You are on page 1of 12

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة لونيسي علي البليدة ‪02‬‬


‫كلية العلوم االجتماعية و العلوم االنسانية‬
‫فرع علم النفس‬

‫ماستر‬ ‫تخصص‪ :‬علم النفس عيادي‬


‫‪1‬‬

‫الموضوع‬

‫اختبار رسم العائلة‬


‫تحت اشراف ‪:‬‬ ‫اسماء الطلبة ‪:‬‬
‫بن يحيى‬ ‫‪ -‬بن كبير اكرام ‪.‬‬
‫صبرينة‬ ‫‪ -‬بن صالح هند ‪.‬‬
‫الفوج ‪02 :‬‬

‫السنة الجامعية‪2021/2022:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫أصبحت االختبارات النفسية تحتل مكانة هامة في علم النفس ذلك لما تقدمه من صبغة موضوعية ال‬
‫يمكن ألي أداة أخرى تقديمها‪ .‬فقد سمحت تلك اإلختبارات باإلنتقال من التقدير الشخصي العام إلى التقدير‬
‫الموضوعي الدقيق‪.‬‬
‫تنقسم اإلختبارات النفسية إلى عدة أنواع من بينها اإلختبارات اإلسقاطية التي يلجأ إليها األخصائي‬
‫للكشف عن الجوانب الغامضة في شخصية المفحوص سواء كان طفال أو راشدا‪ ،‬تختلف اإلختبارات‬
‫اإلسقاطية عن بعضها حيث أن كل إختبار لديه ميزة خاصة تجعله مختلفا عن اآلخر‪ ،‬فهناك مجموعة‬
‫‪.‬تعتمد على التعبير و مجموعة أخرى تعتمد على الرسم‬
‫مما ال شك فيه أن الرسم يعتبر من األنشطة التي يمارسها الطفل بتلقائية ‪ ،‬محاوال من خالله أن يعبر عن‬
‫رغباته وحاجاته واألحداث المحيطة به‪ ،‬فالرسم إلى جانب الكالم يعتبران الوسيلتين األقرب من الطفل‬
‫‪ .‬اللتين يستعملهما للكشف عن مخزونه النفسي‬
‫في هذا البحث سيتم التطرق إلى أحد اإلختبارات اإلسقاطية المعتمدة على الرسم وهو اختبار رسم العائلة‬
‫‪:‬تعريف اختبار رسم العائلة‬
‫هو اختبار من اإلختبارات اإلسقاطية أعده "كورمان" ‪ ،‬يهدف إلى التعرف على المعاش النفسي‪ ،‬سمات‬
‫‪.‬شخصية الطفل و دينامية عائلته‬
‫‪.‬هو اختبار سهل يطبق على األطفال الذين تتراوح أعمارهم من ‪ 5‬إلى ‪ 14‬سنة‬
‫يقدم األخصائي للطفل ورقة بيضاء معها قلم رصاص مبري جيدا‪ ،‬و أقالم ملونة اذا أراد الطفل ذلك‪– ،‬‬
‫‪".‬ثم يطلب منه رسم عائلة قائال‪" :‬ارسم لي عائلتك" أو "ارسم أفراد العائلة‬
‫البد أن يسبق تطبيق اإلختبار جملة من المقابالت مع الطفل لخلق جو من الثقة واألمان‪ ،‬وعندما ينتهي‬
‫‪.‬الطفل من الرسم عليه إظهار كل فرد فيه و تعيينه كي يسهل عملية تحليل الرسم‬

‫‪:‬أمور تقنية متعلقة باإلختبار‬


‫تت – اليوجد توقيت محدد لإلختبار أي أن الطفل يأخذ الوقت الكافي إلنجاز رسمه‪ ،‬وال نضع الممحاة‬
‫‪.‬أمامه وإن طلبها نسجل ذلك‬
‫‪.‬من الضروري مالحظة الترتيب الذي يرسم فيه الطفل الشخصيات –‬
‫‪:‬من الضروري مالحظة –‬
‫‪ -‬إذا كانت هناك مقاومة في الرسم‪.‬‬
‫‪ -‬مواقف الطفل اتجاه كل شخص يرسمه‪.‬‬
‫‪ -‬إذا شطب على شخصيات معينة ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان هناك نسيان‪.‬‬
‫‪ -‬جميع العبارات التي ينطق بها الطفل أثناء الرسم‪.‬‬
‫‪ -‬الوقت الكلي المستغرق ‪.‬‬
‫‪.‬يجب أن نطرح السؤال حول العالقة التي تربط الشخصيات إن لم يتم ذكرها –‬
‫)الحلبي سوسن شاكر‪(64 :2005 .‬‬

‫‪:‬الخصائص النفسية والعائلية التي يقدمها إختبار رسم العائلة‬


‫يمكن إلختبار رسم العائلة أن يقدم مؤشرات هامة عن المعاش النفسي والعائلي للطفل‪ ،‬من بين هذه‬
‫‪:‬المؤشرات مايلي‬
‫‪.‬أول مايعبر عنه اإلختبار هو الصورة الجسدية للطفل‪ ،‬وكذا تصوره لذاته –‬
‫‪.‬يعبر عن الجوانب الالشعورية للدينامية العائلية –‬
‫قد يقترح بعض األطفال رسم عائلة من الحيوانات بدال من اإلنسان‪ ،‬وهذا قد يدل على وجود مشكلة –‬
‫‪.‬حقيقية مع صور العائلة البشرية‬
‫‪ .‬يعبر رسم العائلة عن إسقاطات الطفل الخاصة بالجنس –‬
‫يمكن ان نطلب من الطفل رسم عائلته الحقيقية والخيالية ‪ ،‬هذا ما يفتح المجال امام جميع أنواع –‬
‫‪.‬الهوامات و يعطي فكرة حول خصوصيات مجموعة العائلة ‪ ،‬التقمصات‪ ،‬العالقة بين أفراد العائلة‬

‫‪:‬طريقة تحليل رسم العائلة‬


‫‪:‬على المستوى الخطي‪ :‬يالحظ األخصائي هنا •‬
‫قوة الخط وسمكه ذلك إثر درجة حدته وسواده فالخطوط التي تكون مرسومة بشكل واضح و تحتل –‬
‫مكان كبير في الورقة تدل على امتداد حيوي يعني سهولة الكشف عن الميوالت‪ ،‬أما إذا كان قليل الحدة‬
‫فإنه يدل على تثبيط اإلمتداد الحيوي‪ ،‬والخط القوي يعبر على نزعات قوية إندفاعية وعدوانية‪ ،‬وبالنسبة‬
‫للخط غير الواضح تقريبا فهو عالمة على نعومة المشاعر و في غالب األحيان على خجل مرضي وعدم‬
‫‪.‬القدرة على تأكيد الذات‬
‫إذا كان الرسم من اليمين إلى اليسار فيعبر على الرغبة في الرجوع إلى الماضي على أنه فترة –‬
‫مريحة‪ ،‬بالتالي الميل إلى النكوص نحو الماضي‪ ،‬بينما إذا كان من اليسار إلى اليمين فإنه يدل على‬
‫‪.‬تطلعات نحو المستقبل باإلضافة إلى ميل نحو األب‬
‫كما أن الرسم في المنطقة العليا نجده عند األطفال الذين يتمتعون بخيال واسع و يسعون لإلبتعاد عن‬
‫‪.‬الواقع‪ ،‬والمنطقة السفلى هي منطقة األطفال الكسالى المتمركزين حول الذات‬
‫على مستوى الشكل‪ :‬يهتم األخصائي هنا بدرجة إتقان الرسم التي هي عالمة على النضج والذكاء‪• ،‬‬
‫‪.‬كما يمكن أن تكون مقياسا للنمو‬
‫ال بد من اإلهتمام بالطريقة التي رسمت بها أجزاء الجسم ‪ ،‬إضافة إلى البحث عن التفاصيل واإلضافات‪.‬‬
‫‪.‬فطريقة الرسم تكون متأثرة بعوامل عاطفية ومدى توازن الشخصية ككل‬
‫على مستوى المحتوى‪ :‬قد تظهر ميوالت الطفل العاطفية اإليجابية من خالل مشاعر الحب التي تظهر •‬
‫على شكل استثمارات للموضوعات‪ ،‬يعرف اإلستثمار عندما يتقن الطفل رسم أي فرد من العائلة أين‬
‫يعطيه قيمة ظاهرة خالفا لسواه‪ .‬أما الميوالت السلبية فتتجلى في عدم استثمار الموضوع من طرف‬
‫‪.‬الطفل‪ ،‬وهي عبارة عن مشاعر كره تجعله يحط من قيمة فرد ما في الرسم مقارنة باآلخرين‬

‫إن امتناع الطفل عن استعمال األلوان يدل على وجود فراغ عاطفي وميوالت ضد اجتماعية‪ .‬كما تشير‬
‫األيدي المفتوحة إلى طلب الحب والحنان‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإن غياب التفاصيل في الرسم يدل على نقص‬
‫‪.‬اإلدراك وضعف القدرات العقلية‪( .‬بوسنة عبد الوافي زهير‪)65 .2012 ،‬‬
‫يقوم األخصائي أبضا بتحليل األلوان الموجودة في الرسم و إعطائها دليل لحكم أنها تعبر عن معاني‬
‫‪ :‬كثيرة ومختلفة‪ ،‬تتجلى في‬
‫‪.‬اللون األحمر‪ :‬يشير إلى ميول عدوانية و إلى نقص في التحكم اإلنفعالي و شدة اإلنفعال‬
‫اللون األزرق‪ :‬يشير إلى التكيف والهدوء‪ ،‬إذا مزجه الطفل باللون البني فإنه يشير إلى رغبة الطفل في‬
‫‪.‬التحكم بالنفس‬
‫‪.‬اللون األخضر‪ :‬يكون موازي للون األزرق ويشير إلى العالقات اإلجتماعية و اآلمال‬
‫اللون األصفر‪ :‬يشير إلى تبعية كبيرة من الطفل للراشد‪ ،‬كذلك إلى عدم التكيف اإلجتماعي والعائلي‬
‫‪.‬ومختلف الصراعات التي يعاني منها‬
‫‪.‬اللون البني‪ :‬يشير إلى حركة نكوصية‬
‫‪.‬اللون البنفسجي‪ :‬يشير إلى الحيرة وعندما يمزج باألزرق يشير إلى الحصر‬
‫‪.‬اللون األسود‪ :‬يشير إلى القلق‬

‫‪(Corma, 1990. 13).‬‬


‫‪ :‬تقديم الحالة‬
‫اإلسم‪ :‬ض‬
‫الجنس‪ :‬ذكر‬
‫السن‪ 8 :‬سنوات‬
‫‪.‬المستوى الدراسي‪ :‬السنة الثالثة ابتدائي‬
‫‪.‬عدد اإلخوة ‪ 2 :‬ترتيبه األخير‬
‫يبلغ الحالة " ض" من العمر ‪ 8‬سنوات‪ ،‬وهو الطفل األخير في أسرته التي تتكون من أب‬
‫كفيف يعمل في مصنع علب الحلويات‪ ،‬أم ماكثة بالبيت‪ ،‬و أخته الكبرى‪ ،‬مستواهم‬
‫اإلقتصادي حسن ‪ .‬يدرس الحالة في السنة الثالثة ابتدائي‪ ،‬المستوى التعليمي لألب أمي و‬
‫‪.‬األم السنة أولى ثانوي‬
‫ال يفضل الحالة اللعب مع أخته األكبر منه‪ ،‬حيث كان كثير الشجار معها ويقوم بسلوكات‬
‫عدوانية مثل الصراخ ‪ ،‬التكسير‪ ،‬يحب البقاء مع أمه ألنها تعتبر مصدرا لتلبية مطالبه‪ .‬أما‬
‫‪.‬عن عالقته مع والده فهي ليست جيدة حيث ال يحب الخروج معه إال بالقوة‬
‫صرح بأنه يحب أمه كثيرا ألنها توفر كل متطلباته ورفض التحدث عن معظم األسئلة‬
‫‪.‬المتعلقة باألب‬

‫‪ :‬تحليل إختبار رسم العائلة‬


‫على المستوى الخطي‪ :‬الخطوط مرسومة بشكل واضح وتحتل مكان كبير في الورقة‪ ،‬تدل‬
‫على سهولة الكشف عن الميوالت‬
‫‪.‬الخط قوي يدل على نزعات قوية واندفاعية وعدوانية –‬
‫‪.‬بدأ الرسم بنفسه ثم أمه ثم أخته ثم والده –‬
‫‪.‬على مستوى الشكل‪ :‬الرسم متقن وهو مرشر على عالمة النضج و الذكاء –‬
‫‪.‬النمط الحسي‪ :‬نجد الطفل ظاهر وسط أفراد العائلة أين يغلب عليه طابع الحيوية –‬
‫‪.‬على مستوى المحتوى‪ :‬لم يعطي اهتماما لشخص معين من أفراد العائلة –‬
‫‪.‬األيدي مفتوحة تدل على طلب الحب و الحنان –‬

‫‪ :‬تحليل العائلة الخيالية‬


‫على مستوى الخطي ‪ :‬الخطوط مرسومة بشكل واضح و تحتل مكان كبير في الورقة‪ ،‬تدل‬
‫‪.‬على سهولة الكشف عن الميوالت‬
‫‪.‬الخط قوي يدل على نزعات قوية و اندفاعية وعدوانية –‬
‫‪.‬استعمال كامل الورقة يدل على عفوية الطفل –‬
‫‪.‬على مستوى الشكل‪ :‬رسم نفسه فقط‬
‫‪.‬اضاف رسم منزل ومنظر طبيعي‬
‫‪.‬على مستوى المحتوى‪ :‬األيدي مفتوحة تشير إلى طلب الخب والحنان‬
‫‪.‬استخدام األلوان‬
‫‪:‬مقارنة الرسمين‬
‫‪.‬رسم الحالة لنفسه فقط في العائلة الخيالية –‬
‫‪.‬لون جميع أفراد العائلة باألحمر وهذا دليل على عدوانية تجاه الجميع –‬
‫‪ :‬الرسم العائلي العادي‬
‫‪ :‬الرسم الخيالي‬
‫التحليل العام للحالة ‪:‬‬
‫يعاني الحالة من إضطراب في الصورة األبوية ومشاكل في العائلة‪ ،‬هذا راجع إلى إعاقة‬
‫األب البصرية التي أثرت بشكل سلبي عليه‪ ،‬حيث تكلم بطريقة سيئة على والده‪ ،‬فحسب‬
‫رأيه أنه ال يقوم بدوره كما يجب مثل باقي اآلباء األصحاء‪ ،‬قد أدى هذا إلى الشعور‬
‫بالعدوانية اتجاهه ذلك واضح من خالل رسم العائلة أين استخدم اللون األحمر في تلوين‬
‫‪.‬والده وهو دليل على العدوانية‬
‫كما يعاني من مشاكل اتجاه افراد عائلته‪ ،‬حيث رسم في العائلة الخيالية نفسه فقط ولم يرسم‬
‫أي شخصية من األسرة‪ ،‬يتجلى ذلك من خالل الخط القوي الذي يدل على نزعات عدوانية‪،‬‬
‫من أسباب العدوانية أيضا الحرمان وعدم تحقيق الهدف إذ يوجه سلوكاته العدوانية نحو‬
‫مصدر اإلحباط والحماية الزائدة‪ ،‬فتظهر عند الطفل المدلل مشاعر العدوان أكثر من غيره‬
‫فيتخذ السبيل نحو ذاته ونحو الغير‪ ،‬وهذا ما تجلى في اللون األحمر الذي أكثر من استعماله‬
‫‪.‬في رسم العائلة الحقيقية‬
‫‪:‬خاتمة‬
‫إن اختبار رسم العائلة ال يدرس الدينامية النفسية للفرد فقط‪ ،‬وإنما الدينامية العائلية التي‬
‫‪،‬تسمح لألخصائي العيادي بدراسة السياق العائلي الذي يعيش فيه الطفل وكيف يتصوره‬
‫حيث يساعده على الكشف عن مختلف الصراعات و اإلشكاالت العالئقية التي أدت إلى‬
‫معاناة الطفل‪ ،‬ومن ثم العمل على تغيير تلك التصورات و إعادة التوازن إلى الدينامية‬
‫‪.‬العائلية من خالل العالج الفردي أو العالج األسري‬
‫‪ :‬قائمة المصادر والمراجع‬

‫بوسنة عبد الوافي زهير‪ .)2012( .‬علم النفس النمو ونظريات الشخصية‪ .‬الجزائر‪1- .‬‬
‫‪.‬دار الهدىللنشر والتوزيع‬

‫الحلبي سوسن شاكر‪ .)2005( .‬أساسيات في بناء اإلختبارات و المقاييس النفسية‪ ،‬ط ‪2-‬‬
‫‪ . 1.‬مؤسسة عالء الدين للطباعة والتوزيع‬

‫‪3- Corman Louis.(1990) . Le teste du la famille, édition presse‬‬


‫‪universitaire France. 6 édition‬‬

You might also like