You are on page 1of 375

‫جـــــامعة الجــــــزائر‪03‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬


‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في العلوم االقتصادية‬

‫‪ -‬تخصص اقتصاد كمي‪-‬‬

‫بعنوان‪:‬‬

‫سياسة‬
‫اآلثار االقتصادية الكلية لصدمات أسعار النفط وصدمات ال ّ‬
‫المالية من منظور النّمذجة غير الهيكلية‬
‫‪ -‬حالة االقتصاد الجزائري (‪-)2014-1970‬‬

‫إشراف‪:‬‬ ‫إعداد المترشح‪:‬‬


‫أ‪.‬د‪ .‬لعاللي عالوة‬ ‫بن سبع حمزة‬
‫أمام لجنة المناقشة المتكونة من السادة‪:‬‬

‫أ‪.‬د‪ .‬فاضل عبد القادر‪ ...........................................‬جامعة الجزائر ‪ 3‬رئيسا‬


‫مشرفا ومقررا‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬لعاللي عالوة‪ ...............................................‬جامعة الجزائر ‪3‬‬
‫د‪ .‬ميباني عبد المالك‪ ...........................................‬جامعة الجزائر ‪ 3‬عضوا مناقشا‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬بشراير عمران‪ENSSEA ............................................‬‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬بوصافي كمال‪ESC .............................................‬‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫د‪ .‬حيدوشي عاشور‪ ...........................................‬جامعة البويرة‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2019/2018‬‬
‫قال تعاىل‪َ ﴿ :‬ر ِّب َأ ْو ِّزع ِِّْن َأ ْن َأ ْش ُك َر ِّنع َم َت َك ال َّ ِِّت َأنْ َع ْم َت عَ َ ََّل َوعَ ََل َو ِّ َاِل َّي َو َأ ْن‬

‫َأ ْ َْع َل َصا ِّل ًحا تَ ْرضَ ا ُه َو َأ ْد ِّخلْ ِِّن ِّب َر ْ َْحتِّ َك ِِّف ِّع َبا ِّدكَ َّ‬
‫الصا ِّل ِّح َي﴾ سورة المنل‪ ،‬الآية ‪.19‬‬

‫قال رسول هللا صَل هللا عليه وسمل‪﴿ :‬التح ُّدث بنعمة هللا شكر‪ ،‬وتركها كفر‪،‬‬

‫ومن ال يشكر القليل ال يشكر الكثري‪ ،‬ومن ال يشكر الناس ال يشكر هللا﴾‬

‫(البهيقي)‪.‬‬

‫﴿اللهم اجعلنا من اذلين تفكروا فاعتربوا‪ ،‬ونظروا فأبرصوا‪ ،‬ومسعوا فتعلقت قلوهبم‬

‫ابملنازعة اىل طلب الآخرة‪ ،‬اللهم اجعلنا من اذلين اذا أحس نوا اس تبرشوا‪ ،‬واذا‬

‫أساؤوا اس تغفروا﴾ أآمي‪.‬‬


‫اهداء‬

‫اىل من ال يسعِن رد مجيلها‪ ..‬اىل من ُجعلت اجلنة حتت قدمهيا‪ ..‬أيم احلبيبة حفظها هللا وأطال ْعرها‪...‬‬

‫اىل روح واِلي وجديت تغمدهام هللا برْحته الواسعة وجعل هذا العمل صدقة جارية هلام‪...‬‬

‫اىل زوجِت الغالية‪ ،‬رفيقِت ِف الرساء والرضاء‪ ..‬الس يدة أم اسالم‪...‬‬

‫اىل قرة عيِن‪ ،‬ويل عهدي‪ ..‬ابِن "جامل محمد اسالم" حفظه هللا وأنبته نباات حس نا‪...‬‬

‫اىل أخِت العزيزة وابنتهيا أآية وماراي‪ ،‬واخويت فاروق خاِل ويوسف‪...‬‬

‫اىل أساتذيت العزاء‪ ..‬العاليل عالوة‪ ،‬محمد صاحل‪ ،‬ومولود حشامن‪ ،‬جزامه هللا عنا لك خري‪...‬‬

‫اىل أساتذتنا الكرام اذلين غرسوا فينا حب النجاح والمتزي‪ ..‬واىل لك من علمنا ولو حرفا‪...‬‬

‫اىل لك الهل والصدقاء وخاصة خليل‪ ،‬جامل‪ ،‬وايسي‪...‬‬

‫اىل لك طالب عمل قرء هذا العمل وانتفع به‪...‬‬

‫ايخريين ِف هذا العام‪...‬‬


‫اىل لك الرشفاء و ِّ‬

‫اىل لك هؤالء‪ ..‬أهدي مثرة هذا اجلهد‪.‬‬


‫شكر وعرفان‬

‫يقول تعاىل‪َ ﴿ :‬وا ْذ تَأَ َّذ َن َرب ُّ ُ ْك ل َ ِّئ َش َك ْر ُ ْت َ َل ِّزيدَ نَّ ُ ْك ﴾ (ابراهمي‪ :‬الآية ‪.)7‬‬

‫امحلد هلل رب العاملي والصالة والسالم عَل س يدان محمد أرشف املرسلي وس يد ايخلق أمجعي وعَل حصابته‬
‫الكرمي ومن تبعهم ابحسان اىل يوم اِلين‪.‬‬

‫بعد شكر هللا العَل القدير وْحده عَل ما أنعم به علينا من ِّن َعم وعَل ما وهبنا من عقل وحسن تدبري‪ ،‬ال‬
‫يس ُعِن ِف هذه ال ُعجاةل اال أن أتقدم جبزيل الشكر وعظمي ووافر الامتنان اىل الس تاذ اِلكتور‪ :‬عالوة لعاليل اذلي‬
‫م يبخل عَل بنصاحئه القيمة وارشاداته املفيدة وتوجهياته الصائبة وتشجيعه احملفز‪.‬‬

‫كام ال يفوتِن أن أتقدم بشك ٍر خاص اىل الس تاذ اِلكتور محمد صاحل اذلي أرشف عَل العمل طيةل‬
‫الس نوات الثالث الوىل‪ ،‬وم يبخل عَل ال بنصيحة علمية وال دنيوية (ابرك هللا فيك أس تاذي)‪ .‬والشكر موصول‬
‫أيضا اىل الس تاذ اِلكتور مولود حشامن عَل لك اِلمع واملساعدة والنصاحئ القمية (شكرا جزيال أس تاذي)‪.‬‬

‫وِف الخري ال أنىس أن أتقدم بأمسى معاين الشكر وأجل معاين التقدير اىل لك الساتذة اذلين رافقوين‬
‫طيةل مشواري اِلرايس‪ ،‬وللك من علمِن حرفًا‪ ،‬ولك من قدم يل يد املساعدة من قريب أو من بعيد ولو حىت‬
‫بلكم ٍة طيبة‪.‬‬

‫ويل ُّ‬
‫لك توفيق‪.‬‬ ‫وامحلد هلل من قبل ومن بعد‪ ،‬فهو ُّ‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪I.‬‬ ‫إهداء ‪................................................................................‬‬


‫شكر وعرفان ‪II. ..........................................................................‬‬
‫فهرس المحتويات‪III. .....................................................................‬‬
‫قائمة الجداول ‪VIII. ........................................................................‬‬
‫‪X.‬‬ ‫قائمة األشكال البيانية‪................................................................‬‬
‫قائمة ومحتويات المالحق‪XII. .............................................................‬‬
‫عامة ‪. ..........................................................................‬أ‪-‬ع‬
‫مقدمة ّ‬
‫ّ‬
‫الفصل األول‪ :‬عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات‬
‫والنتائج ‪01. ...............................................................................‬‬

‫‪02.‬‬ ‫تمهيد‪............................................................................................‬‬
‫المبحث ‪ :01‬اضطرابات أسعار النفط‪ :‬نظرة تاريخية واثباتات تجريبية‪03. ...............................‬‬
‫‪ .1‬المسار التاريخي لتطورات أسعار الخام في السوق العالمية‪03. .......................................‬‬
‫‪ .1.1‬أسعار النفط‪ :‬منذ البداية‪ ..‬إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية‪03. ..................................‬‬
‫‪ .2.1‬تراجع سيطرة الشركات البترولية‪ ،‬ظهور أوبك‪ ..‬وتطورات أسعار الخام‪07. .........................‬‬
‫‪ .3.1‬تطورات أسعار الخام في ظل انهيار وتالشي احتكار كبرى الشركات النفطية‪08. ....................‬‬
‫‪ .2‬تحليل العوامل المسؤولة عن تذبذب وتقلب أسعار الخام في السوق العالمية‪14. .......................‬‬
‫‪14.‬‬ ‫‪ .1.2‬العوامل المحددة لحركة تطور أسعار الخام‪...................................................‬‬
‫‪ .2.2‬األدلة واإلثباتات التجريبية حول محددات تقلبات أسعار النفط‪19. ..................................‬‬
‫المبحث‪ :02‬العالقة "أسعار النفط‪-‬اقتصادي كلي"‪ :‬األسس النظرية واألدلة التجريبية‪23. ................‬‬
‫‪23.‬‬ ‫‪ .1‬اإلطار النظري )‪ :(Theoretical Framework‬آليات تأثير تقلبات أسعار النفط على االقتصاد الكلي‪..‬‬
‫‪24.‬‬ ‫‪ .1.1‬أسعار النفط والنشاط االقتصادي‪ :‬قنوات وميكانيزمات االنتقال‪.................................‬‬
‫‪ .2.1‬التأصيل النظري آلثار صدمات أسعار النفط على المتغيرات االقتصادية الكلية األساسية‪28. ........‬‬
‫‪ .2‬أسعار النفط واالقتصاد الكلي‪ :‬مسح لألدبيات التجريبية )‪33. ..........(Empirical Literature Survey‬‬
‫‪34.‬‬ ‫‪ .1.2‬الحقائق التجريبية بخصوص البلدان المستهلكة والمستوردة للنفط‪...............................‬‬
‫‪40.‬‬ ‫‪ .2.2‬عرض نتائج أهم األدبيات التجريبية بخصوص البلدان المنتجة والمصدرة للنفط‪.................‬‬

‫‪IV‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫المبحث‪ :03‬وفرة النفط‪ ..‬تقلبات أسعاره‪ ،‬والتحديات التي تواجه االقتصاديات النفطية‪44. ................‬‬
‫‪ .1‬الثروة النفطية وسلوك اقتصاديات البلدان المنتجة للنفط في ظل الوفرة وتقلبات األسعار‪44. ...........‬‬
‫ِّ‬
‫المصدرة‪44. ................................‬‬ ‫‪ .1.1‬صدمات أسعار النفط والتقلبات االقتصادية في البلدان‬
‫‪49.‬‬ ‫‪ .2.1‬وفرة النفط والنمو االقتصادي في االقتصاديات النفطية‪ :‬مفارقة الوفرة‪...........................‬‬
‫‪ .2‬االقتصاديات النفطية وأطروحة لعنة الموارد‪ :‬الدعائم النظرية واإلطار التجريبي‪52. ....................‬‬
‫‪ .1.2‬أطروحة "لعنة الموارد"‪ :‬المفهوم واألبعاد‪53. .......................................................‬‬
‫‪ .2.2‬التفسيرات األساسية ألطروحة "لعنة الموارد" ودور تقلبات أسعار الموارد (النفط)‪56. .................‬‬
‫خالصة الفصل‪63. ....................................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‪64. .‬‬

‫‪65.‬‬ ‫تمهيد‪.............................................................................................‬‬
‫المبحث‪ :01‬السياسة المالية‪ :‬المبادئ النظرية واألسس الفكرية‪66. ....................................‬‬
‫‪66.‬‬ ‫‪ .1‬السياسة المالية‪ :‬مقاربة اقتصادية ما بين األهداف واألدوات‪......................................‬‬
‫‪ .1.1‬مفهوم السياسة المالية‪66. ........................................................................‬‬
‫‪ .2.1‬األهداف الرئيسية للسياسة المالية‪68. .............................................................‬‬
‫‪ .3.1‬أدوات السياسة المالية وآثارها على النشاط االقتصادي‪70. .........................................‬‬
‫‪ .2‬تطور دور وأهمية السياسة المالية ضمن مختلف المقاربات االقتصادية الكلية‪86. .....................‬‬
‫‪ .1.2‬السياسة المالية بين الحياد والتدخل‪ :‬وجهة النظر الكالسيكية مقابل الكينزية‪86. .....................‬‬
‫‪88.‬‬ ‫‪ .2.2‬أسس وتوجهات السياسة المالية في الفكر ما بعد الكينزي‪......................................‬‬
‫المبحث‪ :02‬اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية‪ :‬خلفية نظرية وحقائق تجريبية‪91. ...............‬‬
‫‪91.‬‬ ‫‪ .1‬اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية‪ :‬اإلطار النظري )‪.................(Theoretical Aspects‬‬
‫‪ .1.1‬آثار السياسة المالية من جانب الطلب‪93. ............)Demand-Side Effects of Fiscal Policy( :‬‬
‫‪100.‬‬ ‫‪ .2.1‬آثار السياسة المالية من جانب العرض‪............)Supply-Side Effects of Fiscal Policy( :‬‬
‫‪102.‬‬ ‫‪ .3.1‬الجوانب المؤسساتية للسياسة المالية‪..............(Institutional Aspects of Fiscal Policy) :‬‬
‫‪ .2‬اآلثار االقتصادية للسياسة المالية‪ :‬عرض األدبيات التجريبية )‪104. ...(Empirical Literature Review‬‬
‫‪ .1.2‬النتائج التجريبية لألدبيات ذات الصلة باقتصاديات البلدان الصناعية المتقدمة‪106. ...................‬‬
‫‪ .2.2‬النتائج التجريبية لألدبيات المتعلقة باقتصاديات البلدان النامية والناشئة (بما فيها البلدان النفطية)‪112. .‬‬

‫‪V‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫المبحث‪ :03‬قراءة في خصائص‪ ،‬دور‪ ،‬وتحديات السياسة المالية في االقتصاديات النفطية‪116. ..........‬‬
‫‪ .1‬السياسة المالية في االقتصاديات النفطية بين التقلب والتبعية لعائدات النفط‪116. ........................‬‬
‫‪ .1.1‬معالم ومميزات السياسة المالية في االقتصاديات النفطية‪117. .......................................‬‬
‫‪ .2.1‬صدمات وتقلبات أسعار النفط واستجابة السياسة المالية في اقتصاديات البلدان النفطية‪120. ..........‬‬
‫‪122.‬‬ ‫‪ .3.1‬االقتصاديات النفطية ودورية السياسة المالية‪..............(pro-cyclicality of fiscal policy) :‬‬
‫‪ .2‬التحديات الرئيسية التي تواجه السياسة المالية نتيجة التبعية لعائدات النفط‪127. .........................‬‬
‫‪ .1.2‬التحديات والقضايا قصيرة األجل‪ :‬إدارة وتسيير االقتصاد الكلي والتخطيط المالي‪127. ................‬‬
‫‪ .2.2‬التحديات والقضايا طويلة األجل‪ :‬االستدامة المالية والمساواة بين األجيال‪129. .......................‬‬
‫‪ .3.2‬التكاليف االقتصادية الكلية لتقلبات السياسة المالية‪134. .............................................‬‬
‫خالصة الفصل‪136. .................................................................. ..................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار‬
‫‪137.‬‬ ‫التحليلي التطبيقي‪.......................................................... ..........‬‬
‫‪138.‬‬ ‫تمهيد‪.............................................................................................‬‬
‫المبحث‪ :01‬واقع السياسة المالية ومؤشرات أداء االقتصاد الجزائري وحركة أسعار النفط‪ :‬قراءة‬
‫‪139.‬‬ ‫تحليلية‪...........................................................................................‬‬
‫‪ .1‬مسار السياسة المالية في االقتصاد الجزائري في ظل حركة أسعار النفط خالل الفترة(‪139. )2014-1970‬‬
‫‪ .1.1‬انعكاسات حركة أسعار النفط على مسار سياسة اإليرادات العامة خالل الفترة (‪139. ....)2014-1970‬‬
‫‪ .2.1‬انعكاسات حركة أسعار النفط على توجهات سياسة اإلنفاق العام خالل الفترة (‪149. .....)2014-1970‬‬
‫‪ .2‬أداء االقتصاد الكلي الجزائري في ظل تقلبات أسعار النفط والسياسة المالية خالل الفترة (‪-1970‬‬

‫‪157. ............................................................................................)2014‬‬
‫‪ .1.2‬انعكاسات حركة أسعار النفط والسياسة المالية على نمو االقتصاد الجزائري (‪158. ......)2014-1970‬‬
‫‪ .2.2‬انعكاسات حركة أسعار النفط وتوجهات السياسة المالية على المستوى العام لألسعار (‪-1970‬‬

‫‪167. ............................................................................................)2014‬‬
‫المبحث‪ :02‬المعالجة الكمية ألثر صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية على أداء‬
‫‪178.‬‬ ‫االقتصاد الكلي الجزائري‪ :‬مقاربة نماذج "‪.................................................."VAR‬‬
‫‪ .1‬صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية وأداء االقتصاد الكلي الجزائري من منظور نماذج‬

‫‪VI‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫"‪ :"VAR‬المنهجية والبيانات‪179. .......................................................................‬‬


‫‪ .1.1‬لماذا النمذجة غير الهيكلية ومقاربة نماذج "‪"VAR‬؟‪180. ...........................................‬‬
‫‪ .2.1‬مالحظات منهجية‪ ،‬اختيار المتغيرات‪ ،‬ووصف البيانات‪185. .......................................‬‬
‫‪ .3.1‬تحليل الخصائص اإلحصائية لمتغيرات النظام األساسي المدروس وعالقاتها طويلة األجل‪192. .......‬‬
‫‪ .2‬أسعار النفط والسياسة المالية وأداء االقتصاد الكلي الجزائري ضمن نماذج "‪ :"VAR‬تحديد واختبار‬
‫النموذج األساسي للنظام المدروس ")‪200. ....................................................."VAR (p‬‬
‫‪200.‬‬ ‫‪ .1.2‬مالحظات منهجية بشأن تحديد النموذج "‪.....(Model Specification Methodology) :"VAR‬‬
‫‪ .2.2‬تقدير النموذج األساسي ")‪202. ............................(Basic Model Estimation) :"VAR (p‬‬
‫‪ .3.2‬اختبار‪ ،‬ضبط‪ ،‬وتشخيص النموذج األساسي المقدر )‪204. .(Diagnostic Checking Tests) :VAR(2‬‬
‫المبحث‪ :03‬التقييم الكمي ألثر صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية على أداء االقتصاد‬
‫الكلي الجزائري‪ :‬التحليل الهيكلي ضمن نماذج "‪207. ............................................"VAR‬‬
‫‪ .1‬تحليل النتائج التجريبية من خالل النموذج األساسي )‪ :VAR(2‬اختبارات السببية ودوال االستجابة‪207. ..‬‬
‫‪208.‬‬ ‫‪ .1.1‬تحليل نتائج اختبارات السببية وفق مفهوم جرانجر‪.....(Granger Causality Tests Analysis) :‬‬
‫‪ .2.1‬تحليل آثار صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية من خالل دوال االستجابات الدفعية‪213. .‬‬
‫‪ .2‬تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ" واألهمية النسبية لصدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية‪229. .‬‬
‫‪230.‬‬ ‫‪ .1.2‬تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ" لمتغيرات األداء االقتصادي الكلي‪.............................‬‬
‫‪ .2.2‬تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ" لمتغيرات السياسة‪232. .............................................‬‬
‫‪236.‬‬ ‫‪ .3.2‬خالصة نتائج تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ"‪................................................‬‬
‫خالصة الفصل‪237. ....................................................................................‬‬
‫‪239.‬‬ ‫عامة‪......................................................................................‬‬
‫خاتمة ّ‬
‫قائمة المراجع‪254. .....................................................................................‬‬
‫‪291.‬‬ ‫المالحق‪..........................................................................................‬‬
‫الملحق )‪ :(I‬ملحق إحصائي‪292. .......................................................................‬‬
‫الملحق )‪ :(II‬ملحق الدراسة التطبيقية‪314. .............................................................‬‬

‫‪VII‬‬
‫ق ائمة الجداول‬
‫قائمة الجداول‬

‫‪ ‬قائمة الجداول‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬
‫(‪ )1.3‬ملخص اختبارات االستق اررية ))‪ (Dickey-Fuller (1979,1981‬لمتغيرات النظام األساسي‪194. ..‬‬
‫(‪ )2.3‬نتائج اختبارات التكامل المتزامن لـ "‪ "Johansen‬لمتغيرات النظام األساسي المحدد‪197. .......‬‬
‫(‪ )3.3‬ملخص نتائج اختبارات السببية "وفق ‪ "Granger‬بين متغيرات النظام األساسي محل ‪-209.‬‬
‫‪210‬‬ ‫الدراسة‪.‬‬
‫(‪ )4.3‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة الناتج الداخلي الخام الحقيقي )‪231. .........(LRGDP. V.D‬‬
‫(‪ )5.3‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة معامل انكماش الناتج الداخلي الخام )‪232. .(V. D. of LGDPD‬‬
‫(‪ )6.3‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة اإليرادات العامة الحقيقية )‪233. ...........(LRGREV. V.D‬‬
‫‪234.‬‬ ‫(‪ )7.3‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة اإلنفاق العام الحقيقي )‪..............(LRGEXP. V.D‬‬
‫‪235.‬‬ ‫(‪ )8.3‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة عرض النقد الحقيقي )‪..................(LRM2. V.D‬‬

‫‪IX‬‬
‫ق ائمة األشكال البيانية‬
‫قائمة األشكال البيانية‬

‫‪ ‬قائمة األشكال البيانية‪:‬‬


‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬
‫(‪ )1.1‬العوامل المؤثرة‪ ،‬المسؤولة عن تقلبات أسعار النفط الخام‪15. ...............................‬‬
‫(‪ )2.1‬محددات تقلبات السعر الحقيقي للبترول (‪20. .............................)8.2009-6.1978‬‬
‫(‪ )3.1‬التفكيك التاريخي للسعر الحقيقي للنفط (‪22. ...............................)5.2012-8.1978‬‬
‫(‪ )4.1‬عائدات النفط‪ ،‬اإلنفاق الحكومي واالقتصاد‪ -‬نظرة مبسطة‪45.................................‬‬
‫(‪ )5.1‬العالقة اإلحصائية بين النمو االقتصادي وكل من الثروة النفطية والصادرات المعدنية‪51. ......‬‬
‫(‪ )1.2‬الحفاظ على الثروة النفطية من خالل تجميع األصول المالية‪130. ...........................‬‬
‫(‪ )2.2‬الحفاظ على استدامة اإليرادات المالية من خالل تجميع األصول المالية‪131....................‬‬
‫(‪ )1.3‬تطور اإليرادات العامة واإليرادات النفطية في الجزائر مع حركة السعر اإلسمي للنفط‬
‫الخام خالل الفترة (‪143. ......................................................)2014-1970‬‬
‫(‪ )2.3‬تطور اتجاهات وهيكل اإلنفاق العام في الجزائر مع حركة اإليرادات النفطية والسعر‬
‫اإلسمي للنفط الخام خالل الفترة (‪152. ........................................)2014-1970‬‬
‫(‪ )3.3‬تطور الناتج النفطي ومساهمته في الناتج الداخلي الخام لالقتصاد الجزائري مع تطور‬
‫سعر النفط الخام خالل الفترة (‪159. ...........................................)2014-1970‬‬
‫(‪ )4.3‬تطور الناتج الداخلي الخام لالقتصاد الجزائري وسعر النفط خالل الفترة (‪161. ..)2014-1970‬‬
‫(‪ )5.3‬تطور مؤشر أسعار االستهالك )‪ (2001=100‬ومعدل التضخم مع حركة سعر النفط الخام‬
‫خالل الفترة (‪172. ............................................................)2014-1970‬‬
‫(‪ )6.3‬التمثيل البياني لمتغيرات النموذج األساسي للدراسة (في شكل لوغاريتم)‪191. .................‬‬
‫(‪ )7.3‬استجابة الناتج الحقيقي للصدمات في المتغيرات الداخلية للنظام األساسي محل الدراسة‪219. ..‬‬
‫(‪ )8.3‬استجابة معامل انكماش الناتج الداخلي الخام للصدمات في المتغيرات الداخلية للنظام‬
‫األساسي محل الدراسة‪221. ................................................................‬‬
‫(‪ )9.3‬استجابة اإليرادات العامة الحقيقية للصدمات في متغيرات النظام األساسي محل الدراسة‪222. .‬‬
‫(‪ )10.3‬استجابة اإلنفاق العام الحقيقي للصدمات في المتغيرات الداخلية للنظام األساسي‬
‫المدروس‪224. ............................................................................‬‬
‫(‪ )11.3‬استجابة عرض النقد الحقيقي للصدمات في المتغيرات الداخلية للنظام األساسي المدروس‪225. .‬‬

‫‪XI‬‬
‫ق ائمة ومحتويات المالحق‬
‫قائمة ومحتويات المالحق‬

‫‪ ‬قائمة ومحتويات المالحق‪:‬‬


‫الصفحة‬ ‫العنوان والمحتويات‬ ‫البيان‬
‫‪292.‬‬ ‫ملحق إحصائي‬ ‫الملحق (‪)I‬‬
‫محتويات الملحق رقم (‪)I‬‬
‫التطور التاريخي ألسعار النفط الخام منذ ‪ 1861‬إلى غاية ‪292. .................2014‬‬ ‫الشكل (‪)1-I‬‬

‫الجدول (‪ )1-I‬تطورات األسعار المعلنة للخام األمريكي (خام بنسلفانيا) للفترة (‪293. ....)1899-1860‬‬
‫الجدول (‪ )2-I‬تطورات األسعار المعلنة للخام األمريكي (متوسط أسعار خامات الو‪.‬م‪.‬أ) للفترة‬
‫(‪293. ................................................................)1935-1900‬‬
‫الجدول (‪ )3-I‬تطور األسعار المعلنة للخام األمريكي في خليج المكسيك )‪ (FOB‬خالل الفترة‬
‫(‪294. ...............................................................)1944-1936‬‬
‫الجدول (‪ )4-I‬تطورات األسعار المعلنة لكل من الخام العربي والخام األمريكي في الخليجين‬
‫العربي والمكسيكي للفترة (‪294. ........................................)1949-1945‬‬
‫تطورات األسعار المعلنة ٍّ‬
‫لكل من الخام‪ :‬العربي‪ ،‬األمريكي والفنزويلي للفترة (‪-1949‬‬ ‫الجدول (‪)5-I‬‬
‫‪294. .......................................................................)1960‬‬
‫الجدول (‪ )6-I‬تطورات األسعار المعلنة لبرميل خام القياس –العربي الخفيف )‪ -(34°‬للفترة‬
‫(‪295. ...............................................................)1970-1960‬‬
‫الجدول (‪ )7-I‬تطورات األسعار المعلنة (واألسعار الرسمية) لبرميل خام القياس –العربي الخفيف‬
‫)‪ -(34°‬خالل الفترة (‪295. ............................................)1979-1971‬‬
‫الجدول (‪ )8-I‬تطورات األسعار الرسمية ألوبك –لبرميل خام القياس (العربي الخفيف )‪-)(34°‬‬
‫خالل الفترة (‪295. ....................................................)1989-1980‬‬
‫خامات أوبك (متوسط السعر) خالل الفترة (‪-1990‬‬ ‫ّ‬ ‫تطورات سعر اإلشارة لسلة‬ ‫الجدول (‪)9-I‬‬
‫‪296. .......................................................................)1999‬‬
‫الجدول (‪ )10-I‬تطورات السعر الفوري لسلة خامات أوبك خالل الفترة (‪296. ...........)2014-2000‬‬
‫‪296.‬‬ ‫تطور اإلحتياطات العالمية المثبتة من النفط الخام خالل الفترة (‪..)2014-1960‬‬ ‫الشكل (‪)2-I‬‬

‫‪297.‬‬ ‫تطور اإلنتاج العالمي من النفط الخام خالل الفترة (‪..............)2014-1960‬‬ ‫الشكل (‪)3-I‬‬

‫‪297.‬‬ ‫تطور الطلب العالمي على النفط الخام خالل الفترة (‪.............)2014-1960‬‬ ‫الشكل (‪)4-I‬‬
‫الجدول (‪ )11-I‬تطور اإلحتياطي‪ ،‬اإلنتاج والطلب العالمي على النفط الخام خالل الفترة (‪297. -1970‬‬
‫‪298- .......................................................................)2014‬‬
‫المثبتة من النفط الخام لدى أعضاء أوبك خالل الفترة (‪298. .)2014-1960‬‬ ‫الشكل (‪)5-I‬‬
‫اإلحتياطات ُ‬

‫‪XIII‬‬
‫قائمة ومحتويات المالحق‬

‫تابع‪ :‬قائمة ومحتويات المالحق‪.‬‬


‫الصفحة‬ ‫العنوان والمحتويات‬ ‫البيان‬
‫تطور إنتاج أعضاء أوبك (بما فيهم الجزائر) من النفط الخام خالل الفترة (‪-1960‬‬ ‫الشكل (‪)6-I‬‬
‫‪299.‬‬ ‫‪.)2014‬‬
‫الجدول (‪ )12-I‬تطور اإلحتياطات المثبتة واإلنتاج من النفط الخام في الجزائر خالل الفترة (‪299. -1970‬‬
‫‪300- .......................................................................)2014‬‬
‫تطور قيمة إجمالي الصادرات وقيمة الصادرات النفطية لدى أعضاء أوبك (بما‬ ‫الشكل (‪)7-I‬‬
‫فيهم الجزائر) خالل الفترة (‪300. .......................................)2014-1970‬‬
‫الجدول (‪ )13-I‬حصة الصادرات النفطية ضمن صادرات االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪300. -1970‬‬
‫‪301- .......................................................................)2014‬‬
‫الجدول (‪ )14-I‬تطور قيمة اإليرادات والنفقات العامة في االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪302. -1970‬‬
‫‪303- .......................................................................)2014‬‬
‫الجدول (‪ )15-I‬تطور حصة اإليرادات النفطية ضمن اإليرادات العامة والناتج الداخلي الخام ‪303.‬‬
‫لالقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪304- .................................)2014-1970‬‬
‫الجدول (‪ )16-I‬تطور هيكل اإليرادات العامة في االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪-304. ..)2014-1970‬‬
‫‪305‬‬
‫الجدول (‪ )17-I‬تطور اإليرادات النفطية وتدفقات صندوق ضبط اإليرادات خالل الفترة (‪305. -2000‬‬
‫‪306- .......................................................................)2014‬‬
‫الجدول (‪ )18-I‬تطور هيكل اإلنفاق العام في االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪-306. .....)2014-1970‬‬
‫‪307‬‬
‫الجدول (‪ )19-I‬تطور وضعية العجز الموازني في االقتصاد الجزائري مع تطورات سعر النفط ‪307.‬‬
‫خالل الفترة (‪308- ....................................................)2014-1970‬‬
‫الجدول (‪ )20-I‬تطور الناتج الداخلي الخام لالقتصاد الجزائري )‪ (GDP‬وحصة الناتج النفطي ‪308.‬‬
‫ضمنه خالل الفترة (‪309- .............................................)2014-1970‬‬
‫الجدول (‪ )21-I‬تطور المستوى العام لألسعار في االقتصاد الجزائري مع تطورات سعر النفط ‪310.‬‬
‫الخام خالل الفترة (‪311- ..............................................)2014-1970‬‬
‫الجدول (‪ )22-I‬الجدول (أ)‪ -‬اإليرادات النهائية المطبقة على الميزانية العامة للدولة لسنة ‪311. ..2014‬‬
‫الجدول (‪ )23-I‬الجدول (ب)‪ -‬توزيع االعتمادات بعنوان ميزانية التسيير لسنة ‪ 2014‬حسب كل ‪312.‬‬
‫دائرة و ازرية‪313- ...................................................................‬‬
‫الجدول (‪ )24-I‬الجدول (ج)‪-‬توزيع النفقات ذات الطابع النهائي لسنة ‪ 2014‬حسب القطاعات‪313. ....‬‬

‫‪XIV‬‬
‫قائمة ومحتويات المالحق‬

‫‪ ‬تابع‪ :‬قائمة ومحتويات المالحق‪.‬‬


‫الصفحة‬ ‫العنوان والمحتويات‬ ‫البيان‬
‫‪314.‬‬ ‫ملحق الدراسة التطبيقية‬ ‫الملحق (‪)II‬‬
‫محتويات الملحق رقم (‪)II‬‬
‫التمثيل البياني لمتغيرات النموذج األساسي للدراسة (في شكل مستويات)‪314..............‬‬ ‫الشكل (‪)1-II‬‬

‫اإلحصائيات الوصفية للمتغيرتين ‪ ROP‬و‪314. .................................LROP‬‬ ‫الشكل (‪)2-II‬‬

‫اإلحصائيات الوصفية للمتغيرتين ‪ RGREV‬و‪315. .........................LRGREV‬‬ ‫الشكل (‪)3-II‬‬

‫اإلحصائيات الوصفية للمتغيرتين ‪ RGEXP‬و‪315. ..........................LRGEXP‬‬ ‫الشكل (‪)4-II‬‬

‫اإلحصائيات الوصفية للمتغيرتين ‪ RM2‬و‪315. ..................................LRM2‬‬ ‫الشكل (‪)5-II‬‬

‫اإلحصائيات الوصفية للمتغيرتين ‪ RGDP‬و‪316. ............................LRGDP‬‬ ‫الشكل (‪)6-II‬‬

‫اإلحصائيات الوصفية للمتغيرتين ‪ GDPD‬و‪316. ..............................LGDPD‬‬ ‫الشكل (‪)7-II‬‬

‫نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LROP‬و‪-316. ......................DLROP‬‬ ‫الجدول (‪)1-II‬‬


‫‪317‬‬
‫نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LGREV‬و‪317. ..................DLGREV‬‬ ‫الجدول (‪)2-II‬‬

‫نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LRGEXP‬و"‪318. ...........DLRGEXP‬‬ ‫الجدول (‪)3-II‬‬


‫نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LRM2‬و‪-318.......................DLRM2‬‬ ‫الجدول (‪)4-II‬‬
‫‪319‬‬
‫نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LRGDP‬و‪319....................DLRGDP‬‬ ‫الجدول (‪)5-II‬‬

‫‪320.‬‬ ‫نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LGDPD‬و‪...............DLGDPD‬‬ ‫الجدول (‪)6-II‬‬

‫القيم النظرية لإلحصائيات "‪ "t‬لكل من الحد الثابت وحد االتجاه العام في نماذج‬ ‫الجدول (‪)7-II‬‬
‫‪320.‬‬ ‫‪ Dickey-Fuller‬عند مستوى معنوية )‪ (1%‬و)‪.........................(5%‬‬
‫الفرضية ‪ H0‬والفرضية ‪ H1‬في كل نموذج من نماذج إختبار ‪321..........Dickey-Fuller‬‬ ‫الجدول (‪)8-II‬‬

‫المقترحة من طرف ‪Dickey‬‬ ‫الجدول (‪)9-II‬‬


‫عبارات مقدرات ‪ OLS‬واحصائيات ‪ -t‬ستودنت ُ‬
‫و‪322. .......................................................................Fuller‬‬
‫اإلستراتيجية التتابعية الختيار النموذج المناسب من بين النماذج الثالث لـ ‪Dickey-‬‬ ‫الشكل (‪)8-II‬‬
‫‪323. ..........................................................................Fulle‬‬
‫التمثيل البياني لمتغيرات النموذج األساسي (الفروقات األولى للوغاريتم المتغيرات)‪324......‬‬ ‫الشكل (‪)9-II‬‬

‫الجدول (‪ )10-II‬أهم الخصائص المميزة لمتغيرات النموذج األساسي للدراسة‪324. .......................‬‬


‫الشكل (‪ )10-II‬خوارزمية )‪ (Johansen‬لتقدير عالقات التكامل المتزامن ونماذج تصحيح الخطأ‬
‫الشعاعية‪325. ......................................................................‬‬

‫‪XV‬‬
‫قائمة ومحتويات المالحق‬

‫‪ ‬تابع‪ :‬قائمة ومحتويات المالحق‪.‬‬


‫الصفحة‬ ‫العنوان والمحتويات‬ ‫البيان‬
‫الشكل (‪ )11-II‬التمثيل البياني للعالقات طويلة األجل بين متغيرات النظام األساسي محل الدراسة‪326....‬‬
‫الجدول (‪ )11-II‬نتائج معايير اختيار درجة تأخير النموذج ‪ VAR‬لمتغيرات النظام األساسي في‬
‫شكل مستويات‪326. ...............................................................‬‬
‫)‪Max-‬‬ ‫الجدول (‪ )12-II‬نتائج اختبار األثر )‪ (Trace Test‬واختبار القيمة الذاتية العظمى‬
‫‪ (eigenvalue Test‬للتكامل المتزامن لمتغيرات النظام األساسي محل الدراسة‪327. .....‬‬
‫الجدول (‪ )13-II‬نتائج تقدير عالقة التكامل المتزامن األولى (تسوية شعاع التكامل المتزامن‬
‫على ‪327. ...............................................................)LRGDP‬‬
‫الجدول (‪ )14-II‬نتائج تقدير عالقة التكامل المتزامن الثانية (تسوية شعاع التكامل المتزامن‬
‫على ‪328. ...............................................................)LGDPD‬‬
‫‪-328.‬‬ ‫الجدول (‪ )15-II‬نتائج تقدير النموذج األساسي )‪ VAR(2‬باستخدام طريقة "‪.............."OLS‬‬
‫‪329‬‬
‫الجدول (‪ )16-II‬نتائج اختبار "‪ "Wald‬لمعنوية التأخير األول والثاني ضمن انحدارات النموذج‬
‫)‪329. ....................................................................VAR(2‬‬
‫الشكل (‪ )12-II‬الجذور العكسية لكثير الحدود المميز لجزء االنحدار الذاتي ضمن النموذج‬
‫األساسي المقدر )‪330. ....................................................VAR(2‬‬
‫الجدول (‪ )17-II‬نتائج اختبار مضاعف الﭭرانج )‪ (LM Tests‬لغياب االرتباط الذاتي ألخطاء‬
‫معادالت انحدار النموذج األساسي المقدر )‪330. ............................VAR(2‬‬
‫الشكل (‪ )13-II‬دوال االرتباط الذاتي ودوال االرتباط التقاطعي لبواقي معادالت انحدار النموذج‬
‫‪331.‬‬ ‫)‪...................................................................VAR(2‬‬
‫الجدول (‪ )18-II‬نتائج اختبارات السببية "وفق مفهوم ‪ "Granger‬بين متغيرات النظام األساسي ‪331.‬‬
‫المدروس‪332- ................................................................... .‬‬
‫الجدول (‪ )19-II‬مصفوفة االرتباطات الفورية لتجديدات معادالت (متغيرات) النظام )‪VAR(2‬‬
‫المقدر‪333. .......................................................................‬‬
‫الجدول (‪ )20-II‬مصفوفة "التباين‪-‬تباين مشترك" لتجديدات معادالت (متغيرات) النظام )‪VAR(2‬‬
‫المقدر‪333. .......................................................................‬‬
‫الجدول (‪ )21-II‬نتائج تقدير ومحاكاة دوال االستجابات الدفعية لمتغيرات النظام األساسي المقدر ‪333.‬‬
‫)‪334- ....................................................................VAR(2‬‬

‫‪XVI‬‬
‫قائمة ومحتويات المالحق‬

‫‪ ‬تابع‪ :‬قائمة ومحتويات المالحق‪.‬‬


‫الصفحة‬ ‫العنوان والمحتويات‬ ‫البيان‬
‫الجدول (‪ )22-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة سعر النفط الحقيقي )‪335. .............(LROP. V.D‬‬
‫الشكل (‪ )14-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة سعر النفط الحقيقي )‪335. ............(LROP. V.D‬‬
‫الشكل (‪ )15-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة اإليرادات العامة الحقيقية )‪335. ....(LRGREV. V.D‬‬
‫الشكل (‪ )16-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة اإلنفاق العام الحقيقي )‪336. ........(LRGEXP. V.D‬‬
‫الشكل (‪ )17-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة عرض النقد الحقيقي )‪336. ............(LRM2. V.D‬‬
‫الشكل (‪ )18-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة معامل انكماش الناتج الداخلي الخام‬
‫)‪336. ............................................................(LGDPD. V.D‬‬
‫الشكل (‪ )19-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة الناتج الداخلي الخام الحقيقي )‪337. .(LRGDP. V.D‬‬

‫‪XVII‬‬
‫مقدّمة عامّة‬
‫مقدمة عامة‬

‫‪ ‬طرح اإلشكالية‪:‬‬

‫محور أساسيا للرقي االقتصادي‬


‫ا‬ ‫لطالما شكل توفر الموارد الطبيعية‪ ،‬ومصادر الطاقة منها خاصة‪،‬‬
‫وازدهار الحضارة اإلنسانية‪ .‬فالمتتبِّع ألنماط واستخدامات الطاقة تاريخيا‪ ،‬يدرك أن لكل درجة تطور حضاري‬
‫إنساني‪ ،‬استعماالً لنوع وشكل معين من أشكال هذه األخيرة‪ ،‬يعبر عن مستوى الرقي الحضاري السائد‪ .‬وفي‬
‫هذا الصدد‪ ،‬نجد أن البترول أو النفط ‪-‬كما سماه العرب‪ -‬قد ُعرف منذ أقدم العصور‪ ،‬بيد أن أهميته كمورد‬
‫اقتصادي حيوي ومصدر فريد للطاقة‪ ،‬لم تُدرك إال مع حلول القرن العشرين‪ ،‬عندما اشتد اإلقبال عليه مع‬
‫زحف موجة االختراعات العلمية وتطور التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬التي جعلت منه أهم الموارد الطبيعية ومصادر‬
‫الطاقة على اإلطالق؛ إذ أصبح النفط يشكل عماد النهضة الصناعية‪ ،‬وعصب االقتصاد في عالم اليوم‪،‬‬
‫بينما غدا استخدامه والحاجة إليه ال تقتصر على مجتمع دون اآلخر‪ ،‬أو على اقتصاد دون غيره‪.‬‬
‫فاالقتصاديات المتقدمة تحتاج إلى النفط‪ ،‬باعتبار أنه كان وما يزال يشكل قاعدة نموها االقتصادي‪ ،‬وتفوقها‬
‫الصناعي والتكنولوجي‪ ،‬في حين توليه االقتصاديات النامية –وخاصة منها تلك التي تتوفر على ثروات‬
‫معتبرة منه‪ -‬بأهمية بالغة‪ ،‬باعتبار أنه السبيل لتحقيق تنميتها االقتصادية‪ ،‬واللحاق بركب التقدم‪.‬‬

‫في ظل األهمية البالغة التي اكتساها النفط كمادة حيوية وسلعة استراتيجية ال غنى عنها؛ ظلَّت أسعاره‬
‫تمثل المحرك األساسي والمحدد األهم لألداء االقتصادي الكلي في مختلف اقتصاديات بلدان العالم‪ ،‬كما تمت‬
‫اإلشارة إليه من طرف عديد الدراسات واألبحاث األساسية‪ ،‬التي عكفت على إيجاد تفسيرات واضحة ومقنعة‬
‫للعالقة بين حركة أسعار النفط وتقلبات النشاط االقتصادي الكلي‪ .1‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬تشير الكثير من هذه‬
‫الدراسات إلى اختالف آثار صدمات األسعار المذكورة على األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬بين االقتصاديات‬
‫المستوردة للنفط ونظيرتها المصدرة؛ فبينما تشكو المجوعة األولى من ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬باعتباره ُمدخال‬
‫أساسيا من مدخالت النظام اإلنتاجي؛ نجد أن المجموعة الثانية تتضرر من صدمات انخفاض هذه األسعار‪،‬‬
‫كما تأتي شدة تقلبها ‪-‬هي األخرى‪ -‬مصحوبة بعواقب غير محمودة على اقتصاديات هذه البلدان‪ ،‬بالنظر‬
‫إلى كون النفط موردا اقتصاديا تعتمد عليه موازنات حكوماتها‪ ،‬وتقوم عليه أسس التنمية االقتصادية لديها‪.‬‬

‫مع واقع التبعية للعائدات النفطية التي تبقى رهينة تقلبات أسعار هذا المورد في األسواق العالمية؛ لطالما‬
‫تميز النشاط االقتصادي الكلي في البلدان المصدرة للنفط بحتمية تعرضه للتقلبات‪ ،‬بين حاالت االنتعاش‬
‫غالبا ما تأتي مصحوبة‬
‫والرواج من جهة‪ ،‬وحاالت االنكماش والركود من جهة أخرى‪ .‬وهي التقلبات التي ً‬

‫‪ ‌1‬من‌بين‌هذه‌الدراسات‌نذكر‌(سبيل‌المثال)‌دراسات‌كلٌّ ‌من‌‪‌Pierce‬و‪)1974(‌Enzler‬؛‌‪‌Bruno‬و‪)1982(‌Sachs‬؛‌‪‌Rasche‬و‪‌،(1977(‌Tatom‬‬
‫(‪)1981‬؛‌‪)1981(‌Dohner‬؛‌‪)1982(‌Darby‬؛‌‪)1983(‌Hamilton‬؛‌‪‌Burbidge‬و‪)1984(‌Harrisson‬؛‌‪‌Gisser‬و‪‌ .)1986(‌Godwin‬‬

‫‌أ‬
‫مقدمة عامة‬

‫بتفاقم وضعيات الكساد‪ ،‬مع ما يرافقها من ظهور وتراكم للطاقات اإلنتاجية العاطلة‪ ،‬وكذا أزمات التضخم‪،‬‬
‫وما تخلفه هذه األخيرة من ٍ‬
‫تأثير سلبي على االقتصاد‪ .‬بينما يتوقف نوع ومقدار اآلثار التي تخلفها تقلبات‬
‫أسعار النفط على مجمل األداء االقتصادي الكلي في مجموعة البلدان المعنية في الغالب‪ ،‬على طريقة تعامل‬
‫حكوماتها ‪-‬التي غالبا ما تسيطر على الجزء األهم من النشاط االقتصادي بتلقيها المباشر لعائدات النفط‬
‫وتحكمها في إنفاقها‪ -‬مع فوائض المداخيل واإليرادات‪ ،‬وعلى كيفية توظيفها لهذه الفوائض‪ ،‬في إطار السياسة‬
‫االقتصادية (والسياسة المالية على وجه الخصوص)‪ ،‬التي تبقى بدورها رهينة وضعية سوق النفط العالمية‬
‫(‪،)2009‬‬ ‫غرار‪Pieschacón ،)2008( Husain et al‬‬ ‫واألسعار السائدة ضمنها؛ إذ يذكر عديد الباحثين –على‬
‫‪ El Anshasy ،)2012( El Anshasy‬و‪ -)2012( Bradley‬في هذا الصدد أن أسعار النفط تمس وتؤثر على‬
‫األداء االقتصادي الكلي القتصاديات البلدان المصدرة للنفط من خالل قناة السياسة المالية‪.‬‬

‫قتصادا‬
‫ً‬ ‫في ذات السياق‪ ،‬تُعد الجزائر –بتوفرها على ثروات نفطية معتبرة جعلت من االقتصاد الجزائري ا‬
‫نفطيا بالدرجة األولى‪ -‬من البلدان المصدرة للنفط التي ارتبط اقتصادها‪ ،‬وكذا سياستها االقتصادية وسياستها‬
‫ٍ‬
‫بشكل خاص‪ ،‬ارتباطًا وثيقًا بتوجهات سوق النفط العالمية‪ ،‬واتجاهات األسعار في هذه السوق‪ .‬بينما‬ ‫المالية‬
‫خلَّف هذا االرتباط واالعتماد الواسع لالقتصاد الجزائري على العائدات النفطية‪ ،‬كمصدر رئيسي للدخل‬
‫آثار على االقتصاد الكلي الجزائري‪ ،‬جعلت من النشاط االقتصادي واألداء‬
‫الوطني والعملة والنقد األجنبي‪ً ،‬ا‬
‫هونا بتطورات وتقلبات أسعار النفط‪ ،‬وما يقابلها من تقلبات في قيمة الصادرات‬
‫االقتصادي الكلي مر ً‬
‫واإليرادات النفطية‪ ،‬ومن ثم في اإليرادات العامة والسياسة المالية‪.‬‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬يمكن أن نالحظ بجالء –وبإلقاء نظرة بسيطة على التطور التاريخي لالقتصاد الجزائري‪-‬‬
‫مباشر على السياسة المالية وادارة‬
‫ا‬ ‫تأثير‬
‫ا‬ ‫أنه قد كان للتقلبات المذكورة في أسعار النفط واإليرادات النفطية‬
‫اإلنفاق العام‪ ،‬ومن ثم على األداء االقتصادي الكلي‪ .‬إذ نالحظ –في هذا السياق‪ -‬أن تراكم الفوائض المالية‬
‫الذي رافق انتعاش أسعار النفط خالل سبعينات القرن الماضي وبداية الثمانينات‪ ،‬قد أدى إلى انتهاج سياسة‬
‫مالية توسعية‪ ،‬قادت إلى مستويات عالية من اإلنفاق العام‪ ،‬كان من الصعب التراجع عنها بعد االنهيار‬
‫والتراجع الذي شهدته أسعار النفط ‪-‬ومعها اإليرادات النفطية‪ -‬مع حلول النصف الثاني من عقد الثمانينات؛‬
‫ليدخل االقتصاد الجزائري بذلك مرحلة من الضعف والتراجع‪ ،‬و َسمتها االختالالت المالية واالقتصادية الهيكلية‬
‫التي قادته للجوء إلى المؤسسات المالية الدولية‪ ،‬وتبني حزمة من برامج اإلصالح االقتصادي والمالي‬
‫المقترحة والمفروضة من طرف هذه المؤسسات‪ ،‬الحتواء األوضاع وتصحيح االختالالت‪ ،‬التي تجلَّت أساسا‬
‫في عجز الموازنة العامة وارتفاع حجم الدين العام نتيجة تراكم الديون الخارجية؛ تدهور االستثمار العام‬

‫‌‬
‫ب‬
‫مقدمة عامة‬

‫وتراجع الناتج الداخلي الخام الحقيقي ومعدالت النمو االقتصادي‪ ،‬وارتفاع معدالت البطالة والتضخم‪.‬‬

‫مع حلول عقد التسعينات‪ ،‬وفي إطار اإلصالحات االقتصادية التي ُشرع في تنفيذها‪ ،‬من أجل تغيير نمط‬
‫تسيير االقتصاد‪ ،‬والتخفيف من تبعية السياسة المالية لإليرادات النفطية‪ ،‬تم تبني قانون اإلصالح الضريبي‬
‫عام ‪ ،1992‬مع تقليل تدخل الدولة في االقتصاد وفتح المجال للمبادرة الخاصة‪ ،‬بعد التخلي عن النهج‬
‫االشتراكي واالنتقال إلى العمل بنهج اقتصاد السوق‪ .‬غير أن أهم ما ميز هذه المرحلة هو تواصل ارتفاع‬
‫حجم الدين العام نتيجة ارتفاع المديونية الخارجية‪ ،‬وتبني الدولة لسياسة التطهير المالي للمؤسسات العاجزة؛‬
‫األمر الذي أسفر عن اختالل في المالية العامة للدولة‪ ،‬وأضفى ميزة عدم القدرة على التحمل الموازني‪ ،‬رغم‬
‫االتجاهات التقشفية المتشددة التي سلكتها السياسة المالية خالل أغلب فترات المرحلة المعنية‪ .‬ذلك قبل أن‬
‫تأتي فترة ما بعد اإلصالحات مصحوبة بنوع من الراحة المالية‪ ،‬التي أضفتها عودة أسعار النفط للتحسن‬
‫واالرتفاع التدريجي منذ الثالثي األخير للعام ‪ ،1999‬مما أعطى دفعا جديدا للسياسة المالية والنشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬تجسد من خالل إقرار مجموعة من البرامج اإلنفاقية االستثمارية التوسعية‪ ،‬التي كانت تهدف إلى‬
‫إنعاش االقتصاد ودعم وتحفيز النمو‪ ،‬والتي تجلت في برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي (‪ ،)2004-2001‬ثم‬
‫البرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي (‪ ،)2009-2005‬وبعده برنامج توطيد النمو االقتصادي (‪-2010‬‬

‫‪ .)2014‬وهي البرامج التي رافقها ارتفاع وتوسع كبير في اإلنفاق الحكومي االستثماري‪ ،‬وتحسن غير مسبوق‬
‫في معظم مؤشرات األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬ولعل أهمها تراجع حجم الدين العمومي نتيجة انخفاض‬
‫المديونية الخارجية‪ ،‬تحسن معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬وتراجع معدالت البطالة والتضخم‪.‬‬

‫من خالل التمعن في الحقائق التي يتضمنها الوصف المقدم أعاله بشأن تطورات االقتصاد الجزائري‪،‬‬
‫تتضح بجالء هشاشة هيكل هذا االقتصاد‪ ،‬وحالة التقلب والالّ إستقرار التي تكتنفه‪ ،‬نظير ارتباطه الوثيق‬
‫واعتماده الواسع على العائدات النفطية‪ ،‬التي تخضع لحركة وتقلبات أسعار النفط الواقعة تحت تأثير عديد‬
‫العوامل الخارجية‪ ،‬التي ال يملك صناع القرار وواضعي السياسات االقتصادية سلطة التحكم فيها‪ .‬فالتطورات‬
‫الموصوفة تُبدي تبعية وخضوع ق اررات السياسة االقتصادية عامةً‪ ،‬والسياسة المالية على وجه الخصوص‪،‬‬
‫ومن ثم األداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ ،‬للتقلبات في اإليرادات النفطية وأسعار النفط؛ األمر الذي لطالما‬
‫أدى إلى اختالل االستقرار االقتصادي الكلي‪ ،‬ومرور االقتصاد الجزائري بتقلبات عدة‪ ،‬رافقتها أوضاع تتراوح‬
‫بين حاالت االنكماش والركود وضعف أداء النمو االقتصادي من جهة‪ ،‬وبروز الضغوط التضخمية‬
‫ووضعيات الكساد التضخمي من جهة أخرى‪.‬‬

‫ضمن اإلطار الموصوف‪ ،‬جاءت الدراسة الحالية لتسلط الضوء على نوع ومقدار اآلثار التي تخلفها‬

‫‌‬
‫ت‬
‫مقدمة عامة‬

‫الصدمات في أسعار النفط والصدمات الناتجة عن إجراءات وتدابير السياسة المالية المرافقة لها‪ ،‬على‬
‫توجهات وسلوك المتغيرات األساسية لألداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ ،‬معتمدين في ذلك –على غرار ما‬
‫جاء في الكثير من األدبيات التطبيقية التي اهتمت بالموضوع‪ -‬على أساليب وأدوات القياس االقتصادي‬
‫والتحليل الكمي‪ ،‬التي توفرها وتتيحها مقاربة النمذجة غير الهيكلية (‪ .(Non-Structural Modeling‬وبالتحديد‬
‫على تقنيات ووسائل التحليل التي تقدمها "مقاربة أنظمة أشعة االنحدارات الذاتية‪Vector Autoregressions -‬‬

‫‪ ،"Systems Approach‬التي تعد أهم مقاربات النمذجة غير الهيكلية‪ ،‬والتي شكلت –منذ أن تم تقديمها ألول‬
‫مرة من طرف الباحث واالقتصادي "‪ "C.A. Sims‬عام ‪ –1980‬وسيلة قياسية وأداةً كمية مالئمة‪ ،‬لتحليل‬
‫العالقات والتفاعالت الديناميكية بين المتغيرات االقتصادية‪ ،‬في مختلف الدراسات واألبحاث التطبيقية التي‬
‫تهدف إلى وصف وتحليل البيانات‪ ،‬إنتاج تنبؤات حول ظاهرة معينة‪ ،‬أو تحليل السياسات االقتصادية‪ .‬إذ‬
‫تملك أدوات مقاربة النمذجة المذكورة‪ ،‬القدرة على تقديم الوصف الصحيح‪ ،‬والشامل‪ ،‬والدقيق‪ ،‬للهيكل‬
‫الديناميكي الحقيقي للعالقات السائدة بين متغيرات النظام االقتصادي المدروس‪ ،‬بتفاديها لقيود التمييز التي‬
‫تعكس محتوى وتوجه مختلف النظريات االقتصادية‪ ،‬فاسحة المجال للمعطيات والبيانات للتعبير عن الواقع‪.‬‬

‫أساسا حول تحديد وقياس‬


‫ً‬ ‫استنادا إلى ما سبق‪ ،‬تتبلور إشكالية البحث‪ ،‬وتظهر مالمحها التي تتمحور‬
‫درجة مساهمة صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية –النوعية والهيكلية‪ -‬في التقلبات التي يشهدها‬
‫األداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ ،‬وكذا تحديد األهمية النسبية للصدمات المذكورة في تفسير التقلبات التي‬
‫تشهدها المتغيرات األساسية لألداء االقتصادي الكلي‪ .‬إضافةً إلى رصد استجابة المتغيرات المعنية تجاه‬
‫الصدمات محل االهتمام‪ ،‬بعد دراسة وتحليل اتجاهات عالقات السببية بين متغيرات النظام محل الدراسة‪.‬‬
‫وكل ذلك ضمن إطار ومنهج النمذجة غير الهيكلية‪ ،‬وباالعتماد على األدوات الكمية والقياسية التي تتيحها‬
‫مقاربة نماذج "‪ ،"VAR‬التي تتيح للبيانات حرية التعبير التلقائي عن نوع وشدة اآلثار التي تخلفها الصدمات‬
‫في أسعار النفط وفي أدوات السياسة المالية على المتغيرات االقتصادية الكلية المعنية‪ ،‬ممثلة بالمتغيرات‬
‫األساسية لألداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ .1‬ويمكن صياغة هذه اإلشكالية في السؤال الجوهري التالي‪:‬‬

‫"وفق منهج ومنظور مقاربة النمذجة غير الهيكلية‪ ،‬وباالعتماد على أدوات وتقنيات هذ المقاربة؛ ما مدى‬
‫تأثير ومساهمة ٌّ‬
‫كل من صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية المرافقة لها في تحديد اتجاهات‬
‫وسلوك المتغيرات األساسية لألداء االقتصادي الكلي في الجزائر؟‪ ،‬وما هو شكل ومقدار استجابة المتغيرات‬
‫المعنية تجاه الصدمات محل االهتمام؟"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪What The Data Say About The Macroeconomic Effects of Oil Prices and Fiscal Policy Shocks in Algeria?.‬‬

‫‌‬
‫ث‬
‫مقدمة عامة‬

‫ُبغية اإلحاطة واإللمام بحيثيات الموضوع‪ ،‬تَوجَّب معالجة اإلشكالية الرئيسية من خالل اإلحاطة بجوانب‬
‫األسئلة الفرعية‪ ،‬التي يمكن إيجازها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬ما هي أبرز المحطات التاريخية التي شهدتها أسعار النفط ؟؛ ما هي أهم العوامل المسؤولة عن تذبذب‬
‫وتقلب أسعار الخام في السوق العالمية وفق األبيات االقتصادية النظرية والتطبيقية؟‪ ،‬وما هو األساس‬
‫واإلطار النظري‪ ،‬واألدلة والحقائق التجريبية بشأن العالقة بين أسعار النفط واألداء االقتصادي الكلي؟‪.‬‬
‫ِّ‬
‫المصدرة للنفط في ظل الوفرة النفطية وتقلبات أسعار‬ ‫‪ .2‬ماهي أهم التحديات التي تواجه اقتصاديات البلدان‬
‫الخام؟؛ ما هو واقع اقتصاديات هذه البلدان ‪-‬وضمنها االقتصاد الجزائري‪ -‬من أطروحة مفارقة الوفرة‬
‫‪ (Paradox‬ولعنة الموارد )‪(Resource Curse‬؟‪ ،‬وماهي الدعائم النظرية واإلطار التجريبي‬ ‫)‪of Plenty‬‬

‫لألطروحة األخيرة‪ ،‬ضمن اقتصاديات البلدان المذكورة؟‪.‬‬


‫‪ .3‬ماهي أهم المبادئ النظرية واألسس الفكرية للسياسة المالية باعتبارها إحدى أهم أدوات السياسة‬
‫االقتصادية الكلية؟؛ كيف تطور دور وأهمية السياسة المعنية ضمن مختلف المقاربات االقتصادية‬
‫الكلية؟‪ ،‬وما هي الخلفية النظرية والحقائق واإلثباتات التجريبية بشأن اآلثار االقتصادية الكلية لهذه‬
‫السياسة ضمن األدبيات االقتصادية؟‪.‬‬
‫‪ .4‬ما هي أهم المعالم والخصائص المميزة للسياسة المالية في اقتصاديات البلدان المصدرة للنفط؟؛ كيف‬
‫تستجيب السياسة المالية في البلدان النفطية لصدمات وتقلبات أسعار النفط؟‪ ،‬وما هي أهم التحديات‬
‫والقضايا الرئيسية التي تواجه هذه السياسة –على المديين القصير والبعيد‪ -‬في مجموعة البلدان المعنية‬
‫نتيجة التبعية للعائدات واإليرادات النفطية؟‪.‬‬
‫‪ .5‬ما هو واقع السياسة المالية والمؤشرات األساسية لألداء االقتصاد الكلي في الجزائر‪ ،‬في ظل حركة‬
‫وتقلبات أسعار النفط؟‪ ،‬وهل يمكن القول أن هذه السياسة تمثل آليةً انتشار أساسية )‪Propagation‬‬

‫‪ ،(Mechanism‬وقناة هامة )‪ (Transmision Chanel‬النتقال آثار صدمات أسعار النفط إلى األداء‬
‫االقتصادي الكلي في الجزائر‪ ،‬على غرار ما تم إثباته في عديد البلدان المصدرة للنفط؟‪.‬‬
‫‪ .6‬إلى أي مدى يمكن اعتبار الصدمات والتقلبات في أسعار النفط بمثابة السبب الرئيسي لتقلبات األداء‬
‫االقتصادي الكلي في الجزائر؟؛ إلى أي حد تتأثر السياسة المالية في االقتصاد الجزائري بحركة وتقلبات‬
‫أسعار النفط؟‪ ،‬وهل تؤدي هذه السياسة دو ار في التخفيف من حدة اآلثار السلبية‪ ،‬ومعالجة واحتواء‬
‫األوضاع االقتصادية بعد الصدمات النفطية‪ ،‬أم أنها تكون عديمة الفعالية ومسايرة لتقلبات الدورة‬
‫االقتصادية (دورية‪) Procyclical-‬؟‪.‬‬

‫‌‬
‫ج‬
‫مقدمة عامة‬

‫يمكن ضمنيا تلخيص جميع التساؤالت السابقة من الناحية القياسية للبحث في التساؤل التالي‪:‬‬

‫‪ ‬ضمن اإلطار التطبيقي‪-‬التجريبي لمقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪ ،"VAR‬وباالعتماد على‬
‫أدوات وتقنيات هذه المقاربة –باعتبارها أهم مقاربات النمذجة غير الهيكلية‪ -‬ما هو نوع ومقدار التأثير‬
‫الذي تمارسه صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية على المتغيرات األساسية لألداء‬
‫االقتصادي الكلي في الجزائر؟‪ ،‬وما هي آليات مختلف العالقات الديناميكية السائدة بين متغيرات النظام‬
‫األساسي محل الدراسة؟‪.‬‬

‫‪ ‬فرضيات البحث‪:‬‬

‫لمعالجة األسئلة السابقة‪ ،‬وتقصي ومعرفة ما ورائها‪ ،‬ننطلق من الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تتسم حركة أسعار النفط بالالّ إستقرار وحدة التقلب‪ ،‬نتيجة تداخل وتفاعل مجموعة متنوعة من العوامل‪،‬‬
‫بينما يكون للتقلبات والصدمات في هذه األسعار أث ار جليا على األداء االقتصادي الكلي القتصاديات‬
‫البلدان المصدرة للنفط ‪-‬ومن بينها الجزائر‪ -‬إذ تنعكس التقلبات والصدمات المذكورة بشكل مباشر وغير‬
‫مباشر على اتجاهات وسلوك متغيرات األداء االقتصادي الكلي‪.‬‬
‫‪ .2‬تميل االقتصاديات النفطية –على غرار جل االقتصاديات الغنية بالموارد‪ -‬إلى النمو بصورة أبطأ‪ ،‬مقارنة‬
‫بنظيرتها التي تفتقر للموارد الطبيعية وال تتوفر على القدر اليسير منها‪ ،‬إذ توجد عالقة ارتباط سلبي بين‬
‫وفرة الموارد –على غرار الموارد النفطية‪ -‬وأداء النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ .3‬تؤثر صدمات أسعار النفط على األداء االقتصادي الكلي للبلدان المصدرة للنفط‪ ،‬عبر العديد من قنوات‬
‫وميكانيزمات االنتقال‪ .‬بينما تعد السياسة المالية من بين أهم القنوات والميكانيزمات التي تؤثر من خاللها‬
‫أسعار النفط على األداء االقتصادي الكلي في مجموعة البلدان المذكورة (ومن بينها الجزائر)؛ كما تُعتبر‬
‫هذه السياسة من أهم األدوات المتاحة أم صناع القرار‪ ،‬لمعالجة األوضاع االقتصادية بعد االختالالت‬
‫الناجمة عن الصدمات في أسعار النفط‪.‬‬
‫‪ .4‬تتوقف فعالية السياسات المالية للدولة على طرق تمويل اإلنفاق الحكومي‪ ،‬ومصادر الحصول على‬
‫اإليرادات العامة‪ ،‬لذا تتأثر السياسة المالية في الجزائر –على غرار باقي االقتصاديات المصدرة للنفط‪-‬‬
‫المحدد‬ ‫ٍ‬ ‫إلى ٍّ‬
‫حد بعيد بأوضاع سوق النفط العالمية‪ .‬وبعبارة أخرى تُعتبر حركة أسعار النفط بمثابة ُ‬
‫األساسي لق اررات السياسة المالية في الجزائر‪ ،‬بتحكمها في اإليرادات المالية‪.‬‬
‫‪ .5‬تمارس السياسات المالية التوسعية في الجزائر‪ ،‬نوعا من اآلثار الكينزية فيما يتعلق بتأثيرها على النشاط‬

‫‌‬
‫ح‬
‫مقدمة عامة‬

‫الحقيقي‪ ،‬إذ غالبا ما يؤدي انتهاج سياسة مالية توسعية من خالل زيادة اإلنفاق الحكومي –على سبيل‬
‫المثال‪ -‬إلى ارتفاع الطلب الكلي‪ ،‬ومن ثم زيادة اإلنتاج وتحسن نمو الناتج بفعل أثر المضاعف‪.‬‬
‫‪ .6‬تنبع التحديات التي تواجه السياسة المالية في اقتصاديات البلدان المنتجة للنفط من واقع كون العائدات‬
‫واإليرادات النفطية قابلة لالستنزاف والنضوب‪ ،‬تخضع للتقلبات إذ تحكمها عوامل خارجية ال يملك‬
‫واضعي السياسات سلطة التحكم فيها‪ ،‬ويكتنفها الاليقين في ظل الال إستقرار الذي يميز أسعار النفط؛‬
‫بينما تكون هذه التحديات أصعب كلما زادت حصة اإليرادات النفطية ضمن إجمالي اإليرادات العامة‪.‬‬
‫‪ .7‬تمثل الصدمات في متغيرة سعر النفط‪ ،‬ثم الصدمات في متغيرات السياسة المالية‪ ،‬بداية ديناميكية التأثير‬
‫المتبادل بين متغيرات النظام محل الدراسة‪ .‬بينما يمكن ‪-‬في ظل حيادية ومصداقية البيانات اإلحصائية‬
‫المعتمد عليها‪ -‬تقديم الوصف الشامل والدقيق لمختلف العالقات والتفاعالت الديناميكية السائدة بين‬
‫متغيرات النظام األساسي المحدد‪ ،‬من خالل محاكاة الهيكل الديناميكي للنموذج القياس اقتصادي المقدر‪.‬‬

‫‪ ‬أهمية البحث‪:‬‬

‫لطالما شكلت التنمية االقتصادية إحدى االهتمامات الكبرى للبلدان المتقدمة والنامية على حد سواء‪ ،‬غير‬
‫أن هذه القضية الزالت تولى باهتمام بالغ لدى مجموعة البلدان األخيرة‪ ،‬باعتبار أنها تمثل خيا ار حتميا‬
‫للخروج من معضلة التخلف االقتصادي؛ بينما عمدت مجموعة البلدان المعنية –وفق هذا المنطلق‪ -‬إلى‬
‫حشد وتعبئة كل مواردها المتاحة‪ ،‬لبلوغ هذا الهدف االستراتيجي واللحاق بركب المتقدمين‪ ،‬متبنية في ذلك‬
‫استراتيجيات متباينة‪ ،‬ومنتهجة مناهج متعددة بغية الوصول إلى االستراتيجية المثلى والكفيلة بتحقيق هدفها‪.‬‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬تنبع أهمية الدراسة الحالية من الدور الذي تضطلع به أسعار النفط والسياسة المالية‪،‬‬
‫باعتبارهما المحرك الرئيسي للتنمية االقتصادية واالجتماعية في البلدان المصدرة للنفط؛ إذ تسلط الدراسة‬
‫تنجم عن صدمات أسعار النفط –باعتبارها المحدد‬
‫الضوء على أهم اآلثار االقتصادية الكلية التي يمكن أن ُ‬
‫الرئيسي للعائدات النفطية ومن ثم لإليرادات العامة للدولة‪ -‬وكذا صدمات السياسة المالية‪ ،‬في و ٍ‬
‫احد من أهم‬
‫االقتصاديات المصدرة للنفط‪ ،‬متمثال في االقتصاد الجزائري‪ ،‬وذلك باالعتماد على مقار ٍ‬
‫بة كمية في تحليل‬
‫األوضاع االقتصادية عقب الصدمات في أسعار النفط وفي إجراءات السياسة المالية‪ ،‬تعتمد على منهج‬
‫النمذجة غير الهيكلية‪ ،‬الذي نعتقد أنه يوفر إطا ار أكثر مالئمة للتحليل والكشف عن ديناميكية الظواهر‬
‫االقتصادية‪ .‬وذلك ألننا نعتقد أن المعرفة المسبقة باآلثار الحقيقية المترتبة عن الصدمات محل االهتمام‪،‬‬
‫سوف تساهم دون شك في توجيه السياسة االقتصادية للدولة بشكل عام‪ ،‬والسياسة المالية على وجه‬

‫‌‬
‫خ‬
‫مقدمة عامة‬

‫الخصوص‪ ،‬بما يتوافق وتوفير الظروف المالئمة لكبح اآلثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن الصدمات محل‬
‫االهتمام‪ ،‬ومن ثم تحقيق أهداف التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ ‬أهداف البحث‪:‬‬

‫نتطلع ونعمد من خالل هذه الدراسة إلى بلوغ جملة من األهداف‪ ،‬نورد بعضها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬محاولة إبراز المكانة التي يكتسيها النفط في االقتصاد الجزائري‪ ،‬وتبعية ق اررات السياسة االقتصادية‬
‫ألوضاع سوق النفط ‪ ،‬واتجاهات األسعار في هذه السوق‪ ،‬وما يمكن أن يؤدي إليه استمرار هذا الوضع‬
‫من عواقب على مستقبل أداء االقتصاد الوطني‪ ،‬في ظل تذبذب أسعار هذا المورد وعدم استقرار أسواقه‪.‬‬
‫‪ .2‬محاولة تقييم مدى تبعية إجراءات وتدابير السياسة المالية لحركة وتقلبات أسعار النفط‪ ،‬ومن ثم تقييم‬
‫الدور الذي يمكن أن تؤديه هذه السياسة كقناة انتقال تؤثر من خاللها صدمات أسعار النفط على األداء‬
‫االقتصادي الكلي الجزائري من جهة؛ ومحاولة الفصل في إمكانية اللجوء إلى السلطة المالية‪ ،‬لمعالجة‬
‫االختالالت االقتصادية واستعادة والتوازن االقتصادي بعد الصدمات في أسعار النفط‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬محاولة الفصل في كيفية ونمط استجابة المتغيرات األساسية لألداء االقتصادي الكلي في الجزائر تجاه‬
‫الصدمات الناتجة عن أسعار النفط واجراءات وتدابير السياسة المالية‪.‬‬
‫الم َّ‬
‫حدد‪،‬‬ ‫‪ .4‬محاولة الكشف عن شبكة العالقات والتفاعالت الديناميكية السائدة بين متغيرات النظام األساسي ُ‬
‫وتحديد اتجاهات عالقات السببية فيما بينها‪ ،‬مع التركيز على قياس وتكميم درجة ونسبة مساهمة ٌّ‬
‫كل من‬
‫صدمات أسعار النفط وكذا صدمات السياسة المالية‪ ،‬في تفسير التقلبات التي تشهدها متغيرات األداء‬
‫االقتصادي الكلي األساسية في االقتصاد الجزائري‪ .‬وبعبارة أدق‪ ،‬محاولة تحديد موقع الصدمات محل‬
‫االهتمام‪ ،‬من مصادر التقلبات التي تمس المتغيرات األساسية لألداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪.‬‬

‫‪ ‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫في مقدمة األسباب واالعتبارات الموضوعية التي دفعتنا إلى اختيار الموضوع محل الدراسة كموضوع‬
‫للبحث‪ ،‬يأتي االرتباط الوثيق واالعتماد الواسع لالقتصاد الجزائري على اإليرادات والعائدات النفطية باعتبارها‬
‫المصدر األساسي للدخل الوطني‪ ،‬العملة األجنبية‪ ،‬واإليرادات العامة؛ ذلك فضال عن ندرة الدراسات المحلية‬
‫التي تناولت تقييم وتحليل آثار تقلبات وصدمات أسعار النفط على األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬ضمن نظام‬
‫متغيرات يتضمن –إلى جانب متغيرة سعر النفط ومتغيرات األداء االقتصادي الكلي‪ -‬متغيرات السياسة‬

‫‌د‬
‫مقدمة عامة‬

‫االقتصادية (كالسياسة المالية على سبيل المثال)؛ في الوقت الذي يعد فيه الجمع والمزج بين هذه التوليفة من‬
‫المتغيرات ضمن نفس النظام إلى جانب متغيرة سعر النفط‪ ،‬ضروريا لرصد مختلف اآلثار المباشرة وكذا غير‬
‫المباشرة‪ ،‬التي يمكن أن تتربت عن الصدمات في أسعار النفط‪ ،‬خاصة إذ أخذنا بعين االعتبار اإلطار‬
‫العملي للمقاربة القياسية المعتمدة‪ ،‬متمثلة في مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪ ،"VAR‬باعتبارها‬
‫إحدى أهم التقنيات الكمية التي تقدمها مقاربة النمذجة غير الهيكلية‪.‬‬

‫عالوة على ما سبق‪ ،‬فإن تضارب نتائج الدراسات التطبيقية ذات الصلة بالموضوع –والمطبقة على‬
‫مختلف اقتصاديات العالم‪ُ -‬يملي علينا ويدفع بنا إلى محاولة الوصول إلى حقائق تجريبية أو تطبيقية تُفضي‬
‫إجماع حول طبيعة تأثير صدمات أسعار النفط‪ ،‬والصدمات النوعية أو الهيكلية في إجراءات وتدابير‬
‫ٍ‬ ‫إلى‬
‫السياسة المالية‪ ،‬على المتغيرات األساسية لألداء االقتصادي الكلي في الجزائر؛ بينما نجد –في هذا الصدد‪-‬‬

‫أن اعتماد منهج ومنظور النمذجة غير الهيكلية‪ ،‬من شأنه أن يمنح البيانات المستخدمة حرية التعبير التلقائي‬
‫ٍ‬
‫شروط ُمسبقة‪.‬‬ ‫عن حقيقة وواقع العالقات السائدة بين متغيرات النظام محل الدراسة‪ ،‬وذلك دون أية قيود أو‬

‫‪ ‬المنهج المعتمد‪:‬‬

‫تعتمد األبحاث العلمية على مناهج تفرضها شروط كثيرة أهمها طبيعة إشكالية البحث؛ لذلك فإنه وبالنظر‬
‫سنتعمد المزج بين‬
‫َّ‬ ‫للطابع التطبيقي‪-‬التحليلي للدراسة‪ ،‬ولغرض اإلحاطة بمختلف جوانب الموضوع‪ ،‬فإننا‬
‫المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وكذا المنهج التاريخي‪ ،‬حين يستدعي األمر سرد الوقائع التاريخية ومحاولة‬
‫تفسيرها من خالل ربط األسباب بالنتائج‪ .‬ذلك باإلضافة إلى اعتماد المنهج االستقرائي واالستنباطي‪،‬‬
‫الموظِّف ألدوات القياس الكمي‪-‬متمثلةً في أدوات القياس االقتصادي التي توفرها مقاربة النمذجة غير‬
‫الهيكلية‪ -‬لغرض إعطاء تصور لحقيقة هيكل العالقات السائدة بين متغيرات النظام األساسي المحدد‪ ،‬وكذا‬
‫محاولة قياس وتكميم حجم واتجاهات اآلثار التي يمكن أن تترتب عن الصدمات في أسعار النفط وفي‬
‫إجراءات وتدابير السياسة المالية على األداء االقتصادي الكلي لالقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫‪ ‬حدود البحث‪:‬‬

‫تتعلق حدود الدراسة الحالية بتناول الموضوع الذي تعالجه ضمن إطارين‪ ،‬أحدهما مكاني واآلخر زماني‪.‬‬
‫فيما يتعلق باإلطار المكاني‪ ،‬ارتأينا أن تتم معالجة اإلشكالية التي تطرحها الدراسة واسقاطها على واقع‬
‫االقتصاد الجزائري‪ .‬في حين ُحددت الفترة (‪ )2014-1970‬كإطار زمني للدراسة‪ ،‬وذلك باعتبار أنها تتضمن‬

‫‌ذ‬
‫مقدمة عامة‬

‫بالنسبة لكل من حركة أسعار النفط‪ ،‬وتوجهات واجراءات السياسة المالية؛ وتشمل‬
‫عديد الدورات االقتصادية ّ‬
‫الرخاء االقتصادي‪ ،‬التي غالبا ما تتزامن مع فترات انتعاش أسعار النفط‪ ،‬مع ما يمكن أن‬ ‫ٌّ‬
‫كل من فترات ّ‬
‫يرافقها من سياسات مالية توسعية؛ وكذا فترات ِّ‬
‫الضيق واالنكماش االقتصادي المتزامنة مع فترات تراجع‬
‫أسعار النفط‪ ،‬مع ما يمكن أن يرافقها من إنكماشات في السياسة المالية‪ .‬فبإلقاء نظرة بسيطة على الوقائع‬
‫ٍ‬
‫تذبذبات كبيرة في أسعار النفط‪،‬‬ ‫االقتصادية التي شهدتها الفترة محل الدراسة‪ ،‬نجد أنها كانت شاهدة على‬
‫وبالمقابل شهدت مرور االقتصاد الجزائري بمراحل مختلفة‪ ،‬تماشيا مع تطور الظروف الخارجية والمحلية‪.‬‬

‫‪ ‬صعوبات البحث‪:‬‬

‫على غرار ما يحدث مع كل الباحثين‪ ،‬واجهتنا العديد من الصعوبات والمشاكل‪ ،‬نورد أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬ندرة وعدم توفر اإلحصائيات والبيانات الالزمة‪ ،‬حيث يتسم االقتصاد الجزائري بضيق قاعدة البيانات‬
‫المتاحة‪ ،‬خاصة منها البيانات منخفضة التردد (الشهرية‪ ،‬والفصلية)‪.‬‬
‫‪ .2‬تباين اإلحصائيات واختالفها من مصدر آلخر‪ ،‬سواء تعلق األمر بالمصادر المحلية أو الدولية‪.‬‬
‫‪ .3‬صعوبة الحصول على بعض المقاالت العلمية ذات الصلة بالموضوع‪ ،‬وخاصة الحديثة منها‪.‬‬
‫‪ .4‬تشعب وتداخل المحاور ذات الصلة بموضوع البحث‪.‬‬

‫‪ ‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫على حد علمنا‪ ،‬فإنه –وخاصة على المستوى المحلي‪ -‬لم يسبق تناول ودراسة اآلثار االقتصادية الكلية‬
‫لكل من صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية بشكل آني مباشر‪ .‬غير ذلك‪ ،‬نرى –من ناحية‬
‫أخرى‪ -‬أن الموضوع الذي نحن بصدد معالجته يتضمن شقين رئيسين؛ يتعلق األول منهما بدراسة اآلثار‬
‫االقتصادية الكلية لصدمات أسعار النفط‪ ،‬بينما يتعلق الشق الثاني بدراسة وتحليل اآلثار االقتصادية الكلية‬
‫كم هائل من الدراسات التي تناولت موضوع تأثير صدمات‬
‫لصدمات السياسة المالية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬هناك ٌّ‬
‫أسعار النفط على متغيرات األداء االقتصادي الكلي‪ .‬إذ أنه‪ ،‬ومنذ منتصف سبعينات القرن الماضي تم‬
‫تسجيل ارتباطات ُملفتة للنظر بين حركة أسعار النفط وتقلبات النشاط االقتصادي في مختلف اقتصاديات‬
‫بلدان العالم؛ حيث أصبح عديد الخبراء االقتصاديين ينظرون إلى حركات هذه األسعار على أنها المصدر‬
‫األساسي واألهم لتقلبات الدورة االقتصادية‪ ،‬وعديد الدراسات التطبيقية أثبتت أن صدمات أسعار النفط كانت‬
‫تُتبع دائما بأزمات اقتصادية عالمية عنيفة‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪ُ ،‬بذلت الكثير من الجهود من أجل دراسة وتحليل‬

‫‌ر‬
‫مقدمة عامة‬

‫اآلليات والميكانيزمات التي تؤثر من خاللها صدمات أسعار النفط على األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬وقياس‬
‫وتكميم اآلثار التي يمكن أن تخلفها هذه الصدمات على النشاط االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬فإنه وبالنظر إلى كوننا سنخصص جزءا من الدراسة لعرض وتقديم مسح لألدبيات‬
‫التطبيقية التي تناولت العالقة بين حركة أسعار النفط واالقتصاد الكلي‪ ،‬فإننا سنكتفي في هذا المحل بتقديم‬
‫لمحة بسيطة عن هذه األدبيات‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬نجد أن الدراسات النظرية األولية (على غرار دراسات‬
‫‪ Pierce‬و‪)1974( Enzler‬؛ ‪ Bruno‬و‪ ))1982( Sachs‬قد ركزت على قنوات صدمات العرض وتعديالت‬
‫الطلب التقليدية؛ بينما قامت أولى الدراسات التجريبية (على غرار ‪ Rasche‬و‪ ،)(1977 a,b( Tatom‬على‬
‫تقدير انحدارات إجمالي الناتج المحلي )‪ (GDP‬على متغيرة سعر النفط والعديد من المتغيرات األخرى‪ .‬بعدها‬
‫جاءت دراسات تجريبية َّ‬
‫عدة‪ُ ،‬معتمدةً على أساليب اقتصادية قياسية مختلفة‪ ،‬الختبار العالقة النظرية بين‬
‫حالة االقتصاد الكلي وحركة أسعار النفط في مختلف بلدان العالم‪ ،‬أين ركزت معظم الدراسات اهتمامها على‬
‫تحليل العالقة المعنية بالنسبة لالقتصاد األمريكي وباقي اقتصاديات بلدان منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‬
‫محدودا فيما يتعلق بالبلدان النامية‪ ،‬وخاصة منها المصدرة للنفط‪.1‬‬
‫ً‬ ‫)‪ ،(OECD‬بينما بقي عدد هذه الدراسات‬

‫منذ األعمال األساسية لـ ‪ ،)1983( Hamilton‬و‪ Burbidge‬و‪)1984( Harrison‬؛ تم تعريف عالقات سببية‬
‫–وفق مفهوم ‪ -Granger‬تتجه من أسعار النفط نحو المتغيرات االقتصادية الكلية األمريكية على غرار إجمالي‬
‫الناتج المحلي )‪ ،(GDP‬البطالة‪ ،‬والتضخم؛ في حين تم إجراء عدد أقل من الدراسات بالنسبة للبلدان األخرى‪،‬‬
‫مقارنة بعدد الدراسات المتعلقة باالقتصاد األمريكي‪ .‬ومن أهم تلك الدراسات نجد –على سبيل المثال‪-‬‬

‫المتحصل‬
‫أعمال ‪ ،)1994( Mork et al‬و‪ Jiménez-Rodríguez‬و‪ ،)2005( Sánchez‬الذين أثبتوا أن النتائج ُ‬
‫أيضا على اقتصاديات كل من اليابان‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬كندا‪،‬‬
‫عليها بالنسبة لالقتصاد األمريكي‪ ،‬كانت تنطبق ً‬
‫المملكة المتحدة‪ ،‬والنرويج (مع تأثير إيجابي لتغيرات أسعار النفط على مستوى الناتج بالنسبة للنرويج)‪ ،‬بينما‬
‫قام ‪ )2001( Papapetrou‬بتحليل أثر مؤشر أسعار االستهالك الخاص بالمنتجات النفطية على االقتصاد‬
‫المنتجات الصناعية‪،‬‬
‫اليوناني‪ ،‬وتوصل إلى وجود عالقة سببية تتجه من أسعار النفط نحو كل من أسعار ُ‬
‫العمالة وأسعار األسهم المالية‪.2‬‬

‫بالرغم من تركيز أغلب الد راسات واألبحاث على تحليل آثار صدمات أسعار النفط على االقتصاديات‬
‫المستوردة للنفط‪ ،‬إال أنه قد ظهرت حديثا بعض الد ارسات التي اهتمت باختبار آثار تغيرات أسعار‬
‫الصناعية ُ‬
‫‪‌ 1‬تفاصيل‌أدق‌وأفر‌ضمن‪- Jones. D.W., and P.N. Leiby. (1996), "The Macroeconomic Impacts of Oil Price Shocks: A ‌:‬‬
‫‪Review of Literature and Issues", Oak Ridge National Laboratory, September, 33 p.‬‬
‫‪‌2‬لتقديم‌أكثر‌تفصيالً‪‌،‬أنظر‪‌:‬سلسلة‌العروض‌)‪‌(Series of Reviews‬المقدمة‌من‌طرف‌‪‌Jones‬و‪‌،)1996(‌Leiby‬و‪‌.)2004(‌Jones et al‬‬

‫‌ز‬
‫مقدمة عامة‬

‫المصدرة لهذا المورد‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬أظهر ‪Eltony‬‬
‫ّ‬ ‫النفط على االقتصاد الكلي للبلدان‬
‫و‪ )2001( Al-Awadi‬أن تقلبات أسعار النفط تعد مسؤولة عن نسبة معتبرة من التقلبات التي تشهدها‬
‫المغيرات االقتصادية الكلية في الكويت‪ ،‬كما أثبتت نتائج دراستهما أهمية صدمات أسعار النفط في التأثير‬
‫على متغيرة اإلنفاق الحكومي‪ ،‬التي تمثل المحدد األهم لمستوى النشاط االقتصادي؛ إذ بين الباحثان في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬أن السياسة المالية تكون أكثر فعالية من السياسة النقدية في تحفيز النشاط االقتصادي الكلي عقب‬
‫الصدمات النفطية‪ .‬بينما وجد ‪ Mehrara‬و‪ )2007( Oskoui‬أن تقلبات أسعار النفط تمثل المصدر األهم‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬
‫وبدرجة أقل بالنسبة للكويت واندونيسيا‪ .‬وقد فسر‬ ‫للتقلبات االقتصادية الكلية في كل من إيران والسعودية‪،‬‬
‫الباحثان هذه النتيجة بقدرة االقتصاد الكويتي على التأقلم مع صدمات أسعار النفط‪ ،‬من خالل اللجوء إلى‬
‫صناديق االدخار واالستقرار‪ ،‬واإلصالحات الهيكلية المناسبة؛ بينما تساعد السياسات المالية المالئمة في‬
‫إندونيسيا –وفقهما‪ -‬على تفادي االختالالت االقتصادية الهيكلية‪ ،‬وتسمح بتحقيق نمو اقتصادي أسرع وأوسع‪،‬‬
‫بعيدا عن قطاع الصناعات االستخراجية الذي يتضمن الصناعة النفطية‪.‬‬
‫ً‬
‫بالنسبة لالقتصاد الجزائري‪ ،‬حاول جمعة رضوان (‪ )2007‬تقدير حجم وكيفية تأثير تطورات األسعار‬
‫العالمية للنفط على الواردات الجزائرية خالل الفترة (‪ ،)2004-1970‬ليتوصل إلى نتيجة تفيد بوجود عالقة‬
‫طردية بين أسعار النفط والواردات‪ .‬بينما ركز العمري علي (‪ ،)2008‬اهتمامه على تقدير تأثيرات تطورات‬
‫أسعار الخام على النمو االقتصادي في الجزائر‪ ،‬وقد توصل –هو اآلخر‪ -‬إلى وجود عالقة طردية بين‬
‫تغيرات أسعار النفط الخام والتغيرات التي تحدث في إجمالي الناتج المحلي في الجزائري‪ .‬ذلك قبل أن يقوم‬
‫بوعوينة مولود (‪ ،)2010‬بدراسة العالقة بين أسعار النفط وبعض المتغيرات االقتصادية الكلية (الناتج المحلي‬
‫الخام‪ ،‬اإليرادات الكلية‪ ،‬الواردات) في الجزائر باالعتماد على مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية‬
‫"‪ ،"VAR‬وباستخدام عينة بيانات تتكون من (‪ )39‬مشاهدة تمتد على طول الفترة (‪)2008-1970‬؛ ليجد ‪-‬وفق‬
‫نتائج اختبارات السببية حسب ‪ Granger‬وتحليل دوال االستجابة‪ -‬أن أسعار النفط تؤثر بصفة غير مباشرة‬
‫تمارس تأثيرات مباشرة وغير‬
‫ُ‬ ‫–من خالل متغيرة الواردات‪ -‬على الناتج الداخلي الخام (عالقة طردية)‪ ،‬بينما‬
‫مباشرة على متغيرة اإليرادات الكلية (عالقة طردية)‪ ،‬أما النتيجة التي اعتبرها الباحث غير منطقية ‪-‬في حالة‬
‫المثبتة بين أسعار النفط وقيمة الواردات‪.‬‬
‫االقتصاد الجزائري‪ -‬فتتعلق بالعالقة العكسية ُ‬
‫لباني يسمينة (‪ ،)2009‬اهتمت بتقدير انعكاسات تغيرات أسعار النفط على االقتصاد الجزائري‪ .‬وفي هذا‬
‫الصدد‪ ،‬أثبتت نتائج المحاكاة وفق نموذج التوازن العام القابل للحساب –باعتبار السنة (‪ )2002‬كسنة‬
‫مرجعية‪ -‬أن ارتفاع حجم اإليرادات الجبائية الناتج عن ارتفاع أسعار النفط أدى إلى التبعية التامة لقطاع‬

‫‌‬
‫س‬
‫مقدمة عامة‬

‫المحروقات وعدم تشجيع اإلنتاج في باقي القطاعات‪ ،‬كقطاع الفالحة الذي كان من بين القطاعات المتضررة‬
‫بانخفاض إنتاجه وقيمته المضافة‪ .‬كما أظهرت النتائج أن ارتفاع أسعار النفط يؤدي إلى تراجع معدالت‬
‫البطالة‪ ،‬مع ارتفاع الدخل واالدخار للوحدات االقتصادية‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة االستهالك والطلب‬
‫االستثماري‪ ،‬الذي يؤدي بدوره إلى زيادة قيمة الواردات وانخفاض الصادرات من جميع أنواع المنتجات‪،‬‬
‫ليؤدي كل هذا إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار‪ .‬من ٍ‬
‫جهة أخرى‪ ،‬كشفت نتائج المحاكاة أن انخفاض أسعار‬
‫النفط –في ظل فرضية عدم إمكانية االقتراض من الخارج‪ -‬يؤدي إلى نتائج معاكسة تماما للنتائج المتحصل‬
‫عليها في حالة ارتفاع األسعار‪ .‬بينما قام بن سبع حمزة (‪ ،)2012‬بدراسة أثر صدمات أسعار النفط على‬
‫بعض متغيرات االقتصاد الكلي الجزائري (عرض النقد‪ ،‬اإلنفاق الحكومي‪ ،‬البطالة والتضخم) باالعتماد على‬
‫تقنية "‪"VAR‬؛ وخلص –حسب نتائج اختبارات السببية وفق ‪ ،Granger‬تحليل دوال االستجابة وتفكيك‬
‫التباين‪ -‬إلى أن أسعار النفط تمارس تأثيرات قوية ومختلفة على المتغيرات االقتصادية الكلية محل بالدراسة‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬قامت دراسات تجريبية عدة بتقييم فعالية السياسة المالية في التأثير على االقتصاد‬
‫الكلي‪ ،‬من خالل تقدير حجم واشارة المضاعفات المالية المرافقة للتدابير واإلجراءات المالية التقديرية‪ ،‬ورصد‬
‫االستجابات الديناميكية للمتغيرات االقتصادية الكلية تجاه صدمات اإلنفاق العام والتغيرات الضريبية‪ ،‬وكذا‬
‫عن طريق تقييم قدرة عوامل االستقرار التلقائية على التخفيف من الصدمات االقتصادية الكلية‪ .‬ومع ذلك‬
‫يمكن القول أن السياسة المالية قد حظيت بقدر أقل من االهتمام على صعيد األدبيات التجريبية‪ ،‬مقارنة‬
‫باالهتمام البالغ الذي أوليت به السياسة النقدية‪ ،‬وكذا بالنظر إلى ما ناله دورها اإلستقراري من نقاش وجدل‬
‫نظري حاد‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬وعلى غرار األدبيات النظرية‪ ،‬كشفت نتائج الدراسات التجريبية عن عدم توافق‬
‫وخالف كبير؛ حيث تباينت هذه النتائج باختالف درجة تطور وتنمية األنظمة االقتصادية‪ ،‬وكذا بتباين‬
‫المقاربات المعتمدة لتحديد وتعريف صدمات السياسة المالية‪.‬‬

‫كما الشأن بالنسبة لألدبيات حول اآلثار االقتصادية الكلية لصدمات أسعار النفط‪ ،‬سنكتفي ضمن هذا‬
‫المحل بتقديم نبذة مختصرة عن األدبيات ذات الصلة بدراسة اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية‪ ،‬نركز‬
‫من خاللها على الرسائل واألطروحات األكاديمية المحلية بشكل خاص؛ وذلك باعتبار أنه سيتم تخصيص‬
‫جزءا هاما من الدراسة لتقديم مسح شامل لألدبيات التجريبية (بمختلف أنواعها)‪ ،‬التي تناولت العالقة بين‬
‫الصدمات الناتجة عن إجراءات وتدابير السياسة المالية ووضعية االقتصاد الكلي‪ .‬ونجد في هذا الصدد‪ ،‬أن‬
‫القسم األكبر من األدبيات التجريبية ‪-‬على غرار األدبيات النظرية‪ -‬ذات الصلة بدراسة اآلثار االقتصادية‬
‫الكلية التي تُحدثها الصدمات في إجراءات السياسة المالية‪ ،‬قد ركز على تحليل آليات هذه اآلثار بالنسبة‬

‫‌‬
‫ش‬
‫مقدمة عامة‬

‫لالقتصاديات الصناعية المتقدمة‪ ،‬وذلك باالعتماد على عدة مقاربات منهجية لتعريف وتحديد الصدمات‬
‫المالية‪ ،‬بينما نالت االقتصاديات النامية (وضمنها االقتصاديات النفطية) نصيبا أقل من االهتمام‪.‬‬

‫عمدت أولى الدراسات التجريبية إلى تقدير مضاعفات السياسة المالية من خالل "محاكاة‪"Simulation-‬‬
‫الم َّ‬
‫قدرة تجريبيا (على غرار نموذج "‪ "MULTIMOD‬لصندوق النقد‬ ‫النماذج االقتصادية الكلية الهيكلية الكبيرة ُ‬
‫المعتمدة في دراسات‬
‫الدولي‪ ،‬ونموذج "‪ "INTERLINK‬لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية )‪ُ ،)(OECD‬‬
‫على غرار دراسات ‪ Hunt ،)1995( Bartolini et al ،)1993( Bryant et al ،)1988( Bryant et al‬و‪Laxton‬‬

‫(‪ ،)2003‬و‪ .)2004( Barrell et al‬وبينما خلصت هذه الدراسات ‪-‬ودراسات أخرى خصت االقتصاديات‬
‫المتقدمة على غرار االقتصاد األمريكي واليابان واإلتحاد األوروبي و‪ -OECD‬بشكل عام إلى أن مضاعفات‬
‫السياسة المالية تكون موجبة في المدى القصير‪ ،‬كان هناك اتفاق فيما بينها على أن مضاعف اإلنفاق أكبر‬
‫من مضاعف الضرائب‪ ،‬في نتيجة تتوافق مع النظرية الكينزية األساسية‪1‬؛ في حين أجمعت أغلب الدراسات‬
‫على أن هذه المضاعفات تأخذ قيما أقل على المدى الطويل بسبب آثار المزاحمة‪ .‬وأكثر من ذلك‪ ،‬أثبتت‬
‫عدة نماذج أنها يمكن أن تأخذ قيم صفرية أو سالبة‪.‬‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬تم االعتماد على مقاربات كمية واقتصادية قياسية مختلفة‪ ،‬لتقييم آثار السياسة المالية‬
‫على المتغيرات االقتصادية الكلية األساسية‪ ،‬وخاصة الناتج‪ .‬إذ اعتمدت بعض الدراسات ‪-‬على غرار دراسات‬
‫‪ Rotemberg ،)1981( Barro‬و‪ ،)1996( Devereux et al ،)1993( Woodford‬و‪ -)2001( Ardagna‬على‬
‫نماذج التوازن العام الديناميكية الصغيرة؛ بينما عمدت دراسات أخرى إلى استخدام نماذج المعادالت مختصرة‬
‫الشكل‪ ،‬وذلك على غرار دراسات ‪ Romer ،)1989( Eisner‬و‪ Cheng ،)1994( Romer‬و‪،)1997( Lai‬‬
‫‪ .)1999( Weber‬في حين أُستُخدمت مقاربات عدة ‪-‬طُ ِّور معظمها على بيانات االقتصاد األمريكي‪ -‬لتحديد‬
‫صدمات السياسة المالية في إطار مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪ ،"VAR‬التي أصبحت الوسيلة‬
‫التجريبية األكثر استخداما لدراسة اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية مع نهاية تسعينات القرن العشرين‪.‬‬
‫وقد تمثلت هذه المقاربات في المقاربة القصصية )‪ ،(Narrative Approach‬التي تعتمد على المتغيرات‬
‫الوهمية )‪ ،(Dummy Variables‬والتي تم تطويرها في دراسات ‪ Ramey‬و‪ ،)1998( Shapiro‬و‪Edelberg et al‬‬

‫(‪)1999‬؛ المقاربة التك اررية التقليدية )‪ ،(Recursive Approach‬التي تعتمد على ترتيب "‪ "Cholesky‬لتحديد‬
‫الصدمات المالية‪ ،‬والمطورة من طرف ‪ Fatás‬و‪)2001b( Mihov‬؛ مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية‬
‫الهيكلية )‪ ،(Structural VAR‬التي تعتمد على إدراج معلومات حول مرونة المتغيرات المالية لتغيرات الناتج‬

‫‪‌1‬في‌هذا‌الصدد‪‌،‬وحسب‌مختلف‌الدراسات‪‌،‬تراوحت‌معظم‌مضاعفات‌اإلنفاق‌بين‌‪‌0,6‬و‪1,4‬؛‌بينما‌تراوحت‌مضاعفات‌الضرائب‌بين‌‪‌0,3‬و‪‌ .0,8‬‬

‫‌‬
‫ص‬
‫مقدمة عامة‬

‫واألسعار‪ ،‬لتحديد االستجابات التلقائية للسياسة المالية‪ ،‬والتي تم تقديمها من قَبل ‪ Blanchard‬و‪Perotti‬‬

‫(‪)2002‬؛ وأخي ار مقاربة قيود اإلشارة )‪ ،(Sign Restrictions‬المطورة من طرف ‪ Mountford‬و‪،)2005( Uhlig‬‬
‫والتي تتضمن تطبيق قيود إشارة على دوال االستجابة الدفعية‪.‬‬

‫بالنسبة القتصاديات البلدان النامية (وضمنها االقتصاديات النفطية)‪ ،‬جاءت األدبيات التجريبية ذات‬
‫الصلة باآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية شيحة نسبيا‪ ،‬في ظل اجتماع جملة من العوامل المؤسساتية‬
‫الهيكلية‪ ،‬مع النقص والقصور النسبي في بيانات المالية العامة في هذه البلدان (وخاصة الفصلية منها)‪ .‬وفي‬
‫هذا السياق‪ ،‬حاولت بعض الدراسات األولية تقدير نماذج اقتصادية كلية تخص اقتصاديات البلدان المعنية‪،‬‬
‫لغرض قياس آثار مختلف الصدمات –بما فيها صدمات السياسة المالية‪ -‬على االقتصاد؛ وقد شملت األدلة‬
‫التجريبية المقدمة‪ ،‬تقديرات مضاعفات السياسة (التي نجدها في دراسات على غرار ‪ Khan‬و‪،)1981( Knight‬‬
‫‪ Haque‬و‪ ،))1995( Owoye et al ،)1991( Montiel‬والعالقة بين العجز المالي وأسعار الفائدة واإلستثمار‬
‫الخاص (ضمن دراسات على غرار ‪ Blejer‬و‪ Agénor ،)1984( Khan‬و‪ ،))1996( Montiel‬إضافة إلى‬
‫اختبارات التكافؤ الريكاردي (في دراسات على غرار ‪.))2000(‌Giavazzi et al ،)1993( Haque et al‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬عمدت أعمال ودراسات عدة إلى تحليل آثار مختلف إجراءات وتدابير السياسة المالية‬
‫ضمن اقتصاديات البلدان المصدرة للنفط‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬وجد ‪- )2005( Antón‬على سبيل المثال‪ -‬أن‬
‫النفقات الحكومية تمارس آثا ار إيجابية محدودة على نمو االقتصاد المكسيكي‪ ،‬بينما تأتي اآلثار على الرفاه‬
‫االجتماعي سلبية‪ ،‬وجد عالية عندما يتم تمويل االرتفاع في اإلنفاق الحكومي من خالل رفع الضرائب‪ .‬بينما‬
‫توصل ‪– )2004( Al-Obaid‬في دراسة خصت االقتصاد السعودي‪ -‬إلى وجود عالقة إيجابية في المدى‬
‫الطويل بين حصة اإلنفاق العام من الناتج اإلجمالي وحصة الفرد منه‪ ،‬بما يتوافق مع قانون "‪ ."Wagner‬في‬
‫حين خلص ‪ Usenobong‬و‪- )2015( Johnson‬ضمن دراسة أحدث خصت االقتصاد النيجيري‪ -‬إلى أن‬
‫الصدمات اإليجابية في اإلنفاق الرأسمالي الحكومي على الخدمات اإلجتماعية‪ ،‬تُتبع بآثار إيجابية مستمرة‬
‫على اإلستهالك الخاص والناتج الحقيقي‪ ،‬غير أن هذا يأتي مصحوبا بتكلفة ارتفاع معدالت التضخم في‬
‫المدى القصير؛ كما وجد الباحثان أن الصدمات اإليجابية في اإليرادات النفطية تسفر –هي األخرى‪ -‬عن‬
‫آثار إيجابية على الناتج الحقيقي من خالل تأثيرها على اإلنفاق العام‪.‬‬

‫بالنسبة لالقتصاد الجزائري‪ ،‬تناولت دراسات كثيرة موضوع العالقة بين السياسة المالية واالقتصاد الكلي‪،‬‬
‫وفعالية هذه األخيرة في التأثير على النشاط االقتصادي‪ .‬في هذا الصدد –وعلى سبيل المثال‪ -‬عمد دراوسي‬

‫‌‬
‫ض‬
‫مقدمة عامة‬

‫مسعود (‪ )2006‬إلى دراسة دور السياسة المالية في تحقيق التوازن االقتصادي في الجزائر خالل الفترة‬
‫(‪ ،)2004-1990‬وذلك من خالل محاولة الكشف عن أثر اإلنفاق واالقتطاع العامين على التوازن االقتصادي‬
‫العام؛ ليتوصل في األخير إلى نتيج ٍة أساسية تُفيد بوجود مساهمة فعالة للسياسة المالية في عالج المشكالت‬

‫االقتصادية وتحقيق التوازن االقتصادي على المدى المتوسط‪ ،‬وذلك من خالل تخفيض عجز الموازنة تارةً‬
‫وتحقيق فائض تارةً أخرى؛ غير أن االختالالت التي تصيب اقتصاديات الدول النامية –حسب الباحث‪ ،‬ومن‬
‫المطبقة‬
‫بينها الجزائر‪ -‬أدت إلى عدم كفاءة وفعالية السياسات المطبقة‪ .‬وهو الحال بالنسبة للسياسات المالية ُ‬
‫في الجزائر مع نهاية ثمانينات القرن الماضي‪ ،‬والتي اعتبرها الباحث ‪-‬إضافة إلى الصدمات الخارجية التي‬
‫تتألف أساسا من تقلبات أسعار النفط‪ -‬سببا رئيسيا في اختالل التوازن االقتصادي العام لالقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫شيبي عبد الرحيم (‪ ،)2013‬عمد إلى دراسة اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية في االقتصاد‬
‫الجزائري‪ ،‬واختبار قدرة هذا األخير على االستدامة في تحمل العجز الموازني والدين العام؛ ليخلص –ضمن‬
‫مقاربة خطية اعتمدت على المقاربة ‪ -SVAR‬إلى أن الصدمات الهيكلية اإليجابية في اإلنفاق الحكومي‬
‫سيكون لها تأثير إيجابي (ضعيف) على الناتج الداخلي الخام في المدى القصير (وهو نفس التأثير الذي‬
‫تخلفه على االستهالك ومعدالت الفائدة على امتداد فترة االستجابة)‪ ،‬قبل أن يتولد تأثير سلبي في المدى‬
‫المتوسط والبعيد (وهو نفس التأثير الذي تمارسه على اإلستثمار الخاص خالل فترة االستجابة‪ ،‬باستثناء الفترة‬
‫األولى)‪ ،‬بينما ستولد هذه الصدمة نوعا من الضغوط التضخمية في المدى القصير والبعيد‪ .‬أما نتائج المقاربة‬
‫الالخطية –باالعتماد على مقاربة ‪ -MSVAR‬فقد أكدت ضمن النظام األول (في حالة الرواج) نتائج المقاربة‬
‫الخطية فيما يتعلق بأثر الصدمات اإليجابية في اإلنفاق العام على الناتج؛ بينما اتضح أن تأثير هذا النوع من‬
‫الصدمات يكون أكبر وأكثر إيجابية في حاالت الركود‪ ،‬مما يعني تأثير أقوى وأكثر إيجابية لصدمات اإلنفاق‬
‫العام خالل فترات الركود‪ ،‬مقارنة بفترات الرواج (وهو الحال بالنسبة لصدمات اإليرادات العامة أيضا)‪.‬‬

‫في ذات السياق‪ ،‬قدم طاهر جليط (‪ )2015‬دراسة تحليلية وقياسية لفعالية السياسة المالية في االقتصاد‬
‫ضعف فعالية السياسة‬
‫الجزائري خالل الفترة (‪ .)2012-1990‬ومن خالل التحليل النظري توصل الباحث إلى ُ‬
‫المعنية في بلوغ األهداف االستراتيجية المتوخاة‪ ،‬على غرار هدف تحقيق نمو حقيقي ومستمر خارج قطاع‬
‫المحروقات ‪-‬بما يسمح بتنويع االقتصاد وفك تبعيته التامة للقطاع المذكور‪ -‬الذي بقي بعيد المنال؛ في حين‬
‫أثبتت نتائج التحليل االقتصادي القياسي‪ ،‬القدرة والفعالية النسبية للسياسة المالية في التأثير على مؤشرات‬
‫االستقرار االقتصادي الكلي‪ ،‬نتيجة ظهور نوع من آثار المزاحمة الداخلية‪ ،‬الناتجة عن حساسية االستثمار‬
‫الخاص لمعدالت الفائدة‪ ،‬وازاحة اإلستثمار العام لإلستثمار الخاص‪ ،‬في ظل غياب التنسيق بين السياسة‬

‫‌‬
‫ط‬
‫مقدمة عامة‬

‫المالية والسياسة النقدية؛ إضافة إلى بروز آثار المزاحمة الخارجية الناجمة عما يرافق السياسات المالية‬
‫التوسعية من عجز في الموازنة العامة‪ ،‬والذي سرعان ما ينجر عنه عجز مو ٍاز في الحساب الجاري في ظل‬
‫التسرب الكبير لإلنفاق العام على شكل واردات (تحقق فرضية العجز المزدوج)‪.‬‬

‫ضمن ذات اإلطار‪ ،‬ركز ضيف أحمد (‪ )2015‬على دراسة أثر السياسة المالية على استدامة النمو‬
‫االقتصادي في الجزائر خالل الفترة (‪ ،)2012-1989‬محاوال إيجاد السبل التي من شأنها المساعدة على تفعيل‬
‫هذه السياسة لغرض تحقيق نمو اقتصادي مستديم في االقتصاد المعني‪ .‬نتائج الدراسة أكدت تبعية إجراءات‬
‫السياسة المالية وارتباطها الوثيق بحركة وتقلبات أسعار النفط‪ ،‬باعتبار أن اإليرادات النفطية تمثل المورد‬
‫األساسي واألهم إليرادات الموازنة العامة في االقتصاد الجزائري؛ وهو األمر الذي اعتبره الباحث سببا رئيسا‬
‫في التذبذب وعدم االستدامة المالزمين لتطورات معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬في ظل الضعف الفادح المسجل‬
‫في مستوى التنويع االقتصادي‪ ،‬أمام هيمنة قطاع المحروقات على الناتج الداخلي الخام‪ ،‬إضافة إلى ضعف‬
‫مساهمة القطاع الخاص في االقتصاد‪ ،‬رغم كل المجهودات المبذولة للتوجه والتحول نحو اقتصاد السوق‪،‬‬
‫وفسح المجال للمبادرة الخاصة‪.‬‬

‫‪ ‬هيكل وخطة البحث‪:‬‬

‫لإلجابة على اإلشكالية التي تطرحها الدراسة‪ ،‬ولغرض الوصول إلى تحقيق األهداف المنشودة من ورائها‪،‬‬
‫واختبار مدى صحة وتحقق الفرضيات التي تقوم عليها‪ ،‬ارتأينا أن يأتي هيكل البحث ُمقس ًما ومجزًءا على‬
‫فصول ثالث متكاملة ومتناسقة‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫يتناول الفصل األول عرض مختلف المسارات والتطورات التاريخية التي شهدتها أسعار النفط‪ ،‬مع التركيز‬
‫على تحليل العوامل المسؤولة عن عدم استقرار هذه األسعار نظريا وتجريبيا‪ ،‬باإلضافة إلى تحليل األسس‬
‫النظرية واألدلة واإلثباتات التجريبية المتصلة بموضوع اآلثار االقتصادية الكلية لصدمات وتقلبات أسعار‬
‫النفط‪ .‬ذلك قبل أن يتم الخوض في أهم التحديات التي تواجه اقتصاديات البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬في ظل‬
‫وفرة هذا المورد الطبيعي‪ ،‬وعدم استقرار أسعاره‪ ،‬في مناقشة ألطروحة مفارقة الوفرة )‪(Paradox of Plenty‬‬

‫ولعنة الموارد )‪ ،(Resource Curse‬والتي تعالج إحدى أهم المالمح الغريبة للنمو االقتصادي في االقتصاديات‬
‫الغنية بالموارد الطبيعية عامة‪ ،‬واالقتصاديات النفطية على وجه الخصوص؛ والمتعلقة أساسا بعالقة االرتباط‬
‫السلبي بين بين وفرة الموارد النفطية –بوصفها موردا طبيعيا هاما‪ -‬في البلدان المنتجة للنفط‪ ،‬وأداء النمو‬
‫االقتصادي في هذه البلدان‪.‬‬

‫‌‬
‫ظ‬
‫مقدمة عامة‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬سنخصص الفصل الثاني من الدراسة الحالية‪ ،‬لعرض وتقديم مختلف الجوانب والمفاهيم‬
‫ذات الصلة بالسياسة المالية بوصفها إحدى أهم أدوات السياسة االقتصادية‪ .‬إذ سنعمد –من خالل هذا‬
‫الفصل‪ -‬إلى الخوض في حيثيات اإلطار النظري واألساس التجريبي (التطبيقي) لموضوع اآلثار االقتصادية‬
‫الكلية لصدمات لسياسة المالية‪ ،‬مع ما يتضمنه ذلك من أسس فكرية ومبادئ نظرية فيما يتعلق بدور السياسة‬
‫المالية في االقتصاد وفق مختلف المقاربات االقتصادية الكلية من جهة؛ إضافة إلى ما يحيط بالموضوع من‬
‫أدلة تجريبية بشأن مدى فعالية هذه السياسة في التأثير على المتغيرات االقتصادية الكلية المستهدفة (وخاصة‬
‫المتغيرات األساسية منها) من جهة أخرى‪ .‬وكل هذا بما يتوافق مع الحيز الهام الذي نالته السياسة المالية من‬
‫زخم فكري‪ ،‬وما حظي به دورها في التأثير على االقتصاد الكلي من جدل ونقاش نظري‪ ،‬وخالف تجريبي‪.‬‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬سيتم التركيز على خصائص السياسة المالية في البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬والتعرض ألهم‬
‫المعالم والمميزات الجوهرية التي تسم هذه السياسة في مجموعة البلدان محل االهتمام؛ إضافة إلى عرض أهم‬
‫التحديات الرئيسية التي تواجه السياسة المعنية في اقتصاديات البلدان المذكورة‪ ،‬في ظل التبعية المفرطة‬
‫للعائدات النفطية‪ ،‬التي يبقى التقلب والال إستقرار سمتها األساسية‪ ،‬شأنها في ذلك شأن أسعار النفط‪.‬‬

‫سنخصصه لتقديم دراسة تحليلية وتحليل تطبيقي‪ ،‬يتضمن معالجة كمية وتقييم وتحليل‬
‫الفصل الثالث ُ‬
‫اقتصادي قياسي آلثار الصدمات في أسعار النفط والصدمات في إجراءات السياسة المالية على اتجاهات‬
‫وسلوك المتغيرات األساسية لألداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ ،‬من خالل التطبيق المباشر لمنهج وتقنيات‬
‫التحليل الكمي والقياسي المناسبة‪ ،‬من بين األدوات والتقنيات التي تقدمها مقاربة النمذجة غير الهيكلية‬
‫‪-‬وضمنها تقنيات مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪ "VAR‬على وجه الخصوص‪ -‬على بيانات‬
‫االقتصاد الجزائري؛ حيث تتيح أدوات المقاربة المذكورة للبيانات‪ ،‬حرية التعبير التلقائي عن اآلثار الحقيقية‬
‫للصدمات محل االهتمام‪ ،‬دون الحاجة إلى قيود نظرية مسبقة‪ .‬بينما سنعمد قبل ذلك إلى تقديم قراءة تحليلية‬
‫لواقع ومسار السياسة المالية‪ ،‬ومؤشرات األداء االقتصادي الكلي في الجزائر ‪-‬خالل الفترة محل الدراسة‪ -‬في‬
‫ظل تقلبات أسعار النفط؛ وذلك من خالل تحليل انعكاسات حركة هذه األسعار على توجهات السياسة المالية‬
‫(ممثلة بتغيرات أدوات هذه السياسة) في مرحلة أولى‪ ،‬ثم تحليل سلوك المتغيرات األساسية لألداء االقتصادي‬
‫الكلي في ظل حركة أسعار النفط‪ ،‬وما يرافقها من تغيرات في إجراءات السياسة المالية في مرحلة ثانية‪.‬‬

‫في األخير‪ ،‬ننهي الدراسة بخاتمة عامة تُ َحوصل أهم النتائج‪ ،‬وتتضمن اإلجابة على مختلف التساؤالت‬
‫المتوصل إليها من خالل الدراسة التطبيقية‪،‬‬‫واالنشغاالت المطروحة‪ ،‬كما تتضمن االستنتاجات والتصورات ُ‬
‫وتطرح أهم اآلفاق التي يمكن من خاللها توسيع دائرة البحث ضمن المجال محل االهتمام‪.‬‬

‫‌‬
‫ع‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫عدم استقرار أسعار‬
‫النفط‪ :‬نظرة على‬
‫األسباب وقراءة في‬
‫التداعيات والنتائج‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫ارتبطت تطورات الحياة البشرية منذ بزوغ شمس الحضارة اإلنسانية باالعتماد على نوع معين من أنواع‬
‫مطلبا محورًيا للتقدم والرقي االقتصادي؛ فبإلقاء نظرة تاريخية بسيطة‪،‬‬
‫ً‬ ‫الطاقة‪ ،‬إذ يشكل توفر هذه األخيرة‬
‫يتضح أن لكل درجة تطور حضاري‪ ،‬استعماالً لنوع وشكل معين من أشكال الطاقة يتوافق ومستوى الرقي‬
‫طا وثيقًا بالنفط‪،‬‬
‫الحضاري السائد‪ .‬في هذا السياق نجد أن الحضارة المادية منذ القرن العشرين ارتبطت ارتبا ً‬
‫بل هي –إذا جاز التعبير‪ -‬صنيعة هذه المعجزة السوداء‪ ،‬إذ أضحى النفط في عصرنا هذا بمثابة العمود‬
‫في المجتم الصناعي الحدي ؛ وأكثر من ذلك غدى النفط مادة حيوية‬ ‫الفقري لمختلف قطاعات اإلنتا‬
‫وسلعة استراتيجية‪ ،‬تمتد أهميتها لتشمل كل أبعاد النشاط االقتصادي واالجتماعي والسياسي والعسكري‪ .‬فهو‬
‫عماد النهضة الصناعية‪ ،‬وعصب االقتصاد في عالم اليوم‪ ،‬وكل اقتصادات العالم بحاجة إليه كحاجة‬
‫اإلنسان إلى الدم؛ فالحصول على النفط على حد قول "جان جاك سرفان شرايبر" في كتابه "التحدي‬
‫العالمي"‪» :‬يشكل‪ ،‬وسيضل يشكل في السنوات القادمة‪ ،‬الفارق بين اضمحالل مجتم إنساني وازدهاره‪ .‬وذلك‬
‫أن النفط في المجتم الصناعي الذي نعيش في كنفه‪ ،‬هو في مقام المركز في كل شيء«‪.1‬‬

‫بالنظر إلى هذه المعطيات‪ ،‬ال عجب أن نرى دول العالم اليوم (سواء تعلق األمر بالمنتجة للنفط منها أو‬
‫المستهلكة) تولي أسعار هذه المادة الحيوية األهمية القصوى‪ ،‬وتجعل قضية تأمين المستوى األنسب لهذه‬
‫األسعار‪ ،‬من أولى أولويات استراتيجياتها القومية‪ ،‬في ظل ما أنتجه التفاوت في حجم االحتياطي واإلنتا‬
‫واالستهالك ‪-‬م ما رافقه من عوامل اقتصادية وجيوسياسية‪ -‬من ظروف كان لها األثر الجلي على حركة‬
‫األسعار‪ ،‬التي باتت تشكل هاجسا لهذه الدول‪ ،‬وأخذت النصيب األوفر من االهتمام‪.‬‬

‫من خالل هذا الفصل سنتناول موضوع عدم استقرار أسعار النفط‪ ،‬من مختلف جوانبه المتعلقة باألسباب‪،‬‬
‫التداعيات‪ ،‬والنتائج‪ ،‬ضمن ثالثة محاور أساسية تضمنتها ثالثة مباح ‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫األول يتناول موضوع اضطرابات أسعار النفط‪ ،‬من خالل عرض المسار التاريخي لتطورات هذه‬ ‫المبح‬
‫األسعار في السوق العالمية‪ ،‬وكذا تحليل العوامل المسؤولة عن تقلباتها وعدم استقرارها‪ .‬في حين يخوض‬
‫الثاني في األسس النظرية‪ ،‬واألدلة واإلثباتات التجريبية للعالقة "أسعار النفط‪-‬اقتصاد كلي"‪ .‬بينما‬ ‫المبح‬
‫للتقلبات االقتصادية والتحديات التي تواجه اقتصاديات البلدان النفطية‪ ،‬بسب وفرة‬ ‫الثال‬ ‫يتطرق المبح‬
‫النفط (باعتباره موردا طبيعيا هاما)‪ ،‬وعدم استقرار أسعاره‪ ،‬في مناقشة ألطروحة "لعنة الموارد" ومفارقة الوفرة‪.‬‬

‫‪ 1‬شرايبر جان جاك سرفان‪" ،)1980( .‬التحدي العالمي"‪ ،‬ترجمة فكتور سحاب وابراهيم العريس‪ ،‬المؤسسة العربية لل ّدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪.52‬‬

‫‪2‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث‪ :01‬اضطرابات أسعار النفط‪ :‬نظرة تاريخية واثباتات تجريبية‪.‬‬

‫شهدت عملية تسعير الخام‪ ،‬والكيفية التي يتحدد بموجبها السعر ‪-‬وضمنها قيمة هذا السعر‪ -‬عدة‬
‫تطورات منذ االكتشاف التجاري للنفط؛ حي توفرت خالل هذه المدة الزمنية قاعدة عريضة من وجهات النظر‬
‫واآلراء المتضاربة حول األسباب الكامنة وراء التقلبات واالضطرابات الحادة‪ ،‬التي لطالما شهدتها أسعار النفط‪،‬‬
‫وظل هذا الموضوع من أكثر المواضي إثارًة للجدل‪ ،‬واحاطة بالغموض‪ .‬إذ أنه وبغض النظر عن أي‬
‫اعتبارات اقتصادية‪ ،‬قد تشير بسعر أو بآخر‪ ،‬قد تتدخل عدة عوامل متشابكة‪ ،‬في تحديد القيمة النهائية لسعر‬
‫الخام؛ األمر الذي جعل فهم عملية التسعير‪ ،‬وادراك المغزى من وراء سعر معين أو غيره‪ ،‬أمر يصعب أن‬
‫تجتم عليه اآلراء‪ ،‬ويستعصي على الكثيرين من خار الصناعة النفطية‪ ،‬بل وحتى على ذوي االختصاص‪.‬‬

‫‪ .1‬المسار التاريخي لتطورات أسعار الخام في السوق العالمية‪:‬‬

‫أي العوامل تملك النصيب األوفر في تحديد اتجاهات تطور سعر النفط الخام‪ ،‬مرت‬
‫في ظل جدلية ُّ‬
‫عملية تسعير هذا األخير –وضمنها قيمة سعره‪ -‬بعدة مراحل‪ ،‬تبعا الختالف الظروف والعوامل االقتصادية‪،‬‬
‫وتماشيا م تطور السوق النفطية من سوق تنافسية (مباشرة م بداية الصناعة البترولية) إلى‬
‫ً‬ ‫والجيوسياسية‪،‬‬
‫سوق احتكارية‪ ،‬ثم سوق شبه احتكارية (احتكار قلة) وصوالً إلى سوًقا أكثر تنافسية‪.1‬‬

‫‪ .1.1‬أسعار النفط‪ :‬منذ البداية‪ ..‬إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية‪.‬‬

‫سيطر على الصناعة النفطية خالل هذه الفترة عديد قليل من الشركات التي أمسكت بزمام األمور‪،‬‬
‫وأخذت على عاتقها مهمة تقسيم األسواق وتحديد األسعار‪ ،‬وذلك على حساب مصالح الدول المالكة للثروات‬
‫النفطية‪ .2‬وفيما يلي‪ ،‬سنتناول بالتحليل تطورات أسعار الخام خالل هذه المرحلة‪ ،‬التي تم تقسيمها إلى مراحل‬
‫وفقا ألهم األحدا ‪ ،‬التي كان لها األثر الواضح والجلي على مسيرة الصناعة النفطية‪ ،‬وعلى سوق‬
‫جزئية ً‬
‫النفط واألسعار بشكل خاص‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬تطورات أسعار النفط من بدايات الصناعة البترولية إلى ما قبل تبني نظام نقطة األساس‪:‬‬

‫انطلق إنتا النفط الخام بمعدل ‪ 20‬إلى ‪ 35‬برميل يوميًّا (ب‪/‬ي)‪ ،‬وتم بي البرميل الخام منه بما يقارب‬
‫الـ‪ 20‬دوالر (‪/$‬ب) وذلك لفترة قصيرة‪ ،‬بعد أول اكتشاف له في النصف الغربي للكرة األرضية‪ ،3‬في الواليات‬

‫‪ 1‬أنظر‪ :‬الدوري محمد أحمد‪" ،)2003( .‬مبادئ اقتصاد النفط"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار شموع الثقافة‪ ،‬ليبيا‪ ،‬ص ص‪.161-150 .‬‬
‫‪ 2‬لخديمي‪ .‬ع‪ ،.‬و س‪ .‬موري‪" ،) 2015( .‬تغيرات سعر النفط وسعر الصرف في الجزائر‪ :‬مقاربة تحليلية وقياسية"‪ ،‬بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬مج‪،22 .‬‬
‫ع‪ ،71 .‬مصر‪ ،‬الصيف‪ ،‬ص ص‪.162-145 .‬‬
‫‪ 3‬الخولي فتحي أحمد‪" ،)1992( .‬اقتصاديات النفط"‪ ،‬ط‪ ،02 .‬دار حافظ للنشر والتوزيع‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪ ،‬ص‪.64 .‬‬

‫‪3‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫المتحدة األمريكية‪ ،‬يوم الساب والعشرين من آب‪/‬أغسطس‪ ،‬عام ‪ ،1859‬أين عثر الجنرال "‪ "A. Dracke‬على‬
‫النفط قرب مدينة تيتوسفيل )‪ (Titusville‬بوالية بنسلفانيا )‪ (Pennsylvanie‬على عمق ‪ 69,5‬قدم‪ .‬وفي نفس‬
‫المنطقة ُسجل أول ظهور لسعر النفط الخام على نطاق تجاري عام ‪ 1960‬عند فوهة البئر‪ ،‬إذ بلغ السعر‬
‫نظر لتعدد المنتجين‪ ،‬واحتدام‬
‫آنذاك مقدار (‪/$ )9,59‬ب‪ ،‬قبل أن يتراج في العام الموالي إلى (‪/$ )0,49‬ب!‪ً ،‬ا‬
‫المنافسة فيما بينهم‪ ،‬إضافة إلى محدودية استعماالت النفط‪ ،‬الذي لم يكن يساهم بأكثر من )‪ (1%‬ضمن‬
‫المنظومة الطاقوية للواليات المتحدة آنذاك‪.1‬‬

‫استمرت األسعار المعلنة للنفط األمريكي الخام بالتذبذب ضمن حدود المجال (‪/$ )0,95‬ب و(‪/$ )1,29‬ب‬
‫من عام ‪– 1880‬الذي شهد بداية نظام األسعار المعلنة‪ -2‬إلى غاية العام ‪( 1900‬أنظر الجدول (‪ )1-I‬من‬
‫الملحق (‪ ،))I‬في ظل سيطرة مطلقة لشركة ‪ ،"Standard Oil of New Jersey Company"3‬على جمي أطوار‬
‫الصناعة النفطية؛ بالنظر إلى اإلمكانات المادية الهائلة التي كانت تتمت بها هذه الشركة ‪-‬التي كان يملكها‬
‫الملياردير األمريكي "‪ - "J. Rockfeller‬وعجز باقي المنتجين على منافستها‪.4‬‬

‫شهدت نهاية العام ‪ 1900‬بروز طريقة جديدة لحساب وتحديد سعر الخام‪ ،‬تعتمد المتوسط العام ألسعار‬
‫قُدر السعر الناتج بـ (‪/$ )1,19‬ب في نهاية العام المذكور‪ ،‬ليسلك اتجاها تنازليا وصوال‬ ‫شركات؛ حي‬ ‫ثال‬
‫إلى مستوى (‪/$ )0,61‬ب عام ‪ ،1911‬تاريخ التدخل الحكومي لحل والغاء إحتكار "ترست ستاندرد أويل"‬
‫‪5‬‬
‫للصناعة النفطية األمريكية‪ ،‬قبل أن يعاود االرتفاع‪ ،‬ليصل إلى مستوى (‪/$ )0,95‬ب خالل العام ‪.1913‬‬

‫أسفرت ظروف نشوب الحرب العالمية األولى عن‬ ‫ال‪ ،‬حي‬


‫المنحى التصاعدي ألسعار الخام لم يدم طوي ً‬
‫تراجعات متتالية في األسعار‪ ،‬التي بلغت مقد ار (‪/$ )0,81‬ب أثناء العام ‪ ،1914‬ثم وصلت إلى مستوى‬
‫(‪/$ )0,64‬ب خالل العام ‪ .1915‬قبل أن يتسبب تزايد حجم الطلب العالمي على النفط الخام م نهاية‬
‫سائدا م‬
‫الحرب‪ ،‬في ارتفاعات متتالية في هذه األسعار‪ ،‬بلغت نسبة )‪ ،(244%‬مقارنة بالمستوى الذي كان ً‬

‫‪ 1‬للمزيد من التفاصيل المتعلقة بموضوع إنتاج النفط خالل هذه الفترة؛ أنظر‪ - :‬الرومي نواف‪" ،)2000( .‬منظمة األوبك وأسعار النفط العربي الخام"‪،‬‬
‫ط‪ ،01 .‬الدار الجماهرية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصراتة‪ -‬ليبيا‪ ،‬ص ص‪.28-26 .‬‬
‫‪ -‬هارفي أوكونور‪" ،)1967( .‬األزمة العالمية في البترول"‪ ،‬ترجمة عمر مكاوي‪ ،‬دار الكاتب العربي للطباعة والنّشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص‪.130-31 .‬‬
‫‪ 2‬لعرض مفصل ألنواع أسعار النفط الخام أنظر‪ - :‬نواف الرومي‪ ،)2000( .‬ص ص‪24-17 .‬؛ ‪ -‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.369-358 .‬‬
‫‪ 3‬ظهرت هذه الشركة إلى الوجود يوم ‪ 10‬يناير ‪ 1870‬في والية نيوجرسي األمريكية ‪،‬وتعرف حاليًّّا باسم )‪ (Exxon‬أو )‪.(Esso‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Hamilton. J.D. (2011), "Historical Oil Shocks", NBER Working Paper No. 16790, February, PP. 2-5.‬‬
‫‪- Dalemont. E., et J. Carrié. (1993), "Histoire du Pétrole : Que sais-Je?", 1re édition, Presses Universitaires de‬‬
‫‪France, Paris, P.14.‬‬
‫‪ 5‬مثلت شركة نفط الخليج )‪ ،(Gulf Oil Co‬وشركة تكساس )‪ ، (Texaco Co‬أهم منافس لشركة ستاندرد أويل في هذه المرحلة؛ وهو ما أرغم األخيرة‬
‫على اإلتفاق معهما‪ ،‬واعتبار متوسط أسعار الشركات الثالث‪ ،‬كسعر معبر عن قيمة السلعة النفطية؛ أنظر‪ - :‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص ص‪.29-28 .‬‬
‫‪- Amic. E., Darmois. G., et J.P. Favennec. (2006), "L’énergie, à quel prix?: les marchés de l’énergie", IFP‬‬
‫‪Publications, édition technip , paris, P. 32.‬‬

‫‪4‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫بدايتها‪ .1‬لتحافظ أسعار الخام بعد ذلك على مستويات متقاربة ومتذبذبة (أنظر الجدول (‪ )2-I‬من الملحق (‪))I‬‬
‫إلى غاية العام ‪ ،1930‬أين بلغت حد (‪/$ )1,19‬ب م مطل هذا العام‪ ،‬قبل أن تتسبب مخلفات أزمة الكساد‬
‫في نزولها إلى حدود (‪/$ )0,65‬ب في العام الموالي‪ ،‬نتيجة تراج جل مجاالت اإلنتا واإلستهالك‪.2‬‬

‫‪ .2.1.1‬تسعير الخام وفق نقطة األساس األحادية‪ ..‬وتطورات األسعار‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫المنتج في أي‬
‫ُ‬ ‫الخام‬ ‫سعر‬ ‫بموجبها‬ ‫حدد‬‫ي‬‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫ُيعتبر نظام نقطة األساس األحادية‪ ،‬قاعدة تسعيرية موحدة‬
‫منتجا في منطقة خليج المكسيك‪ .‬يقوم هذا النظام على منطق‬‫ً‬ ‫مكان في العالم‪ ،‬ويتم تسعيره كما لو كان‬
‫تتحدد أسعار النفط في أي نقطة في العالم‬ ‫تساوي أسعار الخام عالميًّا في موانئ التسليم )‪ ،4(C.I.F‬حي‬
‫على أساس األسعار المعلنة )‪ 5(F.O.B‬في خليج المكسيك‪ ،‬مضا ًفا إليها كلفة الشحن المعيارية من هذا‬
‫الخليج إلى منطقة اإلستراد؛ بغض النظر عن المصدر الذي ورد منه البترول‪ ،‬والتكاليف المميزة له‪.6‬‬

‫ُشرع في العمل بقواعد هذا النظام وتطبيقه منذ العام ‪1936‬؛ أين أُعلن عن سعر مقداره (‪ $ )1,09‬لبرميل‬
‫الخام األمريكي‪ .‬والى غاية نهاية الحرب العالمية الثانية‪ ،‬تراوح مؤشر أسعار الخام بين (‪/$ )1,02‬ب‪ ،‬كحد‬
‫سجل عامي ‪ 1939‬و‪ ،1940‬و(‪/$ )1,21‬ب كحد أقصى –رافق ظروف نهاية الحرب‪ -‬تحقق عام ‪1944‬‬
‫أدنى ُ‬
‫(أنظر الجدول (‪ )3-I‬من الملحق (‪ .))I‬لكن السبب الرئيسي‪ ،‬لسلوك أسعار الخام المسار المذكور خالل هذه‬
‫المرحلة‪ ،‬يكمن في بروز سيطرة كارتل الشركات النفطية الكبرى على السوق العالمية للنفط‪.7‬‬
‫‪ .3.1.1‬نظرية نقطة التعادل‪ ..‬وحركة أسعار الخام ضمن تغير الهيكل‪:‬‬

‫م أواخر العام ‪ ،1944‬أُرغمت الشركات النفطية االحتكارية على فصل سعر نفط منطقة الشرق األوسط‬
‫عن سعر الخام في خليج المكسيك‪ ،‬من خالل االعتراف بمنطقة الخليج العربي كنقطة أساس ثانية لتسعير‬
‫البترول الخام‪ ،‬واعتبار الزيت العربي الخفيف كخام قياسي )‪(Marker Crude‬؛ إذ ُحدد السعر المعلن للخام‬

‫‪ 1‬بلغ سعر الخام األمريكي ‪/$ 1,98‬ب سنة ‪ ،1918‬ووصل حد ‪/$ 3,07‬ب مع نهاية عام ‪1920‬؛ أنظر‪ -:‬الرومي نواف ‪ ،)2000( .‬ص ص‪.30-29 .‬‬
‫‪ 2‬الرومي نواف ‪ ،)2000( .‬ص‪.36 .‬‬
‫‪ 3‬لتفاصيل أوفى عن نظام نقطة األساس األحادية )‪ (The Single Basing-Point System‬أو نظام "الخليج زائد" )‪(Gulf Plus‬؛ أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬فرهاد محمد علي األهدن‪" ،)2000( .‬اقتصاديات الطاقة والبترول"‪ ،‬المكتبة األنجلو مصرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.165 .‬‬
‫‪ -‬هارفي أوكونور (ترجمة عمر مكاوي)‪ ،1967 ،‬ص‪.496-494 .‬‬
‫‪ -‬مايكل لينش‪" ،‬البحث عن اإلستقرار في سوق النّفط"‪ ،‬في كتاب "مستقبل النفط كمصدر للطاقة"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مركز اإلمارات لل ّدراسات والبحوث‬
‫اإلستراتيجيّة‪ ،‬اإلمارات العربيّة الم ّتحدة‪ ،2005 ،‬ص‪.245 .‬‬
‫‪- Favennec. J.P. (2007), "Géopolitique de L’Energie: Besoins, Ressources, Echanges Mondiaux", IFP Publications,‬‬
‫‪Editions Technip, Paris, P. 42.‬‬
‫‪ :(Cost. Insurance. Freight) 4‬يعني أن السّعر يتضمن كلٌّ من تكاليف "النقل‪ ،‬التأمين‪ ،‬وباقي مصاريف ال ّشحن"‪.‬‬
‫‪ :(Free On Board) 5‬تعني سعر تسلّم النفط على ظهر الناقلة‪ ،‬دون أن يتضمن التّكاليف المذكورة أعاله‪.‬‬
‫‪ - 6‬إيان سيمور‪" ،)1983( .‬األوبك‪ :‬أداة تغيير"‪ ،‬ترجمة عبد الوهاب األمين‪ ،‬م‪.‬أ‪.‬ع‪.‬م‪.‬ب‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص ص‪.20-17 .‬‬
‫‪ -‬الدوري محمد أحمد (‪ ،)2003‬ص ص‪.378-376 .‬‬
‫‪ - 7‬إيان سيمور (ترجمة عبد الوهاب األمين)‪ ،1983 ،‬ص‪.20 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص‪.42-33 .‬‬

‫‪5‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫)‪ (F.O.B‬في ميناء عبدان بإيران‪ ،‬في نفس مستوى السعر المعلن في خليج المكسيك‪ ،‬قبل فترة وجيزة عن‬
‫وقت تحديد قيمة هذا السعر في ميناء رأس تنورة بالسعودية‪ ،‬في نفس مستوى السعر في خليج المكسيك‪.‬‬
‫وبذلك تم اعتماد نقطتي أساس ‪-‬ممثلةً بالخليجين المكسيكي والعربي‪ -‬لتسعير مختلف خامات العالم‪.1‬‬

‫ُشرع في العمل بنظام نقطة األساس المزدوجة منذ العام ‪ ،1945‬بسعر معلن لبرميل الخام العربي الخفيف‬
‫)‪ (Arabian Light‬في ميناء رأس تنورة السعودي بالخليج العربي )‪ (F.O.B‬قُدر بـ (‪ُ ،$ )1,05‬ي ُّ‬
‫عد أول سعر‬
‫عربي معلن في السوق العالمية للنفط‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬أُعتُِبر ميناء "‪ "Napoli‬على الساحل اإليطالي‬
‫الجنوبي‪ ،‬كنقطة تتعادل عندها أسعار خامات المنطقتين )‪ .(C.I.F‬غير أنه تجدر اإلشارة إلى الفارق والزيادة‬
‫المسجلة في السعر المعلن لبرميل الخام األمريكي في خليج المكسيك )‪ (F.O.B‬لنفس العام‪ ،‬والمقدرة (‪)31‬‬

‫سنتًا‪ ،‬ببلوغه مقدار (‪ ،$ )1,36‬وهو ما ينفي ادعاءات الشركات بتساوي األسعار المعلنة في الخليجين‪.2‬‬

‫بقي السعر المعلن لبرميل الخام في الخليج العربي على حاله‪ ،‬حتى النصف الثاني من العام ‪ ،1947‬في‬
‫حين اترف سعر الخام األمريكي إلى حدود (‪/$)1,70‬ب م أواخر العام ‪ .1946‬بينما‪ ،‬رافق فقدان الواليات‬
‫كمصدر رئيسي للنفط بعد الحرب‪ ،‬وتحولها إلى مستورد‪ ،‬ارتفاع تدريجي في األسعار المعلنة‬
‫المتحدة لمكانتها ُ‬
‫للخام األمريكي‪ ،‬التي وصلت إلى مستوى (‪/$ )2,68‬ب في ديسمبر ‪ ،1947‬في وقت لم تتعدى األسعار‬
‫المعلنة للخام العربي حد (‪/$ )2,18‬ب‪ ،‬الذي بلغته في مارس ‪1948‬؛ أما نقطة تعادل األسعار فانتقلت إلى‬
‫ميناء "‪ "Southampton‬غرب بريطانيا‪ .‬قبل أن تتخذ معادلة مساواة األسعار ‪-‬منذ يوليو ‪ -1948‬خام‬
‫ُع ِ‬
‫ودلت أسعار الخام‬ ‫أوفيسينا الفينزويلي‪ ،‬الذي تُصدره الشركات األمريكية إلى أوروبا كخام قياس؛ حي‬
‫الفينزويلي بأسعار الخام األمريكي في ميناء نيويورك‪ ،‬قبل أن تُ َّ‬
‫حدد نقطة تعادل سعر خام أوفيسينا بالخليج‬
‫الكاريبي‪ ،‬وسعر النفط العربي الخفيف بالخليج العربي‪ ،‬في ميناء ساوثهامبتون اإلنجليزي‪ .‬ليشهد بذلك السعر‬
‫مستمر خالل العام ‪ ،1949‬حتى بلغ حد (‪ $ )1,75‬في ديسمبر‪ ،‬في‬
‫ًّا‬ ‫نخفاضا‬
‫ً‬ ‫المعلن لبرميل الخام العربي ا‬
‫حين حافظ سعر الخام األمريكي على المستوى (‪/$ )2,68‬ب‪ ،‬خالل النصف األول من نفس العام‪ ،‬قبل أن‬
‫بالغا مقدار (‪/$ )2,76‬ب م نهاية السنة؛ بينما انتقلت نقطة التعادل إلى ميناء نيويورك‪.3‬‬
‫يعاود االرتفاع‪ً ،‬‬

‫‪ 1‬عُرف هذا النظام‪ ،‬بنظام نقطة األساس المزدوجة )‪ ،(The dual Basing-Point System of the Posted Prices.‬أو ما ي ُعرف بنظرية نقطة‬
‫التعادل )‪(Equalization Point Theory‬؛ تفاصيل أدق‪ ،‬موجودة ضمن‪ - :‬عفيفي صديق محمد‪" ،)2003( .‬تسويق البترول"‪ ،‬ط‪ ،09 .‬مكتبة عين‬
‫شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص‪.253-252 .‬؛ ‪ -‬تياك أرنست‪" ،) 1958( .‬نفط‪ ،‬سياسة‪ ،‬واقتصاد في الشرق األوسط"‪ ،‬ترجمة هشام متولي‪ ،‬منشورات مكتبة‬
‫أطلس‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪.250 .‬؛ ‪ -‬عجيمية‪ .‬م‪.‬ع‪ ،.‬و م‪ .‬يونس‪" ،) 1984( .‬الموارد واقتصادياتها"‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.228 .‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪ :‬أنظر الجدول (‪ ،)4-I‬من الملحق (‪.)I‬؛ وأنظر كذلك‪ - :‬بكري كامل وآخرون‪" ،) 1986( .‬الموارد واقتصادياتها"‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة‬
‫والنّشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ص‪.187-186 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص ص‪.45-42 .‬؛ ‪ -‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.379-378 .‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪ - :‬ترزيان بيار‪" ،) 1982( .‬األسعار والعائدات والعقود النفطية في البالد العربية وإيران"‪ ،‬ترجمة فكتور سحاب‪ ،‬ط‪ ،01 .‬المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ص‪.31- 28 .‬؛ ‪ -‬إيان سيمور (ترجمة عبد الوهاب األمين)‪ ،1983 ،‬ص ص‪.25-21 .‬؛ ‪ -‬بكري كامل‬
‫وآخرون‪ ،)1986( .‬ص ص‪.190-187 .‬؛ ‪ -‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.387-383 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص ص‪.51-45 .‬‬

‫‪6‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2.1‬تراجع سيطرة الشركات البترولية‪ ،‬ظهور أوبك‪ ..‬وتطورات أسعار الخام‪:‬‬

‫مثلت الفترة الممتدة بين نهاية عقد األربعينات وبداية عقد الخمسينات من القرن الماضي‪ ،‬مرحلةً حاسمة‬
‫ميزها ظهور وتنامي الوعي لدى شعوب البلدان النفطية‪ ،‬التي أخذت تسعى لحماية ثرواتها الناضبة من‬
‫استغالل الشركات البترولية‪ .‬وهو ما كان بمثابة البداية الفعلية لتراج الهيمنة اإلحتكارية لكارتل شركات النفط‬
‫الكبرى‪ ،‬التي ضعف تحكمها في صناعة النفط العالمية‪ ،‬في المناطق النفطية الرئيسية في العالم‪ ،‬وتراج‬
‫تأثيرها على سوق النفط العالمية؛ خاصة األسعار التي تأثرت بصورة مباشرة وقوية من جراء هذه التطورات‪.1‬‬

‫‪ .1.2.1‬أحداث خمسينات القرن العشرين وحركة أسعار الخام‪:‬‬

‫إلى غاية بدايات العام ‪ ،1953‬استمرت األسعار المعلنة للبترول األمريكي والعربي عند المستوى ذاته‪،‬‬
‫الذي بلغته م نهاية ِعقد األربعينات؛ أما نقطة التعادل فانتقلت من نيويورك إلى سواحل شمال غرب‬
‫أوروبا‪ .2‬قبل أن تعمد الشركات النفطية ‪-‬في يونيو‪/‬حزيران ‪ -1953‬إلى رف مستوى سعر برميل الخام‬
‫األمريكي إلى (‪( $ )3,00‬بسبب ارتفاع تكاليف اإلنتا )‪ ،‬في حين تم رف سعر الخام العربي إلى حدود‬
‫والتطورات المؤثرة‪ ،‬التي طرأت على تفاصيل الصناعة النفطية في بلدان‬ ‫(‪/$ )1,97‬ب فقط!؛ ورغم األحدا‬
‫الشرق األوسط والخليج العربي آنذاك‪ ،‬إال أن أسعار الخام حافظت على مستوياتها‪ ،‬حتى نهاية العام ‪.31956‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬شهدت بداية العام ‪ 1957‬صعودا في أسعار مختلف الخامات وبنسب غير متساوية (أنظر‬
‫الجدول (‪ )5-I‬من الملحق (‪ ،))I‬إذ قفز برميل الخام األمريكي إلى مستوى (‪ ،$ )3,25‬فيما بلغ سعر برميل‬
‫الخام الفينزويلي مقد ار (‪ ،$)3.07‬بينما وصل سعر برميل الخام العربي إلى حدود (‪ .4$ )2,12‬قبل أن تعود‬
‫نزل سعر الخام األمريكي‬ ‫األسعار المعلنة للخامات األمريكية والعربية لتتراج اعتبا ار من فبراير ‪( 1959‬حي‬
‫إلى حدود (‪/$ )3,14‬ب‪ ،‬فيما انخفض سعر برميل الخام العربي‪ ،‬ليبلغ مقد ار (‪)$ )1,94‬؛ وذلك اقتداء منها‪،‬‬
‫واستجابة للتراج الحاصل في أسعار الخامات الفينزويلية‪ ،‬التي تراجعت إلى حدود (‪/$ )2,92‬ب م حلول‬
‫العام ‪ ،1959‬بعد إقدام الشركات العاملة في فينزويال على تخفيضها‪ ،‬ردا على إجراءات الحكومة الفينزويلية‬

‫‪ - 1‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.395-389 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص ص‪.55-53 .‬‬
‫‪- Antoine Ayoub. (1996), "Le Pétrole: économie et Politique", Economica, Paris, P. 375.‬‬
‫‪ 2‬كان ذلك بسبب االنخفاض الذي حصل منذ العام ‪ ،1950‬في إمدادات الخام المتّجهة إلى بلدان أوروبا الغربية‪ ،‬التي اضطرت إلى استراد النفط المنتج‬
‫في بلدان نصف الكرة الغربي‪ .‬لتفاصيل أدق أنظر‪ - :‬هرمز نور الدين وآخرون‪" ،)2007( .‬تغيرات أسعار النفط العربي وعوائده"‪ ،‬مجلة جامعة تشرين‬
‫للدراسات والبحوث العلمية‪ ،‬سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬مج‪ ،29 .‬ع‪ ،01 .‬سوريا‪ ،‬ص‪.90 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف ‪ ،)2000( ،‬ص ص‪.57-55 .‬‬
‫‪ 3‬كان أبرز من أبرز أحداث هذه الفترة‪ ،‬إعادة ضخ البترول اإليراني إلى األسواق العالمية (بعد تغيير حكومة محمد مصدق)‪ ،‬وعودة صادرات الخام‬
‫السوفييتي إلى بلدان أوروبا الغربية‪.‬؛ أنظر‪ - :‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص‪.59-58 .‬؛ هرمز نور الدين وآخرون‪ ،)2007( .‬ص‪.90 .‬‬
‫‪ 4‬كان ذلك نتيجة ألحداث غلق قناة السويس عقب العدوان الثّالثي على مصر عام ‪ ،1956‬وما خلفه من اضطرابات في اإلمدادات النفطية‪ ،‬خاصة لدول‬
‫أوروبا الغربية‪.‬؛ أنظر‪ - :‬حسين عبد هللا‪" ،)2000( .‬مستقبل النفط العربي"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬نوفمبر‪ ،‬ص‪.16 .‬‬
‫‪ -‬لطفي علي‪" ،) 2008( .‬الطاقة والتنمية في الدول العربية"‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬إمبرش للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص‪.177-176 .‬‬

‫‪7‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫بخصوص تعديل مقادير الضريبة على مداخيل هذه الشركات‪ ،‬بهدف رف حصتها من العوائد النفطية‪.1‬‬

‫‪ .2.2.1‬عقد الستينات ‪ ..‬توحد الجهود‪ ،‬والدة "أوبك" واالنعكاسات على أسعار الخام‪:‬‬

‫جسدت عشرية الخمسينات‪ ،‬مرحلة نهاية سيادة األسعار المعلنة للخام‪ ،‬المحددة وفق القواعد التسعيرية‬
‫أُعتبر اإلجراء الذي اتخذته هذه‬ ‫االحتكارية المفروضة من طرف كبرى شركات النفط وبلدانها األم؛ حي‬
‫الشركات في آب‪/‬أغسطس ‪ ،1960‬والقاضي بتخفيض أسعار خامات الخليج العربي دون غيرها من باقي‬
‫خامات العالم‪ ،‬بمثابة آخر إجراء تنفذه هذه األخيرة خالل وجودها في منطقة الشرق األوسط؛ كما رافقه فصل‬
‫كلي‪ ،‬وزوال للرابطة السعرية التقليدية‪ ،‬بين خامات الواليات المتحدة‪ ،‬البحر الكاريبي‪ ،‬والشرق األوسط‪.2‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬دفعت التخفيضات األخيرة في األسعار المعلنة للخامات العربية‪ ،‬بحكومات البلدان‬
‫المعنية إلى اتخاذ تدابير موحدة للوقوف بوجه تقلبات هذه األسعار‪ ،‬ومن انخفاضها مجد ًدا والمحافظة على‬
‫استقرارها في سوق النفط العالمية؛ وهو الهدف األساسي الذي أُعلن عنه‪ ،‬لدى تأسيس منظمة البلدان المنتجة‬
‫والمصدرة للنفط "‪ ،3"OPEC‬في بغداد يوم ‪ 14‬سبتمبر‪/‬أيلول ‪ .41960‬وبالفعل‪ ،‬فكإنجاز بارز‪ ،‬نجحت أوبك‬
‫في من حدو أية تخفيضات في السعر المعلن لبرميل خام القياس الذي استقر عند المستوى الذي بلغه في‬
‫أغسطس ‪ 1960‬طوال عقد الستينات (أنظر الجدول (‪ )6-I‬من الملحق (‪))I‬؛ في حين شهدت سنوات ‪،1965‬‬
‫‪ ،1969 ،1967‬ارتفاعات ‪-‬في حدود (‪ )20-10‬سنتًا أمريكيًّا‪ -‬في أسعار بعض خامات الواليات المتحدة‪.5‬‬

‫‪ .3.1‬تطورات أسعار الخام في ظل انهيار وتالشي احتكار كبرى الشركات النفطية‪:‬‬

‫كان دخول أوبك ضمن معادلة تحديد أسعار الخام‪ ،‬شاهدا على ولو مرحلة جديدة‪ ،‬أين أصبحت الدول‬
‫المنتجة تلعب دو ار رئيسيا في ذلك؛ غير أن النزاعات التي شهدتها المنطقة العربية خالل تلك الفترة‪ ،‬والتي‬
‫انتهت بهزيمة ‪ ،1967‬لم تساعد على توفير المناخ المالئم لممارسة هذا الدور على أكمل وجه‪ .‬ففي الواق ‪ ،‬لم‬
‫يكن تثبيت سعر خام القياس عند المستوى الذي بلغه عام ‪1960‬؛ في حد ذاته‪ ،‬جل ما تسعى إليه هذه الدول‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫أساسا‪ ،‬كما أن المنظمة لم تفلح في وقف التدهور في القيمة الحقيقية لألسعار‬
‫ً‬ ‫أنه ُيعتبر مستوى متدني‬ ‫حي‬

‫‪ - 1‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص‪.63-60 .‬؛ ‪ -‬أ يان سيمور (ترجمة عبد الوهاب األمين)‪ ،1983 ،‬ص‪.43-38 .‬‬
‫‪ 2‬تراوحت التخفيضات بين (‪ 10‬و‪ )14‬سنت‪ ،‬ليتراوح سعر الخام العربي الخفيف بين (‪ 1,80‬و‪/$ )1,84‬ب‪ ،‬أنظر‪ - :‬الطفيلي‪ .‬ع‪.‬ض‪" ،)1984( .‬أزمة‬
‫الطاقة العالمية وتطور أسعار النفط"‪ ،‬الفكر االستراتيجي العربي (معهد اإلنماء العربي)‪ ،‬ع‪ ،10 .‬لبنان‪ ،‬يناير‪ ،‬ص ص‪.357-356 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف‪.‬‬
‫(‪ ،)2000‬ص‪.64 .‬؛ ‪ -‬أيان سيمور (ترجمة عبد الوهاب األمين)‪ ،1983 ،‬ص ص‪.51-49 .‬؛ الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.398-396 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Organization of Petroleum Exporting Countries.‬‬
‫‪ 4‬تكونت أوبك في البداية من؛ العراق‪ ،‬فنزويال‪ ،‬السعودية‪ ،‬الكويت‪ ،‬وإيران‪ .‬لينظم إليها الحقا كلٌّ من؛ الجزائر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬نيجيريا‪،‬‬
‫أندونيسيا‪ ،‬وأخيرًّ ا اإلكوادور‪ ،‬والغابون‪.‬؛ للمزيد؛ أنظر‪ - :‬لطفي علي‪ ،)2008( .‬ص ص‪ 80-78 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف ‪ ،)2000( ،‬ص ص‪.68-65 .‬‬
‫‪ 5‬لتفاصيل أوفى؛ أنظر‪ -:‬أيان سيمور (ترجمة عبد الوهاب األمين)‪ ،1983 ،‬ص ص‪.91-89 .‬؛ ‪ -‬بكري كامل وآخرون (‪ ،)1986‬ص ص‪.194-191 .‬‬
‫‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص ص‪.73-68 .‬؛ ‪ -‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.401-399 .‬؛ ‪ -‬عفيفي صديق محمد‪ ،)2003( .‬ص‪.256 .‬‬
‫‪ 6‬حسين عبد هللا‪ ،)2000( .‬ص ص‪.19-18 .‬‬

‫‪8‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫نتيجة ارتفاع معدالت التضخم في اقتصاديات البلدان الصناعية المستوردة للنفط الخام‪.‬‬

‫‪ .1.3.1‬عقد السبعينات‪ ..‬سيطرة "أوبك"‪ ،‬ووضعية أسعار النفط‪:‬‬

‫بعد مرحلة الستينات التي جسدت مرحلة للدفاع عن الحقوق المسلوبة للبلدان المنتجة‪ ،‬يمكن اعتبار‬
‫استهدفت الحكومة‬ ‫مرحلة السبعينات كأهم مرحلة في مسيرة الصناعة والعالقات النفطية لهذه البلدان‪ .‬حي‬
‫الليبية الجديدة ‪-‬بعد الثورة‪ -‬تصحيح أسعار نفطها‪ ،‬من خالل إتفاقية طرابلس األولى م شركة أوكسدنتال‬
‫األمريكية في سبتمبر ‪1970‬؛ لتليها خطوات أخرى تعزز مسيرة األسعار‪ ،‬تجسدت من خالل إتفاقية طهران‬
‫في ‪ 14‬فبراير‪ ،1971‬وبعدها اتفاقية طرابلس الثانية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬فبراير ‪ .1971‬إذ كان من أبرز ما تضمنته هتين‬
‫اإلتفاقيتين‪ ،‬تطبيق زيادة فورية في السعر المعلن لبرميل الخام المصدر من الخليج العربي بنحو (‪ 35‬إلى ‪)25‬‬

‫سنتا‪ ،‬إضافة إلى سن زيادة بنسبة )‪ (2,5%‬سنويا‪ ،‬مضافا إليها زيادة أخرى بقيمة (‪ )5‬سنت لمدة خمس‬
‫سنوات‪ ،‬لمواجهة التضخم النقدي العالمي وانخفاض قيمة الدوالر الذي يستخدم في تسعير النفط‪.1‬‬

‫في نفس السياق‪ ،‬جاءت إتفاقية جنيف األولى بتاريخ ‪ 20‬يناير‪ ،1972‬وبعدها إتفاقية جنيف الثانية في‬
‫يونيو ‪1973‬؛ معززةً لسابقاتها‪ ،‬لتعويض الخسائر في القيمة الحقيقية لألسعار‪ ،‬الناتجة عن تدهور وتخفيض‬
‫تم رف األسعار المعلنة لخامات أوبك بمقتضى اإلتفاقية األولى بنسبة )‪ ،(8,5%‬بينما‬ ‫قيمة الدوالر‪ ،2‬حي‬
‫وصلت نسبة االرتفاع إلى )‪ (11,9%‬بموجب اإلتفاقية الثانية‪ .‬ليصل سعر برميل خام القياس العربي الخفيف‬
‫تبعا لتقلب العمالت‪.3‬‬
‫إلى مستوى (‪ ،)$ 2,47‬ثم إلى حدود (‪ $ )2,898‬على التوالي؛ هذا م تصحيح األسعار ً‬
‫بعد مرحلة اإلتفاقيات‪ ،‬برزت الحاجة لدى دول أوبك لتغيير طريقة تسعير خاماتها‪ ،‬بما ُيمكنها من العمل‬
‫على رف هذه األسعار إلى المستوى الذي يواكب التطورات في سوق النفط العالمية‪ .‬بالفعل‪ ،‬شهدت الفترة‬
‫التي أعقبت الحرب العربية–اإلسرائيلية‪ ،‬إقدام ممثلي أعضاء أوبك من بلدان الخليج العربي‪ ،‬المجتمعون في‬
‫الكويت بتاريخ ‪ 16‬أكتوبر‪ ،1973‬على اتخاذ ق ار ار تاريخيا‪ ،‬تضمن رف أسعار خامات أوبك بنسبة )‪،(70%‬‬
‫ليبلغ بذلك متوسط سعر برميل الخام العربي حد (‪ .$ )5,12‬وفي ظل ظروف ميزها انخفاض معدالت‬
‫اإلنتا ‪ ،‬المصاحب لقرار حضر النفط العربي‪ ،‬تقرر من خالل اجتماع ممثلي األعضاء السابقين في طهران‪،‬‬
‫نسبة الزيادة في األسعار إلى حدود (‪ ،)130%‬اعتُبرت نافذة المفعول منذ‬ ‫يومي (‪ )23/22‬ديسمبر ‪ ،1973‬رف‬

‫‪ 1‬أنظر‪ -:‬صديق محمد عفيفي‪ ،)2003( .‬ص‪.259- 257 .‬؛ ‪ -‬أيان سيمور (ترجمة عبد الوهاب األمين)‪ ،1983 ،‬ص ص‪.95-93 .‬؛‪ -‬الدوري محمد‬
‫أحمد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.406-401 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص ص‪. 93-89 .‬؛ ترزيان بيار ‪( ،‬ترجمة فكتور سحاب)‪ ،1982 ،‬ص‪.69 .‬‬
‫‪ 2‬جدير بالذكر أنه قد تم تخفيض قيمة الدوالر رسميا في مناسبتين‪ ،‬كانت األولى في ‪ 17‬ديسمبر ‪ ،1971‬أما الثانية فتناسبت مع تاريخ ‪ 12‬فبراير ‪.1973‬‬
‫‪ - 3‬بكري كامل وآخرون (‪ ،)1986‬ص ص‪.200-198 .‬؛ ‪ -‬حسين عبد هللا‪ ،)2000( ،‬ص ص‪.20-19 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص ص‪.96-94.‬‬
‫‪- Guan. Q.Y., (2008), "The Period Model and Policies of the Fluctuation of International Oil Price", International‬‬
‫‪Petroleum Economics, Vol. 1, P. 26.‬‬

‫‪9‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫مطل يناير ‪ ،1974‬أما قيمة السعر المعلن لخام القياس فبلغت حدود (‪/$ )11,65‬ب‪.1‬‬

‫تضمن قرار مؤتمر الدوحة‪ ،‬رف أسعار خامات‬ ‫في منتصف ديسمبر‪ ،1976‬ظهر نظام السعرين‪ .‬حي‬
‫ابتداء من الفاتح يناير‪ ،1977‬مقابل رف أسعار خامات باقي‬
‫ً‬ ‫كل من السعودية واإلمارات بنسبة )‪(5%‬‬

‫األعضاء‪ ،‬بنسبة )‪ (10%‬اعتبا ار من نفس التاريخ‪ ،‬تعقبها زيادة أخرى بنسبة )‪ ،(5%‬اعتبا ار من الفاتح‬
‫يوليو‪ .1977‬وفي ظل تواصل الخالفات بين أعضاء المنظمة‪ ،‬تقرر بمقتضى مؤتمر أبو ضبي المنعقد في‬
‫زيادات تدريجية في أسعار خامات أوبك‪ ،‬ضمن أرب مراحل فصلية‪ ،‬انطالقا من‬ ‫‪ 16‬ديسمبر‪ ،1978‬إحدا‬
‫زيادة بنسبة )‪ ،(5%‬اعتبا ار من الفاتح يناير‪ ،1979‬لتصل نسبة االرتفاع إلى حدود )‪ (14,54%‬م مطل شهر‬
‫أكتوبر من نفس العام‪ ،‬ويصل معها سعر برميل خام اإلشارة )‪ (Marker Crude‬إلى (‪ .$ )14,542‬لكن ارتفاع‬
‫أسعار السوق الفورية )‪ ،(Spot Market‬عقب انقطاع إمدادات النفط اإليراني في ديسمبر‪ ،1978‬دف أوبك إلى‬
‫عقد مؤتمر استثنائي في جنيف بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ ،1979‬كان من بين ق ارراته تصحيح سعر خام القياس بنسبة‬
‫)‪ ،(8,7%‬م إضافة عالوات‪ ،‬تراوحت بين (‪ 2‬و‪ .$)4‬ذلك قبل أن تتقرر زيادة أخرى في األسعار بمعدل‬
‫تراوحت بذلك أسعار برميل خام‬ ‫)‪ ،(35%‬خالل المؤتمر نصف السنوي بجنيف في ‪ 26‬يونيو ‪ ،1979‬حي‬
‫قياس أوبك‪ ،‬بين حد أدنى قدره (‪ )$18‬وحد أعلى قدره (‪ ،)$23,5‬بينما وصلت حدود األسعار المعلنة من قبل‬
‫المقررة في المؤتمر السابق‪-‬‬
‫المنظمة ‪-‬بعد إقدام دولها على رف أسعار الخامات خاصتها عن المستويات ُ‬
‫إلى (‪/$ )24‬ب كحد أدنى‪ ،‬وحد أعلى بلغ مقدار (‪/$ )30‬ب م أواخر العام ‪.21979‬‬

‫‪ .2.3.1‬تحوالت الثمانينات والتسعينات‪ ..‬تحديات "أوبك"‪ ،‬ومسار أسعار الخام‪:‬‬

‫جسدت فترة الثمانينات‪ ،‬مرحلة تراج مكانة أوبك ضمن سوق النفط العالمية‪ ،‬ومحدودية فاعليتها في‬
‫تحديد اتجاه حركة األسعار‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬شهدت سوق النفط خالل الفترة الممتدة بين نهاية السبعينات‬
‫وبداية الثمانينات اضطرابات كبيرة‪ ،‬أنتجتها مخلفات الثورة اإليرانية‪ ،‬وبعدها الحرب العراقية‪-‬اإليرانية‪ .‬في ظل‬
‫هذه الظروف‪ ،‬وصلت أسعار السوق الفورية التي إلى حدود (‪/$ )44‬ب‪ ،‬أما أوبك فقررت ‪-‬بموجب مؤتمرها‬
‫المنعقد بالجزائر في يونيو ‪ -1980‬رف سعر اإلشارة لبرميل خام القياس إلى حد أقصى قُدر بـ (‪ ،$ )32‬اعتبا ار‬
‫من يوليو ‪( 1980‬وهو نفس المستوى الذي حدد عنده السعر الرسمي المعلن من ِقبلها)‪ ،‬قبل أن يصل إلى‬

‫‪ 1‬لتفاصيل أوفر‪ ،‬أنظر‪ - :‬أيان سيمور (ترجمة عبد الوهاب األمين)‪ ،1983 ،‬ص‪.160-159 .‬؛ ‪ -‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.422-410 .‬‬
‫‪ -‬حسين عبد هللا‪ ،)2000( ،‬ص ص‪.23-20 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص ص‪.104-96 .‬؛ ‪ -‬لطفي علي‪ ،)2008( .‬ص ص‪.183-179 .‬‬
‫‪ 2‬للمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر‪ - :‬سيد أحمد عبد القادر‪" ،) 1982( .‬األوبيك‪ :‬ماضيها‪ .‬حاضرها وآفاق تطورها"‪ ،‬ترجمة‪ :‬خليل أحمد خليل‪ ،‬وفؤاد شاهين‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.157- 152 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص ص‪.122- 105 .‬؛ ‪ -‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( ،‬ص‬
‫ص‪.429-422 .‬؛ ‪ -‬بكري كامل وآخرون‪ ،)1986( .‬ص ص‪. 208-206 .‬؛ أيان سيمور (ترجمة عبد الوهاب األمين)‪ ،1983 ،‬ص ص‪.276-258 .‬‬
‫‪- Nouschi. A. (1999), "Pétrole et Relations Internationales de 1945 à nos Jours", Armand Colin, Paris, PP. 121-125.‬‬

‫‪10‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫حدود (‪ $ )34‬في أكتوبر ‪ ،1981‬ليستمر على نفس الحال حتى منتصف ‪ ،1983‬أين تم تخفيضه –بمقتضى‬
‫مؤتمر لندن في شهر مارس‪ -‬إلى حدود (‪/$ )29‬ب‪ ،‬في ظل االرتفاع الذي ُسجل في حجم العرض‪.1‬‬

‫م تزايد اإلمدادات النفطية‪ ،‬خاصة من خار أوبك‪ ،‬أخذت أسعار النفط تميل إلى الهبوط م حلول‬
‫أقدمت كل من إنجلت ار والنرويج على خفض أسعار نفط بحر الشمال‪،‬‬ ‫النصف الثاني من العام ‪ ،1984‬حي‬
‫ثم حذت نيجيريا حذوهما‪ ،‬دون أي تنسيق م أوبك‪ .‬أما األخيرة فقررت بموجب مؤتمر جنيف في أكتوبر‬
‫‪ ،1984‬خفض حصتها من اإلنتا إلى حدود (‪ )16‬مليون ب‪/‬ي‪ ،‬قبل أن تُ ِ‬
‫قدم –في ‪ 30‬يناير ‪ -1985‬على‬
‫تخفيض أسعار نفطها إلى (‪/$ )27‬ب‪ .‬وفي ظل استمرار وارتفاع فائض العرض‪ ،‬المدعوم باستمرار حالة‬
‫التنافس والنزاع بين األطراف النفطية عامةً‪ ،‬وداخل أوبك بشكل خاص؛ جاء الفصل األول من العام ‪1986‬‬

‫شاهدا على تدهور تدريجي وسري في أسعار الخام‪ ،‬التي وصلت إلى حدود (‪ $ )10‬في يوليو؛ لتقوم أوبك في‬
‫‪ 20‬ديسمبر من ذات العام ‪-‬م استمرار الضغوط على األسعار‪ -‬بتحديد مقدار (‪/$ )18‬ب‪ ،‬كسعر رسمي‬
‫مستهدف‪ ،‬يمثل متوسط أسعار سلة تتكون من سبعة أنواع نفطية في السوق الفورية‪ ،‬سمي سعر اإلشارة لسلة‬
‫أوبك؛ والذي ظل في حالة من عدم االستقرار‪ ،‬بينما بلغ مستوى (‪/$ )17,9‬ب في المتوسط‪ ،‬عام ‪.21989‬‬

‫بعد انخفاض خالل الرب األول من العام ‪ ،1990‬وارتفاع خالل النصف الثاني من ذات العام‪ ،‬في أعقاب‬
‫الغزو العراقي للكويت‪ ،‬بلغ متوسط سعر اإلشارة لسلة أوبك حدود (‪/$ )22,26‬ب‪ ،‬بينما حافظ هذا السعر على‬
‫مستوى لم يتجاوز كثي ار (‪ $ )18,6‬خالل العام ‪ ،1991‬في ظل أوضاع ميزها تذبذب اإلنتا النفطي‪ ،‬نتيجة‬
‫انهيار المنظومة االشتراكية في أوروبا الشرقية بزعامة اإلتحاد السوفييتي‪ ،‬ونشوب حرب الخليج الثانية في ‪17‬‬

‫يناير من نفس العام‪ ،‬م قيام السعودية وبقية دول الخليج بدور المتمم الحتياجات سوق النفط‪ .‬في حين لم‬
‫يفلح اجتماع أوبك في فيينا أيام (‪ )27-25‬نوفمبر ‪ ،1992‬في وض حد لالنخفاض التدريجي في األسعار‪،‬‬
‫التي واصلت مسيرتها باتجاه الهبوط‪ ،‬حتى بلغ سعر اإلشارة ألوبك مستوى (‪/$ )15,55‬ب عام ‪1994‬؛ قبل أن‬
‫يشهد نوعا من االنتعاش‪ ،‬بارتفاعه إلى حدود (‪/$ )17‬ب عام ‪ ،1995‬ثم (‪/$ )20‬ب في المتوسط عام ‪.31996‬‬

‫‪ 1‬تفاصيل أدق موجودة ضمن‪ - :‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.438-434 .‬؛ ‪ -‬بكري كامل وآخرون‪ ،)1986( .‬ص ص‪.213-208 .‬‬
‫‪ -‬هرمز نور الدين وآخرون‪ ،)2007( .‬ص ص‪.94-93 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص ص‪.264-261 .‬؛ ‪ -‬عبد الخالق فاروق‪" ،)2002( .‬النفط‬
‫واألموال العربية في الخارج"‪ ،‬ط‪ ، 01 .‬مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص‪.55-53 .‬‬
‫‪ 2‬تكونت سلّة أوبك من الخامات المتمثلة في‪ :‬صحاري بلند ‪ ،44°‬ميناس ‪ ،33°‬بوني الخفيف ‪ ،36°‬عربي خفيف ‪ ،34°‬دبي ‪ ،32°‬ت‪.‬ج ‪ ،32°‬إيسثومس‬
‫‪.32°‬؛ تفاصيل أوفر‪ ،‬موجودة ضمن‪ - :‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.447-438 .‬؛ ‪ -‬بكري كامل وآخرون‪ ،)1986( .‬ص ص‪.214-213 .‬‬
‫‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص ص‪.270-265 .‬؛ ‪ -‬لطفي علي‪ ،)2008( .‬ص ص‪.186-184 .‬؛ ‪ -‬الجدول (‪ )8-I‬من الملحق (‪.)I‬‬
‫‪- Hamilton. J.D. (2011), PP. 17-18.; - Favennec. J.P. (2007), P. 44.; - Nouschi. A. (1999), PP. 160-163.‬‬
‫‪ 3‬لتفاصيل أوفر‪ ،‬أنظر‪ - :‬التنير سمير‪" ،)2007( .‬التطورات النفطية في الوطن العربي والعالم‪ ،‬ماضيًّا وحاضرًّ ا"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار المنهل اللبناني‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ص ص‪.23-13 .‬؛ ‪ -‬عبد الخالق فاروق‪ ،)2002( .‬ص ص‪.57-55 .‬؛ ‪ -‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.453-447 .‬‬
‫‪ -‬حسين عبد هللا‪" ،) 1998( .‬النفط العربي خالل المستقبل المنظور‪ :‬معالم محورية على الطريق"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دراسات استراتيجية‪ ،‬ع ‪ ،14.‬مركز‬
‫اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ص‪ ،15.‬إضافة إلى‪ ،‬ص ص‪.75-68 .‬‬

‫‪11‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫بعد تواصل حالة االنتعاش في أسعار الخام خالل معظم فترات العام ‪ ،1997‬جاءت أواخره شاهدة على‬
‫اهتزاز استقرار هذه األخيرة‪ ،‬التي أخذت في التراج بعد القرار المفخخ الذي اتخذته أوبك في مؤتمرها بجاكرتا‬
‫في شهر نوفمبر من نفس العام‪ ،‬برف سقف اإلنتا ‪-‬عكس مؤشرات عوامل السوق‪ -1‬بنحو (‪)10%‬؛ والذي‬
‫كانت نتائجه وخيمة على قيمة برميل سلة أوبك‪ ،‬التي انخفضت من (‪ $ )19‬في أكتوبر ‪ ،1997‬إلى (‪$ )14,5‬‬

‫في يناير‪ ،1998‬لتواصل الهبوط بالغة حدود (‪ $ )9,7‬في ديسمبر‪ .1998‬لم تنجح مبادرات أوبك –بالتنسيق م‬
‫باقي الدول المنتجة‪ -‬في معالجة الموقف‪ ،‬إال م حلول مارس ‪ ،1999‬عندما نجحت المجموعة في تخفيض‬
‫مستويات اإلنتا ‪ ،‬التي رافقها انتعاش الطلب‪ ،‬نتيجة االنتعاش االقتصادي في دول جنوب شرق آسيا وأوروبا‬
‫والواليات المتحدة‪ ،‬فأخذت –بذلك‪ -‬األسعار تتحسن‪ ،‬حتى بلغت حدود (‪/$ )18‬ب في م نهاية العام‪.2‬‬

‫‪ .3.3.1‬تطورات مطلع األلفية الثالثة‪ ..‬عودة "أوبك" إلى الواجهة‪ ،‬وأسعار الخام‪:‬‬

‫على وجه العوم‪ ،‬بإمكاننا القول أن أسعار النفط قد شهدت على مدى نحو عقد ونصف العقد من الزمن‪،‬‬
‫ار لديناميكية أواخر العام ‪ ،1999‬واصلت هذه األسعار‬
‫خالل األلفية الثالثة‪ ،‬طفرة غير مسبوقة‪ .‬فاستمرً ا‬
‫ارتفاعها في أغلب فترات العام ‪2000‬؛ والى غاية سبتمبر ‪ ،2001‬ظلت قيمتها تتراوح بين (‪ 24‬و‪/$ )31,5‬ب‬
‫(كمتوسط شهري)‪ ،‬رغم سعي الدول النفطية –وعلى رأسها أوبك‪ -‬لكبح جماح هذا االرتفاع‪ ،‬من خالل رف‬
‫‪ 11‬سبتمبر ‪-‬وما صاحبها من تدهور في معدالت النمو‪ ،‬وانخفاض في‬ ‫حجم اإلمدادات‪ .‬لكن أثار أحدا‬
‫الطلب‪ -‬جاءت سلبيةً على أسعار برميل الخام‪ ،‬التي سجلت تراجعات متتالية حتى بلغت معدل (‪ $ )18,3‬في‬
‫يناير ‪2002‬؛ قبل أن تعود لالرتفاع بعد قرار أوبك بخفض اإلنتا بداية من التاريخ األخير‪ ،‬م ما رافقه من‬
‫عوامل ساعدت على انتعاشها‪ ،‬إذ بلغ المعدل السنوي ألسعار سلة أوبك للعام المذكور حد (‪/$ )24,3‬ب‪،‬‬
‫ليواصل ارتفاعه إلى حدود (‪ $ )28,20‬خالل العام ‪ ،2003‬نتيجة تظافر جملة من العوامل مختلفة المصادر‪.3‬‬

‫‪ 1‬من بين هذه المؤشرات‪ ،‬تطوّر األزمة االقتصادية في دول جنوب شرق آسيا‪ ،‬وانخفاض مع ّدالت النمو في الدول المعروفة بالنمور اآلسيوية‪ ،‬وبالتّالي‬
‫انخفاض طلبها على النفط‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة ا إلنتاج العراقي ضمن برنامج "النفط مقابل الغذاء"‪ ،‬وارتفاع اإلمدادات النفطية من خارج أوبك‪.‬‬
‫‪ 2‬تفاصيل أوفر‪ ،‬ضمن‪ - :‬درويش فوزي‪" ،)2005( .‬التنافس الدولي على الطاقة في قزوين"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬نشر خاص‪ ،‬جانفي‪ ،‬ص ص‪.195-184 .‬‬
‫‪ -‬عصام الجبلي‪" ،)1999( .‬وا ِقع وآفاق أسواق النفط الدولية وأثرها على اقتصاديات الدول العربية"‪ ،‬ورقة مق ّدمة لندوة "أسواق النفط والمال ‪ ...‬إلى‬
‫أين؟" المنعقدة في فبراير ‪ ،1999‬إصدار منتدى الفكر العربي‪ ،‬سلسلة الحوارات العربية ‪ ،2000/4‬الطبعة األولى‪ ،‬ع ّمان‪ ،2001 ،‬ص ص‪.23-17 .‬‬
‫‪ -‬عبد الخالق فاروق‪ ،)2002( .‬ص ص‪.58-57 .‬؛ ‪ -‬هرمز نور الدين وآخرون‪ ،)2007( .‬ص ‪.95 .‬؛ ‪ -‬لطفي علي‪ ،)2008( .‬ص ص‪.187-186 .‬‬
‫‪-Hamilton. J.D. (2011), PP. 18-20.; - Favennec. J.P. (2007), PP. 44-45.‬‬
‫‪3‬‬
‫من بين هذه العوامل؛ التغيرات الهيكلية في الطلب على النفط‪ ،‬التي أدت إلى ارتفاعه بما يقارب (‪ )1,5‬م ب‪/‬ي في ‪ ،2003‬وذلك تزامننا مع اإلختالالتٍ‬
‫الكبيرة في العرض‪ ،‬نتيجة االضطرابات السياسية في عدد من دول أوبك‪ .‬حيث أدى إضرابٌ شامل في فنزويال في بداية العام المذكور‪ ،‬واإلضرابات‬
‫ألشهر عديدة‪ ،.‬لتفاصيل أوفر‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫القبلية في نيجيريا‪ ،‬إلى إيقاف معظم إمداداتهما النفطية‪ ،‬قبل أن تأتي حرب العراق التي أوقفت تصدير نفطه‬
‫‪ -‬حسين عبد هللا‪" ،) 2004( .‬من المسؤول عن ارتفاع أسعار النفط؟‪ ،‬وهل اإلرتفاع ظاهرة عارضة أم داللة على اتجاه؟"‪ ،‬شؤون عربية‪ ،‬ع‪،118 .‬‬
‫‪-Hamilton. J.D. (2011), PP. 20-21.‬‬ ‫مصر‪ ،‬الصيف‪ ،‬ص ص‪ .118-102 .‬؛ ‪-‬عبد الخالق فاروق‪ ،)2002( .‬ص ص‪.61-58 ،‬؛‬
‫‪ -‬بلقلة براهيم‪" ،) 2013( .‬تطورات أسعار النفط وانعكاساتها على الموازنة العامة للدول العربية خالل الفترة (‪ ،")2009-2000‬مجلة الباحث‪ ،‬ع‪.‬‬
‫‪ ،2013/12‬ص ص‪.11-9 .‬؛ ‪ -‬هرمز نور الدين وآخرون‪ ،)2007( .‬ص ص‪.96-95 .‬؛ ‪ -‬لطفي علي‪ ،)2008( .‬ص ص‪.194-193 .‬‬
‫‪ -‬تقارير األمين العام السنوية لمنظمة األقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)‪.2003 ،2002 ،2001 ،2000 :‬على الموقع‪www.oapecorg.org :‬‬

‫‪12‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫نظ ار لعوامل جيوسياسية‪ ،‬كانت في معظمها امتدادا للعوامل السائدة عام ‪ ،2003‬تواصل ارتفاع أسعار‬
‫الخام‪ ،‬بصورة استثنائية وغير مسبوقة خالل العام ‪ ،2004‬إذ أن برميل سلة أوبك بلغ حاجز (‪ $ )45‬في الرب‬
‫األخير للسنة‪ ،‬أما المعدل السنوي فوصل لحدود (‪/$ )36‬ب‪ .‬لتواصل هذه األسعار سيرها على نسق االرتفاع‪،‬‬
‫مستمر‪ 1‬خالل السنوات ‪ 2006 ،2005‬و‪( 2007‬باستثناء االنخفاض المسجل خالل‬
‫ًا‬ ‫بسلوكها اتجاها تصاعديا‬
‫بلغ المعدل السنوي‬ ‫األشهر األخيرة للعام ‪ ،)2006‬لتتخطى مستوياتها اإلسمية عتبات لم تبلغها من قبل‪ ،‬حي‬
‫لسعر برميل سلة أوبك مستويات (‪ ،$ )69,1 ،61,0 ،50,6‬خالل سنوات ‪ 2006 ،2005‬و‪ 2007‬على التوالي‪.2‬‬

‫خالل العام ‪ ،2008‬واصلت أسعار الخام االرتفاع وتحطيم األرقام القياسية‪ ،‬إذ انتهجت هذه األخيرة منحا‬
‫تصاعديا منذ بداية العام إلى غاية شهر يوليو‪ ،‬قبل شروعها في اتخاذ منحى التراج التدريجي حتى نهاية‬
‫السنة‪ ،‬ليبلغ المعدل السنوي للسعر الفوري لبرميل سلة أوبك مقدار (‪ .$ )94,4‬ورغم اإلتجاه التصاعدي لهذه‬
‫األسعار (خاصة منذ شهر مارس)‪ ،‬شهد العام ‪– 2009‬وألول مرة منذ ‪ -2001‬انخفاضا في هذا المعدل إلى‬
‫نسبيا في األسعار‪ ،‬بتحرك معدل سعر برميل سلة أوبك‬‫ار ًّ‬ ‫حدود (‪ .$ )61‬بينما‪ ،‬سجل العام ‪ 2010‬استقرًا‬
‫ضمن حدود المجال (‪ $ )85-70‬في أغلب األوقات‪ ،‬ليبلغ المعدل السنوي لألسعار حوالي (‪/$ )77,4‬ب‪.3‬‬

‫في ظل جملة من العوامل المتنوعة والمتداخلة‪ ،4‬واصلت أسعار النفط العالمية سيرها على نسق االرتفاع‬
‫خالل عامي ‪ 2011‬و‪ ،2012‬مسجلة –مجددا‪ -‬مستويات غير مسبوقة‪ ،‬إذ حافظت المعدالت الشهرية لسلة‬
‫أوبك على مستويات مقاربة أو تفوق (‪/$ )100‬ب خالل معظم األشهر‪ ،‬لتصل المعدالت السنوية للسلة إلى‬
‫حدود (‪/$ )107,5‬ب‪ ،‬ثم (‪/$ )109,5‬ب على التوالي؛ قبل أن تنخفض ‪-‬بشكل طفيف‪ -‬إلى حدود (‪$ )105.9‬‬

‫‪ 1‬أنظر الجدول (‪ )10-I‬من الملحق (‪.)I‬‬


‫‪ 2‬تُرد األسباب الكامنة وراء االرتفاع المستمر في األسعار إلى استمرار ارتفاع الطلب‪ ،‬المدعوم بارتفاع معدالت نمو االقتصادي العالمي‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اختناقات طاقات التكرير العالمية‪ ،‬المصحوبة بانخفاض الطاقات اإلنتاجية‪ ،‬ناهيك عن المشاكل السياسية في منطقة الشرق األوسط والعراق وإيران‬
‫(الملف النّووي) وني جيريا وفنزويال‪ ،‬دون إغفال دور الكوارث الطبيعية التي سببتها األعاصير وما رافقها من تطور في مستوى المضاربات في األسواق‬
‫اآلجلة‪.‬؛ تفاصيل أدق‪ ،‬ضمن‪ - :‬ضياء مجيد الموسوي‪" ،)2005( .‬ثورة أسعار النفط ‪ ،"2004‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.25-17 .‬‬
‫‪ -‬الزيتوني الطاهر‪" ،) 2010 a( .‬التطورات في أسعار النفط العالمية وانعكاساتها على االقتصاد العالمي"‪ ،‬مجلة النفط والتعاون العربي‪ ،‬مج‪ ،36 .‬ع‪.‬‬
‫‪ ،132‬منظمة الدول العربية المصدرة للنفط – الكويت‪ ،‬الشتاء‪ ،‬ص ص‪.20-16 .‬؛ ‪ -‬فوزي درويش‪ ،)2005( .‬ص ص‪.203-198 .‬‬
‫‪ -‬تقارير األمين العام السنوية لمنظمة األقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)‪.2007 ،2006 ،2005 ،2004 :‬‬
‫‪- Chitour Chems Eddine. (2003), "Pétrole et politique", Andru, alger, P. 135.‬‬
‫‪ 3‬خالل هذه الفترة‪ ،‬ألقت األزمة المالية العالمية بضاللها على تحوالت أسعار الخام‪ ،‬إذ انخفضت تأثيرات قوى السوق التقليدية لتفسح المجال أمام عوامل‬
‫أخرى كالمضاربة‪ ،‬للتحكم في مسار األسعار‪ .‬فالمنحى التصاعدي الذي انتهجته األخيرة خالل النصف األول من العام ‪ ،2008‬وكذا خالل العام ‪،2009‬‬
‫ومستوى للمخزون أي‬
‫ًّ‬ ‫عرض وطلب‬
‫ٍ‬ ‫في ظل أسوأ ركود اقتصادي عرفه العالم منذ ثالثينات القرن الماضي‪ ،‬لم يكن فيه لظروف أساسيات السوق من‬
‫راكم في المخزون العالمي النفطي‪.‬؛ لتفاصيل أوفر‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫انخفاض في الطلب‪ ،‬وت ٍ‬
‫ٍ‬ ‫دخل‪ ،‬إذ أنه ورد بشك ٍل معاكس لِما تُمليه هذه األخيرة‪ ،‬التي ميزها‬
‫‪ -‬الطاهر الزيتوني‪" ،)2010 b( .‬انعكاس األزمة المالية على أسواق النفط العالمية وتداعياتها على االقتصاد العربي"‪.‬؛ و كرواط‪ .‬ج‪.‬س‪ ،.‬وف‪.‬أ‪ .‬عقيل‪.‬‬
‫(‪" ،)2010‬األزمة المالية العالمية وانعكاساتها على اقتصاديات الدول العربية واإلحاطة بآثارها على االقتصاد اللّيبي"‪.‬؛ ورقتين مقدمتين لندوة "األزمة‬
‫المالية العالمية وانعكاساتها على قطاع النفط والغاز الطّبيعي في الدول العربية"‪ 24/22 ،‬نوفمبر‪ ،‬أوابك‪ ،‬دمشق‪.‬؛ على الموقع‪.www.oapecorg.org :‬‬
‫‪ -‬تقارير األمين العام السنوية لمنظمة األقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)‪2010 ،2009،2008 :‬؛ ‪ -‬بلقلة براهيم‪ ،)2013( .‬ص ص‪.14-13 .‬‬
‫‪ -‬زياد عريبة ابن علي‪" ،) 2008( .‬ارتفاع أسعار النفط‪ :‬األسباب والتداعيات"‪ ،‬شؤون عربية‪ ،‬ع‪ ،134 .‬مصر‪ ،‬الصيف‪ ،‬ص ص‪.133-116 .‬‬
‫‪- Hamilton. J.D. (2011), PP. 21-23.‬‬
‫‪ 4‬أهمها العوامل الجيوسياسية وفي مقدمتها التطورات السياسية في المنطقة العربية‪ ،‬أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو وحركة سعر صرف الدوالر ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫تراوحت خالله‬ ‫خالل العام ‪ .2013‬وقد شهد النصف األول من العام ‪ 2014‬تقلبات سعرية محدودة حي‬
‫المعدالت الشهرية لسعر سلة أوبك ضمن (‪ 104‬و‪/$ )108‬ب‪ ،‬بينما شرعت في اتخاذ منحى الهبوط التدريجي‬
‫الحاد منذ يوليو‪ ،‬حتى بلغت حد (‪/$ )59,5‬ب في ديسمبر‪ ،‬ليبلغ متوسطها السنوي مستوى (‪/$ )96,2‬ب‪.1‬‬

‫‪ .2‬تحليل العوامل المسؤولة عن تذبذب وتقلب أسعار الخام في السوق العالمية‪:‬‬

‫إن األهمية البالغة التي حظي بها النفط منذ اكتشافه‪ ،‬جعلت من سوقه العالمية سوًقا أقل حرية‪ ،‬وحدت من‬
‫تأثير قوانين السوق التقليدية‪ ،‬فاسحة المجال لتأثير جملة السياسات واالستراتيجيات المتضمنة لمصالح الدول‬
‫الصناعية المستهلكة للنفط‪ ،‬الدول النامية المنتجة‪ ،‬وكذا الهيئات والمنظمات الممثلة للطرفين‪ُ .2‬يعد النفط‬
‫تخض تغيرات أسعار الخام لعديد العوامل‬ ‫سلعة استراتيجية تأخذ أبعادا اقتصادية‪ ،‬جيوسياسية‪ ،‬وأمنية؛ حي‬
‫المتشابكة‪ ،‬التي لطالما شكلت جوهر االختالف والتباين بين الفرقاء في مجال الصناعة النفطية؛ فبينما حاول‬
‫عديد االقتصاديين والعارفين بالشؤون النفطية (في صورة‪ "P. Frankel" ،"Adeilman" :‬و"‪)"E. Benrose‬‬
‫استعمال مؤشرات اقتصادية بحتة لشرح تقلبات واتجاهات األسعار‪ ،‬نجد أن واق السوق النفطية يعيب على‬
‫هؤالء تناسيهم لعوامل أخرى (كالعوامل الجيوسياسية والعسكرية)‪ ،‬وما يمكن أن تخلفه من آثار قد تفوق تلك‬
‫المترتبة عن العوامل االقتصادية‪.3‬‬

‫‪ .1.2‬العوامل المحددة لحركة تطور أسعار الخام‪:‬‬

‫يتوقف استقرار السوق العالمية للنفط –وبالتالي أسعار النفط‪ -‬على جملة من العوامل األساسية‪ ،‬أهمها‬
‫التفاعل بين العرض والطلب والموازنة بينهما‪ .‬غير أن خصوصية المورد النفطي‪ ،‬تفسح المجال أمام عديد‬
‫العوامل الخفية )‪ ،(invisible factors‬التي يمكنها التأثير بطريقة أو بأخرى‪ ،‬على اتجاهات تطور األسعار في‬
‫السوق النفطية (أنظر الشكل (‪ ،))1.1‬عن طريق مساهمتها في التأثير على اتجاهات عرض وطلب النفط‪.4‬‬

‫‪ 1‬يُرد تراجع أسعر الخام بداية من النصف الثاني للعام ‪ ،2014‬إلى نجاح استغالل مصادر النفط والغاز غير التقليدية (الغاز الصخري) في الو‪ .‬م‪ .‬أ‪،‬‬
‫المتزامن مع تراجع معدل نمو الطلب على النفط‪ ،‬مع توجه كبرى الدول المصدرة إلى الحفاظ على نفس المستويات لسقف اإلنتاج (الذي تجسد من خالل‬
‫قرار أوبك في شهر نوفمبر)‪ ،‬إضافة إلى المضاربة‪ ،‬في ظل سيادة تطورات جيوسياسية جاءت تأثيراتها مخالفة للتوقعات؛ تفاصيل أدق ضمن‪:‬‬
‫‪ -‬نجوم أسامة‪" ،)2015( .‬قراءة في أسباب انخفاض أسعار النفط"‪ ،‬سلسلة تحليل سياسات‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات )‪،(ACRPS‬‬
‫الدوحة‪-‬قطر‪ ،‬مارس‪ ،‬ص ص‪.4-2 .‬؛ ‪ -‬بن راشد الخاطر خالد‪" ،) 2015( .‬تحديات انهيار أسعار النفط والتنويع االقتصادي في دول مجلس التعاون"‪،‬‬
‫سلسلة دراسات‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات )‪ ،(ACRPS‬الدوحة‪-‬قطر‪ ،‬مارس‪ ،‬ص ص‪.7-2 .‬؛ ‪ -‬صندوق النقد الدولي‪" ،‬التعايش مع‬
‫انخفاض أسعار النفط في سياق تراجع الطلب"‪ ،‬إدارة الشرق األوسط وآسيا الوسطى‪ ،‬مستجدات آفاق االقتصاد العاملي‪ ،‬يناير ‪ ،2015‬ص ص‪.3-2 .‬‬
‫‪ -‬تقارير األمين العام السنوية لمنظمة األقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)‪.2014 ،2013 ،2012 ،2011 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Chitour Chems Eddine. (2006), "L’Empire Américain: Le Pétrole et Les Arabes", ENAG, Alger, PP.59-60.‬‬
‫‪ - 3‬المزيني عماد الدين محمد‪" ،)2013( .‬العوامل التي أثرت على سوق النفط العالمية"‪ ،‬مجلة جامعة األزهر بغزة‪ ،‬سلسلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬مج‪،15 .‬‬
‫ع‪ ،01 .‬ص ص‪.346-319 .‬؛ ‪ -‬يسرى محمد أبو العال‪" ،)2008( .‬نظرية البترول‪ :‬بين التشريع والتطبيق في ضوء الواقع والمستقبل المأمول"‪ ،‬ط‪.‬‬
‫‪ ،01‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪.312 .‬؛ ‪ -‬نجوم أسامة‪ ،)2015( .‬ص‪.5-4 .‬؛ ‪ -‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.371-370 .‬‬
‫‪ 4‬زرواط‪ .‬ف‪ ،.‬و ص‪ .‬بورجة‪" ،) 2014( .‬أثر تقلبات أسعار النفط على النمو االقتصادي في الجزائر‪ :‬دراسة قياسية للفترة الممتدة بين (‪-1980‬‬
‫‪ ،") 2013‬مجلة التنمية والسياسات االقتصادية (المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت)‪ ،‬مج‪ ،16 .‬ع‪ ،02 .‬ص ص‪.102-79 .‬‬

‫‪14‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل (‪ :)1.1‬العوامل المؤثرة‪ ،‬المسؤولة عن تقلبات أسعار النفط الخام‪.‬‬

‫‪ -‬التنويع اإلقتصادي في بلدان ‪.OPEC‬‬


‫‪ -‬محدودية قدرات العالمية لعرض (لإلمدادات) النفط‪.‬‬
‫‪ -‬تغيرات الطلب العالمي على النفط‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استقرار إنتاج النفط داخل الـ ‪.OPEC‬‬
‫‪ -‬تغير مخزونات مختلف دول العالم من النفط الخام‪.‬‬

‫‪ -‬عرض النفط‪.‬‬ ‫‪ -‬الطلب على النفط‪.‬‬

‫تقلب وتذبذب‬
‫‪ -‬الال إستقرار الجيو سياسي‪.‬‬
‫أسعار النفط في‬ ‫‪-‬التوقعات والمضاربة‪.‬‬
‫السوق العالمية‬

‫‪ -‬تأثير تلقب سعر صرف الدوالر‪.‬‬ ‫‪ -‬المناخ والظواهر الطبيعية‪،‬‬


‫عوامل بيئية‪...،‬إلخ‪.‬‬

‫‪Source: Lingyu Yan. (2012), "Analysis of the International Oil Price Fluctuations and Its‬‬
‫‪Influencing Factors", American Journal of Industrial and Business Management, 02, P. 41.‬‬

‫‪ .1.1.2‬اختالل التوازن في معادلة العرض والطلب‪:‬‬

‫وفقا ألساسيات النظرية االقتصادية‪ ،‬فإن المستوى السعري ألي سلعة كانت‪ ،‬يشير إلى نتيجة التكيف‬
‫المستمر بين الكميات الفعلية المعروضة‪ ،‬والكميات المطلوبة منها فعال‪ .‬بالنسبة للنفط‪ ،‬وباعتباره سلعة‬
‫خاصة ومورد أساسي‪ ،‬لطالما كان االختالل في التوازن بين العرض والطلب في السوق النفطية‪ ،‬حاض ار‬
‫وظاه ار بجالء‪ ،‬خالل مختلف االضطرابات والتقلبات التي شهدتها هذه األخيرة عبر التاريخ (كما يبدو من‬
‫خالل العرض المقدم أعاله)‪ ،‬حي تُعتبر العالقة بين عرض وطلب الخام‪ ،‬العامل األكثر مباشرةً‪ ،‬واألكثر‬
‫وضوح ا‪ ،‬من بين العوامل التي يمكنها التأثير على اتجاه حركة أسعار النفط‪ ،‬إذ عادة ما ُي ِنتج الالتوازن بين‬
‫العرض والطلب‪ ،‬تقلبات كبيرة في هذه أسعار‪.1‬‬

‫يرى ‪ ، )2010b( Kilian‬أنه من المجدي أن يتم تصنيف صدمات العرض والطلب التي تحدد السعر‬
‫في التدفقات الحالية (الجارية) لعرض‬ ‫الحقيقي للنفط على نحو بحي ؛ توجد –أوال‪ -‬الصدمات التي تحد‬
‫من شأن أي اضطراب أو ارتباك غير متوق في تدفق اإلمدادات النفطية الخام (تدفق‬ ‫النفط الخام‪ ،2‬حي‬

‫‪1‬‬
‫‪Lingyu Yan. (2012), PP. 41-43.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪shocks to the current flow supply of crude oil.‬‬

‫‪15‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫العرض)‪– 1‬والتي تقاس من خالل اإلنتا العالمي من النفط الخام‪ -‬أن يدف السعر الحقيقي إلى الصعود‪.‬‬
‫إضافة إلى صدمات التدفق الحالي للطلب على النفط الخام‪- 2‬والتي تقاس من خالل الحركات والتغيرات التي‬
‫في الطلب على كل السل الصناعية المتضمنة للنفط الخام‪ -‬المدفوعة من طرف التقلبات غير‬ ‫تحد‬
‫من شأن‬ ‫المتوقعة في النشاط الحقيقي العالمي )‪ ،(unexpected fluctuations in global real activity‬حي‬
‫أي ارتفاع غير متوق في حجم النشاط الحقيقي العالمي (ارتفاع تدفق الطلب على الخام)‪ ،3‬أن يعمل على‬
‫رف قيمة السعر الحقيقي للخام‪ ،‬ويؤدي إلى تحفيز وتشجي اإلنتا العالمي للنفط‪.4‬‬

‫لكن‪ ،‬جدير بالذكر‪ ،‬أن تأثير السبب األول لبد أن يكون صغيرا‪ ،‬مقارنة بتأثير الداف األخير‪ ،‬وذلك على‬
‫ضوء إجماع آراء عديد األدبيات االقتصادية والتطبيقية‪ ،‬على أن المرونة السعرية قصيرة المدى لعرض النفط‬
‫)‪ ،(the short-run price elasticity of oil supply‬غالبا ما تأخذ قيما قريبة من الصفر‪.5‬‬

‫‪ .2.1.2‬صدمات التوقعات‪ ،‬المضاربة‪ ،‬والعوامل الجيوسياسية‪:‬‬

‫تُعتبر النظرة السابقة بخصوص سوق النفط‪ ،‬غير مكتملة‪ .‬حي ‪ ،‬بالنظر إلى قابلية وامكانية تخزين النفط‬
‫الخام؛ فإنه يمكن أن ُينضر إليه باعتباره أحد األصول‪ ،6‬التي يتحدد سعرها الحقيقي من خالل الطلب على‬
‫المخزونات (إذا نظرنا إلى المخزونات من النفط الخام على أنها محددة مسبقا "‪ .7)" predetermined‬مما‬

‫‪ 1‬يتجسد هذا اإلضطراب‪ ،‬في انتقال وتحرك منحنى العرض الحالي للنفط الخام )‪ ،(contemporaneous oil supply curve‬إلى اليسار على طول‬
‫منحنى الطلب على النفط‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪shocks to the current flow demand for crude oil.‬‬
‫‪ - 3‬يتجسد هذا اإلرتفاع‪ ،‬في انتقال وتحرك منحنى الطلب الحالي على النفط الخام )‪ ،(contemporaneous oil demand curve‬إلى اليمين على‬
‫طول منحنى عرض النفط‪.‬‬
‫‪ -‬تتأثر تدفقات العرض والطلب النفطي بالعديد من العوامل؛ لتفاصيل أدق حول الموضوع‪ ،‬أنظر (على سبيل المثال)‪ - :‬عية عبد الرحمان‪،)2015( .‬‬
‫"انعكاسات تقلبات أسعار النفط على قرارات السياسة االقتصادية الجزائرية"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬الجزائر‪ ،‬جانفي‪ ،‬ص ص‪.23-22 .‬؛ ‪ -‬بوفليح نبيل‪" ،) 2011( .‬دور صناديق الثروة السيادية في تمويل اقتصاديات‬
‫الدول النفطية‪ ،‬الواقع واآلفاق مع اإلشارة إلى حالة الجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،3‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.43-25 .‬؛ ‪ -‬بن بوزيان‪ .‬م‪ ،.‬و ع‪ .‬لخديمي‪" ،) 2012( .‬تغيرات سعر النفط واالستقرار النقدي في الجزائر (دراسة‬
‫تحليلية وقياسية)"‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪ .‬ع‪ ،02 .‬ص ص‪.199-185 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Kilian. L. (2010b), "Oil Price Volatility: Origins and Effects", Background paper prepared for the World Trade‬‬
‫‪Report 2010, “Trade in Natural Resources: Challenges in Global Governance”, Staff Working Paper ERSD-2010-‬‬
‫‪02, World Trade Organization, January.‬‬
‫‪ 5‬لتفاصل أدق وأوفر حول الموضوع‪ ،‬أنظر‪- Hamilton J.D. (2009a), "Causes and Consequences of the Oil Shock of 2007- :‬‬
‫‪08", Brookings Papers on Economic Activity, 1 (Spring), PP. 215–261.; - Hamilton J.D. (2009b), "Understanding‬‬
‫‪Crude Oil Prices", Energy Journal, Vol. 30, No. 2, PP. 179–206.; - Kilian. L. (2009a), "Comment on ‘Causes and‬‬
‫‪Consequences of the Oil Shock of 2007-08’ by James D. Hamilton", Brookings Papers on Economic Activity, No.‬‬
‫‪1, Spring 2009, PP. 267-278.; - Kilian. L. (2009c), "Not All Oil Price Shocks Are Alike: Disentangling Demand and‬‬
‫‪Supply Shocks in the Crude Oil Market", American Economic Review, Vol. 99, No. 03, PP. 1053-1069.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪it may be viewed as an asset.‬‬
‫‪ 7‬أنظر (على سبيل المثال)‪- Frankel. J., and A. Rose. (2009), "Determinants of Agricultural and Mineral Commodity :‬‬
‫‪Prices", mimeo, UC Berkeley.; - Alquist. R., and L. Kilian. (2010), "What do We Learn from the Price of Crude Oil‬‬
‫‪Futures?", Journal of Applied Econometrics, John Wiley & Sons, Ltd., Vol. 25, No. 04, PP. 539–573.‬‬

‫‪16‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫يعني أن سعر النفط يمكن أن يقفز‪ ،‬استجابة منه ألية أنباء أو مستجدات تخص مستقبل عرض النفط أو‬
‫الطلب عليه‪ .‬هذا النوع من صدمات التوقعات الموجهة )‪ ،(expectations-driven shocks‬يمثل صدمات‬
‫الطلب لغرض المضاربة )‪ .(speculative demand shocks‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬إذا أُجريت مراجعات إلى‬
‫األعلى )‪ ،(upward revisions‬بخصوص الطلب المستقبلي المتوق على النفط الخام (أو مراجعات إلى‬
‫األسفل )‪ ،(downward revisions‬بخصوص اإلنتا المستقبلي المتوق من النفط الخام)‪ ،‬فإن كال األمرين‬
‫‪-‬على حد سواء‪ -‬سيعمل على رف الطلب على المخزونات من النفط الخام خالل الفترة الجارية‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى انتقال وتحرك فوري‪ ،‬لمنحنى الطلب الحالي على النفط‪ ،‬على طول منحنى عرض النفط‪ ،‬مصحوبا‬
‫بارتفاع في مستوى السعر الحقيقي للخام‪.1‬‬

‫األنباء بخصوص اإلنتا المستقبلي من الخام‪ ،‬وكذا الطلب المستقبلي عليه؛ ليست سوى مجرد مثال عن‬
‫في التوقعات بشأن وضعية السوق العالمية للنفط الخام‪ .2‬إذ من المفروض –على‬ ‫الصدمات التي تحد‬
‫سبيل المثال‪ -‬أن يؤدي ارتفاع غير متوق في درجة عدم اليقين‪ ،‬بشأن نقص وانخفاض إمدادات النفط في‬
‫تأثير مماثال‪.3‬‬
‫المستقبل )‪ ،(future oil supply shortfalls‬تقريبا نفس الدور‪ ،‬وسيترك –إلى حد ما‪ً -‬ا‬

‫إحدى النتائج البارزة والملفتة لالنتباه ضمن األدبيات الحديثة؛ تشير أن صدمات الطلب لغرض المضاربة‬
‫–على خالف صدمات تدفق الطلب على النفط وكذا صدمات تدفق العرض‪ -‬يمكن أن يكون لها آثا ار فورية‬
‫معتبرة‪ ،‬على السعر الحقيقي للنفط‪ .‬ومن نواحي كثيرة‪ ،‬تشبه صدمات الطلب لغرض المضاربة‪ ،‬ذلك النوع‬
‫واالضطرابات السياسية‬ ‫من الصدمات الذي لطالما ربطته األدبيات االقتصادية في وقت سابق‪ ،‬باألحدا‬
‫الخارجية‪ ،‬خاصة في الشرق األوسط‪ .4‬إذ تتوفر دالئل عديدة‪ ،‬على أن هذا النوع من العوامل واألحدا‬

‫‪ 1‬تجدر اإلشارة‪ ،‬والتأكيد‪-‬حسب عديد الباحثين‪ ،‬وأبرزهم )‪ -Kilian (2010b‬على أن اإلضطرابات المتوقعة في عرض النفط (اإلمدادات النفطية)‪ ،‬تعد‬
‫غير كافية بمفردها‪ ،‬لتتسبب في ارتفاع الطلب على النفط لغرض المضاربة؛ فنوبات التوقعات غالبا ما يكون سببها محدودية اإلمدادات النفطية‪ ،‬المتزامنة‬
‫مع طلب قوي على الخام‪ .‬فمثال خالل العام ‪ ،1980‬تمت مهاجمة نحو ‪ 30‬ناقلة نفط أثناء الحرب العراقية‪-‬اإليرانية في ظرف شهر؛ غير أن استمرار‬
‫سعر النفط في اإلنخفاض‪ ،‬يعكس وفرة اإلمدادات من النفط الخام في أي مكان آخر من العالم‪ ،‬وحالة من اإلنخفاض في الطلب العالمي على الخام‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪shocks to expectations in the global market for crude oil.‬‬
‫‪ - 3‬هذه النقطة تم إثباتها من طرف ‪ Alquist‬و‪ ،)2010( Kilian‬في ظل نموذج توازن عام "‪ ."G. E. M‬حيث أشار الباحثين أن اإلختالف األساسي‬
‫بين الحالتين‪ ،‬يتعلق باستقاللية صدمات عدم اليقين عن التغيرات المتوقعة في اإلنتاج المستقبلي من النفط الخام‪ ،‬وكذا حجم النشاط الحقيقي‪.‬‬
‫‪ -‬للمزيد من التفاصيل حول كيفية تأثير حاالت عدم اليقين عن سوق النفط وأسعار الخام‪ ،‬أنظر؛ ‪- Robays. I.V. (2012), "Macroeconomic‬‬
‫‪uncertainty and the impact of oil shocks", European Central Bank Working Paper Series, No 1479, October, PP. 6-7.‬‬
‫‪ 4‬تؤدي النزاعات والتوترات‪ ،‬وكذا عدم االستقرار السياسي واألمني في مناطق إنتاج النفط الخام وتكريره‪ ،‬أو في المناطق التي تشكل ممرات ألنابيب‬
‫النفط‪ ،‬ومرفأ ًّ لتصديره‪ ،‬إلى فقدان الثقة في أمن اإلمدادات النفطية (العرض النفطي)‪ ،‬وخلق حالة من الذعر والهلع في سوق النفط‪ ،‬والتي من شأنها أن‬
‫تؤثر بشكل كبير على اتجاهات األسعار في هذه السوق‪ .‬ومثال ذلك‪ ،‬ما حدث خالل الغزو العراقي للكويت عام ‪ ،1990‬إذ أن ارتفاع أسعار الخام‬
‫منتصف العام المذكور‪ ،‬لم يكن لمجرد وقف اإلنتاج في العراق والكويت فحسب‪ ،‬وإنما التخوف الذي ساد بخصوص إمكانية غزو العراق للعربية‬
‫ب أكبر في اإلمدادات النفطية الخام‪ .‬هذا الخطر المتوقع لم يتحقق‪ ،‬غير أنه يساعد على‬ ‫السعودية‪ ،‬واحتالل حقول النفط هناك‪ ،‬هو من تسبب في إضطرا ٍ‬
‫تفسير االرتفاع الحاد الذي عرفته مستويات أسعار الخام منتصف العام ‪ ،1990‬كما يفسر أيضا‪ ،‬اإلنخفاض الحاد الذي حصل في هذه أسعار‪ ،‬بعد نقل‬
‫الواليات المتحدة لقواتها العسكرية‪ ،‬نحو العربية السعودية‪ ،‬مع أواخر العام ‪ ،1990‬إلحباط احتالل وتدمير حقول النفط هناك‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫الجيوسياسية تكتسي أهمية قصوى في التأثير على سوق النفط (واألسعار داخل هذه السوق) ؛ لكن ليس‬
‫النفط الخام‪ ،‬وانما من خالل العامل النفسي (القلق‪ ،‬الهواجس‪،‬‬ ‫بشكل كبير من خالل تأثيرها على إنتا‬
‫والخوف مما يحمله المستقبل)‪ ،‬وتأثيرها على التوقعات المستقبلية بخصوص اضطرابات إنتا النفط الخام‪.‬‬

‫‪ .3.1.2‬عوامل أخرى محددة ال تجاهات أسعار الخام‪:‬‬

‫إضافة إلى العوامل سالفة الذكر‪ ،‬تتأثر تقلبات أسعار النفط بمجموعة من العوامل‪ ،‬المختلفة من حي‬
‫شدة أو قوة التأثير‪ ،‬وكذا فترة التواجد الزمني‪ ،‬فمنها ما هو مؤقت‪ ،‬ومنها ما هو‬ ‫المصدر‪ ،‬والمتباينة من حي‬
‫دوري‪ ،‬ومنها ما يأخذ صفة الدوام واالستمرارية‪.‬‬

‫تبرز قيمة الدوالر األمريكي (سعر صرفه)‪ ،‬من بين أهم العوامل التي لطالما ساهمت في تحديد اتجاه‬
‫حركة أسعار الخام‪ .‬تاريخيا ارتبط الدوالر األمريكي رسميا م النفط‪ ،‬إذ تُسوى معظم الصفقات النفطية‬
‫العالمية (بي ‪ ،‬شراء‪ ،‬تمويل مشاري التنقيب‪ ،‬االستخ ار ‪ ،‬والتكرير‪ ،‬التسليم) باستخدام هذه العملة؛ لذلك تؤثر‬
‫تقلبات سعر صرف الدوالر األمريكي بشكل مباشر على استقرار أسعار النفط في األسواق العالمية‪ ،1‬حي‬
‫يؤدي تخفيض سعر صرف الدوالر أمام العمالت األخرى )‪ ،(US dollar devaluation‬إلى ارتفاع السعر‬
‫اإلسمي للنفط مقوما بالدوالر‪ ،‬وانخفاض سعره الحقيقي مقوما بهذه العمالت‪ ،‬والعكس صحيح‪.2‬‬

‫ترتبط العوامل المناخية‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬يبرز أثر المناخ والظواهر الطبيعية على أسعار النفط؛ حي‬
‫بتقلبات فصول السنة في مختلف مناطق العالم‪ ،‬أما الظواهر الطبيعية فيتزايد تأثيرها كلما ازدادت حدة تقلبها‪،‬‬
‫وذلك في ظل تزايد درجة حساسية أسعار النفط‪ ،‬تجاه أي أنباء تتردد حول أية مخاطر قد تهدد بانقطاع‬
‫اإلمدادات بفعل ظروف طبيعية أوجيوسياسية‪ ،‬على خلفية المخاوف من تالشي الطاقات اإلنتاجية الفائضة‪.3‬‬

‫في األخير‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى مساهمة التشريعات والسياسات البيئية المتشددة لدى غالبية دول العالم‬
‫(وخاصة المتقدمة منها)‪ ،‬والتي تجسدت من خالل قوانين وتعليمات تضمن حماية البيئة من التلو ‪4‬؛ حي‬
‫تم سن وفرض العديد من الضرائب والرسوم (كضريبة الكاربون على استعمال المنتجات النفطية)‪ ،‬للحد من‬

‫‪ 1‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬تخلف تقلبات سعر صرف الدوالر تأثيرات معتبرة على توجهات السياسات النفطية في كلّ من البلدان المصدرة وكذا المستوردة للنفط‪،‬‬
‫‪- Lingyu Yan. (2012), P. 43.‬‬ ‫كما تؤثر على النشاط االستكشافي‪ ،‬الذي يهدف إلى تطوير االحتياطات العالمية من الخام‪ .‬أنظر؛‬
‫‪ 2‬مثال ذلك انخفاض وتدني قيمة سعر الخام فعليا خالل الفترة (‪ )1979-1974‬بحوالي (‪ )60%‬أو ما يقارب االنخفاض إلى حدود ‪ 5‬دوالر أمريكي‬
‫بأسعار (‪ ،)1973‬رغم تزايد السعر اإلسمي المعلن في تلك الفترة إلى حدود ‪ 14‬دوالر أمريكي‪ .‬أنظر‪ - :‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص‪-472 .‬‬
‫‪.473‬؛ ‪ -‬الزيتوني الطاهر‪ ،)2010( .‬ص‪.38 .‬‬
‫‪ - 3‬الطاهر الزيتوني‪ ،)2010( .‬ص‪.33 .‬؛ ‪ -‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص‪.475 .‬‬
‫‪ - 4‬دريسي أسماء‪" ،) 2013( .‬التنافس الدولي على أهم منابع النفط في العالم والرهانات االستراتيجية المستقبلية‪ :‬حالة التنافس الصيني األمريكي على‬
‫نفط الخليج العربي"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬الجزائر‪ ،‬ص‪.77 .‬‬
‫‪ -‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص‪.476 .‬‬

‫‪18‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫االستغالل الالعقالني للمصادر الطاقوية الملوثة للبيئة؛ وهو ما كان له تأثير مباشر على حركة أسعار‬
‫الخام‪ ،‬على خلفية انخفاض الطلب عليه‪.‬‬

‫‪ .2.2‬األدلة واإلثباتات التجريبية حول محددات تقلبات أسعار النفط‪:1‬‬

‫في إسهام جوهري‪ ،‬أعلن ‪ )2009 a, b, c( Kilian‬القطيعة م اإلفتراض التقليدي‪ ،‬القاضي بكون معظم‬
‫التغيرات والتقلبات المسجلة في أسعار النفط‪ ،‬مجرد انعكاس لصدمات العرض الخارجية )‪exogenous supply‬‬

‫‪ ،(shocks‬مؤكدا أن التقلبات الحاصلة في األسعار الفورية للنفط الخام‪ ،‬هي انعكاس –بالدرجة األولى‪-‬‬
‫لتطورات ظروف االقتصاد العالمي‪( 2‬وهي النظرة التي يؤكدها الشكل (‪ )1-I‬من الملحق (‪ .))I‬باستخدام‬
‫انحدارات ذاتية هيكلي "‪ "SVAR‬أوضح ‪ )2009 a, c( Kilian‬أن صدمات التدفق العالمي في‬ ‫نموذ‬
‫العرض )‪ ،(global flow supply shocks‬تساهم بنسب متواضعة للغاية في تفسير حركات أسعار النفط‪ ،‬إذا‬
‫ما تمت مقارنتها بنسبة مساهمة صدمات التدفق العالمي للطلب )‪ ،(global flow demand shocks‬وبشكل‬
‫‪-‬باالعتماد على نسخة محدثة من هذا النموذ ‪،4‬‬ ‫خاص خالل العشرية األخيرة‪ .3‬ذلك قبل أن يقوم الباح‬
‫ومن خالل ورقة أُعدت لتقرير التجارة العالمية (‪ ،)2010‬تم تقديمه للمنظمة الوصية‪ -5‬بتقديم تحليل وتفكيك‬
‫تاريخي )‪ (historical decomposition‬للتباينات والتغيرات في السعر الحقيقي للنفط ( ُمعب ار عنه باالنحرافات‬
‫المئوية عن متوسط العينة) يخص الفترة (‪.6)8.2009 – 6.1978‬‬

‫يعمل التفكيك التاريخي على رصد اآلثار التراكمية )‪ (the cumulative effects‬الناتجة –عند كل نقطة‬

‫‪1‬‬
‫‪The Empirical Evidence on the Determinants of Oil Price Volatility.‬‬
‫‪ 2‬على الصعيد النظري‪ ،‬نجد أنه هناك عدد من الباحثين‪ ،‬سلطو الضوء على أهمية وضرورة التمييز‪ ،‬والفصل بين مصادر الصدمات الكامنة وراء‬
‫حركات وتقلبات أسعار النفط؛ أنظر (على سبيل المثال)‪:‬‬
‫‪- Backus. D.K., and M.J. Crucini. (2000), "Oil Prices and the Terms of Trade", Journal of International Economics,‬‬
‫‪Vol. 50 (February), PP. 185–213.; - Kilian. L. (2008a), "Exogenous Oil Supply Shocks: How Big Are They and‬‬
‫‪How Much Do They Matter for the U.S. Economy?", Review of Economics and Statistics, Vol. 90, PP. 216-240.‬‬
‫‪- Hamilton J.D. (2009a).; - Hamilton J.D. (2009b).‬‬
‫‪- Nakov. A., and A. Pescatori, (2010), "Oil and the Great Moderation", Economic Journal, Royal Economic Society,‬‬
‫‪Vol. 120, No. 543, PP. 131–156.; - Aastveit. K.A., Bjørnland. H.C., and L.A. Thorsrud, (2012), "What Drives Oil‬‬
‫‪Prices?, Emerging versus Developed Economies", mimeo, Norge Bank.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Kilian. L. (2009a).; - Kilian. L. (2009c).‬‬
‫‪- Kilian. L. (2009b), "Oil Price Shocks, Monetary Policy and Stagflation", forthcoming in: R. Fry, C. Jones, and C.‬‬
‫‪Kent (eds), Inflation in an Era of Relative Price Shocks, Sydney, 2009.‬‬
‫‪ 4‬تم بناء هذا النموذج على أساس تصنيف‪ ،‬وتبويب صدمات طلب وعرض النفط‪ ،‬حيث تمثلت صدمات تدفق العرض في تلك الصدمات التي تمس‬
‫اإلنتاج العالمي من النفط الخام؛ أما صدمات تدفق الطلب‪ ،‬فتمثلت في الصدمات التي تحدث في الطلب على مجمل السلع المصنّعة المتضمنة للنفط الخام‪،‬‬
‫والمدفوعة من طرف الدورة االقتصادية العالمية )‪ ،(the global business cycle‬إضافة إلى تعريف نوع ثالث من الصدمات‪ ،‬معبرا عنه بمتغيرة‬
‫"باقي الصدمات" )‪ ،(The residual shocks‬التي ترصد صدمات الطلب لغرض المضاربة )‪.(speculative oil demand shocks‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Kilian. L. (2010b).‬‬
‫‪ 6‬أنظر الشكل (‪.)2.1‬‬

‫‪19‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫زمنية‪ -‬عن صدمات تدفق العرض‪ ،‬صدمات تدفق الطلب‪ ،‬إضافة إلى صدمات الطلب لغرض المضاربة‬
‫المعبر عنها بمتغيرة باقي الصدمات‪ .‬كل منحنى من الشكل (‪ ،)2.1‬يرسم ويوضح التسلسل الزمني لألثر‬
‫المذكورة‪ ،‬على السعر الحقيقي للنفط؛ إذ ُيظهر المنحنى‬ ‫التراكمي الذي يخلفه نوع معين من الصدمات الثال‬
‫في األعلى‪ ،‬أن الصدمات المتعلقة بتدفق عرض النفط الخام‪ ،‬أثرت بشكل ضعيف على القيم الحقيقية للسعر‬
‫خالل الفترة محل الدراسة؛ على عكس صدمات تدفق الطلب على النفط‪ ،‬التي يبدو –من خالل المنحى‬
‫األوسط‪ -‬أنها تلعب دو ار مركزيا في تفسير التقلبات طويلة األجل في السعر الحقيقي للخام‪ ،‬إذ يظهر دورها‬
‫الجوهري‪ ،‬خاصة خالل الصدمات النفطية التي شهدتها سنوات الفترتين (‪ )1986-1978‬و(‪.1)08-2003‬‬

‫الشكل (‪ :)2.1‬محددات تقلبات السعر الحقيقي للبترول (‪.)8.2009-6.1978‬‬

‫‪Source: Historical decompositions in Kilian (2010b), based on an updated version of the‬‬


‫‪structural VAR model in Kilian (2009c).‬‬

‫إضافة إلى الدواف المتعلقة بتدفقات العرض والطلب‪ ،‬أشار "‪ "kilian‬إلى أنه يمكن النظر إلى باقي‬
‫الصدمات والدواف ‪ ،‬على أنها دواف متعلقة بصدمات الطلب لغرض المضاربة‪ .2‬المنحنى‪ ،‬أسفل الشكل‬
‫(‪ُ ،)2.1‬يظ ِهر أن مثل هذه الصدمات قد لعبت دو ار هاما خالل العام ‪( 1979‬عقب الثورة اإليرانية)‪ ،‬كما في‬
‫العام ‪( 1986‬بعد انهيار أوبك)‪ ،‬وخالل الفترة "‪( "91-1990‬في أعقاب الغزو العراقي للكويت)‪ ،‬إضافة إلى‬
‫الفترة "‪( "2000-1997‬بعد األزمة اآلسيوية)‪ ،‬وأخي ار خالل العام ‪( 2008‬إبان األزمة المالية العالمية)‪ .‬أما‬

‫‪ 1‬على الرغم من أن التفكيك التاريخي لم يشمل الفترة (‪ ،) 1974-1973‬إال أن أدلة تجريبية ذات صلة بالموضوع؛ موجودة ضمن الدراسات التي أجراها‬
‫كلُّ من ‪ Barsky‬و‪)2004 ; 2002( Kilian‬؛ و ‪ ،(2009a ; 2008a) Kilian‬توحي‪ ،‬وتشير بأن صدمة أسعار النفط التي شهدتها الفترة المذكورة‬
‫يمكن ‪-‬إلى حد بعيد‪ -‬تفسيرها من خالل اآلثار التراكمية لصدمات تدفق الطلب )‪.(demand shocks the cumulative effects of flow‬‬
‫‪ 2‬تشير المضاربة في هذه الحالة (حسب ‪ ،) Kilian‬إلى أية صدمة في الطلب على النفط‪ ،‬أو في الطلب على أحد األصول المرتبط به‪ ،‬تعكس سلوكات‬
‫تطلعية للمستقبل من قبل التجار في السوق النفطية ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫جديرة باالهتمام‪ ،‬فتتعلق بعدم توفر أية أدلة أو إثباتات عن مساهمة المضاربات‬ ‫النتيجة التي اعتبرها الباح‬
‫التجارية في أسواق النفط‪ ،‬في قيادة الطفرة النفطية التي عرفتها الفترة (‪ ،)06-2003‬ووجود بينة محدودة تدعم‬
‫مثل هذه الفكرة بالنسبة للفترة (‪)08-2007‬؛ إذ أعتبر "‪ ،"kilian‬أن الجزء األكبر من االرتفاعات المذكورة في‬
‫أسعار الخام‪ ،‬ترتب عن تقلبات الدورة االقتصادية العالمية )‪،(the global business cycle fluctuations‬‬
‫المدفوعة في جزئها األكبر‪ ،‬بنمو غير متوق في بعض االقتصاديات اآلسيوية الناشئة‪ ،‬أُضيف إلى النمو‬
‫القوي لدى اقتصاديات دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية )‪ .(OECD‬ففي أواخر العام (‪)2008‬‬

‫‪-‬يضيف ‪ -)2010b( Kilian‬إنهار السعر الحقيقي للنفط م انهيار االقتصاد العالمي‪ ،‬ويمكن اعتبار أن‬
‫َّ‬
‫المسجل في القيمة الحقيقية للسعر‪ ،‬كان مدفوعا بتوقعات بشأن استمرار وتواصل‬ ‫أكثر من نصف االنخفاض‬
‫الركود العالمي لفترة ليست بالقصيرة؛ أما االنتعاش التدريجي المشهود في السعر الحقيقي للخام خالل العام‬
‫(‪ ،)2009‬فيمكن أن يعزى بشكل متساوي –دائما حسب ‪ –Kilian‬إلى تراج جزئي في هذه التوقعات‪ ،‬إضافة‬
‫إلى االنتعاش الحاصل في الطلب على السل الصناعية‪ ،‬والذي يعكس تحسن وضعية االقتصاد العالمي‪.‬‬

‫‪ Kilian‬و‪ ،)2014( Murphy‬ق َّدما ورق ًة‪ ،‬قاما من خاللها بتعميم النماذ التي تصف هيكل سوق النفط؛‬
‫المقدمة من طرف ٌّ‬
‫كل من ‪ Baumeister ،(2009c) Kilian‬و‪ Kilian ،)2011( Peersman‬و‪Murphy‬‬

‫(‪)2012‬؛ باستخدام بيانات تخص المخزونات النفطية )‪ ،1(oil inventories‬لتعريف وتحديد عنصر (مركبة)‬
‫الطلب لغرض المضاربة )‪ ،(the speculative demand component‬ضمن السعر الحقيقي للنفط؛ وباعتماد‬
‫استراتيجية للتحديد‪ ،‬أساسها الفرضية التي تفيد بضرورة انعكاس التحوالت والحركات غير القابلة للرصد بشأن‬
‫المستخرجة من النفط الخام‪.‬‬
‫التوقعات المستقبلية في أسعار النفط‪ ،‬على حركات الطلب على المخزونات ُ‬
‫النتيجة األساسية التي توصل إليها ‪ Kilian‬و‪– Murphy‬والتي جاءت متوافقة م النتائج التي توصل إليها‬
‫‪ 2009( Kilian‬؛ ‪ -)2010‬تفيد ببساطة الدور الذي لعبه الطلب المتعلق بالمضاربة في االرتفاعات المسجلة‬
‫في السعر الحقيقي للنفط‪ ،‬التي شهدتها الفترة (‪.2)2008-2003‬‬

‫‪ 1‬كان هناك اهتمام متجدد‪ ،‬بالنماذج النظرية التي تشرح العالقة بين المخزونات النفطية وأسعار النفط‪ ،‬خالل السنوات األخيرة؛ واألمثلة تشمل‪:‬‬
‫‪- Unalmis. D., Unalmis. I., and D.F. Unsal. (2009), "On the Sources of Oil Price Fluctuations", IMF Working Paper,‬‬
‫‪WP/09/285, December.; - Alquist. R., and L. Kilian. (2010).; - Dvir. E., and K. Rogoff. (2010), "Three Epochs of‬‬
‫‪Oil", mimeo, Harvard University.; - Unalmis. D., Unalmis. I., and D.F. Unsal. (2012), "On Oil Price Shocks: The‬‬
‫‪Role of Storage", IMF Economic Review, No. 60, PP. 505-532.; - Arseneau. D.M, & S. Leduc. (2012), "Commodity‬‬
‫‪Price Movements in a General Equilibrium Model of Storage", International Finance Discussion Paper, No. 1054,‬‬
‫‪Board of Governors of the Federal Reserve System.; - Dvir. E., and K. Rogoff. (2013), "Evidence and Speculation in‬‬
‫‪Oil Markets: Theory and Evidence", from Understanding Commodity Market Fluctuations, IMF-Oxford‬‬
‫‪Conference, Washington DC, March, and forthcoming in the Journal of International Money and Finance.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Kilian. L., and D.P. Murphy. (2014), "The Role of Inventories and Speculative Trading in the Global Market for‬‬
‫‪Crude Oil", Journal of Applied Econometrics, Vol. 29, Issue. 3, April/May, PP. 454-478.‬‬

‫‪21‬‬
‫ وقراءة في التداعيات والنتائج‬،‫ نظرة على األسباب‬:‫عدم استقرار أسعار النفط‬ ‫الفصل األول‬

‫ أن المضاربة في األسواق المالية لعبت دو ار كبي ار خالل الفترة‬،)2011( Petrella‫ و‬Juvenal ‫في حين وجد‬
‫ (التي تم طرحاها في أول نشر‬Murphy‫ و‬Kilian ‫ أكدا النتيجة األخيرة لـ‬،)2013( Lee‫ و‬Kilian ‫؛‬1‫المذكورة‬
‫ باالعتماد على صيغتين بديلتين‬،‫قدم الباحثان تفكيكا تاريخيا للسعر الحقيقي للنفط‬ ‫ حي‬،)2013 ‫لعملهما عام‬
‫ إال أن‬،‫ أين يتضح أنه بالرغم من بعض االختالفات الطفيفة‬،)3.1( ‫ كما يبدو من خالل الشكل‬. ‫من النماذ‬
،‫التاريخية األساسية التي طرأت على سوق النفط العالمية‬ ‫النموذجين أظه ار توافقا كبي ار في تفسير األحدا‬
.2)03/2002(‫ و‬،1997 ،1990 ،1986 ،1979 ،‫على غرار الصدمات النفطية التي شهدتها السنوات‬

.)5.2012 – 8.1978( ‫ التفكيك التاريخي للسعر الحقيقي للنفط‬:)3.1( ‫الشكل‬

Source: Kilian. L., and T. Lee. (2013) "Quantifying the Speculative Component in the Real Price
of Oil: The Role of Global Oil Inventories", from Understanding Commodity Market
Fluctuations, IMF-Oxford Conference, Washington DC., March (2013), and forthcoming in the
Journal of International Money and Finance, P. 31.
1
Juvenal. L., and I. Petrella. (2011), "Speculation in the Oil Market", Working Papers 2011–027, Federal Reserve
Bank of St. Louis.
:‫ أنظر الموقع‬،‫" فيما بعد؛ للمزيد من المعلومات‬L. Kilian" ‫ ونقاش من طرف‬،‫ كما أن النتائج التي توصل إليها الباحثين كانت محل جدل‬-
http://www.econbrowser.com/archives/2012/07/guest_contribut_21.html.
‫ التي اهتمت بدراسة العوامل المحددة لتقلبات أسعار النفط؛ أنظر (على سبيل‬،‫ ظهرت العديد من الدراسات التطبيقية‬،‫ إضافة إلى الدراسات المذكورة‬2
:)‫المثال‬
- Tang. K., and W. Xiong. (2010), "Index Investment and Financialization of Commodities", NBER Working
Papers, National Bureau of Economic Research, Inc.; - Büyükşahin. B., and J.H. Harris. (2011), "Do Speculators
Drive Crude Oil Futures?", Energy Journal, Vol. 32, PP.167-202.; - Singleton. K.J. (2011), "Investor Flows and the
2008 Boom/Bust in Oil Prices", Graduate School of Business, Stanford University, mimeo.; - Baumeister. C., and L.
Kilian. (2012a), "Real-Time Analysis of Oil Price Risks Using Forecast Scenarios", mimeo, University of Michigan.
- Baumeister. C., and L. Kilian. (2012b), "Real-Time Forecasts of the Real Price of Oil,” Journal of Business and
Economic Statistics, Vol. 30, PP. 326-336.; - Fattouh. B., L. Kilian and L. Mahadeva. (2012), "The Role of
Speculation in Oil Markets: What Have We Learned So Far?”, forthcoming: Energy Journal.; - Knittel. C.R., and
R.S. Pindyck, (2013), "The Simple Economics of Commodity Price Speculation", NBER Working Paper Series, No.
18951.; - Beidas-Strom. S., and A. Pescatori. (2014), "Oil Price Volatility and the Role of Speculation", IMF
Working Paper, WP/14/218, December, Washington DC.

22
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫كما أضاف الباحثان‪ ،‬أن صدمات تدفق العرض قد لعبت دو ار مهما في التقلبات التي عرفتها األسعار‬
‫الحقيقية للنفط –كما يبدو من خالل الشكل (‪ -1)3.1‬ابتداء من العام (‪ ،)2010‬لكنه يبقى أقل من الدور الذي‬
‫لعبته صدمات تدفق الطلب‪ ،‬التي شكلت المحدد األهم للسعر الحقيقي للنفط خالل هذه الفترة‪.2‬‬

‫المبحث‪ :02‬العالقة "أسعار النفط‪-‬اقتصادي كلي"‪ :‬األسس النظرية واألدلة التجريبية‪.‬‬

‫دون أدنى شك أو ريب يكتسي النفط أهمية قصوى على الصعيد االقتصادي‪ ،‬باعتباره مادة حيوية وسلعة‬
‫إستراتيجية‪ ،‬ظلت أسعارها –التي لطالما كان الالَّإسقرار وحدة التقلب هما ميزاتها األساسية‪ -‬تمثل المحرك‬
‫األساسي والمحدد األهم التجاهات األداء االقتصادي لمختلف بلدان العالم (مستهلكة كانت أم منتجة)‪ .3‬وذلك‬
‫االقتصادية التي ُخصصت لتحليل عالقة اضطرابات أسعار النفط‪،‬‬ ‫على سبيل ما أشارت إليه عديد البحو‬
‫بتقلبات النشاط االقتصادي والمتغيرات االقتصادية الكلية‪ ،‬في كل من االقتصاديات المستوردة وكذا المصدرة‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬نجد أن نتائج تأثير تقلبات أسعار النفط على اقتصاديات البلدان المستوردة‪ ،‬تختلف عنها‬
‫بالنسبة القتصاديات البلدان المصدرة‪ .‬إذ تشكو األولى من ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬باعتبار أن هذا األخير يشكل‬
‫قاعدة نموها االقتصادي وتفوقها الصناعي والتكنولوجي‪ ،‬بينما تتضرر المجموعة الثانية من جراء انخفاض‬
‫هذه األسعار‪ ،‬باعتبار أن النفط يشكل أساس القاعدة االقتصادية في هذه البلدان‪ ،‬وبالنظر إلى كونه المورد‬
‫االقتصادي األهم الذي تعتمد عليه موازناتها‪ ،‬وتقوم عليه آمال شعوبها في دف عجلة التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫المنعقدة في‬‫موقف يؤكده تصريح الرئيس الفنزويلي الراحل "هوغو تشافيز"‪ ،‬الذي ذكر قبل قمة أوبك ُ‬
‫أسعار مرتفعة‪ ،‬إنما هي مسألة أسعار عادلة"‪ُ ،‬ليردف تشافيز قائالً‪:‬‬
‫ًا‬ ‫سبتمبر‪" 2000‬بأن المسألة ليست مسألة‬
‫الر‪ ،‬لكنها لم تتخيل ما َّ‬
‫حل بدول أوبك عندما‬ ‫"لقد شعرت الدول المستهلكة باالستياء لما بلغت األسعار ‪ 30‬دو ًا‬
‫هبط سعر البرميل إلى ثمانية دوالرات"‪.4‬‬

‫‪ .1‬اإلطار النظري )‪ :(Theoretical Framework‬آليات تأثير تقلبات أسعار النفط على االقتصاد الكلي‪.‬‬

‫‪(1981) Dohner‬؛ ‪Barro‬‬ ‫أشار عديد الباحثين االقتصاديين –على غرار ‪ Pierce‬و‪)1974( Enzler‬؛‬
‫(‪)1984‬؛ ‪)1986( Longani‬؛ ‪)1994( Mork‬؛ ‪ Brown‬و‪ )1999( Yücel‬و(‪)2002‬؛ ‪ Abel‬و‪)2001( Bernanke‬‬

‫‪ - 1‬كما هو الحال في ‪ ،(2010b) Kilian‬السعر الحقيقي للنفط ُمعبر عنه من خالل االنحرافات المئوية عن متوسط العينة )‪.(Sample Mean‬‬
‫‪ -‬الخطوط العمودية (باللون األزرق)‪ ،‬تشير إلى أهم األحداث التاريخية التي شهدتها السوق النفطية‪ ،‬والتي تضمنت؛ الثورة اإليرانية مع أواخر العام‬
‫‪1978‬؛ اندالع الحرب اإليرانية‪-‬العراقية مع أواخر العام ‪1980‬؛ إنهيار أوبك في أواخر ‪1985‬؛ الغزو العراقي للكويت‪ ،‬منتصف العام ‪1990‬؛ األزمة‬
‫اآلسيوية لعام ‪1997‬؛ األزمة الفينزويلية‪ ،‬أواخر العام ‪ ،2002‬المتبوعة بالحرب العراقية مع مطلع العام ‪2003‬؛ الركود والكساد العظيم‪ ،‬منتصف العام‬
‫‪2008‬؛ وأخيرا الثورة الليبية مع مطلع العام ‪.2011‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Kilian. L., and T. Lee. (2013), PP. 1-21.‬‬
‫‪ 3‬قصي ع‪ .‬إبراهيم‪" ،)2010( .‬أهمية النفط في االقتصاد والتجارة الدولية‪ :‬النفط السوري نموذجًّا"‪ ،‬الهيئة العامة السورية للكتاب‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪.151 .‬‬
‫‪ 4‬عدنان جابر‪" ،)2004( .‬العرب وعصر ما بعد النفط"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار عالء الدين للنشر والتوزيع والترجمة‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ص‪.20 .‬‬

‫‪23‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ Leiby ،Jones‬و‪)2004( Paik‬؛ أو ‪ Lardic‬و‪ )2008( Mignon‬وآخرون‪ -‬إلى أن اضطرابات أسعار النفط‬
‫يمكن أن تمس األداء االقتصادي الكلي في مختلف اقتصاديات بلدان العالم‪ ،‬وتؤثر على النشاط االقتصادي‬
‫عبر العديد من قنوات االنتقال )‪ ،(transmision chanels‬والتي نفصل أهمها‪ ،‬ونشرح طريقة عملها فيما يلي‪.‬‬
‫‪ .1.1‬أسعار النفط والنشاط االقتصادي‪ :‬قنوات وميكانيزمات اال نتقال‪.‬‬

‫حسب البعض‪ ،‬تُخلف اضطرابات أسعار النفط انعكاسات سلبية على األداء االقتصادي الكلي‪ .‬إذ أن‬
‫حدو صدمة في أسعار النفط‪ ،‬والتي يمكن اعتبارها‪-‬في حال حصولها في شكل ارتفاع في هذه األسعار‪-‬‬
‫ًّ‬
‫أساسيا من ُمدخالت‬ ‫مثاال كالسيكيا لصدمة عرض عكسية (أو سلبية)‪ ،‬ومؤش ار على ندرة ونقص وفرة ُمدخال‬
‫اإلنتا ؛ وهذا كفيل بتحريك ودف العرض الكلي لالرتفاع والصعود‪ ،‬إضافة إلى إمكانية كونه سببا في ارتفاع‬
‫المستوى العام لألسعار‪ ،‬وانخفاض حجم الناتج ومستويات التشغيل‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬سيؤدي ارتفاع أسعار‬
‫النفط إلى انخفاض في الطلب الكلي‪ ،‬إذ ُيترجم االرتفاع الحاصل في أسعار السل األساسية (المواد األولية)‬
‫إلى انخفاض في الطلب على السل والخدمات‪ُ ،‬مؤديا إلى انكماش في إجمالي الناتج‪ ،‬ومستوى التشغيل‪.1‬‬

‫إذن‪ ،‬بإمكاننا القول أن اآلثار االقتصادية الكلية للصدمات النفطية تُب ُّ من خالل قنوات جانبي العرض‬
‫والطلب‪ ،‬ويمكن التقليل من حدتها إلى أدنى المستويات الممكنة‪ ،‬من خالل ردود فعل السياسة االقتصادية‪.2‬‬

‫‪ .1.1.1‬ميكانيزم جانب العرض‪.(Supply-Side Channel) :‬‬

‫بالنظر إلى كون البترول مادة أولية‪ ،‬وباعتباره أحد عوامل اإلنتا األساسية في أغلب القطاعات‪ ،‬وفي‬
‫عديد الصناعات‪ ،‬فإن ارتفاع سعره من شأنه أن يؤدي إلى رف تكاليف العملية اإلنتاجية بالنسبة للمؤسسات‪،‬‬
‫بناءا على قيود الموارد التي تواجه المؤسسات‪ ،‬فإن‬
‫مما يؤدي إلى انقباض وانكماش حجم اإلنتا ‪ .‬إذ أنه‪ً ،‬‬
‫االرتفاعات الحاصلة في أسعار النفط –باعتباره مدخال من مدخالت العملية اإلنتاجية‪ -‬تؤدي الحد من‬
‫القدرات اإلنتاجية للمؤسسات‪ ،‬وبالتالي التخفيض من حجم وكميات اإلنتا التي يمكنها إنتاجها‪.3‬‬

‫‪- Barro. R.J. (1984), "Macroeconomics", John Wiley & Sons.‬‬ ‫‪ 1‬لتفاصيل أوفر وأدق‪ ،‬أنظر (على سبيل المثال)‪:‬‬
‫‪- Brown. S.P.A., and M.K. Yücel. (1999), "Oil Prices and U.S. Aggregate Economic Activity", Federal reserve‬‬
‫‪Bank of Dallas Economic Review, Second Quarter, PP. 16-53.; - Abel. A.B., and B.S. Bernanke. (2001),‬‬
‫‪"Macroeconomics", Addison Wesley Longman Inc.; - Jones. D.W., Leiby. P.N., and I.K. Paik. (2004), "Oil Price‬‬
‫‪Shocks and the Macroeconomy: What has been learned since 1996?", The Energy Journal, Vol. 25, No. 2, PP. 1-32.‬‬
‫‪ 2‬لتحليل مفصّل حول قنوات انتقال صدمات أسعار النفط أنظر‪- Barsky. R.B., and L. Kilian. (2004), "Oil and the Macroeconomy :‬‬
‫‪Since the 1970s", Journal of Economic Perspectives, Vol. 18, No. 4, PP. 115–134. - Kilian. L. (2010b).; - Jones,‬‬
‫‪D.W., and P.N. Leiby. (1996), "The Macroeconomic Impacts of Oil Price Shocks: A review of Literature and‬‬
‫‪Issues", Oak Ridge National Laboratory, xerox, 33 p.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jiménez-Rodríguez. R., and M. Sánchez. (2005), "Oil price Shocks and Real GDP growth: Empirical Evidence for‬‬
‫‪Some OECD Countries", Applied Economics, Vol. 37, PP. 201–228.‬‬

‫‪24‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫المدخالت وعناصر‬
‫عالوة على ما سبق‪ ،‬يشير ‪ ،Isard ،Hunt‬و‪ )2001( Laxton‬أن ارتفاع تكاليف ُ‬
‫‪1‬‬
‫بناءا على‬
‫اإلنتا ‪ ،‬يمكن أن يؤدي إلى خ ْفض حجم الناتج غير البترولي الكامن على المدى القصير ‪ً ،‬‬
‫مخزون رأس المال الموجود‪ ،‬وعلى أساس األجور الحالية السائدة‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬سيحاول العمال‬
‫والمنتجون مواجهة وتعويض االنخفاض الحاصل في األجور الحقيقية‪ ،‬وهوامش الربح‪ ،‬من خالل ممارسة‬
‫‪2‬‬
‫ضغوط تصاعدية على تكلفة وحدة العمل (التكلفة الوحدوية لليد العاملة)‪ ،‬وأسعار السل النهائية والخدمات‪.‬‬

‫يضيف ‪ ،)1993( Verleger‬أن شدة تطاير‪ ،‬وتقلب أسعار النفط )‪ ،(Oil Prices Volatility‬تؤدي إلى‬
‫العزوف عن اإلستثمار في مجال إنتا النفط والغاز‪ ،‬وبالتالي انكماش حجم األنشطة االستثمارية في هذا‬
‫المجال‪ .‬إضافة إلى أن "استمرار حالة االضطراب والتقلب في األسعار بشكل دائم‪ ،‬من شأنه أن يؤدي إلى‬
‫وض أين ستكون القدرات والطاقات المستقبلية دائما أضعف وأقل نوعا ما‪ ،‬مقارن ًة بما كانت ستكون عليه‬
‫تفاعا لهذه‬
‫ضمن عالم بدون تقلبات واضطرابات في هذه األسعار‪ ،‬وتميزه مستويات‪-‬إلى حد ما‪ -‬أكثر ار ً‬
‫األخيرة"‪ .3‬كما ُيبدي ‪ ،)1996( Hamilton‬نفس وجهة النظر ‪-‬تقريبا‪ -‬ويشدد على أن اإلنشغاالت ذات الصلة‬
‫بتقلبات أسعار البترول‪ ،‬واضطراب اإلمدادات النفطية يمكن تؤدي إلى سيادة حالة من عدم اليقين في‬
‫االقتصاد‪ ،‬وتتسبب في تأجيل ق اررات اإلستثمار‪.4‬‬

‫تكيف وتعديل‪ ،5‬إذا كان‬


‫"تغير هيكلي" ومرور االقتصاد بفترة ُّ‬ ‫من جهة أخرى‪ ،‬ال تُستبعد إمكانية حدو‬
‫سيصبح مكلف‬
‫الصعود الحاصل في أسعار النفط طويل األمد )‪ .(long-lasting‬حي ‪ ،‬وبالنظر لكون البترول ُ‬
‫الصناعات التي تستخدم الطاقة بكثافة )‪energy-‬‬ ‫نسبيًّا في هذه الحالة‪ ،‬مقارن ًة بسل وسيطة أخرى‪ ،‬فإن إنتا‬
‫‪ )intensive industries‬سيعرف نوعا من االنكماش‪ ،‬في حين تشهد القطاعات األقل اعتمادا على الطاقة‬
‫)‪ ،(less energy-dependent sectors‬وتلك التي تستعمل هذه األخيرة بطريقة أكثر كفاءة وعقالنية‪ ،‬نوعا من‬
‫التوس والتطور‪ .‬غير أن مثل هكذا فترات تكيف‪ ،‬غالبا ما تكون ُمكلفة من الناحية االقتصادية‪ ،‬وتستهلك‬
‫الكثير من الوقت‪ ،‬م ما يميزها من معدالت بطالة أكثر ارتفاعا‪ ،‬وعدم كفاءة‪ ،‬واستخدام غير تام للموارد‪.6‬‬
‫‪1‬‬
‫‪non-oil potential output supplied in the short run.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hunt. B., Isard. P., and D. Laxton. (2001), "The Macroeconomic Effects of Higher Oil Prices", IMF Working‬‬
‫‪Paper No. 01/14, January. Washington DC.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Verleger. P.K. (1993), "Adjusting to Volatile Energy Prices", Institute For International Economics, November,‬‬
‫‪Washington, DC.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Hamilton. J.D. (1996), "This is What Happened to the Oil Price-macroeconomy Relationship", Journal of‬‬
‫‪Monetary Economics, Vol. 38. Issue. 02, October, PP. 215-220.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪structural shift and a period of adjustment within an economy.‬‬
‫‪ 6‬تفاصيل أدق‪ ،‬موجودة ضمن‪- Kim. I.M., and P. Loungani. (1992), "The Role of Energy in Real Business Cycle :‬‬
‫‪Models", Journal of Monetary Economics, Vol. 29, PP. 173-189.; - Backus. D.K., and M.J. Crucini. (2000), "Oil‬‬
‫‪Prices and the Terms of Trade", Journal of International Economics, Vol. 50 (February), PP. 185-213.‬‬

‫‪25‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2.1.1‬ميكانيزم جانب الطلب‪.)Demand-Side Channel( :‬‬

‫مثلما أوردنا أعاله‪ ،‬فإن االرتفاعات المسجلة على مستوى أسعار النفط‪ ،‬يمكن أن تُترجم من خالل‬
‫تكاليف إنتا أكثر ارتفاعا بالنسبة للمؤسسات؛ مؤدية بذلك إلى صعود مستويات أسعار السل األساسية‪ ،‬لما‬
‫تقوم هذه المؤسسات ببي ُمنتجاتها في السوق‪ .‬هذه الزيادات واالرتفاعات التي تط أر على أسعار السل‬
‫والمنتجات األساسية‪ ،‬تؤدي بدورها إلى تناقص وانخفاض حجم الطلب على السل والخدمات‪ ،‬مما يؤدي –في‬
‫األخير‪ -‬إلى تقلص الحجم اإلجمالي للناتج‪ ،‬وتدني مستويات التوظيف‪.1‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬المستويات المرتفعة في أسعار النفط ال تمر دون أن تترك تأثيراتها على حجم الطلب‬
‫الكلي واإلستهالك في االقتصاد‪ .‬إذ أن االرتفاع في هذه األسعار سيكون مصحوبا بتدهور شروط التبادل‬
‫يكون هناك‬ ‫)‪ (deteriorating terms of trade‬بالنسبة القتصاديات البلدان المستوردة للسلعة النفطية‪ ،‬بحي‬
‫انتقال للمداخيل والثروة‪ ،‬من هذه البلدان نحو البلدان المصدرة؛ األمر الذي من شأنه العمل على تخفيض‬
‫القدرة الشرائية لدى مؤسسات وعائالت المجموعة األولى من البلدان‪ .‬قبل أن ُيتب ذلك بهبوط وانخفاض‬
‫المتوق أن يؤدي االنتقال سالف الذكر للثروة )‪– (wealth transfer‬من‬
‫مستوى الطلب لديها‪ .‬لذا‪ ،‬من ُ‬
‫االقتصاديات المستوردة باتجاه االقتصاديات المصدرة‪ -‬إلى التقليص من حجم الطلب العالمي‪ ،‬طالما أن‬
‫هناك إمكانية لورود احتمال كون مقدار االنخفاض الحاصل في الطلب لدى اقتصاديات المجموعة األولى‬
‫من البلدان يفوق مقد ار االرتفاع لدى اقتصاديات المجموعة الثانية‪.2‬‬

‫كذلك‪ ،‬يمكن النظر إلى الصدمات ذات الصلة بأسعار النفط على أنها أحد مصادر المخاطرة‪ ،‬وغياب‬
‫اليقين‪ ،‬م سيادة حالة الشك وعدم التأكد‪ ،‬بشأن األداء االقتصادي الكلي في المستقبل‪ ،‬ما قد يدف باألعوان‬
‫فيها إلى‬ ‫االقتصاديين إلى إعادة النظر في ق ارراتهم المتعلقة بكل من اإلستهالك واإلستثمار‪ ،‬وتأجيل الب‬
‫حين اتضاح الرؤية‪ ،‬وتحسن األوضاع‪ ،‬مما يؤدي إلى تراج مستويات الطلب االستهالكي واالستثماري‪.3‬‬

‫‪ 1‬المزيد من تفاصيل‪ ،‬ضمن‪- Hamilton. J.D. (2008), "Oil and the Macroeconomy", in: S. Durlauf and L. Blume (eds), :‬‬
‫‪The New Palgrave Dictionary of Economics, 2nd ed., Palgrave MacMillan Ltd.‬‬
‫‪- Kilian. L., and C. Park. (2009), "The Impact of Oil Price Shocks on the U.S. Stock Market", International‬‬
‫‪Economic Review, Vol. 50, PP. 1267-1287.; - Lee. K.., and S. Ni. (2002), "On the Dynamic Effects of Oil Price‬‬
‫‪Shocks: A Study Using Industry Level Data", Journal of Monetary Economics, Vol. 49, PP. 823-852.‬‬
‫‪ 2‬لتفاصيل أدق‪ ،‬أنظر‪- Dohner. R.S. (1981), "Energy Prices, Economic Activity and Inflation: Survey of Issues and :‬‬
‫‪Results", in K.A. Mork (ed), “Energy prices, Inflation and Economic Activity”, Ballinger, Cambridge Mass.‬‬
‫‪- Hunt. B., Isard. P., and D. Laxton. (2001).‬‬
‫‪ 3‬تفاصيل أوفر‪ ،‬موجودة ضمن‪- Bernanke. B.S. (1983), "Irreversibility, Uncertainty, and Cyclical Investment", Quarterly :‬‬
‫‪Journal of Economics, Vol. 98, No. 1, PP. 85-106.; - Pindyck. R.S. (1991), "Irreversibility, Uncertainty and‬‬
‫‪Investment", Journal of Economic Literature, Vol. 29, No. 3, PP. 1110-1148.; - Ferderer. J.P. (1996), "Oil price‬‬
‫‪volatility and the macroeconomy", Journal of Macroeconomics, Vol. 18, No. 1, PP. 1-26.‬‬

‫‪26‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫في األخير‪ ،‬يمكننا القول –بشكل عام‪ -‬أن ارتفاع أسعار النفط )‪ (higher oil prices‬من شأنه أن ينقل‬
‫ٌّ‬
‫كل من منحيي الطلب والعرض باتجاه اليسار‪ ،1‬مؤديا بذلك إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار ومعدالت‬
‫التضخم )‪ ،(higher prices‬وانخفاض مستويات الناتج )‪.(lower output‬‬

‫‪ .3.1.1‬ردود فعل السياسة االقتصادية‪.)Economic Policy Reactions( :‬‬

‫يشير ‪ Isard ،Hunt‬و‪ ،(2001) Laxton‬إلى أن آثار صدمات ارتفاع أسعار النفط على التضخم العام‬
‫)‪ ،(headline inflation‬والتضخم األساسي )‪(core inflation‬؛ من شأنها تعزيز ودعم عملية توجيه السياسة‬
‫تمتلك السلطات الوصية‪ ،‬األدوات الضرورية الالزمة للحد‬ ‫النقدية )‪ .(tightening of monetary policy‬حي‬
‫من حجم اآلثار السلبية التي تُخلفها هذه الصدمات‪ ،‬وتقليصها إلى أدنى المستويات؛ أو –ربما‪ -‬القضاء على‬
‫هذا النوع من اآلثار والغائها بشكل كلي‪ .‬فالبنك المركزي‪ ،‬بوسعه القيام بتحديد وفرض معدالت فائدة رئيسية‬
‫)‪ ،(key policy interest rates‬بإمكانها التأثير على اتجاهات تطور الطلب والتضخم في االقتصاد‪ .‬غير أن‬
‫اإلكتفاء بانتها نوع واحد من السياسات االقتصادية‪ ،‬يمكن أن يكون دافعا لخلق نوع من اآلثار السلبية على‬
‫سيؤدي قيام البنك المركزي بتخفيض معدالت الفائدة خاصته‪ ،‬إلى‬ ‫اإلنتا (‪ ،)counterproductive be‬بحي‬
‫ارتفاع مستويات الطلب؛ لكن ذلك يتحقق على حساب ارتفاع معدالت التضخم‪ .‬والعكس صحيح‪.2‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬يضيف ‪ Isard ،Hunt‬و‪ ،(2001) Laxton‬أن مصداقية السلطات النقدية خالل استجابتها‬
‫للصدمات النفطية‪ ،‬ستوض محل شك إذا اتضح أن ردود فعل السياسة النقدية متعارضة‪ ،‬وغير متناسقة م‬
‫األهداف االستراتيجية المعلنة للسياسة االقتصادية؛ مما يؤدي إلى تعطيل سير عملية التوقعات التضخمية‬
‫)‪ .(inflation expectation‬ففي االقتصاد الفلبيني –على سبيل المثال‪ -‬أين يعتمد البنك المركزي إطا ار‬
‫الستهداف التضخم )‪ (an inflation-targeting framework‬لدى وضعه لمعالم السياسة النقدية‪ ،‬التي تستهدف‬
‫من تواصل وتفاقم‪ ،‬الدواف والضغوط التضخمية )‪ ،(inflationary impulse‬المصاحبة لالرتفاعات الحاصلة‬
‫في أسعار النفط؛ نجد أنه من الضروري أن توض معالم هذه السياسة وتحدد على أساس معالجة كل حالة‬
‫على حدى‪ .3‬كما يبدو أن تطبيق مثل هكذا ق اررات‪ ،‬يمكن أن يتوقف على مدى استم اررية ودوام الصدمات‬
‫النفطية‪ ،‬وكذا على تقديرات الوقت الالزم‪ ،‬والذي يستغرقه االقتصاد للتعديل‪ ،‬والرجوع باتجاه وض التوازن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪a leftward shift in both the demand and supply curve.‬‬
‫‪ 2‬أنظر كذلك‪- Bernanke. B.S., Gertler. M., and M.W. Watson. (1997), "Systematic Monetary Policy and the Effects :‬‬
‫‪of Oil Price Shocks", Brookings Papers on Economic Activity, No. 1, PP. 91-142.‬‬
‫‪- Bernanke. B.S., Gertler. M., and M.W. Watson. (2004), "Reply to Oil Shocks and Aggregate Economic Behavior:‬‬
‫‪The Role of Monetary Policy", Journal of Money, Credit and Banking, Vol. 36, 287-291.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Must be determined on a case-by-case basis.‬‬

‫‪27‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫إضافة إلى ما سلف؛ ‪ ،(1996) Ferderer‬نوه بالدور الهام الذي تلعبه الكتلة النقدية (عرض النقود) في‬
‫تجسيد عالقة االرتباط السلبي (العالقة العكسية) الموجودة بين أسعار النفط والنشاط االقتصادي‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل قناة األرصدة النقدية الحقيقية )‪ ،(the real money balances channel‬إذ يؤدي إرتفاع أسعار النفط إلى‬
‫توليد نوع من الضغوط التضخمية‪ ،‬التي تؤدي –بدورها‪ -‬إلى تقليص كمية األرصدة الحقيقية في اإلقتصاد‪.‬‬
‫كما يعتبر ‪ ،(1996) Ferderer‬أن استجابات السياسة النقدية المضادة للتضخم )‪counterinflationary‬‬

‫‪ ،(monetary policy responses‬والتي تلي صدمات أسعار النفط‪ ،‬هي المسؤولة عن الخسائر والتراجعات‬
‫المسجلة على مستوى الناتج الحقيقي‪ ،‬التي تُعزى لمثل هذه الصدمات؛ ذلك ألن السياسة النقدية المتشددة‬
‫المنتهجة لغرض لمواصلة مكافحة التضخم‪ ،‬وتخفيض‬ ‫للغاية )‪ ،(highly restrictive monetary policy‬و ُ‬
‫معدالته‪ ،‬من شأنها أن تؤدي ‪-‬في الغالب‪ -‬إلى تخفيض مستويات الناتج (المقايضة بين الناتج والتضخم‪.)1‬‬

‫في نفس السياق‪ ،‬يشير ‪ Pierce‬و‪ ،)1974( Enzler‬و‪ ،)1994( Mork‬أنه وفقا ألثر األرصدة الحقيقية‬
‫)‪ ،(the real balances effect‬يتسبب ارتفاع أسعار النفط في زيادة وارتفاع حجم الطلب على النقود )‪Money‬‬

‫ونظر لعدم قدرة السلطات النقدية‪ ،‬وعجزها عن تلبية واشباع الطلب المتنامي على النقود‪ ،‬من‬
‫ًا‬ ‫‪.(Demand‬‬
‫خالل الرف من حجم المعروض النقدي )‪ ،(Money Supply‬سترتف معدالت الفائدة‪ ،‬لتساهم في تعطيل وتيرة‬
‫النمو اإلقتصادي‪ ،‬وبالتالي تقلص‪ ،‬وانكماش معدالت النمو‪.2‬‬

‫‪ .2.1‬التأصيل النظري آلثار صدمات أسعار النفط على المتغيرات االقتصادية الكلية األساسية‪:‬‬

‫بإجرائنا بحثا بسيطا ضمن األدبيات االقتصادية‪ ،‬سيعترضنا كم هائل من الدراسات النظرية والتجريبية‬
‫المجمعات االقتصادية الكلية‪ ،‬للتغيرات والتقلبات‬
‫التي ركزت اهتمامها حول بح وتقصي استجابة مختلف ُ‬
‫الحاصلة في أسعار النفط‪ .‬وقد اهتمت هذه الدراسات أساسا بالناتج‪ ،‬البطالة‪ ،‬والتضخم؛ مؤكدة أن ارتفاع‬
‫أسعار الخام يؤدي إلى ارتفاع فاتورة الطاقة بالنسبة للمستهلكين (عائالت‪ ،‬مؤسسات‪ ،‬وحكومات)‪ ،‬بينما يؤدي‬
‫المنتجة)‪،‬‬
‫‪-‬من منظور إنتاجي‪ -‬إلى انخفاض اإلنتاجية (نتيجة تكيف المؤسسات م ارتفاع تكلفة الوحدة ُ‬
‫وهو ما ينعكس في األخير على األجور الحقيقية والعمالة‪ ،‬أسعار البي والتضخم‪ ،‬والربح واإلستثمار‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪trade-off between inflation and output.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Pierce. J.L., and Enzler. J.J. (1974), "The Effects of External Inflationary Shocks", Brookings Papers on‬‬
‫‪Economic Activity 1, PP. 13-61.‬‬
‫‪- Mork. K.A. (1994), "Business Cycles and the Oil Market", The Energy Journal, Vol. 15, PP. 15-38.‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪- Lescaroux. F., and V. Mignon. (2009), "On the Influence of Oil Prices on Economic Activity and Other :‬‬
‫‪Macroeconomic and Financial Variables", OPEC Energy Review, Vol. 32, No. 4, PP. 343-380.; - Brown. S.P.A.,‬‬
‫‪and M.K. Yücel. (2002), "Energy Prices and Aggregate Economic Activity: An Interpretative Survey", Quarterly‬‬
‫‪Review of Economics and Finance,Vol. 42, PP. 193-208.‬‬

‫‪28‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .1.2.1‬استجابة إجمالي الناتج المحلي )‪ (GDP‬لتغيرات أسعار النفط‪:‬‬

‫تتجلى العالقة السببية بين تقلبات أسعار النفط ومستوى الناتج من خالل آثار ميكانيزم جانب العرض‬
‫الكالسيكي؛ حي من شأن أي ارتفاع في أسعار النفط ‪-‬والذي ُيعتبر كدليل على ُندرة ُمدخالت أساسيا في‬
‫العملية اإلنتاجية‪ -‬أن يؤدي إلى ارتفاع في تكلفة اإلنتا ‪ ،‬يقابله انخفاض في اإلنتاجية‪ ،‬وحجم الناتج الكامن‬
‫)‪ ،(potential output‬وتباطؤ في نمو الناتج‪.1‬‬

‫تعرضت األدبيات االقتصادية (النظرية والتطبيقية) بإسهاب إلى العالقة بين أسعار النفط والتغيرات في‬
‫أثر سلبيًّا على‬
‫اإلنتاجية الكلية للعوامل‪ ،‬والناتج؛ وقد خلصت في معظمها إلى أن ارتفاع أسعار النفط يخلف ًا‬
‫مستويات الناتج‪ ،2‬بينما ُوجد –من جهة أخرى‪ -‬أن هذا األثر ض ُعف م الزمن‪ ،‬وبالضبط منذ تسعينات القرن‬
‫الماضي‪ ،‬إذ أن معدالت نمو الناتج حافظت على ثباتها في أغلب البلدان الصناعية الكبرى‪ ،‬رغم أن‬
‫االقتصاد العالمي شهد منذ أواخر التسعينات صدمات بترولية ال تقل أهمي ًة عن أزمات السبعينات‪.3‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬قُدمت عدة تفسيرات لظاهرة تناقص واختالف تأثير صدمات أسعار النفط‪ .‬أهمها‬
‫ربط الباحثان أسباب هذه الظاهرة‪ ،‬بتزامنها م عديد‬ ‫اقتراحات ‪ Blanchard‬و‪ )2007( Galí‬و(‪ ،)2009‬حي‬
‫الصدمات مختلفة المصادر واألنواع‪ ،‬كما أرجعاها إلى ارتفاع مرونة األجور الحقيقية؛ في حين اعتبر‬
‫‪ Kilian‬و‪ ،)2009( Lewis‬أنه ال تتوفر أدلة مقنعة بشأن االقتراحات التي قدمها ‪ Blanchard‬و‪،)2009( Galí‬‬
‫وكذا يكون تناقص أهمية الصدمات النفطية يعود لتحسن استجابة السياسة النقدية لهذه الصدمات‪.4‬‬

‫‪ .2.2.1‬أثر صدمات أسعار النفط على اإلستهالك‪ ،‬اإلستثمار‪ ،‬والبطالة‪:‬‬

‫يشير ‪ ،)1996( Ferderer‬إلى أن ارتفاع أسعار النفط يمكن أن ُيخلف تأثي ار سلبيًّا على اإلستهالك‪،‬‬

‫‪ 1‬تفاصيل أوفر ضمن (على سبيل المثال)‪- Barro. R.J. (1984).; - Olson. M. (1988), "The Productivity Slowdown, the Oil :‬‬
‫‪Shocks, and the Real Cycle", Journal of Economic Perspectives. Fall, Vol. 2, No. 4, PP. 43-69.‬‬
‫‪ 2‬أنظر (مثال)‪- Kim. I.M. and P. Loungani. (1992).; - Rotemberg. J.J., and M. Woodford. (1996), "Imperfect :‬‬
‫‪Competition and the Effects of Energy Price Increases on Economic Activity", Journal of Money, Credit, and‬‬
‫‪Banking, Vol. 28, PP. 549-577.; - Finn M.G. (2000), "Perfect Competition and the Effects of Energy Price Increases‬‬
‫‪on Economic Activity", Journal of Money, Credit, and Banking, Vol. 32, PP. 400-416.; - Hamilton. J.D. (2008).‬‬
‫‪- Lescaroux. F., and V. Mignon. (2009).; Kilian. L. (2010b).‬‬ ‫‪ 3‬المزيد من التفاصيل ضمن‪:‬‬
‫‪ 4‬أنظر‪- Blanchard. O.J., and J. Galí. (2007), "The Macroeconomic Effects of Oil Shocks: Why are the 2000s So :‬‬
‫‪Different From the 1970s? ", NBER Working Paper 13368.; - Blanchard. O.J., and J. Galí. (2009), "The‬‬
‫‪Macroeconomic Effects of Oil Shocks: Why are the 2000s So Different from the 1970s?", Forthcoming in: J. Galí‬‬
‫‪and M. Gertler (eds.), International Dimensions of Monetary Policy, University of Chicago Press: Chicago, IL.‬‬
‫‪- Kilian. L., and L. Lewis. (2009), "Does the Fed Respond to Oil Price Shocks?", mimeo, Department of‬‬
‫‪Economics, University of Michigan.‬‬
‫‪ -‬تفاصيل أدق‪ ،‬والمزيد من التفسيرات بخصوص األثر المتغير لصدمات أسعار النفط‪ ،‬ضمن‪Hooker (1996a; 1996b; 1996c; 1999; 2002). :‬‬
‫‪- Hamilton (1996).;- De Gregorio et al. (2007).;- Herrera and Pesavento (2007).;- Edelstein and Kilian (2007; 2009).‬‬

‫‪29‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلستثمار والبطالة‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬يتأثر اإلستهالك من جراء ارتباطه بعالقته الطردية م الدخل المتاح‬
‫)‪ ،(Disposable income‬أما اإلستثمار فيتأثر من خالل ارتفاع تكاليف المشاري ‪ ،‬وكذا ارتفاع حجم المخاطرة‬
‫والاليقين )‪ ،(Uncertainty‬مما يؤدي إلى تأجيل ق اررات اإلستثمار وبالتالي تخفيض حجم االستثمار الجاري‪.1‬‬

‫كما ذكر ٌّ‬


‫كل من ‪ ،(1986) Loungani‬و‪ Kim‬و‪ ،)1992( Loungani‬أن االرتفاع الدائم والمستمر في‬
‫سببا في تغيير الهيكل اإلنتاجي للمؤسسات؛ باعتبار أن هذا االرتفاع سيكون‬
‫أسعار النفط من شأنه أن يكون ً‬
‫سببا في تخفيض عوائد القطاعات كثيفة االستخدام للنفط )‪ ،(oil-intensive‬ويدف بالمؤسسات إلى تبني طرق‬
‫للمدخالت النفطية‪ .‬هذه التغيرات الهيكلية سيصحبها إعادة‬
‫أقل كثافة استخدامية )‪ُ (less intensive‬‬ ‫إنتا‬
‫توزي عنصري العمل ورأس المال بين مختلف القطاعات‪ ،‬وبالتالي ستكون مرفقة بآثار عميقة على التوظيف‬
‫والبطالة‪ ،‬وخاصة على المدى البعيد‪ .2‬من جهة أخرى‪ ،‬أشار ‪ )2008( Bjørnland‬إلى أن األسعار المرتفعة‬
‫للنفط من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع ربحية قطاع الطاقة في االقتصاديات المصدرة‪ ،‬مما يساهم في توفير‬
‫وخلق المزيد فرص االستثمار في مختلف القطاعات اإلنتاجية‪ ،‬ويؤدي بذلك إلى ارتفاع الطلب على العمل‬
‫ورأس المال‪.3‬‬

‫في سياق ذو صلة‪ ،‬أثبت ‪ Keane‬و‪ )1996( Prasad‬أن آثار حركات أسعار النفط على سوق العمل يمكن‬
‫أن تختلف باختالف األفاق الزمنية المدروسة؛ وذلك بإثباتهما أن ارتفاع أسعار النفط يؤدي إلى تخفيض حجم‬
‫العمالة في المدى القصير‪ ،‬بينما سيعمل ‪-‬في المدى البعيد‪ -‬على الرف من فرص التشغيل‪ .4‬في حين ارج‬
‫واإلحالل‬ ‫)‪(Complementarities‬‬ ‫الباحثان هذه العالقة الطردية في المدى الطويل إلى عالقات التكامل‬
‫)‪ (Substitutabilities‬بين مختلف فئات سوق العمل‪.5‬‬

‫‪ 1‬للمزيد‪ ،‬أنظر أيضا (على سبيل المثال)‪- Henry. C. (1974), "Investment Decisions under Uncertainty: The Irreversibility :‬‬
‫‪Effect", American Economic Review, Vol. 64, PP. 1006-1012.; - Saman. M., and R.S. Pindyck. (1987), "Time to‬‬
‫‪Build, Option Value, and Investment Decisions", Journal of Financial Economics, Vol. 18, PP. 7-27.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Loungani. P. (1986), "Oil Price Shocks and the Dispersion Hypothesis", Review of Economics and Statistics, Vol.‬‬
‫‪58, PP. 536-539.; - Kim. I.M. and P. Loungani. (1992).‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Bjørnland. H.C. (2008), "Oil Price Shocks and Stock Market Booms in an Oil Exporting Country", Working Paper‬‬
‫‪from Norwegian School of Management (BI) and Norges Bank, No. 16, October.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Keane. M.P., and E.S. Prasad. (1996), "The Employment and Wage Effects of Oil Price Changes: A Sectoral‬‬
‫‪Analysis", Review of Economics and Statistics, Vol. 78, PP. 389-400.‬‬
‫‪ 5‬للمزيد بخصوص تأثير حركة أسعار النفط على سوق العمل والبطالة‪ ،‬أنظر‪- Caruth. A.A., Hooker. M.A., and A.J. Oswald. (1998), :‬‬
‫‪"Unemployment Equilibria and Input Prices: Theory and Evidence from the United States", Review of Economics‬‬
‫‪and Statistics, Vol. 80, PP. 621-628.; - Syrous. K.K., Ayser. P.S., and S. Marjorie. (2006),"The Impact of Oil Prices‬‬
‫‪on Employment", International Research Journal of Finance and Economics, Issue 5, PP. 136-154.‬‬
‫‪ -‬بينما قام ‪ Davis‬و‪ )2001( Haltiwanger‬بتحليل ودراسة آثار حركات أسعر النفط على المعدل الطبيعي للبطالة )‪Natural Rate of‬‬
‫‪ ،(Unemployment‬أنظر‪Davis. S.J., and J. Haltiwanger. (2001), "Sectoral Job Creation and Destruction Responses to :‬‬
‫‪Oil Price Changes", Journal of Monetary Economics, Vol. 48, PP. 465-512.‬‬

‫‪30‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .3.2.1‬ردود فعل المستوى العام لألسعار والتضخم إزاء صدمات أسعار النفط‪:‬‬

‫يرى عديد الخبراء أن ارتفاع أسعار النفط‪ُ ،‬يعتبر صدمة تضخمية )‪ .(inflationary shock‬وذلك من‬
‫المنتجات النفطية ضمن سلة‬
‫خالل مساهمته في رف مؤشر أسعار االستهالك )‪ ،(CPI‬بقدر أهمية ُ‬
‫االستهالك )‪ .(consumption basket‬إضافة إلى أن ارتفاع أسعار النفط يمكن أن يكون مصحوبا بنوع من‬
‫اآلثار غير المباشرة على التضخم‪ ،‬من خالل ما يسمى بآثار الدور الثاني )‪،(Second round effects‬‬
‫المرافقة لحلقة األسعار‪-‬أجور )‪ ،(The Price-Wage loop‬الناتجة عن مطالبة العمال برف األجور‪ ،‬نظير‬
‫انخفاض القدرة الش ارئية الناتج عن ارتفاع أسعار االستهالك؛ كما أن المؤسسات من جهتها تعمل على تحويل‬
‫ارتفاع تكاليف اإلنتا ‪ ،‬الناتج عن ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬إلى ارتفاع في أسعار البي ‪ ،‬مساهمة بذلك في تغذية‬
‫حلقة األسعار‪-‬أجور‪ ،‬من خالل توليد مراجعات تصاعدية للتوقعات التضخمية )‪.1(inflation expectations‬‬

‫كما اهتم عدد من الباحثين بدراسة رد فعل تضخم مؤشر أسعار االستهالك )‪ (CPI‬ومكمش الناتج المحلي‬
‫الخام )‪ ،(GDP Deflator‬إزاء صدمات أسعار النفط‪ ،‬وذلك على غرار ‪ )2002( Hooker‬و(‪)1999‬؛ ‪Barsky‬‬

‫المالحظ أن نتائج هذه الدراسات‪ ،‬وان أجمعت‬


‫و‪ )2002( Kilian‬و(‪)2004‬؛ أو ‪ LeBlanc‬و‪ُ .)2004( Chinn‬‬
‫على التأثي ارت التضخمية لصدمات أسعار النفط‪ ،‬إال أن هذا ال يخفي تسجيل بعض الخالفات؛ إذ أنه وفي‬
‫وقت أثبت ‪ Barsky‬و‪ )2004( Kilian‬أن ارتفاعات أسعار النفط تُولد معدالت تضخم عالية‪ ،‬نجد أن ‪LeBlanc‬‬

‫تأثيرت معتدلة على هذه المعدالت؛ أما ‪Barsky‬‬


‫ا‬ ‫و‪ ،)2004( Chinn‬يشددون على أن أسعار النفط تمارس‬
‫و‪ ،)2002( Kilian‬فاعتب ار أنه –على عكس تضخم مؤشر أسعار االستهالك‪ -‬ال توجد أدلة تجريبية مقنعة‪،‬‬
‫بأن صدمات أسعار النفط تكون مصحوبة بمعدالت تضخم مرتفعة في مكمش الناتج المحلي الخام‪.2‬‬

‫‪ .4.2.1‬صدمات أسعار النفط واالستجابات االقتصادية الكلية الالامتناظرة‪(Asymmetric Responses) :‬‬

‫يؤكد ‪ ،)2010b( Kilian‬أنه وفق النماذ المعيارية (الخطية) التقليدية‪ ،‬التي اختصت بدراسة كيفية انتقال‬
‫صدمات أسعار الطاقة‪ ،‬سوف تكون استجابة الناتج الحقيقي (مثال) لصدمة سلبية في أسعار الطاقة‪ ،‬صورة‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Fuhrer. J.C. (1995), "The Phillips Curve is Alive and Well", New England Economic Review of the Federal :‬‬
‫‪Reserve Bank of Boston, March/April, PP. 41-56.; - Gordon. R.J. (1997), "The Time-Varying NAIRU and its‬‬
‫‪Implications for Economic Policy", Journal of Economic Perspectives, Vol. 11, No. 1, PP. 11-32.; - Hooker. M.A.‬‬
‫‪(2002), "Are Oil Shocks Inflationary? Asymmetric and Nonlinear Specifications Versus Changes in Regime",‬‬
‫‪Journal of Money, Credit and Banking, Vol. 34, No. 2, PP. 540-561.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Barsky. R.B., and L. Kilian. (2002), "Do We Really Know that Oil Caused the Great Stagflation? A :‬‬
‫‪Monetary Alternative", in: NBER Macroeconomics Annual 2001, 16, B.S. Bernanke and K. Rogoff, eds.,‬‬
‫‪Cambridge, Ma: MIT Press, PP. 137-183.; - Barsky. R. B., and L. Kilian. (2004).‬‬
‫‪- LeBlanc. M., and M.D. Chinn (2004), "Do High Oil Prices Presage Inflation? The Evidence From G5 Countries",‬‬
‫‪Business Economics, Vol. 34, PP. 38-48.‬‬

‫‪31‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫طبق األصل (لكن في االتجاه المعاكس) عن االستجابة لصدمة إيجابية من نفس الحجم‪ .‬غير أن آثار‬
‫الدخل التقديري‪ ،‬عدم التأكد‪ ،‬واعادة التوزي ‪ ،‬ستولد استجابات غير متناظرة للمجمعات االقتصادية الكلية تجاه‬
‫االرتفاعات واالنخفاضات غير المتوقعة في أسعار الطاقة‪ .‬إذ أشار عديد الباحثين‪-‬في هذا الصدد‪ -‬إلى أن‬
‫النمو االقتصادي البطيء الذي رافق‬ ‫التناظر الذي تضمنته هذه النماذ التقليدية الخطية‪ ،‬يتعارض م واق‬
‫المنقضي‪ ،‬فضال عن فشل االرتفاعات المتتالية في أسعار‬
‫انهيار أسعار النفط في منتصف ثمانينات القرن ُ‬
‫النفط بداية من العام ‪ 2002‬في خلق ركود اقتصادي سري ‪.‬‬

‫في الواق ‪ ،‬تضمنت نماذ انتقال صدمات أسعار النفط التي استُخدمت في مختلف الدراسات واألبحا‬
‫التجريبية منذ نهاية عقد الثمانينات وبداية عقد تسعينات القرن المنصرم‪ ،‬صيغا غير متناظرة؛ أين تم استخدام‬
‫صيغا غير خطية‪ .‬فبينما أفاد ‪ ،)1996( Hooker‬بتضاؤل قوة العالقة‬
‫ً‬ ‫عدة أنواع من النماذ التي تضمنت‬
‫الخطية المقدرة بين أسعار النفط والنشاط االقتصادي منذ ‪ ،1973‬اكتشف عديد الباحثين ‪-‬على غرار ‪Mork‬‬

‫(‪)1989‬؛ ‪)1993( Mory‬؛ ‪)1995( Lee et al‬؛ ‪ )1996( Hamilton‬و(‪)2000‬؛ ‪ Davis‬و‪)2001( Haltiwanger‬؛‬
‫‪ Lee‬و‪ -)2002( Ni‬أن الضعف الظاهر في هذه العالقة ُموِهم وزائف )‪ ،(illusory‬إذ اعتبر هؤالء أن العالقة‬
‫األصح بين أسعار النفط والنشاط االقتصادي الحقيقي هي عالقة غير خطية‪ ،‬في ظل ممارسة االرتفاعات‬
‫المستمرة في أسعار النفط آثا ار مختلفة عن تلك التي تُخلفها التقلبات العابرة واالنخفاضات الدائمة‪.‬‬

‫في نفس السياق‪ ،‬تم تقديم اآلليات والميكانيزمات التي من شأنها أن تُنتج عالقة غير متناظرة بين أسعار‬
‫النفط والنشاط االقتصادي (ك الوظائف المرافقة لعملية إعادة التوزي المكلفة‪ ،‬لليد العاملة المتخصصة ورأس‬
‫المال فيما بين القطاعات االقتصادية) من طرف ‪ ،)1987( Davis‬بينما تم تناول هذه الميكانيزمات بالتفصيل‬
‫نظري قدمه ‪)1988( Hamilton‬؛ هذا فضال عن اآلليات المكملة التي تم التطرق إليها‬ ‫ضمن نموذ‬
‫وتفصيلها ضمن نظريات االستثمار في ظل المخاطرة‪ ،‬كما هو الحال ضمن أعمال كل من ‪)1974( Henry‬؛‬
‫‪)1983( Bernanke‬؛ ‪ Brennan‬و‪)1985( Schwartz‬؛ ‪ Majd‬و‪.)1987( Pindyck‬‬

‫ودراسات حديثة أن تقديرات االستجابات الواردة ضمن األدبيات التي‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬أظهرت أبحا‬
‫اخذت الالَّتناظر بعين االعتبار‪ ،‬واعتمدت على نماذ غير خطية لدراسة انتقال صدمات أسعار الطاقة‪ ،‬هي‬
‫تقديرات زائفة )‪ ،(Spurious‬وذلك باعتبار أن هذا النوع من النماذ الالَّمتناظرة‪ ،‬محددة أساسا بشكل خاطئ‬
‫)‪ ،(Misspecified‬كما أن استجابة الناتج والبطالة ضمن هذه النماذ غالبا ما ُحسبت بطريقة خاطئة‪.1‬‬

‫‪ 1‬تفاصيل أدق‪ ،‬موجودة ضمن‪- Kilian. L., and R. Vigfusson. (2009), "Pitfalls in Estimating Asymmetric Effects of Energy :‬‬
‫‪Price Shocks", mimeo, Department of Economics, University of Michigan.‬‬

‫‪32‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬أسعار النفط واالقتصاد الكلي‪ :‬مسح لألدبيات التجريبية )‪.(Empirical Literature Survey‬‬

‫بالنظر للتبعية الشديدة واالعتماد الكبير على النفط‪ ،‬الذي ميز مختلف اقتصاديات بلدان العالم‪ ،‬مستوردة‬
‫منها ومصدرة‪ ،‬مستهلكة ومنتجة‪ ،‬حظيت العالقة بين أسعار هذا األخير واالقتصاد الكلي بنصيب وفير من‬
‫اهتمام خبراء االقتصاد والباحثين االقتصاديين؛ فانهيار النظام الذي وضعته اتفاقية بريتون وودز )‪the Bretton‬‬

‫‪ (Woods agreement‬عام ‪ ،1971‬وبعده وقوع أولى صدمات االرتفاع الكبير والمفاجئ ألسعار النفط‪ ،‬في‬
‫أعقاب الحظر النفطي الذي أقدمت عليه أوبك عام ‪ ،1973‬وما تبعه من حلقات تباطؤ وانخفاض معدالت‬
‫النمو االقتصادي‪ ،‬واالرتفاع اآلني والمتزامن لمعدالت البطالة والتضخم في أغلب االقتصاديات الصناعية‪،‬‬
‫أثار العديد من االنتقادات واالعتراضات على المفاهيم والنظريات التقليدية السائدة‪ ،‬وشكل أرضية خصبة‪،‬‬
‫فسحت المجال على مصرعيه لدراسة دور أسعار النفط ضمن ديناميكيات االقتصاد الكلي‪ ،‬واختبار األهمية‬
‫تم تكريس عدد معتبر من البحو والدراسات النظرية والتجريبية لتفسير‬ ‫االقتصادية للصدمات النفطية؛ حي‬
‫العالقة بين صدمات وتقلبات أسعار النفط وسلوك المتغيرات االقتصادية الكلية‪.1‬‬

‫بإجراء مسح تاريخي بسيط‪ ،‬يتجلى بوضوح أن معظم األعمال واألدبيات النظرية والتطبيقية‪ ،‬التي‬
‫اختصت بدراسة العالقة المحتملة بين تقلبات أسعار النفط واألداء االقتصادي الكلي‪ ،‬قد ركزت اهتمامها على‬
‫اهتمت الدراسات‬ ‫تحليل واختبار آليات هذه العالقة ضمن اقتصاديات البلدان الصناعية المستهلكة‪ ،‬حي‬
‫النظرية األولية بتقييم العالقة المذكورة‪ ،‬من خالل النمذجة النظرية‪ ،‬ودراسة وتحديد مختلف قنوات انتقال آثار‬
‫تقلبات أسعار النفط إلى المتغيرات االقتصادية‪ ،‬على غرار قنوات صدمات العرض وتعديالت الطلب التقليدية‬
‫ضمن أعمال ‪ Rasche‬و‪ ،)1980( Tobin ،)1981،1977a,b,c) Tatom‬و‪ Bruno‬و‪)1985 ،1982( Sachs‬؛ قناة‬
‫األرصدة الحقيقية الملموسة في دراسات ‪ Pierce‬و‪)1996( Ferderer ،)1994( Mork ،)1974( Enzler‬؛ قناة‬
‫تحويل الثروة والدخل (من المستورين للنفط نحو المصدرين)‪ ،‬المفسرة في دراسات ٌّ‬
‫كل من ‪،)1981( Dohner‬‬
‫‪ Korhonen ،)2001( Hunt et al‬و‪)2007( Juurikkala‬؛ قناة االستجابة الذاتية للسياسة النقدية المذكورة في‬
‫دراسات ‪ Dotsey ،)1991( Bohi ،)1982( Darby‬و‪Cologni ،)2004 ،1997( Bernanke et al ،)1992( Reid‬‬

‫و‪)2008( Manera‬؛ قناة التحويالت والتعديالت القطاعية واختالالت سوق الشغل‪ ،‬ضمن الدراسات التي‬

‫‪- Brown. S.P.A. and Yücel. M.K (2002).‬‬ ‫‪ 1‬لعرض ومسح مفصل لألدبيات حول الموضوع‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Jones. D.W., Leiby. P.N., and I.K. Paik. (2004), "Oil price Shocks and the Macroeconomy: What has been Learned‬‬
‫‪Since 1996?", The Energy Journal, Vol. 25, No. 2, PP. 1-32.; - Kilian. L. (2008b), "The Economic Effects of Energy‬‬
‫‪Price Shocks", Journal of Economic Literature, Vol. 46, No. 04, PP. 871-909.; - Hamilton. J.D. (2008), "Oil and the‬‬
‫‪Macroeconomy", in: S. Durlauf and L. Blume (eds), “The New Palgrave Dictionary of Economics”, 2nd ed.,‬‬
‫‪Palgrave MacMillan Ltd.‬‬

‫‪33‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫قدمها ‪ Kim ،)1988( Hamilton ،)1982( Lilien‬و‪Davis ،)1998( Caruth et al ،)1992( Loungani‬‬

‫قدمة في دراسات ‪ Berndt‬و‪،)1988( Tatom ،)1979( Wood‬‬ ‫الم َّ‬


‫و‪)2001( Haltiwanger‬؛ قناة الناتج الكامن ُ‬
‫‪ Rotemberg‬و‪)2000( Finn ،)1996( Woodford‬؛ قناة العلة الهولندية "‪ "Dutch Disease‬ولعنة الموارد التي‬
‫قام بشرحها كل من‪ Corden ،‬و‪ ،)2005( Karl ،)1984( Corden ،)1982( Neary‬و‪)2009( Torvik‬؛ وقناة‬
‫الشك وعدم اليقين التي أشار إليها ‪ Dixit ،)1991( Pindyck ،)1983( Bernanke‬و‪،)1994( Pindyck‬‬
‫‪.)2014( Jo ،)2011( Bloom et al ،)2005( Bertola et al‬‬

‫‪ .1.2‬الحقائق التجريبية بخصوص البلدان المستهلكة والمستوردة للنفط‪:‬‬

‫وتقصي األهمية االقتصادية لصدمات أسعار‬ ‫عموما‪ ،‬على محاولة بح‬


‫ً‬ ‫قامت أولى الخطوات التجريبية‬
‫النفط‪ ،‬ضمن االقتصاد األمريكي واقتصاديات بلدان منظمة التعاون والتنمية االقتصادية )‪ ،(OECD‬باالعتماد‬
‫على النظرية الكالسيكية الجديدة )‪ (Neoclassical theory‬في ربط التقلبات االقتصادية الكلية‪ ،‬ورد أسبابها‬
‫إلى هذه الصدمات‪ ،‬في ظل ظروف ميزها تزامن وتوافق الصدمات النفطية لتلك الحقبة الزمنية م عديد‬
‫األحدا ‪ ،‬وما رافقه من شك بخصوص صحة العالقة المفترضة بين أسعار النفط واالقتصاد الكلي‪ .‬حي‬
‫ذكر ‪ )1982( Darby‬في هذا الصدد‪ ،‬أن الصدمة النفطية التي شهدها العام (‪ )1974/1973‬لم تكن "تجربة‬
‫خالية من الشوائب" )”‪ ،(was not a “clean experiment‬وذلك أنها تزامنت م تغير النظام النقدي الدولي‪،‬‬
‫بعد انهيار نظام بريتون وودز‪ ،‬وكذا نهاية عهد مراقبة وضبط األسعار في االقتصاد األمريكي‪ .‬وقد خلُص‬
‫في دراسته ‪-‬التي تضمنت مقارنات دولية آلثار الصدمة المذكورة على الدخل الحقيقي بالنسبة لثمانية‬ ‫الباح‬
‫الم َّ‬
‫قدرة) على االقتصاد األمريكي‪ ،‬تنخفض‬ ‫بلدان أعضاء في )‪ - (OECD‬إلى أن آثار الصدمات النفطية ( ُ‬
‫بقدر كبير في حالة أخذ نظام مراقبة األسعار خالل فترة السبعينات بعين االعتبار‪.1‬‬

‫انطالقا من نفس الفكرة تقريبا‪ ،‬أسس ‪ )1983( Hamilton‬دراسته على افتراض أنه "على الرغم من أن‬
‫االتجاهات المتصاعدة ألسعار الطاقة واالضطرابات المتعلقة بعرض المنتجات البترولية‪ ،‬كانت تسبق في كل‬
‫مرة حاالت الركود التي حلت باالقتصاد األمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية‪ ،‬باستثناء الحالة التي‬
‫شهدها العام (‪ ،)1961-1960‬إال أن ذلك ال يعني إطالقا أن الصدمات النفطية هي أصل هذه االختالالت"‪.‬‬
‫بناء على ذلك‪ ،‬وض "‪ "Hamilton‬الفرضيات التالية‪ ،‬لشرح العالقة بين الصدمات النفطية واإلنتا ‪:2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Darby. M.R. (1982), "The Price of Oil and World Inflation and Recession", American Economic Review, Vol. 72,‬‬
‫‪PP. 738-751.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hamilton. J.D. (1983), "Oil and the Macroeconomy Since World War II", Journal of Political Economy, Vol. 91,‬‬
‫‪No. 2, Apr, PP. 228-248.‬‬

‫‪34‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬االرتباط يمثل تزامنا وتوافقا تاريخيا )‪ :(Historical Coincidence‬بمعنى تزامن وقوع العامل الحقيقي‬
‫المسؤول عن حاالت الركود م ارتفاع أسعار النفط الخام‪.‬‬
‫‪ ‬خاصية المنشأ الداخلي لمتغيرة سعر النفط الخام‪ :‬مما يعني أن هذه األخيرة‪ ،‬هي عبارة عن متغيرة مفسرة‬
‫المؤثرات تُسبب كل من ارتفاع أسعار النفط والركود معا‪.‬‬
‫داخلية‪ ،‬في ظل وجود مجموعة ثالثة من ُ‬
‫‪ ‬األثر السببي الرتفاع خارجي في أسعار النفط الخام‪ :‬بمعنى أنه توجد على األقل بعض حاالت الركود‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كان سببها ارتفاع خارجي في أسعار النفط الخام‪.‬‬

‫ضمن نظام تضمن ست متغيرات‪ ،‬وباالعتماد على اختبارات السببية وفق ‪ ،)1969( Granger‬قدم‬
‫"‪ "Hamilton‬دالئل واثباتات قوية على أن االرتباط ليس مجرد تزامن بسيط (رفض الفرضية األولى)‪ ،‬وال‬
‫نتيجة سلسلة من التأثيرات التي أدت إلى تفجير كل من الصدمات النفطية واألزمات االقتصادية في نفس‬
‫كشفت التفسيرات السببية عن وجود عالقات من هذا النوع تتجه من‬ ‫الوقت (رفض الفرضية الثانية)؛ حي‬
‫أسعار النفط نحو المتغيرات االقتصادية الكلية‪ ،‬على غرار إجمالي الناتج المحلي والبطالة‪ ،‬وأوضحت أن‬
‫األزمات االقتصادية المشهودة‪ ،‬كانت ستكون مختلفة في غياب الصدمات واالضطرابات الطاقوية‪.‬‬

‫هذه النتائج تم تأكيدها من طرف عدة باحثين‪ ،‬على غرار ‪ Burbidge‬و‪ ،)1984( Harrison‬اللذان أثبتا‬
‫أشعة انحدارات ذاتية "‪ "VAR‬لسب متغيرات‪ ،‬وقاعدة بيانات شهرية غطت الفترة‬ ‫باالعتماد على نموذ‬
‫آثار معتبرة على سلوك متغيرات اإلنتا‬
‫(‪ ،)1982:M6-1961:M1‬أن صدمات ارتفاع أسعار النفط تمارس ً ا‬
‫الصناعي والمستوى العام لألسعار بالنسبة لالقتصاد األمريكي‪ ،‬الكندي‪ ،‬األلماني‪ ،‬واقتصاد المملكة المتحدة‪،‬‬
‫كما أشار الباحثين إلى أن الصدمة النفطية التي شهدتها الفترة (‪ ،)1974-1973‬لم تزد الوضعية االقتصادية‬
‫سوءا‪ ،‬إذ أنها عجلت بدخول االقتصاد العالمي في أزمة اقتصادية كانت وشيكة الحدو ‪ .1‬بينما‬
‫العالمية إال ً‬
‫كشف ‪ Gisser‬و‪ ،)1986( Goodwin‬من خالل تقدير انحدارات خطية مستقلة وباستخدام قاعدة بيانات رباعية‬
‫غطت الفترة )‪ ،(1961:1-1982:4‬عن وجود عالقة خطية سالبة بين سعر النفط واجمالي الناتج الوطني‬
‫لالقتصاد األمريكي "‪ ،"GNP‬كما رافق متغيرة سعر النفط معامالت معنوية موجبة في كل من معادلة‬
‫المستوى العام لألسعار والبطالة‪ ،‬ومعامالت سالبة بمعنوية في معادلة االستثمار‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬خلص‬
‫‪2‬‬
‫الباحثين إلى أن دور سعر النفط في التقلبات الدورية لالقتصاد‪ ،‬يفوق ذلك المنوط بالسياسة المالية والنقدية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Burbidge. J., and A. Harrison. (1984), "Testing for the Effects of Oil Price Rises using Vector Autoregression",‬‬
‫‪International Economic Review, Vol. 25, No. 2, PP. 459-484.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Gisser. M., and T.H. Goodwin. (1986), "Crude Oil and the Macroeconomy: Tests of Some Popular Notions",‬‬
‫‪Journal of Money, Credit, and Banking, Vol. 18, PP. 95-103.‬‬

‫‪35‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫م حلول النصف الثاني من عقد الثمانينات‪ ،‬شكل فشل انهيار أسعار النفط في تحقيق توس وانتعاش‬
‫اقتصادي في أغلب االقتصاديات الصناعية‪ ،‬أساسا لخلق نوع من الشكوك بشأن إسناد أصل حاالت الركود‬
‫االقتصادي التي حدثت في السابق‪ ،‬إلى الصدمات اإليجابية في أسعار النفط‪ ،‬ووض بذلك نتائج الدراسات‬
‫السابقة لهذه الحقبة محل شك؛ من منطلق أن هذه الدراسات‪ ،‬من خالل إقرارها بوجود عالقة خطية بين‬
‫أسعار النفط والتقلبات االقتصادية الكلية‪ ،‬كانت قد افترضت ضمنيا أنه إذا كان ارتفاع أسعار النفط يؤدي‬
‫إلى ركود اقتصادي‪ ،‬فإن انخفاض هذه األسعار سيرافقه حتما انتعاش بنفس الحجم‪ .‬بذلك بدأ التفكير في‬
‫وجود نوع من الالتناظر‪ ،‬فيما يتعلق باآلثار االقتصادية الكلية لكل من صدمات ارتفاع وانخفاض أسعار‬
‫النفط؛ ليكون ‪ )1989( Mork‬أول من منح تعريفا غير متناظر لهذه األسعار‪ ،‬من خالل التمييز بين التغيرات‬
‫السلبية ونظيرتها اإليجابية في أسعار النفط‪ ،‬وأول من قام بدراسة إمكانية تولد استجابات غير متناظرة عن‬
‫هذه التغيرات‪ .‬ففي توسي لنتائج ‪ ،)1983( Hamilton‬قام ‪ Mork‬بتقسيم فترة الدراسة الممتدة بين (‪)1949:2‬‬

‫و(‪ )1988:3‬إلى قسمين‪ ،1‬ليخلص في األخير إلى أن آثار ارتفاعات سعر النفط تختلف عن آثار انخفاضاته‪،‬‬
‫تبين في هذا الصدد أنه فقط الصدمات اإليجابية في سعر النفط تسبب –وفق ‪ -Granger‬تغيرات‬ ‫حي‬
‫إجمالي الناتج الوطني‪ ،‬في حين ال تُخلف تراجعات سعر النفط أي أثر معنوي على النشاط االقتصادي‪.2‬‬

‫‪ )1993( Mory‬بين –باالعتماد على تقدير انحدارات بسيطة وباستخدام بيانات سنوية تخص االقتصاد‬
‫األمريكي‪ -‬أن آثار ارتفاعات وانخفاضات أسعار النفط على كل من الناتج والبطالة خالل الفترة (‪-1951‬‬

‫‪ ،)1990‬وعلى الدخل الفردي ومداخيل ُمعظم الصناعات خالل الفترة (‪ ،)1989-1959‬قد جاءت غير‬
‫متناظرة‪ .3‬بينما خلُص ‪– )1995( Lee et al‬باالعتماد على نماذ ‪ - GARCH‬إلى وجود ارتباط معنوي سلبي‬
‫بين الصدمات اإليجابية في أسعار النفط ونمو الناتج الوطني الحقيقي )‪ ،(Real GNP‬وعدم وجود أي ارتباط‬
‫بين هذا األخير والصدمات السلبية في أسعار النفط‪ .4‬في حين أثبت ‪– )1996( Ferderer‬الذي قام بتقدير‬
‫تطورات اإلنتا الكلي األمريكي الناتجة عن حركة أسعار النفط‪ -‬أن االنكماش كرد فعل من السياسة النقدية‬
‫تُجاه ارتفاع أسعار النفط‪ُ ،‬يفسر جزءا هاما من االرتباط بين اإلنتا والنفط‪ ،‬كما أوضح أن كل من تكاليف‬
‫التعديل‪ ،‬ميكانيزمات التردد والاليقين‪ ،‬والسياسة النقدية يفسر جزًءا من العالقة الالمتناظرة بين تطورات أسعار‬

‫‪ 1‬قبل وبعد االنهيار الذي عرفته أسعار النفط عام ‪ ،1986‬حيث تبدأ الفترة الثانية من (‪.)1986:2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mork. K.A. (1989), "Oil and the Macroeconomy When Prices Goes Up and Down: An Extension of Hamilton’s‬‬
‫‪Results", Journal of Political Economy, Vol. 97, No. 3, PP.740-744.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Mory. J.F. (1993), "Oil Prices and Economic Activity: Is the Relationship Symmetric? ", Energy Journal, Vol. 14,‬‬
‫‪No. 4, PP. 151-161.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Lee. K., Ni. S., and R.A. Ratti. (1995), "Oil shocks and the macroeconomy: The role of price variability", Energy‬‬
‫‪Journal, Vol. 16, No. 4, PP. 39-56.‬‬

‫‪36‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫النفط ونمو اإلنتا ‪.1‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬ومن منطلق أن أغلب االرتفاعات الحاصلة في أسعار النفط منذ ‪ ،1986‬لم تكن سوى‬
‫تعديالت النخفاضات سابقة‪ ،‬استخدم ‪ )1996( Hamilton‬مفهوم "االرتفاعات الصافية في السعر اإلسمي‬
‫للنفط )‪ ،"(NNOPI‬ليبين أن هذه األخيرة تساهم بمعنوية في تفسير نمو إجمالي الناتج الحقيقي لالقتصاد‬
‫األمريكي‪2‬؛ قبل أن يؤكد ‪ )2003( Hamilton‬أن ارتفاعات أسعار النفط تعد أكثر أهمية من انخفاضات هذه‬
‫األسعار‪ ،‬غير أن االرتفاعات ال تكون ذات معنوية كبيرة‪ ،‬إذا كانت مجرد تصحيح لالنخفاضات السابقة‪.3‬‬
‫أما ‪ ،)1999 ،1996a( Hooker‬فأشار إلى أن أسعار النفط كانت بمثابة المحدد الرئيسي التجاهات األداء‬
‫انكسار هيكلي في‬ ‫االقتصادي الكلي إلى غاية التسعينات‪ ،‬لكنها لم تعد كذلك بعدها‪ ،‬مفس ار ذلك بحدو‬
‫العالقة بين سعر النفط واالقتصاد الكلي‪.4‬‬

‫توازن عام قابل للحساب )‪(PCGEM‬‬ ‫‪ ،)2000( Cororaton‬أثبت باالعتماد على تقنية المحاكاة وفق نموذ‬
‫أن اآلثار االقتصادية الكلية الرتفاع أسعار النفط على االقتصاد الفلبيني‪ ،‬تتجلى في انخفاض إجمالي الناتج‬
‫المحلي الحقيقي‪ ،‬وتحسن في الميزان التجاري (نتيجة تخفيض الواردات من المنتجات النفطية)‪ ،‬إضافة إلى‬
‫تراج مستويات المداخيل الفردية‪ ،‬وما يرافقها من انخفاض في مستويات الرفاه االجتماعي‪ .5‬بينما أثبت‬
‫‪ )2001( Abeysinghe‬أن ارتفاع أسعار النفط ينعكس مباشرة على مستويات نمو الناتج المحلي لالقتصاديات‬
‫إلى أن تأثير أسعار النفط على نمو الناتج‪،‬‬ ‫خلُص الباح‬ ‫المفتوحة (مستوردة للنفط كانت أو مصدرة)؛ حي‬
‫يكون أكبر وأهم بالنسبة لالقتصاديات الصغيرة المفتوحة‪ ،‬مقارنة باالقتصاديات الكبيرة‪ ،‬وأن أثر الصدمات‬
‫النفطية يتوقف على الكيفية التي تؤثر بها هذه الصدمات على مستوى ثقة كل من المستهلك والمستثمر‪ .6‬أما‬
‫‪ ،)2001( Papapetrou‬فقام بتحليل أثر تغيرات السعر الحقيقي للنفط على االقتصاد اليوناني‪ ،‬باستخدام نماذ‬
‫"‪ ،"VAR‬وتوصل إلى وجود ثر سلبي لهذه التغيرات على كل من أسعار المنتجات الصناعية‪ ،‬العمالة‪.7‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ferderer. J.P. (1996).‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hamilton. J.D. (1996), "This is What Happened to the Oil Price-macroeconomy Relationship", Journal of‬‬
‫‪Monetary Economics, Vol. 38. Issue. 02, October, PP. 215-220.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Hamilton. J.D. (2003), "What is an Oil Shock?", Journal of Econometrics, Vol. 113, No. 2. PP. 363-398.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Hooker. M.A. (1996a), "What Happened to the Oil Price-Macroeconomy Relationship?", Journal of Monetary‬‬
‫‪Economics, Vol. 38, PP. 195-213.‬‬
‫‪- Hooker. M.A. (1999), "Oil and the Macroeconomy Revisited", Mimeo, Federal Reserve Board, Washington DC.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Cororaton. C.B. (2000), "Philippine Computable General Equilibrium Model (PCGEM)", PIDS Discussion Paper‬‬
‫‪Series, No. 2000-33, August.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Abeysinghe. T. (2001), "Estimation of Direct and Indirect Impact of Oil Price on Growth", Economic Letters, Vol.‬‬
‫‪73, PP. 147-153.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Papapetrou. E. (2001), "Oil Price Shocks, Stock Market, Economic Activity and Employment in Greece", Energy‬‬
‫‪Economics, Vol. 23, No.5, PP. 511-532.‬‬

‫‪37‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ،)2002( Hooker‬عمد إلى اختبار اآلثار التضخمية لصدمات أسعار النفط‪ ،‬من خالل محاولة تحديد‬
‫وتقدير نسبة مساهمة تقلبات أسعار النفط في تفسير التضخم في االقتصاد األمريكي‪ ،‬ضمن اإلطار النظري‬
‫انكسار‬ ‫لمنحنى "‪ ،"Phillips‬م مراعاة الالتناظر‪ ،‬واختبار االستقرار الهيكلي للعالقة‪ .‬النتائج أكدت حدو‬
‫اتضح أن تقلبات هذه األسعار كان لها أث ار‬ ‫هيكلي بخصوص مساهمة أسعار النفط في التضخم‪ ،‬حي‬
‫ضعف واختفى‪ ،‬ولم يعد معنوي بعد ذلك‪ .1‬أما‬
‫معنويا على التضخم قبل العام ‪ ،1981‬غير أن هذا األثر ُ‬
‫‪ Brown‬و ‪ ،)2002( Yücel‬فاختب ار –ضمن إطار نماذ "‪ - "VAR‬إمكانية كون استجابات السياسة النقدية‬
‫المتوصل إليها‪ ،‬اعتبر الباحثان‬
‫لصدمات أسعار النفط‪ ،‬أساس تقلبات االقتصاد األمريكي؛ وبناء على النتائج ُ‬
‫أن الحفاظ على معدل ثابت للمخزون الفدرالي في غضون الصدمات النفطية يمثل سياسة نقدية تكييفيه‪ ،‬كما‬
‫أن انتها سياسة نقدية معتدلة‪ ،‬من شأنه الحفاظ على مستوى ثابت إلجمالي الناتج المحلي االسمي‪.2‬‬

‫في ورقة أخرى‪ ،‬قام ‪ Cunado‬و‪ )2005( Perez de Gracia‬بدراسة آثار صدمات أسعار النفط على النشاط‬
‫االقتصادي والتضخم في كل من اليابان‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬الفلبين‪ ،‬سنغافورة‪ ،‬كوريا الجنوبية‪ ،‬وتايالند‪ ،‬خالل الفترة‬
‫(‪ .)2002:Q2-1975:Q1‬النتائج أظهرت أن معنوية هذه اآلثار تقتصر فقط على المدى القصير‪ ،‬إضافة إلى‬
‫بالعمالت المحلية‪ .3‬وباالعتماد على‬
‫أنها تكون أكثر معنوية لما يتم التعبير عن صدمات أسعار النفط ُ‬
‫صياغات مختلفة –خطية وغير خطية‪ -‬لنماذ "‪ ،"VAR‬اختبر ‪ )2005( Cristina et al‬آثار صدمات أسعار‬
‫صدمة إيجابية في أسعار النفط‬ ‫النفط على االقتصاد الفلبيني خالل الفترة (‪ ،)2003-1981‬ليجدو أن حدو‬
‫يؤدي إلى إطالة فترات االنخفاض في إجمالي الناتج المحلي‪ .‬ومن جهة أخرى أفادت النتائج‪ ،‬أن انخفاضات‬
‫دور أهم من ذلك الذي تلعبه ارتفاعات هذه األسعار‪.4‬‬ ‫أسعار النفط ُّ‬
‫تعد أكثر أهمية‪ ،‬وتلعب ًا‬

‫‪ Jiménez-Rodríguez‬و‪ ،)2005( Sánchez‬قدما تقييما تجريبيا آلثار صدمات أسعار النفط على النشاط‬
‫االقتصادي الحقيقي في عينة تضمنت مجموعة السبعة "‪ ،"G-7‬النرويج ومنطقة اليورو إجماال؛ باالعتماد‬
‫على تحليل "‪ "VAR‬متعدد األبعاد‪ ،‬وباستخدام كل من النماذ الخطية وغير الخطية‪ .‬الباحثان خلُصا إلى‬
‫أن ارتفاعات أسعار النفط تخلف أث ار أكبر على نمو الناتج‪ ،‬مقارنة باالنخفاضات‪ ،‬وأكدا اختالف النتائج بين‬
‫أثبتا –في هذا الصدد‪ -‬أن ارتفاعات أسعار النفط تخلف أث ار‬ ‫البلدان المستوردة ونظيرتها المصدرة‪ ،‬حي‬
‫‪1‬‬
‫‪Hooker. M.A. (2002), "Are Oil Shocks Inflationary?, Asymmetric and Nonlinear Specifications Versus Changes in‬‬
‫‪Regime", Journal of Money, Credit and Banking, Vol. 34, No. 2, PP. 540-561.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Brown. S.P.A., and M.K. Yücel. (2002).‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Cunado. J., and F. Perez de Garcia. (2005), "Oil Prices, Economic Activity and Inflation: Evidence for Some Asian‬‬
‫‪Countries", The Quarterly Review of Economics and Finance, Vol. 45, PP. 65–83.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Cristina. M., Raguindin. E., and R.G. Reyes. (2005), "The Effects of Oil Price Shocks on the Philippine Economy:‬‬
‫‪A VAR approach", Social Science Research Network (SSRN), Vol. 50, PP. 3-59.‬‬

‫‪38‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫معنويا سلبيا على نمو الناتج الحقيقي في المجموعة األولى من البلدان‪ ،‬في حين كانت النتائج مبهمة ‪-‬نوعا‬
‫اتضح أن النرويج تستفيد من ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬بينما تتأثر المملكة‬ ‫ما‪ -‬بالنسبة للمجموعة الثانية‪ ،‬حي‬
‫المتحدة سلبا من جراء هذا االرتفاع‪ .1‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬أشار ‪ Lardic‬و‪ )2008( Mignon‬إلى وجود عالقة‬
‫تكامل متزامن غير متناظرة بين أسعار النفط واجمالي الناتج المحلي بالنسبة القتصاديات كل من الواليات‬
‫المتحدة‪ ،‬مجموعة السبعة "‪ ،"G-7‬أوروبا‪ ،‬ومنطقة اليورو‪.2‬‬

‫باالعتماد على تقنيات نماذ "‪ ،"VAR‬قام ‪ )2009( Kumar‬بتقدير العالقة بين أسعار النفط ونمو اإلنتا‬
‫الصناعي في االقتصاد الهندي‪ ،‬باستخدام قاعدة بيانات رباعية غطت الفترة )‪ .(1975:Q1-2004:Q3‬نتائج‬
‫الدراسة أكدت وجود عالقات سببية –وفق ‪ -Granger‬تتجه من أسعار النفط نحو المتغيرات االقتصادية الكلية‬
‫سلبا على نمو اإلنتا الصناعي‪ ،‬م عدم تناظر العالقة بين المتغيرتين؛ على‬
‫وبينت أن أسعار النفط تؤثر ً‬
‫عكس معدالت التضخم وأسعار الفائدة قصيرة األجل ‪ ،‬التي اتضح أنها تتأثر إيجابا بارتفاع األسعار الحقيقية‬
‫للنفط‪ .3‬أما ‪ Ran‬و‪ ،)2012( Voon‬فبينا باستخدام بيانات رباعية تتعلق بالفترة )‪ ،(2007:Q3-1984:Q1‬تخص‬
‫هونكونغ‪ ،‬سنغافورة‪ ،‬كوريا الجنوبية‪ ،‬وتايوان‪ ،‬أن أسعار النفط ال تمارس أث ار معنويا على النشاط االقتصادي‬
‫الحقيقي؛ بينما أشار الباحثان إلى وجود آثار معنوية إيجابية على معدالت البطالة‪ ،‬وآثار فورية على مؤشرات‬
‫أسعار االستهالك )‪ .4(CPIs‬وفي ورقة أحد ‪ ،‬ركز ‪ )2015( Cunado et al‬اهتمامهم حول دراسة اآلثار‬
‫االقتصادية الكلية للصدمات النفطية في كل من اليابان‪ ،‬كوريا الجنوبية‪ ،‬الهند‪ ،‬واندونيسيا‪ .‬باستخدام نموذ‬
‫أنواع مختلفة من الصدمات النفطية من خالل إشارات القيود‪،‬‬ ‫انحدار ذاتي هيكلي‪ ،‬وبعد التمييز بين ثال‬
‫خلُص الباحثين إلى أن استجابة النشاط االقتصادي واألسعار تختلف باختالف نوع الصدمة النفطية‪ ،‬كما أن‬
‫التحليل باستخدام العينات الفرعية‪ ،‬أظهر إمكانية حدو انكسار هيكلي فيما يتعلق بآثار الصدمات المعنية‪.5‬‬

‫‪ Blanchard‬و‪ ،)2010( Galí‬وجدا أن العالقة بين ارتفاع سعر النفط واجمالي الناتج المحلي القتصاديات‬
‫بلدان مجموعة السبعة "‪ ،"G-7‬قد تغيرت من سلبية إلى إيجابية في سنوات األلفية الثالثة مقارنة بسنوات‬

‫‪1‬‬
‫‪Jiménez-Rodríguez. R., and M. Sánchez. (2005), "Oil Price Shocks and Real GDP Growth: Empirical Evidence for‬‬
‫‪Some OECD Countries", Applied Economics, Vol 37, PP. 201-228.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Lardic. S., and V. Mignon. (2008), "Oil Prices and Economic Activity: An Asymmetric Cointegration Approach",‬‬
‫‪Energy Economics, Vol. 30, PP. 847-855.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Kumar. S. (2009), "The Macroeconomic Effects of Oil Price Shocks: Empirical Evidence for India", Economics‬‬
‫‪Bulletin, Vol. 29, No. 1, PP. 15-37.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Ran. J., and J.P. Voon. (2012), "Does Oil Price Shock Affect Small Open Economies?, Evidence From Hong‬‬
‫‪Kong, Singapore, South Korea and Taiwan", Applied Economics Letters, Vol. 19, PP. 1599-1602.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Cunado. J., Jo. S., and F. Perez de Gracia. (2015), "Revisiting the Macroeconomic Impact of Oil Shocks in Asian‬‬
‫‪Economies", Bank of Canada Working Paper 2015-23, June.‬‬

‫‪39‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫سبعينات وثمانينات القرن العشرين‪ ،‬كما أشار الباحثان إلى تناقص تأثير الصدمات النفطية م مرور‬
‫الزمن‪ .1‬وهي نفس النتائج التي كان قد توصل إليها ‪ ،)2009( Balke et al‬بالنسبة لالقتصاد األمريكي‪ .2‬وفي‬
‫لدراسة كيفية تغير اآلثار‬ ‫نفس السياق‪ ،‬اعتمد ‪ Baumeister‬و‪ )2012( Peersman‬نفس النوع من النماذ‬
‫انخفاض كبير في المرونة‬ ‫الديناميكية لصدمات عرض النفط على االقتصاد األمريكي‪ ،‬ليبينا أنه قد حد‬
‫السعرية قصيرة المدى للطلب على النفط منذ منتصف الثمانينات‪ .3‬غير ذلك‪ ،‬وفي ورقة أحد ‪ ،‬عمد‬
‫‪ Lorusso‬و‪ )2015( Pieroni‬إلى تحليل أثر تقلبات أسعار النفط على اقتصاد المملكة المتحدة‪ ،‬ليجدا أن أثر‬
‫المجمعات االقتصادية يتوقف على نوع الصدمة النفطية؛ فبينما ال تؤثر الزيادات‬
‫هذه التقلبات على مختلف ُ‬
‫في النشاط االقتصادي الحقيقي العالمي على اقتصاد المملكة في المدى القصير‪ُ ،‬وجد أن االضطرابات‬
‫الناتجة عن نقص المعروض من النفط الخام تسبب تراج فوري في مستويات نمو الناتج؛ كما أظهرت‬
‫النتائج أن التضخم المحلي والعجز الحكومي يرتفعان استجابة الرتفاع السعر الحقيقي للنفط‪.4‬‬

‫‪ .2.2‬عرض نتائج أهم األدبيات التجريبية بخصوص البلدان المنتجة والمصدرة للنفط‪:‬‬

‫كما سبق وأسلفنا‪ ،‬فقد ركزت معظم الدراسات ذات الصلة بموضوع العالقة بين أسعار النفط واالقتصاد‬
‫الكلي‪ ،‬على تحليل آثار صدمات وتقلبات هذه األسعار على أداء اقتصاديات البلدان المستهلكة والمستوردة‪،‬‬
‫ظهرت بعض‬ ‫المنتجة محدودا إلى وقت ليس بالبعيد‪ ،‬حي‬
‫في حين بقي عدد الدراسات التي اهتمت بالبلدان ُ‬
‫الدراسات الحديثة‪ ،‬التي شكل اختبار آثار تغيرات أسعار النفط على اقتصاديات هذه البلدان محور اهتمامها‪.‬‬

‫في أولى الدراسات التجريبية‪ ،‬أشار ‪ )1993( Almutairi‬إلى أن ارتباط السياسة المالية بأسعار النفط‪ ،‬يؤثر‬
‫معنويا على تقلبات الناتج في االقتصاد الكويتي‪ .5‬بينما قدم ‪ Eltony‬و‪ )2001( Al-Awadi‬أدلة تجريبية عن‬
‫أهمية الصدمات المتناظرة ألسعار النفط في تفسير التقلبات االقتصادية الكلية في الكويت؛ كما أبرزت النتائج‬
‫أهمية هذه الصدمات في تحديد مستويات اإلنفاق الحكومي‪ ،‬التي تمثل المحدد األهم للنشاط االقتصادي‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Blanchard. O.J., and J. Galí. (2010), "The Macroeconomic Effects of Oil Price Shocks: Why are the 2000s so‬‬
‫‪Different From the 1970s?", In: International Dimensions of Monetary Policy, ed. Jordi Galí and Mark J. Gertler,‬‬
‫‪PP. 373-421.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Balke. N., Brown. S., and M. Yücel. (2009), "Oil Price Shocks and U.S Economic Activity: An International‬‬
‫‪Perspective", The Energy Journal, Vol. 23, PP. 27-52.‬‬
‫‪ 3‬تفاصيل أدق‪ ،‬ضمن‪- Baumeister. C., and G. Peersman. (2012), "Time-Varying Effects of Oil Supply Shocks on the :‬‬
‫‪U.S. Economy", Bank of Canada Working Paper, No. 2012-2, January.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Lorusso. M., and L. Pieroni. (2015), "Causes and Consequences of Oil Price Shocks on the UK Economy",‬‬
‫‪CEERP Working Paper No. 2, November.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Al-Mutairi. N. (1993), "Determines the Sources of Output Fluctuations in Kuwait", Finance and Industry, Vol. 11,‬‬
‫‪PP. 20-78.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Eltony. M.N, and M. Al-Awadi (2001), "Oil price fluctuations and their impact on the macroeconomic variables of‬‬
‫‪Kuwait: a case study using a VAR model", International Journal of Energy Research, Vol. 25, No. 11, PP. 939-959.‬‬

‫‪40‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫في فينزويال‪ ،‬وباالعتماد على نماذ "‪ "VAR‬و"‪ ،"VECM‬قام ‪ )2005( El-Anshasy et al‬بدراسة العالقة‬
‫بين أسعار النفط‪ ،‬اإليرادات الحكومية‪ ،‬اإلنفاق االستهالكي الحكومي‪ ،‬إجمالي الناتج المحلي "‪،"GDP‬‬
‫واالستثمار خالل الفترة (‪)2001-1950‬؛ وخلصوا إلى أن الميزان المالي يؤثر في مستويات النمو االقتصادي‪،‬‬
‫في المديين القصير والبعيد‪ .1‬بينما بيَّن ‪ Mendoza‬و‪ )2010( Vera‬أن الصدمات النفطية كان لها أثر إيجابي‬
‫على نمو الناتج خالل الفترة (‪ ،)1984:1-2008:3‬كما أشا ار أن استجابة االقتصاد الفنزويلي الرتفاعات أسعار‬
‫النفط تفوق استجابته لالنخفاضات غير المتوقعة‪ .2‬أما ‪ Mehrara‬و‪ ،)2007( Oskoui‬فأثبتا أن أسعار النفط‬
‫تمثل المصدر األهم للتقلبات االقتصادية الكلية في إيران والسعودية‪ ،‬وبدرجة أقل بالنسبة الكويت واندونيسيا‪.3‬‬

‫بالنسبة لنيجيريا‪ ،4‬اختبر ‪ Olomola‬و‪ )2006( Adejumo‬أثر صدمات أسعار النفط على الناتج‪ ،‬التضخم‪،‬‬
‫عرض النقد‪ ،‬وسعر الصرف الحقيقي‪ ،‬باستخدام تقنيات نماذ "‪ ،"VAR‬وقاعدة بيانات رباعية خصت الفترة‬
‫)‪ ،(1970:Q1-2003:Q4‬وخلصا إلى أن هذه الصدمات تؤثر فقط في سعر الصرف الحقيقي وعرض النقد في‬
‫‪5‬‬
‫المدى الطويل‪ ،‬غير أنها ال تُخلف أي أثر على متغيرتي الناتج والتضخم ‪ .‬في حين وجد ‪)2008( Omisakin‬‬

‫أن أسعار النفط تؤثر بشكل مستمر في مستويات عرض النقد‪ ،‬اإلنفاق الحكومي ومؤشر أسعار االستهالك‪.6‬‬
‫أما ‪ ،)2014( Alley et al‬فأظهر أن صدمات أسعار النفط تؤدي إلى تعطيل وتيرة النمو االقتصادي‪ ،‬نظ ار‬
‫ينجر عنها من اليقين‪ ،‬بينما يرافق ارتفاعات أسعار النفط –في حد ذاتها‪ -‬تحسن في مستويات النمو‪.7‬‬
‫لما ُّ‬

‫بالنسبة لالقتصاد اإليراني‪ ،‬اعتمد ‪ Farzanegan‬و‪ )2007( Markwardt‬مقاربة "‪ ،"VAR‬لتحليل العالقة‬
‫بين صدمات أسعار النفط والمتغيرات االقتصادية الكلية األساسية‪ .‬نتائج الدراسة كشفت عن عدم تناظر آثار‬
‫أظهرت أن كل من الصدمات اإليجابية والسلبية في أسعار النفط يرف من معدالت‬ ‫هذه الصدمات‪ ،‬حي‬
‫التضخم‪ ،‬كما أكدت وجود عالقة إيجابية قوية بين التغيرات اإليجابية في أسعار النفط ونمو الناتج الصناعي‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪El-Anshasy. A., Bradley. M.D., and F. Joutz. (2005), "Evidence on the Role of Oil Prices in Venezuelas Economic‬‬
‫‪Performance: 1950-2001", Paper Prepared for 25th Annual North American Conference of the USAEE/IAEE,‬‬
‫‪September 18-21.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mendoza. O., and D. Vera. (2010), "The Asymmetric Effects of Oil Shocks on an Oil-exporting Economy",‬‬
‫‪Cuadernos de Economía, Vol. 47, May, PP. 3-13.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Mehrara. M., and K.N. Oskoui. (2007), "The Sources of Macroeconomic Fluctuations in Oil Exporting Countries:‬‬
‫‪A Comparative Study", Economic Modeling, Vol. 24, No. 3, PP. 365–379.‬‬
‫‪ 4‬دراسات مماثلة‪ ،‬تم إجراؤها بالنسبة لإلكوادور والمكسيك من قبل‪ .‬أنظر‪- Boye. F. (2001), "Oil and Macroeconomic Fluctuations :‬‬
‫‪in Ecuador", OPEC Review, Vol. 25, PP. 145–172.‬‬
‫‪- Boye. F. (2002), "Oil and Macroeconomic Fluctuations in Mexico", OPEC Review, Vol. 26, PP. 309-333.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Olomola. P.A., and A.V. Adejumo. (2006), "Oil Price Shock and Macroeconomic Activities in Nigeria",‬‬
‫‪International Research Journal of Finance and Economics, Issue 3, PP. 28-34.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Omisakin. A. (2008), "Oil price shocks and the Nigerian economy", Med Well Journal, Vol. 42, PP.1-7.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Alley. I., Asekomeh. A., Mobolaji. H., and Y.A. Adeniran. (2014), "Oil Price Shocks and Nigerian Economic‬‬
‫‪Growth", European Scientific Journal, Vol. 10, No. 19, July, PP. 375-391.‬‬

‫‪41‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫م استجابة معنوية للواردات الحقيقية وسعر الصرف الفعلي الحقيقي للصدمات المتناظرة ألسعار النفط؛ في‬
‫حين –وعلى عكس ما كان متوق ‪ -‬وجد الباحثان أن أثر تقلبات أسعار النفط على اإلنفاق الحكومي الحقيقي‬
‫ال يعدوا كونه أث ار هامشيا‪ .1‬بينما أثبت ‪– )2013( Rezazadehkarsalari et al‬في ورقة أحد ‪ -‬أن الصدمات‬
‫السلبية في أسعار النفط تخلف آثا ار أقوى على الناتج في المدى الطويل‪ ،‬مقارنة بالصدمات اإليجابية‪.2‬‬

‫في روسيا‪ ،‬اهتم ‪ )2008( Ito‬بدراسة آثار صدمات أسعار النفط والصدمات النقدية على االقتصاد الروسي‬
‫"‪ ،"VEC‬وقاعدة بيانات رباعية غطت الفترة )‪ (1997:Q1-2007:Q4‬ليثبت أن صدمات‬ ‫باالستعانة بنموذ‬
‫ارتفاع أسعار النفط تُرفق بارتفاع في معدل نمو الناتج الحقيقي‪ ،‬كما أنها تعد ‪-‬في نفس الوقت‪ -‬صدمات‬
‫تضخمية‪ .3‬وفي النرويج‪ ،‬أقدم ‪ )2008( Bjørnland‬على تحليل آثار صدمات أسعار النفط على عوائد‬
‫األسهم‪ ،‬باعتبار أسعار األسهم تمثل قناة مهمة النتقال الثروة في بلد منتج للنفط‪ ،‬وباالستعانة بنموذ‬
‫أن ارتفاع أسعار النفط يؤدي إلى زيادة الثروة وارتفاع الطلب الكلي في االقتصاد‬ ‫"‪ ،"SVAR‬أوضح الباح‬
‫النرويجي‪ .4‬أما في ماليزيا‪ ،‬فقام ‪ Bekhet‬و‪ )2009(Yusop‬بدراسة العالقة طويلة المدى بين أسعار النفط‪،‬‬
‫"‪،"VECM‬‬ ‫استهالك الطاقة‪ ،‬واألداء االقتصادي الكلي‪ ،‬باالعتماد على تحليل التكامل المتزامن ونماذ‬
‫وقاعدة بيانات سنوية شملت الفترة (‪ .)2005-1980‬النتائج أكدت وجود عالقة مستقرة في المدى الطويل‬
‫وتفاعالت قصيرة المدى بين أسعار النفط‪ ،‬العمالة‪ ،‬النمو االقتصادي‪ ،‬ومعدل نمو استهالك الطاقة‪.5‬‬

‫اختبار للعالقات طويلة المدى وتفاعالت المدى القصير‪ ،‬بين‬


‫ا‬ ‫‪ Lescaroux‬و‪ ،)2009( Mignon‬أجريا‬
‫أسعار النفط وعدة متغيرات اقتصادية كلية ومالية‪ ،‬لكل من مجموعة بلدان أوبك‪ ،‬مجموعة البلدان المصدرة‬
‫للنفط خار أوبك‪ ،‬ومجموعة البلدان المستوردة للنفط‪ .‬نتائج التحليل قصير المدى ‪-‬من خالل اختبارات سببية‬
‫"‪ "Granger‬وحسابات االرتباطات الدورية )‪ -(Cyclical Correlations‬كشفت عن عالقات سببية تتجه من‬
‫لمكتشفة‬
‫أسعار النفط نحو باقي المتغيرات؛ أما في المدى الطويل فإن معظم عالقات التكامل المتزامن ا ُ‬
‫‪6‬‬
‫خصت إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬معدالت البطالة‪ ،‬وأسعار األسهم ‪ .‬وفي نفس السياق‪ ،‬عمل ‪Berument et al‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Farzanegan. M.R., and G. Markwardt. (2007), "The Effects of Oil Price Shocks on the Iranian Economy", Energy‬‬
‫‪Economics, Vol. 31, PP. 134–151.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Rezazadehkarsalari. A., Haghiri. F., and A. Behrooznia. (2013), "The Effects of Oil Price Shocks on Real GDP in‬‬
‫‪Iran", African Journal of Business Management, Vol. 7, No. 33, PP. 3220 - 3232, September.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ito. K. (2008), "Oil Price and the Russian Economy: A VEC Model Approach", International Research Journal of‬‬
‫‪Finance and Economics, Issue 17, PP. 68-74.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Bjørnland. H.C. (2008), "Oil Price Shocks and Stock Market Booms in an Oil Exporting Country", Working Paper‬‬
‫‪from Norwegian School of Management (BI) and Norges Bank, No. 16, October.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Bekhet. H.A., and N.Y.M. Yusop. (2009), "Assessing the Relationship Between Oil Prices, Energy Consumption‬‬
‫)‪and Macroeconomic Performance in Malaysia: Co-integration and Vector Error Correction Model, (VECM‬‬
‫‪Approach", Journal of International Business Research, Vol. 2, No.3, July, PP. 152-175.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Lescaroux. F., and V. Mignon. (2009).‬‬

‫‪42‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫ضمت ستة عشر‬


‫(‪ )2010‬على اختبار كيفية تأثير صدمات أسعار النفط على نمو الناتج المحلي‪ ،‬لمجموعة َّ‬
‫بلدا – ُمصدر ومنتج للنفط‪ -‬من بلدان منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا )‪ .(MENA‬نتائج التحليل‬
‫"‪ ،"SVAR‬أظهرت أن الصدمات اإليجابية في أسعار النفط يرافقها تأثير إيجابي‬ ‫باالعتماد على نموذ‬
‫معنوي على النمو االقتصادي للبلدان المصدرة للنفط‪.1‬‬

‫‪ El Anshasy‬و‪ ،)2012( Bradley‬قدما اختبا ار تجريبيا لدور صدمات وتقلبات أسعار النفط في تحديد‬
‫السياسة المالية في البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬أثبتا من خالله أن ارتفاع أسعار النفط يؤدي إلى اتساع حجم‬
‫االنفاق الحكومي في المدى الطويل‪ ،‬غير أن نسبة هذا التوس –في المدى القصير‪ -‬تقل عن معدل ارتفاع‬
‫العائدات النفطية‪ .2‬بينما تؤكد ‪ )2012( El Anshasy‬أن السياسة المالية هي القناة الرئيسية‪ ،‬التي تؤثر من‬
‫خاللها أسعار النفط على االقتصاد‪ ،‬وأن هذا ما يبرر اختالف أداء النمو االقتصادي بين المصدرين للنفط‪.3‬‬
‫أما ‪ Mehrara‬و‪ ،)2011( Mohaghegh‬فعلى الرغم من تأكيدهما على أن النقود هي السبب الرئيسي للتقلبات‬
‫االقتصادية الكلية في البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬إال أنهما أكدا في الوقت نفسه‪ ،‬أن الصدمات النفطية تخلف أث ار‬
‫معنويا على الناتج االقتصادي‪ ،‬وعرض النقود‪.4‬‬

‫‪ Asteriou‬و‪ ، )2013( Villamizar‬أثبت وجود عالقات سببية تتجه من أسعار النفط نحو إجمالي الناتج‬
‫المحلي‪ ،‬مؤشر أسعار االستهالك‪ ،‬البطالة ومعدالت الفائدة‪ ،‬في مجموعة كبيرة ضمت بلدان مستهلكة وأخرى‬
‫مصدرة للنفط‪ .5‬في حين أشارت زرواط وبورجة (‪ ،)2014‬إلى وجود عالقة سببية –وفق ‪ -Granger‬بين سعر‬
‫النفط واالستثمار والنمو االقتصادي في الجزائر‪ ،‬م أثر سلبي لصدمات أسعار النفط على النمو‪ .6‬وفي ورقة‬
‫أحد ‪ ،‬أقدم ‪ )2016( Algahtani‬على دراسة أثر صدمات أسعار النفط على نشاط االقتصاد السعودي خالل‬
‫الفترة (‪ ،)2015-1970‬ليخلص إلى وجود عالقة طردية في المدى البعيد بين سعر النفط والناتج المحلي‪.7‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Berument. M.H., Ceylan. N.B., and N. Dogan. (2010), "The Impact of Oil Price Shocks on the Economic Growth‬‬
‫‪of Selected MENA Countries", The Energy Journal, Vol. 31, No. 1, PP. 149-176.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪El Anshasy. A.A., and M.D. Bradley. (2012), "Oil Prices and the Fiscal Policy Response in Oil-Exporting‬‬
‫‪Countries", Journal of Policy Modeling, Vol. 34, PP. 605-620.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪El Anshasy. A.A. (2012), "Oil Prices and Economic Growth in Oil-exporting Countries", Collage of Business and‬‬
‫‪Economics, United Arab Emirates University, P.O.Box 17555.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Mehrara. M., and M. Mohaghegh. (2011), "Macroeconomic Dynamics in the Oil Exporting Countries: A Panel‬‬
‫‪VAR study", International Journal of Business and Social Science, Vol. 2, No. 21, November, PP. 288-295.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Asteriou. D., and D.D. Villamizar. (2013), "The Effects of Oil Price on Macroeconomic Variables in Oil Exporting‬‬
‫‪and Oil Importing Countries", International Journal of Energy, Environment, and Economics, Vol. 21. No. 4, PP.‬‬
‫‪323-341.‬‬
‫‪ 6‬زرواط‪ .‬ف‪ ،.‬و ص‪ .‬بورجة‪" ،)2014( .‬أثر تقلبات أسعار النفط على النمو االقتصادي في الجزائر‪ :‬دراسة قياسية للفترة الممتدة بين (‪-1980‬‬
‫‪ ،")2013‬مجلة التنمية والسياسات االقتصادية (المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت)‪ ،‬مج‪ ،16 .‬ع‪ ،02 .‬ص ص‪.102-79 .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Algahtani. G.J. (2016), "The Effect of Oil Price Shocks on Economic Activity in Saudi Arabia: Econometric‬‬
‫‪Approach", International Journal of Business and Management, Vol. 11, No. 8, PP. 124-133.‬‬

‫‪43‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث‪ :03‬وفرة النفط‪ ..‬تقلبات أسعاره‪ ،‬والتحديات التي تواجه االقتصاديات النفطية‪.‬‬

‫أظهرت تجربة عقود من الزمن أن تصدير النفط ال يحول بحد ذاته البلدان النامية إلى بلدان ذات‬
‫اقتصاديات مزدهرة‪ .‬وذلك عكس االعتقاد الذي كان سائدا بأن "الذهب األسود" يجلب معه الغنى والتنمية‪.‬‬
‫أظهرت‬ ‫فحاالت اإلخفاق في تحقيق التنمية في الدول المصدرة للنفط (ولموارد أخرى) تعتبر كثيرة‪ ،‬حي‬
‫تجارب التنمية في أكبر هذه البلدان ‪-‬على غرار الجزائر‪ ،‬أنغوال ‪ ،‬نيجيريا‪ ،... ،‬وبلدان أخرى‪ -‬أن نعمة الموارد‬
‫الطبيعية تحولت إلى نقمة؛ إذ أنه من األنسب أن نقول َّ‬
‫أن البلدان المصدرة للنفط تعاني من "مفارقة الوفرة"‬
‫أو "مشكلة الملك ميداس" أو مما دعاه ذات مرة "خوان بابلو بيريز ألفونسو"‪ 1‬آثار "فضالت الشيطان"‪.‬‬

‫‪ .1‬الثروة النفطية وسلوك اقتصاديات البلدان المصدِّرة للنفط في ظل الوفرة وتقلبات األسعار‪.‬‬

‫بلدانا تتمت بثروات ضخمة من الموارد الطبيعية –وفي‬


‫التي شملت ً‬ ‫لم تختلف معظم الدراسات والبحو‬
‫مقدمتها البلدان النفطية‪ -‬على أنه في الكثير من الحاالت تشكل وفرة الموارد إحدى أهم محددات اإلخفاق‬
‫االقتصادي في هذه البلدان‪ .‬فاألداء االقتصادي للغالبية العظمى منها يتمت بالضعف‪ ،‬وعادة ما يكون أسوء‬
‫منه في البلدان التي ال تتمت بهذا القدر الضخم من الموارد‪ .‬ما يعني أن وفرة الموارد الطبيعية قيدت وحدت‬
‫عكس هذا السيناريو‪،‬‬ ‫من فرص تحقيق التنمية االقتصادية في هذه البلدان‪ ،‬بينما كان من المفروض أن يحد‬
‫تساعد عائدات هذه الموارد على دعم التنمية والنمو االقتصادي‪.‬‬ ‫بحي‬

‫‪ .1.1‬صدمات أسعار النفط والتقلبات االقتصادية في البلدان المصدِّرة‪.‬‬

‫في البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬تكتسي أسعار هذا األخير أهمية بالغة على أكثر من صعيد‪ .‬إذ تتحكم‬
‫تقلباتها في سير النشاط االقتصادي‪ ،‬وتحدد حركاتها اتجاهات أرصدة الحسابات الجارية القتصاديات هذه‬
‫البلدان‪ ،‬وتمثل المصدر الرئيسي لتقلبات اإليرادات والمداخيل الحكومية؛ كما تعد التطورات في هذه األسعار‬
‫مسؤولة –بتحكمها في اإليرادات‪ -‬عن حركات األسعار المحلية والتضخم‪ ،‬ومعدالت النمو االقتصادي‪ ،‬فضال‬
‫عن آثارها ذات الصلة بسوق الشغل والبطالة‪ ،‬المتعلقة بتأثيرها على االستثمار المحلي (الخاص والعمومي)‪.2‬‬
‫الشكل (‪ )4.1‬في األسفل‪ ،‬يوضح مسار العائدات والمداخيل النفطية‪ ،‬ومختلف اآلثار التي تخلفها –من خالل‬
‫السلوك اإلنفاقي للحكومات‪ -‬على اقتصاديات البلدان المنتجة‪.‬‬

‫‪ 1‬مؤسّس منظمة البلدان المص ّدرة للنفط "أوبك"‪.‬‬


‫‪ 2‬لتفاصل أوفر‪ ،‬أنظر‪- Elmi. Z.M., and M. jihadi. (2011), "Oil Price Shocks and Economic Growth: Evidence from :‬‬
‫‪OPEC and OECD", Australian Journal of Basic and Applied Sciences, Vol. 5, No. 6, PP. 627-635.‬‬
‫‪- Berument et al. (2010).;- Mehrara. M., and M. Mohaghegh. (2011).‬‬

‫‪44‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫الشكل (‪ :)4.1‬عائدات النفط‪ ،‬اإلنفاق الحكومي واالقتصاد‪ -‬نظرة مبسطة‪.‬‬


‫دوالر أمريكي‬
‫عائدات النفط‪.‬‬ ‫شركة النفط الحكومية‪.‬‬
‫دوالر أمريكي‬

‫دوالر أمريكي‬ ‫العملة المحلية‬


‫الحكومة‪.‬‬

‫إدخار (األصول األجنبية في البنك المركزي‬ ‫إنفاق (النفقات الجارية‪،‬‬


‫و‪/‬أو ضمن النظام المالي العالمي)‪.‬‬ ‫ونفقات التجهيز)‪.‬‬

‫القناة‬
‫المالية‪.‬‬ ‫‪ -‬ارتفاع مداخيل العائالت‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع أرباح الشركات‪.‬‬
‫إعادة تدوير‬
‫ارتفاع الطلب الكلي المحلي‬
‫عائدات النفط‪.‬‬
‫(ارتفاع كل من االستثمار‬ ‫‪ -‬ارتفاع السيولة في النطام المصرفي‪.‬‬
‫واالستهالك الخاص والعمومي)‪.‬‬ ‫‪ -‬ارتفاع عرض النقد‪ ،‬وحجم اإلئتمان‪.‬‬
‫قناة التجارة‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫ارتفاع الواردات‪.‬‬ ‫ارتفاع التضخم‪.‬‬


‫حسب نظام سعر الصرف‪ ،‬وحركة العملة‪.‬‬

‫‪Source: Sturm. M., Gurtner. F., and J. G. Alegre. (2009), "Fiscal Policy Challenges in Oil-‬‬
‫‪Exporting Countries: A Review of Key Issues", ECB Occasional Paper, No. 104, June. P. 27.‬‬

‫غالبا ما يستأثر إنتا النفط بحصة معتبرة من إجمالي الناتج المحلي لدى ُجل البلدان المنتجة له‪ ،‬كما‬
‫تعتمد معظم اقتصاديات هذه البلدان على عائداته كمصدر رئيسي للدخل‪ .‬لذا يمكن أن يكون الرتفاع أسعاره‬
‫الوق اإليجابي على هذه االقتصاديات‪ ،‬من خالل اآلثار اإليجابية للدخل والثروة؛ إذ يعمل االرتفاع الحاصل‬
‫في هذه األسعار على رف الدخل الوطني‪ ،‬جراء ارتفاع عائدات الصادرات النتا عن تحسن شروط التبادل‬
‫انتقال فوري للثروة من البلدان المستوردة للنفط باتجاه البلدان المصدرة‪ ،‬مؤديا إلى ارتفاع‬ ‫التجاري‪ ،‬وحدو‬
‫القدرة الشرائية لألعوان االقتصاديين لدى المجموعة األخيرة من البلدان‪ .‬غير أن أثر صدمات ارتفاع أسعار‬
‫النفط على مجمل األداء االقتصادي للبلدان المنتجة في المدى المتوسط والبعيد‪ ،‬يتوقف على طريقة تعامل‬
‫حكوماتها ‪-‬التي غالبا ما ت سيطر على الجزء األهم من النشاط االقتصادي‪ ،‬بتلقيها المباشر لعائدات النفط‬
‫وتحكمها في إنفاقها (أنظر الشكل (‪ -))4.1‬م فوائض المداخيل واإليرادات‪ ،‬وكيفية توظيفها لها‪1‬؛ إذ يشير‬

‫‪ 1‬تفاصيل أوفر‪ ،‬موجودة ضمن‪- Korhonen. L. and T. Juurikkala. (2007), "Equilibrium Exchange Rates In Oil-Dependent :‬‬
‫‪Countries", BOFIT Discussion Papers 8.‬‬

‫‪45‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪– )2008( Husain et al‬في هذا الصدد‪ -‬أن أسعار النفط تساهم في توجيه األداء االقتصادي للبلدان المنتجة‬
‫عبر قناة السياسة المالية‪ ،‬التي تبقى –كغيرها من السياسات االقتصادية‪ -‬رهينة وضعية سوق النفط العالمية‬
‫وتقلبات األسعار السائدة فيها‪.1‬‬

‫يرى ‪ )2008( Bjørnland‬أنه إذا استُخدمت فوائض مداخيل النفط في شراء السل والخدمات المحلية‪ ،‬فإن‬
‫ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يعمل على رف مستوى النشاط االقتصادي لدى االقتصاديات المعنية‪ ،‬ومن‬
‫ثمة ارتفاع إجمالي الثروات الوطنية‪ ،‬وكذا مستويات الطلب الكلي؛ كما يضيف الباح ‪ ،‬أنه بذلك يمكن أن‬
‫يوفر قطاع الطاقة فرصا إنتاجية مربحة‪ ،‬من خالل توفيره الستثمارات ضخمة‪ ،‬وفرص عمل ضمن‬
‫االقتصاديات المحلية‪ ،‬م ما يصحبه من ارتفاع في الطلب على كل من عنصري العمل ورأس المال‪ .2‬غير‬
‫أن ‪ ،)1997( Haldane‬يشير إلى أن ارتفاع مستوى النشاط والطلب الكلي‪ ،‬يمكن أن ُيصحب بنوع من‬
‫االرتفاع في الضغوط التضخمية‪ ،‬وكذا ضغوط تصاعدية على العملة المحلية‪ ،‬التي غالبا ما تشهد ارتفاعا‬
‫)‪ (appreciates‬في البلدان المصدرة للنفط‪ .3‬م ذلك‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أنه حتى لو أن ارتفاع قيمة العملة‬
‫المحلية –بشكل عام‪ -‬يضر بالقدرة التنافسية للقطاعات األخرى (غير الطاقوية)‪ ،‬إال أن ارتفاع قيمة العملة‬
‫الناتج عن ارتفاع حجم المداخيل النفطية‪ ،‬قد يعمل على تحفيز االستثمار‪ ،‬وكذا تشجي اإلنتا المحلي من‬
‫خالل إتاحته للمنتجات الوسيطة المستوردة بأسعار أقل‪.4‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬يشير ‪ )2010b( Kilian‬إلى أنه عادة ما يتم توجيه جزء من فوائض اإليرادات لتمويل‬
‫بمصدري النفط إلى إعادة تدوير‬
‫الواردات من باقي دول العالم‪ ،‬في حين تتوفر العديد من األسباب التي تدف ُ‬
‫يسعى منتجي النفط إلى تخفيض‬ ‫)‪ (to recycle‬جزء من العائدات النفطية ضمن النظام المالي العالمي‪ .‬حي‬
‫وترشيد اإلنفاق تحسبا ألي انهيار مستقبلي في أسعار النفط‪ ،‬كما أنه في حالة ما إذا اتخذوا قرارهم باستخدام‬
‫فوائض اإليرادات لتنوي االقتصاديات المحلية‪ ،‬فإن قدرة هذه األخيرة على امتصاص واستيعاب ضخ رؤوس‬
‫األموال تبقى محدودة؛ وبذلك يكون لزاما على هؤالء المنتجين ادخار المداخيل التي يتعذر استثمارها محليا‪.‬‬
‫وبالنظر إلى غياب وسائل اإلدخار وكذا فرص االستثمار في المنطقة‪ ،‬فإنه يتم توجيه إيرادات البترو دوالر‬

‫‪ 1‬تفاصيل أوفر‪ ،‬ضمن‪- Rosser. J.B., and G.R. Sheehan. (1995), "A Vector AutoRegressive Model for Saudi Arabian :‬‬
‫‪Economy", Journal of Economics and Business, Vol. 47, No. 1, PP. 79-90.‬‬
‫‪- Husain. A.M., Tazhibayeva. K., and A. Ter-Martirosyan. (2008), "Fiscal Policy and Economic Cycles in Oil-‬‬
‫‪Exporting Countries", IMF working Paper, WP/08/253, November, Washington DC.‬‬
‫‪- Bjørnland. H.C. (2008).‬‬ ‫‪ 2‬تفاصيل أدق‪ ،‬ضمن‪:‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪- Haldane. A.G. (1997), "The Monetary Framework in Norway", in : A.B. Christiansen and J.F. Qvigstad :‬‬
‫‪(eds.), Choosing a Monetary Policy Target, Oslo: Scandinavian University Press, PP. 67-108.‬‬
‫‪- Korhonen. L. and T. Juurikkala. (2007).; - Berument et al. (2010).‬‬ ‫‪ 4‬أنظر‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫)‪ (petro dollars‬لالستثمار في االقتصاديات المستوردة للنفط‪ ،1‬رغم ما تواجهه هذه االستثمارات من مخاطر‪،‬‬
‫تتقدمها مخاطر الصرف والتضخم‪ ،‬كما توضحه –على سبيل المثال‪ -‬تجربة سبعينات القرن العشرين أين‬
‫َّ‬
‫تسبب تراج قيمة الدوالر‪ ،‬إضافة إلى التضخم غير المتوق في االقتصاد األمريكي في تآكل عائدات البترول‬
‫المستثمرة في الواليات المتحدة األمريكية‪.2‬‬
‫ُ‬
‫عالوة على ما سبق‪ ،‬يشير ‪ )2008( Bjørnland‬إلى أن ارتفاع أسعار النفط قد يترك وقعا سلبيا على أداء‬
‫اقتصاديات البلدان المنتجة‪ ،‬ما دام أنه يمكن أن يأتي مصحوبا باآلثار السلبية للتجارة الخارجية‪ ،‬المتعلقة‬
‫أساسا بالضرر الذي تُلحقه ارتفاعات أسعار النفط بالشركاء التجاريين المستوردين له؛ م ما يرافقها من‬
‫حاالت ركود وكساد القتصاديات البلدان المستوردة؛ األمر الذي يجبر هذه األخيرة‪ ،‬ويؤدي بها إلى تخفيض‬
‫طلبها على صادرات السل األخرى (غير النفط) من البلدان المنتجة للنفط‪ ،‬وهو ما من شأنه توليد آثار سلبية‬
‫على اقتصاديات البلدان التي تملك قطاع تصدير واس من بين مجموعة البلدان األخيرة‪.‬‬

‫م ذلك‪ ،‬يبقى األثر الصافي لقناتي "األثر اإليجابي للدخل والثروة" و"األثر السلبي للتجارة الخارجية" غير‬
‫مؤكد )‪ ،(uncertain‬كما أن نتائج الدراسات التجريبية ذات الصلة بموضوع آثار تغيرات أسعار النفط في‬
‫البلدان المصدرة ال تخلو من اللبس والغموض‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬وجد ‪ )1998( Bjørnland‬و(‪،)2000‬‬
‫(مصدر صافي للنفط‪a net oil -‬‬
‫و‪ Jiménez-Rodríguez‬و‪ ،)2005( Sánchez‬أنه بينما استفادت النرويج ُ‬
‫‪ )exporter‬من ارتفاعات أسعار النفط‪ ،‬التي تجلَّت أهم آثارها في ارتفاع مؤقت لمعدالت النمو االقتصادي‪،‬‬
‫وانخفاض معدالت البطالة‪ ،‬اتضح أن اقتصاديات بلدان أخرى ُمصدرة للنفط‪ ،‬على غرار المملكة المتحدة‬
‫وكندا‪ ،‬قد أبدت سلوكا أكثر انسجاما م سلوك اقتصاديات البلدان المستوردة‪ ،‬بإبدائها تراجعا وانخفاضا في‬
‫معدالت النمو‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يشير ‪ )2000( Bjørnland‬أن السياسات النشطة )‪(the activist policies‬‬

‫المنتهجة في أعقاب صدمات ارتفاع أسعار النفط تعد من بين أسباب االستجابات اإليجابية تجاه هذه‬
‫الصدمات في النرويج‪ ،‬وذلك على عكس ما كان عليه الحال بالنسبة للمملكة المتحدة (خاصة خالل ثمانينات‬
‫المنقضي)؛ في حين يضيف ‪ Jiménez-Rodríguez‬و‪ )2005( Sánchez‬أن ارتفاع سعر الصرف في‬ ‫القرن ُ‬
‫النرويج كان أقل حدة بكثير مقارنة بالمملكة المتحدة‪ ،‬ما يعني آثا ار سلبية أقل بالنسبة لالقتصاد النرويجي‪.‬‬

‫في المقابل‪ ،‬تتضرر اقتصاديات البلدان المنتجة للنفط لقاء انخفاض أسعاره‪ ،‬بسبب تقلص حجم المداخيل‬
‫من شأن أي تراج في هذه األسعار أن يفرض ضغوطا شديدة على التوازنات المالية‬ ‫الخارجية‪ ،‬حي‬

‫‪ 1‬خير مثال على ذلك صناديق الثروة السيادية )‪ (The Sovereign Wealth Funds‬التي لجأت إليها عديد الدول المنتجة للنفط‪.‬‬
‫‪- Kilian. L. (2010 b).‬‬ ‫‪ 2‬المزيد من التفاصيل‪ ،‬ضمن‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫التطورت‪ ،‬تراج معدالت‬


‫ا‬ ‫لالقتصاديات المذكورة‪ ،‬وكذا على قدرتها على االقتراض من الخار ؛ ويرافق هذه‬
‫النمو االقتصادي‪ ،‬ارتفاع معدالت البطالة‪ ،‬والالإستقرار السياسي في بعض األحيان‪ .1‬إضافة إلى ما سبق‪،‬‬
‫تأتي شدة تقلب أسعار النفط ‪-‬هي األخرى‪ -‬بعواقب غير محمودة على اقتصاديات البلدان النفطية‪ ،‬بالنظر‬
‫لما يترتب عنها من ضبابية في الرؤية‪ ،‬وسيادة حالة الشك والاليقين‪ ،‬التي غالبا ما تتسبب في تقلص‬
‫تض هذه البلدان أمام‬ ‫وضعف حوافز اإلستثمار‪ ،‬وكثي ار ما تكون دافعا لتأجيل الق اررات اإلستثمارية‪ ،‬حي‬
‫تحديات التخطيط للمستقبل‪ ،‬وتجعلها محل عملية مكلفة إلعادة تخصيص الموارد‪.2‬‬

‫بالنسبة القتصاديات البلدان المنتجة للنفط‪ ،‬إذا لم تُتَّخذ اإلجراءات الوقائية‪ ،‬سيرافق تقلبات عائدات النفط‬
‫المرافقة لتذبذب أسعاره‪ ،‬نوع من التراج والالإستقرار االقتصادي‪ ،‬ضمن وض ُيصطلح عليه بما يسمى "لعنة‬
‫الموارد‪ ."(Resource Curse) -‬في هذا الصدد‪ ،‬يرى ‪ )1998( Chalk‬أن تحسن شروط ومعدالت التبادل‬
‫التجاري للبلدان المصدرة للنفط‪ ،‬المصاحب الرتفاع أسعار هذا األخير‪ ،‬يوفر لحكومات هذه البلدان فوائض‬
‫في اإليرادات والمداخيل‪ ،‬يرافقها –في كثير من األحيان‪ -‬عدم كفاءة واسراف في اإلنفاق‪ ،‬وهدر للموارد‪ ،‬في‬
‫حين كان من األجدر واألجدى توجيه استخدام هذه المداخيل لتمويل المشاري التنموية ورف مستوى الرفاه‬
‫االقتصادي واالجتماعي‪.3‬‬

‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬مثل هكذا استراتيجيات تُعتبر َّ‬


‫هدامة )‪ ،(destructive strategies‬وتجعل من اقتصاديات‬
‫البلدان المعنية أكثر عرضة لالضطرابات في سوق النفط وتقلبات أسعاره؛ بينما ُّ‬
‫يعد الوجه الثاني للمشكلة‬
‫من المتوق أن تعجز حكومات البلدان المنتجة للنفط ‪-‬في حال انخفاض أسعاره‪ -‬عن تخفيض‬ ‫أسوء‪ ،‬حي‬
‫إنفاقها وتكييفه بشكل فوري ومناسب؛ األمر الذي يضعها في مواجهة اختالالت مالية ضخمة‪ ،‬يكون وقعها‬
‫أشد على االقتصاد كلما كان ارتباطه بعائدات النفط أوثق‪ ،‬واعتماده عليها أكبر‪ .‬وتزداد المشكلة حدة‪ ،‬إذا‬
‫تتجلى‬ ‫راعينا الحقيقة القائلة بكون أغلب التقلبات في هذه العائدات تأتي غير متوقعة )‪ ،(unpredictable‬حي‬
‫موروثاتها الرئيسية في كثير من األحيان‪ ،‬في توقف عديد المشاري المخططة قبل اكتمالها‪ ،‬وتراكم ضخم‬
‫للدين العمومي والمديونية الخارجية‪.4‬‬

‫‪ 1‬المزيد من التفاصيل‪ ،‬ضمن‪- Deaton. A (1999), "Conmmodity Prices and Growth in Africa", Journal of Economic :‬‬
‫‪Perspectives, Vol. 13, No. 3, Summer, PP. 23-40.‬‬
‫‪ 2‬للمزيد عن الموضوع‪ ،‬أنظر‪- Bernanke. B.S. (1983), "Irreversibility, Uncertainty, and Cyclical Investment", Quarterly :‬‬
‫‪Journal of Economics, Vol. 98, No. 1, PP. 85-106.‬‬
‫‪ 3‬تفاصيل أدق‪ ،‬ضمن‪- Chalk. N. (1998), "Fiscal Sustainability with Non-Renewable Resources", IMF Working Paper, :‬‬
‫‪No. 98/26, Washington DC.‬‬
‫‪ 4‬للمزيد‪ ،‬أنظر‪- Hausmann. R., and R. Rigobon. (2002), "An Alternative Interpretation of the ‘Resource Curse’: :‬‬
‫‪Theory and Policy Implications", NBER Working Paper No. 9424, December.; - Mehrara and Mohaghegh. (2011).‬‬

‫‪48‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2.1‬وفرة النفط والنمو االقتصادي في االقتصاديات النفطية‪ :‬مفارقة الوفرة‪.1‬‬

‫بعد أولى صدمات ارتفاع أسعار النفط التي شهدتها سنوات سبعينات القرن الماضي‪ ،‬سعى خبراء‬
‫االقتصاد إلى فهم أفضل لطريقة تأثير التدفقات المتزايدة لإليرادات المالية على اقتصاديات البلدان المصدرة‬
‫للنفط‪ ،‬وذلك على غرار ما جاء في أعمال ٌّ‬
‫كل من ‪ Mabro‬و‪ ،)1974( Monroe‬و‪ Neary‬و‪Van Wijnbergen‬‬

‫(‪2)1986‬؛ لتكشف أهم النتائج التجريبية ألدبيات اقتصاديات التنمية لتلك الحقبة‪ ،‬عن واحدة من المالمح‬
‫الغريبة للنمو االقتصادي الحدي ‪ ،3‬التي تجلى مفادها في أن االقتصاديات الغنية بالموارد (على غرار‬
‫االقتصاديات المنتجة للنفط) تميل إلى النمو بصورة أبطأ‪ ،‬مقارنة بنظيرتها التي تفتقر لهذه الموارد وال تتوفر‬
‫على قدر كبير من منها‪.4‬‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬جاءت عديد الدراسات والبحو االقتصادية التطبيقية لتثبت وجود عالقة ارتباط مباشرة‬
‫طلح عليه بـ "اللغز المفاهيمي" )‪conceptual‬‬
‫وسلبية بين وفرة الموارد والنمو االقتصادي‪ ،‬ضمن ما اص ُ‬
‫الغريب" )‪(oddity‬؛ كما كان عليه الشأن بالنسبة للدراسات التي قدمها ٌّ‬
‫كل من ‪Sachs‬‬ ‫‪ ،(puzzle‬أو "الحاد‬
‫و‪ Auty ،)2001 ،1999 ،1997 ،1995( Warner‬و‪Gylfason ،)2001 ،1998( Auty ،)1998( Mikesell‬‬

‫(‪ ،)2001‬و‪ Gylfason‬و‪ .)2002( Zoega‬وقد جاءت نتائج هذه الدراسات لتؤيد وتثبت صحة المقترحات التي‬
‫طرحت م نهاية عقد ثمانينات القرن العشرين‪ ،‬والمقدمة ضمن أعمال تجريبية لمجموعة من الباحثين‬
‫االقتصاديين على غرار ‪ ،)1994 ،1993 ،1991 ،1990( Auty ،)1992( Mahon ،)1988( Gelb‬والتي أفضت‬
‫في األخير إلى صياغة ما ُسمي بـأطروحة "لعنة الموارد" )‪.(Rsource Curse‬‬

‫في واحدة من أهم الدراسات في هذا المجال‪ ،‬خلُص ‪ Sachs‬و‪ )1995( Warner‬إلى نتيجة مفادها أن‬
‫"اقتصاديات البلدان التي تمثل لديها صادرات الموارد الطبيعية (بما فيها النفط) نسبة عالية ضمن مجموع‬
‫الصادرات المحلية بالنسبة للناتج الداخلي الخام للعام ‪( 1971‬سنة األساس في دراستهما)‪ ،‬تتجه نحو تحقيق‬
‫معدالت نمو اقتصادي منخفضة خالل الفترة الالحقة‪ ،‬الممتدة من العام ‪ 1971‬إلى غاية العام ‪ ."1989‬وقد‬
‫بقيت هذه العالقة السلبية محققة وصحيحة‪ ،‬حتى بعد مراقبة ومتابعة تطورات المتغيرات التي رأى الباحثان‬

‫‪1‬‬
‫‪Paradox of Plenty.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Mabro. R., and E. Monroe. (1974), "Arab Wealth from Oil: Problems of Its Investment", International :‬‬
‫‪Affairs, Vol. 50. No. 1, PP. 15-27. ; - Neary. J.P., and S. van Wijnbergen (eds.). (1986), "Natural Resources and the‬‬
‫‪Macroeconomy", MIT Press, Cambridge, Ma.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪one of the surprising features of modern economic growth.‬‬
‫‪ ،) 2003( Stevens 4‬ذكر العديد من المراجع التاريخية ذات الصلة بالموضوع‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Stevens. P. (2003), "Resource Impact: Curse or Blessing?, A Literature Review", Centre for Energy, Petroleum‬‬
‫‪and Mineral Law and Policy, University of Dundee, mimeo.‬‬

‫‪49‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫أنها ستكون مهمة لمتابعة تطور النمو االقتصادي‪ ،‬على غرار الدخل الفردي األساسي‪ ،‬السياسة التجارية‪،‬‬
‫كفاءة الحكومة‪ ،‬معدالت االستثمار‪ ،‬ومتغيرات أخرى؛ بعد قيام الباحثين ‪-‬باالعتماد على نموذ نظري بسيط‬
‫المحتملة لهذه العالقة السلبية‪ ،‬من خالل دراسة اآلثار التي‬
‫من نماذ النمو الداخلي‪ -‬ببح المسا ارت ُ‬
‫تخلفها وفرة الموارد على السياسة التجارية‪ ،‬الكفاءة البيروقراطية‪ ،‬وعلى محددات أخرى للنمو االقتصادي لدى‬
‫مجموعة متنوعة من البلدان‪.1‬‬

‫في سياق ذو صلة‪ ،‬يشير ‪ ،)2007( Akanni‬و‪ ،)2010( Frankel‬إلى أنه وان كانت وفرة الموارد الطبيعية‬
‫بشكل عام (والموارد النفطية خاصة)‪ ،‬ال تقتضي بالضرورة تحقق أطروحة لعنة الموارد‪ ،‬غير أنه في‬
‫المتوسط‪ ،‬تتأخر البلدان وفيرة الموارد‪ ،‬وتقب خلف البلدان التي ال تتمت بذلك القدر الوفير منها؛ فقد لوحظ‬
‫لعقود عدة أن حيازة النفط أو غيره من الرواسب المعدنية النفيسة أو الموارد الطبيعية‪ ،‬ال ُيور بالضرورة‬
‫النجاح واالزدهار االقتصادي‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬هناك العديد من البلدان اإلفريقية (على غرار أنغوال‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬السودان‪ ،‬والكونغو) الغنية بالثروات النفطية‪ ،‬واأللماس‪ ،‬وبمعادن أخرى‪ ،‬وم ذلك تبقى‬
‫شعوبها تعاني من انخفاض مستوى الدخل الفردي‪ ،‬وتدني وتدهور مستويات المعيشة‪ .‬في حين حققت‬
‫اقتصاديات بلدان شرق آسيا (كاليابان‪ ،‬كوريا الجنوبية ‪ ،‬تايوان‪ ،‬سنغافورة‪ ،‬وهونكونغ) مستويات معيشية جد‬
‫مرتفعة‪ ،‬تضاهي تلك السائدة لدى المجتمعات الغربية‪ ،‬على الرغم من كونها جزر صخرية (أو أشباه جزر)‪،‬‬
‫شبه خالية من الموارد الطبيعية القابلة للتصدير‪.2‬‬

‫في دراسة أخرى‪ ،‬يشير ‪ )2001b( Gylfason‬أنه خالل العقود األربعة األخيرة من القرن العشرين‪ ،‬سجلت‬
‫معدالت نمو الناتج الداخلي الخام للفرد الواحد )‪ (GDP per capita‬لدى بلدان منظمة البلدان المصدرة للنفط‬
‫)‪ (OPEC‬بشكل إجمالي‪ ،‬قيما سالبة ‪ .‬ويضيف ذات الباح ‪ ،‬أنه في الواق قد لوحظ أنه من بين خمسة‬
‫وستون (‪ )65‬بلدا‪ ،‬التي يمكن تصنيفهم على أنهم بلدان غنية بالموارد الطبيعية‪ ،‬أربعة (‪ )04‬فقط (إندونيسيا‪،‬‬
‫ماليزيا‪ ،‬تايلند‪ ،‬وبوتسوانا) تمكنوا من تحقيق استثمار طويل األجل يتجاوز (‪– )25%‬في المتوسط‪ -‬من الناتج‬
‫الداخلي الخام خالل الفترة (‪ ،)1998-1970‬بما يتساوى م ما ُحقق في مختلف الدول الصناعية الناجحة‪،‬‬
‫والتي تفتقر للمواد الخام؛ إضافة إلى تحقيق معدل نمو لنصيب الفرد من إجمالي الناتج الوطني يفوق (‪)4%‬‬

‫‪ 1‬لتفاصيل أدق‪ ،‬أنظر‪- Sachs. J.D., and A.M. Warner. (1995), "Natural Resource Abundance and Economic Growth", :‬‬
‫‪NBER Working Paper No. 5398, Cambridge, Ma, PP. 1-47.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Akanni. O.P. (2007), "Oil Wealth and Economic Growth in Oil Exporting African Countries", AERC :‬‬
‫‪Research Paper 170, Nairobi, September, P. 01.‬‬
‫‪- Frankel. J. (2010), "The Natural Resource Curse: A Survey", Discussion Paper 2010--21, Harvard Environmental‬‬
‫‪Economics Program, Cambridge, Mass, September.‬‬

‫‪50‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫–في المتوسط‪ -‬سنويا خالل نفس الفترة‪.1‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬يذكر ‪ Lay‬و‪ ،)2004( Mahmoud‬أن فنزويال التي كانت مصنفة ضمن أثرى عشرة‬
‫بلدان في العالم م بداية القرن التاس عشر‪ ،‬وبالرغم من ضخامة احتياطاتها النفطية‪ ،‬تراجعت فيما بعد إلى‬
‫مستوى دولة نامية؛ وهو حال والية األالسكا في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬التي كانت الوالية الوحيدة التي‬
‫سجلت معدالت نمو اقتصادي سالبة خالل العقود الزمنية األخيرة‪ ،‬رغم اتساع حجم احتياطاتها من النفط‬
‫الخام‪.2‬‬

‫الشكل (‪ )5.1‬أدناه‪ُ ،‬يبدي –من جهة‪ -‬وصفا بيانيا في شكل مخطط انتشاري )‪ (Scatter Plot‬للعالقة‬
‫اإلحصائية بين نمو نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام خالل الفترة (‪ ،)2000-1970‬والثروة النفطية ُم َّ‬
‫عب ار‬
‫عنها بحصة الري النفطي (عائدات النفط) ضمن الثروة الوطنية (الناتج الداخلي الخام) "‪Ratio of Rents to‬‬

‫‪ ،"GDP‬وذلك بالنسبة لعينة متكونة من سبعة وأربعون (‪ )47‬بلد مصدر للنفط‪ .‬ومن جهة أخرى ُيظهر الشكل‬
‫العالقة اإلحصائية بين متوسط معدل النمو االقتصادي خالل الفترة (‪ ،)2008-1970‬والصادرات المعدنية‬
‫)‪ ،(Mineral Exports‬معب ار عنها بنسبة صادرات الوقود‪ ،‬الخامات‪ ،‬والمعادن‪ ،‬ضمن الصادرات السلعية‬
‫بالنسبة لعينة مقطعية من البلدان خالل نفس الفترة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)5.1‬العالقة اإلحصائية بين النمو االقتصادي وكل من الثروة النفطية والصادرات المعدنية‪.‬‬

‫‪Source: World Development Indicators, World Bank; and Akanni. O.P. (2007), P. 02.‬‬

‫‪ 1‬للمزيد‪ ،‬أنظر‪- Gylfason. T. (2001b). "Natural Resources, Education and Economic Development", European :‬‬
‫‪Economic Review, Vol. 45, No. 4-6, PP. 847–859.‬‬
‫‪ 2‬للمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر‪- Lay. J., and T.O. Mahmoud. (2004), "Bananas, Oil, and Development: Examining the :‬‬
‫‪Resource Curse and its Transmission Channels by Resource Type", Kiel Working Papers No. 1218, Kiel Institute‬‬
‫‪for the World Economy. Germany.‬‬

‫‪51‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫بالنسبة للجزء األول (على اليسار) من الشكل (‪ ،)5.1‬تتمحور الفكرة حول اختبار ما إذا كان ارتفاع حجم‬
‫الري المتحقق من مبيعات النفط الخام‪ ،‬سيجعل من اقتصاد البلد المصدر للنفط أكثر ميال للنمو‪ .‬وكما يظهر‬
‫بجالء من خالل الشكل‪ ،‬فإن البلدان التي يتراكم لديها القدر األكبر من الري البترولي‪ ،‬هي التي ال تُبدي‬
‫ميال ونزعة كبيرة نحو تجربة النمو االقتصادي‪.‬‬

‫نفس النتيجة –تقريبا‪ -‬تتجلى من خالل الجزء الثاني (على اليمين) من الشكل (‪ ،)5.1‬أين يتضح أن‬
‫بلدان مثل الصين‪ ،‬وبعض البلدان اآلسيوية األخرى‪ ،‬تُبدي متوسطات معدالت نمو اقتصادي مرتفعة‪ ،‬ونسب‬
‫متدنية لصادرات الموارد الطبيعية ضمن مجموع الصادرات السلعية؛ في حين تُظهر بلدان مثل فنزويال‪،‬‬
‫وزامبيا متوسطات معدالت نمو متواضعة ومتدنية‪ ،‬ونسب مرتفعة لحصة صادرات الموارد الطبيعية ضمن‬
‫مجموع صادراتها السلعية‪ .‬وعلى العموم فإن الشكل يرسم عالقة سلبية جزئيا في المتوسط‪ ،‬فرغم أن االرتباط‬
‫السلبي ليس قويا بشكل كبير‪ ،‬غير أنه يبدو بشكل قطعي عدم وجود ارتباط إيجابي بين ثروة الموارد الطبيعية‬
‫(بما فيها النفط) والنمو االقتصادي‪.‬‬

‫في األخير تجدر اإلشارة إلى أنه قد تم االعتراض على صحة النتائج القائلة بوجود عالقة سلبية بين‬
‫النمو االقتصادي ووفرة الموارد‪ ،‬من طرف عدة باحثين؛ فعلى سبيل المثال‪ ،‬بين ‪ Van der Ploeg‬و‪Arezki‬‬

‫(‪ ،)2008‬أن الكثير من اإلثباتات التطبيقية فيما يتعلق باألثر السلبي للتبعية للموارد الطبيعية على أداء النمو‬
‫االقتصادي لم تدم بعد توسي وتمديد فترة الدراسة‪ ،‬واتاحة المجال إلمكانية كون المتغيرات المفسرة ذات منشأ‬
‫داخلي‪ .1‬غير أن الباحثان تمكنا ‪-‬في نفس الوقت‪ -‬من إظهار األثر السلبي لوفرة الموارد‪ ،‬بعد أخذ خاصية‬
‫المنشأ الداخلي (‪ (controlling for endogeneity‬بعين االعتبار‪ ،‬وذلك بالنسبة للبلدان التي تتسم بانخفاض‬
‫درجة انفتاحها التجاري‪.2‬‬

‫‪ .2‬االقتصاديات النفطية وأطروحة لعنة الموارد‪ :‬الدعائم النظرية واإلطار التجريبي‪.‬‬

‫لقد كان الكتشاف حقول الغاز الطبيعي في بحر الشمال م نهاية خمسينات القرن المنصرم وبداية‬
‫الستينات‪ ،‬م ما خلفه ذلك من آثار سلبية على االقتصاد الهولندي‪ ،‬الوق الكبير على توجه المقاربات ذات‬
‫كانت البداية الفعلية لتراج‬ ‫الصلة باآلثار االقتصادية لوفرة الموارد الطبيعية (وخاصة المحروقات)؛ حي‬
‫التحاليل والمقاربات الكالسيكية (نظرية الميزة المطلقة)‪ ،‬والنيوكالسيكية (نظرية الميزة النسبية)‪ ،‬التي سادت‬
‫‪1‬‬
‫‪does not survive after extending the sample period and allowing for the endogeneity of explanatory variables.‬‬
‫‪ 2‬لتفاصيل أدق‪ ،‬أنظر‪- Van der Ploeg. R., and R. Arezki. (2008), "Can the Natural Resource Curse be Turned into a :‬‬
‫‪Blessing?, The Role of Trade Policies and Institutions", Oxford Centre for the Analysis of Resource-rich Economies‬‬
‫‪Paper No. 2008/01, Oxford.‬‬

‫‪52‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫منذ القرن التاس عشر (‪ ،)19‬والتي لطالما ربطت وفرة الموارد الطبيعية المعدنية بالمزايا النسبية الطبيعية‬
‫وتحقيق التنمية والرفاهية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬إذ كانت تنظر إلى هبات وفرة الموارد الطبيعية كبديل‬
‫للندرة النسبية لرأس المال الموجه لالستثمار (من خالل ما تحققه القدرات التصديرية للموارد من عائدات)؛‬
‫ليظهر بعدها ما سمي بمقاربة العلة الهولندية )‪ (Dutch Disease Approach‬أين تم التركيز في البداية على‬
‫اآلثار االقتصادية لوفرة الغاز الطبيعي المكتشف في بحر الشمال‪ ،‬قبل أن يتم توسي التحليل ليشمل‬
‫التطورات االقتصادية المرافقة للهبات في الموارد الطبيعية‪ ،‬األمر الذي قاد إلى طرح وتقديم أطروحة لعنة‬
‫الموارد )‪.(Resource Curse‬‬

‫‪ .1.2‬أطروحة "لعنة الموارد"‪ :‬المفهوم واألبعاد‪.‬‬

‫عادة ما كان ُينظر لوفرة الموارد الطبيعية بوصفها محددا إيجابيا للتنمية االقتصادية‪ ،‬غير أن نتائج هذه‬
‫األخيرة‪ ،‬والقائمة على تصدير النفط (وموارد طبيعية أخرى)‪ ،‬قد جاءت سلبية على مر العقود الزمنية األخيرة‪،‬‬
‫لوحظ على مدى عقود عدة‪ ،‬أن عددا كبي ار من البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬ولموارد معدنية أخرى في الشرق‬ ‫حي‬
‫األوسط‪ ،‬إفريقيا‪ ،‬وأمريكا الالتينية‪ ،‬قد سجلت مستويات متدنية من التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬بطئ في‬
‫وتيرة النمو‪ ،‬وضعف التنوع االقتصادي‪ ،‬المزيد من الفساد‪ ،‬بؤس مؤشرات الرفاه االجتماعي‪ ،‬وارتفاع‬
‫مستويات الفقر والالَّمساواة‪ ،‬إضافة إلى تدني مستويات التربية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والصحة‪ ...‬إلخ‪.1‬‬

‫طِلح عليه‬
‫بناء على هذه النتائج السلبية والوض المتناقض )‪ ،(paradoxical situation‬تم تبني ما أُص ُ‬
‫ظهر هذا المصطلح بعد أن عرف المجال البحثي حول آثار وفرة‬ ‫وسمي بأطروحة "لعنة الموارد"‪ ،‬حي‬
‫الموارد الطبيعية (وخاصة المحروقات) نقاشا وجدال حقيقيا‪ ،‬انطلق م طفرة الموارد التي شهدها االقتصاد‬
‫الهولندي ‪-‬بعد اكتشاف الغاز الطبيعي في بحر الشمال‪ -‬خالل الفترة الممتدة بين ستينات وثمانينات القرن‬
‫العشرين‪ ،‬وازداد حدة وشدة خالل عقد الثمانينات‪ ،‬بالتركيز على دراسة أوضاع مجموعة من االقتصاديات‬
‫المصدرة للموارد الطبيعية‪.‬‬

‫كتب‬ ‫في الواق ‪ ،‬تعود بداية االهتمام بمفهوم "لعنة الموارد" إلى منتصف القرن السادس عشر‪ ،‬حي‬
‫الفيلسوف السياسي الفرنسي ‪ )1576( Jean Bodin‬يقول‪" :‬الرجال الذين يمتلكون أرضا واسعة وخصبة يعتبرون‬
‫على العموم كسالء‪ .‬في حين نجد في المقابل أن األرض القاحلة تجعل الرجل بالضرورة معتدال‪ ،‬وبالتالي‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Karl. T.L. (1997), "The Paradox of Plenty: Oil Booms and Petro-States", Studies in International Political :‬‬
‫‪Economy, 26, Berkeley, University of California Press, P. 23.‬‬
‫‪- Chekouri. S.M., and A. Chibi. (2016), "Algeria and The Natural Resource Curse: Oil Abundance and Economic‬‬
‫‪Growth", Economic Research Forum Working Paper, No. 990, April. P.02.‬‬

‫‪53‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫حذرا‪ ،‬يقضا ودؤوبا"؛ مما يعني أن وفرة الموارد تأتي مصحوبة بالكسل والخمول‪ ،‬م ما يرافقهما من عواقب‬
‫على مختلف األصعدة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬يذكر ‪- )1776( Adam Smith‬في القرن التاس عشر‪ -‬من خالل‬
‫في طبيعة وأسباب ثروة األمم"‪ ،‬أن "مشاري التعدين )‪ (Projects of mining‬تمثل سوء استخدام‬ ‫كتابه "بح‬
‫لرأس المال‪ ،‬وينبغي تثبيطها وعدم تشجيعها"‪.1‬‬

‫االقتصادي "‪ ،"Richard Auty‬أول من صاغ وطرح أطروحة "لعنة‬ ‫من جهة أخرى‪ُ ،‬يعتبر الباح‬
‫الموارد"‪ ،‬وقدمها للنقاش العلمي‪ ،‬في وصف لفشل البلدان الغنية بالموارد الطبيعية في استغالل ثرواتها لتحقيق‬
‫معدالت نمو اقتصادي مرتفعة‪ ،‬وبلوغ المستويات المرجوة للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وكان ذلك من‬
‫خالل كتابه الذي قدمه عام (‪ ،)1993‬والذي حمل عنوان "‪Sustaining Development in Mineral‬‬

‫نق أر في الجمل االفتتاحية من هذا الكتاب‪" :2‬بينما تشير‬ ‫‪ ،"Economies: The Resource Curse Thesis‬حي‬
‫مجموعة متنامية من الدالئل والبراهين أن هبة وفرة الموارد الطبيعية قد تكون أقل فائدة ونفعا بكثير‪ ،‬بالنسبة‬
‫للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل ومستويات التنمية‪ ،‬مما افترضته الطروحات التقليدية‪ .‬هناك عينتين‬
‫مهمتين من األدلة والبينات‪ ،‬ويتعلق األمر بالجهود التصنيعية للبلدان النامية لمرحلة ما بعد الحرب )‪post-war‬‬

‫‪ (industrialization efforts‬باإلضافة إلى أداء اقتصاديات البلدان النامية الغنية بالموارد المعدنية منذ ستينات‬
‫القرن العشرين‪ .‬وتشير اإلثباتات واألدلة الحديثة أنه لم تفشل عديد البلدان النامية الغنية بالموارد الطبيعية في‬
‫استغالل هبات وفرة هذه الموارد واالستفادة منها في تعزيز ودعم التنمية االقتصادية واالجتماعية فحسب‪ ،‬بل‬
‫إن أدائها –على أرض الواق ‪ -‬قد يكون أسوء من أداء بلدان تتمت بقدر أقل بكثير من هبات الموارد‪ .‬هذه‬
‫النتيجة غير البديهية هي أساس أطروحة لعنة الموارد"‪.‬‬

‫ُيعرف ‪" ،)1997( Terry Lynn Karl‬لعنة الموارد" في أضيق أشكالها على أنها تعبير عن العالقة العكسية‬
‫بين زيادة االعتماد على إيرادات الموارد الطبيعية (وتحديدا تلك الموارد غير المتجددة) من جهة‪ ،‬ومعدالت‬
‫النمو االقتصادي من جهة أخرى‪ .3‬وعلى هذا األساس‪ ،‬تم استخدام مصطلح "لعنة الموارد" على نطاق واس‬
‫للتعبير عن العالقة أو التناسب العكسي بين وفرة الموارد والنمو االقتصادي لدى االقتصاديات التي تتوفر‬
‫على ثروة من الموارد المعدنية‪ ،‬أو ثروة نفطية‪ ،‬أو من الغاز الطبيعي‪ ،‬والنقمة التي يمكن أن ترافق نعمة وفرة‬

‫‪1‬‬
‫‪Chekouri. S.M., and M. Benbouziane. (2015), "Oil Rents and Institutional Quality: Empirical Evidence From‬‬
‫‪Algeria", Paper Prepared For Middle East Economic Association’s 15 Th International Conference, SPADE-‬‬
‫‪MEEA15-00030. P. 03.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Auty. R.M. (1993), "Sustaining Development in Mineral Economies: The Resource Curse Thesis", :‬‬
‫‪Routledge, London.‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪- Karl. T.L. (1997), P.24. :‬‬

‫‪54‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫هذه الموارد في األجل الطويل‪ ،‬بوصفها عائقا أكثر منها محف از لتحقيق النمو والتنمية االقتصادية‪.1‬‬

‫وعن أسباب "لعنة الموارد"‪ ،‬تشير األدبيات التقليدية ذات الصلة بالموضوع أن مستوى وفرة الموارد هو ما‬
‫يؤثر سلبا على أداء النمو االقتصادي في البلدان التي تحوز على وفرة من الموارد الطبيعية (‪Sachs‬‬

‫و‪ ،))2001 ،1999 ،1997 ،1995( Warner‬بينما تقدم األدبيات الحديثة (‪ Leong‬و‪،)2011( Mohaddes‬‬
‫‪ Mohaddes ،)2011a,b( Cavalcanti et al.‬و‪ ))2013( Pesaran‬أدلة مغايرة لنتائج األدبيات التقليدية‪ ،‬وتشير‬
‫أن شدة تقلب أسعار الموارد الطبيعية‪ ،‬وخاصة النفط‪ ،‬هي من تسبب مفارقة لعنة الموارد‪ ،‬وليس مستوى وفرة‬
‫هذه الموارد في حد ذاته‪.‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬رج الكثير من الباحثين في دراساتهم إلى مناقشة أطروحة "لعنة الموارد" سواء من‬
‫خالل تأكيدها أو نفيها‪ ،‬أو ربطها بإحدى المتغيرات االقتصادية أو السياسية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬نجد أنه هناك‬
‫من يرى أن لعنة الموارد ليست مصي ار محتوما‪ ،‬وأن اكتشاف النفط واستخراجه يتعين أن يؤدي إلى تشجي‬
‫التنمية المتوازنة المستدامة‪ ،‬بدال من أن يكون عائقا في كثير من األحيان‪2‬؛ والواق يؤكد أن هذه أطروحة ال‬
‫تنطبق على جمي البلدان الغنية بالموارد‪ ،‬فعلى سبيل المثال تعد النرويج قصة من قصص النجاح‪ ،‬حي‬
‫يمثل النفط ما يقارب الـ )‪ (20%‬من إجمالي الناتج المحلي لالقتصاد النرويجي‪ ،‬ونحو الـ )‪ (45%‬من إجمالي‬
‫الصادرات‪ ،‬بينما تم إدراك الكمية المحدودة للموارد الطبيعية‪ ،‬وانشاء صندوق لالستقرار برأسمال بلغ حدود‬
‫‪ 150‬مليار دوالر (أي ما يقارب نسبة ‪ 50%‬من إجمالي الناتج الداخلي لالقتصاد المحلي) تحسبا لنضوب‬
‫الموارد النفطية والغازية المتوق في غضون ‪ 70‬سنة‪ .3‬في حين يطرح عدد من الباحثين نقيض الطرح األول‪،‬‬
‫في مناقشة للجوانب االقتصادية للعنة الموارد‪ ،‬كالعالقة السلبية بين وفرة الموارد الطبيعية والنمو االقتصادي‪،‬‬
‫أو تأثير تقلبات أسعار الموارد (وخاصة النفط) على النمو االقتصادي‪ .4‬من جهة أخرى‪ ،‬اقترحت األدبيات‬
‫النظرية والدراسات التجريبية عددا من التفسيرات لهذه الظاهرة المحيرة التي مست البلدان الغنية بثروات‬
‫الموارد الطبيعية؛ سنقوم من خالل الجزء الموالي بعرض وتقديم التفسيرات األساسية من بينها‪.‬‬

‫‪ 1‬زايري بلقاسم‪" ،) 2013( .‬المؤسسات‪ ،‬وفرة الموارد‪ ،‬والنمو االقتصادي‪ :‬بالتطبيق على االقتصاد الجزائري"‪ ،‬ورقة مقدمة ضمن أبحاث المؤتمر‬
‫الدولي حول "تقييم آثار برامج االستثمارات العامة وانعكاساتها على التشغيل واالستثمار والنمو االقتصادي خالل الفترة (‪ ،")2014-2001‬أيام ‪12/11‬‬
‫مارس‪ ،‬بكلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬بجامعة سطيف ‪ ،1‬الجزائر‪ .‬ص ص‪.8-7 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Humphreys. M., Sachs. J.D., and J.E. Stiglitz. (2007), "Future Directions for the Management of Naturel‬‬
‫‪Resources", Chapter 12 in Humphreys, Sachs, and Stiglitz, eds., 2007, “Escaping the Resource Curse”, Colombia‬‬
‫‪University Press, New York, PP. 322-336.‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪ :‬دحمان‪ .‬ع‪ ،.‬و إ‪ .‬جواهرة‪" ،) 2014( .‬تحليل االنحدار لنمذجة تأثير إنتاج النفط في الديمقراطية في سياق أطروحة لعنة الموارد"‪ ،‬مجلة سياسات‬
‫عربية‪ ،‬ع‪ ،09 .‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬قطر‪ ،‬يوليو‪ ،‬ص‪.86 .‬‬
‫‪- Sachs. J.D. and A.M. Warner. (1995).‬‬ ‫‪ 4‬أنظر‪ ،‬على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪- Van Der Ploeg. F., and S. Poelhekke. (2008), "Volatility and The Natural Resource Curse", University of Oxford,‬‬
‫‪Department of Economics, Oxcarre Research Paper, No. 2008- 03.‬‬

‫‪55‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2.2‬التفسيرات األساسية ألطروحة "لعنة الموارد" ودور تقلبات أسعار الموارد (النفط)‪:‬‬

‫قدم خبراء االقتصاد مجموعة من األسباب الكامنة وراء األداء االقتصادي الهزيل لبعض البلدان الغنية‬
‫بالموارد‪ ،‬الذي تلخصه أطروحة "لعنة الموارد"‪ .‬وقد شملت التفسيرات األساسية لهذه الظاهرة‪ ،‬مجموعة من‬
‫المقاربات‪ ،‬تقدمتها طروحات المدرسة الهيكلية )‪ ،(Structuralist‬ونظرية المرض الهولندي )‪،(Dutch Disease‬‬
‫أين يرى البعض أن وفرة الموارد يمكن أن تؤدي إلى تراج إنتا وحجم صادرات قطاع المنتجات الصناعية‬
‫سلبا‪ ،‬وبما أن هذا القطاع يخلق أثر خارجي ضروري للنمو‪ ،‬فإن انكماشه يساهم في خفض نمو‬
‫الذي يتأثر ً‬
‫)‪ ،(Rent-Seeking Behaviour‬الذي يرافقه ضعف في المحفزات‬ ‫االقتصاد‪ .‬سلوك السعي وراء الري‬
‫)‪ (Reduced Incentives‬الداعية لتطوير الجزء غير المرتبط بالموارد في االقتصاد‪ .‬إضافة إلى ارتفاع معدل‬
‫تذبذب مداخيل الموارد‪ ،1‬الناتج أساسا عن ارتفاع معدل تذبذب أسعار هذه الموارد‪ .‬في حين هناك من يركز‬
‫‪2‬‬
‫على اآلثار االقتصادية السياسية لمداخيل الموارد ‪ ،‬السيما ما يتعلق بجودة ونوعية المؤسسات )‪Institutional‬‬

‫أنه من المتوق أن تطبق البلدان الغنية بالموارد سياسات سيئة‪ ،‬من شأنها عرقلة تقدم‬ ‫‪ ،(Quality‬حي‬
‫اإلصالحات واجراءات تنوي االقتصاد‪ ،‬كما أن البلدان الغنية بالموارد ‪-‬على غرار البلدان المصدرة للنفط‪-‬‬
‫تتميز بهيمنة الزمر السياسية الحاكمة التي تعمل على نشر الفساد خدمة لمصالحها الضيقة‪.‬‬

‫‪ .1.2.2‬المدرسة الهيكلية ونظرية المرض الهولندي‪:‬‬

‫استندت أولى المقاربات النظرية التقليدية في معالجة وتفسير أطروحة "لعنة الموارد"‪ ،‬إلى طروحات‬
‫المدرسة الهيكلية لسنوات خمسينات القرن العشرين‪ ،‬م التركيز على تدهور شروط التبادل بين السل األولية‬
‫والمنتجات المصنعة‪ ،3‬تقلبات أسعار المنتجات األولية‪ ،‬والعالقة المحدودة والضعيفة بين قطاع الموارد‬
‫الطبيعية وبقية القطاعات األخرى في االقتصاد‪ .4‬غير أنه لم يتم تأكيد أو إثبات ٌّ‬
‫أي من هذه التفسيرات بشكل‬
‫قطعي من خالل االختبارات التجريبية‪ ،‬التي أجريت ضمن العديد من الدراسات‪ ،‬على غرار أعمال ‪Moran‬‬

‫(‪.)1996( Fosu ،)1994( Lutz ،)1987( Behrman ،)1983‬‬

‫في سياق ذو صلة‪ ،‬تؤكد أطروحة المرض الهولندي أن ازدهار قطاع الموارد الطبيعية يتسبب في تعطيل‬
‫واعاقة القطاع الصناعي‪ ،‬الذي يفترض أنه يمثل القوة الرئيسية الدافعة لالقتصاد –كما أشار ‪Sachs‬‬

‫‪1‬‬
‫‪high volatility of resource revenues.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪political economy effects of resource income.‬‬
‫‪ 3‬لتفاصيل أوفر‪ ،‬أنظر‪- Prebisch. R. (1950), "The Economic Development of Latin America and its Principal Problems", :‬‬
‫‪Economic Commission For Latin America, United Nations, Department of Economic Affairs, New York.‬‬
‫‪ 4‬تفاصيل أكثر‪ ،‬ضمن‪- Hirschman. A. (1958), "The Strategy of Economic Development", Yale University Press, New :‬‬
‫‪Haven.‬‬

‫‪56‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫و‪ -1)1997c( Warner‬وذلك إما من خالل ارتفاع سعر الصرف الحقيقي (الناجم عن االرتفاع الحاد‬
‫للصادرات‪ ،‬وكذا ارتفاع األسعار العالمية للموارد)‪ ،‬أومن خالل امتصاص قطاع الموارد المزدهر لعناصر‬
‫اإلنتا المتحركة (العمل ورأس المال)‪ ،‬وتحويلها بعيدا عن قطاعي الصناعة والزراعة‪ ،‬مما يؤدي إلى رف‬
‫تكاليف اإلنتا لديهما؛ وهذه اآلثار مجتمعة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض الصادرات من المنتجات المصنعة‬
‫والزراعية‪ ،‬وكذا تضخم تكلفة السل غير القابلة للتداول‪ .2‬وبالتالي فإن التوس في قطاع الموارد الطبيعية ال‬
‫عملية التصني‬ ‫يكفي لتعويض األثر السلبي على النمو االقتصادي‪ ،‬الناجم عن تعطل وتراج‬
‫)‪(deindustrialization‬؛ إضافة إلى حدو تغير في تركيبة الصادرات لصالح المواد الخام‪ ،‬أو حتى إمكانية‬
‫حدو انخفاض في إجمالي الصادرات‪ ،‬وما يمكن أن يؤدي إليه من تراج في النمو االقتصادي‪.3‬‬

‫في الواق ‪ ،‬لم تقدم األدلة التجريبية دعما كبي ار لفرضية "المرض الهولندي" كتفسير للعنة الموارد‪ ،‬حي‬
‫أظهرت عديد الدراسات التجريبية (‪ Sala-i-Martin ،)1990( Auty ،)1988( Gelb‬و‪))2003( Subramanian‬‬
‫أن البلدان النامية الغنية بالموارد ال تعاني بالضرورة من أعراض المرض الهولندي‪ ،‬وخاصة حركة عناصر‬
‫المتحركة وانتقالها من قطاع التصني باتجاه قطاع الموارد المزدهر‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬وجد ‪Neary‬‬ ‫اإلنتا‬
‫و‪ ،)1991( Fardmanesh ،)1986( Wijnbergen van‬و‪ )1997( Mikesell‬في هذا الصدد‪ ،‬أنه خالل الفترة‬
‫(‪ ،)1983-1971‬لم تُبدي بعض البلدان المصدرة للنفط تحوال كبي ار للعمالة ورأس المال من قطاع التصني نحو‬
‫قطاع الموارد‪ ،‬على الرغم من إثبات ‪ )1989( Benjamin et al‬أن القطاعات الزراعية لهذه البلدان غالبا ما‬
‫عانت من هذه المشكلة‪ .‬كما أن دراسة الحالة التي أجراها ‪ ،)2001b( Auty‬أيضا قادت إلى رفض أطروحة‬
‫المرض الهولندي‪ ،‬من خالل إظهارها لتعقد وتنوع الحاالت بين البلدان وفيرة الموارد الطبيعية‪ ،‬والتي تضمنت‬
‫عدة استثناءات من اللعنة‪ ،‬على غرار النرويج التي استغلت وفرتها النفطية لبناء اقتصاد محلي قوي‪.‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬حاولت العديد من الدراسات إيجاد تفسيرات أخرى‪ ،‬وتحديد قنوات بديلة من شأن وفرة الموارد‬
‫تم تقديم هذه‬ ‫الطبيعية‪ ،‬والعائدات والمداخيل المرتبطة بها أن تضر من خاللها بالنمو االقتصادي‪ ،‬حي‬
‫التفسيرات –في الغالب‪ -‬بشكل مستقل‪ ،‬كما يمكن اعتبارها –جزئيا‪ -‬كأعراض للمرض الهولندي‪.4‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Sachs. J.D., and A.M. Warner. (1997c), "Fundamental Sources of Long-run Growth", American Economic :‬‬
‫‪Review, Vol. 87, No. 2, PP. 184–188.‬‬
‫‪ 2‬تفاصيل أدق ضمن‪- Corden. M. (1984), "Booming Sector and Dutch Disease Economics: Survey and Consolidation", :‬‬
‫‪Oxford Economic Paper, New Series, Vol. 36, PP. 359-380.; - Neary. J.P., and S. van Wijnbergen (eds.). (1986).‬‬
‫‪"Natural Resources and the Macroeconomy", MIT Press, Cambridge, Ma.‬‬
‫‪ 3‬لتفاصيل أكثر‪ ،‬أنظر‪- Gylfason. T. (2001a), "Natural Resources and Economic Growth: What is the Connection", :‬‬
‫‪CESifo Working Paper No. 50.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Torres. N., Ó. Afonso., and I. Soares. (2013), "A Survey of Literature on the Resource Curse: Critical Analysis of‬‬
‫‪the Main Explanations, Empirical Tests and Resource Proxies", CEFUP Working Paper, 2013-02.‬‬

‫‪57‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2.2.2‬سلوك السعي وراء الريع‪.(Rent-seeking behaviour) :‬‬

‫عن الري )‪ ،‬على أن التأثير السلبي الذي تخلفه وفرة‬ ‫تشدد أطروحة سلوك السعي وراء الري (أو البح‬
‫عن الري )‪ ،(Rent-Seeking Activities‬المرتبطة‬ ‫الموارد على النمو االقتصادي ناجم عن أنشطة البح‬
‫عن‬ ‫بوفرة الموارد الطبيعية‪ .1‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يقدم ‪ )2002( Torvik‬نموذجا وفق أطروحة السعي والبح‬
‫الري ‪ ،‬يشير من خالله إلى أن وفرة الموارد الطبيعية‪ ،‬وتوفرها بكميات هائلة من شأنه أن يؤدي إلى الرف من‬
‫عن الري ‪ ،‬من جهة؛ والى انخفاض عدد‬ ‫عدد رجال األعمال وأصحاب المشاري العاملين والساعين للبح‬
‫رجال األعمال الذين يسعون لتأسيس وادارة مؤسسات إنتاجية‪ ،‬من جهة أخرى‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تم إظهار‬
‫أن االنخفاض الناتج في الدخل يكون أعلى من االرتفاع في الدخل المتأتي من استغالل الموارد الطبيعية؛‬
‫وبالتالي فإن المفارقة هي أن المزيد من الموارد الطبيعية يؤدي إلى انخفاض الرفاهية‪.2‬‬

‫في نفس السياق‪ ،‬تؤدي وفرة الموارد إلى الحد من الحوافز الداعية للرف من مستوى تراكم المهارات‪،‬‬
‫واالستثمار في الموارد البشرية‪ ،3‬وتثبيط وتقليل حوافز جم وتراكم رأس المال الخاص‪ .4‬كما أن تركيز‬
‫إيرادات الموارد ضمن القطاع العام‪ ،‬يمكن أن يؤدي إلى تأجيل وتأخير الفصل في الق اررات المصيرية المتعلقة‬
‫باإلصالحات االقتصادية‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يخفض ويحد من كفاءة وفعالية االستثمار‪ ،‬ويؤدي إلى‬
‫تراكم التشوهات االقتصادية‪ ،‬وتأخير واعاقة عملية تنوي االقتصاد‪ ،‬وبالتالي رهن مشاري التنمية القتصادية‪.5‬‬

‫عن‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬وبينما يؤكد ‪ Lederman‬و‪ ،)2008( Maloney‬ويصر على أهمية أطروحة البح‬
‫الري في تفسير لعنة الموارد‪ ،6‬يرى ‪ ،)2005( Bulte et al‬أنه وبالنظر إلى أن وفرة الموارد الطبيعية تعاقب‬

‫‪ 1‬أنظر على سبيل المثال‪- Sandbu. M.E. (2006), "Natural Wealth Accounts: A Proposal for Alleviating the Natural :‬‬
‫‪Resource Curse", World Development, Vol. 34, No. 7, PP. 1153-1170.‬‬
‫‪- Robinson. J.A., Torvik. R., and T. Verdier. (2006), "Political Foundations of the Resource Curse", Journal of‬‬
‫‪Development Economics, Vol. 79, No. 2, PP. 447-468.‬‬
‫‪ 2‬تفاصيل أكثر ضمن‪- Torvik. R. (2002), "Natural Resource Rent Seeking and Welfare", Journal of Development :‬‬
‫‪Economics, Vol. 67, No. 2, PP. 455-470.‬‬
‫‪ 3‬للمزيد من التفاصيل حول الموضوع‪ ،‬أنظر‪- Auty. R.M. (2001a), "A Growth Collapse With High Rent Point Resources: :‬‬
‫‪Saudi Arabia", in Auty, R.M. (ed.) (2001b), “Resource Abundance and Economic Development”, Oxford University‬‬
‫‪Press, New York, PP. 193-207.‬‬
‫‪ 4‬للتفاصيل أنظر‪- Stevens. P. (2003).; - Buffie. E.F. (1993), "Direct Foreign Investment, Crowding out and :‬‬
‫‪Underemployment in the Dualistic Economy", Oxford Economic Papers, No. 45.‬‬
‫‪ 5‬أنظر‪- Auty. R.M. (1998a), "Mineral Wealth and the Economic Transition: Kazakhstan", Resources Policy, Vol. :‬‬
‫‪24, No, 4, PP. 241-249.; - Auty. R.M. and A.H. Gelb. (2001), "Political Economy of Resource-Abundant States", in:‬‬
‫‪Auty. R.M. (ed.) (2001b), “Resource Abundance and Economic Development”, Oxford University Press, New York,‬‬
‫‪PP. 126-144. ; - Auty. R.M. (2003), "Third Time Lucky for Algeria?, Integrating an Industrializing Oil-Rich‬‬
‫‪Country Into the Global Economy", Resources Policy, Vol. 29, No. 1, PP. 37-47.‬‬
‫‪ 6‬أنظر‪- Lederman. D., and W. Maloney. (2008), "In Search of the Missing Resource Curse", World Bank Policy :‬‬
‫‪Research paper No. 4766, Washington DC, World Bank.‬‬

‫‪58‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫وتعيق النمو االقتصادي فقط في بعض البلدان دون غيرها‪ ،‬فإن هذه األطروحة وحدها‪ ،‬تتمت بقوة تفسيرية‬
‫جد محدودة‪ ،‬وتعتبر غير كافية‪1‬؛ مما أدى إلى تطوير نماذ تعتمد فيها النتائج على الشروط األولية‪.2‬‬

‫معدل تذبذب المداخيل‪:‬‬


‫‪ .3.2.2‬تقلبات أسعار الموارد (النفط) وارتفاع ّ‬

‫تتفق مجوعة من اآلراء أن ثروة الموارد الطبيعية في حد ذاتها ليست بالضرورة ضارة بالنمو والتنمية‪ ،‬إذ‬
‫تعتبر صفة التقلب التي تالزم أسعار النفط وأسعار باقي المنتجات المعدنية‪ ،‬هي أساس المشكلة‪ .‬وفي هذا‬
‫الصدد تشير العديد من الدراسات (على غرار ‪ Arezki ،)2001c( Auty‬و‪Van der ،)2011( Gylfason‬‬

‫‪ Ploeg‬و‪ ))2010( Frankel ،)2008( Poelhekke‬أن شدة تقلب أسعار الموارد الطبيعية –وما يرافقها من تقلب‬
‫إليرادات هذه الموارد‪ -‬تمثل آلية مهمة من آليات انتقال "لعنة الموارد"‪ ،‬وذلك باعتبارها سببا رئيسيا في تقلب‬
‫كل من اإلنفاق الحكومي‪ ،‬وكذا سعر الصرف‪ ،‬األمر الذي سيترك –دون شك‪ -‬أثره على النمو االقتصادي‬
‫في البلدان شديدة االعتماد واالرتباط بالموارد الطبيعية‪.3‬‬

‫بشكل عام‪ ،‬تعاني االقتصاديات المصدرة للنفط من تقلبات كبيرة في قطاعاتها العمومية‪ ،‬وموازينها‬
‫الخارجية‪ ،)1998b( Auty .‬و‪ ،)1997( Mikesell‬حددا درجات مرتفعة لتقلبات التجارة الخارجية في المناطق‬
‫التي تمثل لديها صادرات المواد األولية حصصا مرتفعة ضمن إجمالي الصادرات‪ .‬وهو ما يمكن أن يكون‬
‫مصد ار لعد م اليقين بالنسبة للمستثمرين‪ ،‬كما يمكن أن يشكل عائقا في وجه تنفيذ سياسة مالية متوازنة‪،‬‬
‫وبالتالي تأخير سيرورة النمو االقتصادي‪.4‬‬

‫إضافة إلى ذلك‪ )2001b( Auty ،‬يربط شدة تقلب إيرادات المداخيل بعدم قدرة الحكومات على إدارة‬
‫سياسات مالية دورية )‪pro-cyclical‬‬ ‫الفوائض في الموازين العامة بشكل الئق‪ ،‬مما يعني الميل إلى انتها‬
‫‪ ،(fiscal policies‬واالستخدام العقيم وغير المنتج )‪ (unproductive‬للموارد المالية‪ .5‬في حين ذهب‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Bulte. E., Damania. R., and T. Deacon. (2005), "Resource Intensity, Institutions, and Development", World :‬‬
‫‪Development, Vol. 33, No. 7, PP. 1029–1044.‬‬
‫‪ 2‬للمزيد من التفاصيل حول الموضوع؛ أنظر على سبيل المثال‪- Baland J.M., and P. Francois. (2000), "Rent Seeking and Resource :‬‬
‫‪Booms", Journal of Development Economics, Vol. 61, No. 2, PP. 527-542.‬‬
‫‪ 3‬بحثت العديد من الدراسات في أثر تقلبات اإليرادات والنفقات العامة على النمو االقتصادي‪ .‬أنظر على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪- Lane. P. (2003), "The Cyclical Behavior of Fiscal Policy: Evidence from the OECD", Journal of Public‬‬
‫‪Economics, Vol. 87, Issue. 12, PP. 2661-2675.; - Afonso. A., and D. Furceri. (2007), "Government Size‬‬
‫‪Composition, Volatility and Economic Growth", ECB Working Paper Series, No 849, Frankfurt am Main.‬‬
‫‪ 4‬تفاصيل أدق ضمن‪- Mikesell. R. (1997), "Explaining the Resource Curse, With Special Reference to Mineral- :‬‬
‫‪Exporting Countries", Resources Policy, Vol. 23, No. 4, PP. 191-199.; - Auty. R.M. (1998b), "Resource Abundance‬‬
‫‪and Economic Development: Improving the Performance of Resource-Rich Countries", World Institute for‬‬
‫‪Development Economics Research RFA Paper, No 44, Helsinki.‬‬
‫‪ 5‬أنظر‪- Auty. R.M., ed, (2001b), "Resource Abundance and Economic Development", Study Prepared for the World :‬‬
‫‪Institute for Development Economics Research of the United Nations University, Oxford University Press, Nw York‬‬

‫‪59‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ Haussmann‬و‪ )2002( Ribogon‬إلى أبعد من ذلك‪ ،‬وربطا "لعنة الموارد" بأثر تقلبات الطلب على حوافز‬
‫‪1‬‬
‫المستثمرين الذين يسعون لتجنب المخاطر )‪ . (risk-averse investor‬أما ‪ Van der Ploeg‬و‪Poelhekke‬‬

‫(‪ ،)2008‬فبينا أن اآلثار اإليجابية لمداخيل الموارد على النمو االقتصادي‪ ،‬تُغمر من طرف اآلثار السلبية‬
‫غير المباشرة الناشئة عن تقلب هذه المداخيل‪.2‬‬
‫‪ .4.2.2‬المؤسسات والسياسات‪ ،‬والسياسة المالية خاصة‪( :‬التفسير االقتصادي السياسي)‪.‬‬

‫عالوة على ما سبق‪ ،‬هناك من ركز على اآلثار االقتصادية السياسية )‪(the political economy effects‬‬

‫لوفرة الموارد كتفسير للعنة‪ .‬وذلك باعتبار أن ري الموارد الطبيعية (والري النفطي خاصة) يمكن أن يكون‬
‫مصد ار للصراعات والنزاعات‪ ،‬الإلستقرار السياسي‪ ،‬الفساد‪ ،‬والتوزي غير العادل للثروة‪ ،‬إضافة إلى إمكانية‬
‫كونه سببا في ضعف المؤسسات‪ ،‬وفشل السياسات االقتصادية‪ ،‬خاصة في حالة الدول التي تتميز بالفصائل‬
‫السياسية المتعصبة‪ ،‬وتتكون من مجتمعات غير متجانسة‪ .3‬كما أن حكومات البلدان وفيرة الموارد‪ ،‬غالبا ما‬
‫تميل إلى انتها أساليب غير شفافة لتوزي الري ‪ ،‬من أجل توسي نطاق المناورة السياسية؛ في حين تسعى‬
‫مجموعة أصحاب المصالح (على غرار المستثمرين األجانب‪ ،‬ومسؤولي الدولة) إلى محاربة عملية المحافظة‬
‫على عائدات الموارد (من خالل اإلفراط في اإلنفاق العام)‪ ،‬وكذا خلق الحواجز أمام عملية التغيير‪ .4‬وقد‬
‫تناولت األدبيات التجريبية جانبين من المسألة‪ ،‬ويتعلق األمر بأثر ري الموارد على نوعية وجودة المؤسسات‬
‫من جهة‪ ،‬وأثر نوعية المؤسسات على الدخل والنمو االقتصادي من جهة أخرى‪.‬‬

‫فيما يتعلق بالجانب األول‪ ،‬أثبت كل من ‪ Leite‬و‪ Sala-i-Martin ،)2002( Weidmann‬و‪Subramanian‬‬

‫(‪ ،)2003‬و‪ ،)2005( Isham et al.‬أن وفرة الموارد الطبيعية تمارس تأثي ار معنويا سلبيا غير مباشر على نوعية‬
‫المؤسسات‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬بينت الدراسة األولى أنه لم يكن هناك أي تأثير مباشر لوفرة الموارد الطبيعية‬
‫على النمو االقتصادي خالل الفترة (‪ ، )1990-1970‬بينما تم تأكيد وجود أث ار هاما غير مباشر من خالل تأثير‬
‫هذه الموارد على الفساد في المؤسسات‪ ،‬والذي يؤثر بدوره على النمو‪ .5‬هذه النتائج تم إثباتها الحقا من طرف‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Haussmann. R., and R. Rigobon. (2002), "An Alternative Interpretation of the ‘Resource Curse’: Theory :‬‬
‫‪and Policy Implications", NBER Working Papers, No. 9424, December, Cambridge, Ma.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Van der Ploeg. R., and S. Poelhekke. (2008), "Volatility, Financial Development and the Natural Resource :‬‬
‫‪Curse", Oxford Centre for the Analysis of Resource-rich Economies Paper, No. 2008/03, Oxford.‬‬
‫‪ 3‬أنظر على سبيل المثال‪- Karl. T.L. (1997).; - Easterly. W., and R. Levine. (1997), "Africa’s Growth Tragedy: Policies :‬‬
‫‪and Ethnic Divisions", Quarterly Journal of Economics, Vol. 112, PP. 1203-1250.‬‬
‫‪ 4‬أنظر‪- Carneiro. F.G. (2007), "Development Challenges of Resource-Rich Countries: the Case of Oil Exporters", :‬‬
‫‪VI International Colloquium, “Macrodynamic Capabilities and Economic Development”, University of Brasilia.‬‬
‫‪ 5‬أنظر‪- Leite. C., and J. Weidmann. (2002), "Does Mother Nature Corrupt?: Natural Resources, Corruption and :‬‬
‫‪Economic Growth", in: G. Abed and S. Gupta (eds.), “Governance, corruption, and economic performance”,‬‬
‫‪International Monetary Fund, Washington DC, PP. 156–169.‬‬

‫‪60‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ Sala-i-Martin‬و‪ ،)2003( Subramanian‬و‪ ،)2005( Isham et al.‬الذين استخدموا سلطة القانون "‪rule of‬‬

‫‪ ،"law‬والعديد من المؤشرات البديلة ذات الصلة‪ ،‬كمقياس لجودة المؤسسات والسياسات‪ ،‬ليبينوا أنه عند‬
‫مستوى معين من الجودة المؤسساتية‪ ،‬ال تمارس وفرة الموارد أي تأثير سلبي مباشر على النمو‪ ،‬وانما تؤثر‬
‫هذه الوفرة سلبيا على النمو االقتصادي بشكل غير مباشر من خالل الجودة المؤسساتية‪ ،‬وذلك فقط لما تكون‬
‫تُعرف‬ ‫الموارد متركزة جغرافيا )‪ ،(geographically concentrated‬كما هو عليه الحال بالنسبة للنفط‪ ،‬حي‬
‫هذه التجمعات للموارد بـ "نقاط الموارد" )‪ .(Resource Points‬بعبارة أخرى‪ ،‬تفسر هذه الدراسات "لعنة الموارد"‬
‫من خالل األثر السلبي للتركز الجغرافي لهذه الموارد على نوعية وجودة المؤسسات‪.1‬‬

‫أما فيما يتعلق بالجانب الثاني‪ ،‬فقد تم تسجيل توافق واجماع متزايد بشأن أهمية المؤسسات في تفسير‬
‫تم التأكيد على أهمية المؤسسات والسياسات االقتصادية في توجيه النمو االقتصادي من‬ ‫لعنة الموارد‪ ،‬حي‬
‫خالل عدد كبير من الدراسات التجريبية‪ ،‬على نحو ما أكده منشور صدر عن البنك العالمي عام ‪2005‬‬

‫(‪ Hartford‬و‪ ،))2005( Klein‬إضافة إلى دراسات أخرى‪ ،‬على غرار ‪Mehlum ،)2005( Acemoglu et al.‬‬

‫‪.)2006a,b( et al.‬‬

‫على سبيل المثال‪ )2007( Boschini et al. ،)2006 a,b( Mehlum et al. ،‬يشيرون أن وفرة الموارد بشكل‬
‫عام ال تفيد النمو االقتصادي‪ ،‬إال إذا كانت نوعية وجودة اإلطار المؤسسي للبلد مرتفعة‪ ،‬بما يكفي للحد من‬
‫عن الري الذي تنتهجه الجهات الفاعلة في المجال السياسي واالقتصادي‪ ،‬وكذا مواجهة‬ ‫سلوك السعي والبح‬
‫ومكافحة الفساد‪ ،‬باعتبار هذه العوامل األخيرة أهم محددات اآلثار السلبية لوفرة الموارد‪ .‬مما يعني أن‬
‫المؤسسات األفضل يمكنها تجنب لعنة الموارد‪ ،‬إذ أن الموارد الطبيعية تدف بالدخل اإلجمالي إلى أسفل‪،‬‬
‫عندما تكون المؤسسات عرضة لتأثير األنشطة غير المنتجة )‪ ،(grabber friendly‬بينما تؤدي كثرة الموارد‬
‫إلى زيادة الدخل عندما تنتهج المؤسسات سلوك إنتاجي )‪.2(producer friendly‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬يؤكد ‪ ،)2007( Humphreys et al.‬على ضرورة استخدام السياسات االقتصادية لتقييد‬

‫‪ 1‬لتفاصيل أوفر‪ ،‬أنظر‪- Sala-i-Martin. X., and A. Subramanian. (2003), "Addressing the Natural Resource Curse: An :‬‬
‫‪Illustration from Nigeria", NBER Working Paper Series, No. 9804, Cambridge, Ma.‬‬
‫‪- Isham. J., Woodcock. M., Pritchett. L., and G. Busby. (2005), "The Varieties of Resource Experience: Natural‬‬
‫‪Resource Export Structures and the Political Economy of Economic Growth", World Bank Economic Review, Vol.‬‬
‫‪19, No. 2, PP. 141-174.‬‬
‫‪ 2‬إضافة إلى ذلك أكد الباحثين على إمكانية تأثير الموارد الطبيعية على جودة المؤسسات‪ .‬للتفاصيل أنظر‪- Mehlum. H., Moene. K., and R. :‬‬
‫‪Torvik. (2006a), "Cursed by Resources or Institutions?", The World Economy, Vol. 29, No. 8, PP. 1117-1131.‬‬
‫‪- Mehlum. H., Moene. K., and R. Torvik. (2006b), "Institutions and the Resource Curse", Economic Journal, Vol.‬‬
‫‪116, No. 508, PP. 1-20.; - Boschini. A.D., Pettersson. J., and J. Roine. (2007), "Resource Curse or Not: a Question‬‬
‫‪of Appropriability", Scandinavian Journal of Economics, Vol. 109, No. 3, PP. 593-617.‬‬

‫‪61‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫خيارات الجهات الفاعلة من األطراف العمومية والخاصة‪ ،‬والتي قد تعمل على محاصرة أهداف الرفاهية‬
‫االجتماعية في البلدان المنتجة للنفط‪ ،‬خاصة لدى البلدان التي تتميز بإطار مؤسساتي ضعيف‪ ،‬وال يتمت‬
‫بالقوة الالزمة‪ .1‬وفي هذا السياق‪ ،‬ركزت عديد الدراسات بشكل أكثر تحديدا على تحديات السياسة المالية في‬
‫التعامل م التقلبات العالية في عائدات الموارد الطبيعية‪ ،‬على غرار دراسات ‪،)2003 ،2001( Davis et al‬‬
‫‪ Atkinson‬و‪ Bleaney ،)2003( Hamilton‬و‪.)2009( Halland‬‬

‫على سبيل المثال‪َّ )2001( Davis et al ،‬بين أهمية صناديق االستقرار )‪ (stabilisation funds‬الخاصة‬
‫بالموارد الناضبة ‪ ،‬لمواجهة التحديات التي تفرضها الطبيعة المتقلبة‪ ،‬والاليقين الذي يميز أسعار‪-‬وبالتالي‬
‫إلى التجربة النرويجية‪ ،‬التي تمثل –حسبه‪ -‬مثاال جيدا لإلدارة العامة‬ ‫إيرادات‪ -‬هذه الموارد؛ وأشار الباح‬
‫الجيدة إليرادات الموارد النفطية‪ ،‬من خالل االحتفاظ بجزء من هذه اإليرادات وتوزيعها بين األجيال‪ .2‬في حين‬
‫قدم ‪ Atkinson‬و‪ ،)2003( Hamilton‬أدلة على أن اللعنة‪ ،‬قد تكون مظه ار من مظاهر عدم قدرة الحكومات‬
‫على إدارة اإليرادات الضخمة للموارد بشكل دائم‪ ،‬ومستدام‪ .3‬أما ‪ Van der Ploeg‬و‪ )2008( Arezki‬فقدما أدلة‬
‫تجريبية‪ ،‬على أن لعنة الموارد الطبيعية تكون أشد وقعا على األداء االقتصادي‪ ،‬بالنسبة للبدان التي تتميز‬
‫بانخفاض درجة انفتاحها التجاري‪ ،‬كما أشار الباحثان أن السياسات التجارية السيئة‪ ،‬ترتبط ارتباطا وثيقا‬
‫بالسياسات المالية السيئة‪.4‬‬

‫دراسات أخرى‪ ،‬على غرار دراسات ‪ Auty ،)1988( Gelb‬و‪ ،)2001( Gelb‬تشير أن دورية اإلنفاق‬
‫الحكومي )‪ ،(Pro-cyclical government expenditures‬تعد من بين العوامل االقتصادية الهامة المقترحة‬
‫لتفسير األداء االقتصادي الهزيل‪ ،‬والنمو االقتصادي الضعيف‪ ،‬لدى العديد من االقتصاديات التي ترتكز على‬
‫النفط‪ .‬وفي ذات الصدد‪ ،‬يعتبر ‪ ،)2003( Lane‬و‪ Bleany‬و‪ ،)2009( Halland‬أن شدة تقلب اإليرادات العامة‬
‫–مثلما هو عليه الحال بالنسبة للعائدات النفطية في البلدان المصدرة للنفط‪ -‬وبالتالي دورية اإلنفاق الحكومي‪،‬‬
‫تمثل آلية مهمة من آليات وميكانيزمات انتقال آثار "لعنة الموارد"‪.5‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Humphreys. M., J. Sachs., and J. Stiglitz. (2007), "Escaping the Resource Curse", Columbia University :‬‬
‫‪Press, New York.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Davis. J.M., Ossowski. R.J., Daniel. J.A., and S.A. Barnett. (2001), "Stabilization and Savings Funds for :‬‬
‫‪Non-renewable Resources: Experience and Fiscal Policy Implications", IMF Occasional Paper No. 205, Washington‬‬
‫‪DC.‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪- Atkinson. G., and K. Hamilton. (2003), "Savings, Growth and the Resource Curse Hypothesis", World :‬‬
‫‪Development, Vol. 31, No. 11, PP. 1793–1807.‬‬
‫‪- Van der Ploeg. R. and R. Arezki. (2008).‬‬ ‫‪ 4‬أنظر‪:‬‬
‫‪ 5‬تفاصيل أكثر‪ ،‬ضمن‪- Lane. P. (2003).; - Bleany. M., and H. Halland. (2009), "The Resource Curse and Fiscal Policy :‬‬
‫‪Volatility", CREDIT Research Paper, No. 09/09, university of Nottingham.‬‬

‫‪62‬‬
‫عدم استقرار أسعار النفط‪ :‬نظرة على األسباب‪ ،‬وقراءة في التداعيات والنتائج‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫اكتسى النفط أهمية بالغة عبر التاريخ‪ ،‬فاقت أهمية أي سلعة عادية أخرى‪ ،‬وذلك على أكثر من صعيد‪،‬‬
‫واكتسب قوة خاصة بوصفه سلعة استراتيجية ومادة حيوية‪ ،‬ذات تأثير واس وسري في التحول العالمي‬
‫اشتد اإلقبال عليه م زحف موجة االختراعات العلمية‪ ،‬وتطور التكنلوجيا الحديثة‪ ،‬بعد أن‬ ‫للطاقة‪ .‬حي‬
‫أُدركت أهميته كمصدر فريد للطاقة‪ ،‬في ظل ما يتمت به من مزايا وضعته في مركز الصدارة‪ .‬ليصبح بذلك‬
‫اكتشاف احتياطات النفط والسيطرة عليها مصد ار لثروات اقتصادية هائلة وقوة سياسية ضخمة‪ ،‬ضمن وض‬
‫شكل محور صراع استراتيجي بين مختلف أطراف الصناعة النفطية‪ ،‬ألقى بظالله على تطورات سوق النفط‬
‫العالمية‪ ،‬وعلى وضعية األسعار داخل هذه السوق‪ ،‬والتي لطالما كان التقلب والالإستقرار سمتها األساسية‪.‬‬

‫هذه المكانة التي حظي بها النفط‪ ،‬والتي تعكس أهميته البالغة في ضمان استم اررية اإلمدادات الطاقوية‬
‫العالمية المطلوبة‪ ،‬نصَّبته كأحد أهم العوامل المحددة التجاهات األداء االقتصادي الكلي لمختلف اقتصاديات‬
‫العالم (خاصة منها اقتصاديات البلدان المصدرة للنفط)‪ ،‬وجعلت تقديم تحاليل نظرية وتجريبية معقولة للعوامل‬
‫المسؤولة عن تقلبات أسعاره‪ ،‬وتوفير تفسيرات وأدلة تجريبية ُمقنعة للعالقة بين حركات هذه األسعار واألداء‬
‫االقتصادي الكلي‪ ،‬يشكل محور تركيز واهتمام الخبراء والباحثين على مدى العقود الزمنية األخيرة‪ ،‬وذلك بعد‬
‫أن أسفرت الدراسات النظرية األولية عن ترابط كبير بين واق هذه األسعار وتقلبات الدورة االقتصادية‪.‬‬

‫ضمن هذا اإلطار جاء الفصل الحالي ليتناول موضوع تقلب وعدم استقرار أسعار النفط من جوانب عدة‪،‬‬
‫األول المسار التاريخي لتطورات‬ ‫استعرضنا في المبح‬ ‫تعلقت أساسا باألسباب‪ ،‬التداعيات‪ ،‬والنتائج‪ .‬حي‬
‫أسعار النفط في السوق العالمية‪ ،‬م التركيز على التحليل والشرح النظري للعوامل األساسية المحددة لتقلبات‬
‫هذه األسعار‪ ،‬والذي جاء مدعما باألدلة واإلثباتات التجريبية المتوفرة في هذا الشأن‪ .‬لنخوض بعدها ‪-‬من‬
‫الثاني‪ -‬في األسس واآلليات النظرية والدالئل التجريبية بشأن اآلثار االقتصادية الكلية لتقلبات‬ ‫خالل المبح‬
‫أسعار النفط‪ ،‬وميكانيزمات وقنوات انتقال هذه اآلثار إلى المتغيرات االقتصادية الكلية األساسية‪ .‬قبل أن نعمد‬
‫الثال ‪ -‬إلى تحليل سلوك اقتصاديات البلدان المصدرة للنفط والتحديات التي تواجها في‬ ‫–من خالل المبح‬
‫ظل وفرة النفط وتقلبات أسعاره‪ ،‬ضمن نقاش مفصل لمفهوم وأبعاد أطروحة "لعنة الموارد" و"مفارقة الوفرة"‪،‬‬
‫التي تتعلق أساسا باألداء االقتصادي الهزيل القتصاديات البلدان الغنية بالموارد (على غرار البلدان النفطية)‪،‬‬
‫مقارنة بنظيرتها التي ال تتوفر على القدر اليسير منها‪ ،‬م التركيز على تقديم الدعائم النظرية والتجريبية ألهم‬
‫المقاربات األساسية المقترحة لتفسير هذه األطروحة‪ ،‬ودور تقلبات أسعار الموارد ضمن هذه المقاربات‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫السياسة المالية بين‬
‫النظرية والتطبيق‬
‫وخصوصية‬
‫االقتصاديات النفطية‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫لقد أدى توالي االختالالت واألزمات االقتصادية التي واجهها النظام الرأسمالي منذ أواخر القرن التاسع‬
‫عشر وبدايات القرن العشرين‪ ،‬إلى التخلي التدريجي للدولة عن حيادها‪ ،‬واتجاهها شيئا فشيئا نحو التدخل في‬
‫الحياة االقتصادية للمجتمع‪ ،‬بقصد تحقيق مجموعة األهداف التي فشلت قوانين السوق في بلوغها‪ .‬وضمن‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬يمكن القول أنه بعد ظهور وبلورة النظرية االقتصادية الكلية على يد المدرسة الكينزية‬
‫والنيوكينزية وما بعدهما‪ ،‬أصبحت الحاجة إلى السياسات االقتصادية الكلية ضرورة تفرضها حقيقة مسلم بها‪،‬‬
‫تُقر وتفيد بعدم وجود اقتصاد معاصر‪ ،‬بإمكانه تحقيق األهداف االقتصادية المرجوة للمجتمع بشكل تلقائي‪،‬‬
‫وبالمستوى المطلوب من الكفاءة‪ ،‬دون وجود سياسة اقتصادية كلية تسعى إلى تحقيق هذه األهداف‪.‬‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬تعد السياسة المالية إحدى أهم السياسات االقتصادية التي تستخدمها الدولة لتحقيق‬
‫األهداف االقتصادية المنشودة‪ .‬وقد حظيت هذه السياسة باهتمام الباحثين االقتصاديين وصانعي القرار في‬
‫مختلف دول العالم‪ ،‬على اختالف مذاهبها ودرجة تقدمها االقتصادي‪ ،‬خصوصا منذ أزمة الكساد العظيم التي‬
‫شهدها العالم في ثالثينات القرن الماضي‪ ،‬وتزايد دور الدولة في االقتصاد‪ ،‬حيث أصبحت السياسة المالية‬
‫ممثلة بأدواتها‪ ،‬أداة أساسية لتوجيه سلوك المتغيرات االقتصادية الكلية‪ ،‬بما يكفل تحقيق األهداف االقتصادية‬
‫العامة‪ .‬وتتصرف أغلب دول العالم فيما يتعلق بتحديد اتجاهات السياسة المالية وفقا لظروفها واحتياجاتها‬
‫الخاصة‪ ،‬في حين تتوقف حدود المرونة بشأن ق اررات هذه السياسة على مراحل النمو‪ ،‬مدى كفاية الموارد‬
‫المتوفرة‪ ،‬وجدوى األهداف المسطرة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يمكن أن تؤدي السياسة المالية في الدول النفطية دو ار‬
‫رئيسيا بتحويل جزء من الريع المتحقق في قطاع النفط لصالح قطاعات استراتيجية أخرى؛ األمر الذي من‬
‫شأنه العمل على تعزيز الروابط بين مختلف مجاالت النشاط القائمة‪ ،‬ودعم نشوء وتنمية قطاعات اقتصادية‬
‫ج ديدة تساعد على تعزيز المزايا التنافسية‪ ،‬وتخفيف االتجاه نحو اإلفراط في االعتماد على الصادرات‬
‫النفطية‪ ،‬غير أنها تصدم –من جهة أخرى‪ -‬بعدة تحديات ناتجة أساسا عن تبعيتها للعائدات النفطية المتقلبة‪.‬‬

‫نسعى من خالل هذا الفصل إلى توضيح مختلف الجوانب ذات الصلة بالسياسة المالية بشكل عام‪،‬‬
‫والسياسة المالية في البلدان المنتجة للنفط بشكل خاص‪ ،‬بداية بعرض أهم المبادئ النظرية واألسس الفكرية‬
‫للسياسة المالية ضمن المبحث األول؛ ثم الخوض في حيثيات اإلطار النظري والتجريبي لها ضمن المبحث‬
‫الثاني؛ قبل أن يأتي المبحث الثالث متضمنا أهم الخصائص المميزة للسياسة المالية في البلدان المنتجة للنفط‬
‫واألدوار المنوطة بها في هذه البلدان‪ ،‬وكذا التحديات الرئيسية الناجمة عن التبعية للعائدات النفطية المتقلبة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث‪ :01‬السياسة المالية‪ :‬المبادئ النظرية واألسس الفكرية‪.‬‬

‫تعتبر السياسة المالية عنص ار رئيسيا وأداة هامة من أدوات السياسة االقتصادية الكلية‪ ،‬كما تحتل مكانة‬
‫محورية ضمن مجموع السياسات المكونة لها‪ ،‬بالنظر لما تمتع به من أدوات فريدة ومتنوعة‪ ،‬من شأنها‬
‫المساعدة على بلوغ األهداف المتعددة لالقتصاد‪ .‬أما تاريخيا‪ ،‬فقد مرت السياسة المالية بعدة تطورات‪ ،‬اتساقا‬
‫مع طبيعة الفكر االقتصادي السائد في كل حقبة زمنية‪ ،‬منتقلة بموجب هذه التطورات من طور الحياد‪ ،‬إلى‬
‫طور ضرورة تدخل الدولة في الحياة االقتصادية ‪-‬بغية إصالح االختالالت ومعالجة األزمات‪ -‬بعد الرواج‬
‫الكبير الذي القته الطروحات الكينزية التي أعقبت األزمة االقتصادية التي شهدها العام ‪.1929‬‬

‫‪ .1‬السياسة المالية‪ :‬مقاربة اقتصادية ما بين األهداف واألدوات‪.‬‬

‫يعكس مفهوم السياسة المالية تطلعات وأهداف المجتمع الذي تعمل فيه‪ ،‬وبصفة عامة تتمثل هذه السياسة‬
‫في مجموعة من اإلجراءات والتدابير المتخذة من طرف الحكومة‪ ،‬والتي تسعى من خاللها إلى تحقيق أهداف‬
‫اقتصادية محددة‪ ،‬مستخدمة وسائل وأدوات متنوعة‪.‬‬

‫‪ .1.1‬مفهوم السياسة المالية‪:‬‬

‫لم يكن هناك اتفاق على تعريف محدد للسياسة المالية‪ ،‬بالنظر إلى كون هذه السياسة بمثابة المرآة‬
‫العاكسة لدور الدولة في النشاط االقتصادي وتدخلها في الحياة االقتصادية‪ ،‬إذ ارتبط مفهوم السياسة المالية‬
‫واقترن بمبدأ حرية الدولة في رسم سياستها المالية وفق مجموعة األهداف الداخلية التي تسعى لتحقيقها‪ ،‬والتي‬
‫تختلف من دولة إلى أخرى تبعا الختالف طبيعة النظام االقتصادي السائد ودرجة تطوره‪.‬‬

‫من حيث المعنى األصلي‪ ،‬كان مصطلح "السياسة المالية" يرادف كل من "المالية العامة" و"ميزانية‬
‫الدولة"؛ إذ يرد ُكتّاب المالية العامة لفظ "السياسة المالية" إلى المصطلح الالتيني "‪ ،"Fisc‬الذي ُيقصد به بيت‬
‫المال أو الخزانة‪ .‬غير أن هذا المعنى لم يعد يتسع الستيعاب الوظائف والمهام الجديدة التي أنيطت بالدولة‪،‬‬
‫والتي أصبحت تؤديها هذه األخيرة في المجاالت االقتصادية‪ ،‬بعد التطور الذي ط أر على دورها االقتصادي‪.1‬‬

‫يمكن تعريف السياسة المالية على أنها "مجموعة من القواعد‪ ،‬واألساليب‪ ،‬والوسائل‪ ،‬واإلجراءات والتدابير‬
‫التي تتخذها الدولة إلدارة النشاط االقتصادي المالي لها بأكبر كفاءة ممكنة‪ ،‬لتحقيق مجموعة من األهداف‬
‫االقتصادية (واالجتماعية والسياسية) خالل فترة معينة"‪ .‬ومعنى ذلك أنه ُيقصد بالسياسة المالية "الطريق الذي‬

‫‪ 1‬الطوابي محمد حلمي‪" ،) 2007( .‬أثر السياسات المالية الشرعية في تحقيق التوازن المالي العام في الدولة الحديثة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫االسكندرية‪ ،‬ص‪.08 .‬؛ ‪ -‬حشيش عادل أحمد‪" ،)1992( .‬أساسيات المالية العامة‪ :‬مدخل لدراسة أصول الفن المالي لالقتصاد العام"‪ ،‬دار النهضة العربية‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.44 .‬‬

‫‪66‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تنتهجه الحكومة في تخطيط اإلنفاق العام وتدبير وسائل تمويله‪ ،‬كما يظهر في الموازنة العامة للدولة"‪ .‬وقد‬
‫تطور هذا المفهوم بتطور الدور الذي تلعبه الدولة في النشاط االقتصادي‪ ،‬ولكنه لم يخرج عن كونه "استخدام‬
‫الحكومة لإليرادات العامة واإلنفاق الحكومي أو العام‪ ،‬لتحقيق عدد من األهداف االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬
‫والمالية ‪-‬خالل فترة زمنية معينة‪ -‬ملخصة في تحقيق االستقرار االقتصادي‪ ،‬التنمية‪ ،‬العدالة في التوزيع‪،‬‬
‫توجيه النشاط االقتصادي‪ ،‬وعالج التضخم والكساد (االنكماش)"‪.1‬‬
‫غير ذلك وعلى سبيل المثال‪ ،‬يعرف ‪ )1973( Philip‬السياسة المالية على أنها "تلك السياسات واإلجراءات‬
‫المدروسة‪ ،‬والمتعلقة بمستوى ونمط اإلنفاق الذي تؤديه الحكومة من جهة‪ ،‬وبمستوى وهيكل اإليرادات التي‬
‫تحصل عليها من جهة أخرى"‪ .2‬بينما يعرفها ‪ ،)1982( Shapiro‬على أنها "تلك التصرفات المختلفة للحكومة‬
‫في النفقات والضرائب"‪ .3‬كما يعرفها ‪ ،)1998( Landais‬على أنها "مجموع اإلجراءات التي تندرج ضمن إطار‬
‫الوظيفة المالية للدولة‪ ،‬والتي تختص باإلنفاق واقتطاع اإليرادات‪ ،‬واالقتراض وتسيير الدين العام‪ ،‬بهدف‬
‫التأثير على الحياة االقتصادية"‪ .4‬في حين ينظر إليها ‪ William‬و‪ ،)2000( Blinder‬على أنها "خطة حكومية‬
‫‪5‬‬
‫لإلنفاق‪ ،‬وفرض الضرائب بهدف توجيه الطلب الكلي لالتجاه المرغوب فيه" ‪ .‬أما ‪ Horton‬و‪El-ganainy‬‬

‫(‪ ، )2009‬فيؤكدان على أن السياسة المالية تمثل "وسيلة الحكومة لتجنب األزمات المالية وتحقيق النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬من خالل استخدام اإلنفاق الحكومي والضرائب"‪.6‬‬

‫بناء على ما تقدم من تعاريف‪ ،‬يمكن القول –بشكل عام‪ -‬أن السياسة المالية هي دراسة تحليلية للنشاط‬
‫المالي للدولة أو الحكومة (االقتصاد العام)‪ ،‬والذي تستعين فيه األخيرة باألدوات المالية كالنفقات العامة‪،‬‬
‫والضرائب‪ ،‬والقروض العامة‪ ،‬للتأثير على كافة جوانب الحياة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بقصد تحقيق أهداف‬
‫معينة‪ ،‬يأتي في مقدمتها هدف النهوض باالقتصاد واشاعة االستقرار في مختلف قطاعاته‪ ،‬دفع عجلة‬
‫التنمية‪ ،‬تحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي وتوفير إمكانيات النمو المستقر لالقتصاد‪ ،‬وتحقيق العدالة‬
‫االجتماعية بإتاحة الفرص المتكافئة وتقليل التفاوت في توزيع المداخيل‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد المطلب عبد الحميد (‪" ،)2003‬سلسلة الدراسات االقتصادية‪ :‬السياسات االقتصادية على مستوى االقتصاد القومي (تحليل كلي)"‪ ،‬ط‪،01 .‬‬
‫مجموعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.43 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Philip. A.K. (1973), "The Management of Market, Oriented Economies: A Comparative Perspective", Wadsworth‬‬
‫‪Publishing Company, California, P. 176.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Shapiro. E. (1982), "Macroeconomic Analysis", Harcourt Brace Jovanovich INC, 5th edition, USA, P. 66.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Landais. B. (1998), "Leçons de Politique Budgétaire", De Boeck Université, Belgique, P. 9.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪William. J., and A. Blinder. (2000), "Macroeconomics Principles and Policy", The Dryden press, 8th edition, USA,‬‬
‫‪P. 102.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Horton. M., and A. El-ganiny. (2009), "Back to basics: What is fiscal policy?", finance and development, Vol. 46,‬‬
‫‪No. 2, June, PP. 52-53.‬‬

‫‪67‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2.1‬األهداف الرييسية لسسياسة المالية‪:‬‬

‫تهدف السياسة االقتصادية الكلية بشكل عام إلى إحداث تغييرات في القيم المستهدفة لبعض المتغيرات‬
‫االقتصادية الكلية‪ ،‬من خالل قواعد السياسة االقتصادية التي تمثل استجابة أدوات هذه السياسة ‪-‬ومن بينها‬
‫السياسة المالية‪ -‬النحرافات المتغيرات االقتصادية الكلية األساسية عن مستوياتها المثلى‪ ،‬وذلك بقصد تحقيق‬
‫األهداف النهائية للسياسة االقتصادية‪ ،‬سواء تعلق األمر بتشجيع النمو والتنمية االقتصادية‪ ،‬تحقيق االستقرار‬
‫االقتصادي‪ ،‬تخصيص الموارد‪ ،‬أو العدالة في توزيع الدخل‪ .1‬وباعتبارها إحدى أهم أدوات السياسة‬
‫االقتصادية الكلية‪ ،‬تسعى السياسة المالية ‪-‬باستخدام وسائل وأدوات خاصة‪ -‬إلى تحقيق مجموعة محددة من‬
‫األهداف االقتصادية‪ ،‬للوصول في نهاية المطاف إلى تحقيق الكفاءة االقتصادية‪ ،‬فيما يلي نذكر أهمها‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬االستقرار االقتصادي كهدف لسسياسة المالية‪:‬‬

‫يتطلب تحقيق االستقرار االقتصادي‪ ،‬بلوغ أربعة أهداف أساسية‪ ،‬ممثلة في تحقيق معدالت نمو اقتصادي‬
‫مقبولة‪ ،‬بلوغ مستوى التشغيل الكامل للموارد االقتصادية والحفاظ عليه‪ ،‬التحكم في معدالت التضخم وتجنب‬
‫التغيرات الكبيرة في المستوى العام لألسعار‪ ،‬إضافة إلى االستقرار في سعر صرف العملة المحلية والمحافظة‬
‫على التوازن الخارجي‪ .‬وهي األهداف التي تبدو مترابطة ومتداخلة‪ ،‬فبدون التشغيل الكامل ال يمكن بلوغ‬
‫مستوى الناتج الكامن لالقتصاد )‪ ،(Potential output‬في حين تؤدي تقلبات األسعار إلى سيادة حالة الشك‬
‫والاليقين‪ ،‬مؤدية بذلك إلى تعطيل وعرقلة مسار النمو االقتصادي‪.2‬‬

‫تسعى الحكومة باالعتماد على سياستها االقتصادية إلى تحقيق وبلوغ االستقرار االقتصادي الذي يعد‬
‫شرطا ضروريا للتنمية االقتصادية‪ ،‬وفي هذا الصدد تلعب السياسة المالية دو ار ال يقل أهمية عن دور باقي‬
‫السياسات االقتصادية‪ .‬فالسياسة المالية تمثل أداة أساسية للوصول إلى االستقرار االقتصادي واستدامته‪ ،‬من‬
‫خالل قدرتها على التحكم في مستويات الطلب الكلي‪ ،‬وبالتالي ضبط معدالت التضخم من جهة‪ ،‬ومستويات‬
‫التشغيل والبطالة من جهة أخرى‪ ،‬وذلك بفضل أدوات السياسة الضريبية وسياسة اإلنفاق العام‪.3‬‬

‫‪ .2.2.1‬السياسة المالية والتنمية االقتصادية‪:‬‬

‫عرف التنمية االقتصادية على أنها "العملية التي يرتفع بموجبها الدخل الوطني الحقيقي خالل فترة ممتدة‬
‫تُ ّ‬

‫‪ 1‬محمد هاني قنديل هند‪" ،) 2009( .‬السياسات االقتصادية الكلية والنمو االقتصادي في الصين"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة وإدارة‬
‫األعمال‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.01 .‬‬
‫‪ 2‬جوارتيني جيمس‪" ،) 1999( .‬االقتصاد الكلي‪ :‬االختيار العام والخاص"‪ ،‬ترجمة حمدي عبد الفتاح عبد الرحمن‪ ،‬دار المريخ‪ ،‬السعودية‪ ،‬ص‪.195 .‬‬
‫‪ 3‬القاضي عبد الحميد محمد‪" ،)1986( .‬مبادئ المالية العامة"‪ ،‬دار الجامعات المصرية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.235 .‬‬

‫‪68‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من الزمن"‪ ،1‬أو "هي العملية التي من خاللها تتحقق زيادة في متوسط نصيب الفرد من الدخل الحقيقي‪ ،‬والتي‬
‫تتم من خالل تغيرات هيكل اإلنتاج‪ ،‬ونوعية السلع والخدمات المنتجة‪ ،‬إضافة إلى إحداث تغييرات في هيكل‬
‫توزيع الدخل لصالح الفئات محدودة الدخل"‪.2‬‬

‫تلعب السياسة المالية دو ار إيجابيا في خلق التنمية االقتصادية‪ ،‬من خالل عملها على تعبئة الموارد‬
‫المالية لتمويل االستثمارات التنموية وزيادة مستوى النشاط االقتصادي للمجتمع‪ ،3‬باستخدام السياسة الضريبية‪،‬‬
‫وكذا اإلنفاق العام الذي يساهم في تمويل التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬حيث مثلت هذه الوظيفة المالية‬
‫التقليدية الدور ألساسي للدولة المتدخلة‪ ،‬وكانت أساس برامج األعمال الكبرى المنفذة خالل القرن التاسع‬
‫عشر في أوروبا الغربية‪ ،‬كما شهدت هذه الوظيفة طفرة كبيرة خالل القرن العشرين من خالل النمو الهائل‬
‫للنفقات االستثمارية والتحويلية‪ ،‬وكذا النفقات الخدمية الموجهة لتحسين البنية االقتصادية واالجتماعية‪.4‬‬

‫‪ .3.2.1‬السياسة المالية والتخصيص األمثل لسموارد‪:‬‬

‫يتوفر كل مجتمع على حجم معين من الموارد المتنوعة (البشرية‪ ،‬الطبيعية‪ ،‬وموارد رأس المال)‪ ،‬التي لبد‬
‫من تخصيصها وتوزيعها بكفاءة‪ ،‬بين مختلف أوجه اإلنتاج (للسلع والخدمات)‪ ،‬لتلبية األغراض والحاجات‬
‫المختلفة‪ ،‬وتحقيق أعلى مستوى ممكن من الرفاهية ألفراد المجتمع‪ .‬وتتلخص مشكلة تخصيص الموارد في‬
‫االختيار بين العديد من أوجه التفضيل‪ ،‬التي تتضمن التفضيل بين القطاع العام والقطاع الخاص‪ ،‬االختيار‬
‫بين تفضيل إنتاج السلع اإلنتاجية والسلع اإلستهالكية‪ ،‬التفضيل بين االستهالك العام والخاص‪ ،‬والتفضيل‬
‫بين الخدمات العامة والخاصة‪ ،‬وكل ذلك من أجل إشباع الحاجات التي تنال تفضيل أفراد المجتمع‪.5‬‬

‫بناء على إمكانية عجز جهاز السوق ‪-‬في بعض األحيان‪ -‬عن التخصيص األمثل للموارد‪ ،‬تتدخل الدولة‬
‫مستخدمة أدوات سياستها المالية (الضرائب‪ ،‬اإلنفاق العام‪ ،‬القروض العامة)‪ ،‬مستهدفة تحقيق الكفاءة‬
‫االقتصادية بإعادة توجيه وتخصيص الموارد‪ ،‬والعمل على حسن توجيه هذه عملية للوصول إلى التخصيص‬
‫األنسب‪ ،‬والذي يكفل تحقيق مختلف األهداف االقتصادية االجتماعية المسطرة‪.6‬‬

‫‪ 1‬فليح حسن خلف‪" ،)2006( .‬التنمية والتخطيط االقتصادي"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬عالم الكتاب الحديث للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،‬ص‪.177 .‬‬
‫‪ 2‬أحمد مجذوب أحمد علي‪" ،) 2003( .‬السياسة المالية في االقتصاد اإلسالمي‪ :‬دراسة مقابلة مع االقتصاد الرأسمالي"‪ ،‬ط‪ ،02 .‬هيئة األعمال الفكرية‪،‬‬
‫السودان‪ ،‬ص‪.89 .‬‬
‫‪ 3‬الحاج طارق محمد‪" ،)2012( .‬المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،‬ص‪.206 .‬‬
‫‪ 4‬ضيف أحمد‪" ،)2015( .‬أثر السياسة المالية على النمو االقتصادي المستديم في الجزائر (‪ ،")2012-1989‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.77-76 .‬‬
‫‪ 5‬دراوسي مسعود‪" ،)2006( .‬السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي‪ :‬حالة الجزائر (‪ ،")2004-1990‬أطروحة دكتواره غير منشورة‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.84-83 .‬‬
‫‪ - 6‬أحمد مجذوب أحمد علي‪ ،)2003( .‬ص ص‪.101-91 .‬‬
‫‪ -‬أبو السعود محمود فوزي‪" ،)2010( .‬مقدمة في االقتصاد الكلي"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.182 .‬‬

‫‪69‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .4.2.1‬السياسة المالية وهدف إعادة توزيع الدخل‪:‬‬

‫تهدف السياسة المالية إلى توزيع أمثل للدخل من خالل عملية إعادة توزيعه‪ ،‬إذ يعد الهدف األخير من‬
‫أهم أهداف السياسة المالية‪ ،‬لما في ذلك من تقليل للتفاوت في توزيع الدخول والثروات بين األفراد‪ ،‬الناتج عن‬
‫عدم عدالة توزيع عوائد ومكافآت عوامل اإلنتاج في مرحلة التوزيع األولي (باعتبار أن توزيع الدخل في هذه‬
‫المرحلة يتم وفق ملكية عوامل اإلنتاج)‪ ،‬وتقريب لطبقات المجتمع‪ ،‬مع ما يتبعه من عدالة اجتماعية‪.1‬‬

‫وتمثل السياسة الضريبية‪ ،‬وسياسة اإلنفاق العام‪ ،‬أهم أدوات السياسة المالية المستخدمة في إعادة توزيع‬
‫الدخل‪ ،‬وقد اقترح االقتصادي األلماني "‪ "Adolphe Wagner‬على الحكومات االنخراط في عملية إعادة توزيع‬
‫الدخل من خالل أنشطتها المتعلقة بالموازنة العامة‪ ،‬إذ يرى الباحث في هذا الصدد أن الضريبة والى جانب‬
‫دورها الكالسيكي‪ ،‬تمثل عامال منظِّما لتوزيع الدخل الوطني والثروة‪ .2‬كما يمكن للدولة أن تتدخل بشكل‬
‫مباشر من خالل أداة اإلنفاق العام بتقديم منح واعانات في مختلف المجاالت لصالح الفئات محدودة الدخل‪.3‬‬

‫‪ .3.1‬أدوات السياسة المالية وآثارها عسى النشاط االقتصادي‪:‬‬

‫من خالل العرض السابق يتجلى بوضوح أن السياسة المالية ألية دولة‪ ،‬ما هي إال برنامج مخطط ومنفذ‬
‫من طرف الحكومة‪ ،‬يقوم على استخدام مصادر اإليرادات وبرامج اإلنفاق العام من خالل الميزانية العامة‬
‫للدولة‪ ،‬إلحداث آثار مستهدفة وتجنب آثار غير مرغوبة على مختلف متغيرات النشاط االقتصادي‪ ،‬من أجل‬
‫بلوغ األهداف العامة للسياسة االقتصادية‪ .‬كما تتفق أدبيات المالية العامة على أن السياسة المالية تقوم على‬
‫استخدام ثالث أدوات‪ ،‬ممثلة في سياسة اإلنفاق العام‪ ،‬سياسة اإليرادات العامة‪ ،‬وسياسة العجز الموازني‪.‬‬

‫‪ .1.3.1‬سياسة اإلنفاق العام‪:‬‬

‫تعد سياسة اإلنفاق العام ركنا أساسيا من أركان السياسة المالية في أية دولة‪ ،‬وتتضمن السياسة اإلنفاقية‬
‫بناء على أسس موضوعية وعادلة ورشيدة‪،‬‬
‫العامة وضع البرامج‪ ،‬وتحديد المخصصات المالية‪ ،‬وتوزيعها ً‬
‫تشمل التوزيع الجغرافي‪ ،‬والتوزيع بين القطاعات وبين الوظائف واألجهزة الحكومية‪ ،‬وبين اإلنفاق الجاري‬
‫والرأسمالي االستثماري واالستهالكي‪ ،‬وغير ذلك من األسس المدروسة‪.4‬‬

‫‪ 1‬عبد المنعم فوزي‪" ،) 1971( .‬المالية العامة والسياسة المالية"‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ص‪.37-35 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Tanzi. V. (2004), "Fiscal Policy When Theory Collides With Reality", Paper Presented at the Congress of the‬‬
‫‪International Institute of Public Finance, Bocconi university, Milan, August 25, P. 02.‬‬
‫‪ 3‬ضيف أحمد‪ ،)2015( .‬ص‪.77 .‬‬
‫‪ 4‬عواملة نائل عبد الحافظ‪" ،)1996( .‬تحليل سياسة اإلنفاق العام في األردن خالل السنوات المالية (‪ ،")1993-1984‬مجلة جامعة الملك سعود‪ ،‬مج‪،8 .‬‬
‫العلوم اإلدارية (‪ ،)1‬الرياض‪ ،‬ص ص‪.81-51 .‬‬

‫‪70‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يعرف علماء المالية "النفقة العامة" )‪ (Public Expenditure‬على أنها "مبلغ نقدي يقوم بإنفاقه شخص‬
‫عام بقصد إشباع حاجة من الحاجات العامة"‪ .1‬أو على أنها "مبلغ نقدي يخرج من الذمة المالية للدولة أو‬
‫أحد تنظيماتها بقصد تحقيق حاجة عامة"‪ .2‬ويبدو من خالل هذه التعاريف أن النفقة العامة تقوم على ثالثة‬
‫أركان أساسية تتضمن‪ ،‬الصفة النقدية للنفقة العامة‪ ،‬صدور النفقة العامة عن جهة أو شخص عام (الدولة أو‬
‫إحدى هيئاتها)‪ ،‬كما أن الغرض والهدف الذي تنشده النفقة العامة يذهب إلى تحقيق نفع عام أو حاجة عامة‪.‬‬

‫أ‪ .‬تصنيفات وتقسيمات النفقات العامة‪:‬‬

‫بالبحث في تركيبة ومضمون وطبيعة النفقات العامة‪ ،‬نجد أن تطور دور الدولة ومهامها وتزايد مظاهر‬
‫تدخلها في الحياة االقتصادية واالجتماعية قد أدى إلى تنوع هذه النفقات‪ ،‬حيث وضع ُكتَّاب المالية عدة‬
‫تقسيمات لها وفق معايير متنوعة‪ ،‬بما يتالءم وظروف مختلف الدول ودرجة تطورها االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫النفقات اإلدارية‪ ،‬النفقات االقتصادية‪ ،‬والنفقات االجتماعية‪:‬‬

‫يتم التمييز بين ثالث أنواع للنفقات العامة وفق التقسيم الوظيفي لها‪ ،‬والذي يجري تبعا للوظائف التي‬
‫تؤديها الدولة‪ ،‬باعتبار اإلنفاق العام مقياسا لحجم دور الدولة في النشاط االقتصادي‪ .‬ويميز االقتصاديين بين‬
‫ثالث وظائف أساسية للدولة متمثلة في الوظيفة اإلدارية‪ ،‬الوظيفة االقتصادية‪ ،‬والوظيفة االجتماعية‪.‬‬

‫تتضمن النفقات اإلدارية كافة النفقات الحكومية (الرواتب‪ ،‬األجور‪ )...‬الموجهة لتسيير وادارة وتشغيل‬
‫المرافق العامة‪ ،‬من دفاع وأمن وعدالة والتمثيل الدبلوماسي وكل المرافق االقتصادية واإلدارية‪ .‬بينما تشمل‬
‫النفقات االقتصادية كل النفقات الحكومية التي ترمي إلى تحقيق أهداف اقتصادية معينة‪ ،‬كتشجيع وحدات‬
‫القطاع الخاص لزيادة اإلنتاج‪ ،‬كما تشمل كل ما ينفق على الخدمات األساسية‪ ،‬كالطاقة والنقل ومشاريع‬
‫البنية التحتية‪ .‬أما النفقات االجتماعية فتتعلق بأهداف وأغراض زيادة مستوى الرفاه االجتماعي‪ ،‬وتضم‬
‫النفقات الحومية على التعليم والصحة واإلسكان‪ ،‬واإلعانات النقدية االجتماعية‪.3‬‬

‫النفقات العادية والنفقات غير العادية‪:‬‬

‫على أساس االنتظام والتكرار الدوري‪ ،‬تم تقسيم النفقات العامة إلى نوعين؛ نفقات عادية ونفقات غير‬
‫عادية‪ .‬النفقات العادية هي نفقات جارية تتحقق عادةً‪ ،‬ويتكرر تحققها خالل فترات دورية منتظمة‪ ،‬غالبا ما‬

‫‪ 1‬مجدي شهاب‪" ،)2004( .‬أصول االقتصاد العام (المالية العامة)"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.193 .‬‬
‫‪ 2‬دراز حامد عبد المجيد‪" ،)2001( .‬مبادئ المالية العامة"‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪.267 .‬‬
‫‪ - 3‬عبد العزيز عثمان سعيد‪" ،) 2003( .‬مقدمة في االقتصاد العام (مالية عامة)‪ :‬مدخل تحليلي معاصر"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص‪.460 .‬‬
‫‪ -‬طاقة محمد‪ ،‬وهدى العزاوي‪" ،)2007( .‬اقتصاديات المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار الميسرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،‬ص‪.54 .‬‬

‫‪71‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تكون سنة‪ ،‬دون أن يعني هذا االنتظام ثبات مقد ار النفقة‪ ،‬أو تكرارها بالحجم ذاته‪ ،‬ومثالها مرتبات العمال‬
‫ونفقات تحصيل الضرائب وغيرها‪ .‬أما النفقات غير العادية‪ ،‬فهي نفقات استثنائية ال يتكرر تحققها دوريا‪،‬‬
‫تحدث على فترات متباعدة بصورة غير منتظمة‪ ،‬ومثالها النفقات االستثمارية الضخمة‪ ،‬ونفقات الحروب‪.1‬‬

‫النفقات الحقيقية والنفقات التحويسية‪:‬‬

‫وفق المعيار االقتصادي‪ ،‬الذي يتضمن طبيعة النفقات العامة على أساس المقابل وحسب تأثيرها في‬
‫الدخل واإلنتاج الوطني‪ ،‬تُقسم النفقات العامة إلى قسمين؛ نفقات حقيقية ونفقات تحويلية‪ .‬تنطوي النفقات‬
‫الحقيقية على النفقات العامة التي تؤدي بشكل مباشر إلى زيادة اإلنتاج الوطني‪ ،‬فهي تمثل النفقات المنتجة‬
‫التي تتم بمقابل الحصول على السلع والخدمات أو رؤوس األموال اإلنتاجية‪ ،‬ومثالها النفقات االستثمارية‬
‫الرأسمالية ونفقات مستلزمات المرافق العامة‪ .‬بينما تمثل النفقات التحويسية تلك النفقات العامة التي ال تؤدي‬
‫مباشرة إلى زيادة الناتج الوطني‪ ،‬والتي تنفقها الدولة دون الحصول على مقابل‪ ،‬حيث تهدف إلى إعادة توزيع‬
‫الدخل بين المواطنين‪ ،‬ومن أمثلتها نفقات اإلعانات االجتماعية والدعم الحكومي والضمان االجتماعي‪.2‬‬

‫ب‪ .‬ظاهرة تزايد ونمو النفقات العامة وأهم األطروحات المفسرة لها‪:‬‬

‫لقد تغيرت النظرة إلى اإلنفاق العام بتغير اتجاه الفكر االقتصادي نحو أهمية دور الدولة التدخلي في‬
‫الحياة االقتصادية‪ ،‬حيث شهد هذا اإلنفاق بذلك زيادة مطردة ومستمرة في مختلف دول العالم‪ ،‬حتى أصبحت‬
‫ظاهرة اتجاهه إلى التزايد والتنوع من الظواهر المألوفة في المالية العامة (ظاهرة نمو اإلنفاق العام)‪ ،‬إذ كثرت‬
‫حولها الكتابات تحليال ودراسة ألسبابها وآثارها المختلفة‪ ،‬السيما في كفاءة استخدام الموارد العامة‪.3‬‬

‫قانون ‪:)1892( Wagner‬‬

‫بعد فشل النظرية التقليدية للنمو االقتصادي وعجزها عن تقديم التفسيرات الشافية لظاهرة تزايد النفقات‬
‫العامة‪ ،‬جاءت بعض الدراسات التي خطت خطوة إيجابية في هذا المجال‪ ،‬كان أهمها دراسة االقتصادي‬
‫األلماني "‪ "A. Wagner‬عام (‪ ،)1892‬الذي يعود له الفضل في صياغة قانون تزايد النفقات العامة الذي‬
‫أصبح يعرف بـ "قانون ‪ ،"Wagner‬حيث قام الباحث بدراسة تطور اإلنفاق العام في الدول األوروبية خالل‬
‫القرن التاسع عشر‪ ،‬ليتوصل إلى استنتاجات عديدة صاغها في صورة القانون االقتصادي الذي عرف باسمه‪.‬‬

‫‪ - 1‬مجدي محمود شهاب‪" ،)1999( .‬االقتصاد المالي‪ :‬نظرية مالية الدولة‪-‬السياسات المالية للنظام الرأسمالي"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫ص‪.56 ،‬؛ ‪ -‬فليح حسن خلف‪" ،)2008( .‬المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ، 01 .‬عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.125 .‬‬
‫‪ 2‬الوادي محمود حسين‪ ،‬وزكريا أحمد عزام‪" ،)2007( .‬مبادئ المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ص‪.141-140 .‬‬
‫‪ 3‬ونيس فرج عبد العال‪" ،) 1996( .‬عجز الموازنة العامة في الكويت ومصر‪ ،‬األسباب والعالج‪ :‬دراسة مقارنة"‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬مج‪ ،24 .‬ع‪.‬‬
‫‪ ،1‬ربيع ‪ ،1996‬الكويت‪ ،‬ص ص‪.94-51 .‬‬

‫‪72‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتلخص قانون "‪ "Wagner‬في أن "تحقيق المجتمع لمعدل معين من النمو االقتصادي يؤدي إلى اتساع‬
‫نشاط الدولة‪ ،‬ومن ثم زيادة اإلنفاق العام بمعدل يفوق معدل زيادة متوسط نصيب الفرد من الناتج الوطني"‪،1‬‬
‫مما يعني أن تطور النفقات العامة هو نتيجة طبيعية لتغير الهيكل االقتصادي واالجتماعي للدول‪ ،‬بحيث‬
‫توجد عالقة طردية بين مستوى التطور االقتصادي وحجم اإلنفاق العام‪ .‬وفي هذا الصدد تجدر اإلشارة إلى‬
‫أن ارتفاع معدالت النمو في النفقات العامة ال يعني بالضرورة ارتفاع جودة ونوعية الخدمات التي تؤديها‬
‫الحكومة‪ ،‬فقد تعود هذه الزيادة في مجملها أو في جزء منها إلى أسباب غير حقيقية (ظاهرية)‪ ،‬تؤدي إلى‬
‫زيادة اإلنفاق العام دون زيادة المنافع المترتبة عنه‪.2‬‬

‫أطروحة ‪ Peacock‬و‪:)1961( Wiseman‬‬

‫في دراسة لهما حول تطور النفقات العامة بالنسبة إلجمالي الناتج المحلي في المملكة المتحدة خالل‬
‫الفترة (‪ ،)1955-1890‬خلُص ‪ Peacock‬و‪ )1961( Wiseman‬إلى أن النمو االقتصادي‪ ،‬ال يعد العامل الوحيد‬
‫المسؤول عن ارتفاع اإلنفاق العام‪ ،‬حيث أشار الباحثين أن األزمات التاريخية على غرار الحروب‪ ،‬مشاكل‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وأزمات البطالة الهيكلية‪ ،‬تلعب دو ار هاما في تحديد حجم اإلنفاق العام‪ ،‬الذي يزيد بوتيرة مفاجئة‬
‫وكبيرة مع زيادة النشاط الحكومي خالل هذه األزمات أين يتم إحالله محل اإلنفاق الخاص‪ ،3‬ويحافظ على‬
‫ذلك المستوى المرتفع بعد انقضائها وال يرجع إلى المستوى الذي كان عليه من قبل‪.4‬‬

‫ج‪ .‬آثار النفقات العامة عسى متغيرات النشاط االقتصادي‪:‬‬

‫تكتسي دراسة اآلثار التي تخلفها النفقات العامة على مختلف متغيرات النشاط االقتصادي أهمية بالغة‪،‬‬
‫في ظل اإلتجاه المتزايد نحو استخدام اإلنفاق العام كأداة لتحقيق العديد من األهداف االقتصادية‪ ،‬وما يطرحه‬
‫من ضرورة تحديد مختلف االستخدامات التي يتوجب توجيه هذه النفقات نحوها لتحقيق األهداف المنشودة‪.‬‬

‫أثر النفقات العامة عسى الناتج الوطني والعمالة‪:‬‬

‫تُحدث النفقات العامة آثا ار اقتصادية مباشرة على الناتج الوطني والعمالة من خالل تأثيرها في حجم الطلب‬

‫‪ 1‬لتفاصيل أوفر حول قانون ‪ ،Wagner‬أنظر‪ - :‬الخطيب خالد شحادة‪ ،‬وأحمد زهير شامية‪" ،)2003( .‬أسس المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار وائل للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ص‪.78-75 .‬؛ ‪ -‬لطفي علي‪ ،‬ومحمد العدل‪" ،)1986( .‬اقتصاديات المالية العامة"‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص‪.29-28 .‬‬
‫‪- Musgrave. R.A., (1984), "Public finance in theory and practice", 4th edition, McGraw hill, new York, PP.133-139.‬‬
‫‪ 2‬صنف علماء المالية العامة أسباب تزايد النفقات العامة في مجموعتين ضمنها أسباب ظاهرية وأسباب حقيقية‪ ،‬للتفاصيل أنظر‪ - :‬الوادي محمود حسين‪،‬‬
‫وزكريا أحمد عزام‪ ،)2007( .‬ص ص‪.134-123 .‬؛ ‪ -‬مجدي شهاب‪ ،)2004( .‬ص ص‪.226-217 .‬؛ ‪ -‬ضيف أحمد‪ ،)2015( .‬ص ص‪.97-96 .‬‬
‫‪ 3‬يُسمى هذا األثر بأثر اإلحالل أو اإلزاحة )‪ ، (displacement effect‬ويعمل مع أثر الرقابة وأثر التركيز على تزايد اإلنفاق العام في شكل رجات‬
‫عنيفة أوتدرج‪ ،‬أنظر‪ - :‬علي محمد خليل‪ ،‬وسليمان أحمد اللوزي‪" ،)1999( .‬المالية العامة"‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ص‪.126-124 .‬‬
‫‪ 4‬لتفاصيل أدق‪ ،‬أنظر‪- Peacock. A.T., and J. Wiseman. (1961), "The Growth of Public Expenditure in the United :‬‬
‫‪Kingdom", NBER General Series, No. 72, published by Princeton University Press, Princeton, PP. 12-61.‬‬

‫‪73‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الكلي الفعلي‪ ،‬على اعتبار أن اإلنفاق العام يمثل جزءا هاما من هذا الطلب‪ ،‬تزداد أهميته بازدياد مظاهر‬
‫تدخل الدولة في الحياة العامة‪ ،‬وتختلف باختالف حجم النفقة ونوعها‪ .‬هذا يعني أن أثر النفقة العامة على‬
‫اإلنتاج والعمالة‪ ،‬يرتبط بمدى تأثير الطلب الكلي الفعلي في حجم هتين المتغيرتين‪ ،‬وهو ما يتوقف بدوره على‬
‫مدى مرونة الجهاز اإلنتاجي‪ ،‬ومدى قدرة األفراد على العمل واالدخار واالستثمار؛ والواقع يؤكد أن النفقات‬
‫العامة تعمل على زيادة القدرات والطاقات اإلنتاجية لالقتصاد الوطني‪ ،‬من خالل النفقات االستثمارية والنفقات‬
‫االجتماعية والعسكرية‪ ،‬مخلفة بذلك انعكاسا إيجابيا على الناتج والدخل الوطني‪ ،‬والعمالة والنمو االقتصادي‪.1‬‬

‫أثر النفقات العامة عسى اإلستهالك‪ ،‬اإلدخار‪ ،‬واإلستثمار‪:‬‬

‫يقصد باآلثار المباشرة للنفقات العامة على اإلستهالك الوطني‪ ،‬تلك الزيادة في الطلب االستهالكي‬
‫الناتجة عن اإلنفاق العام‪ ،‬حيث يؤثر هذا األخير على اإلستهالك بشكل مباشر من خالل نفقات اإلستهالك‬
‫الحكومي‪ ،‬أو من خالل ما توزعه الدولة على األفراد في شكل أجور أو إعانات اجتماعية‪ ،‬يخصص جزء‬
‫معين منها لالستهالك‪ .‬وبتأثيرها على اإلستهالك‪ ،‬تؤثر النفقات العامة كذلك على اإلدخار الذي ما هو إال‬
‫الجزء من الدخل الذي لم يتم استخدامه في اإلنفاق على اإلستهالك؛ حيث ينجم عن ارتفاع الجزء المخصص‬
‫من الدخل لالستهالك آثار سلبية على اإلدخار تتبعها تأثيرات سلبية على االستثمار واإلنتاج‪ .‬كما من شأن‬
‫اإلنفاق العام تعزيز القدرات االدخارية لألفراد والمجتمع‪ ،‬من خالل توجيهه لدعم أسعار السلع االستهالكية‪،‬‬
‫ومن شأنه تعزيز مستويات االستثمار من خالل ارتفاع حجم النفقات االستثمارية والمشاريع اإلنتاجية للدولة‪.2‬‬

‫أثر النفقات العامة عسى مستويات األسعار‪:‬‬

‫يختلف تأثير اإلنفاق العام على المستوى العام لألسعار‪ ،‬ويتوقف بصورة أساسية على األهداف التي‬
‫يرمي إليها هذا اإلنفاق‪ .‬حيث ينتج عن النفقات الهادفة إلى رفع القوة الشرائية لألفراد وتشجيع اإلستهالك‬
‫(كاإلعانات اإلجتماعية ومنح العمال) ارتفاع ملحوظ في األسعار‪ ،‬إذا كان االقتصاد قد بلغ وضعية التشغيل‬
‫الكامل أو كان يعاني من اختناقات عدم مرونة الجهاز اإلنتاجي‪ ،‬بينما يؤدي توجيه اإلنفاق العام نحو‬
‫االستثمار إلى انخفاض نسبي في األسعار نتيجة زيادة المعروض من السلع؛ في حين تتميز النفقات الرامية‬
‫إلى تخفيض حجم الدين العام بفعالية أقل في التأثير على مستويات األسعار‪.3‬‬

‫‪ 1‬تفاصيل أوفر‪ ،‬ضمن‪ - :‬محرزي محمد عباس‪" ،)2005( .‬اقتصاديات المالية العامة‪ :‬النفقات العامة‪ -‬اإليرادات العامة‪ -‬الميزانية العامة للدولة"‪ ،‬ط‪.‬‬
‫‪ ،02‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.124-120 .‬؛ ‪ -‬سوزي عدلي ناشد‪" ،)2006( .‬المالية العامة‪ :‬النفقات العامة‪-‬اإليرادات العامة‪-‬‬
‫الميزانية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ص‪.74-71 .‬؛ ‪ -‬فليح حسن خلف‪ ،)2008( .‬ص ص‪.139-136 .‬‬
‫‪ 2‬لتفاصيل أدق‪ ،‬أنظر‪ - :‬فليح حسن خلف‪ ،)2008( .‬ص ص‪.145-140 .‬؛ ‪ -‬محرزي محمد عباس‪ ،)2005( .‬ص ص‪.125-124 .‬‬
‫‪ -‬العبيدي سعيد علي محمد‪" ،)2011( .‬اقتصاديات المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار دجلة ناشرون وموزعون‪ ،‬عمان‪-‬ا ٍألدن‪ ،‬ص ص‪.96-95 .‬‬
‫‪ 3‬تفاصيل أدق‪ ،‬ضمن‪ - :‬مجدي شهاب‪ ،)2004( .‬ص ص‪.247-246 .‬؛ ‪ -‬فليح حسن خلف‪ ،)2008( .‬ص ص‪.147-145 .‬‬

‫‪74‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اآلثار غير المباشرة لسنفقات العامة‪:‬‬

‫عالوة على ما سبق‪ ،‬يتولد عن النفقات العامة آثار اقتصادية غير مباشرة على كل من اإلستهالك‬
‫واإلستثمار ‪-‬وبالتالي على اإلنتاج الوطني‪ -‬من خالل ما يعرف بـ "دورة الدخل"‪ ،‬التي ترفق بـأثر المضاعف‬
‫)‪ (Multiplier effect‬بالنسبة لالستهالك المولد (المحث)‪ ،‬الذي يتضمن زيادات متتالية في اإلستهالك خالل‬
‫دورة الدخل الناتجة عن الزيادة األولية في اإلنفاق‪ ،‬إضافة إلى أثر المعجل )‪ (Accelerator effect‬بالنسبة‬
‫لالستثمار المولد ‪ ،‬والذي يعني أن الزيادة األولية في اإلنفاق العام‪ ،‬تكون مصحوبة بزيادات متتالية في‬
‫االستثمار –وبالتالي في اإلنتاج‪ -‬خالل دورة الدخل‪.1‬‬

‫‪ .2.3.1‬سياسة اإليرادات العامة‪:‬‬

‫تمثل اإليرادات العامة الوسيلة واألداة التي تعتمد عليها الدولة ألداء دورها في التدخل لتحقيق اإلشباع‬
‫العام‪ .‬وتعتبر اإليرادات العامة بمثابة األساس الذي يتم االستناد عليه في تمويل النفقات العامة التي تؤدي‬
‫الدولة من خاللها نشاطاتها المالية‪ ،‬وذلك بما يكفل تحقق األهداف التي تسعى إلى تحقيقها عن طريق ماليتها‬
‫العامة وسياستها المالية‪.‬‬

‫يمكن تعريف اإليرادات العامة على أنها "تمثل مجموع الدخول واألموال التي تحصل عليها الدولة من‬
‫المصادر المختلفة‪ ،‬سواء بصفتها السيادية‪ ،‬أو من خالل أنشطتها وأمالكها الذاتية‪ ،‬أو من مصادر أخرى‬
‫(سواء كانت قروضا داخلية أو خارجية‪ ،‬أو مصادر تضخمية)‪ ،‬وذلك من أجل تغطية اإلنفاق العام خالل‬
‫فترة زمنية معينة‪ ،‬لبلوغ عدد من األهداف االقتصادية واالجتماعية والمالية"‪ .2‬وقد تطورت اإليرادات العامة‬
‫مع تطور دور الدولة في الحياة االقتصادية واالجتماعية وتطور الفكر االقتصادي‪ ،‬فبعد أن كانت أداة لتمويل‬
‫اإلنفاق العام في الفكر الكالسيكي‪ ،‬أصبحت أداة للتوجيه االقتصادي واالجتماعي في الفكر الكينزي‪ .‬وتبعا‬
‫لهذه التطورات في استخداماتها وأهدافها‪ ،‬تعددت أنواعها ومصادرها‪ ،‬واختلفت طبيعتها وأساليب تحصيلها‪.‬‬

‫أ‪ .‬أنواع اإليرادات العامة ومصادرها‪:‬‬

‫تختلف مصادر اإليرادات العامة وتتنوع حسب طبيعة النظام االقتصادي والمالي والسياسي السائد في‬
‫دولة‪ ،‬وقد حاول المفكرون في مجال المالية تقسيم اإليرادات العامة إلى أقسام متعددة‪ ،‬يضم كل منها‬
‫اإليرادات المتشابهة في الخصائص‪ ،‬غير أن الفكر المالي لم يتفق على تقسيم محدد لهذه اإليرادات‪ .3‬لذلك‬

‫‪ 1‬للتفاصيل‪ ،‬أنظر‪ - :‬محرزي محمد عباس‪ ،)2005( .‬ص ص‪.132-129 .‬؛ ‪ -‬العبيدي سعيد علي محمد‪ ،)2011( .‬ص ص‪.101-98 .‬‬
‫‪ 2‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،)2003( .‬ص‪.63 .‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪ :‬سوزي عدلي ناشد‪ ،)2006( .‬ص ص‪.87-85 .‬‬

‫‪75‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سوف نتناول أهم أنواع مصادر اإليرادات العامة دون التقيد بتقسيم معين‪.‬‬

‫إيرادات الدولة من ممتسكاتها )‪:(Domaine‬‬

‫تحصل الدولة على جزء من إيراداتها من غلة األموال التي تملكها‪ ،‬حيث تملك الدولة أمواال منقولة على‬
‫غرار السلع التي تبيعها والخدمات التي تقدمها‪ ،‬وأمواال غير منقولة كالعقارات والمناجم وآبار النفط والغابات‪،‬‬
‫وتتوقف األهمية النسبية لهذه اإليرادات على نوع النظام االقتصادي السائد وعلى درجة تطور الدور التدخلي‬
‫للدولة في االقتصاد‪ .‬لقد شاع استخدام المصطلح الفرنسي "الدومين‪ "Domaine-‬في األدبيات المالية للتعبير‬
‫عن أمالك الدولة‪ ،‬وتقسم هذه األمالك باعتبار الدولة شخصا معنويا إلى نوعين‪:1‬‬

‫‪ ‬األمالك العامة (الدومين العام‪:)Public Domaine-‬‬

‫الم َّ‬
‫عدة لالستعمال العام وتحقيق النفع العام‪ ،‬والتي تخضع ألحكام القانون‬ ‫يقصد بها ممتلكات الدولة ُ‬
‫العام؛ ومن أمثلتها الطرق‪ ،‬الموانئ‪ ،‬المتاحف‪ ،‬السدود‪...‬إلخ‪ .‬ورغم أن الدولة ال تتقاضى ثمنا مقابل استعمال‬
‫واستغالل األفراد لهذه األمالك‪ ،‬إال أنها في بعض األحيان تفرض رسوما على هذا االستعمال ألغراض‬
‫تنظيمية‪ ،‬كالرسوم التي تفرض على زيارة الحدائق العامة والمتاحف على سبيل المثال‪.2‬‬

‫‪ ‬األمالك الخاصة (الدومين الخاص‪:)Privet Domaine-‬‬

‫هي األمالك التي تملكها الدولة ملكية خاصة‪ ،‬والتي تخضع ألحكام القانون الخاص (شأنها في ذلك شأن‬
‫الم َّ‬
‫عدة لالستغالل التجاري بهدف تحقيق الربح‪ ،‬إذ أن هذه‬ ‫ممتلكات األشخاص)‪ ،‬وتتكون من ممتلكات الدولة ُ‬
‫األمالك تكون ُمدرة لإليرادات العامة على غرار المصانع‪ ،‬الفنادق‪ ،‬والعقارات‪ .‬ويتكون الدومين الخاص من‪:3‬‬

‫‪ ‬الدومين العقاري والزراعي (الدومين التقسيدي)‪ :‬يتكون من المناجم والمحاجر والثروات المعدنية (الدومين‬
‫اإلستخراجي)‪ ،‬واألراضي الزراعية والغابات‪ ،‬والمباني والعقارات التي تعود ملكيتها للدولة‪.‬‬
‫‪ ‬الدومين الصناعي والتجاري‪ :‬يتكون من النشاطات والمشاريع العامة ذات الطابع الصناعي أو التجاري‪،‬‬
‫حيث تحصل الدولة مقابل قيامها بهذا النوع من النشاطات على ما يسمى بإيرادات "الثمن العام"‪.‬‬
‫‪ ‬الدومين المالي‪ :‬يعد من أحدث أنواع الدومين‪ ،‬ويقصد به حق الدولة في إصدار النقود ومحفظتها من‬
‫األوراق المالية كاألسهم والسندات المملوكة للدولة‪.‬‬

‫‪ - 1‬الخطيب خالد شحادة‪ ،‬وأحمد زهير شامية‪ ،)2003( .‬ص‪133 .‬؛ ‪ -‬العبيدي سعيد علي محمد‪ ،)2011( .‬ص‪.108 .‬‬
‫‪ 2‬عصفور محمد شاكر‪" ،)2008( .‬أصول الموازنة العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،‬ص‪.347 .‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪ - :‬الوادي محمود حسين‪ ،‬وزكريا أحمد عزام‪ ،)2007( .‬ص ص‪.105-102 .‬؛ ‪ -‬طاقة محمد‪ ،‬وهدى العزاوي‪ ،)2007( .‬ص ص‪.78-77 ،‬‬
‫‪ -‬الهيتي نوزاد عبد الرحمن‪ ،‬ومنجد عبد اللطيف الخشالي‪" ،)2006( .‬المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار المناهج للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،‬ص ص‪.87-84 .‬؛ ‪ -‬سوزي عدلي ناشد‪ ،)2006( .‬ص ص‪.100-92.‬‬

‫‪76‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إيرادات الدولة السيادية (الجبرية)‪:‬‬

‫تحصل الدولة على جزء مهم من إيراداتها من خالل استخدامها لعنصر اإلجبار‪ ،‬بالنظر لما تتمتع به من‬
‫سلطة على األفراد‪ ،‬وحق في السيادة‪ .‬وتتمثل اإليرادات السيادية في الضرائب‪ ،‬الرسوم‪ ،‬الغرامات واإلتاوات‪.‬‬

‫‪ ‬اإليرادات من الضرايب )‪:(Taxes‬‬

‫تعد الضريبة من أقدم وأهم مصادر اإليرادات العامة‪ ،‬حيث شكلت خالل م ارحل طويلة أساس الدراسات‬
‫عرف الضريبة على أنها "فريضة نقدية (اقتطاع نقدي) تأخذها الدولة جب ار من الوحدات االقتصادية‬
‫المالية‪ .‬وتُ َّ‬
‫(األفراد الطبيعيين والمعنويين) وفق مقدرتها التكليفية‪ ،‬بصفة نهائية ومن دون مقابل مباشر‪ ،‬وذلك كمساهمة‬
‫منها في التكاليف واألعباء العامة"‪.1‬‬

‫تتفق جل تعاريف الضريبة ‪-‬رغم اختالفها في بعض التفاصيل‪ -‬حول أن الضريبة تتميز بمجموعة من‬
‫الخصائص تتضمن الصفة النقدية واإلجبارية للضريبة‪ ،‬مراعاة القدرة التكليفية للمكلفين‪ ،‬كما أنها فريضة‬
‫ذات أهداف ترمي إلى تحقيق النفع العام‪ ،‬وان كانت تُدفع بدون مقابل مباشر وبصورة نهائية‪ .2‬كما تقوم‬
‫الضريبة على مجموعة من األسس والقواعد‪ ،‬تتضمن قاعدة العدالة والمساواة حسب المقدرة )‪(Equality Rule‬‬

‫قاعدة اليقين والوضوح )‪ ،(Certainty Rule‬مبدأ المالئمة في الدفع )‪ ،(Conveniance of Payment‬وقاعدة‬


‫االقتصاد في نفقات الجباية والتحصيل )‪.3(Economy in Collection‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬تم تقسيم الضريبة ‪-‬وفق معايير مختلفة‪ -‬إلى عدة أقسام وأصناف‪ ،‬تمثل أهمها في‪:‬‬

‫‪ ‬الضرايب عسى األفراد والضرايب عسى األموال‪ :‬وجدت الضريبة على األفراد منذ القدم‪ ،‬حيث كانت تسمى‬
‫"الضريبة على الرؤوس"‪ ،‬وفيها يكون الفرد –ذاته‪ -‬الموجود داخل إقليم الدولة هو محل أو وعاء الضريبة‬
‫بغض النظر عن امتالكه للثروة‪ ،‬لكن بعد ظهور النظام الرأسمالي أصبحت األموال (سواء كانت رأس‬
‫مال أو دخل) وحدها ما يشكل أساس فرض الضريبة‪.4‬‬
‫‪ ‬الضرايب عسى الدخل‪ ،‬عسى رأس المال‪ ،‬والضرايب عسى اإلنفاق‪ :‬بالنسبة للضريبة على الدخل يتخذ‬
‫المشرع من دخل األشخاص الطبيعيين والمعنويين وعاء للضريبة‪ ،‬باعتبار الدخل معيا ار مناسبا للتعبير‬

‫‪ 1‬خالصي رضا‪" ،) 2006( .‬النظام الجبائي الجزائري الحديث‪ :‬جباية األشخاص الطبيعيين والمعنويين"‪ ،‬ج‪ ،01 .‬ط‪ ،02 .‬دار هومة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ص‪.11 .‬؛ ‪ -‬الهيتي نوزاد عبد الرحمن‪ ،‬ومنجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،)2006( .‬ص‪.92 .‬‬
‫‪ 2‬أنظر على سبيل المثال‪ - :‬سوزي عدلي ناشد‪ ،)2006( .‬ص ص‪.120-115 .‬؛ ‪ -‬مجدي شهاب‪ ،)2004( .‬ص ص‪.307-303 .‬‬
‫‪ 3‬للتفاصيل‪ ،‬أنظر‪ - :‬يونس منصور ميالد‪" ،) 2004( .‬مبادئ المالية العامة‪ :‬النفقات العامة‪ ،‬اإليرادات العامة‪ ،‬الميزانية العامة"‪ ،‬المؤسسة الفنية للطباعة‬
‫والنشر‪ -‬اتحاد مكتبات الجامعات المصرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ص‪.116-115 .‬؛ ‪ -‬طاقة محمد‪ ،‬وهدى العزاوي‪ ،)2007( .‬ص ص‪.92-90 .‬‬
‫‪ 4‬للتفاصيل‪ ،‬أنظر‪ - :‬سوزي عدلي ناشد‪ ،)2006( .‬ص ص‪.205-134 .‬؛ ‪ -‬الهيتي نوزاد عبد الرحمن‪ ،‬ومنجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،)2006( .‬ص‬
‫ص‪.104-101 .‬؛ ‪ -‬العبيدي سعيد علي محمد‪ ،)2011( .‬ص ص‪.137-131 .‬؛ ‪ -‬مجدي شهاب‪ ،)2004( .‬ص ص‪.379-325 .‬‬

‫‪77‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عن قدرة المكلف‪ .‬بينما تمس الضرائب على رأس المال ما يملكه األفراد من عناصر الثروة‪ ،‬من قيم‬
‫منقولة وغير منقولة‪ ،‬أما الضرائب على اإلنفاق فتُفرض على كل نشاط إنفاقي (استهالك‪ ،‬إنتاج‪.)...‬‬
‫الم َّ‬
‫وحدة تُفرض على اإليرادات التي يحصل‬ ‫‪ ‬الضرايب الموحدة والضرايب النوعية (المتعددة)‪ :‬الضريبة ُ‬
‫عليها المكلف في وعاء واحد بسعر معين‪ ،‬في حين تُفرض الضريبة النوعية على كل مصدر من‬
‫مصادر اإليرادات أو الدخل في وعاء على حدى‪ ،‬كل بسعر معين‪.‬‬
‫‪ ‬الضرايب المباشرة والضرايب غير المباشرة‪ :‬الضرائب المباشرة هي التي تصيب الوعاء وهو تحت يد‬
‫المكلف‪ ،‬إذ أنها تُفرض على واقعة امتالك الثروة أو تولد الدخل‪ .‬أما الضرائب غير المباشرة فترتبط‬
‫بوقائع استخدام األموال أو إنفاقها‪ ،‬إذ أنها تفرض عند اإلنتاج أو اإلستهالك أو عند تداول وانتقال الثروة‪.‬‬
‫‪ ‬الضرايب العينية والضرايب الشخصية‪ :‬الضريبة العينية هي التي تتخذ األموال وعاء لها‪ ،‬دون أدنى‬
‫للمكلَّف بالنسبة للضريبة الشخصية‪.‬‬
‫اعتبار لظروف دافعها‪ ،‬بينما تُراعى االعتبارات والظروف الخاصة ُ‬
‫المشرع‬
‫ِّ‬ ‫‪ ‬الضرايب التوزيعية والضرايب القياسية‪ :‬بالنسبة للنوع األول يتعلق األمر بالضرائب التي ال يحدد‬
‫فيحدد سعرها دون حصيلتها‪.‬‬
‫سع ار محددا لها‪ ،‬وانما يحدد المقدار الكلي لحصيلتها‪ ،‬أما الضريبة القياسية ُ‬
‫‪ ‬اإليرادات من الرسوم )‪:(Fees‬‬

‫ظهر مفهوم الرسم مع ظهور الدولة وتطور مفهومها‪ ،‬ويعرف على أنه "فريضة في شكل مبلغ نقدي‪،‬‬
‫يؤديها الفرد (المعنوي أو الطبيعي) جب ار للدولة أو إحدى هيئاتها‪ ،‬مقابل نفع خاص يحصل عليه‪ ،‬يقترن بنفع‬
‫عام يعود على المجتمع ككل"؛ ويظهر من هذا التعريف أن الرسم يقوم على أربع أركان تتضمن‪ ،‬الصفة‬
‫النقدية ووصفة اإلجبار للرسم‪ ،‬دفع الرسم مقابل نفع خاص أو خدمة خاصة‪ ،‬إضافة إلى اقتران النفع الخاص‬
‫بالنفع العام‪ .1‬فضال عن ذلك‪ ،‬تتكون الرسوم من الرسوم االقتصادية (مثل رسوم المواصالت‪ ،‬والرسوم‬
‫المفروضة على المصنوعات‪ ،)...‬والرسوم اإلدارية (على غرار الرسوم القضائية‪ ،‬ورسوم الدراسة ‪.2)...‬‬

‫‪ ‬اإليرادات من اإلتاوات )‪ (Royalties‬والغرامات )‪:(Fines‬‬

‫تتمثل اإلتاوة في اقتطاع مالي تحدده وتفرضه الدولة على بعض األفراد ُمالَّك العقارات‪ ،‬الذين يستفيدون‬
‫من بعض النشاطات والمشاريع العامة التي تؤدي إلى ارتفاع قيمة عقارتهم‪ .‬أما الغرامة فهي عقوبة مالية‬
‫رادعة‪ ،‬تُفرض على مرتكبي المخالفات القانونية‪ ،‬يكون األصل فيها توقيع الجزاء دون النظر إلى حصيلتها‪.3‬‬

‫‪ 1‬الجمل هشام مصطفى‪" ،) 2006( .‬دور السياسة المالية في تحقيق التنمية االجتماعية بين النظام المالي اإلسالمي والنظام المالي المعاصر‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.172 .‬‬
‫‪ - 2‬العبيدي سعيد علي محمد‪ ،)2011( .‬ص‪.116 .‬؛ ‪ -‬الخطيب خالد شحادة‪ ،‬وأحمد زهير شامية‪ ،)2003( .‬ص‪.233 .‬‬
‫‪ - 3‬الحاج طارق محمد‪ ،)2012( .‬ص‪.103 .‬؛ ‪ -‬الوادي محمود حسين‪ ،‬وزكريا أحمد عزام‪ ،)2007( .‬ص ص‪.100-98 .‬‬

‫‪78‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إيرادات الدولة من القروض العامة (اإليرادات اإليتمانية)‪:‬‬

‫يحدث في كثير من األحيان أن ال تسمح اإليرادات االعتيادية السابق ذكرها بتغطية النفقات العامة‪ ،‬وفي‬
‫مثل هكذا ظروف استثنائية تمثل القروض العامة )‪ ،(Public Loans‬أحد مصادر اإليرادات التي تلجأ إليها‬
‫الدولة لتعويض القصور في مصادر اإليرادات األخرى وتمويل نفقاتها المتزايدة‪.‬‬

‫يمكن تعريف القرض العام على أنه "عقد دين تقترض بموجبه الدولة أو إحدى هيئاتها مبلغ من النقود من‬
‫األفراد‪ ،‬أو المصارف‪ ،‬أو الهيئات المحلية أو الدولية (بما فيها المؤسسات المالية الدولية)‪ ،‬مع التعهد بوفاء‬
‫القرض وفوائده للدائنين وفق التاريخ المحدد للتسديد طبقا لشروط العقد"‪ .1‬وقد تم تصنيف القروض العامة إلى‬
‫أنواع َّ‬
‫عدة‪ ،‬وفق مجموعة مختلفة من المعايير؛ وأهم هذه األنواع هي‪:2‬‬

‫‪ ‬القروض اإلجبارية والقروض االختيارية‪:‬‬

‫يعتبر هذا التصنيف نتاج معيار حرية االكتتاب في القرض‪ .‬فرغم أن األصل في القروض العامة ‪-‬وعلى‬
‫غرار كافة القروض‪ -‬هو االختيار حيث تعلن الدولة عن شروطها وتدع للجمهور حرية االختيار‪ ،‬إال أن هذه‬
‫األخيرة قد تخرج عن هذا األصل في حاالت معينة‪ ،‬أين تضطر لعقد قروض إجبارية ممارسة سلطتها‬
‫السيادية‪ ،‬حيث ال تمنح لألفراد حرية االكتتاب في القرض من عدمه‪ ،‬ويجبرون عليه وفقا ألحكام القانون‪.‬‬

‫‪ ‬القروض الداخسية والقروض الخارجية‪:‬‬

‫ينتج هذا التصنيف عن معيار مصدر القرض‪ ،‬حيث تتمثل القروض الداخلية في القروض التي تحصل‬
‫عليها الدولة من رعاياها (أشخاص طبيعيين أو معنويين) المقيمين داخل حدود إقليمها‪ ،‬بينما تتجلى القروض‬
‫الخارجية في القروض التي يكتتب فيها األشخاص (الطبيعيين والمعنويين) المقيمين خارج حدود إقليم الدولة‪.‬‬

‫‪ ‬القروض القصيرة‪ ،‬المتوسطة‪ ،‬وطويسة األجل‪:‬‬

‫وفق معيار فترة السداد أو مدة االستحقاق نميز بين؛ القروض قصيرة األجل التي ال تتجاوز فترة سدادها‬
‫السنة‪ ،‬وتصدرها الدولة من أجل الوفاء باحتياجاتها المالية المؤقتة خالل السنة المالية؛ القروض متوسطة‬
‫األجل التي تستوجب التسديد بعد مدة تزيد عن السنة وال تتجاوز خمس سنوات؛ والقروض طويلة األجل التي‬
‫تستحق السداد بعد مدة تتجاوز الخمس سنوات‪ ،‬حيث تستخدمها الدولة لتمويل مشاريع التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،)2003( .‬ص‪.73 .‬؛ ‪ -‬الخطيب خالد شحادة‪ ،‬وأحمد زهير شامية‪ ،)2003( .‬ص‪.236 .‬‬
‫‪ 2‬تفاصيل أدق‪ ،‬ضمن‪ - :‬العلي عادل فليح‪" ،)2007( .‬المالية العامة والتشريع المالي والضريبي"‪ ،‬ط‪ ،01.‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪،‬‬
‫ص ص‪.155-151 .‬؛ ‪ -‬عطوي فوزي‪" ،)2003( .‬المالية العامة‪ :‬النظم الضريبية وموازنة الدولة"‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.132 .‬‬
‫‪ -‬طاقة محمد‪ ،‬وهدى العزاوي‪ ،)2007( .‬ص ص‪.156-153 ،‬؛ ‪ -‬محرزي محمد عباس‪ ،)2005( .‬ص ص‪.359-351 .‬‬

‫‪79‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إيرادات الدولة من اإلصدار النقدي الجديد (التمويل بالعجز)‪:‬‬

‫في ظل عدم كفاية مصادر اإليرادات االعتيادية في بعض األحيان‪ ،‬قد تجد الدولة نفسها غير قادرة على‬
‫االستطراد في زيادة فرض الضرائب أو عقد قروض جديدة‪ ،‬فتضطر للجوء إلى اإلصدار النقدي من خالل‬
‫طرح كمية جديدة من النقود للتداول‪ ،‬فيما يعرف بالتمويل بالعجز‪ ،‬أو التمويل التضخمي بالنظر لما يتحقق‬
‫وينجر عنه من ضغوط تضخمية‪ .‬ويتمثل اإلصدار النقدي في "قيام الدولة بإصدار وخلق كمية من النقود‬
‫القانونية الجديدة خالل فترة زمنية معينة‪ ،‬أو بتوسيع اإلئتمان عن طريق توليد نقود ائتمانية تمثلها نقود‬
‫الودائع‪ ،‬وذلك بمعدل يتجاوز نسبة الزيادة االعتيادية في حجم المعامالت في االقتصاد الوطني خالل نفس‬
‫الفترة"‪ ،‬حيث يمثل اإلصدار النقدي الجديد والتوسع في اإلئتمان المصرفي قروضا ال تستند إلى مدخرات‬
‫حقيقية‪ .‬ويبقى اإلصدار النقدي الجديد يمثل أسلوب أو أداة المالذ األخير للتمويل‪ ،‬إذ يتم استخدامه على‬
‫نطاق ضيق وفقط في ظل ظروف قاهرة‪ ،‬بالنظر لما يمكن أن يترتب عنه من آثار سلبية على االقتصاد‪.1‬‬

‫ب‪ .‬آثار اإليرادات العامة عسى متغيرات النشاط االقتصادي‪:‬‬

‫تختلف اآلثار االقتصادية لإليرادات العامة باختالف مصادرها‪ ،‬ورغم أن المجال ال يتسع للشرح المفصل‬
‫لطريقة تأثير كل مصدر من مصادر هذه اإليرادات على النشاط االقتصادي‪ ،‬إال أننا سنحاول التطرق ‪-‬ولو‬
‫بإيجاز‪ -‬إلى آثار كل صنف من أصناف اإليرادات العامة سالفة الذكر على متغيرات النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫أثر الضرايب عسى متغيرات النشاط االقتصادي‪:‬‬

‫تعد الضرائب من أهم مصادر اإليرادات العامة تأثي ار في النشاط االقتصادي‪ .‬فالضرائب تساهم في رفع‬
‫المنتجة (برفعها من تكاليف اإلنتاج)‪ ،‬كما تقتطع جزاء من دخول األفراد‪ ،‬لتؤدي إلى‬
‫أسعار السلع والخدمات ُ‬
‫تقليل حجم استهالكهم وادخارهم؛ وبشكل عام تؤدي زيادة الضرائب غير المباشرة إلى انخفاض اإلستهالك‬
‫الخاص (ما من شأنه خفض األسعار)‪ ،‬بينما تساهم زيادة الضرائب المباشرة في خفض اإلدخار الخاص‪ ،‬في‬
‫حين يبقى األثر على اإلستهالك الكلي واإلدخار الكلي مرهونا بحجم اإلنفاق العام‪ .‬أما التشغيل واإلستثمار‬
‫واإلنتاج فيتأثرون بصورة تابعة لتأثر اإلستهالك واإلدخار‪ ،‬إذ يؤدي انخفاض االستهالك إلى انخفاض الطلب‬
‫المثقلة بالضرائب‪ ،‬بينما يؤدي انخفاض اإلدخار إلى تراجع االستثمار‪ ،‬وكل هذا من‬
‫على منتجات القطاعات ُ‬
‫شأنه العمل على خفض معدالت التشغيل واإلنتاج في القطاعات التي تفرض عليها ضرائب أعلى‪.2‬‬

‫‪ 1‬المزيد حول أداة اإلصدار النقدي‪ ،‬ضمن‪ - :‬فليح حسن خلف‪ ،)2008( .‬ص ص ‪.258-254 .‬؛ ‪ -‬سوزي عدلي ناشد‪ ،)2006( .‬ص ص‪.272-269 .‬؛‬
‫‪ -‬الهيتي نوزاد عبد الرحمن‪ ،‬ومنجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،)2006( .‬ص ص‪.135-134 .‬‬
‫‪ 2‬تفاصيل أوفر‪ ،‬ضمن‪ - :‬فليح حسن خلف‪ ،)2008( .‬ص ص ‪.220-215 .‬؛ ‪ -‬العبيدي سعيد علي محمد‪ ،)2011( .‬ص ص‪.163-161 .‬‬

‫‪80‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أثر القروض العامة عسى النشاط االقتصادي‪:‬‬

‫للقروض العامة آثار واسعة على النشاط االقتصادي‪ ،‬تتباين بتباين مصادر هذه القروض‪ ،‬وكذا باختالف‬
‫مراحل تنفيذ القرض‪ .‬يمكن أن تؤثر القروض العامة على اإلستهالك واإلدخار ومن ثم اإلستثمار‪ ،‬من خالل‬
‫ما تؤدي إليه من إعادة توزيع للدخل الوطني الذي عادة ما يتم لصالح الميل لإلدخار على حساب اإلستهالك‬
‫بينما يترتب على عقد القروض العامة توسع في اإلنفاق واالستثمار العام على حساب اإلنفاق واالستثمار‬
‫الخاص‪ ،‬كما أن رفع أسعار الفائدة الذي تنتهجه الدولة كوسيلة لتحفيز األفراد على االكتتاب في سندات‬
‫القروض العامة‪ ،‬قد يصحبه تأثير سلبي على الميل لالستثمار الخاص الذي يتأثر بشدة‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫سيترك آثاره دون شك على اإلنتاج والدخل الوطني‪ .‬فضال عن ذلك يمكن أن تقترن القروض العامة بنوع من‬
‫الضغوط التضخمية‪ ،‬من خالل مساهمتها في رفع الطلب الكلي‪ ،‬أو زيادة كمية النقود المطروحة للتداول‪.1‬‬

‫أثر إيرادات الدومين واإلصدار النقدي عسى النشاط االقتصادي‪:‬‬

‫يمكن للدولة استخدام ممتلكات الدومين للتأثير على هيكل النشاط االقتصادي (ويتحدد نطاق هذا التأثير‬
‫وفق طبيعة النظام االقتصادي)‪ ،‬حيث يمكنها التأثير في مستويات اإلستثمار واإلنتاج الوطني‪ ،‬من خالل‬
‫إمكانية تحديدها ألسعار الموارد االقتصادية االستراتيجية‪ ،‬وعناصر اإلنتاج التي تمتلكها‪ .2‬أما بالنسبة‬
‫لإلصدار النقدي الجديد (الناتج عن التمويل بالعجز)‪ ،‬فإنه غالبا ما يأتي مصحوبا بآثار ضارة على االقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬إذ أن طرح كميات إضافية من النقود إلى التداول دون أن يصحب ذلك زيادة في اإلنتاج ‪-‬خاصة‬
‫في حالة قصور الجهاز اإلنتاجي أو كونه عند مستوى التشغيل الكامل‪ -‬من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع‬
‫الضغوط التضخمية (أو ارتفاع األسعار)‪ ،‬وتدهور مستمر في قيمة النقود‪ ،‬نتيجة زيادة الطلب الكلي‪ ،‬مع ما‬
‫يرافقه من آثار سلبية على اإلدخار الخاص‪ ،‬وقيمة العملة الوطنية‪ ،‬وأضرار على مستوى ميزان المدفوعات‪.3‬‬

‫‪ .3.3.1‬سياسة العجز الموازني (العجز المالي)‪:‬‬

‫تكتسي الموازنة العامة للدولة أهمية بالغة‪ ،‬باعتبار أنها تمثل برنامج العمل الذي تسعى هذه األخيرة إلى‬
‫تنفيذه‪ ،‬والذي يتضمن مختلف النواحي االقتصادية والمالية واالجتماعية والسياسية‪ .‬كما تعد األداة التي تُ ِّ‬
‫مكن‬
‫‪4‬‬
‫الدولة من وضع تقديرات اإليرادات والنفقات العامة‪ ،‬وبالتالي تقدير مقدار الفائض أو العجز في موازنتها‪.‬‬

‫‪ 1‬للمزيد‪ ،‬أنظر‪ - :‬محرزي محمد عباس‪ ،)2005( .‬ص ص‪.372-370 .‬؛ ‪ -‬طاقة محمد‪ ،‬وهدى العزاوي‪ ،)2007( .‬ص ص‪.160-157 ،‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪ - :‬العلي عادل فليح‪ ،)2007( .‬ص ص‪.83-79 .‬؛ ‪ -‬محرزي محمد عباس‪ ،)2005( .‬ص ص‪.158-148 .‬‬
‫‪ 3‬تفاصيل أكثر‪ ،‬ضمن‪ - :‬العبيدي سعيد علي محمد‪ ،)2011( .‬ص ص‪.179-176 .‬؛ ‪ -‬طاقة محمد‪ ،‬وهدى العزاوي‪ ،)2007( .‬ص ص‪.162-161 ،‬‬
‫‪ 4‬إبراهيم نيفين فرج إبراهيم‪" ،) 2015( .‬أثر عجز الموازنة العامة في مصر في الدين الخارجي باستخدام التكامل المشترك والسببية"‪ ،‬مجلة بحوث‬
‫اقتصادية عربية‪-‬مصر‪ ،‬مج‪ ،22 .‬ع‪ ،71 .‬ص ص‪.118-95 .‬‬

‫‪81‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يعبِّر عجز الموازنة العامة للدولة بشكل عام عن الفرق بين جملة النفقات العامة وجملة اإليرادات العامة‬
‫المعتمدة لتمويلها‪ .‬وقد يكون العجز غير مقصود نتيجة ضعف الدولة في تحصيلها لبعض إيراداتها‪ ،‬كما قد‬
‫يكون مقصودا في شكل سياسة عمومية تهدف إلى رفع اإلنفاق العام أو خفض اإليرادات العامة فيما يعرف‬
‫بسياسة عجز الموازنة‪1‬؛ وهو مصطلح حديث اختلفت اآلراء حول مضمونه وطرق قياسه‪ ،‬وآثاره وكيفية‬
‫التعامل معه؛ إذ يعد األمر استم ار ار للخالف السائد بين مختلف المدارس الفكرية االقتصادية‪ .‬وفي هذا الشأن‬
‫جاء موقف المدرسة النقدية مدعما لنظرة المدرسة الكالسيكية ضد العجز المقصود (أو المتعمد) في موازنة‬
‫الدولة‪ ،‬كأداة لتدخل هذه األخيرة لتحقيق االستقرار االقتصادي‪ ،‬بينما عارض الفكر الكينزي منظور المدرستين‬
‫السابقتين‪ ،‬محبذا السياسة التدخلية ومدافعا عن فكرة استخدام العجز الموازني كأداة لتنشيط الطلب الكلي‪.2‬‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬يستدعي تحديد ماهية مفهوم عجز الموازنة العامة ضرورة إحصاء مختلف الطرق‬
‫والتصورات المستخدمة لقياس وتعريف هذا العجز‪ ،‬والتي تضمنت "العجز الشامل‪"Universal Deficit-‬‬

‫كمفهوم تقليدي للعجز يعبر عن الفرق بين إجمالي اإلنفاق العام واجمالي اإليرادات العامة؛ "العجز الجاري‪-‬‬
‫‪ "Curent Deficit‬الذي يمثل الفرق بين النفقات الجارية واإليرادات الجارية؛ "الدين العام‪ "Public Debt-‬الذي‬
‫يتمثل في الفرق بين اإلنفاق الجاري وصافي امتالك األصول الرأسمالية المادية واألصول المالية من جهة و‬
‫اإليرادات الضريبية وغير الضريبية من جهة أخرى‪ .‬إضافة إلى "العجز التشغيلي‪"Operational Deficit-‬‬
‫الناجم عن استبعاد الجزء من خدمة الديون الذي يعوض حاملي السندات الحكومية عن تآكل القيمة الحقيقة‬
‫للدين‪ ،‬و"العجز الهيكلي‪ "Structiral Deficit-‬الناتج عن الزيادة المستمرة في النفقات على اإليرادات العامة‪.3‬‬

‫أ‪ .‬طرق وأساليب تمويل العجز الموازني‪:‬‬

‫يعتبر العديد من خبراء االقتصاد أن اختيار الطريقة التي يتم من خاللها تمويل العجز الموازني يعد أهم‬
‫من العجز نفسه‪ ،‬وذلك باعتبار اختالف اآلثار االقتصادية التي ترافق كل نمط من أنماط التمويل‪ .‬ويركز‬
‫الجزء الموالي على البدائل األساسية لتمويل العجز في الموازنة العامة للدولة‪ ،‬من خالل التمييز بين مصادر‬
‫تمويل التضخمي (المصادر الوهمية)‪ ،‬وأدوات التمويل غير التضخمي (المصادر الحقيقية)‪.‬‬

‫‪ 1‬تتعلق العوامل المؤدية إلى العجز الموازني بمختلف األسباب المؤدية إلى نمو وارتفاع اإلنفاق العام‪ ،‬من جهة‪ .‬إضافة إلى العوامل المتعلقة بتراجع‬
‫اإليرادات العامة من جهة أخرى‪ .‬تفاصيل أوفر حول الموضوع‪ ،‬ضمن‪ - :‬زكي رمزي‪" ،)2000( .‬انفجار العجز وعالج عجز الموازنة العامة للدولة‬
‫في ضوء المنهج االنكماشي والمنهج التنموي"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار المدى للثقافة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص‪.100-93 .‬؛ ‪ -‬كردودي صبرينة‪" ،)2007( .‬تمويل‬
‫عجز الموازنة العامة للدولة في االقتصاد اإلسالمي‪ :‬دراسة تحليلية مقارنة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.144-138 .‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪ -:‬قدي عبد المجيد‪" ،)2005( .‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية‪ :‬دراسة تحليلية تقييمية"‪ ،‬ط‪ ،02 .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ص‪.201 .‬؛ ‪ -‬كردودي صبرينة‪ ،)2007( .‬ص ص‪.108-87 .‬‬
‫‪ 3‬للتفاصيل‪ ،‬أنظر‪ - :‬الفارس عبد الرزاق‪ " ،)2001( .‬الحكومة والفقراء واإلنفاق العام‪ :‬دراسة لظاهرة عجز الموازنة وآثارها االقتصادية واالجتماعية‬
‫في البلدان العربية"‪ ،‬ط‪ ،02 .‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ص‪.121-118 .‬؛ ‪ -‬قدي عبد المجيد‪ ،)2005( .‬ص ص‪.208-206 .‬‬
‫‪ -‬دراز حامد عبد المجيد‪ ،‬وإبراهيم أيوب سميرة‪" ،)2002( .‬مبادئ المالية العامة"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.200 .‬‬

‫‪82‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التمويل التضخمي لسعجز من خالل التوسع النقدي‪:‬‬

‫يقصد بالتوسع النقدي خلق كمية جديدة من النقود لتمويل اإلنفاق الزائد‪ ،‬من خالل شراء البنك المركزي‬
‫ألدوات الدين التي تُصدرها الدولة‪-‬بشكل مباشر أو من خالل عمليات السوق المفتوحة‪ -‬فيما يسمى مجا از‬
‫"طبع النقود‪ ،"Seigniorage-‬أو من خالل التوسع في اإلئتمان لدى النظام المصرفي‪ ،‬عن طريق البنوك‬
‫التجارية فيما يطلق عليه اسم "نقود الودائع" أو "النقود الكتابية"‪ .‬ويترتب عن هذه الطريقة إضافة صافية إلى‬
‫إجمالي رصيد النقود‪ ،‬مما يؤدي –بافتراض تجاوز الزيادة في كمية النقود للنمو في عرض السلع والخدمات‪-‬‬
‫إلى ارتفاع مستويات األسعار ومعدالت التضخم‪ ،‬حيث ُيعرف التوسع النقدي بالتمويل التضخمي‪.1‬‬

‫لم تُغفل النظرية االقتصادية الشروط الالزمة لضمان فعالية اإلصدار النقدي في معالجة عجز الموازنة‪،‬‬
‫المستندة إلى األفكار الكينزية‪ .‬وتتضمن‬
‫والتي تبلورت من خالل ما ُعرف بنظرية "العجز المنظم (المؤقت)" ُ‬
‫هذه الشروط مرونة الجهاز اإلنتاجي للدولة‪ ،‬مع ضخ اإلصدار النقدي الجديد على فترات متباعدة وبجرعات‬
‫مناسبة‪ ،‬وتوجيهه إلى استثمارات حيوية سريعة العائد تُ ِّ‬
‫مكن من االستغناء عنه بعد مدة معينة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ضرورة تضافر أدوات السياسات االقتصادية من أجل احتواء اآلثار التضخمية الناتجة عن هذا اإلصدار‪.2‬‬

‫التمويل غير التضخمي لسعجز من خالل الدين العمومي والضرايب‪:‬‬

‫في ظل عدم مرونة الجهاز اإلنتاجي المتصاص إصدار نقدي جديد‪ ،‬يمكن للدولة أن تلجأ –في إطار‬
‫التمويل غير التضخمي‪ -‬إلى االقتراض لتمويل العجز في الموازنة العامة‪ ،‬سواء كان هذا االقتراض محليا‬
‫من خالل حيازة الجمهور‪ ،‬والمؤسسات المالية غير المصرفية‪ ،‬والجهاز المصرفي لسندات الخزينة العامة أو‬
‫السندات الحكومية‪ ،‬أو اقتراضا خارجيا من خالل طرح سندات الخزينة لالكتتاب الخارجي في األسواق المالية‬
‫الدولية‪ ،‬أو من خالل االقتراض المباشر من المؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد الدولي‪ ،‬مع ما يترتب‬
‫عنه من تراجع لحجم االحتياطات األجنبية لدى البنك المركزي‪ .3‬عالوة عما سبق‪ ،‬قد تلجأ الدولة إلى فرض‬
‫ضرائب جديدة‪ ،‬أو زيادة معدالت الضرائب المفروضة وتوسيع األوعية الضريبية‪ ،‬لضمان حصيلة ضريبية‬
‫تتناسب ومقدار العجز في موازنتها العامة‪ ،‬وذلك مع مراعاة مستوى الضغط الضريبي السائد لتفادي اآلثار‬
‫السلبية للتهرب والغش الضريبي –الناتج عن ارتفاع الضغط الضريبي‪ -‬على الحصيلة الضريبية‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Dalyop. G.T. (2010), "Fiscal Deficits and the Growth of Domestic Output in Nigeria”, JOS Journal of Economics,‬‬
‫‪Vol. 04, No. 01, December, PP. 153-173.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪ - :‬حشيش عادل أحمد‪ ،)1992( .‬ص‪.289 .‬؛ ‪ -‬الهيتي نوزاد عبد الرحمن‪ ،‬ومنجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،)2006( .‬ص ص‪.137-135 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Tešić. A., D. Ilić., and A.T. Đelić. (2014), "Consequences of Fiscal Deficits and public Debt in Financing the‬‬
‫‪Public Sector", Economics of Agriculture, Vol. 61, No. 1, PP. 177-194.‬‬
‫‪ - 4‬قدي عبد المجيد‪ ،)2005( .‬ص ص‪.230-229 .‬؛ ‪ -‬ضيف أحمد‪ ،)2015( .‬ص ص‪.111-110 .‬‬

‫‪83‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪ .‬اآلثار االقتصادية لسعجز الموازني‪:‬‬

‫تعتبر اآلثار االقتصادية لعجز الموازنة العامة‪ ،‬واحدة من أكثر المواضيع إثارة للخالف والجدل بين‬
‫االقتصاديين ومتخذي القرار على حد سواء‪ ،‬وذلك باعتبار عجز الموازنة العامة للدولة أحد متغي ارت السياسة‬
‫المالية وثيقة الصلة بالنشاط االقتصادي‪ .‬وبشكل عام عادة ما ُينظر إلى عجز الموازنة بصفته مسؤوال عن‬
‫عديد االختالالت االقتصادية الكلية؛ إذ تتراوح اآلراء بهذا الشأن بين القول بكونه سببا أساسيا لموجات‬
‫التضخم والتوسع النقدي‪ ،‬وارتفاع معدالت الدين العام‪ ،‬والعجز في الحساب الجاري (في ظل فرضية العجز‬
‫المزدوج)‪ ،‬وتباطؤ معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬إضافة إلى تأثيره في سلوك معدالت الفائدة واالستثمار الخاص‬
‫من جهة؛ والقول بحيادية آثار هذا العجز ‪-‬سواء تم تمويله من خالل الدين العام أو من خالل الضرائب‪-‬‬
‫على االقتصاد من جهة أخرى‪ ،‬وفق ما تشير إليه فرضية المكافئ الريكاردي )‪.1(Recardian-Equivalence‬‬

‫فضال عن أن مستوى عجز الموازنة في حد ذاته يعد أحد أهم مؤشرات االستقرار االقتصادي الكلي‪ ،‬التي‬
‫تنعكس بشكل مباشر على ق اررات المستثمرين والمنتجين‪ ،‬كما أنه وان كان العجز الموازني –بالتعريف‪ -‬ال‬
‫يعكس في مضمونه غير جانبي اإلنفاق العام واإليرادات العامة‪ ،‬إال أن هذا ال يعني أنه باإلمكان اختصار‬
‫آثاره االقتصادية في التبعات االقتصادية لسياسات اإلنفاق العام وسياسات اإليرادات وحدها‪ ،‬فالدراسات في‬
‫هذا المجال تشير أن ُمعظم اآلثار االقتصادية لعجز الموازنة تكون غير مباشرة‪ ،‬وتتوقف بدرجة كبيرة على‬
‫الطرق المستخدمة لتمويله‪ ،‬والتي قد تلقي هي األخرى بتبعاتها على النشاط االقتصادي‪ ،‬إذا تم االعتماد على‬
‫أي منها بشكل مفرط‪ ،‬مؤدية إلى إحداث اختالالت اقتصادية تتضمن اآلثار االقتصادية المذكورة أعاله‪.2‬‬
‫ٍّ‬

‫بالنسبة لآلثار االقتصادية ألدوات تمويل العجز الموازني‪ ،‬يركز أنصار االتجاه المؤيد للتمويل التضخمي‬
‫(وجهة النظر الكينزية)‪ ،‬في إطار نظرية "العجز المنظم" على اآلثار اإليجابية لهذه األداة‪ ،‬ودورها في تحقيق‬
‫االستخدام الكامل للطاقات العاطلة في االقتصاد ‪-‬في ظل عدم كفاية الموارد المحلية‪ -‬من خالل العمل على‬
‫زيادة اإلنتاج‪ ،‬والذي يؤدي بدوره إلى الرفع من حجم العرض الكلي مع زيادة الطلب الكلي (نتيجة ارتفاع حجم‬
‫اإلنفاق العام) وصوال إلى التشغيل الكامل؛ معتبرين أن التضخم الناتج عن ذلك مجرد ثمن الستخدام هذا‬
‫األسلوب‪ ،‬يمكن أن يشجع المستثمرين على زيادة االستثمار وتحقيق المزيد من األرباح‪ ،‬وكل هذا من شأنه‬

‫‪ 1‬للمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر‪ - :‬الفارس عبد الرزاق‪ ،)2001( .‬ص ص‪.161-145 .‬؛ ‪ -‬كردودي صبرينة‪ ،)2007( .‬ص ص‪.170-154 .‬‬
‫‪- Seater. J.J. (1993), "Ricardian Equivalence", Journal of Economic Literature, Vol. 31, March, PP. 142-190.‬‬
‫‪- Enders. W., and B.S. Lee. (1990), "Current Account and Budget Deficits: Twins or Distant Cousins?", The Review‬‬
‫‪of Economics and Statistics, Vol. 72, PP. 373-381.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Rakshit. M. (1987), "On the Inflationary Impact of Budget Deficit", Economic and Political Weekly, Vol. 22, No.‬‬
‫‪19/21, Annual Number, May, PP. AN35-AN37+AN39-AN42.‬‬

‫‪84‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أن يؤدي إلى ارتفاع الدخل الوطني‪ ،‬وزيادة موارد الخزينة‪ ،‬وتحسن وضع الموازنة العامة من جديد‪ .‬بينما‬
‫يعارض عديد االقتصاديين (الكالسيك والنقدويين) وجهة النظر السابقة‪ ،‬مستندين في ذلك إلى حجج تتعلق‬
‫أساسا باآلثار السلبية التي يمكن أن تُلحقها الضغوط التضخمية الناجمة عن اإلصدار النقدي (التضخم‬
‫النقدي)‪ ،‬والتوسع في اإلئتمان (التضخم المالي)‪ ،‬باالستثمار الوطني (من خالل التأثير على ق اررات‬
‫المستثمرين)‪ ،‬واإلدخار الوطني‪ ،‬وميزان المدفوعات‪.1‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬هناك شبه اتفاق بين الباحثين حول التبعات السلبية للتوسع الحكومي في االقتراض‬
‫المحلي لتمويل العجز الموازني على اإلستثمار الخاص‪ ،‬الذي يتعرض لنوع من آثار المزاحمة‪ ،‬بفعل ارتفاع‬
‫معدالت الفائدة‪ ،‬ومحدودية حجم اإلئتمان الممنوح للقطاع الخاص‪ ،‬الذي تتم مزاحمته على استخدام األموال‬
‫المتاحة لالقتراض‪ .2‬هذه التَّبعات قد تمتد لتشمل اآلثار التضخمية‪ ،‬إذ من شأن مزاحمة اإلستثمار الخاص أن‬
‫تحد من إمكانيات نمو الناتج الحقيقي‪ ،‬مؤدية إلى ارتفاع األسعار نتيجة قصور اإلنتاج‪ .3‬كما أن االعتماد‬
‫المفرط على القروض الخارجية قد يقود هو اآلخر إلى آثار سلبية على االستثمار‪ ،‬إذ يؤدي إلى خلق حالة‬
‫من الاليقين بخصوص المستقبل‪ ،‬بشأن كيفية سداد الدين وتوقع فرض ضرائب مستقبلية أو حدوث تضخم‪،‬‬
‫وذلك دون اآلثار التي يمكن أن يخلفها هذا النوع من القروض على سعر الصرف‪ ،‬وميزان المدفوعات‪.4‬‬

‫عالوة على ما سبق‪ ،‬قد يؤدي الرفع من معدالت الضرائب –التي يمكن أن تكون األرباح الصافية‬
‫وعاء لها‪ -‬وتوسيع أوعيتها‪ ،‬لتمويل العجز الموازني إلى‬
‫ً‬ ‫لمؤسسات القطاع الخاص أو األجور والمرتبات‬
‫تخفيض أرباح القطاع الخاص الذي يحاول نقل األعباء الضريبية إلى المستهلكين من خالل رفع األسعار؛‬
‫األمر الذي يؤثر على القدرة الشرائية لألفراد‪ ،‬ويؤدي إلى مطالبة العمال برفع األجور‪ ،‬مما ينعكس سلبا –في‬
‫األخير‪ -‬على حجم العمالة ومستوى الطلب الكلي‪ ،‬ومعدالت اإلستثمار ومعدالت نمو اإلنتاجية‪.5‬‬

‫‪ 1‬تفاصيل أوفر‪ ،‬ضمن‪ :‬فرهود محمد سعيد‪" ،)1996( .‬مبادئ المالية العامة"‪ ،‬ج‪ ،01 .‬ط‪ ،01 .‬منشورات جامعة حلب‪ ،‬سوريا‪ ،‬ص‪.378-368 .‬‬
‫‪- Fisher. S., and W. Easterly. (1990), "The Economics of Government Budget Constraint", The World Bank‬‬
‫‪Research Observer, Vol. 05, No. 02, July, PP. 127-142.; - Beaugrand. P., B. Loko., and M. Mlachila. (2002), "The‬‬
‫‪Choice Between External and Domestic Debt in Financing Budget Deficits: The Case of Central and West African‬‬
‫‪Countries", IMF Working Papere, WP/02/79, May, Washington DC.; - Catao. L., and M.E. Terrones. (2003), "Fiscal‬‬
‫‪Deficits and Inflation", IMF Working Papere, WP/03/65, April, Washington DC.‬‬
‫‪ 2‬للتفاصيل‪ ،‬أنظر‪- Pelagidis. T., and E. Desli. (2004), "Deficits, Growth, and the Current Slowdown: What Role for :‬‬
‫‪Fiscal Policy?", Journal of Post Keynesian Economics, Vol. 26, No. 03, Spring, PP. 461-469.; - Gale. W.G., and‬‬
‫‪P.R. Orszag. (2003), "Economic Effects of Sustained Budget Deficits", National Tax Journal, Vol. 56, PP. 463-485.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Saleh. A.S. (2003), "The Budget Deficit and Economic Performance: A Survey", University of Wollongong‬‬
‫‪Economics Working Paper Series 2003, WP 03-12, September, P. 11.‬‬
‫‪- Caribbean Policy Research Institute. (2007), "Balancing the Budget", CaPRI Background Paper, PP. 3-4‬‬ ‫‪ 4‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Chakraborty. L.S. (2002), "Fiscal Deficit and Rate of Interest: An Econometric Analysis of the Deregulated‬‬
‫‪Financial Regime", Economic and Political Weekly, Vol. 37, No. 19, May, PP. 1831-1838.‬‬
‫‪ - 5‬الفارس عبد الرزاق‪ ،)2001( .‬ص ص‪.156-155 .‬؛ ‪ -‬كردودي صبرينة‪ ،)2007( .‬ص‪.163 .‬‬

‫‪85‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2‬تطور دور وأهمية السياسة المالية ضمن مختسف المقاربات االقتصادية الكسية‪:‬‬

‫وان كانت أهميتها قد برزت وتأكدت بشكل واضح في الوقت الحاضر‪ ،‬إال أن السياسة المالية قد نالت‬
‫حي از هاما من الزخم الفكري االقتصادي‪ ،‬إذ تناولتها كل المدارس والتيارات الفكرية بالتعريف والتوضيح‪ ،‬والنقد‬
‫والتأييد‪ ،‬وذلك لما لدورها من ارتباط بمدى تطور دور الدولة التدخلي في الشؤون االقتصادية للمجتمع‪ ،‬والذي‬
‫يتحدد بدوره تبعا لالتجاه والفلسفة االقتصادية السائدة‪ ،‬والتي تسعى إلى تحقيق األهداف االقتصادية المسطرة‪.‬‬

‫‪ .1.2‬السياسة المالية بين الحياد والتدخل‪ :‬وجهة النظر الكالسيكية مقابل الكينزية‪.‬‬

‫في وقت آمنت النظرية الكالسيكية التقليدية بمبدأ الحياد المالي في ظل الدولة الحارسة‪ ،‬أين اقتصر دور‬
‫السياسة المالية العامة على أداء الوظائف التقليدية من دفاع وأمن وعدالة ومرافق عامة‪ ،‬في ظل فرضية‬
‫التوازن التلقائي لالقتصاد؛ جاءت أزمة الكساد (‪ ،)1933-1929‬لت ِّ‬
‫عجل بإعادة النظر في األفكار الكالسيكية‪،‬‬
‫ومنح الدولة والسياسة المالية مفهوما جديدا ‪-‬ضمن ما ُعرف بالفكر الكينزي‪ -‬يركز على دور األخيرة كوسيلة‬
‫فعالة لمعالجة وضعيات االختالل المالي واالقتصادي‪ ،‬والتأثير في وضع التوازن االقتصادي العام‪.‬‬

‫‪ .1.1.2‬تحسيل الفكر الكالسيكي وحيادية السياسة المالية‪:‬‬

‫قام الفكر الكالسيكي –الذي ساد خالل القرنين الثامن والتاسع عشر ومطلع القرن العشرين‪ -‬في موقفه‬
‫من السياسة المالية وتدخل الدولة في االقتصاد‪ ،‬على دعائم قانون المنافذ لألسواق لـ "‪"Jean-Baptiste say‬‬

‫الذي يعكس ويؤكد من خالل مضمونه (العرض يخلق طلبه) وجود عالقة سببية مباشرة بين اإلنتاج والدخل‬
‫النقدي وبالتالي اإلنفاق (في ظل مرونة األسعار واألجور‪ ،‬وباعتبار النقود وسيطا للتبادل ال غير)؛ إضافة‬
‫إلى مدلول اليد الخفية لـ "‪ ،"Adam Smith‬مع بيئة تتوفر فيها كل مقومات وضمانات الحرية االقتصادية‬
‫والمنافسة التامة‪ ،‬والتي ستساعد على تحقيق التشغيل الكامل للموارد البشرية وبقية الموارد االقتصادية‬
‫األخرى‪ ،‬في ظل سعي القطاع الخاص لتحقيق مصالحه الشخصية‪ ،‬واشباع حاجاته الخاصة‪ ،‬وتعظيم ثرواته‬
‫من خالل التوسع في اإلنتاج‪ ،‬وصوال إلى مستوى التوظيف الكامل لكافة موارد المجتمع‪ ،‬مدفوعا في ذلك بيد‬
‫خفية لتحقيق المصلحة العامة‪ ،‬بما يضمن لالقتصاد الوطني توازن مستقر عند مستوى التشغيل الكامل‪.1‬‬

‫كل هذا دون أي تدخل من طرف الدولة في النشاط االقتصادي (لتفادي اإلخالل بالتوازن التلقائي للقوى‬
‫الطبيعية)‪ ،‬مع حصر دور السياسة المالية‪ ،‬والسعي لتضييق نطاق اإلنفاق العام‪ ،‬وتحديد أوجهه في اإلنفاق‬

‫‪ 1‬تفاصيل أوفر‪ ،‬ضمن‪ - :‬دراز حامد عبد المجيد‪" ،)2003( .‬السياسات المالية"‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص ص‪.22-21 .‬‬
‫‪ -‬العدل محمد رضا‪" ،) 2005( .‬التحليل االقتصادي الكلي"‪ ،‬مكتبة التجارة والتعاون‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص‪.35-30 .‬؛ ‪ -‬مجدي محمود شهاب‪،)1999( .‬‬
‫ص ص‪.13-12 .‬؛ ‪ -‬عبد المجيد القاضي‪ " ،) 1980( .‬اقتصاديات المالية العامة والنظام المالي في اإلسالم"‪ ،‬مطبعة الرشاد‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.323 .‬‬

‫‪86‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على الحاجات العامة الضرورية‪ ،‬إضافة إلى اقتصار الضرائب على غير المباشرة منها كمصدر لإليرادات‬
‫العامة‪ .‬مع ضرورة تحقق مبدأ الحياد المالي في كافة النشاطات االقتصادية للدولة‪ ،‬بضمان عدم تأثير هذه‬
‫النشاطات في التصرفات والق اررات االقتصادية للقطاع الخاص‪ ،‬واإلصرار على ضرورة االلتزام التام بمبدأ‬
‫توازن الميزانية العامة سنويا‪ ،‬باعتبار أن تدخل الدولة وفق هذا الشرط‪ ،‬ال يعدوا كونه مجرد تحصيل وتحويل‬
‫لألموال من مجموعة إلى أخرى من أفراد المجتمع الواحد في صورة إيرادات عامة وانفاق عام‪ ،‬وهو ما يكفل‬
‫–وفق وجهه النظر الكالسيكية‪ -‬تحقق قاعدة الحياد المالي لنشطات الدولة‪ ،‬وبالتالي سالمة سياستها المالية‪.1‬‬

‫‪ .2.1.2‬الطرح الكينزي والسياسة المالية المتدخسة‪:‬‬

‫أثبتت التحاليل النظرية التي رافقت الوقائع والتطورات التي شهدتها سنوات مطلع القرن العشرين ‪-‬والتي‬
‫تجلى أبرزها في تفشي ظاهرة التضخم بعد نهاية الحرب العالمية األولى وبعدها وقوع أزمة الكساد العظيم‬
‫(‪ -)1933-1929‬فشل المنطلقات الفكرية الكالسيكية‪ ،‬بخصوص ضرورة الحياد المالي للنشاط التدخلي للدولة‬
‫في االقتصاد‪ .‬فقد أظهرت أزمة الكساد العظيم (التي كانت أزمة طلب) عجز آليات السوق في المحافظة‬
‫على التوازن االقتصادي؛ األمر الذي استوجب تدخال أكثر –يتجاوز الوظائف التقليدية‪ -‬للدولة في النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬حملته األفكار واألطروحات الكينزية‪ ،‬والتي قامت على أنقاض فشل نظيرتها الكالسيكية‪.‬‬

‫أحدث "‪ "John Maynard Keynes‬الذي تبلورت أفكاره وصيغت في كتابه "النظرية العامة للتوظيف‬
‫والفائدة والنقود" الذي صدر عام ‪ ،1936‬ثورة على األفكار األساسية للفكر الكالسيكي‪ ،‬بتأكيده على ضرورة‬
‫تدخل الدولة بإقامة بعض المشاريع المحركة للنشاط االقتصادي‪ ،‬وضرورة استخدام السياسة المالية بشكل‬
‫أكثر فعالية (باستخدام أدواتها التي تغطي كل من اإلنفاق العام‪ ،‬والضرائب‪ ،‬واالقتراض العام) للتحكم في‬
‫التقلبات الدورية‪ ،‬وتجنب ما يمكن أن تتضمنه من نوبات الركود والبطالة والتضخم‪ .‬فكينز قد جاء رافضا مبدأ‬
‫الحرية االقتصادية الذي نادى به الكالسيك‪ ،‬من خالل سياسات "‪ "Adam Smith‬الداعية إلى عدم تدخل‬
‫الدولة في النشاط االقتصادي (مبدأ اليد الخفية)؛ ومنتقدا لقانون المنافذ لـ "‪ ،"Say‬بسبب تجاهله لدور الطلب‬
‫في تحديد حجم اإلنتاج والدخل ومستوى التوظيف‪.2‬‬

‫في نفس السياق‪ ،‬أكدت األطروحات الكينزية ‪-‬بما ال يدع مجاال للشك‪ -‬على إمكانية حدوث التوازن‬
‫االقتصادي عند أي مستوى من مستويات التوظيف‪ ،‬والتي أكد كينز أنها تتوقف على مستوى الطلب الكلي‬

‫‪ 1‬للمزيد‪ ،‬أنظر‪ - :‬دراز حامد عبد المجيد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.26-23 .‬؛ ‪ -‬الجمل هشام مصطفى‪ ،)2006( .‬ص ص‪.55-53 .‬‬
‫‪ -‬غدير هيفاء‪" ،) 2010( .‬السياسة المالية والنقدية ودورها التنموي في االقتصاد السوري"‪ ،‬الهيئة العامة السورية للكتاب‪ ،‬دمشق‪ ،‬ص‪.13 .‬‬
‫‪ 2‬تفاصيل أدق‪ ،‬ضمن‪ - :‬البواب سيد‪" ،) 2000( .‬عجز الموازنة العامة للدولة‪ :‬النظرية والصراع الفكري للمذاهب االقتصادية ومناهج العالج"‪ ،‬الناشر‬
‫دار البيان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص‪.82-81 .‬؛ ‪ -‬دراز حامد عبد المجيد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.30-29 .‬؛ ‪ -‬غدير هيفاء‪ ،)2010( .‬ص ص‪.14-13 .‬‬

‫‪87‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفعال‪ ،‬الذي اعتبره المحدد الرئيسي لإلنتاج وللقدرة اإلنتاجية للمستثمرين؛ مشددا في نفس الوقت على دور‬
‫التوسع في اإلنفاق العام –وان كان على حساب العجز في الموازنة العامة‪ -‬في تحفيز الطلب الكلي الفعال‬
‫ورفع مستويات التوظيف واإلنتاج إلى المستوى الكافي لتحقيق التوازن واالستقرار االقتصادي‪ .‬وبذلك يكون‬
‫كينز قد تخلى عن القواعد التقليدية للسياسة المالية‪ ،‬مستبعدا مبدأ الحياد المالي للدولة وضرورة التوازن المالي‬
‫السنوي للموازنة العامة‪ ،‬ومتخذا وأتباعه مفهوما جديدا تمثل في مبدأ "المالية الوظيفية‪"Functional Finance-‬‬
‫الذي يبيح إمكانية إحداث فائض أو عجز في الموازنة العامة في سبيل بلوغ االستقرار والتوازن االقتصادي‪.1‬‬

‫‪ .2.2‬أسس وتوجهات السياسة المالية في الفكر ما بعد الكينزي‪:‬‬

‫مع تواصل واستمرار تطورات األحداث والوقائع التي شهدها االقتصاد العالمي‪ ،‬كان من الطبيعي أن‬
‫تتعرض األفكار الكينزية إلى التأييد والتصحيح‪ ،‬والنقد والمعارضة‪ ،‬خاصة بعد إخفاق سياسات االستقرار التي‬
‫ُبنيت على أساس هذه األفكار في احتواء عديد االختالالت االقتصادية‪ ،‬على غرار أزمة الركود التضخمي‬
‫)‪ (Stagflation‬التي برزت مع مطلع سبعينات القرن المنصرم لدى االقتصاديات الرأسمالية‪ .‬وقد ساهمت هذه‬
‫التطورات في إضافة إسهامات جديدة إلى الفكر االقتصادي‪ ،‬خالل نصف القرن الذي أعقب ظهور مؤلَّف‬
‫"النظرية العامة" لكينز‪ ،‬تعارضت وتباينت وفقها المفاهيم ووجهات النظر بخصوص نتائج وعواقب تدخل‬
‫الدولة في االقتصاد‪ ،‬ودور السياسة المالية في تحقيق االستقرار االقتصادي وتجنب االختالالت واألزمات‪.‬‬

‫‪ .1.2.2‬دور السياسة المالية وفق المدرسة النقدوية‪:‬‬

‫أخذت مصداقية الفكر الكينزي في التراجع مع حلول ستينات وسبعينات القرن العشرين‪ ،‬إذ أن تركيز كينز‬
‫على معالجة وتفادي حاالت الركود في االقتصاد‪ ،‬جعل أفكاره تقصر عن تفسير واستيعاب مشكلة التضخم‬
‫التي تزامن استفحالها لدى عديد االقتصاديات مع اشتداد عوارض الركود االقتصادي‪ .‬في ظل هذه الظروف‬
‫جاءت بداية السبعينات شاهدة على بروز تيار فكري جديد بزعامة االقتصادي "‪ُ ،"Milton Friedman‬عرف بـ‬
‫"الفكر النقدوي‪"Monetarism-‬؛ حيث فرض هذا التيار نفسه بقوة على الساحة االقتصادية واألكاديمية‪ ،‬وعمل‬
‫على إحياء المبادئ واألفكار التقليدية الكالسيكية في ثوب جديد وباعتماد فرضيات وأدوات تحليل أكثر نجاعة‬
‫باتخاذه موقفا محددا إزاء السياسات المالية وتدخل الدولة في االقتصاد‪ ،‬يقضي بعدم جدوى التدخل الحكومي‬
‫بشكل عام‪ ،‬وعدم فعالية السياسات المذكورة في مواجهة األزمات االقتصادية الدورية كالبطالة والتضخم‪.2‬‬

‫‪ 1‬للمزيد‪ ،‬أنظر‪ - :‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،)2003( .‬ص ص‪.41-40 .‬‬
‫‪- Edmund. S.P. (2006), "Capitalism and Keynes: From the Treatise on Probability to the General Theory",‬‬
‫‪Conference Commemorating Keynes, Palazzo Mundell, Santa Colomba (Siena), 4-6 July, PP. 1-3.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪ :‬معتوق سهير محمود‪" ،) 1989( .‬النظريات والسياسات النقدية"‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص‪.49-45 .‬‬

‫‪88‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ينطلق الفكر النقدوي من أهمية النقود والسياسة النقدية في معالجة وتجنب االختالالت في االقتصاد‪،‬‬
‫ويؤمن أن تقلبات مستويات الدخل والناتج والتشغيل تعود إلى أخطاء السياسة النقدية أو إلى التدخل الحكومي‬
‫الواسع‪ ،‬الذي يعمل على تحييد آليات السوق‪ .‬وينظر النقدويون إلى السياسة النقدية على أنها وحدها السياسة‬
‫الكفيلة بتحقيق االستقرار االقتصادي‪ ،‬مستندين في ذلك إلى محتوى النظرية الكمية للنقود عند الكالسيك‪،‬‬
‫ومسلّمين بأن النقود تمثل متغي ار استراتيجيا في تقلبات النشاط االقتصادي‪ ،‬باعتبار أن التغيرات في كمية‬
‫النقود المتداولة في االقتصاد‪ ،‬تعد سببا في معظم التقلبات الدورية من خالل تأثير المعروض النقدي على‬
‫الطلب الكلي‪ ،‬ومن ثم على الناتج والتوظيف واألسعار‪.1‬‬

‫من جهة أخرى يشكك أصحاب الفكر النقدوي في فعالية السياسة المالية وقدرتها في المحافظة على توازن‬
‫االقتصاد‪ ،‬معتبرين أنها ال تؤدي إال إلى آثار توزيعية للدخل بين القطاع العام والقطاع الخاص؛ إذ ال معنى‬
‫للتوسع في اإلنفاق العام –وفقهم‪ -‬مادام أنه سيكون مصحوبا بانكماش بنفس القدر في اإلنفاق الخاص‪.‬‬
‫بعبارة أخرى‪ ،‬يعتقد النقدويون أن توسعات السياسة المالية غير المصحوبة بتوسعات العرض النقدي‪ ،‬غالبا ما‬
‫تكون قليلة الفعالية‪ ،‬وذلك بالنظر لما ينجر عنها من آثار مزاحمة )‪ (Crowding Out Effects‬على اإلنفاق‬
‫االستثماري الخاص في المدى القصير‪ ،‬وتضخم في المدى الطويل‪ .‬وفي غير ذلك‪ ،‬يرى النقدويون ضرورة‬
‫ضبط اإلنفاق العام للحد من العجز في الموازنة العامة‪ ،‬باعتباره دافعا للتوسع النقدي ومن ثم التضخم‪.2‬‬

‫‪ .2.2.2‬دور السياسة المالية من منظور الكينزيون المحدثون والكينزيون الجدد‪:‬‬

‫فضال عما سبق‪ ،‬ظهرت مجموعة من االقتصاديين الذين قبلوا أفكار كينز‪ ،‬وقاموا بإدخال بعض‬
‫التعديالت والتصحيحات على ما ورد في كتاب "النظرية العامة"‪ ،‬مكونين بذلك ما اصطلح عليه بـ "الكينزيين"‬
‫الم ِّ‬
‫حدثون )‪ ،(Neo-Keynesians‬والكينزيون الجدد )‪.(New Keynesians‬‬ ‫حيث يتم التمييز بين الكينزيون ُ‬
‫ش ّكل الكينزيون المحدثون الجزء األكبر والفئة الغالبة‪ ،‬بزعامة "‪ "Franco Modigliani‬و"‪."James Tobin‬‬
‫ِّ‬
‫المحدث إلى ضرورة أن تكون الحكومة على أُهبة‬ ‫وبشكل عام تشير فحوى العناصر األساسية للفكر الكينزي‬
‫االستعداد التخاذ دو ار نشطا لتحقيق االستقرار االقتصادي في ظل عدم فعالية قوى التصحيح التلقائي في بلوغ‬

‫‪ 1‬تفاصيل أوفر‪ ،‬ضمن‪ - :‬زكي رمزي‪" ،)1987( .‬فكر األزمة"‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص‪.51-49 .‬‬
‫‪- Williamson. S., and R. Wright. (2010), "New Monetarist Economics Methods", Federal Reserve Bank of‬‬
‫‪Minneapolis, Research Department Staff Report, No. 442, PP. 12-14.; - Froyen. R.T. (2007), "Macroeconomics:‬‬
‫‪Theories and Policies", 9th Edition, Pearson, University of North Carolina at Chapel Hill, PP. 200-202.‬‬
‫‪- Brue. S.L. (2000), "The Evolution of Economic Thought", 6th Edition, Dryden Press, PP. 520-521.‬‬ ‫‪ 2‬المزيد‪ ،‬ضمن‪:‬‬
‫‪ -‬خليل سامي‪" ،)1994( .‬نظرية االقتصاد الكلي"‪ ،‬ك‪ ،02.‬مكتبة وكالة األهرام للتوزيع‪ ،‬ص ص‪.753-752.‬؛ ‪ -‬الحاوري محمد أحمد‪" ،)1998( .‬مدى‬
‫فعالية السياسة المالية والنقدية في معالجة عجز الموازن في اليمن"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة قناة السويس‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.17 .‬‬

‫‪89‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هدف االستقرار‪ ،‬بالنظر لما يميزها من ضعف وبطئ ناتج عن قصور آليات السوق‪ ،‬وما ينجر عنه من‬
‫الم ِّ‬
‫حدثون على أهمية السياسة المالية في التأثير‬ ‫‪1‬‬
‫بطئ في سرعة تعديل األسعار واألجور ؛ إذ يؤكد الكينزيون ُ‬
‫على النشاط االقتصادي‪ ،‬رافضين الموقف النقدوي القاضي بعدم فاعليتها في ذلك‪ ،‬كما يؤكدون على أهمية‬
‫السياسات النقدية النشطة في تصحيح مسار القطاع الخاص من أجل تحقيق التوازن االقتصادي العام‪.2‬‬

‫في نفس السياق تقريبا‪ُ ،‬وجهت أفكار الكينزيون الجدد –الذين يدعون أنهم الورثة الحقيقيين لكينز‪ -‬النتقاد‬
‫الفكر الكالسيكي‪ ،‬إذ أكد هؤالء أن قوى السوق غاية في الضعف‪ ،‬وبالتالي تكتسي السياسات المالية والنقدية‬
‫أهمية قصوى‪ ،3‬وتعد ضرورية لمعالجة االختالالت التي يتعرض لها االقتصاد الذي يعد –حسبهم‪ -‬أساسا‬
‫غير مستقر‪ ،‬وليس لديه أي ميل أو نزعة ذاتية لتصحيح نفسه واالتجاه نحو التوازن في المدى الطويل‪ ،‬في‬
‫ظل سيطرة المنشآت والوحدات االقتصادية الكبرى‪ ،‬والنقابات القوية على االقتصاديات الحديثة‪.4‬‬

‫‪ .3.2.2‬دور السياسة المالية عند الكالسيك المحدثين (مدرسة التوقعات الرشيدة)‪:‬‬

‫في ظل احتدام النقاش والجدل بين النقدويون والكينزيون بخصوص فعالية آليات السوق وقوى التصحيح‬
‫التلقائي في معالجة االختالالت وتحقيق التوازن االقتصادي من جهة‪ ،‬والحاجة إلى السياسات االقتصادية‬
‫(المالية والنقدية) وكذا فعالية كل منها من جهة أخرى‪ ،‬ظهر فكر جديد في منتصف سبعينات القرن الماضي‬
‫–بقيادة كل من ‪ ،Neil Wallace ،Thomas Sargent ،Robert Lucas‬و‪ -Robert Barro‬قام ببناء تحليالته‬
‫بناءا على االستخدام الكفؤ للمعلومات المتوفرة‪،‬‬
‫ومعالجاته لالقتصاد الكلي على أساس التوقعات التي تتم ً‬
‫وفق ما تقتضيه فرضية التصرفات الرشيدة والسلوكات العقالنية لألفراد‪ ،‬ضمن ما ُعرف بفرضية "التوقعات‬
‫العقالنية (أو الرشيدة)‪ ،"Rational Expectations-‬التي تبنتها المدرسة الكالسيكية الحديثة )‪.5(Neo-Classic‬‬

‫في ظل فرضية التوقعات العقالنية‪ ،‬والتي تتمتع وفقها الوحدات االقتصادية (أفراد ومنشآت) بنظر كاشف‬
‫تجاه السياسات االقتصادية للدولة‪ ،‬حيث يكون بإمكانها توقع كل التغيرات في هذه السياسات ونتائجها‪ ،‬فإن‬

‫‪ 1‬يركز الكينزيون المحدثون في هذا الصدد على دور عقود العمل‪ ،‬والتوقعات المكيفة )‪ ،(Adaptive Expectations‬في إبطاء سرعة تكيف األسعار‬
‫واألجور‪ ،‬وما يؤدي إليه من تأثر للناتج والتوظيف بالصدمات الخارجية‪.‬‬
‫‪ 2‬تفاصيل أوفر وأدق حول الموضوع‪ ،‬ضمن‪ - :‬خليل سامي‪ ،)1994( .‬ص ص‪755-753 .‬؛ ص‪.827 .‬‬
‫‪-Greenwald. B., and J.E. Stiglitz. (1987), "Keynesian, New Keynesian, and New Classical Economics", NBER‬‬
‫‪Working Paper Series, WP No. 2160, February, Cambridge. Ma, PP. 02-06.‬‬
‫‪ 3‬يُع ُّد الكينزيون الجدد أكثر تشددا من نظرائهم المحدثون في مطالبتهم بضرورة تدخل الدولة في االقتصاد‪.‬‬
‫‪ 4‬للمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر‪ - :‬خليل سامي‪ ،)1994( .‬ص ص‪.770-768 .‬؛ ‪ -‬البنداري خالد عبد الوهاب‪" ،)2007( .‬اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة‬
‫المالية في مصر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة وإدارة األعمال‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ص‪.40-39 .‬‬
‫‪-Greenwald. B., and J.E. Stiglitz. (1993), "New and Old Keynesians", Journal of Economic Perspectives, Vol. 07,‬‬
‫‪No. 01, Winter, PP. 23-44.‬‬
‫‪ 5‬تفاصيل أوفر‪ ،‬ضمن‪- Stein. J.L. (1981), "Monetarist, Keynesian, and New Classical Economics", The Amirican :‬‬
‫‪Economic Review, Vol. 71, Issue. 02, AEA Papers and Proceedings, May, PP. 139-144.‬‬

‫‪90‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أي محاولة لتحقيق االستقرار من خالل هذه السياسات ستكون عديمة الجدوى؛ لذا يرى الكالسيك المحدثين‬
‫‪-‬على غرار الكالسيك التقليديين‪ -‬أنه لبد من ترك االقتصاد يعمل بحرية‪ ،‬باعتبار أن هذا األخير يتمتع‬
‫أساسا باالستقرار‪ .‬كما أن مرونة األسعار واألجور تساعد على تحقق التصحيح الذاتي لالقتصاد‪ ،‬دون‬
‫الحاجة ألي تدخل من جانب الحكومة من خالل سياساتها المختلفة؛ إذ يؤكدون في هذا الصدد أن السياسات‬
‫االقتصادية –وخاصة السياسة المالية‪ -1‬الهادفة إلى التأثير على االقتصاد الكلي ستكون عديمة الفعالية‪ ،‬ولن‬
‫يكون لها أي تأثير على الناتج والتوظيف‪ ،‬حيث أن كل ما سيترتب عنها هو ارتفاع معدالت التضخم‪.2‬‬

‫المبحث‪ :02‬اآلثار االقتصادية الكسية لسسياسة المالية‪ :‬خسفية نظرية وحقايق تجريبية‪.‬‬

‫تعد دراسة اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية‪ ،‬وتحليل مدى فعالية هذه األخيرة في تحفيز االقتصاد‬
‫الحقيقي والتأثير على النشاط االقتصادي من بين المواضيع التي لطالما شغلت فكر االقتصاديين األكاديميين‬
‫وصناع القرار على حد سواء‪ ،‬وأوليت باهتمام بالغ على المستويين النظري والتطبيقي‪ .‬حيث شهد هذا‬
‫الموضوع العديد من التطورات منذ كتابة كينز لنظريته العامة وحتى وقتنا الحاضر؛ فعلى الرغم من أنه تم‬
‫التسليم على نطاق واسع بإمكانية مساهمة الحوافز المالية )‪ (Fiscal Stimulus‬في تعزيز وتشجيع االنتعاش‬
‫االقتصادي بعد أزمات االنكماش والركود‪ ،‬إال أن الجدل والنقاش استمر بخصوص شدة وحجم اآلثار التي‬
‫يمكن أن تخلفها هذه الحوافز‪ ،‬وقنوات وميكانيزمات انتقال هذه اآلثار‪ .‬كما حظيت دراسة آثار تخفيضات‬
‫اإلنفاق العام التي تتماشى واألساليب التقشفية لالقتصاديات التي تعاني من ارتفاع حجم الدين العام باهتمام‬
‫منحى متجددا مع تجدد األحداث‬
‫متزايد‪ ،‬ليأخذ بذلك الجدل بخصوص آثار السياسة المالية على االقتصاد ً‬
‫والتطورات االقتصادية لكل حقبة زمنية‪ ،‬واتجاها صارما ميزه اختالف وعدم توافق اآلراء ‪-‬نضريا وتجريبيا‪-‬‬
‫بشأن آثار السياسة المالية على متغيرات االقتصاد الكلي‪ ،‬وكذا طبيعة وحجم وشدة هذه اآلثار‪.‬‬

‫‪ .1‬اآلثار االقتصادية الكسية لسسياسة المالية‪ :‬اإلطار النظري )‪.(Theoretical Aspects‬‬

‫تسعى السياسة المالية –على غرار باقي سياسات جانب الطلب‪ -‬إلى تحقيق وبلوغ االستقرار االقتصادي‬
‫من خالل تأثيرها على متغيرات النشاط االقتصادي األساسية مستهدفة في ذلك الحد والتقليل من حدة التقلبات‬

‫‪ 1‬أما فيما يتعلق بالسياسة النقدية فيرى الكالسيك الجدد أن النقود تتمتع بالحياد‪ ،‬إذ أن التغيرات المتوقعة في المعروض النقدي لن يكون لها أي تأثير على‬
‫القطاع الحقيقي لالقتصاد‪ ،‬حيث أنها ستؤثر فقط على األسعار‪ .‬أما التغيرات غير المتوقعة فيمكن أن تؤثر –وفقهم‪ -‬على الناتج والتوظيف في المدى‬
‫القصير‪.‬‬
‫‪ 2‬المزيد عن الفكر النيوكالسيكي وفرضية التوقعات العقالنية‪ ،‬ضمن‪ - :‬الدعمي عباس كاظم‪" ،)2010( .‬السياسات النقدية والمالية وأداء سوق األوراق‬
‫المالية"‪ ،‬ط‪ ،01.‬دار صفاء للطباعة وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪ ،‬ص ص‪.59-58 .‬؛ ‪ -‬البنداري خالد عبد الوهاب‪ ،)2007( .‬ص ص‪.42-40 .‬‬
‫‪- Muth. J.F. (1961), "Rational Expectations and the Theory of Price Movements", Econometrica, Vol. 29, No. 03‬‬
‫‪July, PP. 315-335.; - Galbacs. P. (2015), "The Theory of New Classical Macroeconomics: A Positive Critique",‬‬
‫‪Springer International Publishing, Switzerland, PP. 53-88, 221-277, 283-342.‬‬

‫‪91‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الدورية في االقتصاد‪ .‬وفي هذا الصدد نجد أنه غالبا ما تم تقييم فعالية السياسة المالية في سياق السياسات‬
‫المالية التقديرية )‪ ،(Discretionary Fiscal Policies‬عن طريق تقدير حجم المضاعفات المرافقة لإلجراءات‬
‫والتدابير التقديرية )‪ ،(Discretionary Measures‬وكذا من خالل تقييم قدرة عوامل االستقرار التلقائية (أو‬
‫الموازنات األوتوماتيكية‪ )Automatic Stabilisers-‬على التخفيف من وقع الصدمات االقتصادية الكلية‪.‬‬

‫لم تتوصل البحوث األكاديمية إلى توافق في اآلراء بشأن فعالية تأثير السياسة المالية على متغيرات‬
‫االقتصاد الكلي‪ ،‬حيث أسفر النقاش النظري في هذا الخصوص عن ظهور تيارين متعارضين؛ أحدهما يؤكد‬
‫فعالية السياسة المالية وأهميتها في التأثير على النشاط االقتصادي‪ ،‬والثاني ينفي فعالية هذه السياسة ويجردها‬
‫من أي قوة مؤثرة على سلوك وأداء االقتصاد الكلي‪ .‬مثَّل التيار المتبني لفعالية السياسة المالية (التقديرية)‬
‫المدرسة الكينزية (التقليدية والحديثة)‪ ،‬التي ترى أن سياسات التوسع في الطلب الكلي تكون على قدر كبير‬
‫من الفعالية في التأثير على حجم الناتج‪ ،‬ومن ثم تحقيق االستقرار االقتصادي‪ .‬في حين قاد التيار الثاني‬
‫المكيَّفة‬
‫المتبني لعدم فعالية السياسة المالية‪ ،‬كل من المدرسة النقدوية –معتمدة في ذلك على التوقعات ُ‬
‫)‪ (Adaptive Expectations‬ومخرجات منحنى ‪ –Phillips‬وكذا المدرسة الكالسيكية الحديثة )‪،(Neoclassic‬‬
‫التي نفت فعالية أي سياسة اقتصادية ُمتوقَّعة‪ ،‬بتبنيها لفرضية التوقعات الرشيدة (العقالنية‪Rational -‬‬

‫‪ ،)Expectations‬إضافة إلى نظرية الدورات االقتصادية الحقيقية‪ ،1‬التي تنظر إلى العوامل الحقيقية للعرض‬
‫–وخاصة منها التقدم التكنولوجي‪ -‬على أنها العوامل األساسية المؤثرة على الدخل (الناتج) والتشغيل‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار تركز الجدل والنقاش النظري بشأن اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية حول مناقشة‬
‫مدى إمكانية االعتماد على أدوات هذه األخيرة لتحفيز أو كبح النشاط االقتصادي في المدى القصير والبعيد‪،‬‬
‫ومدى قدرتها على التأثير في الطلب الكلي‪ ،‬ومراقبة سير االقتصاد والتوظيف الكامل لعوامل اإلنتاج؛ في‬
‫محاولة لإلجابة على بعض التساؤالت المتعلِّقة بكيفية تأثير التغيرات الضريبية وتغيرات اإلنفاق العام‬
‫(المتغيرات الموازنية‪ )Fiscal Variables -‬على كل من الدخل الشخصي وسلوك األسعار‪ ،‬معدالت الفائدة‬
‫وسعر الصرف‪ ،‬ومن ثم حجم االستهالك واالستثمار الخاص ونمو الناتج‪.‬‬

‫وفقا لما سبق‪ ،‬سنعمد من خالل الجزء الموالي إلى وصف التأثيرات المختلفة على اآلثار المضاعفة‬
‫)‪ (Multiplier Effects‬الرتفاعات اإلنفاق الحكومي والتخفيضات الضريبية‪ ،‬وذلك لغرض تحديد الظروف‬
‫التي تكون ضمنها السياسة المالية فعالة أو غير فعالة نسبيا في تحفيز النشاط االقتصادي‪ .‬وبعبارة أخرى‬

‫‪1‬‬
‫تعود هذه النظرية لكل من ‪ Long‬و‪)1983( Plosser‬؛ أنظر‪- Long. J., and R.C. Plosser. (1983), "Real Business Cycles", :‬‬
‫‪Journal of Political Economy, Vol. 91, No. 1, PP. 39-69.‬‬

‫‪92‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تحديد الظروف التي تكون وفقها مضاعفات السياسة المالية )‪ (Fiscal Multipliers‬كبيرة إلى حد ما‪ ،‬أو‬
‫صغيرة نسبيا ولكن موجبة؛ فضال عن محاولة تسليط الضوء بشكل خاص على الحاالت التي تكون فيها‬
‫اإلنكماشات المالية توسعية )‪ ،(Expansionary Fiscal Contractions‬أو الحاالت التي يمكن أن تكون ضمنها‬
‫المضاعفات المالية سالبة‪ .1‬ومثلما عكفت عليه المقاربات النظرية ذات الصلة بالموضوع‪ ،‬سنهتم بدراسة آثار‬
‫السياسة المالية على النشاط االقتصادي بالتركيز على جوانب ثالث تتعلق بـ‪ :‬آثار السياسة المالية من جانب‬
‫الطلب‪ ،‬من جانب العرض‪ ،‬والجانب المؤسساتي للسياسة المالية‪.2‬‬

‫‪ .1.1‬آثار السياسة المالية من جانب الطسب‪.)Demand-Side Effects of Fiscal Policy( :‬‬

‫يعتبر تحفيز جانب الطلب الكلي أحد الخيارات األساسية المتاحة أمام صناع قرار السياسات االقتصادية‬
‫بشكل عام –والسياسة المالية على وجه الخصوص‪ -‬للتأثير في تطور النشاط االقتصادي؛ ويعد هذا الخيار‬
‫كينزيا من حيث الخلفية الفكرية االقتصادية‪ ،‬حيث كان ظهوره بمثابة توجه جديد للفكر االقتصادي‪ ،‬رافق‬
‫الفشل الذريع الذي مني به الفكر الكالسيكي بعد تسببه في وقوع أعظم أزمة كساد شهدها العالم مع نهاية‬
‫عشرينات القرن الماضي‪ .‬في ذات السياق ركزت الدراسات التي اهتمت بالدور اإلستقراري للسياسة المالية‬
‫تقليديا‪ ،‬على آثار هذه األخيرة من ناحية الطلب‪ ،‬أين ارتبط األثر النظري للسياسة المالية على الطلب الكلي‬
‫بمواصفات النموذج المستخدم في الدراسة‪ ،‬إن كان كينزيا (تقليديا أو حديث) أو غير ذلك (الكينزيا)‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬المقاربة الكينزية‪ ..‬فعالية السياسة المالية وآثار المزاحمة‪:‬‬

‫تمثل المقاربة الكينزية نقطة االنطالق المرجعية للشروع في مراجعة األدبيات النظرية بخصوص اآلثار‬
‫االقتصادية الكلية للسياسة المالية‪ .‬ووفق النموذج الكينزي األبسط‪ ،‬يتحدد الناتج بواسطة الطلب الكلي‪ ،‬في‬
‫ظل فرضيات عدم مرونة األسعار )‪ ،(Price Rigidity‬وفائض القدرات االنتاجية )‪ ،(Excess Capacity‬أين‬
‫يكون للتوسع المالي تأثير مضاعف على الطلب الكلي والناتج؛ بينما يفوق المضاعف الكينزي التقليدي‬
‫الواحد الصحيح‪ ،‬يتزايد بتزايد درجة استجابة االستهالك للدخل الجاري‪ ،‬ويكون أكبر في حالة زيادة اإلنفاق‬
‫العام مقارنة بحالة خفض الضرائب‪ .‬في حين يأخذ مضاعف الميزانية الموازنة )‪Balanced Budget‬‬

‫‪– (Multiplier‬الناتج عن زيادة الضرائب بما يتوافق مع زيادة اإلنفاق العام‪ -‬قيمة مساوية للواحد الصحيح‪.3‬‬

‫‪ 1‬يرتكز تفسير آلية تأثير السياسة المالية على النشاط االقتصادي باألساس على آلية المضاعف‪ ،‬وذلك وفق وجهة نظر دعاة السياسة المالية التقديرية التي‬
‫أشار إليها الفكر الكينزي؛ حيث يقال عن إجراء أو تدبير مالي معين أنه فعال‪ ،‬فقط إذا كان المضاعف المرافق للتوسع المالي موجب وكبير‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر على سبيل المثال‪- Hemming. R., Kell. M., and S. Mahfouz. (2002), "The Effectiveness of Fiscal Policy in :‬‬
‫‪Stimulating Economic Activity- A Review of the Literature" IMF Working Paper, WP /02/208, December.‬‬
‫‪ 3‬لعرض مفصل حول المضاعفات الكينزية‪ ،‬أنظر‪- Evans. M.K. (1966), "Multiplier Analysis of a Post-War Quarterly U.S. :‬‬
‫‪Model and a Comparison with Several Other Models", The Review of Economic Studies, Vol. 33, PP. 337- 360.‬‬

‫‪93‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في حين يفترض النموذج الكينزي البسيط ثبات أسعار الفائدة وحياد السياسة النقدية‪ ،‬تسمح تطويرات هذا‬
‫النموذج باستيعاب آثار المزاحمة )‪ (Crowding Out Effects‬على حجم مضاعفات السياسة المالية (دون‬
‫المستحثة في أسعار الفائدة وسعر‬
‫إشارتها)‪ ،‬والتي يمكن أن تصاحب توسعات السياسة المالية نتيجة التغيرات ُ‬
‫الصرف‪ .1‬فمن جهة يرتبط االستثمار الخاص –ضمن نموذج ‪ IS/LM‬المعياري‪ -‬بعالقة عكسية مع معدالت‬
‫الفائدة؛ وبالتالي سيؤدي التوسع المالي المدفوع بالزيادة في االقتراض العام إلى تراجع االستثمار‪ ،‬بتسببه في‬
‫ارتفاع أسعار الفائدة‪ ،‬مما سيعمل على إلغاء جانبا من الزيادة في الطلب الكلي المصاحبة لهذا التوسع‪ ،‬ومن‬
‫ثم إلى انخفاض التأثير الكلي على الناتج اإلجمالي‪ .‬ومن جهة أخرى يمكن أن تحدث المزاحمة في اقتصاد‬
‫مفتوح –وفق نموذج ‪ -Mundell-Fleming‬عن طريق سعر الصرف؛ حيث سيتسبب ارتفاع معدالت الفائدة‬
‫في جذب تدفقات رأس المال نحو االقتصاد المحلي‪ ،‬مؤديا بذلك إلى ارتفاع سعر صرف العملة المحلية (في‬
‫ظل نظام سعر صرف مرن وحركة تامة لرؤوس األموال)‪ ،‬مع ما يترتب عنه من تدهور في الحساب الجاري‬
‫الخارجي‪ ،‬سيعمل بدوره على إزاحة التوسعات في الطلب المحلي الناجمة عن التوسع المالي‪.2‬‬

‫في نفس السياق‪ ،‬يبدوا أن فعالية التوسعات المالية في تحفيز النشاط االقتصادي‪ ،‬في وجود آثار مزاحمة‬
‫من خالل أسعار الفائدة‪ ،‬تتوقف على مدى حساسية االستثمار الخاص والطلب على النقود لهذه األسعار‪.‬‬
‫فكلما كان االستثمار أكثر حساسية ألسعار الفائدة‪ ،‬وكلما كان الطلب على النقود أقل حساسية تجاهها‪ ،‬كلما‬
‫كان من األكثر ترجيحا أن تكون آثار المزاحمة أكثر حدة والسياسة المالية أقل فعالية‪ .3‬أما في اقتصاد مفتوح‬
‫فيعتمد مقدار مضاعفات السياسة المالية –في المقام األول‪ -‬على نوع نظام سعر الصرف السائد؛ ففي ظل‬
‫نظام سعر صرف مرن‪ ،‬يعمل تدفق رؤوس األموال إلى الداخل‪ ،‬الناجم عن ارتفاع أسعار الفائدة المحلية‬
‫على رفع سعر الصرف‪ ،‬ومع وجود حرية تامة لحركة رؤوس األموال ستحدث مزاحمة على نحو كامل‪،‬‬
‫لتكون السياسة المالية بذلك غير فعالة‪4‬؛ بينما تأخذ مضاعفات السياسة المالية في حالة عدم توفر حرية‬

‫‪- Evans. M.K. (1969), "Reconstruction and Estimation of the Balanced Budget Multiplier", Review of Economics‬‬
‫‪and Statistics, Vol. 51, PP. 14-25.‬‬
‫‪ 1‬ذلك فضال عن آثار المزاحمة المباشرة التي تحدث بقدر ما توفره الحكومة من السلع والخدمات التي تحل بديال لتلك المقدمة من طرف القطاع الخاص‪،‬‬
‫وبقدر ما تكون جزءا من أي زيادة في الطلب المحلي في اقتصاد مفتوح‪ ،‬يتم استيفاؤها من خالل الواردات‪.‬‬
‫‪ 2‬تفاصيل أكثر حول آثار المزاحمة‪ ،‬وفعالية السياسة المالية‪ ،‬ضمن‪- Buiter. W.H. (1976), "Crowding Out and the Effectiveness of :‬‬
‫‪Fiscal Policy", Econometric Research Program, Princeton University, Research Memorandum, No. 191, February.‬‬
‫‪ 3‬مع ذلك‪ ،‬إذا كان االستثمار عبارة عن دالة متزايدة في الدخل الجاري‪ ،‬فإن نماذج المضاعف‪-‬المعجل )‪ (Multiplier-Accelerator‬يمكن أن تعمل‬
‫على توليد مضاعفات مالية مرتفعة حتى في وجود مزاحمة من خالل أسعا ر الفائدة‪ .‬ومن ناحية أخرى يمكن تفادي ميل أسعار الفائدة لالرتفاع استجابة‬
‫منها للتوسع المالي من خالل توسعات السياسة النقدية؛ في حين إذا كان الطلب على النقود حساس بشكل النهائي لتغيرات أسعار الفائدة‪ ،‬وكانت هناك‬
‫مصيدة السيولة‪ ،‬فإن السياسة النقدية في هذه الحالة تكون غير فعالة‪ ،‬بينما تكون السياسة المالية هي األداة الوحيدة المتاحة من بين أدوات السياسة‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Carlson. K.M., and R.W. Spencer. (1975). "Crowding Out and Its Critics", Federal Reserve bank of ST. LOUIS.‬‬
‫‪ 4‬يحدث هذا بافتراض عدم تغير احتياطات النقد األجنبي‪ ،‬بينما إذا تم تمويل التوسع المالي عن طريق السحب من هذه االحتياطات‪ ،‬فإن التوسع النقدي‬
‫الناتج عن ذلك سيعمل على تقليل مقدار المزاحمة‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حركة رؤوس األموال‪ ،‬نفس القيم التي تأخذها في حالة اقتصاد مغلق‪ .‬في حين تكون السياسة المالية فعالة‬
‫إلى حد بعيد في ظل نظام سعر صرف ثابت مع حرية تامة لحرمة لرؤوس األموال‪ ،‬حيث يرتفع عرض‬
‫النقود من أجل اإلبقاء على أسعار الفائدة المحلية عند المستويات التي كانت عليها قبل التوسع المالي‪.1‬‬

‫ضمن النموذج الكينزي الحديث )‪ ،(Neo-Keynesian Model‬تعد مرونة األسعار –على الرغم من‬
‫اتسامها بالجمود اإلسمي‪ -‬من بين القنوات التي يمكن أن يتأثر عن طريقها حجم مضاعفات السياسة المالية‪،‬‬
‫من خالل تأثيرها في سعة ومقدار آثار المزاحمة‪ .‬فمرونة األسعار حتى وان كانت محدودة في المدى القصير‬
‫سيصحب التوسع‬
‫إال أنها تميل إلى تضييق نطاق القيم التي تأخذها هذه المضاعفات‪ .‬ففي اقتصاد مغلق ُ‬
‫المالي بارتفاع في األسعار‪ ،‬بما يؤدي إلى امتصاص جزء من الزيادة الحاصلة في الطلب الكلي في المدى‬
‫القصير‪ ،‬وتعزيز آثار المزاحمة من خالل أسعار الفائدة التي تحدث في حالة جمود األسعار‪ .‬أما في اقتصاد‬
‫مفتوح‪ ،‬ووفقا لنظام سعر الصرف السائد‪ ،‬فإن حجم آثار المزاحمة في ظل نظام سعر صرف مرن‪ ،‬يتوقف‬
‫على استجابة األسعار المحلية لتغيرات سعر الصرف؛ إذ أن تحرك هذه األسعار مع تغيرات هذا األخير‪ ،‬من‬
‫شأنه أن يؤدي في حالة ارتفاع قيمته إلى انخفاض األسعار‪ ،‬ومن ثم إلى مزاحمة أقل مقارنة بحالة جمود‬
‫األسعار‪ .‬بينما سيتدهور الحساب الجاري استجابة الرتفاعات األسعار في ظل نظام سعر صرف ثابت‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى حدوث مزاحمة أكبر‪ ،‬مقارنة بحالة جمود األسعار‪ ،‬وبالتالي فعالية أقل للسياسة المالية‪.2‬‬

‫عالوة عما سبق يمكن أن تؤثر التغيرات في أسعار الفائدة وسعر الصرف على مدى سعة آثار المزاحمة‪،‬‬
‫من خالل آثار الثروة )‪ (Wealth Effects‬على الطلب الكلي‪ .3‬ويحدث ذلك بشكل خاص عندما يكون‬
‫االستهالك مرتبطا بالثروة من األصول المالية الجارية‪ ،‬حيث سيؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى تخفيض القيمة‬
‫اإلسمية لألصول المالية‪ ،‬كما يتسبب ارتفاع سعر الصرف في تخفيض قيمة األصول من العمالت األجنبية‪،‬‬
‫وذلك بالنسبة للعائالت والمؤسسات التي هي عبارة عن دائن صافي )‪ .(Net Creditors‬هذه اآلثار السلبية‬
‫على الثروة من شأنها العمل على تدعيم آثار المزاحمة عن طريق أسعار الفائدة وسعر الصرف وبالتالي الحد‬
‫من آثار التوسعات المالية على الناتج‪ ،‬نظير مساهمتها في انخفاض قيمة مضاعفات السياسة المالية‪.4‬‬

‫‪ 1‬تفاصيل أوفر حول المزاحمة من خالل سعر الصرف‪ ،‬ضمن‪- Gray. H.P. (1987), "International Crowding Out: Concept and :‬‬
‫‪Policy Implications", Eastern Economic Journal, Vol. 13, No. 3, July-September, PP. 193-203.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Capet. S. (2004), "The Efficiency of Fiscal Policies: a Survey of the Literature", CEPII, Working Paper No :‬‬
‫‪2004–11, Septembre, P. 07.; - Hemming. R., Kell. M., and S. Mahfouz. (2002), P. 05.‬‬
‫‪ 3‬يشار إلى هذه اآلثار في الغالب بـ "آثار ‪ ،"Pigou‬أو "آثار األرصدة الحقيقية‪ ،"Real Balances Effects -‬نسبة إلى البروفيسور "‪"A.C. Pigou‬‬
‫الذي يعد أول من أسس ألثار الثروة على اإلستهالك واالستثمار الخاص‪ ،‬من خالل كتابه "‪."The Economics of Welfare‬‬
‫‪ 4‬تجدر اإلشارة إلى أنه إذا كان معظم الدين العام المحلي عبارة عن سندات حكومية ذات معدل فائدة متغير ( ُمعومة‪ ،)Floating-rate Bonds -‬فإن‬
‫آثار الثروة في هذه الحالة ستكون جد محدودة‪ ،‬حيث ال ينبغي لتغيرات أسعار الفائدة أن تؤثر على القيمة اإلسمية لمثل هذه السندات‪ .‬ومن ناحية أخرى‪،‬‬
‫يكون أثر ارتفاع األسعار أكثر لبسا وغموضا‪ ،‬بالنظر لما يمكن أن ينجر عنه من تأثيرات متضاربة على كل من القيمة اإلسمية والقيمة الحقيقية للثروة‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فضال عما سبق‪ ،‬وفيما يتعلق باآلثار الديناميكية للسياسة المالية‪ ،‬يرى ‪ Auerbach‬و‪)1987( Kotlikoff‬‬

‫أنه إذا استغرقت آثار المزاحمة وقتا أطول للظهور مقارنة بالتأثير المباشر للتوسع المالي‪ ،‬فإنه من المرجح‬
‫أن تكون مضاعفات السياسة المالية أكبر نسبيا في المدى القصير‪ ،‬غير أنها تميل إلى االنخفاض مع مرور‬
‫الزمن‪ .‬وحدد الباحثان عوامل على غرار حلقة األسعار‪-‬أجور التي تحدد سرعة ارتفاعات األسعار استجابة‬
‫للتوسعات المالية‪ ،‬وكذا درجة استجابة حجم التجارة الخارجية للتغيرات في أسعار الواردات والصادرات بالعملة‬
‫المحلية‪ ،‬التي من شأنها أن تؤثر على حجم مضاعفات السياسة المالية في المدى القصير‪.1‬‬

‫‪ .2.1.1‬اآلثار الالا كينزية لسسياسة المالية )‪:(Non-Keynesian Effects‬‬

‫شكلت وجهة نظر المقاربة الكينزية القاضية بأهمية وقدرة التوسعات المالية في تحفيز النشاط االقتصادي‬
‫موضوع نقاش طويل األمد بشأن صحتها النظرية وكذا أهميتها العملية‪ ،‬وذلك بالنظر إلى أوجه القصور التي‬
‫تعاني منها هذه المقاربة‪ ،‬والسيما افتقارها إلى األسس االقتصادية الجزئية‪ .‬وفي هذا الصدد استندت نماذج‬
‫المقاربات الداعمة لآلثار الالكينـزية للسياسة المالية –والتي انتسبت للمدرستين النقدوية والكالسيكية الحديثة‪-‬‬
‫إلى فرضيات كالتوقعات المكيفة‪ ،‬والتوقعات العقالنية والمكافئ الريكاردي )‪،)Ricardian Equivalence‬‬
‫والمصداقية (‪ .)Credibility‬وبينما تولي هذه النماذج اهتماما كبي ار تجاه آثار جانب العرض للسياسة المالية‪،‬‬
‫سنحاول من خالل هذا الجزء التركيز على مالمح بعض النماذج المتضمنة آلثار جانب الطلب‪.‬‬

‫انطالقا من اعتراضها على مبادئ السياسة االقتصادية التي تضمنتها أطروحة منحنى ‪،)1958( Phillips‬‬
‫ومضمونها للتوازن بين البطالة والتضخم في المدى القصير‪ ،‬القائم على أساس المنظور الكينزي لتوازن سوق‬
‫العمل المتميز بالثبات االسمي لألجور‪ ،‬إلتزمت المدرسة النقدوية بزعامة "‪ "Milton Friedman‬منذ ظهورها‬
‫في خمسينات القرن الماضي بفكرة التوقعات المكيفة‪ ،‬في تفسيرها لعدم فعالية السياسة المالية‪ .‬فبالرغم من أن‬
‫فريدمان ‪-‬مع مراعاة ظاهرة الخداع النقدي التي يتعرض لها األفراد‪ -‬يتفق مع الكينزيين فيما يتعلق بالفعالية‬
‫النسبية لسياسات جانب الطلب ‪-‬ومنها السياسة المالية‪ -‬في المدى القصير‪ ،‬غير أنه يعتبر أن التوقعات‬
‫المكيفة لألفراد تجعل تأثير الخداع النقدي ال يتعدى المدى القصير؛ كما أن تناظر المعلومات غير دائم‪،‬‬
‫وعليه يكون من غير الممكن التحكم المستمر في البطالة والتضخم‪ ،‬حيث أن انتهاج الحكومة ألي سياسة‬
‫اقتصادية تهدف إلى الرفع من معدالت اإلنتاج والتوظيف‪ ،‬لن يكون له أي أثر يخدم هذا المنظور‪ ،‬إذ لن‬

‫أنظر‪- Balcerzak. A.P., and E. Rogalska, (2014), "Crowding Out and Crowding in within Keynesian Framework: Do :‬‬
‫‪We Need Any New Empirical Research Concerning Them?", Economics & Sociology, Vol. 7, No 2, ,PP. 80-93.‬‬
‫‪ 1‬للتفاصيل‪ ،‬أنظر‪- Auerbach. A.J., and L.J. Kotlikoff. (1987), "Dynamic Fiscal Policy", Cambridge University Press, :‬‬
‫‪New York.‬‬

‫‪96‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تؤدي إال إلى ارتفاع األسعار في المدى الطويل‪ ،‬ضمن ما يسمى بـ "فرضية التسارع التضخمي"‪ ،‬التي ترفض‬
‫كل أنواع السياسات االقتصادية الفاعلة‪ ،‬وخاصة السياسة المالية الممولة باإلصدار النقدي أو االقتراض‪.1‬‬

‫على المستوى النظري‪ ،‬يمكن أن تظهر مضاعفات السياسة المالية الالكينزية إذا تبنى األفراد توقعات‬
‫عقالنية‪ ،‬أين يكونون على وعي تام بالقيود الزمنية للميزانية الحكومية‪ .‬ففي ظل فرضية التوقعات العقالنية‪،‬‬
‫واستنادا إلى الدور الذي تؤديه هذه التوقعات في إجراء تعديالت تطلعية )‪ (Forward Adjustments‬في قيم‬
‫المتغيرات باستخدام كافة المعلومات المتاحة‪ ،‬فإن اآلثار األطول أجال للسياسة المالية ستتحقق حتى في‬
‫المدى القصير‪ .‬لذا يتوقف أثر السياسة المالية على مداها الزمني؛ إذ يعد التمييز بين تغيرات السياسة‬
‫المؤقتة والدائمة أمر بالغ األهمية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬لن يكون للتوسعات المالية المؤقتة التي ال تمارس‬
‫تأثيرات طويلة األجل أي أثر على التوقعات‪ ،‬بينما سيكون للتدابير المالية طويلة األمد تأثير مختلف‪ ،‬إذ من‬
‫الممكن أن تتعزز آثار الم ازحمة المصاحبة للتوسع المالي الدائم –ربما إلى حد أن تصبح المضاعفات المالية‬
‫سالبة‪ -‬بتوقعات األفراد والمؤسسات بشأن استمرار وتزايد االرتفاعات األولية ألسعار الفائدة وسعر الصرف‪.2‬‬

‫ضمن اقتصاد يسلك فيه األعوان االقتصاديين السلوك الريكاردي‪ ،‬في ظل فرضية التكافؤ لريكاردو التي‬
‫ترتبط بشكل وثيق بمفهوم التوقعات العقالنية؛ يعتمد تأثير سياسات التوسع المالي (رفع اإلنفاق العام أو‬
‫خفض الضرائب) أساسا على اإلشارة التي يرسلها هذا اإلجراء بشأن اتجاه معدالت الضرائب وسلوك اإلنفاق‬
‫العام في المستقبل‪ ،‬تماشيا مع التغيرات االقتصادية المصاحبة لإلجراء المالي المتخذ‪ .3‬فإذا كان المستهلكون‬
‫ريكارديون‪ ،‬حيث أنهم يتمتعون بنظرة تطلعية للمستقبل‪ ،‬وادراك تام بالقيود الزمنية للميزانية الحكومية‪ ،‬فإنهم‬
‫سيتوقعون أن خفض الضرائب اليوم وتمويله من خالل إصدار الدين العام‪ ،‬سوف يؤدي إلى فرض ضرائب‬
‫أعلى في المستقبل وبالتالي فإن الدخل الدائم )‪ (Lifetime Income‬لن يتأثر؛ ومع غياب قيود السيولة في ظل‬
‫سوق رأس مال تامة الفعالية‪ ،‬فإن االستهالك لن يتغير في وجود تكافؤ ريكاردي بين الضرائب والدين العام‪.‬‬
‫عوض بشكل كامل‬
‫سي َّ‬
‫والتكافؤ الريكاردي التام يعني أن انخفاض اإلدخار العام الناجم عن خفض الضرائب‪ُ ،‬‬
‫بارتفاع اإلدخار الخاص؛ أما الطلب الكلي فال يتأثر‪ ،‬إذ سيكون المضاعف المالي معدوم في هذه الحالة‪.4‬‬

‫‪ 1‬لتفاصيل أدق‪ ،‬أنظر‪- Friedman. M. (1968), "the Role of Monetary Policy", American Economic Review, Vol. 58, N. :‬‬
‫‪1, March, PP. 1-17.‬‬
‫‪ 2‬للمزيد‪ ،‬أنظر‪- Sargent. T.J., and N. Wallace. (1976), "Rational Expectations and the Theory of Economic Policy", :‬‬
‫‪Journal of Monetary Economics, Vol. 2, No. 2, PP. 169-189.; - Darrat. A.F. (1985), "The Impact of Fiscal Policy‬‬
‫‪under Rational Expectations: Some Tests", Journal of Macroeconomics, Vol. 7, Issue. 4, Autumn, PP.553-565.‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪- Leiderman. L., and M.I. Blejer. (1988), "Modelling and Testing Ricardian equivalence: A Survey", IMF :‬‬
‫‪Staff Papers, Vol. 35, No. 1, PP. 1-35.‬‬
‫‪ 4‬تفاصيل أدق ضمن‪- Barro. R.J. (1974), "Are Government Bonds Net Wealth?", Journal of Political Economy, Vol. 82, :‬‬
‫‪November-December, PP. 1095-1117.‬‬

‫‪97‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تم التركيز ضمن أدبيات المكافئ الريكاردي على آثار تخفيضات الضرائب على المبالغ اإلجمالية )‪Lump‬‬

‫‪ ،(Sum Taxes‬بالنسبة لمسار معين من اإلنفاق العام‪ .‬بينما إذا تعلق األمر بالضرائب النسبية أو التصاعدية‬
‫فإنه يتعين أخذ الطريقة التي تؤثر من خاللها آثار جانب العرض المرافقة للتخفيضات الضريبية على الدخل‬
‫الدائم بعين االعتبار‪ .1‬أما آثار التوسع المالي الذي يأخذ شكل زيادة في اإلنفاق الحكومي على الدخل الدائم‪،‬‬
‫فتعتمد على كيفية تغطية هذه الزيادة في المستقبل؛ حيث لن يكون للزيادات المؤقتة في اإلنفاق التي سيتم‬
‫المم َّول‬
‫تعويضها من خالل تخفيضات اإلنفاق المستقبلي أي أثر ُيذكر‪ ،‬في حين سيؤدي االرتفاع في اإلنفاق ُ‬
‫عن طريق زيادة الضرائب المستقبلية إلى تخفيض الدخل الدائم واالستهالك‪ ،‬وربما إلى مضاعفات مالية‬
‫سالبة على الرغم من أن تحديد المدى الدقيق لالنخفاض في الناتج سيعتمد على مدى إنتاجية اإلنفاق العام‪.2‬‬

‫في ظل االفتراضات القوية التي يستند إليها التكافؤ الريكاردي‪ ،‬والتي يجعل عدم تحققها من الشواهد‬
‫العلمية بشأن تحقق هذا التكافؤ –على األقل بشكله الكامل‪ -‬محل جدل ونقاش مستمر؛ يجدر التساؤل عما‬
‫إذا كانت هناك ظروف معينة تزيد من احتمال حدوث االستجابات الريكاردية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬إذا كانت‬
‫الحكومة ملتزمة بقاعدة سياسة مالية معينة‪ ،‬والتي تستدعي ضرورة عكس اتجاه التوسع المالي قريبا‪ ،‬فإن‬
‫األفراد ‪-‬حتى وان لم يكن أمامهم آفاق زمنية طويلة‪ -‬قد ُيقدمون على تعديل سلوكهم االدخاري‪ ،‬على األقل‬
‫في استعداد جزئي منهم لضرائب أعلى في المستقبل‪ .‬وبالمثل‪ ،‬فإنه إذا كان ُينظر على نطاق واسع إلى‬
‫المسار الجاري للدين العام على أنه غير مستدام‪ ،‬وأنه ستقوم الحاجة في المستقبل القريب إلى زيادة الضرائب‬
‫للتخفيف من الديون‪ ،‬فإنه يمكن أن يكون هناك تكافؤ ريكاردي ظاهري للتوسع المالي حتى في إطار كينزي‪.3‬‬
‫في حين أنه يمكن أن تكون السياسة المالية كينزية ظاهريا في إطار ريكاردي في الواقع‪ ،‬إذ كان األفراد ‪-‬وفقا‬
‫لتطلعاتهم المستقبلية‪ -‬يخشون أن تتم نقدنة الدين العام أو أن يتم االستالء على مدخراتهم من قبل الحكومة‪.4‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬تعد عالوات المخاطرة ضمن أسعار الفائدة )‪ (Risk Premia‬قناة هامة‪ ،‬يمكن أن يؤثر‬
‫من خاللها تراكم الدين العام على قيمة مضاعفات السياسة المالية‪ .‬وحيث تتزايد الديون الحكومية مع استمرار‬

‫‪ 1‬تجدر اإلشارة في هذا الصدد أنه ومن ناحية أخرى‪ ،‬قد تؤدي التوقعات في بعض الحاالت إلى آثار الإنكماشية للزيادات الضريبية‪ ،‬ويحصل ذلك إذا‬
‫اعتبر المستهلكون أن هذه الزيادات تدل على تغير في النظام‪ ،‬إذ أنهم لن يتوقعوا ثروة مستقبلية كثيرة من شأنها تخفيض زيادات الضرائب‪ ،‬ولذلك‬
‫سيحافظون عل مستوى استهالك عيشهم بدون تغيير‪ .‬تفاصيل أوفر حول الموضوع‪ ،‬موجودة ضمن‪- Alesina. A., and R. Perotti. (1997b), :‬‬
‫‪"The Welfare State and Competitiveness", American Economic Review, vol. 87, No. 5, December, PP. 921-939.‬‬
‫‪ 2‬بدال من ذلك‪ ،‬يمكن أن توزع العائالت تخفيضها لالستهالك على فترات زمنية متباينة‪ ،‬مما قد يؤدي إلى ظهور مضاعفات مالية إيجابية حتى في حالة‬
‫اآلثار الريكاردية‪ .‬تفاصيل أدق‪ ،‬ضمن‪- Calmfors. L. (2003), "Fiscal Policy to Stabilise the Domestic Economy in the EMU: :‬‬
‫‪What Can We Learn from Monetary Policy?", CESifo Economic Studies, Vol. 49, No. 3, PP. 319-353.; - Barro. R.J.‬‬
‫‪(1989), "The Ricardian Approach to Budget Deficits", Journal of Economic Perspectives, Vol. 3, Spring, PP. 37-54.‬‬
‫‪ 3‬للمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر‪- Sutherland. A. (1997), "Fiscal Crises and Aggregate Demand: Can High Public Debt :‬‬
‫‪Reverse the Effects of Fiscal Policy?", Journal of Public Economics, Vol. 65, August, PP. 147-162.‬‬
‫‪ 4‬المزيد من التفاصيل‪ ،‬ضمن‪- Bertola. G., and A. Drazen. (1993), "Trigger Points and Budget Cuts: Explaining the :‬‬
‫‪Effects of Fiscal Austerity", American Economic Review, Vol. 83, March, PP. 11-26.‬‬

‫‪98‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التوسعات المالية‪ ،‬فإن عالوات المخاطرة ‪-‬التي تعكس تصاعد مخاطر العجز عن سداد الدين أو مخاطر‬
‫التضخم‪ -‬ستعزز من آثار المزاحمة من خالل أسعار الفائدة‪ ،‬لتكون التوسعات المالية المؤقتة‪-‬في مثل هذه‬
‫الظروف‪ -‬أكثر فعالية من تلك الدائمة‪ ،‬باعتبار أن األخيرة تتضمن مخاطر أكثر بشأن تقويض واضعاف‬
‫القدرة على تحمل الدين؛ كما من شأن هذا النوع من التوسعات المالية أن يؤدي ضمن اقتصاد مفتوح مع‬
‫حركة عالية لرؤوس األموال‪ ،‬إلى إثارة المخاوف أيضا بشأن مستقبل مشاكل ميزان المدفوعات‪ ،‬ومن ثم إلى‬
‫انخفاض فوري في االستثمار األجنبي وتدفقات رأس المال‪ ،‬مع نتائج غير محمودة على النشاط االقتصادي‪.1‬‬

‫المنتهجة )‪ (Policy Credibility‬أهمية حاسمة‪ ،‬حيث‬


‫في نفس السياق‪ ،‬تكتسي درجة مصداقية السياسات ُ‬
‫إذا كان هناك إيمان ضعيف بقدرة الحكومة على التصدي للزيادات المؤقتة في اإلنفاق أو تخفيضات‬
‫الضرائب‪ ،‬نظير افتقارها إلى الحكمة المالية‪ ،‬وسادت التوقعات بأن التوسعات المالية المعلن عنها باعتبارها‬
‫مؤقتة ستكون ‪-‬في الواقع‪ -‬دائمة‪ ،‬فإن أسعار الفائدة ستكون بذلك أكثر عرضة ألن تتضمن عالوات مخاطرة‬
‫أكبر‪ ،‬مما سيشكل دافعا قويا إلمكانية أخذ مضاعفات السياسة المالية قيما سالبة‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪،‬‬
‫سيبدي اإلنفاق الخاص استجابة إيجابية تجاه إلتزام ذو‬
‫في حالة وجود مصداقية وتماسك في الق اررات المالية‪ُ ،‬‬
‫مصداقية للحد من الدين العام‪ ،‬وتخفيض عالوات المخاطرة‪ ،‬وهو األمر الذي يعتبر واحدا من بين أهم‬
‫‪2‬‬
‫التفسيرات الرئيسية لإلنكماشات المالية التوسعية )‪.(Expansionary Fiscal Contractions‬‬

‫في األخير‪ ،‬إذا جاءت التوسعات المالية مصحوبة بتزايد الاليقين وعدم التأكد‪ ،‬فإن السلوك الحذر من‬
‫جانب كل من العائالت والمؤسسات يمكن أن ُيخفِّض هو اآلخر من حجم مضاعفات السياسة المالية‪ ،‬وربما‬
‫يقودها إلى أخذ قيم سالبة‪ ،‬في ظل إقدام العائالت –في مثل هذه الظروف‪ -‬على تكوين ُم َّدخرات تحوطية‪،‬‬
‫بينما ِّ‬
‫تؤجل المؤسسات االستثمارات التي ال يمكن إلغائها‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬من المرجح أن تكتسي آثار الثقة في‬
‫بيئة تسودها ظروف عدم التأكد أهمية بالغة‪ ،‬إذ يؤثر الوضع المالي على ق اررات أعوان القطاع الخاص‬
‫المتعلقة بسلوكات االستهالك واالستثمار‪ ،‬التي تعتمد على مواقف وثقة قطاع العائالت والمؤسسات تجاه‬
‫المحيط االقتصادي بشكل عام‪ ،‬والسياسات المالية الحكومية بشكل خاص‪.3‬‬

‫‪ 1‬تفاصيل أوفر عن الموضوع‪ ،‬موجودة ضمن‪- Miller. M., R. Skidelsky., and P. Weller. (1990), "Fear of Deficit Financing: Is :‬‬
‫‪it Rational?", in: Public Debt Management: Theory and History, ed. By R. Dornbusch and M. Draghi, Cambridge‬‬
‫‪University Press, Cambridge and New York, PP. 293-310.‬‬
‫‪ 2‬المزيد من التفاصيل حول الموضوع‪ ،‬ضمن‪- Giavazzi. F., and M. Pagano. (1990), "Can Sever Fiscal Contractions be :‬‬
‫‪Expansionary?, Tales of Two Small European Countries", in: NBER Macroeconomics Annual, 5, 1990, ed. By O.J.‬‬
‫‪Blanchard., and S. Fischer, MIT Press, Cambridge, Massachusetts, PP. 75-122 .; - Alesina. A., and S. Ardagna.‬‬
‫‪(1998),"Tales of Fiscal Adjustments", Economic Policy, Vol. 27, October, PP. 487-546.‬‬
‫‪- Hemming. R., Kell. M., and S. Mahfouz. (2002), PP. 6-8.; - Capet. S. (2004), P. 9.‬‬ ‫‪ 3‬تفاصيل أوفى‪ ،‬ضمن‪:‬‬
‫‪- Caballero. R.J., and R.S. Pyndick. (1996),"Uncertainty, Investment, and Industry Evolution", International‬‬
‫‪Economic Review, Vol. 37, August, PP. 641-662.‬‬

‫‪99‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2.1‬آثار السياسة المالية من جانب العرض‪.)Supply-Side Effects of Fiscal Policy( :‬‬

‫باإلضافة إلى آثار جانب الطلب سالفة الذكر‪ ،‬وعلى الرغم من تركيز التحليل التقليدي للدور اإلستقراري‬
‫للسياسة المالية على إب ار از آثار التغيرات في أدوات هذه السياسة على جانب الطلب‪ ،‬إال أن آثار جانب‬
‫العرض تعد أكثر أهمية على المدى البعيد‪ .‬وفي هذا الصدد تعتمد فعالية السياسة المالية‪ ،‬ومن ثم قيمة‬
‫مضاعف هذه السياسة على عديد العوامل المتعلقة بجانب العرض‪ ،‬التي تساهم مجتمعة في تحديد درجة‬
‫استجابة العرض الكلي للتغيرات المعتمدة في الطلب الكلي (التي تعد السياسة المالية إحدى مقوماتها‬
‫األساسية)‪ ،‬ومن ثم تحديد مدى فعالية السياسة المالية على غ ار ار فعالية سياسات جانب الطلب بشكل عام‪.‬‬

‫ضمن النماذج الكالسيكية الحديثة‪ ،‬أين تتمتع األسعار واألجور بالوضوح والمرونة التامة في ظل‬
‫الوضوح التام للسوق‪ ،‬تكون التقلبات في الناتج اإلجمالي ناتجة أساسا عن الصدمات في جانب العرض‬
‫وليس عن التغيرات في الطلب الكلي‪ .‬لذلك‪ ،‬يقضي أحد مضامين النماذج الكالسيكية الحديثة ‪-‬والذي تم‬
‫تسليط الضوء عليه ألول مرة من طرف ‪ ،)1975( Lucas‬و‪ Sargent‬و‪ -)1975( Wallace‬بأن السياسات‬
‫االقتصادية المتوقعة بشكل تام والتي تستهدف التأثير على الطلب الكلي (ولكن ال تؤثر على العرض الكلي)‪،‬‬
‫لن يكون لها أي تأثير على الناتج الحقيقي سواء في المدى القصير‪ ،‬أو على المدى األبعد‪ ،‬إذ لن تؤدي إال‬
‫إلى ارتفاع معدالت التضخم‪ .‬وفقط السياسات غير المتوقعة –والتي تعكس إما مفاجئات من طرف الحكومة‬
‫أو نقص في المعلومات‪ -‬سيكون لها تأثير‪ ،‬والذي سينشأ كليا عن طريق جانب العرض‪.1‬‬

‫كما هو متعارف عليه‪ ،‬فإن درجة مرونة العرض الكلي (مرونة الجهاز اإلنتاجي) للتغيرات في الطلب‬
‫تتوقف بشكل أساسي على مدى قرب أو بعد االقتصاد من وضعية التشغيل الكامل‪ .‬فإذا كان االقتصاد يعمل‬
‫عند طاقته الكاملة‪ ،‬وقدرته اإلنتاجية ال يمكن أن ترتفع في المدى القصير‪ ،‬فإن التوسع المالي –الذي قد تتم‬
‫مباشرته بناء على افتراض خاطئ يفيد بوجود طاقات فائضة أو ألسباب سياسية‪ -‬سيكون تزاحميا من خالل‬
‫تسببه في ارتفاع األسعار‪ ،‬إذا لم يكن له أي أثر على الناتج الكامن؛ وفقط السياسات التي بإمكانها معالجة‬
‫قيود القدرات اإلنتاجية‪ ،‬وتطوير استجابات جانب العرض ستكون فعالة‪ ،‬وان كان تأثيرها مبدئيا طويل المدى‪.‬‬
‫غير أن التوسعات المالية (تخفيضات الضرائب أو زيادات اإلنفاق) المالئمة لجانب العرض‪ ،‬والمعززة لعرض‬
‫المؤسسات‪ ،‬من شأنها أن تؤدي إلى تكوين توقعات بشأن ارتفاع معدالت النمو على المدى البعيد‪ ،‬لتؤدي‬

‫‪ 1‬للمزيد من التفاصيل والتوضيحات‪ ،‬أنظر‪- Lucas. R. E., and N.L. Stokey. (1983), "Optimal Fiscal and Monetary Policy in :‬‬
‫‪an Economy Without Capital", Journal of Monetary Economics, Vol. 12, No. 1, PP. 55-94.; - Chari. V.V., and P.J.‬‬
‫‪Kehoe. (1998), " Optimal Fiscal and Monetary Policy", Federal Reserve Bank of Minneapolis, Research Department‬‬
‫‪Staff Report, No. 251.‬‬

‫‪100‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بذلك إلى آثار إيجابية على الطلب الكلي في المدى القصير‪ ،‬وارتفاع مضاعفات السياسة المالية‪.1‬‬

‫في سياق تقييم آثار السياسة المالية على المدى القصير‪ ،‬ينبغي إيالء االهتمام للطريقة التي تؤثر من‬
‫خاللها التغيرات في الضرائب على مداخيل العمال (الضرائب على األجور) على المعروض من اليد العاملة‪،‬‬
‫وكذا كيفية تأثير التغيرات في ضرائب رأس المال على االستثمار واإلدخار‪ ،‬ومن ثم على نمو الناتج‪ .2‬وفي‬
‫هذا اإلطار ستؤدي الزيادة في ضرائب العمل إلى انخفاض الدخل الحقيقي‪ ،‬مما يؤدي إلى ارتفاع عرض‬
‫العمل للحفاظ على نفس مستوى االستهالك‪ ،‬بينما ستنخفض األجور الحقيقية نتيجة ارتفاع عرض العمل‪.‬‬
‫كما يمكن أن تؤدي الزيادات الضريبية ‪-‬في وجود نقابات عمالية‪ -‬إلى المطالبة برفع األجور‪ ،‬األمر الذي‬
‫من شأنه أن يحد من المنافسة‪ ،‬وبالتالي من نمو الناتج اإلجمالي‪ .‬في حين يمكن أن يؤدي تخفيض الضرائب‬
‫على أرباح الشركات إلى آثار أكبر على الناتج الكامن‪ ،‬مقارنة بتلك المترتبة عن تخفيض ضرائب العمل‪،‬‬
‫باعتبار أن اإلجراء األول سيكون له أثر مباشر على االستثمار‪ ،‬ينتج عن انخفاض تكلفة رأس المال‪.3‬‬

‫بشكل أكثر تفصيال‪ ،‬تم تركيز بعض من االهتمام على الطريقة التي يمكن أن تؤثر من خاللها خصائص‬
‫سوق العمل على إمكانية أن يكون للتغيرات في الضرائب واإلنفاق آثار غير كينزية من خالل قناة جانب‬
‫العرض‪ .‬في هذا الصدد الحظ ‪ Alesina‬و‪ )1997a( Perotti‬أن الزيادات في الضرائب على دخل العمل يمكن‬
‫أن تُرفق ب أثر معنوي سلبي على جانب العرض في أسواق العمل النقابية غير تامة المنافسة‪ ،‬حيث ترتفع‬
‫األجور السائدة قبل فرض الضريبة )‪ ،(before-tax wages‬وكذا تكاليف اليد العاملة‪ ،‬لتعكس الزيادة الحاصلة‬
‫في الضرائب‪ .‬بينما يشير الباحثان َّ‬
‫أن اتفاق مع النقابات العمالية يقضي باالعتدال في األجور‪ ،‬من شأنه أن‬
‫يحد من الزيادات في األجور قبل فرض الضريبة‪ ،‬أو من الضغوط التضخمية خالل اإلنكماشات المالية‬
‫المصحوبة باالنخفاضات الحادة في قيمة العملة المحلية‪ ،‬وبالتالي يخفض من قيمة مضاعف السياسة المالية‬
‫وربما يساهم في ظهور آثار غير كينزية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬لوحظ أنه عندما تستند عملية المفاوضات حول‬
‫األجور إلى األجور بعد فرض الضريبة )‪ ،(after-tax wages‬فإنه يمكن أن يكون لخفض ضرائب العمل تأثير‬
‫إيجابي على جانب العرض‪ ،‬حيث يؤدي تخفيض هذا النوع من الضرائب إلى تخفيض تكاليف اليد العاملة‪،‬‬

‫‪ 1‬المزيد من التفاصيل حول الموضوع‪ ،‬موجودة ضمن العمل الذي قدمه ‪ ،)1985( Evans‬مع نموذج اختناقات العرض القطاعية )‪Sectoral Supply‬‬
‫‪(Bottlenecks‬؛ أنظر‪- Evans. G. (1985), "Bottlenecks and the Phillips Curve: A Disaggregated Keynesian Model of :‬‬
‫‪Infaltion, Output, and Unemployment", Economic Journal. Vol. 95, June, PP. 345-357.‬‬
‫‪ 2‬تجدر اإلشارة في هذا الصدد‪ ،‬إلى أن ضرائب االستهالك ال تمارس تأثيرا مباشرا على عرض العمل أو االستثمار‪ ،‬بينما قد يكون لها تأثير غير مباشر‪.‬‬
‫‪ 3‬يبقى تأثير التغيرات الضريبية بشكل عام على المعروض من اليد العاملة ورأس المال‪ ،‬وبالتالي على النمو‪ ،‬في نهاية المطاف مسألة تجريبية لم يتم بعد‬
‫التوصل إلى استنتاجات واضحة بشأنها‪ .‬لعرض مفصل بشأن األدلة واإلثباتات التجريبية ذات الصلة بعرض العمل؛ أنظر‪:‬‬
‫‪- Blundell. R., and T. MaCurdy. (1999), "Labor Supply: A Review of Alternative Approaches", in: Handbook of‬‬
‫‪Labor Economics, ed. By O. Ashenfelter and D. Card, Amsterdam, New York, Elsevier.‬‬

‫‪101‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في ظل مطالبة النقابات بأجور أقل خالل عملية المفاوضات‪ ،‬باعتبار أن الموظفين –في الواقع‪ -‬ينظرون‬
‫إلى الضرائب على أنها اقتطاعات من أجورهم بدال من اعتبارها نظير منفعة عامة أو توفير خدمة عامة‪.1‬‬

‫فضال عما سبق‪ ،‬ترتبط آثار جانب العرض لتغيرات اإلنفاق الحكومي على الناتج الحقيقي‪ ،‬بالتوظيف‬
‫الحكومي‪ ،‬واألجور‪ ،‬والتحويالت الحكومية؛ إذ من شأن وجود مستوى عالي من العمالة والتوظيف الحكومي‬
‫أن يزيد من قوة االتحادات العمالية من خالل مساهمته في رفع الطلب على العمل‪ ،‬وعلى حد سواء سترتفع‬
‫األجور‪ ،‬وستزيد إعانات البطالة من األجور المحمية بشكل قد يؤدي إلى ارتفاع األجور التوازنية‪ ،‬مما سيحد‬
‫أيضا من المنافسة‪ ،‬وبالتالي نمو الناتج الحقيقي‪ .2‬من ناحية أخرى‪ ،‬يتعين إيالء االهتمام أيضا للطريقة التي‬
‫تؤثر من خاللها التغيرات في اإلنفاق العام على إنتاجية كل من عنصري العمل ورأس المال؛ وخاصة اإلنفاق‬
‫الحكومي على السلع العامة وغيرها من السلع ذات الوفرات الخارجية اإليجابية‪ ،‬الذي من شأنه أن يؤدي إلى‬
‫تحسن نمو الناتج‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل النماذج التي تتناول استثمار الحكومة في كل من رأس المال‬
‫المادي (العيني)‪ ،‬وكذا رأس المال البشري على حد سواء‪ .3‬وقد أوضح عدد من هذه النماذج أن مثل هكذا‬
‫استثمارات يمكن أن تنقل االقتصاد من وضع توازني سيئ إلى آخر جيد‪ ،‬مع اختالفات اقتصادية كلية كبيرة‪،‬‬
‫وعلى النحو الذي يجعل من مضاعفات السياسة المالية عند أكبر قيمها الممكنة‪.4‬‬

‫‪ .3.1‬الجوانب المؤسساتية لسسياسة المالية‪.(Institutional Aspects of Fiscal Policy) :‬‬

‫قد يرتبط تأثير السياسة المالية على النشاط االقتصادي أيضا بعوامل مؤسساتية‪ ،‬تتعلق أساسا بفترات‬
‫التأخير‪ ،‬اعتبارات االقتصاد السياسي‪ ،‬ومستويات التنمية‪ .‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يمكن أن تنتج تأخيرات زمنية‬
‫مهمة عند تنفيذ السياسات المالية‪ ،‬والتي قد تؤدي إلى التقليص من حجم مضاعفات السياسة المالية‪ .‬ويتم‬
‫التمييز في هذا الصدد‪ ،‬بين التأخيرات الداخلية )‪ ،(Inside Lags‬والتأخيرات الخارجية )‪(Outside Lags‬؛ حيث‬
‫يعكس النوع األول الفترة الزمنية التي يستغرقها إدراك ومالحظة تغير الوضع االقتصادي‪ ،‬وما يتطلبه من‬

‫‪ 1‬أما إذا استندت المفاوضات حول األجور إلى األجور قبل فرض الضريبة‪ ،‬فإنه لن يكون لتخفيض ضرائب العمل أي آثار إيجابية على جانب العرض‪،‬‬
‫ألن تكلفة اليد العاملة ستبقى دون تغيير في الحالة‪ .‬لتفاصيل أوفر‪ ،‬أنظر‪- Alesina. A., and R. Perotti. (1997a), "Fiscal Adjustments in :‬‬
‫‪OECD Countries: Composition and Macroeconomic Effects", IMF Staff Papers, Vol. 44, No. 2, June, PP. 210-248.‬‬
‫‪- Alesina. A., and R. Perotti. (1997b).; - Alesina. A., Ardagna. S., Perotti. R., and F. Schiantarelli. (2002), "Fiscal‬‬
‫‪Policy, Profits and Investment", The American Economic Review, Vol. 92, No. 3, June, PP. 571-589.‬‬
‫‪ 2‬في هذا الصدد يشير ‪ Lane‬و‪ ،)1996( Perotti‬أن التخفيضات في التوظيف الحكومي‪ ،‬تُضعف النقابات‪ ،‬وتُؤدي إلى تخفيض األجور‪ ،‬وبالتالي تزيد‬
‫من الربحية‪ ،‬ليمكن أن تشكل بذلك مصدرا لآلثار الالكينزية‪ .‬أنظر‪- Lane. P.R., and R. Perotti. (1996), "Profitability, Fiscal Policy, :‬‬
‫‪and Exchange Rate Regimes", Centre of Economic Policy Research (CEPR) Discussion Paper, No. 1449, London.‬‬
‫‪ 3‬أنظر على سبيل المثال‪- Lucas. R. E. (1988), "On the Mechanics of Economic Development", Journal of Monetary :‬‬
‫‪Economics, Vol. 21, PP. 3-32.; - Murphy. K.M., A. Shleifer., and R.W. Vishny. (1989), "Industrialization and the‬‬
‫‪Big Push", Journal of Political Economy, Vol. 97, PP. 1003-1026.‬‬
‫‪ 4‬أنظر‪ ،‬مثال‪- Azariadis. C., and A. Drazen. (1990), "Threshold Externalities in Economic Development", Quarterly :‬‬
‫‪Journal of Economics, Vol. 105, May, PP. 501-526.‬‬

‫‪102‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ضرورة تغيير السياسة المالية‪ ،‬ومن ثم وضع التدابير المالية المناسبة الحتواء الوضع الجديد‪ .‬ويعتمد هذا‬
‫النوع من التأخيرات بشكل أساسي على سيرورة القرار السياسي وكفاءة اإلدارة المالية‪ .‬أما التأخيرات الخارجية‬
‫فتشير إلى الفترة الزمنية التي تستغرقها التدابير المالية المتخذة للنفوذ إلى الطلب الكلي‪1‬؛ إذ تعتبر كل هذه‬
‫التدابير ‪-‬على اختالف أشكالها‪ -‬عرضة لتأخيرات داخلية طويلة‪ ،‬ناتجة أساسا عن إمكانية حدوث تأخيرات‬
‫في كل من مراحل التصميم والمصادقة والتنفيذ‪ .‬ويزيد احتمال طول هذه التأخيرات كلما زاد االعتماد على‬
‫التدابير التقديرية‪ ،‬بينما تتميز عوامل االستقرار التلقائية )‪– (Automatic Stabilisers‬التي عادة ما تأخذ شكل‬
‫ضرائب دخل متصاعدة وتعويضات البطالة‪ -‬بتأخيرات أقصر‪ ،‬وتأخذ وقتا أقل لتعديل النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫بتقديمها لقوى دفع مضادة للتقلبات الدورية )‪ (Counter-Cyclical‬دون الحاجة إلى تدابير تقديرية‪ .‬بينما تكون‬
‫التأخيرات الخارجية أكثر تغي ار‪ ،‬وتميل ألن تكون أقصر في حالة التحويالت وتخفيضات ضرائب الدخل‪.2‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬يشير ‪ Alesina‬و‪ )1995( Perotti‬أن العجوزات المالية الكبيرة والدائمة قد تكون مؤش ار‬
‫على وجود تحيز نحو العجز )‪ ،(Deficit Bias‬يستند تفسيره باألساس إلى عدد من المتغيرات والعوامل ذات‬
‫الطابع االقتصادي السياسي‪3‬؛ والذي يتوجب في حال وجوده مقارنة وزن األثر اإليجابي للتوسع المالي على‬
‫الناتج‪ ،‬بوزن األثر السلبي الناجم عن استمرار حاالت العجز المالي المرتفع‪ ،‬التي تظهر إذا لم يتم عكس‬
‫التوسع بشكل كامل‪ .‬وتعتمد عالقة هذه المقارنة بمضاعفات السياسة المالية على ُبعد نظر وتوقعات أعوان‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬حيث إذا كان األفراد والمؤسسات محدودي النظر‪ ،‬أو مقيدي السيولة فإن ذلك لن يؤثر على‬
‫قيمة المضاعفات؛ أما إذا كان هؤالء األعوان على األقل يتمتعون بنظرة تطلعية جزئية للمستقبل‪ ،‬فإنهم‬
‫سيتوقعون أن التوسعات المالية المعلنة بصفتها مؤقتة‪ ،‬يمكن أن تدوم مؤدية إلى ارتفاع عالوات الخاطرة‪ ،‬أو‬
‫ارتفاع اإلدخار الخاص‪ ،‬ومن ثم إلى انخفاض مضاعفات السياسة المالية‪.4‬‬

‫فضال عما سبق من شأن بعض الخصائص المؤسساتية المميزة لالقتصاد أن تؤثر على حجم مضاعفات‬
‫السياسة المالية‪ .‬وفي هذا الصدد ُيالحظ اختالف هذه الخصائص باختالف درجة التنمية االقتصادية السائدة‬

‫‪ 1‬تفاصيل أوفى‪ ،‬ضمن‪- Blinder. A.S., and R.M. Solow. (1974), "Analytical Foundations of Fiscal Policy", in: the :‬‬
‫‪Economics of Public Finance: Essays, ed. By A.S. Blinder et al., Brookings Institutions, Washington, Dc, PP.3-115.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hemming. R., Kell. M., and S. Mahfouz. (2002), P. 10.; - Capet. S. (2004), PP. 8-9.‬‬
‫‪ 3‬ذلك على غرار إمكانية تعرض صانعي السياسات للوهم المالي )‪ ،(Fiscal Illusion‬بحيث ال يتوفر لديهم اإلدراك الكامل بالقيود الزمنية للميزانية‬
‫الحكومية‪ ،‬مما يدفعهم إلى تفضيل العجز‪ ،‬مع رغبهم في تحويل عبئ التصحيح المالي لألجيال المستقبلية‪ ،‬في ظل تأجيل اإلصالحات المالية بسبب‬
‫الصراعات السياسة بشأن كيفية توزيع تكاليف عملية التعديل بين المجموعات المختلفة‪ ،‬واستخدام تراكم الدين كأداة استراتيجية لتقييد حيز األداء المالي‬
‫للحكومات المتعاقبة في المستقبل‪ .‬للتفاصيل‪ ،‬أنظر‪- Alesina. A., and R. Perotti. (1995), "The political Economy of Budget :‬‬
‫‪Deficits", IMF Staff Papers. Vol. 42, N. 1, PP. 1-31.; - Alesina. A., R. Perotti., and J. Tavares. (1998), "The Political‬‬
‫‪Economy of Fiscal Adjustments", Brookings Papers on Economic Activity: 1, Brookings Institution, PP. 197-266.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Hemming. R., Kell. M., and S. Mahfouz. (2002), PP. 10-11.‬‬

‫‪103‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بين االقتصاديات المتقدمة ونظيرتها النامية‪ .‬فبالنسبة القتصاديات الدول النامية على وجه الخصوص‪ ،1‬يمثل‬
‫مدى توفر مصادر التمويل الداخلي والخارجي‪ ،‬وحجم تكلفة كل منها قيدا رئيسا للسياسة المالية‪ ،‬حيث تعد‬
‫القدرة على توفير التمويل محددا هاما لحجم العجز المالي‪ ،‬الذي من شأنه أن يؤدي في حال تجاوزه‬
‫للمستويات التي يمكن تمويلها وفق الشروط المقبولة إلى آثار مزاحمة قوية‪ .2‬وتتجلى هذه الحالة بوضوح في‬
‫حالة الدول النامية التي تعاني من المديونية العالية‪ ،‬والتي ال تتوفر لديها إمكانية الوصول إلى أسواق رأس‬
‫المال الدولية (أو يكون بإمكانها ذلك‪ ،‬لكن عند شروط غير مالئمة)‪ .3‬هذا فضال عن عديد الصعوبات التي‬
‫غالبا ما تواجه تنفيذ السياسة المالية في هذه الدول‪ ،‬والتي تتعلق أساسا بضعف اإلدارة الضريبية‪ ،‬مشاكل‬
‫تسيير اإلنفاق العام‪ ،‬وشدة تقلب قاعدة اإليرادات‪ ،‬إضافة إلى تأثير التأخيرات الداخلية الطويلة على السياسة‬
‫كبير نحو العجز‪.4‬‬
‫تحيز ا‬
‫ا‬ ‫المالية نتيجة ضعف عوامل االستقرار التلقائية؛ لتعكس هذه العوامل مجتمعة وغيرها‬

‫‪ .2‬اآلثار االقتصادية لسسياسة المالية‪ :‬عرض األدبيات التجريبية )‪.(Empirical Literature Review‬‬

‫في ظل احتدام الجدل والنقاش النظري‪ ،‬واختالف وتعارض توقعات وتحاليل مختلف المقاربات والنماذج‬
‫االقتصادية الكلية النظرية بشأن آثار السياسة المالية على االقتصاد‪ ،‬برزت الحاجة إلى وجود أدلة تجريبية‬
‫للفصل في المسائل والقضايا محل النقاش‪ ،‬ووقع الدور على طرق وأساليب التحليل القياسي االقتصادي‬
‫التجريبي للتوضيح والتوفيق بين مختلف اآلراء السائدة في هذا المجال‪.‬‬

‫إلى غاية بدايات ثمانينات القرن الماضي‪ ،‬اعتُبرت السياسة المالية على نطاق واسع بمثابة أداة فعالة‬
‫لتحقيق االستقرار االقتصادي‪ .‬غير أن فشلها في تعزيز ودعم النمو في أعقاب الصدمات النفطية التي‬
‫شهدتها سنوات السبعينات‪ ،‬وما رافقها من ارتفاع كبير للعجز الموازني والدين العام في االقتصاديات‬
‫المتضررة‪ ،‬قاد العديد من خبراء االقتصاد إلى التشكيك في فعالية الدور الذي تؤديه هذه السياسة للتخفيف من‬
‫حدة التقلبات الدورية االقتصادية‪5‬؛ بينما حظيت السياسة المالية باهتمام أقل على صعيد األدبيات التجريبية‪،‬‬

‫‪ 1‬جدير بالذكر أن معظم األدبيات التي اختصت بدراسة فعالية السياسة المالية قد ُكتبت في سياق أوضاع االقتصاديات المتقدمة‪ ،‬في حين حظيت‬
‫اقتصاديات البلدان النامية باهتمام أقل بالنظر إلى واقع كون النشاط االقتصادي في هذه البلدان يعد أكثر عرضة للتأثر بصدمات العرض‪ ،‬مما يتيح فرص‬
‫أقل الستعمال السياسة المالية في إدارة الطلب‪ .‬أنظر‪- Agénor. P.R., C.J. McDermott., and E.S. Prasad. (2000), "Macroeconomic :‬‬
‫‪Fluctuations in Developing Countries: Some Stylized Facts", The World Bank Economic Review. Vol. 14, No. 2,‬‬
‫‪PP. 251-285.‬‬
‫‪ 2‬من ناحية أخرى‪ ،‬من شأن االرتفاع النسبي للميل الحدي لالستهالك لدى عديد البلدان النامية أن يؤدي إلى ارتفاع حجم مضاعفات السياسة المالية‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر على سبيل المثال‪- Lane. T.D., A. Ghosh., J. Hamann., S. Phillips., M. Schulze-Ghattas., and T. Tsikata. (1999), :‬‬
‫‪"IMF-Supported Programs in Indonesia, Korea, and Thailand: A Preliminary Assessmen", IMF Occasional Paper,‬‬
‫‪No. 178.‬‬
‫‪ 4‬أنظر‪- Tanzi. V. (1986), "Fiscal Policy Responses to Exogenous Shocks in developing Countries", American :‬‬
‫‪Economic Review, Vol. 76, PP. 88-91.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Beetsma. R., and M. Giuliodori. (2011), "The Effects of Government Purchases Shocks: Review and Estimates for‬‬
‫‪the EU", The Economic Journal, Vol. 121, Issue. 550, February, PP.F4-F32.‬‬

‫‪104‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مقارنة باالهتمام البالغ الذي أوليت به السياسة النقدية‪ ،‬في سمة تتناقض مع النقاش والجدل النظري الحاد‬
‫بشأن دورها اإلستقراري‪1‬؛ بينما واصل واضعو وصناع السياسات اعتمادهم الواسع على السياسات المالية‬
‫النشطة كأداة أساسية للسياسة االقتصادية‪ ،‬على نحو ما تبين خالل أزمة الركود االقتصادي العالمي األخيرة‪.‬‬

‫بالمقابل انصب اهتمام وتركيز النقاشات المتعلقة بالسياسة المالية خالل الثمانينات‪ ،‬وأغلب فترات عقد‬
‫تسعينات القرن العشرين بشكل أساسي على ارتفاع العجز الموازني والدين الحكومي‪ ،‬كأهم مصادر وأسباب‬
‫التضخم‪ ،‬ومشاكل ميزان المدفوعات (فرضية العجز المزدوج)‪ ،‬وعلى دراسة مدى مساهمة الضبط والتعديل‬
‫صممة لمعالجة هذه المشاكل‪ .‬كما تم إيالء االهتمام‬
‫الم َّ‬
‫المالي )‪ (Fiscal Adjustment‬في برامج االستقرار ُ‬
‫للطريقة التي يمكن أن تساهم من خاللها األنظمة الضريبية وبرامج اإلنفاق العام‪ ،‬في تعزيز واستدامة النمو‬
‫االقتصادي على المدى البعيد‪ .2‬إضافة إلى تسليط الضوء على اآلثار التوسعية لإلنكماشات أو التقلصات‬
‫المالية‪ ،‬وخاصة ما يتعلق بإجراءات تخفيض اإلنفاق الحكومي أو رفع الضرائب غير المباشرة‪ ،‬دون المباشرة‬
‫منها؛ وذلك ضمن وجهة النظر القاضية بأن السياسات المالية االنكماشية‪ ،‬وبدال من أن تمارس التأثير‬
‫االنكماشي قصير المدى ‪-‬المفترض غالبا‪ -‬على الناتج اإلجمالي‪ ،‬يمكن أن تكون توسعية؛ حيث تم‬
‫االستشهاد في هذا الصدد‪ ،‬بأمثلة من االقتصاديات األوروبية لتوضيح مثل هكذا نتيجة‪ .3‬لكن مع فترات‬
‫التراجع االقتصادي المطولة في اليابان‪ ،‬والركود الحاد في إندونيسيا‪ ،‬وكوريا‪ ،‬وتايلند خالل األزمة اآلسيوية‪،‬‬
‫واالنكماش الذي شهده االقتصاد األمريكي واألوروبي مع مطلع األلفية الثالثة‪ ،‬واألزمة المالية العالمية األخيرة‬
‫التي تحولت إلى أزمة ركود اقتصادي‪ ،‬تحول التركيز من جديد إلى الدور الذي يمكن أن تؤديه التوسعات‬
‫المالية في تحفيز النشاط االقتصادي والتخفيف من االنكماش أثناء األزمات االقتصادية‪.‬‬

‫قامت دراسات تجريبية عديدة بتقييم فعالية السياسة المالية من خالل تقدير حجم المضاعفات المرافقة‬
‫لإلجراءات والتدابير المالية التقديرية‪ ،‬ورصد االستجابات الديناميكية للمتغيرات االقتصادية الكلية تجاه‬
‫صدمات اإلنفاق العام والتغيرات الضريبية‪ ،‬وكذا عن طريق تقييم قدرة عوامل االستقرار التلقائية على التخفيف‬
‫من الصدمات االقتصادية الكلية‪ .‬وعلى غرار األدبيات النظرية‪ ،‬كشفت نتائج الدراسات التجريبية هي األخرى‬
‫عن عدم توافق وخالف كبير‪ ،‬حيث تباينت هذه النتائج باختالف درجة تطور وتنمية األنظمة االقتصادية‪،‬‬
‫وكذا بتباين المقاربات المعتمدة لتحديد وتعريف صدمات السياسة المالية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Afonso. A., and R.M. Sousa. (2012), "The Macroeconomic Effects of Fiscal Policy", Applied Economics, Vol. 44,‬‬
‫‪No. 34, PP. 4439-4454.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hemming. R., Kell. M., and S. Mahfouz. (2002), P. 3.‬‬
‫‪ 3‬كان ذلك ألول مرة من طرف ‪ Giavazzi‬و‪ ،)1990( Pagano‬في دراسة خصت الدنمارك وإيرلندا‪ ،‬والتي تم ذكرها في التحليل أعاله ‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Giavazzi. F., and M. Pagano. (1990).‬‬

‫‪105‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .1.2‬النتايج التجريبية لألدبيات ذات الصسة باقتصاديات البسدان الصناعية المتقدمة‪:‬‬

‫على غرار األدبيات النظرية‪ ،‬ركز الجزء األكبر من األدبيات التجريبية التي اختصت بدراسة اآلثار‬
‫االقتصادية الكلية لصدمات السياسة المالية‪ ،‬على تحليل واختبار ميكانيزمات انتقال آثار مختلف التدابير‬
‫واإلجراءات المالية في االقتصاديات الصناعية المتقدمة؛ وذلك باالعتماد على عدة مقاربات منهجية لتعريف‬
‫وتحديد الصدمات المالية‪ .‬ركزت أولى الدراسات التجريبية اهتمامها على تقدير مضاعفات السياسة المالية‬
‫الم َّ‬
‫قدرة تجريبيا (على غرار نموذج‬ ‫من خالل "محاكاة‪ "Simulation-‬النماذج االقتصادية الكلية الهيكلية الكبيرة ُ‬
‫"‪ "MULTIMOD‬لصندوق النقد الدولي‪ ،‬ونموذج "‪ "INTERLINK‬لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬
‫المعتمدة في دراسات مثل دراسات ‪Bartolini et ،)1993( Bryant et al ،)1988( Bryant et al‬‬
‫)‪ُ ،)(OECD‬‬
‫‪ Hunt ،)2001( Dalsgaard et al ،)1997( Saito ،)1996( IMF ،)1995( al‬و‪ ،)2003( Laxton‬و‪Barrell et‬‬

‫‪ .)2004( al‬وقد خلصت هذه الدراسات ‪-‬ودراسات أخرى خصت االقتصاديات المتقدمة مثل االقتصاد‬
‫األمريكي واليابان واإلتحاد األوروبي و‪ -OECD‬بشكل عام إلى أن المضاعفات المالية تكون موجبة في‬
‫المدى القصير؛ كما كان هناك اتفاق فيما بينها على أن مضاعف اإلنفاق أكبر من مضاعف الضرائب‪ ،‬في‬
‫نتيجة تتوافق مع النظرية الكينزية األساسية‪ .1‬أما على المدى الطويل فأجمعت معظم الدراسات على أن هذه‬
‫المضاعفات تأخذ قيم أقل بسبب آثار المزاحمة‪ ،‬وبيَّنت عدة نماذج أنها يمكن أن تأخذ قيم صفرية أو سالبة‪.2‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬اعتمدت عدة دراسات على محاكاة نماذج التوازن العام الديناميكية الصغيرة التي تُعاير‬
‫)‪ (Calibrated‬ومن ثم تُحل عدديا‪ ،‬لتحليل اآلثار طويلة المدى للسياسة المالية على مجوعة المجمعات‬
‫المتضمنة للناتج اإلجمالي‪ .‬ونلمس تطبيق هذه النماذج في دراسات على غرار دراسات‬
‫االقتصادية الكلية ُ‬
‫‪ Rotemberg ،)1992( Aiyagari et al ،)1981( Barro‬و‪ Baxter ،)1993( Woodford‬و‪،)1993( King‬‬
‫‪ )1996( Ludvigson ،)1996( Devereux et al‬و‪ .3)2001( Ardagna‬معظم هذه الدراسات وغيرها‪ ،‬وجدت‬
‫أن الناتج اإلجمالي يستجيب إيجابيا الرتفاع غير متوقع في اإلنفاق الحكومي‪ ،‬مع تأثيرات أكبر للتغيرات‬
‫الدائمة في اإلستهالك الحكومي على الناتج مقارنة بالتغيرات المؤقتة‪ ،‬بينما تبيَّن أن أثر خفض الضرائب‬
‫مول بالعجز )‪ (Deficit-Financed Tax Cut‬يتوقف على نوع الضرائب محل االهتمام‪.‬‬
‫الم َّ‬
‫ُ‬
‫‪ 1‬في هذا الصدد‪ ،‬وحسب مختلف الدراسات‪ ،‬تراوحت معظم مضاعفات اإلنفاق بين ‪ 0,6‬و‪1,4‬؛ بينما تراوحت مضاعفات الضرائب بين ‪ 0,3‬و‪.0,8‬‬
‫‪ 2‬لمسح أكثر شموال لألدبيات التجريبية المتضمنة لمختلف المقاربات والنماذج‪ ،‬أنظر‪- Hemming. R., Kell. M., and S. Mahfouz. (2002). :‬‬
‫‪- Capet. S. (2004).; - Spilimbergo. A., S.A. Symansky., and M. Schindler (2009), "Fiscal Multipliers", IMF Staff‬‬
‫‪Position Note. SPN/09/11.; -Coenen. G., Erceg. C., Freedman. C., Furceri. D., Kumhof. M., Lalonde. R., Laxton. D.,‬‬
‫‪Lindé. J., Mourougane. A., Muir. D., Mursula. S., de Resende. C., Roberts. J., Roeger. W., Snudden. S., Trabandt.‬‬
‫‪M., and J. inZt Veld. (2010), "Effect of Fiscal Stimulus in Structural Models", IMF Working Paper No. 1073.‬‬
‫‪ 3‬تمت معايرة كل النماذج تقريبا على البيانات األمريكية‪ ،‬باستثناء ‪ )2001( Ardagna‬الذي استخدم متوسط بيانات عشر دول من اإلتحاد األوروبي‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فضال عما سبق‪ ،‬لجأت عدة دراسات إلى استخدام نماذج المعادالت مختصرة الشكل )‪Reduced Form‬‬

‫‪ (Equations‬لتقييم آثار السياسة المالية على الناتج اإلجمالي‪ )1989( Eisner .‬على سبيل المثال‪ ،‬توصل‬
‫المقدر من طرف مكتب الميزانية في‬ ‫باستخدام "فائض العمالة المرتفعة‪ُ - "High Employment Surplus-‬‬
‫الكونغرس باعتباره مقياسا للسياسة المالية‪ -‬إلى وجود آثار مضاعفة تتراوح ما بين ‪ 1,8‬و‪ .12,5‬بينما أدرج‬
‫‪ Perry‬و‪ )1993( Schultze‬و‪ Romer‬و‪ )1994( Romer‬متغيرات لمراقبة السياسة النقدية وفترات التأخير‪،‬‬
‫وتحصلوا على مضاعفات مالية أصغر‪ ،‬كانت أقرب من تلك التي أسفرت عنها محاكاة النماذج‪ .2‬أما‬
‫‪ ،)1999( Weber‬فاستخدم انحدار تكامل متزامن ونموذج تصحيح الخطأ من أجل تقدير المضاعفات طويلة‬
‫األجل‪ ،‬ومضاعفات األثر‪ ،‬إستنادا إلى بيانات خصت فترة ما بعد الحرب لالقتصاد األمريكي‪ ،‬ليجد أن‬
‫مضاعف األجل الطويل يتراوح ما بين ‪ 1,1‬و‪1,4‬؛ بينما كان مضاعف األثر أصغر بكثير من مضاعف‬
‫المدى الطويل‪ ،‬رغم قيمته الموجبة‪ .3‬وقبله خلُص ‪ Cheng‬و‪ )1997( Lai‬إلى وجود عالقة سببية ثنائية اإلتجاه‬
‫(تغذية عكسية) ‪-‬في إطار نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪ -"VAR‬بين اإلنفاق الحكومي والنمو االقتصادي‬
‫في اقتصاد كوريا الجنوبية‪ .4‬في حين َّ‬
‫قدرت دراسة لصندوق النقد الدولي ‪- )1998( IMF‬باستخدام تقنيات‬
‫طريقة المربعات الصغرى )‪ -(OLS‬مضاعف اإلنفاق قصير األجل في االقتصاد الياباني عند القيمة ‪.50,6‬‬

‫بعض الدراسات خلصت إلى وجود عالقة عكسية بين اإلنفاق الحكومي والنشاط االقتصادي الكلي‪ .‬ونجد‬
‫أبرز هذه الدراسات التي تحصلت على مضاعفات سالبة للسياسة المالية ضمن األدبيات حول اإلنكماشات‬
‫المالية التوسعية )‪ ،(Expansionary Fiscal Contractions‬التي استهلها ‪ Giavazzi‬و‪ ،)1990( Pagano‬وتبعته‬
‫عديد البحوث التي وجدت أن بعض التقلصات المالية في دول ‪ OECD‬كان لها تأثير توسعي على النشاط‬
‫االقتصادي في المدى القصير‪– )1999( Perotti .‬على سبيل المثال‪ -‬قدم أدلة تجريبية على وجود تحركات‬
‫آنية متعاكسة اإلتجاه )‪ (negative co-movement‬لكل من اإلستهالك العائلي واإلنفاق الحكومي خالل فترات‬
‫االنكماش المالي المرافقة لظروف الضغط واإلجهاد المالي )‪ (Fiscal Stress‬في ‪ 19‬دولة من دول ‪،6OECD‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Eisner. R. (1989), "Budget Deficits: Rhetoric and Reality", Journal of Economic Perspectives, Vol. 3, PP.73-93.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Perry. G.L., and C.L. Schultz. (1993), "Was This Recession Different? Are They All Different?", Brookings‬‬
‫‪Papers on Economic Activity, No. 1, PP. 145–211.‬‬
‫‪- Romer. C.D., and D.H. Romer. (1994), "What Ends Recessions?", in NBER Macroeconomics Annual 1994, ed. By‬‬
‫‪O. Blanchard and S. Fischer, Cambridge, Massachusetts, National Bureau of Economic Research.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Weber. C.E. (1999). "Fiscal Policy in General Equilibrium: Empirical Estimates from an Error Correction Model",‬‬
‫‪Applied Economics, Taylor and Francis Journals, Vol. 31, No. 7, July, PP. 907-913.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Cheng. B.S., and T.W. Lai. (1997), "Government Expenditures and Economic Growth in South Korea: A VAR‬‬
‫‪Approach", Journal of Economic Development, Vol. 22, No. 1, June, PP. 11-24.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪International Monetary Fund. (1998), "Japan-Selected Issues", IMF Background Paper No. 98/191, Washington.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Perotti. R. (1999), "Fiscal Policy in Goods Times and Bad", Quarterly Journal of Economics, Vol. 114, No. 4, PP.‬‬
‫‪1399-1436.‬‬

‫‪107‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بينما تكون هذه التحركات في نفس اإلتجاه )‪ (Positive‬في األوقات العادية‪ .‬وهي ذات النتيجة التي توصل‬
‫األوروبي‪-‬‬ ‫إليها ‪ .1)2007( Galí et al‬في نفس السياق أكد ‪– )2003( Guidice et al‬في دراسة خصت اإلتحاد‬
‫اآلثار التوسعية للتشدد المالي (تخفيض اإلنفاق دون الزيادات الضريبية) على النشاط االقتصادي في األجل‬
‫القصير والمتوسط‪ ،‬وذلك لما يقارب نصف عدد الحاالت المدروسة؛ رغم أن الباحثين أشاروا أن هذه اآلثار‬
‫اإليجابية الالكينزية على الطلب الخاص‪ ،‬ال تكون دائما قوية بما يكفي لتعويض األثر السلبي لالنكماش‬
‫المالي على الناتج اإلجمالي في فترة الصدمة‪ ،‬إذ أن هذه اآلثار تأخذ في الهيمنة مع توالي السنوات‪.2‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬تم استخدام عدة مقاربات لتحديد صدمات السياسة المالية في إطار نماذج أشعة‬
‫االنحدارات الذاتية "‪ ،"VAR‬التي غدت األداة التجريبية األكثر استخداما لدراسة آثار السياسة المالية مع‬
‫نهاية تسعينات القرن الماضي‪ ،‬حيث طُ ِّورت معظم هذه المقاربات باستخدام بيانات االقتصاد األمريكي‪.‬‬
‫فضمن واحدة من الدراسات التجريبية الرائدة في استعمال هذه النماذج‪ ،‬اعتمد ‪ Ramey‬و‪)1998( Shapiro‬‬

‫ضمن "مقاربة قصصية‪ "A Narrative Approach-‬على المتغيرات الوهمية )‪ (Dummy Variables‬المرافقة‬
‫للفترات التي تشهد تغيرات خارجية المنشأ في السياسة المالية لعزل األحداث السياسية‪ ،‬وتوصل إلى أن‬
‫اإلستهالك غير الدائم يبدي تراجعا طفيفا بعد ارتفاع اإلنفاق الحكومي لفترة قصيرة‪ ،‬بينما ينهار مستوى‬
‫اإلستهالك الدائم‪ .3‬وباتباع نفس المقاربة أثبت ‪ ،)1999( Edelberg et al‬أن حوادث التصعيد العسكري لها‬
‫أثر معنوي إيجابي في المدى القصير على الناتج اإلجمالي األمريكي واإلستهالك الخاص‪ ،‬وبيَّن –في هذا‬
‫‪4‬‬
‫الصدد‪ -‬أن إشارة االستجابة ال تتغير إذا أُخذت آثار التوقعات بعين االعتبار ‪ .‬بينما اعتمد ‪ Fatás‬و‪Mihov‬‬

‫(‪ )2001b‬على المقاربة التك اررية التقليدية )‪ ،(Recursive Approach‬مستخدمين ترتيب "‪ "Cholesky‬لتحديد‬
‫الصدمات المالية (مع ترتيب اإلنفاق الحكومي أوالً ضمن شعاع المتغيرات الداخلية)‪ ،‬وأظه ار أن ارتفاعات‬
‫اإلنفاق الحكومي تكون توسعية‪ ،‬حيث أنها تُتبع بارتفاعات قوية ومستمرة في اإلستهالك الخاص والتوظيف‪.5‬‬
‫أما ‪ Blanchard‬و‪ ،)2002( Perotti‬فقاما بتقدير نموذج أشعة انحدارات ذاتية هيكلي )‪ (Structural VAR‬مع‬
‫إدراج معلومات حول مرونة المتغيرات المالية لتغيرات الناتج واألسعار‪ ،‬لتحديد االستجابات التلقائية للسياسة‬
‫‪1‬‬
‫‪Galí. J., J.D. López-Salido., and J. Vallés. (2007), "Understanding the Effects of Government Spending on‬‬
‫‪Consumption", Journal of the European Economic Association, Vol. 5, No. 1, March, PP. 227-270.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Giudice. G., A. Turrini., and J. inZt Veld. (2003), "Can Fiscal Consolidations Be Expansionary in the EU?, Ex-‬‬
‫‪post Evidence and Ex-ante Analysis", European Commission, Economic Papers No. 195, December.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ramey. V.A., and M.D. Shapiro. (1998), "Costly Capital Reallocation and the Effects of Government Spending",‬‬
‫‪Carnegie-Rochester Conference Series on Public Policy, 48, North-Holland, June, PP. 145–194.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Edelberg. W., Eichenbaum. M., and J.D.M. Fisher. (1999). "Understanding the Effects of a Shock to Government‬‬
‫‪Purchases," Review of Economic Dynamics, Vol. 2, No. 1, January, PP. 166-206.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Fatás. A., and I. Mihov. (2001b) "The Effects of Fiscal Policy on Consumption and Employment: Theory and‬‬
‫‪Evidence", Centre for Economic Policy Research -CEPR Discussion Paper, No. 2760, London.‬‬

‫‪108‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المالية ووجدا أن الصدمات المالية التوسعية ترفع من حجم الناتج‪ ،‬وتخلف أث ار إيجابيا على اإلستهالك‬
‫الخاص‪ ،‬في حين تؤثر سلبا على اإلستثمار الخاص‪ .1‬وباستخدام قيود إشارة )‪ (Sign Restrictions‬على دوال‬
‫االستجابة الدفعية‪ ،‬وتحديد التغير غير المتوقع في اإلنفاق الحكومي باستجابة إيجابية لإلنفاق لمدة تصل إلى‬
‫مول‬
‫الم َّ‬
‫أربعة رباعيات زمنية بعد الصدمة‪ ،‬خلص ‪ Mountford‬و‪ )2005( Uhlig‬إلى أن خفض الضرائب ُ‬
‫بالعجز )‪ (deficit-financed tax cut‬يمثل السياسة المالية األفضل لتحفيز االقتصاد‪ ،‬وأن تكاليف المدى‬
‫الطويل للتوسع المالي عن طريق اإلنفاق الحكومي من المحتمل أن تكون أكبر من مكاسب األجل القصير‪.2‬‬

‫في دراسة خصت مجموعة من بلدان ‪ ،OECD‬عمد ‪ )2005( Perotti‬إلى تحليل آثار السياسة المالية في‬
‫كل من أستراليا‪ ،‬كندا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬الواليات المتحدة‪ ،‬والمملكة المتحدة‪ ،‬باالعتماد على المقاربة "‪ "SVAR‬المطورة‬
‫من طرف ‪ Blanchard‬و‪ ،)2002( Perotti‬وخلص إلى وجود أثر إيجابي كبير نسبيا على اإلستهالك الخاص‪،‬‬
‫وعدم وجود أي استجابة من اإلستثمار‪ ،‬مع تأثير ضعيف للسياسة المالية على الناتج واألسعار‪ .3‬وفي إطار‬
‫منهجية نفس المقاربة‪ ،‬قام ‪ )2009( Burriel et al‬بدراسة آثار صدمات السياسة المالية في منطقة اليورو ككل‬
‫صنفة‪ ،‬وصدمات صافي‬ ‫وم َّ‬
‫جمعة ُ‬‫والواليات المتحدة‪ ،‬من خالل دراسة آثار صدمات النفقات الحكومية ُم َّ‬
‫الضرائب‪ .‬النتائج أظهرت أن كل من الناتج والتضخم يرتفعان استجابة لصدمات اإلنفاق الحكومي‪ ،‬مع تشابه‬
‫مضاعفات الناتج في كال المنطقتين وصغر حجمها‪ ،‬ووجود أدلة على أن هذه المضاعفات قد عرفت زيادة‬
‫مطردة بعد العام (‪ .)2000‬في المقابل اتضح أن الضرائب الصافية تزيد من الحمل على النشاط االقتصادي‬
‫(مع تأثير صغير)‪ ،‬مع استجابة سلبية أقصر أجال بالنسبة لمنطقة اليورو‪.4‬‬

‫بخصوص االقتصاديات األوروبية‪ ،‬وبالنسبة لالقتصاد الفرنسي‪ ،‬توصل ‪ Biau‬و‪ )2005( Girard‬إلى‬
‫وجود مضاعف تراكمي لإلنفاق الحكومي أكبر من الواحد‪ ،‬واستجابات إيجابية لكل من اإلستهالك واإلستثمار‬
‫الخاص‪ De Castro .5‬و‪ ،)2008( De Cos‬استخدما بيانات تخص االقتصاد اإلسباني وأثبتا –باالعتماد على‬
‫المقاربة ‪ -SVAR‬أنه بينما تخلف صدمات اإلنفاق الحكومي التوسعية أث ار إيجابيا على الناتج في المدى‬
‫القصير‪ ،‬لن تؤدي هذه الصدمات على المدى المتوسط والبعيد إال إلى ارتفاع التضخم وانخفاض الناتج؛ في‬
‫‪1‬‬
‫‪Blanchard. O., and R. Perotti. (2002), "An Empirical Characterization of the Dynamic Effects of Changes in‬‬
‫‪Government Spending and Taxes on Output", Quarterly Journal of Economics, Vol. 117, No. 4, PP. 1329–1368.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Mountford. A., and H. Uhlig. (2005), "What Are the Effects of Fiscal Policy Shocks?", SFB 649 Discussion Paper‬‬
‫‪2005-039, Humboldt University, Berlin.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Perotti R. (2005), "Estimating the Effects of Fiscal Policy in OECD Countries", CEPR Discussion Paper No. 4842.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Burriel P., F. de Castro., D. Garrote., E. Gordo., J. Paredes., and J. J. Perez. (2009), "Fiscal Policy Shocks in the‬‬
‫‪Euro Area and the US: An Empirical Assessment", European Central Bank Working Paper. No. 1133, December.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Biau. O., and É. Girard. (2005), "Politique Budgétaire et Dynamique Economique en France: L’approche VAR‬‬
‫‪structurel", Economie et Prévision, 2005/3-4-5, No. 169-170-171, PP. 1–23.‬‬

‫‪109‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حين تعوق الزيادات الضريبية النشاط االقتصادي على المدى المتوسط‪ ،‬بينما يستتبع ذلك تحسن مؤقت في‬
‫الموازنة العامة‪ ،)2008( Giordano et al .1‬خلصوا إلى أن الصدمات اإليجابية في مشتريات الحكومة من‬
‫كبير وقوي على النشاط االقتصادي في إيطاليا‪ ،‬حيث تؤدي إلى آثار إيجابية‬
‫أثر ا‬‫السلع والخدمات تمارس ا‬
‫على كل من الناتج اإلجمالي الحقيقي‪ ،‬التشغيل‪ ،‬واإلستهالك واإلستثمار الخاص‪ ،‬مع استجابة إيجابية‬
‫وصغيرة وقصيرة األجل للتضخم‪ .2‬قبل ذلك وجد ‪ )2006( Heppke-Falk et al‬أن حدوث صدمة إيجابية في‬
‫اإلنفاق الحكومي سيعمل على رفع الناتج واإلستهالك الخاص في االقتصاد األلماني (مع معنوية إحصائية‬
‫منخفضة)‪ ،‬بينما يخفض من اإلستثمار الخاص (مع تأثير ضئيل)‪ ،‬في حين يحمل ارتفاع الضرائب المباشرة‬
‫أث ار سلبيا‪ .3‬بعدها وجد ‪ Kuismanen‬و‪– )2009( Kämppi‬باالعتماد على مقاربتين مختلفتين بالنسبة االقتصاد‬
‫الفنلندي‪ -‬أن الصدمات اإليجابية في الضرائب تُتبع بآثار إيجابية على الناتج اإلجمالي واإلستثمار‪ ،‬مع‬
‫استجابات متفاوتة لإلستهالك الخاص‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬كشفت نتائج كال المقاربتين أن ارتفاع اإلنفاق‬
‫الحكومي يؤدي إلى مزاحمة نشاط القطاع الخاص‪ ،‬كما تأخذ آثار زيادة اإلنفاق وقتا أقل للظهور مقارنة بآثار‬
‫رفع الضرائب‪ .4‬أما ‪ Ravnik‬و‪ )2011( ŽiliĆ‬فاكتشفا من خالل دراسة خصت االقتصاد الكرواتي أن آثار‬
‫صدمات النفقات واإليرادات الحكومية تكون أعلى نسبيا على معدالت الفائدة وأقل على التضخم‪ ،‬حيث يؤدي‬
‫حدوث صدمة في الضرائب –في المدى القصير‪ -‬إلى ارتفاع معدالت التضخم‪ ،‬وانخفاض معدالت الفائدة‬
‫قصيرة المدى‪ ،‬وبعد سنة واحدة يحدث االستقرار عند المستويات األولية بينما تؤدي صدمات اإلنفاق إلى‬
‫تأثير عكسي؛ أما اآل ثار على اإلنتاج الصناعي (كمتغيرة ممثلة للناتج) فلم تكن بديهية اقتصاديا‪ ،‬حيث تبَّين‬
‫أن صدمات الضرائب تؤدي إلى ارتفاع اإلنتاج الصناعي‪ ،‬بينما تؤدي صدمات اإلنفاق إلى انخفاضه‪.5‬‬

‫‪ Afonso‬و‪ ،)2011( Sousa‬قاما بتقدير نموذج أشعة انحدارات ذاتية هيكلي بايزي )‪(Bayesian-SVAR‬‬

‫باستخدام قاعدة بيانات رباعية تغطي الفترة )‪ ،(1979:1-2007:4‬لتحليل اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة‬
‫المالية في االقتصاد البرتغالي‪ .‬النتائج أظهرت أن الصدمات اإليجابية في اإلنفاق العام تمارس عموما أث ار‬
‫سلبيا على الناتج الحقيقي‪ ،‬بتسببها في آثار مزاحمة واسعة من خالل تأثيرها السلبي على كل من اإلستهالك‬
‫‪1‬‬
‫‪De Castro. F., and P.H. De Cos. (2008), "The Economic Effects of fiscal policy: the case of Spain", Journal of‬‬
‫‪Macroeconomics, Vol. 30, PP. 1005–1028.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Giordano. R., S. Momigliano., S. Neri., and R. Perotti. (2008), "The Effects of Fiscal Policy in Italy: Evidence‬‬
‫‪From a VAR model", Banca D’Italia Temi di discussione Working Paper, No. 656, January.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Heppke-Falk. K.H., J. Tenhofen., and G.B. Wolff. (2006), "The Macroeconomic Effects of Exogenous Fiscal‬‬
‫‪Policy shocks in Germany: A Disaggregated SVAR Analysis". Deutsche Bundes bank Discussion Paper, No. 41.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Kuismanen. M., and V. Kämppi. (2009), "The Effects of Fiscal Policy on Economic Activity in Finland", Ministry‬‬
‫‪of Finance Discussion Papers, No. 1/2009, January.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Ravnik. R., and I. ŽiliĆ. (2011), "The Use of SVAR Analysis in Determining the Effects of Fiscal Shocks in‬‬
‫‪Croatia", Financial Theory and Practice, Vol. 35, No. 1, PP. 25-58.‬‬

‫‪110‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واإلستثمار الخاص؛ كما تبين أن هذه الصدمة تخلف أث ار إيجابيا مستم ار على المستوى العام لألسعار‪ ،‬وعلى‬
‫التكلفة المتوسطة لتمويل الدين العام؛ في حين اتضح أن الصدمات اإليجابية في اإليرادات الحكومية تميل‬
‫ألن تؤثر سلبا على الناتج‪ ،‬وتؤدي إلى تخفيض المستوى العام لألسعار‪ .1‬ذلك قبل أن يعمد ذات الباحثين‬
‫(‪ Afonso‬و‪ ))2012( Sousa‬إلى تقديم تقييم مفصل –باعتماد نفس المنهج التجريبي‪ -‬آلثار السياسة المالية‬
‫على النشاط االقتصادي ضمن أربعة من االقتصاديات المتقدمة (الو‪.‬م‪.‬أ‪ ،‬المملكة المتحدة‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬وايطاليا)‪،‬‬
‫ليجدا أن صدمات اإلنفاق الحكومي بشكل عام تمارس أث ار إيجابيا محدودا على الناتج اإلجمالي (نتيجة‬
‫ظهور آثار مزاحمة قوية)‪ ،‬وتخلف آثار متنوعة على اإلستهالك واإلستثمار الخاص وعلى أسعار اإلسكان‪،‬‬
‫بينما تولد انخفاضا سريعا في أسعار األسهم؛ أما صدمات اإليرادات الحكومية فتمارس أث ار إيجابيا على كل‬
‫من الناتج‪ ،‬واالستثمار الخاص وأسعار األسهم‪ ،‬وآثا ار متنوعة على اإلستهالك الخاص وأسعار اإلسكان‪.2‬‬

‫بالنسبة لبلدان أخرى‪ ،‬وفي سلوفينيا استخدم ‪ )2011( Jemec et al‬مقاربة نماذج "‪ "VAR‬الهيكلية لـ‬
‫‪ Blanchard‬و‪ )2002( Perotti‬لتحليل اآلثار الديناميكية للسياسة المالية على االقتصاد الكلي‪ .‬النتيجة األهم‬
‫للدراسة بينت أن الصدمات اإليجابية في اإلنفاق الحكومي تخلف أث ار فوريا إيجابيا على كل من الناتج‪،‬‬
‫اإلستهالك واإلستثمار الخاص؛ بينما تمارس الصدمات اإليجابية في الضرائب أث ار فوريا سلبيا على المتغيرات‬
‫المذكورة‪ ،‬غير أن هذه اآلثار تفقد معنويتها خالل الفترة التي تلي الصدمة‪ .3‬من جهته ‪ ،)2012( Franta‬عمد‬
‫إلى اختبار اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية في االقتصاد التشيكي مستخدما عدة مقاربات تحديدية‬
‫في إطار نماذج "‪ ،"VAR‬حيث أفادت نتائج التقدير أن آلية انتقال السياسة المالية تُبدي بعض الخصائص‬
‫المعيارية‪ ،‬على غرار ارتفاع مستويات الناتج والتضخم بعد ارتفاع غير متوقع في اإلنفاق الحكومي‪.4‬‬
‫وباالعتماد على تقنيات مقاربة نماذج "‪ "VAR‬البايزية "‪ ،"BVAR‬خلص ‪ Karagöz‬و‪ )2016( Keskin‬إلى‬
‫أن النفقات واإليرادات الحكومية تتمتع بآثار محدودة على مجموعة متغيرات االقتصاد الكلي التركي‪،‬‬
‫المتضمنة للناتج اإلجمالي‪ ،‬التضخم‪ ،‬مؤشر سوق األسهم‪ ،‬الدين الخارجي‪ ،‬وسعر الفائدة‪ .5‬وقبل ذلك قام‬
‫‪ )2013( Jooste et al‬بتحليل أثر اإلنفاق العام والضرائب على الناتج اإلجمالي القتصاد جنوب إفريقيا‬
‫‪1‬‬
‫‪Afonso. A., and R.M. Sousa. (2011), "The Macroeconomic Effects of Fiscal Policy in Portugal: A Bayesian SVAR‬‬
‫‪analysis", Portuguese Economic Journal, Vol. 10, No. 1, PP. 61 – 82.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Afonso. A., and R.M. Sousa. (2012), "The Macroeconomic Effects of Fiscal policy", Applied Economics, Vol. 44,‬‬
‫‪No. 34, PP. 4439- 4454.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Jemec. N., A.S. Kastelec., and A. Delakorda. (2011), "How do Fiscal Shocks Affect The Macroeconomic‬‬
‫‪Dynamics in the Slovenian Economy", Bank of Slovenia, No. 02/2011, PP. 1-27.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Franta. M. (2012), "Macroeconomic Effects of Fiscal Policy in the Czech Republic: Evidence Based on Various‬‬
‫‪Identification Approaches in a VAR Framework", Czech National Bank Working Paper, No. 13/2012, December.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Karagöz. K., and R. Keskin. (2016), "Impact of Fiscal Policy on the Macroeconomic Aggregates in Turkey:‬‬
‫‪Evidence from BVAR Model", Procedia Economics and Finance, Vol. 38, PP. 408 – 420.‬‬

‫‪111‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫باالعتماد على عدة مقاربات في نفس الوقت‪ .‬نتائج التحليل بينت أن ارتفاع اإلنفاق الحكومي يكون له أثر‬
‫إيجابي على الناتج اإلجمالي في المدى القصير‪ ،‬بينما يكون الرتفاع الضرائب أثر معاكس؛ أما على المدى‬
‫البعيد فتتالشى هذه اآلثار‪ ،‬وتصبح غير ذات معنوية‪.1‬‬

‫‪ .2.2‬النتايج التجريبية لألدبيات المتعسقة باقتصاديات البسدان النامية والناشية (بما فيها البسدان النفطية)‪:‬‬

‫مقارنة باالهتمام البالغ الذي أولته األدبيات التجريبية لدراسة وتحليل آثار السياسة المالية على النشاط‬
‫االقتصادي الكلي في البلدان الصناعية المتقدمة‪ ،‬جاءت األدلة التجريبية ذات الصلة بهذا بالموضوع شحيحة‬
‫نسبيا فيما يتعلق باقتصاديات البلدان النامية‪ .‬ويعزى ذلك إلى تكاثف مجموعة من العوامل المؤسساتية‬
‫الهيكلية‪ ،‬مع النقص والقصور النسبي في بيانات المالية العامة في هذه البلدان (خاصة الفصلية منها)‪.2‬‬

‫مع ذلك‪ ،‬حاولت بعض الدراسات األولية تقدير نماذج اقتصادية كلية تخص اقتصاديات البلدان النامية‪،‬‬
‫لغرض تكميم آثار مختلف الصدمات –بما فيها صدمات السياسة المالية‪ -‬على االقتصاد‪ .‬وقد شملت األدلة‬
‫التجريبية المقدمة تقديرات مضاعفات السياسة‪( 3‬التي نجدها في دراسات على غرار ‪ Khan‬و‪،)1981( Knight‬‬
‫‪ Haque‬و‪ ،4))1995( Owoye et al ،)1991( Haque et al ،)1991( Montiel‬والعالقة بين العجز المالي‬
‫وأسعار الفائدة واإلستثمار الخاص (ضمن دراسات مثل ‪ Blejer‬و‪،)1994( Easterly et al ،)1984( Khan‬‬
‫‪ Agénor‬و‪ ،))1996( Montiel‬إضافة إلى اختبارات التكافؤ الريكاردي (في دراسات على غرار ‪Haque et al‬‬

‫(‪.))2000( Giavazzi et al ،)1997( Sutherland ،)1993‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬عمدت دراسات عدة إلى تحليل آثار مختلف أصناف اإلنفاق العام في االقتصاديات‬
‫النامية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬قام ‪– )1996( Devarajan et al‬على سبيل المثال‪ -‬بدراسة العالقة بين مكونات‬
‫اإلنفاق العام والنمو االقتصادي في عينة تضم ‪ 43‬اقتصاد نامي خالل الفترة (‪)1990-1970‬؛ وبينما أسفرت‬
‫النتائج عن عدم وجود أي تأثير معنوي لإلنفاق العام اإلجمالي على النمو‪ ،‬اتضح أن اإلستهالك العام يخلف‬
‫‪5‬‬
‫تأثير سلبيا ‪Gupta et al .‬‬
‫ا‬ ‫تأثير إيجابي على هذا األخير‪ ،‬في حين يمارس اإلستثمار العام (ومكوناته)‬
‫‪1‬‬
‫‪Jooste. C., G.D. Liu., and R. Naraidoo. (2013), "Analysing the Effects of Fiscal Policy Shocks in the South African‬‬
‫‪Economy", Economic Research Southern Africa (ERSA) Working Paper No. 351, May.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hemming. R., Kell. M., and S. Mahfouz. (2002), P. 32.‬‬
‫‪ 3‬بالرغم من حساسية النتائج لالفتراضات األساسية التي عادة ما يتم تقدير هذه النماذج ضمنها‪ ،‬إال أن األخيرة قدمت بعض التقديرات والمالمح حول‬
‫المضاعفات المالية في االقتصاديات المذكورة‪ ،‬بينما لم تبدي أي استنتاجات واضحة بشأن حجم وإشارة هذه المضاعفات‪.‬‬
‫‪ 4‬باإلضافة إلى هذه الدراسات‪ ،‬قامت بعض الدراسات بتحليل آثار السياسة المال ية على معدالت النمو طويلة األجل في البلدان النامية‪ .‬أنظر على سبيل‬
‫المثال‪ Easterly ،)1986( Landau ،‬و‪ ،)1993( Rebelo‬و‪ Adam‬و‪ .) 2001( Bevan‬كما قامت عدة دراسات أخرى بدراسة عينات مركبة من‬
‫البلدان النامية‪ ،‬ومتوسطة الدخل‪ ،‬أو الصناعية‪ .‬أنظر مثال‪، )1991( Kandil :‬و‪.)1998( Kneller et al‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Devarajan. S., V. Swaroop., and H. Zou. (1996), "The Composition of Public Expenditure and Economic Growth",‬‬
‫‪Journal of Monetary Economics, Vol. 37, PP. 313-344.‬‬

‫‪112‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫(‪ ،)2005‬ركزوا اهتمامهم على اختبار آثار التعديل المالي ومكونات اإلنفاق العام على النمو االقتصادي في‬
‫المدى القصير‪ ،‬مستخدمين في ذلك بيانات عينة ضمت ‪ 39‬بلد من البلدان منخفضة الدخل‪ ،‬خالل الفترة‬
‫(‪ .)2000-1990‬النتائج بينت أن تخفيض مقداره )‪ (1%‬في نسبة العجز إلى الناتج المحلي اإلجمالي سيؤدي‬
‫إلى زيادة تتراوح ما بين ‪ 0,25%‬و‪ 0,5%‬في متوسط نصيب الفرد من النمو الحقيقي في المدى القصير‪ ،‬كما‬
‫اتضح أن األجور العالية تُصحب بمعدالت نمو منخفضة‪ ،‬بينما يؤدي ارتفاع نفقات رأس المال والنفقات‬
‫خارج األجور إلى ارتفاع هذه المعدالت‪ .1‬وباستخدام نماذج تصحيح الخطأ الشعاعية "‪ ،"VECM‬خلص‬
‫‪ M’Amanja‬و‪ )2005( Morrissey‬إلى وجود تأثير إيجابي لإلستثمار العام على النمو االقتصادي في كينيا‬
‫خالل الفترة (‪ ،)2007( Bose et al .2)2002-1964‬عمدوا إلى دراسة آثار مختلف أصناف اإلنفاق الحكومي‬
‫على النمو االقتصادي لعينة تتكون من ثالثون بلد نامي خالل سبعينات وثمانينات القرن العشرين‪ ،‬ووجدوا‬
‫‪3‬‬
‫ر طويل األمد على االزدهار االقتصادي ‪ .‬أما ‪)2011( Mancellari‬‬
‫أن اإلنفاق العام على التربية يمارس أث ا‬
‫ف وجد أن تخفيض الضرائب يمارس تأثي ار إيجابيا معتب ار على الناتج اإلجمالي لالقتصاد األلباني‪ ،‬بينما يكون‬
‫األثر المضاعف لإلنفاق الرأسمالي على الناتج أعلى من تأثير اإلنفاق الجاري‪.4‬‬

‫فيما يتعلق باالقتصاديات الناشئة‪ ،‬وجد ‪– )2006( Cerda et al‬من خالل المقاربة ‪ -SVAR‬أن السياسة‬
‫المالية كانت غير فعالة في حالة االقتصاد الشيلي خالل الفترة (‪5)2000-1833‬؛ بينما توصل ‪Piasecki‬‬

‫و‪ )2014( Wulf‬إلى أن الفائض الهيكلي في الموازنة يكون ذا منفعة عامة –بعد اختبار أثره على مجموعة‬
‫من المتغيرات االقتصادية الكلية‪ -‬إذا توفرت مجموعة من العوامل الخارجية اإليجابية‪ ،‬التي يتعين على‬
‫الحكومة توفيرها‪ .6‬من جهته‪ ،‬اهتم ‪ Lozano‬و‪ )2009( Rodríguez‬بدراسة آثار السياسة المالية على االقتصاد‬
‫الكلي الكولومبي في المدى القصير في سياق نماذج "‪ "VAR‬الهيكلية‪ ،‬ليخلصا إلى وجود آثار إيجابية‬
‫معنوية لإلنفاق الحكومي على كل من الناتج‪ ،‬اإلستهالك الخاص‪ ،‬التوظيف‪ ،‬األسعار‪ ،‬ومعدالت الفائدة في‬
‫المدى القصير‪ ،‬بينما بدا أن صدمات الضرائب تكون أقل فعالية‪ ،‬حيث تؤثر الضرائب المباشرة فقط على‬
‫‪1‬‬
‫‪Gupta. S., Clements. B., Baldacci. E., and C. Mulas-Granados, (2005), "Fiscal Policy, Expenditure Composition,‬‬
‫‪and Growth in Low-Income Countries", Journal of International Money and Finance, Vol. 24, PP. 441-463.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪M’Amanja. D., and O. Morrissey. (2005), "Fiscal Policy and Economic Growth in Kenya", CREDIT Research‬‬
‫‪Paper No. 05/06, University of Nottingham, Nottingham, United Kingdom.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Bose. N., Haque. E., and D. Osborn. (2007), "Public Expenditure and Economic Growth: A Disaggregated‬‬
‫‪Analysis for Developing Countries", The Manchester School, Vol. 75, No. 5, PP. 533–556.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Mancellari. A. (2011), "Macroeconomic Effects of Fiscal Policy in Albania: A SVAR Approach", Working Paper‬‬
‫‪05(28), Bank of Albania.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Cerda. R., H.González., and L. Lagos. (2006), "Is Fiscal Policy Effective?, Evidence for an Emerging Economy:‬‬
‫‪Chile 1833–2000", Applied Economics Letters, Vol. 13, PP. 575–580.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Piasecki. R., and E.B. Wulf. (2014), "Fiscal Policy Rules: Evidence From Chilean Economy", Review of Business‬‬
‫‪and Finance Studies, Vol. 5, No. 2, PP. 45-54.‬‬

‫‪113‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫االستثمار الخاص‪ ،‬في حين ال تخلف الضرائب غير المباشرة أي أثر على النشاط الحقيقي‪ .1‬وقبل ذلك‬
‫استخدم ‪ Restrepo‬و‪ )2006( Rincón‬نماذج "‪ "VAR‬ونماذج "‪ "VEC‬الهيكلية لتمييز صدمات السياسة‬
‫المالية في دراسة مقارنة بين االقتصادين الشيلي والكولومبي‪ .‬اتضح من خالل النتائج أنه بالنسبة لحالة‬
‫االقتصاد الشيلي‪ ،‬يكون الرتفاع مداخيل الضرائب (اإلنفاق) أثر سلبي (إيجابي) مؤقت على الناتج اإلجمالي‪،‬‬
‫بينما جاءت النتائج بالنسبة لكولومبيا غير بديهية‪ ،‬حيث تبين أن صدمات مداخيل الضرائب ليس لها أي أثر‬
‫على الناتج‪ ،‬في حين تخلف صدمات اإلنفاق أث ار ضئيل جدا‪ .2‬أما ‪ )2006( Neicheva‬فقد خلص إلى وجود‬
‫آثار متباينة للسياسة المالية في االقتصاد البلغاري خالل الفترة (‪ .3)2004-1998‬وفي دراسة أحدث خصت‬
‫اقتصاد نيوزيالندا‪ ،‬وجد ‪ Parkyn‬و‪ )2013( Vehbi‬أن صدمات اإلنفاق الحكومي تتميز بتأثير بسيط على‬
‫الناتج اإلجمالي في المدى القصير‪ ،‬ويكون هذا األثر أدنى في المدى المتوسط والبعيد‪ ،‬مع تأثير إيجابي‬
‫محدود على التضخم؛ بينما كانت إشارة آثار تغيرات السياسة الضريبية أقل وضوحا‪.4‬‬

‫بالنسبة لالقتصاديات النفطية‪ ،‬وفيما يتعلق باالقتصاد المكسيكي‪ ،‬توصل ‪ )2005( Antón‬إلى أن النفقات‬
‫الحكومية تمارس آثا ار إيجابية محدودة على النمو‪ ،‬بينما تكون اآلثار على الرفاه االجتماعي دائما سلبية وجد‬
‫عالية عندما يتم تمويل االرتفاع في اإلنفاق الحكومي برفع الضرائب‪ .5‬أما ‪ )2009( Cuevas‬فوجد ‪-‬باالعتماد‬
‫على بيانات شهرية‪ -‬أن خفض الضرائب يؤدي إلى ارتفاع في معدالت الفائدة‪ ،‬انخفاض قيمة العملة المحلية‬
‫‪6‬‬
‫والى تأثير إيجابي طويل األمد على النشاط االقتصادي ‪ .‬في حين خلص ‪)2011( Angulo-Rodriguez et al‬‬

‫–باستخدام نموذج ‪ -VAR‬إلى وجود آثار الكينزية لإلنفاق الحكومي على الناتج اإلجمالي في المدى‬
‫القصير‪ .7‬وفي حالة االقتصاد السعودي‪ ،‬بين ‪ )2000( Al-Yousif‬أن كيفية قياس حجم الحكومة يمكن أن‬
‫تؤثر على تقديرات عالقة هذا األخير بالنمو االقتصادي؛ فإذا تم التعبير عن الحجم بالتغير النسبي في‬

‫‪1‬‬
‫‪Lozano. I., and Rodriguez. K. (2009), "Assessing the Macroeconomic Effects of Fiscal Policy in Colombia",‬‬
‫‪Banco de la Republica, Borradores de Economia Working Paper, No. 552/2009.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Restrepo. J., and H. Rincón. (2006), "Identifying Fiscal Policy Shocks In Chile And Colombia", Borradores de‬‬
‫‪Economía, No. 397, Banco de la República.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Neicheva. M. (2006), "Non-Keynesian Effects of Government Expenditure on Output in Bulgaria: An HP Filter‬‬
‫‪Approach", Post-Communist Economies, Vol. 18, No. 1, PP. 1-12.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Parkyn. O., and T. Vehbi. (2013), "The Effects of Fiscal Policy in New Zealand: Evidence from a VAR Model‬‬
‫‪with Debt Constraints", New Zealand Treasury Working Paper, No. 13/02, January.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Antón. A. (2005), "Fiscal Reform, Long-Run Growth and Welfare in a Monetary Model: The Case of Mexico",‬‬
‫‪Estudios Económicos, Vol. 20, No. 2, PP. 143-172.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Cuevas. V. (2009), "The Short Term Effects of Fiscal Policy in Mexico: An Empirical Study", Estudios‬‬
‫‪Económicos, Vol. 24, No. 1, PP. 109-144.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Angulo-Rodriguez. H.E., Castillo-Duran. M.A., Garza-Rodriguez. J., Gonzalez-Hernandez. M.G., and R. Puente-‬‬
‫‪Ortiz. (2011), "The Effectiveness of Fiscal Policy in Mexico", The Empirical Economics Letters, Vol. 10, No. 6,‬‬
‫‪June, PP. 597-602.‬‬

‫‪114‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلنفاق الحكومي‪ ،‬فإنه سيرتبط إيجابيا بالنمو‪ ،‬أما إذا تم قياسه بنسبة اإلنفاق الحكومي إلى الناتج اإلجمالي‬
‫فإن العالقة تكون سالبة‪.1‬أما ‪ )2004( Al-Obaid‬فتوصل إلى وجود عالقة إيجابية في المدى الطويل بين‬
‫حصة اإلنفاق العام من إجمالي الناتج المحلي وحصة الفرد منه‪ ،‬بما يتوافق مع قانون "‪ .2"Wagner‬وبالنسبة‬
‫لالقتصاد النيجيري‪ ،‬توصل ‪– )2013( Olayungbo‬من خالل اختبار السببية الالمتناظر بين اإلنفاق الحكومي‬
‫والتضخم‪ -‬إلى وجود عالقة سببية أحادية االتجاه تتجه من التغيرات السلبية في اإلنفاق الحكومي نحو‬
‫التغيرات اإليجابية في التضخم‪ ،‬مما يعني أن ارتفاع معدالت التضخم ينتج أساسا عن انكماش اإلنفاق‬
‫العام‪ .3‬وفي دراسة أحدث خلص ‪ Usenobong‬و‪ )2015( Johnson‬إلى أن حدوث صدمة إيجابية في اإلنفاق‬
‫الرأسمالي الحكومي على الخدمات اإلجتماعية يخلف أث ار إيجابيا مستم ار على اإلستهالك الخاص والناتج‬
‫الحقيقي‪ ،‬لكن مقابل تكلفة ارتفاع معدالت التضخم في المدى القصير‪ ،‬كما تسفر الصدمات اإليجابية في‬
‫اإليرادات النفطية –هي األخرى‪ -‬عن آثار إيجابية على الناتج الحقيقي من خالل تأثيرها على اإلنفاق العام‪.4‬‬

‫بالنسبة لالقتصاد الجزائري‪ ،‬تناول شيبي وبطاهر (‪ )2010‬فعالية السياسة المالية في الوصول إلى أهداف‬
‫النمو االقتصادي والتوظيف‪ ،‬وتوصال –باستخدام اختبارات السببية لـ "‪ -"Granger‬إلى أن معدالت النمو‬
‫االقتصادي والتوظيف المحققة هي بعيدة تأثير مضاعف اإلنفاق الحكومي إذ أن هذا األخير ال يقود إلى‬
‫النمو االقتصادي أو إلى البطالة‪ ،‬بينما وجد أن النمو هو من يسبب اإلنفاق العام‪ .5‬ومن جهة أخرى وجد‬
‫شيبي‪ ،‬بن بوزيان وشكوري (‪– )2010‬باالعتماد على المقاربة "‪ "SVAR‬وبيانات سنوية غطت الفترة (‪-1965‬‬

‫‪ -)2007‬أن الصدمات اإليجابية في اإلنفاق الحكومي سيكون لها أثر إيجابي على الناتج الحقيقي في المدى‬
‫القصير (لكن بمضاعف صغير جدا)‪ ،‬بينما يتولد تأثير سلبي في المدى المتوسط والطويل؛ إضافة إلى تأثير‬
‫إيجابي لهذه الصدمة على معدالت التضخم وأسعار الفائدة‪ ،‬مع تأثير إيجابي على اإلستهالك الخاص وتأثير‬
‫سلبي على اإلستثمار الخاص‪ .‬من ناحية أخرى تبين أن الصدمات اإليجابية في اإليرادات العامة تخلف أث ار‬
‫إيجابيا صغي ار على الناتج الحقيقي‪ ،‬إضافة إلى تأثير إيجابي على كل من اإلستهالك واإلستثمار الخاص‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Al-Yousif. Y. (2000), "Do Government Expenditures Inhibit or Promote Economic Growth: Some Empirical‬‬
‫‪Evidence from Saudi Arabia", The Indian Economic Journal, Vol. 48, PP. 92-96.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Al-Obaid. H. (2004), "Rapidly Changing Economic Environments and the Wagner’s Law: The Case of Saudi‬‬
‫‪Arabia", Ph.D. Dissertation, Fort Collins, Colorado: Colorado State University.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Olayungbo. D.O. (2013), "Government Spending and Inflation in Nigeria: An Asymmetry Causality Test",‬‬
‫‪International Journal of Humanities and Management Sciences, Vol. 1, Issue 4, PP. 238-242.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Usenobong. F.A., and A.A. Johnson. (2015), "Macroeconomic Effects of Fiscal Policy Shock in Nigeria: A SVAR‬‬
‫‪Approach", International Journal of Business and Economics Research, Vol. 4, No. 3, PP. 109-120.‬‬
‫‪ 5‬شيبي‪ .‬ع‪ ،.‬و س‪ .‬بطاهر‪" ،)2010( .‬فعالية السياسة المالية بالج زائر‪ :‬مقاربة تحليلية وقياسية"‪ ،‬مجلة التنمية والسياسات االقتصادية (المعهد العربي‬
‫للتخطيط ‪ -‬الكويت)‪ ،‬مج‪ ،12 .‬ع‪ ،01 .‬يناير‪ ،‬ص ص‪.59-39 .‬‬
‫‪ 6‬شيبي‪ .‬ع‪ ،.‬م‪ .‬بن بوزيان‪ ،.‬و س‪ .‬شكوري‪" ،)2010( .‬اآلثار االقتصادية الكلية لصدمات السياسة المالية بالجزائر‪ :‬دراسة تطبيقية"‪ ،‬منتدى البحوث‬
‫االقتصادية‪ ،‬ورقة عمل رقم‪ ،536 .‬أوت‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث‪ :03‬قراءة في خصايص‪ ،‬دور‪ ،‬وتحديات السياسة المالية في االقتصاديات النفطية‪.‬‬

‫تتصرف أغلب اقتصاديات دول العالم فيما يتعلق بتحديد دور واتجاهات السياسة المالية وفقا لظروفها‬
‫الخاصة واحتياجاتها الضرورية‪ ،‬وتتوقف حدود المرونة بخوص ق اررات هذه السياسة على مراحل النمو‪ ،‬مدى‬
‫كفاية الموارد المتوفرة‪ ،‬وجدوى األهداف المسطرة‪ .‬أما فيما يتعلق بالبلدان النفطية فيمكن أن تؤدي السياسة‬
‫المالية دو ار رئيسيا بتحويل جزء من الريع المتحقق في قطاع النفط لصالح قطاعات استراتيجية أخرى؛ األمر‬
‫الذي من شأنه العمل على تعزيز الروابط بين مختلف مجاالت النشاط القائمة‪ ،‬ودعم نشوء وتنمية قطاعات‬
‫اقتصادية جديدة تساعد على تعزيز المزايا التنافسية‪ ،‬وتخفيف االتجاه نحو اإلفراط في االعتماد على‬
‫الصادرات النفطية‪.‬‬

‫لكن الواقع ُيظهر أن األداء االقتصادي الكلي لجل البلدان المنتجة للنفط‪ ،‬يتسم في الغالب بالتقلب وعدم‬
‫االستقرار‪ ،‬ويعود ذلك بالدرجة األولى إلى عدم كفاءة سياسات إدارة عائدات الثروة النفطية في هذه البلدان‪،‬‬
‫وعلى رأسها السياسة المالية‪ ،‬التي يتعين عليها مواجهة مجموعة من التحديات‪ ،‬تتضمن كيفية تحقيق‬
‫االستقرار االقتصادي الكلي في مواجهة إيرادات نفطية متقلبة وغير مؤكدة (مع ما يرافقها من دورات الرواج‬
‫واالنكماش)‪ ،‬ضمان التخصيص األمثل لإلنفاق الحكومي بنوعيه الجاري واالستثماري (الرأسمالي)‪ ،‬مع مراعاة‬
‫ضمان حق األجيال القادمة من الثروة النفطية‪ .‬وعلى الرغم من أن الوصفات المقدمة لمواجهة مثل هذه‬
‫التحديات تعد بسيطة جدا من الناحية النظرية‪ ،‬إال أنها غالبا ما تصطدم بواقع عدم الشفافية التي تميز النظم‬
‫المالية في البلدان المنتجة للنفط‪ ،‬حيث تبقى هذه النظم خاضعة بدرجة كبيرة إلى التدخل السياسي‪ ،‬فضال‬
‫عن افتقارها إلى أنظمة للتدقيق والموازنة‪ ،‬من شأنها أن تعمل على استغالل الموارد بصورة جيدة‪ ،‬وكذا توفير‬
‫المرونة المالية الالزمة لتعديل اإلنفاق وفقا للتغيرات في الموارد‪.1‬‬

‫‪ .1‬السياسة المالية في االقتصاديات النفطية بين التقسب والتبعية لعايدات النفط‪:‬‬

‫غالبا ما تؤدي تقلبات أسعار النفط إلى تقلبات مماثلة في التدفقات النقدية المالية )‪(Fiscal Cash Flow‬‬

‫بالنسبة القتصاديات البلدان المصدرة للنفط‪ ،2‬فاعتماد اإليرادات المالية على قطاع النفط من شأنه أن يجعل‬

‫‪ 1‬للمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر‪ - :‬بارنيت‪ .‬س‪ ،.‬و ر‪ .‬أوسووسكي‪" ،)2003( .‬ما الذي يرتفع‪ ،‬لماذا ينبغي للدول المنتجة للنفط أن تحافظ على مواردها"‪،‬‬
‫مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬مج‪ ،40 .‬ع‪ ،01 .‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬واشنطن‪ ،‬مارس‪ ،‬ص ص‪.39-36 .‬‬
‫‪ -‬إيفيرت‪ .‬ب‪ ،.‬جيلب‪ .‬أ‪ ،.‬و ن‪ .‬ب‪ .‬تالروث‪ " ،)2003( .‬إدارة الثروة النفطية‪ ..‬االقتصاد السياسي للبلدان المصدرة للنفط"‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬مج‪.‬‬
‫‪ ،40‬ع‪ ،01 .‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬واشنطن‪ ،‬مارس‪ ،‬ص ص‪.40-43 .‬‬
‫‪ 2‬لبد من التمييز بين المخاطر الناجمة عن عدم اليقين بشأن أسعار النفط‪ ،‬والتقلبات في القيمة الصافية للحكومة‪ ،‬والتقلبات في التدفقات المالية النقدية‪.‬‬
‫لتفاصيل أدق حول الموضوع أنظر‪- Barnett. S.A., and R.J. Ossowski. (2002), "Operational Aspects of Fiscal Policy in Oil- :‬‬
‫‪Producing Countries", IMF Working Paper, WP/02/177, October, Washington DC, P. 13.‬‬

‫‪116‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المالية العامة عرضة للتقلب في المتغيرات الخارجية‪ ،‬التي تبقى في معظمها خارج سيطرة صناع القرار‬
‫وواضعي السياسات‪ .‬وحيث أن عائدات النفط غالبا ما تمثل تحويالت من الخارج‪ ،‬فإن التغيرات في هذه‬
‫العائدات عادة ما تكون مصحوبة بتحركات في التوازن المالي العام‪ ،‬والتي رغم أنها ال تؤثر بشكل مباشر في‬
‫الطلب المحلي‪ ،‬إال أن االستخدام المالي لهذه الموارد يخلف نتائج مهمة على االقتصاد المحلي‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬فإنه من حيث المبدأ العام‪ ،‬وكما هو الحال بالنسبة ألي اقتصاد كان‪ ،‬ينبغي أن تدعم‬
‫السياسة المالية في البلدان المنتجة للنفط تحقيق أهداف االقتصادي الكلي‪ ،‬على غرار تحقيق وبلوغ االستقرار‬
‫االقتصادي الكلي‪ ،‬التخصيص ال ُكفؤ واألمثل للموارد‪ ،‬وتعزيز النمو االقتصادي‪ .‬وبالنظر لدورها الحاسم في‬
‫ضخ وحقن الريع النفطي في االقتصاد‪ ،‬فإنه يمكن اعتبار السياسة المالية على أنها األداة الرئيسية إلدارة‬
‫وتسيير االقتصاد الكلي في البلدان المنتجة للنفط (على المديين القصير والبعيد)؛ إذ إنه وباإلضافة إلى الدور‬
‫المهم الذي تؤديه هذه السياسة في توفير اإلدخار الحكومي بما يتوافق مع حجم اإلستهالك األمثل من الدخل‬
‫الدائم‪ ،‬تلعب هذه األخيرة دو ار رئيسيا في إدارة التقلبات قصيرة األجل التي تحدث في االقتصاد الكلي‪.1‬‬

‫‪ .1.1‬معالم ومميزات السياسة المالية في االقتصاديات النفطية‪.‬‬

‫ترتبط المالية العامة (أو المالية الحكومية) في البلدان المصدرة للنفط ارتباطا وثيقا بقطاع المحروقات‪،‬‬
‫وهو األمر الذي يجعل من اإليرادات الحكومية في هذه البلدان تميل ألن تكون شديدة التقلب‪ ،‬كما أنها من‬
‫الدوام‬
‫المحتمل أن تميل إلى التضاؤل في المستقبل‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬فإن صدمات أسعار النفط تميل إلى ّ‬
‫واالستمرار‪ ،‬إضافة إلى أنه –وبدرجة كبيرة‪ -‬ال يمكن التنبؤ بدورات هذه األسعار‪ .‬هذه الخصائص تجعل من‬
‫اإلدارة والتسيير المالي أكثر صعوبة وتحديا في اقتصاديات البلدان المنتجة للنفط‪ ،‬كما أنها تكون مصحوبة‬
‫بآثار مهمة على أداء النمو االقتصادي ضمن هذه البلدان‪ ،‬نحاول أن نسلط الضوء على بعضها ضمن‬
‫الفقرات التالية‪.2‬‬

‫يمكن أن تنتقل تقلبات أسعار النفط إلى االقتصاد من خالل التقلبات الحادة والكبيرة في اإليرادات‬
‫الحكومية‪ ،‬كما أن عدم اليقين بشأن عائدات النفط المستقبلية وكذا شدة تغير هذه العائدات‪ ،‬سيؤدي إلى‬
‫‪1‬‬
‫‪Barnett. S.A., and R.J. Ossowski. (2002), P. 12.‬‬
‫‪ 2‬للتفاصيل‪ ،‬أنظر‪- Hausmann. R., Powell. A., and R. Rigobon. (1993), "An Optimal Spending Rule Facing Oil Income :‬‬
‫‪uncertainty (Venezuela)", In: External Shocks and Stabilization Mechanisms, eds. E. Engel and P. Meller,‬‬
‫‪Washington DC: Inter-American Development Bank, distributed by Johns Hopkins University Press, 1993.‬‬
‫‪- Cashin. P., Liang. H., and C. McDermott. (1999), "How Persistent Are Shocks to World Commodity Prices?", IMF‬‬
‫‪Working Paper, WP/99/80, Washington DC.; - Cashin. P., McDermott. C, and A. Scott. (1999), "Booms and Slumps‬‬
‫‪in World Commodity Prices", IMF Working Paper, WP/99/155, Washington DC.; - Engel. E. and R. Valdes. (2000),‬‬
‫‪"Optimal Fiscal Strategy for Oil Exporting Countries", IMF Working Paper, WP/00/118, Washington DC.‬‬

‫‪117‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تغيرات في اإلنفاق‪ ،‬حيث تقوم الحكومة بإعادة تقييم تدفق إيراداتها المتوقعة‪ ،‬وهو األمر الذي سينجر عنه‬
‫تحمل تكاليف تعديل معتبرة‪ .‬ومن ثم يمكن أن تؤدي الدورية )‪ (Procyclicality‬الناتجة في اإلنفاق الحكومي‬
‫في نهاية المطاف إلى تدهور معدالت النمو االقتصادي‪ .1‬وتتحدد بعض آليات اإلنفاق المحتملة في البلدان‬
‫المصدرة للنفط من خالل النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬عادة ما يؤدي حدوث صدمة إيجابية دائمة في اإليرادات إلى ارتفاع اإلنفاق الحكومي‪ ،‬وخاصة اإلنفاق‬
‫على السلع غير التجارية‪ ،‬وهو ما يؤدي بدوره إلى خلق حوافز لتحويل الموارد بعيدا عن القطاع التجاري‬
‫(غير النفطي)‪ ،‬باتجاه القطاع غير التجاري‪ .2‬ومثل هذه التحركات في الموارد ستؤدي إلى ارتفاع‬
‫معدالت البطالة‪ ،‬خسائر في اإلنتاج‪ ،‬والى إضفاء الطابع غير الصناعي على االقتصاد في نهاية‬
‫المطاف‪ ،‬ضمن ما يعرف بظاهرة العلة الهولندية )‪ .(Dutch Disease‬إذ إنه وبقدر ما يوفر قطاع‬
‫الصناعات التحويلية من تداعيات إيجابية على القطاعات األخرى‪ ،‬إال أن االنتعاش والمردود المفاجئ‬
‫لقطاع الموارد (اإليرادات الحكومية) سيكون له أثر سلبي على النمو االقتصادي في المدى الطويل‪.3‬‬

‫‪ ‬إذا تم اعتبار أن صدمة إيجابية ما في اإليرادات العامة ستكون مؤقتة‪ ،‬فإن تراكم فوائض الموازنة العامة‬
‫في االقتصاد يات النامية لن يحظى بالدعم الشعبي سياسيا‪ ،‬وستكون الحكومة بذلك محل ضغوط متزايدة‬
‫لزيادة ورفع اإلنفاق العام‪ ،‬وخاصة اإلنفاق على المشاريع العامة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬خالل الفترة‬
‫(‪ )1978-1974‬تم توجيه ما يقارب (‪ ،)50%( ،)85%‬و(‪ )46%‬من المكاسب غير المتوقعة المتحققة‬
‫لحكومات كل من نيجيريا‪ ،‬إندونيسيا‪ ،‬وفينزويال –على التوالي‪ -‬إلى زيادة اإلستثمار العام‪ .4‬فضال عن‬
‫ذلك‪ ،‬وجدت دراسات عدة أن معظم الزيادات الكبيرة في اإلنفاق الرأسمالي العام خالل فترات الطفرات‬
‫الناتجة عن ازدهار قطاع الموارد الطبيعية (كالمحروقات) تكون غير منتجة )‪ ،(Non-Productive‬وعادة‬
‫ما تكون ذات عائد جد منخفض‪.5‬‬

‫‪ ‬من ناحية أخرى‪ ،‬عادة ما تؤدي الصدمات السلبية في اإليرادات إلى تعديالت تخفيضية في اإلنفاق‬
‫الحكومي‪ ،‬والتي قد تكون جد مكلفة‪ .‬فمن جهة‪ ،‬عادة ما يكون خفض النفقات الجارية غير مستحب‪،‬‬

‫‪- Hausmann. R., Powell. A., and R. Rigobon. (1993).‬‬ ‫‪ 1‬أنظر‪:‬‬


‫‪ 2‬تجدر اإلشارة إلى أنه من الصعب التمييز قبليا )‪ (ex-ante‬بين الصدمات المؤقتة في أسعار النفط والصدمات الدائمة‪ ،‬غير أنه إذا كان يُنظر إلى هذه‬
‫الصدمات على أنها دائمة فإن أفضل تنبؤ باإليرادات المستقبلية‪ ،‬يتمثل في إيرادات الفترة الحالية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Sachs. J.D., and A.M. Warner. (1995), "Natural resources Abundance and Economic growth", NBER Working‬‬
‫‪Paper No. 5398, Cambridge, Ma, PP. 1-47.‬‬
‫‪- Gelb. A.H. (1988), "Oil Windfalls: Blessing or Curse?", Oxford University Press, New York.‬‬ ‫‪ 4‬لتفاصيل أوفر‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪ 5‬للمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر‪- Talvi. E., and C. Vegh. (2000), "Tax Base Variability and Procyclical Fiscal Policy", NBER :‬‬
‫‪Working Paper No. 7499, Cambridge, Ma.‬‬

‫‪118‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالنظر إلى نتائجه وآثاره االجتماعية السلبية؛ ومن جهة أخرى من شأن تخفيض اإلنفاق الرأسمالي أن‬
‫يؤدي إلى تعطيل المشاريع العمومية‪ ،‬وهو ما يؤدي بدوره إلى تخفيض إنتاجية االستثمارات األولية‪،‬‬
‫فضال عن كون ذلك سببا وجيها في ارتفاع التكاليف االجتماعية‪.1‬‬

‫خالل فترات التراجع واالنكماش‪ ،‬ليس من غير المألوف تماما أن بعض الحكومات قد تُقب ُل على تأخير‬
‫تعديالت الزمة لتفادي وتجنب التخفيضات الفورية في اإلنفاق‪ .‬إذا َّ‬
‫تبين أن الصدمة دائمة‪ ،‬فإن العجز‬
‫المستمر في الميزانية وتزايد الدين العام‪ ،‬من شأنه أن يثير الشكوك بخصوص السياسة المالية واستقرار‬
‫الحساب الجاري؛ ليكون من الضروري ومن المحتم –في نهاية المطاف‪ -‬إجراء تعديل أكبر‪ ،‬بتكلفة أعلى في‬
‫مرحلة ما في المستقبل‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬لم تقم الحكومة الفينزويلية بتعديل اإلنفاق العام استجابة للصدمة‬
‫النفطية العكسية الكبيرة التي شهدها العام ‪ ،1986‬غير أن أزمة ميزان المدفوعات التي الحت في األفق خالل‬
‫العام ‪ 1989‬عجَّلت بإجراء تعديالت كبيرة باهظة التكاليف‪.2‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬من شأن الضبط والتعديل المالي استجابة لصدمة نفطية سلبية دائمة‪ ،‬والذي يستهدف‬
‫وضع السياسة المالية ضمن مسار مستدام )‪ (Sustainable Path‬أن يؤثر سلبا على النمو االقتصادي‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى مسار غير مستدام بدرجة أكبر‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬قد يكون مستوى معين من العجز األولي –والذي‬
‫قد يبدوا مستداما عند معدل نمو معين‪ -‬غير مستدام عند معدل نمو أقل؛ ويبدوا أن هذا التجانس الذي يميز‬
‫توصف‬
‫ُ‬ ‫السياسة المالية يعد أم ار حاسما بالغ األهمية في تصميم التعديالت المالية لدى االقتصاديات التي‬
‫على أنها ُعرضة للصدمات‪.3‬‬

‫عالوة على ما سبق‪ ،‬غالبا ما يتوفر لدى البلدان المصدرة للنفط قدرات اقتراض أعلى خالل فترات‬
‫االزدهار والطفرات النفطية‪ ،‬إذ من شأن هذه الطفرات أن تعمل على تحفيز التوسع في تسهيل االقتراض‪،‬‬
‫خاصة مع النمو الكبير في قدرة االستيعاب المحلي‪ .‬وهو األمر الذي أسفر عن بروز ظاهرة المديونية لدى‬
‫االقتصاديات الغنية بالنفط‪ ،‬إذ أن تراكم الدين خالل أوقات الوفرة يجعل التعديل والتكيف أكثر تكلفة وأكثر‬
‫صعوبة في أوقات الندرة‪ ،‬باعتبار أن التعديل في هذه الحالة سينطوي على تعديالت أكبر وأوسع‪ .‬وبالنظر‬
‫إلى هذه االعتبارات‪ ،‬يبدوا أنه يمكن أن تواجه بعض االقتصاديات النفطية قيودا على االقتراض األجنبي‬

‫‪ 1‬على سبيل المثال‪ ) 1993( Hausmann et al ،‬قدروا تكاليف التعديل (الثانوية) بالنسبة لفينزويال‪ ،‬خالل سنوات ثمانينات القرن الماضي بما يقارب‬
‫نسبة (‪ ) 10%‬من الناتج اإلجمالي غير النفطي؛ أي ما يعادل تقريبا الخسائر (األولية) في االستيعاب‪ ،‬الناتجة عن الصدمات الخارجية األولية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hausmann. R., Powell. A., and R. Rigobon. (1993).‬‬
‫‪3‬‬
‫‪El Anshasy. A.A. (2012), "Oil Prices and Economic Growth in Oil-Exporting Countries", Collage of Business and‬‬
‫‪Economics, United Arab Emirates University, P.O.Box 17555, P. 5.‬‬

‫‪119‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالل فترات تراجع أسعار النفط؛ األمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا ويعمل على إعاقة البرامج التنموية في‬
‫هذه االقتصاديات‪ ،‬حيث ستجد السلطات المالية نفسها حيال هذا الوضع أمام خيارات أقل لتمويل العجز‪،‬‬
‫وبذلك قد تصبح التخفيضات الحادة في اإلنفاق خيا ار حتميا‪ ،‬مع ما قد ينجر عن هذه اإلجراءات من أضرار‬
‫على النمو االقتصادي على المدى البعيد‪.1‬‬

‫‪ .2.1‬صدمات وتقسبات أسعار النفط واستجابة السياسة المالية في اقتصاديات البسدان النفطية‪:‬‬

‫يثبت تاريخ صدمات أسعار النفط منذ أولى الصدمات النفطية التي شهدتها سنوات سبعينات القرن‬
‫الماضي أنه من الصعب –إن لم نقل من غير الممكن‪ -‬التنبؤ بدورات أسعار النفط‪ ،‬في ظل التقلب الشديد‬
‫الذي ُيعد السمة البارزة التي تس ُم هذه األسعار‪ ،‬والذي ُيترجم إلى شك وعدم يقين بشأن اإليرادات الحكومية‬
‫المستقبلية في البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬في ظل االعتماد الواسع على قطاع المحروقات‪ ،‬إضافة إلى الضعف‬
‫النسبي للقاعدة الضريبية غير النفطية؛ وهو األمر الذي من شأنه أن يجعل من اإلدارة والتسيير المالي الكفؤ‬
‫تحديا صعبا للغاية في هذه البلدان‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬يؤدي اتجاه أسعار النفط لالرتفاع ‪-‬بدوره‪ -‬إلى‬
‫التخفيف من حدة الضغوط الفورية المباشرة على السلطة المالية لضبط وتعديل السياسة المالية‪ ،‬ويقلص من‬
‫الدوافع الداعية إلى الحذر المالي‪ .‬هذه الميزات والمواصفات يمكن أن يكون لها آثار هامة على األداء‬
‫االقتصادي الكلي في البلدان المنتجة للنفط‪ ،‬وكذا درجة استقرار اقتصاديات هذه البلدان‪.2‬‬

‫لغرض مواجهة مثل هكذا تحديات‪ ،‬لجأت معظم البلدان المنتجة للنفط إلى تكوين ما يعرف بـ "صناديق‬
‫الثروة السيادية‪ ،3"Sovereign Wealth Funds-‬التي تعتبر بمثابة صناديق إدخار )‪ ،(Savings Funds‬وكذا‬
‫صناديق إستقرار )‪(Stabilization Funds‬؛ بينما يمثل التحوط ضد تقلبات أسعار النفط واستنزاف الموارد في‬
‫المستقبل‪ ،‬الغرض الرئيسي من إن إنشاء وتكوين هذه الصناديق‪ .‬ومن شأن التحديد والفهم الجيد لكيفية‬
‫استجابة اإلنفاق الحكومي للتغيرات في أسعار النفط وتقلباتها المتزايدة أن يرشد صناع القرار وواضعي‬
‫السياسات إلى أهمية صناديق تحقيق اإلستقرار‪ ،‬ويحيطهم علما بمدى إمكانية نجاح هذه الصناديق في عزل‬
‫اإلنفاق العام عن اإليرادات المتقلبة‪ .‬أما في الواقع‪ ،‬فقد أظهرت تجارب العديد من منتجي النفط أن إدارة‬
‫وتسيير هذه الصناديق يشكل في حد ذاته تحديا صعبا‪ ،‬حتى في ظل أكثر القواعد المالية حكمة وحذرا‪ ،‬على‬

‫‪1‬‬
‫‪El Anshasy. A.A. (2012), P. 5.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪El Anshasy. A.A., and M.D. Bradley. (2012), "Oil Prices and the Fiscal Policy Response in Oil-Exporting‬‬
‫‪Countries", Journal of Policy Modeling, Vol. 34, PP. 605-620.‬‬
‫‪ 3‬للمزيد من التفاصيل بخصوص صناديق الثروة السيادية ودورها في تمويل اقتصاديات الدول النفطية‪ ،‬أنظر‪ :‬بوفليح نبيل‪" ،)2011( .‬دور صناديق‬
‫الثروة السيادية في تمويل اقتصاديات الدول النفطية‪ ،‬الواقع واآلفاق مع اإلشارة إلى حالة الجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬الجزائر‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫غرار ما هو عليه الحال بالنسبة للنرويج‪.1‬‬

‫على صعيد األدبيات االقتصادية‪ ،‬خلصت عدة دراسات إلى أن أسعار النفط تؤثر على السياسة المالية‬
‫في البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬كما أكدت أن هذه السياسة تمثل آلية انتشار وقناة رئيسية النتقال صدمات أسعار‬
‫النفط إلى االقتصاد الكلي المحلي‪ .2‬وفي ذات السياق عمدت دراسات عدة‪ ،‬إلى بحث وتحديد السياسة المالية‬
‫المثلى بالنسبة للبلدان المصدرة للنفط‪ ،‬وذلك على غرار دراسات كل من ‪Liuksila ،)1993( Hausmann et al‬‬

‫‪ Steigum ،)1994( et al‬و‪ Engel ،)1998( Chalk ،)1995( Thøgersen‬و‪ Leigh ،)2000( Valdes‬و‪Olters‬‬

‫(‪ Van der Ploeg ،)2009a( Pieschacón ،)2006‬و‪ .)2011( Venables‬في المقابل كان هناك عدد أقل من‬
‫الدراسات التي بحثت في كيفية استجابة السياسة المالية في مثل هذه البلدان للصدمات والتقلبات في أسعار‬
‫النفط‪ .‬وفي هذا الصدد يؤكد ‪ )2008( Ossowski et al‬على المفاضلة بين زيادة اإلنفاق –استجابة الرتفاع‬
‫أسعار النفط‪ -‬وقدرة المؤسسات على استيعاب هذه الزيادة بفعالية وكفاءة‪ .‬كما وجد هؤالء الباحثين أنه بالرغم‬
‫من أن الطفرة النفطية التي شهدتها الفترة (‪ )2008-2003‬سمحت للبلدان المنتجة للنفط بالرفع من حجم إنفاقها‬
‫العام‪ ،‬إال أن هذه البلدان سجلت مؤشرات منخفضة نسبيا فيما يتعلق بفعالية وكفاءة الحكومة‪.3‬‬

‫في ذات الصدد‪َّ ،‬‬


‫قدم ‪ Villafuerte‬و‪ )2010( Lopez-Murphy‬تحليل مفصل لمتوسط استجابات السياسات‬
‫المالية في البلدان المنتجة للنفط ‪-‬األعضاء في أوبك (‪ -)OPEC‬تجاه دورة أسعار النفط (أو الطفرة النفطية)‬
‫التي شهدتها الفترة (‪ .)2008-2003‬الباحثان وجدا أن الموازين األولية غير النفطية لدول أوبك قد تفاقمت‬
‫بشكل ملحوظ وازدادت سوءا خالل الفترة المعنية‪ ،‬معتبرين أن هذا التفاقم في األوضاع كان مدفوعا بزيادة‬
‫اإلنفاق العام؛ ذلك قبل أن ينعكس هذا االتجاه جزئيا وتتحسن األمور نوعا ما‪ ،‬بعد االنخفاض الذي شهدته‬
‫أسعار النفط خالل معظم فترات العام ‪ .2009‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬خلص الباحثان إلى وجود أدلة صريحة بشأن‬
‫دورية السياسة المالية خالل الفترة المذكورة‪ ،‬وكذا بخصوص مساهمة هذه الدورية في تفاقم التقلبات في‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Davis. J., Ossowski. R.J., and S. Barnett. (2001), "Stabilization and Savings Funds for Nonrenewable :‬‬
‫‪Resources: Experience and Fiscal Policy Implications", IMF Occasional Paper No.205, Washington DC.‬‬
‫‪- Ossowski. R., Villafuerte. M., Medas. P., and T. Thomas. (2008), "Managing the Oil Revenue Boom: the Role of‬‬
‫‪Fiscal Institutions", IMF Occasional Paper No. 260, Washington DC.‬‬
‫‪- Van der Ploeg. F., and T. Harding. (2009), "Is Norway’s Bird-in-Hand Stabilization Fund Prudent Enough?, Fiscal‬‬
‫‪Reactions to Hydrocarbon Windfalls and Graying Populations", CESIFO Working Paper No. 2830.‬‬
‫‪ 2‬أنظر على سبيل المثال‪- Husain. A.M., Tazhibayeva. K., and A. Ter-Martirosyan. (2008), "Fiscal Policy and Economic :‬‬
‫‪Cycles in Oil Exporting Countries", IMF Working Paper No. 08/253, November, Washington DC.‬‬
‫‪- Pieschacón. A. (2009b), "Oil Booms and Their Impact through Fiscal Policy", manuscript, Stanford University,‬‬
‫‪Stanford, California.; - Arezki. R., and K. Ismail. (2010), "Boom-Bust Cycle, Asymmetrical Fiscal Response and the‬‬
‫‪Dutch Disease", IMF Working Paper No. 10/94, Washington DC.‬‬
‫‪- Ossowski. R., Villafuerte. M., Medas. P., and T. Thomas. (2008).‬‬ ‫‪ 3‬أنظر‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النشاط االقتصادي‪ .‬كما دلت النتائج على أنه من شأن انخفاض طفيف في أسعار النفط أن يؤدي إلى‬
‫احتياجات تمويلية كبيرة في المستقبل القريب‪ ،‬والى تفاقم أوضاع االستدامة المالية طويلة األجل في مجموعة‬
‫الدول محل الدراسة‪.1‬‬

‫وفي نفس السياق‪ ،‬أقدم ‪ El-Anshasy‬و‪- )2012( Bradley‬في إطار عينة ضمت ‪ 16‬بلد منتج للنفط‪-2‬‬
‫على تحليل ودراسة الدور الذي تلعبه أسعار النفط في تحديد اتجاهات السياسة المالية في البلدان المصدرة‬
‫للنفط تجريبيا‪ ،‬من خالل محاولة رصد استجابة هذه السياسة للصدمات النفطية‪ ،‬حيث تم تحديد ثالث قنوات‬
‫يمكن أن تتفاعل من خاللها السياسة المالية مع أسعار النفط‪ ،‬ويتعلق األمر بصدمات أسعار النفط‪ ،‬تقلبات‬
‫أسعار النفط‪ ،‬ومعامل التواء وانحراف تغيرات أسعار النفط‪ .‬ومن ثم قام الباحثان باشتقاق وتقدير معادلة‬
‫للسياسة المالية تربط اإلنفاق الحكومي ليس فقط بصدمات أسعار النفط‪ ،‬بل أيضا بتقلبات هذه األسعار‪،‬‬
‫وكذا انحراف تغيراتها‪ .‬النتائج دلت على أن ارتفاع أسعار النفط يؤدي ‪-‬على المدى البعيد‪ -‬إلى زيادة حجم‬
‫الحكومة‪ .‬أما في المدى القصير فإن النفقات الحكومية ترتفع بنسبة أقل نسبيا من الزيادة الحاصلة في‬
‫عائدات النفط‪ ،‬األمر الذي يعكس تزايد الحذر والحكمة في السياسة المالية في البلدان المنتجة للنفط‪.3‬‬

‫عالوة على ما سبق‪ ،‬قدمت بعض الدراسات (على غرار ‪ Fasino‬و‪Husain et al ،)2002( Wang‬‬

‫(‪ Villafuerte ،)2008‬و‪ ))2010( Lopez-Murphy‬أدلة تجريبية بشأن دورية النفقات الحكومية في البلدان‬
‫المصدرة للنفط؛ وقد اعتبرت هذه الدراسات أن أحد األسباب الرئيسية في هذه الدورية المميزة لإلنفاق‬
‫الحكومي‪ ،‬يتعلق بأنه في كثير من البلدان المنتجة للنفط تكون السياسة المالية تابعة ألهداف السياسة‬
‫االقتصادية العامة‪ ،‬التي غالبا ما تستهدف خلق المزيد من فرص العمل في القطاع العام‪ ،‬وزيادة دخل‬
‫المواطن كوسيلة لتقسيم عائدات النفط‪ .4‬وفيما يلي نتناول دورية السياسة المالية في هذه البلدان بالتفصيل‪.‬‬

‫‪ .3.1‬االقتصاديات النفطية ودورية السياسة المالية‪:(pro-cyclicality of fiscal policy) :‬‬

‫تدعم كل من النظريتين الكينزية والكالسيكية الحديثة )‪ (Neo-Classical‬فكرة أن السياسة المالية الفعالة‬


‫يجب أن تعمل على تعديل وتخفيف شدة تقلبات الناتج خالل الدورات االقتصادية‪ .‬وفي هذا الصدد تشير‬

‫‪1‬‬
‫‪Villafuerte. M., and P. Lopez-Murphy. (2010), "Fiscal Policy in Oil Producing Countries During the Recent Oil‬‬
‫‪Price Cycle", IMF Working Paper No. 10/28, Washington DC.‬‬
‫‪ 2‬خصت الدراسة كل من الجزائر‪ ،‬البحرين‪ ،‬الكاميرون‪ ،‬كولومبيا‪ ،‬مصر‪ ،‬إندونيسيا‪ ،‬ماليزيا‪ ،‬إيران‪ ،‬الكويت‪ ،‬المكسيك‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬النرويج‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫سوريا‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وفينزويال‪ ،‬خالل الفترة (‪.)2007-1972‬‬
‫‪3‬‬
‫‪El Anshasy. A.A., and M.D. Bradley. (2012).‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Chemingui. M., and T. Roa. (2008), "Petroleum Revenues in Gulf Cooperation Council Countries and their Labor‬‬
‫‪Market Paradox", Journal of Policy Modeling, Vol. 30, No. 3, PP. 491-503.‬‬

‫‪122‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فرضية "تعديل الضرائب‪ "Tax-Smoothing-‬للسياسة المالية المثلى لـ ‪ ،)1973( Barro‬أنه بالنسبة لمسار‬
‫معين لإلنفاق الحكومي‪ ،‬ينبغي أن تظل َّ‬
‫معدالت الضرائب ثابتة خالل الدورة االقتصادية‪ ،‬كما ينبغي أن‬
‫يتحرك فائض الموازنة العامة ضمن نمط دوري‪ .‬أما وفق المقاربة الكينزية فإنه ينبغي على الحكومة إذا كان‬
‫االقتصاد في حالة ركود‪ ،‬أن تعمل من خالل سياستها المالية على زيادة اإلنفاق الحكومي وتخفيض الضرائب‬
‫لمساعدة االقتصاد على الخروج من وضعية الركود؛ بينما يتوجب عليها أن تعمل خالل فترات االزدهار‬
‫االقتصادي على ادخار وتوفير الفوائض التي تنشأ عن تشغيل عوامل االستقرار التلقائية‪ ،‬وأن تذهب إلى أبعد‬
‫من ذلك –إذا لزم األمر‪ -‬باتخاذ إجراءات وتدابير تقديرية من خالل رفع الضرائب‪ ،‬أو تخفيض النفقات‪.‬‬
‫نتيجة لذلك‪ ،‬يكون من المتوقع أن تتبع السياسات المالية أنماطا واتجاهات مضادة للدورات االقتصادية‬
‫)‪ (Countercyclical Patterns‬من خالل عوامل االستقرار التلقائية‪ ،‬والقنوات التقديرية‪ .‬وبعبارة أخرى‪ُ ،‬يتوقع‬
‫وجود عالقة ارتباط إيجابية بين التغيرات في الناتج والتغيرات في الموازين المالية‪ ،‬أو عالقة ارتباط سلبي بين‬
‫التغيرات في الناتج والتغيرات في اإلنفاق الحكومي‪.1‬‬

‫في المقابل‪ ،‬أظهرت عديد الدراسات التجريبية أن السياسات المالية غالبا ما تكون دورية (تابعة للتقلبات‬
‫الدورية‪ )Procyclical-‬في البلدان النامية بشكل عام‪ ،‬وفي البلدان المصدرة للنفط ‪-‬وضمنها بلدان أوبك‪-‬‬

‫على وجه الخصوص‪ .2‬حيث تُقدم حكومات هذه البلدان على رفع اإلنفاق العام مع حدوث ِّ‬
‫أي ارتفاع في‬
‫العائدات النفطية خالل الفترات التي تشهد طفرات في أسعار النفط‪ ،‬بينما تكون هذه الحكومات مجبرة على‬
‫خفض إنفاقها عند تراجع اإليرادات الناتج عن تراجع وانهيار أسعار النفط؛ وذلك أن هذه البلدان –بصفة‬
‫عامة‪ -‬غير قادرة على تجميع َّ‬
‫المدخرات خالل الفترات التي تشهد عائدات نفطية مرتفعة‪ ،‬إذ بإمكانها فقط‬
‫تمويل العجز عن طريق خفض النفقات أثناء نقص اإليرادات‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬وجد كل من ‪Fouad et al‬‬

‫(‪ Villafuerte ،)2007‬و‪ ،)2010( Lopez-Murphy‬و‪ ،)2010( Abdih et al‬أن البلدان المنتجة للنفط قد‬
‫انتهجت سياسات مالية دورية خالل دورة أسعار النفط التي شهدتها الفترة (‪)2008-2003‬؛ كما قدم ‪Baldini‬‬

‫(‪ )2005‬و‪ )2003( De Cima‬كذلك‪ ،‬أدلة بشأن دورية السياسات المالية في كل من فينزويال والمكسيك (بلدين‬

‫‪1‬‬
‫‪Erbil. N. (2011), "Is Fiscal Policy Procyclical in Developing Oil-Producing Countries?", IMF Working Paper,‬‬
‫‪WP/11/171, Washington DC, P. 5.‬‬
‫‪ Gavin 2‬و‪ ) 1997( Perotti‬وجدا أن كل من اإلنفاق اإلجمالي وكذا مكوناته يخضعون ويواكبون بشدة التقلبات الدورية (‪ )highly procyclical‬في‬
‫بلدان منطقة أمريكا الالتنية‪ .‬كما وجد ‪ ) 2004( Kaminsky et al‬أن السياسة المالية تتسم بالدورية‪ ،‬ضمن عينتهم التي خصوها بالدراسة‪ ،‬والتي ضمت‬
‫‪ 83‬بلد منخفض ومتوسط الدخل‪ .‬وفي دراسة أحدث اختبر ‪ )2011( Erbil‬دورية السلوك المالي في عينة ضمت ‪ 28‬بلد نامي منتج للنفط خالل الفترة‬
‫(‪ )2009-1990‬بعد اختيار خمس (تدابير) إجراءات مالية ‪-‬ضمت إجمالي اإلنفاق الحكومي ومكوناته‪ ،‬اإلستهالك العام‪ ،‬اإلستثمار العام‪ ،‬اإليرادات غير‬
‫النفطية‪ ،‬والرصيد األولي للميزان غير النفطي‪ -‬وتصحيح العالقة السببية العكسية بين الناتج غير النفطي والمتغيرات المالية‪ .‬النتائج أشارت إلى أن جميع‬
‫المتغيرات المالية الخمسة دورية بقوة )‪ (Strongly Procyclical‬في كل البلدان المعنية بالدراسة‪ ،‬مع تسجيل بعض االختالفات في النتائج بين هذه‬
‫البلدان حسب انتمائها لمختلف فئات الدخل‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫منتجين للنفط)‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬توصلت دراسات أخرى‪- 1‬باستخدام انحدارات المتغيرات األدواتية‪ -‬إلى‬
‫وجود أدلة قوية بشأن دوية السياسات المالية في البلدان النامية وضمنها البلدان المنتجة للنفط‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ُ ،‬حجتان رئيسيتان تم اقتراحهما لتفسير دورية السياسة المالية في البلدان النامية‪ ،‬تنطبق‬
‫أيضا على الوضع في البلدان المصدرة للنفط‪ .‬تتعلق الحجة األولى بـ "القيود المفروضة على التمويل‪-‬‬

‫‪( "Constraints on Financing‬أو محدودية فرص النفاذ والدخول إلى أسواق اإلئتمان)‪ ،‬وكذا العوامل ذات‬
‫الصلة بهيكل االقتصاد (هيكل الميزانية‪ ،‬الهيكل الطاقوي‪ ،‬االجتماعي والسياسي‪ ،‬ضعف المؤسسات)‪ .‬بشكل‬
‫عام تم عرض هذه العوامل بشكل منفصل كل على حدى‪ ،‬غير أنها تصب في نفس اإلتجاه ومن المرجح أن‬
‫يدعم ويعزز بعضها البعض‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬ضعف المؤسسات‪ ،‬هيكل الميزانية‪ ،‬أو فساد الحكومة‪ ،‬هي‬
‫عوامل من شأنها أن تعيق وتعرقل السياسات المالية الحذرة؛ األمر الذي سيؤثر بدوره على االستدامة المالية‬
‫)‪ ،(Fiscal Sustainability‬والجدارة اإلئتمانية )‪ ،(Creditworthiness‬من خالل توسيع وتضخيم قيود التمويل‪.‬‬

‫تنشأ وتظهر قيود السيولة واالقتراض عندما يحتاج بلد نامي ما (منتج للنفط) إلى التمويل غالبا –خالل‬
‫فترات الركود‪ -‬بينما يكون هناك احتمال ضعيف ألن يكون هذا البلد قاد ار على الحصول على هذا التمويل؛‬
‫حيث أن العديد من هذه البلدان ال تتوفر على مخزون هام من األصول أجنبية‪ ،‬كما ال أنها ال تملك أسواق‬
‫معدالت التبادل‬
‫مالية محلية متطورة لجمع الموارد المالية‪ .‬عندما تواجه هذه البلدان صدمات كبيرة في ّ‬
‫التجاري –والتي تتمثل في التراجعات الحادة ألسعار النفط في حالة البلدان المصدرة للنفط‪ -‬فإن المستثمرين‬
‫قد يفقدون الثقة‪ ،‬وبذلك يكونون أقل استعدادا لمنح القروض‪ ،‬إذ أنهم يخشون أن غياب مصداقية السياسات‬
‫)‪ (Lack of Policy Credibility‬واالنضباط‪ ،‬قد يضع الحكومات في مواجهة عجز كبير في الميزانية‪،‬‬
‫وبالتالي التخلف عن موعد سداد القروض‪ .2‬وحيال هذا الوضع‪ ،‬ستواجه الحكومات أيضا قيودا دورية على‬
‫اإلئتمان في أسواق رأس المال العالمية ("التوقف المفاجئ‪ "Sudden Stops-‬كما هو موضح ضمن ‪Calvo‬‬

‫و‪3))2000( Reinhart‬؛ األمر الذي من شأنه أن يعيق قدرة حكومات هذه البلدان على انتهاج وتنفيذ سياسيات‬
‫مضادة للتقلبات الدورية )‪.(Countercyclical Policies‬‬

‫‪ 1‬أنظر على سبيل المثال‪- Ilzetzki. E., and C.A. Vegh. (2008), "Procyclical Fiscal Policy in Developing Countries: Truth :‬‬
‫‪or Fiction?", NBER Working Papers No. 14191, Cambridge, Ma.‬‬
‫‪ 2‬للتفاصيل‪ ،‬أنظر‪- Hausmann. R., Talvi. E., Gavin. M., and R. Perotti. (1996), "Managing Fiscal Policy in Latin :‬‬
‫‪America and the Caribbean: Volatility, Procyclicality, and Limited Creditworthiness", IDB WP-326.‬‬
‫‪- Reinhart. C.M., Rogoff. K.S, and M.A. Savastano. (2003), "Debt Intolerance", Brookings Papers on Economic‬‬
‫‪Activity, Vol. 1, PP. 1–74.; - Caballero. R.J. and A. Krishnamurthy. (2004), "Fiscal Policy and Financial Depth",‬‬
‫‪NBER Working Papers No. 10532. Cambridge, Ma.‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪- Calvo. G.A., and C.M. Reinhart. (2000), "Fear of Floating", NBER Working Papers No. 7993, Cambridge, :‬‬
‫‪Ma.‬‬

‫‪124‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في نفس السياق‪ ،‬أُستخدمت صناديق االستقرار النفطية بشكل متزايد من طرف حكومات البلدان المصدرة‬
‫للنفط‪ ،‬باعتبارها كأداة للتعامل مع تقلبات العائدات النفطية؛ حيث تهدف هذه الصناديق إلى تحقيق االستقرار‬
‫في إيرادات الميزانية‪ ،‬بعزلها عن التقلبات المذكورة‪ .‬فعندما تكون عائدات النفط مرتفعة‪ ،‬يتم توجيه جزء منها‬
‫إلى صناديق تحقيق االستقرار‪ ،‬بينما تستخدم هذه الصناديق لتمويل العجز في اإليرادات العامة عند انخفاض‬
‫العائدات النفطية‪ .‬مع ذلك‪ُ ،‬وجد أن إنشاء مثل هذه الصناديق لم يكن له أي تأثير على العالقة بين عائدات‬
‫صادرات النفط واإلنفاق الحكومي في البلدان التي لم تُنفذ فيها سياسات مالية واقتصادية كلية سليمة وشفافة‪.‬‬
‫فضال عن ذلك‪ُ ،‬ش ِّغلت بعض صناديق النفط خارج أنظمة الميزانية القائمة‪ ،‬كما أنها غالبا ما كانت خاضعة‬
‫للمساءلة فقط أمام عدد قليل من المعينين السياسيين‪ ،‬مما جعل منها عرضة بشكل خاص لسوء االستعمال‪،‬‬

‫وكذا التدخل السياسي؛ وبالتالي ال ينبغي النظر إلى صناديق االستقرار النفطية على أنها بديال مجديا وفعاالً‬
‫لإلدارة المالية السليمة‪.1‬‬

‫الحجة األخرى المقترحة لتفسير صعوبة انتهاج وتنفيذ سياسات مالية مضادة للدورات االقتصادية‪ ،‬تركز‬
‫على دورية اإلنفاق الحكومي‪ ،‬والتي تعود إلى ثالث جوانب متعلقة باالقتصاد والحكومة؛ ويتعلق األمر بكل‬
‫من هيكل الميزانية‪ ،‬ضعف الهيكل السياسي والمؤسساتي‪ ،‬والفساد الحكومي‪ .2‬فالبلدان النامية بشكل عام‪،‬‬
‫والبلدان المصدر للنفط بشكل خاص‪ ،‬تنتهج سياسات دورية –أوال‪ -‬بسبب هيكل ميزانيتها‪ ،‬حيث يتوفر لدى‬
‫هذه البلدان عدد قليل من عوامل االستقرار التلقائية في صلب ميزانيتها؛ ونتيجة لذلك‪ُ ،‬يبدي اإلنفاق الحكومي‬
‫في هذه البلدان القليل من األنماط والمسارات المعاكسة للتقلبات للدورية مقارنة بالبلدان الصناعية‪ .‬وفي هذا‬
‫الصدد‪ ،‬الحظ ‪ Gavin‬و‪- )1997( Perotti‬على سبيل المثال‪ -‬أن إنفاق بلدان أمريكا الالتينية على التحويالت‬
‫اء‪ .3‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن معظم البلدان النامية‬
‫واإلعانات أقل بكثير من إنفاق بلدان )‪ (OECD‬األكثر ثر ً‬
‫والبلدان المصدرة للنفط ليس بوسعها إنعاش جانب اإليرادات بشكل فعال عن طريق إيرادات الضرائب‪ ،‬وذلك‬
‫أنها عادة ما تعاني من عدم كفاءة أنظمة تحصيل الض ارئب‪ ،‬التي تعوود إلى انخفاض مستوى االمتثال‬
‫للقوانين الضريبية‪ ،‬نقص االلتزام السياسي‪ ،‬وكذا نقص الكفاءات والخبرات‪ .4‬كما أن القواعد الضريبية غير‬

‫‪ 1‬للمزيد حول الموضوع‪ ،‬أنظر‪- Fasano-Filho. U. (2000), "Review of the Experience with Oil Stabilization and Savings :‬‬
‫‪Funds in Selected Countries", IMF Working Paper, No. 00/112, Washington DC.; - Davis. J.M., Ossowski. R., and‬‬
‫‪A. Fedelino. (2003), "Fiscal Policy Formulation and Implementation in Oil-Producing Countries", International‬‬
‫‪Monetary Fund, August 21, Washington DC.; - Ossowski. R., Villafuerte. M., Medas. P., and T. Thomas. (2008).‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Erbil. N. (2011), P. 7.‬‬
‫‪ 24% 3‬من إجمالي اإلنفاق الحكومي‪ ،‬مقارنة بـ ‪ 42%‬بالنسبة لالقتصاديات الصناعية‪ .‬أنظر‪- Gavin. M., and R. Perotti. (1997), "Fiscal :‬‬
‫‪Policy in Latin America", NBER Macroeconomics Annual 1997, edited by B. Bernanke and J. Rotemberg, MIT‬‬
‫‪Press, Cambridge, Ma.‬‬
‫‪ 4‬عالوة على ذلك‪ ،‬بعض البلدان‪ ،‬وإلى غاية وقت ليس بالبعيد‪ ،‬لم يكن لديها حتى نظام كامل الحداثة لضريبة القيمة المضافة )‪ .(VAT‬للتفاصيل‪ ،‬أنظر‪:‬‬

‫‪125‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النفطية في هذه البلدان‪ ،‬تبقى ضعيفة بشكل عام‪.1‬‬


‫من ناحية أخرى‪ ،‬ضعف المؤسسات‪ ،‬وكذا ضعف الهيكل السياسي‪ ،‬من شأنه أن يشجع عدة مجموعات‬
‫قوية في المجتمع على محاولة االستيالء على أكبر حصة ممكنة من الثروة الوطنية‪ ،‬من خالل المطالبة‬
‫بزيادة اإلنفاق العام‪ .‬هذا السلوك –والذي سمي بـ "أثر َّ‬
‫النهم_‪ "Voracity Effect‬من طرف ‪ Tornell‬و‪Lane‬‬

‫(‪ -2)1999‬يؤدي إلى دورية مالية ناجمة عن مجموعة مشاكل مشتركة‪ ،‬حيث من شأن صدمة إيجابية في‬
‫الدخل أن تؤدي إلى ارتفاع أكثر من نسبي في اإلنفاق العام‪ ،‬حتى لو كان من المتوقع أن تكون الصدمة‬
‫مؤقتة؛ وهذا ما تمت مناقشته على نطاق واسع ضمن أدبيات "لعنة الموارد‪– "Resource Curse-‬التي تم‬
‫تناولها في الفصل السابق‪ -‬باعتباره سببا في تراجع النمو االقتصادي في البلدان الغنية بالموارد‪ .3‬عالوة على‬
‫ذلك‪ ،‬تكون السياسات المالية أكثر تقلبا في البلدان التي توجد فيها أنظمة سياسية متعددة نقاط حق النقض‬
‫المالي‪ ،‬وتقلبات مرتفعة في اإلنتاج‪ .4‬وبالمثل‪ ،‬وجد كل من ‪ Fátas‬و‪ ،)2001c( Mihov‬و‪ ،)2003( Lane‬أن‬
‫البلدان التي تعاني تشتتا في السلطة )‪ (Power Dispersion‬تكون معرضة لمواجهة إنتاجا متقلبا‪ ،‬وسلوكا ماليا‬
‫مساي ار للدورات االقتصادية (دوري)‪.‬‬
‫عالوة على ما سبق‪ Alesina ،‬و‪ )2005( Tabellini‬أشا ار أن الحكومة األكثر فسادا هي من تنتهج‬
‫سياسات مالية دورية في الغالب‪ ،‬حيث أن الناخبين الذين ال يثقون في الحكومة يطالبون بمنافع وخدمات‬
‫أكثر عندما يالحظون حدوث ارتفاع في الناتج الكلي‪ .‬هذا السلوك يكون أكثر انتشا ار في البلدان الديمقراطية‪،‬‬
‫حيث تكون الحكومة الفاسدة مسؤولة أمام الناخبين‪ ،‬أما في البلدان الديكتاتورية فلن تتم محاسبة الحكومة حتى‬
‫لو كان الفساد منتش ار على نطاق واسع‪ ،‬والناخبون في هذه الحالة ال يمكنهم التأثير على الق اررات المتعلقة‬
‫بالسياسة المالية‪ Alesina .‬و‪ Tabellini‬خلصا إلى أن الحكومات الفاسدة في البلدان النامية الديمقراطية (بما‬
‫فيها البلدان النفطية)‪ ،‬تعتبر السبب الرئيسي في دورية السياسة المالية‪ ،‬بدال من العيوب والنقائص التي تسم‬
‫أسواق اإلئتمان في هذه البلدان‪.5‬‬

‫‪- Davis. J.M., Ossowski. R., and A. Fedelino. (2003).;- Crandall. W., and J. Bodin. (2005), "Revenue Administration‬‬
‫‪Reform in Middle Eastern Countries, 1994–2004", IMF Working Paper, WP/05/203, Washington DC.‬‬
‫‪ 1‬فضال عن ذلك‪ ،‬تتبع معظم البلدان المصدرة للنفط أنظمة سعر صرف شبه ثابتة )‪ ،(quasi-fixed exchange rate regimes‬والتي تقترن بحركية‬
‫دولية عالية لرؤوس األموال‪ ،‬وكذا محدودية دور السياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Tornell. A., and P.R Lane. (1999), "Voracity and Growth", American Economic Review, Vol. 89, PP. 22–46. :‬‬
‫‪ 3‬أنظر على سبيل المثال‪- Sachs. J.D., and A. Warner. (1995), "Natural Resource Abundance and Economic Growth", :‬‬
‫‪NBER Working Paper Series, No. 5398, Cambridge, Ma, PP. 1-47.‬‬
‫‪ 4‬أنظر‪- Stein. E., Talvi E., and A. Grisanti. (1998), "Institutional Arrangements and Fiscal Performance: The Latin :‬‬
‫‪American Experience", NBER Working Papers No 6358, Cambridge, Ma.; - Talvi. E., and C. Vegh. (2000).‬‬
‫‪ 5‬لتفاصيل أدق‪ ،‬أنظر‪- Alesina. A., and G. Tabellini. (2005), "Why is Fiscal Policy Often Procyclical?", NBER Working :‬‬
‫‪Papers No. 11600, Cambridge, Ma.‬‬

‫‪126‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2‬التحديات الرييسية التي تواجه السياسة المالية نتيجة التبعية لعايدات النفط‪.‬‬

‫تواجه السياسة المالية في البلدان المنتجة للنفط تحديات فريدة‪ ،‬تنبع من واقع كون عائدات النفط قابلة‬
‫لالستنزاف والنضوب‪ ،‬تخضع للتقلبات إذ تحكمها ‪-‬إلى حد بعيد‪ -‬عوامل خارجية‪ ،‬ويكتنفها الاليقين وعدم‬
‫التأكد‪ ،‬في ظل عدم االستقرار الذي يميز األسعار في األسواق العالمية‪ .‬وفي هذا الصدد تثير مسألة إمكانية‬
‫نضوب النفط قضايا معقدة تتعلق باالستدامة المالية )‪ ،(Fiscal Sustainability‬وتوزيع الموارد بين األجيال‬
‫)‪(Intergenerational Resource Allocation‬؛ كما من شأن شدة تقلب العائدات النفطية والاليقين الذي يشوبها‬
‫أن يعقد من عملية تسيير وادارة االقتصاد الكلي والتخطيط المالي‪ ،‬في ظل التحدي المتمثل في تجنب انتقال‬
‫تقلبات أسعار النفط ‪-‬التي تبقى خارج سيطرة صناع وواضعي السياسات االقتصادية‪ -‬إلى االقتصاد الكلي‪.1‬‬

‫في نفس السياق‪ ،‬تكون هذه التحديات أكبر وأصعب كلما كانت حصة عائدات النفط ضمن إجمالي‬
‫اإليرادات الحكومية أكبر‪ ،‬وكلما زادت أهمية حصة قطاع النفط في االقتصاد‪ .‬فاالعتماد على النفط كمصدر‬
‫رئيسي لعائدات الصادرات واإليرادات الحكومية من شأنه أن يضع صناع السياسات في البلدان المنتجة للنفط‬
‫في مواجهة عدة قضايا وتحديات على المديين القصير والبعيد‪ ،‬تتضمن كيفية التعامل مع التغيرات الحادة‬
‫وغير المتوقعة في أسعار النفط ومن ثم اإليرادات‪ ،‬وكيفية استخدام العائدات النفطية التي تنفرد بميزات‬
‫خاصة‪ ،‬لضمان االستدامة المالية والمساواة بين األجيال على المدى الطويل‪ ،‬وضمان السير الحسن‬
‫لالقتصاد الكلي والتخطيط المالي في المدى القصير‪.‬‬

‫‪ .1.2‬التحديات والقضايا قصيرة األجل‪ :‬إدارة وتسيير االقتصاد الكسي والتخطيط المالي‪.‬‬

‫تنشأ التحديات التي تواجه السياسة المالية في البلدان النفطية على المدى القصير من التقلبات الحادة في‬
‫أسعار النفط وصعوبة –وفي بعض األحيان عدم إمكانية‪ -‬التنبؤ بها؛ في ظل االعتماد الواسع على العائدات‬
‫النفطية التي غالبا ما تحتل مكانة هامة‪ ،‬وتمثل نسبة معتبرة ضمن إجمالي اإليرادات العامة لدى غالبية هذه‬
‫البلدان‪ .‬مما يعني أن المالية العامة في هذه البلدان تكون تابعة لمتغيرة متقلبة وغير مستقرة‪ ،‬تبقى إلى حد‬
‫بعيد خارج سيطرة وتحكم السلطات االقتصادية وواضعي السياسات؛ وهو ما يشكل تحديا لكل من التسيير‬
‫االقتصادي الكلي والتخطيط المالي‪ ،‬ويجعل اإلدارة المالية قصيرة األجل‪ ،‬وتخطيط الميزانية‪ ،‬واالستخدام‬
‫الفعال للموارد‪ ،‬أم ار في غاية الصعوبة‪ .‬بينما تتوقف القدرة على امتصاص الصدمات الخارجية في ظل هذه‬

‫‪- Barnett. S.A., and R.J. Ossowski. (2002).‬‬ ‫‪ 1‬أنظر‪:‬‬


‫‪- Medas. P. and D. Zakharova. (2009), "A Primer on Fiscal Analysis in Oil-Producing Countries", IMF Working‬‬
‫‪Paper, WP/09/56, Washington DC.‬‬

‫‪127‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األوضاع‪ ،‬على مدى متانة المركز المالي للحكومة‪ ،‬الذي يعتمد بدوره على مدى توفر مصادر إيرادات بديلة‬
‫(خاصة الضريبية منها) غير نفطية‪ ،‬يمكنها تعويض وتغطية انخفاض العائدات النفطية في حالة تراجع‬
‫أسعار النفط‪ ،‬إضافة إلى مدى القدرة على ضبط وترشيد اإلنفاق العام خالل فترات الطفرات النفطية‪ ،‬والذي‬
‫من شأنه أن يساهم في الحفاظ على التوازن المالي للحكومة في حالة تسجيل انخفاضات شديدة ومفاجئة في‬
‫أسعار النفط‪.‬‬

‫تميل التقلبات في أسعار النفط‪ ،‬ومن ثم اإليرادات الحكومية إلى المساهمة في إعطاء نمط دوري (مواكب‬
‫لتقلبات الدورة االقتصادية) ومفاجئ لتغيرات اإلنفاق الحكومي‪ ،‬وهو األمر الذي يمكن أن يترجم إلى تقلبات‬
‫اقتصادية كلية‪ ،‬والى انخفاض وتراجع في آفاق النمو‪ .‬وتمثل الدورية )‪ (Procyclicality‬السمة البارزة التي‬
‫تميز السياسة المالية في البلدان المصدرة للنفط‪ ،1‬وهو ما يقود إلى حاالت تعديل اإلنفاق العام‪ ،‬التي تدعمها‬
‫كذلك بعض التكاليف المالية األخرى المحتملة لسياسات اإلنفاق المتقلبة‪ .‬فخالل فترات االرتفاع السريع في‬
‫اإلنفاق العام على سبيل المثال‪ ،‬يمكن أن تشمل هذه التكاليف انخفاضا في جودة وكفاءة اإلنفاق‪ ،‬بسبب‬
‫القيود المفروضة على القدرات اإلدارية‪ ،‬أو على تنفيذ المشاريع ذات القيمة المضافة الهامشية‪ ،‬والصعوبات‬
‫في احتواء وكبح النفقات بعد التوسع؛ أما خالل فترات االنخفاض السريع في اإلنفاق‪ ،‬فقد يتم توقيف مشاريع‬
‫استثمارية قابلة لالستمرار‪.‬‬

‫بشكل عام‪ ،‬من شأن تقلبات أسعار النفط أن تجعل من استهداف مستوى معين لرصيد الموازنة العامة‬
‫أمر في غاية الصعوبة‪ .‬فضال عن ذلك لبد من تفسير نسبة رصيد الموازنة العامة إلى إجمالي الناتج المحلي‬
‫ا‬
‫بقدر أكبر من الحذر إذا تعلق األمر باقتصاديات البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬مقارنة باالقتصاديات الصناعية‬
‫المتقدمة‪2‬؛ كما أنه ال يمكن اعتبار هذه النسبة بمثابة مؤشر موثوق يمكن االعتماد عليه لتقييم مسار السياسة‬
‫المالية في هذه البلدان‪ .‬فخالل فترة معينة من فترات ارتفاع أسعار النفط على سبيل المثال‪ ،‬قد تنخفض‬
‫(ترتفع) نسبة العجز (الفائض) إلى إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬على الرغم من السياسات المالية التوسعية‬
‫المنتهجة في مثل هكذا ظروف‪ ،‬مع ما يميزها من زيادة في النفقات العامة أو انخفاض في اإليرادات غير‬

‫‪ ،) 2009( Sturm et al 1‬تعرضوا بالتحليل التجريبي لدورية السياسة المالية في البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬ضمن عينة ضمت ‪ 19‬بلد مصدر للنفط‪ .‬وقد‬
‫جاءت النتائج مؤكدة السوك الدوري للسياسة المالية في المجموعة المدروسة من البلدان‪ .‬للمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر‪- Sturm. M., Gurtner. F., :‬‬
‫‪and J.G. Alegre. (2009), "Fiscal Policy Challenges in Oil-Exporting Countries: A Review of Key Issues", ECB‬‬
‫‪Occasional Paper, No. 104, June, PP. 24-25.‬‬
‫‪ 2‬في االقتصاديات المتقدمة يتم حساب أرصدة الميزانية الهيكلية )‪ (Structural Budget Balances‬لتقييم التأثير الدوري للوضع المالي ال ُمصحح على‬
‫إيرادات الميزانية الحكومية ونفقاتها‪ .‬أما في البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬فتبقى النظم الضريبية‪ ،‬ومخططات التأمين ضد البطالة غير متطورة‪ ،‬وتعاني من‬
‫التخلف لدى العديد من هذه البلدان‪ ،‬أو أنها غير موجودة أصال حتى اآلن‪ .‬وبالتالي نجد أن عوامل االستقرار التلقائية )‪ (Automatic Stabilisers‬ال‬
‫تؤدي دورا هاما في هذه البلدان‪ ،‬كما أن حساب التوازن الهيكلي لن يوفر إال نظرة محدودة‪ ،‬وفي أغلب الحاالت ال يكون ممكنا بسبب قيود البيانات‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النفطية‪ .‬إذ أن ارتفاع عائدات النفط ومعها الناتج المحلي اإلجمالي غير النفطي‪ ،‬من شأنه أن يعمل على‬
‫إخفاء وتغطية التوسع المالي‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬قد يحدث خالل فترة معينة من فترات تراجع أسعار‬
‫النفط أن ترتفع (تنخفض) نسبة العجز (الفائض) إلى إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬على الرغم من التماسك‬
‫الموازني )‪ ،(budgetary consolidation‬الذي يكون في صورة تخفيضات للنفقات العامة وارتفاع لإليرادات‬
‫غير النفطية (الضريبية منها خاصة)‪.1‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬يمكن أن يكون تقييم الوضع السائد المتعلق بالسياسة المالية على أساس التوازن العام‬
‫مضلال‪ ،‬لذلك تقوم الحاجة إلى مؤشرات أخرى لتوجيه السياسة المالية وتقييم الوضع المالي السائد‪ ،‬وذلك‬
‫على غرار نسبة رصيد الحساب غير النفطي إلى إجمالي الناتج المحلي غير النفطي‪ ،‬التي تمثل مؤش ار‬
‫يسمح بعزل رصيد الموازنة العامة عن تطورات أسعار النفط‪ .‬مع ذلك تجدر اإلشارة إلى أن أرصدة الحسابات‬
‫غير النفطية ال يمكن أن تحل محل المؤشرات المالية التقليدية على غرار أرصدة الحسابات اإلجمالية أو‬
‫األولية‪ ،‬في حين يمكن اعتبارها بمثابة مؤشرات مكملة لتحليل التطورات المالية في االقتصاديات شديدة‬
‫االعتماد على النفط وعائداته‪.2‬‬

‫‪ .2.2‬التحديات والقضايا طويسة األجل‪ :‬االستدامة المالية والمساواة بين األجيال‪.‬‬

‫تنشأ التحديات التي تواجه السياسة المالية على المدى الطويل من إمكانية استنفاذ االحتياطات النفطية‪،‬‬
‫وما يترتب عن ذلك من مسائل تتعلق باالستدامة المالية وعدالة توزيع الموارد بين األجيال‪ .‬وفي هذا الصدد‪،‬‬
‫يتم بلوغ وتحقيق االستدامة المالية إذا أمكن توفير نفس القدر من السلع العامة (نفس مستوى اإلنفاق) في‬
‫"عصر ما بعد النفط"‪ ،‬مقارنة بـ "عصر النفط"‪ ،‬دون اللجوء إلى تمويل العجز في اإلنفاق العام‪ .3‬أما‬
‫اإلنصاف والمساواة بين األجيال‪ ،‬فتستدعي أن يتمتع المواطنين في "عصر ما بعد النفط" بنفس المقدار من‬
‫المنافع العامة‪ ،‬مقارنة باألجيال المعاصرة لـ "عصر النفط"‪ ،‬دون تحمل عبئ مالي أعلى (في شكل ضرائب‬

‫‪- Sturm. M., F. Gurtner., and J. G. Alegre. (2009), PP. 23-24.‬‬ ‫‪ 1‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Medas. P. and D. Zakharova. (2009).‬‬ ‫‪ 2‬أنظر‪:‬‬
‫أنظر كذلك‪ Sturm :‬و‪ ،) 2005( Siegfried‬فيما يتعلق بالمؤشرات المالية في البلدان المصدرة للنفط في سياق معايير التقارب المالي لمجموعة بلدان‬
‫مجلس التعاون الخليجي )‪.(GCC‬‬
‫‪ 3‬للمزيد من التفاصيل حول االستدامة المالية‪ ،‬أنظر ‪ Chalk‬و‪ )2000( Hemming‬اللذان قدما مسح واستقصاء عن االستدامة المالية بشكل عام‪،‬‬
‫وتناوال في قسم من هذه الدراسة خصائص االستدامة المالية في البلدان التي تعتمد على عائدات الموارد غير المتجددة وضمنها البلدان المنتجة للنفط‪،‬‬
‫أنظر‪- Chalk. N., and R. Hemming. (2000), "Assessing Fiscal Sustainability in Theory and Practice", IMF Working :‬‬
‫‪Paper No. 00/81, Washington DC.‬‬
‫فضال عن ذلك عمدت دراسات عدة إلى اختبار استدامة السياسة المالية تجريبيا‪ ،‬ضمن مجموعة مختارة من البلدان المنتجة للنفط‪ ،‬وذلك على غرار‬
‫دراسات كل من ‪ ،)1994( Liuksila et al ،)1991( Tersman‬و‪ ،) 1998( Chalk‬الذين استخدموا إطارا تجريبيا يركز على الثروة الحكومية‪ ،‬بما‬
‫في ذلك الثروة النفطية الموجودة في األرض‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مثال)‪ .‬مما يعني أن تحقيق المساواة بين األجيال تعد أكثر تطلبا من ضمان االستدامة المالية‪ ،‬حيث أنه إذا‬
‫تم تعويض العائدات النفطية بمداخيل الضرائب على سبيل المثال‪ ،‬فإن هذا من شأنه أن يضمن االستدامة‬
‫المالية‪ ،‬لكنه ال يضمن بالضرورة المساواة واإلنصاف بين األجيال الحالية والمستقبلية‪.‬‬

‫لمواجهة هذه التحديات‪ ،‬يعد توفير وادخار العائدات النفطية من بين الخيارات الرئيسية للسياسة المالية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫من أجل تجميع األصول المالية )‪ ،(Financial Assets‬أو لغرض االستثمار في األصول المادية )‪Physical‬‬

‫‪ .(Assets‬وبعبارة أخرى‪ ،‬يتوفر أمام البلدان المصدرة للنفط خيار وحيد لتفادي تعديل حاد وعنيف في السياسة‬
‫المالية حال استنفاذ االحتياطات النفطية‪ ،‬وتأمين الثروة الوطنية والحفاظ عليها من أجل األجيال المستقبلية‪.‬‬
‫يتمثل هذا الخيار في تجميع األصول المالية خالل فترات إنتاج النفط‪ ،‬بينما يمكن استخدام اإليرادات من هذه‬
‫األصول لتحل محل العائدات النفطية بعد نفاذ االحتياطات النفطية وتوقف اإلنتاج‪ ،‬من أجل الحفاظ على‬
‫مستويات اإلنفاق‪ .‬وبذلك يتم تحويل الثروة النفطية تدريجيا إلى ثروة مالية‪ ،‬لتبقى الثروة اإلجمالية القتصاد‬
‫البلد المعني )‪ (Overall Wealth‬دون تغيير‪ ،‬ويتم الحفاظ عليها من أجل األجيال المستقبلية‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)1.2‬الحفاظ على الثروة النفطية من خالل تجميع األصول المالية‪.2‬‬

‫الثروة الوطنية‬
‫(دوالر أمريكي)‬

‫إجمالي الثروة‬
‫‪1,000‬‬

‫الثروة النفطية‬ ‫الثروة المالية‬

‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫السنوات‬


‫بداية إنتاج النفط‬ ‫نفاذ االحتياطات النفطية‬

‫‪Source: Sturm. M., Gurtner. F., and J.G. Alegre. (2009), "Fiscal Policy Challenges in Oil-Exporting‬‬
‫‪Countries: A Review of Key Issues", ECB Occasional Paper, No. 104, June, P. 17.‬‬

‫‪ 1‬بمعنى استخدام هذه العائدات لغرض اإلنفاق الرأسمالي )‪.(capital expenditure‬‬


‫‪ 2‬تم إعداد الشكل (‪ ) 1.2‬في ظل فرضيات تتضمن‪ :‬عشر سنوات هي مدة اإلنتاج النفطي‪ ،‬إنتاج ثابت قدره عشرة براميل سنويا‪ ،‬سعر ثابت قدره ‪10‬‬
‫دوالر للبرميل‪ ،‬مما يعني عائدات ثابتة قدرها ‪ 100‬دوالر أمريكي سنويا‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الرسوم البيانية الموضحة في الشكل (‪ )1.2‬أعاله والشكل (‪ )2.2‬أدناه‪ ،‬تُظهر –إستنادا إلى المنطق السابق‬
‫وباالعتماد على افتراضات مبسطة‪ -‬كيف يتم الحفاظ على رصيد الثروة الوطنية من أجل األجيال القادمة‪،‬‬
‫وكذا كيفية المحافظة على استدامة اإليرادات المالية‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)2.2‬الحفاظ على استدامة اإليرادات المالية من خالل تجميع األصول المالية‪.1‬‬
‫اإليرادات‬
‫(دوالر أمريكي)‬

‫إجمالي اإليرادات‬

‫اإليرادات النفطية‬
‫‪100‬‬

‫اإليرادات المالية‬

‫‪0‬‬ ‫السنوات‬
‫بداية إنتاج النفط‬ ‫اإلنفاق المستدام‪/‬‬
‫العجز غير النفطي‬
‫‪Source: Sturm. M., Gurtner. F., and J.G. Alegre. (2009), "Fiscal Policy Challenges in Oil-‬‬
‫‪Exporting Countries: A Review of Key Issues", ECB Occasional Paper, No. 104, June, P. 18.‬‬

‫بديهيا‪ ،‬يبدوا هذا التفكير منطقيا إذ أنه يؤدي إلى خلق وضعية متماسكة من الفوائض المالية العامة‬
‫المستمرة‪ ،‬والتي تساعد على تجميع األصول المالية‪ .2‬مع ذلك‪ ،‬يبقى استخالص نتائج ملموسة بشأن السياسة‬
‫المالية من الناحية النظرية‪ ،‬جعل هذه النتائج عملية‪ ،‬واألكثر من ذلك تنفيذها‪ ،‬من األمور الصعبة‪ .‬فعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يكون تقدير الثروة النفطية لبلد ما ‪-‬والتي تعرف بالقيمة الحالية المخصومة من عائدات النفط‬
‫المستقبلية‪ -‬محاط بشكوك كثيرة فيما يتعلق باالفتراضات األساسية‪ ،‬وخاصة عدم اليقين الذي يكتنف المسار‬
‫المستقبلي ألسعار النفط‪ ،‬حجم االحتياطات النفطية‪ ،‬وكذا تكاليف استخرج هذه االحتياطات‪ .‬فمثال‪ ،‬على‬
‫المدى الطويل –وكحالة متطرفة ينبغي النظر فيها‪ -‬يمكن أن تتوصل ابتكارات تقنية معينة إلى إيجاد بدائل‬

‫‪ 1‬تم إعداد الشكل (‪ )2.2‬في ظل نفس الفرضيات السابقة‪ ،‬إضافة إلى افتراض عائد ‪ 10%‬سنويا على الموجودات من األصول المالية‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر ‪ Alier‬و‪ ،) 1999( Kaufman‬اللذان اعتمدا على توسيع لنموذج األجيال المتداخلة غير العشوائية )‪the non-stochastic overlapping‬‬
‫‪ ، (generation model‬لخلق حالة من الفوائض المالية المستمرة في اقتصاد ذو موارد غير متجددة‪ ،‬استنادا إلى أسس اإلنصاف والمساواة بين األجيال‪.‬‬
‫للتفاصيل أنظر‪- Alier. M., and M. Kaufman. (1999), "Nonrenewable Resources: A Case for Persistent Fiscal :‬‬
‫‪Surpluses", IMF Working Paper No 99/44, Washington DC.‬‬

‫‪131‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تحل محل النفط كمصدر أساسي للطاقة‪ ،‬أو قد تعمل هذه االبتكارات على تعزيز الكفاءة في استخدام النفط‪،‬‬
‫األمر الذي من شأنه أن يقلل كثي ار من قيمة االحتياطات النفطية‪ ،‬أو قد يؤدي حتى إلى االستغناء عنها‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬فإن الحذر في تصميم السياسات المالية يعد أم ار بالغ األهمية بالنظر إلى هذه الشكوك وأوجه عدم‬
‫اليقين‪ ،‬والسيما من منظور االعتبارات طويلة األجل‪.1‬‬

‫من حيث المبدأ‪ ،‬يمكن أن تُمثِّل النفقات الرأسمالية وتراكم األصول المادية بديال لتراكم األصول المالية‪،‬‬
‫لغرض الحفاظ على الثروة الوطنية من أجل األجيال المقبلة‪ ،‬وضمان االستدامة المالية‪ .‬وهو ما من شأنه أن‬
‫يقلل من الحاجة إلى فوائض مالية مستمرة‪ ،‬وبالتالي يتيح ويسمح بالمزيد من السياسات التوسعية‪ ،‬والسيما‬
‫االستثمار في الهياكل األساسية المادية واالجتماعية‪ ،‬كالتعليم والصحة التي تعتبر عموما ذات نفع عام في‬
‫هذا الصدد‪ ،‬حيث يمكن أن تكون هذه النفقات سبيال لتنويع االقتصاد بعيدا عن المحروقات‪ ،‬وتنمية وتطوير‬
‫القطاع الخاص غير النفطي‪ ،‬وبالتالي خلق قاعدة لتوليد اإليرادات الضريبية‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬يعتمد الفصل في مسألة ما إذا كان ينبغي توفير وادخار العائدات النفطية وتجميع‬
‫األصول المالية‪ ،‬أو إنفاق هذه العائدات على اإلستثمار المنتج‪ ،‬على معدالت العائد على مختلف‬
‫االستخدامات البديلة وعلى تقلبها النسبي‪ .2‬وفي هذا الصدد تعتمد معدالت العائد على األصول المالية (التي‬
‫عادة ما تكون أجنبية) على نوع اإلستثمارات‪ ،‬وكذا الظروف السائدة في األسواق المالية العالمية‪ ،‬في حين‬
‫يعد تحديد معدالت العائد على النفقات الرأسمالية (المحلية) أكثر صعوبة‪ ،‬إذ يكتنف هذه المعدالت الكثير‬
‫من الاليقين وعدم التأكد‪ ،‬كما أنها تميل إلى االرتباط بالعديد من العوامل الخاصة بالبلد محل الدراسة‪.3‬‬
‫إضافة إلى عوامل أخرى‪ ،‬على غرار مخزون ونوعية رأس المال العام الموجود‪ ،‬وكذا العائد الحدي على‬
‫اإلستثمارات اإلضافية‪ ،‬الحوكمة‪ ،‬وخاصة مستويات الفساد‪ ،‬باعتبارها عوامل ِّ‬
‫محددة إلنتاجية اإلستثمار العام‪،‬‬
‫وألثره على النمو االقتصادي‪ .4‬وفي الواقع‪ ،‬تحليل آثار النفقات الرأسمالية العامة على الناتج اإلجمالي‬

‫‪ 1‬أنظر ‪ )2002( Bjerkholt‬الذي اقترح نهجا متحفظا إزاء السياسة المالية (ضمن ما يعرف بقاعدة "العصفور في اليد ‪،)"the bird-in-the-hand-‬‬
‫لمواجهة عدم اليقين الذي يكتنف الثروة النفطية للبلد المعني‪ ،‬وذلك عن طريق الحد من العجوزات غير النفطية )‪ (non-oil deficits‬بالعودة إلى‬
‫األصول المتراكمة (الشكل (‪ ) 2.2‬أعاله يوضح هذه المقاربة)‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬ثمة نهج آخر أقل تحفظا إلى حد ما‪ ،‬يعرف بـ "قاعدة اإلستهالك الدائم‪-‬‬
‫‪( "permanent consumption rule‬أنظر ‪ ،))2006( Balassone et al‬حيث يساوي العجز غير النفطي األمثل –وفق هذه المقاربة‪ -‬إلى العائد‬
‫على ا لقيمة الحالية المخصومة من الثروة النفطية (والتي تقل عن التدفق السنوي لإليرادات النفطية؛ مما يعني أنه في هذه الحالة أيضا تقوم الحاجة إلى‬
‫تجميع األصول المالية)‪ .‬ميزة قاعدة "العصفور في اليد" أنها ال تتطلب تقدير الثروة النفطية‪ ،‬أما ميزة قاعدة "اإلستهالك الدائم" فتتجلى في أنها تسمح‬
‫ببعض "التحميل األمامي‪ " frontloading -‬لإلنفاق العام‪ ،‬والذي قد يكون أكثر مالءمة للبلدان ذات االحتياجات اإلنمائية الكبيرة (في البنية التحية مثال)‪.‬‬
‫‪ 2‬إذا تم إنفاق العائدات النفطية على االستثمارات المنتجة بدال من ادخارها فإنه يمكن استبدال اإليرادات من األصول المالية في الشكل (‪ )2.2‬باإليرادات‬
‫الضريبية (أو أي إيرادات عامة أخرى)‪.‬‬
‫‪ 3‬وجدت الدراسات التجريبية أن الناتج الحدي لرأس المال العام يمكن أن يكون أعلى بكثير من ذلك المتعلق برأس المال الخاص‪ ،‬قد يعادله تقريبا‪ ،‬أو‬
‫يكون أقل منه بكثير؛ كما قد يكون سالب أحيانا‪ .‬أنظر ‪ Romp‬و‪ ،)2007( Haan‬لعرض مفصل لألدبيات حول رأس المال العام والنمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر على سبيل المثال ‪ Tanzi‬و‪ ،)1997( Davoodi‬و‪ Haque‬و‪ ،)2008( Kneller‬الذين قدموا أدلة تجريبية تفيد أن الفساد يزيد من حجم‬
‫اإلستثمار العام‪ ،‬غير أنه يؤدي إلى التقليل من إنتاجيته وأثره على النمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الحقيقي غير النفطي‪ ،‬واإلستثمار الخاص في أربع بلدان (الجزائر‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬روسيا‪ ،‬العربية السعودية) شكلت‬
‫محل دراسة أجراها ‪ ،)2009( Sturm et al‬أسفر عن اختالف في النتائج بخصوص هذه اآلثار من بلد آلخر‪،‬‬
‫كما كشف هذا التحليل أن اإلستثمار العام قد ال يسفر دائما عن اآلثار اإليجابية المرغوبة والمرجوة‪.1‬‬

‫خالصة القول أن عدم اليقين المحيط بآثار اإلنفاق العام على اإلنتاجية‪ ،‬الناتج المستقبلي‪ ،‬واإليرادات‬
‫الحكومية؛ إضافة إلى الصعوبات في التمييز بين النفقات الرأسمالية والنفقات الجارية‪ ،‬هو ما يبرر بعض‬
‫الحذر بشأن مدى إمكانية إحالل اإلنفاق الرأسمالي بديال لتراكم األصول المالية من أجل تحقيق المساواة بين‬
‫األجيال واالستدامة المالية في البلدان المصدرة للنفط‪.2‬‬

‫في األخير‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن الخيارين البديلين للسياسة المالية اللذان أوردا بإيجاز ضمن ما سبق‬
‫(تجميع األصول المالية أو مباشرة نفقات رأسمالية) يقومان على افتراض أن عملية إنتاج النفط قائمة‬
‫ومتواصلة‪ ،‬وأن اإليرادات النفطية ال تزال مستمرة في التدفق‪ ،‬إذ يبقى فقط ضرورة اتخاذ قرار بشأن طريقة أو‬
‫كيفية استخدام هذه اإليرادات‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك خيار ثالث يبقى ممكنا للحفاظ على الثروة الوطنية (أو‬
‫تعظيمها)‪ ،‬ويتعلق األمر باإلبقاء على االحتياطات النفطية تحت األرض‪ ،‬وانتاجها في مرحلة الحقة‪ .‬ويبدوا‬
‫هذا الخيار جذابا وملفتا لالنتباه إذا كان العائد المتوقع على "النفط في األرض" أعلى من كل من العائد على‬
‫األصول المالية‪ ،‬وكذا على النفقات الرأسمالية؛ وسيحدث ذلك على وجه الخصوص إذا تم توقع ارتفاع أسعار‬
‫النفط في المستقبل‪ ،‬بينما تعمل الظروف السلبية (المعاكسة) في التي تسود األسواق المالية العالمية في‬
‫الوقت ذاته على إضعاف العوائد على اإلستثمار المالي‪ ،‬في حين تكون عوائد النفقات الرأسمالية هي األخرى‬
‫منخفضة بسبب ضعف مستويات الحوكمة )‪ (governance levels‬مثال‪ ،‬أو نتيجة ضعف القدرات اإلدارية‪.3‬‬
‫تشكل العائدات على استخدام إيرادات النفط تكاليف الفرصة البديلة لترك النفط في األرض؛ غير أن الخطر‬
‫الرئيسي الذي ينطوي عليه انتهاج مثل هكذا خيار‪ ،‬يتعلق بعدم اليقين والغموض الذي يكتنف القيمة‬

‫‪1‬‬
‫‪- Sturm. M., F. Gurtner., and J. G. Alegre. (2009), PP. 19-22.‬‬ ‫أنظر‪:‬‬
‫‪ 2‬بدال من تصنيف اإلنفاق الرأسمالي على أنه إنفاق منتج‪ ،‬يكون تأثيره على اإليرادات المستقبلية في الواقع ‪ -‬بدرجة كبيرة‪ -‬غير مؤكد‪ ،‬وبالتالي قد ال‬
‫يحظى تمويله بالعجز بالدعم النظري؛ يمكن اعتبار النفقات الرأسمالية أقرب أيضا إلى اإلنفاق على االستهالك الدائم؛ ووفقا لوجهة النظر األخيرة فإن‬
‫الحكومات تباشر اإلنفاق الرأسمالي ليس ألن رأس المال منتج‪ ،‬وإنما ألن رأس المال الحكومي يساهم في خلق منافع اجتماعية لسنوات عديدة‪ .‬ويشير‬
‫‪ Barnett‬و‪ - )2002( Ossowski‬في هذا الصدد‪ -‬أن مثل هكذا وجهة نظر بشأن اإلنفاق الرأسمالي قد توفر مبررا وأساسا منطقيا لزيادة العجز غير‬
‫النفطي‪ .‬وبينما ستكون وجهة النظر السابقة متوافقة – من الناحية النظرية‪ -‬مع اعتبارات اإلنصاف والمساواة بين األجيال (حيث ستتمتع وتستفيد األجيال‬
‫المستقبلية هي األخرى من المنافع االجتماعية)‪ ،‬إال أن إنفاق العائدات النفطية على "اإلستهالك الدائم" لن يضمن بالضرورة االستدامة المالية (حيث لن‬
‫يتم توليد أي إيرادات ضريبية مستقبلية)‪.‬‬
‫‪ 3‬لتفاصيل أدق حول هذا الخيار في سياق سياسات االستنزاف (االستنفاذ) في البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Stevens. P., and J. Mitchell. (2008), "Resource Depletion, Dependence and Development: Can Theory Help?",‬‬
‫‪Chatham House Programme Paper, London, June.‬‬

‫‪133‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المستقبلية للنفط‪ ،‬إذ يمكن أن تنخفض هذه القيمة من خالل حدوث تقدم تكنلوجي –على سبيل المثال‪ -‬األمر‬
‫الذي من شأنه أن يعزز من كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬أو تطوير مصادر بديلة للطاقة‪ ،‬وبالتالي يجعل الطلب‬
‫المستقبلي على النفط‪ ،‬ومن ثم األسعار عند مستويات أقل من تلك المتوقعة‪ .‬إذا كان مثل هكذا السيناريو هو‬
‫ما سيتحقق‪ ،‬فإن إنتاج "فائض" من النفط سيكون هو الخيار األفضل من الناحية المالية‪.‬‬

‫‪ .3.2‬التكاليف االقتصادية الكسية لتقسبات السياسة المالية‪:‬‬

‫ال شك في أنه هناك عواقب اقتصادية كلية هامة تنتج عن تعديالت اإلنفاق المالي (العام)‪ ،‬فالتغيرات‬
‫المفاجئة في اإلنفاق الحكومي –أو بشكل عام في العجز غير النفطي‪ -‬تسهم في إحداث تقلبات اقتصادية‬
‫كلية‪ ،‬تؤدي بدورها إلى تدهور النتائج االقتصادية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ينبغي بذل الجهود –خاصة في المدى القصير‪-‬‬
‫لتخفيف وتقليل االرتباط بين اإلنفاق الحكومي وأسعار النفط المتقلبة إلى أدنى حد ممكن‪ .‬ففي الواقع‪ ،‬يمكن‬
‫أن يترتب عن التغيرات الكبيرة وغير المتوقعة في اإلنفاق العام والعجز المالي غير النفطي تكاليف اقتصادية‬
‫كلية معتبرة‪ ،‬تتضمن إعادة تخصيص وتوزيع الموارد الستيعاب التغيرات في الطلب واألسعار النسبية‪ ،‬تقلبات‬
‫سعر الصرف الحقيقي‪ ،‬وكذا زيادة المخاطر التي تواجه المستثمرين في القطاع غير النفطي؛ كما أن التقلبات‬
‫الحادة في اإلنفاق من شأنها أن تجعل من الصعب على القطاع الخاص وضع خطط وق اررات استثمارية‬
‫بعيدة المدى‪ ،‬مع ما يترتب عن ذلك من آثار ضارة على االستثمار الخاص ونمو االقتصاد غير النفطي‪.1‬‬

‫هناك عدد من الدراسات التي سلطت الضوء على التكاليف التي تخلفها البيئة االقتصادية الكلية المتقلبة‬
‫على كل من االستثمار والنمو االقتصادي‪ .‬على سبيل المثال‪ ،)1997( Gavin ،‬تحدث عن وجود عالقة‬
‫عكسية بين شدة التقلبات والنمو االقتصادي‪2‬؛ في حين أظهر ‪ Aizenman‬و‪ )1993( Marion‬أن االستثمار‬
‫‪3‬‬
‫والنمو يتأثران سلبا بالتقلبات في إجراءات وتدابير السياسة النقدية والمالية ؛ أما ‪ Gavin‬و‪)1996( Hausmann‬‬

‫فوجدا أن الصدمات الخارجية الكبيرة –بما فيها صدمات التجارة الخارجية‪ -‬تعتبر من بين العوامل المفسرة‬
‫لعدم االستقرار االقتصادي الكلي الذي تعاني منه اقتصاديات بلدان أمريكا الالتينية‪ ،‬بينما أشار الباحثان أن‬
‫تقلبات البيئة المحلية للسياسات االقتصادية –كما يتضح من خالل درجة عدم اليقين بشأن العجوزات المالية‬
‫والنمو النقدي في المدى القصير‪ -‬تعد كميا أكثر أهمية‪.4‬‬

‫‪- Hausmann. R., Powell. A., and R. Rigobon. (1993).‬‬ ‫‪ 1‬تفاصيل أوفر‪ ،‬ضمن‪:‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Gavin. M. (1997), "A Decade of Reform in Latin America: Has it Delivered lower Volatility ?", IADB :‬‬
‫‪Working Paper Green Series, No. 349, Inter-American Development Bank, Washington.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Aizenman. J., and N.P. Marion. (1993), "Policy Uncertainty, Persistence, and Growth", Review of International‬‬
‫‪Economics, Vol. 1, June, PP. 145-163.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Gavin. M., and R. Hausmann. (1996), "The Roots of Banking Crises: The Macroeconomic Context", in: Banking‬‬
‫‪Crises in Latin America, ed. By Hausmann and Rojas-Suarez, Inter-American Development Bank, Washington.‬‬

‫‪134‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تشير التجارب الدولية أن التقلبات المالية يمكن أن تزعزع استقرار سعر الصرف الفعلي الحقيقي‪ ،‬وكذا‬
‫الناتج الحقيقي‪ .‬لذلك فإنه في حالة البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬يمكن أن تؤثر الصدمات النفطية على مستويات‬
‫وكذا تقلبات سعر الصرف الفعلي الحقيقي من خالل عدة قنوات‪ .‬فبينما يشكل الدخل المتاح وآثار الثروة‬
‫عوامل شائعة‪ ،‬يمثل اإلنفاق الحكومي الدوري على السلع غير التجارية‪ ،‬قناة رئيسية النتقال التقلبات الخارجية‬
‫إلى سعر الصرف الحقيقي‪ ،‬حيث يمكن في الحالة أن تنتقل تقلبات عائدات النفط إلى سعر الصرف الفعلي‬
‫الحقيقي؛ كما تبيَّن أن شدة تقلب هذا األخير بدورها‪ ،‬من شأنها أن تلحق آثا ار بالقطاع غير النفطي وتكوين‬
‫رأس المال‪ ،‬إذ تشير الدراسات التي أجراها البنك العالمي في هذا الصدد‪ ،‬أن درجة تقلب سعر الصرف‬
‫الحقيقي ال تقل أهمية عن مستواه‪ ،‬لتنمية قطاع تجاري غير تقليدي متنوع‪ .1‬ومما سبق يمكن القول أنه وفق‬
‫األسس االقتصادية الكلية‪ ،‬تتضمن تعديالت اإلنفاق المالي مزايا عديدة‪ ،‬إذ أنه ومن خالل الحد من تقلب‬
‫اإلنفاق العام‪ ،‬ستساهم الحكومة في تطور أكثر استق ار ار للطلب الكلي‪ ،‬وكذا المحيط االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫فضال عن ذلك‪َّ ،‬‬


‫شكل النمو المخيب للتوقعات‪ ،‬وضعف األداء االقتصادي الذي ميَّز البلدان المنتجة‬
‫للنفط (والغنية بالموارد عامة‪ ،‬ضمن ما سمي بـ "لعنة الموارد")‪ ،‬هو اآلخر محو ار مهما للبحث‪ ،‬حيث اتضح‬
‫–حتى في ظل السيطرة على العوامل األخرى‪ -‬أن البلدان المصدرة للنفط تميل إلى النمو بصورة أبطأ مقارنة‬
‫بالبلدان الفقيرة للموارد‪ ،‬بينما تم اقتراح عدة قنوات لتفسير وشرح هذه األطروحة‪ .2‬ويرى عديد االقتصادين في‬
‫هذا الصدد أن دورية اإلنفاق الحكومي –التي تتجلى في االستجابات المالية التوسعية واالنكماشية المرافقة‬
‫للتقلبات في العائدات النفطية‪ -‬العامل الرئيسي للسياسة االقتصادية‪ ،‬الذي أسهم في األداء االقتصادي‬
‫المخيب لآلمال في العديد من البلدان المنتجة للنفط‪3‬؛ وضمنهم يشير ‪ ،)1998( Gelb‬أن أهم توصية تخرج‬
‫بها دراسته التي خصت المكاسب النفطية غير المتوقعة‪ ،‬تقضي بأنه ينبغي أن يتم تعديل مستويات اإلنفاق‬
‫استجابة لالرتفاع الحاد في العائدات النفطية بحذر أكبر بكثير مما هو عليه الحال في الواقع‪.4‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪ ،‬في هذا الصدد‪- World Bank. (1993), "Venezuela- Oil and Exchange Rates: Historical Experience and Policy :‬‬
‫‪Options", World Bank Report No. 10481-VE, Washington.; - Servén. L., and A. Solimano eds., (1993), "Striving for‬‬
‫‪Growth after Adjustment: The Role of Capital Formation", World Bank, Washington.‬‬
‫‪ 2‬تضمنت هذه القنوات‪ :‬تأجيل اإلصالحات المعززة للنمو )‪ ،(Growth-Enhancing‬المكلفة والشاقة سياسيا‪ ،‬والذي تيسره وفرة الموارد )‪Auty‬‬
‫‪(2001b‬؛ المرض الهولندي (‪ Sachs ،1988 Gelb‬و‪) 1995 Warner‬؛ اآلثار الضارة للمنافسة على ريع الموارد الطبيعية‪ ،‬والتي تلحق بالقطاع العام‬
‫(‪ Tornell‬و‪ Leite ،1999 Lane‬و‪)2002 Weidmann‬؛ إضافة إلى القضايا المتعلقة بجودة المؤسسات في البلدان الغنية بالموارد الطبيعية‬
‫(‪ Dalmazzo‬و‪.)2001 De Blasio‬‬
‫‪ 3‬في هذا السياق‪ ،‬أنظر على سبيل المثال‪- Auty. R.M., and A.H. Gelb. (2001), "Political Economy of Resource-Abundant :‬‬
‫‪States", in: Auty. R.M. (ed.) (2001b), “Resource Abundance and Economic Development”, Oxford University Press,‬‬
‫‪New York, PP. 126-144.; - Bjerkholt. O. (2002), "Fiscal Rule Suggestions for Economies with Non-renewable‬‬
‫‪Resources", Paper Presented at the IMF/World Bank Conference on “Rules-based Fiscal Policy in Emerging‬‬
‫‪Market Economies”, Oaxaca, Mexico, 14-16 February 2002.‬‬
‫‪- Gelb. A.H. (1988), "Oil Windfalls: Blessing or Curse?", Oxford University Press, New York.‬‬ ‫‪ 4‬أنظر‪:‬‬

‫‪135‬‬
‫السياسة المالية بين النظرية والتطبيق وخصوصية االقتصاديات النفطية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫إضافة إلى كونها أداة هامة من أدوات السياسة االقتصادية الكلية‪ ،‬تعد السياسة المالية من أهم أدوات‬
‫التخطيط االقتصادي الحديث‪ ،‬التي تعكس تطلعات وأهداف المجتمع الذي تعمل فيه للوصول إلى مستويات‬
‫تشغيل عالية‪ ،‬درجة معقولة من االستقرار في مستوى األسعار‪ ،‬ومعدل نمو اقتصادي مالئم؛ بينما يتوسع‬
‫ويتقلص الدور المنوط بهذه السياسة ضمن السياسة االقتصادية الكلية تبعا لطبيعة النظام االقتصادي القائم‪.‬‬

‫تناولنا في هذا الفصل مختلف الجوانب المتعلقة بالسياسة المالية‪ ،‬مع التركيز على تحليل الخصائص‬
‫المميزة لها في البلدان المنتجة للنفط‪ .‬حيث قمنا في المبحث األول بعرض المبادئ النظرية واألسس الفكرية‬
‫للسياسة المالية‪ ،‬ضمن مقاربة اقتصادية بين األهداف واألدوات‪ ،‬قبل التعرض إلى تطور دور وأهمية هذه‬
‫السياسة وفق المقاربات االقتصادية الكلية المختلفة‪ .‬كل ذلك قبل الخوض في حيثيات اإلطار النظري‬
‫والحقائق التجريبية ذات الصلة بواقع اآلثار االقتصادية للكلية السياسة المالية‪ ،‬ضمن المبحث الثاني‪ .‬لنعمد‬
‫بعدها –من خالل المبحث الثالث‪ -‬إلى دراسة خصائص السياسة المالية في البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬وتحليل‬
‫األدوار المنوطة بها والتحديات التي تواجهها في ظل تبعية اقتصاديات هذه البلدان للعائدات النفطية المتقلبة‪.‬‬

‫ومن أهم ما اتضح من خالل فقرات هذا الفصل‪ ،‬فيما يتعلق بالسياسة المالية في البلدان المصدرة للنفط‪،‬‬
‫أنه بالنسبة لهذه لبلدان‪ ،‬من شأن االعتماد الواسع على اإليرادات والعائدات النفطية أن يجعل من اإلدارة‬
‫المالية في المدى القصير‪ ،‬التخطيط الموازني‪ ،‬وكذا االستخدام الفعال للموارد العامة أم ار في غاية الصعوبة‪،‬‬
‫إذ تنشأ التحديات غالبا من الطبيعة المتقلبة ألسعار النفط‪ ،‬وعدم إمكانية التنبؤ بمستوياتها‪ .‬لذا يستحسن ‪-‬في‬
‫حالة البلدان النفطية‪ -‬أن تلعب السياسة المالية دور األداة الرئيسية للتثبيت االقتصادي‪ ،‬بتخفيف أثر‬
‫العائدات النفطية المؤقتة والمتقلبة على اإلنفاق العام‪ ،‬في بيئة يسودها الكثير من الشك وعدم اليقين‪ ،‬إضافة‬
‫إلى ضرورة عملها على تعزيز العدالة في توزيع المداخيل‪ ،‬من خالل اإلنفاق على الصحة والتعليم والرعاية‬
‫االجتماعية‪ ،‬وخلق فرص العمل في القطاع العام؛ كما أنه من الضروري أن تشمل هذه االستراتيجية أيضا‬
‫توسيع البنية التحتية وتطويرها وانشاء مرافق إنتاجية ال يملك القطاع الخاص القدرة وال االستعداد إلنجازها‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ،‬يبقى أن البلدان المنتجة للنفط نفسها غير متجانسة‪ ،‬إذ هناك تباين واسع فيما بينها في مختلف‬
‫المجاالت‪ ،‬على غرار األهمية النسبية للنفط في االقتصاد‪ ،‬حجم االحتياطات النفطية‪ ،‬درجة نضج الصناعة‬
‫النفطية‪ ،‬نظام الملكية‪ ،‬وهيكل الضرائب في قطاع النفط‪ ،‬إضافة إلى درجة تطور االقتصاد غير النفطي‪،‬‬
‫وكذلك الوضع المالي للحكومة‪ .‬وكل ذلك من شأنه أن يؤثر على ق اررات السياسة المالية في هذه البلدان‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫أثر أسعار النفط‬
‫والسياسة المالية على‬
‫أداء االقتصاد‬
‫الجزائري‪ :‬اإلطار‬
‫التحليلي التطبيقي‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫مثلما هو عليه الحال بالنسبة لجل البلدان الغنية بالموارد الطبيعية (والنفطية خاصة)‪ ،‬يعد القطاع النفطي‬
‫(قطاع المحروقات) بمثابة المحرك األساسي لتوجهات ودواليب االقتصاد الكلي الجزائري؛ وذلك أنه ظل على‬
‫مدى أكثر من خمسة عقود زمنية مهيمنا على النشاط االقتصادي الكلي‪ ،‬في ظل الضعف الفادح المسجل‬
‫في إنتاج القطاعات األخرى غير النفطية‪ .‬حيث تبوء قطاع النفط المكانة الموصوفة‪ ،‬بإنتاجه ألكثر من ثلثي‬
‫الثروة الوطنية‪ ،‬بينما فاقت نسبة مساهمته في إجمالي الصادرات حدود الـ )‪ ،(98%‬وفي اإليرادات العامة‬
‫للدولة ما يزيد عن الـ )‪ ،(75%‬في حين تجاوزت نسبة مساهمته في الناتج الداخلي الخام حد الـ )‪.(45%‬‬

‫ومصدر مهما‬
‫ًا‬ ‫فضال عن ذلك‪ ،‬يعد قطاع النفط المصدر األهم لالحتياطات الوطنية من النقد األجنبي‪،‬‬
‫للدخل واالدخار الوطني‪ ،‬ومحددا حاسما لالستثمار العمومي‪ ،‬بتوفيره لعائدات وفوائض مالية لطالما أعتبرت‬
‫ضرورية ومحددة لمسار وطبيعة السياسات االقتصادية التنموية المنتهجة (خاصة السياسات المالية)‪ ،‬والتي‬
‫بقيت رهينة حركة أسعار النفط في السوق العالمية‪ .‬فقد ارتبطت جل البرامج التنموية التي أقرتها مختلف‬
‫السياسات المالية للحكومة‪ ،‬بالرؤية اإليجابية لسوق النفط العالمية من عدمها‪ ،‬وقد ترتب عن هذا االعتماد‬
‫آثار على األداء االقتصادي الكلي جعلته مرهونا بتقلبات‬
‫الواسع لالقتصاد الجزائري على الموارد النفطية‪ ،‬ا‬
‫أسعار النفط‪ ،‬التي كان لها انعكاسات مقابلة لقيمة الصادرات واإليرادات العامة‪ ،‬ومدى توفر النقد األجنبي‪.‬‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬يأتي هذا الفصل في شكل دراسة تحليلية‪ ،‬وتحليل تطبيقي‪-‬تجريبي‪ ،‬نعمد من خالله‬
‫إلى تحديد مدى مساهمة صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية‪ ،‬في تفسير وتحديد اتجاهات تطور‬
‫األداء االقتصادي الكلي في الجزائر خالل الفترة (‪ .)2014-1970‬وذلك من خالل عرض وتحليل واقع ومسار‬
‫السياسة المالية ومؤشرات األداء االقتصادي الكلي في الجزائر (الناتج واألسعار)‪ ،‬في ظل الحركة الدائمة‬
‫والتقلب المستمر ألسعار النفط في األسواق العالمية‪ ،‬ضمن المبحث األول‪ .‬قبل أن نقوم –ضمن المبحثين‬
‫الثاني والثالث‪ -‬بتقديم معالجة كمية وتحليل اقتصادي قياسي آلثار صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة‬
‫المالية على توجهات األداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ ،‬عن طريق التطبيق المباشر ألدوات وتقنيات‬
‫القياس والتحليل الكمي المناسبة‪ ،‬من بين مختلف األدوات التي تقدمها مقاربة النمذجة غير الهيكلية (‪Non-‬‬

‫‪ ،(Structural Modeling‬على بيانات االقتصاد الجزائري‪ ،‬إذ تملك أدوات مقاربة النمذجة المذكورة القدرة على‬
‫تقديم الوصف الشامل والدقيق للهيكل الديناميكي الحقيقي للنظام االقتصادي المدروس‪ ،‬بتجنبها لوضع قيود‬
‫التمييز المعبرة عن مختلف النظريات االقتصادية‪ ،‬فاسحة المجال للمعطيات والبيانات للتعبير عن الواقع‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث‪ :01‬واقع السياسة المالية ومؤشرات أداء االقتصاد الجزائري وحركة أسعار النفط‪ :‬قراءة تحليلية‪.‬‬

‫تتمتع الجزائر بإمكانيات ضخمة من الموارد الطبيعية‪ ،‬وخاصة منها الموارد النفطية التي شكلت والزالت‬
‫عنصر هاما في إثراء االقتصاد الجزائري ودعم قوته‪ .1‬غير أن تسيير هذه الموارد خارج قطاع النفط‬
‫ا‬ ‫تشكل‬
‫(المحروقات) قد أضعف بالنظر إلى نقص الحوافز التشجيعية لتنمية إنتاج السلع خارج هذا القطاع‪ ،‬وهو ما‬
‫وكان له األثر الواضح والجلي على سير وأداء السياسة االقتصادية (خاصة السياسة المالية والهيكل‬
‫الضريبي)‪ ،‬نتيجة كبح عملية خلق وتنمية موارد دخل بديلة‪ ،‬وتبعية اإليرادات العامة لحركات وتقلبات أسعار‬
‫النفط‪ ،‬التي لطالما أدت إلى تطورات وتغيرات مقابلة في اإليرادات المتأتية من صادرات المحروقات‪ ،‬والتي‬
‫اقتصادا نفطيا‬
‫ً‬ ‫ساهمت منذ االستقالل في تحديد استراتيجيات التنمية وتمويلها‪ .‬بذلك بقي االقتصاد الجزائري‬
‫بالدرجة األولى‪ ،‬يخضع بشكل تام للتقلبات في أسعار النفط‪ ،‬التي كان لها انعكاسات واضحة على أداء‬
‫وسلوك متغيرات األداء االقتصادي الكلي‪ .‬إذ تنتقل التقلبات في أسعار النفط إلى المتغيرات االقتصادية الكلية‬
‫عبر العديد من القنوات‪ ،‬بينما تعد السياسة المالية للدولة أهم هذه القنوات على اإلطالق‪ ،‬باعتبار أن االرتباط‬
‫بين المتغيرات الموازنية والعائدات النفطية‪ ،‬يجعل تقلبات أسعار النفط تؤثر بشكل مباشر على إدارة وتسيير‬
‫اإلنفاق العام‪ ،‬ومن ثم على األداء االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫‪ .1‬مسار السياسة المالية في االقتصاد الجزائري في ظل حركة أسعار النفط خالل الفترة (‪:)2014-1970‬‬

‫بمجرد إلقاء نظرة تاريخية بسيطة على مسيرة وأوضاع االقتصاد الجزائري‪ ،‬وعلى السياسة االقتصادية‬
‫‪-‬على وجه الخصوص‪ -‬في هذا االقتصاد‪ ،‬يتضح بجالء أن كل ما يتعلق بالسير الحسن للسياسة المالية‪،‬‬
‫واستقرار معدالت الدين العام‪ ،‬وكذا العجز الموازني‪ ،‬كان دائما مرهون إلى حد بعيد بمدى وفرة اإليرادات‬
‫العامة‪ ،‬التي تعتمد بشكل أساسي على اإليرادات النفطية (أو الجباية البترولية)‪ ،‬إذ لطالما كان للصدمات في‬
‫أسعار النفط آثا ار مباشرة على السياسة المالية‪ ،‬ومن ثم على االقتصاد الكلي‪ .‬وبالتالي بقي تماسك السياسة‬
‫المالية‪ ،‬والقدرة على تحمل العجز الموازني‪ ،‬مرهون بتقلبات أسعار النفط في األسواق العالمية؛ األمر الذي‬
‫أضفى ميزة الضعف النسبي على السياسة المالية في الجزائر‪ ،‬لبلوغ األهداف االقتصادية الكلية المرجوة‪.‬‬

‫‪ .1.1‬انعكاسات حركة أسعار النفط على مسار سياسة اإليرادات العامة خالل الفترة (‪:)2014-1970‬‬

‫تمثل اإليرادات العامة مجاال مهما للنشاط الحكومي‪ ،‬باعتبارها الوسيلة واألداة المالية التي تحصل عليها‬
‫الحكومة من المصادر المختلفة‪ ،‬وتعتمد عليها لتغطية نفقاتها العامة في إطار السياسة المالية المسطرة‪.‬‬

‫يمكن أن تُدرك أهمية قطاع المحروقات في االقتصاد الجزائري من خالل مالحظة‪ ،‬وقراءة المعطيات الواردة ضمن الجداول (‪ )15-I( ،)13-I‬و(‪-I‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ )20‬من الملحق (‪ )I‬التي توضح مساهمة قطاع المحروقات في كل من الصادرات‪ ،‬اإليرادات العامة‪ ،‬والناتج الداخلي الخام )‪ (GDP‬على التوالي‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وتحصل الحكومة على إيراداتها العامة أساسا من الدخل الوطني في حدود ما تسطره قوانين المالية العامة‪،‬‬
‫اإليردات العامة ارتباطا وثيقا باإليرادات النفطية‬
‫ا‬ ‫أو من مصادر أخرى؛ أما في الجزائر فقد ارتبطت سياسة‬
‫(الجباية البترولية)‪ ،‬التي بلغت نسبة مساهمتها في اإليرادات العامة حدود )‪ ،1(75%‬وذلك رغم المحاوالت‬
‫الرامية إلى تنويع مصادر اإليرادات العامة وزيادة حصيلتها‪ ،‬وخاصة ما يتعلق منها بالجباية العادية‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬تصنيف وتبويب اإليرادات العامة في االقتصاد الجزائري‪:‬‬

‫تعد مصادر اإليرادات العامة متعددة ومتشعبة‪ ،‬إذ هناك إيرادات تحصل عليها الدولة دون مقابل‬
‫كالهبات‪ ،‬وأخرى لها صفة تعاقدية كإيرادات الدولة من أمالكها‪ ،‬بينما هناك منها ما يأخذ صفة اإلجبار على‬
‫غرار الضرائب‪ .‬أما المشرع الجزائري فقد حدد مصادر إيرادات الميزانية العامة للدولة وصنفها ‪-‬حسب‬
‫القانون ‪ 17-84‬المؤرخ في ‪ 07‬يوليو ‪ ،1984‬والمتعلق بقوانين المالية‪ ،‬والسيما المادة ‪ 11‬منه‪ -‬إلى‪:2‬‬
‫‪ ‬اإليرادات ذات الطابع الجبائي وكذا حاصل الغرامات‪.‬‬
‫‪ ‬مداخيل األمالك التابعة للدولة‪.‬‬
‫‪ ‬التكاليف المدفوعة لقاء الخدمات المؤداة واألتاوى‪.‬‬
‫‪ ‬األموال المخصصة للمساهمات والهدايا والهبات‪.‬‬
‫‪ ‬التسديد بالرأسمال للقروض والتسبيقات الممنوحة من طرف الدولة من الميزانية العامة وكذا الفوائد‬
‫المترتبة عنها‪.‬‬
‫‪ ‬مختلف حواصل الميزانية التي ينص القانون على تحصيلها‪.‬‬
‫‪ ‬مداخيل المساهمات المالية للدولة المرخص بها قانونا‪.‬‬
‫‪ ‬الحصة المستحقة للدولة من أرباح مؤسسات القطاع العمومي‪ ،‬المحسوبة والمحصلة وفق الشروط‬
‫المحددة في التشريع المعمول به‪.‬‬

‫يتم تبويب هذه اإليرادات في الميزانية العامة للدولة ضمن جدول يرمز له بالجدول (أ)‪ ،‬يتكون من بابين‬
‫رئيسيين‪ ،‬يتضمنان الموارد (اإليرادات) اإلجبارية والموارد االختيارية‪ ،‬وذلك تحت عنوان اإليرادات النهائية‬
‫المطبقة على ميزانية الدولة‪.3‬‬

‫‪ 1‬أنظر الجدول (‪ )15-I‬من الملحق )‪.(I‬‬


‫‪ 2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون رقم ‪ 17-84‬المؤرخ في ‪ 08‬شوال ‪1404‬هـ الموافق لـ ‪ 07‬يوليو ‪1984‬م‪ ،‬والمتعلق بقوانين المالية‪،‬‬
‫المادة رقم ‪ ،11‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،28‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬يوليو ‪ ،1984‬ص‪.1041 .‬‬
‫‪ 3‬الجدول (‪ )22-I‬من الملحق )‪ (I‬يوضح اإليرادات النهائية المطبقة على الميزانية العامة للدولة لسنة ‪( 2014‬على سبيل المثال)‪ ،‬ضمن ما يسمى‬
‫بالجدول (أ)‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ‪ .‬اإليرادات اإلجبارية (الجبائية)‪:‬‬

‫تتمثل الموارد أو اإليرادات اإلجبارية في االقتطاعات التي تتحصل عليها الدولة على أساس عنصر‬
‫اإلجبار ‪-‬استنادا إلى سيادتها‪ -‬ودون مقابل‪ .‬وتضم المداخيل الجبائية‪ ،‬والغرامات‪ ،‬والحصة المستحقة للدولة‬
‫من أرباح مؤسسات القطاع العمومي‪ .‬وتتضمن هذه اإليرادات ما يلي‪:‬‬

‫اإليرادات ذات الطابع الجبائي (الجبائية)‪:‬‬

‫تتكون هذه اإليرادات من مختلف الضرائب والرسوم‪ ،‬التي نجدها مصنفة في الجدول (أ) كما يلي‪:1‬‬

‫‪ ‬الضرائب المباشرة‪ :‬تتمثل في الضرائب التي تفرض على مختلف أنواع المداخيل‪ ،‬على غرار الضرائب‬
‫على األجور‪ ،‬واألرباح التجارية وغير التجارية‪ ،‬واألرباح الصناعية‪ ،‬وفوائد القروض والضمانات‪ ...،‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬حقوق التسجيل والطابع‪ :‬هي تلك الضرائب التي تخص بعض العقود القانونية‪ ،‬وجميع الوثائق الموجهة‬
‫للعقود المدنية والقضائية‪ ،‬مثل طوابع بطاقات التعريف والوطنية ورخصة السياقة وعقود الزواج‪ ... ،‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬الضرائب على رقم األعمال‪ :‬هي ضرائب غير مباشرة على اإلستهالك‪ ،‬تفرض على مجمل المواد‬
‫اإلستهالكية‪ .‬ولذلك فهي تعد ضرائب غير مباشرة على اإلستهالك‪.‬‬
‫‪ ‬الضرائب غير المباشرة‪ :‬تتضمن الضرائب غير المباشرة على اإلستهالك‪ ،‬غير أنها تخص فقط‬
‫المنتجات غير الخاضعة للضرائب على رقم األعمال‪ ،‬وتفرض على سلع كالذهب‪ ،‬والخمور‪ ... ،‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬الحقوق الجمركية‪ :‬يفرض هذا النوع من الضرائب كل المنتجات والمواد الموجهة لإلستيراد والتصدير‪.‬‬
‫‪ ‬الجباية البترولية‪ :‬تتكون من اقتطاعين‪ ،‬يمثالن في ضريبة على إنتاج البترول السائل والغازي‪ ،‬وضريبة‬
‫مباشرة على األرباح الناتجة عن النشاطات البترولية المتعلقة بالبحث واالستغالل والنقل عبر القنوات‪.‬‬

‫الحصة المستحقة للدولة من أرباح المؤسسات العمومية‪:‬‬

‫تتمثل في تلك النسبة من األرباح الصافية للمؤسسة بعد اقتطاع اشتراكات العمال‪ ،‬وتم تحديد هذه النسبة‬
‫بـ )‪ (50%‬لمؤسسات قطاع الخدمات‪ ،‬و)‪ (15%‬للمؤسسات المنتجة للسلع‪ .‬ولإلشارة فإن هذه الضريبة تخضع‬
‫للقواعد المطبقة في مادة الضرائب على األرباح التجارية والصناعية على غرار التصريح والتحصيل السنوي‪.‬‬

‫الغرامات‪:‬‬

‫تتمثل في العقوبات المالية التي تفرضها الهيئات القانونية (كالمحاكم ومجلس المحاسبة)‪ ،‬و‪/‬أو الهيئات‬
‫اإلدارية (كمفتشية األسعار والجمارك)‪ ،‬على األشخاص المخالفين للنصوص القانونية‪.‬‬

‫‪ 1‬لعمارة جمال‪" ،)2004( .‬منهجية الميزانية العامة للدولة في الجزائر"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص‪.51-49 .‬‬

‫‪141‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ب‪ .‬اإليرادات االختيارية (اإلرادية)‪:‬‬

‫تتمثل في المساهمات واالشتراكات التي يدفعها األشخاص للدولة إراديا دون عنصر اإلجبار‪ ،‬وذلك مقابل‬
‫استفادتهم من خدمة أو سلعة دون غيرهم‪ .‬ونجد منها ما يلي‪:1‬‬

‫مداخيل أمالك الدولة‪:‬‬

‫تتمثل في كل المداخيل التي تحصل عليها الدولة نتيجة تصفيتها لثرواتها الطبيعية و‪/‬أو نتيجة استغاللها‬
‫على أشكال مختلفة (على شكل إجازة‪ ،‬خدمة‪ ،‬أو رخصة)‪ .‬لذلك نميز –في هذا الصدد‪ -‬بين نوعين من‬
‫مداخيل أمالك الدولة‪ ،‬ويتعلق األمر بكل من‪:‬‬

‫‪ ‬مداخيل االستغالل‪ :‬تتمثل في اإليرادات التي تحصل عليها الدولة من جراء منحها لرخص االستغالل‬
‫(عمليات اإليجار‪ ،‬و‪/‬أو الخدمة‪ ،‬و‪/‬أو الرخصة) التي يستفيد منها األشخاص الطبيعيون و‪/‬أو المعنويون‪،‬‬
‫وذلك على غرار مداخيل استغالل المناجم‪ ،‬المحاجر‪ ،‬الغابات‪ ،‬األسواق‪ ،‬حقوق الصيد‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬مداخيل التصفية‪ :‬يتعلق األمر بتلك المداخيل التي تحصل عليها الدولة من جراء قيامها بنقل ملكية‬
‫ثرواتها أو ممتلكاتها (كاألراضي والعقارات والمتاجر‪ ... ،‬إلخ) إلى مالك جديد‪.‬‬

‫التكاليف المدفوعة جراء الخدمات المؤداة واألتاوى‪:‬‬

‫يمتثل هذا النوع من اإليرادات في كل التكاليف المدفوعة مقابل الخدمات المؤداة‪ ،‬واألتاوى والمكافآت‬
‫المقبوضة من طرف الدولة مقابل استعمال خدماتها‪ .‬ويتضمن هذا النوع من اإليرادات المكافآت المحصلة‬
‫من النشاطات الصناعية والتجارية للدولة مقابل ما تؤديه من خدمات‪ ،‬المكافآت المحصلة من النشاطات‬
‫المالية للدولة عند قيامها بنشاطات مصرفية و‪/‬أو تأمينية‪ ،‬والمكافآت المحصلة من النشاطات اإلدارية‪.‬‬

‫األموال المخصصة للمساهمات والهدايا والهبات‪:‬‬

‫يتعلق األمر باألموال التي تحصل عليها الدولة دون مقابل‪ ،‬والتي تتضمن المساهمات المالية غير‬
‫اإلجبارية لألفراد من أجل تمويل نفقة عمومية معينة‪.‬‬

‫‪ .2.1.1‬تحليل تطور هيكل اإليرادات العامة في ظل تقلبات أسعار النفط خالل الفترة (‪:)2014-1970‬‬

‫إن االعتماد المفرط على عائدات الصادرات النفطية (المحروقات) لتمويل اإليرادات العامة للحكومة في‬
‫االقتصاد الجزائري‪ ،‬جعل من التوازنات الموازنية العامة رهينة تقلبات أسعار النفط في األسواق العالمية‪ .‬فمن‬

‫‪ 1‬دراوسي مسعود‪" ،)2006( .‬السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي‪ :‬حالة الجزائر (‪ ،")2004-1990‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.364-363 .‬‬

‫‪142‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالل الشكل (‪ )1.3‬أدناه‪ ،‬والجدول (‪ )15-I‬والجدول (‪ )16-I‬من الملحق )‪ ،(I‬يبدوا أن اإليرادات العامة في‬
‫الجزائر تتغير بشكل دوري ومتزامن مع حركة أسعار النفط‪ ،‬بالنظر إلى االرتباط الوثيق لإليرادات النفطية‬
‫–التي تمثل الحصة األهم ضمن إجمالي اإليرادات العامة‪ -‬بحركة هذه األسعار‪ ،‬إذ تبدي المتغيرات المذكورة‬
‫تطو ار مشتركا خالل الفترة المعنية بالدراسة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)1.3‬تطور اإليرادات العامة واإليرادات النفطية في الجزائر مع حركة السعر اإلسمي للنفط الخام‬
‫خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬
‫‪8,000,000‬‬

‫‪6,000,000‬‬

‫‪4,000,000‬‬
‫‪120‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪2,000,000‬‬

‫‪80‬‬
‫‪0‬‬
‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1970‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2010‬‬

‫)‪TOTAL REVENUES (Million DZD‬‬


‫)‪OIL REVENUES (Million DZD‬‬
‫)‪OIL PRICE ($PB‬‬

‫المصدر‪ :‬تم إعداد الشكل باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )15-I‬والجدول (‪ )19-I‬من الملحق (‪.)I‬‬

‫النظرة السابقة يمكن أن تتأكد بشكل جازم من خالل تحليل تطور اإليرادات العامة‪ ،‬وكذا تحليل مساهمة‬
‫اإليرادات النفطية (الجباية البترولية) في تمويل هذه األخيرة خالل الفترة محل الدراسة‪ .‬وتماشيا مع التطورات‬
‫الجوهرية التي شهدها االقتصاد الجزائري‪ ،‬سيتم تحليل تطور اإليرادات العامة في الجزائر وفق الفترات التالية‪.‬‬

‫أ‪ .‬تحليل تطور هيكل اإليرادات العامة خالل فترة التخطيط (‪:)1989-1970‬‬

‫الملفت للنظر –من خالل مشاهدة المعطيات التي يعرضها الجدول (‪ )15-I‬من الملحق (‪ -)I‬خالل الفترة‬
‫الممتدة بين بداية عقد سبعينات القرن الماضي ومنتصف عقد الثمانينات‪ ،‬هو االعتماد المتنامي لسياسة‬
‫اإليرادات العامة في الجزائر على اإليرادات النفطية (أو الجباية البترولية)‪ ،‬التي انتقلت نسبة مساهمتها في‬
‫إجمالي اإليرادات العامة من )‪ (21,4%‬سنة ‪ ،1970‬إلى ما يقارب الـ )‪ (50%‬بحلول العام ‪ ،1985‬مع تجاوزها‬
‫حد الـ )‪ (55%‬سنوات ‪ 1974‬و‪ ،1979‬وتسجيلها لنسب تفوق )‪ (60%‬سنوات ‪ 1980‬و‪ .1981‬إذ يعزى هذا‬

‫‪143‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التطور الملحوظ لدور اإليرادات النفطية بشكل أساسي إلى االنتعاش غير المسبوق‪ ،‬واالرتفاع المطرد الذي‬
‫شهدته أسعار النفط خالل الفترة المعنية‪.1‬‬

‫في ذات الصدد‪ ،‬بالموازاة مع تزايد نسبة مساهمة اإليرادات النفطية ضمن إجمالي اإليرادات العامة خالل‬
‫الفترة المذكورة ‪-‬وبالرغم من تسجيل متوسط نسبة مساهمتها في مجموع اإليرادات قيمة عالية نسبيا‪ -‬سجلت‬
‫الجباية العادية تراجعا ملحوظا‪ ،‬بانتقال مساهمتها في إجمالي اإليرادات من )‪ ،(65,11%‬كنسبة مسجلة خالل‬
‫العام ‪ ،1970‬إلى ما يقارب الـ )‪ (45%‬من هذا المجموع عند العام ‪ ،1985‬مع بلوغها أدنى مستوياتها واقترابها‬
‫من حاجز الـ )‪ (30%‬سنوات ‪ .1981 ،1980 ،1974‬وذلك في ظل االحتفاظ بنفس الهيكل الضريبي‬
‫المتمخض عن اإلجراءات المالية المتخذة غداة االستقالل‪ ،‬مع الرفع النسبي لمعدالت الضرائب المطبقة‬
‫(وخاصة الضريبة اإلجمالية الوحيدة على اإلنتاج )‪ ،)(TUGP‬وتعديل سلم حساب قيمة الضريبة المفروضة‬
‫على الرواتب واألجور )‪ ،(ITS‬إضافة إلى تعديل الضريبة على األرباح الصناعية والتجارية )‪.2(BIC‬‬

‫التطورات الموصوفة في كل من اإليرادات النفطية وكذا العادية انعكست دون شك على إجمالي اإليرادات‬
‫العامة‪ ،‬التي شهدت ارتفاعات مطردة ومستمرة خالل الفترة المعنية (مع تراجع مسجل عام ‪ ،)1982‬إذ انتقلت‬
‫قيمتها من ‪ 6306‬مليون دج سنة ‪ ،1970‬إلى ‪ 105850‬مليون دج سنة ‪ ،1985‬لتحقق بذلك معدل نمو سنوي‬
‫متوسط يقارب الـ )‪(23%‬؛ كما انتقلت نسبة مساهمتها نسبتها من إجمالي الناتج الداخلي الخام من )‪(26,19%‬‬

‫إلى )‪ (36,30%‬خالل نفس الفترة‪ ،‬مع تجاوزها حاجز )‪ (40%‬خالل سنوات ‪ .1981 ،1975 ،1974‬أما عقب‬
‫التدهور واالنهيار الذي شهدته أسعار النفط مع حلول العام ‪ ،1986‬وما صاحبه من تراجع كبير في اإليرادات‬
‫النفطية التي تدهورت نسبة مساهمتها في إجمالي اإليرادات العامة إلى )‪ (22%‬خالل العام ‪ ،1987‬فقد سجلت‬
‫نسبة اإليرادات العامة إلى الناتج الداخلي الخام تراجعا مستم ار خالل الفترة (‪ ،)1987-1985‬أين بلغت مقدار‬
‫)‪ (29,73%‬عند نهاية هذه الفترة‪ ،‬قبل أن تسجل ارتفاعا إلى حدود )‪ (37,74%‬خالل العام ‪ ،1988‬ثم تعاود‬
‫التراجع إلى حدود )‪ (27,58%‬كنسبة مسجلة عند العام ‪.31989‬‬

‫ب‪ .‬تحليل تطور هيكل اإليرادات العامة خالل فترة اإلصالحات (‪:)1999-1990‬‬

‫مباشرة مع نهاية عقد الثمانينات وبداية التسعينات‪ ،‬شرعت الجزائر في تبني حزمة من اإلصالحات‬
‫االقتصادية الرامية إلى معالجة الوضع االقتصادي المتردي والمعقد‪ ،‬وتغيير نمط تسيير االقتصاد‪ ،‬وكذا‬

‫‪ 1‬أنظر الجدول (‪ )19-I‬من الملحق )‪ . (I‬والتحليل المقدم لتطورات أسعار النفط ضمن الفصل األول من هذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ 2‬شيبي عبد الرحيم‪" ،) 2013( .‬األثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية والقدرة على استدامة تحمل العجز الموازني والدين العام‪ :‬حالة الجزائر"‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.225 .‬‬
‫‪ 3‬تفاصيل أدق وأوفر ضمن الجداول (‪ ،)15-I( ،)14-I‬و(‪ ،)16-I‬من الملحق )‪.(I‬‬

‫‪144‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التخفيف من تبعية السياسة المالية (والسياسة االقتصادية بشكل عام) لإليرادات النفطية‪ .‬وذلك بعد أن كان‬
‫للصدمة النفطية العكسية التي شهدها العام ‪ 1986‬الوقع الكبير على االقتصاد الجزائري؛ إذ سرعان ما ظهرت‬
‫بوادر االنهيار في النظام االقتصادي القائم مباشرة بعد الصدمة‪ ،‬لتكشف هذه األخيرة عن هشاشة نظام‬
‫التراكم في القطاع الصناعي العمومي‪ ،‬وتظهر الضعف الذي يكتنف النظام االقتصادي فيما يتعلق بمصادر‬
‫الموارد المالية الموجهة لتمويل االقتصاد بشكل خاص‪.‬‬

‫في إطار مجموعة اإلصالحات المتبناة‪ ،‬وبعد أن كانت الجزائر تعتمد نظاما ضريبيا قائما على أساس‬
‫تدابير طبقت في ظل اقتصاد مخطط مركزيا‪ ،‬يسوده التعقيد وتشوبه التشوهات‪ ،‬تم تبني قانون اإلصالح‬
‫الجبائي بداية من العام ‪ ،1992‬إلزالة المشاكل التي كان يعاني منها النظام السابق‪ ،‬وتكوين نظام ضريبي‬
‫أكثر مالئمة مع متطلبات واقع اقتصاد السوق‪ ،‬مع تقليل تدخل الدولة في االقتصاد وفسح المجال للمبادرة‬
‫الخاصة‪ .‬إال إن الهدف األساسي لهذا اإلصالح‪ ،‬والمتعلق بسياسة اإليرادات العامة‪ ،‬تمثل في تقليص تبعية‬
‫هذه األخيرة للمعطيات النفطية (خاصة منها أسعار النفط)‪ ،‬وذلك من خالل السعي إلى إحالل الجباية العادية‬
‫محل الجباية البترولية‪ ،‬نظ ار لعدم استقرار هذه األخيرة وخضوعها لمتغيرات كثيرة‪ ،‬تعد في الواقع خارج سيطرة‬
‫السلطات الحكومية‪ .‬وهي العملية التي ما كانت لتكون ممكنة إال عن طريق محاولة إنعاش اإليرادات خارج‬
‫قطاع المحروقات‪ ،‬في ظل كون إيرادات القطاع األخير بمثابة المورد األساسي للميزانية العامة للدولة‪.1‬‬

‫في ذات الصدد‪ ،‬أجمعت أغلب الدراسات التي تناولت النظام الجبائي الجزائري بعد اإلصالح على أن‬
‫هذا األخير وفق إلى حد ما في تطوير مردوديته المالية‪ ،‬لكن دون بلوغ الهدف االستراتيجي المتمثل في‬
‫إحالل الجباية العادية محل الجباية البترولية‪ ،‬ذلك فضال عن ضعف مردوديته االقتصادية واالجتماعية‪ .‬وهي‬
‫النظرة ذاتها التي تؤكدها األرقام‪ ،‬فمن جهة ما فتئت مكانة الجباية البترولية تتعزز وتتدعم‪ ،‬إذ انتقلت نسبة‬
‫مساهمتها في إجمالي اإليرادات العامة من )‪ (39,08%‬سنة ‪ ،1989‬إلى ما يقارب )‪ (59%‬كنسبة مسجلة عام‬
‫‪ ،1999‬مع اقترابها من عتبة الـ )‪ (65%‬عام ‪ ،21991‬وتجاوزها حاجز الـ )‪ (60%‬سنوات ‪1997 ،1996 ،1992‬‬

‫نتيجة انتعاش أسعار النفط‪ ،‬وهبوطها تحت عتبة الـ )‪ (50%‬سنوات ‪ ،1998 ،1994‬نتيجة تدهور أسعار‬

‫‪ -1‬نظرا للظروف االقتصادية الصعبة التي سادت في أعقاب الصدمة النفطية العكسية للعام ‪ ،1986‬تم إنشاء لجنة وطنية إلصالح النظام الضريبي بداية‬
‫من العام ‪ ،1987‬والتي انهت أشغالها عام ‪ ،1990‬مقدمة اقتراحاتها ضمن تقرير يتضمن معالم اإلصالح الضريبي الجديد‪ ،‬والذي ُشرع في تطبيقه بداية‬
‫من العام ‪ .1992‬تفاصيل أوفر حول اإلطار العام لإلصالح الجبائي المتبنى‪ ،‬وكذا العناصر األساسية المعتمدة في بنيته‪ ،‬ضمن‪ - :‬قدي عبد المجيد‪.‬‬
‫(‪" ،)2002‬النظام الجبائي وتحديات األلفية الثالثة"‪ ،‬مداخلة مقدمة في إطار فعاليات الملتقى الوطني األول حول االقتصاد الجزائري في األلفية الثالثة‪،‬‬
‫جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة ‪ ،‬الجزائر‪ 22-21 ،‬ماي‪.‬؛ ‪ -‬ناصر مراد‪" ،)2004( .‬اإلصالح الضريبي في الجزائر للفترة (‪ ،")2003-1992‬منشورات‬
‫البغدادي‪ ،‬الجزائر‪.‬؛ ‪ -‬بطاهر علي‪" ،)2004( .‬سياسات التحرير واإلصالح االقتصادي في الجزائر"‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية والعلوم اإلجتماعية ‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬العدد األول‪ ،‬ص ص‪.212-179 .‬؛ ‪ -‬شيبي عبد الرحيم‪ ،)2013( .‬ص ص‪.227-226 .‬‬
‫‪ 2‬كان ذلك –باإلضافة إلى االرتفاع الحاصل في أسعار النفط بسبب تبعات حرب الخليج‪ -‬نتيجة خفض قيمة الدينار الجزائري‪ .‬أنظر‪ - :‬المجلس الوطني‬
‫االقتصادي واالجتماعي‪" ،)1997( .‬مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي لسنة ‪ ،1997‬السداسي الثاني"‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.30-29 .‬‬

‫‪145‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫النفط‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬االرتفاع في نسبة مساهمة الجباية البترولية في إجمالي اإليرادات‪ ،‬كان متزامنا مع‬
‫تراجع مساهمة الجباية العادية‪ .‬فبالرغم من أن قيمة هذه األخيرة عرفت تطو ار جليا بانتقالها من ‪ 64500‬مليون‬
‫دج سنة ‪ ،1989‬إلى ‪ 329828‬مليون دج سنة ‪ ،1998‬إال أن نسبة مساهمتها في إجمالي اإليرادات العامة‬
‫شهدت نوعا من التراجع (إذا ما قارناها ‪-‬على األقل‪ -‬بفترة ما بعد األزمة (‪ ،))1990-1987‬إذ لم تتجاوز حد‬
‫الـ )‪ (40%‬على طول الفترة (‪ ،)1999-1991‬باستثناء العام ‪ 1998‬أين بلغت ما يقارب الـ )‪ ،(43%‬نتيجة‬
‫تدهور نسبة مساهمة الجباية البترولية‪ ،‬كانعكاس لالنخفاض الحاصل في أسعار النفط خالل السنة المعنية‪.1‬‬

‫بناء على التحليل أعاله‪ ،‬يمكن القول أن اإلصالح الجبائي المتبنى كان قليل الفعالية‪ ،‬ونتائجه كانت جد‬
‫متواضعة في تعزيز مكانة الجباية العادية ‪-‬والضرائب المباشرة على وجه الخصوص‪ -‬ضمن اإليرادات‬
‫العامة؛ وذلك نظ ار العتماد النظام الضريبي الجزائري أساسا على الضرائب غير المباشرة‪ ،‬لما يتميز به هذا‬
‫النوع من الضرائب من سهولة في التحصيل‪ .2‬كما لم تتمكن الحكومة تحقيق األهداف المسطرة ضمن برنامج‬
‫اإلصالح خالل الفترة المعنية‪ ،‬وبقيت الجباية البترولية المصدر األساسي لإليرادات العامة‪ ،‬بسبب الضعف‬
‫المسجل في الجباية العادية‪ ،‬والذي يعود إلى حل بعض المؤسسات جراء التزام الدولة تجاه المؤسسات الدولية‬
‫بهذا اإلجراء‪ ،‬وكذا كثرة اإلعفاءات والتخفيضات الرامية لتشجيع اإلستثمار‪ ،‬إضافة إلى التوجه الكبير نحو‬
‫التهرب الضريبي‪ ،‬الناجم عن الحجم الكبير للقطاع الموازي‪ ،‬مع ضعف تأهيل اإلدارة الضريبية‪.3‬‬

‫ج‪ .‬تحليل تطور هيكل اإليرادات العامة خالل فترة انتعاش أسعار النفط (‪:)2014-2000‬‬

‫بعد فشل وعدم فعالية اإلصالحات الجبائية المنتهجة خالل فترة التسعينات في تعديل هيكل اإليرادات‬
‫العامة‪ ،‬بقيت اإليرادات النفطية تمثل المصدر الرئيسي واألهم إلي اردات الميزانية العامة في الجزائر‪ .‬لكن مع‬
‫ذلك واصلت الحكومة الجزائرية سعيها إلى تعزيز اإليرادات خارج المحروقات‪ ،‬باعتبار ما يميز القطاع‬
‫األخير من عدم استقرار‪ ،‬وما يكتنفه من الشك والاليقين‪ .‬فمباشرة مع اتضاح الرؤية اإليجابية لسوق النفط‬
‫العالمية وانتعاش أسعار النفط مع حلول الثالثي األخير من العام ‪ ،1999‬جاء قانون المالية التكميلي المؤرخ‬
‫في ‪ 27‬جوان ‪ ،2000‬ليسفر عن إنشاء حساب جديد ينتمي إلى الحسابات الخاصة بالخزينة‪ ،‬تحت مسمى‬

‫‪ 1‬تفاصيل أدق ضمن الجدول (‪ )16-I‬والجدول (‪ )19-I‬من الملحق )‪.(I‬‬


‫‪ 2‬بتفحصنا لهيكل الجباية العادية‪ ،‬سنجد أن الضرائب غير المباشرة –خالفا لما كان يهدف إليه اإلصالح الضريبي‪ -‬قد نالت حصة األسد‪ ،‬إذ انتقلت من‬
‫)‪ (2,8%‬من إجمالي اإليرادات للعام ‪ ،1992‬إلى )‪ (16,9%‬سنة ‪ ،1993‬لتبلغ حدها األقصى المقدر بـ )‪ (20%‬خالل العام ‪ .1998‬تفاصيل أدق‪ ،‬ضمن‪:‬‬
‫‪ -‬شيبي‪ .‬ع‪ ،.‬م‪ .‬بن بوزيان‪ ،.‬و س‪ .‬شكوري‪" ،)2010( .‬اآلثار االقتصادية الكلية لصدمات السياسة المالية بالجزائر‪ :‬دراسة تطبيقية"‪ ،‬منتدى البحوث‬
‫االقتصادية‪-‬مصر‪ ،‬ورقة عمل رقم‪ ،536 .‬أوت‪ .‬ص‪.04 .‬‬
‫‪ -‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪" ،)1998( .‬مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي لسنة ‪ ،1998‬السداسي الثاني"‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ص ص‪.71-70 .‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪ :‬قدي عبد المجيد‪ ،)2002( .‬ص‪.73 .‬‬

‫‪146‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫"صندوق ضبط اإليرادات"‪1‬؛ مهمته األساسية امتصاص الفوائض في إيرادات الجباية البترولية التي قد تفوق‬
‫تلك المحددة على أساس السعر المرجعي للبرميل‪ ،‬والمقرر في قانون المالية للسنة المعنية‪ ،‬أو تسوية وسد‬
‫العجز الذي قد يطال الميزانية العامة للدولة‪ .‬وبذلك يكون صندوق ضبط اإليرادات قد أنشئ لغرض تعزيز‬
‫استقرار اإلنفاق العام‪ ،‬ومواجهة دورات السياسة المالية التي تتمحور أساسا حول تذبذب وعدم استقرار‬
‫اإليرادات النفطية‪ ،‬وبالتالي ضمان قابلية استمرار السياسة المالية على المديين المتوسط والبعيد‪.2‬‬

‫عند متابعتنا لتطورات إجمالي إيرادات الميزانية العامة للدولة منذ بداية األلفية الثالثة‪ ،‬نالحظ –كما‬
‫توضحه بيانات الجدول (‪ )15-I‬من الملحق )‪ -(I‬أن بداية األلفية جاءت شاهدة على ارتفاع غير مسبوق في‬
‫إجمالي اإليرادات تحت تأثير ارتفاع اإليرادات النفطية الناتج عن انتعاش أسعار النفط‪ ،‬حيث بلغت قيمة‬
‫اإلجمالي ‪ 1578161‬مليون دج عام ‪ ،2000‬ساهمت ضمنها الجباية البترولية بما يقارب )‪ .(75%‬وبعد تراجع‬
‫عام ‪ ،2001‬بسبب تراجع الجباية البترولية التي انخفضت بمعدل )‪ (18,5%‬مقارنة بالعام ‪ ،2000‬نظير تراجع‬
‫أسعار النفط بداية من سبتمبر ‪( 2001‬رغم تسجيل حجم الصادرات من المحروقات لزيادة تقدر بـ )‪،3)(3%‬‬
‫منحى تصاعديا‪ ،‬وسجلت ارتفاعات قياسية خالل سنوات الفترة (‪ ،)2008-2002‬حيث‬
‫ً‬ ‫سلكت اإليرادات العامة‬
‫انتقلت قيمتها من ‪ 1603188‬مليون دج سنة ‪ 2002‬إلى ‪ 5190500‬مليون دج عند العام ‪ ،2008‬أي بنسبة‬
‫زيادة تقدر بما يقارب )‪ .(224%‬وقد كانت هذه الزيادات في إجمالي اإليرادات مدفوعة أساسا باالرتفاعات‬
‫المطردة في اإليرادات النفطية التي انتقلت بدورها من ‪ 1007900‬مليون دج سنة ‪ ،2002‬إلى ‪ 4088600‬مليون‬
‫دج عند العام ‪ ،2008‬أي بمعدل زيادة يقدر بحوالي )‪ ،(306%‬وذلك بعد الزيادات المتواصلة وغير المسبوقة‬
‫التي شهدتها أسعار النفط في األسواق العالمية‪ ،‬والتي وصلت إلى حدود )‪ (300%‬خالل الفترة المعنية‪.4‬‬

‫في ظل تداعيات أسوء ركود شهده االقتصاد العالمي منذ ثالثينات القرن الماضي‪ ،‬وما رافقه من تراجع‬
‫في أسعار النفط خالل السنة ‪( 2009‬وبشكل خاص خالل الثالثي األول من السنة)‪ ،‬سجلت اإليرادات العامة‬

‫‪ 1‬أنظر‪ :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون ‪ 02-2000‬المؤرخ في ‪ 24‬ربيع األول ‪ 1421‬الموافق لـ ‪ 27‬جوان ‪2000‬م‪ ،‬المتضمن قانون‬
‫المالية التكميلي لسنة ‪ ،2000‬والمتعلق بإنشاء "صندوق ضبط اإليرادات"‪ ،‬المادة ‪ ،10‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،37‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬جوان ‪.2000‬‬
‫‪ - 2‬تم تعديل بعض القواعد واألسس التي أنشئ من خاللها صندوق ضبط اإليرادات‪ ،‬وذلك من خالل قانون المالية لسنة ‪ .2004‬أنظر‪ - :‬الجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون ‪ 22-03‬المؤرخ في ‪ 4‬ذو القعدة ‪ ،1424‬الموافق ‪ 28‬ديسمبر ‪ ،2003‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2004‬المادة‬
‫‪( 66‬المتعلقة بتعديل المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 02/2000‬المؤرخ في ‪ 27‬يونيو ‪ ،2000‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،)2000‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،83‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬ديسمبر ‪ ،2003‬ص ص‪.29-28 .‬‬
‫‪ -‬انتقل مبلغ إيرادات الصندوق كتدفق سنوي (اإلجمالي) من ‪ 453200‬مليون دج سنة ‪ 2000‬إلى ‪ 623500‬مليون دج سنة ‪ ،2004‬وقد بلغت نسب‬
‫إيرادات الصندوق إلى إجمالي اإليرادات العامة خالل سنوات الفترة (‪ )2004-2000‬القيم‪ ،(22,7%) ،(1,7%) ،(8,2%) ،(28,7%) :‬و)‪ (28%‬على‬
‫التوالي‪ ،‬إذ تباينت هذه النسب حسب تباين اإليرادات النفطية‪ ،‬التي تتغير وفق تغيرات أسعار النفط‪ .‬أما المبالغ (الصافية) المتراكمة في الصندوق فقد‬
‫انتقلت من ‪ 232100‬مليون دج سنة ‪ ،2000‬لتصل إلى ‪ 153200‬مليون دج سنة ‪ .2004‬تفاصيل أدق عن المبالغ المتدفقة والمتراكمة في صندوق ضبط‬
‫اإليرادات‪ ،‬موجودة ضمن مختلف التقارير السنوية لبنك الجزائر من ‪ 2004‬إلى ‪.2014‬؛ ‪ -‬أنظر كذلك‪ :‬الجدول )‪ (17-I‬من الملحق )‪.(I‬‬
‫‪ 3‬المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪" ،)2002( .‬مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي لسنة ‪ ،2002‬السداسي الثاني "‪ ،‬ص ‪.65.‬‬
‫‪ 4‬تراوحت نسبة مساهمة الجباية البترولية في إجمالي اإليرادات العامة خالل هذه الفترة ما بين )‪ (63%‬و)‪ (78,77%‬كحد أقصى ُسجل سنة ‪.2008‬‬

‫‪147‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تراجعا كبي ار خالل السنة المعنية مقارنة بالعام ‪ ،2008‬إذ انخفضت إلى حدود ‪ 3676000‬مليون دج‪ ،‬بمعدل‬
‫تراجع قدر بـ )‪(-29,2%‬؛ ويعود ذلك إلى التراجع الكبير الذي ميز اإليرادات النفطية‪ ،‬التي انخفضت إلى‬
‫حدود ‪ 2412700‬مليون دج وبمعدل تراجع قدره )‪ ،(41%‬نتيجة –باإلضافة إلى تراجع أسعار النفط‪ -‬تراجع‬
‫كميات الصادرات النفطية‪ .‬غير أن هذا التراجع في قيمة اإليرادات الكلية سرعان ما تالشى مع عودة أسعار‬
‫النفط –ومعها اإليرادات النفطية‪ -‬إلى االرتفاع خالل الفترة (‪ ،)2012-2010‬إذ بلغت هذه اإليرادات حد‬
‫‪ 6339300‬مليون دج خالل العام ‪( 2012‬محققة معدل نمو قدره )‪ (72,45%‬مقارنة بالعام ‪ ،)2009‬نظير‬
‫ارتفاع اإليرادات النفطية بمعدل )‪ (73,42%‬مقارنة بالعام ‪ ،2009‬حيث بلغت حدود ‪ 4184300‬مليون دج‬
‫خالل العام ‪ .12012‬أما خالل العامين ‪ 2013‬و‪ 2014‬فلم يكن االرتفاع الحاصل في اإليرادات العادية‬
‫–والمقدر بنسبة )‪ (8,91%‬كافيا لتعويض تراجع اإليرادات النفطية –المقدر بنسبة )‪ -(-19%‬بسبب تدهور‬
‫أسعار النفط‪ ،‬لتشهد اإليرادات العامة بذلك تراجعا بنسبة )‪ ،(9,50%‬مسجلة قيمة قدرها ‪ 5738400‬مليون دج‬
‫خالل العام ‪.22014‬‬

‫خالصة التحليل السابق ال تخرج عن نطاق تأكيد هشاشة هيكل وتركيب إيرادات الميزانية العامة في‬
‫الجزائر‪ ،‬وتبعيتها المطلقة لإليرادات النفطية‪ ،‬في ظل الضعف النسبي لإليرادات العادية‪ ،‬التي بالرغم من أنها‬
‫سلكت اتجاها تصاعديا متواصال خالل كل سنوات الفترة (‪ ،)2014-2000‬إال أن حصتها ضمن إجمالي‬
‫اإليرادات العامة بقيت متواضعة نسبيا‪ ،‬إذ لم تتجاوز حاجز الـ )‪ (27%‬خالل الفترة (‪ )2004-2000‬باستثناء‬
‫العام ‪ ،2002‬بينما لم تتعدى النسبة )‪ (21%‬خالل الفترة (‪ ،)2008-2005‬في حين أخذت قيما محصورة بين‬
‫)‪ (26,5%‬و)‪ (36%‬خالل الفترة (‪ ،)2014-2009‬أين بلغت الحد )‪ (36%‬كنسبة قصوى مسجلة في أحسن‬
‫األحوال سنة ‪ ،2014‬بعد انهيار أسعار النفط وتدهور قيمة اإليرادات النفطية‪ .‬وهو ما يؤكد فشل عملية إحالل‬
‫الجباية العادية محل الجباية البترولية‪ ،‬رغم كل اإلجراءات المتخذة والجهود المبذولة منذ اإلصالح الضريبي‬
‫المطبق بداية من العام ‪.1992‬‬

‫‪ - 1‬تم تحقيق هذه المستويات غير المسبوقة من اإليرادات العامة وكذا من اإليرادات النفطية رغم تراجع نمو إنتاج قطاع المحروقات من حيث الحجم‪،‬‬
‫ويعود ذلك لالرتفاعات القياسية التي شهدتها أسعار النفط خالل الفترة المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬تجدر اإلشارة إلى أنه بداية من العام ‪ ، 2000‬تجاوزت اإليرادات النفطية مبلغ الجباية البترولية المدرجة بالميزانية العامة للدولة وفق مختلف قوانين‬
‫المالية (وهي المبالغ التي كانت تُحول إلى صندوق ضبط اإليرادات)‪ ،‬حيث يتم حساب هذه األخيرة على أساس سعر مرجعي لبرميل الخام‪ ،‬والذي حدد‬
‫قبل ‪ 2006‬عند مستوى ‪/$ 19‬للبرميل‪ ،‬قبل أن يرتفع بعد ذلك إلى مستوى ‪/$ 37‬للبرميل (مع اإلشارة إلى أن قانون المالية لسنة ‪ 2000‬أُع ّد على أساس‬
‫سعر ‪/$ 15‬للبرميل‪ ،‬وقانون المالية للعام ‪ 2003‬أعد على أساس سعر مرجعي قدره ‪/$ 22‬للبرميل‪ ،‬في حين أعدت قوانين المالية التكميلية لهتين السنتين‬
‫على أساس سعر ‪/$ 19‬للبرميل )‪ .‬تفاصيل أدق‪ ،‬موجودة ضمن مختلف التقارير السنوية لبنك الجزائر حول "التطور االقتصادي وللنقدي في الجزائر"‬
‫خالل السنوات من ‪ 2000‬إلى غاية ‪.2014‬‬
‫‪ - 2‬في ظل التطورات الموصوفة تراوحت نسبة مساهمة اإليرادات النفطية في إجمالي اإليرادات العامة خالل الفترة (‪ ،)2014-2009‬بين حد أقصى‬
‫قدره )‪ (68,73%‬سجل سنة ‪ ،2011‬وحد أدنى قدره )‪ُ (59%‬سجل سنة ‪.2014‬‬
‫‪ -‬تفاصيل أدق‪ ،‬باألرقام والنسب موجودة ضمن الجداول )‪ (16-I) ،(15-I) ،(14-I‬من الملحق )‪.(I‬‬

‫‪148‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .2.1‬انعكاسات حركة أسعار النفط على توجهات سياسة اإلنفاق العام خالل الفترة (‪:)2014-1970‬‬

‫إشباعا للحاجات العامة‪ ،‬وتحقيقا لتدخلها‬


‫ً‬ ‫تتمثل النفقات العامة في المبالغ المالية التي تصرفها الدولة‬
‫االقتصادي واالجتماعي في إدارة مجتمعها اإلنساني‪ .‬بينما تعتبر سياسة اإلنفاق العام إحدى أدوات السياسة‬
‫المالية التي تقوم السلطات المالية بتنفيذها من خالل الموازنة العامة للدولة‪ ،‬بغية تحقيق األهداف االقتصادية‬
‫واالجتماعية التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها خالل فترة زمنية معينة‪ ،‬إذ تمثل هذه السياسة الصورة التي‬
‫تعكس نشاط الدولة‪ ،‬وأداة تحقيق أهدافها‪ ،‬وتوجيه اقتصادها‪ ،‬وضمان االستقرار االقتصادي‪ .‬ويمكن رد‬
‫عوامل تطور سياسة اإلنفاق العام في الجزائر إلى ثالث محددات متداخلة ومتكاملة‪ ،‬ويتعلق األمر بالمحدد‬
‫االقتصادي المتمثل في حتمية تغيير الهيكل االقتصادي‪ ،‬المحدد االجتماعي المتمثل في ضغط الطلب على‬
‫الخدمات العمومية‪ ،‬والمحدد المالي المتمثل في درجة اليسر المالي الناتج عن ارتفاع عائدات قطاع النفط‪.1‬‬

‫‪ .1.2.1‬تصنيف وتبويب النفقات العامة في االقتصاد الجزائري‪:‬‬

‫تصنف النفقات العامة للدولة وفق التشريع الجزائري إلى صنفين رئيسيين‪ ،‬يتضمنان ٌّ‬
‫كل من نفقات‬
‫التسيير (النفقات الجارية)‪ ،‬ونفقات التجهيز (النفقات اإلستثمارية)‪ ،‬حيث يتضح ذلك بجالء من خالل القانون‬
‫‪ 17-84‬المتعلق بقوانين المالية‪ ،‬وبالتحديد من خالل المادة ‪ 20‬منه‪ ،‬والتي تنص على أنه‪" :‬توضع‬
‫االعتمادات المفتوحة بموجب قانون المالية تحت تصرف الدوائر الو ازرية فيما يتعلق بنفقات التسيير وكذا‬
‫المتصرفين العموميين الذين يتحملون مسؤولية العمليات المخططة فيما يتعلق بنفقات اإلستثمار"‪.2‬‬

‫أ‪ .‬نفقات التسيير (النفقات الجارية)‪:‬‬

‫هي تلك النفقات الجارية الضرورية لتسيير أجهزة المصالح العمومية واإلدارية للدولة؛ وتعد هذه النفقات‬
‫نفقات غير منتجة‪ ،‬بالنظر لكونها تسمح فقط بتسيير نشاطات الدولة بشكل عادي وطبيعي‪ .‬وحسب نص‬
‫المادة ‪ 24‬من القانون ‪ ،17-84‬تنقسم نفقات التسيير إلى أربعة أبواب‪ ،‬تتمثل فيما يلي‪:3‬‬

‫الباب األول‪ :‬أعباء الدين العمومي والنفقات المحسومة من اإليرادات‪:‬‬

‫يتضمن هذا الباب كل االعتمادات الالزمة لتغطية أعباء الدين العمومي‪ ،‬باإلضافة إلى مختلف األعباء‬
‫المحسومة من اإليرادات‪ .‬ويشمل كل من الدين القابل لالستهالك (اقتراض الدولة)‪ ،‬الدين الداخلي و‪/‬أو الدين‬

‫‪ 1‬شيبي‪ .‬ع‪ ،.‬و س‪ .‬بطاهر‪" ،) 2010( .‬فعالية السياسة المالية بالجزائر‪ :‬مقاربة تحليلية وقياسية"‪ ،‬مجلة التنمية والسياسات االقتصادية (المعهد العربي‬
‫للتخطيط ‪ -‬الكويت)‪ ،‬مج‪ ،12 .‬ع‪ ،01 .‬يناير‪ ،‬ص ص‪.59-39 .‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪ :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون رقم ‪ ،17-84‬المادة رقم ‪ ،20‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪( ،28‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.1042 .‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪ :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون رقم ‪ ،17-84‬المادة رقم ‪ ،24‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪( ،28‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.1042 .‬‬
‫‪ -‬أنظر كذلك‪ :‬جمال لعمارة‪ ،)2004( .‬ص ص‪.55-53 .‬‬

‫‪149‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫العام (كفوائد سندات الخزينة)‪ ،‬الدين الخارجي‪ ،‬ضمانات (تقدم من طرف الجماعات والمؤسسات العمومية‬
‫مقابل القروض والتسبيقات)‪ ،‬إضافة إلى نفقات محسومة من اإليرادات (تعويض على منتوجات مختلفة)‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬تخصيصات السلطات العمومية‪:‬‬

‫يشمل هذا الباب نفقات تسيير المؤسسات العمومية السياسية وغيرها‪ ،‬مثل المجلس الشعبي الوطني‪،‬‬
‫مجلس األمة‪ ،‬المجلس الدستوري‪... ،‬الخ‪ .‬وتعد هذه النفقات مشتركة بين كل الو ازرات‪.‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬النفقات الخاصة بوسائل المصالح‪:‬‬

‫يشمل هذا الباب مجموع االعتمادات التي توفر لجميع المصالح وسائل التسيير الخاصة بالموظفين‬
‫والمعدات‪ .‬ويتكون من سبعة أقسام تضم الموظفون ومرتبات العمال‪ ،‬المنح والمعاشات‪ ،‬التكاليف االجتماعية‪،‬‬
‫معدات تسيير المصالح‪ ،‬أشغال الصيانة‪ ،‬إعانات التسيير‪ ،‬إضافة إلى نفقات مختلفة‪.‬‬

‫الباب الرابع‪ :‬التدخالت العمومية‪:‬‬

‫يشمل هذا الباب نفقات التحويل‪ ،‬والتي تقسم بدورها بين مختلف أصناف التحويالت حسب األهداف‬
‫المختلفة لعملياتها‪ ،‬مثل األنشطة الثقافية‪ ،‬االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وعمليات التضامن‪ .‬وينطوي هذا الباب‬
‫على سبعة أقسام تضم التدخالت العمومية واإلدارية (كإعانات للجماعات المحلية)‪ ،‬النشاط الدولي‬
‫(كمساهمات تمنح للهيئات الدولية)‪ ،‬النشاط الثقافي والتربوي (كمنح دراسية)‪ ،‬النشاط االقتصادي (كإعانات‬
‫اقتصادية)‪ ،‬إسهامات اقتصادية (كإعانات للمصالح العمومية واالقتصادية)‪ ،‬النشاط االجتماعي (المساعدات‬
‫والتضامن)‪ ،‬إسهامات اجتماعية (مساهمة الدولة في صناديق المعاشات والقيام بإجراءات لحماية الصحة)‪.‬‬

‫تدون نفقات التسيير في جدول يسمى الجدول (ب)‪ ،‬يلحق بقانون المالية‪ ،‬حيث تجمع النفقات المصنفة‬
‫في البابين األول والثاني –باعتبارها نفقات مشتركة بين كل الو ازرات‪ -‬في ميزانية التكاليف المشتركة أسفل‬
‫الجدول المذكور‪ ،‬في حين تقسم النفقات المصنفة في البابين الثالث والرابع حسب الو ازرات‪ ،‬بعدما يحدد قانون‬
‫زرية‪ ،‬وذلك كما هو موضح في الجدول (‪ )23-I‬من الملحق )‪(I‬‬
‫المالية المبالغ اإلجمالية الموجهة لكل دائرة و ا‬
‫الذي يبين توزيع االعتمادات بعنوان ميزانية التسيير لسنة ‪( 2014‬على سبيل المثال) حسب كل دائرة و ازرية‪.‬‬

‫ب‪ .‬نفقات التجهيز (النفقات اإلستثمارية أو الرأسمالية)‪:‬‬

‫نفقات التجهيز هي تلك النفقات الموجهة لتجهيز القطاعات االقتصادية للدولة بوسائل اإلنتاج‪ ،‬والتي‬
‫تكتسي طابع االستثمار المنتج الذي يتولد عنه زيادة في إجمالي الناتج الوطني؛ وتتكون هذه النفقات من‬

‫‪150‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫االستثمارات الهيكلية االقتصادية واالجتماعية واإلدارية التي ال تعد ذات إنتاجية مباشرة‪ ،‬يضاف إليها إعانات‬
‫التجهيز المقدمة لبعض المؤسسات العمومية‪ .‬وقد حددت المادة ‪ 35‬من القانون ‪ 17-84‬هذا النوع من النفقات‬
‫بشكل واضح‪ ،‬حيث ذكرت أنه تجمع االعتمادات المفتوحة بالنسبة للميزانية العامة وفقا للمخطط اإلنمائي‬
‫السنوي لتغطية نفقات اإلستثمار الواقعة على عاتق الدولة في ثالث أبواب تضم االستثمارات التي تنفذ من‬
‫طرف الدولة‪ ،‬إعانات اإلستثمار الممنوحة من قبل الدولة‪ ،‬إضافة إلى النفقات األخرى بالرأسمال‪.1‬‬

‫تدون نفقات التجهيز على شكل رخص‪ ،‬وتنفذ باعتمادات الدفع‪ ،‬والتي تظهر ضمن الجدول (ج) الذي‬
‫يلحق هو اآلخر بقانون المالية‪ .2‬حيث يتم تصنيف نفقات التجهيز وفق عشر (‪ )10‬برامج قطاعية تضم‬
‫قطاعات‪ :‬المحروقات‪ ،‬الصناعة التحويلية‪ ،‬الطاقة والمناجم‪ ،‬الفالحة والري‪ ،‬الخدمات المنتجة‪ ،‬المنشآت‬
‫األساسية االقتصادية واإلدارية‪ ،‬التربية والتكوين‪ ،‬المنشآت األساسية االجتماعية والثقافية‪ ،‬المباني ووسائل‬
‫التجهيز‪ ،‬إضافة إلى المخططات البلدية للتنمية‪ .‬كما تجدر اإلشارة إلى أن القطاع قد يضم عدد من الو ازرات‪،‬‬
‫في حين ينقسم كل قطاع إلى قطاعات فرعية وفصول ومواد‪ ،‬بطريقة واضحة وفق نوع النشاطات االقتصادية‬
‫التي تمثل هدف برنامج االستثمار‪ ،‬لتكون بذلك كل عملية مركبة من قطاع‪ ،‬وقطاع فرعي‪ ،‬وفصل ومادة‪.3‬‬

‫‪ .2.2.1‬تحليل تطور اإلنفاق العام في ظل تقلبات أسعار النفط خالل الفترة (‪:)2014-1970‬‬

‫تمارس السياسة المالية من خالل سياسة اإلنفاق العام تأثي ار مهما في تخصيص وتوزيع الموارد بما يتوافق‬
‫واآلثار المرغوب في إحداثها لتحقيق أهداف السياسة االقتصادية العامة وفق أولويات االقتصاد الوطني‪ ،‬وبما‬
‫ينسجم مع طبيعة المرحلة التنموية الراهنة‪ .‬غير أنه‪ ،‬وبحكم االرتباط الوثيق لإلنفاق العام باإليرادات العامة‪،‬‬
‫واعتماد هذه األخيرة –كما رأينا من خالل التحليل أعاله‪ -‬بشكل واسع على اإليرادات النفطية‪ ،‬تبقى الدورية‬
‫)‪ (Procyclicality‬هي الميزة األساسية التي ِ‬
‫تسم سياسة اإلنفاق العام في الجزائر‪ ،‬في ظل خضوع وتبعية هذه‬
‫السياسة بشكل شبه تام للتطورات والتقلبات في أسعار النفط‪ ،‬إذ تدل مختلف المحطات التاريخية للسياسة‬
‫االقتصادية في الجزائر (وكما يتضح ذلك من خالل الشكل (‪ )2.3‬أدناه)‪ ،‬أن سياسة اإلنفاق العام تتخذ‬
‫اتجاهات توسعية خالل فترات انتعاش أسعار النفط‪ ،‬غير أنها سرعان ما تعود للسير على نسق التقشف‬
‫واالنكماش بمجرد تراجع هذه األسعار‪ .‬وهو ما يفقد السياسة المالية دورها كوسيلة لدعم النشاط االقتصادي‬

‫‪ 1‬أنظر‪ :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون رقم ‪ ،17-84‬المادة رقم ‪ ،35‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪( ،28‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.1043 .‬‬
‫‪ 2‬رخص البرامج تمثل الحد األعلى للنفقات التي يُسمح لآلمرين بالصرف باستعمالها في تنفيذ اإلستثمارات المخططة‪ ،‬وتبقى صالحة دون أي تحديد‬
‫لمد تها حتى يتم إلغاؤها؛ أما اعتمادات الدفع فتمثل التخصيصات السنوية التي يمكن لآلمر بالصرف صرفها‪ ،‬أو تحويلها‪ ،‬أو دفعها‪ ،‬لتغطية االلتزامات‬
‫المبرمة في إطار رخص البرامج المطلقة‪.‬‬
‫‪ - 3‬على سبيل المثال‪ ،‬العملية رقم ‪ 2423‬تمثل عملية التحويالت األولية للمواد‪ ،‬تنتمي إلى القطاع ‪( 2‬الصناعات التحويلية)‪ ،‬والقطاع الفرعي ‪24‬‬
‫(التجهيزات)‪ ،‬والفصل ‪( 242‬الصلب)‪.‬‬
‫‪ -‬الجدول (‪ )24-I‬من الملحق )‪ (I‬يبين توزيع النفقات ذات الطابع النهائي لسنة ‪( 2014‬على سبيل المثال) حسب القطاعات ضمن ما يسمى بالجدول (ج)‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫متى ما استدعى األمر ذلك‪ ،‬حيث تكون هذه السياسة توسعية في فترات االزدهار‪ ،‬وانكماشية في األوقات‬
‫التي ينبغي أن تكون عكس ذلك (في أوقات التراجع والركود)‪.‬‬

‫الشكل(‪ :)2.3‬تطور اتجاهات وهيكل اإلنفاق العام في الجزائر مع حركة اإليرادات النفطية والسعر اإلسمي‬
‫للنفط الخام خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬
‫‪8,000,000‬‬

‫‪6,000,000‬‬

‫‪4,000,000‬‬

‫‪120‬‬ ‫‪2,000,000‬‬
‫‪100‬‬
‫‪0‬‬
‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1970‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2010‬‬

‫)‪TOTAL EXPENDITURE (Million DZD‬‬


‫)‪OIL REVENUES (Million DZD‬‬
‫)‪CAPITAL EXPENDITURE (Million DZD‬‬
‫)‪CURRENT EXPENDITURE (Million DZD‬‬
‫)‪OIL PRICE ($PB‬‬

‫المصدر‪ :‬تم إعداد الشكل باالعتماد على معطيات الجداول (‪ ،)18-I( ،)16-I‬و(‪ )19-I‬من الملحق(‪.)I‬‬

‫النظرة التحليلية أعاله‪ ،‬تتأكد بما ال يدع مجاال للشك من خالل استقراء وتحليل المعلومات التي يعرضها‬
‫الشكل (‪ )2.3‬في األعلى‪ ،‬وكذا الجداول (‪ ،)18-I( ،)16-I‬و(‪ )19-I‬من الملحق (‪ ،)I‬بشأن تطور توجهات‬
‫وهيكل اإلنفاق العام في الجزائر‪ ،‬في ظل حركة اإليرادات النفطية وأسعار النفط خالل الفترة المعنية بالدراسة‪.‬‬
‫وهو ما سنقوم به من خالل هذا الجزء من البحث‪ ،‬حيث سيتم تحليل اتجاه تطورات اإلنفاق العام وهيكله في‬
‫الجزائر حسب الفترات التالية‪ ،‬والتي تتوافق وأهم المحطات التاريخية التي شهدها االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫أ‪ .‬تحليل توجهات وسلوك اإلنفاق العام خالل مرحلة االقتصاد الموجه (‪:)1989-1970‬‬

‫في ظل نظام اقتصادي يدين بالنهج االشتراكي‪ ،‬ويعتمد التخطيط المركزي كأسلوب ومنهج للتنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬ويركز على القطاع الصناعي لغرض إحداث تنمية شاملة‪ ،‬مع ما أماله واستدعاه ذلك من بروز‬
‫مستمر خالل الفترة‬
‫ا‬ ‫لقطاع عام قوي أخذ زمام المبادرة في إدارة االقتصاد‪ ،‬شهدت سياسة اإلنفاق العام توسعا‬
‫الممتدة بين بداية عقد السبعينات ومنتصف عقد ثمانينات القرن الماضي‪ ،‬في إطار برامج استثمارية ضخمة‬

‫‪152‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تضمنتها مختلف المخططات والبرامج التنموية المقررة؛ وقد عبر عن ذلك انتقال قيمة اإلنفاق العام من ‪5876‬‬

‫مليون دج عام ‪ 1970‬إلى ‪ 99841‬مليون دج عام ‪ ،1985‬بمعدل نمو سنوي متوسط يقارب الـ )‪ ،(21,21%‬كما‬
‫شهدت نسبة اإلنفاق العام إلى الناتج الداخلي الخام –التي تمثل مؤش ار حقيقيا لقياس مدى تطور النفقات‬
‫العامة‪ -‬ارتفاعا هاما خالل الفترة المذكورة‪ ،‬إذ انتقلت من )‪ (24,40%‬عام ‪ 1970‬إلى أكثر من )‪ (34%‬خالل‬
‫العام ‪ .1985‬ويالحظ أن هذا التوسع في اإلنفاق العام كان مدفوعا بشكل كبير بالتوسع في نفقات التجهيز‬
‫التي انتقلت نسبة مساهمتها في إجمالي اإلنفاق العام من )‪ (27,62%‬عام ‪ 1970‬إلى أكثر من )‪ (45%‬سنة‬
‫‪ ،1985‬وهو التوسع الذي ما كان ليتحقق لوال التوسع واالرتفاع المستمر الذي شهدته اإليرادات العامة نتيجة‬
‫انتعاش أسعار النفط ومعها اإليرادات النفطية‪ ،‬التي اكتسبت أهمية متنامية في تمويل خزينة الدولة‪.1‬‬

‫مع حلول العام ‪ 1986‬جاءت أزمة انهيار أسعار النفط لتخلف الوقع الكبير على االقتصاد الجزائري‪ ،‬حيث‬
‫ظهرت بوادر التدهور مباشرة بعد التراجع الحاد الذي شهدته أسعار الخام‪ ،‬والذي أظهر ضعف وهشاشة‬
‫تركيبة النظام االقتصادي السائد‪ ،‬فيما يتعلق بالحصول على الموارد المالية الموجهة لتمويل االقتصاد‪ .‬وحيال‬
‫هذا الوضع العسير لم يبقى أمام الحكومة الجزائرية سوى انتهاج اتجاه التقشف واالنكماش كمنهج لسياسة‬
‫اإلنفاق العام‪ ،‬لتسجل بذلك معدالت النمو السنوية لإلنفاق الحكومي أدنى قيم لها بداية من العام ‪ 1986‬والى‬
‫غاية العام ‪ ،1989‬إذ وصلت إلى حدود (‪ )1,97%‬سنة ‪ .1987‬وضع متدهور عكسته كذلك نسب اإلنفاق‬
‫العام إلى الناتج الداخلي الخام التي عرفت هي األخرى تراجعا ملحوظا خالل الفترة المذكورة‪ .2‬كما أنه وعلى‬
‫الرغم من التراجع الذي شهدته معدالت اإلنفاق العام‪ ،‬لم تستطع اإليرادات العامة تغطية النفقات الجارية‪،‬‬
‫وبلغ العجز الموازني أعلى مستوياته‪ ،‬حيث تم تسجيل ما مقدراه ‪ 14290‬مليون دج (أو ما يعادل )‪ (5%‬من‬
‫قيمة الناتج الداخلي الخام) كمتوسط للعجز خالل الفترة المعنية‪.3‬‬

‫ب‪ .‬تحليل تطور هيكل اإلنفاق العام خالل فترة اإلصالحات (‪:)1999-1990‬‬

‫ضمن وضع اقتصادي معقد وسمته تبعات وآثار األزمـة االقتصـادية التـي تبعـت انهيـار أسـعار الـنفط عـام‬
‫‪ ،1986‬كــان االقتصــاد الج ازئــري مــع بدايــة عقــد التســعينات‪ ،‬يختنــق مــن ج ـراء تســديد الــديون الخارجيــة التــي‬

‫‪ - 1‬بلغ معدل تغطية اإليرادات العامة لإلنفاق العام قي ًما عالية تراوحت بين )‪ (107,31%‬و)‪ ،(170,80%‬غير أن هذا المعدل سجل قيما متدنية‪ ،‬وحتى‬
‫سالبة خالل السنوات ‪ ،1984 ،1983 ،1982‬بسبب التراجع في أسعار النفط (أنظر الجدول (‪ )19-I‬من الملحق )‪.)(I‬‬
‫‪ -‬تفاصيل أدق وأوفر موجودة ضمن الجداول (‪ ،)18-I( ،)16-I( ،)15-I( ،)14-I‬و(‪ )19-I‬من الملحق (‪.)I‬‬
‫‪ - 2‬االتجاه االنكماشي لسياسة اإلنفاق العام يظهر بشكل أساسي من خالل قيمة نفقات التجهيز التي انخفضت من ‪ 45181‬مليون دج سنة ‪ ،1985‬إلى‬
‫‪ 40216‬مليون سنة ‪ ،1987‬ورغم معاودتها االرتفاع بداية من العام ‪ 1988‬إلى أن ارتفاعها كان َحذرا وتقشفيا‪ ،‬إذ لم تتجاوز حدود ‪ 44300‬مليون دج‬
‫سنة ‪ .1989‬أما نسبة هذا النوع من النفقات إلى إجمالي اإلنفاق العام فقد تراجعت من )‪ (45,25%‬سنة ‪ 1985‬إلى )‪ (35,58%‬سنة ‪.1989‬‬
‫‪ -‬للمزيد من التفاصيل أنظر الجدول (‪ )14-I‬و الجدول (‪ )18-I‬من الملحق (‪.)I‬‬
‫‪ 3‬أنظر الجدول (‪ )19-I‬من الملحق (‪.)I‬‬

‫‪153‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اســتحوذت علــى مــا يقــارب ال ـ (‪ )67%‬مــن مــداخيل الصــادرات‪ .1‬وضــع أجبــرت حيالــه الحكومــة الجزائريــة علــى‬
‫تبنــي مجموعــة مــن اإلصــالحات الجذريــة‪ ،‬اســتعدادا منهــا للتخلــي عــن الــنهج االشــتراكي واالنتقــال إلــى اقتصــاد‬
‫الســوق‪ ،‬مــن خــالل التخلــي التــدريجي عــن التــدخل الواســع فــي االقتصــاد‪ ،‬لينحصــر دورهــا فــي التنظــيم غيــر‬
‫محور أساسيا لإلصالحات المنتهجة آنذاك‪.‬‬
‫ًا‬ ‫المباشر‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق بموضوع دعم األسعار‪ ،‬الذي شكل‬

‫فــي ظــل التطــورات الموصــوفة أعــاله‪ ،‬وبــالرغم مــن التحســن الــذي شــهدته اإلي ـرادات العامــة نتيجــة انتعــاش‬
‫أســعار ال ــنفط بس ــبب ح ــرب الخل ــيج العرب ــي‪ ،‬وك ــذا نتيج ــة خف ــض قيم ــة ال ــدينار الج ازئ ــري ع ــام ‪ ،1991‬تمي ــزت‬
‫السياسة اإلنفاقية باالنكماش‪ ،‬ضمن سياسة مالية تقييدية ناتجة عن تبنـي الدولـة لرؤيـة صـندوق النقـد الـدولي‪،‬‬
‫إذ تظهر األرقام تراجع نسبة اإلنفاق العام إلى الناتج الداخلي الخام من (‪ )48,32%‬عام ‪ 1988‬إلى (‪)24,60%‬‬

‫عام ‪ ،21991‬رغم االرتفاع الذي طال مبالغ اإلنفاق العام‪ ،‬والتي حققت معدل نمو سنوي يفـوق ال ـ (‪ )55%‬بـين‬
‫عــامي ‪ 1990‬و‪ .1991‬بعــد ذلــك تــم انتهــاج سياســة ماليــة توســعية فــي ظــل ظــروف اقتصــادية وسياســية وأمنيــة‬
‫واجتماعيــة صــعبة‪ ،‬حيــث –ولغــرض تلطيــف المنــاخ المتــوتر‪ -‬لجــأت الحكومــة إلــى رفــع األجــور وكــذلك نفقــات‬
‫الش ــبكة االجتماعي ــة بداي ــة م ــن فب اري ــر ‪ ،1992‬وه ــو م ــا تـ ـزامن م ــع ارتف ــاع نفق ــات التطهي ــر الم ــالي للمؤسس ــات‬
‫العموميــة‪ ،‬ليشــهد العــامين ‪ 1992‬و‪– 1993‬كمــا يبــدو مــن خــالل الجــدول (‪ )18-I‬مــن الملحــق )‪ -(I‬نوع ـا مــن‬
‫االرتفاع في نسب اإلنفاق العام التي وصلت إلى ما يقارب الـ (‪ )40%‬من الناتج الداخلي الخام في المتوسط‪.‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬تميزت المرحلة (‪ )1998-1994‬بانتهاج سياسة مالية مقيدة وصارمة‪ ،‬في ظل توقيع اتفاق‬
‫االستعداد االئتماني ‪ Stand-by‬الثالث سنة ‪ ،1994‬وبعده اتفاق اإلئتمان الموسع (برنامج التعديل الهيكلي)‬
‫(‪ ،)1998-1995‬حيث عمدت الجزائر إلى انتهاج سياسة ترشيد عملية تخطيط النفقات العامة‪ ،‬مع تحسين‬
‫تكوين وشفافية هذه األخيرة‪ ،‬والذي عملت السلطات الوصية على تنفيذه من خالل رفع كل أشكال الدعم‬
‫المقدم من طرف الدولة‪ ،‬واتباع سياسة الدخول المتشددة‪ ،‬وتحرير األسعار‪ ،‬وترتيب األولويات لمشاريع‬
‫االستثمارات العامة‪ .‬وحيال هذه اإلجراءات الصارمة شهدت نسبة اإلنفاق العام إلى الناتج الداخلي الخام‬
‫انخفاضا شبه مستمر –كما يوضحه الجدول (‪ )18-I‬من الملحق )‪ -(I‬خالل الفترة (‪ ،)1999-1993‬إذ تراجعت‬
‫من (‪ )40%‬سنة ‪ 1993‬إلى (‪ )29,60%‬سنة ‪ .1999‬وقد طال االنخفاض نفقات التجهيز بشكل أساسي‪ ،‬والتي‬
‫تراجعت من )‪ (15,56%‬من الناتج الداخلي الخام سنة ‪ 1993‬إلى )‪ (05,77%‬سنة ‪1999‬؛ أما نفقات التسيير‬
‫فبقيت نسبتها إلى الناتج الداخلي الخام تتراوح بين )‪ (21,42%‬و)‪ (24,50%‬خالل الفترة المذكورة‪.‬‬

‫‪ 1‬دراوسي مسعود‪ ،)2006( .‬ص‪.357 .‬‬


‫‪ 2‬مس االنخفاض كل من نفقات التسيير التي انخفضت من )‪ (30,76%‬من الناتج الداخلي الخام عام ‪ 1988‬إلى )‪ (17,83%‬عام ‪ ،1991‬وكذا نفقات‬
‫التجهيز التي تراجعت من )‪ (17,56%‬من الناتج الداخلي الخام عام ‪ 1988‬إلى )‪ (6,76%‬عام ‪ .1991‬أنظر الجدول (‪ )18-I‬من الملحق )‪.(I‬‬

‫‪154‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ج‪ .‬تحليل تطور هيكل اإلنفاق العام خالل فترة اإلنعاش االقتصادي (‪:)2014-2000‬‬

‫أدى االنتعاش الذي شهدته أسعار النفط بداية من الثالثي األخير للعام ‪ ،1999‬وما صاحبه من ارتفاع‬
‫غير مسبوق لإليرادات النفطية‪ ،‬إلى تعزيز الوضعية المالية العامة لالقتصاد الجزائري‪ ،‬من خالل مساهمته‬
‫في إضفاء نوعا من الراحة المالية على الفترة المعنية‪ ،‬تم استغاللها في بعث النشاط االقتصادي من خالل‬
‫سياسة مالية توسعية (وضمنها سياسة إنفاقية توسعية)‪ ،‬تجسدت في إقرار مشاريع استثمارية تنموية ضخمة‪،‬‬
‫كانت بدايتها مع برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي (‪ ،)2004-2001‬ثم البرنامج التكميلي لدعم النمو‬
‫االقتصادي (‪ ،)2009-2005‬وأخي ار برنامج توطيد النمو االقتصادي (‪ .)2014-2010‬لتتجه النفقات العامة في‬
‫إطار البرامج المذكورة‪ ،‬وخالل أغلب سنوات الفترة (‪ ،)2014-2000‬إلى الزيادة بشكل مطرد‪ ،‬تزامنا مع تسجيل‬
‫أسعار النفط –ومعها اإليرادات النفطية‪ -‬لمستويات قياسية وغير مسبوقة‪.‬‬

‫ضمن ما سمي ببرنامج دعم اإلنعاش االقتصادي (‪– )2004-2001‬والذي خصص له غالف مالي أولي‬
‫قدر بـ ‪ 525‬مليار دج ووصل غالفه المالي النهائي إلى ‪ 1216‬مليار دج‪ -1‬شهدت السياسة اإلنفاقية تطورات‬
‫هامة‪ ،‬ميزها نمو اإلنفاق العام بوتيرة سريعة‪ ،‬إذ انتقل هذا األخير من ‪ 1178122‬مليون دج سنة ‪ 2000‬إلى‬
‫‪ 1891800‬مليون دج سنة ‪ ،2004‬محققا بذلك نسبة ارتفاع قدرها (‪ .2)60,57%‬أما نسبة اإلنفاق العام إلى‬
‫الناتج الداخلي الخام فانتقلت من (‪ )28,57%‬عام ‪ 2000‬إلى (‪ )34,28%‬عام ‪ ،2002‬قبل أن تتراجع إلى حدود‬
‫(‪ )29,47%‬عام ‪ .2004‬ورغم أن الزيادة في النفقات العامة كانت مدفوعة في المقام األول بالزيادات الحاصلة‬
‫في اإلنفاق الجاري والتي تحققت بمعدل قدره )‪ (46,12%‬خالل الفترة (‪ ،)2004-2000‬إال أن نسبة هذا النوع‬
‫من اإلنفاق إلى إجمالي اإلنفاق العام تراجعت من )‪ (72,67%‬سنة ‪ 2000‬إلى )‪ (66,13%‬سنة ‪ ،2004‬لتفسح‬
‫المجال أمام اإلنفاق االستثماري الذي ارتفعت نسبته إلى إجمالي اإلنفاق العام من )‪ (27,32%‬إلى )‪(33,86%‬‬

‫خالل ذات الفترة‪ ،‬مع تحقيقه لمعدل نمو يقدر بـ )‪ .(99%‬وهو ما يعكس الجهود المبذولة لترشيد اإلنفاق العام‬
‫بتوجيهه نحو اإلنفاق االستثماري المنتج‪ ،‬بدال من توزيعه على القطاعات غير المنتجة‪.3‬‬

‫استم ار ار لوتيرة البرامج والمشاريع المقررة والمنفذة في إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬ومع تواصل‬
‫تحسن الوضعية المالية العامة‪ ،‬الناجم عن استمرار انتعاش أسعار النفط‪ ،‬تم اإلعالن مع حلول العام ‪2005‬‬
‫عن برنامج خماسي ضخم‪ ،‬كبرنامج تكميلي لدعم النمو االقتصادي شمل الفترة (‪ ،)2009-2005‬ر ِ‬
‫صد له‬

‫‪ 1‬مسعي محمد‪" ،)2012( .‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر وأثرها على النمو"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬ع‪ ،10 .‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪-147 .‬‬
‫‪.160‬‬
‫‪ 2‬إضافة إلى تأثير برنامج اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬يعود هذا االرتفاع في اإلنفاق العام إلى تكفل الدولة بتعويض الخسائر واألضرار الناجمة عن الكوارث‬
‫الطبيعية‪ .‬أنظر‪ :‬لكصاسي محمد‪" ،)2004( .‬التطورات االقتصادية والنقدية في الجزائر سنة ‪ ،"2003‬تدخل أمام المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬بنك الجزائر‪ ،‬أكتوبر‪ ،‬ص‪.07 .‬‬
‫‪ 3‬تفاصيل أوفر‪ ،‬ضمن الجدول )‪ (18-I‬من الملحق )‪.(I‬‬

‫‪155‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ميزانية أولية قدرت بـ ‪ 4203‬مليار دج‪ ،‬بينما قدر غالفه المالي النهائي بـ ‪ 8705‬مليار دج‪ .1‬وعلى غرار‬
‫البرنامج الذي سبقه‪ ،‬كان لهذا البرنامج األثر البالغ في السياسة اإلنفاقية‪ ،‬إذ استمر االنفاق العام في التزايد‬
‫المطرد‪ ،‬الذي عبر عنه ارتفاع نسبة اإلنفاق العام إلى الناتج الداخلي الخام من )‪ (27,13%‬سنة ‪ 2005‬إلى ما‬
‫يقارب الـ )‪ (43%‬سنة ‪ ،2009‬وكذا انتقال قيمة اإلنفاق العام من ‪ 2052000‬مليون دج عام ‪ ،2005‬إلى‬
‫‪ 4246300‬مليون دج سنة ‪ ،2009‬محققا بذلك معدل نمو يقارب الـ (‪ .)107%‬ورغم أن النفقات الجارية كانت‬
‫أكبر من نفقات رأس المال طيلة سنوات الفترة (‪ ،)2009-2005‬إال أن األخيرة تطورت بوتيرة أسرع خالل الفترة‬
‫المعنية إذ انتقلت نسبتها إلى الناتج الداخلي الخام من )‪ (10,67%‬سنة ‪ 2005‬إلى )‪ (19,52%‬سنة ‪،2009‬‬
‫(بينما انتقلت نسبة النفقات الجارية من )‪ (16,46%‬إلى )‪ ،)(23%‬كما حققت معدل زيادة يقارب الـ )‪(145%‬‬

‫بين عامي ‪ 2005‬و‪ ،2008‬قبل أن تتراجع بمعدل )‪ (1,34%‬سنة ‪( 22009‬في حين ارتفع اإلنفاق الجاري‬
‫بمعدل )‪ .)(84,72%‬وباإلضافة إلى ذلك وصلت نسبتها إلى إجمالي النفقات العامة –بعد ارتفاع مستمر منذ‬
‫العام ‪ -2000‬إلى حدود )‪ (47%‬عام ‪( 2008‬بينما تراجعت نسبة النفقات الجارية إلى )‪.3)(52,91%‬‬

‫مع عودة أسعار النفط لالرتفاع بعد التراجع الذي طالها عام ‪ ،2009‬واستم ار ار في تطبيق سياستها‬
‫االقتصادية المرتكزة على دعم الطلب الكلي منذ العام ‪ ،2001‬أقرت الحكومة الجزائرية ثالث البرامج اإلنفاقية‬
‫التنموية خالل األلفية الثالثة‪ ،‬ضمن ما سمي ببرنامج توطيد النمو االقتصادي (‪ ،)2014-2010‬والذي ق ِّدرت‬
‫قيمته اإلجمالية بما يقارب ‪ 21214‬مليار دج‪ .4‬وباستثناء التراجع الذي شهدته خالل العام ‪ ،52013‬استمرت‬
‫النفقات العامة بالتوسع في إطار البرنامج اإلنفاقي المقرر‪ ،‬وخاصة خالل العامين ‪ 2011‬و‪ ،2012‬حيث بلغت‬
‫نسبة النفقات العامة إلى الناتج الداخلي الخام حدود )‪ (43,54%‬خالل السنة األخيرة‪ ،‬ووصلت إلى ما يقارب‬
‫(‪ )40,60%‬سنة ‪ ،2014‬بعد االنخفاض المسجل سنة ‪ 2013‬أين بلغت )‪ .6(36,19%‬وخالصة التحليل السابق‬
‫ال تخرج عن نطاق تأكيد دورية سياسة اإلنفاق العام في الجزائر وتبعيتها المطلقة لتقلبات الدورة االقتصادية‪،‬‬
‫المرتبطة بشكل أساسي بتقلبات وحركة أسعار النفط‪ ،‬وهو ما يضفي خاصية الضعف على هذه السياسة‪.‬‬

‫‪ 1‬بودخدخ كريم‪ " ،)2015( .‬اتجاه السياسة االقتصادية في تحقيق النمو االقتصادي بين تحفيز الطلب أو تطوير العرض‪ :‬دراسة حالة الجزائر (‪-2001‬‬
‫‪ ، ")2014‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬الجزائر‪ ،‬ص‪.209 .‬‬
‫‪ 2‬خالل العام ‪ ، 2009‬بقي اإلنفاق االستثماري عند مستوى مرتفع‪ ،‬على الرغم من انخفاض مستوى اإليرادات العامة نتيجة تراجع أسعار النفط‪ ،‬ويعزى‬
‫ذلك إلى متانة مخزون اإلدخارات العمومية‪ ،‬في ظل ظروف ميزها قابلية استدامة الوضع المواتي للمالية العامة في المدى المتوسط‪ .‬أنظر‪ :‬بنك الجزائر‪،‬‬
‫التقرير السنوي لسنة ‪ ،2009‬ص‪.97 .‬‬
‫‪ 3‬تفاصيل أدق ضمن الجدول )‪ (18-I‬من الملحق )‪.(I‬‬
‫‪ 4‬بودخدخ كريم‪ ،)2015( .‬ص‪.213 .‬‬
‫‪ 5‬يعزى تراجع النفقات العامة خالل هذه السنة إلى تراجع كل من نفقات التسيير (التي انتقلت من )‪ (29,50%‬من الناتج الداخلي الخام سنة ‪ 2012‬إلى‬
‫)‪ (24,82%‬من هذا الناتج عام ‪ ،2013‬وذلك بسبب االنخفاض المسجل في التحويالت الجارية إلى جانب تراجع نفقات المستخدمين)‪ ،‬وكذا نفقات‬
‫التجهيز (تراجعت من )‪ (14,03%‬من الناتج الداخلي الخام عام ‪ 2012‬إلى )‪ (11,37%‬منه سنة ‪ ،2013‬نتيجة االنخفاض المسجل نفقات قطاع السكن)‪.‬‬
‫‪ 6‬نفس اإلتجاه سلكته نفقات التسيير‪ ،‬في حين كانت نفقات التجهيز أكثر تذبذبا‪ .‬تفاصيل أدق موجودة ضمن الجدول )‪ (18-I‬من الملحق )‪.(I‬‬

‫‪156‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .2‬أداء االقتصاد الكلي الجزائري في ظل تقلبات أسعار النفط والسياسة المالية خالل الفترة (‪:)2014-1970‬‬

‫من خالل التحليل أعاله تظهر بشكل جلي المكانة األساسية واألهمية البالغة التي يحتلها قطاع النفط (أو‬
‫المحروقات بصفة عامة) –والعائدات النفطية بعبارة أدق‪ -‬في االقتصاد الجزائري‪ ،‬إذ اتضح أن النفط يشكل‬
‫المورد االقتصادي األهم الذي تعتمد عليه الموازنة العامة للحكومة الجزائرية‪ ،‬وتقوم عليه –بذلك‪ -‬ق اررات‬
‫السياسة االقتصادية (وخاصة السياسة المالية)‪ ،‬ومن ثم أسس التنمية االقتصادية لدى االقتصاد المعني‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬ال ريب في أن يكون لتطورات أسعار النفط انعكاسات على أداء وسلوك المتغيرات‬
‫االقتصادية الكلية األساسية في االقتصاد المذكور‪ ،‬باعتبار أن حركات وتقلبات هذه األسعار تأتي مصحوبة‬
‫بتغيرات مقابلة في عائدات وايرادات الصادرات النفطية‪ ،‬التي ساهمت منذ نشأة االقتصاد الجزائري (وازدادت‬
‫أهميتها منذ تأميم المحروقات) في تحديد توجهات السياسة االقتصادية‪ ،‬ومن ثم األداء االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬يتوقف نوع وحجم اآلثار التي تخلفها صدمات أسعار النفط على األداء االقتصادي‬
‫الكلي في الجزائر –على غرار باقي البلدان النفطية‪ -‬على طريقة تعامل الحكومة (من خالل سياستها المالية)‬
‫مع العائدات النفطية‪ ،‬وكذا فوائض المداخيل الناتجة عن ازدهار القطاع النفطي‪ .‬وذلك باعتبار تلقيها‬
‫المباشر لهذه العائدات‪ ،‬وتحكمها في إنفاقها‪ ،‬وسيطرتها على الجزء األهم من النشاط االقتصادي‪ ،‬إذ يمكن‬
‫القول أن تقلبات أسعار النفط تمس األداء االقتصادي الكلي في الجزائر من خالل قناة السياسة المالية‪ .‬ولعل‬
‫خير شاهد على ذلك‪ ،‬يبقى ما حدث بعد صدمة النفط العكسية التي شهدها العام ‪ ،1986‬والتي كانت ميالدا‬
‫لحزمة من اإلصالحات االقتصادية والمالية ‪-‬تحت إشراف المؤسسات المالية الدولية‪ -‬لغرض تصحيح‬
‫االختالالت الهيكلية‪ ،‬والتخفيف من حدة اآلثار السلبية التي طالت االقتصاد الجزائري نتيجة الصدمة المذكورة‬
‫قبل أن يؤدي االنتعاش االستثنائي الذي شهدته أسعار النفط مع بداية األلفية الثالثة‪ ،‬وما صاحبه تحسن في‬
‫الميزان المالي‪ ،‬إلى توسعات مالية‪ ،‬رافقها تحسن غير مسبوق في مؤشرات األداء االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫بناءا على النظرة أعاله‪ ،‬سنعمد ضمن الجزء الحالي من البحث إلى الوقوف ‪-‬بالتحليل‪ -‬على دور حركة‬
‫أسعار النفط وق اررات السياسة المالية المرافقة لها‪ ،‬في التأثير على توجهات األداء االقتصادي الكلي في‬
‫الجزائر خالل فترة الدراسة‪ ،‬وذلك من خالل تحليل اتجاهات تطور الناتج الداخلي الخام (النمو االقتصادي)‪،‬‬
‫والتغير في المستوى العام لألسعار (معدالت التضخم)‪ ،‬باعتبار أنه من المفترض أن تمثل هتين المتغيرتين‬
‫المؤشرات األفضل (والمؤشرات األكثر تقليدية) للظروف االقتصادية الكلية العامة‪ ،‬إذ تعد األولى كمؤشر جيد‬
‫للنشاط االقتصادي الحقيقي‪ ،‬بينما تعتبر الثانية كمؤشر بديل للنشاط االقتصادي اإلسمي‪.1‬‬
‫‪1‬‬
‫شرح أوفى لمبررات اختيار هتين المتغيرتين للتعبير عن وضعية األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬سيتم تقديمه الحقا ضمن الجزء المتعلق باختيار المتغيرات‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .1.2‬انعكاسات حركة أسعار النفط والسياسة المالية على نمو االقتصاد الجزائري (‪:)2014-1970‬‬

‫تعتبر الجزائر من بين البلدان التي تتميز بوفرة في الموارد النفطية من جهة‪ ،1‬وتراجع وتذبذب واضح في‬
‫أداء النمو االقتصادي من جهة أخرى‪ .‬وهو ما يترجم الفشل –رغم الجهود المبذولة واإلصالحات المنتهجة‪-‬‬
‫في إدارة هذه الموارد ومداخيلها بالقدر الكافي من الكفاءة‪ ،‬واستغاللها لتنويع االقتصاد والنهوض بالقطاعات‬
‫اإلنتاجية األخرى‪ ،‬بغية تفادي األضرار التي يمكن أن تنجر على تالشي وضعف هذه القطاعات التي تمثل‬
‫االقتصاد الحقيقي للبالد‪ ،‬وهيمنة قطاع الموارد (أو القطاع النفطي)‪ ،‬ضمن ما يسمى باالقتصاد الريعي‪.‬‬

‫‪ .1.1.2‬الناتج النفطي ومساهمته في الناتج الداخلي الخام لالقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪:)2014-1970‬‬

‫أولِي قطاع النفط في الجزائر بعناية فاقت العناية بأي قطاع آخر على اإلطالق؛ عناية واهتمام تجسدا‬
‫من خالل قرار التأميم الذي نفذ بتاريخ ‪ 24‬فبراير ‪ ،1971‬والذي تعزز عمليا باألمر رقم ‪ 22-71‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 12‬أبريل ‪ ،1971‬المتعلق باإلطار العام لممارسة الشركات األجنبية نشاطها في مجال البحث عن‬
‫المحروقات السائلة وتصديرها‪ .2‬لتتعزز بذلك مكانة القطاع النفطي بوصفه قطاعا حيويا يشغل مكانة أساسية‬
‫في االقتصاد الوطني‪ ،‬باحتالله للحصة األكبر ضمن هيكل الناتج الداخلي الخام‪ ،‬وذلك أنه يساهم بصورة‬
‫مباشرة في تكوين اإلنتاج‪ ،‬وكذا بصورة غير مباشرة من خالل تأثيره على القطاعات اإلنتاجية األخرى‪.‬‬

‫في ذات الصدد‪ ،‬وباعتباره أحد فروع اإلنتاج في االقتصاد الوطني‪ ،‬تطور إنتاج قطاع النفط ومعه الناتج‬
‫النفطي –ومن ثم مساهمة هذا الناتج في الناتج الداخلي الخام‪ -‬وفق منحى واتجاه تطور أسعار النفط (كما‬
‫يبدو من خالل الشكل (‪ )3.3‬أدناه)‪ ،‬حيث يدفع ارتفاع األسعار بمعدالت اإلنتاج النفطي إلى االرتفاع‪ ،‬ليرتفع‬
‫بذلك الناتج النفطي ومساهمته في إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬وذلك في إطار سياسة الحكومة الجزائرية التي‬
‫لطالما أولت اهتماما بالغا للقطاع النفطي ضمن مختلف البرامج التنموية‪ ،‬حيث نال هذا القطاع القدر األكبر‬
‫من االعتمادات المالية الموجهة لالستثمار‪ ،‬وذلك بهدف الرفع من طاقته اإلنتاجية‪.3‬‬

‫ضمن اإلطار الموصوف‪ ،‬وبسبب الظروف التي سبقت قرار التأميم سجلت نسبة الناتج النفطي إلى‬
‫الناتج الداخلي الخام تراجعا إلى حدود )‪ (9,18%‬عام ‪ ،1971‬قبل أن تعاود االرتفاع بعد بسط السيادة الوطنية‬
‫على الثروات النفطية‪ ،‬والذي تزامن مع االنتعاش غير المسبوق الذي شهدته أسعار النفط خالل تلك الفترة‪،‬‬

‫‪ 1‬الجدول )‪ (12-I‬من الملحق )‪ (I‬يوضح تطور اإلحتياطات المثبتة واإلنتاج من النفط الخام في الجزائر خالل فترة الدراسة‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪ :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬األمر رقم ‪ ،22-71‬المؤرخ في ‪ 16‬صفر ‪1391‬هـ الموافق لـ ‪ 12‬أبريل ‪1971‬م‪ ،‬المتضمن تحديد‬
‫اإلطار الذي تمارس فيه الشركات األجنبية نشاطها في ميدان البحث عن الوقود السائل واستغالله‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬أبريل‬
‫‪ ،1971‬ص ص‪.428-426 .‬‬
‫‪ 3‬على سبيل المثال نال قطاع المحروقات نصيب )‪ (37%‬من مجموع اعتمادات القطاع الصناعي الذي أخذ بدوره ما مقدراه )‪ (45%‬من مجموع‬
‫االعتمادات المخصصة لبرنامج المخطط الرباعي األول (‪.)1973-1970‬‬

‫‪158‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لتصل إلى حدود )‪ (33,15%‬عام ‪ ،1974‬بعد أن بلغ الناتج النفطي مقدار ‪ 18422,3‬مليون دج‪ .‬وبعد تراجع‬
‫خالل العام ‪ 1975‬بسبب تراجع اإلنتاج واستقرار األسعار‪ ،1‬عرفت قيمة الناتج النفطي ارتفاعا مستم ار خالل‬
‫سنوات الفترة (‪ )1981-1976‬حيث انتقلت من ‪ 19639‬مليون دج عام ‪ 1976‬إلى ‪ 59162,8‬مليون دج سنة‬
‫‪ ،1981‬أما نسبة الناتج النفطي إلى إجمالي الناتج المحلي فتراوحت بين )‪ (23,35%‬كحد أدنى س ِّجل عام‬
‫‪ ،1978‬وحد أقصى قدره )‪ ،(31,50%‬سجل عام ‪ ،1980‬قبل أن تأخذ هذه النسبة في التراجع المستمر وفق‬
‫منحنى األسعار واإلنتاج النفطي (رغم الزيادات البسيطة التي شهدها الناتج النفطي)‪ ،‬إلى غاية العام ‪1986‬‬

‫أين بلغت حدود )‪ (13,16%‬مع االنهيار الذي شهدته أسعار النفط‪ .‬وهي أدنى نسبة مسجلة منذ قرار التأميم‪.2‬‬

‫الشكل (‪ :)3.3‬تطور الناتج النفطي ومساهمته في الناتج الداخلي الخام لالقتصاد الجزائري مع تطور سعر‬
‫النفط الخام خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬

‫‪6,000,000‬‬

‫‪5,000,000‬‬

‫‪120‬‬ ‫‪4,000,000‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪3,000,000‬‬

‫‪80‬‬ ‫‪2,000,000‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪1,000,000‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1970‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2010‬‬

‫)‪HYDROCARBONS PRODUCT (Million DZD‬‬


‫)‪HYDROCARBONS PRODUCT (%GDP‬‬
‫)‪OIL PRICE ($ PB‬‬

‫المصدر‪ :‬تم إعداد الشكل باالعتماد على معطيات الجدول (‪ )20-I‬من الملحق (‪.)I‬‬

‫لم يستمر مضي الجزائر خلف سياسة التأميم الكامل لمحروقاتها مدة بعيدة‪ ،‬فتراجع العائدات النفطية‬
‫خالل أغلب فترات النصف األول من الثمانيات وبعده؛ إضافة إلى تقلص اإلنتاج النفطي‪ ،‬والتراجع الحاد في‬
‫عدد الحقول المطورة؛ كلها عوامل دفعت بالحكومة الجزائرية إلى مراجعة سياستها النفطية‪ ،‬إذ تجلى ذلك في‬
‫مراجعة قانون المحروقات من خالل القانون رقم ‪ ،14-86‬والذي تم ضمنه مراجعة الشروط الجبائية في‬

‫‪ 1‬أنظر الجدول )‪ (12-I‬والجدول )‪ (21-I‬من الملحق )‪.(I‬‬


‫‪ 2‬تفاصيل أدق موجودة ضمن الجدول (‪ )20-I‬من المحلق )‪.(I‬‬

‫‪159‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫محاولة لجذب االستثمار األجنبي‪ ،1‬قبل أن يتم تعديله بموجب القانون رقم ‪ ،21-91‬حيث تم توسيع مجال‬
‫النشاط ليشمل الغاز الطبيعي‪ .2‬وأمام هذه التطورات‪ ،‬والتي تزامنت مع تحسن تدريجي في أسعار النفط‪ ،‬شهد‬
‫الناتج النفطي –باستثناء التراجع الطفيف المسجل سنة ‪ 1993‬واالنخفاض الحاد الذي عرفه العام ‪ 1998‬بسبب‬
‫انهيار أسعار النفط‪ -‬تحسنا مستم ار خالل سنوات الفترة (‪ ،)1999-1987‬حيث بلغ مقدار ‪ 890943,3‬مليون‬
‫دج عند السنة األخيرة‪ ،‬أما نسبة الناتج النفطي إلى الناتج الداخلي الخام فارتفعت لتصل إلى حد )‪(27,40%‬‬

‫عام ‪ ،1991‬نتيجة تحسن اإلنتاج‪ ،‬باإلضافة إلى انتعاش األسعار تحت تأثير تبعات حرب الخليج‪ .‬بينما ظلت‬
‫هذه النسبة طوال فترة التسعينات تتراوح بين )‪ (20,79%‬كحد أدنى سجل عام ‪ 1993‬وحد أقصى قدره‬
‫)‪ ،(30,17%‬سجل سنة ‪ ،1997‬بعد تواصل حالة االنتعاش في أسعار الخام خالل معظم فترات هذه السنة‪.‬‬

‫مع بداية األلفية الثالثة‪ ،‬وفي ظل االنتعاش الذي شهدته أسعار النفط منذ الثالثي األخير للعام ‪،1999‬‬
‫باإلضافة إلى تحسن معدالت اإلنتاج‪ ،‬عرف الناتج النفطي ارتفاعا مطردا خالل العام ‪ ،2000‬حيث بلغت‬
‫نسبته إلى إجمالي الناتج المحلي ‪-‬ألول مرة‪ -‬حدود )‪ ،(39,20%‬قبل أن تتراجع هذه النسبة مع التراجع الذي‬
‫طال كل من معدالت اإلنتاج وأسعار النفط خالل العامين ‪ 2001‬و‪ ،2002‬لتبلغ ما مقداره )‪ (32,65%‬خالل‬
‫السنة األخيرة‪ .‬غير أنه سرعان ما عادت النسبة المعنية التخاذ منحى االرتفاع المطرد وفق اتجاه أسعار‬
‫النفط وكذا معدالت اإلنتاج‪ ،‬بداية من العام ‪ ،2003‬لتحقق قيمة قدرها )‪ ،(45,66%‬عام ‪ ،2006‬مثلت أعلى‬
‫نسبة منذ قرار التأميم الصادر عام ‪ ،1971‬بينما تجاوزت هذه النسبة حاجز )‪ (43,50%‬خالل سنوات الفترة‬
‫(‪.3)2008-2005‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬ووسط تراجع ملحوظ في إنتاج المحروقات وركود إحتياطاتها منذ العام ‪ ،42006‬ضمن إطار‬
‫قانوني ميزه تعاقب قوانين المحروقات‪ ،‬بداية بالقانون رقم ‪ ،07-05‬المؤرخ في ‪ 28‬أبريل ‪ ،2005‬والذي سرعان‬
‫ما تم تعديله بموجب األمر رقم ‪ ،10-06‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬يوليو ‪ ،2006‬ثم القانون ‪ 01-13‬المؤرخ في‬
‫فبراير ‪ ،2013‬شهد الناتج النفطي ونسبته إلى إجمالي الناتج المحلي تراجعا حادا خالل العام ‪ ،2009‬حيث‬
‫انخفضت النسبة المذكورة إلى حدود )‪ ،(31,20%‬قبل أن تعاود االرتفاع بالغة ما يقارب الـ )‪ (36%‬خالل العام‬
‫‪ ،2011‬لتعود بعدها التخاذ منحي التراجع إلى غاية العام ‪ ،2014‬أين سجلت قيمة قدرها )‪.(27,07%‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪ :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون رقم ‪ ،14-86‬المؤرخ في ‪ 13‬ذي الحجة ‪1406‬هـ الموافق لـ ‪ 19‬غشت ‪1986‬م‪ ،‬المتعلق‬
‫بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،35‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬غشت ‪.1986‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪ :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون رقم ‪ ،21-91‬المؤرخ في ‪ 27‬جمادى األولى ‪1412‬هـ الموافق لـ ‪ 4‬ديسمبر ‪1991‬م‪ ،‬المعدل‬
‫والمتمم للقانون رقم ‪ ، 14-86‬المتعلق بأنشطة التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،63‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 07‬ديسمبر ‪.1991‬‬
‫‪ 3‬تفاصيل أدق وأوفر موجودة ضمن الجداول )‪ (20-I) ،(12-I‬و )‪ (21-I‬من الملحق )‪.(I‬‬
‫‪ 4‬أنظر الجدول )‪ (12-I‬من الملحق )‪.(I‬‬

‫‪160‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .2.1.2‬تقلبات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية وواقع نمو االقتصاد الجزائري‪ :‬نظرة تحليلية‪.‬‬

‫في سياق كل ما سبق‪ ،‬يتضح أن أهمية النفط في االقتصاد الجزائري تتجلى في توفيره لعائدات وفوائض‬
‫مالية‪ ،‬كانت دائما بمثابة المحدد األهم لق اررات السياسة االقتصادية (والسياسة المالية خاصة)‪ ،‬إذ لطالما‬
‫اعتبرت هذه العائدات ضرورية لتمويل المخططات والمشاريع التنموية؛ األمر الذي جعل هذه األخيرة مرهونة‬
‫بتقلبات أسعار النفط في األسواق العالمية‪ .‬فقد لعبت حركة هذه األسعار دو ار محوريا في تحديد مسار التنمية‬
‫االقتصادية في الجزائر‪ ،‬خاصة منذ السنوات األولى من سبعينات القرن الماضي‪ ،‬حيث ارتبطت جل البرامج‬
‫التنموية المسطرة بالرؤية اإليجابية لسوق النفط العالمية من عدمها‪ .‬وقد ترتب عن االعتماد الواسع لالقتصاد‬
‫آثار على االقتصاد الكلي‪،‬‬
‫الجزائري على الموارد النفطية ‪-‬باعتبارها المصدر الرئيسي للدخل الوطني‪ -‬ا‬
‫جعلت من نمو الناتج الداخلي الخام في تبعية دائمة لتقلبات أسعار النفط (كما يظهر من خالل الشكل (‪)4.3‬‬

‫أدناه)‪ ،‬والتي كان لها انعكاسات مقابلة لقيمة الصادرات‪ ،‬واإليرادات العمومية‪ ،‬ومدى توفر النقد األجنبي‪.‬‬

‫يعتبر النمو االقتصادي المؤشر األهم لقياس مدى تقدم االقتصاد‪ ،‬إذ أنه يعكس مقدار الزيادة في إنتاج‬
‫هذا األخير من السلع والخدمات‪ .‬لذلك سنعمد ضمن الجزء الحالي إلى تحليل تطور النمو االقتصادي في‬
‫الجزائر خالل فترة الدراسة‪ ،‬من خالل تحليل تطور معدالت نمو الناتج الداخلي الخام االسمية والحقيقية‪ .‬وفي‬
‫هذا الصدد يبدوا أن النظرة األولية على هذه المعدالت ‪-‬والتي يعرضها الشكل (‪ )4.3‬أدناه والجدول (‪)20-I‬‬

‫من الملحق )‪ -(I‬خالل الفترة (‪ ،)2014-1970‬توحي بالتذبذب الكبير في كل من المعدالت اإلسمية والحقيقية‬
‫من سنة ألخرى‪ ،‬وهو ما يمكن اعتباره دليال على عدم استدامة النمو االقتصادي‪ ،‬وتأثره بالعوامل الخارجية‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)4.3‬تطور الناتج الداخلي الخام لالقتصاد الجزائري وسعر النفط خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬

‫المصدر‪ :‬تم إعداد الشكل باالعتماد على بيانات الجدول (‪ )19-I‬والجدول (‪ )20-I‬من الملحق )‪.(I‬‬

‫‪161‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في الواقع‪ ،‬إن المتتبع لتطورات النمو االقتصادي في الجزائر يدرك تبعيته الواضحة لتقلبات أسعار النفط‪،‬‬
‫وتأثره بمختلف الصدمات التاريخية فيها‪ ،‬حيث شهدت فترة السبعينات والنصف األول من الثمانينات معدالت‬
‫نمو جد إيجابية‪ ،‬تزامنت مع انتعاش غير مسبوق في أسعار النفط‪ ،‬قبل أن تأتي نهاية الثمانيات والنصف‬
‫األول من التسعينات شاهدة على تراجع حاد في هذه المعدالت‪ ،‬إزاء وضع ميزه تدهور وتذبذب أسعار النفط‪،‬‬
‫ومعها العائدات النفطية‪ ،‬بينما شهدت سنوات األلفية الثالثة معدالت نمو جد مرضية‪ ،‬بعد أن جاءت في‬
‫معظمها شاهدة على ارتفاعات قياسية وغير مسبوقة في أسعار النفط واإليرادات النفطية‪.‬‬

‫أ‪ .‬تحليل تطور الناتج الداخلي الخام ونموه في ظل االقتصاد الموجه (‪:)1989-1970‬‬

‫انتهجت الجزائر بعد االستقالل استراتيجية تنموية تعتمد التخطيط المركزي كوسيلة للتخطيط االقتصادي‪،‬‬
‫يقودها قطاع عمومي ذو كثافة رأسمالية يسيطر على الجزء األكبر من النشاط االقتصادي‪ ،‬في ظل ازدواجية‬
‫بين قطاع المحروقات المزدهر‪ ،‬وبقية قطاعات فتية كانت في بداية تشكلها‪ .‬بينما تم انتهاج استراتيجية‬
‫الصناعات المصنعة كنموذج للتنمية‪ ،‬والتي تقضي بإنشاء قاعدة صناعية ثقيلة باالعتماد على اإليرادات‬
‫النفطية‪ ،‬وحسن استغالل هذه األخيرة لتحقيق الحد األقصى من القيمة المضافة‪ ،‬حيث أعتبر قطاع‬
‫المحروقات القطاع الوحيد القادر على الدفع باالقتصاد الجزائري‪ ،‬من خالل تمويله للقطاع الصناعي الذي‬
‫يساهم في ظهور وخلق نوعا من الحركية والتبادل بين مختلف القطاعات اإلنتاجية‪.1‬‬

‫النموذج التنموي المتبنى تطلب استثمارات ضخمة‪ ،‬تم تنفيذها ضمن توجه المخططات التنموية المنتهجة‪،‬‬
‫والتي كانت ترمي إلى تمكين المواطن من االستفادة من ثمار التنمية االجتماعية‪ ،‬في إطار استراتيجيات‬
‫طويلة األمد‪ .2‬وهو ما تجسد من خالل المخططات الثالث األولى (الثالثي والرباعيين)‪ ،‬إضافة إلى المرحلة‬
‫التكميلية‪ ،‬إذ تميزت الفترة (‪ )1979-1967‬بالتطور المتزايد لإلستثمارات‪3‬؛ والذي كان مدفوعا بارتفاع مداخيل‬
‫المحروقات التي اعتبرت كافية لتغطية االحتياجات من الموارد التجهيزية الضرورية لتشغيل الجهاز اإلنتاجي‪،‬‬
‫نظير االنتعاش الذي شهدته أسعار النفط في تلك الفترة‪ .‬وقد انعكس المستوى العالي لإلستثمارات العمومية‬
‫المحققة بين الثلث األخير من الستينات ونهاية السبعينات إيجابيا على معدالت النمو االقتصادي التي سجلت‬
‫مستوياتها الحقيقية واالسمية قيما جد إيجابية‪ ،‬لتبلغ حدود )‪ (7,50%‬و)‪ (22,30%‬على التوالي عام ‪.41979‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Abdelkader Sid Ahmed. (1993), "Economie de l’industrialisation à partir des ressources naturelles", OPU, :‬‬
‫‪Alger, P. 150.‬‬
‫‪- Mahiou. A. (1973), "Institutions administratives et économiques de l’Algérie", Tome 2, SNED, Alger, P. 328‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Bouzidi. A. (1984), "Emploi et Chômage en Algérie (1967-1983)", les Cahiers du CREAD, N°02, 2e Tri, P. 57.‬‬
‫‪ 3‬وصلت هذه اإلستثمارات إلى أكثر من ‪ 300‬مليار دج‪ ،‬منها ‪ 91‬مليار دج لقطاع المحروقات‪ ،‬وأكثر من ‪ 209‬مليار دج لباقي القطاعات‪ .‬في حين هيمن‬
‫القطاع الصناعي على حجم هذه االستثمارات‪ ،‬حيث بلغ نصيب هذا القطاع في المتوسط ما يقارب الـ )‪ (40%‬من إجمالي االستثمارات‪.‬‬
‫‪ 4‬تفاصيل أوفر حول قيم معدالت النمو االقتصادي موجودة ضمن الجدول )‪ (20-I‬من الملحق )‪.(I‬‬

‫‪162‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بعد ذلك‪ ،‬شكلت فترة الثمانينات منعرجا حاسما في مسيرة تطور االقتصاد الجزائري‪ ،‬ضمن ما عرف‬
‫بمرحلة التنمية الالمركزية؛ حيث تم التخلي عن استراتيجية التنمية المتعددة‪ ،‬لصالح مجموعة من السياسات‬
‫االقتصادية دون أفق واضح‪ ،‬في حين تميزت الفترة المذكورة بانخفاض وتيرة اإلستثمارات‪ ،‬والتي لم تتجاوز‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫حد الـ )‪ (37%‬من الناتج الوطني الخام ‪ .‬ففي ظل تذبذب اإليرادات النفطية ‪ ،‬شهدت الفترة (‪)1984-1980‬‬

‫–التي تزامنت مع تنفيذ المخطط الخماسي األول‪ -‬تراجعا نسبيا في االستثمار‪ ،‬غير أن عدم اكتمال المشاريع‬
‫المقررة في الفترة السابقة‪ ،‬والتي حظيت باألولوية‪ ،‬أضفى نوعا من الفعالية على اإلستثمارات التي تم تنفيذها‬
‫خالل الفترة التي أعقبتها‪ ،‬وهو ما عكسه ارتفاع القيم اإلسمية لمعدل النمو االقتصادي‪ ،‬وضعف قيمه‬
‫الحقيقية في بداية هذه الفترة‪ ،‬قبل أن يحدث العكس بداية من العام ‪ ،1982‬والى غاية نهاية الفترة المعنية‪.3‬‬

‫في الواقع‪ ،‬لم يكن هناك ما يضمن استدامة المستويات اإليجابية التي حققتها معدالت نمو االقتصاد‬
‫الجزائري‪ ،‬وذلك أن هذا األخير كان قائما على نوع من االستثمارات المعتمدة كليا على العائدات النفطية‪،‬‬
‫األمر الذي جعل منه اقتصادا هشا‪ ،‬وعرضة ألي صدمة خارجية‪ .‬فبمجرد انهيار أسعار النفط مع حلول‬
‫النصف الثاني من عقد الثمانيات‪ ،‬والذي تزامن مع تراجع قيمة الدوالر األمريكي باعتباره العملة الرئيسة في‬
‫المعامالت التجارية مع الخارج‪ ،‬انقلب الوضع رأسا على عقب؛ حيث كان لهذه التطورات الوقع الكبير على‬
‫االقتصاد الجزائري‪ ،‬بكشفها عن ضعف وهشاشة نظام التمويل والتراكم في القطاع الصناعي العمومي‪ .‬أما‬
‫بوادر االنهيار فتجلت في ظهور العجز في الموازنة العامة‪ ،‬واللجوء لالقتراض الخارجي‪ ،‬وما رافقه من ارتفاع‬
‫في خدمة الدين‪ ،‬وانخفاض في قيمة الواردات‪ ،4‬ليتقلص بذلك حجم اإلنتاج الوطني نتيجة ندرة موارد التجهيز‬
‫والسلع االستهالكية‪ ،‬ويصاحبه تراجع هام في حجم االستثمارات‪ ،‬التي لم تتجاوز قيمتها الفعلية حد الـ ‪370‬‬

‫مليار دج‪ ،‬بينما كان االعتماد المالي للمخطط الجاري تنفيذه في حدود ‪ 550‬مليار دج‪ .‬أما مفرزات هذا‬
‫الوضع المعقد‪ ،‬فقد عكسها تدهور مختلف المؤشرات االقتصادية الكلية‪ ،‬وأهمها معدالت النمو االقتصادي‬
‫التي سجلت مستويات إسمية وحقيقية جد متدنية‪ ،‬وصلت لحد بلوغها قيما سالبة خالل السنوات التي أعقبت‬
‫الصدمة النفطية المذكورة‪.5‬‬

‫‪ 1‬أحمين شفير‪" ،) 1999( .‬التحوالت االقتصادية واالجتماعية وآثارها على البطالة والتشغيل في بلدان المغرب العربي"‪ ،‬منظمة العمل العربية‪ ،‬المعهد‬
‫العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل بالجزائر‪ ،‬مطبعة النور‪ ،‬القليعة‪ ،‬ص‪.133 .‬‬
‫‪ 2‬أنظر الجدول (‪ )15-I‬من الملحق )‪.(I‬‬
‫‪ 3‬تفاصيل أدق‪ ،‬ضمن الجدول )‪ (20-I‬من الملحق )‪ ،(I‬والشكل (‪ )4.3‬أعاله‪.‬‬
‫‪ 4‬انتقلت نسبة خدمة الدين إلى مجموع مداخيل العملة الصعبة من (‪ )35%‬سنة ‪ 1985‬إلى (‪ )75,25%‬سنة ‪ .1989‬بينما انتقلت قيمة الواردات من ‪2,2‬‬
‫مليار دوالر سنة ‪ 1986‬إلى ‪ 1‬مليار دوالر سنة ‪ .1987‬لتفاصيل أوفر وأدق‪ ،‬أنظر‪ - :‬أحمين شفير‪ ،)1999( .‬ص‪.135 .‬‬
‫‪ 5‬تفاصيل أوفر‪ ،‬موجودة ضمن‪- Ben Bitour Ahmed. (1999), "L'expérience Algérienne de développement 1962-1991, :‬‬
‫‪Leçon Pour l'avenir", Collection carrefour d'échanges, Edition technique de l'entreprise, ISGP Edition, Alger.‬‬
‫‪ -‬تفاصيل أدق‪ ،‬يعرضها الجدول )‪ (20-I‬من الملحق )‪ ،(I‬والشكل (‪ )4.3‬أعاله‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ب‪ .‬تحليل تطور الناتج الداخلي الخام ونموه في ظل اإلصالحات االقتصادية (‪:)1999-1990‬‬

‫بعد االنهيار الذي شهدته أسعار النفط العام ‪ ،1986‬اتضحت عواقب االعتماد المفرط للسياسة االقتصادية‬
‫التنموية على العائدات النفطية التي تخضع لعوامل خارجية ال يمكن التحكم فيها؛ والنتيجة كانت وضع‬
‫اقتصادي صعب ومترد‪ ،‬ميزه اختالل التوازنات االقتصادية الكبرى‪ ،‬وارتفاع حجم الديون الخارجية وخدمتها‪.‬‬
‫فبانهيار أسعار النفط انهارت قدرة االقتصاد الجزائري على تمويل االستثمارات المخططة‪ ،‬وتوفير التجهيزات‬
‫الالزمة لتنفيذ الخطط التنموية المنتهجة‪ ،‬ليدخل االقتصاد المعني بذلك مرحلة من االختالالت الهيكلية‪،‬‬
‫واالنكماش وتراجع النمو االقتصادي‪ ،‬الذي تعددت انعكاساته على كل من الجانبين االجتماعي واالقتصادي‪،‬‬
‫وأظهرت بجالء عدم إمكانية تحمل اقتصاد موجه يعتمد على عائدات نفطية تتحكم فيها عوامل خارجية‪.1‬‬

‫الوضع الموصوف شكل دافعا قويا لتغيير االستراتيجية التنموية المنتهجة‪ ،‬ودخول مرحلة من اإلصالحات‬
‫االقتصادية المقيدة‪ ،‬تحت إشراف مؤسسات "بريتن وودز" بداية من العام ‪ ،1988‬حيث تم وقف تنفيذ خطة‬
‫التنمية الجارية‪ ،‬وتبني برنامج تصحيح اقتصادي يهدف إلى إعادة توجيه الهيكل األساسي لالقتصاد الجزائري‬
‫نحو اتجاه أكثر توافقا مع اقتصاد السوق‪ ،‬من خالل االهتمام بإعادة الهيكلة التنظيمية للمؤسسات العمومية‪،‬‬
‫مع التطهير المالي لهذه األخيرة‪ .‬غير أن افتقار هذه اإلصالحات لرؤية شاملة‪ ،‬باستهدافها أساسا إعادة‬
‫التوازن لميزان المدفوعات‪ ،‬وعدم إيالئها أي أهمية ألهداف النمو االقتصادي‪ ،‬إضافة إلى الضائقة المالية‬
‫التي رافقتها‪ ،‬جعلها تأتي مصحوبة بانعكاسات سلبية على معدالت النمو االقتصادي الحقيقية‪ ،‬التي سجلت‬
‫قيما جد متدنية‪ ،‬لدرجة تسجيلها مستويات سالبة سنوات ‪ ،1993 ،1991‬و‪.21994‬‬

‫بحلول العام ‪ 1994‬كان االقتصاد الجزائري قد وصل درجة االختناق‪ ،‬ببلوغ ثقل المديونية حد الـ (‪)84%‬‬

‫من إجمالي مداخيل الصادرات‪ ،‬بينما تجاوز عجز الموازنة العامة عتبة الـ ‪ 160‬مليار دج عام ‪ ،1993‬في‬
‫حين سجلت معدالت النمو االقتصادي الحقيقية مستويات سالبة؛ لتجد الجزائر نفسها مجبرة –أمام هذا‬
‫الظرف المعقد‪ -‬على توقيع اتفاق االستعداد االئتماني ‪ Stand-by‬الثالث‪ ،‬ثم قبول بنود برنامج التعديل‬
‫الهيكلي (اتفاق اإلئتمان الموسع) المفروض عليها من طرف صندوق النقد الدولي‪ ،‬كوصفة لعالج‬
‫االختالالت الهيكلية التي كان يعاني منها اقتصادها‪ .3‬هذا البرنامج‪ ،‬وباإلضافة إلى النتائج الهامة التي حققها‬

‫‪1‬‬
‫‪Brahimi .A. (1999), "les réformes économiques: implication sociales", Revue Algérienne du Travail, N0. 24. P. 38.‬‬
‫‪ 2‬أنظر الجدول )‪ (20-I‬من الملحق )‪ ،(I‬والشكل (‪ )4.3‬أعاله‪.‬‬
‫‪ 3‬تضمن هذا البرنامج تخفيض الطلب الداخلي عن طريق تخفيض النفقات الداخلية‪ ،‬تخفيض العملة الوطنية‪ ،‬إعادة جدولة الديون‪ ،‬خوصصة القطاع‬
‫العمومي‪ ،‬تحرير التجارة الخارجية‪ ،‬تسريح العمال‪ ،‬وتحرير األسعار‪ .‬تفاصيل أدق فيما يتعلق بالمحتوى التطبيقي لبرنامج التعديل الهيكلي‪ ،‬موجودة‬
‫ضمن‪ - :‬بن شهرة مدني‪" ،)2009( .‬اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل‪ :‬التجربة الجزائرية"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬‬
‫األردن‪ ،‬ص ص‪.160-130 .‬‬

‫‪164‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫فيما يتعلق بمسألة الديون والتوازنات المالية‪1‬؛ يعد تسجيل معدالت النمو االقتصادي –في ظل سياسة مالية‬
‫مقيدة وصارمة‪ -‬مستويات حقيقية إيجابية‪ ،‬من أبرز النتائج اإليجابية التي حققها؛ حيث قدرت هذه المستويات‬
‫بـ )‪ (3,80%‬سنة ‪ ،1995‬ثم )‪ (4,10%‬عام ‪ ،1996‬بينما بلغت أقصى حد لها‪ِّ ،‬‬
‫قدر بـ )‪ (5,10%‬خالل العام‬
‫‪ .1998‬والجدير بالمالحظة من خالل استقراء قيم معدالت النمو اإلسمية والحقيقية ‪-‬والتي يعرضها الجدول‬
‫)‪ (20-I‬من الملحق )‪ -(I‬خالل الفترة (‪ ،)1998-1990‬هو اتساع الفجوة بين المستويات اإلسمية ونظيرتها‬
‫الحقيقية لهذه المعدالت‪ ،‬ومرد ذلك هو ارتفاع المستويات العامة لألسعار ومعدالت التضخم‪ ،‬التي بلغت‬
‫أعتى مستوياتها خالل سنوات الفترة المذكورة‪ ،‬قبل تأخذ في التراجع بداية من العام ‪ ،1997‬نتيجة تطبيق‬
‫برامج اإلصالح االقتصادي التقشفية‪ ،‬لتضيق معها الفجوة بين معدالت النمو االقتصادي اإلسمية والحقيقية‪.2‬‬

‫ج‪ .‬تحليل تطور الناتج الداخلي الخام ونموه خالل فترة اإلنعاش االقتصادي (‪:)2014-2000‬‬

‫تعتبر فترة ما بعد اإلصالحات بمثابة نقطة التحول الرئيسية في مسيرة االقتصاد الجزائري‪ ،‬حيث دخل‬
‫هذا األخير بعد انتهاء برنامج التصحيح الهيكلي مرحلة جديدة‪ ،‬ميزها تحول جذري لتوجه السياسة االقتصادية‬
‫بشكل عام‪ ،‬والسياسة المالية على وجه الخصوص‪ ،‬من سياسة تقشفية صارمة إلى سياسة توسعية من أجل‬
‫دعم النمو االقتصادي وانعاشه‪ .‬وهو التحول الذي لم يكن ‪-‬في واقع األمر‪ -‬مبرمجا ومخططا له‪ ،‬بقدر ما‬
‫كان ناتجا عن تغيرات وتحوالت خارجية‪ ،‬ال سلطة عليها؛ فبعد حالة الالإستقرار التي سادت االقتصاد‬
‫الجزائري منذ أزمة انهيار أسعار النفط عام ‪ ،1986‬جاءت عودة هذه األسعار لالنتعاش التدريجي بداية من‬
‫الثالثي األخير للعام ‪ ،1999‬لتضفي نوعا من الراحة المالية‪ ،‬وتساهم في إرساء دعائم االستقرار النقدي‬
‫والمالي‪ ،‬الذي تجلى في تراكم اإلدخار المالي‪ ،‬والتحسن الملحوظ في سيولة البنوك؛ وبالتالي تحسن شروط‬
‫تمويل االقتصاد‪ ،‬والتي تم استغاللها في بعث النشاط االقتصادي‪ ،‬من خالل سياسة مالية توسعية تنموية‪،‬‬
‫ذات طابع كينـزي تهدف إلى تنشيط الطلب الكلي‪ ،‬عن طريق تحفيز المشاريع االستثمارية العمومية الكبرى‪.‬‬

‫التوسع المالي المنتهج تجسد من خالل إقرار مجموعة من البرامج اإلستثمارية التنموية المتتابعة‪ ،‬التي‬
‫كان من بين أهم أهدافها رفع معدالت النمو االقتصادي والتوظيف‪ .‬فبعد سنوات متتالية كرست توجه التقشف‬
‫والصرامة المالية‪ ،‬اتسمت السياسة االقتصادية الجزائرية بالحذر خالل الفترة (‪ ،)2000-1999‬قبل أن يسمح‬
‫تزايد المؤشرات اإليجابية حول الوضعية المالية بالعودة النتهاج مسار التوسع‪ ،‬من خالل ما أطلق عليه اسم‬
‫برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي (‪ .)2004-2001‬وقد رافق هذا البرنامج‪ ،‬والتوسعات المالية التي صاحبته‪،‬‬

‫‪ 1‬لتفاصيل أوفر بشأن نتائج وآثار برنامج التعديل الهيكلي على االقتصاد الجزائري‪ ،‬أنظر‪ - :‬أحمين شفير‪ ،)1999( .‬ص‪.156-138 .‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪ :‬الجدول )‪ ،(20-I‬والجدول )‪ (21-I‬من الملحق )‪.(I‬‬

‫‪165‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫انتعاشا ملحوظا لالقتصاد الجزائري‪ ،‬وتحسنا في معظم المؤشرات االقتصادية الكلية‪ ،‬ومن بينها معدالت‬
‫النمو االقتصادي‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تظهر المعطيات المستسقاة من مختلف التقارير اإلحصائية –على غرار‬
‫التقارير السنوية لبنك الجزائر‪ -‬أن االقتصاد الجزائري استعاد نموه خالل السنوات األولى من األلفية الثالثة‪،‬‬
‫حيث سجلت معدالت نمو الناتج الداخلي الخام اإلسمية والحقيقية في إطار برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‬
‫‪-‬الذي كان هدفه العملي المعلن هو إعادة تنشيط الطلب ودعم النشاطات التي تنتج أو توفر القيمة المضافة‬
‫ومناصب الشغل‪ -‬مستويات جد إيجابية‪ ،‬إذ انتقلت المعدالت اإلسمية من )‪ (2,51%‬عام ‪( 2001‬بعد تراجع‬
‫كبير مقارنة بالعام ‪ )2000‬إلى )‪ (22,21%‬عام ‪ ،2004‬بينما بلغت المعدالت الحقيقية أقصى قيمة لها ق ِّدرت بـ‬
‫)‪ (7,20%‬عام ‪ ،2003‬في حين بلغ متوسط معدل النمو الحقيقي للفترة (‪ )2004-2001‬ما يقارب الـ )‪،(5,00%‬‬
‫وهو أعلى من متوسط معدل النمو الحقيقي المحقق خالل الفترة (‪ ،)2000-1995‬والذي قدر بـ )‪.(3,52%‬‬

‫في ذات السياق‪ ،‬وانعكاسا لسياسة اقتصادية مكملة لسياسة اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬تهدف بشكل أساسي‬
‫إلى رصد حجم أكبر من اإلستثمارات‪ ،‬بغية دعم البرنامج السابق‪ ،‬واعطائه صبغة الفعالية واالستم اررية؛ وكذا‬
‫من أجل حشد الموارد المالية المتاحة ‪-‬في ظل تواصل ارتفاع أسعار النفط‪ -‬لمواصلة جهود إنعاش النمو في‬
‫جميع قطاعات النشاط؛ تم إقرار برنامج تكميلي لدعم النمو يغطي الفترة (‪ ،)2009-2005‬بلغت قيمته‬
‫اإلجمالية النهائية حوالي سبع (‪ )7‬أضعاف قيمة البرنامج الذي سبقه‪ ،‬وبعده برنامج استثماري أضخم من‬
‫سابقيه لتوطيد النمو االقتصادي‪ ،‬غطى الفترة (‪ .)2014-2009‬وفي إطار هذين البرنامجين‪ ،‬سجلت معدالت‬
‫نمو الناتج الداخلي الخام اإلسمية والحقيقية قيما متذبذبة خالل الفترة (‪ ،)2014-2005‬حيث تراوحت المعدالت‬
‫اإلسمية بين حد أدنى سالب قدره )‪ ،(-9,74%‬س ِّجل عام ‪( 2009‬نتيجة التراجع الذي طال أسعار النفط)‪ ،‬وحد‬
‫أقصى قدره )‪ ،(21,65%‬س ِّجل عام ‪( 2011‬نتيجة انتعاش أسعار النفط)؛ وباستثناء العام ‪ 2005‬أين ق ِّدر‬
‫المعدل الحقيقي للنمو بـ )‪ ،(5,90%‬تراوحت المعدالت الحقيقية بين )‪ (1,60%‬كحد أدنى شهده العام ‪،2009‬‬
‫وما يقارب )‪ (3,80%‬كحد أقصى س ِّجل عند نهاية تنفيذ برنامج توطيد النمو‪ .1‬ويعود هذا التذبذب أساسا إلى‬
‫النمو غير المطرد للقيمة المضافة لقطاع المحروقات‪ ،‬وبدرجة أقل لقطاعي الصناعة والفالحة‪.2‬‬

‫من خالل التحليل أعاله‪ ،‬يتجلّى أنه قد تم تبني سياسة إنفاقية توسعية خالل الفترة (‪ ،)2014-2001‬بهدف‬
‫التخفيف من حدة اآلثار السلبية لبرنامج التعديل الهيكلي؛ وقد نجحت هذه السياسة في مسعاها إلى ٍّ‬
‫حد ما‪ ،‬إذ‬
‫أنها أدت إلى تحسن بعض المؤشرات االقتصادية الكلية‪ ،‬وضمنها معدالت النمو االقتصادي‪ .‬غير أنه جدير‬

‫‪ 1‬أنظر الجدول )‪ (20-I‬من الملحق )‪.(I‬‬


‫‪ 2‬تفاصيل أدق‪ ،‬موجودة ضمن‪ :‬مسعي محمد‪" ،) 2012( .‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر وأثرها على النمو"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬ع‪ ،10 .‬جامعة‬
‫ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.160-147 .‬‬

‫‪166‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بالمالحظة‪ ،‬أن معدالت النمو المحققة خالل الفترة المذكورة تعد متواضعة إذا ما قورنت بحجم االستثمارات‬
‫المرصودة مع تعاقب البرامج اإلستثمارية المنفذة؛ حيث تم إنفاق متوسطا سنويا في مجال اإلستثمار ال يقل‬
‫عن نسبة )‪ (10%‬من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬في حين لم يتجاوز معدل النمو الحقيقي السنوي حاجز الـ )‪(5%‬‬

‫إال سنوات ‪ ،2003 ،2002‬و‪ .2005‬وهذه الوضعية تكشف عن اختالل وغياب للفعالية في النظام االقتصادي‬
‫السائد؛ فضخ نسبة )‪ (10%‬من االقتصاد الجزائري‪ ،‬ثم الحصول على ما ال يتجاوز )‪ (3,70%‬كمتوسط سنوي‬
‫لمعدل نمو الناتج الحقيقي ما بين عامي ‪ 2001‬و‪ ،2014‬يعني أنه لم يتم تحقيق أي نتيجة فعلية؛ وخاصة إذا‬
‫ما استبعدنا قطاع المحروقات الذي بلغ متوسط نسبة مساهمته في تكوين الناتج الداخلي الخام خالل الفترة‬
‫المعنية‪ ،‬ما يقارب )‪ .(36,50%‬وهو ما يكشف بدوره عن وجود خلل في البرامج الحكومية المسطرة‪ ،‬السيما‬
‫في ظل غياب قطاع صناعي وانتاجي قوي‪ ،‬مع ضعف فعالية القطاع العمومي‪ ،‬وغياب المبادرة الخاصة‪.‬‬

‫في األخير‪ ،‬يتضح أن خالصة التحليل السابق ال تخرج عن نطاق تأكيد تبعية النمو االقتصادي في‬
‫الجزائر لتقلبات أسعار النفط‪ ،‬ومعاناة االقتصاد الجزائري من مفارقة الوفرة ولعنة الموارد‪ .‬فهذا األخير‪ ،‬ورغم‬
‫المخططات والبرامج التنموية المتبعة‪ ،‬واإلصالحات المنتهجة‪ ،‬لم يخرج عن نطاق أحادية اإلنتاج والصفة‬
‫الريعية؛ رغم التأكيد على ضرورة اكتساب الميزة النسبية من خالل استغالل العائدات والفوائض المالية الناتجة‬
‫عن ازدهار القطاع النفطي‪ ،‬والعمل على االستفادة من دروس العلة الهولندية‪ ،‬من أجل حماية االقتصاد من‬
‫التقلبات الناجمة عن خضوعه لحركة وتقلبات أسعار النفط‪ ،‬التي تخضع لعوامل خارجية ال سلطة عليها‪.‬‬

‫‪ .2.2‬انعكاسات حركة أسعار النفط وتوجهات السياسة المالية على المستوى العام لألسعار (‪:)2014-1970‬‬

‫من خالل التحليل السابق‪ ،‬اتضحت مدى حساسية االقتصاد الجزائري للتغيرات في أسعار النفط‪ ،‬أين‬
‫ظهر بجالء أن الصدمات اإليجابية أو السلبية في هذه األسعار تعد من المحددات الرئيسية لتوجهات النشاط‬
‫االقتصادي الحقيقي‪ ،‬باعتبارها المحدد األهم لدورات التوسع والركود في االقتصاد المعني‪ .‬وعلى غرار النشاط‬
‫االقتصادي الحقيقي‪ ،‬يفترض أن تكون تقلبات أسعار النفط –ومن ثم العائدات النفطية‪ -‬من بين المحددات‬
‫األساسية للنشاط االقتصادي اإلسمي‪ ،‬من خالل تأثيرها المباشر على المستوى العام لألسعار ومعدالت‬
‫التضخم‪ .‬فبتتبع مالمح التضخم في االقتصاد الجزائري‪ ،‬نجد أن هذا األخير قد عانى من تقلبات سعرية‬
‫وضغوط تضخمية حادة‪ ،‬أخذت في التطور بشكل ملفت للنظر مع حلول النصف الثاني من عقد الثمانيات‬
‫من القرن الماضي‪ ،‬الذي تزامن مع أزمة انهيار أسعار النفط؛ بينما بلغت هذه الضغوط أعتى مستوياتها‬
‫خالل عقد التسعينات ‪ ،‬في ظل تبعات األزمة االقتصادية الناتجة عن تراجع أسعار النفط ودخول االقتصاد‬

‫‪167‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجزائري مرحلة انتقالية صعبة من اإلصالحات‪ ،‬للتحول من االقتصاد المخطط الموجه نحو اقتصاد السوق‪،‬‬
‫وما رافقها من تراجع على شتى األصعدة والمستويات‪ ،‬والذي شمل العجز المسجل في ميزان المدفوعات‬
‫وانخفاض حجم االحتياطات األجنبية نتيجة تراجع الصادرات؛ إضافة إلى ارتفاع حجم اإلصدار النقدي مع‬
‫تراجع قيمة العملة الوطنية‪ ،‬وتراجع معدالت النمو االقتصادي وارتفاع معدالت البطالة‪.‬‬

‫‪ .1.2.2‬نظرة على تطور نظام األسعار في االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪:)2014-1970‬‬

‫يعرف التضخم على أنه ارتفاع دائم ومستمر في المستوى العام لألسعار؛ ومعدل التضخم هو معدل نمو‬
‫مستوى األسعار‪ .1‬لذا يعد البحث في تحركات األسعار أمر شديد األهمية للوقوف على االتجاهات التضخمية‬
‫ألي اقتصاد؛ فإذا اتضحت حركة الصعود المستمر والمتواصل في مستويات األسعار‪ ،‬دل ذلك على وجود‬
‫مظهر من مظاهر التضخم‪.‬‬
‫ًا‬ ‫قوى تضخمية في االقتصاد المعني‪ ،‬وذلك على اعتبار أن ارتفاع األسعار يعد‬
‫وقبل تناول مختلف التطورات التي شهدها المستوى العام لألسعار في االقتصاد الجزائري خالل الفترة التي‬
‫تشملها الدراسة الحالية‪ ،‬سنعمد إلى إلقاء نظرة على تطور نظام األسعار المطبق خالل كل مرحلة من مراحل‬
‫تطور االقتصاد المعني؛ أين نجد أنه يمكننا التمييز ‪-‬في هذا الصدد‪ -‬بين مرحلتين أساسيتين تتضمنان‪:‬‬

‫أ‪ .‬نظام األسعار في ظل االقتصاد الموجه (‪:)1989-1970‬‬

‫خالل مرحلة االقتصاد الموجه‪ ،‬كانت األسعار تحدد من طرف جهاز التخطيط الذي لعب دو ار محوريا‬
‫في تنظيم وتوجيه النشاط االقتصادي‪ .‬وفي بداية هذه المرحلة ‪-‬وعلى امتداد فترة الرباعيين األول والثاني‪-‬‬
‫عوضت سياسة تثبيت األسعار التي سادت المرحلة السابقة‪ ،‬بالسياسة االنتقائية لألسعار‪ ،‬التي اعتمدت على‬
‫مراقبة ظروف تكوين األسعار من طرف السلطات العمومية‪ ،‬لغرض المحافظة على استقرار مستوياتها‪ ،‬والحد‬
‫من الضغوط التضخمية‪ ،‬خدمةً لألهداف اإلجمالية للنمو‪ ،‬وحمايةً للقدرة الشرائية للمستهلك‪ .‬ولتجسيد كل ما‬
‫ذكر‪ ،‬حددت أربعة أنظمة سعرية‪ ،‬بموجب المرسوم رقم ‪ 37-75‬المؤرخ في ‪ 29‬أبريل ‪ ،1975‬المتضمن سياسة‬
‫األسعار المخططة‪ ،‬التي دام العمل بها إلى غاية أكتوبر ‪.21982‬‬

‫أول األنظمة المعتمدة تمثل في نظام األسعار المحددة (أو الثابتة)؛ والذي بموجبه كانت أسعار المواد‬
‫األساسية ذات اإلستهالك الواسع‪ ،‬على غرار المنتجات الفالحية ذات التكاليف الثابتة نسبيا‪ ،‬تحدد –خالل‬
‫فترات محددة‪ -‬من طرف اإلدارة المركزية‪ ،‬بصورة موحدة عبر كافة التراب الوطني‪ .‬كما كان نظام األسعار‬

‫‪ 1‬عمو ًما يتم قياس مستوى األسعار باستخدام نوعين من مؤ ّشرات األسعار هما‪ ،‬معامل انكماش الناتج الداخلي الخام )‪ ،(GDPD‬ومؤشر أسعار‬
‫االستهالك )‪.(CPI‬‬
‫‪- Blanchard. O., et D. Cohen. (2004), "Macroéconomie", 3e édition, Pearson Education France, Paris, PP. 28-29‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Youcef Deboud. (1995), "le nouveau mécanisme économique en Algérie", OPU, Alger, PP. 85-86.‬‬

‫‪168‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الخاصة من بين األنظمة المعتمدة فيما يتعلق ببعض المنتجات التي كانت تحظى بدعم الدولة‪ ،‬على غرار‬
‫المنتجات الزراعية ذات التكاليف المرتفعة نسبيا‪ ،‬وبعض المنتجات الصناعية المستخدمة في اإلنتاج‬
‫الزراعي‪ ،‬والتي كان يتم تغطية الفرق بين سعرها الخاص وسعر تكلفتها عن طريق اإلعانات الحكومية‪ .‬وفي‬
‫ظل تذبذب أسعار مواد البناء والصناعات المعدنية والحديدية‪ ،‬الناتج عن تذبذب أسعار المواد المستوردة‪ ،‬تم‬
‫اعتماد نظام األسعار المثبتة‪ ،‬الذي خص أسعار المنتجات المذكورة‪ ،‬وذلك بهدف التحكم في تكلفة المشاريع‬
‫االستثمارية المخططة‪ .‬في حين شهدت هذه المرحلة اعتماد نظام األسعار المراقبة‪ ،‬ليشمل كل المنتجات التي‬
‫لم تشملها األنظمة المذكورة أعاله؛ والذي تراقب بموجبه األسعار من خالل فرض ضرائب وتعريفات‪ ،‬أو‬
‫وضع حد أقصى لألسعار‪ ،‬أو تحديد هوامش األرباح‪.‬‬

‫مع حلول عقد الثمانينات من القرن العشرين‪ ،‬والذي تزامنت بدايته مع انطالق المخطط الخماسي األول‪،‬‬
‫وبالرغم من اإلبقاء على نظام األسعار السائد‪ ،‬إال أن هذه األخيرة قد أخضعت لجملة من التوجيهات الجديدة‪،‬‬
‫بهدف ربطها بتكاليف اإلنتاج‪ ،‬مع السعي لتخفيض هذه األخيرة إلى مستويات تتماشى ومتطلبات التسيير‬
‫االقتصادي‪ .‬غير أن التوجيهات المعتمدة لم ِ‬
‫تأت بنتائج مرضية‪ ،‬إذ لم ِّ‬
‫تحدد نظام أسعار متجانس يسهل‬
‫التحكم فيه؛ ليتم –بداية من أكتوبر ‪ -1983‬تبني نظام جديد لألسعار يتوافق ومتطلبات المرحلة الراهنة‪،‬‬
‫ضمن ما سمي بنظام حقيقة األسعار‪ ،‬الذي تم تجسيده من خالل نظامين أساسيين لألسعار؛ تمثال في نظام‬
‫األسعار المثبتة والمحددة مركزيا‪ ،‬الذي خص السلع والخدمات االستراتيجية األساسية وكذا المنتجات ذات‬
‫االستهالك الواسع‪ ،‬باإلضافة إلى نظام األسعار المراقبة‪ ،‬الذي شمل السلع والخدمات غير الخاضعة للنظام‬
‫آثار اقتصادية واجتماعية من شأنها اإلخالل باألهداف الكبرى لالقتصاد الوطني‪ ،‬وقد‬
‫األول‪ ،‬والتي ال تحدث ًا‬
‫د ِّع م هذا النظام بميكانيزمات التعويض وتعديل األسعار‪ ،‬حيث تم إنشاء صندوق تعويض األسعار عام‬
‫‪ ،1982‬من أجل تجنب االختالالت المرافقة لسياسة تحديد األسعار‪.1‬‬

‫ب‪ .‬نظام األسعار في ظل التحول نحو اقتصاد السوق وما بعده (منذ العام ‪:)1990‬‬

‫في سياق اإلصالحات االقتصادية التي تبنتها الجزائر‪ ،‬وفي إطار التحول من االقتصاد الموجه نحو‬
‫اقتصاد السوق‪ ،‬كان من الضروري تبني سياسة أسعار متطابقة مع مقتضيات وخصوصيات المرحلة‬
‫المعاشة‪ .‬وفي هذا الصدد تم انتهاج سياسة سعرية حِّررت من خاللها أسعار أغلب المنتجات والخدمات‪،‬‬
‫بينما تم رفع الدعم الحكومي لألسعار بشكل تدريجي‪ ،‬وذلك بموجب نظام األسعار الذي تم اعتماده بداية من‬

‫‪1‬‬
‫‪Bali Hamid. (1993), "Inflation et mal développement en Algérie", OPU, Alger, PP. 100-101.‬‬

‫‪169‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يوليو ‪ ،1989‬والذي ارتبطت ضمنه أسعار كل المنتجات والخدمات إما بنظام األسعار المقننة (المنظمة)‪ ،‬أو‬
‫نظام التصريح باألسعار‪.1‬‬

‫في ذات السياق‪ ،‬قام نظام األسعار المقننة على ضمان األسعار عند مرحلة اإلنتاج لمجموعة من‬
‫المنتجات االستراتيجية‪ ،‬التي يتطلب إنتاجها التشجيع أو الحماية أو التحفيز (إذ تمثل سعر اإلنتاج المضمون‬
‫في سعر أدنى يحدد قبل اإلنتاج)؛ و‪/‬أو تسقيف األسعار والهوامش‪ ،‬وذلك إما من خالل التدخل المباشر‬
‫للدولة في تحديد سقف سعري لمجموعة من السلع والخدمات التي تخولها أسبقية اقتصادية واجتماعية‪ ،‬و‪/‬أو‬
‫من خالل التدخل غير المباشر عن طريق تسقيف الهوامش فيما يتعلق بهذه المنتجات على مستوى المنتجين‪.‬‬
‫في حين أخضعت جميع السلع والخدمات التي لم يشملها نظام األسعار المقننة إلى نظام التصريح باألسعار‪،‬‬
‫حيث تكون المنتجات الخاضعة لهذا النظام محل تصريح بسعر البيع عند اإلنتاج لدى السلطات الوصية‪،‬‬
‫بينما يمكن أن تقترن هذه السلع والخدمات عند االقتضاء بتحديد للحد األعلى لهوامش التوزيع‪.2‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬كان من بين األهداف الرئيسية لبرنامج التعديل الهيكلي‪ ،‬تحرير األسعار‪ ،‬والغاء الدعم وكافة‬
‫أشكال التدخل اإلداري في أداء األسعار‪ ،‬قصد إزالة التشوهات السعرية‪ ،‬وتمكين ميكانيزمات السوق من‬
‫تنظيم أسعار السلع والخدمات عن طريق قانون العرض والطلب‪ .‬وقد حدد البرنامج مدة ثالث سنوات لتحرير‬
‫أسعار كل السلع والخدمات‪ ،‬ليتم تحرير أسعار منتجات القطاع العام على مراحل‪ ،‬ثم الرفع التدريجي‬
‫لألسعار المحلية للمنتجات الغذائية والطاقة؛ بينما تم –في هذا الصدد‪ -‬إصدار األمر رقم ‪ 06-95‬المؤرخ في‬
‫‪ 25‬يناير ‪ ،1995‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬والذي نص صراحة على أن أسعار السلع والخدمات تحدد بصفة حرة‬
‫وفقا لقواعد المنافسة‪ ،‬مع إمكانية تدخل الدولة (بعد استشارة مجلس المنافسة) لتقييد المبادئ العامة لحرية‬
‫األسعار‪ ،‬من خالل تحديد أسعار بعض السلع والخدمات التي تعتبرها ذات طابع استراتيجي‪ .3‬غير أنه أعيب‬
‫على األمر رقم ‪ 06-95‬عدم منعه للممارسات المقيدة المنافسة‪ ،‬وعدم توضيحه لبعض المفاهيم واإلجراءات‬
‫التي تكفل التطبيق السليم للقواعد التي جاء بها؛ ومن هنا ظهرت الحاجة إلى قانون جديد يأخذ بعين االعتبار‬
‫أوجه النقص السابقة‪ ،‬وهو ما جاء به األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬المتعلق بالمنافسة‪،4‬‬
‫والذي تم تعديله هو اآلخر مرتين بموجب القانون رقم ‪ 12-08‬المؤرخ في ‪ 25‬جوان ‪ ،2008‬المعدل والمتمم‪ ،‬ثم‬
‫‪1‬‬
‫‪Youcef Deboud,) 1995(, P .87.‬‬
‫‪ 2‬تفاصيل أدق‪ ،‬ضمن‪ :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون رقم ‪ 12-89‬المؤرخ في ‪ 02‬ذي الحجة ‪1409‬هـ الموافق لـ ‪ 05‬يوليو ‪1989‬م‪،‬‬
‫يتعلق باألسعار‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،29‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬يوليو ‪ ،1989‬ص ص‪.765-757 .‬‬
‫‪ 3‬مزيد من التفاصيل‪ ،‬ضمن‪ :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬أمر رقم ‪ 06-95‬المؤرخ في ‪ 23‬شعبان ‪1415‬هـ الموافق لـ ‪ 25‬يناير ‪1995‬م‪،‬‬
‫يتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،9‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬فبراير ‪ ،1995‬ص ص‪.14-13 .‬‬
‫‪ 4‬تفاصيل أوفر‪ ،‬ضمن‪ :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى ‪1424‬هـ الموافق لـ ‪ 19‬يوليو‬
‫‪2003‬م‪ ،‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،43‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬يوليو ‪ ،2003‬ص ص‪.28-25 .‬‬

‫‪170‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫القانون ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬المعدل والمتمم‪.1‬‬

‫‪ .2.2.2‬تقلبات أسعار النفط وتوجهات السياسة المالية واتجاه المستوى العام لألسعار‪ :‬نظرة تحليلية‪.‬‬

‫يعتمد في معظم اقتصاديات بلدان العالم على مؤشر أسعار االستهالك )‪ (Consumer Price Index‬لتقييم‬
‫االتجاهات العامة للتضخم والمستوى العام لألسعار‪ ،‬ويتفق خبراء االقتصاد على أهمية هذا المؤشر باعتباره‬
‫مقياسا لمعدل التضخم بالنظر إلى أنه يعبر عن تكلفة المعيشة‪ ،‬ويصور التدهور الذي قد يطال القوة الشرائية‬
‫للنقود‪ ،‬إذ يستعمل في أهداف تقييس الرواتب واألجور‪ ،‬إضافة إلى توفر أغلب الموارد اإلحصائية بشأنه‬
‫عادة‪ .2‬وكذلك هو الحال بالنسبة للجزائر‪ ،‬أين يعد مؤشر أسعار االستهالك وسيلة أساسية لقياس التضخم في‬
‫االقتصاد الجزائري‪ ،‬باعتبار أنه يعكس وضعية القدرة الشرائية للعائالت الجزائرية‪ ،‬بينما يعد االرتفاع المستمر‬
‫مظهر هاما من مظاهر التضخم‪ .‬في حين يتم حساب هذا المؤشر شهريا من طرف‬
‫ًا‬ ‫في أسعار االستهالك‬
‫الديوان الوطني لإلحصائيات )‪ ،(NOS‬باعتماد سلة تضم (‪ )260‬سلعة وخدمة مركزة بشكل قوي باتجاه المواد‬
‫الغذائية والمشروبات غير الكحولية‪ ،‬التي تمثل ما يتجاوز الـ (‪ )44%‬من سلة اإلستهالك لدى العائالت‬
‫الجزائرية‪ .‬ويحسب هذا المؤشر وفقًا لصيغة السبير )‪ ،(Laspeyres Formula‬باتخاذ سنة معينة كسنة‬
‫مرجعية‪ ،‬أما األوزان فتعتمد على نتائج التحقيقات الميدانية بشأن اإلنفاق العائلي على المستوى الوطني‪.3‬‬

‫بناءا على تعريف وخصائص مؤشر أسعار االستهالك المذكورة أعاله‪ ،‬يتضح أن العوامل المؤثرة في‬
‫أسعار الغذاء تطغى على حركات واتجاهات هذا المؤشر‪ ،‬والشك أن حركة وتقلبات أسعار النفط‪ ،‬وكذا‬
‫إجراءات وتوجهات السياسة المالية المرافقة لها تعد من أهم هذه العوامل‪ ،‬إضافة إلى عوامل أخرى عديدة‬
‫على غرار توجهات واجراءات السياسة النقدية‪ ،‬حركة سعر الصرف‪ ،‬أسعار الواردات‪ ،‬العوامل والظروف‬
‫المناخية وغيرها‪ .‬وضمن هذا اإلطار‪ ،‬سنعمد فيما يلي إلى عرض وتحليل التطورات التي شهدها المستوى‬
‫العام لألسعار ومستويات التضخم في االقتصاد الجزائري خالل الفترة محل الدراسة‪ ،‬وذلك من خالل تحليل‬
‫تطورات مؤشر أسعار اإلستهالك ‪-‬المحسوب باعتبار السنة ‪ 2001‬كسنة أساس (‪ -)2001=100‬ومعدالت‬
‫نموه التي تمثل معدالت التضخم في االقتصاد محل الدراسة‪.‬‬

‫‪ 1‬تفاصيل أدق وأوفر‪ ،‬موجودة ضمن‪ - :‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون رقم ‪ 12-08‬المؤرخ في ‪ 21‬جمادى الثانية ‪1429‬هـ الموافق‬
‫لـ ‪ 25‬يونيو ‪2008‬م‪ ،‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى ‪1424‬هـ الموافق لـ ‪ 19‬يوليو ‪2003‬م‪ ،‬والمتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،36‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬يوليو ‪ ،2008‬ص ص‪.15-11 .‬؛ ‪ -‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون ‪ 05-10‬مؤرخ في ‪5‬‬
‫رمضان ‪1431‬هـ الموافق لـ ‪ 15‬غشت ‪2010‬م‪ ،‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى ‪1424‬هـ الموافق لـ ‪ 19‬يوليو ‪2003‬م‪،‬‬
‫والمتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬غشت ‪ ،2010‬ص ص‪.11-10 .‬‬
‫‪ 2‬عبد الفضيل محمود‪" ،)1982( .‬مشكلة التضخم في االقتصاد العربي‪ :‬الجذور والمسببات واألبعاد والسياسات"‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ص‪.18 .‬‬
‫‪ 3‬صالح تومي‪" ،)2005( .‬دور المؤشرات السابقة والموجهة في تحديد المسار التضخمي في الجزائر"‪ ،‬مجلة علوم االقتصاد والتسيير والتجارة (جامعة‬
‫الجزائر)‪ ،‬العدد‪ ،2005-13 .‬ص ص‪.28-9 .‬‬

‫‪171‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل (‪ :)5.3‬تطور مؤشر أسعار االستهالك )‪ (2001=100‬ومعدل التضخم مع حركة سعر النفط الخام‬
‫خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬
‫‪200‬‬

‫‪160‬‬

‫‪120‬‬

‫‪80‬‬

‫‪40‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1970‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2010‬‬

‫)‪CPI (2001=100‬‬
‫)‪INFLATION (%‬‬
‫)‪OIL PRICE ($PB‬‬

‫المصدر‪ :‬تم إعداد الشكل باالعتماد على المعطيات الواردة في الجدول (‪ )21-I‬من الملحق (‪.)I‬‬

‫النظرة األولية بشأن تطورات معدالت التضخم والمستوى العام لألسعار خالل الفترة (‪،)2014-1970‬‬
‫والمستسقاة من خالل األرقام والبيانات الواردة في الشكل (‪ )5.3‬أعاله‪ ،‬والجدول (‪ )21-I‬من الملحق )‪ ،(I‬توحي‬
‫باختالف وتيرة الزيادة في هذه األخيرة‪ ،‬وكذا التذبذب الكبير في معدالت التضخم؛ ففي البداية سارت الوتيرة‬
‫بصورة بطيئة نسبيا خالل مرحلة االقتصاد الموجه‪ ،‬التي شملت المرحلة (‪ )1989-1970‬ضمن مجال الفترة‬
‫محل الدراسة‪ ،‬مع ما تضمنته هذه الفترة ‪-‬التي عرفت بفترة التضخم المكبوت‪ -‬من سياسة تحديد‪ ،‬تثبيت‪،‬‬
‫ودعم ومراقبة لألسعار‪ ،‬في ظل ظروف ميزها تراكم الفوائض المالية الناتج عن انتعاش أسعار النفط‪ ،‬خاصة‬
‫خالل عقد السبعينات وبداية الثمانينات‪ .‬بعدها دخلت األسعار مرحلة من التزايد العنيف‪ ،‬في أعقاب األزمة‬
‫االقتصادية التي طالت االقتصاد الجزائري عقب الصدمة العكسية في أسعار النفط‪ ،‬التي شهدها العام ‪،1986‬‬
‫ودخول االقتصاد المعني مرحلة جديدة إلصالح االختالالت الهيكلية التي حلت به‪ ،‬والتحول من االقتصاد‬
‫الموجه نحو اقتصاد السوق‪ ،‬أين بلغت معدالت الزيادة في األسعار أعتى مستوياتها‪ ،‬في ظل ظروف ميزها‬
‫الرفع التدريجي للدعم الحكومي لألسعار وتحرير أسعار أغلب المنتجات والخدمات‪ .‬ذلك قبل أن تشهد سنوات‬
‫نهاية تطبيق برنامج التعديل الهيكلي‪ ،‬تراجعا ملحوظا في وتيرة نمو األسعار ومعدالت التضخم‪ ،‬ليستمر هذا‬
‫التراجع خالل أغلب سنوات األلفية الثالثة‪ ،‬والتي جاءت شاهدة على انتعاش غير مسبوق في أسعار النفط‪،‬‬
‫والذي رافقه تحسن ملحوظ في أغلب مؤشرات األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬وضمنها معدالت التضخم‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ‪ .‬تحليل تطور المستوى العام لألسعار ومعدالت التضخم في ظل االقتصاد الموجه (‪:)1989-1970‬‬

‫بشكل عام‪ ،‬يمكن القول أنه قد ميز مرحلة االقتصاد الموجه ‪-‬التي شملت الفترة (‪ -)1989-1970‬استقرار‬
‫نسبي في األسعار؛ حيث أدت القيود اإلدارية المفروضة على هذه األخيرة‪ ،‬والضبط والتحديد الصارم لها إلى‬
‫كبت الضغوط التضخمية‪ ،‬بينما تم انتهاج سياسة سعرية لعبت ضمنها الدولة دور المنظِّم و ِّ‬
‫المعدل لحركة‬
‫األسعار‪ ،‬رغبة منها في حماية القدرة الشرائية للمستهلك؛ األمر الذي انعكس على معدالت التضخم التي لم‬
‫تتجاوز مستوى (‪ )8,30%‬في المتوسط خالل الفترة المذكورة‪ .‬في حين كانت الزيادة في المستوى العام‬
‫لألسعار تتم بوتيرة بطيئة نسبيا‪ ،‬رغم تسارعها من فترة ألخرى ومع مرور السنوات‪ ،‬إذ انتقلت قيمة مؤشر‬
‫أسعار االستهالك –باعتباره مقياسا لمستوى األسعار‪ -‬من (‪ )3,89%‬عام ‪ 1970‬إلى (‪ )4,97%‬سنة ‪،1975‬‬
‫بارتفاع ال يتعدى الـ (‪ )1,08‬نقطة‪ ،‬بينما ارتفعت قيمة المؤشر المذكور بما يقارب الـ (‪ )2,25‬نقطة خالل‬
‫النصف الثاني من عقد السبعينات؛ وواصلت ارتفاعها بوتيرة أسرع نسبيا خالل النصف األول من عقد‬
‫الثمانينات‪ ،‬حيث بلغ مقدار الزيادة حدود الـ (‪ )3,3‬نقطة ما بين عامي ‪ 1980‬و‪ .1984‬غير أن النصف الثاني‬
‫من ذات العقد شهد استق ار ار أقل في األسعار‪ ،‬في ظل مخلفات الصدمة النفطية العكسية‪ ،‬وما تبعها اختالل‬
‫في التوازنات االقتصادية الكلية الكبرى‪ ،‬وضمنها التوازنات المالية الداخلية‪ ،‬كما أن العرض الكلي لم يكن‬
‫قاد ار على مسايرة النسق المرتفع للطلب الكلي‪ ،‬مما أسفر عن تولد ضغوط تضخمية داخلية‪ ،‬عبر عنها‬
‫ارتفاع مؤشر أسعار االستهالك بما يقارب الـ (‪ )5,11‬نقطة خالل الفترة (‪ ،)1989-1985‬وهي قيمة مرتفعة إذا‬
‫ما قورنت بالفترات السابقة‪.1‬‬

‫في الواقع‪ ،‬جدير باإلشارة أنه خالل مرحلة االقتصاد الموجه بالذات‪ ،‬شاب تحليل تطورات التضخم‬
‫والمستوى العام لألسعار من خالل تحليل حركة مؤشر أسعار االستهالك‪ ،‬بعض النقائص التي تتعلق أساسا‬
‫بالمشاكل الناجمة عن اإلجراءات والضوابط اإلدارية التي عمدت السلطات الوصية إلى اتخاذها بشأن تحديد‬
‫وتثبيت األسعار‪ ،‬وما رافقها من كبت للضغوط التضخمية؛ إضافة إلى عدم أخذ حركة أسعار السوق الموازية‬
‫بعين االعتبار‪ .2‬وذلك على النحو الذي يجعلنا نعتقد أنه لو أخذت كل من رغبات اإلنفاق المكبوت‪ ،‬وكذا‬
‫أسعار السوق السوداء لمختلف السلع والمنتجات‪ ،‬بعين االعتبار عند حساب الرقم القياسي لألسعار‪ ،‬لكانت‬

‫‪ - 1‬تفاصيل أدق يعرضها الجدول )‪ (21-I‬من الملحق )‪.(I‬‬


‫‪ 2‬تجسدت مالمح الكبت التضخمي في ارتفاع مؤشر أسعار االستهالك لمجموعة معينة من السلع والمنتجات الغذائية (على غرار اللحوم‪ ،‬واألسماك‪،‬‬
‫والخضر والفواكه‪ ،)... ،‬دون تلك الضرورية والمدعمة (كالحبوب‪ ،‬والحليب‪ ،)... ،‬والتي بقيت أسعارها مستقرة إلى حد ما‪ .‬كما تجلى الكبت التضخمي‬
‫من خالل االرتفاع ال ُمفرط لإلدخار العائلي‪ ،‬وما نتج عنه من ضغط على الفائض الحاصل في القدرة الشرائية‪ ،‬والذي قابله عجز فادح في عرض السلع‪،‬‬
‫كان من المفروض أن يؤدي إلى ارتفاعات تفوق تلك التي حدثت فعال‪ .‬تفاصيل أوفر‪ ،‬ضمن‪:‬‬
‫‪- Stan Standaert. (1984), "Inflation réprimée et demande d’encaisse: une illustration économétrique pour l’Algérie",‬‬
‫‪Cahier de l’Institut des Sciences Economiques, N°. 04, Université d’Alger, juin, PP. 37-38.‬‬

‫‪173‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أرقام هذا المؤشر ستسجل قيما أعلى‪ ،‬وسترتفع بمعدالت أكبر من تلك التي تحققت فعال‪ ،‬وبالتالي كانت‬
‫ستعكس وضعية أسوء عن الضغوط التضخمية‪.‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬نجد أن دعم األسعار والرقابة اإلدارية المباشرة عليها قد عمل على تقييد حرية هذه‬
‫األخيرة‪ ،‬ومنعها من االرتفاع تحت ضغط توسعات الطلب الكلي التي رافقت توسعات السياسة المالية‪ ،‬وكذا‬
‫استجابةً لضغط التوسعات الحاصلة في الكتلة النقدية‪ ،‬التي أملتها االحتياجات التمويلية المتنامية لمشاريع‬
‫واستثمارات الخطط التنموية المنتهجة‪ ،‬أمام عجز اإلدخار المحلي عن توفير االحتياجات الضرورية‪ ،‬رغم‬
‫االنتعاش الذي شهدته أسعار النفط والعائدات النفطية خالل أغلب فترات المرحلة المعنية‪ .‬وقد شكل توسع‬
‫الكتلة النقدية واإلصدار النقدي غير المراقب –إضافة إلى توسعات مكونات اإلنفاق الكلي من استهالك‬
‫خاص وعام وانفاق استثماري‪ ،‬وكذا ارتفاع تكاليف اإلنتاج‪ -‬وما أدى إليه من فائض في السيولة النقدية‪،‬‬
‫المسبب والمحرض األهم للضغوط التضخمية التي شهدها االقتصاد الجزائري خالل مرحلة االقتصاد الموجه؛‬
‫خاصة في ظل ضعف القطاع المصرفي‪ ،‬والغياب شبه التام للسلطات النقدية والسياسة النقدية‪ ،‬إذ لم يكن‬
‫للبنك المركزي –خالل هذه المرحلة‪ -‬أي استقاللية في تحديد معالم هذه السياسة‪ ،‬بينما ظل العرض النقدي‬
‫متغيرة خارجية تخضع لوضعية الموازنة العامة والدين العام‪ ،‬مع االرتباط والتبعية شبه التامة لإلدخار‬
‫العمومي واالحتياطي النقدي لتقلبات أسعار النفط والعائدات النفطية‪.‬‬

‫ب‪ .‬تحليل تطور المستوى العام لألسعار ومعدالت التضخم في ظل اإلصالحات االقتصادية (‪:)1999-1990‬‬

‫في الواقع ‪-‬وكما سبقت اإلشارة إليه‪ -‬لم يكن االستقرار الظاهري الذي شهدته األسعار خالل مرحلة‬
‫االقتصاد الموجه‪ ،‬ناتجا عن تحكم حقيقي في حركة هذه األخيرة من خالل أدوات السياسة المالية والنقدية‪،‬‬
‫بقدر ما كان ناتجا عن التدخل الحكومي المباشر في تحديد ودعم أسعار شريحة واسعة من السلع والمنتجات؛‬
‫بينما عاد هذا االستقرار الوهمي في األسعار بتكاليف باهظة على خزينة الدولة‪ .‬وهي التكاليف التي لم تعد‬
‫األخيرة قادرة على االستمرار في تحملها بعد االنهيار الذي طال أسعار النفط العام ‪ ،1986‬وما تبعه من‬
‫تراجع للعائدات النفطية‪ ،‬وضيق وعسر مالي‪ ،‬واختالالت هيكلية في التوازنات االقتصادية الكلية الكبرى‬
‫عامة‪ ،‬والتوازنات المالية الداخلية على وجه الخصوص‪.‬‬

‫في ِخضم االختالالت الموصوفة‪ ،‬جاءت نهاية ثمانينات القرن العشرين وبداية التسعينات‪ ،‬شاهدة على‬
‫معاناة االقتصاد الجزائري من تقلبات سعرية حادة وضغوط تضخمية جامحة‪ ،‬في ظل ظروف ميزها االنتقال‬
‫التدريجي من االقتصاد الموجه نحو اقتصاد السوق‪ ،‬وتبني مجموعة من البرامج التي تتضمن رؤية صندوق‬

‫‪174‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫النقد الدولي إلصالح االختالالت الهيكلية‪ ،‬واستعادة التوازنات االقتصادية الكلية والمالية؛ في حين أخذت‬
‫الحكومة في االنسحاب من التدخل المباشر في االقتصاد‪ ،‬مع تقليص الدعم المقدم لألسعار والعمل على‬
‫تحرير هذه األخيرة؛ بينما تزامن ذلك مع انسياب التضخم الشديد الذي كانت تعاني منه االقتصاديات‬
‫الرأسمالية‪ ،‬وكذا ارتفاع الطلب الكلي الذي كانت تغذيه السياسات المالية التوسعية‪ ،‬وارتفاع األجور واعانات‬
‫اإلستهالك الضمنية‪ ،‬وكذا السياسات النقدية التوسعية وما رافقها من إفراط في اإلصدار النقدي‪ ،‬بالموازاة مع‬
‫عجز العرض الكلي على مسايرة االرتفاعات الحاصلة في الطلب‪ ،‬في ظل االختالالت الناتجة عن ظروف‬
‫االقتصاد الجزائري المتخلف من حيث بنيانه اإلنتاجي‪ ،‬وعدم كفاءة الجهاز اإلداري للمؤسسات العمومية‪ .‬ذلك‬
‫باإلضافة إلى عمليات تخفيض العملة التي شرع في تنفيذها مع مطلع التسعينات‪ ،‬وما صاحبها من تزايد في‬
‫تكلفة الواردات وكذا تكلفة خدمة الديون الخارجية‪ ،‬لتساهم بذلك في التأزيم من وضعية عجز الموازنة العامة‪،‬‬
‫التي تزايدت معها خسائر المؤسسات العمومية‪ ،‬في حين اضطرت الحكومة إلى زيادة المعروض من النقود‬
‫والوفرة النقدية لمعالجة تلك العجوزات الضخمة‪.‬‬

‫في ظل تضافر كل الظروف والعوامل سالفة الذكر‪ ،‬وما نتج عنها من تقلبات سعرية وضغوط تضخمية‪،‬‬
‫سجلت معدالت التضخم ارتفاعات قياسية غير مسبوقة خالل النصف األول من تسعينات القرن الماضي؛‬
‫حيث يظهر في هذا الصدد –كما يبدوا من خالل بيانات الجدول (‪ )21-I‬في الملحق )‪ -(I‬أن مؤشر أسعار‬
‫االستهالك ارتفع بنسبة كبيرة خالل الفترة (‪ ،)1995-1990‬إذ انتقل من (‪ )21,16%‬إلى (‪ ،)70,79%‬محققا‬
‫بذلك زيادة سنوية تقارب الـ (‪ )10‬نقاط في المتوسط‪ .‬وهو الوضع الذي انعكس على معدالت التضخم التي‬
‫بلغت أعلى وأعتى مستوياتها خالل الفترة المعنية‪ ،‬إذ انتقلت من )‪ (9,30%‬سنة ‪ 1989‬لتبلغ حدها األقصى‬
‫الذي قدر بـ (‪ )31,70%‬العام ‪1992‬؛ وبعد تراجع إلى حدود )‪ (20,50%‬عام ‪( 1993‬بعد إجراءات مراقبة‬
‫التوسع النقدي وما صاحبها من تراجع في الطلب الكلي)‪ ،‬عادت هذه المعدالت للسير على نسق االرتفاع‬
‫عامي ‪ 1994‬و‪ ،1995‬مسجلة مستويات ِّ‬
‫قدرت بـ (‪ )29%‬ثم (‪ )29,80%‬على التوالي‪.1‬‬

‫بعد ذلك شهدت سنوات فترة تنفيذ برنامج التعديل الهيكلي (اتفاق اإلئتمان الموسع) –الذي كان من أهدافه‬
‫الرئيسية الحد من ارتفاع معدالت التضخم‪ -‬وكذا الفترة التي أعقبتها‪ ،‬تراجعا ملحوظا ومستم ار في معدالت‬
‫التضخم (معدالت نمو مؤشر أسعار اإلستهالك)‪ .‬فمع ما أملته توصيات صندوق النقد الدولي‪ ،‬من خالل‬

‫‪ 1‬إضافة إلى العوامل المذكورة أعاله‪ ،‬ترجع االرتفاعات األخيرة في معدالت التضخم إلى زيادة تحرير األسعار‪ ،‬ورفع الدعم عن السلع المحددة في إطار‬
‫اتفاق االستعداد االئتماني الثالث‪ ،‬حيث وصلت نسبة السلع ال ُمحررة أسعارها إلى (‪ )84%‬من إجمالي السلع ال ُمدرجة في مؤشر أسعار االستهالك‪ .‬ذلك‬
‫باإلضافة إلى تخفيض قيمة الدينار الجزائري في أبريل ‪ ،1994‬بنسبة وصلت إلى )‪ .(40,17%‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬خالدي الهادي‪" ،)1996( .‬المرآة الكاشفة لصندوق النقد الدولي"‪ ،‬دار الهومة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أبريل‪ ،‬ص‪.209 .‬‬

‫‪175‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مضمون البرنامج المذكور من سياسات مالية تقييدية تقشفية‪ ،‬وتدابير واجراءات نقدية انكماشية متشددة‬
‫وصارمة‪ ،‬وما رافقها من رفع ألسعار الفائدة إلى مستويات قياسية‪ ،‬وتقليص للمداخيل (وال سيما األجور) في‬
‫ظل انتهاج سياسة دخول متشددة‪ ،‬ومن ثم تراجع وتقلص في الطلب الكلي‪ ،‬إضافة إلى العمل على زيادة‬
‫احتياطات الصرف لغرض تدعيم قيمة العملة الوطنية‪ ،‬والتحكم في أخطار التضخم؛ تراجعت معدالت‬
‫التضخم من )‪ (29,80%‬سنة ‪ ،1995‬لتصل إلى حدود (‪ )5,00%‬مع نهاية البرنامج اإلصالحي المتبنى‪ ،‬ثم‬
‫استمرت في االنخفاض وصوال إلى ما يقارب (‪ )2,60%‬عام ‪ .1999‬والملفت للنظر أن هذا التراجع في‬
‫معدالت التضخم تزامن مع إزالة كل التشوهات السعرية‪ ،‬وتحرير أسعار عدد كبير من السلع والمنتجات‪،‬‬
‫والغاء الدعم الحكومي على مجموعة كبيرة من السلع اإلستهالكية‪ ،‬باستثناء القليل منها؛ وهي النتائج التي‬
‫أكدت وعززت قدرة السلطة النقدية –ممثلة في مجلس النقد والقرض‪ -‬على إدارة السياسة النقدية بكفاءة‪.‬‬

‫ب‪ .‬تحليل تطور المستوى العام لألسعار ومعدالت التضخم خالل مرحلة ما بعد اإلصالحات (‪:)2014-2000‬‬

‫ار لنتائج تطبيق مضمون برنامج التعديل الهيكلي‪ ،‬تواصلت ديناميكية تراجع األسعار‪ ،‬وواصلت‬
‫استمر ا‬
‫معدالت التضخم انخفاضها‪ ،‬بالغة أدنى مستوياتها المسجلة منذ االستقالل بحلول العام ‪ ،2000‬حيث قدرت‬
‫قيمة معدل نمو مؤشر أسعار اإلستهالك بـ (‪ .)0,30%‬غير أن الضغوط والموجات التضخمية عادت للظهور‬
‫مجددا بداية من العام ‪ ،2001‬بالموازاة مع ارتفاع حجم األرصدة النقدية الصافية الناجم عن انتعاش أسعار‬
‫النفط‪ ،‬وما صاحبه من نمو في الكتلة النقدية‪ ،‬نتيجة ضخ المزيد منها في إطار برنامج دعم اإلنعاش‬
‫االقتصادي (‪ ،)2004-2001‬إضافة إلى ما أدت إليه التوسعات في سياسة اإلنفاق العام ضمن البرنامج‬
‫األخير‪ ،‬وكذا االرتفاعات في األجور‪ ،‬من انتعاش وارتفاع في الطلب الكلي‪ ،‬لتسجل بذلك معدالت التضخم‬
‫خالل فترة تنفيذ البرنامج المذكور ‪-‬وباستثناء العام ‪ -12002‬مستويات ال تقل عن الـ )‪ .2(4,00 %‬ومع ذلك‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن الضغوط التضخمية خالل هذه الفترة‪ ،‬كانت أقل حدة مقارنة بالفترة التي سبقتها‪ ،‬إذ أنها‬
‫بقيت في حدود مقبولة تتماشى مع نمو اقتصادي سليم؛ بينما تقلصت فعالية هذه الضغوط وكانت أقل‬
‫خطورة‪ ،‬في ظل تقلص المديونية الخارجية وخدماتها‪ ،‬وتحسن وضعية ميزان المدفوعات والميزان التجاري مع‬
‫التحسن واالنتعاش غير المسبوق الذي شهدته أسعار النفط‪ ،‬والذي انعكس بدوره على وفرة مختلف أنواع‬
‫السلع والمنتجات‪ ،‬ناهيك عن تقلص الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والموازي‪.‬‬

‫‪ 1‬خالل هذه السنة سجل معدل التضخم تراجعا ملحوظا بوصوله إلى حدود )‪ ،(1,30%‬ويرجع ذلك إلى زيادة النمو الذي عرفه القطاع الفالحي إلى جانب‬
‫تخفيضات الحواجز الجمركية‪ ،‬واتباع سياسة نقدية ترمي إلى وضع حدود لنمو الكتلة النقدية وتقييد توزيع القروض المقدمة لالقتصاد‪ ،‬إضافة إلى تكييف‬
‫العرض مع الطلب‪ ،‬من خالل الزيادة المعتبرة التي شهدتها الواردات‪ .‬أنظر‪ :‬بيبي و‪ ،.‬و ح‪ .‬عطية‪" .)2016( .‬انعكاس تغيرات أسعار الصرف على‬
‫معدالت التضخم في الجزائر خالل الفترة (‪ ،")2015-2000‬مجلة دراسات‪ ،‬ع‪ ،45 .‬جامعة عمار ثليجي األغواط‪-‬الجزائر‪ ،‬أوت‪ ،‬ص ص‪.263-241 .‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪ :‬الجدول )‪ (21-I‬من الملحق )‪.(I‬‬

‫‪176‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بعد ذلك‪ ،‬وبالرغم من تواصل انتعاش أسعار النفط ومعها أسعار الموارد األساسية‪ ،‬شهدت بداية تنفيذ‬
‫البرنامج التكميلي لدعم النمو (‪ )2009-2005‬استق ار ار نسبيا في األسعار‪ ،‬ترجمه تراجع معدالت التضخم إلى‬
‫ما يقارب الـ (‪ ،)1,40%‬نتيجة الصرامة في تطبيق السياسة النقدية؛ غير أن هذه المعدالت سرعان ما عادت‬
‫التخاذ منحى االرتفاع بداية من العام ‪ ،2006‬وازداد هذا االرتفاع حدة مع حلول العام ‪ ،2007‬الذي شهد عودة‬
‫قوية لالتجاه التصاعدي للمستوى العام لألسعار ومعدالت التضخم‪ ،‬مع استمرار عجز العرض الكلي –في‬
‫ظل عدم مرونة الجهاز اإلنتاجي ومحدودية الطاقات اإلنتاجية‪ -‬عن مجابهة االرتفاعات المتواصلة في‬
‫الطلب الكلي‪ ،‬والناتجة عن توسعات اإلنفاق العام في إطار البرنامج االستثماري التنموي الجاري تنفيذه‪.‬‬
‫ارتفاعات في الطلب الكلي كانت مغذية لسياسة نقدية توسعية انعكست نتائجها على شكل نزعة تضخمية‪،‬‬
‫أدت إلى تسارع وتيرة ارتفاع معدالت التضخم خالل العامين ‪ 2008‬و‪- 2009‬رغم بقائها ضمن حدود‬
‫التحمل‪ -‬لتصل هذه المعدالت إلى حدود (‪ )5,70%‬عند السنة األخيرة‪ ،‬وألول مرة منذ بداية األلفية الجديدة‪.1‬‬

‫مع انطالق برنامج توطيد النمو (‪ ،)2014-2010‬كان هناك مجال لتواصل الضغوط التضخمية؛ والتي‬
‫كانت في البداية أقل حدة من ذي قبل‪ ،‬حيث عادت معدالت التضخم لالنخفاض بعد أربع سنوات من‬
‫االرتفاعات المتتالية‪ ،‬لتستقر عند مستوى (‪ )3,90%‬سنة ‪ ،2010‬في ظل انكماش الطلب المحلي‪ ،‬وتراجع‬
‫‪2‬‬
‫األسعار العالمية للسلع األولية واألساسية ؛ غير أن هذه المعدالت سرعان ما عادت لالرتفاع عامي ‪2011‬‬

‫و‪ ،2012‬مسجلة خالل السنة األخيرة أعلى مستوى لها منذ العام ‪ ،1996‬قدر بـ )‪ ،(8,90%‬بسبب النمو السريع‬
‫للكتلة النقدية‪ ،‬إضافة إلى ارتفاع أسعار المنتجات الفالحية المستوردة‪ .‬ذلك قبل أن تعود وتيرة التضخم‬
‫لالنخفاض عامي ‪ 2013‬و‪ ،2014‬أين بلغت حدود )‪ (3,20%‬ثم )‪ (2,90%‬على التوالي‪ ،‬نتيجة تطبيق سياسة‬
‫نقدية صارمة إضافة إلى الركود الذي عرفه قطاع المحروقات‪ .3‬وخالصة التحليل السابق أنه ال يمكن حصر‬
‫أسباب التضخم ضمن االقتصاد الجزائري في نمط معين‪ ،‬وانما يمكن أن ترد هذه األسباب إلى عوامل عديدة‪،‬‬
‫منها ما يتعلق بالجانب النقدي والسياسة النقدية‪ ،‬وكذا الطلب الكلي والسياسة المالية‪ ،‬ومنها ما يتعلق بهيكل‬
‫االقتصاد الجزائري وعدم كفاءة جهازه اإلنتاجي‪ ،‬باإلضافة إلى التضخم المستورد‪ .‬وضمن هذا وذاك يبقى‬
‫لحركة أسعار النفط الدور الجوهري في التأثير على كل من العوامل السابقة‪ ،‬ومن ثم على معدالت التضخم‪.‬‬

‫‪ 1‬باإلضافة إلى العوامل المذكورة أعاله‪ ،‬تضافر نوعين من األسباب لدفع التزايد واالرتفاع الموصوف في معدالت التضخم‪ .‬تمثل السبب األول في‬
‫ارتفاع أسعار ال ُمنتجات الغذائية بشكل قوي (والسيما أسعار ال ُمنتجات الفالحية)‪ ،‬أما السبب الثاني فتمثل في ارتفاع أسعار المنتجات ذات الصلة‬
‫بالواردات‪ ،‬والتي كانت عرضة للصدمة القوية في األسعار العالمية‪ ،‬والمدفوعة بارتفاع أسعار النفط‪ .‬للمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر‪- Banque :‬‬
‫‪d'Algérie. (2009), "Evolution Economique et Monétaire En Algérie 2008", Rapports Annuels, Septembre, PP. 42-58.‬‬
‫‪ 2‬على خالف السنوات السابقة شكل ارتفاع أسعار الخدمات والسلع المصنعة السبب الرئيسي للتضخم خالل العام ‪ .2010‬لتفاصيل أدق أنظر‪- Banque :‬‬
‫‪d'Algérie. (2011), "Evolution Economique et Monétaire En Algérie 2010", Rapports Annuels, juillet, PP. 26-37.‬‬
‫‪ 3‬للمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر‪ - :‬بيبي و‪ ،.‬و ح‪ .‬عطية‪ .)2016( .‬ص ص‪.263-241 .‬؛ ‪ -‬الجدول )‪ (21-I‬من الملحق )‪.(I‬‬

‫‪177‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث‪ :02‬المعالجة الكمية ألثر صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية على أداء االقتصاد‬
‫الكلي الجزائري‪ :‬مقاربة نماذج "‪."VAR‬‬

‫نعمد من خالل هذا الجزء إلى تقديم تحليل قياسي اقتصادي‪ ،‬وتقييم كمي لآلثار التي يمكن أن تخلفها كل‬
‫من صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية على األداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ ،‬باالعتماد‬
‫على أدوات قياسية مناسبة‪ ،‬من بين األدوات المختلفة التي تقدمها مختلف مقاربات النمذجة غير الهيكلية‪ .‬في‬
‫هذا الصدد‪ ،‬نجد أنه وضمن التطورات الجوهرية التي شهدها علم القياس االقتصادي خالل العقود الخمس‬
‫األخيرة ‪-‬وخاصة ما تعلق منها بعلم القياس االقتصادي للسالسل الزمنية )‪-(Time Series Econometrics‬‬
‫قام الباحثين ‪ Box‬و‪ Jenkins‬مع مطلع عقد السبعينات ‪-‬بعد نشرهما لكتابهما الموسوم بعنوان ‪"Time Series‬‬

‫‪ Analysis: "Forecasting and Control‬عام (‪ -1)1970‬بتعريف منهج جديد للنمذجة القياس اقتصادية سمي‬
‫بـ "النمذجة غير الهيكلة"‪ .‬ارتكز في البداية على نماذج السالسل الزمنية وحيدة المتغيرات )‪Univariate Time‬‬

‫‪ ،(Series Models‬قبل أن يقوم ‪- )1980( Sims‬ضمن هذا اإلتجاه‪ -‬باقتراح إطار قياس اقتصادي كلي جديد‬
‫تحت مسمى "مقاربة أنظمة أشعة االنحدارات الذاتية‪.2"Vector Autoregressions Systems Approach-‬‬

‫أسفرت أولى استخدامات نماذج "‪ "VAR‬في مجال االقتصاد الكلي عن نتائج جد مشجعة‪ ،‬جعلت‬
‫الحوافز الداعية الستعمالها في مختلف الدراسات االقتصادية‪ ،‬تتعدى االعتبارات اإلحصائية واشكالية التمييز‬
‫بين المتغيرات على أساس منشئها الداخلي أو الخارجي‪ ،‬التي تتفاداها هذه المقاربة‪ .‬فقد أثبت عديد الباحثين‬
‫(على غرار ‪ ،)1980( Sims‬و‪ ،)1986( Litterman‬وأخرون) أن هذه النماذج تتفوق على نماذج المعادالت‬
‫الهيكلية من حيث القدرة والكفاءة التنبؤية‪ ،‬وهو ما لفت بدوره انتباه المختصين إلى إشكال منهجي جوهري‪،‬‬
‫أساسا بكون النماذج الهيكلية واسعة النطاق التي برزت في خمسينات وستينات القرن الماضي –والتي‬
‫ً‬ ‫يتعلق‬
‫جاءت في مجملها معبرةً عن األفكار والطروحات الكينزية‪ -‬قد بنيت على أساس افتراضات نظرية لم تثبت‬
‫صحتها ومطابقتها للواقع‪ .3‬وبذلك غدت نماذج "‪ "VAR‬أداةً أساسية‪ ،‬في مختلف األبحاث االقتصادية‬
‫التطبيقية التي تهدف إلى وصف وتحليل البيانات‪ ،‬إنتاج تنبؤات حول ظاهرة معينة‪ ،‬أو تحليل السياسات‬
‫االقتصادية؛ وذلك بفضل وسائل التحليل التي تقدمها (مجملة في اختبارات السببية‪ ،‬تحليل دوال االستجابة‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Box. G.E.P., and G.M. Jenkins. (1970), "Time Series Analysis: Forcasting and Control", San Francisco, CA: :‬‬
‫‪Holden-Day.‬‬
‫‪ 2‬لالطالع على ملخص لكيفية تطور هذه المقاربة من النماذج ثنائية المغيرات (‪ ،))1972( Sims‬إلى النماذج ثالثية المتغيرات (‪ ،))1980( Sims‬إلى‬
‫األنظمة األوسع فاألوسع‪ ،‬أنظر‪- Leeper. E.M., Sims. C.A., and T. Zha. (1996), "What Does Monetary Policy Do?", :‬‬
‫‪Brookings Papers on Economic Activity: 2, The Brookings Institution, Washington DC, PP. l-78.‬‬
‫‪3‬هذا ما يفسر ‪-‬ربما‪ -‬فشل هذه النماذج في التنبؤ باألزمات االقتصادية التي عرفتها تلك الفترة (خاصة األزمة النفطية للعام (‪ ،)1973‬وأزمة الكساد‬
‫التضخمي في السبعينات)‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جديدا لتحليل العالقات الديناميكية بين متغيرات األنظمة محل الدراسة‪.‬‬


‫إطار ً‬
‫وتفكيك التباين)‪ ،‬والتي وفرت ًا‬

‫‪ .1‬صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية وأداء االقتصاد الكلي الجزائري من منظور نماذج‬
‫"‪ :"VAR‬المنهجية والبيانات‪.‬‬

‫في الواقع‪ ،‬يتطلب القياس والتحليل الكمي آلثار صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية على‬
‫األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬القيام بدراسة وتحليل آني لمختلف العالقات والتفاعالت الديناميكية بين مجموعة‬
‫المكونة للنظام االقتصادي محل الدراسة‪ .‬وفي هذا الصدد قد تكون عملية تقدير نموذج معادالت‬
‫ِّ‬ ‫المتغيرات‬
‫آنية هيكلية‪ ،‬يتضمن تأخيرات كل المتغيرات المعنية‪ ،‬عملية مجدية‪ .1‬غير أن المشكل المطروح في هذه‬
‫الحالة‪ ،‬يتعلق بالتدابير التي تتضمنها وتنطوي عليها عملية بناء وتقدير هذا النوع من النماذج‪ ،‬والتي تستدعي‬
‫–أوال‪ -‬القيام بتقسيم متغيرات الدراسة إلى متغيرات داخلية )‪ ،(Endogenous‬وأخرى خارجية )‪،(Exogenous‬‬
‫ثم ضرورة االستعانة –لتقدير النموذج‪ -‬ببعض القيود النظرية على المعلمات من أجل الحصول على نموذج‬
‫مميز )‪.2(Either Exactly or Over‬‬

‫وفق ‪ ،(1980) Sims‬فإن ٌّ‬


‫كل من التدابير المذكورة أعاله يتضمن العديد من الق اررات الذاتية )‪،(Arbitrary‬‬
‫وهو ما يشكل –حسبه‪ -‬أهم نقاط ضعف ما يسمى بـ "النمذجة الهيكلية‪ ."Structural Modeling-‬إذ‬
‫يشير ‪- (1980) Sims‬في هذا الصدد‪ -‬أن دراسة العالقات اآلنية الحقيقية )‪ (True Simultaneity‬بين‬
‫مجموعة من المتغيرات‪ ،‬تستدعي ضرورة معالجة هذه المتغيرات على قدم المساواة )‪Treated on an Equal‬‬

‫‪ ،(Footing‬ودون تمييز مسبق بين المتغيرات الداخلية والخارجية‪ .3‬على هذا األساس ‪-‬وفي تعميم لنماذج‬
‫االنحدار الذاتي )‪ (AR‬لـ ‪ Box‬و‪ -)1970( Jenkins‬اقترح ‪ Sims‬البديل للنماذج الهيكلية‪ ،‬من خالل ما سمي‬
‫بمقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪ .4"VAR‬حيث تنطلق هذه المقاربة من الفرضية التي مفادها أنه‬
‫يمكن تقديم وصف شامل ودقيق لتطور النظام أو الهيكل االقتصادي المدروس من خالل وصف السلوك‬
‫الديناميكي لشعاع يضم "‪ "N‬متغيرة تابعة خطيا للماضي‪.5‬‬

‫‪ 1‬هذا النوع من النماذج يسمى بـ "نماذج المعادالت اآلنية الديناميكية‪."Dynamic Simultanious Equations Models -‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Maddala. G.S. (1992), "Introduction to Econometrics", Second edition, MacMillan Publishing Company, New‬‬
‫‪York, P. 578.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Gujarati. D.N. (2003), "Basic Econometrics ", 4th edition, Mc Graw-Hill/ Irwincompanies Inc, New York, P. 848.‬‬
‫‪ 4‬في هذا النوع من النماذج تُعامل كل المتغيرات على أنها داخلية‪ ،‬إذ يمكن القول أن هذه النماذج هي –ببساطة‪ -‬عبارة عن شكل مختصر لبعض نماذج‬
‫المعادالت الهيكلية اآلنية‪ .‬تفاصيل أدق‪ ،‬ضمن‪- Hamilton. J.D. (1994), "Time Series Analysis", Princeton University Press, :‬‬
‫‪New Jersey, PP. 326-327.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Lardic. S., et V. Mignon. (2002), "Econométrie des Séries Temporelles Macroéconomiques et Financières", ed,‬‬
‫‪Economica, Paris, P. 83.‬‬

‫‪179‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .1.1‬لماذا النمذجة غير الهيكلية ومقاربة نماذج "‪"VAR‬؟‪:‬‬

‫لطالما شكل التقييم الكمي للعالقات السائدة بين مختلف المتغيرات االقتصادية الكلية بشكل عام‪ ،‬ولآلثار‬
‫االقتصادية الكلية للسياسة االقتصادية على وجه الخصوص‪ ،‬تحديا كبي ار للتحليل االقتصادي الكلي الذي‬
‫يعتمد على جميع المجاالت النظرية‪ ،‬واإلحصائية‪ ،‬واالقتصادية القياسية‪ .‬وضمن هذا اإلطار يتم بناء النماذج‬
‫االقتصادية الكلية القياسية )‪ (Macroeconometric Models‬ألغراض عديدة‪ ،‬غير أن األهداف المسطرة من‬
‫طرف الباحث هي التي تحدد نوع النموذج الذي سيتم بناءه‪ ،‬والذي سيتم االعتماد عليه لبلوغ األهداف‬
‫المنشودة ‪ .‬وفي هذا الصدد تنشأ الخالفات بشأن تحديد النماذج االقتصادية القياسية حول متطلبات النظرية‬
‫االقتصادية‪ ،‬وكذا القيود التي تفرضها األدلة التجريبية ذات الصلة بموضوع العمل التطبيقي محل االهتمام‪.‬‬

‫تقليديا‪ ،‬استخدم الباحثين االقتصاديين النماذج االقتصادية الكلية الهيكلية واسعة النطاق (أو ما يعرف‬
‫بأنظمة المعادالت اآلنية‪ )Simultaneous Equations Systems-‬الختبار مختلف العالقات التي تحددها‬
‫النماذج االقتصادية النظرية‪ .‬لكن حديثا أصبحت مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪- "VAR‬التي تعد‬
‫من أهم مقاربات النمذجة غير الهيكلية‪ -‬من المقاربات األكثر استخداما لتحليل استجابات االقتصاد الكلي‬
‫للصدمات التي تحدث في مختلف المتغيرات االقتصادية‪ ،‬وخاصة منها صدمات السياسة االقتصادية‪ .‬وعلى‬
‫هذا األساس نسعى ضمن هذا القسم‪ ،‬إلى تبرير اختيارنا لمقاربة النمذجة غير الهيكلية ‪-‬والمقاربة "‪"VAR‬‬

‫على وجه الخصوص‪ -‬لمعالجة اإلشكالية الرئيسية التي تطرحها الدراسة‪ ،‬بدال من مقاربة النماذج االقتصادية‬
‫الكلية الهيكلية واسعة النطاق؛ حيث سنناقش المشاكل المتعلقة بالمقاربة األخيرة‪ ،‬والتي دفعت العديد من‬
‫الباحثين والخبراء إلى اقتراح ودعم االعتماد على نماذج "‪ ،"VAR‬من أجل التحليل التجريبي للعالقات بين‬
‫المتغيرات االقتصادية الكلية‪ ،‬وتحليل اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة االقتصادية على وجه الخصوص‪.‬‬

‫تم تطوير فكرة استخدام أنظمة المعادالت اآلنية لوصف آليات عمل االقتصاد من طرف برنامج أو منهج‬
‫لجنة ‪ .1Cowles‬وفق ‪ ،)1994( Christ‬فإن منهج ‪ Cowles‬يستدعي تطوير الطرق واألساليب النظرية لحل‬
‫إشكالية التمييز‪ ،‬إضافة إلى تطوير طرق التقدير واختبار الفرضيات‪ ،‬المناسبة للمعادالت المميزة )‪identified‬‬

‫‪ .(equations‬ففي هذا الصدد‪ ،‬نجد أنه لتقدير أنظمة المعادالت اآلنية‪ ،‬يتم تحويل النموذج الهيكلي بشكل‬
‫تكتب فيه المتغيرات الداخلية كدالة فقط للمتغيرات المحددة مسبقا‪ ،‬أين تسمى المعادالت الناتجة عن هذه‬

‫‪1‬‬
‫لتفاصيل أوفر حول نشأة لجنة ‪ ،Cowles‬ومساهمتها في تطوير علم القياس االقتصادي‪ ،‬أنظر‪- Christ. C.F. (1994), "The Cowles :‬‬
‫‪Commission’s Contributions to Econometrics at Chicago, 1936-1955", Journal of Econometric Literature, Vol. 32,‬‬
‫‪No. l, PP. 30-59.‬‬

‫‪180‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫العملية بمعادالت الشكل المختصر )‪ ،(reduced form equations‬ليتم بعدها استخراج معلمات الشكل‬
‫الهيكلي للنموذج‪ ،‬من خالل فرض بعض القيود على معلمات معادالت الشكل المختصر إذا أمكن ذلك‪.‬‬
‫حيث يقال عن النظام أنه مميز )‪ (identified‬إذا كانت العملية األخيرة ممكنة‪ ،‬أما إذا تعذر استخراج معلمات‬
‫النموذج الهيكلي انطالقا من معلمات معادالت الشكل المختصر‪ ،‬فإنه يقال أن النظام غير مميز‬
‫)‪ .(underidentified‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يتم اللجوء ضمن إحدى الطرق المتبعة لحل إشكالية التمييز‪ ،‬إلى‬
‫إدراج متغيرات إضافية في النظام‪ ،‬بينما يتم في بعض األحيان فرض قيود صفرية على معامالت بعض‬
‫المتغيرات ضمن معادالت النظام المعني‪ .‬فضال عن ذلك يكون من الضروري التمييز بين المتغيرات الداخلية‬
‫والمتغيرات الخارجية للوصول إلى نظام مميز‪ ،‬وهو ما يشكل في حد ذاته قيدا آخر على النظام‪.‬‬

‫وفقا لخصوصية النماذج الهيكلية‪ ،‬كانت هذه النماذج محل انتقادات الذعة مع حلول النصف الثاني من‬
‫عقد سبعينات القرن الماضي‪ ،‬وهو ما أدى إلى إهمالها التدريجي‪ ،‬على األقل على المستوى األكاديمي‪ .‬حيث‬
‫يرى ‪ )1993( Fair‬في هذا الصدد‪ ،‬أن هناك تطوران هامان أديا إلى تراجع شعبية النماذج وفق المقاربة‬
‫الهيكلية خالل الفترة المذكورة‪ .‬يفيد التطور األول بأن كون النماذج االقتصادية الكلية القياسية موجهة‬
‫للتسويق‪ ،‬أدى إلى إدخال تعديالت غير موضوعية على هذه النماذج‪ ،‬وذلك وفق احتياجات العمالء‪ .‬أما‬
‫التطور الثاني فيتعلق بما يعرف بانتقاد ‪ ،)1976( Lucas‬الذي ينطلق من انتقاد القوانين السلوكية التي‬
‫تتضمنها النماذج الهيكلية‪ ،‬والتي تفترض أن توقعات األعوان االقتصاديين متغيرة خارجية‪ ،‬وبذلك فهي تهمل‬
‫حقيقة إمكانية تأثر التوقعات بتغيرات السياسة االقتصادية‪ ،‬مما يعني عدم صالحية هذه النماذج في حالة‬
‫تغير توجهات السياسة االقتصادية‪ .1‬فالتحليل المبني على النماذج الهيكلية يقوم على فرضية أساسية تفيد بأن‬
‫المعلمات المقدرة ضمن هذه النماذج ستكون مستقرة‪ ،‬ولن تتغير مع تغيرات قواعد السياسة‪ .‬وبذلك فإنه ال‬
‫يكمن للباحث أن يتعامل مع معلمات النموذج على أنها ثابتة ومستقرة عند تغير قواعد السياسة إذا لم تكن‬
‫الفرضية المذكورة محققة‪ ،‬وهي الحالة السائدة في الغالب‪.‬‬

‫في انتقاد حاد لالفتراض السابق جادل ‪ ،)1976( Lucas‬بأن المعلمات المقدرة ضمن نماذج االقتصاد‬
‫الكلي يمكن أن تتغير مع تغيرات السياسة االقتصادية‪ ،‬حيث يقوم األعوان االقتصاديين بتغيير وتعديل‬
‫سلوكهم وفق تغيرات قواعد السياسة‪ .‬إذ يجادل ‪ Lucas‬بأن النظرية االقتصادية تتنبأ بعدم ثبات قواعد الق اررات‬
‫المتعلقة باالستثمار‪ ،‬واالستهالك‪ ،‬وتكوين التوقعات‪ ،‬إزاء التحوالت التي تحدث في السلوك المنتظم للسياسة‬

‫‪1‬‬
‫‪Malinvaud. E. (1997), "L’économétrie dans l’élaboration théorique et l’étude des politiques", L’Actualité‬‬
‫‪économique, Revue d’Analyse économique, Vol. 73, Nos. 1-2-3, Mars-Juin- Septembre, PP.11-25.‬‬

‫‪181‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫االقتصادية‪ .‬وقد ركز نقد ‪ )1976( Lucas‬على المشاكل المتعلقة بمضمون االفتراض السابق –والشائعة في‬
‫استخدامات النماذج االقتصادية الهيكلية‪ -‬والتي تفيد بأن التوقعات تتعدل بشكل تكيفي مع النتائج السابقة‪.‬‬
‫فالنماذج االقتصادية القياسية المقدرة خالل تلك الحقبة الزمنية‪ ،‬والتي تم تقديرها على أساس البيانات السابقة‬
‫(على أساس البيانات المتعلقة بالسياسات االقتصادية السابقة)‪ ،‬لم تأخذ توقعات األعوان االقتصاديين بعين‬
‫االعتبار بطريقة مالئمة‪ ،‬وبذلك لم تسمح بإجراء تقييم صحيح آلثار السياسات االقتصادية الجديدة القادمة‪.1‬‬

‫بالنسبة لـ ‪ Lucas‬و‪ ،)1979( Sargent‬فإن تحليل آثار السياسات االقتصادية ال يمكن أن يتم إال بالتخلي‬
‫عن اإلطار النظري المرجعي‪ ،‬واالشتقاق الصريح لقواعد القرار بما يتوافق مع مجموعة القيود المرتبطة‬
‫بشروط التوازن وتوجهات التوقعات‪ ،‬لغرض بناء نماذج هيكلية أكثر قوة وتماسكا‪ .2‬وفي نفس السياق‪ ،‬يجادل‬
‫‪ )1995( Lucas‬بأن النماذج االقتصادية القياسية الهيكلية تقوم على أساس قواعد القرار األمثل لألعوان‬
‫االقتصاديين‪ ،‬وبما أن هذه القواعد تتغير مع تغيرات هياكل قواعد السياسة‪ ،‬فإن هيكل النماذج االقتصادية‬
‫القياسية –ومن ثم معامالت هذه النماذج‪ -‬سيتغير هو اآلخر بتغير قواعد السياسة‪ .‬مما يعني أن تقييم آثار‬
‫التغيرات في السياسة االقتصادية على االقتصاد‪ ،‬باالعتماد على النماذج الهيكلية يعد ببساطة غير صالح‪.3‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬يناقش ‪ )1994( Christ‬االفتراضات المعتمدة في النماذج االقتصادية القياسية الهيكلية‬
‫بالتفصيل‪ .‬وهي االفتراضات التي يرى ‪ )1980( Sims‬أن جلها ال يتمتع بالمصداقية )‪ ،(incredible‬وتم‬
‫‪4‬‬
‫انتقادها من طرف ‪ Sims‬وغيره ‪ .‬غير أن ‪ )1994( Christ‬يجادل بأن نقد ‪ Lucas‬يضر بمنهج وأسلوب ‪Sims‬‬

‫كذلك‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لمنهج وأسلوب ‪Cowles‬؛ وذلك ألن التغيرات في قواعد السياسة‪ ،‬التي تؤدي‬
‫إلى تغير المعامالت السلوكية في النماذج الهيكلية‪ ،‬من شأنها أن تؤدي كذلك إلى تغير معلمات النموذج‬
‫"‪ "VAR‬التي وصفت النظام في السابق‪.‬‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬فإن أحد الجوانب الهامة لنماذج ‪ Cowles‬يتعلق بحقيقة إمكانية استخدام مجموعات‬
‫مختلفة من االفتراضات السلوكية من أجل إعداد وضبط كل معادلة من معادالت النموذج‪ .‬وهو الجانب الذي‬
‫ينتقده ‪ )1980( Sims‬بحجة أنه "ما لم تعتبر هذه المجموعة من المعادالت كنظام خالل عملية التمييز‪ ،‬فإن‬
‫المضامين السلوكية للقيود المفروضة على كل المعادالت مجتمعة‪ ،‬قد تكون أقل منطقية من القيود المفروضة‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Fève. P., et S. Gregoir. (2002), "L’économétrie de la politique économique", Annales d’économie et de :‬‬
‫‪statistique, No. 67/68, PP. 1-10.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Fève. P., et S. Gregoir. (2002), P. 2.‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪- Lucas. R.E.Jr. (1995), "Econometric Policy Evaluation: A Critique", in: Studies in Business-Cycle Theory, :‬‬
‫‪MIT Press, Massachusetts, PP. 104-130.‬‬
‫‪ 4‬من بين هذه االفتراضات أن الباحث يكون على علم بشأن أي المتغيرات ذو منشأ داخلي‪ ،‬وأيها ذو منشأ خارجي خالل زمن معين؛ كما أنه يتم تمييز‬
‫المعادالت الهيكلية عن طريق فرض قيود مسبقة )‪ (a priori restrictions‬على المعلمات في هذه المعادالت‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫على كل معادلة على حدا"‪ .1‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإنه قد يتم استبعاد تأخيرات المتغيرات الداخلية األخرى من‬
‫بعض المعادالت في نماذج المعادالت الهيكلية لغرض تمييز النموذج‪ ،‬وهو القيد الذي يعتبره ‪)1980( Sims‬‬

‫غير ذو مصداقية )‪ ،(incredible‬باعتبار أن تأخيرات المتغيرات الداخلية األخرى قد تكون ذات أهمية في‬
‫كشف العالقات الديناميكية بين هذه المتغيرات‪ .‬كما يرى ‪ Sims‬أنه في نموذج توازن عام اقتصادي ديناميكي‪،‬‬
‫يمكن أن تكون كل المتغيرات داخلية‪.‬‬

‫عالوة على ما سبق‪ ،‬و ِّجه انتقادين أساسيين لنمذجة المعادالت الهيكلية‪ .‬ويتعلق األمر بافتراض القيود‬
‫الصفرية‪ ،‬وتقسيم المتغيرات إلى متغيرات داخلية وأخرى خارجية‪ .‬فقبل أكثر من خمسة عقود من الزمن‪،‬‬
‫شكك ‪ )1960( Liu‬في دور القيود الصفرية المفروضة لغرض بلوغ هدف التمييز في مقاربة نماذج المعادالت‬
‫اآلنية‪ .‬ففي حين تستند القيود الصفرية المفروضة ضمن هذه النماذج على افتراض أن النظرية االقتصادية قد‬
‫تقضي باستبعاد عدد كاف من المتغيرات من معادالت النماذج الهيكلية حتى يتحقق التمييز‪ ،‬يرى ‪Liu‬‬

‫(‪ )1960‬أن النظرية االقتصادية –على النقيض من ذلك‪ -‬قد تستدعي إدراج وليس إقصاء‪ ،‬العديد من‬
‫‪2‬‬
‫المتغيرات الجديدة في معادالت النماذج الهيكلية‪ ،‬األمر الذي يجعل هذه النماذج غير مميزة ‪ .‬أما ‪Sims‬‬

‫(‪ )1980‬فلم ينتقد القيود الصفرية فحسب‪ ،‬بل ذهب إلى انتقاد تقسيم المتغيرات على أنها متغيرات داخلية أو‬
‫خارجية‪ .‬وحتى نقاد المقاربة غير النظرية )‪ (Atheoretical Approach‬لبناء النماذج االقتصادية الكلية‪،‬‬
‫‪ Cooley‬و‪ )1985( Leroy‬يسلمون بأن "خبراء القياس االقتصادي الذين عملوا وفق تقاليد ‪ ،Cowles‬لم يعطوا‬
‫سوى تعاريف مبهمة وغير تامة‪ ،‬حتى بالنسبة للمفاهيم األساسية على غرار االمنشأ الخارجيا واالهيكليةا"‪.3‬‬

‫في الواقع‪ ،‬في النماذج الهيكلية‪ ،‬تمثل فرضية المنشأ الخارجي )‪ (exogeneity‬أحد القيود المفروضة‬
‫لغرض بلوغ هدف التمييز‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد ال تكون فرضية المنشأ الخارجي لبعض المتغيرات كافية للحصول‬
‫على نموذج مميز‪ ،‬بينما قد يتطلب األمر وضع المزيد من القيود لبلوغ التمييز‪ .‬بالمقابل ال تستند النمذجة‬
‫وفق المقاربة الجديدة (مقاربة النمذجة غير الهيكلية) إلى نظرية اقتصادية صارمة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬فإن فكرة عدم‬
‫االستناد إلى أي نظرية اقتصادية عند نمذجة العالقات بين المتغيرات االقتصادية‪ ،‬دفعت العديد من خبراء‬
‫االقتصاد إلى انتقاد مقاربة النمذجة غير الهيكلية (والمقاربة "‪ "VAR‬على وجه التحديد)‪ ،‬باعتبارها مقاربة‬
‫غير نظرية )‪ .(Atheoretical‬غير أن هذا النقد لم يكن صحيحا بشكل تام‪ ،‬إذ لم يستند إلى المبررات الكافية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Sims. C.A. (1980), "Macroeconomics and Reality", Econometrica, Vol.48, January, PP.1-48, P. 3.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Liu. T. (1960), "Underidentification, Structural, Estimation, and Forecasting", Econometrica, Vol. 28, No. 4, :‬‬
‫‪PP. 855-865.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Cooley. T.F., and S.F. Leroy. (1985), "A theoretical Macroeconometrics: A Critique", Journal of Monetary‬‬
‫‪Economics, Vol. 16, PP. 283-308, P. 290.‬‬

‫‪183‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وذلك بالنظر لكون إدراج المتغيرات ضمن نماذج "‪ "VAR‬يتم على أساس المبادئ االقتصادية العامة‬
‫والمعلومات المسبقة‪ ،‬التي تستخدم إلى جانب عدد من المشاهدات حول بيانات السالسل الزمنية لتحديد طول‬
‫فترة التأخير أو درجة اإلبطاء للمتغيرات المدرجة في النموذج‪ .‬ذلك فضال عن إمكانية كون االستدالل‬
‫الهيكلي ضمن نماذج "‪ "VAR‬متوافقا مع النظرية االقتصادية‪ ،‬كما قد يؤدي إلى بناء عالقات نظرية جديدة‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يشير ‪ ،(1987) Palm‬أنه عندما يتم بناء نموذج اقتصادي كلي قياسي باالعتماد بشكل تام‬
‫على نظرية اقتصادية معينة‪ ،‬قدر يدرك الباحث عند مرحلة تقدير النموذج‪ ،‬حقيقة عدم إمكانية مشاهدة بعض‬
‫المتغيرات النظرية‪ .‬لذلك يجب على الباحث أن يتذكر أن بناء نموذج قياسي اقتصادي‪ ،‬يستدعي التعامل مع‬
‫مسألتين رئيسيتين؛ تتعلق المسألة األولى بنمذجة العالقات بين المتغيرات المحددة ضمن النظرية االقتصادية‪،‬‬
‫بينما تتعلق المسألة الثانية بتصميم المعادالت وتكييفها مع البيانات‪ ،‬لغرض إيجاد الشكل التجريبي للعالقات‬
‫الحقيقية بين المتغيرات التي تعبر عنها المعادالت المصممة‪.1‬‬

‫كخالصة لجملة االنتقادات الموجهة للنماذج الهيكلية‪ ،‬يلخص ‪ Sargent‬و‪ )1977( Sims‬انتقاداهم للنماذج‬
‫االقتصادية الكلية القياسية التقليدية الهيكلية في قولهم‪" :‬نحن ال نشك (ال نثق) في العديد من القيود الصفرية‬
‫التي يتم افتراضها على المعلمات في هذه النماذج فحسب‪ .‬بل وأكثر من ذلك‪ ،‬نحن نعتبر أن كل من القيود‬
‫المفروضة ضمن هذه النماذج‪ ،‬وغياب االرتباط التسلسلي لبواقي معادالتها‪ ،‬وكذا التصنيف المسبق للمتغيرات‬
‫ضمنها إلى فئات خارجية وأخرى داخلية بشكل صارم‪ ،‬ليس جدي ار بالثقة وال يمكن االعتماد عليه"‪.2‬‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬يجد اختيارنا لمقاربة النمذجة غير الهيكلية ‪-‬ومقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية‬
‫"‪ "VAR‬على وجه الخصوص‪ -‬ضمن هذه الدراسة‪ ،‬تبريره في االنتقادات التي وجهت للنماذج االقتصادية‬
‫الكلية القياسية التقليدية الهيكلية‪ ،‬والتي تتعلق أساسا –كما رأينا أعاله‪ -‬بطبيعة هذه النماذج‪ .‬حيث أخذ خبراء‬
‫االقتصاد الكلي بعد االنتقادات الموجهة للنماذج الهيكلية واسعة النطاق‪ ،‬في البحث عن البديل األمثل لهذه‬
‫النماذج‪ ،‬وقد مثلت النماذج "‪ "VAR‬بديال مناسبا للنماذج المذكورة‪ ،‬كما أظهرته نتائج األدبيات التطبيقية التي‬
‫اعتمدت عليها‪ ،‬وذلك من خالل توفيرها لمقاربة أسهل للتنفيذ‪ ،‬إذ أنها ال تستدعي التصنيف األولي المسبق‬
‫للمتغيرات على أنها داخلية أو خارجية‪ ،‬كما أنها ال تفرض قيودا مسبقة نابعة من نظريات اقتصادية معينة‪،‬‬
‫وتعد أسهل للتمييز والتقدير‪ ،‬رغم أن هذا ال يعني بأي شكل من األشكال أنه ال تواجه تطبيقاتها أي عوائق‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Palm. F.C. (1987), "Time Series and Econometric Models with Unobservables", in: Economic Notes by :‬‬
‫‪Monte Dei Paschi Di Siena, Four Monthly Review, PP. 22-38.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Sargent. T.J., and C.A. Sims. (1977). "Business Cycle Modeling Without Pretending to Have Too Much A Prior‬‬
‫‪Economic Theory", in: FRB of Minneapolis, New Methods in Business Cycle Research, Office of Public‬‬
‫‪Information, Minnesota, PP.45-109, P. 45.‬‬

‫‪184‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .2.1‬مالحظات منهجية‪ ،‬اختيار المتغيرات‪ ،‬ووصف البيانات‪:‬‬

‫لغرض فهم وادراك طبيعة سير العالقات السائدة بين نظام المتغيرات المعني بدراستنا‪ ،‬وجب علينا أن‬
‫ننظر إلى هذا األخير على أنه عبارة عن نظام ديناميكي عشوائي‪ ،‬يستجيب للصدمات العشوائية الحالية‬
‫والماضية‪ ،‬المتأتية من التجديدات )‪ (Innovations‬الناتجة عن مختلف متغيراته‪ .‬ومن ثم تمثيله بنموذج‬
‫ديناميكي عشوائي يستوعب مختلف الصدمات العشوائية التي تحدث في متغيرات النظام‪ .‬ببساطة‪ ،‬هذا ما‬
‫تترجمه حقيقة مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪ ،"VAR‬التي تعتبر بمثابة أداة تجريبية مناسبة‪ ،‬تساعد‬
‫على استيعاب طبيعة تأثير هذه الصدمات‪ ،‬بالنظر لقدرتها على تقديم وصف شامل ودقيق للهيكل الديناميكي‬
‫(ديناميكيات األجل القصير‪ ،‬والعالقات طويلة المدى) الحقيقي للنظام المدروس‪ ،‬بفضل وسائل التحليل التي‬
‫تقدمها (اختبارات السببية وفق مفهوم جرانجر"‪ ،"Granger Causality Tests‬تحليل دوال االستجابة "‪Impulse‬‬

‫إطار فريدا لدراسة‬


‫ًا‬ ‫‪ ،"Response Functions‬وتفكيك التّباين "‪ ،)"Variance Decomposition‬والتي توفر‬
‫وتحليل التفاعالت الديناميكي ة التي تحدث بين متغيرات النظام محل الدراسة؛ كما أن هذه المقاربة تتجنب‬
‫وضع قيود التمييز –ذات الصلة بمختلف النظريات االقتصادية‪ -‬فاسحةً المجال للبيانات للتعبير عن الواقع‪.‬‬

‫بالنظر إلى المبررات المنهجية سالفة الذكر‪ ،‬ارتأينا تبني مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪"VAR‬‬

‫في دراستنا الحالية‪ ،‬لغرض تقدير وتقييم آثار صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية على األداء‬
‫االقتصادي الكلي في الجزائر‪ .‬ويعزى اختيارنا للمقاربة "‪– "VAR‬إضافة إلى المبررات السابقة‪ -‬إلى عدة‬
‫أسباب‪ ،‬أهمها االعتماد واسع النطاق على هذه المقاربة في مختلف الدراسات ذات الصلة بدراسة اآلثار‬
‫االقتصادية الكلية لكل من صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية‪ ،‬حيث أصبحت األداة التجريبية‬
‫األكثر استخداما في هذا اإلطار منذ أواخر الثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي‪ ،‬بعد أن أثبتت أنها‬
‫طريقة مناسبة لوصف وتلخيص العالقات الديناميكية بين متغيرات النظام المدروس‪ ،‬باعتبار أنها تسمح‬
‫بمحاكاة استجابة أي متغيرة في النظام تجاه تجديداتها الذاتية‪ ،‬أو التجديدات الناتجة عن المتغيرات األخرى‪.1‬‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬يهدف النموذج القياسي المقترح إلى محاولة اإلجابة على اإلشكال الرئيسي لموضوع‬
‫الدراسة‪ ،‬والمتمثل في تحديد "مدى تأثير ومساهمة صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية في تحديد‬
‫اتجاهات األداء االقتصادي الكلي في الجزائر"‪ .‬وبغض النظر عن مقدرة هذا النموذج على اإلجابة عن‬

‫‪ - 1‬فيما يتعلق بدراسات صدمات أسعار النفط‪ ،‬أنظر على سبيل المثال‪ Burbidge :‬و‪ Jiménez-Rodríguez ،)1984( Harrison‬و‪Sánchez‬‬
‫(‪ Farzanegan ،)2005( El-Anshasy et al ،)2005‬و‪.)2015( Cunado et al ،)2010( Berument et al ،)2007( Markwardt‬‬
‫‪ -‬لمسح مفصل للدراسات التي اعتمدت على نماذج "‪ "VAR‬في دراسة صدمات السياسة المالية‪ ،‬ومختلف المقاربات المتصلة بها‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Caldara. D., and C. Kamps. (2008), "What are the Effects of Fiscal Policy Shocks?: A VAR-Based Comparative‬‬
‫‪Analysis", ECB Working Paper Series No. 877, March.‬‬

‫‪185‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫السابق من عدمها‪ ،‬فإن درجة مصداقية النتائج التي يقدمها‪ ،‬تعتمد على مدى قدرته على استيعاب‬
‫االنشغال ّ‬
‫مختلف جوانب اإلشكالية‪ ،‬والتي تستند بدورها على ما يتضمنه النموذج من معلومات حول هذه إشكالية؛ في‬
‫حين أن الجزء األكبر من نظام المعلومات لجل النماذج القياسية يتجلى في نوع المتغيرات التي تتضمنها هذه‬
‫النماذج‪ ،‬وكذا شكل وحجم العالقات بين هذه المتغيرات‪ .‬وبعبارة أدق‪ ،‬فإنه يمكننا القول أن التحديد الجيد‬
‫لمتغيرات النموذج ‪-‬وذلك بما يتالءم واشكالية الدراسة‪ -‬يمنح هذا األخير مقدرة كبيرة على تقديم اإلجابة‬
‫األصح لإلشكالية المعنية‪ ،‬على أن تتكفل أدوات التقنية أو المقاربة المستعملة‪ ،‬ممثلة في أدوات التحليل‬
‫المميزة لنماذج "‪ ،"VAR‬بتحديد شكل وحجم العالقات بين هذه المتغيرات‪.‬‬

‫في سياق التحديد الجيد لمتغيرات النموذج الديناميكي المقترح بما يتالءم واشكالية البحث‪ ،‬نجد أنه لبد أوال‬
‫من التحديد الجيد لكل من صدمات أسعار النفط‪ ،‬وكذا صدمات السياسة لمالية‪ .‬في هذا الصدد‪ ،‬وفيما يتعلق‬
‫بصدمات أسعار النفط )‪ ،(Oil Price Shocks‬يشير ‪ )2010b( Kililan‬أن مصطلح "صدمة سعر النفط"‬
‫يستخدم لإلشارة إلى ظاهرتين مختلفتين تماما‪ .‬ففي بعض األحيان يستخدم للداللة واإلشارة إلى حلقات‬
‫التغيرات الكبيرة المتراكمة )‪ (Episodes of Large Cumulative Changes‬في السعر الحقيقي للنفط‪ ،‬والتي‬
‫غالبا ما تمتد على مدى عدة سنوات؛ وصدمة أسعار النفط في المعنى األخير ليس من الضروري أن تشتمل‬
‫على أية تغيرات كبيرة غير متوقعة‪ ،‬حيث يمكن أن تكون مدفوعة بشكل كلي بالعديد من التغيرات الطفيفة‬
‫غير المتوقعة في السعر الحقيقي للنفط‪ ،‬والتي تأخذ نفس اإلتجاه‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬قد يستخدم المصطلح‬
‫المذكور للداللة على أي تغير غير متوقع )‪ (Unpredictable Change‬في السعر الحقيقي للنفط؛ وهو المفهوم‬
‫الذي يتوافق –حسب ‪ -)2010b( Kililan‬مع مفهوم الصدمة في النماذج القياس اقتصادية‪ ،‬والذي سوف‬
‫نعتمده لتعريف صدمات أسعار النفط في دراستنا الحالية‪.1‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬وبالنسبة لصدمات السياسة المالية‪ ،‬نجد أن العديد من األدبيات السابقة قد حددت‬
‫الصدمات المالية إما من خالل وضع افتراضات حول رد الفعل البطيء لبعض المتغيرات تجاه صدمات‬
‫السياسة المالية (على غرار دراسات‪ Blanchard :‬و‪ Fatás ،)2002( Perotti‬و‪Favero ،)2001a,b( Mihov‬‬

‫(‪ ،)2002‬و‪))2004( Lopez-Salido et al‬؛ أو باستخدام معلومات إضافية مثل توقيت الحروب‪ ،‬معلومات‬
‫مؤسسات ية مفصلة عن النظام الضريبي‪ ،‬أو دراسة تاريخية مفصلة عن ق اررات السياسة المالية (على غرار‬
‫أبحاث‪ Romer :‬و‪ Ramey ،)1994( Romer‬و‪Blanchard ،)1999( Edelberg et al ،)1998( Shapiro‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Kilian. L. (2010b), "Oil Price Volatility: Origins and Effects", Background paper prepared for the World :‬‬
‫‪Trade Report 2010, “Trade in Natural Resources: Challenges in Global Governance”, Staff Working Paper ERSD-‬‬
‫‪2010-02, World Trade Organization, January, P. 15.‬‬

‫‪186‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫و‪ ،)2003( Burnside et al ،)2002( Perotti‬و‪ Eichenbaum‬و‪ .))2004( Fisher‬في المقابل‪ ،‬هناك دراسات‬
‫أخرى اعتمدت فقط على بيانات السالسل الزمنية االقتصادية الكلية لتحديد صدمات السياسة المالية‪ ،‬ولم‬
‫تعتمد على االفتراضات بشأن رد الفعل البطيء لبعض المتغيرات تجاه الصدمات االقتصادية الكلية‪ ،‬حيث لم‬
‫يتم فرض أو وضع أي قيود على استجابات المتغيرات األساسية (المعبرة عن األداء االقتصادي الكلي) تجاه‬
‫صدمات السياسة المالية‪ .‬وضمن اإلطار األخير‪ ،‬يرى ‪ Mountford‬و‪ )2005( Uhlig‬أن "صدمة السياسة‬
‫المالية‪ "Fiscal Policy Shock -‬هي كل تغير غير متوقع في السياسة المالية‪ ،‬غير أنه ال يوجد أي شيء‬
‫مثل صدمة السياسة المالية في حد ذاتها‪ .‬فالسياسة المالية تشتمل على تشكيلة متنوعة من السياسات‪ ،‬إذ‬
‫هناك قائمة ال حصر لها من أنواع المداخيل التي يمكن تغيير قواعد الضرائب ألي منها؛ وكذلك األمر‬
‫بالنسبة لمختلف أنماط أو فئات اإلنفاق الحكومي‪.1‬‬

‫في دراستنا الحالية‪ ،‬والتي تعالج –في جزء منها‪ -‬المسألة االقتصادية الكلية األوسع نطاقا واألكثر تقليدية‬
‫فيما يتعلق بآثار المجمعات المالية على المجمعات االقتصادية الكلية‪ .‬نجد أنه‪ ،‬في حين توجد مجموعة‬
‫واسعة من السياسات المالية الممكنة (بحيث يمكن أن تأتي التغيرات في السياسة المالية –على سبيل المثال‪-‬‬
‫في شكل تغيير في المزيج "ضرائب‪-‬دين عام" لتمويل نمط معين من اإلنفاق الحكومي‪ ،‬أو في شكل تغيير‬
‫في مستوى اإلنفاق لقاء مستوى معين من الدين العام)‪ ،‬تجمع معظم األدبيات السابقة في هذا الشأن على أن‬
‫صدمات السياسة المالية على المستوى االقتصادي الكلي‪ ،‬توجد ضمن فضاء ثنائي األبعاد‪ ،‬يمتد من خالل‬
‫نوعين أساسيين من الصدمات‪ .‬ويتعلق األمر بصدمات اإليرادات العامة وصدمات اإلنفاق العام‪ ،‬باعتبارهما‬
‫المكونتين الرئيسيتين للمتغيرات المالية‪ ،‬إذ أنه يمكن ببساطة وصف مختلف صدمات السياسة المالية –على‬
‫غرار توسعات الميزانية المتوازنة‪ -‬على أنها مجرد تركيبات خطية مختلفة لهتين الصدمتين األساسيتين‪.2‬‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬لبد من تمييز الصدمات الحقيقية للسياسة المالية (حركات المتغيرات المالية الناجمة عن‬
‫صدمات السياسة المالية) عن تلك التي تتمثل ببساطة في الحركات التلقائية للمتغيرات المالية استجابة منها‬
‫لصدمات الدورة االقتصادية وصدمات السياسة النقدية‪ .‬ولمعالجة هذه المشكلة لبد من تحديد صدمات الدورة‬
‫االقتصادية وكذا صدمات السياسة النقدية مع مراعاة أن تكون صدمات السياسة المالية متعامدة (مستقلة) مع‬
‫كال النوعين السابقين من الصدمات؛ حيث أن هذا القيد األخير له أثر كبير على النتائج‪ ،‬إذ من شأنه أن‬
‫‪1‬‬
‫‪Mountford. A., and H. Uhlig. (2005), "What Are the Effects of Fiscal Policy Shocks?", SFB 649 Discussion Paper‬‬
‫‪2005-039, Humboldt University, Berlin, P. 4.‬‬
‫‪- Mountford, A., and H. Uhlig. (2005).‬‬ ‫‪ 2‬أنظر ‪-‬على سبيل المثال‪ -‬في هذا الصدد‪:‬‬
‫‪- Alesina. A., Ardagna. S., Perotti. R., and F. Schiantarelli. (2002), "Fiscal Policy, profits and investment", The‬‬
‫‪American Economic Review, Vol. 92, No. 3, June, PP. 571-589.; - Caldara. D., and C. Kamps. (2008).‬‬

‫‪187‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يسمح بعزل االستجابات التلقائية للمتغيرات االقتصادية الكلية لحركات الدورة االقتصادية والسياسة النقدية‪.1‬‬

‫فيما يتعلق بمسألة تحديد صدمات السياسة النقدية‪ ،‬يرى ‪ )1997( Zha‬أن هذه المسألة تبقى في جزء منها‬
‫مسألة اقتصادية (مفاهيمية) وفي جزء آخر هي مسألة نقدية (تجريبية)‪ .2‬فمن الناحية النظرية يمكن أن تؤدي‬
‫أي متغيرة نقدية دور األداة للسياسة النقدية‪ ،‬وما على السلطات النقدية (البنك المركزي) –في هذا الصدد‪-‬‬
‫إال تحديد المتغيرات التي يمكنها السيطرة عليها في مرحلة أولى‪ ،‬ثم تحديد ما إذا كانت هناك عالقة سببية‬
‫بين هذه المتغيرات والمتغيرات المستهدفة في إطار استراتيجية السياسة النقدية‪ ،‬وهذا يختلف –طبعا‪ -‬من‬
‫اقتصاد آلخر‪ .3‬ضمن اإلطار األخير‪ ،‬يشير ‪ )1998( Blinder‬أن مشكل اختيار األداة النقدية غالبا ما يطرح‬
‫في شكل جدال بشأن االختيار بين سعر الفائدة أو العرض النقدي؛ غير أن اإلشكال يبقى قائما بشأن تحديد‬
‫‪4‬‬
‫أي سعر فائدة وأي تعريف للعرض النقدي يمكن استخدامه كأداة للسياسة النقدية ‪ .‬وبينما يجادل ‪Bernanke‬‬

‫و‪– )1992( Blinder‬على غرار العديد من الدراسات التي خصت االقتصاديات المتقدمة‪ -5‬أن معدل الفائدة‬
‫قصير األجل يعد أكثر ارتباطا بالمتغيرات الحقيقية واإلسمية في االقتصاد مقارنة بالمجاميع النقدية "‪"M1‬‬

‫و"‪ ،6"M2‬تؤكد دراسات أخرى أن القاعدة النقدية )‪ ،(M0‬أو االحتياطات غير المقرضة تمثل مؤش ار أفضل‬
‫للسياسة النقدية‪ ،‬باعتبار أن البنك المركزي بإمكانه السيطرة عليها مباشرة‪.7‬‬

‫بالنسبة للدول النامية –على غرار الجزائر‪ -‬يرى ‪ Hung‬و‪ )2008( Pfau‬أن سعر الفائدة قصير األجل ال‬
‫"‪ "M1‬و"‪"M2‬‬ ‫يمثل مؤش ار جيدا لتوجهات السياسة النقدية في أغلب هذه البلدان‪ ،‬بينما تعد المجمعات النقدية‬

‫‪ 1‬سنناقش مسألة تعامد واستقاللية الصدمات‪ ،‬في الفقرات واألجزاء الالحقة‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬هناك مسألة أخرى ال تقل أهمية عن سابقاتها‪ ،‬تمت اإلشارة‬
‫إليها وأخذها بعين االعتبار في مختلف الدراسات السابقة ذات الصلة باآلثار االقتصادية للسياسة المالية (خاصة منها التي اعتمدت على بيانات شهرية‬
‫أ ور رباعية)‪ ،‬ويتعلق األمر بإشكالية التأخير أو الفجوة الزمنية المحتملة بين لحظة اإلعالن إجراءات السياسة المالية ولحظة تنفيذها‪ ،‬وأن مجرد اإلعالن‬
‫عن السياسة المالية قد يؤدي إلى تحركات في المتغيرات االقتصادية الكلية –ناتجة عن السلوكات التطلعية لألفراد والمؤسسات‪ -‬حتى قبل أن تكون هناك‬
‫حركات فعلية في المتغيرات المالية‪ .‬لكننا لن نعير هذه اإلشكالية اهتماما في دراستنا الحالية ما دام أننا سنعتمد على بيانات سنوية‪ ،‬والسنة هي فترة كافية‬
‫الستيعاب معظم التأخيرات المحتملة الحدوث‪ ،‬والتي نادرا ما تتجاوز السنة المالية‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Zha. T. (1997), "Identifying Monetary Policy: A Primer", Federal Reserve Bank of Atlanta Economic :‬‬
‫‪Review, No. 2, PP. 26-43.‬‬
‫‪ 3‬لتفاصيل أكثر بهذا الشأن‪ ،‬أنظر‪- Hagen. J.V. (1998), "Money Growth Targeting", Institute for International Economic :‬‬
‫‪Studies, Seminar Paper No. 643, Stockholm, Sweden.‬‬
‫‪- Blinder. A.S. (1998), "Central Banking in Theory and Practice", The MIT Press, Cambridge, Mass, P. 26.‬‬ ‫‪ 4‬أنظر‪:‬‬
‫‪ 5‬أنظر على سبيل المثال‪- King. R., and C. Plosser. (1984), "Money, Credit and Prices in Real Business Cycle", :‬‬
‫‪American Economic Review, Vol. 74, PP. 363-380.; - Dale. S., and A.G. Haldane. (1993), "Interest Rate and the‬‬
‫‪Channels of Monetary Transmission: Some Sectoral Estimates", Bank of England Working Series No. 18/1993.‬‬
‫‪ 6‬أنظر‪- Bernanke. B., and A. Blinder. (1992), "The Federal Funds Rate and the Channels of Monetary :‬‬
‫‪Transmission", American Economic Review, Vol. 82, PP. 901-921.‬‬
‫‪ 7‬أنظر على سبيل المثال‪- Christiano. L.J., M. Eichenbaum. (1992), "Identification and the Liquidity Effect of Monetary :‬‬
‫‪Policy Shock", in: “Political Economy, Growth and Business Cycles”, C.A. Zvi Hercowitz and L. Leiderman (eds),‬‬
‫‪MIT Press, Cambridge and London, PP. 335-370.; - Strongin. S. (1995), "The Identification of Monetary Policy‬‬
‫‪Disturbances Explaining the Liquidity Puzzle", Journal Of Monetary Economics, Vol. 35, Issue. 3, PP. 463-497.‬‬

‫‪188‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أكثر تعبي ار عن ق اررات واجراءات هذه السياسة في مجموعة البلدان المذكورة‪ .1‬عالوة على ذلك‪ ،‬تفضل معظم‬
‫األدبيات ذات الصلة بهذا الشأن استخدام المجمع النقدي "‪( "M2‬الذي يمثل المفهوم الواسع للنقود) كمؤشر‬
‫عن توجهات السياسة النقدية‪ ،‬عوضا عن المجمع "‪( "M1‬الذي يمثل المفهوم الضيق للنقود)‪ .2‬لذلك‪ ،‬فإنه‬
‫إضافة إلى هذه المبررات‪ ،‬ومراعاةً لخصوصية االقتصاد الجزائري‪ ،‬وبناء على توجهات السلطات النقدية التي‬
‫حددت المجمع النقدي "‪ "M2‬كهدف وسيط لتنفيذ إجراءات السياسة النقدية وتحقيق أهدافها النهائية (منذ‬
‫صدور القانون ‪ ،)90-10‬فإننا سنعتمد المجمع النقدي "‪ "M2‬لتحديد صدمات السياسة النقدية‪.‬‬

‫بالنسبة لصدمات الدورة االقتصادية )‪ ،(Business Cycle Shocks‬سيتم أخذها بعين االعتبار بصفة غير‬
‫مباشرة من خالل الصدمات الذاتية لمتغيرة الناتج الداخلي الخام الحقيقي‪ ،‬التي سيتم إدراجها في النموذج‬
‫أساسا باعتبارها كمتغيرة معبرة عن اتجاهات تطور النشاط االقتصادي الحقيقي (الجانب الحقيقي لألداء‬
‫االقتصادي الكلي)‪ ،‬إلى جانب متغيرة معامل انكماش الناتج الداخلي الخام )‪ (GDP Deflator‬كمتغيرة معبرة‬
‫عن تطورات المستوى العام لألسعار (أو الجانب اإلسمي لألداء االقتصادي الكلي) في االقتصاد الجزائري‪.3‬‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬سنستعمل المتغيرات الحقيقية بدل اإلسمية‪ .‬فمن جهة‪ ،‬ونظ ار ألنه إذا كانت األسعار‬
‫حساسة للصدمات في أسعار النفط و‪/‬أو الصدمات في السياسة المالية‪ ،‬فإن هذا سينعكس مباشرة على‬
‫استجابة المغيرات اإلسمية المستهدفة لهذه الصدمات (ومن بينها الناتج اإلسمي)‪ ،‬وهو ما من شأنه قيادتنا‬
‫إلى نتائج مضللة بشأن االستجابات الفعلية لهذه المتغيرات تجاه الصدمات المعنية‪ ،‬إذ ال يسعنا تمييز اآلثار‬
‫المباشرة لمختلف الصدمات المدروسة على القيم الفعلية (الحقيقية) للمتغيرات‪ ،‬عن آثارها غير المباشرة التي‬
‫تمر عبر تأثيرها على األسعار‪ .‬ومن جهة أخرى من شأن االعتماد على المتغيرات الحقيقية لتحديد الصدمات‬
‫المدروسة أن يضمن استبعاد وعزل صدمات األسعار عن الصدمات المعنية‪ .4‬لذلك‪ ،‬ولغرض عزل آثار‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Hung. L.V., and W.D. Pfau. (2009), "VAR Analysis of the Monetary Transmission Mechanism in :‬‬
‫‪Vietnam", Applied Econometrics and International Development. Vol. 9, No. 1, January-June, PP. 165-179.‬‬
‫‪ 2‬أنظر على سبيل المثال‪- Moosa. I.A. (1992), "The Demand for Money in India: A Cointegration Approach", The Indian :‬‬
‫‪Economic Journal, Vol. 40, PP. 101-115.‬‬
‫‪- Ansari. M.I. (2002), "Impact of Financial Development, Money, and Public Spending on Malaysian National‬‬
‫‪Income: an Econometric Study", Journal of Asian Economics, Vol. 13, PP. 72-93.‬‬
‫‪ 3‬تم اختيار الناتج الداخلي الخام الحقيقي ومعامل انكماش الناتج‪ ،‬ألنه من المفترض –وفق ‪ Bernanke‬و‪ -)1995( Mihove‬أن تكون أفضل مؤشرات‬
‫للظروف االقتصادية الكلية الواسعة‪ ،‬األكثر تقليدية‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬يرى ‪ Blinder‬و‪ )1976( Goldfeld‬أن مؤشرات السياسة المالية والنقدية تصمم‬
‫عادة إلظهار آثار اإلجراءات التي تتخذها الحكومات والسلطات النقدية على بعض المتغيرات الداخلية المستهدفة‪ ،‬والتي عادة –وليس دائما‪ -‬ما تتمثل في‬
‫الناتج الداخلي الخام كمؤشر عن النشاط االقتصادي الحقيقي‪ ،‬والتغير في األسعار كمؤشر بديل للتعبير عن النشاط االقتصادي اإلسمي‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Blinder. A.S., and S.M. Goldfeld. (1976), "New Measures of fiscal and Monetary Policy, 1958-73", The American‬‬
‫‪Economic Review, Vol. 66, No. 5, PP. 780-796.‬‬
‫‪- Bernanke. B.S., and I. Mihove. (1995), "Measuring Monetary Policy", the Quarterly Journal of Economics, Vol.‬‬
‫‪113, No. 3, August, PP. 869-902.‬‬
‫‪ 4‬في هذا الشأن‪ ،‬أنظر على سبيل المثال‪- Senbet. D. (2011), "The Relative Impact of Fiscal Versus Monetary Actions on :‬‬
‫‪Output: A Vector Autoregressive (VAR) Approach", Business and Economic Journal, Vol. 25, PP. 1-11.‬‬

‫‪189‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الصدمات الناتجة عن ردود فعل األسعار لصدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية من جهة‪،‬‬
‫والصدمات الذاتية لألسعار من جهة أخرى‪ ،‬سنعتمد على المتغيرات الحقيقية بدال من المتغيرات اإلسمية‪ .‬كما‬
‫أنه‪ ،‬وألسباب تتعلق بتفادي تأثيرات عدم تجانس وحدات القياس‪ ،‬والتخلص من ضغوطات اإلتجاه العام على‬
‫تجانسا وبالتالي أكثر مالئمة‪.1‬‬
‫ً‬ ‫البيانات‪ ،‬فضلنا استخدام المتغيرات في شكلها اللوغاريتمي‪ ،‬الذي يجعلها أكثر‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬سيتم العمل على تقييم أثر صدمات أسعار النفط (معب ار عنها بصدمات السعر‬
‫ً‬
‫الحقيقي للنفط)‪ ،‬وصدمات السياسة المالية (معب ار عنها بصدمات اإليرادات العامة الحقيقية واإلنفاق الحكومي‬
‫الحقيقي) على اتجاهات األداء االقتصادي الكلي في الجزائر (معب ار عنه بمتغيرة الناتج الداخلي الخام الحقيقي‬
‫ومتغيرة معامل انكماش الناتج الداخلي الخام)‪ ،‬إلى جانب صدمات السياسة النقدية (ممثلة بصدمات عرض‬
‫النقد بالمفهوم الواسع "‪ "M2‬لعزل آثار السياسة النقدية من جهة‪ ،‬ومراقبة قناة هذه السياسة فيما يتعلق باآلثار‬
‫الديناميكية لصدمات أسعار النفط من جهة أخرى)‪ .‬وبذلك سيتضمن نموذج الدراسة األساسي ست متغيرات‬
‫(‪ 6‬معادالت)‪ ،‬تعمل على تقييم اآلثار المباشرة وغير المباشرة لصدمات أسعار النفط وصدمات السياسة‬
‫المالية على الناتج الداخلي الخام الحقيقي والمستوى العام لألسعار‪ .‬ويتعلق األمر بكل من لوغاريتم السعر‬
‫الحقيقي للنفط الخام "‪( "LROP‬بأسعار ‪2)1995‬؛ لوغاريتم اإليرادات العامة الحقيقية (بأسعار ‪)2001‬‬
‫"‪"LRGREV‬؛ لوغاريتم اإلنفاق الحكومي الحقيقي (بأسعار ‪"LRGEXP" )2001‬؛ لوغاريتم الناتج الداخلي‬
‫الخام الحقيقي (بأسعار ‪"LRGDP" )1980‬؛ لوغاريتم معامل انكماش الناتج الداخلي الخام (بأسعار ‪)1980‬‬
‫‪3‬‬
‫"‪"LGDPD‬؛ ولوغاريتم عرض النقد الحقيقي (بأسعار ‪. "LRM2" )2001‬‬

‫‪ 1‬أنظر وقارن التمثيل البياني للمتغيرات في شكل لوغاريتم (الشكل (‪ ) 5.3‬أدناه)‪ ،‬مع التمثيل البياني للمتغيرات في شكل مستويات (الشكل )‪ (1-II‬من‬
‫الملحق (‪ ،))II‬إضافة إلى األشكال )‪ (7-II) ،(6-II) ،(5-II) ،(4-II) ،(3-II) ،(2-II‬من نفس الملحق‪ ،‬والتي تمثل وتقارن اإلحصائيات الوصفية لكل‬
‫متغيرة من المتغيرات األساسية محل الدراسة في شكل مستويات‪ ،‬وفي شكل لوغاريتم‪.‬‬
‫‪ 2‬يمكن اعتبارها كمصدر للصدمات الخارجية‪ ،‬وهي عبارة متوسطات سنوية لألسعار األسبوعية (‪ُ ،)FOB‬معبرًا عنها بالقيمة الحقيقية (دوالر‪/‬للبرميل)‬
‫بأسعار ‪( 1995‬باستخدام الرقم القياسي لمخفض الناتج المحلي اإلجمالي في الدول الصناعية الكبرى (‪ )100=1995‬كما ينشرها صندوق النقد الدولي(‪.‬‬
‫ابتدا ًء من ‪ 1970‬وإلى غاية أكتوبر ‪ ،1974‬المتغيرة "‪ "ROP‬تمثّل ‪ %93‬من السعر المعلن لبرميل خام القياس ‪-‬العربي الخفيف )‪ -(Arab Light‬فوب‬
‫رأس تنورة‪ .‬من نوفمبر ‪ 1974‬حتى ديسمبر ‪ 1981‬تمثّل السعر الرسمي لبرميل خام القياس ‪-‬العربي الخفيف‪( -‬فوب رأس تنّورة)‪ .‬انطالقًا من ‪1982‬‬
‫تمثّل السعر الفوري (اآلني) لسلة أوبك المرجعية‪.‬‬
‫‪ - 3‬بالنسبة لآلثار الديناميكية لصدمات أسعار النفط‪ ،‬فإن إدراج متغيرات السياسة المالية (متغيرة اإليرادات العامة‪ ،‬ومتغيرة اإلنفاق الحكومي)‪،‬‬
‫ومتغيرات السياسة النقدية (متغيرة عرض النقد) في التحليل إلى جانب متغيرة السعر الحقيقي للنفط ‪-‬على غرار ما هو معمول به في عديد الدراسات‬
‫السابقة كدراسة ‪ -)1991( Bohi‬من شأنه أن يسمح بمراقبة قنوات انتقال اآلثار غير المباشرة لصدمات ألسعار النفط‪.‬‬
‫‪ -‬من جهة أخرى‪ ،‬رغم أن تقدير نموذج يتضمن متغيرتي اإلستثمار الخاص واإلستهالك الخاص (مكونات الناتج) كان سيسمح لنا بدراسة انتقال صدمات‬
‫السياسة المالية في االقتصاد بتفصيل أكثر‪ ،‬غير أن تقدير نموذج ذو ثمانية متغيرات في هذه الحالة سيكون "غير عملي‪( "impractical -‬خاصة في ظل‬
‫محدودية ع دد المشاهدات حول المتغيرات االقتصادية الكلية الخاصة باالقتصاد الجزائري‪ ،‬بالنظر إلى ندرة البيانات الشهرية أو الفصلية حول هذه‬
‫المتغيرات)؛ وذلك ألن عدد المعامالت في االختبارات الخطية عموما‪ ،‬وفي نماذج "‪ "VAR‬بشكل خاص‪ ،‬يرتفع بشكل تناسبي مع عدد المعلمات في‬
‫النموذ ج الخطي القياسي المقدر‪ ،‬وهذا من شأنه أن يؤثر على حجم وقوة االختبارات اإلحصائية ضمن هذا النموذج‪ .‬لذلك فضلنا االقتصار في دراستنا‬
‫على إدراج الحد األدنى من المتغيرات المعبرة عن األداء االقتصادي الكلي واكتفينا بمتغيرتي الناتج واألسعار‪ ،‬إلى جانب متغيرات سعر النفط‬
‫والسياستين المالية والنقدية‪ .‬وهذه المتغيرات تتوافق –تقريبا‪ -‬مع متغيرات النموذج األساسي لـ ‪ Fatás‬و‪ ،)2001b( Mihov‬إذ يعتبر الباحثين أن هذا‬
‫الشعاع من المتغيرات الداخلية يمثل الحد األدنى من متغيرات االقتصاد الكلي الالزمة لدراسة األثار الديناميكية لتغيرات السياسة المالية‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أما فيما يتعلق بمصادر البيانات‪ ،‬فإن التحليل في هذا الجانب التطبيقي من الدراسة سيستند إلى سالسل‬
‫بيانات سنوية تخص االقتصاد الجزائري (إضافة إلى سلسلة السعر الحقيقي للنفط)‪ ،‬تمتد على طول الفترة‬
‫(‪ ،)2014-1970‬تم جمعها بناء على اإلحصائيات المنشورة من قبل الديوان الوطني لإلحصائيات (‪،)NOS‬‬
‫وبنك الجزائر )‪ ،(BA‬باإلضافة إلى إحصائيات البنك العالمي (‪ ،)WID‬فيما يتعلق ببيانات متغيرات السياسات‬
‫االقتصادية (المالية والنقدية) واألداء االقتصادي الكلي (الناتج واألسعار)؛ إضافة إلى مختلف تقارير األمين‬
‫العام السنوية لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط )‪ ،(OAPEC‬وكذا مختلف النشرات اإلحصائية السنوية‬
‫)‪ (OPEC Annual Statistical Bulletin‬لمنظمة البلدان المصدرة للنفط )‪ ،(OPEC‬بالنسبة لبيانات السعر‬
‫الحقيقي للنفط‪ .‬والشكل (‪ )6.3‬يعطي تمثيال بيانيا لمتغيرات النموذج األساسي للدراسة في شكلها اللوغاريتمي‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)6.3‬التمثيل البياني لمتغيرات النموذج األساسي للدراسة (في شكل لوغاريتم)‪.1‬‬
‫‪LROP‬‬ ‫‪LRGREV‬‬
‫‪5.0‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪4.5‬‬
‫‪15‬‬

‫‪4.0‬‬
‫‪14‬‬
‫‪3.5‬‬
‫‪13‬‬
‫‪3.0‬‬

‫‪12‬‬
‫‪2.5‬‬

‫‪2.0‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪LRGEXP‬‬ ‫‪LRM2‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪15‬‬
‫‪15‬‬

‫‪14‬‬
‫‪14‬‬
‫‪13‬‬

‫‪13‬‬
‫‪12‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪LRGDP‬‬ ‫‪LGDPD‬‬
‫‪13.2‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪8‬‬
‫‪12.8‬‬

‫‪7‬‬
‫‪12.4‬‬
‫‪6‬‬
‫‪12.0‬‬
‫‪5‬‬

‫‪11.6‬‬
‫‪4‬‬

‫‪11.2‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬

‫أنظر بهذا الشأن‪- Baum. A., and G.B. Koester. (2011), "The Impact of Fiscal policy On Economic Activity Over the :‬‬
‫‪Business Cycle: Evidence From a Threshold VAR Analysis", Deutsche Bundesbank Discussion Paper Series 1:‬‬
‫‪Economic Studies, No. 03/2011, Frankfurt, P. 12.‬‬
‫‪- Fatás. A., and I. Mihov. (2001b), "The Effects of Fiscal Policy on Consumption and Employment: Theory and‬‬
‫‪Evidence", Centre for Economic Policy Research -CEPR Discussion Paper, No. 2760, London, P. 6.‬‬
‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪ ،"EViews 8.0‬باالعتماد البيانات المذكورة أعاله‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .3.1‬تحليل الخصائص اإلحصائية لمتغيرات النظام األساسي المدروس وعالقاتها طويلة األجل‪:‬‬

‫قبل استخدام أي مجموعة من بيانات السالسل الزمنية لدراسة وتقدير مختلف العالقات الديناميكية السائدة‬
‫بين مجموعة متغيرات أي نظام اقتصادي كلي بصدد الدراسة (من خالل تقدير النماذج القياس اقتصادية‬
‫–وضمنها نماذج "‪ -"VAR‬وتحليل ديناميكيتها)‪ ،‬البد من إخضاع هذه البيانات إلى معالجة إحصائية مسبقة‬
‫)‪ (A Pri-validating Data‬من خالل إخضاعها إلى مجموعة من االختبارات اإلحصائية‪ ،‬تسمح بالكشف عن‬
‫مميزاتها وخصائصها الجوهرية‪ ،‬وتمنح صورة واضحة عن كيفية تطور سلوك المتغيرات التي تمثلها‪.‬‬

‫‪ .1.3.1‬تحليل عدم إستقرارية ودرجة تكامل متغيرات النظام األساسي محل الدراسة‪:‬‬

‫نظريا‪ ،‬نقول عن سلسلة زمنية ‪ Xt‬أنها مستقرة ‪-‬بالمعنى الواسع لإلستق اررية‪ -‬إذا تذبذبت حول وسط‬
‫ثابت‪ ،‬مع تباين ليس له عالقة بالزمن "‪ ،"t‬وتباينات مشتركة (تباينات ذاتية مشتركة مرتبطة فقط بالمجال‬
‫الزمنية) مستقلة عن الزمن‪ .1‬لكن في الواقع قد نصادف العديد من المتغيرات االقتصادية‬
‫الفاصل بين الفترات ّ‬
‫والمالية التي ال تتوفر فيها هذه الخاصية‪ ،‬بحيث يكون متوسطها و‪/‬أو تباينها مرتبطين بالزمن‪.2‬‬

‫عمليا‪ ،‬تمثل عملية اختبار مدى استفاء متغيرات النظام االقتصادي محل الدراسة لخاصية االستق اررية‬
‫نقطة االنطالق األساسية في أغلب الدراسات القياس اقتصادية التي تستخدم بيانات السالسل الزمنية (كما هو‬
‫الحال بالنسبة لدراستنا)؛ فالخاصية المذكورة تكتسي أهمية بالغة‪ ،‬بالنظر لما يمكن أن ينجر عن عدم توفرها‬
‫في بيانات المتغيرات االقتصادية الكلية المعنية بالدراسة من استنتاجات مضلِّلة )‪(Misleading Inferences‬‬

‫ونتائج وتقديرات زائفة وغير واقعية )‪ .(Spurious Estimations‬لهذه األسباب‪ ،‬فإن االهتمام يجب أن ينصب‬
‫على اختبار مدى تحقق هذه الخاصية لدى متغيرات دراستنا الحالية‪ ،‬وبالتالي ضمان المعالجة اإلحصائية‬
‫السليمة لهذه المتغيرات‪ ،‬والتي تعد ضرورية للحصول على نتائج ذات معنوية على األقل من الناحية‬
‫اإلحصائية؛ إذ سنعمد في أولى خطواتنا التطبيقية إلى معالجة إشكالية اإلستقرارية لدى المتغيرات المعنية‬
‫بدراستنا‪ ،‬من خالل إخضاعها الختبارات الجذر األحادي‪ ،‬ممثلة باختبارات ‪ Dickey‬و‪.)1981–1979( Fuller‬‬

‫ضمن هذه االختبارات نعمد إلى اختبار الفرضية الصفرية ‪ H0‬التي تفيد بوجود جذر أحادي )‪(Unit Root‬‬

‫ضمن السلسلة الزمنية محل الدراسة (وبالتالي عدم استقرار هذه السلسلة)‪ ،‬ضد الفرضية البديلة ‪ H1‬التي تفيد‬

‫‪1‬‬
‫‪Bresson. G., et A. Pirotte. (1995), "Econométrie des Séries Temporelles, Théories et Applications", Presses‬‬
‫‪Universitaires de France, paris, P.19.‬‬
‫‪ 2‬للمزيد من التفاصيل حول الموضوع (وكذا فيما يتعلق بمختلف أسباب عدم االستقرارية)‪ ،‬أنظر‪- Nelsson. C.R., and C. I. Plosser. :‬‬
‫‪(1982), "Trend and Random Walks in Macroeconomic Time Series: Some evidence and implications", Journal of‬‬
‫‪Monetary economics, Vol. 10, PP.139-162.; - Hamilton. J.D. (1994), PP. 447-451.‬‬

‫‪192‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بغياب الجذر المساوي للوحدة (ومن ثم استقرار السلسة الزمنية محل الدراسة)‪ .‬وقد جسد ‪ Dickey‬و‪Fuller‬‬

‫(‪ )1981–1979‬هذا االختبار‪ ،‬في اختبار أحادي الجانب على اليسار‪ ،‬يعتمد على اختبار الفرضية المركبة‬
‫التالية‪:1‬‬

‫)السلسلة غير مستقرة وتتبع نموذج سير عشوائي( ‪H𝟎 : ρ = 1‬‬


‫{‬ ‫)‪… … … . (3.1‬‬
‫مستقرة تقاربيًّا( ‪H𝟏 : |ρ| < 1‬‬
‫ّ‬ ‫السلسلة‬
‫) ّ‬

‫ضمن النموذج التالي‪( :‬باعتبار أن السلسلة ‪ Xt‬محل الدراسة‪ ،‬تقبل التمثيل وفق هذا النموذج)‪.‬‬
‫‪Xt = ρXt−1 + ϵt‬‬ ‫)‪… … … . (3.2‬‬

‫وذلك من خالل اختبار الفرضية‪:2‬‬


‫‪H :φ=0‬‬
‫𝟎 {‬ ‫)‪; (𝜑 = 𝜌 − 1) … … … . (3.3‬‬
‫‪H𝟏 : |φ| < 0‬‬

‫ضمن أحد النماذج األساسية التالية‪:3‬‬


‫)‪∆𝑋𝑡 = 𝜑𝑋𝑡−1 + 𝜖𝑡 … … … . (3.4‬‬ ‫)‪(I‬‬
‫)‪∆𝑋𝑡 = 𝜑𝑋𝑡−1 + 𝛾 + 𝜖𝑡 … … … . (3.5‬‬ ‫) ‪( II‬‬
‫)‪∆𝑋𝑡 = 𝜑𝑋𝑡−1 + 𝜆 + 𝛿𝑡 + 𝜖𝑡 … … … . (3.6‬‬ ‫) ‪( III‬‬

‫أو باستخدام أحد النماذج المطورة التالية‪:4‬‬


‫𝑝‬

‫)‪∆𝑋𝑡 = 𝜑𝑋𝑡−1 + ∑ 𝛼𝑗 + ∆𝑋𝑡−𝑗 + 𝜂𝑡 … … … . (3.7‬‬ ‫) 𝐕𝐈 (‬


‫‪𝑗=1‬‬
‫𝑝‬

‫)‪∆𝑋𝑡 = 𝜑𝑋𝑡−1 + 𝛾 + ∑ 𝛼𝑗 + ∆𝑋𝑡−𝑗 + 𝜂𝑡 … … … . (3.8‬‬ ‫)𝐕(‬


‫‪𝑗=1‬‬
‫𝑝‬

‫) 𝐈𝐕 ( )‪∆𝑋𝑡 = 𝜑𝑋𝑡−1 + 𝜆 + 𝛿𝑡 + ∑ 𝛼𝑗 + ∆𝑋𝑡−𝑗 + 𝜂𝑡 … … … . (3.9‬‬


‫‪𝑗=1‬‬

‫فباستخدام النموذج المناسب من بين النماذج (‪ )III ،II ،I‬أو النماذج (‪ ،)VI ،V ،IV‬وفق االستراتيجية‬
‫التتابعية الموضحة في الشكل (‪ )8-II‬من الملحق (‪ )II‬؛ نقبل ‪ H0‬ونقر بعدم استق اررية السلسلة الزمنية‬
‫المدروسة إذا كانت قيمة ̂‪ (𝑡𝜑̂ ) 𝑡ρ‬المحسوبة‪ ،‬أكبر من قيمتها الحرجة (أو المجدولة) المستخرجة مـن جداول‬
‫‪1‬‬
‫‪Bresson. G., et A. Pirotte. (1995), P. 419.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Lardic. S., et V. mignon. (2002), P. 136.‬‬
‫‪ 3‬الجدول (‪ )8-II‬من الملحق (‪ ،)II‬يوضح شكل الفرضية ‪ ،H0‬والفرضية البديلة ‪ ،H1‬في كل نموذج من النماذج الثالث األساسية (‪ )III ،II ،I‬أعاله‪.‬‬
‫والتي تبقى صالحة بالنسبة للنماذج المطورة من طرف ‪ Dickey‬و‪ ،Fuller‬والموضحة بالنماذج (‪.)VI ،V ،IV‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Lardic. S., et V. mignon. (2002), P. 146.‬‬
‫‪ -‬يتم استخدام النماذج األساسية (‪ )III ،II ،I‬إلجراء االختبار في ظل افتراض أساسي يتعلق بغياب اإلرتباط الذاتي لألخطاء في هذه النماذج‪.‬؛ بينما يتم‬
‫استخدام النماذج المطورة (‪ )VI ،V ،IV‬لمراعاة (وفي ظل) عدم توفر االفراض السابق‪ .‬لتفاصيل أوفر‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Johnston. J., and J. Dinardo. (1997), "Econometric Methods", 4th edition, Mc Graw–Hill, New York, P. 226.‬‬

‫‪193‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫)‪ (Dickey-Fuller‬والعكس صحيح‪.1‬‬


‫‪2‬‬
‫الجدول (‪ :)1.3‬ملخص اختبارات االستق اررية ))‪ (Dickey-Fuller (1979,1981‬لمتغيرات النظام األساسي‪.‬‬
‫القرار‬ ‫القيم الحرجة عند‬ ‫القيم المحسوبة‬ ‫درجة التّأخيرات‬ ‫المتغيرات‬
‫مستوى معنوية )‪(5%‬‬ ‫إلحصائية ‪ADF‬‬
‫للفروق‬ ‫للمستويات‬ ‫للفروق‬ ‫للمستويات‬ ‫للفروق‬ ‫للمستويات‬
‫األولى‬ ‫األولى‬ ‫األولى‬
‫"‪ "LROP‬مستقرة الفرق‬
‫‪-1,94‬‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪-6,91‬‬ ‫‪0,71‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫‪LROP‬‬
‫األول )‪.I(1‬‬
‫"‪ "LRGREV‬مستقرة‬
‫‪-1,94‬‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪-6,17‬‬ ‫‪2,27‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫‪LRGREV‬‬
‫الفرق األول )‪.I(1‬‬
‫"‪ "LRGEXP‬مستقرة‬
‫‪-2,93‬‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪-5,55‬‬ ‫‪3,87‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫‪LRGEXP‬‬
‫الفرق األول )‪.I(1‬‬
‫"‪ "LRM2‬مستقرة الفرق‬
‫‪-1,94‬‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪-2,77‬‬ ‫‪2,27‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫‪P=1‬‬ ‫‪LRM2‬‬
‫األول )‪.I(1‬‬
‫"‪ "LRGDP‬مستقرة الفرق‬
‫‪-2,93‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-9,89‬‬ ‫‪-3,37‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫‪LRGDP‬‬
‫األول )‪.I(1‬‬
‫"‪ "LGDPD‬مستقرة الفرق‬
‫‪-2,93‬‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪-4,87‬‬ ‫‪2,74‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫‪P=1‬‬ ‫‪LGDPD‬‬
‫األول )‪.I(1‬‬

‫نتائج االختبارات التي يلخصها الجدول (‪ )1.3‬أعاله (والمفصلة ضمن الجداول (‪،)3-II( ،)2-II( ،)1-II‬‬
‫(‪ )6-II( ،)5-II( ،)4-II‬من الملحق (‪ ،))II‬تفضي إلى قبول فرضية عدم استقرارية مستويات المتغيرات‬
‫(‪ ،)LGDPD ،LRGDP ،LRM2 ،LRGEXP ،LRGREV ،LROP‬ورفض هذه الفرضية بالنسبة لفروقاتها‬
‫األولى (‪ ،)DLGDPD ،DLRGDP ،DLRM2 ،DLRGEXP ،DLRGREV ،DLROP‬إذ أن القيم‬
‫المحسوبة إلحصائية "‪ "ADF‬تفوق نظيرتها الحرجة بالنسبة لمستويات المتغيرات‪ ،‬وتكون أقل منها بالنسبة‬

‫‪ - 1‬الختبار معنوية كل من معلمة الحد الثابت ومعلمة اإلتجاه العام في نماذج ‪( Dickey-Fuller‬األساسية والمطورة)‪ ،‬تحت فرضية وجود الجذر‬
‫األحادي‪ ،‬يتم الرجوع إلى جداول ‪ Dickey‬و‪ )1981( Fuller‬للحصول على القيم الحرجة إلحصائيات االختبار‪ ،‬والتي نوضح جزء منها في الجدول‬
‫(‪ ،)7-II‬في الملحق (‪.)II‬‬
‫‪ -‬عند إجراء االختبارات‪ ،‬يتم االنتقال من استخدام مجموعة النماذج األساسية إلى استخدام مجموعة النماذج المطورة ضمن االستراتيجية الموصوفة‪ ،‬من‬
‫خالل اختبار مالئمة النماذج األساسية المستعملة في االختبار عند كل مرحلة من مراحل االستراتيجية السابقة الذكر‪ ،‬عن طريق اختبار تحقق فرضية‬
‫الذاتي لألخطاء في هذه النماذج؛ لننتقل ‪-‬في حالة رفض هذه الفرضية‪ -‬إلى إجراء االختبار باستخدام نماذج ‪ Dickey-Fuller‬ال ُمطورة‬ ‫غياب االرتباط ّ‬
‫في سياق نفس االستراتيجية المتبعة‪.‬‬
‫‪ -‬الجدول (‪ )9-II‬من الملحق (‪ ،)II‬يوضح العبارات ال ُمقترحة من طرف ‪ Dickey‬و‪ Fuller‬لمقدرات المربعات الصغرى )‪ (OLS‬لكل معلمة من‬
‫معلمات النماذج الثالث األساسية‪ ،‬وكذا عبارات إحصائيات ‪ -t‬ستودنت لكل منها‪ ،‬وهي نفسها العابرات المستخدمة في النماذج المطورة للباحثين‪.‬‬
‫‪- Hayashi. F. (2000), "Econometrics", Princeton University Press, Prenceton, N.J., PP. 574-591.‬‬ ‫للتفاصيل أنظر‪:‬‬
‫‪- Hamilton. J.D. (1994), PP. 516-530.‬‬
‫‪ 2‬تم إعداد الجدول باالعتماد على النتائج الملخصة في الجداول (‪ )6-II( ،)5-II( ،)4-II( ،)3-II( ،)2-II( ،)1-II‬من الملحق (‪.)II‬‬

‫‪194‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لفروقاتها األولى‪.1‬‬

‫‪ .2.3.1‬تحليل التكامل المتزامن والعالقات طويلة األجل بين متغيرات النظام المدروس‪:‬‬

‫بعد أن أفضت نتائج اختبارات الالإستق اررية إلى عدم استقرار مستويات المتغيرات المدروسة (مقابل‬
‫استقرار فروقاتها األولى)‪ ،‬فإن دراسة وتحليل العالقات طويلة األجل بين هذه المتغيرات –والتي تستدعي‬
‫االعتماد على المتغيرات في شكل مستويات دون إخضاعها للفروقات‪ –2‬ستكون عملية محفوفة بالمخاطر‬
‫وغير مضمونة النتائج‪ ،‬إذ ال تخلو من خطورة إمكانية الحصول على نتائج مضللة‪ ،‬والتي تكون ناتجة أساسا‬
‫عن مشاكل زيف التقديرات (أو زيف االرتباطات)‪ .3‬هذه المسألة هي ما عالجته نظرية التكامل المتزامن‬
‫المطورة من طرف ‪ Engle ،(1981-1986) Granger‬و‪ ،)1987( Stock ،(1987) Granger‬ثم ‪Johansen‬‬

‫)‪ ،(1988‬والتي فسحت المجال إلبراز وتوضيح العالقات المستقرة في األجل الطويل‪ ،‬وتحليل ديناميكيات‬
‫األجل القصير في نفس الوقت ألي مجموعة متغيرات غير مستقرة‪ ،‬إذا تحقق شرط وجود عالقة تكامل‬
‫متزامن )‪ (Cointegration Relationship‬فيما بينها‪.4‬‬

‫نظريا‪ ،‬يمكن أن تنشأ عالقة التكامل المتزامن بين متغيرات (متغيرتين أو أكثر) متكاملة من نفس الدرجة‬
‫‪5‬‬
‫يدا عن بعضها البعض مع مرور الزمن‪،‬‬
‫))‪ (I(d‬تبدي تطو ار مشتركا في المدى الطويل ‪ ،‬وال تنحرف بع ً‬
‫باستثناء بعض التقلبات العابرة (المؤقتة)‪ .‬وهو ما يمكن اعتباره بمثابة توازن إحصائي‪ ،‬يمكن تفسيره في عديد‬

‫‪ 1‬يتضح هذا بيانيا أيضا من خالل مقارنة التمثيل البياني للمتغيرات في شكلها اللوغاريتمي في شكل مستويات الموضح في الشكل (‪ )6.3‬أعاله‪ ،‬والتمثيل‬
‫البياني لهذه المتغيرات في شكلها اللوغاريتمي في شكل فروقات الموضح في الشكل )‪ (9-II‬من الملحق (‪.)II‬‬
‫‪ 2‬صحيح أن عملية إخضاع المتغيرات إلى مر ِّشحات فروقات تسمح باستعادتها لخاصية اإلستقرار‪ ،‬غير أنها تفرض –في الوقت ذاته‪ -‬على هذه‬
‫المتغيرات التخلص من جزء كبير من المعلومات الضرورية لدراسة حركتها وتطور سلوكها عبر الزمن‪.‬‬
‫‪ 3‬تم اكتشاف ظاهرة االرتباطات الزائفة ألول مرة من طرف ‪ ،)1926( Yule‬الّذي بين أنه يمكن بسهولة إيجاد ارتباطات "معنوية إحصائيّا" بين سالسل‬
‫زمنية غير مستقرة‪ ،‬مستقلة عن بعضها البعض‪ .‬ليتم بعد ذلك دراسة المسألة بشكل أعمق –بعد حوالي نصف قرن من الزمن– من طرف ‪Granger‬‬
‫و‪ ،)1974( New Bold‬واللّذان توصال –باالعتماد على ُمحاكاة ‪ Monte Carlo‬لتوليد (‪ )100‬زوج من السيرورات العشوائية المستقلّة– إلى نتيجة‬
‫أساسية مفادها أنه في (‪ )77‬حالة من بين (‪ ،)100‬كانت اإلحصائية "‪ "t‬تفوق القيمة "‪ ."2‬مما أدى إلى رفض "خاطئ" لفرضية االستقاللية بين هذه‬
‫السيرورات في أكثر من ثالثة أرباع الحاالت‪ .‬لتفاصيل أوفر‪ ،‬أنظر‪- Yule. G.U. (1926), "Why Do We Sometimes Get Nonsense :‬‬
‫‪Correlations Between Time-Series ?: A Study in Sampling and the Nature of Time-Series", Journal of the Royal‬‬
‫‪Statistical Society, Vol.89, PP. 1-64.; - Granger. C.W.J., and P. Newbold. (1974), "Spurious Regression in‬‬
‫‪Economics", Journal of Econometrics, Vol. 2, PP. 111-120.; - Phillips. P.C.B. (1986), "Understanding Spurious‬‬
‫‪Regression in Economics", Journal of Econometrics, Vol. 33, PP. 311-340.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Granger. C .W.J. (1981), "Some Properties of Time Series Data and their Use in Econometric Model‬‬
‫‪Specification", Journal of Econometrics, Vol. 16, No. 1, PP. 121-130.; - Granger. C .W. J. (1986), "Developments in‬‬
‫‪the Study of Cointegrated Economic Variables", Oxford Bulletin of Economics and Statistics, Vol. 48, PP. 213-228.‬‬
‫‪- Engle. R.F., and C.W.J. Granger. (1987), "Cointegration and Error Correction: Representation, Estimation and‬‬
‫‪Testing", Econometrica, Vol. 55, No. 2, PP. 251-276; - Stock. S.H. (1987), "Asymptotic Properties of Least-Squares‬‬
‫‪Estimators of Cointegrating Vectors", Econometrica, Vol. 55, PP.1035-1056.; - johansen. S. (1988), "Statistical‬‬
‫‪Analysis of Cointegrating Vectors", Journal of Economic Dynamics and control, Vol. 12, PP. 231-254.‬‬
‫‪ 5‬يُعتبر هذا الشرط بمثابة شرط ضروري أو شرط ُمسبق )‪ (precondition‬للحديث عن إمكانية وجود عالقة تكامل متزامن بين أي مجموعة من‬
‫السالسل الزمنية غير المستقرة‪ .‬حيث يشير ‪ ) 1986( Granger‬أنه قد تكون هناك تركيبة خطية مستقرة بين سالسل زمنية (سلسلتين أو أكثر) غير‬
‫مستقرة؛ وفي هذه الحالة يقال عن مجموعة السالسل الزمنية المعنية أنها متكاملة تزامنيا‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التطبيقات الميدانية كعالقة اقتصادية في المدى الطويل‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن كون المتغيرات محل دراستنا مستقرة‬
‫الفروقات ومتكاملة من نفس الدرجة (الدرجة األولى )‪ ،)I(1‬إضافة إلى إبدائها لتطو ارت متشابهة ومشتركة‬
‫–بيانيا‪ -‬في المدى الطويل‪ ،1‬يتيح ‪-‬كما سبق وأسلفنا‪ -‬دراسة إمكانية تشكل عالقة مستقرة في المدى الطويل‬
‫(عالقة تكامل متزامن) فيما بينها‪ .‬وهو ما سنقوم به باالعتماد االختبارات اإلحصائية المناسبة‪.‬‬

‫من الناحية العملية‪ ،‬فإن دراسة موضوع التكامل المتزامن‪ ،‬تجبرنا على التعامل مع مسألة أساسية‪ ،‬تتعلق‬
‫أساسا بكيفية تأكيد (أو نفي) وجود عالقات تكامل متزامن بين متغيرات نظام ما‪ ،‬ومن ثم كيفية تقدير واختبار‬
‫ً‬
‫العالقات (طويلة وقصيرة المدى) بين هذه المتغيرات‪ .‬في هذا الصدد تعد مقاربة ‪-1991-1988( Johansen‬‬

‫‪ )1995‬األنسب لمعالجة إشكالية التكامل المتزامن لدى األنظمة التي يتجاوز عدد متغيراتها المتغيرتين‪ .‬لذا‬
‫سنعمد إلى اختبار إمكانية وجود عالقات تكامل متزامن بين المتغيرات الست محل الدراسة في إطار المقاربة‬
‫‪2‬‬
‫المذكورة؛ حيث سنقوم أوال –في إطار خوارزمية هذه المقاربة – بتحديد درجة التأخير المثلى للنموذج "‪"VAR‬‬

‫الذي سيستخدم في عملية االختبار ‪-‬والذي سيتم تقديره باستخدام مستويات المتغيرات المعنية تحت قيد وجود‬
‫"‪ "r‬عالقة تكامل متزامن‪ -‬وذلك باالعتماد على مختلف األدوات واالختبارات اإلحصائية المستخدمة لهذا‬
‫الغرض‪ ،‬وضمنها ما يسمى بمعايير المعلومات )‪.3(Informations Criteria‬‬

‫النتائج المتحصل عليها ‪-‬والموضحة في الجدول (‪ )11-II‬من الملحق (‪ -)II‬تبين أن اثنين من المعايير‬
‫قدرها سنة واحدة‪ ،‬في حين‬ ‫)‪(Maximum Lag‬‬ ‫المستخدمة (‪ SC‬و‪ )HQ‬أتت على اختيار درجة تأخير قصوى‬
‫أسفر االختبار )‪ (LR‬والمعيار )‪ (FPE‬عن اختيار درجة التأخير المقدرة بسنتين (تأخيرين) كأمثل درجة إبطاء‬
‫لوصف تغيرات مستويات متغيرات النظام المعني؛ أما وفق معيار المعلومات لـ ‪ (AIC) Akaike‬فإن أفضل‬
‫درجة تأخير هي ثالث سنوات‪ .4‬بناء على هذه النتائج سنختار درجة التأخير المقدرة بسنتين (تأخيرين)‪،‬‬
‫باعتبارها حل وسط من شأنه ضمان تفادي الوقوع في أخطاء التحديد )‪ ،(Specification Errors‬الذي قد ينتج‬
‫عن إدراج عدد تأخيرات أقل مما يجب )‪ (Too Few Lags‬من جهة؛ وتجنب المبالغة في تضخيم عدد‬
‫المعلمات المقدرة‪ ،‬التي قد تنتج عن استخدام عدد تأخيرات أكثر من الالزم )‪ ،(Too Many Lags‬وما يمكن‬

‫‪ 1‬أنظر الشكل )‪ (11-II‬من الملحق (‪.)II‬‬


‫‪ 2‬للمزيد من التفاصيل بشأن الخوارزمية المذكورة‪ ،‬أنظر الشكل (‪ )10-II‬من الملحق (‪.)II‬‬
‫‪ 3‬من أهم االختبارات والمستخدمة لهذا الغرض‪ ،‬نجد اختبار كسر االحتمال )‪ ،(LR‬إضافة مجموعة من معايير المعلومات تتضمن‪ ،‬معيار المعلومات لـ‬
‫‪ ،(AIC) Akaike‬معيار المعلومات لـ ‪ ،(SIC) Schwartz‬وغيرها من المعايير المبرمجة ضمن البرنامج ‪( EViews 8.0‬أنظر الجدول (‪ )11-II‬من‬
‫الملحق (‪ .)II‬وللمزيد من التفاصيل عن هذه المعايير‪ ،‬أنظر‪- Kirchgässner. G., and J. wolters. (2007), "Iintroduction to Modern :‬‬
‫‪Time Series Analysis", Springer-verlag Berlin Heidelberg, New York, P. 133.‬‬
‫‪ 4‬لم نتعد درجة التأخير ال ُمقدرة بـ ‪ 3‬سنوات حتى نتفادى المبالغة في تضخيم عدد المعلملت المطروحة للتقدير ضمن النموذج المستخدم في االختبار‪ ،‬وما‬
‫يمكن أن ينجر عنه من فقدان للمعلومات (درجات الحرية)‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى التخفيض من فعالية عملية التقدير واالختبار‪( ،‬خاصة إذا‬
‫نظرنا إلى الطبيعة السنوية للبيانات ال ُمستخدمة)‪ .‬سنرجع لهذه النقطة بالتفصيل لدى تقديرنا للنموذج األساسي للدراسة‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أن تسببه من التهام لدرجات الحرية وفقدان للمعلومات‪ ،‬من جهة أخرى‪.1‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬وبالنظر إلى إبداء بعض المتغيرات محل الدراسة –متغيرة الناتج الحقيقي على وجه‬
‫الخصوص‪ -‬التجاه عام عشوائي معنوي )‪ ،(Stochastic Trend‬وكذا متوسط غير معدوم (حد ثابت‬
‫معنوي)‪ ،2‬فإننا سنجري اختبارات التكامل المتزامن –متمثلة في اختبار األثر )‪ ،(Trace Test‬واختبار القيمة‬
‫الذاتية العظمى )‪ (Max-eigenvalue Test‬لـ "‪ -"Johansen‬في ظل فرضية "وجود الحد الثابت فقط ضمن‬
‫انحدارات التكامل المتزامن‪ ،‬ووجود اتجاه عام خطي ضمن النموذج "‪ "VAR‬المستخدم في عملية االختبار"‪.3‬‬
‫‪4‬‬
‫الجدول (‪ :)2.3‬نتائج إختبارات التكامل المتزامن لـ "‪ "Johansen‬لمتغيرات النظام األساسي المحدد‪.‬‬
‫‪Unrestricted Cointegration Rank Test (Trace) & Unrestricted Cointegration Rank Test (Maximum‬‬
‫‪Eigenvalue) with Linear deterministic trend assumption.‬‬
‫‪Series: LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LRGDP LGDPD‬‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪0.05‬‬
‫‪Hyp. No. of‬‬ ‫‪Trace‬‬ ‫‪Critical Value‬‬ ‫**‪Prob.‬‬ ‫‪Max-Eigen‬‬ ‫**‪Critical Value Prob.‬‬
‫)‪CE(s‬‬ ‫‪Statistic‬‬ ‫‪Statistic‬‬
‫* ‪None‬‬ ‫‪153.0947‬‬ ‫‪117.7082‬‬ ‫‪0.0000‬‬ ‫‪63.81826‬‬ ‫‪44.49720‬‬ ‫‪0.0002‬‬
‫* ‪At most 1‬‬ ‫‪89.27644‬‬ ‫‪88.80380‬‬ ‫‪0.0462‬‬ ‫‪29.08694‬‬ ‫‪38.33101‬‬ ‫‪0.3828‬‬
‫‪At most 2‬‬ ‫‪60.18950‬‬ ‫‪63.87610‬‬ ‫‪0.0982‬‬ ‫‪26.49796‬‬ ‫‪32.11832‬‬ ‫‪0.2080‬‬
‫‪At most 3‬‬ ‫‪33.69154‬‬ ‫‪42.91525‬‬ ‫‪0.3028‬‬ ‫‪17.53439‬‬ ‫‪25.82321‬‬ ‫‪0.4137‬‬
‫‪At most 4‬‬ ‫‪16.15715‬‬ ‫‪25.87211‬‬ ‫‪0.4800‬‬ ‫‪12.20055‬‬ ‫‪19.38704‬‬ ‫‪0.3967‬‬
‫‪At most 5‬‬ ‫‪3.956601‬‬ ‫‪12.51798‬‬ ‫‪0.7484‬‬ ‫‪3.956601‬‬ ‫‪12.51798‬‬ ‫‪0.7484‬‬

‫‪Trace test indicates 2 cointegrating eqn(s) at the 0.05 level.‬‬


‫‪Max-eigenvalue test indicates 1 cointegrating eqn(s) at the 0.05 level.‬‬
‫‪* denotes rejection of the hypothesis at the 0.05 level.‬‬
‫‪**MacKinnon-Haug-Michelis (1999) p-values.‬‬

‫من خالل نتائج االختبارات الموضحة في الجدول (‪ )2.3‬أعاله‪ ،‬يتضح أن نتائج اختباري األثر والقيمة‬
‫الذاتية العظمى تصب في اتجاهين مختلفين‪ .‬فوفق اختبار األثر نرفض الفرضية الصفرية ‪ H0‬التي تفيد بـ‬
‫"وجود عالقة تكامل متزامن واحدة على األكثر )‪ "(At most 1‬عند مستوى معنوية )‪ ،)5%‬إذ أن القيمة‬
‫المحسوبة إلحصائية االختبار )‪ (Trace Statistic‬في ظل هذه الفرضية ( ‪ )89,27644‬تفوق نظيرتها المجدولة‬
‫عند مستوى المعنوية المذكور (‪ ،)88,80380‬لنقبل الفرضية البديلة ‪ H1‬التي تقضي بـ "وجود عالقتي تكامل‬
‫‪ .5)TR(2) = 60,18950 < t0,05‬أما اختبار القيمة‬
‫متزامن على األكثر"‪ ،‬بالنظر إلى كون (‪Tab = 63,87610‬‬

‫‪- Gujarati. D.N. (2003), P. 849.‬‬ ‫‪ 1‬تفاصيل أدق بهذا الشأن‪ ،‬ضمن‪:‬‬
‫‪ 2‬أنظر الجدول (‪ )10-II‬من الملحق (‪.)II‬‬
‫‪- Eviews 5 User’s Guide, Quantitative Micro Software, USA, 2005, P. 725.‬‬ ‫‪ 3‬تفاصيل أدق‪ ،‬موجودة ضمن‪:‬‬
‫‪ 4‬تم إعداد الجدول باالعتماد على مخرجات "‪ "EViews 8.0‬بشأن اختبارات التكامل المتزامن‪ ،‬الموضحة في الجدول )‪ (12-II‬من الملحق (‪.)II‬‬
‫‪ 5‬تعطى رتبة التكامل المتزامن بعدد عالقات التكامل المتزامن التي يتم قبول الفرضية البديلة عندها‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الذاتية العظمى فيفضي إلى قبول فرضية "وجود عالقة تكامل متزامن واحدة على األكثر )‪"(At most 1‬‬
‫‪ ،)λ𝑚𝑎𝑥 (1, 2) = 29,08694 < t 0,05‬بعد رفض فرضية "الغياب الكلي لعالقات التكامل‬
‫(‪Tab = 38,33101‬‬

‫‪.)λ𝑚𝑎𝑥 (0, 1) = 63,81826 > t 0,05‬‬


‫المتزامن بين المتغيرات المدروسة )‪Tab = 44,49720( "(None‬‬

‫عمليا‪ ،‬وكما هو الحال في دراستنا الحالية‪ ،‬يمكن أن يسفر اختباري األثر والقيمة الذاتية العظمى عن‬
‫نتائج متعارضة‪ .‬وفي هذه الحالة يقترح ‪ Johansen‬و‪ )1990( Juselius‬إجراء االختيار على أساس قابلية‬
‫التفسير االقتصادي لعالقات التكامل المتزامن المقدرة‪ .1‬وذلك باعتبار أن عالقات التكامل المتزامن هي‬
‫عالقات توازنية في األجل الطويل؛ إذ يعد التساؤل حول ما إذا كانت عناصر نظام متغيرات ما )‪ (X‬متكاملة‬
‫تزامنيا‪ ،‬تساؤل حول ما إذا كانت هناك عالقات توازنية طويلة األجل بين االتجاهات العامة لهذه العناصر‪.2‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬لبد من اإلشارة إلى إشكالية التمييز )‪ (Identification Problem‬التي تعترضنا في هذه‬
‫الحالة‪ .‬إذ أنه من غير الممكن تمييز عالقات التوازن في المدى الطويل دون توفر بعض المعلومات‬
‫كثير‬
‫اإلضافية )‪ ،(Extraneous Informations‬التي تقدمها قيود النظرية االقتصادية‪ .‬فشعاع التكامل المتزامن ا‬
‫ما يكون غير مميز‪ ،‬باعتباره –ببساطة‪ -‬عبارة عن توليفة خطية مستقرة‪ ،‬ال تملك بالضرورة تفسير اقتصادي‬
‫واضح ومفهوم‪ .3‬في حين يرى ‪– )1992( Maddala‬في هذا الصدد‪ -‬أن "التكامل المتزامن" يبقى مصطلح‬
‫أساسا بخصائص السالسل الزمنية لنظام المتغيرات المدروس‪ .‬وبالتالي‬
‫ً‬ ‫إحصائي بحت )‪ ،(A-theorical‬يتعلق‬
‫فإن عالقات التكامل المتزامن قد ال تحتاج ألن يكون لها أي تفسير اقتصادي‪.4‬‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬وبعد أن أسفرت اختبارات التكامل المتزامن الموصوفة أعاله عن وجود شعاعي تكامل‬
‫متزامن كحد أقصى ‪-‬وفق نتائج اختبار األثر‪ -‬بين نظام المتغيرات المعنية بدراستنا‪ ،‬فإننا سنقوم بتقدير‬
‫عالقتي التكامل المتزامن المكتشفتين‪ ،‬بعد تسوية شعاعي التكامل المتزامن على المتغيرتين "‪"LRGDP‬‬

‫و"‪،5"LGDPD‬الختبار ما إذا كان هناك أثر معنوي (عالقة معنوية) في المدى الطويل لتغيرات أسعار النفط‬
‫والسياسة المالية ‪-‬بشكل خاص‪ -‬على األداء االقتصادي الكلي في الجزائر (ممثال بمتغيرتي الناتج الحقيقي‬
‫والمستوى العام لألسعار)‪ ،‬وتحديد نوع وحجم هذا األثر إن وجد‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪- Johansen. S., and K. Juselius. (1990), "Maximum likelihood Estimation and Inference on Cointegration :‬‬
‫‪With Applictions to the Demand for Money", Oxford Bulltin of Economics and Statistics, Vol. 52, PP.169-210.‬‬
‫أنظر كذلك في هذا الشأن‪- Lütkepohl. H., Saikkonen. P., and C. Trenkler. (2000), "Maximum Eigenvalue Versus Trace :‬‬
‫‪Tests for the Cointegrating Rank of a VAR Process", Working Paper No. 2000/83, Humboldt University, Berlin.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Maddala. G.S, (1992), P. 589.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Do not necessarily have meaningful Economic interpretation.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Maddala. G.S. (1992), P. 596.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Normalizing the cointegration vector on "LRGDP" and "LGDPD".‬‬
‫‪ -‬أنظر الجدول )‪ ،(13-II‬والجدول )‪ (14-II‬من الملحق (‪.)II‬‬

‫‪198‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المعادلة (‪ )10.3‬أدناه‪ ،‬توضح نتائج تقدير عالقة التكامل المتزامن –األولى‪ -‬بعد تسوية شعاع التكامل‬
‫المتزامن على المتغيرة "‪ ،1(Normalized on "LRGDP") "LRGDP‬بينما توضح المعادلة (‪ )11.3‬نتائج تقدير‬
‫"‪Normalized) "LGDPD‬‬ ‫عالقة التكامل المتزامن –الثانية‪ -‬بعد تسوية شعاع التكامل المتزامن على المتغيرة‬
‫"‪ .2(on "LGDPD‬من خالل المعادلة األولى تظهر "‪ "LRGDP‬كمتغيرة تابعة‪ ،‬بينما تعطي معامالت باقي‬
‫المتغيرات –والتي تظهر كمتغيرات مستقلة‪ -‬في هذه المعادلة تقييما لحجم ونوع العالقة في المدى الطويل بين‬
‫هذه المتغيرات ومتغيرة الناتج الداخلي الخام الحقيقي‪ .‬أما من خالل المعادلة الثانية فتظهر "‪"LGDPD‬‬

‫كمتغيرة تابعة‪ ،‬في حين تقدم معامالت باقي المتغيرات –التي تظهر في الطرف األيمن من المعادلة‪ -‬تقييما‬
‫كميا لحجم ونوع العالقة في المدى الطويل بين هذه المتغيرات ومتغيرة معامل انكماش الناتج الداخلي الخام‪.‬‬

‫)‪LRGDP = 9,66 + 0,32 LROP + 1,03 LRGREV + 1,40 RLGEXP + 0,32 LRM2 ....(3.10‬‬
‫]‪[-2,17217‬‬ ‫]‪[-3,22816‬‬ ‫]‪[-4,44886‬‬ ‫]‪[-1,68092‬‬

‫بناء على النتائج الموضحة في المعادلة (‪ )10.3‬يمكننا القول أنه في المدى الطويل‪ ،‬توجد عالقة طردية‬
‫معنوية إحصائيا بين الناتج الحقيقي في الجزائر (معب ار عنه بلوغاريتم الناتج الداخلي الخام الحقيقي)‪ ،‬وكل‬
‫من سعر النفط‪ ،‬واإليرادات العامة واإلنفاق الحكومي (السياسة المالية)؛ حيث يؤدي ارتفاع (أو توسع) قدره‬
‫)‪ (1%‬في السعر الحقيقي للنفط )‪ ،(LROP‬اإليرادات العامة الحقيقية )‪ ،(LRGREV‬واإلنفاق الحكومي‬
‫الحقيقي )‪ ،(LRGEX‬إلى ارتفاع بمعدالت تقارب )‪ ،(1,03%) ،(0,32%‬و)‪- (1,40%‬على التوالي‪ -‬في نمو‬
‫الناتج الحقيقي لالقتصاد الجزائري على المدى الطويل‪ .‬بينما يبدوا من خالل النتائج المذكورة أنه ال توجد‬
‫عالقة معنوية في المدى الطويل بين الناتج الحقيقي وعرض النقد (السياسة النقدية) في االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫)‪LGDPD = 32,38 – 1,09 LROP – 3,47 LRGREV + 4,70 RLGEXP + 3,34 LRM2 ...(3.11‬‬
‫)‪…..(3.8‬‬
‫]‪[3,49819‬‬ ‫]‪[3,57156‬‬ ‫]‪[-5,61980‬‬ ‫]‪[-7,44453‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬تظهر النتائج المبينة في المعادلة (‪ )11.3‬أنه توجد عالقة عكسية معنوية في المدى‬
‫الطويل‪ ،‬بين المستوى العام لألسعار (معب ار عنه بلوغاريتم معامل انكماش الناتج الداخلي الخام)‪ ،‬وكل من‬
‫سعر النفط واإليرادات العامة‪ ،‬إذ من شأن توسع قدره )‪ (1%‬في السعر الحقيقي للنفط )‪ (LROP‬واإليرادات‬
‫العامة الحقيقية )‪ ،(LRGREV‬أن يؤدي على المدى الطويل إلى انكماش بمعدالت قدرها )‪(1,09%‬‬

‫و)‪- (3,47%‬على التوالي‪ -‬في معدالت التضخم في االقتصاد الجزائري‪ .‬في حين تبدي نفس النتائج‬

‫‪ 1‬لتفاصيل أدق أنظر الجدول )‪ (13-II‬من الجدول من الملحق (‪.)II‬‬


‫‪ 2‬لتفاصيل أدق أنظر الجدول )‪ (14-II‬من الجدول من الملحق (‪.)II‬‬

‫‪199‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المذكورة‪ ،‬وجود عالقة طردية معنوية في المدى الطويل بين المستوى العام لألسعار وكل من اإلنفاق‬
‫الحكومي الحقيقي وعرض النقد الحقيقي‪ ،‬حيث يؤدي ارتفاع قدره )‪ (1%‬في المتغيرتين األخيرتين إلى ارتفاع‬
‫في معدالت التضخم بنسب تقارب )‪ (1,03%) ،(0,32%‬على الترتيب‪.‬‬

‫‪ .2‬أسعار النفط والسياسة المالية وأداء االقتصاد الكلي الجزائري ضمن نماذج "‪ :"VAR‬تحديد واختبار‬
‫النموذج األساسي للنظام المدروس ")‪."VAR (p‬‬

‫بعد التحديد والتعريف الجيد لمتغيرات النظام االقتصادي المدروس‪ ،‬ومن ثم تحليل ودراسة الخصائص‬
‫اإلحصائية الجوهرية لهذه المتغيرات (االستق اررية والتكامل المتزامن)؛ نسعى من خالل هذا الجزء إلى تحديد‬
‫وبناء نموذج ديناميكي )‪– (Dynamic Model‬ضمن إطار منهجية المقاربة "‪ -"VAR‬يتم من خالله رصد‬
‫وتتبع وتحليل مختلف العالقات والتفاعالت الديناميكية المتشابكة )‪ (Dynamic Interactions‬بين عناصر‬
‫(متغيرات) النظام األساسي محل الدراسة‪.‬‬

‫‪ .1.2‬مالحظات منهجية بشأن تحديد النموذج "‪.(Model Specification Methodology) :"VAR‬‬

‫أساسا بكيفية أو صيغة استخدام‬


‫ً‬ ‫نرمي من خالل هذه الخطوة إلى معالجة إشكال منهجي رئيسي‪ ،‬يتعلق‬
‫متغيرات النظام محل الدراسة‪ ،‬ضمن مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪ ،"VAR‬المعتمدة لتحديد‬
‫النموذج األساسي‪ ،‬الذي من شأنه وصف تطورات متغيرات النظام المعني المحدد في الدراسة الحالية‪ ،‬والذي‬
‫سيتم استخدامه واالعتماد عليه لإلجابة على اإلشكالية الرئيسية التي تطرحها وكذا مختلف اإلشكاليات الفرعية‬
‫المنبثقة عن هذه اإلشكالية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تستدعي معالجة اإلشكال المنهجي المذكور‪ ،‬ضرورة إيجاد‬
‫جواب صريح للتساؤل القائم بشأن أفضلية استخدام المتغيرات في شكل مستويات؟‪ ،‬في شكل فروقات؟‪ ،‬أو‬
‫استخدام الشكلين معا مع بعض القيود‪ ،‬والذي تتيحه مقاربة نماذج تصحيح الخطأ الشعاعية )‪(VECM‬؟‪.‬‬

‫في إطار معالجة اإلشكال المنهجي المطروح ضمن المرحلة الحالية من الدراسة‪ ،‬تبرز أهمية االختبارات‬
‫اإلحصائية ‪-‬التي تم تنفيذها أعاله‪ -‬بشأن الخصائص اإلحصائية الجوهرية للمتغيرات المحددة ضمن‬
‫المراحل السابقة (اختبارات الجذر األحادي وغياب التكامل المتزامن)‪ .‬حيث تميز األدبيات التطبيقية ذات‬
‫الصلة بالموضوع ‪-‬بناء على نتائج االختبارات المذكورة‪ -‬بين طريقتين مختلفتين لتحديد النموذج "‪ "VAR‬في‬
‫حالة كون متغيرات النظام المدروس غير مستقرة ومتكاملة تزامنًيا‪ ،‬كما هو الحال في دراستنا الحالية؛ إذ أن‬
‫كل من النموذجين "‪( "VAR‬غير مقيد) للمتغيرات في شكل مستويات‪ ،‬ونموذج شعاعي لتصحيح‬ ‫اعتماد ٌّ‬

‫الخطأ "‪ "VECM‬يكون مالئم في هذه الحالة‪ ،‬في حين قد يؤدي تحديد وتقدير النموذج باستخدام المتغيرات‬

‫‪200‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في شكل فروقات إلى مشاكل قياسية حقيقية‪.1‬‬

‫قائما حول مسألة إمكانية أفضلية أحد الوصفين على اآلخر؛ أو –بعبارة أخرى‪-‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬يبقى الجدل ً‬
‫أيهما يكون أكثر مالئمة لوصف العالقات بين المتغيرات المدروسة‪ .‬فعلى الرغم من أن"‪ "VECM‬يعكس‬
‫مختلف العالقات السائدة بين المتغيرات بشكل أفضل –بتوفيقه بطريقة مالئمة بين السلوك طويل المدى‬
‫للمتغيرات وعالقاتها في األجل القصير‪ -‬إال أنه ال يوجد ما يضمن أن إدراج قيود تحديد سلوكات المدى‬
‫أساسا يمكن االعتماد عليه إلجراء‬
‫ً‬ ‫الطويل للمتغيرات‪ ،‬والتي تتضمنها عالقات التكامل المتزامن‪ ،‬سيشكل‬
‫استنتاجات هيكلية مقبولة ومفهومة‪ .2‬فضال عن ذلك‪ ،‬تبرز مسألة الجدل حول األداء والقدرة التنبؤية‬
‫للمقاربتين المعنيتين‪ ،‬فبينما وجد ‪ Engle‬و‪ )1987( Yoo‬أن التنبؤات باستخدام نماذج "‪ "VAR‬تتحسن مع‬
‫القيود المدرجة بموجب نظرية التكامل المتزامن‪ ،3‬نجد أن ‪ Naka‬و‪ )1997( Tufte‬قد توصال إلى تشابه نتائج‬
‫المنهجيتين في اآلفاق التنبؤية القصيرة‪.4‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬يؤيد كل من ‪ Clements ،)1992( Doan ،)1980( Sims‬و‪Hoffman ،)1995( Hendry‬‬

‫(‪ ،)2002‬استخدام المتغيرات في شكل مستويات لتقدير نماذج "‪،"VAR‬‬ ‫و‪ ،)1996( Rasche‬و‪Anderson et al‬‬

‫مبررين رأيهم بكون الهدف األساسي من تقدير هذه النماذج‪ ،‬يكمن في إبراز وتحديد شبكة العالقات‬
‫والتفاعالت الديناميكية بين متغيرات النظام المدروس‪ ،‬وليس تقدير المعلمات في حد ذاته‪ .‬وفي ذات الصدد‪،‬‬
‫يوصي هؤالء الباحثين بعدم إخضاع المتغيرات إلى مرشحات الفروقات‪ ،‬حتى لو احتوت هذه المتغيرات على‬
‫جذور أحادية؛ إذ أنهم يرون أن طريقة الفروقات من شأنها أن تفرض على المتغيرات غير المستقرة‪ ،‬التخلص‬
‫من جزء مهم من المعلومات الضرورية لدراسة ورصد حركة ومسار المتغيرات المقصودة عبر الزمن‪ ،‬والتي‬
‫تتعلق أساسا بالمعلومات ذات الصلة بالتحركات المتزامنة (المشتركة) للمتغيرات (على غرار عالقات التكامل‬

‫‪ 1‬تفاصيل أدق بهذا الشأن‪ ،‬ضمن‪- Sims. C.A., J.H. Stock., and M.W. Watson. (1990), "Inference in Linear Time Series :‬‬
‫‪Models With Some Unit Roots", Econometica, Vol. 58, PP.113-144.‬‬
‫‪- Phillips. P.C.B., and J.Y. Park. (1988), "Statistical Inference in Regressions with Integrated Processes: Part 1",‬‬
‫‪Econometric Theory, Vol. 4, PP. 468-497.‬‬
‫‪- Phillips. P.C.B., and J.Y. Park. (1989), "Statistical Inference in Regressions with Integrated Processes: Part 2",‬‬
‫‪Econometric Theory, Vol. 5, PP. 95-131.‬‬
‫‪- Phillips. P.C.B. (1991), "Optimal Inference in Cointegrated Systems", Econometrica, Vol. 59, PP.283-306.‬‬
‫‪- Hamilton. J.D. (1994), PP. 549-557, 579-580.; - Hayashi. F. (2000), PP. 636-638.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Faust. J., and E. Leeper. (1997), "When do Long-run Identifying Restrictions Give Reliable Results", :‬‬
‫‪Journal of Business and Economic Statistics, Vol. 15, No. 3, PP. 345-353.‬‬
‫‪ 3‬أنظر‪- Engle. R.F., and B.S. Yoo. (1987), "Forcasting and Testing in Cointegrated Systems", Juornal of :‬‬
‫‪Econometrics, Vol. 35, PP.143-159.‬‬
‫‪ 4‬أنظر‪- Naka. A., and D. Tufte. (1997), "Examining Impulse Response Functions in Cointegrated Systems", Applied :‬‬
‫‪Economics, Vol. 29, No. 12, PP. 1593-1603.‬‬

‫‪201‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المتزامن المحتملة)‪.1‬‬

‫في حالة عدم إدراج قيود التكامل المتزامن وعدم أخذها بعين االعتبار‪ ،‬فإن هذا يعني فقط أن االستجابة‬
‫طويلة األجل لبعض المتغيرات ستكون غير مقيدة‪ ،‬وبذلك قد تتبع مسارات متباينة‪ .‬في حين لن يتأثر التحليل‬
‫قصير األجل‪ ،‬وسيبقى صحيح وفعال‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬وبالرغم من أن المقدرات ضمن نماذج "‪ "VAR‬تفقد‬
‫فعاليتها (كفاءتها) إذا لم يتم إدراج قيود التكامل المتزامن‪ ،‬إال أنها تبقى متسقة )‪ (Consistent‬وفعالة تقاربيا‬
‫)‪ .(Asymptotically Efficient‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن إدراج قيود تكامل متزامن ‪-‬قد تظهرها البيانات‪ -‬ليس‬
‫لها تفسير اقتصادي مقبول‪ ،‬من شأنه أن يكون سببا في انخفاض فعالية (كفاءة) المقدرات‪ .2‬في ذات الصدد‪،‬‬
‫أثبت ‪ )1990( Sims et al‬أن معظم االختبارات القياسية التقاربية التقليدية التي يتضمنها االستدالل القياسي‬
‫التقاربي )‪ ،(Standard Asymptotic Inference‬ستبقى صالحة‪ ،‬ولن تتأثر حتى لو احتوت المتغيرات التي‬
‫يتضمنها النموذج "‪ "VAR‬في شكل مستويات على جذور أحادية‪ ،‬وكذلك حتى لو كانت هذه المتغيرات‬
‫متكاملة تزامنيا )‪.3(Cointegrated‬‬

‫بناء على االعتبارات الموصوفة أعاله ومراعاة لخصائص الدراسة الحالية وطبيعة أهدافها‪ ،‬سنقوم بنمذجة‬
‫نظام المتغيرات المدروسة ضمن المقاربة "‪ ،"VAR‬باستخدام مستويات المتغيرات‪ ،‬دون إخضاعها إلى‬
‫مرشحات الفروقات‪ ،‬ودن إدراج قيود التكامل المتزامن التي أسفرت عنها البيانات‪.‬‬

‫‪ .2.2‬تقدير النموذج األساسي ")‪.(Basic Model Estimation) :"VAR (p‬‬

‫بعد الفصل في إشكالية تحديد النموذج "‪ ،"VAR‬نسعى من خالل هذه الخطوة إلى تقدير‪ ،‬ثم اختبار‬
‫النموذج "‪ "VAR‬األساسي المتضمن لمستويات المتغيرات الست –المحددة‪ -‬محل الدراسة ( ‪LROP,‬‬

‫‪ ،)LRGREV, LRGEXP, LRM2, LRGDP, LGDPD‬والذي سيتم استخدامه لرصد‪ ،‬ومن ثم دراسة وتحليل‬
‫التفاعالت الديناميكية بين المتغيرات المعنية؛ وخاصة التفاعالت والعالقات المتشابكة بين كل من متغيرة‬

‫‪- Sims. A.C. (1980), " Macroeconomics and Reality", Econometrica, Vol.48, January, PP.1-48.‬‬ ‫‪ 1‬للتفاصيل‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Doan. T. (1992), "RATS User's Manual", Evanston, Illinois. Estima.; - Clements. M.P., and D.F. Hendry. (1995),‬‬
‫‪"Forecasting in Cointegrated Systems", Journal of Applied Econometrics, Vol. 10, PP. 127-146.‬‬
‫‪- Hoffman. D.L., and R.H. Rasche. (1996), "Assessing Forecast Performance in a Cointegrated System", Journal of‬‬
‫‪Applied Econometrics, Vol. 11, No. 5, PP. 495-517.‬‬
‫‪- Anderson. R.G., Hoffman. D.L., and R.H. Rasche. (2002), "A Vector Error Correction Forecasting Model of the‬‬
‫‪US Economy", Journal of Macroeconomics, Vol. 24, Issue. 4, December, PP.569-598.‬‬
‫‪- Enders. W (2004), "Applied Econometric Time Series", 2ed Edition, John Wiley & SONS, INC, P. 301.‬‬
‫‪ 2‬تفاصيل أوفر عن الموضوع‪ ،‬ضمن ‪- De Arcangelis. G., and G. De Giorgio. (1999), "Monetary Policy Shocks and :‬‬
‫‪Transmission in Italy: A VAR Analysis", Proceeding of the 9th edition of the Conference "Ricerche Quantitative per‬‬
‫‪la Politica Economica”, Bank of Italy and CIDE, Perugia, 1999.‬‬
‫‪- Sims. C.A., J.H. Stock., and M.W. Watson. (1990).‬‬ ‫‪ 3‬أنظر‪:‬‬

‫‪202‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫سعر النفط‪ ،‬متغيرات السياسة االقتصادية‪ ،‬ومتغيرات األداء االقتصادي الكلي‪ .‬يأخذ النموذج "‪ "VAR‬المحدد‬
‫ذو درجة التأخير "‪- )VAR(p)( "p‬والذي نبحث في تقديره واختباره ثم استخدامه‪ -‬الشكل التالي‪:‬‬
‫𝑝‬

‫)‪𝑋𝑡 = ϕ0 + ∑ ϕ𝑖 𝑋𝑡−𝑖 + 𝑢𝑡 … … … (3.12‬‬


‫‪𝑖=1‬‬

‫حيث‪ Xt :‬يمثل شعاع المتغيرات الداخلية‪ ،‬ويأخذ الشكل‪:‬‬


‫𝑡𝑃𝑂𝑅𝐿( = 𝑡𝑋‬ ‫𝑡𝑉𝐸𝑅𝐺𝑅𝐿‬ ‫𝑡𝑃𝑋𝐸𝐺𝑅𝐿‬ ‫𝑡‪𝐿𝑅𝑀2‬‬ ‫𝑡𝑃𝐷𝐺𝑅𝐿‬ ‫‪𝐿𝐺𝐷𝑃𝐷𝑡 )′‬‬

‫‪ :ϕ0‬هو عبارة عن شعاع ثوابت )‪.(6 × 1‬‬


‫𝑝 ‪𝑖 = 1, 2, … ,‬‬ ‫‪ :ϕi‬هي عبارة عن مصفوفات )‪ (6 × 6‬لمعامالت االنحدار الذاتي‪ ،‬مع‪:‬‬
‫‪ :𝑢t‬هو شعاع )‪ (6 × 1‬يتكون من ‪ 6‬مركبات‪ ،‬يفترض أنها تملك سلوك تشويش أبيض )‪.1(White Noise‬‬

‫أما "‪ "p‬فتمثل درجة التأخير المثلى‪ ،‬والتي تعبر عن عدد التأخيرات (عدد فترات اإلبطاء)‪ ،‬التي ستكون‬
‫كافية لوصف كل االرتباطات الديناميكية بين عناصر الشعاع ‪ X‬ضمن النظام "‪ ."VAR‬وتعتبر الدرجة "‪"P‬‬

‫أول ما يتوجب تحديده عند تقدير النماذج "‪ ،"VAR‬حيث يتم ذلك –كما أرينا أعاله‪ -‬بناء على مجموعة‬
‫خاصة من االختبارات والمعايير اإلحصائية المناسبة‪2‬؛ والتي سبق وأن قادتنا إلى اختيار درجة التأخير‬
‫المقدرة بسنتين‪ ،‬كأفضل درجة إبطاء‪ ،‬يفترض أن تكون كافية لتقديم وصف شامل للتفاعالت التي تحدث بين‬
‫المتغيرات الداخلية محل الدراسة‪ .‬لتكون بذلك كل متغيرة من هذه المغيرات مفسرة بواسطة قيمها المؤخرة‬
‫بفترتين (سنتين)‪ ،‬إضافة إلى الحد الثابت والقيم المؤخرة بفترتي إبطاء لباقي المتغيرات في النظام‪.‬‬

‫يمكن النظر إلى النموذج )‪ VAR(P‬الموضح في العبارة (‪ )10.3‬على أنه ليس سوى نظام (معادالت)‬
‫انحدارات غير مرتبطة ظاهرًيا )‪ ،(Seemingly Unrelated Regressions‬تتضمن معادالته نفس الم ِّ‬
‫حدرات‬
‫)‪ .3(With Indentical Regressions‬وبذلك فإنه يمكن تقدير كل معادلة من معادالت النظام )‪ VAR(P‬على‬
‫ِحدا ‪-‬وفق نظرية "‪ )1962( "Zellner‬في ظل تحقق فرضية غياب االرتباط الذاتي لألخطاء‪ 4-‬باستخدام‬
‫طريقة المربعات الصغرى العادية (حتى في حالة وجود االرتباط الفوري لألخطاء من معادلة ألخرى)؛ حيث‬
‫أن ِّ‬
‫المقدرات المتحصل عليها في هذه الحالة ستكون مكافئة (من حيث الفعالية)‪ ،‬لتلك الناتجة عن عملية‬

‫‪ 1‬يُطلق على عناصر هذا الشعاع عدة تسميات تتضمن‪ :‬التجديدات )‪ ،(innovations‬الصدمات )‪ ،(Shocks‬الدوافع )‪ ،(Impulses‬أو اضطرابات‬
‫(تشويشات) عشوائية )‪.(Random Disturbances‬‬
‫‪ 2‬أنظر الجزء الخاص بتحديد درجة التأخير المثلى للنموذج "‪- "VAR‬لمتغيرات النظام األساسي في شكل مستويات‪ -‬المستخدم في اختبارات التكامل‬
‫المتزامن أعاله‪ .‬نتائج المعايير المذكورة يلخصها الجدول (‪ )11-II‬من الملحق (‪.)II‬‬
‫‪th‬‬
‫‪- Green. W.H. (2003), "Economitric Analysis", 5 edition, Prentice Hall, New Jersy, PP.588-589.‬‬ ‫‪ 3‬أنظر‪:‬‬
‫‪ 4‬للمزيد من التفاصيل حول هذه النظرية‪ ،‬أنظر‪– Zellner. A. (1962), "An Efficient Method of Estimating Seemingly Unrelated :‬‬
‫‪Regressions and Tests For Aggregation Bias", Journal of the American Statistical Association, Vol. 57, PP.348-368.‬‬

‫‪203‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تقدير النظام ككل باستخدام طريقة المربعات الصغرى المعممة )‪ ،1(GLS‬أو باستخدام طريقة أعظم احتمال‬
‫)‪ ،(ML‬في حالة تحقق فرضية التوزيع الطبيعي المتعدد لألخطاء‪.2‬‬

‫بناء على المبررات أعاله‪ ،‬يوضح كل عمود من أعمدة الجزء األول من الجدول (‪ )15-II‬في الملحق‬
‫(‪ ،)II‬نتائج التقدير المنفصل (كل على حدا) لمعادالت االنحدار في النموذج )‪ VAR(2‬المحدد –باعتباره‬
‫النموذج األساسي للدراسة الحالية‪ -‬باالعتماد على طريقة المربعات الصغرى العادية )‪ .3(OLS‬في حين يقدم‬
‫الجزء الثاني من ذات الجدول‪ ،‬مختلف اإلحصائيات المرافقة لكل انحدار (معادلة) من االنحدارات المقدرة‬
‫)‪ ،(Standard OLS Regression Statistics for each Equation‬والتي يتم حسابها بصفة مستقلة انطالقًا من‬
‫البواقي المقدرة لكل معادلة‪ .‬أما الجزء األخير فيتضمن ملخص ألهم اإلحصائيات اإلجمالية المحسوبة للنظام‬
‫)‪ VAR(2‬المقدر‪.‬‬

‫‪ .3.2‬اختبار‪ ،‬ضبط‪ ،‬وتشخيص النموذج األساسي المقدر )‪.(Diagnostic Checking Tests) :VAR(2‬‬

‫نسعى من خالل هذه الخطوة –بعد تقدير النموذج األساسي )‪ -VAR(2‬إلى التحقق من التحديد الجيد‬
‫للنموذج األساسي المقدر‪ ،‬والتأكد من غياب أخطاء التحديد )‪ (Misspecification Errors‬ضمن هذا النموذج‪.‬‬
‫وبالتالي اختبار ما إذا كان النموذج المقدر يقدم تمثيال مناسبا لعالقات وتفاعالت متغيرات النظام االقتصادي‬
‫محل الدراسة‪ .‬تنطوي عملية االختبار على ثالث مجموعات أساسية من االختبارات‪ ،‬من شأنها تحديد مدى‬
‫صالحية النموذج المقدر )‪ ،(His Validity‬وكذا درجة االعتماد عليه )‪ (His Reliability‬لغرض بلوغ األهداف‬
‫المنشودة من وراء عملية تقديره‪ .‬تتضمن المجموعة األولى اختبارات جودة التوفيق )‪Testing Goodness of‬‬

‫‪ (Fit‬لدى النموذج؛ أما المجموعة الثانية فتتضمن اختبارات استقرار وثبات النموذج المقدر؛ في حين يتم‬
‫التأكد من غياب االرتباط الذاتي ألخطاء النموذج المقدر‪ ،‬بموجب المجموعة الثالثة من االختبارات‪.‬‬

‫ضمن المجموعة األولى من االختبارات‪ ،‬تفضي اختبارات المعنوية الفردية ‪-‬باالعتماد على اإلحصائية‬
‫"‪ "t‬لستودنت )‪ -(t-statistics‬لمعلمات كل انحدار من االنحدارات الست في النموذج )‪ VAR(2‬المقدر‪ ،‬إلى‬
‫نتيجة مفادها أن حوالي )‪ (83%‬من هذه المعلمات ال تختلف عن الصفر بمعنوية‪ ،‬وذلك عند مستوى معنوية‬
‫)‪( (5%‬عند مستوى ثقة قدره )‪ .)(95%‬وهي نتيجة غير مفاجئة ‪-‬في الواقع‪ -‬خاصة إذا أخذنا بعين االعتبار‬

‫‪ 1‬يتعلّق األمر بطريقة ‪ GLS‬القابلة للتّطبيق )‪ ،(Feasible GLS‬والتي تطبق باإلعتماد على عملية تكرارية‪.‬‬
‫‪ 2‬لتفاصيل أدق‪ ،‬أنظر‪- Wooldridge. J.M. (2002), "Econometric Analysis of Cross Section and Panel Data", The MIT :‬‬
‫‪Press, London (England), PP.164-166.; - Green. W.H. (2003), PP. 343-344.‬‬
‫‪- Kirchgässner. G., and J. Wolters (2007), P.133.; - Hamilton. J.D. (1994), PP. 291-302.‬‬
‫‪ 3‬األرقام بين (‪ ).‬تمثل االنحرافات المعيارية لمقدرات المعلمات‪ ،‬أما األرقام بين ]‪ [.‬فتمثل إحصائيات "‪ "t-Student‬لهذه المقدرات‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مشكل التعدد الخطي الذي غالبا ما يكون مالزما لهذا النوع من النماذج‪.1‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬تظهر النتائج المعروضة ضمن القسم الثاني من الجدول (‪ )15-II‬في الملحق (‪ ،)II‬جودة‬
‫التوفيق العالية التي تميز معادالت االنحدار ضمن النموذج )‪ VAR(2‬المقدر‪ .‬ويتجلى ذلك من خالل ارتفاع‬
‫قيم معامالت التحديد )‪ )R-squared‬المرافقة لهذه المعادالت (وحتى قيم معامالت التحديد المصححة )‪Adj.‬‬

‫‪ ،)(R-squared‬مما يعني –ببساطة‪ -‬أن النموذج المقدر يسمح بتفسير جزءا مهما من التغيرات التي تحدث‬
‫في المتغيرات الداخلية للنظام الذي يمثله‪ .‬إضافة إلى أن القيم العالية إلحصائيات االختبار‪(F-statistic) F‬‬

‫)‪ –)𝐹(6;43‬المرافقة لمعادالت‬


‫‪0,05‬‬
‫‪-‬والتي تفوق القيمة الحرجة عند مستوى معنوية ‪( 1%‬والمقدرة بـ ‪= 3,29‬‬

‫االنحدار في النموذج المعني‪ ،‬تؤكد القدرة التفسيرية العالية لهذه المعادالت‪ ،‬وذلك عند مستوى ثقة قدره‬
‫)‪ .(99%‬ذلك فضال عن المعنوية اإلحصائية المنخفضة )‪ (p − values < 0,05‬إلحصائيات االختبار‬
‫‪2‬‬
‫" ‪– " Chi-squared Wald test statistics-χ‬التي يتم حسابها بالنسبة لكل تأخير على حدى ضمن النموذج‬
‫)‪ ،VAR(2‬من أجل اختبار المعنوية المشتركة لكل المتغيرات الداخلية عند ذلك التأخير‪ ،‬بالنسبة لكل معادلة‬
‫على حدا وكذلك بالنسبة لمعادالت النموذج ككل– والتي تؤدي إلى اإلقرار بمعنوية كل المتغيرات الداخلية‬
‫عند ٌّ‬
‫كل من التأخير األول والثاني (سنة واحدة وسنتين)‪ ،‬وذلك بالنسبة لكل معادالت النموذج المقدر‬
‫منفصلة‪ ،‬وكذا مجتمعة‪.2‬‬

‫ضمن المجموعة الثانية من اختبارات ضبط وتشخيص النموذج المقدر‪ ،‬نسعى إلى التحقق مما إذا كان‬
‫هذا النموذج يستوفي شرط اإلستقرار‪ ،‬الذي يعد شرطا ضروريا لمواصلة االعتماد على النموذج‪ ،‬واستخدامه‬
‫الختبار العالقات السائدة بين متغيرات النظام الذي يمثله‪ .‬وذلك أن كون النموذج "‪ "VAR‬غير مستقر‪ ،‬من‬
‫شأنه أن يجعل الشكوك تحوم حول صحة ومصداقية النتائج المستخلصة بناء على التقديرات واالختبارات‬
‫التي يتم إجراءها ضمن هذا النموذج (على غرار نتائج تحليل دوال االستجابة وتفكيك التباين)‪ .‬في هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬يكون النظام "‪ "VAR‬المقدر مستقر‪ ،‬إذا وفقط إذا كانت كل الجذور العكسية "‪ "inverse roots‬لكثير‬
‫الحدود المميز لجزء االنحدار الذاتي ضمن هذا النظام تقع داخل دائرة الوحدة )‪،(lie inside the unit circle‬‬
‫بحيث تأخذ ‪-‬كلها‪ -‬قيما ال تتجاوز الواحد الصحيح‪.3‬‬

‫‪ 1‬للمزيد من التفاصيل حول الموضوع‪ ،‬أنظر‪ :‬لعاللي عالوة (‪" ،)2007‬سياسات الضبط واالستقرار حسب منظور النمذجة غير الهيكلية‪ :‬حالة االقتصاد‬
‫الجزائري"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.134-132 .‬‬
‫‪ 2‬يتعلق األمر باختبار استبعاد (إقصاء) التأخيرات )‪ .(Lag Exclusion Test‬للمزيد من التفاصيل بشأن هذا االختبار‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Eviews. 5 User’s Guide, P. 709.‬‬
‫‪ -‬نتائج االختبار بالنسبة للنموذج األساسي المقدر )‪ ،VAR(2‬يوضحها الجدول (‪ )16-II‬من الملحق (‪.)II‬‬
‫‪ 3‬تفاصيل أوفر حول الموضوع‪ ،‬توجد ضمن‪- Maddala. G.S. (1992), PP.579-580, 298-303.; - Hamilton. J.D. (1994), PP.259, :‬‬
‫‪285-286. ; - Johnston. J., and J. Dinardo. (1997), PP. 287-295.‬‬

‫‪205‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بالنسبة للنموذج )‪ VAR(2‬المقدر في دراستنا الحالية‪ ،‬يبدوا ‪-‬من خالل الشكل (‪ )12-II‬في الملحق (‪-)II‬‬
‫أن قيم كل الجذور العكسية لكثير الحدود المرافق لجزء االنحدار الذاتي ضمن هذا النموذج‪ ،‬ال تتجاوز الواحد‬
‫الصحيح‪ ،‬إذ أنها تقع كلها داخل دائرة الوحدة‪ .‬وبذلك يمكننا القول أن النموذج األساسي )‪ VAR(2‬يستوفي‬
‫شرط اإلستقرار )‪.(VAR(2) satisfies the stability condition‬‬

‫أخيرا‪ ،‬سنسعى وفق المجموعة الثالثة من اختبارات التشخيص‪ ،‬إلى اختبار فرضية غياب االرتباط الذاتي‬
‫التسلسلي لألخطاء ضمن معادالت انحدار النظام )‪ VAR(2‬المقدر‪ .‬وذلك باعتبار أن هذه الفرضية تعد‬
‫‪-‬كما هو مألوف‪ -‬من الفرضيات األساسية التي ينبغي توفرها في أخطاء معادالت النماذج المقدرة باستخدام‬
‫طريقة المربعات الصغرى العادية )‪ ،(OLS‬حيث تعتمد فعالية (كفاءة) م ِّ‬
‫قدرات هذه الطريقة بشكل حاسم على‬
‫مدى تحقق الفرضية المذكورة‪ .‬ذلك‪ ،‬فضال عن أن غياب االرتباط الذاتي لألخطاء قد يحمل دالالت عدة‬
‫المفسرة للظاهرة المدروسة‬
‫ِّ‬ ‫بشأن التحديد الجيد والسليم للنموذج‪ ،‬والتي تتعلق أساسا بحسن اختيار المتغيرات‬
‫(الذي يتجلى في التحديد الجيد لدرجة التأخير المناسبة في حالة النماذج "‪ ،)"VAR‬الصياغة الرياضية‬
‫السليمة لمعادالت النموذج‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫بناء على المبررات أعاله‪ ،‬ولغرض التحقق من التحديد والتقدير الجيد للنموذج األساسي )‪ ،VAR(2‬سنقوم‬
‫فيما يلي باختبار فرضية غياب االرتباط الذاتي لألخطاء في كل معادلة من معادالته؛ وذلك من خالل‬
‫اختبار مدى تحقق هذه الفرضية لدى البواقي )‪ (Residuals‬الناتجة عن تطبيق ِّ‬
‫مقدرات ‪ OLS‬على كل معادلة‬
‫من هذه المعادالت‪ ،‬باالعتماد على إحصائية اختبار مضاعف الﭭرانج متعدد المتغيرات )‪multivariate LM‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،(test statistic‬أين تكون فرضية "غياب االرتباط الذاتي للبواقي من الدرجة ‪ "h‬هي فرضية العدم المختبرة‪.‬‬

‫وفقا لنتائج االختبار الموضحة في الجدول (‪ )17-II‬من المحلق (‪ ،)II‬تقودنا المعنوية اإلحصائية المرتفعة‬

‫إلحصائية االختبار "‪ "LM‬المرافقة لمختلف درجات التأخير (درجات االرتباط) "‪Prob(LM-( "h = 1,2,...,15‬‬

‫‪ ،Stat) > 0,05‬بالنسبة لمختلف درجات االرتباط)‪ ،‬إلى قبول فرضية العدم المختبرة عند كل تأخير من هذه‬
‫التأخيرات‪ ،‬وذلك عند مستوى ثقة يفوق الـ )‪ .(95%‬هذه النتيجة يدعمها التمثيل البياني لمعامالت دوال‬
‫االرتباط الذاتي )‪- (Correlograms‬إلى غاية الدرجة )‪ -(h = 15‬لبواقي كل معادلة من معادالت انحدار‬
‫النظام األساسي المقدر‪ ،‬أين يظهر أن كل هذه المعامالت تقع داخل مجال الثقة الممثل بالخطين المتقطعين‬

‫‪2‬‬
‫‪ 1‬في ظل الفرضية الصفرية (غياب االرتباط الذاتي للبواقي من الدرجة ‪ ،)h‬اإلحصائية "‪ "LM‬تتبع توزيع ‪ χ‬تقاربيا‪ ،‬بدرجة حرية قدرها ‪( N2‬حيث ‪N‬‬
‫هو عدد المتغيرات الداخلية في النظام)‪ .‬تفاصيل أوفر عن صيغة اختبار مضاعف الﭭرانج المتعدد‪ ،‬ضمن‪- Johansen. S. (1995), "Likelihood- :‬‬
‫‪based Inference in Cointegrated Vector Autoregressive Models", Oxford University Press, Oxford, P. 22.‬‬

‫‪206‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫( ) 𝑇√‪ ،±2 (1⁄‬حيث ‪ T‬يمثل عدد المشاهدات)‪ ،1‬مما يعني أن معامالت هذه الدوال ال تختلف عن الصفر‬
‫بمعوية‪ .‬بذلك يمكننا القول أن النظام األساسي المقدر )‪ VAR(2‬ال يعاني مشكل االرتباط الذاتي لألخطاء‪.‬‬
‫وبناء على كل االختبارات السابقة يمكن القول أن النظام المعني محدد بشكل تام وجيد )‪.(Fully Specified‬‬

‫المبحث‪ :03‬التقييم الكمي ألثر صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية على أداء االقتصاد الكلي‬
‫الجزائري‪ :‬التحليل الهيكلي ضمن نماذج "‪."VAR‬‬

‫تصنف مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪ ،"VAR‬بوصفها من المقاربات الموجهة عن طريق‬
‫البيانات )‪ ،(A Data- Oriented Approach‬في ميزة تتعارض مع ما هو عليه الحال بالنسبة لعديد المقاربات‬
‫النظرية أو الهيكلية‪ .‬وهذا يعني أن المقاربة "‪ "VAR‬تعتمد –في معالجتها للعالقات السائدة بين متغيرات‬
‫األنظمة التي تتناولها بالتحليل‪ -‬على معايير إحصائية )‪ ،(Statistical Criteria‬أكثر من اعتمادها على‬
‫المعايير االقتصادية النظرية )‪ ،(Economic Criteria‬كما أنها تأخذ وتفرض أقل قدر ممكن من القيود‬
‫الهيكلية االقتصادية‪ ،‬باعتبار هذه األخيرة نقطة انطالق أساسية لبناء وتقدير النماذج االقتصادية القياسية‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬أثبتت نماذج "‪ "VAR‬أنها طريقة مناسبة لتحليل وتلخيص العالقات الديناميكية بين‬
‫المتغيرات االقتصادية الكلية‪ .‬إذ أنه وباعتبار أن هذه النماذج تمثل وتوضح االرتباطات السائدة بين نظام أو‬
‫مجموعة ما من المتغيرات‪ ،‬فإنها غالبا ما تستخدم لدراسة وتحليل بعض المفاهيم ذات الصلة بالعالقات بين‬
‫متغيرات األنظمة محل االهتمام‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يعتمد التحليل الهيكلي )‪ (Structural Analysis‬ضمن‬
‫نماذج "‪ "VAR‬على أدوات فريدة وخاصة‪ ،‬إذ يمكن استخدام هذه النماذج –بمجرد تقديرها واختبارها‪ -‬لدراسة‬
‫العالقات السببية بين متغيرات األنظمة التي تمثلها (من خالل اختبارات السببية وفق ‪ ،)Granger‬ومحاكاة‬
‫استجابة أي متغيرة في المجموعة عبر الزمن‪ ،‬تجاه صدماتها الذاتية والصدمات الناتجة عن أي متغيرة أخرى‬
‫في النظام (من خالل دوال االستجابة الدفعية أو التلقائية)‪ ،‬إضافة إلى توضيح مساهمة وأهمية أي متغيرة في‬
‫أي من المتغيرات األخرى (من‬
‫النظام في تفسير تقلباتها الذاتية‪ ،‬وكذا التقلبات والتغيرات التي تحدث في ٍّ‬
‫خالل تقنية تفكيك تباين خطأ التنبؤ)‪.‬‬

‫‪ .1‬تحليل النتائج التجريبية من خالل النموذج األساسي )‪ :VAR(2‬اختبارات السببية ودوال االستجابة‪.‬‬

‫بعد التحديد والتقدير الجيد للنموذج األساسي )‪- VAR(2‬ضمن المبحث السابق‪ -‬والتأكد من كونه يقدم‬
‫مناسبا لمشاهدات وحركات متغيرات النظام األساسي محل الدراسة (بإخضاعه إلى مجموعة من‬
‫ً‬ ‫تمثيال‬

‫‪ 1‬أنظر الشكل )‪ (13-II‬من الملحق (‪ ،)II‬حيث يظهر التمثيل البياني لدوال االرتباط الذاتي )‪ (Correlograms‬لبوقي معادالت النموذج )‪VAR(2‬‬
‫المقدر من خالل األشكال الواقعة على القطر الرئيسي لهذا الشكل‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اختبارات الضبط والتشخيص التي أكدت صالحيته وامكانية االعتماد عليه)‪ ،‬سنعمد فيما يلي إلى رصد‬
‫وتحديد شبكة العالقات والتفاعالت الديناميكية بين متغيرات النظام المعني‪ ،‬إضافة إلى محاولة تقيم طبيعة‬
‫هذه العالقات‪ ،‬من خالل تحليل ديناميكية النموذج المقدر باالعتماد على أدوات التحليل القياسي والكمي التي‬
‫توفرها المقاربة القياس اقتصادية المتبناة‪ ،‬متمثلة في مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪ ،"VAR‬وما‬
‫تنفرد به من أدوات تحليل خاصة‪ ،‬مجملة في اختبارات السببية وفق ومفهوم "‪ ،"Granger‬تحليل آثار‬

‫الصدمات من خالل دوال االستجابة الدفعية (التلقائية)‪ ،‬وتحليل تفكيك تباين خطأ التنبؤ‪ .‬حيث سنقوم أوالً‬
‫‪-‬من خالل الجزء الحالي من الدراسة‪ -‬برصد وتحديد اتجاهات عالقات السببية –وفق مفهوم ‪ -Granger‬بين‬
‫متغيرات النظام‪ ،‬قبل أن نحاول تحديد حجم ونوع هذه العالقات باالعتماد على تقنية محاكاة الصدمات‬
‫وتحليل دوال االستجابات الدفعية‪ ،‬لنعمد في األخير –من خالل الجزء األخير من هذا الفصل‪ -‬إلى تحديد‬
‫األهمية النسبية لكل متغيرة من متغيرات النظام في تفسير تقلباتها الذاتية‪ ،‬وتقلبات المتغيرات األخرى‬
‫باالعتماد على تقنية تفكيك تباين خطأ التنبؤ‪.1‬‬

‫‪ .1.1‬تحليل نتائج اختبارات السببية وفق مفهوم جرانجر‪.(Granger Causality Tests Analysis) :‬‬

‫ارتبط مصطلح "السببية‪ "Causality-‬منذ زمن ‪ Galileo Galilei‬و‪ David Hume‬ارتباطًا وثيقًا بمصطلحي‬
‫السبب واألثر‪ .‬حيث يمكن القول ‪-‬ضمن هذا اإلطار‪ -‬أن المتغيرة 𝑥 تسبب المتغيرة 𝑦 فقط إن أمكن تفسير‬
‫𝑥 على أنها سبب حدوث 𝑦 و‪/‬أو تفسير 𝑦 على أنها األثر الناتج عن 𝑥‪ .2‬كما ارتبطت فكرة السببية –من‬
‫ناحية أخرى‪ -‬بعامل بالزمن؛ إذ يقول ‪ David Hume‬في هذا الصدد أن "السبب دائما يسبق األثر"‪ .3‬بينما‬
‫يفضل خبير القياس االقتصادي ‪ Edward Leamer‬استخدام مصطلح األسبقية )‪ (Precedence‬بدال من‬
‫السببية؛ بمعني أنه إذا وقع الحدث ‪ A‬قبل الحدث ‪ ،B‬فإنه من الممكن أن يكون ‪ A‬هو سبب حدوث ‪ ،B‬لكن‬
‫من المستحيل أن يكون ‪ B‬هو سبب حدوث ‪ .4A‬في حين‪ ،‬يفضل ‪ Francis Diebold‬استخدام مصطلح‬
‫السببية التنبؤية )‪ ،(Predictive Causality‬إذ أنه يقول أن » القول بأن " 𝑖𝑦 تسبب 𝑗𝑦" ما هو إال اختصار‬
‫للقول األدق ‪-‬ولكن في نفس الوقت األوسع‪ 𝑦𝑖 " -‬تحتوي على معلومات مفيدة للتنبؤ بـ 𝑗𝑦‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الماضي التاريخي للمتغيرات األخرى في النظام"‪ .‬لغرض االختصار واقتصاد المساحات‪ ،‬نقول ببساطة أن‬

‫‪ 1‬في هذا الصدد‪ ،‬يشير ‪ )1982( Sims‬إلى أنه يمكن قياس شدة وقوة عالقات السببية عن طريق تقنية تفكيك تباين خطأ التنبؤ‪ .‬فمثال يمكن اعتبار‬
‫المساهمة الضئيلة لمتغيرة ما في تفسير تباين خطأ التنبؤ الخاص بمتغيرة أخرى على أنه دليل على عالقة سببية ضعيفة )‪weak Granger-causal‬‬
‫‪ (relation‬بين المتغيرتين المعنيتين‪ .‬تفاصيل أوفر حول الموضوع‪ ،‬ضمن‪- Sims. C.A. (1982), "Policy Analysis with Econometric :‬‬
‫‪Model", Brooking Papers on Economic Activity, 1, PP.107-164.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Kirchgässner. G., and J. Wolters (2007), P .93.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Kirchgässner. G., and J. Wolters (2007), P .94.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Gujarati. D.N. (2003), P. 696.‬‬

‫‪208‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫𝑖𝑦 تسبب 𝑗𝑦 «‪.1‬‬

‫ضمن التصورات السابقة‪ ،‬اقترح ‪ )1969( Granger‬مفهوما للسببية من السهل –في ظل ظروف مناسبة‬
‫‪2‬‬
‫التعامل معه في سياق نماذج "‪ . "VAR‬أين تعد "األسبقية" الفكرة األساسية التي يقوم عليها تعريف ‪Granger‬‬

‫(‪ )1969‬للسببية؛ إذ يعبر األخير عن السببية بقابلية التنبؤ المتزايدة )‪ .(Incremental Predictability‬وبعبارة‬
‫أدق‪ ،‬يرى ‪ Granger‬أن دراسة العالقة السببية بين متغيرتين (أو أكثر)‪ ،‬تعتمد على دراسة العالقة التنبؤية‬
‫)‪ (Forcasting Relation‬بينهما‪ ،‬حيث ال يمكن القول أن 𝑥 تسبب 𝑦‪ ،‬إال إذا كان تنبؤ𝑦 المعتمد على ماضي‬
‫معا‪ ،‬أحسن من تنبؤ 𝑦 المعتمد على ماضي 𝑦 فقط‪.3‬‬ ‫ٌّ‬
‫كل من 𝑥 و𝑦 ً‬

‫ضمن هذا الجزء من الدراسة‪ ،‬سنعمد إلى رصد وتتبع شبكة العالقات السائدة بين متغيرات النظام‬
‫األساسي المقدر )‪ ،VAR(2‬من خالل محاولة تحديد عالقات األسبقية بين هذه المتغيرات إستنادا إلى معيار‬
‫القدرة التنبؤية؛ وذلك عن طريق اختبار فرضية "عدم وجود عالقة سببية وفق مفهوم ‪ "Granger‬بين متغيرات‬
‫النظام المعني مثنى مثنى (اختبار السببية التنبؤية)‪ .‬حيث سيتم اختبار "إمكانية معالجة كل متغيرة من‬
‫المتغيرات الداخلية في النظام على أنها متغيرة خارجية بالنسبة إلى باقي المتغيرات"‪ ،‬باعتبار أن كون المتغيرة‬
‫خارجية ضمن متغيرات النظام‪ ،‬يعني أنها يمكن أن تسبِّب (تسبق) المتغيرات األخرى‪ ،‬في حين ال يمكن أن‬
‫أي من هذه المتغيرات‪.4‬‬
‫تسببها (أو تسبقها) ٌّ‬

‫الجدول (‪ :)3.3‬ملخص نتائج اختبارات السببية "وفق مفهوم ‪ "Granger‬بين متغيرات النظام األساسي محل‬
‫الدراسة‪.5‬‬
‫‪VAR Granger Causality/Block Exogeneity Wald Tests.‬‬
‫‪Null Hypothesis:‬‬ ‫‪Obs‬‬ ‫‪Df‬‬ ‫‪Chi-sq‬‬ ‫‪Prob.‬‬
‫‪LROP does not Granger Cause LRGREV‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪18.21068‬‬ ‫‪0.0001‬‬
‫‪LROP does not Granger Cause LRGEXP‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9.354837‬‬ ‫‪0.0093‬‬
‫‪LROP does not Granger cause LRM2‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪17.28167‬‬ ‫‪0.0002‬‬
‫‪LROP does not Granger Cause LGDPD‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪13.61876‬‬ ‫‪0.0011‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Gujarati. D.N. (2003), P. 696.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪- Lütkepohl. H. (2005), "New Introduction to Multiple Time Series Analysis", Springer-Verlag, Berlin, :‬‬
‫‪Heidelberg, PP. 41-43.‬‬
‫‪ 3‬لتفاصيل أوفر‪ ،‬أنظر‪- Granger. C.W.J. (1969), "Investigating Causal Relations by Econometric Models and Cross- :‬‬
‫‪Spectral Methods", Econometrica, Vol. 37, PP. 424-438.‬‬
‫‪ 4‬لتفاصيل أوفر وأدق حول العالقة بين سببية "‪ "Granger‬وفرضية المنشأ الخارجي للمتغيرات )‪ ،(Exogeneity‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Gujarati. D.N. (2003), PP. 701-702.; - Green. W.H. (2003), PP. 381-382.; - Hamilton. J.D. (1994), P. 309.‬‬
‫‪ 5‬تم إعداد الجدول باالعتماد على مخرجات ‪ EViews 8.0‬بشأن اختبارات السببية "وفق ‪ ،"Granger‬الموضحة في الجدول (‪ )18-II‬من الملحق (‪.)II‬‬

‫‪209‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تابع‪ :‬الجدول (‪ :)3.3‬ملخص نتائج اختبارات السببية "وفق مفهوم ‪ "Granger‬بين متغيرات النظام األساسي‬
‫محل الدراسة‪.‬‬
‫‪LROP does not Granger Cause LRGDP‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪21.05934‬‬ ‫‪0.0000‬‬
‫‪LRM2 does not Granger Cause LRGREV‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7.097777‬‬ ‫‪0.0288‬‬
‫‪LGDPD does not Granger Cause LRGREV‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6.330703‬‬ ‫‪0.0422‬‬
‫‪LRGDP does not Granger Cause LRGREV‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8.722301‬‬ ‫‪0.0128‬‬
‫‪LRGREV does not Granger Cause LRGEXP‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪20.21057‬‬ ‫‪0.0000‬‬
‫‪LRM2 does not Granger Cause LRGEXP‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪10.78364‬‬ ‫‪0.0046‬‬
‫‪LGDPD does not Granger Cause LRGEXP‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7.614248‬‬ ‫‪0.0222‬‬
‫‪LRGDP does not Granger Cause LRGEXP‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪10.23317‬‬ ‫‪0.0060‬‬
‫‪LRGREV does not Granger Cause LRM2‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪10.95940‬‬ ‫‪0.0042‬‬
‫‪LRGEXP does not Granger Cause LRM2‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7.280607‬‬ ‫‪0.0262‬‬
‫‪LGDPD does not Granger Cause LRM2‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪14.86836‬‬ ‫‪0.0006‬‬
‫‪LRGDP does not Granger Cause LRM2‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8.875421‬‬ ‫‪0.0118‬‬
‫‪LRGREV does not Granger Cause LGDPD‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪20.49130‬‬ ‫‪0.0000‬‬
‫‪LRGEXP does not Granger Cause LGDPD‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5.821002‬‬ ‫‪0.0544‬‬
‫‪LRM2 does not Granger Cause LGDPD‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6.475473‬‬ ‫‪0.0393‬‬
‫‪LRGREV does not Granger Cause LRGDP‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪19.75920‬‬ ‫‪0.0000‬‬
‫‪LRGEXP does not Granger Cause LRGDP‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪13.66024‬‬ ‫‪0.0011‬‬
‫‪LGDPD does not Granger Cause LRGDP‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪7.577225‬‬ ‫‪0.0226‬‬

‫في كل معادلة من معادالت النموذج )‪ ،VAR(2‬الجدول (‪ )3.3‬أعاله يوضح ملخص نتائج اختبار‪Chi-‬‬

‫‪( squared-Wald‬اختبار "سببية ‪ Granger‬ضمن ‪ /VAR‬اختبارات وولد للمنشأ الخارجي ككتلة‪VAR -‬‬

‫‪– )"Granger Causality/Block Exogeneity Wald Tests‬الموضحة بالتفصيل في الجدول (‪ )18-II‬من‬


‫الملحق (‪ -)II‬لمعنوية تأخيرات كل متغيرة من المتغيرات الداخلية األخرى في ذات المعادلة‪ .1‬بينما تختبر‬
‫اإلحصائية )‪- Chi-squared-Wald-(All‬الموضحة في السطر األخير لكل جزء من أجزاء الجدول (‪)18-II‬‬

‫من الملحق (‪ -)II‬المعنوية المشتركة لتأخيرات كل المتغيرات الداخلية األخرى ضمن المعادلة المعنية‪.2‬‬

‫أهم النتائج التي يرصدها االختبار اإلحصائي للسببية وفق مفهوم ‪- Granger‬والملخصة في الجدول‬
‫(‪ )3.3‬أعاله‪ -‬تظهر وجود عالقات من هذا النوع ‪-‬عند مستويات معنوية (أو مدلولية) تقل عن الـ )‪-(5%‬‬

‫‪ 1‬فضلنا االعتماد على االختبار "‪ ،"Chi-squared-Wald‬عوضًا عن االختبار "‪ ،"F- Fisher‬بالنظر إلى كون هذا األخير يتبع التوزيع ‪ F‬بالضبط‪،‬‬
‫فقط إذا تعلق األمر بانحدار مع ُمحدِّرات مثبَّتة وأخطاء تملك سلوك تشويش أبيض )‪ ،(White Noise‬وموزعة طبيعيًّا‪ .‬لذلك فإن هذا االختبار يع ُّد أقل‬
‫قوة‪ ،‬ويُعتبر صالحا فقط تقاربيًا في حالتنا محل الدراسة‪ ،‬بسبب وجود المتغيرات الداخلية المؤخرة في االنحدار المستخدم إلجرائه‪ .‬لتفاصيل أدق‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Green. W.H. (2003), PP.592-593.; - Hamilton. J.D. (1994), PP.304-305.; - Kirchgässner. G. and J. wolter. (2007),‬‬
‫‪PP.102-118.‬‬
‫‪ 2‬يتعلق األمر باختبار "إمكانية معالجة المتغيرة التابعة )‪ (Dependent variable‬في كل معادلة من معادالت النموذج )‪ VAR(2‬المقدر على أنها‬
‫متغيرة خارجية بالنسبة للكتلة المتكونة من باقي المتغيرات الداخلية األخرى المؤخرة في ذات المعادلة"‪ ،‬أي اختبار فرضية أن "هذه المتغيرات مجتمعةً‬
‫(ك ُكتلة) ال تسبب –وفق مفهوم ‪ -Granger‬المتغيرة التي تمثّل المتغيرة التابعة في المعادلة"‪ .‬ألكثر تفاصيل حول هذا النوع من االختبارات أنظر‪:‬‬
‫‪- Hamilton. J.D. (1994), P. 309.‬‬

‫‪210‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تتجه من سعر النفط الحقيقي نحو باقي متغيرات النظام محل الدراسة‪ ،‬والتي تتضمن متغيرات السياسة المالية‬
‫ممثلة بمتغيرتي اإليرادات والنفقات العامة الحقيقية‪ ،‬متغيرة عرض النقد الحقيقي (السياسة النقدية)‪ ،‬ومتغيرات‬
‫األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬ممثلة بالناتج الداخلي الخام الحقيقي‪ ،‬ومعامل انكماش الناتج الداخلي الخام‪ .1‬هذا‬
‫يعني أن أسعار النفط تساهم بمعنوية في تحسين القدرة التنبؤية بهذه المتغيرات‪ ،‬وذلك عند مستوى ثقة يفوق‬
‫الـ )‪(95%‬؛ كما يمكن القول –بناء على هذه النتائج‪ -‬أن تغيرات أسعار النفط تسبق التطورات التي تحدث في‬
‫المتغيرات المعنية بالدراسة‪ ،‬باحتمال يفوق الـ )‪ .(95%‬من ناحية أخرى‪ ،‬توضح النتائج المذكورة غياب التغذية‬
‫العكسية )‪ (Feedback‬بين أسعار النفط وباقي متغيرات النظام المقدر‪ ،‬في ظل غياب عالقات سببية تتجه‬
‫أي من هذه المتغيرات باتجاه متغيرة سعر النفط الحقيقي؛ مما يعني أن هذه األخيرة تتحدد خارج النظام‪.‬‬
‫من ٌّ‬
‫ضمن نتيجة تدعم وتؤكد فرضية المنشأ الخارجي ألسعار النفط بالنسبة لباقي متغيرات النظام محل الدراسة‪.2‬‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬كشفت نتائج االختبارات عن العديد من العالقات المتشابكة بين باقي متغيرات النظام‬
‫محل الدراسة‪ .‬أهمها عالقة التغذية العكسية بين ٌّ‬
‫كل من اإليرادات العامة واإلنفاق العام من جهة‪ ،3‬والناتج‬
‫الحقيقي من جهة أخرى؛ مما يعني أن السياسة المالية تساهم إلى ٍّ‬
‫حد ما في تحديد مستويات النشاط الحقيقي‬
‫(الناتج الحقيقي) في الجزائر‪ ،‬كما أن هذا األخير يؤثر بدوره في توجهات وق اررات السياسة المالية‪ ،‬ضمن‬
‫مؤشر واضح على دورية )‪ (Procyclicality‬هذه السياسة وخضوعها لتقلبات الدورة االقتصادية في االقتصاد‬
‫الجزائري من جهة‪ ،4‬وعلى تحقق قانون ‪ )1892( Wagner‬في االقتصاد الجزائري‪ ،‬من جهة أخرى‪ .5‬إضافة‬

‫‪ 1‬نرفض الفرضية الصفرية التي تفيد بأن "المتغيرة )‪ (x‬ال تسبب المتغيرة )‪ (y‬وفق مفهوم ‪x, y = LROP, LRGREV, LRGEXP,) "Granger‬‬
‫‪ )LRM2, LGDPD, LRGDP‬عند مستوى معنوية معين )‪ ، (𝛼%‬ونقر بوجود عالقة سببية تتجه من المتغيرة األولى نحو الثانية‪ ،‬إذا كانت المعنوية‬
‫اإلحصائية إلحصائية االختبار ‪ Chi-squared-Wald‬تقل عن مستوى المعنوية المعني‪ .‬أي إذا وفقط إذا كان‪.)Prob(Chi − sq) < 𝛼% ( :‬‬
‫‪ 2‬في هذا اإلطار‪ ،‬وبالرغم من أن أغلب األدبيات التجريبية تقوم على افتراض المنشأ الخارجي ألسعار النفط ضمن األنظمة التي تتضمن –باإلضافة إلى‬
‫هذه األخيرة‪ -‬المتغيرات االقتصادية الكلية والمالية‪ ،‬إال أنه هناك دراسات أثبتت أنه يمكن أن توجد عالقات سببية في االتجاه المعاكس‪ ،‬بحيث يكون اتجاه‬
‫السببية من المتغيرات االقتصادية الكلية والمالية نحو متغيرة سعر النفط‪ .‬أنظر على سبيل المثال‪- Barsky. R.B., and L. Kilian. (2004), "Oil :‬‬
‫‪and the Macroeconomy Since the 1970s", Journal of Economic Perspectives, Vol. 18, No. 4, PP. 115–134.‬‬
‫‪- Ewing. B.T., and M.A. Thompson. (2007), "Dynamic Cyclical Components of Oil Prices With Industrial‬‬
‫‪Production, Consumer Prices, Unemployment and Stock Prices", Energy Policy, Vol. 35, PP. 5535-5540.‬‬
‫‪ 3‬بالنسبة للعالقة بين هتين المتغيرتين فقد أسفرت نتائج االختبارات عن وجود عن وجود عالقة سببية تتجه من اإليرادات العامة الحقيقية نحو اإلنفاق‬
‫العام الحقيقي (عند مستوى معنوية قدره )‪ .)(1%‬هذه النتيجة ال تبدوا مفاجئة على اإلطالق‪ ،‬خاصة إذا أخذنا بعين االعتبار االرتباط الوثيق لإلنفاق العام‬
‫باإليرادات العامة؛ إذ أن تحديد الحكومة لمقدار اإلنفاق العام للسنة المالية المقبلة‪ ،‬يعتمد بصفة مباشرة على مقدار اإليرادات العامة المتوقع تحصيلها‬
‫خالل السنة المعنية‪.‬‬
‫‪ 4‬تتوافق هذه النتيجة مع نتائج العديد من الدراسات التجريبية التي خلصت إلى أن السياسات المالية غالبا ما تكون دورية )‪ (Procyclical‬في البلدان‬
‫النامية بشكل عام‪ ،‬والبلدان المصدرة للنفط على وجه الخصوص‪ .‬أنظر على سبيل المثال‪- Abdih. Y., Lopez-Murphy. P., Roitman. A., :‬‬
‫‪and R. Sahay. (2010), "The Cyclicality of Fiscal Policy in the Middle East and Central Asia: Is the Current Crisis‬‬
‫‪Different?", IMF Working Paper, WP/10/68, Washington DC.; - Erbil. N. (2011), "Is Fiscal Policy Procyclical in‬‬
‫‪Developing Oil-Producing Countries?", IMF Working Paper, WP/11/171, P. Washington DC.‬‬
‫‪ 5‬وفق هذا القانون فإن تطور وزيادة النفقات العامة يكون نتيجة اتساع نشاط الدولة‪ ،‬الناتج عن تحقيق المجتمع لمعدل معين من النمو االقتصادي‪ .‬لتفاصيل‬
‫أوفر حول هذا القانون أنظر الفصل الثاني من الدراسة‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إلى ذلك‪ ،‬تبدي النتائج أن السياسة النقدية (ممثلة بمتغيرة عرض النقد) ال تساهم بمعنوية في تحديد مستويات‬
‫الناتج الحقيقي (النشاط الحقيقي)‪ ،‬بينما تجري العالقة السببية فقط في االتجاه المعاكس‪ ،‬إذ يبدوا أن مستوى‬
‫الناتج الحقيقي هو من يؤثر في تحديد مستويات عرض النقد (السياسة النقدية)‪ ،‬في مؤشر بارز على دورية‬
‫هذه السياسة‪ ،‬وخضوعها ‪-‬هي األخرى‪ -‬لتقلبات الدورة االقتصادية في االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬أسفرت نتائج االختبارات اإلحصائية للسببية –وفق مفهوم ‪ -Granger‬عن وجود آثار‬
‫تغذية عكسية ثنائية (مثنى مثنى) بين ٌّ‬
‫كل من متغيرات اإليرادات والنفقات العامة الحقيقية‪ ،‬عرض النقد‬
‫الحقيقي‪ ،‬ومعامل انكماش الناتج الداخلي الخام‪ .‬هذه النتائج تقودنا –بشكل خاص‪ -‬إلى أهمية إجراءات ٌّ‬
‫كل‬
‫من السياستين المالية والنقدية –إلى جانب تغيرات سعر النفط‪ -‬في تحديد مستويات األسعار ومعدالت‬
‫التضخم في االقتصاد الجزائري‪ ،‬إذ أن النتائج المذكورة أظهرت الدور الهام الذي تؤديه متغيرات اإليرادات‬
‫العامة‪ ،‬اإلنفاق العام (بصفته أحد مكونات الطلب الكلي)‪ ،‬والعرض النقدي (من خالل ارتباطه باإلصدار‬
‫النقدي الجديد والتمويل بالعجز) في التأثير على المستوى العام لألسعار‪ .‬وتتدعم هذه النتيجة أكثر في ظل‬
‫بروز ٌّ‬
‫كل من العرض النقدي الحقيقي والمستوى العام لألسعار (ممثال بمعامل انكماش الناتج الداخلي الخام)‬
‫كمتغيرات مهمة وحاسمة للتنبؤ بمستويات اإليرادات والنفقات العامة الحقيقية‪ ،‬فضال عن ظهور هذه األخيرة‬
‫–باإلضافة إلى المستوى العام لألسعار‪ -‬ضمن أهم المتغيرات الم ِّ‬
‫حددة لمستويات عرض النقد‪ ،‬مما يعني‬
‫تأثير متبادالً بين متغيرات السياستين المالية والنقدية‪ ،‬مع تأثيرات مشتركة ومتبادلة على‬
‫وجود تغذية عكسية و ًا‬
‫المستوى العام لألسعار‪ ،‬ضمن نتيجة تدل في جزء منها على أهمية اإلصدار النقدي الجديد في تمويل‬
‫اإليرادات العامة‪ ،‬ومن ثم اإلنفاق العام في االقتصاد الجزائري‪ ،‬خالل فترات العجز الموازني المرافقة لفترات‬
‫تدهور وتراجع مستويات أسعار النفط‪.‬‬

‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإن أسبقية (سببية) حركة أسعار النفط لتغيرات اإليرادات العامة واإلنفاق الحكومي‪،‬‬
‫وبروز هذه األخيرة إلى جانب سعر النفط‪ ،‬كمتغيرات محددة لمستويات الناتج الحقيقي (النشاط االقتصادي‬
‫الحقيقي) والمستوى العام لألسعار (النشاط االقتصادي اإلسمي)‪ ،‬تقودنا إلى االعتقاد والقول بأن السياسة‬
‫المالية تمثل آلية انتشار )‪ (Propagation Mechanism‬هامة‪ ،‬وقناة رئيسية من قنوات انتقال )‪Transmision‬‬

‫‪ (Chanel‬تأثيرات صدمات أسعار النفط إلى النشاط واألداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ .‬إذ‪ ،‬وباإلضافة إلى‬
‫التأثير المباشر الذي تمارسه أسعار النفط على مستويات األداء االقتصادي الكلي (ممثال بالناتج الحقيقي‬
‫تأثير غير مباشر من خالل قناة السياسة المالية (ممثلة بمتغيرتي اإليرادات العامة‬
‫واألسعار)‪ ،‬فإنها تمارس ًا‬

‫‪212‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫واإلنفاق الحكومي)‪.1‬‬

‫‪ .2.1‬تحليل آثار صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية من خالل دوال االستجابات الدفعية‪:‬‬

‫ضمن الجزء السابق‪ ،‬رأينا أن اختبارات السببية –وفق ‪ -Granger‬ال تخبرنا بكامل التفاصيل بشأن‬
‫العالقات والتفاعالت التي تحدث بين متغيرات النظام األساسي محل الدراسة‪ .‬لذلك سنسعى ضمن الخطوة‬
‫الموالية ‪-‬دعما لنتائج االختبارات المذكورة‪ -‬إلى الكشف عن طبيعة وحجم هذه العالقات‪ ،‬مع التركيز –بشكل‬
‫أساسي‪ -‬على تحديد طبيعة تأثير صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية (نوعية كانت أم هيكلية)‬
‫على اتجاهات األداء االقتصادي الكلي (الناتج الحقيقي واألسعار) في الجزائر‪ ،‬ورصد كفية استجابة هذا‬
‫األخير للصدمات المذكورة‪ ،‬باالعتماد على تقنية محاكاة الصدمات وتحليل دوال االستجابات الدفعية‬
‫(التلقائية)‪ ،‬التي تسمح برصد وتتبع مسار األثر الذي تحدثه أي صدمة أو تجديد )‪One-Time Shock or‬‬

‫أي من المتغيرات الداخلية للنظام المدروس في زمن معين‪ ،‬على القيم الحالية والمستقبلية‬
‫‪ (Innovation‬في ٍّ‬
‫لتلك المتغيرة وباقي المتغيرات الداخلية األخرى في النظام‪ ،‬من خالل الهيكل الديناميكي للنموذج "‪."VAR‬‬
‫فإذا كان لدينا نظام "‪ "VAR‬معين‪ ،‬واعتبرنا حدوث نوعين من السيناريوهات بين الزمنين )‪ (t‬و)‪ ،(t+s‬بحيث‬
‫يتعرض النظام "‪ "VAR‬المعني وفق السيناريو األول إلى صدمة واحدة في متغيرة واحدة (تحدث هذه الصدمة‬
‫في الزمن )‪ ،)(t‬بينما يقضي السيناريو الثاني بعدم تعرض هذا النظام ألية صدمة خالل الفترة المذكورة‪ ،‬فإن‬
‫دالة االستجابة الدفعية تمثل الفرق بين نتيجتي هاتين الحالتين المتشابهتين إلى غاية الزمن )‪.2(t-1‬‬

‫بما أن النموذج األساسي المقدر )‪– VAR(2‬والذي يأخذ شكل نموذج شعاع االنحدا ارت الذاتية الموضح‬
‫بالعبارة (‪ )12.3‬مع (‪ -)p=2‬يستوفي شروط االستق اررية‪ ،‬فإنه يمكن كتابته –وفق منطق نظرية التفكيك‬
‫لـ ‪ –3)1938( Wold‬على شكل نموذج أشعة متوسطات متحركة ال نهائي )∞(‪ ،VMA‬حيث يتم التعبير عن‬
‫شعاع المتغيرات الداخلية ‪ ،Xt‬كمجموع متقارب )‪ (Convergent Sum‬لماضي (تأخيرات) شعاع التجديدات 𝑢‪،‬‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬خلصت العديد من الدراسات التجريبية إلى أن أسعار النفط تؤثر على السياسة المالية في البلدان المصدرة للنفط؛ كما أشارت هذه الدراسات إلى أن األثر‬
‫اإلجمالي لصدمات أسعار النفط على األداء االقتصادي في البلدان النفطية يتوقف ‪-‬في الغالب‪ -‬على طريقة تعامل حكوماتها مع فوائض المداخيل الناتجة‬
‫عن صدمات ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬إذ ذكر ‪– )2008( Husain et al‬على سبيل المثال‪ -‬في هذا الصدد أن أسعار النفط تؤثر على األداء االقتصادي الكلي‬
‫عبر قناة السياسة المالية‪ .‬أنظر‪- Husain. A.M., Tazhibayeva. K., and A. Ter-Martirosyan. (2008), "Fiscal Policy and :‬‬
‫‪Economic Cycles in Oil-Exporting Countries", IMF Working Paper No. 08/253, November, Washington DC.‬‬
‫أنظر أيضا في هذا الصدد (على سبيل المثال)‪- El Anshasy. A.A. (2012), "Oil Prices and Economic Growth in Oil-Exporting :‬‬
‫‪Countries", Collage of Business and Economics, United Arab Emirates University, P.O.Box 17555.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Lardic. S., et V. Mignon. (2002), P. 103.‬‬
‫‪- Cochran. J.H. (2005), "Time Series For Macroeconomics and Finance",‬‬ ‫‪ 3‬لتفاصيل أوفر حول محتوى هذه النّظرية أنظر‪:‬‬
‫‪Graduate School of Business, University of Chicago, PP.43-47.; - Green. W.H. (2003), PP. 619-620.‬‬

‫‪213‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬
‫∞‬

‫)‪X t = μ + ∑ Ψi ut−𝑖 … … … . (3.13‬‬


‫‪i=0‬‬

‫في الصيغة األخيرة (‪ ut ،)13.3‬يمثل شعاع التجديدات القانونية )‪ (Canonical Innovations‬للنموذج‬


‫المقدر )‪VAR(2‬؛ عناصر هذا الشعاع تعبر عن الجزء غير المتوقع لكل متغيرة من متغيرات النظام‪ ،‬والذي‬
‫يأخذ بعين االعتبار المعلومات المتأتية من الحقائق الماضية لمتغيرات النموذج الداخلية‪ .‬هذه التجديدات‬
‫درسة‪ ،‬وهو ما‬ ‫يمكن معالجتها على أنها عبارة عن صدمات أو دوافع ت ِ‬
‫ترجم تقلبات النظام الديناميكي محل ال ا‬
‫يمنح إمكانية تتبع سيرورة انتشار هذه الصدمات باالعتماد على ديناميكية النظام المعني‪ ،‬أو من خالل ما‬
‫يسمى بالمضاعفات الديناميكية )‪ ،(𝑆 ≥ 0) Ψ𝑆 (Dynamic Multipliers‬التي تترجم كيفية استجابة ٌّ‬
‫كل من‬
‫المتغيرات الداخلية في النظام لصدمة معينة في إحدى هذه المتغيرات‪ .‬إذ تفسر المصفوفات 𝑆‪ Ψ‬كما يلي‪:1‬‬
‫𝑆‪𝜕𝑋𝑡+‬‬
‫= 𝑆‪Ψ‬‬ ‫)‪… … … . (3.14‬‬
‫‪𝜕𝑢𝑡′‬‬

‫= 𝑆‪ ،(𝜓𝑖j‬الواقع على السطر "‪ "i‬والعمود "‪ " j‬للمصفوفة 𝑆‪ ،Ψ‬يقيس أثر زيادة‬ ‫هذا يعني أن العنصر )‬
‫𝑆‪𝜕𝑥𝑖𝑡+‬‬
‫𝑡‪𝜕𝑢j‬‬

‫(دفعة) قدرها وحدة واحدة (صدمة قيمتها انحراف معياري واحد) في تجديد المتغيرة "‪ " j‬عند الزمن 𝑡 ) 𝑡‪،(𝑢j‬‬
‫على قيمة المتغيرة "‪ "i‬عند اللحظة 𝑆 ‪ ،(𝑥𝑖𝑡+𝑆 ) 𝑡 +‬وذلك مع اعتبار ثبات كل التجديدات األخرى‪ .‬وأبسط‬
‫طريقة إليجاد القيم العددية لهذه المضاعفات الديناميكية (عناصر المصفوفة 𝑆‪ ،) Ψ‬تتمثل في استخدام طريقة‬
‫المحاكاة‪ ،‬حيث يتم حساب كل عمود من أعمدة المصفوفة 𝑆‪ Ψ‬عن طريق إجراء محاكاة منفصلة (مستقلة)‬
‫لدوافع كل تجديد من التجديدات ‪ .2(j=1,2,…6) 𝑢j‬وفي هذه الحالة فإن التمثيل البياني لمختلف العناصر 𝑆‪𝜓𝑖j‬‬

‫للمصفوفة 𝑆‪ Ψ‬كدالة لـ " ‪ "S‬يقودنا إلى الحصول على ما سميناه سابقًا بـ "دوال االستجابة الدفعية‪-‬التلقائية"‪.‬‬

‫ضمن هذه الخطوة‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن التحليل والتفسير السليم لدوال االستجابات الدفعية يستدعي‬
‫غياب االرتباط الفوري )‪ (Contemporaneous Correlation‬لتجديدات متغيرات النظام محل الدراسة‪ .‬حيث يعد‬
‫توفر هذا الشرط ضرورة ملحة لتفسير مباشر ودقيق لدوال االستجابة؛ إذ أنه فقط في ظل تحققه يمكننا عزل‬
‫الصدمات الناتجة عن مختلف المتغيرات الداخلية‪ ،‬بصورة تمكننا من تفسير التجديد 𝑡𝑗𝑢 على أنه ببساطة‬

‫عبارة عن صدمة تحدث في المتغيرة الداخلية 𝑗‪ .(𝑥𝑗𝑡 ) ،‬لكن في الواقع‪ ،‬غالبا ما تكون تجديدات المتغيرات‬
‫مرتبطة فيما بينها عند لحظة زمنية معينة‪ ،‬حيث يمكن أن ننظر إليها على أنها تملك ِّ‬
‫مركبة مشتركة‬
‫)‪ (Common Component‬ال يمكن إرفاقها بأية متغيرة داخلية‪ ،‬مما يجعل من عملية عزل الصدمات الناتجة‬

‫‪1‬‬
‫‪Hamilton. J.D. (1994), PP.318-319.‬‬
‫‪- Hamilton. J.D. (1994), P. 319.‬‬ ‫‪ 2‬لتفاصيل أدق‪ ،‬أنظر‪:‬‬

‫‪214‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عن هذه التجديدات –وبالتالي عملية تفسير دوال االستجابة‪ -‬عملية مستحيلة‪ ،‬إذ ال يمكن –في ظل مثل‬
‫هكذا شروط‪ -‬توضيح استجابات متغيرة ما للتجديدات التي تحدث في متغيرة أخرى بصورة دقيقة ومالئمة‪.1‬‬

‫وفقا للمبررات أعاله‪ ،‬يتعين علينا إجراء عملية تحليل دوال االستجابة باالعتماد على تجديدات متعامدة‬
‫)‪ (Orthogonal Innovations‬لتفادي العوائق ذات الصلة باالرتباط الفوري للتجديدات‪ .‬وبناء على ذلك لبد من‬
‫التحقق أوال من غياب االرتباط الفوري بين تجديدات متغيرات النظام األساسي المقدر )‪ ،VAR(2‬قبل الشروع‬
‫في محاكاة الصدمات‪ ،‬وتحليل وتفسير اآلثار واالستجابات المترتبة عنها ضمن النظام المعني‪ .‬في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬يبدوا من خالل قيم معامالت مصفوفة االرتباطات الفورية لتجديدات معادالت (أو متغيرات) النموذج‬
‫المقدر )‪– VAR(2‬الموضحة في الجدول (‪ )19-II‬من الملحق (‪ -)II‬أنه توجد عدة ارتباطات قوية نسبيا بين‬
‫تجديدات متغيرات النظام‪ ،‬إذ نالحظ –بشكل خاص‪ -‬وجود ارتباطات عالية نوعا ما بين تجديدات كل من‬
‫متغيرتي سعر النفط الحقيقي واإليرادات العامة الحقيقية )‪ ،(0,80‬اإليرادات العامة الحقيقية ومعامل انكماش‬
‫الناتج الداخلي الخام )‪ ،(0,73‬سعر النفط الحقيقي ومعامل انكماش الناتج الداخلي الخام )‪ ،(0,57‬واإليرادات‬
‫والنفقات العامة الحقيقية )‪ .(0,40‬ذلك بغض النظر عن االرتباطات األخرى‪ ،‬التي حتى وان كانت أضعف‬
‫نسبيا إال أنه ال يمكن تجاهلها‪ ،‬وال يسعنا القول ‪-‬بأي شكل من األشكال‪ -‬أن المتغيرات المعنية بها مستقلة‪.‬‬

‫هذه النتائج بشأن االرتباطات الفورية لتجديدات النظام األساسي المقدر )‪ ،VAR(2‬تقضي بعدم إمكانية‬
‫عزل وتمييز الصدمات –وبالتالي آثار الصدمات‪ -‬التي تحدث في مختلف متغيراته الداخلية (بما فيها‬
‫صدمات أسعار النفط وصدمات متغيرات السياسة المالية)‪ ،‬والتي تكون صدمات آنية في هذه الحالة (تحدث‬
‫في آن واحد)‪ ،‬بسبب االرتباطات الموصوفة للتجديدات‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬يمكن الحصول على تحويالت‬
‫متعامدة (مستقلة) لعناصر شعاع التجديدات األصلية (القانونية‪ )Canonical Innovations-‬ضمن النموذج‬
‫ررية )‪A Recursive‬‬
‫األساسي )‪ ،VAR(2‬من خالل تحويل خطي لهذه العناصر‪ ،‬في إطار مقاربة تك ا‬
‫‪ (Approach‬مستقاة من أعمال ‪ ،(1980) Sims‬تفيد بتحديد الصدمات استنادا إلى ترتيب كولسكي )‪Cholesky‬‬

‫‪ ،(Ordering‬عن طريق ترجيح شعاع التجديدات المعني بالمعامل (مصفوفة مثلثية من األسفل محددة مسبقا)‬
‫الناتج عن تفكيك كولسكي )‪ (Cholesky Decomposition‬لمصفوفة "التباين‪-‬تباين مشترك" لهذه التجديدات‪،‬‬
‫إذ تسمح هذه الطريقة –وكما تمت اإلشارة إليه من ِقبل "‪ -"(1980) Sims‬بالحصول على تجديدات متعامدة‪،‬‬

‫‪ 1‬إن عدم توفر شرط غياب االرتباط الفوري لتجديدات متغيرات النظام يعني أن حدوث صدمة في متغيرة ما يمكن أن يؤدي –من خالل االرتباط الفوري‬
‫للتجديدات‪ -‬إلى حدوث صدمات في متغيرات أخرى في نفس الوقت‪ ،‬وهو ما يتعارض مع المبدأ األساسي الذي تقوم عليه تقنية تقدير معامالت دوال‬
‫االستجابة الدفعية‪ ،‬التي تعتمد على المحاكاة المنفصلة والمستقلة للصدمات الناتجة عن مختلف المتغيرات الداخلية للنظام‪ ،‬والتي تعني االفتراض ضمنيا‬
‫بأن النظام ال يمكن يتعرض في آ ٍن واحد إلى أكثر من صدمة واحدة في أكثر من متغيرة واحدة‪ .‬للمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪- Lardic. S., et V. Mignon (2002), P.106.‬‬

‫‪215‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بحيث تكون مصفوفة التباين‪ -‬تباين مشترك للصدمات المحولة مصفوفة قطرية )‪.(Diagonal Matrix‬‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬وباعتبار أن مصفوفة "التباين‪-‬تباين مشترك" )‪ ،(Ω‬لتجديدات النظام )‪ VAR(2‬المقدر‬
‫–والموضحة في الجدول (‪ )20-II‬من الملحق (‪ -)II‬هي مصفوفة حقيقية‪ ،‬محددة موجبة‪ ،‬متناظرة‪ ،‬وغير شاذة‬
‫فإنه يوجد مصفوفة ‪ P‬وحيدة‪ ،‬مثلثية من األسفل‪ ،‬حيث يكتب تفكيك ‪ Cholesky‬لمصفوفة التباينات كما يلي‪:1‬‬

‫)‪Ω = 𝑃𝑃′ … … … . (3.15‬‬

‫باستخدام المصفوفة ‪ P‬المستخرجة من تفكيك ‪ Cholesky‬المبين في العبارة (‪ ،)13.3‬يمكن كتابة النموذج‬


‫)‪ VAR(2‬المكتوب على شكل نموذج أشعة متوسطات متحركة )∞(‪ VMA‬في العبارة (‪ )11.3‬كما يلي‪:‬‬
‫∞‬

‫)‪Xt = μ + ∑ Ψ𝑖 𝑃𝑃−1 𝑢𝑡−𝑖 … … … . (3.16‬‬


‫‪i=0‬‬

‫أما العبارة األخيرة فيمكن كتابتها كما يلي‪:2‬‬


‫∞‬

‫)‪Xt = μ + ∑ Ξ𝑖 𝜀𝑡−𝑖 … … … . (3.17‬‬


‫‪i=0‬‬

‫…‪𝜀𝑡 = 𝑃 −1 𝑢𝑡 ; Ξ𝑖 = Ψ𝑖 𝑃 ; i = 0,1,2,‬‬ ‫حيث‪:‬‬

‫ومصفوفة "التباين‪-‬تباين مشترك" للتجديدات المحولة في هذه الحالة‪ ،‬تعطى كما يلي‪:‬‬
‫)‪Ωε = 𝐸(𝜀𝑡 𝜀𝑡′ ) = P −1 ΩP −1 ′ = P −1 PP ′ P −1 ′ = IN … . … … . (3.18‬‬

‫بذلك نكون قد حصلنا على شعاع تجديدات 𝑡𝜀 عناصره –على عكس عناصر الشعاع 𝑡𝑢‪ -‬غير مرتبطة‬
‫فوريا‪ ،‬مما يسهل ويتيح التفسير الصحيح لدوال االستجابة‪ .‬غير أنه‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن عملية التحويل‬
‫اإلحصائي للتجديدات القانونية باستخدام المصفوفة ‪ ،P‬الناتجة عن تفكيك ‪ Coleskey‬لمصفوفة "التباين‪-‬تباين‬
‫مشترك" )‪ ،(Ω‬تتم من خالل وضع قيود إحصائية تتضمن ترتيب معين لمتغيرات النظام‪ .‬وفي هذا الصدد‬
‫يشير عدد من الباحثين أن نتائج دوال االستجابة يمكن أن تكون حساسة لكيفية ترتيب المتغيرات في النظام‬
‫"‪ "VAR‬عند إجراء عملية التحويل‪ ،‬حيث يتم إسناد األثر المشترك ألي تجديدين مرتبطين إلى تجديد المتغيرة‬
‫التي تدرج أوال في النموذج‪ .3‬لذلك‪ ،‬يتطلب األمر إيجاد معيار مناسب‪ ،‬يتم على أساسه إجراء عملية الترتيب‪.‬‬

‫‪ 1‬لتفاصيل أوفر عن الصدمات المتعامدة )‪ ،(Orthogonal Impulses‬وتفكيك ‪ ،Coleskey‬أنظر (على سبيل المثال)‪:‬‬
‫‪- Lütkepohl. H. (2005), PP. 56-62.; - Hamilton.J.D. (1994), PP.320-323.‬‬
‫‪°‬‬
‫𝑗𝑖‪ Ξ‬تمثل ما يُسمى بالمضاعفات الفورية‪ ،‬والتي تقيس األثر الفوري لصدمة أحادية في المتغيرة 𝑗 على‬ ‫‪ 2‬في النموذج الوضح بالعبارة (‪ ،)15.3‬العناصر‬
‫المتغيرة 𝑖‪ .‬أما اآلثار المتأخرة )‪ ،(Lagged Effects‬فيتم قياسها من خالل الـ ‪ 62‬إستجابة دفعية متتالية ‪( Ξ𝑖𝑗S‬حيث ‪ ،)𝑖, 𝑗 = 1, 2, … 6 :‬والتي‬
‫توضح كيف تستجيب على ك ٌّل من الست (‪ )6‬متغيرات داخلية في النظام للتجديدات (الصدمات) التي تجدث فيها‪.‬‬
‫‪ 3‬لتفاصيل أدق‪ ،‬أنظر (على سبيل المثال)‪- Kamas. L., and J. Joyce. (1993), "Money, Income, and Prices under Fixed :‬‬
‫‪Exchange Rates: Evidence from Causality Tests and VARs." Journal of Macroeconomics, Vol. 15, PP. 747-768.‬‬

‫‪216‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬يرى ‪ (1980) Sims‬و‪ Sims‬و‪ ،)1996( Zha‬أن األمر يقتضي تحديد الصدمات وفق‬
‫ترتيب سببي مسبق للمتغيرات الداخلية ضمن النظام ‪ .1VAR‬حيث يقترح هؤالء ترتيبا تراعى فيه درجة داخلية‬
‫أو خارجية متغيرات النظام المدروس؛ وذلك باقتراحهم ترتيب المتغيرات المعنية من األكثر خارجية‪ ،‬أو األكثر‬
‫تأثي ار في المتغيرات األخرى واألقل تأث ار بها )‪ ،(the most exogenous‬إلى األكثر داخلية‪ ،‬أو األكثر تأث ار‬
‫واألقل تأثي ار )‪ .2(the most endogenous‬ويتعلق األمر بما تتضمنه عملية التفكيك من قيود بشأن االستجابات‬
‫الفورية للمتغيرات ‪ ،‬باعتبار أن هذه األخيرة ال تبدي استجابات فورية إال تجاه الصدمات الناتجة عن تجديدات‬
‫المتغيرات التي تسبقها في الترتيب‪ ،‬حيث يفترض في المتغيرة التي ترتب أوال أنها ال يمكن أن تبدي استجابة‬
‫فورية إال تجاه صدماتها الذاتية‪ ،‬بينما يمكنها أن تؤثر في كل المتغيرات األخرى بصورة فورية ومباشرة؛ أما‬
‫المتغيرة المرتبة ثانيا فيمكن أن تسجل استجابات فورية فقط تجاه صدماتها الذاتية والصدمات الخارجية في‬
‫المتغيرة األولى‪ ،‬في حين يمكنها أن تؤثر فوريا على كل المتغيرات ما عدا المتغيرة األولى‪ ،‬وهكذا دواليك‪.3‬‬

‫وفقا لألسس والمبررات أعاله‪ ،‬وبناء على نتائج اختبا ارت السببية الموضحة في الجدول (‪ )18-II‬من‬
‫الملحق (‪ ،)II‬حيث تختبر اإلحصائية )‪ (All‬إمكانية معالجة كل متغيرة من المتغيرات الداخلية على أنها‬
‫متغيرة خارجية بالنسبة للكتلة المتكونة من باقي متغيرات النظام ككل‪ ،‬فإن متغيرة سعر النفط الحقيقي‬
‫)‪ (LROP‬سترتب أوالً‪ ،‬باعتبار أن هذه األخيرة تؤثر بشكل فوري وآني (تسبب أو تسبق) على كل المتغيرات‬
‫بأي منها‪ ،‬إضافة إلى كونها ترافق أعلى مستوى معنوية لإلحصائية )‪.4(All‬‬
‫الداخلية في النظام بينما ال تتأثر ٍّ‬
‫وبناء على نفس األساس سترتب متغيرة اإليرادات العامة الحقيقية "‪ "LRGREV‬ثانية‪ ،‬تليها متغيرة اإلنفاق‬
‫العام الحقيقي "‪ "LRGEXP‬ثالثة‪ ،‬ثم متغيرة عرض النقد الحقيقي "‪ "LRM2‬رابعة‪ ،‬تأتي بعدها متغيرة معامل‬
‫انكماش الناتج الداخلي الخام "‪ "LGDPD‬خامسة‪ ،‬وأخي ار متغيرة الناتج الحقيقي "‪."LRGDP‬‬

‫هذا الترتيب يبدوا منطقيا إلى أبعد الحدود‪ ،‬إذ أنه يتوافق والهدف الرئيسي للدراسة‪ ،‬والذي يتعلق أساسا‬
‫بتحديد وتحليل آثار صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية على متغيرات األداء االقتصادي الكلي‬
‫في الجزائر‪ .‬وذلك باعتبار أن الترتيب المذكور للمتغيرات‪ ،‬والذي يتضمن ترتيب متغيرات سعر النفط‬

‫‪- Hamilton. J.D. (1994), PP. 324-336.; - Green. W.H. (2003), PP. 595-602.; - Lardic. S. et V. Mignon. (2002), PP.‬‬
‫‪106-110.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪A pre-specified causal ordering of the variables.‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪Sims. C.A. (1980).; - Sims. C.A., and T. Zha. (1996), "Bayesian Methods for Dynamic Multivariate Models", :‬‬
‫‪Federal Reserve Bank of Atlanta Working Paper, No. 96-13, October.‬‬
‫‪- Bernanke. B., and A. Blinder. (1992).‬‬ ‫‪ 3‬للمزيد من التفاصيل حول الفكرة‪ ،‬أنظر (على سبيل المثال)‪:‬‬
‫‪ 4‬في هذا الصدد نشير إلى أنه كلما كانت المعنوية اإلحصائية إلحصائية االختبار )‪ )Prob(Chi − sq)( Chi-squared-Wald-(All‬أكبر‪ ،‬كلما‬
‫كانت المتغيرة المرافقة لها أكثر خارجية‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫والسياسة المالية أوالً‪ ،‬يحمل ضمنيا الدالالت التالية‪ (i) :1‬سعر النفط يمكن أن يؤثر بشكل فوري على كل‬
‫المتغيرات األخرى‪ ،‬بينما ال يبدي أي استجابات أو ردود فعل فورية للصدمات التي تحدث في هذه المتغيرات‪.‬‬
‫)‪ (ii‬اإليرادات العامة تستجيب (تتأثر) فوريا فقط لصدماتها الذاتية وصدمات سعر النفط‪ ،‬لكنها يمكن أن تؤثر‬
‫فوريا في كل المتغيرات األخرى‪ ،‬ما عدا سعر النفط‪ (iii) .‬اإلنفاق العام يتأثر فوريا فقط بصدماته الذاتية‬
‫وصدمات سعر النفط واإليرادات العامة‪ ،‬في حين يمكن أن يؤثر بشكل فوري في كل المتغيرات األخرى التي‬
‫تأتي بعده في الترتيب‪ (iv) .‬عرض النقد ال يستجيب بصفة فورية إال لصدماته الذاتية وصدمات سعر النفط‬
‫واإليرادات والنفقات العامة‪ ،‬بينما يمكن أن يؤثر بشكل فوري في األسعار والناتج‪ (v) .‬األسعار تستجيب فوريا‬
‫لصدمات كل المتغيرات ماعدا صدمات متغيرة الناتج الحقيقي‪ ،‬لكنها تؤثر بشكل فوري فقط في هذه األخيرة‪.‬‬
‫)‪ (vi‬الناتج الحقيقي يستجيب بصفة فورية لصدمات كل المتغيرات األخرى في النظام‪ ،‬بينما ال يؤثر بشكل‬
‫أي منها‪.‬‬
‫فوري في ٍّ‬

‫فيما يلي‪ ،‬سنقوم بتحليل نتائج محاكاة وتقدير دوال استجابة مختلف متغيرات النظام األساسي محل‬
‫الدراسة تجاه صدمات إيجابية بمقدار انحراف معياري واحد في ٍّ‬
‫كل من المتغيرات المعنية‪ ،‬مع التركيز على‬
‫تحليل دوال االستجابات الدفعية لمتغيرات األداء االقتصادي الكلي تجاه صدمات أسعار النفط وصدمات‬
‫متغيرات السياسة المالية بشكل خاص‪ .‬والجدول (‪ )21-II‬من الملحق )‪ (II‬يوضح –في هذا اإلطار‪ -‬نتائج‬
‫محاكاة وتقدير دوال االستجابات الدفعية على مدى عشر (‪ )10‬سنوات لمتغيرات النظام األساسي المقدر‬
‫)‪ ،VAR(2‬تجاه صدمات ‪-‬محددة وفق ترتيب ‪ Cholesky‬الموضح أعاله‪ -‬مقدارها انحرف معياري واحد‬
‫)‪ (Cholesky One S.D. Innovations‬في مختلف متغيرات النظام محل الدراسة‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬تحليل استجابة متغيرات األداء االقتصادي الكلي تجاه مختلف الصدمات‪:2‬‬

‫بما يتوافق والهدف الرئيسي للدراسة‪ ،‬نسعى ضمن الخطوة الحالية إلى رصد وتحليل استجابة المتغيرات‬
‫المعبرة عن وضعية األداء االقتصادي الكلي في الجزائر (الناتج الداخلي الخام الحقيقي ومعامل انكماش‬
‫الناتج الداخلي الخام)‪ ،‬تجاه صدمات إيجابية قدرها انحراف معياري واحد في مختلف تجديدات متغيرات‬
‫النظام األساسي المحدد‪ ،‬مع التركيز –بشكل خاص‪ -‬على استجابة المتغيرات المعنية لصدمات أسعار النفط‬
‫وصدمات السياسة المالية‪.‬‬

‫‪ 1‬من ناحية أخرى‪ ،‬يتوافق الترتيب المذكور –فيما يتعلق بترتيب متغيرات السياسة (المالية والنقدية)‪ -‬مع ما قدمه عديد الباحثين‪ ،‬على غرار ك ٌّل من‬
‫‪ Fatás‬و‪ Bernanke ،)2002( Favero ،)2001b( Mihov‬و‪ ،)1995( Mihove‬الذين قاموا بترتيب متغيرات السياسة أوال قبل متغيرات األداء‬
‫االقتصادي الكلي‪ ،‬على غرار الناتج واألسعار‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Response of Macroeconomic Performance Variables .‬‬

‫‪218‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ‪ .‬تحليل استجابة الناتج الداخلي الخام الحقيقي لمختلف الصدمات‪.(Response of LRGDP) :‬‬

‫وفق نتائج تقدير دوال االستجابات الدفعية لمتغيرة الناتج الداخلي الخام الحقيقي‪ ،‬الممتدة على مدى عشر‬
‫(‪ )10‬سنوات‪ ،‬والموضحة من خالل الشكل (‪ )7.3‬أدناه‪ ،‬والجزء األخير )‪ (Response of LRGDP‬من الجدول‬
‫(‪ )21-II‬من الملحق )‪ ،(II‬فإن حدوث صدمة إيجابية بمقدار انحراف معياري واحد )‪ (30.99%‬في السعر‬
‫الحقيقي للنفط‪ ،‬من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع معدالت النمو االقتصادي على المدى القصير‪ ،‬المتوسط وحتى‬
‫أثر معنويا إيجابيا على الناتج الحقيقي على امتداد فترة االستجابة‪ ،‬إذ‬
‫البعيد؛ حيث ستخلف هذه الصدمة ًا‬
‫سيبلغ حجم هذا األثر ما مقداره )‪ (7.30%‬كاستجابة فورية للصدمة‪ ،‬تعتبر في نفس الوقت استجابة قصوى‪،‬‬
‫تستمر بعدها قيمة الناتج الحقيقي في التزايد بمعدالت متناقصة إلى غاية السنة الثامنة التي تلي الصدمة‪،‬‬
‫أين ستسجل أدنى معدل ارتفاع مقداره )‪ ،(1.92%‬قبل أن تشرع بعدها في التزايد بمعدالت متزايدة خالل ما‬
‫تبقى من فترة االستجابة‪ ،‬مسجلة استجابة قدرها (‪ )1.99%‬مع نهاية هذه الفترة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)7.3‬استجابة الناتج الحقيقي للصدمات في المتغيرات الداخلية للنظام األساسي محل الدراسة‪.1‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬وفيما يتعلق باستجابة الناتج الحقيقي للصدمات اإليجابية في متغيرات السياسة (المالية‬
‫والنقدية)‪ ،‬فقد اتضح أن استجابة الناتج الحقيقي لصدمة إيجابية في اإليرادات العامة الحقيقية –مقدارها‬
‫انحراف معياري واحد )‪ -(11,69%‬ستأتي معنوية وايجابية على مدى فترة االستجابة‪ ،‬إذ ستسجل استجابة‬
‫فورية قدرها (‪ ،)5.00%‬يستمر بعدها الناتج الحقيقي في النمو بمعدالت متزايدة طوال فترة االستجابة‪ ،‬أين‬
‫سيسجل أعلى معدل ارتفاع )‪ (6.82%‬خالل السنة العاشرة التي تلي الصدمة‪ .‬أما حدوث صدمة إيجابية في‬
‫‪-‬قدرها انحراف معياري واحد (‪ -)10.28%‬في اإلنفاق العام الحقيقي‪ ،‬فسيخلف أث ار معنويا إيجابيا على الناتج‬
‫‪1‬‬
‫مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪219‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الحقيقي خالل فترة االستجابة الممتدة على مدى عشر سنوات‪ ،‬حيث سيبدي هذا األخير استجابة فورية‬
‫معنوية إيجابية قدرها )‪ ،(6.93%‬ليواصل بعدها اتجاهه التصاعدي بنسب متناقصة إلى غاية نهاية فترة‬
‫االستجابة‪ ،‬أين سيسجل أدنى نسبة ارتفاع قدرها )‪ .(1.25%‬أما فيما يتعلق باستجابة الناتج الحقيقي لصدمات‬
‫ًّ‬
‫إحصائيا‪.‬‬ ‫عرض النقد‪ ،‬فيمكن أن نالحظ جليا من خالل الشكل (‪ ،)6.3‬أنها استجابات ضئيلة‪ ،‬وغير معنوية‬
‫وهي نتيجة تتأكد أكثر‪ ،‬إذا ربطنا تحليلنا بنتائج اختبارات سببية "‪ ،"Granger‬أين تم قبول فرضية "عدم وجود‬
‫عالقة سببية تتجه من متغيرة عرض النقد الحقيقي باتجاه متغيرة الناتج الداخلي الخام الحقيقي"‪.‬‬

‫ب‪ .‬تحليل استجابة معامل انكماش الناتج الداخلي الخام لمختلف الصدمات‪.(Response of LGDPD) :‬‬

‫من خالل تقديرات دوال االستجابات الدفعية لمتغيرة معامل انكماش الناتج الداخلي الخام‪ ،‬الممتدة على‬
‫مدى عشر (‪ )10‬سنوات‪ ،‬والتي يعرضها الشكل (‪ )8.3‬أدناه‪ ،‬والجزء ما قبل األخير )‪(Response of LGDPD‬‬

‫من الجدول (‪ )21-II‬في الملحق )‪ ،(II‬يبدوا أن الصدمات اإليجابية في سعر النفط الحقيقي واإليرادات العامة‬
‫ستكون بمثابة صدمات تضخمية –معنويا‪ -‬في المدى القصير المقدر بسنتين‪ ،‬إذ ستؤدي إلى ارتفاعات‬
‫معنوية متتالية –بمعدالت متناقصة‪ -‬في المستوى العام لألسعار خالل السنتين المذكورتين‪ ،‬بتسجيل معامل‬
‫انكماش الناتج الستجابات فورية معنوية إيجابية تقدر بـ )‪ (5.35%‬و)‪ (3.85%‬على التوالي‪ ،‬تجاه الصدمات‬
‫المعنية‪ ،‬تليها استجابات إيجابية بمعدالت أقل ‪-‬تقدر بـ )‪ (4.10%‬و)‪ (2.14%‬على التوالي‪ -‬خالل السنة‬
‫الثانية‪ .‬غير أن الصدمات المذكورة سرعان ما ستشرع في توليد نوعا من اآلثار السلبية على األسعار ابتداء‬
‫من السنة الثالثة بعد الصدمة‪ ،‬حيث سيأخذ المستوى العام لألسعار في التناقص بمعدالت متزايدة‪ ،‬استجابة‬
‫منه للصدمة اإليجابية في سعر النفط‪ ،‬وذلك إلى غاية السنة السابعة‪ ،‬أين سيسجل استجابة سلبية قصوى‬
‫قدرها )‪ (-6.14%‬عند هذه السنة‪ ،‬ليواصل بعدها االنخفاض بمعدالت متناقصة إلى غاية نهاية فترة االستجابة‬
‫مسجال استجابة قدرها )‪ (-4.72%‬عند نهاية هذه الفترة‪ .‬في حين سيبدي المستوى العام لألسعار استجابات‬
‫معنوية سلبية بمعدالت متزايدة غالبا ومتناقصة أحيانا‪ ،‬تجاه الصدمة اإليجابية في اإليرادات العامة‪ ،‬مسجال‬
‫أقصى استجابة معنوية سلبية قدرها )‪ ،(-9.55%‬عند السنة ما قبل األخيرة (التاسعة) من نهاية فترة االستجابة‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬ستكون الصدمات اإليجابية في اإلنفاق العام عبارة عن صدمات تضخمية‪ ،‬إذ ستولد‬
‫صدمة إيجابية قدرها انحراف معياري واحد‪ ،‬نوعا من الضغوط التضخمية ‪-‬في المدى القصير‪ ،‬المتوسط‬
‫وحتى الطويل‪ -‬تبلغ ما مقداره )‪ (4.39%‬كاستجابة فورية من طرف معامل انكماش الناتج الداخلي الخام‬
‫للصدمة المذكورة‪ ،‬تمثل في نفس الوقت استجابة قصوى‪ ،‬تستمر بعدها مستويات األسعار في االرتفاع بنسب‬

‫‪220‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫متزايدة تارة ومتناقصة تارة أخرى‪ ،‬مسجلة أدنى معدل ارتفاع )‪ (0.23%‬مع نهاية فترة االستجابة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)8.3‬استجابة معامل انكماش الناتج الداخلي الخام للصدمات في المتغيرات الداخلية للنظام‬
‫األساسي محل الدراسة‪.1‬‬

‫أما فيما يتعلق بأثر الصدمات اإليجابية في عرض النقد على المستوى العام لألسعار‪ ،‬فقد أسفرت النتائج‬
‫–وعلى عكس ما هو متوقع‪ -‬عن استجابة سلبية طوال فترة االستجابة‪ ،‬يبديها معامل انكماش الناتج الداخلي‬
‫الخام تجاه صدمة إيجابية قدرها انحراف معياري )‪ (6.48%‬واحد في عرض النقد الحقيقي؛ حيث تستهل‬
‫األسعار استجابتها للصدمة المذكورة باستجابة فورية معنوية سلبية قدرها )‪ ،(-2.67%‬ثم تواصل بعدها التراجع‬
‫بنسب متزايدة إلى غاية السنة الثالثة بعد الصدمة‪ ،‬مسجلة استجابة قصوى خالل هذه السنة قدرها )‪،(-3.66%‬‬
‫قبل أن تستمر في االنخفاض لكن بمعدالت متناقصة إلى غاية نهاية فترة االستجابة‪ ،‬مسجلة أدنى نسبة‬
‫استجابة (أدنى معدل انخفاض) مقدرة بـ )‪ (-2.09%‬في نهاية هذه الفترة‪.‬‬

‫‪ .2.2.1‬تحليل استجابة متغيرات السياسة تجاه مختلف الصدمات‪:2‬‬

‫في إطار مواصلة تحليلنا لدوال االستجابات الدفعية التي تبديها مختلف متغيرات النظام األساسي محل‬
‫الدراسة تجاه الصدمات المتولدة عن كل متغيرة من هذه المتغيرات‪ ،‬سينصب اهتمامنا خالل هذا الجزء من‬
‫الدراسة على رصد وتحليل استجابة متغيرات السياسة (السياسة المالية ممثلة بمتغيرتي اإليرادات والنفقات‬
‫العامة الحقيقية‪ ،‬والسياسة النقدية ممثلة بمتغيرة عرض النقد الحقيقي)‪ ،‬تجاه صدمات إيجابية قدرها انحراف‬
‫معياري واحد في مختلف تجديدات متغيرات النظام األساسي المحدد‪ ،‬مع التركيز على تحديد وتحليل استجابة‬

‫‪1‬‬
‫مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Response of Policy Variables.‬‬

‫‪221‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المتغيرات المعنية لصدمات أسعار النفط من جهة‪ ،‬وصدمات الدورة االقتصادية (ممثلة بالصدمات اإليجابية‬
‫في الناتج الحقيقي) من جهة أخرى‪ ،‬وذلك لتحديد مدى تأثير هذه الصدمات ومساهمتها في تكوين واتخاذ‬
‫الق اررات المتعلقة بالسياسة االقتصادية في االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫أ‪ .‬تحليل استجابة اإليرادات العامة الحقيقية لمختلف الصدمات‪.(Response of LRGREV) :‬‬

‫حسب تقديرات دوال االستجابات الدفعية لمتغيرة اإليرادات العامة الحقيقية‪ ،‬الممتدة على طول فترة مقدرة‬
‫بعشر (‪ )10‬سنوات‪ ،‬والتي يوضحها الشكل (‪ )9.3‬أدناه والجزء الثاني )‪ (Response of LRGREV‬من الجدول‬
‫(‪ )21-II‬في الملحق )‪ ،(II‬تظهر عالقة االرتباط اإليجابي القوية بين اإليرادات العامة في االقتصاد الجزائري‬
‫وصدمات أسعار النفط‪ ،‬إذ تظهر النتائج المذكورة أن صدمة إيجابية قدرها انحراف معياري واحد )‪(30.99%‬‬

‫في سعر النفط الحقيقي ستولد ارتفاعا معنويا في مستوى اإليرادات العامة الحقيقية على طول فترة االستجابة‪،‬‬
‫حيث ستسجل هذه األخيرة ارتفاعا فوريا معتب ار ‪-‬يمثل استجابة قصوى‪ -‬يقدر بـ )‪ ،(13.47%‬تستمر بعده‬
‫اإليرادات العامة في التزايد بمعدالت متناقصة إلى أن تسجل أدنى معدل ارتفاع (أدنى نسبة استجابة)‪ ،‬قدره‬
‫)‪ (1.47%‬عند السنة الثامنة من فترة االستجابة؛ ذلك قبل أن تعاود هذه المعدالت االرتفاع قليال لتصل إلى‬
‫حدود )‪ (1.63%‬مع نهاية فترة االستجابة‪ .‬في ذات السياق‪ ،‬ستخلف صدمة إيجابية قدرها انحراف معياري‬
‫واحد في عرض النقد الحقيقي‪ ،‬أث ار معنويا إيجابيا على اإليرادات الحقيقية‪ .‬إذ تستهل هذه األخيرة استجابتها‬
‫للصدمة المذكورة باستجابة قدرها )‪ ،(1.73%‬تسجل عند السنة الثانية بعد الصدمة‪ ،‬ثم تستمر في االرتفاع‬
‫ِّ‬
‫لتسجل أعلى معدل استجابة مقدر بـ )‪ ،(3.58%‬مع حلول السنة األخيرة من فترة االستجابة‪.‬‬ ‫بنسب متزايدة‪،‬‬

‫الشكل (‪ :)9.3‬استجابة اإليرادات العامة الحقيقية للصدمات في متغيرات النظام األساسي محل الدراسة‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪222‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الصدمات اإليجابية في الدورة االقتصادية الحقيقية )‪ ،(Real Business Cycle Shocks‬ممثلة بالصدمات‬
‫اإليجابية في الناتج الحقيقي‪ ،‬من شأنها هي األخرى أن تأتي مصحوبة بارتفاعات معنوية في اإليرادات‬
‫العامة الحقيقية‪ ،‬التي يتضح من خالل النتائج المذكورة أنها تبدي استجابات معنوية إيجابية ‪-‬في المدى‬
‫القصير والمتوسط والبعيد‪ -‬تجاه صدمة قدرها انحراف واحد )‪ (6.33%‬في الناتج الحقيقي‪ ،‬إذ ستبلغ هذه‬
‫االستجابة ما مقدراه )‪ (4.05%‬عند السنة الثانية بعد الصدمة‪ ،‬وتستمر في االرتفاع بنسب متزايد إلى غاية‬
‫السنة العاشرة التي تمثل نهاية فترة االستجابة‪ ،‬مسجلة أقصى نسبة استجابة قدرها )‪ (6.70%‬عنده هذه السنة‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬سيترتب عن الصدمات اإليجابية في األسعار نوع من اآلثار السلبية على اإليرادات العامة‬
‫الحقيقية؛ حيث تظ ِهر هذه األخيرة استجابة معنوية سلبية ‪-‬على امتداد فترة االستجابة‪ -‬تجاه صدمة إيجابية‬
‫قدرها انحرف معياري واحد )‪ (5.70%‬في معامل انكماش الناتج الداخلي الخام‪ .‬تبلغ هذه االستجابة أقصاها‬
‫مع حلول السنة الثالثة من فترة االستجابة‪ ،‬باستجابة قدرها )‪ ،(-4.19%‬تواصل بعدها اإليرادات العامة تراجعها‬
‫ِّ‬
‫لتسجل استجابة قدرها )‪ (-0.56%‬عند نهاية هذه الفترة‪.‬‬ ‫بمعدالت متناقصة خالل ما تبقى من فترة االستجابة‪،‬‬

‫ب‪ .‬تحليل استجابة اإلنفاق العام الحقيقي لمختلف الصدمات‪.(Response of LRGEXP) :‬‬

‫حسب نتائج محاكاة وتقدير دوال االستجابات الدفعية لمتغيرة اإلنفاق العام الحقيقي‪ ،‬خالل فترة استجابة‬
‫قدرها عشر (‪ )10‬سنوات‪ ،‬والتي يوضحها الشكل (‪ )10.3‬أدناه والجزء الثالث )‪ (Response of LRGEXP‬من‬
‫الجدول (‪ )21-II‬في الملحق )‪ ،(II‬ينكشف بجالء االرتباط اإليجابي الوثيق لإلنفاق العام في االقتصاد‬
‫الجزائري بصدمات أسعار النفط‪ ،‬ومن ثم صدمات اإليرادات العامة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬توحي النتائج المذكورة‬
‫أنه سيترتب عن صدمات إيجابية مقدارها انحراف معياري واحد في سعر النفط الحقيقي واإليرادات العامة‬
‫الحقيقة‪ ،‬أث ار معنويا إيجابيا على اإلنفاق العام الحقيقي على مدى فترة االستجابة؛ حيث ستصحب الصدمات‬
‫المذكورة باستجابات معنوية إيجابية ‪-‬بمعدالت متزايدة‪ -‬في اإلنفاق العام خالل السنوات الثالث األولى لفترة‬
‫االستجابة‪ ،‬أين تبلغ االستجابات قيما قصوى قدرها )‪ (5.79%‬و)‪ (4.28%‬على التوالي‪ ،‬تليها استجابات‬
‫إيجابية بمعدالت متناقصة إلى غاية نهاية فترة االستجابة‪ ،‬أين ستسجل أدنى معدالت استجابة (أو ارتفاع)‬
‫تقدر بـ )‪ (2.53%‬و)‪ (2.36%‬على التوالي‪.‬‬

‫على غرار صدمات أسعار النفط وصدمات اإليرادات العامة‪ ،‬تتبع الصدمات اإليجابية في النشاط‬
‫االقتصادي الحقيقي (الناتج الحقيقي) والسياسة النقدية (عرض النقد الحقيقي)‪ ،‬بآثار معنوية إيجابية على‬
‫اإلنفاق العام الحقيقي في االقتصاد الجزائري (مع تأثير أقوى لصدمات الناتج الحقيقي)‪ ،‬إذ أنه سرعان ما‬

‫‪223‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ستشرع صدمات إيجابية مقدارها انحراف معياري واحد في المتغيرات المذكورة‪ ،‬في توليد نوعا من االستجابات‬
‫اإليجابية‪ ،‬يبديها اإلنفاق العام تجاه هذه الصدمات بداية من السنة الثانية لفترة االستجابة (أين ستسجل أدنى‬
‫معدالت استجابة قدرها )‪ (4.63%‬و)‪ (3.01%‬على الترتيب)‪ ،‬لتبلغ هذه االستجابات قيمها القصوى –المقدرة‬
‫بـ )‪ (6.40%‬و)‪ (3.64%‬على التوالي‪ -‬بحلول السنة الرابعة من هذه الفترة‪ ،‬يستمر بعدها اإلنفاق العام في‬
‫إبداء ردود فعل إيجابية تجاه الصدمات المذكورة إلى غاية السنة العاشرة من فترة االستجابة أين سيسجل‬
‫ارتفاعات بمعدالت قدرها )‪ (6.23%‬و)‪ (3.37%‬على الترتيب‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)10.3‬استجابة اإلنفاق العام الحقيقي للصدمات في المتغيرات الداخلية للنظام األساسي المدروس‪.1‬‬

‫على صعيد آخر‪ ،‬ستولد صدمة إيجابية في األسعار ‪-‬ممثلة بصدمة قدرها انحراف معياري واحد في‬
‫معامل انكماش الناتج الداخلي الخام‪ -‬نوعا من االرتفاع المعنوي في اإلنفاق الحكومي الحقيقي‪ .‬إذ يبدأ هذا‬
‫األخير ارتفاعه باستجابة طفيفة قدرها )‪ ،(0.19%‬تسجل خالل السنة الثانية من فترة االستجابة‪ ،‬والتي ترتفع‬
‫بعد ذلك إلى حد )‪ ،(1.37%‬كحد أقصى يسجل عند السنة السابعة من فترة االستجابة‪ ،‬قبل أن تتراجع إلى‬
‫حدود )‪ (1.24%‬مع نهاية هذه الفترة‪.‬‬

‫ج‪ .‬تحليل استجابة عرض النقد الحقيقي لمختلف الصدمات‪.(Response of LRM2) :‬‬

‫تظهر نتائج محاكاة دوال االستجابات الدفعية لمتغيرة عرض النقد الحقيقي ‪-‬التي تخص فترة استجابة‬
‫مقدرة بعشر (‪ )10‬سنوات‪ ،‬والموضحة من خالل الشكل (‪ )11.3‬أدناه والجزء الرابع )‪(Response of LRM2‬‬

‫من الجدول (‪ )21-II‬في الملحق )‪ -(II‬تبعية متغيرة عرض النقد ضمن االقتصاد الجزائري –على غرار‬

‫‪1‬‬
‫مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪224‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اإليرادات والنفقات العامة‪ -‬لصدمات أسعار النفط‪ .‬وفي هذا اإلطار ت ِ‬


‫حدث صدمة إيجابية قدرها انحراف‬
‫معياري واحد في السعر الحقيقي للنفط‪ ،‬ارتفاعا معنويا في عرض النقد الحقيقي طوال فترة االستجابة‬
‫المذكورة؛ إذ سيبدي هذا األخير استجابة معنوية فورية –قدرها )‪ -(0.94%‬للصدمة الموصوفة‪ ،‬تأخذ بعدها‬
‫معدالت االستجابة اإليجابية (االرتفاع) اتجاها تصاعديا محققة أعلى قيمة لها مقدرة بـ )‪ ،(9.17%‬تسجل عند‬
‫السنة السادسة بعد الصدمة‪ ،‬قبل أن تشرع في التراجع‪ ،‬لتصل إلى حدود )‪ (3.58%‬عند نهاية فترة االستجابة‪.‬‬
‫وفي نفس االتجاه‪ ،‬يبدي عرض النقد الحقيقي استجابة إيجابية‪ ،‬معنوية إحصائيا‪ ،‬تجاه صدمة إيجابية ‪-‬قدرها‬
‫انحراف معياري واحد‪ -‬في اإلنفاق الحكومي؛ تستهل هذه االستجابة بارتفاع (استجابة إيجابية) فوري معنوي‬
‫في عرض النقد بمعدل )‪ ،(0.88%‬يصل إلى حد أقصى قدره )‪ (5.91%‬عند السنة الرابعة بعد الصدمة‪ ،‬ليعاود‬
‫التراجع تدريجيا إلى أن يبلغ حدود )‪ (2.80%‬عند نهاية فترة االستجابة‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)11.3‬استجابة عرض النقد الحقيقي للصدمات في المتغيرات الداخلية للنظام األساسي المدروس‪.1‬‬

‫من جهتها صدمات النشاط االقتصادي الحقيقي‪ ،‬يكمن أن تكون هي األخرى سببا في ارتفاع مستويات‬
‫عرض النقد الحقيقي في االقتصاد الجزائري‪ .‬ويتجلى ذلك من خالل األثر اإليجابي الذي تخلفه صدمة‬
‫إيجابية ‪-‬قدرها انحراف معياري واحد‪ -‬في الناتج الحقيقي‪ ،‬على المعروض النقدي الحقيقي خالل فترة‬
‫االستجابة المعنية؛ إذ سيبلغ هذا األثر ذروته المقدرة بـ )‪ (3.55%‬عند السنة الثامنة بعد الصدمة‪ ،‬في حين‬
‫يتراجع إلى حدود )‪ (3.31%‬مع نهاية فترة االستجابة‪ .‬غير ذلك‪ ،‬من شأن صدمات إيجابية –بمقدار انحراف‬
‫معياري واحد‪ -‬في كل من معامل انكماش الناتج الداخلي الخام واإليرادات العامة الحقيقية‪ ،‬أن تخلف نوعا‬
‫من اآلثار السلبية على المعروض الحقيقي من النقود على امتداد فترة االستجابة؛ حيث تبلغ هذه اآلثار قيمها‬

‫‪1‬‬
‫مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪225‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫القصوى المقدرة بـ )‪ (-3.94%‬و)‪ ،(-5.33%‬عند السنوات الثالثة والخامسة ‪-‬على الترتيب‪ -‬بعد الصدمة‪ ،‬بينما‬
‫تتراجع إلى حدود )‪ (-0.57%‬و)‪ (-3.70%‬على الترتيب‪ ،‬مع حلول نهاية فترة االستجابة‪.‬‬

‫‪ .3.2.1‬التفسير والتحليل االقتصادي لنتائج دوال االستجابة الدفعية‪:‬‬

‫من خالل الوصف أعاله‪ ،‬يبدوا أن أغلب نتائج دوال االستجابة الدفعية قد جاءت منطقية إلى حد بعيد‪،‬‬
‫ومتوافقة مع مضمون النظرية االقتصادية وواقع االقتصاد الجزائري‪ ،‬وكذا نتائج عديد األدبيات التجريبية‬
‫المذكورة في الفصلين األول والثاني من هذه الدراسة‪ .‬فقد اتضح أن الصدمات اإليجابية في السعر الحقيقي‬
‫للنفط تأتي مصحوبة بأثر معنوي إيجابي على الناتج الحقيقي‪ ،‬ويرتبط هذا األثر اإليجابي والعالقة الطردية‬
‫بين المتغيرتين المذكورتين –بالدرجة األولى‪ -‬بواقع المكانة األساسية التي يحتلها الناتج النفطي ضمن الناتج‬
‫الداخلي الخام لالقتصاد الجزائري‪ ،‬الذي يعد اقتصادا ريعيا‪ ،‬يعتمد بشكل أساسي على عائدات المحروقات‪.1‬‬
‫ذلك فضال عن االرتباط الوثيق –الذي أظهرته النتائج‪ -‬للسياسة المالية في االقتصاد الجزائري بتوجهات‬
‫أسعار النفط‪ ،‬إذ يمكن القول ‪-‬بناء على النتائج أعاله‪ -‬أن السياسة المذكورة تمثل آلية انتشار هامة وقناة‬
‫رئيسية النتقال آثار حركة أسعار النفط إلى األداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪.‬‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬تدفعنا االستجابات اإليجابية التي أبدتها متغيرات السياسة المالية (اإليرادات والنفقات‬
‫العامة) تجاه الصدمات اإليجابية في أسعار النفط‪ ،‬ومن ثم تجاه الصدمات اإليجابية في الدورة االقتصادية‬
‫الحقيقية )‪ ،(Real Business Cycle Shocks‬أو النشاط االقتصادي الحقيقي )‪- (Real Activity‬والتي تعبر‬
‫عنها الصدمات اإليجابية في الناتج الحقيقي‪ -‬إلى االعتقاد واإلقرار بدورية السياسة المالية )‪Procyclicality‬‬

‫‪ ،(of Fiscal Policy‬وخضوعها لتقلبات الدورة االقتصادية في االقتصاد الجزائري؛ حيث تسلك هذه السياسة‬
‫اتجاهات توسعية أثناء فترات االنتعاش والرواج (الموافقة لفترات ارتفاع اإليرادات)‪ ،‬بينما تأخذ توجهات‬
‫انكماشية خالل فترات الركود (الموافقة لفترات تراجع اإليرادات)؛ وهي نتيجة تتوافق ونتائج اختبارات السببية‬
‫أعاله‪ ،‬وكذا نتائج عديد األدبيات التجريبية ذات الصلة بالموضوع‪ ،‬والتي تم ذكر عينة منها فيما سلف‪ .2‬ففي‬
‫اقتصاد يعتمد بشكل كامل على عائدات النفط –على غرار االقتصاد الجزائري‪ -‬ترتبط السياسة المالية ارتباطا‬
‫وثيقا بتقلبات أسعار النفط‪ ،‬وبذلك تلعب هذه السياسة دور القناة التي تنتقل من خاللها آثار التقلبات في‬
‫األسعار المذكورة إلى األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬إذ ينتج عن التقلبات في أسعار النفط تقلبات موازية في‬

‫‪ 1‬أنظر الجدول (‪ )20-I‬من الملحق )‪.(I‬‬


‫‪ 2‬يترتب عن دورية السياسة المالية آثار سلبية على النمو االقتصادي في المدى الطويل‪ ،‬إذ أن هذه الخاصية المميزة للسياسة المالية في غالبية‬
‫االقتصاديات النفطية‪ ،‬تعد من بين العوامل االقتصادية المفسر ألطروحة لعنة الموارد )‪ (Resource Curse‬لدى االقتصاديات المذكورة‪ ،‬والتي تم‬
‫تناولها بالتفصل ضمن الفصل الثاني من هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫العائدات النفطية‪ ،‬ومن ثم في سياسة اإلنفاق العام‪ ،‬وذلك ضمن ما يسمى بدورية السياسة المالية‪ ،‬التي غالبا‬
‫ما تأتي مصحوبة بانخفاض في نوعية وفعالية سياسة اإلنفاق العام بشكل خاص‪.‬‬

‫ضمن نفس اإلطار‪ ،‬وفيما يتعلق بآثار صدمات السياسة المالية –وآثار صدمات أسعار النفط من‬
‫خاللها‪ -‬على األداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ ،‬اتضح أن الصدمات اإليجابية في اإليرادات العامة (على‬
‫غرار صدمات ارتفاع أسعار النفط) تمارس نوعا من اآلثار الكينـزية )‪ ،(Keynesian Effects‬إذ أن اإلنفاق‬
‫العام يستجيب بشكل مباشر وايجابي لصدمات اإليرادات العامة‪ ،‬نظ ار الرتباطه الوثيق بهذه األخيرة‪ .‬هذه‬
‫الزيادة في اإلنفاق العام‪ ،‬سيكون لها تأثير إيجابي على النشاط االقتصادي الحقيقي وكذا اإلسمي (الناتج‬
‫الحقيقي واألسعار) في المدى القصير‪ ،‬كما رأينا من خالل التحليل أعاله‪ ،‬وهو ما ينعكس بدوره إيجابيا في‬
‫المدى المتوسط على اإليرادات العامة‪ ،‬من خالل ارتفاع الجباية العادية (خاصة الضرائب على الدخل‬
‫والضرائب على االستهالك)‪ ،‬ليسمح بذلك بتحسن وضعية الموازنة العامة‪ ،‬وربما ظهور فائض في هذه‬
‫األخيرة؛ األمر الذي من شأنه أن يؤدي من جهة‪ ،‬إلى التخفيف من حدة الضغوط التضخمية ‪-‬من خالل‬
‫انخفاض التمويل النقدي للعجز‪ -‬ومن ثم انخفاض المستوى العام لألسعار‪ ،‬كما يؤدي –من جهة أخرى‪ -‬إلى‬
‫تدني وانخفاض معدالت الفائدة من جراء ارتفاع معدالت االدخار العام‪ ،‬ليساهم بذلك في تكوين وضعية‬
‫مشجعة ومالئمة لالستثمار الخاص‪ ،‬من خالل ظهور نوع من آثار الجذب أو التكامل )‪Crowding In‬‬

‫‪ ،(Effects‬مما سينعكس إيجابيا ‪-‬مرة أخرى‪ -‬على نمو الناتج الداخلي الخام الحقيقي على المدى البعيد‪.‬‬

‫في ذات السياق‪ ،‬يمكن القول ‪-‬بناء على النتائج أعاله‪ -‬أن سياسات اإلنفاق العام التوسعية المنتهجة في‬
‫الج ازئر‪ ،‬تمارس نوعا من اآلثار الالكينـزية )‪ .(Non-Keynesian Effects‬فاألثر اإليجابي الذي تخلفه‬
‫الصدمات اإليجابية في اإلنفاق الحكومي على الناتج الحقيقي في المدى القصير‪ ،‬من شأنه أن يؤدي إلى‬
‫ارتفاع حجم الطلب الكلي (من خالل ارتفاع حجم اإلنفاق االستهالكي) على المدى المتوسط والبعيد‪ ،‬وهو ما‬
‫من شأنه أن ينتِج نوعا من الضغوط التضخمية المصحوبة بارتفاع في المستوى العام لألسعار (المعبر عنه‬
‫في هذه الدراسة بمعامل انكماش الناتج الداخلي الخام)‪ .‬هذه الوضعية ستؤدي إلى تفاقم عجز الموازنة‬
‫العامة‪ ،‬نتيجة ارتفاع اإلنفاق العام‪ ،‬ومع ضرورة التخفيض من مستويات العرض النقدي بغية الحد من‬
‫الضغوط التضخمية‪ ،‬يصبح ارتفاع معدالت الفائدة نتيجة حتمية لألوضاع السائدة واإلجراءات المصاحبة لها‪،‬‬
‫األمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تراجع طلب القطاع الخاص (انخفاض حجم االستهالك واالستثمار‬
‫الخاص)‪ ،‬من خالل ظهور نوع من آثار المزاحمة )‪ (Crowding Out Effects‬على االستثمار واالستهالك‬
‫الخاص‪ ،‬والتي ستخلف تأثي ار سلبيا‪ ،‬وتؤدي إلى تراجع جزئي في النشاط االقتصادي الحقيقي (معدالت نمو‬

‫‪227‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الناتج الداخلي الخام الحقيقي) على المدى البعيد‪.1‬‬

‫في صلب التحليل أعاله‪ ،‬يمكن اعتبار ضعف قيم مضاعفات اإلنفاق الحكومي الذي اتضح من خالل‬
‫تحليل دوال االستجابة (خاصة في المدى الطويل)‪ ،‬كمؤشر على أن السياسات المالية التوسعية المنتهجة‬
‫بالجزائر في ظروف ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬تبقى قليلة الفعالية وتمارس نوعا من اآلثار الالكينـزية‪ ،‬من خالل‬
‫ظهور نوع من آثار اإلزاحة أو المزاحمة على طلب القطاع الخاص‪ ،‬مما يؤدي إلى إزاحة جزئية ‪-‬في المدى‬
‫البعيد‪ -‬لآلثار اإليجابية للتوسع المالي على الناتج الحقيقي؛ والنتيجة فعالية نسبية لمثل هذه السياسات في‬
‫التأثير على النشاط االقتصادي الحقيقي‪ .‬وتتوافق هذه النتائج إلى حد بعيد مع واقع االقتصاد الجزائري‪ ،‬إذ أن‬
‫السياسة المالية التوسعية ذات الطابع الكينزي‪ ،‬التي انتهجتها الحكومة من خالل التوسع في اإلنفاق العام‬
‫ضمن برامج اإلنعاش االقتصادي ودعم النمو‪ ،‬بهدف بعث سبل التنمية االقتصادية ودفع عجلة اإلنتاج‬
‫الوطني‪ ،‬لم يكن لها أي آثار تخدم هذا المنظور‪ ،‬ويرجع ذلك ببساطة إلى محدودية قدرات الجهاز اإلنتاجي‬
‫وضعف الهيكل الصناعي؛ األمر الذي استدعى تحويل مبالغ البرامج المقررة فقط في إنشاء الهياكل القاعدية‬
‫وزيادة الواردات من السلع‪.‬‬

‫بالنسبة للسياسة النقدية‪ ،‬اتضح جليا من خالل نتائج التحليل أعاله عدم قدرة هذه السياسة على نقل آثار‬
‫صدمات أسعار النفط‪ ،‬ومحدودية فعاليتها في التأثير على النشاط الحقيقي في االقتصاد الجزائري‪ ،‬إذ كشفت‬
‫النتائج المذكورة أن السياسة المعنية (ممثلة بعرض النقد الحقيقي) ال تمارس أي تأثير على الناتج الحقيقي‪.‬‬
‫هذه النتيجة تتوافق وواقع السياسة النقدية المطبقة في الجزائر خالل فترة الدراسة‪ ،‬حيث تم إغفال الدور‬
‫اإلنمائي لهذه السياسة ‪ ،‬التي بقيت غائبة تماما خالل مرحلة التخطيط بتولي الخزينة العمومية للدور التمويلي‬
‫للمخططات التنموية؛ كما أن انعكاسات اإلصالحات التي مست االقتصاد الجزائري مع بداية تسعينات القرن‬
‫الماضي‪ ،‬جعلت األهداف المعلنة للسياسة النقدية‪ ،‬بعيدة كل البعد عن متطلبات تحقيق النمو االقتصادي‬
‫وأولويات تشجيعه‪ ،‬بتركيزها المطلق على استهداف التضخم وتحقيق استقرار األسعار‪ ،‬إذ تشير التقارير‬
‫واإلحصائيات –في هذا الصدد‪ -‬أن هدف السلطات النقدية منذ صدور قانون النقد والقرض‪ ،‬كان يتمثل في‬
‫التحكم في التضخم كهدف أساسي على حساب النمو االقتصادي‪ ،‬وقد تجلى ذلك في انتهاج سياسة نقدية‬

‫‪ - 1‬يتعلق حجم ومقدار هذه اآلثار بمدى حساسية االستثمار والطلب على النقود لتغيرات سعر الفائدة‪ ،‬كما رأينا في الجزء النظري المتعلق باآلثار‬
‫االقتصادية الكلية للسياسة المالية من هذه الدراسة‪ ،‬وكما سنرى في ال قسم الموالي من هذا الجزء التطبيقي‪ ،‬أين سيتم اختبار فعالية السياسة المالية في‬
‫اقتصاد الجزائري‪ ،‬من خالل اختبار فرضية المزاحمة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن الحديث عن آثار المزاحمة الخارجية‪ ،‬أو المزاحمة من خالل سعر الصرف‪ ،‬باعتبار أن هذه األخيرة تعتمد –ضمن االقتصاديات المفتوحة على‬
‫غرار االقتصاد الجزائري‪ -‬على نوع نظام سعر الصرف السائد ودرجة حرية حركة رؤوس األموال‪ ،‬إذ يحدث هذا النوع من المزاحمة في ظل نظام‬
‫سعر صرف مرن مع حرية تامة لحركة رؤوس األموال‪ ،‬وهي الشروط التي ال تتوفر في االقتصاد الجزائري‪ ،‬إذ يبدوا من خالل إلقاء نظرة بسيطة على‬
‫واقع هذا االقتصاد‪ ،‬أن نظام سعر الصرف المتبع خالل فترة الدراسة تراوح بين نظام سعر الصرف الثابت ونظام سعر الصرف العائم والمدار‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫انكماشية صارمة خالل فترة التعديل الهيكلي (‪ ،)1998 -1995‬كان الهدف منها الحد من التوسع في نمو‬
‫الكتلة النقدية‪ ،‬ليتم بعد ذلك اتباع سياسة نقدية حذرة خالل الفترة (‪ ،)2014 -2000‬كان الهدف منها‬
‫امتصاص فائض السيولة من خالل رفع نسب االحتياطي اإلجباري‪ ،‬واستحداث أدوات جديدة‪.‬‬

‫على صعيد آخر‪ ،‬جاءت نتائج دوال االستجابة ‪-‬الموصوفة أعاله‪ -‬بشأن أثر توسعات السياسة النقدية‬
‫على المستوى العام لألسعار‪ ،‬معاكسة لتوقعات النظرية االقتصادية (ممثلة بالنظرية الكمية للنقود)‪ ،‬التي تؤكد‬
‫أن التوسعات المذكورة –على عكس اإلنكماشات‪ -‬عادة ما تأتي مصحوبة بارتفاع في األسعار‪ .‬فقد أسفرت‬
‫النتائج عن استجابة سلبية لمعامل انكماش الناتج تجاه الصدمات اإليجابية في عرض النقد‪ ،‬والتي تمثل‬
‫صدمات توسعية للسياسة النقدية‪ .‬هذه النتيجة المفاجئة ال تعني عدم صحة العالقة المكتشفة بين العرض‬
‫النقدي واألسعار‪ ،‬بقدر ما تعني غياب قناة االنتقال الموضحة لهذه العالقة ضمن النموذج )‪ VAR(2‬المعتمد‪.‬‬
‫فالنتيجة المذكورة تتفق مع نتائج العديد من الدراسات المطبقة في كل من البلدان الصناعية والبلدان النامية‪،‬‬
‫والتي خلصت إلى أن السياسة النقدية التوسعية تحد من الضغوط التضخمية‪ ،‬بدل الرفع منها‪ .‬وقد تم اإلشارة‬
‫إلى مثل هكذا نتيجة ضمن األدبيات المذكورة‪ ،‬بما أطلق عليه اسم "لغز السعر‪ ،"Price Puzzle-‬في حين تم‬
‫تفسيرها بعدم احتواء النموذج المستخدم في الدراسة على القدر الكافي من المعلومات‪ ،‬التي يعتمد عليها‬
‫واضعي السياسات في صياغة إجراءات السياسة النقدية‪ ،‬وخاصة المعلومات المتعلقة بالتضخم المستقبلي‪.1‬‬

‫‪ .2‬تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ" واألهمية النسبية لصدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية‪:‬‬

‫في إطار مواصلة التحليل الهيكلي للنظام األساسي محل الدراسة ضمن النموذج المقدر )‪ ،VAR(2‬وبعد‬
‫تحليل االستجابات الديناميكية التي تبديها متغيرات النظام المعني تجاه صدماتها الذاتية والصدمات المتولدة‬
‫عن المتغيرات األخرى في النظام (خاصة استجابة األداء االقتصادي الكلي (الناتج الحقيقي واألسعار) تجاه‬
‫الصدمات الناتجة عن تجديدات متغيرة سعر النفط ومتغيرات السياسة المالية)‪ ،‬سنعمد فيما يلي إلى محاولة‬
‫توضيح األهمية النسبية للصدمات التي تحدث في كل متغيرة من المتغيرات المعنية في تفسير تقلباتها الذاتية‬
‫والتقلبات التي تحدث في المتغيرات األخرى في النظام‪ ،2‬مع التركيز على توضيح أهمية ودور الصدمات‬

‫‪ 1‬لتفاصيل أدق عن لغز السعر‪ ،‬أنظر على سبيل المثال‪- Sims. C.A. (1992). "Interpreting The Macroeconomic Time Series :‬‬
‫‪Facts: The Effects of Monetary Policy", European Economic Review, Vol. 36, No. 5, PP. 875-1011.‬‬
‫‪- Hansen. M.S. (2004), "The ‘Price Puzzle’ Reconsidered", Journal of Monetary Economics, Vol. 51, No. 7, PP.‬‬
‫‪1385-1413.‬‬
‫‪ 2‬بينما توضح دوال االستجابات الدفعية كيفية تأثير الصدمات تحدث في أي متغيرة من المتغيرات الداخلية في النظام على المتغيرات الداخلية األخرى‪،‬‬
‫تساعد عملية تفكيك تباين خطأ التنبؤ على توضيح وإبراز األهمية النسبية لكل متغيرة (تجديد) من المتغيرات المعنية في تفسير تقلبات كل متغيرة‬
‫متغيرات األخرى ‪ ،‬من خالل تقسيم مصدر التغير الذي يحدث في متغيرة داخلية ما بين تجديدات كل المتغيرات في النظام (أي حساب نسبة مساهمة ك ٌّل‬
‫منها في هذا التغير)‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التي تحدث في سعر النفط والسياسة المالية في تفسير التقلبات الظرفية والهيكلية التي تشهدها متغيرات‬
‫األداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ ،‬وذلك من خالل تحليل تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرات النظام‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن التفكيك السليم لتباينات أخطاء التنبؤ لمختلف متغيرات النظام‬
‫المدروس‪ ،‬يستدعي ‪-‬كما هو الحال بالنسبة لتحليل دوال االستجابة‪ -‬توفر شرط غياب االرتباط الفوري‬
‫(التعامد) لتجديدات المتغيرات المعنية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬سنعتمد –من أجل الحصول على تجديدات مستقلة‬
‫فوريا‪ -‬على نفس الطريقة المعتمدة لتحويل التجديدات القانونية وتحديد الصدمات المتعامدة لدى تحليلنا لدوال‬
‫االستجابة الدفعية‪ ،‬مع الحفاظ على نفس الترتيب لمتغيرات النظام‪ .‬نتائج تفكيك تباين خطأ التنبؤ لكل متغيرة‬
‫من متغيرات النظام األساسي المقدر )‪( ،VAR(2‬باستخدام تفكيك "‪ "Cholesky‬لتحويل وتحديد الصدمات)‬
‫بالنسبة ألفق تنبؤي يقدر بعشر (‪ )10‬سنوات في المستقبل‪ ،‬يوضحها الجدول (‪ ،)22-II‬واألشكال (‪،)14-II‬‬
‫(‪ ،)19-II( ،)18-II( ،)17-II( ،)16-II( ،)15-II‬من الملحق (‪ .)03‬وفيما يلي سنقوم بتحليلها بالتفصيل‪.‬‬

‫‪ .1.2‬تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ" لمتغيرات األداء االقتصادي الكلي‪:‬‬

‫على غرار ما قمنا به ضمن تحليل دوال االستجابات الدفعية‪ ،‬وفي إطار فصل األهداف الرئيسية‬
‫للدراسة‪ ،‬ومعالجتها ٌّ‬
‫كل على حدى‪ ،‬نسعى ضمن المرحلة الحالية من البحث إلى إبراز وتوضيح األهمية‬
‫النسبية للصدمات التي تحدث في تجديدات متغيرات النظام األساسي المحدد‪ ،‬في تفسير التقلبات التي‬
‫تشهدها متغيرات األداء االقتصادي الكلي (الناتج الحقيقي واألسعار) في الجزائر‪ ،‬مع إيالء االهتمام ‪-‬بشكل‬
‫خاص‪ -‬لتوضيح أهمية ودور الصدمات التي تحدث في سعر النفط والسياسة المالية في تفسير التقلبات‬
‫الظرفية والهيكلية التي تشهدها المتغيرات المعنية‪.‬‬

‫‪ .1.1.2‬تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ" لمتغيرة الناتج الداخلي الخام الحقيقي‪.(V. D. of LRGDP) :‬‬

‫حسب ما تشير إليه نتائج تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة الناتج الداخلي الخام الحقيقي )‪Variance‬‬

‫‪ (Decomposition of LRGDP‬بالنسبة ألفق تنبئي يمتد على مدى عشر سنوات‪ ،‬والملخصة في الجدول‬
‫(‪ )4.3‬أدناه‪ ،‬يظهر أنه إضافة إلى الصدمات الذاتية للمتغيرة المعنية‪ ،‬تلعب كل من صدمات أسعار النفط‪،‬‬
‫صدمات اإليرادات والنفقات العامة‪ ،‬وكذا صدمات األسعار‪ ،‬دو ار جوهريا في تفسير التقلبات الظرفية والهيكلية‬
‫التي يشهدها النشاط الحقيقي (الناتج الحقيقي) في االقتصاد الجزائري‪ ،‬على المدى القصير‪ ،‬المتوسط‪ ،‬وحتى‬
‫البعيد‪ .‬في هذا اإلطار تتجاوز نسبة مساهمة صدمات أسعار النفط حد )‪ (28%‬في المدى القصير المقدر‬
‫بثالث سنوات في المستقبل‪ ،‬وتتراوح بين )‪ (27%‬و)‪ (30%‬في المدى المتوسط‪ ،‬بينما تفوق حدود )‪ (32%‬في‬

‫‪230‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المدى الطويل‪ .‬كما تساهم صدمات السياسة المالية (النفقات واإليرادات العامة) هي األخرى في تفسير جزًءا‬
‫هاما من تغيرات الناتج الحقيقي‪ ،‬إذ تفوق نسبة مساهمة صدمات النفقات واإليرادات العامة الحقيقية مجتمعة‬
‫حدود )‪ (40%‬في المدى القصير (تبلغها عند السنة الثانية في المستقبل)‪ ،‬وال تقل عن )‪ (27.5%‬في المدى‬
‫المتوسط‪ ،‬في حين تصل إلى حدود )‪ (28%‬في المدى الطويل (عند السنة العاشرة في المستقبل)‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)4.3‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة الناتج الداخلي الخام الحقيقي )‪.1(LRGDP. V.D‬‬
‫‪Variance Decomposition of LRGDP:‬‬
‫‪Period‬‬ ‫‪S.E.‬‬ ‫‪LROP‬‬ ‫‪LRGREV‬‬ ‫‪LRGEXP‬‬ ‫‪LRM2‬‬ ‫‪LGDPD‬‬ ‫‪LRGDP‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪0.059876‬‬ ‫‪5.702800‬‬ ‫‪0.009595‬‬ ‫‪23.99304‬‬ ‫‪0.306001‬‬ ‫‪12.97923‬‬ ‫‪57.00933‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪0.063390‬‬ ‫‪4.923956‬‬ ‫‪15.42116‬‬ ‫‪25.00129‬‬ ‫‪0.418260‬‬ ‫‪13.74297‬‬ ‫‪40.49236‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.071658‬‬ ‫‪28.03770‬‬ ‫‪11.79446‬‬ ‫‪14.88191‬‬ ‫‪10.38205‬‬ ‫‪8.478031‬‬ ‫‪26.42586‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.076349‬‬ ‫‪27.71664‬‬ ‫‪13.26675‬‬ ‫‪14.53804‬‬ ‫‪10.15933‬‬ ‫‪9.149173‬‬ ‫‪25.17007‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.079798‬‬ ‫‪29.10276‬‬ ‫‪14.28855‬‬ ‫‪13.95591‬‬ ‫‪9.320896‬‬ ‫‪9.514699‬‬ ‫‪23.81719‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪0.084550‬‬ ‫‪30.35005‬‬ ‫‪14.18578‬‬ ‫‪13.60230‬‬ ‫‪9.036732‬‬ ‫‪9.540447‬‬ ‫‪23.28469‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪0.088156‬‬ ‫‪29.96794‬‬ ‫‪14.54428‬‬ ‫‪13.62082‬‬ ‫‪8.954797‬‬ ‫‪9.902264‬‬ ‫‪23.00990‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪0.090957‬‬ ‫‪32.14591‬‬ ‫‪14.14046‬‬ ‫‪13.31345‬‬ ‫‪8.774734‬‬ ‫‪9.351221‬‬ ‫‪22.27423‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪0.093135‬‬ ‫‪32.39725‬‬ ‫‪14.17547‬‬ ‫‪13.78693‬‬ ‫‪8.583982‬‬ ‫‪9.140922‬‬ ‫‪21.91545‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪0.094586‬‬ ‫‪32.33058‬‬ ‫‪14.21125‬‬ ‫‪14.03116‬‬ ‫‪8.792979‬‬ ‫‪9.034697‬‬ ‫‪21.59933‬‬

‫‪Cholesky Ordering: LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP‬‬

‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬ترتبط التغيرات في الناتج الحقيقي إلى حد ما بصدمات األسعار (ممثلة بالصدمات في‬
‫معامل انكماش الناتج الداخلي الخام)؛ إذ تساهم هذه األخيرة في تفسير ما ال يقل عن )‪ (13%‬من تقلبات‬
‫الناتج الحقيقي في المدى القصير‪ ،‬بينما تتجاوز نسبة مساهمتها حد )‪ (9%‬في المدى المتوسط والبعيد‪ .‬أما‬
‫صدمات عرض النقد فيبدوا أنها ال تساهم في تحديد اتجاهات تغير الناتج الحقيقي في االقتصاد الجزائري‪ ،‬إذ‬
‫تظهر النتائج أن نسبة مساهمتها تكون ضئيلة وغير معنوية إحصائيا (خاصة في المدى القصير)‪.‬‬

‫‪ .2.1.2‬تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ" لمعامل انكماش الناتج الداخلي الخام‪.(V. D. of LGDPD) :‬‬

‫وفق ما ترمي إليه نتائج تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة معامل انكماش الناتج الداخلي الخام )‪Variance‬‬

‫‪– (Decomposition of LGDPD‬التي تخص أفق تنبئي يمتد على مدى عشر سنوات في المستقبل‪-‬‬
‫الملخصة في الجدول (‪ )5.3‬أدناه‪ ،‬يتضح أن معظم التقلبات الظرفية (أو الهيكلية) التي تحدث في المستوى‬
‫العام لألسعار تكون ناتجة أساسا –باإلضافة إلى الصدمات الذاتية للمتغيرة محل االهتمام‪ -‬عن الصدمات‬
‫في أسعار النفط واإليرادات العامة‪ ،‬وبنسبة أقل عن صدمات اإلنفاق العام (الطلب الكلي) وعرض النقد‬
‫الحقيقي‪ .‬إذ يبدوا –في هذا الصدد‪ -‬أن صدمات أسعار النفط تعد مسؤولة عن ما يصل إلى )‪ (30%‬من‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪231‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تغيرات األسعار في المدى القصير (المقدر بسنة واحدة في المستقبل)‪ ،‬وعن ما يتراوح بين )‪ (15%‬و)‪(49%‬‬

‫في المدى المتوسط والبعيد‪ .‬أما اإليرادات العامة الحقيقية فتعتبر مسؤولة عن ما يقارب )‪ (24.50%‬من‬
‫تقلبات األسعار في المدى القصير (سنة واحدة في المستقبل)‪ ،‬بينما تكون نسبة مساهمتها محصورة بين‬
‫)‪ (5%‬و)‪ (2.50%‬في المدى المتوسط والطويل‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)5.3‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة معامل انكماش الناتج الداخلي الخام )‪.1(V. D. of LGDPD‬‬
‫‪Variance Decomposition of LGDPD:‬‬
‫‪Period‬‬ ‫‪S.E.‬‬ ‫‪LROP‬‬ ‫‪LRGREV‬‬ ‫‪LRGEXP‬‬ ‫‪LRM2‬‬ ‫‪LGDPD‬‬ ‫‪LRGDP‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪0.093683‬‬ ‫‪29.84233‬‬ ‫‪24.54448‬‬ ‫‪2.486247‬‬ ‫‪7.179088‬‬ ‫‪35.94785‬‬ ‫‪0.000000‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪0.148289‬‬ ‫‪15.15270‬‬ ‫‪9.514604‬‬ ‫‪4.335750‬‬ ‫‪11.99054‬‬ ‫‪58.29070‬‬ ‫‪0.715707‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.184782‬‬ ‫‪10.81763‬‬ ‫‪6.858112‬‬ ‫‪4.965857‬‬ ‫‪9.007463‬‬ ‫‪67.71761‬‬ ‫‪0.633321‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.213357‬‬ ‫‪12.51446‬‬ ‫‪5.009166‬‬ ‫‪6.591281‬‬ ‫‪6.906795‬‬ ‫‪65.06000‬‬ ‫‪3.918297‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.238257‬‬ ‫‪15.61726‬‬ ‫‪3.979316‬‬ ‫‪8.312685‬‬ ‫‪6.252997‬‬ ‫‪61.15488‬‬ ‫‪4.682864‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪0.261566‬‬ ‫‪25.18718‬‬ ‫‪3.347820‬‬ ‫‪8.134443‬‬ ‫‪5.149075‬‬ ‫‪54.33348‬‬ ‫‪3.848000‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪0.282131‬‬ ‫‪35.67628‬‬ ‫‪3.203212‬‬ ‫‪7.024956‬‬ ‫‪4.464079‬‬ ‫‪46.65242‬‬ ‫‪2.979052‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪0.300173‬‬ ‫‪41.50583‬‬ ‫‪2.910566‬‬ ‫‪6.124615‬‬ ‫‪4.437698‬‬ ‫‪42.25043‬‬ ‫‪2.770859‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪0.315935‬‬ ‫‪46.12625‬‬ ‫‪2.580026‬‬ ‫‪5.246997‬‬ ‫‪4.459736‬‬ ‫‪38.67723‬‬ ‫‪2.909762‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪0.329517‬‬ ‫‪49.38280‬‬ ‫‪2.302040‬‬ ‫‪4.562406‬‬ ‫‪4.804430‬‬ ‫‪35.93572‬‬ ‫‪3.012604‬‬

‫‪Cholesky Ordering: LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP‬‬

‫بدورها‪ ،‬يبدوا أن صدمات اإلنفاق العام وعرض النقد تسمح بتفسير جزءا ليس باليسير من التقلبات التي‬
‫تحدث في األسعار‪ ،‬حيث ترتفع حصة مساهمة اإلنفاق العام من )‪ ،(2.48%‬كنسبة تسجل عند السنة األولى‬
‫في المستقبل‪ ،‬إلى حد أقصى قدره )‪ ،(8.31%‬يسجل عند السنة الخامسة‪ ،‬قبل أن تتراجع إلى )‪ (4.56%‬مع‬
‫حلول السنة العاشرة‪ .‬بينما تبلغ نسبة مساهمة عرض النقد حدها األقصى المقدر بـ )‪ (12%‬عند السنة الثانية‬
‫في المستقبل‪ ،‬لتتراجع إلى ما يقارب )‪ (6%‬في المدى المتوسط‪ ،‬ثم إلى حدود )‪ (4.50%‬في المدى الطويل‪.‬‬

‫‪ .2.2‬تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ" لمتغيرات السياسة‪:‬‬

‫بعد تحليل وتوضيح األهمية التي تكتسيها الصدمات التي تحدث في تجديدات متغيرات النظام األساسي‬
‫محل الدراسة بشكل عام‪ ،‬وصدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية بشكل خاص‪ ،‬في تفسير تقلبات‬
‫األداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ ،‬نهدف –في ذات السياق‪ -‬ضمن الخطوة الحالية من الدراسة إلى البحث‬
‫في دور وأهمية الصدمات المذكورة‪ ،‬في تفسير التقلبات الظرفية والهيكلية التي تحدث متغيرات السياسة عامة‬
‫ومتغيرات السياسة المالية (اإليرادات والنفقات العامة الحقيقية) خاصة‪ ،‬مع التركيز على إبراز وتوضيح دور‬
‫صدمات أسعار النفط من جهة‪ ،‬وصدمات النشاط االقتصادي الحقيقي (الدورة االقتصادية الحقيقية) من جهة‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪232‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أخرى‪ ،‬في تفسير تقلبات وتوجهات السياسة المالية في االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫‪ .1.2.2‬تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ" لمتغيرة اإليرادات العامة الحقيقية‪.(V. D. of LRGREV) :‬‬

‫حسب ما أسفرت عنه نتائج تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة اإليرادات العامة الحقيقية )‪Variance‬‬

‫‪– (Decomposition of LRGREV‬ضمن أفق تنبئي قدره عشر سنوات في المستقبل‪ -‬التي يلخصها الجدول‬
‫(‪ )6.3‬أدناه‪ ،‬يتبين أن جل التقلبات الظرفية التي تشهدها اإليرادات العامة الحقيقية تتعلق بنسبة كبيرة‬
‫بصدمات أسعار النفط‪ ،‬وبدرجة أقل بصدمات النشاط الحقيقي (الناتج الحقيقي)‪ ،‬وعرض النقد ثم األسعار‪.‬‬
‫تفسر الصدمات في سعر النفط الحقيقي‪ ،‬ما يزيد عن )‪ (67%‬من تقلبات اإليرادات العامة‬
‫وفي هذا اإلطار‪ِّ ،‬‬
‫في المدى القصير المقدر بسنتين في المستقبل‪ ،‬وتساهم في تفسير ما ال يقل عن )‪ (60%‬من هذه التقلبات‬
‫في المدى المتوسط المقدر بخمس سنوات‪ ،‬بينما تصل مساهمتها إلى ما يقارب )‪ (54.50%‬في المدى البعيد‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)6.3‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة اإليرادات العامة الحقيقية )‪.1(LRGREV. V.D‬‬
‫‪Variance Decomposition of LRGREV:‬‬
‫‪Period‬‬ ‫‪S.E.‬‬ ‫‪LROP‬‬ ‫‪LRGREV‬‬ ‫‪LRGEXP‬‬ ‫‪LRM2‬‬ ‫‪LGDPD‬‬ ‫‪LRGDP‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪0.180312‬‬ ‫‪63.53637‬‬ ‫‪36.46363‬‬ ‫‪0.000000‬‬ ‫‪0.000000‬‬ ‫‪0.000000‬‬ ‫‪0.000000‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪0.232219‬‬ ‫‪67.06344‬‬ ‫‪27.30671‬‬ ‫‪0.404574‬‬ ‫‪1.890210‬‬ ‫‪0.337833‬‬ ‫‪2.997231‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.251946‬‬ ‫‪65.57409‬‬ ‫‪21.97235‬‬ ‫‪0.584408‬‬ ‫‪4.379386‬‬ ‫‪0.815951‬‬ ‫‪6.673812‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.268359‬‬ ‫‪62.88030‬‬ ‫‪19.09227‬‬ ‫‪0.629095‬‬ ‫‪6.628910‬‬ ‫‪1.288908‬‬ ‫‪9.480518‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.281655‬‬ ‫‪60.41346‬‬ ‫‪17.49563‬‬ ‫‪0.622595‬‬ ‫‪8.426938‬‬ ‫‪1.724886‬‬ ‫‪11.31649‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪0.290842‬‬ ‫‪58.48962‬‬ ‫‪16.54725‬‬ ‫‪0.601673‬‬ ‫‪9.782770‬‬ ‫‪2.127814‬‬ ‫‪12.45088‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪0.297222‬‬ ‫‪57.06117‬‬ ‫‪15.93997‬‬ ‫‪0.580946‬‬ ‫‪10.76910‬‬ ‫‪2.508242‬‬ ‫‪13.14057‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪0.301066‬‬ ‫‪56.00530‬‬ ‫‪15.52640‬‬ ‫‪0.566213‬‬ ‫‪11.46668‬‬ ‫‪2.875396‬‬ ‫‪13.56001‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪0.303122‬‬ ‫‪55.21144‬‬ ‫‪15.23206‬‬ ‫‪0.559855‬‬ ‫‪11.94611‬‬ ‫‪3.235707‬‬ ‫‪13.81484‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪0.304415‬‬ ‫‪54.59782‬‬ ‫‪15.01605‬‬ ‫‪0.562914‬‬ ‫‪12.26366‬‬ ‫‪3.593069‬‬ ‫‪13.96649‬‬

‫‪Cholesky Ordering: LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP‬‬

‫في ذات السياق‪ ،‬تسند نسب هامة من التقلبات التي تمس اإليرادات العامة الحقيقية إلى صدمات الناتج‬
‫الحقيقي (النشاط الحقيقي) وصدمات عرض النقد الحقيقي‪ ،‬إذ يسمح النوع األول من الصدمات بتفسير ما‬
‫يقارب )‪ (7%‬من تقلبات المتغيرة المعنية في المدى القصير المقدر بثالث سنوات‪ ،‬لتصل مساهمته إلى حدود‬
‫)‪ (12%‬في المدى المتوسط‪ ،‬وما يقارب )‪ (14%‬في المدى البعيد‪ .‬بينما ترتفع نسبة مساهمة النوع الثاني من‬
‫الصدمات من )‪ (1.89%‬تسجل عند السنة الثانية في المستقبل‪ ،‬إلى )‪ (9.78%‬تسجل في السنة السادسة‪ ،‬ثم‬
‫إلى )‪ (12.26%‬عند السنة العاشرة في المستقبل‪ .‬أما صدمات األسعار فتقدم مساهمة ضئيلة نوعا ما في‬
‫تفسير تغيرات اإليرادات العامة‪ ،‬إذ تبلغ هذه المساهمة حدا أقصى قدره )‪ (3.60%‬عند السنة العاشرة مستقبال‪.‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪233‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .2.2.2‬تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ" لمتغيرة اإلنفاق العام الحقيقي‪.(V. D. of LRGEXP) :‬‬

‫وفق ما كشفت عنه النتائج المترتبة عن تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة اإلنفاق العام الحقيقي )‪Variance‬‬

‫‪ ،(Decomposition of LRGEXP‬التي تم تقديرها باتخاذ أفق تنبئي يمتد على مدى عشر سنوات‪ ،‬والموضحة‬
‫في الجدول (‪ )7.3‬أدناه‪ ،‬يظهر بجالء أن صدمات أسعار النفط وصدمات اإليرادات العامة هي المسؤولة عن‬
‫الجزء األكبر من التقلبات الظرفية التي يشهدها اإلنفاق العام الحقيقي‪ ،‬إذ تسمح صدمات سعر النفط الحقيقي‬
‫بتفسير حوالي )‪ (23%‬من تقلبات اإلنفاق العام في المدى القصير المقدر بثالث سنوات في المستقبل‪ ،‬وما‬
‫يقارب )‪ (38%‬في المدى المتوسط المقدر بست سنوات‪ ،‬بينما تصل نسبة مساهمة هذه الصدمات إلى حدود‬
‫)‪ (39.50%‬في المدى الطويل المقدر بعشر سنوات في المستقبل‪ .‬أما صدمات اإليرادات العامة الحقيقية‬
‫فتساهم في تفسير ما مقدراه )‪ (21.50%‬من تغيرات اإلنفاق العام‪ ،‬كحد أقصى يسجل في المدى القصير‬
‫المقدر بسنتين في المستقبل‪ ،‬في حين تكون مسؤولة عن ما يتراوح بين )‪ (14%‬و)‪ (12%‬من هذه التغيرات‬
‫في المدى المتوسط‪ ،‬وعن ما ال يقل عن )‪ (11%‬في المدى الطويل المقدر بعشر سنوات في المستقبل‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)7.3‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة اإلنفاق العام الحقيقي )‪.1(LRGEXP. V.D‬‬
‫‪Variance Decomposition of LRGEXP:‬‬
‫‪Period‬‬ ‫‪S.E.‬‬ ‫‪LROP‬‬ ‫‪LRGREV‬‬ ‫‪LRGEXP‬‬ ‫‪LRM2‬‬ ‫‪LGDPD‬‬ ‫‪LRGDP‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪0.098721‬‬ ‫‪9.852734‬‬ ‫‪17.86441‬‬ ‫‪72.28285‬‬ ‫‪0.000000‬‬ ‫‪0.000000‬‬ ‫‪0.000000‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪0.145205‬‬ ‫‪18.92926‬‬ ‫‪21.32988‬‬ ‫‪48.95782‬‬ ‫‪4.654793‬‬ ‫‪3.437272‬‬ ‫‪2.690979‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.167251‬‬ ‫‪22.63471‬‬ ‫‪18.57712‬‬ ‫‪44.73363‬‬ ‫‪8.456680‬‬ ‫‪3.248475‬‬ ‫‪2.349396‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.178526‬‬ ‫‪29.00328‬‬ ‫‪16.07864‬‬ ‫‪38.19380‬‬ ‫‪7.954447‬‬ ‫‪4.700819‬‬ ‫‪4.069016‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.191109‬‬ ‫‪34.24722‬‬ ‫‪13.93436‬‬ ‫‪29.81249‬‬ ‫‪6.186761‬‬ ‫‪6.552826‬‬ ‫‪9.266336‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪0.203486‬‬ ‫‪37.95978‬‬ ‫‪12.08564‬‬ ‫‪24.51487‬‬ ‫‪5.976310‬‬ ‫‪7.866127‬‬ ‫‪11.59727‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪0.213910‬‬ ‫‪37.58955‬‬ ‫‪11.27499‬‬ ‫‪22.40928‬‬ ‫‪6.963515‬‬ ‫‪8.130801‬‬ ‫‪13.63187‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪0.222625‬‬ ‫‪37.71765‬‬ ‫‪11.37425‬‬ ‫‪21.23925‬‬ ‫‪7.813881‬‬ ‫‪8.002123‬‬ ‫‪13.85285‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪0.229075‬‬ ‫‪38.92859‬‬ ‫‪11.38380‬‬ ‫‪20.77750‬‬ ‫‪7.842001‬‬ ‫‪7.727886‬‬ ‫‪13.34022‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪0.233354‬‬ ‫‪39.50406‬‬ ‫‪11.34374‬‬ ‫‪20.84209‬‬ ‫‪7.690680‬‬ ‫‪7.562682‬‬ ‫‪13.05675‬‬

‫‪Cholesky Ordering: LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP‬‬

‫صدمات النشاط الحقيقي (الناتج الحقيقي)‪ ،‬تعد مسؤولة ‪-‬هي األخرى‪ -‬عن جزء مهم من تقلبات اإلنفاق‬
‫العام الحقيقي‪ ،‬حيث ترتفع نسبة مساهمة هذه الصدمات في تفسير التقلبات المعنية تدريجيا‪ ،‬لتصل إلى ما ال‬
‫يقل عن )‪ ،(11.50%‬في المدى المتوسط المقدر بست سنوات في المستقبل‪ ،‬ثم إلى ما يقارب )‪ (14%‬في‬
‫المدى البعيد‪ .‬كما أن صدمات عرض النقد الحقيقي واألسعار تسمح ‪-‬باإلضافة إلى الصدمات السابق‬
‫وصفها‪ -‬بتفسير نسبة ليست بالقليلة من التقلبات التي تحدث في اإلنفاق الحكومي‪ .‬حيث تبلغ نسبة مساهمة‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪234‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫صدمات عرض النقد –في هذا الصدد‪ -‬قيمتها القصوى المقدرة بـ )‪ ،(8.45%‬عند السنة الثالثة في المستقبل‪،‬‬
‫ثم تتراجع إلى حدود )‪ (6%‬مع حلول السنة السادسة‪ ،‬قبل أن تعاود االرتفاع إلى ما يقارب )‪ (8%‬على المدى‬
‫األطول‪ .‬في حين تأتي مساهمة صدمات األسعار بنسب متزايدة مع مرور الزمن‪ ،‬إلى أن تسجل أقصى نسبة‬
‫مساهمة قدرها )‪ ، (8.13%%‬عند السنة الثامنة في المستقبل‪ ،‬قبل أن تتراجع هذه النسبة قليال لتبلغ إلى ما ال‬
‫يقل عن )‪ (7.50%‬مع حلول السنة العاشرة‪.‬‬

‫‪ .3.2.2‬تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ" لمتغيرة عرض النقد الحقيقي‪.(V. D. of LRM2) :‬‬

‫حسب ما توحي به النتائج المتمخضة عن تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة عرض النقد الحقيقي‬
‫)‪(Variance Decomposition of LRM2‬؛ المقدرة ضمن أفق تنبئي يمتد على مدى عشر سنوات‪ ،‬والملخصة‬
‫في الجدول (‪ )8.3‬أدناه‪ .‬يتضح أنه باإلضافة إلى الصدمات الذاتية للمتغيرة محل االهتمام‪ ،‬تعد الصدمات في‬
‫أسعار النفط والنشاط الحقيقي المسؤول األهم‪ ،‬والسبب الرئيسي للتقلبات الظرفية أو الهيكلية التي تحدث في‬
‫عرض النقد‪ .‬إذ يظهر –في هذا السياق‪ -‬أن الصدمات سعر النفط الحقيقي تعد مسؤولة عن ما يقارب‬
‫)‪ (16%‬من تقلبات عرض النقد الحقيقي في المدى القصير المقدر بثالث سنوات في المستقبل‪ ،‬وعن ما‬
‫يتجاوز )‪ (49%‬في المدى المتوسط المقدر بست سنوات‪ ،‬في حين تسمح بتفسير ما يزيد عن )‪ (58%‬في‬
‫المدى البعيد المقدر بعشر سنوات‪ .‬أما صدمات النشاط الحقيقي (الناتج الحقيقي) فتكون مسؤولة عن ما يفوق‬
‫)‪ (30%‬من تغيرات عرض النقد في المدى القصير المقدر بثالث في المستقبل)‪ ،‬وعن ما يتراوح بين‬
‫)‪ (31.50%‬و)‪ (27.50‬في المدى المتوسط‪ ،‬بينما تساهم في تفسير ما يربو عن )‪ (21.50%‬في المدى البعيد‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)8.3‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة عرض النقد الحقيقي )‪.1(LRM2. V.D‬‬
‫‪Variance Decomposition of LRM2:‬‬
‫‪Period‬‬ ‫‪S.E.‬‬ ‫‪LROP‬‬ ‫‪LRGREV‬‬ ‫‪LRGEXP‬‬ ‫‪LRM2‬‬ ‫‪LGDPD‬‬ ‫‪LRGDP‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪0.069839‬‬ ‫‪11.61682‬‬ ‫‪3.263825‬‬ ‫‪6.203222‬‬ ‫‪78.91613‬‬ ‫‪0.000000‬‬ ‫‪0.000000‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪0.110677‬‬ ‫‪11.73605‬‬ ‫‪3.077937‬‬ ‫‪3.613110‬‬ ‫‪62.07607‬‬ ‫‪0.367626‬‬ ‫‪19.12920‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.152838‬‬ ‫‪15.72765‬‬ ‫‪2.446907‬‬ ‫‪2.490643‬‬ ‫‪46.56017‬‬ ‫‪2.647819‬‬ ‫‪30.12680‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.194467‬‬ ‫‪30.21484‬‬ ‫‪1.808775‬‬ ‫‪1.795660‬‬ ‫‪31.83118‬‬ ‫‪2.927523‬‬ ‫‪31.42202‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.230695‬‬ ‫‪44.66077‬‬ ‫‪1.424104‬‬ ‫‪1.204505‬‬ ‫‪21.31662‬‬ ‫‪2.871836‬‬ ‫‪28.52217‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪0.260731‬‬ ‫‪49.21568‬‬ ‫‪1.440008‬‬ ‫‪1.975058‬‬ ‫‪15.57025‬‬ ‫‪4.133997‬‬ ‫‪27.66500‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪0.283274‬‬ ‫‪50.85346‬‬ ‫‪1.335785‬‬ ‫‪2.983179‬‬ ‫‪12.68598‬‬ ‫‪4.921870‬‬ ‫‪27.21972‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪0.298798‬‬ ‫‪52.82048‬‬ ‫‪1.163344‬‬ ‫‪3.268047‬‬ ‫‪12.62355‬‬ ‫‪5.080403‬‬ ‫‪25.04418‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪0.308669‬‬ ‫‪56.20855‬‬ ‫‪1.000851‬‬ ‫‪3.270337‬‬ ‫‪13.24369‬‬ ‫‪4.663782‬‬ ‫‪21.61279‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪0.314344‬‬ ‫‪58.15116‬‬ ‫‪0.985763‬‬ ‫‪3.398158‬‬ ‫‪13.50396‬‬ ‫‪4.533907‬‬ ‫‪19.42705‬‬

‫‪Cholesky Ordering: LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪235‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في ذات السياق‪ ،‬يتعلق جزء مهم من تقلبات عرض النقد الحقيقي ‪-‬بدرجة أقل‪ -‬بصدمات اإليرادات‬
‫النفقات العامة‪ ،‬وصدمات األسعار‪ .‬إذ يسند ما يتجاوز )‪ (9.50%‬من تغيرات عرض النقد في المدى القصير‬
‫(المقدر بسنة واحدة في المستقبل) إلى صدمات اإليرادات والنفقات العامة مجتمعة‪ ،‬بينما تساهم هذه‬
‫الصدمات في تفسير ما يفوق )‪ (4.50%‬من تقلبات المتغيرة المعنية في المدى الطويل‪ .‬أما صدمات األسعار‬
‫فتقدم مساهمة ضئيلة نوعا ما في تفسير تقلبات عرض النقد الحقيقي في المدى القصير‪ ،‬إذ تبلغ حدا أقصى‬
‫قدره )‪ (2.65%‬عند السنة الثالثة في المستقبل‪ ،‬غير أن هذه المساهمة تتحسن تدريجيا في المدى المتوسط‬
‫والبعيد لتصل إلى حدود )‪ (5.08%‬عند السنة الثامنة في المستقبل‪.‬‬

‫‪ .3.2‬خالصة نتائج تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ"‪:‬‬

‫بناء على ما سبق‪ ،‬يتضح أن نتائج تفكيك التباين قد جاءت مؤكدة ومدعمة لنتائج اختبارات السببية‬
‫–وفق ‪ -Geanger‬من جهة‪ ،‬ونتائج تحليل دوال االستجابة الدفعية من جهة أخرى‪ ،‬حيث تأكد بجالء من‬
‫خالل تحليل تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمختلف متغيرات النظام األساسي محل الدراسة‪ ،‬األهمية الكبيرة التي‬
‫تكتسيها صدمات أسعار النفط‪ ،‬ومن ثم صدمات السياسة المالية –التي اتضح أنها تلعب دور آلية انتشار‬
‫وقناة انتقال لآلثار االقتصادية الكلية لصدمات أسعار النفط‪ -‬في تفسير التقلبات التي تشهدها متغيرات األداء‬
‫االقتصادي الكلي المعنية بالدراسة‪ .‬كما تبين أن السياسة المالية في الجزائر تتسم بالدورية‪ ،‬بسبب خضوعها‬
‫لتقلبات الدورة االقتصادية‪ ،‬التي تخضع بدورها لتقلبات وحركة أسعار النفط‪ ،‬وهو ما يحمل داللة واضحة‬
‫بشأن درجة الشك والاليقين الذي يكتنف المناخ االقتصادي في الجزائر ‪-‬في ظل عدم اإلستقرار الذي يميز‬
‫أسعار النفط‪ -‬ويواجه صانعي السياسات االقتصادية‪ ،‬فيما يتعلق بالتخطيط على المدى الطويل‪.‬‬

‫بناء على كل ما ذكر أعاله‪ ،‬يتضح أن نتائج التحليل الهيكلي لديناميكية النموذج األساسي )‪VAR(2‬‬

‫المقدر‪ ،‬بمختلف أدواته (اختبارات السببية‪ ،‬دوال االستجابة‪ ،‬وتفكيك التباين) قد جاءت متفقة وصبت في نفس‬
‫االتجاه‪ ،‬حيث اتضح جليًّا بشكل أساسي من خالل هذا التحليل مدى أهمية صدمات أسعار النفط وصدمات‬
‫السياسة المالية ومدى مساهمتها في تحديد اتجاهات األداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ .‬كما اتضح في‬
‫ذات السياق‪ ،‬أن صدمات أسعار النفط تمارس تأثيرات مباشرة‪ ،‬وأخرى غير مباشرة عبر قناة السياسة المالية‬
‫(اإليرادات والنفقات العامة الحقيقية)؛ في حين أظهرت النتائج عدم أهمية قناة السياسة النقدية (عرض النقد‬
‫الحقيقي) في نقل آثار صدمات أسعار النفط إلى النشاط االقتصادي الحقيقي‪ ،‬إذ تبين أن هذه األخيرة ال‬
‫تمارس أي تأثير على الناتج الحقيقي‪ ،‬وبالتالي ال تلعب أي دور في نقل آثار صدمات أسعار النفط إليه‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫جاءت محاور هذا الفصل لمحاولة تقديم الجواب الصريح والجلي لإلشكال الرئيسي الذي تتناوله الدراسة‪،‬‬
‫وذلك من خالل محاولة التقدير والتقييم المباشر –باالعتماد على بيانات االقتصاد الجزائري‪ -‬لشدة واتجاه‬
‫اآلثار التي تتبع صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية فيما يتعلق بتوجهات األداء االقتصادي‬
‫الكلي في الجزائر‪ .‬ولبلوغ الهدف المتوخى عمدنا ‪-‬بعد العمل على تحديد مدى تأثير صدمات أسعار النفط‬
‫على توجهات واجراءات السياسة المالية‪ -‬إلى تحديد مدى مساهمة صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة‬
‫المالية في رسم اتجاهات األداء االقتصادي الكلي خالل الفترة محل الدراسة؛ وذلك ضمن إطار تحليلي‬
‫تطبيقي‪-‬تجريبي‪ ،‬شكل خالله عرض وتحليل انعكاسات الحركة الدائمة والتقلب المستمر ألسعار النفط على‬
‫الواقع التاريخي لمسار وتوجهات السياسة المالية‪ ،‬ووضعية مؤشرات األداء االقتصادي الكلي (الناتج‬
‫والمستوى العام لألسعار)‪ ،‬نقطة االنطالق‪ .‬قبل أن نعمد إلى المعالجة الكمية والتحليل االقتصادي القياسي‬
‫آلثار صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية على األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬ملتزمين في ذلك‬
‫بمنهجية القياس االقتصادي‪ ،‬ومنهجية النمذجة غير الهيكلية (‪ (Non-Structural Modeling‬بشكل خاص‪.‬‬

‫من أجل التحديد والتقييم الكمي لآلثار االقتصادية الكلية لصدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية‪،‬‬
‫كنا بحاجة إلى تحديد كيفية استجابة متغيرات األداء االقتصادي الكلي (الناتج الحقيقي والمستوى العام‬
‫لألسعار)‪ ،‬تجاه الصدمات المتأتية من تجديدات متغيرة سعر النفط ومتغيرات السياسة المالية‪ .‬وفي هذا‬
‫الصدد‪ ،‬وجدنا أن المقاربة "‪ "VAR‬المقترحة من طرف ‪ )1980( Sims‬كبديل للنماذج االقتصادية الكلية‬
‫الهيكلية‪ ،‬توفر إطا ار مالئما لعمليات التنبؤ والمحاكاة وتحليل السياسات االقتصادية‪ ،‬بتفاديها للصعوبات‬
‫المتعلقة بتحديد وتقدير النماذج الهيكلية؛ بينما القت مقاربة النماذج "‪ "VAR‬رواجا واسعا‪ ،‬بالنظر إلى‬
‫الخصائص الجوهرية التي تنفرد بها‪ ،‬والتي جعلتها قادرة على تقديم الوصف الدقيق للعالقات الديناميكية بين‬
‫المتغيرات االقتصادية الكلية‪ ،‬من خالل اختبارات السببية‪ ،‬وميكانيزمات دوال االستجابات الدفعية وآليات‬
‫تفكيك التباين‪ ،‬التي منحت هذا النوع من النماذج القدرة على استخالص الجزء األكبر من المعلومات التي‬
‫تحملها البيانات‪ ،‬دون الحاجة إلى الكثير من المعلومات المسبقة‪.‬‬

‫قبل الخوض في التحليل االقتصادي القياسي‪ ،‬برزت من خالل التحليل االقتصادي الوصفي لبيانات‬
‫االقتصاد الجزائري‪ ،‬العالقة الوثيقة بين حركة أسعار النفط وق اررات السياسة المالية من جهة‪ ،‬وبين حركة هذه‬
‫األسعار وكذا إجراءات السياسة المالية ومتغيرات األداء االقتصادي الكلي من جهة أخرى‪ .‬نتيجة ال تعد ‪-‬في‬
‫الواقع‪ -‬بالمفا ِجئة خاصة إذا ما نظرنا إلى االعتماد الواسع لالقتصاد الجزائري على النفط والعائدات النفطية؛‬

‫‪237‬‬
‫أثر أسعار النفط والسياسة المالية على أداء االقتصاد الجزائري‪ :‬اإلطار التحليلي التطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫آثار عميقة على االقتصاد‪ ،‬جعلت من األداء االقتصادي الكلي ‪-‬ونمو إجمالي الناتج‬
‫األمر الذي ترتب عنه ًا‬
‫المحلي الحقيقي خاصة‪ -‬مرهونا بتقلبات أسعار النفط‪ ،‬وما يصحبها من تقلبات مقابلة لقيمة الصادرات‬
‫واإليرادات العامة ومدى توفر النقد األجنبي‪ .‬أما نتائج التحليل الكمي المعتمدة على أدوات القياس االقتصادي‬
‫–في إطار التحليل الهيكلي لمقاربة النماذج ‪ -VAR‬فقد كشفت عن العديد من العالقات المتشابكة بين‬
‫متغيرات النظام محل الدراسة‪ ،‬أهمها تلك التي تقر بالتأثير الواسع الذي تخلفه صدمات أسعار النفط على‬
‫باقي المتغيرات في النظام‪ ،‬والتي تتضمن كل من متغيرات السياسة (اإليرادات والنفقات العامة الحقيقية‬
‫وعرض النقد الحقيقي)‪ ،‬وكذا متغيرات األداء االقتصادي الكلي (الناتج الحقيقي ومعامل انكماش الناتج)‪ .‬ففي‬
‫هذا الصدد‪ ،‬أظهرت نتائج اختبارات السببية –وفق ‪ -Granger‬أن متغيرة سعر النفط الحقيقي تساهم بمعنوية‬
‫في تحسين القدرة التنبؤية بهذه المتغيرات‪ ،‬األمر الذي يعني أن التغيرات في سعر النفط تسبق التغيرات التي‬
‫تحدث في باقي المتغيرات المعنية بالدراسة؛ بينما أوضحت نتائج محاكاة الصدمات وتحليل دوال االستجابات‬
‫الدفعية أن كال من متغيرات النظام تبدي استجابة معنوية –إحصائيا‪ -‬لصدمات أسعار النفط؛ في حين‬
‫ّ‬
‫كشفت نتائج تفكيك تباين خطأ التنبؤ عن مساهمة جوهرية ومعتبرة لصدمات أسعار النفط في تفسير التقلبات‬
‫الظرفية التي تشهدها ٌّ‬
‫كل من متغيرات السياسة‪ ،‬وكذا متغيرات األداء االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬وفيما يتعلق باآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية‪ ،‬فإنه وبالرغم من تأكيد النتائج‬
‫عن وجود آثار معتبرة نسبيا تخلفها اإلجراءات التوسعية لهذه األخيرة تجاه مستويات الناتج الحقيقي واألسعار‪،‬‬
‫إال أن ما أسفرت عنه ذات النتائج فيما يتعلق بنوع هذه اآلثار –والذي يتجلى من خالل ضعف قيمة‬
‫المضاعفات‪ -‬يكشف أن السياسات المالية التوسعية المنتهجة بالجزائر في ظروف ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬تبقى‬
‫قليلة الفعالية‪ ،‬وتمارس نوعا من اآلثار الالكينـزية‪ ،‬من خالل ظهور آثار مزاحمة على طلب القطاع الخاص‪.‬‬
‫فالسياسات المالية التوسعية ذات الطابع الكينزي التي انتهجتها الحكومة‪ ،‬من خالل استحداث برامج إنعاش‬
‫ودعم النمو االقتصادي‪ ،‬لم يكن لها أية آثار تخدم المنظور المستهدف‪ ،‬ويرجع ذلك بكل بساطة إلى محدودية‬
‫قدرات الجهاز اإلنتاجي والهيكل الصناعي‪ ،‬مما استدعى تحويل المبالغ المرصودة إلى إنشاء الهياكل القاعدية‬
‫وتزايد الواردات من السلع ال غير‪ .‬ذلك فضال عما أظهرته النتائج بشأن دورية السياسة المالية‪ ،‬وخضوعها‬
‫لتقلبات الدورة االقتصادية‪ ،‬التي تتحكم فيها –بشكل كبير‪ -‬تقلبات أسعار النفط‪ .‬غير هذا‪ ،‬يمكن القول ‪-‬في‬
‫حوصلة عامة‪ -‬أن البيانات المستخدمة –والتي تم تحصيلها من مصادر دولية ومحلية‪ -‬قد عبرت إلى حد ما‬
‫عن االعتقادات والتصورات المسبقة حول طبيعة االقتصاد الجزائري‪ ،‬وتبعية السياسة االقتصادية ضمنه‪ ،‬ومن‬
‫ثم اتجاهات األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬وارتباطه الوثيق بالتقلبات والصدمات الخارجية في أسعار النفط‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫خاتمة عامّة‬
‫خاتمة عامة‬

‫‪ ‬الملخص العام‪:‬‬

‫تمحورت اإلشكالية الرئيسية للدراسة الحالية حول تحليل وتقييم مدى تأثير ومساهمة ٌّ‬
‫كل من صدمات‬
‫أسعار النفط وصدمات السياسة المالية المرافقة لها‪ ،‬في تحديد توجهات وسلوك المتغيرات األساسية لألداء‬
‫االقتصادي الكلي ( ُممثلة بالناتج الداخلي الخام الحقيقي والمستوى العام لألسعار) في االقتصاد الجزائري‪،‬‬
‫وفق منهج ومنظور مقاربة النمذجة غير الهيكلية‪ .‬وبعبارة أدق‪ ،‬انحصرت اإلشكالية التي ُخصَّت بالدراسة‪،‬‬
‫في تحديد درجة مساهمة صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية (هيكلية كانت أو نوعية)‪ ،‬في‬
‫التقلبات التي شهدها األداء االقتصادي الكلي في الجزائر خالل الفترة (‪ ،)2014-1970‬إضافةً إلى محاولة‬
‫رصد كيفية ونمط استجابة المتغيرات األساسية لألداء االقتصادي الكلي تجاه الصدمات محل االهتمام‪ ،‬وكذا‬
‫دراسة وتحليل اتجاهات عالقات السببية بين متغيرات النظام المدروس؛ وذلك باعتماد منهج النمذجة غير‬
‫الهيكلية‪ ،‬ومنهج مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪- "VAR‬التي تعد من أهم المقاربات التي تقدمها‬
‫مقاربة النمذجة المذكورة‪ -‬على وجه التحديد؛ والذي يتيح للبيانات حرية التعبير التلقائي عن العالقات‬
‫والتفاعالت الديناميكية الحقيقية السائدة بين متغيرات النظام محل الدراسة‪.‬‬
‫في ذات السياق‪ ،‬تم الخوض في حيثيات اإلشكالية محل االهتمام‪ ،‬انطالقًا من معر ٍ‬
‫فة ُمسبقة بوضعية‬
‫وهيكل االقتصاد الجزائري‪ ،‬الذي يحتل ضمنه قطاع النفط (أو المحروقات) مكانةً مركزية‪ ،‬بوصفه القطاع‬
‫المهيمن على النشاط االقتصادي‪ ،‬وباعتباره المحدد األهم للدخل الوطني وايرادات الميزانية‪ ،‬وبالنظر إلى‬
‫كونه المصدر األساسي للعملة الصعبة والنقد األجنبي‪ ،‬في ظل سيطرة الصادرات النفطية على إجمالي‬
‫الصادرات؛ بينما تعد العائدات النفطية المحدد األساسي واألهم لتوجهات السياسة االقتصادية الكلية (وخاصة‬
‫السياسة المالية)‪ .‬كما عمدنا إلى معالجة اإلشكالية المعنية‪ ،‬أسوةً بمختلف الدراسات واألبحاث التي عكفت‬
‫على دراسة وتحليل آثار تقلبات أسعار النفط والصدمات الناجمة عن إجراءات وتدابير السياسة االقتصادية‬
‫(والسياسة المالية بشكل خاص) على األداء االقتصادي الكلي في اقتصاديات البلدان المصدرة للنفط؛ حيث‬
‫تم إثبات االرتباط الوثيق بين صدمات أسعار النفط واألداء االقتصادي الكلي من جهة‪ ،‬وصدمات السياسة‬
‫االقتصادية ‪-‬والسياسة المالية على وجه الخصوص‪ -‬والنشاط االقتصادي من جهة أخرى‪ ،‬كما تم التأكيد‬
‫على الدور الذي تؤديه السياسة المالية ‪-‬باعتبارها إحدى أهم أدوات السياسة االقتصادية‪ -‬في نقل آثار‬
‫صدمات أسعار النفط إلى األداء االقتصادي الكلي؛ حيث تم إثبات أن هذه السياسة غالبا ما تكون قليلة (أو‬
‫عديمة) الفعالية في معالجة اختالل األوضاع االقتصادية‪ ،‬الناجم عن الصدمات النفطية‪ ،‬إذ أنها تتسم‬
‫بخضوعها ومسايرتها لتقلبات الدورة االقتصادية )‪ ،(Procyclicality‬في أغلب اقتصاديات البلدان المذكورة‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫في إطار المعالجة السليمة والشاملة لإلشكالية الجوهرية التي تناولتها الدراسة‪ ،‬حاولنا جاهدين اإلحاطة‬
‫واإللمام –قدر اإلمكان‪ -‬بمختلف جوانب وحيثيات الموضوع‪ ،‬بالرغم من صعوبة هذا المسعى في ظل ُّ‬
‫تعدد‬
‫وتداخل الجوانب والمواضيع الفرعية المتصلة به‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬قسمنا بحثنا إلى ثالث فصول متناسقة‬
‫ومتكاملة؛ إذ حاولنا في الفصل األول عرض مختلف المسارات والتطورات التّاريخية التي شهدتها أسعار‬
‫شيا مع تطور أوضاع سوق النفط العالمية‪ ،‬وتغير موازين القوى داخل هذه السوق خالل مختلف‬
‫النفط‪ ،‬تما ً‬
‫العقود الزمنية‪ ،‬مع التركيز على دراسة وتحليل العوامل المسؤولة عن تذبذب وعدم استقرار أسعار الخام‪،‬‬
‫وتدعيم هذا التحليل باألدلة التجريبية التي أنتجتها مختلف األدبيات التطبيقية ذات الصلة بالموضوع‪ .‬بعد ذلك‬
‫عمدنا إلى تحليل األسس النظرية واألدلة واإلثباتات التجريبية المتصلة بموضوع اآلثار االقتصادية الكلية‬
‫لصدمات وتقلبات أسعار النفط‪ ،‬من خالل التعرض إلى آليات وقنوات انتقال آثار تقلبات هذه األسعار إلى‬
‫االقتصاد الكلي‪ ،‬ثم تقديم مسح شامل لنتائج األدبيات التجريبية ذات الصلة بالعالقة "أسعار النفط‪-‬اقتصاد‬
‫كلي"‪ ،‬مع التكريز –بشكل أساسي‪ -‬على عرض نتائج األدبيات ذات االهتمام باقتصاديات البلدان المصدرة‬
‫للنفط‪ .‬ذلك قبل أن نقوم بالتعرض ألهم التحديات التي تواجه اقتصاديات البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬في ظل وفرة‬
‫هذا المورد الطبيعي (باعتباره موردا اقتصاديا أساسيا)‪ ،‬وعدم استقرار أسعاره‪ ،‬في مناقشة لواحدة من المالمح‬
‫الغريبة للنمو االقتصادي الحديث‪ ،‬ضمن ما سمي بأطروحة مفارقة الوفرة )‪ (Paradox of Plenty‬ولعنة الموارد‬
‫)‪ ،(Resource Curse‬والتي تعالج عالقة االرتباط السلبي بين بين وفرة الموارد النفطية (باعتبارها من أهم‬
‫الموارد الطبيعية) في البلدان المنتجة للنفط‪ ،‬والنمو االقتصادي في هذه البلدان‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬عمدنا ضمن الفصل الثاني إلى التطرق لمختلف الجوانب ذات الصلة بالسياسة المالية‬
‫بشكل عام‪ ،‬باعتبارها إحدى أهم أدوات السياسة االقتصادية‪ ،‬مع التركيز على خصائص هذه السياسة في‬
‫البلدان المصدرة للنفط‪ .‬حيث استهلينا الفصل بعرض أهم المبادئ النظرية واألسس الفكرية للسياسة المالية‪،‬‬
‫في مقاربة اقتصادية بين أهم األهداف التي تسعى هذه السياسة إلى تحقيقها‪ ،‬واألدوات التي تستخدمها لبلوغ‬
‫األهداف المنشودة‪ ،‬مع استعراض كيفية تطور دور وأهمية السياسة المعنية ضمن مختلف المقاربات‬
‫االقتصادية الكلية‪ .‬ذلك‪ ،‬قبل أن نعمد إلى الخوض في حيثيات اإلطار النظري واألساس التجريبي (التطبيقي)‬
‫لآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية‪ ،‬ومدى فعالية هذه األخيرة في التأثير على مختلف المتغيرات‬
‫االقتصادية الكلية المستهدفة‪ ،‬مع تقديم عرض مفصل لنتائج أهم األدبيات التجريبية ذات الصلة بموضوع‬
‫اآلثار االقتصادية الكلية لهذه السياسة في مختلف االقتصاديات‪ ،‬على اختالف نهجها االقتصادي (مع‬
‫التركيز على نتائج األدبيات التي خصت االقتصاديات النفطية)‪ ،‬ودرجة تطور أنظمتها االقتصادية‪ ،‬وذلك في‬

‫‪241‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫ظل احتدام الجدل والنقاش النظري‪ ،‬واختالف وتعارض آراء مختلف المقاربات والنماذج النظرية ذات الصلة‬
‫بالموضوع‪ .‬كل ذلك‪ ،‬قبل أن نعمد إلى التعرض ألهم المعالم والخصائص الجوهرية التي تميز السياسة‬
‫المالية في البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬وكذا استجابة هذه السياسة للصدمات والتقلبات في أسعار النفط‪ ،‬مع‬
‫مناقشة األدوار المنوطة بها في مجموعة البلدان المعنية‪ ،‬وكذا استعراض التحديات الرئيسية التي تواجهها في‬
‫هذه البلدان‪ ،‬نتيجة التبعية للعائدات النفطية المتقلبة‪.‬‬

‫ضمن الفصل الثالث‪ ،‬عمدنا إلى تقديم دراسة تحليلية وتحليل تطبيقي‪-‬تجريبي‪ ،‬بهدف الخروج بنتيجة‬
‫وجواب صريح لإلشكال الجوهري الذي تطرحه الدراسة‪ ،‬وتحديد مدى مساهمة صدمات أسعار النفط‬
‫وصدمات السياسة المالية في تفسير وتحديد اتجاهات تطور األداء االقتصادي الكلي في الجزائر خالل الفترة‬
‫المعنية بالدراسة‪ .‬ولهذا الغرض‪ ،‬استهلينا الفصل بتقديم عرض وقراءة تحليلية لواقع ومسار السياسة المالية‬
‫في ظل حركة أسعار النفط‪ ،‬وكذا لتوجهات وسلوك المؤشرات األساسية لألداء االقتصادي الكلي (الناتج‬
‫والتضخم)‪ ،‬في ظل تقلبات هذه أسعار والتطورات في إجراءات السياسة المالية المصاحبة لها‪ ،‬خالل الفترة‬
‫محل الدراسة‪ .‬ذلك قبل أن نعمد إلى تقديم معالجة وتقيم كمي‪ ،‬وتحليل اقتصادي قياسي‪ ،‬آلثار الصدمات في‬
‫أسعار النفط وكذا الصدمات في إجراءات وتدابير السياسة المالية‪ ،‬على سلوك المتغيرات األساسية لألداء‬
‫االقتصادي الكلي‪ ،‬من خالل التطبيق المباشر ألدوات وتقنيات التحليل الكمي والقياسي المناسبة ‪-‬من بين‬
‫األدوات التي تقدمها مقاربة النمذجة غير الهيكلية‪ ،‬ومقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية "‪ "VAR‬على وجه‬
‫التحديد‪ -‬على بيانات االقتصاد الجزائري‪ ،‬وذلك بعد التحديد الجيد‪ ،‬والمعالجة اإلحصائية السليمة‪ ،‬للمتغيرات‬
‫التي يجب أن تُعنى بالدراسة‪ ،‬ضمن نظام إحصائي أساسي‪ُ ،‬يفترض أن يكون معب ار عن النظام االقتصادي‬
‫المعني بالدراسة‪ .‬وقد أفضت الخطوة الموصوفة إلى بناء وتقدير نموذج ديناميكي احتمالي أساسي‪ ،‬في إطار‬
‫منهجية المقاربة "‪ ،"VAR‬قمنا من خالله باختبار إمكانية وجود عالقات سببية معنوية تتجه من أسعار النفط‬
‫ومتغيرات السياسة المالية ‪-‬بشكل خاص‪ -‬نحو متغيرات األداء االقتصادي الكلي (دون غض النظر عن‬
‫اختبار إمكانية وجود عالقات من هذا النوع بين مختلف متغيرات النظام األساسي محل الدراسة)‪ ،‬وكذا‬
‫محاكاة آثار مختلف الصدمات ‪-‬المستقلة‪ -‬الناتجة كل متغيرة من متغيرات النظام ‪-‬ومن بينها الصدمات‬
‫المتولدة عن متغيرة سعر النفط ومتغيرات السياسة المالية على وجه الخصوص‪ -‬على مختلف متغيرات‬
‫النظام محل الدراسة؛ باإلضافة إلى تحديد األهمية النسبية‪ ،‬ودرجة مساهمة صدمات أسعار النفط وصدمات‬
‫السياسة المالية‪ ،‬في تفسير التقلبات الظرفية (أو الهيكلية) التي تشهدها المتغيرات المستهدفة‪ ،‬من خالل آلية‬
‫تفكيك تباين خطأ التنبؤ لكل متغيرة من متغيرات النظام المدروس‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫‪ ‬نتائج البحث‪:‬‬

‫أهم النتائج التي توصلنا إليها ضمن الدراسة الحالية ‪-‬بجزأيها النظري والتحليلي التطبيقي‪ -‬والتي تُعتبر‬
‫إجابات نهائية لمختلف التساؤالت المطروحة في مستهل هذه الدراسة‪ ،‬كما تمثل في ذات الوقت نتائج الختبار‬
‫الفرضيات التي انطلقنا منها؛ نعرضها ونلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أهم نتائج التحليل النظري‪.‬‬

‫‪ .1‬الزمت حركة أسعار النفط ديناميكيةً وعدم استقرار دائمين منذ اكتشاف النفط كمورد طبيعي وسلعة‬
‫اقتصادية‪ ،‬وذلك نتيجة تفاعل وتداخل عديد العوامل االقتصادية‪ ،‬الجيوسياسية‪ ،‬العسكرية وغيرها‪ ،‬إذ يؤكد‬
‫عديد الباحثين في هذا الصدد على أن التقلبات الحاصلة في األسعار الفورية للخام هي انعكاس بالدرجة‬
‫األولى لتطورات ظروف االقتصاد العالمي‪ ،‬وخاصة ما يتعلق منها بالدوافع والصدمات ذات الصلة‬
‫بتدفقات العرض والطلب‪ ،‬وكذا صدمات الطلب لغرض المضاربة‪.‬‬

‫‪ .2‬تؤثر صدمات وتقلبات أسعار النفط على األداء االقتصادي الكلي (النشاط االقتصادي)‪ ،‬في مختلف‬
‫اقتصاديات بلدان العالم عبر العديد من قنوات وميكانيزمات االنتقال‪ ،‬منها يتعلق بميكانيزم جانب العرض‬
‫)‪ ،(Suuply-side Channel‬ومنها ما يتعلق بميكانيزم جانب الطلب )‪ ،(Demand-side Channel‬ومنها ما‬
‫له صلة باستجابات السياسة االقتصادية )‪.(Economic Policy Reactions‬‬

‫‪ .3‬وفق معظم األدبيات والدراسات التجريبية‪-‬التطبيقية‪ ،‬هناك عالقة وثيقة تربط بين تقلبات وصدمات أسعار‬
‫صدرة‬
‫وم ّ‬
‫النفط وتقلبات األداء االقتصادي الكلي في مختلف اقتصاديات بلدان العالم‪ ،‬سواء كانت منتجة ُ‬
‫لهذا المورد االقتصادي األساسي‪ ،‬أو كانت مستوردة له‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬قد تُبدي المتغيرات االقتصادية‬
‫الكلية استجابات غير متناظرة تُجاه الصدمات الناتجة عن ارتفاع وانخفاض أسعار النفط‪ ،‬كما قد تتغير‬
‫هذه االستجابات مع مرور الزمن‪.‬‬

‫‪ .4‬كشفت نتائج عديد الدراسات التجريبية‪ ،‬عن واحدة من المالمح الغريبة للنمو االقتصادي الحديث‪ ،‬التي‬
‫تجلى مفادها في أن االقتصاديات الغنية بالموارد الطبيعية (على غرار االقتصاديات المنتجة والمصدرة‬
‫للنفط) تميل إلى النمو بصورة أبطأ‪ ،‬مقارنة بنظيرتها التي تفتقر لهذه الموارد وال تتوفر على القدر اليسير‬
‫منها؛ مما يعني وجود عالقة ارتباط مباشرة وسلبية بين وفرة الموارد والنمو االقتصادي في البلدان الغنية‬
‫)‪Paradox of‬‬ ‫بالموارد‪ ،‬على غرار البلدان المنتجة للنفط‪ ،‬وهو ما يصطلح عليه بأطروحة مفارقة الوفرة‬

‫‪243‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫أو لعنة الموارد )‪ .(Resource Curse‬وقد رجع الكثير من الباحثين في دراساتهم إلى مناقشة هذه‬ ‫‪(Plenty‬‬

‫األطروحة سواء من خالل تأكيدها أو نفيها أو ربطها بإحدى المتغيرات االقتصادية أو السياسية؛ إذ هناك‬
‫من يرى –في هذا الصدد‪ -‬أنها ليست بالضرورة مصي ار محتوما لكل االقتصاديات الغنية بالموارد‪.‬‬

‫‪ .5‬قدم خبراء االقتصاد مجموعة من األسباب الكامنة وراء األداء االقتصادي الهزيل لبعض البلدان الغنية‬
‫بالموارد‪ ،‬الذي تلخصه أطروحة "لعنة الموارد"‪ .‬وقد شملت التفسيرات األساسية لهذه األطروحة‪ ،‬مجموعة‬
‫من المقاربات‪ ،‬تقدمتها نظرية المرض الهولندي )‪ ،(Dutch Disease‬التي مثلت طرح المدرسة الهيكلية‬
‫)‪(Structuralist‬؛ إضافة إلى أطروحة "سلوك السعي وراء الريع‪ ،"Rent-Seeking Behaviour-‬وما ُبنيت‬
‫عليه من ضعف في الحوافز )‪ (Reduced Incentives‬الداعية لتطوير الجزء غير المرتبط بالموارد في‬
‫االقتصاد‪ .‬وبينما بنى البعض تحليله لألطروحة المعنية على ارتفاع معدل تذبذب مداخيل الموارد‪ ،‬الناجم‬
‫أساسا عن شدة تذبذب أسعار هذه الموارد؛ ركز البعض اآلخر تفسيره على اآلثار االقتصادية السياسية‬
‫لمداخيل الموارد‪ ،‬والسيما ما يتعلق بجودة ونوعية المؤسسات )‪.(Institutional Quality‬‬

‫‪ .6‬لم تتوصل المقاربات االقتصادية الكلية التي تبنتها مختلف المدراس الفكرية‪ ،‬إلى اتفاق بخصوص دور‬
‫الدولة وأهمية السياسة المالية في االقتصاد‪ ،‬كما لم تخلص البحوث األكاديمية إلى توافق في اآلراء بشأن‬
‫فعالية السياسة المالية في التأثير على النشاط االقتصادي‪ .‬وقد أسفر النقاش النظري في هذا الشأن عن‬
‫ظهور تيارين متعارضين؛ أحدهما يؤكد فعالية السياسة المالية وأهميتها في التأثير على النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬والثاني ينفي فعالية هذه السياسة ويجردها من أي قوة مؤثرة على األداء االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫‪ .7‬تركز الجدل والنقاش النظري بشأن اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية حول مناقشة مدى إمكانية‬
‫االعتماد على أدوات هذه األخيرة لتحفيز أو كبح النشاط االقتصادي في المدى القصير والبعيد‪ ،‬ومدى‬
‫قدرتها على التأثير في الطلب الكلي‪ ،‬ومراقبة سير االقتصاد والتوظيف الكامل لعوامل اإلنتاج؛ في‬
‫محاولة لإلجابة على بعض التساؤالت المتعلقة بكيفية تأثير التغيرات الضريبية وتغيرات اإلنفاق العام‬
‫(المتغيرات الموازنية‪ )Fiscal Variables -‬على كل من الدخل الشخصي وسلوك األسعار‪ ،‬ومعدالت‬
‫الفائدة وسعر الصرف‪ ،‬ومن ثم على حجم االستهالك واالستثمار الخاص ونمو الناتج‪.‬‬

‫‪ .8‬مثَّل التيار المتبني لفعالية السياسة المالية (التقديرية) المدرسة الكينزية (التقليدية والحديثة)‪ ،‬التي ترى أن‬
‫سياسات التوسع في الطلب الكلي تكون على قدر كبير من الفعالية في التأثير على حجم الناتج‪ ،‬ومن ثم‬
‫تحقيق االستقرار االقتصادي‪ .‬بينما قاد التيار الثاني المتبني لعدم فعالية السياسة المالية‪ ،‬كل من المدرسة‬

‫‪244‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫المكيَّفة )‪ (Adaptive Expectations‬ومخرجات منحنى‬


‫النقدوية –معتمدة في ذلك على التوقعات ُ‬
‫‪ –Phillips‬وكذا المدرسة الكالسيكية الحديثة )‪ ،(Neoclassic‬التي نفت فعالية أي سياسة اقتصادية‬
‫ُمتوقَّعة‪ ،‬بتبنيها لفرضيات كالتوقعات الرشيدة (العقالنية‪ ،)Rational Expectations-‬والمكافئ الريكاردي‬
‫)‪ ،)Ricardian Equivalence‬والمصداقية (‪ ،)Credibility‬وعالوات المخاطرة )‪(Risk Premia‬؛ إضافة إلى‬
‫نظرية الدورات االقتصادية الحقيقية )‪ ،(Real Business Cycles‬التي تنظر إلى العوامل الحقيقية للعرض‬
‫–وخاصة منها التقدم التكنولوجي‪ -‬على أنها العوامل األساسية المؤثرة على الدخل (الناتج) والتشغيل‪.‬‬

‫‪ .9‬على غرار األدبيات النظرية‪ ،‬أسفرت نتائج األدبيات التجريبية هي األخرى عن عدم توافق وخالف كبير‬
‫بشأن آثار السياسة المالية على االقتصاد الكلي؛ وقد تباينت هذه النتائج بتباين درجة تطور وتنمية‬
‫األنظمة االقتصادية‪ ،‬وكذا باختالف المقاربات المعتمدة لتحديد وتعريف صدمات السياسة المالية‪.‬‬

‫ترتبط المالية العامة في البلدان المصدرة للنفط ارتباطا وثيقا بالعائدات النفطية؛ األمر الذي جعل من‬ ‫‪.11‬‬
‫اإليرادات العامة في هذه البلدان تميل ألن تكون شديدة التقلب‪ ،‬كما أنها من المحتمل أن تميل إلى‬
‫التضاؤل في المستقبل‪ .‬بينما من شأن االعتماد الواسع على اإليرادات والعائدات النفطية‪ ،‬أن يشكل تحديا‬
‫لكل من التسيير االقتصادي الكلي والتخطيط المالي‪ ،‬ويجعل من اإلدارة المالية في المدى القصير‪،‬‬
‫التخطيط الموازني‪ ،‬وكذا االستخدام الفعال للموارد العامة أم ار صعبا للغاية‪ ،‬في حين تُطرح إشكالية‬
‫االستدامة المالية والمساواة بين األجيال على المدى البعيد؛ إذ تنشأ التحديات غالبا من الطبيعة المتقلبة‬
‫ألسعار النفط‪ ،‬وعدم إمكانية التنبؤ بمستوياتها‪ .‬لذا تبقى البلدان النفطية ملزمة بتحسين مستوى أدائها‬
‫االقتصادي في مواجهة تحديات تقلبات اإليرادات النفطية على المديين القصير والبعيد‪.‬‬

‫يتعين على السياسة المالية في البلدان النفطية مواجهة مجموعة من التحديات‪ ،‬تتضمن كيفية تحقيق‬ ‫‪.11‬‬
‫االستقرار االقتصادي الكلي في مواجهة إيرادات نفطية متقلبة وغير مؤكدة (مع ما يرافقها من دورات‬
‫االنكماش والرواج)‪ ،‬ضمان التخصيص األمثل لإلنفاق الحكومي بنوعيه الجاري والرأسمالي (االستثماري)‪،‬‬
‫مع مراعاة ضمان حق األجيال القادمة من الثروة النفطية‪ .‬وعلى الرغم من أن الوصفات المقدمة لمواجهة‬
‫مثل هذه التحديات تعد بسيطة جدا من الناحية النظرية‪ ،‬إال أنها غالبا ما تصطدم بواقع عدم الشفافية‬
‫التي تميز النظم المالية في البلدان المنتجة للنفط‪ ،‬حيث تبقى هذه النظم خاضعة بدرجة عالية إلى‬
‫التدخل السياسي‪ ،‬فضال عن افتقارها إلى أنظمة للتدقيق والموازنة‪ ،‬من شأنها أن تعمل على استغالل‬
‫الموارد بصورة جيدة‪ ،‬وكذا توفير المرونة المالية الالزمة لتعديل اإلنفاق وفقا للتغيرات في الموارد‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫في ذات السياق‪ ،‬يمكن أن تؤدي السياسة المالية في البلدان المصدرة للنفط دو ار رئيسيا في تحويل‬ ‫‪.12‬‬
‫جزء من الريع المتحقق في قطاع النفط لصالح قطاعات استراتيجية أخرى؛ األمر الذي من شأنه العمل‬
‫على تعزيز الروابط بين مختلف مجاالت النشاط القائمة‪ ،‬ودعم نشوء وتنمية قطاعات اقتصادية جديدة‬
‫تساعد على تعزيز المزايا التنافسية‪ ،‬وتخفيف االتجاه نحو اإلفراط في االعتماد على الصادرات النفطية‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬وعلى صعيد األدبيات االقتصادية‪ ،‬خلصت العديد من الدراسات واألبحاث إلى أن‬ ‫‪.13‬‬
‫أسعار النفط تؤثر على السياسة المالية في البلدان المصدرة للنفط‪ ،‬كما أن هذه السياسة تمثل آلية انتشار‬
‫وقناة رئيسية النتقال صدمات أسعار النفط إلى االقتصاد الكلي المحلي‪.‬‬

‫في ذات الصدد‪ ،‬أظهرت عديد الدراسات التجريبية أن السياسات المالية غالبا ما تتسم بالدورية (تكون‬ ‫‪.14‬‬
‫خاضعة لتقلبات الدورة االقتصادية‪ )Procyclical-‬في البلدان النامية بشكل عام‪ ،‬وفي البلدان المصدرة‬
‫للنفط ‪-‬وضمنها بلدان أوبك‪ -‬على وجه الخصوص؛ حيث تُ ِقدم حكومات هذه البلدان على رفع اإلنفاق‬
‫العام مع حدوث أي ارتفاع في العائدات النفطية خالل الفترات التي تشهد طفرات في أسعار النفط‪ ،‬بينما‬
‫تكون هذه الحكومات مجبرة على خفض إنفاقها عند تراجع اإليرادات الناتج عن تراجع أسعار النفط؛‬
‫وذلك أن هذه البلدان –بشكل عام‪ -‬غير قادرة على تجميع َّ‬
‫المدخرات خالل الفترات التي تشهد عائدات‬
‫نفطية مرتفعة‪ ،‬إذ بإمكانها فقط تمويل العجز عن طريق خفض النفقات أثناء نقص اإليرادات؛ وبذلك ال‬
‫تلعب هذه السياسات أي دور في مواجهة الصدمات النفطية‪ ،‬ومعالجة االختالل في األوضاع والتوازنات‬
‫االقتصادية‪ ،‬نتيجة الصدمات المعنية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نتائج التحليل الوصفي‪-‬التطبيقي (التجريبي) لحالة االقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫‪ .1‬أثبتت نتائج التحليل الوصفي والقراءة التحليلية لبيانات االقتصاد الجزائري أن كل ما يتعلق بالسير الحسن‬
‫للسياسة المالية وتماسكها‪ ،‬واستقرار معدالت الدين العام‪ ،‬والقدرة على تحمل العجز الموازني‪ ،‬كان دائما‬
‫مرهون إلى حد بعيد بمدى وفرة اإليرادات العامة‪ ،‬التي تعتمد بشكل أساسي على اإليرادات النفطية (أو‬
‫الجباية البترولية)‪ .‬لذلك‪ ،‬لطالما كان للصدمات والتقلبات في أسعار النفط آثا ار مباشرة على السياسة‬
‫المالية في االقتصاد الجزائري؛ وهو األمر الذي أضفى ميزة الضعف النسبي على هذه السياسة‪ ،‬لبلوغ‬
‫األهداف االقتصادية الكلية المرجوة‪ ،‬وخلَّف آثاره على األداء االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫‪ .2‬رغم الجهود المبذولة واإلجراءات المتخذة‪ ،‬من خالل حزمة اإلصالحات االقتصادية المنتهجة لغرض‬

‫‪246‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫معالجة الوضع االقتصادي المتردي الموروث عن أزمة النفط العكسية للعام ‪ 1986‬وما بعدها‪ ،‬وتغيير‬
‫نمط تسيير االقتصاد‪ ،‬والتخفيف من تبعية االقتصاد الجزائري –وضمنه السياسة االقتصادية والسياسة‬
‫المالية بشكل خاص‪ -‬للعائدات واإليرادات النفطية‪ ،‬ومن ثم لتقلبات أسعار النفط‪ ،‬ظلت العالقة (أسعار‬
‫النفط‪-‬اقتصاد كلي) قائمةً وقوية ضمن االقتصاد المعني؛ إذ لطالما رافق حركات وتقلبات أسعار النفط‬
‫في األسواق العالمية‪ ،‬حركات وتقلبات مماثلة في ق اررات وتوجهات السياسة االقتصادية (وخاصة السياسة‬
‫المالية)‪ ،‬ومن ثم في سلوك مؤشرات األداء االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫‪ .3‬في ذات السياق‪ ،‬اتضح –من خالل التحليل الوصفي‪ -‬أنه وبحكم االرتباط الوثيق لإلنفاق العام‬
‫)‪(Procyclicality‬‬ ‫باإلي اردات العامة‪ ،‬واعتماد هذه األخيرة بشكل واسع على اإليرادات النفطية‪ ،‬تبقى الدورية‬
‫هي الميزة األساسية التي ِ‬
‫تسم سياسة اإلنفاق العام في الجزائر‪ ،‬في ظل خضوع وتبعية هذه السياسة‬
‫بشكل شبه تام للتقلبات في أسعار النفط‪ ،‬إذ تدل مختلف المحطات التاريخية للسياسة االقتصادية في‬
‫الجزائر‪ ،‬أن سياسة اإلنفاق العام تتخذ اتجاهات توسعية خالل فترات انتعاش أسعار النفط‪ ،‬غير أنها‬
‫سرعان ما تعود للسير على نسق التقشف واالنكماش بمجرد تراجع هذه األسعار‪ .‬وهو ما ُيفقد السياسة‬
‫المالية دورها كوسيلة لدعم النشاط االقتصادي متى ما استدعى األمر ذلك‪ ،‬حيث تكون هذه السياسة‬
‫توسعية في فترات االزدهار‪ ،‬وانكماشية في األوقات التي ينبغي أن تكون عكس ذلك (في فترات الركود)‪.‬‬

‫‪ .4‬من ناحية أخرى‪ ،‬أظهر تحليل معدالت النمو االقتصادي في الجزائر‪ ،‬عدم استدامة هذا األخير وتبعيته‬
‫التامة لدورات أسعار النفط –وما يرافقها من سياسات مالية دورية‪ -‬وتأثره بمختلف الصدمات التاريخية‬
‫فيها‪ ،‬حيث شهدت فترة السبعينات والنصف األول من الثمانينات معدالت نمو جد إيجابية‪ ،‬تزامنت مع‬
‫انتعاش غير مسبوق في أسعار النفط‪ ،‬قبل أن تأتي نهاية الثمانيات والنصف األول من التسعينات شاهدة‬
‫على تراجع حاد في هذه المعدالت‪ ،‬إزاء وضع اقتصادي ومالي ٍ‬
‫مترد ميزه تدهور وتذبذب أسعار النفط‪،‬‬
‫ومعها العائدات النفطية‪ ،‬بينما شهدت سنوات األلفية الثالثة معدالت نمو جد مرضية‪ ،‬بعد أن جاءت في‬
‫معظمها شاهدة على ارتفاعات قياسية وغير مسبوقة في أسعار النفط واإليرادات النفطية‪.‬‬

‫‪ .5‬فضال عن ذلك‪ ،‬اتضح أنه ال يمكن حصر أسباب التضخم ضمن االقتصاد الجزائري في نمط معين‬
‫وانما يمكن أن تُرد هذه األسباب إلى عوامل عديدة‪ ،‬منها ما يتعلق بالجانب النقدي والسياسة النقدية‪ ،‬وكذا‬
‫الطلب الكلي والسياسة المالية‪ ،‬ومنها ما يتعلق بهيكل االقتصاد الجزائري وعدم كفاءة جهازه اإلنتاجي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التضخم المستورد‪ .‬وضمن هذا وذاك يبقى لحركة أسعار النفط الدور الجوهري في التأثير‬

‫‪247‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫على كل من العوامل السابقة‪ ،‬ومن ثم على معدالت التضخم ومستويات األسعار‪.‬‬

‫‪ .6‬على مستوى التحليل االقتصادي القياسي والكمي‪ ،‬نتائج تحليل التكامل المتزامن أسفرت ‪-‬بعد تسوية‬
‫شعاع التكامل المتزامن على المتغيرة "‪ -"LRGDP‬عن وجود عالقة طردية معنوية في المدى الطويل‬
‫بين الناتج الحقيقي في الجزائر‪ ،‬وكل من سعر النفط‪ ،‬واإليرادات والنفقات العامة (السياسة المالية)؛ حيث‬
‫يؤدي توسع قدره )‪ (1%‬في السعر الحقيقي للنفط )‪ ،(LROP‬اإليرادات العامة الحقيقية )‪(LRGREV‬‬

‫واإلنفاق الحكومي الحقيقي )‪ (LRGEX‬إلى ارتفاع بمعدالت تقارب )‪ ،(1,03%) ،(0,32%‬و)‪(1,40%‬‬

‫‪-‬على التوالي‪ -‬في نمو الناتج الحقيقي لالقتصاد الجزائري على المدى الطويل‪ .‬بينما كشفت النتائج‬
‫المذكورة أنه ال توجد عالقة معنوية في المدى الطويل بين الناتج الحقيقي وعرض النقد (السياسة النقدية)‪.‬‬

‫‪ .7‬نفس النتائج كشفت ‪-‬بعد تسوية شعاع التكامل المتزامن على المتغيرة "‪ -"LGDPD‬عن وجود عالقة‬
‫عكسية معنوية في المدى الطويل‪ ،‬بين المستوى العام لألسعار وكل من سعر النفط واإليرادات العامة‪ .‬إذ‬
‫من شأن توسع قدره )‪ (1%‬في السعر الحقيقي للنفط )‪ (LROP‬واإليرادات العامة )‪ ،(LRGREV‬أن يؤدي‬
‫على المدى الطويل إلى انكماش بمعدالت قدرها )‪ (1,09%‬و)‪- (3,47%‬على التوالي‪ -‬في معدالت‬
‫التضخم في االقتصاد الجزائري‪ .‬بينما أظهرت ذات النتائج وجود عالقة طردية معنوية في المدى الطويل‬
‫بين المستوى العام لألسعار وكل من اإلنفاق الحكومي وعرض النقد‪ ،‬حيث يؤدي ارتفاع قدره )‪ (1%‬في‬
‫المتغيرتين األخيرتين إلى ارتفاع في معدالت التضخم بنسب تقارب )‪ (1,03%) ،(0,32%‬على التوالي‪.‬‬

‫‪ .8‬ضمن التقييم االقتصادي القياسي الذي تم إجراؤه في إطار مقاربة نماذج أشعة االنحدارات الذاتية‬
‫"‪ ،"VAR‬وفي إطار التحليل الهيكلي ضمن المقاربة المعنية‪ ،‬كشفت نتائج اختبارات السببية –وفق‬
‫‪ -Granger‬عن وجود عالقات سببية قوية ومعنوية‪ ،‬تتجه من سعر النفط الحقيقي نحو باقي متغيرات‬
‫النظام األساسي المحدد‪ ،‬والتي تضمنت متغيرات السياسة المالية (اإليرادات والنفقات العامة الحقيقية)‪،‬‬
‫والسياسة النقدية (عرض النقد الحقيقي)‪ ،‬ومتغيرات األداء االقتصادي الكلي (الناتج الحقيقي‪ ،‬ومعامل‬
‫انكماش الناتج الداخلي الخام)‪ .‬وهذا يعني أن التغيرات في أسعار النفط تسبق التغيرات في كل من هذه‬
‫المتغيرات‪ ،‬وتساهم بمعنوية في تحسين القدرة التنبؤية بها‪ ،‬وذلك عند مستوى ثقة يفوق الـ )‪.(95%‬‬

‫‪ .9‬نفس النتائج كشفت عن وجود عالقة تغذية عكسية )‪ (Feedback‬بين ٌّ‬


‫كل من اإليرادات العامة واإلنفاق‬
‫العام من جهة‪ ،‬والناتج الحقيقي من جهة أخرى‪ .‬مما يعني أن السياسة المالية تساهم إلى حد ما في‬
‫تحديد مستويات النشاط الحقيقي (الناتج الحقيقي) في الجزائر؛ كما أن هذا األخير يؤثر بدوره في‬

‫‪248‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫توجهات وق اررات هذه السياسة؛ ضمن مؤشر واضح على دورية )‪ (Procyclicality‬السياسة المالية‪،‬‬
‫وخضوعها لتقلبات الدورة االقتصادية من جهة‪ ،‬وعلى تحقق قانون ‪ )1892( Wagner‬في االقتصاد‬
‫الجزائري‪ ،‬من جهة أخرى؛ إذ تتحقق الزيادة في النفقات العامة –وفق هذا القانون‪ -‬نتيجة اتساع نشاط‬
‫الدولة‪ ،‬الناتج عن تحقيق المجتمع لمعدل معين من النمو االقتصادي‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬اتضح أن السياسة النقدية (عرض النقد) ال تساهم بمعنوية في تحديد مستويات‬ ‫‪.11‬‬
‫الناتج الحقيقي (النشاط الحقيقي)‪ ،‬بينما تجري العالقة السببية فقط في االتجاه المعاكس‪ ،‬إذ يبدوا أن‬
‫مستوى الناتج الحقيقي هو من يؤثر في تحديد مستويات عرض النقد (السياسة النقدية)‪ ،‬في مؤشر بارز‬
‫على دورية هذه السياسة في االقتصاد الجزائري‪ ،‬وخضوعها ‪-‬هي األخرى‪ -‬لتقلبات الدورة االقتصادية‪،‬‬
‫وهي النتائج التي تأكدت من خالل تحليل دوال االستجابة‪ ،‬وتفكيك التباين‪ ،‬للمتغيرات المعنية‪.‬‬

‫ذات النتائج‪ ،‬قادتنا إلى أهمية إجراءات وتدابير ٌّ‬


‫كل من السياستين المالية والنقدية –إلى جانب تغيرات‬ ‫‪.11‬‬
‫سعر النفط‪ -‬في تحديد مستويات األسعار ومعدالت التضخم في االقتصاد الجزائري‪ ،‬حيث اتضح الدور‬
‫الهام الذي تؤديه متغيرات اإليرادات العامة‪ ،‬اإلنفاق العام‪ ،‬والعرض النقدي في التأثير على المستوى العام‬
‫لألسعار‪ .‬وتتدعم هذه النتيجة أكثر في ظل بروز هذا األخير إلى جانب العرض النقدي الحقيقي‪،‬‬
‫كمتغيرات مهمة وحاسمة للتنبؤ بمستويات اإليرادات والنفقات العامة الحقيقية‪ ،‬فضال عن ظهور هذه‬
‫المحددة لمستويات عرض النقد‪ ،‬مما‬
‫األخيرة –إلى جانب المستوى العام لألسعار‪ -‬ضمن أهم المتغيرات ُ‬
‫وتأثير ُمتبادالً بين متغيرات السياستين المالية والنقدية‪ ،‬مع تأثيرات مشتركة‬
‫ًا‬ ‫يعني وجود تغذية عكسية‬
‫ومتبادلة على المستوى العام لألسعار‪ ،‬ضمن نتيجة تدل في جزء منها على أهمية اإلصدار النقدي‬
‫الجديد في تمويل اإليرادات العامة‪ ،‬ومن ثم اإلنفاق العام في االقتصاد الجزائري‪ ،‬خالل فترات العجز‬
‫الموازني التي ترافق فترات تدهور وتراجع أسعار النفط‪ .‬وهي النتائج التي تأكدت من خالل تحليل دوال‬
‫االستجابات الدفعية‪ ،‬وتفكيك التباين‪ ،‬للمتغيرات المعنية‪.‬‬

‫فضال عما سبق‪ ،‬تقودنا أسبقية (سببية) حركة أسعار النفط لتغيرات اإليرادات العامة واإلنفاق‬ ‫‪.12‬‬
‫الحكومي‪ ،‬وبروز هذه األخيرة إلى جانب سعر النفط‪ ،‬كمتغيرات محددة لمستويات الناتج الحقيقي (النشاط‬
‫الحقيقي) والمستوى العام لألسعار (النشاط اإلسمي)‪ ،‬إلى االعتقاد والقول بأن السياسة المالية تمثل آلية‬
‫انتشار )‪ ،(Propagation Mechanism‬وقناة رئيسية من قنوات انتقال )‪ (Transmision Chanel‬صدمات‬
‫أسعار النفط إلى النشاط واألداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ .‬إذ‪ ،‬وباإلضافة إلى التأثير المباشر الذي‬

‫‪249‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫تمارسه أسعار النفط على مستويات األداء االقتصادي الكلي (ممثال بالناتج الحقيقي واألسعار)‪ ،‬فإنها‬
‫تأثير غير مباشر عبر قناة السياسة المالية (اإليرادات العامة واإلنفاق العام الحقيقين)‪ .‬وهي‬
‫تمارس أيضا ًا‬
‫النظرة التي أكدها تحليل دوال االستجابات الدفعية‪ ،‬وتحليل تفكيك التباين‪ ،‬لمتغيرات النظام المدروس‪.‬‬

‫الدفعية‪ ،‬أظهرت أن النشاط االقتصادي الحقيقي (الناتج الحقيقي) ُيبدي‬


‫نتائج تحليل دوال االستجابات ّ‬ ‫‪.13‬‬
‫ٍ‬
‫استجابات معنوية إيجابية‪ ،‬تُجاه الصدمات اإليجابية في سعر النفط ومتغيرات السياسة المالية (النفقات‬
‫واإليرادات العامة الحقيقية)‪ ،‬إذ تؤدي الصدمات المذكورة إلى ارتفاع مستويات الناتج الحقيقي في المدى‬
‫القصير‪ ،‬المتوسط وحتى البعيد‪ .‬غير أنه يمكن اعتبار ضعف قيم مضاعفات اإلنفاق الحكومي الذي‬
‫أسفرت عنه النتائج (خاصة في المدى الطويل)‪ ،‬كمؤشر على أن السياسات المالية التوسعية المنتهجة‬
‫بالجزائر في ظروف ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬تبقى قليلة الفعالية‪ ،‬وتمارس نوعا من اآلثار الالكينـزية‪ ،‬من‬
‫خالل ظهور نوع من آثار اإلزاحة أو المزاحمة على طلب القطاع الخاص‪ ،‬مما يؤدي إلى إزاحة جزئية‬
‫‪-‬على المدى البعيد‪ -‬لآلثار اإليجابية للتوسع المالي على الناتج الحقيقي‪ .‬والنتيجة فعالية نسبية لمثل‬
‫هذه السياسات في التأثير على النشاط االقتصادي الحقيقي‪.‬‬

‫ذات النتائج‪ ،‬كشفت أن الناتج الحقيقي لالقتصاد الجزائري‪ ،‬ال يبدي أي استجابة معنوية تجاه‬ ‫‪.14‬‬
‫صدمات السياسة النقدية (عرض النقد الحقيقي)؛ األمر الذي يؤكد محدودية فعالية هذه السياسة في‬
‫التأثير على النشاط الحقيقي‪ ،‬وينفي مسؤوليتها في نقل آثار صدمات أسعار النفط إليه‪ .‬وهي نتيجة‬
‫تتوافق وواقع السياسة النقدية المطبقة في الجزائر خالل فترة الدراسة‪ ،‬حيث تم إغفال الدور اإلنمائي لهذه‬
‫السياسة‪ ،‬التي بقيت بعيدة كل البعد عن متطلبات تحقيق النمو االقتصادي وأولويات تشجيعه‪.‬‬

‫من ناحية أخرى اتضح من خالل ذات التحليل‪ ،‬أن الصدمات اإليجابية في سعر النفط الحقيقي‬ ‫‪.15‬‬
‫واإليرادات العامة تكون صدمات تضخمية –معنويا‪ -‬في المدى القصير المقدر بسنتين فما أقل؛ غير أن‬
‫ابتداء من السنة الثالثة‪ -‬والبعيد‪ .‬أما‬
‫تأثير هذه الصدمات على األسعار يكون سلبيا في المدى المتوسط – ً‬
‫الصدمات اإليجابية في اإلنفاق العام الحقيقي‪ ،‬فتكون صدمات تضخمية‪ ،‬إذ تأتي مصحوبة بنوع من‬
‫المتوسط‪ ،‬وحتى الطويل‪ .‬بينما أسفرت النتائج‬
‫ّ‬ ‫الضغوط التضخمية على األسعار‪ ،‬في المدى القصير‪،‬‬
‫–وعلى عكس ما هو متوقع‪ -‬عن استجابة سلبية في المدى القصير‪ ،‬المتوسط‪ ،‬والبعيد‪ُ ،‬يبديها معامل‬
‫انكماش الناتج الداخلي الخام تجاه الصدمات اإليجابية في عرض النقد الحقيقي؛ وهي النتيجة التي تمت‬
‫اإلشارة إليها ضمن األدبيات االقتصادية من خالل ما أطلق عليه اسم "لغز السعر‪ ،"Price Puzzle-‬بينما‬

‫‪250‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫تم تفسيرها بعدم احتواء النموذج المستخدم في الدراسة على القدر الكافي من المعلومات التي يعتمد عليها‬
‫واضعي السياسات في صياغة إجراءات السياسة النقدية‪ ،‬وخاصة ما يتعلق منها بالتضخم المستقبلي‪.‬‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬اتضح أن متغيرات السياسة المالية (اإلنفاق العام واإليرادات العامة) تُبدي استجابات‬ ‫‪.16‬‬
‫إيجابية معنوية في المدى القصير‪ ،‬المتوسط‪ ،‬والبعيد‪ ،‬تجاه الصدمات اإليجابية في كل من سعر النفط‬
‫الحقيقي‪ ،‬والنشاط الحقيقي أو الدورة االقتصادية الحقيقية (الناتج الحقيقي)‪ ،‬وهو ما يمكن اعتباره بمثابة‬
‫دليل قاطع على دورية السياسة المالية في االقتصاد الجزائري وخضوعها لتقلبات الدورة االقتصادية‪.‬‬

‫نتائج تحليل "تفكيك تباين خطأ التنبؤ" صبت هي األخرى في نفس االتجاه‪ ،‬حيث ظهر من خالل‬ ‫‪.17‬‬
‫ٍ‬
‫بنسب‬ ‫هذه النتائج أن صدمات أسعار النفط وصدمات السياسة المالية (اإليرادات والنفقات العامة) تساهم‬
‫ُمعتبرة –إلى جانب صدمات األسعار‪ -‬في تفسير التقلبات الظرفية والهيكلية التي يشهدها النشاط الحقيقي‬
‫(الناتج الحقيقي) في االقتصاد الجزائري‪ ،‬على المدى القصير‪ ،‬المتوسط‪ ،‬وحتى البعيد‪ .‬بينما أظهرت ذات‬
‫النتائج أن صدمات السياسة النقدية (عرض النقد الحقيقي)‪ ،‬ال تعد مسؤولة عن تقلبات النشاط الحقيقي‬
‫في االقتصاد الجزائري‪ ،‬إذ اتضح أن نسبة مساهمة هذه الصدمات تكون ضئيلة وغير معنوية إحصائيا‪.‬‬

‫في نفس السياق‪ ،‬كشفت ذات النتائج أن معظم التقلبات الظرفية (أو الهيكلية) التي تحدث في‬ ‫‪.18‬‬
‫المستوى العام لألسعار‪ ،‬تكون ناتجة أساسا عن الصدمات في أسعار النفط واإليرادات العامة؛ وبدرجة‬
‫أقل‪ ،‬عن صدمات اإلنفاق العام (الطلب الكلي)‪ ،‬وعرض النقد‪.‬‬

‫كذلك‪ ،‬أوضحت نفس النتائج الدور الهام الذي تؤديه صدمات أسعار النفط من جهة‪ ،‬وصدمات‬ ‫‪.19‬‬
‫النشاط الحقيقي (الدورة االقتصادية الحقيقية) من جهة أخرى‪ ،‬في تفسير التقلبات الظرفية أو الهيكلية التي‬
‫تحدث في متغيرات السياسة المالية (اإليرادات والنفقات العامة) في المدى القصير‪ ،‬المتوسط‪ ،‬والطويل؛‬
‫وهو ما يدعم فرضية دورية السياسة المالية في االقتصاد الجزائري‪ ،‬وخضوعها لتقلبات الدورة االقتصادية‪.‬‬

‫خالصة هذه النتائج مجتمعة ال تخرج عن نطاق تأكيد تبعية األداء االقتصادي الكلي في الجزائر لتقلبات‬
‫أسعار النفط‪ ،‬ومعاناة االقتصاد الجزائري من مفارقة الوفرة ولعنة الموارد‪ .‬فهذا األخير‪ ،‬ورغم المخططات‬
‫والبرامج التنموية المتبعة‪ ،‬واإلصالحات المنتهجة‪ ،‬لم يخرج عن نطاق أحادية اإلنتاج والصفة الريعية؛ رغم‬
‫التأكيد على ضرورة اكتساب الميزة النسبية من خالل استغالل العائدات والفوائض المالية الناتجة ازدهار‬
‫القطاع النفطي‪ ،‬والعمل على االستفادة من دروس العلة الهولندية‪ ،‬من أجل حماية األداء االقتصادي الكلي‬
‫من التقلبات الناجمة عن خضوعه لحركة وتقلبات أسعار النفط‪ ،‬التي تخضع لعوامل خارجية ال يملك صناع‬

‫‪251‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫القرار سلطة التحكم فيها‪ .‬ويقع الدور في ظل هذه األوضاع على السياسة المالية‪ ،‬لتؤدي دور األداة الرئيسية‬
‫للتثبيت االقتصادي‪ ،‬بتخفيف أثر العائدات النفطية المؤقتة والمتقلبة على اإلنفاق العام‪ ،‬في بيئة يسودها‬
‫الكثير من الشك والالّيقين‪ ،‬إضافة إلى ضرورة عملها على تعزيز العدالة في توزيع المداخيل‪ ،‬من خالل‬
‫اإلنفاق على الصحة والتعليم والرعاية االجتماعية‪ ،‬وخلق فرص العمل في القطاع العام؛ كما أنه من‬
‫الضروري أن تشمل هذه االستراتيجية أيضا توسيع البنية التحتية وتطويرها وانشاء مرافق إنتاجية ال يملك‬
‫القطاع الخاص القدرة وال االستعداد إلنجازها‪.‬‬

‫فمن خالل النتائج أعاله‪ ،‬تتضح جليا القدرة الكبيرة واألهمية البالغة التي تكتسيها صدمات أسعار النفط‪،‬‬
‫ومن ثم صدمات السياسة المالية –التي اتضح أنها تلعب دور قناة االنتقال وآلية االنتشار لآلثار االقتصادية‬
‫الكلية لصدمات أسعار النفط‪ -‬في تفسير التقلبات التي يشهدها األداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ .‬إذ‬
‫اتضحت مدى حساسية هذا األخير للتغيرات في أسعار النفط‪ ،‬أين ظهر بجالء أن الصدمات اإليجابية أو‬
‫السلبية في هذه األسعار تعد من المحددات الرئيسية لتوجهات النشاط االقتصادي الحقيقي (وكذا النشاط‬
‫اإلسمي)‪ ،‬باعتبارها المحدد األهم لدورات التوسع والركود في االقتصاد المعني‪ .‬كما تبيَّن أن صدمات أسعار‬
‫النفط تمارس تأثي ارت مباشرة ‪-‬ترتبط بالدرجة األولى بواقع المكانة األساسية التي يحتلها الناتج النفطي ضمن‬
‫الناتج الداخلي الخام لالقتصاد الجزائري‪ -‬على األداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ ،‬وأخرى غير مباشرة؛ أين‬
‫تُع ُّد استجابة السياسة المالية لصدمات أسعار النفط‪ ،‬بمثابة قناة انتقال تؤثر من خاللها هذه األخيرة على‬
‫األداء االقتصادي الكلي‪ ،‬في ظل مسايرة ومواكبة السياسة المعنية للتقلبات في الدورة االقتصادية الحقيقية‬
‫)‪ ،(Procyclicality‬وعدم فعاليتها في مواجهة التقلبات واالختالالت االقتصادية الكلية الناجمة عن التقلبات‬
‫في أسعار النفط‪.‬‬

‫في ذات السياق‪ ،‬يمكن القول ‪-‬بناءا على ما سبق‪ -‬أن نوع وحجم اآلثار التي تخلفها صدمات أسعار‬
‫النفط على األداء االقتصادي الكلي في الجزائر‪ ،‬يتوقف –على غرار العديد من البلدان المصدرة للنفط‪ -‬على‬
‫طريقة تعامل الحكومة (من خالل سياستها المالية) مع العائدات النفطية‪ ،‬وكذا فوائض المداخيل الناتجة عن‬
‫ازدهار القطاع النفطي‪ .‬وذلك باعتبار تلقيها المباشر لهذه العائدات‪ ،‬وتحكمها في إنفاقها‪ ،‬وسيطرتها على‬
‫الجزء األهم من النشاط االقتصادي؛ إذ اتضح من خالل نتائج كل من التحليل الوصفي والكمي‪-‬التطبيقي‪،‬‬
‫أن تقلبات أسعار النفط تمس األداء االقتصادي الكلي في الجزائر من خالل قناة السياسة المالية‪ .‬ولعل خير‬
‫شاهد على ذلك‪ ،‬يبقى ما حدث بعد صدمة النفط العكسية التي شهدها العام ‪ ،1986‬والتي كانت ميالدا لحزمة‬
‫من اإلصالحات االقتصادية والمالية ‪-‬تحت إشراف المؤسسات المالية الدولية‪ -‬لغرض تصحيح االختالالت‬

‫‪252‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫الهيكلية‪ ،‬والتخفيف من حدة اآلثار السلبية التي طالت االقتصاد الجزائري نتيجة الصدمة المذكورة‪ ،‬قبل أن‬
‫يؤدي االنتعاش غير المسبوق الذي شهدته أسعار النفط مع بداية األلفية الثالثة‪ ،‬وما صاحبه تحسن في‬
‫الميزان المالي‪ ،‬إلى توسعات مالية‪ ،‬رافقها تحسن غير مسبوق في مؤشرات األداء االقتصادي الكلي‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ،‬تبقى السياسة المالية في الجزائر قليلة الفعالية في تحفيز النشاط االقتصادي‪ .‬إذ نجد أن أغلب‬
‫السياسات المالية التوسعية (ذات الطابع الكينزي)‪ ،‬التي انتهجتها الحكومة في أعقاب انتعاش أسعار النفط‪،‬‬
‫ّ‬
‫من خالل رفع اإلنفاق العام‪ ،‬بهدف الرفع من عرض اإلنتاج الوطني‪ ،‬ومن ثمة دعم وانعاش النمو‬
‫االقتصادي؛ جاءت مصحوبة بنوع من اآلثار الالكينزية )‪ ،(Non-Keynesian Effects‬من خالل ظهور نوع‬
‫من آثار المزاحمة )‪ (Crowding Out Effects‬على طلب القطاع الخاص؛ كما أنها لم تخلف أية آثار تخدم‬
‫المنظور المستهدف‪ ،‬في ظل ضعف الجهاز اإلنتاجي‪ ،‬ومحدودية قدراته اإلنتاجية‪ .‬فرغم ضخامة الموارد‬
‫المالية المخصصة‪ ،‬لم تستطع المؤسسات الرفع من إنتاجها؛ وهو ما استدعى تحويل هذه المبالغ فقط إلى‬
‫ضعف أثر المضاعف الحكومي‪ .‬وبناء عليه‪،‬‬
‫إنشاء الهياكل القاعدية وزيادة الواردات من السلع‪ ،‬وأدى إلى ُ‬
‫يمكن القول أن السياسة المالية في الجزائر تتمتع بفعالية نسبية في تحقيق األهداف االقتصادية المسطرة‪.‬‬

‫‪ ‬آفاق البحث‪:‬‬

‫رغم حرصنا الشديد‪ ،‬ومساعينا الرامية إلى اإللمام بمختلف جوانب الموضوع محل البحث‪ ،‬إال أنه تظل‬
‫هناك بعض التساؤالت المحيطة به قائمة‪ ،‬ويمكن أن تشكل آفاقًا ومحاور مهمة‪ ،‬من شأن الخوض فيها أن‬
‫يقود إلى توسيع دائرة البحث في المجال محل االهتمام‪ .‬وتتعلق هذه التساؤالت أساسا بـ‪:‬‬

‫‪ ‬دراسة مدى تناظر اآلثار االقتصادية الكلية لصدمات أسعار النفط في االقتصاد الجزائري‪ ،‬وكذا مدى‬
‫استقرار العالقة بين الصدمات المعنية واألداء االقتصاد الكلي مع مرور الزمن (تاريخيا)‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة اآلثار االقتصادية الكلية الالَّخطية لصدمات السياسة المالية‪.‬‬

‫في األخير نرجو أن نكون قد ُوفقنا في عملنا هذا ولو بالقدر اليسير‪ ،‬وأن يتقبله اهلل منا‪ ،‬وعنا وعن والدينا‬
‫وعن كل من له حق علينا‪ ،‬صدقة جارية ويجعله في ميزان حسناتنا‪.‬‬

‫تمت بفضل اهلل‬


‫الحمد هلل‪ّ ..‬‬

‫‪253‬‬
‫ق ائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫المؤلف ات‪:‬‬
‫الكتب و ُ‬
‫أبو السعود محمود فوزي‪" ،)2010( .‬مقدمة في االقتصاد الكلي"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫أحمد مجذوب أحمد علي‪" ، )2003( .‬السياسة المالية في االقتصاد اإلسالمي‪ :‬دراسة مقابلة مع االقتصاد‬
‫الرأسمالي"‪ ،‬ط‪ ،02 .‬هيئة األعمال الفكرية‪ ،‬السودان‪.‬‬
‫أحمين شفير‪" ،)1999( .‬التحوالت االقتصادية واالجتماعية وآثارها على البطالة والتشغيل في بلدان‬
‫المغرب العربي"‪ ،‬منظمة العمل العربية‪ ،‬المعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل بالجزائر‪ ،‬مطبعة‬
‫النور‪ ،‬القليعة‪.‬‬
‫إيان سيمور‪" ،)1983( .‬األوبك‪ :‬أداة تغيير"‪ ،‬ترجمة عبد الوهاب األمين‪ ،‬م‪.‬أ‪.‬ع‪.‬م‪.‬ب‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫النشر‪ ،‬بيروت‪.‬‬‫بكري كامل وآخرون‪" ،)1986( .‬الموارد واقتصادياتها"‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة و ّ‬
‫بن شهرة مدني‪" ،)2009( .‬اإلصالح االقتصادي وسياسة التشغيل‪ :‬التجربة الجزائرية"‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪.‬‬
‫البواب سيد‪" ،)2000( .‬عجز الموازنة العامة للدولة‪ :‬النظرية والصراع الفكري للمذاهب االقتصادية‬
‫ومناهج العالج"‪ ،‬الناشر دار البيان‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ترزيان بيار‪" ،)1982( .‬األسعار والعائدات والعقود النفطية في البالد العربية وايران"‪ ،‬ترجمة فكتور‬
‫سحاب‪ ،‬ط‪ ،01 .‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫وحاضرا"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار‬
‫ً‬ ‫ماضيا‬
‫ً‬ ‫التنير سمير‪" ،)2007( .‬التطورات النفطية في الوطن العربي والعالم‪،‬‬
‫المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫تياك أرنست‪" ،)1958( .‬نفط‪ ،‬سياسة‪ ،‬واقتصاد في الشرق األوسط"‪ ،‬ترجمة هشام متولي‪ ،‬منشورات مكتبة‬
‫أطلس‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫الجمل هشام مصطفى‪" ،)2006( .‬دور السياسة المالية في تحقيق التنمية االجتماعية بين النظام المالي‬
‫اإلسالمي والنظام المالي المعاصر‪ :‬دراسة مقارنة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫جوارتيني جيمس‪" ،)1999( .‬االقتصاد الكلي‪ :‬االختيار العام والخاص"‪ ،‬ترجمة حمدي عبد الفتاح عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬دار المريخ‪ ،‬السعودية‪.‬‬
‫الحاج طارق محمد‪" ،)2012( .‬المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪.‬‬
‫حسين عبد اهلل‪" ، )1998( .‬النفط العربي خالل المستقبل المنظور‪ :‬معالم محورية على الطريق"‪ ،‬ط‪،01 .‬‬
‫دراسات استراتيجية‪ ،‬ع ‪ ،14.‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫حسين عبد اهلل‪" ،)2000( .‬مستقبل النفط العربي"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬نوفمبر‪.‬‬
‫حشيش عادل أحمد‪" ،)1992( .‬أساسيات المالية العامة‪ :‬مدخل لدراسة أصول الفن المالي لالقتصاد‬

‫‪255‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫العام"‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.‬‬


‫خالدي الهادي‪" ،)1996( .‬المرآة الكاشفة لصندوق النقد الدولي"‪ ،‬دار الهومة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أبريل‪.‬‬
‫الخطيب خالد شحادة‪ ،‬وأحمد زهير شامية‪" ،)2003( .‬أسس المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار وائل للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪.‬‬
‫خالصي رضا‪" ، )2006( .‬النظام الجبائي الجزائري الحديث‪ :‬جباية األشخاص الطبيعيين والمعنويين"‪ ،‬ج‪.‬‬
‫‪ ،01‬ط‪ ،02 .‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫خليل سامي‪" ،)1994( .‬نظرية االقتصاد الكلي"‪ ،‬ك‪ ،02.‬مكتبة وكالة األهرام للتوزيع‪.‬‬
‫الخولي فتحي أحمد‪" ،)1992( .‬اقتصاديات النفط"‪ ،‬ط‪ ،02 .‬دار حافظ للنشر والتوزيع‪ ،‬جدة‪ -‬السعودية‪.‬‬
‫دراز حامد عبد المجيد‪" ، )2001( .‬مبادئ المالية العامة"‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫دراز حامد عبد المجيد‪" ،)2003( .‬السياسات المالية"‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫دراز حامد عبد المجيد‪ ،‬وابراهيم أيوب سميرة‪" ،)2002( .‬مبادئ المالية العامة"‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬
‫درويش فوزي‪" ،)2005( .‬التنافس الدولي على الطاقة في قزوين"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬نشر خاص‪ ،‬جانفي‪.‬‬
‫الدعمي عباس كاظم‪" ،)2010( .‬السياسات النقدية والمالية وأداء سوق األوراق المالية"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار‬
‫صفاء للطباعة واؤلنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪.‬‬
‫الدوري محمد أحمد‪" ،)2003( .‬مبادئ اقتصاد النفط"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار شموع الثقافة‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫الرومي نواف‪" ،)2000( .‬منظمة األوبك وأسعار النفط العربي الخام"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬الدار الجماهرية للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬مصراتة‪ -‬ليبيا‪.‬‬
‫زكي رمزي‪" ،)1987( .‬فكر األزمة"‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫زكي رمزي‪" ،)2000( .‬انفجار العجز وعالج عجز الموازنة العامة للدولة في ضوء المنهج االنكماشي‬
‫والمنهج التنموي"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار المدى للثقافة والنشر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫سوزي عدلي ناشد‪" ،)2006( .‬المالية العامة‪ :‬النفقات العامة‪-‬اإليرادات العامة‪-‬الميزانية العامة"‪ ،‬ط‪،01 .‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫سيد أحمد عبد القادر‪" ،)1982( .‬األوبيك‪ :‬ماضيها‪ .‬حاضرها وآفاق تطورها"‪ ،‬ترجمة‪ :‬خليل أحمد خليل‪،‬‬
‫وفؤاد شاهين‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫شرايبر جان جاك سرفان‪" ،)1980( .‬التحدي العالمي"‪ ،‬ترجمة فكتور سحاب واب ارهيم العريس‪ ،‬المؤسسة‬
‫العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫ضياء مجيد الموسوي‪" ،)2005( .‬ثورة أسعار النفط ‪ ،"2004‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫طاقة محمد‪ ،‬وهدى العزاوي‪" ،)2007( .‬اقتصاديات المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار الميسرة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪-‬األردن‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫الطوابي محمد حلمي‪" ،)2007( .‬أثر السياسات المالية الشرعية في تحقيق التوازن المالي العام في الدولة‬
‫الحديثة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫عبد الخالق فاروق‪" ،)2002( .‬النفط واألموال العربية في الخارج"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬مركز المحروسة للنشر‬
‫والخدمات الصحفية والمعلومات‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫عبد العزيز عثمان سعيد‪" ، )2003( .‬مقدمة في االقتصاد العام (مالية عامة)‪ :‬مدخل تحليلي معاصر"‪،‬‬
‫الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫عبد الفضيل محمود‪" ،)1982( .‬مشكلة التضخم في االقتصاد العربي‪ :‬الجذور والمسببات واألبعاد‬
‫والسياسات"‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫عبد المجيد القاضي‪ " ، )1980( .‬اقتصاديات المالية العامة والنظام المالي في اإلسالم"‪ ،‬مطبعة الرشاد‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد (‪" ،)2003‬سلسلة الدراسات االقتصادية‪ :‬السياسات االقتصادية على مستوى‬
‫االقتصاد القومي (تحليل كلي)"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫عبد المنعم فوزي‪" ، )1971( .‬المالية العامة والسياسة المالية"‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫العبيدي سعيد علي محمد‪" ،)2011( .‬اقتصاديات المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار دجلة ناشرون وموزعون‪،‬‬
‫عمان‪ٍ -‬‬
‫األدن‪.‬‬
‫عجيمية‪ .‬م‪.‬ع‪ ،.‬و م‪ .‬يونس‪" ،)1984( .‬الموارد واقتصادياتها"‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫العدل محمد رضا‪" ،)2005( .‬التحليل االقتصادي الكلي"‪ ،‬مكتبة التجارة والتعاون‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫عدنان جابر‪" ،)2004( .‬العرب وعصر ما بعد النفط"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار عالء الدين للنشر والتوزيع والترجمة‪،‬‬
‫دمشق‪-‬سوريا‪.‬‬
‫عصفور محمد شاكر‪" ،)2008( .‬أصول الموازنة العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬
‫عمان‪-‬األردن‪.‬‬
‫عطوي فوزي‪" ،)2003( .‬المالية العامة‪ :‬النظم الضريبية وموازنة الدولة"‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫عفيفي صديق محمد‪" ،)2003( .‬تسويق البترول"‪ ،‬ط‪ ،09 .‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫العلي عادل فليح‪" ،)2007( .‬المالية العامة والتشريع المالي والضريبي"‪ ،‬ط‪ ،01.‬دار الحامد للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ٍ -‬‬
‫األدن‪.‬‬
‫علي محمد خليل‪ ،‬وسليمان أحمد اللوزي‪" ،)1999( .‬المالية العامة"‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫غدير هيفاء‪" ، )2010( .‬السياسة المالية والنقدية ودورها التنموي في االقتصاد السوري"‪ ،‬الهيئة العامة‬
‫السورية للكتاب‪ ،‬دمشق‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫الفارس عبد الرزاق‪" ،)2001( .‬الحكومة والفقراء واإلنفاق العام‪ :‬دراسة لظاهرة عجز الموازنة وآثارها‬
‫االقتصادية واالجتماعية في البلدان العربية"‪ ،‬ط‪ ،02 .‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫فرهاد محمد علي األهدن‪" ،)2000( .‬اقتصاديات الطاقة والبترول"‪ ،‬المكتبة األنجلو مصرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫فرهود محمد سعيد‪" ،)1996( .‬مبادئ المالية العامة"‪ ،‬ج‪ ،01 .‬ط‪ ،01 .‬منشورات جامعة حلب‪ ،‬سوريا‪.‬‬
‫فليح حسن خلف‪" ،)2006( .‬التنمية والتخطيط االقتصادي"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬عالم الكتاب الحديث للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪.‬‬
‫فليح حسن خلف‪" ،)2008( .‬المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫القاضي عبد الحميد محمد‪" ،)1986( .‬مبادئ المالية العامة"‪ ،‬دار الجامعات المصرية‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫قدي عبد المجيد‪" ،)2005( .‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية‪ :‬دراسة تحليلية تقييمية"‪ ،‬ط‪،02 .‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫نموذجا"‪،‬‬
‫ً‬ ‫قصي عبد الكريم إبراهيم‪" ،)2010( .‬أهمية النفط في االقتصاد والتجارة الدولية‪ :‬النفط السوري‬
‫الهيئة العامة السورية للكتاب‪ ،‬دمشق‪-‬سوريا‪.‬‬
‫كردودي صبرينة‪" ، )2007( .‬تمويل عجز الموازنة العامة للدولة في االقتصاد اإلسالمي‪ :‬دراسة تحليلية‬
‫مقارنة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫لطفي علي‪" ، )2008( .‬الطاقة والتنمية في الدول العربية"‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬إمبرش‬
‫للطباعة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫لطفي علي‪ ،‬ومحمد العدل‪" ،)1986( .‬اقتصاديات المالية العامة"‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫لعمارة جمال‪" ،)2004( .‬منهجية الميزانية العامة للدولة في الجزائر"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫مجدي شهاب‪" ،)2004( .‬أصول االقتصاد العام (المالية العامة)"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫مجدي محمود شهاب‪" ،)1999( .‬االقتصاد المالي‪ :‬نظرية مالية الدولة‪-‬السياسات المالية للنظام‬
‫الرأسمالي"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫محرزي محمد عباس‪" ،)2005( .‬اقتصاديات المالية العامة‪ :‬النفقات العامة‪ -‬اإليرادات العامة‪ -‬الميزانية‬
‫العامة للدولة"‪ ،‬ط‪ ،02 .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫معتوق سهير محمود‪" ،)1989( .‬النظريات والسياسات النقدية"‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ناصر مراد‪" ،)2004( .‬اإلصالح الضريبي في الجزائر للفترة (‪ ،")2003-1992‬منشورات البغدادي‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫هارفي أوكونور‪" ،)1967( .‬األزمة العالمية في البترول"‪ ،‬ترجمة عمر مكاوي‪ ،‬دار الكاتب العربي للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫الهيتي نوزاد عبد الرحمن‪ ،‬ومنجد عبد اللطيف الخشالي‪" ،)2006( .‬المدخل الحديث في اقتصاديات‬
‫المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار المناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪.‬‬
‫الوادي محمود حسين‪ ،‬وزكريا أحمد عزام‪" ،)2007( .‬مبادئ المالية العامة"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار المسيرة للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪-‬األردن‪.‬‬
‫يسرى محمد أبو العال‪" ،)2008( .‬نظرية البترول‪ :‬بين التشريع والتطبيق في ضوء الواقع والمستقبل‬
‫المأمول"‪ ،‬ط‪ ،01 .‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫يونس منصور ميالد‪" ،)2004( .‬مبادئ المالية العامة‪ :‬النفقات العامة‪ ،‬اإليرادات العامة‪ ،‬الميزانية العامة"‪،‬‬
‫المؤسسة الفنية للطباعة والنشر‪ -‬اتحاد مكتبات الجامعات المصرية‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫الرسائل‪ ،‬المذكرات‪ ،‬واألطروحات العلمية‪:‬‬


‫ّ‬
‫بن سبع حمزة‪" ،)2012( .‬أثر صدمات أسعار النفط على بعض المتغيرات االقتصادية الكلية (عرض‬
‫النقد‪ ،‬اإلنفاق الحكومي‪ ،‬البطالة‪ ،‬والتضخم) في الجزائر‪ :‬دراسة اقتصادية قياسية باستخدام تقنية "‪"VAR‬‬
‫للفترة (‪ ،")2010-1970‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫البنداري خالد عبد الوهاب‪" ،)2007( .‬اآلثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية في مصر"‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة وادارة األعمال‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫بودخدخ كريم‪" ،)2015( .‬اتجاه السياسة االقتصادية في تحقيق النمو االقتصادي بين تحفيز الطلب أو‬
‫تطوير العرض‪ :‬دراسة حالة الجزائر (‪ ،")2014-2001‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬الجزائر‪.‬‬
‫بوعوينة مولود‪" ،)2010( .‬العالقة بين سعر البترول وبعض المتغيرات االقتصادية الكلية في الجزائر‬
‫باستخدام منهجية ‪ ،"VAR‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫بوفليح نبيل‪" ،)2011( .‬دور صناديق الثروة السيادية في تمويل اقتصاديات الدول النفطية‪ ،‬الواقع واآلفاق‬
‫مع اإلشارة إلى حالة الجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬الجزائر‪.‬‬
‫جمعة رضوان‪" ،)2007( .‬تطورات أسعار الن فط وتأثيراتها على الواردات‪ :‬دراسة حالة الجزائر(‪-1970‬‬
‫‪ ،")2004‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫الحاوري محمد أحمد‪" ،)1998( .‬مدى فعالية السياسة المالية والنقدية في معالجة عجز الموازنة في‬
‫اليمن"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة قناة السويس‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫دراوسي مسعود‪" ،)2006( .‬السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن االقتصادي‪ :‬حالة الجزائر (‪-1990‬‬

‫‪259‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ ،")2004‬أطروحة دكتواره غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫دريسي أسماء‪" ،)2013( .‬التنافس الدولي على أهم منابع النفط في العالم والرهانات االستراتيجية‬
‫المستقبلية‪ :‬حالة التنافس الصيني األمريكي على نفط الخليج العربي"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬الجزائر‪.‬‬
‫شيبي عبد الرحيم‪" ،)2013( .‬األثار االقتصادية الكلية للسياسة المالية والقدرة على استدامة تحمل العجز‬
‫الموازني والدين العام‪ :‬حالة الجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير‬
‫والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫ضيف أحمد‪" ،)2015( .‬أثر السياسة المالية على النمو االقتصادي المستديم في الجزائر (‪،")2012-1989‬‬
‫أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،3‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫طاهر جليط‪" ، )2015( .‬دراسة تحليلية وقياسية لفعالية السياسة المالية في الجزائر في الفترة (‪-1990‬‬
‫‪ ،")2012‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬المدرسة الوطنية العليا لإلحصاء واالقتصاد التطبيقي‪،ENSSEA-‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫العمري علي‪" ،)2008( .‬دراسة تأثير تطورات أسعار النفط الخام على النمو االقتصادي"‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫عية عبد الرحمان‪" ، )2015( .‬انعكاسات تقلبات أسعار النفط على ق اررات السياسة االقتصادية الجزائرية"‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،3‬‬
‫الجزائر‪ ،‬جانفي‪.‬‬
‫لباني يسمينة‪" ،)2009( .‬انعكاسات تغير أسعار البترول العالمية على االقتصاد الجزائري‪ :‬دراسة تحليلية‬
‫باستخدام نموذج التوازن العام القابل للحساب للسنة ‪ ،"2002‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫النمذجة غير الهيكلية‪ :‬حالة االقتصاد‬
‫لعاللي عالوة‪" ،)2007( .‬سياسات الضبط واالستقرار حسب منظور ّ‬
‫الجزائري"‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫محمد هاني قنديل هند‪" ،)2009( .‬السياسات االقتصادية الكلية والنمو االقتصادي في الصين"‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية التجارة وادارة األعمال‪ ،‬جامعة حلوان‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫التق ارير والمستندات الوثائقيّة‪:‬‬


‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى ‪ 1424‬الموافق‬
‫لـ ‪ 19‬يوليو ‪2003‬م‪ ،‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،43‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬يوليو ‪.2003‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬األمر رقم ‪ ،22-71‬المؤرخ في ‪ 16‬صفر ‪1391‬ه الموافق لـ ‪12‬‬

‫‪260‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أبريل ‪1971‬م‪ ،‬المتضمن تحديد اإلطار الذي تمارس فيه الشركات األجنبية نشاطها في ميدان البحث عن‬
‫الوقود السائل واستغالله‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬أبريل ‪.1971‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،68‬الصادر بتاريخ‪ 31 :‬ديسمبر ‪.2013‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون ‪ 22-03‬المؤرخ في ‪ 4‬ذو القعدة ‪1424‬ه‪ ،‬الموافق ‪28‬‬
‫ديسمبر ‪2003‬م‪ ،‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ،2004‬المادة ‪( 66‬المتعلقة بتعديل المادة ‪ 10‬من القانون‬
‫رقم ‪ 02/2000‬المؤرخ في ‪ 27‬يونيو ‪ ،2000‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،)2000‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،83‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬ديسمبر ‪.2003‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون ‪ 02-2000‬المؤرخ في ‪ 24‬ربيع األول ‪1421‬ه الموافق لـ‬
‫‪ 27‬جوان ‪2000‬م‪ ،‬المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ ،2000‬والمتعلق بإنشاء "صندوق ضبط‬
‫اإليرادات"‪ ،‬المادة ‪ ،10‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،37‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬جوان ‪.2000‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون رقم ‪ ،14-86‬المؤرخ في ‪ 13‬ذي الحجة ‪1406‬ه الموافق‬
‫لـ ‪ 19‬غشت ‪1986‬م‪ ،‬المتعلق بأعمال التنقيب والبحث عن المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،35‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬غشت ‪.1986‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬القانون رقم ‪ ،21-91‬المؤرخ في ‪ 27‬جمادى األولى ‪1412‬ه‬
‫الموافق لـ ‪ 4‬ديسمبر ‪1991‬م‪ ،‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ ،14-86‬المتعلق بأنشطة التنقيب والبحث عن‬
‫المحروقات واستغاللها ونقلها باألنابيب‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،63‬الصادر بتاريخ ‪ 07‬ديسمبر ‪.1991‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬أمر رقم ‪ 06-95‬المؤرخ في ‪ 23‬شعبان ‪1415‬هـ الموافق لـ ‪25‬‬
‫يناير ‪1995‬م‪ ،‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،9‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬فبراير ‪.1995‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون ‪ 05-10‬مؤرخ في ‪ 5‬رمضان ‪1431‬هـ الموافق لـ ‪ 15‬غشت‬
‫‪2010‬م‪ ،‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى ‪1424‬هـ الموافق لـ ‪ 19‬يوليو‬
‫‪2003‬م‪ ،‬والمتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬غشت ‪.2010‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون رقم ‪ 12-08‬المؤرخ في ‪ 21‬جمادى الثانية ‪1429‬هـ الموافق‬
‫لـ ‪ 25‬يونيو ‪2008‬م‪ ،‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 03-03‬المؤرخ في ‪ 19‬جمادى األولى ‪1424‬هـ الموافق لـ ‪19‬‬
‫يوليو ‪2003‬م‪ ،‬والمتعلق بالمنافسة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،36‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬يوليو ‪.2008‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون رقم ‪ 17-84‬المؤرخ في ‪ 08‬شوال ‪1404‬هـ الموافق لـ ‪07‬‬
‫يوليو ‪1984‬م‪ ،‬والمتعلق بقوانين المالية‪ ،‬المواد رقم ‪ ،35 ،24 ،20 ،11‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،28‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 10‬يوليو ‪.1984‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬قانون رقم ‪ 12-89‬المؤرخ في ‪ 02‬ذي الحجة ‪1409‬هـ الموافق لـ‬
‫‪ 05‬يوليو ‪1989‬م‪ ،‬يتعلق باألسعار‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،29‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬يوليو ‪.1989‬‬
‫لكصاسي محمد‪" ،)2004( .‬التطورات االقتصادية والنقدية في الجزائر سنة ‪ ،"2003‬تدخل أمام المجلس‬

‫‪261‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫الشعبي الوطني‪ ،‬بنك الجزائر‪ ،‬أكتوبر‪.‬‬


‫المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪" ،)1997( .‬مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي‬
‫لسنة ‪ ،1997‬السداسي الثاني"‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪" ،)1998( .‬مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي‬
‫لسنة ‪ ،1998‬السداسي الثاني"‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪" ،)2002( .‬مشروع التقرير حول الظرف االقتصادي واالجتماعي‬
‫لسنة ‪ ،2002‬السداسي الثاني"‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫منظمة البلدان العربية المصدرة للبترول‪-‬أوابك‪ ،‬تقارير األمين العام السنوية‪ ،‬لسنوات ‪،2001 ،2000‬‬
‫‪.2014 ،2013 ،2012 ،2011 ،2010 ،2009 ،2008 ،2007 ،2006 ،2005 ،2004 ،2003 ،2002‬‬

‫المجالت‪ ،‬الدوريات‪ ،‬المنشورات‪ ،‬وأوراق العمل‪:‬‬


‫إبراهيم نيفين فرج إبراهيم‪" ،)2015( .‬أثر عجز الموازنة العامة في مصر في الدين الخارجي باستخدام‬
‫التكامل المشترك والسببية"‪ ،‬مجلة بحوث اقتصادية عربية‪-‬مصر‪ ،‬مج‪ ،22 .‬ع‪ ،71 .‬ص ص‪.118-95 .‬‬
‫إيفيرت‪ .‬ب‪ ،.‬جيلب‪ .‬أ‪ ،.‬و ن‪ .‬ب‪ .‬تالروث‪" ،)2003( .‬إدارة الثروة النفطية‪ ..‬االقتصاد السياسي للبلدان‬
‫المصدرة للنفط"‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬مج‪ ،40 .‬ع‪ ،01 .‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬واشنطن‪ ،‬مارس‪ ،‬ص‬
‫ص‪.40-43 .‬‬
‫بارنيت‪ .‬س‪ ،.‬و ر‪ .‬أوسوسكي‪" ،)2003( .‬ما الذي يرتفع‪ ،‬لماذا ينبغي للدول المنتجة للنفط أن تحافظ على‬
‫مواردها"‪ ،‬مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬مج‪ ،40 .‬ع‪ ،01 .‬صندوق النقد الدولي‪ ،‬واشنطن‪ ،‬مارس‪ ،‬ص ص‪.‬‬
‫‪.39-36‬‬
‫بطاهر علي‪" ،)2004( .‬سياسات التحرير واإلصالح االقتصادي في الجزائر"‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال‬
‫إفريقيا‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والعلوم اإلجتماعية ‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬العدد األول‪ ،‬ص ص‪.212-179 .‬‬
‫بلقلة براهيم‪" ، )2013( .‬تطورات أسعار النفط وانعكاساتها على الموازنة العامة للدول العربية خالل الفترة‬
‫(‪ ،")2009-2000‬مجلة الباحث‪ ،‬ع‪ ،2013/12 .‬ص ص‪.18-9 .‬‬
‫بن بوزيان‪ .‬م‪ ،.‬و ع‪ .‬لخديمي‪" ،)2012( .‬تغيرات سعر النفط واالستقرار النقدي في الجزائر (دراسة‬
‫تحليلية وقياسية)"‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪ .‬ع‪ ،02 .‬ص ص‪.199-185 .‬‬
‫بن راشد الخاطر خالد‪" ،)2015( .‬تحديات انهيار أسعار النفط والتنويع االقتصادي في دول مجلس‬
‫التعاون"‪ ،‬سلسلة دراسات‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات )‪ ،(ACRPS‬الدوحة‪-‬قطر‪ ،‬مارس‪.‬‬
‫بيبي و‪ ،.‬و ح‪ .‬عطية‪" .)2016( .‬انعكاس تغيرات أسعار الصرف على معدالت التضخم في الجزائر‬
‫خالل الفترة (‪ ،")2015-2000‬مجلة دراسات‪ ،‬ع‪ ،45 .‬جامعة عمار ثليجي األغواط‪-‬الجزائر‪ ،‬أوت‪ ،‬ص‬
‫ص‪.263-241 .‬‬

‫‪262‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫حسين عبد اهلل‪" ،)2004( .‬من المسؤول عن ارتفاع أسعار النفط؟‪ ،‬وهل اإلرتفاع ظاهرة عارضة أم داللة‬
‫على اتجاه؟"‪ ،‬شؤون عربية‪ ،‬ع‪ ،118 .‬مصر‪ ،‬الصيف‪ ،‬ص ص‪.118-102 .‬‬
‫دحمان‪ .‬ع‪ ،.‬و إ‪ .‬جواهرة‪" ،)2014( .‬تحليل االنحدار لنمذجة تأثير إنتاج النفط في الديمقراطية في سياق‬
‫أطروحة لعنة الموارد"‪ ،‬مجلة سياسات عربية‪ ،‬ع‪ ،09 .‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬قطر‪،‬‬
‫يوليو‪ ،‬ص ص‪.91-83 .‬‬
‫زرواط‪ .‬ف‪ ،.‬و ص‪ .‬بورجة‪" ، )2014( .‬أثر تقلبات أسعار النفط على النمو االقتصادي في الجزائر‪:‬‬
‫دراسة قياسية للفترة الممتدة بين (‪ ،")2013-1980‬مجلة التنمية والسياسات االقتصادية (المعهد العربي‬
‫للتخطيط‪ ،‬الكويت)‪ ،‬مج‪ ،16 .‬ع‪ ،02 .‬ص ص‪.102-79 .‬‬
‫زياد عريبة ابن علي‪" ،)2008( .‬ارتفاع أسعار النفط‪ :‬األسباب والتداعيات"‪ ،‬شؤون عربية‪ ،‬ع‪،134 .‬‬
‫مصر‪ ،‬الصيف‪ ،‬ص ص‪.133-116 .‬‬
‫الزيتوني الطاهر‪" ،)2010 a( .‬التطورات في أسعار النفط العالمية وانعكاساتها على االقتصاد العالمي"‪،‬‬
‫مجلة النفط والتعاون العربي‪ ،‬مج‪ ،36 .‬ع‪ ،132 .‬منظمة الدول العربية المصدرة للنفط – الكويت‪ ،‬الشتاء‪،‬‬
‫ص ص‪.70-9 .‬‬
‫شيبي‪ .‬ع‪ ،.‬م‪ .‬بن بوزيان‪ ،.‬و س‪ .‬شكوري‪" ،)2010( .‬اآلثار االقتصادية الكلية لصدمات السياسة المالية‬
‫بالجزائر‪ :‬دراسة تطبيقية"‪ ،‬منتدى البحوث االقتصادية‪-‬مصر‪ ،‬ورقة عمل رقم‪ ،536 .‬أوت‪.‬‬
‫شيبي‪ .‬ع‪ ،.‬و س‪ .‬بطاهر‪" ،)2010( .‬فعالية السياسة المالية بالجزائر‪ :‬مقاربة تحليلية وقياسية"‪ ،‬مجلة‬
‫التنمية والسياسات االقتصادية (المعهد العربي للتخطيط‪-‬الكويت)‪ ،‬مج‪ ،12 .‬ع‪ ،01 .‬يناير‪ ،‬ص ص‪.‬‬
‫‪.59-39‬‬
‫صالح تومي‪" ، )2005( .‬دور المؤشرات السابقة والموجهة في تحديد المسار التضخمي في الجزائر"‪ ،‬مجلة‬
‫علوم االقتصاد والتسيير والتجارة (جامعة الجزائر)‪ ،‬العدد‪ ،2005-13 .‬ص ص‪.28-9 .‬‬
‫صندوق النقد الدولي‪" ،)2015( .‬التعايش مع انخفاض أسعار النفط في سياق تراجع الطلب"‪ ،‬إدارة الشرق‬
‫األوسط وآسيا الوسطى‪ ،‬مستجدات آفاق االقتصاد العاملي‪ ،‬يناير‪.‬‬
‫الطفيلي‪ .‬ع‪.‬ض‪" ،)1984( .‬أزمة الطاقة العالمية وتطور أسعار النفط"‪ ،‬الفكر االستراتيجي العربي (معهد‬
‫اإلنماء العربي)‪ ،‬ع‪ ،10 .‬لبنان‪ ،‬يناير‪ ،‬ص ص‪.361-352 .‬‬
‫عواملة نائل عبد الحافظ‪" ، )1996( .‬تحليل سياسة اإلنفاق العام في األردن خالل السنوات المالية‬
‫(‪ ،")1993-1984‬مجلة جامعة الملك سعود‪ ،‬مج‪ ،8 .‬العلوم اإلدارية (‪ ،)1‬الرياض‪ ،‬ص ص‪.81-51 .‬‬
‫لخديمي‪ .‬ع‪ ،.‬و س‪ .‬موري‪" ، )2015( .‬تغيرات سعر النفط وسعر الصرف في الجزائر‪ :‬مقاربة تحليلية‬
‫وقياسية"‪ ،‬بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬مج‪ ،22 .‬ع‪ ،71 .‬مصر‪ ،‬الصيف‪ ،‬ص ص‪.162-145 .‬‬
‫مايكل لينش‪" ،‬البحث عن اإلستقرار في سوق النفط"‪ ،‬في كتاب "مستقبل النفط كمصدر للطاقة"‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪.2005 ،‬‬

‫‪263‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫المزيني عماد الدين محمد‪" ،)2013( .‬العوامل التي أثرت على سوق النفط العالمية"‪ ،‬مجلة جامعة األزهر‬
‫بغزة‪ ،‬سلسلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬مج‪ ،15 .‬ع‪ ،01 .‬ص ص‪.346-319 .‬‬
‫مسعي محمد‪ " ،)2012( .‬سياسة اإلنعاش االقتصادي في الجزائر وأثرها على النمو"‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬ع‪.‬‬
‫‪ ،10‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ص‪.160-147 .‬‬
‫نجوم أسامة‪" ،)2015( .‬قراءة في أسباب انخفاض أسعار النفط"‪ ،‬سلسلة تحليل سياسات‪ ،‬المركز العربي‬
‫لألبحاث ودراسة السياسات )‪ ،(ACRPS‬الدوحة‪-‬قطر‪ ،‬مارس‪.‬‬
‫هرمز نور الدين وآخرون‪" ،)2007( .‬تغيرات أسعار النفط العربي وعوائده"‪ ،‬مجلة جامعة تشرين للدراسات‬
‫والبحوث العلمية‪ ،‬سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬مج‪ ،29 .‬ع‪ ،01 .‬سوريا‪ ،‬ص ص‪.106-85 .‬‬
‫ونيس فرج عبد العال‪" ،)1996( .‬عجز الموازنة العامة في الكويت ومصر‪ ،‬األسباب والعالج‪ :‬دراسة‬
‫مقارنة"‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‪ ،‬مج‪ ،24 .‬ع‪ ،1 .‬ربيع ‪ ،1996‬الكويت‪ ،‬ص ص‪.94-51 .‬‬

‫الملتقيات‪ ،‬المؤتمرات‪ ،‬والندوات العلمية‪:‬‬


‫زايري بلقاسم‪" ،)2013( .‬المؤسسات‪ ،‬وفرة الموارد‪ ،‬والنمو االقتصادي‪ :‬بالتطبيق على االقتصاد الجزائري"‪،‬‬
‫ورقة مقدمة ضمن أبحاث المؤتمر الدولي حول "تقييم آثار برامج االستثمارات العامة وانعكاساتها على‬
‫التشغيل واالستثمار والنمو االقتصادي خالل الفترة (‪ ،")2014-2001‬أيام ‪ 12/11‬مارس‪ ،‬بكلية العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬بجامعة سطيف ‪ ،1‬الجزائر‪.‬‬
‫الزيتوني الطاهر‪" ،)2010 b( .‬انعكاس األزمة المالية على أسواق النفط العالمية وتداعياتها على االقتصاد‬
‫العربي"‪ ،‬ورقة مقدمة ضمن فعاليات ندوة حول األزمة المالية العالمية وانعكاساتها على قطاع النفط‬
‫والغاز الطبيعي في الدول العربية‪ ،‬أوابك‪ 24/22 ،‬نوفمبر ‪ ،2010‬دمشق‪-‬سوريا‪.‬‬
‫عصام الجبلي‪" ،)1999( .‬و ِاقع وآفاق أسواق النفط الدولية وأثرها على اقتصاديات الدول العربية"‪ ،‬ورقة‬
‫مقدمة لندوة "أسواق النفط والمال ‪ ...‬إلى أين؟" المنعقدة في فبراير ‪ ،1999‬إصدار منتدى الفكر العربي‪،‬‬
‫ّ‬
‫عمان‪-‬األردن‪.2001 ،‬‬
‫سلسلة الحوارات العربية ‪ ،2000/4‬الطبعة األولى‪ّ ،‬‬
‫قدي عبد المجيد‪" ،)2002( .‬النظام الجبائي وتحديات األلفية الثالثة"‪ ،‬مداخلة مقدمة في إطار فعاليات‬
‫الملتقى الوطني األول حول االقتصاد الجزائري في األلفية الثالثة‪ ،‬جامعة سعد دحلب‪ ،‬البليدة ‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ 22-21‬ماي‪.‬‬
‫كرواط ج‪.‬س‪ ،.‬و ف‪.‬أ‪ .‬عقيل‪" ،)2010( .‬األزمة المالية العالمية وانعكاساتها على اقتصاديات الدول‬
‫العربية واإلحاطة بآثارها على االقتصاد الليبي"‪ ،‬ورقة مقدمة ضمن فعاليات ندوة حول األزمة المالية‬
‫العالمية و انعكاساتها على قطاع النفط والغاز الطبيعي في الدول العربية‪ ،‬أوابك‪ 24/22 ،‬نوفمبر ‪،2010‬‬
‫دمشق‪-‬سوريا‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫قائمة المراجع‬

:‫المراجع باللّغات األجنبيّة‬

:‫الكتب والمؤلف ات‬


Abdelkader Sid Ahmed. (1993), "Economie de l’industrialisation à partir des ressources
naturelles", OPU, Alger.
Abel. A.B., and B.S. Bernanke. (2001), "Macroeconomics", Addison Wesley Longman Inc.
Agénor. P.R., and P.J. Montiel. (1996), "Development Macroeconomics", Princeton University
Press, Princeton, New Jersey.
Amic. E., Darmois. G., et J.P. Favennec. (2006), "L’énergie, à quel prix?: les marchés de
l’énergie", IFP Publications, édition technip , paris.
Antoine Ayoub. (1996), "Le Pétrole: économie et Politique", Economica, Paris.
Auerbach. A.J., and L.J. Kotlikoff. (1987), "Dynamic Fiscal Policy", Cambridge University
Press, New York.
Auty. R.M. (1990), "Resource-Based Industrialization: Sowing the Oil in Eight Developing
Countries", Clarendon Press, Oxford.
Auty. R.M., and R.F. Mikesell. (1998), "Sustainable Development in Mineral Economies",
Oxford, Clarendon Press.
Auty. R.M., ed, (2001b), "Resource Abundance and Economic Development", Study Prepared
for the World Institute for Development Economics Research of the United Nations University,
Oxford University Press, New York.
Bali Hamid. (1993), "Inflation et mal développement en Algérie", OPU, Alger.
Barro. R.J. (1984), "Macroeconomics", John Wiley & Sons.
Ben Bitour Ahmed. (1999), "L'expérience Algérienne de développement 1962-1991, Leçon Pour
l'avenir", Collection carrefour d'échanges, Edition technique de l'entreprise, ISGP Edition, Alger.
Blanchard. O., et D. Cohen. (2004), "Macroéconomie", 3e édition, Pearson Education France,
Paris.
Blinder. A.S. (1998), "Central Banking in Theory and Practice", The MIT Press, Cambridge,
Mass.
Bourbonais. R. (2005), "économétrie", 6e édition, Dunod, Paris.
Box. G.E.P., and G.M. Jenkins. (1970), "Time Series Analysis: Forcasting and Control", San
Francisco, CA: Holden-Day.
Bresson. G., et A. Pirotte. (1995), "Econométrie des Séries Temporelles, Théories et
Applications", Presses Universitaires de France, paris.
Brue. S.L. (2000), "The Evolution of Economic Thought", 6th Edition, Dryden Press.
Bruno. M., and J. Sachs. (1985), "Economics of Worldwide Stagflation", Harvard University
Press.
Chitour Chems Eddine. (2003), "Pétrole et politique", Andru, alger.
Chitour Chems Eddine. (2006), "L’Empire Américain: Le Pétrole et Les Arabes", ENAG, Alger.
Cochran. J.H. (2005), "Time Series For Macroeconomics and Finance", Graduate School of
Business, University of Chicago.
Dalemont. E., et J. Carrié. (1993), "Histoire du Pétrole : Que sais-Je?", 1re édition, Presses
Universitaires de France, Paris.
Easterly. W., Rodriguez. C., and K. Schmidt-Hebbel. (1994), "Public Sector Deficits and
Macroeconomic Performance", Oxford University Press, New York.
Enders. W (2004), "Applied Econometric Time Series", 2ed Edition, John Wiley & SONS, INC.
Favennec. J.P. (2007), "Géopolitique de L’Energie: Besoins, Ressources, Echanges Mondiaux",
IFP Publications, Editions Technip, Paris.

265
‫قائمة المراجع‬

Froyen. R.T. (2007), "Macroeconomics: Theories and Policies", 9 th edition, Pearson, University
of North Carolina at Chapel Hill.
Galbacs. P. (2015), "The Theory of New Classical Macroeconomics: A Positive Critique",
Springer International Publishing, Switzerland.
Gelb. A.H. (1988), "Oil Windfalls: Blessing or Curse?", Oxford University Press, New York.
Green. W.H. (2003), "Economitric Analysis", 5th edition, Prentice Hall, New Jersy.
Gujarati. D.N. (2003), "Basic Econometrics ", 4th edition, Mc Graw-Hill/ Irwincompanies Inc,
New York.
Hamilton. J.D. (1994), "Time Series Analysis", Princeton University Press, New Jersey.
Hayashi. F. (2000), "Econometrics", Princeton University Press, Prenceton, N.J.
Hirschman. A. (1958), "The Strategy of Economic Development", Yale University Press, New
Haven.
Humphreys. M., J. Sachs., and J. Stiglitz. (2007), "Escaping the Resource Curse", Columbia
University Press, New York.
Johansen. S. (1995), "Likelihood-based Inference in Cointegrated Vector Autoregressive
Models", Oxford University Press, Oxford.
Johnston. J., and J. Dinardo. (1997), "Econometric Methods", 4th edition, Mc Graw–Hill, New
York, P. 226.
Kirchgässner. G., and J. wolters. (2007), "Iintroduction to Modern Time Series Analysis",
Springer-verlag Berlin Heidelberg, New York.
Landais. B. (1998), "Leçons de Politique Budgétaire", De Boeck Université, Belgique.
Lardic. S., et V. Mignon. (2002), "Econométrie des Séries Temporelles Macroéconomiques et
Financières", ed, Economica, Paris.
Lütkepohl. H. (2005), "New Introduction to Multiple Time Series Analysis", Springer-Verlag,
Berlin, Heidelberg.
Lütkepohl. H., and M. Krätzing. (2004), "Applied Time Series Econometrics", Cambridge
University Press, Cambridge.
Maddala. G.S. (1992), "Introduction to Econometrics", Second edition, MacMillan Publishing
Company, New York.
Mahiou. A. (1973), "Institutions administratives et économiques de l’Algérie", Tome 2, SNED,
Alger.
Musgrave. R.A. (1984), "Public finance in theory and practice", 4th edition, McGraw hill, new
York.
Neary. J.P., and S. van Wijnbergen (eds.). (1986), "Natural Resources and the Macroeconomy",
MIT Press, Cambridge, Ma.
Nouschi. A. (1999), "Pétrole et Relations Internationales de 1945 à nos Jours", Armand Colin,
Paris.
Philip. A.K. (1973), "The Management of Market, Oriented Economies: A Comparative
Perspective", Wadsworth Publishing Company, California.
Shapiro. E. (1982), "Macroeconomic Analysis", Harcourt Brace Jovanovich INC, 5 th edition,
USA.
William. J., and A. Blinder. (2000), "Macroeconomics Principles and Policy", The Dryden press,
8th edition, USA.
Wooldridge. J.M. (2002), "Econometric Analysis of Cross Section and Panel Data", The MIT
Press, London (England).
Youcef Deboud. (1995), "le nouveau mécanisme économique en Algérie", OPU, Alger.

266
‫قائمة المراجع‬

:‫ المذكرات واألطروحات العلمية‬،‫الرسائل‬


ّ
Al-Obaid. H. (2004), "Rapidly Changing Economic Environments and the Wagner’s Law: The
Case of Saudi Arabia", Ph.D. Dissertation, Fort Collins, Colorado: Colorado State University.

:‫التق ارير والمستندات الوثائقيّة‬


Banque d'Algérie, Rapports Annuels "Evolution Economique et Monétaire En Algérie": 2002,
2003, 2004, 2005, 2006, 2007, 2008, 2009, 2010, 2011, 2012, 2013, 2014.
Doan. T. (1992), "RATS User's Manual", Evanston, Illinois. Estima.
Eviews 5 User’s Guide, Quantitative Micro Software, USA, 2005.
Office National Des Statistiques, "Rétrospective Statistique 1970-2002", Edition 2005.
Organization of the Petroleum Exporting Countries (2011), "OPEC Annual Statistical Bulletin
2010", 46th Edition, Vienna ,Austria.
Organization of the Petroleum Exporting Countries . (2006), "OPEC Annual Statistical Bulletin
2005", 41th Edition, Vienna, Austria.
Organization of the Petroleum Exporting Countries . (2015), "OPEC Annual Statistical Bulletin
2014", 50th Edition, Vienna, Austria.
World Bank, World Development Indicators (WDI) Data 2015.

:‫ وأوراق العمل‬،‫ المنشورات‬،‫ الدوريات‬،‫المجالّت‬


Aastveit. K.A., Bjørnland. H.C., and L.A. Thorsrud, (2012), "What Drives Oil Prices?, Emerging
Versus Developed Economies", mimeo, Norge Bank.
Abdih. Y., Lopez-Murphy. P., Roitman. A., and R. Sahay. (2010), "The Cyclicality of Fiscal
Policy in the Middle East and Central Asia: Is the Current Crisis Different?", IMF Working
Paper, WP/10/68, Washington DC.
Abeysinghe. T. (2001), "Estimation of Direct and Indirect Impact of Oil Price on Growth",
Economic Letters, Vol. 73, PP. 147-153.
Acemoglu. D., Johnson. S., and J. Robinson. (2005), "Institutions as the Fundamental Cause of
Long-run Growth", in: P. Aghion. and S. Durlauf (eds.), “Handbook of economic growth: Vol.
1A”, Elsevier, Amsterdam, PP. 385-472.
Adam. C.S., and D.L. Bevan. (2001), "Nonlinear Effects of Public Deficits on Growth", Paper
Presented at a Cornell/ISPE Conference, New York, September.
Afonso. A., and D. Furceri. (2007), "Government Size Composition, Volatility and Economic
Growth", ECB Working Paper Series, No 849, Frankfurt am Main.
Afonso. A., and R.M. Sousa. (2011), "The Macroeconomic Effects of Fiscal Policy in Portugal:
A Bayesian SVAR analysis", Portuguese Economic Journal, Vol. 10, No. 1, PP. 61 – 82.
Afonso. A., and R.M. Sousa. (2012), "The Macroeconomic Effects of Fiscal Policy", Applied
Economics, Vol. 44, No. 34, PP. 4439-4454.
Agénor. P.R., C.J. McDermott., and E.S. Prasad. (2000), "Macroeconomic Fluctuations in
Developing Countries: Some Stylized Facts", The World Bank Economic Review. Vol. 14, No.
2, PP. 251-285.
Aiyagari. S.R., Christiano. L.J., and M. Eichenbaum. (1992), "The Output, Employment, and
Interest Rate Effects of Government Consumption", Journal of Monetary Economics, Vol. 30,
July, PP. 73-86.
Aizenman. J., and N.P. Marion. (1993), "Policy Uncertainty, Persistence, and Growth", Review
of International Economics, Vol. 1, June, PP. 145-163.
Akanni. O.P. (2007), "Oil Wealth and Economic Growth in Oil Exporting African Countries",

267
‫قائمة المراجع‬

AERC Research Paper 170, Nairobi, September, P. 01.


Alesina. A., and G. Tabellini. (2005), "Why is Fiscal Policy Often Procyclical?", NBER
Working Papers No. 11600, Cambridge, Ma.
Alesina. A., and R. Perotti. (1995), "The political Economy of Budget Deficits", IMF Staff
Papers. Vol. 42, N. 1, PP. 1-31.
Alesina. A., and R. Perotti. (1997a), "Fiscal Adjustments in OECD Countries: Composition and
Macroeconomic Effects", IMF Staff Papers, Vol. 44, No. 2, June, PP. 210-248.
Alesina. A., and R. Perotti. (1997b), "The welfare state and competitiveness", American
Economic Review, vol. 87, No. 5, December, PP. 921-939.
Alesina. A., and S. Ardagna. (1998), "Tales of Fiscal Adjustments", Economic Policy, Vol. 27,
October, PP. 487-546.
Alesina. A., Ardagna. S., Perotti. R., and F. Schiantarelli. (2002), "Fiscal Policy, Profits and
Investment", The American Economic Review, Vol. 92, No. 3, June, PP. 571-589.
Alesina. A., R. Perotti., and J. Tavares. (1998), "The Political Economy of Fiscal Adjustments",
Brookings Papers on Economic Activity: 1, Brookings Institution, PP. 197-266.
Algahtani. G.J. (2016), "The Effect of Oil Price Shocks on Economic Activity in Saudi Arabia:
Econometric Approach", International Journal of Business and Management, Vol. 11, No. 8, PP.
124-133.
Alier. M., and M. Kaufman. (1999), "Nonrenewable Resources: A Case for Persistent Fiscal
Surpluses", IMF Working Paper No 99/44, Washington DC.
Alley. I., Asekomeh. A., Mobolaji. H., and Y.A. Adeniran. (2014), "Oil Price Shocks and
Nigerian Economic Growth", European Scientific Journal, Vol. 10, No. 19, July, PP. 375-391.
Al-Mutairi. N. (1993), "Determines the Sources of Output Fluctuations in Kuwait", Finance and
Industry, Vol. 11, PP. 20-78.
Alquist. R., and L. Kilian. (2010), "What do We Learn from the Price of Crude Oil Futures?",
Journal of Applied Econometrics, John Wiley & Sons, Ltd., Vol. 25, No. 04, PP. 539–573.
Al-Yousif. Y. (2000), "Do Government Expenditures Inhibit or Promote Economic Growth:
Some Empirical Evidence from Saudi Arabia", The Indian Economic Journal, Vol.48, PP. 92-96.
Anderson. R.G., Hoffman. D.L., and R.H. Rasche. (2002), "A Vector Error Correction
Forecasting Model of the US Economy", Journal of Macroeconomics, Vol. 24, Issue. 4,
December, PP.569-598.
Angulo-Rodriguez. H.E., Castillo-Duran. M.A., Garza-Rodriguez. J., Gonzalez-Hernandez.
M.G., and R. Puente-Ortiz. (2011), "The Effectiveness of Fiscal Policy in Mexico", The
Empirical Economics Letters, Vol. 10, No. 6, June, PP. 597-602.
Ansari. M.I. (2002), "Impact of Financial Development, Money, and Public Spending on
Malaysian National Income: an Econometric Study", Journal of Asian Economics, Vol. 13, PP.
72-93.
Antón. A. (2005), "Fiscal Reform, Long-Run Growth and Welfare in a Monetary Model: The
Case of Mexico", Estudios Económicos, Vol. 20, No. 2, PP. 143-172.
Ardagna. S. (2001), "Fiscal Policy Composition, Public Debt, and Economic Activity", Public
Choice, Vol. 109, PP. 301-325.
Arezki. R., and K. Ismail. (2010), "Boom-Bust Cycle, Asymmetrical Fiscal Response and the
Dutch Disease", IMF Working Paper No. 10/94, Washington DC.
Arezki. R., and T. Gylfason, (2011), "Commodity Price Volatility, Democracy and Economic
Growth", in: “Frontiers of Economics and Globalization, Economic Growth and Development”,
ed. by Olivier de La Grandville, Emerald Group, Bingley, U.K., PP. 9–24.
Arseneau. D.M, and S. Leduc. (2012), "Commodity Price Movements in a General Equilibrium
Model of Storage", International Finance Discussion Paper, No. 1054, Board of Governors of the
Federal Reserve System.

268
‫قائمة المراجع‬

Asteriou. D., and D.D. Villamizar. (2013), "The Effects of Oil Price on Macroeconomic
Variables in Oil Exporting and Oil Importing Countries", International Journal of Energy,
Environment, and Economics, Vol. 21. No. 4, PP. 323-341.
Atkinson. G., and K. Hamilton. (2003), "Savings, Growth and the Resource Curse Hypothesis",
World Development, Vol. 31, No. 11, PP. 1793–1807.
Auty. R.M. (1991), "Managing Mineral Dependence: Papua New Guinea 1972–89", Natural
Resources Forum, 90–99.
Auty. R.M. (1993), "Sustaining Development in Mineral Economies: The Resource Curse
Thesis", Routledge, London.
Auty. R.M. (1994), "Industrial Policy Reform in Six Newly Industrializing Countries: the
Resource Curse Thesis", World Development, Vol. 22, No. 1, PP. 11-26.
Auty. R.M. (1998a), "Mineral Wealth and the Economic Transition: Kazakhstan", Resources
Policy, Vol. 24, No, 4, PP. 241-249.
Auty. R.M. (1998b), "Resource Abundance and Economic Development: Improving the
Performance of Resource-Rich Countries", World Institute for Development Economics
Research RFA Paper, No 44, Helsinki.
Auty. R.M. (2001a), "A Growth Collapse With High Rent Point Resources: Saudi Arabia", in
Auty, R.M. (ed.) (2001b), “Resource Abundance and Economic Development”, Oxford
University Press, New York, PP. 193-207.
Auty. R.M. (2001c). "The Political Economy of Resource-driven Growth", European Economic
Review, Vol. 45, No. 4, PP. 839-846.
Auty. R.M. (2003), "Third Time Lucky for Algeria?, Integrating an Industrializing Oil-Rich
Country Into the Global Economy", Resources Policy, Vol. 29, No. 1, PP. 37-47.
Auty. R.M. and A.H. Gelb. (2001), "Political Economy of Resource-Abundant States", in: Auty.
R.M. (ed.) (2001b), “Resource Abundance and Economic Development”, Oxford University
Press, New York, PP. 126-144.
Azariadis. C., and A. Drazen. (1990), "Threshold Externalities in Economic Development",
Quarterly Journal of Economics, Vol. 105, May, PP. 501-526.
Backus. D.K., and M.J. Crucini. (2000), "Oil Prices and the Terms of Trade", Journal of
International Economics, Vol. 50 (February), PP. 185–213.
Baland J.M., and P. Francois. (2000), "Rent Seeking and Resource Booms", Journal of
Development Economics, Vol. 61, No. 2, PP. 527-542.
Balassone. F., Takizawa. H., and H. Zebregs. (2006), "Managing Russia’s Oil Wealth: An
Assessment of Sustainable Expenditure Paths", in: Russian Federation: Selected Issues, IMF
Country Report No. 06/430, prepared for the 2006 Article IV Consultation, Washington DC.
Balcerzak. A.P., and E. Rogalska, (2014), "Crowding Out and Crowding in within Keynesian
Framework: Do We Need Any New Empirical Research Concerning Them?", Economics &
Sociology, Vol. 7, No 2, ,PP. 80-93.
Baldini. A. (2005), "Fiscal Policy and Business Cycles in an Oil-Producing Economy: The Case
of Venezuela", IMF Working Paper No. 05/237, Washington DC.
Balke. N., Brown. S., and M. Yücel. (2009), "Oil Price Shocks and U.S Economic Activity: An
International Perspective", The Energy Journal, Vol. 23, PP. 27-52.
Barnett. S.A., and R.J. Ossowski. (2002), "Operational Aspects of Fiscal Policy in Oil-Producing
Countries", IMF Working Paper, WP/02/177, October, Washington DC.
Barrell. R., Becker. B., Byrne. J., Gottschalk. S., Hurst. I., and D. Van Welsum. (2004),
"Macroeconomic Policy in Europe: Experiments with Monetary Responses and Fiscal Impulses",
Economic Modelling, Vol. 21, PP. 877-931.
Barro. R.J. (1973), "The Control of Politicians: An Economic Model", Public Choice, Vol. 13,
PP. 19–42.

269
‫قائمة المراجع‬

Barro. R.J. (1974), "Are Government Bonds Net Wealth?", Journal of Political Economy, Vol.
82, November-December, PP. 1095-1117.
Barro. R.J. (1981). "Output effects of government purchases", Journal of Political Economy,
Vol. 89, No. 6, PP. 1086-1121.
Barro. R.J. (1989), "The Ricardian Approach to Budget Deficits", Journal of Economic
Perspectives, Vol. 3, Spring, PP. 37-54.
Barsky. R.B., and L. Kilian. (2002), "Do We Really Know that Oil Caused the Great Stagflation?
A Monetary Alternative", in: NBER Macroeconomics Annual 2001, 16, B.S. Bernanke and K.
Rogoff, eds., Cambridge, MA: MIT Press, PP. 137-183.
Barsky. R.B., and L. Kilian. (2004), "Oil and the Macroeconomy Since the 1970s", Journal of
Economic Perspectives, Vol. 18, No. 4, PP. 115–134.
Bartolini L., Razin. A., and S. Symansky. (1995), "G-7 Fiscal Restructuring in the 1990s:
Macroeconomic Effects", Economic Policy, No. 20, April, PP. 111-146.
Baum. A., and G.B. Koester. (2011), "The impact of Fiscal policy On Economic Activity Over
the Business Cycle: Evidence From a Threshold VAR Analysis", Deutsche Bundesbank
Discussion Paper Series 1: Economic Studies, No. 03/2011, Frankfurt.
Baumeister. C., and G. Peersman. (2011), "The Role of Time-Varying Price Elasticities in
Accounting for Volatility Changes in the Crude Oil Market", Bank of CANADA Working Paper,
No. 2011-28.
Baumeister. C., and G. Peersman. (2012), "Time-Varying Effects of Oil Supply Shocks on the
U.S. Economy", Bank of Canada Working Paper, No. 2012-2, January.
Baumeister. C., and L. Kilian. (2012a), "Real-Time Analysis of Oil Price Risks Using Forecast
Scenarios", mimeo, University of Michigan.
Baumeister. C., and L. Kilian. (2012b), "Real-Time Forecasts of the Real Price of Oil,” Journal
of Business and Economic Statistics, Vol. 30, PP. 326-336.
Baxter. M., and R.G. King. (1993), "Fiscal policy in general equilibrium", American Economic
Review, Vol. 83, June, PP. 315-334.
Beaugrand. P., B. Loko., and M. Mlachila. (2002), "The Choice Between External and Domestic
Debt in Financing Budget Deficits: The Case of Central and West African Countries", IMF
Working Papere, WP/02/79, May, Washington DC.
Beetsma. R., and M. Giuliodori. (2011), "The Effects of Government Purchases Shocks: Review
and Estimates for the EU", The Economic Journal, Vol. 121, Issue. 550, February, PP.F4-F32.
Behrman. J. (1987), "Commodity Price Instability and Economic Goal Attainment in Developing
Countries", World Development, Vol. 15, No. 5, PP. 559–573.
Beidas-Strom. S., and A. Pescatori. (2014), "Oil Price Volatility and the Role of Speculation",
IMF Working Paper, WP/14/218, December, Washington DC.
Bekhet. H.A., and N.Y.M. Yusop. (2009), "Assessing the Relationship Between Oil Prices,
Energy Consumption and Macroeconomic Performance in Malaysia: Co-integration and Vector
Error Correction Model, (VECM) Approach", Journal of International Business Research, Vol.
2, No.3, July, PP. 152-175.
Benjamin. N.C., Devarajan. S., and R.J. Weiner. (1989), "The ‘Dutch’ disease in a Developing
Country", Journal of Development Economics, Vol. 30, PP. 71-92.
Bernanke. B., and A. Blinder. (1992), "The Federal Funds Rate and the Channels of Monetary
Transmission", American Economic Review, Vol. 82, PP. 901-921.
Bernanke. B.S. (1983), "Irreversibility, Uncertainty, and Cyclical Investment", Quarterly Journal
of Economics, Vol. 98, No. 1, PP. 85-106.
Bernanke. B.S., and I. Mihove. (1995), "Measuring Monetary Policy", the Quarterly Journal of
Economics, Vol. 113, No. 3, August, PP. 869-902.
Bernanke. B.S., Gertler. M., and M.W. Watson. (1997), "Systematic Monetary Policy and the

270
‫قائمة المراجع‬

Effects of Oil Price Shocks", Brookings Papers on Economic Activity, No. 1, PP. 91-142.
Bernanke. B.S., Gertler. M., and M.W. Watson. (2004), "Reply to Oil Shocks and Aggregate
Economic Behavior: The Role of Monetary Policy" Journal of Money, Credit and Banking, Vol.
36, PP. 287-291.
Berndt. E.R., and D.O. Wood. (1979), "Engineering and Econometric Interpretations of Energy-
Capital Complementarity", American Economic Review, Vol. 69, PP. 342-54.
Bertola. G., and A. Drazen. (1993), "Trigger Points and Budget Cuts: Explaining the Effects of
Fiscal Austerity", American Economic Review, Vol. 83, March, PP. 11-26.
Bertola. G., Guiso. L., and L. Pistaferri. (2005), "Uncertainty and Consumer Durables
Adjustment", Review of Economic Studies, Vol. 72, No. 4, PP. 973-1007.
Berument. M.H., Ceylan. N.B., and N. Dogan. (2010), "The Impact of Oil Price Shocks on the
Economic Growth of Selected MENA Countries", The Energy Journal, Vol. 31, No. 1, PP. 149-
176.
Biau. O., and É. Girard. (2005), "Politique Budgétaire et Dynamique Economique en France:
L’approche VAR structurel", Economie et Prévision, 2005/3-4-5, No. 169-170-171, PP. 1–23.
Bjørnland. H.C. (1998), "The Economic Effects of North Sea Oil on the Manufacturing Sector",
Scottish Journal of Political Economy, Vol. 45, PP. 553-585.
Bjørnland. H.C. (2000), "The Dynamic Effects of Aggregate Demand, Supply and Oil Price
Shocks - A Comparative Study", The Manchester School of Economic Studies, 68, PP. 578-607.
Bjørnland. H.C. (2008), "Oil Price Shocks and Stock Market Booms in an Oil Exporting
Country", Working Paper from Norwegian School of Management (BI) and Norges Bank, No.
16, October.
Blanchard. O., and R. Perotti. (2002), "An Empirical Characterization of the Dynamic Effects of
Changes in Government Spending and Taxes on Output", Quarterly Journal of Economics, Vol.
117, No. 4, PP. 1329–1368.
Blanchard. O.J., and J. Galí. (2007), "The Macroeconomic Effects of Oil Shocks: Why are the
2000s So Different From the 1970s? ", NBER Working Paper 13368.
Blanchard. O.J., and J. Galí. (2009), "The Macroeconomic Effects of Oil Shocks: Why are the
2000s So Different from the 1970s?", Forthcoming in: J. Galí and M. Gertler (eds.),
“International Dimensions of Monetary Policy”, University of Chicago Press: Chicago, IL.
Blanchard. O.J., and J. Galí. (2010), "The Macroeconomic Effects of Oil Price Shocks: Why are
the 2000s so Different From the 1970s?", In: “International Dimensions of Monetary Policy”,
ed. Jordi Galí and Mark J. Gertler, PP. 373-421.
Bleany. M., and H. Halland. (2009), "The Resource Curse and Fiscal Policy Volatility",
CREDIT Research Paper, No. 09/09, university of Nottingham.
Blejer. M.I., and M.S. Khan. (1984), "Government Policy and Private Investment in Developing
Countries", IMF Staff Papers, Vol. 31, June, PP. 379-403.
Blinder. A.S., and R.M. Solow. (1974), "Analytical Foundations of Fiscal Policy", in: “the
Economics of Public Finance: Essays”, ed. By A.S. Blinder et al., Brookings Institutions,
Washington, Dc, PP.3-115.
Blinder. A.S., and S.M. Goldfeld. (1976), "New Measures of fiscal and Monetary Policy, 1958-
73", The American Economic Review, Vol. 66, No. 5, PP. 780-796.
Bloom. N., Floetotto. M., Jaimovich. N., Saporta-Eksten. I., and S. Terry. (2011), "Really
Uncertain Business Cycles", Stanford University Working Paper, 2011.
Blundell. R., and T. MaCurdy. (1999), "Labor Supply: A Review of Alternative Approaches", in:
“Handbook of Labor Economics”, ed. By O. Ashenfelter and D. Card, Amsterdam, New York,
Elsevier.
Bohi. D.R. (1991), "On the Macroeconomic Effects of Energy Price Shocks", Resources and
Energy, Vol. 13, PP. 145-162.

271
‫قائمة المراجع‬

Boschini. A.D., Pettersson. J., and J. Roine. (2007), "Resource Curse or Not: a Question of
Appropriability", Scandinavian Journal of Economics, Vol. 109, No. 3, PP. 593-617.
Bose. N., Haque. E., and D. Osborn. (2007), "Public Expenditure and Economic Growth: A
Disaggregated Analysis for Developing Countries", The Manchester School, Vol. 75, No. 5, PP.
533–556.
Bouzidi. A. (1984), "Emploi et Chômage en Algérie (1967-1983)", les Cahiers du CREAD,
N°02, 2e Tri.
Boye. F. (2001), "Oil and Macroeconomic Fluctuations in Ecuador", OPEC Review, Vol. 25, PP.
145–172.
Boye. F. (2002), "Oil and Macroeconomic Fluctuations in Mexico", OPEC Review, Vol. 26, PP.
309-333.
Brahimi .A. (1999), "les réformes économiques: implication sociales", Revue Algérienne du
Travail, N0. 24.
Brennan. M., and E. Schwartz. (1985), "Evaluating Natural Resource Investment", Journal of
Business, Vol. 58, PP. 1135-1157.
Brown. S.P.A., and M.K. Yücel. (1999), "Oil Prices and U.S. Aggregate Economic Activity",
Federal reserve Bank of Dallas Economic Review, Second Quarter, PP. 16-53.
Brown. S.P.A., and M.K. Yücel. (2002), "Energy Prices and Aggregate Economic Activity: An
Interpretative Survey", Quarterly Review of Economics and Finance,Vol. 42, PP. 193-208.
Bruno. M., and J. Sachs. (1982), "Input Price Shocks and the Slowdown in Economic Growth:
The Case of U.K. Manufacturing", Review of Economic Studies, Vol. 49, PP. 679-705.
Bryant R.C., Henderson. D.W., Holtham. G., Hooper. P., and S. Symansky. (1988), "Empirical
Macroeconomics for Interdependent Economies", Brookings Institution, Washington.
Bryant R.C., Hooper. P., and C.L. Mann. (1993), "Evaluating Policy Regimes: New Research in
Empirical Macroeconomics". Brookings Institution, Washington.
Buffie. E.F. (1993), "Direct Foreign Investment, Crowding out and Underemployment in the
Dualistic Economy", Oxford Economic Papers, No. 45.
Buiter. W.H. (1976), "Crowding Out and the Effectiveness of Fiscal Policy", Econometric
Research Program, Princeton University, Research Memorandum, No. 191, February.
Bulte. E., Damania. R., and T. Deacon. (2005), "Resource Intensity, Institutions, and
Development", World Development, Vol. 33, No. 7, PP. 1029–1044.
Burbidge. J., and A. Harrison. (1984), "Testing for the Effects of Oil Price Rises using Vector
Autoregression", International Economic Review, Vol. 25, No. 2, PP. 459-484.
Burnside. C., Eichenbaum. M., and J.D.M. Fisher. (2003), "Fiscal Shocks And Their
Consequences", National Bureau of Economic Research, Working Paper No. 9772.
Burriel P., F. de Castro., D. Garrote., E. Gordo., J. Paredes., and J. J. Perez. (2009), "Fiscal
Policy Shocks in the Euro Area and the US: An Empirical Assessment", European Central Bank
Working Paper. No. 1133, December.
Büyükşahin. B., and J.H. Harris. (2011), "Do Speculators Drive Crude Oil Futures?", Energy
Journal, Vol. 32, PP.167-202.
Caballero. R.J. and A. Krishnamurthy. (2004), "Fiscal Policy and Financial Depth", NBER
Working Papers No. 10532. Cambridge, Ma.
Caballero. R.J., and R.S. Pyndick. (1996),"Uncertainty, Investment, and Industry Evolution",
International Economic Review, Vol. 37, August, PP. 641-662.
Caldara. D., and C. Kamps. (2008), "What are the Effects of Fiscal Policy Shocks?: A VAR-
Based Comparative Analysis", ECB Working Paper Series No. 877, March.
Calmfors. L. (2003), "Fiscal Policy to Stabilise the Domestic Economy in the EMU: What Can
We Learn from Monetary Policy?", CESifo Economic Studies, Vol. 49, No. 3, PP. 319-353.
Calvo. G.A., and C.M. Reinhart. (2000), "Fear of Floating", NBER Working Papers No. 7993,

272
‫قائمة المراجع‬

Cambridge, Ma.
Capet. S. (2004), "The Efficiency of Fiscal Policies: a Survey of the Literature", CEPII, Working
Paper No 2004–11, September.
Caribbean Policy Research Institute. (2007), "Balancing the Budget", CaPRI Background Paper.
Carlson. K.M., and R.W. Spencer. (1975). "Crowding Out and Its Critics", Federal Reserve bank
of ST. LOUIS.
Caruth. A.A., Hooker. M.A., and A.J. Oswald. (1998), "Unemployment Equilibria and Input
Prices: Theory and Evidence from the United States", Review of Economics and Statistics, Vol.
80, PP. 621-628.
Cashin. P., Liang. H., and C. McDermott. (1999), "How Persistent Are Shocks to World
Commodity Prices?", IMF Working Paper, WP/99/80, Washington DC.
Cashin. P., McDermott. C, and A. Scott. (1999), "Booms and Slumps in World Commodity
Prices", IMF Working Paper, WP/99/155, Washington DC.
Catao. L., and M.E. Terrones. (2003), "Fiscal Deficits and Inflation", IMF Working Papere,
WP/03/65, April, Washington DC.
Cavalcanti. T.V.d.V., Mohaddes .K., and M. Raissi. (2011a), "Growth, Development and Natural
Resources: New Evidence Using a Heterogeneous Panel Analysis", The Quarterly Review of
Economics and Finance, Vol. 51, No. 4, PP. 305-318.
Cavalcanti. T.V.d.V., Mohaddes. K., and M. Raissi. (2011b), "Does Oil Abundance Harm
Growth?", Applied Economics Letters, Vol. 18, No. 12, PP. 1181.1184.
Cerda. R., H.González., and L. Lagos. (2006), "Is Fiscal Policy Effective?, Evidence for an
Emerging Economy: Chile 1833–2000", Applied Economics Letters, Vol. 13, PP. 575–580.
Chakraborty. L.S. (2002), "Fiscal Deficit and Rate of Interest: An Econometric Analysis of the
Deregulated Financial Regime", Economic and Political Weekly, Vol. 37, No. 19, May, PP.
1831-1838.
Chalk. N. (1998), "Fiscal Sustainability with Non-Renewable Resources", IMF Working Paper,
No. 98/26, Washington DC.
Chalk. N., and R. Hemming. (2000), "Assessing Fiscal Sustainability in Theory and Practice",
IMF Working Paper No. 00/81, Washington DC.
Chari. V.V., and P.J. Kehoe. (1998), " Optimal Fiscal and Monetary Policy", Federal Reserve
Bank of Minneapolis, Research Department Staff Report, No. 251.
Chekouri. S.M., and A. Chibi. (2016), "Algeria and The Natural Resource Curse: Oil Abundance
and Economic Growth", Economic Research Forum Working Paper, No. 990, April. P.02.
Chemingui. M, and T. Roa. (2008), "Petroleum Revenues in Gulf Cooperation Council Countries
and their Labor Market Paradox", Journal of Policy Modeling, Vol. 30, No. 3, PP. 491-503.
Cheng. B.S., and T.W. Lai. (1997), "Government Expenditures and Economic Growth in South
Korea: A VAR Approach", Journal of Economic Development, Vol. 22, No. 1, June, PP. 11-24.
Christ. C.F. (1994), "The Cowles Commission’s Contributions to Econometrics at Chicago,
1936-1955", Journal of Econometric Literature, Vol. 32, No. l, PP. 30-59.
Christiano. L.J., M. Eichenbaum. (1992), "Identification and the Liquidity Effect of Monetary
Policy Shock", in: “Political Economy, Growth and Business Cycles”, C.A. Zvi Hercowitz and
L. Leiderman (eds), MIT Press, Cambridge and London, PP. 335-370.
Clements. M.P., and D.F. Hendry. (1995), "Forecasting in Cointegrated Systems", Journal of
Applied Econometrics, Vol. 10, PP. 127-146.
Coenen. G., Erceg. C., Freedman. C., Furceri. D., Kumhof. M., Lalonde. R., Laxton. D., Lindé.
J., Mourougane. A., Muir. D., Mursula. S., de Resende. C., Roberts. J., Roeger. W., Snudden. S.,
Trabandt. M., and J. inZt Veld. (2010), "Effect of Fiscal Stimulus in Structural Models", IMF
Working Paper No. 1073, Washington DC.
Cologni. A. and M. Manera. (2008), "Oil Prices, Inflation and Interest Rates in a Structural

273
‫قائمة المراجع‬

Cointegrated VAR Model for the G-7 Countries", Energy Economics, Vol. 38, PP. 856–888.
Cooley. T.F., and S.F. Leroy. (1985), "A theoretical Macroeconometrics: A Critique", Journal of
Monetary Economics, Vol. 16, PP. 283-308, P. 290.
Corden. M. (1984), "Booming Sector and Dutch Disease Economics: Survey and Consolidation",
Oxford Economic Paper, New Series, Vol. 36, PP. 359-380.
Corden. W.M., and J.P. Neary. (1982), "Booming Sector and de-industrialisation in a Small
Open Economy", Economic Journal, Vol. 92, PP. 825-848.
Cororaton. C.B. (2000), "Philippine Computable General Equilibrium Model (PCGEM)", PIDS
Discussion Paper Series, No. 2000-33, August.
Crandall. W., and J. Bodin. (2005), "Revenue Administration Reform in Middle Eastern
Countries, 1994–2004", IMF Working Paper, WP/05/203, Washington DC.
Cristina. M., Raguindin. E., and R.G. Reyes. (2005), "The Effects of Oil Price Shocks on the
Philippine Economy: A VAR approach", Social Science Research Network (SSRN), Vol. 50, PP.
3-59.
Cuevas. V. (2009), "The Short Term Effects of Fiscal Policy in Mexico: An Empirical Study",
Estudios Económicos, Vol. 24, No. 1, PP. 109-144.
Cunado. J., and F. Perez de Garcia. (2005), "Oil Prices, Economic Activity and Inflation:
Evidence for Some Asian Countries", The Quarterly Review of Economics and Finance, Vol. 45,
PP. 65–83.
Cunado. J., Jo. S., and F. Perez de Gracia. (2015), "Revisiting the Macroeconomic Impact of Oil
Shocks in Asian Economies", Bank of Canada Working Paper 2015-23, June.
Dale. S., and A.G. Haldane. (1993), "Interest Rate and the Channels of Monetary Transmission:
Some Sectoral Estimates", Bank of England Working Series No. 18/1993.
Dalmazzo. A., and G. De Blasio. (2001), "Resources and Incentives to Reform: A Model and
Some Evidence on Sub-Saharan African Countries", IMF Working Paper No. 01/86, Washington
DC.
Dalsgaard. T., André. C., and P. Richardson. (2001), "Standard Shocks in the OECD Interlink
Model", OECD Working Paper, No. 306, Paris.
Dalyop. G.T. (2010), "Fiscal Deficits and the Growth of Domestic Output in Nigeria”, JOS
Journal of Economics, Vol. 04, No. 01, December, PP. 153-173.
Darby. M.R. (1982), "The Price of Oil and World Inflation and Recession", American Economic
Review, Vol. 72, PP. 738-751.
Darrat. A.F. (1985), "The Impact of Fiscal Policy under Rational Expectations: Some Tests",
Journal of Macroeconomics, Vol. 7, Issue. 4, Autumn, PP.553-565.
Davis. J.M., Ossowski. R.J., and A. Fedolino. (eds.) (2003), "Fiscal Policy Formulation and
Implementation in Oil-Producing Countries", IMF, August 21, Washington DC.
Davis. J.M., Ossowski. R.J., Daniel. J.A., and S.A. Barnett. (2001), "Stabilization and Savings
Funds for Non-renewable Resources: Experience and Fiscal Policy Implications", IMF
Occasional Paper No. 205, Washington DC.
Davis. S.J. (1987), "Allocative Disturbances and Specific Capital in Real Business Cycle
Theories", American Economic Review Papers and Proceedings, 77, PP. 738-751.
Davis. S.J., and J. Haltiwanger. (2001), "Sectoral Job Creation and Destruction Responses to Oil
Price Changes", Journal of Monetary Economics, Vol. 48, PP. 465-512.
De Arcangelis. G., and G. De Giorgio. (1999), "Monetary Policy Shocks and Transmission in
Italy: A VAR Analysis", Proceeding of the 9 th edition of the Conference “Ricerche Quantitative
per la Politica Economica”, Bank of Italy and CIDE, Perugia, 1999.
De Castro. F., and P.H. De Cos. (2008), "The Economic Effects of fiscal policy: the case of
Spain", Journal of Macroeconomics, Vol. 30, PP. 1005–1028.
De Cima. M.S. (2003), "The Political Economy of Pro-Cyclical Fiscal Policy in Mexico, 1970–

274
‫قائمة المراجع‬

1988", Center for International Studies, University of Southern California, September.


De Gregorio. J., Landerretche. O., and C. Neilson. (2007), "Another Pass-Through Bites the
Dust?: Oil prices and inflation", Mimeo.
Deaton. A (1999), "Conmmodity Prices and Growth in Africa", Journal of Economic
Perspectives, Vol. 13, No. 3, Summer, PP. 23-40.
Devarajan. S., V. Swaroop., and H. Zou. (1996), "The Composition of Public Expenditure and
Economic Growth", Journal of Monetary Economics, Vol. 37, PP. 313-344.
Devereux. M.B., Head. A.C., and B.J. Lapham. (1996), "Monopolistic Competition, Increasing
Returns and the Effects of Government Spending", Journal of Money, Credit and Banking, Vol.
28, No. PP. 233-254.
Dikey. D.A., and W.A. Fuller. (1979), "Distribution of The Estimators For Autoregressive Time
Series With a Unit Root", Journal of the Amarican Statistical Association, Vol.74, PP.427-431.
Dikey. D.A., and W.A. Fuller. (1981), "Likelihood Ratio Statistics For Autoregressive Time
Series With a Unit Root", Econometrica, Vol. 49, No.4, PP.1057-1072.
Dixit. A.K., and R.S. Pindyck. (1994), "Investment Under Uncertainty", Princeton University
Press, New Jersey.
Dohner. R.S. (1981), "Energy Prices, Economic Activity and Inflation: Survey of Issues and
Results", in K.A. Mork (ed), “Energy prices, Inflation and Economic Activity”, Ballinger,
Cambridge Mass.
Dotsey. M., and M. Reid. (1992), "Oil Shocks, Monetary Policy, and Economic Activity",
Economic Review of the Federal Reserve Bank of Richmond, Vol. 78, No. 4, PP. 14-27.
Dvir. E., and K. Rogoff. (2010), "Three Epochs of Oil", mimeo, Harvard University.
Dvir. E., and K. Rogoff. (2013), "Evidence and Speculation in Oil Markets: Theory and
Evidence", from Understanding Commodity Market Fluctuations, IMF-Oxford Conference,
Washington DC, March, and forthcoming in the Journal of International Money and Finance.
Easterly. W., and R. Levine. (1997), "Africa’s Growth Tragedy: Policies and Ethnic Divisions",
Quarterly Journal of Economics, Vol. 112, PP. 1203-1250.
Easterly. W., and S. Rebelo. (1993), "Fiscal Policy and economic Growth: An Empirical
Investigation", NBER Working Paper, No. 4499, Cambridge, Massachusetts.
Edelberg. W., Eichenbaum. M., and J.D.M. Fisher. (1999). "Understanding the Effects of a
Shock to Government Purchases," Review of Economic Dynamics, Vol. 2, No. 1, January, PP.
166-206.
Edelstein. P., and L. Kilian. (2007), "The Response of Business Fixed Investment to Changes in
Energy Prices: A Test of Some Hypotheses about the Transmission of Energy Price Shocks",
The B.E. Journal of Macroeconomics (Contributions) 7, Article 35.
Edelstein. P., and L. Kilian. (2009) "How Sensitive are Consumer Expenditures to Retail Energy
Prices?", Journal of Monetary Economics, Vol. 56, PP. 766-779.
Eichenbaum. M., and J.D.M. Fisher. (2004), "Fiscal Policy in the Aftermath of 9/11",
Northwestern University, Working Paper No. 32704.
Eisner. R. (1989), "Budget Deficits: Rhetoric and Reality", Journal of Economic Perspectives,
Vol. 3, PP.73-93.
El Anshasy. A.A. (2012), "Oil Prices and Economic Growth in Oil-Exporting Countries",
Collage of Business and Economics, United Arab Emirates University, P.O.Box 17555.
El Anshasy. A.A., and M.D. Bradley. (2012), "Oil Prices and the Fiscal Policy Response in Oil-
Exporting Countries", Journal of Policy Modeling, Vol. 34, PP. 605-620.
Elmi. Z.M., and M. jihadi. (2011), "Oil Price Shocks and Economic Growth: Evidence from
OPEC and OECD", Australian Journal of Basic and Applied Sciences, Vol.5, No.6, PP. 627-635.
Eltony. M.N, and M. Al-Awadi (2001), "Oil price fluctuations and their impact on the
macroeconomic variables of Kuwait: a case study using a VAR model", International Journal of

275
‫قائمة المراجع‬

Energy Research, Vol. 25, No. 11, PP. 939-959.


Enders. W., and B.S. Lee. (1990), "Current Account and Budget Deficits: Twins or Distant
Cousins?", The Review of Economics and Statistics, Vol. 72, PP. 373-381.
Engel. E., and R. Valdes. (2000), "Optimal Fiscal Strategy for Oil Exporting Countries", IMF
Working Paper, WP/00/118, Washington DC.
Engle. R.F., and B.S. Yoo. (1987), "Forcasting and Testing in Cointegrated Systems", Juornal of
Econometrics, Vol. 35, PP.143-159.
Engle. R.F., and C.W.J. Granger. (1987), "Cointegration and Error Correction: Representation,
Estimation and Testing", Econometrica, Vol. 55, No. 2, PP. 251-276.
Erbil. N. (2011), "Is Fiscal Policy Procyclical in Developing Oil-Producing Countries?", IMF
Working Paper, WP/11/171, Washington DC.
Evans. G. (1985), "Bottlenecks and the Phillips Curve: A Disaggregated Keynesian Model of
Infaltion, Output, and Unemployment", Economic Journal. Vol. 95, June, PP. 345-357.
Evans. M.K. (1966), "Multiplier Analysis of a Post-War Quarterly U.S. Model and a
Comparison with Several Other Models", The Review of Economic Studies, Vol. 33, PP. 337-
360.
Evans. M.K. (1969), "Reconstruction and Estimation of the Balanced Budget Multiplier",
Review of Economics and Statistics, Vol. 51, PP. 14-25.
Ewing. B.T., and M.A. Thompson. (2007), "Dynamic Cyclical Components of Oil Prices With
Industrial Production, Consumer Prices, Unemployment and Stock Prices", Energy Policy, Vol.
35, PP. 5535-5540.
Fardmanesh. M. (1991), "Dutch Disease Economics and the Oil Syndrome: An Empirical
Study", World Development, Vol. 19, No. 6, PP. 711-717.
Farzanegan. M.R., and G. Markwardt. (2007), "The Effects of Oil Price Shocks on the Iranian
Economy", Energy Economics, Vol. 31, PP. 134–151.
Fasano-Filho. U. (2000), "Review of the Experience with Oil Stabilization and Savings Funds in
Selected Countries", IMF Working Paper, No. 00/112, Washington DC.
Fasino. U., and Q. Wang. (2002), "Testing the Relationship between Government Spending and
Revenue: Evidence from GCC countries", IMF Working Paper No. 02/201, Washington DC.
Fátas. A., and I. Mihov. (2001c), "Government Size and Automatic Stabilizers: International and
International evidence", Journal of International Economics, Vol. 55, PP. 3–28.
Fatás. A., and I. Mihov. (2001a), "Fiscal Policy and Business Cycles: An Empirical
Investigation", ("Poltica Fiscal y ciclos economicos: una investigacion empirica"), Moneda y
Credito, Vol. 212, PP. 167-210.
Fatás. A., and I. Mihov. (2001b) "The Effects of Fiscal Policy on Consumption and
Employment: Theory and Evidence", Centre for Economic Policy Research -CEPR Discussion
Paper, No. 2760, London.
Fattouh. B., L. Kilian and L. Mahadeva. (2012), "The Role of Speculation in Oil Markets: What
Have We Learned So Far?”, forthcoming: Energy Journal.
Faust. J., and E. Leeper. (1997), "When do Long-run Identifying Restrictions Give Reliable
Results", Journal of Business and Economic Statistics, Vol. 15, No. 3, PP. 345-353.
Favero. C. (2002), "How do European Monetary and Fiscal Authorities Behave?", CEPR
Discussion paper, No. 3426, June.
Ferderer. J.P. (1996), "Oil price volatility and the macroeconomy", Journal of Macroeconomics,
Vol. 18, No. 1, PP. 1-26.
Fève. P., et S. Gregoir. (2002), "L’économétrie de la politique économique", Annales
d’économie et de statistique, No. 67/68, PP. 1-10.
Finn M.G. (2000), "Perfect Competition and the Effects of Energy Price Increases on Economic
Activity", Journal of Money, Credit, and Banking, Vol. 32, PP. 400-416.

276
‫قائمة المراجع‬

Fisher. S., and W. Easterly. (1990), "The Economics of Government Budget Constraint", The
World Bank Research Observer, Vol. 05, No. 02, July, PP. 127-142.
Fosu. A. (1996), "Primary Exports and Economic Growth in Developing Countries", World
Economy, Vol. 19, No. 4, PP. 465–475.
Fouad. M., Maliszewski. W., Hommes. M., Morsy. H., Petri. M., and L. Soderling. (2007),
"Public Debt and Fiscal Vulnerability in the Middle East", IMF Working Paper No. 07/12
Washington DC.
Frankel. J. (2010), "The Natural Resource Curse: A Survey", Discussion Paper 2010--21,
Harvard Environmental Economics Program, Cambridge, Mass, September.
Frankel. J., and A. Rose. (2009), "Determinants of Agricultural and Mineral Commodity Prices",
mimeo, UC Berkeley.
Franta. M. (2012), "Macroeconomic Effects of Fiscal Policy in the Czech Republic: Evidence
Based on Various Identification Approaches in a VAR Framework", Czech National Bank
Working Paper, No. 13/2012, December.
Friedman. M. (1968), "the Role of Monetary Policy", American Economic Review, Vol. 58, N.
1, March, PP. 1-17.
Fuhrer. J.C. (1995), "The Phillips Curve is Alive and Well", New England Economic Review of
the Federal Reserve Bank of Boston, March/April, PP. 41-56.
Gale. W.G., and P.R. Orszag. (2003), "Economic Effects of Sustained Budget Deficits", National
Tax Journal, Vol. 56, PP. 463-485.
Galí. J., J.D. López-Salido., and J. Vallés. (2007), "Understanding the Effects of Government
Spending on Consumption", Journal of the European Economic Association, Vol. 5, No. 1,
March, PP. 227-270.
Gavin. M. (1997), "A Decade of Reform in Latin America: Has it Delivered lower Volatility ?",
IADB Working Paper Green Series, No. 349, Inter-American Development Bank, Washington.
Gavin. M., and R. Hausmann. (1996), "The Roots of Banking Crises: The Macroeconomic
Context", in: “Banking Crises in Latin America”, ed. By Hausmann and Rojas-Suarez, Inter-
American Development Bank, Washington.
Gavin. M., and R. Perotti. (1997), "Fiscal Policy in Latin America", NBER Macroeconomics
Annual 1997, edited by B. Bernanke and J. Rotemberg, MIT Press, Cambridge, Ma.
Giavazzi. F., and M. Pagano. (1990), "Can Sever Fiscal Contractions be Expansionary?, Tales of
Two Small European Countries", in: NBER Macroeconomics Annual, 5, 1990, ed. By O.J.
Blanchard., and S. Fischer, MIT Press, Cambridge, Massachusetts, PP. 75-122 .
Giavazzi. F., Jappelli. T., and M. Pagano. (2000), "Searching for Non-linear Effects of Fiscal
Policy: Evidence from Industrial and Developing Countries", European Economic Review, Vol.
44, PP. 1259-1289.
Giordano. R., S. Momigliano., S. Neri., and R. Perotti. (2008), "The Effects of Fiscal Policy in
Italy: Evidence From a VAR model", Banca D’Italia Temi di discussione Working Paper, No.
656, January.
Gisser. M., and T.H. Goodwin. (1986), "Crude Oil and the Macroeconomy: Tests of Some
Popular Notions", Journal of Money, Credit, and Banking, Vol. 18, PP. 95-103.
Giudice. G., A. Turrini., and J. inZt Veld. (2003), "Can Fiscal Consolidations Be Expansionary
in the EU?, Ex-post Evidence and Ex-ante Analysis", European Commission, Economic Papers
No. 195, December.
Gordon. R.J. (1997), "The Time-Varying NAIRU and its Implications for Economic Policy",
Journal of Economic Perspectives, Vol. 11, No. 1, PP. 11-32.
Granger. C .W. J. (1986), "Developments in the Study of Cointegrated Economic Variables",
Oxford Bulletin of Economics and Statistics, Vol. 48, PP. 213-228.
Granger. C .W.J. (1981), "Some Properties of Time Series Data and their Use in Econometric

277
‫قائمة المراجع‬

Model Specification", Journal of Econometrics, Vol. 16, No. 1, PP. 121-130.


Granger. C.W.J. (1969), "Investigating Causal Relations by Econometric Models and Cross-
Spectral Methods", Econometrica, Vol. 37, PP. 424-438.
Granger. C.W.J., and P. Newbold. (1974), "Spurious Regression in Economics", Journal of
Econometrics, Vol. 2, PP. 111-120.
Gray. H.P. (1987), "International Crowding Out: Concept and Policy Implications", Eastern
Economic Journal, Vol. 13, No. 3, July-September, PP. 193-203.
Greenwald. B., and J.E. Stiglitz. (1987), "Keynesian, New Keynesian, and New Classical
Economics", NBER Working Paper Series, WP No. 2160, February, Cambridge. Ma.
Greenwald. B., and J.E. Stiglitz. (1993), "New and Old Keynesians", Journal of Economic
Perspectives, Vol. 07, No. 01, Winter, PP. 23-44.
Guan. Q.Y., (2008), "The Period Model and Policies of the Fluctuation of International Oil
Price", International Petroleum Economics, Vol. 1, PP. 19-31 .
Gupta. S., Clements. B., Baldacci. E., and C. Mulas-Granados, (2005), "Fiscal Policy,
Expenditure Composition, and Growth in Low-Income Countries", Journal of International
Money and Finance, Vol. 24, PP. 441-463.
Gylfason. T. (2001a), "Natural Resources and Economic Growth: What is the Connection",
CESifo Working Paper No. 50.
Gylfason. T. (2001b). "Natural Resources, Education and Economic Development", European
Economic Review, Vol. 45, No. 4-6, PP. 847–859.
Gylfason. T., and G. Zoega. (2002), "Inequality and Economic Growth: Do Natural Resources
Matter?", CESinfo Working Paper No. 712, April.
Hagen. J.V. (1998), "Money Growth Targeting", Institute for International Economic Studies,
Seminar Paper No. 643, Stockholm, Sweden.
Haldane. A.G. (1997), "The Monetary Framework in Norway", in : A.B. Christiansen and J.F.
Qvigstad (eds.), “Choosing a Monetary Policy Target”, Oslo: Scandinavian University Press,
PP. 67-108.
Hamilton J.D. (2009b), "Understanding Crude Oil Prices", Energy Journal, Vol. 30, No. 2, PP.
179–206.
Hamilton J.D. (2009a), "Causes and Consequences of the Oil Shock of 2007-08", Brookings
Papers on Economic Activity, 1 (Spring), PP. 215–261.
Hamilton. J.D. (1983), "Oil and the Macroeconomy Since World War II", Journal of Political
Economy, Vol. 91, No. 2, Apr, PP. 228-248.
Hamilton. J.D. (1988), "A Neoclassical Model of Unemployment and the Business Cycle",
Journal of Political Economy, Vol. 96, PP. 593-617.
Hamilton. J.D. (1996), "This is What Happened to the Oil Price-macroeconomy Relationship",
Journal of Monetary Economics, Vol. 38. Issue. 02, October, PP. 215-220.
Hamilton. J.D. (2000), "Oil Shocks and Aggregate Macroeconomic Behavior: The Role of
Monetary Policy", Working Paper UCSD, August.
Hamilton. J.D. (2003), "What is an Oil Shock?", Journal of Econometrics, Vol. 113, No. 2. PP.
363-398.
Hamilton. J.D. (2008), "Oil and the Macroeconomy", in: S. Durlauf and L. Blume (eds), “The
New Palgrave Dictionary of Economics”, 2nd ed., Palgrave MacMillan Ltd.
Hamilton. J.D. (2011), "Historical Oil Shocks", NBER Working Paper No. 16790, February.
Hansen. M.S. (2004), "The ‘Price Puzzle’ Reconsidered", Journal of Monetary Economics, Vol.
51, No. 7, PP. 1385-1413.
Haque. M .E., and R. Kneller. (2008), "Public Investment and Growth: The Role of Corruption",
Center for Growth and Business Cycle Research Discussion Paper Series No. 98-2008,
University of Manchester, Mimeo.

278
‫قائمة المراجع‬

Haque. N.U., and P.J. Montiel. (1991), "Dynamic Responses to Policy and Exogenous Shocks in
an Empirical Developing Country Model with Rational Expectations", in: Macroeconomic
Models for Adjustment in Developing Countries, ed. By M.S. Khan., P.J. Montiel., and N.U.
Haque, IMF, Washington DC.
Haque. N.U., Lahiri. K., and P.J. Montiel. (1993), "Estimation of Macroeconomic Model with
Rational Expectations and Capital Controls for Developing Countries", Journal of Development
Economics, Vol. 42, December, PP. 337-356.
Haque. N.U., Montiel. P.J., and S.A. Symansky. (1991), "A Forward Looking Macroeconomic
Simulation Model for developing Country", in: Macroeconomic Models for Adjustment in
Developing Countries, ed. By M.S. Khan., P.J. Montiel., and N.U. Haque, IMF, Washington DC.
Hartford. T., and M. Klein. (2005). "Aid and the Resource Curse", The World Bank Group,
Private Sector Development Presidency Note No. 291, World Bank, Washington, DC.
Hausmann. R., and R. Rigobon. (2002), "An Alternative Interpretation of the ‘Resource Curse’:
Theory and Policy Implications", NBER Working Papers No. 9424, December, Cambridge, Ma.
Hausmann. R., Powell. A., and R. Rigobon. (1993), "An Optimal Spending Rule Facing Oil
Income Uncertainty (Venezuela),” In: External Shocks and Stabilization Mechanisms, eds. E.
Engel and P. Meller, Washington DC: Inter-American Development Bank, distributed by Johns
Hopkins University Press, 1993.
Hausmann. R., Talvi. E., Gavin. M., and R. Perotti. (1996), "Managing Fiscal Policy in Latin
America and the Caribbean: Volatility, Procyclicality, and Limited Creditworthiness", IDB WP-
326.
Hemming. R., Kell. M., and S. Mahfouz. (2002), "The Effectiveness of Fiscal Policy in
Stimulating Economic Activity- A Review of the Literature", IMF Working Paper, WP /02/208,
December, Washington DC.
Henry. C. (1974), "Investment Decisions under Uncertainty: The Irreversibility Effect",
American Economic Review, Vol. 64, PP. 1006-1012.
Heppke-Falk. K.H., J. Tenhofen., and G.B. Wolff. (2006), "The Macroeconomic Effects of
Exogenous Fiscal Policy shocks in Germany: A Disaggregated SVAR Analysis". Deutsche
Bundes bank Discussion Paper, No. 41.
Herrera. A.M., and E. Pesavento, (2007), "Oil price Shocks, Systematic Monetary Policy, and
the Great Moderation", Michigan State University, Unpublished manuscript.
Hoffman. D.L., and R.H. Rasche. (1996), "Assessing Forecast Performance in a Cointegrated
System", Journal of Applied Econometrics, Vol. 11, No. 5, PP. 495-517.
Hooker. M.A. (1996a), "What Happened to the Oil Price-Macroeconomy Relationship?", Journal
of Monetary Economics, Vol. 38, PP. 195-213.
Hooker. M.A. (1996b), "This is What Happened to the Oil Price-Macroeconomy Relationship:
Reply", Journal of Monetary Economics, Vol. 38, PP. 221-222.
Hooker. M.A. (1999), "Oil and the Macroeconomy Revisited", Mimeo, Federal Reserve Board,
August, Washington DC.
Hooker. M.A. (2002), "Are Oil Shocks Inflationary?, Asymmetric and Nonlinear Specifications
Versus Changes in Regime", Journal of Money, Credit and Banking, Vol. 34, No.2, PP. 540-561.
Horton. M., and A. El-ganainy. (2009), "Back to basics: What is fiscal policy?", finance and
development, Vol. 46, No. 2, June, PP. 52-53.
Humphreys. M., Sachs. J.D., and J.E. Stiglitz. (2007), "Future Directions for the Management of
Naturel Resources", Chapter 12 in Humphreys, Sachs, and Stiglitz, eds., 2007, “Escaping the
Resource Curse”, Colombia University Press, New York, PP. 322-336.
Hung. L.V., and W.D. Pfau. (2009), "VAR Analysis of the Monetary Transmission Mechanism
in Vietnam", Applied Econometrics and International Development. Vol. 9, No. 1, January-June,
PP. 165-179.

279
‫قائمة المراجع‬

Hunt. B., and D. Laxton. (2003), "Some Simulation Properties of the Major Euro Area
Economies in MULTIMOD", IMF Working Paper No. 03/31, February, Washington DC.
Hunt. B., Isard. P., and D. Laxton. (2001), "The Macroeconomic Effects of Higher Oil Prices",
IMF Working Paper No. 01/14, January. Washington DC.
Husain. A.M., Tazhibayeva. K., and A. Ter-Martirosyan. (2008), "Fiscal Policy and Economic
Cycles in Oil-Exporting Countries", IMF Working Paper No. 08/253, November, Washington
DC.
Ilzetzki. E., and C.A. Vegh. (2008), "Procyclical Fiscal Policy in Developing Countries: Truth or
Fiction?", NBER Working Papers No. 14191, Cambridge, Ma.
International Monetary Fund. (1996), "World Economic Outlook, May 1996: A Study by the
Staff of the International Monetary Fund", World Economic and Financial Survey, Washington.
International Monetary Fund. (1998), "Japan-Selected Issues", IMF Background Paper No.
98/191, Washington.
Isham. J., Woodcock. M., Pritchett. L., and G. Busby. (2005), "The Varieties of Resource
Experience: Natural Resource Export Structures and the Political Economy of Economic
Growth", World Bank Economic Review, Vol. 19, No. 2, PP. 141-174.
Ito. K. (2008), "Oil Price and the Russian Economy: A VEC Model Approach", International
Research Journal of Finance and Economics, Issue 17, PP. 68-74.
Jemec. N., A.S. Kastelec., and A. Delakorda. (2011), "How do Fiscal Shocks Affect The
Macroeconomic Dynamics in the Slovenian Economy", Bank of Slovenia, No.02/2011, PP. 1-27.
Jiménez-Rodríguez. R., and M. Sánchez. (2005), "Oil price Shocks and Real GDP growth:
Empirical Evidence for Some OECD Countries", Applied Economics, Vol. 37, PP. 201–228.
Jo. S. (2012), "The Effects of Price Uncertainty On the Macroeconomy", Bank of Canada
Working Paper No. 2012-40, December.
Jo. S. (2014), "The Effects of Oil Price Uncertainty On Real Global Economic Activity", Journal
of Money, Credit and Banking, Vol. 46, No. 6, PP. 1113-1135.
Johansen. S. (1988), "Statistical Analysis of Cointegrating Vectors", Journal of Economic
Dynamics and control, Vol. 12, PP. 231-254.
Johansen. S. (1991), "Estimation and Hypothesis Testing of Cointegration Vectors in Gaussian
Vector Autoregressive Models", Econometrica, Vol. 59, PP.1551-1580.
Johansen. S., and K. Juselius. (1990), "Maximum likelihood Estimation and Inference on
Cointegration With Applictions to the Demand for Money", Oxford Bulltin of Economics and
Statistics, Vol. 52, PP.169-210.
Jones, D.W., and P.N. Leiby. (1996), "The Macroeconomic Impacts of Oil Price Shocks: A
review of Literature and Issues", Oak Ridge National Laboratory, xerox, 33 p.
Jones. D.W., Leiby. P.N., and I.K. Paik. (2004), "Oil Price Shocks and the Macroeconomy: What
has been learned since 1996?", The Energy Journal, Vol. 25, No. 2, PP. 1-32.
Jooste. C., G.D. Liu., and R. Naraidoo. (2013), "Analysing the Effects of Fiscal Policy Shocks in
the South African Economy", Economic Research Southern Africa (ERSA) Working Paper No.
351, May.
Juvenal. L., and I. Petrella. (2011), "Speculation in the Oil Market", Working Papers 2011–027,
Federal Reserve Bank of St. Louis.
Kamas. L., and J. Joyce. (1993), "Money, Income, and Prices under Fixed Exchange Rates:
Evidence from Causality Tests and VARs." Journal of Macroeconomics, Vol. 15, PP. 747-768.
Kaminsky. G., Reinhart. C., and C. Vegh. (2004), "When it Rains it Pours: Procyclical Capital
Flows and Macroeconomic Policies", NBER Working Papers No. 10780, Cambridge, Ma.
Kandil. M. (1991), "Structural Differences between Developed and Developing Countries: Some
Evidence and Implications", Economic Notes, Vol. 20, PP. 254-278.
Karagöz. K., and R. Keskin. (2016), "Impact of Fiscal Policy on the Macroeconomic Aggregates

280
‫قائمة المراجع‬

in Turkey: Evidence from BVAR Model", Procedia Economics and Finance, Vol. 38, PP. 408 –
420.
Karl. T.L. (1997), "The Paradox of Plenty: Oil Booms and Petro-States", Studies in International
Political Economy, 26, Berkeley, University of California Press, P. 23.
Karl. T.L. (2005), "Understanding the Resource Curse", in: Tsalik. S., and Schiffrin. A., (Eds.),
Covering Oil: A Reporter’s Guide to Energy and Development, New York: Open Society
Institute, PP. 21-26.
Keane. M.P., and E.S. Prasad. (1996), "The Employment and Wage Effects of Oil Price
Changes: A Sectoral Analysis", Review of Economics and Statistics, Vol. 78, PP. 389-400.
Khan. M.S., and M.D. Knight. (1981), "Stabilization Programs in Developing Countries", IMF
Staff Papers, Vol. 28, PP. 1-53.
Kilian. L. (2008b), "The Economic Effects of Energy Price Shocks", Journal of Economic
Literature, Vol. 46, No. 04, PP. 871-909.
Kilian. L. (2008a), "Exogenous Oil Supply Shocks: How Big Are They and How Much Do They
Matter for the U.S. Economy?", Review of Economics and Statistics, Vol. 90, PP. 216-240.
Kilian. L. (2009a), "Comment on ‘Causes and Consequences of the Oil Shock of 2007-08’ by
James D. Hamilton", Brookings Papers on Economic Activity, No. 1, Spring 2009, PP. 267-278.
Kilian. L. (2009b), "Oil Price Shocks, Monetary Policy and Stagflation", forthcoming in: R. Fry,
C. Jones, and C. Kent (eds), Inflation in an Era of Relative Price Shocks, Sydney, 2009.
Kilian. L. (2009c), "Not All Oil Price Shocks Are Alike: Disentangling Demand and Supply
Shocks in the Crude Oil Market", American Economic Review, Vol. 99, No. 03, PP. 1053-1069.
Kilian. L. (2010b), "Oil Price Volatility: Origins and Effects", Background paper prepared for
the World Trade Report 2010, “Trade in Natural Resources: Challenges in Global
Governance”, Staff Working Paper ERSD-2010-02, World Trade Organization, January.
Kilian. L., and C. Park. (2009), "The Impact of Oil Price Shocks on the U.S. Stock Market",
International Economic Review, Vol. 50, PP. 1267-1287.
Kilian. L., and D. Murphy. (2012), "Why Agnostic Sign-Restrictions Are Not Enough:
Understanding the Dynamics of the Oil Market VAR Models" Journal of European Economic
Association, Vol. 10, No. 5, October, PP. 1116–1188.
Kilian. L., and D.P. Murphy. (2014), "The Role of Inventories and Speculative Trading in the
Global Market for Crude Oil", Journal of Applied Econometrics, Vol. 29, Issue. 3, April/May,
PP. 454-478.
Kilian. L., and L. Lewis. (2009), "Does the Fed Respond to Oil Price Shocks?", mimeo,
Department of Economics, University of Michigan.
Kilian. L., and R. Vigfusson. (2009), "Pitfalls in Estimating Asymmetric Effects of Energy Price
Shocks", mimeo, Department of Economics, University of Michigan.
Kilian. L., and T. Lee. (2013) "Quantifying the Speculative Component in the Real Price of Oil:
The Role of Global Oil Inventories", from Understanding Commodity Market Fluctuations,
IMF-Oxford Conference, Washington DC., March (2013), and forthcoming in the Journal of
International Money and Finance.
Kim. I.M., and P. Loungani. (1992), "The Role of Energy in Real Business Cycle Models",
Journal of Monetary Economics, Vol. 29, PP. 173-189.
King. R., and C. Plosser. (1984), "Money, Credit and Prices in Real Business Cycle", American
Economic Review, Vol. 74, PP. 363-380.
Kneller. R., Bleaney. M., and N. Gemmell. (1998), "Growth, Public Policy and the Government
Budget Constraint: Evidence from OECD Countries", University of Nottingham, Department of
Economics Discussion Paper, No. 98/14.
Knittel. C.R., and R.S. Pindyck, (2013), "The Simple Economics of Commodity Price
Speculation", NBER Working Paper Series, No. 18951.

281
‫قائمة المراجع‬

Korhonen. L. and T. Juurikkala. (2007), "Equilibrium Exchange Rates In Oil-Dependent


Countries", BOFIT Discussion Papers 8.
Kuismanen. M., and V. Kämppi. (2009), "The Effects of Fiscal Policy on Economic Activity in
Finland", Ministry of Finance Discussion Papers, No. 1/2009, January.
Kumar. S. (2009), "The Macroeconomic Effects of Oil Price Shocks: Empirical Evidence for
India", Economics Bulletin, Vol. 29, No. 1, PP. 15-37.
Landau. D. (1986), "Government and Economic Growth in the Less Developed Countries: An
Empirical Study for 1960-80", Economic Development and Cultural Change, Vol. 35, PP. 35-75.
Lane. P. (2003), "The Cyclical Behavior of Fiscal Policy: Evidence from the OECD", Journal of
Public Economics, Vol. 87, Issue. 12, PP. 2661-2675.
Lane. P.R., and R. Perotti. (1996), "Profitability, Fiscal Policy, and Exchange Rate Regimes",
Centre of Economic Policy Research (CEPR) Discussion Paper, No. 1449, London.
Lane. T.D., A. Ghosh., J. Hamann., S. Phillips., M. Schulze-Ghattas., and T. Tsikata. (1999),
"IMF-Supported Programs in Indonesia, Korea, and Thailand: A Preliminary Assessmen", IMF
Occasional Paper, No. 178.
Lardic. S., and V. Mignon. (2008), "Oil Prices and Economic Activity: An Asymmetric
Cointegration Approach", Energy Economics, Vol. 30, PP. 847-855.
Lay. J., and T.O. Mahmoud. (2004), "Bananas, Oil, and Development: Examining the Resource
Curse and its Transmission Channels by Resource Type", Kiel Working Papers No. 1218, Kiel
Institute for the World Economy. Germany.
LeBlanc. M., and M.D. Chinn (2004), "Do High Oil Prices Presage Inflation? The Evidence
From G5 Countries", Business Economics, Vol. 34, PP. 38-48.
Lederman. D., and W. Maloney. (2008), "In Search of the Missing Resource Curse", World
Bank Policy Research paper No. 4766, Washington DC, World Bank.
Lee. K., Ni. S., and R.A. Ratti. (1995), "Oil shocks and the macroeconomy: The role of price
variability", Energy Journal, Vol. 16, No. 4, PP. 39-56.
Lee. K., and S. Ni. (2002), "On the Dynamic Effects of Oil Price Shocks: A Study Using
Industry Level Data", Journal of Monetary Economics, Vol. 49, PP. 823-852.
Leeper. E.M., Sims. C.A., and T. Zha. (1996), "What Does Monetary Policy Do?", Brookings
Papers on Economic Activity: 2, The Brookings Institution, Washington DC, PP. l-78.
Leiderman. L., and M.I. Blejer. (1988), "Modelling and Testing Ricardian equivalence: A
Survey", IMF Staff Papers, Vol. 35, No. 1, PP. 1-35.
Leigh. D., and J-P. Olters. (2006) "Natural Resource Depletion, Habit formation, and Sustainable
Fiscal Policy: Lessons from Gabon", IMF Working Paper No. 06/193, Washington DC.
Leite. C., and J. Weidmann. (2002), "Does Mother Nature Corrupt?: Natural Resources,
Corruption and Economic Growth", in: G. Abed and S. Gupta (eds.), “Governance, corruption,
and economic performance”, International Monetary Fund, Washington DC, PP. 156–169.
Leong. W., and K. Mohaddes. (2011), "Institutions and the Volatility Curse", Cambridge
Working Papers in Economics CWPE 1145.
Lescaroux. F., and V. Mignon. (2009), "On the Influence of Oil Prices on Economic Activity and
Other Macroeconomic and Financial Variables", OPEC Energy Review, Vol. 32, No. 4, PP. 343-
380.
Lilien. D. (1982), "Sectoral Shifts and Cyclical Unemployment," Journal of Political Economy,
Vol. 90, PP. 777-793.
Lingyu Yan. (2012), "Analysis of the International Oil Price Fluctuations and Its Influencing
Factors", American Journal of Industrial and Business Management, 02, PP. 39-46.
Litterman. R.B. (1986), "Forcasting with Bayesian Vector Autoregression: Five Years of
Experience", Journal of Business and Economic Statistics, Vol. 4, PP. 25-38.
Liu. T. (1960), "Underidentification, Structural, Estimation, and Forecasting", Econometrica,

282
‫قائمة المراجع‬

Vol. 28, No. 4, PP. 855-865.


Liuksila. C., Garcia. A., and S. Bassett. (1994), "Fiscal Policy Sustainability in Oil-Producing
Countries", IMF Working Paper No. 94/137, Washington DC.
Long. J., and R.C. Plosser. (1983), "Real Business Cycles", Journal of Political Economy, Vol.
91, No. 1, PP. 39-69.
Lopez-Salido. G.J., David. J., and J. Vallés. (2004), "Understanding the Effects of Government
Spending on Consumption", International Finance Discussion Papers No. 2004-805, Federal
Reserve Board.
Lorusso. M., and L. Pieroni. (2015), "Causes and Consequences of Oil Price Shocks on the UK
Economy", CEERP Working Paper No. 2, November.
Loungani. P. (1986), "Oil Price Shocks and the Dispersion Hypothesis", Review of Economics
and Statistics, Vol. 58, PP. 536-539.
Lozano. I., and Rodriguez. K. (2009), "Assessing the Macroeconomic Effects of Fiscal Policy in
Colombia", Banco de la Republica, Borradores de Economia Working Paper, No. 552/2009.
Lucas. R. E. (1988), "On the Mechanics of Economic Development", Journal of Monetary
Economics, Vol. 21, PP. 3-32.
Lucas. R. E., and N.L. Stokey. (1983), "Optimal Fiscal and Monetary Policy in an Economy
Without Capital", Journal of Monetary Economics, Vol. 12, No. 1, PP. 55-94.
Lucas. R.E. (1975), "An Equilibrium Model of the Business Cycle", Journal of Political
Economy, Vol. 83, PP. 1113-1144.
Lucas. R.E.Jr. (1995), "Econometric Policy Evaluation: A Critique", in: Studies in Business-
Cycle Theory, MIT Press, Massachusetts, PP. 104-130.
Ludvigson. S. (1996), "The Macroeconomic Effects of Government Debt in Stochastic Growth
Model", Journal of Monetary Economics, Vol. 38, March, PP. 25-45.
Lütkepohl. H., Saikkonen. P., and C. Trenkler. (2000), "Maximum Eigenvalue Versus Trace
Tests for the Cointegrating Rank of a VAR Process", Working Paper No. 2000/83, Humboldt
University, Berlin.
Lutz. M. (1994), "The Effects of Volatility in the Terms of Trade on Output Growth: New
Evidence", World Development, Vol. 22, No. 12, PP. 1959–1975.
M’Amanja. D., and O. Morrissey. (2005), "Fiscal Policy and Economic Growth in Kenya",
CREDIT Research Paper No. 05/06, University of Nottingham, Nottingham, United Kingdom.
Mabro. R., and E. Monroe. (1974), "Arab Wealth from Oil: Problems of Its Investment",
International Affairs, Vol. 50. No. 1, PP. 15-27.
Mahon. J. (1992), "Was Latin America too Rich to Prosper?, Structural and Political Obstacles to
Export-led Industrial Growth", Journal of Development Studies, Vol. 28, No. 2, PP. 241–263.
Majd. S., and R.S. Pindyck. (1987), "Time to Build, Option Value, and Investment Decisions",
Journal of Financial Economics, Vol. 18, PP. 7-27.
Malinvaud. E. (1997), "L’économétrie dans l’élaboration théorique et l’étude des politiques",
L’Actualité économique, Revue d’Analyse économique, Vol. 73, Nos. 1-2-3, Mars-Juin-
Septembre, PP.11-25.
Mancellari. A. (2011), "Macroeconomic Effects of Fiscal Policy in Albania: A SVAR
Approach", Working Paper 05(28), Bank of Albania.
Medas. P. and D. Zakharova. (2009), "A Primer on Fiscal Analysis in Oil-Producing Countries",
IMF Working Paper, WP/09/56, Washington DC.
Mehlum. H., Moene. K., and R. Torvik. (2006a), "Cursed by Resources or Institutions?", The
World Economy, Vol. 29, No. 8, PP. 1117-1131.
Mehlum. H., Moene. K., and R. Torvik. (2006b), "Institutions and the Resource Curse",
Economic Journal, Vol. 116, No. 508, PP. 1-20.
Mehrara. M., and K.N. Oskoui. (2007), "The Sources of Macroeconomic Fluctuations in Oil

283
‫قائمة المراجع‬

Exporting Countries: A Comparative Study", Economic Modeling, Vol. 24, No. 3, PP. 365–379.
Mehrara. M., and M. Mohaghegh. (2011), "Macroeconomic Dynamics in the Oil Exporting
Countries: A Panel VAR study", International Journal of Business and Social Science, Vol. 2,
No. 21, November, PP. 288-295.
Mendoza. O., and D. Vera. (2010), "The Asymmetric Effects of Oil Shocks on an Oil-exporting
Economy", Cuadernos de Economía, Vol. 47, May, PP. 3-13.
Mikesell. R. (1997), "Explaining the Resource Curse, With Special Reference to Mineral-
Exporting Countries", Resources Policy, Vol. 23, No. 4, PP. 191-199.
Miller. M., R. Skidelsky., and P. Weller. (1990), "Fear of Deficit Financing: Is it Rational?", in:
Public Debt Management: Theory and History, ed. By R. Dornbusch and M. Draghi, Cambridge
University Press, Cambridge and New York, PP. 293-310.
Mohaddes. K., and M.H. Pesaran. (2013), "One Hundred Years of Oil Income and the Iranian
Economy: A Curse Or A Blessing?", CESifo Working Paper: Empirical and Theoretical
Methods, No. 4118.
Moosa. I.A. (1992), "The Demand for Money in India: A Cointegration Approach", The Indian
Economic Journal, Vol. 40, PP. 101-115.
Moran. C., (1983), "Export Fluctuations and Economic Growth", Journal of Development
Economics, Vol. 12, No. 1, PP. 195-218.
Mork. K.A. (1989), "Oil and the Macroeconomy When Prices Goes Up and Down: An Extension
of Hamilton’s Results", Journal of Political Economy, Vol. 97, No. 3, PP.740-744.
Mork. K.A. (1994), "Business Cycles and the Oil Market", The Energy Journal, Vol. 15, PP. 15-
38.
Mork. K.A., Ø. Olsen, and H.T. Mysen. (1994), "Macroeconomic Responses to Oil Price
Increases and Decreases in Seven OECD Countries", The Energy Journal, Vol. 15, No. 4, PP.19-
35.
Mory. J.F. (1993), "Oil Prices and Economic Activity: Is the Relationship Symmetric?", Energy
Journal, Vol. 14, No. 4, PP. 151-161.
Mountford. A., and H. Uhlig. (2005), "What Are the Effects of Fiscal Policy Shocks?", SFB 649
Discussion Paper 2005-039, Humboldt University, Berlin.
Murphy. K.M., A. Shleifer., and R.W. Vishny. (1989), "Industrialization and the Big Push",
Journal of Political Economy, Vol. 97, PP. 1003-1026.
Muth. J.F. (1961), "Rational Expectations and the Theory of Price Movements", Econometrica,
Vol. 29, No. 03 July, PP. 315-335.
Naka. A., and D. Tufte. (1997), "Examining Impulse Response Functions in Cointegrated
Systems", Applied Economics, Vol. 29, No. 12, PP. 1593-1603.
Nakov. A., and A. Pescatori, (2010), "Oil and the Great Moderation", Economic Journal, Royal
Economic Society, Vol. 120, No. 543, PP. 131–156.
Neicheva. M. (2006), "Non-Keynesian Effects of Government Expenditure on Output in
Bulgaria: An HP Filter Approach", Post-Communist Economies, Vol. 18, No. 1, PP. 1-12.
Nelsson. C.R., and C. I. Plosser. (1982), "Trend and Random Walks in Macroeconomic Time
Series: Some evidence and implications", Journal of Monetary economics, Vol. 10, PP.139-162.
Olayungbo. D.O. (2013), "Government Spending and Inflation in Nigeria: An Asymmetry
Causality Test", International Journal of Humanities and Management Sciences, Vol. 1, Issue 4,
PP. 238-242.
Olomola. P.A., and A.V. Adejumo. (2006), "Oil Price Shock and Macroeconomic Activities in
Nigeria", International Research Journal of Finance and Economics, Issue 3, PP. 28-34.
Olson. M. (1988), "The Productivity Slowdown, the Oil Shocks, and the Real Cycle", Journal of
Economic Perspectives. Fall, Vol. 2, No. 4, PP. 43-69.
Omisakin. A. (2008), "Oil price shocks and the Nigerian economy", Med Well Journal, Vol. 42,

284
‫قائمة المراجع‬

PP.1-7.
Ossowski. R., Villafuerte. M., Medas. P., and T. Thomas. (2008), "Managing the Oil Revenue
Boom: the Role of Fiscal Institutions", IMF Occasional Paper No. 260, Washington DC.
Owoye. O., Nyatepe-Coo. A.A., and O.A. Onafowora. (1995), "Another Look at the Evidence on
the Efficacy of Monetary and Fiscal Policies in Developing Countries: An Application of the St.
Louis Equation", Indian Economic Journal, Vol. 43, No. 1, PP. 127-139.
Palm. F.C. (1987), "Time Series and Econometric Models with Unobservables", in: Economic
Notes by Monte Dei Paschi Di Siena, Four Monthly Review, PP. 22-38.
Papapetrou. E. (2001), "Oil Price Shocks, Stock Market, Economic Activity and Employment in
Greece", Energy Economics, Vol. 23, No.5, PP. 511-532.
Parkyn. O., and T. Vehbi. (2013), "The Effects of Fiscal Policy in New Zealand: Evidence from
a VAR Model with Debt Constraints", New Zealand Treasury Working Paper, No. 13/02,
January.
Peacock. A.T., and J. Wiseman. (1961), "The Growth of Public Expenditure in the United
Kingdom", NBER General Series, No. 72, Published by Princeton University Press, Princeton.
Pelagidis. T., and E. Desli. (2004), "Deficits, Growth, and the Current Slowdown: What Role for
Fiscal Policy?", Journal of Post Keynesian Economics, Vol. 26, No. 03, Spring, PP. 461-469.
Perotti R. (2005), "Estimating the Effects of Fiscal Policy in OECD Countries", CEPR
Discussion Paper No. 4842.
Perotti. R. (1999), "Fiscal Policy in Goods Times and Bad", Quarterly Journal of Economics,
Vol. 114, No. 4, PP. 1399-1436.
Perry. G.L., and C.L. Schultz. (1993), "Was This Recession Different? Are They All Different?",
Brookings Papers on Economic Activity, No. 1, PP. 145–211.
Phillips. P.C.B. (1986), "Understanding Spurious Regression in Economics", Journal of
Econometrics, Vol. 33, PP. 311-340.
Phillips. P.C.B. (1991), "Optimal Inference in Cointegrated Systems", Econometrica, Vol. 59,
PP.283-306.
Phillips. P.C.B., and J.Y. Park. (1988), "Statistical Inference in Regressions with Integrated
Processes: Part 1", Econometric Theory, Vol. 4, PP. 468-497.
Phillips. P.C.B., and J.Y. Park. (1989), "Statistical Inference in Regressions with Integrated
Processes: Part 2", Econometric Theory, Vol. 5, PP. 95-131.
Piasecki. R., and E.B. Wulf. (2014), "Fiscal Policy Rules: Evidence From Chilean Economy",
Review of Business and Finance Studies, Vol. 5, No. 2, PP. 45-54.
Pierce. J.L., and Enzler. J.J. (1974), "The Effects of External Inflationary Shocks", Brookings
Papers on Economic Activity 1, PP. 13-61.
Pieschacón. A. (2009a), "Implementable Fiscal Rules for an Oil-Exporting Small Open Economy
Facing Depletion", OxCarre Research Paper No. 2009-19, University of Oxford, Oxford.
Pieschacón. A. (2009b), "Oil Booms and Their Impact through Fiscal Policy", manuscript,
Stanford University, Stanford, California.
Pindyck. R.S. (1991), "Irreversibility, Uncertainty and Investment", Journal of Economic
Literature, Vol. 29, No. 3, PP. 1110-1148.
Prebisch. R. (1950), "The Economic Development of Latin America and its Principal Problems",
Economic Commission For Latin America, United Nations, Department of Economic Affairs,
New York.
Rakshit. M. (1987), "On the Inflationary Impact of Budget Deficit", Economic and Political
Weekly, Vol. 22, No. 19/21, Annual Number, May, PP. AN35-AN37+AN39-AN42.
Ramey. V.A., and M.D. Shapiro. (1998), "Costly Capital Reallocation and the Effects of
Government Spending", Carnegie-Rochester Conference Series on Public Policy, 48, North-
Holland, June, PP. 145–194.

285
‫قائمة المراجع‬

Ran. J., and J.P. Voon. (2012), "Does Oil Price Shock Affect Small Open Economies?, Evidence
From Hong Kong, Singapore, South Korea and Taiwan", Applied Economics Letters, Vol. 19,
PP. 1599-1602.
Rasche. R.H., and J.A. Tatom, (1977a), "The Effects of the New Energy Regime on Economic
Capacity, Production, and Prices", Federal Reserve Bank of St. Louis Review, Vol. 59, No. 4,
PP. 2-12.
Rasche. R.H., and J.A. Tatom, (1977b), "Energy Resources and Potential GNP", Federal Reserve
Bank of St. Louis Review, Vol. 59, No. 6, PP. 10-24.
Rasche. R.H., and J.A. Tatom. (1977c), "Potential Output and its Growth Rate. The dominance
of Higher Energy Costs in the 1970’s", Proceedings of the Second Annual Economic Policy
Conference of the Federal Reserve Bank of St. Louis, December.
Rasche. R.H., and J.A. Tatom. (1981), "Energy Price Shocks, Aggregate Supply and Monetary
Policy: The Theory and the International Evidence", in: Brunner and Metzler ed., “Supply
Shocks, incentives and national wealth”, Carnegie-Rochester Conference Series on Public
Policy, 14(1), PP. 9-93.
Ravnik. R., and I. ŽiliĆ. (2011), "The Use of SVAR Analysis in Determining the Effects of
Fiscal Shocks in Croatia", Financial Theory and Practice, Vol. 35, No. 1, PP. 25-58.
Reinhart. C.M., Rogoff. K.S, and M.A. Savastano. (2003), "Debt Intolerance", Brookings Papers
on Economic Activity, Vol. 1, PP. 1–74.
Restrepo. J., and H. Rincón. (2006), "Identifying Fiscal Policy Shocks In Chile And Colombia",
Borradores de Economía, No. 397, Banco de la República.
Rezazadehkarsalari. A., Haghiri. F., and A. Behrooznia. (2013), "The Effects of Oil Price Shocks
on Real GDP in Iran", African Journal of Business Management, Vol. 7, No. 33, PP. 3220 -
3232, September.
Robays. I.V. (2012), "Macroeconomic uncertainty and the impact of oil shocks", European
Central Bank Working Paper Series, No 1479, October.
Robinson. J.A., Torvik. R., and T. Verdier. (2006), "Political Foundations of the Resource
Curse", Journal of Development Economics, Vol. 79, No. 2, PP. 447-468.
Romer. C.D., and D.H. Romer. (1994), "What Ends Recessions?", in NBER Macroeconomics
Annual 1994, ed. By O. Blanchard and S. Fischer, Cambridge, Massachusetts, National Bureau
of Economic Research.
Romp. W., and J. de Haan. (2007), "Public Capital and Economic Growth: A Critical Survey",
Perspektiven der Wirtschaftspolitik, Vol. 8, PP. 6-52.
Rosser. J.B., and G.R. Sheehan. (1995), "A Vector AutoRegressive Model for Saudi Arabian
Economy", Journal of Economics and Business, Vol. 47, No. 1, PP. 79-90.
Rotemberg. J.J., and M. Woodford. (1993), "Dynamic General Equilibrium Models with
Imperfectly Competitive Product Market", NBER Working Papers No. 4502, Cambridge, Ma.
Rotemberg. J.J., and M. Woodford. (1996), "Imperfect Competition and the Effects of Energy
Price Increases on Economic Activity", Journal of Money, Credit, and Banking, Vol. 28, PP.
549-577.
Sachs J.D., and A.M. Warner. (1999b), "Natural Resource Intensity and Economic Growth", In:
Chambers. B., Farooq. A., and J. Mayer. (eds). “Development Policies in Natural Resource
Economies”, Edward Elgar, Cheltenham, PP. 13–38.
Sachs. J.D., and A.M. Warner. (1995), "Natural Resource Abundance and Economic Growth",
NBER Working Paper No. 5398, Cambridge, Ma, PP. 1-47.
Sachs. J.D., and A.M. Warner. (1997b), "Sources of Slow Growth in African Economies",
Journal of African Economies, Vol. 6, No. 3, PP. 335–376.
Sachs. J.D., and A.M. Warner. (1997c), "Fundamental Sources of Long-run Growth", American
Economic Review, Vol. 87, No. 2, PP. 184–188.

286
‫قائمة المراجع‬

Sachs. J.D., and A.M. Warner. (1999a), "The Big Push, Natural Resource Booms and Growth",
Journal of Development Economics, Vol. 59, PP. 43-76.
Sachs. J.D., and A.M. Warner. (2001), "The Curse of Natural Resources", European Economic
Review, Vol. 45, No. 4, PP. 827-838.
Saito. J. (1997), "The Japanese Business Cycle after 1991: How is it Different, and Why?",
Journal of Asian Economics, Vol. 8, PP. 263-293.
Sala-i-Martin. X., and A. Subramanian. (2003), "Addressing the Natural Resource Curse: An
Illustration from Nigeria", NBER Working Paper Series, No. 9804, Cambridge, Ma.
Saleh. A.S. (2003), "The Budget Deficit and Economic Performance: A Survey", University of
Wollongong Economics Working Paper Series 2003, WP 03-12, September.
Saman. M., and R.S. Pindyck. (1987), "Time to Build, Option Value, and Investment Decisions",
Journal of Financial Economics, Vol. 18, PP. 7-27.
Sandbu. M.E. (2006), "Natural Wealth Accounts: A Proposal for Alleviating the Natural
Resource Curse", World Development, Vol. 34, No. 7, PP. 1153-1170.
Sargent. T., and N. Wallace. (1975), "Rational Expectations, the Optimal Monetary Instrument,
and the Optimal Money Supply Rule", Journal of Political Economy, Vol. 83, PP. 241-254.
Sargent. T.J., and C.A. Sims. (1977). "Business Cycle Modeling Without Pretending to Have
Too Much A Prior Economic Theory", in: FRB of Minneapolis, New Methods in Business Cycle
Research, Office of Public Information, Minnesota, PP.45-109.
Sargent. T.J., and N. Wallace. (1976), "Rational Expectations and the Theory of Economic
Policy", Journal of Monetary Economics, Vol. 2, No. 2, PP. 169-189.
Seater. J.J. (1993), "Ricardian Equivalence", Journal of Economic Literature, Vol. 31, March,
PP. 142-190.
Senbet. D. (2011), "The Relative Impact of Fiscal Versus Monetary Actions on Output: A Vector
Autoregressive (VAR) Approach", Business and Economic Journal, Vol. 25, PP. 1-11.
Servén. L., and A. Solimano eds., (1993), "Striving for Growth after Adjustment: The Role of
Capital Formation", World Bank, Washington.
Sims. A.C. (1980), "Macroeconomics and Reality", Econometrica, Vol. 48, January, PP.1-48.
Sims. C.A. (1972), "Money, income, and Causality", American Economic Review, Vol. 62, No.
4, PP.540-552.
Sims. C.A. (1982), "Policy Analysis with Econometric Model", Brooking Papers on Economic
Activity, 1, PP.107-164.
Sims. C.A. (1992). "Interpreting The Macroeconomic Time Series Facts: The Effects of
Monetary Policy", European Economic Review, Vol. 36, No. 5, PP. 875-1011.
Sims. C.A., Stock. J.H., and M.W. Watson. (1990), "Inference in Linear Time Series Models
With Some Unit Roots", Econometica, Vol. 58, P.113-144.
Sims. C.A., and T. Zha. (1996), "Bayesian Methods for Dynamic Multivariate Models", Federal
Reserve Bank of Atlanta Working Paper, No. 96-13, October.
Singleton. K.J. (2011), "Investor Flows and the 2008 Boom/Bust in Oil Prices", Graduate School
of Business, Stanford University, mimeo.
Spilimbergo. A., S.A. Symansky., and M. Schindler (2009), "Fiscal Multipliers", IMF Staff
Position Note. SPN/09/11.
Stan Standaert. (1984),"Inflation réprimée et demande d’encaisse: une illustration économétrique
pour l’Algérie", Cahier de l’Institut des Sciences Economiques, N°. 04, Université d’Alger, juin.
Steigum. E., and Ø. Thøgersen. (1995). "Petroleum Wealth, Debt Policy, and Intergenerational
Welfare: The Case of Norway", Journal of Policy Modeling, Vol. 17, No. 4, PP. 427-442.
Stein. E., Talvi E., and A. Grisanti. (1998), "Institutional Arrangements and Fiscal Performance:
The Latin American Experience", NBER Working Papers No 6358, Cambridge, Ma.

287
‫قائمة المراجع‬

Stein. J.L. (1981), "Monetarist, Keynesian, and New Classical Economics", The Amirican
Economic Review, Vol. 71, Issue. 02, AEA Papers and Proceedings, May, PP. 139-144.
Stevens. P. (2003), "Resource Impact: Curse or Blessing?, A Literature Review", Centre for
Energy, Petroleum and Mineral Law and Policy, University of Dundee, mimeo.
Stevens. P., and J. Mitchell. (2008), "Resource Depletion, Dependence and Development: Can
Theory Help?", Chatham House Programme Paper, London, June.
Stock. S.H. (1987), "Asymptotic Properties of Least-Squares Estimators of Cointegrating
Vectors", Econometrica, Vol. 55, PP.1035-1056.
Strongin. S. (1995), "The Identification of Monetary Policy Disturbances Explaining the
Liquidity Puzzle", Journal Of Monetary Economics, Vol. 35, Issue. 3, PP. 463-497.
Sturm. M., and N. Siegfried. (2005), "Regional Monetary Integration in the Member States of the
Gulf Cooperation Council (GCC)", ECB Occasional Paper No. 31, Frankfurt am Main.
Sturm. M., Gurtner. F., and J.G. Alegre. (2009), "Fiscal Policy Challenges in Oil-Exporting
Countries: A Review of Key Issues", ECB Occasional Paper, No. 104, June.
Sutherland. A. (1997), "Fiscal Crises and Aggregate Demand: Can High Public Debt Reverse the
Effects of Fiscal Policy?", Journal of Public Economics, Vol. 65, August, PP. 147-162.
Syrous. K.K., Ayser. P.S., and S. Marjorie. (2006),"The Impact of Oil Prices on Employment",
International Research Journal of Finance and Economics, Issue 5, PP. 136-154.
Talvi. E., and C. Vegh. (2000), "Tax Base Variability and Procyclical Fiscal Policy", NBER
Working Papers No. 7499, Cambridge, Ma.
Tang. K., and W. Xiong. (2010), "Index Investment and Financialization of Commodities",
NBER Working Papers, National Bureau of Economic Research, Inc.
Tanzi. V. (1986), "Fiscal Policy Responses to Exogenous Shocks in developing Countries",
American Economic Review, Vol. 76, PP. 88-91.
Tanzi. V., and H. Davoodi. (1997), "Corruption, Public Investment and Growth", IMF Working
Paper No. 97/139, October, Washington DC.
Tatom. J.A. (1988), "Are the Macroeconomic Effect of Oil Price Changes Symmetric?»,
Carnegie- Rochester Conference Series on Public policy, 28, PP. 325-368.
Tersman. G. (1991), "Oil, National Wealth, and Current and Future Consumption Possibilities",
IMF Working Paper No. 91/60, Washington DC.
Tešić. A., D. Ilić., and A.T. Đelić. (2014), "Consequences of Fiscal Deficits and public Debt in
Financing the Public Sector", Economics of Agriculture, Vol. 61, No. 1, PP. 177-194.
Tobin. J. (1980), "Stabilization Policy Ten Years After", Brookings Papers on Economic
Activity 1, PP. 19-71.
Tornell. A., and P.R Lane. (1999), "Voracity and Growth", American Economic Review, Vol.
89, PP. 22–46.
Torres. N., Ó. Afonso., and I. Soares. (2013), "A Survey of Literature on the Resource Curse:
Critical Analysis of the Main Explanations, Empirical Tests and Resource Proxies", CEFUP
Working Paper, 2013-02.
Torvik. R. (2002), "Natural Resource Rent Seeking and Welfare", Journal of Development
Economics, Vol. 67, No. 2, PP. 455-470.
Torvik. R. )2009(, "Why do Some Resource Abundant Countries Succeed While Others do
not?", Oxford Review of Economic Policy, Vol. 25, No. 2, PP. 241-256.
Unalmis. D., Unalmis. I., and D.F. Unsal. (2009), "On the Sources of Oil Price Fluctuations",
IMF Working Paper, WP/09/285, December.
Unalmis. D., Unalmis. I., and D.F. Unsal. (2012), "On Oil Price Shocks: The Role of Storage",
IMF Economic Review, No. 60, PP. 505-532.
Usenobong. F.A., and A.A. Johnson. (2015), "Macroeconomic Effects of Fiscal Policy Shock in
Nigeria: A SVAR Approach", International Journal of Business and Economics Research, Vol.

288
‫قائمة المراجع‬

4, No. 3, PP. 109-120.


Van der Ploeg. F., and A. J. Venables. (2011), "Harnessing Windfall Revenues: Optimal Policies
for Resource-Rich Developing Economies", Economic Journal, Vol. 121, Issue 551, PP. 1-30.
Van Der Ploeg. F., and S. Poelhekke. (2008), "Volatility and The Natural Resource Curse",
University of Oxford, Department of Economics, Oxcarre Research Paper, No. 2008- 03.
Van der Ploeg. F., and T. Harding. (2009), "Is Norway’s Bird-in-Hand Stabilization Fund
Prudent Enough?, Fiscal Reactions to Hydrocarbon Windfalls and Graying Populations",
CESIFO Working Paper No. 2830.
Van der Ploeg. R., and R. Arezki. (2008), "Can the Natural Resource Curse be Turned into a
Blessing?, The Role of Trade Policies and Institutions", Oxford Centre for the Analysis of
Resource-rich Economies Paper No. 2008/01, Oxford.
Van der Ploeg. R., and S. Poelhekke. (2008), "Volatility, Financial Development and the Natural
Resource Curse", Oxford Centre for the Analysis of Resource-rich Economies Paper, No.
2008/03, Oxford.
Verleger. P.K. (1993), "Adjusting to Volatile Energy Prices", Institute For International
Economics, November, Washington, DC.
Villafuerte. M., and P. Lopez-Murphy. (2010), "Fiscal Policy in Oil Producing Countries During
the Recent Oil Price Cycle", IMF Working Paper No. 10/28, Washington DC.
Weber. C.E. (1999). "Fiscal Policy in General Equilibrium: Empirical Estimates from an Error
Correction Model", Applied Economics, Taylor and Francis Journals, Vol. 31, No. 7, July, PP.
907-913.
Wijnbergen. S.V. (1984), "The Dutch Disease: A disease After All?", The Economic Journal,
Vol. 94, No. 373, March, PP. 41-55.
Williamson. S., and R. Wright. (2010), "New Monetarist Economics Methods", Federal Reserve
Bank of Minneapolis, Research Department Staff Report, No. 442.
World Bank. (1993), "Venezuela- Oil and Exchange Rates: Historical Experience and Policy
Options", World Bank Report No. 10481-VE, Washington.
Yule. G.U. (1926), "Why Do We Sometimes Get Nonsense Correlations Between Time-Series ?:
A Study in Sampling and the Nature of Time-Series", Journal of the Royal Statistical Society,
Vol.89, PP. 1-64.
Zellner. A. (1962), "An Efficient Method of Estimating Seemingly Unrelated Regressions and
Tests For Aggregation Bias", Journal of the American Statistical Association, Vol. 57, PP.348-
368.
Zha. T. (1997), "Identifying Monetary Policy: A Primer", Federal Reserve Bank of Atlanta
Economic Review, No. 2, PP. 26-43.

:‫ المؤتمرات والنّدوات العلميّة‬، ‫الملتقيات‬


Bjerkholt. O. (2002), "Fiscal Rule Suggestions for Economies with Non-renewable Resources",
Paper Presented at the IMF/World Bank Conference on “Rules-based Fiscal Policy in Emerging
Market Economies”, Oaxaca, Mexico, 14-16 February 2002.
Carneiro. F.G. (2007), "Development Challenges of Resource-Rich Countries: the Case of Oil
Exporters", VI International Colloquium, “Macrodynamic Capabilities and Economic
Development”, University of Brasilia.
Chekouri. S.M., and M. Benbouziane. (2015), "Oil Rents and Institutional Quality: Empirical
Evidence From Algeria", Paper Prepared For Middle East Economic Association’s 15th
International Conference, SPADE-MEEA15-00030.
Edmund. S.P. (2006), "Capitalism and Keynes: From the Treatise on Probability to the General
Theory", Conference Commemorating Keynes, Palazzo Mundell, Santa Colomba (Siena), 4-6

289
‫قائمة المراجع‬

July.
El-Anshasy. A., Bradley. M.D., and F. Joutz. (2005), "Evidence on the Role of Oil Prices in
Venezuelas Economic Performance: 1950-2001", Paper Prepared for 25th Annual North
American Conference of the USAEE/IAEE, September 18-21.
Hooker. M.A. (1996c), "Exploring the Robustness of the Oil Price-Macroeconomy Relationship:
Empirical Specifications and the Role of Monetary Policy", Paper presented at the DOE
Conference, “International Energy Security: Economic Vulnerability to Oil Price Shocks”,
October ,Washington DC.
Tanzi. V. (2004), "Fiscal Policy When Theory Collides With Reality", Paper Presented at the
Congress of the International Institute of Public Finance, Bocconi university, Milan, August 25.

:‫المراجع اإللكترونيّة‬
www.bank-of-algeria.dz
www.businessinsider.com
www.econbrowser.com
www.eia.gov
www.imf.org
www.jstor.org
www.mem-algeria.org
www.mf.gov.dz
www.oapecorg.org
www.ons.dz
www.opec.org
www.peakoil.net
www.worldbank.org

290
‫المالحق‬
.‫المالحق‬

.‫ ملحق إحصائي‬:)I( ‫الملحق رقم‬


($/b) :‫الوحدة‬ .2014 ‫ إلى غاية‬1861 ‫ التطور التاريخي ألسعار النفط الخام منذ‬:)1-I( ‫الشكل‬

Source: http:// www.businessinsider.com/annotated-history-crude-oil-prices-since-1861-2014-12


Viewed at 12/2nd/2017.

292
‫المالحق‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)1-I‬تطورات األسعار المعلنة للخام األمريكي (خام بنسلفانيا) للفترة (‪.)1899-1860‬‬
‫نسبة النمو السنوي‬ ‫السعر المعلن‬ ‫السنوات‬ ‫نسبة النمو السنوي‬ ‫السعر المعلن‬ ‫السنوات‬
‫(‪)%‬‬ ‫(‪/$‬ب)‬ ‫(‪)%‬‬ ‫(‪/$‬ب)‬
‫‪10,5‬‬ ‫‪0,95‬‬ ‫‪1880‬‬ ‫ـ‬ ‫‪9,59‬‬ ‫‪1860‬‬
‫‪-9,5‬‬ ‫‪0,86‬‬ ‫‪1881‬‬ ‫‪-94,9‬‬ ‫‪0,49‬‬ ‫‪1861‬‬
‫‪-9,3‬‬ ‫‪0,78‬‬ ‫‪1882‬‬ ‫‪114,3‬‬ ‫‪1,05‬‬ ‫‪1862‬‬
‫‪28,2‬‬ ‫‪1,00‬‬ ‫‪1883‬‬ ‫‪200,0‬‬ ‫‪3,15‬‬ ‫‪1863‬‬
‫‪-16,0‬‬ ‫‪0,84‬‬ ‫‪1884‬‬ ‫‪155,9‬‬ ‫‪8,006‬‬ ‫‪1864‬‬
‫‪4,8‬‬ ‫‪0,88‬‬ ‫‪1885‬‬ ‫‪-18,2‬‬ ‫‪6,59‬‬ ‫‪1865‬‬
‫‪-19,3‬‬ ‫‪0,71‬‬ ‫‪1886‬‬ ‫‪-43,2‬‬ ‫‪3,74‬‬ ‫‪1866‬‬
‫‪-5,6‬‬ ‫‪0,67‬‬ ‫‪1887‬‬ ‫‪-35,6‬‬ ‫‪2,41‬‬ ‫‪1867‬‬
‫‪31,3‬‬ ‫‪0,88‬‬ ‫‪1888‬‬ ‫‪50,6‬‬ ‫‪3,63‬‬ ‫‪1868‬‬
‫‪6,8‬‬ ‫‪0,94‬‬ ‫‪1889‬‬ ‫‪0,3‬‬ ‫‪3,64‬‬ ‫‪1869‬‬
‫‪-7,4‬‬ ‫‪0,87‬‬ ‫‪1890‬‬ ‫‪6,0‬‬ ‫‪3,86‬‬ ‫‪1870‬‬
‫‪-23,0‬‬ ‫‪0,67‬‬ ‫‪1891‬‬ ‫‪12,4‬‬ ‫‪4,34‬‬ ‫‪1871‬‬
‫‪-16,4‬‬ ‫‪0,56‬‬ ‫‪1892‬‬ ‫‪-16,1‬‬ ‫‪3,64‬‬ ‫‪1872‬‬
‫‪14,3‬‬ ‫‪0,64‬‬ ‫‪1893‬‬ ‫‪-49,7‬‬ ‫‪1,83‬‬ ‫‪1873‬‬
‫‪31,25‬‬ ‫‪0,84‬‬ ‫‪1894‬‬ ‫‪-36,1‬‬ ‫‪1,17‬‬ ‫‪1874‬‬
‫‪61,9‬‬ ‫‪1,36‬‬ ‫‪1895‬‬ ‫‪15,4‬‬ ‫‪1,35‬‬ ‫‪1875‬‬
‫‪-13,2‬‬ ‫‪1,18‬‬ ‫‪1896‬‬ ‫‪89,6‬‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪1876‬‬
‫‪-33,1‬‬ ‫‪0,79‬‬ ‫‪1897‬‬ ‫‪-5,5‬‬ ‫‪2,42‬‬ ‫‪1877‬‬
‫‪15,2‬‬ ‫‪0,91‬‬ ‫‪1898‬‬ ‫‪-50,8‬‬ ‫‪1,19‬‬ ‫‪1878‬‬
‫‪41,8‬‬ ‫‪1,29‬‬ ‫‪1899‬‬ ‫‪-27,7‬‬ ‫‪0,86‬‬ ‫‪1879‬‬
‫المصدر‪ :‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص‪.76-75 .‬‬

‫الجدول (‪ :)2-I‬تطورات األسعار المعلنة للخام األمريكي (متوسط أسعار خامات الو‪.‬م‪.‬أ) للفترة(‪.)1935-1900‬‬
‫نسبة النمو السنوي (‪)%‬‬ ‫س‪ .‬م (‪/$‬ب)‬ ‫السنوات‬ ‫نسبة النمو السنوي(‪)%‬‬ ‫س‪ .‬م (‪/$‬ب)‬ ‫السنوات‬
‫‪26,9‬‬ ‫‪1,98‬‬ ‫‪1918‬‬ ‫ـ‬ ‫‪1,19‬‬ ‫‪1900‬‬
‫‪1,5‬‬ ‫‪2,01‬‬ ‫‪1919‬‬ ‫‪-19,3‬‬ ‫‪0,96‬‬ ‫‪1901‬‬
‫‪52,7‬‬ ‫‪3,07‬‬ ‫‪1920‬‬ ‫‪-16,7‬‬ ‫‪0,80‬‬ ‫‪1902‬‬
‫‪-43,6‬‬ ‫‪1,73‬‬ ‫‪1921‬‬ ‫‪17,5‬‬ ‫‪0,94‬‬ ‫‪1903‬‬
‫‪-6,9‬‬ ‫‪1,61‬‬ ‫‪1922‬‬ ‫‪-8,5‬‬ ‫‪0,86‬‬ ‫‪1904‬‬
‫‪-16,8‬‬ ‫‪1,34‬‬ ‫‪1923‬‬ ‫‪-27,9‬‬ ‫‪0,62‬‬ ‫‪1905‬‬
‫‪6,7‬‬ ‫‪1,43‬‬ ‫‪1924‬‬ ‫‪17,7‬‬ ‫‪0,73‬‬ ‫‪1906‬‬
‫‪17,5‬‬ ‫‪1,68‬‬ ‫‪1925‬‬ ‫‪-1,4‬‬ ‫‪0,72‬‬ ‫‪1907‬‬
‫‪11,9‬‬ ‫‪1,88‬‬ ‫‪1926‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪0,72‬‬ ‫‪1908‬‬
‫‪-30,9‬‬ ‫‪1,30‬‬ ‫‪1927‬‬ ‫‪-2,8‬‬ ‫‪0,70‬‬ ‫‪1909‬‬
‫‪-10,0‬‬ ‫‪1,17‬‬ ‫‪1928‬‬ ‫‪-12,9‬‬ ‫‪0,61‬‬ ‫‪1910‬‬
‫‪8,5‬‬ ‫‪1,27‬‬ ‫‪1929‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪0,61‬‬ ‫‪1911‬‬
‫‪-6,3‬‬ ‫‪1,19‬‬ ‫‪1930‬‬ ‫‪21,3‬‬ ‫‪0,74‬‬ ‫‪1912‬‬
‫‪-45,4‬‬ ‫‪0,65‬‬ ‫‪1931‬‬ ‫‪28,4‬‬ ‫‪0,95‬‬ ‫‪1913‬‬
‫‪33,8‬‬ ‫‪0,87‬‬ ‫‪1932‬‬ ‫‪-14,7‬‬ ‫‪0,81‬‬ ‫‪1914‬‬
‫‪-23,0‬‬ ‫‪0,67‬‬ ‫‪1933‬‬ ‫‪-21,0‬‬ ‫‪0,64‬‬ ‫‪1915‬‬
‫‪49,25‬‬ ‫‪1,00‬‬ ‫‪1934‬‬ ‫‪71,9‬‬ ‫‪1,10‬‬ ‫‪1916‬‬
‫‪-3,0‬‬ ‫‪0,97‬‬ ‫‪1935‬‬ ‫‪41,8‬‬ ‫‪1,56‬‬ ‫‪1917‬‬
‫المصدر‪ :‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص‪.80-79 .‬‬

‫‪293‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)3-I‬تطور األسعار المعلنة للخام األمريكي في خليج المكسيك )‪ (FOB‬خالل الفترة (‪.)1944-1936‬‬
‫نسبة النمو السنوي (‪)%‬‬ ‫س‪ .‬م (‪/$‬ب)‬ ‫السنوات‬ ‫نسبة النمو السنوي(‪)%‬‬ ‫س‪ .‬م (‪/$‬ب)‬ ‫السنوات‬
‫‪11,8‬‬ ‫‪1,14‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1,09‬‬ ‫‪1936‬‬
‫‪4,4‬‬ ‫‪1,19‬‬ ‫‪1942‬‬ ‫‪8,2‬‬ ‫‪1,18‬‬ ‫‪1937‬‬
‫‪0,8‬‬ ‫‪1,20‬‬ ‫‪1943‬‬ ‫‪-4,2‬‬ ‫‪1,13‬‬ ‫‪1938‬‬
‫‪0,8‬‬ ‫‪1,21‬‬ ‫‪1944‬‬ ‫‪-9,7‬‬ ‫‪1,02‬‬ ‫‪1939‬‬
‫‪0,0‬‬ ‫‪1,02‬‬ ‫‪1940‬‬
‫المصدر‪ :‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص‪.81 .‬‬

‫الجدول (‪ :)4-I‬تطورات األسعار المعلنة لكل من الخام العربي والخام األمريكي في الخليجين العربي‬
‫والمكسيكي للفترة (‪.)1949-1945‬‬
‫الخام األمريكي )‪،(34°‬الخليج المكسيكي )‪(FOB‬‬ ‫الخام العربي )‪ ،(34°‬الخليج العربي )‪(FOB‬‬
‫نسبة النمو )‪(%‬‬ ‫س‪.‬م (‪/$‬ب)‬ ‫نسبة النمو )‪(%‬‬ ‫س‪.‬م (‪/$‬ب)‬ ‫التاريخ‬
‫‪-‬‬ ‫‪1,36‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1,05‬‬ ‫‪1945‬‬
‫‪25,0‬‬ ‫‪1,70‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪1,05‬‬ ‫‪1946‬‬
‫‪57,6‬‬ ‫‪2,68‬‬ ‫‪14,3‬‬ ‫‪1,20‬‬ ‫مارس ‪1947‬‬
‫‪0,0‬‬ ‫‪2,68‬‬ ‫‪32,1‬‬ ‫‪1,60‬‬ ‫ديسمبر ‪1947‬‬
‫‪0,0‬‬ ‫‪2,68‬‬ ‫‪28,7‬‬ ‫‪2,06‬‬ ‫يناير ‪1948‬‬
‫‪0,0‬‬ ‫‪2,68‬‬ ‫‪5,8‬‬ ‫‪2,18‬‬ ‫مارس ‪1948‬‬
‫‪0,0‬‬ ‫‪2,68‬‬ ‫‪-6,9‬‬ ‫‪2,03‬‬ ‫أبريل ‪1949‬‬
‫‪0,0‬‬ ‫‪2,68‬‬ ‫‪-7,4‬‬ ‫‪1,88‬‬ ‫يوليو ‪1949‬‬
‫‪3,0‬‬ ‫‪2,76‬‬ ‫‪-6,9‬‬ ‫‪1,75‬‬ ‫ديسمبر ‪1949‬‬
‫المصدر‪ :‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص‪.82 .‬‬
‫الجدول (‪ :)5-I‬تطورات األسعار المعلنة ٍّ‬
‫لكل من الخام‪ :‬العربي‪ ،‬األمريكي والفنزويلي للفترة (‪.)1960-1949‬‬
‫الخام األمريكي‬ ‫الخام الفنزويلي‬ ‫الخام العربي‬
‫نسبة النمو‬ ‫س‪.‬م (‪/$‬ب)‬ ‫نسبة النمو‬ ‫س‪.‬م (‪/$‬ب)‬ ‫نسبة النمو‬ ‫س‪.‬م (‪/$‬ب)‬ ‫التاريخ‬
‫)‪(%‬‬ ‫)‪(%‬‬ ‫)‪(%‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪2,76‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2,65‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1,75‬‬ ‫‪1949‬‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪2,76‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪2,65‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪1,75‬‬ ‫‪1950‬‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪2,76‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪2,65‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪1,75‬‬ ‫‪1951‬‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪2,76‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪2,65‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪1,75‬‬ ‫‪1952‬‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪2,76‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪2,65‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪1,75‬‬ ‫أبريل ‪1953‬‬
‫‪8,69‬‬ ‫‪3,00‬‬ ‫‪9,43‬‬ ‫‪2,90‬‬ ‫‪12,57‬‬ ‫‪1,97‬‬ ‫يونيو ‪1953‬‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪3,00‬‬ ‫‪-2,75‬‬ ‫‪2,82‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪1,97‬‬ ‫‪1955‬‬
‫‪8,3‬‬ ‫‪3,25‬‬ ‫‪8,86‬‬ ‫‪3,07‬‬ ‫‪7,61‬‬ ‫‪2,12‬‬ ‫يناير‪ -‬يونيو‬
‫‪1957‬‬
‫‪-3,4‬‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪-4,88‬‬ ‫‪2,92‬‬ ‫‪-8,49‬‬ ‫‪1,94‬‬ ‫فبراير ‪1959‬‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪-3,42‬‬ ‫‪2,82‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪1,94‬‬ ‫أبريل ‪1959‬‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪2,82‬‬ ‫‪-5,15‬‬ ‫‪1,84‬‬ ‫أغسطس ‪1960‬‬
‫المصدر‪ - :‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص‪.397 .‬‬
‫‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص‪.83 .‬‬
‫‪ -‬قام الباحث بحساب النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫‪294‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)6-I‬تطورات األسعار المعلنة لبرميل خام القياس –العربي الخفيف )‪ -(34°‬للفترة (‪.)1970-1960‬‬
‫نسبة النمو (‪)%‬‬ ‫السعر المعلن‬ ‫التاريخ‬ ‫نسبة النمو (‪)%‬‬ ‫السعر المعلن‬ ‫التاريخ‬
‫(‪/$‬ب)‬ ‫(‪/$‬ب)‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪1,80‬‬ ‫‪1969-1968‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪1,80‬‬ ‫‪1960‬‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪1,80‬‬ ‫‪1970/1/1‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪1,80‬‬ ‫‪1961‬‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪1,80‬‬ ‫‪1970/11/14‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪1,80‬‬ ‫‪1965-1962‬‬
‫‪0,00‬‬ ‫‪1,80‬‬ ‫‪1967-1966‬‬
‫المصدر‪ - :‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص‪.84 .‬‬
‫‪ -‬قام الباحث باستخراج النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)7-I‬تطورات األسعار المعلنة (واألسعار الرسمية) لبرميل خام القياس –العربي الخفيف )‪-(34°‬‬
‫خالل الفترة (‪.)1979-1971‬‬
‫نسبة النمو(‪)%‬‬ ‫السعر المعلن أو‬ ‫التاريخ‬ ‫نسبة النمو (‪)%‬‬ ‫السعر المعلن أو‬ ‫التاريخ‬
‫السعر الرسمي‬ ‫السعر الرسمي‬
‫(‪/$‬ب)‬ ‫(‪/$‬ب)‬
‫‪131,8‬‬ ‫‪11,651‬‬ ‫‪1974/1/1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1,800‬‬ ‫‪1971/2/14‬‬
‫‪-3,4‬‬ ‫‪11,251‬‬ ‫‪1974/4/8‬‬ ‫‪21,1‬‬ ‫‪2,180‬‬ ‫‪1971/2/15‬‬
‫٭‬
‫‪0,0‬‬ ‫‪11,251‬‬ ‫‪1975/1/1‬‬ ‫‪5,0‬‬ ‫‪2,290‬‬ ‫‪1971/6/1‬‬
‫‪2,3‬‬ ‫‪11,510‬‬ ‫‪1975/10/1‬‬ ‫‪8,2‬‬ ‫‪2,479‬‬ ‫‪1972/1/20‬‬
‫‪0,0‬‬ ‫‪11,510‬‬ ‫‪1975/11/1‬‬ ‫‪4,5‬‬ ‫‪2,590‬‬ ‫‪1973/1/1‬‬
‫‪5,0‬‬ ‫‪12,090‬‬ ‫‪1977/1/1‬‬ ‫‪5,8‬‬ ‫‪2,740‬‬ ‫‪1973/4/1‬‬
‫‪5,0‬‬ ‫‪12,700‬‬ ‫‪1977/7/1‬‬ ‫‪5,8‬‬ ‫‪2,898‬‬ ‫‪1973/6/1‬‬
‫‪5,0‬‬ ‫‪13,335‬‬ ‫‪1979/1/1‬‬ ‫‪2,1‬‬ ‫‪2,960‬‬ ‫‪1973/7/1‬‬
‫‪9,1‬‬ ‫‪14,546‬‬ ‫‪1979/4/1‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪3,070‬‬ ‫‪1973/8/1‬‬
‫‪23,7‬‬ ‫‪18,00‬‬ ‫‪1979/7/1‬‬ ‫‪-1,9‬‬ ‫‪3,010‬‬ ‫‪1973/10/15‬‬
‫‪33,3‬‬ ‫‪24,00‬‬ ‫‪1979/10/1‬‬ ‫‪70,1‬‬ ‫‪5,119‬‬ ‫‪1973/10/16‬‬
‫‪0,0‬‬ ‫‪24,00‬‬ ‫‪1980/1/1‬‬ ‫‪1,2‬‬ ‫‪5,180‬‬ ‫‪1973/11/1‬‬
‫‪0,0‬‬ ‫‪24,00‬‬ ‫‪1980/1/15‬‬ ‫‪-2,8‬‬ ‫‪5,036‬‬ ‫‪1973/12/1‬‬
‫المصدر‪ - :‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص‪.417-416 .‬؛ ‪ -‬الرومي نواف‪ ،)2000( .‬ص‪.154 .‬‬

‫الرسمية ألوبك –لبرميل خام القياس (العربي الخفيف )‪ -)(34°‬خالل الفترة‬


‫الجدول (‪ :)8-I‬تطورات األسعار ّ‬
‫(‪.)1989-1980‬‬
‫نسبة النمو السنوي‬ ‫السعر الرسمي‬ ‫السنوات‬ ‫نسبة النمو السنوي‬ ‫السعر الرسمي‬ ‫السنوات‬
‫(‪)%‬‬ ‫(‪/$‬ب)‬ ‫(‪)%‬‬ ‫(‪/$‬ب)‬
‫‪-0,03‬‬ ‫‪27,9‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪30,5/24,0‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪-0,24‬‬ ‫‪21,2‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪0,11/0,41‬‬ ‫‪34,0‬‬ ‫‪1981‬‬
‫**‬
‫‪-0,18‬‬ ‫‪17,2‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪34,0‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪-0,22‬‬ ‫‪13,4‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪-0,14 /0,00‬‬ ‫‪29,0/34,0‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪0,20‬‬ ‫‪16,2‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪0,00/-0,14‬‬ ‫‪29,0‬‬ ‫‪1984‬‬
‫المصدر‪ - :‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص‪.442-441 .‬‬
‫‪ -‬قام الباحث بحساب النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫٭ ب ْدأ سريان السعر الرّ سمي للنفط العربي الخام بمقدار يساوي (‪ )93%‬من السعر المعلن‪.‬‬
‫** ب ْدأ سريان سعر اإلشارة لسلة خامات أوبك‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫خامات أوبك (متوسط السعر) خالل الفترة (‪.)1999-1990‬‬


‫(‪ :)9-I‬تطورات سعر اإلشارة لسلة ّ‬ ‫الجدول‬
‫نسبة النمو‬ ‫متوسط سعر اإلشارة‬ ‫السنوات‬ ‫نسبة النمو‬ ‫متوسط سعر اإلشارة‬ ‫السنوات‬
‫السنوي (‪)%‬‬ ‫لسلة أوبك (‪/$‬ب)‬ ‫السنوي (‪)%‬‬ ‫لسلة أوبك (‪/$‬ب)‬
‫‪09,46‬‬ ‫‪17,00‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪22,26‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪17,64‬‬ ‫‪20,00‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪-13,16‬‬ ‫‪19,33‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪-06,50‬‬ ‫‪18,70‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪-04,60‬‬ ‫‪18,44‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪-34,22‬‬ ‫‪12,30‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪-11,44‬‬ ‫‪16,33‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪42,27‬‬ ‫‪17,50‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪-04,89‬‬ ‫‪15,53‬‬ ‫‪1994‬‬
‫المصدر‪ - :‬الدوري محمد أحمد‪ ،)2003( .‬ص‪.450-449 .‬‬
‫‪ -‬قام الباحث بحساب النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)10-I‬تطورات السعر الفوري لسلة خامات أوبك خالل الفترة (‪.)2014-2000‬‬
‫نسبة النمو‬ ‫متوسط سعر اإلشارة‬ ‫السنوات‬ ‫نسبة النمو‬ ‫متوسط سعر اإلشارة‬ ‫السنوات‬
‫السنوي (‪)%‬‬ ‫لسلة أوبك (‪/$‬ب)‬ ‫السنوي (‪)%‬‬ ‫لسلة أوبك (‪/$‬ب)‬
‫‪36,61‬‬ ‫‪94,4‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪27,6‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪-35,38‬‬ ‫‪61,0‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪-16,30‬‬ ‫‪23,1‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪26,88‬‬ ‫‪77,4‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪5,19‬‬ ‫‪24,3‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪38,88‬‬ ‫‪107,5‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪16,04‬‬ ‫‪28,2‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪1,86‬‬ ‫‪109,5‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪27,65‬‬ ‫‪36,0‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪-3,28‬‬ ‫‪105,9‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪40,55‬‬ ‫‪50,6‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪-9,15‬‬ ‫‪96,2‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪20,55‬‬ ‫‪61,0‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪13,27‬‬ ‫‪69,1‬‬ ‫‪2007‬‬
‫المصدر‪ :‬منظمة البلدان العربية المصدرة للبترول‪-‬أوابك‪" ،)2015( .‬تقرير األمين العام السنوي الثاني‬
‫واألربعون"‪ ،‬ص‪.82 .‬‬
‫‪ -‬قام الباحث بحساب النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)2-I‬تطور اإلحتياطات العالمية المثبتة من النفط الخام خالل الفترة (‪ .)2014-1960‬الوحدة‪(bn b):‬‬

‫‪Source: Organization of the Petroleum Exporting Countries . (2015), "OPEC Annual Statistical‬‬
‫‪Bulletin 2014", 50th Edition, Vienna, Austria, P. 24.‬‬

‫‪296‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫الوحدة‪(mb/d) :‬‬ ‫الشكل (‪ :)3-I‬تطور اإلنتاج العالمي من النفط الخام خالل الفترة (‪.)2014-1960‬‬

‫‪Source: OPEC Annual Statistical Bulletin (2014), P. 24.‬‬

‫)‪(mb/d‬‬ ‫الشكل (‪ :)4-I‬تطور الطلب العالمي على النفط الخام خالل الفترة (‪.)2014-1960‬‬

‫‪Source: OPEC Annual Statistical Bulletin (2014), P. 46.‬‬

‫الجدول (‪ :)11-I‬تطور اإلحتياطي‪ ،‬اإلنتاج والطلب العالمي على النفط الخام خالل الفترة (‪.1)2014-1970‬‬
‫النمو السنوي في‬ ‫اإلنتاج‬ ‫اإلحتياطي‬ ‫اإلحتياطي‬ ‫الطلب العالمي الطلب العالمي‬ ‫البيان‬
‫اإلنتاج العالمي‬ ‫العالمي من‬ ‫العالمي من النفط‬ ‫العالمي من‬ ‫على النفط الخام‬ ‫على النفط‬
‫من النفط‬ ‫النفط الخام‬ ‫الخام (معدّل النمو‬ ‫النفط الخام‬ ‫(معدّل النمو‬ ‫الخام‬
‫الخام )‪(%‬‬ ‫)‪(1000b/d‬‬ ‫السنوي ‪)%‬‬ ‫)‪(mb‬‬ ‫السنوي ‪)%‬‬ ‫)‪(mb/d‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪45374,6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪548452‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪43,1‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪5,97‬‬ ‫‪48087,2‬‬ ‫‪4,16‬‬ ‫‪571284‬‬ ‫‪9,28‬‬ ‫‪47,1‬‬ ‫‪1971‬‬
‫‪5,20‬‬ ‫‪50592,5‬‬ ‫‪1,35‬‬ ‫‪579022‬‬ ‫‪8,28‬‬ ‫‪51,0‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪9,19‬‬ ‫‪55243,6‬‬ ‫‪0,62‬‬ ‫‪582654‬‬ ‫‪8,03‬‬ ‫‪55,1‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪0,72‬‬ ‫‪55644,6‬‬ ‫‪12,33‬‬ ‫‪654526‬‬ ‫‪-1,81‬‬ ‫‪54,1‬‬ ‫‪1974‬‬
‫‪-4,85‬‬ ‫‪52944,5‬‬ ‫‪-1,78‬‬ ‫‪642842‬‬ ‫‪3,69‬‬ ‫‪56,1‬‬ ‫‪1975‬‬
‫‪8,50‬‬ ‫‪57449,7‬‬ ‫‪-2,26‬‬ ‫‪628275‬‬ ‫‪5,88‬‬ ‫‪59,4‬‬ ‫‪1976‬‬
‫‪4,18‬‬ ‫‪59853,7‬‬ ‫‪0,38‬‬ ‫‪630678‬‬ ‫‪4,37‬‬ ‫‪62,0‬‬ ‫‪1977‬‬
‫‪0,64‬‬ ‫‪60239,2‬‬ ‫‪-1,61‬‬ ‫‪620491‬‬ ‫‪3,54‬‬ ‫‪64,2‬‬ ‫‪1978‬‬
‫‪4,17‬‬ ‫‪62756,3‬‬ ‫‪1,45‬‬ ‫‪629534‬‬ ‫‪1,71‬‬ ‫‪65,3‬‬ ‫‪1979‬‬
‫‪-4,87‬‬ ‫‪59695,7‬‬ ‫‪2,92‬‬ ‫‪647973‬‬ ‫‪-4,13‬‬ ‫‪62,6‬‬ ‫‪1980‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- OPEC Annual Statistical Bulletin (2005), P. 20, 24, 32.; - OPEC Annual Statistical Bulletin (2010), P. 22, 30.‬‬
‫‪- OPEC Annual Statistical Bulletin (2014). P. 22, 28.‬‬
‫‪ -‬الوكالة الدولية للطاقة )‪.(www.eia.gov, Viewed at 03/07th/2017‬؛ ‪ -‬قام الباحث بحساب النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫‪297‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫تابع للجدول(‪ :)11-I‬تطور اإلحتياطي‪ ،‬اإلنتاج والطلب العالمي على النفط الخام خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬
‫‪-6,21‬‬ ‫‪55987,7‬‬ ‫‪2,33‬‬ ‫‪663085‬‬ ‫‪-3,03‬‬ ‫‪60,7‬‬ ‫‪1981‬‬
‫‪-4,27‬‬ ‫‪53594,6‬‬ ‫‪4,23‬‬ ‫‪691185‬‬ ‫‪-2,30‬‬ ‫‪59,3‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪-2,18‬‬ ‫‪52421,1‬‬ ‫‪1,54‬‬ ‫‪701881‬‬ ‫‪-0,50‬‬ ‫‪59,0‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪1,11‬‬ ‫‪53004,4‬‬ ‫‪5,16‬‬ ‫‪738123‬‬ ‫‪1,35‬‬ ‫‪59,8‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪-1,35‬‬ ‫‪52286,5‬‬ ‫‪3,46‬‬ ‫‪763691‬‬ ‫‪0,00‬‬ ‫‪59,8‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪5,40‬‬ ‫‪55111,4‬‬ ‫‪13,33‬‬ ‫‪865495‬‬ ‫‪3,01‬‬ ‫‪61,6‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪-0,88‬‬ ‫‪54623,7‬‬ ‫‪3,33‬‬ ‫‪894369‬‬ ‫‪2,43‬‬ ‫‪63,1‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪4,17‬‬ ‫‪56901,7‬‬ ‫‪10,05‬‬ ‫‪984265‬‬ ‫‪3,01‬‬ ‫‪65,0‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪1,57‬‬ ‫‪57796,4‬‬ ‫‪0,09‬‬ ‫‪985206‬‬ ‫‪1,38‬‬ ‫‪65,9‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪2,28‬‬ ‫‪59116,4‬‬ ‫‪-0,05‬‬ ‫‪984708‬‬ ‫‪0,45‬‬ ‫‪66,2‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪-0,66‬‬ ‫‪58725,3‬‬ ‫‪0,37‬‬ ‫‪988398‬‬ ‫‪1,20‬‬ ‫‪67,0‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪1,03‬‬ ‫‪59331,9‬‬ ‫‪0,63‬‬ ‫‪994667‬‬ ‫‪0,89‬‬ ‫‪67,6‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪-0,33‬‬ ‫‪59133,0‬‬ ‫‪0,21‬‬ ‫‪996814‬‬ ‫‪0,59‬‬ ‫‪68,0‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪1,26‬‬ ‫‪59883,5‬‬ ‫‪0,57‬‬ ‫‪1002553‬‬ ‫‪1,02‬‬ ‫‪68,7‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪0,88‬‬ ‫‪60412,9‬‬ ‫‪0,89‬‬ ‫‪1011574‬‬ ‫‪1,89‬‬ ‫‪70,0‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪1,93‬‬ ‫‪61583,0‬‬ ‫‪2,23‬‬ ‫‪1034137‬‬ ‫‪2,71‬‬ ‫‪71,9‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪2,22‬‬ ‫‪62953,7‬‬ ‫‪0,47‬‬ ‫‪1039028‬‬ ‫‪2,50‬‬ ‫‪73,7‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪4,68‬‬ ‫‪65902,7‬‬ ‫‪-0,69‬‬ ‫‪1031844‬‬ ‫‪0,94‬‬ ‫‪74,4‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪-3,67‬‬ ‫‪63483,0‬‬ ‫‪1,50‬‬ ‫‪1047360‬‬ ‫‪2,15‬‬ ‫‪76,0‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪3,77‬‬ ‫‪65879,7‬‬ ‫‪2,43‬‬ ‫‪1072841‬‬ ‫‪0,78‬‬ ‫‪76,6‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪-0,73‬‬ ‫‪65392,2‬‬ ‫‪1,20‬‬ ‫‪1085807‬‬ ‫‪0,91‬‬ ‫‪77,3‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪-2,05‬‬ ‫‪64046,4‬‬ ‫‪3,26‬‬ ‫‪1121226‬‬ ‫‪0,64‬‬ ‫‪77,8‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪5,05‬‬ ‫‪67283,2‬‬ ‫‪1,54‬‬ ‫‪1138574‬‬ ‫‪1,79‬‬ ‫‪79,2‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪4,89‬‬ ‫‪70578,2‬‬ ‫‪0,57‬‬ ‫‪1145125‬‬ ‫‪4,16‬‬ ‫‪82,5‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪1,67‬‬ ‫‪71762,9‬‬ ‫‪0,77‬‬ ‫‪1153962‬‬ ‫‪1,81‬‬ ‫‪84,0‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪-0,15‬‬ ‫‪71649,0‬‬ ‫‪4,81‬‬ ‫‪1209550‬‬ ‫‪1,30‬‬ ‫‪85,1‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪-0,50‬‬ ‫‪71285,3‬‬ ‫‪0,82‬‬ ‫‪1219470‬‬ ‫‪1,52‬‬ ‫‪86,4‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪0,67‬‬ ‫‪71767,5‬‬ ‫‪6,11‬‬ ‫‪1293990‬‬ ‫‪-0,46‬‬ ‫‪86,0‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪-3,89‬‬ ‫‪68969,5‬‬ ‫‪3,27‬‬ ‫‪1336315‬‬ ‫‪-1,39‬‬ ‫‪84,8‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪1,32‬‬ ‫‪69885,6‬‬ ‫‪9,23‬‬ ‫‪1459765‬‬ ‫‪2,94‬‬ ‫‪87,3‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪0,77‬‬ ‫‪70426,7‬‬ ‫‪0,55‬‬ ‫‪1467811‬‬ ‫‪1,94‬‬ ‫‪89,0‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪3,34‬‬ ‫‪72784,6‬‬ ‫‪0,84‬‬ ‫‪1480251‬‬ ‫‪0,89‬‬ ‫‪89,8‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪0,17‬‬ ‫‪72909,2‬‬ ‫‪0,66‬‬ ‫‪1490134‬‬ ‫‪2,22‬‬ ‫‪91,8‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪0,70‬‬ ‫‪73420,1‬‬ ‫‪0,18‬‬ ‫‪1492880‬‬ ‫‪0,98‬‬ ‫‪92,7‬‬ ‫‪2014‬‬

‫المثبتة من النفط الخام لدى أعضاء أوبك خالل الفترة (‪ .)2014-1960‬الوحدة‪(bn b):‬‬
‫الشكل(‪:)5-I‬اإلحتياطات ُ‬

‫‪Source: OPEC Annual Statistical Bulletin (2014), P. 24.‬‬

‫‪298‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)6-I‬تطور إنتاج أعضاء أوبك (بما فيهم الجزائر) من النفط الخام خالل الفترة (‪.)2014-1960‬‬
‫الوحدة‪(mb/d) :‬‬

‫‪Source: OPEC Annual Statistical Bulletin (2014), P. 24.‬‬

‫الجدول (‪ :)12-I‬تطور اإلحتياطات المثبتة واإلنتاج من النفط الخام في الجزائر خالل الفترة (‪. 1)2014-1970‬‬
‫النمو السنوي في‬ ‫إنتاج النفط الخام‬ ‫النمو السنوي في‬ ‫اإلحتياطات ال ُمثبتة من‬ ‫البيان‬
‫اإلنتاج‬ ‫)‪(1000b/d‬‬ ‫اإلحتياطات المثبتة‬ ‫النفط الخام‬
‫(‪)%‬‬ ‫(‪)%‬‬ ‫)‪(mb‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1029,1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪08098‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪663,19‬‬ ‫‪07854‬‬ ‫‪21,51‬‬ ‫‪09840‬‬ ‫‪1971‬‬
‫‪-086,47‬‬ ‫‪1062,3‬‬ ‫‪-00,91‬‬ ‫‪09750‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪003,29‬‬ ‫‪1097,3‬‬ ‫‪-21,64‬‬ ‫‪07640‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪-008,08‬‬ ‫‪1008,6‬‬ ‫‪00,78‬‬ ‫‪07700‬‬ ‫‪1974‬‬
‫‪-002,57‬‬ ‫‪0982,6‬‬ ‫‪-04,28‬‬ ‫‪07370‬‬ ‫‪1975‬‬
‫‪009,41‬‬ ‫‪1075,1‬‬ ‫‪-07,73‬‬ ‫‪06800‬‬ ‫‪1976‬‬
‫‪007,18‬‬ ‫‪1152,3‬‬ ‫‪-02,94‬‬ ‫‪06600‬‬ ‫‪1977‬‬
‫‪2‬‬
‫‪000,77‬‬ ‫‪1161,2‬‬ ‫‪-04,54‬‬ ‫‪06300‬‬ ‫‪1978‬‬
‫‪-000,63‬‬ ‫‪1153,8‬‬ ‫‪33,96‬‬ ‫‪08440‬‬ ‫‪1979‬‬
‫‪-011,60‬‬ ‫‪1019,9‬‬ ‫‪-02,84‬‬ ‫‪08200‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪-021,77‬‬ ‫‪0797,8‬‬ ‫‪-01,46‬‬ ‫‪08080‬‬ ‫‪1981‬‬
‫‪-011,69‬‬ ‫‪0704,5‬‬ ‫‪16,83‬‬ ‫‪09440‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪-006,18‬‬ ‫‪0660,9‬‬ ‫‪-02,33‬‬ ‫‪09220‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪005,22‬‬ ‫‪0695,4‬‬ ‫‪-02,38‬‬ ‫‪09000‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪-003,30‬‬ ‫‪0672,4‬‬ ‫‪-02,00‬‬ ‫‪08820‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪000,22‬‬ ‫‪0673,9‬‬ ‫‪-00,22‬‬ ‫‪08800‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪-003,81‬‬ ‫‪0648,2‬‬ ‫‪-02,68‬‬ ‫‪08564‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪003,81‬‬ ‫‪0672,9‬‬ ‫‪07,42‬‬ ‫‪09200‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪008,08‬‬ ‫‪0727,3‬‬ ‫‪00,39‬‬ ‫‪09236‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪007,72‬‬ ‫‪0783,5‬‬ ‫‪-00,38‬‬ ‫‪09200‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪002,48‬‬ ‫‪0803,0‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪09200‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪-005,79‬‬ ‫‪0756,5‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪09200‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪-001,21‬‬ ‫‪0747,3‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪09200‬‬ ‫‪1993‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- OPEC Annual Statistical Bulletin. )2005(, P. 19, 23.; - OPEC Annual Statistical Bulletin. )2010(, P. 22, 30.‬‬
‫‪- OPEC Annual Statistical Bulletin (2014), P. 22, 28.‬‬
‫‪ -‬قام الباحث باستخراج النسب الواردة في الجدول‪.‬‬
‫‪ 2‬اإلنتاج قبل سنة ‪ 1978‬يتضمن إنتاج ال ُمكثّفات )‪.(condensates production‬‬

‫‪299‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫تابع‪ :‬الجدول (‪ :)12-I‬تطور اإلحتياطات المثبتة واإلنتاج من النفط الخام في الجزائر خالل الفترة (‪-1970‬‬
‫‪.)2014‬‬
‫‪000,69‬‬ ‫‪0752,5‬‬ ‫‪08,46‬‬ ‫‪09979‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪000,00‬‬ ‫‪0752,5‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪09979‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪007,06‬‬ ‫‪0805,7‬‬ ‫‪08,22‬‬ ‫‪10800‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪005,01‬‬ ‫‪0846,1‬‬ ‫‪03,70‬‬ ‫‪11200‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪-002,22‬‬ ‫‪0827,3‬‬ ‫‪01,01‬‬ ‫‪11314‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪-009,39‬‬ ‫‪0749,6‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪11314‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪006,18‬‬ ‫‪0796,0‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪11314‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪-002,43‬‬ ‫‪0776,6‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪11314‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪-006,01‬‬ ‫‪0729,9‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪11314‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪029,11‬‬ ‫‪0942,4‬‬ ‫‪04,29‬‬ ‫‪11800‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪039,15‬‬ ‫‪1311,4‬‬ ‫‪-03,81‬‬ ‫‪11350‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪003,09‬‬ ‫‪1352,0‬‬ ‫‪08,10‬‬ ‫‪12270‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪001,24‬‬ ‫‪1368,8‬‬ ‫‪-00,57‬‬ ‫‪12200‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪000,20‬‬ ‫‪1371,6‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪12200‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪-001,13‬‬ ‫‪1356,0‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪12200‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪-010,32‬‬ ‫‪1216,0‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪12200‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪-002,15‬‬ ‫‪1189,8‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪12200‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪-002,37‬‬ ‫‪1161,6‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪12200‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪003,28‬‬ ‫‪1199,8‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪12200‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪000,23‬‬ ‫‪1202,6‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪12200‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪-000,81‬‬ ‫‪1192,8‬‬ ‫‪00,00‬‬ ‫‪12200‬‬ ‫‪2014‬‬

‫الشكل (‪ : )7-I‬تطور قيمة إجمالي الصادرات وقيمة الصادرات النفطية لدى أعضاء أوبك (بما فيهم الجزائر)‬
‫الوحدة‪(bn $) :‬‬ ‫خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬

‫‪Source: OPEC Annual Statistical Bulletin (2014), PP. 16-17.‬‬

‫الجدول (‪ :)13-I‬حصة الصادرات النفطية ضمن صادرات االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬
‫الصادرات النفطية‬ ‫الصادرات النفطية‬ ‫الصادرات النفطية‬ ‫إجمالي الصادرات إجمالي الصادرات‬ ‫البيان‬
‫(‪ %‬من إج الصادرات)‬ ‫(النمو السنوي ‪)%‬‬ ‫)‪(106 USD‬‬ ‫(النمو السنوي ‪)%‬‬ ‫)‪(106 USD‬‬
‫‪70,24‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪803,0750‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1143,330‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪74,85‬‬ ‫‪-007,84‬‬ ‫‪740,0719‬‬ ‫‪-013,52‬‬ ‫‪988,740‬‬ ‫‪1971‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪048,02‬‬ ‫‪1463,590‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪82,98‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1949,698‬‬ ‫‪060,53‬‬ ‫‪2349,600‬‬ ‫‪1973‬‬

‫‪300‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫تابع للجدول(‪ :)13-I‬حصة الصادرات النفطية ضمن صادرات االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬
‫‪92,51‬‬ ‫‪142,90‬‬ ‫‪4735,975‬‬ ‫‪117,88‬‬ ‫‪5119,420‬‬ ‫‪1974‬‬
‫‪92,39‬‬ ‫‪002,31‬‬ ‫‪4845,708‬‬ ‫‪002,44‬‬ ‫‪5244,840‬‬ ‫‪1975‬‬
‫‪93,61‬‬ ‫‪013,03‬‬ ‫‪5477,224‬‬ ‫‪011,55‬‬ ‫‪5851,110‬‬ ‫‪1976‬‬
‫‪95,99‬‬ ‫‪012,22‬‬ ‫‪6146,777‬‬ ‫‪009,44‬‬ ‫‪6403,560‬‬ ‫‪1977‬‬
‫‪96,07‬‬ ‫‪005,17‬‬ ‫‪6465,146‬‬ ‫‪005,09‬‬ ‫‪6729,620‬‬ ‫‪1978‬‬
‫‪97,73‬‬ ‫‪056,55‬‬ ‫‪10121,83‬‬ ‫‪053,90‬‬ ‫‪10356,93‬‬ ‫‪1979‬‬
‫‪98,45‬‬ ‫‪041,43‬‬ ‫‪14316,04‬‬ ‫‪040,40‬‬ ‫‪14541,43‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪97,98‬‬ ‫‪004,95‬‬ ‫‪15025,03‬‬ ‫‪005,45‬‬ ‫‪15334,79‬‬ ‫‪1981‬‬
‫‪97,94‬‬ ‫‪-008,83‬‬ ‫‪13697,16‬‬ ‫‪-008,80‬‬ ‫‪13985,26‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪98,32‬‬ ‫‪-002,05‬‬ ‫‪13415,93‬‬ ‫‪-002,43‬‬ ‫‪13645,17‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪97,53‬‬ ‫‪-001,25‬‬ ‫‪13247,27‬‬ ‫‪-000,45‬‬ ‫‪13582,76‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪97,52‬‬ ‫‪000,48‬‬ ‫‪13311,59‬‬ ‫‪000,49‬‬ ‫‪13650,11‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪97,51‬‬ ‫‪-039,69‬‬ ‫‪8027,959‬‬ ‫‪-039,68‬‬ ‫‪8232,960‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪97,40‬‬ ‫‪014,66‬‬ ‫‪9205,089‬‬ ‫‪014,79‬‬ ‫‪9450,810‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪94,82‬‬ ‫‪-013,10‬‬ ‫‪7999,101‬‬ ‫‪-010,73‬‬ ‫‪8436,090‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪95,59‬‬ ‫‪022,59‬‬ ‫‪9806,788‬‬ ‫‪021,61‬‬ ‫‪10259,22‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪96,47‬‬ ‫‪042,31‬‬ ‫‪13956,83‬‬ ‫‪041,01‬‬ ‫‪14467,53‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪96,88‬‬ ‫‪-007,36‬‬ ‫‪12929,27‬‬ ‫‪-007,75‬‬ ‫‪13345,65‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪95,85‬‬ ‫‪-009,59‬‬ ‫‪11688,87‬‬ ‫‪-008,62‬‬ ‫‪12194,96‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪95,24‬‬ ‫‪-011,94‬‬ ‫‪10292,80‬‬ ‫‪-011,37‬‬ ‫‪10807,22‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪96,56‬‬ ‫‪-008,33‬‬ ‫‪9435,167‬‬ ‫‪-009,58‬‬ ‫‪9771,30‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪94,56‬‬ ‫‪012,08‬‬ ‫‪10575,34‬‬ ‫‪014,45‬‬ ‫‪11183,73‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪92,05‬‬ ‫‪024,27‬‬ ‫‪13142,60‬‬ ‫‪027,66‬‬ ‫‪14277,68‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪96,32‬‬ ‫‪006,32‬‬ ‫‪13974,09‬‬ ‫‪001,61‬‬ ‫‪14507,98‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪96,22‬‬ ‫‪-023,54‬‬ ‫‪10684,59‬‬ ‫‪-023,46‬‬ ‫‪11104,33‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪96,48‬‬ ‫‪023,64‬‬ ‫‪13210,43‬‬ ‫‪023,30‬‬ ‫‪13692,40‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪97,22‬‬ ‫‪069,63‬‬ ‫‪22409,38‬‬ ‫‪068,34‬‬ ‫‪23050,17‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪96,61‬‬ ‫‪-013,40‬‬ ‫‪19404,54‬‬ ‫‪-012,86‬‬ ‫‪20085,44‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪96,11‬‬ ‫‪-000,18‬‬ ‫‪19368,58‬‬ ‫‪000,33‬‬ ‫‪20152,51‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪97,27‬‬ ‫‪030,64‬‬ ‫‪25304,86‬‬ ‫‪029,09‬‬ ‫‪26015,07‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪97,38‬‬ ‫‪031,52‬‬ ‫‪33282,96‬‬ ‫‪031,37‬‬ ‫‪34178,43‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪98,03‬‬ ‫‪043,48‬‬ ‫‪47755,24‬‬ ‫‪042,53‬‬ ‫‪48714,92‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪97,91‬‬ ‫‪017,11‬‬ ‫‪55927,97‬‬ ‫‪017,25‬‬ ‫‪57121,82‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪97,79‬‬ ‫‪011,04‬‬ ‫‪62107,78‬‬ ‫‪011,18‬‬ ‫‪63511,38‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪97,58‬‬ ‫‪038,61‬‬ ‫‪86088,26‬‬ ‫‪038,90‬‬ ‫‪88223,26‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪97,70‬‬ ‫‪-048,72‬‬ ‫‪44140,86‬‬ ‫‪-048,78‬‬ ‫‪45180,00‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪98,30‬‬ ‫‪027,14‬‬ ‫‪56121,00‬‬ ‫‪026,36‬‬ ‫‪57090,00‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪98,31‬‬ ‫‪027,69‬‬ ‫‪71661,00‬‬ ‫‪027,67‬‬ ‫‪72888,00‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪98,39‬‬ ‫‪-001,50‬‬ ‫‪70583,00‬‬ ‫‪-001,58‬‬ ‫‪71736,00‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪98,37‬‬ ‫‪-009,80‬‬ ‫‪63663,00‬‬ ‫‪-009,78‬‬ ‫‪64714,00‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪97,27‬‬ ‫‪-008,32‬‬ ‫‪58362,00‬‬ ‫‪-007,29‬‬ ‫‪59996,00‬‬ ‫‪2014‬‬
‫المصدر‪ - :‬البنك العالمي )‪.(World Development Indicators (WDI) Data 2015‬‬
‫‪- Banque d'Algérie. (2015), "Rapport 2014: Evolution Economique et Monétaire En Algérie",‬‬
‫‪Juillet 2015, P. 164.‬‬
‫‪ -‬قام الباحث باستخراج النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)14-I‬تطور قيمة اإليرادات والنفقات العامة في االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪.1)2014-1970‬‬
‫اإلنفاق العام‬ ‫اإلنفاق العام‬ ‫اإلنفاق العام‬ ‫اإليرادات العامة‬ ‫اإليرادات العامة‬ ‫اإليرادات‬ ‫البيان‬
‫(النمو السنوي‬ ‫(‪ %‬من الناتج‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫(النمو السنوي‬ ‫(‪ %‬من الناتج‬ ‫العامة‬
‫‪)%‬‬ ‫الداخلي الخام)‬ ‫‪)%‬‬ ‫الداخلي الخام)‬ ‫)‪(106 DA‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪24,40‬‬ ‫‪5876,000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪26,19‬‬ ‫‪6306,000‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪18,12‬‬ ‫‪27,85‬‬ ‫‪6941,000‬‬ ‫‪009,72‬‬ ‫‪27,76‬‬ ‫‪6919,000‬‬ ‫‪1971‬‬
‫‪18,09‬‬ ‫‪26,95‬‬ ‫‪8197,000‬‬ ‫‪032,64‬‬ ‫‪30,17‬‬ ‫‪9178,000‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪21,86‬‬ ‫‪28,92‬‬ ‫‪9989,000‬‬ ‫‪020,58‬‬ ‫‪32,04‬‬ ‫‪11067,00‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪34,22‬‬ ‫‪24,13‬‬ ‫‪13408,00‬‬ ‫‪111,78‬‬ ‫‪42,18‬‬ ‫‪23438,00‬‬ ‫‪1974‬‬
‫‪42,21‬‬ ‫‪30,96‬‬ ‫‪19068,00‬‬ ‫‪006,88‬‬ ‫‪40,68‬‬ ‫‪25052,00‬‬ ‫‪1975‬‬
‫‪05,50‬‬ ‫‪27,15‬‬ ‫‪20118,00‬‬ ‫‪004,64‬‬ ‫‪35,38‬‬ ‫‪26215,00‬‬ ‫‪1976‬‬
‫‪26,61‬‬ ‫‪29,19‬‬ ‫‪25473,00‬‬ ‫‪027,70‬‬ ‫‪38,37‬‬ ‫‪33479,00‬‬ ‫‪1977‬‬
‫‪18,18‬‬ ‫‪28,71‬‬ ‫‪30106,00‬‬ ‫‪009,86‬‬ ‫‪35,08‬‬ ‫‪36782,00‬‬ ‫‪1978‬‬
‫‪11,32‬‬ ‫‪26,13‬‬ ‫‪33515,00‬‬ ‫‪026,22‬‬ ‫‪36,20‬‬ ‫‪46429,00‬‬ ‫‪1979‬‬
‫‪31,33‬‬ ‫‪27,08‬‬ ‫‪44016,00‬‬ ‫‪028,35‬‬ ‫‪36,67‬‬ ‫‪59594,00‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪30,98‬‬ ‫‪30,11‬‬ ‫‪57655,00‬‬ ‫‪033,20‬‬ ‫‪41,46‬‬ ‫‪79384,00‬‬ ‫‪1981‬‬
‫‪25,65‬‬ ‫‪34,90‬‬ ‫‪72445,00‬‬ ‫‪-006,47‬‬ ‫‪35,77‬‬ ‫‪74246,00‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪17,08‬‬ ‫‪36,28‬‬ ‫‪84825,00‬‬ ‫‪008,61‬‬ ‫‪34,49‬‬ ‫‪80644,00‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪07,98‬‬ ‫‪34,71‬‬ ‫‪91598,00‬‬ ‫‪025,69‬‬ ‫‪38,41‬‬ ‫‪101365,0‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪08,99‬‬ ‫‪34,23‬‬ ‫‪99841,00‬‬ ‫‪004,42‬‬ ‫‪36,30‬‬ ‫‪105850,0‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪01,97‬‬ ‫‪34,33‬‬ ‫‪101817,0‬‬ ‫‪-015,26‬‬ ‫‪30,24‬‬ ‫‪89690,00‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪02,12‬‬ ‫‪33,25‬‬ ‫‪103977,0‬‬ ‫‪003,67‬‬ ‫‪29,73‬‬ ‫‪92984,00‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪15,12‬‬ ‫‪48,32‬‬ ‫‪119700,0‬‬ ‫‪000,55‬‬ ‫‪37,74‬‬ ‫‪93500,00‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪04,01‬‬ ‫‪29,49‬‬ ‫‪124500,0‬‬ ‫‪024,49‬‬ ‫‪27,58‬‬ ‫‪116400,0‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪09,63‬‬ ‫‪24,62‬‬ ‫‪136500,0‬‬ ‫‪031,01‬‬ ‫‪27,50‬‬ ‫‪152500,0‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪55,38‬‬ ‫‪24,60‬‬ ‫‪212100,0‬‬ ‫‪063,21‬‬ ‫‪28,87‬‬ ‫‪248900,0‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪98,08‬‬ ‫‪39,09‬‬ ‫‪420131,0‬‬ ‫‪025,29‬‬ ‫‪29,01‬‬ ‫‪311864,0‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪13,44‬‬ ‫‪40,06‬‬ ‫‪476627,0‬‬ ‫‪000,66‬‬ ‫‪26,38‬‬ ‫‪313949,0‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪18,82‬‬ ‫‪38,07‬‬ ‫‪566329,0‬‬ ‫‪051,99‬‬ ‫‪32,08‬‬ ‫‪477181,0‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪34,12‬‬ ‫‪37,88‬‬ ‫‪759617,0‬‬ ‫‪028,19‬‬ ‫‪30,51‬‬ ‫‪611731,0‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪-04,60‬‬ ‫‪28,19‬‬ ‫‪724609,0‬‬ ‫‪034,88‬‬ ‫‪32,10‬‬ ‫‪825157,0‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪16,64‬‬ ‫‪30,40‬‬ ‫‪845196,0‬‬ ‫‪012,30‬‬ ‫‪33,33‬‬ ‫‪926668,0‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪03,61‬‬ ‫‪30,93‬‬ ‫‪875739,0‬‬ ‫‪-016,41‬‬ ‫‪27,36‬‬ ‫‪774511,0‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪09,81‬‬ ‫‪29,69‬‬ ‫‪961682,0‬‬ ‫‪022,72‬‬ ‫‪29,35‬‬ ‫‪950496,0‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪22,50‬‬ ‫‪28,57‬‬ ‫‪1178122‬‬ ‫‪066,03‬‬ ‫‪38,27‬‬ ‫‪1578161‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪12,12‬‬ ‫‪31,25‬‬ ‫‪1321028‬‬ ‫‪-004,60‬‬ ‫‪35,61‬‬ ‫‪1505526‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪17,38‬‬ ‫‪34,28‬‬ ‫‪1550646‬‬ ‫‪006,48‬‬ ‫‪35,44‬‬ ‫‪1603188‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪08,99‬‬ ‫‪32,18‬‬ ‫‪1690200‬‬ ‫‪023,15‬‬ ‫‪37,59‬‬ ‫‪1974466‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪11,92‬‬ ‫‪29,47‬‬ ‫‪1891800‬‬ ‫‪012,93‬‬ ‫‪34,73‬‬ ‫‪2229899‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪08,46‬‬ ‫‪27,13‬‬ ‫‪2052000‬‬ ‫‪038,24‬‬ ‫‪40,76‬‬ ‫‪3082828‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪19,54‬‬ ‫‪28,85‬‬ ‫‪2453000‬‬ ‫‪018,07‬‬ ‫‪42,81‬‬ ‫‪3639925‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪26,72‬‬ ‫‪33,23‬‬ ‫‪3108500‬‬ ‫‪001,31‬‬ ‫‪39,43‬‬ ‫‪3687900‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪34,82‬‬ ‫‪37,94‬‬ ‫‪4191000‬‬ ‫‪040,74‬‬ ‫‪46,99‬‬ ‫‪5190500‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪01,31‬‬ ‫‪42,59‬‬ ‫‪4246300‬‬ ‫‪-029,17‬‬ ‫‪36,87‬‬ ‫‪3676000‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Office National Des Statistiques, "Rétrospective Statistique 1970-2002", Edition 2005.‬‬
‫‪- Banque d'Algérie, Rapports Annuels (2002-2015), "Evolution Economique et Monétaire en Algérie".‬‬
‫‪ -‬قام الباحث بحساب النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫‪302‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫تابع‪ :‬الجدول (‪ :)14-I‬تطور قيمة اإليرادات والنفقات العامة في االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪-1970‬‬
‫‪.)2014‬‬
‫‪05,19‬‬ ‫‪37,25‬‬ ‫‪4466900‬‬ ‫‪019,50‬‬ ‫‪36,63‬‬ ‫‪4392900‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪31,04‬‬ ‫‪40,12‬‬ ‫‪5853600‬‬ ‫‪031,80‬‬ ‫‪39,68‬‬ ‫‪5790100‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪20,57‬‬ ‫‪43,54‬‬ ‫‪7058100‬‬ ‫‪009,48‬‬ ‫‪39,11‬‬ ‫‪6339300‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪-14,64‬‬ ‫‪36,19‬‬ ‫‪6024200‬‬ ‫‪-006,02‬‬ ‫‪35,79‬‬ ‫‪5957500‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪15,86‬‬ ‫‪40,57‬‬ ‫‪6980200‬‬ ‫‪-003,67‬‬ ‫‪33,35‬‬ ‫‪5738400‬‬ ‫‪2014‬‬

‫الجدول (‪ :)15-I‬تطور حصة اإليرادات النفطية ضمن اإليرادات العامة والناتج الداخلي الخام لالقتصاد‬
‫الجزائري خالل الفترة (‪.1)2014-1970‬‬
‫الجباية البترولية‬ ‫الجباية البترولية‬ ‫الجباية البترولية‬ ‫الجباية البترولية‬ ‫إجمالي‬ ‫البيان‬
‫(معدل النمو‬ ‫(‪ %‬من الناتج‬ ‫(‪ %‬من إجمالي‬ ‫(اإليرادات النفطية)‬ ‫اإليرادات العامة‬
‫السنوي ‪)%‬‬ ‫الداخلي الخام)‬ ‫اإليرادات العامة)‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫)‪(106 DA‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪05,60‬‬ ‫‪21,40‬‬ ‫‪1350,000‬‬ ‫‪6306,000‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪022,07‬‬ ‫‪06,61‬‬ ‫‪23,81‬‬ ‫‪1648,000‬‬ ‫‪6919,000‬‬ ‫‪1971‬‬
‫‪098,90‬‬ ‫‪10,77‬‬ ‫‪35,71‬‬ ‫‪3278,000‬‬ ‫‪9178,000‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪025,50‬‬ ‫‪11,91‬‬ ‫‪37,17‬‬ ‫‪4114,000‬‬ ‫‪11067,00‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪225,69‬‬ ‫‪24,11‬‬ ‫‪57,16‬‬ ‫‪13399,00‬‬ ‫‪23438,00‬‬ ‫‪1974‬‬
‫‪000,47‬‬ ‫‪21,86‬‬ ‫‪53,73‬‬ ‫‪13462,00‬‬ ‫‪25052,00‬‬ ‫‪1975‬‬
‫‪005,75‬‬ ‫‪19,21‬‬ ‫‪54,30‬‬ ‫‪14237,00‬‬ ‫‪26215,00‬‬ ‫‪1976‬‬
‫‪026,56‬‬ ‫‪20,65‬‬ ‫‪53,82‬‬ ‫‪18019,00‬‬ ‫‪33479,00‬‬ ‫‪1977‬‬
‫‪-003,62‬‬ ‫‪16,56‬‬ ‫‪47,21‬‬ ‫‪17365,00‬‬ ‫‪36782,00‬‬ ‫‪1978‬‬
‫‪052,69‬‬ ‫‪20,67‬‬ ‫‪57,11‬‬ ‫‪26516,00‬‬ ‫‪46429,00‬‬ ‫‪1979‬‬
‫‪042,01‬‬ ‫‪23,17‬‬ ‫‪63,19‬‬ ‫‪37658,00‬‬ ‫‪59594,00‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪035,30‬‬ ‫‪26,61‬‬ ‫‪64,18‬‬ ‫‪50954,00‬‬ ‫‪79384,00‬‬ ‫‪1981‬‬
‫‪-018,63‬‬ ‫‪19,97‬‬ ‫‪55,83‬‬ ‫‪41458,00‬‬ ‫‪74246,00‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪-009,03‬‬ ‫‪16,13‬‬ ‫‪46,76‬‬ ‫‪37711,00‬‬ ‫‪80644,00‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪016,25‬‬ ‫‪16,61‬‬ ‫‪43,25‬‬ ‫‪43841,00‬‬ ‫‪101365,0‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪006,71‬‬ ‫‪16,04‬‬ ‫‪44,20‬‬ ‫‪46786,00‬‬ ‫‪105850,0‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪-054,17‬‬ ‫‪07,22‬‬ ‫‪23,90‬‬ ‫‪21439,00‬‬ ‫‪89690,00‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪-004,47‬‬ ‫‪06,54‬‬ ‫‪22,02‬‬ ‫‪20479,00‬‬ ‫‪92984,00‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪017,68‬‬ ‫‪09,72‬‬ ‫‪25,77‬‬ ‫‪24100,00‬‬ ‫‪93500,00‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪088,79‬‬ ‫‪10,78‬‬ ‫‪39,08‬‬ ‫‪45500,00‬‬ ‫‪116400,0‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪067,47‬‬ ‫‪13,74‬‬ ‫‪49,96‬‬ ‫‪76200,00‬‬ ‫‪152500,0‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪111,94‬‬ ‫‪18,73‬‬ ‫‪64,88‬‬ ‫‪161500,0‬‬ ‫‪248900,0‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪020,00‬‬ ‫‪18,03‬‬ ‫‪62,14‬‬ ‫‪193800,0‬‬ ‫‪311864,0‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪-007,22‬‬ ‫‪15,11‬‬ ‫‪57,27‬‬ ‫‪179800,0‬‬ ‫‪313949,0‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪023,56‬‬ ‫‪14,93‬‬ ‫‪46,56‬‬ ‫‪222176,0‬‬ ‫‪477181,0‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪051,29‬‬ ‫‪16,76‬‬ ‫‪54,95‬‬ ‫‪336148,0‬‬ ‫‪611731,0‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪047,55‬‬ ‫‪19,29‬‬ ‫‪60,10‬‬ ‫‪495997,0‬‬ ‫‪825157,0‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪013,86‬‬ ‫‪20,31‬‬ ‫‪60,94‬‬ ‫‪564765,0‬‬ ‫‪926668,0‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪-032,97‬‬ ‫‪13,37‬‬ ‫‪48,87‬‬ ‫‪378556,0‬‬ ‫‪774511,0‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪047,96‬‬ ‫‪17,29‬‬ ‫‪58,92‬‬ ‫‪560121,0‬‬ ‫‪950496,0‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Office National Des Statistiques, "Rétrospective Statistique 1970-2002", Edition 2005.‬‬
‫‪- Banque d'Algérie, Rapports Annuels (2002-2015), "Evolution Economique et Monétaire en Algérie".‬‬
‫‪ -‬قام الباحث بحساب النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫تابع‪ :‬الجدول (‪ :)15-I‬تطور حصة اإليرادات النفطية ضمن اإليرادات العامة والناتج الداخلي الخام لالقتصاد‬
‫الجزائري خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬
‫٭‬
‫‪109,46‬‬ ‫‪28,45‬‬ ‫‪74,34‬‬ ‫‪1173237‬‬ ‫‪1578161‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪-018,48‬‬ ‫‪22,62‬‬ ‫‪63,52‬‬ ‫‪956389,0‬‬ ‫‪1505526‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪005,38‬‬ ‫‪22,28‬‬ ‫‪62,86‬‬ ‫‪1007900‬‬ ‫‪1603188‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪033,94‬‬ ‫‪25,70‬‬ ‫‪68,37‬‬ ‫‪1350000‬‬ ‫‪1974466‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪016,34‬‬ ‫‪24,46‬‬ ‫‪70,43‬‬ ‫‪1570700‬‬ ‫‪2229899‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪049,78‬‬ ‫‪31,11‬‬ ‫‪76,31‬‬ ‫‪2352700‬‬ ‫‪3082828‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪018,96‬‬ ‫‪32,92‬‬ ‫‪76,89‬‬ ‫‪2799000‬‬ ‫‪3639925‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪-000,07‬‬ ‫‪29,90‬‬ ‫‪75,83‬‬ ‫‪2796800‬‬ ‫‪3687900‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪046,18‬‬ ‫‪37,02‬‬ ‫‪78,77‬‬ ‫‪4088600‬‬ ‫‪5190500‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪-040,98‬‬ ‫‪24,20‬‬ ‫‪65,63‬‬ ‫‪2412700‬‬ ‫‪3676000‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪020,40‬‬ ‫‪24,22‬‬ ‫‪66,12‬‬ ‫‪2905000‬‬ ‫‪4392900‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪036,99‬‬ ‫‪27,27‬‬ ‫‪68,73‬‬ ‫‪3979700‬‬ ‫‪5790100‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪005,14‬‬ ‫‪25,81‬‬ ‫‪66,00‬‬ ‫‪4184300‬‬ ‫‪6339300‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪-012,09‬‬ ‫‪22,09‬‬ ‫‪61,73‬‬ ‫‪3678100‬‬ ‫‪5957500‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪-007,87‬‬ ‫‪19,69‬‬ ‫‪59,04‬‬ ‫‪3388300‬‬ ‫‪5738400‬‬ ‫‪2014‬‬

‫الجدول (‪ :)16-I‬تطور هيكل اإليرادات العامة في االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪.1)2014-1970‬‬
‫اإليرادات‬ ‫اإليرادات‬ ‫الجباية‬ ‫الجباية‬ ‫الجباية‬ ‫الجباية‬ ‫اإليرادات‬ ‫اإليرادات‬ ‫البيان‬
‫غير‬ ‫غير الجبائية‬ ‫العادية‬ ‫العادية‬ ‫البترولية‬ ‫البترولية‬ ‫الجبائية‬ ‫الجبائية‬
‫الجبائية‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫(‪ %‬من‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫(‪ %‬من‬ ‫(اإليرادات‬ ‫(‪ %‬من‬ ‫)‪(106 DA‬‬
‫(‪ %‬من‬ ‫إجمالي‬ ‫إجمالي‬ ‫النفطية)‬ ‫إجمالي‬
‫إجمالي‬ ‫اإليرادات‬ ‫اإليرادات‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫اإليرادات‬
‫اإليرادات‬ ‫العامة)‬ ‫العامة)‬ ‫العامة)‬
‫العامة)‬
‫‪13,47‬‬ ‫‪850,000‬‬ ‫‪65,11‬‬ ‫‪4106,000‬‬ ‫‪21,40‬‬ ‫‪1350,000‬‬ ‫‪86,52‬‬ ‫‪5456,000‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪13,54‬‬ ‫‪937,000‬‬ ‫‪62,63‬‬ ‫‪4334,000‬‬ ‫‪23,81‬‬ ‫‪1648,000‬‬ ‫‪86,45‬‬ ‫‪5982,000‬‬ ‫‪1971‬‬
‫‪08,10‬‬ ‫‪744,000‬‬ ‫‪56,17‬‬ ‫‪5156,000‬‬ ‫‪35,71‬‬ ‫‪3278,000‬‬ ‫‪91,89‬‬ ‫‪8434,000‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪10,03‬‬ ‫‪1111,00‬‬ ‫‪52,78‬‬ ‫‪5842,000‬‬ ‫‪37,17‬‬ ‫‪4114,000‬‬ ‫‪89,96‬‬ ‫‪9956,000‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪08,69‬‬ ‫‪2039,00‬‬ ‫‪34,13‬‬ ‫‪8000,000‬‬ ‫‪57,16‬‬ ‫‪13399,00‬‬ ‫‪91,30‬‬ ‫‪21399,00‬‬ ‫‪1974‬‬
‫‪07,41‬‬ ‫‪1858,00‬‬ ‫‪38,84‬‬ ‫‪9732,000‬‬ ‫‪53,73‬‬ ‫‪13462,00‬‬ ‫‪92,58‬‬ ‫‪23195,00‬‬ ‫‪1975‬‬
‫‪04,72‬‬ ‫‪1239,00‬‬ ‫‪40,96‬‬ ‫‪10739,00‬‬ ‫‪54,30‬‬ ‫‪14237,00‬‬ ‫‪95,27‬‬ ‫‪24976,00‬‬ ‫‪1976‬‬
‫‪06,57‬‬ ‫‪2200,00‬‬ ‫‪39,60‬‬ ‫‪13260,00‬‬ ‫‪53,82‬‬ ‫‪18019,00‬‬ ‫‪93,42‬‬ ‫‪31279,00‬‬ ‫‪1977‬‬
‫‪03,81‬‬ ‫‪1403,00‬‬ ‫‪48,97‬‬ ‫‪18014,00‬‬ ‫‪47,21‬‬ ‫‪17365,00‬‬ ‫‪96,18‬‬ ‫‪35379,00‬‬ ‫‪1978‬‬
‫‪03,41‬‬ ‫‪1585,00‬‬ ‫‪39,47‬‬ ‫‪18328,00‬‬ ‫‪57,11‬‬ ‫‪26516,00‬‬ ‫‪96,58‬‬ ‫‪44844,00‬‬ ‫‪1979‬‬
‫‪02,64‬‬ ‫‪1574,00‬‬ ‫‪34,16‬‬ ‫‪20362,00‬‬ ‫‪63,19‬‬ ‫‪37658,00‬‬ ‫‪97,35‬‬ ‫‪58020,00‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪03,36‬‬ ‫‪2670,00‬‬ ‫‪32,44‬‬ ‫‪25760,00‬‬ ‫‪64,18‬‬ ‫‪50954,00‬‬ ‫‪96,63‬‬ ‫‪76714,00‬‬ ‫‪1981‬‬
‫‪06,46‬‬ ‫‪4798,00‬‬ ‫‪37,69‬‬ ‫‪27990,00‬‬ ‫‪55,83‬‬ ‫‪41458,00‬‬ ‫‪93,53‬‬ ‫‪69448,00‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪07,18‬‬ ‫‪5792,00‬‬ ‫‪46,44‬‬ ‫‪37454,00‬‬ ‫‪46,76‬‬ ‫‪37711,00‬‬ ‫‪92,81‬‬ ‫‪74852,00‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪10,41‬‬ ‫‪10556,0‬‬ ‫‪46,33‬‬ ‫‪46968,00‬‬ ‫‪43,25‬‬ ‫‪43841,00‬‬ ‫‪89,58‬‬ ‫‪90809,00‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪11,40‬‬ ‫‪12072,0‬‬ ‫‪44,39‬‬ ‫‪46991,00‬‬ ‫‪44,20‬‬ ‫‪46786,00‬‬ ‫‪88,59‬‬ ‫‪93778,00‬‬ ‫‪1985‬‬

‫٭ بما فيها صندوق ضبط اإليرادات )‪.(RRF‬‬


‫‪1‬‬
‫‪- Office National Des Statistiques, "Rétrospective Statistique 1970-2002", Edition 2005.‬‬
‫‪- Banque d'Algérie, Rapports Annuels (2002-2015), "Evolution Economique et Monétaire en Algérie".‬‬
‫‪ -‬قام الباحث بحساب النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫تابع‪ :‬الجدول (‪ :)16-I‬تطور هيكل اإليرادات العامة في االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬
‫‪17,38‬‬ ‫‪15595,0‬‬ ‫‪58,70‬‬ ‫‪52656,00‬‬ ‫‪23,90‬‬ ‫‪21439,00‬‬ ‫‪82,61‬‬ ‫‪74095,00‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪15,36‬‬ ‫‪14290,0‬‬ ‫‪62,60‬‬ ‫‪58215,00‬‬ ‫‪22,02‬‬ ‫‪20479,00‬‬ ‫‪84,63‬‬ ‫‪78694,00‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪12,08‬‬ ‫‪11300,0‬‬ ‫‪62,13‬‬ ‫‪58100,00‬‬ ‫‪25,77‬‬ ‫‪24100,00‬‬ ‫‪87,91‬‬ ‫‪82200,00‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪05,49‬‬ ‫‪6400,00‬‬ ‫‪55,41‬‬ ‫‪64500,00‬‬ ‫‪39,08‬‬ ‫‪45500,00‬‬ ‫‪94,50‬‬ ‫‪110000,0‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪03,40‬‬ ‫‪5200,00‬‬ ‫‪46,62‬‬ ‫‪71100,00‬‬ ‫‪49,96‬‬ ‫‪76200,00‬‬ ‫‪96,59‬‬ ‫‪147300,0‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪01,88‬‬ ‫‪4700,00‬‬ ‫‪33,22‬‬ ‫‪82700,00‬‬ ‫‪64,88‬‬ ‫‪161500,0‬‬ ‫‪98,11‬‬ ‫‪244200,0‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪02,95‬‬ ‫‪9200,00‬‬ ‫‪34,90‬‬ ‫‪108864,0‬‬ ‫‪62,14‬‬ ‫‪193800,0‬‬ ‫‪97,05‬‬ ‫‪302664,0‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪04,22‬‬ ‫‪13262,0‬‬ ‫‪38,69‬‬ ‫‪121469,0‬‬ ‫‪57,27‬‬ ‫‪179800,0‬‬ ‫‪95,77‬‬ ‫‪300687,0‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪16,52‬‬ ‫‪78831,0‬‬ ‫‪36,91‬‬ ‫‪176174,0‬‬ ‫‪46,56‬‬ ‫‪222176,0‬‬ ‫‪83,47‬‬ ‫‪398350,0‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪05,49‬‬ ‫‪33591,0‬‬ ‫‪39,55‬‬ ‫‪241992,0‬‬ ‫‪54,95‬‬ ‫‪336148,0‬‬ ‫‪94,50‬‬ ‫‪578140,0‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪04,67‬‬ ‫‪38557,0‬‬ ‫‪35,21‬‬ ‫‪290603,0‬‬ ‫‪60,10‬‬ ‫‪495997,0‬‬ ‫‪95,32‬‬ ‫‪786600,0‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪05,16‬‬ ‫‪47890,0‬‬ ‫‪33,88‬‬ ‫‪314013,0‬‬ ‫‪60,94‬‬ ‫‪564765,0‬‬ ‫‪94,83‬‬ ‫‪878778,0‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪08,53‬‬ ‫‪66127,0‬‬ ‫‪42,58‬‬ ‫‪329828,0‬‬ ‫‪48,87‬‬ ‫‪378556,0‬‬ ‫‪91,46‬‬ ‫‪708384,0‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪07,95‬‬ ‫‪75608,0‬‬ ‫‪33,11‬‬ ‫‪314767,0‬‬ ‫‪58,92‬‬ ‫‪560121,0‬‬ ‫‪92,04‬‬ ‫‪874888,0‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪03,51‬‬ ‫‪55422,0‬‬ ‫‪22,14‬‬ ‫‪349502,0‬‬ ‫‪74,34‬‬ ‫‪1173237‬‬ ‫‪96,48‬‬ ‫‪1522739‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪10,02‬‬ ‫‪150899‬‬ ‫‪26,45‬‬ ‫‪398238,0‬‬ ‫‪63,52‬‬ ‫‪956389,0‬‬ ‫‪89,97‬‬ ‫‪1354627‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪07,01‬‬ ‫‪112400‬‬ ‫‪30,12‬‬ ‫‪482900,0‬‬ ‫‪62,86‬‬ ‫‪1007900‬‬ ‫‪88,94‬‬ ‫‪1425900‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪05,03‬‬ ‫‪99500,0‬‬ ‫‪26,58‬‬ ‫‪524966,0‬‬ ‫‪68,37‬‬ ‫‪1350000‬‬ ‫‪94,96‬‬ ‫‪1874966‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪03,52‬‬ ‫‪78600,0‬‬ ‫‪26,02‬‬ ‫‪580400,0‬‬ ‫‪70,43‬‬ ‫‪1570700‬‬ ‫‪96,47‬‬ ‫‪2151299‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪02,90‬‬ ‫‪89500,0‬‬ ‫‪20,77‬‬ ‫‪640400,0‬‬ ‫‪76,31‬‬ ‫‪2352700‬‬ ‫‪97,09‬‬ ‫‪2993328‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪03,29‬‬ ‫‪120000‬‬ ‫‪19,80‬‬ ‫‪720800,0‬‬ ‫‪76,89‬‬ ‫‪2799000‬‬ ‫‪96,70‬‬ ‫‪3519925‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪03,37‬‬ ‫‪124300‬‬ ‫‪20,78‬‬ ‫‪766700,0‬‬ ‫‪75,83‬‬ ‫‪2796800‬‬ ‫‪96,62‬‬ ‫‪3563600‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪02,63‬‬ ‫‪136700‬‬ ‫‪18,59‬‬ ‫‪965200,0‬‬ ‫‪78,77‬‬ ‫‪4088600‬‬ ‫‪97,36‬‬ ‫‪5053800‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪03,17‬‬ ‫‪116700‬‬ ‫‪31,19‬‬ ‫‪1146600‬‬ ‫‪65,63‬‬ ‫‪2412700‬‬ ‫‪96,82‬‬ ‫‪3559300‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪04,32‬‬ ‫‪189900‬‬ ‫‪29,54‬‬ ‫‪1298000‬‬ ‫‪66,12‬‬ ‫‪2905000‬‬ ‫‪95,67‬‬ ‫‪4203000‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪04,89‬‬ ‫‪283300‬‬ ‫‪26,37‬‬ ‫‪1527100‬‬ ‫‪68,73‬‬ ‫‪3979700‬‬ ‫‪95,10‬‬ ‫‪5506800‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪03,88‬‬ ‫‪246400‬‬ ‫‪30,10‬‬ ‫‪1908600‬‬ ‫‪66,00‬‬ ‫‪4184300‬‬ ‫‪96,11‬‬ ‫‪6092900‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪04,16‬‬ ‫‪248400‬‬ ‫‪34,09‬‬ ‫‪2031000‬‬ ‫‪61,73‬‬ ‫‪3678100‬‬ ‫‪95,83‬‬ ‫‪5709100‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪04,39‬‬ ‫‪252000‬‬ ‫‪36,22‬‬ ‫‪2078700‬‬ ‫‪59,04‬‬ ‫‪3388300‬‬ ‫‪95,60‬‬ ‫‪5486400‬‬ ‫‪2014‬‬

‫الجدول (‪ :)17-I‬تطور اإليرادات النفطية وتدفقات صندوق ضبط اإليرادات خالل الفترة (‪.1)2014-2000‬‬
‫صافي التدفق‬ ‫صافي التدفق‬ ‫إجمالي التدفق‬ ‫إجمالي التدفق‬ ‫الجباية‬ ‫الجباية‬ ‫البيان‬
‫السنوي إليرادات‬ ‫السنوي‬ ‫السنوي إليرادات‬ ‫السنوي‬ ‫البترولية‬ ‫البترولية‬
‫صندوق ضبط‬ ‫إليرادات‬ ‫صندوق ضبط‬ ‫إليرادات‬ ‫(اإليرادات‬ ‫(اإليرادات‬
‫اإليرادات‬ ‫صندوق ضبط‬ ‫اإليرادات (معدل‬ ‫صندوق ضبط‬ ‫النفطية)‬ ‫النفطية)‬
‫(معدل النمو‬ ‫اإليرادات‬ ‫النمو السنوي‬ ‫اإليرادات‬ ‫(معدل النمو‬ ‫)‪(106 DA‬‬
‫السنوي ‪)%‬‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫‪)%‬‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫السنوي ‪)%‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪232100,0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪453200,0‬‬ ‫‪109,46‬‬ ‫‪1173237‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪-0092,71‬‬ ‫‪16900,00‬‬ ‫‪-0072,66‬‬ ‫‪123900,0‬‬ ‫‪-018,48‬‬ ‫‪956389,0‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪0056,80‬‬ ‫‪26500,00‬‬ ‫‪-0078,61‬‬ ‫‪26500,00‬‬ ‫‪005,38‬‬ ‫‪1007900‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1005,28‬‬ ‫‪292900,0‬‬ ‫‪1593,96‬‬ ‫‪448900,0‬‬ ‫‪033,94‬‬ ‫‪1350000‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪-0047,69‬‬ ‫‪153200,0‬‬ ‫‪0038,89‬‬ ‫‪623500,0‬‬ ‫‪016,34‬‬ ‫‪1570700‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪0631,72‬‬ ‫‪1121000‬‬ ‫‪0119,53‬‬ ‫‪1368800‬‬ ‫‪049,78‬‬ ‫‪2352700‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Office National Des Statistiques, "Rétrospective Statistique 1970-2002", Edition 2005.‬‬
‫‪- Banque d'Algérie, Rapports Annuels (2002-2015), "Evolution Economique et Monétaire en Algérie".‬‬
‫‪ -‬قام الباحث بحساب النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫تابع‪ :‬الجدول (‪ :)17-I‬تطور اإليرادات النفطية وتدفقات صندوق ضبط اإليرادات خالل الفترة (‪.)2014-2000‬‬
‫‪-0002,90‬‬ ‫‪1088400‬‬ ‫‪0031,35‬‬ ‫‪1798000‬‬ ‫‪018,96‬‬ ‫‪2799000‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪-0073,86‬‬ ‫‪284500,0‬‬ ‫‪-0003,29‬‬ ‫‪1738800‬‬ ‫‪-000,07‬‬ ‫‪2796800‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪274,16‬‬ ‫‪1064500‬‬ ‫‪0031,59‬‬ ‫‪2288200‬‬ ‫‪046,18‬‬ ‫‪4088600‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪-0096,58‬‬ ‫‪36400,00‬‬ ‫‪-0082,48‬‬ ‫‪400700,0‬‬ ‫‪-040,98‬‬ ‫‪2412700‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪1346,15‬‬ ‫‪526400,0‬‬ ‫‪0228,99‬‬ ‫‪1318300‬‬ ‫‪020,40‬‬ ‫‪2905000‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪0002,37‬‬ ‫‪538900,0‬‬ ‫‪0074,48‬‬ ‫‪2300300‬‬ ‫‪036,99‬‬ ‫‪3979700‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪-0053,23‬‬ ‫‪252000,0‬‬ ‫‪0010,21‬‬ ‫‪2535300‬‬ ‫‪005,14‬‬ ‫‪4184300‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪-0127,85‬‬ ‫‪-70200,00‬‬ ‫‪-0018,66‬‬ ‫‪2062200‬‬ ‫‪-012,09‬‬ ‫‪3678100‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪1545,29‬‬ ‫‪-1155000‬‬ ‫‪-0012,20‬‬ ‫‪1810600‬‬ ‫‪-007,87‬‬ ‫‪3388300‬‬ ‫‪2014‬‬

‫الجدول (‪ :)18-I‬تطور هيكل اإلنفاق العام في االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪.1)2014-1970‬‬
‫نفقات‬ ‫نفقات‬ ‫نفقات‬ ‫نفقات‬ ‫نفقات‬ ‫نفقات‬ ‫إجمالي‬ ‫إجمالي‬ ‫البيان‬
‫التجهيز‬ ‫التجهيز‬ ‫التجهيز‬ ‫التسيير‬ ‫التسيير‬ ‫التسيير‬ ‫اإلنفاق‬ ‫اإلنفاق‬
‫(‪ %‬من‬ ‫(‪ %‬من‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫(‪ %‬من‬ ‫(‪ %‬من‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫العام (‪%‬‬ ‫العام‬
‫الناتج‬ ‫إجمالي‬ ‫الناتج‬ ‫إجمالي‬ ‫من الناتج‬ ‫)‪(106 DA‬‬
‫الداخلي‬ ‫اإلنفاق‬ ‫الداخلي‬ ‫اإلنفاق‬ ‫الداخلي‬
‫الخام)‬ ‫العام)‬ ‫الخام)‬ ‫العام)‬ ‫الخام)‬
‫‪06,74‬‬ ‫‪27,62‬‬ ‫‪1623,000‬‬ ‫‪17,66‬‬ ‫‪72,37‬‬ ‫‪4253,000‬‬ ‫‪24,40‬‬ ‫‪5876,000‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪09,04‬‬ ‫‪32,47‬‬ ‫‪2254,000‬‬ ‫‪18,80‬‬ ‫‪67,52‬‬ ‫‪4687,000‬‬ ‫‪27,85‬‬ ‫‪6941,000‬‬ ‫‪1971‬‬
‫‪09,31‬‬ ‫‪34,54‬‬ ‫‪2832,000‬‬ ‫‪17,64‬‬ ‫‪65,45‬‬ ‫‪5365,000‬‬ ‫‪26,95‬‬ ‫‪8197,000‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪10,77‬‬ ‫‪37,23‬‬ ‫‪3719,000‬‬ ‫‪18,15‬‬ ‫‪62,76‬‬ ‫‪6270,000‬‬ ‫‪28,92‬‬ ‫‪9989,000‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪07,20‬‬ ‫‪29,84‬‬ ‫‪4002,000‬‬ ‫‪16,92‬‬ ‫‪70,15‬‬ ‫‪9406,000‬‬ ‫‪24,13‬‬ ‫‪13408,00‬‬ ‫‪1974‬‬
‫‪08,78‬‬ ‫‪28,38‬‬ ‫‪5412,000‬‬ ‫‪22,17‬‬ ‫‪71,61‬‬ ‫‪13656,00‬‬ ‫‪30,96‬‬ ‫‪19068,00‬‬ ‫‪1975‬‬
‫‪09,37‬‬ ‫‪34,53‬‬ ‫‪6948,000‬‬ ‫‪17,77‬‬ ‫‪65,46‬‬ ‫‪13170,00‬‬ ‫‪27,15‬‬ ‫‪20118,00‬‬ ‫‪1976‬‬
‫‪11,68‬‬ ‫‪40,00‬‬ ‫‪10191,00‬‬ ‫‪17,51‬‬ ‫‪59,99‬‬ ‫‪15282,00‬‬ ‫‪29,19‬‬ ‫‪25473,00‬‬ ‫‪1977‬‬
‫‪11,95‬‬ ‫‪41,62‬‬ ‫‪12531,00‬‬ ‫‪16,76‬‬ ‫‪58,37‬‬ ‫‪17575,00‬‬ ‫‪28,71‬‬ ‫‪30106,00‬‬ ‫‪1978‬‬
‫‪10,47‬‬ ‫‪40,05‬‬ ‫‪13425,00‬‬ ‫‪15,66‬‬ ‫‪59,94‬‬ ‫‪20090,00‬‬ ‫‪26,13‬‬ ‫‪33515,00‬‬ ‫‪1979‬‬
‫‪10,60‬‬ ‫‪39,13‬‬ ‫‪17227,00‬‬ ‫‪16,48‬‬ ‫‪60,86‬‬ ‫‪26789,00‬‬ ‫‪27,08‬‬ ‫‪44016,00‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪12,24‬‬ ‫‪40,67‬‬ ‫‪23450,00‬‬ ‫‪17,86‬‬ ‫‪59,32‬‬ ‫‪34205,00‬‬ ‫‪30,11‬‬ ‫‪57655,00‬‬ ‫‪1981‬‬
‫‪16,59‬‬ ‫‪47,55‬‬ ‫‪34449,00‬‬ ‫‪18,30‬‬ ‫‪52,44‬‬ ‫‪37996,00‬‬ ‫‪34,90‬‬ ‫‪72445,00‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪17,29‬‬ ‫‪47,66‬‬ ‫‪40434,00‬‬ ‫‪18,99‬‬ ‫‪52,33‬‬ ‫‪44391,00‬‬ ‫‪36,28‬‬ ‫‪84825,00‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪15,66‬‬ ‫‪45,11‬‬ ‫‪41326,00‬‬ ‫‪19,05‬‬ ‫‪54,88‬‬ ‫‪50272,00‬‬ ‫‪34,71‬‬ ‫‪91598,00‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪15,49‬‬ ‫‪45,25‬‬ ‫‪45181,00‬‬ ‫‪18,74‬‬ ‫‪54,74‬‬ ‫‪54660,00‬‬ ‫‪34,23‬‬ ‫‪99841,00‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪13,71‬‬ ‫‪39,93‬‬ ‫‪40663,00‬‬ ‫‪20,62‬‬ ‫‪60,06‬‬ ‫‪61154,00‬‬ ‫‪34,33‬‬ ‫‪101817,0‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪12,86‬‬ ‫‪38,67‬‬ ‫‪40216,00‬‬ ‫‪20,39‬‬ ‫‪61,32‬‬ ‫‪63761,00‬‬ ‫‪33,25‬‬ ‫‪103977,0‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪17,56‬‬ ‫‪36,34‬‬ ‫‪43500,00‬‬ ‫‪30,76‬‬ ‫‪63,65‬‬ ‫‪76200,00‬‬ ‫‪48,32‬‬ ‫‪119700,0‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪10,49‬‬ ‫‪35,58‬‬ ‫‪44300,00‬‬ ‫‪19,00‬‬ ‫‪64,41‬‬ ‫‪80200,00‬‬ ‫‪29,49‬‬ ‫‪124500,0‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪08,60‬‬ ‫‪34,94‬‬ ‫‪47700,00‬‬ ‫‪16,01‬‬ ‫‪65,05‬‬ ‫‪88800,00‬‬ ‫‪24,62‬‬ ‫‪136500,0‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪06,76‬‬ ‫‪27,48‬‬ ‫‪58300,00‬‬ ‫‪17,83‬‬ ‫‪72,51‬‬ ‫‪153800,0‬‬ ‫‪24,60‬‬ ‫‪212100,0‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪13,39‬‬ ‫‪34,27‬‬ ‫‪144000,0‬‬ ‫‪25,69‬‬ ‫‪65,72‬‬ ‫‪276131,0‬‬ ‫‪39,09‬‬ ‫‪420131,0‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪15,56‬‬ ‫‪38,85‬‬ ‫‪185210,0‬‬ ‫‪24,49‬‬ ‫‪61,14‬‬ ‫‪291417,0‬‬ ‫‪40,06‬‬ ‫‪476627,0‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪15,86‬‬ ‫‪41,65‬‬ ‫‪235926,0‬‬ ‫‪22,21‬‬ ‫‪58,34‬‬ ‫‪330403,0‬‬ ‫‪38,07‬‬ ‫‪566329,0‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪14,26‬‬ ‫‪37,64‬‬ ‫‪285923,0‬‬ ‫‪23,62‬‬ ‫‪62,35‬‬ ‫‪473694,0‬‬ ‫‪37,88‬‬ ‫‪759617,0‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Office National Des Statistiques, "Rétrospective Statistique 1970-2002", Edition 2005.‬‬
‫‪- Banque d'Algérie, Rapports Annuels (2002-2015), "Evolution Economique et Monétaire en Algérie".‬‬
‫‪ -‬قام الباحث بحساب النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫تابع‪ :‬الجدول (‪ :)18-I‬تطور هيكل اإلنفاق العام في االقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬
‫‪06,77‬‬ ‫‪24,01‬‬ ‫‪174013,0‬‬ ‫‪21,42‬‬ ‫‪75,98‬‬ ‫‪550596,0‬‬ ‫‪28,19‬‬ ‫‪724609,0‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪07,25‬‬ ‫‪23,85‬‬ ‫‪201641,0‬‬ ‫‪23,14‬‬ ‫‪76,14‬‬ ‫‪643555,0‬‬ ‫‪30,40‬‬ ‫‪845196,0‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪07,48‬‬ ‫‪24,19‬‬ ‫‪211884,0‬‬ ‫‪23,45‬‬ ‫‪75,80‬‬ ‫‪663855,0‬‬ ‫‪30,93‬‬ ‫‪875739,0‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪05,77‬‬ ‫‪19,44‬‬ ‫‪186987,0‬‬ ‫‪23,92‬‬ ‫‪80,55‬‬ ‫‪774695,0‬‬ ‫‪29,69‬‬ ‫‪961682,0‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪07,80‬‬ ‫‪27,32‬‬ ‫‪321900,0‬‬ ‫‪20,76‬‬ ‫‪72,67‬‬ ‫‪856200,0‬‬ ‫‪28,57‬‬ ‫‪1178122‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪08,45‬‬ ‫‪27,05‬‬ ‫‪357400,0‬‬ ‫‪22,79‬‬ ‫‪72,94‬‬ ‫‪963600,0‬‬ ‫‪31,25‬‬ ‫‪1321028‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪10,01‬‬ ‫‪29,20‬‬ ‫‪452930,0‬‬ ‫‪24,27‬‬ ‫‪70,79‬‬ ‫‪1097716‬‬ ‫‪34,28‬‬ ‫‪1550646‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪10,80‬‬ ‫‪33,56‬‬ ‫‪567400,0‬‬ ‫‪21,37‬‬ ‫‪66,43‬‬ ‫‪1122800‬‬ ‫‪32,18‬‬ ‫‪1690200‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪09,98‬‬ ‫‪33,86‬‬ ‫‪640700,0‬‬ ‫‪19,49‬‬ ‫‪66,13‬‬ ‫‪1251100‬‬ ‫‪29,47‬‬ ‫‪1891800‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪10,67‬‬ ‫‪39,32‬‬ ‫‪806900,0‬‬ ‫‪16,46‬‬ ‫‪60,67‬‬ ‫‪1245100‬‬ ‫‪27,13‬‬ ‫‪2052000‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪11,94‬‬ ‫‪41,38‬‬ ‫‪1015100‬‬ ‫‪16,91‬‬ ‫‪58,61‬‬ ‫‪1437900‬‬ ‫‪28,85‬‬ ‫‪2453000‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪15,33‬‬ ‫‪46,15‬‬ ‫‪1434600‬‬ ‫‪17,89‬‬ ‫‪53,84‬‬ ‫‪1673900‬‬ ‫‪33,23‬‬ ‫‪3108500‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪17,86‬‬ ‫‪47,08‬‬ ‫‪1973300‬‬ ‫‪20,08‬‬ ‫‪52,91‬‬ ‫‪2217700‬‬ ‫‪37,94‬‬ ‫‪4191000‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪19,52‬‬ ‫‪45,83‬‬ ‫‪1946300‬‬ ‫‪23,07‬‬ ‫‪54,16‬‬ ‫‪2300000‬‬ ‫‪42,59‬‬ ‫‪4246300‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪15,07‬‬ ‫‪40,47‬‬ ‫‪1807900‬‬ ‫‪22,17‬‬ ‫‪59,52‬‬ ‫‪2659000‬‬ ‫‪37,25‬‬ ‫‪4466900‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪13,53‬‬ ‫‪33,72‬‬ ‫‪1974400‬‬ ‫‪26,59‬‬ ‫‪66,27‬‬ ‫‪3879200‬‬ ‫‪40,12‬‬ ‫‪5853600‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪14,03‬‬ ‫‪32,23‬‬ ‫‪2275500‬‬ ‫‪29,50‬‬ ‫‪67,76‬‬ ‫‪4782600‬‬ ‫‪43,54‬‬ ‫‪7058100‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪11,37‬‬ ‫‪31,41‬‬ ‫‪1892600‬‬ ‫‪24,82‬‬ ‫‪68,58‬‬ ‫‪4131500‬‬ ‫‪36,19‬‬ ‫‪6024200‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪14,49‬‬ ‫‪35,72‬‬ ‫‪2493900‬‬ ‫‪26,07‬‬ ‫‪64,27‬‬ ‫‪4486300‬‬ ‫‪40,57‬‬ ‫‪6980200‬‬ ‫‪2014‬‬

‫الجدول (‪ :)19-I‬تطور وضعية العجز الموازني في االقتصاد الجزائري مع تطورات سعر النفط خالل الفترة‬
‫(‪.)2014-1970‬‬
‫قيمة العجز الموازني‬ ‫قيمة العجز‬ ‫إجمالي النفقات‬ ‫إجمالي اإليرادات‬ ‫السعر االسمي‬ ‫البيان‬
‫(‪ %‬من الناتج الداخلي‬ ‫الموازني‬ ‫العامة‬ ‫العامة‬ ‫للنفط الخام‬
‫الخام)‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫(دوالر للبرميل)‬
‫‪01,78‬‬ ‫‪430,0000‬‬ ‫‪5876,000‬‬ ‫‪6306,000‬‬ ‫‪002,1‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪-00,08‬‬ ‫‪-22,00000‬‬ ‫‪6941,000‬‬ ‫‪6919,000‬‬ ‫‪002,6‬‬ ‫‪1971‬‬
‫‪03,22‬‬ ‫‪981,0000‬‬ ‫‪8197,000‬‬ ‫‪9178,000‬‬ ‫‪002,8‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪03,12‬‬ ‫‪1078,000‬‬ ‫‪9989,000‬‬ ‫‪11067,00‬‬ ‫‪003,1‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪18,05‬‬ ‫‪10030,00‬‬ ‫‪13408,00‬‬ ‫‪23438,00‬‬ ‫‪010,4‬‬ ‫‪1974‬‬
‫‪09,71‬‬ ‫‪5984,000‬‬ ‫‪19068,00‬‬ ‫‪25052,00‬‬ ‫‪010,4‬‬ ‫‪1975‬‬
‫‪08,23‬‬ ‫‪6097,000‬‬ ‫‪20118,00‬‬ ‫‪26215,00‬‬ ‫‪011,6‬‬ ‫‪1976‬‬
‫‪09,17‬‬ ‫‪8006,000‬‬ ‫‪25473,00‬‬ ‫‪33479,00‬‬ ‫‪012,6‬‬ ‫‪1977‬‬
‫‪06,36‬‬ ‫‪6676,000‬‬ ‫‪30106,00‬‬ ‫‪36782,00‬‬ ‫‪012,9‬‬ ‫‪1978‬‬
‫‪10,07‬‬ ‫‪12914,00‬‬ ‫‪33515,00‬‬ ‫‪46429,00‬‬ ‫‪029,2‬‬ ‫‪1979‬‬
‫‪09,58‬‬ ‫‪15578,00‬‬ ‫‪44016,00‬‬ ‫‪59594,00‬‬ ‫‪036,0‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪11,34‬‬ ‫‪21729,00‬‬ ‫‪57655,00‬‬ ‫‪79384,00‬‬ ‫‪034,2‬‬ ‫‪1981‬‬
‫‪00,86‬‬ ‫‪1801,000‬‬ ‫‪72445,00‬‬ ‫‪74246,00‬‬ ‫‪031,7‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪-01,78‬‬ ‫‪-4181,000‬‬ ‫‪84825,00‬‬ ‫‪80644,00‬‬ ‫‪030,1‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪03,70‬‬ ‫‪9767,000‬‬ ‫‪91598,00‬‬ ‫‪101365,0‬‬ ‫‪028,1‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪02,06‬‬ ‫‪6009,000‬‬ ‫‪99841,00‬‬ ‫‪105850,0‬‬ ‫‪027,5‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪-04,08‬‬ ‫‪-12127,00‬‬ ‫‪101817,0‬‬ ‫‪89690,00‬‬ ‫‪013,0‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪-03,51‬‬ ‫‪-10993,00‬‬ ‫‪103977,0‬‬ ‫‪92984,00‬‬ ‫‪017,7‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪-10,57‬‬ ‫‪-26200,00‬‬ ‫‪119700,0‬‬ ‫‪93500,00‬‬ ‫‪014,2‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪-01,91‬‬ ‫‪-8100,000‬‬ ‫‪124500,0‬‬ ‫‪116400,0‬‬ ‫‪017,3‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪02,88‬‬ ‫‪16000,00‬‬ ‫‪136500,0‬‬ ‫‪152500,0‬‬ ‫‪022,3‬‬ ‫‪1990‬‬

‫‪307‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫تابع‪ :‬الجدول (‪ :)19-I‬تطور وضعية العجز الموازني في االقتصاد الجزائري مع تطورات سعر النفط خالل‬
‫الفترة (‪.)2014-1970‬‬
‫‪04,26‬‬ ‫‪36800,00‬‬ ‫‪212100,0‬‬ ‫‪248900,0‬‬ ‫‪018,6‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪-10,07‬‬ ‫‪-108267,0‬‬ ‫‪420131,0‬‬ ‫‪311864,0‬‬ ‫‪018,4‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪-13,67‬‬ ‫‪-162678,0‬‬ ‫‪476627,0‬‬ ‫‪313949,0‬‬ ‫‪016,3‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪-05,99‬‬ ‫‪-89148,00‬‬ ‫‪566329,0‬‬ ‫‪477181,0‬‬ ‫‪015,5‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪-07,37‬‬ ‫‪-147886,0‬‬ ‫‪759617,0‬‬ ‫‪611731,0‬‬ ‫‪016,9‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪03,91‬‬ ‫‪100548,0‬‬ ‫‪724609,0‬‬ ‫‪825157,0‬‬ ‫‪020,3‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪02,93‬‬ ‫‪81472,00‬‬ ‫‪845196,0‬‬ ‫‪926668,0‬‬ ‫‪018,7‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪-03,57‬‬ ‫‪-101228,0‬‬ ‫‪875739,0‬‬ ‫‪774511,0‬‬ ‫‪012,3‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪-00,34‬‬ ‫‪-11186,00‬‬ ‫‪961682,0‬‬ ‫‪950496,0‬‬ ‫‪017,5‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪09,70‬‬ ‫‪400039,0‬‬ ‫‪1178122‬‬ ‫‪1578161‬‬ ‫‪027,6‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪04,36‬‬ ‫‪184498,0‬‬ ‫‪1321028‬‬ ‫‪1505526‬‬ ‫‪023,1‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪01,16‬‬ ‫‪52542,00‬‬ ‫‪1550646‬‬ ‫‪1603188‬‬ ‫‪024,3‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪05,41‬‬ ‫‪284266,0‬‬ ‫‪1690200‬‬ ‫‪1974466‬‬ ‫‪028,2‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪05,26‬‬ ‫‪338099,0‬‬ ‫‪1891800‬‬ ‫‪2229899‬‬ ‫‪036,0‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪13,63‬‬ ‫‪1030828‬‬ ‫‪2052000‬‬ ‫‪3082828‬‬ ‫‪050,6‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪13,96‬‬ ‫‪1186925‬‬ ‫‪2453000‬‬ ‫‪3639925‬‬ ‫‪061,0‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪06,19‬‬ ‫‪579400,0‬‬ ‫‪3108500‬‬ ‫‪3687900‬‬ ‫‪069,1‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪09,05‬‬ ‫‪999500,0‬‬ ‫‪4191000‬‬ ‫‪5190500‬‬ ‫‪094,4‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪-05,72‬‬ ‫‪-570300,0‬‬ ‫‪4246300‬‬ ‫‪3676000‬‬ ‫‪061,0‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪-00,61‬‬ ‫‪-74000,00‬‬ ‫‪4466900‬‬ ‫‪4392900‬‬ ‫‪077,4‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪-00,43‬‬ ‫‪-63500,00‬‬ ‫‪5853600‬‬ ‫‪5790100‬‬ ‫‪107,5‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪-04,43‬‬ ‫‪-718800,0‬‬ ‫‪7058100‬‬ ‫‪6339300‬‬ ‫‪109,5‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪-00,40‬‬ ‫‪-66700,00‬‬ ‫‪6024200‬‬ ‫‪5957500‬‬ ‫‪105,9‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪-07,21‬‬ ‫‪-1241800‬‬ ‫‪6980200‬‬ ‫‪5738400‬‬ ‫‪096,2‬‬ ‫‪2014‬‬
‫المصدر‪ - :‬مختلف تقارير األمين العام السنوية لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط )‪ ،(OAPEC‬إضافة‬
‫إلى النشرات اإلحصائية السنوية )‪ (OPEC Annual Statistical Bulletin‬المختلفة ألوبك‪.‬‬
‫‪ -‬حسابات خاصة انطالقا من البيانات الواردة في الجداول (‪ )14-I‬أعاله والجدول (‪ )20-I‬أدناه‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)20-I‬تطور الناتج الداخلي الخام لالقتصاد الجزائري )‪ (GDP‬وحصة الناتج النفطي ضمنه خالل‬
‫الفترة (‪.)2014-1970‬‬
‫الناتج الداخلي‬ ‫الناتج الداخلي‬ ‫الناتج النفطي‬ ‫الناتج‬ ‫الناتج النفطي‬ ‫الناتج‬ ‫الناتج‬ ‫البيان‬
‫الخام الحقيقي‬ ‫الخام الحقيقي‬ ‫(‪ %‬من‬ ‫النفطي‬ ‫)‪(HP‬‬ ‫الداخلي الخام‬ ‫الداخلي الخام‬
‫لالقتصاد‬ ‫لالقتصاد‬ ‫)‪( (106 DA‬معدل النمو الناتج الداخلي‬ ‫لالقتصاد‬ ‫لالقتصاد‬
‫الجزائري‬ ‫الجزائري‬ ‫الخام)‬ ‫السنوي ‪)%‬‬ ‫الجزائري‬ ‫الجزائري‬
‫(معدل النمو‬ ‫)‪(RGDP‬‬ ‫(معدل النمو‬ ‫)‪(GDP‬‬
‫السنوي ‪)%‬‬ ‫)‪(106 DA‬‬ ‫السنوي ‪)%‬‬ ‫)‪(106 DA‬‬
‫‪08,86‬‬ ‫‪90899,690‬‬ ‫‪13,35‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3214,3000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪24072,300‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪-11,33‬‬ ‫‪80599,200‬‬ ‫‪09,18‬‬ ‫‪-028,74‬‬ ‫‪2290,4000‬‬ ‫‪3,53‬‬ ‫‪24922,800‬‬ ‫‪1971‬‬
‫‪27,42‬‬ ‫‪102702,70‬‬ ‫‪14,63‬‬ ‫‪094,35‬‬ ‫‪4451,6000‬‬ ‫‪22,02‬‬ ‫‪30413,200‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪03,81‬‬ ‫‪106618,90‬‬ ‫‪18,68‬‬ ‫‪044,95‬‬ ‫‪6452,8000‬‬ ‫‪13,53‬‬ ‫‪34531,100‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪07,49‬‬ ‫‪114609,90‬‬ ‫‪33,15‬‬ ‫‪185,49‬‬ ‫‪18422,300‬‬ ‫‪60,90‬‬ ‫‪55560,900‬‬ ‫‪1974‬‬
‫‪05,04‬‬ ‫‪120392,40‬‬ ‫‪25,28‬‬ ‫‪-015,49‬‬ ‫‪15567,700‬‬ ‫‪10,82‬‬ ‫‪61573,900‬‬ ‫‪1975‬‬

‫‪308‬‬
.‫المالحق‬

‫( وحصة الناتج النفطي ضمنه‬GDP) ‫ تطور الناتج الداخلي الخام لالقتصاد الجزائري‬:)20-I( ‫ الجدول‬:‫تابع‬
.)2014-1970( ‫خالل الفترة‬
08,38 130489,40 26,51 026,15 19639,000 20,30 74075,100 1976
05,25 137351,30 27,04 020,13 23592,900 17,77 87240,500 1977
09,21 150008,00 23,35 003,76 24481,000 20,16 104831,60 1978
07,47 161225,30 26,15 036,98 33534,700 22,31 128222,60 1979
00,80 162500,00 31,50 052,65 51191,300 26,73 162507,20 1980
03,00 167375,00 30,89 015,57 59162,800 17,82 191468,50 1981
06,40 178087,00 28,28 -000,75 58714,700 08,40 207551,90 1982
05,40 187703,70 26,58 005,83 62138,700 12,62 233752,10 1983
05,60 198215,10 24,01 001,99 63376,700 12,87 263855,90 1984
03,70 205549,10 22,47 003,42 65544,700 10,51 291597,20 1985
00,40 206371,30 13,16 -040,41 39053,200 01,69 296551,40 1986
-00,70 204926,70 14,56 016,60 45537,200 05,44 312706,10 1987
-01,00 202877,40 21,27 015,73 52702,700 -20,78 247716,90 1988
04,40 211804,00 17,60 040,95 74288,400 70,37 422043,00 1989
00,80 213498,40 22,58 068,52 125193,70 31,35 554388,10 1990
-01,20 210936,40 27,40 088,70 236245,30 55,51 862132,80 1991
01,80 214733,30 23,29 005,99 250402,50 24,65 1074695,8 1992
-02,10 210223,90 20,79 -001,19 247398,30 10,70 1189724,9 1993
-00,90 208331,90 22,00 032,31 327346,70 25,02 1487403,6 1994
03,80 216248,50 25,21 054,44 505562,80 34,79 2004994,7 1995
04,10 225114,70 29,19 048,43 750415,30 28,18 2570029,0 1996
01,10 227590,90 30,17 011,80 838985,80 08,17 2780168,1 1997
05,10 239198,10 22,54 -023,92 638221,50 01,81 2830490,7 1998
03,20 246852,40 27,51 039,59 890943,30 14,40 3238197,5 1999
03,80 256232,80 39,20 081,41 1616314,7 27,33 4123513,9 2000
03,00 263919,80 34,15 -010,66 1443928,1 02,51 4227113,1 2001
05,60 278699,30 32,65 002,29 1477033,6 06,99 4522773,3 2002
07,20 298765,70 35,58 026,52 1868889,6 16,13 5252321,1 2003
04,30 311612,60 36,13 024,12 2319823,6 22,21 6419117,0 2004
05,90 329997,70 44,33 044,53 3352878,4 17,80 7561984,0 2005
01,70 335607,70 45,66 015,78 3882227,8 12,42 8501636,0 2006
03,40 347018,40 43,72 005,33 4089309,0 10,01 9352886,0 2007
02,40 355346,80 45,25 022,21 4997555,0 18,07 11043703 2008
01,60 361032,40 31,20 -037,78 3109079,0 -09,74 9968025,0 2009
03,60 374029,50 34,86 034,45 4180358,0 20,30 11991564 2010
02,90 384876,40 35,93 025,40 5242503,0 21,65 14588532 2011
03,40 397962,20 34,15 005,60 5536382,0 11,10 16208698 2012
02,80 409105,10 29,84 -010,26 4968018,0 02,68 16643834 2013
03,80 424651,10 27,07 -006,24 4657811,0 03,37 17205106 2014
Source: - Office National Des Statistiques, "Rétrospective Statistique 1970-2002", Edition 2005.
- Banque d'Algérie, Rapports Annuels (2002-2015), "Evolution Economique et Monétaire en
Algérie".
- World Bank, World Development Indicators (WDI) Data 2015.
.)‫ قام الباحث بحساب النسب الواردة في الجدول (باستثناء معدالت نمو الناتج الداخلي الخام الحقيقي‬-

309
‫المالحق‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)21-I‬تطور المستوى العام لألسعار في االقتصاد الجزائري مع تطورات سعر النفط الخام خالل‬
‫الفترة (‪.)2014-1970‬‬
‫معدّل التضخم‬ ‫مؤشر أسعار‬ ‫السعر اإلسمي للنفط‬ ‫السعر االسمي للنفط‬ ‫البيان‬
‫(معدل النمو السنوي‬ ‫االستهالك‬ ‫الخام‬ ‫الخام‬
‫لمؤشر أسعار االستهالك)‬ ‫)‪(2001=100‬‬ ‫(النمو السنوي ‪)%‬‬ ‫(دوالر للبرميل)‬
‫)‪(%‬‬
‫‪04,90‬‬ ‫‪003,89‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪002,1‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪02,80‬‬ ‫‪004,00‬‬ ‫‪023,80‬‬ ‫‪002,6‬‬ ‫‪1971‬‬
‫‪04,00‬‬ ‫‪004,16‬‬ ‫‪007,69‬‬ ‫‪002,8‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪07,00‬‬ ‫‪004,45‬‬ ‫‪010,71‬‬ ‫‪003,1‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪02,70‬‬ ‫‪004,57‬‬ ‫‪235,48‬‬ ‫‪010,4‬‬ ‫‪1974‬‬
‫‪08,80‬‬ ‫‪004,97‬‬ ‫‪000,00‬‬ ‫‪010,4‬‬ ‫‪1975‬‬
‫‪08,20‬‬ ‫‪005,38‬‬ ‫‪011,53‬‬ ‫‪011,6‬‬ ‫‪1976‬‬
‫‪11,00‬‬ ‫‪005,97‬‬ ‫‪008,62‬‬ ‫‪012,6‬‬ ‫‪1977‬‬
‫‪15,60‬‬ ‫‪006,90‬‬ ‫‪002,38‬‬ ‫‪012,9‬‬ ‫‪1978‬‬
‫‪10,40‬‬ ‫‪007,62‬‬ ‫‪126,35‬‬ ‫‪029,2‬‬ ‫‪1979‬‬
‫‪09,20‬‬ ‫‪008,32‬‬ ‫‪023,28‬‬ ‫‪036,0‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪14,70‬‬ ‫‪009,54‬‬ ‫‪-005,00‬‬ ‫‪034,2‬‬ ‫‪1981‬‬
‫‪06,20‬‬ ‫‪010,13‬‬ ‫‪-007,30‬‬ ‫‪031,7‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪06,00‬‬ ‫‪010,74‬‬ ‫‪-005,04‬‬ ‫‪030,1‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪08,20‬‬ ‫‪011,62‬‬ ‫‪-006,64‬‬ ‫‪028,1‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪10,50‬‬ ‫‪012,84‬‬ ‫‪-002,13‬‬ ‫‪027,5‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪12,30‬‬ ‫‪014,42‬‬ ‫‪-052,72‬‬ ‫‪013,0‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪07,60‬‬ ‫‪015,51‬‬ ‫‪036,15‬‬ ‫‪017,7‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪05,90‬‬ ‫‪016,42‬‬ ‫‪-019,77‬‬ ‫‪014,2‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪09,30‬‬ ‫‪017,95‬‬ ‫‪021,83‬‬ ‫‪017,3‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪17,90‬‬ ‫‪021,16‬‬ ‫‪028,90‬‬ ‫‪022,3‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪25,90‬‬ ‫‪026,64‬‬ ‫‪-016,59‬‬ ‫‪018,6‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪31,70‬‬ ‫‪035,08‬‬ ‫‪-001,07‬‬ ‫‪018,4‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪20,50‬‬ ‫‪042,28‬‬ ‫‪-011,41‬‬ ‫‪016,3‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪29,00‬‬ ‫‪054,54‬‬ ‫‪-004,90‬‬ ‫‪015,5‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪29,80‬‬ ‫‪070,79‬‬ ‫‪009,03‬‬ ‫‪016,9‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪18,70‬‬ ‫‪084,03‬‬ ‫‪020,11‬‬ ‫‪020,3‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪05,70‬‬ ‫‪088,82‬‬ ‫‪-007,88‬‬ ‫‪018,7‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪05,00‬‬ ‫‪093,26‬‬ ‫‪-034,22‬‬ ‫‪012,3‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪02,60‬‬ ‫‪095,68‬‬ ‫‪042,27‬‬ ‫‪017,5‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪00,30‬‬ ‫‪095,97‬‬ ‫‪057,71‬‬ ‫‪027,6‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪04,20‬‬ ‫‪100,00‬‬ ‫‪-016,30‬‬ ‫‪023,1‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪01,30‬‬ ‫‪101,34‬‬ ‫‪005,19‬‬ ‫‪024,3‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪04,40‬‬ ‫‪105,75‬‬ ‫‪016,04‬‬ ‫‪028,2‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪04,00‬‬ ‫‪109,95‬‬ ‫‪027,65‬‬ ‫‪036,0‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪01,40‬‬ ‫‪111,47‬‬ ‫‪040,55‬‬ ‫‪050,6‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪02,30‬‬ ‫‪114,05‬‬ ‫‪020,55‬‬ ‫‪061,0‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪03,70‬‬ ‫‪118,24‬‬ ‫‪013,27‬‬ ‫‪069,1‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪04,90‬‬ ‫‪123,98‬‬ ‫‪036,61‬‬ ‫‪094,4‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪05,70‬‬ ‫‪131,10‬‬ ‫‪-035,38‬‬ ‫‪061,0‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪03,90‬‬ ‫‪136,23‬‬ ‫‪026,88‬‬ ‫‪077,4‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪310‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫تابع‪ :‬الجدول (‪ :)21-I‬تطور المستوى العام لألسعار في االقتصاد الجزائري مع تطورات سعر النفط الخام‬
‫خالل الفترة (‪.)2014-1970‬‬

‫‪04,50‬‬ ‫‪142,39‬‬ ‫‪038,88‬‬ ‫‪107,5‬‬ ‫‪2011‬‬


‫‪08,90‬‬ ‫‪155,10‬‬ ‫‪001,86‬‬ ‫‪109,5‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪03,20‬‬ ‫‪160,11‬‬ ‫‪-003,28‬‬ ‫‪105,9‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪02,90‬‬ ‫‪164,77‬‬ ‫‪-009,15‬‬ ‫‪096,2‬‬ ‫‪2014‬‬
‫المصدر‪ - :‬مختلف منشورات الديوان الوطني لإلحصائيات )‪.(NOS‬‬
‫‪ -‬بعض البيانات الواردة في الجدول (‪ )19-I‬أعاله‪.‬‬
‫‪ -‬قام الباحث باستخراج النسب الواردة في الجدول‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)22-I‬الجدول (أ)‪ -‬اإليرادات النهائية المطبقة على الميزانية العامة للدولة لسنة ‪.12014‬‬
‫المبالغ (بآالف دج)‬ ‫إيرادات الميزانية‬
‫‪ -1‬الموارد العادية‬
‫‪ -1-1‬اإليرادات الجبائية‪:‬‬
‫‪866120000‬‬ ‫‪ -201-001‬حواصل الضرائب المباشرة‬
‫‪59300000‬‬ ‫‪ -201-002‬حواصل التسجيل والطابع‬
‫‪ -201-003‬حواصل الرسوم المختلفة على األعمال‬
‫‪853330000‬‬
‫‪510720000‬‬ ‫(منها الرسم على القيمة المضافة على المنتوجات المستوردة)‬
‫‪3000000‬‬ ‫‪ -201-004‬حواصل الضرائب غير المباشرة‬
‫‪485700000‬‬ ‫‪ -201-005‬حواصل الجمارك‬
‫‪2267450000‬‬ ‫المجموع الفرعي (‪)1‬‬
‫‪ -2-1‬اإليرادات العادية‪:‬‬
‫‪21000000‬‬ ‫‪ -201-006‬حاصل دخل األمالك الوطنية‬
‫‪64000000‬‬ ‫‪ -201-007‬الحواصل المختلفة للميزانية‬
‫‪-‬‬ ‫‪ -201-008‬اإليرادات النظامية‬
‫‪85000000‬‬ ‫المجموع الفرعي (‪)2‬‬
‫‪ -3-1‬اإليرادات األخرى‬
‫‪288000000‬‬ ‫اإليرادات األخرى‬
‫‪288000000‬‬ ‫المجموع الفرعي (‪)3‬‬
‫‪2640450000‬‬ ‫مجموع الموارد العادية‬
‫‪ -2‬الجباية البترولية‬
‫‪1577730000‬‬ ‫‪ -201-011‬الجباية البترولية‬
‫‪4218180000‬‬ ‫المجموع العام لإليرادات‬

‫‪ 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،68‬الصادر بتاريخ‪ 31 :‬ديسمبر ‪ ،2013‬ص‪.45 .‬‬

‫‪311‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)23-I‬الجدول (ب)‪ -‬توزيع االعتمادات بعنوان ميزانية التسيير لسنة ‪ 2014‬حسب كل دائرة و ازرية‪.1‬‬
‫المبالغ (دج)‬ ‫الدوائر الوزارية‬
‫‪9422733000‬‬ ‫رئاسة الجمهورية‬
‫‪2712507000‬‬ ‫مصالح الوزير األول‬
‫‪955926000000‬‬ ‫و ازرة الدفاع الوطني‬
‫‪540708651000‬‬ ‫و ازرة الداخلية والجماعات المحلية‬
‫‪30617909000‬‬ ‫و ازرة الشؤون الخارجية‬
‫‪72365637000‬‬ ‫و ازرة العدل‬
‫‪87551455000‬‬ ‫و ازرة المالية‬
‫‪41050228000‬‬ ‫و ازرة الطاقة والمناجم‬
‫‪4452530000‬‬ ‫و ازرة التنمية الصناعية وترقية االستثمار‬
‫‪233232749000‬‬ ‫و ازرة الفالحة والتنمية الريفية‬
‫‪24260117000‬‬ ‫و ازرة الشؤون الدينية واألوقاف‬
‫‪241274980000‬‬ ‫و ازرة المجاهدين‬
‫‪38922265000‬‬ ‫و ازرة الموارد المائية‬
‫‪13148714000‬‬ ‫و ازرة النقل‬
‫‪19405864000‬‬ ‫و ازرة األشغال العمومية‬
‫‪19449647000‬‬ ‫و ازرة السكن والعمران والمدينة‬
‫‪2405141000‬‬ ‫و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة‬
‫‪18630359000‬‬ ‫و ازرة االتصال‬
‫‪696810413000‬‬ ‫و ازرة التربية الوطنية‬
‫‪270742002000‬‬ ‫و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫‪25233155000‬‬ ‫و ازرة الثقافة‬
‫‪49491196000‬‬ ‫و ازرة التكوين والتعليم المهنيين‬
‫‪135822044000‬‬ ‫و ازرة التضامن الوطني واألسرة وقضايا المرأة‬
‫‪23801125000‬‬ ‫و ازرة التجارة‬
‫‪277547000‬‬ ‫و ازرة العالقات مع البرلمان‬
‫‪274291555000‬‬ ‫و ازرة العمل والتشغيل والضمان االجتماعي‬
‫‪365946753000‬‬ ‫و ازرة الصحة والسكان واصالح المستشفيات‬
‫‪36791134000‬‬ ‫و ازرة الشباب والرياضة‬

‫‪ 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،68‬الصادر بتاريخ‪ 31 :‬ديسمبر ‪ ،2013‬ص‪.46 .‬‬

‫‪312‬‬
‫المالحق‪.‬‬

‫تابع‪ :‬الجدول (‪ :)23-I‬الجدول (ب)‪ -‬توزيع االعتمادات بعنوان ميزانية التسيير لسنة ‪ 2014‬حسب كل دائرة‬
‫و ازرية‪.‬‬
‫‪3680186000‬‬ ‫و ازرة البريد وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‬
‫‪3007737000‬‬ ‫و ازرة السياحة والصناعة التقليدية‬
‫‪2323410000‬‬ ‫و ازرة الصيد البحري والوارد الصيدية‬
‫‪4243755743000‬‬ ‫المجموع الفرعي‬
‫‪470696623000‬‬ ‫التكاليف المشتركة‬
‫‪4714452366000‬‬ ‫المجموع العام‬

‫الجدول (‪ :)24-I‬الجدول (ج)‪-‬توزيع النفقات ذات الطابع النهائي لسنة ‪ 2014‬حسب القطاعات‪( .1‬بآالف دج)‬
‫اعتمادات الدفع‬ ‫رخص البرنامج‬ ‫القطاعات‬
‫‪2820500‬‬ ‫‪2972000‬‬ ‫الصناعة‬
‫‪203520500‬‬ ‫‪229135500‬‬ ‫الفالحة والري‬
‫‪29347000‬‬ ‫‪34455000‬‬ ‫دعم الخدمات المنتجة‬
‫‪781640900‬‬ ‫‪920347600‬‬ ‫المنشآت القاعدية االقتصادية واإلدارية‬
‫‪243865900‬‬ ‫‪231721400‬‬ ‫التربية والتكوين‬
‫‪236615100‬‬ ‫‪219301600‬‬ ‫المنشآت القاعدية االجتماعية والثقافية‬
‫‪127536000‬‬ ‫‪116384500‬‬ ‫دعم الحصول على سكن‬
‫‪360000000‬‬ ‫‪510000000‬‬ ‫مواضيع مختلفة‬
‫‪65000000‬‬ ‫‪65000000‬‬ ‫المخططات البديلة للتنمية‬
‫‪2050345900‬‬ ‫‪2329317600‬‬ ‫المجموع الفرعي لإلستثمار‬

‫دعم النشاط االقتصادي (تخصيصات لحسابات التخصيص الخاص‬


‫‪661368310‬‬ ‫‪-‬‬ ‫وخفض نسب الفوائد)‬
‫‪70000000‬‬ ‫‪130000000‬‬ ‫البرنامج التكميلي لفائدة الواليات‬
‫‪160000000‬‬ ‫‪285000000‬‬ ‫احتياطي لنفقات غير متوقعة‬
‫‪891368310‬‬ ‫‪415000000‬‬ ‫المجموع الفرعي لعمليات برأس المال‬
‫‪2941714210‬‬ ‫‪2744317600‬‬ ‫مجموع ميزانية التجهيز‬

‫‪ 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،68‬الصادر بتاريخ‪ 31 :‬ديسمبر ‪ ،2013‬ص‪.47 .‬‬

‫‪313‬‬
‫المالحق‬

‫الملحق رقم (‪ :)II‬ملحق الدراسة التطبيقية‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)1-II‬التمثيل البياني لمتغيرات النموذج األساسي للدراسة (في شكل مستويات)‪.1‬‬
‫‪ROP‬‬ ‫‪RGREV‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪5,000,000‬‬

‫‪80‬‬ ‫‪4,000,000‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪3,000,000‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪2,000,000‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪1,000,000‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪RGEXP‬‬ ‫‪RM2‬‬
‫‪5,000,000‬‬ ‫‪10,000,000‬‬

‫‪4,000,000‬‬ ‫‪8,000,000‬‬

‫‪3,000,000‬‬ ‫‪6,000,000‬‬

‫‪2,000,000‬‬ ‫‪4,000,000‬‬

‫‪1,000,000‬‬ ‫‪2,000,000‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪RGDP‬‬ ‫‪GDPD‬‬
‫‪500,000‬‬ ‫‪5,000‬‬

‫‪400,000‬‬ ‫‪4,000‬‬

‫‪300,000‬‬ ‫‪3,000‬‬

‫‪200,000‬‬ ‫‪2,000‬‬

‫‪100,000‬‬ ‫‪1,000‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)2-II‬اإلحصائيات الوصفية للمتغيرتين ‪ ROP‬و‪.LROP‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪ ،"EViews 8.0‬باالعتماد البيانات المذكورة في الفصل الثالث‪.‬‬


‫‪ 2‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪314‬‬
‫المالحق‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪:)3-II‬اإلحصائيات الوصفية للمتغيرتين ‪ RGREV‬و‪.LRGREV‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪:)4-II‬اإلحصائيات الوصفية للمتغيرتين ‪ RGEXP‬و‪.LRGEXP‬‬

‫‪3‬‬
‫الشكل (‪ :)5-II‬اإلحصائيات الوصفية للمتغيرتين ‪ RM2‬و‪.LRM2‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬


‫‪ 2‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬
‫‪ 3‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪315‬‬
‫المالحق‬

‫‪1‬‬
‫الشكل (‪ :)6-II‬اإلحصائيات الوصفية للمتغيرتين ‪ RGDP‬و‪.LRGDP‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)7-II‬اإلحصائيات الوصفية للمتغيرتين ‪ GDPD‬و‪.LGDPD‬‬

‫‪3‬‬
‫الجدول (‪ :)1-II‬نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LROP‬و‪.DLROP‬‬
‫القرار‬ ‫‪ -t‬المجدولة‬ ‫‪t‬‬ ‫قيم معلمات‬ ‫اإلرتباط ال ّذاتي‬ ‫درجة‬ ‫ال ّنموذج‬
‫المحسوبة‬
‫)‪(5%‬‬ ‫اإلنحدار‬ ‫لألخطاء‬ ‫التأخيرات‬ ‫المقدر‬
‫ّ‬
‫السلسلة "‪"LROP‬‬
‫ّ‬
‫النموذج‬
‫صالحية ّ‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪0,66‬‬ ‫‪0,002‬‬ ‫𝛿‬
‫ال يوجد ارتباط‬
‫معنوية معلمة‬
‫ّ‬ ‫بسبب عدم‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪2,05‬‬ ‫‪0,513‬‬ ‫𝜆‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( III‬‬
‫ذاتي لألخطاء‪.‬‬
‫اإلتجاه العام‪.‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-1,92‬‬ ‫‪-0,155‬‬ ‫𝜑‬
‫النموذج غير مالئم بسبب‬ ‫ّ‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪1,99‬‬ ‫‪0,492‬‬ ‫𝛾‬ ‫ال يوجد ارتباط‬
‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( II‬‬
‫معنوية الحد الثّابت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪-2,93‬‬ ‫‪-1,83‬‬ ‫‪-0,132‬‬ ‫𝜑‬ ‫ذاتي لألخطاء‪.‬‬
‫"‪ "LROP‬غير مستقرة‪.‬‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪0,71‬‬ ‫‪0,009‬‬ ‫𝜑‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫)‪(I‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬


‫‪ 2‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬
‫‪ 3‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪316‬‬
‫المالحق‬

‫تابع‪ :‬الجدول (‪ :)1-II‬نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LROP‬و‪.DLROP‬‬

‫السلسلة "‪"DLROP‬‬
‫ّ‬
‫النموذج‬
‫صالحية ّ‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪-0,11‬‬ ‫𝛿 ‪-0,0004‬‬
‫ال يوجد ارتباط‬
‫معنوية معلمة‬
‫ّ‬ ‫بسبب عدم‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪0,60‬‬ ‫‪0,061‬‬ ‫𝜆‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( III‬‬
‫ذاتي لألخطاء‪.‬‬
‫اإلتجاه العام‪.‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-6,92‬‬ ‫‪-1,092‬‬ ‫𝜑‬
‫النموذج بسبب‬
‫عدم مالئمة ّ‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪1,07‬‬ ‫‪0,051‬‬ ‫𝛾‬
‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( II‬‬
‫عدم معنوية الحد الثابت‪.‬‬ ‫‪-2,93‬‬ ‫‪-7,00‬‬ ‫‪-1,092‬‬ ‫𝜑‬
‫السلسلة "‪"DLROP‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪-6,91‬‬ ‫‪-1,063‬‬ ‫𝜑‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫)‪(I‬‬
‫مستقرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الجدول (‪ :)2-II‬نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LGREV‬و‪.DLGREV‬‬
‫القرار‬ ‫‪ -t‬المجدولة‬ ‫‪t‬‬ ‫قيم معلمات‬ ‫اإلرتباط ال ّذاتي‬ ‫درجة‬ ‫ال ّنموذج‬
‫المحسوبة‬
‫)‪(5%‬‬ ‫اإلنحدار‬ ‫لألخطاء‬ ‫التأخيرات‬ ‫المقدر‬
‫ّ‬
‫السلسلة "‪"LGREV‬‬
‫ّ‬
‫النموذج‬
‫صالحية ّ‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪2,16‬‬ ‫‪0,013‬‬ ‫𝛿‬
‫معنوية معلمة‬
‫ّ‬ ‫بسبب عدم‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪2,71‬‬ ‫‪3,199‬‬ ‫𝜆‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( III‬‬
‫اإلتجاه العام‪.‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-2,62‬‬ ‫‪-0,248‬‬ ‫𝜑‬
‫النموذج‬
‫عدم صالحية ّ‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪1,78‬‬ ‫‪0,855‬‬ ‫𝛾‬
‫معنوية معلمة‬
‫ّ‬ ‫بسبب عدم‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( II‬‬
‫‪-2,92‬‬ ‫‪-1,64‬‬ ‫‪-0,056‬‬ ‫𝜑‬
‫الحد الثابت‪.‬‬
‫"‪ "LRGREV‬غير‬
‫‪-1,94‬‬ ‫‪2,27‬‬ ‫‪0,004‬‬ ‫𝜑‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫)‪(I‬‬
‫مستقرة‪.‬‬
‫السلسلة "‪"DLGREV‬‬
‫ّ‬
‫النموذج بسبب‬‫عدم مالئمة ّ‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪-0,86‬‬ ‫‪-0,002‬‬ ‫𝛿‬
‫معنوية معلمة اإلتجاه‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪1,90‬‬ ‫‪0,125‬‬ ‫𝜆‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( III‬‬
‫العام‪.‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-6,94‬‬ ‫‪-1,095‬‬ ‫𝜑‬
‫النموذج‬
‫صالحية ّ‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪2,35‬‬ ‫‪0,075‬‬ ‫𝛾‬
‫ال يوجد ارتباط‬
‫بسبب عدم معنوية الحد‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( II‬‬
‫‪-2,93‬‬ ‫‪-6,91‬‬ ‫‪-1,082‬‬ ‫𝜑‬ ‫ذاتي لألخطاء‪.‬‬
‫الثابت‪.‬‬
‫السلسلة "‪"DLGREV‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪-6,17‬‬ ‫‪-0,952‬‬ ‫𝜑‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫)‪(I‬‬
‫مستقرة‪.‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪317‬‬
‫المالحق‬

‫‪1‬‬
‫الجدول (‪ :)3-II‬نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LRGEXP‬و‪.DLRGEXP‬‬
‫القرار‬ ‫‪ -t‬المجدولة‬ ‫‪t‬‬ ‫قيم معلمات‬ ‫اإلرتباط ال ّذاتي‬ ‫درجة‬ ‫ال ّنموذج‬
‫المحسوبة‬
‫)‪(5%‬‬ ‫اإلنحدار‬ ‫لألخطاء‬ ‫التأخيرات‬ ‫المقدر‬
‫ّ‬
‫السلسلة "‪"LRGEXP‬‬
‫ّ‬
‫النموذج بسبب‬‫عدم مالئمة ّ‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪2,06‬‬ ‫‪0,011‬‬ ‫𝛿‬
‫معنوية معلمة اإلتجاه‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪2,43‬‬ ‫‪2,400‬‬ ‫𝜆‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( III‬‬
‫العام‪.‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-2,33‬‬ ‫‪-0,187‬‬ ‫𝜑‬
‫النموذج بسبب‬
‫عدم مالئمة ّ‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪1,48‬‬ ‫‪0,457‬‬ ‫𝛾‬
‫معنوية معلمة الحد‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( II‬‬
‫‪-2,92‬‬ ‫‪-1,24‬‬ ‫‪-0,027‬‬ ‫𝜑‬
‫الثابت‪.‬‬
‫السلسلة "‪"LGREXP‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪3,87‬‬ ‫‪0,005‬‬ ‫𝜑‬ ‫اليوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫)‪(I‬‬
‫غير مستقرة‬
‫السلسلة "‪"DLRGEXP‬‬
‫ّ‬
‫النموذج بسبب‬‫عدم مالئمة ّ‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪-0,432 -0,0006‬‬ ‫𝛿‬
‫معنوية معلمة اإلتجاه‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪1,80‬‬ ‫‪0,080‬‬ ‫𝜆‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( III‬‬
‫العام‪.‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-5,51‬‬ ‫‪-0,865‬‬ ‫𝜑‬
‫السلسلة‬
‫الثّابت معنوي‪ ،‬و ّ‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪0,063‬‬ ‫𝛾‬
‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( II‬‬
‫"‪ "DLRGEXP‬مستقرة‪.‬‬ ‫‪-2,93‬‬ ‫‪-5,55‬‬ ‫‪-0,857‬‬ ‫𝜑‬

‫‪2‬‬
‫الجدول (‪ :)4-II‬نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LRM2‬و‪.DLRM2‬‬
‫القرار‬ ‫‪ -t‬المجدولة‬ ‫‪t‬‬ ‫قيم معلمات‬ ‫اإلرتباط ال ّذاتي‬ ‫درجة‬ ‫ال ّنموذج‬
‫المحسوبة‬
‫)‪(5%‬‬ ‫اإلنحدار‬ ‫لألخطاء‬ ‫التأخيرات‬ ‫المقدر‬
‫ّ‬
‫السلسلة "‪"LRM2‬‬
‫ّ‬
‫النموذج‬
‫صالحية ّ‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪1,06‬‬ ‫‪0,003‬‬ ‫𝛿‬
‫يوجد إرتباط ذاتي‬
‫بسبب اإلرتباط ال ّذاتي‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪1,38‬‬ ‫‪0,902‬‬ ‫𝜆‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( III‬‬
‫لألخطاء‪.‬‬
‫لألخطاء‪.‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-1,25‬‬ ‫‪-0,063‬‬ ‫𝜑‬
‫النموذج‬
‫عدم مالئمة ّ‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪1,84‬‬ ‫‪0,005‬‬ ‫𝛿‬
‫معنوية معلمة‬
‫ّ‬ ‫بسبب عدم‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪2,16‬‬ ‫‪1,256‬‬ ‫𝜆‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=1‬‬ ‫) ‪( VI‬‬
‫اإلتجاه العام‪.‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-2,09‬‬ ‫‪-0,092‬‬ ‫𝜑‬
‫النموذج غير مالئم بسبب‬ ‫ّ‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪1,01‬‬ ‫‪0,267‬‬ ‫𝛾‬ ‫يوجد ارتباط ذاتي‬
‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( II‬‬
‫اإلتبارط ال ّذاتي لألخطاء‪.‬‬ ‫‪-2,92‬‬ ‫‪-0,73‬‬ ‫‪-0,013‬‬ ‫𝜑‬ ‫لألخطاء‪.‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬


‫‪ 2‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪318‬‬
‫المالحق‬

‫تابع‪ :‬الجدول (‪ :)4-II‬نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LRM2‬و‪.DLRM2‬‬

‫النموذج غير مالئم بسبب‬ ‫ّ‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪1,14‬‬ ‫‪0,282‬‬ ‫𝛾‬


‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=1‬‬ ‫)‪(V‬‬
‫معنوية الحد الثّابت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪-2,93‬‬ ‫‪-0,98‬‬ ‫‪-0,016‬‬ ‫𝜑‬
‫النموذج غير صالح‬ ‫ّ‬
‫يوجد ارتباط ذاتي‬
‫بسبب االرتباط الذاتي‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪4,95‬‬ ‫‪0,005‬‬ ‫𝜑‬ ‫‪P=0‬‬ ‫)‪(I‬‬
‫لألخطاء‪.‬‬
‫لألخطاء‪.‬‬
‫"‪ "LRM2‬غير مستقرة‪.‬‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪2,27‬‬ ‫‪0,002‬‬ ‫𝜑‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=1‬‬ ‫)‪( IV‬‬
‫السلسلة "‪"DLRM2‬‬
‫ّ‬
‫النموذج‬
‫عدم مالئمة ّ‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪-0,24‬‬ ‫‪-0,0002‬‬ ‫𝛿‬
‫معنوية معلمة‬
‫ّ‬ ‫بسبب عدم‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪1,47‬‬ ‫‪0,044‬‬ ‫𝜆‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( III‬‬
‫اإلتجاه العام‪.‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-3,71‬‬ ‫‪-0,512‬‬ ‫𝜑‬
‫النموذج غير مالئم بسبب‬ ‫ّ‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪2,35‬‬ ‫‪0,038‬‬ ‫𝛾‬
‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( II‬‬
‫معنوية الحد الثّابت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪-2,93‬‬ ‫‪-3,75‬‬ ‫‪-0,510‬‬ ‫𝜑‬
‫"‪ "DLRM2‬مستقرة‪.‬‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪-2,77‬‬ ‫‪-0,318‬‬ ‫𝜑‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫)‪(I‬‬

‫‪1‬‬
‫الجدول (‪ :)5-II‬نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LRGDP‬و‪.DLRGDP‬‬

‫القرار‬ ‫‪ -t‬المجدولة‬ ‫‪t‬‬ ‫قيم معلمات‬ ‫اإلرتباط ال ّذاتي‬ ‫درجة‬ ‫ال ّنموذج‬
‫المحسوبة‬
‫)‪(5%‬‬ ‫اإلنحدار‬ ‫لألخطاء‬ ‫التأخيرات‬ ‫المقدر‬
‫ّ‬
‫السلسلة "‪"LRGDP‬‬
‫ّ‬
‫معلمتي االتجاه العام و‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪3,13‬‬ ‫‪0,012‬‬ ‫𝛿‬
‫الحد الثابت معنويين‪،‬‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪3,40‬‬ ‫‪4,708‬‬ ‫𝜆‬ ‫ال يوجد ارتباط‬
‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( III‬‬
‫السلسلة "‪ "LRGDP‬غير‬
‫و ّ‬ ‫ذاتي لألخطاء‪.‬‬
‫‪-3,51‬‬ ‫‪-3,37‬‬ ‫‪-0,403‬‬ ‫𝜑‬
‫مستقرة‪.‬‬
‫السلسلة "‪"DLRGDP‬‬
‫ّ‬
‫النموذج بسبب‬‫عدم مالئمة ّ‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪-1,26‬‬ ‫‪-0,001‬‬ ‫𝛿‬
‫معنوية معلمة اإلتجاه‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪3,01‬‬ ‫‪0,081‬‬ ‫𝜆‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( III‬‬
‫العام‪.‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-10,03‬‬ ‫‪-1,385‬‬ ‫𝜑‬
‫معلمة الحد الثّابت معنوية‪،‬‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪3,84‬‬ ‫‪0,051‬‬ ‫𝛾‬
‫ال يوجد ارتباط‬
‫السلسلة "‪"DLRGEXP‬‬
‫و ّ‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( II‬‬
‫‪-2,93‬‬ ‫‪-9,89‬‬ ‫‪-1,372‬‬ ‫𝜑‬ ‫ذاتي لألخطاء‪.‬‬
‫مستقرة‪.‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪319‬‬
‫المالحق‬

‫‪1‬‬
‫الجدول (‪ :)6-II‬نتائج اختبارات ‪ Dickey-Fuller‬للسلسلتين ‪ LGDPD‬و‪.DLGDPD‬‬
‫القرار‬ ‫‪-t‬‬ ‫‪t‬‬ ‫قيم معلمات‬ ‫اإلرتباط ال ّذاتي‬ ‫درجة‬ ‫ال ّنموذج‬
‫المحسوبة‬
‫المجدولة‬ ‫اإلنحدار‬ ‫لألخطاء‬ ‫التأخيرات‬ ‫المقدر‬
‫ّ‬
‫)‪(5%‬‬
‫السلسلة "‪"LGDPD‬‬
‫‪2,81‬‬ ‫‪0,57‬‬ ‫‪0,005‬‬ ‫𝛿‬
‫النموذج بسبب‬
‫صالحية ّ‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫يوجد إرتباط ذاتي‬
‫𝜆‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( III‬‬
‫اإلرتباط ال ّذاتي لألخطاء‪.‬‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪1,37‬‬ ‫‪0,317‬‬ ‫لألخطاء‪.‬‬
‫‪-3,51‬‬ ‫‪-0,74‬‬ ‫‪-0,054‬‬ ‫𝜑‬
‫النموذج بسبب‬‫عدم مالئمة ّ‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪1,16‬‬ ‫‪0,011‬‬ ‫𝛿‬
‫معنوية معلمة اإلتجاه‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪1,76‬‬ ‫‪0,411‬‬ ‫𝜆‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=1‬‬ ‫) ‪( VI‬‬
‫العام‪.‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-1,29‬‬ ‫‪-0,098‬‬ ‫𝜑‬
‫النموذج غير مالئم بسبب‬ ‫ّ‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪3,13‬‬ ‫‪0,189‬‬ ‫𝛾‬ ‫يوجد ارتباط ذاتي‬
‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( II‬‬
‫اإلتبارط ال ّذاتي لألخطاء‪.‬‬ ‫‪-2,92‬‬ ‫‪-1,29‬‬ ‫‪-0,012‬‬ ‫𝜑‬ ‫لألخطاء‪.‬‬
‫النموذج غير مالئم بسبب‬ ‫ّ‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪2,24‬‬ ‫‪0,151‬‬ ‫𝛾‬
‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=1‬‬ ‫)‪(V‬‬
‫معنوية الحد الثّابت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪-2,92‬‬ ‫‪-1,07‬‬ ‫‪-0,010‬‬ ‫𝜑‬
‫النموذج غير صالح (إ‪.‬ذ)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪6,03‬‬ ‫‪0,016‬‬ ‫𝜑‬ ‫يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫)‪(I‬‬
‫"‪ "LGDPD‬غير مستقرة‪.‬‬ ‫‪-1,94‬‬ ‫‪2,74‬‬ ‫‪0,010‬‬ ‫𝜑‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=1‬‬ ‫)‪( IV‬‬
‫السلسلة "‪"DLGDPD‬‬
‫النموذج بسبب‬‫عدم مالئمة ّ‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪-0,90‬‬ ‫‪-0,001‬‬ ‫𝛿‬
‫معنوية معلمة اإلتجاه‬
‫ّ‬ ‫عدم‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪2,78‬‬ ‫‪0,113‬‬ ‫𝜆‬ ‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( III‬‬
‫العام‪.‬‬ ‫‪-3,51‬‬ ‫‪-4,94‬‬ ‫‪-0,766‬‬ ‫𝜑‬
‫الحد الثابت معنوي والسلسلة‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪3,48‬‬ ‫‪0,083‬‬ ‫𝛾‬
‫ال يوجد‪.‬‬ ‫‪P=0‬‬ ‫) ‪( II‬‬
‫"‪ "DLGDPD‬مستقرة‪.‬‬ ‫‪-2,93‬‬ ‫‪-4,87‬‬ ‫‪-0,746‬‬ ‫𝜑‬

‫الجدول (‪ :)7-II‬القيم النظرية لإلحصائيات "‪ "t‬لكل من الحد الثابت وحد االتجاه العام في نماذج ‪Dickey-‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ Fuller‬عند مستوى معنوية )‪ (1%‬و)‪.(5%‬‬
‫النموذج الثاني‬ ‫النموذج الثالث‬
‫الحد الثابت‬ ‫الحد الثابت‬ ‫اإلتجاه العام‬ ‫عدد المشاهدات‬
‫‪5%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪1%‬‬ ‫‪T‬‬
‫‪2,61‬‬ ‫‪3,41‬‬ ‫‪3,20‬‬ ‫‪4,05‬‬ ‫‪2,85‬‬ ‫‪3,74‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪2,56‬‬ ‫‪3,28‬‬ ‫‪3,14‬‬ ‫‪3,87‬‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪3,60‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Dikey. D.A., and W.A. Fuller. (1981), "Likelihood Ratio Statistics For Autoregressive Time Series With a Unit‬‬
‫‪Root", Econometrica, Vol. 49, No. 4, PP. 1057-1072.‬‬

‫‪320‬‬
‫المالحق‬

‫الجدول (‪ :)8-II‬الفرضية ‪ H0‬والفرضية ‪ H1‬في كل نموذج من نماذج إختبار ‪.1Dickey-Fuller‬‬

‫الفرضية ‪H1‬‬ ‫الفرضية ‪H0‬‬ ‫النّموذج‬


‫‪Xt = ρXt−1 + ϵt , |ρ| < 1‬‬ ‫‪∆𝑋𝑡 = 𝜖𝑡 , ρ = 1‬‬ ‫النّموذج(‪|ρ| ≤ 1; Xt = ρXt−1 + ϵt :)1‬‬
‫) ‪ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ‬‬ ‫) ‪ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ‬‬ ‫‪ :X0‬مثبّتة‪ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ ) ،‬‬
‫‪ -‬السّلسلة تتبع نموذج )‪ AR(1‬بدون ثابت مستقر تقاربيًّّا‪.‬‬ ‫‪ -‬السّلسلة تتبع نموذج سير عشوائي بدون‬ ‫يكافئ‪∆Xt = φXt−1 + ϵt :‬‬
‫‪ -‬السّلسلة مستقرّة تقاربيًّّا‪.‬‬ ‫إنحراف‪.)DS( ،‬‬
‫‪ -‬الالّ إستقرارية هي ذات طبيعة عشوائية بحتة‪.‬‬
‫‪Xt = ρXt−1 + μ + ϵt , |ρ| < 1‬‬ ‫‪∆Xt = ϵt , ρ = 1‬‬ ‫النّموذج(‪|ρ| ≤ 1; Xt = ρXt−1 + μ + ϵt :)2‬‬
‫‪ -‬السّلسلة تتبع نموذج )‪ AR(1‬مع ثابت‪ ،‬مستقر تقاربيّا‪ًّ.‬‬ ‫) ‪ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ‬‬ ‫‪ :X0‬مثبّتة‪ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ ) ،‬‬
‫‪ -‬السّلسلة مستقرّة تقاربيًّّا‪.‬‬ ‫‪ -‬السّلسلة تتبع نموذج سير عشوائي بدون‬ ‫يكافئ‪∆Xt = φXt−1 + γ + ϵt :‬‬
‫إنحراف‪.)DS( ،‬‬ ‫حيث‪γ = μ(1 − ρ) :‬‬
‫‪ -‬الالّ إستقرارية هي ذات طبيعة عشوائية بحتة‪.‬‬
‫‪Xt = ρXt−1 + α + βt + ϵt , |ρ| < 1‬‬ ‫‪∆Xt = α + ϵt , ρ = 1‬‬ ‫النّموذج(‪|ρ| ≤ 1; Xt = ρXt−1 + α + βt + ϵt :)3‬‬
‫‪ -‬سلسلة ذات إتّجاه عام زمني‪ ،‬و هي مستقرّة حول هذا‬ ‫) ‪ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ‬‬ ‫‪ :X0‬مثبّتة‪ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ ) ،‬‬
‫اإلتّجاه العام )‪.(TS‬‬ ‫‪ -‬السّلسلة تتبع نموذج سير عشوائي مع إنحراف‪،‬‬ ‫يكافئ‪∆X t = φXt−1 + λ + δ𝑡 + ϵt :‬‬
‫‪ -‬الالّ إستقرارية هي ذات طبيعة مح ّددة بحتة‪.‬‬ ‫(‪.)DS‬‬ ‫حيث‪ δ = β(1 − ρ) :‬و ‪λ = α(1 − ρ) + ρβ‬‬
‫‪ -‬الالّ إستقرارية هي ذات طبيعة مح ّددة و عشوائية‬
‫في نفس الوقت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Bresson. G., et A. Pirotte. (1995), P. 4 24 ;- Lardic. S., et V. Mignon. (2002), PP.132-133. ; - Maddala G.S. (1992), PP.584-587.; - Hayashi.F. (2000), P. 562.‬‬

‫‪321‬‬
‫المالحق‬

‫المقترحة من طرف ‪ Dickey‬و‪.2Fuller‬‬


‫الجدول (‪ :)9-II‬عبارات مقدرات ‪ OLS‬و إحصائيات ‪ -t‬ستودنت ُ‬

‫اإلحصائية ‪ -t‬ستودنت‬ ‫مق ّدر ‪OLS‬‬ ‫النّموذج‬


‫‪T‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪T‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪−1‬‬
‫النّموذج(‪:)1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪𝑡𝜌̂ = [(ρ̂ − 1) (∑ Xt−1 2 ) ] . (𝜎̂𝜖 )−1‬‬ ‫) ‪𝜌̂ = (∑ Xt Xt−1 ) (∑ Xt−1‬‬ ‫‪Xt = ρXt−1 + ϵt‬‬
‫‪t=1‬‬ ‫‪t=1‬‬
‫‪t=1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪σ̂ 2ϵ = T−1 ∑Tt=1(Xt − 𝜌̂𝑋𝑡−1 )2‬‬ ‫حيث‪:‬‬ ‫̂𝜌 ‪:‬هو مق ّدرمتقارب لـ 𝜌‪.‬‬ ‫حيث‪:‬‬
‫‪T‬‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪T‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪−1‬‬
‫النّموذج(‪:)2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪̅ (−1) ) ) . (𝜎̂𝜖 )−1‬‬
‫‪𝑡𝜌̂ = (ρ̂ − 1) (∑(Xt−1 − X‬‬
‫‪2‬‬ ‫̅ ‪𝜌̂ = [∑(Xt −‬‬
‫̅ ‪X(0) ) (Xt−1 −‬‬
‫̅ ‪X(−1))] . [∑(Xt−1 −‬‬
‫] ))‪X(−1‬‬ ‫‪Xt = ρXt−1 + μ + ϵt‬‬
‫‪t=1‬‬ ‫‪t=1‬‬
‫‪t=1‬‬
‫‪1‬‬
‫𝑇‬ ‫‪T‬‬ ‫‪−1 2‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪𝑡𝜇̂ = (𝑇 −‬‬ ‫‪1)2 [(∑(Xt−1‬‬ ‫‪̅ (−1)) ) (∑ Xt−1 2 ) ] . 𝜇̂ . (𝜎̂𝜖 )−1‬‬
‫‪−X‬‬ ‫̅ = ̂𝜇‬ ‫)‪̅ (−1‬‬
‫‪X(0) − 𝜌̂X‬‬
‫‪𝑡=1‬‬ ‫‪t=1‬‬
‫{‬ ‫}‬ ‫‪̅ (i) = (T − 1)−1 ∑Tt=1 Xt+i ; i = −1 , 0‬‬
‫‪X‬‬ ‫حيث‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪𝜎̂ = T−2 ∑Tt=1(Xt‬‬ ‫‪− μ − 𝜌̂𝑋𝑡−1‬‬ ‫‪)2‬‬ ‫حيث‪:‬‬
‫‪𝑡𝜌̂ = (𝜌̂ − 1)(σ̂ 2ϵ C33 )−2‬‬
‫‪1‬‬
‫𝑋 ‪𝜃̂ = (𝑀′ 𝑀)−1 𝑀′‬‬ ‫النّموذج(‪:)3‬‬
‫‪1‬‬ ‫حيث‪ 𝜃̂ = (𝛼̂, 𝛽̂, 𝜌̂)′ :‬و ) ‪𝑀 = (1, 𝑡, Xt−1‬‬ ‫‪Xt = ρXt−1 + α + βt + ϵt‬‬
‫‪𝑡𝛼̂ = (𝛼̂)(σ̂ 2ϵ C11 )−2‬‬ ‫حيث‪ 𝑡 ،1 :‬و ‪ 𝑋𝑡−1‬هي قيّم من الحجم )‪. (T × 1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪𝑡𝛽̂ = (𝛽̂)(σ̂ 2ϵ C22 )−2‬‬
‫‪−1‬‬
‫)𝑀 ‪(𝑀′‬‬ ‫حيث‪ : C𝑖𝑖 :‬هي عناصر القطر الرّئيسي للمصفوفة‬
‫و‪σ̂ 2ϵ = (𝑇 − 3)−1 𝑋 ′ (𝐼 − 𝑀(𝑀′ 𝑀)−1 𝑀′ )𝑋 :‬‬

‫‪2‬‬
‫‪- Hamilton. J.D. (1994), PP.486-500.; - Bresson. G., et A. Pirotte. (1995), P. 424. ; - Lardic. S., et V. .Mignon. (2002), PP.132-133.‬‬

‫‪322‬‬
‫المالحق‬

‫الشكل (‪ :)8-II‬اإلستراتيجية التتابعية الختيار النموذج المناسب من بين النماذج الثالث لـ ‪.3Dickey-Fuller‬‬
‫‪∆Xt = φX t−1 + λ + δ𝑡 + ϵt‬‬

‫‪𝐻0 : 𝛿 = 0‬‬
‫‪𝐻0‬‬ ‫‪∆Xt = φXt−1 + γ + ϵt‬‬ ‫‪𝐻0‬‬ ‫‪∆Xt = φXt−1 + ϵt φ‬‬
‫‪𝐻1 : 𝛿 ≠ 0‬‬
‫‪𝐻0 : γ = 0‬‬ ‫‪𝐻0 : φ = 0‬‬
‫‪𝐻1‬‬
‫‪𝐻1 : γ ≠ 0‬‬ ‫‪𝐻1 : φ ≠ 0‬‬
‫‪𝐻0 : 𝜆 = 0‬‬
‫‪𝐻1‬‬
‫‪𝐻1 : 𝜆 ≠ 0‬‬
‫‪𝐻1‬‬ ‫‪𝐻0‬‬
‫‪𝐻1‬‬
‫‪𝐻0 : 𝜑 = 0‬‬ ‫‪𝐻0 : φ = 0‬‬

‫‪𝐻1 : 𝜑 ≠ 0‬‬ ‫‪𝐻1 : φ ≠ 0‬‬ ‫‪Xt = ρXt−1 + ϵt‬‬ ‫‪∆Xt = ϵt‬‬


‫‪𝐻1‬‬ ‫) ‪|ρ| < 1 , ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ‬‬ ‫) ‪ρ = 1 , ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ‬‬
‫‪Xt = ρXt−1 + α + βt‬‬ ‫السلسلة تتبع نموذج )‪AR(1‬‬
‫ّ‬ ‫السلسلة تتبع نموذج سير عشوائي بدون‬
‫ّ‬
‫‪𝐻0‬‬ ‫‪𝐻1‬‬ ‫‪𝐻0‬‬
‫) ‪|ρ| < 1 , ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ‬‬ ‫بدون ثابت‪ ،‬مستقر‪.‬‬ ‫مستقرة الفروقات (‪.)DS‬‬
‫ّ‬ ‫إنحراف‪ ،‬و هي‬
‫مستقرة حول إتّجاه عام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السلسلة‬
‫ّ‬ ‫‪.‬‬

‫‪∆Xt = α + ϵt , ρ = 1‬‬ ‫‪Xt = ρXt−1 + μ + ϵt‬‬ ‫‪∆Xt = ϵt‬‬

‫) ‪ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ‬‬ ‫) ‪|ρ| < 1 , ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ‬‬ ‫) ‪ρ = 1 , ϵt ~i. i. d. (0. σ2ϵ‬‬

‫السلسلة تتبع نموذج سير عشوائي مع إنحراف‪.)DS( ،‬‬


‫ّ‬ ‫السلسلة تتبع نموذج )‪ AR(1‬مع ثابت‪ ،‬مستقر‬ ‫مستقرة الفروقات (‪.)DS‬‬
‫ّ‬ ‫السلسلة تتبع نموذج سير عشوائي بدون إنحراف‪ ،‬و هي‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫‪3‬‬
‫‪- Lardic. S., et V. Mignon. (2002), PP.136-138.; - Bourbonais. R. (2005), "économétrie", 6e édition, Dunod, Paris, P.234.‬‬

‫‪323‬‬
‫المالحق‬

‫الشكل (‪ :)9-II‬التمثيل البياني لمتغيرات النموذج األساسي (الفروقات األولى للوغاريتم المتغيرات)‪.1‬‬
‫‪DLROP‬‬ ‫‪DLRGREV‬‬
‫‪1.2‬‬ ‫‪.8‬‬

‫‪.6‬‬
‫‪0.8‬‬
‫‪.4‬‬
‫‪0.4‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪0.0‬‬ ‫‪.0‬‬

‫‪-.2‬‬
‫‪-0.4‬‬
‫‪-.4‬‬

‫‪-0.8‬‬ ‫‪-.6‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪DLRGEXP‬‬ ‫‪DLRM2‬‬
‫‪.6‬‬ ‫‪.4‬‬

‫‪.3‬‬
‫‪.4‬‬

‫‪.2‬‬
‫‪.2‬‬
‫‪.1‬‬
‫‪.0‬‬
‫‪.0‬‬

‫‪-.2‬‬
‫‪-.1‬‬

‫‪-.4‬‬ ‫‪-.2‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪DLRGDP‬‬ ‫‪DLGDPD‬‬
‫‪.4‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪.4‬‬
‫‪.2‬‬
‫‪.3‬‬

‫‪.2‬‬
‫‪.0‬‬
‫‪.1‬‬

‫‪.0‬‬
‫‪-.2‬‬
‫‪-.1‬‬

‫‪-.4‬‬ ‫‪-.2‬‬
‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪10‬‬

‫الجدول (‪ :)10-II‬أهم الخصائص المميزة لمتغيرات النموذج األساسي للدراسة‪.2‬‬


‫‪LGDPD‬‬ ‫‪LRGDP‬‬ ‫‪LRM2‬‬ ‫‪LRGEXP‬‬ ‫‪LRGREV‬‬ ‫‪LROPP‬‬ ‫السلسلة‬
‫غير‬ ‫اإلتجاه‬
‫غير معنوي‬ ‫معنوي‬ ‫غير معنوي‬ ‫غير معنوي‬ ‫غير معنوي‬
‫معنوي‬ ‫العام‬
‫غير‬
‫غير معنوي‬ ‫معنوي‬ ‫غير معنوي‬ ‫غير معنوي‬ ‫غير معنوي‬ ‫الحد الثابت‬
‫معنوي‬
‫‪DS‬‬ ‫‪DS‬‬ ‫‪DS‬‬ ‫‪DS‬‬ ‫‪DS‬‬ ‫‪DS‬‬ ‫نوعها‬
‫درجة‬
‫)‪I(1‬‬ ‫)‪I(1‬‬ ‫)‪I(1‬‬ ‫)‪I(1‬‬ ‫)‪I(1‬‬ ‫)‪I(1‬‬
‫تكاملها‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬


‫‪ 2‬تم إعداد الجدول باالعتماد على النتائج الملخصة في الجداول (‪ )6،5،4،3،2،1‬من هذا الملحق‪.‬‬

‫‪324‬‬
‫المالحق‬

‫الشكل (‪ :)10-II‬خوارزمية )‪ (Johansen‬لتقدير عالقات التكامل المتزامن ونماذج تصحيح الخطأ الشعاعية‪.1‬‬

‫إختبار إستق اررية كل متغيرة من متغيرات الدراسة‬

‫إجراء إختبارات الجذر األحادي )‪(ADF‬‬

‫الحالة ‪ :01‬السالسل كلها متكاملة من‬ ‫الحالة‪ :02‬السالسل ال تملك نفس درجة‬
‫الدرجة ‪.I(1) ،1‬‬
‫ّ‬ ‫التكامل (متكاملة من درجات مختلفة)‬

‫تحديد درجة التأخير المثلى "‪ "P‬للنظام ‪ VAR‬الذي‬ ‫ليس هناك إحتمال لوجود عالقة تكامل‬
‫يعبر عن متغيرات الدراسة في شكل مستويات‬ ‫متزامن‪ .‬في هذه الحالة نقوم بتقدير‬
‫نموذج للمتغيرات في شكل فروقات‪.‬‬

‫تحديد عدد عالقات التكامل المتزامن‬


‫(تحديد رتبة التكامل المتزامن ‪. )r‬‬

‫الحالة ‪ :01‬يوجد على األقل عالقة‬ ‫الحالة ‪ :02‬ال توجد عالقة تكامل‬
‫تكامل متزامن واحدة‪.‬‬ ‫متزامن )‪.(r = 0‬‬

‫تمييز وتقدير عالقات التكامل‬ ‫ال يمكن تقدير نموذج تصحيح الخطأ الشعاعي‬
‫المتزامن (شعاع التكامل المتزامن)‪.‬‬ ‫‪ .VECM‬نقوم بتقدير نموذج ‪ VAR‬للمتغيرات‬
‫في شكل فروقات من الدرجة األولى‪.3‬‬
‫تقدير نموذج تصحيح الخطأ الشعاعي ‪VECM‬‬

‫باستخدام طريقة أعظم إحتمال )‪ (ML‬أو تقدير‬


‫نموذج ‪ VAR‬للمتغيرات في شكل مستويات‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Bourbonnais. R. (2005), P.291.; - Lardic. S., et V. Mignon (2002), P.242.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪– Hamilton. J. D. (1994), P.579.; - Lardic. S., et V. Mignon. (2002), PP.219-220.; - Hayshi. F. (2000), PP. 636-638.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪– Hamilton. J. D. (1994), P.579.; - Hayshi. F. (2000), P. 636.‬‬

‫‪325‬‬
‫المالحق‬

.1‫ التمثيل البياني للعالقات طويلة األجل بين متغيرات النظام األساسي محل الدراسة‬:)11-II( ‫الشكل‬
18

16

14

12

10

2
1970 1975 1980 1985 1990 1995 2000 2005 2010

LROP LRGREV LRGEXP


LRM2 LRGDP LGDPD

‫" لمتغيرات النظام األساسي في شكل‬VAR" ‫ نتائج معايير اختيار درجة تأخير النموذج‬:)11-II( ‫الجدول‬
.2‫مستويات‬
VAR Lag Order Selection Criteria
Endogenous variables: LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LRGDP LGDPD
Exogenous variables: C
Date: 12/28/17 Time: 04:22
Sample: 1970 2014
Included observations: 42

Lag LogL LR FPE AIC SC HQ

0 3.631612 NA 4.51e-08 0.112780 0.361019 0.203770


1 255.1596 419.2134 1.60e-12 -10.15046 -8.412790* -9.513535*
2 299.6691 61.46541* 1.19e-12* -10.55567 -7.328570 -9.372811
3 339.1409 43.23100 1.36e-12 -10.72099* -6.004462 -8.992198

* indicates lag order selected by the criterion


LR: sequential modified LR test statistic (each test at 5% level)
FPE: Final prediction error
AIC: Akaike information criterion
SC: Schwarz information criterion
HQ: Hannan-Quinn information criterion

."EViews 8.0" ‫ مخرجات برنامج‬1


."EViews 8.0" ‫ مخرجات برنامج‬2

326
‫المالحق‬

(Max-eigenvalue Test) ‫( واختبار القيمة الذاتية العظمى‬Trace Test) ‫ نتائج اختبار األثر‬:)12-II( ‫الجدول‬
.1‫للتكامل المتزامن لمتغيرات النظام األساسي محل الدراسة‬
Date: 12/28/17 Time: 20:54
Sample (adjusted): 1973 2014
Included observations: 42 after adjustments
Trend assumption: Linear deterministic trend (restricted)
Series: LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LRGDP LGDPD
Lags interval (in first differences): 1 to 2

Unrestricted Cointegration Rank Test (Trace)

Hypothesized Trace 0.05


No. of CE(s) Eigenvalue Statistic Critical Value Prob.**

None * 0.781175 153.0947 117.7082 0.0000


At most 1 * 0.499699 89.27644 88.80380 0.0462
At most 2 0.467889 60.18950 63.87610 0.0982
At most 3 0.341299 33.69154 42.91525 0.3028
At most 4 0.252102 16.15715 25.87211 0.4800
At most 5 0.089904 3.956601 12.51798 0.7484

Trace test indicates 2 cointegrating eqn(s) at the 0.05 level


* denotes rejection of the hypothesis at the 0.05 level
**MacKinnon-Haug-Michelis (1999) p-values

Unrestricted Cointegration Rank Test (Maximum Eigenvalue)

Hypothesized Max-Eigen 0.05


No. of CE(s) Eigenvalue Statistic Critical Value Prob.**

None * 0.781175 63.81826 44.49720 0.0002


At most 1 0.499699 29.08694 38.33101 0.3828
At most 2 0.467889 26.49796 32.11832 0.2080
At most 3 0.341299 17.53439 25.82321 0.4137
At most 4 0.252102 12.20055 19.38704 0.3967
At most 5 0.089904 3.956601 12.51798 0.7484

Max-eigenvalue test indicates 1 cointegrating eqn(s) at the 0.05 level


* denotes rejection of the hypothesis at the 0.05 level
**MacKinnon-Haug-Michelis (1999) p-values

2
. )LRGDP ‫ نتائج تقدير عالقة التكامل المتزامن األولى (تسوية شعاع التكامل المتزامن على‬:)13-II( ‫الجدول‬

Date: 12/29/17 Time: 03:43


Sample (adjusted): 1974 2014
Included observations: 42 after adjustments
Standard errors in ( ) & t-statistics in [ ]
Normalized cointegrating coefficients (Standard errors in ( ) & t-statistics in [ ])
LRGDP LROP LRGREV LRGEXP LRM2 C
1,000000 0.327135 1.038576 1.403979 0.322331 9.668583
(0.13746) (0.32172) (0.31558) (0.19176)
[-2.17217] [-3.22816] [ -4.44886] [-1.68092]

."EViews 8.0" ‫ مخرجات برنامج‬1


."EViews 8.0" ‫ مخرجات برنامج‬2

327
‫المالحق‬

1
. )LGDPD ‫ نتائج تقدير عالقة التكامل المتزامن الثانية (تسوية شعاع التكامل المتزامن على‬:)14-II( ‫الجدول‬

Date: 12/29/17 Time: 04:15


Sample (adjusted): 1974 2014
Included observations: 42 after adjustments
Standard errors in ( ) & t-statistics in [ ]
Normalized cointegrating coefficients (Standard errors in ( ) & t-statistics in [ ])
LGDPD LROP LRGREV LRGEXP LRM2 C
1,000000 -1.095589 -3.478229 4.701977 3.349037 32.38044
(0,98126) (0.97387) (0.83668) (0.34017)
[ 3.49819] [ 3.57156] [-5.61980] [-7.44453]

.2"OLS" ‫ باستخدام طريقة‬VAR(2) ‫ نتائج تقدير النموذج األساسي‬:)15-II( ‫الجدول‬


Vector Autoregression Estimates
Date: 01/02/18 Time: 14:51
Sample (adjusted): 1972 2014
Included observations: 43 after adjustments
Standard errors in ( ) & t-statistics in [ ]

LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP

LROP(-1) 0.782867 0.248272 0.028494 0.087886 0.031814 -0.081493


(0.29041) (0.16893) (0.09249) (0.06543) (0.08777) (0.05610)
[ 2.69574] [ 1.46965] [ 0.30807] [ 1.34318] [ 0.36246] [-1.45272]

LROP(-2) -0.169561 -0.214973 0.048192 0.002172 -0.115356 0.155953


(0.29332) (0.17062) (0.09342) (0.06609) (0.08865) (0.05666)
[-0.57808] [-1.25992] [ 0.51588] [ 0.03286] [-1.30126] [ 2.75249]

LRGREV(-1) -0.373684 0.169012 -0.039230 0.196648 -0.412612 0.075717


(0.60839) (0.35390) (0.19376) (0.13707) (0.18387) (0.11752)
[-0.61422] [ 0.47757] [-0.20247] [ 1.43462] [-2.24401] [ 0.64429]

LRGREV(-2) 0.942522 0.531087 0.083453 -0.082765 0.347174 -0.083750


(0.60455) (0.35167) (0.19254) (0.13621) (0.18271) (0.11678)
[ 1.55904] [ 1.51018] [ 0.43343] [-0.60763] [ 1.90009] [-0.71717]

LRGEXP(-1) -0.633895 -0.498313 0.439032 -0.121915 -0.137742 -0.121628


(0.58338) (0.33936) (0.18580) (0.13144) (0.17632) (0.11269)
[-1.08658] [-1.46840] [ 2.36295] [-0.92753] [-0.78122] [-1.07932]

LRGEXP(-2) 0.182410 0.027785 -0.055162 -0.190555 0.072719 -0.021177


(0.53814) (0.31304) (0.17139) (0.12125) (0.16264) (0.10395)
[ 0.33896] [ 0.08876] [-0.32185] [-1.57162] [ 0.44711] [-0.20372]

LRM2(-1) 1.120058 0.863906 0.711307 0.841131 0.232830 0.108873


(0.78874) (0.45881) (0.25120) (0.17771) (0.23838) (0.15236)
[ 1.42007] [ 1.88292] [ 2.83164] [ 4.73325] [ 0.97672] [ 0.71459]

LRM2(-2) -0.419839 -0.318890 -0.415962 0.087507 -0.069282 0.191003


(0.81415) (0.47360) (0.25929) (0.18343) (0.24606) (0.15727)
[-0.51568] [-0.67334] [-1.60421] [ 0.47705] [-0.28156] [ 1.21452]

."EViews 8.0" ‫ مخرجات برنامج‬1


."EViews 8.0" ‫ مخرجات برنامج‬2

328
‫المالحق‬

."OLS" ‫ باستخدام طريقة‬VAR(2) ‫ نتائج تقدير النموذج األساسي‬:)15-II( ‫ الجدول‬:‫تابع‬


LGDPD(-1) 0.996035 0.719250 0.786454 -0.580678 1.663839 0.190952
(0.94042) (0.54705) (0.29951) (0.21188) (0.28422) (0.18166)
[ 1.05914] [ 1.31479] [ 2.62581] [-2.74057] [ 5.85398] [ 1.05116]

LGDPD(-2) -0.927260 -0.486361 -0.666631 0.692907 -0.692301 -0.008908


(0.91139) (0.53016) (0.29026) (0.20534) (0.27545) (0.17605)
[-1.01741] [-0.91738] [-2.29664] [ 3.37440] [-2.51334] [-0.05060]

LRGDP(-1) -0.385866 -0.167464 -0.014437 -0.141472 0.323342 0.073184


(0.74926) (0.43585) (0.23863) (0.16881) (0.22645) (0.14473)
[-0.51499] [-0.38422] [-0.06050] [-0.83804] [ 1.42787] [ 0.50565]

LRGDP(-2) -1.121093 -0.336353 0.097710 0.135128 -0.233412 -0.137331


(0.76372) (0.44426) (0.24323) (0.17207) (0.23082) (0.14753)
[-1.46793] [-0.75710] [ 0.40171] [ 0.78530] [-1.01123] [-0.93089]

C 7.602695 7.452091 1.583791 2.990131 -1.157718 9.516948


(8.85723) (5.15229) (2.82088) (1.99559) (2.67692) (1.71091)
[ 0.85836] [ 1.44636] [ 0.56145] [ 1.49837] [-0.43248] [ 5.56249]

R-squared 0.809464 0.960808 0.989268 0.994008 0.997510 0.982740


Adj. R-squared 0.733250 0.945132 0.984976 0.991611 0.996514 0.975836
Sum sq. resids 2.882480 0.975376 0.292375 0.146323 0.263295 0.107554
S.E. equation 0.309972 0.180312 0.098721 0.069839 0.093683 0.059876
F-statistic 10.62091 61.28915 230.4547 414.7192 1001.510 142.3424
Log likelihood -2.909548 20.38750 46.29037 61.17320 48.54280 67.79132
Akaike AIC 0.739979 -0.343605 -1.548389 -2.240614 -1.653153 -2.548433
Schwarz SC 1.272435 0.188851 -1.015933 -1.708158 -1.120697 -2.015978
Mean dependent 3.437551 13.90051 13.82966 14.45790 6.151304 12.31101
S.D. dependent 0.600165 0.769777 0.805399 0.762506 1.586702 0.385183

Determinant resid covariance


(dof adj.) 3.42E-13
Determinant resid covariance 3.94E-14
Log likelihood 297.5167
Akaike information criterion -10.21008
Schwarz criterion -7.015345

.1VAR(2) ‫" لمعنوية التأخير األول والثاني ضمن انحدارات النموذج‬Wald" ‫ نتائج اختبار‬:)16-II( ‫الجدول‬
VAR Lag Exclusion Wald Tests
Date: 01/03/18 Time: 01:07
Sample: 1970 2014
Included observations: 43

Chi-squared test statistics for lag exclusion:


Numbers in [ ] are p-values

LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP Joint

Lag 1 22.24961 24.50718 38.67479 89.78104 59.86261 38.22185 234.6209


[ 0.001091] [ 0.000421] [ 8.29e-07] [ 0.000000] [ 4.80e-11] [ 1.02e-06] [ 0.000000]

Lag 2 12.93674 18.02899 19.91681 23.73095 27.52048 19.35674 75.18354


[ 0.044052] [ 0.006160] [ 0.002865] [ 0.000585] [ 0.000116] [ 0.003602] [ 0.000140]

Df 6 6 6 6 6 6 36

."EViews 8.0" ‫ مخرجات برنامج‬1

329
‫المالحق‬

‫الشكل (‪ :)12-II‬الجذور العكسية لكثير الحدود المميز لجزء االنحدار الذاتي ضمن النموذج األساسي المقدر‬
‫‪1‬‬
‫)‪. VAR(2‬‬

‫الجدول (‪ :)17-II‬نتائج اختبار مضاعف الﭭرانج )‪ (LM Tests‬لغياب االرتباط الذاتي ألخطاء معادالت‬
‫‪2‬‬
‫انحدار النموذج األساسي المقدر )‪. VAR(2‬‬

‫‪VAR Residual Serial Correlation LM Tests‬‬


‫‪Null Hypothesis: no serial correlation at lag order h‬‬
‫‪Date: 01/03/18 Time: 04:01‬‬
‫‪Sample: 1970 2014‬‬
‫‪Included observations: 43‬‬

‫‪Lags‬‬ ‫‪LM-Stat‬‬ ‫‪Prob‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪29.27640‬‬ ‫‪0.7787‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪40.19232‬‬ ‫‪0.2898‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪23.31770‬‬ ‫‪0.9492‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪37.45746‬‬ ‫‪0.4021‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪45.29526‬‬ ‫‪0.1378‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪27.34474‬‬ ‫‪0.8497‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪22.75372‬‬ ‫‪0.9579‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪30.45820‬‬ ‫‪0.7292‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪25.73542‬‬ ‫‪0.8976‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪32.98198‬‬ ‫‪0.6129‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪44.13393‬‬ ‫‪0.1655‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪39.33468‬‬ ‫‪0.3229‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪27.72360‬‬ ‫‪0.8369‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪34.80775‬‬ ‫‪0.5252‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪29.71053‬‬ ‫‪0.7610‬‬

‫‪Probs from chi-square with 36 df.‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬


‫‪ 2‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪330‬‬
‫المالحق‬

.1VAR(2) ‫ دوال االرتباط الذاتي ودوال االرتباط التقاطعي لبواقي معادالت انحدار النموذج‬:)13-II( ‫الشكل‬

.2‫" بين متغيرات النظام األساسي المدروس‬Granger ‫ نتائج اختبارات السببية "وفق مفهوم‬:)18-II( ‫الجدول‬

VAR Granger Causality/Block Exogeneity Wald Tests


Date: 02/04/18 Time: 18:34
Sample: 1970 2014
Included observations: 43

Dependent variable: LROP

Excluded Chi-sq Df Prob.

LRGREV 2.471702 2 0.2906


LRGEXP 1.289714 2 0.5247
LRM2 3.993166 2 0.1358
LGDPD 1.121821 2 0.5707
LRGDP 2.683389 2 0.2614

All 8.007594 10 0.6281

."EViews 8.0" ‫ مخرجات برنامج‬1


."EViews 8.0" ‫ مخرجات برنامج‬2

331
‫المالحق‬

.‫" بين متغيرات النظام األساسي المدروس‬Granger ‫ نتائج اختبارات السببية "وفق مفهوم‬:)18-II( ‫تابع للجدول‬
Dependent variable: LRGREV

Excluded Chi-sq Df Prob.

LROP 18.21068 2 0.0001


LRGEXP 2.953966 2 0.2283
LRM2 7.097777 2 0.0288
LGDPD 6.330703 2 0.0422
LRGDP 8.722301 2 0.0128

All 19.92079 10 0.0300

Dependent variable: LRGEXP

Excluded Chi-sq Df Prob.

LROP 9.354837 2 0.0093


LRGREV 20.21057 2 0.0000
LRM2 10.78364 2 0.0046
LGDPD 7.614248 2 0.0222
LRGDP 10.23317 2 0.0060

All 24.29947 10 0.0068

Dependent variable: LRM2

Excluded Chi-sq Df Prob.

LROP 17.28167 2 0.0002


LRGREV 10.95940 2 0.0042
LRGEXP 7.280607 2 0.0262
LGDPD 14.86836 2 0.0006
LRGDP 8.875421 2 0.0118

All 30.19862 10 0.0008

Dependent variable: LGDPD

Excluded Chi-sq Df Prob.

LROP 13.61876 2 0.0011


LRGREV 20.49130 2 0.0000
LRGEXP 5.821002 2 0.0544
LRM2 6.475473 2 0.0393
LRGDP 2.711100 2 0.2578

All 36.44571 10 0.0001

Dependent variable: LRGDP

Excluded Chi-sq Df Prob.

LROP 21.05934 2 0.0000


LRGREV 19.75920 2 0.0000
LRGEXP 13.66024 2 0.0011
LRM2 2.129189 2 0.3449
LGDPD 7.577225 2 0.0226

All 39.88467 10 0.0000

332
‫المالحق‬

.1‫ المقدر‬VAR(2) ‫ مصفوفة االرتباطات الفورية لتجديدات معادالت (متغيرات) النظام‬:)19-II( ‫الجدول‬
LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP
LROP 1.000000 0.808444 0.299652 0.135230 0.571436 0.214730
LRGREV 0.808444 1.000000 0.403283 0.022137 0.738053 0.250269
LRGEXP 0.299652 0.403283 1.000000 0.283806 0.325815 -0.222050
LRM2 0.135230 0.022137 0.283806 1.000000 -0.248853 -0.164400
LGDPD 0.571436 0.738053 0.325815 -0.248853 1.000000 0.277692
LRGDP 0.214730 0.250269 -0.222050 -0.164400 0.277692 1.000000

.2‫ المقدر‬VAR(2) ‫تباين مشترك" لتجديدات معادالت (متغيرات) النظام‬-‫ مصفوفة "التباين‬:)20-II( ‫الجدول‬

LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP


LROP 0.096083 0.045185 0.009170 0.002927 0.016594 0.003985
LRGREV 0.045185 0.032513 0.007179 0.000279 0.012467 0.002702
LRGEXP 0.009170 0.007179 0.009746 0.001957 0.003013 -0.001313
LRM2 0.002927 0.000279 0.001957 0.004877 -0.001628 -0.000687
LGDPD 0.016594 0.012467 0.003013 -0.001628 0.008776 0.001558
LRGDP 0.003985 0.002702 -0.001313 -0.000687 0.001558 0.003585

.3VAR(2) ‫ نتائج تقدير ومحاكاة دوال االستجابات الدفعية لمتغيرات النظام األساسي المقدر‬:)21-II( ‫الجدول‬

Impulse Response to Cholesky (d.f. adjusted) One S.D. Innovations

Response of LROP:
Period LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP

1 0.309972 0.000000 0.000000 0.000000 0.000000 0.000000


2 0.228381 -0.027608 -0.022085 0.047622 0.053640 -0.020521
3 0.184579 0.007372 -0.013706 0.057487 -0.009006 -0.064672
4 0.175112 0.019973 -0.015786 0.082362 -0.035206 -0.068473
5 0.141704 0.022725 -0.032387 0.088583 -0.057968 -0.059115
6 0.115930 0.028298 -0.047223 0.084067 -0.072961 -0.056791
7 0.100569 0.024166 -0.056531 0.075046 -0.075761 -0.052464
8 0.081456 0.021178 -0.059574 0.061371 -0.070501 -0.046986
9 0.062794 0.021500 -0.055833 0.045493 -0.060324 -0.041939
10 0.044709 0.022179 -0.048424 0.029736 -0.046261 -0.034777

Response of LRGREV:
Period LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP

1 0.134789 0.116987 0.000000 0.000000 0.000000 0.000000


2 0.097334 0.070574 -0.017740 0.017323 -0.036585 0.040538
3 0.061028 0.045401 -0.013771 0.023338 -0.041986 0.052775
4 0.036888 0.031914 -0.003995 0.025910 -0.037505 0.056621
5 0.023542 0.024601 0.005741 0.027897 -0.030447 0.058706
6 0.017280 0.020444 0.013767 0.029880 -0.023450 0.060694
7 0.015024 0.017893 0.019922 0.031791 -0.017406 0.062700
8 0.014784 0.016183 0.024485 0.033477 -0.012494 0.064520
9 0.015432 0.014948 0.027800 0.034845 -0.008622 0.065992
10 0.016381 0.014010 0.030161 0.035872 -0.005603 0.067048

."EViews 8.0" ‫ مخرجات برنامج‬1


."EViews 8.0" ‫ مخرجات برنامج‬2
."EViews 8.0" ‫ مخرجات برنامج‬3

333
‫المالحق‬

‫ نتائج تقدير ومحاكاة دوال االستجابات الدفعية لمتغيرات النظام األساسي المقدر‬:)21-II( ‫ الجدول‬:‫تابع‬
.VAR(2)
Response of LRGEXP:
Period LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP

1 0.021722 0.015569 0.102806 0.000000 0.000000 0.000000


2 0.057112 0.040928 0.056983 0.030136 0.001946 0.046364
3 0.057948 0.042860 0.037946 0.036010 0.006446 0.060852
4 0.050140 0.039338 0.030086 0.036410 0.010160 0.064077
5 0.042137 0.035177 0.027038 0.035486 0.012430 0.063841
6 0.035996 0.031566 0.026037 0.034565 0.013500 0.062992
7 0.031709 0.028700 0.025914 0.033977 0.013761 0.062384
8 0.028793 0.026512 0.026181 0.033712 0.013536 0.062144
9 0.026794 0.024879 0.026628 0.033675 0.013045 0.062182
10 0.025387 0.023680 0.027154 0.033775 0.012425 0.062379

Response of LRM2:
Period LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP

1 0.009444 -0.000294 0.008845 0.064891 0.000000 0.000000


2 0.027340 -0.019592 0.040822 0.070720 -0.034301 0.017195
3 0.060587 -0.038124 0.055883 0.072185 -0.039448 0.018832
4 0.081506 -0.049087 0.059153 0.066897 -0.039261 0.018064
5 0.089889 -0.053350 0.056064 0.059687 -0.036148 0.026162
6 0.091778 -0.053096 0.050286 0.052547 -0.030971 0.031728
7 0.084397 -0.050238 0.043888 0.044932 -0.024525 0.034191
8 0.070628 -0.046114 0.037858 0.036530 -0.018295 0.035524
9 0.053948 -0.041551 0.032559 0.027895 -0.012067 0.034850
10 0.035890 -0.037007 0.028040 0.019174 -0.005793 0.033104

Response of LGDPD:
Period LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP

1 0.053534 0.038574 0.043943 -0.026775 0.057057 0.000000


2 0.041067 0.021472 0.025718 -0.030790 0.097606 -0.007524
3 -0.006694 -0.009817 0.033681 -0.036641 0.095884 -0.013139
4 -0.028896 -0.035524 0.036832 -0.032842 0.088203 -0.019827
5 -0.045457 -0.043534 0.029498 -0.027653 0.082664 -0.028736
6 -0.059023 -0.074271 0.024179 -0.025737 0.076694 -0.034093
7 -0.061420 -0.094544 0.017328 -0.024456 0.072871 -0.034131
8 -0.058871 -0.090358 0.009944 -0.023347 0.071445 -0.031116
9 -0.054135 -0.095591 0.005159 -0.022410 0.070698 -0.026002
10 -0.047232 -0.094146 0.002376 -0.020903 0.070291 -0.019710

Response of LRGDP:
Period LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP

1 0.073009 0.050002 0.069314 0.004290 -0.012610 0.063304


2 0.054836 0.060717 0.038885 0.007974 -0.005664 0.032546
3 0.039013 0.065605 0.027078 0.010688 -0.003020 0.033754
4 0.028551 0.066859 0.020886 0.011439 -0.002350 0.034649
5 0.022817 0.067265 0.017513 0.011049 -0.002494 0.035274
6 0.020176 0.067596 0.015585 0.010175 -0.002786 0.035867
7 0.019265 0.067926 0.014396 0.009204 -0.002920 0.036412
8 0.019206 0.068178 0.013596 0.008322 -0.002807 0.036852
9 0.019503 0.068286 0.013015 0.007598 -0.002461 0.037151
10 0.019901 0.068227 0.012572 0.007041 -0.001938 0.037305

Cholesky Ordering: LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP

334
‫المالحق‬

‫الجدول (‪ :)22-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة سعر النفط الحقيقي )‪.1(LROP. V.D‬‬
‫‪Variance Decomposition of LROP:‬‬
‫‪Period‬‬ ‫‪S.E.‬‬ ‫‪LROP‬‬ ‫‪LRGREV‬‬ ‫‪LRGEXP‬‬ ‫‪LRM2‬‬ ‫‪LGDPD‬‬ ‫‪LRGDP‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪0.309972‬‬ ‫‪100.0000‬‬ ‫‪0.000000‬‬ ‫‪0.000000‬‬ ‫‪0.000000‬‬ ‫‪0.000000‬‬ ‫‪0.000000‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪0.393772‬‬ ‫‪95.60408‬‬ ‫‪0.491546‬‬ ‫‪0.314555‬‬ ‫‪1.462620‬‬ ‫‪1.855631‬‬ ‫‪0.271573‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪0.443775‬‬ ‫‪92.57291‬‬ ‫‪0.414613‬‬ ‫‪0.343048‬‬ ‫‪2.829660‬‬ ‫‪1.502200‬‬ ‫‪2.337567‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪0.490877‬‬ ‫‪88.38549‬‬ ‫‪0.504419‬‬ ‫‪0.383788‬‬ ‫‪5.127884‬‬ ‫‪1.742127‬‬ ‫‪3.856292‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪0.526600‬‬ ‫‪84.04174‬‬ ‫‪0.624531‬‬ ‫‪0.711734‬‬ ‫‪7.285431‬‬ ‫‪2.725526‬‬ ‫‪4.611036‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪0.556232‬‬ ‫‪79.66988‬‬ ‫‪0.818592‬‬ ‫‪1.358694‬‬ ‫‪8.814115‬‬ ‫‪4.163442‬‬ ‫‪5.175280‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪0.580872‬‬ ‫‪76.05183‬‬ ‫‪0.923704‬‬ ‫‪2.193012‬‬ ‫‪9.751347‬‬ ‫‪5.518807‬‬ ‫‪5.561301‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪0.599157‬‬ ‫‪73.32897‬‬ ‫‪0.993119‬‬ ‫‪3.049817‬‬ ‫‪10.21442‬‬ ‫‪6.571668‬‬ ‫‪5.842002‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪0.611538‬‬ ‫‪71.44411‬‬ ‫‪1.076914‬‬ ‫‪3.761128‬‬ ‫‪10.35839‬‬ ‫‪7.281297‬‬ ‫‪6.078155‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪0.618909‬‬ ‫‪70.27437‬‬ ‫‪1.179834‬‬ ‫‪4.284244‬‬ ‫‪10.34398‬‬ ‫‪7.667593‬‬ ‫‪6.249976‬‬

‫‪Cholesky Ordering: LROP LRGREV LRGEXP LRM2 LGDPD LRGDP‬‬

‫الشكل (‪ :)14-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة سعر النفط الحقيقي )‪.2(LROP. V.D‬‬

‫الشكل (‪ :)15-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة اإليرادات العامة الحقيقية )‪.3(LRGREV. V.D‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬


‫‪ 2‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬
‫‪ 3‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪335‬‬
‫المالحق‬

‫الشكل (‪ :)16-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة اإلنفاق العام الحقيقي )‪.1(LRGEXP. V.D‬‬

‫الشكل (‪ :)17-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة عرض النقد الحقيقي )‪.2(LRM2. V.D‬‬

‫الشكل (‪ :)18-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة معامل انكماش الناتج الداخلي الخام )‪.3(LGDPD. V.D‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬


‫‪ 2‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬
‫‪ 3‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪336‬‬
‫المالحق‬

‫الشكل (‪ :)19-II‬تفكيك تباين خطأ التنبؤ لمتغيرة الناتج الداخلي الخام الحقيقي )‪.1(LRGDP. V.D‬‬

‫‪ 1‬مخرجات برنامج "‪."EViews 8.0‬‬

‫‪337‬‬

You might also like