Professional Documents
Culture Documents
الشعبيـــة
وزارة التـعليـــــــم العـــالــــــي والبـحـــث
الـعلـــمــــــي
جامعة أم البواقي
كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير
رقم التسجيل:
اللجنة المناقشة
يشرفني أن أتقدم بالشكر الجزيل والثناء الخالص والتقدير إلى نبع العون ،إلى من وجنهي دون وهن،
إلى من زودني بكل شحن ،إلى أستاذي الفاضل فوزي شوق املشرف على هذه املذكرة ،الذي صخر
وقته وجهده في متابعة هذا البحث من أوله آلخره فكانت توجيهاته القيمة ومالحظاته النيرة حافزا
وسندا قويا على إتمام هذا البحث .لك مني الشكر الجزيل وخالص االحترام والتقدير ودمت الشعاع
املنير جزاك هللا عنا كل خير.
كما أتقدم بالشكر الخاص إلى كل من أشعل شمعة في دروب عملنا وإلى من وقف على املنابر وأعطى
من حصيلة فكره لينير دربنا ،إلى أساتذة كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير.
وفي األخير أزف عبارات الشكر والعرفان إلى كل من ساعدني في إتمام هذا العمل املتواضع ولو بكلمة
طيبة وابتسامة صادقة.
خولة
إلهي اليطيب الليل إال بشكرك ...وال يطيب النهار إال بطاعتك ...وال تطيب اللحظات إال بذكرك ...وال
تطيب اآلخرة إال بعفوك ...وال تطيب الجنة إال برؤيتك هللا جل جالله
فالحمد هلل الذي أعانني على إنجاز هذا العمل املتواضع الذي أهديه:
إلى من ركع العطاء أمام قدميها ...وأعطتنا من دمها وروحها وعمرها حبا ...وتصميما ودفعا لغد أجمل
إلى مالكي في الحياة ...إلى الغالية التي ال ارى األمل إال من عينيها أمي ثم أمي ثم أمي
إليك أيتها الحبيبة أهديك ثمرة جهدك قبل أن تكون جهدي
إلى من كلله هللا بالهبة والوقار ...إلى من علمني العطاء بدون إنتظار ...إلى من أحمل إسمه بكل إفتخار
إلى منارة البيت سندي وقوتي ...ستبقى كلماتك نجوم أهتدي بها اليوم وفي الغد وإلى األبد
إليك والدي العزيز أطال هللا عمرك
إلى من أرى التفاؤل بعينيهم ...والسعادة في ضحكتهم ...إلى الوجوه املفعمة بالبراءة ...إلى بمحبتهم
أزهرت أيامي :إخوتي األعزاء " :زين الدين ،عماد ،عبد النور وفقه هللا لنيل شهادة التعليم املتوسط"
إلى زهرات النرجس ...إلى القلوب الطاهرة الرقيقة والنفوس البريئة
إلى أختاي :األستاذة "هند" والدلوعة "بثينة" وفقها هللا لنيل شهادة البكالوريا.
إلى فراشات العائلة "سجود ،قدر ،جوري" و الكتكوت " محمد سراج"
إلى من شجعني و نصحني وكان معي في كل املواقف
زوجي "رشيد"
إلى األخوات اللواتي لم تلدهن أمي ،إلى من تحلو باإلخاء وتميزوا بالوفاء والعطاء إلى ينابيع الصدق:
منال ،إيمان ،رتيبة ،أحالم ،وسام.
إلى من كان معي على طريق النجاح والخير ،إلى شعلة الذكاء والنور ،أستاذي وقدوتي في الحياة :شوق
فوزي.
إلى كل من زرع التفاؤل في دربي ،إلى كل من قدموا لي املساعدات ،التسهيالت ،األفكار واملعلومات،
إلى كل زمالئي وزميالتي في جميع أطوار الدراسة.
خولة
فه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس املحتـ ـ ـ ـ ـ ــوي ـ ـ ـ ـ ــات
فهرس املحتوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات
I
فهرس املحتوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات
II
فهرس املحتوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات
66 الفرع الثاني :تطور مقابالت الكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة (....................)2016-1996
70 املبحث الثالث :سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ()2016-1996
70 املطلب األول :خصائص اإلقتصاد الجزائري....................................................................
72 املطلب الثاني :سياسة الصرف في الجزائر.......................................................................
72 الفرع األول :ملحة عن سعر صرف الدينار الجزائري قبل .....................................................1990
74 الفرع الثاني :ملحة عن سعر صرف الدينار الجزائري بعد ....................................................1990
76 املطلب الثالث :أسباب إختالل الدينار الجزائري..............................................................
76 الفرع األول :األسباب الداخلية إلختالل الدينار الجزائري...............................................................
77 الفرع الثاني :األسباب الخارجية إلختالل الدينار الجزائري.............................................................
78 خالصة.........................................................................................................................
104-80 الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر
للفتر ة 2016-1996
80 تمهيد............................................................................................................................
81 املبحث األول :التأصيل النظري لألساليب واإلختبارات القياسية املستخدمة
81 املطلب األول :السببية وأنواعها.....................................................................................
81 الفرع األول :تعريف السببية.............................................................................................................
82 الفرع الثاني :أنواع السببية ..............................................................................................................
82 املطلب الثاني :أهم االختبارات اإلحصائية ......................................................................
83 الفرع األول :معامل التحديد........................................................................................................ R2
84 الفرع الثاني :إختبار إحصائية ستودينت (........................ ...............................) Test de Student
85 الفرع الثالث :إختبار إحصائية فيشر (..................................................................)Test de Fisher
86 املطلب الثالث :أهم االختبارات القياسية لصالحية النموذج.............................................
86 الفرع األول :إختبار ........................................................................................ )Test Arch( ARCH
87 الفرع الثاني :إختبار اإلمتداد الخطي (...........................................................)Multi colinéarité
87 الفرع الثالث :إختبار اكتشاف عدم ثبات تباين حد الخطأ............................................................
88 الفرع الرابع :إختبارات التوزيع الطبيعي (....................................................)Tests de normalité
89 املبحث الثاني :قياس وتحليل العالقة بين سعر الصرف والطلب على في الجزائر للفترة
2016-1996
89 املطلب األول :إختبار التأخر الزمني والسببية.................................................................
III
فهرس املحتوي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات
IV
فهرس الجداول واألشكال البيانية
فهرس الجداول واألشكال البيانية
ا
أول:فهرس الجداول
رقم
الصفحة عنوان الجدول
الجدول
11 املقارنة بين نظام الصرف الثابت ونظام الصرف املرن.................................................... ()1-1
52 تطور معدالت إعادة الخصم في الجزائر خالل الفترة (.............................)2016-1996 ()1-2
54 تطور االحتياطي اإللزامي في الجزائر للفترة (..............................................)2016-2001 ()2-2
57 الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (..............................................)2016-1996 ()3-2
61 تطور سعر صرف الدينار مقارنة مع الدوالر في الفترة خالل الفترة (.....)2016-1996 ()4-2
63 تطور الكتلة النقدية خالل الفترة (............................................................)2016-1996 ()5-2
67 تطور مقابالت الكتلة النقدية خالل الفترة (.............................................)2016-1996 ()6-2
71 هيكل املديونية الجزائرية املتوسطة والطويلة املدى حسب عمالت التقويم................. ()7-2
90 بيانات متغيرات الدراسة خالل الفترة (......................................................)1996-2016 ()1-3
91 إختبار التأخر الزمني األمثل بين متغيرات الدراسة............................................................ ()2-3
92 نتائج إختبار سببية جرانجر بين متغيرات الدراسة........................................................... ()3-3
94 نتائج تقدير نموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ...................2016-1996 ()4-3
95 نتائج إختبار ستودينت لنموذج الدراسة...................................................................................... ()5-3
نتائج إختبار توصيف نموذج الطلب على النقود في الجزائر للفترة 2016-1996
97 ()6-3
(.................................................................................................................)Ramsey test
نتائج إختبار بريتش قودفي للرتباط الذاتي لألخطاء من الدرجة األولى لنموذج الطلب
98 ()7-3
على النقود في الجزائر للفترة ........................................................................2016-1996
99 نتائج إختبار ( )ARCHلنموذج الطلب على النقود في الجزائر للفترة ........2016-1996 ()8-3
VIII
فهرس الجداول واألشكال البيانية
ا
ثانيا :فهرس األشكال البيانية
رقم
الصفحة عنوان الشكل
الشكل
21 التوازن في السوق النقدي.............................................................................................................. ()1-1
23 منحنى ...............................................................................................................................................IS ()2-1
24 التوازن العام لنموذج).......................................................................................(IS_LM ()3-1
58 تطور الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (..................................)2016-1996 ()1-2
59 تطور التضخم في الجزائر خالل الفترة (....................................................)2016-1996 ()2-2
61 تطور سعر صرف الدينار مقارنة مع الدوالر في الفترة (.............................)2016-1996 ()3-2
64 تطور الكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة (..........................................)2016-1996 ()4-2
68 تطور مقابالت الكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة ( .........................)2016_1996 ()5-2
إختبار التوزيع الطبيعي لنموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة -1996
100 ()1-3
................................................................................................................................... .2016
إختبار إستقرارية املعلمات لنموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة
101 ()2-3
........................................................................................................................ 2016-1996
IX
املقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة
املقدمة
...................................إدارة الموارد البشرية من منظور اقتصاد المعر الفصل األول
يعتبر موضوع النقود والطلب عليها من املواضيع التي مازالت تثير الجدل الكبير لدى الباحثين في
هذا املجال ،حيث نجد أنه من أهداف السياسة النقدية تنظيم تداول النقود وفق قواعد وأسس علمية،
ألن عدم التحكم في الكتلة النقدية ينجر عنها آثار سلبية على اإلقتصاد ،كما يعتبر سعر صرف العملة
املحلية مقابل العمالت األجنبية مقياس هام ملعرفة واقع السياسة النقدية املنتهجة في أي دولة ،وبما أن
النقود تطلب ملدى قدرتها الشرائية فإن الطلب عليها يتأثر بمجموعة من العوامل اإلقتصادية.
هناك عدة نظريات تناولت موضوع الطلب على النقود وترجع عادة إلى مدرستين أساسيتين:
املدرسة الكينزية واملدرسة النقدية بحيث يركز أتباع املدرسة األولى على شرح الدوافع التي تخلق الطلب
على النقد ،وبينما يطبق أتباع املدرسة الثانية من جهة أخرى النظرية العامة للطلب والتوازن الكلي .كما
تبرز أهمية تقدير دالة الطلب على النقود وفهم العالقة بينه وبين املتغيرات املؤثرة فيه .ومن بين ما
أفرزته النظرية اإلقتصادية من تأثير متغيرات إقتصادية على أخرى نجد أن العوامل املؤثرة في الطلب
عللى النقود لها تأثير على سعر صرف عملة أي دولة ،لكن تختلف درجة التأثير من دولة إلى أخرى حسب
العوامل املؤثرة في الطلب على النقود الخاصة بتلك الدولة.
وتعتبر الجزائر من بين الدول التي عرفت منذ سنة 1990مرحلة جديدة إتضحت فيها معالم
اإلقتصاد الجديد الذي تتجه الجزائر نحوه ،ويعتبر قانون النقد والقرض 90/10أهم نقطة تحول عرفتها
فبما يخص مسار السياسة النقدية ،حيث نظم الصرف حركة رؤوس األموال عن طريق البنك املركزي
الذي إستعاد كامل صالحياته يتولى مهمتين أساسيتين ،أولها مهمة الرقابة على الصرف وثانيها السهر على
تحقيق اإلستقرار الداخلي والخارجي للنقد عن طريق تنظيم ،ومراقبة الحركة النقدية.
ونظرا لطبيعة بحثنا إرتأينا أن نستعين إلى جانب التحليل اإلقتصادي ملتغيرات الدراسة في الجزائر
بالتحليل القياس ي وذلك من خالل قياس وتحليل العالقة الديناميكية التي تربط بين سعر الصرف
والطلب على النقود في الجزائر خالل فترة ( )2016-1996في ظل وجود متغيرات ضابطة :معدل إعادة
الخصم ،الناتج املحلي اإلجمالي ،معدل التضخم من خالل اإلعتماد على األساليب اإلحصائية والقياسية
املناسبة.
أوال :إشكالية الدراسة
نتيجة تحسن الظروف اإلقتصادية للجزائر من خالل تنفيذ ثالثة برامج تنموية ضخمة ،كان
تمويلها ناتج عن زيادة مداخيل الجباية البترولية األمر الذي أدى إلى نشاط اإلقتصاد الجزائري إنجر عنه
الزيادة في الطلب على النقود لتسوية املعامالت بمختلف أنواعها ،كما أن سعر صرف الدينار الجزائري كان
غير مستقر أمام العمالت األجنبية.
أ
املقدمة
...................................إدارة الموارد البشرية من منظور اقتصاد المعر الفصل األول
هذا الطرح يقودنا إلى السؤال الرئيس ي التالي :هل يمكن بناء نموذج يعكس العالقة بين سعر الصرف
والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ( )2016-1996في ظل وجود متغيرات ضابطة ( معدل
إعادة الخصم ،الناتج املحلي اإلجمالي ،معدل التضخم)؟
لتسهيل حل التساؤل الرئيس ي ،قمنا بتجزئته إلى التساؤالت الفرعية التالية:
.1هل هناك عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر
خالل الفترة ()2016-1996؟
.2هل هناك عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر إيجابي بين الناتج املحلي اإلجمالي والطلب على النقود
في الجزائر خالل الفترة ()2016-1996؟
.3هل هناك عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي بين معدل إعادة الخصم والطلب على النقود في
الجزائر خالل الفترة ()2016-1996؟
.4هل هناك عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر إيجابي بين معدل التضخم والطلب على النقود في
الجزائر خالل الفترة ()2016-1996؟
ثانيا:فرضيات الدراسة:
ً
على ضوء ماتم طرحه من سؤال رئيس ي وتساؤالت فرعية حول الدراسة وأمال في بتحقيق أهدافها
إنطلقنا من فرضية رئيسية وفرضيات فرعية:
الفرضية الرئيسية :يمكن بناء نموذج يعكس العالقة بين سعر الصرف والطلب على النقود في
الجزائر خالل الفترة ( )2016-1996في ظل وجود متغيرات ضابطة ( معدل إعادة الخصم ،الناتج
املحلي اإلجمالي ،معدل التضخم).
الفرضيات الفرعية:
.1وجود عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر
خالل الفترة ()2016-1996؛
.2وجود عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر موجب بين الناتج املحلي اإلجمالي والطلب على النقود في
الجزائر خالل الفترة ()2016-1996؛
.3وجود عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي بين معدل إعادة الخصم والطلب على النقود في
الجزائر خالل الفترة ()2016-1996؛
.4هناك عالقة سببية في إتجاه واحد وأثر موجب بين معدل التضخم والطلب على النقود في الجزائر
خالل الفترة (.)2016-1996
ب
املقدمة
...................................إدارة الموارد البشرية من منظور اقتصاد المعر الفصل األول
ج
املقدمة
...................................إدارة الموارد البشرية من منظور اقتصاد المعر الفصل األول
د
املقدمة
...................................إدارة الموارد البشرية من منظور اقتصاد المعر الفصل األول
.1دراسة ل :جمعي سميرة ،دراسة قياسية إلستقرارية دالة الطلب على النقود في الجزائر خالل
الفترة ( ،)2014-1970مجلة املالية واألسواق ،املجلد ،3العدد ،5جامعة مستغانم،
1سبتمبر .2016ومن أهم النتائج التي توصلت لها هذه الدراسة مايلي:
الطلب على النقود في الجزائر يتكامل تكامال متزامنا مع املحددات النقدية املستخدمة في
الدراسة التطبيقية (سعر الصرف اإلسمي ،الناتج الداخلي الخام ،سعر إعادة الخصم،
نسبة التضخم)؛
السياسة النقدية التوسعية املعتمدة من طرف السلطات النقدية أثرت على هيكل الطلب
على النقود في الجزائر؛
هيكل الطلب على النقود في الجزائر قد شهد تحول هيكلي في سنة 2002بفعل التوسع
النقدي في تلك الفترة.
.2دراسة ل :غفران حاتم وميس رعد عبد الصاحب ،قياس إستقرارية دالة الطلب على النقود
وإنعكاساتها على سعر صرف الدينار العراقي للمدة ،2013-1991مجلة العلوم اإلقتصادية
واإلدارية ،املجلد ،23العدد ،97العراق .2017ومن أهم النتائج التي توصلت لها هذه الدراسة
مايلي:
توصلت النتائج اإلحائية إلختبار التكامل املشترك إلى عدم وجود عالقة تنازلية طويلة
أألجل بين الطلب على النقود وسعر صرف الدينار العراقي؛
أوضحت نتائج إختبار السببية أن هناك عالقة عكسية بإتجاه واحد من الطلب على
النقود إلى سعر الصرف وال توجد عالقة سببية من سعر الصرف إلى الطلب على النقود.
تاسعا :هيكل الدراسة
بغية اإلجابة على اإلشكالية املطروحة والفرضيات املوضوعة من خاللها وتحقيق أهداف الدراسة،
تم تقسيم املوضوع بعد املقدمة إلى ثالث فصول كما هو مبين أدناه:
الفصل األول :تضمن الطرح النظري لسعر الصرف والطلب على النقود؛ حيث تم تقسيم هذا الفصل
إلى ثالثة مباحث ،تناول األول مدخل مفاهيمي لسعر الصرف ،أما املبحث الثاني فتناول اإلطار املفاهيمي
للطلب على النقود ،أما املبحث الثالث فتناولنا من خالله إلى النظريات املفسرة لسعر الصرف والطلب
على النقود.
الفصل الثاني :تضمن تحليل تطور الطلب على النقود وسعر الصرف في الجزائر خالل الفترة (-1996
،)2016حيث تم تقسيم هذا الفصل إلى ثالثة مباحث ،حيث تناولنا في املبحث األول واقع السياسة
ه
املقدمة
...................................إدارة الموارد البشرية من منظور اقتصاد المعر الفصل األول
النقدية في الجزائر خالل الفترة ( ،)2016-1996أما املبحث الثاني فتطرقنا إلى الطلب على النقود
والكتلة النقدية في الجزائر للفترة ( ،)2016-1996أما املبحث الثالث فتناولنا سعر الصرف في الجزائر
خالل الفترة (.)2016-1996
الفصل الثالث :تناولنا من خالله إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في
الجزائر للفتر ة 2016-1996حيث تم تقسيم هذا الفصل منهجيا إلى مبحثين ،تناولنا في املبحث األول
التأصيل النظري لألساليب واإلختبارات القياسية املستخدمة ،أما املبحث الثاني تطرقنا من خالله إلى
قياس وتحليل العالقة بين سعر الصرف والطلب على في الجزائر للفترة .2016-1996
في األخير ختمنا هذه الدراسة ككل الدراسات بخاتمة تتضمن أهم النتائج املتوصل إليها ،وعلى
إثرها تم وضع مجموعة من اإلقتراحات نراها مناسبة ،وبغية فتح باب البحث من جديد قمنا بطرح آفاق
الدراسة.
و
الفصل األول :اإلطار النظري لسعر الصرف والطلب على النقود
تمهيد
املبحث األول :مدخل مفاهيمي لسعر الصرف
املبحث الثاني :اإلطار املفاهيمي للطلب على النقود
املبحث الثالث :النظريات املفسرة لسعر الصرف والطلب على النقود
خالصة
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
تمهيد
تعتبر النقود أداة للتداول وتحظى بالقبول العام داخل البلد الواحد ،أما في حالة املعامالت
اإلقتصادية مع الخارج فإن الوضع يختلف تماما ،بحكم أن هذا التبادل يتطلب نوعا من املقارنة بين
عملتين على األقل لتحديد السعر الذي يبنى عليه التعامل ويطلق عليه سعر الصرف ،وبحكم أن هذا
األخير يتم على أساسه تسوية كل املعامالت اإلقتصادية واملالية التي تتم بين املقيمين وغير املقيمين ،األمر
الذي يجعله يعيش تقلبات حادة بسبب عوامل العرض والطلب على العملة الوطنية التي تشكلها هذه
املعامالت ،والتطور النقدي يمثل أحد ميادين اإلستجابة اإلنسانية للتحديات حيث تطورت النظم
النقدية من سلعية إلى إئتمانية،أي من نقود تمثل قيمتها السلعية جزءا من قيمتها النقدية إلى نقود ال
تمثل قيمتها السلعية أهمية في تحديد قيمتها النقدية سواءا كانت أوراقا نقدية تصدرها البنوك املركزية أو
حسابات جارية في دفاتر بنك تجاري .لذا يبقى أمام السلطات النقدية مسؤولية تجسيد آليات وإجراءات
تتحكم في قيمة العملة الوطنية ،قصد جعل هذه األخيرة تلعب دورا مهما في أن تكون سندا للقرارات
اإلقتصادية وعامال مساهما في توجيه وضعية العديد من املتغيرات اإلقتصادية الكلية والجزئية بطريقة
مباشرة أو غير مباشرة إلى اإلتجاه املرغوب .ومن أجل اإلملام بهذا الفصل تم تقسيمه إلى ثالث مباحث
أساسية وهي:
املبحث األول :مدخل مفاهيمي لسعر الصرف؛
املبحث الثاني :اإلطار املفاهيمي للطلب على النقود؛
املبحث الثالث :النظريات املفسرة لسعر الصرف والطلب على النقود.
2
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
-1بن قدور علي ،في دراسة قياسية لسعر الصرف الحقيقي التوازني في الجزائر( ،)2010_1970أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه
العلوم ،تخصص تسيير ،كلية العلوم اإلقتصادية التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان ،2013_2012 ،ص.14 :
-2م.م.صباح نوري عباس ،أثر التضخم على سعر الصرف التوازني بالدينار العراقي للمدة ( 2005_1990بحث تطبيقي) ،كلية بغداد
للعلوم اإلقتصادية ،معهد اإلدارة /الرصافة ،العدد السابع عشر أيار،2008ص.64:
-3لحلو موس ى بوخاري ،سياسة الصرف األجنبي وعالقتها بالسياسة النقدية ،مكتبة الحسن العصرية للطباعة و النشر و التوزيع ،لبنان،
،2010ص.120:
3
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
وهو بهذا يجسد أداة الربط بين اإلقتصاد املحلي وباقي اإلقتصاديات وهو باإلضافة إلى ذلك يربط بين
أسعار السلع في اإلقتصاد املحلي وأسعارها في السوق العاملية ،فالسعر املحلي للسلعة والسعر العالمي
مرتبطان من خالل سعر الصرف.
الفرع الثاني :صيغ سعر الصرف
كون سعر الصرف هو عملة من العمالت ويتأثر بتالقي العرض و الطلب وعليه فنميز بين عدة
أشكال من سعر الصرف:
سعر الصرف اإلسمي :هو مقياس عملة إحدى البلدان التي يمكن تبادلها بقيمة عملة بلد
آخر ،حيث يتم تبادل العمالت أو شراء وبيع العمالت حسب أسعارها فيما بينها ،ويتم
تحديد سعر الصرف اإلسمي لعملةما تبعا للطلب والعرض عليها في سوق الصرف في
لحظة زمنية معينة ،ولهذا يمكن لسعر الصرف أن يتغير تبعا لتغير الطلب والعرض،
وبداللة نظام الصر ف املعتمد في البلد ،فإرتفاع سعر عملةما يؤثر على اإلمتياز بالنسبة
للعمالت األخرى .وينقسم سعر الصرف اإلسمي إلى سعر الصرف الرسمي أي املعمول به
فيما يخص املبادالت الجارية الرسمية ،وسعر الصرف املوازي أي السعر املعمول به في
األسواق املوازية وهذا يعني امكانية وجود أكثر من سعر صرف إسمي في نفس الوقت
لنفس العملة في نفس البلد.1
سعر الصرف الحقيقي :يعبر هذا النوع عن عدد الوحدات من السلع األجنبية الالزمة
لشراء وحدة واحدة من السلع املحلية ،وبالتالي تقيس القدرة على املنافسة وهو يفيد
املتعاملين اإلقتصاديين في إتخاذ قراراتهم ،فمثال إرتفاع مداخيل الصادرات بالتزامن مع
ارتفاع تكاليف إنتاج املواد املصدرة بنفس املعدل اليدفع الى التفكير في زيادة الصادرات
ألن هذا اإلرتفاع في العوائد اليؤدي إلى أي تغيير في أرباح املصدرين وإن إرتفعت مداخيلهم
بنسبة عالية.2
سعر الصرف الفعلي :يعبر سعر الصرف الفعلي عن املؤشر الذي يقيس متوسط التغير في
سعر صرف عملة بالنسبة لعدة عمالت أخرى في نفس فترة زمنيةما ،وبالتالي مؤشر سعر
الصرف الفعلي يساوي متوسط عدة أسعار صرف ثنائية وهو يدل على مدى تحسن أو
-1عبد املجيد قدي ،املدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية(دراسة تحليلية تطبيقية) ،الطبعة الثالثة ،ديوان املطبوعات
الجامعية،الجزائر ،2006 ،ص.103:
-2م.م.صباح نوري ،مرجع سبق ذكره ،ص.56:
4
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
تطور عملة بلدما بالنسبة ملجموعة من العمالت ويمكن قياسه بإستخدام مؤشر السبير
لألرقام القياسية.
سعر الصرف الفعلي الحقيقي :الواقع أن سعر الصرف الفعلي الحقيقي هو سعر صرف
فعلي إسمي ألنه عبارة عن متوسط لعدة أسعار ثنائية ،ومن أجل أن يكون هذا املؤشر
ذا داللة مالئمة على تنافسية البلد تحاه الخارج ،البد أن يخضع هذا املعدل اإلسمي إلى
التصحيح بإزالة أثر تغيرات األسعار النسبية.1
املطلب الثاني :أنظمة سعر الصرف
إن أنظمة أسعار الصرف تعد أحد العناصر املهمة في سياسة الصرف األجنبي وهي األنظمة التي
تعتمدها الدول في تحديدها في معدالت صرف عملتها ،إذ يعرف نظام الصرف بأنه مجموعة القواعد التي
تحدد تدخل السلطات النقدية في سوق الصرف ولسعر الصرف أنظمة عديدة نحاول ذكر أبرزها فيمايلي:
نظام سعر الصرف الثابت :لقد ساد هذا النظام لفترة طويلة متمثلة بقاعدة الذهب عبر مراحل
تطورها املختلفة كنظام الذهب الكامل ،وفي صورة املسكوكات الذهبية وذلك في أواخر القرن
التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وحتى قيام الحرب العاملية األولى؛ ووفقا لهذا النظام تكون
مركزية القرار اإلقتصادي و النقدي لفائدة البلد الرائد ،بالرغم من كون عملية التثبيت جد
مقيدة ومتعبة.
إذ أنه وكنتيجة لفائض الطلب على العملة األجنبية قد يسمح لسعر الصرف بالزيادة عن السعر
الرسمي املحدد ،فيحدث تخفيض لصرف العملة املحلية لذا تقوم السلطات النقدية بتحديد
سعر الصرف الرسمي على أساس الظروف اإلقتصادية للقطاع الخارجي وحجم إحتياطات الدولة
من العمالت األجنبية ،إذ أن العالقة بين العملة املحلية والعمالت األجنبية تكون محددة إداريا
وليس على مستوى السوق ،وطاملا أن تلك العالقة تتم على مستوى البنوك ،وأنه اليوجد إال عملة
واحدة تسعر على مستوى أسواق الصرف ،فإن إحتياطات سعر الصرف توضع تحت تصرف
البنك املركزي للعملة القوية .وعلى الرغم من سهولة تطبيقه الظاهرية إال أن أهدافه وطموحاته
اإلقتصادية جد معقدة ومتشابكة ،فهو يتضمن أن العملة القوية (التي تحظى بتسعير في سوق
الصرف) يجب أن تتحمل العجز املتوقع عند البلد الشريك.
وبإعتبار أن هذا األخير قد أصبح محميا من أخطار تقلبات الصرف فإن للبلد املحور الحق
في النظر إلى ما يخص العوامل التي من شأنها الضرر بالحسابات الخارجية لشركائه (إرتفاع
5
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
األسعار ،الزيادة في حجم النقود املتداولة ،عجز داخلي ...الخ) .1وحتى في بداية التسعينات كان
اليزال هذا النظام يشجع اإلستهالك الداخلي ( السلع املستوردة كانت أكثر تنافسية ) ،والذي كان
يمثل في الوقت نفسه فقدان ميزة تنافسية هامة إلقتصاديات الدول اإلفريقية املتعاملة ب CFA
وعائقا فيما يخص توازنها الخارجي ،ونظرا لتدني مستويات نموها اإلقتصادي تم تخفيضها بقيمة
%50سنة ،1994مما أدى إلى إنتعاش نسبي إلقتصادياتها .وقد أوضحت الدراسات التي تمت
" "Krugman, 1979أن نظام التثبيت من لتبيان مصداقية ونجاعة هذا النظام كنموذج
خالل تدخالته املتكررة لتجنب أزمات الصرف سيؤثر سلبا على إحتياطي الدول من العملة
األجنبية ذلك أنه وبمجرد توقع املتعاملين في السوق إنخفاض عملة البلد فإنه سوف يقومون
ببيعها مجبرينها بذلك على فقدان قيمتها ،ما يدفع البنك املركزي إلى التدخل إلعادة تثبيتها فاقد
بذلك كل مرة من قيمة اإلحتياطي املجمل لديه.2
ويعرف في مفهوم الواسع على أنه النظام أين يتم فيه ربط عملة وطنية ما بعملة صعبة أخرى أو
سلة عمالت صعبة بمعدل صرف ثابت ( كالدوالرات ،اليورو )... ،إذ يرجع إختيار تلك العملة الصعبة إلى
طبيعة العالقات التجارية بين الدولتين مع السماح لتلك األسعار بالتقلب في حدود ضيقة للغاية وهي
4
حدود دخول وخروج الذهب ،3إذ أن قاعدة الذهب الدولية ،تتوفر على ثالث شروط أساسية هي:
_تحديد قيمة ثابتة للعملة الوطنية بالذهب؛
_ ضمان السلطات النقدية لصرف العملة الوطنية للذهب ،والعكس دون قيود؛
_حرية تصدير الذهب و استيراده.
يختص هذا النظام بمجموعة من القواعد أستخرجت من طرق تطبيقها من قبل البنوك املركزية
5
للعديد من الدول:
قابلية العمالت للتحويل :توضح املادة الثامنة (القسم الرابع) من النظام األساس ي لصندوق
النقد الدولي بأنه يتعين على كل دولة عضو أن تشتري ثانية عملتها الخاصة التي يمتلكها عضو
آخر ،وللدولة املشترية الحق أن تدفع املقابل لذلك لعملة الدولة من الذهب أو عملة ذات قبول
عام.
-1صفوة عبد السالم عوض هللا ،سعر الصرف وأثره على عالج اختالل ميزان املدفوعات ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،2003 ،ص .126
-2عادل أحمد حشيش ،أساسيات اإلقتصاد الدولي ،دار الجامعية الجديدة ،القاهرة ،2002 ،ص.213:
-3مروان عطون ،أسعار صرف العمالت (أزمات العمالت في العالقات النقدية) ،دار الهدى الطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،سنة النشر
مجهولة ،ص.80:
-4بن قدور علي ،مرجع سابق ،ص.18
-5صفوة عبد السالم عوض ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.131_129 :
6
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
إختبار أسعار التعادل والعمل على إستقرارها :إذ يجب على كل دولة عضو حسب النظام
األساس ي لصندوق النقد الدولي أن تختار سعر التعادل الخاص بعملتها الوطنية ،والذي يمكن
تحديده بالذهب أو الدوالر أو عمالت ذات قبول عام ،مع تحديد حدود عليا و دنيا لألسعار التي
يمكن تطبيقها على معامالت الصرف بين عمالت الدول األعضاء ،وعليه فعلى البنوك املركزية
لدول األعضاء أن تقوم بالتدخل في سوق الصرف مشترية أو بائعة للعملة الوطنية للحفاظ على
حدودها مساوية للواحد الصحيح.
تغيير أسعار التعادل :إن أسعار التعادل املعلن عنها في صندوق النقد الدولي عن طريق دول
األعضاء والتي تتعهدالبنوك املركزية بالدفاع عنها ليست في واقع األمر أسعارا ثابتة فالدول
األعضاء تحتفظ بحق تخفيض أو رفع قيمة عمالتها الوطنية ،ولكن ليس لها كامل الحرية في ذلك
وإنما وفق شروط معينة ولظروف خاصة.
وحدة أسعار الصرف :إن أسعار التعامل املعلن عنها يجب أن تكون موحدة ،بمعنى عدموجود
تعدد في أسعار صرف العملة الواحدة حسب نوع املعاملة (تجارية ،سياسية ،تحويالت...الخ).
إلغاء القيود على املدفوعات الجارية :إن إنضمام دولة ما إلى صندوق النقد الدولي يعني قبولها
بأن يكون أحد أهدافا إيجاد نظام للمدفوعات محررا من أي قيود ،على األقل بالنسبة للمعامالت
الجارية ،ومع ذلك فإن الئحة الصندوق تعطي للدول حق اإلختيار بين نظامين :األول هو حرية
املدفوعات وأي إستثناء لهذا يجب أن يتم اإلتفاق عليه مع الصندوق ،والعمالت الوطنية للدول
التي تأخذ بهذا النظام تعتبر قابلة للنحويل .وأما الثاني فهو إمكانية فرض القيود على املدفوعات
الجارية ،وفي هذه الحالة يتعين على الدول التي تأخذ بهذا النظام أن تستشير الصندوق سنويا
بشأن اإلبقاء على هذه القيودعلى أن يتم إلغاؤها في الوقت الذي يسمح فيه وضع ميزان
املدفوعات بذلك ،األمر الذي يجعل العمالت الوطنية لهذه الدول غير القابلة للتحويل.1
من مزايا سعر الصرف الثابت عدم تقلب أسعر الصرف و بالتالي ثبات حجم التجارة الوطنية ،إضافة
إلى أنه يسمح بالحصول على مستويات تضخم ضعيفة مصحوبة بإستثمار قوي وذلك حسب Gosh,1995
و . Reviel,1999وأما مآخذه فهي:
_ضرورة إحتفاظ الدولة بإحتياطات من العملة األجنبية للمحافظة على سعر الصرف الرسمي للعملة
املحلية؛
- Michel Lelart, Thierry Montilien, Régimes de change et développement, de Boeck & Larcier s.a, 2005, p8.
1
7
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
_قد تقوم السلطات النقدية كنتيجة لفائض الطلب على العملة األجنبية بالسماح لسعر الصرف
بالزيادة عن السعر الرسمي املحدد وهذه الحالة تعتبر تخفيض لسعر العملة املحلية؛
_قد تقوم السلطات النقدية بإجراءات رقابية للتقليل من الطلب على العملة األجنبية مثل منع
1
إستيراد بعض السلع التي يوجد لها بديل وطني.
2
وفي ظل هذه األنظمة يتم تثبيت سعر صرف العملة إلى:
أ_ تثبيت سعر الصرف بعملة واحدة :إذ تتميز العملة بمواصفات معينة كالفترة و اإلستقرار ،وفي هذا
اإليطار تعمل اإلقتصاديات على تثبيت عمالتها الى تلك العملة دون إحداث تغيير إال في بعض الحاالت،
ولقد شكلت العمالت املربوطة بعملة واحدة سنة 20 :1996عملة بالدوالر األمريكي 14 ،عملة بالفرنك
الفرنس ي.
ب_تثبيت سعر الصرف في سلة العمالت :في العادة يتم إختيار العمالت إنطالقا من عمالت الشركاء
التجاريين األساسيين ،أو من العمالت املكونة لوحدة حقوق السحب الخاص ،كالربط حاليا باليورو
بإعتباره إمتداد لسلة العمالت املكونة لإليكو سابقا.3
نظام الصرف العائم( :الحر أو املرن) :يتحدد هنا سعر صرف العملة املحلية مقابل العملة
األجنبية نتيجة لتفاعالت قوى العرض والطلب من العملة الوطنية واألجنبية،و يقصد به سعر
الصرف الذي تحدده قوى العرض والطلب دون تدخل من البنك املركزي ،4أو هو ذلك النظام
الذي تتغير فيه أسعار الصرف بحرية وفقا لقوى العرض والطلب على إحدى العمالت في مواجهة
العملة أو العمالت األخرى ،حيث يكون الطلب املحلي على العملة األجنبية مشتق من الطلب
املحلي على السلع والخدمات واألصول املالية األجنبية ،والعكس صحيح .فإذا ساد في سوق
الصرف األجنبي أي سعر أعلى من السعر التوازني ،فإن هناك عرضا متزايدا للعملة األجنبية
سيؤدي إلى تخفيض السعر إلى السعر التوازني ،وهو ما يسمى بالتكيف التلقائي للسوق ،حيث
تعتمد تكيفات أسعار الصرف للعمالت األجنبية على مرونات الطلب املحلي على املستوردات
األجنبية ومرونات الطلب األجنبي على السلع املحلية.5
حسب " "Fronkel,1999فإن هذا النظام يأخذ شكال موحدا تتحدد فيه من خالل قوى
العرض والطلب العملة محل الدراسة في سوق الصرف ،ويكون سعر الصرف معوما بحرية
8
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
وخاضعا تماما لقوى العرض والطلب ،مما جعل تطبيقه يقدم محاسن وأفضليات وحلول كثيرة
ملشاكل النظام الضمني السابق بربط سعر الصرف بالواقع اإلقتصادي ( كنتيجة لتعويم
العمالت) ،ومن ثم وضعت حدا نهائيا لكل من إنحرافات سياسات الصرف إتجاه عمالتها (دعمها
بصيغة تنافسية السعر عن طريق التخفيض) ومن هجمات املضاربة ،األمر الذي جعل البنوك غير
مجبرة للتدخل من أجل الدفاع عن أسعار الصرف ،وغير مضطرة لإلحتفاظ بأرصدة من العملة
األجنبية للمحافظة على سعر صرفها التوازني.
ولكن الواقع العملي لهذا النظام وضح أهم مساوئه املتمثلة في عدم القدرة على إستقرار
أسعار الصرف ،حيث أن سعر الدوالر مقابل الفرنك الفرنس ي في سنة 1998كان ( ) F6.00=$1
بينما كان يقارب ذلك سنة ) FF5.50=$1 ( 1975و ( ) FF10.61=$1في جانفي ،1985مما شكل
خطرا كبيرا بالنسبة للمؤسسات التي أصبحت مضطرة إلى اللجوء إلى التغطية ،فكان لهذا التزايد
الواضح في تطاير أسعار الصرف آثاره على الدول التي لم تتقبله بسهولة ،ألنه كان يهدد املبادالت
الخارجية بين الدول وتوازناتها الداخلية ،لهذا واصلت البنوك املركزية التدخل في سوق الصرف
بغية تعديل أسعار عمالتها وتقريبها من مستوياتها املستحبة ،من خالل ما يعرف بالتعويم املدار أو
املوجه ،حيث تقوم السلطات النقدية بإنشاء صندوق يسمى بمال موازنة الصرف قصد حماية
عمالتها من التغيرات العارضة أو املؤقتة ،والتي تسببها املضاربة غير املوازنة من خالل تدخل البنك
املركزي ،وهو بخالف التعويم غير النقي (القذر) في حالة قيام السلطات النقدية بالتدخل بهدف
تغيير شكل أو مسار العرض والطلب ،التي من شأنها أ ،تؤثر على مسار أسعار الصرف التوازنية من
خالل آليات وميكانيزمات معينة دون التعرض ملال موازنة الصرف.1
ولقد كان الحوار و النقاش في الثمانينات متمركزا حول اإلختالالت الخطيرة في امليزان
الجاري ملختلف اإلقتصاديات املتطورة ،نتيجة عدم التناسق العميق فيما يخص السياسة
النقدية للواليات املتحدة األمريكية وأوروبا واليابان ،وكذا ظهور نظام التعويم بصفة غير متحكم
فيها ،وهي الحالة التي شهدها الدوالر عندما تحسنت قيمته خالل الفترة 1985_1980مما زاد من
هوة الفوارق .لذلك يعتقد الكثير مثل Rivil,2000و Fisher,2001و Benassy-Quéré et
Coenré,2002أنه من أجل تحقيق هدف اإلنفتاح األمثل على األسواق الدولية وتصحيح
اإلختالالت القائمة ،فإن نظام سعر الصرف األمثل املتبع يجب أن يكون معوما ،حيث كلما كان
اإلنفتاح على العالم الخارجي أكبر ،كلما كان التعرض لألخطار أكثر وكلما زادت حتمية نهج نظام
9
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
سعر صرف معوم لتسهيل عملية إعادة التنظيم .كما أن Bailliuو 2003 ،Murrayيعتقدان أنه
في عالم تكون فيه حركة رؤوس األموال ال تخضع لقيود تتميز بسرعة دوران ،فإن نظام التعويم
يكون الحل ملجاراة هذه الحركة.
يمكن تقييم نظام التعويم في النقاط التالية:
_إن قيم العمالت وأسعار صرفها أمام بعضها البعض قائمة على أسس هشة بسبب قابليتها
للمضاربة والتحكم من قبل دول معينة؛
_إن نظام التعويم حقق نجاحا على الصعيد العالمي من حيث أنه إستطاع أن يكون نظاما عامليا
طوال تلك الفترة بدون أن يفرز مشاكل أو نتائج سيئة تلحق الضرر بصورة رئيسية في نظام النقد
الدولي ،مما يمكن القول أنه حقق إستقرارا نسبيا؛
_املشكلة التي واجهها نظام التعويم هو قيام كثير من حكومات العالم املتقدم بالتدخل في األسواق
العاملية للحفاظ على أسعار صرف معينة ومنعها من اإلنحرافات الكبيرة؛
_قيام اإلتحاد األوروبي ودخول عدد كبير من أعضائه في إتفاقية " ماسترخت" لإلتحاد األوروبي
(اليورو ) قد حد بشكل كبير من عمليات املضاربة في كثير من العمالت املشكلة لليورو ،مثل املارك
األملاني والفرنك الفرنس ي...الخ؛
_وأخيرا املشكل الحقيقي والعويص للوضع النقدي الدولي يتمثل في حقيقة التطاير ألسعار الصرف
و اإلنتكاسات التي تتعرض لها إقتصاديات الدول العضمى ،فطاملا ظلت اإلقتصاديات الرئيسية في
العالم في حالة إستقرار نسبي فإن نظام التعويم قادرا على الصمود وقد ينهار إذا ما تعرضت تلك
1
اإلقتصاديات إلى مشاكل معقدة وعسيرة ،وهو السبب وراء زوال األنظمة النقدية السابقة.
2
حيث يمكن تصنيف هذا النظام إلى نمطين كما يلي:
أ_ التعويم املدار:حيث تقوم الدولة بتعديل أسعار صرفها باإلعتماد على مستوى اإلحتياطي لديها من
العمالت األجنبية والذهب و على أساس ميزان املدفوعات.
ب_التعويم الحر :وفيه تكون قيمة العملة قابلة للتغيير صعود أو هبوطا حسب قوى السوق .وهذا
مايدفع أسعار الصرف بالتكييف مع األوضاع السائدة ال أن تكون قيدا .وأبرز األمثلة على ذلك النظام
النقدي األوروبي.
10
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
الجدول رقم ( :)1-1املقارنة بين نظام الصرف الثابت ونظام الصرف املرن
نظام الصرف املرن نظام الصرف الثابت
مصدر غير أكيد والذي يمكن أن يشكل تأثير سلبي يمكن أن يستغل سعر الصرف كأداة قصد إعادة
على التجارة الخارجية التوازن في ميزان املدفوعات
سعر الصرف تحدده عمليات العرض والطلب عليه سعر الصرف تحدده السلطات النقدية
في سوق الصرف
محددات سعر الصرف في املدى الطويل متوقف محددات سعر الصرف في املدى الطويل ترجع إلى
على القواعد املطبقة من طرف السلطة النقدية القواعد والشروط التي يفرضها سوق الصرف
تلقائيا إلعادة التوازن في ميزان املدفوعات التي تستهدف ضمان التوازن في ميزان املدفوعات
حرية الدفع ( عادة ماتكون على مستوى املدفوعات حرية الدفع محدودة
الجارية ماعدى حركة رؤوس األموال)
نظام الصرف املتعدد طبق على عمليات تمس نظام الصرف املتعدد بدأ منذ سنة 1944فقط
حركة رؤوس األموال
طريق تلقائية للدفع :بالدوالر ،الفرنك ،املارك... طريقة الدفع بالذهب أو الدوالر إلى غاية 1971
القيود الخارجية موجودة ،التعديل يكون من قبل القيود الخارجية غير موجودة ،التعديل يكون
تلقائيا السلطات النقدية
اآلثار التضخمية محدودة إال في حالة تخفيض اآلثار التضخمية مهمة جدا وخاصة في حالة
التوظيف الكامل ،نمو إقتصادي مهم ،نمو كبير في قيمة العملة الوطنية
الصادرات
قيود مراقبة سعر الصرف أكثر مرونة قيود مراقبة سعر الصرف أكثر صرامة
املصدر :بربري محمد أمين ،اإلختيار األمثل لنظام الصرف ودوره في تحقيق النمو اإلقتصادي في ظل العوملة
اإلقتصادية _دراسة حالة الجزائر_ ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم اإلقتصادية تخصص نقود ومالية ،كلية
العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير ،قسم العلوم اإلقتصادية ،جامعة الجزائر ،2011_2010 ،3ص.55
11
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
باإلضافة إلى األنظمة السالفة الذكر هناك من يضيف أنظمة أخرى مثل:
نظام الرقابة على الصرف :ظهر هذا النظام بشكل واسع في العالم إبان األزمة العاملية الكبرى،
وخاصة بعد الحرب العاملية الثانية ووفق هذا النظام يتم تثبيت سعر الصرف العملة مقابل
العمالت األجنبية مع السماح لها بالتذبذب إنخفاضا وإرتفاعا بحدود معينة التتجاوز 2,54باملئة
في كال اإلتجاهين وعليه هذا النظام بتوسط نظام سعر الصرف الحر والثابت.1
ويستخدم نظام الرقابة على الصرف كأداة للسيطرة على قطاع التجارة الخارجية من خالل الوسائل
التالية:
_جوهر نظام الرقابة على الصرف يكمن في توزيع كمية التي تحصل عليها الدول من الصرف األجنبي طبقا
لألولويات التي تضعها السلطات النقدية؛
_تخصيص القدر املتاح من الصرف األجنبي بين بلدان العالم املختلفة عن طريق تفضيل اإلستيراد في
بعض الدول على دول أخرى؛
_تحديد أكثر من سعر صرف حسب األولويات التي تضعها السلطات النقدية للطلبات على الصرف
2
األجنبي.
نظام سعر صرف وسيط :وفيه يتم تثبيت سعر صرف العملة الوطنية مقابل العمالت األجنبية
مع السماح لها بالتذبذب إنخفاضا وإرتفاعا بحدود معينة في كال اإلتجاهين ،وبالتالي فإن النظام
يتوسط النظامين الثابت والحر فهو ال يمتاز بالجمود وال يسمح بالتذبذب بشكل كبير مما يؤدي إلى
عدم استقرار حجم التجارة الوطنية ،حيث تقوم السلطات النقدية بتعديل أسعار صرفها تماشيا
مع مستوى إحتياطاتها من العملة الصعبة وعلى أساس وضعية ميزان مدفوعاتها ،ألن
" "Stanley Fisherيعتبر هذه األخيرة ال تتصف بخاصية عدم اإلستقرار رغم األزمات ،ولكن
بطبيعة السياسات غير املترابطة في إدارتها وذلك كان بسبب فشل بعض الدول بتطبيق النظام
بفعالية.
تقوم الدول التي تتبع هذا النظام بتحديد الفارق بين عملتها والعملة املرجعية (ذهب أو عملة ذات
قبول عام أو سلة العمالت) واإلعالن به للمؤسسات الدولية ،ويتعهد البلد أن يكون سعر صرفه
الفعلي متماشيا مع تم التصريح به وفق حدود مجال معين يتفق ليه ،حيث إذا خرج سعر
الصرف للعملة األجنبية عن ذلك املجال تجد السلطات النقدية نفسها مجبرة على منع ذلك من
خالل تدخالت مباشرة (عن طريق بيع أو شراء العمالت األجنبية إلعادة التوازن) ،أو بطرق غير
12
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
مباشرة (بتعديل معدالت الفائدة للتأثير على إتجاه وحركة رؤوس األموال) ،أو إتخاذ إجراءات من
شأنها تعديل املبادالت الخارجية ،فإذا لم يستطع البنك املركزي التدخل أو إمتنع إطالقا الدفاع
عن مسار عملته ،فإن ما ينتج عنه هو تعديل الفارق األساس ي ( تحسن أو تخفيض).1
إن هذا النظام يسمح للبنك املركزي بتسيير عرض النقود املحلية بطريقة تسمح بإستقرار قيمة
أسعار الصرف املحلية والتماش ي مع أهدافه اإلقتصادية الكلية ،وقد طبق من طرف الدول
املتقدمة منذ سنة 1945حتى متوسط الستينيات كثمرة إلتفاقيات ،"Bretton Woods " 1944
إذ كان يجب على الدول اإلدالء ل FMIبنسبة الفارق في تحديد عملتها إما بالذهب أو الدوالر،
وحيث كان هذا األخير مقدرا ب 35دوالر = 1أوقية ،وتثبيت سعر الصرف في مجال ،±1,5%
وهذه التجربة التي دامت قرابة 20سنة كانت بسبب محاسنه ،غير أن مخاطره تمثلت في:
_تأخير تعديالت سعر الصرف بالنسبة لألساسيات مما ضاعف من مشاكل التنافسية /السعر،
حيث كانت تعاني املؤسسات املتواجدة في املناطق التضخمية ،إضافة إلى عدم التوازن في امليزان
الخارجي لهذه الدول.
_املضاربة كانت تأخذ أشكاال واسعة مما كان يزيد من عدم إستقرار األسعار ،حيث أن أخطار
املضاربين كانت محسوبة نوعا ما مع قناعة تدخل السلطات النقدية إلعادة التوازن ،فكان ينتج
عن ذلك تناظر معلوماتي ،ألن املضاربين كانوا يعرفون بأن البنوك املركزية ستدافع عن أسعار
صرفها.
املطلب الثالث :العوامل املؤثرة على سعر الصرف
إن العوامل التي تؤثر على أسعار صرف العمالت كثيرة جدا ،ولغرض دراسة العوامل املؤثرة في
حركة سعر الصرف سيتم تقسيمها إلى عوامل إقتصادية و عوامل غير إقتصادية.
الفرع األول :العوامل اإلقتصادية املؤثرة على سعر الصرف
كمية النقود :إن الزيادة في كمية النقود (مع بقاء العوامل األخرى ثابتة ،سرعة تداول النقود)...
تؤدي إلى إرتفاع مستوى األسعار و هذا ماأكده "مالتون فريدمان" إذ يرى أن حركة األسعار تعكس
بشكل أساس ي التغيرات املهمة في كمية النقود ،وبالتالي هذا يجعل سلع الدولة أقل قدرة على
منافسة سلع الدول األخرى وينتج على ذلك إرتفاع في أسعار صرف العمالت األجنبية.2
13
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
أسعار الفائدة :إن حركة رؤوس األموال ،و األرصدة املعدة لإلقراض الدولي ،حساسة تماما
لتغيرات أسعار الفائدة ،فإن إرتفاع سعر الفائدة لعملة ما سوف يؤدي إلى زيادة الطلب عليها،
وبالتالي سيرتفع سعر صرفها مع بقاء العوامل األخرى ثابتة ويحدث العكس في حالة انخفاض.1
ميزان املدفوعات :يعد التوازن واإلختالل اإلقتصادي في ميزان املدفوعات من بين أهم العوامل
املؤثرة في سعر الصرف كونه حلقة الوصل التي تعكس عالقة البلد بالعالم الخارجي ،ففي حالة
حدوث عجز في ميزان مدفوعات بلدما فإن ذلك يؤدي إلى زيادة طلبه على العمالت األجنبية لسد
ذلك ،العجز وباملقابل إنخفاض طلب األجانب على عملته املحلية وبالتالي إنخفاض قيمتها
الخارجية ،و العكس في حالة حصول فائض في ميزان املدفوعات.2
املوازنة العامة :تلعب املوازنة العامة للدولة دورا كبيرا في التأثير على سعر الصرف ،فإذا ماإتبعت
الدولة سياسة إنكماشية من خالل تقليص حجم اإلنفاق الحكومي الذي يؤدي إلى الحد من حجم
الطلب و إنخفاض في مستوى النشاط اإلقتصادي ممايؤدي إلى رفع أسعار الصرف املحلية.3
معدالت التضخم :يعتبر معدل التضخم أهم العوامل التي تؤثر على سعر الصرف وإتجاهات
تغيره ،فإرتفاع معدالته في الداخل يؤدي إلى إنخفاض القوة الشرائية للعملة املحلية وبالتالي
تدهور سعر صرفها ممايدل على أهمية املستوى العام في تأثير على سعر الصرف.4
الفرع الثاني :العوامل غير اإلقتصادية املؤثرة في سعر الصرف
هناك عوامل أخرى غير إقتصادية تؤثر في اسعار الصرف يمكن إجمالها باآلتي:
اإلضطرابات والحرب :تعد اإلضطرابات السياسية وحاالت الحروب الداخلية والخارجية من
العوامل املؤثرة على سعر الصرف ،وذلك بتأثيرها على أوضاع التجارة وإقتصاد البلد بصورة
عامة ،وتأثير جميع القطاعات اإلقتصادية للبلد وهذا مايؤدي إلى فقدان الثقة بعملة البلد
املعني.5
-1محمد البشير بن عمر ،دراسة أثر بعض التغيرات املالية و اإلقتصادية على أسعار األسهم(حالة بورصة األردن) ،مذكرة مقدمة
لإلستكمال متطلبات شهادة املاجستير في علوم التسيير ،غير منشورة ،جامعة ورقلة ،الجزائر ،2010_2009 ،ص.34 :
-2موس ى سعيد مطر ،شقري نوري موس ى وياسر املومني ،املالية الدولية ،الطبعة األولى ،دار الصفاء للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن،
.2008ص.50 :
-3عبد الحسين جليل عبد الحسن الغالبي ،سعر الصرف وإدارته في ظل الصدمات اإلقتصادية(نظرية وتطبيقات)،الطبعة األولى ،دار
صفاء للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2011 ،ص.27:
-4محمد البشير بن عمر ،مرجع سبق ذكره ،ص.35
-5جبوري محمد ،تأثير أنظمة أسعار الصرف على التضخم و النمو اإلقتصادي :دراسة نظرية وقياسية بإستخدام بيانات بانل ،أطروحة
مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه في العلوم اإلقتصادية ،تخصص :نقود ،بنوك ومالية ،جامعة تلمسان ،الجزائر،2013_2012 ،
ص.25:
14
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
خبرة املتعاملين وأوضاعهم :يقوم املتعاملون في سوق العمالت األجنبية في ضوء مهاراتهم
وخبراتهم وقوتهم التفاوضية في التأثير على أسعار الصرف بضل أساليبهم املستخدمة في تنفيذ
عملياتهم املختلفة بإستعمالهم الوسائل الفعالة والتي تؤثر بشكل مباشر.1
اإلشاعات و األخبار :تعد اإلشاعات و األخبار من املؤثرات السريعة على سعر الصرف ،سواءا
كانت صحيحة أو غير صحيحة ،ولكن التأثير بحدث خالل وقت قصير وال تلبث السوق أن تستعيد
إستقرارها ،وتكون اإلستجابة لهذه املتغيرات معتمدة على قوة تجاوب السوق معها فقد يكون في
بعض األحيان حساسا وقويا وفي أخرى أقل من ذلك إلختالف إستجابات املتعاملين.
التغيرات في قيمة الصادرات و اإلستيراد :فحين ماترتفع قيمة الصادرات بالنسبة إلى اإليرادات
ستتجه قيمة العملة لإلرتفاع نتيجة لزيادة طلب األجانب عليها ،وذلك سيؤدي إلى تشجيع
2
اإلستيراد من الخارج ممايؤدي إلى عودة التوازن إلى سعر الصرف.
-1عبد الحسبن جليل عبد الحسن الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص.29:
-2جبوري محمد ،مرجع سبق ذكره ،ص.26:
15
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
-1بلعزوز بن علي ،محاظرات في النظريات والسياسات النقدية ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،الطبعة الثانية ،2004 ،ص.76:
-2عبد املنعم مبارك وآخرون ،إقتصاديات النقود والصيرفة والتجارة الدولية ،الدار الجامعية للنشر ،اإلسكندرية ،ص.65:
16
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
وخدمات تكون بحوزة اآلخرين ،لذلك فإن قدرته على إقتناء ما لدى الجانب اآلخر كان يعتمد على مالديه
من سلع وخدمات يقبل بها الطرف اآلخر وذلك نتيجة لعدم وجود أداة وسيطة كالنقود في الوقت
الحاضر.3
17
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
-1ناظم محمج نور الشمري ،النقود واملصارف والنظرية النقدية ،دار وائل للنشر ،الطبعة األولى ،2007 ،ص.120:
- Ahmed khalil zakaria,
2
the determination of the demand for money in the Sudan-An empirical investigation, M.sc, in
economic, university of Khartoum, 1993, p31.
-3بلعزوز بن علي ،مرجع سابق ،ص.91:
18
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
ثالثا:قاعدة الذهب
قامت قاعدة الذهب على أساس قبول البنوك املركزية و الحكومات املختلفة إلستبدال عكلتها
بالذهب ،على أساس تحديد قيمة كل عملة مقابل كمية محددة من الذهب أصبح سعر صرف العمالت
بعضها مقابل بعض يتحدد بناءا على عالقة كل عملة بالذهب ،وعليه أصبح الذهب هو العامل املشترك
بينهما .لقد نظر العالم إلى تكريس العالقة بين النقد الذي يصدره كل بلد والذهب على أنه وسيلة
لتجسيد مصدر من مصادر اإلستقرار في قيم املبادالت التجارية التي قد تنتج نظير تغيرات في أسعار
العمالت بعضها مقابل بعض.
خصائص قاعدة الذهب:
نذكر منها:
وجوب تحديد قيمة العملة املحلية بمقدار محدد من الذهب؛
ضرورة مواكبة عرض النقود املحلي لكمية الذهب املتوفرة بالبالد وهذه القاعدة مهمة للحفاظ
على العالقة الثابتة بين العملة املحلية وما تساويه من الذهب؛
إستعداد الحكومة إلستبدال العملة املحلية بما يساويها منى ذهب دون حدود وقيود تفرض على
1
كميات التبادل التي تنطوي عليها هذه العملة.
املطلب الثاني :الطلب والعرض النقدي
يستمد الطلب على النقود أهميته من الجوانب النظرية والتحليلية حيث ان دالة الطلب على
النقود هي عنصر رئيس في النظريات اإلقتصادية الكلية وإستقرار هذه الدالة عامل مهم في وضع األهداف
الكمية النقدية .سنحاول في هذا املطلب إعطاء تعريفا لكل من الطلب وعرض النقود.
الفرع األول :تعريف الطلب على النقود
يمثل الطلب على النقود حجم األرصدة النقدية التي يحتفظ بها األفراد خالل مدة من الزمن .وهو
يعبر عن سلوك األفراد بصدد الكمية التي يميلون أو يقررون اإلحتفاظ بها بصوة نقد ،لذا فإنه يعكس
سلوك األفراد وميولهم إزاء النقود كنوع من أنوع املوجودات املؤلفة للثروة النقدية.
كما وضع اإلقتصاديون التقليديون األسس لتطورات النظرية لدالة الطلب وظهرت جهودهم
بشكل رئيس ي في نظرية كمية النقود ونظرية كمبردج ،كذلك حفز كينز التطور النظري من خالل العمل
19
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
على دوافع الطلب على النقود والتي تظم دافع املعامالت ،دافع املضاربات ودافع الطلب اإلحتياطي لحصة
األرصدة الحقيقية.1
الفرع الثاني :تعريف عرض النقود
2
هناك ثالث مفاهيم لعرض النقدوهي:
_1عرض النقد باملفهوم الضيق ):(M1
ويقصد به العملة في التداول لدى الجمهور) ، (Money in Circulationإضافة إلى ودائع تحت
الطلب ) ، (Demande Depositsأي أن هذا املفهوم يتضمن العملة وكذلك الودائع الجارية ،ويمكن
التعبير عن هذا املفهوم كالتالي:
𝐷𝐷 𝑀1 = 𝐶 +
حيث =𝐶 :العملة في التداول =𝐷𝐷 ،ودائع تحت الطلب .
_2عرض النقد باملفهوم الواسع ):(M2
ويقصد به عرض النقد باملفهوم الضيق زائد الودائع ألجل ،أي أن هذا املفهوم يتضمن العملة
والودائع الجارية والودائع اإلدخارية ،ويمكن التعبير عن هذا املفهوم كالتالي:
𝐷𝑇 𝑀2 = 𝑀1 +
حيث =𝑇𝐷 :الودائع ألجل
_3عرض النقد باملفهوم األوسع ):(M3
هذا املفهوم يتضمن العملة والودائع الجارية والودائع اإلدخارية ،إضافة إلى كل الودائع التي يتم
خلقها من قبل املؤسسات الحكومية التي تعمل في حقل النشاط اإلقتصادي .ويستخدم هذا املفهوم على
األخص في البلدان املتقدمة ،حيث تطورت وتوسعت فيها األسواق املالية يشكل كبير ،وتبتكر فيها انواع
جديدة ومتنوعة من املشتقات املالية.
وأخيرا فإن إستخدام هذه املفاهيم تعتمد على األغراض التي من أجلها يستخدم عرض النقد،
وكذلك درجة تطور اإلقتصاد املعني.
املطلب الثالث :التوازن النقدي
يحدث التوازن في السوق النقدي عندما تتساوى كمية النقود املعروضة مع كمية النقود
املطلوبة.
-1محمد حميدات ،مدخل للتحليل النقدي ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1996،ص.43:
-2ناظم محمج نور الشمري ،مرجع سابق ،ص.145:
20
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
i i
MS
LM
i2 i2
Md2
i1 i1
Md1
يبين منحنى التوازن النقدي مختلف التوليفات للدخل و األسعار التي يتحقق عندها التوازن بين
عرض النقود والطلب عليها ،فكل نقطة من هذا املنحنى هي نقطة توازن سوق النقد تربط بين مستوى
معين وحتى يبقى مستوى الطلب النقدي مساويا للمعروض النقدي الثابت البد أن يرتفع مستوى الدخل،
مؤدي هذا أن التوازن في سوق النقود ينطوي على حقيقة أن إرتفاع سعر الفائدة يصطحب بزيادة
مستوى الدخل.
أهم العوامل التي تؤثر على منحنى LMباإلضافة إلى الدخل ،نجد قرارات السلطة النقدية بزيادة
عرض النقد فينتقل منحنى LMإلى اليمين ،و العكس صحيح في حالة تقليل العرض النقدي كذلك
-1عبد علي الزيود ،الطلب على النقود في األردن بإستخدام نموذج التكامل املشترك ونموذج تصحيح الخطأ ،دراسات العلوم اإلدارية،
املجلد ،37العدد ،2010 ،2ص.43
21
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
بالنسبة إلى توسع البنوك في منح اإلئتمان أو تقليله ،زيادة طلب الجمهور على النقود أو املوجودات األخرى
كالسلع و األدوات املالية ،عندها ينتقل منحنى LMإلى اليمين والعكس صحيح.1
الفرع الثاني :التوازن النقدي و آثاره على التوازن العام
يتحقق التوازن الكلي بتحقق التوازن في:
القطاع الحقيقي :يتطلب التوازن تساوي الطلب الكلي مع العرض الكلي للسلع والخدمات ،أو
الشرط البديل له وهو تساوي اإلستثمار مع اإلدخار املخطط؛
القطاع النقدي :وكما تتطرقنا له يتمثل في تساوي عرض النقود مع الطلب عليها؛
القطاع الخارجي :يتطلب التوازن تساوي صافي قيمة الصادرات الحقيقية مع صافي التدفقات
املالية وهذا يتحقق في حالة توازن ميزان املدفوعات الخارجية وتوازن سوق العمالت األجنبية.
كينز هو أول من ربط بين القطاع الحقيقي و القطاع النقدي في نظرية واحدة بإستخدام سعر الفائدة
ويتوصل بذلك إلى نموذج التوازن العام ،والذي يتضمن إستخدام أداتين لتوضيح هذا التوازن هما
منحنيا ( ISالتوازن في القطاع الحقيقي)( LM ،التوازن في القطاع النقدي) .بين التوازن على مستوى
2
السوق النقدي وسنحاول تبيان توازن القطاع الحقيقي.
التوازن في القطاع الحقيقي:
يحدث التوازن في القطاع الحقيقي بتساوي عرض اإلدخار مع الطلب على اإلستثمار ،وملا كان اإلدخار
دالة متزايدة ملتغيرالدخل ،واإلستثمار دالة متناقصة ملتغير سعر الفائدة يجب أن يتساوى اإلدخار
واإلستثمار حتى يتحقق التوازن بين الدخل الذي يحدد حجم اإلدخار وسعر الفائدة الذي يحدد حجم
اإلستثمار ،3ويمكن توضيح ذلك من خالل الشكل البياني اآلتي:
22
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
AD Y
AD1
AD2
Y
Y1 Y2
i
i1
i2
IS
Y
Y1 Y2
23
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
i
IS LM
*i
*Y Y
تمثل نقطة تقاطع النحنيين ) (ISو ) (LMنقطة التوازن ،وسعر الفائدة ) (iوالدخل الحقيقي )(Y
هما اللذان يحققان التوازن العام في القطاعين الحقيقي والنقدي.
إن نموذج ) (IS_LMيصف املحددات اآلنية التوازنية لإلقتصاد الكلي لسعر الفائدة والدخل
القومي كنتيجة لظروف كل من سوق السلع وسوق النقود ،وذلك بضم القطاع الحقيقي والقطاع
النقدي في نموذج واحد للكشف عن محددات توازن اإلقتصاد القومي.1
24
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
-1حمدي عبد العظيم ،سياسة سعر الصرف وعالقتها باملوازنة العامة للدولة ،مكتبة النهضة املصرية ،القاهرة ،1987 ،ص.124 :
éme
2
- Frederik Mishkin, Monnaie, banque et marchés financiers, Pearson Education France, 8 édition, 2007, p593.
25
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
ومنه:
𝑡𝑝
= 𝑡𝑒 )… … (1
∗𝑡𝑝
حيث أن:
:etسعر الصرف الذي يحدد عملة أجنبية بالنسبة للعملة املحلية؛
:ptمستوى األسعار املحلية؛
∗ :𝑝tمستوى األسعار األجنبية.
علما أن𝑝𝑡 = ∑𝑛𝑖=0 𝛼𝑖 ∙ 𝑝𝑖𝑡 𝑝𝑡∗ = ∑𝑛𝑖=0 𝛽𝑖 ∙ 𝑝𝑖𝑡 :
مع أن β𝑖 :و 𝑖 αيمثالن الوزن الترجيحي الخاص بالسلع املتبادلة بين البلدين ( .)i
إذن:
∑ α i ∙ pi
= 𝑒tjppa
∑βi ∙ pi
ومنه إذا إفترضنا أن سعر الصرف أعلى أو أقل من مستوى توازن ال ) PPA ( :فإن ذلك يخلق فرصا
مربحة لإلستفادة من فروق األسعار ،وأن إنحراف سعر الصرف تتكفل قوى السوق بإعادته مرة أخرى إلى
1
مسار ال ) PPA (:في األجل الطويل.
الصيغة النسبية:
على عكس الصيغة املطلقة ،فإن الصيغة النسبية تبنى على أساس الفرضيات التالية:
األخذ بعين اإلعتبار تكاليف النقل؛
حرية إنتقال املعلومات؛
إزالة الحواجز التجارية التي تحد من تكافؤ األسعار معبرا عنها بالعملتين.
إهتمت الصيغة النسبية بتحديد سعر الصرف التوازني من خالل إدراج مؤشر التضخم ،حيث يعمل
سعر الصرف اإلسمي على إلغاء فوارق التضخم في البلدين أو بمعنى آخر ،يحقق توازن سعر الصرف
عندما يساوي معدل التغيير في سعر الصرف مع التغيير في النسبة بين األسعار.
إذن بإدخال اللوغاريتم على املعادلة ()1تحصل على :
log 𝑒t = π + log pt − log p∗t
و إذا عبرنا عن املعادلة ( )1بالتغيير نحصل على:
-1محمد كمال الحمزاوي ،سوق الصرف األجنبي ،منشأة املعارف اإلسكندرية ،2004 ،ص.213 :
26
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
27
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
ومنه فإن املستثمر إختار أن يوظف أمواله في السوق األمريكي على أساس أنه سيوفر مردود أحسن ،لكن
الزيادة في املردودية من %1أو %2ال تعني شيئا إذا كان في نفس الفترة تدهور الدوالر بنسبة %10مقارنة
باليورو مثال؟ .ولتفادي هذا الخطر ومحاولة إيجاد تغطية على الشخص أن يبيع مبلغه بالدوالر آجال أو آليا
) ∗ 𝑖 $(1 +الذي سيحصل عليه خالل مدة التوظيف ،هذل البيع يتم على أساس سعر .ct
حيث ct :تمثل سعر الصرف اآلجل للدوالر بالنسبة لليورو.
تتم عملية البيع و الشخص على يقين أنه سوف يحصل في املدة 𝑐𝑡(1 + 𝑖 ∗ ) 𝑥 ⁄𝑐𝑐 :ولكي يتفادى
الشخص التوظيف في بلده أو الواليات املتحدة يجب أن:
𝑐𝑐𝑥 (1 + 𝑖) = 𝑐𝑡 (1 + 𝑖 ∗ ) 𝑥 ⁄
) ∗ 𝑖 𝑐𝑡 = 𝑐𝑐 (1 + 𝑖)⁄(1 +
)𝑖 ∆𝑖 = [𝑐𝑡⁄𝑐𝑐(1 + 𝑖 ∗ )] − (1 + حيث أن:
∗ 𝑖 ∙ ]𝑐𝑐= [(ct − cc)⁄cc] − 𝑖 + 𝑖 ∗ + [𝑐𝑡 − 𝑐𝑐 ⁄
28
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
الصرف املفتوحة ألنه يفترض أن سعر النقد مستقبال 𝑒aللعملة تترجم بالتحسن في السعر (تدهور
العملة الوطنية) ،ولنقارن مردود األصل األجنبي ∗ 𝑖 أين يضاف إليه معدل تحسن أو تدهور العملة
) .(𝑖 ∗ + ea
حيث أن 𝑒a :تمثل معدل تغيير سعر الصرف املتوقع (. )%
عند التوازن𝑖 − 𝑖 ∗ = (𝑒𝑎 − 𝑒)⁄𝑒 = 𝑒𝑎 :وكذلك𝑖 − 𝑖 ∗ = 𝑒𝑎 :ومنه نستخلص عدة
1
نتائج:
_1من أصلين (وديعتين) متماثلين :فروقات الفائدة البد أن تساوي معدل التغيير في سعر الصرف املتوقع.
_2العالقة ما بين فروقات الفائدة ومعدل تغيير سعر الصرف هي عالقة عكسية:
𝑓𝑖𝑡𝑖𝑠𝑜𝑝 𝑙𝑒𝑖𝑐𝑛𝑒𝑟𝑖 − 𝑖 ∗ > 0 → 𝑒𝑎 > 0 𝑑𝑖𝑓𝑓é
𝑎𝑒 → → 𝑡𝑎𝑢𝑥 𝑑𝑜𝑖𝑡 𝑠𝑒 𝑑é𝑝𝑟é𝑐𝑖𝑒𝑖 − 𝑖 ∗ < 0
𝑟𝑒𝑖𝑐< 0 𝑑𝑖𝑓𝑓é𝑟𝑒𝑛𝑐𝑖𝑒𝑙 𝑛é𝑔𝑎𝑡𝑖𝑓 → 𝑡𝑎𝑢𝑥 𝑑𝑜𝑖𝑡 𝑠𝑒 𝑠′𝑜𝑝𝑟é
_3على مستوى عدة أسواق وطنية املردود الصافي ( املردود اإلسمي املعدل بتغيرات الصرف) لعدة أصول
متكافئة يجب أن يكون موحد.
وعند قيام متعامل بعملية غير مغطاة (بدون حماية) ،عادة مايفرض عالوة على الخطر في حالة
تعادل أسعار أسعار الفائدة غير القابلة للتغطية.
وعليه تصبح العالقة𝑒𝑎 = 𝑖 − 𝑖 ∗ + 𝜋 :
حيث أن π :عالوة الخطر )(prime de risque
ومنه عندما تكون π > 0 :أي عالوة خطر اإلستثمار ترتفع فإن معدل ) (déport _ reportيفوق معدل
2
تغيير سعر الصرف املتوقع.
املطلب الثاني :نظرية ميزان املدفوعات والفقاعات املضاربة
سنحاول في هذا املطلب التطرق إلى نظرية ميزان املدفوعات و نظرية الفقاعات املضاربة
املفسرتين لسعر الصرف
الفرع األول :نظرية ميزان املدفوعات (نظرية األرصدة)
يرى أنصار هذه النظرية بأن القيمة الخارجية للعملة تتحدد على أساس ما قد يطرأ على أرصدة
ميزان املدفوعات ،أي أن تحديد سعر الصرف قد ينجم عن التغيرات املفاجئة ألرصدة ميزان املدفوعات.
29
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
تعطي هذه النظرية تفسيرا لتحديد سعر الصرف يتجاى من خالل رصيد ميزان املدفوعات ،فإذا كان هذا
األخير موجبا فهذا يعني أن صادرات الدولة كانت أكبر من وارداتها وبالتالي كان الطلب على العملة املحلية
أكبر من عرضها مما أدى إلى تحسن العمالت املحلية ،وعلى عكس ذلك تماما إذا سجل رصيد سالب
مليزان املدفوعات فهذا سوف يؤدي إلى عرض أكبر للعملة املحلية مقابل الطلب عليها ملواجهة قيمة
الواردات التي كانت أكبر من الصادرات مما سينعكس سلبا على العملة املحلية بتدهور و إنخفاض قيمتها.1
يجدر بنا الذكر هنا أنه إلجراء التصحيح في ميزان املدفوعات يعتمد ذلك على مرونة الطلب املحلي
على السلع والخدمات املستوردة وكذلك على مرونات الطلب األجني على صادرات الدولة املحلية من
السلع والخدمات .كما أكد لنا بعض اإلقتصاديين األملان أمثال Diehlمدى صحة هذه النظرية خالل
الحرب العاملية األولى بحيث أن األسعار اخارجية للمارك األملاني في تلك الفترة لم تتأثر رغم الزيادة الكبيرة
التي طرأت على كل من كمية النقود و األسعار ،ويعود سبب ذلك في أن رصيد امليزان الحسابي في املانيا
كان في حالة توازن .فلم تقم هذه األخيرة بزيادة وارداتها عن الصادرات أي أنه لم يكن هناك رصيد دائن أو
2
مدين ِيثر على القبمة الخارجية لعملة البلد املحلي.
الفرع الثاني :نظرية الفقاعات املضاربة
إن اإلرتفاع املذهل الذي حققه الدوالر في منتصف الثمانينات وكذلك األزمة البورصيةفي أكتوبر
1987ساهمت في ظهور مقاربة نظرية جديدة لتفسير عدم إستقرار أسعار الصرف ،حيث يمكن القول
بأن النقطة األساسية التي إنطلقت منها هذه النظرية وهي التواجد الدائم لفروقات بين سعر الصرف
املالحظ وكذلك القيمة التوازنية له ،إن هذه الفروقات هي التي تكون ما يعرف بالفقاعات املضاربية ،إن
الفكرة األساسية لهذه النظرية وهي أن املتعاملين في أسواق الصرف ال يالحظون العناصر املوضوعية بما
فيها (التضخم ،معدل الفائدة ،ميزان املدفوعات ...الخ) التي تؤثر على القيمة التوازنية لسعر الصرف.
فقد بين Watsonو Blanchardفأن وجود الفقاعات املضاربة يتماش ى مع عقالنية املتعاملين،
فهؤالء مستعدون لدفع السعر في حالة اإلرتفاع الدائم لإلستحواذ على عملة أجنبية علما بأنهم قادرون
على إعادة بيعها بسعر أعلى في تاريخ الحق.
غير أنه في املرحلة التي تتقلب فيه اإلشاعات وتحد بعنف من جراء الحسابات الرشيدة ،فتتراجع
3
هذه التوقعات لتتفجر الفقاعة.
نستخلص من ذلك:
30
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
أن الفقاعات املضاربة تحدث عندما تكون إحدى العمالت مقومة بأكثر أو أقل من قيمتها الحقيقة
هذه العالقة يمكن التعبير عنها باملعادلة التالية:
𝐵 𝐸 = 𝐸∗ +
حيث أن:
:Eسعر الصرف في السوق؛
* :Eسعر الصرف التوازني؛
:Bفقاعة املضاربة.
تكون فقاعات املضاربة عقالنية في الحالة التي يكون فيها املتعاملون في السوق على علم أن العملة
فيها مغالة ومع ذلك يستمرون في املضاربة سواءا على إنخفاض أو إرتفاع العملة ،بينما تكون الفقاعات
1
غير عقالنية عندما تكون حالة عدم التأكد وقرارت املتعاملون تتجاهل املحددات األساسية.
املطلب الثالث :الطلب على النقود في النظرية الكالسيكية
يفترض اإلقتصاديون التقليديون وضع العمالة وتوازن عام تعمل النفود فيه كمقياس للسلعة
التي تستعمل وحدتها في التسعير والتقييم ،لكنها تظل غير متأثرة بهذا الدور وتستعمل أيضا كوسيط
مبادلة فإن النقود محايدة وال تأثير لها على املقادير اإلقتصادية الحقيقية.
تحدد الفرضية التقليدية أن اإلملام التام باملعلومات والتكلفة الزهيدة يحد من دور النقود
كمخزن للقيمة ،تم عرض النظرية الكمية للنقود من خالل مدخلين هما مدخل املبادالت الكلية بصياغة
2
فيشر ،ومدخل األرصدة النقدية بصياغة مدرسة كمبريدج.
_ املدخل األول :مدخل املبادالت الكلية بصياغة فيشر
ينص مدخل املبادالت الكلية بأن هناك عالقة ايجابية بين كمية النقد املتوفرة للتداول وبين
مستوى األسعار املحلي ،إذ يؤكد كذلك على أن التغيرات في عرض النقود ليست قادرة على تغيير
املستويات الحقيقية للمتغيرات اإلقتصادية الرئيسية كاإلنتاج والدخل وسعر الفائدة ،مما يعني أن زيادة
في الكمية املعروضة من النقود ينتج عنها إرتفاع في معدل األسعار املحلية وبنسبة مساوية لنسبة النمو في
عرض النقود مما يؤدي إلى تغيير في القيمة اإلسمية وليس الحقيقية للناتج القومي اإلسمي.
يمكن القول أنه باإلمكان اإلعتماد على عرض النقود بتحفيز أو تغيير مسار اإلقتصاد ألن ما يحدث
للقيمة النقدية للنشاط اإلقتصادي هو ناتج لتغيرات في مستوى األسعار وليس في مستوى اإلنتاج ،وسعيا
31
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
لتوضيح هذا املوقف النظري أعتمد على معادلتين هي معادلة التبادل أو التعامل و املعادلة الدخلية
1
للتبادل.
املعادلة األولى :معادلة التبادل أو التعامل
تصاغ هذه املعادلة على النحو التالي:
𝑇𝑃 = 𝑉𝑀
𝑇×𝑉= 𝑃×𝑀
حيث أن:
𝑃 :املستوى العام لألسعار (متغير تابع في معادلة فيشر)؛
𝑀 :كمية النقود املتوفرة خالل فترة محددة؛
𝑇 :حجم املبادالت(ثابت)؛
𝑉:سرعة دوران النقود(ثابت).
ومن خالل هذه املعادلة يتبين لنا أن كمية النقود املتوفرة في اإلقتصاد مضروبة في عدد مرات
2
إستخدام كل وحدة نقد خالل الفترة املعينة تساوي القيمة النقدية للتبادالت خالل فترة معينة.
املعادلة الثانية :املعادلة الدخلية للتبادل
يمكن إعادة تعريف حجم النشاط اإلقتصادي و التأكيد على السلع والخدمات النهائية التي أنتجت في
فترة القياس ذاتها ،وإستبعاد السلع والخدمات التي يستبعدها تعريف الناتج القومي أو الدخل القومي
وذلك بإستبدال Tبالدخل القومي Yلتصبح املعادلة:
𝑌𝑃 = 𝑉𝑀
𝑌×𝑉= 𝑃×𝑀
حيث أن:
:Yالقيمة الحقيقية للدخل أو الناتج القومي؛
𝑃 × 𝑌 :القيمة اإلسمية للدخل أو الناتج القومي.
كما يبدو من املعادلة الدخلية للتبادل أنه في حال ثبات سرعة دوران النقود يحدد عرض النقود
إجمالي اإلنفاق ومن ثم حجم النشاط اإلقتصادي ،في حين إذا إتسمت درجة دوران النقود بالتقلب ،فإنه
لن يصبح من السهل على الجهات الحكومية املعنية كالبنك املركزي مثال تحديد مدى تاثير تغيرات في
عرض النقود على الناتج القومي ،وهو ما يقلل من فعالية ودقة السياسة النقدية.
-1أحمد هني ،العملة والنقود ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1991 ،ص.134:
-2بزاوية محمد ،مرجع سبق ذكره ،ص.91 :
32
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
وبناءا على ما سبق فإن هذا املدخل ينظر إلى أن الناتج اإلجمالي الحقيقي ،Yاليتغير في املدى
الطويل ألن املوارد اإلقتصادية محدودة ويتسم اإلقتصاد بتوظيف تام للموارد مما يجعل مستوى األسعار
عرضة للتغيير نتيجة التغيرات التي تطرأ في كمية النقود في حين ال يتغير حجم اإلنتاج في املدى القصير ،
كما أنهم إفترضوا ثبات Vألنها تعتمد على عوامل ال تتغير كثيرا مثل أنماط اإلنفاق ،أساليب الدفع ،ثروة
1
الفرد وأسعار الفائدة وغيرها.
_املدخل الثاني :مدخل األرصدة النقدية بصياغة مدرسة كمبردج:
فهي معادلة األرصدة املنيثقة عن مدرسة "كمبردج" " "Cambridgeوترى هي األخرى أن النقود هي
وسيلة للتبادل و لكنها أضافت إليها دورا آخر بإعتبارها مخزنا للقيمة ،وتجدر اإلشارة إلى أن النظرية
الكالسيكية اهتمت بالدخل بوصفه أهم محدد للطلب على النقود.
رغم توافق رؤية اإلقتصاديين كمبردج مع فيشر حول أهمية حجم املبادالت والتعامل كمحدد
لكمية النقد الذي يحتفظ به األفراد حاضرا لديهم ،نوه إقتصاديوا جامعة كمبردج إلى أهمية الثروة في
تحديد الكمية كذلك ،ويرى اإلقتصاديون بشكل عام أن إفساح املجال أمام قرارات الجمهور للتأثر
بالثروة ،إختالفا بين الطرح الذي قدمه فيشر والذي جاء به إقتصاديوا كمبريدج ،وهو ما خلص إلى تأثر
الجمهور بحجم املعامالت من جانب وبالثروة وما يطرأ عليها من تغير من جانب آخر مع هذا فإنهم قبلوا
بمعادلة فيشر لتحديد الطلب وهي:
)𝑌 × 𝑃( × 𝑘 = 𝑑𝑀
حيث أن 𝐾 = 1⁄7 :وهي لن تكون ثابنة في املدى القصير بل تتغير ألن العوائد التي يمكن أن يحصل
عليها املرء من األشكال املختلفة للثروة تتغير.
يبدو أن الدخل الحالي يترك لألفراد حرية إختيار كمية النقود التي يحتفظون بها من أجل الحفاظ
على ثروتهم إلى إستخدام جزء من النقود من أجل إتمام معامالت التبادل .وتأتي أهمية فهم معدل دوران
النقود Vمن قدرته بالتأثير في مدى فعالية السياسات التي تتبناها الحكومة للتاثير في حجم النشاط
اإلقتصادي .فإذا إفترضنا أن Vثابت فإن معادلة الطلب على النقود تبين ان عرض النقود أو الطلب على
النقود يحدد الناتج املحلي اإلجمالي ،من جانب آخر إذا كانت Vمتقلبة فإذا يصعب التنبؤ بقيمة التاتج
املحلي اإلجمالي حتى لو وجهت السياسات الحكومية قيمة .Mكما أنه إذا كانت Vتتغير بنفس معدل التغير
في Mولكن في إتجاه مضاد فستبقى قيمة الناتج املحلي اإلجمالي بمعزل عن التغيرات في ،Mوتصبح
33
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
سياسة تغيير كمية النقود غير مجدية ،إنه في حال قدرة البنك املركزي على التنبؤ بقيمة Vوعدم إرتباطها
1
بشكل مباشر بقيمة ،Mيصبح بمقدوره التاثيرفي حجم النشاط اإلقتصادي.PY
حيث الفكر الكالسيكي يتضمن مجموعة من اإلفتراضات منها؛
حجم املعامالت (التبادالت اإلقتصادية أو حجم اإلنتاج) الذي يتحدد بعوامل موضوعية،
وهو متغير خارجي ثابت ألنالنشاط اإلقتصادي يملك القوى الذاتية لتحقيق التوظيف
الكامل ،وليس للنقود أثر في تحقيق التوازن اإلقتصادي الذي ال يتغير في األجل القصير؛
إرتباط تغير املستوى العام لألسعار بتغير كمية النقود نتيجةثبات حجم املعامالت وسرعة
2
دوران النقود أي أن كمية النقود متغير مستقل و املستوى العام لألسعار متغير تابع.
املطلب الرابع :الطلب على النقود في النظرية الكينزيةو النظرية النقدية
سنحاول في هذا املطلب التطرق الى النظرية الكينزية لكينز والنظرية النقدية لفريدمان.
الفرع األول :الطلب على النقود في النظرية الكينزية
بعد الكالسيك إنتشرت النظرية الكينزية التي أعطت دورا مهما ملعدل الفائدة في تحديد الطلب
على النقود ،حيث صاغ كينز الطلب على النقود ،ويقوم على ثالثة دوافع ،وهي :دافع املعامالت ،ودافع
اإلحتياط بإعتبارها دوال في الدخل الحقيقي ،Yودافع املضاربة وهو دالة في معدل الفائدة ،rوهكذا تكون
دالة الطلب الكلية على النقود عند كينز كما يلي:
)𝑟 𝑀d = 𝑓(𝑦,
حيث يرتبط الطلب على النقود بعالقة طردية مع الدخل الحقيقي ،في حين يرتبط بعالقة
3
عكسية مع معدل الفائدة.
4
تم إدخال معدل الفائدة كمتغير يحدد الطلب على النقود ،فوضع الكينزيون الفرضيات التالية:
يوجد نوعين من األصول يحتفظ بها األفراد على ثرواتهم وهي النقودو السندات؛
سعر الفائدة يتحدد عن طريق السوق ،الطلب والعرض (النقود)؛
العالقة العكسية بين سعر الفائدة والطلب على النقود.
ودوافع اإلحتفاظ بالنقود من وجهة نظر جون كينز هي:
34
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
دافع املعامالت :يقصد بدافع املعامالت أن األفراد يطلبون نقودا من أجل إتمام معامالت التبادل
التي تعتمد على الدخل ،وأقر كينز من خالل هذا الدافع بالعالقة اإليجابية بين هذا الجزء من
الطلب على النقود وبين دخل الفرد ،فاملرء بحاجة لإلحتفاظ بمبلغ من املال من أجل دفع فواتير
مستحقة عليه أو من أجل شراء إحتياجاته اليومية من املحالت التجارية ،وبالرغم من أن هذا
الجزء من الطلب يفقد الفرد عائدا كان من املمكن تحقيقه لو أنه إحتفظ بمثل هذا املبلغ في
أصول تحقق عوائد ،فإن املرء مضطرا للتضحية بهذا إذا أراد إتمام تبادالت يتطلب القيام بها
1
إستخدام النقود.
دافع اإلحتياط :ويقصد بهذا الدافع أن األفراد يحتفظون بكمية من النقود من أجل تفادي
تقلبات قد تطرأ في دخولهم مما يعرض أنماط اإلستهالك املعتادة لديهم للتقلب ،كما أن هذه
الكمية توفر متكأ يستخدم في الحاالت الطارئة التي يكون املرء فيها بحاجة إلى نقود متوفرة لديه،
فعلى سبيل املثال يحتفظ األفراد باملبالغ لديهم بغرض قيامهم بشراء سلع لم يخططوا مسبقا
لشرائها أو من أجل تمكينهم من القيام بواجبهم تجاه ظيوف غير متوقعين ،وبما أن إلتزامات
األفراد وقدرتهم على الشراء مرتبطة بدخولهم فلقد رأى كينز أن هذا الجانب من الطلب على
2
النقود يعتمد إيجابيا على الدخل.
دافع املضاربة :ويقصد به أن الفرد يفاضل بين العوائد والتكاليف املترتبة نظير توظيف ثروته في
بدائل عديدة ،وفي الصيغة األصلية وضح كينز أن بإمكان الفرد أن يحتفظ بثروته على شكل نقود
أو على شكل سندات ،كما أن إختيار الفرد للسندات سيعتمد على العائد املتوقع الذي قد يأخذ
شكل الفائدة والتغيير املتوقع في اسعار السندات أو التغيير في قيمتها الرأس مالية ،و التغيرات في
سعر الفائدة تؤدي إلى تغييرات في أسعار السندات إذ أن إرتفاعا في سعر الفائدة يؤدي إلى تناقص
في القيمة السوقية للسندات و العكس صحيح.
وعند املقارنة بين إحتفاظ ال فرد بالسندات وبين أحتفاظه بالنقود فإنه في الفترات التي يرتفع فيها
سعر الفائدة تنخفض فيها أسعار السندات مما يشجع األفراد لإلستثمار فيها توقعا منهم بإرتفاع
أسعارها مستقبال ،وبما أن ثروة الفرد محدودة فإن طلبه على النقود يتناقص مفضال شراء السندات
من جانب آخر تدفع التوقعات بإرتفاع سعر الفائدة األفراد لتفضيل النقود على السندات سعيا منهم
لتفادي خسارة متوقعة في القيمة الرأسمالية للسندات ،أي أن العالقة عكسية بين الطلب على
النقود وسعر الفائدة.
-1حسام علي دود ،مبادئ اإلقتصاد الكلي ،دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،األردن ،ص.214:
-2سعيد سامي الحالق ومحمد محمود العجلوني ،مرجع سابق ،ص.93:
35
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
إن في إبراز أهمية سعر الفائدة في اإلستدالل في كمية النقد املطلوبة مما يميز النظرية الكينزية عن
النظرية الكالسيكية السابقة ويمكن وضع النظرية الكينزية للطلب على النقود في الدالة التالية:
)𝑌 Md⁄P = 𝐹 (𝑅,
إذ أن الطلب الحقيقي على النقود ،𝑀𝑑 ⁄Pيعتمد إيجابيا على الدخل الحقيقي ،Yوعكسيا على
سعر الفائدة اإلسمي ،Rويعود إستخدام الفائدة اإلسمي وليس الحقيقي ألنه يمثل العائد الفعلي على
1
النقود.
ويتضمن التغييرات املتوقعة في األسعار عند حلول األجل الذي يتحقق عنده العائد كما أن هذه
الدالة تمثل الطلب الحقيقي وليس الطلب اإلسمي على النقود ،والهدف من التمييز بينهما هو التأكيد
على غياب ( وهم النقد ) أي أن األفراد يهتمون بالقيم الحقيقية للمتغيرات وليست قيمتها اإلسمية.
لقد أفصح كينز عن إحتمال أن يصل سعر الفائدة إلى مستوى منخفض تعجز عنده زيادة في
عرض النقود عن تخفيضه إلى مستوى أدنى من ذلك وهذا ما أطلق عليه ( بمصيدة السيولة )،
فنظرا إلعتقاد الجمهور أن سعر الفائدة الحالي أقل من مستواه الطبيعي فإنهم سوف يحتفظون
بالنقود اإلضافية التي وصلت إليهم نتيجة زيادة عرض النقود على شكل نقد ،بل إنهم سوف يقومون
ببيع السندات واألصول األخرى التي تعود عليهم بفوائد منخفضة لتوقعهم بإنخفاض أسعارها ،إذ أن
تناقص العوائد عليها وصل إلى حد جعل املنفعة من النقود تفوق تلك العوائد.
في الفترة الحالية لم تعد املدرسة الكينزية الحديثة تميز الطلب على النقود مثل ذلك التمييز الذي
إقترحه كينز ،فقد أصبح أتباعها ينظرون إلى الطلب على النقود أنه يعتمد على سعر الفائدة والدخل،
ويأخذ املرء تكلفة الفرصة البديلة في اإلعتبار حتى عندما يستخدم النقود كأداة للتبادل أو متكأ
للحيطة وال يعتقود أن اإقتصاديات الحديثة تدع مجاال ملصيدة السيولة.
وقد وسع اإلقتصاديان (بومال) و( توبين) نظرية كينز وأوضحوا أن الطلب على النقود بدافع
املعامالت والطوارئ حساس أيضا للتغييرات في معدل الفائدة وأن هناك عالقة عكسية بينهم ،فكلما
كان معدل الفائدة مرتفع وأكبر من التكلفة املصاحبة لشراء السندات يكون املبلغ املوجه بشراء
السندات كبير.
وكان هدفه من إيجاد هذه العالقة هو تخفيض تكلفة بقاء النقود بشكل سائل لغرض املعامالت و
2
الطوارئ من أجل الحصول على أعلى عائد ممكن.
،2008ص.155: -1إيمان عطون ناصف ،النظرية اإلقتصادية الجزئية ،دار الجامعة الجديدة ،بيروت،
-2إيمان عطون ،مرجع سبق ذكره ،ص.157:
36
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
37
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
38
الفصل األول..........................الطرح النظري لسعر الصرف ،الطلب على النقود
خالصة
عقب إنهيار نظام بروتن وودز شهد النظام النقدي الدولي عدة تطورات ترمي في مجملها ضرورة
اإلهتمام بإختيار قاعدة نقدية مناسبة يتم من خاللها تقييم املعامالت اإلقتصادية التي تتم بين إقتصاد
البلد والعالم الخارجي ،وتبقى العملة الوطنية تتغير تبعا لقوى العرض والطلب مع ضرورة إيجاد آليات
وإجراءات تكون كفيلة بجعل هذه األداة تخدم وتسير أهداف السياسات اإلقتصادية الكلية للبلد.
لقد أظهرت األنظمة النقدية املتعاقبة أن هذه األداة تلعب دورا هاما في التأثير على التوازنات
الخارجية والداخلية لإلقتصاد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وعلى رأسها رصيد ميزان املدفوعات والنمو
اإلقتصادي ،وهذا ما يضع السلطات النقدية أمام مسؤولية اإلختيار املناسب لوجهة سعر صرف عملتها
من خالل تبني نظام صرف مالئم يتماش ى مع واقع املعطيات اإلقتصادية للبلد ومستجدات النظام
النقدي الدولي ،وعلى هذا األساس قد تتعمد بعض الدول في تغيير قيم عمالتها من أجل الحصول على
بعض املزايا اإلقتصادية ،والجدوى من تغييرات سعر الصرف تتوقف على مرونة الطلب في الداخل و
الخارج ملجموعة السلع والخدمات املنظورة وغير املنظورة.
ونظرا ملوضوع الطلب على النقود أثار إهتمامات الكالسيكيون والكينزيين والنقديين حوله وجدت
الكثير من التيارات التي نظمتها مجموهة من النظريات التي كان الجدل قائما حول هذا الطلب،
فالكالسيكيون يعتبرون الدخل أهم محدد للطلب على النقود وأن التغير في كمية النقود اليؤثر في النشاط
اإلقتصادي ،أما الكينزيين يعتببرون اإلحتفاظ بالنقود تصرف غير رشيد أي اإلحتفاظ بالنقود يتضمن
تكلفة الفرصة البديلة ،أما النقديين يعتبرون النقود أساس تكوين الثروة وهي ليست نظرية لإلنتاج أو
للدخل.
39
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في
الجزائر خالل الفترة 2016-1996
تمهيد
املبحث األول :واقع السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة ()2016-1996
املبحث الثاني :الطلب على النقود والكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة
()2016-1996
املبحث الثالث :سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة ()2016-1996
خالصة
املبحث الثالث:
خالصة
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
تمهيد
عرفت الجزائر تحوالت اقتصادية عميقة بانتقالها من االقتصاد االشتراكي إلى االقتصاد الرأسمالي
بداية من سنة ،1990ومنذ ذلك الوقت وهي تسعى جاهدة لتحقيق تنمية شاملة ملختلف امليادين وتحرير
اقتصادها من القيود ،فلقد قامت بمجموعة من اإلصالحات النقدية واالقتصادية والتي انعكست على
املؤشرات االقتصادية الكلية بما فيها الطلب على النقود والكتلة النقدية ،وسعر الصرف ،ومن أجل
اإلحاطة بمختلف جوانب هذا الفصل ،تم تقسيمه إلى ثالثة مباحث وهي على النحو التالي:
املبحث األول :واقع السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة ()2016-1996؛
املبحث الثاني :الطلب على النقود والكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة ()2016-1996؛
املبحث الثالث :سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة (.)2016-1996
41
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
-1فاروق تشام ،أهمية اإلصالحات املصرفية واملالية في تحسين أداء اإلقتصاد ،جامعة وهران ،الجزائر ،ص.12:
42
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
الفصل بين الدائرة النقدية والدائرة الحقيقية :تبنى قانون النقد والقرض مبدأ الفصل بين
الدائرة النقدية و الحقيقية حتى تتحدد القرارات على أساس األهداف النقدية التي تحددها
السلطة النقدية وبناءا على الوضع النقدي السائد ،وهذا عكس ما كانت عليه القرارات حيث
كانت هيئة التخطيط تتخذها على أساس كمي حقيقي ،ونتيجة لذلك فإنه لم تكن هناك أهداف
نقدية بحتة بل الهدف األساس ي هو تعبئة املوارد الالزمة لتمويل البرامج اإلستثمارية املخططة.1
الفصل بين الدائرة النقدية ودائرة ميزانية الدولة :إن الخزينة العمومية كانت تلعب دورا
أساسيا في تدبير التمويل الالزم لها وذلك باللجوء إلى املوارد املتأتية عن طريق اإلصدار النقدي
الجديد ،وهذا كون تركيبة ونمط النظام التمويلي السابق كان يمتاز بالسهولة في اللجوء إلى املوارد
املالية لتمويل عجز الخزينة ،األمر الذي خلق تداخل بين صالحيات الخزينة وصالحيات السلطة
النقدية ،األمر الذي أحدث تشابكا بين األهداف التي قد التكون دائما متجانسة .ومع صدور
قانون النقد والقرض فقد تم إعتماد الفصل بين الدائرة النقدية ودائرة ميزانية الدولة ،وعليه
فالخزينة العمومية أصبحت غير حرة فيما يخص تمويل عجزها عن طريق اإلستفادة التلقائية من
منح التمويل بال حدود ودون أي قيد وال شرط من قبل البنك املركزي ،ونتيجة لذلك ففي ظل
هذا اإلصالح أصبحت الخزينة العمومية مجبرة لإلمتثال والخضوع إلى بعض القواعد واإلجراءات
التنظيمية لعملية التمويل.2
الفصل بين دائرة ميزانية الدولة ودائرة القرض :كانت الخزينة في النظام املوجه تلعب الدور
األساس ي في تمويل اإلستثمارات املؤسسات العمومية ،ونتيجة لذلك همش النظام املصرفي وكان
دوره يقتصر على تسجيل عبور األموال من دائرة الخزينة إلى املؤسسات فجاء قانون النقد
والقرض ليضع حدا لذلك ،فأبعدت الخزينة من منح القروض اإلقتصادية ،ليبقى دورها يقتصر
على تمويل اإلستثمارات العمومية املخططة من طرف الدولة ،ومن ثم أصبح توزيع القروض ال
يخضع لقواعد إدارية وإنما يركز أساسا على مفهوم الجدوى اإلقتصادية للمشروع.3
إنشاء سلطة نقدية وحيدة ومستقلة :إن السلطة النقدية في السابق كانت مشتقة من مستويات
عديدية ،فكانت وزارة املالية تتحرك على أساس أنها السلطة النقدية ،وكانت الخزينة العمومية
-1فريد بن جريبيح ،حوكمة املصارف ودورها في تعزيز القدرة التنافسية للبنوك الجزائرية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في علوم
التسيير ،تخصص مالية ومحاسبة ،جامعة عمار ثليجي ،األغواط ،الجزائر ،2013_2012،ص.98:
-2فاروق تشام ،مرجع سبق ذكره ،ص.13:
-3محمد فودوا ،السياسة النقدية في ظل إقتصاديات العوملة وأهم اإلصالحات من أجل مسايرة حالة الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة
ملاجستير في العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير ،كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير ،قسم علوم التسيير ،فرع النقود واملالية ،جامعة
الجزائر ،2006_2005 ،ص.146:
43
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
تتصرف كما لو كانت هي السلطة النقدية حيث أنها كانت تلجأ في أي وقت إلى البنك املركزي
لتمويل عجزها ،وكذا األمر بالنسبة للبنك املركزي الذي كان يتمثل السلطة النقدية إلحتكاره
إمتياز إصدار النقود .وبصدور قانون 10_90لغى هذا التعدد في مراكز السلطة النقدية حيث أنه
أنشأ سلطة نقدية وحيدة ومستقلة على أية جهة كانت ،ووضع هذه السلطة في دائرة ضمن هيئة
جديدة تدعى مجلس النقد والقرض وحيدة ليضمن إنسجام السياسة النقدية ،ومستقلة ليضمن
تنفيذ هذه السياسة من أجل تحقيق األهداف النقدية ،وموجودة في الدائرة النقدية لكي يضمن
التحكم في تسيير النقد لتفادي التعارض بين األهداف النقدية.1
وضع نظام بنكي على املستويين :جاء قانون النقد والقرض ليؤكد مبدأ إقامة نظام مصرفي على
املستويين .بمعنى الفصل بين مفهوم البنك املركزي كملجأ أخير لإلقراض وبين مهام البنوك
األخرى كمؤسسات تقوم بتعبئة املدخرات ومنح اإلئتمان وتعمل في ظروف تنطوي على عناصر
املخاطرة البنكية .وبموجب هذا الفصل أصبح البنك املركزي يمثل فعال بنك البنوك يراقب
نشاطاتها ويتابع عملياتها ،كما أصبح بإمكانه أن يوظف مركزه كملجأ أخير لإلقراض في التأثير على
سيولة اإلقتصاد حسب ما يقتضيه الوضع النقدي .وبفضل املكانة التي يحتلها البنك املركزي في
سلم النظام املصرفي يستطيع أن يحدد القواعد العامة للنشاط املصرفي وتحديد معايير هذا
النشاط في إتجاه خدمة األهداف النقدية وتحكمه في السياسة النقدية .وبذلك فإصدار النقود لم
يعد ناتج عن قرار الوحدات اإلقتصادية غير املصرفية وحدها ،وإنما هو قرار ناتج عن عملية
تعاقدية بين هذه والجهات املصرفي.2
تسيير بنك الجزائر وفقا لقانون النقد والقرض :يمكن تقديم كيفية تسيير بنك الجزائر فيما يلي
:
املحافظ ونوابه :يقوم املحافظ بإدارة وتسيير ومراقبة البنك املركزي ويعاونه في ذلك ثالث
نواب ،3ويعين هذا املحافظ ونوابه بمرسوم يصدر عن رئيس الجمهورية ،4ملدة ست
سنوات وخمسة سنوات على الترتيب قابلة للتجديد مرة واحدة وتنتهي مهام املحافظ
ونوابه بمرسوم كذلك في حالة العجز الصحي أو خطأ فادح.5
44
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
مهام وصالحيات املحافظ :يتمتع محافظ البنك املركزي بصالحيات واسعة من خاللها
يتولى:
إدارة شؤون البنك املركزي؛
يتخذ جميع اإلجراءات التنفيذية ويقوم بجميع األعمال في إطار القانون؛
يوقع باسم البنك املركزي جميع االتفاقيات واملحاضر املتعلقة بالسنوات املالية
ونتائج نهاية السنة وحسابات الربح و الخسارة؛
ينظم مصالح البنك املركزي ويحدد مهامه؛
يضع باالتفاق مع مجلس القانون األساس ي ملستخدمي البنك املركزي ضمن
الشروط املحددة في القانون؛
كما يمكن طبقا للمادة 30من القانون أن يستعين بمستشارين فنيين من خارج
دوائر البنك املركزي وأن يعين من بينهم وكالء خاصين لتلبية احتياجات العمل
1
ملدة معينة وأخيرا فإن املحافظ يحدد صالحيات نوابه وسلطاتهم.
مجلس النقد والقرض :إن أهم ما جاء به قانون النقد والقرض هو إنشاء مجلس النقد والقرض
وذلك نظرا للمهام التي أوكلت إليه والسلطات الواسعة التي منحت له ،حيث يؤدي مجلس النقد
والقرض وظيفتين في آن واحد :وظيفة مجلس إدارة بنك الجزائر ووظيفة السلطة النقدية ،كما
يتشكل املجلس من املحافظ كرئيس ونوابه الثالثة وثالث موظفين ساميين يعينون بمرسوم
حكومي ،كما يعين ثالثة مستخلفين ليعوضوا الثالثة إذا إقتضت الضرورة.2
كما أن صالحياته حسب املادتين 42و 43من القانون ما يلي:
حق اإلطالع على جميع األمور املتعلقة بالبنك املركزي؛
إصدار األنظمة التي تطبق على البنك املركزي؛
التدخل في النظام الذي يطبق في البنك املركزي؛
يحدد كل سنة ميزانية البنك املركزي وتعديلها إذا إقتض ى األمر؛
تحديد شروط توظيف األموال الخاصة؛
إجراء املصالحات واملعامالت يكون بترخيص منه؛
توزيع األرباح ضمن الشروط املنصوصة عليها.
-1ناصر دادي عدون و اخرون ،مراقبة التسيير في املؤسسة االقتصادية (حالة بنوك) ،د ط ،دار املحمدية العامة ،الجزائر ،2004 ،ص ص:
.48، 47
-2محمد فودوا ،مرجع سابق ،ص.172:
45
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
-1حجلية قمري ،تطور أداء وكفاءة الجهاز املصرفي الجزائري في مواجهة املتغيرات اإلقتصادية العاملية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
ماجستير في علوم التسيير ،كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير ،قسم علوم التسيير ،فرع نقود ومالية ،جامعة الجزائر،2005-2004 ،
ص.28:
46
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
( ،)M2تحقيق نمو مستقر ومقبول في الناتج الداخلي الخام ،توفير الشروط الالزمة لتحرير التجارة
الخارجية ورفع معدل إعادة الخصم إلى .15%
اتفاق التمويل املوسع 1995/03/01إلى :1998/04/01من خالل االتفاقيات السابقة املبرمة
بين صندوق النقد الدولي والحكومة الجزائرية ،نالت هذه األخيرة رضا دائنيها خاصة صندوق
النقد الدولي ،حيث تم تحرير التجارة الخارجية ،وبدا واضح اغلبة القطاع الخاص على نشاط
االستيراد بالخصوص ،وأصبح التبادل الحر فعليا ،وكل ذلك في إطار التوجه الجديد الذي عملت
والزالت الحكومةالجزائريةعلى تنفيذه ،وذلك في إطار برنامج االنتقال من االقتصاداملوجه نحو
اقتصاد السوق.
ورغم كل ماسبق وجميع الجهود املبذولة من طرف السلطات املعنية إال أن االقتصاد الوطني كان
اليزال يعاني من مشاك لعديدة ،وبالخصوص ثقل خدمات املديونية الخارجية واعتماد الصادرات
الوطنية بالدرجة األولى على النفط ،إضافة إلى التبعية الغذائية وبعض املشاكل األخرى
كأزمةالسكن وتفش ي ظاهرة البطالة .وهذا ما أجبر الحكومة الجزائرية التوجه مجددا إلى صندوق
النقد الدولي من أجل اعتماد برنامج للتصحيح الهيكل يمتوسط األجل يهدف إلى تعميق إجراءات
االستقرار ،وقدتحصلت الجزائر من خالل هذا االتفاق على قرض قدره 1.8مليار دوالر أمريكي
كما قامت بإعادة جدولة الديون طويلة ومتوسطة األجل ملواجهة احتياجات التمويل و التي قدرها
البرنامج بـ 4.7مليار دوالر بين ( )96/95و 3.7مليار دوالر بين ( )97/96و 3مليار دوالر بين
1
(.)98/97
مواصلة اإلصالحات ( :)2000-/1998تتمحور جهود السلطات في هذه الفترة في محاولة التحكم
في استقرار االقتصاد الكلي من خالل األدوات املالية والنقدية في سبل بعث النمو من جديد
وبالتالي معالجة البطالة والتقليل من حدة املديونية وتوفير املناخ املناسب لالستثمار األجنبي
املباشر وفتح األبواب أمام الشراكة .وفي هذا السياق فإن الحكومة الجزائرية تكرس جهودا في
سبيل تدعيم استقرار التوازنات الكبرى وبلوغ الرزانة ملجابهة مشكلة الدين والرجوع إلى نوع من
االنفراج املالي من أجل تشييد أسس صلبة إلعادة االنتعاش االقتصادي .ولهذا فهي تسعى جاهدة
للمحافظة على املوارد وعدم تبذيرها خاصة باعتبار أن االقتصاد الوطني هو دائما شديد
الحساسية لتقلبات أسعار البترول ،وفي انتظار أن يأتي هذا الضمان من تغير عميق لهيكل جهاز
-1شافية بن عيس ى ،أثر وتحديات اإلنظمام للمنظمة العاملية للتجارة على القطاع املصرفي الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في
علوم التسيير ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجاربة وعلوم التسيير ،قسم التسيير ،تخصص نقود ومالية ،جامعة الجزائر ،2011-2010 ،3ص
ص.110،109 :
47
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
االنتاج ،فإنها اتخذت عدة إجراءات وقائية في ميدان امليزانية وكذا في املجال النقدي .ففي مجال
امليزانية تم إنشاء صندوق ضبط اإليرادات الذي يكون أداة ذات أهمية كبرى والذي يجب تعزيز
مصداقيته خاصة في الوقت الذي يرتفع فيه سعر النفط ،أما في املجال النقدي فلقد تم اتخاذ
سياسة نقدية صارمة سمحت بإعادة تكوين احتياطي يقدر بـ 15شهر ،وهذا ما يسمح باالحتراس
1
ضد أية صدمة بترولية.
املطلب الثاني :مسار السياسة النقدية في الجزائر خالل الفترة ()2016_2000
ظلت الجزائر ومنذ بداية التسعينات تطبق سياسات اإلصالح اإلقتصادي و التحرير املصرفي،
حيث تم وضع عدد من البرامج في إطار اإلستيراتيجية الشاملة لإلصالح النقدي ،كما تم إجراء عدة
إصالحات على املنظومة املصرفية املتمثلة في:
الفرع األول :أهم التعديالت التي جاء بها األمر الرئاس ي 01/01
الصادر في 2001_02_27والذي يهدف إلى فصل مجلس النقد والقرض إلى جهازين:
األول يتكون من مجلس اإلدارة الذي يتكفل ويشرف على إدارة وتسيير شؤون بنك الجزائر واألمر
01_01تبقى وتحافظ على نفس التكوين للمجلس اإلداري السابق لبنك الجزائر يعني ( املحافظ
يعين بقرار رئاس ي مع 3نواب له ،و 3موظفين يعينهم املحافظ ).
الثاني يختلف عن األول ويتمثل في مجلس النقد والقرض وهو مكلف بأداء دور السلطة النقدية
2
والتخلي دوره كمجلس إدارة لبنك الجزائر.
الفرع الثاني :أهم التعديالت التي جاء بها األمر الرئاس ي 11/03
الصادر في 2003_08_26املتعلق بالنقد والقرض التي عرفها قانون النقد و القرض خاصة بعد
األزمات التي عرفتها بعض البنوك الخاصة (بنك الخليفة وبنك الصناعي والتجاري الجزائري) وذلك
بمراجعة القوانين والتشريعات التي تنظم العمل املصرفي ،وإخضاع النظام املصرفي إلى القواعد واملعايير
املصرفية العاملية واإلستمرار في تعميق مسار اإلصالحات حيث مست هذه التعديالت جملة من املواد
3
وكانت تهدف أساسا إلى تحقيق ثالث أهداف:
السماح لبنك الجزائر بممارسته أحسن لصالحياته عن طريق:
فصل صالحيات مجلس النقد والقرض وصالحيات مجلس إدارة بنك الجزائر؛
48
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
توسيع صالحيات مجلس النقد والقرض ،وذلك بإضافة شخصين يعينان بموجب مرسوم
رئاس ي باإلضافة للمحافظ ونوابه وثالثة موظفين ساميين لهم خبرة إدارية باملسائل املالية
"املادة 58من األمر "11_03؛
تدعيم إستقاللية اللجنة املصرفية وتفعيل دورها في مراقبة أنشطة البنوك بإضافة أمانة
عامة لها وإمدادها بالوسائل والصالحيات الكافية ملمارسة مهامها على أحسن وجه.
تقوية اإلتصال و التشاور بين بنك الجزائر والحكومة عن طريق:
إنشاء لجنة مشتركة بين بنك الجزائر ووزارة املالية لتسيير املوجودات ( اإلستخدامات)
الخارجية والدين الخارجي؛
إثراء شروط ومحتوى التقارير اإلقتصادية واملالية وتسيير بنك الجزائر؛
التداول الجيد للمعلومات الخاصة بالنشاط املصرفي واملالي ،والعمل على توفير األمن املالي
للبنك.
توفير أحسن حماية للبنوك وإلدخار الجمهور عن طريق:
تدعيم الشروط واملعايير املتعلقة بتراخيص إعتماد البنوك ومسيريها ،وإقرار العقوبات
الجزائية على املخالفين للشروط وقواعد العمل املصرفي؛
إنشاءصندوق التأمين على الودائع الذي يلزم البنوك التأمين على جميع الودائع؛
توضيح وتدعيم شروط عمل مركزية للمخاطر.
الفرع الثالث :أهم التعديالت التي جاء بها األمر الرئاس ي 04/10
1
يعتبر األمر رقم 04/10املؤرخ في 26أوت 2010وهو معدل ومتمم لألمر رقم 11/03ويتضمن مايلي:
املادة " :09بنك الجزائر مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية املعنوية واالستقالل املالي وال يخضع
إ
إلجراءات املحاسبة العمومية ورقابة مجلس املحاسبة ،كما ال يخضع إلى التزامات التسجيل في
السجل التجاري".
املادة " :32بغض النظر عن أحكام املادة 13من القانون رقم 84-17املؤرخ في 7جوان سنة
1984واملتعلق بقوانين املالية ،يعفى بنك الجزائر بخصوص كل العمليات املرتبطة بنشاطاته،
من كل الضرائب أو الحقوق أو الرسوم أو األعباء الجبائية مهما تكون طبيعتها".
-1األمر رقم 04-10املؤرخ في 26أوت 2010املتعلق بالنقد والقرض ،الجريدة الرسمية ،العدد ،50السنة السابعة واألربعون 01 ،سبتمبر
،2010ص .11
49
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
املادة " :35تتمثل مهمة بنك الجزائر في الحرص على استقرار األسعار باعتباره هدفا من أهداف
السياسة النقدية وفي توفير أفضل الشروط في ميادين النقد والقرض والصرف والحفاظ عليها
لنمو سريع لالقتصاد مع السهر على االستقرار النقدي واملالي ،ولهذا الغرض ،يكلف بتنطيم
الحركة النقدية ،ويوجه ويراقب بكل الوسائل املالئمة ،توزيع القرض وتنظيم السيولة ،ويسهر
على حسن تسيير التعهدات املالية تجاه الخارج وضبط سوق الصرف والتأكد من سالمة النظام
املصرفي وصالبته".
املادة :03يتمم األمر رقم 03-11املؤرخ في 27جمادى الثانية عام 1424املوافق 26أوت سنة
،2003بمادة 36مكرر تحرر كما يأتي:
املادة 36مكرر" :يعد بنك الجزائر ميزان املدفوعات ويعرض الوضعية املالية الخارجية للجزائر ،وفي هذا
اإلطار ،يمكنه أن يطلب من البنوك واملؤسسات املالية وكذلك اإلدارات املالية وكل شخص معني تزويده
باإلحصائيات واملعلومات التي يراها مفيدة".
املطلب الثالث :أدوات السياسة النقدية في الجزائر
عرفت أدوات السياسة النقدية في الجزائر تطورا ملحوظ ،وتزامن هذا التطور مع صدور قانون
النقد والقرض ،10/90وسنحاول من خالل هذا املطلب تبيان مختلف أدوات السياسة النقدية في
الجزائر.
الفرع األول :معدل إعادة الخصم
يعتبر أحد األدوات األساسية في السياسة النقدية ،يستعمله بنك الجزائر للتأثير في مقدرة البنوك
التجارية على منح القروض بالزيادة أو بالنقصان ،إذ كان بنك الجزائر قبل صدور قانون النقد والقرض
10_90يعامل القطاعات اإلقتصادية وفق معيار املفاضلة في منح القروض بتطبيق معدل إعادة خصم
خاص بكل قطاع ،ولقد بقي هذا املعدل ثابتا منذ 1972إلى 1986مقدرا بـ ،%2.75ليعرف بعد ذلك عدة
تغيرات فمنذ سنة 1992تم تعويضه بنظام التحديد املوحد ملعدل إعادة الخصم ،والذي يتم تغييره كل
12شهرا تقريبا ،ويقوم مجلس النقد والقرض بكيفيات وشروط تحديده ،وفي بداية كل سنة يقدم بنك
الجزائر ملجلس النقد والقرض التوقعات املتعلقة بتطور املجاميع النقدية والقرض ويقترح في نفس الوقت
أدوات السياسة النقدية لتحقيق الهدف املحدد حسب األهداف الوسيطة لبلوغ الهدف النهائي ،وفي بداية
كل ثالثي يبرمج بنك الجزائر املبالغ اإلجمالية القصوى التي تكون قابلة إعادة الخصم.1
-1أنظر املواد ،72 ،71 ،70 ،69 :من قانون النقد والقرض ،غير أنه تم تثبيت هذا املعدل طبقا للتعليمة رقم( )09/97املؤرخة في
.1997/11/17
50
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
كما أن قانون النقد والقرض حدد في مواده السندات التي يمكن إعادة خصمها والتي يمكن
1
حصرها فيما يلي:
سندات تجارية مضمونة من قبل الجزائر أو الخارج تمثل عمليات تجارية؛
سندات تمويل تمثل قروض موسمية أو قروض تمويل قصيرة األجل على أن ال تتعدى
املدة القصوى لذلك ستة أشهر ،مع إمكانية تجديد هذه العملية دون أن تتجاوز مهلة
املساعدة اثنا عشر شهرا؛
سندات قروض متوسطة األجل ملدة أقصاها 6أشهر ويمكن تجديد هذه العمليات على
ان ال يتعدى 3سنوات ،كما يجب أن تحمل السندات توقيع شخصين طبيعيين او
معنويين ذوي مالءة ويجب أن تهدف هذه القروض إلى تطوير وسائل اإلنتاج أو تمويل
الصادرات أو إنجاز سكن؛
سندات عمومية ال تتعدى الفترة املتبقية الستحقاقها 3أشهر.
الجدول التالي يوضح تطور معدالت إعادة الخصم في الجزائر:
51
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
الجدول رقم ( :)1-2تطور معدالت إعادة الخصم في الجزائر خالل الفترة ()2016-1996
املعدل إلى يحسب إبتداءا من
13.00 1997/04/20 1996/08/28
12.50 1997/06/28 1997/04/21
12.00 1997/11/17 1997/06/29
11.00 1998/02/08 1997/11/18
9.50 1999/09/08 1998/02/09
8.50 2000/01/26 1999/09/09
7.50 2000/10/21 2000/01/27
6.00 2002/01/19 2000/10/22
5.50 2002/05/31 2002/01/20
4.50 2004/03/06 2003/06/01
4.00 2016/09/19 2004/03/07
3.50 2017/04/31 2016/09/20
Source: Banque d’Algérie, Bulletin statistique trimestriel, no 29, JUIN2017, p.18
من خالل الجدول أعاله نالحظ أنه مع صدور قانون النقد والقرض عرف معدل إعادة الخصم
انخفاضا مستمرا من %13عام 1996إلى %4.5في سنة ،2003نظرا للتحكم في معدالت التضخم ،وهذا
كان متزامنا مع تسجيل أسعار فائدة اسمية أكبر من معدل التضخم مما أعطى نوع من املصداقية لهاته
األداة ،وفي بداية سنة 2004إلى غاية سنة 2016استقر معدل إعادة الخصم عند %4وهذا راجع
الستقرار معدالت التضخم عند مستويات دنيا ،كما أن هذه الفترة شهدت توفر فائض في السيولة لدى
البنوك التجارية مما انعكس على إحجام البنوك التجارية اللجوء إلى البنك املركزي من أجل إعادة خصم
األوراق املالية ،وهذا ما يفسر ثبات معدل إعادة الخصم خالل الفترة املمتدة من 2004إلى غاية سنة
،2016أما في 2016/09/20فقد أعلن بنك الجزائر جملة من اإلجراءات واألنظمة بهدف زيادة مستوى
52
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
سيولة الكتلة النقدية لدى البنوك واملؤسسات املالية ،وهذا من خالل إقرار جملة من الروافع التقليدية
قصد توفير جميع املوارد الضرورية لتمويل سليم لإلقتصاد ،وأقر البنك املركزي هذه اإلجراءات في ظل
الظرفية املالية الصعبة التي تمر بها البالد من جراء تراجع أسعار املحروقات وتراجع مستوى السيولة
البنكية مما يؤثر سلبا على تمويل اإلقتصاد ،حيث قرر بنك الجزائر مراجعة معدل إعادة الخصم للمرة
األولى منذ 2004وتقرر خفض النسبة ب %0.5من املستوى التاريخي عند %4إلى %3.5مما يعطي إشارة
ملتعاملي سوق القرض وإلتزام السلطة املالية لتعميم التمويل النظيف لإلستثمار في سياق املخاطر
التضخمية.
الفرع الثاني :االحتياطي اإللزامي
املادة 93من قانون النقد والقرض ألزمت البنوك التجارية بفتح حساب خاص ومغلق لتكوين
إحتياطي يحسب إما من مجموع الودائع أو لجزء منها ،وإما من مجمل توظيفاتها أو لجزء منها ،ويسمى هذا
اإلحتياطي باإلحتياطي اإللزامي (اإلجباري) ،والذي مبدئيا اليمكن أن يتجاوز %28من املبلغ الذي أستعمل
كـأساس للحساب ،كما يمكن لبنك الجزائر أن يرفع هذه النسبة عندما تدفعه الضرورة لذلك ،وكل نقص
في قيمة اإلحتياطي القانوني ألي بنك سيعرضه لغرامة يومية بنسبة %01من هذا النقص ،ويحق للبنك
املعاقب أن يقدم طعنا للغرفة التجارية في املحكمة العليا أو ملجلس الدولة ،وقام بنك الجزائر وألول مرة
بفرض إحتياطي قانوني بنسبة %2.5في أكتوبر 1994من الودائع املصرفية من دون الودائع بالعمالت
الصعبة ،غير أنها لم تطبق فعليا وبقيت بدون تطبيق إلى غاية أفريل 2001نظرا لوضعية السيولة
الضعيفة لدى البنوك ،إال أنها تبقى األداة الوحيدة والتقليدية في حوزة بنك الجزائر لكل األمر رقم 11_03
ألغى املادة 93من القانون ،10_90الذي وضع هذه األداة دون التكفل بها من جانب آخر .وينص القانون
الجديد على أدوات السياسة النقدية ماعدا اإلحتياطي القانوني.
ونظرا ألهمية هذه األداة بإعتبارها الضمان األول للمودع وأداة فعالة في يد السياسة النقدية إذا
أستعملت بحزم ،وبالتالي كان على مجلس النقد والقرض إعادة إدراجها وهو مايقر عليه القانون رقم
20_04املؤرخ في ،2004/03/12وبالفعل إذا إقتصر األمر وتكون الفقرة "ج" من املادة 62من األمر
11_03كافية كإطار قانوني.
إبتداءا من أفريل 2001دخلت حيز التنفيذ والتي التختلف كيفياتها العملية عما هو معمول به في
الدول األخرى .والجدول التالي يوضح تطور االحتياطي اإللزامي من سنة 2001إلى غاية سنة:2016
53
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
2002
2001
السنوات
نسبة
8 اإلحتياطي 12 12 12 11 9 9 8 8 6.5 6.5 6.5 6.5 6.25 4.25 3
اإللزامي
املصدر:
بنك الجزائر ،النشرة اإلحصائية الثالثية ،رقم ،25مارس ،2014ص.17 :
بنك الجزائر ،النشرة اإلحصائية الثالثية ،رقم ،34جوان ،2016ص.17 :
Banque d’ Algérie, Bulletin Statistique Trimestriel, no 01, septembre 2007, p.12.
من خالل الجدول أعاله نالحظ أن البنك املركزي أقدم على رفع نسبة االحتياطي اإللزامي إلى
% 6.25سنة 2003وذلك من أجل تفعيل هذه األداة نظرا لوفرة السيولة لدى البنوك التجارية.
وفي ضوء ذلك وصلت ودائع البنوك بعنوان االحتياطي اإللزامي إلى 122.6مليار دينار في نهاية عام
1
2002بعدما كانت في مستوى 43.5مليار دينار في نهاية عام .2001
يؤكد األمر 11-03في مادته ،62الفقرة ج ،أن االستخدام النقدي يتم تحديده من قبل مجلس
النقد والقرض ،وفي هذا اإلطار قام املجلس بإصدار النظام 02-04املؤرخ في 04مارس 2004املحدد
لشروط تكوين االحتياطات اإللزامية الدنيا ،وكما تم رفع معدل االحتياطات اإللزامية املتخذة في التعليمة
رقم 07-13املؤرخة في 24ديسمبر 2007املعدلة واملتممة للتعليمة 04-02املتعلقة بنظام االحتياطات
اإللزامية ،تبعا للمادة 03من هذه التعليمة حدد معدل االحتياطات اإللزامية عند %8من الوعاء املحدد
2
بموجب املادة 02من النظام املذكور.
-1محمد لكصاس ي ،الوضعية النقدية وسير السياسة النقدية في الجزائر ،صندوق النقد العربي ،أبو ظبي ،2004 ،ص ص.14،13 :
-2بنك الجزائر ،التطور االقتصادي والنقدي للجزائر ،التقرير السنوي ،2008سبتمبر ،2009ص ص.181،180 :
54
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
تزايدت هذه النسبة باستمرار إلى أن وصلت نسبته إلى %12وهذا ما أقرته التعليمة رقم -02
2013الصادرة بتاريخ 2013/04/23املتعلقة بنظام االحتياطات اإللزامية 1،بهدف تحسين قدرة السياسة
2
النقدية على االمتصاص الفعلي لفائض السيولة في السوق النقدية.
ونالحظ في سنة 2016أن بنك الجزائر قرر خفض اإلحتياطي اإللزامي من %12إلى %8كمرحلة
أولى في سياق حزمة من اإلجراءات الخاصة بمواجهة األزمة املالية الحادة التي تمر بها البالد نتيجة التراجع
الحاد في مستوى أسعار املحروقات في السوق العاملية.
الفرع الثالث :سياسة السوق املفتوحة
نص قانون النقد والقرض 10/90باستخدام عمليات السوق املفتوحة من خالل املتاجرة في
السندات العمومية التي ال تتجاوز مدة استحقاقها 6أشهر 3،على أن ال يتجاوز املبلغ اإلجمالي لهذه
السندات %20من إجمالي اإليرادات العادية للدولة للسنة املنصرمة ،لكن بعد صدور األمر 11-03
املتعلق بالنقد والقرض أزال شرط سقف %20وجعلته مفتوحا حسب ما تقتضيه ظروف وأهداف
السياسة النقدية4،طبقت عمليات السوق املفتوحة ألول مرة سنة 1996عندما قام البنك املركزي بشراء
السندات العمومية التي ال تتجاوز 6أشهر ،ومن خالل مالحظة نوع السندات التي تحوزها البنوك
العمومية يتبين أن غالبيتها تشكل سندات لديون غير مضمونة على املؤسسات العامة ،لذلك وبعد ظهور
فائض سيولة في السوق النقدية بداية من 2002لم يستطع البنك املركزي تحريك هذه األداة ألنه ال
يمتلك أوراق مالية عامة كما أنه ال توجد أوراق مالية للقطاع الخاص ،كما أن القانون لم يسمح للبنك
املركزي بالتدخل في سوق أذونات الخزينة العامة ،باإلضافة إلى ضعف تطور سوق السندات الحكومية
ومع ذلك يبقى دور هذه األداة قويا وذو أهمية بداللة الجزء النسبي الهام للسندات العمومية في محافظ
البنوك بالنسبة ألصولها.
الفرع الرابع :إسترجاع السيولة املتناقصة
أنشأت هذه األداة بموجب التعليمة رقم 2002-02املؤرخة في 11أفريل ،2002يتعلق األمر
بعمليات استرجاع السيولة على بياض تتم عن طريق مناقصات فورية والتي يمكن أن تكون في شكل ودائع
-1سليمان ناصر ،مشكلة فائض السيولة لدى البنوك التجارية ،بحث مقدم للملتقى الوطني حول :إشكالية استعمال السيولة النقدية في
املعامالت التجارية وانعكاساتها على الخدمات املصرفية الجزائرية ،جامعة سيدي بلعباس ،فيفري ،2014ص.06 :
-2بنك الجزائر ،التطور االقتصادي والنقدي للجزائر ،التقريرالسنوي ،2013نوفمبر ،2014ص.174 :
-3املادة 77من قانون النقد والقرض.
-4املادة 41من األمر .11-03
55
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
ملدة 24ساعة أو ألجل ،يتم مكافئتها بمعدل فائدة يحدد بالنسبة لكل عملية مناقصة ،يتدخل بنك
الجزائر في السوق النقدية بمعدالت تعكس تطور الوضع في السوق النقدية.
سمحت هذه األداة بامتصاص جزء كبير من فائض السيولة بمبلغ تراوح بين 100و 160مليار دينار،
وبالفعل فقد انخفضت االحتياطات الحرة للبنوك إلى 46مليار دينار في نهاية شهر ديسمبر ،2002بعد أن
وصلت إلى 145.7مليار دينار في نهاية شهر مارس ،2002وفي أوت 2005أدخلت أداة االسترجاع ملدة 3
أشهر ،وفي منتصف جانفي 2013تم إدخال آلية استرجاع السيولة ملدة 6أشهر بمعدل مغل للفائدة
قدره %1.50إضافة إلى تمديد فترة نضج استرجاع السيولة ابتداء من جانفي ،2013وذلك للمزيد من
امتصاص السيولة املستقرة للمصارف ،وعليه فإن استرجاعات السيولة ملدة 7أيام وملدة أشهر بدأت
1
تشهد انخفاضا في دورها كأدوات نشطة في إدارة السياسة النقدية في سنة .2013
الفرع الخامس :تسهيله الودائع املغلة بالفائدة
هي عملية إيداع لـ 24ساعة لدى بنك الجزائر ،يمكن للبنوك املؤهلة الدخول إلى تسهيله الودائع
املغلة للفائدة في كل يوم عمل بناء على طلبها لدى بنك الجزائر ،أنشأت بموجب التعليمة رقم 05-04
املؤرخة في 14جوان ، 2005ويتم القيام بها على بياض ويتم مكافأة هذه التسهيلة بمعدل ثابت يعلن عنه
بنك الجزائر مسبقا ،ويمكن تغييره حسب تقلبات السوق وتطور هيكل املعدالت .وقد بلغ إجمالي
التسهيالت في مارس 2006ما يقارب 146مليار دينار ليصل إلى 456مليار دينار في ديسمبر 2006ليصل إلى
2
483مليار دينار في ديسمبر .2007
من خالل األداتين السابقتين فإن البنك املركزي يسعى باستمرار إلى امتصاص السيولة الفائضة
على مستوى البنوك.
-Banque d’Algérie, Evolution économique et monétaire en Algérie, rapport 2008 , juin 2009, p. 145.
1
-2بن لدغم فتحي ،ميكانيزمات انتقااللسياسة النقدية في االقتصاد الجزائري ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،تخصص :نقود ،بنوك
إ
ومالية ،جامعة تلمسان ،الجزائر ،2012-2011 ،ص.117 :
56
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
املبحث الثاني :الطلب على النقود والكتلة النقدية في الجزائر للفترة 2016-1996
تتولى السلطات النقدية في مختلف الدول أهمية كبيرة لعرض النقود وتنظيم إصداره بما يتوافق
واألهداف االقتصادية الكلية ،والجزائر طبقت مجموعة من اإلجراءات لتنظيم اإلصدار النقدي لذا
سنتطرق في هذا املبحث إلى:
الطلب على النقود ومحدداته في الجزائر للفترة ()2016-1996؛
تطور الكتلة النقدية ومقابالتها في الجزائر للفترة (.)2016-1996
املطلب األول :الطلب على النقود ومحدداته في الجزائر للفترة 2016_1996
يستمد الطلب على النقود أهميته من الجوانب النظرية والتحليلية حيث ان دالة الطلب على
النقود في الجزائر هي عنصر رئيس ي في النظريات اإلقتصادية الكلية وإستقرار هذه الدالة عامل مهم في
وضع األهداف الكمية النقدية.
الفرع األول :الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ()2016-1996
يمثل الطلب على النقود حجم األرصدة النقدية التي يحتفظ بها األفراد خالل مدة من الزمن،
الجدول رقم ( :)3-2الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ()2016-1996
2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998 1997 1996 السنوات
الطلب
2437.5 2165.6 1643.5 1416.3 1235.6 1041.3 905.0 813.7 671.5 589.1 النقدي
)(M1
2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 السنوات
الطلب
النقدي 9261.1 9603.3 8249.8 7681.8 7141.7 5756.4 4949.8 4965.3 2942.1 3177.8
)(M1
2016 السنوات
57
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
الطلب
النقدي 9426.8
)(M1
املصدر :بنك الجزائر ،النشرة اإلحصائية الثالثية ،رقم ،34جوان ،2016ص.11 :
الشكل رقم ( :)1-2تطور الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ()2016-1996
10000
8000
6000
الطلب على النقود
4000
2000
0
2013
1996
1997
1998
1999
2000
2001
2002
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2009
2010
2011
2012
2014
2015
2016
-1فضل رايس ،مقال :التحوالت النقدية في الجزائر خالل الفترة ( ،)2003_1995مجلة الباحث العدد ،2012/10ص.76:
58
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
الفرع الثاني :محددات الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
سنحاول ذكر بعض من محددات الطلب على النقود في الجزائر في الفترة .2016-1996
التضخم في الجزائر خالل الفترة :2016-1996يعتبر هدف استقرار األسعار إحدى أهداف
السياسة النقدية ولقد عرفت الجزائر خالل الفترة ( )2016-1996معدالت متفاوتة الحدة من
الضغوط التضخمية ،الجدول اآلتيي يوضح تطور معدالت التضخم في الجزائر خالل فترة
الدراسة:
الشكل رقم ( :)2-2تطور التضخم في الجزائر خالل الفترة ()2016-1996
معدل التضخم
20
18
16
14
12
10
معدل التضخم
8
6
4
2
0
1998
2009
1996
1997
1999
2000
2001
2002
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2010
2011
2012
2013
2014
2015
2016
-1بلعزوز بن علي وعبد العزيز طيبة ،السياسة النقدية واستهداف التضخم في الجزائر خالل الفترة ،2006-1990مركز دراسات الوحدة
العربية ،بحوث اقتصادية عربية ،العدد ،2008 ،41ص.30 :
59
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
سجل معدل التضخم سنة 2001ارتفاعا ملحوظا والذي بلغ %4.2وهذا راجع الرتفاع قوي في
نمو الكتلة النقدية ( )M2حيث قدر ب ،%22.5كما بلغ معدل التضخم خالل سنتي 2003و 2004نسبة
%2.6و %3.6على التوالي ،ثم انخفض سنة 2005ليعاود االرتفاع من جديد سنة 2007فسجل معدل
1
%3.7ليصل إلى %4.5سنة ،2011ويفسر بالزيادة في معدل نمو الكتلة النقدية إلى .%19.9
يمكن إرجاع أسباب التضخم خالل املدة 2011-2001إلى الزيادة في صافي األصول الخارجية
الناجم عن تحسين أسعار البترول ،وتزامنت هذه الفترة مع تطبيق سياسة مالية توسعية من خالل تنفيذ
برنامجيين تنمويين األول لدعم اإلنعاش االقتصادي حيث أثرا بشكل واضح في زيادة الطلب الكلي
والتضخم ،كما ساهمت الزيادة املعتبرة في األجور في تضخم األسعار من خالل الزيادة املعتبرة في الطلب
الكلي ،في ظروف تميزت بارتفاع تكاليف اإلنتاج وضعف في اإلنتاجية من جانب العرض الكلي ،فبعدما
كانت األجور مجمدة قبل سنة ،2001انتقل األجر الوطني القاعدي املضمون في هذه السنة من 8000
2
دينار إلى 18000دينار.
ارتفع معدل التضخم مجددا سنة 2012ويمكن تفسير هذه الذروة أساسا بتزايد األسعار لبعض
املنتجات الطازجة في الثالثي األول لسنة 3،2012ليتراجع إلى %3.2سنة 2013وهذا راجع إلى انخفاض
أسعار املنتجات املواد الغذائية الطازجة والتي لم تتجاوز معدلها السنوي املتوسط %4.02في 2013مقابل
%21.4سنة 2012من جهة ،ومن جهة أخرى راجع إلى انخفاض في األسعار الدولية السنوية املتوسطة
للمنتجات الفالحية املستوردة 4،إلى أن وصل %2.92سنة ،2014وإرتفع سنتي 2015و 2016وذلك راجع
إلرتفاع الكتلة النقدية.
سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة :2016-1996
لقد عرف سعر صرف الدينار في هذه الفترة تغييرات كثيرة يمكن توضيحها في الجدول التالي:
60
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
الجدول رقم ( :)4-2تطور سعر صرف الدينار مقارنة مع الدوالر في الفترة ()2016-1996
2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998 1997 1996 السنوات
73,28 72,06 77,39 79,68 77,22 75,26 66,57 58,74 57,71 54,75 AD/U.S.D
2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 السنوات
107,13 80,58 79,37 77,54 72,94 74,39 72,65 64,58 69,29 72,65 AD/U.S.D
2016 السنوات
108,71 AD/U.S.D
املصدر :إحصائيات صندوق النقد الدولي (الحساب على أساس املعدل السنوي)
الشكل رقم( :)3-2تطور سعر صرف الدينار مقارنة مع الدوالر في الفترة ()2016-1996
سعر الصرف
120
100
80
60
سعر الصرف
40
20
0
1996
1997
1998
1999
2000
2001
2002
2003
2004
2005
2006
2007
2008
2009
2010
2011
2012
2013
2014
2015
2016
61
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
62
2016-1996 تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة:الفصل الثاني
63
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
-بنك الجزائر ،النشرة اإلحصائية الثالثية ،رقم ،32ديسمبر ،2015ص ص.26 -11 :
-بنك الجزائر ،النشرة اإلحصائية الثالثية ،رقم ،34جوان ،2016ص.11 :
14000
12000
10000
النقود M1
8000
أشباه النقود
6000 الكتلة النقدية M2
4000
2000
0
2004
2007
1996
1997
1998
1999
2000
2001
2002
2003
2005
2006
2008
2009
2010
2011
2012
2013
2014
2015
2016
املصدر :من إعداد الطالبة باإلعتماد على برنامج .Excel
نالحظ من خالل الجدول أعاله أن الكتلة النقديةشهدت الفترة ( )2000-1996انخفاضا في معدل
نمو الكتلة النقدية ،حيث بلغ متوسط نمو الكتلة النقدية خالل الفترة ( )1997-1996معدل %16,25
كما انتقلت سيولة االقتصاد من %35.6سنة 1996إلى %38.8سنة ،1997تزامنت هذه الفترة مع
توقيع اتفاقية االستعداد االئتماني الثالث والتي تهدف إلى الحد من توسع الكتلة النقدية وتحقيق نمو
مستقر ومقبول من الناتج الداخلي الخام وذلك من خالل إتباع سياسة تقشفية ،على غرار سنة 1998
حيث بلغ معدل نمو الكتلة النقدية ،%46كما بلغت قيمتها 1579.7مليار دينار بعدما كانت 1081.4
مليار دينار سنة ،1997ويمكن إرجاع هذا االرتفاع إلى تنفيذ برنامج إعادة جدولة الديون وذلك من خالل
توقيع اتفاقية القرض املوسع مع صندوق النقد الدولي .أما فيما يخص هيكل الكتلة النقدية فنجد أن
أشباه النقود عرفت ارتفاعا محسوسا منذ سنة 1996مقارنة بما سبق إذ وصلت نسبة مساهمتها في
الكتلة النقدية خالل الفترة ( )1998-1996بين %14.4و،%.46مما يدل على أن عمليات التبادل بين
األفراد واملؤسسات أصبحت تتم عن طريق الجهاز املصرفي ويعود هذا إلى تأثير اإلصالحات املصرفية في
64
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
سلوك املدخرين باإلضافة إلى السياسة النقدية الصارمة التي أدت إلى امتصاص الفائض النقدي املتداول
1
خارج الجهاز املصرفي ،وذلك في إطار التعديل الهيكلي.
عرفت الكتلة النقدية سنة 2001توسعا كبيرا حيث بلغت قيمتها 2470.6مليار دينار محققة بذلك معدل
نمو قيمته ،%22.5ويعود هذا التوسع النقدي إلى ارتفاع صافي األرصدة الخارجية باإلضافة إلى ظهور
برنامج اإلنعاش االقتصادي الذي أقره رئيس الجمهورية حيث خصص له مبلغ 520مليار دينار 2،إال أنه
وابتداء من سنة 2002إلى غاية سنة 2005عرفت الكتلة النقدية انخفاض في معدل نموها حيث بلغ
%17.4سنة 2002ليبلغ %11.6سنة 2005وهذا ما يفسر تراجع سيولة االقتصاد من %63.9سنة
2002إلى %54.2سنة .2005
أما فيما يخص هيكل الكتلة النقدية فتجدر اإلشارة إلى أنه سنة 2002عرفت ظاهرة نقدية
جديدة تعتبر ميزة لتطور الوضعية النقدية ويتعلق األمر بزيادة نمو أشباه النقود الذي بلغ 1485.2مليار
دينار وبنسبة %51.1من الكتلة النقدية سنة 2002وهذا يعود إلى االرتفاع الهام واملتواصل لصافي
3
األصول الخارجية للبنك املركزي والذي تعدى مستواها العرض النقدي .M1
ابتداء من سنة 2006إلى غاية سنة 2010عرفت الكتلة النقدية تذبذب متواصل حيث بلغت
قيمة الكتلة النقدية ما يقارب 4827.6مليار دينار سنة 2006بعدما كانت قيمته سنة 2005تقارب
4070.4مليار دينار ،كما بلغ معدل نمو الكتلة النقدية أدنى مستوى له سنة 2009ما نسبته %3.1
وبمبلغ 7178.7مليار دينار.
ويمكن إرجاع ذلك إلى ذلك لسببين رئيسيين ،السبب األول هو التأثر باألزمة االقتصادية العاملية وانخفاض
معدل زيادة األصول الخارجية أما السبب الثاني فيعود إلى انخفاض أو تقلص الودائع تحت الطلب حيث
انخفضت من 3424.9مليار دينار سنة 2008إلى 3120.5مليار دينار سنة ،2009وهو ما أثر سلبا على
قدرة البنوك على خلق االئتمان (أشباه النقود) ومن ثم على الكتلة النقدية 4،أما فيما يتعلق بهيكل الكتلة
النقدية فقد شهد تراجع ملحوظ في نسبة مساهمة أشباه النقود في تكوين الكتلة النقدية وذلك ابتداء
من سنة 2004حيث بلغت قيمتها 1478.7مليار دينار ،وهذا االنخفاض كان لصالح العرض النقدي M1
الذي بلغ 2165.6مليار دينار وهذا االرتفاع في العرض النقدي M1يمكن إرجاعه إلى نمو في النقود
الكتابية بنسبة أكبر من النقود الورقية ،حيث بلغت قيمة النقود الكتابية سنة 2004ما يقارب 1291.3
-1صالح مفتاح ،النقود والسياسة النقدية ،أطروحة الدكتوراه في العلوم االقتصادية ،تخصص علوم اقتصادية ،جامعة الجزائر-2002 ،
،2003ص .252
2
- Banque d’Algérie, Evolution Economique et Monétaire en Algérie, Rapport 2002, octobre 2003, P. 111.
-3محمد لكصاس ي ،مرجع سابق ،ص.03 :
4
-Banque d’Algérie, Evolution Economique et Monétaire en Algérie, Rapport 2009, juillet 2010, P. 166.
65
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
مليار دينار لتنتقل إلى 3424.9مليار دينار سنة ،2008إال أنه خالل سنتي 2009و 2010ارتفعت نسبة
أشباه النقود بالنسبة للكتلة النقدية حيث بلغت ما قيمته 2524.3مليار دينار أي نسبة %30.4من
الكتلة النقدية سنة 2010بينما كانت %28.6سنة .2008
نالحظ خالل الفترة ( )2016-2011ارتفاع معدل نمو الكتلة النقدية إلى %19.9ومصدر هذا النمو
هو ارتفاع حجم الودائع تحت الطلب من جهة والودائع ألجل (أشباه النقود) من جهة أخرى ،حيث بلغت
قيمة الكتلة النقدية سنة 2011ما يقارب 9929.2مليار دينار ولكن خالل سنتي 2012و 2013تراجع
معدل نمو الكتلة النقدية إلى %10.9و %8.4على التوالي ،حيث بلغ مستوى الكتلة النقدية قيمة
11015.4مليار دينار سنة 2012وقيمة 11941.5سنة ،2013وهذا ما يفسر تراجع معدل السيولة في
االقتصاد من %68.3سنة 2011إلى %62.5سنة ،2013ليعود بعد ذلك معدل نمو الكتلة النقدية
%14.6وبمبلغ 13687مليار دينار في املقابل بلغت سيولة االقتصاد معدل ،%79.4أما بالنسبة لهيكل
الكتلة النقدية فإن نسبة أشباه النقود املساهمة في تشكيل الكتلة النقدية شهدت استقرارا من سنة
2011إلى .2016
الفرع الثاني :تطور مقابالت الكتلة النقدية في الجزائر خالل الفترة ()2016-1996
تتكون مقابالت الكتلة النقدية من صافي األصول الخارجية أو ما يعرف باحتياطات
الصرف،قروض االقتصاد وقروض الدولة .والجدول التالي يوضح تطور مقابالت الكتلة النقدية خالل
الفترة ( )2016-1996والجدول التالي يوضح ذلك.
66
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
67
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
68
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
مقابالت الكتلة النقدية ،فقد ارتفعت بنسبة %17.5خالل عام 2002مقارنة بعام 2001حيث قدرت بـ:
1266.7مليار دينار لتصل في سنة 2008إلى 2615.5مليار دينار ،إال أنه شهدت هذه الفترة انخفاض
مستمر في نسبة مساهمة القروض املقدمة لالقتصاد كمقابل للكتلة النقدية حيث بلغت %49.3سنة
2000إلى أن وصلت إلى %37.5سنة ،2008وهذا ما يفسره ارتفاع في نسبة صافي األصول الخارجية إلى
الكتلة النقدية ،بينما عرفت قروض الدولة انخفاضا مستمرا فقد بلغت سنة 2000ما يقارب بـ%677.4 :
مليار دينار باستثناء سنة 2002حيث بلغت 578.6مليار دينار إلى قيم سالبة وبشكل ملفت لالنتباه سنة
2004حيث بلغت %-20.5ثم إلى %-3627.3سنة ،2008وهذا راجع إلى تقليص دور الخزينة في التمويل.
سجلت الفترة 2012-2009نسبة منخفضة في معدل نمو صافي األصول الخارجية حيث بلغت
%6.2سنة 2009و %7.3سنة ،2012وهذا راجع إلى تداعيات األزمة املالية العاملية التي شهدها العالم
وباألخص الواليات املتحدة األمريكية مما انعكس سلبا على أسعار البترول وبالتالي على احتياطات
الصرف ،إلى أن وصلت أدنى حد لها سنة 2013حيث بلغ معدل نمو صافي األصول الخارجية ،%1.9وهذا
راجع إلى انخفاض متوسط سعر البترول إلى 108.6دوالر للبرميل مقابل 113.3دوالر للبرميل لسنة
1،2012ثم لتعود باالرتفاع الخفيف إلى أن سجلت نسبة %3.3سنة .2014
استمرت القروض املقدمة لالقتصاد في االرتفاع إلى أن بلغت سنة 2014ما قيمته 6504.6مليار
دينار وبمعدل نمو %26.1بينما كان %20.2سنة ،2013وهو ما يؤشر على طلب األشخاص للقروض
املصرفية وكذا الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه االستثمارات املمولة بالقروض املصرفية إضافة إلى
التسهيالت االئتمانية التي اعتمدتها بعض البنوك ،سواء لتمويل املشاريع االقتصادية للمؤسسات
الصغيرة واملتوسطة أو لتمويل اإلنفاق العائلي (قروض استهالكية) خاصة في مجال العقارات والسيارات،
في حين شهد معدل نمو قروض الدولة في السنوات األخيرة ابتداء من سنة 2009إلى غاية 2013معدالت
نمو منخفضة ومستقرة نوعا ما حيث لم تتجاوز %-3.8وذلك نتيجة للدور الذي لعبته الخزينة العمومية
في هذه الفترة في عمليات تمويل بعض السلع االستهالكية والقروض املمنوحة للشباب في إطار توفير
مناصب الشغل 2،لتسجل بعد ذلك معدل نمو %-38.4سنة ،2014وشهد إرتفاعا سنتي 2015و.2016
-1محمد لكصاس ي ،وضعية االقتصاد العاملي وتطور االقتصاد الكلي في الجزائر ،تدخل أمام املجلس الشعبي الوطني ،أكتوبر ،2013
ص.07 :
-2محمد لكصاس ي ،نفس املرجع ،ص ص.32،31 :
69
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
ٌ
-1خالدي خديجة ،أثر اإلنفتاح التجاري على اإلقتصاد الجزائري ،مجلة إتصاديات شمال إفريقيا ،العدد ،2ص.87:
-2بوعتروس عبد الحق وقارة مالك ،آثار تغيير سعر صرف األورو مقابل الدوالر األمريكي على اإلقتصاد الجزائري ،مجلة العلوم اإلنسانية،
جامعة قسنطينة ،العدد ،27جوان ،2007ص.207:
70
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
خارجية إلنجاز املشاريع اإلنمائية الطموحة ،األمر الذي إنعكس على إثقال كاهل اإلقتصاد الجزائري بججم
مديونية اليتناسب والنمو اإلقتصادي املحقق أو املزعوم ،أدى ذلك إلى هدر املوارد املالية الوطنية املتاحة
بإستمرار وهي باألساس متمثلة في العوائد من املحروقات ،فضال عن ذلك تميزت املديونية الجزائرية
بالتركيز الجغرافي على املصدر ،حيث نسبة كبيرة منها مصدرها دول اإلتحاد األوروبي والجدول املوالي
يوضح ذلك ،كما دلت إحصائيات 2003على أن مايقدر ب %42من حجم املديونية مقومة بالعملة
األوروبية ( األورو ) ،مما يؤدي إلى زيادة تكاليف خدمات املديونية باإلرتباط وتحسن قيمة األورو في
األسواق العاملية .يبين الجدول أدناه هيكل مديونية الجزائر حسب عمالت التقويم وبالتالي يبين األهمية
النسبية لكل عملة في مجال تقويم مديونية الجزائر 1996إلى غاية .1999علما بأن هذه النسب قد تغيرت
بفعل السياسات اإلصالحية املنتهجة في الجزائر منذ 1994والتي إنبثق عنها إعادة جدولة مديونية الجزائر.
الجدول رقم ( :)7-2هيكل املديونية الجزائرية املتوسطة والطويلة املدى حسب عمالت التقويم
الوحدة .%
في 31ديسمبر من كل سنة:
1999 1998 1997 1996 العملة
42.1 42.2 44.8 42.1 الدوالر األمريكي
12.6 14.1 14.7 15.9 الفرنك الفرنس ي
13.4 12.2 11.5 12.7 الين الياباني
5.6 6.3 6.2 6.4 الدوتشمارك األملاني
26.3 25.2 22.8 22.9 عمالت أخرى
املصدرBank of Algérie : Media Bank. N : 46. Mars 2000 :مأخوذة من:بوعتروس عبد الحقوقارة مالك ،مرجع سابق ،ص.208:
كما تفيد التقديرات اإلحصائية املتوفرة لدى قطاع املالية ،أن املديونية الخارجية الجزائرية تقدر
بحوالي 3.9مليار دوالر مقابل 3.396مليار دوالر مع نهاية ،2013مع اإلشارة إلى أن النسبة األكبر من بنية
الديون الجزائرية هي ديون متوسطة وطويلة األجل بحوالي 2.3مليار دوالر ،مقابل 1.5مليار دوالر ديون
قصيرة األجل ،وهي أساسا ديون تجارية خاصة ،حيث تبين التعامالت التجارية خالل السنتين املاضيتين
تراجع نسبة الدفع النقدي الذي كان يمثل %80من التعامالت التجارية.
وإستطاعت الجزائر خالل السنوات املاضية اإلحتفاظ بمستوى مديونية متدني نتيجة عاملين :األول
اإلجراءات القانونية التي تمنع اللجوء إلى اإلستدانة سواء للهيئات أو املؤسسات ،والثاني يتعلق بالوفرة
املالية والسيولة لدى املؤسسات والخزينة ،نتيجة اإلرتفاع املحسوس لإليرادات مع زيادة أسعار النفط.
إقتصاد ريعي:
71
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
اإلقتصاد الجزائري هو إقتصاد ريعي حيث يقوم على إستيراتيجية إستنزافية للثروة البترولية والغازية
وهذا على حساب إستيراتيجية التصنيع .األمر الذي يجعل اإلقتصاد الجزائري رهينة اإليرادات الريعية
املتحققة في األسواق الدولية ،ومن مميزات اإلقتصاد الجزائري صغر حجم القطاع الصناعي خارج
املحروقات (أقل من %10من الناتج الداخلي الخام ) %80 ،يسيطر عليها القطاع الخاص.
إقتصاد تطورت فيه آليات الفساد:
إن آليت الفساد أضحت تؤثر على حركية النشاط اإلقتصادي ومجاالته وتحدد من كفاءة السياسة
اإلقتصادية ،وتعطيل املنظومة القانونية والتشريعية اإلقتصادية ،فإزدادت شبكات السوق املوازي
وتنامت أحجام الثروات التي تحرك في قنواته .هذا الوضع أضعف قدرة الدولة املؤسسية وزعزع عنصر
1
الثقة فيها.
املطلب الثاني :سياسة الصرف في الجزائر
شهد الدينار الجزائري منذ نشأته سنة 1964إلى غاية يومنا هذا تحوالت عديدة يمكن إيجازها
فيما يلي:
الفرع األول :ملحة عن سعر صرف الدينار الجزائري قبل 1990
تميزت الفترة 1990-1964تطورات عديدة في سعر صرف الدينار الجزائري ،سنحاول تلخيصها في
مرحلتين مهمتين ،وهي كالتالي:
املرحلة األولى ( :)1987-1964في يوم 10أفريل 1964تم إنشاء الوحدة النقدية الجزائرية
"الدينار الجزائري" الذي ثبتت قيمته آن ذاك 180 ،ملغ من الذهب الخالص وبالتالي عوض
الدينار الجزائري عملة "الفرنك الفرنس ي الجديد" الذي كان هو عملة الجزائر أثناء االستعمار،
بسعر صرف :واحد دينار = واحد فرنك فرنس ي جديد وقد كان سعر صرف الدينار الجزائري
مسيرا إداريا ويتميز باالستقالل والثبات ملدة طويلة ،يقض ي بتسخير كل األدوات االقتصادية
لهدف تحقيق املخططات التنموية من طرف السلطات املركزية آنذاك ،وقد أدى تسيير
سعرصرف الدينار بهذه الكيفية إلى تحديد تكلفة إدارية وليست اقتصادية للعملة الصعبة بمعنى
أن سعر العملة الصعبة بالدينار ال تربطه أي عالقة – كما كان من املفروض أن يكون -بأداء
وكفاءة االقتصاد الوطني وهكذا انفصل عن الواقع االقتصادي فنتج عن ذلك سلوك غير عقالني
في استخدام املوارد األكثر ندرة واملتمثلة في العملة الصعبة ،أضف إلى ذلك أن هذا األسلوب قد
72
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
أعطى لسعر صرفا لدينار قيمتين :األولى تحددها السلطات النقدية إداريا ،والثانية تحددفي
السوق املوازية.
بعد انهيار نظام بروتن وودز تخلت الجزائرعن ربط عملتها بالفرنك الفرنس ي وأصبحت قيمة
الدينار الجزائري مثبتة بسلة 14عملة كان الدوال راألكثر ترجيحا من بين هذه العمالت مما سمح
للجزائر بالخروج نهائيا من منطقة الفرنك ،وقد كان الدينار يتذبذب مقابل هذه العمالت بطريقة
سلبية دون مراعاة أي عالقة مع الوضعية االقتصادية أو املالية للدولة و/أو الفرق في التضخم
(تعاداللقوةالشرائية) أو اإلنتاجية بين الجزائر والدول املصدرة لها ،كما يسمح تثبيت الدينار
بسلة عمالت باستقرار سعر الصرف الفعلي االسمي إال أنه ال يقص ي احتمال قابلية تغير األسعار
الثنائية مقابل العمالت املشكلة للسلة ،فهذا النوع من التثبيت للعملة املحلية يزيد من مخاطر
الصرف بالنسبة لألعوان االقتصاديين .كما تم تجاهل دور سعر صرف الدينار الجزائري من
طرف املسؤولين على تسيير االقتصاد واستعمل بطريقة غير عملية ودون دراية ألهميته.
منذسنة ،1974أدت القيود املفروضة للدخول لسوق الصرف واملصحوبة بسياسات نظام
حصص الواردات إلى نشوء سوق صرف موازي جعل السلطات العامة ترفع من قيمة الدينار
الجزائري أدى رفع قيمةالدينار وعدم إعطائها القيمة الحقيقية إلى زيادة في أسعار عوامل اإلنتاج
للسلع والخدمات املحلية مقارنة بنظيراتها املنتجة في الخارج فنتج عنه ضعف إنتاجية القطاع
الوطني وعدم قدرته على منافسة القطاعات األجنبية خاصة بعد بلوغ قيمة الدينار ذروتها بين
1983و ،1986إلى أن وصل سعر صرف الدينار الجزائر يمقابل الفرنك الفرنس ي سنة 1987في
السوق املوازي إلى 4دينار لكل واحدفرنك والغريب أنه في السوق الرسمي كان 0.8دينارمقابل
1
واحدفرنك فرنس ي.
املرحلة الثانية ( :)1990-1987نتيجة النخفاض السيولة النقدية بفعل انخفاض أسعار
املحروقات سنة 1986وتدهور قيمة الدوالر األمريكي باعتباره األداة األساسية للمعامالت مع
الخارج فإن الدينار الجزائري بدأ يعرف انخفاضات متتالية ،وبدأت تتخذ إجراءات أخرى تصب في
اإلتجاه العام الذي شرع فيه والتوجه نحو اقتصاد السوق ،وهكذا وبموجب نظام البنوك
والقرض لسنة 1986فإنه أصبح للبنوك التجارية والبنك املركزي دورا أكثر أهمية وأصبحت
البنوك تكتسب بعض الصالحيات في مجال الصرف ،كما أصبحت تشارك في إعداد التشريعات
والتنظيمات املتعلقة بالصرف والتجارة الخارجية التي أسندت إلى البنك املركزي ،وأمام
73
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
الصعوبات املتزايدة التي أصبحت تواجه الجزائر في مجال املالية الخارجية ،فإن الدائنين
الخارجيين طلبوا معايير تثبيت الدينار ،وأمام ضغوطات املنظمات الدولية فإن السلطات
الجزائرية قبلت تخفيض الدينار ،وعليه انخفضت قيمة الدينار مقابل الدوالر بين
31ديسمبر 1987و 31ديسمبر 1990بنحو ،%103وتتالت بعد ذلك تخفيضات الدينار للتوجه به
1
إلى السعر التوازني.
74
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
استيراد حاجياتها وفق ضوابط محددة وإعادة املنحة السنوية لألشخاص الطبيعيين وذوي
املهمات املحددة ،أدى إلى تقلص الطلب على الصرف من السوق املوازية بجزء معتبر وهذا
ماسمح بالثبات النسبي لسعر الصرف في السوق املوازية واقترابه من السعرالرسمي،
خاصةبالنسبةللفرنك الفرنس ي قبل سنة 2002باعتباره العملة األكثر طلبا ،وقد كان متوسط
سعر الصرف في السوق املوازية في حدود 16دج مقابل الفرنك الفرنس ي الواحد خاصة خالل فترة
وسط التسعينات ،أي مايقارب ضعف السعر الرسمي أدى هذاإلى:
كتلة نقدية كبيرة من العمالت الصعبة بحوزة األشخاص وخاصةا ملهاجرين
الجزائريين تدور في فلك السوق املوازية دون أن تتمكن البنوك الجزائرية من
استيعابها في حسابات جارية بالعملة الصعبة أو تحويله اإلى الدينار لكون أسعار
الصرف في البنوك منخفضة مقارنة بالسوق املوازية؛
تفضيل األجانب القادمين إلى الجزائر صرف عمالتهم في السوق املوازية بدال من
1
السوق الرسمي لوجود فارقا لسعر.
غير أن سياسة االتجاه نحو تحرير سعر الصرف التدريجي املنتهجة ،حتى وإن كانت وفق
األسلوب املرونات املعروف في تسوية ميزان املدفوعات ،فان أثارها على حركة األموال كبيرة
لتقلص الفارق بين السعر الرسمي والسعر املوازي ،وعلى سبيل املثال ،انتقال سعر صرف
الفرنك الفرنس ي بالنسبة للدينار إلى 9دج أدى إلى انخفاض سعر الصرف في السوق املوازية إلى
14دج للفرنك بعدما كان 16دج ،ووصول سعر الصرف إلى حدود 11دج في السوق الرسمية
أدى إلى انخفاض سعرالصرف في السوق املوازية إلى حدود 12.5دج أي تقلص الفارق إلى حدود
1.5دج فقط ،وهو فرق محبذ ومشجع للمتعاملين على اإلقبال على تحويل أموالهم عبر قنوات
البنوك بدل السوق املوازي لتميزها بالضمان واألمان ،وسوف يؤدي ذلك على املدى املتوسط
والطويل إلى دخول كتلة هائلة من األموال الصعبة إلى حلقة االدخار واالستثمار والدورة النقدية،
وهو مكسب جد محبذ ينبغي على السلطة النقدية املحافظة عليه بل والعمل على تعزيزه ليقترب
السعر املوازي أكثر فأكثر من السعر الرسمي.
رغم دخول األورو إلى حيز املعامالت منذ جانفي 2002الذي كان يمكن أن يضرب اتجاه
التقارب بين السعرين ،إال أن جمهور املتعاملين كان سريع التعامل به ولم يحدث االنحراف إال في
حدود متوقعة بفعل مرونة الجهاز املصرفي واستعداده الحتواء طلبات التحويل الضخمة ،إذ أن
75
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
عملية التحويل سمحت بتشغيل ماليين الحسابات الجارية بالعملة الصعبة ،فمعظم األشخاص
الطبيعيين بما فيهم تجار العملة الصعبة في السوق املوازية ضخوا أموالهم في حساباتهم الجارية
بالعملة الصعبة ،وهذه العملية سمحت بدخول كمية هائلة من األموال بالعمالت األجنبية إلى
الدائرة املصرفية في ظرف قياس ي لغرض تحويلها إلى االورو وهذا ماعزز االحتياطي الرسمي ،لكن
ذلك قد اليدوم طويال بسبب احتمال قيام نسبة كبيرة من هؤالء بطلب أموالهم باألورو
الستخدامها ألغراض مختلفة ،وهذاماجعل السوق املوازية لم يتأثر بشكل كبير بعملية االنتقال
من نظام العمالت األوروبية املتعددة إلى نظام األورو ،إضافة إلى االستمرار في تخفيض قيمة
الدينار خالل شهري ديسمبر 2002وجانفي 2003الذي ساهم في اإلبقاء على التقار بالنسبي بين
السعرين ،1كما اعتبرت اإلجراءات السابقة خطوة حاسمة للتحول نحو نظام صرف معوم وهذا
باإلنتقال من التسيير اإلداري لسعر الصرف نحو التسيير الديناميكي والذي يهدف في األخير إلى
تحقيق قابلية تحويل كلية للدينار في إطار نظام التعويم املدار حيث تتحد قيمة العملة وفق
ظروف العرض والطلب عليها ولكن في نطاق حدود معينة تسمح للسلطات النقدية بالتدخل
لغرض حماية العملة الوطنية وهو النظام املستمر إلى يومنا هذا.
املطلب الثالث :أسباب إختالل الدينار الجزائري
لقد عرف الدينار الجزائري تغيرات مختلفة في أسعار صرفها و إنخفاض في قيمته وذلك راجع
لعدة أسباب مختلفة.
الفرع األول :األسباب الداخلية إلختالل الدينار الجزائري
2
يمكن حصر أهمها فيما يلي:
سوء التسيير في السياسات اإلقتصادية املتبعة منذ السبعينات ،واملجسدة أساسا في
شكل شعارات للتنمية والتصنيع والتخطيط املنطوية على قدر كبير من اإلنفاق
اإلستثماري بتدخل أجهزة الدولة وتغليب األولوية اإلجتماعية؛
إستفحال ظاهرة السوق املوازية أو السوق السوداء وتهريب رؤوس األموال واملضاربة حول
العمالت األجنبية مما ساعد على تدهور العملة املحلية؛
عرفت املوازنة العمومية الجزائرية عجزا ،وعدة تقلبات ساعدت في تعميق إختالالت
اإلقتصاد الجزائري؛
76
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
إتباع الدولة لدعم األسعار وإنشاء صندوق لدعم الفئات اإلجتماعية سنة 1993والذي
كلفها في سنة واحدة حوالي 2456مليار دينار وإنشاء صندوق ضمان اإلنتاج؛
زيادة اإلنفاق العسكري خاصة منذ سنة ،1992إذ أستلزمت األوضاع السائدة في الجزائر
اإلعالن عن حالة الطوارئ سنة 1991ببناء مؤسسات عسكرية ضخمة مما أثر على
إستمرار تزايد أعباء الدفاع الوطني؛
الكوارث التي عرفتها الجزائر خالل فترة الثمانينات أهمها الزالزل ،إنهيار املباني ،الجفاف،
كل هذا إستدعى تخصيص مبالغ مالية ضخمة خاصة بها.
الفرع الثاني :األسباب الخارجية إلختالل الدينار الجزائري
1
من األسباب الخارجية إلختالل الدينار الجزائري ما يلي:
اإلعتماد الكبير على صادرات البترول ،واردات من السلع األساسية خاصة الغذائية منها،
أحدث عجزا في ميزان املدفوعات كحصيلة لتقلبات أسعار البترول وأسعار صرف الدينار
الجزائري املرتبطة بتدهور الدوالر األمريكي؛
تطور الديون الخارجية الجزائرية ،بمختلف العمالت في ظل تعاظم فكرة التحرر
اإلقتصادي والتنمية ،فبعدما كانت حال ظرفيا في الستينات لتصبح أزمة حقيقية بسبب
سوء التسيير املنتهج الذي ساعد على تفاقم حجم املديونية الخارجية خاصة مع تزايد
مستوى خدمة الدين من جهة وتزايد اإلنفاق بشكل سريع جدا من جهة أخرى مقابل
تراجع في العمالت الصعبة؛
إن إنعدام الرقابة الصارمة على أسعار الصرف ،ورؤوس األموال أدى بهروب األموال إلى
الخارج مع تدهور اإلستقرار السياس ي واإلقتصادي ،وفقدان الثقة في العملة املحلية وفي
الجهاز املصرفي؛
آثار إعتماد برنامج مكافحة ندرة السلع ( أستهدف مواد البناء ،قطع الغيار وأغذية األنعام
وسلع اإلستهالك الغذائية والصناعية ) ،الذي تم إقراره من قبل الحكومة الجزائرية في
أكتوبر 1979وكان حجمه املالي حوالي 1.25مليار دوالر إلى أن وصل في نهاية الثمانينات إلى
3مليار دوالر سنويا ،مما أدى إلى تآكل اإلحتياطات من العملة الصعبة.
-1محمد راتول ،الدينار الجزائري بين نظرية أسلوب املرونات وإعادة التقويم ،مجلة إقتصاديات شمال إفريقيا ،الشلف ،الجزائر ،العدد
الرابع ،2006 ،ص.245:
77
الفصل الثاني :تحليل تطور الطلب على النقود و سعر الصرف في الجزائر خالل الفترة 2016-1996
خالصة
من خالل هذا الفصل تم الوقوف على واقع كل من الطلب على النقود وسعر الصرف في الجزائر
خالل فترة الدراسة ،حيث تعرضنا إلى تطور السياسة النقدية في الجزائر وتم التركيز على ماجاء به قانون
النقد والقرض ،وتم التطرق أيضا إلى محددات الطلب على النقود في الجزائر والكتلة النقدية بأقسامها
املختلفة.
ومن أجل معرفة واقع سعر صرف العملة املحلية مقابل العمالت األجنبية تعرضنا إلى تطور سعر
الصرف في الجزائر الذي توصلنا من خالل التحليل أنه غير مستقر حيث عرف الدينار الجزائري إختالالت
خالل فترة الدراسة ،ومن أجل معرفة نوع العالقة بين سعر الصرف والطلب النقدي في الجزائر في ظل
وجود متغيرات إقتصادية أخرى البد من التحليل القياس ي لألثر والسببية وهو ماسوف نتعرض له في
الفصل التالي.
78
الفصل الثالث :اختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب
.2016-1996 على النقود في الجزائر للفتر ة
تمهيد
املبحث األول :التأصيل النظري لألساليب واالختبارات القياسية املستخدمة؛
املبحث الثاني :قياس وتحليل دالة الطلب على النقود في الجزائرخالل الفترة 2016-1996
خالصة
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
تمهيد
بعدما قمنا بدراسة نظرية تحليلية لواقع كل من سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر وذلك
خالل الفترة 2016-1996في الفصل السابق ،حيث سنحاول في هذا الفصل إعطاء صورة قياسية
للعالقة السببية واألثر بين املتغيرين في ظل وجود متغيرات ضابطة واملتمثلة في (معدل إعادة الخصم،
الناتج املحلي الجمالي ،معدل التضخم) ،وذلك بالعتماد على ما تمليه علينا نظرية القتصاد القياس ي
من معايير عندما يتعلق األمر ببناء النماذج االقتصادية ،حيث سيتم الكشف عن إتجاه السببية،
وبتطبيق مختلف الختبارات الحصائية والقياسية لبناء النماذج القياسية ،أي حتى يكون النموذج مقبول
من الناحية الحصائية والقتصادية والقياسية البد من تتبع مراحل البحث وفق منهجية القياس
االقتصادي .ومن أجل الملام بهذا الفصل تم تقسيمه على النحو التالي:
املبحث األول :التأصيل النظري لألساليب واالختبارات القياسية املستخدمة؛
املبحث الثاني :قياس وتحليل دالة الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة
.2016-1996
80
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
املبحث األول :التأصيل النظري لألساليب واالختبارات القياسية املستخدمة
إن غالبية العالقات التي تقدمها لنا النظرية القتصاديةومن بينها تلك املبنية في الفصل األول
والخاصة بمتغيرات الدراسة ،يمكن صياغتها في صورة نماذج رياضية تقدر من واقع البيانات الفعلية،
وهذا ما يمكننا من وضع التنبؤات على اآلثار الكمية على أحد املتغيرات االقتصادية التي يمكن أن تترتب
على التغير في أحد أو بعض املتغيرات االقتصادية ،حيث أن دراسة أثر متغير على متغير آخر يتم بإستخدام
األسلوب الرياض ي والحصائي والقتصادي وهو مايعرف بالقياس القتصادي،
وهو ما سنتطرق له في هذا املبحث من خالل النقاط التالية:
السببية وأنواعها؛
أهم الختبارات القياسية لصالحية النموذج.
املطلب األول :السببية وأنواعها
يعتبرر مشركل السببيررة ( )causalitéمرن أهرم املحراور فري تحديرد النمراذج االقتصرادية لرذا ههردف إلرى
البحث عن أسباب الظواهر االقتصادية للتمييز بين الظاهرة التابعة من الظواهر املستقلة املفسرة لها.
الفرع األول :تعريف السبية
1
تعريف السببية حسب قرانجر :C.W. Granger
إقترررق قرانجررر معيررار تحديررد العالقررة السررببية الترري ترتكررز علررى العالقررة الديناميكيررة املوجررودة بررين
السالسل الزمنية حيث إذا كان Ytو Xtسلسلتين زمنيتين تعبران عن تطرور ظراهرتين اقتصراديتين
مختلفتررين عبررر الررزمن ،tوكانررا السلسررلة Ytتحترروي علررى املعلومررات الترري مررن خاللهررا يمكررن تحسررين
التوقعررات بالنسرربة للسلسررلة ،Xtفرري هررذه ال الررة نقررول أن Ytيسرربب ،Xtإذن نقررول عررن متغيرررة أ هررا
سببية إذا كانا تحتوي على معلومات تساعد على تحسين التوقع ملتغيرة أخرى.
2
تعريف السبيية حسب:Sims
مفهرروم السررببية يعتمررد علررى القرريم املسررتقبلية الترري بإمكا هررا أن تفسررر القرريم ال اضرررة ،حيررث أن
ضربطها Simsعند عرضره ملنهجيرة ،VARإقتررق نمراذج بوجرود عالقرات سرببية مرن املتغيررات بغرر
أكثر بعد تغيير سلوكها.
ف رري حال ررة وج ررود س ررببية متبادلررة أي Xيس رربب Yو Yيسررب Xنق ررول ان رره يوج ررد مب رردأ األفع ررال املتبادل ررة ف رري
الصالق الفيزيائي أو( )Freedbackeffectباملصطلح االقتصادي.
-1شيخي محمد ،طرق االقتصاد القياس ي محاضرات وتطبيقات ،الطبعة األولى ،دار حامد للنشر والتوزيع ،عمان ،2012،ص.278 :
-2عزيبي زهرة ،نماذج أشعة االنحدار الذاتي وتطبيقات ،is-Imرسالة لنيل شهادة املاجستير ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم
التسيير ،جامعة الجزائر،2001،ص.30:
81
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
الفرع الثاني :أنواع السببية
1
هناك عدة أنواع للسببية نوجزها فيما يلي:
الس ببببية ف ببي إتج ببا واح ببد :نق ررول أن Ytتس رربب Xtإذا ك رران اس ررتعمال ك ررل املعلوم ررات املت رروفرة ي ررؤدي إل ررى
تحسين توقع Xtو نكتب yt xt
y t xt : si 2 x 2 x
y
تمثل املعلومات املتوفرة u y هي جزء من املعلومات الكلية وهو التباين و
-1فوزي شوق ،التحليل النظري والكمي لظاهرة البطالة في الجزائر خالل الفترة ،2006-1990مذكرة ماجستير ،جامعة أم البواقي،
،2009/2008ص ص.148،149 :
82
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
الفرع األول :معامل التحديدR2
يشرررق هررذا املعامررل العالقررة املوجررودة بررين املتغيررر التررابع مررع عرردة متغيررات مسررتقلة مرررة واحرردة ،كمررا
أن رره يب ررين العالق ررة املوج ررودة ب ررين املتغي ررر الت ررابع م ررع ع رردة متغير ررات مس ررتقلة أخ رررى ،يس ررمى عندئ ررذ بمعام ررل
الرتباط املتعدد ،إذن معامل التحديد نعتمد عليه ملعرفة النسربة املؤويرة التري تفسرر بهرا املتغيررات املسرتقلة
املتغير التابع.
ويعرررف بأنرره عبررارة عررن نسرربة التغي ررات املفسرررة إلررى التغي ررات الكليررة :حيررث صرريغته الرياضررية هرري علررى
النحو التالي:
SCR SCE
R2 1 )..............(23 3
SCT SCT
حيث:
: SCTمجموع مربعات االنحرافات الكلية للمتغير التابع عن وسطه؛
: SCRمجموع مربعات االنحرافات املشروحة للمتغير التابع املقدر ( ˆ ) Yعن وسطه ال سابي ( .) Y
: SCEمجموع مربعات البواقي.
0 R² 1 علما أنه:
إذا كان : R² 0 :هذا يعني عدم وجود عالقة بين املتغير التابع واملتغيرات املفسرة؛
1
: R² 1هذا يعني أن النموذج صالح أي يؤخذ بعين االعتبار.
يجررب عرردم التسرررع فرري ال كررم عررن العالقررة املقرردرة مررن خررالل معامررل التحديررد وحررده ،فقررد تكررون
القيم ررة املرتفع ررة ملعام ررل التحدي ررد راجع ررة إل ررى وج ررود اتج رراه ع ررام ق رروي ب ررين املتغي ررات املوج ررودة ف رري النم رروذج
قيمر ررة ( )R²إل ر ررى الصر ررياغة الخا ور ررة للنمر رروذج ،وعر رردم إدراج متغي ر ررات املقر رردر،كما يمكر ررن إرجر رراع انخفر ررا
R² تفسرريرية هامررة فرري النمرروذج عنررد تقرردير العالقررة ،ولررذا يجررب إسررتخدام معامررل التحديررد املتعرردد املعرردل
2
وتأخذ درجات ال رية التفسيرية ويحسب معامل التحديد املعدل عن ريق املعادلة التالية:
n 1
R 2 1 1 R2
).........(24 3
nK
حيث:
: R ²معامل التحديد املعدل؛
83
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
:R²معامل التحديد.
:Nعدد السنوات.
:Kعدد املعلمات املقدرة.
ويمكن إجراء معنوية أو جوهرية معامل الرتباط وذلك بحساب القيمة التالية:
r nK
t*
1 R²
حيث:
* : tقيمة tاملحسوبة.
: rمعامل الرتباط.
: R ²معامل التحديد.
: Nعدد املشاهدات.
: Kعدد املعلمات املقدرة.
ث ررم مقارن ررة ه ررذه القيم ررة املحس رروبة بقيم ررة ( )tاملجدول ررة،وذلك عن ررد ع رردد م ررن درج ررات ال ري ررة (n-
،)Kيمكن إستنتاج ما إذا كانا قيمة ( )rتعتبر جوهرية أم ال.
الفرع الثاني:إختبار إحصائية ستودينت ()Test de Student
يسررتخدم إحصررائية سررتودينا ( )Tعنرردما يكررون تبرراين املجتمررع مجهررول وغجررم العينررة صررغيرا (أقررل
من ،)30وذلك بشرط أن يكون مجتمع املعلمات املقدرة موزعرا توزيعرا معتردال ،ولكري نختبرر مردى الثقرة فري
1
املعلمات املقدرة من عينة بإستخدام معيار ( )Tيتعين إتباع الخطوات التالية:
ˆ B
B
tca l i i
ˆS B
i
-1عبد القادر محمد عبد القادر،القتصاد القياس ي بين النظرية والتطبيق ،الدار الجامعية ،السكندرية ،مصر ،2005 ،ص ص.198،197 :
84
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
الع رردم حي ررث تك ررون قيم ررة tاملحس رروبة ف رري منطق ررة القب ررول ،ون رررفض إذا كان ررا ttab tcalنقب ررل ف ررر
البديل ،ويكون تقدير العينة غير معنوي إحصائيا. الفر
الب ر ر ررديل حير ر ررث تق ر ر ررع tcalف ر ر رري منطق ر ر ررة العر ر رردم ونقب ر ر ررل الف ر ر ررر إذا كانر ر ررا ttab tcalن ر ر رررفض ف ر ر ررر
الرفض،ويك ررون تقر رردير العينر ررة معنوير ررا إحص ررائيا .ويمكر ررن أن نثر ررق فير رره كأس رراس جير ررد للوصر ررول ملعلمر ررة
املجتمع.
الفرع الثالث :اختبار إحصائية فيشر ()Test de Fisher
يس ررتهدف ه ررذا االختب ررار معرف ررة م رردى نوعي ررة العالق ررة الخطي ررة ب ررين املتغي ررات املس ررتقلة ،كم ررا يس ررمى
كررذلك اختبررار املعنويررة الجمررالي لالنحرردار ،يعنرري أنرره إذا كانررا مجموعررة املتغي ررات الداخليررة ذات تررأثير علررى
املتغير الخارجي ،وبدوره يعتمد على نوعين من الفرو
عل ر ر ر ررى انع ر ر ر رردام العالق ر ر ر ررة ب ر ر ر ررين ك ر ر ر ررل متغي ر ر ر ررر م ر ر ر ررن املتغير ر ر ر ررات املس ر ر ر ررتقلة فرض ب ب ب ببية الع ب ب ب ببد : H0وت ر ر ر ررن
( ) X 1 , X 2 ,...............X Kواملتغير التابع Yأي:
H 0 B1 B2 ................ BK 0
على وجود عالقة معنوية بين املتغيرات املستقلة واملتغير التابع أي: الفرضية البديلة :H1وتن
H1 B1 B2 B3 ................ BK 0
85
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
والصيغة الرياضية لهذا االختبار هي:
R² / K 1
Fcal
1 R² /N K
حيث:
: Fcalالقيمة املحسوبة لحصائية فيشر.
: R ²معامل التحديد املتعدد.
: Nعدد املشاهدات أو غجم العينة املدروسة.
: Kعدد املعالم املقدرة.
وبعررد إحتسرراب قيمررة ) Fcal ( Fتقررارن مررع قيمتهررا الجدوليررة بدرجررة حريررة ( ) Kو( ) N Kللبس ر
واملقررام وملسررتوى معنويررة معررين ،فررإذا كانررا القيمررة املحتسرربة أكبررر مررن القيمررة الجدوليررة ترررفض H 0وتقبررل
، H 1أي أن العالق ررة املدروس ررة معنوي ررة ،وهن رراك عل ررى األق ررل متغي ررر مس ررتقل واح ررد م ررن املتغير ررات X Kذو
التأثير في Yأما إذا كانرا القيمرة املحتسربة أصرغر مرن الجدوليرة فرإن ذلرك يعنري قبرول ، H 0أي أن العالقرة
الخطي ررة املدروس ررة غي ررر معنوي ررة أي أن رره ل رريم ثم ررة ت ررأثير م ررن أي متغي ررر م ررن املتغير ررات املس ررتقلة عل ررى املتغي ررر
1
التابع.
املطلب الثالث :أهم االختبارات القياسية لصالحية النموذج
تهدف الدراسة القياسية إلرى اختبرار صرالحية املعرايير الحصرائية ،ولهرذا يطلرق علرى املعرايير القياسرية
املستخدمة في الدراسة القياسية باختبارات الرتبة الثانية ومن بين هذه الختبارات نجد:
الفرع األول :إختبار )Test Arch( ARCH
الهدف منه هو معرفة إذا كان هناك إرتباط بين مربعات البواقي ،وهو يعتمرد علرى موراعف الغررانج
(إحصائية .) 2
2
تتمثل خطوات إجراء هذا االختبار فيما يلي:
-تقدير النموذج العام بطريقة املربعات الصغرى العادية ( )MCOثم حساب . ˆt2 , ˆt21 ,....., ˆt2P
-نقوم بإجراء انحدار لر ˆt2 , ˆt21 ,....., ˆt2P :كما يلي:
ˆt2 B0 B1 ˆt21 ..... BP ˆt2P U t
ثم نقوم بحساب معامل التحديد املتعدد .R²
86
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
العدمH 0 : B1 B2 ....... BP 0 : ثم نقوم باختبار فر
وذلررك بمقارنررة القيمررة ( )LM=nR²مررع 2عنررد مسررتوى معنويررة معررين ( %5أو )%1ودرجررات حريررة تسرراوي
عدد املعلمات االنحدارية في صيغة االنحدار أعاله.
العدم ،وبالتالي التباين الشر ي ألخطاء غير متجانم (غير ثابا). وإذا كان nR² K2 0.05 :نرفض فر
الفرع الثاني :إختبار المتداد الخطي ()Multicolinéarité
1
من أبرز الختبارات للكشف عن مشكلة المتداد الخطي نجد إختبار كالين(:(Test de Klein
يذكر كالين أن وجود المتداد الخطي املتعدد يمثل مشكلة خطيرة فق إذا تحقق الشرط التالي:
RX2 1 . X 2 RY2. X1 . X 2
حيث:
: rX , Xمعامل الرتباط بين املتغيرين التفسيريين .X1, X2 1 2
أي أن رره وفق ررا له ررذا الختب ررار إذا ك رران ل رردينا ع رردد م ررن املتغي ررات التفس رريرية ( )Kف ررإن مشرركلة المت ررداد
الخط رري املتع رردد تك ررون خطي رررة إذا ك رران مرب ررع معام ررل الرتب رراط البس رري ب ررين أي متغي رررين مس ررتقلين أكب ررر م ررن
معامل التحديد الكلي ملعادلة النحدار.
الفرع الثالث :إختبار اكتشاف عد ثبات تباين حد الخطأ
م ررن ب ررين إفتراض ررات نم رروذج النح رردار الخط رري ه ررو ثب ررات تب رراين ح ررد الخط ررأ ( )Homoscédasticitèأي
حردو عردم تبراين ( ) Var U i E U i2 2 , i 1.............nويترتب على إسرقاط هرذا الفتررا
حد الخطأ.
يشررير إخررتالف التبرراين إلررى ال الررة الترري يكررون ف هررا تبرراين حررد الخطررأ غيررر ثابررا عنررد كررل قرريم املتغيررر
املستقل ،أي أن E X iU i 0وعليه فإن ، E U i2 2 :ويحد هذا أساسا في البيانات املقطعية.
ويمكررن إرجرراع مشرركلة عرردم ثبررات التبرراين ،أنرره فرري حالررة وجررود هررذه املشرركلة تكررون تقررديرات معررالم
MCOغير متحيزة ومتسقة ولكنها تكون غير كفؤة.
بالض ررافة ف ررإن تق ررديرات التب رراين تك ررون متحي ررزة ،مم ررا ي ررؤدي إل ررى إختب ررارات إحص ررائية غي ررر ر ر يحة
للمعالم وفترات ثقة متحيزة ،ومن أهم االختبارات للكشف عن مشكلة عدم ثبات تباين حد الخطأ نجد:
- 1عبد القادر محمد عبد القادر عطية ،مرجع سابق ،ص .478
87
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
الفرع الرابع :إختبارات التوزيع الطبيعي (:)Tests de normalité
مررن أجررل التحقررق مررن أن الب ررواقي ( ) U iتتب ررع التوزيررع الطبينرري يمكررن السررتعانة باختب ررار (Jarque-
1
)béeraالذي يعتمد على معاملي ( Skewnessالتناظر) و(Kurtosisالتفلطح) وهو ما سنتطرق له فيما يلي:
إختبار سكيونس ( )Skewnessللتناظر وإختبار كيرتوزيس ( )Kurtosisللتفلطح:
إذا كان العزم املمركز من الرتبة Kللنموذج yiمن الشكل:
K
1 n
U K yi y
n i 1
1
U U3
فهو B2 42 ، B أما معامل Kurtosis فإن معامل Skewnessهو:
2
1 2
U2
3
U 2
ه ررو إختب ررار يجم ررع ب ررين نت ررائج الختب ررارين الس ررابقين ،ف ررإذا كان ررا B ، B2تتبع رران التوزي ررع الطبين رري ف ررإن
1
2
6 24
القرار :إذا كانا S 12 2فإننا نرفض فرضية التوزيع الطبيني لألخطاء بمعنوية .%
1
-فوزي شوق ،مرجع سابق ،ص.168 :
-Régis Bourbonnais, Econométrie, 3ème édition, Dunod, Paris,2000., P 230.
2
88
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
املبحث الثاني :قياس وتحليل العالقة بين سعر الصرف والطلب على في الجزائر للفترة
.2016-1996
من أجل معرفة العالقة السببية ومدى تأثير سعر الصرف على الطلب النقدي في الجزائر خالل
الفترة 2016-1996في ظل وجود متغيرات ضابطة واملتمثلة في ( :معدل إعادة الخصم ،الناتج املحلي
االجمالي ،معدل التضخم)،حيث كان لزاما علينا تتبع منهجية القياس االقتصادي ،وذلك من خالل إختبار
السببية ،ومن ثم تقدير نموذج النحدار الخطي املتعدد ،وذلك من أجل التعرف على درجة تأثير املتغيرات
املفسرة على املتغير التابع ومدى فاعليتها،حتى يتسنى لصناع القرار االقتصادي من وضع السياسات
القتصادية والبدائل املختلفة لعالجها ،وفي هذا السياق سنتطرق في هذا املبحث إلى النقاط التالية:
إختبار التأخر الزمني األمثل والسببية؛
تقدير نموذج الدراسة؛
الختبارات االحصائية والقياسية والقتصادية لنموذج الدراسة؛
تحليل ومناقشة النتائج واختبار الفرضيات.
املطلب األول :إختبار التأخر الزمني والسببية
من أجل تحديد إتجاه السببية بين متغيرات الدراسة يتم إجراء اختبار السرببية ،هرذا األخيرر
يتررأثر بإختبررار التررأخر الزمنرري ،وذلررك للتأكررد مررن عرردد التررأخيرات الترري ترردخل فرري النمرروذج ،لكررن قبررل التطبيررق
بيانات متغيرات الدراسة خالل الفترة (.)1996-2016 الختبارين يجب عر
الفرع األول :بيانات متغيرات الدراسة
بما أن الهدف من الدراسة معرفة مدى تأثير سعر الصرف على الطلب النقدي الجزائري
خالل الفترة ( )1996-2016في ظل وجود متغيرات ضابطة املشار ال ها أنفا،والجدول رقم( )1-3يوضح
بيانات متغيرات الدراسة خالل الفترة املدروسة:
89
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
جدول رقم( :)1-3بيانات متغيرات الدراسة خالل الفترة (.)1996-2016
سعر الصرف الناتج املحلي االجمالي التضخم سعر إعادة الطلب على السنوات
مليار دوالر % الخصم النقود
مليار دوالر
54.75 53.93685685 18.7 13 10.7598 1996
57.71 51.7332591 5.7 11 11.6357 1997
58.74 53.41825563 5.7 9.5 13.8525 1998
66.57 48.64349724 2.6 8.5 13.5947 1999
75.26 44.6702943 0.3 6 13.8360 2000
77.22 44.846221 4.2 6 16.0010 2001
79.68 45.89956652 1.4 5.5 17.7748 2002
77.93 50.66119538 2.6 4.5 21.0894 2003
72.06 56.74885372 3.6 4 30.0527 2004
73.28 59.10086013 1.6 4 33.2628 2005
72.65 60.61754605 2.5 4 43.7412 2006
69.29 65.70070111 3.7 4 42.4606 2007
64.58 72.15615355 4.9 4 76.8860 2008
72.65 65.18794796 5.7 4 68.1321 2009
74.39 65.9767989 3.9 4 77.3813 2010
72.94 69.2342646 4.5 4 97.9119 2011
77.54 67.32488131 8.9 4 99.0688 2012
79.37 67.59294849 3.2 4 103.9410 2013
80.58 69.10068353 2.9 4 119.1772 2014
107.13 53.86117207 4.8 4 86.4473 2015
108.71 55.2364987 6.4 3.5 86.7151 2016
املصدر:
موقع البنك الدولي (:مؤشرات التنمية العاملية).www.albankaldawali.org :
بنك الجزائر ،النشرات الحصائية الثالثية2017. 2016 ،2015 ،2009،2014،
موقع الديوان الوطني لإلحصائياتwww.ONS.dz :
90
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
كما سوف يتم اعتماد الرموز ملتغيرات الدراسة على النحو التالي:
النقود باملفهوم الويق الطلب على النقود ونرمز له بالرمز (MD:املتغير التابع)،تم إعتماد عر
m2لتعبير عن الطلب على النقود؛
سعر الصرف ونرمز له بالرمز (TCHمتغير املستقل)؛
معدل إعادة الخصم ونرمز لها بالرمز(DR :متغير املستقل)؛
الناتج املحلي الجمالي ونرمز له بالرمز (PIBمتغيرمستقل ضاب )؛
معدل التضخم ونرمز له بالرمز (TINFمتغير مستقل ضاب ).
الفرع الثاني :إختبار التأخر الزمني األمثل
يعتبر من أهم الختبارات املصاحبة للنماذج القياسية وذلك للتأكد من عدد التأخرات التي تدخل
في النموذج ،بالضافة إلى أهمية هذا الختبار في تحديد عدد املتغيرات املتأخرة زمنيا التي تأثر على املتغير
التابع ،فإن بعض النماذج لها حساسية للتاخرات الزمنية مثل جرانجر للسببية ،حيث بعد إجراء الختبار
كانا النتائج كما يبينه الجدول رقم( )2-3إذ يتم تحديد التأخر الزمني األمثل بالعتماد على معيار
أكايك( )AICومعيار سكوارز( )SCومعيار هانان -كوين ( ،)HQإذ يتم إختبار مدة البطاء املثلى التي تحمل
أقل قيمة لهذه املعايير والجدول رقم ( )2-3يوضح نتائج هذا الختبار.
جدول رقم( :)2-3إختبار التأخر الزمني األمثل بين متغيرات الدراسة.
91
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
الختبارات تشير إليه ويمكن مالحظة ذلك من خالل وجود عالمة النجمة على قيمة الختبار والتي تمثل
أقل قيمة من قيم الختبار والتي هي القيمة التي تقابل التأخر الزمني األمثل.
الفرع الثالث :إختبار السببية
من أجل تحديد إتجاه السببية بيناملتغيرات املستقلة( معدل إعادة الخصم ،الناتج املحلي
الجمالي ،معدل التضخم ،سعر الصرف)والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ()1996-2016عند
التأخر الزمني األمثل ،إذ يوضح هذا الختبار إتجاه السببية فيما إذا كان بإتجاه واحد أو بإتجاهين
متبادلين أو أن املتغيرين كالهما مستقلين عن بعوهما البعض ،وبعد إجراء الختبار كانا النتائج كما
يوض ه الجدول رقم (.)3-3
جدول رقم(:)3-3نتائج إختبار سببية جرانجر بين متغيرات الدراسة.
92
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
وجود عالقة سببية باتجاه واحد من TINFإلى MDأي أن التغيرات السابقة في معدل التضخم
𝐷𝑀 → 𝐹𝑁𝐼𝑇؛ تفسر التغيرات ال الية في الطلب على النقود ونكتب :
ومنه نستنتج أن كل من(سعر الصرف ،معدل إعادة الخصم ،معدل التضخم )،تربطهما عالقة
سببية باتجاه واحد إلى الطلب على النقود .وعدم وجود عالقة سببية من الناتج املحلي الجمالي الى الطلب
على النقود.
املطلب الثاني :التوقعات القبلية وتقدير نموذج الدراسة
قبل الشروع في تقدير نمروذج الدراسرة يجرب ررق التوقعرات القبليرة للعالقرة برين املتغيررات
املس ررتقلة واملتغي ررر الت ررابع م ررن خ ررالل م ررا ت ررم التط رررق إلي رره ف رري الجان ررب النظ ررري ملتغير ررات الدراس ررة للمختل ررف
النظريات القتصادية والدراسات السابقة.
الفرع االول :التوقعات القبلية
ملعرفررة نرروع العالقررة بررين املتغي ررات املسررتقلة واملتغيررر التررابع وذلررك مررن خررالل موقررف النظريررة
القتصادية والدراسات السابقة وهو ما نوض ه من خالل:
-1سعر الصرف:من خالل الطرق النظري والدراسات السابقة للعالقة بين سعر الصرف والطلب
النقدي،من املتوقع أن تكون العالقة عكسية أي أن أي زيادة في سعر الصرف سوف يؤدي إلى
في الطلب على النقود حيث تصبح العملة االجنبية أكثر لبا من العملة املحلية؛ النخفا
-2معدل إعادة الخصم:من خالل الطرق النظري والدراسات السابقة للعالقة بين معدل إعادة
الخصم والطلب النقدي،من املتوقع أن تكون العالقة عكسية أي أن الزيادة في معدل إعادة
في الطلب النقدي؛ الخصم سوف تؤدي حتما إلى انخفا
-3معدل التضخم :من خالل الطرق النظري والدراسات السابقة للعالقة بين معدل التضخم
والطلب النقدي ،من املتوقع أن تكون العالقة ردية أي أن زيادة في معدل التضخم سوف
يؤدي حتما إلى زيادة في الطلب النقدي؛
الفرع الثاني :تقدير نموذج الدراسة
باعتماد نموذج النحدار الخطي املتعدد سوف يتم تقدير نموذج الدراسة بين املتغيرات املستقلة
(معدل إعادة الخصم،معدل التضخم)والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ( ،)2016-1996حيث
تم استبعاد الناتج املحلي الجمالي لعدم وجود عالقة سببية بينه وبين املتغير التابع الطلب على النقود.
93
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
الجدول رقم ( :)4-3نتائج تقدير نموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة -1996
.2016
منهجية القياس االقتصادي البد من إجراء مجموعة من الختبارات الحصائية التي بيناها سابقا أ ها
إختبارات تتمثل في معامل التحديد ( ،)R2إختبار ستودينا( ،)Test de STUDENTوإختبار فيشر( Test de
.)FISHER
ً
أوال :معامل التحديد املتعددR2
انطالقا من نتائج التقدير املتمثلة في الجدول رقم ( )4-3فإن نموذج الطلب النقدي مفسر
بنسبة %57.41بواسطة املتغيرات التفسيرية (سعر الصرف ،معدل إعادة الخصم ،معدل التضخم)
املدرجة في نموذج الدراسة ،بينما ترجع نسبته %42.59إلى عوامل أخرى غير مدرجة ،هذا ما تأكده قيمة
معامل التحديد املتعدد R2إذن من خالل قيمته فإن هناك عالقة قوية بين املتغير التابعMDو املتغيرات
التفسيرية(.)TCH.DR.TINF
94
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
ً
ثانيا:إختبار إحصائية ستودينت ()Test de STUDENT
يتم إستخدام إختبار Tلتقييم معنوية تأثير املتغير التفسيري في املتغير التابع ،حيث يأخذ هذا
الختبار الشكل التالي:
𝐻0: 𝐵1 = 0. 𝐵2 = 0; 𝐵3 = 0
𝐻1: 𝐵1 ≠ 0. 𝐵2 ≠ 0; 𝐵3 ≠ 0
يمكن توضيح نتائج إختبار ستودينا لنموذج الدراسة من خالل الجدول رقم ( )5-3الذي نوضح من
خالله القيم املحسوبة( )TCALللمعلمات املقدرة والقيمة الجدولية ( )Ttabوأدنى مستوى معنوية ،ذلك
عند مستوى معنوية .%5
الجدول رقم ( :)5-3نتائج إختبار ستودينت لنموذج الدراسة.
القيمة الحتمالية القيمةالجدولية القيمة املحسوبة املعامالت املتغيرات التفسيرية
prob ttab tcal
0.0302 2.110 -0.3624 B1 سعر الصرفTCH
0.0026 2.110 -3.5223 B2 معدل إعادة
الخصمDR
0.0161 2.110 2.4895 B3 معدل التضخمTINF
املصدر :من إعداد الطالبة باالعتماد على مخرجات برمجية (.)EVIEWS8
من خالل الجدول رقم ( )5-3نالحظ أن:
من أجل B1للمتغير التفسيري سعر الصرف،نالحظ أن قيمة tاملحتسبة لرB1:أكبر من القيمة
الجدولية أي ،|tcal |<ttab :ولدينا القيمة الحتمالية لرB1 :هي ( )0.0302أقل من (،)0.05
البديل (،)H1أي أن B1معنوي ومنه وعليه نرفض فرضية العدم ( )H0ونقبل الفر
نستنتج أنسعر الصرف له معنوية إحصائية عند مستوى معنوية ( )%5في تفسير الطلب
على النقود في الجزائر خالل الفترة ()1996-2016؛
من أجل B2للمتغير التفسيري الواب معدل إعادة الخصم،نالحظ أن قيمة tاملحتسبة
لرB2:أكبر من القيمة الجدولية أي ،|tcal |<ttab :ولدينا القيمة الحتمالية لرB2 :هي ()0.0026
البديل ( ،)H1أي أنB2 أقل من ( ،)0.05وعليه نرفض فرضية العدم ( )H0ونقبل الفر
معنوي ومنه نستنتج أن معدل إعادة الخصم له معنوية إحصائية عند مستوى معنوية
( )%5في تفسير الطلب على النقود خالل الفترة ()1996-2016؛
95
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
من أجل B3للمتغير التفسيري الواب ،نالحظ أن قيمة tاملحتسبة لرB3:أكبر من القيمة
الجدوليةأي ،|tcal |<ttab :ولدينا القيمة الحتمالية لرB3 :هي ( )0.0161أقل من (،)0.05
البديل ( ،)H1أيأن B3معنوي ومنه نستنتج وعليه نرفض فرضية العدم ( )H0ونقبل الفر
أنمعدل التضخم له معنوية إحصائية عند مستوى معنوية ( )%5في تفسير الطلب على
النقود في الجزائر خالل الفترة ()1996-2016؛
ً
ثالثا:إختبار فيشر()Test de FISHER
من أجل إختبار معنوية معلمات نموذج الطلب على النقود في الجزائر نستخدم إختبار
إحصائية فيشر ،وبناء عليه وبمقاربة Fاملحسوبة )(Fcalمع القيمة الجدولية ،Ftabحيث هذه األخيرة
عند مستوى معنوية ( )%5ودرجة حرية ( )3.17تساوي ،3.20في حين أن قيمة Fاملحسوبة من
خالل الجدول ()3-5تساوي ،7.64ومنه نالحظ أن Fcal<Ftabومنه نرفض فرضية العدم ) (H0ونقبل
فرضية البديل) ،(H1أي أن هناك على األقل متغير تفسيري له تأثير على املتغير تابع( الطلب على
النقود) ،أي النموذج إجماال معنويا.
من خالل الختبارات السابقة تبين أن نموذج الطلب على النقود في الجزائر مقبول من الناحية الحصائية
وبالتالي سنجري عليه الدراسة القياسية( اختبارات الرتبة الثانية).
الفرع الثاني :الختبارات القياسية
من أهم الختبارات القياسية لفرضيات املربعات الصغرى نجد :إختبار توصيف النموذج ()Ramsey test
إختبار الرتباط الذاتي لألخطاء إختبار ( ، )LMإختبار إكتشاف عدم ثبات تباين حد الخطأ (إختبار
البواقي (إختبار التوزيع الطبيني ،)ARCHإختبار المتداد الخطي (إختبار كالين ،)KLEINTest deتشخي
للبواقي).وإختبار استقرارية املعلمات(.)CUSUM TEST
ً
أوال :إختبار وصف النموذج()Ramseytest
يسمح لنا إختبار وصف النموذج Ramsey testويطلق عليه أيوا إختبار RESETtestمن معرفة
فيما إذا كان النموذج املقترق قد تم وصفه بشكل جيد (الشكل الرياض ي ،عدد و بيعة املتغيرات
التالي: املستقلة ،الرتباط بين املتغيرات املستقلة وحد الخطأ .)...،ويبنى هذا االختبار على الفر
النموذج موصف بشكل جيدH0: ............................
النموذج غير موصف بشكل جيدH1: ............................
العدم بأن النموذج موصف بشكل جيد إذا كانا القيمة االحتمالية لحصائية F- ونقبل فر
statisticأكبرمن .0.05والجدول رقم( )6-3يوضح نتائج هذا االختبار.
96
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
الجدول رقم( :)6-3نتائج إختبار توصيف نموذج الطلب على النقود في الجزائر للفترة 2016-1996
(.)Ramsey test
97
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
الجدول رقم( : )7-3نتائج إختبار بريتش قودفي لإلرتباط الذاتي لألخطاء من الدرجة األولىلنموذج
الطلب على النقود في الجزائر للفترة .2016-1996
98
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
الجدول رقم(:)8-3نتائج إختبار ( )ARCHلنموذج الطلب على النقود في الجزائر للفترة .2016-1996
99
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
الشكل رقم ( :)1-3إختبار التوزيع الطبيعي لنموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة -1996
.2016
6
Series: Residuals
Sample 1996 2016
5 Observations 21
0
-40 -30 -20 -10 0 10 20 30 40 50 60
100
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
الشكل رقم( :)2-3إختبار إستقرارية املعلمات لنموذج الطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة
.2016-1996
101
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
تدل الشارة السالبة للمعلمة B2املقدرة ملعامل املتغير املستقل معدل إعادة الخصم على أن
العالقة بين معدل إعادة الخصم والطلب على النقود في الجزائرهي عالقة عكسية ،وهي تتفق
هذه النتيجة مع التوقعات القبلية ومنطق النظرية القتصادية؛
تدل الشارة املوجبة للمعلمة B3املقدرة ملعامل املتغير املستقل معدل التضخم على أن العالقة
بين معدل التضخم والطلب على النقود في الجزائر هي عالقة ردية ،وهي تتفق هذه النتيجة مع
التوقعات القبلية ومنطق النظرية القتصادية؛
من خالل الختبارات الحصائية والقياسية والقتصادية تمكنا من بناء نموذج قياس ي ألهم
املتغيرات القتصادية املؤثرة في الطلب على النقود في الجزائر.
املطلب الرابع :تحليل ومناقشة النتائج واختبار الفرضيات
الفرع األول:تحليل ومناقشة النتائج
من خالل الجدول رقم ( )4-3توصلنا إلى املعادلة التالية:
𝐹𝑁𝐼𝑇𝑀𝐷 = 68.0649 − 0.3287𝑇𝐶𝐻 − 11.5073𝐷𝑅 + 4.7681
ومن أهم النتائج التي يمكن إستخالصها من املعادلة النحدارية ما يلي:
وجود تأثير سلبي بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر خالل فترة الدراسة ،حيث أنه
إذا تم زيادة في سعر الصرف بدوالر واحد ينخفض الطلب على النقود بقيمة 0.3287مليار دوالر؛
وجود تأثير سلبي بين معدل إعادة الخصم والطلب على النقود في الجزائر خالل فترة الدراسة،
حيث أنه إذا زاد بر %1ينخفض الطلب على النقود بقيمة 11.5073مليار دوالر؛
وجود تأثير موجب بين معدل التضخم والطلب على النقود في الجزائر خالل فترة الدراسة ،حيث
أنه إذا زاد بر %1يزيدالطلب على النقود بقيمة 4.7681مليار دوالر.
الفرع الثاني :إختبار الفرضيات
أ.الفرضية الرئيسية :يمكن بناء نموذج يعكس العالقة بين سعر الصرف والطلب على النقود في
الجزائر خالل الفترة ( )1996-2016في ظل وجود متغيرات ضابطة(معدل إعادة الخصم ،الناتج املحلي
االجمالي ،معدل التضخم) .
من خالل الجدول ( )4-3غرنجر استطعنا تقدير املعادلة االنحدارية للعالقة بين سعر الصرف
والطلب على النقود في ظل وجود متغيرات ضابطة (معدل إعادة الخصم ،معدل التضخم) .حيث تم
ة الفرضية الرئيسية. قبول النموذج من الناحية الحصائية واالقتصادية والقياسية وهذا ما يؤكد
الفرضية الفرعية األولى :وجود عالقة سببية في إتجا واحد وأثر سلبي بين سعر الصرف
والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة (.)1996-2016
102
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
من خالل إختبار سببية غرانجر ملتغيرات الدراسة من خالل الجدول ( )3-3تبين أن هناك
سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي من خالل الجدول ( )3-4بين سعر الصرف والطلب على النقود
ة الفرضية األولى. في الجزائر خالل الفترة ( )1996-2016وهذا ما يؤكد
الفرضية الفرعية الثانية :وجود عالقة سببية في إتجا واحد وأثر موجب بين الناتج
املحلي االجمالي والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة .2016-1996
من خالل إختبار سببية غرانجر ملتغيرات الدراسة من خالل الجدول( )3-3تبين أن هناك عدم
وجود سببية بين الناتج املحلي الجمالي والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة ،2016-1996
ة الفرضية وتم إستبعاد املتغير املستقل الواب في تقدير املعادلة النحدارية وهذا ما ينفي
الثانية.
الفرضية الفرعية الثالثة :وجود عالقة سببية في إتجا واحدوأثر سلبي بين معدل إعادة
الخصم والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة 2016-1996؛
من خالل إختبار سببية غرانجر ملتغيرات الدراسة من خالل الجدول( )3-3تبين أن هناك
سببية في إتجاه واحد وأثر سلبي من خالل الجدول()3-4بين معدل إعادة الخصم والطلب على
ة الفرضية الثانية. النقود في الجزائر خالل الفترة ( )1996-2016وهذا ما يؤكد
الفرضية الفرعية الرابعة :وجود عالقة سببية في اتجا واحد واثر موجب بين معدل
التضخم والطلب على النقود خالل الفترة 2016-1996؛
من خالل إختبار سببية غرانجر ملتغيرات الدراسة من خالل الجدول( )3-3تبين أن هناك
سببية في إتجاه واحد وأثر موجب من خالل الجدول()4-3بين معدل التضخم والطلب على النقود
ة الفرضية الرابعة. في الجزائر خالل الفترة ( )1996-2016وهذا ما يؤكد
103
الفصل الثالث :إختبار السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر للفتر ة
.2016-1996
خالصة
من خالل الدراسة التطبيقية التي قمنا بها ،تمكنا من بناء نموذج قياس ي يعكم تأثير سعر
الصرف على الطلب النقدي في الجزائر خالل الفترة ،2016-1996حيث تتبعنا منهجية القياس االقتصادي
وفق املراحل التالية:
توضيح بيانات املتغيرات املستخدمة في الدراسة ،وهي عبارة عن بيانات سنوية جمعا من مصادر
مختلفة؛
إختبار سببية غرنجر بين املتغيرات املستقلة واملتغير التابع واملتمثل في الطلب على النقود في
الجزائر؛
الخطوة الثالثة:إختبار صالحية نموذج الدراسة.
وبعدما تأكدنا من صالحية النموذج وإستبعاد متغير الناتج املحلي الجمالي ،توصلنا الى أن الطلب على
النقود في الجزائر يتأثر عكسيا مع سعر الصرف ومعدل إعادة الخصم ،وتأثير إيجابي مع متغير معدل
التضخم.
104
الخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
الخاتمة
كان الهدف من وراء هذه الدراسة هو دراسة إتجاه السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على
النقود في الجزائر خالل الفترة ( ،)2016-1996حيث يعتبر الطلب على النقود من أهم القضايا اإلقتصادية
النقدية املهمة التي توليها الدول أهمية بالغة ،وذلك ألن عدم التحكم في تداول النقود ينجز عنه آثار
سلبية على مختلف إقتصاديات الدول ،ويعتبر سعر الصرف من أهم العوامل املؤثرة في الطلب على النقود
حسب دالة الطلب على النقود.
هذه العالقة بين سعر الصرف والطلب على النقود في ظل وجود متغيرين ضابطين (معدل إعادة
الخصم ،معدل التضخم) كانت محل بحثنا ،حيث تم تحليل واقع هذه املتغيرات في الجز من خالل
الظروف التي ميزت اإلقتصاد الجزائري خالل الفترة ( ،)2016-1996حيث تعتبر بالفترة الحاسمة في مسيرة
اإلقتصاد الجزائري ،حيث شهدت فيها الجزائر مرحلة اإلنتقال من إقتصاد موجه أثبتت فشله إلى إقتصاد
السوق الذي يعتمد على ميكانيزمات السوق ،وما يدل على هذا اإلنتقال إبرام الجزائر إلتفاقيات مع
صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في إطار برامج التكييف والتعديل الهيكلية وذلك على مدار الفترة
( )1998-1990ومختلف اإلصالحات في مجال السياسة النقدية أبرزها قانون النقد والقرض ،وتنفيذ ثالث
برامج تنموية كبرى (.)2014-2001
وملعرفة إتجاه السببية بين متغيرات الدراسة ودرجة تأثير سعر الصرف على الطلب النقدي في
الجزائر خالل الفترة ( )2016-1996في ظل وجود متغيرين ضابطين (معدل إعادة الخصم ،معدل
التضخم) ،إعتمدنا سببية غراجر وأسلوب اإلنحدار املتعدد.
أوال :نتائج الدراسة
لقد تمكنا من خالل هذه الدراسة اإلجابة على التساؤل الرئيس ي القائم واملتعلق بالعالقة السببية
واألثر بين سعر الصرف والطلب النقدي في الجزائر خالل الفترة ( ،)2016-1996ويمكن حصر أهم النتائج
التي تسنى لنا الخروج بها فيما يلي:
.1عرف اإلقتصاد الجزائري إصالحات عميقة حيث شكل قانون النقد والقرض 90/10أهم قفزة
نوعية في تاريخ السياسة النقدية الجزائرية ،حيث من خالله أصبح البنك املركزي املسؤول األول
في رسم وتسيير السياسة النقدية في ظل إستقاللية تامة دون تدخل وزارة املالية ،إذ فتح أبوابا
واسعة لإلنتقال إلى إقتصاد السوق ومواكبة التطورات اإلقتصادية العاملية ،ونظرا للثغرات التي
إتسم بها هذا القانون تم تعديله باألمر رقم ،01/01رقم 03/11ورقم 10/04؛
.2منذ سنة 2002عرف اإلقتصاد الجزائري فائضا هائال في السيولة مما إستدعى به األمر إلى
إستحداث أدوات جديدة إلمتصاصه ،وتمثلت هذه األدوات في:
106
الخاتمة
107
الخاتمة
.13وجود سببية في إتجاه واحد وأثر موجب من معدل التضخم إلى الطلب على النقود في الجزائر
خالل الفترة ()2016-1996؛
.14عدم وجود عالقة سببية بين الناتج املحلي اإلجمالي والطلب على النقود في الجزائر خالل الفترة
(.)2016-1996
ثانيا :اإلقتراحات
على ضوء النتائج املتوصل إليها من خالل هذه الدراسة إرتأينا أن نقدم بعض من اإلقتراحات التي
نراها مناسبة:
.1ا لعمل على دعم اإلستقرار النسبي لسعر صرف الدينار ليس فقط أمام الدوالر األمريكي ولكن أيضا
امام األورو ،من أجل حماية العملة املحلية من تقلبات أسعار الصرف؛
.2ضرورة اإلستمرار في التحرير التدريجي لسعر الصرف ،وعدم اإلعتماد على اإلحتياطات الضخمة
كمبرر للتحرير الكلي ،ذلك ألنها تخضع لتقلبات أسعار املحروقات؛
.3العمل على القضاء على السوق املوازي؛
.4تنظيم اإلصدار النقدي في الجزائر بما يتماش ى والقوة اإلنتاجية لإلقتصاد؛
.5تنويع اإلقتصاد الوطني خارج قطاع املحروقات من خالل تشجيع اإلستثمار في القطاعات املنتجة؛
.6محاولة تحقيق التوازن بين العرض النقدي والطلب عليه.
ثالثا :آفاق الدراسة
حاولنا من خالل هذه الدراسة معالجة هذا املوضوع في حدود اإلشكالية املطروحة وحسب
املعلومات واملعطيات املتوفرة والتي أمكن الحصول عليها ،ومنه اليمكن إعتبار هذه الدراسة قد أحاطت
بكل جوانب املوضوع وككل أبعاده ،ألنه تبق بعض النقا تستدعي فتح أبواب وآفاق علمية جديدة،
وبهذا الصدد نقترح عددا من املواضيع التي يمكن أن تشكل مواضيع مستقبلية:
إقتراح نموذج عام لدالة الطلب النقدي في الجزائر تشمل جميع العوامل اإلقتصادية املؤثرة فيها؛
دراسة قياسية في األجل الطويل والقصير بين الطلب النقدي وسعر الصرف في الجزائر بإستخدام
نماذج تصحيح الخطأ VECM؛
دراسة قياسية مقارنة بين الطلب النقدي وسعر الصرف في الدول املغاركية بإستخدام نماذج
السالسل الزمنية املقطعية بانل.
108
قائمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة املراج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع
قائمة املراجع ...........................................................................................................
الكتب:
.1أحمد هني ،العملة والنقود ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر.1991 ،
.2إيمان عطون ناصف ،النظرية اإلقتصادية الجزئية ،دار الجامعة الجديدة.2008 ،
110
قائمة املراجع ...........................................................................................................
.14عبد املنعم مبارك وآخرون ،إقتصاديات النقود والصيرفة والتجارة الدولية ،الدار الجامعية
للنشر ،اإلسكندرية.
.15عبد علي الزيود ،الطلب على النقود في األردن بإستخدام نموذج التكامل املشترك ونموذج
تصحيح الخطأ ،دراسات العلوم اإلدارية ،املجلد ،37العدد.2010 ،2
.16فاروق تشام ،أهمية اإلصالحات املصرفية واملالية في تحسين أداء اإلقتصاد ،جامعة وهران،
الجزائر.
.17لحلو موس ى بوخاري ،سياسة الصرف األجنبي وعالقتها بالسياسة النقدية ،مكتبة الحسن
العصرية للطباعة و النشر و التوزيع ،لبنان.2010 ،
.18محمد حميدات ،مدخل للتحليل النقدي ،ديوان املطبوعات الجامعية ،الجزائر.1996،
.19محمد عزت عزالن ،إقتصاديات النقود واملصارف ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية –
بيروت.2002 ،-
.21محمد كمال الحمزاوي ،سوق الصرف األجنبي ،منشأة املعارف اإلسكندرية.2004 ،
.21مروان عطون ،أسعار صرف العمالت (أزمات العمالت في العالقات النقدية) ،دار الهدى
الطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،سنة النشر مجهولة.
.22منير إبراهيم هندي ،الفكر الحديث في إدارة املخاطر (الهندسة املالية بإستخدام التوريق و
املشتقات) ،الجزء الثاني ،منشأة املعارف ،اإلسكندرية.2003 ،
.23موس ى سعيد مطر ،شقري نوري موس ى وياسر املومني ،املالية الدولية ،الطبعة األولى ،دار
الصفاء للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن.2008 ،
.24ناصر دادي عدون و اخرون ،مراقبة التسيير في املؤسسة االقتصادية (حالة بنوك) ،د ط،
دار املحمدية العامة ،الجزائر.2004 ،
.25ناظم محمج نور الشمري ،النقود واملصارف والنظرية النقدية ،دار وائل للنشر ،الطبعة
األولى.2007 ،
.1بزاوية محمد ،الطلب على النقود دراسة قياسية ،أطروحة لنيل درجة دكتوراه دولة في
العلوم اإلقتصادية ،تخصص نقود ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائر.2010_2009 ،
111
قائمة املراجع ...........................................................................................................
.2بن قدور علي ،دراسة قياسية لسعر الصرف الحقيقي التوازني في الجزائر( ،)2111_1971
أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم ،تخصص تسيير ،كلية العلوم اإلقتصادية
التجارية وعلوم التسيير ،جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان.2013_2012 ،
.3بن لدغم فتحي ،ميكانيزمات انتقال السياسة النقدية في االقتصاد الجزائري ،أطروحة لنيل
ّ
شهادة الدكتوراه ،تخصص :نقود ،بنوك ومالية ،جامعة تلمسان ،الجزائر.2012-2011 ،
.4بوبكر مصطفى ،محاولة تقييم تنافسية الجهاز املصرفي الجزائري في الفترة ،2116_1995
مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في علوم التسيير ،كلية العلوم اإلقتصادية والعلوم
التجارية وعلوم التسيير ،فرع نقود ومالية ،جامعة الجزائر.2010-2009 ،3
.5جبوري محمد ،تأثير أنظمة أسعار الصرف على التضخم و النمو اإلقتصادي :دراسة نظرية
وقياسية بإستخدام بيانات بانل ،أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه في
العلوم اإلقتصادية ،تخصص :نقود ،بنوك ومالية ،جامعة تلمسان ،الجزائر.2013_2012 ،
.6حجلية قمري ،تطور أداء وكفاءة الجهاز املصرفي الجزائري في مواجهة املتغيرات اإلقتصادية
العاملية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في علوم التسيير ،كلية العلوم اإلقتصادية
وعلوم التسيير ،قسم علوم التسيير ،فرع نقود ومالية ،جامعة الجزائر.2005-2004 ،
.7شافية بن عيس ى ،أثر وتحديات اإلنظمام للمنظمة العاملية للتجارة على القطاع املصرفي
الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في علوم التسيير ،كلية العلوم اإلقتصادية والتجاربة
وعلوم التسيير ،قسم التسيير ،تخصص نقود ومالية ،جامعة الجزائر.2011-2010 ،3
.8صالح مفتاح ،النقود والسياسة النقدية ،أطروحة الدكتوراه في العلوم االقتصادية،
تخصص علوم اقتصادية ،جامعة الجزائر.2003-2002 ،
.9عزيبي زهرة ،نماذج أشعة االنحدار الذاتي وتطبيقات ،is-Imرسالة لنيل شهادة املاجستير،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر.2001،
.11فريد بن جريبيح ،حوكمة املصارف ودورها في تعزيز القدرة التنافسية للبنوك الجزائرية،
مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في علوم التسيير ،تخصص مالية ومحاسبة ،جامعة عمار
ثليجي ،األغواط ،الجزائر.2013_2012،
.11فوزي شوق ،التحليل النظري والكمي لظاهرة البطالة في الجزائر خالل الفترة ،2116-1991
مذكرة ماجستير ،جامعة أم البواقي.2009/2008 ،
112
قائمة املراجع ...........................................................................................................
.12محمد البشير بن عمر ،دراسة أثر بعض التغيرات املالية و اإلقتصادية على أسعار األسهم
(حالة بورصة األردن) ،مذكرة مقدمة لإلستكمال متطلبات شهادة املاجستير في علوم
التسيير ،غير منشورة ،جامعة ورقلة ،الجزائر.2010_2009 ،
.13محمد فودوا ،السياسة النقدية في ظل إقتصاديات العوملة وأهم اإلصالحات من أجل
مسايرة حالة الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة ملاجستير في العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير،
كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير ،قسم علوم التسيير ،فرع النقود واملالية ،جامعة
الجزائر.2006 _2005 ،
الدوريات واملجالت:
.1بلعزوز بن علي وعبد العزيز طيبة ،السياسة النقدية واستهداف التضخم في الجزائر خالل
الفترة ،2116-1991مركز دراسات الوحدة العربية ،بحوث اقتصادية عربية ،العدد ،41
.2008
.2بوعتروس عبد الحق وقارة مالك ،آثار تغيير سعر صرف األورو مقابل الدوالر األمريكي على
اإلقتصاد الجزائري ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة قسنطينة ،العدد ،27جوان .2007
.3خالدي خديجة ،أثر اإلنفتاح التجاري على اإلقتصاد الجزائري ،مجلة إقتصاديات شمال
إفريقيا ،العدد.2
.4عبد العزيز طيبة ،فعالية بنك الجزائر في تعقيم تراكم احتياطات الصرف األجنبي خالل
الفترة ،2111-2111األكاديمية للدراسات االجتماعية واالنسانية ،قسم العلوم االقتصادية
والقانونية ،العدد ،12جوان .2014
.5فضل رايس ،مقال :التحوالت النقدية في الجزائر خالل الفترة ( ،)2113_1995مجلة الباحث
العدد .2012/10
.6قص ي الجابري ،رصيد التغيرات في الطلب على النقود خالل األزمات بإستخدام نماذج
التكامل املشترك ،مجلة اإلدارة واإلقتصاد ،العدد الثمانون .2010
.7م.م.صباح نوري عباس ،أثر التضخم على سعر الصرف التوازني بالدينار العراقي للمدة
( 2115_1991بحث تطبيقي) ،كلية بغداد للعلوم اإلقتصادية ،معهد اإلدارة /الرصافة ،العدد
السابع عشر أيار.2008
113
قائمة املراجع ...........................................................................................................
.8محمد راتول ،الدينار الجزائري بين نظرية أسلوب املرونات وإعادة التقويم ،مجلة
إقتصاديات شمال إفريقيا ،الشلف ،الجزائر ،العدد الرابع.2006 ،
.1األمر رقم 04-10املؤرخ في 26أوت 2010املتعلق بالنقد والقرض ،الجريدة الرسمية ،العدد
،50السنة السابعة واألربعون 01 ،سبتمبر .2010
.2بنك الجزائر ،التطور االقتصادي والنقدي للجزائر ،التقريرالسنوي ،2013نوفمبر .2014
.3بنك الجزائر ،التطور االقتصادي والنقدي للجزائر ،التقرير السنوي ،2008سبتمبر .2009
.4بنك الجزائر ،النشرة اإلحصائية الثالثية ،رقم ،34جوان.2016
.5بنك الجزائر،النشرة اإلحصائية الثالثية ،رقم ،09ديسمبر .2009
.6بنك الجزائر،النشرة اإلحصائية الثالثية ،رقم ،25مارس .2014
.7بنك الجزائر،النشرة اإلحصائية الثالثية ،رقم ،32ديسمبر .2015
.8صندوق النقد العربي ،نشرة اإلحصاءات االقتصادية للدول العربية ،العدد .2011 ،31
.11محمد لكصاس ي ،التطورات االقتصادية والنقدية لسنة ،2112تدخل أمام املجلس الشعبي
الوطني ،الجزائر ،ديسمبر .2013
.11محمد لكصاس ي ،الوضعية النقدية وسير السياسة النقدية في الجزائر ،صندوق النقد
العربي ،أبو ظبي.2004 ،
.12محمد لكصاس ي ،وضعية االقتصاد العاملي وتطور االقتصاد الكلي في الجزائر ،تدخل أمام
املجلس الشعبي الوطني ،أكتوبر .2013
.13املواد ،72 ،71 ،70 ، 69 .22 .20 .19 :من قانون النقد والقرض.
114
........................................................................................................... قائمة املراجع
بحث مقدم للملتقى الوطني، مشكلة فائض السيولة لدى البنوك التجارية، سليمان ناصر.1
إشكالية استعمال السيولة النقدية في املعامالت التجارية وانعكاساتها على الخدمات:حول
.2014 فيفري، جامعة سيدي بلعباس،املصرفية الجزائرية
:املقاالت
سياسة سعر الصرف في الجزائر ( نمذجة قياسية للدينار، شعيب بونوة و خياط رحيمة.1
.2012-2011 ، جامعة شلف، األكاديمية للدراسات اإلجتماعية واإلنسانبة،)الجزائري
115
........................................................................................................... قائمة املراجع
10. Jean Bourget, Arcangelo figlinzzi, Monnaies et systèmes monétaires, Bréal, 9éme
édition, 2002.
12. Office Nationale Des Statistiques, Annuaire Statistique de l’Algérie, édition 2014,
résultats 2010/2012, volume n° 30.
13. office Nationale Des Statistiques, L’Algérie En Quelque Chiffres, édition 2001,
résultats 2000, n° 31.
:املواقع اإللكترونية
116
ملخص بالعربية واالنجليزية
قياس وتحليل أثر سعر الصرف على الطلب النقدي في الجزائر
2016-1996 للفترة
ملخص
كون أن الطلب،تأتي أهمية دراسة العالقة السببية واألثر بين سعر الصرف والطلب على النقود في الجزائر
هذه العالقة كانت،على النقود زاد خالل فترة الدراسة وسعر صرف الدينار مقابل العمالت االجنبية غير مستقر
جانب نظري تم من خالله عرض مختلف املفاهيم األساسية املتعلقة،محل بحثنا حيث تمت معالجتها من جانبين
معدل، الناتج املحلي االجمالي، معدل إعادة الخصم،الطلب على النقود،بمتغيرات الدراسة (سعر الصرف
إضافة إلى ذلك أن منطق التحليل يملي علينا ونحن نبحث في هذه العالقة أن نتعرض ألهم املدارس،)التضخم
كما تم تحليل تطور هذه املتغيرات في،االقتصادية التي اهتمت بتفسير كل من سعر الصرف والطلب على النقود
.الجزائر خالل فترة الدراسة
إضافة للجانب النظري زودنا دراستنا بدراسة قياسية إستطعنا من خاللها التوصل إلى أن الطلب على
النقود في الجزائر يتأثر بالتغيرات التي تحدث في سعر الصرف ومعدل إعادة الخصم ومعدل التضخم وذلك من
.)EVIEWS8( خالل نتائج تقدير املعادلة االنحدارية املحصل عليها بالعتماد على مخرجات برمجية
الناتج املحلي، معدل إعادة الخصم، الطلب على النقود، سعر الصرف:الكلمات املفتاحية
. معدل التضخم،االجمالي
Summary :
This research sheds the light on the importance of studying the impact and the causal
relationship between the exchange rate and the money demand in Algeria which is due to the
money demand increase and the instability if the exchange rate of the Dinar against foreign
currencies during the period of the study. This relationship has been the subject of our research
and it has addressed at two different levels. At the theoretical level, the various basic concepts
related to the study variables such as the exchange rate, the money demand, the discount rate,
the gross domestic product and the inflation rate were presented in addition to the most
important schools of economy that have been interested in the interpretation of both the
exchange rate the money demand. The evolution of these variables in Algeria was also analyzed
during the period of the study.
In addition to the theoretical aspects mentioned above, the research was provided with
a standard measurement study which enabled us to find that the demand for money in Algeria is
influenced by the changes in the exchange rate, the discount rate and the rate of inflation. This
is obtained from the results estimated by the regression equation derived from the
(EVIEWS8).
Keywords: Rate of exchange, Money demand, Re-discount rate, Inflation rate, The
gross domestic product.