الذي يعانيه‬
‫المفحوص بشكل واضح ‪.‬‬
‫منهجية البحث‬ ‫الفصل الرابع‬

‫مستوى القلق‬ ‫الدرجة من ‪- -‬الى‬ ‫الفئة‬


‫خال من القلق‬ ‫صفر ‪61-‬‬ ‫ا‬
‫قلق بسيط‬ ‫‪20 - 61‬‬ ‫ب‬
‫قلق نوعا ما‬ ‫‪21 - 26‬‬ ‫ج‬
‫قلق شديد‬ ‫‪22 -21‬‬ ‫ه‬
‫قلق شديد جدا‬ ‫‪16 - 16‬‬ ‫د‬
‫الفصل الخامس‪ :‬عرض وتحليل النتائج‬

‫‪ ‬عرض الحاالت‬
‫‪ ‬ملخص المقابالت لكل حالة‬
‫‪ ‬التحليل العام للنتائج ومناقشتها‬
‫عرض وتحليل النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ .1‬عرض المقابالت مع الحاالت‪:‬‬

‫‪ ‬عرض تاريخ الحالة االولى‪:‬‬


‫االسم ‪ :‬حفصة‬
‫السن‪23:‬‬
‫الجنس ‪ :‬انثى‬
‫المستوى الدراسي ‪:‬جامعية‬
‫عدد اإلخوة ‪8 :‬منهم (‪ )3‬ذكور غير اشقاء وذكر شقيقو(‪ )4‬فتيات شقيقات ‪.‬‬
‫الرتبة بين اإلخوة ‪ :‬الوسطى‬
‫مهنة األب‪ :‬فالح‬
‫مهنة األم ‪ :‬ماكثة بالبيت‬
‫الحالة االجتماعية للحالة‪ :‬عزباء‬
‫الحالة االقتصادية ‪ :‬سيئة‬
‫سوابق مرضية ‪ :‬ال توجد‪.‬‬

‫‪ ‬عرض تاريخ الحالة الثانية‪:‬‬


‫االسم ‪ :‬امينة‬
‫السن‪20:‬‬
‫الجنس ‪ :‬انثى‬
‫المستوى الدراسي ‪:‬جامعية‬
‫عدد اإلخوة ‪ )3( :‬ذكور غير اشقاء‪.‬‬
‫الرتبة بين اإلخوة ‪ :‬الكبرى‬
‫مهنة األب‪ :‬عامل في شركة‬
‫مهنة األم ‪ :‬ماكثة بالبيت‬
‫الحالة االجتماعية للحالة‪ :‬عزباء‬
‫عرض وتحليل النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الحالة االقتصادية ‪ :‬جيدة‬


‫سوابق مرضية ‪ :‬ال توجد‬

‫‪ .2‬عرض ملخص المقابالت لكل حالة ‪:‬‬

‫‪ ‬ملخص المقابلة مع الحالة االولى‪:‬‬


‫حفصة فتاة في السنة ‪ 23‬جامعية ومثقفة جدا ‪ ،‬تعيش مع ام عصبية جدا و اب عمره ‪66‬‬
‫سنة متزوج بامرأتين ام الحالة هي الثانية ‪ ،‬تعيش الحالة في وضع مالي سيء جدا حسب‬
‫قولها لديها ‪3‬اخوة من االب يكرهونهم واخ شقيق واختين اكبر منها واخت اصغر ‪،‬كان‬
‫الزوجين كثي ار الشجار حيث كان اب الحالة يعتدي على االم بالضرب والشتم امام االوالد‬
‫كما ان االم كانت كثيرة الزيارة الهلها غاضبة من زوجها مما ادى لتحمل اخت الحالة‬
‫الكبرى مسؤولية تربية اخوتها وحتى بعد رجوع االم لبيت زوجها‪ ،‬كانت الحالة تتعرض‬
‫للضرب من اختها كثي ار حيث تلك االخير تسحبها من شعرها وذلك على مرأى امها‪.‬‬

‫بدات الحالة في نتف شعرها في السن الخامسة ابتدائي حين قامت اختها الكبرى بضربها‬
‫وتجاهل امها لها االمر الذي جعلها تغضب كثي ار وتقلق كثي ار من سبب كره امها لها حسب‬
‫نظرها فقامت في لحظة غضب شديد من نتف شعرها حيث كانت تشعر بالم كبير ولكن‬
‫رغبة في االنتقام من عائلتها وتخفيف غضبها جعلتها تستمر‪ ،‬كانت الحالة كل ما تشعر‬
‫بالقلق تقوم بنتف شعرها وخاصة في االمتحانات او في الضغوط االسرية التي تتعرض لها‪.‬‬

‫عالقة الحالة مع عائلتها سطحية جدا وتعاني الحالة من كثرة النسيان والغضب من اتفه‬
‫االمور والتوتر الشديد ‪ ،‬تقول الحالة انها تقوم بنتف شعرها بصفة يومية بعدما كانت تقوم‬
‫بالنتف اثناء توترها اال ان الكمية تزيد عندما تتوتر او تغضب كثي ار ‪ ،‬لقد قامت عائلة الحالة‬
‫عرض وتحليل النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫عندما بلغت السن‪ 16‬من اخذها لطبيب نفسي الذي وصف لها ادوية مهدئة وشخص‬
‫حالتها بانها ناتجة عن القلق ‪.‬‬

‫الحالة ذو شعر قصير جدا وغير متساوي (طويل قليال من الخلف وقصير جدا من االمام) االمر الذي‬
‫جعلها تقلق كثي ار فقد تقدم لها الكثير من الخطاب ولكنها ترفض بسبب حالة شعرها مما‬
‫جعلها تفقد ثقتها من نفسها ‪.‬‬

‫الحالة تنسى كثي ار وتتسرع كثي ار مما اثر على دراستها برغم من اطالعها الواسع وثقافتها فهي‬
‫تعي انها تعاني من اضطراب هوس نتف الشعر ‪ ،‬لم تتعافى من هذا االضطراب ولم تكمل‬
‫عالجها عند الطبيب النفسي كما لم تراجع اخصائيين نفسانيين السباب مادية ‪.‬‬

‫قل نتف شعرها عن السابق البتعادها عن المشاكل قليال بسبب الدراسة حيث تتمنى الحالة‬
‫حسب تصريحها ان تكمل دراستها كي ال تبقى في منزلهم وتتمنى المساعدة للتخلص من‬
‫هذا االضطراب‪.‬‬

‫انطالقا من المقابلة استطعنا مالحظة نقاط جد مهمة منها ‪:‬‬


‫‪ -‬تعاني الحالة من ضغوط نفسية كبيرة وشرخ كبير في االبنية النسقية ‪.‬‬
‫‪ -‬تعيش في حالة من العجز والتناقض النفسي(تريد التوقف وال تريد في نفس الوقت)‬
‫الذي يظهر في التوتر والقلق المرضي للحالة‪.‬‬
‫‪ -‬يظهر على الحالة الرغبة الشديدة في العالج ‪.‬‬
‫‪ -‬يظهر من خالل حديث الحالة في المقابلة ان هذا االضطراب تطور تدريجيا وترابط‬
‫بين القلق الذي تعاني منه ونتفها لشعرها‪.‬‬
‫‪ -‬يظهر من خالل المقابلة مع الحالة والمالحظة انها متسرعة جدا ومتعصبة لرأيها‬
‫بشكل واضح ‪.‬‬
‫عرض وتحليل النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ‬ملخص المقابلة مع الحالة الثانية ‪:‬‬

‫امينة فتاة جميلة وهادئة من عائلة ميسورة الحال ‪ ،‬اب في سن ‪ 50‬وام في سن ‪ 45‬وثالث‬
‫اخوة اصغر منها تقول الحالة ان والديها تطلقا وهي في سن ‪ 11‬عشر(وحيدة امها وابيها)‬
‫حيث انفصلت عن امها وعاشت مع ابيها في بيت جدها أي البيت الكبير ‪ ،‬ثم تزوج ابوها‬
‫مرة ثانية وانجب منها ‪ 3‬صبيان ‪ ،‬حيث فضل الوالد واهتم بالذكور ولم يهتم لها وزوجته‬
‫كذلك فهي تتركها عند جدتها طوال الوقت دون اهتمام مما جعل احد اوالد عمها يتج ار و‬
‫يتحرش بها حسب قولها ‪.‬‬

‫الحالة اصبحت في حالة رعب شديد وقلق من ذلك الولد الذي يتحرش بها كلما يأتي لبيت‬
‫جدها وكلما اخبرت جدتها تنهرها وتضربها ‪،‬كانت تختبئ كلما تعلم بقدومه وتقوم بنتف‬
‫شعرها ‪ ،‬رغم احساسها باأللم إال انها كانت كتخفيف عن خوفها وقلقها من ابن عمها كما‬
‫صرحت ‪.‬‬

‫عندما كشف ابن عمها طرده جدها حينها كانت الحالة تبلغ ‪ 14‬سنة ورغم ابتعاد الخطر‬
‫عنها إال انها استمرت في نتف شعرها فقد اصبحت تنتفه يوميا وبأعداد هائلة إال ان‬
‫اصبحت تغطي شعرها ‪.‬‬

‫تقول الحالة انها تحسنت حالتها بعد نجاحها في البكالوريا وابتعادها عن بيت جدها إال‬
‫انها اصبحت عصبية جدا وتشعر باألرق كثي ار عند رجوعها المنزل ‪ ،‬تتمنى الحالة الشفاء‬
‫ولكن تخاف ان يكشف اهلها امرها بسب عقلية المجتمع ‪.‬‬
‫انطالقا من المقابلة استطعنا مالحظة نقاط جد مهمة منها ‪:‬‬
‫‪ -‬تعاني المفحوصة من حالة فقدان االمن العائلي ‪.‬‬
‫‪ -‬االهمال االبوي وفقدان االهتمام بسبب االنفصال شكل لديها عقدة نفسية عالئقية‬
‫(تكره العالقات االسرية )‬
‫عرض وتحليل النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -‬التحرش المتكرر جعلها في ضغط نفسي وقلق كبير من فقدان الشرف ‪.‬‬
‫‪ -‬عقلية االسرة ومجتمع الحالة جعلها في توتر كبير من اكتشاف امر نتف شعرها‬
‫‪ -‬تعتبر الحالة نتف شعرها كوسيلة لتخفيف الضغط والقلق والتوتر الذي ينتابها عند‬
‫رؤية المتحرش‬
‫‪ -‬نتف الشعر الذي كانت تقوم به لتخفيف قلقها اصبح عادة تدريجيا‪.‬‬

‫‪ .3‬التحليل العام للنتائج ومناقشتها ‪:‬‬


‫بعد تطبيق مقياس تايلور للقلق الصريح لكل من الحالة االولى"حفصة" والحالة‬
‫الثانية"امينة" توصلنا للنتائج التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬يقدر مستوى القلق للحالة االولى ب ‪ 31‬درجة أي ان مستوى القلق شديد جدا ‪.‬‬
‫‪ -‬يقدر مستوى القلق للحالة الثانية ب ‪ 36‬درجة أي ان مستوى القلق شديد جدا‪.‬‬
‫توضح المعطيات الواردة من خالل المقابلة العيادية والمقاييس المطبقة والمتمثلة في مقياس‬
‫تايلور للقلق الصريح والمالحظة انه تم التوصل الى عدة نتائج تتفق وفرضيات البحث حيث‬
‫تبين ان للقلق عالقة باضطراب هوس نتف الشعر فكل من الحالتين االتي تنتفن شعرهن‬
‫بطريقة هوسية تمتلكن اغلب اعراض القلق بصورة مرضية حسب ما تبين في مقياس تايلور‬
‫والذي تمثلث في الخوف الشديد والذي كما قال عنه "حسين فرج" بانه مقترن تمامامع القلق‬
‫وقد يتجاوز الى خوف مفرط حيث يشتد القلق ويصاب المريض بالتوتر والتهيج العصبي‬
‫وسرعة االنفعال والغضب‪،‬وعدم الثقة والطمانينة والرغبة في الهرب عند مواجهة أي موقف‬
‫وهذا ما حصل مع الحالتين ‪ ،‬حيث ان الضغوط النفسية والخوف الشديد الذي اصابة‬
‫الحالتين "حفصة" و"امينة" جعلهم يهربون لنتف شعرهم كوسيلة لتخفيف ذلك القلق ‪ ،‬حيث‬
‫كان هذا االخير عامال رئيسيا في ظهور هذا االظطراب "هوس نتف الشعر" وزيادة حدته‬
‫فحسب ما توصلنا اليه من مقابالت ان كال من الحالتين بعدما تنتفان شعرهن وترين شكلهن‬
‫تصابان بنوبة قلق وذعر اخرى بشان كشف السبب الحقيقي لحالة شعرهن لعائلتهن‬
‫والمجتمع الالتي تعيشن فيه وكذا مستقبلهما الغامض فتقومان نتيجة حدة ذلك التوتر والقلق‬
‫عرض وتحليل النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫بزيادة كمية الشعر المنتوف والوقت الذي يستغرقن فيه بالنتف اال ان وصال لمرحلة متطورة‬
‫تدعى الهوس‪.‬‬
‫خاتمة‬

‫إن المجتمع اليوم يعطي أهمية بالغة لفئة الفتيات ‪ ،‬إذ أن لهن دور في بناء المجتمع‬
‫سواء على الصعيد المهني أو االسري ‪ ،‬والبد أن كل هذا قد يسبب لها بعض الضغوط التي‬
‫تؤثر عليها سلبا و تجعلها تعاني من بعض المشاكل النفسية التي تؤدي بها للقيام بسلوكات‬
‫تعتبر شاذة إلى حد ما و التي تنعكس على مظهرها و عالقتها االجتماعية ‪ ،‬و من أجل هذا‬
‫جاءت الدراسة الحالية بهدف التعرف على العالقة بين القلق و هوس نتف الشعر لدى‬
‫الفتيات الذي يعتبر من السلوكات الالسوية ‪ ،‬حيث أن القلق مرتبط بهوس نتف الشعر فهو‬
‫ناتج عن عدة عوامل خارجية و داخلية التي تجعل من الفتاة غير مستقرة عاطفيا و نفسيا‬
‫فتحاول تفريغ هذا القلق في عملية نتف شعرها من فروة رأسها إذ أن إحساسها باأللم أثناء‬
‫النتف يقابله إحساسها بالمتعة في كل مرة تقوم فيها بالنتف و تجده السبيل في تخفيف قلقها‬
‫‪ ،‬و لكن هذا الفعل يفقدها جمال مظهرها و هذا ما يزيد من شعورها بالقلق و بالتالي رغبتها‬
‫في نتفها لشعرها ‪ ،‬و قد تخسر بهذا مكانتها داخل المجتمع عامة و أسرتها خاصة ‪.‬‬

‫و عليه انتقلنا لنطبق بعض المقاييس التي تظهر لنا مدى مستوى القلق ليصل بها الحال‬
‫إلى نتف شعرها نتيجة له ‪ ،‬و كذلك قمنا بتطبيق بعض العالجات السلوكية و الدوائية التي‬
‫تخفف من حدة القلق و كذا نتف الشعر ‪.‬‬

‫و في األخير يمكننا القول بأن هوس نتف الشعر ناتج عن عدة اضطرابات نفسية أولها‬
‫القلق الذي من شأنه أن يعكر صفو حياة الفتاة خاصة‪.‬‬
‫قائمة الم ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع ‪:‬‬

‫‪ ‬المـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراجع و المصادر ‪:‬‬


‫‪ .1‬القرآن الكريم و السنة النبوية ‪.‬‬
‫‪ .2‬المعجم الوسيط ‪.‬‬
‫‪ .3‬أيـراش ابراهيم خلي ـل (‪ )2002‬المنهج العلمي و تطبيق ـات ـه في الع ـلوم االجتمـاعية ‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬مـكتب ـة الراشـد للنشـرو الـتوزيع ‪ ،‬عم ـان ‪.‬‬
‫‪ .4‬ابـراهيم عبد الست ـار(‪ )1224‬العـ ـ ـالج النف ـ ـسي السلوك ـي المعرفـ ـي الحديـ ـث ‪ ،‬دار‬
‫الفج ـ ـر للنش ـ ـ ـر و التوزيـ ـ ـع ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬القـ ـاهرة‪.‬‬
‫‪ .5‬الدلــفي مـحســن علـي (‪ )2004‬تطــور اإلنســان و التـعامــل مع الناس في ضـوء الترب ــية‬
‫و علــم النفس و االجتم ــاع ‪ ،‬دار الفرق ــان ‪ ،‬األردن‪،‬عم ــان‪.‬‬
‫‪ .6‬جــابر جــودة(‪ )2002‬علــم النفــس االجتم ــاعي ‪ ،‬مكتـ ــبة دار الثق ــافة للنش ــر و التوزيــع ‪،‬‬
‫ط ‪ ، 1‬عم ــان‪.‬‬
‫‪ .7‬جــاميـ ـسـون كــاي ردفي ـلــد (‪ )2002‬تـرجمـة حـمد العيــسى ‪ ،‬عـق ــل غـير ه ــادئ ‪ ،‬الــدار‬
‫العربيــة للـعلـوم نــاشرون ‪ ،‬ط ‪ ،1‬بيروت‪ ،‬لبن ــان‪.‬‬
‫‪ .2‬صالــح العبي ــدي نــاظم (‪ )1222‬ال ــشخصية و الصحــة الــنفسيــة ‪ ،‬مؤسسـ ــة حمــادة و‬
‫دار الك ــندي للنشــر ‪ ،‬القـ ـ ــاهرة‪.‬‬
‫‪ .2‬عـكـاشـة أحـمـد (‪ )1222‬الـطـب الـنفـسي المعـ ـاصر ‪ ،‬مـكتب ـة أنـجلو المصري ـة ‪ ،‬الق ـاهرة‪.‬‬
‫‪ .10‬عبد ال ـرحمن الـعويسى (‪ )2004‬الصحـة من منظ ـور الق ـانون‪ ،‬نش ـورات المجـ ـلة‬
‫للـحقوق ـ ـيين ‪ ،‬ط ‪ ،1‬لبنـ ـان‪ ،‬بي ـ ـروت‪.‬‬
‫‪ .11‬فاعوري أيهم (‪ )2002‬قلق المستقبل لدى عينة من ذوي االحتياجات الخاصة و‬
‫العاديين من أبناء محافظة القنيطرة ‪ ،‬جامعة دمشق ‪ ،‬كلية التربية ‪،‬علم النفس ‪.‬‬
‫‪ .12‬فــايــد حسـ ـ ـيـ ــن (‪ )2003‬االضط ـ اربــات الســلوكــية ‪،‬تــشخيــصهــا ‪ ،‬أســبابــها ‪ ،‬عالجــها‬
‫‪ ،‬دار ط ـي ــبة للــنشــر و الت ــوزيـ ــع ‪.‬‬

‫‪ .13‬ماهر محمود عمر (ب ت) المقابلة في االرشاد النفسي و العالج النفسي ‪،‬‬


‫ط‪ ،2‬دار المعرفة للنشر و التوزيع ‪ ،‬االسكندرية ‪،‬القاهرة ‪.‬‬

‫‪ ‬بح ـ ـوث و رسائ ـل‪:‬‬

‫‪ .1‬أحمد عبد الخالق (‪، )1224‬الدراسة التطورية للقلق ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬جامعة الكويت‬
‫‪ ،‬الكويت ‪.‬‬

‫‪ .2‬بكار سارة (‪ ، )2012‬أنماط التفكير لدى طلبة الجامعة و قلق المستقبل المهني ‪،‬‬
‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬جامعة تلمسان‪.‬‬

‫‪ .3‬بشار جبارة جبارة اآلغا (‪ ،)2002‬دراسة سمات شخصية مرضى الوسواس القهري‬
‫في البيئة الفلسطينية باستخدام برنامج تدريبي عالجي ‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماستر ‪ ،‬الجامعة االسالمية بغزة ‪.‬‬

‫‪ .4‬زغيدي إدريس (‪ )2014-2013‬تقدير الذات لدى الراشد المصاب بالعقم ‪،‬رسالة‬


‫ماستر منشورة ‪ ،‬كلية العلوم االنسانية و االجتماعية ‪ ،‬جامع ـة محمد خيـضر‪ ،‬بسك ـرة ‪،‬‬
‫الجزائ ـر‪.‬‬

‫‪ ‬الجـ ـرائد و الم ــجالت ‪:‬‬


‫‪ .1‬ابراهيم عبد الستار(‪ )1221‬القلق قيود من وهم ‪ ،‬مجلة دار الهالل ‪ ،‬العدد ‪،425‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪ .2‬ابراهيم بن حسن الخضير (‪ ، )2013‬مجلــة الجلديــة ألمراض و جراحة الجلد ‪،‬‬
‫الشعــر( المشكالت الوراثيــة والضغوط النفسي ـة ) ‪ ،‬العدد ‪ ، 02‬السعودية ‪.‬‬
‫‪ .3‬الموسوعة العربية ‪ ،‬مجلة حياتك ‪.‬‬
‫‪ .4‬بن حسين الخضير ابراهيم ‪ ،‬مجلة الجلدية ‪ ،‬العدد ‪.2‬‬
‫‪ .5‬جودة أمل عبد القادر (‪ )2005‬الوسواس القهري و قد أعيانه على الصحة النفسي ‪،‬‬
‫بلسم مجلة جمعية الهالل األحمر الفلسطيني ‪ ،‬العدد ‪ ، 365‬ط ‪ ،1‬فلسطين ‪ :‬القدس‪.‬‬
‫‪ .6‬حليمة مهدي مجيد عبد هللا (‪)2002‬القلق النفسي ‪ ،‬مقالة مشهورة ‪ ،‬جريدة االتحاد‬
‫األردني ‪.‬‬
‫‪ .7‬عهد العتيبي (‪ ، )2012‬مجلــة سيدتــي هوس نتف الشــعر اضطراب العالقة له‬
‫بالحسد ‪.‬‬
‫‪ .2‬الليل محمد جعفــر جم ــل (‪ )1225‬عـالقــة بــعض الــمتغيرات بالقـ ـلــق العــام لـدى طـالب‬
‫و طالبــات المرحـلــة الـمتوسـطــة و الثــانويــة فـي الـمملكــة الـعربيــة الــسعوديـة ‪ ،‬مـجلـة‬
‫عــلم النفـس ‪ ،‬العدد ‪ ، 32‬كليــة الثريــة جـ ـ ــامعة أم الق ـ ـ ــرى‪.‬‬
‫‪ .2‬مشعل الحصيني ‪ ،‬أكاديمية علم النفس‬
‫‪ .10‬مجلة الخليج ‪ ،‬ملحق الصحة و الطب ‪.‬‬

‫‪ ‬مواقع إلكترونية‪:‬‬

‫‪- Kaplan.H.sadock.B.1992 .‬‬


‫‪- Kaplan.H.ap sadock.B.(1991).Symopsis .‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق (‪ : )1‬بعض اسئلة المقابلة مع الحالة األولى ‪:‬‬

‫‪ -‬هل تعتقدين أنك أكثر عصبية من معظم الناس ؟ نعم كثي ار‬
‫‪ -‬لماذا ؟ ألن أتفهم األمور تعصبني‬
‫‪ -‬هل تنتابك نوبات من األرق ؟ نعم أحيانا‬
‫‪ -‬ما هي الفترة التي تنتابك فيها ؟ عندما يقع مشكل ما أو بدون سبب ال أستطيع النوم‬
‫‪ -‬هل تشعرين بالقلق حيال شخص ما أو شيء ما ؟ نعم أشعر بالقلق بمجرد التفكير في‬
‫ذلك دون أن انتبه‬
‫‪ -‬ما الذي تقومين به عند شعورك بالقلق ؟ ألجأ إلى نتف شعري‬
‫‪ -‬لماذا ؟ ألني أشعر بالراحة ‪ ،‬أشعر أنه يخفف قلقي ‪.‬‬
‫‪ -‬كيف كان شعورك أول مرة قمتي فيها بالنتف ؟ أحسست في بادئ األمر باأللم و لكن‬
‫ذلك القلق لم يكن يهني األلم فكل ما كنت أفكر فيك كيف أتخلص من ذلك القلق و‬
‫حتى دون أن أشعر أجد نفسي أسحب في الشعر من رأسي ‪.‬‬
‫‪ -‬كم مرة تكرر هذا الفعل ؟ كنت كثي ار ما افعل هذا ‪ ،‬مثال مع اقتراب االمتحانات أو عند‬
‫حدوث شجار في المنزل و يكثر الصراخ ‪.‬‬
‫‪ -‬متى كانت أول مرة قمتي فيها بالنتف ؟ حدث لي موقف مع أختي أزعجني كثي ار و‬
‫شعرت بالغضب و القلق الشديدين اللذان دفعا بي إلى النتف ‪.‬‬
‫‪ -‬ما هو إحساسك بعد قيامك المتكرر بقلع شعرك ؟ أحس بالراحة و لكن عندما أرى‬
‫نفسي في المرآة يزيد قلقي من مظهر شعري و أقول ماذا لو اكتشف أهلي ذلك و كيف‬
‫سيكون مستقبلي و كل هذا يؤدي بي إلى قلع مزيد من الشعر ‪.‬‬
‫بعض اسئلة المقابلة مع الحالة الثانية ‪:‬‬

‫‪ -‬هل تشعرين بالقلق دائما ؟ نعم في أغلب األوقات‬


‫‪ -‬هل تشعرين بالقلق حيال األشخاص الذين يزورونكم في البيت ؟ نعم ‪،‬أصبحت أقلق‬
‫بمجرد دخول أحدهم إلى البيت ‪.‬‬
‫‪ -‬ما المشكلة التي حدثت و سببت لك هذا القلق المفرط ؟ عندما كنت في سن ‪ 14‬من‬
‫عمري تعرضت للتحرش من قبل أحد أقاربي ‪.‬‬
‫‪ -‬كيف تصرفت و قتها ؟ و كيف كانت ردة فعلك ؟ كانت صدمة بالنسبة لي فالشخص‬
‫الذي اعتبرناه فردا من العائلة حاول االعتداء علي‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬كيف تشعرين عند التفكير بذلك ؟ يصيبني الذعر و القلق و ما زاد ذلك أن أمي لم‬
‫تصدقني عندما أخبرتها ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬كيف كنت تواجهين ذلك القلق ؟ كنت أقوم بتفريغ ذلك القلق في نتف شعر رأسي‬
‫للتخفيف منه ‪.‬‬
‫‪ -‬ما شعورك آنذاك ؟ كنت أشعر باأللم لكن لم أستطع لتوقف فقد كان يشعرني ذلك‬
‫بالراحة ‪.‬‬
‫‪ -‬ما هو إحساسك عندما نظرت في المرآة ؟ أصبت بالقلق أكثرمن مظهري و مستقبلي‬
‫كفتاة فشعري أصبع قصير جدا و مكان النتف كان واضحا و ذلك القلق جعلني أقوم‬
‫بالنتف مرة أخرى ‪.‬‬
‫الملحق ‪ : 20‬تطبيق مقياس تايلر مع الحالة االولى "حفصة" والثانية "امينة"‬

‫التعليمة ‪:‬‬

‫المطلوب منك أن تق أر العبارات بتمعن وتضع (‪ )+‬امام كلمة ( نعم ) إذا كانت العبارة‬
‫تناسبك وتضع (‪ )+‬امام كلمة ( ال ) إذا كانت العبارة ال تناسبك‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫العبارة‬ ‫م‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫نومي مضطرب ومتقطع‬ ‫‪1‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫مرت بي أوقات لم أستطع خاللها النوم بسبب القلق‬ ‫‪2‬‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫مخاوفي قليلة جدًا بالمقارنة بأصدقائي‬ ‫‪3‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫اعتقد أنني أكثر عصبية من معظم الناس‬ ‫‪4‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫تنتابني أحالم مزعجة (أو كوابيس) كل عدة ليالي‬ ‫‪5‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫لدي متاعب أحيانا في معدتي‬ ‫‪6‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫غالبا ما أالحظ أن يدي ترتجفان عندما أحاول القيام بعمل‬ ‫‪7‬‬
‫ما‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫أعاني أحيانا من نوبات إسهال‬ ‫‪2‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫تثير قلقي أمور العمل والعمال‬ ‫‪2‬‬


‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 10‬تصيبني نوبات من الغثيان (غمامات النفس)‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 11‬كثي ًرا ما أخشى أن يحمر وجهي خجال‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 12‬أشعر بجوع في كل األوقات تقريباً‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 13‬أثق في نفسي كثي ار‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 14‬أتعب بسرعة‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 15‬يجعلني االنتظار عصبيا‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 16‬أشعر باإلثارة لدرجة أن النوم يتعذر علي‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 17‬عادة ما أكون هادئا‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 12‬تمر بي فترات من عدم االستقرار لدرجة أنني ال أستطيع‬
‫الجلوس طويال في مقعدي‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 12‬ال أشعر بالسعادة معظم الوقت‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 20‬من السهل أن أركز ذهني في عمل ما‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 21‬أشعر بالقلق على شيء ما أو شخص ما طوال الوقت تقريبا‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 22‬ال أتهيب األزمات والشدائد‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 23‬أود أن أصبح سعيداً كما يبدو اآلخرين‬


‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 24‬كثي ًرا ما أجد نفسي قلق ًا على شيء ما‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 25‬أشعر أحيان ًا وبشكل مؤكد أنه ال فائدة لي‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 26‬أشعر أحياناً أنني أتمزق‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 27‬أعرق بسهولة حتى في األيام الباردة‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 22‬الحياة صعبة بالنسبة لي في أغلب األوقات‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 22‬ال يقلقني ما يحتمل أن أقابله من سوء حظ‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 30‬إنني حساس بدرجة غير عادية‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 31‬الحظت أن قلبي يخفق بشدة وأحيان ًا تتهيج نفسي‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 32‬ال أبكي بسهولة‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 33‬خشيت أشياء أو أشخاص أعرف أنهم ال يستطيعون إيذائي‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 34‬لدي قابلية للتأثر باألحداث تأث ًار شديدا‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 35‬كثي ًرا ما أصاب بصداع‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 36‬البد أن أعترف بأنني شعرت بالقلق على أشياء ال قيمة لها‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 37‬ال أستطيع أن أركز تفكيري في شيء واحد‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 32‬ال أرتبك بسهولة‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 32‬اعتقد أحياناً أنني ال أصلح بالمرة‬


‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 40‬أنا شخص متوتر جداً‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 41‬أرتبك أحيان ًا بدرجة تجعل العرق يتساقط مني بصورة‬
‫تضايقني جدا‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 42‬يحمر وجهي خج ً‬


‫ال بدرجة أكبر عندما أتحدث لآلخرين‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 43‬أنا أكثر حساسية من غالبية الناس‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 44‬مرت بي أوقات شعرت خاللها بتراكم الصعاب بحيث ال‬
‫أستطيع التغلب عليها‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 45‬أكون متوتراً للغاية أثناء القيام بعمل ما‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 46‬يدي وقدمي باردتان في العادة‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 47‬أحيانا أحلم بأشياء أفضل االحتفاظ بها لنفسي‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 42‬ال تنقصني الثقة بالنفس‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 42‬أصاب أحيانا باإلمساك‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 50‬ال يحمر وجهي أبدًا من الخجل‬

‫حفصة‬ ‫اإلسم‬

‫‪31‬‬ ‫الدرجة‬

‫قلق شديد جدا‬ ‫التصنيف‬


‫الحالة ‪:02‬‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫العبارة‬ ‫م‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫نومي مضطرب ومتقطع‬ ‫‪1‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫مرت بي أوقات لم أستطع خاللها النوم بسبب القلق‬ ‫‪2‬‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫مخاوفي قليلة جداً بالمقارنة بأصدقائي‬ ‫‪3‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫اعتقد أنني أكثر عصبية من معظم الناس‬ ‫‪4‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫تنتابني أحالم مزعجة (أو كوابيس) كل عدة ليالي‬ ‫‪5‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫لدي متاعب أحيانا في معدتي‬ ‫‪6‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫غالبا ما أالحظ أن يدي ترتجفان عندما أحاول القيام بعمل‬ ‫‪7‬‬
‫ما‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫أعاني أحيانا من نوبات إسهال‬ ‫‪2‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫تثير قلقي أمور العمل والعمال‬ ‫‪2‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 10‬تصيبني نوبات من الغثيان (غمامات النفس)‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 11‬كثي ًرا ما أخشى أن يحمر وجهي خجال‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 12‬أشعر بجوع في كل األوقات تقريباً‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 13‬أثق في نفسي كثي ار‬


‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 14‬أتعب بسرعة‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 15‬يجعلني االنتظار عصبيا‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 16‬أشعر باإلثارة لدرجة أن النوم يتعذر علي‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 17‬عادة ما أكون هادئا‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 12‬تمر بي فترات من عدم االستقرار لدرجة أنني ال أستطيع‬
‫الجلوس طويال في مقعدي‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 12‬ال أشعر بالسعادة معظم الوقت‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 20‬من السهل أن أركز ذهني في عمل ما‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 21‬أشعر بالقلق على شيء ما أو شخص ما طوال الوقت تقريبا‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫ال أتهيب األزمات والشدائد‬ ‫‪22‬‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 23‬أود أن أصبح سعيداً كما يبدو اآلخرين‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 24‬كثي ًرا ما أجد نفسي قلق ًا على شيء ما‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 25‬أشعر أحيان ًا وبشكل مؤكد أنه ال فائدة لي‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 26‬أشعر أحيان ًا أنني أتمزق‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 27‬أعرق بسهولة حتى في األيام الباردة‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 22‬الحياة صعبة بالنسبة لي في أغلب األوقات‬


‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 22‬ال يقلقني ما يحتمل أن أقابله من سوء حظ‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 30‬إنني حساس بدرجة غير عادية‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 31‬الحظت أن قلبي يخفق بشدة وأحياناً تتهيج نفسي‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 32‬ال أبكي بسهولة‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 33‬خشيت أشياء أو أشخاص أعرف أنهم ال يستطيعون إيذائي‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 34‬لدي قابلية للتأثر باألحداث تأث ًار شديدا‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 35‬كثيراً ما أصاب بصداع‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 36‬البد أن أعترف بأنني شعرت بالقلق على أشياء ال قيمة لها‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 37‬ال أستطيع أن أركز تفكيري في شيء واحد‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 32‬ال أرتبك بسهولة‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 32‬اعتقد أحيان ًا أنني ال أصلح بالمرة‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 40‬أنا شخص متوتر جداً‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 41‬أرتبك أحياناً بدرجة تجعل العرق يتساقط مني بصورة‬
‫تضايقني جدا‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 42‬يحمر وجهي خجالً بدرجة أكبر عندما أتحدث لآلخرين‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 43‬أنا أكثر حساسية من غالبية الناس‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 44‬مرت بي أوقات شعرت خاللها بتراكم الصعاب بحيث ال‬
‫أستطيع التغلب عليها‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 45‬أكون متوت ًرا للغاية أثناء القيام بعمل ما‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 46‬يدي وقدمي باردتان في العادة‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 47‬أحيانا أحلم بأشياء أفضل االحتفاظ بها لنفسي‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 42‬ال تنقصني الثقة بالنفس‬

‫‪+‬‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 42‬أصاب أحيانا باإلمساك‬

‫ال‬ ‫‪+‬‬ ‫نعم‬ ‫‪ 50‬ال يحمر وجهي أبداً من الخجل‬

‫أمينة‬ ‫اإلسم‬

‫‪36‬‬ ‫الدرجة‬

‫قلق شديد جدا‬ ‫التصنيف‬

You might also like