You are on page 1of 118

‫وزارة العليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة دمحم خيضـر ـ بسكرةـ‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫قسم العلوم االجتماعية‬

‫شعبة علم النفس‬

‫عنوان المذكرة‬

‫الصحة النفسية لدى مرضى القصور الكلوي المزمن‬


‫دراسة ميدانية بمصلحة امراض الكلى وتصفية الدم المغير‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في علم النفس العيادي‬

‫اشراف األستاذ‪:‬‬ ‫اعداد الطالبة‪:‬‬

‫عقاقبة عبد الحميد‬ ‫رملي جهاد‬

‫السنة الجامعية‪8102 /8102 :‬‬


‫ملخص الدراسة‬

‫دراسة موسومة بعنوان {الصحة النفسية لدى مرضى القصور الكلوي المزمن}حيث هدفت الي‬

‫التعرف على مستوى الصحة النفسية عند هؤالء الفئة‪ ،‬وقد جاء تساؤل الدراسة كالتالي‪:‬‬

‫ـ ما مستوى الصحة النفسية لدى مرضى القصور الكلوي المزمن؟‬

‫ولإلجابة على هذا التساؤل اعتمدت الدراسة على المنهج العيادي بتقنية دراسة الحالة‪ ،‬وتمثلت‬

‫عينة الدراسة في ثالث حاالت لمرضى القصور الكلوي‪ ،‬حيث تراوحت أعمارهم ما بين ‪01‬‬

‫و‪01‬سنة‪ ،‬وقد تم اختيارهم بطريقة قصدية ومن مكان العمل الذي تتم فيه عملية التصفية والمتمثل‬

‫في المؤسسة االستشفائية من خالل مالحظة بعض األشخاص ممن يخضعون لعملية االستصفاء‬

‫الدموي‪،‬حيث حاولت في هذه الدراسة الي اختيار فرضية عامة وهي‪:‬‬

‫يتسم مرضى القصور الكلوي بمستوى صحة نفسية منخفض‪.‬‬

‫وباالعتماد على األدوات التالية‪ ،‬المالحظة والمقابلة نصف موجهة ومقياس الصحة النفسية‬

‫"لسيدني كراون وكريسب"‬

‫وقد تم التوصل الي ان مستوي الصحة النفسية لدى مرضى القصور الكلوي المزمن يختلف‬

‫باختالف طبيعة شخصية المريض ونوعية الدعم الذي يتلقاه‪ ،‬وهذا بدليل ان الحالتين األوليتين‬

‫لديهما مستوى صحة نفسية مرتفع حيث ان الحالة (س س) تحصلت على درجة ‪ 04،42‬والحالة‬

‫(د خ) ‪ 88،22‬من النسبة التي تحددها درجة وجود االضطراب ‪ 04،0‬اما الحالة الثالثة فتحصلت‬

‫على درجة ‪ 20،14‬وهي تمثل درجة منخفضة من مستوى الصحة النفسية‪.‬‬


‫شكر وتقدير‬

‫الحمد هلل الواحد االحد‪ ،‬له الحمد حتى يرضى وله الحمد اذ رضى وله الحمد بعد‬

‫الرضا نشكره جل وعلى إن أمدنا بالعون ألنهاء هذا العمل‪.‬‬

‫كما أتقدم بجزيل الشكر واالمتنان الي استاذي الفاضل المشرف" عقاقبة عبد‬

‫الحميد"الذي انار هذا البحث بأفكاره الصائبة وتوجيهاته القيمة التي كانت لي عونا‬

‫وسندا في اعداد هذه المذكرة فلك مني أخلص التقدير والعرفان واالحترام‪ ،‬ووفقك هللا‬

‫لما يحب ويرضي‪.‬‬

‫ال ننسي األساتذة الكرام أعضاء لجنة المناقشة ونشكرهم على حضورهم‪.‬‬

‫كما أتقدم بأجمل عبارات الشكر والتقدير الي جميع األساتذة االفاضل الذين تلقيت‬

‫منهم العلم والمعرفة والتوجيه طيلة مرحلة الدراسة‪.‬‬


‫فهرس المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫المحتويات‬

‫االهاء ‪........................................................‬‬

‫شكر وتقدير ‪...................................................‬‬

‫ملخص الدراسة ‪................................................‬‬

‫فهرس المحتويات ‪..............................................‬‬

‫إطار عام للدراسة‬

‫أ‬ ‫المقدمة ‪........................................................‬‬

‫‪5‬ـ‪6‬‬ ‫اشكالية الدراسة ‪................................................‬‬

‫‪7‬‬ ‫فرضية الدراسة ‪.................................................‬‬


‫‪ 8‬ـ ‪88‬‬ ‫الدراسات السابقة والتعقيب عليه ‪................................‬‬

‫‪85‬‬ ‫أهمية الدراسة ‪..................................................‬‬

‫‪85‬‬ ‫اهداف الدراسة ‪..................................................‬‬

‫‪86‬‬ ‫دوافع اختيار الموضوع ‪..........................................‬‬

‫‪86‬‬ ‫التعريفات اإلجرائية لمتغيرات الدراسة ‪............................‬‬

‫الجانب النظري‬

‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫‪87‬‬ ‫‪ / 8‬مفهوم الصحة النفسية ‪...............................‬‬

‫‪81 02‬‬ ‫‪ / 2‬المفاهيم المرتبطة بالصحة النفسية ‪...................‬‬


‫‪80‬‬ ‫‪ / 3‬أهمية الصحة النفسية ‪...............................‬‬

‫‪ 88‬ـ ‪80‬‬
‫‪ / 4‬مميزات األشخاص االصحاء نفسيا ‪..................‬‬
‫‪80‬ـ ‪80‬‬
‫‪ / 5‬نسبية الصحة النفسية ‪...............................‬‬
‫‪ 81‬ـ ‪82‬‬
‫‪ / 6‬معايير الصحة النفسية ‪..............................‬‬
‫‪ 82‬ـ ‪00‬‬

‫‪ / 7‬النظريات المفسرة للصحة النفسية ‪...................‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫الفصل الثالث‪ :‬القصور الكلوي‬

‫تمهيد‬

‫‪33‬‬ ‫‪ : / 8‬الكلية‬

‫ـ بنية الكلية ‪.......................................‬‬

‫‪34‬ـ‪35‬‬
‫ـ وظيفة الكلية ‪.......................................‬‬

‫‪ / 2‬القصور الكلوي‬

‫‪36‬‬ ‫أوال ‪ /‬مفهوم القصور الكلوي ‪........................‬‬


‫‪37‬‬ ‫ثانيا ‪ /‬المفاهيم المرتبطة بالقصور الكلوي ‪................‬‬

‫‪ 38‬ـ ‪33‬‬
‫ثالثا‪ /‬اعراض القصور الكلوي ‪............................‬‬
‫‪ 33‬ـ ‪42‬‬
‫رابعا‪ /‬أنواع القصور الكلوي ‪..............................‬‬
‫‪ 24‬ـ ‪45‬‬
‫خامسا ‪ /‬أسباب القصور الكلوي ‪..........................‬‬
‫‪ 46‬ـ ‪47‬‬

‫سادسا ‪ /‬سيكولوجية مريض القصور الكلوي ‪.............‬‬

‫‪ 47‬ـ ‪48‬‬ ‫سابعا ‪ /‬االثار المرتبطة بهذه الفئة ‪.......................‬‬

‫‪ 43‬ـ ‪53‬‬
‫ثامنا ‪ /‬تشخيص القصور الكلوي ‪..........................‬‬
‫‪53‬‬
‫تاسعا ‪ /‬الوقاية من مرض القصور الكلوي ‪................‬‬
‫‪ 54‬ـ ‪53‬‬

‫عاش ار ‪ /‬عالج القصور الكلوي ‪...........................‬‬

‫‪63‬‬ ‫أحدا عشر‪ /‬نصائح طبية للحفاظ على سالمة الكلى‪........‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫الجانب التطبيقي‬
‫إجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪ 63‬ـ ‪64‬‬ ‫‪ / 8‬الدراسة االستطالعية ‪.................................‬‬

‫‪64‬‬ ‫‪ / 2‬منهج الدراسة‪.........................................‬‬

‫‪ 65‬ـ ‪63‬‬ ‫‪ / 3‬أدوات جمع البيانات ‪..................................‬‬

‫‪73‬‬ ‫‪ /4‬حدود الدراسة( الزماني المكانية البشرية)‪................‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫‪72‬ـ ‪88‬‬ ‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪84 82‬‬ ‫‪ / 8‬عرض حاالت الدراسة ‪.................................‬‬

‫‪ 84‬ـ ‪86‬‬ ‫‪ / 2‬التحليل العام لحاالت الدراسة ‪..........................‬‬

‫‪ / 3‬عرض نتائج الفرضية ومناقشتها ‪......................‬‬


‫‪86‬‬ ‫االقتراحات ‪................................................‬‬

‫‪88‬‬ ‫خاتمة ‪.....................................................‬‬

‫‪33‬ـ ‪33‬‬ ‫قائمة المراجع ‪............................................‬‬

‫‪ 35‬ـ ‪835‬‬ ‫المالحق ‪..................................................‬‬


‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعد الصحة النفسية أساس المجتمع وتطوره ومواصلة الكفاح في الحياة واإلنتاج‬

‫وهذا يتطلب المزيد من الصحة حتى يهنئ الفرد لنفسه حياة مستقرة ليشعر من خاللها‬

‫بالرضا واإلشباع‪ ،‬وتشكل الظروف البيئية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية إطا ار‬

‫لتنمية الصحة عند االفراد‪ ،‬فهي مهمة في حياة الفرد وضرورة البد من تحقيقها فهي ال‬

‫تقل عن الصحة الجسمية العامة فهذه األخيرة ال تكفي لوحدها إلضفاء السعادة على‬

‫اإلنسان فقد تط أر تغيرات شتى على حياة الفرد منها التي تكون نعمة عليه ومنها التي‬

‫تكون نقمة عليه‪ ،‬فالعالم يقع في دوامة من االمراض التي أصبحت شائعة في حاضرنا‬

‫وتتفاوت في انتشارها واختالف أسبابها ونظ ار للتغير الذي مس جميع نواحي الحياة‬

‫الذي الي خلق مشاكل صحية منها الضغط الدموي والداء السكري وأيضا العجز‬

‫الكلوي‪ ،‬حيث اصبح هذا األخير من االمراض المزمنة الخطيرة التي تمس الفرد‬

‫المصاب بهذا الداء كما انه يؤثر على نفسية المريض وعلي حياته وأهدافه‪.‬‬

‫ومن هنا جاءت فكرة الدراسة التي حاولنا من خاللها التعرف على مستوى الصحة‬

‫النفسية لدى مرضى القصور الكلوي المزمن حيث قمنا بتقسيم الدراسة الي جانبين‪:‬‬

‫ـ الجانب النظري‪ :‬الذي يشمل ثالثة فصول‪:‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمة‬

‫ـ الفصل األول‪ /‬بعنوان اإلطار العام للدراسة ويتضمن‬

‫ـ إشكالية ألدراسة والدراسات ألسابقة ألفرضيات وأهمية وأهداف ألدراسة ودوافع اختيار‬

‫ألموضوع والتعريفات اإلجرائية لمتغيرات الدراسة‪.‬‬

‫ـ الفصل الثاني‪/‬يدور حول الصحة النفسية والذي تناولنا فيه‪:‬‬

‫مفهوم الصحة النفسية‪ ،‬والمفاهيم المرتبطة بها‪ ،‬وأهمية الصحة ألنفسية ثم مميزات‬

‫األشخاص االصحاء نفسيا‪ ،‬ونسبيتها ومعايير الصحة النفسية‪،‬بعدها النظريات المفسرة‬

‫للصحة النفسية‪.‬‬

‫ـ أما الفصل الثالث‪ :‬تم التعرف على القصور الكلوي حيث استهل الفصل بالكلية‬

‫وتضمنت بنيتها و وظيفتها ثم القصور الكلوي الذي احتوى على التعريف به والمفاهيم‬

‫المرتبطة بالقصور الكلوي‪ ،‬ثم االعراض واالنواع واألسباب ليأتي عنصر سيكولوجية‬

‫مريض القصور الكلوي‪ ،‬واالثار المرتبطة بهذه الفئة ثم تشخيص القصور الكلوي‬

‫المزمن‪ ،‬وكذا الوقاية من مرض القصور الكلوي‪ ،‬ثم العالج وأخي ار نصائح طبية للحفاظ‬

‫على سالمة الكلى‪.‬‬

‫اما بالنسبة الي الجانب الثاني وهو الجانب التطبيقي الذي تم فيه االعتماد الي فصلين‬

‫‌ب‬
‫مقدمة‬

‫ـ الفصل الرابع ‪ /‬تحت عنوان إجراءات الدراسة الميدانية وتم التطرق فيه الي الدراسة‬

‫االستطالعية‪ ،‬ومنهج الدراسة وأيضا الي أدوات جمع البيانات‪ ،‬ثم حدود الدراسة‬

‫ـ الفصل الخامس ‪ /‬بعنوان نتائج الدراسة ومناقشتها‬

‫حيث سنحاول في هذا الفصل الي عرض حاالت الدراسة ثم التحليل العام لحاالت‬

‫الدراسة وذلك وفقا للفرضية المسطرة والنتائج المتوسل اليها‬

‫وفي األخير سنقدم خالصة لهذا العمل المتواضع مع تقديم اقتراحات‪ ،‬ثم قائمة‬

‫المراجع المعتمدة واخي ار المالحق‪.‬‬

‫‌ج‬
‫الجانب النظري‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫االطار العام للدراسة‬


‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫يعيش االنسان في الوقت الحاضر زيادة واضحة في المشكالت التي تواجهه او تعترضه‪،‬‬

‫وأصبح واقع تحت تأثير متغيرات كثيرة اجتماعية واقتصادية وثقافية‪...‬الخ مما يشكل جوا مالئما‬

‫لزيادة االضطرابات النفسية واالمراض العقلية‪( .‬عباس عوض‪ ،8333 ،‬ص‪)83‬‬

‫وليس ثمة شك ان الصحة النفسية السليمة هي احدى الغايات السامية لعملية التنشئة‬

‫االجتماعية والتربية الن الشعور باألمن والطمأنينة النفسية وااليجابية والرضا والسعادة وتحقيق‬

‫الذات من اهم سمات االفراد االصحاء نفسيا‪ ،‬غير ان الصحة عند الفرد تتميز بانها غير مستقرة‬

‫وتبقى دائما معرضة لالضطراب خاصة وان طبيعة الخلق تبين بانه مخلوق ضعيف ال يمكنه‬

‫الصمود دائما في وجه االحباطات والصراعات المتكررة (عبد المطلب القريطي‪،8338،‬ص ‪)85‬‬

‫ويتفق العلماء والباحثون على ضرورة العناية بالصحة النفسية على أساس ان الصحة النفسية‬

‫للفرد تجعله أكثر قدرة على مزاولة أعماله بحيوية وبنشاط‪.‬‬

‫وفي هذا السياق أوضحت الدراسات ان الدول المتقدمة تضع مجال الصحة النفسية ضمن أولى‬

‫أولوياتها وبلغ من عناياتها بالصحة النفسية ألفرادها ان صارت تهتم بالمسائل الخارجية التي لها‬

‫انعكاسات على األوضاع الداخلية‪ ،‬وفي هذا الصدد يرى كولمان ‪ Colman‬بأن تحقيق الصحة‬

‫النفسية في دولة ما بمعزل عن باقي دول العالم امر بالغ الصعوبة‪ ،‬ولقد أشار الى ان ما تقدمه‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫الدول المتقدمة الى الدول النامية من مساعدات إنسانية يمكن ان يسهم في برنامج دولتهم الخاصة‬

‫بالتقدم االجتماعي والصحة النفسية وتحقيق عالم افضل لإلنسان(نبيه إسماعيل‪، 2338،‬ص‪.)3‬‬

‫وفي تعريف جاءت به منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية "‪ "WHO‬ان الصحة النفسية هي‬

‫حالة من الشعور التام بالسعادة والراحة الجسمية والعقلية واالجتماعية وليست مجرد الخلو من‬

‫المرض وانتقاء العجز او الضعف‪.‬‬

‫وعلى هذا ‪ ،‬فالصحة النفسية ضرورية للفرد والجماعة والمجتمع بوجه عام‪ ،‬فالصحة النفسية اذا‬

‫فقدت اصبح الشخص فريسة لأللم واالوهام والوسواس والهواجس التي تعيق الفرد عن أداء الدور‬

‫االجتماعي بل وتجعله عبئا على نفسه وعلى االخرين‪ ،‬خاصة وان كان الفرد يعاني من مشكالت‬

‫صحية جسدية خاصة االمراض المزمنة‪ ،‬التي ساد انتشارها خاصة في اآلونة األخيرة‪ ،‬والتي‬

‫تعرف بانها أوضاع جسمية خطيرة ومستمرة ومن أهمها مرض القصور الكلوي المزمن الذي يعرف‬

‫بانه تناقص وتراجع في عمل الكليتين بعدما كانت وظيفتها طبيعية‪ ،‬مما يسبب اختالال في التوازن‬

‫الداخلي للجسم بسبب غياب وظيفة تصفية الدم وتنقيته من السموم وطرحها خارج الجسم مما‬

‫يجعل المريض المصاب به اسي ار اللة الغسيل طوال حياته ان لم يتسن له الحصول على عملية‬

‫زرع الكلى‪ ،‬وقد ينتج عن ذلك ‪ ،‬معاش نفسي صعب وقاسي‪ ،‬فمن جهة تصفية الدم التي أصبحت‬

‫ضرورية لعالجه وأيضا كون حياته مقترنة بصفة غير مستقرة بها‪ ،‬ومن جهة أخرى فالعالج يكون‬

‫بحد ذاته مصحوبا بأعراض غير مرغوبة كالغثيان والتشنجات‪...‬الخ‪ ،‬باإلضافة الى الحمية الغذائية‬

‫التي تتعلق بمحدودية المشروبات‪...‬ان هذا السياق اليومي قد يعود بمشاكل نفسية واجتماعية‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫تختلف من شخص الى اخر وهنا اشارت منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي لسنة ‪8100‬‬

‫الى ان معدالت اإلصابة باألمراض المزمنة في ارتفاع متزايد‪ ،‬حيث أوصى التقرير بناء على‬

‫مؤشرات دولية بضرورة اجراء دراسات علمية وثيقة لتوفير الخدمات النفسية والرعاية للمصابين‬

‫باألمراض المزمنة التي اندرج ضمنها العجز الكلوي‪.‬‬

‫كما تشير بعض الدراسات الي ان العجز الكلوي من االمراض المزمنة التي تعصف باإلنسان‬

‫والتي تجعله عرضة لكثير من الضغوط النفسية كالقلق والتوتر و الصدمات والتي تؤثر بدورها‬

‫على حياة المريض بشكل عام نتيجة وضعه الصحي ومعاناته المستمرة مع أجهزة الغسيل الكلوي‪،‬‬

‫فهوال يقتصر على فئة معينة فقط وانما على جميع الفئات (أطفال ـ نساء ـ رجال) ولجميع االعمار‬

‫الن هذا المرض ال يقتصر على ناحية واحدة وانما على جميع النواحي ( الصحية ـ االجتماعية ـ‬

‫والنفسية ) ومن بين االعراض النفسية التي يعاني منها المريض نذكر منها كثرة التفكير‪ ،‬انخفاض‬

‫الروح المعنوية‪ ،‬االنعزال‪ ،‬سرعة الغضب‪ ،‬وتعتبر هذه االعراض ضغوطا نفسية تكتسي المريض‬

‫المصاب بالقصور الكلوي (جواد‪، 2384 ،‬ص ‪) 85‬‬

‫باإلضافة الى دراسة قنديل ‪ 0222‬التي أوضحت اهم السمات والخصائص النفسية التي تميز‬

‫مريض الفشل الكلوي وهي القلق واالكتئاب واالرهاق وقد تكون شخصية المريض متزنة بحيث‬

‫يستطيع مواجهة االحباطات بشكل جيد فيكون صبو ار متفائال متقبال لذاته وراضيا عن حياته والتي‬

‫تمثل سمات مهمة للصحة النفسية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وفي ضوء ما تقدم تأتي الدراسة الحالية لتتناول موضوع الصحة النفسية لدى مرضى القصور‬

‫الكلوي المزمن والتي يمكن ترجمته من خالل التساؤل التالي‪:‬‬

‫‪ -‬ما مستوى الصحة النفسية لدى مرضى القصور الكلوي المزمن؟‬

‫‪ /2‬فرضية الدراسة‪:‬‬

‫ـ يتسم مرضى القصور الكلوي بمستوى صحة نفسية منخفض‬

‫‪ /3‬الدراسات السابقة والتعقيب عليها‪:‬‬

‫‪ / 0‬الدراسات المتعلقة بالصحة النفسية‪:‬‬

‫‪ /8‬الدراسة األولى‪:‬دراسة مصطفى‪ 8101 ،‬تحت عنوان الصحة النفسية بدور اإليواء بوالية‬

‫الخرطوم وعالقاتها ببعض المتغيرات وهدفت الدراسة إلى التعرف على الصحة النفسية للمسنين‬

‫وكذلك التعرف على الفروق في الصحة النفسية للمسنين تعزى لمتغيرات النوع والعمر والحالة‬

‫االجتماعية والمستوى التعليمي وأجريت الدراسة بوالية الخرطوم حيث بلغ حجم العينة ‪ 48‬مسن‬

‫منهم (‪ 81‬ذكور) و (‪ 01‬إناث) أعمارهم تراوحت بين ‪ 11‬إلى ‪ 22‬سنة تضمنت أدوات الدراسة‬

‫_ مقياس الصحة النفسية من إعداد الباحثة تم تحليل البيانات ببرنامج الحزم اإلحصائي للعلوم‬

‫االجتماعية (‪ )SPSS‬ومنها اختبار أن العينتين مستقلتين ومعادلة الفاكر نيارج وتوصلت إلى‬

‫النتائج التالية‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫تتسم الصحة النفسية للمسنين بدور االيواء بوالية الخرطوم باالنخفاض وال توجد فروق ذات داللة‬

‫إحصائية في الصحة النفسية للمسنين بدور االيواء بوالية الخرطوم تعزى لمتغير النوع والعمر‬

‫والحالة االجتماعية والمستوى التعليمي‪.‬‬

‫التعليق على الدراسة‪:‬‬

‫_ اهتمت هذه الدراسة بالتعرف على مستوى الصحة النفسية لدى المسنين‬

‫_ التعرف على الفروق في الصحة النفسية للمسنين التي تعزى لمتغيرات النوع والعمر والحالة‬

‫االجتماعية والمستوى التعليمي‪.‬‬

‫حجم العينة كان ‪ 48‬واألدوات مقياس الصحة النفسية وبرنامج الحزم الصوتية اما موقع دراستنا‬

‫من خالل هذه الدراسة فاعتمدنا على المنهج العيادي والعينة كانت ‪ 0‬حاالت واالداة فاستخدمنا‬

‫مقياس الصحة النفسية والمقابلة نصف موجهة‬

‫‪/2‬الدراسة الثانية‪:‬دراسة ابتسام أبو العمرين (‪ )8112‬بعنوان مستوى الصحة النفسية للعاملين‬

‫بمهنة التمريض في المستشفيات الحكومية بمحافظات غزة وعالقاتهم بمستوى أدائهم‬

‫_ هدفت هذه الدراسة الى التعرف على مستويات الصحة النفسية لدى الممرضين والممرضات‬

‫العاملين في المستشفيات الحكومية كما هدفت الى التعرف على االختالفات في مستوى الصحة‬

‫النفسية لدى الممرضين وهدفت الى استكشاف العالقة بين مستوى الصحة النفسية واألداء المهني‬

‫العينة‪ :‬طبقت الدراسة على عينة مكونة من ‪ 810‬ممرض وممرضة‪ ،‬منهم ‪ 012‬ذكور و‪ 28‬اناث‬
‫‪9‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫األدوات‪ :‬استخدمت االستبانة لقياس الصحة النفسية لدى الممرضين من اعداد الباحثة ونموذج‬

‫تقويم األداء المعتمد من و ازرة الصحة وديوان الموظفين العام‬

‫حيث توصلت الدراسة الى عدم وجود عالقة بين مقياس الصحة النفسية ومقياس األداء المهني‬

‫اهتمت هذه الدراسة بالتعرف على مستوى الصحة النفسية للعاملين‬

‫التعليق على الدراسة‪:‬‬

‫اهتمت هذه الدراسة بالتعرف على مستوى الصحة النفسية العاملين بمهنة التمريض وعالقتها‬

‫بمستو أدائهم‬

‫المنهج اتبعت المنهج الوصفي‬

‫العينة ‪ 810‬ممرض وممرضة‬

‫األدوات استخدمت االستبانة لقياس الصحة النفسية من اعدادها ونموذج تقويم األداء المهني‬

‫اما دراستنا فكانت مشابهة لها من حيث عرفة مستوى الصحة النفسية لكن العينة كانت تشمل‬

‫‪0‬حاالت فقط من مرضى القصور الكلوي المزمن مع اعتماد المنهج العيادي واستخدام مقياس‬

‫الصحة النفسية والمقابلة نصف موجهة‪.‬‬

‫‪ / 3‬الدراسة الثالثة‪:‬دراسة كوليس وبيبي ‪ 0222‬بعنوان الشعور بالذنب وعالقته بالصحة النفسية‬

‫والعالقات االجتماعية والتدين‪ ،‬حيث هدفت الى التعرف على العالقة بين الشعور بالذنبمن جهة‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫والصحة النفسية تكونت الدراسة من ‪ 0110‬طالب وطالبة جامعية واألدوات استخدمت مقياس‬

‫مؤشر الذنب‪ ،‬وقائمة بيك لالكتئاب وتوصلت الى وجود ارتفاع في مستوى الشعور بالذنب لدى‬

‫عينة من الطلبة مقارنة بالمتوسط الفرضي بالمقياس‪ .‬اما دراستنا فتهدف الى التعرف على مستوى‬

‫الصحة النفسية لدى مرضى القصور الكلوي من خالل تطبيق مقياس الصحة النفسية والمقابلة‬

‫نصف موجهة على ‪0‬حاالت (دراسة عياديه)‬

‫‪ /2‬الدراسات المتعلقة بالقصور الكلوي‪:‬‬

‫الدراسة األولى‪ :‬دراسة عزوز اسمهان (‪ )8112‬تحت عنوان مصدر الضبط الصحي‬

‫وعالقته باستراتيجيات المواجهة لدى مرضى القصور الكلوي المزمن‬

‫حيث هدفت هذه الدراسة الى الكشف عن العالقة بين ابعاد مصدر الضبط الصحي ونوع‬

‫استراتيجية المواجهة لدى مرضى القصور الكلوي المزمن واستخدمت الباحثة مقياس الضبط‬

‫الصحي ومقياس استراتيجية المواجهة وتوصلت الى وجود عالقة ارتباطية جزئية بين ابعاد مصدر‬

‫الضبط الصحي ونوع استراتيجية المواجهة لدى افراد العينة‪ ،‬العينة اشتملت ‪ 28‬مريضا‪.‬‬

‫التعليق على الدراسة‪:‬‬

‫_ اهتمت هذه الدراسة بالكشف عن العالقة بين ابعاد مصدر الضبط الصحي ونوع استراتيجيات‬

‫المواجهة لدى مرضى القصور الكلوي المزمن في حين اهتمت دراستنا بمستوى الصحة النفسية‬

‫لدى هؤالء المرضى‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫_ استخدمت الباحثة مقياس الضبط الصحي واستراتيجيات المواجهة اما دراستنا فستعنا بمقياس‬

‫الصحة النفسية والمقابلة النصف موجهة‪.‬‬

‫حجم العينة ‪ 28‬مريض اما دراستنا فكانت قائمة على ثالث حالت فقط (دراسة عيادية)‬

‫الدراسة الثانية‪ :‬دراسة بيكون واخرن (‪ )0220‬هدفت الدراسة الى معرفة دور مركز التحكم في‬

‫عملية التكيف مع الضغط الناتج عن إصابة شريك الحياة لمرض مزمن‬

‫العينة أجريت الدراسة على ‪ 10‬زوجة يعاني ازواجهن من فشل كلوي ويتلقون عالج الغسيل‬

‫الكلوي‪.‬‬

‫األدوات المستخدمة‪ :‬استخدمت الدراسة مقياس "روتر" ومقياس مركز التحكم الصحي المتعدد‬

‫االبعاد والستون ومقياس القلق كحالة وكسمة لتايلور ومقياس االكتئاب لبيك‪.‬‬

‫وتبين من هذه الدراسة وجود عالقة دالة بين مركز التحكم الخارجي وارتفاع القلق واالكتئاب عند‬

‫تطبيق مقياس مركز التحكم العام اما بالنسبة للمقاييس االخرين بمركز التحكم فلم تظهر أي عالقة‬

‫دالة‪.‬‬

‫التعليق على الدراسة‪:‬‬

‫اهتمت هذه الدراسة بالتعرف على دور مركز التحكم في عملية التكيف مع الضغط الناتج عن‬

‫إصابة شريك الحياة بمرض مزمن‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫استخدام مجموعة من المقاييس لتبين وجود عالقة دالة بين مركز التحكم الخارجي وارتفاع القلق‬

‫واالكتئاب عند تطبيق مقياس مركز التحكم العام اما العينة الدراسة فشملت ‪ 10‬زوجة‬

‫اما دراستنا فتهدف الى معرفة مستوى الصحة النفسية لدى مرضى القصور الكلوي المزمن ومع‬

‫تطبيق مقياس الصحة النفسية والمقابلة النصف موجهة‪.‬‬

‫‪ /3‬الدراسة الثالثة‪ :‬دراسة ‪0222Crissons Et Keefe‬‬

‫هدفت الى معرفة العالقة بين مركز الضبط واستراتيجيات المواجهة‪ ،‬والضيق االنفعالي لدى‬

‫مرضى األلم المزمن‬

‫_ العينة‪ :‬أجريت على الدراسة على ‪ 18‬مريضا مصابون باأللم المزمن وفي حالة استشفاء‬

‫_ األدوات المستخدمة‪ :‬استخدمت الدراسة مقياس مركز ضبط الصحة‪ ،‬مقياس استراتيجيات‬

‫المواجهة وقائمة كشف االعراض الجسدية‪.‬‬

‫وكشفت نتائج الدراسة ان المرضى الذين تحصلوا على درجات عالية في بعد الخط بمركز الضبط‪،‬‬

‫يبدو اكثر عجز للتعامل مع المهم‪ ،‬واستعملوا استراتيجية تحويل االنتباه‪ ،‬واستراتيجية المواجهة‬

‫المعتمدة على الصالة والتمني‪:‬‬

‫التعليق على الدراسة‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫اهتمت هذه الدراسة بالتعرف على ال عالقة بين مركز الضغط واستراتيجيات المواجهة والضيق‬

‫االنفعالي لدى مرضى األلم المزمن‪.‬‬

‫_ استخدمت مجموعة من المقاييس لتبين وجود عالقة‬

‫العينة فكانت ‪ 18‬مريضا‬

‫اما دراستنا فهدفت الى التعرف على مستوى الصحة النفسية لدى مرضى القصور الكلوي المزمن‬

‫وتطبيق مقياس الصحة النفسية والمقابلة النصف موجهة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /4‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫ـ تكمن أهمية ه ذه الدراسة في أهمية الموضوع الذي يتصدى له وهي الصحة النفسية التي تمثل‬

‫أهمية بالغة في مجال علم النفس حيث نالت وال زالت تنال اهتمام واسع من طرف الباحثين‬

‫ـ االهتمام بالجوانب النفسية لمرضى القصور الكلوي‬

‫ـ كما تنبع أهمية الدراسة من خالل الفئة المستهدفة التي يتعامل معها البحث أال وهي مرضى‬

‫القصور المزمن‬

‫ـ أهمية المرحلة التي يعيشها افراد عينة الدراسة لما لها من خصوصيات مع وجود عائق المرض‬

‫‪ / 5‬اهداف الدراسة‪:‬‬

‫ـ تتمثل في التعرف على مستوى الصحة النفسية لدى مرضى القصور الكلوي المزمن‪.‬‬

‫‪ / 6‬دوافع اختيار الموضوع‪:‬‬

‫سبب اختيار الموضوع هو‪:‬‬

‫ـ محاولة فهم هذا المرض واكتساب ثقافة صحية معرفية حوله كدافع شخصي حول حب المعرفة ـ‬

‫الرغبة الشخصية في دراسة جانب من الجوانب النفسية لمرضى القصور الكلوي المزمن والمتمثلة‬

‫في الصحة النفسية والذي يعتبر من اهم المفاهيم النفسية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار العام للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ـ التقرب من هذه الفئة ومحاولة فهم انعكاسات المرض ووضعية االستشفاء على حياتهم النفسية‬

‫ـ المساهمة في اثراء ميدان علم النفس في هذه الدراسة‪.‬‬

‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬

‫ـ الصحة النفسية‪:‬‬

‫هي التوافق التام بين الوظائف الجسمية المختلفة مع القدرة على مواجهة الصعوبات العادية‬

‫المحيطة باإلنسان ومع اإلحساس اإليجابي بالنشاط والحيوية‪.‬‬

‫ـ القصور الكلوي‪:‬‬

‫هو العجز الدائم لعمل الكليتين عن أداء وظيفتها والمتمثلة في تخليص الدم من الفضالت السامة‬

‫العالقة مما يؤدي الى تلف بصفة دائمة حيث يستلزم االستعانة بألة التصفية لتعويض عمل‬

‫الكليتين‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الصحة النفسية‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيـــد‪:‬‬

‫تعتبر الصحة النفسية عموما بأنها ليست مجرد الخلو من المرض واالضطراب ولكنها حالة‬
‫يتكامل فيها الشعور بالرضا والكفاية والسعادة الجسمية والنفسية واالجتماعية‬

‫حيث سنتناول في هذا الفصل العناصر الثي تقربنا الي مفهوم دقيق عن الصحة النفسية‬
‫والمفاهيم المرتبطة بالصحة النفسية وأهميتها باإلضافة الي مميزات األشخاص األصحاء‪ ،‬ونسبية‬
‫الصحة النفسية كما تطرقنا الي معايير الصحة النفسية ثم تطرقنا الي النظريات الخمسة االكثر‬
‫انشغاال بهذا الموضوع وهي نظرية التحليل النفسي والنظرية المعرفية والسلوكية وأيضا اإلنسانية‬
‫أيضا الوجودية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الصحة النفسية‪:‬‬

‫ـ تعريف كيالندر‪:0212 kilander‬‬

‫هي مدي قدرة الفرد على التأثير في بيئته وقدرته على التكيف مع الحياة بما يؤدي بصاحبه الي‬
‫قدر معقول من االشباع الشخصي والكفاءةوالسعادة‪.‬‬

‫ـ تعريف عبد العزيز القوصي ‪:0221‬‬

‫هي التوا فق التام بين الوظائف النفسية المختلفة مع القدرة على مواجهة األزمات النفسية العادية‬
‫التي تط أر عادة على االنسان مع اإلحساس بالسعادة والكفاية‪.‬‬

‫ويعرفها حامد زهران ‪:0222‬‬

‫بأنها حالة دائمة نسبيا يكون فيها الفرد متوافقا نفسيا وشخصيا وانفعاليا واجتماعيا ويشعر‬
‫بالسعادة مع نفسه واألخرين ويكون قادر علي تحقيق ذاته واستغالل قدراته وامكانيته ألقصى حد‬

‫‪18‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ممكن ويكون قادر على مواجهة مطالب الحياة وتكون شخصيته متكاملة سوية ويكون سلوكه عاديا‬
‫بحيث يعيش بسالمة وسالم‪.‬‬

‫تعريف منظمة الصحة العالمية‪:‬‬

‫هي حالة عقلية انفعالية مركبة دائمة نسبيا من الشعور بأن كل شيء على ما يرام والشعور‬
‫بالسعادة مع الذات ومع األخرين والشعور والرضا والطمأنينة واألمن وسالمة العقل واالقبال على‬
‫الحياة مع الشعور بالنشاط والقوة والعافية‪(.‬اديب دمحم الخالدي‪ ،2333 ،‬ص ‪)32‬‬

‫ثانيا‪ :‬المفاهيم المرتبطة بالصحة النفسية‬

‫‪8‬ـ التوافق‪:‬‬

‫يري علماء النفس أن الصحة النفسية هي حالة نفسية يشعر فيها الفرد بالتوافق مع ذاته‬
‫والمجتمع الذي يعيش فيه والتوافق يعني العملية الديناميكية التي يحدث فيها تغيير أو تعديل في‬
‫سلوك الفرد أو أهدافه وحاجاته أو فيها جميعا ويصاحبها شعور باالرتياح والسرور اذ حقق الفرد ما‬
‫يريد الوصل الي أهدافه وأشبع حاجته‪.‬‬

‫ويدل التوافق على الصحة النفسية اذ كانت أهداف الفرد تتفق مع قيم معايير المجتمع وأشبعها‬
‫بسلوك مقبول ويدل على ضعف الصحة النفسية إذا لم يبارك المجتمع إذا كانت سلوكياته تثير‬
‫سخط عليه والتوافق نوعان‪:‬‬

‫ـ ـ توافق شخصي‪ :‬وهو حالة اندماج الفرد مع الحيز النفسي (داخلي)ويتضح من خالل التعامل‬
‫(بمرونة تلقائية) مع أحداث الحياة المختلفة وأنه يقاس بمدي ما يحققه الفرد من تألف وتأزر بين‬
‫طاقته ألحداث التغيير اإليجابي نحو وصوله ألهدافهتوافق اجتماعي‪ :‬وهو حالة اندماج الفرد مع‬
‫محيطه االجتماعي(خارجي) ويتضح من خالل ادراكه لمستوياته (مهارة اجتماعية) وامكانية إقامة‬
‫عالقات اجتماعية فعالة وادراك كفاءة المساندة االجتماعية(مخيمر‪ ،8373 ،‬ص‪.)23‬‬

‫‪19‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪8‬ـ تحقيق الذات‪:‬‬

‫يري العديد من علماء النفس أن تحقيق الصحة النفسية هي حالة نفسية يشعر فيها االنسان‬
‫بتحقيق الذات ‪ ،‬عندما يفهم نفسه وينميها ويرضى عنها ويقبلها ويصل بقدراته الي اقصى وسع لها‬
‫ويبلغ بإنجازاته اعلى درجات التقوى والنجاح ويشعر باتساق حاجته وتكامل دوافعه حيث عرف‬
‫أبراهام ماسو الشخص المتمتع بالصحة النفسية بأنه الشخص حقق ذاته عن طريق اشباع حاجته‬
‫الجسمية والنفسي ة واالجتماعية لذا نجده آمنا مطمئنا محبا للناس ومحبوبا منهم صادق مع نفسه‬
‫ومع الناس ومتقبال للواقع الذي يعيش فيه واضحا مع نفسه سهال في تعامله مع الناس ‪ ،‬قادر‬
‫على اإلنتاج واالبداع‪.‬‬

‫‪ .0‬تحصيل السعادة‪:‬‬

‫يري بعض العلماء أن الصحة النفسية هي الشعور بالسعادة فالشخص المتمتع بالصحة النفسية‬
‫سعيد في حياته والشخص الواهن نفسيا شقي وتعيس في حياته‪.‬‬

‫ويقصد بالسعادة مجموعة من المشاعر السارة التي نستدل عليها من تقدير الشخص عن نفسه‬

‫واعترافه بسعادته او في تعبيرات الفرح والسرور‪.‬‬

‫والشعور بالسعادة مسألة نسبية تختلف من شخص ألخر فما يسعدك قد ال يسعد غيرك فالسعادة‬
‫التي تدل على الصحة النفسية ليست في ملذات حسية ولكنها في ملذات تحصل عليها من عمل‬
‫مأ يرضى هللا فيرضى عنا ويحبنا وينير عقولنا وقلوبا وأبصارنا وأسماعنا فنقبل معلى ما يقربنا منه‬
‫ونرضى بما قسمه لنا في الدنيا واالخرة(عبد السالم عبد الغفار‪ ،8378 ،‬ص‪.)28‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية الصحة النفسية‪:‬‬

‫أـ بالنسبة للفرد‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ـفهم الذات‪ :‬فالفرد الذي يتمتع بالصحة النفسية هو الفرد المتوافق مع ذاته فهو يعرف ذاته ويعرف‬
‫حاجاته وأهدافه‬

‫ـ التوافق‪ :‬ويعني ذلك التوافق الشخصي بالرضى عن النفس وفهم األخرين من حوله‬

‫ـ الصحة النفسية‪ :‬تجعل حياة الفرد خالية من التوتر واالضطرابات والصراعات المستمرة مما يجعله‬
‫يشعر بالسعادة مع نفسه‬

‫ـ الصحة النفسية تجعل الفرد قويا اتجاه الشدائد واألزمات وتجعل شخصيته متكاملة تؤدي وظائفها‬
‫بشكل متكامل ومتناسق‬

‫ـ الصحة النفسية تجعل األفراد قادرين على التحكم في عواطفهم وانفعاالتهم مما يجعلهم يتصفون‬
‫بسلوكيات سوية ويبتعدون عن السلوكيات الخاطئة والهدف النهائي لصحة النفسية هو إيجاد‬
‫أكبرعدد من األسوياء (صالح حسن الداهري‪)،232 2335،‬‬

‫ـ بالنسبة للمجتمع‪:‬‬

‫ـ الصحة النفسية تؤدي الي زيادة اإلنتاج وكفايته‪ :‬بحيث أكدت العديد من الدراسات بأن العاملين‬
‫الذين يتمتعون بصحة جيدة عادة ما ترتفع انتاجياتهم كما ان انتاجاتهم تتميز بالجودة واالتقان مع‬
‫قلة الفاقد مما تؤدي الى زيادة الدخل القومي‬

‫ـ الصحة النفسية تؤدي الى تماسك المجتمع‪ :‬فاألفراد المتمتعون بالصحة النفسية يتسمون بالتعاون‬
‫وتكوين عالقات مع األخرين واالنسجام معهم مما يجعلهم يد واحدة أمام المشكالت التي تهدد‬
‫مجتمعهم ويبذلون اقصى جهودهم بروح الفريق لتحقيق االزدهار والتطور‬

‫ـ الصحة النفسية تؤدي الي اختفاء الظواهر المرضية فبوجود الصحة النفسية تكاد تختفي معها‬

‫الظواهر السلوكية المرضية كإدمان المخدرات والخمور والسرقة والقتل‪...‬إلخ (عبد الخالق ‪،8333‬‬

‫ص ‪)82‬‬

‫‪21‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫رابعاـ‪ :‬مميزات األشخاص االصحاء‪:‬‬

‫تتميز الشخصية المتمتعة بالصحة النفسية بعدة خصائص تميزها عن الشخصية المرضية وفيما‬
‫يلي أهم هذه الخصائص كما لخصها زهران وهي‪:‬‬

‫ـ التوافق‪ :‬ويتضمن التوافق الشخصي الذي يشمل الرضى عن النفس والتوافق االجتماعي الذي‬
‫يشمل التوافق الزواجي واالسري والمدرسي والتوافق المهني‪.‬‬

‫ـ الشعور بالسعادة مع النفس‪ :‬ودليل ذلك هو الشعور بالسعادة والراحة النفسية لما للفرد من ماضي‬
‫نظيف وحاضر سعيد ومستقبل مشرق واالستفادة من مسرات الحياة واشباع الدوافع والحاجات‬
‫النفسية األساسية والشعور باآلمن والطمأنينة والثقة‪.‬‬

‫ـالشعور بالسعادة نحو األخرين‪ :‬ودليل ذلك هو حب األخرين والثقة فيه واحترامهم وتقبلهم ووجود‬
‫اتجاه متسامح نحو االخرين تكامل اجتماعي واالنتماء للجماعة والقيام بالدور االجتماعي المناسب‬
‫والتفاعل االجتماعي السليم والسعادة االسرية والتضحية من أجل األخر والتعاون وتحمل المسؤولية‬

‫ـتحقيق الذات واستغالل القدرات‪ :‬ودليل هذا هو فهم النفس والتقييم الواقعي الموضوعي للقدرات‬
‫والطاقات وتقبل نواحي القصور والحقائق المتعلقة بالقدرات وتقبل مبدأ الفروق الفردية واستغالل‬
‫القدرات واالمكانيات الي أقصى حد ممكن ووضع اهداف ومستويات الطموح وبذل الجهد في‬
‫العمل والشعور بالنجاح والكفاية والرضا عن الذات‪.‬‬

‫القدرة على مواجهة مطالب الحياة‪ :‬وذلك من خالل النظرة السليمة الموضوعية للحياة ومطالبها‬
‫ومشكالتها اليومية والعيش في الحاضر والواقع والبصيرة والمرونة وااليجابية في مواجهة الواقع‬
‫والقدرة على مواجهة احباطات الحياة وبذل جهود إيجابية من اجل التغلب على مشكالته والسيطرة‬
‫على الظروف البيئية كلما أمكن‬

‫ـ التكامل النفسي‪ :‬ويتجسد من خالل األداء الوظيفي الكامل المتكامل والمتناسق لشخصية ككل‬
‫(جسميا وعقليا وانفعاليا واجتماعيا) والتمتع بالصحة ومظاهر النمو العادي‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ـ السلوك العادي‪ :‬من خالل السلوك السوي العادي المعتدل المألوف الغالب على حياة غالبية‬
‫الناس العاديين والعمل على تحسين مستوى التوافق النفسي والقدرة على التحكم في الذات وضبط‬
‫النفس‬

‫ـ حسن الخلق‪ :‬ودليل ذلك األدب وااللتزام وطلب الحالل واجتناب الحرام وبشاشة الوجه وبذل‬
‫المعروف وكف األذى وارضاء الناس في السراء والضراء ولين القول وحب الخير للناس والكرم‬
‫وحسن الجوار وقول الخير وبر الوالدين والحياء والصالح والصدق والبر والوقار والصبر والشكر‬
‫والرضا والحلم والعفة والشفقة‪.‬‬

‫ـ العيش بسالمة وسالم‪ :‬ودالئل ذلك هو التمتع بالصحة النفسية والصحة الجسمية والصحة‬
‫االجتماعية واالمن النفسي والسلم الداخلي واالقبال على الحياة بوجه عام والتمتع بها والتخطيط‬
‫للمستقبل بثقة وامل (حامد زهران‪.)82،84 ،2335،‬‬

‫خامسا‪ :‬نسبية الصحة النفسية‬

‫الصحة النفسية حالة إيجابية دائمة نسبيا فهي ليست مطلقة أي (تتحقق أو ال تتحقق) بل انها‬
‫نشطة متحركة ونسبية تتغير من فرد الي أخر ومن وقت الي أخر عند الفرد نفسه كما أنها تتغير‬
‫بتغير المجتمعات وهذا المقصود بنسبيتها‪ ،‬وفيما يلي نعرض بعض المتغيرات التي ترتبط بنسبية‬
‫الصحة النفسية‬

‫‪8‬ـ نسبية الصحة النفسية من فرد ألخر‪:‬‬

‫حيث يختلف األفرادفي درجة صحتهم النفسية كما يختلفون من حيث الطول والوزن والذكاء‬

‫والقلق‪،‬فالصحة النفسية نسبية غير مطلقة وال تخضع لقانون (الكل أوال الشيء) وانتقائها الكلي‬
‫أيضا غيرمتوقع فال يوجد شخص غير كامل في صحته‪ .‬كما هوا الحال في الصحة الجسدية‬

‫‪23‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وأيضا ال يكاد يكون هناك شخص تنتقي لديه عالمات الصحة النفسية ومظاهرها فمن المكن ان‬
‫نجد بعض الجوانب السوية االيجابية لدى اشد الناس اضطرابا‪.‬‬

‫‪2‬ـ نسبية الصحة النفسية لدى الفرد الواحد من وقت الى اخر‪:‬‬

‫ال يوجد شخص يشعر في كل لحظة من لحظات حياته بسعادة والسرور كما أن الفرد الذي يشعر‬
‫بالتعاسة والحزن طوال حياته غير موجود أيضا‪ ،‬فالشخص يمر بمواقف سارة وأخرى غير سارة‬
‫وتستخدم المقاييس النفسية لتحديد درجة الفرد ومركزه على بعد متدرج في سلم تقدير ذي بعدين‪،‬‬
‫الصحة النفسية مقابل الشذوذ ولكن يجب أن نذكر الشخص الذي يتمتع بدرجة مرتفعة من الصحة‬
‫النفسية يتميز بأن لديه درجة مرتفعة من الثبات النسبي‪ ،‬أيضا في حين أن الدرجة المنخفضة من‬
‫الصحة النفسية تتميز بالتغيير والتذبذب من وقت الي أخر‪( .‬دمحم احمد ‪)36 35 ،2382،‬‬

‫‪3‬ـ نسبية الصحة النفسية تبعا لمراحل النمو‪:‬‬

‫ان مفهوم السلوك السوي‪normalbehavio‬ا الذي يدل على الصحة النفسية هو مفهوم نسبي‬
‫أيضا مرتبط بمراحل النمو التي يمر بها الفرد فقد يعد سلوك ما سويا في مرحلة عمرية معينة مثل‬
‫(رضاعة ثدي األم حتى السنة الثانية)ولكنه غير سوي إذا حدث في سن الخامسة‪ ،‬كما ان مص‬
‫األصابع سلوك سوى في األشهر األولى من عمر الطفل ولكن يعد مشكلة سلوكية ان حدث مثال‬
‫في عمر السابعة كما يعد التبول الالإرادي الليلي أمر سويا طبيعيا في العام األول من عمر الطفل‬
‫ولكنه يعد مشكلة سلوكية ان حدث في عمر السادسة‪ ،‬وعموما فإن الحكم على سلوك معين بأنه‬
‫عالمة على الصحة النفسية أو مؤشر للشذوذ النفسي يرتبط ارتباطا وثيقا بمرحلة النمو التي يمر‬
‫بها االنسان‪.‬‬

‫‪4‬ـ نسبية الصحة النفسية تبعا لتغير الزمان‪:‬‬

‫يعتمد السلوك الدال على الصحة النفسية على الزمان الذي حدث فيه هذا السلوك ونقصد بالزمان‬
‫هنا الحقبة التاريخية‪ ،‬فقد كان اللص ال يعاقب في إسبارطة بل كل سلوكه هذا دليل ذكاء وفطنته‬
‫‪24‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وفي العصر اإلسالمي و(خاصة العباسي)سوغ بعضهم سرقة الكتب ألن الشخص انما يسرق شيئا‬
‫فالحكم على سلوك الدال على الصحة النفسية يختلف عبر العصور واألزمان‬

‫‪ 5‬ـ نسبية الصحة النفسية تبعا لتغير المجتمعات‪:‬‬

‫تختلف العادات والتقاليد من مجتمع الي أخر اعتماد على تغييرهما فضال عن عوامل أخرى‪،‬‬
‫ألن السلوك الذي يدل على الصحة النفسية يختلف باختالف المجتمعات فهناك قبائل تربى أفرادها‬
‫على سلوك االعتداء والعنف ودحر األخرين والكسب في حين ان هناك قبائل تربى أفرادها على‬
‫كظم االنفعال واظهار التسامح وعموما فالحكم على الصحة النفسية يختلف تبعا لتغير الزمان‬
‫والمكان والمجتمعات ومراحل النمو عند االنسان ويجب أخذ كل هذه المتغيرات بعين االعتبار منذ‬
‫إطالقنا الحكم على الصحة النفسية وذلك بالقول إنها نسبية( عبد المجيد‪ ،2338 ،‬ص ص ‪83‬‬
‫‪.)22‬‬

‫سادسا‪:‬معايير الصحة النفسي‬

‫‪/8‬تقبل الفرد الواقعي لحدود امكانياته‪:‬‬

‫إحدى الوسائل للتعرف على الصحة النفسية لفرد ما أي الي أي حد يدرك هذا الفرد حقيقة وجود‬
‫الفروق الفردية بين الناس‪ ،‬ومدى اتساع هذه الفروق وكيف يري الفرد نفسه بالمقارنة مع االخرين‬
‫وماهي فكرته عن مميزاته الخاصة وعن حدود قدرته وما يستطلعه وما ال يستطيعه‪.‬‬

‫‪ /8‬المرونة واالستفادة من الخبرات السابقة‪:‬‬

‫الفرد السوي لديه القدرة على التكيف والتعديل والتغيير بما يتناسب مع ما يجد على المواقف حتى‬
‫يحقق التكيف وقد يحدث التعديل نتيجة لتغير ط أر على حاجات الفرد أو أهدافه أو بيئته كما أنه‬
‫يعدل من سلوكه بناء على الخبرات السابقة وال يكرر أي سلوك فاشل ال معنى له‪.‬‬

‫‪/0‬ال التوافق االجتماعي‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هو قدرة الفرد على عقد صالت اجتماعية مرضية تتسم بالتعاون والتسامح وااليثار وال يحدث ما‬
‫يعكرها من العدوان او الريبة أو االتكال أو عدم االكتراث لمشاعر االخرين‪ ،‬أن يرتبط بعالقات‬
‫دفئ مع االخرين‬

‫‪/4‬االتزان االنفعالي‪:‬‬

‫ونعني به قدرة الفرد على السيطرة على انفعاالته المختلفة والتعبير عنها بحب وما تفتضيه‬
‫الظروف وبشكل مناسب مع المواقف التي تستدعي هذه االنفعاالت‪.‬‬

‫‪ /0‬القدرة على مواجهة اإلحباط‪:‬‬

‫الفرد السوي لديه القدرة على الصمود للشدائد واألزمات دون إسراف في استخدام الحيل الدفاعية او‬
‫العدوان‪ ،‬أو العدوان وهذا ما يتطلب كفاءة من جانب األنا لمواجهة المواقف المختلفة بطريقة تتفق‬
‫السمات التي تطبع‬ ‫مع المعطيات الواقعية للموقف وأن درجة تحمل الفرد لإلحباط من أهم‬
‫شخصيتيه وتميزه عن غيره من الناس‪.‬‬

‫‪ /5‬التكيف‪:‬‬

‫من أهم الشروط التي تحقق الصحة النفسية وهي ان تكون البيئة التي يعيش فيها الفرد من النوع‬
‫الذي يساعد على اشباع حاجاته المختلفة‪،‬في حال عدم االشباع فانه سيتعرض لكثير من عوامل‬
‫اإلحباط التي تؤدي الى نوع من االختالل في التوازن‪ ،‬او عدم المالئمة‪.‬‬

‫‪ /7‬القدرة على العمل واإلنتاج‪:‬‬

‫ونقصد بذلك قدرة الفرد على اإلنتاج المعقول في حدود ذكائه وحيويته واستعداده الجسمي كما ان‬
‫قدرة الفرد على احداث تغيرات اصالحية في مجتمعه وبيئته دليل على الصحة النفسية‪.‬‬

‫‪ /5‬التوافق النفسي‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يقصد به قدرة الفرد على التوافق بين دوافعه المتصارعة وارضائها المتزن والصحة النفسية ومن هنا‬
‫يحسم الصراعات النفسية والتحكم فيها بصورة مرضية وايجابية (دمحم علي وأشرف دمحم عبد الغني‬
‫‪.)53، 58، 2335،‬‬

‫سابعا‪ :‬النظريات المفسرة لصحة النفسية‪:‬‬

‫قام كل تيار نفسي أو نظرية عالج نفسي منظو ار خاصا به لما اعتبره يشكل الصحة النفسية‬
‫انطالقا من مفهومه للشخصية اإلنسانية وسلوكها وبما ان االتجاهات النظرية كثيرة ومتعددة‬
‫فسنحاول التطرق الي بعض تلك االتجاهات النظرية واألكثر شيوعا في أوساط الباحثين‬
‫واألخصائيين النفسيين العيادين وذلك بطريقة مختصرة وهي‪:‬‬

‫‪ /8‬نظرية التحليل النفسي‪:‬‬

‫ترتكز هذه النظرية على الخبرات األولى في مرحلة الطفولة حيث يري فرويدان العناصر األساسية‬
‫التي يتكون منها البناء النظري لتحليل النفسي وهي نظرية المقاومة والكبت والالشعور وتقوم هذه‬
‫النظرية على بعض األسس التي تعد بمثابة مسلمات في تفسير السلوك منها الحتمية النفسية‬
‫والطاقة الجنسية والثبات واالتزان ومبدأ اللذة ويتحقق هذا التوازن بين الهو واالنا األعلى ويضطرب‬
‫عندما ال تتمكن االنا بين الموازنة تبين الهو الغريزية واالنا العليا المثالية ويرى فرويد ان‬
‫عودة الخبرات المكبوتة تأثر تأثي ار رئيسيا في تكوين االمراض العصابية والفرد الذي يتمتع‬
‫يستطيع اتساع المتطلبات الضرورية للهو بوسائل مقبولة اجتماعيا‬ ‫بصحة نفسية هو من‬
‫(الزبيدي ‪ ،2333،‬ص‪.)6‬‬

‫فالصحة النفسية وفقا للتحليل النفسي ليس امتثاال سلبيا لواقع جامد بل هو تفا عل دينامي بين هذه‬
‫المكونات جميعها والصحة النفسية حسب فرويد هي قدرة الفرد على الحب فاإلنسان السليم تفسيا‬
‫هو االنسان الذي تمتلك االنا لديه قدراتها الكاملة على التنظيم واالنجاز ويمتلك مدخال لجمع أجزاء‬
‫الهو ويستطيع ممارسة تأثيره عليه وال يوجد هناك عداء طبيعي بين االنا والهو فهما ينتميان الى‬

‫‪27‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بعضهما البعض وال يمكن فصلهما عن بعضهما في حالة الصحة النفسية (سامر جميل‬
‫رضوان‪،2332،‬ص‪.)35‬‬

‫‪/2‬النظرية السلوكية‪:‬‬

‫رأت هذه النظرية أن السلوك اإلنساني في مجملة متعلم اذن يمكن تغيره وتعدله وعلى ذلك فإن‬
‫الفرد يتمتع بالصحة النفسية عندما يتعلم عادات نفسية والفرد يتمتع بالصحة النفسية عندما يتعلم‬
‫صحيحة من محيطه الخارجي فالصحة النفسية مكتسبة ويتكون العكس‬ ‫عادات نفسية اجتماعية‬
‫عندما يتعلم الفرد عادات سيئة وطرق تفكير خاطئة تسبب له التعاسة والحزن واالم (احمدعبد‬
‫اللطيف ‪)37، 2335،‬‬

‫النظرية المعرفية‪:‬‬

‫وعلى أرسهم بيك وألبيرت إبليس فحسب نظر إيليس أن المرض النفسي هو رد فعل راجع إلى‬
‫نظام من االفتراضات المعرفية الخاطئة والى نظام األفكار األلية الغير حرة وغير حقيقية المرتكزة‬
‫على نواة من نظام المعتقدات العميق حول الذات والعالم‬

‫أما بيك ينظر الي أن االنسان يقع في المعاناة واالضطرابات نتيجة خلل في نظام في نظام‬
‫المعتقدات أما الفرد المعافي فهو الذي يتمتع بنظام عالئقي وبسيادة التفكير اإليجابي في المواقف‬
‫الحياتية ونحو الذات ويستلزم الوصول الي التفكير اإليجابي من خالل القضاء على نظام‬
‫المعتقدات الخاطئة مما يعني استعادة العافية في حالة من سيطرة العقل على الحاالت االنفعالية‬
‫السلبية (حجازي‪.)42، 2333،‬‬

‫‪ /4‬النظرية اإلنسانية‪:‬‬

‫يرى أصحاب هذه النظرية ان الصحة النفسية هي مدى تحقيق الفرد إلنسانيته تحقيقا كامال‪ ،‬سواء‬
‫لتحقيق حاجاته النفسية كما عند (ما سلو) او المحافظة على الذات كما عند (روجرز) حيث يقوم‬
‫هذا المنحنى على ثالث معتقدات أساسية هي (‪:(Shaffer ،0222 ،08‬‬
‫‪28‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ان االنسان خير بطبيعته او على األقل محايد‪ ،‬وان المظاهر السلوكية السيئة او العدوانية تنشأ‬
‫بفعل ظروف البيئة‪.‬‬

‫ان االنسان حر ولكن في حدود معينة‪ ،‬فهو حر في اتخاذ ما يراه من ق اررات وقد يكون هناك‬
‫مواقف وظروف تحد من حريته‪.‬‬

‫التأكيد على السالمة او الصحة ألنفسية الدراسة النفسية يجب ان تتوجه الى الكائن اإلنساني السليم‬
‫وليس االفراد العصابيين او الذهانين‪.‬‬

‫ويعتبر "كارل روجرز" أحد اهم أعمدة المنحنى اإلنساني ان الفرد يمر في حياته بخبرات عديدة‬
‫ويتفاعل معها ويؤثر فيها ويتأثر بها‪ .‬والخبرة هي متغيرة ويحول الفرد خبراته الى رموز يدركها‬
‫ويقيمها في ضوء مفهوم الذات‪ ،‬وفي ضوء المعايير االجتماعية او يتجاهلها على انها ال عالقة‬
‫لها ببنية الذات‪ ،‬وفي ضوء المعايير االجتماعية او يتجاهلها اذا كانت غير مطابقة مع بنية الذات‬
‫والخبرات التي تتدفق وتتطابق مع مفهوم الذات والمعايير االجتماعية تؤدي الى الراحة والخلو من‬
‫التوتر والى التوافق النفسي اما ما سلو فيعتقد ان االنسان خير بطبعه ويحدد الوسائل التي يستطيع‬
‫الناس من خاللها تحقيق جهدهم على الرغم من اإلحباط ومصادر القلق في المجتمع المعاصر‬
‫وعرف هذه العملية بتحقيق الذات‪ ،‬واعظم مساهمة له في بناء هرم الحاجات وهي‪:‬‬

‫_ ويرى ان السبب األول للمشكالت النفسية هو‪ :‬الفشل في اشباع الحاجات األساسية مثل‬
‫سامية‬ ‫الحاجات الفيزيولوجية وحاجات االمن والحب والتقدير وتحقيق الذات (احمد أبواسعد‬
‫لختاتة‪ ،2388،‬ص‪.)27‬‬

‫ومنه يمكن القول ان الصحة النفسية حسب هذا المنحنى تكمن في تحقيق الفرد إلنسانيته تحقيقا‬
‫كامال‪ ،‬وذلك بالمحافظة على الذات‪ ،‬كما هو عند روجرز‪ ،‬او تحقيق الحاجات كما هو عند ما‬
‫سلو ويكون االختالف في مستويات الصحة النفسية تبعا الختالف ما يصلون اليه من مستويات‬
‫في تحقيق انسانيتهم‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪/5‬النظرية الوجودية‪:‬‬

‫تعني الوجودية أن الشخص يحس بوجوده من خالل إيجاد معني لهذا الوجود‪ ،‬ثم يتولى‬
‫مسؤولية أعماله الخاصة كلما حاول أن يعيش طبقا لقيمه ومبادئه‪.‬إن فهم وجهة نظر الوجودية عن‬
‫الصحة النفسية يتطلب معرفة موقفها من القلق فالقلق بالنسبة للمنظور الوجودليس شعور غير‬
‫مسر أو غير مرغوب فيه فهو العالمة األولى لتيقظ الفكري وبالتالي بمثابة مثير أو حافز للنمو‬
‫الشخصي والصحة النفسية ال تعرف من خالل غياب القلق وانما باعتماد هذه المعاني لتفاعل معه‬
‫ويوضح الفالسفة الوجوديون خمسة معايير للصحة النفسية والشكل التالي يوضح تلك المعايير‪.‬‬

‫قادرة على خلق حالة من االتزان بين وجوده والعالم‬

‫السعي وراء‬
‫تكامل الشخصية‬
‫األهداف التّي‬
‫يختارها الفرد‬

‫قدرة الفرد على تحمل مسؤولية حياته‬ ‫إدراك الذات من خالل اإلرادة‬
‫‪30‬‬
‫الصحة النفسية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫شكل رقم ‪ :8‬يوضح تفسير النظرية الوجودية للصحة النفسية‬

‫فإن لم يستطع ان يدرك معنى الوجود ولم يشعر بالحرية واليتحمل مسؤولية أعماله واختياراته وال‬
‫يتقبل نواحي ضعفه او مدركا للتناقضات فذلك يعني االضطراب النفسي والصحة النفسية السيئة‪.‬‬
‫(احمد عبد اللطيف‪ ،2335،‬ص ص ‪.)42،43‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫مما سبق عرضه يمكن القول أن الصحة النفسية في أبسط معانيها هي حالة التوافق التام‬
‫الذي يحققه الفرد على الصعيد الشخصي واالجتماعي والرضا عن الحياة وما حققه فيها من اهداف‬
‫والقدرة على مواجهة متطلباتها‬

‫كما أن مفهوم الصحة النفسية يبقى نسبي بالدرجة األولى فهو يختلف باختالف المجتمعات‬
‫والثقافات ويختلف داخل المجتمع الواحد‪،‬ولهذا فالصحة النفسية هي إحدى متع الحياة على عكس‬
‫المرض الذي يعتبر من عوامل شقاء الحياة وقسوتها‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫القصور الكلوي‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‬

‫يعد مرض القصور الكلوي من االمراض المزمنة في وقتنا الحالي والتي تشكل خطورة على‬
‫حياة المرضى وتتسبب في غالب األحيان الي وفاته‪ ،‬حيث ينتج العجز الكلوي عن عجز في‬
‫وظيفة الكلية وبالتالي عدم قدرتها علىاداء وظائفها بالشكل الطبيعي من حيث ترشيح الدم والتخلص‬
‫من المواد الضارة وهذا سيسبب له أالم جسدية من جهة وأالم نفسية من جهة أخرى والذي يزيد من‬
‫حدتها هو خضوع المريض لعملية التصفية التي تتحكم في سير حياته وتعيق مهامه المعتادة في‬
‫حالة الصحة‪.‬‬

‫وفي هذا الفصل سنتطرق الى بنية الكلية ووظائفها ثم الى تعريف القصور الكلوي والمفاهيم‬
‫المرتبطة بالقصور الكلوي ثم االعراض واالنواع واألسباب وأيضا سيكولوجية مريض القصور‬
‫الكلوي واالثار المرتبطة بهذه الفئة وفي نهاية الفصل يأتي عنصر التشخيص والوقاية ثم عالج‬
‫القصور الكلوي‪.‬‬

‫‪ : / 8‬الكلية‬

‫أوال ‪ /‬بنية الكلية‪:‬‬

‫تعتبر الكلية العضو األهم في الجهاز البولي المتكون من الكليتين الحالبان والمثانة ومجرى البول‬
‫وتوجد الكلية اليسرى أعلى من اليمنى وتوجد الكلية في الجهة اليمنى وتزن ما بين ‪001‬‬
‫و‪001‬جراما وتتكون الكلية من ثالثة مناطق وهي‪:‬‬

‫ـ البشرة وهي الجزء الخارجي من الكلية وهي ذات مظهر جيبي‬

‫ـ النخاع يقع في الداخل من القشرة ويترتب على مجموعة من المناطق الهرمونية الشكل‬

‫ـ العريض يقع في مركز الكلية ويشبه شكل القمح‬

‫‪33‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ـ يدخل الدم الي الكلية بواسطة الشريان الكلوي‪ ،‬ويخرج منها بواسطة الوريد الكلوي وتحتوي كل‬
‫كلية على مليون نفرون‪ ،‬ويتركب النيفرون من انبوبة دقيقة تبدأ بانتفاخ في بدايتها يسمى بمنطقة‬
‫يومان وتفت في النهاية في قناة جامعة للبول والتي تفتح بدورها في حوض الكلية‬
‫(الكرمي‪ ،8388،‬ص‪)77‬‬

‫ثانيا ‪ /‬وظيفة الكلية‪:‬‬

‫تتمحور الوظائف التي تؤديها على النحو التالي‪:‬‬

‫ـ تجميع البول‬

‫ـ التخلص من المواد السامة الناتجة عن عمليات األيض‬

‫المحافظة على توازن االمالح والماء في الجسم‬

‫ـ المحافظة على تعادل الدم بين الحموضة والقولبة ‪ph =2،4‬‬

‫ـ المحافظة على ضغط الدم معتدال‪:‬ال تقوم الكلية بإفراز هرمون الرينين ‪ renine‬الذي ينقسم الي‬
‫انجيوتسين ‪angiotensine‬ثم الي ‘‪ angiotensin8‬وبتالي ترفع ضغط الدم إذا قل‬

‫ـ افراز البروستاجالندين ‪prythropoietine‬التي لها دور هام في تنشيط نخاع العظم حتى ينتج‬
‫كريات الدم الحمراء التي تنقل االكسجين لكافة أعضاء الجسم‬

‫ـ افراز مادة تحول فيتامين (د) الخامل الى فيتامين (د) النشط الذي يساهم في ترسب الكالسيوم في‬
‫العظام‪ ،‬وفقده بسبب لين العظام والكساح‬

‫ـ إضافة الى هذا فقد أكد على البار‪ 0228 ،‬مجموعة من الوظائف بشكل مختصر على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ 0‬ـ انتاج وطرح البول‪ :‬وهي عملية تخلص الجسم من نواتج االستقالب الضارة واالمالح الزائدة‬
‫في الجسم من خالل تصفية الدم وطرحها مع المواد السامة والعقاقير التي تدخل الجسم وكذا طرح‬
‫كمية الماء الزائدة في البول وبذلك يتم الحفاظ على حجم ثابت للدم في الجسم وتمر عملية انتاج‬
‫وطرح البول بثالث مراحل هي‪:‬‬

‫‪0‬ـ‪0‬ـ الترشيح ‪:‬‬

‫يقوم القلب بدفع الدم تحت ضغط معين من انقباض وانبساط نظ ار الختالف السمك بين الشريان‬
‫الوارد والشعيرات الدموية فانه يتكون ضغط عال قد يصل ‪21‬ملم زئبقي وينتج عنه ترشح الجزء‬
‫السائل من الدم خارج الشعيرات لينفذ الى تجويف محفظة بومان ويسمى بالرشح‪ ،‬ويحتوي هذا‬
‫األخير على ماء البالزما ومكوناتها غير البروتينية ويكون بمعدل ‪080‬سم‪ /‬الدقيقة أي ما يعادل‬
‫‪ 81‬لت ار يوميا‪ ،‬اما الكريات الحمراء والبيضاء و الصفائح الدموية والبروتينات وكل المواد المرتبطة‬
‫بها مثل االحماض الدهنية وبعض االدوية فال يمكنها النفاذ من خالل جدار محفظة بومان وهذا‬
‫لكبر حجمها‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ ‪ 2‬ـ إعادة االمتصاص‪:‬‬

‫عندما يمر السائل الراشح عبر االنابيب البولية يحدث فيها امتصاص الماء خاصة في عروة‬
‫هنلي‪ ،‬ولوال ذلك لتعرض الجسم الي نقص شديد في الماء وبالتالي تعرض الفرد الجفاف ولكن‬
‫بعملية إعادة االمتصاص يحافظ الجسم على نسبة ماء ثابتة‪ ،‬ولكن يكون االمتصاص نتيجة القوة‬
‫االسموزية كما يجري امتصاص انتقائي للمواد ومنها االمالح المعدنية‪ ،‬االحماض الدهنية‪،‬‬
‫الغليسرين‪ ،‬الهرمونات‪ ،‬الفيتامينات‪ ،‬والسكريات‪ ،‬واالمتصاص يحتاج الي طاقة ألنها عملية نقل‬
‫نشطة ثم تعاد أخي ار الي الدورة الدموية في الجسم‬

‫‪8‬ـ ‪3‬ـ االفراز‪:‬باإلضافة الي متصاص الماء والمواد السامة فان جدران االنابيب الملتوية البعيدة‬
‫القادرة على استخالص بعض المواد العضوية الغريبة او بعض مخلفات التمثيل الغذائي كمادة‬

‫‪35‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الكرياتين او بعض السموم او العقاقير األخرى من الدم‪ ،‬وتضاف هذه المواد السامة الي البول‬
‫الذي يتجمع في حوض الكلية ومنه ينتقل عبر الحالب الي المثانة حيث يتجمع البول هناك حتى‬
‫يتخلص منه (دمحم على البار‪ ،8332 ،‬ص ‪)33‬‬

‫‪ / 2‬القصور الكلوي‪Define renal failure :‬‬

‫أوال ‪ /‬تعريف القصور الكلوي‪:‬‬

‫هو من االمراض الشائعة والمنتشرة التي تستحوذ اهتمامات الصحة العمومية نظ ار لما يخلقه‬
‫هذا المرض من اضرار صحية ونفسية اجتماعية واقتصادية‪.‬‬

‫كما يعرف بانه انخفاض في قدرة الكليتين على تأدية تصفية الدم وطرح الفضالت ومراقبة توازن‬
‫الجسم من الماء واالمالح وتعديل الضغط الدموي (امال بو رقبة‪ ،2333 ،‬ص‪)6‬‬

‫فالقصور الكلوي حاد كان ام مزمنا ليس مرضا في حد ذاته بل ناتج عن امراض تصيب الكلى‬
‫والتي تتميز بانخفاض في عدد النيفرونات‪ ،‬هذه الوحدات الوظيفية المهمة التي يتم فيها تصفية‬
‫الدم وانتاج البول (دمحم الصادق صبور‪،8383 ،‬ص ‪)83‬‬

‫ويعرف دمحم سعد عبد اللطيف القصور الكلوي بانه فشل الكليتين في طرح السموم الناتجة عن‬
‫العمليات الحيوية بالجسم والتخلص منها ومن تراكمها في الدم واالخالل بالتوازن وزيادة الماء‬
‫بالجسم‬

‫ثانيا ‪ /‬المفاهيم المرتبطة بالقصور الكلوي‪:‬‬

‫ـ االنيميا‪)anémia( :‬نقص مستوى الهيموجلوبين الموجود داخل كريات الدم الحمراء‪،‬‬


‫والذي ينقل االكسجين الى أعضاء الجسم‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ـ التقنية‪ :‬الغسيل الدموي (‪dialyse‬ـ‪ )hème‬ضخ الدم خارج الجسم خالل الكلية‬
‫الصناعية مما يسمح للسموم والسوائل بالرشح من خالل الغشاء الصفاقي ويتم ضخ‬
‫السائل وسحبه بطريقة يدوية او عن طريق استخدام األجهزة األلية‪.‬‬

‫ـ التهاب الكبيبات الكلوية‪ )glomeruloneplrhths( :‬التهاب وحدة التصفية الكلية‬


‫مما يؤدي الى ظهور الزالل او الدم في البول مع اضطراب وظائف الكلى وارتفاع‬
‫ضغط الدم‪.‬‬

‫ـ الحالب‪ )urter) :‬أنبوب يصل بين الكلية والمثانة‬

‫ـ علم امراض الكلى‪)nophologyno phologist ( :‬هو الطبيب المختص في‬


‫امراض الكلى‬

‫ـ معدل طرد الكلية لسموم‪ )glomerular filration) :‬هو معيار يعكس كمية الدم‬
‫التي تتم تنقيتها من السموم في الدقيقة الواحدة وهو مقياس دقيق لوظائف الكلى‪ ،‬ويتم‬
‫قياسه اما عن طريق قياس الكرياتين في البول خالل ‪84‬سا او باألشعة النووية‪.‬‬

‫ـ الكرياتنين‪ )creatnin( :‬مادة يتم تكوينها من العضالت وتطردها الكلى وهي تقاس‬
‫في الدم وتعكس مستوى وظائف الكلى حيث يرتع مستواها مع تعثر وظائف الكلى‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ـ اليوريا‪)blood ereanitrogen) :‬‬

‫فضالت وسموم يتم تكوينها مع حرق خاليا الجسم للبروتين ويتم ازالتها عن طريق‬
‫الكلىوهي تقاس في الدم وتعكس مستوى وظائف الكلى‪( .‬السويداء‪ ،2383 ،‬ص ص‪33‬‬

‫‪)38‬‬

‫ثالثا ‪ /‬أعراض القصور الكلوي‪:‬‬

‫ال يسبب الفشل الكلوي اعراضا اال في المراحل المتأخرة وهذه االعراض تتمثل في‪:‬‬

‫‪7‬ـ ‪ 8‬أعراض عامة وظيفية‪:‬‬

‫وتتمثل في‪ :‬وهن وقصور في نمو الجسم ويكون أكثر وضوحا لدي األطفال حكة تصيب الجلد‬
‫وذلك لزيادة نسبة الفوسفور في الدم هبوط ح اررة الجسم‪ ،‬زيادة السوائل في الجسم‪.‬‬

‫‪7‬ـ ‪ 2‬اعراض هضمية‪:‬‬

‫وتشمل‪ :‬الغثيان‪ ،‬فقدان الشهية‪،‬ورغبة في القيء وذلك نتيجة لتراكم المواد السامة في الجسم‬
‫بحيث يحصل فقدان وزن بشكل متزايد مما ينتج عنه فقر دم‪ ،‬االسهال‪ ،‬أالم هضمية‪ ،‬حرقان‬
‫معدية‪.‬‬

‫‪7‬ـ ‪3‬اعراض قلبية‪:‬‬

‫وتتمثل في‪ :‬ارتفاع ضغط الدم بسبب ارتفاع نسبة الصوديوم وقلة استخدامه عبر الكلية التالفة‪،‬‬
‫فشل عضلة القلب واضطراب نبضاته‪ ،‬فقر الدم الشديد بسبب نقص هرمون االريثروبويتين‪ ،‬التهاب‬
‫عضلة القلب‪ ،‬التجويف الذي يحتويه (غشاء التامور)‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪7‬ـ ‪ 4‬أعراض الجهاز التنفسي‪:‬‬

‫وتتمثل في تورم الرئتين وتراكم السوائل فيها‪ ،‬فيشعر المريض بضيق في التنفس‪ ،‬وألم شديد‬
‫بالصدر وذلك نتيجة للتغير في كمية البول التي يتم افرازها وزيادة كمية الصوديوم‪ ،‬يكون اللسان‬
‫مكسو بطبقة بيضاء‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ ‪ 5‬اعراض عظمية‪:‬‬

‫وتتمثل في‪ :‬انخفاض مستوى الكالسيوم نتيجة لزيادة نسبة الفوسفور مما يؤدي الي ضعف العظام‬
‫فيشعر المريض بالضعف واالجهاد‪ ،‬تورم الساقين‪ ،‬وحدوث تشنجات عضلية‪ ،‬كساح عند األطفال‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ ‪ 6‬اعراض عصبية نفسية‪:‬‬

‫وتتمثل في ارهاق وتعب عام وقلق وتوتر نفسي‪ ،‬تغير في مستوى الوعي‪ ،‬الرغبة الدائمة في النوم‪،‬‬
‫الشعور بالصداع‪ ،‬عدم القدرة على التفكير بشكل جيد‪ ،‬اإلحباط وغالبا يكون في بداية المرض‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ ‪ 7‬اعراض لها عالقة بالجهاز البولي والتناسلي‪:‬‬

‫وتشمل تدهور في وظي فة الكلية‪ ،‬تبول اقل من المعتاد‪ ،‬ظهور معدالت عالية من الزالل‬
‫‪()proteinuria‬البروتين ) في البول عن طريق الفحص و وجود رغوة كثيرة في البول ‪.‬ظهور‬
‫الدم مع البول وهي من االعراض التي يجب االهتمام بها ومراقبتها ‪ ،‬الضعف الجنسي عند الرجال‬
‫وانقطاع الطمث عند النساء وتسمم الحمل (تومي سميث مراجعة وتحديث جميل الحلبي ‪2338 ،‬‬
‫‪،‬ص ‪) 523 528‬‬

‫رابعا ‪ /‬أنواع القصور الكلوي المزمن‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يجب ان نميز انه من خالل اإلصابة يوجد نوعان‪ :‬قصور كلوي حاد وقصور كلوي مزمن‬

‫‪8‬ـ قصور كلوي حاد‪:‬‬

‫يعرف بأنه نقص في معدل االدرار بحيث يصبح أقل من‪ 01‬ملل وقد يتطور االمر الي عدم‬
‫اخراج البول نهائيا‬

‫ويعرف روبينيوس وآخرون ‪ 8108‬القصور الكلوي الحاد على انه عبارة عن توقف مفاجئ وشبه‬
‫كامل لوظائف الكلية‪،‬وتتميز بارتفاع في مستويات النيتروجين والكرياتين في الدم وعدم مقدرة الكلى‬
‫على حفظ توازن وتنظيم الماء واالحماض والمواد الكيمائية متل الصوديوم والبوتاسيوم ويحدث هذا‬
‫العجز المفاجئ خالل عدة ساعات او أيام ويختلف عن القصور المزمن في انه يمكن عالجه إذا‬
‫ما تم تشخيصه مبك ار ومعرفة أسباب حدوثه أو يؤدي الي الوفاة إذا ما تم اهماله‪.‬‬

‫ـ أعراضه‬

‫ان اعراض القصور الكلوي الحاد ال تظهر اال بعد ساعات او أيام من توقف الكلية عن أداء‬
‫وظيفتها‪،‬حث تتجمع كمية السموم التي بدورها تحفز االعراض اإلكلينيكية لظهور‪ ،‬مثل المغص‬
‫الكلوي ونقص في حجم البول والتقيؤ والغثيان واالسهال ويصاحبذلك انتفاخ في اال معاء‪،‬وتزايد‬
‫حدتهيوما بعد يوم مع ظهور جفاف في الجلد واالغشية المخاطية في الفم‪.‬‬

‫أسبابه‪:‬‬

‫ـ فقدان السوائل‬

‫ـ االلتهابات الكلوية الحادة الناجمة عن االمراض المناعية والميكروبية‬

‫ـ حاالت تسمم الحمل‬

‫ـ التسمم باألدوية مثل االسبرين‬

‫‪40‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ـ حالة انسداد حادة للقنوات البولية (معتز دمحم‪ ،‬ص‪)64‬‬

‫‪ 2‬ـ قصور كلوي مزمن‪:‬‬

‫هو فقدان متطور وسريع لوظيفة الكلية‪ ،‬بحيث ينخفض معدل الترشيح لوحدات الكلية الي اقل من‬
‫‪ 01‬ملل (جزء من ألف لتر) في الدقيقة‪ ،‬أي تصل كفاءة الكلية الي اقل من ‪ 01‬من كفاءتها‬
‫الطبيعية‬

‫كما يعرف بانه خلل مزمن لوظائف الكلية‪ ،‬والذي يظهر من خالل التوقف التام إلفراز البول او‬
‫نقص كمية البول المف رزة في وقت محدد ومن الناحية الفيسيولوجية فإن هذا المرض هو عبارة عن‬
‫إصابة الوحدات الوظيفية في الكلية (النيفرونات)وبالتالي يؤدي الي النقص في القدرة على التحكم‬
‫في تركيز االمالح في البول (‪.)bemard bergery1994 p40‬‬

‫اعراضه‪:‬‬

‫وهي الخمول واالضطرابات والهيجان العصبي والعضلي وهي تطور تدريجيا وقد تزيد فجأة حدتها‬
‫بتواجد كمية من البولينا في الدم‪ ،‬باإلضافة الي ارتفاع التوتر الشرياني والتهاب التامور وهو أخطر‬
‫هذه االعراض حيث انه من الممكن ان يؤدي الي ارتشاح دموي في الغشاء التأموري مما يؤدي‬
‫الي الوفاة إذا كان شديدا كماتتغير رائحة الفم الي رائحة البولينا والطعم المعدني بالفم وأيضا‬
‫التهابات المعدة والقيء المستمر (لبيب‪ ،2384 ،‬ص ‪)34‬‬

‫ـ أسبابه‪:‬‬

‫بحيث يمكن ان نصنفها حسب نوعها الي أسباب تكوينية واخري مكتسبة‪:‬‬

‫‪ 8‬األسباب التكوينية‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫ـ تشوه الكلى او المجاري البولية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ـ مرض وراثي في الكلية‪.‬‬

‫ـ كلية متعددة االكياس‪.‬‬

‫ـ التهاب المصفيات المزمن (متالزمة البور)‪.‬‬

‫انسداد المجاري البولية لعدة أسباب منها وجود حمضيات او تضخم البروستاتا‪ ،‬او وجود ضيق في‬
‫مجري البول وال يعرف السبب الحقيقي لتكون الحصى‪ ،‬ولكن هناك من األشخاص ممن لديهم‬
‫االستعداد لتبلور المواد مثل اكسالت البوتاسيوم وحامض البوليك فتتكون النواة الحصوية ثم يزداد‬
‫الترسب على هذه النواة‬

‫خامسا ‪ /‬أسباب القصور الكلوي المزمن‪:‬‬

‫بالرغم من عدم وضوح العوامل المسببة لمرض القصور الكلوي فان هناك بعض‬
‫العوامل المهيأة لإلصابة فتزيد هذه العوامل عند تزايدها من استهداف الفرد لإلصابة‬
‫بالمرض وتنحصر هذه العوامل في فئتين‪:‬‬

‫‪ 5‬ـ‪ 2‬ـ‪ 8‬العوامل الوراثية‪:‬‬

‫وهي تؤدي دو ار في اإلصابة بمرض الفشل الكلوي وان لم يكن القدر نفسه الذي تسهم به العوامل‬
‫األخرى حيث يشيع المرض بين افراد االسرة الواحدة وبين مجموعات محددة مما يدل على وجود‬
‫عنصر وراثي له دور في اإلصابة بالمرض‪ .‬ومن اهم األسباب الوراثية لمرض القصور الكلوي‬
‫نجد‪:‬‬

‫ـ مرض الكلى متعدد االكياس‪ :‬وهو مرض وراثي ينتج عنه تكوين أكياس غير طبيعية داخل الكلى‬

‫وتتسبب هذه االكياس تلف وعطب الكبيبات الكلوية مما يترتب عليه إعاقة الكلى عن القيام‬

‫‪42‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بوظائفها وتظهر فرص اإلصابة بهذا المرض عند األبناء صغار السن بحوالي‬

‫‪℅01‬عند إصابة أحد الوالدين‪ ،‬اما األبناء كبار السن فتصل الي حوالي ℅‪011‬‬

‫ـ زملة البورت‪ :‬تسبب هذه الزملة التهابات داخل الكلى وعادة ما تظهر في مرحلة الطفولة وتنتشر‬

‫هذ ه االلتهابات لتشمل جميع الوحدات الكلوية داخل الكلى مما يترتب عليه ظهور دم والزالل في‬

‫البول‪ ،‬وتتطور هذه االعراض لتصل الي االصابة بمرض الفشل الكلوي المزمن‪.‬‬

‫ـ وهناك بعض العوامل الوراثية األخرى التي تصيب وظائف النبيبات الكلوية وتضعف من قدرتها‬

‫على التعامل مع مك ونات الترشيح الكلوية مما يسبب اضطرابا في حموضة الدم الذي يتطور الي‬

‫اإلصابة بمرض القصور الكلوي (الشويخ‪،2333 ،‬ص ص ‪ 43‬ـ‪)44‬‬

‫ومن األسباب كذلك‪:‬‬

‫ـ تلف انسجة الكلية‬

‫ـ إصابة الكلية بالتهاب حاد ومزمن‬

‫ـ التعود على عادات غذائية يكون فيها الغذاء غير متوازن (القاسم‪ ،2383 ،‬ص ‪)26‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ ‪ 5‬العوامل المكتسبة‪:‬‬

‫تتعدد العوامل المكتسبة التي تساهم في تطور اإلصابة بمرض القصور الكلوي المزمن ومن هذه‬

‫العوامل نجد‪:‬‬

‫‪43‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ـالداء السكري‪ :‬هو من أكثر األسباب المؤدية لإلصابة بالقصور الكلوي المزمن‪ ،‬حيث يؤدي‬

‫مرض السكر الي اضطراب نظام الترشيح الكلوي الناتج عن تلف االوعية داخل الكلى‪ ،‬وتبدأ‬

‫إصابة الكلىبعد حوالي ‪ 00‬ـ ‪ 81‬سنة من اإلصابة بمرض السكر لدي المرضي المعتمدين على‬

‫االنسولين‪ ،‬بحيث يكاد ينعدم احتمال حدوثها مع مرور السنين‪ ،‬كما يكاد ينعدم إذا لم تحدث بعد‬

‫‪ 00‬سنة اما المرضى الغير معتمدين على االنسولين‪ ،‬فتبدا اصابتهم بأمراض الكلى بعد حوالي ‪0‬‬

‫ـ‪ 01‬سنوات من بداية ظهور مرض السكري‪.‬‬

‫ـ ارتفاع ضغط الدم‪:‬‬

‫يمثل العامل الثاني المؤدي لإلصابة بمرض القصور الكلوي لدى ‪ 00‬ـ ‪ ℅81‬من مرض القصور‬

‫الكلوي المزمن‪ ،‬ويعرف ارتفاع ضغط الدم عندما يزداد ‪ °2 / °04‬من زئبق‪ ،‬حيث يؤدي ارتفاع‬

‫ضغط الدم المتكرر الي حدوث ضيق في الشريين المغذية للكلى وبالتالي تضمر منطقة القشرة في‬

‫الكلى‪ ،‬مما يؤدي الي اإلصابة بالقصور الكلوي المزمن‪.‬‬

‫ـ ارتفاع الكبيبات‪:‬‬

‫يترتب على اضطراب جهاز المناعة في الجسم‪ ،‬زيادة نشاط الخاليا اللمفاوية المنتجة لألجسام‬

‫المضادة في الدم ويتسبب في مرور هذه االجسام في االوعية الدموية في الكلى في حدوث عدوى‬

‫تصيب الكلية بالتهاب مزمن مما يترتب عليه خلل في القيام بوظيفتها‪.‬‬

‫ـ التهاب حوض الكلى‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يحدث في بعض األحيان رجوع البول من الحالب الي حوض الكلى نتيجة لوجود عيب خلقي‪ ،‬او‬

‫لتضخيم البروستات وف ي حالة رجوع البول عدة مرات ولفترات طويلة‪ ،‬يسبب التهابات بكتيرية‪،‬‬

‫تؤدي الي تلف انسجة حوض الكلى والنخاع‪ ،‬واالصابة بمرض الفشل الكلوي المزمن‪ ،‬ومن‬

‫أشهرهذه الميكروبات بكتيريا السبحية‪.‬‬

‫ـ حصوات الكلى‪:‬‬

‫تتكون الحصوات من مواد متبلورة مثل الكالسيوم وعندما تتكون داخل الكلى مما تسبب انسداد في‬

‫المجاري البولية‪ ،‬مما يحث عدوى والتهابات‪.‬‬

‫ـ االستخدام المفرط لبعض االدوية‪:‬‬

‫يؤدي هذا االستخدام لبعض األدوية لفترات طويلة وبجرعات عالية الي تلف نخاع الكلى‪ ،‬واذا‬

‫التلف يمتد الي حوض الكلى أيضا والعقاقير المسكنة مثل البارسيتاتامول‪ ،‬واألسبيرين‪ ،‬وعقاقير‬

‫الروماتيزم مثل‪ :‬الفينوبروفين‪ ،‬واالندوميثاسيبين‪ ،‬وبعض عقاقير المضادات الحيوية مثل‪ :‬مشتقات‬

‫االمينوجاليكوزايد وبعض العقاقير المضادة لألورام‪.‬‬

‫ـ من األسباب كذلك تلف انسجة الكلية‬

‫ـ إصابة الكلية بالتهاب حاد ومزمن‬

‫ـ التعود على عادات غذائية غير مرغوب فيها ويكون الغذاء غير متوازن من حيث الكم والنوع‬

‫(رضوان انمقداد‪،2385 ،‬ص‪)8‬‬


‫‪45‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫سادسا ‪ /‬سيكولوجية مريض القصور الكلوي المزمن‪:‬‬

‫إن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة يمرون من الناحية النفسية عبر أربع مراحل‪:‬‬

‫‪8‬ـ الصدمة او االنكار‪ :‬بحيث تكون ردة الفعل المريض عنيفة كأن يقول هذا الشخص "غير ممكن‬

‫لست مريضا بهذه المرض "وهذا ليحمي نفسه من القلق الناتج عن المرض‪.‬‬

‫‪2‬ـ التمرد والعصيان‪ :‬وتكون باتهام المرض بحد ذاته‪ ،‬والقاء مسؤولية مرضه على االخرين‪.‬‬

‫‪3‬ـالتأمل‪:‬المريض يكون أكثر هدوء وتعاون‪ ،‬ويبحث عن معلومات عن العالج اين يبدو انعكاس‬

‫جديد في سياق التقبل‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ التقبل‪ :‬وهو النتيجة النهائية لسياق نفسي متعب وصعب‪.‬‬

‫اال ان معاناة مريض القصور الكلوي المزمن أكثر حدة من االمراض المزمنة األخرى‪ ،‬الن مرضه‬

‫يحتاج الي مالزمة االلة وليس دواء يتناوله عن طريق الفم او باستعمال حقنة‪ ،‬هذا الوضع يخلق‬

‫لديه نوعا من التوتر والقلق‪ ،‬فغذائه مرتبط بتعليمات الطبيب باإلضافة الي محدوديته في الحركة‪،‬‬

‫بحيث ال يستطيع التنقل أو السفر‪.‬‬

‫كما تهتز صورة الجسم للمريض‪ ،‬حيث توصلت االختبارات والمقابالت النفسية الي مشاعر هجوم‪،‬‬

‫ومحدودية الجسم مع مشاكل الحاجات ومتطلبات داخلية وخارجية للجسم‪ ،‬فيحس كأنه مسلوب‬

‫الشخصية الن الداخل من المفروض شيء عزيز وسري لكنه يظهر باستمرار بدوران الدم خارج‬

‫‪46‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجسم فيظهر كل اضطراب يؤدي الي قلق وعدوانية تتعلق بالمحيطين بالمريض من افراد االسرة‬

‫او المحيط الطبي‪.‬‬

‫‪ Mothny‬واخرون في دراستهم ان هؤالء المرضى كانوا مرهقين بسبب خطر‬ ‫كما وجد كل من‬

‫الموت الدائم نتيجة الفشل الكلوي‪ ،‬ومشكالت القيمة الذاتية الواضحة وتضرر العالقات الزوجية‪،‬‬

‫إضافة الي ارهاقات متعلقة بالعالج (الخوف من اإلصابة) والمخاوف الناجمة عن عدم اتباع‬

‫تعليمات العالج‪.‬‬

‫ويذكر ‪ Black‬وفق متوسط المراجع المتخصصة اإلرهاقات الموجودة عند مرضى القصور‬

‫الكلوي ( التهديد الكامن بالموت‪ ،‬المشكالت الجنسية واالسرية‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬والقلق‪ ،‬والخوف من‬

‫المضاعفات)‪.‬‬

‫كما أظهرت المظاهر النفسية والجسدية لهؤالء المرضى اكتئاب اين يعبر بدرجات متفاوتة في‬

‫المرحلة األولى حتى تصبح لدى الكثيرين نمط حياة‪ ،‬فالشخص يعلن الحداد لقدراته‪ ،‬ويتجاوز‬

‫اصابته النرجسية التي تمثلها بانخفاض النشاط الجسدي (عزوز اسمهان‪،2333 ،‬ص ص ‪55‬‬

‫‪.)56‬‬

‫سابعا ‪/‬االثار المرتبطة بهذه‪ :‬الفئة‪:‬‬

‫يترتب على هذا المرض اثار جانبية منها‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪8‬ـ اثار جسمية‪ :‬يصاحب هذا المرض منذ ظهوره مجموعة من االمراض التي تسبب للمريض‬

‫الشعور بالمعاناة كالحارقات اثناء عملية التبول وفقدان الشهية والشعور باأللم والوهن‪،‬كما يشتكي‬

‫مرضى القصور الكلوي المزمن من اضطرابات في النوم‪ ،‬كما تعد هشاشة العظام والنسيج العضلي‬

‫واالنيميا والحكة الجلدية الشدي دة من اهم األثار الجسدية لدى المرضى الخاضعين للعالج‬

‫باالستصفاء الدموي المتكرر‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ االثار المرتبطة بالتشخيص‪:‬يعد التشخيص لمرضى القصور الكلوي المزمن صدمة نفسية مما‬

‫يرتبط بالشخص من تغير في وظائف الجسم وأسلوب الحياة باإلضافة الى ان المريض يبدأ رحلة‬

‫التشخيص ويمر بعدد من اإلجراءات التشخيصية التي تعد مجملها مصدر المعاناة لدى المريض‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ األثار المرتبطة بالعالج‪ :‬بعد رحلة التشخيص يخضع المريض‬

‫لفترة عالج مستمرة ومتكررة كل فترة واثناء خضوعه للعالج يواجه يوجه مصدرين للمعاناة هما‪:‬‬

‫ـ االعتماد على آلة االستصفاء الدموي المتكرر فبقاء المريض حيا يعتمد على هذه األلة التي‬

‫تعوض فقدان وظائف الكلى‪ ،‬ويشعر بصداع دائم بين االعتماد على هذه األلة واستمرار حياته‪.‬‬

‫ـ القيود العالجية المرتبطة بالنظام الغذائي والحركة حيث يخضع المرضى لقيود صارمة يختص‬

‫بعضها بالنظام الغذائي المتبع‪ ،‬حيث يعود فيه تناول السوائل الغذائية من أكبر القيود الغذائية التي‬

‫تمثل شعو ار بالمعاناة لدى المرضي‪ ،‬والبعض االخر يتعلق بحرية السفر واالنتقال فيتقلص نشاط‬

‫‪48‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المريض بعد المرض وتنحصر قدرته على القيام بأنشطة الحياة اليومية و ار جع ذلك النخفاض‬

‫قدرتها لجسمية‬

‫‪ 4‬ـ االثار االجتماعية‪:‬نتيجة لتغيرات المصاحبة لتشخيص والعالج تتغير شبكة العالقات‬

‫االجتماعية حيث يميل المريض الى االنسحاب االجتماعي وتتقلص ادواره مما ينعكس على‬

‫عالقاته باألخرين‬

‫‪ 5‬ـاالثار المرتبطة بالعمل‪ :‬يترتب على اإلصابة بهذا المرض انخفاض في مستوى طاقة المريض‬

‫وصعوبة التركيز مما يحول بينه وبين االستمرار في أداء وظيفته بكفاءة وينعكس ذلك بالسلب على‬

‫أداء وظيفته‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ االثار الجنسية‪ :‬تعد االضطرابات الجنسية من المشاكل الشائعة بين مرضى القصور الكلوي‬

‫المزمن‪ ،‬والتي تنتج من حدوث بعض التغيرات البيولوجية وتؤثر بشكل كبير على عملية االنتصاب‬

‫لدى الذكور (حلواني‪ ،2333 ،‬ص ‪)63‬‬

‫ثامنا ‪/‬تشخيص القصور الكلوي المزمن‪:‬‬

‫عند التشخيص البد من معرفة التاريخ الطبي الكامل للمريض‪ ،‬لذا يسال المريض عن صحته‬

‫العامة وعن العوامل التي يحتمل ان تكون وراء اإلصابة بالمرض مثل‪ :‬الداء السكري وارتفاع‬

‫ضغط الدم‪ ،‬او االلتهابات الكلوية‪ ،‬ومن ثما يوجه المريض ألجراء مجموعة من الفحوصات التي‬

‫‪49‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تساعد الطبيب على التأكد من وجود مرض ام ال وتحديد حجمه ومرحلته ومن بين هذه‬

‫الفحوصات نجد‪:‬‬

‫‪ :8‬تحليل مستوى الكرياتين وتصفية الكرياتين‪:‬‬

‫تنتج هذه المادة في العضالت من خالل تمثيل مادة الكرياتين التي يستخدمها الجسم لتوفير الطاقة‬

‫الال زمة للنشاط والحركة‪ ،‬وتقوم الكلى بالتخلص من هذه المادة عن طريق ترشيحها الي البول‪،‬‬

‫ولكن في حالة حدوث اضطرابات في الكلى‪ ،‬فهي ال تستطيع القيام بهذه المهمة‪ ،‬مما يؤدي الي‬

‫يؤدي الي زيادة نسبة هذه المادة في الدم‪ ،‬ويأخذ هذا االختبار عينتين‪ :‬احدهما عينة من الدم‬

‫واألخرى عينة من البول المجمع كل ‪ 84‬ساعة‪ ،‬ويتم المقارنة بين نسبة تركيز هذه المادة في‬

‫العينتين‪ ،‬فإذا كانت الكلى ال تعمل بكفاءة فتزداد نسبة " الكرياتين" في الدم بالمقارنة بنسبتها في‬

‫البول‪.‬‬

‫‪8‬ـ مستوى البولينا النيتروجين في الدم(‪)Bun‬‬

‫تنت ج البولينا النيتروجين من تحليل البروتين في الجسم‪ ،‬وتقوم الكلى بالتخلص منها عن طريق‬

‫ترشيحها الي البول‪ ،‬ولكن مع وجود خلل في الكلى تزداد نسبة بولينا النيتروجين عن المدى‬

‫الطبيعي لها في الدم‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪3‬ـ تحليل البول‪:‬‬

‫في هذا االختبار يتم قياس كمية الزالل والبروتين المجمع في البول خالل ‪ 84‬ساعة‪ ،‬حيث انه من‬

‫المتوقع ان تقوم الكلى بإعادة امتصاص البروتين ألنه من المواد المفيدة لبناء انسجة الجيم‪،‬‬

‫وبالتالي إذا وجد ارتفاع في نسبة تركيز مادة البروتين في البول‪ ،‬فيعد ذلك مؤش ار على وجود‬

‫قصور في وظيفة الكلى‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ اختبارات أيونات االمالح في الدم ونسبة الحموضة‪:‬‬

‫تعمل الكلى على تنظيم أيونات االمالح في الدم‪ ،‬مثل البوتاسيوم‪ ،‬الصوديوم‪ ،‬الفوسفات‪،‬‬

‫والكالسيوم والمغنيزيوم‪ ،‬كما انها تحافظ على كون الدم متعادال بين الحموضة والقلوية‪ ،‬وعند‬

‫حدوث اضطرابات في الكلى يحدث اختالل في نسبة تركيز هذه االيونات في الدم‪ ،‬وفي توازن‬

‫الحمض‪ ،‬والقلوية في الدم‪ ،‬لذا يعتمد هذا االختبار على قياس نسبة تركيز هذه الموادفي الدم‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ استئصال عينة من نسيج الكلى‪:‬‬

‫تستأصل عينة من نسيج الكلى عن طريق ابرة‪ ،‬ويتم فحصها بشكل دقيق تحت المجهر لتحديد‬

‫نسبة الفشل الكلوي المزمن ونسبته‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ تحليل الدم‪:‬‬

‫يعد تحليل الدم من أكثر االختبارات شيوعا في تشخيص مرض القصور الكلوي المزمن‪ ،‬حيث‬

‫تفحص الخاليا المكونة للدم‪ ،‬فالدم يتكون من ثالث خاليا هي‪:‬‬


‫‪51‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪0‬ـ خاليا الدم الحمراء‪ :‬وهي مختصة بتوصيل االكسجين الي انسجة الجسم‪ ،‬وتسحب ثاني أوكسيد‬

‫الكربون من هذه االنسجة‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ خاليا الدم البيضاء‪ :‬ودورها محاربة العدوى والفيروسات التي تغزو الجسم‪.‬‬

‫‪0‬ـ صفائح الدم‪ :‬تساعد هذه الخاليا على توقف النزيف من خالل تجلط الدم في االوعية الدموية‪.‬‬

‫وتتعاون هذه االنماط الثالثة من خاليا الدم للقيام بوظائف الجسم الحيوية‪ ،‬عند حدوث مرض‬

‫القصور الكلوي المزمن‪ ،‬يحدث خلل ملحوظ في نسبة هذه الخاليا لذا يعتمد االختبار على تقدير‬

‫نسبة خاليا الدم الثالثة‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ معدل ترشيح الكبيبات (‪:)GFR‬‬

‫وهو مقياس لكفاءة الوحدات الكلوية في ترشيح المواد الفائضة والماء واالمالح الزائدة‪ ،‬حيث يتم‬

‫المقارنة بين نسبة تركيز هذه المواد في عينتين‪ ،‬أحدهما من دم المريض واألخرى من بوله‬

‫‪ 8‬ـ األساليب التصورية‪:‬‬

‫وتعد هذه األساليب التصورية من الوسائل الفعالة في تشخيص مرض القصور الكلوي المزمن‬

‫زمنها تكنيك الموجات فوق الصوتية على الكلى‪ ،‬والمسح الذري على الكلى‪ ،‬واالشعة العادلة‪ ،‬وهذه‬

‫األساليب تساعد على توضيح حجم الكلى واظهار التكببات واالورام او الحصوات او أي انسداد‬

‫في المجاري البولية‪ ،‬باإلضافة الي تدفق الدم بالكلى‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ـ هذه اهم االختبارات والفحوصات المستخدمة في تشخيص وفحص مرض الفشل الكلوي‪ ،‬والتي‬

‫يعتمد عليها الطبيب لتأكيد التشخيص وتحديد مرحلة المرض‪ ،‬واختيار انسب عالج للحالة‬

‫المريض‪.‬‬

‫ـ وتظهر أهمية تقدير مستوى القصور الكلوي عند تقديم العالج المناسب لحالة المريض والذي‬

‫يختلف من حالة ألخرى حسب نسبة االضطراب الكلوي‪،‬وعمر المريض وجنسه (الشويخ‪،2333 ،‬‬

‫ص ص ‪ 43‬ـ‪)52‬‬

‫تاسعا ‪ /‬الوقاية من مرض القصور الكلوي المزمن‪:‬‬

‫وللوقاية من مرض القصور الكلوي المزمن يجب ان نتبع ما يلي‪:‬‬

‫اجراء الفحص الدوري لوظائف الكلى‪ ،‬الن كثي ار من امراض الكلى تتميز بانها خفية‪.‬‬

‫عالج مريض السكري عالجا منتظما للحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن حدود األرقام‬

‫الطبيعية وبصفة دائمة‪.‬‬

‫المحافظة على مستوى ضغط الدم عند المصابين بارتفاع ضغط الدم بااللتزام باألدوية وتقليل‬

‫الملح في الطعام وممارسة الرياضة بانتظام‪ ،‬مع متابعة الطبيب باستمرار‪.‬‬

‫البتعاد عن التدخين الذي يؤدي الي نقص كمية الدم المتدفقة للكلى‪ ،‬ويزيد من احتمالية اإلصابة‬

‫بسرطان الكلى‪ ،‬ويرفع ضغط الدم‪(.‬اديب دمحم الخالدي‪ ،2333 ،‬ص ‪)475‬‬

‫‪53‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عالج المرضى الدين يعانون من التهابات متكررة مثل‪ :‬صديد الكلى والحصى عالجا سليما‬

‫مع الرعاية الطبية الدورية حتى ولو لم يكن هناك شكوى من مرض معين‪.‬‬

‫تجنب اخذ االدوية المسكنة والمضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب‪ ،‬وكذلك االدوية الشعبية‬

‫التي تحتوي على مواد سامة‪ ،‬وضارة بالكلى(رؤيا البهكلي‪ ،2383 ،‬ص ‪)87‬‬

‫عاش ار ـ عالج القصور الكلوي المزمن‪:‬‬

‫بعد االنتهاء من الفحوصات واالختبارات المعملية الالزمة للتشخيص يحدد الطبيب العالج‬

‫المطلوب بناء على اعتبارات منها‪:‬‬

‫_ مرحلة المرض وكذلك يأخذ بعين االعتبار عمر المريض وصحنه‪ ،‬هناك أنماط متعددة لعالج‬

‫هذا المرض وبالرغم من قدرة بعضها على تحقيق قدر من الشفاء للمريض‪ ،‬فهي تنطوي على‬

‫بعض السلبيات‬

‫وفيما يلي نتعرف على اهم األنماط العالجية المستخدمة من حيث الغرض منها‪ ،‬وكيفية أدائها‬

‫والمضاعفات المرتبطة بها والنظام الغذائي المتبع ونختم هذا الجزء بتوضيح ما ينطوي عليه كل‬

‫نمط من العالج من إيجابيات وسلبيات‬

‫‪ 0_1‬العالج باإلستصفاء الدموي المتكرر لتصفية الدم (الدياليزية)‪:‬‬

‫هو طريقة الية بديلة لتنقية الدم من المواد الفائضة والماء واالمالح الزائدة في الجسم في بعض‬

‫حاالت الفشل الكلوي عن طريق خاصية االنتشار الغشائي‪ ،‬ويتم بمقتضاها سحب دم المريض عن‬
‫‪54‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫طريق أحد الشرايين الى الة او جها ز بدوره مشابه لما تقوم به الكلى الطبيعية‪ ،‬حيث يعزل المواد‬

‫الضارة الزائدة من الدم‪ ،‬ثم يرجع الدم نظيفا مرة أخرى الى الجسم عن طريق الوريد ويحتاج‬

‫المريض الى ‪ 1‬ساعات‪.‬‬

‫_ واذا خضع المريض لعالج االستصفاء الدموي المتكرر فهناك بعض التجهيزات التي البد من‬

‫توفيرها للمريض من قبل بدأ العالج بشهور يأتي على راسها‪" :‬عمل منفذ لمرور الدم" من الجسم‬

‫الى جهاز الكلى الصناعية واعادته للجسم مرة أخرى وهناك ‪ 0‬انواع من المنافذ هي‪:‬‬

‫_ منفذ الفستيوال‪ :‬ويتم فيه عمل الجراحة لتوصيل شريان بالوريد بشكل مباشر في ساعد المريض‬

‫ويصبح هذا المنفذ جاهز لالستعمال بعد عدة أسابيع من الجراحة‪.‬‬

‫_ منفذ الرقعة‪ :‬وفيه يتم اتصال الشريان بالوريد عن طريق استخدامها مباشرة بعد تركيبها‪.‬‬

‫_ القسطرة‪ :‬قد اليكون هناك وقت كافي لعمل منفذ وعائي دائم كالفستيوال قبل الخضوع لعالج‬

‫االستصفاء الدموي المتكرر‪ ،‬لذا يمكن استخدام القسطرة‪ ،‬وهي أنبوب توصل مباشرة جهاز الكلى‬

‫الصناعية بالوريد الموجود‪ ،‬بالرقبة‪ ،‬او الصدر‪ ،‬او الفخذ‪.‬‬

‫ويمكن اجراء عالج االستصفاء الدموي المتكرر بالمركز الطبي‪ ،‬حيث يخضع ألشراف من قبل‬

‫األ طباء والممرضين وبمنزل المريض ويجب في هذه الحالة تدريب المريض او أحد اقاربه على‬

‫كيفية العالج وبالرغم من سهولة اجراء هذا العالج اال انه يواجه بعض المشكالت هي‬

‫_مشكالت اثناء عملية االستصفاء الدموي المتكرر‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تتمثل في التغيرات السريعة في مستوى الماء في الجسم اثناء العالج والتي تسبب حدوث تشنجات‬

‫عملية وانخفاض ضغط الدم والشعور بالدوخة‪.‬‬

‫_ االم في المعدة‪:‬‬

‫وهذا النمط من المشكالت يمكن تجنبه باتباع نظام غذائي محدد‪ ،‬وتحديد كمية السوائل المتناولة‬

‫واخذ الدواء بشكل منتظم‪.‬‬

‫_ يجب على االخصائي الغذائي وضع نظام غذائي يالئم كل مريض على حدا‪.‬‬

‫_ مشكالت خاصة بالمنفذ‪:‬‬

‫مثل حدوث عدوى للمنفذ او تجلط للدم‪ ،‬او ضعف في تدفق الدم‪ ،‬هذا النمط من الشكاوى يؤدي‬

‫لخضوع المريض لعدة جراحات متكررة‪ ،‬لعمل منفذ وعائي دائم‪ ،‬ولكن يمكن تفادي هذا النمط من‬

‫الشكاوى من خالل الحفاظ على المنفذ جافا ونظيفا‪ ،‬وتناول المريض جرعات من مادة (الهيبارين)‬

‫لمنع تجلط الدم‪.‬‬

‫_ انقاذ السائل عن طريق الغشاء البريتوني‪:‬‬

‫ويتم ترشيح الدم عن طريق الغشاء البريتوني وهو عبارة عن طبقة من الخاليا التي تغلق معظم‬

‫أعضاء البطن‪ ،‬بحيث تسمح بإزالتها على بعضها البعض‪ ،‬وتمنع التصاقها وهو على شكل كيس‬

‫كبير جداره الخلف يغلق األعضاء وجداره االمامي ملتصق بجدار البطن االمامي‪ ،‬ويغذي هذا‬

‫الكيس شعيرات دموية خارجة من األعضاء التي يغلفها‪.‬‬


‫‪56‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫_ ويحدد الطبيب المختص أي نمط من أنماط األنفاذ يستخدمها المريض‪ ،‬ومن أكثر المشكالت‬

‫المرتبطة بهذا النمط وهي‪ :‬التهاب الغشاء البريتوني خاصة عند فتحة القسطرة ولتجنب هذه‬

‫المشكلة يجب تدريب المريض على االكتشاف المبكر لمؤشرات وجود االلتهاب مثل‪:‬‬

‫_ وجود الم حول القسطرة‬

‫_ ارتفاع الح اررة‬

‫_ تغير لون المحلول‬

‫كما يجب وضع قيود على األطعمة والسوائل المتناولة (الشويخ‪ ،2333 ،‬ص ص ‪)53_58‬‬

‫‪ 8_1‬زرع الكلى‪ :‬ويتم هنا زرع كلى جديدة من أحد افراد االسرة او من األقارب او األصدقاء او‬

‫من شخص اخر لحظة وفاته شريطة ان يكون توافق نسيجي بين المريض والمتبرع وعادة توضع‬

‫الكلى قرب االوعية الدموية للحوض وتبدأ الكلى بإفراز البول بعد االنتهاء من الجراحة وتستغرق‬

‫العملية حوالي ‪ 0‬الي ‪ 4‬ساعات‬

‫وبالرغم من ان زرع كلى جديدة يعد عالجا فعاال‪ ،‬اال انه يواجه نتيجة مشكلة الرفض الكلي‪ ،‬حيث‬

‫يقوم الجهاز المناعي بتكوين اجسام مضادة لهذا العضو الجديد‪ ،‬وبالتالي تفشل الجراحة‪ ،‬ويتجه‬

‫المرض الى االستصفاء الدموي المتكرر مرة أخرى‪.‬‬

‫ويجب مراعاة اإلجراء ات الطبية الى استمرار الكلى الجديدة في أداء وظائفها بنسبة ‪℅ 20‬ومن‬

‫اهم هذه اإلجراءات‪:‬‬


‫‪57‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫_ وجود تطابق شديد بين المريض والمتبرع في فصيلة الدم‪.‬‬

‫_ إعطاء عالجات مضادات لجهاز المناعة يمنع مهاجمة الكلى الجديدة‪.‬‬

‫_ ويستمر المريض في اخذ هذه العالجات‬

‫وحتى في ظل بدا الك لى الجديدة في أداء عملها واليتطلب هذا النمط من العالج وجود قيود على‬

‫األطعمة كما في االستصفاء الدموي المتكرر واإلنقاذ عن طريق الغشاء البريتوني (الشويخ‪،‬‬

‫‪ ،2333‬ص ص ‪.)53_53‬‬

‫‪ 0_1‬االدوية التي يكثر مرضي الفشل الكلوي من استخدامها‪:‬‬

‫يضطر الكثير من المرضى المصابين بالفشل الكلوي الي استخدام ادوية متعددة للحفاظ على‬

‫الصحة الجسمية ومن بينها‪:‬‬

‫‪ 8‬ـ االدوية الخافضة لضغط الدم‪ :‬الن القصور الكلوي يصاحبه ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬لذلك تستلزم‬

‫حالة المريض الصحية اخذ هذه االدوية لمنع حدوث االثار السلبية الرتفاع ضغط الدم‬

‫‪ 2‬ـ االدوية الحافظة للكولسترول‪:‬الحديد لتزويد الجسم بمكونات أساسية لتكوين كريات الدم‬

‫الحمراء‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ 3‬ـ االدوية المنشكة لتكوين الدم‪ :‬كأبريكس)‪ )eprex‬او روكورمون (‪ )roccormon‬او أرانسيب‬

‫(‪ )aransep‬وهي تنشط نخاع العظم لتكوين كريات الدم الحمراء حيث يعاني الكثير المرضىمن‬

‫الفقر الدموي‪.‬‬

‫ـ فيتامين(د)‪ :‬للمحافظة على صحة العظام‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ االدوية الرابطة للفوسفات‪:‬‬

‫فالكلية الطبيعية تزيل ملح الفوسفات وعند حدوث القصور الكلوي فإن مستويات الملح ترتفع في‬

‫الدم‪ ،‬لذلك يضطر كثير من المرضي الى اخذ هذه االدوية الرابطة للفوسفات مثل‪ :‬الكالسيوم‬

‫وريناجيل )‪) renagie‬التي تربط الفوسفات الموجود في الطعام اثناء وجوده في القناة الهضمية‪،‬‬

‫وتطرحه في البراز‪(.‬السويداء‪ ،2333 ،‬ص‪)33‬‬

‫‪ 6‬ـ ‪ 4‬العالج باألدوية‪:‬‬

‫ـ العالج بالحمية الغذائية‪ :‬حمية قليلة الصوديوم لتجنب المريض تناول الملح‪ ،‬المايونيز‪ ،‬رقائق‬

‫البطاطس‪ ،‬المكسرات‪ ،‬الزيوت وغيرها من االطعمة الغنية بالصوديوم‪.‬‬

‫ـ حمية قليلة الفوسفور‪ :‬يتجنب المريض تناول المشروبات الغازية والشكوالتة والسمك‪.‬‬

‫ـ حمية قليلة البروتين‪ :‬شرب كمية محدودة من السوائل تتراوح من نصفـ ـ ‪ 0‬لتر (لؤلؤة‪،2383 ،‬‬

‫ص ص ‪ 83‬ـ‪)84‬‬

‫‪59‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ / 88‬نصائح طبية للحفاظ على سالمة الكلى‪:‬‬

‫‪ 0‬ـ الحفاظ على ممارسة الرياضة بانتظام حيت تساعد الرياضة على عدم زيادة الوزن وتقي من‬

‫ارتفاع ضغط الدم‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ راقب ضغط الدم‪ ،‬وعند اصابتك بارتفاع الضغط (ال سمح هللا) احرص على تناول االدوية‬

‫المحفظة للضغط الدموي‪.‬‬

‫‪ 0‬ـ ابتعد عن التدخين الذي يؤدي الى نقص كمية الدم المتدفقة للكلى ويزيد من احتمالية اإلصابة‬

‫بسرطان الكلى ويرفع ضغط الدم‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ راقب وزن الجسم حتى ال تصاب بالبدانة التي تزيدك تعرضا لإلصابة بأهم سببين للفشل وهما‪:‬‬

‫‪ ‬مراقبة مستوى السكر‬

‫‪ ‬وراقب مع طبيبك العالمات األولى لتأثر الكلى بالسكري‬

‫‪ 0‬ـ اجراء الفحص الدوري لوظائف الكلى وذلك الن كثي ار من االمراض الكلى تتميز بانها خفية‬

‫‪ 1‬ـ تجنب اخذ االدوية الشعيبة التي تحتوي مواد سامة وضارة بالكلى والحرص على تناول الغذاء‬

‫الصحي وتجنب االفراط في استهالك الملح واللحوم والمشروبات الغازية‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ احرص على تناول كمية كافية من الماء التي تعادل ثمانية اكواب يوميا مما يسهل على الكلى‬

‫طرد الفضالت كما تقي من اإلصابة بالحصيات‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫القصور الكلوي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ 2‬ـ تجنب اخذ االدوية المسكنة والمضادات الحيوية من غير اشراف طبي (السويداء‪ 2383 ،‬ص‬

‫‪)28‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫وفي خالصة هذا الفصل نجد ان القصور الكلوي من اخطر االمراض حيث تكمن درجة‬
‫خطورته في ال موت المحتم خاصة وان لم يسرع المريض في طلب المساعدة الطبية‪ ،‬وما يترتب‬
‫عليه من أذى مادي ومعنوي على حياة المريض الن عجز الكلية على أداء وظيفتها يحدث فساد‬
‫خطير في تركيب السوائل داخل الجسم مما يستدعي الحاجة الدائمة أللة التصفية وهذا يعد موقف‬
‫ضاغط يغير من حالة المريض النفسية الى الال توازن النفسي او يلجأ الى عملية زرع الكلى والتي‬
‫تضبطها شروط واجراءات‪ ،‬لكنها تحسن من مستوى حياته مقارنة بالغسيل الكلوي ولهذا اردنا في‬
‫هذا الفصل ان نعطي صورة طبية حول العجز الكلوي ومدى خطورته فلنلتمس أهمية العالج‬
‫بمختلف اشكالهم من اجل الحفاظ على بقاءهم‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الجانب التطبيقي‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫إجراءات الدراسة الميدانية‬


‫إجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫بعدما تطرقنا في السابق الى اإلطار النظري والذي يبنى عليه أي بحث‪،‬جاء الدور لإلطار‬
‫التطبيقي والذي يعتبر اكثر أهمية في الدراسات العلمية حيث اصبح العلم يعتمد على الجانب‬
‫التطبيقي الميداني اكثر من النظري‪.‬‬

‫وعند قيامنا بالجانب التطبيقي الميداني البد من توفر بعض الطرق واألدوات والوسائل كي تساعدنا‬
‫على القيام بهذا الجانب بشكل يسمح للدراسة ان تكون فعال ميدانية ومن بين هذه الوسائل والطرق‬
‫نجد المنهج‪ ،‬واألدوات من مقابلة عيادية ومالحظة عيادية وكذا الخصائص السيكومترية لمقياس‪.‬‬

‫أوال ‪ /‬الدراسة االستطالعية‪:‬‬

‫تعتبر الدراسة االستطالعية أساسا لبناء البحث العلمي‪ ،‬حيث تمثل الخطوة األولى للدراسة‬
‫الميدانية‪ ،‬فمن خاللها يسعى الباحث الي القاء نظرة على جدية تواجد الموضوع المطروح‪ ،‬فهي‬
‫تساعد على التعرف عن قرب عن الظروف التي سيتم فيها اجراء البحث وتبيان الصعوبات التي‬
‫قد يتعرض لها الباحث ولتفاديها في الدراسة األساسية‪ ،‬فضال عن كونها تساعد في جميع‬
‫المعطيات األولية مكان ومجتمع الدراسة ومن ثمة تحديد كيفية اعتماد طريقة اختيار بمراعاة عينة‬
‫البحث خصائص لما جاء في الطرح النظري لموضوع الدراسة‪.‬‬

‫ونظ ار ألهمية هذه الخطوة فقد قمت بإجراء زيارة ميدانية للمؤسسة العمومية االستشفائية بالمغير‪.‬‬

‫أهمية الدراسة االستطالعية‪:‬‬

‫ـ االهتمام بالتصور الشامل للبحث‬

‫ـ استكشاف ميدان الدراسة االستطالعية‬

‫ـ تحديد عينة البحث‬

‫‪63‬‬
‫إجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ـ الصياغة ا لسليمة لفرضية البحث وضبط متغيراتها على ضوء ما تم استخالصه ميدانيا وليس‬
‫نظريا فقط وبالتالي جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات‬

‫ـ التعرف على مدى فهم عينة الدراسة لعبارات مقياس الصحة النفسية والتأكد من إمكانية تطبيقه‬
‫في الدراسة األساسية‬

‫ـ التزود بالمعلومات عن عينة الدراسة‬

‫ـ التعرف على الصعوبات التي يمكن مواجهتها‬

‫ـ التقرب واالندماج مع حالتي الدراسة‬

‫كما سمحت لنا الدراسة االستطالعية بالتحدث مع االخصائية النفسانية للتعرف على الحاالت‬
‫ومدى مالئمة ظروف القيام بهذه الدراسة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬منهج الدراسة‬

‫ال تخلو أي دراسة من االعتماد على منهج او طريقة تؤدي للكشف عن الحقيقة بواسطة مجموعة‬
‫من األدوات‪ ،‬ونظ ار لطبيعة الدراسة التي تهدف الى معرفة مستوى الصحة النفسية لدى مرضى‬
‫القصور الكلوي المزمن فارتأينا ان يكون منهج الدراسة المستخدم‪:‬‬

‫’ المنهج العيادي’ او مايعرف بمنهج دراسة الحالة وهو منهج يعتمد على جمع بيانات تفصيلية‬
‫معمقة‪ ،‬وهو مفيد في إعطاء معلومات ال يمكن الحصول عليها بأساليب أخرى‪.‬‬

‫وقد عرفه عويضة (‪ :)8336‬على انه منهج يقوم على الدراسة المتعمقة للحاالت المرضية التي‬
‫تعاني من سوء التوافق واالضطرابات االنفعالية والنفسية واالجتماعية في الطفولة والمراهقة والرشد‬
‫والشيخوخة‪ ،‬ويهتم أيضا بحاالت التوافق المدرسي ويستخدم هذا المنهج في عيادات توجيها ألطفال‬
‫والعيادات النفسية والتربوية وعيادات االرشاد النفسي (غالب دمحم المشيحي‪ ،2384،‬ص‪)53‬‬

‫‪64‬‬
‫إجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ثالثا ‪ /‬أدوات جمع البيانات‪:‬‬

‫‪ 3‬ـ‪ 8‬المالحظة‪:‬‬

‫يعرفها حسن (‪ :)2334‬على انها أداة رئيسية وهامة يعتمد عليها المعالج النفسي في جمع‬
‫المعلومات والبيانات ودراسة سلوك المفحوص‪ ،‬والمالحظة في ابسط معانيها هي مشاهدة‬
‫المفحوص على طبيعته من حيث تصرفاته وسلوكياته في مواقف معينة من مواقف الحياة‪،‬‬
‫وتسجيل ما يالحظ بدقة‪ ،‬ثم تحليل هذه المالحظات والربط بينها في محاولة تفسيره لما تمت‬
‫مالحظته (غالب دمحم‪ ،2384 ،‬ص‪)63‬‬

‫‪ 3‬ـ ‪ 2‬المقابلة نصف موجهة‪:‬‬

‫يعرفها انجلش‪:‬بانها محادثة موجهة يقوم بها شخص مع شخص اخر او عدة اشخاص هدفها‬
‫استثارة أنواع معينة من المعلومات الستغاللها في بحث علمي‪ ،‬وباالستعانة بها في التوجيه‬
‫والتشخيص والعالج‪( .‬سيف االيالم عمر‪ ،2333 ،‬ص‪)33‬‬

‫يعرفها حسن غانم على انها سلسلة من األسئلة التي يأمل منها الباحث الحصول على إجابة‬
‫للمفحوص‪ ،‬ومن المفهوم طبعا ان هذا األسلوب ال يتخذ شكل تحقيق‪ ،‬وانما تدخل فيه‬
‫الموضوعات الضرورية للدراسة خالل محادثة تكفل قد ار كبي ار من حرية التصرف‪ ،‬ويحرص‬
‫الباحث أال يقترح أي إجابات مباشرة او غير مباشرة (حسن غانم‪ ،2334 ،‬ص ‪)878‬‬

‫‪65‬‬
‫إجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ 3‬ـ ‪ 3‬مقياس الصحة النفسية "لسيدني كراون" "وكريسب"‪:‬‬

‫‪ 3‬ـ ‪ 3‬ـ ‪ 8‬تعريفه‪:‬‬

‫تم بناء هذا المقياس نتيجة الحاجة الماسة‪ ،‬والملحة للعثور على تقنية ذات كفاءة عالية‪ ،‬لدراسة‬
‫المرض النفسي والعصابي‪ ،‬حيث ظهرت هذه الحاجة من خالل البحث العيادي والممارسة‬
‫العيادية‪ ،‬ومن خالل البحوث‪ ،‬وقد استخلص الباحثان سيدني كراون وكريسب‬

‫‪ Sidney Crawn‬ـ‪Crispe‬في عام ‪ 0221‬سلسلة من المقاييس الفرعية استنادا الي الخبرة‬


‫االكلينيكية التي تهدف الي التعرف السريع والثابت على االضطرابات العصابية االنفعالية‪.‬‬

‫يتكون المقياس من ‪ 42‬سؤال ويتضمن (‪ )11‬مقاييس فرعية‪ ،‬ويتكون كل مقياس فرعي من (‪)12‬‬
‫أسئلة وهي كاالتي‪:‬‬

‫‪ ‬مقياس القلق‪ :‬وهي األسئلة التي تحمل األرقام (‪)40 ،02 ،00 ،80 ،02 ،00 ،2 ،0‬‬
‫‪ ‬مقياس الفوبيا‪ :‬وهي األسئلة التي تحمل األرقام (‪)44 ،02 ،08 ،81 ،81 ،04 ،2 ،8‬‬
‫‪ ‬مقياس الوسواس‪ :‬ويشمل األسئلة التي تحمل األرقام (‪،40 ،00 ،82 ،80 ،00 ،2 ،0‬‬
‫‪)02‬‬
‫‪ ‬مقياس القلق الجسمي‪ :‬ويشمل األسئلة التي تحمل األرقام (‪،04 ،82 ،88 ،01 ،01 ،4‬‬
‫‪)41 ،41‬‬
‫‪ ‬مقياس االكتئاب‪ :‬وهي األسئلة التي تحمل األرقام (‪،40 ،00 ،82 ،80 ،02 ،00 ،0‬‬
‫‪)42‬‬
‫‪ ‬مقياس الهستيريا‪ :‬وهي األسئلة التي تحمل األرقام (‪،48 ،01 ،01 ،84 ،02 ،08 ،1‬‬
‫‪)42‬‬
‫يستعمل هذا المقياس كأداة للبحث مع األشخاص الذين يعانون من االعراض البدنية او‬
‫اضطرابات الشخصية واالمراض السيكوعصبية‬

‫‪66‬‬
‫إجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫والهدف منه هو توفير تقديرات كمية لتشخيص االمراض السيكوعصبية (سامية شويعل‪،‬‬
‫‪ ،8334‬ص ص ‪ 64‬ــ‪)65‬‬
‫‪ /2‬الخصائص السيكومترية للمقياس‪:‬‬
‫استثارالمقياسعددا كبي ار من الدراسات التي أجريت على عينةوصل عددها حوالي ‪ 2‬أالف‬
‫من األشخاص المرضى وغير المرضى من العمال والممرضين‪ ،‬الختبار خصائصه‬
‫السيكو مترية من جهة واختبار فائدته وصالحيته ألغراض البحث ‪0220‬والممارسة‪ ،‬منها‬
‫‪All‬‬ ‫دراسات كريسب وب ريست ‪Crispe& Priest‬في ‪ 0220‬وكراون وجماعته‬
‫‪ &Crown‬في ‪0221‬وهاويل وكراون ‪Hawel Crawn‬في‬
‫& ‪All‬‬ ‫‪All&Crispe‬في ‪ 0222‬ودراسة الدرمان وجماعته‬ ‫وكريسب وجماعته‬
‫‪ Alderaman‬في ‪0220‬‬
‫وخلصت جم يعا الي ان المقياس عموما أداة ثابتة صالحة لتقدير االضطرابات النفسية‬
‫العصابية في البحث األكاديمي‪ ،‬وفي الدراسة العادية ويمكن االستفادة من المقياس‬
‫بطريقتين سواء في البحث او الممارسة العادية وهما‪:‬‬
‫ـ التعامل مع المقياس ككل بجميع مقاييسه الفرعية للوصول الى بروفيل كامل للصحة‬
‫النفسية‬
‫ـ التعامل مع كل مقياس فرعي على انفراد للوصول الي التشخيص المحدد لكل من‬
‫االضطرابات الستة(‪ )11‬التي يتكون منها المقياس (سامية شويعل‪ ،8334 ،‬ص‪)65‬‬
‫‪ 3‬ـ صدق المقياس‪:‬‬
‫قامت المترجمة امال معروف بعرض البنود بعد الترجمة على لجنة التحكيم التي تتكون من‬
‫ثالثة(‪ )10‬أساتذة في علم النفس‪ ،‬وثالثة أساتذة في اللغة اإلنجليزية‪ ،‬بجامعة بغداد وكان‬
‫هناك اتفاق كبير بينهم على دقة الترجمة والصيغة‪ ،‬اعادت الترجمة من اإلنجليزية الي‬
‫العربية من جديد لتأكد من التماثل في المعنى مع البنود االصلية لالختبار‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫إجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ 4‬ـ طريقة التطبيق‪:‬‬


‫يمكن تطبيق المقياس بطريقة فردية او جماعية‪ ،‬اما في بحثنا هذا فقد قمنا بتطبيقه بطريقة‬
‫فردية‪ ،‬إذا قمنا بمقابلة كل حالة على حدي‪ ،‬وقمنا بشرح بنود المقياس وقراءة وشرح األسئلة‬
‫والمفردات حين استدعى االمر ذلك‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ طريقة التصحيح‪:‬‬
‫يعتمد التصحيح على سلم تنقيط متدرج حيث يتكون من نقطتين في بعض األسئلة وهي‬
‫تمتد من (‪1‬ـ ‪ )0‬حيث تشير الدرجة (‪ )1‬الي عدم وجود العرض‪ ،‬وتشير الدرجة(‪ )0‬الي‬
‫وجود العرض‪ ،‬ويتكون من أسئلة أخرى في ثالثة نقاط تمتد من (‪1‬ـ‪ )8‬حيث تشير الدرجة‬
‫(‪ )1‬الي عدم وجود العرض‪ ،‬والدرجة (‪ )0‬الي وجود العرض في بعض األحيان‪،‬‬
‫والدرجة(‪ )8‬تشير الي وجوده دائما‪.‬‬
‫فاألسئلة التي يتم تنقيطها بين(‪0‬ـ ‪ )1‬عددها {‪ }82‬وهي تحمل األرقام التالية (‪،0 ،0 ،0‬‬
‫‪،02 ،02 ،01 ،04 ،00 ،00 ،82 ،81 ،88 ،80 ،02 ،02 ،02 ،08 ،01 ،2 ،1‬‬
‫‪)42 ،42 ،48 ،41‬‬
‫اما بالنسبة لألسئلة التي يتم تنقيطها (‪1‬ـ ‪ )8‬فعددها {‪ }80‬وهي تحمل األرقام التالية‪:‬‬
‫( ‪،40 ،02 ،00 ،01 ،82 ،82 ،80 ،81 ،01 ،00 ،04 ،00 ،00 ،2 ،2 ،4 ،8‬‬
‫‪)41 ،40 ،44 ،40‬‬
‫يتم جمع الدرجات التي يتحصل عليها المفحوص في كلمقياس فرعي على انفراد او على‬
‫المقياس بجمع درجات مقاييسه الفرعية‪ ،‬وكلما ارتفعت الدرجة الكلية في المقياس كان ذلك‬
‫مؤشر لوجود االضطرابات في الصحة النفسية‪.‬‬
‫والعكس صحيح‪ ،‬حيث يشير انخفاض الدرجة الي الخلو من االضطرابات‪ ،‬كما أن ارتفاع‬
‫الدرجة في كل مقياس فرعي يشير الى الي وجود االضطرابات في مجال هذا المقياس‪ ،‬في‬
‫حين يشير انخفاضها الي عدم وجود االضطراب‪( .‬سامية شويعل‪ ،8334،‬ص‪)65‬‬

‫‪ 6‬ـ تفسير نتائج المقياس وتحليلها‪:‬‬


‫‪68‬‬
‫إجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫في الدراسة الميدانية مع المقياس ككل تؤخذ درجة ‪ 04،0‬كقيمة تمثل وسيط لصحة النفسية‪ ،‬حيت‬
‫تدل الدرجات األقل من ‪ 04،0‬على أن الصحة النفسية عادية‪ ،‬في حين تدل الدرجات األكبر من‬
‫‪ 04،0‬على وجود اضطراب في الصحة النفسية‪(.‬سامية شويعل‪،8334،‬ص‪)64‬‬

‫‪ /4‬حدود الدراسة (المكانية‪ ،‬الزمانية‪ ،‬البشرية)‪:‬‬

‫‪ 4‬ـ‪ 0‬الحدود الزمانية‪ :‬تم إجراء الدراسة الميدانية في الفترة الممتدة بين ‪8102/10/82‬الي غاية‬
‫‪.8102 /14/12‬‬

‫‪ 4‬ـ‪ 8‬الحدود المكانية‪ :‬تم اختيار حاالت الدراسة في المؤسسة العمومية لصحة االستشفائية‬
‫بالمغير‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ‪ 0‬حاالت ألدراسة اعتمدت الدراسة على ثالثة حاالت من مرضى القصور الكلوي في نفس‬
‫المؤسسة التي يتلقون فيه التصفية وتراوحت أعمارهم من ‪ 01‬إلي ‪.01‬‬

‫‪69‬‬
‫إجراءات الدراسة الميدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫تعرفنا في هذا الفصل على اإلجراءات الميدانية المتبعة في الدراسة حيث تطرقنا الي الدراسة‬
‫االستطالعية ثم المنهج المستخدم والمتمثل في المنهج االكلينيكي القائم على دراسة الحالة‪ ،‬التي‬
‫تهتم بجمع أكبر عدد ممكن من المعلومات والبيانات حول حاالت الدراسة‪ ،‬وكانت عينة الدراسة‬
‫عينة قصدية وتمثلت في ثالثة حاالت‪ ،‬ثم تناولنا أدوات الدراسة التي تم االعتماد عليها في جمع‬
‫البيانات‪ :‬وهي المالحظة‪ ،‬المقابلة نصف موجهة ومقياس الصحة النفسية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الخامس‪:‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الفصل الخامس‪ :‬عرض ومناقشة النتائج‬

‫أوال ‪ /‬عرض حاالت الدراسة‬

‫‪ / 8‬تقديم الحالة‬

‫االسم واللقب‪( :‬س س)‬

‫الجنس‪ :‬انثى‬

‫العمر‪01 :‬‬

‫المستوي التعليمي‪ :‬ثالثة متوسط‬

‫المستوي االقتصادي‪:‬جيد‬

‫الحالة االجتماعية‪ :‬عزباء‬

‫نوع المرض‪ :‬فشل كلوي‬

‫مدة المرض‪:‬‬

‫‪ /2‬ملخص المقابلة‬

‫تعيش(س س) في جو أسرى يسوده التفاهم واالحترام بين كل من الوالدين واالبناء حيث‬


‫يعمل االب في شركة وطنية واالم ربة بيت ودخلهم االقتصادي مرتفع نوع ما اذ ما قارناه‬
‫بالمتوسط من الدخل المعروف عند االسرة الجزائرية‪ ،‬ال توجد أي صراعات داخل االسرة‬
‫والتي تنعكس سلبا على الحالة‪ ،‬بل نجد الكل مساند للحالة خاصة االم‪.‬‬

‫كان االتصال مع الحالة سهل وقبلت فو ار اجراء المقابلة وأبدت رغبتها في اإلجابة على كل‬
‫تساؤالتي حول الشي الذي نريد الوصول اليه‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫اكتشفت الحالة المرض بعد دخولها في غيبوبة مما جعلها تبقى تحت المراقبة الطبية لمدة‬

‫أربعة أيام في المستشفى وبعدا اجراء الفحوصات الطبية والتحاليل تبين انها تعاني من عجز‬
‫على مستوى الكلى مما استوجب عليها الخضوع لعملية التصفية الدموية مباشرة (مرتين في‬
‫األسبوع)‪.‬‬

‫‪/0‬تحليل المقابلة نصف موجهة‪:‬‬

‫تعيش الحالة (س س) في اسرة يسودها االنسجام والتفاهم المتكونة من الوالدين وثمانية اخوة‬
‫ووسط ظروف اقتصادية جيدة حيث تربط (س) عالقة حميمية مع اسرتها خاصة االم اما‬
‫عن عالقتها خارج االسرة تبدو محدودة نوع ما من خالل قوله‬

‫(ال معنديش صحباتي العائلة تاعي هما صحباتي) فالحالةتخضعمرتينفياألسبوعلعملية‬


‫التصفية الدموية وهذا ما أثر عليها من ناحية العالقات االجتماعية وجعلها تنعزل عن‬
‫المجتمع من قولها(كي نصفي منحبش نتالقا مع أي واحد نحب غير نرقد)‪ ،‬ومن‬
‫خالاللمقابلة والمالحظة الضمنية تبين ان (س) بشوشة وتضحك عند كل ما يستدعي‬
‫الضحك وتتجاوب بتلقائية وفاعلية موجبة‪ ،‬فرغم العجز اال انا (س)متقبلة لذاتها كما هي‬
‫والسعي للعيش في سالم ومسايرة األوضاع المختلفة التي تفرضها الحياة‪ ،‬فهي تحمل الكثير‬
‫من التفاؤل وتوقع األفضل‪.‬‬

‫كما يبدو ان (س) تتحلى بصفات إيجابية كالصبر والتأني (ديما نحس بغيري من الناس)‪.‬‬

‫كما انها مهتمة بصحتها سواء من ناحية الغداء فهي تتبع حمية غذائية مرتبطة بتعليمات‬
‫الطبيب خاصة (التقليل من الملح والمشروبات الغازية‪...‬وغيرها) باإلضافة الي انضباطها‬
‫لمواعيد العالج الطبي وكذلك مواعيد التصفية‪ ،‬كما انها تواجه حياتها بشكل جيد وعادي‪،‬‬
‫وعند تعرضها لموقف محبط تواجهه وتدافع عنرأيها وال تسكت مهما كان الموقف وراضية‬
‫‪73‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫عن حياتها وحالتها رغم السن التي فيه من خالل قولها (انا نعم راضية علي روحي‬
‫وعليالشيء لي مدهولي ربي راضية بيه)‪.‬‬

‫اما فيمايخص المرض فالحالة متقبلة للمرض ومقتنعة بعملية التصفية وردت فعلها تجاه‬
‫المرض كانت عادية فعلى حد قولها (اول معرفت بلي ال زم نصفي متشوكيتش النو كنت‬
‫مقتنعة داما بالشي لكتبو ربي ليا وخالص)وفي حديثنا عن اقتراب موعد التصفية فهي تقول‬
‫بأنها تكون جاهزة من خالل قولها(نوض بكري نوجد حوايجي كامل)‪.‬‬

‫‪ /4‬تفسير نتائج المقياس‪:‬‬

‫من خالل تطبيق مقياس الصحة النفسية لسيدني كراون وكريبسب تحصلت الحالة (س‪ ،‬س)‬
‫على الدرجة ‪04،42‬وهي اقل من النسبة التي تحدد درجة وجود االضطراب ‪ 34.5‬والتي‬
‫تعني ان الحالة سليمة تماما من أي اضطراب نفسي وترد الباحثة هذا الي القيم والمبادئ‬
‫التي تربت عليها الحالة والتنشئة االجتماعية التي ساهمت في تحليها بالصبر واالقتناع‬
‫بالمرض وقبول عملية الصفية‪.‬‬

‫‪ /5‬التحليل العام للحالة‪:‬‬

‫من خالل النتائج المتحصل عليها بواسطة أدوات جمع البيانات (مالحظة والمقابلة وتطبيق‬
‫مقياس الصحة النفسية) نجد إن الحالة (س‪ ،‬س) تتمتع بصحة نفسية ممتازة وهذا راجع إلي‬
‫طبيعة الدعم الذي تتلقاه الحالة من أسرتها‪ ،‬فرغم خطورة هذا المرض وصعوبة عالجه‬
‫وتأثيره على حالة المريض الجسمية والنفسية‪ ،‬ومن خالل عملية التصفية التي تتم بشكل‬
‫دوري‪ ،‬إال أننا نجد الحالة لها استجابة صامدة تجاه المرض وهذا بسبب أسرتها التي تساندها‬
‫مما جعلها تتعايش مع هذا الوضع المؤلم ‪ ،‬وبالتحديد تمتعها بصحة نفسية جيدة وهذا مؤشر‬
‫علي قدرتها علي التكيف مع صعوبات الحياة‪ ،‬حيث يرى زيلر أن هذا المفهوم يرتبط بين‬

‫‪74‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫تكامل الشخصية من ناحية‪ ،‬وقدرة الفرد على أن يستجيب لمختلف المثيرات التي يتعرض لها‬
‫من ناحية اخري‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪:‬‬

‫‪ 8‬ـ ‪ 2‬تقديم الحالة‪:‬‬

‫ـ االسم واللقب‪( :‬د‪ ،‬خ)‬

‫ـ الجنس‪ :‬انثي‬

‫ـ العمر‪42:‬‬

‫ـ المستوى التعليمي‪ :‬أمية‬

‫ـ المستوى االقتصادي‪ :‬متوسط‬

‫ـ الحالة االجتماعية‪ :‬أرملة‬

‫ـ نوع المرض‪ :‬قصور كلوي‬

‫ـ مدة المرض‪ :‬منذ سنة ونصف‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ملخص المقابلة‪:‬‬

‫كان االتصال مع الحالة سهل حيث أبدت رغبتها واستجابتها للمقابلة وتجاوبت بشكل جيد مع‬
‫األسئلة كما انها التزمت بموعد اجراء المقابلة واجابت على مختلف تساؤالتي واستفساراتي‬
‫حول ما ارت الوصول اليه‪،‬‬

‫فالحالة (د‪ ،‬خ) التي تبلغ من العمر ‪ 42‬سنة‪ ،‬حيث انها ارملة وام لـ ‪ 1‬أوالد تعيشفي جو من‬
‫التفاهم االسري بين أوالدها‪ ،‬وعالقتها مع أوالدها يسودها الود واالحترام‪ ،‬ودخل االسرة‬
‫متوسط نوعا ما اذا ما قارناه بالمتوسط من الدخل المعروف عند االسرة الجزائرية‪ ،‬وال توجد‬
‫‪75‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫صراعات داخل هذه االسرة التي تؤثر سلبا على الحالة‪ ،‬كان للحالة سوابق مرضية حيث‬
‫كانت تعاني من االم في الظهر والضغط الدموي اكتشفت المرض بعد الخضوع للعديد من‬
‫الفحوصات الطبية بعدها خضعت مباشرة لعملية التصفية‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ‪ 2‬تحليل المقابلة نصف موجهة‪:‬‬

‫من خالل ما أوجدته أدوات جمع البيانات‪ :‬المالحظة والمقابلة نصف موجهة‪ ،‬التي أجريت‬
‫بشكل جيد مع الحالة والتي كانت متجاوبة مع األسئلة وكان هذا باديا على مالمح الوجه‬
‫رغم المرض‪ ،‬ومع هذا أبدت الحالة تجاوبا ورغبة بالحديث عما بداخلها‬

‫فلقد الحظنا ان الحالة رغم الضعف الشديد الذي تعانيه جراء المرض اال أنها تحاول‬
‫تقبل الوضع الصحي والظروف الحياتية‪ ،‬حيث يبدو نمط التكيف عاليا خاصة مع أوالدها‪،‬‬

‫حيث تفسر الباحثة ذلك التكيف ألسلوب الحالة في التعامل مع الضغوط واالخذ والعطاء‬
‫مع افراد اسرتها وهي الركائز التي تزيد في خلق عالقات تفاعلية موجبة‪ ،‬وهذا أيضا لم‬
‫يمنعها من تكوين عالقات أخرى مع االخرين التي مازالت مستمرة رغم المرض والعجز وهذا‬
‫راجع للشخصية الطيبة التي تتمتع بها الحالة في قولها (الحمدهلل الناس كامل تحبني وديما‬
‫طيبا معاهم)‪ ،‬كما ان الحالة من النمط المنبسط وهو ما أكدته المقابلة والمالحظة فالشخصية‬
‫المنبسطة تكون لها عالقات وصالت اجتماعية حارة‪.‬‬

‫اما على الصعيد الصحي فالحالة تعاني من تدهور في صحتها وهذا بسبب القصور الكلوي‬
‫والذي اخضعها لعملية التصفية وهذا من خالل قولها(الزم نروحنصفي‪ ،)...‬باإلضافة الي‬
‫احساسها بالفشل والتعب الجسدي مما يصعب عليها التنقل او السفر من مكان اليأخركما‬
‫انها مصابة بمرض الضغط الدموي واألم في الظهر لكنها حريصة على تناول االدوية‪،‬‬

‫اما بالنسبة للتوافق النفسي فقد اتسمت الحالة بالصبر والرضا من خالل قولها‬
‫(الحمدللهعلىكلشيء) فهي تتمتع بدرجة معتبرة من الصبر يمكن االستدالل عليها من‬
‫‪76‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫خالل(الواحد الزم يصبر علي الشي لي كتبو ربي)كما نالحظ عليه أنها قادرة على التحكم‬
‫في انفعاالتها بشكل جيد وهذا من خالل مالحظتي لها فهي تتحدث عن المرض بشكل سليم‬
‫و ال يوجد أي شرود ذهني وافكارها مترابط ومتسلسلة باإلضافة إلي القدرة على مواجهة‬
‫اإلحباطات وعند تعرضها لموقف مستفز تواجهه بسلوك إيجابي من خالل قولها(كي نقلق‬
‫نروح نتوض ونصلي باه نريح)‪.‬‬

‫كما أكدت الحالة بأنها مواظبة على البرنامج العالجي سواء من ناحية التصفية او العالج‬
‫الدوري لتفادي أي أضرار أخرى من خالل قولها (ديما حراصة على موعد التصفية‬
‫ومننساهش طول)‬

‫والزالت الحالة صامدة وقادرة على تحمل مسؤوليتها ومواجهة مشكالتها اليومية التي تتعرض‬
‫لها‬

‫أما فيما يخص الجانب المرضي للحالة طبعا في البداية لم يكن بالشيء السهل ولكن‬
‫الشخصية واإليمان القوي للحالة جعلها تتقبل المرض وتتقبل وضعها الصحي وأيضا عملية‬
‫التصفية‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ‪ 2‬تفسير نتائج المقياس‪:‬‬

‫من خالل تطبيق مقياس الصحة النفسية على الحالة (د‪ ،‬خ) اتضح إنها تتمتع بصحة نفسية‬
‫جيدة‪ ،‬حيث تحصلت على الدرجة ‪ 88،22‬وهي درجة أقل من النسبة التي تحدد درجة وجود‬
‫االضطراب ‪ 04.0‬وبالتالي الحالة تتمتع بصحة نفسية جيدة‪ ،‬حيث ترد الباحثة هذا إلي القيم‬
‫الصحيحة التي تتبناها الحالة(د خ) والمستمدة من منبع شخصيتها والقيم واألخالق التي‬
‫تلقتها من محيطها وايمانها القوي وهذه النتيجة تتوافق مع العديد من الدراسات التي توصلت‬
‫إلي أن اإليمان القوي الذي يتمتع به الفرد له دور في تخفيف مشاعر الشعور بالنقص والقلق‬
‫وغيرها من االضطرابات النفسية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ 5‬ـ‪ 2‬التحليل العام للحالة‪:‬‬

‫من خالل النتائج المتحصل عليها على مستوى أدوات جمع البيانات (مالحظة‪ ،‬مقابلة‬
‫نصف موجهة) ونتائج تطبيق المقياس المتعلقة بالصحة النفسية نستنتج ان الحالة تتمتع‬
‫بصحة نفسية جيدة وهذا راجع الي طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه بأنه مجتمع محافظ‬
‫ومتمسك بعقيدته ودينه‪ ،‬حيث يتجسد أثره القوي في ايمان الفرد بقضاء هللا وقدره فينبعث فيه‬
‫اإلحساس بالرضا والطمأنينة في النفس وفي هذا تؤكد دراسة باتل‪ 2332‬أن المعتقدات‬
‫الدينية قد تقوم بدور ألية توافق للمريض الذي يعاني من الفشل الكلوي وأن المعتقدات‬
‫الدينية ترتبط بإدراك االكتئاب وأثار المرض والدعم االجتماعي وجودة الحياة‪.‬‬

‫‪ / 3‬الحالة الثالثة‬

‫‪ 8‬ـ ‪ 3‬تقيم الحالة‪:‬‬

‫ـ االسم واللقب‪( :‬ع‪ ،‬ش)‬

‫ـ الجنس‪ :‬ذكر‬

‫ـ العمر‪00 :‬‬

‫ـ المستوى التعليمي‪:‬تاسعةمتوسط‬

‫ـ الحالة االجتماعية‪ :‬أعزب‬

‫ـ نوع المرض‪ :‬فشلكلوي‬

‫ـ مدة المرض‪2:‬سنوات‬

‫‪ 2‬ـ‪ 3‬ملخص المقابلة‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الحالة (ع ش) تبلغ من العمر ‪ 00‬سنة تقيم بمدينة المغير في سكن مريح وفي أسرة متكون‬
‫من االب واالم وسبعة اخوة حيث ع ترتيبها األصغر بين افراد العائلة‬

‫تعيش في اسرة يسودها جو احترام وانسجام متبادل بين كل افراد العائلة ودخلها متوسط‬
‫الحالة ليس لها مهنة مستقرة بحكم العجز الكلوي الذي أصابه منذ سبعة سنوات وأدي الي‬
‫عرقلتها على أداء مسؤوليتها ودورها في الحياة‪.‬‬

‫كان االتصال بالحالة صعب نوعا ما من خالل (القلق‪ ،‬التوتر‪ ،‬الكف‪ ،‬المقاومة‪ ،‬عدم االلتزام‬
‫بموعد المقابلة‪ ،‬فترات من الصمت اثناء المقابلة‪...‬الخ)‬

‫كان للحالة سوابق مرضية حيث كان يعاني ميكروب على مستوي الكلى ثم تضاعفت وازداد‬
‫الوضع خطورة وبدأت تظهر عليه اعرض كاالنتفاخ في الساقين والجفاف وأالم على مستوى‬
‫الكلي وبعد اجراء الفحوصات والتأكد من نتائج التحاليل تبين انه يعاني من مرض الفشل‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ‪ 3‬تحليل المقابلة نصف موجهة‪:‬‬

‫من خالل المقابلة نصف موجهة وبعد اإلجابة على األسئلة التي طرحتها‪ ،‬كانت الحالة في‬
‫بداية المقابلة لم يتجاوب معي بشكل سليم‪ ،‬ولكن من سؤال الى أخر أثارت الحالة بالتعبير‬
‫على نفسه وعن مرضه وعن وضعه الصحي أكثر‪.‬‬

‫فهو يعيش ظروف اقتصادية متوسطة‪ ،‬فمستواه التعليمي والتاريخ المرضي ال يسمح له القيام‬
‫بأي عمل يتطلب جهدوهذا ما اثر علي صحته النفسية‪ ،‬حيث اتضح من خالل المقابلة أنه‬
‫يعاني من صدمة كبيرة نتيجة إصابته بالمرض وعدم تقبله له وهذا من خالل قوله (منيش‬
‫متقبلو خالص سيرتو كي نشوفنتاجي الباس عليهم نزيد نقلق) حيث كان يشعر باليأس‬
‫واالنزعاج التام وعدم تقبله للمرض واحساسه الدائم بالنقص (نحس روحي معوق) باإلضافة‬
‫الي اضطرابات في االكل تمثلت في فقدانه للشهية‪ ،‬تغيير في الوجبات الغذائية‪ ،‬اضطرابات‬
‫في النوم في قوله(مكنتش نرقد خالص نبات نخمم في حالتي) فالحالة تعاني من خوف‬
‫‪79‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وقلق شديد بسبب مستقبله ومصيره واتضح ذلك من خالل مالحظتي له اثناء المقابلة من‬
‫سلوكيات واشارات خاصة في نبرة الصوت التي تنخفض عند الحديث عن المستقبل اما‬
‫تصرفاته تمثلت في شبك اليدين‪ ،‬تحريك الرجلين بسرعة مما يدل على انه متوتر‪ ،‬باإلضافة‬
‫الى اإلحساس بأنه مشفق عليه من االخرين (نحس روحي ناس شافقة عليا ياسر وهذي‬
‫الشفقة تزيد عليا ونزيد نحس كثر بالنقص)‪.‬‬

‫اماعلى الصعيد الصحي فالحالة يعاني من تدهور في صحته وهذا بسبب العجز الكلوي‬
‫والذي أخضعه لعملية التصفية في قوله (نروح نصفي ثالث خطرات في سمانة) أيضا‬
‫إحساس الحالة بالضعف واالعياء الجسدي الذي أعاقه عن ممارسة أي عمل يتطلب جهد‬
‫في قوله (نغلب ونفشل ثم ثم) وأيضا (من المرض مرات نولي منقدرش نخدم خدمة كبيرة)‬
‫كما أكد بانه مواظب على موعد التصفية والمتابعة المستمرة مع طبيبه‪.‬‬

‫وعن طبيعة عالقته مع اسرته كانت جيدة خاصة مع الوالدين‪ ،‬اما تفاعله مع المجتمع فكان‬
‫سطحي او منعدم وهذا راجع الي رغبته في البقاء في المنزل (نحب نقعد وحدي ومنحبش‬
‫نخرج ياسر) فالحالة ع تعاني من االنطواء وتفضل االنغماس في االنعكاسات الشخصية‬
‫أكثر من اتصاله بشخص كما لديه عدم الثقة بالناس وهذا في قوله (انا انسان سيرو ياسر‬
‫ومعنديش ثقة في أي واحد)‪ ،‬كما انه يعاني من الخجلبسب المرض ولديها مشاعرالكراهية‬
‫والنظرة التشاؤمية للمستقبل‪.‬‬

‫وفي التوافق االنفعالي فهوال يستطيع التحكم في انفعاالته وسريع الغضب ويتهور في‬
‫تصرفاته من خالل قوله (كي نقلق نخرب نعيط نضرب ‪.)...‬‬

‫اما بالنسبة الي الجانب المرضي للحالة فقد جعله مقيد وعاجز ويشعر باإلحباط والضعف‬
‫وهذا مايجعل نظرته للحياة والمستقبل نظرة بائسة تتخللها امنيات الشفاء وعيشحياة طبيعية‬
‫مثل بقية اقرانه على حد تعبيره (نحب نتخلص من هذا المرض ونعيش كي ناس)‬

‫‪80‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ 4‬ـ‪ 3‬تفسير نتائج المقياس‪:‬‬

‫خلصت المقابلة بتطبيق مقياس سيدني كراون وكريسب للصحة النفسية حيث تحصلت الحالة‬
‫على درجة ‪ 20،14‬علي المقياس الكلي وهي اكثر من النسبة التي تحدد درجة وجود‬
‫االضطراب ‪ 04،0‬وبالتالي فالحالة تعاني من مستوي صحة نفسية منخفض جدا وترجع‬
‫الباحثة هذا الي وجود قلق وتوتر شديد نتيجة المرض حيث ان هذا االمر يشكل عائق كبير‬
‫بالنسبة له حيث تأكد الدراسات ان لدى الرجال ‪℅011‬ضعف جنسي‪ ،‬فهذا الحرمان يولد‬
‫للمريض مخلفات نفسية سلبية كاإلحباط والجرح النرجسي والتوتر‪ ،‬الن الفرد يملك عاطفة‬
‫حب النسل‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ‪ 3‬التحليل العام للحالة‪:‬‬

‫انطالقا من نتائج المقابلة نصف موجهة والمالحظة ونتائج المقياس التي توصلنا اليها ان‬
‫الحالة(ع‪ ،‬ش) البالغ من العمر ‪ 00‬سنة المصاب بالعجز الكلوي ولمدة ‪ 2‬سنوات استنتجنا‬
‫ان اإلصابة بالمرض انعكست على حالته النفسية واثرت بشكل مباشر على صحته النفسية‬
‫حيث سجلنا انخفاض في مستوى الصحة النفسية والمقدرة بـ ‪ 20،14‬كما توصلنا الي ان‬
‫الحالة تعاني من خوف وقلق وانعزال ارتبط بشكل مباشر مع المرض‪ ،‬االمر الذي سمح له‬
‫‪ Black‬التي‬ ‫بالتعايش مع هذا الوضع الصحي بطريقة غير تكيفية حيث تبين دراسة‬
‫أوضحت في دراستها المظاهر النفسية والجسدية لهؤالء المرضى‪ ،‬اكتئاب اين يعبر بدجات‬
‫متفاوتة في المرحلة األولى حتي تصبح لدي الكثيرين نمط حياة‪ ،‬وانخفاض في النشاط‬
‫الجسدي كما تبدو االرهاقات الموجودة عند مرضى القصور الكلوي والمتمثلة في التهديد‬
‫الكامن بالموت‪ ،‬المشكالت الجنسية‪ ،‬واالسرية االكتئاب والقلق‪ ،‬والخوف من المضاعفات ‪،‬‬
‫مما يجعلهم مع مرور الزمن اكثر انطوائية واكثر كفا في التعبير عن عدوانيهم‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬التحليل العام للحاالت الثالثة‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫بعد عرض ومناقشة النتائج لكل حالة علىحدي‪ ،‬تبين ان الحاالت الثالثة للمرضي الذين‬
‫يعانون من قصور كلوي مزمن‪ ،‬ويملكون تفاوتا في مستوى الصحة النفسية لديهم‪ ،‬وهذا عائد‬
‫الي طبيعة المعاملة التي تتلقاها كل حالة على حدي وبنية شخصيتها‪.‬‬

‫فعلي مستوى الحالتين األوليين انهما يتمتعان بمستوى صحة نفسية جيدة وهذا يعني ان‬
‫مريض العجز الكلوي لديه نظرة إيجابية لذاته وشخصيته رغم وجود المرض كعائق في‬
‫حياته‪ ،‬وهذا ما يتفق عليه بان الصحة النفسية هي الشعور بالسعادة والرضا والكفاية‬
‫وااليجابية كمظهر يبدو على سلوك الفردوتتفق هذه النتيجة أيضا مع تعريف برناد هارولد‬
‫الذي يري بان الصحة النفسية هي توافق االفراد مع أنفسهم ومع العالم بشكل عام وبالحد‬
‫األقصى من الفاعلية والرضا‪ ،‬والسلوك االجتماعي المقبول والقدرة على مواجهة الحياة‬
‫وتقبلها‪.‬‬

‫فرغم خطورة هذا المرض وصعوبة عالجه وتأثيره على حالة المرضى الجسمية والنفسية الذي‬
‫يتضح من خالل تعدد اعراضه التي سبق ذكرها‪ ،‬ومن خالل عملية التصفية التي تتم بشكل‬
‫دوري اال ان مريض العجز الكلوي ال يعني ان يحمل عند اإلصابة بالمرض اعراض القلق‬
‫واالكتئاب او ان يشعر بالوحدة والعزلة‪ ،‬واالنسحاب االجتماعي‪ ،‬فالمريض عندما يجد البيئة‬
‫المحيطة به والظروف االجتماعية التي يعيشها على ضوء عالقته االجتماعية وادراكه لها‬
‫ونظرة المحيطين به لمسار حياته هذا سيساهم بقدر كبير في تحديد صحته النفسية‬
‫والجسمية‪ ،‬وهذا ما يؤكد أهمية االتصال النفسي بين المريض ومحيطه خاصة على مستوى‬
‫اسرته‪ ،‬وفي هذا اإلطار يؤكد زهران(‪ )2338‬بألفرد المتوافق نفسيا وانفعاليا واجتماعيا مع‬
‫نفسه وبيئته يكون قادر علي تحقيق ذاته واستغالل قدراته و امكانياته الي أقصى حد ممكن‪،‬‬
‫ويكون قادر علي مواجهة مطالب الحياة‪ ،‬وتكون شخصيته متكاملة سوية ويكون سلوكه‬
‫عاديا‪ ،‬ويكون حسن الخلق بحيث يعيش في سالم وسالمة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫ويشير الزبيدي (‪ )2337‬الي أن الفرد المتمتع بالصحة النفسية يسعي دائما الي تحقيق‬
‫الذات وتقديرها واستغالل القدرات والتقبل الموضوعي لها‪.‬‬

‫باإلضافة الي الوازع الديني الذي يتمتع به الفرد والذي يجعله راضي ومتقبل لمرضه وتزيد‬
‫من مستوى صحته النفسية‪ ،‬وفي هذا السياق أيضا جاءت دراسة هادلوكروفودلتبين أهمية‬
‫العامل الديني في تمتع الفرد بالصحة النفسية‪ ،‬فمستوي التدين الذي يملكه الفرد له اثره‬
‫اإليجابي في التخفيف من حدة االضطرابات النفسية ان لم نقل عدم اإلصابة به ‪ ،‬ففي عام‬
‫‪ 8383‬وبالمساعدة مع العالم فاينر ‪ ،‬اقرو في دراستهم التي اجروها حول العالقة بين التدين‬
‫والصحة النفسية والقلق‪ ،‬وأشارت النتائج التي توصلوا اليها ان المتدينين بدرجات مرتفعة‬
‫كانوا اقل قلقا واكثر تكيفا نفسيا من ذوي التدين المتوسط او الضعيف‪ ،‬ومن هنا تبرز النتيجة‬
‫العلمية التي تقر بان الصحة النفسية يمكن ان تتأثر بعامل التدين‪.‬‬

‫كما نلمس مدى أهمية المعتقدات الشخصية في الصحة النفسية وتأثيرها في كيفية تبني الفرد‬
‫أفكار إيجابية لمواجهة المشاكل المترتبة على المرض‪ ،‬لذلك نجد بعض المرضى ال يتأثرون‬
‫بمرضهم وهذا راجع الي البنية االسرية والتي لها دور حاسم على مجمل شخصية الفرد‬
‫ونواحي حياته‪ ،‬فاثرها الرئيسي يتضح في نقلها للفرد معلومات عن قيمته الداخلية‪ ،‬وتوفيرها‬
‫لقاعدة من األمان يشعر فيها الفرد بتطابق هويته مع القيم التي يحملها وسطه العائلي‪.‬‬

‫اما الحالة الثالثة فتوصلنا فيها الي انها تعاني من انخفاض في مستوى الصحة النفسية‬
‫والذي يظهر في الحزن‪ ،‬السلبية‪ ،‬الشعور بالنقص‪ ،‬التوتر‪ ،‬االنزعاج‪ ،‬عدم الثقة بالنفس‬

‫‪83‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫باإلضافة إلي وجود اضطرابات في األكل والنوم كل هذا بسبب مرض الفشل الكلوي‬
‫وفي هذا المجال تؤكد دراسة ‪ Eiber‬وآخرون (‪)8337‬والتي وجدت تواتر وانتشار أعراض‬
‫القلق والحزن واليأس‪ .‬وكذلك جاءت متوافقة أيضا مع ما الحظناه في التراث النظري‪ ،‬مرض‬
‫القصور الكلوي يعتبر من األمراض المزمنة والخطيرة التي لها تأثيرات خاصة على الحالة‬
‫النفسية للمرضى وعائالتهم فالمرض يمثل حالة طويلة األمد من صراع مستمر بين المصاب‬
‫وبين المرض وتكاليفه وما يحمله من دالالت مهددة للحياة‪ ،‬وكذلك ما توصل إليه فرويد‬
‫وأبراهام وسيبتز على وجود صراعات ومعتقدات خاصة للمريض حول نفسه بسبب مرضه‬
‫وأفكاره السلبية واحساسه العام بالضياع‪.‬وفي هذا الصدد أيضا نذكر دراسة خليل (‪)8338‬‬
‫التي اهتمت ببعض السمات والخصائص التي تميز المرضي‪ ،‬وكذلك دراسة‬
‫‪8383Noor‬والتي انتهت الي أن المرضي يعتقدون بأنهم غير قادرين على التحكم في‬
‫وضعيتهم الصحية‪ .‬وهذه األخيرة تعد مظهر من مظاهر انخفاض مستوى الصحة النفسية‪.‬‬

‫باإلضافة الي عدم شعوره بالرضا عن النفس وعن الحياة وضعف العالقات االجتماعية له‬
‫الي جانب النظرة التشاؤمية للمستقبل والحزن والقلق وعدم تقدير الذات‪.‬‬

‫كما اتفقت هذه النتيجة مع نتائج دراسة دريسين ‪ 0220‬ان الشكاوى الجسمية والنفسية تلعب‬
‫أدوار متباينة بين مجموعات المرضى وكلما ازدادت مراحل العالج كلما ازدادت الشكاوى‬
‫النفس جسمية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عرض نتائج الفرضية ومناقشتها‪:‬‬

‫تعتبر مناقشة الفرضيات خطوة هامة ومرحلة أساسية تكميلية في كل بحث علمي‪ ،‬وذلك‬
‫بعد استخدام األدوات والوسائل الالزمة من مقابالت ومالحظات عياديه ومقاييس او‬
‫اختبارات نفسية‪ ،‬ومن خالل دراستنا لموضوع الصحة النفسية لدى مرضى القصور‬

‫‪84‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الكلوي المزمن‪ ،‬كان البد لنا من عرض نتيجة الفرضية ومناقشتها على ضوء تلك النتيجة‬
‫التي توصلنا لها‬

‫‪8‬ـ تفسير نتيجة الفرضية العامة‪:‬‬

‫تتمحور إشكالية دراستنا حول الصحة النفسية لدي مرضى القصور الكلوي المزمن‪،‬‬
‫حيث انطلقنا من فرضية عامة تمثلت في‪ :‬يتسم مرضى القصور الكلوي المزمن بمستوى‬
‫صحة نفسية منخفض‪ ،‬وقد اعتمدنا على المنهج العيادي واستخدمنا أدوات تمثلت في المقابلة‬
‫النصف موجهة ومقياس الصحة النفسية‪.‬‬

‫وبعد دراستنا لثالث حاالت وتحليل نتائجهم استنتجنا أن الحالتين األوليتين لديهم مستوى‬
‫مرتفع من الصحة النفسية وهذا بدليل أن الحالة (س‪ ،‬س) تحصلت على درجة ‪42،04‬‬
‫والحالة (د‪ ،‬خ) على درجة ‪ 22،88‬من النسبة التي تحددها درجة وجود االضطراب ‪،04،0‬‬
‫وهذه النسبة يمكن إرجاعه الي الحالة العائلية لكال الحالتين حيث توضح دراسة كالنك‬
‫‪ 0222 Kalanek‬التي خلص فيها الي ان الخصائص العائلية اهم مظهر من مظاهر‬
‫الرضا عن الحياة وحصلت على المرتبة األولى‪ ،‬فوجود المرض جعلهم محل اهتمام عائالتهم‬
‫النهم في حالة من الضعف تستدعي عناية خاصة ومراعاة اكثر‪.‬‬

‫اما الحالة الثالثة فقد تحصلت على درجة‪ 20،14‬وهي تمثل درجة مخفضة من مستوي‬
‫الصحة النفسية وفي هذا جاءت دراسة زافار واخرون (تقييم القلق واالكتئاب لدى مرضى‬
‫الغسيل الكلوي) التي توصلت الي ان جميع المرضى دون استثناء يعانون من القلق وانه‬
‫ليس هناك عالقة هامة بين حدوث القلق والحالة االجتماعية‪.‬‬

‫هنا تحققت نتيجة الفرضية العامة مع الحالة الثالثة ولم تتحقق مع الحالتين االوليتين‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫عرض ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‬

‫ـ االقتراحات‪:‬‬

‫بناء على نتائج الدراسة التي قمنا بها يمكن اإلشارة الي االقتراحات التالية من اجل‬
‫تعزيز الصحة النفسية لدى هذه الفئة‬

‫ـ التركيز على عملية التوعية والوقاية من مخاطر اإلصابة بالفشل الكلوي‪.‬‬

‫ـ ضرورة التكفل أكثر بالمصابين باألمراض المزمنة بشكل عام ومرضى الفشل الكلوي بشكل‬
‫خاص وتقديم لهم الرعاية والمتابعة النفسية‪.‬‬

‫ـ تفعيل أكثر لدور األخصائيين النفسيين في عالج االضطرابات العصابية واالنفعالية‪.‬‬

‫ـ التدخل المبكر لمساعدة المصابين على تقبل مرضهم مما يساهم في تحقيق الصحة النفسية‬
‫الجيدة‪.‬‬

‫ـ بناء برامج إرشادية لتحقيق الصحة النفسية‪.‬‬

‫ـ تشجيع البحوث العلمية في مجال األبعاد النفسية لألمراض المزمنة‪.‬‬

‫ـ تنظيم دورات لفائدة األطباء والممرضين حول العوامل النفسية ومالها من تأثير على مرضى‬
‫العجز الكلوي‪.‬‬

‫ـ توعية األسرة بدورها الكبير في التكفل بمريض القصور الكلوي المزمن‪.‬‬

‫ـ تقديم دراسات حول دور العالج النفسي في تحسين مستوي الصحة النفسية لدي المصابين‬
‫بالعجز الكلوي‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫خاتمة‬
‫خــاتـــــمـــة‬

‫خاتمة‬

‫مرض القصور الكلوي من االمراض المزمنة والمتعارف عليها والذي يعبر عن خلل في وظيفة‬
‫الكلية وفي اف ارزاتها‪ ،‬حيث ينتشر بين فئات واسعة من الناس‪ ،‬باإلضافة الي المضاعفات التي‬
‫يمكن ا ن تنجم عنه سواء عن المدى القريب او البعيد‪ ،‬فتأثيرات هذا المرض ليست فقط على‬
‫المستوى الجسمي الصحي بل أيضا على الجانب النفسي فهو يحمل دالالت مهددة للحياة نفسها‬
‫وما تفرضه من القيود على المصاب به من (عملية االستصفاء الدموي بشكل دوري‪ ،‬محدودية‬
‫الحركة‪ ،‬رجيم‪ ،‬اج ارء التحاليل‪ )...‬كل هذا يؤثر وينعكس على نفسية المصاب‪ ،‬فنرى المصاب‬
‫في كفاح من أجل السعي الي تحقيق التكيف مع المرض والتوافق مع التغيرات بغية تحقيق الصحة‬
‫النفسية له‪ ،‬حيث توصلت نتائج دراستنا التي جاءت لمعرفة مستوي الصحة النفسية لدي مرضى‬
‫القصور الكلوي والتي أظهرت اختالف في مستوى الصحة النفسية‪ ،‬حيث كانت مرتفعة علي‬
‫مستوى الحالتين األوليتين‪ ،‬اما الحالة الثالثة فقد فأظهرت صحة نفسية منخفضة‪ ،‬وهذا باالعتماد‬
‫على المنهج العيادي الذي يرتكز علي المالحظة والمقابلة نصف موجهة‪ ،‬وكذا بتطبيق مقياس‬
‫الصحة النفسية‪،‬كما تبقي هذه النتائج خاصة باألشخاص المعنيين وفي المكان والزمانالمحددين لذا‬
‫ال يمكن تعميم النتائج على جميع حاالت مرضى القصور الكلوي المزمن‪.‬‬

‫وعليه فان موضوع الصحة النفسية موضوع غاية في األهمية خاصة عند هذه الفئة من‬
‫المصابين‪ ،‬ويجب التأكيد علىضرورة أهمية ارفاق العالج الطبي بتدخل وتكفل نفسي‬

‫وفي األخير نأمل أن تفتح هذه الدراسة المجال لتناول دراسات أخرى مكملة ومعمقة حول هذا‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫قائمةالمراجع‬
‫قــائـمــة المـصـادر والمـراجـع‬

‫‪ )0‬احمد أبو اسعد سامي الختاتنة(‪ :)8100‬دليل المقاييس النفسية والتربوية‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار‬
‫الصفاء للنشر‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ )8‬احمد عبد اللطيف(‪ :)8110‬الصحة النفسية منظور جديد‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‬
‫األردن‪.‬‬
‫‪ )0‬اديب دمحم الخالدي(‪ :)8112‬المرجع في الصحة النفسية‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬‬
‫عمان‪.‬‬
‫‪ )4‬السويداء(‪ :)8101‬المرشد الشامل لمرضى الفشل الكلوي‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار وهج الحياة‬
‫للنشر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ )0‬أمال بورقبة(‪ :)8111‬الكلى من الوظيفة الي االمل في الحياة‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار النساء‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ )1‬حامد عبد السالم زهران(‪ :)0222‬الصحة النفسية والعالج النفسي‪ ،‬ط الثالثة‪ ،‬عالم‬
‫الكتب‪ ،‬مصر‬
‫‪ )2‬حامد عبد السالم زهران(‪:)8110‬الصحة النفسية والعالج النفسي‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬‬
‫عالم الكتب للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ )2‬رؤيا البهلكي(‪ :)8101‬الفشل الكلوي وخيارات العالج‪ ،‬ب ط‪ ،‬مستشفى الملك فيصل‬
‫ومركز األبحاث‪ ،‬قسم خدمات التثقيف الصحي‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪ )2‬زهير الكرمي(‪ :)0222‬االطلس العلمي‪ ،‬فيزيولوجيا االنسان‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار الكتاب‬
‫اللبناني‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ )01‬سامر جميل رضوان(‪ :)8118‬الصحة النفسية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار المسيرة للنشر‪،‬‬
‫األردن‪.‬‬
‫‪ )00‬صالح حسن الداهري(‪ :)8110‬مبادئ الصحة النفسية‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار وائل‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ )08‬صالح مخيمر(‪:)0222‬مدخل الي الصحة النفسية ب ط‪ ،‬دار االنجلو المصرية‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫قــائـمــة المـصـادر والمـراجـع‬

‫‪ )00‬عادل حلواني واخرون(‪ :)8111‬نفسية المصابين بالقصور الكلوي المزمن‪ ،‬الطبعة‬


‫الثانية‪ ،‬دار الرضا للنشر‪ ،‬السعودية‪.‬‬
‫‪ )04‬عبد الخالق احمد دمحم(‪:)0220‬أصول الصحة النفسية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ )00‬عبد العزيز القوصي(‪ :)0221‬أسس الصحة النفسية‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار النهضة‬
‫المصرية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ )01‬دمحم احمد(‪ :)8108‬الصحة النفسية وسيكولوجية الشخصية‪ ،‬ب ط‪ ،‬المكتبة‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ )02‬دمحم صادق الصبور(‪ :)0222‬امراض الكلى وزرع األعضاء‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار القلم‪،‬‬
‫بيروت لبنان‪.‬‬
‫‪ )02‬دمحم علىوأشرف عبد الغني (‪:)8110‬الصحة النفسية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،‬دار المعرفة الجامعية للنشر‪ ،‬اإلسكندرية مصر‪.‬‬
‫‪ )02‬دمحم علي البار(‪ :)0228‬الفشل الكلوي أسبابه طريقة الوقاية منه وعالجه‪،‬‬
‫‪ )81‬دمحم قاسم عبد هللا(‪ :)8101‬مدخل الي الصحة النفسية‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار الفكر للنشر‪،‬‬
‫عما‬
‫‪ )80‬مصطفى حجازي(‪:)8111‬الصحة النفسية منظور دينامي تفاعلي للنمو في البيت‬
‫والمدرسة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الدار البيضاء المركز الثقافي العربي‪ ،‬المغرب‪.‬‬
‫‪ )88‬نبيه إبراهيم إسماعيل(‪ :)8110‬عوامل الصحة النفسية‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار ايتراك للنشر‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ )80‬هناء أحمد محد الشويخ(‪ :)8112‬برنامج تطبيقي لتحسين المتغيرات النفسية‬
‫والفيزيولوجية لنوعية الحياة لدى مرضى الفشل الكلوي‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار الوفاء للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫قــائـمــة المـصـادر والمـراجـع‬

‫‪ )84‬إبراهيم أبرش(‪ :)8112‬المنهج العلمي وتطبيقاته في العلوم االجتماعية‪ ،‬ب ط‪،‬‬


‫دار الشروق للنشر‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ )80‬حسين حسن غانم(‪ :)8114‬المرأة واضطراب القلق‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار إيتراك للنش‪،‬مصر‪.‬‬
‫‪ )81‬عباس عوض(‪ :)0222‬المدخاللي علمالنفسالنموالطفولةالمراهقةالشيخوخة‪ ،‬ب‬
‫ط‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ )82‬عبد السالم عبد الغفار(‪:)0222‬مقدمةفي الصحة النفسية‪ ،‬ب ط‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪/ )82‬عبد المطلب القريطي(‪ :)8110‬في الصحة النفسية‪ ،‬ب ك‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي‪،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬الرسائل األكاديمية‬
‫‪ )0‬ابتسام أبو العمرين(‪ :)8112‬مستوى الصحة النفسية للعاملين بمهنة التمريض في‬
‫المستشفيات الحكومية بمحافظات غزة وعالقته بمستوى أدائهم‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪.‬‬
‫‪ )2‬السعيد جواد(‪ :)8104‬استراتيجية مواجهة الضغوط النفسية عند الراشد المصاب بالقصور‬
‫الكلوي المزمن والخاضع لتصفية الدم‪ ،)Hémodialyse( ،‬قسم علم النفس‪ ،‬جامعة دمحم‬
‫خيضر بسكرة‪.‬‬
‫‪ )0‬سامية شويعل(‪:)0224‬الخصائص السيكو اجتماعية لألمهات العازبات اللواتي يحتفظن‬
‫بأوالدهن ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجيستير في علم النفس العيادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ )4‬عزوز اسماهن(‪ :)8112‬مصدر الضبط الصحي وعالقته باستراتيجيات المواجهة لدى‬
‫مرضي القصور الكلوي‪ ،‬رسالة ماجيستير في علم النفس الصحة‪ ،‬جامعة باتنة‪.‬‬
‫‪ )0‬مروة عثمان حسن مصطفى(‪ :)8101‬الصحة النفسية للمسنين بدور االيواء بوالية‬
‫الخرطوم وعالقتها ببعض المتغيرات‪ ،‬بحث مقدم لنيل شهادة الماجيستير في علم النفس‬
‫االجتماعي‪ ،‬جامعة الرباط الوطنية‪ ،‬المغرب‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫قــائـمــة المـصـادر والمـراجـع‬

‫المراجع باللغة األجنبية‬

34 l Shaffer J.B.P(1978): Humain phychology,primitice hall, inc


englewood cliffs, NJ.

35l kilander(1968) F.shool health Education newyork bemard


36 bergery(1994)

93
‫المالحق‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪)38‬‬

‫المقابلة كما وردت مع الحالة‪:‬‬

‫‪ -‬السالم عليكم‬

‫‪-‬وعليكم السالم ورحمة هللا تعالى وبركاته‬

‫هل تعاني من أي مرض مصاحب لمرض القصور الكلوي؟‬

‫‪ -‬نعم عندي الطونسيو والسطر في الظهر‬

‫ـ هل تعتني بصحتك؟‬

‫ـاكيد اعتني نروح نصفي كي يلحق الوقت وثاني راني نتابع في موعيد العالج مع طبيب الخاص‬

‫ـ ما هو تقييمك النشطة حياتك اليومية مع هذا الوضع الصحي؟‬

‫نص نص النو مع المرض مرات نولي منقدر ندير والوـ‬

‫ـ كيف هي موضبتك على البرنامج العالجي مع الطبيبب‬

‫‪ -‬اش يقول ندير وديما مننساش موعد العالج‪.‬‬

‫ـ كيف هي عالقتك مع الوالدين واالخوة؟‬

‫عالقتي مع الوالدين ممتازة واالخوة كامل يحتارموني بحكم انا لكبيرة‪.‬‬

‫ـ كيف هي عالقتك مع بالمحيط ككل؟‬

‫عالقتي مع األقارب مليحة انا نحب نحكي معاهم وديما يلقاوني في وقت الشدة‪.‬‬

‫‪-‬هل لديك أصدقاء؟‬


‫‪95‬‬
‫المالحق‬

‫‪ -‬ايه عندي صحباتي ولدرك مزلنا نتلقاو‪.‬‬

‫‪ -‬كيف هي عالقتك بهم؟‬

‫‪ -‬عالقتي بيهم لويز‬

‫‪ -‬ماهي انعكاسات المرض على عالقتك االجتماعية؟‬

‫‪ -‬عادي مأثرش عليا بالعكس كي نخرجنحي على روحي شويا‪.‬‬

‫‪ -‬صفي لنا ردود فعلك في مواقف التوتر واالستفزاز؟‬

‫‪-‬نوض نتوضا ونصلي وال نخرج ب ار‪.‬‬

‫‪ -‬كيف تقيمين قدراتك جيدة عادية او منخفضة‬

‫‪ -‬عادية‬

‫‪ -‬كيف تتعاملين مع االحباطات والصراعات التي تحدث لك في حياتك اليومية؟‬

‫‪ -‬كل مرة وكفاه وعي حساب الموقف‪ ،‬نرقد نواجه او نبكي‪.‬‬

‫‪ -‬هل انت راضي عن ذاتك؟‬

‫‪ -‬ايه راضية واي حاجة من عند ربي مليحة‪.‬‬

‫‪ -‬هل انت راضي عن انجازتك في حياتك؟‬

‫‪-‬نعم راضية والحمد هلل‪.‬‬

‫‪ -‬ماهي انعكاسات المرض على اهدافك في الحياة؟‬

‫‪ -‬الشي لي حابت هو انو نشوف والدي الباس عليهم‪ .‬ونريح من المرض‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫المالحق‬

‫‪-‬ماهو شعورك عندما ترى مرضى يعانون من نفس المرض متواجدون في قاعة العالج؟‬

‫‪ -‬نحس كل رانا خاوة‪.‬‬


‫‪ -‬كيف اكتشفت المرض اول مرة؟‬
‫‪ -‬كان عندي السطر في ظهري حتى زاد الحاال عليا وكي دويت قالولي عندك لكلى والزمك‬
‫تصفي‪.‬‬
‫‪-‬ماهي اإلجراءات التي قمت بها؟‬
‫‪ -‬اول حاجة روحت لطبيب خاص بعدها وليت نصفي وخالص‪.‬‬
‫‪ -‬ماهي االعراض التي بدأت تظهر عليك؟‬
‫‪ -‬اول حاجة تنفخوا رجليا ومباعد وليت ناشفة من الماء وكنت نحس بدوخة‪.‬‬
‫‪ -‬كيف كانت ردت فعلك عند اكتشاف المرض؟‬
‫‪ -‬اول حاجة تخلعت وقلت كفاهوواش راح يص ار مي مباعد توكلت على ربي وقلت هدي حاجة‬
‫ربي سبحانه الزم نصيرو وخالص‪.‬‬
‫ـ كيف تتعامل مع المرض‬
‫ـ عادي‬
‫ـ كيف تكون حالتك قبل التصفية؟‬
‫ـ نكون واجدة باه نصفي ونوجد حوايجي‪.‬‬

‫بعد االنتهاء من التصفية كيف تشعر؟‬

‫نتعب في صحتي برك بصح نفسيتي الباس عليها‪.‬‬

‫الملحق رقم (‪)32‬‬


‫‪97‬‬
‫المالحق‬

‫مقياس سيدني كراون وكريسب للصحة النفسية‪.‬‬

‫التعليمة‬

‫اليك بعض األسئلة البسيطة التي تتعلق بحقيقة شعورك‪ ،‬يرجى وضع عالمة (‪ )x‬على اإلجابة‬
‫التي تنطبق عليك‪ ،‬ال تفكر طويال في اإلجابة‪.‬‬

‫ال ( )‬ ‫‪ :0‬غالبا ما أشعر باالنزعاج دون سبب‪ :‬نعم ( )‬

‫‪ :8‬اشعر بخوف ال مبرر له عندما أكون في مكان مغلق مثل مخزن او حانوت او ما‬
‫ال مطلقا ( )‬ ‫أحيانا ( )‬ ‫كثي ار ( )‬ ‫شبه‪:‬‬

‫ال ( )‬ ‫نعم ( )‬ ‫‪ :0‬هل تقول على نفسك انك حريص أ كثر مما ينبغي‪:‬‬

‫‪ :4‬هل تعاني من الدوار (الدوخة) أو تشعر بضيق في التنفس‪:‬‬

‫ال مطلقا( )‬ ‫أحيانا( )‬ ‫كثي ار ( )‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :0‬هل تفكر بنفس السرعة التي اعتدت ان تفكر بها سابقا‪:‬‬

‫()‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :1‬هل تتأثر بأراء االخرين بسهولة‪:‬‬

‫‪:2‬هل شعرت مرة بانه على وشك ان يغمى عليك‬

‫غالبا( ) أحيانا( ) ال مطلقا( )‬

‫‪ :2‬هل يصيبك الخوف من احتمال ان تصاب بمرض العالج له‪:‬‬

‫غالبا( ) أحيانا( ) ال مطلقا( )‬

‫‪98‬‬
‫المالحق‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :2‬هل تعتقد بان النظافة من االيمان‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :01‬هل تعاني من سوء الهضم واالستفراغ‪:‬‬

‫ال مطلقا( )‬ ‫أحيانا( )‬ ‫‪ :00‬هل تشعر بأ‪ ،‬الحياة ممتعة جدا‪ :‬غالبا( )‬

‫نعم( ) ال( )‬ ‫‪ :08‬هل تتذكربانك تمتعت يوما بتمثيل دور من األدوار في فترة من حياتك‪:‬‬

‫غالبا( ) أحيانا( ) ال مطلقا( )‬ ‫‪ :00‬هل تحس بالضيق وعدم االرتياح‪:‬‬

‫‪ :04‬هل تشعر باألمان واالطمئنان عندما تكون داخل البيت او البناية على عكس ماتشعر به‬
‫ال مطلقا( )‬ ‫أحيانا( )‬ ‫غالبا( )‬ ‫وانت في الحديقة او في الشارع‪:‬‬

‫غالبا( ) أحيانا( )ال مطلقا( )‬ ‫‪ :00‬هل تراود عقلك أفكار سخيفة او غير منطقية‪:‬‬

‫‪ :01‬هل تشعر بان هناك وخزات او تشنجات في جسمك او اطرافك‪:‬‬

‫أحيانا( ) ال مطلقا( )‬ ‫غالبا( )‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :02‬هل تنسى كثي ار من سلوكيات السابق‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪:02‬هل انت عادة انسان عاطفي بدرجة كبيرة‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :02‬هل تشعر بالفراغ الشديد في بعض األحيان‪:‬‬

‫‪ :81‬هل تشعر بالضيق عند تنقلك في الحافلة او القطار حتى عندما ال تكون واسط النقل‬
‫مزدحمة‪:‬‬

‫ال مطلقا( )‬ ‫أحيانا( )‬ ‫غالبا( )‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :80‬هل تكون في قمة سعادتك عندما تزاول عملك‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫‪ :88‬هل شعرت مؤخ ار بفقدان الشهية‪:‬نعم( )‬


‫‪99‬‬
‫المالحق‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :80‬هل تستيقظ مبك ار جدا في الصباح‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :84‬هل يعجبك ان تكون محط انظار‪:‬‬

‫ال مطلقا( )‬ ‫دائما( ) نوعا ما( )‬ ‫‪ :80‬هل تقول عن نفسك بأنك انسان كثير القلق‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :81‬هل تكره الخروج لوحدك‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :82‬هل انت من النوع الذي يتوخى الكمال في األشياء‪:‬‬

‫ال مطلقا( )‬ ‫غالبا( ) أحيانا( )‬ ‫‪ :82‬هل تشعر بالتعب او االعياء دون سبب‪:‬‬

‫غالبا( ) أحيانا( ) ال مطلقا( )‬ ‫‪ :82‬هل تمر بك فترات طويلة من االكتئاب‪:‬‬

‫‪ :01‬هل تجد نفسك تنتهز الفرص لتحقيق اغراضك الشخصية‪:‬‬

‫ال مطلقا( )‬ ‫أحيانا( )‬ ‫غالبا( )‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :00‬هل تشعر باالنقباض عندما تكون في األماكن المنغلقة‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعن( )‬ ‫‪ :08‬هل تقلق دون سبب عندما يتأخر قريب لك في العودة الي البيت‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :00‬هل تتحقق من األشياء التي تنجزها بدرجة مبالغ فيها ‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :04‬هل تستطيع ان تذهب الي الفراش في هذه اللحظة‪:‬‬

‫‪ :00‬هل تبذل جهدا استثنائيا في مواجهة ازمة او صعوبة‪:‬‬

‫ال مطلقا( )‬ ‫أحيانا( )‬ ‫غالبا( )‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :01‬هل تنفق كثي ار على مالبسك‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :02‬هل روادك شعور يوما بأنك على وشك االنهيار‪:‬‬

‫‪100‬‬
‫المالحق‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪:02‬هل تخاف من األماكن العالية‪:‬‬

‫أحيانا( ) ال مطلقا( )‬ ‫غالبا( )‬ ‫‪ :02‬هل يذايقك اختالف حياتك عن سيرك المألوف‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :41‬هل تعاني كثي ار من تصبب العرق او خفقان القلب‪:‬‬

‫ال مطلقا( )‬ ‫أحيانا( )‬ ‫غالبا( )‬ ‫‪ :40‬هل تجد نفسك بحاجة الي البكاء‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :48‬هل تستهويك المواقف الدرامية( التي تحمل انفعاالت كثيرة)‪:‬‬

‫‪ :40‬هل تراودك كوابيس مزعجة تجعلك تشعر باذقي عندما تستيقظ‪:‬‬

‫ال مطلقا( )‬ ‫غالبا( )‬ ‫أحيانا( )‬

‫‪ :44‬هل تشعر بالفزع عندما تكون بين حشد من الناس‪:‬‬

‫ال مطلقا( )‬ ‫أحيانا( )‬ ‫دائما( )‬

‫‪ :40‬هل تجد نفسك قلق دون سبب حول أشياء ال تستحق القلق‪:‬‬

‫أحيانا( ) ال مطلقا( )‬ ‫كثير( )‬

‫أصبحت اقل( )‬ ‫ازدادت( )‬ ‫كما هي( )‬ ‫‪ :41‬هل حدث تغير في اهتماماتك الجنسية‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :42‬هل فقدت قابليتك على التعاطف مع االخرين‪:‬‬

‫ال( )‬ ‫نعم( )‬ ‫‪ :42‬هل تجد نفسك أحيانا تدعي او تتظاهر‪:‬‬

‫الملحق رقم ‪:33‬‬

‫‪101‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم ‪:14‬‬

‫‪102‬‬
‫المالحق‬

‫‪103‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم ‪:10‬‬

‫‪104‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم ‪:11‬‬

‫‪105‬‬

You might also like