Professional Documents
Culture Documents
عباس يونس
الموسم الجامعي:
2020-2021م
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامع ــة غرداية
عباس يونس
الموسم الجامعي:
2020-2021م
ون فِي ِه ْم يَقُولُ َ
ون سا ِر ُع َ ض يُ َين فِي قُلُوبِ ِهم َّم َر ٌ ﴿فَتَ َرى الَّ ِذ َ
ح أَ ْو سى هَّللا ُ أَن يَأْتِ َي ِبا ْلفَ ْت ِصيبَنَا َدائِ َرةٌ ۚ فَ َع َش ٰى أَن تُ ِ نَ ْخ َ
س ِه ْمس ُّروا فِي أَنفُ ِ صبِ ُحوا َعلَ ٰى َما أَ َ أَ ْم ٍر ِّمنْ ِعن ِد ِه فَيُ ْ
ين﴾نَا ِد ِم َ
[سورة المائدة]52 :
اإلهداء
شكر وعرفان
ملخص الدراسة
ملخص الدراسة:
Abstract :
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات
اإلهداء .............................................................................................................
شكر وعرفان .......................................................................................................
ملخص الدراسة ....................................................................................................
فهرس المحتويات ..................................................................................................
مقدمة 1............................................................................................................
الفصل األول :اإلطار العام للدراسة 2................................................................................
.1اإلشكالية 3...................................................................................................
.2التساؤل العام 7...............................................................................................
.3التساؤالت الفرعية 7..........................................................................................
.4الفرضيات 8..................................................................................................
.5أهداف الدراسة 8.............................................................................................
.6أهمية الدراسة 9..............................................................................................
.7حدود الدراسة ومحدداتها 9..................................................................................
.8التعاريف االجرائية 9..........................................................................................
.9الدراسات السابقة 10.........................................................................................
الفصل الثاني :سرطان الثدي 11....................................................................................
تمهيد 12...........................................................................................................
.1مفهوم سرطان الثدي 13......................................................................................
.2أعراض سرطان الثدي 15.....................................................................................
.3أسباب ظهور سرطان الثدي 18...............................................................................
.4مراحل سرطان الثدي 20.....................................................................................
.5أنواع سرطان الثدي 21......................................................................................
.6عالج سرطان الثدي 25......................................................................................
ملخص الفصل 28..................................................................................................
الفصل الثالث :التدين 29...........................................................................................
تمهيد 30...........................................................................................................
.1مفهوم التدين 31.............................................................................................
.1 .1مفهوم الدين 31.............................................................................................
.2 .1مفهوم التدين 33............................................................................................
.2أبعاد التدين34.............................................................................................. :
.3آثار التدين في حياة الفرد 35.................................................................................
فهرس المحتويات
-1-
الفصل األول :اإلطار العام للدراسة
.1اإلشكالية
التساؤل العام .2
.3التساؤالت الفرعية
الفرضيات .4
أهداف الدراسة .5
أهمية الدراسة .6
حدود الدراسة ومحدداتها .7
التعريفات اإلجرائية .8
الدراسات السابقة .9
اإلطار العام للدراسة الفصل األول:
اإلشكالية .1
بظهور اإلنسان ظهرت األديان السماوية والغري السماوية لريسم طريقة عيشه وضبطت
التعامالت ووضع املعتقدات واملبادئ وجمرات احلياة .فللدين أمهية كبرية يف حياة اإلنسان ،إذ أن
قوة اإلميان تساعده على ختطي الصعوبات ومشاكل احلياتية والتحلي بكل الفصائل النفسية واخللقية
هبدف تكوين شخصية الفرد وتكاملها واتزاهنا وحتريرها من كل العوامل اليت حتط الكيان والكرامة
اليت جتعل الفرد ينظر إىل احلياة نظرة حقد وكراهية وتشاؤم وبالتايل تكوين مفهوم سليب عن ذاته،
فالدين دائما حيارب ما هو سليب يف اإلنسان واجملتمع من نزاعات الغلو والتطرف والتشدد ويبعث
روح التسامح واالنشراح والتفاؤل مبا هو خري.
حيث جند العديد من الدراسات اليت حاولت تفسري دور الدين يف حياة الفرد وهل ميكن
للعلم أن يعوض الدين هل هناك عالقة سلبية أم اجيابية بني الدين والعلم يف إجياد الصحة النفسية
وتوازهنا للفرد ،فالعديد من مدارس علم النفس اهتمت بالدين ما عدا املدرسة التحليلية اليت اعتربته
وسواس قهري للشعوب ويف العقود األخرية كرست عدة أحباث يف دور الدين والتدين يف حياة
الفرد ،فهو يعد بعدا رابعا لدى منظمة الصحة العاملية ،وناد العديد بأمهية الدين والتدين مثل :
"بيكر"( )BIKERو"فرانكل" ( ،)FRANKLINEلتظهر بعد ذلك عدة مدارس جعلت من اإلميان
(WILIAM جزءا أساسيا يف الربامج العالجية .كما جند من خالل حتاليل قام هبا "وليام جيمس"
)JAMESأن التدين أو املبالغة فيه قد يكون مؤشر على حالة نفسية غري صحية ،حيث اعترب أن
إثنني من أهم املراجع الدينية املسيحية كانا يعانيان من حالة اكتئاب ،وهو أول من تناول مشكلة
Varieties of الدين الصحي وغري الصحي يف كتابه الكالسيكي " أمناط التجربة الدينية" (
.)Chamberlain and Hall, Realized Religion, 20( ) Religions Experience
ف ـ "وليام جيمس" كان براغماتيا وجتريبيا قدم رؤية سيكولوجية لسريورة التحول الديين
استخدم جيمس املقاربة الظاهرية يف علم النفس الديين ،فاستعمل دراسة احلالة لتبني بعض
-3-
اإلطار العام للدراسة الفصل األول:
التجارب الدينية ،مثال توصل جيمس من خالل أحباثه إىل أن "جون بونيوت" "JOHN" BUNYOUT
و"سانت أوجسنت" " "SAINT AUGUSTINكانا يعانيان من شكل متقدم من أشكال امليلونكوليا
والكآبة) Chamberlain and Hall, Realized Religion, 20( .
هذه األخرية هي جزأ ال يتجزأ من صحة الفرد اليت هي حالة اكتمال السالمة جسديا،
عقليا واجتماعيا ،فالصحة النفسية عبارة عن حالة من العافية متكن الفرد يف توظيف قدراته
والتكيف مع أنواع املواقف واملشاكل اليت يتعرض هلا يوميا واملسامهة يف اجملتمع .ومن جوانب
الصحة النفسية املثول لإلجيابيات ،والتفاؤل مبا هو أفضل ،والتفاؤل هو الرؤية للجانب األفضل
لألحداث واألحوال ،وتوقع أفضل النتائج والتشبث باألشياء اجليدة اليت تساعده يف ختطي
الصعوبات وجتنب االنتكاسات .فالتفاؤل مبثابة منشط صحي وقوي لإلنسان ،فهو يؤثر بشكل
كبري على مستوى الصحة اجلسدية اليت يتمتع هبا الشخص املتفائل ،فنراه يتمتع بصحة جيدة بل
وحياته تكون خالية من األمراض خاصة املزمنة مثل تصلب الشرايني ،ضغط الدم وغريها ،كما
ولديه مناعة قوية قادرة على حماربة األمراض والفريوسات ويتميز بالشفاء العاجل من األمراض
وتقبل املرض مثل مرض القصور ،السكري الضغط الدموي ،القصور الكلوي ،والسرطانات
بأنواعها...اخل .وهذه األمراض وغريها تستدع على االنسان التوافق معها ومع متطلباهتا ومواقفها.
-4-
اإلطار العام للدراسة الفصل األول:
واملرأة كغريها من األفراد تصاب ببعض األمراض وتواجه العديد من املواقف اليت تتضمن
خربات غري مرغوب فيها ما يستلزم عليها مواجهتها من أجل التكيف مع النفس ومع البيئة اليت
تعيش فيها ،ويف بعض األحيان تكون اخلربات الغري مرغوب فيها صعبة جدا قد تصل إىل درجة
هتديد كياهنا وتعرض حياهتا للخطر.
وإن من أصعب تلك التجارب واخلربات الغري مرغوب فيها واليت تستلزم مواجهتها هي
اإلصابة بالعديد من األمراض وخاصة املستعصية منها واليت حتمل مدلوالت مواجهة املوت.
(عروج ،2016/2017 ،صفحة )23
لعل من أبرز هذه األمراض تلك األمراض املزمنة كمرض السرطان الذي يشكل رعبا كبريا
لدى األفراد باعتباره حيصد عددا كبريا من الضحايا يف العامل بالرغم من التطور العلمي يف جمال
الطب واهلندسة البشرية .ويف كل عام يتم اكتشاف نوع جديد من أنواع السرطان يف حني أن
هناك أنواع متعارف عليها كسرطان الثدي الذي يعترب هاجسا تشرتك فيه خمتلف نساء العامل.
(حلمر ،2016/2017 ،الصفحات )10-9
يف هذا السياق ترى "راي" ( )1980( )Rayأن عضو الثدي يعترب من األجزاء املهمة لدى
املرأة ،ألنه يرتبط أساسا مبمارسة دورها األنثوي كاألمومة ،الرضاعة ،واملمارسة اجلنسية وهلذا فإن
أي هتديد لثدي املرأة يؤثر سلبا على توجهها األنثوي وعلى عالقتها باآلخرين وبأدوارها
االجتماعية( .عروج ،2016/2017 ،صفحة )23
يف حالة إصابة املرأة هبذا النوع من السرطانات فإن هذا ال يعد مشكلة صحية فقط ،بل
هي أزمة هلا تأثريات سيكولوجية متنوعة على كافة جوانب الشخصية( ،رزاق،2018/2019 ،
صفحة )5بل ويعترب حدثا مفاجئا ومؤملا هلا مما يشكل هتديدا ألنوثتها وأمومتها( ،ناجم،
،2018/2019ص )7فهو يسبب يف تعرض املرأة لصدمة قوية واليت أمجع علماء النفس على أهنا
-5-
اإلطار العام للدراسة الفصل األول:
عبارة عن حدث مفاجئ ميس اجلهاز النفسي ويسبب يف اهنيارات تفوق قدرة الفرد على التحمل،
مما جيعلها جزا حيثي فقد تقديره لذاته فضال عما قد يرتتب على ذلك من آثار نفسية واجتماعية
عميقة ،واملرأة املصابة بسرطان الثدي تتواىل عليها الصدمات منذ حلظة اإلعالن عن اإلصابة
وتأكيد التشخيص الطيب ،مرورا بصدمة عدم القدرة على متابعة احلياة بشكل طبيعي إىل صدمة
العالج وآثاره(.حلمر ،2016/2017 ،صفحة )12
إضافة إىل التشوهات واالختالالت اجلسمية اليت خيلفها هذا املرض مبختلف طرق عالجه،
واليت تتفاوت بني االستئصال التام أو اجلزئي للثدي ،والعالج الكيميائي وكذا اإلشعاع
اهلرموين...إخل( ،ناجم ،2018/2019 ،الصفحات ،)8-7إضافة إىل صدمة ختلى الشريك يف
بعض احلاالت( .حلمر ،2016/2017 ،صفحة )12وكل هذه الصدمات هلا تأثري قوي وسليب
على اجلهاز النفسي للمصابة بسرطان الثدي.
والتعرض لصدمة
تعرض املرأة لإلصابة بسرطان الثدي ّ
من بني اآلثار النفسية الناجتة عن ّ
العالج الكيميائي ومواجهة املوت واليت تعترب أحداثا فجائية غري متوقعة تتسم باحلدة وتفجري الكيان
اإلنساين للمرأة ،مصاحبة ألمل نفسي يؤدي إىل نقص يف تقدير الذات لدى املرأة وكذا تغري نظرهتا
لنفسها ولصورهتا اجلسمية اليت تتغري جراء العالج الكيميائي( .ناجم ،2018/2019 ،صفحة
.)8
حبيث يظهر التشاؤم الذي يعترب أفكار ال إرادية ،تلقائية سلبية ،اليت قد تستسلم هلا حبيث
تشعرها باليأس ،القلق واحلزن ،مما ينعكس أكثر على صحتها اجلسدية والنفسية ،وعدم التأقلم مع
الوضع اجلديد ،فالتشاؤم يرتبط بكل من االكتئاب واليأس والقلق واالنتحار والوسواس القهري
والشعور بالوحدة يف حل املشكالت والنظرة السلبية لصدمات احلياة (عبد اخلالق 1998ص
،) 43كما كشفت نتائج عدد من الدراسات عن وجود عالقة جوهرية موجبة بني التفاؤل وكل
من الشعور بالسعادة والصحة النفسية ،يف حني يرتبط التشاؤم سلبيا بالصحة النفسية والسعادة
-6-
اإلطار العام للدراسة الفصل األول:
(بدر االنصاري ،1998أححد عبد اخلالق ،)1998،فالتفاؤل يلعب دور مهم يف مواجهة
وعالج حسن لألمراض خاصة املتعلقة بالسرطان حبيث ختتلف طرق التأقلم مع املرض ومواجهته
باختالف عدة عوامل منها :التجارب السابقة ،حالة الفرد وشخصيته ،البيئة اليت يعيش فيها ،الدعم
األسري وقوة إميانه حسب تعاليم دينه.
وما سنقوم بالبحث عنه يف مشكلة حبثنا عن مستوى عالقة وفاعلية التدين بالدين االسالمي
لظهور التفاؤل أو التشاؤم لدى مرضى نساء مصابات بسرطان الثدي ،وميكن التعبري عنها بصياغة
التالية:
.2التساؤل العام
هل توجد عالقة ارتباطية ذات داللة احصائية بني التدين والتفاؤل االجتماعي وبني التدين -
والتشاؤم الواعي والالواعي لدى النساء املصابات بسرطان الثدي؟
-7-
اإلطار العام للدراسة الفصل األول:
الفرضيات .4
-توجد عالقة ارتباطية ذات داللة احصائية بني التدين والتفاؤل االجتماعي لدى النساء املصابات
بسرطان الثدي.
-هناك عالقة ارتباطية ذات داللة احصائية بني التدين والتشاؤم الواعي والالواعي لدى النساء
املصابات بسرطان الثدي.
-وجود فروق ذات داللة احصائية يف درجة التدين باختالف السن بني النساء املصابات بسرطان
الثدي.
-ظهور فروق ذات داللة احصائية درجة التدين باختالف احلالة االجتماعية بني النساء املصابات
بسرطان الثدي.
-توجد عالقة ارتباطية بني التدين والتفاؤل النفسي لدى النساء املصابات بسرطان الثدي.
-8-
اإلطار العام للدراسة الفصل األول:
أما من الناحية التطبيقية فيمكن أن تفيد يف توفري قدر من البيانات واملعلومات عن طبيعة
العالقة املتواجدة بني التدين والتفاؤل االجتماعي وبني التدين والتشاؤم الواعي والالواعي لدى
النساء املصابات بسرطان الثدي.
-9-
اإلطار العام للدراسة الفصل األول:
ويعرف (القحطاين ،طافحة )2007 ،التدين بانه "سلوك ميارسه الفرد من خالل تطبيقه لشرائعه
الدين املختلفة من عقائد وافعال واقوال" .ويعرف التدين اجرائيا بالدرجة اليت حيصل عليها
املفحوص على مقياس التدين يف الدراسة احلالية.
التفاؤل والتشاؤم :يعرف التفاؤل بأنه نظرة استبشار حنو املستقبل جتعل الفرد يتوقع األفضل،
وينتظر اخلري ويرنو اىل النجاح ما خال ذلك ،ويعرف التشاؤم بأنه التوقع السليب لألحداث القادمة،
إذ جيعل الفرد ينتظر حدوث األسوأ ويتوقع الشر والفشل وخيبة األمل ويستبعد ما خال ذلك اىل
حد بعيد( .االنصاري)1998 ،
اما تايلور فيعرف التفاؤل بأنه نزعة تفاؤلية تشري اىل توقع عام للنتائج على أهنا اجيابية أكثر من
كوهنا سلبية على ان تكون مسة ثابتة نسبيا ،ويعرف التشاؤم بأنه نزعة تشاؤمية تشري اىل توقع عام
حلدوث نتائج سلبية أكثر من اإلجيابية على ان تكون مسة ثابتة نسبيا( .أبو الديار)64 ،2010 ،
ويعرف الباحث التفاؤل والتشاؤم اجرائيا يف الدراسة احلالية بأنه جمموع الدرجات اليت حيصل
عليها أفراد العينة على قائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم.
الدراسات السابقة .9
- 10 -
الفصل الثاني :سرطان الثدي
.1تمهيد
مفهوم سرطان الثدي .2
أعراض سرطان الثدي .3
أسباب ظهور سرطان الثدي .4
مراحل سرطان الثدي .5
أنواع سرطان الثدي .6
عالج سرطان الثدي .7
ملخص الفصل .8
سرطان الثدي الفصل الثاني:
تمهيد
يعترب مرض السرطان من األمراض املستعصية حبيث الوقوع يف أي مرض من هذه األمراض
قد يكون من األسباب الرئيسية لدخول املصابني به يف العديد من األزمات واملشاكل النفسية،
وعند وصول املرض لدرجات كبرية واليت بدورها تسبب الكثري من األمل ،يؤدي ذلك إىل التفكري
يف إهناء وجودهم وحياهتم لعدم القدرة على التحمل ومواجهة أعراضه.
إن سرطان الثدي قد يصيب أي من اجلنسني ،الرجال أو النساء وهو ليس حكرا على
النساء فقط ،حيث أن هذا املرض قد جلب اهتمام العديد من الباحثني واألطباء ،حيث أن جل
الدراسات العلمية تشري إىل أنه حيتل املرتبة الثانية بعد األمراض القلبية يف معدل الوفيات ،وترجع
اإلصابة هبذا املرض املستعصي إىل زمن قدمي حيث تشري السجالت التارخيية لوجود طرق ملعاجلته
منذ عام 1600م.
يف هذا الفصل سوف يتم التطرق إىل تقدمي تعريف شامل عن سرطان الثدي وأنواعه
وأسباب ظهوره وطرق عالجه ألن االكتشاف املبكر هلذا املرض يزيد من فرص جناح الطرق
العالجية له.
- 12 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
أ .لغويا:
هو لفظ عام وشامل يعين به كل ورم خبيث ،وأصل كلمة سرطان هو cançranوهي
كلمة التينية كما كان يسمى يف القدم crabألن االوعية الدموية املنتفخة هو الورم تشبه سرطان
حمدد CITATION[.مسيp 232 \l\06 البحر فرغم أن املرض عرف من القدم لكن مل يكن له اسم
.]5121
ب .اصطالحا:
وهو اسم يطلق على األورام اخلبيثة الناجتة عن تكاثر اخلاليا بسرعة وبصفة عشوائية يف
نسيج ما حبيث يكون هذا التكاثر الفوضوي فائضا من اخلاليا فيشكل ما نسميه بالورم.
السرطان هو داء يصيب مورثات اخللية ،فيؤدي إىل تكاثرها وهـذا ال يعنـي أنـه داء وراثـي
بالضرورة ،فالسرطان إذا ال يبدأ دفعة واحدة إمنا هناك عدة مراحل مير هبا وهذه املراحل حتتاج إىل
زمن قد ميتد لسنوات.
- 13 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
السرطان مصطلح عام يطلق على األورام اخلبيثة ويعود إىل التكاثر غري منظم اخلاليا غري
طبيعية يف منطقة معينة من اجلسم ،ويطلق اسم الورم األول على نقطة انطالقة أو نشأة ،وهـذا نظـرا
لعـدد األعضاء اليت قد يستهدفها ،ويستطيع السرطان العودة من جديد حمليا بعد االستئصال أو
الثانوية CITATION[.عروp 97 \l\17 متشـتتا فـي العديد من أحناء اجلسم مكونا بذلك األورام
.]5121
السرطان ورم خبيث حيدث بسبب باالنقسام الشاذ غري احملكوم للخاليا حيث يغزو ويدمر
األنسجة احمليطة]CITATION Cur00 \p 92 \l 1036[.
كما عرفه املعهد القومي للسرطان بالواليات املتحدة األمريكية بأنه :جمموعة من األمراض
اجلسم CITATION[.رابp\17 اليت يكون منو خالياها بدون حتكم وتنتشر يف أجزاء أخرى من
]l 5121\107
هو عبارة عن ورم خبيث نتج من خالل تطور اخلاليا يف الثدي ،ويعين عدم انتظام النمو
وتكاثر اخلاليا اليت تنشأ يف أنسجة الثدي ،واجملموعة املصابة واليت تنقسم وتتضاعف بسرعة،
وميكن أن تشكل قطعة أو كتلة من األنسجة االضافية تدعى األورام وميكن لبعض هذه اخلاليا أن
تنفصل وتنتشر يف اجلسم من منطقة إىل أخرى CITATION[.ناظ \.]p 57 \l 5121
أو كما جاء يف بيان ملنظمة سرطان الثدي تعريف هلذا املرض بأنه :منو غري منتظم خلاليا
الثدي ،ناتج عن تطفرات أو تغريات غري طبيعية يف اجلينات املسؤولة عن تنظيم منو اخلاليا،
واحلفاظ على صحتها CITATION[.الش]p 223 \l 5121\15
- 14 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
المصدر :شايف أمينة ،الصالبة النفسية لدى المرأة المصابة بسرطان الثدي ،مذكرة ماسرت يف
علم النفس ،ختصص :الصحة النفسية والعقلية يف الوسط املهين ،جامعة عني متوشنت.2018 ،
ص33
- 15 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
-تغري مظهر أو لون احللمة (انقالب احللمة للداخل بشكل مستمر ،تغري يف مكان والتهيئة)[.
CITATIONناج.]p 51 \l 5121\05
هذه كانت أهم األعراض اليت ميكن أن تساعد يف الكشف املبكر هلذا املرض ،ويوجد العديد من
األعراض األخرى نذكرها يف العناصر التالية:
-كتلة في الثدي :يعترب ظهور كتلة يف الثدي السبب األكثر شيوعا إلحالة املرأة إىل عيادة
خمتصة ،وجتدر اإلشارة إىل أن معظم الكتل ليست سرطانية ،وواحدة فقط من أصل 8نساء يثبت
أهنن يعانني من كتلة خبيثة.
على الرغم من أن الكتل محيدة (غري سرطانية) وترتبط بتغريات حتدث خالل الدورة
الشهرية لدى املرأة ،ولكن من حني ألخر تكون هذه الكتل دليال على اإلصابة بسرطان الثدي
وهلذا السبب من املهم يف حال مالحظتك أي تغيري يف شكل ثديك أو ملمسه أن تقصدي الطبيب
من أجل الفحص.
-الكتل الحميدة :غالبا ما تكون الكتل احلميدة لينة وتتحرك بسهولة حتت األصابع كما أهنا
تكون غري مؤملة ومن األسباب الشائعة للكتل احلميدة هي األورام الغدية الليفية واألكياس وهذه
األورام عبارة عن كتل محيدة صلبة شائعة لدى البساء الشابات اللوايت ترتاوح أعمارهن بني 15و
25عاما .وبرغم من اهنا غري شائعة عند النساء املتقدمات يف السن ولكنها تكتشف أحيانا عند
النساء اللوايت جتاوزن 50من العمر عند خضوعهن ملسح الثدي.
-األكياس :عندما يتقدم الثدي يف العمر متتلئ أوراق شجرة الثدي أي الفصيصات بالسوائل.
وتعرت هذه الكتل املليئة بالسوائل باألكياس وهي أكثر شيوعا لدى البساء اللوايت ترتاوح
أعمارهن بني 40و 50عاما.
- 16 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
-الكتل الحميدة المتمركزة أو العقد :تشعر الكثري من البساء بوخز وتكتل يف الثدي قبل بداية
الطمث .وتنتج معظم العقد املتمركزة عن التغيريات املرتبطة بالدورة الشهرية .ونادرا ما تكون
منطقة التكتل العالمة األوىل على اإلصابة بسرطان الثدي.
-التغيرات في جلد الثدي :تشمل هذه التغريات تعرجات بشرة الثدي وجتعدها وانتفاخها فيما
يعرف بالبشرة الربتقالية ،وتعترب التعرجات النوع األكثر شيوعا من التغريات املرفقة لسرطان
الثدي.
-إكزيما الحلمة وتحرشفها :ميكن لطفح جلدي أمحر يثري احلكة على احللمة أو اهلالة أن يشكل
يف بعض األحيان عالمة على وجود سرطان ويعرف هذا التغيري يف احللمة باسم مرض ،باجيت
وقد تكون ناجتة عن نوع من إكزميا املتعلق بالبشرة.
-انقالب الحلمة :ميكن أن تسحب احللمة إىل الداخل نتيجة مر ،يف الثدي مشكلة محيدة أو
سرطان( بعد أن تقصر قنوات الثدي ،وهو أمر حيدث لدى البساء بعد تقدمهن يف السن .وال يعين
انقالب احللمة بالضرورة وجود سرطان.
-االفرازات من الحلمة :إن االفرازات من احللمة شائع جدا .وحىت يف غياب احلمل ينتج الثدي
سائال يعرب القنوات باجتاه احللمة .وال خترج هذه االفرازات اىل سطح احللمة ،ألن قنواهتا تكون
عادة مسدودة بالكرياتني الذي تنتجه البشرة.
-ألم الثدي :نادرا ما يكون ألت الثدي عالمة على اإلصابة بالسرطان .وأظهرت دراسة أن %5
من البساء فقو اللوايت كن يعانني من سرطان الثدي نادرا ما كانوا يعانون من أالم يف الثدي.
-تورم الثدي وااللتهابات :إن تورم الثدي والشعور بالوخز ،هذا دليل على االصابة بالقراب .
ويف حاالت قليلة جدا ،يشري التورم وااللتهاب يف الثدي إىل اإلصابة بنوا نادر من السرطان يعرف
- 17 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
بسرطان الثدي االلتهايب وعلى الرغم من تناول املضادات احليوية يستمر التورم واالمحرار
وستشعرين بوخز وأمل كبريين عند ملس الثدي CITATION[.ديك]p "37 - 44" \l 5121\13
-االستروجينات :يف فهي مسؤولة عن االندفاعات الثدية بعد مرحلة الظهى (اليأس) وهلذا جيب
أن تعطى هذه األدوية بتحفظ وذلك بالنسبة لكل النساء اللوايت سبق وأن أصنب مبرض يف الثدي،
يوجد نقطة انطالق بالنسبة لدراسة سرطان الثدي وسن الظهى وذلك يف جمال إنتاج األسرتوجني
عند املرأة إن بارد ( )Bairdوكو ( )Couأثناء مرحلة احلياة إنتاج األسرتوجني عند املرأة يعطي أمهية
خمتلفة يف مرحلة احليض ،هذه املتغريات عادة ناجتة عن اختالفات يف اإلفراز املباشر األسرتوديول (
)estrodiolعن طريق البويضة.
-األدوية المضادة للحمل :وهي كذلك جيب أن تعطي بتحفظ ،فالعالجات املستعملة
لألسرتوجينات حىت ولو كانت بكمية قليلة فإهنا قد تسبب يف حدوث تفاقم ،والربوجيستات (
)Progestateهلا دور دفاعي ،وهذا ما ميثل العالج األفضل لألمراض الثديية.
-الرضاعة :اليت تتماشى مع مفعول زيادة امللبنة ‘ يظهر عند النساء اللوايت كن يأخذن هذه املواد
هن بدون شك لن يلدن إطالقا ومل يرضعن إذن فعملية الرضاعة هي مبثابة وقاية من أمراض
سرطان الثدي.
- 18 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
-المواد النورولبتية :هذه املواد الفعالية املنشطة للثدي تزيد من قيمة الربوالكتني ()Prolactine
مسؤولية إفراز احلليب ولكن القول أن هناك تأثري على أمراض الثدي لوجود مادة الربوالكتني هذه
أو امللبنة بكمية مرتفعة يبقى غري مؤكد ،رغم الضغوط الثديية اليت يتسبب فيها.
-العرض تحت األشعة البنفسجية :إن تعرض شخصا دائما حتت هذه األشعة ميكن أن يتسبب
يف ظهور تشنج خبيث ،الذي قد يتسبب يف احنالل خبيث أيضا لألنسجة.
-وجود سرطان الثدي ضمن العائلة :خطر اإلصابة باملرض قد ال يكون مرتفعا عندما تكون
األم واألخت ،أو واحدة منهما مصابة بسرطان الثدي ،ولكن اخلطر يكون مرتفعا إذا كانت العمة
أو اجلدة مصابتني.
-عوامل سوسيو اقتصادية" :املستوى السوسيو اقتصادي املرتفع يشكل عامل اخلطر وذلك عن
طريق نسبة االستهالك للمواد الدمسة ،واليت هي بصورة واضحة لدى النساء اللوايت يعانني من
سرطان الثدي ،فارتفاع هذا اخلطر مع البداية يربهن على هذا االحتمال.
إن ما تربهن عليه خمتلف األحباث هو أهنا جتمع هذه العوامل كلها من أجل أن حتدث
سرطانات ،أي مبعىن آخر أنه رغم التمييز بني خمتلف هذه العوامل ،إال أنه ال ميكن أيل واحد منها
أن يؤثر لوحده بل جيب أن يكون هناك تركيب مع عوامل أخرى كي تنتهي إىل السرطان".
فالبحث احلايل متوجه حنو مشكل رئيسي لالستقالب ( )Métabolismللحوامض النووية داخل
اخللية ( )ARN ;ADNولكن يتخيل أن هذا االستقالب يكون مضطربا يف حالة وجود سرطان"[.
CITATIONشوا]p 16 \l 5121\92
- 19 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
-سرطان يف القنوات الناقلة للحليب :وتكون خطورة اإلصابة بالسرطان مرتفعة لذلك حيتاج
ملتابعة دقيقة لتطوره.
-سرطان يف أنسجة احلليب :وفيه تستأصل الثدي ،إما بالكامل أو جزء منه وذلك بناء على
منطقة اإلصابة.
.2 .4المرحلة األولى :وفيه ال يزيد الورم عن 2سم وال ينتشر خارج الثدي.
.3 .4المرحلة الثانية :ويكون حجم الورم فيها ما بني ( 5 . 2سم) ويكون ثد انتشر يف الغدد
اللمفاوية حتت اإلبط من الناحية املصابة نفسها من الثدي وال تكون الغدد اللمفاوية ملتصقة
ببعضها أو بالنسيج احمليط هبا وال يوجد أي انتشار خارجي أو انتقاالت بعيدة عن الورم مثل الكبد
أو العظام أو الرئة أو النخاع ونسبة الشفاء منها تكون حبوايل0698661979 .%60
.4 .4المرحلة الثالثة :وهي من املراحل املتأخرة للمرض ويكون حجم الورم فيها ( 05سم)
الغدد اللمفاوية ملتصقة ببعضها وبالنسيج احمليط لكل ورم مل ينشر أو ينتقل انتقاالت بعيدة.
5 .4المرحلة الرابعة :يكون الورم السرطاين منتشر يف أجزاء من اجلسم مثل العظام ،الكبد
والدماغ وكذلك اجللد والغدد اللمفاوية CITATION[.ناظ \]p 65 \l 5121
- 20 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
ينمو سرطان الثدي من اخلاليا اليت تشكل بطانة فصوص الثدي والقنوات ،وتعرف اخلاليا
السرطانية اليت تنحصر يف الفصوص أو القنوات بـ ـ "اخلاليا الالبدة" أو "غري الغازية".
وتعرف هذه اخلاليا يف بعض األحيان باخلاليا السابقة للسرطان وميكن أن تقسم إىل نوعني استنادا
إىل شكلها حتت اجملهر ،حيث تتمثل يف:
أ .سرطان غير غازي في القنوات :ميكن للخاليا يف بطانة قنوات احلليب املسؤولة عن نقل
احلليب إىل حلمتني أن تنمو بشكل مفرط حىت تبدو سرطانية ولكنها تبقى حمصورة يف القنوات
فقط.
-وتعرف هذه احلالة عادة بالسرطان ما قبل الغازي أو سرطان داخل القنوات ،كانت هذه احلالة
نادرة جدا ولكنها باتت تدرجييا أكثر شيوعا منذ بدء استخدام صور األشعة للثدي.
-على الرغم من أن السرطان غري الغازي يف القنوات قد يظهر أحيانا على شكل كتلة ،إال أن
معظم النساء يتعايشن معه من دون الشعور بأي عالمة أو إشارة ،وال يكتشفن اإلصابة إال بعد
خضوعهن لصورة األشعة للثدي.
-على الرغم من أن السرطان غري الغازي يف القنوات قد يظهر أحيانا على شكل كتلة ،إال أن
معظم النساء يتعايشن معه من دون الشعور بأي عالمة أو إشارة ،وال يكتشفن اإلصابة إال بعد
خضوعهن لصورة األشعة للثدي (ماموغرام .)Mammographie
- 21 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
-يظهر هذا السرطان يف الصورة عادة على شكل منطقة حمددة من التكلسات اجملهرية ونقاط
الكالسيوم ،ويف بعض األحيان تظهر كتلة يف ثدي املرأة وقد تعاين من إفرازات يف احللمة ،ويف
حال ترك هذا النوع من السرطان من دون عالج قد تنتشر اخلاليا السرطانية وخترج من القنوات
إىل األنسجة احمليطة لتتحول إىل سرطان غازي فعال ،ومن املمكن معاجلته للحد من منوه قبل أن
يتحول إىل سرطان غازي إال أنه يف حالة استئصال العضو املصاب ال ميكن أن يسبب أي أذى.
ب .سرطان غير غازي في الفصيص (الورم الفصيصي) :يستخدم مصطلح الورم الفصيصي
لوصف حالتني كانتا تعتربان منفصلتني يف السابق مها الفرط التنسج الالطبيعي والسرطان غري
الغازي يف الفصيصات.
.2 .5السرطان الغازي:
-تتمتع السرطانات الغازية بقدرة على االنتشار داخل الثدي وقد تدخل إىل القنوات اللمفاوية
ومتتد إىل الغدد اللمفاوية عادة حتت اإلبط ويعترب هذا املكان األكثر شيوعا النتشار سرطان الثدي،
وأحيانا تصل خاليا السرطان الغازي إىل جمرى الدم من الغدد اللمفاوية أو من خالل منوها يف
األوعية الدموية يف الثدي ،وما إن تصل هذه اخلاليا إىل جمرى الدم تتمكن من االنتشار يف أي
مكان من اجلسم لتصيب العظام ،الرئتني ،الكبد والدماغ CITATION[.مزب]p 71 \l 5121\13
- 22 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
المصدر :شايف أمينة ،الصالبة النفسية لدى المرأة المصابة بسرطان الثدي ،مذكرة ماسرت يف
علم النفس ،ختصص :الصحة النفسية والعقلية يف الوسط املهين ،جامعة عني متوشنت.2018 ،
ص33
[ CITATIONعروp 121 \l\17 يوجد أيضا تصنيف آخر ألنواع سرطان الثدي وهي كالتايل:
]5121
.1 .5السرطان الليفي :يظهر على هيئة كتلة صلبة ذات حوافز غري منظمة ومييل إىل غزو
األنسجة اجملاورة مبكـرا ليلتصق باجللد أو يلطف العضلة اجلانبية ،ويشكل ثالث أرباع احلاالت.
.2 .5السرطان الكيسي :ويكون على شكل كيس يف جداره الداخلي ورم أشبه بنبات الكرنب
ويصيب كبريات السن وهو ببطيء ورمبا يبقى خامدا لسنوات دون أن يغزو األنسجة احمليطة.
.3 .5السرطان النخامي :نسبة اإلصابة به قليلة ،وينمو سريعا ويبلغ حجما كبريا حيث خيرتق
اجللد حمدثا تقرحات متعفنـة ونازفة.
.4 .5السرطان االلتهابي :التهاب الثدي قد يبدو ورما واجللد حممرا مستثريا ،وحيس الثدي
متيبس ورمبا ساخنا ،ومـا مييز الورم عن اخلارج القيح وعدم ارتفاع الكريات البيضاء يف الدم وهذا
النوع نادر ميثل % 15من احلاالت.
- 23 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
.5 .5سرطان القناة اللبنيـة :وجند يف % 80من احلاالت وتكون أقل أعراضه خروج الدم من
احللمة قبل أن يكون حمسوسا باللمس ومآل هذا النوع جيد رمبا بأن املرأة تتجه إىل الطبيب يف
املرحلة املبكرة بسبب خروج الدم من احللمة.
.6 .5الورم ذو النوع ( béaligneغير التوسعي) :هو ورم يتطور وينمو ،وال يتطور إىل النسيج
احمليطي فيما انتزع باجلملة فانه ال ينمو وال يتطور سواء يف املكان أو يبعد عن ذلك انه ورم ذكر
ألنه ال يتطور.
.7 .5الورم ذو النوع( réaligne :السرطان التوسعي) :هو ورم له تطور عدواين مفرط وهو
يتطور إىل النسيج احمليطي له إمكانية التطور ويف املكان واملسافة انه ورم أنثوي ألنه يتطور الوقت
الذي يتضاعف فيه الورم املتنوع هو من 50إىل 200يوم وهو يتطور ما بني 05إىل 10
سنوات.
.8 .5األنواع السريرية اإلكلينيكية :هذه األورام تتموضع يف الربع العلوي اخلارجي من الثدي،
وتنشأ عموما يف اخلاليا املبطنـة للقنوات اللبنية و% 5تنشأ من احلبوب املفرزة للحليب املسماة
بالسـرطان الفصيصـي ومـن هـذه السرطانات جند:
أ .السرطان الليفي الصلب :الذي ميثل ثالث أرباع احلاالت ،ويظهر على شكل كتلة صلبة هلا
حواف غيـر منتظمـة يغـزو األنسجة اجملاورة مبكرا ويتواجد يف اجللد أو يف العضلة اجلناحية.
ب .السرطان النخاعي :وهو ورم لني بسبب قلة ما حيتويه من ألبان ،ينمو بسرعة وبإمكانه أن
خيرتق اجللد ليحـدث
- 24 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
.9 .5األنواع المجهرية :التيقن من التشخيص النهائي للسرطان يتم على أساس الفحص
اجملهري لعينـة الـورم وهـذا
باستعمال امليكروسكوب ،وتنقسم أمراض الثدي السرطانية حسب املالحظات اجملهرية إىل:
تراصف اخلاليا فيما يشبب القنوات ،وهذه اخلاليا تفرز مادة خماطية ،وهذا يدل علـى أن هـذا
ب .السرطان الفصيصي :هلذا الورم خصائص استثنائية عادة ما تضلل الطبيب وتأخر عملية
التشخيص مما يـؤثر علـى العالج املبكر للمرض ،ويتميز بنشأته يف نقاط عديدة (كلتا الثديني)
،شكاوي املريضة من آالم الثـدي وليس الورم وعند التصوير اإلشعاعي ال تظهر ترسبات كلية
داخل الورم.
ج .السرطان الغير المترسب :يف الغالب تصاب به املرأة ،ويشخص هذا النوع أحيانا بالصدفة
خالل فحـص عينـة مـأخوذة باإلبرة.
- 25 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
-إزالة الكتلة أو إزالة الثدي المقطعي :وفيها تزال بعض األنسجة احمليطة وهو النوع األقل
استئصال يف جراحة الثدي.
-إزالة ربع الثدي أو إزالة الثدي الجزئي :وفيها يزال الربع الذي يوجد فيه السرطان شامال
بعض اجللد والغشاء للعضلة اليت تقع حتت الورم.
-إزالة الثدي البسيط :وفيها يزال كل الثدي وتؤخذ العينة من العقد اللمفاوي ة حتت اإلبط.
-إزالة الثدي التام المعدل :وفيها يزال كل الثدي والعقد اللمفاوية حتت اإلبط والبطانة فوق
عضالت الصدر.
-إزالة الثدي التام :وفيها يزال الثدي والعقد اللمفاوية حتت اإلبط وعضالت الصدر اليت خلفها.
.2 .6العالج الكيميائي :وهو استخدام أدوية مضادة للخاليا السرطانية ،وفيها تتأثر خاليا
اجلسم هبذا العالج وليس فقط اخلاليا السرطانية ،ويعطي العالج الكيماوي بناء على:
يعطى هذا العالج عن طريق األوردة أو العضالت ،أو عن طريق الفم ،وهو يوصف على
فرتات يفصل بني كل فتـرة وأخـرى فرتة راحة للمريضة .ويعين معاجلة طبية بواسطة األدوية ،وعند
- 26 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
اإلصابة بالورم فاملعاجلة الكيميائية تتضمن األدوية املضادة للسرطان حيث تقوم هذه األدوية بقتل
اخلاليا السرطانية والتدخل إليقاف انقسامها أو إنتاجها ،وهذا ما جيعل اخلاليا السرطانية غري قادرة
على التكاثر وبالتايل متـوت CITATION[.احل.]p 182 \l 5121\98
- 27 -
سرطان الثدي الفصل الثاني:
ملخص الفصل
يعترب مرض السرطان من األمراض املزمنة ومن بينها سرطان الثدي فهو يعد من األورام
اخلبيثة اليت تنتج عن التكاثر غري الطبيعي والعشوائي خلاليا الثدي ،هذا املرض املستعصي أدى
بالعديد من االطباء والباحثني لالهتمام به وحماولة إجياد حلول له ،وحماربته سواء على املستوى
اجلسدي أو الذهين وذلك نظرا الزدياد معدالت اإلصابة به ،كما أنه يعترب من أخطر أنواع
السرطان اليت ميكن أن تصيب اإلنسان واملهددة حلياته وخاصة النساء منهم.
- 28 -
الفصل الثالث :التدين
.1تمهيد
مفهوم التدين .2
أبعاد التدين .3
آثار التدين في حياة الفرد .4
أنماط التدين وخصائص كل نمط .5
ملخص الفصل .6
التدين الفصل الثالث:
تمهيد
إن الدين اإلسالمي يعترب من الثوابت الشرعية كما أنه املصدر احلقيقي واألصلي للقيم
الدينية اليت متتاز هبا اجملتمعات اإلسالمية ،فهو تشريع إالهي يهدي إىل احلق واخلري والسلوك
واملعامالت احلسنة وهو بدوره شامل لكل اجلوانب االعتقادية والعملية.
ِّل مفهوم التدين التطبيق العملي ملا جاء به الدين من تعاليم وقواعد وضوابط وتشريعات
ميث ُ
حيث يُسمى اتِّباع البشر
سواءً كان الدين أحد الديانات السماوية أو أحد الديانات الوضعيةُ ،
للتعاليم الدينية والتقيُّد هبا وتطبيقها بالتدين ،فهناك فرق كبري بني مفهوم الدين ومفهوم التدين
فالدين هو النص الثابت والتدين هو تطبيق هذا النص وحتريكه وجعله عماًل يقوم به اإلنسان.
يف هذا الفصل سوف يتم شرح املفاهيم األساسية املتعلقة بالتدين معا إيضاح وجيز ألبعاد
التدين وأمهية التدين يف حياة الفرد واجملتمع وأمناط وخصائص التدين.
- 30 -
التدين الفصل الثالث:
.1 .1مفهوم الدين
لغة:
جاء يف معجم الوجيز شرح ملصطلح ال ّدين حيث جاء كالتايل " :الدين هو اسم جلميع ما
يتدين به ومجعه أديان" CITATION[.منظ \]p 30 \l 5121
يف القاموس احمليط" :يعرف الدين بأنه ماله أجل كالدينة (بالكسرة) :أدين وديون ِ
ودنته
(بالكسر) وأدنته أعطيته إىل أجل وأقرضته ،ودان هو أخذه ،ورجل دائن ومدين ومدان ،والدين
والعبادة"CITATION[. (بالكسر) :اجلزاء وقد دنته بالكسر دينا ،وقد دنت به (بالكسر) :العادة
الف]p 7 \l 5121\98
نفس هذه املعاين اللغوية لدى الرازي يف "خمتار الصحاح" حيث يقول" :الدين بالكسر:
كالعادة والشأن ودانه يدينه دينا بالكسر :أذله واستعبده فدان .ويف احلديث :الكيس من دان نفسه
وعمل ملا بعد املوت .والدين أيضا :اجلزاء واملكافأة :يقال دان يدينه دينا أي جازاه ،يقال" :كما
تدين تدان" ،أي كما جتازي جتازى بفعلك وحبسب ما عملت ،والدين أيضا بالطاعة ،ومنه الدين
واجلمع األديان" CITATION[.دمح]p 14 \l 5121\03
ولقد عرف العرب الدين مبدلوالت شىت ومتعددة وردت يف القرآن الكرمي مبعاين متعددة
منها:
َّى اَل تَ ُكو َن فِ ْتنَةٌ -الطاعة :وأصل املعىن ،ودنت له أي أطعته ،ومن قوله تعاىلَ ﴿ :وقَاتِلُ ُ
وه ْم َحت ٰ
انت َهوا فَِإ َّن اللَّهَ بِما ي ْعملُو َن ب ِ ِِ ِ
ص ٌير﴾ [األنفال.]39: َ َ َ َ ِّين ُكلُّهُ للَّه ۚ فَِإن َ ْ
َويَ ُكو َن الد ُ
- 31 -
التدين الفصل الثالث:
من خالل هذه املعاين اللغوية لكلمة "الدين" تشري العالقة بني الطرفني يعظم أحدمها اآلخر
وخيضع له فإذا وصفنا الطرف األول ،كانت خضوعا وإذا وصفنا الطرف الثاين كانت أمرا
وسلطانا وحكما والتزاما CITATION[.أسم]p 10 \l 5121\12
إطالق كلمة "الدين" ال تعين "الدين احلق" وخده ،بل تعين ما يدين به الناس ويعتقدونه
حقا كان أم باطال ،بغري هذا الفهم خيالف صراحة ما جاء يف القرآن ،فالقرآن يعترب أن هناك أديانا
اب اَل َت ْغلُوا فِي ِدينِ ُك ْم﴾... أخرى غري اإلسالم ،يدين هبا أصحاهبا قال تعاىل﴿ :يا أ َْهل ال ِ
ْكتَ ِ
َ َ
[من سورة النساء ]171:وعليه فمفهوم كلمة الدين ليس هو اإلسالم ،وميكن أن يكون شيئا
واحد إذا أضفنا الدين إىل اإلسالم أو إىل اهلل فنقول "دين اهلل" أو "دين اإلسالم" ،ولكن إذا ذكرت
كلمة دين جمردة من اإلضافة أو الوصف ،فهي أضيق مفهوما من كلمة اإلسالم ،ألن الدين يف
احلقيقة إمنا هو جزء من اإلسالم CITATION[.أحم.]p 10 \l 5121\14
اصطالحا:
-تعريف الجرجاني" :الدِّين :وضع إهلي يدعو أصحاب العقول إىل قبـول ما هو عند رسول اهلل
ﷺ"[ CITATIONأدع.]p 15 \l 5121\13
-عرفه الفيلسوف األلماني كانط كالتالي" :الدين هو الشعور بواجباتنا من حيث كوهنا قائمة
أوامر إالهية سامية"[ CITATIONسها.]p 32 \l 5121\84
- 32 -
التدين الفصل الثالث:
-أما إليميل دور كايم فيعرف الدين على أنه" :ذلك النسق املوحد لالعتقادات واملمارسات،
املتصل باألشياء اليت تستبعد وحترم مثل هذه االعتقادات واملمارسات حتدد يف مجاعة أخالقية
متفردة تسمى الكنيسة لكل املنتمني له" CITATION[.أسم.]p 12 \l 5121\12
فمن خالل كل ما سبق يتضح لنا أن الدين هو ظاهرة اجتماعية ونظام اجتماعي أوجده
االجتماع اإلنساين لناس جتمع بينهم شعائر وعقائد وممارسات وكذا أعمال حيرتموهنا ويقدسوهنا،
فاملفهوم العام الشائع عن الدين يف الدراسات السيسيولوجية يركز على جانبني:
-الجانب الذاتي :يتعلق باحلالة النفسية للفرد الذي يدين بفكرة دينية معينة وهو ما يصطلح عليه
"بالتدين" أي ما يشعره الفرد داخليا من اخلضوع ملعبود غييب.
-الجانب الخارجي :يتمثل يف املمارسات الدينية وما يتعلق هبا أي نقصد بذلك اجلانب املالحظ
وامللموس من الدين CITATION[.أسم]p 14 \l 5121\12
.2 .1مفهوم التدين
بعد إعطاء مفهوم شامل ملصطلح الدين ،ميكن اآلن التطرق لشرح مفهوم التدين ،حبيث
"إذا كان الدين يتمثل يف مجلة التعاليم والتكاليف اليت امر اهلل هبا اإلسنان ،فإن التدين هو مجلة
التعاليم وإنزاهلا لتغدوا واقعا يرتجم يف شكل تصورات وسلوكيات وأفعال ،فهو االنفعال بالدين
تصديقا عقليا وسلوكا عمليا على معىن حتمل التدين واختاذه شرعيا ومنهاجا أو ما هو الكسب
اإلنساين يف االستجابة لتلك التعاليم وتكييف احلياة حبسبها يف التصوير والسلوك"[ CITATIONالن
.]p 6 \l 5121\89
لغة:
- 33 -
التدين الفصل الثالث:
.2أبعاد التدين:
حييل مفهوم التدين مباشرة إىل السلوك واملمارسة اليت تكون مبثابة جتسيد للدين باعتباره نسقا من
الرموز املنظمة للعالقة مع اهلل ومع الناس ،من الناحية النظرية ينبين التدين حسب جلوك وستارك
على مخسة أبعاد: Glock & Starck
.1 .2البعد اإليديولوجي :أو املعتقد الديين ويشمل املعتقدات اليت من املفرتض أن يتبناها
املؤمنون ،بطبيعة احلال يف مستوى التدين ال يتعلق األمر بالعقائد ومبدى صدقها ،وإمنا بسلوك
االعتقاد يف حد ذاته وبتجارب األفراد جتاه عقائدهم.
.2 .2البعد الطقوسي :أو املمارسة الدينية ،وتشمل املمارسات الدينية اخلاصة كالتعبد والصالة
واملشاركة يف احتفاالت ومأدبات خاصة والصيام إىل غري ذلك ،أي كل املمارسات اليت يفرتض
أن ميارسها املؤمن ،أي كل املمارسات الدينية اليت أنتجتها التجربة العقدية ،فاملسلم ميارس الطقوس
الدينية اإلسالمية نتيجة إميانه بالعقيدة اإلسالمية ،إذن يكون البعد الطقوسي عبارة عن جتسيد
وإثبات لإلميان بالبعد اإليديولوجي.
.3 .2البعد التجريبي :أو الشعور الديين ويشري إىل األحاسيس واإلدراكات واملشاعر اليت
تصاحب فعل االتصال باهلل ،وهنا نصل مستوى الشعور واإلحساس املصاحبني للقناعات العقدية
واملمارسات الطقوسية وهي جتربة ختتلف من دين آلخر ومن فرد آلخر ،فأثر البعدين
األيديولوجي والطقوسي على احلالة النفسية للفرد يتأثر مبدى قدرة البعدين على اإلقناع من جهة،
ومبدى قابلية الفرد لالقتناع باملعتقد وباملمارسة.
.4 .2البعد الفكري :أو املعرفة الدينية ويشمل كل املعارف املتعلقة بالدين واليت من املتوقع أن
يكون املؤمن على دراسة هبا ،ميثل هذا البعد املعرفة الدينية اليت ميتلكها كل فرد عن دينه ،معرفة
مرتبط بشكل أساسي بالنص الديين وبأسلوب التعامل معه ،تكون املعرفة الدينية مهمة ومفيدة
- 34 -
التدين الفصل الثالث:
للتجربة الدينية للفرد ،من حيث أهنا تقدر للفرد املعارف الالزمة حول األبعاد الثالثة األوىل،
فمعرفة الفرد بدينه تساهم يف تقوية معتقداته وضبط ممارساته الدينية ،وتفسر له جتربته الدينية ،إذن
حيدد البعد الفكري نوع املعتقد ونوع املمارسة ويؤثر يف البعد التجرييب ،خاصة مع اختالف
تأويالت النصوص الدينية ،وهذا ما يؤدي إىل اختالف أشكال التدين يف الدين الواحد ،اي أن
شكل التدين خيتلف من مؤمن آلخر حبسب فهمه وتأويله للبعد الفكري للدين.
.5 .2بعد التبعات :أو األثر الديين ،ويشمل أثر االعتقاد واملمارسة والتجربة واملعرفة على احلياة
اليومية للمؤمن ،يتعلق هذا البعد بالنتائج اليت حيصل عليها الفرد يف حياته اليومية ،خاصة بالنسبة
لعالقاته مع اآلخرين مؤمنني وغري مؤمنني CITATION[.غما]p 76 \l 5121\14
.1 .3التدين الصحيح :وهو الذي يفهم الدين وفق ما انزل من الكتاب السنة ،وهذا النوع
األمثل بل هو املطلوب شرعا ،حيث يتغلغل الني الصحيح يف دائرة املعرفة ودائرة الوجدان ودائرة
السلوك ،فنجد الشخص ميلك معرفة دينية كافية وعميقة ،وعاطفة جتعله حيب دينه وخيلص له ،مع
سلوك يوافق كل هذا وهنا يكون الدين هو الفكرة املركزية احملركة واملوجهة لكل نشاطات هذا
الشخص ،وجند قوله متفقا مع عمله وظاهري متفقا مع باطنه يف انسجام تام ،ال يغطى واحدا
منهما على اآلخر ،وهذا الشخص املتدين تدينا أصيال جنده يسخر نفسه خلدمة دينه وليس العكس.
[ CITATIONعبد]p 40 \l 5121\02
وخالصة القول :أن اإلنسان املستقيم يف دينه خيلص هلل تعاىل يف كل أحواله ،فحياته ومماته
ونومه ويقظته وحركاته وسكناته وصالته وسائر عباداته هلل رب العاملني
- 35 -
التدين الفصل الثالث:
.2 .3التدين المنحرف :فهم الدين هو األصل يف التدين ،وذلك حمررا يف الكتاب والسنة وكلما
اختل هذا الفهم هلذين املصدرين أو أحدمها أدى إىل الوقوع يف اخلطأ ،وهذا ما حصل بالفعل يف
البيئة اإلسالمية أو البيئة الغريبة عندما فهموا الدين كال على حسب فكره ونظريته ،فظهر لدى
املسلمني عدة فرق منتسبة لإلسالم ظلت يف طريقها إىل رهبا سبحانه وتعالىـ فاخلوارج مثال فهموا
الدين بأنه جفاء وغلظة وقسوة ،فكثر لديهم اجلهل يف أحاكم دينهم فقامت تلك الطائفة بسفك
الدماء ،وترويع اآلمنني ،وأخذت سلطانا من تلقاء نفسها جتري به أحكام الردة والتكفري اعتقادا
بأنه أساس العقيدة الصحيحة املنضبطة ،وأيضا الصوفية غرقت يف أهنار البدع ،وحبار اخلرافات
واملخالفات العقدية والعملية وفهموا الدين بأنه غلوا أو بدعا يف العبادات مل يأت أو يأمر هبا
الدين ،لو مجعنا هذه البدع و اخلرافات لعملت دينا آخر غري دين اإلسالم ،وكذلك هناك
مسميات براقة تنتمي لإلسالم يف ظاهرها اخلري ويف باطنها دسائس ومسوم هتدم الدين كالعصرانية
وغريها ،هذا بالنسبة لبعض اآلثار يف اجملتمع اإلسالمي ،اما اجملتمع الغريب فيوجد به خلل واضح يف
مفهوم الدين لديهم نظرا لكثرة النظريات وتشعبها ،وأيضا حسب فهم الباحث أو املفكر للدين
فمثال :املدرسة الفرنسية ورائدها دوركامي ضيق مفهوم الدين وحصره يف العالقات االجتماعية
فقط CITATION[.الع]p 59 \l 5121\13
أ .التدين المعرفي (الفكري) :جند الشخص يعرف الكثري من أحكام الدين ومفاهيمه ،ولكن هذه
املعرفة تتوقف عند اجلانب العقالين الفكري وال تتعداه.
- 36 -
التدين الفصل الثالث:
ب .التدين العاطفي (الوجداني) :نرى الشخص يبدي عاطفة جارفة ومحاسا كبريا حنو الدين،
ولكن هذا ال يواكبها معرفة جيدة بأحكام الدين وال سلوكا مستقيما.
ج .التدين الطقوسي (تدين العبادة) :هنا جند الشخص يقوم بأداء العبادات الدينية كعادة
اجتماعية تعودها.
د .التدين النفعي (المصلحي) :يلتزم الفرد هنا بكثري من مظاهر دنيوية شخصية.
ه .التدين التفاعلي (تدين رد الفعل) :جند هذا النوع من التدين عند األشخاص الذين قضوا
حياهتم بعيدا عن الدين ،وفجأة نتيجة تعرضهم ملوقف معني أو حادث معني ،جندهم قد تغريوا من
النقيض إىل النقيض.
و .التدين الدفاعي (العصابي) :يف هذا النمط يلجأ الفرد إىل التدين ليخفف من مشاعر القلق
واخلوف ويتخلص منها.
ز .التدين المرضي (الذهني) :يلجأ املريض يف هذا النمط إىل التدين يف حمالو منه لتخفيف حدة
التدهور والتناثر املرضي ،ولكن الوقت يكون قد فات فتظهر أعراض املرض العقلي مصطبغة ببعض
املفاهيم شبه الدينية اخلاطئة.
ح .التدين التطرفي :يعين الغلو يف جانب أكثر من جوانب الدين مبا خيرج الشخص عن احلدود
اليت يقرها الشرع إفراطا أو تفريطا.
ط .التدين التصوفي :هو جتربة ذاتية شديدة اخلصوصية مير هبا قليل من الناس هلم تركيب
اجتماعي وروحي خاص ،ختتلط فيها اإلهلامات بالوسواس ،فريى بعضهم أشياء يعتقدها إهلامات
ويف حقيقة األمر هي تلبيسات شيطانية.
- 37 -
التدين الفصل الثالث:
ي .التدين الحق :هنا جند الشخص ميلك معرفة دينية كافية وعميقة ،وعاطفة دينية جتعله حيب
دينه وخيلص له مع سلوك يوافق كل هذا ،وإذا وصل اإلنسان هلذا املستوى من التدين احلق ،شعر
باألمن والطمأنينة والسكينة ،ووصل إىل درجة من التوازن النفسي جتعله يقابل احملن والشدائد بصرب
ورضا ،وإذا قابلت هذا الشخص وجدته هادئا مسحا ،راضيا متزنا يف أقواله وأفعاله ،ووجدت
نفسك تتواصل معه يف سهولة ويسر وأمان.
- 38 -
التدين الفصل الثالث:
ملخص الفصل
يعترب الدين من أقدم األنظمة اليت عرفها اإلنسان ،فللدين جذوره العميقة منذ وجود
اإلنسان األول على هذا الكوكب ،وهو دائم البحث عن إله ،وله اجتاه فطري إىل التدين ،إن الدين
من املنظور السوسيولوجي ،هو ظاهرة اجتماعية ونظام اجتماعي ميثل عقائد وشعائر وممارسات،
وهو بدوره يساهم بنسبة كبرية يف بلورة وتوضيح الوحدة االجتماعية والسلوك العام للمجتمع ،إن
التدين يشمل مجيع مظاهر السلوك والنشاط اإلنساين الذي يربز من خالهلا الدين إىل العامل
الواقعي ،والفرق بني الدين والتدين هو أن التدين شيء نسيب ألنه كسب إنساين تؤثر فيه كل
التغريات والتحوالت االجتماعية اليت متس مجيع جوانب حياة اإلنسان باإلضافة إىل مستوى فهم
اإلنسان لتعاليم يف حد ذاته.
- 39 -
الفصل الرابع :التفاؤل والتشاؤم
.1تمهيد
مفهوم التفاؤل والتشاؤم .2
خصائص المتفائلين والمتشائمين .3
سمة التفاؤل والتشاؤم .4
أنواع التفاؤل والتشاؤم .5
النظريات المفسرة لمفهومي التفاؤل والتشاؤم .6
العوامل المؤثرة في التفاؤل والتشاؤم .7
ملخص الفصل .8
التفاؤل والتشاؤم الفصل الرابع:
تمهيد
إن موضوع التفاؤل والتشاؤم من املواضيع اليت تناوهلا علماء النفس واعطوها اهتمام كبريا
يف مطلع القرن العشرين ،وذلك ألن حياة اإلنسان من قواعدها األساسية النظرة التفاؤلية اإلجيابية
للمستقبل وكيفية إجياد طرق للعيش بسالم بالرغم من كل التحديات املوجودة على خمتلف
األصعدة ،فالتفاؤل يعد من العناصر اإلجيابية يف حياة الفرد وذلك باملسامهة يف قوة احلفاظ على
التوان النفسي والتقليل من حدة الضغوط النفسية.
يؤثر كل من التفاؤل والتشاؤم يف سلوك الفرد وحىت اجملتمع ،وذلك بالتأثري سواء اإلجيايب
أو السليب على العالقات االجتماعية والصحة النفسية واجلسمية للفرد ،فالتفاؤل ميكن أن يولد
أفكار ومشاعر للرضا والتحمل والثقة بالنفس ،مما يؤدي إىل حتقيق التوافق االجتماعي والنفسي،
بينما التشاؤم هو عكس هذه امليزات اإلجيابية فمن مميزاته أنه يسلط الضوء على اجلوانب السلبية
للحياة فقط ،وذلك يؤدي بالفرد إىل استنزاف طاقته اجلسمية والنفسية والشعور بالضعف والنقص
يف حياته اليومية ونشاطاته.
سوف يتم يف هذا الفصل تقدمي مفهوم شامل للتفاؤل والتشاؤم مع توضيح ألشكاهلما
وأمهية التفاؤل يف حياة الفرد واجملتمع.
- 41 -
التفاؤل والتشاؤم الفصل الرابع:
أ .لغة :التفاؤل :يقال فأل الشيء جعله يتفاءل اإلفتئال ،بالشيء التيمن به والفأل أي فعل يستبشر
به CITATION[.أينp 72 \l\72 به .إفتأل ضد تطري الفأل ضد الطرية ،كأن يسمع كالما فيتيمن
.]5121
التفاؤل من الفأل ،وهو قول أو فعل يستبشر به ،وتسهل اهلمزة فيقال :الفل ،وتفاءل
بالشيء :تيمن به ،وقال "ابن السكيت" :الفأل أن يكون الرجل مريضا فيسمع آخر يقول :يا
سامل ،أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول :يا واجد ،فيقول :تفاءلت بكذا ،ويتوجب له يف
ظنه كما مسع أنه يربأ من املرض و جيد ضالته ،ويقال :ال فال عليك :ال ضري عليك ،ويستعمل يف
اخلري والشر ،الفال ضد التطري ،وتفاءل ضد تشاءم CITATION[.بدر]p 13 \l 5121\98
-عرف كال من "شاير وكارفر" التفاؤل بأنه "استعداد يكم داخل الفرد الواحد للتوقع العام
القادمةCITATION Sch87[. حلدوث األشياء اجليدة أو اإلجيابية ،أي توقع النتائج اإلجيابية لألحداث
\]p 171 \l 1036
اصطالحا - :عرفه بدر األنصاري على أنه" :نظرة استبشار حنو املستقبل جتعل الفرد يتوقع األفضل
وينتظر األشياء اإلجيابية ويستبعد ما عدا ذلك CITATION[.بدر]p 15 \l 5121\98
-أمحد عبد اخلالق" :نظرة استبشار حنو املستقبل جتعل الفرد يتوقع األفضل وينتظر حدوث اخلري"[
CITATIONسعا.]p 18 \l 5121\18
- 42 -
التفاؤل والتشاؤم الفصل الرابع:
-حسب شاير وكارفر هو النظرة االجيابية و اإلقبال على احلياة و االعتقاد بإمكانية حتقيق
الرغبات يف املستقبل باإلضافة إىل االعتقاد باحتمال حدوث اخلري أو اجلانب اجليد من األمور
واألشياء بدال من حدوث الشر و اجلانب السيء.
ويضيفان يف نص آخر أن التفاؤل استعداد ميكن الفرد للتوقع العام حلدوث األشياء االجيابية
واجليدة إذا فالتعريف يصوغ التفاؤل يف إطار االجتاه االجيايب حنو األحداث ،كما أن عنصر
االستعداد يشري إىل مبدأ الفروق الفردية ،ويعتربانه مسة ثابتة نسبيا توظف كاسرتاتيجية فعالة لدى
األهداف CITATION[.شريp\11 الفرد للتغلب على الضغوط الواقعة عليه ،وحيدد طريقة حتقيق
]l 5121\16
التفاؤل هو صفة جتعل الفرد وتوجهاته إجيابية حنو احلياة بصفة عامة ،يستبشر باخلري فيها
ويستمتع باحلاضر ،إذ هو توقعات ذاتية إجيابية لدى الفرد عن مستقبله الشخصي ،وهو الدرجة اليت
البحثCITATION[. حيصل عليها الفرد من خالل تطبيق مقياس مسة التفاؤل والتشاؤم املعد يف هذا
إكر]p 25 \l 5121\18
.2 .1التشاؤم:
أ .لغة :ذكر يف معجم الوسيط شأمهم شأما جر عليهم الشؤم ،يقال شأم عليه شؤما فهو مشؤوم
باحلياةCITATION[. وتشاؤم تطري به عدة شؤما والشؤم الشر ،واملتشائم املتطري ومن سيء الظن
سعا]p 18 \l 5121\18
معىن التشاؤم يف اللغة من باب شأم أي تطري وتوقع الشر ،وهو من يسيء الظن باحلياة،
وتسيطر على سلوك األفراد أحيانا نزعة إىل توقع الشر وسوء الطالع ،وتوصف هذه احلالة بالتشاؤم
الشخص CITATION[.اسمp\18 ومتيل إىل أن تتكرر يف مواقف خمتلفة حىت تصبح مسة يتصف هبا
]l 5121\311
- 43 -
التفاؤل والتشاؤم الفصل الرابع:
-عرفه بدر األنصاري بأنه" :توقع سليب لألحداث القادمة جتعل الفرد ينتظر حدوث األسوأ
ويتوقع الشر والفشل وخيبة األمل ويستبعد ما عداه CITATION[.بدر]p 16 \l 5121\98
-التشاؤم من باب شؤم ،وشؤم الرجل قومه أي جر عليهم الشؤم فهو شائم ومشوم ومشئوم،
واجلميع مشائيم ،والشؤم الشر ،ضد اليمن و الفأل والربكة .واليد الشؤما ضد اليمىن ،واألشأم
هو األيسر ،وتشاءم باألمر تطري به وعده شؤما وترقب الشر .واملتشائم املتطري من يسيء الظن
باحلياة ،وهذا استخدام حمدث CITATION[.بدر]p 13 \l 5121\98
ب .اصطالحا :يعرفه مارشال 1992بأنه استعداد شخصي ومسة كامنة داخل الفرد تؤدي إىل
التوقع السليب لألحداث املستقبلية.
بينما يعرفه بدر األنصاري " بأنه توقع سليب لألحداث القادمة جيعل الفرد ينتظر حدوث
األسوأ ويتوقع الشر والفشل وخيبة األمل ويستبعد ما خال ذلك إىل حد بعيد " ،ويفرتض أنه مثل
التفاؤل مسة وليست حالة ،تتوزع لدى اجلمهور توزيعا اعتدا ليا وأنه من املمكن أن يؤثر تأثريا
نسبيا يف سلوك الفرد وصحته CITATION[.شري]p 18 \l 5121\11
يرى " أمحد عبد اخلالق " أن التشاؤم " هو توقع سليب لألحداث القادمة ،جيعل الفرد ينتظر
حدوث األسوأ ويتوقع الشر والفشل وخيبة األمل ،ويستبعد ما خال ذلك إىل حد بعيد"[.
CITATIONاخل]p 06 \l 5121\96
.3 .1العالقة بين مفهومي التفاؤل والتشاؤم :إن التفاؤل والتشاؤم من السمات املهمة يف
الشخصية ،ترتبطان ارتباطات جوهرية ببقية مساهتا ،فالسمة تعرف بأهنا "خصلة أو خاصية أو صفة
ذات دوام نسيب ،ميكن أن خيتلف فيها األفراد فتميز بعضهم عن بعض ،أي أن هناك فروقا فردية
فيها ،قد تكون السمة وراثية أو مكتسبة ،وميكن أن تكون كذلك جسمية أو معرفية أو انفعالية أو
متعلقة مبواقف اجتماعية".
- 44 -
التفاؤل والتشاؤم الفصل الرابع:
تتعدد أنواع السمات تعددا غري قليل ،فهناك السمات العامة اليت تعمم وتشيع بني عدد
كبري من األفراد يف حضارة معينة ولكن بدرجات متفاوتة ،فالفارق فيها كمى وليس كيفيا،
وهناك مسات خاصة ،واليت ختص فردا ما حبيث ال ميكن أن نصف غريه بالطريقة ذاهتا ،كما أن
هناك مسات أحادية القطب ومتثل خبط مستقيم ميتد من الصفر حىت درجة كبرية كالسمات
اجلسمية مثل الطول الوزن والقدرات ،أما السمات ثنائية القطب فتمتد من قطب إىل قطب آخر
مقابل ،خالل نقطة الصفر ،ومتثل معظم مسات الشخصية عادة هذا النوع مثل السيطرة -اخلضوع،
البهجة ،احلزن ،التفاؤل ،والتشاؤم ....إخل .ومن السمات ثنائية القطب "التفاؤل والتشاؤم" واليت
تتصف بالثبات النسيب خالل دورة حياة اإلنسان ،ومتكننا بدورها من التنبؤ بصحة األفراد اجلسمية
مبستوى التحصيل وبفعالية الذات وبالعادات الصحية السيئة وبأحداث احلياة الضاغطة ومبعدل
االكتئاب CITATION[.أمي]p 3 \l 5121\18
يتميز املتفائلني مبجموعة من اخلصائص ميكن من خالهلا التنبؤ باجتاهاهتم حنو احلياة
املستقبلية ،وال يشرتط هلاته اخلصائص أن تكون جمتمعة لدى املتفائل كما أهنا تظهر عند األفراد
بدرجات متفاوتة ويتسم املتفائل عموما باخلصائص التالية:
-الثقة بالنفس واملخاطرة املدروسة للوصول إىل حتقيق األهداف ،كما يتصف باملرونة من حيث
اختيار السبل املناسبة للوصول إىل حتقيق الرغبات وتغري األهداف اليت يستحيل حتقيقها وتقيم املهام
إىل أجزاء بسيطة ميكن التعامل معها.
- 45 -
التفاؤل والتشاؤم الفصل الرابع:
-املتفائل أكثر قدرة على التكيف الفعال مع مواقف احليات الضاغطة ،ولديه القدرة على اختاذ
أساليب مباشرة ومرنة حلل املشكالت اليت تواجه ،أكثر تركيزا يف منط تفكريه ،وأكثر إصرارا على
اجتيازها ،وأكثر استخداما ألساليب املواجهة الفعالة اليت تركز على املشكلة.
-يزداد جلوء املتفائل إىل التخطيط يف املواقف الضاغطة واالستفادة من اخلربات السابقة ولديه
قدرة عالية يف الضبط الداخلي و إعادة التغيري االجيايب للمواقف احمليطة ومن مث فاالنتكاسة له شيء
ميكن معاجلته CITATION[.شري]p 18 \l 5121\11
.2 .2خصائص المتشائمين
ميتاز املتشائمني مبجموعة من اخلصائص ميكن من خالهلا التنبؤ باجتاههم حنو احلياة وأحداثها وهي
عموما تنتظم حتت ثالثة حماور هي:
منط تقدير الذات ،كيفية تفسري الفشل و اإلحباطات ،أسلوب مواجهة ضغوط احلياة وهي مفصلة
كالتايل:
-اخنفاض درجة الضبط الداخلي ويرجعون فشلهم إىل عوامل خارجية.
-اخنفاض تقدير الذات وانعدام الكفاءة.
-تغلب على املتشائمني مشاعر الفشل و االهنزامية يف مواجهة املواقف الضاغطة.
-استخدام أسلوب مواجهة يرتكز على االنفعاالت مبا يتضمنه ذلك من هروب عن طريق
االنغماس يف الذات والبحث عن املساعدة من اآلخرين و التجنب السليب.
-استخدام أساليب غري مرنة وغري متكيفة يف مواجهة اإلحباطات.
-تغلب عليهم النظرة السوداوية حنو احلياة املستقبلية CITATION[.شري]p 19 \l 5121\11
- 46 -
التفاؤل والتشاؤم الفصل الرابع:
فالسمة هي صفة أو خاصية متيز الشخص عن غريه وتكون ذات ثبات نسيب ،وللسمة
مؤشرات نوعية صغرى عديدة تدل عليها ،ففي حياتنا اليومية مثالً نالحظ كثريا من هذه
املؤشرات اليت تدل على التفاؤل أو التشاؤم لدى بعض األفراد من خالل متسكهم بأشياء أو أفعال
يعتقدون هبا وغالباً ما تكون بدون مربر علمي.
التفاؤل والتشاؤم مستان هلما تأثري ال ميكن التقليل من أمهيته على السلوك اإلنساين .حيث
يعترب علماء نفس الشخصية أن هاتني السمتني تشكالن خلفية عامة حتيط باحلالة النفسية للفرد
واليت بدورها تؤثر على سلوكه وتوقعاته للحاضر واملستقبل.
فقد اختلف علماء نفس الشخصية حول تصنيفاهتم للشخصية ،فمنهم من اهتم بالناحية
اجلسمية ،ومن أشهرهم هو تصنيف أبو قراط لألمناط األربعة (الدموي ،اللمفاوي ،الصفراوي،
وذلك تبعاً السوداوي) لكيمياء دم اإلنسان ،فالنمط الدموي ميثل التفاؤل ويتميز باملرح واألمل
الدائم يف احلياة والتطلع إىل مستقبل زاهر أما النمط اللمفاوي فيميز الشخص بأنه بارد يف طباعه
جاف يف تعامله ،النمط الصفراوي يتميز الشخص فيه بأنه حاد الطبع متقلب املزاج ،أما النمط
- 47 -
التفاؤل والتشاؤم الفصل الرابع:
السوداوي فهو شخص ميال إىل احلزن وتكون نظرته إىل احلياة واملستقبل نظرة سوداوية أي
يسودها التشاؤم CITATION[.بدر]p 11 \l 5121\98
.1 .4التفاؤل غیر الواقعي :حیدث عندما تنخفض لدى األفراد تقدیراهتم أو توقعاهتم الشخصیة
أو الذاتیة ملواجهة األحداث السیئة كما ال حیدث فقط عندما یقلل األفراد من احتماالت حدوث
األسوأ.
.2 .4التفاؤل المقارن :هو نزعة داخلیة عند الفرد جتعله یتوقع حدوث األشیاء اإلجیابیة لنفسه
أكثر من حدوثها لآلخرین ،ویتوقع حدوث األشیاء السلبیة لآلخرین أكثر من حدوثها له.
.3 .4التشاؤم غیر الواقعي :هو أن یواجه كل فرد خطرا يف أن یصبح ضحیة حادث أو مرض
غری قابل للشفاء أو ضغوطات .فالتشاؤم غری الواقعي یلعب دور املشجع الذي یدفع باألفراد إىل
البحث عن الطرق والسبل اليت من خالهلا أو هبا میكن التخلص من خطر تلك الكارثة أو ذلك
احلادث الذي سوف حیدث.
.4 .4التشاؤم الدفاعي :یشری إىل نزعة لدى األفراد إىل التوقع السیئ لألحداث املستقبلیة حیث
یتخذون دائما موقف الشخص املدافع عن التشاؤم بشكل عام ومن مث یعتربون التشاؤم منهجا
ومنهاجا لسلوكهم بوجه عام CITATION[.سعا.]p 19 \l 5121\18
- 48 -
التفاؤل والتشاؤم الفصل الرابع:
حادث جيعل نشوة العقدة النفسية لديه أمرا ممكنا ولو حدث العكس لتحول إىل شخصية متشائمة،
ومعىن ذلك أن الفرد قد يكون متفائال جدا إزاء أحد املوضوعات أو املواقف فتقع حادثة مفاجئة
له جتعله متشائما جدا من هذا املوضوع ذاته ،ويقصد بذلك احلاالت اليت تثري التفاؤل والتشاؤم
واليت تكون مؤقتة وسريعة الزوال غالبا.
يتفق Eriksonمع Freudيف أن املرحلة الفمية احلسية قد تشكل لدى الرضيع اإلحساس
بالثقة األساسية أو اإلحساس بعدم الثقة والذي بدوره سيظل املصدر الذايت لكل من األمل
والتفاؤل ،أو اليأس والتشاؤم خالل بقية احلياة فعندما تستجيب األم جلوع الطفل بالتغذية املناسبة
والعطف يتعلم بعض االرتباطات بني حاجاته والعامل اخلارجي وهذا الشعور األويل بالثقة ،أما إذا
ما أمهلت األم احتياجات ولديها فانه يتولد لديه ما امساه Eriksonبالشك وإذا ما كان املعدل
السيكولوجي بني هذين املتغريين (الثقة وعدم الثقة) كبريا لصاحل الشك فمعىن هذا أن أالنا يف
خطر ،وقد يؤدي بالطفل إىل عدم التكيف فيما بعد واالتصاف بالتشاؤم بينما يتحقق العكس إذا
كانت درجة الثقة أقوى فإن الطفل يتعلم رؤية العامل بتفاؤل وأمل ،ومتتع األنا هبذه االجيابية
وتكيفها يساعد على النمو خالل بقية حياته CITATION[.احل]p 52 \l 5121\08
.2 .5النظرية المعرفية :أخذ التوجه حنو التفاؤل والتشاؤم يتغري يف الستينات والسبعينات حيث
أشار كل من Stang,Multinإىل أن اللغة والذاكرة والتفكري تكون إجيابية بشكل انتقائي لدى
املتفائلني إذ يستخدم األفراد املتفائلون نسبة أعلى من الكلمات اإلجيابية مقارنة بالكلمات السلبية
سواء أكانت يف الكتابة أو الكالم أو التذكر احلر فهم يتذكرون األحداث اإلجيابية قبل السلبية.
كما يرى Kellyأن أنشطة الفرد السلوكية والفكرية ميكن توجيهها يف اجتاه معني من
خالل تركيباته الشخصية اليت يستخدمها يف توقع األحداث ويرى أن الطريقة اليت بواسطتها يتنبأ
الفرد األحداث املستقبلية مهمة وحامسة لتحديد سلوكه ويشري إىل أن الناس يبحثون عن طرق
وأساليب للتنبؤ مبا سيحدث ،كما أهنم يوجهون سلوكياهتم وأفكارهم حول العامل وجهة متيل إىل
- 49 -
التفاؤل والتشاؤم الفصل الرابع:
التنبؤات الدقيقة والصحيحة واملفيدة من كل هذا وبناء على آرائه فاملستقبل وليس احلاضر ،هو
احملرك الرئيسي للسلوك.
ذكر Wrinerأن الفرد إذا عزى فشله لعامل مستقر (داخلي أو خارجي) فإن هذا سيؤثر
على توقعاته املستقبلية لفرص النجاح والفشل فاالعتقاد بأن سبب الفشل مستقر وداخلي سيؤدي
إىل توقعات مستقبلية متشائمة لدى الفرد نفسه أو لدى اآلخرين عن أدائه يف املستقبل ،ويزداد هذا
[CITATION التشاؤم عندما يعتقد الفرد بأن السبب ال ميكن التحكم فيه وتغريه والعكس صحيح.
احل]p 55 \l 5121\08
.3 .5النظرية السلوكية :ذكر (بدوي) أن التفاؤل والتشاؤم من األعمال أو الرموز ،ميكن أن
تنتشر من مكان إىل آخر بالتقليد واحملاكاة ،وقد يفسر هذا االنتقال التشابه يف بعض رموز التفاؤل
والتشاؤم وعالماهتما اليت جندها يف أماكن متباعدة وأزمان خمتلفة ومن ناحية أخرى ميكن أن يكون
لرمز التفاؤل والتشاؤم أكثر من نشأة فقد أثبتت جتارب الفعل املنعكس الشرطي إمكانية تكوين
استجابة معينة للرموز أو اكتساب التفاؤل والتشاؤم من الرموز بطريقة جتريبية مىت توفر الدافع أو
والعقاب CITATION[.شريp 23 \l 5121\11 املنبه الطبيعي أو املثري الصناعي أو الرمز أو الثواب
]
- 50 -
التفاؤل والتشاؤم الفصل الرابع:
.2 .6العوامل االجتماعية :تشمل العوامل االجتماعية التنشئة االجتماعية اليت يتطبع هبا الفرد
وتساعده على اكتساب اللغة والعادات والقيم واالجتاهات السائدة يف جمتمعه ،ومن املتوقع أن
تكون العوامل هلا الدور الكبري يف التفاؤل والتشاؤم.
.3 .6مستوى التدين :مييل املتدينون إىل أن يكونوا أكثر تفاؤال من غري املتدينني فقد يكون
نقص التدين عامال مسامها يف التشاؤم.
.4 .6وسائل اإلعالم :هلا تأثري بالغ يف تشكيل وجدانيات األفراد وصبغتها بالتفاؤل أو التشاؤم
حسب ما توجهه إليهم من أفكار ونفحات وجدانية.
.5 .6الصحة :حيث أن تفاؤل أو تشاؤم الشخص يؤثر على حياته ،حيث أن اإلنسان املتفائل
يكون خاليا من القلق و التوتر واالكتئاب وهذا ما يساعده على اكتساب صحة سليمة ذات طابع
إجيايب CITATION[ .سعا]p 20 \l 5121\18
- 51 -
التفاؤل والتشاؤم الفصل الرابع:
ملخص الفصل
يعترب موضوع التفاؤل والتشاؤم من املوضوعات املهمة يف علم النفس ملا هلا تأثري سليب كان
أم إجيايب على سلوك الفرد وحالته النفسية ،فمثال عند جناح و تلبية مجيع رغبات الفرد فإنه
وبصورة طبيعية يشعر بالتفاؤل وبأنه يستطيع أن حيقق كل أهدافه مما تنعكس على مشاعره
باإلجياب فيشعر بالسعادة والثقة بالنفس وبالتايل يتم حتفيزه على النجاح أكثر واالجتهاد يف احلياة،
والعكس متاما عند الفشل ،فعندما يفشل الفرد فإنه يشعر بالتشاؤم وأنه ال يستطيع أن حيقق أهدافه
مما يدخله يف دوامة من املشاكل النفسية فيشعر باليأس وفقدان األمل واإلحباط ،لذلك الفرد دائما
حياول مواجهة هذه الصراعات اليت حتاول منعه من حتقيق التوافق النفسي واالجتماعي.
- 52 -
الفصل الخامس :الدراسة الميدانية
.1تمهيد
الدراسة الميدانية الفصل الخامس:
- 54 -
خاتمة
خاتمة
- 56 -
قائمة المصادر والمراجع
قائمة المصادر والمراجع
1. Curtis, A. (2000). Health Psychology. London.
2. Scheier, M. &. (1987). dispositional optimism and physical well being: the influence
of generalized outcome expectancies on heath. journal of personality, 55.
ابراهيم ,أ .)1972( .املعجم الوسيط .طهران ،إيران :املكتبة العلمية للنشر والتوزيع. .3
أمحد حممد عبد اخلالق .)1996( .دليل تعليمات القائمة العربية للتفائل والتشاؤم. .4
االسكندرية ،مصر :الدار املعرفة اجلامعية.
الشقران ,ح .)2015( .الدعم االجتماعي املدرك لدى مريضات سرطان الثدي يف ضوء .5
بعض املتغريات( .ا ).É d ,1 .اجمللة األردنية يف العلوم الرتبوية ,جملد .12
الطفري ,ن .)2005( .ألف باء امراء الثدي من وقاية وعالج .بريوت ،لبنان :الدار العربة .6
للعلوم.
خبيث ,أ .س .)2018( .التفاؤل والتشاؤم لدى األطفال املصابني بالسرطان .عني الشمس، .7
القاهرة ،مصر :كلية اآلداب جامعة عني الشمس.
محدي ,ا .م .)1998( .العالج السلوكي للسرطان .بريوت ،لبنان :دار النهضة العربية .8
للطباعة والنشر.
ديكسون ,م .)2013( .سرطان الثدي (( .)éd. 1ه .مزيودي ).Trad ,الرياض :دار املؤلف. .9
زعرت شريف .)2011( .عالقة مسة التفاؤل ،تشاؤم بقلق املستقبل لطلبة ثانية ماسرت عيادي .10
- LMDدراسة ميدانية جبامعة حممد خيضر بسكرة( -اإلصدار مذكرة مكملة لنيل شهادة
ماسرت يف علم النفس ،ختصص :عيادي) .بسكرة ،اجلزائر :جامعة حممد خيضر بسكرة.
سعاد ,س .)2018( .االفاؤل والتشاؤم وعالقته بالرضا عن احلياة لدى املراهق األصم - .11
دراسة ميدانية مبركز ثامر مربوك مبدينة املسيلة .éd( -مذكرة مكملة لنيل شهادة املاسرت يف
علم النفس ،ختصص :علم النفس العيادي) .املسيلة ،اجلزائر :جامعة حممد بوضياف ،املسيلة.
سهام ,ب .)2015( .اإلكتئاب عند املرأة املصابة بسرطان الثدي بعد عملية البرت .مستغامن - .12
اجلزائر :جامعة عبد احلميد ابن باديس مستغامن.
- 58 -
قائمة المصادر والمراجع
عبد اهلل بن حممد هادي احلريب .)2008( .أساليب التنشئة األسرية وعالقتها بكل من التفاؤل .13
والتشاؤم لدى عينة من تالميذ املرحلة املتسوطة والثانوية ملنطقة جازان (اإلصدار رسالة
دكتوراه قسم علم النفس) .أم القرى ،اململكة العربية السعودية :جامعة أم القرى.
عبد الناصر ,ر .)2017( .اإلرشاد األسري لذوي األمراض املزمنة .االسكندرية -مصر: .14
مؤسسة حورس الدولية.
عروج ,ف .)2017( .دراسة نفسية عيادية حلالة اإلجهاد ما بعد الصدمة لدى العازبات .15
املبتورات الثدي من جراء اإلصابة بالسرطان ( .édاطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه
علوم ،ختصص :علم النفس املرضي) .أم البواقي -اجلزائر :جامعة أم البواقي.
قادري إكرام .)2018( .دراسة إكلينيكية ملظاره التفاؤل والتشاؤم لدى اضراب الشخصية .16
النرجسية -دراسة عيادية حلالتني بوالية سعيدة( -اإلصدار مذكرة خترج لنيل شهادة املاسرت يف
علم النفس العيادي) .سعيدة ،اجلزائر :جامعة سعيدة.
مالكور شوارتز .)1992( .السرطان ،أنواعه ،حماربته( .عماد أبو السعد ،املرتمجون) اجلزائر: .17
دار اهلدى.
حممد األنصاري ,ب .)1998( .التفاؤل والتشاؤم ،املفهوم والقياس واملتعلقات .الكويت: .18
مطبوعات جامعة الكويت.
مرسي صفاء امساعيل( .أبريل .)2018 ,التشاؤم والعدائية كمنبئني بقلق املوت لدى املدخنني .19
وغري املدخنني .جملة دراسات العربية.17 ،
مليكة ,ن .)2019( .الصالبة النفسية واسرتاتيجيات املواجهة لدى املرأة املصابة بسرطان .20
الثدي دراسة عيادية ل 04حاالت مبركز مكافحة السرطان مبستغامن ( .édمذكرة خترج لنيل
شهادة املاسرت يف علم النفس ،ختصص :علم النفس العيادي ) .مستغامن ،اجلزائر :جامعة عبد
احلميد بن باديس مستغامن.
جنيب ,س .)2006( .دليل املرأة يف محلها وأمراضها .بريوت :دار أسامة للنشر والتوزيع. .21
- 59 -
قائمة المصادر والمراجع
هنادي ,م .)2013( .سرطان الثدي ( .édط .)1بريوت ،لبنان :دار املؤلف للطباعة والنشر .22
والتوزيع.
- 60 -
قائمة المالحق
قائمة المالحق
- 62 -