Professional Documents
Culture Documents
المـوضـوع :
مذكرة مقدمة ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماجستير في علوم التسيير
تخصص إدارة البيئة و السياحة
Ⅰ الفهرس...........................................................................................
Ⅴ قائمة الجداول...................................................................................
Ⅵ قائمة األشكال...................................................................................
( أ -د) المقدمــــــــة العامة............................................................................
01 الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
02 تمهيد.............................................................................................
03 المبحث األول :مفهوم االقتصاد األخضر..................................................
03 المطلب األول :مفهوم التنمية المستدامة...................................................
03 الفرع األول :التنمية المستدامة لغة و اصطالحا..........................................
30 أوال :لغة........................................................................................
30 ثانيا :اصطالحا................................................................................
30 الفرع الثاني :نشأت التنمية المستدامة......................................................
30 الفرع الثالث :قمم األرض و مذكرة القرن الواحد و العشرين..........................
30 -1قمة استوكهولم.............................................................................
30 -2قمة نيروبي.................................................................................
13 -0قمة ريودي جانيرو.......................................................................
13 -0بروتكول كيوتو............................................................................
12 -5قمة جوهانسبورغ.........................................................................
10 المطلب الثاني :عناصر ،خصائص و أهداف التنمية المستدامة........................
10 الفرع األول :عناصر التنمية المتواصلة...................................................
15 الفرع الثاني :خصائص التنمية المستدامة.................................................
11 الفرع الثالث :أهداف التنمية المستدامة.....................................................
10 المطلب الثالث :أبعاد التنمية المستدامة.....................................................
10 الفرع األول :البعد االقتصادي...............................................................
23 الفرع الثاني :البعد االجتماعي...............................................................
21 الفرع الثالث :البعد البيئي....................................................................
32 المبحث الثاني :البيئة وقضاياها
20 المطلب األول :مفهوم البيئة..................................................................
20 الفرع األول :المفهوم اللغوي................................................................
20 أوال :تعريف البيئة في اللغة العربية........................................................
20 ثانيا :تعريف البيئة في اللغة االنجليزية....................................................
20 ثالثا :تعريف البيئة في اللغة الفرنسية......................................................
20 الفرع الثاني :المفهوم االصطالحي........................................................
20 أوال:التعريف العلمي..........................................................................
25 ثانيا :التعريف القانوني.......................................................................
22 الفرع الثالث :التوازن البيئي.................................................................
I
الفــــــهـــــــــــــــــرس
II
الفــــــهـــــــــــــــــرس
III
الفــــــهـــــــــــــــــرس
IV
الفــــــهـــــــــــــــــرس
قـــائـــــمة الــجــــــداول
V
الفــــــهـــــــــــــــــرس
قــائــــــمة األشــــــــكال
الصفحة عنوان الشكل رقم الشكل
49 منحنى تكاليف الضرر البيئي شكل رقم ()9،9
43 منحنى تكاليف مواجهة شكل رقم ()9،3
التلوث
42 المستوى المناسب للتلوث شكل رقم ()9،2
24 مجاالت اإلنتاج النظيف شكل رقم ()3،9
21 دور اإلنتاج األنظف شكل رقم ()3،3
73 مصادر الطاقة المتجددة شكل رقم ()3،2
74 نتيجة تبني االنتاج األنظف شكل رقم ()3،4
مهام المركز الوطني شكل رقم ()2،9
لتكنولوجيا االنتاج األكثر
77 نظافة
VI
المــقدمــة الـعــــامـــــة
الـمـقـدمــة العامة:
يعيش االنسان في البيئة ،ويمارس فيها نشاطه االجتماعي والثقافي واإلنتاجي ،ويستفيد من
ثرواتها لتحقيق رفاهيته ورفع مستواه المعيشي ،ومحاولة تحقيق أمنه الغذائي ،فأقام الطرق
و أنشأ المصانع واخترع وسائل النقل واالتصال من سيارات وقطارات وسفن وطائرات.
ولكن مؤخرا اكتشف اإلنسان أنه أسرف في استخدام البيئة ،وأسهم في تدهورها وفسادها،
كنتيجة حتمية لهذا التطور ،باالضافة إلى العديد من العوامل التي قامت بدور فعال في
تضخيم وزيادة هذه المشاكل البيئية.
وتسعى كل الدول للوصول إلى مستوى جيد من التنمية ،صحيح أن المستوى الذي وصلت
إليه الدول المتقدمة من التنمية مستوى جيد ،ولكن هذا المستوى اليأخذ بعين اإلعتبار األبعاد
البيئية بل بالعكس أثر عليها سلبا فقد كان هذا على حساب البيئة ،أدى إلى إلحاق أخطار
مدمرة بها ،ظهرت على شكل آثار خطيرة يمكن أن تقضي على مظاهر الحياة على سطح
األرض ،المكان الوحيد الذي يمكن لإلنسان العيش فيه.
ونتيجة للتنمية غير المستدامة و التي تميزت بتطوير طرق استغالل موارد البيئة ( المتجددة
وغير المتجددة ) ظهرت آثار سلبية تمثلت في استنزاف الموارد الطبيعية وإنهاك الطبيعة
بمختلف أشكال التلوث.
وهذا ما أدى إلى تعالي أصوات للمنظمات غير الحكومية مستنجدة بقيادات وزعماء العالم
لرفع أيديهم عن البيئة ،وتأكيد الخطر المدمر الذي اليفرق بين الدول المتقدمة والدول النامية.
كل هذا أدى إلى زيادة اال هتمام بقضايا البيئة من قبل كل دول العالم نتيجة للتأثير اإلجمالي
لهذه المشاكل عليها بدون أي إستثناء ،و هذا ما أدى إلى تعالي أصوات تنادي بتبني تنمية
مستدامة عكس التنمية االقتصادية التي سادت منذ زمن طويل ،رغم انعكاساتها السلبية
الكبيرة ،والتي دقت ناقوس الخطر للوجود اإلنساني على كوكب األرض ،واستبدال االقتصاد
الصناعي باقتصاد آخر صديق للبيئة يسمى االقتصاد األخضر.
ما مدى إمكانية أن تلعب المنتجات الخضراء دورا مهما في حماية البيئة ،وانعكاس هذا
التوجه في تحقيق التنمية المستدامة؟
األسئلة الفرعية:
لتوضيح و تحليل هذه اإلشكالية ،يمكن طرح مجموعة من األسئلة الفرعية التالية:
أ
المــقدمــة الـعــــامـــــة
الفرضيات:
لإلجابة على اإلشكالية الرئيسية واألسئلة الفرعية ،وكنظرة مبدئية للموضوع ،يمكن طرح
الفرضيات التالية:
.1لم تأخذ المفاهيم السابقة للتنمية البعد البيئي و عالقته بالبعد االقتصادي .
.2المنتجات الخضراء هي المنتجات التي تحافظ على الموارد البيئية.
.3تساهم المنتجات الخضراء بشكل رئيسي في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
أهمية البحث:
تكمن أهمية هذه الدراسة في معالجتها لموضوع يثير االهتمام لكل األطراف حكومية كانت
أو غير حكومية ،مجتمع بأكمله أو فرد ،والمتعلق بالبيئة وكيفية تأثيرها في التنمية
االقتصادية ،وضرورة تغيير السياسات المتبعة منذ ظهور الصناعة والعمل على إشباع
حاجات و رغبات المجتمعات المتزايدة بدون إلحاق الظرر باألجيال القادمة أو حرمانها من
حقها في الرفاهية.
األهداف:
يمكن إبراز أهداف هذا البحث في النقاط التالية:
.1أهمية تبني مفهوم التنمية المستدامة وإبراز عالقته الوطيدة بالبيئة.
.2إبراز الوضع الراهن للبيئة والذي يدق ناقوس الخطر ويهدد الوجود البشري على
سطح الكوكب الوحيد الذي يمكن لإلنسان العيش فيه.
.3توضيح مفهوم المنتجات الخضراء وإبراز دورها الكبير في حماية البيئة وصحة
اإلنسان.
ب
المــقدمــة الـعــــامـــــة
منهجية الدراسة:
تماشيا مع اإلشكالية المطروحة ،اتبعنا المنهج الوصفي التحليلي في جميع الفصول ،واعتمدنا
كذلك منهج تحليلي إحصائي لتحليل البيانات والجداول.
الدراسات السابقة:
هناك مجموعة من الدراسات اهتمت بموضوع البيئة ،من خالل التطرق لمفهوم التنمية
المستدامة وعالقة التنمية بالبيئة ،هذه الدراسات عبارة عن مذكرات مقدمة لنيل شهادة
الماجستير و أطروحات مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه وبعض المقاالت التي تم نشرها في
المجالت العلمية ،من بينها نذكر:
رزاق أسماء ،آليات تمويل سياسة حماية البيئة في الجزائر ،دراسة حالة والية
بسكرة ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم
االقتصادية،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
الجزائر.2002/2002،
محي الدين حمداني ،حدود التنمية المستدامة في االستجابة لتحديات الحاضر
والمستقبل ،دراسة حالة الجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم
االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.2002\2002،
كمال ديب ،دور المنظمة العالمية للتجارة في تحقيق أبعاد التنمية (مدخل بيئي)،
أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه ،في العلوم االقتصادية -فرع
نقود ومالية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.2002/2002 ،
صعوبات الدراسة:
واجهتني أثناء البحث وفي مختلف مراحل إعداد هذه المذكرة بعض العراقيل والصعوبات،
تمثلت في محدودية وقلة المراجع التي تناولت هذا الموضوع ،وأغلب المراجع التي تم
ا لتحصل عليها تناولت إما التلوث وآثاره على البيئة ،أو توضيح مفهوم البيئة والعناصر
المكونة لها ،أو ال تنمية المستدامة من حيث نشأتها وأبعادها واألطراف الفاعلة فيها ،ولكن لم
يتم التطرق بشكل واضح لمصطلح المنتجات الخضراء أو إبراز أهميتها في حماية البيئة.
أما بالنسبة لدراسة الحالة فواجهتنا صعوبات خاصة بجمع المعلومات الكافية كما ونوعا.
هيكل البحث:
تم تقسيم الموضوع إلى أربعة فصول ،ثالثة فصول نظرية ،وفصل تحليلي تمثل في دراسة
حالة فرنسا.
الفصل األول مقسم إلى مبحثين :األول نتطرق فيه إلى مفهوم االقتصاد األخضر من خالل
إبراز مفهوم التنمية المستدامة ،والعناصر والخصائص واألبعاد الخاصة بها ،أما المبحث
الثاني فنتطرق إلى مفهوم البيئة والقضايا المتعلقة بها ،من خالل التطرق في األول إلى
مختلف التعاريف المعطاة لهذا المفهوم و المكونات األساسية له ،ثم نتطرق إلى األسباب
المؤدية لحدوث ضرر بيئي والنتائج السلبية الناتجة عن هذا الضرر ،وفي األخير نبرز كيف
أصبح لموضوع البيئة أهمية في العالم.
ج
المــقدمــة الـعــــامـــــة
أما في الفصل الثاني يتم فيه إبراز الفرق بين المنتجات الخضراء و المنتجات التقليدية ،من
خالل التعريف بكل نوع ،وإبراز خصائص كل نوع على حدا ،ومن ثم اإلنتقال إلى تقديم
توضيح لإلنتاج األنظف و الطاقة المتجددة ،كونه التوجد منتجات خضراء بغياب هذان
المفهومان.
أما المبحث الثاني ،نتطرق إلى توضيح كل من اإلنتاج األنظف والطاقة المتجددة وهذا ألهمية
كل منهما ودوره في حماية البيئة ومختلف مواردها.
في ال فصل الثالث ،نتطرق فيه إلى واقع البيئة وكيفية التعايش معها ،من خالل التطرق في
المبحث األول إلى موقع قضية البيئة من القضايا العالمية ،وذلك بإبراز موقف المنظمة
العالمية للتجارة من قضية البيئة كونها الممثل الرسمي للتجارة العالمية ،ومن ثم التطرق إلى
واقع البيئة في الدول المتقدمة.
و المبحث الثاني نتطرق فيه إلى تجربة مصر المثالية مع البيئة ،وذلك إلبراز مدى إدراك
الدول وزيادة الوعي لديها بقضايا البيئة ،و الجهود المبذولة للحفاظ عليها.
أما الفصل الرابع وهو األخير ،عبارة عن تحليل حالة فرنسا من خالل إبراز االستراتيجية
ا لمتبعة من قبل الدولة من أجل الوصول إلى تنمية مستدامة ،هذا في المبحث األول .أما
المبحث الثاني ،يبرز واقع االقتصاد األخضر في فرنسا من خالل عرض لمجموعة من
األرقام و اإلحصائيات ،ومن ثم تدعيمها باألمثل وذلك بعرض مجموعة من المنتجات
الموجود في األسواق الفرنسية.
د
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
تمهيد :
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ،شهد الفكر التنموي اهتماما متزايدا من طرف االقتصاديين
وذلك على اختالف توجهاتهم الفكرية والمدارس االقتصادية التي ينتمون إليها ،وصوال إلى
مفهوم جديد للتنمية وهو التنمية المستدامة ورغم تعدد المصطلحات التي تدل على هذا
المفهوم ،إال أنها تعمل كلها على تحقيق هدف واحد أال وهو حماية البيئة.
يهدف هذا الفصل إلى تقديم مفهوم شامل للتنمية المستدامة ،وتوضيح أبعادها وعالقتها مع
البيئة ودورها الفعال في تدعيم تبني اقتصاد أخضر ،وتوضيح جملة من المصطلحات
المهمة التي تساهم في الوصول إلى تنمية مستدامة صحيحة واقتصاد أخضر قوي ،منها:
عولمة البيئة ،الوعي البيئي ،اإلدارة البيئية...
يتم توضيح هذه المفاهيم ،من خالل تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين:
المبحث األول :مفهوم االقتصاد األخضر.
المبحث الثاني :البيئة وقضاياها.
2
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
-1كمال ديب ،دور المنظمة العالمية للتجارة في تحقيق أبعاد التنمية -مدخل بيئي -أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه ،في العلوم
االقتصادية -فرع نقود و مالية ،كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير ،جامعة الجزائر ،8002/8002 ،ص.7
3
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
وآخرون قالوا مستمرة ،بينما يرى الدكتور إسماعيل صبري عبد هللا ،أنها مطردة معلال ذلك
بكون فعل االطراد يعني تجديد قوة الدفع لتحقيق االستمرار الالتلقائي.
ثانيا :اصطالحا
قبل إعطاء تعريف للتنمية المستدامة يجب توضيح بعض المفاهيم األساسية ،من بينها:
-1مفهوم االستدامة :هو ضمان أال يقل االستهالك مع مرور الزمن ولكن ماذا يلزم
لتحقيق ذلك؟ تبين قدرة بلد ما على االستدامة يعني أن تدفق االستهالك والمنفعة يتوقف
على التغيير في رصيد الموارد أو الثروة ،وارتفاع الرفاهية بين األجيال يأتي مع ازدياد
الثروة مع مرور الوقت ،في ظل وجود بدائل وإحالل محتمل بين المواد على مر
الزمن.1
-1مفهوم التنمية :هو توفير عمل منتج ونوعية من الحياة األفضل لجميع الشعوب وهو
ما يحتاج إلى نمو كبير في اإلنتاجية والدخل وتطوير للمقدرة البشرية .وحسب هذه
الرؤيا فإن هدف التنمية ليس مجرد زيادة اإلنتاج بل تمكين الناس من توسيع نطاق
خياراتهم وهكذا تصبح عملية التنمية هي عملية تطوير القدرات وليست عملية تعظيم
المنفعة أو الرفاهية االقتصادية فقط بل االرتفاع بالمستوى الثقافي واالجتماعي
واالقتصادي ،يبين ذلك أن حاجات اإلنسان كفرد ليست كلها مادية ولكن تحتوي
أيضا على العلم والثقافة وحق التعبير والحفاظ على البيئة وممارسة األنشطة الخالقة
وحق المشاركة في تقرير شؤون األفراد بين األجيال الحالية والمقبلة.2
بعد توضيح مفهوم كل من التنمية واالستدامة ،يمكن إعطاء مجموعة من التعاريف
توضح مدلول التنمية المستدامة كمايلي:
-من أول التعاريف التي وضعت لها تعريف المجلس العالمي للبيئة والتنمية
التابع لألمم المتحدة في تقريره " مستقبلنا المشترك "1891وهو ":التنمية
المتواصلة هي كل اإلجراءات والعمليات المتناسقة والمتجانسة الالزمة لتغيير
استغالل الموارد ،اتجاه االستثمارات ،توجهات التنمية التكنولوجية
والتغيرات المؤسسية ،بما يضمن إشباع الحاجا ت و األنشطة اإلنسانية الحالية
والمحتملة مستقبال".3
-كما تعرف بأنها ":تلك التنمية التي تواجه المتطلبات الحالية بدون أن يكون
لذلك تأثيرا معاكس على قدرة األجيال القادمة في مواجهة متطلباتها وإشباع
احتياجاتها".4
- 1خالد مصطفى قاسم ،إدارة البيئة و التنمية المستدامة في ظل العولمة المعاصرة ،الدار الجامعية ،االسكندرية ،8007 ،ص.92
- 2نفس المرجع ،ص.92
-3أحمد أبو اليزيد الرسول ،التنمية المتواصلة األبع اد و المنهج ،مكتبة بستان المعرفة لطباعة و نشر و توزيع الكتب ،اإلسكندرية،8007 ،
ص.27
- 4نفس المرجع ،ص.27
4
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
وتعرف أيضا على أنها ":عملية توظيف وإدارة وصيانة قاعدة الموارد -
الطبيعية المتاحة ،وتوجيه التغيير التقني والمؤسسي على نحو يضمن
استمرار إشباع االحتياجات البشرية لألجيال الحالية والمستقبلية".1
كما تعرف التنمية المستدامة بأنها ":نوع من أنواع التنمية تفي باحتياجات -
الحاضر دون الجور على قدرة األجيال القادمة في تحقيق متطلباتهم ،فالتنمية
المتواصلة ال تمنع استغالل الموارد االقتصادية مثل :المياه والنفط والغابات،
ولكنها تمنع االستغالل الجائر لهذه الموارد بالدرجة التي تؤثر على نصيب
األجيال القادمة من هذه الموارد ،وخاصة إذا كانت موارد غير متجددة كالنفط
مثال".2
تعرف الفاو (منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة) للتنمية المستدامة -
( الذي تم تبنيه في عام )1898كمايلي ":التنمية المستدامة هي إدارة وحماية
قاعدة الموارد الطبيعية وتوجيه التغير التقني والمؤسسي بطريقة تضمن
تحقيق واستمرار و إرضاء الحاجات البشرية لألجيال الحالية و المستقبلية .إن
تلك التنمية المستدامة ( في الزراعة والغابات والمصادر السمكية) تحمي
األرض والمياه والمصادر الوراثية النباتية والحيوانية وال تضر بالبيئة
وتتسم بأنها مالئمة من الناحية الفنية ومناسبة من الناحية االقتصادية ومقبولة
من الناحية االجتماعية".3
تضمن التقرير الصادر عن معهد الموارد العالمية ،حصر عشرين تعريفا -
واسعا للتداول للتنمية المستدامة ،وقد قسم التقرير هذه التعاريف كمايلي:
-اقتصاديا :تعني التنمية المستدامة بالنسبة للدول المتقدمة أجراء خفض في
استهالك الطاقة و الموارد ،أما بالنسبة للدول النامية فهي تعني توظيف
الموارد من أجل رفع مستوى المعيشة والحد من الفقر.4
-اجتماعيا :تعني السعي من أجل استقرار النمو السكاني ورفع مستوى
الخدمات الصحية والتعليمية خاصة في الريف.5
-على المستوى البيئي :تعني حماية الموارد الطبيعية واالستخدام األمثل
لألرض الزراعية والموارد المائية.6
5
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
- 1محي الدين حمداني ،حدود التنمية المستدامة في االستجابة لتحديات الحاضر و المستقبل ،دراسة حالة الجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة
الدكتوراه في العلوم االقتصادي ة ،كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير ،جامعة الجزائر ،8002\8002 ،ص.72
6
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
تحسين سبل المعيشة أو زيادة االستدامة تعني إعطاء أجيال البنك العالمي
فرص العمل و مكاسب الرفاهية المستقبل نفس الفرص التي
لألفراد و المجتمع. أعطيت لنا أو أكثر.
اإلنتاج و االستهالك المستدام و التنمية المالئمة بيئيا ،و التي برنامج األمم المتحدة للبيئة
تحسين نوعية البيئة ،و عولمة تعني تحسين نوعية الحياة ،أي
االقتصاد و البيئة. اإلطار المعاشي.
يركز على القضاء على الفقر التنمية المستدامة بالنسبة برنامج األمم المتحدة اإلنمائي
وعدم التمييز بين الجنسين للبرنامج هي تلك التي تهتم
والحكم الراشد و البيئة. بالبشر ،و بالتالي فهي تنمية
بشرية مستدامة.
تركز على أربعة محاور مهمة تعني التنمية المستدامة بالنسبة منظمة األغذية و الزراعة
بالنسبة للتنمية الزراعية لها ،التنمية التي تحقق األمن
المستدامة ،وتتمثل الغذائي ،و المتمثلة في الزراعة
في:األفراد،المؤسسات،المعرفة، المستديمة و التنمية الريفية.
حماية البيئة ،و تحسين وتطوير يعني مفهوم االستدامة بالنسبة المنظمة العالمية للصحة
و زيادة الرعاية الصحية، لها ،االهتمام بالصحة و البيئة
والتقليل من انتقال األمراض المحيطية للبشر.
الناتجة عن الظروف البيئية.
تعني التنمية المستدامة لها التعليم تركز على تحسين نوعية التعليم منظمة اليونسكو
من خالل تحسين تكوين المستدام الذي يسمح بتكيف
اإلنسان مع الظروف و تطويرها المكونين ،و تحسين البرامج
التعليمية و زيادة المخصصات لصالحه.
للتعليم.
المصدر :محي الدين حمداني ،حدود التنمية المستدامة في االستجابة لتحديات الحاضر والمستقبل،دراسة حالة الجزائر،نفس المرجع
السابق ،ص .81
1
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
لقد حفز ظهور مصطلح التنمية المستدامة سنة ،1891غرفة التجارة الدولية عام 1881
ألن تطلق ميثاق العمل للتنمية المستدامة ،الذي تضمن 16مبدأ يعنى بإدارة البيئة وتعزيز
التنمية المستدامة ،ثم جاء مؤتمر ريوديجانيرو 1882ليشكل إضافة نوعية لدعم الجهود
الرامية لحماية البيئة ،األمر الذي دفع منظمات األعمال غير الحكومية للتفكير جديا باتخاذ
الخطوات الالزمة للتخفيف من أثر الخطر البيئي.4
Dr Dominiqu Bourg, histoire du développement durable ,cycle de conférences 2008 organisé avec SC/nat , -1
jeudi 13 novembr .
-2سليمان بوفاسة ،المحافظة على البيئة من أجل تنمية مستديمة ،جديد االقتصاد ،مجلة اقتصادية.علمية.إعالمية ،تصدر عن الجمعية الوطنية
لالقتصاديين الجزائريين ،العدد رقم ،02:جوان ،8002ص.921
htt://ec .europa.eu/sustainable/history/index fr.htm 28/10/2010 20 :44 -3
-4محي الدين حمداني ،دور المواصفات العالمية لجودة البيئة في استدامة التنمية ،مجلة جديد االقتصاد ،مجلة علمية.إعالمية ،تصدر عن الجمعية
الوطنية لالقتصاديين الجزائريين ،العدد رقم ،02:جوان ،8002ص.56
9
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
-1قمة استوكهولم:
عقدت هذه القمة من 5إلى 16جوان 1812بالعاصمة السويدية استوكهولم ،وألول مرة
وضعت المسائل البيئية في صلب االهتمامات الدولية ،واعتمد خالل القمة تصريح يتضمن
26بندا من طرف 113دولة ،باإلضافة إلى برنامج موسع من أجل المكافحة ضد التلوث،
ولقد عرف هذا المؤتمر ميالد برنامج األمم المتحدة للتنمية ،وتم نشر تقريرا بعنوان" كفى
نموا" من قبل نادي روما في نفس الوقت .وفي هذه القمة التزم قادة الدول المشاركة على
االلتقاء كل عشرة سنوات وذلك لمناقشة أوضاع األرض البيئية ،وصدر عن المؤتمر إعالن
دولي هام تضمن مجموعة المبادئ التي تحدد خارطة طريق العمل الدولي المشترك لحماية
البيئة ورافق هذا اإلعالن خطة دولية للعمل المشترك مكونة من 128توصية تظهر السبل
الواجب إتباعها والتدابير الواجب اتخاذها من طرف الحكومات ووكاالت األمم المتحدة
و المنظمات الدولية لمواجهة المشكلة البيئية العالمية.1
-2قمة نيروبي:
لقد تم انعقاد القمة في العاصمة الكينية ،نيروبي سنة 1892ولكن بعض األحداث العالمية
2
آنذاك مثل:
8
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
الحرب الباردة.
عدم االهتمام األمريكي بالقمة ،حيث نصب الرئيس األمريكي "رونالد
ريغان" آنذاك ابنته كممثلة للواليات المتحدة في القمة مما أفشل القمة ولذلك
فال تعتبر هذه القمة قمة حقيقية ،وكانت الكتابات في ذالك الوقت تتجاهلها
كقمة فعلية مادام التمثيل فيها لم يصل إلى المستوى.
برنامج المذكرة ،21والذي يشمل على حوالي 2522توصية والتي أغلبها لم
يسبق وأن تم تطبيقها على أرض الواقع.
االتفاقية الخاصة بالتنوع البيولوجي.
االتفاقية -اإلطار حول التغيرات المناخية.
االتفاقية المتعلقة بمحاور التصحر والتصريح أو اإلعالن الخاص بتسيير،
المحافظة والتنمية المستدامة للغابات.
-4بروتكول كيوتو:
لقد أسست اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغيير المناخ سنة 1882تنظيما يسمى":
مؤتمر األطراف المتعاقدة" و الذي يعتبر الجهاز األعلى لالتفاقية ،إذ يتابع مدى تطبيق
12
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
بنودها وينعقد مرة كل عام ،حيث انعقد في المرة األولى في برلين األلمانية سنة،1885
واتخذ من مدينة بون مقرا له ،وفي العام الموالي ،1886انعقد االجتماع في جنيف أين
طالب بضرورة إلزامية قراراته ،أما االجتماع الثالث فكان في كيوتو اليابانية أين تم تحرير
بر وتوكول كيوتو الذي تم التوقيع عليه يوم 16فيفري 1881من قبل 158دولة حيث شكل
نقلة نوعية في مجال حماية البيئة و عولمة الوعي البيئي ،إذ يمثل الخطوة التنفيذية األولى
التفاقية األمم المتحدة اإلطارية لتغير المناخ المبرمة عام .1 1882
11
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
المجموعة الثانية من االلتزامات :هي التزامات تتعهد بها الدولة المتقدمة وحدها
وتتلخص هذه االلتزامات في مايلي:1
-1تتعهد الدول المتقدمة بتمويل وتسهيل أنشطة نقل التكنولوجيا منها إلى الدول
النامية و األقل نموا خاصة تكنولوجيات الطاقة الصديقة للبيئة ،النقل
والمواصالت.
-2تتعهد الدول المتقدمة بدعم جهود الدول النامية واألقل نموا في مواجهة اآلثار
السلبية للتغير المناخي والتأقلم معه.
-3التعاون المشترك مع الدول النامية واألقل نموا في" آلية التنمية النظيفة"،
والتي تعد أحد أهم اآلليات التي حددها بروتوكول كيوتو ،وتنص هذه اآللية
على التزام واضح من جانب الدول المتقدمة بالقيام بمشاريع في الدول النامية
بغرض مساعدتها على الوفاء بمتطلبات التنمية المستدامة.
فهذه اآللية تساعد كل من الدول المتقدمة والمتخلفة على حد سواء ،حيث تستفيد المتخلف من
دخول استثمارات أجنبية من الدول المتقدمة في حين تتمكن الدول المتقدمة من تحقيق
التزاماتها الدولية في مجال خفض حصتها من االنبعاثات الضارة بالبيئة.
لإلشارة فإن الواليات المتحدة األمريكية رفضت التوقيع على بروتوكول كيوتو في 2221
علما أنها تمثل نسبة %21من االنبعاثات العالمية ،متحججة بكونه ظالما لها و متذرعة بفكرة
أن الصين والهند تنفذان برامج ضخمة للتصنيع وتلوثان البيئة دون أن تخضعا لنفس
االلتزامات ألنهما من الدول النامية ،وقد وقعت الجزائر على هذا البروتوكول في سنة
2225واحتضنت في 18نوفمبر 2229ندوة وزراء البيئة األفارقة للتنسيق معهم حول
المفاوضات المزمع إجراؤها في الدنيمارك سنة 2228بخصوص بنود البروتوكول،
ويقول الخبير "وولف غيلمان" ،رئيس مجموعة العمل المعنية بتغيير المناخ ،لدى منظمة
األمم المتحدة أن ":بروتوكول كيوتو يتيح آليات تشجع االستثمار في المشاريع المواتية للمناخ
بما يسهم في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة ويفضي في الوقت نفسه إلى تعزيز التنمية
المستدامة لدى الدول النامية".
-5قمة جوهانسبورغ:
تم عقد هذه القمة سنة 2222بعاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبورغ برعاية األمم المتحدة
كسابقتها قمة ريو دي جانيرو ،إذ اجتمع ممثلو 181دولة على مدى أسبوعين بحضور نحو
22ألف مشارك من زعماء دول ،مسؤولين ومنظمات غير حكومية ورجال أعمال .وقد تم
التوقيع على اإلعالن النهائي للقمة رغم عدم تلبية هذه الوثيقة المعدة سلفا الحتياجات
12
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
ومطالب شعوب العالم.إال أن األمين العام لألمم المتحدة "كوفي عنان" اعتبر أن القمة ناجحة
رغم عدم وجود أي بند يلزم الدول المشاركة بتنفيذ قرارات القمة.1
وقد سميت هذه القمة ب":القمة العالمية حول التنمية المستدامة" حيث كانت فرصة لدول
العالم لتقييم ما تم القيام به منذ آخر قمة لألرض و كذلك إلتمام البرنامج المسطر في قمة ريو
دي جانيرو فكان محور المناقشات كله يدور حول التنمية المستدامة ،وكان جدول أعمال
قادة العالم فياضا با لتزامات خفض نسبة الفقراء إلى النصف بحلول عام 2215وضمان
حصولهم على الماء والطاقة وتحقيق تنمية مستدامة تتماشى مع التطور االجتماعي
و التوازن البيئي،لذلك تمت مطالبة الدول األعضاء في هذه القمة ،تجديد تمسكهم بالتزامهم
السياسي لصالح التنمية المستدامة وكذلك تفعيل وتوطيد الشراكة بين الشمال والجنوب،
وأقرت القمة برنامج عمل مكون من 153مادة مجزأة إلى 615فرع حول مواضيع عدة:
الفقر -االستهالك -الموارد الطبيعية – العولمة -احترام حقوق اإلنسان.2
أما المواضيع ذات األولوية فكانت كل ما تعلق ب:
المياه – الطاقة – الصحة -اإلنتاجية الفالحية -التنوع البيولوجي.
ولقد كان للجوانب السياس ية نصيب من هذه القمة حيث أكدت وبعد مرور عشرة سنوات من
انعقاد قمة األرض األولى ،نتيجة مخيبة لآلمال ،إذ مازالت الموارد الطبيعية تنهب
و األمراض المعدية ال تكف عن إثقال كاهل مستقبل البشرية المتكاثرة ،ضف إلى ذلك قرار
الواليات المتحدة ،أهم الدول المستهلك للطاقة والثروات الطبيعية ،عدم االلتزام باتفاقية
كيوتو حول التغييرات المناخية ،وفشل المؤتمر التحضيري لقمة جوهانسبورغ الذي عقد في
بالي بإندونيسيا.
و بعد انعقادها ،تجاهلت القمة تحديد حجم التزامات الدول الغنية اتجاه الدول الفقيرة من أجل
تحقيق هدف القمة األساسي وهو التنمية المستدامة مما دفع بخبراء البيئة والمنظمات غير
الحكومية إلى التأكيد أن " قمت جوهانسبورغ قد فشلت فشال ذريعا".
حيث وصف أحد الوفود المشاركة في القمة بأنها " تأتي في إطار تحقيق المصالح واألجندة
الموضوعة من قبل الدول الغنية على حساب الدول الفقيرة".
و بالرغم من تغطية القمة للعديد من المواضيع مثل المياه و الطاقة ،إال أنها فشلت في
الوصول إلى اتفا ق حول تشجيع الطاقات المتجددة ،والذي عارضته السعودية والواليات
13
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
المتحدة .وهنا تظهر معارضة لهذه الفكرة بمجرد أنها تمس بمصدر دخلها الرئيسي وهو
النفط.
و تجاهلت القمة مطالب الدول الفقيرة في وقف تدعيم الدول الغنية لمزارعها لتمكين تلك
الدول من دخول أسواق الدول الغربية والتنافس معها.
المطلب الثاني :عناصر ،خصائص و أهداف التنمية المستدامة
لتوضيح مفهوم التنمية المستدامة أكثر ،يجب التطرق لكل من عناصرها وخصائصها.
- 1خبابة عبد هللا ،بوقرة رابح ،الوقائع االقتصادية -العولمة االقتصادية،التنمية المستدامة ، -مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية،8002 ،
ص.281
- 2نفس المرجع ،ص.281
- 3نفس المرجع ،ص.281
- 4إبراهيم بظاظو ،السياحة البيئية و أسس استدامتها ،الطبعة األولى ،مؤسسة الوراق للنشر و التوزيع ،عمان ،8090 ،ص.996
14
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
قاعدة المخرجات :حيث يجب أن يكون توليد المخلفات بما ال يتعدى قدرة
استيعاب األرض لهذه المخلفات أو أن تضر بقدرتها على االستيعاب في
المستقبل أو تضر بأحد خدماتها.4
قاعدة المدخالت :و تشمل المصادر المتجددة ،فاستخدام هذه المصادر يجب
أن يكون أقل من المعدل التاريخي لتطوير المستخدم للمصادر المتجددة،كما
يجب استثمارها حسب قاعدة" سرفيان كوزي" للتنمية المستدامة والتي تنص
على أن الناتج من استخدام المصادر المستنفذة يجب استخدام جزء منه في
تلبية وإشباع الحاجات الحالية ،واستثمار باقي العائد في مشاريع مستقبلية
تخدم األجيال القادمة.5
15
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
تحاول التنمية المستدامة الرفع من نوعية حياة السكان اقتصاديا ،اجتماعيا ،وبيئيا عن طريق
التركيز على الجوانب النوعية للنمو وليس الكمية فقط وذلك بشكل عادل ،مقبول
وديمقراطي.3
.2احترام البيئة الطبيعية:
تتعامل التنمية المستدامة مع النظم الطبيعية على أساس أنها مصدر حياة اإلنسان وتحاول
خلق تكامل وانسجام بين البيئة الطبيعية والبيئة التي أنشأها اإلنسان دون إضرار بأي
منهما.4
.3تعزيز وعي السكان بالمشاكل البيئية القائمة:
تسعى التنمية المستدامة إلى تنمية إحساس المواطنين بالمسؤولية تجاهها وحثهم على
المشاركة في إيجاد الحلول المناسبة من خالل مشاركتهم في إعداد وتنفيذ ومتابعة وتقييم
برامج ومشاريع التنمية المستدامة.5
16
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
11
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
ضمان الحماية الكافية تأمين الحصول على المياه في ضمان إمداد كافي و رفع المياه
للمجمعات المائية و المياه المنطقة الكافية لالستعمال كفاءة استخدام المياه في التنمية
الجوفية و موارد المياه العذبة المنزلي و الزراعة الصغيرة الزراعية،الصناعية،
و أنظمتها اإليكولوجية. لألغلبية الفقيرة.
الحضرية و الريفية.
ضمان االستخدام المستدام و تحسين اإلنتاجية و أرباح رفع اإلنتاجية الزراعية و الغذاء
الحفاظ على األراضي و الزراعة الصغيرة و ضمان اإلنتاج من أجل تحقيق األمن
الغابات و المياه و الحياة األمن الغذائي المنزلي. الغذائي و زيادة الصادرات.
البرية و األسماك و موارد
المياه.
ضمان الحماية الكافية للموارد فرض معايير للهواء و المياه زيادة اإلنتاجية خالل الرعاية الصحة
البيولوجية و األنظمة و الضوضاء لحماية صحة الصحية و الوقائية و تحسين
اإليكولوجية و األنظمة الداعمة البشر و ضمان الرعاية الصحة و األمان في أماكن
للحياة. الصحية األولية لألغلبية العمل.
الفقيرة.
ضمان االستخدام المستدام أو ضمان الحصول على السكن ضمان اإلمداد الكافي و المأوى و الخدمات
المثالي لألراضي و الغابات و المناسب بالسعر المناسب ،و االستعمال الكفء لموارد
الطاقة و الموارد المعدنية. توفير المواصالت و الصرف البناء و نظام المواصالت.
الصحي لألغلبية الفقيرة.
خفض اآلثار البيئية للوقود ضمان الحصول على الطاقة ضمان اإلمداد الكافي و الطاقة
األحفوري على النطاق المحلي الكافية لألغلبية الفقيرة خاصة االستعمال الكفء للطاقة في
و العالمي و التوسع في تنمية بدائل الوقود الخشبي و تعميم مجاالت التنمية الصناعية
و استعمال الغابات و البدائل الكهرباء. والمواصالت و االستعمال
المتجددة األخرى. المنزلي.
إدخال البيئة في المعلومات ضمان اإلتاحة الكافية للتعليم ضمان و فرت المتدربين التعليم
العامة والبرامج التعليمية. للجميع من أجل حياة صحية و لكفاءة القطاعات االقتصادية
منتجة. األساسية.
ضمان االستعمال المستدام دعم المشاريع الصغيرة و زيادة الكفاءة االقتصادية و الدخل
للموارد الطبيعية الضرورية إيجاد الوظائف لألغلبية الفقيرة النمو و فرص العمل في
للنمو االقتصادي في القطاعات في مختلف القطاعات. القطاع الرسمي.
الرسمية و غير الرسمية.
المصدر :أحمد أبو اليزيد الرسول ،التنمية المتواصلة -األبعاد و المنهج ، -مرجع سبق ذكره ،ص .82،81
بما أ ن التنمية المستدامة تتكون من ثالثة عناصر أساسية وهي العنصر االقتصادي
واالجتماعي والعنصر البيئي ،فإن تحقيق االستدامة ستكون على مستوى هذه العناصر
الثالثة من خالل االستغالل األمثل للموارد.
19
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
البعد االقتصادي.
البعد االجتماعي.
البعد البيئي.
18
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
22
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
و بالتالي يمكن القول أن البعد االجتماعي يعتمد على الجانب البشري بعناصره اآلتية:1
قاعدة مخرجات :و هي مراعاة تكوين مخلفات ال تتعدى قدرة استيعاب األرض لهذه
المخلفات أو تضر بقدرتها على االستيعاب مستقبال.
قاعدة مدخالت:
.1مصادر متجددة مثل التربة ،المياه ،الهواء.
.2مصادر غير متجددة مثل المحروقات.
وهذه المصادر المتجددة يجب الحفاظ عليها عن طريق عدة أمور:
.1حماية الموارد الطبيعية :تحتاج التنمية المستدامة إلى حماية الموارد الطبيعية ابتداء
من حماية التربة إلى حماية األراضي المخصصة لألشجار وحماية مصايد األسماك.
ويتواكب ذلك مع التوسع في اإلنتاج لتلبية الحاجة السكانية .ونعني بالحماية هنا أي
االستخدام األكثر كفاءة مثل استحداث الممارسات وتكنولوجيا زراعة محسنة تزيد
من المحاصيل و يحتاج ذلك إلى تجنب اإلسراف في استخدام األسمدة الكيميائية
والمبيدات لعدم تهديد الحياة المائية والحياة البرية وتلوث األغذية البشرية ويترتب
على ذلك االستخدام الحذر للري ،والفشل في صيانة هذه الموارد الطبيعية التي تعتمد
عليها الزراعة كفيل بحدوث نقص في األغذية وأكبر خطأ قد ارتكبه اإلنسان في
تفهمه الستثمار األرض الزراعية هو اعتقاده بأنه يستطيع استبدال العالقات الطبيعية
المعقدة بين العوامل البيئية بعوامل اصطناعية مبسطة فيعارض قوانين الطبيعة،
وهذا هو ما جعل النظم الزراعية مرهقة وسريعة العطب.3
21
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
.2الحفاظ على المحيط المائي :إن للنظم البيئية المائية عالقات مباشرة بحياة اإلنسان
بداية من مياه تتبخر وتسقط في شكل أمطار ضرورية للحياة على اليابسة وثرواتها
المعدنية ذات األهمية البالغة .وفي بعض المناطق تقل إمدادات المياه ويهدد السحب
بعض األنهار باستنفاذ اإلمدادات من مياه األمطار كما أن المياه الجوفية يتم ضخها
بمعدالت غير مستدامة باإلضافة إلى تلوث المياه عن طريق النفايات الصناعية
والزراعية والبشرية .والتنمية المستدامة تعني صيانة المياه بوضع حد لالستخدامات
المبددة ،وتحسين كفاءة شبكات المياه ،وتحسين نوعية المياه ،واستخدام المياه
السطحية بمعدل ال يحدث اضطرابا في النظم االيكولوجية التي تعتمد على هذه
المياه ،وقصر المسحوبات من المياه الجوفية على معدل تجددها.1
.3صيانة ثراء األرض في التنوع البيولوجي :للغابات صلة شديدة باإلنسان وتشمل
الغابات حوالي %29من القارات ،2ولذلك فإن تدهورها أو إزالتها يؤدي إلى
انعكاسات خطيرة في البيئة منها انقراض األنواع الحيوانية والنباتية.والتنمية
المستدامة تعني أن يتم صيانة ثراء هذه األراضي وإبطاء عمليات االنقراض وتدمير
المالجئ والنظم االيكولوجية و إن أمكن وقفها.
.4حماية المناخ من االحتباس الحراري :إن للتصنيع و التكنولوجيا الحديثة آثار سيئة
في البيئة فانطالق األبخرة و الغازات وإجراء تغييرات كبيرة في البيئة العالمية
يؤدي إلى تغيير أنماط سقوط األمطار أو زيادة األشعة فوق البنفسجية ويؤدي ذلك
إلى إحداث تغيير في الفرص المتاحة لألجيال المقبلة ويعني ذلك عدم استقرار المناخ
أو النظم الجغرافية الفيزيائية والبيولوجية أو تدمير طبقة األوزون التي تحمي
األرض.3
ومن خالل ما سبق :تشمل التنمية المستدامة ،البعد البيئي من منظور التخطيط
االستراتيجي لخدمة األجيال الحالية والقادمة بربط التشغيل األمثل للموارد المتاحة
والمستقبلية بالتوازن البيئي في ظل التواصل الثقافي واإلنمائي والحضاري ،ولهذا البد
على المؤسسات أن تبحث عن تحقيق معدالت النمو والرفع من اإلنتاجية بعيدا عن
التشوهات واالختالالت الهيكلية وفي ظل اإلصالحات االقتصادية والتوزيع المثالي
للموارد النادرة وعالج الفقر والمرض ،وفي ظل القضاء على التخلف البيئي والتعليمي
والصحي واالقتصادي ،التي هي المخرج الطبيعي من أزمة التنمية التي تعيشها
اقتصاديات العالم.4
22
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
1ـ رعد حسن الصرن ،نظم اإلدارة البيئية و اآليزو ،91000الطبعة األولى ،دار الرضا للنشر ،سوريا،دمشقن ،8009 ،ص.85
- 2تامر البكري ،أحمد نيزار النوري ،التسويق األخضر ،الطبعة العربية ،دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع ،عمانن األردن ،8007،ص.65
-2
http://knol.google.com/k/dr-osamabdelaziz.htm أسامة عبد العزيز
23
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
ويعرف كذلك بأنه ":العلم الذي يهتم بدراسته للبيئة الطبيعية بعناصرها العضوية والفيزيقية
دون االلتفاف إلى تلك العالقات التفاعلية الناشئة عن العيش المشترك".3
و نعني بالمفهوم االصطالحي ،تعريف البيئة من ناحيتين ،األولى هي الناحية العلمية أي
مفهوم البيئة عند العلماء المختصين في هذا المجال ،أما الناحية الثانية وهي الناحية القانونية
أي تعريف البيئة من الناحية القانونية ،وهذا ما سنتطرق إليه في مايلي:
أوال:التعريف العلمي
من الناحية العلمية ،تعرف البيئة بأنها ":األحوال الفيزيائية والكيميائية واإلحيائية لإلقليم الذي
يعيش فيه الكائن الحي" ،وتعتبر الكون األرضية كلها بمثابة البيئة لبني البشر ،وتتكون من
الهواء والماء والتربة وكافة الكائنات الحية األخرى.4
24
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
كما تعرف بأنها ":كل ما يحيط باإلنسان من أشياء تؤثر على الصحة ،فتشمل المدينة بأكملها،
مساكنها وشوارعها وأنهارها و آبارها و شواطئها ،كما تشمل أيضا كل ما يتناوله اإلنسان من
طعام وشراب ،ما يلبسه باإلضافة إلى العوامل الجوية و الكيميائية و غير ذلك".1
وهي في علم األحياء تعني ":كل العوامل والظروف الخارجية التي تؤثر في أي كائن حي أو
مجتمع حي ما".2
و من بين تعريفات البيئة في هذا العلم أيضا ما قال به البعض من أن للبيئة مفهومين يكمل
بعضهما اآلخر أولهما البيئة الحيوية وهي ":كل ما يختص ال بحياة اإلنسان نفسه من تكاثر
ووراثة فحسب ،بل تشمل أيضا عالقة اإلنسان بالمخلوقات الحية ،الحيوانية والنباتية التي
تعيش معه في صعيد واحد" وأما ثانيهما ،فهي البيئة الطبيعية والفيزيقية ،فتشمل موارد المياه
و الفضالت و التخلص منها ،و الحشرات و تربة األرض ،و المساكن ،و الجو ونقاوته أو
تلوثه ،والطقس وغير ذلك من الخصائص الطبيعية للوسط".3
يختلف التعريف القانوني للبيئة من دولة إلى أخرى ،ويمكن أخذ مجموعة من التعاريف
القانونية للبيئة لبعض الدول:
بالرجوع إلى القانون الجزائري فإنه ما يلفت االنتباه هو أن المشرع الجزائري في تشريع
البيئة الصادر تحت رقم 90-02و ألول مرة و بخالف القانون 02-22الملغى يحدد بعض
المصطلحات والمفاهيم التي تتضمن منها :البيئة ،التلوث ،تلوث المياه ،التلوث الجوي،
المواقع .حيث جاء في نص المادة 01منه أن البيئة تتضمن الموارد الطبيعية الالحيوية
و الحيوية والجو والماء واألرض وباطن األرض والنبات والحيوان بما في ذلك التراث
الوراثي وأشكال التلوث بين هذه الموارد و كذا األماكن والمناظر والمعالم الطبيعية.4
وعرفها القانون المصري 4لسنة 1884في شأن البيئة بأنها ":المحيط الحيوي الذي يشمل
الكائنات الحية و ما يحتويه من موارد و ما يحيط به من الهواء وماء وما يقيمه اإلنسان من
منشآت".5
كما عرفها القانون الليبي بأنها ":المحيط الذي يعيش فيه اإلنسان وجميع الكائنات الحية،
ويشمل الهواء والماء والتربة والغذاء".6
25
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
كما يعرفها القانون العماني بأنها ":مجموعة من النظم والعوامل ،الموارد الطبيعية التي
يتعامل معها اإلنسان ،سواء في موقع عمله أو معيشته أو في األماكن السياحية والترفيهية،
فيتأثر بها اإلنسان أو يؤثر فيها ،و تشمل دون أن تقتصر على الهواء و الماء و التربة ،الحياة
البرية ،و الحياة البحرية و الموارد الغذائية و المعدنية والكيميائية المختلفة ،ومصادر الطاقة
والعوامل االجتماعية المختلفة".2
وقد تم النظر لهذه الكلمة من زوايا مخت لفة ،هذا ما أدى إلى توليد مجموعة من التعاريف
المختلفة ،يمكن إبراز مجموعة من هذه التعاريف في مايلي:
إن البيئة هي اإلطار الذي يعيش فيه اإلنسان والكائنات الحية األخرى كافة.3 .9
إن البيئة هي شيء نسبي يختلف في محتواه ومكوناته باختالف المستوى التجميعي .8
الذي ننظر من ه إلى النظام المراد تحديد بيئته ،وكذلك باختالف بعده الزمني أيضا.4
وقد عرف TRAVIS WAGNERفي كتابه" البيئة من حولنا" البيئة .2
بأنها":األحوال الفيزيائية والكيميائية واإلحيائية لإلقليم الذي يعيش فيه كائن حي،
وتعتبر الكرة األرضية كلها بمثابة البيئة لبني البشر.5"...
وقد عرفت المنظمة الدولية للمواصفات والمقاييس ( اآليزو) البيئة بأنها ":األوساط .1
المحيطة بالمنظمة ،والتي تشمل الهواء والماء و التربة الطبيعية ،والنبات والحيوان
واإلنسان وتداخالت جميع هذه العناصر ،و تمتد األوساط المحيطة من ضمن المنظمة
إلى النظام العالمي".6
سنتطرق في دراستنا هذه إلى البيئة الطبيعية بالتحديد ،لهذا يمكن إعطاء تعريف يوضح
مدلول البيئة الطبيعية في مايلي ":الجوانب الفيزيقية والبيولوجية للبيئة من ماء و هواء
وتربة وبحار ومحيطات ونباتات وحيوانات وتفاعالتها المتداخلة من دورات الرياح
والمياه ،وظواهرها الكلية مثل المناخ وتوزيعاته الجغرافية ،كما تشمل الثروات الطبيعية
المتجددة كالزراعية والمصايد والغابات ...وغير المتجددة كالمعادن والبترول.7
26
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
يقصد بالتوازن البيئي ":ارتباط مكونات البيئة بدورات طبيعية تضمن بقائها واستمرارها
ووجودها بالنسب التي وجدت بها .ويعتمد توازن البيئة على مكوناتها من الكائنات الحية
وغير الحية ،وعالقاتها بعضها مع بعض ،و تأثير كال منها باآلخر".1
من خالل هذا التعريف يمكن القول أن التوازن البيئي يعني المحافظة على مكونات البيئة
بأعداد وكميات مناسبة على الرغم من نقصها وتجددها المستمر.
وحدوث خلل في هذا التوازن من جانب معين من شأنه أن يبعث في جانب آخر ما يعيد
التوازن لهذا النظام ،فعندما توجد الطبيعة في منطقة ما باألمطار الوفيرة تكثر المراعي
الغنية وتتكاثر تبعا لذلك الحيوانات آكلة العشب( حتى تحدث توازن في نمو األعشاب)
وفي مواجهة هذا التكاثر الشديد آلكالت العشب ،والتي تسبب بتكاثرها الشديد تدمير
الغطاء النباتي في المنطقة فإن آكالت اللحوم تنشط هي األخرى في وسط هذه البيئة الغنية
بآكالت العشب فتحافظ على التوازن الطبيعي بين آكالت العشب والغطاء النباتي وهكذا.2
من خالل مجمل التعاريف التي تم التطرق إليها في المبحث السابق ،يمكن تقسيم البيئة
الطبيعية إلى ثالثة أقسام أساسية وهي :3
.9البيئة الهوائية.
.8البيئة المائية.
.2التربة أو األرض.
وهناك من يقول الغالف الجوي ،حيث يحيط بالكرة األرضية ،ويتكون الغالف الجوي
من عدة طبقات وهي كالتالي:4
21
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
-9طبقة التربوسفير
هي الطبقة السفلى من الغالف الجوي وتمتد من 7ـ 2كلم عند القطبين وتزيد إلى 92كلم
عند خط االستواء وهي مجال السحب والعواصف وحركات الرياح والتغيير الجغرافي
والموسمي.
إن المكونات الكيميائية التي تكون معظم غازات التربوسفير هي النتروجين ،واألكسجين
مكونات رئيسية مع مكونات ثانوية مثل :األرجون ،ثاني أكسيد الكربون ،بخار الماء،
وبالرغم من أن غاز األوزون قليل جدا في كميته فإنه مهم جدا بصفة خاصة في كيمياء
الغالف الجوي المحيط باألرض ،وبسبب وفرة النتروجين( ،)%72,02واألكسجين
( )%80,26في الغالف الجوي فإن نسبة هذين العنصرين تظل ثابتة نسبيا على مدار
الزمن.1
-2طبقة الستراتوسفير
هي الطبقة الثانية من الغالف الجوي ،تعلو طبقة التربوسفير وتمتد من 99إلى 60كلم فوق
سطح البحر وتتميز هذه الطبقة بثبات درجة الحرارة في بدايتها.
وتبدأ طبقة الستراتوسفير عند نقطة تمثل نهاية التربوسفير وعندها يتوقف انخفاض درجة
الحرارة مع االرتفاع ،و يوجد األوزون في الجزء األسفل من طبقة الستراتوسفير عند ارتفاع
من 80إلى 60كلم ،و نتيجة المتصاص األوزون جزء من إشعاع الشمس وخاصة األشعة
فوق البنفسجية ترتفع درجة الحرارة .وتختلف كمية األوزون من وقت إلى آخر على مدار
السنة.
وجملة وزن األوزون 200مليون طن ،و يمثل وجوده حماية لألرض من األشعة فوق
البنفسجية ،إذ أنه يمتص جزء منها ،ولوال األوزون لتعرضت الحياة ألخطار وحدثت
تغيرات مناخية حادة.2
-3طبقة الميزوسفير
تمتد من 60ـ 20كلم فوق سطح البحر ،و تتميز بتناقص مستمر في درجة الحرارة باالرتفاع
رأسيا حتى تصبح درجة الحرارة في أعلى هذه الطبقة شديدة االنخفاض ( حوالي °922
مئوية تحت الصفر) .وهي أقل درجة حرارة للغالف الجوي في كافة الطبقات وتحترق كل
الشهب في هذا النطاق.3
1ـ جارى م.بيرزنسكي ،ج.توماس سمسن جورج ف .قانس ،ترجمة و تقديم :محمد السيدالنة ،األراضي و الجودة البيئية ،المجلس األعلى
للثقافة ،8002،ص.26
2ـ عبد المنعم بلبع ،مرجع سبق ذكره ،ص .91
3ـ نفس المرجع ،ص .96
29
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
-4طبقة األيونوسفير
و هي الطبقة األخيرة و ترتفع منها درجة الحرارة حتى تصل إلى أكثر من 9000ـ°9900م،
ترجع هذه الحرارة المرتفعة إلى تصادم الجزيئات ،وهي واقعة على ارتفاع من 20ـ 800كلم
من سطح البحر وواضح من إسمها أنها متأينة ،وتتميز بأنها موصلة للكهرباء ولها أهمية
كبيرة بالنسبة لالتصاالت الالسلكية و موجات اإلذاعة ،وتحتوي على جسيمات مشحونة سالبة
أو موجبة.1
تدخل المياه الطبيعية في تكوين الكائنات الحية وغير الحية ،وهو عنصر أساسي وضروري
الستمرار وجود كل هذه الكائنات بنوعيها.
غير أن النسبة من المياه العذبة موجودة على هيئة كتل جليدية ،تقدر بحوالي %22في كل
من القطبين الشمالي و الجنوبي ،وبالتالي فإن نسبة المياه العذبة الخاصة الستخدام اإلنسان
التتجاوز %0,56من مجموع المياه الموجودة على كوكب األرض.3
مصطلح التربة أو األرض له معان متعددة لدى الباحثين في التخصصات المختلفة .ويعرفها
علماء النبات واإلنتاج النباتي بأنها البيئة التي ينمو فيها النبات ،وبالنسبة للمهندسين ،يشير
مصطلح "التربة" إلى المادة المفككة التي تقع بين سطح األرض والصخر الصلب ،ويصفها
علماء األراضي بأنها المادة المعدنية والعضوية المفككة عند سطح القشرة األرضية ،والتي
حدث لها تغيير بواسطة العمليات البيولوجية ،وبالرغم من عدم وجود تعريف موحد
لمصطلح"التربة" فمن الواضح أن وظائف التربة متعددة.4
28
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
يعرفها بعض العلماء العلميين ":إنها النظرة الشمولية التي تتكامل في إطارها المجموعة
الحية و مجموعة العناصر غير الحية أي النظر إلى نظام بيئي تترابط عناصره".1
وتعرف األرض كذلك بالكيان المادي من حيث معالمها الجغرافية المتنوعة ،وهي دمج لكل
الموارد الطبيعية ،أي ما تتضمنه من أنواع التربة والمعادن والمياه والنباتات والحيوانات.
وتتحدد هذه العنا صر في نظم مثالية تؤدي مجموعة متنوعة من الوظائف الضرورية بغية
الحفاظ على سالمة هذه النظم وتوازنها التي تكفل استمرار الحياة والطاقة اإلنتاجية
المتجددة.2
وتستخدم موارد األراضي طبقا ألساليب تسمح باالستفادة من جميع هذه الخصائص.
واألرض مورد محدود في حين أن الموارد الطبيعية التي تحتوي عليها تتباين بمرور الوقت
و حسب شروط إدارتها و استخدامها.
يشهد العالم بأكمله في الوقت الراهن مشكل خطير ال يفرق بين الدول النامية والدول المتقدمة
والذي عرف باسم التلوث ،حيث أصاب كل جوانب الحياة االقتصادية واالجتماعية والثقافية
والسياسية .و التلوث الذي سنتطرق إليه في دراستنا هذه هو التلوث البيئي.
تعددت التعاريف الموضحة لظاهرة التلوث البيئي واختلفت من باحث إلى آخر.
في مجمع اللغة العربية :لوث الشيء بالشيء خلطه به ـ و ـ الماءـ (أي و لوث الماء) كدره...
(و تلوث) ثوبه بالطين :تلطخ به .و ـ الماء أو الهواء و نحوه ( أي و تلوث الماء أو الهواء
ونحوه) :خالطته مواد غريبة ضارة .وبالنظر إلى قواميس اللغة االنجليزية ،نجد أنه ورد
بقاموس( لونجمان) أن كلمة "يلوث" ،POLLUTEتطلق على الشيء ( هواء أو ماء،
أوتربة...غير نظيف ،أو خطر االستعمال .كما أن كلمة تلوث تطلق على الضرر الحادث
للبيئة بسبب النفايات و المواد الضارة.3
1ـ محمد علي سيد امبابي ،مرجع سبق ذكره ،ص .67
2ـ عامر محمود طراف ،إرهاب التلوث و النظام العالمي،الطبعة األولى ،مجد المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ،لبنان،8008 ،
ص.97
3ـ بيلي إبراهيم أحمد العليمي ،مرجع سبق ذكره ،ص.6
32
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
وكما ذكرنا مسبقا المقصود بالمفهوم االصطالحي ،التعريف العلمي والتعريف القانوني.
أجمع بعض الباحثين في علم البيئة على تعريف التلوث بشكل عام على أنه الطارئ أو غير
المناسب الذي أدخل في التركيبة الطبيعية أي الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية للمياه
أواألرض أو للهواء فأدى إلى تغير أو فساد أو تدن في نوعية تلك العناصر مما يلحق الضرر
بحياة اإلنسان أو مجمل الكائنات الحية و يتلف الموارد الطبيعية .ويؤدي تلوث الموارد
الطبيعية (الهواء والماء واألرض) إلى مشاكل متعددة.1
وبالنظر إلى معجم المفردات البيئية ":نجد أنه جاء تحت كلمة تلوث اإلدخال المباشر ،أو غير
المباشر ،لمادة ملوثة ،في وسط محدد".2
في عام 9256قدمت الهيئة المعنية بتلوث البيئة التابعة للجنة االستشارية لرئيس الواليات
المتحدة للعلوم التعريف التالي للتلوث:
"إن تلوث البيئة هو التغيير غير المستحب في محيطنا كليا ،وعلى أوسع نطاق فهو ناتج
عرضي عن الفعاليات اإلنسانية ،من خالل التأثير المباشر أو غير المباشر لتغيرات الطاقة
في نماذجها و مستويات اإلشعاع والقوام الكيميائي والفيزيائي ووفرة الكائنات الحية".3
من خالل هذه التعاريف يمكن القول أن التلوث هو :اإلصابة بشيء ملوث ،أو االختالط به،
بشكل يحدث الفساد والضرر.
عرف القانون الجزائري تلوث المحيط الجوي في المادة 01من القانون رقم 90/02الصادر
في 92جويلية 8002والمتعلق بحماية البيئة في ظل التنمية المستدامة على أنه عبارة عن
إفراز الغازات و الدخان أو جسيمات صلبة أو سائلة أو أكالة أو سامة أو ذات الروائح في
المحيط الجوي ،والتي من شأنها أن تزعج السكان وتعرض الضرر للصحة أو األمن العام أو
تضر بالنبات و اإلنتاج الفالحي والمنتجات الفالحية الغذائية و بالحفاظ على البنايات واآلثار
أو بطابع المواقع.4
كما عرف قانون إنشاء الهيئة العامة للبيئة بدولة الكويت رقم 29لسنة 9226التلوث
بأنه ":أن يتواجد في البيئة أي من المواد أو العوامل الملوثة بكميات أو صفات لمدة زمنية قد
31
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
تؤدي بطريقة مباشرة أو غير مباشر وحدها أو بالتفاعل مع غيرها إلى اإلضرار بالصحة
العامة أو القيام بأعمال وأنشطة قد تؤدي إلى تدهور النظام البيئي الطبيعي أو تعيق االستمتاع
بالحياة واالستفادة من الممتلكات الخاصة و العامة".1
وحسب قانون البيئة األردني لعام ،9226يعرف التلوث بأنه ":وجود مادة أو مواد غريبة في
أي مكون من مكونات البيئة تجعلها غير صالحة لالستعمال أو يحد من استعمالها ،إذ تعني
عملية التلوث ،إضافة أية مواد إ لى عناصر البيئة ،أو زيادة محتواها مع أي اختالف في
تركيب البيئة الطبيعية ،والذي يهدد حياة الكائنات الحية من نبات وحيوان وإنسان".2
أما تدهور البيئة ":التأثير على البيئة مما يقلل من قيمتها أو يغير من طبيعتها أو يستنزف
مواردها أو يضر بالكائنات الحية".3
يمكن القول أن التلوث البيئي عبارة عن التغييرات التي تحدث نتيجة لمجموعة من العوامل
والتي تؤثر سلبا على عناصر الطبيعة ،وتختلف أنواع التلوث باختالف مصدرها و أسبابه.
-1التلوث البيولوجي
تظهر آثار هذا النوع من التلوث عندما تصل إلى المياه ،فتسبب أمراضا لإلنسان نتيجة
الجراثيم الطفيلية كالفيروسات المسببة اللتهاب القلب والشلل وأمراض الكوليرا ،وكذلك
يسبب أمراض جلدية.
1ـ منصور مجاجي ،المدلول العلمي و المفهوم القانوني للتلوث البيئي ،مجلة المفكر ،العدد الخامس ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،الجزائر،
ص. 902،901
- 2سالمي رشيدة ،أثر تلوث البيئة في التنمية اال قتصادية في الجزائر ،أطروحة مقدمة ضمن متطلبات الحصول على شهادة دكتوراه في العلوم
االقتصادية فرع التسيير ،كليةالعلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،8005/8006 ،ص.56
3ـ صالح الحجار ،التوازن البيئي و تحديث الصناعة ،الطبعة األولى ،دار الفكر العربي ،8002،ص .2
4ـ عامر محمود طراف ،مرجع سبق ذكره ،ص.82
32
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
-2التلوث الكيميائي
ـ العضوي :و يعود سببه إلى مياه المجاري ،حيث أن النسبة الكبيرة من هذا النوع من
التلوث تعود إلى المصا نع التي تهتم باألمور الغذائية ،فينعكس ذلك على الهواء الذي يحظى
بجزء كبير من فئة التلوث العضوي.
-3التلوث الفيزيائي
يعود سبب هذا النوع من التلوث إلى التغير في تركيبة البيئة وهو عدة أنواع:
ذرات دقيقة :إن االنجرافات الطبيعية وتسرب المزروعات المتلفة إلى األنهار
والبحار ،يؤدي إلى تشكل ذرات دقيقة في المياه وهذا يؤدي إلى حجب الضوء عن
األعشاب المائية ،وفقد المياه قدرتها على إنتاج الطاقة الغذائية وتهدد الثروة السمكية
والحيوانية في سد منافذ هوائها ،ويؤدي كذلك إلى تلويث مياه الشرب.
ذرات بالهواء :و تكون نتيجة لألدخنة المتصاعدة من المصانع و المحارق والسيارات
بكل أنواعها والمقالع والكسارات وذرات الفحم والرماد المتطاير وكل نشاط يصدر
منه الغبار.
ملوثات الحرارة :و تؤدي إلى تغير مميز في البيئة ،حيث ترتفع درجة الحرارة في
الجو دون الوصول إلى الطبقات العليا والسبب يعود إلى طبقة باردة من الهواء،
وعندما تنحبس بين طبقتين باردتين تسبب انقالب مناخي مما يعرض السكان لكافة
اإلصابات كالوخز في العينين وصعوبة التنفس ،سعال ،ويوجد احتمال كبير أن
يصاب اإلنسان بأمراض القلب والرئتين .وهناك نوع آخر من التلوث الحراري الناتج
عن مولدات إنتاج الطاقة ،فالبحار واألنهار التي تقع بالقرب منها تزداد درجة
الحرارة فيها ،مما يؤدي إلى تدني نسبة األوكسجين الموجود فيها كلما ارتفعت درجة
حرارة هذه المياه ،وبالتالي يؤدي إلى فقدان الكائنات األصلية واستبدالها بأنواع قادرة
على تحمل التلوث محدثة مشاكل أكبر كالتلوث بالموارد العضوية.
التلوث اإلشعاعي :عندما يصل اإلشعاع إلى حد يسبب أذى خطير من الصعب معرفة
الحد األدنى لسالمة اإلشعاعات ،نتيجة موجات كهرومغناطيسية أو نوع مختلف من
جزيئات الذرة تحدث ضررا في صحة اإلنسان ،وعند مرورها باألعضاء الحية،
تستطيع إعطاب خلية حيوية متسببة بحدوث تكاثر سرطاني.
33
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
التلوث بالضجيج :من الصعب وضع معايير موضوعية تحدد القدرة على تحمل كل
الضجيج ،إال أن االختبارات العلمية التي أجريت على الحيوانات ،وجدت أنه كلما
طال وقت الضج يج كلما زاد تعطل وظائف الدماغ والقلب والكبد ،ويتصرفون
بشراسة ويؤذون أنفسهم .لقد وجد الباحثون أن اإلنسان يتحمل الحد األقصى من
الضجيج دون مضاعفات ونتائج سيئة لمدة ثماني ساعات .بالطبع هناك أصوات
مألوفة ال يمكن العيش بدونها.ولكن عندما تصبح األصوات ضجة تسبب في أعطال
نفسية وجسدية لإلنسان غالبا ال تظهر على الفور مثل التغيرات الوظيفية التي تحدث
لألذن فيحصل الطرش أو سرعة االنفعال ،أو توتر األعصاب ،أو القلق ،أو الخوف،
أو قلة االستيعاب أو اإلدراك أو جنون أو تدني الكفاءة و األداء ،أو ارتفاع ضغط الدم
أو القرحة ،أو الميول إلى االنتحار .ومن خالل معرفتنا وإطالعنا على المسببات
والنتائج للتلوث البد من وضع تصور للمعالجة.
التلوث بالنفايات :تشكل النفايات أكبر ملوث للبيئة ،ونجد النفايات الصلبة ،نفايات
سامة خطرة ،النفايات الكيميائية الصناعية ،والنفايات المشعة .حيث تشمل النفايات
الصلبة جميع الفضالت المنزلية و النفايات غير خطرة ،إال أن أضرارها كبيرة على
اإلنتاج واالستهالك لذلك يقتضي التقليل منها وخاصة في المؤسسات الصناعية.
وتسبب هذه النفايات تلوث موارد المياه العذبة ،وكذلك لها آثار على التنمية البشرية
وخاصة صحة اإلنسان .أما النفايات السامة الخطرة فهي تنتج عن المؤسسات
الصناعية الكبيرة حيث أ نها تسبب تدهور كبير في البيئة وصحة اإلنسان ،ولخطورة
هذه النفايات سميت بالسامة الخطرة .أما بالنسبة للنفايات الكيميائية فمعظم دول العالم
تستخدم المواد الكيميائية من أجل تحقيق األهداف االجتماعية واالقتصادية للمجتمع
العالمي.حيث تلحق هذه النفايات أضرارا جسيمة في صحة اإلنسان والتراكيب
الوراثية والبيئة .و هناك النفايات المشعة حيث تتولد هذه النفايات من توليد الطاقة
النووية ،وينتج عن هذا التوليد نفايات منخفضة ومتوسطة وشديدة اإلشعاع وكلها
تشكل خطرا على البيئة واإلنسان.
آثار التلوث كبيرة وخطيرة جدا على البيئة ،أي على عناصر البيئة :الماء ،الهواء ،التربة.
قبل التعرف إلى هذه اآلثار يجب التطرق إلى مستويات التلوث ،حيث نجد التلوث
المقبول ،الخطر والتلوث المدمر.1
.1التلوث المقبول :يمكن القول أن التلوث مقبول عندما ال يتأثر به التوازن البيئي
وال يكون له تأثير على الصحة العامة.
1ـ صالح محمود الحجار ،السحابة الدخانية المشكل ـالحل ،الطبعة األولى ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،8002،ص.89،88
34
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
.2التلوث الخطر :يمثل مرحلة متقدمة من مراحل التلوث ،حيث إن كمية ونوعية
الملوثات تتعدى حدود العتبة و الذي يبدأ معه التأثير السلبي على عناصر البيئة،
ويتم الوصول إلى هذا الحد من التلوث نتيجة لزيادة النشاط الصناعي وزيادة
حركة السيارات ووسائل النقل في المناطق الحضرية.
.3التلوث المدمر :وهي الدرجة الثالثة من التلوث وتمثل المرحلة التي ينهار فيها
التوازن البيئي وبالتالي عدم العطاء واالستمرار.
يمكن تقسيم التلوث إلى قسمين أساسيين :تلوث مادي ،وتلوث معنوي.1
.1التلوث المادي :ويقصد به التلوث الذي يحيط باإلنسان ويكون محسوسا،أي يشعر
ويتأثر به ويراه بالعين المجردة ،و في غالب األحيان يكون هو المتسبب فيه ،حيث أن
اإلنسان نتيجة لسعيه وراء التكنولوجيا الحديثة يتسبب في اإلخالل بالتوازن البيئي
فيؤدي إلى تلوث في كل من الماء و الهواء والتربة وبالتالي تلوث في الغذاء.
.2التلوث المعنوي :و هو التلوث الذي يهمله اإلنسان ألنه غير مرئي ،نتيجة اعتقاده أن
هذا التلوث ال يؤثر على نظام الحياة الطبيعية واالجتماعية ،غير أن العكس صحيح
حيث ينتج عن هذا التلوث أضرار عضوية ،وسيكولوجية ،ومن أنواعه :التلوث
السمعي ،التلوث األخالقي ،التلوث الثقافي ،التلوث الفكري ،تلوث قيمي.
كما ذكرنا سابقا فالتلوث هو كل ما يؤثر على البيئة سلبا ،أي التأثير على كل أو أحد
عناصرها ،ونظرا إلى تجاهل الكثير لتلوث الهواء ألنه غير ملموس أو غير مرئي،
وبالتالي عدم المعرفة بآثار هذا التلوث ،وبالتالي يجب التركيز على التلوث الهوائي.
1ـ تلوث الهواء :يتكون الهواء من غازات النتروجين بنسبة نحو %20واألكسجين
بنسبة نحو % 80و نسبة ضئيلة من غازات أخرى أهمها ثاني أكسيد الكربون بنسبة
أقل من %9وتمتص النباتات غاز ثاني أوكسيد الكربون لتكون منه مع الماء وفي
وجود أشعة الشمس والكوروفيل المواد النشوية وغيرها وفي نفس الوقت تتنفس
األحياء جميعها األوكسجين وتخرج ثاني أوكسيد الكربون.2
يعتبر خليط الهواء بهذا الشكل متناسبا مع احتياجات كل الكائنات الحية ،حيث أن
األكسجين هو أهم غاز في الهواء ألنه يالئم معظم احتياجات الكائنات الحية.
نقول أن الهواء ملوث ،عندما تختلط به بعض الشوائب أو الغازات بقدر يضر بحياة
الكائنات على األرض ،أو حدوث خلل في تركيبه أو تكوينه ألي سبب من األسباب.
35
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
وعلى هذا األساس يمكن تعريف تلوث الهواء على أنه :وجود أي مواد صلبة أو سائلة
أو غازية بالهواء بكميات تؤدي إ لى أضرار فسيولوجية واقتصادية وحيوية باإلنسان
والحيوان والنبات واآلالت والمعدات أو تؤثر أو تغير في طبيعة األشياء .ويعتبر
تلوث الهواء هو أسوأ أنواع التلوث حيث تقدر الخسائر السنوية لهذا التلوث بحوالي
60مليون دوالر سنويا نتيجة لتأثيره على المحاصيل والنباتات الزراعية.1
وهنا يظهر حجم مشكلة التلوث الهوائي فللهواء أهمية كبيرة ليس لحياة اإلنسان،
والحيوان ،وباقي الكائنات الحية فقط ،بل لتيسير حركة اإلنتاج ،والتوزيع
واالستهالك ، ...بشرط أن يبقى تركيب الهواء كما ذكرنا من قبل ،فأي تغيير حسب
التعريف في المكونات األصلية للهواء يؤدي إلى تعطيل وظائفه األساسية وبالتالي
إلحاق الضرر باإلنسان والحيوان وباقي الكائنات الحية واإلنتاج واالستهالك...
2ـ مسببات تلوث الهواء :أغلب مسببات تلوث الهواء هي من صنع اإلنسان ،نتيجة
استخدامه للتكنولوجيا والتي تعتبر سالح ذا حدين ،ولم تنشأ عوامل التلوث مرة ودفعة
واحدة بل كانت في تزايد مستمر بالتوازي مع التقدم العلمي والتكنولوجي حتى
وصلت مستوى أدرك اإلنسان خطر هذا التلوث على حياته.
تعرف العولمة بأنها تعمل على جعل العالم قرية صغيرة ،وهي تعمل على تغيير العديد من
جوانب الحياة .وبما أن التلوث البيئي الناتج عن النشاط البشري في بيئته ال يعرف حدود،
يجب توضيح الكيفية التي تم من خاللها عولمة البيئة.
36
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
ارتبط مفهوم الوعي البيئي بتطور مفهوم البيئة التي اتسعت جوانبها إلى المجاالت
االقتصادية والثقافية واالجتماعية ،ولم تعد محصورة في عناصرها البيولوجية
والفيزيائية ،بحيث أصبحت أهداف الوعي البيئي هي التعريف بالتأثيرات البيئية المختلفة
على الكائنات الحية و البيئية مما ينعكس على النظام البيئي إيجابيا أو سلبيا.1
ففي مطلع التسعينات بدأت وسائل اإلعالم المرئي والمسموع والمكتوب تتحدث بشكل
متواصل عن شؤون البيئة في العالم واالهتمام بها ،وعن مستقبل نظام األرض ،حفاظا
على حياة البشرية من أزمات البيئة والكوارث الكامنة.2
وهذا راجع لالنتشار الكبير للتلوث الذي شمل كل عناصر البيئة ،ماء ،هواء وتربة نتيجة
للتقدم الصناعي الذي يعرفه العالم ،وكل هذا يؤدي إلى اختالل في التوازن البيئي مما
يشكل خطرا كبيرا على استمرار الحياة على كوكب األرض بما في ذلك اإلنسان .نتيجة
لكل هذه التغيرات و بدق ناقوس الخطر تشكلت أحزاب سياسية متخصصة في حماية
البيئة داخل الدول المتقدمة وهي األحزاب المعروفة ب"الخضر"،كما ظهرت للوجود
العديد من جمعيات المجتمع المدني التي جعلت من حماية البيئة مبدأ لها و تأسست عدة
مراكز بحث متخصصة في الدراسات البيئية محاولة تقديم الحلول لمعالجة اآلثار السلبية
للتلوث البيئي.3
و يعود الفضل الكبير لظاهرة العولمة في انتشار الوعي البيئي على المستوى الدولي وذلك
نتيجة لما تحمله ظاهرة العولمة من قوى اتصالية و بالتالي تبادل المعلومات بين مختلف
األطراف التي تهتم بالبيئة .و كما هو معروف فإن العولمة تجعل من العالم قرية صغيرة
تتداخل فيها كل المجاالت و المواضيع.
هناك جوانب عديدة ومختلفة لعولمة قضايا البيئة التي أصبحت واضحة في الوقت
الحالي ،ويمكن توضيحها في النقاط التالية:4
.9عولمة اإلشكالية البيئية بعدما باتت البيئة تئن تحت وطأة الثورة التقنية والشركات
متعددة الجنسيات وتأثيراتهما التحويلية الكبرى على الطبيعة والبيئة منذ الستينات.
.8عولمة الوعي باإلشكال ية البيئية العالمية كواقع لم يعد ممكنا تجاهله أو التغاضي
عنه حيث نضج هذا الوعي منذ ا لستينات و تطور خالل السبعينات وهو الذي
تمخض عن المبدأ الشهير ":التفكير عالميا و التصرف محليا".
.2عولمة الدراسات العلمية والتنبؤات المستقبلية البيئية والتي تتوقع عدة
سيناريوهات مستقبلية و تحاول عرض الحلول االستباقية في إطار معلوم.
- 1رضوان سالمن ،اإلعالم و البيئة دراسة استطالعية لعينة من الثانويين و الجامعيين مدينة عنابة نموذجا ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في
علوم اإلعالم و االتصال ،كلية العلوم السياسية و اإلعالم ،قسم علوم اإلعالم و االتصال ،جامعة الجزائر ،8005/8006 ،ص.7
- 2عامر محمود طراف ،مرجع سبق ذكره ،ص.96
- 3كمال ديب ،مرجع سبق ذكره ،ص.926
- 4نفس المرجع ،ص.925،927
31
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
.1عولمة التنظيمات و الحركات التي تحمل راية حماية البيئة من أصدقاء الطبيعة
والخضر حيث أصبحت ذات وزن وحضور عالمي واسع ومؤثر.
.6اندماج اإلشكالية البيئية في معظم التوجهات الفكرية و اإليديولوجية على مدى
العقود القليلة الماضية حيث أصبح للبيئة ومن خاللها للتنمية المستدامة الوقع
الكبير على كل المقاربات أي كان تخصصها فكثيرا ما نسمع عن :السياحة
المستدامة ،المحاسبة البيئية ،الصحة المستدامة وما إلى ذلك من.
يعتبر مصطلح اإلد ارة البيئية من المصطلحات الجديدة التي تزامن ظهورها مع زيادة
االهتمام بقضايا البيئة.
تتعدد المصطلحات التي تطلق على مفهوم اإلدارة البيئية ،فهي تسمى أحيانا إدارة الموارد
الطبيعية ،أو إدارة النظام البيئي ،أو إدارة التنمية المستدامة ،أو إدارة بيئة المستوطنات
البشرية وغيرها من التسميات ،وقد تناولها عدد من الباحثين والمؤلفين بالتعريف والتفسير،
فقد عرفها (آالن جبلين )Alan Giplinبأنها ":اإلدارة الفاعلة للسياسات والمواصفات البيئية،
و يشمل ذلك عملية وضع األهداف التي تكفل المحافظة على البيئة و إيجاد الوسائل واألجهزة
المناسبة لتنفيذ وظائفها المختلفة مثل :حماية األنظمة الحيوية و رفع مستوى حياتها وخاصة
المتضررة منها أو المهددة بالفناء ،والعمل على التخفيف من األضرار البيئية ،وتقديم العناية
الالزمة لألقاليم و المناطق البيئية الغنية بالحياة الطبيعية ،وتصميم األنظمة التكنولوجية
الخاصة بتنظيف البيئة ،و إعادة التدوير و معالجة النفايات و التخلص منها ،وإدارة المناطق
الطبيعية و الترفيهية والعناية بها" .كما عرفها محسن توفيق بأنها ":السياسات والخطط
الموضوعة الستخدام الموارد الطبيعية ،و رفع كفاءة ا لموارد البشرية ،والتي يتم تنفيذها من
خالل ما يصدر من تشريعات لتنظيم عمل المؤسسات المنوط بها إدارة العمليات
و المشروعات البيئية ،و يتم تقييم مدى تنفيذ تلك التشريعات والخطط والسياسات بناء على ما
تحقق من أهدافها الموضوعة سابقا".1
عرفها العالم )9276(Groloscaاإلدارة البيئية على أنها ":اإلدارة التي يصنعها اإلنسان
والتي تتمركز حول نشاطات اإلنسان ،وعالقاته مع البيئة الفيزيائية واألنظمة البيولوجية
- 1سامية علي البزي ،واقع اإلدارة البيئية في األردن ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماجستير ،قسم اإلدارة العامة ،جامعة اليرموك،
األردن ،8000 ،ص.21
39
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
المتأثرة ،ويكمن جوهر اإلدارة البيئية في التحليل الموضوعي والفهم والسيطرة التي تسمح به
هذه اإلدارة لإلنسان أن يستمر في تطوير التكنولوجيا بدون التغيير في النظام الطبيعي".1
وعرفها William .r .Mangumعلى أنها ":االجراءات ووسائل الرقابة سواء كانت محلية
إقليمية أو عالمية ،و الموضوعة من أجل حماية البيئة ،وهي تتضمن أيضا االستخدام العقالني
للموارد الطبيعية المتاحة واالستفادة الدائمة من هذه الموارد".2
وعرفها Henningعلى أنها ":إدارة النشاطات والسياسات العامة ضمن المشاكل البيئية من
أجل حماية الشؤون العامة ،و اإلدارة البيئية كأي إدارة أخرى عملية إنسانية ،حيث تتفاعل
ويعمل األفراد والجماعات من أجل تحقيق مجموعة من القيم واألهداف التنظيمية المحددة
بصورة مسبقة".4
وعرفتها األمم المتحدة على أنها ":وضع الخطط والسياسات البيئية من أجل رصد وتقييم
اآلثار البيئية للمشروع الصناعي ،على أن تتضمن ،جميع المراحل اإلنتاجية ،بدءا من
الحصول على المواد األولية وصوال إلى ال منتج النهائي والجوانب البيئية المتعلقة به .وتقوم
أيضا على تنفيذ كفء لإلجراءات الرقابية ،مع األخذ بعين االعتبار جانب التكاليف و األثر
الضريبي لهذه اإلجراءات أيضا إضافة إلى كيفية استخدام الموارد والبد من توضيح األدوات
والطرق المتبعة لمنع التلوث واالستخدام الرشيد للموارد".5
إن تبني اإلدارة البيئية في المؤسسة الصناعية رغم عدم وجوبيته قانونيا ،إال أنه صار من
المرتكزات األساسية في عصرنا هذا ،فقد صار المنتج البيئي مطلوبا عالميا ومن المتطلبات
األساسية في شروط االنضمام لمنظمة التجارة العالمية ،OMCلهذا نجد المؤسسة الصناعية
تدمج هذه اإلدارة في الظاهر طواعية لكن األصل فيها اإلجبار .إن التبني الطوعي لم يعد
اآلن ( بعد القمم العالمية حول االهتمامات البيئية وإعادة النظر في الفكر التقليدي حول التنمية
االقتصادية) السبب الوحيد بل أصبح مطلبا للعديد من الجهات الخارجية ذات المصلحة ،لذلك
صار اهتمام المؤسسات باالعتبارات البيئية يتم استجابة لمطالب جماعات ضاغطة
- 1برني لطيفة ،دور اإلدارة البيئية في تحقيق مزايا تنافسية للمؤسسة الصناعية -دراسة حالة مؤسسة ،ENI .CA .BISKRAمذكرة مقدمة
ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية تخصص :اقتصاد و تسيير المؤسسة ،جامعة محمد خيضر ،بسكر ،الجزائر،
،8007/8005ص.59
- 2نفس المرجع ،ص.59
- 3نفس المرجع ،ص.59
- 4نفس المرجع ،ص.59
- 5نفس المرجع ،ص.58
38
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
.1المتطلبات الحكومية :تضع الحكومة تشريعات بيئية لجعل المؤسسة أكثر التزاما
ورعاية لالعتبارات البيئية ،وإذا لم تلتزم فإنها ستتعرض للمساءلة القانونية ،وألن
التشريع ال يمثل السبيل األنجع فقد اهتمت الدول المتقدمة ب ISO14000بسبب
الدور الذي يلعبه كبديل عن األنظمة والتشريعات المتشددة والمكلفة.1
.2المستهلكين :يشار إلى أن الوعي البيئي يتنامى في األوساط االجتماعية بمرور
الزمن ،و ينسحب ذلك المنطلق إلى شريحة المستهلكين ،إذ أضحت البيئة أحد العوامل
الرئيسية المؤثرة على دوافعهم االستهالكية ،وأحد االعتبارات األساسية في تحديد
رغباتهم وجاذبيتهم وتفصيالتهم لنمط معين من السلع دون غيرها ،وتعد المنتجات
التي التسبب أضرارا بيئية من السلع التي شهدت إقبال المستهلكين على شرائها
و المنتجين إلنتاجها تلبية لرغبات المستهلكين حيث تعددت المسميات التي تطلق على
هذا النمط من المنتجات نحو المنتجات الخضراء ،أو المنتجات األخالقية ،أو
المنتجات الصديقة للبيئة .كما تصاغ عبارات في بعض المنتجات تفيد مواءمة
االعتبارات البيئية.2
.3المساهمون والمستثمرون والمقرضون :تواجه المؤسسات ضغوطا متزايدة من
جانب كل من المساهمين والمستثمرين والمقرضين للحصول على معلومات عن
األداء البيئي واألداء المالي لها ،وتتأتى حاجة هذه الفئات إلى مثل هذه المعلومات
نتيجة لقناعتهم بأن الممارسة البيئية السيئة قد تؤدي إلى زيادة االلتزامات وبالتالي
المخاطر مما يؤدي إلى تضاؤل األرباح .كما أن تطبيق هذا النظام يبث الطمأنينة في
نفوس المساهمين بشأن مقدرة المؤسسة على المنافسة محليا ودوليا .فضال عنه إن
تطبيقه يؤدي إلى تحسين اإلنتاجية ويبعد المؤسسة عن مسؤولية عدم تطبيق
التشريعات البيئية.3
فالمستثمرين يعتبرون هذا االلتزام البيئي كإشارة إلدارة سليمة وبالتالي أشبه باالنتساب
(العمل) لالستقرار.
أساس قيام الحضارات اإلنسانية وتطورها حتى وصولها إلى ماهي عليه في الوقت
الحالي ،واستمرار هذا التطور إلشباع و تلبية حاجاته و رغباته الالمحدودة والمتنوعة
هي الموارد الطبيعية ،إلى أنها عرفت تدهور كبير وإسراف في استغاللها وهذا أدى إلى
ظهور مشاكل بيئية عديدة أهمها التلوث البيئي واستنزاف المصادر الطبيعية .4ولضمآن
42
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
استمرار الوجود البشري على األرض وتلبية حاجات ورغبات األجيال الموجودة
و األجيال القادمة يجب ترشيد استعماالت هذه الموارد الطبيعية المحدودة.
فالسياسة البيئية المثلى تسعى للموازنة بين العوائد التي يتحصل عليها اإلنسان من خالل
األنشطة االقتصادية ( السبب الرئيسي في التلوث البيئي)وبين ما ينتج من جراء هذا
التلوث .أي تبني المستوى األمثل للتلوث ،يمكن توضيح ذلك بيانيا أكثر.1
التكلفة الحدية
d s
مستوى التلوث
P
المصدر :الطاهر خامرة ،المسؤولية البيئية و االجتماعية مدخل لمساهمة المؤسسة االقتصادية في تحقيق التنمية "حالة سوناطراك"،
مرجع سبق ذكره ،ص.58
يمثل المحور األفقي حجم التلوث بدءا من نقطة الالتلوث إلى أقصى ما تحقق من تلوث
عند النقطة ،Pويمثل المحور العمودي النقطة الحدية للتكلفة االجتماعية ،ويبين المنحنى
Sوهو منحنى التكلفة الحدية التي يتحملها المجتمع (األضرار الحدية للتلوث) ،يرتفع
المنحنى Sمن األسفل إلى األعلى من جهة اليمين معبرا عن تزايد النفقة الحدية التي
يتحملها المجتمع بزيادة التلوث ،وفي غياب أي مواجهة للمخلفات من طرف المؤسسة
- 1الطاهر خامرة ،المسؤولية البيئية و االجتماعية مدخل لمساهمة المؤسسة االقتصادية في تحقيق التنمية "حالة سوناطراك" ،مذكرة مقدمة
الستكمال متطلبات شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية تخصص اقتصاد و تسيير البيئة ،كلية الحقوق و العلوم االقتصادية ،جامعة قاصدي
مرباح ،ورقلة ،الجزائر ،8007\8005،ص.62،50
41
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
يزيد التلوث إلى المدى .Pو تزيد النفقة الحدية االجتماعية إلى المستوى dفي حين
النفقة الحدية لمواجهة التلوث تساوي الصفر أي أن المؤسسة ال تتحمل أي نفقة لمواجهة
التلوث.
c
مستوى التلوث
المصدر :الطاهر خامرة ،المسؤولية البيئية و االجتماعية مدخل لمساهمة المؤسسة االقتصادية في تحقيق التنمية "حالة
سوناطراك" ،مرجع سبق ذكره ،ص.62
يمثل المحور األفقي حجم التلوث ،و المحور العمودي النفقة الحدية التي تتحملها المؤسسة
لمواجهة التلوث ،حسب الشكل فإن المنحنى Cهو منحنى النفقة الحدية لمواجهة التلوث
التي تتحملها المؤسسة ينخفض من األعلى إلى األسفل اتجاه اليمين معبرا عن تزايد
النفقة الحدية التي تتحملها المؤسسة بتخفيض التلوث.
يمكن الوصول إلى الحجم المناسب للتلوث بيانيا عن طريق تقاطع منحى الضرر البيئي
(التكلفة الحدية التي يتحملها المجتمع) ،مع منحنى تكلفة مواجهة التلوث التي تتحملها
المؤسسة على النحول التالي:
42
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
المصدر :الطاهر خامرة ،المسؤولية البيئية و االجتماعية مدخل لمساهمة المؤسسة االقتصادية في تحقيق التنمية "حالة
سوناطراك" ،مرجع سبق ذكره ،ص.50
المستوى المناسب ل مواجهة التلوث هو المستوى االجتماعي األمثل ،حيث يمثل المنحنى
Cالنفقة الحدية لمواجهة التلوث ،والمنحنى Sالنفقة الحدية االجتماعية ،فإذا كانت التكلفة
الحدية Sأصغر أو أكبر من iفإن مستوى التلوث في الحالتين ال يكون المستوى المناسب،
وهذا واضح من خالل الشكل فعند النقطة P1تكون Sأصغر من Cوتكون تحمل
المؤسسة هي المساحة المظللة على يسار نقطة تقاطع المنحنيين ، iوعند النقطةP2
تكون Sأكبر من Cوتكون تحمل المجتمع هي المساحة المظللة على يمين النقطة ،iوإذا
تحقق تلقائيا المستوى المناسب للتلوث(* )Pفإن الحكومة ال تكون بحاجة إلى التدخل
لضبط التلوث ألنه اتخذ المستوى المناسب تلقائيا عن طريق المساومة بين المؤسسة
واألطراف المتضررة من التلوث.
43
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
فاألمم المتحدة والدول ومؤسسات المجتمع المدني (المهتمة بالبيئة) تطالب اليوم
بوضع سياسات تساهم في الحد من التلوث بمختلف أنواعه وذلك عن طريق
مايلي:1
ضرورة نشر ثقافة المحافظة على البيئة البشرية والطبيعية بحيث تعي
البشرية خطورة التلوث البيئي على اإلنسان واألرض...
ضرورة احترام القوانين والسنن التي سنها هللا في الكون ،ألن محاولة
محوها أو تحريفها يسيء بالبيئة و اإلنسان.
ضرورة االحتراز و اتخاذ جميع التدابير للوقوف أمام المشاريع والفعاليات
التي تساهم في إنتاج التلوث.
ضرورة إصدار قوانين دولية ملزمة لجميع الدول لحماية البيئة ،ومعاقبة
كل من يقوم بتخريبها.
ضرورة إيجاد توصيالت لنقل المياه الملوثة من أماكن تواجدها ،إلى
المنخفضات ،فتأسيس األنابيب لهذا الغرض ،ال يقل أهمية عن تأسيس
أنابيب النفط.
اإلكثار من حمالت التشجير التي ال تحتاج إلى سقي ،لتكون مصدات
طبيعية للهواء المشبع بالتلوث.
تشجيع الحمالت المدنية في المدن من أجل النظافة وتنظيف الشوارع
واألحياء.
منع تصريف المياه الحارة الناتجة عن المفاعالت النووية أو مراكز التحلية
أو توليد الطاقة إلى األنهار والبحار.
ضرورة اعتماد إجراءات مادية ومعنوية وإنسانية لحماية البيئة ومحاربة
التلوث مثل الجباية البيئية.
أن تسعى مؤسسات حماية البيئة إلى الحد من نسب التلوث البيئي إلى القدر
الطبيعي الذي ال يضر بصحة اإلنسان ،و ذلك من الغازات والجسيمات في
األماكن العامة كالمستشفيات والمدارس والدوائر الرسمية.
العمل على تقنية السيارات حتى ال تتسبب في تلوث الهواء واستخدام بدائل
أقل تلوثا من البنزين المستعمل في السيارات ،واستخدام المصادر الجديدة
للطاقة كمصادر التي تعمل على الهيدروجين أو على الطاقة الشمسية...
إعداد دراسة خاصة حول البيئة وإنشاء مختبرات عملية لهذا الغرض.
- 1كمال رزيق ،دور الدولة في حماية البيئة ،م جلت الباحث ،مجلة دورية أكاديمية محكمة سنوية ،تصدر عن جامعة قاصدي مرباح ورقلة،
العدد ،8007 ،6ص.27
44
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
تعتبر األجندة 89العمل الشامل الذي تبنته 928دولة ،والخطة التفصيلية لتحقيق المستقبل
المتواصل لكوكب األرض منذ عام 9221و خالل القرن ،89و هي أول وثيقة من نوعها
تحظى باتفاق دولي واسع يعكس إجماعا عالميا و التزاما سياسيا من أعلى مستوى.1
و األجندة تجمع سلسلة من الموضوعات تنتظم في أربعين فصال ،ومائة وخمسة عشر مجاال
من مجاالت العمل ،يمثل كل منها بعدا هاما من أبعاد استراتيجية لفترة انتقالية شاملة لألعمال
التي يلزم القيام بها لحماية البيئة ،والتنمية البشرية بشكل متكامل.
وتتضمن حوافز وتدابير محددة لتضييق الثغرة بين األمم الغنية واألمم الفقيرة ،ودفع عجلة
اقتصاديات الدول النامية ،والقضاء على مشكلة الفقر و تخفيض استخدام الموارد الطبيعية
لألرض ضبط معدالت الزيادة السكانية التي تهدد تنمية الموارد والبيئة معا.
واألجند المشار إليها تعتبر من الوثائق الدولية ،التي تم بحثها والتفاوض بشأنها والموافقة
عليها -األكثر تعقيدا -و رغم أنها ليست ملزمة قانونا فإن لها قوة نفاذ أدبية و علمية .و لعل
قوتها الحقيقية تكمن في أنها لم توضع بواسطة مجموعة من الخبراء لصالح الحكومات،
ولكنها نوقشت وتم التفاوض بشأنها في مؤتمر دولي كلمة كلمة ،بواسطة الحكومات التي
ستقوم بتنفيذها.2
و على هذا األساس مضى عهد التوجه إلى التنمية من منظور أحادي سواء اقتصادي أو بيئي
أو غيره ،و إنما أصبح من األمور المسلم بها أن التنمية اليمكن أن تتم إال من خالل االهتمام
بكافة أبعادها االقتصادية واالجتماعية و الثقافية و السياسية والبيئية وتحقيق التوازن بين هذه
األبعاد المختلفة مع دوام استهداف جودة حياة أفضل لإلنسان جوهر العملية التنموية.3
- 1زرنوح ياسمينة ،إشكالية التنمية المستدامة في الجزائر دراسة تقييمية ،رسالة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ،كلية العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،8005،ص.981
- 2نفس المرجع ،ص.986
- 3ليلى مصطفى البرادعي ،االتجاهات الحديثة في إدارة معنويات التنمية الرسمية مع بداية األلفية الجديدة ،المعوقات و المنح الدولية و أثرها على
التنمية الشاملة في الوطن العربي ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية(أعمال المؤتمرات) ،أوراق عمل المؤتمر المنعقد بالقاهرة في مارس، 8007
ص.5،7
45
الفصل األول:عالقة االقتصاد األخضر بالبيئة
خالصة الفصل:
خالصة لما تم سرده في فصلنا هذا ،يتضح جليا أن التنمية المستدامة جاءت كبديل للسياسات
التنموية الفاشلة ،والتي اتبعها االنسان خاصة بعد الحرب العالمية الثانية،التي خرج منها
العالم محطما في مختلف المجاالت،سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو عمرانية وغيرها
من المجاالت .حيث اتبع سياسات مختلفة لتوسيع قاعدته الصناعية وتطوير اقتصاده .وهذا ما
أدى إلى ظهور آثار سلبية كبيرة على البيئة ،وبالتالي إعالن عالمي عن خطر بيئي يهدد
الوجود البشري.
هذا ما أدى إلى تعالي أصوات تنادي بضرورة االنتقال من السياسات المتبعة سابقا واالنتقال
إلى مرحلة جديدة .أي إتباع سياسات تنموية جديدة تأخذ بعين االعتبار األبعاد البيئية .ومن
هنا تم تبلور مفهوم التنمية المستدامة التي تعمل على تلبية حاجات ورغبات األجيال الحاضرة
مع الحفاظ على إمكانية األجيال القادمة من تحقيق حاجاتها ورغباتها وذلك من خالل إدماج
البعد البيئي في كافة أنشطتها التنموية.
وعلى هذا األساس ،تم االنتقال من عهد التنمية ذات االتجاه الواحد سواء كان اقتصادي أو
بيئي ،واالنتقال إلى عهد التنمية التي تأخذ بعين االعتبار جميع األبعاد االقتصادية،
واالجتماعية ،والبيئي ،وتحق يق التوازن بين هذه األبعاد الثالثة المختلفة يؤدي إلى تنمية
مستدامة حقيقة.
46
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
تمهيد:
تشهد األسواق حاليا تنوعا وتعددا في المنتجات المعروضة ،وأصبح المستهلك يقوم بعمليات
حسابية قبل اتخاذ قرار الشراء ،فهو يجد نفسه أمام مجموعة من المنتجات بعالمات تجارية
مختلفة تلبي نفس الغرض أو باألصح تقوم بإشباع نفس الحاجة إال أنها تختلف في مجموعة
من الميزات ،فكل مؤسسة أصبحت تعمل على تقديم ميزة خاصة بها تضمن حصتها السوقية
بوجود عدد كبير من المؤسسات التي تعمل في نفس المجال وذلك من خالل التأثير على
قرارات الشراء للمستهلكين.
المستهلك من الطبيعي أنه يقوم بالشراء بعد القيام بعملية مقارنة خصائص ومميزات كل منتج
مع باقي المنتجات األخرى المعروضة من نفس الصنف.
و كل المؤسسات تعلم أن المستهلك يقوم بهذه المقارنة ،و هدفه األساسي منها الحصول على
أكبر نسبة إشباع ممكنة لحاجاته ورغباته ،من خالل اقتنائه لمنتج معين بالمقارنة مع
المنتجات المتخلى عنها.
و تعددت هذه الميزات التي تركز عليها المؤسسات لفرض وجودها في السوق ،و إلطالة عمر
المنتوج قدر اإلمكان ،وبالتالي إطالة عمر المؤسسة ،وفي الوقت الحالي ظهرت ميزة جديدة،
تعتمد عليها المؤسسات بدرجة كبيرة لضمان اإلقبال على منتجاتها ولفت انتباه المستهلك،
خاصة الجديدة وغير معروفة في السوق ،كونها منتجات صديقة للبيئة.
84
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
من خالل هذا المبحث يتم التطرق إلى المنتجات التقليدية والمنتجات الخضراء على حدى
وذلك إلبراز الفرق بين المفهومين.
نقصد بالمنتجات التقليدية المنتجات التي تميز االقتصاد السائد منذ ظهور الصناعية وحتى
اآلن.
المنتج :أي شيء يمكن تقديمه للسوق لالنتباه ،أو االستحواذ أو االستخدام أو
االستهالك و يمكن أن يلبي حاجة ،أو يحقق رغبة.1
- 1تاليف فيليب كوتلر،جاري ارمسترونج ،تعريب د.م.سرور علي إبراهيم سرور ،مراجعة د .عبد المرضي حامد عزام ،تقديم د .عبد المنعم بن
إبراهيم العبد المنعم ،أساسيات التسويق ،دار المريخ للنشر ،المملكة العربية السعودية ،ص.654
- 2محمد الصيرفي ،التسويق(منهج تحليل مبسط) ،دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر ،اإلسكندرية ،ص. 87
- 3نفس المرجع ،ص.87
- 4نفس المرجع ،ص.87
- 5نفس المرجع ،ص.87
84
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
من خالل مجموعة التعاريف السابقة للمنتج ،يمكن القول أن مفهوم المنتج يشمل مايلي:
السلع GOODS
الخدمات SERVICES
األفكار IDEAS
.1السلع:
.2الخدمات:
و هي منتجات غير مادية تقدم منافع مالية أو قانونية ،طبية ،صحية ،ترفيهية،
تعليمية ،األمان و مثال ذلك خدمات بنكية ،شركات تأمين ،مستشفيات،
المحامات ،االستثمارات المالية والقانونية والسياحية والسينما ،التلفزيون
والراديو.4
.3األفكار:
05
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
يمكن تقسيم السلع والخدمات إلى فئات صناعية وأخرى متعلقة بالعميل
كمايلي:
السلع الصناعية:
يمثل الحصول على المواد الخام أهمية كبرى حيث البد من توفرها في
معظم الحاالت الصناعية.
كما تمثل المكونات المستخدمة في عملية التصنيع أحد المتطلبات
الرئيسية حيث يتم تحويلها إلى منتجات كجزء من برنامج التجميع.
و تأتي عمليات التركيب التي يحتاج إليها المصنع أو المعدات كجزء
من عملية التصنيع القائمة في الشركة.
تتشابه القطع اإلضافية ( الملحقة) من حيث الطبيعة مع التركيبات،
لكنها ال تحتل نفس الدرجة من األهمية باإلضافة إلى استنفاذها بصورة
أسرع .و تشتمل هذه الفئة على بعض العناصر مثل أجهزة المكاتب
ومعدات التخزين.
تتجسد اإلمدادات في الضروريات اليومية مثل األدوات المكتبية.
السلع االستهالكية:
- 1جيفري راندل ،ترجمة خالد العامري ،تحليل المنتج و تسعيره و إنشاء قنوات توزيعه ،الطبعة العربية األولى ،دار الفاروق للنشر
والتوزيع ،8005،ص00
- 2نفس المرجع ،ص.00
- 3نفس المرجع ،ص.00
05
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
كيفية الحصول على مثل هذه السلع .ولذلك ،فإن المشتري يعير
مثل هذا النوع من السلع اهتماما أكبر من السلع الميسرة.1
عمليات الشراء الخاصة :وتتمثل في السلع الكبيرة التي يتم
شراؤها على فترات غير منتظمة .ويخضع مثل هذا النوع من
عمليات الشراء لمزيد من التفكير من حيث البحث عما هو مطلوب
و تقييم الخيارات البديلة .وفي كثير من األحوال ،ينتهي األمر
بالمشتري إلى إيجاد تسوية بين العديد من دوافع الشراء المتنافسة
لديه .كما يكون سلوك المشتري مركبا في هذه الحالة ،ألن عملية
اتخاذ القرار تكون جماعية (بين أفراد العائلة) .ومن بين األمثلة
التي تدعم هذا النوع من عمليات الشراء شراء أحد المنازل أو
إحدى السيارات الجديدة.2
السلع التي ال يتم البحث عنها :تمثل هذه السلع الفئة األخيرة التي
ال يحدد فيها المشتري ما إذا كان بحاجة للقيام بعملية الشراء هذه أم
ال .وفي هذه الحاالت ،يتطلب إقناع العمالء بحاجتهم لمثل هذه
السلع و الخدمات على جانب إيجابي بما تقوم به من سد إحدى
الحاجات التي تمثل قيمة كبيرة بالنسبة للمستهلك ( مثل أدوات
المطبخ المبتكرة التي توفر الكثير من الجهد) .ورغم ذلك ،يتم بيع
المنتجات و الخدمات األخرى باستخدام أساليب المبيعات الموجهة
حيث إن أهمية هذه السلع تعتبر هامشية بالنسبة للعميل .وعادة ما
تكون أساليب البيع مباشرة عبر التلفزيون أو البريد المباشر أو عن
طريق نقل السلعة من مكان التصنيع إلى محل إقامة العميل .ويتم
كذلك استخدام وسائل اإلقناع.3
-0مرحلة التقديم
-8مرحلة النمو
-5مرحلة النضوج
-6مرحلة االنحدار
05
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
سنحاول تسليط الضوء على خصائص كل مرحلة من مراحل حياة المنتج بنوع من التفصيل
المباشر.
يكون الم نتج متوفرا في السوق ألول مرة ،وغالبا ما يكون المنتج جديدا،
وبالتالي فإن سعره يكون غاليا.
تكون المبيعات منخفضة نسبيا ،ومعدل نموها بطيئا.
تكون أرباح المنتج منخفضة ،بسبب انخفاض المبيعات أو قد تكون
معدومة أو سلبية.
تكون تكاليف الترويج مرتفعة بسبب كون المنتج جديدا ،وبالتالي فإن
سعره يكون غاليا.
تكون تكاليف التوزيع مرتفعة أيضا ،ألن الشركة المنتجة تحتاج إلى
ميزانية كبيرة لجلب الموزعين للتعامل مع المنتج وتحفيزهم على قبوله،
و هذا يتطلب منح الموزعين هوامش ربحية جيدة لكي يتشجعوا على
تسويقه واالهتمام به.
ال توجد منافسة في هذه المرحلة ألن المنتج جديد لم يعرف به المنافسون
بعد ،وحتى لو عرفوا به ،فإنهم يترددون في تقليده خوفا من فشله ،فهم
يترقبون الحالة إلى أن يتأكدوا تماما بأن المنتج قد نجح وانتقل إلى مرحلة
النمو.
فئة المشترين المحتملين في هذه المرحلة هي فئة االبتكارريين الذين
يتابعون كل ما هو جديد ومبتكر في السوق ،ويبادرون إلى شرائه بحكم
تمتعهم بقوة شرائية جيدة وتفضيالت واضحة للمنتجات الجديدة.
تعد هذه المرحلة أكثر المراحل اشتماال على المخاطر ،كما أنها أكثر
المراحل تكلفة ألن األموال األساسية واالستثمارية يجب أن يتم إنفاقها
ليس فقط لتطوير المنتج ،ولكن أيضا للسعي وراء الحصول على قبول
المستهلكين للعرض.
تسمى أيضا مرحلة قبول السوق للمنتج ،ألن المنتج قد انتقل بنجاح إلى
مرحلة النمو.
ترتفع المبيعات واألرباح بمعدل سريع.
يبدأ المنافسون بدخول السوق بأعداد كبيرة غالبا ،خصوصا إذا ما اتضح
لهم أن األرباح جذاب بشكل خاص.
نتيجة للمنافسة المحتدمة تبدأ األرباح في االنخفاض قرب نهاية مرحلة
النمو.
05
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
يحاول المنافسون تقديم خدمة أو سلع أفضل من حيث التصميم والجودة
والسعر.
تعد المنافسة االحتكارية النموذج الشائع في السوق يكون فيها المنتج قد
وصل إلى مرحلة النمو في دورة حياته.
تميل األسعار إلى االنخفاض بشكل حاد حتى عندما يزيد نمو الصناعة
بشكل سريع.
تبقى األرباح بشكل عام مرتفعة ،ألن المبيعات مرتفعة بشكل عام أيضا.
-5مرحلة النضوج :في هذه المرحلة ونتيجة لدخول العديد من المنافسين في
نهاية المرحلة السابقة ،تقل المبيعات وتبدأ األرباح باالنخفاض ،ألن المنافسة
أصبحت على أشدها بتركيز المنافسين على تحسين المنتجات المعروضة،
فيبقى المنافسون األقوياء ويترك الضعفاء السوق .خالل مرحلة النضوج يغير
المنتجون استراتيجياتهم الترويجية والتوزيعية ،فسيستخدمون اإلعالن كأداة
ترويجية بارزة ،بينما يفكر البعض اآلخر من المنتجين في البحث عن أسواق
خارجية لم نتجاتهم ،أو القيام ببعض اإلجراءات التالية للمحافظة على
حصصهم السوقية:1
-6مرحلة االنحدار :عندما تبدأ المبيعات باالنخفاض بسرعة فإن المنتوج قد دخل
مرحلة االنحدار ،إما نتيجة دخول تكنولوجيا جديدة أو تغير اتجاهات السوق.
وعندما يدخل المنتوج هذه المرحلة ،فإن التسويقيين يتبعون عدة طرق
لمواجهة الحالة :فمنهم من يقوم بتخفيض النفقات الترويجية ،واالستغناء عن
الموزعين غير النشطين والتفكير بعدها بالتوقف عن تقديم المنتوج للسوق.
يتم طرح السلعة في السوق ،و إذا كانت في منتصف طريق النجاح ،ذلك يسمح لها باالنتقال
إلى مرحلة التوسع إلى أن تصل في النهاية إلى مرحلة النضج التي تتبعها مرحلة المفر منها
- 1نظام موسى سويدان ،د .شفيق إبراهيم حداد ،التسويق مفاهيم معاصرة ،طبعة مزيدة ومحكمة ،دار الحامد للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن،
،8004ص806
- 2سارة وايت ،أساسيات التسويق،الطبعة العربية األولى ،دار الفاروق للنشر و التوزيع،مصر ،8000 ،ص .55
08
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
أال وهي مرحلة التدهور أو االنحدار .ليس المنتج فحسب الذي يجتاز هذه المرحلة ولكن
جميع أصنافه التي تشتق منه أيضا.
يمكن تحقيق الربح حتى في مرحلة التدهور ،فالشيء الهام هو :ينبغي أن يتوافر لديك منتجات
موزعة على جميع مراحل دورة حياة المنتج لكي تتجنب االرتفاعات واالنخفاضات غير
المتساوية في المبيعات وبالتالي في األرباح.
يقال المنتجات الخضراء وكذلك المنتجات الصديقة للبيئة ،والكثير يجهل مفهوم هذا
المصطلح.
يمكن تعريف المنتج األخضر على أنه ":أي منتج ،مصمم و مصنع وفقا لمجموعة من
المعايير التي تهدف إلى حماية البيئة وتقليل استنزاف المواد الطبيعية مع المحافظة على
خصائص األداء األصلية".1
-يمكن كذلك توضيح مفهوم المنتج األخضر على أساس عنصر من عناصر المزيج
التسويقي األخضر.المنتج ،والذي يعني تقديم المنتجات الخضراء للعمالء ،مع ضرورة
متابعة هذه المنتجات خالل مراحل حياتها لضمان استخدامها ضمن التوجه البيئي.2
من خالل التعريفين المقدمين يمكن القول أن المنتج األخضر ليس هو نفسه المنتج الجديد
بالضرورة ،بل يمكن أن يكون منتجا قديما أي معروف في السوق كباقي المنتجات األخرى
العادية ،غي ر أن الفرق بين المنتوج العادي والمنتوج األخضر في المميزات والخصائص
التي يتسم بها المنتوج األخضر عن باقي المنتجات األخرى العادية.
قد نجد منتوجين يلبيان نفس الحاجة أي يتم اقتناؤهما إلشباع نفس الحاجات من قبل العمالء
إال أنه نجد منتج أخضر واآلخر عادي ،فالمنتج األخضر في هذه الحالة :هو منتج عادي تم
إجراء مجموعة من التعديالت عليه ليصبح منتوجا صديقا للبيئة من خالل تقليل الموارد
المستخدمة في إنتاجه وتخفيض نسبة آثاره السلبية على البيئة.
- 1ثامر البكري ،أ .أحمد نزار النوري ،التسويق األخضر ،الطبعة العربية ،دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع ،عمان األردن،8007 ،
ص.075
- 2منور أوسرير ،محمد حمو ،مرجع سبق ذكره ،ص.860
00
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
هذا اليعني أن كل المنتجات الخضراء ليست جديدة وعبارة عن منتجات عادية معدلة .تظهر
في األسواق باستمرار منتجات جديدة مبتكرة خضراء موجهة لالستعمال اليومي ،وهذا راجع
لتسابق المؤسسات المنتجة وخاصة الكبرى منها لتطوير منتج جديد أخضر مبتكر ،ألن هذا
يكسبها ميزة تنافسية تدعم وجودها في السوق ،وهذا نتيجة الوعي الكبير الذي يشهده العالم
بأسره على أهمية المحافظة على البيئة والوضع المحرج الذي وصلت إليه من تلوث
واستنزاف الموارد الطبيعية المحدودة ،وكل هذا نتيجة جشع اإلنسان في بحثه عن الرفاهية.
ولضمان نجاح المنتج األخضر أي إقبال المستهلكين و اقتنائه ،يجب أن يلبي المنتج األخضر
نفس المنفعة و بنفس الدرجة التي يحصل عليها المستهلك من اقتنائه للمنتوج العادي.ألن
المستهلك من خالل معرفته بمميزات المنتج األخضر خاصة تقليل استخدام الموارد الطبيعية
يراوده الشك في جودة أداء هذا المنتج ،وأي شك يؤدي إلى التخلي عن المنتج مادام هناك
البديل الجيد بالنسبة للمستهلك الذي يهمه بالدرجة األولى إشباع رغباته وحاجاته الالمتناهية.
يرى المختصون في مجال إدارة اإلنتاج و العمليات أنه تقع على عاتق مدير اإلنتاج مهمة
أساسية تكمن في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية من خالل توجيه أنشطة اإلنتاج
والعمليات نحو تحقيق هذا الهدف وفقا لهذا المدخل فإن مدير اإلنتاج الكفء هو القادر على
القيام باآلتي:1
فعلى سبيل المثال التحول نحو تصميم األقالم إلى مادة البولستير ،أدى إلى أن يكون القلم
أقوى وأصغر حجما ومن ثم أقل استهالكا للمواد األولية و ذو كلفة أقل مع أداء أفضل مما
أدى إلى زيادة رغبة الزبائن في شرائه.
الفرق البيئية :إن أحد األساليب الناجحة والمفيدة لتحقيق التنسيق والتكامل بين عمل إدارة
التسويق وإدارة اإلنتاج والبحث والتطوير في مجال تصميم وإنتاج المنتجات الخضراء هو
إعداد و تكوين الفرق البيئية و التي تتكون من أفراد مختصين من األقسام المذكورة أعاله،
حيث يمكن دراسة و مناقشة مختلف النواحي البيئية من قبل وجهات نظر مختلفة ومتعددة ،2
و في نفس الوقت فإن هذه الفرق يجب أن تأخذ بعين االعتبار مجموعة من القضايا المهمة
منها:
05
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
دراسة تأثير تصميم ال منتج من عدة نواحي كما هو في تأثير تصميم المنتج من
الناحية االقتصادية على الشركة ،واختيار التصميم األنسب بالنسبة للشركة
وللمشترين وبعد إجراء التغييرات البيئية على المنتج.1
على الفرق البيئية أن تأخذ بعين االعتبار ،دورة حياة المنتج كاملة ،ابتداء بالمواد
األولية ،ومن ثم ع ملية التصنيع و استعمال المنتج وحتى مرحلة مابعد االستعمال من
أجل تقليل اآلثار البيئية السلبية للمنتج في مختلف مراحل دورة حياته.2
أن تدرس تلك الفرق مدى مالئمة المنتج المصمم الحتياجات الزبائن ومدى توافقه مع
رغباتهم ومع مايتطلعون القتنائه ،بحيث يكون المنتج متالئما مع تطلعات الزبائن.3
إن إتباع هذا األسلوب من الممكن أن يحقق فوائد كثيرة بالنسبة للشركة ومن هذه الفوائد:4
يتم في هذه المرحلة تحديد معايير األداء البيئي للمنتج من خالل دراسة ومراعاة التشريعات
والقوانين التي تخضع لهم الشركة المنتجة ،ودراسة المعلومات المتعلقة بالجانب التقني
05
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
والمعلومات المتعلقة بالدراسة ،وهذا ليتم تحديد المعايير بشكل دقيق ومتناسب مع ماتم جمعه
من معلومات.1
التخطيط للمنتج :في هذه الخطوة يتم تحديد و اختيار األفكار التي تتماشا مع المعايير
المحددة في المرحلة األولى ،والبدء بوضع الخطوط العامة للمنتج وتكييفها مع
التصميم التقني أو الفني الخاص بخصائص األداء لذلك المنتج وبناءا على ذلك يوضع
التصميم األولي للمنتج.2
تقييم التصميم :وهنا يتم تقييم ما أ نجز من عمل في الخطوة األولى استعدادا إلنتاج
النموذج األولي.3
تقديم النموذج األولي :بعد القيام بتدقيق التصميم تقوم الشركة بتقديم نموذج أولي إلى
السوق و اختباره على نطاق محدود للوقوف على سلبياته و ايجابياته أو مقارنته بما تم
تقديمه من معايير و إرشادات في المرحلة األولى.4
التقديم النهائي :وفي هذه المرحلة يقيم المنتج تقييما نهائيا ويقدم المنتج للسوق وبشكل
واسع.5
تطوير المنتج األخضر وكمثل أي عملية إدارية يحتاج إلى مجموعة من المعلومات الخاصة
والالزم توفيرها باستمرار عبر مرحلة التطوير بكل خطواتها ،وهذه المعلومات تتعلق
بالتشريعات البيئية ،والمعلومات التقنية ،ومعلومات خاصة بالسوق وهذه المعلومات يمكن
االستفادة منها و بشكل أساسي خالل مرحلة التخطيط لتصميم المنتج.6
تعتبر دورة حياة المنتج أحد أدوات التحليل االستراتيجي التي تستخدمها المنظمات لغرض
البقاء واالستمرار في الصناعة وتحقيق النجاح من خالل حجم المبيعات والحصة السوقية
التي تضمن لها مستوى مرضي من األرباح.
ثامر البكري ،أحمد نزار النوري ،مرجع سبق ذكره ،ص .080 -1
نفس المرجع ،ص .080 -2
نفس المرجع ،ص .080 -3
نفس المرجع ،ص .080 -4
نفس المرجع ،ص .080 -5
نفس المرجع ،ص .080 -6
04
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
حتى أصبح هذا المفهوم من المفاهيم الشائعة عند تحليل األوضاع اإلستراتيجية للشركات،
فهو يمثل وصف مثالي لحالة المنتج أكثر من كونه استعراض لتاريخ حياة المنتج ،حيث أن
منفعته ال تقتصر على جعل عملية التخطيط للمنتج أكثر عقالنية وعملية بل أنها تساعد
اإلدارة في معرفة التغييرات ذات التأثير المباشر وغير المباشر على إستراتيجية عملها في
السوق وخصوصا في ظل حالة المنافسة التي يواجهها المنتج.
ودورة حياة ال منتج تعبر عن وضع المنتج وتقدمه عبر أربعة مراحل أساسية وهي:
.0مرحلة التقديم.
.8مرحلة النمو.
.5مرحلة النضج.
.6مرحلة االنحدار.
-1مرحلة التقديم:
هذه المرحلة من مراحل دورة حياة المنتج تمثل الظهور األول للمنتج في السوق ،عندما تبدأ
المبيعات من الصفر و يكون الربح سالبا ،ألن اإليرادات قليلة بينما تكون الشركة قد أنفقت
مبالغ كبيرة على البحث والتطوير والترويج والتوزيع .وهذه المرحلة من دورة حياة المنتج
تعتبر حرجة و تحوي على مخاطرة عالية ،كون المنتج جديد على السوق .لذا فإن احتمال
فشله وارد جدا ،واحتمال عدم تحقيقه للمبيعات المتوقعة .وقد تزداد هذه المخاطرة بشكل
خاص في مجال المنتجات الخضراء ،كونها تحتوي على تغييرات جذرية عن المنتجات
األصلية ،باإلضافة إلى ارتفاع تكاليف تقديم مثل هذه المنتجات ألنها تحتاج إلى مجهود أكبر
في مجال البحث والتطوير .باإلضافة إلى مصاريف ترويجية عالية.1
-2مرحلة النمو:
وخالل هذه المرح لة تزداد المبيعات بشكل متسارع ويزداد هامش الربح ،وهذا مايدفع المزيد
من المنافسين إلى دخول السوق وبنفس المنتج .ولكن بعض الشركات تقع بخطأ كبير في
تخطيطها االستراتيجي في هذه المرحلة عندما التضع نصب عينها فهم واستيعاب دورة حياة
المنتج وتنظر إلى مستوى المبيعات المرتفعة وما ينجم عنها من أرباح ،دون النظر إلى ماهو
أبعد من ذلك وهو بروز المنافسة في السوق .ولطالما كانت هذه المرحلة هي المرحلة األكثر
ربحا من بقية المراحل فإن الشركات دائما ما تحاول أن تطيل هذه المرحلة قدر اإلمكان.2
04
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
-3مرحلة النضج:
وهي المرحلة األطول من بين مراحل دورة حياة المنتج ،وإن معظم المنتجات تكون في
مرحلة النضج من دورتها .وهذا يعني ان أغلب إدارات التسويق في المنظمات المختلفة
تتعامل مع هذه المرحلة وتسعى بجهدها للدخول فيها ،رغم ما تحمله في طياتها من تحديات
كبيرة إلدارة المنظمة .إذ تشهد المنافسة ذروتها في هذه المرحلة ألن العديد من المنتجات
المنافسة قد طرحت في السوق .وتشهد هذه المرحلة أيضا سياسة االندماج مع بعضهم البعض
لغرض تكوين قوة جيدة في السوق .إ ن النقطة المهمة التي يجب أن تراعيها إدارة التسويق
هنا هو أن األرباح تبدأ باالنخفاض رغم ارتفاع المبيعات وهذه الحقيقة يجب أن تتقبلها
الشركة ،بسبب المنافسة التي يشهدها المنتج في السوق ضمن هذه المرحلة قياسا بمرحلة
النمو.1
-4مرحلة االنحدار:
النتيجة الحتمية لإلنسان أن يتوفى والمرحلة األخيرة لدورة حياة المنتج هي االنحدار والتي
تؤول في نهايتها إلى خروج المنتج من السوق ،وتتحول الشركة إلنتاج سلع جديدة تدخل بها
السوق مرة أخرى .وتبدأ مالمح هذه المرحلة باالنخفاض الشديد في مستوى المبيعات
وارتفاع واضح في التكاليف تنعكس على مستوى اإليرادات النهائية المحققة ،والتي قد
تصل إلى مستوى الخسارة .مما يستوجب على الشركة مغادرة السوق من خالل ذلك المنتج،
أو قد تستمر بإنتاج ذلك المنتج و بشكل ضيق إذا ما ارتبط استعماله بحاجة اجتماعية أو
إنسانية وتحاول الشركة تطوير منتجات جديدة للدخول بها السوق مرة ثانية .وهذا وإن دورة
حياة المنتج ليست ثابتة ،وإنما تختلف من صناعة ألخرى ومن منتج آلخر ،فمثال هناك
منتجات تكون دورة حياتها ليوم واحد فقط مثل الصحف والمجالت ،وهناك منتجات قد تطول
دورة حياتها لسنين مثل السيارات.2
إن المختصين في مجال التسويق األخضر يهتمون بدورة حياة المنتج بشكل كبير ويركزون
على مجموعة من القضايا منها:
إطالة دورة حياة المنتج قدر اإلمكان عبر السعي دائما لتمييز المنتج من الناحية البيئية
بشكل يعطيه األسبقية عن المنتجات األخرى وهذا السعي في إطالة دورة حياة المنتج،
يعود إلى الرغبة في استخدام الموارد بشكل رشيد اليؤدي إلى استنزافها.3
متابعة جميع مراحل حياة المنتج بشكل دقيق ،للتعرف على اآلثار البيئية الجانبية التي
قد تظهر في أحد المراحل ،وبالتالي العمل على تفادي ذلك.4
ثامر البكري ،أحمد نيزار النوري ،مرجع سبق ذكره ،ص.085 -1
نفس المرجع ،ص.084 -2
نفس المرجع ،ص.084 -3
نفس المرجع ،ص.087 -4
55
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
إن المهتمين أو المتبنين للتسويق األخضر ،يهتمون دائما بدورة أخرى من دورات
حياة المنتج ،وهي دورة االستخدام أو االستعمال وهذه الدورة مقسمة إلى أربعة
مراحل وهي:1
-تصميم و تطوير المنتج :تعتبر هذه المرحلة ،مرحلة والدة المنتج وفقا
للمعايير التقنية و البيئية ،و التي تم التنسيق بينها لتصميم و تطوير منتج يتالءم أو يتناسب
مع أهداف الشركة.
-مرحلة التصنيع :وفي هذه المرحلة تتم متابعة اآلثار البيئية للعملية
اإلنتاجية ،ومحاولة التخلص من اآلثار السلبية ،مثل الضياع والتلف وانبعاث األبخرة
والغازات ،وهدر الطاقة في الموارد و بالتالي جعل العمليات اإلنتاجية سليمة من الناحية
البيئية.
-مرحلة االستعمال من قبل الزبون :وفي هذه المرحلة تبحث الشركات دائما
عن المعلومات الخاصة بتقييم ا الستخدام ،وهل أن المنتج كان فعال صالح من الناحية
البيئية من وجهة نظر الزبون ،وهل أن المنتج ال يعاني من أية مشكالت أثناء االستخدام
تتعارض مع المعايير البيئية الموضوعة عند التصميم.
ببساطة هي دمج االعتبارات البيئية في عملية تحديد التكاليف الفعلية .كثير من الصناعات
والحكومات والمستهلكين تريد أن تدعم اإلنتاج األنظف والمنتجات الخضراء لكنهم متخوفون
من التكاليف العالية المحتملة المتداخلة .لقد استخدمت منهجيات حساب التكلفة الكاملة لحساب
التكاليف المخفية (الغير ظاهرة) المتعلقة بالمتضمنات االجتماعية والبيئية ،فعلى سبيل المثال
عندما يطور مهندس\ مصمم منظومة تشحيم آلة فإنه يمكن اختبار المشحمات التي تعتمد على
البنزين أو الغليكول.وقد تزيد المشحمات التي تعتمد على البنزين من مخاطر تلوث الماء ومن
صعوبات المعالجة ،بينما اختيار المشحمات المعتمدة على الغليكول (مشتقات النفط) قد تزيد
من مخاطر التعرض البشري للمواد الكيميائية المصنعة.2
55
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
بما أنه هناك منتجات خضراء ومنتجات تقليدية أو عادية ،بالضرورة هناك عمليات إنتاج
أخضر وعمليات إنتاج عادي .تعددت المصطلحات و لكن النتيجة واحدة ،فكل من اإلنتاج
األخضر أو النظيف والتكنولوجيا النظيفة تؤدي إلى حتمية واحدة وهي الخروج بمنتوج
أخضر أو صديق للبيئة.
كل الدول تسعى إلكتساب تكنولوجيا متطورة ،ولكن الجديد فيما يخص هذا المجال ماهي
نوعية التكنولوجيا المكتسبة أي هل هي نظيفة أم ال؟
قام برنامج األمم المتحدة بوضع مفهوم شامل لمصطلح اإلنتاج األنظف ،هو التطبيق
المتواصل إلستراتيجية بيئية وقائية متكاملة على العمليات والمنتجات من أجل تقليل المخاطر
المتصلة باإلنسان.1
وعرف كذلك بأنه ":التطور المستمر في العمليات الصناعية والمنتجات والخدمات بهدف
تق ليل استهالك الموارد الطبيعية ،ومنع تلوث الهواء والماء والتربة عند المنبع ،وخفض كمية
المخلفات المتولدة عند المنبع ،وذلك لتقليل المخاطر التي تتعرض لها البشرية والبيئة".2
ويعتبر بروتوكول كيوتو أهم االتفاقيات التي نادت بضرورة اإلنتاج األنظف ،والذي يقتضي
أن تتكفل 58دولة متقدمة بتخفيض انبعاث الغازات الدفيئة بنسب تختلف من دولة إلى
أخرى ،على أن يجرى هذا التخفيض خالل فترة زمنية محددة تبدأ عام 8008وتنتهي سنة
،8008حيث تقرر تخفيض %8لالتحاد األوروبي و % 7بالنسبة للواليات المتحدة
األمريكية و %4بالنسبة لليابان عن مستوى االنبعاثات سنة ( 0550تم التطرق إليه في
الفصل األول).
55
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
دورة حياة
المنتج
التدوير التدريب و
و إعادة إعداد
االستخدام المتخصصين
التطوير في
عمليات إحالل المواد
التصنيع مجاالت صديقة البيئة
و آلياتها
اإلنتاج
األنظف
إدارة الجودة
التعامل اآلمن
و
مع المخلفات
البيئة
التخطيط المراجعة
لإلنتاج و رقابة
العمليات البيئية الدورية
المصدر :سامية جالل سعد ،اإلدارة البيئية المتكاملة ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،جمهورية مصر العربية ،8005 ،ص.885
55
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
تكمن أهمية وفائدة اإلنتاج األنظف في أنه وقائي ،ألن اإلنتاج التقليدي يعمل على معالجة
النواتج النهائية للعملية اإلنتاجية عكس اإلنتاج األنظف الذي يعمل منذ البداية على اجتناب
حدوث مخلفات سلبية نتيجة العملية اإلنتاجية وبالتالي فهو عملية وقائية من اآلثار السلبية
الناتجة عن العملية اإلنتاجية على البيئة والصحة البشرية.
مواكبة التطورات العالمية لتحديث طرق اإلنتاج باستخدام التقنيات الجديدة.
إدارة العمليات التصنيعية وتأمين التجهيزات والخدمات بطريقة جديدة.
تغيير المنتجات من ناحية الجودة الفنية والسالمة الصحية والبيئية بما يضمن زيادة
الطلب عليها.
إحالل المواد الخام الملوثة بأخرى صديقة للبيئة.
إيجاد موارد اقتصادية إضافية نتيجة إلعادة تدوير المخلفات في العمليات الصناعية
أو إعادة االستخدام في إنتاج منتجات أخرى ،مما يؤدي إلى تخفيض التكاليف.
تحسين فرص التسويق ورفع القدرة التنافسية.
تحقيق بيئة عمل آمنة.
ضمان سهولة في تنفيذ القوانين والتشريعات البيئية.
تخفيض اآلثار البيئية السلبية والمسؤولية القانونية والمالية الناجمة عنها.
58
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
إنتاج نظيف:
مخرجات:
القيام بمختلف
إنتاج سلع صديقة
العمليات اإلنتاجية
للبيئة قابلة
على أساس مراعاة
لالستعمال
الجوانب البيئية
المصدر :من إعداد الطالبة بناءا على ماتم التطرق إليه من قبل.
50
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
55
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
55
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
54
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
54
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
55
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
والجدول التالي يحتوي على مجموعة من اإلحصائيات الخاصة باستخدام الطاقة المتجددة
في مجموعة من الدول في سنة .5555
المصدر :محي الدين،حدود التنمية المستدامة في االستجابة لتحديات الحاضر و المستقبل ،دراسة حالة الجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل
شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية فرع-تخطيط ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،5554/5554،ص.555
55
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
الوحدة (( :)MTOEمليون طن نفط مكافئ) هي وحدة طاقة وتعريفها كاآلتي :هي كمية
الطاقة الناتجة عن احتراق 5طن من النفط الخام ،وهي تعادل نحو 85جيجا جول ( جيجا
هي الكتابة السابقة للمليار) و 5جول يعادل تسليط قوة قدرها 5نيوتن عبر مسافة 5متر).1
من خالل الجدول نالحظ ان نسب حصة األصناف األساسية للطاقة المتجددة في االحتياجات
الكلية المحترقة كبيرة بالمقارنة مع كل من الرياح و المياه وفي جميع الدول أو المناطق،
والسبب يعود إلمكانية استخدامها بشكل دائم على المدى اليوم ،عكس الرياح و المياه التي
تتأثر بالظواهر المناخية وبالتالي تتغير على مدى الوقت.
يمكن تلخيص مصادر الطاقة المتجددة في الشكل التالي:
شكل رقم( :)2-2مصادر الطاقة المتجددة.
الطاقة المتجددة
الطاقة
الطاقة الجوفية الطاقة الحيوية الطاقة الهوائية الطاقة الشمسية
المائية
55
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
حيث في الوقت الحالي تصل انبعاثات الوقود األحفوري السنوية إلى حوالي 5مليارات طن
من الكربون .وفي ظل تغييرات التقديرات في استمرار الحال على ما هو عليه فإنها سترتفع
إلى 55مليار طن بحلول عام 5505وإلى 54مليار طن بحلول عام ،5555ويرجع ذلك
جزئيا إلى زيادة استخدام الفحم ،وستصل التركيزات المقابلة لذلك في الجو لثاني أكسيد
الكربون إلى 553,جزءا في المليون بحلول عام 5540على عكس مستوى ماقبل الصناعة
الذي كان 5545جزءا من المليون والمستوى الحالي الذي يصل إلى 5545جزءا في
المليون .و يتنبأ بحلول أعوام الثمانينيات من القرن 55سيحدث ارتفاع في درجة حرارة
سطح األرض بمتوسط يصل إلى 0درجات مئوية مرجحة بمساحة األرض وحوالي 8,8
درجة مرجحة بمساحة المزارع .و هذا أعلى من متوسط االحترار الذي يبلغ 5درجات
مئوية ألن األرض ترتفع درجة حرارتها أكثر من المحيط.1
إن هذه األرقام المتوقعة تدق ناقوس الخطر ،ومن خالل هذا تكمن أهمية الطاقة المتجددة
و ضرورة توسيع استعمالها حتى الوصول إلى مرحلة االستغناء عن الطاقة التقليدية وهذا
لمواجهة التحديات البيئية واالقتصادية التي يفرضها تغير المناخ.
- 1ويليام ر.كالين ،االحترار العالمي و الزراعة ،مجلة التمويل و التنمية ،مجلة تصدر كل ثالثة أشهر عن صندوق النقد الدولي ،طبعة النسخة
العربية بمساعدة مالية من صندوق النقد العربي و صندوق النقد العربي لإلنماء االقتصادي و االجتماعي ،العدد رقم ،0مارس ،8008ص.86
55
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
58
الفصل الثاني:المنتجات الخضراء و اإلنتاج األنظف
خالصة الفصل:
خالصة لما تم ذكره في هذا الفصل ،يتضح جليا أن المنتجات الخضراء ليست منتجات
رديئة الجودة ،كونها يتم إنتاجها على أساس المحافظة على الموارد الطبيعية ،فالكثير يظن
أن االستغالل األمثل للموارد الطبيعية في العملية اإلنتاجية ،يؤثر على جودة ونوعية المنتج
األخضر ،و بالتالي المستهلك اليحصل على نسبة اإلشباع المرغوبة من خالل اقتناءه لهذا
المنتج.
ولكن حقيقة األمر أن هذا المنتج األخضر ذو جودة عالية ،ويلبي نفس الحاجة التي يلبيها
المنتج التقليدي .و تكمن ميزة المنتج األخضر أنها منتجات صديقة للبيئة ،أي تحافظ عليها
انطالقا من عملية اإلنتاج وتستمر حتى بعد االستهالك .باإلضافة لكونها تحافظ على البيئة،
فهي تحافظ أيضا على صحة اإلنسان في حد ذاته.
ومع وصول العالم إلى الحالة المزرية للبيئة ،التي لم يسلم منها أي كان :إنسان ،حيوان أو
نبات ،وهي تهدد بزوال وجودها وانهيار العديد من اقتصاديات الدول التي قامت في
األساس على التصنيع واستخدام الموارد الطبيعة ،دون أي رادع أو األخذ بعين االعتبار
نتائجها على البيئة واإلنسان.
ومن خالل هذا أصبح من الضروري استبدال كل هذه السياسات بأخرى تعتمد في الدرجة
األولى على طاقة نظيفة ،وتكون مخرجاتها منتجات خضراء أي صديقة للبيئة.
50
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
تمهيد:
تعتبر البيئة من أهم مواضيع العصر ،حيث لقيت اهتمام كبير من الدول والمجتمعات
والهيئات الحكومية وغير الحكومية ،وأصبح البعد البيئي يدمج في جميع مجاالت الحياة
(سياسية ،اقتصادية واجتماعية).
حتى في مجال التجارة ،أصبح للبعد البيئي مكان ،أي كل المعامالت التجارية التي يتم القيام
بها على جميع المستويات ،وخاصة الدولية أصبحت تدمج البعد البيئي في حساباتها .وتتضح
الصورة بشكل جلي من خالل موقف المنظمة العالمية للتجارة من موضوع البيئة،
باعتبارها هيئة عالمية منظمة للتجارة الدولية ،والمختصة بوضع القوانين المعنية بالتجارة
مابين الدول.
و يتم توضيح زيادة االهتمام بقضايا البيئة في هذا الفصل ،من خالل تقسيمه إلى مبحثين:
المبحث األول :موقع قضية البيئة من القضايا العالمية.
المبحث الثاني :تجربة مصر النموذجية مع البيئة.
77
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
77
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
وتعتبر منظمة التجارة العالمية أن التعامل مع المشاكل البيئية وإيجاد الحلول لها يجب أن
يدخل ضمن إطار قوانين التجارة المعتمدة عالميا.
وفي الوقت الحالي وتزامنا مع االضطراب االقتصادي والمالي الذي يعصف بالعالم يشكل
صيحة تحذير حقيقية ،بما يستدعي تغيير األنماط القديمة للنمو ،قال بانكيمون ( أمين عام
األمم المتحدة) داعيا إلى صفقة بيئية جديدة ،تستثمر في مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة":
لو استثمرنا جزءا يسيرا من الحوافز االقتصادية في برامج و مشاريع صديقة للبيئة ،ألمكننا
تحويل األزمة االقتصادية الحالية إلى نمو مستدام في المستقبل" .وحث األمين العام
الحكومات والشركات و األفراد على اتخاذ خطوات ملموسة للحفاظ على هذا الكوكب":
استخدموا وسائل النقل العامة ،أعيدو تدوير النفايات ،اغرسو األشجار ،حملوا الشركات
مسؤوليتها عن ممارستها المسيئة للبيئة.2"...
ففي كتاب "يونيب" السنوي .0229والذي يقوم بعرض تقدم العمل حيال التغير البيئي
العالمي وما يمكن تحقيقه في المستقبل ويوضح كذلك الروابط بين القضايا البيئية التي تسرع
التغيير وتهدد رفاهية البشرية ،الكوارث الطبيعية ازدادت 02أضعاف ،والثروة السمكية
انخفضت بنسبة ، %92التحوالت تحدث على جبهات كثيرة من الزراعة الصناعية إلى
الزراعة االيكولوجية ومن مجتمع مبذر إلى مجتمع مقتصد للموارد ،ومن تنافس بين
المجتمع المدني والقطاع الخاص و الحكومة إلى نموذج أكثر نقاوتا قائم على الفائدة
- 1فارس مسدور ،أهمية تدخل الحكومات في حماية البيئة من خالل الجباية البيئية ،مجلة الباحث ،العدد ،6000 -6002 ،7ص.747
-2نجيب صعب ،االقتصاد األخضر ،مجلة البيئة و التنمية ،المجلد ،04العدد ،072تموز-آب\ يوليو – أغسطس ،6002ص.4
79
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
المشتركة .وهناك تطورات إيجابية في قطاع البناء واإلنشاء بشكل خاص ،أهمها تحسينات
كفاءة الطاقة التي تهدف إلى خفض من %02إلى %12من انبعاثات الغازات الدفيئة
العالمية المرتبطة بالبيئة المبنية .وقد وجدت دراسة عالمية أجرتها مؤسسة ماكغرو-هيل
للتحليل اإلنشائي أن ثلث المحترفين في هذا القطاع يعتقدون أن أكثر من %42من اإلنشاء
المنزلي يتجه فعال نحو كفاءة أعلى للموارد .وقال %12آخرون إن مبادئ كفاءة الطاقة
سوف تطبق على %62من مشاريعهم في السنوات الخمس المقبلة.1
كندا وفرنسا وبريطانيا هي من بين دول عدة أطلقت برامج لجعل المباني محايدة طاقويا،
أي تولد كمية معينة من الطاقة تعادل الكمية التي تستهلكها ،من خالل تكنولوجيا كنظم
الطاقة الشمسية ."...استبدال المواد" مجال ناشئ آخر ،يبحث الباحثون حول العالم في سباق
إلنتاج اسمنت وخرسانة في حرارة أقل من 4222درجة مئوية كما هو الوضع حاليا.
ويبحث معهد مساتشوستس للتكنولوجيا MITحاليا في استعمال مركبات المغنيزيوم ،وهي
مواد متخلفة عن كثير من العمليات الصناعية األخرى ،كبديل لجسيمات الكلسيوم-
السيليكات -الهيدرات في االسمنت التقليدي .كما يبحث آخرون في استعمال بدائل قائمة على
السيلكون و األلمنيوم ،اللذين يس تردان من مخلفات ثانوية لإلنتاج مثل رماد الفحم ،له القدرة
على خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من صناعة االسمنت بنسبة ، %02فضال عن
استخدام نفايات صناعية وإنتاج مادة أقل عرضة للعوامل المناخية و هذه الفوائد االقتصادية
والبيئية المتعددة تقع في صلب مبادرة االقتصاد األخضر...والتكافل الصناعي ،الذي يعرف
في الصين باالقتصاد الدائري ،وهو فرع من هذا المفهوم العام .والفكرة هي جعل الشركات
و المرافق متجاورة بحيث تكون نفاياتها مواد أولية لشركات ومرافق أخرى قريبة .وتضم
شبكة التكافل الصناعي الرائدة في مدينة كالندبرغ الدنيماركية أكثر من 01عملية إلدارة
النفايات الصناعية مندمجة في نظام واحد .أما برنامج التكافل الصناعي في بريطانيا فيشمل
في عضويته أكثر من 6222شركة .و هو حول أكثر من أربعة ماليين طن من نفايات
الشركات عن المطامر ،وأبعد أكثر من 012ألف طن من النفايات الخطرة عن البيئة ،ووفر
أكثر من تسعة ماليين طن من المياه ،وجنب استعمال 6.0ماليين طن من المواد األولية
البكر ،وخفض االنبعاثات الكربونية بأكثر من تسعة ماليين طن من المياه ،وجنب استعمال
6.0ماليين طن من المواد األولية البكر ،وخفض االنبعاثات الكربونية بأكثر من 1.1
ماليين طن ،كما غل 027ماليين دوالر كمبيعات جديدة لألعضاء ،ووفر عليهم قرابة 472
مليون دوالر.2
- 1نجيب صعب ،نحو ميثاق عالمي أخضر ،مجلة البيئة و التنمية ،المجلد ،04العدد ،074آيار\ مايو ،6002ص.08
- 2نفس المرجع ،ص.08
72
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
وقد تبنت مدينة شيكاغو في الواليات المتحدة و مدينة شنغهاي في الصين مشاريع تكافلية
مماثلة...تفرض الصين عقوبات صارمة على الشركات التي تستعمل عمليات ومواد
وتقنيات مدرجة في ما يدعى " قائمة المستبعدات " .فإذا تم استعمال بنود مدرجة في هذه
القائمة ،يمكن للحكومة أن تصادر المعدات أو المواد أو المنتجات ،أو تفرض غرامات تصل
إلى 02أالف دوالر ،أو تقفل الشركة .ويتوجب إعادة المواد المستوردة المدرجة في قائمة
الملغيات ،ويمكن فرض غرامة تصل إلى 412ألف دوالر بموجب الخطة .وإذا تعذر
تحديد المستورد ،يمكن تحميل شركة الشحن مسؤولية إعادة المواد المستبعدة أو تسديد كلفة
التخلص منها .كما يحظر على المصارف والمؤسسات المالية األخرى دعم الشركات التي
تصنع أو تستورد أو توزع مواد مدرجة في قائمة الملغيات.1
والواقع أن عام 0242شهد تركيب 47.1غيفاواط بزيادة قدرها %402عن عام .0229
و من المتوقع أن يزيد حجم تجهيزات اللوحات الكهروضوئية الشمسية بما قد يصل إلى
02.1غيفاواط وهو مايعني رفع القدرة العالمية إلى ما يقرب من 12غيفاواط ،أو ما يعادل
قدرة خمسة عشر مفاعال نوويا .وكل هذا اليحدث فقط في البلدان المتقدمة مثل ألمانيا
وإسبانيا والواليات المتحدة ،بل أيضا في بلدان مثل بنغالدش والبرازيل والصين
والهند...وطبقا لتقديرات مؤسسة "أي إ م إ س" ألبحاث السوق فإن أكثر من ثالثين دولة
ستكون جزءا من هذه ثورة ( الطاقة الشمسية ) هذا بحلول عام .20241
والمالحظ في العالم انتشار مصطلح " المنتجات الغذائية العضوية " وزيادة الطلب عليها،
وهي منتجات يتم التحصل عليها من الزراعة العضوية .تزامن هذا االنتشار مع زيادة
الباحثين واالقتصاديين وعلماء االجتماع واألطباء وغيرهم المطالبين بضرورة الرجوع إلى
الزراعة العضوية ،نتيجة لما أدت به الثورة الخضراء التي حدثت في الستينيات من القرن
ا لماضي في كل من الدول المتطورة والنامية،والتي كانت نتيجة للبحث عن إستراتيجية
أخرى تجعل من اإلصالح الزراعي غير ضروري في بداية الستينات ،3وخاصة استخدام
األسمدة والمب يدات الكيميائية بكميات كبيرة ،إلى العديد من المشكالت االجتماعية والصحية
في المجتمع الدولي ،منها:4
- 1نجيب صعب ،نحو ميثاق عالمي أخضر ،مجلة البيئة و التنمية ،المجلد ،04العدد ،074آيار\ مايو ،6002ص.02،08
-2أكيم شتاينر ،االقتصاد األخضرhttp://www.alarabiya.net/views/2011/02/22/138713.html،
74
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
70
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
شؤون البيئة عام 4977الذي يعد المنتدى السياسي األول لتناول القضايا البيئية في الوطن
العربي.وعلى الرغم من ذلك فإن السياسات و البرامج البيئية التي اتبعتها بعض البلدان
العربية لم تكن بالمستوى المطلوب لمواجهة المشاكل البيئية المعقدة والمتداخلة التي يعانيها
الوطن العربي ،والتي تتمثل في التصحر والتلوث و اإلجهاد البيئي وغيرها ،بل على العكس
ساهمت هذه السياسات في تفاقم مشاكل البيئة في هذه البلدان .1
نقل عن السيد" محمد يوسف الجيداه " مدير إدارة الحماية والتأهيل البيئي بوزارة البيئة
القطرية قوله ":إن إستراتيجية الوزارة المستقبلية حول مشروع المباني الخضراء الصديقة
للبيئة لمواجهة عوامل التلوث البيئي بدأت في تنفيذها على مبنى المراقبة التابع لوزارة البيئة
بمنطقة خور العديد و تم التركيز على أساس أن يكون المبنى من النوع األخضر
النموذجي".2
هذا ال يعني أن المنطقة العربية ال تحتوي على قصص نجاح في مجال اإلنتاج النظيف،
ويمكن توضيح ذلك من خالل األمثلة التالية:
المدينة النموذجية " مصدر" في اإلمارات العربية المتحدة:
إنتاج مدينة نموذجية مستدامة منخفضة االستهالك للمياه والطاقة أي:3
022 -ميجاواط من الطاقة النظيفة ( بالطاقة الشمسية) ،مقابل أكثر من 722ميجاواط
بالنسبة لمدينة تقليدية بنفس الحجم.
7222 -متر مكعب من مياه التحلية يوميا ،مقارنة بأكثر من 02222متر مكعب يوميا
بالنسبة لمدينة تقليدية.
-إعادة تدوير المياه العادمة لالستخدام في الري.
- 1رعد سامي عبد الرزاق التميمي ،العولمة و التنمية البشرية في الوطن العربي ،الطبعة األولى ،دار دجلة ،المملكة األردنية الهاشمية،6008 ،
ص.070
theenvironment.maktoobbog.com 18.10.2010 15 :00 -2
- 3رلى مجدالني ،مفاهيم ومبادئ االقتصاد األخضر،اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغرب آسيا ،األمم المتحدة ،6000/06/01،ص.7
- 4نفس المرجع ،ص.7
70
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
-خفض تكاليف اإلنتاج وزيادة تنافسية األنشطة االقتصادية من خالل خفض استهالك
الطاقة و المياه والسيطرة على التلوث الناجم عن نشاطها.
-مساعدة المؤسسات على االمتثال للمواصفات البيئية العالمية مما يعزز دخولها األسواق
الخارجية ،وخاصة األوروبية ،حيث يستوعب اإلتحاد األوروبي نحو %70من
الصادرات التونسية.
-إعداد دليل منهجي حول تصميم و إنجاز مشاريع آلية التنمية النظيفة للتعريف بإمكانيات
تونس ولتسهيل االستثمارات في مجال االقتصاد األخضر.
مبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية ،الذي ينبغي بمقتضاه تجنب إلحاق الضرر
بالموارد الطبيعية التي تعتبر جزءا ال يتجزأ من مسار التنمية ،ويجب أخذها بصفة
غير منعزلة في تحقيق تنمية مستدامة.
71
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
مبدأ االستبدال ،الذي يمكن بمقتضاه استبدال عمل مضر بالبيئة بآخر يكون أقل
خطرا عليها حتى ولو كانت تكلفته مرتفعة مادامت مناسبة للقيم البيئية موضوع
الحماية.
مبدأ النشاط الوقائي و تصحيح األضرار البيئية باألولوية عند المصدر ،ويكون ذلك
با ستعمال أحسن التقنيات المتوفرة وبتكلفة اقتصادية مقبولة ويلزم كل شخص يمكن
أن يلحق نشاطه ضررا كبيرا بالبيئة مراعاة مصالح الغير قبل التصرف.
في سنة :4971أسندت المصلحة المتعلقة بالبيئة إلى وزارة الري والبيئة والغابات حيث
أنشئت أربع مديريات مركزية تكفل كل منها بجانب لحماية البيئة.
في سنة :4977تحولت االختصاصات المتعلقة بحماية الطبيعة إلى وزارة الفالحة.
في سنتي :4990/4992تحويل االختصاصات البيئية إلى كتابة الدولة المكلفة بالبحث
العلمي لدى وزارة الجامعات.
في سنة 4991إلحا ق قطاع البيئة بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والبيئة حيث أنشأت
المديرية العامة للبيئة الحالية.
71
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
في شهر ديسمبر :4991أنشئ المجلس االعلى للبيئة والتنمية المستدامة الذي يضم 40
وزارة وغيرها من الجمعيات البيئية والباحثين.
من :4999/4996أنشئت كتابة الدولة المكلفة بالبيئة ،تشرف على السياسة العامة للبيئة
ومصالح أخرى.
في سنة :4997إحداث كل المفتشيات الوالئية للبيئة ( 17والية).
76
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
المركز الوطني لتكنولوجيا اإلنتاج األكثر نظافة :مرافقة المؤسسات الجزائرية نحو إنتاج
نظيف وبمعايير دولية
يمكن توضيح أهم المهام للمركز من خالل الشكل التالي:
شكل رقم( :)1-3مهام المركز الوطني لتكنولوجيا اإلنتاج األكثر نظافة
مهام المركز
المصدر :من إعداد الطالبة بناءا عن المعلومات الواردة في تقرير حول حالة و مستقبل البيئة 0221من قبل وزارة تهيئة اإلقليم
والبيئة.
ويقوم أيضا بتقديم النصائح للسلطات العمومية من أجل اتخاذ السياسات المناسبة لتطوير
التكنولوجيات النظيفة .للمركز من بين الفروع الموزعة عبر العالم والتي تشكل شبكة
مراكز لإلنتاج األكثر نظافة.
العالمة الخضراء:
تجعل الحكومة الرمز إجباريا" اليضر بطبقة األوزون" بالنسبة للمنتجات التي تستعمل
المواد المقلصة لطبقة األوزون ( تعتبر السياسات الجزائرية لحماية طبقة األوزون والتخلص
من المواد المقلصة لطبقة األوزون جزءا متكامال من السياسة الوطنية لحماية البيئة).1
تمثل هذه العالمة ميزة تنافسية قوية بين المنتجات ،وبالتالي فهي تحفيز الستخدام المواد
غير مضرة بطبقة األوزون.
- 1وزارة تهيئة اإلقليم و البيئة ،تقرير حول حالة و مستقبل البيئة ،مرجع سبق ذكره ،ص.678
77
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
الطاقة المتجددة:
هناك هيئة تدعى مركز تطوير الطاقة المتجددة تقع في بوزريعة .تتولى منذ االستقالل
استمرارية األنشطة حول الطاقات المتجددة و الشمسية ،وقد تعرضت هذه الهيئة إلى عدة
تغيرات في وضعيتها القانونية ووصايتها ،كما أنشئت هيئات أخرى متخصصة في 4977
ق صد تنشيط قطاع الطاقة الشمسية ،ويتعلق األمر بوحدة تطوير التجهيزات الشمسية .وهناك
أيضا وحدة تطوير تكنولوجيا السيليسوم و محطة التجارب للتجهيزات الشمسية في الوسط
الصحراوي ب أدرار ،وفي نوفمبر 0220أنشأت هيئة جديدة من قبل وزارة التعليم العالي
والبحث العلمي بغرداية و يتعلق األمر بوحدة للبحث التطبيقي في الطاقات المتجددة في
الوسط الجاف و شبه الجاف .كما أنشئت في الجامعات وحدات بحث متخصصة ،ويمكن أن
نذكر منها وحدة باتنة في الشرق ،البليدة في الوسط ،والتلمسان في الغرب من بين األكثر
أقدمية و األكثر ديناميكية و مخابر متخصصة في أغلب الجامعات والمراكز الجامعية ،و في
وزارة تهيئة اإلقليم والبيئة ،تعتبر الطاقات المتجددة بمثابة الحليف الحقيقي حيث أن جميع
الهياكل معنية.1
برنامج سونلغاز:
قامت سونلغاز بتزويد العديد من القرى بالكهرباء في بعض الواليات الصحراوية من خالل
الطاقة الشمسية ،وتم تمويل البرنامج بالكامل من طرف الدولة.
77
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
كل المناطق المزودة بالكهرباء من خالل الطاقة الشمسية عبارة عن قرى صغيرة ال يتجاوز
عدد السكنات بها 92مسكن ،وهي بعيدة عن المدينة .وتم إتباع هذه الطريقة من قبل
سونلغاز وذلك لبعد هذه القرى عن شبكات التوزيع التقليدية وتكلفة العالية التي تتحملها
سونلغاز إليصال شبكة الكهرباء إلى هذه القرى مقارنة بعدد المساكن القليل .وما ساعد
سونلغاز في استخدام الطاقة الشمسية أن هذه القرى تقع في مناطق صحراوية أي توفر
أشعة شمس بكمية كافية وبتالي تحمل تكاليف أقل بكثير من التقنيات القديمة.
تعتبر وزارة تهيئة اإلقليم و البيئة من الهيئات التي تلعب دور كبير في حماية البيئة،
وتكريس فكرة التنمية المستدامة.
79
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
92
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
- 1وزارة الدولة لشؤون البيئة ،رئاسة مجلس الوزراء ،فرص االستثمار في قطاع البيئة ،جمهورية مصر العربية ،ديسمبر ،6008ص.4
- 2نفس المرجع ،ص.1
- 3نفس المرجع ،ص.1
94
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
إدارة الصندوق:3
.4تم اختيار مصر في عضوية مجلس أمناء صندوق التكنولوجيا النظيفة كدولة
محورية لمنطقة الشرق األوسط و شمال إفريقيا.
.0التصويت على القرارات والسيما المتعلقة بالتمويل للمشروعات المقدمة يتم
باإلجماع.
- 1وزارة الدولة لشؤون البيئة ،رئاسة مجلس الوزراء ،نفس المرجع السابق ،ص.2
- 2نفس المرجع ،ص.7
- 3نفس المرجع ،ص.7
90
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
90
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
المصدر :وزارة الدولة لشؤون البيئة ،رئاسة مجلس الوزراء ،فرص االستثمار في قطاع البيئة ،مرجع سبق ذكره،
ص40،7
91
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
- 1وزارة الدولة لشؤون البيئة ،رئاسة مجلس الوزراء ،مرجع سبق ذكره ،ص .04
،2نفس المرجع ،ص.04
- 3نفس المرجع ،ص.01
- 4نفس المرجع ،ص.01
- 5نفس المرجع ،ص.01
91
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
الفرع األول :الدراسات البيئية واالقتصادية لمشروع إنشاء خطوط إنتاج حافالت تعمل
بالغاز الطبيعي
فكرة المشروع:
تقوم فكرة المشروع على إقامة خطوط إنتاج حافالت تعمل بالغاز الطبيعي في مصر
لخفض التكلفة االستثمارية إلنتاج هذا النوع من الحافالت وزيادة قدرتها التنافسية مقارنة
بالحافالت التي تعمل بالسوالر.1
التكلفة والعائدات المتوقعة من تنفيذ المشروع:
يمكن إبراز حجم العائدات المتوقعة في مايلي:2
-خفض الحجم السنوي الستهالك السوالر بحوالي 422مليون لتر سنويا بما يساوي
خفض في الدعم السنوي للوقود بحوالي 072مليون جنيه سنويا.
-انخفاض سنوي في حجم األتربة العالقة الصدرية ( حوالي 160سنويا).
-انخفاض سنوي في حجم انبعاثات غاز أول أكسيد الكربون( حوالي 0422طن سنويا).
-انخفاض كبير في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكبريت حيث أن نسبة الكبريت في الغاز
الطبيعي تعتبر نسبة منعدمة.
-انخفاض كبير في انبعاثات الرصاص نظرا لعدم احتواء الغاز الطبيعي على أي من
مركبات الرصاص.
تبلغ تكلفة المشروع حوالي 422مليون جنيه إلقامة خط تجميع الحافالت التي تعمل بالغاز
الطبيعي ،باإلضافة إلى 022مليون جنيه إلقامة 42محطات تموين بالغاز الطبيعي.3
لو قارنا بين إجمالي العائدات المتوقعة مع إجمالي التكلفة نجد أن التكلفة ( 022مليون
جنيه) أكبر من العائد( 072مليون جنيه) اقتصاديا مشروع غير ناجح ،إال أن الحقيقة
عكس هذا فالتكلفة والعائد ب يئيا التحسب بأرقام منحصرة في مبلغ المعبر عن التكلفة
المتحملة أو المبلغ العائد من المشروع فقط بل هناك األهم وهو االعتبارات البيئية والمتمثلة
هنا في انخفاض سنوي في حجم األتربة العالقة (حوالي 160سنويا) ،وانخفاض انبعاثات
- 1وزارة الدولة لشؤون البيئة ،مرجع سبق ذكره ،ص.07
- 2نفس المرجع ،ص.08
- 3نفس المرجع ،ص.02
96
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
غاز أول أكسيد الكربون ( حوالي 0422طن سنويا) ،باإلضافة إلى االنخفاض الكبير في
انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكبريت وهنا يكمن العائد الكبير للمشروع والذي اليقارن
بالتكلفة.
الفرع الثاني :الدراسات البيئية واالقتصادية لمشروع إنشاء مراكز إلعادة تدويرالسيارات
القديمة
فكرة المشروع:
تقوم فكرة المشروع على إقامة مراكز متخصصة في إعادة تدوير السيارات القديمة ،ويباع
الباقي منها إلى مصانع الحديد على أساس خردة ،و بالتالي التخلص من السيارات القديمة
والتي يستغني عنها أصحابها وتصبح غير صالحة لالستخدام.1
العائد المتوقع من المشروع و تكلفته:
يمكن إبراز حجم العائدات المتوقعة في مايلي:2
-خفض االنبعاثات الملوثة للهواء من عوادم السيارات القديمة.
-توفير فرص عمل في مجال تخريد السيارات القديمة.
-توفير جزء من الخردة المطلوبة لتشغيل مصانع الحديد والصلب محليا بدل من
استيرادها من الخارج.
-إحكام الرقابة على سوق السيارات المتقاعدة ومنع استخدامها مرة أخرى.
-إحكام الرقابة على سوق تجارة قطع الغيار المستعملة ووضع ضوابط تضمن حد
أدنى من الكفاءة للقطع المتداولة بالسوق.
وتم اقتراح تنفيذ المشروع من خالل إنشاء 0شركات لتخريد السيارات على أساس أن
يتم إنشاء شركتين بالقاهرة الكبرى وواحدة باإلسكندرية .وتبلغ تكلفة إنشاء الشركة
الواحدة حوالي 01مليون جنيه أي بتكلفة إجمالية تبلغ 71مليون جنيه.3
- 1وزارة الدولة لشؤون البيئة ،رئاسة مجلس الوزراء ،مرجع سبق ذكره ،ص .60
- 2نفس المرجع ،ص.60
- 3نفس المرجع ،ص.66
97
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
الفرع الثالث :مشروع إنشاء محطات فحص بيئي نموذجية للمركبات وضبط المحركات
إنشاء 42مراكز تقوم بفحص بيئي وفني للسيارات ،كمرحلة أولى يتم هذا اإلنشاء في
كل من القاهرة الكبرى واإلسكندرية ،وعلى أساس نجاحه يتم تعميم المشروع على باقي
المناطق ،ويتم ذلك من خالل تمويل القطاع الخاص.1
العائد المتوقع من تنفيذ المشروع و التكلفة:
يمكن تلخيص أهم العوائد المتوقعة من المشروع كمايلي:2
-تحسين نوعية الهواء من خالل تخفيض نسبة أكاسيد الكبريت واألتربة الصدرية
العالقة المنبعثة في الهواء الجوي.
-خفض التكاليف الصحية الموجهة لعالج األمراض الناجمة عن تلوث الهواء.
-التوفير في تكلفة الوقود نتيجة أعمال ضبط محركات المركبات وتحسين كفاءة
االحتراق.
-دخول شركات استثمارية جديدة للسوق المصري.
-خلق فرص عمل جديدة في سوق العمل المصري حيث إن محطة الفحص الفني
الواحدة توفر عدد 04فرصة عمل جديدة ( فنيين و مهندسين).
يتم تنفيذ المشروع من خالل مرحلتين ،في األول يتم إنشاء 42مراكز فحص بيئي
بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 72مليون جنيه .وبناءا على نجاح المرحلة األولى يتم
تعميم المشروع على باقي المحافظات و التحول التدريجي من تطبيق برنامج الفحص
بوحدات المرور إلى هذه المراكز التي تدار بواسطة القطاع الخاص.3
الفرع الرابع :الدراسة البيئية واالقتصادية لمشروع استبدال سيارات األجر القديمة
فكرة المشروع
القيام بمشروع الستبدال جميع سيارات األجرة القديمة والتي مر على صنعها أكثر
من 07سنة بواحدة جديدة في القاهرة الكبرى ،من خالل تقديم تشجيع أصحاب
سيارات األجرة القديمة لتخريدها و استبدالها بواحدة جديدة وذلك بتقديم حوافز
اقتصادية .تم صياغة المشروع بالتنسيق بين وزارة المالية ووزارة البيئة ،وتم
- 1وزارة الدولة لشؤون البيئة ،رئاسة مجلس الوزراء ،مرجع سبق ذكره ،ص.67
- 2نفس المرجع ،ص.64
- 3نفس المرجع ،ص.61
97
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
طرحها على البنوك العاملة الموجودة في مصر وذلك لتقديم القروض الالزمة
ألصحاب سيارات األجرة القديمة الستبدالها بواحدة جديدة.1
التكلفة و العائد المتوقع من المشروع:
هناك عائدان متوقعان من هذا المشروع:
-العائد البيئي:2
.4انخفاض حجم انبعاثات غاز أول أكسيد الكربون بحوالي 02606طن سنويا.
.0انخفاض حجم انبعاثات غاز ثاني أكسيد النيتروجين بحوالي 0200طن
سنويا.
.0انخفاض حجم انبعاثات األتربة الصدرية العالقة بحوالي 77طن سنويا.
البعد االقتصادي:3
.4توفير استهالك وقود البنزين بحوالي 411مليون لتر سنويا.
.0توفير استهالك وقود السوالر بحوالي 42مليون لتر سنويا.
.0توفير في الدعم السنوي للوقود بحوالي 099مليون جنيه.
تكلفة المشروع:
تبلغ التكلفة االستثمارية لتنفيذ هذا المشروع الستبدال 12174سيارة قديمة بحوالي 0801
مليار جنيه في صورة قروض ألصحاب سيارات األجرة القديمة.4
- 1وزارة الدولة لشؤون البيئة ،رئاسة مجلس الوزراء ،مرجع سبق ذكره ،ص.62
- 2نفس المرجع ،ص.67
- 3نفس المرجع ،ص.67
- 4نفس المرجع ،ص.68
99
الفصل الثالث :واقع البيئة وكيفية التعايش معها
خالصة الفصل:
خالصة لما تم سرده في فصلنا هذا ،يتضح لنا جليا مدى اهتمام جميع الدول والحكومات
بقضية البيئة ،وسعيها من أجل الحفاظ عليها ،ودمجها في جميع سياساتها االقتصادية،
االجتماعية وحتى السياسية.
بل وأصبحت جميع هذه الدول و الحكومات والمؤسسات تأخذ البعد البيئي كشرط أساسي في
اتخاذ أي قرار استراتيجي وحاسم الستمرار وجودها و تطورها.
وأصبحت العالمة الخضراء أو صديق للبيئة ميزة تنافسية وورقة ناجحة تضمن للمنظمات
البقاء واالستمرار والنمو والتطور.
والجزائر كباقي الدول التي اهتمت بقضايا البيئة .فقد أصبحت تهتم بالوضع الراهن للبيئة
في البلد ،ويظهر هذا جليا في التطور المؤسسي لقطاع البيئة في الجزائر ،والذي عرف
تطورا كبيرا في هيئاته المختلفة ،وصوال إلى وزارة خاصة بالبيئة وقضاياها .باإلضافة إلى
انتشار الجمعيات التي تنادي بالحفاظ على البيئة ،ونشر الوعي في أوساط المجتمع
الجزائري ،بداية من األمور المتعلقة بالنظافة ،كجمع النفايات وفرزها ووضعها في أماكن
خاصة بها .والقيام بحمالت التشجير ،لزيادة الغطاء النباتي ،الذي يلعب دورا كبيرا في تنقية
الهواء والحد من اإلنجراف...وغيرها من النشاطات.
422
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
تمهيد:
فرنسا دولة متقدمة أدركت خطورة التدهور الذي وصلت إليه االبيئة ،ومدى أهمية مراجعة
سياساتها التنموية .وضرورة إتباع استراتيجية تنموية جديدة تساعد على الحفاظ على البيئة.
وإلبراز مدى اهتمام الدولة الفرنسية بقضية البيئة تم تقسيم الفصل إلى مبحثين :
المبحث األول :ماهية التنمية المستدام في فرنسا.
المبحث الثاني :واقع االقتصاد األخضر في فرنسا.
102
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
103
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
104
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
مخطط عمل لمصلحة البيئة والتنمية والتهيئة اإلقليمية )1يجب إنجازه من طرف لجنة
االستراتيجية للصناعة االيكولوجية ، COSEIبعض ما يتضمنه هذا التعهد مايلي:
العمل على ترسيخ األهداف من خالل فرض مقاييس ومعايير مثل ميزانية إنتاج
الكربون.
وضع دليل يحصي جميع المؤسسات اإليكولوجية.
استمرار بالشراكة مع جميع الفاعلين المعنيين بالترويج لوضع شبكة صناعية
ديناميكية ،خصوصا في مجال التصدير التي تسمح باغتنام جميع الفرص في هذا
السوق و الذي هو في أوج نموه.
105
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
106
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
-0مجتمع المعرفة:1
السياق و التحديات:
-وجود فرص متساوية للجميع للتدريب والتعليم والثقافة هو أحد العوامل الرئيسية
لتحقيق التماسك االجتماعي على جميع المستويات من التدريب وعلى جميع مراحل
الحياة.
-المساعدة على التعليم والتدريب لنوعية المواطنين والمواطني المستقبل فيما يخص
القضايا االساسية للتنمية المستدامة ،وذلك من أجل اكتساب المهارات والمعرفة أمرا
ضروريا من أجل التكيف مع العالم المتغير.
هذه التغيرات تشمل :أوال :بذل جهد للتخطيط لالستفادة من الفرص الجديدة التي تنشأ ،أما
ثانيا :إدارة عملية االنتقال بين األنشطة القديمة والجديدة .فإن التدريب المهني األولي
والمستمر يساهم بشكل كبير في نجاح هذه التغييرات.
-التعليم من اجل التنمية المستدامة ،من خالل أبعادها األخالقية واالجتماعية تساعد
في تدريب المواطن ،وي تم ذلك في جميع تخصصات التدريس واألنشطة التربوية
من خالل تعليم الشباب مما يسهل التعبئة الفعالة للجمهور حول قضايا التنمية
المستدامة.
-النجاح يكمن في تجاوز التحديات الثماني االخرى بمواصلة التعليم والتدريب
الالزمين الستمرار الجهود الكبيرة المبذولة في جميع أنحاء البالد.هذا النجاح يمثل
مفتاح فعال للسياسة الوطنية للتنمية المستدامة.
الخيارات اإلستراتيجية:
تكييف وتعزيز مرافق التدريب في المجالت الرئيسية للتنمية المستدامة. -
تحسين فرص التدريب في جميع مراحل الحياة التي تسهل الوصول. -
تعزيز االندماج االجتماعي والعمل من خالل التعليم والتدريب. -
تطوير التدريب و توفيره لعامة الناس لتحقيق التنمية المستدامة. -
الحد من ترك المدرسة في وقت مبكر. -
تدريب أصحاب اتخاذ القرارات العامة المتعلقة بقضايا التنمية المستدامة. -
بعض األمثلة:
-تعميم التعليم من أجل التنمية المستدامة من روضة األطفال إلى التعليم العالي.
-عملية تطوير التأهيل المهني والتدريب في مجال التعليم العالي.
http://www.legrenelle-environnement.fr 12/05/2012 19 :36 -1
107
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
السياق و التحديات:
يستخدم مصطلح الحكم في القطاع العام والخاص ،ويعني فوق الكل أي القرارات -
المتخذة يجب تطبيقها من قبل الجهات المعنية .اآلن أصبح الحكم فوق الكل ولكن
بطريقة مختلف من حيث اتخاذ القرارات وذلك النتشار أماكن القرارات والجهات
الفاعلة والمرتبطة.
التحول إلى الحوار والوساطة بدل من أحادية القرار ،وإدارة تعدد المصالح -
المتضاربة أحيانا وتعزيز التعبئة ،حيث يقوم الحكم على أساس الشراكة والتفاعل بين
السلطات والحكومة المحلية والجهات الفاعلة للشركة.
يجب تقييم الحكم على جميع المستويات الحكومية العالمية والمحلية ،فهو جمع بين -
جميع المستويات ،لذلك يجب ضمان التناسق والترابط الجيد بين المستويات المختلفة.
يشمل الحكم الرشيد جميع جوانب القضية المعنية به ،وشفافية العملية. -
االختيارات االستراتيجية:
تعزيز أهداف التنمية المستدامة. -
تطوير الحكم المحلي أقرب إلى تحديات التنمية المستدامة اإلقليمية. -
تجربة وسائل جديدة. -
إيجاد مثل يهتدى به في الجهات العامة في اإلدارة وأساليب العمل. -
حماية مصالح األجيال المستقبلية في إدارة العمل عامة. -
بعض األمثلة:
وضع شروط تنظيمية تشاورية. -
التحول إلى استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة على جميع المستويات. -
تشجيع االنفتاح على التجارب األوروبية والدولية. -
تبادل المعلومات. -
تشجيع الجهود التطوعية للشركات. -
تحسين و نشر أفضل لمؤشرات التنمية المستدامة. -
108
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
الخيارات االستراتيجية:
تقديم معلومات لتوجيه الخيارات الفردية والجماعية. -
دعم االبتكار من أجل النمو وتوفير الطاقة والحد من إنبعاث الغازات الدفيئة. -
تكييف األنشطة إقليميا من أجل تغيير المناخ. -
النظر في اآلثار االجتماعية لسياسة الطاقة حتى التزيد ظاهرة عدم المساواة. -
بعض االمثلة:
تطوير المناهج في المستوى المحلي على التكيف والتخفيف. -
تنويع مصادر الطاقة ،والحد من االعتماد على الوقود األحفوري. -
الحد من حالة فقر الطاقة. -
تعزيز وتحسين كفاءة الطاقة في المباني ،والصناعة ،والتجارة والنقل. -
إعالم المواطنين في مجاالت الطاقة. -
-5النقل و التنقل المستدام:
109
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
المواد الخام وصوال للمستهلك النهائي للسلع والخدمات ،إضافة إلى تدفق السلع
وسفر رجال األعمال...
-خدمات النقل المساهمة في النشاط االجتماعي واالقتصادي ،والعالقات والتماسك
االجتماعي ،وادماج المسنين والمعوقين المعزولين في أحياء خارج مراكز أو
المناطق الريفية النائية ،لهذا يعتبر النقل عنصرا هاما في مشاريع التجديد الحضري.
-النقل هو مصدر آثار بيئية كبيرة ومباشرة في فرنسا ،واستهالك الطاقة المرتبط
بوسائل النقل يصل إلى %97معتمدا أساسا على النفط والغاز ،لهذا فهو مسؤول عن
%62من اإلنبعاثات الدفيئة ،يعتبر الطيران والنقل البري المسبب األول إلنبعاثات
الغازات المسببة لالحتباس الحراري.
الخيارات اإلستراتيجية:1
تعزيز أنماط أكثر استدامة المتعلقة بتنقل األشخاص والممتلكات من خالل تعزيز -
الثقة.
تطوير بدائل الطرق والنقل الجوي. -
تحسين كفاءة وقود السيارات والحد من االنبعاثات و تشجيع الطاقة البديلة. -
ضمان الحصول على الخدمات. -
ضمان الحصول على التنقل وجميع خدماته للجميع. -
-بعض األمثلة:
-التخطيط الحضري انطالقا من الخيارات البيئية واالجتماعية واالقتصادية.
-تعزيز وسائل النقل االقتصادي للبضائع التي ينبعث منها نسب قليلة من الغازات الدفيئة.
-تحديث شبكة السكك الحديدية الحالية ووضع خطوط عالية السرعة.
-الجمهور المثالي للجهات الفاعلة في الحركة.
-6الحفظ لإلدارة المستدامة للتنوع البيولوجي والموارد الطبيعية:
الموارد الطبيعية تشمل المواد الطبيعية الحفرية والمواد المعدنية والتربة السطحية .التنوع
البيولوجي هو كل األنواع الحية على األرض ( النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة.)...
الخدمات التي يقدمها التنوع البي ولوجي ضرورية ،فهو يوفر الغذاء واألدوية والمكونات
النشطة التي تلبي االحتياجات األساسية.
110
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
على الرغم من بقاء المجتمعات البشرية تعتمد على الخدمات التي تقدمها النظم االيكولوجية،
لم يتم تقييمها نقدا حتى اآلن هذا ما سمح لألفراد باستخدامها بإسراف .باإلضافة إلى
األنشطة البشرية التي تؤثر على دورة المياه وبيولوجيا التربة ،ومع استمرار استنزاف
التنوع البيولوجي بمعدالت لم يسبق لها مثيل ،والذي يتعارض مع مفهوم التنمية المستدامة
والحلول الوسطى للرفاهية والبقاء على قيد الحياة حتى للبشرية.
االختيارات االستراتيجية:
الوعي والفهم للتنوع البيولوجي ،وتقاسم المعلومات والمعرفة. -
تقييم فوائد وتكاليف الخدمات التي تقدمها الطبيعة. -
تخفيف الضغط على النظم اإليكولوجية والموارد الطبيعية. -
محاربة المساحات الصناعية واالهتمام بالمناظر الطبيعية. -
تعزيز الخبرات والتدريب في مجال التنوع البيولوجي. -
رصد وتنفيذ استراتيجية وطنية للتنوع البيولوجي. -
تطوير المناطق المحمية. -
تشجيع الزراعة و تشجير والمراقبة الدورية و المستدامة للغابات. -
تطوير اإلدارة المتكاملة للبحر و الساحل. -
-7الصحة وإدارة ومنع المخاطر:1
العمر المتوقع دون إعاقة في فرنسا هي واحدة من أعلى المعدالت في العالم ،و هي واحدة
من دول اإلتحاد االوروبي التي تنفق الكثير على صحة سكانها،فهي تخصص لها حوالي
%9من ناتجها المحلي اإلجمالي ل ضمان الحصول على الرعاية الصحية للجميع من خالل
هذه التغطية الصحية الشاملة ،وهو عامل العدالة االجتماعية و الصحية المستدامة.
المادة 1من ميثاق األمم المتحدة للبيئة تنص على أن ":لكل شخص الحق في العيش في بيئة
متوازنة من الصحة" .إال أن التدهو ر البيئي الذي يشهده العالم بما في ذلك تلوث المياه
والهواء ،له عواقب خطيرة على الصحة وهذا ما يتطلب يقظة مستمرة.
السياق و التحديات:
المحافظة على السكان من خالل منحهم صحة جيدة. -
الحفاظ على الحصول على الرعاية الجيدة للجميع. -
زيادة قدرة الترقية ورصد المخاطر الصحية. -
الحد من التعرض لألخطار الطبيعية و التكنولوجية. -
111
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
الخيارات االستراتيجية:
معرفة التأثيرات البيئية على الصحة. -
تنظيم تنفيذ المخطط الوطني الثاني للصحة والبيئة ( .1)6013 /6009 -
تحسين نوعية البيئة. -
الوقاية من المخاطر الطبيعية والصناعية. -
الحد من انبعاثات المواد األكثر إثارة للقلق. -
حوافز لحسن السيرة والسلوك لصحة الفرد. -
الحد من عدم المساواة من أجل الوصول إلى جودة بيئية ( شروط الحياة ،وحاالت -
التعرض المهني أو الجغرافي.)...
– 8الديمغرافيا والهجرة و االندماج االجتماعي:
التغييرات الديمغرافية في أوروبا تشكل تحديات كبيرة .نمو السكان في العالم يلعب دورا
مهما في الهجرة ،فهناك أكثر من 1,5مليون مهاجر سنويا ،االمر الذي يثير مسألة التكامل
السيما االقتصادية واللغوية.
االزمة المالية و االقتصادية التي لم يسبق لها مثيل من حيث الحجم ،ستزيد من ارتفاع عدم
المساواة وعدد الفقراء .وهذا ما يؤدي إلى تحول أساسي من ناحية الدعم االجتماعي ،يكون
هذا التحول على أساس مدى التغييرات االجتماعية الجارية ،والتصدي لعدم المساواة في
المجتمع وتكافؤ فرص العمل هو تغيير أكثر واقعية وأكثر ديمومة.
السياق و التحديات:
تسهيل الوصول ،والصيانة وإعادة التوظيف ألولئك الذين هم معرضون للخطر. -
توقع اآلثار المترتبة على التغيير الديمغرافي وتطوير التضامن بين االجيال. -
تعزيز التكامل خاصة الثقافي بين السكان األصليين والمهاجرين وأفراد اسرهم. -
الحد من التفاوتات اإلقليمية واحترام التنوع. -
1األول :تنفيذ إجراءات وقائية ،و السيطرة على المخاطر على المخاطر الصحية بسبب نوعية الهواء و المواد الكيميائية.
الثاني :استمرارية لألول ،ويتم من خالل محورين رئيسيين:
-تقليل من التعرض المسؤول لألمراض -السرطان ،أمراض القلب ،أمراض األوعية الدموية والجهاز التنفسي-...
-الحد من عدم المساواة من أجل الوصول إلى جودة بيئية -شروط الحياة ،وحاالت التعرض المهني أو الجغراف .-
112
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
التحديات اإلستراتيجية:
-الحد من االستهالك الذي يعتمد بالدرجة األولى على الطاقة خاصة ألغراض التدفئة
والتنقل.
-التخفيف من حدت الفوارق بين المناطق الجغرافية واالجتماعية.
-تعميم الشروط االجتماعية.
– 9التحديات الدولية للتنمية المستدامة والفقر في العالم:1
التحديات التي تواجه التنمية المستدامة تتعدى حدود الدولة الفرنسية :الفقر والجوع،
اإلختالالت التي تزداد في العالم والتهديدات التي يتعرض لها السالم واالستقرار.
في عام ،6000في الدورة 55للجمعية العامة لألمم المتحدة ،تعهد المجتمع الدولي بتحقيق
األهداف اإلنمائية الثمانية لأللفية والتي تهدف إلى:
محاربة الفقر والجوع المدقع. .1
تحقيق تعميم التعليم االبتدائي. .6
تعزيز المساواة بين المرأة. .3
مكافحة فيروس نقص المناعة ( اإليدز ،المالريا وغيرها من االمراض). .4
خفض معدل وفيات األطفال. .5
تحسين صحة األم. .2
الحفاظ على البيئة. .7
الحفاظ على شراكة عالمية من أجل التنمية. .2
تغيير المناخ واآلثار السلبية الناتجة عنه ،وتدهو األراضي والمياه ،وإزالة الغابات وفقدان
التنوع البيولوجي ،وزيادة الحاجيات االساسية للسكان ،باإلضافة إلى التنبؤات التي تشير أن
عدد سكان العالم سيصل إلى 9مليار نسمة بحلول ،6050وهذا مايصاحبه زيادة الضغوط
على الموارد الطبيعية ،كل هذه عوامل تهدد الوجود البشري .لهذا يجب أن يكون هناك
إصالح في كل من برنامج األمم المتحدة للبيئة المستدامة ،لجنة التنمية التابع لألمم المتحدة،
صندوق األمم المتحدة لألغذية والزراعة العالمية.
التحديات:
-تشجيع تعزيز الحكم العالمي في مجال التنمية المستدامة بأبعادها الثالثة :االجتماعية
واالقتصادية والبيئية.
113
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
114
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
الفرع األول :اإلنتاج و التجارة وفرص العمل في األنشطة البيئية في عام 0202
في عام 6010إنتاج األنشطة البيئية بلغ 29900000000يورو ،يمثل زيادة في الناتج
اإلجمالي ب %6 :في عام 6010ضد %1,9في عام .6009
وبعد تباطؤ نموها في عام ،6009شهد تجدد حيوي( ) 3,5 +تعود هذه الزيادة بصورة
رئيسية إلى زيادة إنتاج الطاقة المتجددة.
Ministre de l’ écologie ,de l’énergie ,du développement durable, et de l’aménagement du -1
territoire, Intervention de madame la secrétaire d’état à l’écologie conférence « eco-entreprises française :à la
conquête du marché mondial » au ministère de l’écologie de l’industrie et de l’emploi, paris,6009,p16 .
115
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
المصدر:
http:// www .developpement-durable.fr/img/pdf/cs301.pdf
10/05/2012 20 :30
يحتوي الجدول على مجموعة من االحصائيات الخاصة بكمية اإلنتاج معبر عنها بمليون
يورو .يحتوي الجدول كذلك على احصائيات لكل من صادرات وواردات األنشطة البيئية،
وبمقارنة الصادرات بالواردات نجد أن جميع قيم الصادرات أكبر من الواردات ،وفي جميع
األنشطة البيئية المذكورة .وهناك قيم معدومة في كل من الصادرات والواردات على عكس
قيمة اإلنتاج فهي قيمة مرتفعة نسبيا.
116
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
أما بالنسبة لفرص العمل والعبر عنها من خالل دوام كامل ،فنجدها قيم كبيرة في جميع
األنشطة ،وهذا دليل على زيادة االهتمام بهذه األنشطة وبالتالي زيادة التوسع واالستثمار في
هذه األنشطة.
يمكن تلخيص التغيرات الحاصلة في الجدول التالي:
الجدول رقم ( :)0،4التغيرات ومتوسط التغيرات الحاصلة.
بمقارنة نسب التغيرات الحاصلة في كل مجال بين 6009و 6010مع متوسط التغير
السنوي بين 6004و ، 6010فهي نسب كبيرة ويعود ذلك إلى إستراتيجية التنمية المستدامة
التي إتبعتها فرنسا للفترة الممتدة بين ( ،)6013،6010هذا دليل على مدى نجاعة هذه
االستراتيجية المتبعة.
117
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
المصدر:
http:// www .developpement-durable.fr/img/pdf/cs301.pdf
118
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
119
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
يمثل هذا الجدول قيمة الواردات حسب القطاعات في عام ،6010ونسب تطورها في كل
من الفترة الممتدة بين ( ،) 6010 /6009والفترة الممتدة بين ( .) 6010 /6004
بمقارنة نسب التطور بين الفترتين ،نجد أن نسب تطور الواردات للفترة الممتدة بين
( ) 6010 /6009أكير من تغيرها في الفترة الممتدة بين ( ،) 6010 /6004رغم صغر
المدة وهذا تقريبا في جميع األنشطة البيئية ،هذا دليل على زيادة الوعي بقضايا البيئة.
120
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
: STRATHمجموعة من األدوية
بدأت هذه الشركة العمل في سويسرا سنة ،1921حيث أطلقت :مقويات سائلة وقطرات.
في :6002دراسة تأثير مقوي على سلوك أطفال يعانون من إضطرابات في التركيز.
مبادئ الشركة:
121
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
: Thés dela pagodeمجموعة من أنواع الشاي يجمع بين أذواق خاصة لالستهالك اليومي
وكذلك للعالج مثل:
122
الفصل الرابع :دراسة حالة فرنسا
123
الخـــــاتمة العامــــــة
الخاتمة العامة:
من خالل هذه الدراسة ،يتبين لنا أنه يقتضي الدخول في التنمية االقتصادية تكثيف
متطلباتها بما فيها اإلنسان والموارد الطبيعية والمؤسسات وغيرها ،إال أن فهم مدى خطورة
التهديدات الطبيعية الناجمة عن أفعال البشر ،أدى إلى تطور فهم العالقة الموجودة بين البيئة
ومختلف النشاطات :االقتصادية ،السياسية واالجتماعية.
االنسان بطبيعته يسعى دائما إلى الرفع من مستواه المعيشي ،فهو يبذل أقصى جهد لتحقيق
ذلك ،ونتيجة لفهمه للعالقة بين البيئة و التنمية االقتصادية ،أصبح يبحث عن سبل تمكنه من
إنجاح التنمية و في نفس الوقت المحافظة على البيئة ،هذا أدى إلى ظهور مفهوم التنمية
المستدامة وإبراز خصائصها ومختلف أبعادها وأهدافها.
اليمكن القول هناك تنمية ناجحة بدون إبراز أهمية هذه التنمية في حماية البيئة ،ومن هنا
أصبح هناك إنتاج صديق للبيئة بمختلف مراحله والعناصر الداخلة في عملياته من مواد
أولية وتخزينها واألحجام المستخدمة ونوعية الطاقة الداخلة في العملية اإلنتاجية والمنتجات
المتحصل عليها وكيفية التعامل مع المخلفات الناتجة ،وكيفية تخزينها وصوال إلى
االستهالك .هذا كله يعرف باإلنتاج النظيف والناتج عن هذا اإلنتاج هو منتوج أخضر
تستخدم فيه طاقة نظيفة.
عرف االنسان مفهوم التنمية منذ زمن طويل ،وأكبر دليل على ذلك الثورة الصناعية التي
قام بها االنسان والتي أدت إلى العديد من االستعمارات والحروب للبحث عن مصادر
125
الخـــــاتمة العامــــــة
التمويل بالطاقة و الموارد الطبيعية ،إلى أن هذه الثورة أدت إلى إحداث تدمير كبير في البيئة
واستنزاف مواردها رغم التطور الذي تم الوصول إليه.
وعليه لم تأخذ المفاهيم السابقة للتنمية البعد البئي وعالقته بالبعد اإلقتصادي.
االستدامة تعني إعطاء أجيال المستقبل نفس الفرص التي أعطيت لنا أو أكثر ،ولتحقيق ذلك
يجب الحفاظ على البيئة ومختلف عناصرها ،ومن خالل التعريف المقدم مسبقا للمنتجات
الخضراء ،يمكن القول أن المنتجات الخضراء تساهم بشكل رئيسي في حماية البيئة وتحقيق
التنمية المستدامة.
نتائج المذكرة:
من خالل الدراسة السابقة يمكن استنتاج مايلي:
التنمية المستدامة مفهوم يجب تبنيه. .1
االتفاق العالمي على خطورة التدهور الذي تعرفه البيئة. .2
إن الحماية والتحكم في استخدام الموارد تمنع ظهور مشكل التلوث. .3
المنتجات الخضراء منتجات ذات جودة عالية باالضافة كونها صديقة للبيئة. .4
زيادة الوعي بمخاطر البيئة في مختلف المجتمعات. .5
ضرورة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة. .6
مقترحات وتوصيات:
تعزيز تبني مفهوم التنمية المستدامة. .1
تطوير التنسيق القطاعي المشترك. .2
منح امتيازات بيئية للمؤسسات الصناعية وذلك لتشجيعها على تبني البعد البيئي. .3
العمل على توطين الصناعات الحالية ولكن يجب مراعاة االعتبارات البيئية. .4
العمل على نشر الوعي في مختلف شرائح المجتمع. .5
عدم إهمال البيئة عند الشروع في أي مشروع مهما كانت أهميته. .6
تشجيع التحول من االستهالك التقليدي إلى استهالك أخضر. .7
126
الخـــــاتمة العامــــــة
آفــــاق الـبـــــــحـث:
نظرا ألهمية هذا الموضوع ،نأمل من الباحثين استكمال الدراسة والبحث في هذا المجال،
كونه موضوع واسع يمكن التطرق إليه من جوانب مختلفة األهمية ،و بالتالي التركيز على
عنصر محدد قمنا نحن بالتطرق إليه في بحثنا ساعيا منا في وضع الخطوط العريضة
األولى للموضوع ،آملين التعمق فيها أكثر من قبل الباحثين.
127
قائمة المراجع
.1إبراهيم بظاظو ،السياحة البيئية و أسس استدامتها ،الطبعة األولى ،مؤسسة الوراق
للنشر و التوزيع ،عمان.0212،
.0أحمد أبو اليزيد الرسول ،التنمية المتواصلة األبعاد والمنهج ،مكتبة بستان المعرفة
لطباعة ونشر و توزيع الكتب ،اإلسكندرية.0222 ،
.3أحمد رمضان نعمة هللا ،عفاف عبد العزيز عايد ،اقتصاديات الموارد والبيئة ،الدار
الجامعية ،كلية التجارة،جامعة االسكندرية.0222،
.2أحمد ملحة ،الرهانات البيئية في الجزائر ،مطبعة النجاح ،الجزائر.0222 ،
.5بيلي إبراهيم أحمد العليمي ،مشكلة التلوث البيئي ،حجمهاـ أسبابهاـآثارها ،نظرة
اقتصادية إسالمية ،الطبعة األولى ،جامعة قاهرة.0221،
.6تاليف فيليب كوتلر،جاري ارمسترونج ،تعريب م.سرور علي إبراهيم سرور،
مراجعة عبد المرضي حامد عزام ،تقديم عبد المنعم بن إبراهيم ،أساسيات
التسويق ،دار المريخ للنشر ،المملكة العربية السعودية.
.2ثامر البكري ،أحمد نزار النوري ،التسويق األخضر ،الطبعة العربية ،دار اليازوري
العلمية للنشر والتوزيع ،عمان األردن.0222 ،
.8جارى م.بيرزنسكي ،ج.توماس سمسن جورج ف .قانس ،ترجمة و تقديم :محمد
السيدالنة ،األراضي والجودة البيئية ،المجلس األعلى للثقافة.0223،
.9جيفري راندل ،ترجمة د .خالد العامري ،تحليل المنتج وتسعيره وإنشاء قنوات
توزيعه ،الطبعة العربية األولى،دار الفاروق للنشر والتوزيع.0223،
.12حسن أحمد شحاتة ،التلوث البيئي و إعاقة السياحة،الطبعة األولى ،مكتبة الدار
العربية للكتاب ،القاهرة.0226،
.11حميد عبد النبي الطائي ،د.بشير عباس العالق ،تطوير المنتجات وتسعيرها ،الطبعة
العربية ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.0228،
.10خالد مصطفى قاسم ،إدارة البيئة والتنمية المستدامة في ظل العولمة
المعاصرة،الدار الجامعية ،االسكندرية.0222 ،
.13خبابة عبد هللا ،بوقرة رابح ،الوقائع االقتصادية ، -العولمة االقتصادية،التنمية
المستدامة -مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية.0229،
.12دوناتو رومانو ،االقتصاد البيئي والتنمية المستدامة ،المركز الوطني للسياسات
الزراعية ،وزارة الزراعة واإلصالح الزراعي ،دمشق.0223 ،
129
قائمة المراجع
130
قائمة المراجع
.08نجم العزاوي ،عبد هللا ح كمت ،النقار ،إدارة البيئة نظم ومتطلبات وتطبيقات
، ISO14000الطبعة األولى ،دار المسيرة لنشر والتوزيع والطباعة ،عمان ،األردن،
.0222
.09نظام موسى سويدان ،د .شفيق إبراهيم حداد ،التسويق مفاهيم معاصرة ،طبعة مزيدة
ومحكمة ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.0226 ،
-2األطروحات والمذكرات:
.1برني لطيفة ،دور اإلدارة البيئية في تحقيق مزايا تنافسية للمؤسسة الصناعية -دراسة
حالة مؤسسة ،ENI .CA .BISKRAمذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير
في العلوم االقتصادية تخصص :اقتصاد وتسيير المؤسسة ،جامعة محمد خيضر،
بسكر ،الجزائر.0222/0226 ،
.0حميدة جميلة ،النظام القانوني للضرر البيئي وآليات تعويضه ،أطروحة مقدمة ضمن
متطلبات نيل شهادة دكتوراه في القانون ،التخصص :قانون الخاص،كلية الحقوق،
جامعة الجزائر.0222/0226،
.3رزاق أسماء ،آليات تمويل سياسة حماية البيئة في الجزائر ،دراسة حالة والية
بسكرة ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم
االقتصادية،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
الجزائر.0228/0222،
.2زرنوح ياسمينة ،إشكالية التنمية المستدامة في الجزائر دراسة تقييمية ،رسالة لنيل
شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،
جامعة الجزائر. 0226/0225،
.5سالمي رشيدة ،أثر تلوث البيئة في التنمية االقتصادية في الجزائر ،أطروحة مقدمة
ضمن متطلبات الحصول على شهادة دكتوراه في العلوم االقتصادية فرع التسيير،
كليةالعلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.0226/0225 ،
.6سامية علي البزي ،واقع اإلدارة البيئية في األردن ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل
شهادة ماجستير ،قسم اإلدارة العامة ،جامعة اليرموك ،األردن.0222،
.2الطاهر خامرة ،المسؤولية البيئية واالجتماعية مدخل لمساهمة المؤسسة االقتصادية
في تحقيق التنمية "حالة سوناطراك" ،مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة
الماجستير في العلوم االقتصادية تخصص اقتصاد و تسيير البيئة ،كلية الحقوق
و العلوم االقتصادية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،الجزائر.0222\0226،
131
قائمة المراجع
.8كمال ديب ،دور المنظمة العالمية للتجارة في تحقيق أبعاد التنمية -مدخل بيئي -
أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه ،في العلوم االقتصادية -فرع
نقود ومالية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.0229/0228 ،
.9محي الدين حمداني ،حدود التنمية المستدامة في االستجابة لتحديات الحاضر
و المستقبل ،دراسة حالة الجزائر ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم
االقتصادية ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،جامعة الجزائر.0229\0228،
.1بنجامين جونز ،مايكل كين ،جون ستراند ،دفع ثمن التغيير في المناخ ،مجلة التمويل
و التنمية ،مجلة تصدر كل ثالثة أشهر عن صندوق النقد الدولي ،طبعة النسخة
العربية بمساعدة مالي ة من صندوق النقد العربي و صندوق النقد العربي لإلنماء
االقتصادي و االجتماعي،العدد رقم ،1مارس .0228
.0سليمان بوفاسة ،المحافظة على البيئة من أجل تنمية مستديمة ،جديد االقتصاد ،مجلة
اقتصادية.علمية .إعالمية ،تصدر عن الجمعية الوطنية لالقتصاديين الجزائريين،
العدد رقم ،23:جوان .0228
.3غول فرحات ،أثر االهتمام بالبيئة و العمل بالمواصفات العالمية للبيئة ،مجلة جديد
االقتصاد ،الجمعية الوطنية لالقتصاديين الجزائريين ،العدد رقم ، 20ديسمبر.0222
.2فارس مسدور ،أهمية تدخل الحكومات في حماية البيئة من خالل الجباية البيئية،
مجلة الباحث ،العدد.0212 -0229 ،2
.5كمال رزيق ،دور الدولة في حماية البيئة ،مجلت الباحث ،مجلة دورية أكاديمية
محكمة سنوية ،تصدر عن جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،العدد.0222 ،5
.6محمد طالبي ،محمد ساحل ،أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة ألجل التنمية
المستدامة عرض تجربة ألماني ،مجلت الباحث ،مجلة دورية أكاديمية
محكمةنسنوية ،تصدر عن جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،العدد .0228، 6
.2محي الدين حمداني ،دور المواصفات العالمية لجودة البيئة في استدامة التنمية ،مجلة
جديد االقتصاد ،علمية.إعالمية ،تصدر عن الجمعية الوطنية لالقتصاديين
الجزائريين ،العدد رقم ،23:جوان .0228
.8منصور مجاجي ،المدلول العلمي و المفهوم القانوني للتلوث البيئي ،مجلة المفكر،
العدد الخامس ،جامعة محمد خيضر ،بسكر ،الجزائر.
132
قائمة المراجع
-4التقارير المنشورة:
133
قائمة المراجع
134
المــــالحــــق
52سبتمبر 5111
136
المــــالحــــق
137
المــــالحــــق
138
المــــالحــــق
139
المــــالحــــق
ملحق رقم :0جدول يمثل برنامج التعليم البيئي على مستوى مديرية البيئة لوالية الشلف
140
المــــالحــــق
ملحق رقم :4دعم ومرافقة المؤسسات لوضع برنامج للتسيير البيئي حسب معايير إيزو
14111
141
المــــالحــــق
142