Professional Documents
Culture Documents
قسم:علم اإلجتماع
:
وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم "من ال يشكر الناس ال يشكر اهلل"
البد لنا ونحن نخطو خطواتنا األخيرة في الحياة الجامعية من وقفة نعود إلى أعوام قضيناها
في رحاب الجامعة مع أساتذتنا الكرام الذين قدموا لنا الكثير باذلين بذلك جهودا كبيرة في بناء جيل الغد
...وقبل أن نمضي نقدم أسمى ايات الشكر واإلمتنان والتقدير والمحبة إلى الذين حملوا أقدس رسالة في
الحياة
التي نقول لها بشراك قول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم
" إن الحوت في البحر ،والطير في السماء ،ليصلون على معلم الناس الخير "
وكذلك نشكر كل من ساعدنا على إتمام هذا البحث وقدم لنا العون وأمد لنا يد المساعدة وزودنا
أشكر اهلل سبحانه وتعالى الذي أمدني بالصحة والعافية والصبر إلتمام هذا البحث .
أهدي ثمرة جهدني إلى األمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والحافظين لحدود اهلل
غرسا روح القوة واإلرادة لمواصلة العمل ... إلى الذين ربياني صغي ار وكبي ار
فعلماني الصبر واإليمان باألقدار مصدر النجاح واإللهام ،إلى أمي ،ثم أمي ،ثم أمي ،ثم أبي العزيز.
الفصل الثاني
ثانيا .الخصائص العامة للعينة مؤسسة الجمعية من خالل تقنية تحليل المحتوى
الجمعيات المدافعة عن البيئة تعمل على إبراز مميزات البيئة والمحيط الذي يعيش فيه اإلنسان وتكوين
وعي لحماية البيئة لدى المواطنين تجاه المسائل البيئية ،وتهدف إلى تحسين نوعية الحياة البشرية والحفاظ
على الحياة الطبيعية ،وذلك عن طريق نشر معالم التربية البيئية "عقد الندوات والقاء المحاضرات واعداد
الدراسات واألبحاث العلمية ذات الصلة البيئية".
والمالحظ من خالل العقود الثالثة األخيرة تحولت البيئة ومشكالتها ،مع تفاقم تداعياتها الوخيمة ،الى
قضايا ساخنة تفرض نفسها بإلحاح في كل مكان من العالم ،ال على المعنيين بشؤون البيئة والمتخصصين
بها ،فحسب ،بل وعلى جميع الناس أينما وجدوا وحيثما كانوا ،بغض النظر عن مستوى معيشتهم ،وظروف
حياتهم ،ومستواهم التعليمي والثقافي .الكل أصبح متأث اًر ،وحتى متضر اًر ،من تردي البيئة ومقوماتها .بيد أنه
ليس جميع المعنيين مهتمين بتداعيات المشكالت البيئية ويسعون لمعالجتها ،مع أن هؤالء يعرفون أن من
يرغب بالعيش بأمان ،ويسعى خي اًر لذريته ،مطالب بحماية البيئة والعناية بها يداً بيد مع اآلخرين الذين
يشاركونه العيش فيها والنشاط في ظلها.
إن ضمان المشاركة الجماهيرية الفاعلة رهن لتحقيق جملة من الممارسات وصيانة العديد مـن المبادئ
،فالحفاظ على البيئة وترقيتها ومنع تدهورها هي األهداف الحقيقية من المشاركة ،وال يتم ذلك ما لم تتوافر
الهياكل التنظيمية التي تحتوي المواطن وتنظم جهوده لخدمة القضايا البيئية وبنائه فكريا وثقافيا وكذا تمكينه
من اإلطالع على المعلومات عالوة على كفالة حقه في التقاضي وتجاوز العقبات التي تقف عائقا أمام تنمية
قدراته ف تحول دون تفاعله مع المحيط الذي يحي فيه ومساهمته في عملية التنمية المستدامة بل والبحث عن
أفضل الطرق إلشراكه في إدارة الشؤون العامة للدولة وتحميله جانب من مسؤولية صنع القرار التي تتعلق
بالبيئة وترقيتها،ويعد الحق في المشاركة باالنتماء الحر للجمعيات واالجتماعات أفضل الطرق للوصول إلى
األهداف السابقة كما يعتبر صورة من صور تدعيم الديمقراطية التي عكسها الدستور 1989الذي دعم بكل
جدية الحركة الجمعوية بالجزائر.
أ
مقدمة
الحركات الجمعوية مكانة هامة في أي مجتمع من المجتمعات لما له من دور فعال في تشكيل وتفعيل
مظاهر الحياة المختلفة ،وربط قنوات االتصال بين األفراد والشعوب لمعالجة القضايا المتعلقة باإلنسان ،لعل
السمة البارزة التي تميزت بها المجتمعات المعاصرة السيما الصناعية منها هي تفاقم مشكالت البيئة والتلوث
التي كانت نتاج حركة التنمية االقتصادية وتكنولوجية التصنيع .
كما نجد مؤسسات المجتمع المدني تقع على عاتقها مسؤولية التوعية البيئية لما لها من مقدرة فائقة علي
التأثير في االتجاهات والسلوكيات ،ولن يأتي ذلك إال بإدخال األولويات البيئية ضمن برامجها ومخططتها،
ب توفير المعلومات العلمية عن حالة البيئة والتلوث ،وتقديمها إلي الجمهور بشكل مستمر ومثير لالنتباه ،
والتطرق بالمعالجة العلمية الدقيقة إلي جوانب الظاهرة البيئية إلعطاء تفسيرات وتأويالت وتمكين المجتمع
المدني من المشاركة الجادة في تداعيات قضايا البيئة.
ونحاول من خالل هذه الدراسة تسليط الضوء علي دور الجمعيات البيئية في نشر معالم التربية والوعي
البيئي لدى المواطن ،ونعني بذلك مسؤولية الجمعيات البيئية اتجاه البيئة ،تجعله فاعل اجتماعي نحو هذه
األخيرة ،باعتبارها مجال يحوي جميع التصرفات والسلوكيات الناتجة من طرف الفاعل االجتماعي.
ولفهم الموضوع أكثر قمنا بتقسيمه إلي بابين ،باب منهجي وباب ميداني ،وكل باب ينقسم إلي فصول
التي حاولنا من خاللها أن نجعل منها نسقا متكامال بحيث يخدم كل فصل الفصل الذي يليه ويمهد له حتى
يتمكن القارئ من تتبع األفكار الواردة فيه.
ويتناول الفصل األول اإلطار المنهجي للدراسة ،حيث يحتوي علي ثالث مباحث فالمبحث األول
تضمن تحديد الموضوع ،أهميته ،أسباب اختياره و أهدافه ،ليليه المبحث الثاني الذي احتوى إشكالية الدراسة
وفروضها ،وتحديد مفاهيمها واقترابها النظري ،أما المبحث األخير الذي تضمنه هذا الفصل فتضمن المنهج
والتقنيات المستعملة ،والدراسات السابقة.
ب
مقدمة
أما الفصل الثاني فاحتوى على العنصر النظري للدراسة فجاء موسوم ب األنتروبولوجية البيئية والتربية
البيئية ،تخلله مبحثين حيث شمل المبحث األول المعنون ب االنتروبولوجية البيئية ،متضمنا األنتروبولوجية
البيئية ،مراحل تطور العالقة بين اإلنسان والبيئة ،اإلقترابات المعرفية المفسرة للعالقة بين البيئة والمجتمع
،ليليه المبحث الثاني الموسوم ب التربية البيئية ،الذي احتوى على ماهية التربية البيئية ،الفرق بين الدراسة
البيئية والتربية البيئية ،طبيعة التربية البيئية وتطورها .،أهداف التربية البيئية و أساسياتها و مكوناتها .،
مبادئ التوجيه وسائل تحقيق أهداف التربية البيئية.
أما الفصل الثالث جاء بعنوان الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية ،وبدوره جاء في مبحثين ،المبحث
االول احتوى التعريف بالجمعيات البيئية ثم نشأة وتطور الجمعيات البيئية في الجزائر ليليه عنصر .اإلطار
التشريعي للجمعيات البيئية وصالحياتها ثم .مبادئ وأهداف جمعيات حماية البيئة أما المبحث الثاني
فتضمن المشاركة الجمعوية ودورها في نشر التربية البيئية محتويا العناصر التالية :المشاركة الجمعوية
ودورها في نشر معالم التربية البيئية ،مهام جمعية حماية البيئة ،عوامل نجاح وفشل األداء الجمعوي
الذي يمثل اإلطار الميداني للدراسة فبدوره احتوى على ثالث فصول تمثل في أما الباب الثاني
الفصل الرابع الذي تضمن اإلجراءات المنهجية الذي اندرج في مبحثين ،المبحث األول تضمن مجاالت
الدراسة ليليه المبحث الثاني الذي شمل العينة و مواصفاتها وخصائصها العامة .
أما الفصل الخامس فتضمن عرض وتحليل محتوى نتائج الفرضيتين ،وهو بدوره جاء في مبحثين
،المبحث االول تضمن عرض المقابالت وتحليل محتوى الفرضية األولى واستنتاجها ،أما المبحث الثاني
أيضا تضمن المقابالت وتحليل محتوى الفرضية الثانية واستنتاجها
بينما يشمل االستنتاج العام خالصة ما توصلنا إليه من نتائج تحليل الفرضيتين ،ونختم الدراسة بخاتمة
نهائية تمثل حوصلة شاملة للدراسة.
ج
الفصل األول
اإلطار المنهجي للبحث
مدخل
يتطلب البحث السوسيولوجي في دراسته من الباحث إتباع خطوات المنهج العلمي القائمة على التعريف
بمشكلة البحث وصياغة فرضياتها وتحديد أبعادها وال يمكن أن يتم له ذالك إال إذا قام بتوضيح أهمية هذه
المشكلة وأسباب اختيارها واألهداف المرجوة من دراستها ثم تحديد المفاهيم الواردة فيها والدراسات السابقة
لها ...وهذا ما سنحاول إتباعه في هذا الفصل حتى نتمكن من وضع بحثنا في أطره المعرفية وقواعده
المنهجية الالزمة .
إن فكرة هذا البحث وليدة ميل قوي حول الدراسات المتعلقة بالبيئة والمنظمات غير الحكومية المهتمة
بالبيئة كموضوع اجتماعي من جهة ومن جهة أخرى هي وليدة تساؤالت وتخمينات عدة عن واقع
المنظمات غير الحكومية البيئية وهذا المزج بين الميل والتفكير أدى بنا في األخير إلى تبني هذه الفكرة
كموضوع بحث ،فاالهتمام بالبيئة والهيئات والمنظمات المشرفة عليها في جميع مجاالتها من ثقافة بيئية
وتربية بيئية واعالم وتوعية وتحسيس بيئي ...وغير ذالك فهو موضوع واسع وكثير الشعب كونه يشمل
جوانب كثيرة وفروع عديدة وعليه وجدنا أنفسنا مضطرين لتحديد الموضوع أكثر وبالتالي حصره في زاوية
ما فقمنا بحصره في دور الجمعيات البيئية في حماية البيئة بنشر التربية البيئية مما يساهم في توعية
وتحسيس المواطن بأهمية البيئة و تنمية الوعي البيئي لديه .
ثانيا :أهمية الموضوع ::لكل موضوع سوسيولوجي أهمية كبيرة في تحليل وتفسير الوقائع والظواهر
المعاشة في أي مجتمع لذلك يعد موضوع البحث استجابة لإلهتمام المتزايد على المستوى الدولي والمحلي
من خالل سي اسات الحكومات الدولية التي تدعو إلى أهمية الدفاع على البيئة ،مما دفع في الوقت الراهن
بالدول المتطورة إلى اإلهتمام بالتربية البيئية التي اعتبرتها من أهم مصادر الثروة والتنمية المستدامة
بسبب التطور الذي تشهده في كيفية المحافظة على البيئة في حين نجد الدول السائرة في طريق النمو
كالجزائر التي مازالت تتخبط في مشكل تعميم الثقافة البيئية ونشر التربية البيئية بمختلف الوسائل وكيفية
اشراك جميع الفاعلين المحليين في ذلك ،لذا ارتأينا أن يكون هذا البحث مرءاة عاكسة لألثار السلبية
6
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
البيئية التي تعكس سلوكيات األفراد وممارساتهم الخاطئة اتجاه البيئة باإلضافة إلى هذا نلخص أهمية
البحث بأنه ال بد من اعطاء إهتمام ألهم مؤسسات المجتمع المدني أال وهي جمعيات حماية البيئة
بإعتبارها الهيئات المتعاملة والمحتكمة مباشرة مع الواقع المعاش والمتفاعلة في نشاطاتها مع المؤسسات
المجتمع من المصانع ومراكز الثقافة ومدارس وجمعيات أحياء وبلديات ...وغيرها من الفاعلين
والمسؤولين على حماية البيئة والمحافظة على المحيط ،لذلك نجد جمعية كنزة ببلدية أيت لعزيز والية
البويرة نموذج لها باعتبارها من أهم الفاعلين لقيامها بنشاطات واعداد برامج بيئية متنوعة واقحامها لجميع
فئات المجتمع واألوساط الطبيعية واالجتماعية بغية تنمية الوعي البيئي ونشر التربية البيئية من خالل
البرامج المقدمة لفئات المجتمع .
7
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
رابعا.أهداف اختيار الموضوع:يعتبر البحث بابا مفتوحا لمعرفة خلفيات الظواهر المالحظة يوميا وتاريخيا
فهو وسيلة لالستعالم واالستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بفضل اكتشاف معلومات أو
عالقات جديدة باإلضافة إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق المعلومات الموجودة فعال ()1وقبل التعرف على
أهداف الدراسة البد من اإلشارة إلى أن فكرة هذا البحث هي وليدة تساؤالت عدة عن دور جمعيات حماية
البيئة في ن شر التربية البيئية وكيفية التأثير في األفراد وتنمية وعيهم البيئي وهذا التفكير أدى بنا إلى تبني
هذه الفكرة كموضوع بحث لتحضير مذكرة -الماستر –.
ولذالك كان البد علينا من تحديد أهداف البحث التي يهدف من خاللها إلى تحقيق مجموعة من
األهداف يمكن حصرها في أهداف علمية وعملية :
-1أبو طاحون علي :مناهج واجراءات البحث اإلجتماعي ،القاهرة،المكتب الجامعي الحديث ،بدون طبعة ،سنة 1998
،ص.18
8
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
9
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
كما أكد هذا المنظور على أهمية الدور المنوط للمنظمات الغير حكومية ،ال سيما الجمعيات الناشطة
في الحقل البيئي االجتماعي ،فيما يتعلق بالتحسيس والتوعية بمشكالت البيئة والمساهمة في نشر التربية
البيئية في المجتمع ودفع األفراد على غرار ما هو مطلوب من السلطات الرسمية والمؤسسات الحكومية
للمشاركة بكل قوة واجاب ية وفعالية في حماية الوسط الطبيعي ،وهذا من أجل تلبية حاجات األجيال الحالية
دون إهمال حاجات األجيال الالحقة .
.1برنااامج األماام المتحاادة للبيئااة ،حلقااة عماال للمشاااركة الشااعبية ودور األس ارة والم ارأة والطفاال فااي برنااامج البيئااة ،تااونس-10،
1995/01/13ص .123
.2الجمهوري ااة الجزائري ااة الديمقراطي ااة الش ااعبية ،الجري اادة الرس اامية :ق ااانون 31-90المتعل ااق بالجمعي ااات .الع اادد ، 53الج ازئ اار
1990/12/04،
10
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
وفي هذا اإلطار تجدر اإلشارة إلى أن المجتمع الجزائري شهد منذ بداية التسعينات الماضية -على
مستوى الخطاب التشريعي خاصة – توجه نحو التركيز على تطوير العمل التطوعي المؤسسي للمجتمع
المدني ،وذلك بتبني قانون 31/90المؤرخ 1990/12/04المتعلق بالجمعيات كخطوة هامة في مجال
االعتراف بحرية العمل الجمعوي.
وهكذا فإنه بالنظر إلى كل هذه االعتبارات ،فقد فتح المجال لمشاركة المجتمع المدني عن طريق
الحركة الجمعوية في تفعيل عملية التنمية والمساهمة في حل مشكالت المجتمع االجتماعية
،الثقافية،المهنية وخاصة البيئية من خالل تثمين دور الفرد الجزائري (بالمفهوم الفردي والجماعي) في
عملية التنمية السليمة التي تركز على االعتماد المتبادل بين اإلنسان والطبيعة ،والعمل -قدر اإلمكان –
على حماية هذه األخيرة عن طريق نشر ثقافة التربية البيئية في المجتمع .
فالمالحظ على المجتمع الجزائري في ظل الظروف الحالية التي يعيشها ،هو أن أنماط البيئة فيه
تتعرض إلى مخاطر وتحديات كبيرة ،تنعكس بشكل مباشر على األداء االقتصادي واالجتماعي والثقافي
في شكله العام.
كما نجد هذه الحركات الجمعوية تسهر على نشر التربية البيئية وفق برامج مسطرة ومسعى تكويني
متشبع بالحس البيئي لتجسيد اإلتفاقية حيث ترجمت التربية البيئية ومثلتها في عدة برامج ومنها التكوين
البيئي الذي اعتبرته رافدا مهما من روافد التنمية البيئية وعامال مساهما في توجيه التربية إلى قطاع مثمر
لتحقيق التنمية المستدامة بوضع سياسة بيئية لنشر القيم البيئية ،ومن هنا نطرح التساؤل األولي كاألتي :
ما هي األسباب والعوامل التي شجعت الحركات الجمعوية المهتمة بالبيئة إلى تصعيد اهتمامها
بضرورة نشر ثقافة التربية البيئية و في الكيفية التي يساهم بها جميع الفاعلين االجتماعيين للحفاظ
على بيئتهم؟.
11
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
وفي سياق هذا التساؤل نشير إلى أن التربية البيئية أصبحت اليوم تحتل مكانة في العمل الجمعوي
لحماية البيئة نظ ار للصالحيات واإلمكانيات التي أتيحت لها للمشاركة في التربية البيئية وما ينتج عن هذه
األخيرة هو صحوة للضمائر الحية من جراء التدهور الذي يصيب العناصر الطبيعية واالجتماعية من
جهة ومن جهة أخرى تدريب األفراد لتحمل مسؤولياتهم واتخاذ الق اررات الخاصة بسلوكياتهم الفردية غير
السوية ،إضافة إلى إرسالية و ازرية استفادت منها جمعيات حماية البيئة تحثها على المساهمة في إنجاز
وتطبيق برنامج التربية البيئية نظ ار للطابع اإليكولوجي الذي يضفي إليها الشرعية لذلك والدور الحيوي
الذي تبذله في حماية البيئة ،وقبل طرح اإلشكال تحتم علينا صياغة بعض التساؤالت التي فرضت نفسها
للطرح وتمثلت اساسا فيما يلي :
هل تعتمد جمعيات حماية البيئة المحلية على برنامج بيئي لتفعيل نشاطاتها من أجل نشر التربية البيئية؟
هل تواجه الجمعيات المحلية الناشطة في ميدان حماية البيئة صعوبات تحد وتعرقل أداء مهامها في نشر
التربية البيئة في المجتمع الجزائري؟
. 1الفرضية العامة:الجمعيات المحلية لحماية البيئة تعتمد على برنامج بيئي لتفعيل نشاطاتها إال أن
ذلك تتخلله صعوبات تحد وتعرقل أداء مهامها في نشر التربية البيئة في المجتمع الجزائري.
.2الفرضيات الجزئية:
.1تعتمد الجمعيات المحلية لحماية البيئة على برنامج بيئي لتفعيل نشاطاتها من أجل نشر التربية البيئية.
.2تواجااه الجمعيااات الناشااطة فااي مياادان حمايااة البيئااة صااعوبات تحااد وتعرقاال أداء مهامهااا فااي نشاار التربيااة
البيئة في المجتمع الجزائري؟
12
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
ثالثا .تحديد مفاهيم الدراسة :تعتبر مرحلة تحديد المفاهيم من المراحل المهمة في البحث العلمي و ذلك
الختالف اتجاهات الباحثين و ما ينتج عنه من تنوع المفاهيم و تعددها و لهذا يجد الباحث نفسه ال
1
يستطيع االستغناء عنها ألنها"حجر الزاوية في بناء فروضه و نظرياته و استنتاجاته"
.1تحديد مفهوم الدور":هو مجموعة توقعات الخاصة بالسلوك وفقا لوجهة نظر معينة فهناك الدور
الموضوعي أي ما يجب أن يكون وهناك الدور المتوقع من األخرين كما هناك الدور الواقعي وهو الدور
()2
وهو ينسب من الناحية السوسيولوجية إلى رالف لينتون إذ يذهب في هذا اإلطار إلى الممارس الفعلي
القول :بأن كل تنظيم يتضمن مجموعة من األدوار ،ويفترض باألشخاص القائمين بها إلى الخضوع التام
لها ويحدد الدور جملة من الواجبات التي يضطلع بتنفيذها كل فرد في التنظيم ،وبتعبير أخر فإن هذا
التعريف يربط الدور بالتنظيم مثل الجمعيات التي توزع فيها األدوار وتحدد االختصاصات لخدمة أهداف
()3
التنظيم الجمعوي.
التعريف اإلجرائي للدور :وهو ما تقوم به جمعية حماية البيئة من أعمال ونشاطات وتسطير برامج مختلفة
من أجل حماية البيئة وتفعيلها في أوساط المجتمع المدني .
.2مفهوم مؤسسة الجمعية :يقصد بها على أنها العملية االجتماعية التي ينعكس فيها التفاعل واالتصال
الذي يقع بين مجموعة من األفراد أو الجماعات لغرض تحقيق أهداف وأغراض معينة ،)4(.أما من الناحية
السوسيوقانونية بأنها وحدة إجتماعية مستقلة تتكون من مجموعة أفراد ،لها قوانين تحددها ،وتحكمها
عالقات سلوكية بين أفرادها ولها مجموعة أهداف مشتركة (.)5
التعريف اإلجرائي للجمعية :هي مجموعة من األفراد يقومون بمهام موحدة في مجال ما من مجاالت
الحياة ،ولهم قوانين وتشريعات خاصة البد من احترامها .
1
اللحلح أحمد عبد اهلل ،مصطفى محمود أبو بكر:مناهج البحث العلمي ،الدار الجامعية للنشر ،االسكندرية، 2007 ،
ص ص 89 - 88
2
معن خليل عمر ،معجم علم اإلجتماع المعاصر ،عمان دار الشروق للنشر والتوزيع ،سنة ،2000ص.364
3
المرشد العلمي للجمعيات :الو ازرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالتظامن الوطني والعائلة ،النشر األول
سنة.1997
4
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،كتاب برنامج التعليم البيئي ،بدون طبعة،سنة،1980ص.04
5
غانم حسين مصطفى :اإلسالم وحماية البيئة من التلوث ،مكة المكرمة ،مركز البحوث للدراسات اإلسالمية ،سنة
،1996ص.20
13
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
.3مفهوم التربية البيئية :يرجع مفهوم التربية البيئية إلى دمج البيئة في التربية ومعالجتها وفقا لمنهج
جديد يأخذ بعين االعتبار البعد االجتماعي واالقتصادي والثقافي ،ومن هنا يتجلى لنا مفهوم التربية البيئية
على أنها هي عملية تكوين القيم والمهارات ،االتجاهات الالزمة لفهم وتقدير العالقات المعتمدة التي تربط
اإلنسان وحضارته بمحيطه الحيوي الفيزيقي وتوضح حتمية المحافظة على مصادر البيئة وضرورة حسن
استغاللها لصالح اإلنسان وحفاظا على حياته الكريمة ورفع مستوى معيشته .
التعريف اإلجرائي للتربية البيئية :هي عملية تكوين القيم والمهارات التي توجه سلوك الفرد ( المواطن )
في كيفية استغالل األفضل لبيئته وتجعله قاد ار على حل المشكالت التي تعترضه في البيئة وتجعله
مسهما في حل مشكالته والمحافظة على ثرواتها.
.3مفهوم البيئة :إن العالم ) (Recterيعتبر أول من وضع تسمية)(Ecologyأو علم البيئة وقد أخذه
من المصطلح اإلغريقي)(Oivosبمعنى ) (Houseأي منزل و)(logosبمعنى )The
(scienceأي أنه العلم الذي يهتم بدراسة الكائن في منزله ،حيث يتأثر الكائن الحي بمجموعة عوامل
حية بيولوجية وغير حية كيميائية فيزيائية ،ينتج عنها عالقات قد تكون إيجابية أو سلبية أو كالهما
معا ،وقد تمزج أحيانا بين مصلح علم البيئة )(Ecologyوالبيئة المحيطة) (Environnementالتي
تعرف أنها مجموعة النظم اإلجتماعية والطبيعية التي تعيش فيها الكائنات الحية والتي تستمد منها
)(1
حاجاتها تؤدي فيها نشاطاتها
أما في اللغة االنجليزية )environment( :ونعني األشياء أو اإلقليم أو الظروف المحيطة المؤثرة على
النمو والتنمية ،أما في الوجهة العلمية فهي المكان الذي يحيط بالشخص ويؤثر على مشاعره وأخالقه
وأفكاره.2» .
1
نفس المرجع ،نفس الصفحة
.2السخاوي مصطفى :اإليكولوجيا الثقافية ،اإلسكندرية ،دار المعرفة الجامعية، 1997 ،ص .21
14
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
أما الدكتور صالح الدين عامر "يرى البيئة النطاق المادي الذي يعيش فيه اإلنسان والكائنات الحية
1
األخرى وبما يشمله من عناصر طبيعية وأخرى صناعية أضافها النشاط اإلنساني"
التعريف اإلجرائي:
ومن هذه التعاريف نستخلص أن البيئة مكونة من عنصر طبيعي يتمثل في الماء والهواء والتربة
والبحار والمحيطات والحيوانات والنباتات وغيرها ،كما تشتمل على عنصر ثان يتمثل في العنصر
الصناعي أو المستحدثات التي وضعها اإلنسان لينظم ويدير من خاللها نشاطه وعالقاته
االجتماعية،وعليه فالبيئة في علم االجتماع تشمل كل مكونات الوسط الذي يتفاعل فيه اإلنسان مؤثر
ومتأث ار بشكل يكون العيش معه مريحا فسيولوجيا ونفسيا واجتماعيا.
تعتبر النظرية أداة التوجيه وهي من أهم وظائف النسق النظري قدرته على تحديد نطاق الوقائع التي
تخضع للدراسة ذلك أن أي ظاهرة يمكن دراستها من زاوية معينة(،)2ولذلك اعتمدت المقاربة السوسيولوجية
التي تبلورت فيها إشكالية الدراسة التي هي بصدد المعالجة حيث يدخل موضوع الدراسة ضمن
موضوعات علم االجتماع ،التي تعتبر مزيجا من االهتمامات الفلسفية والنظرية المحضة ،ومن المواضيع
التي أسالت حبر الكثيرين من العلماء والباحثين نجد نظرية الدور،والتي اكتشفت من طرف علماء
األنتروبولوجيا ،وأضاف لها علم النفس االجتماعي الكثير وكذلك فعل علماء االجتماع،وهذه النظرية ترتبط
نوعا ما بالتيار الوظيفي،وذلك من خالل التقائهما في مفاهيم مشتركة ،مثل مفهوم الحقوق والواجبات ،
التوقعات ،المكانة االجتماعية والمراكز االجتماعية ....إلخ.
ويمكن تعريف الدور على أنه " :هو السلوك المتوقع من شاغل المركز االجتماعي ،مما يدل على
أن هناك عالقة وطيدة بين الدور االجتماعي والمركز االجتماعي ،فالمركز االجتماعي للفاعل االجتماعي
.1صالح الدين عامر ،القانون الدولي للبيئة ،دروس ألقيت على طلبة علوم القانون العام ،لكلية الحقوق ،جامعة القاهرة
لعام ( ،)1982-1981ص .31
2محمد علي محمد :مقدمة في البحث اإلجتماعي ،دار النهضة العربية ،بيروت،بدون طبعة ،سنة.1983
15
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
في المجتمع هو الذي يحدد طبيعة األعمال المتوقعة منه أو دوره االجتماعي 1".ومن هنا يتجلى لنا أن
الفاعل االجتماعي كون عنصر فعال في المجتمع فإنه يؤثر فيه ويتفاعل معه وهذا ما يؤكده " ميد " أن
العالقة بين الفرد والمجتمع قائم على التفاعل المتبادل ،فالمجتمع ذو وجو موضوعي في أنماط السلوك
التي يمكن مالحظتها في تفاعل األفراد ،والفرد يشارك في بناء المجتمع ،فهو عنصر فاعل ،وليس
مجرد نتاج ظروف معينة،2".ومن هنا يبرز دور مؤسسات المجتمع المدني ( الجمعيات البيئية نموذجا )
ودوافعها الكامنة من وراء السعي في تفعيل مشاركة المواطن في حماية بيئته من خالل نشر التربية
البيئية .حيث تندرج ضمن الدراسات التي تعنى بالبيئة ،من خالل تفعيل دورها من طرف الفاعلين
االجتماعيين الذين تنوط إليهم مهمة تعزيز الوعي البيئي واشراك الجميع من خالل ترسيخ فكرة أن
اإلنسان ليس مجرد مخلوق سلبي غير مفكر خاضعا دائما لمؤثرات وضوابط البيئة الطبيعية ولكنه قوة
إيجابية فعالة ومفكرة ويتمتع بخاصية دينامية قادرة على التغيير والتطوير.
وهذا ما تطمح إليه الدراسة لمعالجته باعتبار أن الجمعية بيئة إنسانية تجمع عددا من األعضاء وهم
عبارة عن مجموعة من فاعلين التي تخطط لبرامج تربوية ومخططات بيئية تنموية مختلفة ،بإشراك بها
جميع الفاعلين االجتماعيين (مواطنين ،متعاملين اقتصاديين واجتماعيين وسلطات ...إلخ )وذلك بغية
الوصول إلى بلوغ األهداف الساعية إليها ،أي أنها قادرة على التدخالت البيئية في المجتمع وتغيير
وتطوير ماهو غير صالح للمجتمع والبيئة معا ،كما تطرق كذلك الطرح اإلشكالي للدراسة إلى نظرية
()3
التي تظهر عنده التربية على أنها ذلك الفعل الواعي التي تقوم به المؤسسات التربية عند جون ديوي
االجتماعية للتربية التي في مجملها أن تكون مراعية للهدف الشخصي الذاتي وللهدف اإلجتماعي على أن
يكون هذا الهدف وثيق الصلة بالواقع خاضعا لمتغيراته ومحققا لطموحاته فهي إذن تربية برغماتية ،أداتيه
وعملية ألنها وسيلة الفرد والمجتمع على حد سواء .
وفي هذا الشأن هو ما يطابق إشكالية الدراسة هو حيث أن الفعل الواعي الذي يتبناه الفاعل االجتماعي ،
الذي نعني به في هذه الدراسة ،القائمين على الجمعية البيئية ومسيريها في تفعيل دورهم التربوي لنشر
التربية البيئية في جموع المواطنين ،لكون الجمعية مؤسسة اجتماعية فاعلة في المجتمع ،تحقق فيها
1
.ميتشل دنكن:معجم علم االجتماع ،تر إحسان محمد الحسن ،دار الطليعة ،بيروت ،لبنان ،ط (،1986،)2ص176
.2عبد الرحمان عزي :الفكر االجتماعي المعاصر ،وظاهرة اإلعالمية االتصالية ،دار األمة ،الجزائر ،ط(،2005،)1ص
25
3
أحمد فؤاد األهواني :جون ديوي ،ضمن سلسلة توزيع الفكر الغربي ،دار المعارف ،القاهرة،الطبعة،2سنة.1986
16
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
اهداف شخصية ذاتية وأهداف اجتماعية خاصة بالجمعية من جهة ،ومن جهة أخرى لتعزيز ونشر
الوعي والتربية البيئية من جهة أخرى.
إن ربط هذه النظرية بمفاهيم وسائل اإلعالم ،والمطلوب منها لالستجابة النشغاالت المواطنين ،فيما
يخص البيئة والمحافظة عليها ،وباعتبارها من أهم المؤسسات االجتماعية التي تقع على عاتقها مسؤولية
المساهمة في نشر وعي وثقافة بيئية للحفاظ على البيئة ،وهذا من خالل تكامل لمجهود الجميع.
ومن هنا نتوقع من الجمعيات البيئية أن تلعب دورها المناسب ،لتساهم في رقي المجتمع والحفاظ
على البيئة بشكل أفضل .وذلك من خالل استحداث عالقات طيبة مع المواطنين ،من أجل إعطاء
الجانب البيئي دفعا قويا ،وهذا عن طريق استرجاع ثقة المواطن أوال ،واالستفادة من مساعداتهم
ومجهداتهم ،والعمل جنبا إلى جنبا ،بمسؤولية عالية وحس بيئي وضمير حي للمضي قدما إلى ماهو
نافع للبيئة والمجتمع على حد سواء .وهذا من خالل تفعيل عملية التحسيس في التعامل مع الظاهرة
البيئية وحمايتها .وهذا ما يحث عليه المختصين في مجال حماية البيئة بتأكيد دور جميع مؤسسات
المجتمع المدني بصفة عامة بتوجيه األفعال والسلوكيات الموجهة إلى البيئة بطريقة مثلى للحفاظ عليها-
.فهي تساهم في زعزعة البناء االجتماعي ،خاصة على" مستوى النسق القيمي ،فالقيم و الرموز التي تبثها
هذه المؤسسات من نتاج دائرة ثقافية أخرى مختلفة عن المعادلة االجتماعية أو البنية التقليدية للمجتمع
الجزائري ،و عن معطياته السوسيوثقافية ،1
ومن هنا يمكن القول أن أهمية الجمعيات البيئية تكمن في إحداث التواصل وتفاعل مع جمهور
المواطن من خالل النشاطات و البرامج المسطرة من طرفها من أجل الحفاظ على المحيط والبيئة معا،
حيث تساهم في الكشف عن األخطار والكوارث البيئية التي يتسبب فيها المواطن بتصرفاته وسلوكاته
الغير المسئولة ،برمي مخلفاته بطريقة عشوائية في كل مكان وفي أي زمان ،التي إن لن يكف عن ذلك
فإنه حتما يساهم في إحداث كارثة إيكولوجية بيئية .
ومن كل ما سبق يمكن القول أن نظرية الدور تعتبر انسب تصور نظري يمكن بناء عليه هذه الدراسة
بحكم أنها نظرية معرفية عالمية القيمة ونتيجة لألثر الذي تركته في العلوم االجتماعية ،ومن هنا تم
إدراجها لتحليل دور الجمعيات البيئية الفعال بصفة خاصة في تعزيز ونشر التربية البيئية في المجتمع.
1
. Megharbi (Abdelghani) ,Le Mimoir aux Alouettes, Alger : ENAL OPU,1958,P17.
17
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
يعتبر المنهج السبيل الذي يسلكه الباحث قصد تنظيم أفكاره و معلوماته حول موضوع دراسته ،و ذلك من
أجل إثبات الحقيقة باالعتماد على براهين عملية و موضوعية ،و يختلف منهج البحث باختالف الموضوع
1
الذي يدرسه
المنهج هو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة الكتشاف الحقيقة ،و لإلجابة على األسئلة و
االستفسارات التي يثيرها موضوع البحث ،و هو البرنامج الذي يحدد لنا السبيل للوصول إلى تلك الحقائق
و طرق اكتشافها ،و العلم الذي يبحث في هذه الطرق هو علم مناهج البحث،
و يعتبر " أوجست كونت " أول من استخدم كلمة " " Méthodologieو يعتقد البعض أن الباحث .
االجتماعي لديه الحرية المطلقة في اختيار منهج دراسته ،إال أن هذا االعتقاد بعيد عن الصحة ،ألن لكل
ظاهرة أو مشكلة صفات و ظروف تختلف عن األخرى ،وهذه الصفات تفرض على الباحث منهجا معينا
لدراستها أو حلها.
فالمنهج إذا هو العمود الفقري في تصميم البحوث ألنه الخطة التي تحتوي على خطوات تحديد
المفاهيم و شرح المعاني اإلجرائية واطار الدراسة و اختيار المنهج و وسيلة جمع البيانات و تحديد مجتمع
2
. البحث و توضيح مجاالت الدراسة
تعريف بأهمية الجمعية ،فإن المنهج المناسب لهذا النوع من الدراسة ،هو المنهج المسحي و هو أحد
المناهج الرئيسية التي تستخدم في البحوث االجتماعية لوصف الظاهرة المدروسة و تصويرها كميا عن
طريق جمع معلومات مقننة عن المشكلة و تصنيفها و تحليلها و إخضاعها للدراسة الدقيقة.
. 1 .محمد شلبي ،المنهجية في التحليل السياسي ،كلية العلوم السياسية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ، 2002،
ص .87
.2محمد شفيق ،البحث العلمي مع تطبيقات في مجال الدراسات التطبيقية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر2002 ،
،ص.87
18
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
و يعرف المنهج المسحي بأنه الدراسة العلمية لظروف االجتماعي حيث يتم التركيز على دراسة
الجوانب المرضية لألوضاع االجتماعية القائمة في منطقة محددة بشكل يمكن معه قياس هذه األوضاع و
مقارنتها بأوضاع أخرى بما يحقق فائدة في عمليات التخطيط القومي التي تستهدف تنمية الحياة
االجتماعية و االقتصادية و توفير الرفاهية و الرخاء ألفراد.
أما نوع المسح المطبق في هذه الدراسة فهو منهج دراسة الحالة الذي يعرف بأنه " المنهج الذي يتوجه
إلى جمع البيانات العلمية المتعلقة بأية وحدة ،سواء كانت فردا أو مؤسسة أو نظاما اجتماعيا ،أو مجتمعا
محليا أو مجتمعا عاما ،و هو يقوم على أساس التعمق في دراسة مرحلة معينة من تاريخ ما ،و ذلك
بقصد الوصول إلى تعليمات علمية متعمقة الوحدة أو دراسة جميع المراحل التي مرت بالوحدة المدروسة،
1
و بغيرها بالوحدات المشابهة لها
و يعتمد منهج دراسة الحالة على مراحل تبدأ أوال بتحديد إشكالية الحالة المبحوثة ،ثم الشروع في جمع
المعطيات سواء بفحص المعلومات بصورة كلية متعمقة ،و تشمل جمع المواقف و األحداث الخاصة
بالمبحوثين بالطرق و اإلدارات العلمية المعروفة في هذا الصدد ،أو بتحليل الوثائق ذات الصلة بالحالة
المبحوثة ،و يخضع الباحث هذه المعلومات إلى التفسير و التحليل ،قصد التوصل إلى النتائج المسطرة
2
في البحث
لقد اعتمدنا في دراستنا هذه على منهج دراسة حالة ،من خالل دراسة حالة جمعية البيئية الموسومة ب
( كنزة ) ببلدية أيت لعزيز بوالية البويرة.
19
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
ثانيا .التقنيات المستعملة في الدراسة :اعتمدنا في هذه الدراسة على مجموعة من التقنيات المنهجية
ساعدتنا في جمع البيانات للوصول إلى نتائج موضوعية.من بينها:
والتعقيب على بعض كانت هذه التقنية تمهيدا للعمل الميداني،من خالل المالحظة اليومية
السلوكيات التي صادرة منهم والموجهة نحو البيئة ،وما هي تصوراتهم فيما يعنى بكيفية مساهمة الجميع
في الحفاظ على البيئة وما دور مؤسسة الجمعية البيئية في ذلك - ،كل ذلك – الغاية منه هو استخالص
بعض األفكار تساعدنا في التحليل السوسيولوجي في كيفية مساهمة مؤسسات المجتمع المدني في إثراء
التربية البيئية لدى أفراد المجتمع الواحد .
.1فوضيل دليو،علي مغربي و آخرون،أسس المنهجية في العلوم اإلجتماعية ،قسنطينة:دار البعث منشورات جامعة
منتوري ،1999،ص.187
.2فاخر عاقل ،البحث العلمي في البحوث السلوكية ،دار العلم للماليين ،بيروت ،1977 ،ص .84
20
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
.2تقنية المقابلة :المقابلة " قائمة من األسئلة التي يقوم الباحث باستفتاء بياناتها ،من خالل مقابلة تتم
بينه وبين المبحوث بشكل مباشر ،أي تكون المواجهة مباشرة" كما تعتبر أداة المقابلة أداة التفاعل اللفظي
بين فردين في موقف المواجهة ،ومحاولة احدهما أن يستشير بعض المعلومات لدى الطرف اآلخر حول
خبراته وآرائه ومعتقداته.1وقد شمل استمارة مقابلة البحث على أسئلة موجهة و كما أشرنا إليه في الدراسة
االستطالعية فإن استعمالنا لهذه األداة اتخذ اتجاهين:
.1االتجاه األول :يتمثل في المقابلة الغير الموجهة ،والغرض من استعمال هذا النوع يعود إلى قلة
الدراسات العلمية المختصة بالموضوع فكان من البديهي االستعانة بها لتجميع أكبر قدر من المعلومات.
.2االتجاه الثاني :تمثل في إجراء مقابالت نصف موجهة ألشخاص مختصين ومسيرين الجمعية البيئية
،و أشخاص مشتغلين بموضوع البيئة ،والمكلفين بها ،فكانت صياغة األسئلة ترتبط إلى حد ما بالتخصص
المهني لهؤالء األشخاص ،ومن بين هؤالء األشخاص الذين كانت معهم المقابلة ( رئيس الجمعية ،نائب
الرئيس األول ،نائب رئيس ثاني ،األمين العام ،نائب األمين العام )
.3تحليل المحتوى :أما تقنية تحليل المحتوى :والتي تعتبر طريقة محددة لتسجيل المعلومات التي تفي
بمتطلبات البحث ،ثم تصنيفها بما يتفق أغراض التحليل و تعبر كميا عن رموز الوثيقة الواحدة التي
تشمل البيانات األولية – ( كيف قيل ؟ -ماذا قيل ؟)
" و تعتبر هذه الرموز مدخالت تقنية التحليل في االستعمال اآللي و اليدوي في جميع البيانات ،طبقا
لألسس و المعايير التي يضعها الباحث لعملية التسجيل في هذه التقنية، 2وشمل محتوى تحليل االستمارة
ما يلي:
.1محمد شفيق ،البحث العلمي والخطوات المنهجية إلعداد البحوث العلمية االجتماعية ،مصر ،المكتبة الجامعية ،
بدون طبعة ،2001 ،ص.192
.2محمد عبد الحميد :تحليل المحتوى في بحوث اإلعالم ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر، 1983،ص152
21
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
.1البيانات األولية :و التي تجسدت على مستوى التحليل في إبراز خصائص البرامج المدروسة و التي
تتعلق أساسا بالمواضيع والهدف ،باإلضافة إلى مصدر هذه البرامج .تحليل محتوى البرامج الحاملة
لموضوع التربية البيئية في البرامج المسطرة من طرف الجمعية البيئية ( كنزة ) بوالية البويرة
.2البيانات الخاصة بالشكل :وهي التي تعبر عن كيف قيل ؟ و شملت التقنية نوعية البرامج و استعمال
الوسائل التعبيرية ،مع عناوين البرامج إضافة إلى تبيين طبيعة اللغة المستعملة و تم التعرض لمعرفة
البرامج والنشاطات الحاملة للمواضيع التي تعنى بالبيئة.
.3البيانات الخاصة بالمضمون :وهي البيانات التي تعبر عن ماذا قيل ؟ و شملت التقنية تصنيف
المفاهيم البيئية والتعرض ألهداف البرامج ثم عرض التصنيف الخاص بالسلوك ببعدين اإليجابي والسلبي
ثم التعرض إلى القيم بمختلف ورودها في البرامج المدروسة .
إن مجموع هذه المقابالت وغيرها كانت في مجملها محاوال منا التقرب من المشكل وطرحه على
العاملين بالجمعية ،وأخذ وجهات النظر ورؤيتهم للموضوع البيئة ،وخاصة أن مجموع األسئلة التي
تضمنتها اللقاءات كان محورها يدور حول موضوع البيئة بمفهومها العام ،ومن هو المسبب األول في
تلوث المحيط ،وتشويه منظره وما هو دورهم كمكلفين ومسئولين ومسيرين اتجاه الموضوع.
وعليه فإن الحوصلة المستنتجة من موضوع المقابالت كانت لتوضيح الرؤية بالنسبة للموضوع،
واستثمارها في تحليل محتوى المقابالت مع المبحوثين
وبناءا علي هذا قمنا بإعداد ها وهي تحتوي علي ثالث محاور كل محور فيه مجموعة من األسئلة ،
موجهة إلي رئيس الجمعية واعضائها
22
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
ثالثا.الدراسات السابقة:
.1الدراسات األجنبية
دراسة فسيل : Versel 1940استهدفت هذه الدراسة دراسة التربية لصيانة البيئة في المناطق الريفية
بالواليات المتحدة األمريكية ،وقد أظهرت أنه ينبغي أن يعطى اهتماما متزايدا لالعتبارات اإلجتماعية
()1
المنظمة في عملية صيانة البيئة .
دراسة فيلت وود : Fleet Wood 1973إستهدفت تقويم مناهج المرحلة الثانوية فيما يتعلق
بالجوانب الحرفية والوجدانية المتعلقة بالتربية البيئية وقد أعد الباحث إختبار في المفاهيم البيئية وكذلك
()2
مقياس إلى تقويم مناهج المرحلة الثانوية نحو البيئة وطبقها على عينة من طالب الصف الثانوي .
دراسة وليام ستاب : WilliamB. Stapp 1978تناولت هذه الدراسة المفاهيم البيئية ومحتوى
برنامج التربية البيئية وهذا كان كما يلي :
الفلسفة والمفاهيم وتناول النظام البيئي،السكان،اإلقتصاد،التكنولوجية الق اررات البيئية،اإلخالقية البيئية.
تنمية المهارات التي تساعد المتعلم على إكتساب المهارات الالزمة لحل مشكالت البيئة والتعرف عليها
توضيح القيم علميا عن طريق – مثال – عرض مشكلة على المتعلمين ثم بطلب منهم وضع حلول
بديلة للمشكلة وأخي ار تتم دراسة نتائج كل بديل تمهيدا التخاذ القرار بخصوص البديل األفضل لحل
المشكلة :
مواجهة البيئة من خالل معرفة المفاهيم البيئية واكتساب المهارات في حل المشكالت وممارسة القيم
واتاحة الفرصة للمتعلم ليكون إيجابيا وفعاال عن طريق العمل الفردي والجماعي .
مالئمة البرنامج لمستويات األعمار ،حيث أن التربية البيئية ال تربط سن معينة ،فهي للصغار والكبار
ومن ثم معاونة المتعلم وتعميق ،إكتساب المعلومات واستنباطها وتوجيهه ومشاركة في عملية التعليم
،وتعميق الحس البيئي ،ممايساعد المتعلم على أن يكون أكثر تعاطفا مع بيئته وأكثر قدرة على تحديد
مشكالتها ومحاولة إيجاد حلول سريعة لها .
1
صبري الدمرداش :التربية البيئية ،دار المعارف،ط،1سنة،1988ص. 407
2التلي عبد الرحمن :التربية البيئية في مناهج المدرسة األساسية ،رسالة ماجستار،قسم علم النفس والتربية ،جامعة
الجزائر،2002،ص. 24
23
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
.2الدراسات العربية:
دراسة صبري الدمرداش 1976م :استهدفت الدراسة تحديد الدور الذي ينبغي أن تقوم به مناهج
العلوم في مرحلتي التعليم اإلبتدائي واإلعدادي في تحقيق التربية البيئية وتوصلت الدراسة إلى أن مجاالت
التربية البيئية تتمثل في :
صيانة الموارد .
المحافظة على التوازن الطبيعي في البيئة وقد أوصت الدراسة بأنه ينبغي أن تعمل المناهج على
تكوين فلسفة متكاملة لدى التالميذ تتحكم في سلوكها إتجاه البيئة ،وترشد سلوكهم نحوها ،وينبغي أن
()1
. يعد المعلم في مجال التربية البيئية حتى يمكنه القيام بدوره في هذا المجال
دراسة الشراح : 1984استهدفت بناء التربية البيئية في مجال العلوم للمرحلة المتوسطة بالكويت
وتجريب وحداته على عينة من تالميذ المرحلة المتوسطة والتعرف على مدى فعاليتها في اكتساب التالميذ
()2
. المفاهيم البيئية واتجاهاتهم نحو البيئة
دراسة محمد عفيفي : 1983استهدفت هذه الدراسة إلى اعداد برنامج في التربية البيئية لطالب
كليات الهندسة في الجمعات المصرية ،ولذلك فقد قام الباحث بدراسة اإلتجاهات العالمية في التربية البيئية
للهندسة ودراسة ثقافة المجتمع المصري ،وأهدافه المعاصرة وأهداف التربية البيئية ثم حاول التعرف على
مشكالت المجتمع المصري والحاجات التربوية والتعليمية لطالب كلية الهندسة فيما يتعلق بالتربية البيئية .
وفي النهاية أخضع البرنامج للتجريب والتحقيق من مدى فاعليته ،وقد أسفر التجريب عن نجاح
البرنامج وفاعليته وقدرته على تحقيق األهداف الموضوعة له كما أسفر عن أهمية أن يبدأ اعداد الطالب
من السنة اإلعدادية في دراسة التربية البيئية ،وأثبتت الدراسة أهمية المعلم ودوره في التربية البيئية ،وقد
()3
. اقترحت الدراسة إجراء مزيد من الدراسات والبحوث في مجال التربية البيئية المختلفة
1
صبري الدمرداش :مرجع سابق ،ص80:
2
صبري الدمرداش :مرجع سابق ،ص53:
3
مهني محمد ابراهيم غنايم :مرجع سابق ،ص.35
24
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
.3الدراسات الجزائرية
()1
:وهي دراسة لنيل شهادة الماجستير في علوم التربية بقسم علم النفس دراسة تلي عبد الرحمن
وعلوم التربية بن يوسف بن خدة بالجزائر العاصمة تحت عنوان :
التربية البيئية في مناهج المدرسة األساسية ،دراسة ميدانية وذلك خالل السنة الجامعية -2001
،2002وتنطلق الدراسة من السؤال :مامدى فعالية مناهج المدرسة األساسية في تنمية إتجاه تالميذ
المدرسة األساسية نحو التربية البيئية ؟
ونجد الفرضية تتمثل في :
هناك عالقة بين فعالية المناهج وتنمية إتجاه التالميذ نحو التربية البيئية وكانت النتائج بعد تحليلها
مايلي أن:
المناهج المقررة ذات فعالية نسبية نظ ار للنتائج التي أحرز عليها التالميذ من خالل اإلختيار التحصيلي
الذي قدم له .
اتجاهات التالميذ نحو مفاهيم التربية البيئية هي اتجاهات إيجابية بالرجوع إلى النتائج المحصلة عليها
ولكن اإلتجاه يبقى دائما عرضة للتعبير لتأثره بعوامل أخرى كالبيئة اإلجتماعية والمنظومة القانونية
والقدرة اإلجتماعية ،وغيرها من العوامل ويبقى اإلتجاه أم ار نفسيا ال يتعدى السلوك البيئي المرغوب فيه
كذلك فعالية المناهج ال تتوقف على المحتوى المتضمن لها بل يتعلق باألستاذ وطرق التدريس .
()2
:وهي دراسة لنيل شهادة ماجستر في علوم التربية بقسم علم النفس وعلوم دراسة حيرش حكيمة
التربية بجامعة الجزائر تحت عنوان "تحليل محتوى كتب دراسة الوسط للطور الثاني" من التعليم األساسي
في الجزائر وفقا لمعايير و أهداف التربية البيئية ،وذلك خالل السنة الجامعية وفقا لمعايير وأهداف التربية
البيئية ،وذلك خالل السنة الجامعية 1995-1994وكانت اإلشكالية تنطلق من التساؤالت التالية :
ماهي المفاهيم البيئية التي تم تضمينها حتى األن في مناهج دراسة الوسط للطور الثاني من التعليم
األساسي ؟
1التلي عبد الرحمن :التربية البيئية في مناهج المدرسة األساسية ،مرجع سبق ذكره ،ص. 24
2
حكيمة حيرش ،تحليل محتوى كتاب دراسة الوسط ،الطور الثاني وفقا للمعايير وأهداف التربية البيئية،رسالةماجستار
غير منشورة ،قسم علم النفس ،جامعة الجزائر ،سنة. 1995-1994
25
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
ماهي المفاهيم البيئية التي يتم تضمينها في كتب دراسة الوسط للطور الثاني من التعليم األساسي
بالجزائر ؟
ماهي نسبة توافر األهداف العامة المسطرة من قبل و ازرة التربية الوطنية والتي يتناول في نصها
الجوانب البيئية في محتوى كتب دراسة الوسط للطور الثاني من التعليم األساسي بالجزائر ؟
إلى أي مستوى من المستويات الستة للمجال المعرفي تصنيف "بلوم" ترتقي أهداف المناهج التي
تستمدها من المحتوى ؟
هل يخضع الكتاب المدرسي الخاص بدراسة الوسط لمعايير التأليف الجيد ؟
وكانت هناك أربع فرضيات للدراسة وهي :
الكتب المدرسية الخاصة بدراسة الوسط للطور الثاني من التعليم األساسي ال تحتوي على مفاهيم
ومعلومات بيئية كافية تساهم في تحقيق األهداف الخاصة بمناهج هذه المادة .
عدم تمكن الكتب المدرسية الخاصة بدراسة الوسط للطور الثاني من التعليم األساسي مترجمة األهداف
العامة التي تنص على الجوانب البيئية المسطرة من قبل و ازرة التربية الوطنية الخاصة بمناهج هذه المادة
عدم األخذ بعين اإلعتبار المجاالت التربوية الثالثة (المعريفية،اإلنفعالية،السلوكية) وأهداف المستويات
الستة للمجال المعرفي عند تسطير األهداف .
عدم مراعاة معايير التأليف الجيد عند تأليف الكتب المدرسية عامة وكتب دراسة الوسط خاصة .
دراسة زردومي أمحمند :وهي رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في علوم التربية بقسم علم النفس تحت
عنوان "دور المؤسسات اإلجتماعية في تعزيز الوعي بالسلوك المذعن وذلك خال سنة 2008بجامعة
الجزائر – وتنطلق الدراسة من اإلشكال الذي يتمحور حول النظافة كقيمة إجتماعية تعتمد في التربية
األساسية لتعويد الطفل على التكفل بذاته .
واالستقاللية واالندماج االجتماعي واشكالية التلوث البيئي ،فأسئلة البحث كانت كاألتي :
ما هو واقع السلوك والتصرف إزاء مشكالت البيئة ؟
ما هو واقع مضامين البرامج التربوية البيئية ودورها في ترقية الوعي البيئي ؟
ما هو دور المؤسسات االجتماعية في تعزيز مكتسبات التعليم البيئي :ونجد الفرضيات تمثلت فيما يلي
تحقيق القيم البيئية قائم على تصحيح أخطاء التعلم عبر البرامج والمناهج التربوية
،والفرضيات تمثلت في األتي :
26
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
عالقة الفاعلين االجتماعيين تتجسد بمجالهم المعاش انطالقا من تلك التصورات والسلوكيات التي
يتبعونها في أمورهم اليومية ،و االعتناء بشؤون مساكنهم و أحيائهم و محيطهم البيئي بصفة عامة ،و
كيفية استغاللهم لهذا الفضاء الحيوي ،الذي يقضون فيه أغلب أوقاتهم ،و يمارسون فيه جملة من األفعال.
على هذا األساس حاولت الباحثة تسليط الضوء على المجال الخارجي للبيئة الحضرية،محاولة منها
معرفة ما إذا كانت تحضى باهتمام من قبل مختلف المؤسسات االجتماعية :األسر كمؤسسة اجتماعية
أولى والمدرسة التي تعد البيئة الثانية للطفل ،والشارع و الجمعيات ،ثم معرفة ما دور هذه المؤسسات
اال جتماعية في غرس و تثبيت جملة من القيم و المبادئ التي تمد بالفرد ثقافة بيئية تساهم في الحفاظ
على البيئة الحضرية و السهر على نظافتها و اإلبقاء على جمالها .
كما تؤكد الباحثة على أن هذه الثقافة البيئية ال تتكون لدى الفرد و ال يتسلح بها إال إذا تبنت هذه
المؤسس ات االجتماعية مجموعة من الوسائل و الطرق المتعددة لترسخيها في ذهن األفراد قصد الحفاظ
على النظافة البيئية الحضرية.
27
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
كما عملت على تفكيك متغيرات البحث إلى عدة مؤشرات تتمثل في :المستوى المعيشي والمستوى
االجتماعي ،المكانة و نوع المسكن لتقيس تأثيراتهم على أفعال و السلوكيات التي تتخذها المؤسسات
االجتماعية كفاعل اجتماعي في تسييرها للمحافظة على المجال الخارجي للبيئة الحضرية ،من خالل
استقراء واستطالع أراء الفاعلين االجتماعيين من مختلف مؤسسات التنشئة االجتماعية( األسرة ،
المدرسة -التلميذ -المعلم -المناهج الدراسية) التي تؤثر في التربية البيئية للتلميذ ،و دور الهيئات
المحلية الرسمية و الجمعيات و النوادي و رأي المواطنين) ،في مدى فعالية هذه الجمعيات في ترسيخ
الثقافة البيئية لألفراد من خالل الوسائل التي تتخذها سبيال لذلك –تثبيت الثقافة البيئية لألفراد. -
فمن خالل است قرائنا لنتائج البحث الميداني الذي توصلت إليهم الباحثة أن هناك عدة مؤشرات
تساهم في التأثير في مواقف واألفعال التي يتبناها الفاعلين االجتماعيين بتوجيهها في تبنى ثقافة بيئية
اتجاه محيطهم الخارجي .كالمستوى السوسيواقتصادي والثقافي (نوع المسكن ،الدخل .التصور ،ثقافة
الحفاظ على الموارد الطبيعية و المساهمة في حمالت الغرس والتشجير ،درجة الوعي.) .....
و بما ان المؤسسات االجتماعية باختالف فروعها دور كبير في ترشيد األفراد في تبنى سلوكيات
سلمية اتجاه المحيط الخارجي و البيئة عموما ،فرأت ضرورة الكشف عن دورها و مدى مساهمتها ،حيث
تبين لنا أن كل من وسائل اإلعالم و المدرسة و الجمعيات ونوادي المنادية بحماية البيئة و السلطات
المحلية بجميع فروعها ،و األفراد كل هؤالء لهم مهام و أدوار كبيرة في ترسيخ ثقافة بيئية عملية اتجاه
نظافة المحيط الخارجي بدءا بوسائل اإلعالم التي يقع على عاتقها عمل التحسيس والكشف عن
األخطار المترتبة عن األعمال المضرة بالبيئة ،كونها تستقطب أكبر عدد من األنظار وتعمل جنبا إلى
جنب مع السلطات المحلية من خالل التعريف بقوانينها لفائدة الصالح العام ،من خالل تلك العقوبات
المترتبة عن كل تجاوز في حق البيئة والتفكير بتضافر كل الجهود وايجاد حلول وسطية وجذرية تكون
فاعلة وبناءة ،للحفاظ على نظافة المحيط البيئي ،وضمان بذلك سالمة البيئة وسالمة المواطن
28
اإلطار المنهجي للدراسة الفصل األول
رابعا .صعوبات الدراسة :ال يخفى على أي باحث أن البحث العلمي ال يخلو من صعوبات يواجهها حين
قيامه ببحثه ،ومن جملة تلك الصعوبات التي لم تعرقل ولم تحد من إتمام هذا العمل البسيط ،نذكر من
بينها :
صعوبة ونقص في المراجع والدراسات التي تناولت موضوع البيئة من زاوية سوسيولوجية وان كانت
هناك بغض النظر عن المراجع الخاصة بالمشارقة فإنها لم تتطرق إلى التربية البيئية كمادة تربوية
إجتماعية تمارس عن طريق التعليم التربوي الغير نظامي وهذا عن طريق ممارسة كأفعال ونشاطات
وبرامج مسطرة تساهم في التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية التي تبنتها عدة مؤسسات إجتماعية كجمعيات
حماية البيئة التي أولت العديد منها إلى أهمية التربية البيئية في تجسيدها .
معظم الد راسات التي تناولت موضوع التربية البيئية كانت دائما تحاول اإلجابة عن سؤال يقول :ماهي
التربية البيئية ؟.
صعوبة الحصول على المعلومات البيئية وخاصة حول الجمعيات وهذا على مستوى الوالية.
29
الفصل الثاني
األنتروبولوجية البيئية والتربية البيئية
المبحث األول :االنتروبولوجية البيئية:
مدخل :
تعتبر البيئة الحيز والمجال الطبيعي الذي يحيط بنا ،فهي مجموعة من المكونات التي ال تتغير وتشمل
على األرض ،الماء،الهواء،الغابات والجبال ،وكل ما تحتويه األرض من مكونات ،تتفاعل البيئة مع
اإلنسان حيث يتأثر ويؤثر فيها.
المبحث الول :االنتروبولوجية البيئية:
أوال .النتروبولوجية البيئية:
إن استقرائنا لتاريخ نجد علماء وباحثين مهدوا األرضية والمداخل امام الدراسات البيئية.التي كانت
تتمحور أساسا حول خدمة اإلنسان صانع مصيره المحتوم فوق األرض ""شارل داروين . 1859كان من
هؤالء الذي كلفته مسيرة البحث أربعة وعشرون سنة من البحث لي يحول مالحظاته إلى فرضيات.الذي
جسد نظريته في كتابه أصل األنواع واإلنتخاب الطبيعي ؛وهو بات يعرف بالصراع من أجل البقاء.
ومنذ ذلك الوقت؛كانت نظرية االنتخاب الطبيعي مفتاحا لفهمنا للعالم الحقيقي والطبيعي ؛تمكنا من معرفة
والحيوانات إلى تغيير ؛جيل بعد ومستمر خاللها تعرضت النباتات لها تاريخ طويل أن الحياة
1
جيل؛وهي تعمر كل أنحاء العالم".
ففي هذا السياق التاريخي غير الثابت والمشحون بالتغيير كان على اإلنسان أن يجد لنفسه مكانة بين
األنواع الطبيعية ويحدد العالقة األولى لبقائه باستغالل ما يمكنه من اإلستمرار والبقاء بسد حاجياته
البيولوجية ؛الفيزيولوجية والسيكولوجية .ومرد ذلك أن اإلنسان عاقل وواعي ؛كرمه اإلله بنعمة العقل "
لقد كرمنا بني آدم وحملناه في البر والبحر " فبي العقل أنار درب البشرية وبه ضمن وحدد العالقة مع
باقي األنواع في محيطه الحيوي.
.بايود صبرينة .دور المؤسسات االجتماعية في ترسيخ الثقافة البيئية للحفاظ على نظافة البيئة الحضرية ،أطروحة
الفعل اإلنساني ليس وليد الصدفة مادام هو أرقى الكائنات الحية.فاإلنسان سخر العقل لمقاومة
الطبيعة أو الحفاظ على البقاء دون أن يولي االهتمام لعواقب االستنزاف لمجاله الحيوي بكل محتوياته
بإمكانها أن تولد الشقاء وتؤثر في العالقة بين األنواع الطبيعية والفيزيائية "مطاردة السعادة
البشرية،الحيوانية والنباتية " ،ذلك ما تهدف إليه الدراسات البيئية بمراجعة آليات التصرف والفعل وبنائها
عن طريق الوعي والتبصر في األمور قبل دق ناقوس الخطر ومهما كانت عالقة اإلنسان مع المحيط
الحيوي ،فإنه يدرك جيدا أن الخلود والبقاء األزلي غير وارد ،دافعتيه نحو اإلنجاز والتشييد تدفع به إلى
نيل االعتراف وأن التكنولوجيا الحديثة ستتحكم في الطبيعة"1" ,
التيارات العلمية اهتمت بمجاالت الحياة واستمرارها" لفهم العالقة األزلية التي تنضمها .فكان اتجاه
للوراثة لدى الجينيون ،ينتفع منه السيكولوجيون لفهم معطيات علم البيئة ،بما فيها عالقة اإلنسان مع
األخر في ظل التغير المستمر" ،2سواء التغير الطبيعي أو ذلك الذي أحدثه اإلنسان بتشييد عالمه
المادي لتحقيق حاجاته،التي أصبحت ال متناهية وتدفع به إلى الهاوية ما لم يعيد بناء الوعي"إن األبعاد
االجتماعية للحياة اإلنسانية غير محدودة وتتناول كافة األبعاد التي يتعامل معها اإلنسان وبالتالي فإن
إعطائها األهمية التي تستحقها هي الوسيلة الوحيدة لتعديل سلوك اإلنسان وتوجيهه في الطريق السليم
الذي يحقق القيم المطلقة التي علقت اإلنسانية عليها اآلمال في توحيد رؤيا أبناء هذا الكون ضمن
3
منظومة قيم الحق والخير والجمال,
العالقة التقليدية بين البيئة والمحيط،يشوبها الخوف والحذر،لكن في وقتنا الحالي زادت حدتها أكثر من
ذي قبل ،الخوف من غموض الظواهر الطبيعية تجاوزها اإلنسان بفضل إنجازاته المشيدة والبدائل التي
حققت له الراحة والرفاهية ،جاء ذلك نتيجة الحاجة إلى فهمها والسيطرة عليها ،لكن ذلك لم يجعله في
مأمن من المخاطر التي باتت تهدده بسبب انطوائه تحت رحمة التكنولوجيا ,
.1فرنسيس فوكوياما :نهاية التاريخ ،ترجمة :أمين حسين أحمد،مركز االزهر للترجمة والنشر 1993،ص.15
.2سليمان أحمد القادري :السلوك البيئي ،و ازرة الزراعة األردنية ، 1999ص19
.3عصام الدين علي هاللي :النماذج لفلسفة التربية البيئية في "التربية والتعليم في الوطن العربي ومواجهة
التحديات مخبر التربية والتنمية ،دار الغرب للنشر والتوزيع،وهران،الجزائر 2002ص191
32
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
العالقة المعاصرة مع البيئة يسودها الحذر والحيطة من المزالق التي تؤول إلى كوارث تكنولوجية
وبيئية محفوفة بالمخاطر وشاملة التأثير.فالعالقة الجديدة مع الطبيعة والتي حددها اإلنسان من ذاته
أوقعته في التنافر المعرفي حيث أصبح يناقش المصير بدال من اآلفاق والمستقبل ،انهمك في عالقة
االستحواذ من الطبيعة كل الموارد الطبيعية المتجددة من اجل تأمين بقائه والحفاظ على كيانه بمدى
الرفاهية التي بلغها،بالتالي""يكون قد اخترق الخطوط الحمراء للحرية مرتقيا أعلى حدود عتبة
المسؤولية.يتوسط هذه العمليتين المستندتين إلى عقد أخالقي ملتزم تجاه مصير الكون نعامل مهم
وأساسي ،هو الوعي الخالص من اجل إعادة بناء العالقة المفقودة ،هذه العالقة يجب أن تكون متجددة
ومستدامة من أجل الحفاظ على محيطه لحيوي.ذلك كونه ال يملك غيره مهما بلغ من محاولة البحث عن
أوطان أو التبيؤ.
عالقة عامة الناس مع الطبيعة أصبحت تشكل لهم قلق وبشكل عميق،كونهم يتصرفون بعدائية
مستمرة وهذا الربما يشعرون بالغربة واالغتراب في أحضان بيأتهم ألنهم لم يترعرعو على قيم بيئية ،أو
أنهم يراودهم اإلحساس بعدم االنتماء للبيئة العامة ،هي العملية النفسية المتجدرة في أعماق الثقافة البيئية
التي لم تول لها األهمية على أن تشكل شرطا من شروط تواجد اإلنسان بين أحضان الطبيعة,
حاول اإلنسان عبر التاريخ أن يبني عالقة تعايش بين البيئة والمحيط ،لكن التعايش كان من طرف
واحد ألن""شبح التكنولوجية بدا واضح المعالم منذ حادثة (هيروشيما) إلى كارثة (شرنوبل) في اإلتحاد
السوفياتي سابقا و(البوبال) في الهند .ولما حول اإلنسان العالقة مع الطبيعة من تعايش إلى غزو
1
أصبحت هذه األخيرة هدامة "
1
.عصام الدين علي هاللي :نفس المرجع السابق ،ص .195
.نقال عن .بايود صبرينة .ص ص . 74 ،71
33
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
ثانيا .مراحل تطور العالقة بين اإلنسان والبيئة :يمثل الوسط البيئي الذي نعيش فيه محصلة التطور
المستمر منذ بداية الخلق على هذه األرض ،وعند دراسة تطور العالقات والتفاعل بين اإلنسان والوسط
البيئي الذي يحيط به ويعيش فيه نجد أن التطور قد مر بالمراحل التالية :
المرحلة الصفرية :وفيها لم يظهر أي نوع من أشكال الحياة على كوكب األرض ،فقد كان .1
الغالف الغازي خاليا من األكسجين وغنيا بغازات الميثان واأللومينيا ،وقد بدأت الحياة مع ظهور خاليا
بوسعها أن تتكاثر وتعطي صفاته الوراثية لألجيال القادمة أو الجديدة ،وبدأ الطريق األول لتطور الحياة
على كوكب األرض،فقد أخذت النباتات المائية تغزو اليابسة وحدث نتيجة لذلك تغير جذري لمكونات
الهواء والنيتروجين ،وفي هذه المرحلة استطاعت الحيوانات والنباتات المعروفة حاليا أن تظهر وتتطور
،وظهر اإلنسان األول وتكونت مخازن ضخمة من الفحم والبترول من بقايا الكائنات الحية ،ولم يزد عدد
أفرادها أي في الغالب ال يزيد عن الخمسين فرد يشتركون في الصيد وجمع الثمار وكانت في تنقل مستمر
في البيئة تبحث عن مصادر الغذاء والعيش الذي يحتاجه ،واستخدم اإلنسان الصياد جامع الغذاء في
بداية األمر باأليدي ثم استعمل الحجارة واله اروات لقتل الحيوانات وقد كانت هذه األسلحة بدائية لم تساهم
بفعالية في انقراض الكائنات الحية.
ويمكن القول أن اإلنسان الصياد ،قد عاش في بداية األمر لغيره من الكائنات الحية ولم يؤثر على
التوازن البيئي في منطقته،لذى فقد كانت العوامل المؤثرة على البيئة هي طبيعية مثل الزحف الجليدي
()1
،إال أن تطور القدرات اإلنسانية بنجاحه بالتكيف والتوافق مع بيئته مكنته من صنع أدوات والبراكين
أفضل للصيد وجمع الغذاء واعداد طعامه وملبسه ،كما استطاع اكتساب خبرات ومعارف نقلها إلى أطفاله
كاستعمال اللغة وتمرير المعلومات مما جعله أقدر تكيفا للعيش من الحيوانات األخرى التي كانت تعيش
معه في بيئته وفي استخدام النار وقطع األشجار وتحسين أدوات الصيد فتمكن من قتل المزيد من
الحيوانات لصيدها ،وهكذا نجح اإلنسان األول الصياد وجامع الغذاء من التأثير تدريجيا على بيئته ومن
اإلستزادة من المعرفة والتقدم ،ولكن تأثره السلبي على البيئة كان بسيطا جدا وهذا لقلة إعداد اإلنسان
األول .
1
-سامح غرايبة ،يحي فرحان :المدخل إلى العلوم البيئية ،دار الشروق للتوزيع والنشر ،عمان األردن ،بدون طبعة ،سنة
، 1990ص . 23 :
34
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
. 2المرحلة الزراعية :التي سبقت الثورة الصناعية األولى أي قبل حولي 10إلى 12ألف سنة
حيث أخذ اإلنسان الصياد في االستقرار ،فدجن بعض الحيوانات وزرع بعض أنواع النباتات وبذلك
أصبح منتجا للغذاء ويعتقد البعض بأن الزراعة بدأت صدفة في مختلف مناطق العالم ،عندما الحظ
اإلنسان بذ ور الثمور تنمو من جديد في األماكن التي كان يرمي بها بقايا الثمار ،وفي هذه المرحلة أخذ
اإلنسان يؤثر على البيئة سلبيا كمزارع ومربي حيوان ويحرق الغابات ويستخدم مناطقها ألغراض زراعية
،وقد تطورت الزراعة خالل هذه المرحلة حيث قلل المزارع من اعتماده على قوته الجسدية في حراثة التربة
باستخدام حيوانات برية أليفة في الحراثة وزرع بعض أنواع الحبوب كالقمح والشعير وقام باستصالح
مساحات واسعة من األراضي لإلنتاج الزراعي ولقد ترتب على هذه المعطيات ظهور نظم اجتماعية
واقتصادية في القرى الزراعية تنظم العديد من العالقات بين هؤالء الناس ،السيما وأن عملية السرعة
والغزو التي أخذت تتزايد أجبرت هؤالء السكان على تطوير قوة سياسية لحماية مناطق نفوذهم ،وزادت
كثافة سكان القرى الزراعية وتطورت لتظهر بعض المدن وتنمو بشكل بطيئ وكانت المدن معزولة عن
()1
. بعضها البعض ويرجع عمر أقدم مدينة إلى 8أالف سنة وهي أريحا
مرحلة الثورة الصناعية الولى :وما اتصل بها من عمران وتميزت به حياة الحضر عن حياة .3
الريف وأصبح بإمكان اإلنسان أن يعيش في بيئته من صنعه ،بما يبني من مساكن ويهيئ لها وسائل
()2
.وأخذت التجمعات السكانية تنمو تدريجيا وتطورت الحرف المهنية ،وبنيت للتدفئة والتبريد واإلضاءة
المصانع في بريطانيا أوال خالل الفترة الزمنية 1890 -1850وتبعتها ألمانيا ،فرنسا ،الواليات المتحدة
األمريكية ،وفي هذه المرحلة اخترعت األلة من قبل "جيمس واط" 1863وكانت بداية الثورة الصناعية
وبدأت األلة مستعملة الوقود – الفحم – كمصدر للطاقة تحل محل األدوات الحرفية اليدوية كما استعملت
وسائل النقل المختلفة كالقطارات والسفن البخارية ثم بدا استعمال الطائرات وكما أدخلت في هذه الفترة
األلة الزراعية وبدا استعمال األسمدة والمبيدات الكيمياوية في اإلنتاج الزراعي وبدأ عصر هجرة العمال
الزراعيين من المدن إلى الريف مما أدى إلى زيادة عدد السكان وأدى إلى ظهور مشكالت بيئية
واقتصادية واجتماعية قضت على أعداد هائلة من سكان المدن .
1
-سامح غرايبة ،يحيى فرحان :مرجع سابق ،ص. 25
2
-عبد اهلل عطوي ،اإلنسان والبيئة في المجتمعات البدائية والنامية والمتطورة ،مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر
،لبنان ،بيروت ،ط، 1سنة ، 1993ص . 95:
35
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
مرحلة الثورة الصناعية الثانية :والتي نعيشها األن ،ال نعرف كيف ستنتهي وتسمى بثورة .4
التكنولوجيا أو الحسابات اإللكترونية ،فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية حدثت تغيرات كبيرة جدا في
التقنيات والنظم االجتماعية و االقتصادية والسياسية ،وتتميز هذه المرحلة بتقدم العلوم التكنولوجيا
خصوصا في الفضاء الخارجي والتوسع في استعمال الحسابات االلكترونية التي دخلت جميع أوجه الحياة
()1
،كما تحسنت العصرية كما تحسنت نوعية االتصاالت وتبادل المعلومات بدرجة لم تكن معرفة من قبل
كفاءة اإلستفادة من طاقة الفحم والطاقة النووية وكذلك التوسع في استخدام الطاقة المتجددة كالطاقة
()2
،وتعد هذه المراحل الشمسية ،الرياح وغيرها وهذا للحد من استزاف مصادر الثروة والتلوث البيئي
كتطور معرفة اإلنسان بمشاكل بيئية وبداية وعيه لها لذلك كان يجتهد في سن قوانين عبر التاريخ حتى
يومنا هذا .
1
-أحمد الفرج العطيات ،مرجع سابق ،ص. 17
2
-سامح غرايبة ،يحيى فرحان ،مرجع سابق ،ص . 27
3أحمد زكي بدوي:معجم مصطلحات الدعاية والتنمية ،بدون طبعة ،بدون سنة ،ص123:
36
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
– 2المدرسة اإلمكانية :وهي مدرسة تناهض مدرسة الحتمية البيئية ،وتتلخص فلسفتها في أن اإلنسان
ليس مجرد مخلوق سلبي غير فاضح تماما لمؤثرات وضوابط البيئة الطبيعية ولكنه قوة إيجابية فعالة
ومفكرة وذا خاصية دينامية قادرة على التغيير والتطوير وتؤمن هذه المدرسة بحرية اإلنسان في
االختيارات،واإلنسان بمحض إرادته يختار منها ماال يتالءم مع قدراته وأهدافه وطموحاته وتقاليده ،وما من
بيئة لم تمتد لها يد اإلنسان بالتعديل أو التغيير أو التحرير ،فاإلنسان قوة إيجابية فعالة في تهيئة لمطالبه
وتعديلها أو تغييرها وفقا لمشيئته وعلى ذلك ليست حتمية مطلقة صارمة بل هنا إمكانية مرنة ،ويرى
أصحاب هذه المدرسة أن اإلنسان ليس مجرد مخلوق سلبي،غير مفكر أو خاضع تماما لمؤثرات البيئة
الطبيعية ولكنه سيد البيئة والمسيطر عليها فهو الذي يحدد نمط استغالله لموارد بيئته ،والواقع أن
اإلمكانية قد غالت بعض الشيء في أن البيئة هي التي تقدم لإلنسان عددا من االختبارات واإلنسان يختار
منها ما يتالءم مع قدراته وأهدافه وهو يسيطر على البيئة إال أنه في الواقع يقف عاج از أحيانا عند مواجهة
المشكالت البيئية ،ولو كان األمر كذلك لتجانست األنشطة البشرية بين البيئات الطبيعية المتشابهة (.)1
– 3المدرسة التوافقية :حاولت هذه المدرسة أن توفق بين أراء المدرستين ،المدرسة الحتمية والمدرسة
اإلمكانية ،فهي ال تؤمن بالحتمي المطلق ،وال باإلمكانية المطلقة ،وانما تؤمن أن االحتماالت قائمة في
بعض البيئات لكي يتعاظم الجانب الطبيعي في مواجهة سلبيات اإلنسان وقدراته المحدود "حتمية" وفي
بيئات أخرى يتعاظم دور اإلنسان في مواجهة تحديات ومعوقات البيئة (إمكانية) ،ومن ثم فهي مدرسة
واقعية ألنها تصور واقع العالقة بين اإلنسان والمجتمع من ناحية وبين البيئة من ناحية أخرى،وهي مدرسة
موجودة فعال دون تميز طرف على حساب الطرف األخر ،ويرون أن الحتمية قائمة في بعض الفئات
واإلمكانية قائمة في بيانات أخرى .
وقد صاغ المؤرخ اإلنجليزي أرنولد توينبي،أربع استجابات للعالقة بين اإلنسان والبيئة التي يعيش
فيه وذلك من خالل األنشطة البشرية التي يمارسها اإلنسان وهي :
1
الفاروق زكي يونس:مفهوم البيئة في الخدمة اإلجتماعية ،المؤتمر العلمي السادس (الخدمة اإلجتماعية وقضايا البيئة)،كلية الخدمة اإلجتماعية
،جامعة حلوان ،القاهرة ،بدون طبعة،1922،ض.37
37
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
إستجابة سلبية :ويكون اإلنسان فيها متخلفا ،اليستطيع أن يطوع بيئته ويقف أمامها حاج از
ويتمثل هذا في حرفتي الجميع والصيد البدائي .
إستجابة التأقلم :أتي اإلنسان ببعض المعرفة ،فيحاول أن يتأقلم جزئيا مع ظروف بيئته حرفة
الرعي البدائي وكذلك الزراعة البدائية .
إستجابة إيجابية :وفيها يحاول اإلنسان التغلب على معوقات البيئة وتحدياته للوفاء بإحتياجاتها
وهنا تظهر قدرته على تطويع عناصر البيئة الطبيعية الصالحة يتمثل ذلك في حرفة الزراعة غير البدائية
والرعي المتطور والصيد المتطور وهي حرفة تظهر إمكانيات اإلنسان وقدراته .
– 4مدرسة التفاعل:وترى هذه المدرسة أن هناك تأثير متبادل بين البيئة ومكوناتها فالكائن الحي ال
يتأثر بكل ما يحيط به من ظواهر كالح اررة والطاقة فحسب ،بل أن البيئة هي األخرى تتأثر بالكائن الحي
عن طريق التغذية المرتدة الخارجية .
وتعد هذه المدرسة أقرب إلى الواقعية والموضوعية فقد أكدت على وجود عالقة تفاعلية بين اإلنسان
والبيئة فالواقع يشير إلى أن إشباع احتياجات اإلنسان تتم عن طريق تحويل بعض عناصر المنظومة
البيئية إلى مصادر ثروة تزيد من درجة العناصر المتوفرة في هذا المحيط بتقنيات جديدة الستخدامها
،وبالرجوع لهذه النظرية أو المدرسة تساعد على فهم العالقة بين البيئة إلى مصادر ثروة تزيد من درجة
العناصر المتوفرة في هذا المحيط بتقنيات جديدة الستخدامها .
وبالرجوع لهذه النظرية أو المدرسة على فهم العالقة بين البيئة والصحة والمرض ،فالتفاعل بين
المنظمات الثالث يؤثر بشكل أو بأخر في العوامل المهيأة للصحة أو المسببة للمرض ،فالمنظومة
الطبيعية تقدم مجموعة من التغيرات الفيزيقية مثل المناخ والتضاريس ودرجات الح اررة ...وما إلى ذلك
وتقدم المجموعة االحتمالية عددا من المتغيرات مثل:التعليم ،الثقافة ،التنشئة الجتماعية ،الممارسات
اليومية،العادات السلوكية،ولتقييم المنظومة التكنولوجية تقنيات حديثة تساعد اإلنسان على إشباع مختلف
االحتياجات مثل القدرة على استخدام مياه الشرب النقية وتوفير المواصفات الصحية في المساكن مما
يعزز الصحة العامة ،كما يمكن أن تؤدي هذه التقنيات إلى إحداث التلوث في البيئة والمسبب للعديد من
األمراض الخطيرة (.)1
1
محمد محمد براهيم حسن :البيئة والتلوث دراسة تحليلية لنواع النبات ومظاهر التلوث ،بدون طبعة،بدونسنة،ص. 7:
38
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
- 1إبراهيم عصمت مطاوع :التربية البيئية في الوطن العربي ،مرجع سابق ،ص 11، 10:
39
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
التعريف المقترح من والتر ستيدل " :التربية البيئية هي العملية التعليمية التي تبرز عالقة
اإلنسان ببيئته الطبيعية والمحلية ومشكلة السكان – التلوث – الموارد التكنولوجية وعالقة ذلك بالبيئة
اإلنسانية الشاملة "(.)1
التعريف في ضوء ما أقره المشتركون في اجتماع هيئة برنامج المم المتحدة البيئة بباريس
(" : )1978التربية البيئية هي العملية التعليمية التي تهدف إلى تنمية وعي المواطنين بالبيئة والمشكالت
المتعلقة بها وتزويدهم بالمعرفة والمهارات واالتجاهات وتحمل المسؤولية الفردية والجماعية تجاه حل
()2
المشكالت المعاصرة والعمل على منع ظهور مشكالت بيئية جديدة " .
التعريف في ضوء اإلتجاهات المحلية :وهذا حسب المؤتمرات الدولية البيئية حيث أن التربية .2
البيئية هي عملية تكوين القيم واالتجاهات والمهارات والمدركات الالزمة لفهم وتقدير العالقات المعقدة التي
تربط االنسان وحضارته بمحيطه البيوفيزيقي وتوضيح حتمية المحافظة على مصادر البيئة وضرورة حسن
إستغاللها لصالح اإلنسان وحفاظا على حياته الكريمة ورفع مستويات معيشته "،وهذا يعني أن مفهوم
التربية البيئية إنتقل من النظرة التي تحصره في دراسة الجوانب البيولوجية للبيئة إلى مفهوم أشمل وأعمق
يضم الجوانب الطبيعية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية لكل موضوع بيئي في أسلوب تكاملي مترابط
يبرز الصلة بين هذه الجوانب ودور لكل منها في الحياة كما أن هذا المفهوم للتربية البيئية ال يعني وجود
خاصة به بل هي كما ورد في التقرير الختامي لمؤتمر تبيلسي 1977نمط تربوي ال يضاف إلى المناهج
التربوية كإختصاص منعزل عنها بل يؤخذ كبعد متكامل معها .
ثانيا – الفرق بين الدراسة البيئية والتربية البيئية :أصبح اهتمام الناس في سائر أرجاء الوطن العربي
وفي العالم األمور البيئية من سمات العصر ،وذلك ألن اإلنسان قد بين أن أثاره البيئية قد بلغت درجة
يتعين عليه أن يراجع نفسه تجنبا لمخاطر بيئية تهدد حياته وحياة األجيال القادمة من نسله ،فقد بدا
اإلنسان تاريخه وجل همه حماية نفسه من غوائل البيئة خاصة ما يعاشر من الحيوانات المفترسة وكائنات
دقيقة تسبب له األمراض ،وأصبح األن وكل همه حماية البيئة من غوائل أثر اإلنسان ،وترتبط أثاره
على البيئة بمجاالت رئيسية ثالثة :
1
-مدير مكتب التخطيط للتربية للمرحلة اإلبتدائية والثانوية بو ازرة التعليم بواشنطن ،سنة . 1997
2
-إبراهيم عصمت مطاوع ،مرجع سابق ،ص . 12:
40
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
المجال الول :بتزايد عدد السكان وتزاحمهم في مناطق اإلستقطاب السكاني ،وتزايد تطلعاتهم
االجتماعية ،وتعاظم معدالت استهالكهم للمواد .
المجال الثاني :قضية تنمية الموارد الطبيعية وترشيد إستغالل مصادر الثروة غير المتجددة
والمحافظة على الطاقات االنتاجية للنظم الطبيعية .
المجال الثالث :موضوع التلوث في الماء أو الهواء أو التربية أو الغذاء أو بالضوضاء ...إلخ
كل هذا يستدعي تضمين التربية البيئية في مختلف برامج وأنشطة ومناهج ومحاضرات التدريس
والتجديد في التربية المستمرة وتأكيد العالقة الثالثية بين اإلنسان والبيئة والتنمية .وهنا يجب أن تدور
البرامج حول السكان والبيئة السكانية والبيئة واستثمار الموارد الطبيعية و المتاحة ،وتلوث البيئة على
اعتبارها المحاور الرئيسية في هذا المجال الهام من مجاالت التربية .لقد بدأ االهتمام بالتربية البيئية
()1
،ومن المنتظر أن تحتل التربية البيئية كركيزة أساسية في العملية التعليمية في السنوات العشرة األخيرة
مكانة هامة في السنوات القادمة نتيجة تزايد السكان وزيادة المخلفات والتقدم التكنولوجي وزحف الصحاري.
والتربية البيئية كمفهوم جديد لم تتبلور إال بعد مؤتمر ستوكهولم غير ان جذورها الفكرية قديمة،
ولقد كان االهتمام موجها قبل ذلك بكثير للدراسات البيئية لذلك يجب التفرقة بين دراسة البيئة والتربية
البيئية ،فالدراسات البيئية متشعبة ومختلفة التخصصات ومن هذا العرض السابق يتضح لنا ان الدراسات
البيئية تقتصر على معلومات وحقائق بيئية في مجاالت التخصصية مختلفة دون توجيه االهتمام لتعيل
أنماط السلوك ومن هنا يكمن ل نا الفرق الجوهري بين دراسة البيئة والتربية البيئية حيث أن التربية البيئية
لها اهتمام متزايد لتخطيط األهداف التربوية في اطر سلوكية بهدف تسيير وتقويم البرامج التربوية وتحسين
المقاييس التعليمية المستخدمة في عملية التقويم(.)2
ومنه التربية البيئية هي التي تهدف (عكس دراسة بيئية) إلى معايشة التالميذ المشكالت البيئية
والتدريس على المشاركة وتنمية الوعي البيئي في اطار خطة على مستوى محلي او قومي او عالمي مع
إكساب التلميذ القيم واالتجاهات االيجابية نحو حماية البيئة وتحسينها بقصد إعداد جيل واع بيئته
الطبيعية واالجتماعية والنفسية ووجه االختالف بين دراسة البيئة والتربية البيئية كوجه االختالف بين دراسة
العلوم والتربية العلمية ،فدراسة العلوم قد ال تؤدي الى تربية علمية غري ان قد تتحقق التربية العلمية ولو
أنها أسهمت في تدريب الطالب على مهارات الدقة والموضوعية والصبر والتاني في إصدار األحكام.
.1واصف عزيز ،نظريات المناهج وتطبيقاتها المعاصرة ،طنطا ،دار ماهر للطباعة (،ب ط ) ،سنة ، 1987ص 337
2
-إبراهيم عصمت مطاوع ،التربية البيئية ،مرجع سابق ،ص . 10 :
41
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
.1طبيعة التربية البيئية :إن من بين األهداف التي تسعى إليها التربية البيئية بناء أخالقيات
جديدة وانطالقا من الفرد وحتى المجتمع الدولي بغض النظر عن العمر أو الموقع أو الخلفية الثقافية أو
الفكرية ،ال بد من الوعي بتعقد وديناميكية العالقات مابين اإلنسان والبيئة الكلية واالعتراف بهذه
العالقات ،ومن بين األهداف التربية العلمية األساسية التي أقرها مؤتمر تيبلسي تمكين الجماهير من فهم
الطبيعة المعقدة للمسائل البيئية الناتجة عن التفاعل مابين الجوانب الثقافية والفيزيائية واالجتماعية
للبيئة ،والبد من أن تتوفر لألفراد والمجتمعات الوسائل التي تقيد لهم تفسير تكافل هذه العناصر المختلفة
في الزمان والمكان بغية تعزيز اإلستعمال األفضل للمصادر .
وفي هذا السياق هناك مفهوم أساسي يتعلق بضرورة رعاية المشاركة المسئولة الفعالة في صون
نوعية البيئة الطبيعية واالجتماعية والثقافية واالجتماعية من أجل تحسينها ،ولهذه الغاية يجب أن يتضمن
دور التعليم نشر المعلومات حول سبل التنمية الكفيلة بحفظ وتحسين العالقة المنسجمة مع البيئة .
وباختصار يمكن القول أن على التربية البيئية اإلسهام في تقديم المعرفة والمساعدة على اكتساب
المواقف والمهارات الالزمة لحفظ نوعية البيئة وتحسينها ،وبقدر ما يتعلق األمر بالقيم ،فإن على التربية
البيئية التأكيد على الخيارات البديلة في التنمية ،وينبغي أن يستند االختيار من بين البدائل إلى التحقيق
المنطقي واالستنتاج وتقييم العمل .
وهناك إيمان واسع بأن أفضل طريقة لتطوير أسلوب مهارات إيجاد أنجع الحلول للمشكالت البيئية
هي من خالل المشاركة الواسعة في هذه األنشطة ،وأكد التقرير الختامي لمؤتمر تبيليسي على أن التربية
البيئية هي جزء متكامل من العملية التربوية ،وأن ينبغي لها التركيز على المشكالت العملية وأن تكون
ذات طابع متداخل اإلختصاصات ،كذلك يجب على التربية أن تستهدف بناء القيم وأن تسهم في رفاه
الناس ،وان تهتم بمسألة بقاء اإلنسان ،وينبغي لقوة التربية البيئية أن تكمن أساسا في مبادرات الدارسين
واشتراكهم في العمل الموجه نحو اإلهتمامات البيئية األنية والمستقبلية(.)1
- 1واصف عزيز :نظريات المناهج وتطبيقاتها المعاصرة ،طنطا ،دار ماهر للطباعة ،بدون طبعة ،سنة ، 1987ص :
. 337
42
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
تطور التربية البيئية :يشهد العصر الحالي تغيرات بيئية كبيرة في البيئة األرضية والمائية .2
والهوائية ،ولعب اإلنسان في هذه التغيرات البيئية دو ار حاسما ومتمي از ،إذ أسهم في اإلخالل باالتزان
الطبيعي البيئي وأصبح هو نفسه مهددا بالفناء واألمراض الخطيرة ،ومن هنا فإن الوعي بالبيئة ومشكالتها
يتمثل في التلوث البيئي بأشكاله المختلفة ،واستنزاف الموارد الطبيعية واالنفجار السكاني واألزمة الغذائية.
وبالتالي العمل على حماية البيئة وحماية اإلنسان نفسه والمحافظة على مواردها وصيانتها هو من
أهم المبررات التي جعلت البيئة موضوعا للتربية والتعليم والبيئي داخل المدرسة وخارجها ،ولهذا تعتبر
التربية البيئية جزءا من العملية التربوية وموضوعا للتربية والممارسات السلوكية لدى األفراد المتعلمين
والمجتمعات البشرية ،وهي من الموضوعات التي بدأ اإلنسان المعاصر يهتم بها اهتماما واضحا وخاصة
عندما دق ناقوس الخطر البيئي في البيئات الرئيسية الثالث (األرضية ،المائية ،الهوائية ) .
وارتفعت صيحات األزمة اإليكولوجية وعليه أصبحت التربية البيئية بعدا من أبعاد التربية ،وموضوع
اهتمام متزايد للمجتمع على الرغم أنها بعيدة األصول والجذور على المستوى العالمي واإلقليمي والمحلي
،وقد ترتب على هذا االهتمام توافر دراسات وبحوث وخبرات بيئية عديدة حاولت الهيئات والمنظمات
الدولية جمعها وتنظيمها وتطويرها لتكون في متناول الدول المختلفة من جهة وتسهيل تبادل الخبرات
البيئية فيما بينها وتيسيرها من جهة أخرى ،وفي هذا الصدد لقد مرت التربية البيئية وتطورت من خالل
عدة حلقات دراسية ومؤتمرات دولية التالية :
()1
:في مؤتمر األمم المتحدة للبيئة البشرية الذي انعقد في مدينة مؤتمر ستوكهولم ()1976
ستوكهولم بالسويد في أكتوبر عام 1976اعترف العالم بالدور المهم للتربية والتعليم البيئي وحماية البيئة
،والمحافظة عليها وصيانة مواردها وقد وضع المؤتمر تصو ار شامال لمشكالت البيئة الراهنة والمستقبلية ،
وكان من أبرزها اإلعتراف بأن التشريعات البيئية ال تكفي وحدها لصيانة البيئة والمحافظة عليها من
التدهور البيئي بأشكاله المختلفة بل البد من الحاد وعي بيئي لدى سكان العالم جميعا لحماية البيئة
والمحافظة عليها وبشكل محدد أصدر المؤتمر توصية ( رقم ) 96تدعو منظمة اليونسكو ووكاالت
1
-سعيد التل ومجموعة من المؤلفين ،المرجع في مبادئ التربية ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،األردن ،بدون طبعة ،
سنة ، 1999ص . 511 :
43
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
األمم المتحدة األخرى التخاذ التدابير الالزمة لبرنامج جامع لعدة فروع علمية للتربية البيئية سواء داخل
المدرسة أو خارجها على أن يشمل البرنامج كل مراحل التعليم ويكون موجها لكل األفراد والمجتمعات
البشرية إلدارة شؤون البيئة والمحافظة عليها وصيانة مواردها وذلك في حدود اإلمكانات المتاحة لهم ،
ولقد كانت التوصية رقم ( )96أساسا ومنطلقا هاديا لبرامج التربية والبيئة وهي :
تشجيع تبادل المعلومات البيئية واألفكار ونتائج البحوث والدراسات المتصلة بالتربية على المستويات
الثالثية العالمية واإلقليمية والوطنية .
تطوير البحوث والدراسات البيئية وخاصة تلك البحوث والدراسات التي تؤدي إلى فهم أفضل األهداف
التربية البيئية وأساليب تحقيقها .
عمل برامج ومناهج ومواد تعليمية في ميدان التربية البيئية وتقويمها .
تدريب أو إعادة تدريب ،القادة المسؤولين عن التربية البيئية كالباحثين والمخططين واإلداريين والعاملين
التربويين .
()1
. توفير العونات الفنية للدول األعضاء لتطوير مناهج وبرامج في التربية البيئية والتعليم البيئي
ورشة بالغراد ( : )1975بعد مؤتمر ستوكهولم ،نظمت هيئة األمم المتحدة للتربية والثقافة
والعلوم (اليونيسكو) بالتعاون مع برنامج األمم المتحدة للبيئة مؤتم ار دوليا للتربية في مدينة بالغراد على
شكل ورش عمل في 22/13أكتوبر عام 1975وقد كانت الغاية الرئيسية من هذا المؤتمر مايلي :
1
-سعيد التل ومجموعة من المؤلفين ،المرجع في مبادئ التربية ،مرجع سابق ،ص . 512 :
44
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
مؤتمر تبيليسي ( : )1977وكصدى لميثاق بلغراد ،عقد المؤتمر الدولي الحكومي األول للتربية
البيئية في مدينة تبليسي باإلتحاد السوفياتي سابقا عام 1977وقد نظمت اليونسكو هذا المؤتمر بالتعاون
مع برنامج األمم المتحدة وبدعوة من حكومة إتحاد جمهوريات اإلتحاد السوفيتي ،وقد كان المؤتمر بمثابة
تتويج للمرحلة األولى من البرنامج الدولي للتربية من جهة ونقطة انطالق دولي للتربية البيئية أنشدته
الدول األعضاء باإلجماع من جهة أخرى وخرج بتضمين التربية البيئية بما يلي :
توضيح طبيعة التربية البيئية وتحديد دورها وغاياتها وخططها واستراتيجياتها التي ينبغي إتباعها دوليا
ووطنيا لتطور هذا الجانب (التعليم البيئي) التربوي الهام .
التأكيد على أنها ينبغي أن تسهم في توجيه النظم التربوية نحوا من الفاعلية والواقعية لتحقيق تفاعل أكبر
بين البيئة الطبيعية والبشرية واالجتماعية سعيا لتحسين حياة اإلنسان والمجتمعات البشرية .
التربية على جميع المستويات العملية التعليمية وهذه األخيرة ليست مادة تضاف إلى برامج الدراسة الحالية
بل تقتضي الجمع بين فروع العلم واإلنسانية وبالتالي ينبغي قيام تعاون وثيق بين الفروع واإلنسانية العلمية
واالجتماعية .
ينبغي مالحظة أنه يصعب على التربية البيئية وحدها أن تحل كافة المشكالت البيئية التي تعود إلى
مجموعة من العوامل الطبيعية والبيولوجية والبيئية و االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،إال أنها تساهم
وبمساعدة العلم والتكنولوجيا في وضع حلول مقترحة وبديلة أساسها العدالة والتضامن وبخاصة أنها تتناول
مشكالت بيئية مشتركة ولو أنها متباينة األخطار بين دول كثيرة من دول العالم الصناعية .
وباختصار أكد مؤتمر تبيليسي على إحالل التربية البيئية في الممارسات التربوية لمكانها الالئق
والضروري إلفساح المجال للحوار البناء بين اإلنسان والطبيعة وبيئته وبين بيئته النفسية واإلنسانية
المهددة دوما بإفراز التقدم الصناعي والتكنولوجي المخيفة ،كما أعطى مؤتمر تبليسي معنى متسعا للبيئة
()1
.ولقد وضع مؤتمر تبيلسي أساسيات يشمل الجوانب اإليكولوجية والتكنولوجية واالجتماعية واالقتصادية
وتوجهات للتربية حيث جاء فيه أن التربية البيئية تهدف بشكل أساسي إلى تحقيق وتوضيح العالقات
المتبادلة عالميا في المجاالت االقتصادية والسياسية .
-1رشاد احمد عبد اللطيف ،مرجع سابق الذكر ،ص ص.91- 90 ،
46
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
.2أساسيات التربية البيئية :تقوم التربية البيئية على مجموعة من األسس هي:
إنها في المقام األول عملية توجيه لجهود قومية تضم بها كل الجهود الفردية ضمن عمل متكامل وفعال
لمواجهة المشكالت البيئية.
العمل المشترك بين العلماء الممارسين ،في مجاالت التربية والبيئة في سبيل إنتاج فكر تكون بمثابة موجه
التربية البيئية في مختلف مراحلها تخطيطا ،تنفيذا ،تقويما ومتابعة.
التربية البيئية تربية شاملة ،بمعنى موجهة لكل أف ارد المجتمع كبا ار وصغارا.
تعمل على سن وتشريع القوانين والحرص على تطبيقها لالرتقاء بالبيئة؟
ضرورة مشاركة كافة أجهزة التربية الرسمية وغير الرسمية ،وال يكون متوقفا على المؤسسات التعليمية ،بل
كل المؤسسات والمنظمات معينة بدون استثناء لمواجهة المشكالت البيئية/كالنقابات العمالية االتحادات
الطالبية ،والجمعيات ،وغيرها.
تفعيل دور اإلعالم على اختالف وسائلة سمعية ،مرئية ،مقروءة ،وذلك لنشر الوعي البيئي وترسيخ
مبادئ المحافظة على الطبيعة ،والبيئة المشيدة (المدن ،القرى ...الخ).
دور الباحثين والمفكرين في دراسة ومعالجة القضايا البيئية على كافة المستويات المحلية القومية والعالمية،
وطرح القضايا ذات األثر التذمري للبيئة مثل قضايا المفاعالت الذرية ،واإلشعاعات النووية.
التربية البيئية تعتمد على األبحاث الدراسات والتقنيات المحلية والعالمية واالستفادة من التجارب التي
حدثت في دول أخرى سواء كانت متقدمة أم ما زالت في دور النمو.
التربية البيئية تعتمد على وجود مقررات جيدة عن البيئة في إطار المناهج الدراسية ،لذلك يجب العناية
الكافية سواء في تخطيط المناهج وبناءها وتنفيذها أو تطويرها بحيث تكون معدة بشكل واضح يواجه
الخطورة ال ناجمة من عدم االهتمام بالبيئة اإلمراض والكوارث يمكن أن يسببها إهمال هذا الجانب في
()1
المقررات».
إذا فأهم األسس التي تقوم عليها التربية البيئية هو العمل الجماعي لكل أفراد المجتمع وشرائحه
المتباينة االتجاهات من علماء وبحاثين ،عمال ،مربين ،إعالميين ،وحتى المتعلمين أنفسهم أو المتلقين
للتربية البيئية لهم دور هام من خالل تطبيق ما يتعلموه.
-1رشاد أحمد عبد اللطيف ،مرجع سابق الذكر ،ص ،ص.93 ،92 ،
47
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
.3مكونات التربية البيئية :تتمثل مكونات التربية البيئية من 3أطراف في حالة تفاعل مستمر
دائم وهي:
-الجمهور المستهدف بالتربية البيئية بتوجيه نشاطاتها وهي موجة إلي ثالث عناصر هم:
« المستوي التنفيذي :ويشمل كافة أفراد المجتمع على اختالف مستوياتها التعليمية واالجتماعية
الرسمية والخاصة لتكون أداة فعالة في المجتمع.
مستوى متخذي القرار بالمجتمع :والذين لهم تأثير كبير في البيئة وتسهم في اتخاذ الق اررات،
المتصلة بها ومن أمثلة المناطق الصناعية ويقدم لهم برنامج متميز ومتخصص في التربية البيئية.
مستوي المتخصصين والقائمين بالبحث والتطوير ...هؤالء البد من إكسابهم الوعي والقدرة
()1
والخبرات في مجال استخدام الموارد وتقنيات مراقبة تلوث البيئة وتقنيات القياس ،المختلفة..الخ».
48
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
يأخذ بعين االعتبار الجوانب البيئية بشكل واضح وصريح في مخططات التطور والنمو.
يمنح المتعلمين فرصة لتخطيط ولتطوير طرق وأساليب تعليمهم وافساح المجال أمامهم في المشاركة في
إبداء الرأي صنع القرار.
يربط بين حساسية البيئة ،المعرفة ،المقدرة على حل المشاكل وتوضيح القيم البيئية لكل جيل ،ولكن مع
تركيز خاص في المراحل األولي على حساسية البيئة التي يعيش فيها المتعلمين.
يساعد المتعلمين على اكتشاف وادراك األسباب الرئيسية لتدهور البيئة وعالمات هذا التدهور.
إظهار مدى تفاقم المشكالت والقضايا البيئية وتعقدها ،وبالتالي مدى الحاجة إلى تطوير طرق التفكير
والتعامل مع هذه القضايا وطرق حلها.
يتم است خدام طرق متنوعة للتعلم عن ومن البيئة ،واستخدام أنظمة متعددة لتسهيل بلوغ الهدف مع زيادة
في التركيز علي التطبيقات العملية والمواد الحديثة.
وحتى نتمكن من تحقيق نجاح التربية البيئية يجيب أن تتوفر بعض العوامل المحفزة على ذلك،
ومن أهم هذه العوامل:
التركيز على األوضاع البيئية اآلتية ،باإلضافة إلى األوضاع المحتملة وفق إطارها التاريخي،
حتى يتمكن األفراد من وعي أن األضرار والتي تلحقها ذات آثار مستمرة وحتى متطورة مع الفترات
الزمنية.
الربط ما بين الحث البيئي ومعرفة البيئة وبين المهارات الكفيلة بحل مشكالتها وتوضيح القيم
المتعلقة بها.
الربط ما بين النظرية والتطبيق بحيث يكون ما يقال أو ما يمارس قريبا من الواقع.
()1
اشتراك أفراد المجتمع فيما يحدث من تخطيط أو تنفيذ للبرامج البيئية».
49
ال نتروبولوجية البيئية والتربية البيئية الفصل الثاني
()1
.2وسائل تحقيق أهداف التربية البيئية :
ندوة بلغراد ( : )1975كانت وسائل تحقيق أهداف التربية البيئية في هذه الندوة وسائل عامة فهي
تتمثل في حد ذاتها في القيام بالدراسات والبحوث في مجال التربية البيئية وهذا ما يؤدي إلى تحقيقها عند
إخضاع الكتب المدرسية في إطار تجريبي .
وليام ستاب :عرض وسائل تحقيق أهداف التربية البيئية على النحو التالي :
دراس ة البيئة من كافة جوانبها الطبيعية واإليكولوجية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والتشريعية
والثقافية والجمالية ودراسة األثار البيئية في خطط التنمية اإلقتصادية وتدعيم اإلرتباط بين الناس والبيئة .
دراسة المشكالت البيئية على المستوى المحلي والقومي والدولي إلتاحة الفرصة للمتعلم أن يقف على
األحوال البيئية في األقاليم الجغرافية وتعميق اإلحساس بالبيئة والمعرفة بها وحل المشكالت والقيم في
كل صف من الصفوف المدرسية وتوجيه العناية لألنشطة العملية يهدف إكساب المتعلم خبرات مباشرة
عن البيئة .
إلين شميدر :عرض لنا وسائل لتحقيق الهدف العام من التربية البيئية من خالل تركيزه على تدريس
المفاهيم التالية :
اإلنسان كائن مفكر لديه قدرات تعاونه على تغيير األنظمة البيئية وقدرته على الفهم وممارسة التجارب
ويعتبر اإلنسان أقدر الكائنات الحية على إحداث التغيير البيئي .
بقاء المجتمع مرهون بالتوافق بين نشاط اإلنسان والنظام البيئي .
جورج غورفيتش :حيث أكد من خالل نظرية الضبط االجتماعي أنها وسيلة لعالج المشكالت
السلوكية واالنفعالية وتعديل ما يعاني منه الفرد من مشكالت سلوكية باتجاه بيئته التي تستلزم العالج
،ويعتمد هذا األسلوب على مبدأ أساسي مؤداه أن السلوكيات الغير مرغوب فيها تعتبر عادات سيئة واذا
تم تغييرها فإنه يمكن التخلص منها ،ويؤكد جورج غورفيتش إلى أن الضبط هو مجموع األنماط الثقافية
التي يعتمد عليها المجتمع عامة في ضبط التوتر والصراع ،فالضبط إذا وسيلة اجتماعية أو ثقافية تفرض
قيودا منظمة على السلوك الفردي أو الجماعي لجعله مساي ار لقيم المجتمع وتقاليده ،ولقد تطورت دراسة
الضبط االجتماعي في الفترة األخيرة فأصبح مرادفا للتنظيم االجتماعي ومنه يعتبر الضبط كوسيلة لتحقيق
أه داف التربية البيئية حيث أن الفرد يصبح خاضعا لقيم واتجاهات بيئية يمارسها وفق سلوك بيئي يفرضه
()2
عليه المجتمع الذي يتواجد فيه وبذلك يتحقق الوعي االجتماعي .
1
-إبراهيم عصمت مطاوع ،التجديد التربوي ،أوراق عربية وعالمية ،دار الفكر العربي للنشر ،القاهرة ،سنة 1997
،ص ص 66 ، 65 ، 64
-د .عبد الرحمن يرقوق وميمونة مناصرية ،الضبط االجتماعي كوسيلة للحفاظ على البيئة في المحيط العمراني ، 2
مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد الثاني ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،نوفمبر ، 2007،ص . 120.
50
الفصل الثالث
عرفها الدكتور محمد حسين باعتبارها جماعات مؤلفة من األشخاص الطبيعية أو المعنوية ذات تنظيم
و عرفها المشرع الجزائري في المادة 2من قانون 31-90المتعلق بالجمعيات "تمثل الجمعية اتفاقية
تخضع لقوانين المعمول بها ،ويجتمع في إطارها أشخاص طبيعيون أو معنويون على أساس تعاقدي
ولغرض غير مربح ،كما يشتركون في تسخير معارفهم ووسائلهم لمدة محددة أو غير محددة من أجل
ترقية األنشطة ذات الطابع المهني واالجتماعي والعلمي والديني و التربوي والثقافي والرياضي على
الخصوص".2
الجمعيات اإليكولوجية :تشير كثير من القوانين الجزائرية والمواثيق الرسمية ‘إلى أن محاربة التلوث
وحماية البيئة مصلحة وطنية تخص الجميع ومهمة صعبة ،تنأى عن حلها المؤسسات الرسمية فقط.
« ...فمن الضروري أال يفهم بأن تنفيذ هذه السياسة من صالحية الدولة وحدها بل ينبغي أن يكون الشغل
.1د .محمد حسين الوجيز في نظرية الحق بوجه عام ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،ط ،11985ص .175
52
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
لقد تأثرت الحركة الجمعوية في الجزائر بمختلف األنظمة السياسية حيث مرت بمراحل تطورها في
ثالث فترات أو حقب زمنية متميزة وهي:
.1المرحلة االستعمارية :حيث تبلور اإلطار القانوني للجمعيات مع صدور القانون الفرنسي لعام 1901
والذي كان بدوره نتاجا لتطور طويل لمفهوم الخدمة االجتماعية ليحدد كيفيات إنشاء الجمعيات وتسيرها
حيث نشطت حركة إنشاء الجمعيات في الجزائر في هذه الفترة مع مطلع الثالثينات وساهمت بفعالية في
بناء الشخصية الوطنية والمحافظة على مقوماتها وتم إنشاء العديد من الجمعيات بين مختلف فئات
المجتمع التي كانت توجد بينهم عالقات مهنية أو مؤسساتية مثل جمعيات التالميذ القدامى للمدارس
وجمعيات المعلمين والجمعيات الرياضية اإلسالمية والجمعيات الخيرية وتحولت معظم هذه.
.2مرحلة إقصاء وتهميش المجتمع المدني:استقرت فلسفة السلطة السياسية في الجزائر الحديثة عهد
االستقالل على فكرة إقامة دولة قوية ومستقرة ،لذلك اعتمدت نظام مركزية التخطيط وتحديد األهداف
المسطرة مسبقا وأدت طبيعة هذا النظام السياسي واالقتصادي المنتهج في الجزائر الذي يقوم على
التسيير االنفرادي والمركزي إلى انسحاب المجتمع المدني وتوفق الحركة الجمعوية وما عمق هذا التوقف
هو إخضاع الحركة الجمعوية إلى مستويين من الرقابة .حيث المستوى األول ويتمثل في الرقابة السياسية
في إطار المجالس المنتخبة والمستوى الثاني يتمثل في المصالح االجتماعية الذي يخضع تأطيرها لحزب
جبهة التحرير الوطني الذي انفرد بالنظام السياسي ما بعد االستقالل ،فكان له أثا ار وخيمة على االنفتاح
اإلداري مما أدى إلى إقصاء كل الشركاء من جمعيات سياسية ومقابالت وجمعيات مدنية من أجل
القضاء على كل منازعة ومنافسة للحزب الواحد وهذه القناعة السياسية كانت تضيق على الحركة
الجمعوية التي دفعت بوازرة الداخلية إلى إصدار تعليمة و ازرية بتاريخ ( مارس ) 1964تطلب فيها من
اإلدارة القيام بإجراء تحقيق حول كل الجمعيات المصرح مهما كانت طبيعة نشاطها .
53
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
استمر هذا اإلقصاء والتهميش للجميعات حتى بعد إصدار قانون 1987المتعلق بالجميعات ألنه
كرس سيطرة واشراف اإلدارة على حرية إنشاء الجمعيات ومراقبة نشاطاتها وانهائها ،كما أدت السلطة
اإلدارية إلى تقييد وتحجيم العمل التطوعي الجمعوي وخلق شبه مجتمع مدني انتقائي من حيث الموضوع
وطبيعة النشاط التطوعي واألشخاص من خالل انتمااتهم السياسية ووالء تهم الحزبية ساد هذا الجو
للحركة الجمعوية في الكثير من البلدان العربية في هذا المرحلة.
.3المرحلة التعددية:وهنا بوادر ميالد المجتمع المدني حيث ّأدت النظرة السياسية للسلطة التي كانت تقوم
على اعتبار العمل الجمعوي نشاط يزاحم سلطات وامتيازات إدارية مما أدى به لرقابة إدارية وعدم خروجه
عن تصوراتها الرسمية هذا إلى تهميش دور المجتمع المدني.
فأبرز التطور الحالي أن الحضارة دخلت مرحلة جديدة وال يمكن للجهد الفردي المعزول أن يضمن
التطور االجتماعي ،لذا وجب إدخال القانون بصورة إيجابية ليسمح لهذه التنشئة االجتماعية من جمعيات
ونقابات ومنظمات غير حكومية بأداء وظيفتها الجماعية في تحقيق المنفعة العامة،وبعد ظهور بوادر
النظام الديمقراطي وحماية حقوق اإلنسان من خالل التغيرات التي طرأت على النظام السياسي
واالقتصادي و االجتماعي وتخلي الدولة عن نظام التخطيط المركزي واالنفرادي ونظام الحزب الواحد
لصالح التعددية الحزبية .
برزت معالم التغير في تصور وظيفة الحركة الجمعوية وهدف النشاط التطوعي للجمعيات فهذا
التغير الجوهري ساهم بصورة فعالة في إرساء أساس دستوري لالشتراك المواطن في إدارة شؤون الدولة
من خالل دستور 1989و تعديل 1996اذ كرست المادة ( 43من دستور ) 1996صراح الحق
الدستوري في إنشاء الجمعيات و نصت (المادة ) 41منه على أن حرية التعبير و التجمع مضمونة
للمواطن كما صاحب هذا االعتراف اإلقرار بدور المجتمع المدني .فصدر قانون لسنة ( ) 1990الذي
أحدث تحوال جذريا في حرية إنشاء الجمعيات 1و عدم إخضاعها لراحة اإلدارية لهذا العهد التحول من
الناحية السياسية.
-1تم اعتماد أكثر من 53000جمعية منذ صدور قانون ،1990المتعلق الجمعيات(،منشورات في وازرة تهيئة اإلقليم والبيئة
والسياحة).
54
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
أما من الناحية االجتماعية الميدانية فهو نتيجة للوعي المتنامي لدى األفراد و جمعيات حماية البيئة
بالمخاطر التي تشكلها اإلف ارزات الخطيرة لحركة التصنيع النشطة التي شهدنها الجزائر و منذ ذلك الوقت
أصبح في الوقت الراهن تنوع الحركة الجمعوية و حيويتها و كثرة عدد أعضائها مؤش ار هذا على صحة
ديمقراطية الجزائر ،ففي فرنسا تطور قانون الجمعيات إلى أن بلغ مرحلة النضج من خالل ( قانون
) 1901المتعلق بالجمعيات لذلك أعادت السلطة الجزائرية النظر في التطور الحاصل في مبدأ حرية
إنشاء الجمعيات و أعادت تنظيم الجمعيات من خالل( مرسوم )1971و القانونين المعدلين له و هو
(قانون ) 1987المتعلق بالجمعيات إلى أن التحقت الجزائر بالركب( سنة ) 1990من خالل( قانون
) 31-90المتعلق بالجمعيات وهذا المكسب الهام للمجتمع المدني الجزائر وجب صيانته و المحافظة
عليه من التراجع و تدعيمه و إثرائه لتفعيل تدخل المجتمع المدني في تقديم خدمات تطوعية ذات نفع عام
مجال حماية البيئة و مختلف المواضيع االجتماعية األخرى.1
اإلطار التشريعي للجمعيات البيئية :تزامن ظهور جمعيات حماية البيئة في الجزائر مع المسار .1
الديمقراطي الجديد الذي تبناه (دستور ) 1989والذي عكس بكل جدية تدعيم الدور الجمعوي داخل
المجتمع ،مع التنويه إلى أن هذا الحق قد كرسته دساتير الجمهورية السابقة لكن لم يكن بنفس الصورة
التي جاء بها (دستور .)1989
فالجزائر بعد االستقالل أعلنت تطبيق القوانين الفرنسية باستثناء ما يتعارض منها مع السيادة
الوطنية والقانون الذي كان ينظم الجمعيات آنذاك هو القانون الفرنسي الصادر (سنة ، )1901كما كرس
هذا الحق (دستور ) 1996في مادته( ) 41بالنص على أن حريات التعبير وانشاء الجمعيات
واالجتماع مضمون للمواطن .
55
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
وكذا في نص( المادة ) 43على أن حق إنشاء الجمعيات مضمون ،وتشجع الدولة ازدهار الحركة
الجمعوية.وتماشيا مع النصوص الدستورية فقد اعترفت النصوص القانونية كذلك بالحق في إنشاء
()1
،الذي أجاز إنشاء جمعيات جمعيات للدفاع عن البيئة ومن ذلك قانون البيئة الصادر( سنة ) 1983
للمساهمة في حماية البيئة ولكنه لم يعط دو ار للتثقيف والتوعية البيئية كما نص قانون حماية المستهلك
على حق الجمعيات لحماية المستهلكين في القيام بدراسات واجراء الخبرات المرتبطة باالستهالك معترفا
لها بذلك بدورها في مجال حماية الصحة .
وفي (سنة ) 1990صدر قانون الجمعيات الذي وضع اإلطار القانوني للحركة الجمعوية وأصبحت
لها مكانة خاصة في المجتمع باعتبارها همزة وصل بين اإلدارة والمواطن السيما في مجال حماية البيئة .
ويعتبر القانون( )10/03المتضمن حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة من أهم القوانين التي
كرست دور الجمعيات في مجال حماية البيئة إذ أعطتها صالحيات واسعة في هذا المجال الحيوي
باإلضافة إلى القوانين األخرى التي أنشأت بموجبها هيئات إدارية مركزية إذ أعطت صالحيات جديدة
للجمعيات البيئية خاصة المرسوم الذي أنشأ الوكالة الوطنية للنفايات والقانون المتعلق بمناطق التوسع
والمواقع السياحية .
صالحيات الجمعيات البيئية في مجال حماية البيئة :يمكن حصر مجمل االختصاصات .2
والصالحيات التي أوكلت للجمعيات البيئية في مجال حماية البيئة من خالل استقراء مختلف القوانين
التي نظمت المجال البيئي (قانون البيئة المعدل ، )10/03قانون المستهلك ،قانون التهيئة والتعمير،قانون
المناجم ...الخ) ،وذلك على النحو التالي :
تساهم الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في مجال حماية البيئة وتحسين اإلطار
المعيشي في عمل الهيئات العمومية بخصوص البيئة وذلك بالمساعدة وابداء الرأي والمشاركة وفق
التشريع المعمول به.
الحق في التقاضي (الصفة القضائية) وذلك برفع دعاوى أم الجهات القضائية المختصة عن كل
مساس بالبيئة ،حتى في الحاالت ال تعني األشخاص المنتسبين لها بانتظام
يمكن للجمعيات المعتمدة قانونا ممارسة الحقوق المعترف بها للطرف المدني بخصوص الوقائع التي
تلحق ضر ار مباش ار أو غير مباشر بالمصالح الجماعية التي تهدف إلى الدفاع عنها وتشكل هذه الوقائع
56
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
مخالفة لألحكام التشريعية المتعلقة بحماية البيئة وتحسين اإلطار المعيشي وحماية الماء والهواء والجو
()3
واألرض وباطن األرض والفضاءات الطبيعية والعمران ومكافحة التلوث .
عند تعرض أشخاص طبيعية ألضرار فرضية تسبب فيها الشخص نفسه وتعود إلى مصدر مشترك
في الميادين المذكورة أعاله فإنه يمكن لكل جمعية معتمدة بمقتضى المادة 35من القانون ، 10/03إذا
فوضها على األقل شخصان طبيعيان معنيان أن ترفع باسمها دعوى التعويض أمام أية جهة قضائية
ويجب أن يكون هذا التفويض كتابيا كما يمكن للجمعية التي ترفع دعوى قضائية وفقا لألحكام السابقة
()4
. الذكر ممارسة الحقوق المعترف بها للطرف المدني أمام أي جهة قضائية جزائية
حق الدفاع على المحيط العمراني والمطالبة بالحقوق المعترف بها للطرف المدني مما يتعلق
بالمخالفات ألحكام التشريع الخاص بحماية المحيط (.)1
كما يمكن لكل جمعية مؤسسة قانونا والتي تبادر وفق قانونها األساسي بحماية البيئة والعمران
والمعالم الثقافية والتاريخية والسياحية أن تؤسس نفسها طرف مدني فيما يخص مخالفات أحكام قانون
()2
مناطق التوسع والمواقع السياحية.
لكل جمعية مؤسسة قانونا تبادر بقوانينها األساسية على حماية الشواطئ أن تتأسس كطرف مدني
()3
فيما يخص مخالفات أحكام القانون المحدد للقواعد العامة الستغالل واالستعمال السياحي للشواطئ .
حق جمعيات حماية المستهلكين بالقيام بدراسات و إجراء الخبرات المتعلقة باالستهالك.
أما في إطار وظيفة التحسيس والتوعية البيئية قد ظهرت إلى الوجود خاصة في بداية التسعينات
عدة جمعيات إيكولوجية وذلك أن هذه الوظيفة اختصاص أصيل بالجمعيات بصفة عامة نظ ار الحتكاكها
اليومي باألفراد وتعتبر جمعية ( ) Aspwitلوالية تلمسان التي أنشأت سنة 1977أقدم جمعية لحماية
البيئة في الجزائر ،ظهرت مباشرة بعد صدور دستور 1976الذي كرس حق إنشاء الجمعيات وتمثل
هدفها الرئيسي في محاربة التعمير الفوضوي ومنع إنشاء مركبات صناعية بالقرب من األراضي الفالحية
الخصبة وقد قامت بعدة ملتقيات رائدة في مجال حماية البيئة وذلك من خالل أيام دراسية أهمها (:الملتقى
الوطني حول البيئة سنة ،1980ندوة حول العمران في تلمسان سنة ، 1981ندوة حول مشاكل المياه
سنة .) 1982كانت ترمي هذه األيام المفتوحة إلى التحسيس وتبيان مشاكل البيئة وكذا التنسيق بين
مختلف المرافق المعنية بمجال البيئة ومن بين أعمالها كذلك تحسيس الطفولة بالبيئة من خالل حمــالت
التشجير التي تقوم بها على مستوى مدارس الوالية كما قامت بتسجيل شريط صوتي يتعلق بالشجرة والذي
وجد ترحابا كبي ار من طرف و ازرة التربية كما قامت الجمعية بمخاصمة عدة أشخاص أمام القضاء قاموا
بنزع أشجار بدون تراخيص (حالة مصنع ميتانون الغزوات) كما تأسست كطرف مدني في عدة قضايا .
57
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
58
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
الوسائل المستخدمة من طرف الجمعيات :تتنوع الوسائل التي تستخدمها الجمعيات للقيام .2
بمهمته ا في الدفاع عن البيئة وتعمل على تجميع البيانات الخاصة بالبيئة بإنشاء بنوك المعلومات ،وقد
تشارك في إبداء الرأي أو إعطاء المشورة في المشروعات والقوانين المنظمة للبيئة ،نشر التوعية كما لها
حق اللجوء إلى القضاء للدفاع عن قضايا البيئة.
و في بعض الدول يلزم القانون الهيئات المختصة بحماية البيئة على المستوى المركزي أو المحلي
بعدم اتخاذ قرار في مجموعة المسائل المتعلقة بالبيئة إال بعد أخذ رأي الجمعيات األكثر تمثيال والمعروفة
2
في هذا المجال ،وذلك في نطاق تأكيد الطابع الديمقراطي لهذه الق اررات.
59
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
أما بالنسبة للجمعيات الدفاع عن البيئة تهدف إلى تعرف على مشكل تلوث البيئة ومجال إيجاد
الحلول المناسبة لتخفيف ملوثات البيئة واقامة ندوات ومؤتمرات علمية سواء على المستوى المحلي أو
الوطني ،وتعمل على نشر الوعي القومي نحو حماية البيئة من التلوث وتقويم السلوكات الطاردة في هذا
المجال.
كما أن الجمعيات تلعب دور هام في إرادة الناس للمحافظة على محيطهم وثرواتهم الجمة ،لما
يحتويه من أماكن عيشهم وعملهم وتسليتهم وادخال تغيير ايجابي على سلوكهم العام في تعاملهم مع
عناصر الطبيعة ،وتزويدهم بقيم ومفاهيم ومهارات جديدة ويكون ذلك بالتوجيه إليهم الستنهاض ودفع
الوعي البيئي قدما في سبيل نضال يهدف إلى المحافظة على سالمة البيئة ،وتهدف أيضا إلى رسخ
الثقافة والتربية البيئة في أذهان المواطنين بهدف تكوين مجتمع يعي بيئته ويهتم بمشاكلها« ،والتربية
وحثهم على عادات أخرى بالتدريب والتوجيه و الوعظ واإلرشاد والترهيب والترغيب وكل ما يستلزم العملية
التربوية وهكذا فإنها تحدث انقالبا في العادات والتقاليد فيما يخص بيئتهم.2
.2الشامي سامي علي ،القضايا الرئيسية للبيئة ،مجلة الدراسات عربية ،عدد 8سنة ،1990ص .23
60
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
كان من أبرز توصيات مؤتمر ستوكهولم المنعقد بالسويد .1دور الجمعيات اإليكولوجية :
سنة " 1973أن التكنولوجيات والتنظيمات والتشريعات جميعها يمكن أن تعجز في سبيل تحقيق أهدافها
إلرساء سياسة بيئية ذات فعالية الفتقارها الوعي البيئي
وعلى غرار هذا فإن تنفيذ سياسة تشريعية في مجال حماية البيئة ال تكفي وحدها إللزام األفراد بضرورة
المحافظة على البيئة ينبغي تعزيز هذه المبادرات التشريعية بأجهزة أكثر فعالية يمكنها االتصال مباشرة
بمختلف الشرائح االجتماعية في إطار حماية البيئة .
.2دور األفراد في مجال حماية البيئة :يبدو من الصعب أحيانا فصل الجهد الرسمي للحكومات
والمنظمات عن الدور الذي يلعبه األفراد المجتمعين أو منفردين بسبب تعقد التنظيمات وما تحضى به من
دعم واسناد .وان األفراد بكل ما يملكون من مؤسسات ملوثة يحتلون حي از هاما من الهيكل العام لالقتصاد
الوطني ولديهم باع طويل في صنع القرار السياسي للدولة وكذا في توجيه سياسته التشريعية بالشكل الذي
يحمي مصالحهم خاصة في البلدان ذات االقتصاد الحر .
وعلى هذا فالفرد يلعب دو ار هاما في مجال حماية البيئة إن لم نقل أنه أهم دور في هذا الميدان
باعتباره مصدر التلوث البيئي في كل الحاالت بصفة مباشرة وغير مباشرة وكما قلناه آنفا تقديما لهذا
الفصل فإن غ ازرة التشريع البيئي واحداث أجهزة مكلفة بحماية البيئة وحدهما ال يمكن لهما بلو غاية
حماية البيئة من دون انتشار الوعي البيئي هذا األخير لن يتأتى إال بالعلم الراسخ ألن الكون الذي يحي
فيه اإلنسان سخر لخدمته وهو سيد عليه وهو مجبر على المحافظة عليه وصيانته لتتم خدمته على أتم
وجه وأكمل صورة قال اهلل تعالى " هو الذي خلق لكم ما في األرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن
(سورةالبقرة)
وقال صلى اهلل عليه وسلم " إن اهلل جميل يحب الجمال". سبع سموات"
61
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
.3دور السلطة التشريعية في حماية البيئة :ومن خالل استقرائنا وتفحصنا لمختلف النصوص المتعلقة
بمجال حماية البيئة فإننا نجد أن المشرع اتجه اتجاه أخلقة القانون ( la moralisation de la règle
)juridiqueفقد ألزم الفرد بعدة واجبات تتعلق بحماية البيئة مخاطبا خاصة منتجي وحائزي النفايات
وذلك بالقيام بما يلي:
يلزم كل منتج للنفايات أو حائز لها باتخاذ كل اإلجراءات الضرورية لتفادي إنتاج النفايات بأقصى قدر
ممكن.
في حالة عدم مقدرة منتجي النفايات أو الحائز لها على تفادي إنتاج أو تثمين نفاياته فإنه يلزم بضمان
أو بالعمل على ضمان إزالة هذه النفايات على حسابه الخاص بطريقة عقالنية بيئيا.
ال يمكن معالجة النفايات الخاصة الخطرة إال في المنشآت المرخص لها من قبل الوزير المكلف بالبيئة
يحظر خلط النفايات الخاصة الخطرة مع النفايات األخرى .
يلزم منتجو ،أو حائزو النفايات الخاصة الخطرة بالتصريح للوزير المكلف بالبيئة بالمعلومات المتعلقة
.
بطبيعة وكمية وخصائص النفايات
.4دور نوادي حماية البيئة (نوادي شباب بيئية) :انطالقا من فكرة أن الشباب هو العنصر الغالب في
المجتمع الجزائري ،وعليه يتوقف نجاح أية سياسة بيئية ذات أبعاد مستقبلية واعتبار للدور الفعال الذي
يمكن أن تلعبه مؤسسات الشباب بوصفها تهيؤ فضاءات لنشر وعي وثقافة بيئية تجاه الشباب ،وبمقتضى
1
المنشور الوزاري المشترك رقم 05المؤرخ في 1998/01/05المتعلق بتحسيس الشباب بقضايا البيئة،
وعمال بما جاء في خالصة أشغال الملتقيات الجهوية حول التحسيس والتوجيه البيئة في أوساط الشباب
المنعقد خالل شهري فيفري ومارس ،1998بكل من تيزي وزو ،غرداية وسطيف وتلمسان ،تم االتفاق
بين وزراء الش باب والرياضة من جهة والو ازرة المكلفة بحماية البيئة من جهة ثانية على إنشاء نوادي
لحماية البيئة عبر مؤسسات و ازرة الشباب والرياضة (دور ومراكز الشباب).1
1و ازرة الشباب والرياضة وكيلة الدولة لدى وزير الداخلية والجماعات المحلية والبيئة ،المكلفة بالبيئة ،اتفاقية تتعلق
بالشروط وكيفيات التنفيذ برنامج التحسيس والتوعية البيئية في أوساط الشباب ،لمنعقدة بتاريخ 4جوان ،1998
الديباجة ،ص .1
.2نفس المرجع ،ص .3
62
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
بناءا على ما سبق ،تم إنشاء 279ناديا لحماية البيئة "شباب بيئة" على مستوى 32والية ،كما
تم تنصيب 37لجنة والئية للمتابعة والتقويم وكحصيلة أولية لنشاطاتها تبين أنها تتمحور حول إحياء
األيام البيئية الوطنية والدولية ،وتنظم حمالت تطوعية لتنظيف األحياء وبعض المؤسسات وتهيئة
المساحات الخضراء ،وتنظيم مسابقات للرسم ،وتنظيم خرجات إعالمية و تحسيسية في الوسط الطبيعي.
و نشير أخي ار إلى أن النشاطات التي يمارسها الشباب من خالل نوادي حماية البيئة (شباب بيئية)
هي نشاطات توعية غير مأجورة.
للحفاظ على البيئة يقتضي أن يلعب المواطن دو ار إيجابيا و أالّ يقف موقف المتفرج وهذا ما أكده
الميثاق العالمي للبيئة أو ميثاق استكهولم حيث نصت المادة 24على ما يلي« :يقع على عاتق كل فرد
أن يعمل على تحقيق المبادئ الواردة بهذا الميثاق كل شخص يعمل بمفرده أو في نطاق جمعية من
الجمعيات أو باالتفاق مع اآلخرين في نطاق ممارسته لمظاهر الحياة السياسية ،سهل على تحقيق المبادئ
الواردة بهذا الميثاق "وانطالقا من ذلك بدأت منذ السبعينات حركة تكوين جمعيات الدفاع عن البيئة وكانت
في بدايتها جمعيات علمية نشأت بقصد الدفاع عن المصالح المشتركة ألعضائها في الحفاظ على البيئة.
و لكن اعتبا ار من الثمانينات شعر المدافعون عن البيئة أن حصر نشاطهم في نطاق الجمعيات ال يكفي
وأن تحقيق أهدافهم يقتضي منهم ممارسة الضغط السياسي والمشاركة في الحياة السياسية.
ونظ ار لخصوصية هذا التنظيم االجتماعي ،فإن الجمعيات بصفة عامة تمتاز بنوع من المرونة
والحرية من حيث اختيار اآلليات القانونية المتاحة لها لبلو هدفها .فقد عدد المجلس الوطني للحياة
الجمعوية الفرنسي ثمانية أصناف من النشاطات الرئيسية التي تقوم بها جمعيات حماية البيئة وهي
63
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
ثالثا .عوامل نجاح وفشل األداء الجمعوي :تكمن أهمية التطرق في الدراسة إلى عوامل نجاح وفشل أداء
الجمعيات في إبراز أهم العوامل الداخلية أو الخارجية التي تساعد على تطوير أساليب عمل الجمعيات
وفعاليتها.
.1عوامل نجاح األداء الجمعوي :تقوم عملية نجاح الحركة الجمعوية على مجموعة من العوامل منها
العوامل الخاصة باألعضاء،وطبيعة المحيط الذي تنشط فيه الجمعيات وعوامل موضوعية ويمكن رصد
مجموعة من العوامل إلنجاح العمل الجمعوي كما تبقى عوامل مفتوحة الجتهاد الجمعيات وواقعها من
الناحية العملية فتتمثل أوالها في العوامل الذاتية أو الخاصة بأعضاء التنظيم وهي كاألتي:
مدى وجود إرادة تطوعية حقيقية لدى أعضاء الجمعية.
توفر قاعدة علمية خاصة بالموضوع الذي تنشط فيه الجمعية.
معرفة اإلطار القانوني للمطالبة أي معرفة السبل القانونية المتاحة للنضال من أجل الهدف
المنشود.
.1شعشوع قويدر :رسالة ماجستير ،دور المنظمات غير الحكومية في حماية البيئة ،جامعة ابن خلدون ،تبارت ،سنة
، 2009/ 2008ص.30
.2نبيلة عبد الحليم كامل ،نحو قانون للحماية البيئية ،المؤسسة العامة للكتاب ،اإلسكندرية .1988 ،ص 101
64
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
منهجية عمل سليمة ومدى تواجدها في الميدان كما تتحدد مجهودات وارادة األعضاء بالعوامل
المتعلقة بالمحيط الذي تنشط فيه وبعالقتها بالمجتمع ،ألن الجمعية تستمد قوتها وبقائها من المجتمع
وكذا عالقتها مع السلطات اإلدارية ومدى تعاون اإلدارة ومدى تعاون اإلدارة معها وأخي ار عالقتها ببقية
بالجمعيات األخرى ،1كما تتحدد فعالية العمل الجمعوي على مجموعة من العوامل الموضوعية والتي
تتعلق بطبيعة -مجال نشاطها – وقدراتها المالية والتأهيل العلمي والفني ألعضاء في المجال الذي
تنشط فيه الجمعية.
.2عوامل فشل جمعيات حماية البيئة 2:تعاني جمعيات حماية البيئة من بعض النقائص عند قيامها
بوظيفتها وينحصر جانب من هذه النقائص في بعض خصوصيات النظام القانوني الذي يحكم
الجمعيات ،وكذا فيما يتعلق بمدى مساعدة الشركاء األخرين من إدارة ومواطنين في إنجاح دورها
وأخي ار من خالل مستوى األداء والتنظيم الذي تتمتع وتتصف به هذه الجمعيات ،ويمكننا تلخيص هذه
العوامل فيما يلي:
النقائص الناجمة عن النظام القانوني الذي يحكم الجمعيات :يعاني عدد كثير من الجمعيات من
ضعف قدراتها اإلدارية ذلك أن الرغبة واإلدارة التي تحرك أعضاء الجمعية في تقديم نشاطات تطوعية ال
تكف وحدها للنجاح المشروع بل يستدعي األمور تطوير تلك القدرات اإلدارية والتسييرية وحسب رأي
بعض الفقهاء أن ضعف القدرة اإلدارية والتسييرية للجمعيات راجع لمجموعة من العوامل أهمها:
عدم معرفة أعضاء الجمعية بالوسائل القانونية المتاحة لتحقيق أهدافهم المتعلقة بحماية البيئة.
عدم توفر التكوين لدى قياداتها.
ضعف الممارسة الديمقراطية والشفافية والتنظيم والمشاركة الحقيقية ألعضائها عند التداول
ومناقشة المشاريع ،حيث عليها أن غالبية المنظمات تخضع للزعامات الفردية.
65
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
صعوبة المشاركة والحصول على المعلومات من اإلدارة :فالحصول على المعلومات والبيانات الخاصة
بالبيئة أم ار حاسما،لذلك أصبح على الجمعيات البيئية أو غيرها من اإلطالع على الوثائق اإلدارية والحق
في اإلعالم وهذا ما يساهم في تحقيق المواطنة اإليكولوجية الحقيقية في الجزائر.
مستوى أداء أعضا الجمعيات :إن نجاح جمعيات حماية البيئة في تحقيق هدفها يعود بالدرجة األولى
إلى عوامل داخلي يتمثل في قوى التنظيم واالنضباط والتخطيط المحكم األهداف المنشودة لذلك يرى
البعض أن بعض الجمعيات نتيجة للمثابرة والتنظيم ،أصبحت تشبه الهيئات العامة parapubliqueأو
أنها رسمية semi-officiellesنتيجة لدرجة تنظيمها ومصداقيتها وتواجدها المستمر في الميدان.
غياب التخطيط المستقبلي :نتيجة لضعف القدرات اإلدارية والتسييرية لدى الجمعيات فإن أغلب
نشاطات الجمعيات وتنحصر بالدرجة األولى في ردود أفعال عن مواقف اإلدارة مما يعكس عدم تصور
مستقبلي لنشاطاتها ،وناد ار ما تعمل على التبؤ والتخطيط والتصور المستقبلي لرسم خطوات عملها
لمواجهة الحتياجات المستقبلية.1
ضعف التنسيق بين الجمعيات البيئية والجمعيات األخرى :يجعل تنوع موضوعات حماية البيئة
وتشغيلها من مجاالت نشاط الجمعيات البيئية واسعا هذا ما يوجب عليها التعاون والتنسيق فيما بينها ألن
حماية البيئة هي هدف تسعى إلى تحقيقيه مجموعة من الجمعيات تنشط في حماية عناصر بيئية مختلفة
فهذ ه العالقة التنسيقية والتعاونية ال يجب أن تنحصر بين الجمعيات البيئية فقط بل يجب البحث عن
تقاطعات بين الجمعيات البيئية وغيرها من أجل الوصول إلى تحقيق هدف حماية البيئة مثال ،جمعيات
حماية البيئة والجمعيات البيئة والجمعيات الثقافية..إلخ والتي يمكن أن تنسق جهودها لتنمية وتطوير
التربية البيئية والقيام بأعمال تحسيسية للتوعية البيئية سواء من خالل العمل مع هذه الجمعيات في
المدرسة لبعث التربية البيئية أو دور الثقافية إلحياء األعمال الفنية وتطوير الحس بالطبيعة والمحافظة
عليها لدى األطفال أو في المساجد ...وغيرها.
66
الجمعيات البيئية والمشاركة الجمعوية الفصل الثالث
كما تبقى هذه العالقة التنسيقية تخضع الجتهاد أعضاء الجمعيات في إيجاد شركاء من جمعيات
تنشط في مجال البيئة ويمكننا القول أنه ال يتوقف هذا األمر فيما بين الجمعيات فحسب بل يجب أن
يحدث نوع من التكتل الجمعوي بالنسبة للجمعيات ذات النشاطات المتجانسة في إطار فيد ارليات وهذا ما
يهدف إلى تعميم الممارسات والتجارب االجتماعية الناجحة وتجميع الموارد الطاقات والقيادات من أجل
انجاز المشاريع الكبرى التي تتجاوز إمكانيات الجمعية الواحدة وتفعيل تمثيل الجمعيات لدى السلطات
العامة والتشاور معها.1
67
الفصل الرابع
اإلجراءات المنهجية
مدخل
المبحث األول :مجاالت البحث
أوال .المجال الجغرافي للبحث
ثانيا .المجال البشري للبحث
ثالثا .المجال الزمني للبحث
مدخل
إن علم االجتماع في دراسة للظواهر االجتماعية يسعى دوما إلى الجمع بين محورين أساسيين،
أولهما التراث النظري لموضوع الدراسة ،و ثانيهما المحيط الواقعي حيث كانت الدراسة النظرية وحدها غير
كافية للوصول إلى الكشف عن الحقائق المتعلقة بالموضوع المدروس ،كان من الضروري القيام بالدراسة
الميدانية التي تعتبر الوسيلة الهامة لجمع البيانات من الواقع ،و ذلك بإتباع طريقة منهجية واضحة المعالم
توصل إلى الهدف المنشود طبقا لمشكلة الدراسة.
و على هذا األساس تم تقييم هذا الفصل إلى ثالثة عناصر أساسية يتم من خاللها التعرف على
ميدان الدراسة ،فخصص العنصر األول لتقديم مجاالت الدراسة ،المجال الجغرافي ،المجال البشري
والمجال الزمني ،أما العنصر الثاني فتتم فيه تحديد عينة البحث و كيفية اختيارها ،في حين ُخصص
العنصر األخير من هذا الفصل لعرض خصائص عينة البحث.
يرتبط البحث العلمي ارتباطا و وثيقا باألسلوب الذي يتبعه كل فرد لبلوغ األهداف المتوخاة من
الجدية بإعطاء تفسيرات صادقة و
ّ دراسته،و تضفي صحة الطريقة المستخدمة على هذه الدراسة طابع
معبرة عن الواقع.1و لهذا يعد تحديد اإلجراءات المنهجية للدراسة و خصوصا في الدراسات االجتماعية
تدعيما لربط جميع جوانب البحث من أجل الوصول إلى نتائج دقيقة و موضوعية في سبيل اإلجابة عل
التساؤالت المطروحة،من خالل جمع المعلومات ثم العمل على تصنيفها و ترتيبها و قياسها و تحليلها من
2
أجل استخالص نتائج و الوقوف على ثوابت الظاهرة االجتماعية المدروسة .
يهدف موضوع دراستنا هذه ،إلى معرفة ما إذا كانت مؤسسات المجتمع المدني و المتمثلة في
مؤسسة الجمعية البيئية تساهم في نشر معالم التربية البيئية لدى المواطنين الذين يقطنون بوالية البويرة
.1رشيييد زرواتييي ،تدددريبات ى دده مة جيددة البحددث الا مددم اددم الا ددوم ا جتماىيددة ،الج ازئييرد دار هوميية،ط،1،2002
ص.119
.2عم ييار بح ييول ،وال ييد محم ييد محم ييود،مةددداال البحدددث الا مدددم و دددر إىدددداد البحدددوث،الجزائردديي يوان المطبوع ييات
الجامعية،1995،ص.22
70
تقديم ميدان الدراسة الفصل الرابع
،من خالل مدى استجابتهم للنشاطات البيئية التي تقوم بها الجمعية ،و عليه تم تحديد ثالث مجاالت
خاصة بهذا البحث.
يعتبر تحديد المجال الجغرافي ألي دراسة محور ولب الدراسة بحد ذاتها لذلك قبل الشروع في القيام بأي
بحث خصوصا في مجال العلوم االجتماعية وبالتحديد في علم االجتماع ،فإن الجانب الميداني يعتبر
نقطة مهمة وجوهرية في تقديم النتائج وحقائق واقعية مستندة إلى مجتمع محل دراسة الظاهرة فيه،تماشيا
مع طبيعة الموضوع وكذا متطلبات التعمق التي تستدعيها المقاربة السوسيولوجية لدور جمعية "كنزة" في
حماية البيئة ونشر معالم التربية البيئية (كدراسة حالة) فمن حيث فضائها المكاني المعني بالدراسة
الميدانية تم تحديده على النحو التالي د
ب دية أيت لازيز : 1بلدية عين أيت لعزيز دائرة البويرة الواقعة على بعد حوالي 8كلم غرب
عاصمة الوالية المعروفة بارتباطها بواليات أخرى حيث تحدها والية تيزي وزو شماال ووالية المسيلة جنوبا
ووالية البليدة والمدية غربا ووالية برج بوعريريج شرقا ،رمز الوالية ، 10وتسمى من قبل "توايرست"وبلدية
أيت لعزيز تهتم بالفالحة وجني الزيتون والذي يعتبر مورد أساسي ألهاليها كما تتربع على مساحة تقدر ب
( 40.02كلم،) ²وتسكنه 14430نسمة (إحصائيات ، )2008منطقة البويرة منطقة فالحية ،ولقد إخترنا
ثاةيا .المجال البشري :يقصد بالمجال البشري للدراسة هو المجتمع األصلي الذي أجريت فيه الدراسة،أي
العينة التي طبقت عليها دراستنا الميدانية وقد كان محور دراستنا دور جمعيات حماية البيئة في نشر
التربية البيئية ،ولقد أفراد العينة هم ممثلين وأعضاء جمعية كنزة التي تنشط بالجمعية البيئية ،جمعية "
كنزة " الواقعة ببلدية أيت لعزيز ،حيث بلغ قدر عددهم ب ( 170ىضو ) 2وهذا في غضون ثالث
سنوات منذ تأسيسها موزعة على النحو التالي ( )135ذكور و( ) 25إناث .
71
تقديم ميدان الدراسة الفصل الرابع
ثالثا .المجال الزمةم :يمكن تقسيم مجال البحث حسب كل جانب من الدراسة ،فالجانب النظري للبحث
قد أنجز ابتداء من شهر سبتمبر تزامنا مع الموسم الجامعي ( ،)2015 – 2014أما الجانب الميداني ثم
إجراء مقابالت التمهيدية في جانفي ( )2015تخللها بزيارات استطالعية للجمعية كنزة التي أجري فيها
البحث ، ،فكانت عبارة عن مقابالت غير موجهة هي أكثر منها تدرب و التوقع لما سوف يكون قادما
عند النزول إلى الميدان ،والتوجه الى الجمعية لجمع أكثر المعطيات .
أما المرحلة األخيرة و هي مرحلة نزول إلى الميدان بدليل المقابلة النهائية و قد دامت حوالي
الشهرين نهاية جانفي إلى بداية شهر ماي ،أجريت مقابالت مع اعضائها وهم المشكلين لعينة الدراسة
أما المرحلة األخيرة فتمثلت في تحليل محتوى المقابالت وتحليلها بتقنية تحليل المحتوى ،لنخلص بذلك
إلى تقديم النتائج النهائية لهذه الدراسة وقد امتدت حوالي الشهر.
تعتبر مرحلة تحديد مجتمع البحث من أهم الخطوات المنهجية في البحوث االجتماعية ،وهي تتطلب من
الباحث دقة بالغة حيث يتوقف عليها إجراءات البحث و تصميمه و كفاءة نتائجه.
و يواجه الباحث عند شروعه في القيام ببحثه مشكلة تحديد نطاق العمل أي اختيار مجتمع البحث أو
العينة التي سيجري عليها دراسته و تحديدها.
هذا و كلما زاد عدد المفردات المختارة التي يشملها البحث أصبحت النتائج مستندة إلى أساس أقوى ،إال
أن الباحث غالبا ما يجد نفسه غير قادر على القيام بدراسة شاملة لجميع مفردات مجتمع البحث ،فيكتفي
بعدد قليل من تلك المفردات ،يأخذها في حدود الوقت و الجهد و اإلمكانات و هذه هي طريقة العينة ،و
للعينة شرطان أساسيان ،أولها أن تكون العينة ممثلة للمجتمع أي يتصف أفرادها بنفس الصفات الموجودة
في المجتمع األصلي ،.و ثانيهما أن تكون لوحدات المجتمع األصلي بحيث يمكن أن يقع عليها
االختيار ،يعني أن تتاح الفرص المتكافئة لكل فرد من المجتمع األصلي فتكون ضمن العينة دون تدخل
أو تحيز أو تعصب من الباحث.
72
تقديم ميدان الدراسة الفصل الرابع
أما فيما يخص عينة الحالة المبحوثة في دراستنا ،فقد ارتأينا أن تكون ممثلة في عينة من إطارات
ومؤسسي جمعية حماية البيئة الموسومة ب " .كنزة ،".تم اختيارهم بطريقة قصدية و ذلك حسب مدى
مساهمتهم و عالقتهم بالعناصر و النقاط البحثية التي سوف نتناولها و نعالجها في هذه الدراسة ،من أجل
الوصول إلى نتائج مضمونة و ممثلة نسبيا لإلجابة على تساؤالت و إشكالية البحث
.1أس وب تح يل المحتوى:يعد أحد "أهم أساليب البحث العلمي وأكثرها سهولة وأكبرها سرعة في
االستخدام ،موضوعها األفكار المتضمنة في النص وتكون الوحدات المراد تحليلها ألفاظا أو كلمات
أومعاني ،غالبا ما تشتمل على أفكار رئيسية أو عبارات أو جمل بأكملها .إذ يسعى عبر المقارنة الكمية
المنهجية للمضمون الظاهر للمواد االتصالية الحصول على االستدالالت الكيفية ،بالمالحظة ووصف مادة
2
االتصال واختبار فروض معينة عن مادة االتصال والتنبؤ بها".
73
تقديم ميدان الدراسة الفصل الرابع
وتعرفه دائرة المعارف الدولية للعلوم االجتماعية بأنه "أحد المناهج المستخدمة لدراسة مضمون مختلف
وسائل اإلعالم باختيار عينة من المادة موضوع التحليل وتقسيمها وتحليلها كماً وكيفاً على أساس خطة
1
منهجية منظمة".
ومن أهم تعريفات أسلوب تحليل المحتوى تلك التي تعرفه بأنهد "منهج لدراسة االتصال وتحليله بطريقة
2
منتظمة وموضوعية وكمية بهدف قياس المتغيرات".
تستفيد دراستنا من أسلوب تحليل المحتوى بوصفه أسلوبا يحقق األهداف الرامية إلى تشخيص
الموضوعات واألفكار واآلراء واالتجاهات العامة التي تدخل في إطار استقراء المرجعية الثقافية (القيم
االجتماعية) ومدى مساهمتها في ترسيخ ثقافة الحفاظ على نظافة البيئة الحضرية ،وتبرز أهمية هذا
األسلوب في ا الستخدام بوصفه يؤمن تحقيق األهداف التي ال تستطيع الوصول إليها المناهج العلمية
األخرى فضال عن أنه يتيح لنا الفرصة للتعرف على ما تؤديه المؤسسات االجتماعية من دور في ترسيخ
ثقافة الحفاظ على نظافة البيئة الحضرية .إضافة لتقييم المحتوى الذي تنقله الوسائل وتقدمه الطرق التي
تتبناها مؤسسة الجمعية البيئية لترسيخ ثقافة الحفاظ على نظافة البيئة الحضرية.
.2وحدات التح يل :يجب على الباحث المستخدم لتحليل المحتوى أن يضع وحدات لتكون أساسا تعتمد
عليه عملية تحليل المادة االتصالية ،والوحدة هي أصغر جزء من المضمون يمكن إخضاعه للتحليل،
3
وتتلخص هذه الوحدات فيما يليد
-1وحدة الكلمة.
1التهامي ،مختار ،تح يل مضمون الدىاية ام الةظرية والت بي ،دار المعارف ،القاهرة ،1974 ،مصر .ص .12
2
نفس المرجع السابق وص .12
،2005 3د.عامر مصباح ،ا قةاع االجتماىم :خلفيته النظرية وآلياته العملية ،الجزائرد ديوان المطبوعات الجامعية،
ص.101
74
تقديم ميدان الدراسة الفصل الرابع
ويختلف استخدام هذه الوحدات باختالف المادة الخاضعة للتحليل إضافة إلى الوسيلة التي تنقل تلك
المادة ،وفي هذه الدراسة تعد وحدة الموضوع أكثر مالئمة في االستخدام خاصة في مجال التقصي عن
اآلراء واألفكار واالتجاهات والسياسات واإلشارات والعناصر التي تنطوي على دالالت بارزة تنسجم مع
الهدف من التحليل فضال عن أنها تعد األصلح في البحوث التي تتناول االتجاهات والسياسات والمواقف
والقيم واألفكار بوصفها أهم وأكبر وحدات تحليل المضمون وأكثرها كفاءة.
.3ائات التح يل :يرتبط نجاح البحوث بمدى تحديد فئات التحليل وصياغتها وفقا لمشكلة البحث
والمضمون ،وتعد خطوة تحديد فئات التحليل مهمة جدا ،إذ أن سوء صياغتها قد يؤدي إلى الوقوع في
الخطأ ،وعلى أساس الدقة في تعريف الفئات يتوصل الباحث لتحديد نتائج دقيقة.
وفي إطار دراستنا المتعلقة بيد "دور جمعيات حماية البيئة في نشر التربية البيئية " استخدمنا فئة
الجمعية لتحليل مضمونها ،الجماية البيئية "كةزة" "التوىية والتحسيس ام المجال البيئم"واستهداف
موضوعها ،غايتها ووسائلها كمؤسسات اجتماعية تسعى الى تجسيد ونشر معالم التربية البيئية ،ونشرح
الفئة بداية ضمند
75
تقديم ميدان الدراسة الفصل الرابع
10
.1الجماية البيئية "كةزة" "التوىية والتحسيس ام المجال البيئم":
أ.ائة الموضوع (ماذا قيل؟) :وتتعلق هذه الفئة بمضمون ومحتوى التقارير والخطابات والسجالت
المستقاة سواء من إجابة المبحوثين (عينة الدراسة) أو المستمدة من الواقع ألنها تسمح بالوقوف عند
أهم االتجاهات والرؤى التي يطرحها مضمون االتصال البيئي.
إذ تطلعنا الوثائق ،الكتابات ،الخطابات وتؤكده لنا المقابالت المستقاة من إجابة المبحوثين
مع أعضاء الجمعية البيئية "كةزة" التم شااراا "التوىية والتحسيس ام المجال البيئم"وكذا من
خالل اإلجابة المنتقاة من استقرائنا للواقع ،المالمح التاليةد
أن الجماية البيئية "كةزة" "التوىية والتحسيس ام المجال البيئم"ام "جماية والئية ،تةش ى ه
الصايد الوالئم بإمكاةيات ا المادية المتواضاة (اةادام دىم الدولة) ،وبمساىدة مؤسسات خاصة
وكذا المج س الشابم الب دي".
مما تصبو الجمعية لتنشط في محيط سوسيو سياسي مالئم ،حيث تتبنى حمالت من أجل الحفاظ على
البيئة ،والتي أغلبها تندرج في نطاق النظافة بأبعدها المختلفة من ( نظافة األحياء ،نظافة المقابر ،
نظافة مواقف الحافالت ...إخ ) من النشاطات التي تصب في اطار حماية البيئة والحد من مشكالتها
،ونشر معالم التربية البيئية في جموع المواطنين .وهذا ما أكده القائمين على تسيير مؤسسة الجمعية
التي شملتها الدراسة.
أما من حيث ةشا ات ا فيمكن القول أنها مرضية بحكم حداثة تأسيسها الذي ال يتجاوز ثالث سنوات
ومع ذلك تم تسجيلها لالنخراط مقبول نوعا ما للمواطنين الذين يهتمون باالنخراط بالجمعية.
أما من حيث انخراط المواطنين فأكد المسيرين أن توافد مواطنيها يشهد تطو ار نسبيا وتصاعديا وذلك
نتيجة التسهيالت المطروحة للمهتمين باالنخراط (من جميع الشرائح االجتماعية) إال نهم يترددون في
االنتماء تحت راية الجمعيات بسبب انشغالهم الدائم بالعمل اليومي .
نستنتج أن الجمعية البيئية "كنزة" "التوعية والتحسيس في المجال البيئي"تتحمل تبعات االلتزام والتنفيذ
بمفردها.
.10مقابلة شخصية مع رئس الجمعية التطوعية ""كنزة" ،درياس فريد ،دبمقر الجمعية ،يوم اإلثنين ،2015/01/26على
الساعة 11صباحا.
76
تقديم ميدان الدراسة الفصل الرابع
وتقر الجمعية البيئية "كنزة" "التوعية والتحسيس في المجال البيئي" بأنها تمتلك المعلومات الكافية
للحفاظ على البيئة واشراك المواطن في ذلك
وعليه يمكن القول أن الجمعية البيئية تساهم في نشر التربية البيئية بين جموع المواطنين ،وحتى أيضا
تنظيم حمالت بالمدارس المجاورة للمنطقة التي تتواجد بها الجمعية ،وتستعين في ذلك بوسائل اإلعالم
المحلية المختلفة الستهداف المواطن وتحسيسه (المجالت ،اإلذاعة ،الجرائد "الخبر ،الشروق،
الصباح".)...
كما تعتمد الجمعية البيئية "كنزة" "التوعية والتحسيس في المجال البيئي""لتوصيل برنامجها (أهدافها)
على الحمالت التحسيسية التي تتموضع حول الحفاظ على المحيط".
مما وجدنا أهداف الجمعية البيئية "كةزة" "التوىية والتحسيس ام المجال البيئم"" شاملة وواسعة
لكل المجاالت الحياتية ،بدء من استهدافها الفرد (المواطن) وفضائه كأساس مرجعي لكل تحول
أو تعديل للسلوكات ( التوعية في مجال البيئة ) وتأكيد حالة البيئة في الوسط المعال أجمع
للنهوض بدورهم بشكل إنساني راق (للقضاء على التلوث و خلق فضاء بيئي) وكذا (التشجير
ومحاربة التصحر واإلنجراف ،إنشاء مساحات خضراء ) ،وهذا يؤكد دعم الجمعية ألهدافها
بالمنطلقة .واشراك المواطن المحلي باعتباره النواة األولى للمجتمع وحلقة متينة و ترشيد أفعاله
من أجل توجيه أفعاله إلى ما يساهم في الحفاظ على البيئة.
77
تقديم ميدان الدراسة الفصل الرابع
وتتوفر الجمعية البيئية "كنزة " للتوعية والتحسيس في المجال البيئي على "إمكانيات بشرية ومادية
متواضعة ،لكن الدافعية قوية من أجل االستم اررية وتحقيق األهداف المسطرة من طرفها".
وفي إطار التصدي لكل الملوثات البيئية والتوعية والتحسيس في المجال البيئي سنة 2014قامت
الجمعية البيئية "كنزة" "التوعية والتحسيس في المجال البيئي" بالنشاطات التاليةد
ج ب أكثر من 3000شجرة من ب دية ىين الا وي إله ب دية أيت لازيز .
مع إقامة مارض والقاء محاضرة ى ه البيئة ام ثاةوية " زايدي محمد " وذلك بالتةسي
مديرية البيئة .
قيام أىضاء الجماية مع باض الشباب بتةظيف موقف الحااالت .
إقامة مسابقة أحسن رسم بيئم ام كل ا بتدائيات والمتوس ة
واستنادا ،يظهر الهدف من نشاطات الجمعية البيئية "كةزة" "التوىية والتحسيس ام المجال البيئم"
في أهداف قصوى نستجليها من عمق أفق روادها وتبصرهم الميداني والذي نجمله فيد
التصدي ل تجاوزات الةاجمة ىن اوضه التامير.
تفايل الحمالت التحسيسية (التةفيذ).
المرااقة لحمالت الةظااة.
.2ائة االتجاه وكثااة االتجاهد ويندرج تحت هذه الفئة موضوعات التأييد أو الرفض أو الحياد في
المضمون المتعلق بمدى مساهمة مؤسسة الجماية ام ةشر ماالم التربية البيئية
ويظهر من خالل نشاط الجمعية البيئية "كنزة" "التوعية والتحسيس في المجال البيئي"في تأييدها بشكل
مطلق لمختلف الفعاليات االيجابية التي تخدم أهمية البيئة ومكانتها لتطوير الحس المدني ورفضها
المطلق لعدم انخراط المواطن في الجمعيات والذي يثبط من مضي الجمعية نفسها نحو سن شروط من
شأنها أن ترقي المحيط.
.3ائة الشخصيات :ويندرج تحت هذه الفئة الفاعلين االجتماعيين ( األعضاء المؤسسين والمسيرين )
حسب المكانة في الجمعية ،وخصائصهم النفسية والشخصية ضمن مؤسسة الجمعية في نشر التربية
البيئية لدى جموع المواطنين.
78
تقديم ميدان الدراسة الفصل الرابع
لقد تم تأسيس الجمعية البيئية "كنزة" "التوعية والتحسيس في المجال البيئي"بوالية البويرة بلدية أيت
العزيز بتاريخ 2013/03/04ومقر الجمعية بقرية شكوح بلدية أيت لعزيز
ب.ائة الشكل (كيف قيل؟) :تشمل هذه الفئة على مجموعة من العناصر ذات العالقة بالوسائل التي
تسخرها الجمعية البيئية من أجل بلوغ أهدافها ،حيث تجند لذلك وسائل مادية وبشرية من أجل التوعية
وتحسيس المواطن ،ومن بينها ( إلقاء محاضرات وندوات مع متخصصين في مجال البيئة ،تعليق
ملصقات ،وتوزيع المطويات على جموع المواطنين )،وكل هذا و يتم توظيفه عبر لغة سلسة وواضحة
المفردات وبأسلوب عميق يسهل على المتلقي استيعابه وبغرض التأثير عليه .ونجده على النحو
التاليد
توجيه الموا ن من أجل حماية والحفاظ ى ه بيئته.
حث الج از التشريام من أجل تفايل دوره وت بي القواةين ى ه أرض الواقع
إشراك وسائل ا ىالم من اجل التحسيس أكثر ضرورة الحفاظ ى ه البيئة وتوىية الموا ن
بمسؤوليت م اتجاه بيئت م.
.
79
الفصل الخامس
عرض وتحليل محتوى نتائج الفرضيات
مدخل
سيتم عرض وتحليل كل المقابالت والفرضيات وهذا على حسب ما أجاب عنه أعضاء الجمعية ،كما سوف
نعرضها ونحللها حسب تاريخ إجرائها والتي تمتد وفق دليل المقابلة الذي تم تقسيمه إلى بيانات شخصية وقسمناه
إلى ثالث محاور تناولنا البيانات الشخصية للمبحوثين وكان الباب األول قد تناول بيانات حول تأسيس الجمعية
والباب الثاني نشاطات الجمعية وبرامجها وتناول الباب الثالث بيانات حول الصعوبات التي تواجه الجمعية أثناء
أداء دورها في نشر التربية البيئية .
المبحوثين مع أن معظم اإلجابات كانت نفسها ومتقاربة ،هذا فيما يتعلق بالباب األول ،الثاني و الثالث أما
البيانات الشخصية للمبحوثين فجاءت كالتالي :
عرض المقابلة األولى :حيثأجريت يوم اإلثنين 26جانفي 2015بمقر الجمعية أيت لعزيز ،وتمثلت البيانات
الشخصية كالتالي :
– 1الجنس :ذكر
– 2السن – 32سنة
– 3المستوى التعليمي :جامعي (ليسانس)
– 4الوظيفة :مسير مكتبة
– 5األقدمية 03 :سنوات
عرض المقابلة الثانية :حيث أجريت يوم 26جانفي 2015بمقر الجمعية أيت لعزيز ،وتمثلت البيانات
الشخصية كالتالي :
– 1الجنس :ذكر
– 2السن 30 :سنة
– 3المستوى التعليمي :جامعي
– 4الوظيفة :محاسب في الشركة
– 5المنصب :نائب الرئيس األول
81
تحليل محتوى نتائج الفرضيات واستنتاجاتها الفصل الخامس
– 6األقدمية 03 :سنوات
عرض المقابلة الثالثة :حيث أجريت يوم 26جانفي 2015بمقر الجمعية أيت لعزيز وتمثلت البيانات
الشخصية كالتالي :
– 1الجنس :ذكر
– 2السن 28 :سنة
– 3المستوى التعليمي :جامعي
– 4الوظيفة :مراقب األشغال العمومية
– 5المنصب :نائب رئيس ثاني
– 6األقدمية 03سنوات
عرض المقابلة الرابعة :حيث أجريت يوم اإلثنين 26جانفي 2015بمقر الجمعية أيت لعزيز وكانت على
النحو التالي :
– 1الجنس :ذكر
– 2السن 28 :سنة
– 3المستوى التعليمي :جامعي
– 4الوظيفة :األمين العام
– 5المنصب :تاجر
– 6األقدمية :سنة واحدة
عرض المقابلة الخامسة :والتي أجريت يوم 26جانفي 2015بمقر الجمعية بأيت لعزيز وكانت على النحو
التالي :
– 1الجنس :ذكر
– 2السن 27 :سنة
– 3المستوى التعليمي :جامعي
– 4الوظيفة :تاجر
– 5المنصب :نائب األمين العام
– 6األقدمية :سنة واحدة
82
تحليل محتوى نتائج الفرضيات واستنتاجاتها الفصل الخامس
أوال .فيما يتعلق بتأسيس الجمعية لقد جاءت إجابات األعضاء متقاربة ومتشابهة فيما بينها ،فحسب
إجابات المبحوثين فإن الجمعية تأسست من أجل حماية البيئة ورفع مستوى الوعي اإليكولوجي للمواطنين
وتدعيم التربية البيئية وتحسين الوسط البيئي الذي ينتمون إليه .
ثانيا .فيما يتعلق باألهداف :تسعى هذه الجمعية لتحقيق جملة من األهداف تأسست من أجلها ومن أهمها :
المساهمة في التحسيس التربوي حول البيئة
التحسيس بأهميتها للمواطن
إنشاء جيل واعي ومحافظ على البيئة و إرساء مبادئ الحماية البيئية بكامل أنواعها كالمحافظة على
نظافة األحياء
ثالثا .الغاية من االنخراط في الجمعية :أما عن أسباب انخراط األعضاء في الجمعية فرغم تباينها إال أنها
تصب في حقيقة واحدة وهي حب البيئة والرغبة في المساهمة على الحفاظ عليها من خالل كسب خبرة
وثقافة بيئية ونشرها لتوعية اآلخرين .
رابعا.االستفادة من التربصات التكوينية من عدمها :هؤالء جميعهم أكدوا أن التحاقهم جميعهم دون االستفادة
من تربصات فهم يعتمدون أساسا على التجربة الجامعية وتناول بعض المعرفة والخبرة من عضو ألخر .
خامسا.من الناحية القانونية :تنشط الجمعية على المستوى الوالئي فقط ولكن أكد أعضاء الجمعية أنه يمكن
لها تمديد نشاطاتها عبر الواليات األخرى خاصة المجاورة ولكن يبقى ذلك مسألة وقت بعدما تعرف الجمعية
نموا من حيث اإلمكانيات
84
تحليل محتوى نتائج الفرضيات واستنتاجاتها الفصل الخامس
جدول ( :)2يوضح تحليل محتوى أسئلة المقابلة التي تتضمن البرامج والنشاطات التي تعتمدها جمعية كنز
نائب األمين العام األمين العام نائب رئيس الجمعية نائب رئيس الجمعية األول رئيس الجمعية اإلجابة
الثاني
األسئلة
كيف تقومون بعملية التوعية من خالل البرنامج الذي نسطره القيام بمحاضرات نعالج من القي ااام بمس ااابقات بيئي ااة الاارحالت السااياحية ونشاااطات النشاااطات المتعااددة حساابا
والذي يتضمن الندوات والخرجات خاللها المواضيع الحساسة علميا ا ااة ثقافيا ا ااة دينيا ا ااة متع اادد حس ااب البرن ااامج ال ااذي لبرنا ا ا ااامج الا ا ا ااذي نس ا ا ا ااطره وتحسيس الموطنين؟
خالل الموسم نسطره خالل الموسم التي تكون لها تأثيرات على ورياضية والحمالت التحسيسية
البيئة
ماااا هاااي النشااااطات التاااي قماااتم قمن ااا بحف ااالت مص ااغرة عل ااى وص ااول قمنااا بمعاارض والقاااء محاضارة المش ا اااركة ف ا ااي جمي ا ااع قمنااا بعاادة معااارض وذلااك فااي المسا ا ا ا ااابقات والمعا ا ا ا ااارض
الجمعية لعام هاا الثااني مناذ تأسيساها حول البيئة في ثانوية " ازيادي المس ا ا ا ا ا ا ااابقات الت ا ا ا ا ا ا ااي مختل ا ا ا ااف األم ا ا ا اااكن خاص ا ا ا ااة وال ا ا ا ا ا ا اارحالت الس ا ا ا ا ا ا ااياحية بها في مجال التربية البيئية؟
بت اااريخ، 2014/01/ 03قمن ااا بإلق اااء محما ا ااد" وعا ا اادت ن نشا ا اااطات تنظمه ااا مديري ااة البيئ ااة اإلبتاادائيات وكاناات معااارض وتنظ اايم محاضا ارات ح ااول
ح ا ا ااول البيئا ا ا ااة وأخا ا ا اارى عا ا ا اان البيئة وأهميتها محاضا ارات تمح ااورت ح ااول أهمي ااة ا مختلف ااة بالتنس اايق م ااع مديري ااة و دار البيئة
اآلفات االجتماعية البيئة لشجرة على مستوى مكتبة البلدية
التوعيا ا ا ا ا ا ا ااة وتوجيا ا ا ا ا ا ا ااه دور السا ا االطات لمحليا ا ااة ما ا اان ال ا ا ا ا اادور الا ا ا ا ااذي تلعبه ا ا ا ا ااا مااا هااو الاادور الااذر تاام التركيااز القي ا ا ااام بمحاضا ا ا ارات عل ا ا ااى أس ا ا اااس المحاض ا ا ا ارات التا ا ا ااي تخ ا ا ا ا
عليااات لتجسااايد برناااامج التربياااة علماي ومعرفااي وذلاك بإشاراف دكاااترة البيئ ااة والت ااي ترك ااز عل ااى دور الرسااالة المنش ااودة ع اان حي ا ا ا ا ا ااث دعمه ا ا ا ا ا ااا واثرائها ا ا ا ا ا ااا إلمكانياا ا ا ا ااات والكفاا ا ا ا اااءات
العلمي ااة م اان أج اال تحقي ااق طريا ا ااق ا لمحاض ا ا ارات إلمكانياتنا المتواضعة وأساتذة مختصين والدور الذي تلعبهاا المواطن في حماية لبيئة البيئية؟
أهداف الجمعية ح ااول البيئ ااة وتحس اايس إلمكانيات
المواطنين
85
تحليل محتوى نتائج الفرضيات واستنتاجاتها الفصل الخامس
ماااا هاااي مهاااام جمعياااتكم علاااى مه ا ا ااام توعي ا ا ااة وتحسيس ا ا ااية وتتح ا ا اادد تك ااون مهامن ااا ف ااي المج اااالت لعااب دور الوساايط بااين مكافح ا ااة لتل ا ااوث الس ا ااائد ف ا ااي تفعياال دور الجمعيااات فااي
حماي ا ااة البيئ ا ااة م ا اان أج ا اال الوسط المعاش البيئة والمواطن المهمة حسب النشاط المراد القيام به توعوي و التحسيسي مستوى الوسط المتدخل فيت؟
تحقيا ااق اهتما ااام السا االطات
والما ا اواطنين ح ا ااول أهمي ا ااة
المحافظة على البيئة
نعام تمكنااا مان تحسااين الوسااط نعم تمكنا من ذلك نعم تمكنا من ذلك هل تمكناتم مان تحساين الوساط نعاام وذلااك ماان خااالل تنظيااف موقااف نعم في أغلب التدخالت
المتدخل فيه الح ا ااافالت وا ازل ا ااة ألعش ا اااب الض ا ااارة الذر قمتم بالتدخل فيت؟
على المقابر
مديري ااة البيئ ااة ودار البيئ ااة مديري ا ا ا ااة البيئا ا ا ا ااة ودار مديرية البيئة ودار البيئة مديرية البيئة ودار البيئة مااا هااي الجهااات المشاارفة علااى مديرية البيئة ودار البينة
وف ا ا ااي بع ا ا ااض األحي ا ا ااان ا البيئة تدخالتكم البيئية؟
لبلدية
نعا ا اام هنا ا ااا كإقب ا ا ااال أو خاصا ا ااة فئ ا ا ااة هناك إقبال ولكن نسبة إلقباال هنا ا ا اااك إقبا ا ا ااال ما ا ا اان ا هنا ا ا اااك إقبا ا ا ااال ما ا ا اان شا ا ا ااباب نع ا ا اام هن ا ا اااك إقب ا ا ااال م ا ا اان
الما ا اواطنين وخاصا ا ااة فئا ا ااة المنطقة تح ا ا ا ا ا اادده طبيع ا ا ا ا ا ااة النش ا ا ا ا ا اااط الشباب خاصة هاال تعاارف جمعيااتكم إقباااال ماان الشباب
أ ثنا ا ا ا ا ا ا ا اااء الشاا ا ا ا ا ا ا ااباب الممارس طااااارف الماااااواطنين وماااااا هاااااي
حمالت النظافة الفئات ا ألكثر تعامال؟
86
تحليل محتوى نتائج الفرضيات واستنتاجاتها الفصل الخامس
- 3تحليل محتوى إجابات المقابلة المتعلقة بالجدول رقم (: )2وهي ممثلة لتحليل محتوى
الفرضية االولى :و التي حملت في تحليلها الباب الثاني لدليل المقابلة .
فيما يتعلق نشاطات الجمعية وبرامجها فلقد جاءت إجابات المبحوثين متوافقة لحد كبير فحسب إجاباتهم
فإن الجمعية تعمل على رفع مستوى الوعي اإليكولوجي لدى المواطنين من خالل التحسيس والتوعية حول
كيفية المحافظة على البيئة والمحافظة على الثروات الطبيعية عن طريق إخطار المواطنين بعواقب التلوث
الناتج عن إهمال البيئة وضرورة إكتساب التربية البيئية عن طريق تحسين األخالق والسلوكات لدى
المواطنين.
حيث جاءت أغلب اإلجابات األعضاء مركزة على على دور المحاضرات والندوات وحتى المسابقات
والحمالت التحسيسية التي يمارسونها فقد أكد أغلبهم على أهمية النشاطات مما لها من دور في غرس الثقافة
البيئية في المجتمع فالجمعية تحصر أهم نشاطاتها في إنشاء ناد أخضر وتنظيم مسابقة حول الرسم البيئي
واصدار وسائل بيداغوجية تحتوي على مواضيع لحماية البيئة والقاء محاضرات حول حماية البيئة.
فحسب إجابات أعضاء الجمعية فإن مقتصرة على إلقاء ندوات ومحاضرات وتنظيم بعض
الدور الذي ترتكز عليه لتجسيد برنامجها المسابقات وبالرغم من ذلك إال أننا نجد أن الجمعية فيما يخ
وبنسبة كبيرة هو دور اإلمكانيات والدعم الذي تقدمه الدولة ولكن دون إغفال المعرفة والمؤهالت العلمية
والكفاءات لما لها من من دور ودعم للجمعية في نشر التربية البيئية .
فمهام الجمعية تتحدد حسب طبيعة النشاط الممارس من أجل التوعية والتحسيس ومكافحة التلوث
ولعب دور الوسيط بين المواطن وبيئته ،فهي على حد قولهم "النشاط متعلق بجم الدعم " وذلك ألن كل
نشاط يستلزم إمكانيات مادية معينة وبالتالي مهمتهم تتحد كذلك مع مدى تحقق الدعم من طرف السلطات .
تمكن الجمعية من تحسين الوسط المتدخل فيه حيث استشهدوا وبأدلة مثل تنظيف أما فيما يخ
مواقف الحافالت وازالة األعشاب الضارة من على المقابر وبالتالي غرس ثقافة نظافة وهي قيمة أخالقية
حساسة في التربية البيئية ،حيث كانت تشرف على هذه التدخالت كل من مديرية البيئة ودار البيئة لوالية
87
تحليل محتوى نتائج الفرضيات واستنتاجاتها الفصل الخامس
البويرة حيث تعرف الجمعية إقباال من طرف المواطنين وخاصة فئة الشباب ويحدد هذا اإلقبال بطبيعة النشاط
الممارس فبعض النشاطات تلقى إقباال وتجاوبا كبي ار وبعضها األخر يلقى نفس اإلقبال وهذا راجع لنق
الوعي البيئي .
وعليه يمكن أن نستنتج من خالل نموذج الجمعية التي تناولتها الدراسة " الجمعية التطوعية "كنزة" أنها
ال تكل جهدا من اجل المساهمة في إرساء قواعد وثقافة بيئية لتكون قد سخرت برامج ونشاطات اعتمدتها،
لتكون وسيلة لتمريرها الرسالة المنشودة وتحقيق األهداف ونشر الوعي البيئي حول األخطار المنوطة باألفراد
داخل المجتمع وذلك من خالل العمل المشترك مع مثل هذه الجمعيات التي تسعى لترسيخ قواعد الثقافة
البيئية للجموع المواطنين لتكون لديهم ثقافة الممارسة والفعل والعمل ،ولما ثقافة المبادرة من المواطن في
تبني مثل تلك السلوكيات االيجابية الموجهة نحو البيئة وتكون مع البيئة ،ومن هنا فقط يمكن القول أن
المواطن الجزائري اكتسب وعي وثقافة بيئية.
88
تحليل محتوى نتائج الفرضيات واستنتاجاتها الفصل الخامس
نضا ااطر إلا ااى إلغا اااء النشا اااطات التي نحاول بعثها الساالطات أو مااع الم اواطنين خاصااة من أجل ممارسة النشاطات
بسا ا اابب إنعا ا اادام المبل ا ا ا الما ا ااالي الدعم المادي
الالزم
هل تواجه جمعياتكم عراقيال غالب ااا ماتوجهن ااا عراقي اال م ااع بع ااض نعا اام تواجهنا ااا بعا ااض العراقيا اال نعا ا ا ا ا اام تواجهنا ا ا ا ا ااا عراقيا ا ا ا ا اال ما ا ا ا ا ااع نعم تواجهنا عراقيل مان طارف نعاام هناااك بعااض العراقياال التااي
م ا ااع المنخ ا اارطين تمثل ا اات ف ا ااي المنخرطين بالرغم من وجود هناك بع ا ا ا ا ا ااض المنخ ا ا ا ا ا اارطين ف ا ا ا ا ا ااي تواجهن ا ااا م ا اان المنخ ا اارطين مث ا اال المنخرطين مع المنخرطين
كثرة الغيابات عن النشاطات طلب المقابل المادي من أجال منخ ا ا اارطين ج ا ا ااديين ف ا ا ااي العم ا ا اال الجمعية وأغلبها مادية
التطوعي الذي يساهمون باه ولكان القيام باألعمال وعدم اإللتزام
أغلبهم يطالب بأجر العمل المقدم
89
تحليل محتوى نتائج الفرضيات واستنتاجاتها الفصل الخامس
با ااالرغم أن هن ا اااك عراقي ا اال ل ا اام لقد تجاوزنا عدة عراقيل ما ا ا ااا ها ا ا ااي العراقيا ا ا اال التا ا ا ااي مش ااكل المق اار ال ااذي ل اام نك اان نح ااوز تجاوزنااا عراقياال ماديااة تمثلاات نعم هناك عراقيل تجاوزناها
نسااتطع تجاوزهااا إال أن مشااكل ف ااي المب ااال المالي ااة الت ااي كن ااا عليه واألن أصبحنا بمقر دائم استطعتم تجاوزها وحلها
المق ا اار ك ا ااان مش ا ااكل ع ا ااوي نحتاجهاا فااي النشااطات وكثيا ار
بالنس ا ا ا ا اابة للمس ا ا ا ا اايرين حتاا ا ا ا ااى ماكن ا ا ااا نلج ا ا ااأ إل ا ا ااى التبرع ا ا ااات
إستطعنا تجاوز مشكل المقر وكاناات تلااك هااي تلااك الطريقااة
الت ااي نتج اااوز به ااا الص ااعوبات
المادية
نع ا ا ا اام هنا ا ا ا اااك مشاا ا ا اااكل ماديا ا ا ا ااة نواجه مشاكل مادية ومعنوية مشاكل مادية ومعنوية مشاكل مادية ومعنوية ها اال تواجا ااه الجمعيا ااة التا ااي نعم هناك مشاكل مادية ومعنوية
ومعنوية تنشااط ونضااممها صااعوبات
تحا ا ااول دون أدائها ا ااا للا ا اادور
الفع ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ااال والمنتظ ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا اار
منها،السا ا ا ا اايما فا ا ا ا ااي نشا ا ا ا اار
الثقافة البيئية في المجتمع
ال توجد ال توجد ال توجد ال توجد ها ا اال توجا ا ااد مق ا ا ارات كافيا ا ااة ال توجد
للجمعي ا ااات عب ا اار الوالي ا ااات
والدوائر الكبرى
ها ا اال هنا ا اااك تجا ا اااوب با ا ااين نع ا ا اام هن ا ا اااك تج ا ا اااوب ولك ا ا اان ه ا ا ااذا لاايس هناااك تجاااوب فإننااا كثي ا ار هناااك تجاااوب ولكنااه متفاااوت فهااو هن ا ا اااك تج ا ا اااوب ف ا ا ااي بع ا ا ااض هن ا ا ا اااك تج ا ا ا اااوب ف ا ا ا ااي بع ا ا ا ااض
األحيان مانضطر للتعامل ماع التالمياذ يختل ااف م اان نشااااط ألخااار حس ااب األحيان الق ااائمين عل ااى ا لمؤسسااات التجاااوب ال يخاادم البرنااامج الخااا
مايجا ا ا ا ا ااده مسا ا ا ا ا اايري المؤسسا ا ا ا ا ااات بالجمعي ا ا ا ااة ألن ا ا ا ااه برن ا ا ا ااامج س ا ا ا اانوي خارج المؤسسات التربوية ا ل تربوية والجمعيات
التربوية متماشيا مع برنامجهم وبرنا ااامج المؤسسا ااة التربويا ااة م ا ارتبط
90
تحليل محتوى نتائج الفرضيات واستنتاجاتها الفصل الخامس
خااال النشاااطات والخرجااات التااي يس ا ا ا ا اااعدهم ف ا ا ا ا ااي عمله ا ا ا ا اام معتبا ا ا ارة والجمعيا ا ا ااة حديث ا ا ااة النشا ا ا ااأة إرشا ااادات وتوجيه ا ااات خاص ا ااة في توجيههم
التطوعي السايما فاي مجاال
نقوم بها . بالنشاط والزاالت تفتقر لهذه اإلمكانيات
التربية البيئية
ال توجد ال توجد ال توجد ال توجد ه ا اال هن ا اااك اتص ا اااال تب ا ااين ال توجد
المكاتااب الجهويااة والمكاتااب
الوطنية للجمعيات
ما ا ااا ها ا ااو تقيا ا اايمكم لما ا ااا تا ا اام نعتب ا اره نجاح ا ااا بالنس ا اابة ل مكانيا ااات ب ا ااالنظر للفتا ا ارة ال ا ااوجيزة الت ا ااي نحن في الطريق الصاحيح باالنظر نعتب اار أن إنخا اراط ع اادد كبي اار الوص ا اال إل ا ااى بع ا ااض األه ا ااداف
ما اان الم ا اواطنين فا ااي الجمعيا ااة المسطرة من قبل تجس ا ا اايده و ف ا ا ااق مخط ا ا ااط المتاحاة لنااا حياث أن إنخاراط األفاراد تأسسات فيهاا الجمعياة ومقارناة لحداثة الجمعية
العمال مسطر
ف ا ااي م ا اادة 03س ا اانوات يعتب ا اار واقبال المواطنين للجمعياة يادل علاى بالنشا ا اااطات التا ا ااي قمنا ا ااا بها ا ااا
إنجااز بحاد ذاتاه وتجااوبهم ماع الا ا ا اادعم با ا ا ااالرغم ما ا ا اان نق ا ا ا ا وصول الرسالة
أفكار ونشاطات الجمعية الما ااادي فا ااإن ماحققنا اااه يعتبا اار
نجاح كبي ار
ربا ااط مها ااام الجمعيا ااة بالمؤسسا ااات األخ ا ا ا ااذ الس ا ا ا االطات الوطني ا ا ا ااة تق ا ا ا ا ااديم تس ا ا ا ا ااهيالت ومعون ا ا ا ا ااات م ااا ه ااي ا القت ارح ااات الت ااي التف ا ااات الس ا االطات له ا ااذه الجمعي ا ااات تدعيم الجمعية ماديا
التربوي ا ا ااة و إقا ا ا ارار م ا ا ااادة التربي ا ا ااة والمحلية بعاين اإلعتباار دورهاا للجمعية أثناء ممارسة نشاطاتها تقدمها من أجل تجاوز هاذه وتثمااين دورهااا وماادها بالاادعم الكااافي
البيئية في برامج الدراسة مان أجال في التوعية البيئية من أجل تسهيل مهامها الصعوبات
91
تحليل محتوى نتائج الفرضيات واستنتاجاتها الفصل الخامس
ثانيا .تحليل محتوى إجابات المقابلة المتعلقة بالجدول رقم (: )3و التي حملت في تحليلها الباب
الوعي البيئي لديهم وكذلك أما المعنوية فتمثلت في عدم تقبل المواطنين فكرة حماية البيئة بسبب نق
الجمعيات التي تنشط في مجال حماية البيئي مما يفسر عدم تلقي المواطنين إلرشادات حول البيئة و نق
كيفية التعامل معها و أهمية المحافظة عليها.
العراقيل التي تواجه الجمعية مع الدولة ومع السلطات المحلية في تأدية مهامها أما فيما يخ
فجميعهم أجمعوا علي وجود عراقيل تواجههم وكانت كذلك مادية بدرجة كبيرة و تمثلت في عدم تقديم الوسائل
المادية في مجال البيئة للجمعيات فأي نشاط يستلزم وسائل و أدوات معينة مثل مكبرات الصوت أثناء
المحاضرات وعدم توفر اإلغاثة المالية للجمعيات .
ووصل أعضاء الجمعية في طرح العراقيل التي تواجههم وفي هذه المرة تحدثوا عن العراقيل التي تواجههم
مع المنخرطين فكثي ار ما يطالب المنخرط مقابل مادي من أجل القيام و المساعدة لتعاونه أثناء الخرجات
وكذلك الغيابات المستمرة دون مبررات.
العراقيل التي استطاعوا تجاوزها فتمثلت في مشكل المقر الذي إنتهو منه وقد حصلوا أما فيما يخ
علي مقر دائم لهم وكذلك مشكل عدم توفر القاعات و المكتبات البلدية فقد كانوا يستعينون بكراء أماكن
المال فقالوا أنهم كثي ار ما يلجأ ونبا القيام ويقومون بأداء نشاطاتهم كأنه فيما يخ خاصة بمالهم الخا
بتبرعات من أجل جمع المال الالزم من أجل القيام بالنشطات بالتالي تعتبر عراقيل متجاوزة .
92
تحليل محتوى نتائج الفرضيات واستنتاجاتها الفصل الخامس
أما العراقيل التي تحول دون تحقيق الهدف المراد و األداء المنتظر في نشر التربية البيئية فهي كما
سبق وذكروا لنا فعدم توفر الدعم المادي وعدم توافق المؤسسات اإلجتماعية وعدم مد يد العون للجمعية وعدم
إنضباط المنخرطين بالطبع يحول دون أداء الجمعية للدور الفعال المنتظر منها بالرغم من تجاوز العقبات ،
المقرات فالجمعية وكما قال كان الجواب بالنفي جميع أعضائها تحتوي علي مقر واحد ولكنهم وفيما يخ
توفر الجمعيات في المجتمع فقد كان يعملون على إنشاء مقرات وفروع في المستقبل القريب ( وفيما يخ
بالنفي وهذا راجع إلي حداثة البناء هذه الجمعية و بالتالي مع تطور األوضاع يمكن للجمعة أن تحتوي علي
جميع هذه اإلمكانيات ) .
التجاوب بين الجمعية و القائمين علي المؤسسات التربوية علي حد قول األعضاء بنسبة وفيما يخ
50%أي ما يتماشي مع المناسبات الوطنية مثال عيد الشجرة يتم إحيائه علي مستوي المؤسسة التربوية و
بالتالي يكون هناك تجاوب إما إذا تعلق األمر ببرنامج الجمعية السنوي أو الموسمي فهنا تلقي الجمعية عدة
التجاوب .
وفي يتعلق سؤال بمدى استفادة المنخرطين في الجمعية علي تكوين يساعدهم في عملهم التطوعي فقد قال
جميع األعضاء الجمعية أن التكوين يعتمد علي اإلمكانات الفردية(المالية ) و بالتالي يعتبر تكوينهم
للمنخرطين علي إعطائهم إرشادات وتوجهات خاصة بالنشاط أو الخرجات التي يقومون بها .
اإلتصالت بعض المكاتب الجهوية و المكتبات الوطنية للجمعيات فقد قال أعضاء الجمعية وفيما يخ
أول إنطالقة لهم بعد التأسيس الرسمي علي أنه ال يوجد أي إتصاالت للجمعيات وعلي حد قولهم فيما يخ
للجمعية وجدوا صعوبة كبيرة للدخول في الميدان بسبب عدم وجود إتصالت بين المكاتب و السبب راجع إلي
عدم فاعلية الجمعيات المتوفرة علي مستوي البلديات و الوالية علي حد قولهم (حبر علي ورق ) وقد جاء تقيم
أعضاء الجمعية لما تم تجسيده وفق مخطط العمل المسطر حيث أنهم إعتبروه نجاحا بالنسبة ل مكانيات
المتاحة لهم وذلك ب ْانخراط عدد كبير داخل الجمعية مما يعني تجاوب بعض األفراد مع النشطات التي
يقومون بها وذلك بإيصال الفكرة و النوعية التي تحصل عليها المواطنين و الدليل علي ذلك قيام بعض أفراد
األحياء بحمالت نظافة في عدة مرات دون إشراف أعضاء الجمعية .
93
تحليل محتوى نتائج الفرضيات واستنتاجاتها الفصل الخامس
أما اإلقتراحات التي قدمها األعضاء من أجل تجاوز هذه الصعوبات فكانت متعلقة بالدعم المادي بالنسبة
ال إجابات جميع أعضاء الجمعية التي أجريت معهم المقابلة في نظرهم الدعم المادي هو كل األمثلة و
العنصر المساهم في سيرورة نشاطاتهم و تطبيق برامجهم .
وعليه يمكن أن نستنتج أن جمعية "كنزة" تصارع من أجل تخطي هذه العقبات والتي تسعى جاهدا لعدم توقف
الوعي البيئي وعدم اإلهتمام بتنشئة وتربية الطفل أسريا ومدرسيا على كيفية طموحاتها أمامها وأن نق
المحافظة على البيئة من أهم المشاكل البيئية التي تواجهها الجمعية في الوسط المتدخل فيه .
استنتاج محتوى نتائج الفرضية الثانية :نستنتج مما سبق أن المشكل المتمثل في عدم الوعي بضرورة
حماية البيئة وعدم تفهم بعض المنخرطين لمهام الجمعية والتعاون معها وعدم إستفادت الجمعية من إعانات
كافية من الدولة للمساهمة في حماية البيئة ونشر التربية البيئية وأن أهم العراقيل التي تواجه الجمعية في
تأدية مهامها هو المقر باإلضافة إلى عدم تناقض في األهداف وعدم تفهم المغزى أو الهدف الحقيقي من
مشاريع الجمعية والالمباالة بالدور الذي تقوم به الجمعيات وغياب التنسيق بين الجهات المعنية ،هذا كله
إنعكس سلبا على الجمعية من الجانب المادي والمعنوي ،ومما سبق يتأكد أن جمعية حماية البيئة
تواجه عدة صعوبات مادية والالمادية لتأدية مهامها في نشر التربية البيئية ،وهذا ما يدعم ما
توصلت إليه الدراسة ،إذا يمكن القول أن الفرضية الثانية محققة بدرجة عالية،وبالتالي قبولها
94
االستنتاج العام للدراسة
للحفاظ على البيئة يقتضي أن يلعب المواطن دو ار إيجابيا و أالّ يقف موقف المتفرج وهذا ما أكده
الميثاق العالمي للبيئة أو ميثاق استكهولم حيث نصت المادة 24على ما يلي« :يقع على عاتق كل فرد أن
يعمل على تحقيق المبادئ الواردة بهذا الميثاق كل شخص يعمل بمفرده أو في نطاق جمعية من الجمعيات
أو باالتفاق مع اآلخرين في نطاق ممارسته لمظاهر الحياة السياسية ،سهل على تحقيق المبادئ الواردة بهذا
الميثاق "وانطالقا من ذلك بدأت منذ السبعينات حركة تكوين جمعيات الدفاع عن البيئة وكانت في بدايتها
جمعيات علمية نشأت بقصد الدفاع عن المصالح المشتركة ألعضائها في الحفاظ على البيئة .و لكن اعتبا ار
من الثمانينات شعر المدافعون عن البيئة أن حصر نشاطهم في نطاق الجمعيات ال يكفي وأن تحقيق أهدافهم
يقتضي منهم ممارسة الضغط السياسي والمشاركة في الحياة السياسية.
و كما سبق القول ،حماية البيئة قضية تهم كل فرد من أفراد المجتمع ،لذلك فإن كل فرد يقع على
عاتقه االلتزام بالحفاظ على البيئة التي يعيش فيها ،وقد اختار المدافعين عنها صورة الجمعية للتنسيق بين
الجهود ،حيث تعتبر واجهة معبرة في األنظمة الديمقراطية التي تنشطفيها هذه الجمعيات ولعبت كل منها في
) (1
مجالها دو ار هاما في حماية المواطن والبيئة التي يعيش فيها.
ومن هنا فإنا دراستنا لجمعية "كنزة" كنموذج لدراسة حالة برهنت وأثبتت أن األوضاع والمظاهر السلبية
التي أصبحت تميز الذهنية البيئية في المجتمع دفعت بهذه الفئة الواعية بإيجاد حلول للوقوف أمام هذا الواقع
والتوصل إلى خلق جمعية محلية ناشطة في مجال حماية البيئة وذلك عن طريق إتباع برنامج فعلي لتنشيط
دورها في نشر التربية البيئية ،إضافة إلى غياب واهمال السلطات لدورها في دعم هذه الفئات والتي صارت
ضرورية في الوقت الراهن لما أليت إليه البيئة في المجتمع وما تعانيه من إنعدام ونقص الثقافة البيئية في
المجتمع كما أن برنامج التربية البيئية الذي تعتمد فيه على وسائل مادية وبشرية جاء من أجل تمرير رسالة
بيئية وتربوية في جميع المؤسسات اإلجتماعية والتي تعتبر كمنبع لألخالق الحميدة اتجاه البيئة وخاصة ما
يعرف اليوم بالسياحة البيئية ،أخي ار نتأسف لقنون جمعية حماية البيئة ظهر في النصف الثاني للتسعينات
وحتى لما ظهرت الجمعيات اإليكولوجية فلم تلقى سوى اإلهمال من السلطات المحلية كونها تهدد مصالحها
بإقحامها نفسها في كل شيئ وكون اإلهتمام بالبيئة والتربية البيئية لم يأتي سوى كتقليد عالمي ظهر نتيجة
لإلهتمام العالمي بالبيئة والتربية البيئية اللتان أصبحتا من األدوات المكملة لألعمال السياسي
2نبيلة عبد الحليم كامل ،نحو قانون للحماية البيئية ،المؤسسة العامة للكتاب ،االسكندرية .1988 ،مرجع سابق ص 101
96
الخاتمة
من خالل هذا الدراسة والتي هي موسومة ب دور جمعيات حماية البيئة في نشر معالم التربية البيئية
دراسة ميدانية لجمعية "كنزة" بلدية أيت لعزيز تبين مايلي :
األهمية التي تحظى بها الجمعية في هذا المجال خاصة في الوقت الحالي أينما ظهرت مشاكل بيئية ذات
أبعاد وأثار سلبية عالمية ودولية ،ومن بين هذه الدول سواء كانت متقدمة أو سائرة في طريق النمو ومن بينها
الجزائر التي تعيش أزمة بيئية وخيمة ولهذا وجب قيام كل من المواطن والجمعيات بدورهم كامال اتجاه موضوع
البيئة والمحافظة على المحيط إلى جانب قيام السلطات المحلية بالدعم المادي والمعنوي للجمعيات ،إلى جانب
قيام المواطن بالحفاظ على البيئة والمحيط وهو عن طريق إشراكهم في العملية التوعوية ونشر التربية البيئية في
عقولهم .
إ لى جانب ذلك يجب على الجمعيات ومختلف المؤسسات الفاعلة في المجتمع كالمدارس والمساجد والنوادي
القيام بدورها التام ،وذلك بالتكفل بكل فئات المجتمع ،كل من جهته من أجل إيجاد محيط نقي ،ونبذ التهميش
واإلقصاء ويجب على الجمعيات أال ترضى بما يلقى إليها من فتات األموال هي من حق المواطن ،بل يجب
بذل كل الجهود من أجل المطالبة بزيادة الدعم ألنه غير كاف أصال ،إلى جانب توفير اإلمكانيات من اتصال
ونقل وتوفير مكاتب ،وغيرها من اإلمكانيات التي تساعد الجمعيات على القيام بدورها كامال .
وأخي ار تعتبر التربية البيئية إحدى الدعائم الرئيسية للبناء اإلجتماعي والبيئي فلقد أصبحت اليوم عملية
متكاملة وشاملة ومتفاعلة البد من تحقيقها حيث ترشحت جمعيات حماية البيئة كقاطرة فاعلة لمختلف التغيرات
ذات الطابع البيئي ،وختاما يتضح لنا أن التربية البيئية تعنى بالسلوك وتوجيه اإلهتمام لتعديله ومعالجته
المشكالت البيئية والتدريب على المشاركة وتنمية الوعي البيئي واكساب األفراد القيم واإلتجاهات اإلجابية نحو
حماية البيئة وتحسينها بقصد إعداد جيل واع ببيئته الطبيعية واالجتماعية يساهم في نشر التربية البيئية من أجل
.1إبراهيم عصمت مطاوع ،التجديد التربوي ،أوراق عربية وعالمية ،دار الفكر العربي للنشر ،القاهرة ،
.1997
.2أبو طاحون علي :مناهج واجراءات البحث اإلجتماعي ،القاهرة،المكتب الجامعي الحديث . 1998 ،
.3أحمد بن مرسلي ،مناهج البحث العلمي في علوم اإلعالم و االتصال ،ديوان المطبوعات الجامعية،
.2003
.4أحمد زكي بدوي:معجم مصطلحات الدعاية والتنمية ،بدون طبعة ،بدون سنة.
.5أحمد فؤاد األهواني :جون ديوي ،ضمن سلسلة توزيع الفكر الغربي ،دار المعارف ،القاهرة ،الطبعة،2
.1986
.6التهامي ،مختار ،تحليل مضمون الدعاية في النظرية والتطبيق ،دار المعارف ،القاهرة.1974،
.7حسين عبد الحميد أحمد رشوان :البيئة والمجتمع ،دراسة في علم اإلجتماع البيئة ،المكتب الجامعي
.8رشيد زرواتي ،تدريبات على منهجية البحث العلمي في العلوم اإلجتماعية ،دار هومة ،الجزائر2002،
.9سامح غرايبة ،يحي فرحان :المدخل إلى العلوم البيئية ،دار الشروق للتوزيع والنشر ،عمان األردن ، ،
.1990
.11سعيد التل ومجموعة من المؤلفين ،المرجع في مبادئ التربية ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،األردن ، ،
.1999
.12الشامي سامي علي " ،القضايا الرئيسية للبيئة" ،مجلة الدراسات عربية ،عدد .1990 ، 8
.14عامر مصباح ،اإلقناع االجتماعي :خلفيته النظرية وآلياته العملية ،الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية،
2005
.15عبد الحميد ،محمد ،نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير ،ط ،01عالم الكتب ،1997 ،بدون بلد.
.16عبد الرحمان عزي :الفكر االجتماعي المعاصر ،وظاهرة اإلعالمية االتصالية ،دار األمة ،الجزائر ،
ط(.2005،)1
.17عبد اهلل عطوي ،اإلنسان والبيئة في المجتمعات البدائية والنامية والمتطورة ،مؤسسة عز الدين للطباعة
.18عصام الدين علي هاللي :النماذج لفلسفة التربية البيئية في "التربية والتعليم في الوطن العربي ومواجهة
.19عصام الدين علي هاللي :النماذج لفلسفة التربية البيئية في "التربية والتعليم في الوطن العربي ومواجهة
.20عصام الدين علي هاللي :النماذج لفلسفة التربية البيئية في "التربية والتعليم في الوطن العربي ومواجهة
.21عمار بحوش ،والد محمد محمود،مناهج البحث العلمي و طرق إعداد البحوث،الجزائر:ديوان المطبوعات
الجامعية.1995،
.22غانم حسين مصطفى :اإلسالم وحماية البيئة من التلوث ،مكة المكرمة ،مركز البحوث للدراسات اإلسالمية
،سنة .1996
.23فاخر عاقل ،البحث العلمي في البحوث السلوكية ،دار العلم للماليين ،بيروت.1977 ،
.24الفاروق زكي يونس:مفهوم البيئة في الخدمة اإلجتماعية ،المؤتمر العلمي السادس (الخدمة اإلجتماعية
.25فرنسيس فوكوياما :نهاية التاريخ ،ترجمة :أمين حسين أحمد،مركز االزهر للترجمة والنشر .1993،
.26فوضيل دليو،علي مغربي و آخرون،أسس المنهجية في العلوم اإلجتماعية ،قسنطينة :دار البعث ،منشورات
مصطفى محمود أبو بكر:مناهج البحث العلمي ،الدار الجامعية للنشر، .27اللحلح أحمد عبد اهلل ،
االسكندرية.2007 ،
.28محمد محمد براهيم حسن :البيئة والتلوث دراسة تحليلية ألنواع النبات ومظاهر التلوث ،بدون طبعة،بدون
سنة.
.29محمد حسين الوجيز في نظرية الحق بوجه عام ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،ط. 1985 ،1
.30محمد شفيق ،البحث العلمي مع تطبيقات في مجال الدراسات التطبيقية ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر. 2002،
.31محمد شفيق ،البحث العلمي والخطوات المنهجية إلعداد البحوث العلمية االجتماعية ،مصر ،المكتبة
.32محمد شلبي ،المنهجية في التحليل السياسي ،كلية العلوم السياسية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر
. 2002،
.33محمد عبد الحميد :تحليل المحتوى في بحوث اإلعالم ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر. 1983،
.34محمد علي محمد :مقدمة في البحث اإلجتماعي ،دار النهضة العربية ،بيروت،بدون طبعة ،سنة.1983
.35المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،كتاب برنامج التعليم البيئي ،بدون طبعة،سنة.1980
.36نبيلة عبد الحليم كامل ،نحو قانون للحماية البيئية ،المؤسسة العامة للكتاب ،اإلسكندرية.1988 ،
.37نبيلة عبد الحليم كامل ،نحو قانون للحماية البيئية ،المؤسسة العامة للكتاب ،االسكندرية.1988 ،
.38واصف عزيز ،نظريات المناهج وتطبيقاتها المعاصرة ،طنطا ،دار ماهر للطباعة (،ب ط ) ،سنة .1987
.1بايود صبرينة .دور المؤسسات االجتماعية في ترسيخ الثقافة البيئية للحفاظ على نظافة البيئة الحضرية
.2التلي عبد الرحمن :التربية البيئية في مناهج المدرسة األساسية ،رسالة ماجستار،قسم علم النفس والتربية
،جامعة الجزائر2002،
.3حكيمة حيرش،تحليل محتوى كتاب دراسة الوسط ،الطور الثاني وفقا للمعايير وأهداف التربية البيئية،رسالة
.4شعشوع قويدر :رسالة ماجستير ،دور المنظمات غير الحكومية في حماية البيئة ،جامعة ابن خلدون ،
.1معن خليل عمر ،معجم علم اإلجتماع المعاصر ،عمان دار الشروق للنشر والتوزيع 2000 ،
.2ميتشل دنكن:معجم علم االجتماع ،تر إحسان محمد الحسن ،دار الطليعة ،بيروت ،لبنان ،ط .2،1986
.1برنامج األمم المتحدة للبيئة ،حلقة عمل للمشاركة الشعبية ودور األسرة والمرأة والطفل في برنامج البيئة
،تونس1995/01/13 -10،
.2تم اعتماد أكثر من 53000جمعية منذ صدور قانون ،1990المتعلق الجمعيات(،منشورات في وازرة تهيئة
،الجزائر 1990/12/04،
.4سليمان أحمد القادري :السلوك البيئي ،و ازرة الزراعة األردنية 1999
.5صالح الدين عامر ،القانون الدولي للبيئة ،دروس ألقيت على طلبة علوم القانون العام ،لكلية الحقوق،
.7مدير مكتب التخطيط للتربية للمرحلة اإلبتدائية والثانوية بو ازرة التعليم بواشنطن ،سنة 1997
.8المرشد العلمي للجمعيات :الو ازرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالتظامن الوطني والعائلة ،النشر
األول سنة1997
.11و ازرة الشباب والرياضة وكيلة الدولة لدى وزير الداخلية والجماعات المحلية والبيئة ،المكلفة بالبيئة،
اتفاقية تتعلق بالشروط وكيفيات التنفيذ برنامج التحسيس والتوعية البيئية في أوساط الشباب ،لمنعقدة بتاريخ
4جوان ،1998الديباجة
.1د .عبد الرحمن يرقوق وميمونة مناصرية ،الضبط االجتماعي كوسيلة للحفاظ على البيئة في المحيط
العمراني ،مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد الثاني ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،نوفمبر 2007،
سادسا – قائمة المراجع باللغة الفرنسية :
ENAL OPU,1958,P17.
-14ما هو الدور الذي يتم التركيز عليه لتجسيد برنامج التربية البيئية ؟
-18هل تعرف جمعيتكم إقباال من طرف المواطنين وماهي الفئة األكثر تجاوبا؟
المحور الثالث :بيانات حول الصعوبات التي تواجهها الجمعية أثناء أداء دورها في نشر التربية
البيئية
-19هل تواجه جمعيتكم عراقيل في تأدية مهامها ؟ماهي نوعها وعلى أي مستوى ؟
-22هل تواجه الجمعية التي تنشطون ضمنها صعوبات تحول دون أدائها للدور الفعال والمنتظر منها،
-25هل يستفيد المنخرطين في الجمعية على تكوين خاص يساعدهم في عملهم التطوعي السيما في مجال
التربية البيئية ؟