You are on page 1of 137

‫الجـمهــوريـــــة الجــزائـريــة الديمقــراطيـــة‬

‫الشعبيـــة‬
‫وزارة التـعليـــــــم العـــالــــــي والبـحـــث‬
‫الـعلـــمــــــي‬
‫جامعة أم البواقي‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬
‫رقم التسجيل‪:‬‬

‫الشعبة‪ :‬العلوم االقتصادية‬

‫مذكرة مكملة ضمن متطلبات نيل شهادة ماسترأكاديمي في العلوم االقتصادية‬


‫تخصص‪ :‬اقتصاد نقدي وبنكي‬
‫إشـــــــــــراف األستاذ‬ ‫من إعـداد الطالـبة‬
‫‪‬د‪ .‬فوزي شوق‬ ‫‪ ‬خولة فرح‬

‫اللجنة المناقشة‬

‫د‪.‬محي الدين شبيرة‪..............................................................................‬رئيسا‬

‫د‪.‬فوزي شوق‪...........................................................................‬مشرفا ومقررا‬


‫د‪.‬حمزة العوادي‪.................................................................................‬مناقشا‬

‫السنة الجامعية‪2018 /2017 :‬‬


‫أشكر هللا وأحمده حمدا كثيرا مباركا على هذه النعمة الطيبة والنافعة نعمة العلم والبصيرة‪.‬‬

‫يشرفني أن أتقدم بالشكر الجزيل والثناء الخالص والتقدير إلى نبع العون‪ ،‬إلى من وجنهي دون وهن‪،‬‬
‫إلى من زودني بكل شحن‪ ،‬إلى أستاذي الفاضل فوزي شوق املشرف على هذه املذكرة‪ ،‬الذي صخر‬
‫وقته وجهده في متابعة هذا البحث من أوله آلخره فكانت توجيهاته القيمة ومالحظاته النيرة حافزا‬
‫وسندا قويا على إتمام هذا البحث‪ .‬لك مني الشكر الجزيل وخالص االحترام والتقدير ودمت الشعاع‬
‫املنير جزاك هللا عنا كل خير‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر الخاص إلى كل من أشعل شمعة في دروب عملنا وإلى من وقف على املنابر وأعطى‬
‫من حصيلة فكره لينير دربنا‪ ،‬إلى أساتذة كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪.‬‬

‫وفي األخير أزف عبارات الشكر والعرفان إلى كل من ساعدني في إتمام هذا العمل املتواضع ولو بكلمة‬
‫طيبة وابتسامة صادقة‪.‬‬

‫إليكم كلكم أخلص التشكرات‪.‬‬

‫خولة‬
‫إلهي اليطيب الليل إال بشكرك‪ ...‬وال يطيب النهار إال بطاعتك‪ ...‬وال تطيب اللحظات إال بذكرك‪ ...‬وال‬
‫تطيب اآلخرة إال بعفوك‪ ...‬وال تطيب الجنة إال برؤيتك هللا جل جالله‬
‫فالحمد هلل الذي أعانني على إنجاز هذا العمل املتواضع الذي أهديه‪:‬‬
‫إلى من ركع العطاء أمام قدميها‪ ...‬وأعطتنا من دمها وروحها وعمرها حبا‪ ...‬وتصميما ودفعا لغد أجمل‬
‫إلى مالكي في الحياة‪ ...‬إلى الغالية التي ال ارى األمل إال من عينيها أمي ثم أمي ثم أمي‬
‫إليك أيتها الحبيبة أهديك ثمرة جهدك قبل أن تكون جهدي‬
‫إلى من كلله هللا بالهبة والوقار‪ ...‬إلى من علمني العطاء بدون إنتظار‪ ...‬إلى من أحمل إسمه بكل إفتخار‬
‫إلى منارة البيت سندي وقوتي‪ ...‬ستبقى كلماتك نجوم أهتدي بها اليوم وفي الغد وإلى األبد‬
‫إليك والدي العزيز أطال هللا عمرك‬
‫إلى من أرى التفاؤل بعينيهم‪ ...‬والسعادة في ضحكتهم‪ ...‬إلى الوجوه املفعمة بالبراءة‪ ...‬إلى بمحبتهم‬
‫أزهرت أيامي‪ :‬إخوتي األعزاء‪ " :‬زين الدين‪ ،‬عماد‪ ،‬عبد النور وفقه هللا لنيل شهادة التعليم املتوسط"‬
‫إلى زهرات النرجس‪ ...‬إلى القلوب الطاهرة الرقيقة والنفوس البريئة‬
‫إلى أختاي‪ :‬األستاذة "هند" والدلوعة "بثينة" وفقها هللا لنيل شهادة البكالوريا‪.‬‬
‫إلى فراشات العائلة "سجود‪ ،‬قدر‪ ،‬جوري" و الكتكوت " محمد سراج"‬
‫إلى من شجعني و نصحني وكان معي في كل املواقف‬
‫زوجي "رشيد"‬
‫إلى األخوات اللواتي لم تلدهن أمي‪ ،‬إلى من تحلو باإلخاء وتميزوا بالوفاء والعطاء إلى ينابيع الصدق‪:‬‬
‫منال‪ ،‬إيمان‪ ،‬رتيبة‪ ،‬أحالم‪ ،‬وسام‪.‬‬
‫إلى من كان معي على طريق النجاح والخير‪ ،‬إلى شعلة الذكاء والنور‪ ،‬أستاذي وقدوتي في الحياة‪ :‬شوق‬
‫فوزي‪.‬‬
‫إلى كل من زرع التفاؤل في دربي‪ ،‬إلى كل من قدموا لي املساعدات‪ ،‬التسهيالت‪ ،‬األفكار واملعلومات‪،‬‬
‫إلى كل زمالئي وزميالتي في جميع أطوار الدراسة‪.‬‬

‫خولة‬
‫فه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس املحتـ ـ ـ ـ ـ ــوي ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫فهرس املحتوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬

‫الصفحة‬ ‫العن ــوان‬


‫شكرو تقدير‬
‫اإلهداء‬
‫‪IV-I‬‬ ‫فهرس املحتويات………………………………………………………………………………………………‬
‫فهرس الجداول واألشكال البيانية واملالحق……………………………………………………………‬
‫‪XI-VIII‬‬
‫أ‪-‬ي‬ ‫املقدمة‪.........................................................................................................................‬‬
‫‪39-2‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬الطرح النظري سعر الصرف و الطلب على النقود‬
‫‪2‬‬ ‫تمهيد‪............................................................................................................................‬‬
‫‪3‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬مدخل مفاهيمي لسعر الصرف‬
‫‪3‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تعريف سعر الصرف وصيغه‪.....................................................................‬‬
‫‪3‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف سعر الصرف‪.....................................................................................................‬‬
‫‪4‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صيغ سعر الصرف‪......................................................................................................‬‬
‫‪5‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬أنظمة سعر الصرف‪................................................................................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬العوامل املؤثرة على سعر الصرف‪.......................................................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬العوامل اإلقتصادية املؤثرة على سعر الصرف‪...........................................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬العوامل غير اإلقتصادية املؤثرة على سعر الصرف‪...................................................‬‬
‫‪15‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬اإليطار املفاهيمي للطلب على النقود‬
‫‪16‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬التطور التاريخي للنقود‪.............................................................................‬‬
‫‪16‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف النقود‪................................................................................................................‬‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التطور التاريخي للنقود‪................................................................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬الطلب والعرض النقدي‪...........................................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الطلب على النقود‪................................................ ..........................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف عرض النقود‪...................................................................................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫املطلب االثالث‪ :‬التوازن النقدي‪.....................................................................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬عالقة النقد بالطلب عليه‪............................................................................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التوازن النقدي وآثاره على التوازن العام‪...................................................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬النظريات املفسرة لسعر الصرف والطلب على النقود‬
‫‪25‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬نظرية تعادل القوة الشرائية وتعادل أسعار الفائدة‪....................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نظرية تعادل القوة الشرائية‪........................................................................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تعادل أسعار الفائدة‪....................................................................................................‬‬

‫‪I‬‬
‫فهرس املحتوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬

‫‪29‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬نظرية ميزان املدفوعات والفقاعات املضاربة‪.............................................‬‬


‫‪29‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬نظرية ميزان املدفوعات‪................................................................................................‬‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬نظرية الفقاعات املضاربة (نظرية األرصدة)‪.............................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬الطلب على النقود في النظرية الكالسيكية‪...............................................‬‬
‫‪34‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬الطلب على النقود في النظرية الكينزية والنظرية النقدية‪............................‬‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الطلب على النقود في النظرية الكينزية‪.......................................................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الطلب على النقود في النظرية النقدية (فريدمان)‪....................................................‬‬
‫‪39‬‬ ‫خالصة‪.........................................................................................................................‬‬
‫‪78-41‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود وسعر الصرف في الجزائر خالل الفترة‬
‫(‪)2016-1996‬‬
‫‪41‬‬ ‫تمهيد‪...........................................................................................................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬واقع السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬
‫‪42‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مسار السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪.....................)2000-1996‬‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬قانون النقد والقرض ‪......................................................................................10/90‬‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬السياسة النقدية في ظل اإلتفاقيات مع املؤسسات النقدية الدولية‪.....................‬‬
‫‪48‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬مسار السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪...................)2016-2000‬‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أهم التعديالت التي جاء بها األمر الرئاس ي ‪......................................................01/01‬‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أهم التعديالت التي جاء بها األمر الرئاس ي ‪.....................................................11/03‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪ ‬الفرع الثالث‪ :‬أهم التعديالت التي جاء بها األمر الرئاس ي ‪...................................................04/10‬‬
‫‪50‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬أدوات السياسة النقدية في الجزائر‪.........................................................‬‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬معدل إعادة الخصم‪.....................................................................................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اإلحتياطي اإللزامي‪.......................................................................................................‬‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬سياسة السوق املفتوحة‪............................................................................................‬‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬إسترجاع السيولة الناقصة‪.........................................................................................‬‬
‫‪56‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬تسهيلة الودائع املغلة بالفائدة‪...............................................................................‬‬
‫‪57‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬الطلب على النقود والكتلة النقدية في الجزائر للفترة (‪)2016-1996‬‬
‫‪57‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬الطلب على النقود ومحدداته في الجزائر خالل الفترة (‪............)2016-1996‬‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (‪........................................)2016-1996‬‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬محددات الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (‪......................)2016-1996‬‬
‫‪62‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬تطور الكتلة النقدية ومقابالتها في الجزائر خالل الفترة(‪..........)2016-1996‬‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تطور الكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪....................................)2016-1996‬‬

‫‪II‬‬
‫فهرس املحتوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬

‫‪66‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تطور مقابالت الكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪....................)2016-1996‬‬
‫‪70‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬
‫‪70‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬خصائص اإلقتصاد الجزائري‪....................................................................‬‬
‫‪72‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬سياسة الصرف في الجزائر‪.......................................................................‬‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ملحة عن سعر صرف الدينار الجزائري قبل ‪.....................................................1990‬‬
‫‪74‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ملحة عن سعر صرف الدينار الجزائري بعد ‪....................................................1990‬‬
‫‪76‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬أسباب إختالل الدينار الجزائري‪..............................................................‬‬
‫‪76‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األسباب الداخلية إلختالل الدينار الجزائري‪...............................................................‬‬
‫‪77‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األسباب الخارجية إلختالل الدينار الجزائري‪.............................................................‬‬
‫‪78‬‬ ‫خالصة‪.........................................................................................................................‬‬
‫‪104-80‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر‬
‫للفتر ة ‪2016-1996‬‬
‫‪80‬‬ ‫تمهيد‪............................................................................................................................‬‬
‫‪81‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬التأصيل النظري لألساليب واإلختبارات القياسية املستخدمة‬
‫‪81‬‬ ‫املطلب األول ‪ :‬السببية وأنواعها‪.....................................................................................‬‬
‫‪81‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف السببية‪.............................................................................................................‬‬
‫‪82‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع السببية ‪..............................................................................................................‬‬
‫‪82‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬أهم االختبارات اإلحصائية ‪......................................................................‬‬
‫‪83‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬معامل التحديد‪........................................................................................................ R2‬‬
‫‪84‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إختبار إحصائية ستودينت (‪........................ ...............................) Test de Student‬‬
‫‪85‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إختبار إحصائية فيشر (‪..................................................................)Test de Fisher‬‬
‫‪86‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬أهم االختبارات القياسية لصالحية النموذج‪.............................................‬‬
‫‪86‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إختبار ‪........................................................................................ )Test Arch( ARCH‬‬
‫‪87‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إختبار اإلمتداد الخطي (‪...........................................................)Multi colinéarité‬‬
‫‪87‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إختبار اكتشاف عدم ثبات تباين حد الخطأ‪............................................................‬‬
‫‪88‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬إختبارات التوزيع الطبيعي (‪....................................................)Tests de normalité‬‬
‫‪89‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬قياس وتحليل العالقة بين سعر الصرف والطلب على في الجزائر للفترة‬
‫‪2016-1996‬‬
‫‪89‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬إختبار التأخر الزمني والسببية‪.................................................................‬‬

‫‪III‬‬
‫فهرس املحتوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬

‫‪89‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬بيانات متغيرات الدراسة‪...............................................................................................‬‬


‫‪91‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إختبار التأخر الزمني األمثل‪.........................................................................................‬‬
‫‪92‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إختبار السببية ‪............................................................................................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬التوقعات القبلية وتقدير نموذج الدراسة‪..................................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التوقعات القبلية‪..........................................................................................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تقدير نموذج الدراسة ‪..................................................................................................‬‬
‫‪94‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬اإلختبارات اإلحصائية والقياسية واإلقتصادية لنموذج الدراسة‪................‬‬
‫‪94‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اإلختبارات اإلحصائية‪...................................................................................................‬‬
‫‪96‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اإلختبارات القياسية ‪...................................................................................................‬‬
‫‪101‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اإلختبارات اإلقتصادية‪...............................................................................................‬‬
‫‪102‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬تحليل ومناقشة النتائج وإختبار الفرضيات‪..............................................‬‬
‫‪102‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تحليل ومناقشة النتائج‪................................................................................................‬‬
‫‪102‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إختبار الفرضيات‪.........................................................................................................‬‬
‫‪104‬‬ ‫خالصة‪.........................................................................................................................‬‬
‫الخاتمة‪108-106 .........................................................................................................................‬‬
‫قائمة املراجع‪116-110 ................................................................................................................‬‬
‫ملخص بالعربية واإلنجليزية‪...........................................................................................‬‬

‫‪IV‬‬
‫فهرس الجداول واألشكال البيانية‬
‫فهرس الجداول واألشكال البيانية‬
‫ا‬
‫أول‪:‬فهرس الجداول‬
‫رقم‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬
‫الجدول‬
‫‪11‬‬ ‫املقارنة بين نظام الصرف الثابت ونظام الصرف املرن‪....................................................‬‬ ‫(‪)1-1‬‬
‫‪52‬‬ ‫تطور معدالت إعادة الخصم في الجزائر خالل الفترة (‪.............................)2016-1996‬‬ ‫(‪)1-2‬‬
‫‪54‬‬ ‫تطور االحتياطي اإللزامي في الجزائر للفترة (‪..............................................)2016-2001‬‬ ‫(‪)2-2‬‬
‫‪57‬‬ ‫الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (‪..............................................)2016-1996‬‬ ‫(‪)3-2‬‬
‫‪61‬‬ ‫تطور سعر صرف الدينار مقارنة مع الدوالر في الفترة خالل الفترة (‪.....)2016-1996‬‬ ‫(‪)4-2‬‬
‫‪63‬‬ ‫تطور الكتلة النقدية خالل الفترة (‪............................................................)2016-1996‬‬ ‫(‪)5-2‬‬
‫‪67‬‬ ‫تطور مقابالت الكتلة النقدية خالل الفترة (‪.............................................)2016-1996‬‬ ‫(‪)6-2‬‬
‫‪71‬‬ ‫هيكل املديونية الجزائرية املتوسطة والطويلة املدى حسب عمالت التقويم‪.................‬‬ ‫(‪)7-2‬‬
‫‪90‬‬ ‫بيانات متغيرات الدراسة خالل الفترة (‪......................................................)1996-2016‬‬ ‫(‪)1-3‬‬
‫‪91‬‬ ‫إختبار التأخر الزمني األمثل بين متغيرات الدراسة‪............................................................‬‬ ‫(‪)2-3‬‬
‫‪92‬‬ ‫نتائج إختبار سببية جرانجر بين متغيرات الدراسة‪...........................................................‬‬ ‫(‪)3-3‬‬
‫‪94‬‬ ‫نتائج تقدير نموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ‪...................2016-1996‬‬ ‫(‪)4-3‬‬
‫‪95‬‬ ‫نتائج إختبار ستودينت لنموذج الدراسة‪......................................................................................‬‬ ‫(‪)5-3‬‬
‫نتائج إختبار توصيف نموذج الطلب على النقود في الجزائر للفترة ‪2016-1996‬‬
‫‪97‬‬ ‫(‪)6-3‬‬
‫(‪.................................................................................................................)Ramsey test‬‬
‫نتائج إختبار بريتش قودفي للرتباط الذاتي لألخطاء من الدرجة األولى لنموذج الطلب‬
‫‪98‬‬ ‫(‪)7-3‬‬
‫على النقود في الجزائر للفترة ‪........................................................................2016-1996‬‬
‫‪99‬‬ ‫نتائج إختبار (‪ )ARCH‬لنموذج الطلب على النقود في الجزائر للفترة ‪........2016-1996‬‬ ‫(‪)8-3‬‬

‫‪VIII‬‬
‫فهرس الجداول واألشكال البيانية‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬فهرس األشكال البيانية‬
‫رقم‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬
‫الشكل‬
‫‪21‬‬ ‫التوازن في السوق النقدي‪..............................................................................................................‬‬ ‫(‪)1-1‬‬
‫‪23‬‬ ‫منحنى ‪...............................................................................................................................................IS‬‬ ‫(‪)2-1‬‬
‫‪24‬‬ ‫التوازن العام لنموذج)‪.......................................................................................(IS_LM‬‬ ‫(‪)3-1‬‬
‫‪58‬‬ ‫تطور الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (‪..................................)2016-1996‬‬ ‫(‪)1-2‬‬
‫‪59‬‬ ‫تطور التضخم في الجزائر خالل الفترة (‪....................................................)2016-1996‬‬ ‫(‪)2-2‬‬
‫‪61‬‬ ‫تطور سعر صرف الدينار مقارنة مع الدوالر في الفترة (‪.............................)2016-1996‬‬ ‫(‪)3-2‬‬
‫‪64‬‬ ‫تطور الكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪..........................................)2016-1996‬‬ ‫(‪)4-2‬‬
‫‪68‬‬ ‫تطور مقابالت الكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة ( ‪.........................)2016_1996‬‬ ‫(‪)5-2‬‬
‫إختبار التوزيع الطبيعي لنموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ‪-1996‬‬
‫‪100‬‬ ‫(‪)1-3‬‬
‫‪................................................................................................................................... .2016‬‬
‫إختبار إستقرارية املعلمات لنموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪101‬‬ ‫(‪)2-3‬‬
‫‪........................................................................................................................ 2016-1996‬‬

‫‪IX‬‬
‫املقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة‬
‫املقدمة‬
‫‪...................................‬إدارة الموارد البشرية من منظور اقتصاد المعر‬ ‫الفصل األول‬

‫يعتبر موضوع النقود والطلب عليها من املواضيع التي مازالت تثير الجدل الكبير لدى الباحثين في‬
‫هذا املجال‪ ،‬حيث نجد أنه من أهداف السياسة النقدية تنظيم تداول النقود وفق قواعد وأسس علمية‪،‬‬
‫ألن عدم التحكم في الكتلة النقدية ينجر عنها آثار سلبية على اإلقتصاد‪ ،‬كما يعتبر سعر صرف العملة‬
‫املحلية مقابل العمالت األجنبية مقياس هام ملعرفة واقع السياسة النقدية املنتهجة في أي دولة‪ ،‬وبما أن‬
‫النقود تطلب ملدى قدرتها الشرائية فإن الطلب عليها يتأثر بمجموعة من العوامل اإلقتصادية‪.‬‬
‫هناك عدة نظريات تناولت موضوع الطلب على النقود وترجع عادة إلى مدرستين أساسيتين‪:‬‬
‫املدرسة الكينزية واملدرسة النقدية بحيث يركز أتباع املدرسة األولى على شرح الدوافع التي تخلق الطلب‬
‫على النقد‪ ،‬وبينما يطبق أتباع املدرسة الثانية من جهة أخرى النظرية العامة للطلب والتوازن الكلي‪ .‬كما‬
‫تبرز أهمية تقدير دالة الطلب على النقود وفهم العالقة بينه وبين املتغيرات املؤثرة فيه‪ .‬ومن بين ما‬
‫أفرزته النظرية اإلقتصادية من تأثير متغيرات إقتصادية على أخرى نجد أن العوامل املؤثرة في الطلب‬
‫عللى النقود لها تأثير على سعر صرف عملة أي دولة‪ ،‬لكن تختلف درجة التأثير من دولة إلى أخرى حسب‬
‫العوامل املؤثرة في الطلب على النقود الخاصة بتلك الدولة‪.‬‬
‫وتعتبر الجزائر من بين الدول التي عرفت منذ سنة ‪ 1990‬مرحلة جديدة إتضحت فيها معالم‬
‫اإلقتصاد الجديد الذي تتجه الجزائر نحوه‪ ،‬ويعتبر قانون النقد والقرض ‪ 90/10‬أهم نقطة تحول عرفتها‬
‫فبما يخص مسار السياسة النقدية‪ ،‬حيث نظم الصرف حركة رؤوس األموال عن طريق البنك املركزي‬
‫الذي إستعاد كامل صالحياته يتولى مهمتين أساسيتين‪ ،‬أولها مهمة الرقابة على الصرف وثانيها السهر على‬
‫تحقيق اإلستقرار الداخلي والخارجي للنقد عن طريق تنظيم‪ ،‬ومراقبة الحركة النقدية‪.‬‬
‫ونظرا لطبيعة بحثنا إرتأينا أن نستعين إلى جانب التحليل اإلقتصادي ملتغيرات الدراسة في الجزائر‬
‫بالتحليل القياس ي وذلك من خالل قياس وتحليل العالقة الديناميكية التي تربط بين سعر الصرف‬
‫والطلب على النقود في الجزائر خالل فترة (‪ )2016-1996‬في ظل وجود متغيرات ضابطة‪ :‬معدل إعادة‬
‫الخصم‪ ،‬الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬معدل التضخم من خالل اإلعتماد على األساليب اإلحصائية والقياسية‬
‫املناسبة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إشكالية الدراسة‬
‫نتيجة تحسن الظروف اإلقتصادية للجزائر من خالل تنفيذ ثالثة برامج تنموية ضخمة‪ ،‬كان‬
‫تمويلها ناتج عن زيادة مداخيل الجباية البترولية األمر الذي أدى إلى نشاط اإلقتصاد الجزائري إنجر عنه‬
‫الزيادة في الطلب على النقود لتسوية املعامالت بمختلف أنواعها‪ ،‬كما أن سعر صرف الدينار الجزائري كان‬
‫غير مستقر أمام العمالت األجنبية‪.‬‬

‫‌أ‬
‫املقدمة‬
‫‪...................................‬إدارة الموارد البشرية من منظور اقتصاد المعر‬ ‫الفصل األول‬

‫هذا الطرح يقودنا إلى السؤال الرئيس ي التالي‪ :‬هل يمكن بناء نموذج يعكس العالقة بين سعر الصرف‬
‫والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (‪ )2016-1996‬في ظل وجود متغيرات ضابطة ( معدل‬
‫إعادة الخصم‪ ،‬الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬معدل التضخم)؟‬
‫لتسهيل حل التساؤل الرئيس ي‪ ،‬قمنا بتجزئته إلى التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬هل هناك عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر‬
‫خالل الفترة (‪)2016-1996‬؟‬
‫‪ .2‬هل هناك عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر إيجابي بين الناتج املحلي اإلجمالي والطلب على النقود‬
‫في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬؟‬
‫‪ .3‬هل هناك عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي بين معدل إعادة الخصم والطلب على النقود في‬
‫الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬؟‬
‫‪ .4‬هل هناك عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر إيجابي بين معدل التضخم والطلب على النقود في‬
‫الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬؟‬
‫ثانيا‪:‬فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫ً‬
‫على ضوء ماتم طرحه من سؤال رئيس ي وتساؤالت فرعية حول الدراسة وأمال في بتحقيق أهدافها‬
‫إنطلقنا من فرضية رئيسية وفرضيات فرعية‪:‬‬
‫الفرضية الرئيسية‪ :‬يمكن بناء نموذج يعكس العالقة بين سعر الصرف والطلب على النقود في‬
‫الجزائر خالل الفترة (‪ )2016-1996‬في ظل وجود متغيرات ضابطة ( معدل إعادة الخصم‪ ،‬الناتج‬
‫املحلي اإلجمالي‪ ،‬معدل التضخم)‪.‬‬
‫الفرضيات الفرعية‪:‬‬
‫‪ .1‬وجود عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر‬
‫خالل الفترة (‪)2016-1996‬؛‬
‫‪ .2‬وجود عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر موجب بين الناتج املحلي اإلجمالي والطلب على النقود في‬
‫الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬؛‬
‫‪ .3‬وجود عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي بين معدل إعادة الخصم والطلب على النقود في‬
‫الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬؛‬
‫‪ .4‬هناك عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر موجب بين معدل التضخم والطلب على النقود في الجزائر‬
‫خالل الفترة (‪.)2016-1996‬‬

‫‌ب‬
‫املقدمة‬
‫‪...................................‬إدارة الموارد البشرية من منظور اقتصاد المعر‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬أسباب إختيار الدراسة‬


‫هناك عدة أسباب ودوافع أدت بنا إلى إختيار هذا املوضوع من أبرزها‪:‬‬
‫‪ .1‬لقد كان إختيارنا لهذا املوضوع نابع من إنشغالنا الكبير به كون أن الطلب على النقود في تزايد‬
‫مستمر أمام محدودية العرض النقدي؛‬
‫‪ .2‬إختيارنا لهذا املوضوع يرجع أساسا إلى أن واقع اإلقتصاد الجزائري اليوم يفرض على كل باحث‬
‫على مستوى اإلقتصاد الكلي دراسة والتعرف على أثر ىتطور مؤشرات اإلقتصاد الكلي وتأثيرها‬
‫على الوضع اإلقتصادي للدولة مثل الطلب على النقود؛‬
‫‪ .3‬قلة الدراسات اإلقتصادية املدعمة بالتحليل الكمي ملثل هذه الدراسات كانت دافعا إلختيارنا لهذا‬
‫املوضوع على مستوى املاستر‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أهمية الدراسة‬
‫تكمن أهمية الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬التعرض على تطور متغيرات الدراسة في الجزائر خالل فترة الدراسة؛‬
‫‪ .2‬محاولة إفادة أصحاب القرار فيما يتعلق بالسياسة الكفيلة لتحسين سعر صرف العملة املحلية‬
‫مقابل العمالت األجنبية؛‬
‫‪ .3‬الوقوف على أهمية إستخدام أسلوب اإلنحدار املتعدد في معرفة العالقة واألثر بين متغيرات‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬أهداف الدراسة‬
‫الغرض من الدراسة اليعدو من كونه تجسيدا لألهداف التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬الوقوف على التطور اإلحصائي ملتغيرات الدراسة ( سعر صرف الدينار الجزائري‪ ،‬الطلب على‬
‫النقود‪ ،‬معدل إعادة الخصم‪ ،‬معدل التضخم‪ ،‬مقابالت الكتلة النقدية) في الجزائر خالل فترة‬
‫الدراسة؛‬
‫‪ .2‬معرفة إتجاه السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر في ظل وجود‬
‫متغيرات ضابطة ( معدل إعادة الخصم‪ ،‬معدل التضخم‪ ،‬الناتج املحلي اإلجمالي) خالل الفترة‬
‫(‪ّ)2016-1996‬؛‬
‫‪ .3‬إبراز أهمية أساليب القياس اإلقتصادي في القياس والتحاليل للعالقة بين املتغيرات اإلقتصادية‪.‬‬

‫‌ج‬
‫املقدمة‬
‫‪...................................‬إدارة الموارد البشرية من منظور اقتصاد المعر‬ ‫الفصل األول‬

‫سادسا‪ :‬حدود الدراسة‬


‫بالتأمل في عنوان البحث نجد أنه يتكون من جزئين‪ ،‬األول نظري (تحليل إقتصادي) نحاول من‬
‫خالله فهم واقع كل سعر صرف والطلب على النقود في بالدنا‪ ،‬وذلك باإلستعانة بتطور مؤشرات كل‬
‫متغير‪ ،‬وإنطالقا من القراءات والتحاليل الفكرية ألهم املدارس فيما يخص هذه املتغيرات‪ ،‬والثاني كمي‬
‫نحاول من خالله تحليل العالقة السببية واألثر بين متغيرات الدراسة‪.‬‬
‫أما فيما يخص فترة الدراسة فقد إنصب تحليلنا للفترة (‪ )2016-1996‬تعتبر هذه الفترة بالفترة‬
‫الحاسمة حيث عرف خاللها اإلقتصاد الجزائري عدة تطورات‪ ،‬منها على وجه الخصوص تطبيق ثالث‬
‫برامج تنموية كبرى‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬منهج الدراسة واألدوات املستخدمة‬
‫وفقا لإلشكالية املطروحة سلفا والفرضيات املعروضة من خاللها‪ ،‬توجه البحث هو توجه‬
‫إقتصادي كلي تطبيقي‪ ،‬بمعنى أنه سيجمع بين ماهو نظري وما هو تطبيقي في إطار املنهج اإلستقرائي‪ ،‬من‬
‫خالل إستخدام األسلوب الوصفي التحليلي وذلك من أجل اإلملام بالجوانب النظرية والتطبيقية‬
‫للموضوع‪ ،‬أي من خالل وصف متغيرات الدراسة وتحليل تطورها خالل فترة الدراسة‪.‬‬
‫كما سوف يتم اإلستعانة بالتحليل البياني والرياض ي فيما يخص التحليل الكمي ملتغيرات‬
‫الدراسة‪ ،‬سواءا عندما يتعلق األمر بتحليل األرقام واإلحصائيات املتحصل عليها‪ ،‬وفيما يخص الدراسة‬
‫القياسية وذلك بتحليل العالقة السببية التي تربط متغير الطلب على النقود باملتغيرات اإلقتصادية الكلية‬
‫األساسية املؤثرة فيه واملتمثلة في سعر الصرف‪ ،‬معدل إعادة الخصم‪ ،‬معدل التضخم بإستخدام نموذج‬
‫اإلنحدار املتعدد‪ ،‬وذلك باإلعتماد على البرمجية اإلحصائية ‪.EVIEWS8‬‬
‫ثامنا‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫هناك العديد من الدراسات واألبحاث التي تناولت موضوع العوامل املؤثرة في الطلب على النقود‪،‬‬
‫وإختالف طرح كل باحث حسب إشكالية كل موضوع‪،‬وما يميز دراستنا هذه عن الدراسات السابقة مايلي‪:‬‬
‫‪ .1‬دراسة العالقة السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في ظل وجود متغيرات ضابطة‬
‫(معدل إعادة الخصم‪ ،‬الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬معدل التضخم)؛‬
‫‪ .2‬قياس وتحليل أثر كل متغير سواء كان مفسر أو ضابط على املتغير التابع‪.‬‬
‫ومن بين الدراسات السابقة القريبة ملوضوعنا نجد‪:‬‬

‫‌د‬
‫املقدمة‬
‫‪...................................‬إدارة الموارد البشرية من منظور اقتصاد المعر‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .1‬دراسة ل‪ :‬جمعي سميرة‪ ،‬دراسة قياسية إلستقرارية دالة الطلب على النقود في الجزائر خالل‬
‫الفترة (‪ ،)2014-1970‬مجلة املالية واألسواق‪ ،‬املجلد‪ ،3‬العدد‪ ،5‬جامعة مستغانم‪،‬‬
‫‪1‬سبتمبر‪ .2016‬ومن أهم النتائج التي توصلت لها هذه الدراسة مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬الطلب على النقود في الجزائر يتكامل تكامال متزامنا مع املحددات النقدية املستخدمة في‬
‫الدراسة التطبيقية (سعر الصرف اإلسمي‪ ،‬الناتج الداخلي الخام‪ ،‬سعر إعادة الخصم‪،‬‬
‫نسبة التضخم)؛‬
‫‪ ‬السياسة النقدية التوسعية املعتمدة من طرف السلطات النقدية أثرت على هيكل الطلب‬
‫على النقود في الجزائر؛‬
‫‪ ‬هيكل الطلب على النقود في الجزائر قد شهد تحول هيكلي في سنة ‪ 2002‬بفعل التوسع‬
‫النقدي في تلك الفترة‪.‬‬
‫‪ .2‬دراسة ل‪ :‬غفران حاتم وميس رعد عبد الصاحب‪ ،‬قياس إستقرارية دالة الطلب على النقود‬
‫وإنعكاساتها على سعر صرف الدينار العراقي للمدة ‪،2013-1991‬مجلة العلوم اإلقتصادية‬
‫واإلدارية‪ ،‬املجلد‪ ،23‬العدد‪ ،97‬العراق ‪ .2017‬ومن أهم النتائج التي توصلت لها هذه الدراسة‬
‫مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬توصلت النتائج اإلحائية إلختبار التكامل املشترك إلى عدم وجود عالقة تنازلية طويلة‬
‫أألجل بين الطلب على النقود وسعر صرف الدينار العراقي؛‬
‫‪ ‬أوضحت نتائج إختبار السببية أن هناك عالقة عكسية بإتجاه واحد من الطلب على‬
‫النقود إلى سعر الصرف وال توجد عالقة سببية من سعر الصرف إلى الطلب على النقود‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬هيكل الدراسة‬
‫بغية اإلجابة على اإلشكالية املطروحة والفرضيات املوضوعة من خاللها وتحقيق أهداف الدراسة‪،‬‬
‫تم تقسيم املوضوع بعد املقدمة إلى ثالث فصول كما هو مبين أدناه‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬تضمن الطرح النظري لسعر الصرف والطلب على النقود؛ حيث تم تقسيم هذا الفصل‬
‫إلى ثالثة مباحث‪ ،‬تناول األول مدخل مفاهيمي لسعر الصرف‪ ،‬أما املبحث الثاني فتناول اإلطار املفاهيمي‬
‫للطلب على النقود‪ ،‬أما املبحث الثالث فتناولنا من خالله إلى النظريات املفسرة لسعر الصرف والطلب‬
‫على النقود‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تضمن تحليل تطور الطلب على النقود وسعر الصرف في الجزائر خالل الفترة (‪-1996‬‬
‫‪ ،)2016‬حيث تم تقسيم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث‪ ،‬حيث تناولنا في املبحث األول واقع السياسة‬

‫‌ه‬
‫املقدمة‬
‫‪...................................‬إدارة الموارد البشرية من منظور اقتصاد المعر‬ ‫الفصل األول‬

‫النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪ ،)2016-1996‬أما املبحث الثاني فتطرقنا إلى الطلب على النقود‬
‫والكتلة النقدية في الجزائر للفترة (‪ ،)2016-1996‬أما املبحث الثالث فتناولنا سعر الصرف في الجزائر‬
‫خالل الفترة (‪.)2016-1996‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تناولنا من خالله إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في‬
‫الجزائر للفتر ة ‪ 2016-1996‬حيث تم تقسيم هذا الفصل منهجيا إلى مبحثين‪ ،‬تناولنا في املبحث األول‬
‫التأصيل النظري لألساليب واإلختبارات القياسية املستخدمة‪ ،‬أما املبحث الثاني تطرقنا من خالله إلى‬
‫قياس وتحليل العالقة بين سعر الصرف والطلب على في الجزائر للفترة ‪.2016-1996‬‬
‫في األخير ختمنا هذه الدراسة ككل الدراسات بخاتمة تتضمن أهم النتائج املتوصل إليها‪ ،‬وعلى‬
‫إثرها تم وضع مجموعة من اإلقتراحات نراها مناسبة‪ ،‬وبغية فتح باب البحث من جديد قمنا بطرح آفاق‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫‌و‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري لسعر الصرف والطلب على النقود‬
‫تمهيد‬
‫املبحث األول‪ :‬مدخل مفاهيمي لسعر الصرف‬
‫املبحث الثاني‪ :‬اإلطار املفاهيمي للطلب على النقود‬
‫املبحث الثالث‪ :‬النظريات املفسرة لسعر الصرف والطلب على النقود‬
‫خالصة‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫تمهيد‬
‫تعتبر النقود أداة للتداول وتحظى بالقبول العام داخل البلد الواحد‪ ،‬أما في حالة املعامالت‬
‫اإلقتصادية مع الخارج فإن الوضع يختلف تماما‪ ،‬بحكم أن هذا التبادل يتطلب نوعا من املقارنة بين‬
‫عملتين على األقل لتحديد السعر الذي يبنى عليه التعامل ويطلق عليه سعر الصرف‪ ،‬وبحكم أن هذا‬
‫األخير يتم على أساسه تسوية كل املعامالت اإلقتصادية واملالية التي تتم بين املقيمين وغير املقيمين‪ ،‬األمر‬
‫الذي يجعله يعيش تقلبات حادة بسبب عوامل العرض والطلب على العملة الوطنية التي تشكلها هذه‬
‫املعامالت‪ ،‬والتطور النقدي يمثل أحد ميادين اإلستجابة اإلنسانية للتحديات حيث تطورت النظم‬
‫النقدية من سلعية إلى إئتمانية‪،‬أي من نقود تمثل قيمتها السلعية جزءا من قيمتها النقدية إلى نقود ال‬
‫تمثل قيمتها السلعية أهمية في تحديد قيمتها النقدية سواءا كانت أوراقا نقدية تصدرها البنوك املركزية أو‬
‫حسابات جارية في دفاتر بنك تجاري‪ .‬لذا يبقى أمام السلطات النقدية مسؤولية تجسيد آليات وإجراءات‬
‫تتحكم في قيمة العملة الوطنية‪ ،‬قصد جعل هذه األخيرة تلعب دورا مهما في أن تكون سندا للقرارات‬
‫اإلقتصادية وعامال مساهما في توجيه وضعية العديد من املتغيرات اإلقتصادية الكلية والجزئية بطريقة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة إلى اإلتجاه املرغوب‪ .‬ومن أجل اإلملام بهذا الفصل تم تقسيمه إلى ثالث مباحث‬
‫أساسية وهي‪:‬‬
‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬مدخل مفاهيمي لسعر الصرف؛‬
‫‪ ‬املبحث الثاني‪ :‬اإلطار املفاهيمي للطلب على النقود؛‬
‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬النظريات املفسرة لسعر الصرف والطلب على النقود‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫املبحث األول‪ :‬مدخل مفاهيمي لسعر الصرف‬


‫لقد أدى تشابك العالقات اإلقتصادية و األنشطة التجارية الدولية بين مختلف الدول‪ ،‬التي‬
‫تتعامل كل منها بعملة نقدية مختلفة‪ ،‬الى وجود مايعرف بسعر الصرف الذي يحظى بإهتمام كبير من قبل‬
‫اإلقتصاديين واملستثمرين وكذلك بإهتمام جميع املؤسسات والشركات‪،‬إذ يعتبر سعر الصرف مؤشر‬
‫يستجيب بقوة للمؤشرات اإلقتصادية الكلية وعليه فإن سعر الصرف اليختلف عن بقية املتغيرات املكونة‬
‫للفعالية اإلقتصادية‪ ،‬لذلك سنحاول في هذا املبحث من أخذ نظرة عامة من سعر الصرف من خاللها‬
‫سنعرج على بعض املفاهيم األساسية املرتبطة بسعر الصرف‪ .‬من خالل التطرق إلى‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف سعر الصرف وصيغه؛‬
‫‪ ‬أنظمة سعر الصرف؛‬
‫‪ ‬العوامل املؤثرة على سعر الصرف‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف سعر الصرف وصيغه‬
‫سنحاول التعرف في هذا املطلب الى مختلف التعاريف املقدمة حول سعر الصرف‪ ،‬ثم نستعرض‬
‫صيغه املختلفة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف سعر الصرف‬
‫هناك عدة تعاريف لسعر الصرف نذكر منها‪:‬‬
‫التعريف األول‪ :‬سعر الصرف هو عدد الوحدات التي يجب دفعها من عملة معينة للحصول على وحدة‬
‫واحدة من العملة األجنبية‪.1‬‬
‫التعريف الثاني‪:‬سعر الصرف هو عبارة عن ثمن العملة املحلية معبرا عنه بالنقد األجنبي أو هو سعر النقد‬
‫املحلي للنقد األجنبي‪.2‬‬
‫التعريف الثالث‪:‬سعر الصرف هو عدد الوحدات الوطنية التي تدفع للحصول على وحدة واحدة أجنبية؛‬
‫أو عدد الوحدات من العملة األجنبية الالزمة لشراء وحدة واحدة من العملة الوطنية‪.3‬‬

‫‪ -1‬بن قدور علي‪ ،‬في دراسة قياسية لسعر الصرف الحقيقي التوازني في الجزائر( ‪ ،)2010_1970‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه‬
‫العلوم‪ ،‬تخصص تسيير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‪ ،2013_2012 ،‬ص‪.14 :‬‬
‫‪ -2‬م‪.‬م‪.‬صباح نوري عباس‪ ،‬أثر التضخم على سعر الصرف التوازني بالدينار العراقي للمدة ‪( 2005_1990‬بحث تطبيقي)‪ ،‬كلية بغداد‬
‫للعلوم اإلقتصادية‪ ،‬معهد اإلدارة‪ /‬الرصافة‪ ،‬العدد السابع عشر أيار‪،2008‬ص‪.64:‬‬
‫‪ -3‬لحلو موس ى بوخاري‪ ،‬سياسة الصرف األجنبي وعالقتها بالسياسة النقدية‪ ،‬مكتبة الحسن العصرية للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.120:‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫وهو بهذا يجسد أداة الربط بين اإلقتصاد املحلي وباقي اإلقتصاديات وهو باإلضافة إلى ذلك يربط بين‬
‫أسعار السلع في اإلقتصاد املحلي وأسعارها في السوق العاملية‪ ،‬فالسعر املحلي للسلعة والسعر العالمي‬
‫مرتبطان من خالل سعر الصرف‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صيغ سعر الصرف‬
‫كون سعر الصرف هو عملة من العمالت ويتأثر بتالقي العرض و الطلب وعليه فنميز بين عدة‬
‫أشكال من سعر الصرف‪:‬‬
‫‪ ‬سعر الصرف اإلسمي‪ :‬هو مقياس عملة إحدى البلدان التي يمكن تبادلها بقيمة عملة بلد‬
‫آخر‪ ،‬حيث يتم تبادل العمالت أو شراء وبيع العمالت حسب أسعارها فيما بينها‪ ،‬ويتم‬
‫تحديد سعر الصرف اإلسمي لعملةما تبعا للطلب والعرض عليها في سوق الصرف في‬
‫لحظة زمنية معينة‪ ،‬ولهذا يمكن لسعر الصرف أن يتغير تبعا لتغير الطلب والعرض‪،‬‬
‫وبداللة نظام الصر ف املعتمد في البلد‪ ،‬فإرتفاع سعر عملةما يؤثر على اإلمتياز بالنسبة‬
‫للعمالت األخرى‪ .‬وينقسم سعر الصرف اإلسمي إلى سعر الصرف الرسمي أي املعمول به‬
‫فيما يخص املبادالت الجارية الرسمية‪ ،‬وسعر الصرف املوازي أي السعر املعمول به في‬
‫األسواق املوازية وهذا يعني امكانية وجود أكثر من سعر صرف إسمي في نفس الوقت‬
‫لنفس العملة في نفس البلد‪.1‬‬
‫‪ ‬سعر الصرف الحقيقي‪ :‬يعبر هذا النوع عن عدد الوحدات من السلع األجنبية الالزمة‬
‫لشراء وحدة واحدة من السلع املحلية‪ ،‬وبالتالي تقيس القدرة على املنافسة وهو يفيد‬
‫املتعاملين اإلقتصاديين في إتخاذ قراراتهم‪ ،‬فمثال إرتفاع مداخيل الصادرات بالتزامن مع‬
‫ارتفاع تكاليف إنتاج املواد املصدرة بنفس املعدل اليدفع الى التفكير في زيادة الصادرات‬
‫ألن هذا اإلرتفاع في العوائد اليؤدي إلى أي تغيير في أرباح املصدرين وإن إرتفعت مداخيلهم‬
‫بنسبة عالية‪.2‬‬
‫‪ ‬سعر الصرف الفعلي‪ :‬يعبر سعر الصرف الفعلي عن املؤشر الذي يقيس متوسط التغير في‬
‫سعر صرف عملة بالنسبة لعدة عمالت أخرى في نفس فترة زمنيةما‪ ،‬وبالتالي مؤشر سعر‬
‫الصرف الفعلي يساوي متوسط عدة أسعار صرف ثنائية وهو يدل على مدى تحسن أو‬

‫‪ -1‬عبد املجيد قدي‪ ،‬املدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية(دراسة تحليلية تطبيقية)‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان املطبوعات‬
‫الجامعية‪،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.103:‬‬
‫‪ -2‬م‪.‬م‪.‬صباح نوري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.56:‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫تطور عملة بلدما بالنسبة ملجموعة من العمالت ويمكن قياسه بإستخدام مؤشر السبير‬
‫لألرقام القياسية‪.‬‬
‫‪ ‬سعر الصرف الفعلي الحقيقي‪ :‬الواقع أن سعر الصرف الفعلي الحقيقي هو سعر صرف‬
‫فعلي إسمي ألنه عبارة عن متوسط لعدة أسعار ثنائية‪ ،‬ومن أجل أن يكون هذا املؤشر‬
‫ذا داللة مالئمة على تنافسية البلد تحاه الخارج‪ ،‬البد أن يخضع هذا املعدل اإلسمي إلى‬
‫التصحيح بإزالة أثر تغيرات األسعار النسبية‪.1‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أنظمة سعر الصرف‬
‫إن أنظمة أسعار الصرف تعد أحد العناصر املهمة في سياسة الصرف األجنبي وهي األنظمة التي‬
‫تعتمدها الدول في تحديدها في معدالت صرف عملتها‪ ،‬إذ يعرف نظام الصرف بأنه مجموعة القواعد التي‬
‫تحدد تدخل السلطات النقدية في سوق الصرف ولسعر الصرف أنظمة عديدة نحاول ذكر أبرزها فيمايلي‪:‬‬
‫‪ ‬نظام سعر الصرف الثابت‪ :‬لقد ساد هذا النظام لفترة طويلة متمثلة بقاعدة الذهب عبر مراحل‬
‫تطورها املختلفة كنظام الذهب الكامل‪ ،‬وفي صورة املسكوكات الذهبية وذلك في أواخر القرن‬
‫التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وحتى قيام الحرب العاملية األولى؛ ووفقا لهذا النظام تكون‬
‫مركزية القرار اإلقتصادي و النقدي لفائدة البلد الرائد‪ ،‬بالرغم من كون عملية التثبيت جد‬
‫مقيدة ومتعبة‪.‬‬
‫إذ أنه وكنتيجة لفائض الطلب على العملة األجنبية قد يسمح لسعر الصرف بالزيادة عن السعر‬
‫الرسمي املحدد‪ ،‬فيحدث تخفيض لصرف العملة املحلية لذا تقوم السلطات النقدية بتحديد‬
‫سعر الصرف الرسمي على أساس الظروف اإلقتصادية للقطاع الخارجي وحجم إحتياطات الدولة‬
‫من العمالت األجنبية‪ ،‬إذ أن العالقة بين العملة املحلية والعمالت األجنبية تكون محددة إداريا‬
‫وليس على مستوى السوق‪ ،‬وطاملا أن تلك العالقة تتم على مستوى البنوك‪ ،‬وأنه اليوجد إال عملة‬
‫واحدة تسعر على مستوى أسواق الصرف‪ ،‬فإن إحتياطات سعر الصرف توضع تحت تصرف‬
‫البنك املركزي للعملة القوية‪ .‬وعلى الرغم من سهولة تطبيقه الظاهرية إال أن أهدافه وطموحاته‬
‫اإلقتصادية جد معقدة ومتشابكة‪ ،‬فهو يتضمن أن العملة القوية (التي تحظى بتسعير في سوق‬
‫الصرف) يجب أن تتحمل العجز املتوقع عند البلد الشريك‪.‬‬
‫وبإعتبار أن هذا األخير قد أصبح محميا من أخطار تقلبات الصرف فإن للبلد املحور الحق‬
‫في النظر إلى ما يخص العوامل التي من شأنها الضرر بالحسابات الخارجية لشركائه (إرتفاع‬

‫‪ -1‬عبد املجيد قدي‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.123 :‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫األسعار‪ ،‬الزيادة في حجم النقود املتداولة‪ ،‬عجز داخلي ‪...‬الخ)‪ .1‬وحتى في بداية التسعينات كان‬
‫اليزال هذا النظام يشجع اإلستهالك الداخلي ( السلع املستوردة كانت أكثر تنافسية )‪ ،‬والذي كان‬
‫يمثل في الوقت نفسه فقدان ميزة تنافسية هامة إلقتصاديات الدول اإلفريقية املتعاملة ب ‪CFA‬‬
‫وعائقا فيما يخص توازنها الخارجي‪ ،‬ونظرا لتدني مستويات نموها اإلقتصادي تم تخفيضها بقيمة‬
‫‪ %50‬سنة ‪ ،1994‬مما أدى إلى إنتعاش نسبي إلقتصادياتها‪ .‬وقد أوضحت الدراسات التي تمت‬
‫" ‪ "Krugman, 1979‬أن نظام التثبيت من‬ ‫لتبيان مصداقية ونجاعة هذا النظام كنموذج‬
‫خالل تدخالته املتكررة لتجنب أزمات الصرف سيؤثر سلبا على إحتياطي الدول من العملة‬
‫األجنبية ذلك أنه وبمجرد توقع املتعاملين في السوق إنخفاض عملة البلد فإنه سوف يقومون‬
‫ببيعها مجبرينها بذلك على فقدان قيمتها‪ ،‬ما يدفع البنك املركزي إلى التدخل إلعادة تثبيتها فاقد‬
‫بذلك كل مرة من قيمة اإلحتياطي املجمل لديه‪.2‬‬
‫ويعرف في مفهوم الواسع على أنه النظام أين يتم فيه ربط عملة وطنية ما بعملة صعبة أخرى أو‬
‫سلة عمالت صعبة بمعدل صرف ثابت ( كالدوالرات‪ ،‬اليورو‪ )... ،‬إذ يرجع إختيار تلك العملة الصعبة إلى‬
‫طبيعة العالقات التجارية بين الدولتين مع السماح لتلك األسعار بالتقلب في حدود ضيقة للغاية وهي‬
‫‪4‬‬
‫حدود دخول وخروج الذهب‪ ،3‬إذ أن قاعدة الذهب الدولية‪ ،‬تتوفر على ثالث شروط أساسية هي‪:‬‬
‫_تحديد قيمة ثابتة للعملة الوطنية بالذهب؛‬
‫_ ضمان السلطات النقدية لصرف العملة الوطنية للذهب‪ ،‬والعكس دون قيود؛‬
‫_حرية تصدير الذهب و استيراده‪.‬‬
‫يختص هذا النظام بمجموعة من القواعد أستخرجت من طرق تطبيقها من قبل البنوك املركزية‬
‫‪5‬‬
‫للعديد من الدول‪:‬‬
‫‪ ‬قابلية العمالت للتحويل‪ :‬توضح املادة الثامنة (القسم الرابع) من النظام األساس ي لصندوق‬
‫النقد الدولي بأنه يتعين على كل دولة عضو أن تشتري ثانية عملتها الخاصة التي يمتلكها عضو‬
‫آخر‪ ،‬وللدولة املشترية الحق أن تدفع املقابل لذلك لعملة الدولة من الذهب أو عملة ذات قبول‬
‫عام‪.‬‬

‫‪ -1‬صفوة عبد السالم عوض هللا‪ ،‬سعر الصرف وأثره على عالج اختالل ميزان املدفوعات‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ -2‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات اإلقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجامعية الجديدة‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬ص‪.213:‬‬
‫‪ -3‬مروان عطون‪ ،‬أسعار صرف العمالت (أزمات العمالت في العالقات النقدية)‪ ،‬دار الهدى الطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة النشر‬
‫مجهولة‪ ،‬ص‪.80:‬‬
‫‪ -4‬بن قدور علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -5‬صفوة عبد السالم عوض‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.131_129 :‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫‪ ‬إختبار أسعار التعادل والعمل على إستقرارها‪ :‬إذ يجب على كل دولة عضو حسب النظام‬
‫األساس ي لصندوق النقد الدولي أن تختار سعر التعادل الخاص بعملتها الوطنية‪ ،‬والذي يمكن‬
‫تحديده بالذهب أو الدوالر أو عمالت ذات قبول عام‪ ،‬مع تحديد حدود عليا و دنيا لألسعار التي‬
‫يمكن تطبيقها على معامالت الصرف بين عمالت الدول األعضاء‪ ،‬وعليه فعلى البنوك املركزية‬
‫لدول األعضاء أن تقوم بالتدخل في سوق الصرف مشترية أو بائعة للعملة الوطنية للحفاظ على‬
‫حدودها مساوية للواحد الصحيح‪.‬‬
‫‪ ‬تغيير أسعار التعادل‪ :‬إن أسعار التعادل املعلن عنها في صندوق النقد الدولي عن طريق دول‬
‫األعضاء والتي تتعهدالبنوك املركزية بالدفاع عنها ليست في واقع األمر أسعارا ثابتة فالدول‬
‫األعضاء تحتفظ بحق تخفيض أو رفع قيمة عمالتها الوطنية‪ ،‬ولكن ليس لها كامل الحرية في ذلك‬
‫وإنما وفق شروط معينة ولظروف خاصة‪.‬‬
‫‪ ‬وحدة أسعار الصرف‪ :‬إن أسعار التعامل املعلن عنها يجب أن تكون موحدة‪ ،‬بمعنى عدموجود‬
‫تعدد في أسعار صرف العملة الواحدة حسب نوع املعاملة (تجارية ‪ ،‬سياسية‪ ،‬تحويالت‪...‬الخ)‪.‬‬
‫‪ ‬إلغاء القيود على املدفوعات الجارية‪ :‬إن إنضمام دولة ما إلى صندوق النقد الدولي يعني قبولها‬
‫بأن يكون أحد أهدافا إيجاد نظام للمدفوعات محررا من أي قيود‪ ،‬على األقل بالنسبة للمعامالت‬
‫الجارية‪ ،‬ومع ذلك فإن الئحة الصندوق تعطي للدول حق اإلختيار بين نظامين‪ :‬األول هو حرية‬
‫املدفوعات وأي إستثناء لهذا يجب أن يتم اإلتفاق عليه مع الصندوق‪ ،‬والعمالت الوطنية للدول‬
‫التي تأخذ بهذا النظام تعتبر قابلة للنحويل‪ .‬وأما الثاني فهو إمكانية فرض القيود على املدفوعات‬
‫الجارية‪ ،‬وفي هذه الحالة يتعين على الدول التي تأخذ بهذا النظام أن تستشير الصندوق سنويا‬
‫بشأن اإلبقاء على هذه القيودعلى أن يتم إلغاؤها في الوقت الذي يسمح فيه وضع ميزان‬
‫املدفوعات بذلك‪ ،‬األمر الذي يجعل العمالت الوطنية لهذه الدول غير القابلة للتحويل‪.1‬‬
‫من مزايا سعر الصرف الثابت عدم تقلب أسعر الصرف و بالتالي ثبات حجم التجارة الوطنية‪ ،‬إضافة‬
‫إلى أنه يسمح بالحصول على مستويات تضخم ضعيفة مصحوبة بإستثمار قوي وذلك حسب ‪Gosh,1995‬‬
‫و ‪ . Reviel,1999‬وأما مآخذه فهي‪:‬‬
‫_ضرورة إحتفاظ الدولة بإحتياطات من العملة األجنبية للمحافظة على سعر الصرف الرسمي للعملة‬
‫املحلية؛‬

‫‪- Michel Lelart, Thierry Montilien, Régimes de change et développement, de Boeck & Larcier s.a, 2005, p8.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫_قد تقوم السلطات النقدية كنتيجة لفائض الطلب على العملة األجنبية بالسماح لسعر الصرف‬
‫بالزيادة عن السعر الرسمي املحدد وهذه الحالة تعتبر تخفيض لسعر العملة املحلية؛‬
‫_قد تقوم السلطات النقدية بإجراءات رقابية للتقليل من الطلب على العملة األجنبية مثل منع‬
‫‪1‬‬
‫إستيراد بعض السلع التي يوجد لها بديل وطني‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وفي ظل هذه األنظمة يتم تثبيت سعر صرف العملة إلى‪:‬‬
‫أ_ تثبيت سعر الصرف بعملة واحدة‪ :‬إذ تتميز العملة بمواصفات معينة كالفترة و اإلستقرار‪ ،‬وفي هذا‬
‫اإليطار تعمل اإلقتصاديات على تثبيت عمالتها الى تلك العملة دون إحداث تغيير إال في بعض الحاالت‪،‬‬
‫ولقد شكلت العمالت املربوطة بعملة واحدة سنة ‪20 :1996‬عملة بالدوالر األمريكي‪ 14 ،‬عملة بالفرنك‬
‫الفرنس ي‪.‬‬
‫ب_تثبيت سعر الصرف في سلة العمالت‪ :‬في العادة يتم إختيار العمالت إنطالقا من عمالت الشركاء‬
‫التجاريين األساسيين‪ ،‬أو من العمالت املكونة لوحدة حقوق السحب الخاص‪ ،‬كالربط حاليا باليورو‬
‫بإعتباره إمتداد لسلة العمالت املكونة لإليكو سابقا‪.3‬‬
‫‪ ‬نظام الصرف العائم‪( :‬الحر أو املرن)‪ :‬يتحدد هنا سعر صرف العملة املحلية مقابل العملة‬
‫األجنبية نتيجة لتفاعالت قوى العرض والطلب من العملة الوطنية واألجنبية‪،‬و يقصد به سعر‬
‫الصرف الذي تحدده قوى العرض والطلب دون تدخل من البنك املركزي‪ ،4‬أو هو ذلك النظام‬
‫الذي تتغير فيه أسعار الصرف بحرية وفقا لقوى العرض والطلب على إحدى العمالت في مواجهة‬
‫العملة أو العمالت األخرى‪ ،‬حيث يكون الطلب املحلي على العملة األجنبية مشتق من الطلب‬
‫املحلي على السلع والخدمات واألصول املالية األجنبية‪ ،‬والعكس صحيح‪ .‬فإذا ساد في سوق‬
‫الصرف األجنبي أي سعر أعلى من السعر التوازني‪ ،‬فإن هناك عرضا متزايدا للعملة األجنبية‬
‫سيؤدي إلى تخفيض السعر إلى السعر التوازني‪ ،‬وهو ما يسمى بالتكيف التلقائي للسوق‪ ،‬حيث‬
‫تعتمد تكيفات أسعار الصرف للعمالت األجنبية على مرونات الطلب املحلي على املستوردات‬
‫األجنبية ومرونات الطلب األجنبي على السلع املحلية‪.5‬‬
‫حسب " ‪ "Fronkel,1999‬فإن هذا النظام يأخذ شكال موحدا تتحدد فيه من خالل قوى‬
‫العرض والطلب العملة محل الدراسة في سوق الصرف‪ ،‬ويكون سعر الصرف معوما بحرية‬

‫‪ -1‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.215،214:‬‬


‫‪ -2‬مروان عطون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.82_80:‬‬
‫‪éme‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jean Bourget, Arcangelo figlinzzi, Monnaies et systémes monétaires, Bréal, 9 édition, 2002, p 32-34.‬‬
‫‪ -4‬بن قدور علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19:‬‬
‫‪ -5‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.217‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫وخاضعا تماما لقوى العرض والطلب‪ ،‬مما جعل تطبيقه يقدم محاسن وأفضليات وحلول كثيرة‬
‫ملشاكل النظام الضمني السابق بربط سعر الصرف بالواقع اإلقتصادي ( كنتيجة لتعويم‬
‫العمالت)‪ ،‬ومن ثم وضعت حدا نهائيا لكل من إنحرافات سياسات الصرف إتجاه عمالتها (دعمها‬
‫بصيغة تنافسية السعر عن طريق التخفيض) ومن هجمات املضاربة‪ ،‬األمر الذي جعل البنوك غير‬
‫مجبرة للتدخل من أجل الدفاع عن أسعار الصرف‪ ،‬وغير مضطرة لإلحتفاظ بأرصدة من العملة‬
‫األجنبية للمحافظة على سعر صرفها التوازني‪.‬‬
‫ولكن الواقع العملي لهذا النظام وضح أهم مساوئه املتمثلة في عدم القدرة على إستقرار‬
‫أسعار الصرف‪ ،‬حيث أن سعر الدوالر مقابل الفرنك الفرنس ي في سنة ‪ 1998‬كان ( ‪) F6.00=$1‬‬
‫بينما كان يقارب ذلك سنة ‪ ) FF5.50=$1 ( 1975‬و ( ‪ ) FF10.61=$1‬في جانفي ‪ ،1985‬مما شكل‬
‫خطرا كبيرا بالنسبة للمؤسسات التي أصبحت مضطرة إلى اللجوء إلى التغطية‪ ،‬فكان لهذا التزايد‬
‫الواضح في تطاير أسعار الصرف آثاره على الدول التي لم تتقبله بسهولة‪ ،‬ألنه كان يهدد املبادالت‬
‫الخارجية بين الدول وتوازناتها الداخلية‪ ،‬لهذا واصلت البنوك املركزية التدخل في سوق الصرف‬
‫بغية تعديل أسعار عمالتها وتقريبها من مستوياتها املستحبة‪ ،‬من خالل ما يعرف بالتعويم املدار أو‬
‫املوجه‪ ،‬حيث تقوم السلطات النقدية بإنشاء صندوق يسمى بمال موازنة الصرف قصد حماية‬
‫عمالتها من التغيرات العارضة أو املؤقتة‪ ،‬والتي تسببها املضاربة غير املوازنة من خالل تدخل البنك‬
‫املركزي‪ ،‬وهو بخالف التعويم غير النقي (القذر) في حالة قيام السلطات النقدية بالتدخل بهدف‬
‫تغيير شكل أو مسار العرض والطلب‪ ،‬التي من شأنها أ‪ ،‬تؤثر على مسار أسعار الصرف التوازنية من‬
‫خالل آليات وميكانيزمات معينة دون التعرض ملال موازنة الصرف‪.1‬‬
‫ولقد كان الحوار و النقاش في الثمانينات متمركزا حول اإلختالالت الخطيرة في امليزان‬
‫الجاري ملختلف اإلقتصاديات املتطورة‪ ،‬نتيجة عدم التناسق العميق فيما يخص السياسة‬
‫النقدية للواليات املتحدة األمريكية وأوروبا واليابان‪ ،‬وكذا ظهور نظام التعويم بصفة غير متحكم‬
‫فيها‪ ،‬وهي الحالة التي شهدها الدوالر عندما تحسنت قيمته خالل الفترة ‪ 1985_1980‬مما زاد من‬
‫هوة الفوارق‪ .‬لذلك يعتقد الكثير مثل ‪ Rivil,2000‬و ‪ Fisher,2001‬و ‪Benassy-Quéré et‬‬
‫‪ Coenré,2002‬أنه من أجل تحقيق هدف اإلنفتاح األمثل على األسواق الدولية وتصحيح‬
‫اإلختالالت القائمة‪ ،‬فإن نظام سعر الصرف األمثل املتبع يجب أن يكون معوما‪ ،‬حيث كلما كان‬
‫اإلنفتاح على العالم الخارجي أكبر‪ ،‬كلما كان التعرض لألخطار أكثر وكلما زادت حتمية نهج نظام‬

‫‪ -1‬مروان عطون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87 :‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫سعر صرف معوم لتسهيل عملية إعادة التنظيم‪ .‬كما أن ‪ Bailliu‬و‪ 2003 ،Murray‬يعتقدان أنه‬
‫في عالم تكون فيه حركة رؤوس األموال ال تخضع لقيود تتميز بسرعة دوران‪ ،‬فإن نظام التعويم‬
‫يكون الحل ملجاراة هذه الحركة‪.‬‬
‫يمكن تقييم نظام التعويم في النقاط التالية‪:‬‬
‫_إن قيم العمالت وأسعار صرفها أمام بعضها البعض قائمة على أسس هشة بسبب قابليتها‬
‫للمضاربة والتحكم من قبل دول معينة؛‬
‫_إن نظام التعويم حقق نجاحا على الصعيد العالمي من حيث أنه إستطاع أن يكون نظاما عامليا‬
‫طوال تلك الفترة بدون أن يفرز مشاكل أو نتائج سيئة تلحق الضرر بصورة رئيسية في نظام النقد‬
‫الدولي‪ ،‬مما يمكن القول أنه حقق إستقرارا نسبيا؛‬
‫_املشكلة التي واجهها نظام التعويم هو قيام كثير من حكومات العالم املتقدم بالتدخل في األسواق‬
‫العاملية للحفاظ على أسعار صرف معينة ومنعها من اإلنحرافات الكبيرة؛‬
‫_قيام اإلتحاد األوروبي ودخول عدد كبير من أعضائه في إتفاقية " ماسترخت" لإلتحاد األوروبي‬
‫(اليورو ) قد حد بشكل كبير من عمليات املضاربة في كثير من العمالت املشكلة لليورو‪ ،‬مثل املارك‬
‫األملاني والفرنك الفرنس ي‪...‬الخ؛‬
‫_وأخيرا املشكل الحقيقي والعويص للوضع النقدي الدولي يتمثل في حقيقة التطاير ألسعار الصرف‬
‫و اإلنتكاسات التي تتعرض لها إقتصاديات الدول العضمى‪ ،‬فطاملا ظلت اإلقتصاديات الرئيسية في‬
‫العالم في حالة إستقرار نسبي فإن نظام التعويم قادرا على الصمود وقد ينهار إذا ما تعرضت تلك‬
‫‪1‬‬
‫اإلقتصاديات إلى مشاكل معقدة وعسيرة‪ ،‬وهو السبب وراء زوال األنظمة النقدية السابقة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حيث يمكن تصنيف هذا النظام إلى نمطين كما يلي‪:‬‬
‫أ_ التعويم املدار‪:‬حيث تقوم الدولة بتعديل أسعار صرفها باإلعتماد على مستوى اإلحتياطي لديها من‬
‫العمالت األجنبية والذهب و على أساس ميزان املدفوعات‪.‬‬
‫ب_التعويم الحر‪ :‬وفيه تكون قيمة العملة قابلة للتغيير صعود أو هبوطا حسب قوى السوق‪ .‬وهذا‬
‫مايدفع أسعار الصرف بالتكييف مع األوضاع السائدة ال أن تكون قيدا‪ .‬وأبرز األمثلة على ذلك النظام‬
‫النقدي األوروبي‪.‬‬

‫‪ -1‬بن قدور علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45‬‬


‫‪ -2‬منير إبراهيم هندي‪ ،‬الفكر الحديث في إدارة املخاطر (الهندسة املالية بإستخدام التوريق و املشتقات)‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬منشأة املعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص ‪.309‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫الجدول رقم (‪ :)1-1‬املقارنة بين نظام الصرف الثابت ونظام الصرف املرن‬
‫نظام الصرف املرن‬ ‫نظام الصرف الثابت‬

‫قابلية التحويل شاملة‬ ‫قابلية التحويل خارجية‬

‫مصدر غير أكيد والذي يمكن أن يشكل تأثير سلبي‬ ‫يمكن أن يستغل سعر الصرف كأداة قصد إعادة‬
‫على التجارة الخارجية‬ ‫التوازن في ميزان املدفوعات‬
‫سعر الصرف تحدده عمليات العرض والطلب عليه‬ ‫سعر الصرف تحدده السلطات النقدية‬
‫في سوق الصرف‬
‫محددات سعر الصرف في املدى الطويل متوقف محددات سعر الصرف في املدى الطويل ترجع إلى‬
‫على القواعد املطبقة من طرف السلطة النقدية القواعد والشروط التي يفرضها سوق الصرف‬
‫تلقائيا إلعادة التوازن في ميزان املدفوعات‬ ‫التي تستهدف ضمان التوازن في ميزان املدفوعات‬
‫حرية الدفع ( عادة ماتكون على مستوى املدفوعات‬ ‫حرية الدفع محدودة‬
‫الجارية ماعدى حركة رؤوس األموال)‬
‫نظام الصرف املتعدد طبق على عمليات تمس‬ ‫نظام الصرف املتعدد بدأ منذ سنة ‪1944‬فقط‬
‫حركة رؤوس األموال‬
‫طريق تلقائية للدفع‪ :‬بالدوالر‪ ،‬الفرنك‪ ،‬املارك‪...‬‬ ‫طريقة الدفع بالذهب أو الدوالر إلى غاية ‪1971‬‬
‫القيود الخارجية موجودة‪ ،‬التعديل يكون من قبل القيود الخارجية غير موجودة‪ ،‬التعديل يكون‬
‫تلقائيا‬ ‫السلطات النقدية‬
‫اآلثار التضخمية محدودة إال في حالة تخفيض اآلثار التضخمية مهمة جدا وخاصة في حالة‬
‫التوظيف الكامل‪ ،‬نمو إقتصادي مهم‪ ،‬نمو كبير في‬ ‫قيمة العملة الوطنية‬
‫الصادرات‬
‫قيود مراقبة سعر الصرف أكثر مرونة‬ ‫قيود مراقبة سعر الصرف أكثر صرامة‬

‫املصدر‪ :‬بربري محمد أمين‪ ،‬اإلختيار األمثل لنظام الصرف ودوره في تحقيق النمو اإلقتصادي في ظل العوملة‬
‫اإلقتصادية _دراسة حالة الجزائر_‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم اإلقتصادية تخصص نقود ومالية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم العلوم اإلقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2011_2010 ،3‬ص‪.55‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫باإلضافة إلى األنظمة السالفة الذكر هناك من يضيف أنظمة أخرى مثل‪:‬‬
‫‪ ‬نظام الرقابة على الصرف‪ :‬ظهر هذا النظام بشكل واسع في العالم إبان األزمة العاملية الكبرى‪،‬‬
‫وخاصة بعد الحرب العاملية الثانية ووفق هذا النظام يتم تثبيت سعر الصرف العملة مقابل‬
‫العمالت األجنبية مع السماح لها بالتذبذب إنخفاضا وإرتفاعا بحدود معينة التتجاوز ‪ 2,54‬باملئة‬
‫في كال اإلتجاهين وعليه هذا النظام بتوسط نظام سعر الصرف الحر والثابت‪.1‬‬
‫ويستخدم نظام الرقابة على الصرف كأداة للسيطرة على قطاع التجارة الخارجية من خالل الوسائل‬
‫التالية‪:‬‬
‫_جوهر نظام الرقابة على الصرف يكمن في توزيع كمية التي تحصل عليها الدول من الصرف األجنبي طبقا‬
‫لألولويات التي تضعها السلطات النقدية؛‬
‫_تخصيص القدر املتاح من الصرف األجنبي بين بلدان العالم املختلفة عن طريق تفضيل اإلستيراد في‬
‫بعض الدول على دول أخرى؛‬
‫_تحديد أكثر من سعر صرف حسب األولويات التي تضعها السلطات النقدية للطلبات على الصرف‬
‫‪2‬‬
‫األجنبي‪.‬‬
‫‪ ‬نظام سعر صرف وسيط‪ :‬وفيه يتم تثبيت سعر صرف العملة الوطنية مقابل العمالت األجنبية‬
‫مع السماح لها بالتذبذب إنخفاضا وإرتفاعا بحدود معينة في كال اإلتجاهين‪ ،‬وبالتالي فإن النظام‬
‫يتوسط النظامين الثابت والحر فهو ال يمتاز بالجمود وال يسمح بالتذبذب بشكل كبير مما يؤدي إلى‬
‫عدم استقرار حجم التجارة الوطنية‪ ،‬حيث تقوم السلطات النقدية بتعديل أسعار صرفها تماشيا‬
‫مع مستوى إحتياطاتها من العملة الصعبة وعلى أساس وضعية ميزان مدفوعاتها‪ ،‬ألن‬
‫" ‪ "Stanley Fisher‬يعتبر هذه األخيرة ال تتصف بخاصية عدم اإلستقرار رغم األزمات‪ ،‬ولكن‬
‫بطبيعة السياسات غير املترابطة في إدارتها وذلك كان بسبب فشل بعض الدول بتطبيق النظام‬
‫بفعالية‪.‬‬
‫تقوم الدول التي تتبع هذا النظام بتحديد الفارق بين عملتها والعملة املرجعية (ذهب أو عملة ذات‬
‫قبول عام أو سلة العمالت) واإلعالن به للمؤسسات الدولية‪ ،‬ويتعهد البلد أن يكون سعر صرفه‬
‫الفعلي متماشيا مع تم التصريح به وفق حدود مجال معين يتفق ليه‪ ،‬حيث إذا خرج سعر‬
‫الصرف للعملة األجنبية عن ذلك املجال تجد السلطات النقدية نفسها مجبرة على منع ذلك من‬
‫خالل تدخالت مباشرة (عن طريق بيع أو شراء العمالت األجنبية إلعادة التوازن)‪ ،‬أو بطرق غير‬

‫‪ -1‬مروان عطون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.83 :‬‬


‫‪ -2‬منير إبراهيم هندي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.310_309 :‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫مباشرة (بتعديل معدالت الفائدة للتأثير على إتجاه وحركة رؤوس األموال)‪ ،‬أو إتخاذ إجراءات من‬
‫شأنها تعديل املبادالت الخارجية‪ ،‬فإذا لم يستطع البنك املركزي التدخل أو إمتنع إطالقا الدفاع‬
‫عن مسار عملته‪ ،‬فإن ما ينتج عنه هو تعديل الفارق األساس ي ( تحسن أو تخفيض)‪.1‬‬
‫إن هذا النظام يسمح للبنك املركزي بتسيير عرض النقود املحلية بطريقة تسمح بإستقرار قيمة‬
‫أسعار الصرف املحلية والتماش ي مع أهدافه اإلقتصادية الكلية‪ ،‬وقد طبق من طرف الدول‬
‫املتقدمة منذ سنة ‪ 1945‬حتى متوسط الستينيات كثمرة إلتفاقيات ‪،"Bretton Woods " 1944‬‬
‫إذ كان يجب على الدول اإلدالء ل ‪ FMI‬بنسبة الفارق في تحديد عملتها إما بالذهب أو الدوالر‪،‬‬
‫وحيث كان هذا األخير مقدرا ب‪ 35‬دوالر = ‪ 1‬أوقية‪ ،‬وتثبيت سعر الصرف في مجال ‪،±1,5%‬‬
‫وهذه التجربة التي دامت قرابة ‪ 20‬سنة كانت بسبب محاسنه‪ ،‬غير أن مخاطره تمثلت في‪:‬‬
‫_تأخير تعديالت سعر الصرف بالنسبة لألساسيات مما ضاعف من مشاكل التنافسية‪ /‬السعر‪،‬‬
‫حيث كانت تعاني املؤسسات املتواجدة في املناطق التضخمية‪ ،‬إضافة إلى عدم التوازن في امليزان‬
‫الخارجي لهذه الدول‪.‬‬
‫_املضاربة كانت تأخذ أشكاال واسعة مما كان يزيد من عدم إستقرار األسعار‪ ،‬حيث أن أخطار‬
‫املضاربين كانت محسوبة نوعا ما مع قناعة تدخل السلطات النقدية إلعادة التوازن‪ ،‬فكان ينتج‬
‫عن ذلك تناظر معلوماتي‪ ،‬ألن املضاربين كانوا يعرفون بأن البنوك املركزية ستدافع عن أسعار‬
‫صرفها‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬العوامل املؤثرة على سعر الصرف‬
‫إن العوامل التي تؤثر على أسعار صرف العمالت كثيرة جدا‪ ،‬ولغرض دراسة العوامل املؤثرة في‬
‫حركة سعر الصرف سيتم تقسيمها إلى عوامل إقتصادية و عوامل غير إقتصادية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬العوامل اإلقتصادية املؤثرة على سعر الصرف‬
‫‪ ‬كمية النقود‪ :‬إن الزيادة في كمية النقود (مع بقاء العوامل األخرى ثابتة‪ ،‬سرعة تداول النقود‪)...‬‬
‫تؤدي إلى إرتفاع مستوى األسعار و هذا ماأكده "مالتون فريدمان" إذ يرى أن حركة األسعار تعكس‬
‫بشكل أساس ي التغيرات املهمة في كمية النقود‪ ،‬وبالتالي هذا يجعل سلع الدولة أقل قدرة على‬
‫منافسة سلع الدول األخرى وينتج على ذلك إرتفاع في أسعار صرف العمالت األجنبية‪.2‬‬

‫‪ -1‬صفوة عبد السالم عوض هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.130‬‬


‫‪ -2‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.220 :‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫‪ ‬أسعار الفائدة‪ :‬إن حركة رؤوس األموال‪ ،‬و األرصدة املعدة لإلقراض الدولي‪ ،‬حساسة تماما‬
‫لتغيرات أسعار الفائدة‪ ،‬فإن إرتفاع سعر الفائدة لعملة ما سوف يؤدي إلى زيادة الطلب عليها‪،‬‬
‫وبالتالي سيرتفع سعر صرفها مع بقاء العوامل األخرى ثابتة ويحدث العكس في حالة انخفاض‪.1‬‬
‫‪ ‬ميزان املدفوعات‪ :‬يعد التوازن واإلختالل اإلقتصادي في ميزان املدفوعات من بين أهم العوامل‬
‫املؤثرة في سعر الصرف كونه حلقة الوصل التي تعكس عالقة البلد بالعالم الخارجي‪ ،‬ففي حالة‬
‫حدوث عجز في ميزان مدفوعات بلدما فإن ذلك يؤدي إلى زيادة طلبه على العمالت األجنبية لسد‬
‫ذلك‪ ،‬العجز وباملقابل إنخفاض طلب األجانب على عملته املحلية وبالتالي إنخفاض قيمتها‬
‫الخارجية‪ ،‬و العكس في حالة حصول فائض في ميزان املدفوعات‪.2‬‬
‫‪ ‬املوازنة العامة‪ :‬تلعب املوازنة العامة للدولة دورا كبيرا في التأثير على سعر الصرف‪ ،‬فإذا ماإتبعت‬
‫الدولة سياسة إنكماشية من خالل تقليص حجم اإلنفاق الحكومي الذي يؤدي إلى الحد من حجم‬
‫الطلب و إنخفاض في مستوى النشاط اإلقتصادي ممايؤدي إلى رفع أسعار الصرف املحلية‪.3‬‬
‫‪ ‬معدالت التضخم‪ :‬يعتبر معدل التضخم أهم العوامل التي تؤثر على سعر الصرف وإتجاهات‬
‫تغيره‪ ،‬فإرتفاع معدالته في الداخل يؤدي إلى إنخفاض القوة الشرائية للعملة املحلية وبالتالي‬
‫تدهور سعر صرفها ممايدل على أهمية املستوى العام في تأثير على سعر الصرف‪.4‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العوامل غير اإلقتصادية املؤثرة في سعر الصرف‬
‫هناك عوامل أخرى غير إقتصادية تؤثر في اسعار الصرف يمكن إجمالها باآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬اإلضطرابات والحرب‪ :‬تعد اإلضطرابات السياسية وحاالت الحروب الداخلية والخارجية من‬
‫العوامل املؤثرة على سعر الصرف‪ ،‬وذلك بتأثيرها على أوضاع التجارة وإقتصاد البلد بصورة‬
‫عامة‪ ،‬وتأثير جميع القطاعات اإلقتصادية للبلد وهذا مايؤدي إلى فقدان الثقة بعملة البلد‬
‫املعني‪.5‬‬

‫‪ -1‬محمد البشير بن عمر‪ ،‬دراسة أثر بعض التغيرات املالية و اإلقتصادية على أسعار األسهم(حالة بورصة األردن)‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫لإلستكمال متطلبات شهادة املاجستير في علوم التسيير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010_2009 ،‬ص‪.34 :‬‬
‫‪ -2‬موس ى سعيد مطر‪ ،‬شقري نوري موس ى وياسر املومني‪ ،‬املالية الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الصفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2008‬ص‪.50 :‬‬

‫‪ -3‬عبد الحسين جليل عبد الحسن الغالبي‪ ،‬سعر الصرف وإدارته في ظل الصدمات اإلقتصادية(نظرية وتطبيقات)‪،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫صفاء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2011 ،‬ص‪.27:‬‬
‫‪ -4‬محمد البشير بن عمر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ -5‬جبوري محمد‪ ،‬تأثير أنظمة أسعار الصرف على التضخم و النمو اإلقتصادي‪ :‬دراسة نظرية وقياسية بإستخدام بيانات بانل‪ ،‬أطروحة‬
‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه في العلوم اإلقتصادية ‪ ،‬تخصص‪ :‬نقود‪ ،‬بنوك ومالية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬الجزائر‪،2013_2012 ،‬‬
‫ص‪.25:‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫‪ ‬خبرة املتعاملين وأوضاعهم‪ :‬يقوم املتعاملون في سوق العمالت األجنبية في ضوء مهاراتهم‬
‫وخبراتهم وقوتهم التفاوضية في التأثير على أسعار الصرف بضل أساليبهم املستخدمة في تنفيذ‬
‫عملياتهم املختلفة بإستعمالهم الوسائل الفعالة والتي تؤثر بشكل مباشر‪.1‬‬
‫‪ ‬اإلشاعات و األخبار‪ :‬تعد اإلشاعات و األخبار من املؤثرات السريعة على سعر الصرف‪ ،‬سواءا‬
‫كانت صحيحة أو غير صحيحة‪ ،‬ولكن التأثير بحدث خالل وقت قصير وال تلبث السوق أن تستعيد‬
‫إستقرارها‪ ،‬وتكون اإلستجابة لهذه املتغيرات معتمدة على قوة تجاوب السوق معها فقد يكون في‬
‫بعض األحيان حساسا وقويا وفي أخرى أقل من ذلك إلختالف إستجابات املتعاملين‪.‬‬
‫‪ ‬التغيرات في قيمة الصادرات و اإلستيراد‪ :‬فحين ماترتفع قيمة الصادرات بالنسبة إلى اإليرادات‬
‫ستتجه قيمة العملة لإلرتفاع نتيجة لزيادة طلب األجانب عليها‪ ،‬وذلك سيؤدي إلى تشجيع‬
‫‪2‬‬
‫اإلستيراد من الخارج ممايؤدي إلى عودة التوازن إلى سعر الصرف‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحسبن جليل عبد الحسن الغالبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.29:‬‬
‫‪ -2‬جبوري محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.26:‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫املبحث الثاني‪ :‬اإليطار املفاهيمي للطلب على النقود‬


‫تلعب النقود دورا هاما في تحديد مستوى النشاط اإلقتصادي السائد في مجتمع ما‪ ،‬وتلعب التغيرات‬
‫في عرض النقود والطلب عليها دورا هاما في تقرير مستوى النشاط اإلقتصادي السائد‪ .‬لذلك سنحاول في‬
‫هذا املبحث من أخذ نظرة عامة حول النقود من خالله سنعرج على بعض املفاهيم األساسية املرتبطةبه‪.‬‬
‫من خالل التطرق إلى‪:‬‬
‫‪ ‬التطور التاريخي للنقود؛‬
‫‪ ‬الطلب والعرض النقدي؛‬
‫‪ ‬التوازن النقدي‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التطور التاريخي للنقود‬
‫لدراسة التطور التاريخي للنقود يجب علينا التطرق أوال إلى تعريف النقود‪ ،‬ولهذا قسمنا املطلب‬
‫إلى فرعين ‪ :‬التعريف بالنقود ثم التطور التاريخي له‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف النقود‬
‫ال يزال املعنى الحقيقي للنقود محل جدل ويرجع ذلك إلى أهمية النقود في النشاط اإلقتصادي‬
‫والدور الذي تلعبه في التأثير على اإلقتصاد األمر الذي يستدعي تحديد دقيق ملفهوم النقود وخاصة من‬
‫حيث مكوناتها‪ ،‬وكذلك الطبيعة الديناميكية ملفهوم النقود وبالتالي إحتمال اإلختالف في تحديد ماهيتها من‬
‫وقت إلى آخر ومن دولة إلى أخرى بحسب ماتمليه اإلستعماالت واإلستخدامات اإلقتصادية وظروف النمو‬
‫‪1‬‬
‫اإلقتصادية‪.‬‬
‫يوجد عدة مداخيل حاولت تحديد ماهية النقود وهي كالتالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املدخل املادي لتعريف النقود‬
‫يعرف هذا املدخل النقود على أنها تتكون من سندات بحجم ولون معين مع بعض الكلمات و‬
‫الرموز املطبوعة عليها وتتكون من عمالت معدنية من نوع معين‪.‬‬
‫ويعاب على هذا املدخل أنه يحصر النقود في نطاق ضيق للغاية ألنها إتخذت أشكال عديدة أخرى‬
‫‪2‬‬
‫منها األحجار وغيرها ناهيك من األنواع األخرى للنقود التي تطورت حتى وصلت للنقود اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -1‬بلعزوز بن علي‪ ،‬محاظرات في النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2004 ،‬ص‪.76:‬‬
‫‪-2‬عبد املنعم مبارك وآخرون‪ ،‬إقتصاديات النقود والصيرفة والتجارة الدولية‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.65:‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫ثانيا‪ :‬املدخل الفني لتعريف النقود‬


‫يعرف املدخل الفني النقود على أنها أداة فنية إكتشفها اإلنسان ليتخلص من خاللها من‬
‫صعوبات املقايضة‪.‬‬
‫ويعاب على هذا املدخل القصور الكبيرة في كثير من جوانبه حيث أنه ال يظهر األساس الذي تركز‬
‫‪1‬‬
‫عليه النقود في مباشرة وظائفها في الحياة اإلقتصادية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬املدخل القانوني لتعريف النقود‬
‫يعرف املدخل القانوني للنقود على أنها ذلك الش يء الذي تتوافر فيه القدة على إبراء الذمة وتتمتع‬
‫بالقبول العام على الوفاء باإللتزامات داخل املجتمع‪.‬‬
‫ومما يعاب عليه هو وجود إختالف واضح بين املنظور اإلقتصادي واملنظور القانوني للنقود حيث‬
‫أن اإلقتصاديين لم يشترطوا أن تتمتع النقود بالقدرة القانونية على إبراء الذمة وإنما هي الش يء الذي‬
‫يلقى قبول عام كوسيط للتبادل‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬املدخل الوظيفي لتعريف النقود‬
‫يستخدم هذا املدخل وظائف النقود لكي يستدل على تعريفها‪ ،‬فهو يعرف النقود بأنها أي ش يء‬
‫ذات قبول عام في التداول ويستخدم وسيطا للتداول ومقياسا ومستودع للقيمة ومخزن لها‪ ،‬وباإلضافة‬
‫‪2‬‬
‫إلى إستخدامها كوسيلة للمدفوعات اآلجلة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التطور التاريخي للنقود‬
‫قبل إبتكار النقود مثلت قدرة الفرد على إنتاج سلع وتوفير خدمات لآلخرين السبيل الذي يفسح‬
‫مجال أمامه ملقايضته مقابل سلع وخدمات يحتاجها ولكنها متوفرة لدى اآلخرين‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه‬
‫بإقتصاد املبادلة أو املقايضة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إقتصاد املبادلة أو املقايضة‬
‫قبل أن يبتكر اإلنسان النقود إضطر إلستخدام السلع والخدمات كأدوات إلستبدالها مقابل سلع‬

‫وخدمات تكون بحوزة اآلخرين‪ ،‬لذلك فإن قدرته على إقتناء ما لدى الجانب اآلخر كان يعتمد على مالديه‬

‫من سلع وخدمات يقبل بها الطرف اآلخر وذلك نتيجة لعدم وجود أداة وسيطة كالنقود في الوقت‬

‫الحاضر‪.3‬‬

‫‪ -1‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.78:‬‬


‫‪ -2‬جبوري محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.57:‬‬
‫‪ -3‬عبد املنعم مبارك وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.70:‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫وبناءا عليه يمكننا تعريف املقايضة على أنها‪:‬‬


‫عملية تبادل سلع مقابل سلع أخرى أو خدمات مقابل خدمات أخرى أو أي توليفة من سلع‬
‫وخدمات ال تدخل فيها أداة وسيطة موحدة باملفهوم املتعارف عليه اآلن وهو النقود‪.‬‬
‫سلبيات إقتصاد املقايضة أو املبادلة‪:1‬‬
‫‪ ‬عدم توافق الرغبات؛‬
‫‪ ‬احتمال تلف وتناقص قيم السلع؛‬
‫‪ ‬وجود تكاليف نظير تخزين السلع؛‬
‫‪ ‬الحاجة إلى معلومات وبيانات عن أن أثمان السلع؛‬
‫‪ ‬الحاجةإلى التنقل بين األسواق األمر الذي يترتب عليه ضياع الوقت والجهد؛‬
‫‪ ‬صعوبة تجزئة السلع و الخدمات‪.‬‬
‫هذه األمور مجتمعة ساهمت في حث اإلنسان على البحث عن البدائل وانتهى املطاف به عند ابتكار النقود‬
‫واستخدامها كأداة وسيطة للتبادل‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬إقتصاد السوق‬
‫حتى يقبل األفراد ببديل عن املقايضة فإنه البد أن يكون البديل قادر على التقليل من سلبيات‬
‫إقتصاد املبادلة أو أنه يوفر وضعا تكون اإليجابيات الناتجة عن القبول به أفضل منها في إقتصاد املبادلة‬
‫أو املقايضة‪.‬‬
‫فخالل فترات سالفة استخدم اإلنسان فيها الذهب و الفضة ومعادن وسلع أخرى لتقوم ببعض‬
‫هذه املهام التي تقوم بها النقود الحالية‪ ،‬إذ كانت لها قيمة تبادلية إلى جانب قيمتها كسلعة‪ ،‬وهو ما يعرفها‬
‫بالنقود السلعية‪ ،‬فعلى سبيل املثال إستخدم الصوف واملاشية واملحاصيل الزراعية والذهب والفضة‬
‫‪2‬‬
‫كأدوات للتبادل إلى جانب إستخداماتها اإلستهالكية األخرى إال أن قيمتها لكال الفرضين قد تختلف‪.‬‬
‫أما النقود املستخدمة حاليا وهي اليمكن تحويلها من ورق إلى أي ش يء آخر‪ ،‬فيطلق عليها النقد‬
‫بأمر الحكومة "حيث أن القيمة النقدية لهذه األداة األكبر من قيمتها السوقية كالسلعة‪ ،‬وال تتعهد‬
‫‪3‬‬
‫الحكومة بتحويلها إلى أي ش يء بل تكتسب أهميتها من قبول الناس لها‪.‬‬

‫‪ -1‬ناظم محمج نور الشمري‪ ،‬النقود واملصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2007 ،‬ص‪.120:‬‬
‫‪- Ahmed khalil zakaria,‬‬
‫‪2‬‬
‫‪the determination of the demand for money in the Sudan-An empirical investigation, M.sc, in‬‬
‫‪economic, university of Khartoum, 1993, p31.‬‬
‫‪ -3‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91:‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫ثالثا‪:‬قاعدة الذهب‬
‫قامت قاعدة الذهب على أساس قبول البنوك املركزية و الحكومات املختلفة إلستبدال عكلتها‬
‫بالذهب‪ ،‬على أساس تحديد قيمة كل عملة مقابل كمية محددة من الذهب أصبح سعر صرف العمالت‬
‫بعضها مقابل بعض يتحدد بناءا على عالقة كل عملة بالذهب‪ ،‬وعليه أصبح الذهب هو العامل املشترك‬
‫بينهما‪ .‬لقد نظر العالم إلى تكريس العالقة بين النقد الذي يصدره كل بلد والذهب على أنه وسيلة‬
‫لتجسيد مصدر من مصادر اإلستقرار في قيم املبادالت التجارية التي قد تنتج نظير تغيرات في أسعار‬
‫العمالت بعضها مقابل بعض‪.‬‬
‫خصائص قاعدة الذهب‪:‬‬
‫نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬وجوب تحديد قيمة العملة املحلية بمقدار محدد من الذهب؛‬
‫‪ ‬ضرورة مواكبة عرض النقود املحلي لكمية الذهب املتوفرة بالبالد وهذه القاعدة مهمة للحفاظ‬
‫على العالقة الثابتة بين العملة املحلية وما تساويه من الذهب؛‬
‫‪ ‬إستعداد الحكومة إلستبدال العملة املحلية بما يساويها منى ذهب دون حدود وقيود تفرض على‬
‫‪1‬‬
‫كميات التبادل التي تنطوي عليها هذه العملة‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الطلب والعرض النقدي‬
‫يستمد الطلب على النقود أهميته من الجوانب النظرية والتحليلية حيث ان دالة الطلب على‬
‫النقود هي عنصر رئيس في النظريات اإلقتصادية الكلية وإستقرار هذه الدالة عامل مهم في وضع األهداف‬
‫الكمية النقدية‪ .‬سنحاول في هذا املطلب إعطاء تعريفا لكل من الطلب وعرض النقود‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الطلب على النقود‬
‫يمثل الطلب على النقود حجم األرصدة النقدية التي يحتفظ بها األفراد خالل مدة من الزمن‪ .‬وهو‬
‫يعبر عن سلوك األفراد بصدد الكمية التي يميلون أو يقررون اإلحتفاظ بها بصوة نقد‪ ،‬لذا فإنه يعكس‬
‫سلوك األفراد وميولهم إزاء النقود كنوع من أنوع املوجودات املؤلفة للثروة النقدية‪.‬‬
‫كما وضع اإلقتصاديون التقليديون األسس لتطورات النظرية لدالة الطلب وظهرت جهودهم‬
‫بشكل رئيس ي في نظرية كمية النقود ونظرية كمبردج‪ ،‬كذلك حفز كينز التطور النظري من خالل العمل‬

‫‪ -1‬ناظم محمج نور الشمري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.126:‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫على دوافع الطلب على النقود والتي تظم دافع املعامالت‪ ،‬دافع املضاربات ودافع الطلب اإلحتياطي لحصة‬
‫األرصدة الحقيقية‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف عرض النقود‬
‫‪2‬‬
‫هناك ثالث مفاهيم لعرض النقدوهي‪:‬‬
‫‪_1‬عرض النقد باملفهوم الضيق )‪:(M1‬‬
‫ويقصد به العملة في التداول لدى الجمهور)‪ ، (Money in Circulation‬إضافة إلى ودائع تحت‬
‫الطلب ) ‪ ، (Demande Deposits‬أي أن هذا املفهوم يتضمن العملة وكذلك الودائع الجارية‪ ،‬ويمكن‬
‫التعبير عن هذا املفهوم كالتالي‪:‬‬
‫𝐷𝐷 ‪𝑀1 = 𝐶 +‬‬
‫حيث‪ =𝐶 :‬العملة في التداول ‪ =𝐷𝐷 ،‬ودائع تحت الطلب ‪.‬‬
‫‪ _2‬عرض النقد باملفهوم الواسع )‪:(M2‬‬
‫ويقصد به عرض النقد باملفهوم الضيق زائد الودائع ألجل‪ ،‬أي أن هذا املفهوم يتضمن العملة‬
‫والودائع الجارية والودائع اإلدخارية‪ ،‬ويمكن التعبير عن هذا املفهوم كالتالي‪:‬‬
‫𝐷𝑇 ‪𝑀2 = 𝑀1 +‬‬
‫حيث‪ =𝑇𝐷 :‬الودائع ألجل‬
‫‪_3‬عرض النقد باملفهوم األوسع )‪:(M3‬‬
‫هذا املفهوم يتضمن العملة والودائع الجارية والودائع اإلدخارية‪ ،‬إضافة إلى كل الودائع التي يتم‬
‫خلقها من قبل املؤسسات الحكومية التي تعمل في حقل النشاط اإلقتصادي‪ .‬ويستخدم هذا املفهوم على‬
‫األخص في البلدان املتقدمة‪ ،‬حيث تطورت وتوسعت فيها األسواق املالية يشكل كبير‪ ،‬وتبتكر فيها انواع‬
‫جديدة ومتنوعة من املشتقات املالية‪.‬‬
‫وأخيرا فإن إستخدام هذه املفاهيم تعتمد على األغراض التي من أجلها يستخدم عرض النقد‪،‬‬
‫وكذلك درجة تطور اإلقتصاد املعني‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬التوازن النقدي‬
‫يحدث التوازن في السوق النقدي عندما تتساوى كمية النقود املعروضة مع كمية النقود‬
‫املطلوبة‪.‬‬

‫‪-1‬محمد حميدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدي‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1996،‬ص‪.43:‬‬
‫‪-2‬ناظم محمج نور الشمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.145:‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫الفرع األول‪ :‬عالقة عرض النقد بالطلب عليه‬


‫يتحقق التوازن في سوق النقود عندما يتساوى عرض النقود ‪ Ms‬مع الطلب عليها ‪ ،Md‬يعبر عن‬
‫هذا التوازن بمنحنى ‪ ،LM‬حيث يشير الحرف ‪ L‬إلى الطلب على النقود‪ ،‬الحرف ‪ M‬إلى عرض النقود‪ .‬فبينما‬
‫يعتبر عرض النقود أحد متغيرات السياسة النقدية يتحدد بقرارات السلطة النقدية ( البنك املركزي )‪،‬‬
‫لذلك يفترض ثباته في الفترة الزمنية القصيرة ومن ثم فعرض النقود عديم املرونة لتغيرات سعر الفائدة‪،‬‬
‫أما الطلب على النقود فهو يتوقف على متغيرين‪ ،‬سعر الفائدة حيث كلما كان فائض في الطلب على‬
‫النقود يرتفع معدل الفائدة واملتغير الثاني هو الدخل‪ ،1‬ويمكننا تمثيل التوازن في السوق النقدي من خالل‬
‫املنحنى التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)1-1‬التوازن في السوق النقدي‬

‫‪i‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪MS‬‬
‫‪LM‬‬

‫‪i2‬‬ ‫‪i2‬‬

‫‪Md2‬‬
‫‪i1‬‬ ‫‪i1‬‬

‫‪Md1‬‬

‫*‪Y‬‬ ‫‪Md/P‬‬ ‫‪Y1‬‬ ‫‪Y2‬‬ ‫‪Y‬‬

‫املصدر‪:‬محمد حميدات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.44:‬‬

‫يبين منحنى التوازن النقدي مختلف التوليفات للدخل و األسعار التي يتحقق عندها التوازن بين‬
‫عرض النقود والطلب عليها‪ ،‬فكل نقطة من هذا املنحنى هي نقطة توازن سوق النقد تربط بين مستوى‬
‫معين وحتى يبقى مستوى الطلب النقدي مساويا للمعروض النقدي الثابت البد أن يرتفع مستوى الدخل‪،‬‬
‫مؤدي هذا أن التوازن في سوق النقود ينطوي على حقيقة أن إرتفاع سعر الفائدة يصطحب بزيادة‬
‫مستوى الدخل‪.‬‬
‫أهم العوامل التي تؤثر على منحنى ‪ LM‬باإلضافة إلى الدخل‪ ،‬نجد قرارات السلطة النقدية بزيادة‬
‫عرض النقد فينتقل منحنى ‪ LM‬إلى اليمين‪ ،‬و العكس صحيح في حالة تقليل العرض النقدي كذلك‬

‫‪-1‬عبد علي الزيود‪ ،‬الطلب على النقود في األردن بإستخدام نموذج التكامل املشترك ونموذج تصحيح الخطأ‪ ،‬دراسات العلوم اإلدارية‪،‬‬
‫املجلد‪ ،37‬العدد‪ ،2010 ،2‬ص‪.43‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫بالنسبة إلى توسع البنوك في منح اإلئتمان أو تقليله‪ ،‬زيادة طلب الجمهور على النقود أو املوجودات األخرى‬
‫كالسلع و األدوات املالية‪ ،‬عندها ينتقل منحنى ‪ LM‬إلى اليمين والعكس صحيح‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التوازن النقدي و آثاره على التوازن العام‬
‫يتحقق التوازن الكلي بتحقق التوازن في‪:‬‬
‫‪ ‬القطاع الحقيقي‪ :‬يتطلب التوازن تساوي الطلب الكلي مع العرض الكلي للسلع والخدمات‪ ،‬أو‬
‫الشرط البديل له وهو تساوي اإلستثمار مع اإلدخار املخطط؛‬
‫‪ ‬القطاع النقدي‪ :‬وكما تتطرقنا له يتمثل في تساوي عرض النقود مع الطلب عليها؛‬
‫‪ ‬القطاع الخارجي‪ :‬يتطلب التوازن تساوي صافي قيمة الصادرات الحقيقية مع صافي التدفقات‬
‫املالية وهذا يتحقق في حالة توازن ميزان املدفوعات الخارجية وتوازن سوق العمالت األجنبية‪.‬‬
‫كينز هو أول من ربط بين القطاع الحقيقي و القطاع النقدي في نظرية واحدة بإستخدام سعر الفائدة‬
‫ويتوصل بذلك إلى نموذج التوازن العام‪ ،‬والذي يتضمن إستخدام أداتين لتوضيح هذا التوازن هما‬
‫منحنيا ‪( IS‬التوازن في القطاع الحقيقي)‪( LM ،‬التوازن في القطاع النقدي)‪ .‬بين التوازن على مستوى‬
‫‪2‬‬
‫السوق النقدي وسنحاول تبيان توازن القطاع الحقيقي‪.‬‬
‫‪ ‬التوازن في القطاع الحقيقي‪:‬‬
‫يحدث التوازن في القطاع الحقيقي بتساوي عرض اإلدخار مع الطلب على اإلستثمار‪ ،‬وملا كان اإلدخار‬
‫دالة متزايدة ملتغيرالدخل‪ ،‬واإلستثمار دالة متناقصة ملتغير سعر الفائدة يجب أن يتساوى اإلدخار‬
‫واإلستثمار حتى يتحقق التوازن بين الدخل الذي يحدد حجم اإلدخار وسعر الفائدة الذي يحدد حجم‬
‫اإلستثمار‪ ،3‬ويمكن توضيح ذلك من خالل الشكل البياني اآلتي‪:‬‬

‫‪-1‬محمد حميدات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.57‬‬


‫‪-2‬قص ي الجابري‪ ،‬رصيد التغيرات في الطلب على النقود خالل األزمات بإستخدام نماذج التكامل املشترك‪ ،‬مجلة اإلدارة واإلقتصاد‪ ،‬العدد‬
‫الثمانون‪ ،2010‬ص‪.9‬‬
‫‪-3‬عبد علي الزيود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.49:‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫الشكل رقم(‪ :)2-1‬منحنى ‪IS‬‬

‫‪AD‬‬ ‫‪Y‬‬
‫‪AD1‬‬
‫‪AD2‬‬

‫‪Y‬‬
‫‪Y1‬‬ ‫‪Y2‬‬
‫‪i‬‬

‫‪i1‬‬

‫‪i2‬‬
‫‪IS‬‬

‫‪Y‬‬
‫‪Y1‬‬ ‫‪Y2‬‬

‫املصدر‪ :‬محمد حميدات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.61‬‬


‫إن كل نقطة على منحنى ‪ IS‬تمثل في الحقيقة حالة التوازن في القطاع الحقيقي‪ ،‬أو بعبارة أخرى قيمة‬
‫الدخل الحقيقي ‪ Y‬وسعر الفائدة‪ i‬اللذان يحققان التوازن في هذا القطاع‪.‬‬
‫‪ ‬التوازن العام‪:‬‬
‫إذا قمنا بجمع املنحنيين )‪ (IS‬و )‪ (LM‬مع بعضهما فإننا نستطيع أن نصل إلى التوازن العام لتقاطع‬
‫منحنى )‪ (IS‬مع )‪ (LM‬و الشكل التالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫الشكل رقم(‪ :)3-1‬التوازن العام لنموذج )‪(IS_LM‬‬

‫‪i‬‬
‫‪IS‬‬ ‫‪LM‬‬

‫*‪i‬‬

‫*‪Y‬‬ ‫‪Y‬‬

‫املصدر‪:‬عبد علي الزيود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.52:‬‬

‫تمثل نقطة تقاطع النحنيين )‪ (IS‬و )‪ (LM‬نقطة التوازن‪ ،‬وسعر الفائدة )‪ (i‬والدخل الحقيقي )‪(Y‬‬
‫هما اللذان يحققان التوازن العام في القطاعين الحقيقي والنقدي‪.‬‬
‫إن نموذج )‪ (IS_LM‬يصف املحددات اآلنية التوازنية لإلقتصاد الكلي لسعر الفائدة والدخل‬
‫القومي كنتيجة لظروف كل من سوق السلع وسوق النقود‪ ،‬وذلك بضم القطاع الحقيقي والقطاع‬
‫النقدي في نموذج واحد للكشف عن محددات توازن اإلقتصاد القومي‪.1‬‬

‫‪ -1‬قص ي الجابري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10:‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫املبحث الثالث‪ :‬النظريات املفسرة لسعر الصرف و الطلب على النقود‬


‫لكل من سعر الصرف والطلب على النقود نظريات مختلفة حاولت تفسيرهما وإعطاء معنى دقيق‬
‫لكل منهما ولكل من هذه النظريات وجهة نظر سنحاول التعرف لبعض منها في املطالب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬نظرية تعادل القوة الشرائية و تعادل أسعار الفائدة؛‬
‫‪ ‬نظرية ميزان املدفوعات والفقاعات املضاربة؛‬
‫‪ ‬الطلب على النقود في النظرية الكالسيكية؛‬
‫‪ ‬الطلب على النقود في النظرية الكينزية والنظرية النقدية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬نظرية تعادل القوة الشرائية وتعادل أسعار الفائدة‬
‫من بين النظريات املفسرة ألسعار الصرف نظرية القوة الشرائية ونظرية تعادل أسعار الفائدة التي‬
‫سنتطرق لهما في هذا املطلب‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬نظرية تعادل القوة الشرائية‬
‫تعادل القدرة الشرائية هي النظرية التي وضعت عالقة بين معدالت التضخم وأسعار الصرف في سوق‬
‫صرف لعملة بلدين‪ ،‬وتنطلق هذه النظرية من فكرة أن سعر الصرف يتطور بداللة القدرة الشرائية‬
‫للعملتين‪ ،‬أي أن األسعار الداخلية هي التي تحدد سعر الصرف الخارجي‪ ،‬ويعتبر مفهوم تعادل القوة‬
‫الشرائية أساسا هاما عند دراسة وتوقع تحركات معدل الصرف‪ ،‬وإن كانت جذور نظرية تعادل القوة‬
‫الشرائية تعود إلى القرن السادس عشر‪ ،‬فإن فضل صياغة هذه النظرية بصورتيها ( املطلقة _ النسبية )‬
‫يرجع إلى اإلقتصاد السويدي ‪ Gustav Cassel‬في بداية العشرينات من القرن العشرين‪.1‬‬
‫تعتمد هذه النظرية على صيغتين هما‪:‬‬
‫‪ ‬الصيغة املطلقة‪:‬‬
‫تعتبر هذه الصيغة إمتدادا لقانون السعر الوحيد ‪ La loi du prix unique‬والذي "يستلزم أن وحدة‬
‫نقدية بعد تحويلها تبادل بنفس سلة السلع في الدولة املحلية و األجنبية"‪ .‬إضافة إلى ذلك نفترض أن‬
‫السوق تام وغياب الحواجز الجمركية أمام حركات السلع‪ ،‬إلى جانب اإلنتقال التام للمعلومات‪ ،‬وتوافر‬
‫سوق دولية في ظل املنافسة‪ ،‬فضال عن تجانس السلع في كل البلدان‪.2‬‬
‫تبين هذه الصيغة أن سعر الصرف التوازني لعملتين مختلفتين يساوي العالقة بين مستويات األسعار‪،‬‬
‫أي أن القوة الشرائية لعملة ما هي مماثلة لقوتها الشرائية في بلد آخر‪.‬‬

‫‪ -1‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬سياسة سعر الصرف وعالقتها باملوازنة العامة للدولة‪ ،‬مكتبة النهضة املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1987 ،‬ص‪.124 :‬‬
‫‪éme‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Frederik Mishkin, Monnaie, banque et marchés financiers, Pearson Education France, 8 édition, 2007, p593.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫ومنه‪:‬‬
‫𝑡𝑝‬
‫= 𝑡𝑒‬ ‫)‪… … (1‬‬
‫∗𝑡𝑝‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ :et‬سعر الصرف الذي يحدد عملة أجنبية بالنسبة للعملة املحلية؛‬
‫‪ :pt‬مستوى األسعار املحلية؛‬
‫∗‪ :𝑝t‬مستوى األسعار األجنبية‪.‬‬
‫علما أن‪𝑝𝑡 = ∑𝑛𝑖=0 𝛼𝑖 ∙ 𝑝𝑖𝑡 𝑝𝑡∗ = ∑𝑛𝑖=0 𝛽𝑖 ∙ 𝑝𝑖𝑡 :‬‬
‫مع أن‪ β𝑖 :‬و 𝑖‪ α‬يمثالن الوزن الترجيحي الخاص بالسلع املتبادلة بين البلدين ( ‪.)i‬‬
‫إذن‪:‬‬
‫‪∑ α i ∙ pi‬‬
‫= ‪𝑒tjppa‬‬
‫‪∑βi ∙ pi‬‬
‫ومنه إذا إفترضنا أن سعر الصرف أعلى أو أقل من مستوى توازن ال‪ ) PPA ( :‬فإن ذلك يخلق فرصا‬
‫مربحة لإلستفادة من فروق األسعار‪ ،‬وأن إنحراف سعر الصرف تتكفل قوى السوق بإعادته مرة أخرى إلى‬
‫‪1‬‬
‫مسار ال‪ ) PPA (:‬في األجل الطويل‪.‬‬
‫‪ ‬الصيغة النسبية‪:‬‬
‫على عكس الصيغة املطلقة‪ ،‬فإن الصيغة النسبية تبنى على أساس الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬األخذ بعين اإلعتبار تكاليف النقل؛‬
‫‪ ‬حرية إنتقال املعلومات؛‬
‫‪ ‬إزالة الحواجز التجارية التي تحد من تكافؤ األسعار معبرا عنها بالعملتين‪.‬‬
‫إهتمت الصيغة النسبية بتحديد سعر الصرف التوازني من خالل إدراج مؤشر التضخم‪ ،‬حيث يعمل‬
‫سعر الصرف اإلسمي على إلغاء فوارق التضخم في البلدين أو بمعنى آخر‪ ،‬يحقق توازن سعر الصرف‬
‫عندما يساوي معدل التغيير في سعر الصرف مع التغيير في النسبة بين األسعار‪.‬‬
‫إذن بإدخال اللوغاريتم على املعادلة (‪)1‬تحصل على ‪:‬‬
‫‪log 𝑒t = π + log pt − log p∗t‬‬
‫و إذا عبرنا عن املعادلة (‪ )1‬بالتغيير نحصل على‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد كمال الحمزاوي‪ ،‬سوق الصرف األجنبي‪ ،‬منشأة املعارف اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص‪.213 :‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫‪∆ log 𝑒t =.‬‬ ‫(‪..................)2‬‬


‫∗‪∆ log pt − ∆ log pt‬‬
‫ولقد تم إختبار هذه النظرية فتبين أنها ذات داللة في املدى الطويل أكثر منها في املدى القصير كما أن‬
‫‪1‬‬
‫العمالت قليلة األهمية في حركة رؤوس األموال الدولية أقل إستجابة لنظرية تعادل القوة الشرائية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫يتوقف نجاح تعادل نظرية القوة الشرائية على‪:‬‬
‫_ سيادة حرية التجارة الدولية‪ ،‬ذلك أن وجود القيود من شأنه تشويه األسعار؛‬
‫_ سيادة حرية تحويل النقود من دولة إلى أخرى وعدم إخضاع ذلك لنظم املراقبة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نظرية تعادل معدالت الفائدة‬
‫هذه النظرية تسعى للكشف عن الصلة املوجودة بين السوق النقدي الوطني وسوق الصرف‪ .‬في‬
‫الواقع إن أي إختالف بين معدالت الفائدة في بلدين إثنين ينتج عنه سواء تحسن أو تدهور للعملة املحلية‬
‫بالنسبة للعملة األجنبية‪ ،‬إذ أن الرفع من سعر الخصم في دولة ما من شأنه أن يدفع بسعر الفائدة إلى‬
‫الزيادة‪ ،‬مما يؤدي إلى تنشيط حركة رؤوس األموال نحو هذه الدولة قصد اإلستثمار‪ .‬بإعتبار أن سعر‬
‫الفائدة املطبق هو أعلى منه في الدول األخرى‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة الطلب األجنبي على العملة املحلية ومنه‬
‫إرتفاع سعر الصرف‪ ،‬ويحدث العكس في إنخفاض سعر الخصم‪.‬‬
‫في الواقع إن تباين معدالت الفائدة بين دولتين يجب أن يساوي نسبة التحسن أو التدهور املنتظر‬
‫للعملة الصعبة مقارنة بالعملة املحلية‪ .‬وبذلك فخالل الربع األخير من سنة ‪ 1960‬وبداية ‪ 1961‬فعندما‬
‫إنخفضت قيمة الجنيه األسترليني‪ ،‬قامت إنجلترا في جويلية ‪ ،1961‬بإتخاذ إجراءات عدة من بينها الرفع‬
‫‪3‬‬
‫في سعر الخصم من ‪ %5‬إلى ‪ %7‬فنتج عن ذلك تحسن في قيمة الجنيه‪.‬‬
‫‪ ‬نظرية تعادل معدالت الفائدة القابل للتغطية‪:‬‬
‫ليكن شخص يمتلك وحدات من اليورو‪ ،‬وعليه فله اإلختيار في أن يوظفه في بلدة أو يحول املبلغ إلى‬
‫الدوالر ويوظفه في السوق األمريكي‪ ،‬وعليه‪:‬‬
‫_إذا وظف أمواله في بلده ب‪ x :‬يورو‪ ،‬سيحصل في النهاية على)‪ ،x(1 + i‬حيث )𝑖( سعر الفائدة‬
‫املطبق في بلده بالزمن ‪.n‬‬
‫_أو أن الشخص حول املبلغ إلى الدوالر ويوظفه في السوق األمريكي بمعدل فائدة ) ∗ 𝑖( وعليه يحصل على‪:‬‬
‫)‪ 𝑥 ⁄cc(1 + i‬حيث أن‪ :CC :‬تمثل سعر النقد للدوالر مقابل اليورو ( سعر الصرف العاجل)‪.‬‬

‫‪ -1‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.155 :‬‬


‫‪ -2‬عبد الحسن جليل عبد الحسن الغالبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.176 :‬‬
‫‪-3‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.165 :‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫ومنه فإن املستثمر إختار أن يوظف أمواله في السوق األمريكي على أساس أنه سيوفر مردود أحسن‪ ،‬لكن‬
‫الزيادة في املردودية من ‪ %1‬أو ‪ %2‬ال تعني شيئا إذا كان في نفس الفترة تدهور الدوالر بنسبة ‪ %10‬مقارنة‬
‫باليورو مثال؟‪ .‬ولتفادي هذا الخطر ومحاولة إيجاد تغطية على الشخص أن يبيع مبلغه بالدوالر آجال أو آليا‬
‫) ∗ 𝑖 ‪ $(1 +‬الذي سيحصل عليه خالل مدة التوظيف‪ ،‬هذل البيع يتم على أساس سعر ‪.ct‬‬
‫حيث‪ ct :‬تمثل سعر الصرف اآلجل للدوالر بالنسبة لليورو‪.‬‬
‫تتم عملية البيع و الشخص على يقين أنه سوف يحصل في املدة‪ 𝑐𝑡(1 + 𝑖 ∗ ) 𝑥 ⁄𝑐𝑐 :‬ولكي يتفادى‬
‫الشخص التوظيف في بلده أو الواليات املتحدة يجب أن‪:‬‬
‫𝑐𝑐‪𝑥 (1 + 𝑖) = 𝑐𝑡 (1 + 𝑖 ∗ ) 𝑥 ⁄‬‬
‫) ∗ 𝑖 ‪𝑐𝑡 = 𝑐𝑐 (1 + 𝑖)⁄(1 +‬‬
‫)𝑖 ‪∆𝑖 = [𝑐𝑡⁄𝑐𝑐(1 + 𝑖 ∗ )] − (1 +‬‬ ‫حيث أن‪:‬‬
‫∗ 𝑖 ∙ ]𝑐𝑐‪= [(ct − cc)⁄cc] − 𝑖 + 𝑖 ∗ + [𝑐𝑡 − 𝑐𝑐 ⁄‬‬

‫∗ 𝑖 ‪→ (ct − cc)⁄cc = 𝑖 −‬‬


‫𝐹 = ∗𝑖 ‪𝑖 −‬‬ ‫ومنه‬
‫إن سعر الصرف ألجل العملة ‪ x‬هو بداللة سعرها نقدا ومعدالت الفائدة لعملتين صعبتين‪ ،1‬هذه‬
‫العالقة هي أساسا عالقة موازنة وتستلزم أن‪:2‬‬
‫‪ _1‬في أسواق نقدية مختلفة ولودائع لها نفس تسبة الخطر والسيولة أي سندات متكافئة فعال‪ ،‬هذه‬
‫الودائع يجب أن يكون لها نفس املردود الصافي‪.‬‬
‫‪ _2‬يتعلق األمر كذلك بعالقة عكسية والتي تستلزم أنه إذا ألحق بالعملة املحلية بمعدل فائدة جد مرتفع‬
‫بالنسبة للعملة الصعبة‪ ،‬يجب أن تتحمل )‪ (𝑑é𝑝𝑜𝑟𝑡𝑒 𝐹 > 0‬والعكس إذا ألحقت بمعدل فائدة‬
‫جد منخفض )‪.(𝑟𝑒𝑝𝑜𝑟𝑡 𝐹 < 0‬‬
‫‪ _3‬في األسواق ذات التحكيم الجيد‪ ،‬فإذا تحققتعادل معدل الفائدة ال يوجد أي فرصة مناسبة‬
‫)‪ (Opportunité‬في اإلنتقال من سوق إلى آخر لتحقيق الربح‪.‬‬
‫‪ ‬نظرية تعادل معدالت الفائدة غير القابلة للتغطية‪:‬‬
‫هذه العالقة مشتقة من سابقتها غير أنه في هذه الحالة‪ ،‬التحكيم (املوازنة) موجودة من دون حماية‬
‫(تغطية خطر الصرف) فمثال‪ :‬هذه املرة املستثمر يختار أن يبيع اصل أجنبي وبالتالي يبقى في وضعية‬

‫‪ -1‬محمد البشير بن عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.161:‬‬


‫‪ -2‬موس ى سعيد مطر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.231:‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫الصرف املفتوحة ألنه يفترض أن سعر النقد مستقبال ‪ 𝑒a‬للعملة تترجم بالتحسن في السعر (تدهور‬
‫العملة الوطنية)‪ ،‬ولنقارن مردود األصل األجنبي ∗ 𝑖 أين يضاف إليه معدل تحسن أو تدهور العملة‬
‫) ‪.(𝑖 ∗ + ea‬‬
‫حيث أن‪ 𝑒a :‬تمثل معدل تغيير سعر الصرف املتوقع (‪. )%‬‬
‫عند التوازن‪𝑖 − 𝑖 ∗ = (𝑒𝑎 − 𝑒)⁄𝑒 = 𝑒𝑎 :‬وكذلك‪𝑖 − 𝑖 ∗ = 𝑒𝑎 :‬ومنه نستخلص عدة‬
‫‪1‬‬
‫نتائج‪:‬‬
‫‪ _1‬من أصلين (وديعتين) متماثلين‪ :‬فروقات الفائدة البد أن تساوي معدل التغيير في سعر الصرف املتوقع‪.‬‬
‫‪ _2‬العالقة ما بين فروقات الفائدة ومعدل تغيير سعر الصرف هي عالقة عكسية‪:‬‬
‫𝑓𝑖𝑡𝑖𝑠𝑜𝑝 𝑙𝑒𝑖𝑐𝑛𝑒𝑟‪𝑖 − 𝑖 ∗ > 0 → 𝑒𝑎 > 0 𝑑𝑖𝑓𝑓é‬‬
‫𝑎𝑒 → ‪→ 𝑡𝑎𝑢𝑥 𝑑𝑜𝑖𝑡 𝑠𝑒 𝑑é𝑝𝑟é𝑐𝑖𝑒𝑖 − 𝑖 ∗ < 0‬‬
‫𝑟𝑒𝑖𝑐‪< 0 𝑑𝑖𝑓𝑓é𝑟𝑒𝑛𝑐𝑖𝑒𝑙 𝑛é𝑔𝑎𝑡𝑖𝑓 → 𝑡𝑎𝑢𝑥 𝑑𝑜𝑖𝑡 𝑠𝑒 𝑠′𝑜𝑝𝑟é‬‬
‫‪ _3‬على مستوى عدة أسواق وطنية املردود الصافي ( املردود اإلسمي املعدل بتغيرات الصرف) لعدة أصول‬
‫متكافئة يجب أن يكون موحد‪.‬‬
‫وعند قيام متعامل بعملية غير مغطاة (بدون حماية)‪ ،‬عادة مايفرض عالوة على الخطر في حالة‬
‫تعادل أسعار أسعار الفائدة غير القابلة للتغطية‪.‬‬
‫وعليه تصبح العالقة‪𝑒𝑎 = 𝑖 − 𝑖 ∗ + 𝜋 :‬‬
‫حيث أن‪ π :‬عالوة الخطر )‪(prime de risque‬‬
‫ومنه عندما تكون‪ π > 0 :‬أي عالوة خطر اإلستثمار ترتفع فإن معدل )‪ (déport _ report‬يفوق معدل‬
‫‪2‬‬
‫تغيير سعر الصرف املتوقع‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬نظرية ميزان املدفوعات والفقاعات املضاربة‬
‫سنحاول في هذا املطلب التطرق إلى نظرية ميزان املدفوعات و نظرية الفقاعات املضاربة‬
‫املفسرتين لسعر الصرف‬
‫الفرع األول‪ :‬نظرية ميزان املدفوعات (نظرية األرصدة)‬
‫يرى أنصار هذه النظرية بأن القيمة الخارجية للعملة تتحدد على أساس ما قد يطرأ على أرصدة‬
‫ميزان املدفوعات‪ ،‬أي أن تحديد سعر الصرف قد ينجم عن التغيرات املفاجئة ألرصدة ميزان املدفوعات‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد البشير بن عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.272:‬‬


‫‪ -2‬محمد عزت عزالن‪ ،‬إقتصاديات النقود واملصارف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية –بيروت‪ ،2002 ،-‬ص‪.235:‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫تعطي هذه النظرية تفسيرا لتحديد سعر الصرف يتجاى من خالل رصيد ميزان املدفوعات‪ ،‬فإذا كان هذا‬
‫األخير موجبا فهذا يعني أن صادرات الدولة كانت أكبر من وارداتها وبالتالي كان الطلب على العملة املحلية‬
‫أكبر من عرضها مما أدى إلى تحسن العمالت املحلية‪ ،‬وعلى عكس ذلك تماما إذا سجل رصيد سالب‬
‫مليزان املدفوعات فهذا سوف يؤدي إلى عرض أكبر للعملة املحلية مقابل الطلب عليها ملواجهة قيمة‬
‫الواردات التي كانت أكبر من الصادرات مما سينعكس سلبا على العملة املحلية بتدهور و إنخفاض قيمتها‪.1‬‬
‫يجدر بنا الذكر هنا أنه إلجراء التصحيح في ميزان املدفوعات يعتمد ذلك على مرونة الطلب املحلي‬
‫على السلع والخدمات املستوردة وكذلك على مرونات الطلب األجني على صادرات الدولة املحلية من‬
‫السلع والخدمات‪ .‬كما أكد لنا بعض اإلقتصاديين األملان أمثال ‪ Diehl‬مدى صحة هذه النظرية خالل‬
‫الحرب العاملية األولى بحيث أن األسعار اخارجية للمارك األملاني في تلك الفترة لم تتأثر رغم الزيادة الكبيرة‬
‫التي طرأت على كل من كمية النقود و األسعار‪ ،‬ويعود سبب ذلك في أن رصيد امليزان الحسابي في املانيا‬
‫كان في حالة توازن‪ .‬فلم تقم هذه األخيرة بزيادة وارداتها عن الصادرات أي أنه لم يكن هناك رصيد دائن أو‬
‫‪2‬‬
‫مدين ِيثر على القبمة الخارجية لعملة البلد املحلي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نظرية الفقاعات املضاربة‬
‫إن اإلرتفاع املذهل الذي حققه الدوالر في منتصف الثمانينات وكذلك األزمة البورصيةفي أكتوبر‬
‫‪ 1987‬ساهمت في ظهور مقاربة نظرية جديدة لتفسير عدم إستقرار أسعار الصرف‪ ،‬حيث يمكن القول‬
‫بأن النقطة األساسية التي إنطلقت منها هذه النظرية وهي التواجد الدائم لفروقات بين سعر الصرف‬
‫املالحظ وكذلك القيمة التوازنية له‪ ،‬إن هذه الفروقات هي التي تكون ما يعرف بالفقاعات املضاربية‪ ،‬إن‬
‫الفكرة األساسية لهذه النظرية وهي أن املتعاملين في أسواق الصرف ال يالحظون العناصر املوضوعية بما‬
‫فيها (التضخم‪ ،‬معدل الفائدة‪ ،‬ميزان املدفوعات‪ ...‬الخ) التي تؤثر على القيمة التوازنية لسعر الصرف‪.‬‬
‫فقد بين ‪ Watson‬و ‪ Blanchard‬فأن وجود الفقاعات املضاربة يتماش ى مع عقالنية املتعاملين‪،‬‬
‫فهؤالء مستعدون لدفع السعر في حالة اإلرتفاع الدائم لإلستحواذ على عملة أجنبية علما بأنهم قادرون‬
‫على إعادة بيعها بسعر أعلى في تاريخ الحق‪.‬‬
‫غير أنه في املرحلة التي تتقلب فيه اإلشاعات وتحد بعنف من جراء الحسابات الرشيدة‪ ،‬فتتراجع‬
‫‪3‬‬
‫هذه التوقعات لتتفجر الفقاعة‪.‬‬
‫نستخلص من ذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد البشير بن عمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.281:‬‬


‫‪ -2‬محمد عزت عزالن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.255 :‬‬
‫‪ -3‬صفوة عبد السالم عوض هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.134:‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫أن الفقاعات املضاربة تحدث عندما تكون إحدى العمالت مقومة بأكثر أو أقل من قيمتها الحقيقة‬
‫هذه العالقة يمكن التعبير عنها باملعادلة التالية‪:‬‬
‫𝐵 ‪𝐸 = 𝐸∗ +‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ :E‬سعر الصرف في السوق؛‬
‫*‪ :E‬سعر الصرف التوازني؛‬
‫‪ :B‬فقاعة املضاربة‪.‬‬
‫تكون فقاعات املضاربة عقالنية في الحالة التي يكون فيها املتعاملون في السوق على علم أن العملة‬
‫فيها مغالة ومع ذلك يستمرون في املضاربة سواءا على إنخفاض أو إرتفاع العملة‪ ،‬بينما تكون الفقاعات‬
‫‪1‬‬
‫غير عقالنية عندما تكون حالة عدم التأكد وقرارت املتعاملون تتجاهل املحددات األساسية‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬الطلب على النقود في النظرية الكالسيكية‬
‫يفترض اإلقتصاديون التقليديون وضع العمالة وتوازن عام تعمل النفود فيه كمقياس للسلعة‬
‫التي تستعمل وحدتها في التسعير والتقييم‪ ،‬لكنها تظل غير متأثرة بهذا الدور وتستعمل أيضا كوسيط‬
‫مبادلة فإن النقود محايدة وال تأثير لها على املقادير اإلقتصادية الحقيقية‪.‬‬
‫تحدد الفرضية التقليدية أن اإلملام التام باملعلومات والتكلفة الزهيدة يحد من دور النقود‬
‫كمخزن للقيمة‪ ،‬تم عرض النظرية الكمية للنقود من خالل مدخلين هما مدخل املبادالت الكلية بصياغة‬
‫‪2‬‬
‫فيشر‪ ،‬ومدخل األرصدة النقدية بصياغة مدرسة كمبريدج‪.‬‬
‫_ املدخل األول‪ :‬مدخل املبادالت الكلية بصياغة فيشر‬
‫ينص مدخل املبادالت الكلية بأن هناك عالقة ايجابية بين كمية النقد املتوفرة للتداول وبين‬
‫مستوى األسعار املحلي‪ ،‬إذ يؤكد كذلك على أن التغيرات في عرض النقود ليست قادرة على تغيير‬
‫املستويات الحقيقية للمتغيرات اإلقتصادية الرئيسية كاإلنتاج والدخل وسعر الفائدة‪ ،‬مما يعني أن زيادة‬
‫في الكمية املعروضة من النقود ينتج عنها إرتفاع في معدل األسعار املحلية وبنسبة مساوية لنسبة النمو في‬
‫عرض النقود مما يؤدي إلى تغيير في القيمة اإلسمية وليس الحقيقية للناتج القومي اإلسمي‪.‬‬
‫يمكن القول أنه باإلمكان اإلعتماد على عرض النقود بتحفيز أو تغيير مسار اإلقتصاد ألن ما يحدث‬
‫للقيمة النقدية للنشاط اإلقتصادي هو ناتج لتغيرات في مستوى األسعار وليس في مستوى اإلنتاج‪ ،‬وسعيا‬

‫‪ -1‬محمد عزت عزالن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.257:‬‬


‫‪-2‬ب زاوية محمد‪ ،‬الطلب على النقود دراسة قياسية‪ ،‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه دولة في العلوم اإلقتصادية‪ ،‬تخصص نقود‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2010_2009 ،‬ص‪.87:‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫لتوضيح هذا املوقف النظري أعتمد على معادلتين هي معادلة التبادل أو التعامل و املعادلة الدخلية‬
‫‪1‬‬
‫للتبادل‪.‬‬
‫‪ ‬املعادلة األولى‪ :‬معادلة التبادل أو التعامل‬
‫تصاغ هذه املعادلة على النحو التالي‪:‬‬
‫𝑇𝑃 = 𝑉𝑀‬
‫𝑇×𝑉= 𝑃×𝑀‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫𝑃 ‪:‬املستوى العام لألسعار (متغير تابع في معادلة فيشر)؛‬
‫𝑀‪ :‬كمية النقود املتوفرة خالل فترة محددة؛‬
‫𝑇‪ :‬حجم املبادالت(ثابت)؛‬
‫𝑉‪:‬سرعة دوران النقود(ثابت)‪.‬‬
‫ومن خالل هذه املعادلة يتبين لنا أن كمية النقود املتوفرة في اإلقتصاد مضروبة في عدد مرات‬
‫‪2‬‬
‫إستخدام كل وحدة نقد خالل الفترة املعينة تساوي القيمة النقدية للتبادالت خالل فترة معينة‪.‬‬
‫‪ ‬املعادلة الثانية‪ :‬املعادلة الدخلية للتبادل‬
‫يمكن إعادة تعريف حجم النشاط اإلقتصادي و التأكيد على السلع والخدمات النهائية التي أنتجت في‬
‫فترة القياس ذاتها‪ ،‬وإستبعاد السلع والخدمات التي يستبعدها تعريف الناتج القومي أو الدخل القومي‬
‫وذلك بإستبدال ‪ T‬بالدخل القومي ‪ Y‬لتصبح املعادلة‪:‬‬
‫𝑌𝑃 = 𝑉𝑀‬
‫𝑌×𝑉= 𝑃×𝑀‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ :Y‬القيمة الحقيقية للدخل أو الناتج القومي؛‬
‫𝑃 × 𝑌‪ :‬القيمة اإلسمية للدخل أو الناتج القومي‪.‬‬
‫كما يبدو من املعادلة الدخلية للتبادل أنه في حال ثبات سرعة دوران النقود يحدد عرض النقود‬
‫إجمالي اإلنفاق ومن ثم حجم النشاط اإلقتصادي‪ ،‬في حين إذا إتسمت درجة دوران النقود بالتقلب‪ ،‬فإنه‬
‫لن يصبح من السهل على الجهات الحكومية املعنية كالبنك املركزي مثال تحديد مدى تاثير تغيرات في‬
‫عرض النقود على الناتج القومي‪ ،‬وهو ما يقلل من فعالية ودقة السياسة النقدية‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد هني‪ ،‬العملة والنقود‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1991 ،‬ص‪.134:‬‬
‫‪ -2‬بزاوية محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.91 :‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫وبناءا على ما سبق فإن هذا املدخل ينظر إلى أن الناتج اإلجمالي الحقيقي ‪ ،Y‬اليتغير في املدى‬
‫الطويل ألن املوارد اإلقتصادية محدودة ويتسم اإلقتصاد بتوظيف تام للموارد مما يجعل مستوى األسعار‬
‫عرضة للتغيير نتيجة التغيرات التي تطرأ في كمية النقود في حين ال يتغير حجم اإلنتاج في املدى القصير ‪،‬‬
‫كما أنهم إفترضوا ثبات ‪ V‬ألنها تعتمد على عوامل ال تتغير كثيرا مثل أنماط اإلنفاق‪ ،‬أساليب الدفع‪ ،‬ثروة‬
‫‪1‬‬
‫الفرد وأسعار الفائدة وغيرها‪.‬‬
‫_املدخل الثاني‪ :‬مدخل األرصدة النقدية بصياغة مدرسة كمبردج‪:‬‬
‫فهي معادلة األرصدة املنيثقة عن مدرسة "كمبردج" "‪ "Cambridge‬وترى هي األخرى أن النقود هي‬
‫وسيلة للتبادل و لكنها أضافت إليها دورا آخر بإعتبارها مخزنا للقيمة‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن النظرية‬
‫الكالسيكية اهتمت بالدخل بوصفه أهم محدد للطلب على النقود‪.‬‬
‫رغم توافق رؤية اإلقتصاديين كمبردج مع فيشر حول أهمية حجم املبادالت والتعامل كمحدد‬
‫لكمية النقد الذي يحتفظ به األفراد حاضرا لديهم‪ ،‬نوه إقتصاديوا جامعة كمبردج إلى أهمية الثروة في‬
‫تحديد الكمية كذلك‪ ،‬ويرى اإلقتصاديون بشكل عام أن إفساح املجال أمام قرارات الجمهور للتأثر‬
‫بالثروة‪ ،‬إختالفا بين الطرح الذي قدمه فيشر والذي جاء به إقتصاديوا كمبريدج‪ ،‬وهو ما خلص إلى تأثر‬
‫الجمهور بحجم املعامالت من جانب وبالثروة وما يطرأ عليها من تغير من جانب آخر مع هذا فإنهم قبلوا‬
‫بمعادلة فيشر لتحديد الطلب وهي‪:‬‬
‫)𝑌 × 𝑃( × 𝑘 = 𝑑𝑀‬
‫حيث أن‪ 𝐾 = 1⁄7 :‬وهي لن تكون ثابنة في املدى القصير بل تتغير ألن العوائد التي يمكن أن يحصل‬
‫عليها املرء من األشكال املختلفة للثروة تتغير‪.‬‬
‫يبدو أن الدخل الحالي يترك لألفراد حرية إختيار كمية النقود التي يحتفظون بها من أجل الحفاظ‬
‫على ثروتهم إلى إستخدام جزء من النقود من أجل إتمام معامالت التبادل‪ .‬وتأتي أهمية فهم معدل دوران‬
‫النقود ‪ V‬من قدرته بالتأثير في مدى فعالية السياسات التي تتبناها الحكومة للتاثير في حجم النشاط‬
‫اإلقتصادي‪ .‬فإذا إفترضنا أن ‪ V‬ثابت فإن معادلة الطلب على النقود تبين ان عرض النقود أو الطلب على‬
‫النقود يحدد الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬من جانب آخر إذا كانت ‪ V‬متقلبة فإذا يصعب التنبؤ بقيمة التاتج‬
‫املحلي اإلجمالي حتى لو وجهت السياسات الحكومية قيمة ‪ .M‬كما أنه إذا كانت ‪ V‬تتغير بنفس معدل التغير‬
‫في ‪ M‬ولكن في إتجاه مضاد فستبقى قيمة الناتج املحلي اإلجمالي بمعزل عن التغيرات في ‪ ،M‬وتصبح‬

‫‪ -1‬أحمد هني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.141 :‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫سياسة تغيير كمية النقود غير مجدية‪ ،‬إنه في حال قدرة البنك املركزي على التنبؤ بقيمة ‪ V‬وعدم إرتباطها‬
‫‪1‬‬
‫بشكل مباشر بقيمة ‪ ،M‬يصبح بمقدوره التاثيرفي حجم النشاط اإلقتصادي‪.PY‬‬
‫حيث الفكر الكالسيكي يتضمن مجموعة من اإلفتراضات منها؛‬
‫‪ ‬حجم املعامالت (التبادالت اإلقتصادية أو حجم اإلنتاج) الذي يتحدد بعوامل موضوعية‪،‬‬
‫وهو متغير خارجي ثابت ألنالنشاط اإلقتصادي يملك القوى الذاتية لتحقيق التوظيف‬
‫الكامل‪ ،‬وليس للنقود أثر في تحقيق التوازن اإلقتصادي الذي ال يتغير في األجل القصير؛‬
‫‪ ‬إرتباط تغير املستوى العام لألسعار بتغير كمية النقود نتيجةثبات حجم املعامالت وسرعة‬
‫‪2‬‬
‫دوران النقود أي أن كمية النقود متغير مستقل و املستوى العام لألسعار متغير تابع‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬الطلب على النقود في النظرية الكينزيةو النظرية النقدية‬
‫سنحاول في هذا املطلب التطرق الى النظرية الكينزية لكينز والنظرية النقدية لفريدمان‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الطلب على النقود في النظرية الكينزية‬
‫بعد الكالسيك إنتشرت النظرية الكينزية التي أعطت دورا مهما ملعدل الفائدة في تحديد الطلب‬
‫على النقود‪ ،‬حيث صاغ كينز الطلب على النقود‪ ،‬ويقوم على ثالثة دوافع‪ ،‬وهي‪ :‬دافع املعامالت‪ ،‬ودافع‬
‫اإلحتياط بإعتبارها دوال في الدخل الحقيقي‪ ،Y‬ودافع املضاربة وهو دالة في معدل الفائدة ‪ ،r‬وهكذا تكون‬
‫دالة الطلب الكلية على النقود عند كينز كما يلي‪:‬‬
‫)𝑟 ‪𝑀d = 𝑓(𝑦,‬‬
‫حيث يرتبط الطلب على النقود بعالقة طردية مع الدخل الحقيقي‪ ،‬في حين يرتبط بعالقة‬
‫‪3‬‬
‫عكسية مع معدل الفائدة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫تم إدخال معدل الفائدة كمتغير يحدد الطلب على النقود‪ ،‬فوضع الكينزيون الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يوجد نوعين من األصول يحتفظ بها األفراد على ثرواتهم وهي النقودو السندات؛‬
‫‪ ‬سعر الفائدة يتحدد عن طريق السوق‪ ،‬الطلب والعرض (النقود)؛‬
‫‪ ‬العالقة العكسية بين سعر الفائدة والطلب على النقود‪.‬‬
‫ودوافع اإلحتفاظ بالنقود من وجهة نظر جون كينز هي‪:‬‬

‫‪ -1‬عبدعلي الزيود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.121:‬‬


‫‪ -2‬أحمد هني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146:‬‬
‫‪ -3‬سعيد سامي الحالق ومحمد محمود العجلوني‪ ،‬النقود والبنوك واملصارف املركزية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،2010 ،‬‬
‫ص‪.91:‬‬
‫‪ -4‬عبد علي الزيود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.123:‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫‪ ‬دافع املعامالت‪ :‬يقصد بدافع املعامالت أن األفراد يطلبون نقودا من أجل إتمام معامالت التبادل‬
‫التي تعتمد على الدخل‪ ،‬وأقر كينز من خالل هذا الدافع بالعالقة اإليجابية بين هذا الجزء من‬
‫الطلب على النقود وبين دخل الفرد‪ ،‬فاملرء بحاجة لإلحتفاظ بمبلغ من املال من أجل دفع فواتير‬
‫مستحقة عليه أو من أجل شراء إحتياجاته اليومية من املحالت التجارية‪ ،‬وبالرغم من أن هذا‬
‫الجزء من الطلب يفقد الفرد عائدا كان من املمكن تحقيقه لو أنه إحتفظ بمثل هذا املبلغ في‬
‫أصول تحقق عوائد‪ ،‬فإن املرء مضطرا للتضحية بهذا إذا أراد إتمام تبادالت يتطلب القيام بها‬
‫‪1‬‬
‫إستخدام النقود‪.‬‬
‫‪ ‬دافع اإلحتياط‪ :‬ويقصد بهذا الدافع أن األفراد يحتفظون بكمية من النقود من أجل تفادي‬
‫تقلبات قد تطرأ في دخولهم مما يعرض أنماط اإلستهالك املعتادة لديهم للتقلب‪ ،‬كما أن هذه‬
‫الكمية توفر متكأ يستخدم في الحاالت الطارئة التي يكون املرء فيها بحاجة إلى نقود متوفرة لديه‪،‬‬
‫فعلى سبيل املثال يحتفظ األفراد باملبالغ لديهم بغرض قيامهم بشراء سلع لم يخططوا مسبقا‬
‫لشرائها أو من أجل تمكينهم من القيام بواجبهم تجاه ظيوف غير متوقعين‪ ،‬وبما أن إلتزامات‬
‫األفراد وقدرتهم على الشراء مرتبطة بدخولهم فلقد رأى كينز أن هذا الجانب من الطلب على‬
‫‪2‬‬
‫النقود يعتمد إيجابيا على الدخل‪.‬‬
‫‪ ‬دافع املضاربة‪ :‬ويقصد به أن الفرد يفاضل بين العوائد والتكاليف املترتبة نظير توظيف ثروته في‬
‫بدائل عديدة‪ ،‬وفي الصيغة األصلية وضح كينز أن بإمكان الفرد أن يحتفظ بثروته على شكل نقود‬
‫أو على شكل سندات‪ ،‬كما أن إختيار الفرد للسندات سيعتمد على العائد املتوقع الذي قد يأخذ‬
‫شكل الفائدة والتغيير املتوقع في اسعار السندات أو التغيير في قيمتها الرأس مالية‪ ،‬و التغيرات في‬
‫سعر الفائدة تؤدي إلى تغييرات في أسعار السندات إذ أن إرتفاعا في سعر الفائدة يؤدي إلى تناقص‬
‫في القيمة السوقية للسندات و العكس صحيح‪.‬‬
‫وعند املقارنة بين إحتفاظ ال فرد بالسندات وبين أحتفاظه بالنقود فإنه في الفترات التي يرتفع فيها‬
‫سعر الفائدة تنخفض فيها أسعار السندات مما يشجع األفراد لإلستثمار فيها توقعا منهم بإرتفاع‬
‫أسعارها مستقبال‪ ،‬وبما أن ثروة الفرد محدودة فإن طلبه على النقود يتناقص مفضال شراء السندات‬
‫من جانب آخر تدفع التوقعات بإرتفاع سعر الفائدة األفراد لتفضيل النقود على السندات سعيا منهم‬
‫لتفادي خسارة متوقعة في القيمة الرأسمالية للسندات‪ ،‬أي أن العالقة عكسية بين الطلب على‬
‫النقود وسعر الفائدة‪.‬‬

‫‪ -1‬حسام علي دود‪ ،‬مبادئ اإلقتصاد الكلي‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪.214:‬‬
‫‪ -2‬سعيد سامي الحالق ومحمد محمود العجلوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.93:‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫إن في إبراز أهمية سعر الفائدة في اإلستدالل في كمية النقد املطلوبة مما يميز النظرية الكينزية عن‬
‫النظرية الكالسيكية السابقة ويمكن وضع النظرية الكينزية للطلب على النقود في الدالة التالية‪:‬‬
‫)𝑌 ‪Md⁄P = 𝐹 (𝑅,‬‬
‫إذ أن الطلب الحقيقي على النقود ‪ ،𝑀𝑑 ⁄P‬يعتمد إيجابيا على الدخل الحقيقي ‪ ،Y‬وعكسيا على‬
‫سعر الفائدة اإلسمي ‪ ،R‬ويعود إستخدام الفائدة اإلسمي وليس الحقيقي ألنه يمثل العائد الفعلي على‬
‫‪1‬‬
‫النقود‪.‬‬
‫ويتضمن التغييرات املتوقعة في األسعار عند حلول األجل الذي يتحقق عنده العائد كما أن هذه‬
‫الدالة تمثل الطلب الحقيقي وليس الطلب اإلسمي على النقود‪ ،‬والهدف من التمييز بينهما هو التأكيد‬
‫على غياب ( وهم النقد ) أي أن األفراد يهتمون بالقيم الحقيقية للمتغيرات وليست قيمتها اإلسمية‪.‬‬
‫لقد أفصح كينز عن إحتمال أن يصل سعر الفائدة إلى مستوى منخفض تعجز عنده زيادة في‬
‫عرض النقود عن تخفيضه إلى مستوى أدنى من ذلك وهذا ما أطلق عليه ( بمصيدة السيولة )‪،‬‬
‫فنظرا إلعتقاد الجمهور أن سعر الفائدة الحالي أقل من مستواه الطبيعي فإنهم سوف يحتفظون‬
‫بالنقود اإلضافية التي وصلت إليهم نتيجة زيادة عرض النقود على شكل نقد‪ ،‬بل إنهم سوف يقومون‬
‫ببيع السندات واألصول األخرى التي تعود عليهم بفوائد منخفضة لتوقعهم بإنخفاض أسعارها‪ ،‬إذ أن‬
‫تناقص العوائد عليها وصل إلى حد جعل املنفعة من النقود تفوق تلك العوائد‪.‬‬
‫في الفترة الحالية لم تعد املدرسة الكينزية الحديثة تميز الطلب على النقود مثل ذلك التمييز الذي‬
‫إقترحه كينز‪ ،‬فقد أصبح أتباعها ينظرون إلى الطلب على النقود أنه يعتمد على سعر الفائدة والدخل‪،‬‬
‫ويأخذ املرء تكلفة الفرصة البديلة في اإلعتبار حتى عندما يستخدم النقود كأداة للتبادل أو متكأ‬
‫للحيطة وال يعتقود أن اإقتصاديات الحديثة تدع مجاال ملصيدة السيولة‪.‬‬
‫وقد وسع اإلقتصاديان (بومال) و( توبين) نظرية كينز وأوضحوا أن الطلب على النقود بدافع‬
‫املعامالت والطوارئ حساس أيضا للتغييرات في معدل الفائدة وأن هناك عالقة عكسية بينهم‪ ،‬فكلما‬
‫كان معدل الفائدة مرتفع وأكبر من التكلفة املصاحبة لشراء السندات يكون املبلغ املوجه بشراء‬
‫السندات كبير‪.‬‬
‫وكان هدفه من إيجاد هذه العالقة هو تخفيض تكلفة بقاء النقود بشكل سائل لغرض املعامالت و‬
‫‪2‬‬
‫الطوارئ من أجل الحصول على أعلى عائد ممكن‪.‬‬

‫‪ ،2008‬ص‪.155:‬‬ ‫‪ -1‬إيمان عطون ناصف‪ ،‬النظرية اإلقتصادية الجزئية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ -2‬إيمان عطون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.157:‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الطلب على النقود في النظرية النقدية ( فريدمان)‬


‫وقد عاد فريمان في نظريته للطلب على النقود‪ ،‬أن النقود هي مخزن للقيمة‪ ،‬فالطلب عليها هو‬
‫كالطلب على السلع املعمرة‪ .‬وقد جاءت دالة الطلب على النقود عند فريدمان لتشمل العوائدعلى مختلف‬
‫أشكال الثروة‪ ،‬ويتضمن مصطلح الثوة عند فريدمان النقود واألسهم والسندات ورأس املال البشري‬
‫ورأس املال املادي‪ ،‬باإلضافة إلى الدخل الدائم‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن فريدمان قد إستخدم املعنى الواسع‬
‫للنقود ‪ M2‬وبذلك تكون دالة الطلب على النقود عند النقديين كما يأتي‪:‬‬
‫) ‪𝑀d = 𝑓(rm , rb , re , pe , h, yp‬‬
‫حيث 𝒃𝒓 ‪ :𝑟𝑚 ,‬تمثل العائد على األسهم والعائد على السندات على التوالي‪ ،‬يربط بعالقة عكسية‬
‫مع كمية النقود الطلوبة؛‬
‫𝑒𝑟‪ :‬يمثل العائد على النقود وعالقته تناسبية مع الطلب على النقود؛‬
‫𝒆𝒑‪ :‬يمثل التضخم املتوقع يؤثر سلبا على كمية النقود املطلوبة؛‬
‫𝒑𝒚‪ :‬وهو عبارة عن الدخل الدائم؛‬
‫𝒉‪ :‬نسبة رأس املال البشري إلى رأس املال املادي‪.‬‬
‫ومهد فريدمان لطرح نظريته في الطلب على النقود بالتساؤل عن سبب إحتفاظ األفراد‬
‫واملؤسسات بالنقود‪ ،‬وكانت إجابته إحتفاظ األفراد بالنقود بإعتبارها أصل السيولة التي يؤدي الوظائف‬
‫التقليدية للنقود‪ ،‬وإحتفاظ مؤسسات اإلنتاج بالنقود كأحد أشكال رأس املال املستخدم في العملية‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وشملت دالة الطلب على النقود أهم العوامل املفسرة لسلوك الطلب على النقود كأصل في‬
‫حفاظة الثروة في حافظة رأس املال‪.‬‬
‫ويالحظ من املعادلة أنه هناك عالقة عكسية تؤكدها إشار ة السالب على العائد على السندات‬
‫والعائد على األسهم واإلشارة املوجبة على العائد على النقود‪ ،‬بين هذه العوائد والطلب على النقود فإذا‬
‫إرتفع العائد على السندات ‪ 𝑟b‬فإن املر ء يفضل توظيف املزبد من نقوده في السندات ومن ثم يقلل مما‬
‫يحتفظ به من النقد‪.‬‬
‫أما بالنسبة للعائد من اإلحتفاظ بالنقد ‪ 𝑟m‬فإنه يعكس املنافع والخدمات التي يحصل عليها‬
‫املرء من إحتفاظه بالنقد حاضرا لديه أو في حساباته الجارية‪ ،‬ويعكس ‪ 𝑝e‬نسبة التغيير في أسعار السلع‬
‫وهو بمثابة نسبة التضخم الذي تمثل ضريبة على اإلحتفاظ بالنقود‪ ،‬فإذا توقع املرء إرتفاع مستوى‬
‫األسعار في املستقبل ومن ثم تناقص القوة الشرائية للنقود‪ ،‬فإنه سيباشر بإنفاقها وإقتناء سلعا بدال عنها‬
‫وهذا يعني تناقص الطلب على النقود ومن ثم زيادة معدل دورانه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫إعتبر فريدمان العوامل املؤثرة في دالة الطلب على النقود هي‪:‬‬


‫_ قيد الثروة والذي يحدد الكمية القصوى من النقود التي يمكن حيازتها؛‬
‫‪1‬‬
‫_أذواق وتفضيالت حائزي األصول‪.‬‬
‫اإلختالف بين نظرية كينز و نظرية فريدمان‪:‬‬
‫‪ ‬فريدمان يرى أن الطلب على النقود اليعتمد إال على الدخل الدائم في حين أن كينز إستخدم‬
‫الدخل الحالي؛‬
‫‪ ‬أن فريدمان اليرى دورا لسعر الفائدة للتأثير في الطلب على النقود وهو ما إفترضه فيشر في‬
‫نظريته الكالسيكية‪ ،‬أما كينز فإنه أضاف سعر الفائدة كأهم محدد للطلب على النقود من‬
‫خالل دافع املضاربة؛‬
‫‪ ‬ترى النظرية الكينزية أن درجة دوران النقود ليست ثابتة بل أنها تتغير طبقا للتغيرات في سعر‬
‫الفائدة‪ ،‬أما النظرية النقدية فترى في إستقرار الطلب على النقود إستقرارا في درجة دوران‬
‫النقود‪ ،‬ويترتب على إستقرار درجة دوران النقود أن التغيرات في عرض النقود هي التي تحدد‬
‫حجم النشاط اإلقتصادي؛‬
‫‪ ‬رأى كينز أن التقلبات في سعر الفائدة تؤدي إلى تقلبات في الطلب على النقود من أجل‬
‫املضاربة ومن ثم في دالة الطلب على النقود‪ .‬من جانب آخر يلعب سعر الفائدة دور في دالة‬
‫الطلب على النقود التي إقترحها فريدمان؛‬
‫‪ ‬ينوه فريدمان بأهمية أن تتسم السياسة الحكومية (نقدية ومالية) باإلستقرار‪ ،‬في حين أن‬
‫كينز يرى أنها مطالبة بالتصدي للتقلبات في جانب الطلب على النقود بغية إبطال عواقبه‬
‫‪2‬‬
‫السلبية على اإلقتصاد‪.‬‬

‫‪ -1‬حسام علي دود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.266:‬‬


‫‪ -2‬سعيد سامي الحالق ومحمد محمود العجلوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.107:‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪..........................‬الطرح النظري لسعر الصرف‪ ،‬الطلب على النقود‬

‫خالصة‬
‫عقب إنهيار نظام بروتن وودز شهد النظام النقدي الدولي عدة تطورات ترمي في مجملها ضرورة‬
‫اإلهتمام بإختيار قاعدة نقدية مناسبة يتم من خاللها تقييم املعامالت اإلقتصادية التي تتم بين إقتصاد‬
‫البلد والعالم الخارجي‪ ،‬وتبقى العملة الوطنية تتغير تبعا لقوى العرض والطلب مع ضرورة إيجاد آليات‬
‫وإجراءات تكون كفيلة بجعل هذه األداة تخدم وتسير أهداف السياسات اإلقتصادية الكلية للبلد‪.‬‬
‫لقد أظهرت األنظمة النقدية املتعاقبة أن هذه األداة تلعب دورا هاما في التأثير على التوازنات‬
‫الخارجية والداخلية لإلقتصاد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وعلى رأسها رصيد ميزان املدفوعات والنمو‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬وهذا ما يضع السلطات النقدية أمام مسؤولية اإلختيار املناسب لوجهة سعر صرف عملتها‬
‫من خالل تبني نظام صرف مالئم يتماش ى مع واقع املعطيات اإلقتصادية للبلد ومستجدات النظام‬
‫النقدي الدولي‪ ،‬وعلى هذا األساس قد تتعمد بعض الدول في تغيير قيم عمالتها من أجل الحصول على‬
‫بعض املزايا اإلقتصادية‪ ،‬والجدوى من تغييرات سعر الصرف تتوقف على مرونة الطلب في الداخل و‬
‫الخارج ملجموعة السلع والخدمات املنظورة وغير املنظورة‪.‬‬
‫ونظرا ملوضوع الطلب على النقود أثار إهتمامات الكالسيكيون والكينزيين والنقديين حوله وجدت‬
‫الكثير من التيارات التي نظمتها مجموهة من النظريات التي كان الجدل قائما حول هذا الطلب‪،‬‬
‫فالكالسيكيون يعتبرون الدخل أهم محدد للطلب على النقود وأن التغير في كمية النقود اليؤثر في النشاط‬
‫اإلقتصادي‪ ،‬أما الكينزيين يعتببرون اإلحتفاظ بالنقود تصرف غير رشيد أي اإلحتفاظ بالنقود يتضمن‬
‫تكلفة الفرصة البديلة‪ ،‬أما النقديين يعتبرون النقود أساس تكوين الثروة وهي ليست نظرية لإلنتاج أو‬
‫للدخل‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في‬
‫الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬
‫تمهيد‬
‫املبحث األول‪ :‬واقع السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الطلب على النقود والكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة‬
‫(‪)2016-1996‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬
‫خالصة‬
‫املبحث الثالث‪:‬‬
‫خالصة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫تمهيد‬
‫عرفت الجزائر تحوالت اقتصادية عميقة بانتقالها من االقتصاد االشتراكي إلى االقتصاد الرأسمالي‬
‫بداية من سنة ‪،1990‬ومنذ ذلك الوقت وهي تسعى جاهدة لتحقيق تنمية شاملة ملختلف امليادين وتحرير‬
‫اقتصادها من القيود‪ ،‬فلقد قامت بمجموعة من اإلصالحات النقدية واالقتصادية والتي انعكست على‬
‫املؤشرات االقتصادية الكلية بما فيها الطلب على النقود والكتلة النقدية‪ ،‬وسعر الصرف‪ ،‬ومن أجل‬
‫اإلحاطة بمختلف جوانب هذا الفصل‪ ،‬تم تقسيمه إلى ثالثة مباحث وهي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬واقع السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬؛‬
‫‪ ‬املبحث الثاني‪ :‬الطلب على النقود والكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬؛‬
‫‪ ‬املبحث الثالث‪ :‬سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة (‪.)2016-1996‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫املبحث األول‪ :‬واقع السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪)2016_1996‬‬


‫مرت السياسة النقدية بعدة تطورات تبعا للفترة السائدة فيها‪ ،‬وسنحاول من خالل هذا املبحث‬
‫تسليط الضوء على واقع السياسة النقدية في الجزائر‪ ،‬وذلك من خالل التطرق إلى‪:‬‬
‫‪ ‬مسار السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪)2000-1996‬؛‬
‫‪ ‬مسار السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-2000‬؛‬
‫‪ ‬أدوات السياسة النقدية في الجزائر‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مسار السياسة النقدية خالل الفترة (‪)2000-1996‬‬
‫عرفت الفترة املمتدة من ‪ 2000 -1996‬إصالحات عديدة من أجل النهوض باقتصاد الجزائر‪ ،‬ومن‬
‫بين اإلصالحات قانون النقد والقرض ‪10/90‬الذي سبق هذه الفترة ولكن يجب اإلشارة إليه‪ ،‬ودخول‬
‫الجزائر في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه في هذا املطلب‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قانون النقد والقرض ‪10/90‬‬
‫يعتبر قانون النقد والقرض ‪ 10_90‬الصادر في ‪ 14‬أفريل ‪ ،1990‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬نصا‬
‫تشريعيا يعكس إعترافا بأهمية املكانة التي يجب أن يكون عليها النظام البنكي‪ ،‬ويعد من القوانين‬
‫التشريعية األساسية لإلصالحات‪.‬‬
‫‪ -1‬صدور قانون النقد والقرض‪:‬‬
‫كل الجهود املبذولة إلصالح وإنعاش النظام املصرفي الجزائري لم تنعكس إيجابا على اإلقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬مما جعل السلطات تعزز أكثر فكرة إصالح الجهاز املصرفي في التسعينات وذلك من خالل قانون‬
‫النقد والقرض املؤرخ في ‪ 14‬أفريل ‪ 1990‬رغم أنها تواجدت في ظروف نوعا ما صعبة إال أن اإلهتمامات‬
‫املبرمجة أنصبت على النظام النقدي بالدرجة األولى‪ ،‬فقد جاء هذا القانون ليحرر تماما البنوك التجارية‬
‫من قيودها اإلدارية ويركز السلطة في " بنك الجزائر" ومجلس النقد والقرض‪ ،‬ويفتح مجال إلنشاء بنوك‬
‫خاصة‪ ،‬خصوصا وأم الجزائر متوجهة نحو إقتصاد السوق‪ ،‬هذا األخير الذي يرغمنا على القيام بإصالح‬
‫جذري في جهازنا املصرفي إدارة وتسييرا‪ ،‬ويجب أن نشير إلى أن هذا القانون أتى إلعادة إدخال العقالنية‬
‫‪1‬‬
‫اإلقتصادية على مستوى البنوك واملؤسسات والسوق‪.‬‬
‫‪-2‬مبادئ قانون النقد والقرض‪:‬‬
‫لقد جاء قانون ‪ 10_90‬بمبادئ جديدة يركز عليها النظام البنكي ونوردها في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬فاروق تشام‪ ،‬أهمية اإلصالحات املصرفية واملالية في تحسين أداء اإلقتصاد‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.12:‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫‪ ‬الفصل بين الدائرة النقدية والدائرة الحقيقية‪ :‬تبنى قانون النقد والقرض مبدأ الفصل بين‬
‫الدائرة النقدية و الحقيقية حتى تتحدد القرارات على أساس األهداف النقدية التي تحددها‬
‫السلطة النقدية وبناءا على الوضع النقدي السائد‪ ،‬وهذا عكس ما كانت عليه القرارات حيث‬
‫كانت هيئة التخطيط تتخذها على أساس كمي حقيقي‪ ،‬ونتيجة لذلك فإنه لم تكن هناك أهداف‬
‫نقدية بحتة بل الهدف األساس ي هو تعبئة املوارد الالزمة لتمويل البرامج اإلستثمارية املخططة‪.1‬‬
‫‪ ‬الفصل بين الدائرة النقدية ودائرة ميزانية الدولة‪ :‬إن الخزينة العمومية كانت تلعب دورا‬
‫أساسيا في تدبير التمويل الالزم لها وذلك باللجوء إلى املوارد املتأتية عن طريق اإلصدار النقدي‬
‫الجديد‪ ،‬وهذا كون تركيبة ونمط النظام التمويلي السابق كان يمتاز بالسهولة في اللجوء إلى املوارد‬
‫املالية لتمويل عجز الخزينة‪ ،‬األمر الذي خلق تداخل بين صالحيات الخزينة وصالحيات السلطة‬
‫النقدية‪ ،‬األمر الذي أحدث تشابكا بين األهداف التي قد التكون دائما متجانسة‪ .‬ومع صدور‬
‫قانون النقد والقرض فقد تم إعتماد الفصل بين الدائرة النقدية ودائرة ميزانية الدولة‪ ،‬وعليه‬
‫فالخزينة العمومية أصبحت غير حرة فيما يخص تمويل عجزها عن طريق اإلستفادة التلقائية من‬
‫منح التمويل بال حدود ودون أي قيد وال شرط من قبل البنك املركزي‪ ،‬ونتيجة لذلك ففي ظل‬
‫هذا اإلصالح أصبحت الخزينة العمومية مجبرة لإلمتثال والخضوع إلى بعض القواعد واإلجراءات‬
‫التنظيمية لعملية التمويل‪.2‬‬
‫‪ ‬الفصل بين دائرة ميزانية الدولة ودائرة القرض‪ :‬كانت الخزينة في النظام املوجه تلعب الدور‬
‫األساس ي في تمويل اإلستثمارات املؤسسات العمومية‪ ،‬ونتيجة لذلك همش النظام املصرفي وكان‬
‫دوره يقتصر على تسجيل عبور األموال من دائرة الخزينة إلى املؤسسات فجاء قانون النقد‬
‫والقرض ليضع حدا لذلك‪ ،‬فأبعدت الخزينة من منح القروض اإلقتصادية‪ ،‬ليبقى دورها يقتصر‬
‫على تمويل اإلستثمارات العمومية املخططة من طرف الدولة‪ ،‬ومن ثم أصبح توزيع القروض ال‬
‫يخضع لقواعد إدارية وإنما يركز أساسا على مفهوم الجدوى اإلقتصادية للمشروع‪.3‬‬
‫‪ ‬إنشاء سلطة نقدية وحيدة ومستقلة‪ :‬إن السلطة النقدية في السابق كانت مشتقة من مستويات‬
‫عديدية‪ ،‬فكانت وزارة املالية تتحرك على أساس أنها السلطة النقدية‪ ،‬وكانت الخزينة العمومية‬

‫‪ -1‬فريد بن جريبيح‪ ،‬حوكمة املصارف ودورها في تعزيز القدرة التنافسية للبنوك الجزائرية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في علوم‬
‫التسيير‪ ،‬تخصص مالية ومحاسبة‪ ،‬جامعة عمار ثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬الجزائر‪ ،2013_2012،‬ص‪.98:‬‬
‫‪ -2‬فاروق تشام‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.13:‬‬
‫‪ -3‬محمد فودوا‪ ،‬السياسة النقدية في ظل إقتصاديات العوملة وأهم اإلصالحات من أجل مسايرة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ملاجستير في العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬فرع النقود واملالية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2006_2005 ،‬ص‪.146:‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫تتصرف كما لو كانت هي السلطة النقدية حيث أنها كانت تلجأ في أي وقت إلى البنك املركزي‬
‫لتمويل عجزها‪ ،‬وكذا األمر بالنسبة للبنك املركزي الذي كان يتمثل السلطة النقدية إلحتكاره‬
‫إمتياز إصدار النقود‪ .‬وبصدور قانون ‪ 10_90‬لغى هذا التعدد في مراكز السلطة النقدية حيث أنه‬
‫أنشأ سلطة نقدية وحيدة ومستقلة على أية جهة كانت‪ ،‬ووضع هذه السلطة في دائرة ضمن هيئة‬
‫جديدة تدعى مجلس النقد والقرض وحيدة ليضمن إنسجام السياسة النقدية‪ ،‬ومستقلة ليضمن‬
‫تنفيذ هذه السياسة من أجل تحقيق األهداف النقدية‪ ،‬وموجودة في الدائرة النقدية لكي يضمن‬
‫التحكم في تسيير النقد لتفادي التعارض بين األهداف النقدية‪.1‬‬
‫‪ ‬وضع نظام بنكي على املستويين‪ :‬جاء قانون النقد والقرض ليؤكد مبدأ إقامة نظام مصرفي على‬
‫املستويين‪ .‬بمعنى الفصل بين مفهوم البنك املركزي كملجأ أخير لإلقراض وبين مهام البنوك‬
‫األخرى كمؤسسات تقوم بتعبئة املدخرات ومنح اإلئتمان وتعمل في ظروف تنطوي على عناصر‬
‫املخاطرة البنكية‪ .‬وبموجب هذا الفصل أصبح البنك املركزي يمثل فعال بنك البنوك يراقب‬
‫نشاطاتها ويتابع عملياتها‪ ،‬كما أصبح بإمكانه أن يوظف مركزه كملجأ أخير لإلقراض في التأثير على‬
‫سيولة اإلقتصاد حسب ما يقتضيه الوضع النقدي‪ .‬وبفضل املكانة التي يحتلها البنك املركزي في‬
‫سلم النظام املصرفي يستطيع أن يحدد القواعد العامة للنشاط املصرفي وتحديد معايير هذا‬
‫النشاط في إتجاه خدمة األهداف النقدية وتحكمه في السياسة النقدية‪ .‬وبذلك فإصدار النقود لم‬
‫يعد ناتج عن قرار الوحدات اإلقتصادية غير املصرفية وحدها‪ ،‬وإنما هو قرار ناتج عن عملية‬
‫تعاقدية بين هذه والجهات املصرفي‪.2‬‬
‫‪ ‬تسيير بنك الجزائر وفقا لقانون النقد والقرض‪ :‬يمكن تقديم كيفية تسيير بنك الجزائر فيما يلي‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬املحافظ ونوابه‪ :‬يقوم املحافظ بإدارة وتسيير ومراقبة البنك املركزي ويعاونه في ذلك ثالث‬
‫نواب‪ ،3‬ويعين هذا املحافظ ونوابه بمرسوم يصدر عن رئيس الجمهورية‪ ،4‬ملدة ست‬
‫سنوات وخمسة سنوات على الترتيب قابلة للتجديد مرة واحدة وتنتهي مهام املحافظ‬
‫ونوابه بمرسوم كذلك في حالة العجز الصحي أو خطأ فادح‪.5‬‬

‫‪ -1‬فريد بن جريبيح‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.99:‬‬


‫‪ -2‬فاروق تشام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15:‬‬
‫‪ -3‬املادة رقم‪ 19‬من قانون النقد والقرض‪،‬‬
‫‪ -4‬املادة رقم‪ 20‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -5‬املادة رقم‪ 22‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫‪ ‬مهام وصالحيات املحافظ‪ :‬يتمتع محافظ البنك املركزي بصالحيات واسعة من خاللها‬
‫يتولى‪:‬‬
‫‪ ‬إدارة شؤون البنك املركزي؛‬
‫‪ ‬يتخذ جميع اإلجراءات التنفيذية ويقوم بجميع األعمال في إطار القانون؛‬
‫‪ ‬يوقع باسم البنك املركزي جميع االتفاقيات واملحاضر املتعلقة بالسنوات املالية‬
‫ونتائج نهاية السنة وحسابات الربح و الخسارة؛‬
‫‪ ‬ينظم مصالح البنك املركزي ويحدد مهامه؛‬
‫‪ ‬يضع باالتفاق مع مجلس القانون األساس ي ملستخدمي البنك املركزي ضمن‬
‫الشروط املحددة في القانون؛‬
‫‪ ‬كما يمكن طبقا للمادة ‪ 30‬من القانون أن يستعين بمستشارين فنيين من خارج‬
‫دوائر البنك املركزي وأن يعين من بينهم وكالء خاصين لتلبية احتياجات العمل‬
‫‪1‬‬
‫ملدة معينة وأخيرا فإن املحافظ يحدد صالحيات نوابه وسلطاتهم‪.‬‬
‫‪ ‬مجلس النقد والقرض‪ :‬إن أهم ما جاء به قانون النقد والقرض هو إنشاء مجلس النقد والقرض‬
‫وذلك نظرا للمهام التي أوكلت إليه والسلطات الواسعة التي منحت له‪ ،‬حيث يؤدي مجلس النقد‬
‫والقرض وظيفتين في آن واحد‪ :‬وظيفة مجلس إدارة بنك الجزائر ووظيفة السلطة النقدية‪ ،‬كما‬
‫يتشكل املجلس من املحافظ كرئيس ونوابه الثالثة وثالث موظفين ساميين يعينون بمرسوم‬
‫حكومي‪ ،‬كما يعين ثالثة مستخلفين ليعوضوا الثالثة إذا إقتضت الضرورة‪.2‬‬
‫كما أن صالحياته حسب املادتين ‪ 42‬و‪ 43‬من القانون ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬حق اإلطالع على جميع األمور املتعلقة بالبنك املركزي؛‬
‫‪ ‬إصدار األنظمة التي تطبق على البنك املركزي؛‬
‫‪ ‬التدخل في النظام الذي يطبق في البنك املركزي؛‬
‫‪ ‬يحدد كل سنة ميزانية البنك املركزي وتعديلها إذا إقتض ى األمر؛‬
‫‪ ‬تحديد شروط توظيف األموال الخاصة؛‬
‫‪ ‬إجراء املصالحات واملعامالت يكون بترخيص منه؛‬
‫‪ ‬توزيع األرباح ضمن الشروط املنصوصة عليها‪.‬‬

‫‪ -1‬ناصر دادي عدون و اخرون‪ ،‬مراقبة التسيير في املؤسسة االقتصادية (حالة بنوك)‪ ،‬د ط‪ ،‬دار املحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ص‪:‬‬
‫‪.48، 47‬‬
‫‪ -2‬محمد فودوا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.172:‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السياسة النقدية في ظل االتفاقيات مع املؤسسات النقدية الدولية‬


‫في ضوء األزمة الحادة التي واجهت الجزائر في نهاية الثمانينات لجأت الجزائر إلى صندوق النقد‬
‫الدولي‪ ،‬وقامت في هذا اإلطار بعقد مجموعة من االتفاقيات تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬االستعداد االئتماني األول (‪ :)1989‬امتد هذا االتفاق من ‪ 1989/05/31‬إلى غاية ‪1990/05/30‬‬
‫وذلك بسبب العجز في ميزان املدفوعات‪ ،‬حيث قام الصندوق بتمويل هذا العجز الناتج عن‬
‫انخفاض إيرادات الصادرات من املحروقات‪ ،‬وذلك بتقديم ‪ 115.7‬مليون وحدة حقوق سحب‬
‫خاصة‪ ،‬كما استفادت الجزائر من تسهيل تعويض ي بمبلغ ‪ 315.2‬مليون وحدة حقوق سحب‬
‫خاصة وباملقابل قد ألزم الصندوق الدولة بضرورة تبني سياسة نقدية صارمة وتخفيض قيمة‬
‫الدينار ومراجعة دور الدولة في النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬االستعداد االئتماني الثاني (‪ :)1991‬تم اإلمضاء عليه في ‪ 1991/06/03‬إلى غاية مارس ‪،1992‬‬
‫ويتعلق بتحقيق االستقرار االقتصادي حيث يلتزم الصندوق بتقديم قرض قيمته ‪ 400‬مليون دوالر‬
‫مقابل مواصلة اإلصالحات التي تضمنتها رسالة النية والتي تشمل‪:‬‬
‫‪ ‬تحرير األسعار وتجميد األجور تطبيق أسعار فائدة موجبة؛‬
‫‪ ‬الحد من التضخم وتخفيض قيمة الدينار؛‬
‫‪ ‬تحرير التجارة الخارجية والسماح بتدفق رؤوس األموال األجنبية؛‬
‫‪ ‬إلغاء عجز امليزانية وإصالح املنظومة الضريبية والجمركية‪.‬‬
‫وتم تقسيم مبلغ القرض إلى ‪ 4‬أقساط بحيث كل قسط يحدد بمبلغ ‪ 75‬مليون‪ ،‬وقد سحبت‬
‫الجزائر ‪ 3‬أقساط فقط في حين لم بتم سحب القسط الرابع وتم تجميده لعدم إحترام حكومة غزالي‬
‫‪1‬‬
‫مضمون رسالة النية‪.‬‬
‫‪ ‬االستعداد االئتماني الثالث (‪ :)1994‬لجأت الجزائر للمرة الثالثة إلى طلب مساعدات من صندوق‬
‫النقد الدولي من أجل النهوض باقتصادها‪ ،‬بإبرام اتفاق معه ملدة قصيرة تغطي الفترة املمتدة من‬
‫‪ 1994/04/01‬إلى ‪ ،1995/05/31‬ويسمى هذا االتفاق باتفاقية ‪ Stand by‬الثالثة‪ ،‬في إطار برنامج‬
‫التعديل الهيكلي‪.‬حيث تستهدف السياسة النقدية في هذا البرنامج الحد من توسع الكتلة النقدية‬

‫‪ -1‬حجلية قمري‪ ،‬تطور أداء وكفاءة الجهاز املصرفي الجزائري في مواجهة املتغيرات اإلقتصادية العاملية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬فرع نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،2005-2004 ،‬‬
‫ص‪.28:‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫(‪ ،)M2‬تحقيق نمو مستقر ومقبول في الناتج الداخلي الخام‪ ،‬توفير الشروط الالزمة لتحرير التجارة‬
‫الخارجية ورفع معدل إعادة الخصم إلى ‪.15%‬‬
‫‪ ‬اتفاق التمويل املوسع ‪ 1995/03/01‬إلى ‪ :1998/04/01‬من خالل االتفاقيات السابقة املبرمة‬
‫بين صندوق النقد الدولي والحكومة الجزائرية‪ ،‬نالت هذه األخيرة رضا دائنيها خاصة صندوق‬
‫النقد الدولي‪ ،‬حيث تم تحرير التجارة الخارجية‪ ،‬وبدا واضح اغلبة القطاع الخاص على نشاط‬
‫االستيراد بالخصوص‪ ،‬وأصبح التبادل الحر فعليا‪ ،‬وكل ذلك في إطار التوجه الجديد الذي عملت‬
‫والزالت الحكومةالجزائريةعلى تنفيذه‪ ،‬وذلك في إطار برنامج االنتقال من االقتصاداملوجه نحو‬
‫اقتصاد السوق‪.‬‬
‫ورغم كل ماسبق وجميع الجهود املبذولة من طرف السلطات املعنية إال أن االقتصاد الوطني كان‬
‫اليزال يعاني من مشاك لعديدة‪ ،‬وبالخصوص ثقل خدمات املديونية الخارجية واعتماد الصادرات‬
‫الوطنية بالدرجة األولى على النفط‪ ،‬إضافة إلى التبعية الغذائية وبعض املشاكل األخرى‬
‫كأزمةالسكن وتفش ي ظاهرة البطالة‪ .‬وهذا ما أجبر الحكومة الجزائرية التوجه مجددا إلى صندوق‬
‫النقد الدولي من أجل اعتماد برنامج للتصحيح الهيكل يمتوسط األجل يهدف إلى تعميق إجراءات‬
‫االستقرار‪ ،‬وقدتحصلت الجزائر من خالل هذا االتفاق على قرض قدره ‪ 1.8‬مليار دوالر أمريكي‬
‫كما قامت بإعادة جدولة الديون طويلة ومتوسطة األجل ملواجهة احتياجات التمويل و التي قدرها‬
‫البرنامج بـ ‪ 4.7‬مليار دوالر بين (‪ )96/95‬و ‪ 3.7‬مليار دوالر بين (‪ )97/96‬و‪ 3‬مليار دوالر بين‬
‫‪1‬‬
‫(‪.)98/97‬‬
‫‪ ‬مواصلة اإلصالحات (‪ :)2000-/1998‬تتمحور جهود السلطات في هذه الفترة في محاولة التحكم‬
‫في استقرار االقتصاد الكلي من خالل األدوات املالية والنقدية في سبل بعث النمو من جديد‬
‫وبالتالي معالجة البطالة والتقليل من حدة املديونية وتوفير املناخ املناسب لالستثمار األجنبي‬
‫املباشر وفتح األبواب أمام الشراكة‪ .‬وفي هذا السياق فإن الحكومة الجزائرية تكرس جهودا في‬
‫سبيل تدعيم استقرار التوازنات الكبرى وبلوغ الرزانة ملجابهة مشكلة الدين والرجوع إلى نوع من‬
‫االنفراج املالي من أجل تشييد أسس صلبة إلعادة االنتعاش االقتصادي‪ .‬ولهذا فهي تسعى جاهدة‬
‫للمحافظة على املوارد وعدم تبذيرها خاصة باعتبار أن االقتصاد الوطني هو دائما شديد‬
‫الحساسية لتقلبات أسعار البترول‪ ،‬وفي انتظار أن يأتي هذا الضمان من تغير عميق لهيكل جهاز‬

‫‪ -1‬شافية بن عيس ى‪ ،‬أثر وتحديات اإلنظمام للمنظمة العاملية للتجارة على القطاع املصرفي الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في‬
‫علوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجاربة وعلوم التسيير‪ ،‬قسم التسيير‪ ،‬تخصص نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2011-2010 ،3‬ص‬
‫ص‪.110،109 :‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫االنتاج‪ ،‬فإنها اتخذت عدة إجراءات وقائية في ميدان امليزانية وكذا في املجال النقدي‪ .‬ففي مجال‬
‫امليزانية تم إنشاء صندوق ضبط اإليرادات الذي يكون أداة ذات أهمية كبرى والذي يجب تعزيز‬
‫مصداقيته خاصة في الوقت الذي يرتفع فيه سعر النفط‪ ،‬أما في املجال النقدي فلقد تم اتخاذ‬
‫سياسة نقدية صارمة سمحت بإعادة تكوين احتياطي يقدر بـ ‪ 15‬شهر ‪ ،‬وهذا ما يسمح باالحتراس‬
‫‪1‬‬
‫ضد أية صدمة بترولية‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬مسار السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪)2016_2000‬‬
‫ظلت الجزائر ومنذ بداية التسعينات تطبق سياسات اإلصالح اإلقتصادي و التحرير املصرفي‪،‬‬
‫حيث تم وضع عدد من البرامج في إطار اإلستيراتيجية الشاملة لإلصالح النقدي‪ ،‬كما تم إجراء عدة‬
‫إصالحات على املنظومة املصرفية املتمثلة في‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أهم التعديالت التي جاء بها األمر الرئاس ي ‪01/01‬‬
‫الصادر في ‪ 2001_02_27‬والذي يهدف إلى فصل مجلس النقد والقرض إلى جهازين‪:‬‬
‫‪ ‬األول يتكون من مجلس اإلدارة الذي يتكفل ويشرف على إدارة وتسيير شؤون بنك الجزائر واألمر‬
‫‪ 01_01‬تبقى وتحافظ على نفس التكوين للمجلس اإلداري السابق لبنك الجزائر يعني ( املحافظ‬
‫يعين بقرار رئاس ي مع ‪ 3‬نواب له‪ ،‬و‪ 3‬موظفين يعينهم املحافظ )‪.‬‬
‫‪ ‬الثاني يختلف عن األول ويتمثل في مجلس النقد والقرض وهو مكلف بأداء دور السلطة النقدية‬
‫‪2‬‬
‫والتخلي دوره كمجلس إدارة لبنك الجزائر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهم التعديالت التي جاء بها األمر الرئاس ي ‪11/03‬‬
‫الصادر في ‪ 2003_08_26‬املتعلق بالنقد والقرض التي عرفها قانون النقد و القرض خاصة بعد‬
‫األزمات التي عرفتها بعض البنوك الخاصة (بنك الخليفة وبنك الصناعي والتجاري الجزائري) وذلك‬
‫بمراجعة القوانين والتشريعات التي تنظم العمل املصرفي‪ ،‬وإخضاع النظام املصرفي إلى القواعد واملعايير‬
‫املصرفية العاملية واإلستمرار في تعميق مسار اإلصالحات حيث مست هذه التعديالت جملة من املواد‬
‫‪3‬‬
‫وكانت تهدف أساسا إلى تحقيق ثالث أهداف‪:‬‬
‫‪ ‬السماح لبنك الجزائر بممارسته أحسن لصالحياته عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬فصل صالحيات مجلس النقد والقرض وصالحيات مجلس إدارة بنك الجزائر؛‬

‫‪ -1‬ناصر دادي عدون و اخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50:‬‬


‫‪ -2‬بوبكر مصطفى‪ ،‬محاولة تقييم تنافسية الجهاز املصرفي الجزائري في الفترة ‪ ،2006_1995‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في علوم‬
‫التسيير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬فرع نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2010-2009 ،3‬ص‪.135 :‬‬
‫‪ -3‬فريد بن جربيع‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.112:‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫‪ ‬توسيع صالحيات مجلس النقد والقرض‪ ،‬وذلك بإضافة شخصين يعينان بموجب مرسوم‬
‫رئاس ي باإلضافة للمحافظ ونوابه وثالثة موظفين ساميين لهم خبرة إدارية باملسائل املالية‬
‫"املادة ‪ 58‬من األمر ‪"11_03‬؛‬
‫‪ ‬تدعيم إستقاللية اللجنة املصرفية وتفعيل دورها في مراقبة أنشطة البنوك بإضافة أمانة‬
‫عامة لها وإمدادها بالوسائل والصالحيات الكافية ملمارسة مهامها على أحسن وجه‪.‬‬
‫‪ ‬تقوية اإلتصال و التشاور بين بنك الجزائر والحكومة عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬إنشاء لجنة مشتركة بين بنك الجزائر ووزارة املالية لتسيير املوجودات ( اإلستخدامات)‬
‫الخارجية والدين الخارجي؛‬
‫‪ ‬إثراء شروط ومحتوى التقارير اإلقتصادية واملالية وتسيير بنك الجزائر؛‬
‫‪ ‬التداول الجيد للمعلومات الخاصة بالنشاط املصرفي واملالي‪ ،‬والعمل على توفير األمن املالي‬
‫للبنك‪.‬‬
‫‪ ‬توفير أحسن حماية للبنوك وإلدخار الجمهور عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬تدعيم الشروط واملعايير املتعلقة بتراخيص إعتماد البنوك ومسيريها‪ ،‬وإقرار العقوبات‬
‫الجزائية على املخالفين للشروط وقواعد العمل املصرفي؛‬
‫‪ ‬إنشاءصندوق التأمين على الودائع الذي يلزم البنوك التأمين على جميع الودائع؛‬
‫‪ ‬توضيح وتدعيم شروط عمل مركزية للمخاطر‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أهم التعديالت التي جاء بها األمر الرئاس ي ‪04/10‬‬
‫‪1‬‬
‫يعتبر األمر رقم ‪ 04/10‬املؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬وهو معدل ومتمم لألمر رقم ‪ 11/03‬ويتضمن مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬املادة ‪" :09‬بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل املالي وال يخضع‬
‫إ‬
‫إلجراءات املحاسبة العمومية ورقابة مجلس املحاسبة‪ ،‬كما ال يخضع إلى التزامات التسجيل في‬
‫السجل التجاري"‪.‬‬
‫‪ ‬املادة ‪" :32‬بغض النظر عن أحكام املادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 84-17‬املؤرخ في ‪ 7‬جوان سنة‬
‫‪ 1984‬واملتعلق بقوانين املالية‪ ،‬يعفى بنك الجزائر بخصوص كل العمليات املرتبطة بنشاطاته‪،‬‬
‫من كل الضرائب أو الحقوق أو الرسوم أو األعباء الجبائية مهما تكون طبيعتها"‪.‬‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 04-10‬املؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،50‬السنة السابعة واألربعون‪ 01 ،‬سبتمبر‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.11‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫‪ ‬املادة ‪" :35‬تتمثل مهمة بنك الجزائر في الحرص على استقرار األسعار باعتباره هدفا من أهداف‬
‫السياسة النقدية وفي توفير أفضل الشروط في ميادين النقد والقرض والصرف والحفاظ عليها‬
‫لنمو سريع لالقتصاد مع السهر على االستقرار النقدي واملالي‪ ،‬ولهذا الغرض‪ ،‬يكلف بتنطيم‬
‫الحركة النقدية‪ ،‬ويوجه ويراقب بكل الوسائل املالئمة‪ ،‬توزيع القرض وتنظيم السيولة‪ ،‬ويسهر‬
‫على حسن تسيير التعهدات املالية تجاه الخارج وضبط سوق الصرف والتأكد من سالمة النظام‬
‫املصرفي وصالبته"‪.‬‬
‫‪ ‬املادة ‪ :03‬يتمم األمر رقم ‪ 03-11‬املؤرخ في ‪ 27‬جمادى الثانية عام ‪ 1424‬املوافق ‪ 26‬أوت سنة‬
‫‪ ،2003‬بمادة ‪ 36‬مكرر تحرر كما يأتي‪:‬‬
‫املادة ‪ 36‬مكرر‪" :‬يعد بنك الجزائر ميزان املدفوعات ويعرض الوضعية املالية الخارجية للجزائر‪ ،‬وفي هذا‬
‫اإلطار‪ ،‬يمكنه أن يطلب من البنوك واملؤسسات املالية وكذلك اإلدارات املالية وكل شخص معني تزويده‬
‫باإلحصائيات واملعلومات التي يراها مفيدة"‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أدوات السياسة النقدية في الجزائر‬
‫عرفت أدوات السياسة النقدية في الجزائر تطورا ملحوظ‪ ،‬وتزامن هذا التطور مع صدور قانون‬
‫النقد والقرض ‪ ،10/90‬وسنحاول من خالل هذا املطلب تبيان مختلف أدوات السياسة النقدية في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬معدل إعادة الخصم‬
‫يعتبر أحد األدوات األساسية في السياسة النقدية‪ ،‬يستعمله بنك الجزائر للتأثير في مقدرة البنوك‬
‫التجارية على منح القروض بالزيادة أو بالنقصان‪ ،‬إذ كان بنك الجزائر قبل صدور قانون النقد والقرض‬
‫‪ 10_90‬يعامل القطاعات اإلقتصادية وفق معيار املفاضلة في منح القروض بتطبيق معدل إعادة خصم‬
‫خاص بكل قطاع‪ ،‬ولقد بقي هذا املعدل ثابتا منذ ‪ 1972‬إلى ‪ 1986‬مقدرا بـ ‪ ،%2.75‬ليعرف بعد ذلك عدة‬
‫تغيرات فمنذ سنة ‪ 1992‬تم تعويضه بنظام التحديد املوحد ملعدل إعادة الخصم‪ ،‬والذي يتم تغييره كل‬
‫‪ 12‬شهرا تقريبا‪ ،‬ويقوم مجلس النقد والقرض بكيفيات وشروط تحديده‪ ،‬وفي بداية كل سنة يقدم بنك‬
‫الجزائر ملجلس النقد والقرض التوقعات املتعلقة بتطور املجاميع النقدية والقرض ويقترح في نفس الوقت‬
‫أدوات السياسة النقدية لتحقيق الهدف املحدد حسب األهداف الوسيطة لبلوغ الهدف النهائي‪ ،‬وفي بداية‬
‫كل ثالثي يبرمج بنك الجزائر املبالغ اإلجمالية القصوى التي تكون قابلة إعادة الخصم‪.1‬‬

‫‪ -1‬أنظر املواد‪ ،72 ،71 ،70 ،69 :‬من قانون النقد والقرض‪ ،‬غير أنه تم تثبيت هذا املعدل طبقا للتعليمة رقم(‪ )09/97‬املؤرخة في‬
‫‪.1997/11/17‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫كما أن قانون النقد والقرض حدد في مواده السندات التي يمكن إعادة خصمها والتي يمكن‬
‫‪1‬‬
‫حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬سندات تجارية مضمونة من قبل الجزائر أو الخارج تمثل عمليات تجارية؛‬
‫‪ ‬سندات تمويل تمثل قروض موسمية أو قروض تمويل قصيرة األجل على أن ال تتعدى‬
‫املدة القصوى لذلك ستة أشهر‪ ،‬مع إمكانية تجديد هذه العملية دون أن تتجاوز مهلة‬
‫املساعدة اثنا عشر شهرا؛‬
‫‪ ‬سندات قروض متوسطة األجل ملدة أقصاها ‪ 6‬أشهر ويمكن تجديد هذه العمليات على‬
‫ان ال يتعدى ‪ 3‬سنوات‪ ،‬كما يجب أن تحمل السندات توقيع شخصين طبيعيين او‬
‫معنويين ذوي مالءة ويجب أن تهدف هذه القروض إلى تطوير وسائل اإلنتاج أو تمويل‬
‫الصادرات أو إنجاز سكن؛‬
‫‪ ‬سندات عمومية ال تتعدى الفترة املتبقية الستحقاقها ‪ 3‬أشهر‪.‬‬
‫الجدول التالي يوضح تطور معدالت إعادة الخصم في الجزائر‪:‬‬

‫‪ -1‬املواد من ‪ ،72_69‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1-2‬تطور معدالت إعادة الخصم في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬
‫املعدل‬ ‫إلى‬ ‫يحسب إبتداءا من‬
‫‪13.00‬‬ ‫‪1997/04/20‬‬ ‫‪1996/08/28‬‬
‫‪12.50‬‬ ‫‪1997/06/28‬‬ ‫‪1997/04/21‬‬
‫‪12.00‬‬ ‫‪1997/11/17‬‬ ‫‪1997/06/29‬‬
‫‪11.00‬‬ ‫‪1998/02/08‬‬ ‫‪1997/11/18‬‬
‫‪9.50‬‬ ‫‪1999/09/08‬‬ ‫‪1998/02/09‬‬
‫‪8.50‬‬ ‫‪2000/01/26‬‬ ‫‪1999/09/09‬‬
‫‪7.50‬‬ ‫‪2000/10/21‬‬ ‫‪2000/01/27‬‬
‫‪6.00‬‬ ‫‪2002/01/19‬‬ ‫‪2000/10/22‬‬
‫‪5.50‬‬ ‫‪2002/05/31‬‬ ‫‪2002/01/20‬‬
‫‪4.50‬‬ ‫‪2004/03/06‬‬ ‫‪2003/06/01‬‬
‫‪4.00‬‬ ‫‪2016/09/19‬‬ ‫‪2004/03/07‬‬
‫‪3.50‬‬ ‫‪2017/04/31‬‬ ‫‪2016/09/20‬‬
‫‪Source: Banque d’Algérie, Bulletin statistique trimestriel, no 29, JUIN2017, p.18‬‬
‫من خالل الجدول أعاله نالحظ أنه مع صدور قانون النقد والقرض عرف معدل إعادة الخصم‬
‫انخفاضا مستمرا من ‪ %13‬عام‪ 1996‬إلى ‪ %4.5‬في سنة ‪ ،2003‬نظرا للتحكم في معدالت التضخم‪ ،‬وهذا‬
‫كان متزامنا مع تسجيل أسعار فائدة اسمية أكبر من معدل التضخم مما أعطى نوع من املصداقية لهاته‬
‫األداة‪ ،‬وفي بداية سنة ‪ 2004‬إلى غاية سنة ‪ 2016‬استقر معدل إعادة الخصم عند ‪ %4‬وهذا راجع‬
‫الستقرار معدالت التضخم عند مستويات دنيا‪ ،‬كما أن هذه الفترة شهدت توفر فائض في السيولة لدى‬
‫البنوك التجارية مما انعكس على إحجام البنوك التجارية اللجوء إلى البنك املركزي من أجل إعادة خصم‬
‫األوراق املالية‪ ،‬وهذا ما يفسر ثبات معدل إعادة الخصم خالل الفترة املمتدة من ‪ 2004‬إلى غاية سنة‬
‫‪ ،2016‬أما في ‪ 2016/09/20‬فقد أعلن بنك الجزائر جملة من اإلجراءات واألنظمة بهدف زيادة مستوى‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫سيولة الكتلة النقدية لدى البنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬وهذا من خالل إقرار جملة من الروافع التقليدية‬
‫قصد توفير جميع املوارد الضرورية لتمويل سليم لإلقتصاد‪ ،‬وأقر البنك املركزي هذه اإلجراءات في ظل‬
‫الظرفية املالية الصعبة التي تمر بها البالد من جراء تراجع أسعار املحروقات وتراجع مستوى السيولة‬
‫البنكية مما يؤثر سلبا على تمويل اإلقتصاد‪ ،‬حيث قرر بنك الجزائر مراجعة معدل إعادة الخصم للمرة‬
‫األولى منذ ‪ 2004‬وتقرر خفض النسبة ب ‪ %0.5‬من املستوى التاريخي عند ‪ %4‬إلى ‪ %3.5‬مما يعطي إشارة‬
‫ملتعاملي سوق القرض وإلتزام السلطة املالية لتعميم التمويل النظيف لإلستثمار في سياق املخاطر‬
‫التضخمية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االحتياطي اإللزامي‬
‫املادة ‪ 93‬من قانون النقد والقرض ألزمت البنوك التجارية بفتح حساب خاص ومغلق لتكوين‬
‫إحتياطي يحسب إما من مجموع الودائع أو لجزء منها‪ ،‬وإما من مجمل توظيفاتها أو لجزء منها‪ ،‬ويسمى هذا‬
‫اإلحتياطي باإلحتياطي اإللزامي (اإلجباري)‪ ،‬والذي مبدئيا اليمكن أن يتجاوز ‪ %28‬من املبلغ الذي أستعمل‬
‫كـأساس للحساب‪ ،‬كما يمكن لبنك الجزائر أن يرفع هذه النسبة عندما تدفعه الضرورة لذلك‪ ،‬وكل نقص‬
‫في قيمة اإلحتياطي القانوني ألي بنك سيعرضه لغرامة يومية بنسبة ‪ %01‬من هذا النقص‪ ،‬ويحق للبنك‬
‫املعاقب أن يقدم طعنا للغرفة التجارية في املحكمة العليا أو ملجلس الدولة‪ ،‬وقام بنك الجزائر وألول مرة‬
‫بفرض إحتياطي قانوني بنسبة ‪ %2.5‬في أكتوبر‪ 1994‬من الودائع املصرفية من دون الودائع بالعمالت‬
‫الصعبة‪ ،‬غير أنها لم تطبق فعليا وبقيت بدون تطبيق إلى غاية أفريل ‪ 2001‬نظرا لوضعية السيولة‬
‫الضعيفة لدى البنوك‪ ،‬إال أنها تبقى األداة الوحيدة والتقليدية في حوزة بنك الجزائر لكل األمر رقم ‪11_03‬‬
‫ألغى املادة ‪ 93‬من القانون ‪ ،10_90‬الذي وضع هذه األداة دون التكفل بها من جانب آخر‪ .‬وينص القانون‬
‫الجديد على أدوات السياسة النقدية ماعدا اإلحتياطي القانوني‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية هذه األداة بإعتبارها الضمان األول للمودع وأداة فعالة في يد السياسة النقدية إذا‬
‫أستعملت بحزم‪ ،‬وبالتالي كان على مجلس النقد والقرض إعادة إدراجها وهو مايقر عليه القانون رقم‬
‫‪ 20_04‬املؤرخ في ‪ ،2004/03/12‬وبالفعل إذا إقتصر األمر وتكون الفقرة "ج" من املادة ‪ 62‬من األمر‬
‫‪ 11_03‬كافية كإطار قانوني‪.‬‬
‫إبتداءا من أفريل ‪ 2001‬دخلت حيز التنفيذ والتي التختلف كيفياتها العملية عما هو معمول به في‬
‫الدول األخرى‪ .‬والجدول التالي يوضح تطور االحتياطي اإللزامي من سنة ‪ 2001‬إلى غاية سنة‪:2016‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-2‬تطور االحتياطي اإللزامي في الجزائر للفترة (‪)2016-2001‬‬


‫‪2016‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2003‬‬

‫‪2002‬‬
‫‪2001‬‬
‫السنوات‬

‫نسبة‬
‫‪8‬‬ ‫اإلحتياطي ‪12 12 12 11 9 9 8 8 6.5 6.5 6.5 6.5 6.25 4.25 3‬‬
‫اإللزامي‬

‫املصدر‪:‬‬
‫‪ ‬بنك الجزائر‪ ،‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬رقم ‪ ،25‬مارس ‪ ،2014‬ص‪.17 :‬‬
‫‪ ‬بنك الجزائر‪ ،‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬رقم ‪ ،34‬جوان‪ ،2016‬ص‪.17 :‬‬
‫‪ Banque d’ Algérie, Bulletin Statistique Trimestriel, no 01, septembre 2007, p.12.‬‬
‫من خالل الجدول أعاله نالحظ أن البنك املركزي أقدم على رفع نسبة االحتياطي اإللزامي إلى‬
‫‪ % 6.25‬سنة ‪ 2003‬وذلك من أجل تفعيل هذه األداة نظرا لوفرة السيولة لدى البنوك التجارية‪.‬‬
‫وفي ضوء ذلك وصلت ودائع البنوك بعنوان االحتياطي اإللزامي إلى ‪ 122.6‬مليار دينار في نهاية عام‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2002‬بعدما كانت في مستوى ‪ 43.5‬مليار دينار في نهاية عام ‪.2001‬‬
‫يؤكد األمر ‪ 11-03‬في مادته ‪ ،62‬الفقرة ج‪ ،‬أن االستخدام النقدي يتم تحديده من قبل مجلس‬
‫النقد والقرض‪ ،‬وفي هذا اإلطار قام املجلس بإصدار النظام ‪ 02-04‬املؤرخ في ‪ 04‬مارس ‪ 2004‬املحدد‬
‫لشروط تكوين االحتياطات اإللزامية الدنيا‪ ،‬وكما تم رفع معدل االحتياطات اإللزامية املتخذة في التعليمة‬
‫رقم ‪ 07-13‬املؤرخة في ‪ 24‬ديسمبر ‪ 2007‬املعدلة واملتممة للتعليمة ‪ 04-02‬املتعلقة بنظام االحتياطات‬
‫اإللزامية‪ ،‬تبعا للمادة ‪ 03‬من هذه التعليمة حدد معدل االحتياطات اإللزامية عند ‪ %8‬من الوعاء املحدد‬
‫‪2‬‬
‫بموجب املادة ‪ 02‬من النظام املذكور‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد لكصاس ي‪ ،‬الوضعية النقدية وسير السياسة النقدية في الجزائر‪ ،‬صندوق النقد العربي‪ ،‬أبو ظبي‪ ،2004 ،‬ص ص‪.14،13 :‬‬
‫‪ -2‬بنك الجزائر‪ ،‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2008‬سبتمبر ‪ ،2009‬ص ص‪.181،180 :‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫تزايدت هذه النسبة باستمرار إلى أن وصلت نسبته إلى ‪ %12‬وهذا ما أقرته التعليمة رقم ‪-02‬‬
‫‪ 2013‬الصادرة بتاريخ ‪ 2013/04/23‬املتعلقة بنظام االحتياطات اإللزامية‪ 1،‬بهدف تحسين قدرة السياسة‬
‫‪2‬‬
‫النقدية على االمتصاص الفعلي لفائض السيولة في السوق النقدية‪.‬‬
‫ونالحظ في سنة ‪ 2016‬أن بنك الجزائر قرر خفض اإلحتياطي اإللزامي من ‪ %12‬إلى ‪ %8‬كمرحلة‬
‫أولى في سياق حزمة من اإلجراءات الخاصة بمواجهة األزمة املالية الحادة التي تمر بها البالد نتيجة التراجع‬
‫الحاد في مستوى أسعار املحروقات في السوق العاملية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬سياسة السوق املفتوحة‬
‫نص قانون النقد والقرض ‪ 10/90‬باستخدام عمليات السوق املفتوحة من خالل املتاجرة في‬
‫السندات العمومية التي ال تتجاوز مدة استحقاقها ‪ 6‬أشهر‪ 3،‬على أن ال يتجاوز املبلغ اإلجمالي لهذه‬
‫السندات ‪ %20‬من إجمالي اإليرادات العادية للدولة للسنة املنصرمة‪ ،‬لكن بعد صدور األمر ‪11-03‬‬
‫املتعلق بالنقد والقرض أزال شرط سقف ‪ %20‬وجعلته مفتوحا حسب ما تقتضيه ظروف وأهداف‬
‫السياسة النقدية‪4،‬طبقت عمليات السوق املفتوحة ألول مرة سنة ‪ 1996‬عندما قام البنك املركزي بشراء‬
‫السندات العمومية التي ال تتجاوز ‪ 6‬أشهر‪ ،‬ومن خالل مالحظة نوع السندات التي تحوزها البنوك‬
‫العمومية يتبين أن غالبيتها تشكل سندات لديون غير مضمونة على املؤسسات العامة‪ ،‬لذلك وبعد ظهور‬
‫فائض سيولة في السوق النقدية بداية من ‪ 2002‬لم يستطع البنك املركزي تحريك هذه األداة ألنه ال‬
‫يمتلك أوراق مالية عامة كما أنه ال توجد أوراق مالية للقطاع الخاص‪ ،‬كما أن القانون لم يسمح للبنك‬
‫املركزي بالتدخل في سوق أذونات الخزينة العامة‪ ،‬باإلضافة إلى ضعف تطور سوق السندات الحكومية‬
‫ومع ذلك يبقى دور هذه األداة قويا وذو أهمية بداللة الجزء النسبي الهام للسندات العمومية في محافظ‬
‫البنوك بالنسبة ألصولها‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬إسترجاع السيولة املتناقصة‬
‫أنشأت هذه األداة بموجب التعليمة رقم ‪ 2002-02‬املؤرخة في ‪ 11‬أفريل ‪ ،2002‬يتعلق األمر‬
‫بعمليات استرجاع السيولة على بياض تتم عن طريق مناقصات فورية والتي يمكن أن تكون في شكل ودائع‬

‫‪ -1‬سليمان ناصر‪ ،‬مشكلة فائض السيولة لدى البنوك التجارية‪ ،‬بحث مقدم للملتقى الوطني حول‪ :‬إشكالية استعمال السيولة النقدية في‬
‫املعامالت التجارية وانعكاساتها على الخدمات املصرفية الجزائرية‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس‪ ،‬فيفري ‪ ،2014‬ص‪.06 :‬‬
‫‪ -2‬بنك الجزائر‪ ،‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬التقريرالسنوي ‪ ،2013‬نوفمبر ‪ ،2014‬ص‪.174 :‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 77‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 41‬من األمر ‪.11-03‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫ملدة ‪ 24‬ساعة أو ألجل‪ ،‬يتم مكافئتها بمعدل فائدة يحدد بالنسبة لكل عملية مناقصة‪ ،‬يتدخل بنك‬
‫الجزائر في السوق النقدية بمعدالت تعكس تطور الوضع في السوق النقدية‪.‬‬
‫سمحت هذه األداة بامتصاص جزء كبير من فائض السيولة بمبلغ تراوح بين ‪ 100‬و‪ 160‬مليار دينار‪،‬‬
‫وبالفعل فقد انخفضت االحتياطات الحرة للبنوك إلى ‪ 46‬مليار دينار في نهاية شهر ديسمبر ‪ ،2002‬بعد أن‬
‫وصلت إلى ‪ 145.7‬مليار دينار في نهاية شهر مارس ‪ ،2002‬وفي أوت ‪ 2005‬أدخلت أداة االسترجاع ملدة ‪3‬‬
‫أشهر ‪ ،‬وفي منتصف جانفي ‪ 2013‬تم إدخال آلية استرجاع السيولة ملدة ‪ 6‬أشهر بمعدل مغل للفائدة‬
‫قدره ‪ %1.50‬إضافة إلى تمديد فترة نضج استرجاع السيولة ابتداء من جانفي ‪ ،2013‬وذلك للمزيد من‬
‫امتصاص السيولة املستقرة للمصارف‪ ،‬وعليه فإن استرجاعات السيولة ملدة ‪ 7‬أيام وملدة أشهر بدأت‬
‫‪1‬‬
‫تشهد انخفاضا في دورها كأدوات نشطة في إدارة السياسة النقدية في سنة ‪.2013‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬تسهيله الودائع املغلة بالفائدة‬
‫هي عملية إيداع لـ ‪ 24‬ساعة لدى بنك الجزائر‪ ،‬يمكن للبنوك املؤهلة الدخول إلى تسهيله الودائع‬
‫املغلة للفائدة في كل يوم عمل بناء على طلبها لدى بنك الجزائر‪ ،‬أنشأت بموجب التعليمة رقم ‪05-04‬‬
‫املؤرخة في ‪ 14‬جوان ‪ ، 2005‬ويتم القيام بها على بياض ويتم مكافأة هذه التسهيلة بمعدل ثابت يعلن عنه‬
‫بنك الجزائر مسبقا‪ ،‬ويمكن تغييره حسب تقلبات السوق وتطور هيكل املعدالت‪ .‬وقد بلغ إجمالي‬
‫التسهيالت في مارس ‪ 2006‬ما يقارب ‪ 146‬مليار دينار ليصل إلى ‪ 456‬مليار دينار في ديسمبر ‪ 2006‬ليصل إلى‬
‫‪2‬‬
‫‪ 483‬مليار دينار في ديسمبر ‪.2007‬‬
‫من خالل األداتين السابقتين فإن البنك املركزي يسعى باستمرار إلى امتصاص السيولة الفائضة‬
‫على مستوى البنوك‪.‬‬

‫‪-Banque d’Algérie, Evolution économique et monétaire en Algérie, rapport 2008 , juin 2009, p. 145.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬بن لدغم فتحي‪ ،‬ميكانيزمات انتقااللسياسة النقدية في االقتصاد الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ ،‬تخصص‪ :‬نقود‪ ،‬بنوك‬
‫إ‬
‫ومالية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2012-2011 ،‬ص‪.117 :‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬الطلب على النقود والكتلة النقدية في الجزائر للفترة ‪2016-1996‬‬
‫تتولى السلطات النقدية في مختلف الدول أهمية كبيرة لعرض النقود وتنظيم إصداره بما يتوافق‬
‫واألهداف االقتصادية الكلية‪ ،‬والجزائر طبقت مجموعة من اإلجراءات لتنظيم اإلصدار النقدي لذا‬
‫سنتطرق في هذا املبحث إلى‪:‬‬
‫‪ ‬الطلب على النقود ومحدداته في الجزائر للفترة (‪)2016-1996‬؛‬
‫‪ ‬تطور الكتلة النقدية ومقابالتها في الجزائر للفترة (‪.)2016-1996‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الطلب على النقود ومحدداته في الجزائر للفترة ‪2016_1996‬‬
‫يستمد الطلب على النقود أهميته من الجوانب النظرية والتحليلية حيث ان دالة الطلب على‬
‫النقود في الجزائر هي عنصر رئيس ي في النظريات اإلقتصادية الكلية وإستقرار هذه الدالة عامل مهم في‬
‫وضع األهداف الكمية النقدية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬
‫يمثل الطلب على النقود حجم األرصدة النقدية التي يحتفظ بها األفراد خالل مدة من الزمن‪،‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)3-2‬الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬

‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫السنوات‬

‫الطلب‬
‫‪2437.5 2165.6 1643.5 1416.3 1235.6 1041.3 905.0‬‬ ‫‪813.7‬‬ ‫‪671.5‬‬ ‫‪589.1‬‬ ‫النقدي‬
‫)‪(M1‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫السنوات‬

‫الطلب‬
‫النقدي ‪9261.1 9603.3 8249.8 7681.8 7141.7 5756.4 4949.8 4965.3 2942.1 3177.8‬‬
‫)‪(M1‬‬

‫‪2016‬‬ ‫السنوات‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫الطلب‬
‫النقدي ‪9426.8‬‬
‫)‪(M1‬‬
‫املصدر‪ :‬بنك الجزائر‪ ،‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬رقم ‪ ،34‬جوان‪ ،2016‬ص‪.11 :‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-2‬تطور الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬

‫الطلب على النقود‬


‫‪12000‬‬

‫‪10000‬‬

‫‪8000‬‬

‫‪6000‬‬
‫الطلب على النقود‬
‫‪4000‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪1996‬‬
‫‪1997‬‬
‫‪1998‬‬
‫‪1999‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬

‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باإلعتماد على برنامج ‪.Excel‬‬


‫نالحظ من خالل الجدول أعاله أن هناك إرتفاع تدريجي في النقود ‪ M1‬من ‪ 1996‬إلى سنة ‪1999‬‬
‫حيث أصبحت العملة في التداول أكبر من الودائع الجارية وهذا مابين إتجاه أفراد إلى اإلحتفاظ باألموال‬
‫خارج الجهاز املصرفي ويمكن تفسير ذلك بنقص الوعي املصرفي من جهة و عجز الجهاز املصرفي في جلب‬
‫السيولة املعطلة من جهة أخرى ونظرا ملا عرفه اإلقتصاد من إرتفاع في معدل التضخم خالل فترة‬
‫التسعينيات‪ ،‬ثم زيادة معتبرة سنة ‪ 2000‬تقدر ب‪ 136,3‬وصوال إلى سنة ‪ 2003‬بقيمة ‪ 1334,175‬وذلك‬
‫لوجود سيولة وتداول نقدي كبير‪. 1‬‬
‫ليواصل إرتفاعه سنة ‪ 2007‬وذلك نتيجة لإلرتفاع الكبير لحجم ودائع تحت الطلب مما يدل على‬
‫توفر سيولة كبيرة لدى البنوك‪ .‬وبعدها زيادة تدريجية سنة ‪ 2008‬و يليه إنخفاض طفيف جدا يقدر ب‬
‫‪ ،15,5‬ثم حدوث قفزة سريعة سنة ‪ 2010‬بفارق يقدر ب ‪ 806,6‬ليواصل اإلرتفاع وصوال إلى سنة ‪.2014‬‬
‫ونالحظ سنة ‪ 2015‬تناقص تدريجي في الكتلة ‪ M1‬ثم اإلرتفاع الطفيف سنة ‪. 2016‬‬

‫‪-1‬فضل رايس‪ ،‬مقال‪ :‬التحوالت النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪ ،)2003_1995‬مجلة الباحث العدد ‪ ،2012/10‬ص‪.76:‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬محددات الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬
‫سنحاول ذكر بعض من محددات الطلب على النقود في الجزائر في الفترة ‪.2016-1996‬‬
‫‪ ‬التضخم في الجزائر خالل الفترة ‪ :2016-1996‬يعتبر هدف استقرار األسعار إحدى أهداف‬
‫السياسة النقدية ولقد عرفت الجزائر خالل الفترة (‪ )2016-1996‬معدالت متفاوتة الحدة من‬
‫الضغوط التضخمية‪ ،‬الجدول اآلتيي يوضح تطور معدالت التضخم في الجزائر خالل فترة‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)2-2‬تطور التضخم في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬

‫معدل التضخم‬
‫‪20‬‬
‫‪18‬‬
‫‪16‬‬
‫‪14‬‬
‫‪12‬‬
‫‪10‬‬
‫معدل التضخم‬
‫‪8‬‬
‫‪6‬‬
‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1998‬‬

‫‪2009‬‬
‫‪1996‬‬
‫‪1997‬‬

‫‪1999‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬

‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬

‫املصدر‪:‬من إعداد الطالبة باإلعتماد عل برنامج‪.Excel‬‬


‫نالحظ من خالل الشكل و اإلحصائيات الخاصة بمعدالت التضخم املصرح بها أن الفترة ‪-1996‬‬
‫‪ 2000‬شهدت تحقيق نتائج إيجابية حيث قلص معدل التضخم إلى ‪ %5‬سنة ‪ 1998‬ليستمر انخفاضه إلى‬
‫‪ %0.3‬سنة ‪ ،2000‬كما أدى انخفاض معدل التضخم خالل سنة ‪ 1997‬إلى تحقيق معدالت فائدة‬
‫حقيقية موجبة مما يسمح بتعبئة املدخرات املالية لتمويل االستثمار وبالتالي تحقيق معدالت نمو مقبولة‪،‬‬
‫ويرجع هذا االنخفاض في معدالت التضخم خالل هذه الفترة إلى اإلجراءات املتخذة في إطار التعديل‬
‫الهيكلي كرفع أسعار الفائدة وتقليص نمو الكتلة النقدية والتخلي عن اإلصدار النقدي في تمويل العجز‬
‫املوازني‪ ،‬وقد تمت هذه اإلجراءات في إطار سياسة نقدية انكماشية للتحكم في حجم الطلب الكلي وبالتالي‬
‫‪1‬‬
‫الحد من الطلب على النقد من قيل األعوان االقتصاديين‪.‬‬

‫‪ -1‬بلعزوز بن علي وعبد العزيز طيبة‪ ،‬السياسة النقدية واستهداف التضخم في الجزائر خالل الفترة ‪ ،2006-1990‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،‬بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬العدد ‪ ،2008 ،41‬ص‪.30 :‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫سجل معدل التضخم سنة ‪ 2001‬ارتفاعا ملحوظا والذي بلغ ‪ %4.2‬وهذا راجع الرتفاع قوي في‬
‫نمو الكتلة النقدية (‪ )M2‬حيث قدر ب ‪ ،%22.5‬كما بلغ معدل التضخم خالل سنتي ‪ 2003‬و ‪ 2004‬نسبة‬
‫‪ %2.6‬و ‪ %3.6‬على التوالي‪ ،‬ثم انخفض سنة ‪ 2005‬ليعاود االرتفاع من جديد سنة ‪ 2007‬فسجل معدل‬
‫‪1‬‬
‫‪ %3.7‬ليصل إلى ‪ %4.5‬سنة ‪ ،2011‬ويفسر بالزيادة في معدل نمو الكتلة النقدية إلى ‪.%19.9‬‬
‫يمكن إرجاع أسباب التضخم خالل املدة ‪ 2011-2001‬إلى الزيادة في صافي األصول الخارجية‬
‫الناجم عن تحسين أسعار البترول‪ ،‬وتزامنت هذه الفترة مع تطبيق سياسة مالية توسعية من خالل تنفيذ‬
‫برنامجيين تنمويين األول لدعم اإلنعاش االقتصادي حيث أثرا بشكل واضح في زيادة الطلب الكلي‬
‫والتضخم‪ ،‬كما ساهمت الزيادة املعتبرة في األجور في تضخم األسعار من خالل الزيادة املعتبرة في الطلب‬
‫الكلي‪ ،‬في ظروف تميزت بارتفاع تكاليف اإلنتاج وضعف في اإلنتاجية من جانب العرض الكلي‪ ،‬فبعدما‬
‫كانت األجور مجمدة قبل سنة ‪ ،2001‬انتقل األجر الوطني القاعدي املضمون في هذه السنة من ‪8000‬‬
‫‪2‬‬
‫دينار إلى ‪ 18000‬دينار‪.‬‬
‫ارتفع معدل التضخم مجددا سنة ‪ 2012‬ويمكن تفسير هذه الذروة أساسا بتزايد األسعار لبعض‬
‫املنتجات الطازجة في الثالثي األول لسنة ‪ 3،2012‬ليتراجع إلى ‪ %3.2‬سنة ‪ 2013‬وهذا راجع إلى انخفاض‬
‫أسعار املنتجات املواد الغذائية الطازجة والتي لم تتجاوز معدلها السنوي املتوسط ‪ %4.02‬في ‪ 2013‬مقابل‬
‫‪ %21.4‬سنة ‪ 2012‬من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى راجع إلى انخفاض في األسعار الدولية السنوية املتوسطة‬
‫للمنتجات الفالحية املستوردة‪ 4،‬إلى أن وصل ‪ %2.92‬سنة ‪ ،2014‬وإرتفع سنتي ‪2015‬و‪ 2016‬وذلك راجع‬
‫إلرتفاع الكتلة النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪:2016-1996‬‬
‫لقد عرف سعر صرف الدينار في هذه الفترة تغييرات كثيرة يمكن توضيحها في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬من إعداد الطالبة باالعتماد على معطيات الجدول‪.‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز طيبة‪ ،‬فعالية بنك الجزائر في تعقيم تراكم احتياطات الصرف األجنبي خالل الفترة ‪ ،2011-2000‬األكاديمية للدراسات‬
‫االجتماعية واالنسانية‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬جوان ‪ ،2014‬ص‪.28 :‬‬
‫‪ -3‬محمد لكصاس ي‪ ،‬التطورات االقتصادية والنقدية لسنة ‪ ،2012‬تدخل أمام املجلس الشعبي الوطني‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2013‬ص‪.08 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Banque d’Algérie, Rapport 2013, op.cit, P. 29.‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)4-2‬تطور سعر صرف الدينار مقارنة مع الدوالر في الفترة (‪)2016-1996‬‬
‫‪2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998 1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫السنوات‬
‫‪73,28 72,06 77,39 79,68 77,22 75,26 66,57 58,74 57,71‬‬ ‫‪54,75 AD/U.S.D‬‬
‫‪2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫السنوات‬
‫‪107,13 80,58 79,37 77,54 72,94 74,39 72,65 64,58 69,29‬‬ ‫‪72,65 AD/U.S.D‬‬
‫‪2016‬‬ ‫السنوات‬
‫‪108,71 AD/U.S.D‬‬
‫املصدر‪ :‬إحصائيات صندوق النقد الدولي (الحساب على أساس املعدل السنوي)‬
‫الشكل رقم(‪ :)3-2‬تطور سعر صرف الدينار مقارنة مع الدوالر في الفترة (‪)2016-1996‬‬

‫سعر الصرف‬
‫‪120‬‬

‫‪100‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬
‫سعر الصرف‬
‫‪40‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1996‬‬
‫‪1997‬‬
‫‪1998‬‬
‫‪1999‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باإلعتماد على برنامج ‪.Excel‬‬


‫نالحظ من خالل الجدول و املنحنى إرتفاع سعر الصرف الفعلي الحقيقي بما يقارب ‪ %20‬وتبعه‬
‫إنخفاض سنة ‪ 1998‬إلى سنة ‪ ،2001‬ثم حتى ‪ 2002‬جاء نوع من الثبات ليعود إلى اإلنخفاض من جديد‬
‫سنة ‪ ،2003‬حيث قام البنك املركزي بتخفيض قيمة الدينار بنسبة حوالي ‪ %5‬ليبقى في حالة تذبذب‬
‫اإلنخفاض و اإلرتفاع البسيط من ‪ 2010‬إلى ‪ ،2014‬ثم هناك إرتفاع بنسبة كبيرة في سنتي ‪ 2015‬و‪2016‬‬
‫وذلك راجع إلنخفاض أسعار البترول وإرتفاع املواد اإلستهالكية في السوق بسبب التضخم‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬تطورالكتلة النقدية ومقابالتها في الجزائر للفترة ‪2016-1996‬‬


‫تتكون الكتلة النقدية (‪ )M2‬في الجزائر من النقود القانونية والنقود الكتابية (الودائع تحت‬
‫الطلب) التي تشكل في مجملها العرض النقدي (‪ )M1‬وأشباه النقود (الودائع ألجل)‪ ،‬كما أن مقابالتها‬
‫تتمثل في صافي األصول الخارجية‪ ،‬قروض الدولة وقروض االقتصاد‪ ،‬وهذا ما سيتم استعراضه في هذا‬
‫املطلب‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تطور الكتلة النقدية خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬
‫يمكن إيضاح تطور الكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة املمتدة من ‪ 1996‬إلى ‪ ،2016‬من خالل‬
‫في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪62‬‬
2016-1996 ‫ تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة‬:‫الفصل الثاني‬

)2016-1996( ‫ تطور الكتلة النقدية خالل الفترة‬:)5-2(‫الجدول رقم‬


‫معدل‬ ‫نسبة النمو الناتج‬ ‫الكتلة‬ ‫أشباه‬ ‫النقود‬ ‫النقود‬ ‫النقود‬ ‫السنوات‬
‫السيولة‬ ‫الداخلي‬ )M2( ‫النقدية‬ ‫النقود‬ )M1( ‫الكتابية‬ ‫الورقية‬
‫اإلجمالي‬ )M2(
35.6 2570 14.4 915.0 325.9 589.1 298.3 290.8 1996
38.8 2780.2 18.1 1081.4 409.9 671.5 333.9 337.6 1997
55.8 2830.2 46.0 1579.7 766.0 813.7 422.9 390.8 1998
55.2 3238.2 13.2 1789.1 884.1 905.0 465.1 439.9 1999
84.8 4123.5 12.6 2015.6 974.3 1041.3 556.4 484.9 2000
57.9 4260.6 22.5 2470.6 1235 1235.6 658.3 577.3 2001
63.9 4537.7 17.4 2901.5 1485.2 1416.3 751.7 664.6 2002
62.6 5264.2 13.4 3299.5 1656 1643.5 862.1 781.4 2003
69.6 6112.0 10.4 3644.3 1478.7 2165.6 1291.3 874.3 2004
54.2 7498.7 11.6 4070.4 1632.9 2437.5 1516.5 921.0 2005
57.5 8391 18.6 4827.6 1649.2 3177.8 2096.4 1081.4 2006
62.9 9513.7 24.0 5987.6 1761.0 4226.6 2942.1 1284.5 2007
62.9 11043.7 16.1 6956.3 1991.0 4965.3 3424.9 1540.4 2008
72.0 9968.0 3.1 7178.7 2228.9 4949.8 3120.5 1829 .3 2009
69.0 11991.6 15.3 8280.7 2524.3 5756.4 3657.8 2098.6 2010
68.3 14519.8 19.9 9929.2 2787.5 7141.7 4570.2 2571.5 2011
69.5 15843.0 10.9 11015.4 3333.6 7681.8 4729.5 2952.3 2012
62.5 19089.4 8.4 11941.5 3691.7 8249.8 5045.8 3204.0 2013
79.4 17235.6 14.6 13687 4083.7 9603.3 5944.4 3658.9 2014
82.9 17235.9 0.13 13704.5 4443.4 9261.1 5153 4108.1 2015
79.4 3894 0.8 14001.2 4574.4 9426.8 4909.8 4498.37 2016
:‫املصدر‬
- Banque d’Algérie, Bulletin Statistiques de la Banque d’Algérie, Statistiques monétaires 1964-2005 et
- Statistiques de la balance des paiements 1992-2005, hors série, juin 2006, P. 31 ;48.
- Office Nationale Des Statistiques, Annuaire Statistique de l’Algérie, édition 2014, résultats 2010/2012,
volume n° 30, P. 441-442.
- -office Nationale Des Statistiques, L’Algérie En Quelque Chiffres, édition 2001, résultats 2000, n° 31, P. 41-42.
.43 :‫ ص‬،2011 ،31 ‫ العدد‬،‫ نشرة اإلحصاءات االقتصادية للدول العربية‬،‫ صندوق النقد العربي‬-

63
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫‪ -‬بنك الجزائر‪ ،‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬رقم ‪ ،32‬ديسمبر ‪ ،2015‬ص ص‪.26 -11 :‬‬
‫‪ -‬بنك الجزائر‪ ،‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬رقم ‪ ،34‬جوان‪ ،2016‬ص‪.11 :‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)4-2‬تطور الكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬


‫‪16000‬‬

‫‪14000‬‬

‫‪12000‬‬

‫‪10000‬‬
‫النقود ‪M1‬‬
‫‪8000‬‬
‫أشباه النقود‬
‫‪6000‬‬ ‫الكتلة النقدية ‪M2‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2004‬‬

‫‪2007‬‬
‫‪1996‬‬
‫‪1997‬‬
‫‪1998‬‬
‫‪1999‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬

‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬

‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باإلعتماد على برنامج ‪.Excel‬‬
‫نالحظ من خالل الجدول أعاله أن الكتلة النقديةشهدت الفترة (‪ )2000-1996‬انخفاضا في معدل‬
‫نمو الكتلة النقدية‪ ،‬حيث بلغ متوسط نمو الكتلة النقدية خالل الفترة (‪ )1997-1996‬معدل ‪%16,25‬‬
‫كما انتقلت سيولة االقتصاد من ‪ %35.6‬سنة ‪ 1996‬إلى ‪ %38.8‬سنة ‪ ،1997‬تزامنت هذه الفترة مع‬
‫توقيع اتفاقية االستعداد االئتماني الثالث والتي تهدف إلى الحد من توسع الكتلة النقدية وتحقيق نمو‬
‫مستقر ومقبول من الناتج الداخلي الخام وذلك من خالل إتباع سياسة تقشفية‪ ،‬على غرار سنة ‪1998‬‬
‫حيث بلغ معدل نمو الكتلة النقدية ‪ ،%46‬كما بلغت قيمتها ‪ 1579.7‬مليار دينار بعدما كانت ‪1081.4‬‬
‫مليار دينار سنة ‪ ،1997‬ويمكن إرجاع هذا االرتفاع إلى تنفيذ برنامج إعادة جدولة الديون وذلك من خالل‬
‫توقيع اتفاقية القرض املوسع مع صندوق النقد الدولي‪ .‬أما فيما يخص هيكل الكتلة النقدية فنجد أن‬
‫أشباه النقود عرفت ارتفاعا محسوسا منذ سنة ‪ 1996‬مقارنة بما سبق إذ وصلت نسبة مساهمتها في‬
‫الكتلة النقدية خالل الفترة (‪ )1998-1996‬بين ‪ %14.4‬و‪،%.46‬مما يدل على أن عمليات التبادل بين‬
‫األفراد واملؤسسات أصبحت تتم عن طريق الجهاز املصرفي ويعود هذا إلى تأثير اإلصالحات املصرفية في‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫سلوك املدخرين باإلضافة إلى السياسة النقدية الصارمة التي أدت إلى امتصاص الفائض النقدي املتداول‬
‫‪1‬‬
‫خارج الجهاز املصرفي‪ ،‬وذلك في إطار التعديل الهيكلي‪.‬‬
‫عرفت الكتلة النقدية سنة ‪ 2001‬توسعا كبيرا حيث بلغت قيمتها ‪ 2470.6‬مليار دينار محققة بذلك معدل‬
‫نمو قيمته ‪ ،%22.5‬ويعود هذا التوسع النقدي إلى ارتفاع صافي األرصدة الخارجية باإلضافة إلى ظهور‬
‫برنامج اإلنعاش االقتصادي الذي أقره رئيس الجمهورية حيث خصص له مبلغ ‪ 520‬مليار دينار‪ 2،‬إال أنه‬
‫وابتداء من سنة ‪ 2002‬إلى غاية سنة ‪ 2005‬عرفت الكتلة النقدية انخفاض في معدل نموها حيث بلغ‬
‫‪ %17.4‬سنة ‪ 2002‬ليبلغ ‪ %11.6‬سنة ‪ 2005‬وهذا ما يفسر تراجع سيولة االقتصاد من ‪ %63.9‬سنة‬
‫‪ 2002‬إلى ‪ %54.2‬سنة ‪.2005‬‬
‫أما فيما يخص هيكل الكتلة النقدية فتجدر اإلشارة إلى أنه سنة ‪ 2002‬عرفت ظاهرة نقدية‬
‫جديدة تعتبر ميزة لتطور الوضعية النقدية ويتعلق األمر بزيادة نمو أشباه النقود الذي بلغ ‪ 1485.2‬مليار‬
‫دينار وبنسبة ‪ %51.1‬من الكتلة النقدية سنة ‪ 2002‬وهذا يعود إلى االرتفاع الهام واملتواصل لصافي‬
‫‪3‬‬
‫األصول الخارجية للبنك املركزي والذي تعدى مستواها العرض النقدي ‪.M1‬‬
‫ابتداء من سنة ‪ 2006‬إلى غاية سنة ‪ 2010‬عرفت الكتلة النقدية تذبذب متواصل حيث بلغت‬
‫قيمة الكتلة النقدية ما يقارب ‪ 4827.6‬مليار دينار سنة ‪ 2006‬بعدما كانت قيمته سنة ‪ 2005‬تقارب‬
‫‪ 4070.4‬مليار دينار‪ ،‬كما بلغ معدل نمو الكتلة النقدية أدنى مستوى له سنة ‪ 2009‬ما نسبته ‪%3.1‬‬
‫وبمبلغ ‪ 7178.7‬مليار دينار‪.‬‬
‫ويمكن إرجاع ذلك إلى ذلك لسببين رئيسيين‪ ،‬السبب األول هو التأثر باألزمة االقتصادية العاملية وانخفاض‬
‫معدل زيادة األصول الخارجية أما السبب الثاني فيعود إلى انخفاض أو تقلص الودائع تحت الطلب حيث‬
‫انخفضت من ‪ 3424.9‬مليار دينار سنة ‪ 2008‬إلى ‪ 3120.5‬مليار دينار سنة ‪ ،2009‬وهو ما أثر سلبا على‬
‫قدرة البنوك على خلق االئتمان (أشباه النقود) ومن ثم على الكتلة النقدية‪ 4،‬أما فيما يتعلق بهيكل الكتلة‬
‫النقدية فقد شهد تراجع ملحوظ في نسبة مساهمة أشباه النقود في تكوين الكتلة النقدية وذلك ابتداء‬
‫من سنة ‪ 2004‬حيث بلغت قيمتها ‪ 1478.7‬مليار دينار‪ ،‬وهذا االنخفاض كان لصالح العرض النقدي ‪M1‬‬
‫الذي بلغ ‪ 2165.6‬مليار دينار وهذا االرتفاع في العرض النقدي ‪ M1‬يمكن إرجاعه إلى نمو في النقود‬
‫الكتابية بنسبة أكبر من النقود الورقية‪ ،‬حيث بلغت قيمة النقود الكتابية سنة ‪ 2004‬ما يقارب ‪1291.3‬‬

‫‪ -1‬صالح مفتاح‪ ،‬النقود والسياسة النقدية‪ ،‬أطروحة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص علوم اقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪-2002 ،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.252‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Banque d’Algérie, Evolution Economique et Monétaire en Algérie, Rapport 2002, octobre 2003, P. 111.‬‬
‫‪ -3‬محمد لكصاس ي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.03 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-Banque d’Algérie, Evolution Economique et Monétaire en Algérie, Rapport 2009, juillet 2010, P. 166.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫مليار دينار لتنتقل إلى ‪ 3424.9‬مليار دينار سنة ‪ ،2008‬إال أنه خالل سنتي ‪ 2009‬و ‪ 2010‬ارتفعت نسبة‬
‫أشباه النقود بالنسبة للكتلة النقدية حيث بلغت ما قيمته ‪ 2524.3‬مليار دينار أي نسبة ‪ %30.4‬من‬
‫الكتلة النقدية سنة ‪ 2010‬بينما كانت ‪ %28.6‬سنة ‪.2008‬‬
‫نالحظ خالل الفترة (‪ )2016-2011‬ارتفاع معدل نمو الكتلة النقدية إلى ‪ %19.9‬ومصدر هذا النمو‬
‫هو ارتفاع حجم الودائع تحت الطلب من جهة والودائع ألجل (أشباه النقود) من جهة أخرى‪ ،‬حيث بلغت‬
‫قيمة الكتلة النقدية سنة ‪ 2011‬ما يقارب ‪ 9929.2‬مليار دينار ولكن خالل سنتي ‪ 2012‬و‪ 2013‬تراجع‬
‫معدل نمو الكتلة النقدية إلى ‪ %10.9‬و‪ %8.4‬على التوالي‪ ،‬حيث بلغ مستوى الكتلة النقدية قيمة‬
‫‪ 11015.4‬مليار دينار سنة ‪ 2012‬وقيمة ‪ 11941.5‬سنة ‪ ،2013‬وهذا ما يفسر تراجع معدل السيولة في‬
‫االقتصاد من ‪ %68.3‬سنة ‪ 2011‬إلى ‪ %62.5‬سنة ‪ ،2013‬ليعود بعد ذلك معدل نمو الكتلة النقدية‬
‫‪ %14.6‬وبمبلغ ‪ 13687‬مليار دينار في املقابل بلغت سيولة االقتصاد معدل ‪ ،%79.4‬أما بالنسبة لهيكل‬
‫الكتلة النقدية فإن نسبة أشباه النقود املساهمة في تشكيل الكتلة النقدية شهدت استقرارا من سنة‬
‫‪ 2011‬إلى ‪.2016‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تطور مقابالت الكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬
‫تتكون مقابالت الكتلة النقدية من صافي األصول الخارجية أو ما يعرف باحتياطات‬
‫الصرف‪،‬قروض االقتصاد وقروض الدولة‪ .‬والجدول التالي يوضح تطور مقابالت الكتلة النقدية خالل‬
‫الفترة (‪ )2016-1996‬والجدول التالي يوضح ذلك‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)6-2‬تطور مقابالت الكتلة النقدية خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬


‫قروض اإلقتصاد‬ ‫قروض الدولة‬ ‫صافي األصول‬ ‫النقود الكتابية‬ ‫النقود (‪)M1‬‬ ‫السنوات‬
‫الخارجية‬ ‫(‪)M2‬‬
‫‪776.8‬‬ ‫‪280.5‬‬ ‫‪133.9‬‬ ‫‪915.0‬‬ ‫‪589.1‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪741.2‬‬ ‫‪423.6‬‬ ‫‪350.3‬‬ ‫‪1081.4‬‬ ‫‪671.5‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪906.1‬‬ ‫‪723.1‬‬ ‫‪280.7‬‬ ‫‪1579.7‬‬ ‫‪813.7‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪1150.7‬‬ ‫‪847.8‬‬ ‫‪169.6‬‬ ‫‪1789.1‬‬ ‫‪905.0‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪993.7‬‬ ‫‪677.4‬‬ ‫‪775.9‬‬ ‫‪2015.6‬‬ ‫‪1041.3‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪1078.4‬‬ ‫‪569.7‬‬ ‫‪1310.7‬‬ ‫‪2470.6‬‬ ‫‪1235.6‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪1266.7‬‬ ‫‪578.6‬‬ ‫‪1755.6‬‬ ‫‪2901.5‬‬ ‫‪1416.3‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪1380.1‬‬ ‫‪423.4‬‬ ‫‪2342.6‬‬ ‫‪3299.5‬‬ ‫‪1643.5‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪1535.0‬‬ ‫‪-20.5‬‬ ‫‪3119.1‬‬ ‫‪3644.3‬‬ ‫‪2165.6‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪1778.2‬‬ ‫‪-933.2‬‬ ‫‪4179.3‬‬ ‫‪4070.4‬‬ ‫‪2437.5‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪1905.4‬‬ ‫‪-1304.1‬‬ ‫‪5515.0‬‬ ‫‪4827.6‬‬ ‫‪3177.8‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪2205.2‬‬ ‫‪-2193.1‬‬ ‫‪6415.5‬‬ ‫‪5987.6‬‬ ‫‪4226.6‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪2615.5‬‬ ‫‪-3627.3‬‬ ‫‪10247‬‬ ‫‪6956.3‬‬ ‫‪4965.3‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪3086.5‬‬ ‫‪-3488.9‬‬ ‫‪10886.0‬‬ ‫‪7178.7‬‬ ‫‪4949.8‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪3268.1‬‬ ‫‪-3510.9‬‬ ‫‪11997.0‬‬ ‫‪8280.7‬‬ ‫‪5756.4‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪3726.5‬‬ ‫‪-3406.6‬‬ ‫‪13922.4‬‬ ‫‪9929.2‬‬ ‫‪7141.7‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪4287.6‬‬ ‫‪-3334.1‬‬ ‫‪14940.0‬‬ ‫‪11015.4‬‬ ‫‪7681.8‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪5156.3‬‬ ‫‪-3235.4‬‬ ‫‪15225‬‬ ‫‪11941.5‬‬ ‫‪8249.8‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪6504.6‬‬ ‫‪-1992.4‬‬ ‫‪15734.5‬‬ ‫‪13687‬‬ ‫‪9603.3‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪7277.2‬‬ ‫‪567.5‬‬ ‫‪15375.4‬‬ ‫‪13704.5‬‬ ‫‪9261.1‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪7403.2‬‬ ‫‪1630.9‬‬ ‫‪14909.5‬‬ ‫‪14001.2‬‬ ‫‪9426.8‬‬ ‫‪2016‬‬
‫املصدر‪:‬‬
‫‪_Bulletin Statistiques de la Banque d’Algérie, Statistiques monétaires 1964-2005 et Statistiques de la balance‬‬
‫‪des paiements 1992-2005, hors série, juin 2006, P. 31 ;48 ;49‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫‪ -‬بنك الجزائر‪،‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬رقم ‪ ،25‬مارس ‪ ،2014‬ص‪.10 :‬‬


‫‪ -‬بنك الجزائر‪،‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬رقم ‪ ،09‬ديسمبر ‪ ،2009‬ص‪.10 :‬‬
‫‪ -‬بنك الجزائر‪،‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬رقم ‪ ،32‬ديسمبر ‪ ،2015‬ص‪.10 :‬‬
‫‪ -‬بنك الجزائر‪ ،‬النشرة اإلحصائيةالثالثية‪ ،34 ،‬جوان‪ ،2016‬ص‪.09 :‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)5-2‬تطور مقابالت الكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة ( ‪.) 2016_1996‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باإلعتماد على برنامج ‪.Excel‬‬


‫نالحظ من خالل الجدول أعاله‪ ،‬يتبادر إلينا وجود تذبذب في قيمة األصول الخارجية ففي سنة‬
‫‪ 1996‬كانت قيمتها ‪ 133,9‬مليار دينار إرتفعت إلى ‪ 355‬مليار دج سنة ‪ 1997‬وذلك راجع إلرتفاع األسعار في‬
‫النفط‪ .‬ونالحظ عند نهاية فترة برنامج التعديل الهيكلي انخفاض محسوس في صافي األصول الخارجية‬
‫سنتي ‪ 1998‬و ‪ 1999‬بنسبة ‪ %19.8‬و ‪ %39.5‬على التوالي نتيجة انخفاض أسعار النفط‪ .‬وهذا ما أدى إلى‬
‫تراجعها في تغطية الكتلة النقدية وفي املقابل تم تسجيل ارتفاع في كل من قروض الدولة وقروض‬
‫االقتصاد بنسبة ‪ %22.2‬و ‪ %70.7‬على التوالي‪ ،‬واعتبارهما املصدر الرئيس ي في تغطية الكتلة النقدية‪.‬‬
‫خالل الفترة ‪ 2008-2000‬تمكن بنك الجزائر من تشكيل مستويات مرتفعة ما صافي األصول‬
‫الخارجية والتي كانت نتيجة ارتفاع في أسعار النفط‪ ،‬فقد انتقلت قيمة صافي األصول الخارجية من ‪775.9‬‬
‫مليار دينار سنة ‪ 2000‬إلى ‪ 10247‬مليار دينار سنة ‪ ،2008‬وهذا ما يظهر أهمية املوجودات الخارجية‬
‫كمقابل للكتلة النقدية‪ ،‬حيث بلغت نسبة صافي األصول الخارجية ‪ %38.4‬من الكتلة النقدية سنة‬
‫‪ ،2000‬ثم ارتفعت إلى ‪ %85.5‬في سنة ‪ ،2004‬لتتجاوز ابتداء من سنة ‪ 2005‬نسبة ‪ %100‬حيث وصلت‬
‫إلى ‪ %147.3‬سنة ‪ 2008‬وهذا ما يفسر االرتفاع في إيرادات املحروقات وبالتالي بالزيادة في احتياطات‬
‫الصرف‪ ،‬وفي املقابل شهدت هذه الفترة نموا مستمرا في القروض املقدمة لالقتصاد بصفتها إحدى‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫مقابالت الكتلة النقدية‪ ،‬فقد ارتفعت بنسبة ‪ %17.5‬خالل عام ‪ 2002‬مقارنة بعام ‪ 2001‬حيث قدرت بـ‪:‬‬
‫‪ 1266.7‬مليار دينار لتصل في سنة ‪ 2008‬إلى ‪ 2615.5‬مليار دينار‪ ،‬إال أنه شهدت هذه الفترة انخفاض‬
‫مستمر في نسبة مساهمة القروض املقدمة لالقتصاد كمقابل للكتلة النقدية حيث بلغت ‪ %49.3‬سنة‬
‫‪ 2000‬إلى أن وصلت إلى ‪ %37.5‬سنة ‪ ،2008‬وهذا ما يفسره ارتفاع في نسبة صافي األصول الخارجية إلى‬
‫الكتلة النقدية‪ ،‬بينما عرفت قروض الدولة انخفاضا مستمرا فقد بلغت سنة ‪ 2000‬ما يقارب بـ‪%677.4 :‬‬
‫مليار دينار باستثناء سنة ‪ 2002‬حيث بلغت ‪ 578.6‬مليار دينار إلى قيم سالبة وبشكل ملفت لالنتباه سنة‬
‫‪ 2004‬حيث بلغت ‪ %-20.5‬ثم إلى ‪ %-3627.3‬سنة ‪ ،2008‬وهذا راجع إلى تقليص دور الخزينة في التمويل‪.‬‬
‫سجلت الفترة ‪ 2012-2009‬نسبة منخفضة في معدل نمو صافي األصول الخارجية حيث بلغت‬
‫‪ %6.2‬سنة ‪ 2009‬و‪ %7.3‬سنة ‪ ،2012‬وهذا راجع إلى تداعيات األزمة املالية العاملية التي شهدها العالم‬
‫وباألخص الواليات املتحدة األمريكية مما انعكس سلبا على أسعار البترول وبالتالي على احتياطات‬
‫الصرف‪ ،‬إلى أن وصلت أدنى حد لها سنة ‪ 2013‬حيث بلغ معدل نمو صافي األصول الخارجية ‪،%1.9‬وهذا‬
‫راجع إلى انخفاض متوسط سعر البترول إلى ‪ 108.6‬دوالر للبرميل مقابل ‪ 113.3‬دوالر للبرميل لسنة‬
‫‪ 1،2012‬ثم لتعود باالرتفاع الخفيف إلى أن سجلت نسبة ‪ %3.3‬سنة ‪.2014‬‬
‫استمرت القروض املقدمة لالقتصاد في االرتفاع إلى أن بلغت سنة ‪ 2014‬ما قيمته ‪ 6504.6‬مليار‬
‫دينار وبمعدل نمو ‪ %26.1‬بينما كان ‪ %20.2‬سنة ‪ ،2013‬وهو ما يؤشر على طلب األشخاص للقروض‬
‫املصرفية وكذا الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه االستثمارات املمولة بالقروض املصرفية إضافة إلى‬
‫التسهيالت االئتمانية التي اعتمدتها بعض البنوك‪ ،‬سواء لتمويل املشاريع االقتصادية للمؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة أو لتمويل اإلنفاق العائلي (قروض استهالكية) خاصة في مجال العقارات والسيارات‪،‬‬
‫في حين شهد معدل نمو قروض الدولة في السنوات األخيرة ابتداء من سنة ‪ 2009‬إلى غاية ‪ 2013‬معدالت‬
‫نمو منخفضة ومستقرة نوعا ما حيث لم تتجاوز ‪ %-3.8‬وذلك نتيجة للدور الذي لعبته الخزينة العمومية‬
‫في هذه الفترة في عمليات تمويل بعض السلع االستهالكية والقروض املمنوحة للشباب في إطار توفير‬
‫مناصب الشغل‪ 2،‬لتسجل بعد ذلك معدل نمو ‪ %-38.4‬سنة ‪ ،2014‬وشهد إرتفاعا سنتي ‪ 2015‬و‪.2016‬‬

‫‪ -1‬محمد لكصاس ي‪ ،‬وضعية االقتصاد العاملي وتطور االقتصاد الكلي في الجزائر‪ ،‬تدخل أمام املجلس الشعبي الوطني‪ ،‬أكتوبر ‪،2013‬‬
‫ص‪.07 :‬‬
‫‪ -2‬محمد لكصاس ي‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ص‪.32،31 :‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة (‪)2016-1996‬‬


‫مر سعر الصرف بتطورات مختلفة تزامنت مع التقلبات التي شهدها االقتصاد الجزائري‪ ،‬وهذا ما‬
‫سنحاول تبيانه في هذا املبحث‪ ،‬من خالل التطرق إلى‪:‬‬
‫‪ ‬خصائص اإلقتصاد الجزائري؛‬
‫‪ ‬سياسة الصرف في الجزائر؛‬
‫‪ ‬أسباب إختالل الدينار الجزائري‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬خصائص اإلقتصاد الجزائري‬
‫‪1‬‬
‫مما الشك فيه أن اإلقتصاد الجزائري يعتبر من أهم اإلقتصاديات اإلفريقية بحكم‪:‬‬
‫_طبيعة املوارد والثروات املادية التي يتميز بها (مواد طاقوية‪ ،‬منجمية ومواد أولية هامة)؛‬
‫_حجم الطاقات اإلنسانية والكفاءات البشرية التي يتمتع بها؛‬
‫_قطاعات صناعية اليستهان بها رغم ضرورة التطوير؛‬
‫_توفر بنية شاملة وهامة‪ :‬موانئ ومطارات؛‬
‫_توفر مساحات زراعية هامة‪.‬‬
‫ومع هذا فإن توالي اإلختيارات اإلقتصادية املتناقضة أحيانا واآلثار السلبية لها أفرزت أوضاعا‬
‫إقتصادية جعلت اإلقتصاد الجزائري يتميز بخصائص سلبية تساهم في إضعاف كفاءته اإلندماجية في‬
‫اإلقتصاد العالمي بحيث تحول اإلقتصاد الجزائري إلى‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬إقتصاد مديونية‪:‬‬
‫يعتبر اإلقتصاد الجزائري إقتصاد مديونية حيث تتركز معظم السياسات اإلقتصادية فيه على تسيير‬
‫وإدارة أزمة املديونية والتي التزال تشكل قيدا وتؤثر على طبيعة القرارات اإلقتصادية املتخذة‪ .‬فرغم‬
‫إنخفاض معدالت الدين والتي تعود إلى إرتفاع حوصلة الصادرات نتيجة إلرتفاع أسعار البترول‪ ،‬وقد قدر‬
‫حجم الديون العمومية حوالي ‪ 2500‬مليار دينار في نهاية سنة ‪ ،2000‬لقد تم التركيز على مصادر تمويل‬

‫ٌ‬
‫‪ -1‬خالدي خديجة‪ ،‬أثر اإلنفتاح التجاري على اإلقتصاد الجزائري‪ ،‬مجلة إتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد‪ ،2‬ص‪.87:‬‬
‫‪ -2‬بوعتروس عبد الحق وقارة مالك‪ ،‬آثار تغيير سعر صرف األورو مقابل الدوالر األمريكي على اإلقتصاد الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة قسنطينة‪ ،‬العدد‪ ،27‬جوان ‪ ،2007‬ص‪.207:‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫خارجية إلنجاز املشاريع اإلنمائية الطموحة‪ ،‬األمر الذي إنعكس على إثقال كاهل اإلقتصاد الجزائري بججم‬
‫مديونية اليتناسب والنمو اإلقتصادي املحقق أو املزعوم‪ ،‬أدى ذلك إلى هدر املوارد املالية الوطنية املتاحة‬
‫بإستمرار وهي باألساس متمثلة في العوائد من املحروقات‪ ،‬فضال عن ذلك تميزت املديونية الجزائرية‬
‫بالتركيز الجغرافي على املصدر‪ ،‬حيث نسبة كبيرة منها مصدرها دول اإلتحاد األوروبي والجدول املوالي‬
‫يوضح ذلك‪ ،‬كما دلت إحصائيات ‪ 2003‬على أن مايقدر ب‪ %42‬من حجم املديونية مقومة بالعملة‬
‫األوروبية ( األورو )‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة تكاليف خدمات املديونية باإلرتباط وتحسن قيمة األورو في‬
‫األسواق العاملية‪ .‬يبين الجدول أدناه هيكل مديونية الجزائر حسب عمالت التقويم وبالتالي يبين األهمية‬
‫النسبية لكل عملة في مجال تقويم مديونية الجزائر ‪ 1996‬إلى غاية ‪ .1999‬علما بأن هذه النسب قد تغيرت‬
‫بفعل السياسات اإلصالحية املنتهجة في الجزائر منذ ‪ 1994‬والتي إنبثق عنها إعادة جدولة مديونية الجزائر‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)7-2‬هيكل املديونية الجزائرية املتوسطة والطويلة املدى حسب عمالت التقويم‬
‫الوحدة ‪.%‬‬
‫في ‪ 31‬ديسمبر من كل سنة‪:‬‬
‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫العملة‬
‫‪42.1‬‬ ‫‪42.2‬‬ ‫‪44.8‬‬ ‫‪42.1‬‬ ‫الدوالر األمريكي‬
‫‪12.6‬‬ ‫‪14.1‬‬ ‫‪14.7‬‬ ‫‪15.9‬‬ ‫الفرنك الفرنس ي‬
‫‪13.4‬‬ ‫‪12.2‬‬ ‫‪11.5‬‬ ‫‪12.7‬‬ ‫الين الياباني‬
‫‪5.6‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫الدوتشمارك األملاني‬
‫‪26.3‬‬ ‫‪25.2‬‬ ‫‪22.8‬‬ ‫‪22.9‬‬ ‫عمالت أخرى‬
‫املصدر‪Bank of Algérie : Media Bank. N : 46. Mars 2000 :‬مأخوذة من‪:‬بوعتروس عبد الحقوقارة مالك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.208:‬‬

‫كما تفيد التقديرات اإلحصائية املتوفرة لدى قطاع املالية‪ ،‬أن املديونية الخارجية الجزائرية تقدر‬
‫بحوالي ‪ 3.9‬مليار دوالر مقابل ‪ 3.396‬مليار دوالر مع نهاية ‪ ،2013‬مع اإلشارة إلى أن النسبة األكبر من بنية‬
‫الديون الجزائرية هي ديون متوسطة وطويلة األجل بحوالي ‪ 2.3‬مليار دوالر‪ ،‬مقابل ‪ 1.5‬مليار دوالر ديون‬
‫قصيرة األجل‪ ،‬وهي أساسا ديون تجارية خاصة‪ ،‬حيث تبين التعامالت التجارية خالل السنتين املاضيتين‬
‫تراجع نسبة الدفع النقدي الذي كان يمثل ‪ %80‬من التعامالت التجارية‪.‬‬
‫وإستطاعت الجزائر خالل السنوات املاضية اإلحتفاظ بمستوى مديونية متدني نتيجة عاملين‪ :‬األول‬
‫اإلجراءات القانونية التي تمنع اللجوء إلى اإلستدانة سواء للهيئات أو املؤسسات‪ ،‬والثاني يتعلق بالوفرة‬
‫املالية والسيولة لدى املؤسسات والخزينة‪ ،‬نتيجة اإلرتفاع املحسوس لإليرادات مع زيادة أسعار النفط‪.‬‬
‫‪ ‬إقتصاد ريعي‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫اإلقتصاد الجزائري هو إقتصاد ريعي حيث يقوم على إستيراتيجية إستنزافية للثروة البترولية والغازية‬
‫وهذا على حساب إستيراتيجية التصنيع‪ .‬األمر الذي يجعل اإلقتصاد الجزائري رهينة اإليرادات الريعية‬
‫املتحققة في األسواق الدولية‪ ،‬ومن مميزات اإلقتصاد الجزائري صغر حجم القطاع الصناعي خارج‬
‫املحروقات (أقل من ‪ %10‬من الناتج الداخلي الخام )‪ %80 ،‬يسيطر عليها القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ ‬إقتصاد تطورت فيه آليات الفساد‪:‬‬
‫إن آليت الفساد أضحت تؤثر على حركية النشاط اإلقتصادي ومجاالته وتحدد من كفاءة السياسة‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬وتعطيل املنظومة القانونية والتشريعية اإلقتصادية‪ ،‬فإزدادت شبكات السوق املوازي‬
‫وتنامت أحجام الثروات التي تحرك في قنواته‪ .‬هذا الوضع أضعف قدرة الدولة املؤسسية وزعزع عنصر‬
‫‪1‬‬
‫الثقة فيها‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬سياسة الصرف في الجزائر‬
‫شهد الدينار الجزائري منذ نشأته سنة ‪ 1964‬إلى غاية يومنا هذا تحوالت عديدة يمكن إيجازها‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ملحة عن سعر صرف الدينار الجزائري قبل ‪1990‬‬
‫تميزت الفترة ‪ 1990-1964‬تطورات عديدة في سعر صرف الدينار الجزائري‪ ،‬سنحاول تلخيصها في‬
‫مرحلتين مهمتين‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬املرحلة األولى (‪ :)1987-1964‬في يوم ‪ 10‬أفريل ‪ 1964‬تم إنشاء الوحدة النقدية الجزائرية‬
‫"الدينار الجزائري" الذي ثبتت قيمته آن ذاك‪ 180 ،‬ملغ من الذهب الخالص وبالتالي عوض‬
‫الدينار الجزائري عملة "الفرنك الفرنس ي الجديد" الذي كان هو عملة الجزائر أثناء االستعمار‪،‬‬
‫بسعر صرف ‪ :‬واحد دينار = واحد فرنك فرنس ي جديد وقد كان سعر صرف الدينار الجزائري‬
‫مسيرا إداريا ويتميز باالستقالل والثبات ملدة طويلة‪ ،‬يقض ي بتسخير كل األدوات االقتصادية‬
‫لهدف تحقيق املخططات التنموية من طرف السلطات املركزية آنذاك‪ ،‬وقد أدى تسيير‬
‫سعرصرف الدينار بهذه الكيفية إلى تحديد تكلفة إدارية وليست اقتصادية للعملة الصعبة بمعنى‬
‫أن سعر العملة الصعبة بالدينار ال تربطه أي عالقة – كما كان من املفروض أن يكون ‪ -‬بأداء‬
‫وكفاءة االقتصاد الوطني وهكذا انفصل عن الواقع االقتصادي فنتج عن ذلك سلوك غير عقالني‬
‫في استخدام املوارد األكثر ندرة واملتمثلة في العملة الصعبة‪ ،‬أضف إلى ذلك أن هذا األسلوب قد‬

‫‪ -1‬علي صاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52 :‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫أعطى لسعر صرفا لدينار قيمتين ‪:‬األولى تحددها السلطات النقدية إداريا‪ ،‬والثانية تحددفي‬
‫السوق املوازية‪.‬‬
‫بعد انهيار نظام بروتن وودز تخلت الجزائرعن ربط عملتها بالفرنك الفرنس ي وأصبحت قيمة‬
‫الدينار الجزائري مثبتة بسلة ‪14‬عملة كان الدوال راألكثر ترجيحا من بين هذه العمالت مما سمح‬
‫للجزائر بالخروج نهائيا من منطقة الفرنك‪ ،‬وقد كان الدينار يتذبذب مقابل هذه العمالت بطريقة‬
‫سلبية دون مراعاة أي عالقة مع الوضعية االقتصادية أو املالية للدولة و‪/‬أو الفرق في التضخم‬
‫(تعاداللقوةالشرائية) أو اإلنتاجية بين الجزائر والدول املصدرة لها‪ ،‬كما يسمح تثبيت الدينار‬
‫بسلة عمالت باستقرار سعر الصرف الفعلي االسمي إال أنه ال يقص ي احتمال قابلية تغير األسعار‬
‫الثنائية مقابل العمالت املشكلة للسلة‪ ،‬فهذا النوع من التثبيت للعملة املحلية يزيد من مخاطر‬
‫الصرف بالنسبة لألعوان االقتصاديين‪ .‬كما تم تجاهل دور سعر صرف الدينار الجزائري من‬
‫طرف املسؤولين على تسيير االقتصاد واستعمل بطريقة غير عملية ودون دراية ألهميته‪.‬‬
‫منذسنة ‪ ،1974‬أدت القيود املفروضة للدخول لسوق الصرف واملصحوبة بسياسات نظام‬
‫حصص الواردات إلى نشوء سوق صرف موازي جعل السلطات العامة ترفع من قيمة الدينار‬
‫الجزائري أدى رفع قيمةالدينار وعدم إعطائها القيمة الحقيقية إلى زيادة في أسعار عوامل اإلنتاج‬
‫للسلع والخدمات املحلية مقارنة بنظيراتها املنتجة في الخارج فنتج عنه ضعف إنتاجية القطاع‬
‫الوطني وعدم قدرته على منافسة القطاعات األجنبية خاصة بعد بلوغ قيمة الدينار ذروتها بين‬
‫‪1983‬و ‪ ،1986‬إلى أن وصل سعر صرف الدينار الجزائر يمقابل الفرنك الفرنس ي سنة ‪ 1987‬في‬
‫السوق املوازي إلى ‪ 4‬دينار لكل واحدفرنك والغريب أنه في السوق الرسمي كان ‪ 0.8‬دينارمقابل‬
‫‪1‬‬
‫واحدفرنك فرنس ي‪.‬‬
‫‪ ‬املرحلة الثانية (‪ :)1990-1987‬نتيجة النخفاض السيولة النقدية بفعل انخفاض أسعار‬
‫املحروقات سنة ‪ 1986‬وتدهور قيمة الدوالر األمريكي باعتباره األداة األساسية للمعامالت مع‬
‫الخارج فإن الدينار الجزائري بدأ يعرف انخفاضات متتالية‪ ،‬وبدأت تتخذ إجراءات أخرى تصب في‬
‫اإلتجاه العام الذي شرع فيه والتوجه نحو اقتصاد السوق‪ ،‬وهكذا وبموجب نظام البنوك‬
‫والقرض لسنة ‪ 1986‬فإنه أصبح للبنوك التجارية والبنك املركزي دورا أكثر أهمية وأصبحت‬
‫البنوك تكتسب بعض الصالحيات في مجال الصرف‪ ،‬كما أصبحت تشارك في إعداد التشريعات‬
‫والتنظيمات املتعلقة بالصرف والتجارة الخارجية التي أسندت إلى البنك املركزي‪ ،‬وأمام‬

‫‪ -1‬بوعتروس عبد الحق وقارة مالك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.211 :‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫الصعوبات املتزايدة التي أصبحت تواجه الجزائر في مجال املالية الخارجية‪ ،‬فإن الدائنين‬
‫الخارجيين طلبوا معايير تثبيت الدينار‪ ،‬وأمام ضغوطات املنظمات الدولية فإن السلطات‬
‫الجزائرية قبلت تخفيض الدينار‪ ،‬وعليه انخفضت قيمة الدينار مقابل الدوالر بين‬
‫‪31‬ديسمبر‪ 1987‬و ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1990‬بنحو ‪ ،%103‬وتتالت بعد ذلك تخفيضات الدينار للتوجه به‬
‫‪1‬‬
‫إلى السعر التوازني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سعر صرف الدينار الجزائري بعد ‪1990‬‬


‫شهد سعر صرف الدينار الجزائري تغيرات عديدة‪ ،‬وذلك في ظل التخلي عن نمط التسيير االشتراكي‬
‫الذي تبنته الجزائر قبل ‪ 1990‬وبداية التحول نحو اقتصاد السوق‪ ،‬لذا سنحاول من خالل هذا الفرع‬
‫تلخيص هذه التغيرات فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬املرحلةاألولى (‪ :)1998-1990‬تسمى بمرحلة التسيير الديناميكي لسعر الصرف وهي املرحلة‬
‫الحاسمة في تاريخ الدينار الجزائري‪ ،‬حيث تم تطبيق مجموعة من اإلجراءات أساسها اإلجراء‬
‫املرتكز على أسلوب املرونات‪ ،‬حيث بعد صدور قانون النقد والقرض لسنة ‪ ،1990‬ومع الدخول‬
‫في مرحلة االتفاقات مع املؤسسات النقدية الدولية‪ ،‬شرع في تخفيضات مهمة في قيمة الدينار‬
‫الجزائري واالتجاه به نحو التحويل‪ ،‬فقد تم تخفيض قيمة الدينار ب ‪ 7.3 %‬فيمارس ‪ 1994‬و‬
‫‪40.17 %‬في أفريل من نفس السنة‪ ،‬قصد التقليص من الفرق بين أسعار الصرف لرسمية‬
‫وأسعار الصرف في السوق املوازية تطبيق النموذج التخفيض املرن لسعر الصرف‪ ،‬كما تم رفع‬
‫القيود املفروضة على املؤسسات‪ ،‬وأصبحت مسؤولة عن االلتزامات التي تربطها مع القطاع‬
‫الخارجي مع إلغاء نظام الرقابة املسبقة على الصرف املتعلق باالتفاقيات بين املؤسسات‬
‫االقتصادية العمومية واملؤسسات األجنبية‪ ،‬واستبدال نظام الرقابةاملسبقة بنظام آخر يعرف‬
‫بنظام املوازنات بالعملة الصعبة‪.2‬‬
‫‪ ‬املرحلة الثانية (‪ -1999‬إلى يومنا هذا)‪ :‬تدعى بمرحلة تجاذب سعري الصرف‪ ،‬حيث أن سياسة‬
‫الصرف املتبعة خاصة بعد تطبيق سياسات التعديل الهيكلي املتضمنة ضمن بنودها تخفيض‬
‫قيمة الدينار الجزائري على مراحل‪ ،‬أدت إلى تراجع سعر الصرف في السوق املوازي كما أن إتاحة‬
‫الصرف للمؤسسات املختلفة بما فيها املؤسسات الخاصة عن طريق السوق النظامية لتمكينها من‬

‫‪ -1‬خالدي خديجة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.89 :‬‬


‫‪ -2‬صالح مفتاح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.289 :‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫استيراد حاجياتها وفق ضوابط محددة وإعادة املنحة السنوية لألشخاص الطبيعيين وذوي‬
‫املهمات املحددة‪ ،‬أدى إلى تقلص الطلب على الصرف من السوق املوازية بجزء معتبر وهذا‬
‫ماسمح بالثبات النسبي لسعر الصرف في السوق املوازية واقترابه من السعرالرسمي‪،‬‬
‫خاصةبالنسبةللفرنك الفرنس ي قبل سنة ‪ 2002‬باعتباره العملة األكثر طلبا‪ ،‬وقد كان متوسط‬
‫سعر الصرف في السوق املوازية في حدود ‪ 16‬دج مقابل الفرنك الفرنس ي الواحد خاصة خالل فترة‬
‫وسط التسعينات‪ ،‬أي مايقارب ضعف السعر الرسمي أدى هذاإلى‪:‬‬
‫‪ ‬كتلة نقدية كبيرة من العمالت الصعبة بحوزة األشخاص وخاصةا ملهاجرين‬
‫الجزائريين تدور في فلك السوق املوازية دون أن تتمكن البنوك الجزائرية من‬
‫استيعابها في حسابات جارية بالعملة الصعبة أو تحويله اإلى الدينار لكون أسعار‬
‫الصرف في البنوك منخفضة مقارنة بالسوق املوازية؛‬
‫‪ ‬تفضيل األجانب القادمين إلى الجزائر صرف عمالتهم في السوق املوازية بدال من‬
‫‪1‬‬
‫السوق الرسمي لوجود فارقا لسعر‪.‬‬
‫غير أن سياسة االتجاه نحو تحرير سعر الصرف التدريجي املنتهجة‪ ،‬حتى وإن كانت وفق‬
‫األسلوب املرونات املعروف في تسوية ميزان املدفوعات‪ ،‬فان أثارها على حركة األموال كبيرة‬
‫لتقلص الفارق بين السعر الرسمي والسعر املوازي‪ ،‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬انتقال سعر صرف‬
‫الفرنك الفرنس ي بالنسبة للدينار إلى ‪9‬دج أدى إلى انخفاض سعر الصرف في السوق املوازية إلى‬
‫‪14‬دج للفرنك بعدما كان ‪ 16‬دج‪ ،‬ووصول سعر الصرف إلى حدود ‪ 11‬دج في السوق الرسمية‬
‫أدى إلى انخفاض سعرالصرف في السوق املوازية إلى حدود ‪ 12.5‬دج أي تقلص الفارق إلى حدود‬
‫‪1.5‬دج فقط‪ ،‬وهو فرق محبذ ومشجع للمتعاملين على اإلقبال على تحويل أموالهم عبر قنوات‬
‫البنوك بدل السوق املوازي لتميزها بالضمان واألمان‪ ،‬وسوف يؤدي ذلك على املدى املتوسط‬
‫والطويل إلى دخول كتلة هائلة من األموال الصعبة إلى حلقة االدخار واالستثمار والدورة النقدية‪،‬‬
‫وهو مكسب جد محبذ ينبغي على السلطة النقدية املحافظة عليه بل والعمل على تعزيزه ليقترب‬
‫السعر املوازي أكثر فأكثر من السعر الرسمي‪.‬‬
‫رغم دخول األورو إلى حيز املعامالت منذ جانفي ‪ 2002‬الذي كان يمكن أن يضرب اتجاه‬
‫التقارب بين السعرين‪ ،‬إال أن جمهور املتعاملين كان سريع التعامل به ولم يحدث االنحراف إال في‬
‫حدود متوقعة بفعل مرونة الجهاز املصرفي واستعداده الحتواء طلبات التحويل الضخمة‪ ،‬إذ أن‬

‫‪ -1‬بوعتروس عبد الحق وقارة مالك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.298:‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫عملية التحويل سمحت بتشغيل ماليين الحسابات الجارية بالعملة الصعبة‪ ،‬فمعظم األشخاص‬
‫الطبيعيين بما فيهم تجار العملة الصعبة في السوق املوازية ضخوا أموالهم في حساباتهم الجارية‬
‫بالعملة الصعبة‪ ،‬وهذه العملية سمحت بدخول كمية هائلة من األموال بالعمالت األجنبية إلى‬
‫الدائرة املصرفية في ظرف قياس ي لغرض تحويلها إلى االورو وهذا ماعزز االحتياطي الرسمي‪ ،‬لكن‬
‫ذلك قد اليدوم طويال بسبب احتمال قيام نسبة كبيرة من هؤالء بطلب أموالهم باألورو‬
‫الستخدامها ألغراض مختلفة‪ ،‬وهذاماجعل السوق املوازية لم يتأثر بشكل كبير بعملية االنتقال‬
‫من نظام العمالت األوروبية املتعددة إلى نظام األورو‪ ،‬إضافة إلى االستمرار في تخفيض قيمة‬
‫الدينار خالل شهري ديسمبر ‪ 2002‬وجانفي ‪ 2003‬الذي ساهم في اإلبقاء على التقار بالنسبي بين‬
‫السعرين‪ ،1‬كما اعتبرت اإلجراءات السابقة خطوة حاسمة للتحول نحو نظام صرف معوم وهذا‬
‫باإلنتقال من التسيير اإلداري لسعر الصرف نحو التسيير الديناميكي والذي يهدف في األخير إلى‬
‫تحقيق قابلية تحويل كلية للدينار في إطار نظام التعويم املدار حيث تتحد قيمة العملة وفق‬
‫ظروف العرض والطلب عليها ولكن في نطاق حدود معينة تسمح للسلطات النقدية بالتدخل‬
‫لغرض حماية العملة الوطنية وهو النظام املستمر إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أسباب إختالل الدينار الجزائري‬
‫لقد عرف الدينار الجزائري تغيرات مختلفة في أسعار صرفها و إنخفاض في قيمته وذلك راجع‬
‫لعدة أسباب مختلفة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األسباب الداخلية إلختالل الدينار الجزائري‬
‫‪2‬‬
‫يمكن حصر أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬سوء التسيير في السياسات اإلقتصادية املتبعة منذ السبعينات‪ ،‬واملجسدة أساسا في‬
‫شكل شعارات للتنمية والتصنيع والتخطيط املنطوية على قدر كبير من اإلنفاق‬
‫اإلستثماري بتدخل أجهزة الدولة وتغليب األولوية اإلجتماعية؛‬
‫‪ ‬إستفحال ظاهرة السوق املوازية أو السوق السوداء وتهريب رؤوس األموال واملضاربة حول‬
‫العمالت األجنبية مما ساعد على تدهور العملة املحلية؛‬
‫‪ ‬عرفت املوازنة العمومية الجزائرية عجزا‪ ،‬وعدة تقلبات ساعدت في تعميق إختالالت‬
‫اإلقتصاد الجزائري؛‬

‫‪ -1‬صالح مفتاح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.299 :‬‬


‫‪ -2‬شعيب بونوة و خياط رحيمة‪ ،‬سياسة سعر الصرف في الجزائر ( نمذجة قياسية للدينار الجزائري)‪ ،‬األكاديمية للدراسات اإلجتماعية‬
‫واإلنسانبة‪ ،‬جامعة شلف‪ ،2012-2011 ،‬ص‪.120 :‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫‪ ‬إتباع الدولة لدعم األسعار وإنشاء صندوق لدعم الفئات اإلجتماعية سنة ‪ 1993‬والذي‬
‫كلفها في سنة واحدة حوالي ‪ 2456‬مليار دينار وإنشاء صندوق ضمان اإلنتاج؛‬
‫‪ ‬زيادة اإلنفاق العسكري خاصة منذ سنة ‪ ،1992‬إذ أستلزمت األوضاع السائدة في الجزائر‬
‫اإلعالن عن حالة الطوارئ سنة ‪ 1991‬ببناء مؤسسات عسكرية ضخمة مما أثر على‬
‫إستمرار تزايد أعباء الدفاع الوطني؛‬
‫‪ ‬الكوارث التي عرفتها الجزائر خالل فترة الثمانينات أهمها الزالزل‪ ،‬إنهيار املباني‪ ،‬الجفاف‪،‬‬
‫كل هذا إستدعى تخصيص مبالغ مالية ضخمة خاصة بها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األسباب الخارجية إلختالل الدينار الجزائري‬
‫‪1‬‬
‫من األسباب الخارجية إلختالل الدينار الجزائري ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬اإلعتماد الكبير على صادرات البترول‪ ،‬واردات من السلع األساسية خاصة الغذائية منها‪،‬‬
‫أحدث عجزا في ميزان املدفوعات كحصيلة لتقلبات أسعار البترول وأسعار صرف الدينار‬
‫الجزائري املرتبطة بتدهور الدوالر األمريكي؛‬
‫‪ ‬تطور الديون الخارجية الجزائرية‪ ،‬بمختلف العمالت في ظل تعاظم فكرة التحرر‬
‫اإلقتصادي والتنمية‪ ،‬فبعدما كانت حال ظرفيا في الستينات لتصبح أزمة حقيقية بسبب‬
‫سوء التسيير املنتهج الذي ساعد على تفاقم حجم املديونية الخارجية خاصة مع تزايد‬
‫مستوى خدمة الدين من جهة وتزايد اإلنفاق بشكل سريع جدا من جهة أخرى مقابل‬
‫تراجع في العمالت الصعبة؛‬
‫‪ ‬إن إنعدام الرقابة الصارمة على أسعار الصرف‪ ،‬ورؤوس األموال أدى بهروب األموال إلى‬
‫الخارج مع تدهور اإلستقرار السياس ي واإلقتصادي‪ ،‬وفقدان الثقة في العملة املحلية وفي‬
‫الجهاز املصرفي؛‬
‫‪ ‬آثار إعتماد برنامج مكافحة ندرة السلع ( أستهدف مواد البناء‪ ،‬قطع الغيار وأغذية األنعام‬
‫وسلع اإلستهالك الغذائية والصناعية )‪ ،‬الذي تم إقراره من قبل الحكومة الجزائرية في‬
‫أكتوبر ‪ 1979‬وكان حجمه املالي حوالي ‪ 1.25‬مليار دوالر إلى أن وصل في نهاية الثمانينات إلى‬
‫‪ 3‬مليار دوالر سنويا‪ ،‬مما أدى إلى تآكل اإلحتياطات من العملة الصعبة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد راتول‪ ،‬الدينار الجزائري بين نظرية أسلوب املرونات وإعادة التقويم‪ ،‬مجلة إقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‬
‫الرابع‪ ،2006 ،‬ص‪.245:‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬‬

‫خالصة‬
‫من خالل هذا الفصل تم الوقوف على واقع كل من الطلب على النقود وسعر الصرف في الجزائر‬
‫خالل فترة الدراسة‪ ،‬حيث تعرضنا إلى تطور السياسة النقدية في الجزائر وتم التركيز على ماجاء به قانون‬
‫النقد والقرض‪ ،‬وتم التطرق أيضا إلى محددات الطلب على النقود في الجزائر والكتلة النقدية بأقسامها‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫ومن أجل معرفة واقع سعر صرف العملة املحلية مقابل العمالت األجنبية تعرضنا إلى تطور سعر‬
‫الصرف في الجزائر الذي توصلنا من خالل التحليل أنه غير مستقر حيث عرف الدينار الجزائري إختالالت‬
‫خالل فترة الدراسة‪ ،‬ومن أجل معرفة نوع العالقة بين سعر الصرف والطلب النقدي في الجزائر في ظل‬
‫وجود متغيرات إقتصادية أخرى البد من التحليل القياس ي لألثر والسببية وهو ماسوف نتعرض له في‬
‫الفصل التالي‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب‬
‫‪.2016-1996‬‬ ‫على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫تمهيد‬
‫املبحث األول‪ :‬التأصيل النظري لألساليب واالختبارات القياسية املستخدمة؛‬
‫املبحث الثاني‪ :‬قياس وتحليل دالة الطلب على النقود في الجزائرخالل الفترة ‪2016-1996‬‬
‫خالصة‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫تمهيد‬
‫بعدما قمنا بدراسة نظرية تحليلية لواقع كل من سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر وذلك‬
‫خالل الفترة ‪ 2016-1996‬في الفصل السابق‪ ،‬حيث سنحاول في هذا الفصل إعطاء صورة قياسية‬
‫للعالقة السببية واألثر بين املتغيرين في ظل وجود متغيرات ضابطة واملتمثلة في (معدل إعادة الخصم‪،‬‬
‫الناتج املحلي الجمالي‪ ،‬معدل التضخم) ‪ ،‬وذلك بالعتماد على ما تمليه علينا نظرية القتصاد القياس ي‬
‫من معايير عندما يتعلق األمر ببناء النماذج االقتصادية‪ ،‬حيث سيتم الكشف عن إتجاه السببية‪،‬‬
‫وبتطبيق مختلف الختبارات الحصائية والقياسية لبناء النماذج القياسية‪ ،‬أي حتى يكون النموذج مقبول‬
‫من الناحية الحصائية والقتصادية والقياسية البد من تتبع مراحل البحث وفق منهجية القياس‬
‫االقتصادي‪ .‬ومن أجل الملام بهذا الفصل تم تقسيمه على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬املبحث األول‪ :‬التأصيل النظري لألساليب واالختبارات القياسية املستخدمة؛‬
‫‪ ‬املبحث الثاني‪ :‬قياس وتحليل دالة الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪.2016-1996‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫املبحث األول‪ :‬التأصيل النظري لألساليب واالختبارات القياسية املستخدمة‬
‫إن غالبية العالقات التي تقدمها لنا النظرية القتصاديةومن بينها تلك املبنية في الفصل األول‬
‫والخاصة بمتغيرات الدراسة‪ ،‬يمكن صياغتها في صورة نماذج رياضية تقدر من واقع البيانات الفعلية‪،‬‬
‫وهذا ما يمكننا من وضع التنبؤات على اآلثار الكمية على أحد املتغيرات االقتصادية التي يمكن أن تترتب‬
‫على التغير في أحد أو بعض املتغيرات االقتصادية‪ ،‬حيث أن دراسة أثر متغير على متغير آخر يتم بإستخدام‬
‫األسلوب الرياض ي والحصائي والقتصادي وهو مايعرف بالقياس القتصادي‪،‬‬
‫وهو ما سنتطرق له في هذا املبحث من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬السببية وأنواعها؛‬
‫‪ ‬أهم الختبارات القياسية لصالحية النموذج‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬السببية وأنواعها‬
‫يعتبرر مشركل السببيررة (‪ )causalité‬مرن أهرم املحراور فري تحديرد النمراذج االقتصرادية لرذا ههردف إلرى‬
‫البحث عن أسباب الظواهر االقتصادية للتمييز بين الظاهرة التابعة من الظواهر املستقلة املفسرة لها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف السبية‬
‫‪1‬‬
‫تعريف السببية حسب قرانجر ‪:C.W. Granger‬‬ ‫‪‬‬

‫إقترررق قرانجررر معيررار تحديررد العالقررة السررببية الترري ترتكررز علررى العالقررة الديناميكيررة املوجررودة بررين‬
‫السالسل الزمنية حيث إذا كان ‪ Yt‬و ‪ Xt‬سلسلتين زمنيتين تعبران عن تطرور ظراهرتين اقتصراديتين‬
‫مختلفتررين عبررر الررزمن ‪ ،t‬وكانررا السلسررلة ‪ Yt‬تحترروي علررى املعلومررات الترري مررن خاللهررا يمكررن تحسررين‬
‫التوقعررات بالنسرربة للسلسررلة ‪،Xt‬فرري هررذه ال الررة نقررول أن ‪ Yt‬يسرربب ‪ ،Xt‬إذن نقررول عررن متغيرررة أ هررا‬
‫سببية إذا كانا تحتوي على معلومات تساعد على تحسين التوقع ملتغيرة أخرى‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬تعريف السبيية حسب‪:Sims‬‬
‫مفهرروم السررببية يعتمررد علررى القرريم املسررتقبلية الترري بإمكا هررا أن تفسررر القرريم ال اضرررة ‪ ،‬حيررث أن‬
‫ضربطها‬ ‫‪Sims‬عند عرضره ملنهجيرة ‪ ،VAR‬إقتررق نمراذج بوجرود عالقرات سرببية مرن املتغيررات بغرر‬
‫أكثر بعد تغيير سلوكها‪.‬‬
‫ف رري حال ررة وج ررود س ررببية متبادلررة أي ‪X‬يس رربب‪ Y‬و ‪Y‬يسررب‪ X‬نق ررول ان رره يوج ررد مب رردأ األفع ررال املتبادل ررة ف رري‬
‫الصالق الفيزيائي أو(‪ )Freedbackeffect‬باملصطلح االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -1‬شيخي محمد‪ ،‬طرق االقتصاد القياس ي محاضرات وتطبيقات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2012،‬ص‪.278 :‬‬
‫‪-2‬عزيبي زهرة‪ ،‬نماذج أشعة االنحدار الذاتي وتطبيقات ‪ ،is-Im‬رسالة لنيل شهادة املاجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،2001،‬ص‪.30:‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع السببية‬
‫‪1‬‬
‫هناك عدة أنواع للسببية نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الس ببببية ف ببي إتج ببا واح ببد ‪ :‬نق ررول أن ‪Yt‬تس رربب‪ Xt‬إذا ك رران اس ررتعمال ك ررل املعلوم ررات املت رروفرة ي ررؤدي إل ررى‬
‫تحسين توقع ‪ Xt‬و نكتب ‪ yt  xt ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪y t  xt :‬‬ ‫‪si‬‬ ‫‪ 2  x     2  x‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪  y‬‬
‫تمثل املعلومات املتوفرة ‪ u  y ‬هي جزء من املعلومات الكلية وهو التباين‬ ‫و‪‬‬

‫‪ ‬جود ما يسمى بتغذية إسترجاعية)‪:(Feed back‬‬


‫وهذا في حالة إذا كان ‪ Yt‬يسبب ‪ Xt‬و ‪ Xt‬يسبب ‪: Yt‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪yt  xi :‬‬ ‫‪si‬‬ ‫‪ 2  x     2  x‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ u  y‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪et‬‬ ‫‪ 2  x     2  x‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ u  y‬‬

‫‪ ‬السببية اللحظية ‪: causalité instantanée‬‬


‫‪  yt‬إذا ك رران توق ررع القيم ررة الجاري ررة لر ر ‪ Yt‬ه ررو أفو ررل توق ررع‬ ‫‪ xt ‬‬ ‫نق ررول أن هن رراك س ررببية ل ظي ررة‬
‫لر ‪ Yt :‬في هذا التوقع‪:‬‬ ‫عندما تدخل القيمة ال الية ‪y ‬‬
‫‪y t  xt :‬‬ ‫‪si‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 2  x ; y    2 x, ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬السببية بالتأخر ‪: causalité avec retard‬‬
‫نقول أن ‪ Yt‬تسبب ‪ Xt‬بتأخر ‪ m‬إذا كان ‪m‬هي اصغر قيمة لر‪ k‬حيث ‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪‬‬
‫‪yt  xt avec‬‬ ‫‪retard  :‬‬ ‫‪si‬‬ ‫‪ 2 x‬‬ ‫‪  x‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪  yk ‬‬ ‫‪   yk  1‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أهم االختبارات الحصائية‬
‫عادة عند اختبار الفرضيات املربعات الصغرى العادية هناك مجموعة من املعايير الحصائية‪،‬‬
‫تعرف باختبارات الرتبة األولى تهدف إلى إختبار مدى الثقة الحصائية في التقديرات الخاصة بمعلمات‬
‫النموذج‪ ،‬وأهم هذه االختبارات ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬فوزي شوق‪ ،‬التحليل النظري والكمي لظاهرة البطالة في الجزائر خالل الفترة ‪ ،2006-1990‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة أم البواقي‪،‬‬
‫‪،2009/2008‬ص ص‪.148،149 :‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫الفرع األول‪ :‬معامل التحديد‪R2‬‬
‫يشرررق هررذا املعامررل العالقررة املوجررودة بررين املتغيررر التررابع مررع عرردة متغيررات مسررتقلة مرررة واحرردة‪ ،‬كمررا‬
‫أن رره يب ررين العالق ررة املوج ررودة ب ررين املتغي ررر الت ررابع م ررع ع رردة متغير ررات مس ررتقلة أخ رررى‪ ،‬يس ررمى عندئ ررذ بمعام ررل‬
‫الرتباط املتعدد‪ ،‬إذن معامل التحديد نعتمد عليه ملعرفة النسربة املؤويرة التري تفسرر بهرا املتغيررات املسرتقلة‬
‫املتغير التابع‪.‬‬
‫ويعرررف بأنرره عبررارة عررن نسرربة التغي ررات املفسرررة إلررى التغي ررات الكليررة‪ :‬حيررث صرريغته الرياضررية هرري علررى‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫‪SCR‬‬ ‫‪SCE‬‬
‫‪R2 ‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫)‪..............(23  3‬‬
‫‪SCT‬‬ ‫‪SCT‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ : SCT‬مجموع مربعات االنحرافات الكلية للمتغير التابع عن وسطه؛‬
‫‪ : SCR‬مجموع مربعات االنحرافات املشروحة للمتغير التابع املقدر ( ˆ‪ ) Y‬عن وسطه ال سابي ( ‪.) Y‬‬
‫‪ : SCE‬مجموع مربعات البواقي‪.‬‬
‫‪0  R²  1‬‬ ‫علما أنه‪:‬‬
‫إذا كان‪ : R²  0 :‬هذا يعني عدم وجود عالقة بين املتغير التابع واملتغيرات املفسرة؛‬
‫‪1‬‬
‫‪ : R²  1‬هذا يعني أن النموذج صالح أي يؤخذ بعين االعتبار‪.‬‬
‫يجررب عرردم التسرررع فرري ال كررم عررن العالقررة املقرردرة مررن خررالل معامررل التحديررد وحررده‪ ،‬فقررد تكررون‬
‫القيم ررة املرتفع ررة ملعام ررل التحدي ررد راجع ررة إل ررى وج ررود اتج رراه ع ررام ق رروي ب ررين املتغي ررات املوج ررودة ف رري النم رروذج‬
‫قيمر ررة (‪ )R²‬إل ر ررى الصر ررياغة الخا ور ررة للنمر رروذج‪ ،‬وعر رردم إدراج متغي ر ررات‬ ‫املقر رردر‪،‬كما يمكر ررن إرجر رراع انخفر ررا‬
‫‪R²‬‬ ‫تفسرريرية هامررة فرري النمرروذج عنررد تقرردير العالقررة‪ ،‬ولررذا يجررب إسررتخدام معامررل التحديررد املتعرردد املعرردل‬
‫‪2‬‬
‫وتأخذ درجات ال رية التفسيرية ويحسب معامل التحديد املعدل عن ريق املعادلة التالية‪:‬‬
‫‪ n 1 ‬‬
‫‪‬‬
‫‪R 2  1 1 R2  ‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪.........(24  3‬‬
‫‪nK ‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ : R ²‬معامل التحديد املعدل؛‬

‫‪ -1‬فوزي شوق‪ ،‬مرجع سبق ذكر ‪ ،‬ص‪.163 :‬‬


‫‪ -2‬عقون سليم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.110 :‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫‪:R²‬معامل التحديد‪.‬‬
‫‪:N‬عدد السنوات‪.‬‬
‫‪:K‬عدد املعلمات املقدرة‪.‬‬
‫ويمكن إجراء معنوية أو جوهرية معامل الرتباط وذلك بحساب القيمة التالية‪:‬‬
‫‪r‬‬ ‫‪nK‬‬
‫‪t* ‬‬
‫‪1  R²‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫* ‪ : t‬قيمة ‪ t‬املحسوبة‪.‬‬
‫‪ : r‬معامل الرتباط‪.‬‬
‫‪ : R ²‬معامل التحديد‪.‬‬
‫‪ : N‬عدد املشاهدات‪.‬‬
‫‪ : K‬عدد املعلمات املقدرة‪.‬‬
‫ث ررم مقارن ررة ه ررذه القيم ررة املحس رروبة بقيم ررة (‪ )t‬املجدول ررة‪،‬وذلك عن ررد ع رردد م ررن درج ررات ال ري ررة (‪n-‬‬
‫‪،)K‬يمكن إستنتاج ما إذا كانا قيمة (‪ )r‬تعتبر جوهرية أم ال‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬إختبار إحصائية ستودينت (‪)Test de Student‬‬
‫يسررتخدم إحصررائية سررتودينا (‪ )T‬عنرردما يكررون تبرراين املجتمررع مجهررول وغجررم العينررة صررغيرا (أقررل‬
‫من ‪ ،)30‬وذلك بشرط أن يكون مجتمع املعلمات املقدرة موزعرا توزيعرا معتردال‪ ،‬ولكري نختبرر مردى الثقرة فري‬
‫‪1‬‬
‫املعلمات املقدرة من عينة بإستخدام معيار (‪ )T‬يتعين إتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ˆ B‬‬
‫‪B‬‬
‫‪tca l‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪i‬‬
‫ˆ‪S B‬‬
‫‪i‬‬

‫‪ : tcal‬القيمة املحسوبة لحصائية ستودينا‪.‬‬


‫‪ : B̂i‬القيمة املقدرة لر ‪. Bi‬‬
‫‪S Bˆ  V Bˆi‬‬
‫‪i‬‬
‫ˆ‪: S B‬الخطأ املعياري في تقدير ‪ B‬وهو يساوي إلى‪  :‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪i‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر محمد عبد القادر‪،‬القتصاد القياس ي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬السكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص ص‪.198،197 :‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬

‫‪. V Bˆ i  ‬‬ ‫‪ˆ ²‬‬


‫بحيث‪ V Bˆi :‬تباين ( ‪ ) B̂i‬وهو يساوي إلى‪:‬‬
‫‪ X i2‬‬
‫تحديررد (‪ )t‬الجدوليررة ( ‪ ،) ttab‬يمكررن تحدي ررد قيمررة (‪ )t‬الجدولي ررة مررن ج رردول توزيررع (‪ )t‬عن ررد درج ررات‬
‫حرية معينة ومستوى معنوية محدد (‪ ،) 10%، 5%،2.5%،1%‬حيث‪:‬‬
‫درجات ال رية = غجم العينة – عدد املعلمات املقدرة‪.‬‬
‫العرردم والفررر‬ ‫‪ ‬حتررى يمكررن إجرراء إختبررار املعنويررة للمعلمررات املقرردرة مررن عينررة البررد مررن إسررتخدام فررر‬
‫البديل الخاصين بمعلمات املجتمع على النحو التالي‪:‬‬
‫فرضية العدم‪.B1 = B2 = B3 = ……… = BK = 0 :H0‬‬
‫الفرضية البديلة‪.B1 ≠ B2 ≠ B3 ≠ ……… ≠ BK ≠ 0 :H1‬‬
‫‪ ‬بعرد مقارنرة قيمرة (‪ )t‬املحسروبة ‪ tcal‬مرع القيمررة الجدوليرة ‪ ttab‬لدرجرة حريرة (‪ )n-K‬حيرث‪ n :‬تمثرل غجررم‬
‫العين ررة و‪ K‬تمث ررل ع رردد املعلم ررات املق رردرة‪ .‬وملس ررتوى معنوي ررة ‪ ، ‬وبع ررد ذل ررك ي ررتم قب ررول أو رف ررض ف ررر‬
‫العدم وذلك من خالل‪:‬‬

‫الع رردم حي ررث تك ررون قيم ررة ‪ t‬املحس رروبة ف رري منطق ررة القب ررول‪ ،‬ون رررفض‬ ‫‪ ‬إذا كان ررا ‪ ttab  tcal‬نقب ررل ف ررر‬
‫البديل‪ ،‬ويكون تقدير العينة غير معنوي إحصائيا‪.‬‬ ‫الفر‬

‫الب ر ر ررديل حير ر ررث تق ر ر ررع ‪ tcal‬ف ر ر رري منطق ر ر ررة‬ ‫العر ر رردم ونقب ر ر ررل الف ر ر ررر‬ ‫‪ ‬إذا كانر ر ررا ‪ ttab  tcal‬ن ر ر رررفض ف ر ر ررر‬
‫الرفض‪،‬ويك ررون تقر رردير العينر ررة معنوير ررا إحص ررائيا‪ .‬ويمكر ررن أن نثر ررق فير رره كأس رراس جير ررد للوصر ررول ملعلمر ررة‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اختبار إحصائية فيشر (‪)Test de Fisher‬‬
‫يس ررتهدف ه ررذا االختب ررار معرف ررة م رردى نوعي ررة العالق ررة الخطي ررة ب ررين املتغي ررات املس ررتقلة‪ ،‬كم ررا يس ررمى‬
‫كررذلك اختبررار املعنويررة الجمررالي لالنحرردار‪ ،‬يعنرري أنرره إذا كانررا مجموعررة املتغي ررات الداخليررة ذات تررأثير علررى‬
‫املتغير الخارجي‪ ،‬وبدوره يعتمد على نوعين من الفرو‬
‫عل ر ر ر ررى انع ر ر ر رردام العالق ر ر ر ررة ب ر ر ر ررين ك ر ر ر ررل متغي ر ر ر ررر م ر ر ر ررن املتغير ر ر ر ررات املس ر ر ر ررتقلة‬ ‫‪ ‬فرض ب ب ب ببية الع ب ب ب ببد ‪ : H0‬وت ر ر ر ررن‬
‫( ‪ ) X 1 , X 2 ,...............X K‬واملتغير التابع ‪Y‬أي‪:‬‬
‫‪H 0  B1  B2  ................  BK  0‬‬

‫على وجود عالقة معنوية بين املتغيرات املستقلة واملتغير التابع أي‪:‬‬ ‫‪ ‬الفرضية البديلة ‪ :H1‬وتن‬
‫‪H1  B1  B2  B3  ................  BK  0‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫والصيغة الرياضية لهذا االختبار هي‪:‬‬
‫‪R² / K  1‬‬
‫‪Fcal‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1  R²  /N  K ‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ : Fcal‬القيمة املحسوبة لحصائية فيشر‪.‬‬
‫‪ : R ²‬معامل التحديد املتعدد‪.‬‬
‫‪ : N‬عدد املشاهدات أو غجم العينة املدروسة‪.‬‬
‫‪ : K‬عدد املعالم املقدرة‪.‬‬
‫وبعررد إحتسرراب قيمررة ‪ ) Fcal ( F‬تقررارن مررع قيمتهررا الجدوليررة بدرجررة حريررة ( ‪ ) K‬و( ‪ ) N  K‬للبس ر‬
‫واملقررام وملسررتوى معنويررة معررين‪ ،‬فررإذا كانررا القيمررة املحتسرربة أكبررر مررن القيمررة الجدوليررة ترررفض ‪ H 0‬وتقبررل‬
‫‪ ، H 1‬أي أن العالق ررة املدروس ررة معنوي ررة‪ ،‬وهن رراك عل ررى األق ررل متغي ررر مس ررتقل واح ررد م ررن املتغير ررات ‪ X K‬ذو‬
‫التأثير في ‪ Y‬أما إذا كانرا القيمرة املحتسربة أصرغر مرن الجدوليرة فرإن ذلرك يعنري قبرول ‪ ، H 0‬أي أن العالقرة‬
‫الخطي ررة املدروس ررة غي ررر معنوي ررة أي أن رره ل رريم ثم ررة ت ررأثير م ررن أي متغي ررر م ررن املتغير ررات املس ررتقلة عل ررى املتغي ررر‬
‫‪1‬‬
‫التابع‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أهم االختبارات القياسية لصالحية النموذج‬
‫تهدف الدراسة القياسية إلرى اختبرار صرالحية املعرايير الحصرائية‪ ،‬ولهرذا يطلرق علرى املعرايير القياسرية‬
‫املستخدمة في الدراسة القياسية باختبارات الرتبة الثانية ومن بين هذه الختبارات نجد‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إختبار ‪)Test Arch( ARCH‬‬
‫الهدف منه هو معرفة إذا كان هناك إرتباط بين مربعات البواقي‪ ،‬وهو يعتمرد علرى موراعف الغررانج‬
‫(إحصائية ‪.)  2‬‬
‫‪2‬‬
‫تتمثل خطوات إجراء هذا االختبار فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تقدير النموذج العام بطريقة املربعات الصغرى العادية (‪ )MCO‬ثم حساب ‪. ˆt2 , ˆt21 ,....., ˆt2P‬‬
‫‪ -‬نقوم بإجراء انحدار لر‪ ˆt2 , ˆt21 ,....., ˆt2P :‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ˆt2  B0  B1  ˆt21  .....  BP  ˆt2P  U t‬‬
‫ثم نقوم بحساب معامل التحديد املتعدد ‪.R²‬‬

‫‪ - 1‬فوزي شوق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪.164،163 :‬‬


‫‪ - 2‬محمد شيخي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.315 :‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫العدم‪H 0 : B1  B2  .......  BP  0 :‬‬ ‫ثم نقوم باختبار فر‬
‫وذلررك بمقارنررة القيمررة (‪ )LM=nR²‬مررع ‪  2‬عنررد مسررتوى معنويررة معررين (‪ %5‬أو ‪ )%1‬ودرجررات حريررة تسرراوي‬
‫عدد املعلمات االنحدارية في صيغة االنحدار أعاله‪.‬‬
‫العدم‪ ،‬وبالتالي التباين الشر ي ألخطاء غير متجانم (غير ثابا)‪.‬‬ ‫وإذا كان‪ nR²   K2 0.05 :‬نرفض فر‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إختبار المتداد الخطي (‪)Multicolinéarité‬‬
‫‪1‬‬
‫من أبرز الختبارات للكشف عن مشكلة المتداد الخطي نجد إختبار كالين(‪:(Test de Klein‬‬
‫يذكر كالين أن وجود المتداد الخطي املتعدد يمثل مشكلة خطيرة فق إذا تحقق الشرط التالي‪:‬‬
‫‪RX2 1 . X 2  RY2. X1 . X 2‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ : rX , X‬معامل الرتباط بين املتغيرين التفسيريين ‪.X1, X2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ : RY2. X . X‬معامل التحديد املتعدد ملعادلة النحدار‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ :X1, X2‬متغيرين تفسيريين‪.‬‬


‫‪ : RX2 . X‬مربع معامل االرتباط بين ‪.X1, X2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬

‫أي أن رره وفق ررا له ررذا الختب ررار إذا ك رران ل رردينا ع رردد م ررن املتغي ررات التفس رريرية (‪ )K‬ف ررإن مشرركلة المت ررداد‬
‫الخط رري املتع رردد تك ررون خطي رررة إذا ك رران مرب ررع معام ررل الرتب رراط البس رري ب ررين أي متغي رررين مس ررتقلين أكب ررر م ررن‬
‫معامل التحديد الكلي ملعادلة النحدار‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إختبار اكتشاف عد ثبات تباين حد الخطأ‬
‫م ررن ب ررين إفتراض ررات نم رروذج النح رردار الخط رري ه ررو ثب ررات تب رراين ح ررد الخط ررأ (‪ )Homoscédasticitè‬أي‬
‫حردو عردم تبراين‬ ‫( ‪ ) Var U i   E U i2    2 , i  1.............n‬ويترتب على إسرقاط هرذا الفتررا‬
‫حد الخطأ‪.‬‬
‫يشررير إخررتالف التبرراين إلررى ال الررة الترري يكررون ف هررا تبرراين حررد الخطررأ غيررر ثابررا عنررد كررل قرريم املتغيررر‬
‫املستقل‪ ،‬أي أن ‪ E X iU i   0‬وعليه فإن‪ ، E U i2    2 :‬ويحد هذا أساسا في البيانات املقطعية‪.‬‬
‫ويمكررن إرجرراع مشرركلة عرردم ثبررات التبرراين‪ ،‬أنرره فرري حالررة وجررود هررذه املشرركلة تكررون تقررديرات معررالم‬
‫‪ MCO‬غير متحيزة ومتسقة ولكنها تكون غير كفؤة‪.‬‬
‫بالض ررافة ف ررإن تق ررديرات التب رراين تك ررون متحي ررزة‪ ،‬مم ررا ي ررؤدي إل ررى إختب ررارات إحص ررائية غي ررر ر ر يحة‬
‫للمعالم وفترات ثقة متحيزة‪ ،‬ومن أهم االختبارات للكشف عن مشكلة عدم ثبات تباين حد الخطأ نجد‪:‬‬

‫‪ - 1‬عبد القادر محمد عبد القادر عطية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.478‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬إختبارات التوزيع الطبيعي (‪:)Tests de normalité‬‬
‫مررن أجررل التحقررق مررن أن الب ررواقي ( ‪ ) U i‬تتب ررع التوزيررع الطبينرري يمكررن السررتعانة باختب ررار (‪Jarque-‬‬
‫‪1‬‬
‫‪)béera‬الذي يعتمد على معاملي ‪( Skewness‬التناظر) و‪(Kurtosis‬التفلطح) وهو ما سنتطرق له فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إختبار سكيونس (‪ )Skewness‬للتناظر وإختبار كيرتوزيس (‪ )Kurtosis‬للتفلطح‪:‬‬
‫إذا كان العزم املمركز من الرتبة ‪ K‬للنموذج ‪ yi‬من الشكل‪:‬‬
‫‪K‬‬
‫‪1 n‬‬
‫‪U K    yi  y ‬‬
‫‪n i 1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪U‬‬ ‫‪U3‬‬
‫فهو ‪B2  42‬‬ ‫‪ ، B ‬أما معامل ‪Kurtosis‬‬ ‫فإن معامل ‪ Skewness‬هو‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪U2‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪3‬‬
‫‪U‬‬ ‫‪2‬‬

‫فإذا كان التوزيع بيني وعدد املشاهدات كبير (‪ )n>30‬فإن‪:‬‬


‫‪‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪1‬‬
‫‪B12  N  0,‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪n‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪24 ‬‬
‫‪B2  N  3,‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪n ‬‬‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫وتكون الحصاءات التي نقار ها بالقيمة ‪ 1.96‬بمعنوية ‪ %5‬هي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪B 0‬‬
‫‪2‬‬
‫‪B2  3‬‬
‫‪,‬‬ ‫‪V1 ‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪V2 ‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪n‬‬ ‫‪n‬‬
‫الق ر ررار‪ :‬إذا كان ر ررا الفرضر رريات ‪( H 0 : V1  0‬التنر رراظر) و ‪( H 0 : V2  0‬التسر ررطح الطبين ر رري) محققر ررة أي‬
‫‪ V1  1.96‬و ‪ ، V2  1.96‬فإننا نقبل بفرضية التوزيع الطبيني للنموذج ‪. yi‬‬
‫‪ ‬إختبار جاك‪-‬بيرا (‪:)Test de Jarque et Bera‬‬
‫‪1‬‬

‫ه ررو إختب ررار يجم ررع ب ررين نت ررائج الختب ررارين الس ررابقين‪ ،‬ف ررإذا كان ررا ‪ B ، B2‬تتبع رران التوزي ررع الطبين رري ف ررإن‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫القيمة ‪ S‬تتبع توزيع (‪ )Chei-Deux‬بدرجات حرية ‪ 2‬حيث‪:‬‬

‫‪ B2  3  y12 2‬‬


‫‪n‬‬ ‫‪n‬‬
‫‪S  .B1 ‬‬
‫‪2‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪24‬‬
‫القرار‪ :‬إذا كانا ‪ S  12 2‬فإننا نرفض فرضية التوزيع الطبيني لألخطاء بمعنوية ‪.% ‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬فوزي شوق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.168 :‬‬
‫‪-Régis Bourbonnais, Econométrie, 3ème édition, Dunod, Paris,2000., P 230.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬قياس وتحليل العالقة بين سعر الصرف والطلب على في الجزائر للفترة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫من أجل معرفة العالقة السببية ومدى تأثير سعر الصرف على الطلب النقدي في الجزائر خالل‬
‫الفترة ‪ 2016-1996‬في ظل وجود متغيرات ضابطة واملتمثلة في‪ ( :‬معدل إعادة الخصم‪ ،‬الناتج املحلي‬
‫االجمالي‪ ،‬معدل التضخم)‪،‬حيث كان لزاما علينا تتبع منهجية القياس االقتصادي‪ ،‬وذلك من خالل إختبار‬
‫السببية ‪،‬ومن ثم تقدير نموذج النحدار الخطي املتعدد‪ ،‬وذلك من أجل التعرف على درجة تأثير املتغيرات‬
‫املفسرة على املتغير التابع ومدى فاعليتها‪،‬حتى يتسنى لصناع القرار االقتصادي من وضع السياسات‬
‫القتصادية والبدائل املختلفة لعالجها‪ ،‬وفي هذا السياق سنتطرق في هذا املبحث إلى النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬إختبار التأخر الزمني األمثل والسببية؛‬
‫‪ ‬تقدير نموذج الدراسة؛‬
‫‪ ‬الختبارات االحصائية والقياسية والقتصادية لنموذج الدراسة؛‬
‫‪ ‬تحليل ومناقشة النتائج واختبار الفرضيات‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬إختبار التأخر الزمني والسببية‬
‫من أجل تحديد إتجاه السببية بين متغيرات الدراسة يتم إجراء اختبار السرببية‪ ،‬هرذا األخيرر‬
‫يتررأثر بإختبررار التررأخر الزمنرري‪ ،‬وذلررك للتأكررد مررن عرردد التررأخيرات الترري ترردخل فرري النمرروذج‪ ،‬لكررن قبررل التطبيررق‬
‫بيانات متغيرات الدراسة خالل الفترة (‪.)1996-2016‬‬ ‫الختبارين يجب عر‬
‫الفرع األول‪ :‬بيانات متغيرات الدراسة‬
‫بما أن الهدف من الدراسة معرفة مدى تأثير سعر الصرف على الطلب النقدي الجزائري‬
‫خالل الفترة (‪ )1996-2016‬في ظل وجود متغيرات ضابطة املشار ال ها أنفا‪،‬والجدول رقم(‪ )1-3‬يوضح‬
‫بيانات متغيرات الدراسة خالل الفترة املدروسة‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫جدول رقم(‪ :)1-3‬بيانات متغيرات الدراسة خالل الفترة (‪.)1996-2016‬‬
‫سعر الصرف‬ ‫الناتج املحلي االجمالي‬ ‫التضخم‬ ‫سعر إعادة‬ ‫الطلب على‬ ‫السنوات‬
‫مليار دوالر‬ ‫‪%‬‬ ‫الخصم‬ ‫النقود‬
‫مليار دوالر‬
‫‪54.75‬‬ ‫‪53.93685685‬‬ ‫‪18.7‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10.7598‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪57.71‬‬ ‫‪51.7332591‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11.6357‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪58.74‬‬ ‫‪53.41825563‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪9.5‬‬ ‫‪13.8525‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪66.57‬‬ ‫‪48.64349724‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪8.5‬‬ ‫‪13.5947‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪75.26‬‬ ‫‪44.6702943‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪13.8360‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪77.22‬‬ ‫‪44.846221‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪16.0010‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪79.68‬‬ ‫‪45.89956652‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪17.7748‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪77.93‬‬ ‫‪50.66119538‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪21.0894‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪72.06‬‬ ‫‪56.74885372‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪30.0527‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪73.28‬‬ ‫‪59.10086013‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪33.2628‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪72.65‬‬ ‫‪60.61754605‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪43.7412‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪69.29‬‬ ‫‪65.70070111‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪42.4606‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪64.58‬‬ ‫‪72.15615355‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪76.8860‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪72.65‬‬ ‫‪65.18794796‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪68.1321‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪74.39‬‬ ‫‪65.9767989‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪77.3813‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪72.94‬‬ ‫‪69.2342646‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪97.9119‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪77.54‬‬ ‫‪67.32488131‬‬ ‫‪8.9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪99.0688‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪79.37‬‬ ‫‪67.59294849‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪103.9410‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪80.58‬‬ ‫‪69.10068353‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪119.1772‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪107.13‬‬ ‫‪53.86117207‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪86.4473‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪108.71‬‬ ‫‪55.2364987‬‬ ‫‪6.4‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪86.7151‬‬ ‫‪2016‬‬
‫املصدر‪:‬‬
‫‪ ‬موقع البنك الدولي ‪ (:‬مؤشرات التنمية العاملية)‪.www.albankaldawali.org :‬‬
‫‪ ‬بنك الجزائر‪ ،‬النشرات الحصائية الثالثية‪2017. 2016 ،2015 ،2009،2014،‬‬
‫‪ ‬موقع الديوان الوطني لإلحصائيات‪www.ONS.dz :‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫‪ ‬كما سوف يتم اعتماد الرموز ملتغيرات الدراسة على النحو التالي‪:‬‬
‫النقود باملفهوم الويق‬ ‫‪ ‬الطلب على النقود ونرمز له بالرمز ‪(MD:‬املتغير التابع)‪،‬تم إعتماد عر‬
‫‪ m2‬لتعبير عن الطلب على النقود؛‬
‫‪ ‬سعر الصرف ونرمز له بالرمز ‪(TCH‬متغير املستقل)؛‬
‫‪ ‬معدل إعادة الخصم ونرمز لها بالرمز‪(DR :‬متغير املستقل)؛‬
‫‪ ‬الناتج املحلي الجمالي ونرمز له بالرمز ‪(PIB‬متغيرمستقل ضاب )؛‬
‫‪ ‬معدل التضخم ونرمز له بالرمز ‪(TINF‬متغير مستقل ضاب )‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إختبار التأخر الزمني األمثل‬
‫يعتبر من أهم الختبارات املصاحبة للنماذج القياسية وذلك للتأكد من عدد التأخرات التي تدخل‬
‫في النموذج‪ ،‬بالضافة إلى أهمية هذا الختبار في تحديد عدد املتغيرات املتأخرة زمنيا التي تأثر على املتغير‬
‫التابع‪ ،‬فإن بعض النماذج لها حساسية للتاخرات الزمنية مثل جرانجر للسببية‪ ،‬حيث بعد إجراء الختبار‬
‫كانا النتائج كما يبينه الجدول رقم(‪ )2-3‬إذ يتم تحديد التأخر الزمني األمثل بالعتماد على معيار‬
‫أكايك(‪ )AIC‬ومعيار سكوارز(‪ )SC‬ومعيار هانان‪ -‬كوين (‪ ،)HQ‬إذ يتم إختبار مدة البطاء املثلى التي تحمل‬
‫أقل قيمة لهذه املعايير والجدول رقم (‪ )2-3‬يوضح نتائج هذا الختبار‪.‬‬
‫جدول رقم(‪ :)2-3‬إختبار التأخر الزمني األمثل بين متغيرات الدراسة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على مخرجات برمجية (‪.)EVIEWS8‬‬


‫من خالل الجدول السابق الذي يبين نتائج الختبارات الخاصة بالتأخر الزمني األمثل بين املتغيرات‬
‫املستقلة( معدل إعادة الخصم‪ ،‬الناتج املحلي االجمالي‪ ،‬معدل التضخم‪ ،‬سعر الصرف)والطلب على‬
‫النقود في الجزائر خالل الفترة (‪ ،)1996-2016‬إذ تبين النتائج أن التأخر األمثل هو فترة واحدة‪ ،‬ألن جميع‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫الختبارات تشير إليه ويمكن مالحظة ذلك من خالل وجود عالمة النجمة على قيمة الختبار والتي تمثل‬
‫أقل قيمة من قيم الختبار والتي هي القيمة التي تقابل التأخر الزمني األمثل‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إختبار السببية‬
‫من أجل تحديد إتجاه السببية بيناملتغيرات املستقلة( معدل إعادة الخصم‪ ،‬الناتج املحلي‬
‫الجمالي‪ ،‬معدل التضخم‪ ،‬سعر الصرف)والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (‪)1996-2016‬عند‬
‫التأخر الزمني األمثل‪ ،‬إذ يوضح هذا الختبار إتجاه السببية فيما إذا كان بإتجاه واحد أو بإتجاهين‬
‫متبادلين أو أن املتغيرين كالهما مستقلين عن بعوهما البعض‪ ،‬وبعد إجراء الختبار كانا النتائج كما‬
‫يوض ه الجدول رقم (‪.)3-3‬‬
‫جدول رقم(‪:)3-3‬نتائج إختبار سببية جرانجر بين متغيرات الدراسة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على مخرجات برمجية (‪.)EVIEWS8‬‬


‫من خالل نتائج إختبار السببية لجرانجر وبمقارنة القيمة الحتمالية املقابلة للفرضية العدمية‬
‫حيث نقبلها عندما تكون أكبر من ‪ %5‬ونرفوها عند العكم‪.‬‬
‫‪ ‬وجود عالقة سببية بإتجاه واحد من ‪TCH‬إلى ‪ MD‬أي أن التغيرات السابقة في سعر الصرف تفسر‬
‫𝐷𝑀 → 𝐻𝐶𝑇‪.‬‬ ‫التغيرات ال الية في الطلب على النقود ونكتب ‪:‬‬
‫‪ ‬وجود عالقة سببية بإتجاه واحد من ‪ DR‬إلى‪ MD‬أي أن التغيرات السابقة في معدل إعادة الخصم‬
‫تفسر التغيرات ال الية في الطلب على النقود ونكتب‪ 𝐷𝑅 → 𝑀𝐷:‬؛‬
‫‪ ‬عدم وجود عالقة سببية من ‪PIB‬إلى ‪MD‬أي أن التغيرات السابقة في الناتج املحلي الجمالي ال‬
‫تفسر التغيرات ال الية في الطلب على النقود ونكتب ‪𝑃𝐼𝐵 ↑ 𝑀𝐷:‬؛‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫‪ ‬وجود عالقة سببية باتجاه واحد من ‪ TINF‬إلى ‪ MD‬أي أن التغيرات السابقة في معدل التضخم‬
‫𝐷𝑀 → 𝐹𝑁𝐼𝑇؛‬ ‫تفسر التغيرات ال الية في الطلب على النقود ونكتب ‪:‬‬
‫ومنه نستنتج أن كل من(سعر الصرف‪ ،‬معدل إعادة الخصم‪ ،‬معدل التضخم ‪ )،‬تربطهما عالقة‬
‫سببية باتجاه واحد إلى الطلب على النقود‪ .‬وعدم وجود عالقة سببية من الناتج املحلي الجمالي الى الطلب‬
‫على النقود‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬التوقعات القبلية وتقدير نموذج الدراسة‬
‫قبل الشروع في تقدير نمروذج الدراسرة يجرب ررق التوقعرات القبليرة للعالقرة برين املتغيررات‬
‫املس ررتقلة واملتغي ررر الت ررابع م ررن خ ررالل م ررا ت ررم التط رررق إلي رره ف رري الجان ررب النظ ررري ملتغير ررات الدراس ررة للمختل ررف‬
‫النظريات القتصادية والدراسات السابقة‪.‬‬
‫الفرع االول‪ :‬التوقعات القبلية‬
‫ملعرفررة نرروع العالقررة بررين املتغي ررات املسررتقلة واملتغيررر التررابع وذلررك مررن خررالل موقررف النظريررة‬
‫القتصادية والدراسات السابقة وهو ما نوض ه من خالل‪:‬‬
‫‪ -1‬سعر الصرف‪:‬من خالل الطرق النظري والدراسات السابقة للعالقة بين سعر الصرف والطلب‬
‫النقدي‪،‬من املتوقع أن تكون العالقة عكسية أي أن أي زيادة في سعر الصرف سوف يؤدي إلى‬
‫في الطلب على النقود حيث تصبح العملة االجنبية أكثر لبا من العملة املحلية؛‬ ‫النخفا‬
‫‪ -2‬معدل إعادة الخصم‪:‬من خالل الطرق النظري والدراسات السابقة للعالقة بين معدل إعادة‬
‫الخصم والطلب النقدي‪،‬من املتوقع أن تكون العالقة عكسية أي أن الزيادة في معدل إعادة‬
‫في الطلب النقدي؛‬ ‫الخصم سوف تؤدي حتما إلى انخفا‬
‫‪ -3‬معدل التضخم‪ :‬من خالل الطرق النظري والدراسات السابقة للعالقة بين معدل التضخم‬
‫والطلب النقدي‪ ،‬من املتوقع أن تكون العالقة ردية أي أن زيادة في معدل التضخم سوف‬
‫يؤدي حتما إلى زيادة في الطلب النقدي؛‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقدير نموذج الدراسة‬
‫باعتماد نموذج النحدار الخطي املتعدد سوف يتم تقدير نموذج الدراسة بين املتغيرات املستقلة‬
‫(معدل إعادة الخصم‪،‬معدل التضخم)والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (‪ ،)2016-1996‬حيث‬
‫تم استبعاد الناتج املحلي الجمالي لعدم وجود عالقة سببية بينه وبين املتغير التابع الطلب على النقود‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)4-3‬نتائج تقدير نموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ‪-1996‬‬
‫‪.2016‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على مخرجات برمجية (‪.)EVIEWS8‬‬


‫املطلب الثالث‪ :‬الختبارات الحصائية والقياسية والقتصادية لنموذج الدراسة‬
‫كم ر ررا أش ر رررنا س ر ررابقا حت ر ررى يك ر ررون النم ر رروذج مقب ر ررول يج ر ررب أن يخو ر ررع ل ختب ر ررارات الحص ر ررائية‬
‫والقياسية والقتصادية وهو ما نوض ه من خالل‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الختبارات الحصائية‬
‫وفقا للجدول رقم (‪ )4-3‬توصلنا إلى املعادلة التقديرية التي تعكم العالقة بين متغيرات الدراسة‪:‬‬
‫وحتى يكون النموذج مقبول حسب‬ ‫𝐹𝑁𝐼𝑇‪𝑀𝐷 = 68.0649 − 0.3287𝑇𝐶𝐻 − 11.5073𝐷𝑅 + 4.7681‬‬

‫منهجية القياس االقتصادي البد من إجراء مجموعة من الختبارات الحصائية التي بيناها سابقا أ ها‬
‫إختبارات تتمثل في معامل التحديد (‪ ،)R2‬إختبار ستودينا( ‪ ،)Test de STUDENT‬وإختبار فيشر( ‪Test de‬‬
‫‪.)FISHER‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬معامل التحديد املتعدد‪R2‬‬
‫انطالقا من نتائج التقدير املتمثلة في الجدول رقم (‪ )4-3‬فإن نموذج الطلب النقدي مفسر‬
‫بنسبة‪ %57.41‬بواسطة املتغيرات التفسيرية (سعر الصرف‪ ،‬معدل إعادة الخصم‪ ،‬معدل التضخم)‬
‫املدرجة في نموذج الدراسة‪ ،‬بينما ترجع نسبته ‪ %42.59‬إلى عوامل أخرى غير مدرجة‪ ،‬هذا ما تأكده قيمة‬
‫معامل التحديد املتعدد ‪R2‬إذن من خالل قيمته فإن هناك عالقة قوية بين املتغير التابع‪MD‬و املتغيرات‬
‫التفسيرية(‪.)TCH.DR.TINF‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪:‬إختبار إحصائية ستودينت (‪)Test de STUDENT‬‬
‫يتم إستخدام إختبار ‪T‬لتقييم معنوية تأثير املتغير التفسيري في املتغير التابع‪ ،‬حيث يأخذ هذا‬
‫الختبار الشكل التالي‪:‬‬
‫‪𝐻0: 𝐵1 = 0. 𝐵2 = 0; 𝐵3 = 0‬‬
‫‪𝐻1: 𝐵1 ≠ 0. 𝐵2 ≠ 0; 𝐵3 ≠ 0‬‬

‫يمكن توضيح نتائج إختبار ستودينا لنموذج الدراسة من خالل الجدول رقم (‪ )5-3‬الذي نوضح من‬
‫خالله القيم املحسوبة( ‪)TCAL‬للمعلمات املقدرة والقيمة الجدولية (‪ )Ttab‬وأدنى مستوى معنوية‪ ،‬ذلك‬
‫عند مستوى معنوية ‪.%5‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)5-3‬نتائج إختبار ستودينت لنموذج الدراسة‪.‬‬
‫القيمة الحتمالية‬ ‫القيمةالجدولية‬ ‫القيمة املحسوبة‬ ‫املعامالت‬ ‫املتغيرات التفسيرية‬
‫‪prob‬‬ ‫‪ttab‬‬ ‫‪tcal‬‬
‫‪0.0302‬‬ ‫‪2.110‬‬ ‫‪-0.3624‬‬ ‫‪B1‬‬ ‫سعر الصرف‪TCH‬‬
‫‪0.0026‬‬ ‫‪2.110‬‬ ‫‪-3.5223‬‬ ‫‪B2‬‬ ‫معدل إعادة‬
‫الخصم‪DR‬‬
‫‪0.0161‬‬ ‫‪2.110‬‬ ‫‪2.4895‬‬ ‫‪B3‬‬ ‫معدل التضخم‪TINF‬‬
‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على مخرجات برمجية (‪.)EVIEWS8‬‬
‫من خالل الجدول رقم (‪ )5-3‬نالحظ أن‪:‬‬
‫‪ ‬من أجل ‪ B1‬للمتغير التفسيري سعر الصرف‪،‬نالحظ أن قيمة‪ t‬املحتسبة لر‪B1:‬أكبر من القيمة‬
‫الجدولية أي‪ ،|tcal |<ttab :‬ولدينا القيمة الحتمالية لر‪B1 :‬هي (‪ )0.0302‬أقل من (‪،)0.05‬‬
‫البديل (‪،)H1‬أي أن‪ B1‬معنوي ومنه‬ ‫وعليه نرفض فرضية العدم (‪ )H0‬ونقبل الفر‬
‫نستنتج أنسعر الصرف له معنوية إحصائية عند مستوى معنوية (‪ )%5‬في تفسير الطلب‬
‫على النقود في الجزائر خالل الفترة (‪)1996-2016‬؛‬
‫‪ ‬من أجل ‪ B2‬للمتغير التفسيري الواب معدل إعادة الخصم‪،‬نالحظ أن قيمة‪ t‬املحتسبة‬
‫لر‪B2:‬أكبر من القيمة الجدولية أي‪ ،|tcal |<ttab :‬ولدينا القيمة الحتمالية لر‪B2 :‬هي (‪)0.0026‬‬
‫البديل (‪ ،)H1‬أي أن‪B2‬‬ ‫أقل من (‪ ،)0.05‬وعليه نرفض فرضية العدم (‪ )H0‬ونقبل الفر‬
‫معنوي ومنه نستنتج أن معدل إعادة الخصم له معنوية إحصائية عند مستوى معنوية‬
‫(‪ )%5‬في تفسير الطلب على النقود خالل الفترة (‪)1996-2016‬؛‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫‪ ‬من أجل ‪ B3‬للمتغير التفسيري الواب ‪،‬نالحظ أن قيمة‪ t‬املحتسبة لر‪B3:‬أكبر من القيمة‬
‫الجدوليةأي‪ ،|tcal |<ttab :‬ولدينا القيمة الحتمالية لر‪B3 :‬هي (‪ )0.0161‬أقل من (‪،)0.05‬‬
‫البديل (‪ ،)H1‬أيأن‪ B3‬معنوي ومنه نستنتج‬ ‫وعليه نرفض فرضية العدم (‪ )H0‬ونقبل الفر‬
‫أنمعدل التضخم له معنوية إحصائية عند مستوى معنوية (‪ )%5‬في تفسير الطلب على‬
‫النقود في الجزائر خالل الفترة (‪)1996-2016‬؛‬
‫ً‬
‫ثالثا‪:‬إختبار فيشر(‪)Test de FISHER‬‬
‫من أجل إختبار معنوية معلمات نموذج الطلب على النقود في الجزائر نستخدم إختبار‬
‫إحصائية فيشر‪ ،‬وبناء عليه وبمقاربة‪ F‬املحسوبة ‪)(Fcal‬مع القيمة الجدولية‪ ،Ftab‬حيث هذه األخيرة‬
‫عند مستوى معنوية (‪ )%5‬ودرجة حرية (‪ )3.17‬تساوي ‪ ،3.20‬في حين أن قيمة ‪ F‬املحسوبة من‬
‫خالل الجدول (‪)3-5‬تساوي‪ ،7.64‬ومنه نالحظ أن ‪ Fcal<Ftab‬ومنه نرفض فرضية العدم )‪ (H0‬ونقبل‬
‫فرضية البديل)‪ ،(H1‬أي أن هناك على األقل متغير تفسيري له تأثير على املتغير تابع( الطلب على‬
‫النقود)‪ ،‬أي النموذج إجماال معنويا‪.‬‬
‫من خالل الختبارات السابقة تبين أن نموذج الطلب على النقود في الجزائر مقبول من الناحية الحصائية‬
‫وبالتالي سنجري عليه الدراسة القياسية( اختبارات الرتبة الثانية)‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الختبارات القياسية‬
‫من أهم الختبارات القياسية لفرضيات املربعات الصغرى نجد‪ :‬إختبار توصيف النموذج (‪)Ramsey test‬‬
‫إختبار الرتباط الذاتي لألخطاء إختبار (‪ ، )LM‬إختبار إكتشاف عدم ثبات تباين حد الخطأ (إختبار‬
‫البواقي (إختبار التوزيع الطبيني‬ ‫‪ ،)ARCH‬إختبار المتداد الخطي (إختبار كالين ‪ ،)KLEINTest de‬تشخي‬
‫للبواقي)‪.‬وإختبار استقرارية املعلمات(‪.)CUSUM TEST‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬إختبار وصف النموذج(‪)Ramseytest‬‬
‫يسمح لنا إختبار وصف النموذج ‪ Ramsey test‬ويطلق عليه أيوا إختبار ‪ RESETtest‬من معرفة‬
‫فيما إذا كان النموذج املقترق قد تم وصفه بشكل جيد (الشكل الرياض ي‪ ،‬عدد و بيعة املتغيرات‬
‫التالي‪:‬‬ ‫املستقلة‪ ،‬الرتباط بين املتغيرات املستقلة وحد الخطأ‪ .)...،‬ويبنى هذا االختبار على الفر‬
‫النموذج موصف بشكل جيد‪H0: ............................‬‬
‫النموذج غير موصف بشكل جيد‪H1: ............................‬‬
‫العدم بأن النموذج موصف بشكل جيد إذا كانا القيمة االحتمالية لحصائية ‪F-‬‬ ‫ونقبل فر‬
‫‪statistic‬أكبرمن ‪ .0.05‬والجدول رقم(‪ )6-3‬يوضح نتائج هذا االختبار‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)6-3‬نتائج إختبار توصيف نموذج الطلب على النقود في الجزائر للفترة ‪2016-1996‬‬
‫(‪.)Ramsey test‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على مخرجات برمجية (‪.)EVIEWS8‬‬


‫من خالل الجدول رقم (‪ ) 6-3‬أن القيمة الحتمالية لفيشر تساوي‪ 0.1467.‬وهي أكبر من القيمة‬
‫العدم بأن النموذج موصف بشكل جيد أي مالئمة الصيغة الخطية‬ ‫ال رجة ‪ 0.05‬بالتالي نقبل فر‬
‫لبيانات الدراسة‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬إختبار االرتباط الذاتي ألخطاء (اختبار ‪)LM‬‬
‫يتفق الكثير من الحصائيين بأن إستخدام إحصائية داربين واتسون للكشف عن االرتباط الذاتي‬
‫لألخطاء‪ ،‬ال يمكن من إختبار وجود إرتباط بين األخطاء من الدرجة الثانية‪ ،‬وال يعطي نتائج دقيقة تتمتع‬
‫بمصداقية إحصائية عالية للعينات الصغيرة‪ ،‬وبالتالي يمكن األخذ بأن النموذج ال يعاني من إرتباط ذاتي‬
‫لألخطاء ولكن لن يتم األخذ بنتائجه بعين االعتبار‪ .‬وللتأكد من هذا النموذج إذ كان يحوي على مشكلة‬
‫إرتباط ذاتي لألخطاء سيتم إعتماد إختبار بريش قودفري(‪ )Breusch-Godfrey‬الذي يعطي نتائج دقيقة‬
‫حتى للعينات الصغيرة ويمكن الكشف حتى االرتباط الذاتي لألخطاء حتى من الدرجة الثانية أوأكثر‪،‬‬
‫والذي يعتمد بالدرجة األولى على تقدير إنحدار مساعد بين البواقي كمتغير تابع من ناحية‪ ،‬واملتغيرات‬
‫املفسرة املستعملة في النموذج إضافةإلى البواقي للسنوات السابقة في حدود درجة الرتباط املراد إختبارها‪.‬‬
‫على غياب إرتباط ذاتي لألخطاء من الدرجة ‪ Y‬ضد‬ ‫العدم التالي الذي ين‬ ‫حيث نقوم بإختبار فر‬
‫عكم ذلك‪،‬والجدول رقم (‪ )7-3‬يوضح نتائج خذا الختبار‪.‬‬ ‫املقابل الذي ين‬ ‫الفر‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫الجدول رقم(‪ : )7-3‬نتائج إختبار بريتش قودفي لإلرتباط الذاتي لألخطاء من الدرجة األولىلنموذج‬
‫الطلب على النقود في الجزائر للفترة ‪.2016-1996‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على مخرجات برمجية (‪.)EVIEWS8‬‬


‫من خالل الجدول السابق وبمقارنة القيمة الحتمالية لر‪ :‬كاي تربيع أ ها أكبر من القيمة ال رجة ‪ 0.05‬مما‬
‫يعني قبول فر‬
‫العدم‪ ،‬أي عدم وجود إرتباط ذاتي بين األخطاء‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬إختبار ثبات تباين حد الخطأ ‪Heteroscedasticité‬‬
‫كما أشرنا إليه في فقرات سابقة أنه يشير عدم ثبات التباين إلى تغير تباين حد الخطأ العشوائي مع‬
‫تغير قيم املتغير التفسيري وهو ما يؤثر على كفاءة املعلمات املقدرة بطريقة املربعات الصغرى في عملية‬
‫التقدير أو التنبؤ‪.‬‬
‫ومن بين الختبارات املستخدمة في الكشف عن مشكلة عدم ثبات التباين نجد إختبار آرش " ‪Test‬‬
‫‪."de ARCH‬‬
‫وفقا لهذا الختبار يجرى إنحدار ذاتي ملربعات البواقي من الدرجة األولى‪ ،‬حيث كانا نتائج التقدير‬
‫وفقا لهذا الختبار‪ ،‬وهو ما يوض ه الجدول رقم (‪ )8-3‬كما يلي‪:‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫الجدول رقم(‪:)8-3‬نتائج إختبار (‪ )ARCH‬لنموذج الطلب على النقود في الجزائر للفترة ‪.2016-1996‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على مخرجات برمجية (‪.)EVIEWS8‬‬


‫بمقارنة القيمة الحتمالية لر‪ :‬كاي تربيع أ ها أكبر من القيمة ال رجة ‪ 0.05‬مما يعني قبول فر‬
‫العدم‪ ،‬أي عدم وجود إرتباط ذاتي بين األخطاء‪.‬فإننا نقبل بفرضية العدم منه التباين الشر ي لألخطاء‬
‫متجانم‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬إختبار التوزيع الطبيعي لبواقي النموذج املقدر ‪Test de Normalité‬‬
‫من أجل التحقق من أن البواقي تتبع التوزيع الطبيني يمكن الستعانة بإختبار "جاك بيرا‪Jarque ،‬‬
‫‪ "Bera‬الذي يعتمد على معاملي ‪Skewness‬التناظر و‪Kurtosis‬التفلطح‪ .‬والشكل رقم (‪ )1-3‬يوضح نتائج‬
‫هذا االختبار‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)1-3‬إختبار التوزيع الطبيعي لنموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ‪-1996‬‬
‫‪.2016‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Series: Residuals‬‬
‫‪Sample 1996 2016‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪Observations 21‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪Mean‬‬ ‫‪-5.41e-15‬‬


‫‪Median‬‬ ‫‪-4.965424‬‬
‫‪Maximum‬‬ ‫‪56.82339‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Minimum‬‬ ‫‪-33.20913‬‬
‫‪Std. Dev.‬‬ ‫‪24.23127‬‬
‫‪Skewness‬‬ ‫‪0.612182‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Kurtosis‬‬ ‫‪2.742490‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Jarque-Bera‬‬ ‫‪1.369706‬‬


‫‪Probability‬‬ ‫‪0.504164‬‬

‫‪0‬‬
‫‪-40‬‬ ‫‪-30‬‬ ‫‪-20‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪60‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على مخرجات برمجية (‪.)EVIEWS8‬‬


‫نالحظ مرن خرالل املعلومرات الرواردة فري الشركل رقرم (‪ )3-1‬أن القيمرة االحتماليرة لرر‪Jarque-Bera :‬هري‬
‫العدم بأن البواقي تتبع التوزيع الطبيني‪.‬‬ ‫‪ 0.5041‬وهي أكبر من القيمة ال رجة ‪ %5‬بالتالي نقبل فر‬
‫ً‬
‫خامسا‪:‬إختبار كوسيم الستقرار املعلمات(‪)cusum test‬‬
‫بإس ررتخدام برمجي ررة ‪ Eviews‬يمكنن ررا إج رراء إختب ررار إس ررتقرار املعلم ررات املق رردرة عل ررى نم رروذج التكام ررل‬
‫املشترك ويل األجل وذلك من خالل الشكل رقم(‪.)2-3‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)2-3‬إختبار إستقرارية املعلمات لنموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة‬
‫‪.2016-1996‬‬

‫املصدر‪ :‬من إعداد الطالبة باالعتماد على مخرجات برمجية (‪.)EVIEWS8‬‬


‫يظهر لنا الشكل رقم (‪ )2-3‬تطور إحصائية ‪ CUSUM‬بداية من سنة ‪ ،2001‬ونالحظ أن هاته‬
‫العدم بأنه‬ ‫الحصائية قد بقيا داخل مجال الثقة املحدد بالخطوط املتقطعة‪ .‬ولهذا فإننا نقبل فر‬
‫يوجد استقرار هيكلي لنموذج ميزان املدفوعات الجزائري خالل الفترة ‪.2016-1996‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن القول أن نموذج الطلب على النقود في الجزائر قد إجتاز جميع الختبارات‬
‫القياسية (إختبارات الرتبة الثانية)‪ ،‬ما بقي لنا إال معرفة مدى توافق إشارة املعلمات املقدرة ومنطق‬
‫النظرية االقتصادية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الختبارات القتصادية‬
‫من خالل الجدول رقم(‪ )4-3‬الذي يمثل نتائج تقدير نموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل‬
‫الفترة ‪ ،2016-1996‬يمكن معرفة مدى توافق اشارة املعلمات املقدرة ومنطق النظرية القتصادية‬
‫والدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ ‬تدل الشارة السالبة للمعلمة ‪ B1‬املقدرة ملعامل املتغير املستقل سعر الصرف على أن العالقة بين‬
‫سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر هي عالقة عكسية‪ ،‬وهي تتفق هذه النتيجة مع‬
‫التوقعات القبلية ومنطق النظرية القتصادية؛‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫‪ ‬تدل الشارة السالبة للمعلمة‪ B2‬املقدرة ملعامل املتغير املستقل معدل إعادة الخصم على أن‬
‫العالقة بين معدل إعادة الخصم والطلب على النقود في الجزائرهي عالقة عكسية‪ ،‬وهي تتفق‬
‫هذه النتيجة مع التوقعات القبلية ومنطق النظرية القتصادية؛‬
‫‪ ‬تدل الشارة املوجبة للمعلمة ‪ B3‬املقدرة ملعامل املتغير املستقل معدل التضخم على أن العالقة‬
‫بين معدل التضخم والطلب على النقود في الجزائر هي عالقة ردية‪ ،‬وهي تتفق هذه النتيجة مع‬
‫التوقعات القبلية ومنطق النظرية القتصادية؛‬
‫من خالل الختبارات الحصائية والقياسية والقتصادية تمكنا من بناء نموذج قياس ي ألهم‬
‫املتغيرات القتصادية املؤثرة في الطلب على النقود في الجزائر‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬تحليل ومناقشة النتائج واختبار الفرضيات‬
‫الفرع األول‪:‬تحليل ومناقشة النتائج‬
‫من خالل الجدول رقم (‪ )4-3‬توصلنا إلى املعادلة التالية‪:‬‬
‫𝐹𝑁𝐼𝑇‪𝑀𝐷 = 68.0649 − 0.3287𝑇𝐶𝐻 − 11.5073𝐷𝑅 + 4.7681‬‬
‫ومن أهم النتائج التي يمكن إستخالصها من املعادلة النحدارية ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬وجود تأثير سلبي بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر خالل فترة الدراسة‪ ،‬حيث أنه‬
‫إذا تم زيادة في سعر الصرف بدوالر واحد ينخفض الطلب على النقود بقيمة ‪ 0.3287‬مليار دوالر؛‬
‫‪ ‬وجود تأثير سلبي بين معدل إعادة الخصم والطلب على النقود في الجزائر خالل فترة الدراسة‪،‬‬
‫حيث أنه إذا زاد بر ‪ %1‬ينخفض الطلب على النقود بقيمة ‪ 11.5073‬مليار دوالر؛‬
‫‪ ‬وجود تأثير موجب بين معدل التضخم والطلب على النقود في الجزائر خالل فترة الدراسة‪ ،‬حيث‬
‫أنه إذا زاد بر ‪%1‬يزيدالطلب على النقود بقيمة ‪ 4.7681‬مليار دوالر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إختبار الفرضيات‬
‫أ‪.‬الفرضية الرئيسية‪ :‬يمكن بناء نموذج يعكس العالقة بين سعر الصرف والطلب على النقود في‬
‫الجزائر خالل الفترة (‪ )1996-2016‬في ظل وجود متغيرات ضابطة(معدل إعادة الخصم‪ ،‬الناتج املحلي‬
‫االجمالي‪ ،‬معدل التضخم) ‪.‬‬
‫من خالل الجدول (‪ )4-3‬غرنجر استطعنا تقدير املعادلة االنحدارية للعالقة بين سعر الصرف‬
‫والطلب على النقود في ظل وجود متغيرات ضابطة (معدل إعادة الخصم‪ ،‬معدل التضخم) ‪.‬حيث تم‬
‫ة الفرضية الرئيسية‪.‬‬ ‫قبول النموذج من الناحية الحصائية واالقتصادية والقياسية وهذا ما يؤكد‬
‫‪ ‬الفرضية الفرعية األولى‪ :‬وجود عالقة سببية في إتجا واحد وأثر سلبي بين سعر الصرف‬
‫والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (‪.)1996-2016‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫من خالل إختبار سببية غرانجر ملتغيرات الدراسة من خالل الجدول (‪ )3-3‬تبين أن هناك‬
‫سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي من خالل الجدول (‪ )3-4‬بين سعر الصرف والطلب على النقود‬
‫ة الفرضية األولى‪.‬‬ ‫في الجزائر خالل الفترة (‪ )1996-2016‬وهذا ما يؤكد‬
‫‪ ‬الفرضية الفرعية الثانية‪ :‬وجود عالقة سببية في إتجا واحد وأثر موجب بين الناتج‬
‫املحلي االجمالي والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ‪.2016-1996‬‬
‫من خالل إختبار سببية غرانجر ملتغيرات الدراسة من خالل الجدول(‪ )3-3‬تبين أن هناك عدم‬
‫وجود سببية بين الناتج املحلي الجمالي والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ‪،2016-1996‬‬
‫ة الفرضية‬ ‫وتم إستبعاد املتغير املستقل الواب في تقدير املعادلة النحدارية وهذا ما ينفي‬
‫الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬الفرضية الفرعية الثالثة‪ :‬وجود عالقة سببية في إتجا واحدوأثر سلبي بين معدل إعادة‬
‫الخصم والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ‪2016-1996‬؛‬
‫من خالل إختبار سببية غرانجر ملتغيرات الدراسة من خالل الجدول(‪ )3-3‬تبين أن هناك‬
‫سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي من خالل الجدول(‪)3-4‬بين معدل إعادة الخصم والطلب على‬
‫ة الفرضية الثانية‪.‬‬ ‫النقود في الجزائر خالل الفترة (‪ )1996-2016‬وهذا ما يؤكد‬
‫‪ ‬الفرضية الفرعية الرابعة‪ :‬وجود عالقة سببية في اتجا واحد واثر موجب بين معدل‬
‫التضخم والطلب على النقود خالل الفترة ‪2016-1996‬؛‬
‫من خالل إختبار سببية غرانجر ملتغيرات الدراسة من خالل الجدول(‪ )3-3‬تبين أن هناك‬
‫سببية في إتجاه واحد وأثر موجب من خالل الجدول(‪)4-3‬بين معدل التضخم والطلب على النقود‬
‫ة الفرضية الرابعة‪.‬‬ ‫في الجزائر خالل الفترة (‪ )1996-2016‬وهذا ما يؤكد‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة‬
‫‪.2016-1996‬‬
‫خالصة‬
‫من خالل الدراسة التطبيقية التي قمنا بها‪ ،‬تمكنا من بناء نموذج قياس ي يعكم تأثير سعر‬
‫الصرف على الطلب النقدي في الجزائر خالل الفترة ‪،2016-1996‬حيث تتبعنا منهجية القياس االقتصادي‬
‫وفق املراحل التالية‪:‬‬
‫‪ ‬توضيح بيانات املتغيرات املستخدمة في الدراسة‪ ،‬وهي عبارة عن بيانات سنوية جمعا من مصادر‬
‫مختلفة؛‬
‫‪ ‬إختبار سببية غرنجر بين املتغيرات املستقلة واملتغير التابع واملتمثل في الطلب على النقود في‬
‫الجزائر؛‬
‫‪ ‬الخطوة الثالثة‪:‬إختبار صالحية نموذج الدراسة‪.‬‬
‫وبعدما تأكدنا من صالحية النموذج وإستبعاد متغير الناتج املحلي الجمالي‪ ،‬توصلنا الى أن الطلب على‬
‫النقود في الجزائر يتأثر عكسيا مع سعر الصرف ومعدل إعادة الخصم‪ ،‬وتأثير إيجابي مع متغير معدل‬
‫التضخم‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫الخاتمة‬

‫كان الهدف من وراء هذه الدراسة هو دراسة إتجاه السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على‬
‫النقود في الجزائر خالل الفترة (‪ ،)2016-1996‬حيث يعتبر الطلب على النقود من أهم القضايا اإلقتصادية‬
‫النقدية املهمة التي توليها الدول أهمية بالغة‪ ،‬وذلك ألن عدم التحكم في تداول النقود ينجز عنه آثار‬
‫سلبية على مختلف إقتصاديات الدول‪ ،‬ويعتبر سعر الصرف من أهم العوامل املؤثرة في الطلب على النقود‬
‫حسب دالة الطلب على النقود‪.‬‬
‫هذه العالقة بين سعر الصرف والطلب على النقود في ظل وجود متغيرين ضابطين (معدل إعادة‬
‫الخصم‪ ،‬معدل التضخم) كانت محل بحثنا‪ ،‬حيث تم تحليل واقع هذه املتغيرات في الجز من خالل‬
‫الظروف التي ميزت اإلقتصاد الجزائري خالل الفترة (‪ ،)2016-1996‬حيث تعتبر بالفترة الحاسمة في مسيرة‬
‫اإلقتصاد الجزائري‪ ،‬حيث شهدت فيها الجزائر مرحلة اإلنتقال من إقتصاد موجه أثبتت فشله إلى إقتصاد‬
‫السوق الذي يعتمد على ميكانيزمات السوق‪ ،‬وما يدل على هذا اإلنتقال إبرام الجزائر إلتفاقيات مع‬
‫صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في إطار برامج التكييف والتعديل الهيكلية وذلك على مدار الفترة‬
‫(‪ )1998-1990‬ومختلف اإلصالحات في مجال السياسة النقدية أبرزها قانون النقد والقرض‪ ،‬وتنفيذ ثالث‬
‫برامج تنموية كبرى (‪.)2014-2001‬‬
‫وملعرفة إتجاه السببية بين متغيرات الدراسة ودرجة تأثير سعر الصرف على الطلب النقدي في‬
‫الجزائر خالل الفترة (‪ )2016-1996‬في ظل وجود متغيرين ضابطين (معدل إعادة الخصم‪ ،‬معدل‬
‫التضخم)‪ ،‬إعتمدنا سببية غراجر وأسلوب اإلنحدار املتعدد‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نتائج الدراسة‬
‫لقد تمكنا من خالل هذه الدراسة اإلجابة على التساؤل الرئيس ي القائم واملتعلق بالعالقة السببية‬
‫واألثر بين سعر الصرف والطلب النقدي في الجزائر خالل الفترة (‪ ،)2016-1996‬ويمكن حصر أهم النتائج‬
‫التي تسنى لنا الخروج بها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬عرف اإلقتصاد الجزائري إصالحات عميقة حيث شكل قانون النقد والقرض ‪ 90/10‬أهم قفزة‬
‫نوعية في تاريخ السياسة النقدية الجزائرية‪ ،‬حيث من خالله أصبح البنك املركزي املسؤول األول‬
‫في رسم وتسيير السياسة النقدية في ظل إستقاللية تامة دون تدخل وزارة املالية‪ ،‬إذ فتح أبوابا‬
‫واسعة لإلنتقال إلى إقتصاد السوق ومواكبة التطورات اإلقتصادية العاملية‪ ،‬ونظرا للثغرات التي‬
‫إتسم بها هذا القانون تم تعديله باألمر رقم ‪ ،01/01‬رقم ‪ 03/11‬ورقم ‪10/04‬؛‬
‫‪ .2‬منذ سنة ‪ 2002‬عرف اإلقتصاد الجزائري فائضا هائال في السيولة مما إستدعى به األمر إلى‬
‫إستحداث أدوات جديدة إلمتصاصه‪ ،‬وتمثلت هذه األدوات في‪:‬‬

‫‪106‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ ‬أداة إسترجاع السيولة املتناقصة؛‬


‫‪ ‬تسهيلة الودائع املغلة بالفائدة‪.‬‬
‫‪ .3‬خالل الفترة ما بعد اإلصالحات ( ‪ )2014-2000‬تراجعت نسبة مساهمة النقود الورقية مقارنة‬
‫بأشباه النقود والنقود الكتابية‪ .‬أما عن مقابالتها فهي تتكون من صافي األصول الخارجية‪ ،‬قروض‬
‫الدولة وقروض اإلقتصاد‪ ،‬فلقد شهدت فترة اإلصالحات اإلقتصادية الدور الهامش ي لصافي‬
‫األصول الخارجية في تغطية الكتلة النقدية مقارنة بقروض الدولة واإلقتصاد‪ ،‬إال أن الفترة التي‬
‫تلتها يعتبر املقابل األول املصدر الرئيس ي إلصدار النقود وهذا راجع إلرتباطها الشديد بأسعار‬
‫البترول‪ ،‬كما سجلت قروض اإلقتصاد إرتفاعا مستمرا خاصة منذ سنة ‪ 2009‬كمقابل ثاني‬
‫للكتلة النقدية؛‬
‫‪ .4‬تخفيض معدل إعادة الخصم سنة ‪ 2016‬بهدف زيادة مستوى سيولة الكتلة النقدية لدى‬
‫البنوك واملؤسسات املالية؛‬
‫‪ .5‬قرر بنك الجزائر في سنة ‪ 2016‬خفض اإلحتياطي اإللزامي من ‪ %12‬إلى ‪ %8‬كمرحلة أولى في‬
‫سياق حزمة من اإلجراءات الخاصة بمواجهة األزمة املالية الحادة التي تمر بها البالد نتيجة‬
‫التراجع الحاد في مستوى أسعار املحروقات في السوق العاملية؛‬
‫‪ .6‬سنة ‪ 2015‬تناقص تدريجي في الكتلة ‪ M1‬ثم اإلرتفاع الطفيف سنة ‪2016‬؛‬
‫‪ .7‬إرتفاع معدل التضخم سنتي ‪ 2015‬و‪ 2016‬نتيجة تزايد الكتلة النقدية وتزايد األسعار لبعض‬
‫املنتجات؛‬
‫‪ .8‬عرف معدل سعر صرف الدينار الجزائري مقارنة بالدوالر األمريكي إختالالت خالل فتة الدراسة‬
‫وذلك راجع لإلعتماد على املحروقات كمورد وحيد في الصادرات؛‬
‫‪ .9‬النمو املستمر للكتلة النقدية خالل فترة الدراسة؛‬
‫‪ .10‬شكلت سياسة تخفيض قيمة الدينار الجزائري املحور األساس ي ضمن سياسات اإلصالح‬
‫اإلقتصادي املدعم من طرف املؤسسات املالية الدولية؛‬
‫‪ .11‬وجود سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي من سعر الصرف إلى الطلب على النقود في الجزائر خالل‬
‫الفترة (‪)2016-1996‬؛‬
‫‪ .12‬وجود سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي من معدل إعادة الخصم إلى الطلب على النقود في الجزائر‬
‫خالل الفترة (‪)2016-1996‬؛‬

‫‪107‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ .13‬وجود سببية في إتجاه واحد وأثر موجب من معدل التضخم إلى الطلب على النقود في الجزائر‬
‫خالل الفترة (‪)2016-1996‬؛‬
‫‪ .14‬عدم وجود عالقة سببية بين الناتج املحلي اإلجمالي والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة‬
‫(‪.)2016-1996‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلقتراحات‬
‫على ضوء النتائج املتوصل إليها من خالل هذه الدراسة إرتأينا أن نقدم بعض من اإلقتراحات التي‬
‫نراها مناسبة‪:‬‬
‫‪ .1‬ا لعمل على دعم اإلستقرار النسبي لسعر صرف الدينار ليس فقط أمام الدوالر األمريكي ولكن أيضا‬
‫امام األورو‪ ،‬من أجل حماية العملة املحلية من تقلبات أسعار الصرف؛‬
‫‪ .2‬ضرورة اإلستمرار في التحرير التدريجي لسعر الصرف‪ ،‬وعدم اإلعتماد على اإلحتياطات الضخمة‬
‫كمبرر للتحرير الكلي‪ ،‬ذلك ألنها تخضع لتقلبات أسعار املحروقات؛‬
‫‪ .3‬العمل على القضاء على السوق املوازي؛‬
‫‪ .4‬تنظيم اإلصدار النقدي في الجزائر بما يتماش ى والقوة اإلنتاجية لإلقتصاد؛‬
‫‪ .5‬تنويع اإلقتصاد الوطني خارج قطاع املحروقات من خالل تشجيع اإلستثمار في القطاعات املنتجة؛‬
‫‪ .6‬محاولة تحقيق التوازن بين العرض النقدي والطلب عليه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬آفاق الدراسة‬
‫حاولنا من خالل هذه الدراسة معالجة هذا املوضوع في حدود اإلشكالية املطروحة وحسب‬
‫املعلومات واملعطيات املتوفرة والتي أمكن الحصول عليها‪ ،‬ومنه اليمكن إعتبار هذه الدراسة قد أحاطت‬
‫بكل جوانب املوضوع وككل أبعاده‪ ،‬ألنه تبق بعض النقا تستدعي فتح أبواب وآفاق علمية جديدة‪،‬‬
‫وبهذا الصدد نقترح عددا من املواضيع التي يمكن أن تشكل مواضيع مستقبلية‪:‬‬
‫‪ ‬إقتراح نموذج عام لدالة الطلب النقدي في الجزائر تشمل جميع العوامل اإلقتصادية املؤثرة فيها؛‬
‫‪ ‬دراسة قياسية في األجل الطويل والقصير بين الطلب النقدي وسعر الصرف في الجزائر بإستخدام‬
‫نماذج تصحيح الخطأ ‪VECM‬؛‬
‫‪ ‬دراسة قياسية مقارنة بين الطلب النقدي وسعر الصرف في الدول املغاركية بإستخدام نماذج‬
‫السالسل الزمنية املقطعية بانل‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫قائمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة املراج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع‬
‫قائمة املراجع ‪...........................................................................................................‬‬

‫الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬أحمد هني‪ ،‬العملة والنقود‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1991 ،‬‬
‫‪ .2‬إيمان عطون ناصف‪ ،‬النظرية اإلقتصادية الجزئية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪.2008 ،‬‬

‫‪ .3‬بلعزوز بن علي‪ ،‬محاظرات في النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪،‬‬


‫الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،2004 ،‬‬
‫‪ .4‬حسام علي دود‪ ،‬مبادئ اإلقتصاد الكلي‪ ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫‪ .5‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬سياسة سعر الصرف وعالقتها باملوازنة العامة للدولة‪ ،‬مكتبة النهضة‬
‫املصرية‪ ،‬القاهرة‪.1987 ،‬‬
‫‪ .6‬سعيد سامي الحالق ومحمد محمود العجلوني‪ ،‬النقود والبنوك واملصارف املركزية‪ ،‬دار‬
‫اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ .7‬شيخي محمد‪ ،‬طرق االقتصاد القياس ي محاضرات وتطبيقات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار حامد‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2012،‬‬
‫‪ .8‬صفوة عبد السالم عوض هللا‪ ،‬سعر الصرف وأثره على عالج اختالل ميزان املدفوعات‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ .9‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات اإلقتصاد الدولي‪ ،‬دار الجامعية الجديدة‪ ،‬القاهرة‪.2002 ،‬‬
‫‪ .11‬عبد الحسين جليل عبد الحسن الغالبي‪ ،‬سعر الصرف وإدارته في ظل الصدمات اإلقتصادية‬
‫(نظرية وتطبيقات)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ .11‬عبد الحسين جليل عبد الحسن الغالبي‪ ،‬سعر الصرف وإدارته في ظل الصدمات اإلقتصادية‬
‫(نظرية وتطبيقات)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ .12‬عبد القادر محمد عبد القادر‪ ،‬اإلقتصاد القياس ي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .13‬عبد املجيد قدي‪ ،‬املدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية (دراسة تحليلية تطبيقية)‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬

‫‪110‬‬
‫قائمة املراجع ‪...........................................................................................................‬‬

‫‪ .14‬عبد املنعم مبارك وآخرون‪ ،‬إقتصاديات النقود والصيرفة والتجارة الدولية‪ ،‬الدار الجامعية‬
‫للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ .15‬عبد علي الزيود ‪ ،‬الطلب على النقود في األردن بإستخدام نموذج التكامل املشترك ونموذج‬
‫تصحيح الخطأ‪ ،‬دراسات العلوم اإلدارية‪ ،‬املجلد‪ ،37‬العدد‪.2010 ،2‬‬
‫‪ .16‬فاروق تشام‪ ،‬أهمية اإلصالحات املصرفية واملالية في تحسين أداء اإلقتصاد‪ ،‬جامعة وهران‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ .17‬لحلو موس ى بوخاري‪ ،‬سياسة الصرف األجنبي وعالقتها بالسياسة النقدية‪ ،‬مكتبة الحسن‬
‫العصرية للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬لبنان‪.2010 ،‬‬
‫‪ .18‬محمد حميدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدي‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1996،‬‬
‫‪ .19‬محمد عزت عزالن‪ ،‬إقتصاديات النقود واملصارف‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية –‬
‫بيروت‪.2002 ،-‬‬
‫‪ .21‬محمد كمال الحمزاوي‪ ،‬سوق الصرف األجنبي‪ ،‬منشأة املعارف اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬
‫‪ .21‬مروان عطون‪ ،‬أسعار صرف العمالت (أزمات العمالت في العالقات النقدية)‪ ،‬دار الهدى‬
‫الطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة النشر مجهولة‪.‬‬
‫‪ .22‬منير إبراهيم هندي‪ ،‬الفكر الحديث في إدارة املخاطر (الهندسة املالية بإستخدام التوريق و‬
‫املشتقات)‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.2003 ،‬‬
‫‪ .23‬موس ى سعيد مطر‪ ،‬شقري نوري موس ى وياسر املومني‪ ،‬املالية الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫الصفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬
‫‪ .24‬ناصر دادي عدون و اخرون‪ ،‬مراقبة التسيير في املؤسسة االقتصادية (حالة بنوك)‪ ،‬د ط‪،‬‬
‫دار املحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .25‬ناظم محمج نور الشمري‪ ،‬النقود واملصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.2007 ،‬‬

‫الرسائل واملذكرات الجامعية‪:‬‬

‫‪ .1‬بزاوية محمد‪ ،‬الطلب على النقود دراسة قياسية‪ ،‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه دولة في‬
‫العلوم اإلقتصادية‪ ،‬تخصص نقود‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2010_2009 ،‬‬

‫‪111‬‬
‫قائمة املراجع ‪...........................................................................................................‬‬

‫‪ .2‬بن قدور علي‪ ،‬دراسة قياسية لسعر الصرف الحقيقي التوازني في الجزائر( ‪،)2111_1971‬‬
‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم‪ ،‬تخصص تسيير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‪.2013_2012 ،‬‬
‫‪ .3‬بن لدغم فتحي‪ ،‬ميكانيزمات انتقال السياسة النقدية في االقتصاد الجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫ّ‬
‫شهادة الدكتوراه‪ ،‬تخصص‪ :‬نقود‪ ،‬بنوك ومالية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2012-2011 ،‬‬
‫‪ .4‬بوبكر مصطفى‪ ،‬محاولة تقييم تنافسية الجهاز املصرفي الجزائري في الفترة ‪،2116_1995‬‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬فرع نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2010-2009 ،3‬‬
‫‪ .5‬جبوري محمد‪ ،‬تأثير أنظمة أسعار الصرف على التضخم و النمو اإلقتصادي‪ :‬دراسة نظرية‬
‫وقياسية بإستخدام بيانات بانل‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه في‬
‫العلوم اإلقتصادية ‪ ،‬تخصص‪ :‬نقود‪ ،‬بنوك ومالية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2013_2012 ،‬‬
‫‪ .6‬حجلية قمري‪ ،‬تطور أداء وكفاءة الجهاز املصرفي الجزائري في مواجهة املتغيرات اإلقتصادية‬
‫العاملية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬فرع نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2005-2004 ،‬‬
‫‪ .7‬شافية بن عيس ى‪ ،‬أثر وتحديات اإلنظمام للمنظمة العاملية للتجارة على القطاع املصرفي‬
‫الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية والتجاربة‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬قسم التسيير‪ ،‬تخصص نقود ومالية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2011-2010 ،3‬‬
‫‪ .8‬صالح مفتاح‪ ،‬النقود والسياسة النقدية‪ ،‬أطروحة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫تخصص علوم اقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2003-2002 ،‬‬
‫‪ .9‬عزيبي زهرة‪ ،‬نماذج أشعة االنحدار الذاتي وتطبيقات ‪ ،is-Im‬رسالة لنيل شهادة املاجستير‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2001،‬‬
‫‪ .11‬فريد بن جريبيح‪ ،‬حوكمة املصارف ودورها في تعزيز القدرة التنافسية للبنوك الجزائرية‪،‬‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في علوم التسيير‪ ،‬تخصص مالية ومحاسبة‪ ،‬جامعة عمار‬
‫ثليجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬الجزائر‪.2013_2012،‬‬
‫‪ .11‬فوزي شوق‪ ،‬التحليل النظري والكمي لظاهرة البطالة في الجزائر خالل الفترة ‪،2116-1991‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة أم البواقي‪.2009/2008 ،‬‬

‫‪112‬‬
‫قائمة املراجع ‪...........................................................................................................‬‬

‫‪ .12‬محمد البشير بن عمر‪ ،‬دراسة أثر بعض التغيرات املالية و اإلقتصادية على أسعار األسهم‬
‫(حالة بورصة األردن)‪ ،‬مذكرة مقدمة لإلستكمال متطلبات شهادة املاجستير في علوم‬
‫التسيير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.2010_2009 ،‬‬
‫‪ .13‬محمد فودوا‪ ،‬السياسة النقدية في ظل إقتصاديات العوملة وأهم اإلصالحات من أجل‬
‫مسايرة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ملاجستير في العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬فرع النقود واملالية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.2006 _2005 ،‬‬

‫الدوريات واملجالت‪:‬‬

‫‪ .1‬بلعزوز بن علي وعبد العزيز طيبة‪ ،‬السياسة النقدية واستهداف التضخم في الجزائر خالل‬
‫الفترة ‪ ،2116-1991‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬العدد ‪،41‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ .2‬بوعتروس عبد الحق وقارة مالك‪ ،‬آثار تغيير سعر صرف األورو مقابل الدوالر األمريكي على‬
‫اإلقتصاد الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬العدد‪ ،27‬جوان ‪.2007‬‬

‫‪ .3‬خالدي خديجة‪ ،‬أثر اإلنفتاح التجاري على اإلقتصاد الجزائري‪ ،‬مجلة إقتصاديات شمال‬
‫إفريقيا‪ ،‬العدد‪.2‬‬
‫‪ .4‬عبد العزيز طيبة‪ ،‬فعالية بنك الجزائر في تعقيم تراكم احتياطات الصرف األجنبي خالل‬
‫الفترة ‪ ،2111-2111‬األكاديمية للدراسات االجتماعية واالنسانية‪ ،‬قسم العلوم االقتصادية‬
‫والقانونية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬جوان ‪.2014‬‬
‫‪ .5‬فضل رايس‪ ،‬مقال‪ :‬التحوالت النقدية في الجزائر خالل الفترة (‪ ،)2113_1995‬مجلة الباحث‬
‫العدد ‪.2012/10‬‬

‫‪ .6‬قص ي الجابري‪ ،‬رصيد التغيرات في الطلب على النقود خالل األزمات بإستخدام نماذج‬
‫التكامل املشترك‪ ،‬مجلة اإلدارة واإلقتصاد‪ ،‬العدد الثمانون ‪.2010‬‬
‫‪ .7‬م‪.‬م‪.‬صباح نوري عباس‪ ،‬أثر التضخم على سعر الصرف التوازني بالدينار العراقي للمدة‬
‫‪( 2115_1991‬بحث تطبيقي)‪ ،‬كلية بغداد للعلوم اإلقتصادية‪ ،‬معهد اإلدارة‪ /‬الرصافة‪ ،‬العدد‬
‫السابع عشر أيار‪.2008‬‬

‫‪113‬‬
‫قائمة املراجع ‪...........................................................................................................‬‬

‫‪ .8‬محمد راتول‪ ،‬الدينار الجزائري بين نظرية أسلوب املرونات وإعادة التقويم‪ ،‬مجلة‬
‫إقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الرابع‪.2006 ،‬‬

‫التقارير والقوانين واملراسيم والقرارات‬

‫‪ .1‬األمر رقم ‪ 04-10‬املؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2010‬املتعلق بالنقد والقرض‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،50‬السنة السابعة واألربعون‪ 01 ،‬سبتمبر ‪.2010‬‬
‫‪ .2‬بنك الجزائر‪ ،‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬التقريرالسنوي ‪ ،2013‬نوفمبر ‪.2014‬‬
‫‪ .3‬بنك الجزائر‪ ،‬التطور االقتصادي والنقدي للجزائر‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2008‬سبتمبر ‪.2009‬‬
‫‪ .4‬بنك الجزائر‪ ،‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬رقم ‪ ،34‬جوان‪.2016‬‬
‫‪ .5‬بنك الجزائر‪،‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬رقم ‪ ،09‬ديسمبر ‪.2009‬‬
‫‪ .6‬بنك الجزائر‪،‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬رقم ‪ ،25‬مارس ‪.2014‬‬
‫‪ .7‬بنك الجزائر‪،‬النشرة اإلحصائية الثالثية‪ ،‬رقم ‪ ،32‬ديسمبر ‪.2015‬‬
‫‪ .8‬صندوق النقد العربي‪ ،‬نشرة اإلحصاءات االقتصادية للدول العربية‪ ،‬العدد ‪.2011 ،31‬‬

‫‪ .9‬املادة ‪ 41‬من األمر ‪.11-13‬‬

‫‪ .11‬محمد لكصاس ي‪ ،‬التطورات االقتصادية والنقدية لسنة ‪ ،2112‬تدخل أمام املجلس الشعبي‬
‫الوطني‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديسمبر ‪.2013‬‬

‫‪ .11‬محمد لكصاس ي‪ ،‬الوضعية النقدية وسير السياسة النقدية في الجزائر‪ ،‬صندوق النقد‬
‫العربي‪ ،‬أبو ظبي‪.2004 ،‬‬

‫‪ .12‬محمد لكصاس ي‪ ،‬وضعية االقتصاد العاملي وتطور االقتصاد الكلي في الجزائر‪ ،‬تدخل أمام‬
‫املجلس الشعبي الوطني‪ ،‬أكتوبر ‪.2013‬‬

‫‪ .13‬املواد‪ ،72 ،71 ،70 ، 69 .22 .20 .19 :‬من قانون النقد والقرض‪.‬‬

‫‪114‬‬
........................................................................................................... ‫قائمة املراجع‬

:‫امللتقيات و الندوات العلمية‬

‫ بحث مقدم للملتقى الوطني‬،‫ مشكلة فائض السيولة لدى البنوك التجارية‬،‫ سليمان ناصر‬.1
‫ إشكالية استعمال السيولة النقدية في املعامالت التجارية وانعكاساتها على الخدمات‬:‫حول‬
.2014 ‫ فيفري‬،‫ جامعة سيدي بلعباس‬،‫املصرفية الجزائرية‬

:‫املقاالت‬

‫ سياسة سعر الصرف في الجزائر ( نمذجة قياسية للدينار‬،‫ شعيب بونوة و خياط رحيمة‬.1
.2012-2011 ،‫ جامعة شلف‬،‫ األكاديمية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانبة‬،)‫الجزائري‬

:‫املراجع باللغة األجنبية‬

1. Bank of Algeria: Media Bank. N : 46. Mars 2000.

2. Banque d’Algérie, Rapport 2013.

3. Banque d’Algérie, Bulletin Statistique Trimestriel, no 01, septembre 2007.


4. Banque d’Algérie, Bulletin statistique trimestriel, no 29, JUIN 201 7.

5. Banque d’Algérie, Evolution Economique et Monétaire en Algérie, Rapport 2002,


octobre 2003.

6. Banque d’Algérie, Evolution Economique et Monétaire en Algérie, Rapport 2009,


juillet 2010.

7. Banque d’Algérie, Evolution économique et monétaire en Algérie, rapport 2008,


juin 2009.

8. Bulletin Statistiques de la Banque d’Algérie, Statistiques monétaires 1964-2005 et


Statistiques de la balance des paiements 1992-2005, hors série, juin 2006.

115
........................................................................................................... ‫قائمة املراجع‬

9. Frederik Mishkin, Monnaie, banque et marchés financiers, Pearson Education


France, 8éme édition, 2007.

10. Jean Bourget, Arcangelo figlinzzi, Monnaies et systèmes monétaires, Bréal, 9éme
édition, 2002.

11. Michel Lelart, Thierry Montilien, Régimes de change et développement, de Boeck


& Larcier s.a, 2005.

12. Office Nationale Des Statistiques, Annuaire Statistique de l’Algérie, édition 2014,
résultats 2010/2012, volume n° 30.

13. office Nationale Des Statistiques, L’Algérie En Quelque Chiffres, édition 2001,
résultats 2000, n° 31.

14. Régis Bourbonnais, Econométrie, 3ème édition, Dunod, Paris,2000.

:‫املواقع اإللكترونية‬

..www.albankaldawali.org :)‫ ( مؤشرات التنمية العاملية‬:‫ موقع البنك الدولي‬.1


.www.ONS.dz :‫ موقع الديوان الوطني لإلحصائيات‬.2

116
‫ملخص بالعربية واالنجليزية‬
‫قياس وتحليل أثر سعر الصرف على الطلب النقدي في الجزائر‬
2016-1996 ‫للفترة‬
‫ملخص‬
‫ كون أن الطلب‬،‫تأتي أهمية دراسة العالقة السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر‬
‫هذه العالقة كانت‬،‫على النقود زاد خالل فترة الدراسة وسعر صرف الدينار مقابل العمالت االجنبية غير مستقر‬
‫ جانب نظري تم من خالله عرض مختلف املفاهيم األساسية املتعلقة‬،‫محل بحثنا حيث تمت معالجتها من جانبين‬
‫ معدل‬،‫ الناتج املحلي االجمالي‬،‫ معدل إعادة الخصم‬،‫الطلب على النقود‬،‫بمتغيرات الدراسة (سعر الصرف‬
‫ إضافة إلى ذلك أن منطق التحليل يملي علينا ونحن نبحث في هذه العالقة أن نتعرض ألهم املدارس‬،)‫التضخم‬
‫ كما تم تحليل تطور هذه املتغيرات في‬،‫االقتصادية التي اهتمت بتفسير كل من سعر الصرف والطلب على النقود‬
.‫الجزائر خالل فترة الدراسة‬
‫إضافة للجانب النظري زودنا دراستنا بدراسة قياسية إستطعنا من خاللها التوصل إلى أن الطلب على‬
‫النقود في الجزائر يتأثر بالتغيرات التي تحدث في سعر الصرف ومعدل إعادة الخصم ومعدل التضخم وذلك من‬
.)EVIEWS8( ‫خالل نتائج تقدير املعادلة االنحدارية املحصل عليها بالعتماد على مخرجات برمجية‬
‫ الناتج املحلي‬،‫ معدل إعادة الخصم‬،‫ الطلب على النقود‬،‫ سعر الصرف‬:‫الكلمات املفتاحية‬
.‫ معدل التضخم‬،‫االجمالي‬
Summary :
This research sheds the light on the importance of studying the impact and the causal
relationship between the exchange rate and the money demand in Algeria which is due to the
money demand increase and the instability if the exchange rate of the Dinar against foreign
currencies during the period of the study. This relationship has been the subject of our research
and it has addressed at two different levels. At the theoretical level, the various basic concepts
related to the study variables such as the exchange rate, the money demand, the discount rate,
the gross domestic product and the inflation rate were presented in addition to the most
important schools of economy that have been interested in the interpretation of both the
exchange rate the money demand. The evolution of these variables in Algeria was also analyzed
during the period of the study.
In addition to the theoretical aspects mentioned above, the research was provided with
a standard measurement study which enabled us to find that the demand for money in Algeria is
influenced by the changes in the exchange rate, the discount rate and the rate of inflation. This
is obtained from the results estimated by the regression equation derived from the
(EVIEWS8).
Keywords: Rate of exchange, Money demand, Re-discount rate, Inflation rate, The
gross domestic product.

You might also like