Professional Documents
Culture Documents
et populaire
Ministère de l’enseignement supérieur وزارة التعليم العالي والبحث العلمــــــــي
et de la recherche scientifique جامعة 8ماي ،5491قالمـــــــــــــــــــة
Université 8 mai 1945, Guelma
Faculté d es sciences humaines et sociales
كلّية العلوم اإلنسانية واإلجتماعيـــــــــــة
Départem ent de Ps ychologi e قسم علم النفس
2018/2019
فهرس المحتويات
مقدمة4………….………………………………………………………………………….
أهم القواعد النظرية المفسرة لعمم النفس المرضي لمطفل و المراهق………………………9 .3
.3.3المدرسة التحميمية……………………10……………………………………………..
خاتمة………………………………………………………………………………50…….
المراجع52…….……………………………………………………………………………..
يعتبر عمم النفس المرضي لمطفل والمراىق من العموم الحديثة التي اقترحيا عمم النفس اإلكمينيكي
ألن ىذا التخصص كان ولمدة طويمة يعتبر فرعيا بالنظر إلى عمم النفس المرضي لمراشد .ىذا يعود إلى
طبيعة البحوث التي كانت تنجز آنذاك و تثير اىتمام مختمف المختصين الذين ساىموا في ابتكار افكار
جديدة سمحت لعمم النفس المرضي ان يحضى بمكانتو الحالية .نبلحظ عمى سبيل المثال ،أن فرويد الذي
عمل عمى تطوير فكرة الحياة النفسية معتمدا عمى دراساتو حول العبلقات االولية و عقدة اوديب لم يمتقي
بالطفل ىانس ) (Hansإال مرتين وترك العمل العبلجي بيد والده .فقد كان ىدفو آنذاك مرافقة أمو في
إطار عبلج تحميمي ،وكان يمتقي بأبيو في الجمسات التكوينية التي كان يحضرىا ،والتي سمحت لفرويد
بمتابعة نمو الطفل عن بعد والتعرف عمى مشاكمو (فوبيا الحصان) و عبلقاألربعاء ).(Blum,2007
إن عدم اىتمام فرويد بيذه الفئة فسح المجال لجممة من المختصين ،خاصة النساء منيم ،كابنتو
آنا فرويد) (1895-1982و المختصة التحميمية االنجميزية ميبلني كبلين ) (1882-1960المتان كانتا
في الصدرية آنذاك ،تعمبلن عمى انجاز جممة من البحوث واألعمال العممية ،سمحت بالتعمق في ىذه
المسألة ،وتقدم البحث حول الفكر التحميمي لمطفل خصوصا .في ىذا المسار كان عمل المختصين في
مجاالت متعددة يتمحور حول تقنية البحث والفعل ) (Recherche-actionمنتيجين مسار تعدد
مبتكرين أفكار مأخوذة من عموم مثل :عمم التخصصات )(Fernandez & Pedinielli, 2006
النفس االجتماعي أو الجماعة وغيرىا ألن ىذا الفكر لم يكن مرغوبا فيو و منبوذا آنذاك من طرف
التحميميين.
لكن التجارب و المبلحظة اإلكمينيكية في الوسط المؤسساتي و االعتماد عمى العمل العيادي
الخاص والجماعي عبر الجيد المبذول في المؤسسات التربوية ،والصحية أو في الحضانات ومراكز
محاضرات ليسانس 3علم النفس المرضي. 4
د .بودودة نجم الدين
األمومة وحتى في المحاكم ،جعل البحث العممي في مجال عمم النفس المرضي لمطفل
)(Clinique Infantileيبني أدوات جديدة ومقننة عمميا ،ما سمح بإعطاء حجج متينة لظيور ىذا
االختصاص و افاق أساسية نظرية لتطوير ىذا الميدان ،منتيجا عدة طرق تسمح بفيم الطفل و المراىق
و خصوصياتيم منيا:
)1الطفل بطبيعة الحال ىو عميل في حالة نمو وبالتالي فإن كل المبلحظات العيادية تيتم في البداية
)2جسم الطفل في نمو مستمر ولو بعد جد ىام من جية البناء النرجسي وبناء اليوية.
)4االضطرابات النفسية تبقى متفاوتة حسب عمر الطفل وظروف البناء النفسي و الدفاعات.
أظيره التحميل النفسي ،الذي يعتبر بأن العرض وحده ال يسمح بفيم االضطراب الخاص
بالطفل).(Gueniche, 2016
فامثبل فالون ) (WALLONأظير في بحوثو أىمية الحركة في نمو الطفل ،معتب ار ان ىناك عبلقة
وطيدة بين الجسم والحركة فسحا بذلك المجال ألىمية االختبلف حسب السن و النمو كخصوصية
عمى عمم النفس فيميا و التقرب منيا باعتبارىما نموذجا لمنمو(.)Wallon, 1959
فظيور فكرة االضطراب عند الطفل ،سمح لعمم النفس المرضي التعمق في ىذا المفيوم ودراسة صورة
الجسم .وىو ما يسميو فرويد باألنا الجسدي ( (Moi corporelوكيفية تمثيمو في البناء الحسي
الحركي( .)Freud, 1915كما أظير ذلك بياجي -ارتباطا بيذه النقطة -في مقاربتو لمنمو الخاص
يعتبر مصطمح الموضوع ) (Objetجد ىام في عمم النفس العيادي لما لو من دور في النمو النفسي
لمطفل والتنظيم بين الداخل والخارج .فالموضوع األولي أال وىو األم يسمح لمطفل ببناء عبلقة عبر تنظيم
خاص بين استخدام توظيف وتمثيل لؤلم) (Bergeret, 2012ىناك أيضا العبلقة بين الموضوع والنزوة
التي تسطر افق ميمة خاصة بعمم النفس المرضي و أىمية العبلقة بين البلشعور والجسم.
وبالتالي فإن النضج الجسدي(العصبي ،العضمي ،والحسي) ،لو قواعده الخاصة في النمو لكنو ال
يسمح وحده بفيم السموك الخاص بالطفل ،ما جعل عمم النفس المرضي ييتم بمبلحظة مختمف آثار
التفاعل بين المحيط والجسم في نمو الطفل وعبلقتو مع الموضوع ). (Vuaillat, 2003
فحركة الجسم تمر أيضا عبر التمثيل الجسدي قريبا من التجسيد السيكوسوماتي الذي طوره محمود
سامي عمي ) (2008لمتعبير عن اإلشكال الذي تطرحو ىذه الفكرة في عمم النفس المرضي .وحسب
االحتواء :مثبل الطفل باستطاعتو احتواء حركة الجسد واإلحساس الخاص بيا.
ىذان النقطتان تجعبلن لكل من الجسد والموضوع ،عبلقة وطيدة في كيفية و طبيعة ظيور
االضطرابات عند الطفل .فالجسد الذي يتحرك بإفراط يسمح عبر المبلحظة بظيور الفضاء ما يجعمو
في حركة أيضا ويسجل تحول الموضوع و الجسم في آن واحد .تيسرون عبر خبرتو وتفسيره لتمك
أما بارجي Bergerفإنو يوضح في أعمالو أن ىذه الحركة التي ينتجيا الطفل ليا أثار عمى
اآلخر و عمى المحيط وىذا ما نبلحظو مثبل عند األطفال الذين ليم اضطرابات خاصة فيم يجندون
طاقة اآلخر ميما كان المركز الذي يشغمو (العائمة ،المدرسة ،الطبيب ،األخصائي…) ما يتطمب من
يعتبر الباحثون في عمم النفس بأن مرحمة األمومة ،تعبر عن المرور من مرحمة الطفولة إلى الكبر،
ما يجبر األم عمى إيجاد مكانيا عبر األجيال وتقبل التغيير في حياتيا بمرورىا من مكان بنت لوالدييا إلى
والدة.فالمرأة الحامل في مرحمة التسع أشير تقترب بكثير من البلشعور ما يشار اليو بالشفافية النفسية عند
وحسب لبوفيتشي ) (2004فالطفل الذي يأتي إلى العالم ىو حامل صورة ثبلث أطفال:
الطفل الوهمي :وىو الطفل الذي يظير في مرحمة عقدة أوديب في األربع سنوات.
الطفل الخيالي :وىو الطفل الذي تتخيمو المرأة عند اقترابيا من اإلنجاب وىي تسقط الكثير من
الطفل الحقيقي :وىو الذي يأتي عند الوالدة وىو يختمف عن اآلخرين ما يسمى بتجربة الحقيقة.
فإذا ولد الطفل قبل الوقت أو خمق مشوىا مريضا أو معاقا فإن ىذا قد يثير نوع من الوىم الذي
نجده عند كل األميات وىو اإلحساس بأنيا أم سيئة .ليأتي بعد ذلك تطور في العبلقة أين تجد األم قدرات
محاضرات ليسانس 3علم النفس المرضي. 7
د .بودودة نجم الدين
جديدة في إطعام ابنيا و االعتناء بو مع اكتساب نوع من الثقة في النفس .ومن جانبو الطفل الذي كان
في حالة عدم صراع في بطن أمو يصبح بعد الوالدة في صراع مع الحاجيات وقدرة إشباعيا .وىو أيضا
يحفز عبر األصوات التي يجيل معناىا بين أصوات معروفة وغريبة في آن واحد مثبل :الروائح
الضوء...الخ.
فحالة عدم الصراع مصطمح يشير إلى أىمية األم كأساس توازن االقتصاد النفسي لمطفل الذي ال
يمتمك بعد القدرة عمى المواجية او التحكم في المثيرات باختبلفيا .ففي ىذا العمر الرضيع ليس لديو
قدرات نفسية وال يمتمك ميكانيزمات دفاعية تسمح لو بالتحكم في كل ىذه الضغوطات ما يجعمو يبحث عن
حالة عدم الصراع معب ار عنيا عبر الجسد " الصراخ ،البكاء ،الضحك" ) (Grunberger, 2003وبالتالي
فإن الرضيع يمر بمراحل تخص النمو النفس وجداني التي تبدأ من الوالدة إلى غاية المراىقة بين النمو
العادي أو المرضي .وحسب فينيكوت فإن نفسية األم جد مرتبطة مع نفسية ومتطمبات الرضيع مما
يجعميا تفرق بين أنواع الصراخ ما يسميو باالنشغاالت األولية لؤلم ).(Winnicott, 1996
وحسب ميشال فان ) (1974فيي تمعب دور الوسيط بين المحيط الخارجي والرضيع أخذة بعين
االعتبار األشياء التي قد تؤثر سمبا عمى نفسية الرضيع ما يسميو بعنصر ألفا وتوصميا إليو في إطار
مقبول وىو العنصر بيتا .تمك العبلقة الخاصة تجعل الطفل يدخل في صدى مع محيط األم ما يسميو
فينيكوت باألم المحيط .ولكنيا حسبو يجب أن تعمل عمى إحباطو بطريقة تدريجية حتى تستطيع أن تعود
إلى عبلقتيا مع األب والعالم الخارجي) . (Winnicott, 1989ىذا اإلحباط التدريجي ىو الذي يسمح
لمطفل ببناء منظم وبناء جياز نفسي ما يسميو باألم الحسنة .أما إذا كان ىناك تشويو لمعبلقة األولية )أم
رضيع( ومستقببل في العبلقة الثبلثية )أم أب رضيع( فإن ىذا قد يؤثر عمى نفسية الرضيع وىذا ما قد
يثير اضطرابات في التفاعل تترجم في معظم األحيان عبر الجسد .و حتى يتسنى لنا فيم كل اضطراب و
القمق أو االكتئاب أو سوء التكيف لمفرد .و بالتالي فيذه النظرية تجد أسسيا في اطار البحث اإلكمينيكي
التجريبي أخذة بعين االعتبار عدة فرضيات تسمح بفيم القواعد المؤسسة لموجية المعرفية السموكية.
الفرضية األولى تجد أساسيا في صعوبات التعمم التي تسمح بتطور اضطراب معين من خبلل السموكيات
المرضية .حسب الفرضية الثانية استمرار السموكيات المرضية يرجع إلى عوامل معرفية و سموكية تستمر
وتمنع اختفاء االضطراب .الفرضية الثالثة تتعمق بالمقاربة العبلجية التي تمتمس تعمم سموكيات إيجابية
تعتبر المدرسة النسقية بأن الجانب المرضي يخص التواصل داخل النسق في حد ذاتو و الذي يؤثر
سمبا عمى سموك الطفل او المراىق لحد جعمو يعيش نوع من المعاناة النفسية التي ال تسمح لو ان يكتسب
استقبللية نفسية بل يبقى مقيدا جراء بحثو عن مكانو داخل النسق و عدم تفيم حالة عدم العدل السائدة
فيو .و بالتالي فإن اإلخبلص كان مفيوم نفسي لمتناقل بين األجيال يميد ظيور االضطراب و التعرف
عمى ركائزه الخفية داخل تنظيم تحالفي الشعوري ).(Ancelin Schützenberger, 2004
سامي عمي ...و آخرون .وحسب الكثير منيم الجانب المرضي الخاص بالطفل و المراىق يجد جذوره في
النظرية الفرويدية في العبلقة الثبلثية و أىمية الجانب النرجسي في بناء الجياز النفسي و مدى تأثير
العبلقة في تطوير الميكانيزمات المناسبة و الدفعات السميمة او المرضية .و عميو فالمراحل األولية من
الحياة تعتبر الركيزة االساسية لفيم تركيب االضطراب و نقاط التثبيت الناجمة عنو و مدى تأثيرىا عمى
الحياة النفسية لمطفل او المراىق .فطبيعة النزوات و نوعية االستثمار تؤثر عمى ترتيب العبلقات المستقبمة
والمراهق
يعتبر عمم النفس أن الزمن جد ميم في حياة الفرد فمرور الطفل من مرحمة عدم التحكم في العضبلت
السارة إلى النضج والتحكم فييا يعتبر عامة شيء عادي ففي معظم األحيان التحكم في العضبلت
الشرجية يحدث قبل العضبلت البولية ،ولكن ىذا يتطمب أن تكون ىناك رعاية خاصة وسوية بالطفل من
فنوعية العبلقة عامل ىام ألن التنظيم النفسي لموالدين يؤثر عمى التنظيم الخاص بالطفل ،فمثبل
العبلقة األولية مع األم ما بين سنتين ثبلثة وتعمم النظافة يصبح موضوع جد ىام في عممية التفاعل ما
بينيما .فالفضبلت تعبر عند الطفل عن جسمو وىو موضوع يخص ىويتو ،ما يسمح لو المرور إلى
مرحمة النضج و يجعمو المتحكم الوحيد جاعبل تمك التجربة الجديدة تشعره بالسعادة .وبالتالي فإن السموك
الذي تستخدمو األم في ىذه الفترة جد ىام ،فيي تمر من السرعة في رمي الفضبلت و ترتيب النظافة
الخاصة بالطفل إلى الشعور بالرضى ألن الطفل توصل إلى التحكم بيذه العممية (.)Bergeret, 2012
أما الجانب الثقافي فيخص أصول الثقافة في الفضاء الداخمي والخارجي والتي تمعب دو ار ىاما في
التوصل إلى البناء االجتماعي وعميو يجب األخذ بعين االعتبار االختبلف بين المحيط الصارم و المحيط
المتراخي .فاضطرابات العضبلت السارة ىي موضوع يعبر عن الجسم و عن نمو الحياة النفسية عند
الطفل بمروره من العبلقات األولية (تمبية الحاجات) إلى العبلقة مع الفضاء الخارجي مثل
المدرسة...الخ).(Kaës, 2010
ىذا االضطراب يبلحظ عند الطفل بعد النضج الفسيولوجي ما بين 3إلى 4سنوات فيو يخص حسب
اإلحصائيات طفمين مقابل طفمة من العمر المدرسي(ما بين الستة سنوات) ،وىو يقسم إلى نوعين:
وىو يحدث مباشرة بعد النضج العضبلت و قدرة الطفل التحكم فييا وفيم تمك العممية المعقدة عند دلك
السن.
ىذا النوع من االضطراب يحدث ما بعد 6سنوات وىو يحدث حسب األخصائيين عبر ارتداد خاص
إما ليمة أو ليمتين ولمدة طويمة وىذا ما يرمز إلى تعثر في النمو كما لتظيره قصة الطفل ىانس الذي كان
لو فوبيا وخوف واضح من اإلخصاء ،والتحقق من ىذا المشكل سمح لو بالعبلج ،والمبلحظ أنو في الكثير
من األحيان في الطمب الخاص ان األولياء يعبرون عن استياءىم من المشكل ولكن الطفل ال ييتم بيذا.
و حتى يتسنى لنا فيم ذلك االضطراب حسب خصوصياتو فالتبول الئلرادي قد يحدث لسبب ظاىر
وخاص مثبل :طبلق ،والدة ،دخول مدرسة ،ما يؤثر عمى اإلحساس بالحماية في العبلقة عند
أما ظيور التبول الئلرادي الثانوي بدون سبب واضح فيذا قد يعبر عن عصاب نمائي ( Névrose
.)dévloppementaleما يتطمب مبلحظة وعمل عبلجي أعمق وأدق في الحياة النفسية و ىذا ما
يتطرق اليو المختصون التحميمين الذين يعتبرون بأن الطفل في ىذه الحالة بحاجة إلى التخيل والترميز.
يأخذ شكل أولي ألنو يظير ثم يختفي وىذا قد يعبر عن بداية مرض سيكوسوماتي ألنيا عبارة عن تركيب
ذىان مبكر تتبعو اضطرابات مثل :التبول الئلرادي وأعراض أخرى).(Houzel, 2003
ىو اضطراب يظير بعد عمر النضج الفسيولوجي لمعضبلت وىو يقسم إلى نوعين:
التبرز الإل رادي األولي :ىذا النوع من االضطراب يخص الطفل الذي ال يكتسب النظافة أو
التبرز الإل رادي الثانوي :يحدث ىذا االضطراب بعد مدة طويمة من اكتساب الطفل النظافة وىذا
االضطراب لو عبلقة مع الصراعات مع الخارج وقد يخص أيضا طبع الطفل .وىو يشمل بخاصة
و حسب التصنيفات المعمول بيا عند الطفل و المراىق فإن ىذا االضطراب قد يأتي مصحوبا
بالتبول الئلرادي ما يجعمو أحد وأصعب ألن الطفل في البداية يعيش إمساك مرضي غير عضوي.و ىذا
ما قد يعبر عن إصابة بتقدير الذات أو اضطراب نرجسي ما يجعل الطفل في حالة كمون و ال يممك
و في ىذا الصدد نجد بعض الحاالت التي تطرق إلييا فرويد والتي تساىم في تفسير ىذا
االضطراب مثل رجل الفئران ) (L’homme aux ratsالذي لديو مشكل اليوس .وبالتالي فإن الميبيدو
حسب تفسير فرويد استخدمت األداء الشرجي لتجعمو منطقة إثارة جنسية .ما جعل التبرز الئلرادي يعبر
عن بداية تنظيم عصابي من الصعب لمطفل التكمم عنو وىو يحدث معاناة كبيرة عند الطفل وفي نظرة
وحسب برجوري المرحمة الشرجية تقسم إلى اثنين :مرحمة إخراج الموضوع ومرحمة إمساك
ىو عرض يخص القدرة المعتمدة في التحكم بأداء الجسم ما يجعمو يرمز إلى االعتماد النفسي في التحكم
إن مكانة االضطرابات الغذائية في عمم النفس المرضي جد ىامة لما ليا من أثار متفاوتة عمى نفسية
الشخص وعبلقتو الخاصة مع الفضاء الخارجي ،فاالضطرابات في حد ذاتيا من قيم عقمي( Anorexie
مسألة اثارت فضول الكثير من الباحثين فكل اىتم بيا إما من الوجية الطبية ،النفسية ،الثقافية،
السيكوسوماتية ،وحتى االجتماعية .فيذه االضطرابات ال تزال إلى حد اآلن تطرح تساؤالت حول نوعية
التشخيص وأسباب ظيور ىذا االضطراب الذي يخص عامة المراىقين وىو يممس بصورة خاصة الجسد
وصورة الذات.
فحسب فيميب جامي ) (1992وىو أحد أكبر المختصين بالمرض النفسي عند المراىق ىذه االضطرابات
تأتي جراء عوامل متعددة يجب النظر فييا بدقة مع العميل حتى يتسنى التوصل إلى فيم أحسن لظيور
ففي الماضي كان القيم العقمي يدفع إلى الفضول لحد أن األخصائيين كانوا يبلحظونو بطريقة غير عممية
وال عبلجية إلى حد الستينات أين أظيرت بعض البحوث نتائج جد ىامة ومرىبة لمعامة جاءت جراء
اإلطار الميني.
تفاقم ىام ليذا االضطراب لدى شريحة المراىقين و ذلك بمروره من نسبة % 1إلى % 2و ىو ما يعبر
عن أىمية ىذا االضطراب وخصوصيتو في الوقت الحاضر ،و ذلك جراء التطورات الخاصة بصورة
تعريف عام:
إن اضطراب السموك الغذائي يخص نوع من السموك يتمحور حول اإلدمان المرضى حيث الفرد
يعطي وقتا ىاما في أفكاره وأعمالو لؤلكل والجسم لحد أن يصبح ذا طابع ىاجسي ال يتحكم فيو مع ظيور
نزوات مختمفة تجعل الفرد يقوم بتمبيتيا باستخدام الجسم كأداة تفريغ لما يعتبر حسبو كمضر و مقمق
ىو الخوف من السمنة ما يدفع الفرد إلى البحث الدائم والمرضي لفقدان الوزن ،وىي تتميز برفض
األكل حتى وان كان الفرد جائعا ورفض فكرة الزيادة في الوزن ،حتى وان كان الجسم جد نحيف ومرىق،
فالفرد في ىذه الحالة يعمل عمى مراقبة الحريرات وقد تكون مرفوق بسموك خاص كالنيام ()Boulimie
أين يستخدم التقيؤ لحذف الغذاء أو أخذ األدوية .وىو يختمف عن القيم الذي يأتي لمدة قصيرة جراء
عمم النفس التحميمي فإن ىذا االضطراب يخص التنظيم الخاص بالعبلقات ،وعدم القدرة عمى معالجة
الصراعات فيناك تناقض بين قمق مرضي يخص الفراق أو يخص اختراق العبلقة فالفرد في ىذه الحالة
يكون شديد التأثر باآلخرين وقد يعتمد في بعض األحيان سموك عدم التفاعل).(Corcos, 2006
يختص ىذا االضطراب بأزمة النيام أين يعمل الفرد عمى ابتبلع كمية كبيرة من األكل في مدة
قصيرة مع ظيور اإلحساس بفقدان السيطرة .ما يجعل ىذا السموك تعويضي ومتتالي يبحث فيو الفرد عن
فقدان الوزن باستخدام التقيؤ األدوية والصيام ).(Treasure & al, 2010
حسب DSMيجب أخذ ىذا االضطراب بعين االعتبار إذا حدث مرتين في األسبوع أو أكثر و تجاوز
مدة الثبلثة أشير فيو يتطور بعد تعرض الفرد إلى قيم عقمي ،وىناك أيضا ما يسمى باإلفراط النيامي
) (Hyperphagie boulimiqueأين يبحث الفرد وبطريقة مرضية عن األكل ولو مرتين في األسبوع
-اإلحساس بالكره
وبالتالي فإن اإلفراط النيامي يأتي مصحوبا بالسمنة والشراىة ألنو ال يوجد ىناك بحث عن التقيأ و ال
يجب األخذ بعين االعتبار أن المبلحظة اإلكمينيكية تسمح في الكثير من األحيان بفيم بعض
السموكيات الخارقة لمعادة و التي تؤثر سمبا عمى الحياة النفسية لمطفل من جية و عمى عائمتو من جية
اخرى .فابحثو عن إشباع ال إرادي لبعض النزوات مع وجود صراع خفي غير مصرح بو قد يؤدي إلى
ظيور اضطراب يخص األفراد الذين يبحثون عن أكل أشياء غير غذائية مثل :الحديد ،األوراق الحجر
ولمدة طويمة.
فحسب البحوث ىذا االضطراب يبلحظ بخاصة عند األطفال وبالتالي فإن أكل كل ىذه المواد قد
يؤدي إلى ظيور اضطرابات عضوية و خيمة ومعيقة لمفرد وحسب نفس ىذه الدراسات فإن ىذا
االضطراب يعتبر نادر و يشخص في الكثير من األحيان لدى األطفال المصابين بإعاقة ذىنية و قصور
معرفي أو اضطراب طيف التوحد حيث ان ىذا االضطراب قد يظير ما بين 12و 24شير ليختفي
وحده بدون تدخل خاص أو عبلج .وفي بعض األحيان قد يتطور بطريقة معيقة لمحياة النفسية و في
العبلقات الخارجية ما يجعمو يتخذ طابع مرضي .)Dumas, 2013( .فالمختص النفسي لديو مسؤولية
إن فكرة النمو الجنسي جد ىامة في عصرنا ىذا إال أنيا كانت ولمدة طويمة غير مأخوذا بيا ألن
بصورة مثالية فيما يخص الطفل .فنجد مثبل بأن مصطمح الجنس لم يستخدم في التعبير عن نمو الطفل
إال بعد ظيور بعض المختصين في الطب الشرعي ليدخموا في الثقافة أىمية االضطرابات الجنسية عند
األفراد ككل دون اقصاء شريحة االطفال و من بينيم نجد كرافت يبينڨ ( )1840-1902و اليس ىافموك
( .)1859-1939المذان استخدما في مقاربتيما الطب الشرعي كوسيمة عممية تسمح بفيم التركيب
الخاص بالجسم و المشاكل التي قد تكون مصحوبة بو ) .(Leheuzy, 2008ليأتي بعد ذلك فرويد
ويضع قواعد و تعريفات جديدة ليذا المصطمح بعيدا عن الجانب الفسيولوجي لمجنس وبعيدا عن الفكر
الثقافي والديني السائد في المجتمع آنذاك والذي كان يمنع وال يسمح في آن واحد بوجود ىذه الفكرة وعدم
تقبل وجود ىذا النوع من السموك .وعميو فإن فرويد أعطى أىمية لمعبلقة و اإلطار النفس وجداني الخاص
والعرض الجنسي في كتابة ثالث دراسات حول الجنس( .)1905فالجياز النفسي حسبو ينظم حول الطاقة
الميبيدية التي تعتبر الركيزة االساسية في النمو النفس وجداني ،مفرقا بين فكرتي الجنس من الجية
الفسيولوجية والجنس من الجية الرمزية ،فمصطمح الجنس يمعب دو ار ىاما في نمو الطفل والمراىق ألنو
يمثل حسبو » :عممية دينامية ،تنظم النفس ،الشخصية ،والعبلقة مع اآلخر« ).(Freud, 1905وبالتالي
فإن عمم النفس التحميمي أعطا إطا ار نظريا ىاما ليذه الفكرة معتب ار أن الطفل يمر عبر مراحل مختمفة
تخص الجسد والموضوع مثل :المرحمة الجنسية الشرجية ،القضيبية ،عقدة أوديب ومرحمة الكمون
ووالمراىقة أين يكون ىناك شحن خاص بالطاقة الميبيدية والنزوات المختمفة واإلثارة الجسدية.
المرور من االشباع الفردي والخاص إلى القدرة عمى التفاعل مع اآلخر و النمو السميم .لكن المختص
النفسي عميو التعرف المعمق و الدقيق لمنمو و األخد بعين االعتبار االختبلف مابين األفراد .ألن النمو
النفسي قد يكون مصحوبا بالعديد من الصدمات التي قد تؤثر عمى الحياة النفسية عبر الحياة ككل و قد
تكون في ىذا السياق نقاط تثبيت قد تمعب دو ار مختمفا مستقببل .فالنمو النفس جنسي ىو عبارة عن أزمة
نرجسية تخص التساؤالت القمقة حول الذات الجسم ،الجنس...الخ .وىذا ما يجعل مرحمة المراىقة مرحمة
ميمة و األخيرة ألنيا تسمح بمعالجة النزاع األوديبي الخاص بالتنظيم النفسي(.)Bergeret, 2012
فالطفل حتى سن المراىقة في بحث دائم عن ىويتو الجنسية ولديو تساؤالت وأوىام تخص عبلقتو مع
الموضوع ما يثير فكرة الصراع بين اليو ونزواتو الجنسية واألنا األعمى الذي يعمل عمى منع تمك العممية،
فالفكر الثقافي الخاص بالفضاء العائمي واالجتماعي يمعب دو ار ميما في فيم االستجابات الخاصة
بالنزوات الجنسية التي تختمف وتؤثر عمى شخصية الفرد عمى ىويتو وعمى تنظيمو النرجسي.
وفقا لبعض الدراسات ،يمكن العثور عمى ىذا االضطراب لدى عامة الناس من 2إلى ٪4لدى الذكور و
5إلى ٪10لدى الفتيات بين 4و 18سنة من العمر و الذين يتصرفون "من وقت آلخر" كما لو كانوا
من الجنس اآلخر .حسب دراسات أوروبية 5إلى ٪13من المراىقين و 20إلى ٪26من الفتيات
المراىقات يبلحظون في بعض األحيان أنيم يستخدمون سموكيات تخص الجنس اآلخر .وتنقل نسبة 2
إلى ٪5من المراىقين و 15إلى ٪16من الفتيات المراىقات إن لديين رغبة "في بعض األحيان أن
حاليا ،معايير التشخيص المستخدمة من قبل DSMتحت مصطمح اضطراب اليوية الجنسية
يبلحظ االضطراب عند األطفال ،حسب أربعة (أو أكثر) من المعايير التالية:
ار عن الرغبة في االنتماء إلى الجنس اآلخر أو التأكيد عمى أنو ينتمي إليو.
-التعبير مرًا
-الذكور يفضمون ،مبلبس النساء أو أدوات خاصة لتقميد اإلناث ؛ أما الفتيات فتصررن عمى
-التفضيل الممحوظ والمستمر لؤلدوار التي تنتمي إلى الجنس اآلخر ،وىو عنصر يمكن مبلحظتو
أثناء األلعاب ،حيث يتظاىر الطفل أو يتخيل باستمرار أنو ينتمي إلى الجنس اآلخر.
بالنسبة لممراىقين ،يظير االضطراب نفسو في التعبير عن رغبة االنتماء إلى الجنس اآلخر
-مع التبني المتكرر لمسموكيات التي يتظاىر فييا المراىق بأنو من الجنس اآلخر
-االعتقاد بأن لديو أو لدييا مشاعر وردود فعل نموذجية من الجنس اآلخر.
-شعور دائم بعدم االرتياح فيما يتعمق جنسو و الشعور بعدم االرتياح فيما يتعمق بيويتو الجنسية.
من الميم أن يميز المختص بين مجموعتين حسب التصنيف العمري :
-أولئك الذين بدأ اضطراب اليوية الجنسية عندىم في مرحمة الطفولة وىم في غالب األحيان
جراء التغييرات الذي يثيره سن المراىقة ،مع وجود سياق مرضي والترفستيسم ).(APA, 2013
عمى ىذا النحو ،من الميم أن نأخذ بعين االعتبار أن المراىقة ىي الوقت المناسب إلرباك اليوية
النفسية و ذلك بالنظر إلى البناء و التنظيم الذي يعتمده المراىق في مواجية التطورات التي يعيشيا أثناء
تمك المرحمة :التقرب من سموكيات الفصامي ،اضطراب في المزاج (اليوس أو االكتئاب الوىمي)
) .(Bergeret, 2012أو قد نجد في بعض األحيان ضرر ناتج عن اعتداء جنسي قد ال يصرح بو أو
مسكوت عنو الن ىذا النوع من االعتداءات ال يزال من الطبوىات االجتماعية المضرة لمحياة النفسية و
التي قد تفقد الفرد قدرتو عمى استخدام الميكانيزمات المناسبة و المرونة الفعالة لممرور من المراىقة بدون
إشكال .ومن بين االضطرابات المعروفة والتي نجدىا من سن الطفولة إلى الرشد مصنفة بوضوح في ال
.CIM10ىناك العديد من االضطرابات المعروفة في المغة العامة و لكنيا تعتبر جد ىامة لما تثيره من
.1.3التمصصVoyeurisme :
وىو يخص الطفل الذي يتمصص عمى اآلخر في حال العبلقات الجنسية ،مع بحث مستمر و غير
متحكم فيو لرؤية جسم اآلخر بطريقة مرضية ،أين يصبح الطفل ال يتحكم في نزواتو باحثا عبر ىذا
السموك عن إشباع النزوات الجنسية دون إنشاء عبلقة مع اآلخر .المراىق والطفل يعيش فائض يجعل
االقتصاد النفسي في حالة خمل ألنو ال يجد مرونة نفسية مناسبة أو إشباع بديل يسمح لو أن يتحكم في
ىذا السموك مع عدم التوصل إلى إكتساب قدرات جديدة تسمح لو بتجاوز تمك النزوات التي قد تصبح
النرجسي.
في ىذه الحالة الطفل أو المراىق يعمل عمى استعراض أعضائو الجنسية في وجود أفراد قد ال يعرفيم،
أو في أماكن عامة .فيو بحاجة طاغية لنظرة اآلخر ما يجعل النزوة الجنسية تثير الموضوع وتؤدي
بالطفل أو المراىق إلى استخدام العضو الجنسي من أجل تيدئة القمق الطاغي.
فالجسم في ىذه الحالة يصبح ممك لآلخر والطفل ال يستطيع أن يجد الميكانيزمات المناسبة لتيدئة
ىذه النزوات فيو بحاجة إلى نظرة اآلخر حتى يمبي رغباتو النرجسية و يثير فضول اآلخر و يجمب نظره
الن العبلقة في حد ذاتيا تعتبر موضوع ميم لو و لكنيا صعبة المنال .ىذا االضطراب يخص في الكثير
ىذا االضطراب يخص البحث عن استخدام مبلبس و ادوات مختمفة لمتوصل إال تمبية النزوات
ىو استخدام لباس الجنس اآلخر إلشباع النزوة الجنسية وبناء صورة خاصة و ذلك عبر التوىم بالقدرة
عمى التوصل إلى إنشاء عبلقات جنسية ممنوعة عند الطفل والمراىق(.)CIM10
لممختص استخدام المبلحظة اإلكمينيكية لمطفل وحده مع والديو أو مع مجموعة األقران .يجب عمى
المختص ان يتحمى بنوع من الحنكة في متابعة ىذا االضطراب و المغة المستخدمة من طرف الوالدين
لمتعبير عنو .ففي الكثير من األحيان المخاوف قد تكون جراء اعتقادات خاطئة تجعل العائمة في حيرة من
السموك المعتمد و ذلك بخاصة في زمننا ىذا اين المرئيات طغت عمى المحيط األسري و التساؤالت عن
الحياة الوجدانية لؤلبناء أخذت مكانة ميمة في حياة الجميع .فمسؤولية المختص تتطمب منو النظر و بدقة
محكمة في ثقافة العائمة لفيم سيرورة تمك التساؤالت حول اليوية الجنسية.
ككل سموك يخص نمو الطفل والمراىق فإن أي اضطراب يتطمب من المختص التعمق في
خصوصياتو وفيم االنشغاالت التي يطرحيا داخل المحيط فمثبل اضطراب النوم الذي يعتبر بطبيعة الحال
مختمف من فرد إلى أخر يخص نوعية االضطراب في حد ذاتو ،قوتو ،االضطرابات المصحوبة بو سن
الطفل وطبيعة نموه ) (Gesell, 2015فكل ىذه النقاط جد ميمة ألنيا تسمح بالتعرف الدقيق لتاريخ
االضطراب فالرضيع مثبل ينام حوالي 16إلى 17ساعة في اليوم ولكن ىذا القدر من النوم ينخفض
بطريقة تدريجية مع وجود فروقات فردية ،وبالتالي يجب عمى المختص التعرف عمى المراحل الخاصة
في ىذه المرحمة نبلحظ سرعة في حركة العينين مع تراخي أعضاء الجسم وىذه العممية تبدأ عند
المرحمة الثانية:
تقسم ىذه المرحمة إلى 4فئات فرعية تمر من النوم الخفيف إلى النوم الجد العميق.
فالتطور التكنولوجي يسمح اآلن بمبلحظة ىذه المراحل وما يحدث خبلل النوم عند الفرد فمثبل نجد
اضطرابات النوم الخاصة بكل مرحمة يمر بيا الفرد عند النوم).(CENAS, 2014
إن النوم والحمم لدييم مكانة جد ىامة في النظرية التحميمية ففرويد يعتبر بأن الحمم ىو "إنجاز
رغبة تخيمية الشعورية" ( ،)Freud, 1900وبالتالي فإن القصة الخاصة بالحمم تظير عند الطفل إبتداءا
من عامين ونصف ولكن ىذا يختمف حسب نضج الطفل وقدراتو عمى التغبير وخبراتو المختمفة .فالطفل
كي ينام بحاجة في محيطو إلى موضوع الحماية والذي يخص نوعية عبلقاتو مثل :األم في البداية أو
الموضوع االنتقالي مستقببل وذلك حتى يستطيع أن يتقبل النكوص واستثمار القوة الميبيدية وذلك بدون
فظيور الخوف يعتبر أيضا مرحمة جد ىامة وعادية في حياة الطفل ألنيا تعبر عن نمو التخيل عنده
وفيمو لمعالم الخارجي .فعبر الزمن وفي فضائو الطفل يحتك بأشياء جديدة تأتي لتقوي خوفو ،مثل :
الفراق مع األم ،خوفو من الحيوانات ،الميل ،الوحوش...إلخ .وىناك أيضا أدوات جديدة تمعب دو ار ىاما أال
وىي التمفاز والموحات اإللكترونية التي تفسح مجاال أكبر لرؤية أشياء أخطر وأكثر تأثي ار مثل :الدم،
فكل ىذه المواضيع تعمل عمى تقوية إحساس الطفل بالخوف ليمر بعد ذلك إال مرحمة المراىقة
ويصبح الخوف يتمحور عند 12و 13سنة حول الجسم ،الفروق مع اآلخرين ،العبلقة مع الجماعة،
األصدقاء المستقبل...إلخ .فالتعرف عمى العالم ينيي حسب سن الطفل والمراىق ،تجربتو ونوعية أحبلمو
التي تصبح متنوعة ومختمفة :حمم تحقيق الرغبة ،حمم إعادة الصور القديمة(جيدة أو سيئة) ،الحمم العقاب
الحمم القمق...إلخ .ومع النضج معنى النوم تتطور ما يسمح بتوضيح جزئي لبلضطرابات باختبلفيا
األرق يظير عبر شكايات الفرد عن عدم قدرتو أو صعوبة النوم ليبل ،ففي الصغر األولياء ىم المذين
يشتكون من عدم قدرة الرضيع عمى النوم والتي تصبح موضوع قمق عام وتطرح عدة تساؤالت حول
وضعو وىي تتطور وتختمف بنمو الطفل إلى المراىقة .وعميو فإنو من الضروري االىتمام بالفترة الزمنية
الخاصة بيذا االضطراب وكيف يحدث فيو يخص حسب العبلقة و موضوع التعمق في حد ذاتو مع
نوعية االستجابة الخاصة بيذا االضطراب )(Breil, Rosenblum & Le Nestour, 2010
األطفال القمقين الذين ال يستطيعون النوم خوفا من أي صوت أو خوفا من الفراق مع وجود -
و بالتالي فإنو يجب وضع آليات مبلحظة إذا كان االضطراب يحدث ثبلثة مرات في األسبوع ولمدة
تتجاوز الثبلثة أسابيع حتى يتسنى لممختص التدخل ) . (CFTMEA, 2012واألرق يقسم إلى أنواع:
.1.2.4األرق اإلنتقالي:
يحدث عدة أيام وىو طبيعي ال يؤثر عمى الفضاء وىو يخص %25من األطفال ذوي الثبلثة سنوات
قد يكون لو أسباب ثانوية تخص المحيط(الضجة) شرب مواد مثيرة مثل( القيوة) أو دواء...إلخ .وقد
يحدث جراء خوف الفراق مع موضوع الحماية .وبالتالي فيذا النوع من األرق قد يكون أولي لديو أسباب
تخص وقت محدد من حياة الطفل والتي تؤثر عميو مثل :الموت أو العبلج في المستشفى أين يبلحظ
بأن الطفل لديو عجز كبير في النوم مع كثرة الشكاوي في تمك الفترة المحدودة .وقد يحدث األرق جراء
أزمة المراىقة والتغيرات الفسيولوجية...الخ التي يمر بيا المراىق في تمك الفترة و التي تعتبر في الكثير
من األحيان عادية.ىذا االضطراب يحدث في الكثير من األحيان في المرحمة الخاصة ببداية التمدرس
.3.4الرعب الميمي:
وىو يظير بعد ساعة أو ثبلثة ساعات من النوم وىو يحدث عبر يقظة مفاجئة وعنيفة مصحوبة
ببكاء أو صراخ فالطفل نجده في حالة خوف شديد عيناه مفتوحتان وىو ال يستطيع في ىذه الفترة التعرف
عمى والديو وال يسمح ليم بمساعدتو .الطفل ال يستطيع أن يتذكر شيئا من الحادثة في يوم الغد ىذا
االضطراب قد يختفي وحده عند الثبلثة وأربع سنوات ولكنو قد يستمر عند البعض حتى سن المراىقة ما
يتطمب التعمق في أسبابو وركائزه التي تخص الشخصية في حد ذاتيا .ألن الطفل قد يجد صعوبات في
بناء سوي لمميكانيزمات الدفاعية كما يشير إلييا ىوزال ،وىي تخص صعوبات في تخطي الصراعات
و ىي تحدث بكثرة عند األطفال مابين 2و 6سنوات ما يجعميا تخمق نوع من الخوف و التوتر
وىو يحدث بخاصة في بداية النوم ) (APA, 2013وقد يبلحظ إبتداءا من العامين الطفل يصرخ ،يبكي،
يتحرك بكثرة أثناء النوم دون اإلستيقاض ،وىذا االضطراب يعتبر طبيعي خاصة إذا حدث بعد صدمة
فحسب ىوزال ) (1995الطفل في ىذه المرحمة يصبح شاىد عمى التنظيم الخاص بالجياز النفسي ألنو
يستطيع أن يتذكر ويقص الحمم في حد ذاتو ،ولكن حدوثو بطريقة مستمرة ولمدة طويمة قد يخص تنظيم
عصابي أو في بعض األحيان دىاني ما يتطمب من المختص التحقق منو لمعرفة تركيبو و خصوصيات
ىذا االضطراب يحدث في غالب األحيان عند الذكور ما بين 5و 12سنة ،وقد يختفي قبل المراىقة،
وىو يحدث باألخص عند األطفال الذين لدييم سوابق في المحيط العائمي ما يتطمب من المختص التطرق
فالمشي يحدث في النصف األول من الميل أين ينيض الطفل من مكانو وقد يقوم بنفس العممية كل
ليمة بعد 15أو 30دقيقة الطفل يعود لمنوم ،وقد يكون المشي مصحوبا بمظاىر رعب وفزع كبيرين ما
يجعل الطفل أو المراىق جد عنيف إن أردنا إمساكو أو لمسو و تيدئتو ،وتطور ىذا االضطراب أو ظيوره
ثبلثة مرات في األسبوع لمدة زمنية طويمة قد يطرح تساؤالت حول قدرة الفرد عمى التعقيل و تحويل
والمراهق.
معقدة فالتعرف عمى االضطراب وفيم التنظيم البنيوي الذي يسخره يعتبر شيء صعب ألن البنية قد تكون
أنشأت تنظيما مرضيا عند الطفل وىذا يعتبر شيء نادر أو ال تزال تتركب حتى سن المراىقة وعميو فعمى
المختص االىتمام في ىذه الحالة بمدى قدرة الطفل عمى التعقيل و التوصل إال إيجاد توازن نفسي .فيذه
العممية تعتبر ىامة ألنيا تساىم في تخفيف الحافز الذي قد يأتي من الداخل أو الخارج وذلك بإعطاء
قدرات نفس اقتصادية لمطفل تسمح لو بالتنبؤ أو تغيير مختمف النزوات بالتحكم فييا عند ظيورىا أو
اختفائيا باستخدام الميكانيزمات المناسبة وعميو فعمى المختص التطمع عبر المقابمة اإلكمينيكية عمى النقاط
التالية:
-التنظيم الموجود عند الطفل سويا كان أو مرضيا و ذلك يتطمب منو فيم العبلقة مع الموضوع،
النمو النرجسي ،فترة المعارضة) بناء الموضوع الشرجي بين الحب والكراىية والفراق) ،عقدة
أوديب ،والدخول إلى المراىقة التي تعيد جذب القمق األولي والتحديات األوديبية الخاصة.
-قوة أو صبلبة نقاط التثبيت ،وقدرة الطفل عمى النكوص مثبل :عند الذىاب إلى النوم.
-درجة التفريق بين النسق الخاص باالستيقاظ النوم والحمم (.)Bergeret, 2012
كل ىذه النقاط تعتبر ركيزة لممختص النفسي ألنيا تسمح لو بالتطمع عمى التاريخ النفسي لمعميل
وتجمع بين مواضيع مختمفة ومتفرقة ليا دور جد ىام في تركيب الجياز النفسي والتنظيم البنيوي الذي
يعتبر ركيزة ىامة في فيم تطور ىذا االضطراب والبنية التي أنشأت عند كل طفل ومراىق .فيذه النقاط
تعمل عبر المبلحظة والمقاببلت اإلكمينيكية )(Pedinielli & Fernandez, 2015عمى إعطاء نقاط
داللية عمى التفريق بين ما ىو سوي وما ىو مرضي لمتوصل إلى تشخيص حقيقي و موضوعي بالنضر
إن الخوف عند الطفل والمراىق يعتبران نقطة جد ميمة ألنو يؤثر عمى حياتو النفسية وعمى بناء
العبلقات مع العالم الخارجي ،وعميو فإن الخوف عند ىذه الفئة يدرس بطريقة شاممة وال يج أز كما ىو
الحال عند الراشد ألن الطفل قد يتعرض إلى إضطرابين أو أكثر في نفس الوقت وىذه العممية تخص
قدراتو النفسية عمى تجنب المخاوف و إيجاد طرق جديدة لمواجيتيا .وبالتالي فإن التشخيص يحدث
بين 6و 16سنة ،وىو يخص مبلحظة الخوف الذي قد يكون عاديا ألنو يختفي مع نمو الطفل
والخوف المستمر الذي يحمل إحساس جد حاد بالخوف وىو ال يتناسب مع عمر الفرد مصحوب بقمق
حاد مع انشغالو باآلخر وتغير في السموك ) (Denis, 2017وعميو فإن ىذا االضطراب يقسم
.2.1خوف الفراق:
ىذا االضطراب يحدث في الغالب بين 7و 9سنوات وىو ال يتماشى مع عمر الطفل الذي ينتابو
إحساس كبير بالخوف من أن يحدث لو أو لموضوع التعمق(الوالدين) شيء رىيب عند الفراق وبالتالي فيو
يبحث بكل السبل تفادي الفراق وىو يأتي مصحوبا بما يمي:
-عدم قبول حالة الفراق في حد ذاتيا :النوم في بيت أخر أو الذىاب إلى المدرسة.
يخض ىذا االضطراب الطفل الذي يخاف من كل شيء وعمى كل شيء وىذا قد يتجاوز مدة ستة أشير
مع الخوف من أن شيء سمبي قد يحدث ،وىو قد يبني بالشكل اإلكمينيكي التالي:
.3.1الخوف االجتماعي:
يمر ىذا االضطراب عبر خوف مبالغ فيو يخص وضع معين يتمحور عند الطفل أو المراىق بالخوف من
أن يكون سخيفا في نظرة اآلخر مع احمرار الوجو وىو يحمل نفس الشكل اإلكمينيكي لمخوف الشامل.
يتمركز ىذا االضطراب حول خوف شديد يجعل العميل يبحث جاىدا عمى تجنب حاالت أو أشياء ألنيا
-الخوف من الميل.
الغير عادية.
.5.1الصمت اإلنتقائى:
يحدث ىذا االضطراب عند سن التمدرس أين الطفل ال يستطيع أن يتكمم في بعض الحاالت االجتماعية
في حين انو يتكمم عاديا في المنزل ،والطفل في ىذه الحالة قد يبحث عبر خوفو التحكم في اآلخر عبر
يحدث ىذا االضطراب بفعل دخول المراىق في السن الرشد وىو يخص تجربة أو خوف شديد مصحوب
بفزع مع وجود أعراض سيكوسوماتية تخص الخوف من الموت وأن يصبح الفرد مجنونا.
يعتبر ال DSM5أن ىذا االضطراب يحمل نفس الشكل اإلكمينيكي عند الطفل الراشد ولكن األعراض قد
تكون أشد حدة عند الطفل مع حدوث تغير كبير في سموكو،وقد يعيش ىذا األخير الصدمة من خبلل
كوابيس أو تذكر بعض الصور السريعة التى تخص الصدمة في حد ذاتيا مثال :حريق أو حرب ذكريات
الطفل يمكنو استثارة الحدث كما لو كان يعيشو في الوقت الحاضر .و بالتالي فالمختص عميو األخذ بعين
االعتبار التمثيل الخاص بالصدمة التي تختمف من فرد إلى أخر).(Cyrulnik, 2001
ما يتطمب من المختص مبلحظة مدة المعاناة من مختمف األعراض مثل أرق النوم أو الكوابيس الخوف
من الميل...الخ .فإذا مر شير منذ ظيور االضطراب مع زيادة المعاناة النفسية و إعادة بناء الصدمة عند
حالة الطفل.
تشمل الطفل الذي ال يستطيع الذىاب إلى المدرسة مع ظيور خوف شديد يتمحور بخاصة حول ىذا
الموضوع ،وىذا االضطراب ليس مصنفا بعد في DSM5أو غيره من التصنيفات ولكنو يحمل شكل
إكمينيكي مرافق بالخوف من الفراق عند الطفل والخوف االجتماعي عند المراىق و ىذا حسب ما تشير
إليو عدد من الدراسات التي تدق ناقوس الخطر يوما بعد يوم عند ىذه الفئة و بخاصة المعاناة النفسية
كان المختصون في السنوات الماضية يعتبرون بأن الطفل أو المراىق ال يمثمون شريحة كبيرة من
بين المصابين باضطراب الوسواس ،إال أن الكثير من البحوث الجديدة أثبتت بأن وجية النظر ىذه قد
ىمشت الكثير من األفراد المصابين بيذا االضطراب لحد أن التشخيص لم يكن جيدا ما جعل الكثير من
فمثبل الواليات المتحدة كانت تعتبر بأن الوسواس في ىذه الشريحة كان يمثل في السبعينات حوالي 0.1
%في حين أن الدراسات الحديثة بينت بأن ىذا االضطراب يمس حوالي %2إلى %3من األفراد األقل
من 18سنة) . (Alvarenga & al, 2012وعميو فعمى المختص االجتياد حتى يتسنى لو تشخيص
االضطراب الذي يستطيع تشخيصو مبك ار فحسب المختصين الوسواس يوجد بكثرة عند الذكور في سن
الطفولة ( ،)12- 7وىو أكثر انتشا ار عند الفتيات قبل المراىقة حتى 21سنة (.)APA, 2013
يعتبر الوسواس اضطراب عصبي نفسي يتمثل في ظيور وسواس ودافع ال يقاوم يغزى سموك
الطفل والمراىق ويؤدي إلى معاناة كبيرة مع التأثير سمبا عمى حياتو وعمى محيطو وعائمتو ( APA,
.)2000فاكسمر ) (1974يعتبر بأن الوسواس مرض يخص النمو ويظير قبل 18سنة عمى المختص
تشخيصو ومعالجتو مبك ار حتى ال يتطور ويصبح أعقد في السن الراشد .وبالتالي فالوسواس يخص أفكار،
صور ،مخاوف ،وقمق حاد،وانشغال مشوه يغزى المعرفة و يتحكم في السموك المرافق.
واليدف ىو التوصل إلى تجاىل ىذه األفكار أو التخفيض من المعاناة والخوف الذي ينشأ جراء الفكر
الوسواسي).(APA, 2000
وعميو فإن الدراسات الحديثة أثبتت أيضا بأن أكثر األطفال والمراىقين المصابين بالوسواس لدييم
اضطرابات أخرى في نفس الوقت مثل :اضطرابات تشتت االنتباه وفرط النشاط ( )TDA/Hمما يجعل
الوسواس عند ىذه الفئة يأخذ عدة أشكال إكمينيكية موجودة حاليا في تصنيف ال.DSM
في ىذه الحالة الطفل لديو أفكار وصور مخيفة بإفراط تخص الخوف من اإلصابة أو إصابة األبوين
مع وجود الخوف من النزوات العدوانية أو عدم القيام ببعض الطقوس مثل التحقق من شيء أو تجنبو.
ىنا العميل ينتابو فكر خاص بصور ودوافع جنسية ممنوعة ،ويأتي مصحوب بالطقوس التالية:
-تجنب بعض أفعال األفراد أو أماكن أو طقوس ليا طبيعة جنسية أو دينية.
-الحساب ،أو إعادة بعض الجمل أو الدعاء في صمت).(Alvarenga & al, 2012
.3.2الوسواس المتماثل:
ىنا العميل يحس بقمق وخوف يجعمو يبحث عن التماثل المفرط ما بين األشياء البحث عن الترتيب
-التماثل عند لمس الجانب األيمن وفعل نفس الشيء في الجانب األيسر
.4.2وسواس المرض:
العميل المصاب بيذا االضطراب يعيش حالة وسواسية حادة فيما يخص المرض أو اإلصابة بو ،مع
وجود خوف كبير من المرض و بالتالي فيو يعيش حالة توتر دائم يؤثر عمى الحياة النفسية من جية و
عمى المحيط مع زيادة في استخدام األدوية بإفراط .وىي تتمحور حول األوساخ ،فضبلت الجسم(تبول،
وبالتالي فيناك أيضا دافع ال يقاوم يخص إعادة العممية مثبل :التنظيف إذا توقفت قبل االنتياء.
الحذر من عدم لمس األشياء ،الحيوانات أو أشخاصا خوفا من أن يكونوا مرضى أو مصابون بأي
.5.2وسواس الجمع:
العميل ينتابو خوف من رمي األشياء التي يممكيا حتى وان كانت دون أىمية ،مع ناعتو بأنو سوف
-وجود غرف ممموءة بأشياء قديمة مثل ،الجرائد ،الفاتورة ،األوراق...إلخ ال جدوا منيا.
-قد يعمل عمى جمع األشياء أو فضبلت في الشارع أو حتى حاويات النفايات.
وبالتالي فإن اضطراب الوسواس يعتبر شرط مرضي التي قد يحمل نوع من االستم اررية مع السموك
والمختص باستطاعتو استخدام عدة مقاييس ميمة تسمح من جية بتشخيص االضطراب ومن جية
(FAS-PR)
إن اليستيريا كاضطراب تخص التنظيم العصابي لمشخصية وىي تقسم إلى اليستيريا التحويمية
التي تطرق إلييا فرويد في أبحاثو أو اليستيريا كأزمة .ففي الطفولة قد نجد بعض المصابين بيذا
االضطراب ولكن العدد يعتبر جد ضعيف وىو يخص في معظم األحيان جنس معين ما قبل العشر
سنوات ،ولكن االختبلف يظير ابتداء من 12سنة ،وذلك خاصة عند الفتيات وعند 15سنة األعراض
اليستيرية تصبح تتشابو وتمك الموجودة عند الراشد( مثل األوجاع العضمية ،اضطرابات المشي،
اإلعاقات...إلخ) .ففرويد يطرح فرضية أن العميل اليستيري لديو نزوات ليبيدية ىامة وتقابميا أنا لم ينضج
بعد ،وليس لديو القدرة عمى التحكم أو إيجاد التوازن ما يجعل الجسم ككمو يتحكم فيو االستثمار الميبيدي
في حين لوبوفتشي يعتبر بأن التركيب اليستيري عند الطفل والمراىق يييأ المجال لمعصاب
اليستيري عند الراشد وىو ينظم بعد مرحمة الخمول معتب ار " بأن اليستيريا حسب شكميا الكبلسيكي ال
تدمج داخل المرض الخاص بالطفل ألن المراىق يبنييا ويظيرىا عمى ذلك الشكل فيما بعد"
و بالتالي فإن المدرسة التحميمية تعتبر وجود مظاىر اليستيريا عند الطفل والمراىق يخص العبلقة
الحقيقة مع العالم الخارجي وخاصة العائمة .وىذا ما يجعل التشخيص صعب فيما يخص التفريق ما بين
اليستيريا التحويمية واألعراض السيكوسوماتية ،ألن عبلقة العائمة مع الجسم الخاص بالطفل جد ىامة ،وقد
تحمل نوع من الخوف الحاد وىذا ال يتشابو وخصائص التنقيل والرمزية الموجودة عند الراشد (Lebovici
.)& al,2004ما يجعل ىستيريا القمق تخص التركيب العصابي الموجود عند الطفل و لوبوفتشي يعتبر
فحسب بعض البحوث التحويل السيكوسوماتي يعتبر اضطراب يخص عممية التقمص والنتائج التي
يثيرىا قمق اإلخصاء في المرحمة األوديبية ،وبالتالي فإن التنظيم اإلكمينيكي قد يبنا عند البعض عبر
البحث عن إشباع نقص العبلقة مع الموضوع عبر شكل جسمي وىو يحمل الشكل التالي:
-قوة الوىم وغنائو في التنظيم الخاص بالطفل وبخاصة المراىق(Hurvy & Ouss-
).Ryngaert, 2009
إن الذىانات الخاصة بالطفل والمراىق تستنبط ركيزتيا من البحث الخاص بالراشد ،وىذا قد ال يسمح
األخذ بعين االعتبار أنيا تركب بطريقة خاصة وذلك إما جراء السن والنمو الخاص بالتخيل الذي قد يؤثر
عمى كيفية التحقق من ىذا النوع من البناء وما مدى تركيبو عند كل عميل وخصوصياتو عبر مراحل
النمو ،وىذا ما يشير إليو كل من ميبلني كبلين ،فينيكوت ،دولتو...إلخ ،في أعماليم الخاصة بالطفل
والمراىق .فاألعراض الخاصة بالتركيب الذىاني ليا عبلقة وطيدة مع المغة والعبلقة مع الموضوع وصورة
وبالتالي عمى المختص التأكد من كل اآلليات التي قد يضعيا مثبل الطفل فيما يخص التفريق بين اليموسة
في لغتو وظاىرة الكذب مثبل أو المؤشرات الغريبة من التنظيم الذىاني في المراىقة والتي تتمركز في
بعض األحيان حول اليوية الجنسية أو اليذيان والسموكيات العصبية والتي قد ال يكون ليا أي أثر بعد
فاليستان ()2012في عممو مع برجوري حول الذىان الخاص بالطفل يشير إلى أنو عبارة " :عن تنظيم
دينامي يخص نقص نرجسي مبكر ،والذي يترجم في يوم من األيام إما بطريقة مباشرة أو تدريجية عبر
عدم التفريق بين العميل والموضوع ،مع غياب الحدود التي يضعيا اآلنا وعدم التفريق بين النزوة ،الواقع
والوىم" .وبالتالي فإنو يعتبر بأن الذىان لو سيرورتان يجب أخذىما بعين االعتبار عند الطفل و المراىق و
جد ىادئ ومتفاعل بطريقة جيدة إال أن التركيب الذىاني مخفي وصامتا مثل :مريض
الفصام.
-والسيرورة الثانية تخص ظيور المرض الذىاني بطريقة صريحة وظاىرة ألنيا تغزو
وحسب بي ار اوالنيي ) (1975التي اىتمت في اعماليا بالعقد النرجسي كأساس التركيب النفسي في
وعميو فالمراىق ال يستطيع أن يجد موضوع تقمص جديد خاصة بعد التركيب المحدود الذي ينشأه
الموضوع األولي لمطفل الذي يجعمو موضوع إسقاطي خاص بو .وبالتالي فالمراىق ال يكتسب المرونة
الكافية التي تسمح لو بالتخمص من ىذا التركيب المرضي ( .)Richard,2013فالفشل في وقت ما من
النمو ىو الذي قد يظير الوضع الذىاني ألنو يغمق حسب ىذا التركيب ما يمي:
-خضوع مرضي لمطفل لبلشعور األم التي تنكر البنيا الحق في الحرية.
Léo Kannerفي عام ، 1943ثم ىانز أسبرجر من قبل ليو كانر منذ وصفو اإلكمينيكي
Aspergerفي عام ، 1944ظير أن اضطراب طيف التوحد اضطراب في النمو العصبي وأنو حقيقة
يظير في مسبباتو مكونات جينية وعصبية مؤكدة اليوم .لكن ال يوجد يقين من أن التغير الجيني لمجياز
العصبي المركزي ىو السبب الفريد في ظيور اضطراب طيف التوحد ). (Cottreaux, 2015
.1.5تصنيف DSM-V
في ، DSM-Vيتم استخدام فئة تشخيص واحدة فقط لمتوحد ،اضطراب طيف التوحد الذي اختصاره ىو
.TSAاضطراب التوحد تم تصنيفو كاضطراب فريد و ىو يممس حوالي ٪ 1من عامة السكان و أكثر
أشكالو الخفية.
.2.5عالمات التحذيرDSM-V
ان عبلمات التحذير التي قد تشير إلى وجود اضطراب طيف التوحد عند األطفال ىي:
-في السنة األولى ،غياب أو ندرة االبتسامة االجتماعية ،التواصل ،و عدم االستجابة عند
استدعاءه باالسم.
وبالتالي ىذا االضطراب يعتبر عند الكثير من المختصين بأن لو ركيزة ذىانية ،وأنو ليس بنية خاصة
وىذا ما يجعمنا نبلحظ بأن التصنيف الفرنسي يعتبر اضطراب طيف التوحد داخل االضطرابات الذىانية
الخاصة بالطفولة المبكرة في حين التصنيفات األخرى فإنيا تصنفو كتنظيم خاص خارج البنية
لمتصنيفات الخاصة بالتوحد عبر الزمن .التي تسمح بمعرفة مفيومو و طرق تصنيفو التي قد تجد ركائز
مختمفة في الكثير من األحيان .فالمختص النفسي الذي يريد التعامل بجدية مع ىذا االضطراب عميو ان
وبالتالي فإن التوحد حتى 2013كان من بين االضطرابات الغازية لمنمو ( )TEDمأطرة كل أنواع
اضطراب التوحد بحسب حدتو حتى يصنفو DSM5كاضطراب طيف التوحد( )TSAوفيما يخص
التشخيص فإن ال DSM4كان يحدده قبل 36شير .إال أن التصنيف الخامس يعتبر بأن اإلضطراب قد
يكون موجود في عمر جد مبكر ولكنو يظير بطريقة أكثر وضوحا عندما القدرات الخاصة بالعميل تصل
وعميو فإن تصنيف DSM5يضع نقطة جديدة لتوضيح القدرة عمى تشخيص التوحد أخذ بعين
االعتبار أن اضطراب التواصل االجتماعي،إن كان لغوي أو غير لغوي يجب أن يكون مصحوبا بسموك
بيذه العممية في إطار عمل جماعي مع مختصين آخرين وذلك حتى يكون ىناك تكفل شامل ومبني ما
و المختص بحاجة إلى عدة آليات من مقاييس واختبارات تسمح لو باستخدام المبلحظة اإلكمينيكية أو
تقرب الكثير من عمماء النفس من فكرة االضطرابات كما تطرقنا الييا من جية النمو و من جية البناء و
كان لدييم الفضول لفيم النمو كعممية دائمة تشير إلى الفروق في تطور االضطراب من فرد إلى آخر و
من سن إلى أخر .فحسب ايركسون ) (1968الفرد يمر بثمانية مراحل في حياتو تساىم في تكوين ىويتو
و لكن ىذا األخير يمر عند كل مرحمة بأزمة تتميز بالصراع بين ميولين متعاكسين ما قد يؤثر عمى
نوعية االستجابات الخصاصة بكل فرد في سن معين .فافينيكوت يعتبر بأن فيم الفروق الخاصة بالجانب
المرضي يكمن في فيم العبلقات و نوعية التفاعل مابين الرضيع و األم التي تحمل حسبو ثبلثة وظائف
أساسية ىي:
الحمل ) : (Holdingو ىو يخص فكرة نوعية الدعم الجسدي الذي تقوم بو األم و الذي يعطي تناسق
الممس ) :(Handingىنا فينيكوت يشير إلى أىمية الطريقة التي تتصرف بيا األم مع رضيعيا من
عرض الموضوع :و ىنا الفكرة تخص طريقة إعطاء الثدي لمرضيع ).(Winnicott, 1996
و بالتالي فالذاكرة عند الطفل و المراىق تختمف باختبلف خبراتيم و تؤثر بذلك عمى كيفية التعايش و
المحيط فقد تكون سميمة ألنيا سجمت أشياء سمحت بالنمو بطريقة عادية و قد تكون مصدومة ما يجعميا
تحبس الفرد في الماضي ألن الصدمة تقسم إلى اثنين الصدمة في حد ذاتيا )وفاة اعتداء طبلق
الوالدين…) و التمثيل الخاص بالصدمة ) .(Cyrulnik, 2001و من ىذا الجانب الثقافة تعمل عمى
ترسيخ القيم الخاصة بمحيط الطفل و المراىق وىذا ما نبلحظو عند خروج الطفل من العائمة و الدخول
يدخل في تحالفات جديدة غير معروفة تعمل عمى تكميل النظام الموجود في األسرة أو االرتباك و الخوف
من المجيول فقدرة الطفل عمى المعب وثقافتو يسمح لو التوصل إال االندماج أو االقصاء
) .(Boucebci, 1990 ; Kaës, 2012في ىذا اإلطار الطفل يرى العالم حسب الطريقة التي يبنييا
العالم في حد ذاتو و بالتالي فإن القصص العائمية االجتماعية و االعتقادات تبني وجية نظره ألنو ينمو
في ديناميكية التفاعل مع العالم الخارجي) .(Boucebci, 1993 ; Cyrulnik, 2007كل ىذه النقاط
تجبر المختص النفسي الذي يرتئي إلى فيم تركيب االضطرابات ان يأخذ بعين االعتبار كل ىذه النقاط
التي تعبر عن الحياة النفسية و أن الشخصية في حد ذاتيا يجب التقرب منيا حسب الوجية الديناميكية
التي تعتبرىا كعممية و من الجية التركيبية التي تأخذ بعين االعتبار الشخصية من وجية النوع و السمات.
وفي ىذا الصدد وضعت التصنيفات لمسماح لممختصين (األطباء النفسانيين ،واألخصائيين النفسيين...
إلخ) بوضع تشخيص دقيق لبلضطرابات كمرحمة أولى من العممية العبلجية ،إذا تم تقديم الطمب في ىذا
االتجاه.
Alvarenga, P.G., Mastrorosa, R.S., Rosário, M.C. (2012). Obsessive compulsive disorder in
children and adolescents. In Rey JM (ed), IACAPAP e-Textbook of Child and
Adolescent Mental Health. (édition en français; Cohen D, ed.) Geneva: International
Association for Child and Adolescent Psychiatry and Allied Professions.
Ancelin Schützenberger, A. (2004). Secrets, secrets de famille et transmissions
invisibles. Cahiers critiques de thérapie familiale et de pratiques de réseaux, no 33(2),
35-54. doi:10.3917/ctf.033.0035.
Association américaine de psychiatrie, (1994). Manuel diagnostique et statistique des troubles
mentaux (4ème édition). Washington DC.
Association américaine de psychiatrie, (2013). Manuel diagnostique et statistique des troubles
mentaux (5ème édition). Washington DC.
Aulagnier P. (1975) La Violence de l’Interprétation, du pictogramme à l’énoncé. Edition :
PUF.
Bémaud, N. (2017). Autisme vs psychose : une question toujours d’actualité ? L’évolutioon
Psychiatrique, 82(3), 664-686. https://doi.org/10.1016/j.evopsy.2016.06.004
Berger, M. (2013). L'enfant instable: Approche clinique et thérapeutique. Paris: Dunod.
Bergeret, J. (2012). Psychologie pathologique. Edition : Elsevier Masson.
Bergès-Bounes, M. & Forget, J. (2016). Les psychoses chez l'enfant et l'adolescent. Toulouse,
France: ERES.
Blum, H. (2007). Le petit Hans : une critique et remise en cause centenaire. Topique, 98(1),
135-148. doi:10.3917/top.098.0135.
Boucebci, M. (1990). La psychologie au regard de la culture. L’évolution Psychiatrique 5(2),
311–328. doi:10.1016/j.evopsy.2007.10.005
Boucebci, M. (1993). Aspects du développement psychologique de l’enfant au Maghreb.
Santé mentale au Québec, 18(1), 163-178. doi:10.7202/032253ar
Breil, F., Rosenblum, O. & Le Nestour, A. (2010). Les troubles du sommeil du bébé et du
jeune enfant : revue de la littérature et analyse psychodynamique. Devenir, vol. 22(2),
133-162. doi:10.3917/dev.102.0133.
Bui, E., Ohye, B., Palitz, S., Olliac, B., Goutaudier, N., Raynaud, J.P., Kounou, K.B &
Stoddard, F.J Jr. (2012). Acute and chronic reactions to trauma in children and
adolescents. In Rey JM (ed), IACAPAP e-Textbook of Child and Adolescent Mental