You are on page 1of 55

‫‪République algérienne démocratique‬‬ ‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫‪et populaire‬‬
‫‪Ministère de l’enseignement supérieur‬‬ ‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمــــــــي‬
‫‪et de la recherche scientifique‬‬ ‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،5491‬قالمـــــــــــــــــــة‬
‫‪Université 8 mai 1945, Guelma‬‬
‫‪Faculté d es sciences humaines et sociales‬‬
‫كلّية العلوم اإلنسانية واإلجتماعيـــــــــــة‬
‫‪Départem ent de Ps ychologi e‬‬ ‫قسم علم النفس‬

‫محاضرات عمم النفس المرضي لمطفل و المراهق‬


‫ليسانس ‪ 3‬عمم النفس االكمينيكي‬

‫من إعداد الدكتور ‪ :‬نجم الدين بودودة‬

‫‪2018/2019‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫مقدمة‪4………….………………………………………………………………………….‬‬

‫العالقة مع الموضوع‪6……..…….…………………………………………………….‬‬ ‫‪.1‬‬

‫نمو الحياة النفسية عند الرضيع…………‪7…………………………………………….‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أهم القواعد النظرية المفسرة لعمم النفس المرضي لمطفل و المراهق………………………‪9‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ .1.3‬النظرية المعرفية السموكية‪9……..…………………………………………...……….‬‬

‫المدرسة النسقية‪9.…………………………………………………………..……...‬‬ ‫‪.2.3‬‬

‫‪ .3.3‬المدرسة التحميمية……………………‪10……………………………………………..‬‬

‫اضطرابات النمو عند الطفل و المراهق‪11….…………………………………………...‬‬ ‫‪.I‬‬

‫اضطراب التبول والتبرز الإل رادي‪12…….……………………………………………….‬‬ ‫‪.1‬‬


‫‪ .1.1‬التبول الإل رادي‪13……………………………………………………..……………..‬‬
‫‪ .1.2‬التبرز الإل رادي‪14……………………………………………………..……………..‬‬
‫االضطرابات الغذائية‪15………………………………………………………………..‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ .1.2‬القهم العقمي‪17……………………………………………………..………………..‬‬
‫‪ .2.2‬الشراهة والسمنة ‪،‬النهام ………‪18….………………………………………………..‬‬
‫‪ .3.2‬اضطراب بيكا‪18……………………………………………………………………….‬‬
‫االضطرابات الجنسية………………………………‪20………………………………..‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ .1.3‬التمصص…………………………………………‪23………………………………..‬‬
‫‪ .2.3‬االستعراضية‪24………………………………..……………………………………..‬‬
‫‪ .3.3‬الفيتيشية‪24…………………………………………………………………………..‬‬
‫‪ .4.3‬التمبس‪24………………………………..…………………………………………..‬‬
‫اضطرابات النوم‪26………………..…………………………………………………..‬‬ ‫‪.4‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .1.4‬الحمم‪ ،‬الخوف والنوم…………………………………‪27……………………………..‬‬
‫‪ .2.4‬األرق………………………………………………‪28……………………………..‬‬
‫‪ .3.4‬الرعب الميمي‪29……………………………………………………………………….‬‬
‫‪ .4.4‬الكوابيس‪30…………………………………………………………………………..‬‬
‫‪ .5.4‬المشي أثناء النوم‪30…………………………….…………………………………....‬‬
‫االضطرابات البنيوية عند الطفل و المراهق‪31…………………………….……………..‬‬ ‫‪.II‬‬
‫الخوف عند الطفل والمراهق‪33…..…………………………………………………….‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الوسواس عند الطفل والمراهق‪37……………………………………………………….‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الهستيريا عند الطفل والمراهق………………………………………………………‪42‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الذهانات عند الطفل والمراهق‪44…….………………………………………………….‬‬ ‫‪.4‬‬

‫اضطراب طيف التوحد…………………………………………………………‪46…….‬‬ ‫‪.5‬‬

‫خاتمة………………………………………………………………………………‪50…….‬‬
‫المراجع‪52…….……………………………………………………………………………..‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫مقدمة‬

‫يعتبر عمم النفس المرضي لمطفل والمراىق من العموم الحديثة التي اقترحيا عمم النفس اإلكمينيكي‬

‫ألن ىذا التخصص كان ولمدة طويمة يعتبر فرعيا بالنظر إلى عمم النفس المرضي لمراشد‪ .‬ىذا يعود إلى‬

‫طبيعة البحوث التي كانت تنجز آنذاك و تثير اىتمام مختمف المختصين الذين ساىموا في ابتكار افكار‬

‫جديدة سمحت لعمم النفس المرضي ان يحضى بمكانتو الحالية‪ .‬نبلحظ عمى سبيل المثال‪ ،‬أن فرويد الذي‬

‫عمل عمى تطوير فكرة الحياة النفسية معتمدا عمى دراساتو حول العبلقات االولية و عقدة اوديب لم يمتقي‬

‫بالطفل ىانس )‪ (Hans‬إال مرتين وترك العمل العبلجي بيد والده‪ .‬فقد كان ىدفو آنذاك مرافقة أمو في‬

‫إطار عبلج تحميمي ‪ ،‬وكان يمتقي بأبيو في الجمسات التكوينية التي كان يحضرىا‪ ،‬والتي سمحت لفرويد‬

‫بمتابعة نمو الطفل عن بعد والتعرف عمى مشاكمو (فوبيا الحصان) و عبلقاألربعاء )‪.(Blum,2007‬‬

‫إن عدم اىتمام فرويد بيذه الفئة فسح المجال لجممة من المختصين‪ ،‬خاصة النساء منيم‪ ،‬كابنتو‬

‫آنا فرويد)‪ (1895-1982‬و المختصة التحميمية االنجميزية ميبلني كبلين )‪ (1882-1960‬المتان كانتا‬

‫في الصدرية آنذاك‪ ،‬تعمبلن عمى انجاز جممة من البحوث واألعمال العممية‪ ،‬سمحت بالتعمق في ىذه‬

‫المسألة‪ ،‬وتقدم البحث حول الفكر التحميمي لمطفل خصوصا‪ .‬في ىذا المسار كان عمل المختصين في‬

‫مجاالت متعددة يتمحور حول تقنية البحث والفعل )‪ (Recherche-action‬منتيجين مسار تعدد‬

‫مبتكرين أفكار مأخوذة من عموم مثل ‪ :‬عمم‬ ‫التخصصات )‪(Fernandez & Pedinielli, 2006‬‬

‫النفس االجتماعي أو الجماعة وغيرىا ألن ىذا الفكر لم يكن مرغوبا فيو و منبوذا آنذاك من طرف‬

‫التحميميين‪.‬‬

‫لكن التجارب و المبلحظة اإلكمينيكية في الوسط المؤسساتي و االعتماد عمى العمل العيادي‬

‫الخاص والجماعي عبر الجيد المبذول في المؤسسات التربوية‪ ،‬والصحية أو في الحضانات ومراكز‬
‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫األمومة وحتى في المحاكم‪ ،‬جعل البحث العممي في مجال عمم النفس المرضي لمطفل‬

‫)‪(Clinique Infantile‬يبني أدوات جديدة ومقننة عمميا‪ ،‬ما سمح بإعطاء حجج متينة لظيور ىذا‬

‫االختصاص و افاق أساسية نظرية لتطوير ىذا الميدان‪ ،‬منتيجا عدة طرق تسمح بفيم الطفل و المراىق‬

‫و خصوصياتيم منيا‪:‬‬

‫‪ )1‬الطفل بطبيعة الحال ىو عميل في حالة نمو وبالتالي فإن كل المبلحظات العيادية تيتم في البداية‬

‫بما حدث في حياتو)الخبرات السابقة(‪.‬‬

‫‪ )2‬جسم الطفل في نمو مستمر ولو بعد جد ىام من جية البناء النرجسي وبناء اليوية‪.‬‬

‫‪ )3‬الطفل في بنائو السيكوسوماتي )الجسم والنفس( يطور ىويتو النفسية)‪(Identité psychique‬عبر‬

‫عبلقتو مع المحيط األسرة األقران االساتذة‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ )4‬االضطرابات النفسية تبقى متفاوتة حسب عمر الطفل وظروف البناء النفسي و الدفاعات‪.‬‬

‫رمز (‪ )Signe‬خاصا إلشكال نفسي أكثر عمقا و ذلك ما‬


‫مؤشر و ا‬
‫ا‬ ‫‪ )5‬يعتبر العرض في ىذا السياق‬

‫أظيره التحميل النفسي‪ ،‬الذي يعتبر بأن العرض وحده ال يسمح بفيم االضطراب الخاص‬

‫بالطفل)‪.(Gueniche, 2016‬‬

‫فامثبل فالون )‪ (WALLON‬أظير في بحوثو أىمية الحركة في نمو الطفل ‪ ،‬معتب ار ان ىناك عبلقة‬

‫وطيدة بين الجسم والحركة فسحا بذلك المجال ألىمية االختبلف حسب السن و النمو كخصوصية‬

‫عمى عمم النفس فيميا و التقرب منيا باعتبارىما نموذجا لمنمو(‪.)Wallon, 1959‬‬

‫فظيور فكرة االضطراب عند الطفل‪ ،‬سمح لعمم النفس المرضي التعمق في ىذا المفيوم ودراسة صورة‬

‫الجسم‪ .‬وىو ما يسميو فرويد باألنا الجسدي (‪ (Moi corporel‬وكيفية تمثيمو في البناء الحسي‬

‫الحركي(‪ .)Freud, 1915‬كما أظير ذلك بياجي ‪-‬ارتباطا بيذه النقطة‪ -‬في مقاربتو لمنمو الخاص‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫بالطفل والمراىق‪ ،‬واىتمامو بخصوصية كل مرحمة في التركيب النفسي والمعرفي‪ ،‬ما جعل ىذه الفكرة‬

‫(االضطراب عند الطفل) قاعدة جد ىامة في الدراسات الخاصة بالطفل و المراىق‪.‬‬

‫‪ .1‬العالقة مع الموضوع‪La relation d’objet :‬‬

‫يعتبر مصطمح الموضوع )‪ (Objet‬جد ىام في عمم النفس العيادي لما لو من دور في النمو النفسي‬

‫لمطفل والتنظيم بين الداخل والخارج‪ .‬فالموضوع األولي أال وىو األم يسمح لمطفل ببناء عبلقة عبر تنظيم‬

‫خاص بين استخدام توظيف وتمثيل لؤلم)‪ (Bergeret, 2012‬ىناك أيضا العبلقة بين الموضوع والنزوة‬

‫التي تسطر افق ميمة خاصة بعمم النفس المرضي و أىمية العبلقة بين البلشعور والجسم‪.‬‬

‫وبالتالي فإن النضج الجسدي(العصبي‪ ،‬العضمي‪ ،‬والحسي)‪ ،‬لو قواعده الخاصة في النمو لكنو ال‬

‫يسمح وحده بفيم السموك الخاص بالطفل‪ ،‬ما جعل عمم النفس المرضي ييتم بمبلحظة مختمف آثار‬

‫التفاعل بين المحيط والجسم في نمو الطفل وعبلقتو مع الموضوع )‪. (Vuaillat, 2003‬‬

‫فحركة الجسم تمر أيضا عبر التمثيل الجسدي قريبا من التجسيد السيكوسوماتي الذي طوره محمود‬

‫سامي عمي )‪ (2008‬لمتعبير عن اإلشكال الذي تطرحو ىذه الفكرة في عمم النفس المرضي‪ .‬وحسب‬

‫تيسرون )‪ (Tisseron‬الطفل لو مخطط قاعدي يرتكز عمى‪:‬‬

‫‪ ‬التحول ‪ :‬مثبل تحول الجسم‬

‫‪ ‬االحتواء ‪:‬مثبل الطفل باستطاعتو احتواء حركة الجسد واإلحساس الخاص بيا‪.‬‬

‫ىذان النقطتان تجعبلن لكل من الجسد والموضوع‪ ،‬عبلقة وطيدة في كيفية و طبيعة ظيور‬

‫االضطرابات عند الطفل‪ .‬فالجسد الذي يتحرك بإفراط يسمح عبر المبلحظة بظيور الفضاء ما يجعمو‬

‫في حركة أيضا ويسجل تحول الموضوع و الجسم في آن واحد‪ .‬تيسرون عبر خبرتو وتفسيره لتمك‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪6‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫النقاط أخد بعين االعتبار آن أسس االضطراب عند الطفل تأتي مبك ار حتى وان تم تشخيصيا في‬

‫السنة الثانية من عمره (‪.)Tisseron, 1998‬‬

‫أما بارجي‪ Berger‬فإنو يوضح في أعمالو أن ىذه الحركة التي ينتجيا الطفل ليا أثار عمى‬

‫اآلخر و عمى المحيط وىذا ما نبلحظو مثبل عند األطفال الذين ليم اضطرابات خاصة فيم يجندون‬

‫طاقة اآلخر ميما كان المركز الذي يشغمو (العائمة‪ ،‬المدرسة‪ ،‬الطبيب‪ ،‬األخصائي…) ما يتطمب من‬

‫المختص النفسي فيم طبيعة االضطراب والمغة المستخدمة حولو)‪.(Berger, 2013‬‬

‫‪ .2‬نمو الحياة النفسية عند الرضيع‪:‬‬

‫يعتبر الباحثون في عمم النفس بأن مرحمة األمومة‪ ،‬تعبر عن المرور من مرحمة الطفولة إلى الكبر‪،‬‬

‫ما يجبر األم عمى إيجاد مكانيا عبر األجيال وتقبل التغيير في حياتيا بمرورىا من مكان بنت لوالدييا إلى‬

‫والدة‪.‬فالمرأة الحامل في مرحمة التسع أشير تقترب بكثير من البلشعور ما يشار اليو بالشفافية النفسية عند‬

‫الحمل) ‪.(Bydlowski, 1997‬‬

‫وحسب لبوفيتشي )‪ (2004‬فالطفل الذي يأتي إلى العالم ىو حامل صورة ثبلث أطفال‪:‬‬

‫‪ ‬الطفل الوهمي‪ :‬وىو الطفل الذي يظير في مرحمة عقدة أوديب في األربع سنوات‪.‬‬

‫‪ ‬الطفل الخيالي‪ :‬وىو الطفل الذي تتخيمو المرأة عند اقترابيا من اإلنجاب وىي تسقط الكثير من‬

‫األشياء عمى الطفل مثل‪ :‬االسم لون الشعر مستقبمة سموكو‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ ‬الطفل الحقيقي‪ :‬وىو الذي يأتي عند الوالدة وىو يختمف عن اآلخرين ما يسمى بتجربة الحقيقة‪.‬‬

‫فإذا ولد الطفل قبل الوقت أو خمق مشوىا مريضا أو معاقا فإن ىذا قد يثير نوع من الوىم الذي‬

‫نجده عند كل األميات وىو اإلحساس بأنيا أم سيئة‪ .‬ليأتي بعد ذلك تطور في العبلقة أين تجد األم قدرات‬
‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫جديدة في إطعام ابنيا و االعتناء بو مع اكتساب نوع من الثقة في النفس‪ .‬ومن جانبو الطفل الذي كان‬

‫في حالة عدم صراع في بطن أمو يصبح بعد الوالدة في صراع مع الحاجيات وقدرة إشباعيا‪ .‬وىو أيضا‬

‫يحفز عبر األصوات التي يجيل معناىا بين أصوات معروفة وغريبة في آن واحد مثبل‪ :‬الروائح‬

‫الضوء‪...‬الخ‪.‬‬

‫فحالة عدم الصراع مصطمح يشير إلى أىمية األم كأساس توازن االقتصاد النفسي لمطفل الذي ال‬

‫يمتمك بعد القدرة عمى المواجية او التحكم في المثيرات باختبلفيا‪ .‬ففي ىذا العمر الرضيع ليس لديو‬

‫قدرات نفسية وال يمتمك ميكانيزمات دفاعية تسمح لو بالتحكم في كل ىذه الضغوطات ما يجعمو يبحث عن‬

‫حالة عدم الصراع معب ار عنيا عبر الجسد " الصراخ‪ ،‬البكاء‪ ،‬الضحك" )‪ (Grunberger, 2003‬وبالتالي‬

‫فإن الرضيع يمر بمراحل تخص النمو النفس وجداني التي تبدأ من الوالدة إلى غاية المراىقة بين النمو‬

‫العادي أو المرضي‪ .‬وحسب فينيكوت فإن نفسية األم جد مرتبطة مع نفسية ومتطمبات الرضيع مما‬

‫يجعميا تفرق بين أنواع الصراخ ما يسميو باالنشغاالت األولية لؤلم )‪.(Winnicott, 1996‬‬

‫وحسب ميشال فان )‪ (1974‬فيي تمعب دور الوسيط بين المحيط الخارجي والرضيع أخذة بعين‬

‫االعتبار األشياء التي قد تؤثر سمبا عمى نفسية الرضيع ما يسميو بعنصر ألفا وتوصميا إليو في إطار‬

‫مقبول وىو العنصر بيتا‪ .‬تمك العبلقة الخاصة تجعل الطفل يدخل في صدى مع محيط األم ما يسميو‬

‫فينيكوت باألم المحيط‪ .‬ولكنيا حسبو يجب أن تعمل عمى إحباطو بطريقة تدريجية حتى تستطيع أن تعود‬

‫إلى عبلقتيا مع األب والعالم الخارجي)‪ . (Winnicott, 1989‬ىذا اإلحباط التدريجي ىو الذي يسمح‬

‫لمطفل ببناء منظم وبناء جياز نفسي ما يسميو باألم الحسنة‪ .‬أما إذا كان ىناك تشويو لمعبلقة األولية )أم‬

‫رضيع( ومستقببل في العبلقة الثبلثية )أم أب رضيع( فإن ىذا قد يؤثر عمى نفسية الرضيع وىذا ما قد‬

‫يثير اضطرابات في التفاعل تترجم في معظم األحيان عبر الجسد‪ .‬و حتى يتسنى لنا فيم كل اضطراب و‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪8‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫خصوصياتو سنتعرض لبعض االضطرابات الخاصة بالطفل و المراىق و ذلك بالتطرق الييا حسب‬

‫التصنيفات و النظريات المختمفة‪.‬‬

‫‪ .3‬أهم القواعد النظرية المفسرة لعمم النفس المرضي لمطفل و المراهق‪:‬‬

‫‪ .1.3‬النظرية المعرفية السموكية ) ‪(Approche cognitivo-comportementale‬‬

‫خاصا لمبعد النفسي المرضي وفقًا لسموكيات‬


‫ً‬ ‫حسابا‬
‫ً‬ ‫من ىذا المنظور تأخذ المدرسة المعرفية السموكية‬

‫القمق أو االكتئاب أو سوء التكيف لمفرد‪ .‬و بالتالي فيذه النظرية تجد أسسيا في اطار البحث اإلكمينيكي‬

‫التجريبي أخذة بعين االعتبار عدة فرضيات تسمح بفيم القواعد المؤسسة لموجية المعرفية السموكية‪.‬‬

‫الفرضية األولى تجد أساسيا في صعوبات التعمم التي تسمح بتطور اضطراب معين من خبلل السموكيات‬

‫المرضية‪ .‬حسب الفرضية الثانية استمرار السموكيات المرضية يرجع إلى عوامل معرفية و سموكية تستمر‬

‫وتمنع اختفاء االضطراب‪ .‬الفرضية الثالثة تتعمق بالمقاربة العبلجية التي تمتمس تعمم سموكيات إيجابية‬

‫جديدة تسمح بإلغاء القمق و تثبيط السموكيات الغير المناسبة‪.(Vera, 2014)...‬‬

‫‪ .2.3‬المدرسة النسقية)‪: (Approche systémique‬‬

‫تعتبر المدرسة النسقية بأن الجانب المرضي يخص التواصل داخل النسق في حد ذاتو و الذي يؤثر‬

‫سمبا عمى سموك الطفل او المراىق لحد جعمو يعيش نوع من المعاناة النفسية التي ال تسمح لو ان يكتسب‬

‫استقبللية نفسية بل يبقى مقيدا جراء بحثو عن مكانو داخل النسق و عدم تفيم حالة عدم العدل السائدة‬

‫فيو‪ .‬و بالتالي فإن اإلخبلص كان مفيوم نفسي لمتناقل بين األجيال يميد ظيور االضطراب و التعرف‬

‫عمى ركائزه الخفية داخل تنظيم تحالفي الشعوري )‪.(Ancelin Schützenberger, 2004‬‬

‫‪ .3.3‬المدرسة التحميمية )‪(Approche analytique‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫فيما يخص المدرسة التحميمية فنجد أعمال أنا فرويد‪ ،‬ميبلني كبلين‪ ،‬سبيتز‪ ،‬فينيكوت‪ ،‬أنزيو‪ ،‬بيون ‪،‬‬

‫سامي عمي‪ ...‬و آخرون‪ .‬وحسب الكثير منيم الجانب المرضي الخاص بالطفل و المراىق يجد جذوره في‬

‫النظرية الفرويدية في العبلقة الثبلثية و أىمية الجانب النرجسي في بناء الجياز النفسي و مدى تأثير‬

‫العبلقة في تطوير الميكانيزمات المناسبة و الدفعات السميمة او المرضية‪ .‬و عميو فالمراحل األولية من‬

‫الحياة تعتبر الركيزة االساسية لفيم تركيب االضطراب و نقاط التثبيت الناجمة عنو و مدى تأثيرىا عمى‬

‫الحياة النفسية لمطفل او المراىق‪ .‬فطبيعة النزوات و نوعية االستثمار تؤثر عمى ترتيب العبلقات المستقبمة‬

‫و كيفية التوصل إلى استقبللية حقيقية‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪10‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫اضطرابات النمو عند الطفل‬

‫والمراهق‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪11‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .1‬اضطراب التبول والتبرز الإل رادي‪:‬‬

‫يعتبر عمم النفس أن الزمن جد ميم في حياة الفرد فمرور الطفل من مرحمة عدم التحكم في العضبلت‬

‫السارة إلى النضج والتحكم فييا يعتبر عامة شيء عادي ففي معظم األحيان التحكم في العضبلت‬

‫الشرجية يحدث قبل العضبلت البولية‪ ،‬ولكن ىذا يتطمب أن تكون ىناك رعاية خاصة وسوية بالطفل من‬

‫جية العبلقات مع أفراد العائمة و المحيط والثقافة في آن واحد(‪.)Gesell, 2015‬‬

‫فنوعية العبلقة عامل ىام ألن التنظيم النفسي لموالدين يؤثر عمى التنظيم الخاص بالطفل‪ ،‬فمثبل‬

‫العبلقة األولية مع األم ما بين سنتين ثبلثة وتعمم النظافة يصبح موضوع جد ىام في عممية التفاعل ما‬

‫بينيما‪ .‬فالفضبلت تعبر عند الطفل عن جسمو وىو موضوع يخص ىويتو‪ ،‬ما يسمح لو المرور إلى‬

‫مرحمة النضج و يجعمو المتحكم الوحيد جاعبل تمك التجربة الجديدة تشعره بالسعادة‪ .‬وبالتالي فإن السموك‬

‫الذي تستخدمو األم في ىذه الفترة جد ىام ‪ ،‬فيي تمر من السرعة في رمي الفضبلت و ترتيب النظافة‬

‫الخاصة بالطفل إلى الشعور بالرضى ألن الطفل توصل إلى التحكم بيذه العممية (‪.)Bergeret, 2012‬‬

‫أما الجانب الثقافي فيخص أصول الثقافة في الفضاء الداخمي والخارجي والتي تمعب دو ار ىاما في‬

‫التوصل إلى البناء االجتماعي وعميو يجب األخذ بعين االعتبار االختبلف بين المحيط الصارم و المحيط‬

‫المتراخي‪ .‬فاضطرابات العضبلت السارة ىي موضوع يعبر عن الجسم و عن نمو الحياة النفسية عند‬

‫الطفل بمروره من العبلقات األولية (تمبية الحاجات) إلى العبلقة مع الفضاء الخارجي مثل‬

‫المدرسة‪...‬الخ)‪.(Kaës, 2010‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪12‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .1.1‬التبول الإل رادي )‪(Enurésie‬‬

‫ىذا االضطراب يبلحظ عند الطفل بعد النضج الفسيولوجي ما بين ‪ 3‬إلى ‪ 4‬سنوات فيو يخص حسب‬

‫اإلحصائيات طفمين مقابل طفمة من العمر المدرسي(ما بين الستة سنوات)‪ ،‬وىو يقسم إلى نوعين‪:‬‬

‫‪ .1.1.1‬التبول الإل رادي األولي‪:‬‬

‫وىو يحدث مباشرة بعد النضج العضبلت و قدرة الطفل التحكم فييا وفيم تمك العممية المعقدة عند دلك‬

‫السن‪.‬‬

‫‪ .2.1.1‬التبول الإل رادي الثانوي‪:‬‬

‫ىذا النوع من االضطراب يحدث ما بعد ‪ 6‬سنوات وىو يحدث حسب األخصائيين عبر ارتداد خاص‬

‫إما ليمة أو ليمتين ولمدة طويمة وىذا ما يرمز إلى تعثر في النمو كما لتظيره قصة الطفل ىانس الذي كان‬

‫لو فوبيا وخوف واضح من اإلخصاء‪ ،‬والتحقق من ىذا المشكل سمح لو بالعبلج‪ ،‬والمبلحظ أنو في الكثير‬

‫من األحيان في الطمب الخاص ان األولياء يعبرون عن استياءىم من المشكل ولكن الطفل ال ييتم بيذا‪.‬‬

‫و حتى يتسنى لنا فيم ذلك االضطراب حسب خصوصياتو فالتبول الئلرادي قد يحدث لسبب ظاىر‬

‫وخاص مثبل ‪ :‬طبلق‪ ،‬والدة‪ ،‬دخول مدرسة‪ ،‬ما يؤثر عمى اإلحساس بالحماية في العبلقة عند‬

‫الطفل)‪.(Sociéte Candienne de Pédiatrie, 2005‬‬

‫أما ظيور التبول الئلرادي الثانوي بدون سبب واضح فيذا قد يعبر عن عصاب نمائي ( ‪Névrose‬‬

‫‪ .)dévloppementale‬ما يتطمب مبلحظة وعمل عبلجي أعمق وأدق في الحياة النفسية و ىذا ما‬

‫يتطرق اليو المختصون التحميمين الذين يعتبرون بأن الطفل في ىذه الحالة بحاجة إلى التخيل والترميز‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪13‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫أما ظيور االضطرابات في إطار عدم انسجام في النمو فيذا قد يقترب من الذىان ألن التبول الئلرادي‬

‫يأخذ شكل أولي ألنو يظير ثم يختفي وىذا قد يعبر عن بداية مرض سيكوسوماتي ألنيا عبارة عن تركيب‬

‫ذىان مبكر تتبعو اضطرابات مثل ‪ :‬التبول الئلرادي وأعراض أخرى)‪.(Houzel, 2003‬‬

‫‪ .2‬التبرز الإل رادي )‪(Encoprésie‬‬

‫ىو اضطراب يظير بعد عمر النضج الفسيولوجي لمعضبلت وىو يقسم إلى نوعين‪:‬‬

‫‪ ‬التبرز الإل رادي األولي‪ :‬ىذا النوع من االضطراب يخص الطفل الذي ال يكتسب النظافة أو‬

‫يكتسبيا لمدة قصيرة‪.‬‬

‫‪ ‬التبرز الإل رادي الثانوي‪ :‬يحدث ىذا االضطراب بعد مدة طويمة من اكتساب الطفل النظافة وىذا‬

‫االضطراب لو عبلقة مع الصراعات مع الخارج وقد يخص أيضا طبع الطفل‪ .‬وىو يشمل بخاصة‬

‫األطفال ما بين ‪ 6‬إلى ‪ 7‬سنوات‪.‬‬

‫و حسب التصنيفات المعمول بيا عند الطفل و المراىق فإن ىذا االضطراب قد يأتي مصحوبا‬

‫بالتبول الئلرادي ما يجعمو أحد وأصعب ألن الطفل في البداية يعيش إمساك مرضي غير عضوي‪.‬و ىذا‬

‫ما قد يعبر عن إصابة بتقدير الذات أو اضطراب نرجسي ما يجعل الطفل في حالة كمون و ال يممك‬

‫الرغبة في النظر إلى المستقبل )‪.(Sociét Canadienne de Pédiatrie, 2005‬‬

‫و في ىذا الصدد نجد بعض الحاالت التي تطرق إلييا فرويد والتي تساىم في تفسير ىذا‬

‫االضطراب مثل رجل الفئران )‪ (L’homme aux rats‬الذي لديو مشكل اليوس‪ .‬وبالتالي فإن الميبيدو‬

‫حسب تفسير فرويد استخدمت األداء الشرجي لتجعمو منطقة إثارة جنسية‪ .‬ما جعل التبرز الئلرادي يعبر‬

‫عن بداية تنظيم عصابي من الصعب لمطفل التكمم عنو وىو يحدث معاناة كبيرة عند الطفل وفي نظرة‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪14‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫اآلخر و يخص صعوبات في العبلقة‪ ،‬وذلك باألخص عندما يكون ىناك إرادة من اآلخر التحكم في‬

‫االضطراب مع تدىور شديد في العبلقة)‪. (Freud,1900‬‬

‫وحسب برجوري المرحمة الشرجية تقسم إلى اثنين ‪ :‬مرحمة إخراج الموضوع ومرحمة إمساك‬

‫الموضوع ما يسميو خط التقاسم )‪ .(Devidedline‬فالتبرز الئلرادي ال يخص المرحمة في حد ذاتيا بل‬

‫ىو عرض يخص القدرة المعتمدة في التحكم بأداء الجسم ما يجعمو يرمز إلى االعتماد النفسي في التحكم‬

‫باإلثارة والعبلقة مع الموضوع األولي (األم) )‪. (Bergeret, 2012‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪15‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .2‬االضطرابات الغذائية‪Troubles des conduites alimentaires (TCA) :‬‬

‫إن مكانة االضطرابات الغذائية في عمم النفس المرضي جد ىامة لما ليا من أثار متفاوتة عمى نفسية‬

‫الشخص وعبلقتو الخاصة مع الفضاء الخارجي‪ ،‬فاالضطرابات في حد ذاتيا من قيم عقمي( ‪Anorexie‬‬

‫‪ ،)mentale‬نيام‪ ،‬شراىة وسمنة(‪ (Boulimie‬وغيرىم أصبحت في الوقت الحاضر وحتى في الماضي‬

‫مسألة اثارت فضول الكثير من الباحثين فكل اىتم بيا إما من الوجية الطبية‪ ،‬النفسية‪ ،‬الثقافية‪،‬‬

‫السيكوسوماتية‪ ،‬وحتى االجتماعية‪ .‬فيذه االضطرابات ال تزال إلى حد اآلن تطرح تساؤالت حول نوعية‬

‫التشخيص وأسباب ظيور ىذا االضطراب الذي يخص عامة المراىقين وىو يممس بصورة خاصة الجسد‬

‫وصورة الذات‪.‬‬

‫فحسب فيميب جامي )‪ (1992‬وىو أحد أكبر المختصين بالمرض النفسي عند المراىق ىذه االضطرابات‬

‫تأتي جراء عوامل متعددة يجب النظر فييا بدقة مع العميل حتى يتسنى التوصل إلى فيم أحسن لظيور‬

‫االضطراب " قمق اضطرابات الشخصية‪ ،‬اإلدمان…" (‪.)Jeammet, 1992‬‬

‫ففي الماضي كان القيم العقمي يدفع إلى الفضول لحد أن األخصائيين كانوا يبلحظونو بطريقة غير عممية‬

‫وال عبلجية إلى حد الستينات أين أظيرت بعض البحوث نتائج جد ىامة ومرىبة لمعامة جاءت جراء‬

‫األعمال الحديثة في اإلبدميولوجيا )‪ (Epidémiologie‬معبرة عمى أن‪:‬‬

‫‪% 10‬من ىذه االضطرابات تؤدي إلى الموت‪.‬‬

‫‪ %20‬يؤدي إلى تفاقم االضطرابات مع مرور الوقت‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪16‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪%50‬يعيشون اضطرابات مرضية حادة تؤثر عمى نوعية الحياة من عبلقات عاطفيو اجتماعية وحتى في‬

‫اإلطار الميني‪.‬‬

‫تفاقم ىام ليذا االضطراب لدى شريحة المراىقين و ذلك بمروره من نسبة ‪ % 1‬إلى ‪ % 2‬و ىو ما يعبر‬

‫عن أىمية ىذا االضطراب وخصوصيتو في الوقت الحاضر‪ ،‬و ذلك جراء التطورات الخاصة بصورة‬

‫الجسم و العبلقات الوجدانية باختبلفيا)‪.(Jeammet, 1992‬‬

‫‪ ‬تعريف عام‪:‬‬

‫إن اضطراب السموك الغذائي يخص نوع من السموك يتمحور حول اإلدمان المرضى حيث الفرد‬

‫يعطي وقتا ىاما في أفكاره وأعمالو لؤلكل والجسم لحد أن يصبح ذا طابع ىاجسي ال يتحكم فيو مع ظيور‬

‫نزوات مختمفة تجعل الفرد يقوم بتمبيتيا باستخدام الجسم كأداة تفريغ لما يعتبر حسبو كمضر و مقمق‬

‫)‪.(Treasure & al, 2010‬‬

‫‪ .1.2‬القهم العقمي‪Anorexie mentale :‬‬

‫ىو الخوف من السمنة ما يدفع الفرد إلى البحث الدائم والمرضي لفقدان الوزن‪ ،‬وىي تتميز برفض‬

‫األكل حتى وان كان الفرد جائعا ورفض فكرة الزيادة في الوزن‪ ،‬حتى وان كان الجسم جد نحيف ومرىق‪،‬‬

‫فالفرد في ىذه الحالة يعمل عمى مراقبة الحريرات وقد تكون مرفوق بسموك خاص كالنيام (‪)Boulimie‬‬

‫أين يستخدم التقيؤ لحذف الغذاء أو أخذ األدوية‪ .‬وىو يختمف عن القيم الذي يأتي لمدة قصيرة جراء‬

‫عممية جراحية وقمق‪...‬إلخ‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪17‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫فازدواج السموك بين قيم عقمي ونيام قد يؤدي إلى تطور مرض سيكوسوماتي جد ىام‪ ،‬وحسب‬

‫عمم النفس التحميمي فإن ىذا االضطراب يخص التنظيم الخاص بالعبلقات‪ ،‬وعدم القدرة عمى معالجة‬

‫الصراعات فيناك تناقض بين قمق مرضي يخص الفراق أو يخص اختراق العبلقة فالفرد في ىذه الحالة‬

‫يكون شديد التأثر باآلخرين وقد يعتمد في بعض األحيان سموك عدم التفاعل)‪.(Corcos, 2006‬‬

‫‪ .2.2‬الشراهة السمنة و النهام ‪Boulimie:‬‬

‫يختص ىذا االضطراب بأزمة النيام أين يعمل الفرد عمى ابتبلع كمية كبيرة من األكل في مدة‬

‫قصيرة مع ظيور اإلحساس بفقدان السيطرة‪ .‬ما يجعل ىذا السموك تعويضي ومتتالي يبحث فيو الفرد عن‬

‫فقدان الوزن باستخدام التقيؤ األدوية والصيام )‪.(Treasure & al, 2010‬‬

‫حسب ‪ DSM‬يجب أخذ ىذا االضطراب بعين االعتبار إذا حدث مرتين في األسبوع أو أكثر و تجاوز‬

‫مدة الثبلثة أشير فيو يتطور بعد تعرض الفرد إلى قيم عقمي‪ ،‬وىناك أيضا ما يسمى باإلفراط النيامي‬

‫)‪ (Hyperphagie boulimique‬أين يبحث الفرد وبطريقة مرضية عن األكل ولو مرتين في األسبوع‬

‫لمدة تتجاوز ستة أشير وتكون مصحوبة بما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬األكل بسرعة لحذا اإلحساس بأنو ليس جيد‪.‬‬

‫‪ -‬األكل دون جوع‪.‬‬

‫‪ -‬اإلحساس بالكره‬

‫‪ -‬إكتئاب وتأنيب الضمير بعد األكل المفرط‪.‬‬

‫وبالتالي فإن اإلفراط النيامي يأتي مصحوبا بالسمنة والشراىة ألنو ال يوجد ىناك بحث عن التقيأ و ال‬

‫يوجد قيم عقمي )‪. (APA, 2013‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪18‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .3.2‬اضطراب بيكا‪Trouble de Pica :‬‬

‫يجب األخذ بعين االعتبار أن المبلحظة اإلكمينيكية تسمح في الكثير من األحيان بفيم بعض‬

‫السموكيات الخارقة لمعادة و التي تؤثر سمبا عمى الحياة النفسية لمطفل من جية و عمى عائمتو من جية‬

‫اخرى‪ .‬فابحثو عن إشباع ال إرادي لبعض النزوات مع وجود صراع خفي غير مصرح بو قد يؤدي إلى‬

‫ظيور اضطراب يخص األفراد الذين يبحثون عن أكل أشياء غير غذائية مثل‪ :‬الحديد‪ ،‬األوراق الحجر‬

‫ولمدة طويمة‪.‬‬

‫فحسب البحوث ىذا االضطراب يبلحظ بخاصة عند األطفال وبالتالي فإن أكل كل ىذه المواد قد‬

‫يؤدي إلى ظيور اضطرابات عضوية و خيمة ومعيقة لمفرد وحسب نفس ىذه الدراسات فإن ىذا‬

‫االضطراب يعتبر نادر و يشخص في الكثير من األحيان لدى األطفال المصابين بإعاقة ذىنية و قصور‬

‫معرفي أو اضطراب طيف التوحد حيث ان ىذا االضطراب قد يظير ما بين ‪ 12‬و ‪ 24‬شير ليختفي‬

‫وحده بدون تدخل خاص أو عبلج‪ .‬وفي بعض األحيان قد يتطور بطريقة معيقة لمحياة النفسية و في‬

‫العبلقات الخارجية ما يجعمو يتخذ طابع مرضي‪ .)Dumas, 2013( .‬فالمختص النفسي لديو مسؤولية‬

‫ىامة في متابعة تطور االضطراب و تأثيره عمى نمو الطفل‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪19‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .3‬االضطرابات الجنسية‪:‬‬

‫إن فكرة النمو الجنسي جد ىامة في عصرنا ىذا إال أنيا كانت ولمدة طويمة غير مأخوذا بيا ألن‬

‫تصورت ثقافية و اجتماعية مييمنة عمى الطابع الفردي و مصحوبة‬


‫ا‬ ‫الفكر العام آنذاك كان يستند عمى‬

‫بصورة مثالية فيما يخص الطفل‪ .‬فنجد مثبل بأن مصطمح الجنس لم يستخدم في التعبير عن نمو الطفل‬

‫إال بعد ظيور بعض المختصين في الطب الشرعي ليدخموا في الثقافة أىمية االضطرابات الجنسية عند‬

‫األفراد ككل دون اقصاء شريحة االطفال و من بينيم نجد كرافت يبينڨ (‪ )1840-1902‬و اليس ىافموك‬

‫(‪ .)1859-1939‬المذان استخدما في مقاربتيما الطب الشرعي كوسيمة عممية تسمح بفيم التركيب‬

‫الخاص بالجسم و المشاكل التي قد تكون مصحوبة بو )‪ .(Leheuzy, 2008‬ليأتي بعد ذلك فرويد‬

‫ويضع قواعد و تعريفات جديدة ليذا المصطمح بعيدا عن الجانب الفسيولوجي لمجنس وبعيدا عن الفكر‬

‫الثقافي والديني السائد في المجتمع آنذاك والذي كان يمنع وال يسمح في آن واحد بوجود ىذه الفكرة وعدم‬

‫تقبل وجود ىذا النوع من السموك‪ .‬وعميو فإن فرويد أعطى أىمية لمعبلقة و اإلطار النفس وجداني الخاص‬

‫والعرض الجنسي في كتابة ثالث دراسات حول الجنس(‪ .)1905‬فالجياز النفسي حسبو ينظم حول الطاقة‬

‫الميبيدية التي تعتبر الركيزة االساسية في النمو النفس وجداني‪ ،‬مفرقا بين فكرتي الجنس من الجية‬

‫الفسيولوجية والجنس من الجية الرمزية‪ ،‬فمصطمح الجنس يمعب دو ار ىاما في نمو الطفل والمراىق ألنو‬

‫يمثل حسبو‪ » :‬عممية دينامية‪ ،‬تنظم النفس‪ ،‬الشخصية‪ ،‬والعبلقة مع اآلخر« )‪.(Freud, 1905‬وبالتالي‬

‫فإن عمم النفس التحميمي أعطا إطا ار نظريا ىاما ليذه الفكرة معتب ار أن الطفل يمر عبر مراحل مختمفة‬

‫تخص الجسد والموضوع مثل‪ :‬المرحمة الجنسية الشرجية‪ ،‬القضيبية‪ ،‬عقدة أوديب ومرحمة الكمون‬

‫ووالمراىقة أين يكون ىناك شحن خاص بالطاقة الميبيدية والنزوات المختمفة واإلثارة الجسدية‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪20‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫والنمو يصبح مكتمبل إذا توصل الفرد إلى تحويل كل تمك الشحنات لخدمتو مع التوصل والقدرة عمى‬

‫المرور من االشباع الفردي والخاص إلى القدرة عمى التفاعل مع اآلخر و النمو السميم‪ .‬لكن المختص‬

‫النفسي عميو التعرف المعمق و الدقيق لمنمو و األخد بعين االعتبار االختبلف مابين األفراد‪ .‬ألن النمو‬

‫النفسي قد يكون مصحوبا بالعديد من الصدمات التي قد تؤثر عمى الحياة النفسية عبر الحياة ككل و قد‬

‫تكون في ىذا السياق نقاط تثبيت قد تمعب دو ار مختمفا مستقببل‪ .‬فالنمو النفس جنسي ىو عبارة عن أزمة‬

‫نرجسية تخص التساؤالت القمقة حول الذات الجسم‪ ،‬الجنس‪...‬الخ‪ .‬وىذا ما يجعل مرحمة المراىقة مرحمة‬

‫ميمة و األخيرة ألنيا تسمح بمعالجة النزاع األوديبي الخاص بالتنظيم النفسي(‪.)Bergeret, 2012‬‬

‫فالطفل حتى سن المراىقة في بحث دائم عن ىويتو الجنسية ولديو تساؤالت وأوىام تخص عبلقتو مع‬

‫الموضوع ما يثير فكرة الصراع بين اليو ونزواتو الجنسية واألنا األعمى الذي يعمل عمى منع تمك العممية‪،‬‬

‫فالفكر الثقافي الخاص بالفضاء العائمي واالجتماعي يمعب دو ار ميما في فيم االستجابات الخاصة‬

‫بالنزوات الجنسية التي تختمف وتؤثر عمى شخصية الفرد عمى ىويتو وعمى تنظيمو النرجسي‪.‬‬

‫وفقا لبعض الدراسات‪ ،‬يمكن العثور عمى ىذا االضطراب لدى عامة الناس من ‪ 2‬إلى ‪ ٪4‬لدى الذكور و‬

‫‪ 5‬إلى ‪ ٪10‬لدى الفتيات بين ‪ 4‬و ‪ 18‬سنة من العمر و الذين يتصرفون "من وقت آلخر" كما لو كانوا‬

‫من الجنس اآلخر‪ .‬حسب دراسات أوروبية ‪ 5‬إلى ‪ ٪13‬من المراىقين و ‪ 20‬إلى ‪ ٪26‬من الفتيات‬

‫المراىقات يبلحظون في بعض األحيان أنيم يستخدمون سموكيات تخص الجنس اآلخر‪ .‬وتنقل نسبة ‪2‬‬

‫إلى ‪ ٪5‬من المراىقين و ‪ 15‬إلى ‪ ٪16‬من الفتيات المراىقات إن لديين رغبة "في بعض األحيان أن‬

‫يكونوا من الجنس اآلخر )‪. (Le heuzey, 2013‬‬

‫حاليا‪ ،‬معايير التشخيص المستخدمة من قبل ‪ DSM‬تحت مصطمح اضطراب اليوية الجنسية‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪21‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ (dysphorie de genre),‬ىي كما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬تقمص مكثف مع وجود انجذاب غير عادي لبلنتماء لمجنس اآلخر‪.‬‬

‫يبلحظ االضطراب عند األطفال ‪ ،‬حسب أربعة (أو أكثر) من المعايير التالية‪:‬‬

‫ار عن الرغبة في االنتماء إلى الجنس اآلخر أو التأكيد عمى أنو ينتمي إليو‪.‬‬
‫‪ -‬التعبير مرًا‬

‫‪ -‬الذكور يفضمون ‪ ،‬مبلبس النساء أو أدوات خاصة لتقميد اإلناث ؛ أما الفتيات فتصررن عمى‬

‫ارتداء مبلبس الرجال‪.‬‬

‫‪ -‬التفضيل الممحوظ والمستمر لؤلدوار التي تنتمي إلى الجنس اآلخر ‪ ،‬وىو عنصر يمكن مبلحظتو‬

‫أثناء األلعاب ‪ ،‬حيث يتظاىر الطفل أو يتخيل باستمرار أنو ينتمي إلى الجنس اآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬الرغبة الشديدة في المشاركة في األلعاب واليوايات المعتادة من الجنس اآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬تفضيل ممحوظ لزمبلئو من الجنس اآلخر‪.‬‬

‫بالنسبة لممراىقين‪ ،‬يظير االضطراب نفسو في التعبير عن رغبة االنتماء إلى الجنس اآلخر‬

‫‪ -‬مع التبني المتكرر لمسموكيات التي يتظاىر فييا المراىق بأنو من الجنس اآلخر‬

‫‪ -‬مع الرغبة في العيش و أن يعامل عمى أنو من الجنس اآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬االعتقاد بأن لديو أو لدييا مشاعر وردود فعل نموذجية من الجنس اآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬شعور دائم بعدم االرتياح فيما يتعمق جنسو و الشعور بعدم االرتياح فيما يتعمق بيويتو الجنسية‪.‬‬

‫من الميم أن يميز المختص بين مجموعتين حسب التصنيف العمري ‪:‬‬

‫‪ -‬أولئك الذين بدأ اضطراب اليوية الجنسية عندىم في مرحمة الطفولة وىم في غالب األحيان‬

‫يعرضون جدول إكمينيكي أقل أىمية‪.‬‬


‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫تعقيدا‬
‫ً‬ ‫‪ -‬وأولئك الذين يظير اضطرابيم في مرحمة المراىقة‪ .‬أين يصبح الجدول اإلكمينيكي أكثر‬

‫جراء التغييرات الذي يثيره سن المراىقة ‪ ،‬مع وجود سياق مرضي والترفستيسم )‪.(APA, 2013‬‬

‫عمى ىذا النحو ‪ ،‬من الميم أن نأخذ بعين االعتبار أن المراىقة ىي الوقت المناسب إلرباك اليوية‬

‫النفسية و ذلك بالنظر إلى البناء و التنظيم الذي يعتمده المراىق في مواجية التطورات التي يعيشيا أثناء‬

‫تمك المرحمة ‪ :‬التقرب من سموكيات الفصامي ‪ ،‬اضطراب في المزاج (اليوس أو االكتئاب الوىمي)‬

‫)‪ .(Bergeret, 2012‬أو قد نجد في بعض األحيان ضرر ناتج عن اعتداء جنسي قد ال يصرح بو أو‬

‫مسكوت عنو الن ىذا النوع من االعتداءات ال يزال من الطبوىات االجتماعية المضرة لمحياة النفسية و‬

‫التي قد تفقد الفرد قدرتو عمى استخدام الميكانيزمات المناسبة و المرونة الفعالة لممرور من المراىقة بدون‬

‫إشكال‪ .‬ومن بين االضطرابات المعروفة والتي نجدىا من سن الطفولة إلى الرشد مصنفة بوضوح في ال‬

‫‪ .CIM10‬ىناك العديد من االضطرابات المعروفة في المغة العامة و لكنيا تعتبر جد ىامة لما تثيره من‬

‫تعقيدات في بناء اليوية الجنسية‪.‬‬

‫‪ .1.3‬التمصص‪Voyeurisme :‬‬

‫وىو يخص الطفل الذي يتمصص عمى اآلخر في حال العبلقات الجنسية‪ ،‬مع بحث مستمر و غير‬

‫متحكم فيو لرؤية جسم اآلخر بطريقة مرضية‪ ،‬أين يصبح الطفل ال يتحكم في نزواتو باحثا عبر ىذا‬

‫السموك عن إشباع النزوات الجنسية دون إنشاء عبلقة مع اآلخر‪ .‬المراىق والطفل يعيش فائض يجعل‬

‫االقتصاد النفسي في حالة خمل ألنو ال يجد مرونة نفسية مناسبة أو إشباع بديل يسمح لو أن يتحكم في‬

‫ىذا السموك مع عدم التوصل إلى إكتساب قدرات جديدة تسمح لو بتجاوز تمك النزوات التي قد تصبح‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪23‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫مرىقة و ىوسية فيو يبقا بحاجة دائمة لرؤية جسم اآلخر مع بحث ىام حول ىويتو الجنسية والبناء‬

‫النرجسي‪.‬‬

‫‪ .2.3‬االستعراضية ‪Exhibitionnisme :‬‬

‫في ىذه الحالة الطفل أو المراىق يعمل عمى استعراض أعضائو الجنسية في وجود أفراد قد ال يعرفيم‪،‬‬

‫أو في أماكن عامة‪ .‬فيو بحاجة طاغية لنظرة اآلخر ما يجعل النزوة الجنسية تثير الموضوع وتؤدي‬

‫بالطفل أو المراىق إلى استخدام العضو الجنسي من أجل تيدئة القمق الطاغي‪.‬‬

‫فالجسم في ىذه الحالة يصبح ممك لآلخر والطفل ال يستطيع أن يجد الميكانيزمات المناسبة لتيدئة‬

‫ىذه النزوات فيو بحاجة إلى نظرة اآلخر حتى يمبي رغباتو النرجسية و يثير فضول اآلخر و يجمب نظره‬

‫الن العبلقة في حد ذاتيا تعتبر موضوع ميم لو و لكنيا صعبة المنال‪ .‬ىذا االضطراب يخص في الكثير‬

‫من األحيان الذكور مع امكانية وجود عدوان خاص ضد النساء‪.‬‬

‫‪ .3.3‬الفيتيشية ‪Fétichisme :‬‬

‫ىذا االضطراب يخص البحث عن استخدام مبلبس و ادوات مختمفة لمتوصل إال تمبية النزوات‬

‫الجنسية مثبل ‪ :‬نوع من المباس أو مواد خاصة و ذلك إلشباع النزوة‪.‬‬

‫‪ .4.3‬التمبس‪Le travestisme :‬‬

‫ىو استخدام لباس الجنس اآلخر إلشباع النزوة الجنسية وبناء صورة خاصة و ذلك عبر التوىم بالقدرة‬

‫عمى التوصل إلى إنشاء عبلقات جنسية ممنوعة عند الطفل والمراىق(‪.)CIM10‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪24‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫نظ اًر لحساسية ىذا المجال فإن التقييم صعب لمغاية وال يمكن إجراؤه إال من قبل مينيين مدربين‪ .‬يمكن‬

‫لممختص استخدام المبلحظة اإلكمينيكية لمطفل وحده مع والديو أو مع مجموعة األقران‪ .‬يجب عمى‬

‫المختص ان يتحمى بنوع من الحنكة في متابعة ىذا االضطراب و المغة المستخدمة من طرف الوالدين‬

‫لمتعبير عنو‪ .‬ففي الكثير من األحيان المخاوف قد تكون جراء اعتقادات خاطئة تجعل العائمة في حيرة من‬

‫السموك المعتمد و ذلك بخاصة في زمننا ىذا اين المرئيات طغت عمى المحيط األسري و التساؤالت عن‬

‫الحياة الوجدانية لؤلبناء أخذت مكانة ميمة في حياة الجميع‪ .‬فمسؤولية المختص تتطمب منو النظر و بدقة‬

‫محكمة في ثقافة العائمة لفيم سيرورة تمك التساؤالت حول اليوية الجنسية‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪25‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .4‬اضطرابات النوم‬

‫ككل سموك يخص نمو الطفل والمراىق فإن أي اضطراب يتطمب من المختص التعمق في‬

‫خصوصياتو وفيم االنشغاالت التي يطرحيا داخل المحيط فمثبل اضطراب النوم الذي يعتبر بطبيعة الحال‬

‫مختمف من فرد إلى أخر يخص نوعية االضطراب في حد ذاتو‪ ،‬قوتو‪ ،‬االضطرابات المصحوبة بو سن‬

‫الطفل وطبيعة نموه )‪ (Gesell, 2015‬فكل ىذه النقاط جد ميمة ألنيا تسمح بالتعرف الدقيق لتاريخ‬

‫االضطراب فالرضيع مثبل ينام حوالي ‪ 16‬إلى ‪ 17‬ساعة في اليوم ولكن ىذا القدر من النوم ينخفض‬

‫بطريقة تدريجية مع وجود فروقات فردية‪ ،‬وبالتالي يجب عمى المختص التعرف عمى المراحل الخاصة‬

‫بالدخول في النوم والتي تقسم إلى مرحمتين كبيرتين ىما ‪:‬‬

‫‪ ‬النوم األولي‪Sommeil paradoxale (SP) :‬‬

‫في ىذه المرحمة نبلحظ سرعة في حركة العينين مع تراخي أعضاء الجسم وىذه العممية تبدأ عند‬

‫الطفل عند بموغو العامين‪.‬‬

‫‪ ‬المرحمة الثانية‪:‬‬

‫تقسم ىذه المرحمة إلى ‪ 4‬فئات فرعية تمر من النوم الخفيف إلى النوم الجد العميق‪.‬‬

‫فالتطور التكنولوجي يسمح اآلن بمبلحظة ىذه المراحل وما يحدث خبلل النوم عند الفرد فمثبل نجد‬

‫الفحص الكيربائي لرسم المخ أو الدماغ )‪ (L’électroencéphalogramme‬الذي يسمح بدراسة‬

‫اضطرابات النوم الخاصة بكل مرحمة يمر بيا الفرد عند النوم)‪.(CENAS, 2014‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪26‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .1.4‬الحمم‪ ،‬الخوف والنوم‬

‫إن النوم والحمم لدييم مكانة جد ىامة في النظرية التحميمية ففرويد يعتبر بأن الحمم ىو "إنجاز‬

‫رغبة تخيمية الشعورية" (‪ ،)Freud, 1900‬وبالتالي فإن القصة الخاصة بالحمم تظير عند الطفل إبتداءا‬

‫من عامين ونصف ولكن ىذا يختمف حسب نضج الطفل وقدراتو عمى التغبير وخبراتو المختمفة‪ .‬فالطفل‬

‫كي ينام بحاجة في محيطو إلى موضوع الحماية والذي يخص نوعية عبلقاتو مثل ‪ :‬األم في البداية أو‬

‫الموضوع االنتقالي مستقببل وذلك حتى يستطيع أن يتقبل النكوص واستثمار القوة الميبيدية وذلك بدون‬

‫عدوان )‪.(Soulé, 1974‬‬

‫فظيور الخوف يعتبر أيضا مرحمة جد ىامة وعادية في حياة الطفل ألنيا تعبر عن نمو التخيل عنده‬

‫وفيمو لمعالم الخارجي‪ .‬فعبر الزمن وفي فضائو الطفل يحتك بأشياء جديدة تأتي لتقوي خوفو‪ ،‬مثل ‪:‬‬

‫الفراق مع األم‪ ،‬خوفو من الحيوانات‪ ،‬الميل‪ ،‬الوحوش‪...‬إلخ‪ .‬وىناك أيضا أدوات جديدة تمعب دو ار ىاما أال‬

‫وىي التمفاز والموحات اإللكترونية التي تفسح مجاال أكبر لرؤية أشياء أخطر وأكثر تأثي ار مثل ‪ :‬الدم‪،‬‬

‫الموت‪ ،‬الحرب‪...‬إلخ )‪.(Tisseron, 2013‬‬

‫فكل ىذه المواضيع تعمل عمى تقوية إحساس الطفل بالخوف ليمر بعد ذلك إال مرحمة المراىقة‬

‫ويصبح الخوف يتمحور عند ‪ 12‬و ‪ 13‬سنة حول الجسم‪ ،‬الفروق مع اآلخرين‪ ،‬العبلقة مع الجماعة‪،‬‬

‫األصدقاء المستقبل‪...‬إلخ ‪.‬فالتعرف عمى العالم ينيي حسب سن الطفل والمراىق‪ ،‬تجربتو ونوعية أحبلمو‬

‫التي تصبح متنوعة ومختمفة‪ :‬حمم تحقيق الرغبة‪ ،‬حمم إعادة الصور القديمة(جيدة أو سيئة)‪ ،‬الحمم العقاب‬

‫الحمم القمق‪...‬إلخ‪ .‬ومع النضج معنى النوم تتطور ما يسمح بتوضيح جزئي لبلضطرابات باختبلفيا‬

‫(‪.) Gauthier, 2007‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪27‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .2.4‬األرق‪L’insomnie :‬‬

‫األرق يظير عبر شكايات الفرد عن عدم قدرتو أو صعوبة النوم ليبل‪ ،‬ففي الصغر األولياء ىم المذين‬

‫يشتكون من عدم قدرة الرضيع عمى النوم والتي تصبح موضوع قمق عام وتطرح عدة تساؤالت حول‬

‫وضعو وىي تتطور وتختمف بنمو الطفل إلى المراىقة‪ .‬وعميو فإنو من الضروري االىتمام بالفترة الزمنية‬

‫الخاصة بيذا االضطراب وكيف يحدث فيو يخص حسب العبلقة و موضوع التعمق في حد ذاتو مع‬

‫نوعية االستجابة الخاصة بيذا االضطراب )‪(Breil, Rosenblum & Le Nestour, 2010‬‬

‫فالتصنيف الفرنسي يعتبر بأن األرق يخص ‪:‬‬

‫األطفال القمقين الذين ال يستطيعون النوم خوفا من أي صوت أو خوفا من الفراق مع وجود‬ ‫‪-‬‬

‫إجابات غير سوية عند الوالدين‪.‬‬

‫‪ -‬النيوض ليبل جراء الكوابيس أو الرعب الميمي‪.‬‬

‫‪ -‬أرق آخر الميل مع عدم القدرة عمى العودة إال النوم‪.‬‬

‫و بالتالي فإنو يجب وضع آليات مبلحظة إذا كان االضطراب يحدث ثبلثة مرات في األسبوع ولمدة‬

‫تتجاوز الثبلثة أسابيع حتى يتسنى لممختص التدخل )‪ . (CFTMEA, 2012‬واألرق يقسم إلى أنواع‪:‬‬

‫‪ .1.2.4‬األرق اإلنتقالي‪:‬‬

‫يحدث عدة أيام وىو طبيعي ال يؤثر عمى الفضاء وىو يخص ‪%25‬من األطفال ذوي الثبلثة سنوات‬

‫و ‪%10‬من األطفال ذوي ‪ 5‬سنوات‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪28‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .2.2.4‬األرق المزمن‪:‬‬

‫قد يكون لو أسباب ثانوية تخص المحيط(الضجة) شرب مواد مثيرة مثل( القيوة) أو دواء‪...‬إلخ‪ .‬وقد‬

‫يحدث جراء خوف الفراق مع موضوع الحماية‪ .‬وبالتالي فيذا النوع من األرق قد يكون أولي لديو أسباب‬

‫تخص وقت محدد من حياة الطفل والتي تؤثر عميو مثل ‪ :‬الموت أو العبلج في المستشفى أين يبلحظ‬

‫بأن الطفل لديو عجز كبير في النوم مع كثرة الشكاوي في تمك الفترة المحدودة‪ .‬وقد يحدث األرق جراء‬

‫أزمة المراىقة والتغيرات الفسيولوجية‪...‬الخ التي يمر بيا المراىق في تمك الفترة و التي تعتبر في الكثير‬

‫من األحيان عادية‪.‬ىذا االضطراب يحدث في الكثير من األحيان في المرحمة الخاصة ببداية التمدرس‬

‫)‪.(Putois & Franco, 2013‬‬

‫‪ .3.4‬الرعب الميمي‪:‬‬

‫وىو يظير بعد ساعة أو ثبلثة ساعات من النوم وىو يحدث عبر يقظة مفاجئة وعنيفة مصحوبة‬

‫ببكاء أو صراخ فالطفل نجده في حالة خوف شديد عيناه مفتوحتان وىو ال يستطيع في ىذه الفترة التعرف‬

‫عمى والديو وال يسمح ليم بمساعدتو‪ .‬الطفل ال يستطيع أن يتذكر شيئا من الحادثة في يوم الغد ىذا‬

‫االضطراب قد يختفي وحده عند الثبلثة وأربع سنوات ولكنو قد يستمر عند البعض حتى سن المراىقة ما‬

‫يتطمب التعمق في أسبابو وركائزه التي تخص الشخصية في حد ذاتيا‪ .‬ألن الطفل قد يجد صعوبات في‬

‫بناء سوي لمميكانيزمات الدفاعية كما يشير إلييا ىوزال ‪ ،‬وىي تخص صعوبات في تخطي الصراعات‬

‫األوديبية حسبو (‪.)Houzel, 2003‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪29‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .4.4‬الكوابيس‪Cauchemars :‬‬

‫و ىي تحدث بكثرة عند األطفال مابين ‪ 2‬و ‪ 6‬سنوات ما يجعميا تخمق نوع من الخوف و التوتر‬

‫وىو يحدث بخاصة في بداية النوم )‪ (APA, 2013‬وقد يبلحظ إبتداءا من العامين الطفل يصرخ‪ ،‬يبكي‪،‬‬

‫يتحرك بكثرة أثناء النوم دون اإلستيقاض‪ ،‬وىذا االضطراب يعتبر طبيعي خاصة إذا حدث بعد صدمة‬

‫فحسب ىوزال )‪ (1995‬الطفل في ىذه المرحمة يصبح شاىد عمى التنظيم الخاص بالجياز النفسي ألنو‬

‫يستطيع أن يتذكر ويقص الحمم في حد ذاتو‪ ،‬ولكن حدوثو بطريقة مستمرة ولمدة طويمة قد يخص تنظيم‬

‫عصابي أو في بعض األحيان دىاني ما يتطمب من المختص التحقق منو لمعرفة تركيبو و خصوصيات‬

‫نشأة ىذا االضطراب‪.‬‬

‫‪ .5.4‬المشي أثناء النوم‪Somnambulisme :‬‬

‫ىذا االضطراب يحدث في غالب األحيان عند الذكور ما بين ‪ 5‬و‪ 12‬سنة‪ ،‬وقد يختفي قبل المراىقة‪،‬‬

‫وىو يحدث باألخص عند األطفال الذين لدييم سوابق في المحيط العائمي ما يتطمب من المختص التطرق‬

‫إلى التاريخ الخاص بالعميل لمتأكد من ىذه النقطة‪.‬‬

‫فالمشي يحدث في النصف األول من الميل أين ينيض الطفل من مكانو وقد يقوم بنفس العممية كل‬

‫ليمة بعد ‪ 15‬أو ‪ 30‬دقيقة الطفل يعود لمنوم‪ ،‬وقد يكون المشي مصحوبا بمظاىر رعب وفزع كبيرين ما‬

‫يجعل الطفل أو المراىق جد عنيف إن أردنا إمساكو أو لمسو و تيدئتو‪ ،‬وتطور ىذا االضطراب أو ظيوره‬

‫ثبلثة مرات في األسبوع لمدة زمنية طويمة قد يطرح تساؤالت حول قدرة الفرد عمى التعقيل و تحويل‬

‫الطاقات الغريزية إلى طاقات حركية( ‪)Houzel, 2003‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪30‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫االضطرابات البنيوية عند الطفل‬

‫والمراهق‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪31‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫كما تطرقنا إليو في اضطرابات النمو فإن الطفل يعتبر فرد في نمو مستمر إما بطريقة سميمة أو‬

‫معقدة فالتعرف عمى االضطراب وفيم التنظيم البنيوي الذي يسخره يعتبر شيء صعب ألن البنية قد تكون‬

‫أنشأت تنظيما مرضيا عند الطفل وىذا يعتبر شيء نادر أو ال تزال تتركب حتى سن المراىقة وعميو فعمى‬

‫المختص االىتمام في ىذه الحالة بمدى قدرة الطفل عمى التعقيل و التوصل إال إيجاد توازن نفسي‪ .‬فيذه‬

‫العممية تعتبر ىامة ألنيا تساىم في تخفيف الحافز الذي قد يأتي من الداخل أو الخارج وذلك بإعطاء‬

‫قدرات نفس اقتصادية لمطفل تسمح لو بالتنبؤ أو تغيير مختمف النزوات بالتحكم فييا عند ظيورىا أو‬

‫اختفائيا باستخدام الميكانيزمات المناسبة وعميو فعمى المختص التطمع عبر المقابمة اإلكمينيكية عمى النقاط‬

‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التنظيم الموجود عند الطفل سويا كان أو مرضيا و ذلك يتطمب منو فيم العبلقة مع الموضوع‪،‬‬

‫النمو النرجسي‪ ،‬فترة المعارضة) بناء الموضوع الشرجي بين الحب والكراىية والفراق)‪ ،‬عقدة‬

‫أوديب‪ ،‬والدخول إلى المراىقة التي تعيد جذب القمق األولي والتحديات األوديبية الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬قوة أو صبلبة نقاط التثبيت‪ ،‬وقدرة الطفل عمى النكوص مثبل‪ :‬عند الذىاب إلى النوم‪.‬‬

‫‪ -‬درجة التفريق بين النسق الخاص باالستيقاظ النوم والحمم (‪.)Bergeret, 2012‬‬

‫كل ىذه النقاط تعتبر ركيزة لممختص النفسي ألنيا تسمح لو بالتطمع عمى التاريخ النفسي لمعميل‬

‫وتجمع بين مواضيع مختمفة ومتفرقة ليا دور جد ىام في تركيب الجياز النفسي والتنظيم البنيوي الذي‬

‫يعتبر ركيزة ىامة في فيم تطور ىذا االضطراب والبنية التي أنشأت عند كل طفل ومراىق‪ .‬فيذه النقاط‬

‫تعمل عبر المبلحظة والمقاببلت اإلكمينيكية )‪(Pedinielli & Fernandez, 2015‬عمى إعطاء نقاط‬

‫داللية عمى التفريق بين ما ىو سوي وما ىو مرضي لمتوصل إلى تشخيص حقيقي و موضوعي بالنضر‬

‫إلى التصنيفات باختبلفيا‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪32‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .1‬الخوف عند الطفل والمراهق ‪:‬‬

‫إن الخوف عند الطفل والمراىق يعتبران نقطة جد ميمة ألنو يؤثر عمى حياتو النفسية وعمى بناء‬

‫العبلقات مع العالم الخارجي‪ ،‬وعميو فإن الخوف عند ىذه الفئة يدرس بطريقة شاممة وال يج أز كما ىو‬

‫الحال عند الراشد ألن الطفل قد يتعرض إلى إضطرابين أو أكثر في نفس الوقت وىذه العممية تخص‬

‫قدراتو النفسية عمى تجنب المخاوف و إيجاد طرق جديدة لمواجيتيا‪ .‬وبالتالي فإن التشخيص يحدث‬

‫بين ‪ 6‬و ‪ 16‬سنة‪ ،‬وىو يخص مبلحظة الخوف الذي قد يكون عاديا ألنو يختفي مع نمو الطفل‬

‫والخوف المستمر الذي يحمل إحساس جد حاد بالخوف وىو ال يتناسب مع عمر الفرد مصحوب بقمق‬

‫حاد مع انشغالو باآلخر وتغير في السموك )‪ (Denis, 2017‬وعميو فإن ىذا االضطراب يقسم‬

‫إكمينيكيا و حسب العديد من التصنيفات)‪ (DSM, CIM‬إلى‪:‬‬

‫‪ .2.1‬خوف الفراق‪:‬‬

‫ىذا االضطراب يحدث في الغالب بين ‪ 7‬و ‪ 9‬سنوات وىو ال يتماشى مع عمر الطفل الذي ينتابو‬

‫إحساس كبير بالخوف من أن يحدث لو أو لموضوع التعمق(الوالدين) شيء رىيب عند الفراق وبالتالي فيو‬

‫يبحث بكل السبل تفادي الفراق وىو يأتي مصحوبا بما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬كوابيس تخص الفراق ( أو أحبلم)‪.‬‬

‫‪ -‬عدم قبول حالة الفراق في حد ذاتيا‪ :‬النوم في بيت أخر أو الذىاب إلى المدرسة‪.‬‬

‫‪ -‬الخوف من نتائج الفراق‪ :‬موت أو سرقة‪.‬‬

‫‪ -‬ظيور أثار عضوية عند حدوث الفراق ( تقيء‪ ،‬أوجاع عضوية‪...‬إلخ)‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪33‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .2.1‬اضطراب الخوف الشامل‪:‬‬

‫يخض ىذا االضطراب الطفل الذي يخاف من كل شيء وعمى كل شيء وىذا قد يتجاوز مدة ستة أشير‬

‫مع الخوف من أن شيء سمبي قد يحدث‪ ،‬وىو قد يبني بالشكل اإلكمينيكي التالي‪:‬‬

‫‪ -‬تفادي العمميات االجتماعية ( العبلقة مع اآلخر)‪.‬‬

‫‪ -‬الخوف من النقد السمبي من طرف اآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬عدد قميل من األصدقاء‪.‬‬

‫‪ -‬اىتمام جد ىام بالنفس مع المحافظة عمى الشكل(‪.)APA, 2013‬‬

‫‪ .3.1‬الخوف االجتماعي‪:‬‬

‫يمر ىذا االضطراب عبر خوف مبالغ فيو يخص وضع معين يتمحور عند الطفل أو المراىق بالخوف من‬

‫أن يكون سخيفا في نظرة اآلخر مع احمرار الوجو وىو يحمل نفس الشكل اإلكمينيكي لمخوف الشامل‪.‬‬

‫‪ .4.1‬الفوبيا الخاصة ‪:‬‬

‫يتمركز ىذا االضطراب حول خوف شديد يجعل العميل يبحث جاىدا عمى تجنب حاالت أو أشياء ألنيا‬

‫قد تؤدي بو إلى معاناة كبيرة وىي تخص‪:‬‬

‫‪ -‬الخوف من الحيوانات( كبلب ‪،‬قطط‪،‬بعوضات‪...‬الخ)‪.‬‬

‫‪ -‬الخوف من الميل‪.‬‬

‫‪ -‬الخوف من األصوات القوية مثبل أثناء عاصفة أو الريح‪.‬الخوف من الميرج أو المبلبس‬

‫الغير عادية‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪34‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ -‬الخوف من الدم‪ ،‬المرض‪ ،‬الحقن‪.‬‬

‫‪ .5.1‬الصمت اإلنتقائى‪:‬‬

‫يحدث ىذا االضطراب عند سن التمدرس أين الطفل ال يستطيع أن يتكمم في بعض الحاالت االجتماعية‬

‫في حين انو يتكمم عاديا في المنزل‪ ،‬والطفل في ىذه الحالة قد يبحث عبر خوفو التحكم في اآلخر عبر‬

‫ىذا االضطراب ما يتطمب التعمق في شكمو و تركيبو‪.‬‬

‫‪ .6.1‬اضطراب الفزع ‪:‬‬

‫يحدث ىذا االضطراب بفعل دخول المراىق في السن الرشد وىو يخص تجربة أو خوف شديد مصحوب‬

‫بفزع مع وجود أعراض سيكوسوماتية تخص الخوف من الموت وأن يصبح الفرد مجنونا‪.‬‬

‫‪ .7.1‬حالة قمق بعد الصدمة‪:‬‬

‫يعتبر ال‪ DSM5‬أن ىذا االضطراب يحمل نفس الشكل اإلكمينيكي عند الطفل الراشد ولكن األعراض قد‬

‫تكون أشد حدة عند الطفل مع حدوث تغير كبير في سموكو‪،‬وقد يعيش ىذا األخير الصدمة من خبلل‬

‫كوابيس أو تذكر بعض الصور السريعة التى تخص الصدمة في حد ذاتيا مثال ‪ :‬حريق أو حرب ذكريات‬

‫جدا وقد يسترجعيا ال إراديا و في الحاالت األشد قسوة‬


‫عاطفيا ً‬
‫ً‬ ‫حدث الصدمة يمكن أن تصبح مشحونة‬

‫الطفل يمكنو استثارة الحدث كما لو كان يعيشو في الوقت الحاضر‪ .‬و بالتالي فالمختص عميو األخذ بعين‬

‫االعتبار التمثيل الخاص بالصدمة التي تختمف من فرد إلى أخر)‪.(Cyrulnik, 2001‬‬

‫ما يتطمب من المختص مبلحظة مدة المعاناة من مختمف األعراض مثل أرق النوم أو الكوابيس الخوف‬

‫من الميل‪...‬الخ‪ .‬فإذا مر شير منذ ظيور االضطراب مع زيادة المعاناة النفسية و إعادة بناء الصدمة عند‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪35‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫المعب وبطريقة مستمرة ( ‪ )APA, 2013‬فيذا يتطمب تدخل المختص و وضع العبلج المناسب حسب‬

‫حالة الطفل‪.‬‬

‫‪ .8.1‬الرفض المدرسي المصحوب بالخوف‪:‬‬

‫تشمل الطفل الذي ال يستطيع الذىاب إلى المدرسة مع ظيور خوف شديد يتمحور بخاصة حول ىذا‬

‫الموضوع‪ ،‬وىذا االضطراب ليس مصنفا بعد في ‪ DSM5‬أو غيره من التصنيفات ولكنو يحمل شكل‬

‫إكمينيكي مرافق بالخوف من الفراق عند الطفل والخوف االجتماعي عند المراىق و ىذا حسب ما تشير‬

‫إليو عدد من الدراسات التي تدق ناقوس الخطر يوما بعد يوم عند ىذه الفئة و بخاصة المعاناة النفسية‬

‫المصاحبة ليذا االضطراب )‪. (Bui & al, 2012‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪36‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .2‬الوسواس عند الطفل والمراهق ‪:‬‬

‫كان المختصون في السنوات الماضية يعتبرون بأن الطفل أو المراىق ال يمثمون شريحة كبيرة من‬

‫بين المصابين باضطراب الوسواس ‪،‬إال أن الكثير من البحوث الجديدة أثبتت بأن وجية النظر ىذه قد‬

‫ىمشت الكثير من األفراد المصابين بيذا االضطراب لحد أن التشخيص لم يكن جيدا ما جعل الكثير من‬

‫األطفال والمراىقين يعانون من الوسواس دون ان يكون ىناك عبلج‪.‬‬

‫فمثبل الواليات المتحدة كانت تعتبر بأن الوسواس في ىذه الشريحة كان يمثل في السبعينات حوالي ‪0.1‬‬

‫‪%‬في حين أن الدراسات الحديثة بينت بأن ىذا االضطراب يمس حوالي ‪ %2‬إلى ‪ %3‬من األفراد األقل‬

‫من ‪ 18‬سنة)‪ . (Alvarenga & al, 2012‬وعميو فعمى المختص االجتياد حتى يتسنى لو تشخيص‬

‫االضطراب الذي يستطيع تشخيصو مبك ار فحسب المختصين الوسواس يوجد بكثرة عند الذكور في سن‬

‫الطفولة (‪ ،)12- 7‬وىو أكثر انتشا ار عند الفتيات قبل المراىقة حتى ‪ 21‬سنة (‪.)APA, 2013‬‬

‫‪ ‬ماهية الوسواس عند الطفل و المراهق‪:‬‬

‫يعتبر الوسواس اضطراب عصبي نفسي يتمثل في ظيور وسواس ودافع ال يقاوم يغزى سموك‬

‫الطفل والمراىق ويؤدي إلى معاناة كبيرة مع التأثير سمبا عمى حياتو وعمى محيطو وعائمتو ( ‪APA,‬‬

‫‪ .)2000‬فاكسمر )‪ (1974‬يعتبر بأن الوسواس مرض يخص النمو ويظير قبل ‪ 18‬سنة عمى المختص‬

‫تشخيصو ومعالجتو مبك ار حتى ال يتطور ويصبح أعقد في السن الراشد‪ .‬وبالتالي فالوسواس يخص أفكار‪،‬‬

‫صور‪ ،‬مخاوف‪ ،‬وقمق حاد‪،‬وانشغال مشوه يغزى المعرفة و يتحكم في السموك المرافق‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪37‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫وىو يأتي مصحوب بواقع ال يستطيع الفرد مقاومتو مستخدما سموك أو أعمال يكررىا بكثرة‬

‫واليدف ىو التوصل إلى تجاىل ىذه األفكار أو التخفيض من المعاناة والخوف الذي ينشأ جراء الفكر‬

‫الوسواسي)‪.(APA, 2000‬‬

‫وعميو فإن الدراسات الحديثة أثبتت أيضا بأن أكثر األطفال والمراىقين المصابين بالوسواس لدييم‬

‫اضطرابات أخرى في نفس الوقت مثل ‪ :‬اضطرابات تشتت االنتباه وفرط النشاط (‪ )TDA/H‬مما يجعل‬

‫الوسواس عند ىذه الفئة يأخذ عدة أشكال إكمينيكية موجودة حاليا في تصنيف ال‪.DSM‬‬

‫‪ .1.2‬الوسواس الخاص بالعنف ‪،‬العدوان ‪،‬والكوارث الطبيعية ‪:‬‬

‫في ىذه الحالة الطفل لديو أفكار وصور مخيفة بإفراط تخص الخوف من اإلصابة أو إصابة األبوين‬

‫مع وجود الخوف من النزوات العدوانية أو عدم القيام ببعض الطقوس مثل التحقق من شيء أو تجنبو‪.‬‬

‫وبالتالي فإن الطقوس أو الدوافع المصحوبة بالوسواس نبين كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬التحقق المتتالي لؤلبواب النافذة ‪...‬الخ‬

‫‪ -‬التحقق من إذا كان قد أصاب نفسو أو اآلخرون‬

‫‪ -‬التحقق أو تجنب األفكار الخاصة بالشتم‪ ،‬العدوانية)‪.(Alvarenga & al, 2012‬‬

‫‪ .2.2‬الوسواس الجنسي والديني‪:‬‬

‫ىنا العميل ينتابو فكر خاص بصور ودوافع جنسية ممنوعة‪ ،‬ويأتي مصحوب بالطقوس التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التحقق من أنو لم يقم بشيء ممنوع(جنسيا و دينيا)‪.‬‬

‫‪ -‬تجنب بعض أفعال األفراد أو أماكن أو طقوس ليا طبيعة جنسية أو دينية‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪38‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ -‬ىو بحاجة إلى إعادة بعض العمميات حتى يتجنب النتائج السمبية‪.‬‬

‫‪ -‬الحاجة إلى أفكار حسنة حتى يبعد األفكار السيئة‪.‬‬

‫‪ -‬الحساب‪ ،‬أو إعادة بعض الجمل أو الدعاء في صمت)‪.(Alvarenga & al, 2012‬‬

‫‪ .3.2‬الوسواس المتماثل‪:‬‬

‫ىنا العميل يحس بقمق وخوف يجعمو يبحث عن التماثل المفرط ما بين األشياء البحث عن الترتيب‬

‫والتطابق‪ ،‬والتوازن وذلك حتى يتفادى الضغط الناجم عن التغيرات المختمفة‪.‬‬

‫وىو يستخدم طقوس تبنى إكمينيكيا عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬تخزين األشياء لعدة مرات حتى تكون متماثمة‪.‬‬

‫‪ -‬حساب األشياء في األرض مثل األجور‪ ،‬الكتب‪ ،‬المسامير‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -‬ترتيب األقبلم أو األوراق‪.‬‬

‫‪ -‬التماثل عند لمس الجانب األيمن وفعل نفس الشيء في الجانب األيسر‬

‫)‪.(Alvarenga & al, 2012‬‬

‫‪ .4.2‬وسواس المرض‪:‬‬

‫العميل المصاب بيذا االضطراب يعيش حالة وسواسية حادة فيما يخص المرض أو اإلصابة بو ‪،‬مع‬

‫وجود خوف كبير من المرض و بالتالي فيو يعيش حالة توتر دائم يؤثر عمى الحياة النفسية من جية و‬

‫عمى المحيط مع زيادة في استخدام األدوية بإفراط‪ .‬وىي تتمحور حول األوساخ‪ ،‬فضبلت الجسم(تبول‪،‬‬

‫تبرز‪ ،‬تقيء)‪ ،‬اإلصابات الخاصة بالطبيعة مثل األشعة‪...‬الخ‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪39‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫وىو يبنى عمى النحو اإلكمينيكي اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬التنظيف المفرط ألعضاء خاصة من الجسم أو أشياء‪.‬‬

‫‪ -‬االستحمام أو التدوش بطريقة متماثمة ال يجب أن تتغير‪.‬‬

‫‪ -‬استخدام أوراق المرحاض بإسراف‪.‬‬

‫وبالتالي فيناك أيضا دافع ال يقاوم يخص إعادة العممية مثبل ‪ :‬التنظيف إذا توقفت قبل االنتياء‪.‬‬

‫الحذر من عدم لمس األشياء‪ ،‬الحيوانات أو أشخاصا خوفا من أن يكونوا مرضى أو مصابون بأي‬

‫عرض)‪.(Alvarenga & al, 2012‬‬

‫‪ .5.2‬وسواس الجمع‪:‬‬

‫العميل ينتابو خوف من رمي األشياء التي يممكيا حتى وان كانت دون أىمية‪ ،‬مع ناعتو بأنو سوف‬

‫يحتاج إلييا يوما ما والمبلحظ عندىم ىو‪:‬‬

‫‪ -‬وجود غرف ممموءة بأشياء قديمة مثل‪ ،‬الجرائد‪ ،‬الفاتورة‪ ،‬األوراق‪...‬إلخ ال جدوا منيا‪.‬‬

‫‪ -‬قد يعمل عمى جمع األشياء أو فضبلت في الشارع أو حتى حاويات النفايات‪.‬‬

‫وبالتالي فإن اضطراب الوسواس يعتبر شرط مرضي التي قد يحمل نوع من االستم اررية مع السموك‬

‫العادي أو السوي وذلك عبر مختمف مراحل النمو(‪.)Evans, 2006‬‬

‫والمختص باستطاعتو استخدام عدة مقاييس ميمة تسمح من جية بتشخيص االضطراب ومن جية‬

‫أخرى التعرف عمى مدى حدتو ومنيا‪:‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪40‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫السنة‬ ‫المؤلف‬ ‫اسم المقياس‬

1989 Leckman et al The Yale Global Tic Severity Scale


(YGTSS)

1997 Schaill et al CHILDREN'S YALE-BROWN


OBSESSIVE COMPULSIVE SCALE
(CY-BOCS)

1999 Calvacoressi et al Family Accommodation Scale-Parent-


Report

(FAS-PR)

2006 Rosario-compos et al The Dimensional Yale-Brown


Obsessive-Compulsive Scale
(DY-BOCS)

.‫ علم النفس المرضي‬3 ‫محاضرات ليسانس‬ 41


‫ بودودة نجم الدين‬.‫د‬
‫‪ .3‬الهستيريا عند الطفل والمراهق‬

‫إن اليستيريا كاضطراب تخص التنظيم العصابي لمشخصية وىي تقسم إلى اليستيريا التحويمية‬

‫التي تطرق إلييا فرويد في أبحاثو أو اليستيريا كأزمة‪ .‬ففي الطفولة قد نجد بعض المصابين بيذا‬

‫االضطراب ولكن العدد يعتبر جد ضعيف وىو يخص في معظم األحيان جنس معين ما قبل العشر‬

‫سنوات‪ ،‬ولكن االختبلف يظير ابتداء من ‪ 12‬سنة‪ ،‬وذلك خاصة عند الفتيات وعند ‪ 15‬سنة األعراض‬

‫اليستيرية تصبح تتشابو وتمك الموجودة عند الراشد( مثل األوجاع العضمية‪ ،‬اضطرابات المشي‪،‬‬

‫اإلعاقات‪...‬إلخ)‪ .‬ففرويد يطرح فرضية أن العميل اليستيري لديو نزوات ليبيدية ىامة وتقابميا أنا لم ينضج‬

‫بعد ‪ ،‬وليس لديو القدرة عمى التحكم أو إيجاد التوازن ما يجعل الجسم ككمو يتحكم فيو االستثمار الميبيدي‬

‫)‪.(Vincent & Lebovici, 2004‬‬

‫في حين لوبوفتشي يعتبر بأن التركيب اليستيري عند الطفل والمراىق يييأ المجال لمعصاب‬

‫اليستيري عند الراشد وىو ينظم بعد مرحمة الخمول معتب ار " بأن اليستيريا حسب شكميا الكبلسيكي ال‬

‫تدمج داخل المرض الخاص بالطفل ألن المراىق يبنييا ويظيرىا عمى ذلك الشكل فيما بعد"‬

‫( ‪.) Vincent & Lebovici, 2004,‬‬

‫و بالتالي فإن المدرسة التحميمية تعتبر وجود مظاىر اليستيريا عند الطفل والمراىق يخص العبلقة‬

‫الحقيقة مع العالم الخارجي وخاصة العائمة‪ .‬وىذا ما يجعل التشخيص صعب فيما يخص التفريق ما بين‬

‫اليستيريا التحويمية واألعراض السيكوسوماتية‪ ،‬ألن عبلقة العائمة مع الجسم الخاص بالطفل جد ىامة‪ ،‬وقد‬

‫تحمل نوع من الخوف الحاد وىذا ال يتشابو وخصائص التنقيل والرمزية الموجودة عند الراشد ‪(Lebovici‬‬

‫‪ .)& al,2004‬ما يجعل ىستيريا القمق تخص التركيب العصابي الموجود عند الطفل و لوبوفتشي يعتبر‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪42‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫بأن الطفل عند عدم قدرتو استخدام ميكانيزنمات دفاعية يحرر النزوات والضغوطات عمى شكل قمق مثبل‪:‬‬

‫خوف اإلخصاء عند ىانس‪.‬‬

‫فحسب بعض البحوث التحويل السيكوسوماتي يعتبر اضطراب يخص عممية التقمص والنتائج التي‬

‫يثيرىا قمق اإلخصاء في المرحمة األوديبية‪ ،‬وبالتالي فإن التنظيم اإلكمينيكي قد يبنا عند البعض عبر‬

‫البحث عن إشباع نقص العبلقة مع الموضوع عبر شكل جسمي وىو يحمل الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ -‬الصراع األوديبي(اليوية الجنسية)‪.‬‬

‫‪ -‬الصراع بين اليوية الجنسية والتمثيل الخاص بالجرح النرجسي‪.‬‬

‫‪ -‬االنطواء حول فعميات جنسية تحمل شكل تيربي من النزاع‪.‬‬

‫‪ -‬قوة الوىم وغنائو في التنظيم الخاص بالطفل وبخاصة المراىق‪(Hurvy & Ouss-‬‬

‫)‪.Ryngaert, 2009‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪43‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .4‬الذهانات عند الطفل والمراهق‬

‫إن الذىانات الخاصة بالطفل والمراىق تستنبط ركيزتيا من البحث الخاص بالراشد‪ ،‬وىذا قد ال يسمح‬

‫األخذ بعين االعتبار أنيا تركب بطريقة خاصة وذلك إما جراء السن والنمو الخاص بالتخيل الذي قد يؤثر‬

‫عمى كيفية التحقق من ىذا النوع من البناء وما مدى تركيبو عند كل عميل وخصوصياتو عبر مراحل‬

‫النمو‪ ،‬وىذا ما يشير إليو كل من ميبلني كبلين‪ ،‬فينيكوت‪ ،‬دولتو‪...‬إلخ‪ ،‬في أعماليم الخاصة بالطفل‬

‫والمراىق‪ .‬فاألعراض الخاصة بالتركيب الذىاني ليا عبلقة وطيدة مع المغة والعبلقة مع الموضوع وصورة‬

‫الجسم والفروق الجنسية(‪.)Bergès-Bounes & Forget, 2016‬‬

‫وبالتالي عمى المختص التأكد من كل اآلليات التي قد يضعيا مثبل الطفل فيما يخص التفريق بين اليموسة‬

‫في لغتو وظاىرة الكذب مثبل أو المؤشرات الغريبة من التنظيم الذىاني في المراىقة والتي تتمركز في‬

‫بعض األحيان حول اليوية الجنسية أو اليذيان والسموكيات العصبية والتي قد ال يكون ليا أي أثر بعد‬

‫مرور ىذه المرحمة )‪.(Bergès-Bounes & Forget,2016‬‬

‫فاليستان (‪)2012‬في عممو مع برجوري حول الذىان الخاص بالطفل يشير إلى أنو عبارة ‪ " :‬عن تنظيم‬

‫دينامي يخص نقص نرجسي مبكر‪ ،‬والذي يترجم في يوم من األيام إما بطريقة مباشرة أو تدريجية عبر‬

‫عدم التفريق بين العميل والموضوع‪ ،‬مع غياب الحدود التي يضعيا اآلنا وعدم التفريق بين النزوة‪ ،‬الواقع‬

‫والوىم"‪ .‬وبالتالي فإنو يعتبر بأن الذىان لو سيرورتان يجب أخذىما بعين االعتبار عند الطفل و المراىق و‬

‫ذلك لفيم احسن لتركيب االضطراب‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪44‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ -‬السيرورة األولى جد بدائية التي تنظم بنية غير ظاىرة لحد أن الطفل قد يكون في الصغر‬

‫جد ىادئ ومتفاعل بطريقة جيدة إال أن التركيب الذىاني مخفي وصامتا مثل ‪ :‬مريض‬

‫الفصام‪.‬‬

‫‪ -‬والسيرورة الثانية تخص ظيور المرض الذىاني بطريقة صريحة وظاىرة ألنيا تغزو‬

‫العميل وذلك خاصة في المراىقة(‪.)Bergeret, 2012‬‬

‫وحسب بي ار اوالنيي )‪ (1975‬التي اىتمت في اعماليا بالعقد النرجسي كأساس التركيب النفسي في‬

‫ىذه المرحمة من الحياة (المراىقة)ىناك عودة لظيور التركيب ما بين‪:‬‬

‫‪ -‬التمثيل الخاص بالنزوة‬

‫‪ -‬وما يستخرج في إطار عممية التقمص‬

‫وعميو فالمراىق ال يستطيع أن يجد موضوع تقمص جديد خاصة بعد التركيب المحدود الذي ينشأه‬

‫الموضوع األولي لمطفل الذي يجعمو موضوع إسقاطي خاص بو‪ .‬وبالتالي فالمراىق ال يكتسب المرونة‬

‫الكافية التي تسمح لو بالتخمص من ىذا التركيب المرضي (‪ .)Richard,2013‬فالفشل في وقت ما من‬

‫النمو ىو الذي قد يظير الوضع الذىاني ألنو يغمق حسب ىذا التركيب ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬بناء العبلقات مع العالم الخارجي‪.‬‬

‫‪ -‬خضوع مرضي لمطفل لبلشعور األم التي تنكر البنيا الحق في الحرية‪.‬‬

‫‪ -‬عدم االستثمار (عزلة‪ ،‬أو قيم عقمي)(‪.)Richard, 2013‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪45‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫‪ .5‬اضطراب طيف التوحد‬

‫‪ Léo Kanner‬في عام ‪ ، 1943‬ثم ىانز أسبرجر‬ ‫من قبل ليو كانر‬ ‫منذ وصفو اإلكمينيكي‬

‫‪Asperger‬في عام ‪ ، 1944‬ظير أن اضطراب طيف التوحد اضطراب في النمو العصبي وأنو حقيقة‬

‫يظير في مسبباتو مكونات جينية وعصبية مؤكدة اليوم‪ .‬لكن ال يوجد يقين من أن التغير الجيني لمجياز‬

‫العصبي المركزي ىو السبب الفريد في ظيور اضطراب طيف التوحد )‪. (Cottreaux, 2015‬‬

‫‪ .1.5‬تصنيف ‪DSM-V‬‬

‫في ‪ ، DSM-V‬يتم استخدام فئة تشخيص واحدة فقط لمتوحد ‪ ،‬اضطراب طيف التوحد الذي اختصاره ىو‬

‫‪.TSA‬اضطراب التوحد تم تصنيفو كاضطراب فريد و ىو يممس حوالي ‪ ٪ 1‬من عامة السكان و أكثر‬

‫شير ‪ ،‬ولكن في‬


‫شيوعا في الجنس الذكري (‪ .)٪ 75‬بشكل عام يتم تشخيص االضطراب بين ‪ 12‬و ‪ً 24‬ا‬

‫شير أو يمكن التعرف عمييا فقط بعد عامين و ذلك ‪ ،‬في‬


‫بعض الحاالت تبلحظ األعراض قبل ‪ً 12‬ا‬

‫أشكالو الخفية‪.‬‬

‫‪ .2.5‬عالمات التحذير‪DSM-V‬‬

‫ان عبلمات التحذير التي قد تشير إلى وجود اضطراب طيف التوحد عند األطفال ىي‪:‬‬

‫‪ -‬قمق الوالدين حول وجود صعوبة في نمو طفميم‪.‬‬

‫‪ -‬في السنة األولى‪ ،‬غياب أو ندرة االبتسامة االجتماعية‪ ،‬التواصل‪ ،‬و عدم االستجابة عند‬

‫استدعاءه باالسم‪.‬‬

‫‪ -‬مع نمو الطفل ‪ ،‬ظيور اضطرابات في المغة أو التنشئة االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬السموكيات المتكررة أو النمطية‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪46‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫ميما كان العمر ‪ ،‬نجد انحدار في تطور المغة أو العبلقات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وبالتالي ىذا االضطراب يعتبر عند الكثير من المختصين بأن لو ركيزة ذىانية‪ ،‬وأنو ليس بنية خاصة‬

‫وىذا ما يجعمنا نبلحظ بأن التصنيف الفرنسي يعتبر اضطراب طيف التوحد داخل االضطرابات الذىانية‬

‫الخاصة بالطفولة المبكرة في حين التصنيفات األخرى فإنيا تصنفو كتنظيم خاص خارج البنية‬

‫الذىانية(‪ .)Brénaud, 2017‬وىذا ما يتطرق لو الجدول الذي يأتي في األسفل و ىو خبلصة‬

‫لمتصنيفات الخاصة بالتوحد عبر الزمن‪ .‬التي تسمح بمعرفة مفيومو و طرق تصنيفو التي قد تجد ركائز‬

‫مختمفة في الكثير من األحيان‪ .‬فالمختص النفسي الذي يريد التعامل بجدية مع ىذا االضطراب عميو ان‬

‫يكون متفتحا عمى كل التصنيفات الخاصة بو‪.‬‬

‫الفئات الفرعية‬ ‫فئة التشخيص الرئيسية‬ ‫السنة‬


‫التوحد الطفولي (متبلزمة كاممة ‪ /‬متبلزمة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪DSM III :‬‬ ‫‪1980‬‬
‫المتبقية(‪.‬‬ ‫اضطرابات عامة في النمو‬
‫اضطرابات عامة شادة في النمو‬ ‫‪-‬‬
‫اضطرابات التوحد‬ ‫‪-‬‬ ‫اضطرابات النمو الغازية ‪DSM III-R:‬‬ ‫‪1987‬‬
‫غير محدد‪TED‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(TED‬‬
‫توحد الطفولة المبكرة نوع كانر‬ ‫‪-‬‬ ‫ذىان ‪CFTMEA:‬‬ ‫‪1988‬‬
‫أشكال أخرى من التوحد الطفولي‬ ‫‪-‬‬
‫ذىان العجز المبكر‬ ‫‪-‬‬
‫عدم االنسجام الذىاني‬ ‫‪-‬‬
‫انفصام الطفل‬ ‫‪-‬‬
‫التوحد الطفولي‬ ‫‪-‬‬ ‫اضطرابات النمو الغازية ‪CIM 10 :‬‬ ‫‪1993‬‬
‫التوحد الشاذ‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(TED‬‬
‫متبلزمة اسبرجر‬ ‫‪-‬‬
‫‪ TED‬غير محددة‬ ‫‪-‬‬
‫متبلزمة ريت‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬اضطرابات أخرى لمتفكك في مرحمة الطفولة‬
‫‪-‬االضطرابات المفرطة مع إعاقة ذىنية ونمطية‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪47‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫اضطراب التوحد‬ ‫‪-‬‬ ‫اضطرابات النمو الغازية‪DSM IV :‬‬ ‫‪1994‬‬
‫متبلزمة اسبرجر‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(TED‬‬
‫‪TED‬غير محدد‬ ‫‪-‬‬
‫متبلزمة ريت‬ ‫‪-‬‬
‫اضطرابات الطفولة الشادة‬ ‫‪-‬‬
‫توحد الطفولة المبكرة كانر‬ ‫‪-‬‬ ‫‪CFTMEA-R :‬‬ ‫‪2010‬‬
‫اضطرابات النمو الغازية‪/‬ذىان‬
‫أشكال أخرى من التوحد‬ ‫‪-‬‬
‫ذىان عجز مبكر‬ ‫‪-‬‬
‫متبلزمة اسبرجر‬ ‫‪-‬‬
‫عدم االنسجام الذىاني‬ ‫‪-‬‬
‫إعاقة ذىنية مع اضطراب التوحد أو ذىان‬ ‫‪-‬‬
‫تفكك اضطرابات الطفولة‬ ‫‪-‬‬
‫ذىان أخر مبكر أو اضطرابات النمو الغازية‬ ‫‪-‬‬
‫يتم تأكيد ثالث مستويات من شدة اضطراب‬ ‫‪-‬‬ ‫اضطراب طيف التوحد ‪DSM-V:‬‬ ‫‪2013‬‬
‫طيف التوحد‬
‫)‪(TSA‬‬

‫وبالتالي فإن التوحد حتى ‪ 2013‬كان من بين االضطرابات الغازية لمنمو (‪ )TED‬مأطرة كل أنواع‬

‫اضطراب التوحد بحسب حدتو حتى يصنفو ‪ DSM5‬كاضطراب طيف التوحد(‪ )TSA‬وفيما يخص‬

‫التشخيص فإن ال ‪ DSM4‬كان يحدده قبل ‪ 36‬شير‪ .‬إال أن التصنيف الخامس يعتبر بأن اإلضطراب قد‬

‫يكون موجود في عمر جد مبكر ولكنو يظير بطريقة أكثر وضوحا عندما القدرات الخاصة بالعميل تصل‬

‫إلى حدىا األقصى ما يجعميا ال تتجاوب والمتطمبات االجتماعية (‪.)DSM4‬‬

‫وعميو فإن تصنيف ‪ DSM5‬يضع نقطة جديدة لتوضيح القدرة عمى تشخيص التوحد أخذ بعين‬

‫االعتبار أن اضطراب التواصل االجتماعي‪،‬إن كان لغوي أو غير لغوي يجب أن يكون مصحوبا بسموك‬

‫نمطي يعيده الطفل بشكل مستمر وبحدة‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪48‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫وعميو فالمختص الذي يعمل عمى التكفل أو تشخيص اضطراب طيف التوحد‪ ،‬يجب عميو أن يقوم‬

‫بيذه العممية في إطار عمل جماعي مع مختصين آخرين وذلك حتى يكون ىناك تكفل شامل ومبني ما‬

‫بين(المختص النفسي ‪ ،‬الطبيب النفسي‪ ،‬المختص االجتماعي‪،‬المختص األرطفوني وحتى العائمة)‪.‬‬

‫و المختص بحاجة إلى عدة آليات من مقاييس واختبارات تسمح لو باستخدام المبلحظة اإلكمينيكية أو‬

‫بناء المقابمة اإلكمينيكية الموجية إما لمتشخيص أو العبلج المناسب من بينيا‪:‬‬

‫‪1- Autisme diagnostic observation schedule : ADOS‬‬


‫‪2- Child hood autism rating scale : CARS‬‬
‫‪3- Autism diagnostic intervieu : ADI‬‬
‫‪4- Modified Checklist for Autism in Toddlers : M-CHAT‬‬
‫‪5- L'Évaluation des Comportements Autistique : ECA-R‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪49‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫خاتمة‬

‫تقرب الكثير من عمماء النفس من فكرة االضطرابات كما تطرقنا الييا من جية النمو و من جية البناء و‬

‫كان لدييم الفضول لفيم النمو كعممية دائمة تشير إلى الفروق في تطور االضطراب من فرد إلى آخر و‬

‫من سن إلى أخر‪ .‬فحسب ايركسون )‪ (1968‬الفرد يمر بثمانية مراحل في حياتو تساىم في تكوين ىويتو‬

‫و لكن ىذا األخير يمر عند كل مرحمة بأزمة تتميز بالصراع بين ميولين متعاكسين ما قد يؤثر عمى‬

‫نوعية االستجابات الخصاصة بكل فرد في سن معين‪ .‬فافينيكوت يعتبر بأن فيم الفروق الخاصة بالجانب‬

‫المرضي يكمن في فيم العبلقات و نوعية التفاعل مابين الرضيع و األم التي تحمل حسبو ثبلثة وظائف‬

‫أساسية ىي‪:‬‬

‫الحمل )‪ : (Holding‬و ىو يخص فكرة نوعية الدعم الجسدي الذي تقوم بو األم و الذي يعطي تناسق‬

‫جد ىام فيما يخص الحس حركية لمرضيع‪.‬‬

‫الممس )‪ :(Handing‬ىنا فينيكوت يشير إلى أىمية الطريقة التي تتصرف بيا األم مع رضيعيا من‬

‫تبديل المباس االستحمام المداعبة‪ ،‬و الممس‪.‬‬

‫عرض الموضوع ‪ :‬و ىنا الفكرة تخص طريقة إعطاء الثدي لمرضيع )‪.(Winnicott, 1996‬‬

‫و بالتالي فالذاكرة عند الطفل و المراىق تختمف باختبلف خبراتيم و تؤثر بذلك عمى كيفية التعايش و‬

‫المحيط فقد تكون سميمة ألنيا سجمت أشياء سمحت بالنمو بطريقة عادية و قد تكون مصدومة ما يجعميا‬

‫تحبس الفرد في الماضي ألن الصدمة تقسم إلى اثنين الصدمة في حد ذاتيا )وفاة اعتداء طبلق‬

‫الوالدين…) و التمثيل الخاص بالصدمة )‪ .(Cyrulnik, 2001‬و من ىذا الجانب الثقافة تعمل عمى‬

‫ترسيخ القيم الخاصة بمحيط الطفل و المراىق وىذا ما نبلحظو عند خروج الطفل من العائمة و الدخول‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
‫إلى المدرسة التي تعتبر محيط جديد يسمح لثقافتو الخاصة بتعزيز ىويتو و حمايتو من الخارج‪ .‬فالطفل‬

‫يدخل في تحالفات جديدة غير معروفة تعمل عمى تكميل النظام الموجود في األسرة أو االرتباك و الخوف‬

‫من المجيول فقدرة الطفل عمى المعب وثقافتو يسمح لو التوصل إال االندماج أو االقصاء‬

‫)‪ .(Boucebci, 1990 ; Kaës, 2012‬في ىذا اإلطار الطفل يرى العالم حسب الطريقة التي يبنييا‬

‫العالم في حد ذاتو و بالتالي فإن القصص العائمية االجتماعية و االعتقادات تبني وجية نظره ألنو ينمو‬

‫في ديناميكية التفاعل مع العالم الخارجي)‪ .(Boucebci, 1993 ; Cyrulnik, 2007‬كل ىذه النقاط‬

‫تجبر المختص النفسي الذي يرتئي إلى فيم تركيب االضطرابات ان يأخذ بعين االعتبار كل ىذه النقاط‬

‫التي تعبر عن الحياة النفسية و أن الشخصية في حد ذاتيا يجب التقرب منيا حسب الوجية الديناميكية‬

‫التي تعتبرىا كعممية و من الجية التركيبية التي تأخذ بعين االعتبار الشخصية من وجية النوع و السمات‪.‬‬

‫وفي ىذا الصدد وضعت التصنيفات لمسماح لممختصين (األطباء النفسانيين‪ ،‬واألخصائيين النفسيين‪...‬‬

‫إلخ) بوضع تشخيص دقيق لبلضطرابات كمرحمة أولى من العممية العبلجية ‪ ،‬إذا تم تقديم الطمب في ىذا‬

‫االتجاه‪.‬‬

‫محاضرات ليسانس ‪ 3‬علم النفس المرضي‪.‬‬ ‫‪51‬‬


‫د‪ .‬بودودة نجم الدين‬
: ‫المراجع‬

Alvarenga, P.G., Mastrorosa, R.S., Rosário, M.C. (2012). Obsessive compulsive disorder in
children and adolescents. In Rey JM (ed), IACAPAP e-Textbook of Child and
Adolescent Mental Health. (édition en français; Cohen D, ed.) Geneva: International
Association for Child and Adolescent Psychiatry and Allied Professions.
Ancelin Schützenberger, A. (2004). Secrets, secrets de famille et transmissions
invisibles. Cahiers critiques de thérapie familiale et de pratiques de réseaux, no 33(2),
35-54. doi:10.3917/ctf.033.0035.
Association américaine de psychiatrie, (1994). Manuel diagnostique et statistique des troubles
mentaux (4ème édition). Washington DC.
Association américaine de psychiatrie, (2013). Manuel diagnostique et statistique des troubles
mentaux (5ème édition). Washington DC.
Aulagnier P. (1975) La Violence de l’Interprétation, du pictogramme à l’énoncé. Edition :
PUF.
Bémaud, N. (2017). Autisme vs psychose : une question toujours d’actualité ? L’évolutioon
Psychiatrique, 82(3), 664-686. https://doi.org/10.1016/j.evopsy.2016.06.004
Berger, M. (2013). L'enfant instable: Approche clinique et thérapeutique. Paris: Dunod.
Bergeret, J. (2012). Psychologie pathologique. Edition : Elsevier Masson.
Bergès-Bounes, M. & Forget, J. (2016). Les psychoses chez l'enfant et l'adolescent. Toulouse,
France: ERES.
Blum, H. (2007). Le petit Hans : une critique et remise en cause centenaire. Topique, 98(1),
135-148. doi:10.3917/top.098.0135.
Boucebci, M. (1990). La psychologie au regard de la culture. L’évolution Psychiatrique 5(2),
311–328. doi:10.1016/j.evopsy.2007.10.005
Boucebci, M. (1993). Aspects du développement psychologique de l’enfant au Maghreb.
Santé mentale au Québec, 18(1), 163-178. doi:10.7202/032253ar
Breil, F., Rosenblum, O. & Le Nestour, A. (2010). Les troubles du sommeil du bébé et du
jeune enfant : revue de la littérature et analyse psychodynamique. Devenir, vol. 22(2),
133-162. doi:10.3917/dev.102.0133.
Bui, E., Ohye, B., Palitz, S., Olliac, B., Goutaudier, N., Raynaud, J.P., Kounou, K.B &
Stoddard, F.J Jr. (2012). Acute and chronic reactions to trauma in children and
adolescents. In Rey JM (ed), IACAPAP e-Textbook of Child and Adolescent Mental

.‫ علم النفس المرضي‬3 ‫محاضرات ليسانس‬ 52


‫ بودودة نجم الدين‬.‫د‬
Health. (édition en français; Cohen D, ed.) Geneva: International Association for Child
and Adolescent Psychiatry and Allied Professions.
Bydlowski, M. (1997). La dette de vie, itinéraire psychanalytique de la maternité. Edition :
Puf.
CENAS. (2014). http://www.cenas.ch/le-sommeil/comprendre-le-sommeil/phases-du-
sommeil/
Corcos, M. (2006). Chapitre 3. Approche psychosomatique des comportements boulimiques.
Dans : André Passelecq éd., Anorexie et boulimie: Une clinique de l'extrême (pp. 41-
64). Louvain-la-Neuve, Belgique: De Boeck Supérieur.
doi:10.3917/dbu.passel.2006.01.0041.
Cottraux, J., Coudert, C., Regli, G., Rivière, V., Tréhin P. (2015). Prise en charge
comportementale et cognitive du spectre de l’autisme. Edition : Elsevier Masson.
Cyrulnik, B. (2001). Les vilains petits canards. Edition : Odile Jacob.
Cyrulnik, B. (2007). Comment les enfants voient le monde. Science humaine, n°8.
Denis, H. (2017). Traiter les troubles anxieux de l’enfant et l’adolescent. Edition : Broché.
Dumas, J.E. (2013). Psychopathologie de l’enfant et l’adolescent. Edition : Deboeck
sperieur.
Erikson, E.H. (1968). Life cycle. International ennyclopedia of the social sciences. D.L.
SILLS (ED). New York: Free Press.
Evans, G.W. (2006). Child development and physical environment. Annu. Rev. Psychol..
57:423–439 doi: 10.1146/annurev.psych.57.102904.190057
Fernandez, L. & Pedinielli, J. (2006). La recherche en psychologie clinique. Recherche en
soins infirmiers, 84(1), 41-51. doi:10.3917/rsi.084.0041.
Freud, S. (1900) interprétation des rêves. Edition : Gallimard.
Freud, S. (1905). Trois essais sur la théorie sexuelle. Edition : Folio.
Freud, S. (1915). Métapsychologie. Edition : Flammarion.
Gauthier, J. (2007). Conscience et fonction du rêve chez l'enfant. Le Coq-héron, 191(4), 93-
99. doi:10.3917/cohe.191.0093.
Gesell, A (2015). Le jeune enfant dans la civilisation moderne. Edition : Puf.
Grunberger, B. (2003). Le narcissisme. Edition : Payot.
Gueniche, K. (2016). Psychopathologie de l’enfant. Edition : Armand colin 4ème édition.

.‫ علم النفس المرضي‬3 ‫محاضرات ليسانس‬ 53


‫ بودودة نجم الدين‬.‫د‬
Houzel, D. (1995). Les troubles du sommeil de l’enfant et de l’adolescent in Lebovici S.,
Diatkine R., Soulé M. Nouveau traité de Psychiatrie de l’enfant et de l’adolescent. 31,
667-1692
Houzel, D. (2003). Influence des facteurs familiaux sur la santé mentale des enfants et des
adolescents. La psychiatrie de l'enfant, vol. 46(2), 395-434.
doi:10.3917/psye.462.0395.
Hurvy, C. & Ouss-Ryngaert, L. (2009). Spécificité du syndrome de conversion chez l'enfant
et l'adolescent : période péripubertaire et phénomène d'« après-coup ». Perspectives
Psy, vol. 48(2), 119-127. https://www.cairn.info/revue-perspectives-psy-2009-2-page-
119.htm.
Jeammet, P. (1998). Genèse et fonctions des interdits chez l’enfant. Enfance, 46 (3), 217-220.
Kaës, R. (2010). Le sujet, le lien et le groupe. Groupalité psychique et alliances
inconscientes. Cahiers de psychologie clinique, 34(1), 13-40.
doi:10.3917/cpc.034.0013.
Kaës, R. (2012). Différences culturelle et souffrances de l’identité. Edition : Dunod.
Kreisler, L., Fain, M., Soulé, M. (1974). L'enfant et son corps: études sur la clinique
Psychosomatique du jeune âge. Edition : Puf.
Le Heuzey, M. (2008). L'enfant maltraité : le regard du pédopsychiatre. Laennec, tome 56(1),
26-33. doi:10.3917/lae.081.0026.
Lebovici, S., Diaktine, R., Sou1é, M. (2004). Le nouveau traité de psychiatrie de l'enfant et de
l'adolescent. Édition : Puf 4ème édition.
Misès, R. (2012). Classification française des troubles mentaux de l’enfant et l’adolescent –R-
2012. Edition : Presse de l’école de hautes études en santé publique.
OMS, (1993). Classification internationale des troubles mentaux et des troubles du
comportement, Edition : Paris, Masson.
Pedinielli, J.L., Fernandez, L. (2015). L’observation clinique et l’étude de cas. Edition :
Dunod 3ème édition.
Putois, B., Franco, P. (2013). Prise en charge des insomnies du jeune enfant. mt pédiatrie ;
16(2) : 97-107 doi:10.1684/mtp.2013.0478
Richard, F. (2013). Troubles psychiques de l’adolescence. Edition : Dunod.
Sami-Ali, ., Cady, S., Gauthier, J., Bensoussan, M., Tarantini, L., Bertolus, S., Boukhobza, H.
& Dejardin, M. (2008). Entre l'âme et le corps: Les pathologies humaines. Les Ulis,
France: EDK, Groupe EDP Sciences.

.‫ علم النفس المرضي‬3 ‫محاضرات ليسانس‬ 54


‫ بودودة نجم الدين‬.‫د‬
Société canadienne de pédiatrie (2005). La prise en charge de l'énurésie nocturne primaire.
Paediatrics & child health, 10(10), 616-20.
Tisseron, S. (1998). De l'inconscient aux objets. Les cahiers de médiologie, 6(2), 231-243.
doi:10.3917/cdm.006.0231.
Tisseron, S. (2013). 3-6-9-12 Apprivoiser les écrans et grandir. Edition : ères
Treasure J., Claudino A.-M., Zucker N. (2010). Eating Disorders, The lancet. 375(9714), p.
583-593. doi : 10.1016/S0140-6736(09)61748-7.
Vera, L. (2014). TCC chez l’enfant et l’adolescent. Edition : Elsevier Masson
Vincent, M. & Lebovici, S. (2004). 64. L'hystérie chez l'enfant et l'adolescent. Dans : Serge
Lebovici éd., Nouveau traité de psychiatrie de l'enfant et de l'adolescent: 4
volumes(pp. 1091-1103). Paris cedex 14, France: Presses Universitaires de France.
doi:10.3917/puf.diatk.2004.01.1089.
Vuaillat, S. (2003). Les relations précoces entre la mère et l'enfant : la théorie de la relation
d'objet selon Fairbairn. Devenir, vol. 15(3), 289-299. doi:10.3917/dev.033.0289.
Wallon, H. (1959). Les milieux, les groupes et la psychogenèse de l'enfant, enfance, 3(12),
195-202.
Winnicott, D. (1989). Processus de maturation chez l'enfant. Edition : Payot.
Winnicott, D. (1996). La mère suffisamment bonne. Editions : Payot.

.‫ علم النفس المرضي‬3 ‫محاضرات ليسانس‬ 55


‫ بودودة نجم الدين‬.‫د‬

You might also like