Professional Documents
Culture Documents
السنة اجلامعية
7102/7106
شكر وتقدير
بكل احترام وامتنان أتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لألستاذ الدكتور "محمد
روبي" الذي كان نبراسا لهذا العمل طول مدة إنجازه والذي ال توفيه الكلمات
حقه وال تعبر ولو بجزء يسير عن كل المجهودات التي بذلها معي ،فقد كان خير
موجه وخير ناصح لي في كل فترة اعداد هذه الرسالة ف له كل التقدير وله الدعاء
هدفت الدراسة الحالية إلى معرفة كل من مستوى صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) والسلوك
باإلضافة إلى معرفة الفروق في درجة األلكسثيميا وأبعادها بين العدوانيين وغير،العدواني لدى المراهقين
) مراهق ومراهقة تراوحت122( وتم االعتماد على المنهج الوصفي حيث بلغت عينة البحث،العدوانيين
من إعداد تايلور ومقياس السلوكTas-20 وطبق عليها كل من مقياس األلكسثيميا،)21-21( أعمارهم بين
:العدواني من إعداد الباحثان معتز عبد هللا وصالح أبو عباة وقد توصلت نتائج الدراسة في األخير إلى أن
.)%50.5( لدى المراهقين مستوى صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) مرتفع بنسبة-
.)%45( لدى المراهقين مستوى سلوك عدواني مرتفع بنسبة-
)0.01( وجود فروق في درجة األلكسثيميا وأبعادها بين المراهقين العدوانيين وغير العدوانيين عند-
.لصالح العدوانيين ما عدا بعد التفكير الموجه نحو الخارج
Summary of the study:
Prepared by the Researcher: Dehmeche Abla
The current study aimed to know the level of difficulty in recognizing the
feelings of Alexithymia and the Aggressive behavior of Adolescents, in addition
to that to know the differences in the degree of Alexithymia and its dimensions
among the Aggressive and non-Aggressive Adolescents, we based our research
on the descriptive Approach, where we took a sample of (200) Adolescents
(boys and girls) aged (15-17) years, and applied the Alexithymia measure Tas-
20 by Taylor and the measure of the Aggressive behavior prepared by Mouataz
Abdellah and Salah Abu abat The results of the study concluded that:
- Adolescents have a high level of difficulty in recognizing emotions
(56.5%).
- Adolescents have a high level of aggressive behaviour (45%).
- There are differences in the degree and extent of Alexithymia among
Aggressive and non-Aggressive Adolescents (0.01) in favor of the
Aggressive ones except after outward thinking.
مقدمة
مقدمة
مقدمة:
تُعد االنفعاالت من أهم عوامل بناء العالقات االجتماعية ،وحلقة الوصل بين المكون
المعرفي والسلوكي ،فهي تُنظم السلوك اإلنساني وتَضبطه وتَكبحه ،باإلضافة إلى َكونها تلعب
دو ار مهما في التكيف والتواصل بين اآلخرين.
فالوعي باالنفعاالت والمشاعر ما هو إال دليل على الكفاءة الوجدانية االجتماعية والمهنية
للفرد ،والتعبير عن االنفعاالت هو شكل من أشكال السلوك المميز لإلنسان الذي يمكن من
خالله الحكم على شخصيته وقدرته على التواصل مع من حوله ،والتأثير بهم وجذب انتباههم
والتعاطف معهم.
وعلى هذا األساس فإن صعوبة التعرف على المشاعر تعد عامل خطورة لالضطرابات
االنفعالية ،فعسر معالجة وضبط العمليات االنفعالية تترافق مع طائفة واسعة من المشكالت
النفسية والعقلية ،حيث تعتبر صعوبة التعرف على المشاعر أو ما يعرف باأللكسثيميا سمة
وجدانية ومعرفية للشخصية التي تفتقر إلى الوعي باالنفعاالت والمشاعر ووصفها والتعبير
عنها لفظيا لديه أو لدى اآلخرين ،باإلضافة إلى تقييد عمليات التخيل وندرة األحالم وسيطرة
نمط تفكير ذي توجه خارجي يتميز باالستغراق في تفصيالت األحداث الخارجية ،أكثر من
التركيز على المشاعر والتخيالت التي تتعلق بالخبرة الداخلية (.)Cilbert et al, 2014
أي يكن معرض لإلص ـ ــابة باأللـ ــكســثيميا فـ ــي ك ــل مـ ـ ارح ــل حياته
إذن فإن الفرد ً
(الـ ــطفولة ،المراهقة ،الشباب...الخ) ،ومنه فإن ظهور صعوبة التعرف على المشاعر أو
أ
مقدمة
األلكسثيميا لدى المراهقين وارد بشكل كبير ،حيث أن عجزهم عن وصف وتحديد مشاعرهم
باإلضافة إلى عجزهم عن إقامة عالقات وانعدام االنسجام بينهم وبين بيئتهم ما هو إال دليل
على ظهور األلكسثيميا لديهم وظهورها كسمة أو نشاط في نواحي شخصيتهم.
حيث يؤدي البلوغ إلى تغيرات كبيرة وعميقة على مستوى الجسد والنفس ،إذ أن هذه
الفترة هي فترة الصراعات والمتطلبات النفس اجتماعية ،وهي المرحلة التي تكون فيها كل
االحتماالت واردة لإلصابة بالعديد من االضطرابات بسبب هشاشة الفرد وعدم قدرته على
اتخاذ ق اررات حاسمة وكذلك تأثره بمختلف الظروف الصعبة التي يعاني منها كالصدمات
المختلفة منها الفشل العاطفي ،أو الدراسي أو غيرها من الصدمات ،ومع هذا التنوع في
المشاكل في هذه المرحلة قد يلجأ المراهقون إلى ردود أفعال غير متوقعة ،بهدف إيقاع األذى
بأنفسهم أو باآلخرين من خالل السلوكات العدوانية التي تعد من بين السلوكات الواسعة
االنتشار وبدرجات مرتفعة لدى هاته الفئة العمرية بالذات.
ومهما اختلفت وجهات النظر ،إال أن السلوك العدواني يبقى ظاهرة خطرة ،خاصة في
أواسط المراهقين ،حيث يلقي بظالله على عالقتهم بمجتمعهم وذويهم.
وأمام كل هذه المعطيات إرتئينا في دراستنا الحالية ،البحث في هذا المجال أال وهو
الوقوف عند بعض المشكالت التي تواجه المراهقين وتعرقل سير حياتهم ،وقد تم في هذه
الدراسة تخصيص نوعان من هاته المشكالت والمتمثلة في كل من صعوبة التعرف على
المشاعر (األلكسثيميا) والسلوك العدواني لدى المراهقين ،وبناءا عليه قمنا باالعتماد على جانب
نظري وجانب تطبيقي ،فالجانب النظري يشمل ثالثة فصول:
الفصل األول :خصص لتحديد مشكلة الدراسة بعرض اإلشكالية والفرضيات وتحديد
مصطلحات البحث ،باإلضافة إلى تحديد أهداف وأهمية هذه الدراسة والدراسات السابقة التي
تناولت جزء من موضوعنا.
ب
مقدمة
الفصل الثاني :يتعلق بصعوبة التعرف على المشاعر(األلكسثيميا) حيث أبرزنا في هذا
الفصل مفهوم المصطلح ،وأهم مكوناته وأنواعه ،والنظريات المفسرة له وصوال إلى العالجات
المقترحة.
الفصل الثالث :وهو فصل خاص بالسلوك العدواني التي اندرجت ضمنه العناصر التالية:
مفهومه وأشكاله وأهم عوامله والنظريات المفسرة له ،باإلضافة إلى عالج هذا السلوك.
الفصل األول :خصص لمنهجية الدراسة واجراءاتها حـ ــيث تم التطـ ــرق فيه إل ـ ــى المنـ ــهج،
مجال الدراسة ،مجتمع وعـ ـ ـين ـ ـة الدراسة واألدوات المستـ ـعملة وع ـ ـرض خصـ ـائصها
الـ ـسيكومترية ،واألساليب اإلحصائية المطبقة.
الفصل الثاني :والـ ــذي يضــم عرض النتائــج على ضوء الفرضيات التي انطلقنا منها.
الفصل الثالث :هنا قمنا بمناقشة وتفسير النتائج الخاصة بالفرضيات التي انطلقنا منها
وفقا لما جاء في الجانب النظري والدراسات السابقة لنصل في األخير إلى تقديم خالصة
للدراسة وخاتمة ومجموعة من اإلقتراحات واآلفاق.
ج
الفصل األول :اإلطار العام للدراسة
-1-1إشكالية الدراسة.
-2-1فرضيات الدراسة.
-3-1أهداف الدراسة.
-4-1أهمية الدراسة.
-6-1الدراسات السابقة.
تُعد المراهقة مرحلة هامة من مراحل حياة الفرد ،بل ومنعطفا حاسما في مسار النمو
ومرحلة التغيرات الجسمية ،والمعرفية ،واالجتماعية ،واالنفعالية ،حيث أن المراهقة هي تلك
المرحلة االنتقالية التي تبدأ بالبلوغ الذي ُيعد الطريق بين الطفولة المتأخرة والمراهقة ،وفـ ـ ـيها
تحدث تـ ـغيرات كثيرة في شخصية المراهق من جميع النواحي ،فهو ينتقل من التفكير القائم
على إدراك الملموس إلى اعتماد التفكير العميق في جميع أموره الحياتية ،وتزداد لديه القدرة
على تحليل وفهم األمور وينتقل من مرحلة االعتماد على غيره باالعتماد علـ ـى الـ ـنفس واالكتفاء
الذات ـ ـي وتـ ـتسع نطـ ـاق عـ ـالق ـاتـ ـه االجـ ـتم ـاعـ ـي ـ ــة (ميخائيل.)332 :2991 ،
فيكون المراهق مجموعة من الرفاق والزمالء ،ويكثر اختالطه مع الغير أكثر ،لكن هذا
ُ
االختالط يختلف من مراهق إلى آخر كل حسب انعكاس حياته في الطفولة ،فشخصية المراهق
ال تنفصل عن شخصيته التي تكونت في الطفولة ألن خبراته في الصغر تترك آثا ار في
شخصيته في مرحلة المراهق ،إذ كان لديه شعور بالنقص أصبح هذا الشعور مسيط ار عليه
وينعكس في تفاعالته وعالقاته االجتماعية وبالعكس إذا كانت خبراته إيجابية فهذا يدل على
كونه سيصبح عضوا فعال ويزيد من ثقته بنفسه وتكون نظرته للمجتمع إيجابية (يوسف:2999 ،
.)112
إ ًذا فالغموض ُيسيطر على هذه المرحلة من كل جوانبها ،باإلضافة إلى االرتباك الذي
يعتريها وذلك لعدم تحديد المراهق أدواره التي يجب القيام بها ،مما يؤدي إلى نشوء تلك الحالة
االنفعالية المميزة ،فتَحمل مع ـها جملة من التغيرات حيث أن مرور المراهق من الطفولة إلى
سن الرشد تؤدي إلى التغير في مجال االنتماء للجماعة وللقيم واالهتمامات ،والتي تتطلب منه
التعايش مع الراشدين من المحيطين به واختيار النموذج األرقى للسلوكيات التي تتماشي مع
بيئته ومجتمعه ،كل هذا الصراع الهدف منه هو بحث المراهق عن هويته حيث أسمى "اريكسون"
2
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
"" " Eriksonفترة المراهقة" ب ـ ـ "مرحلة أزمة الهوية" وهي مرحلة يؤسس فيها الفرد هويته
وتستمر إلى المراحل المتقدمة من العمر (األعظمي.)19 :1229 ،
وفي ظل الصراع القائم في هاته المرحلة الحرجة من حياة اإلنسان ،تتشابك مشاعر
المراهق وأحاسيسه ،وتختلط بين الـ ـ ـ ـحيوية والت ـ ـفاعل مع الحياة وتجديد النشاط النفسي
نفسيا ،ويضعف تفاعله
إيذاء ً
والعاطفي ،وبين الكبت والقمع لكل هذه المشاعر مما يحدث له ً
مع الواقع المحيط به.
حيث أن هؤالء المراهقين يعانون من اضطراب الحالة المزاجية واالنطواء والسلبية وعدم
الثقة بالنفس ،وفقدان اإلحساس باألمان واضطراب الحالة المزاجية وعدم توافق ردود أفعالهم
االجتماعية أو استجاباتهم مع الحدث أو المثير وأنهم يفشلون في التعبير عن عواطفهم الخاصة
مثل السعادة ،والدهشة ،والحزن ،والخوف ،كما أنهم يعانون من تدني تقدير الذات وعدم القدرة
على إقامة عالقات اجتماعية ناضجة مع اآلخرين ك ـ ـما أنه ـ ـ ـم غير ناضجي ـ ـن انفعاليا
(الدسوقي.)12-12 :1222 ،
إضافة إلى كل ما سبق وما ذكر من اضطرابات تمس مرحلة المراهقة ،نجد أن هؤالء
المراهقين يعانون من ضعف ا لقدرة على التعبير اللفظي عن مشاعرهم (األلكسثيميا) ،حيث
يعانون من صعوبات ذاتية واجتماعية يمكن أن تؤثر في تعاملهم مع مواقف الحياة المختلفة
وتواصلهم الفعال ،فعدم التعبير والتعرف عن المشاعر أو كبتها أو الصراع حول التعبير عنها
يرتبط بالعديد من المشكالت النفسية وله آثاره االنفعالية لألفراد المصابين بضعف القدرة على
التعبير عن المشاعر (األلكسثيميا) باالفتقاد إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه االنفعاالت في
سير الحياة اإلنسانية.
3
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
فالمراهق َيكون مرهف اإلحساس ويصعب عليه تحديد اتجاهه ومشاعره فمشاعره تختلف
من يوم ليوم ،وقد تؤدي حساسية هذه الفترة إلى االنعزال وعدم قدرته على التواصل مع اآلخرين
حيث أن للغة أهمية كبيرة ،وذلك لما تع ـكسه من أفكـ ـار ومشاعر داخ ـ ـل الكـ ـ ـيان النفسي
للمراهق ،فمن خاللها يمكننا التعرف على طريقة تفكيره وأحاسيسه وسلوكه الوجداني وطابعه
الشعوري.
فما اللغة إال مرآة تعكس مظاهر المجتمع وأفراده ،وطرق تفاعلهم فيما بينهم ،كما أنها
تلك الوسيلة التي تنمي أفكار الفرد بصفة عامة والمراهق بصفة خاصة ،وتهيئه للعطاء واإلبداع
فبواسطتها يمتزج ويختلط باآلخرين ويقوي عالقاته مع أعضاء أسرته وأفراد مجتمعه المحيطين
به ،وعن طريق هذا االختالط يكتسب خبراتـ ـه ويـ ـنمي قـ ـ ـدراته ومهـ ـاراتـ ـه ال ـ ـالزمة لـ ـتطوير
حياته ،مما يجعله أكثر وعيا وادراكا وأكثر قابلية على اإلبداع واإلنتاج والمشاركة في تحقيق
التطور الفكري (سعيد.)119 :1222 ،
وفي إطار الوضعية الحرجة والمتداخلة فيما بينها والصراع الذي يتواجد فيه المراهق قد
يجد صعوبة في التعرف والتعبير على مشاعره وآرائه وأحاسيسه بصورة مباشرة وهو ما يسمى
باأللكسثيميا والتي تعد من أبرز المشكالت التي تتعلق بالقدرة على التواصل ،وخاصة التواصل
الوجداني حيث يعرفها الشربيني ( )1222بأنها "عدم القدرة أو صعوبة الوصف للعواطف
واالنفعاالت أو عدم الدراية بالمشاعر الداخلية"(الشربيني ،)21 :1222 ،كما أنها تساهم ولو
بقدر بسيط في تشكيل السلوك الصادر عن الشخص ،ال سيما ما يصدر عنه من سلوكات
عدوانية.
حيث أن العدوان ظاهرة سلوكية منتشرة بين جميع األف ـ ـراد من كل الفئات العمرية
الم ـختلفة ،إال أنها أكثر انتشا ار بين فئة المراهقين ،ألن هذه الفئة العمرية و خصائصها
النمائية توجد في سياق نفسي-اجتماعي ،يسهل صدور االستجابة العدوانية وفقا لتوفر شروط
معينة كاإلحباط وكبت المشاعر وصعوبة التعرف والتعبير عنها (األلكسثيميا) ،ذلك أن
4
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
خصائصهم النفسية تجعلهم أكثر انفعاال ،وأقل قدرة على إخفاء مظاهر غضبهم ،فهم يسعون
أكثر من غيرهم لتحقيق ذواتهم بالنجاح والتفوق وتحقيق االستقاللية وأنهم بحكم سنهم أكثر
تطلعا للمستقبل وأكثر انشغاال بقضاياهم ،وعندما تكون الفجوة كبيرة بين مستويات الطموح
والرغبة في التفوق ،وبين اإلمكانيات المتواضعة لتحقيق الذات فإن هذا الوضع يزيد من حجم
التذمر والغضب والعداء والعنف ،مما يجعلهم أكثر عرضة لالستجابة السريعة للمنبهات
المثيرة للعدوان ،فالعدوان هو السلوك الذي يتجه به صاحبه إلى إيقاع األذى باألشخاص
األخرين أو ممتلكاتهم بدنيا أو لفظيا أو بأي طريق آخر(أبو دلو.)122 :1229 ،
فمفهوم السلوك العدواني هو مفهوم مهم في علم النفس ،قد يرتبط ظهوره بوجود العديد
من المشكالت النفسية وعلى أساس ما سلف ذكره يمكن طرح التساؤالت التالية:
-2-1فرضيات الدراسة:
تتلخص فرضيات الدراسة في فرضيات مفادها:
5
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
-3-1أهداف الدراسة:
يسعى البحث الحالي إلى تحقيق جملة من األهداف تتمثل في االطالع والتعرف على
الفروق في درجة األلكسثيميا وأبعادها بين المراهقين العدوانيين وغير العدوانيين والتي تنحدر
منها مجموعة من األهداف األخرى تأتي على النحو اآلتي:
-محاولة الدراسة تحديد مستوى صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) لدى
المراهقين.
-كذلك تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على مستوى السلوك العدواني لدى المراهقين.
-4-1أهمية الدراسة:
تأتي أهمية هذا البحث في كونه من األبحاث التي تتناول موضوعا من المواضيع الهامة
في حياة الفرد ،فهو يتعامل مع عينة مهمة جدا في المجتمع أال وهي عينة المراهقين باإلضافة
إلى احتواء هذه الد ارسة مشكلتين مهمتين من ناحية الدراسة في حدود اطالعنا هما صعوبة
التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) والسلوك العدواني وفيما يلي سنتطرق ألهمية البحث
الذاتية:
-إلقاء الضوء على ظاهرتين مهمتين هما صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا)
والسلوك العدواني ،ومن ثم فإن تناولهما في دراستنا قد يسهم في إثراء التراث السيكولوجي
في هذا المجال ،حيث يوجد ندرة في الدراسات العربية واألجنبية التي تناولت هذين
المتغيرين معا في حدود اطالعنا.
-كما تستمد الدراسة أهميتها في كونها من الدراسات الجزائرية القليلة التي اهتمت بدراسة
صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) ل ـ ـدى المراهقين المصابين العدوانيين وغير
العدوانيين ،على الرغم من االهتمام المتزايد بمفهوم (األلكسثيميا) عالميا وذلك في حدود
اطالعنا.
6
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
-تناول الدراسة لفئة عمرية تعد من أبرز الفئات العمرية من حيث طبيعة النمو خاصة
النمو االنفعالي وهي فئة المراهقين بمراحلها المختلفة ،فهذه المرحلة من بين المراحل
األكثر حساسية في حياة الفرد الذي يكون فيها أكثر عرضة للصراعات والمشكالت
النفسية.
-1-5-1األلكسثيميا:
لفظيا ،أو ضيق األفق في التصور والتخيل"( ،)Bagby et al, 1994: 31-3أما التعريف
اإلجرائي" :فهو الدرجة التي يتحصل عليها المجيب من مقياس األلكسثيميا المستخدم في
الدراسة الحالية".
-2-5-1المراهقة:
يعرف أحمد سهير كامل المراهقة ":بأنها فترة نمو بين البلوغ الجنسي واكتمال الشاب
تكتنفها أزمات من جهة التغيرات الفيزيولوجية المؤدية إلى النضج الجنسي" (كامل:2991 ،
،)213بينما كان التعريف اإلجرائي للمراهقة كاآلتي" :بأنها المرحلة التي تبدأ من نهاية مرحلة
الطفولة المتأخرة إلى بداية مرحلة الرشد (21سنة 21-سنة)".
3-5-1السلوك العدواني:
يعرف الباحثان "القمش والمعايطة" ( )121 :1222السلوك العدواني بأنه ":سلوك يعبر
عنه بأي رد فعل يهدف إلى ايقاع األذى أو األلم باآلخرين أو الى تخريب ممتلكاتهم" ،وكان
التعريف اإلجرائي له" :هو عدد الدرجات المتحصل عليها على مقياس السلوك العدواني
المستخدم في الدراسة الحالية".
7
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
-6-1الدراسات السابقة:
في ضوء مسح للدراسات ذات الصلة بموضوع الدراسة لم نجد أي من الدراسات العربية
واألجنبية التي تناولت األلكسثيميا والسلوك العدواني معا وخاصة في مرحلة المراهقة.
بينما كانت هذه البحوث والدراسات قد تناولت عالقة كل من متغيري الدراسة ببعض
المتغيرات األخرى ،إال أننا سوف نعرض من خالل هذه الدراسات التي تناولت هذا الموضوع
حيث يتم تقسيمها حسب التصنيف اآلتي:
ـ ـ ـ ـ دراسة زاغز حنان ( )1221بعنوان "الدالالت النفسية والسوسيوثقافية للمنتوج اللغوي اللفظي
والغير لفظي لدى نزالء المؤسسات العقابية" ،هدفت هذه الدراسة إلى تحليل نفسي اجتماعي
لخبرة السجن واالحتباس والوقوف على تأثير الوسط العقابي ،والتعرف على الدالالت النفسية
والسوسيوثقافية التي تعكسها كتابات ورسوم وشوم نزالء المؤسسات العقابية وخصائص المنتوج
اللغوي لهذه الفئة ،فضال عن تحديد مستويات األلكسثيميا لدى النزالء الواشمين ،وطبقت على
( )32مسجون ممثلين ب ( )11وشما لدى سجن باتنة الجزائر.
وقد توصلت نتائج الدراسة إلى:
-1عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية في مستوى االلكسثيميا لدى نزالء المؤسسات
العقابية الواشمين ألجسادهم تعزى لمتغير طبيعة المؤسسة التي ينتمون اليها وعدد
وشومهم.
-2عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية في مستوى األلكسثيميا لدى نزالء المؤسسات
العقابية الواشمين ألجسادهم تعزى لمتغير عدد وشومهم.
8
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
ـ ـ ـ ـ دراسة نادرة جميل حمد ( )1221بعنوان "تطبيق مقياس األلكسثيميا لدى عينة من طلبة
جامعة بغداد" ،هدفت هذه الدراسة إلى إعداد وتطبيق مقياس األلكسثيميا على عينة من طلبة
جامعة بغداد ،وبلغ حجمها ( )122طالب وطالبة ،منهم ( )221طالب وطالبة( )93تتراوح
أعمارهم بين ( )11-29مستخدم ًة مقياس األكسثيميا من إعداد الباحثة نفسها ،باإلضافة إلى
سعيها الكشف والتعرف على مستوى األلكسثيميا لدى طلبة الجامعة ،وتحديد مستواها أيضا
وفقا لمتغير الجنس (ذكور-إناث).
ـ ـ ـ ـ ـ دراسة داليا محمد فتحي األلفي ( )1221بعنوان "األلكسثيميا لدى عينة من المراهقين
المصابين بتشتت االنتباه وفرط النشاط والمراهقين العاديين" ،هدفت الدراسة إلى التعرف على
األلكسثيميا لدى عينة من المراهقين المصابين بتشتت وفرط النشاط مقارنة بالمراهقين العاديين
(مصـ ــر) حيث بلغت عينة هذه ال ـ ـدراسة ( )212مراه ـ ـقا تتراوح أعمارهم ما بين (.)21-23
وقد توصلت نتائج الدراسة إلى:
-1وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات المراهقين ذوي فرط النشاط وتشتت
االنتباه والعاديين على مقياس األلكسثيميا لصالح ذوي فرط النشاط وتشتت االنتباه.
-2عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات الذكور واإلناث من المراهقين
المصابين بتشتت وفرط النشاط على مقياس األلكسثيميا.
-3وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات المراهقين المصابين بتشتت االنتباه
وفرط النشاط المرتفعين والمنخفضين في المستوى االجتماعي االقتصادي على مقياس
األلكسثيميا وذلك اتجاه المراهقين المنخفضين في المستوى االجتماعي االقتصادي.
9
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
ـ ـ ـ ـ دراسة شعبان أحمد محمد ( )1222بعنوان "األلكسثيميا في عالقتها بسلوك المشاغبة لدى
عينة من مراحل مختلفة" ،تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على العالقة بين األلكسثيميا وسلوك
المشاغبة لدى المراهقين (مصر) تألفت عينة الدراسة من ( )2129من المراهقين بمراحل
تعليمية مختلفة ومن كال الجنسين إناث وذكور ،وتم تطبيق مقياس األلكسثيميا على المراهقين
من إعداد الباحث وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج هي:
-1عدم وجود فروق دالة بين متوسط درجات الذكور ومتوسط درجات اإلناث في
األلكسثيميا.
-2وجود فروق دالة بين متوسط درجات الذكور ومتوسط درجات اإلناث في سلوك
المشاغبة في اتجاه عينة الذكور.
-3وجود فروق بين المراحل التعليمية الثالثة (اإلعدادية ،الثانوية ،الجامعية) في األلكسثيميا
في اتجاه مرحلة الثانوية.
-4وجود فروق بين الم ارحل التعليمية الثالثة (اإلعدادية ،الثانوية ،الجامعية) في سلوك
المشاغبة في اتجاه المرحلة الثانوية.
-5وجود عالقة ارتباطية دالة بين األلكسثيميا وسلوك المشاغبة لعينة الدراسة.
10
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
-2وجود فروق دالة احصائيا في السلوك العدواني بين الجنسين لصالح الذكور.
-3عدم وجود فروق دالة احصائيا في التوافق النفسي االجتماعي بين الجنسين.
-4وجود عالقة سالبة ذات داللة إحصائية بين السلوك العدواني والتوافق االجتماعي لدى
طلبة الجامعة.
ـ ـ ـ ـ ـ دراسة عبد اللطيف خليفة وأحمد الهولي ( )1223بعنوان "مظاهر السلوك العدواني
ومعدالت انتشاره وعالقته ببعض المتغيرات لدى طالب جامعة الكويت" ،هدفت الدراسة إلى
الكشف عن أهم مظاهر السلوك العدواني ومعدالت انتشاره وعالقته ببعض المتغيرات لدى
عينة طالب جامعة الكويت ،وشملت عينة الدراسة على ( )922طالبا وطالبة ،وقد توصلت
الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها:
زيادة ملحوظة في معدالت انتشار السلوك العدواني بين طالب الجامعة من الجنسين
(ذكور واناث) ،وكانت أهم مظاهر السلوك العدواني على الترتيب :الغضب ،والرد بالمثل
على من يعتدي عليه لفظيا أو بدنيا ،والغش في االمتحانات ،والسخرية واالستهزاء من
الجنس اآلخر والتحرش الجنسي باآلخرين ،وبينت الدراسة كذلك وجود فروق في مظاهر
السلوك العدواني لصالح الذكور كما أظهرت نتائج الدراسة وجود عالقة سالبة بين كل من
السلوك العدواني والصالة بانتظام ،االلتزام الديني ،وكذلك بينت في األخير عدم وجود عالقة
جوهرية بين السلوك العدواني وبعض المتغيرات مثل :العمر واالختصاص الدراسي ،والمعدل
الجامعي ومستوى تعليم الوالدين.
ـ ـ ـ ـ ـ دراسة الباحثان بشير معمرية وابراهيم ماحي ( )1222بعنوان "أبعاد السلوك العدواني
وعالقتها بأزمة الهوية لدى الشباب الجامعي" ،يدور موضوع هذه الدراسة حول أبعاد السلوك
العدواني وعالقتها بأزمة الهوية لدى الشباب الجامعي ،وتكونت عينة البحث من ( )112طالبا
وطالبة من كليات جامعة باتنة الجزائر ،منهم ( )221ذكر و ( )221أنثى تراوحت أعمارهم
بين ( )11-21سنة.
11
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
وتوصلت نتائج الدراسة الى ما يلي:
-1وجود مستوى متوسط للسلوك العدواني لدى الشباب الجامعي.
-2وجود اختالف بسيط في ترتيب السلوك العدواني األربعة لدى العينات الثالث.
-3وجود فروق دالة احصائيا بين الجنسين (الطالب والطالبات) عند مستوى الداللة
( )2.22في العدوان البدني والعدوان اللفظي والدرجة الكلية لصالح الذكور.
-4وجود عالقة ارتباطية سلبية دالة احصائيا بين الهوية والغضب لدى عينة الطالب عند
مستوى الداللة (.)2.22
-5وجود عالقة ارتباطية سلبية دالة احصائيا بين كل من الهوية والعدوان اللفظي.
-0وجود عالقة ارتباطية سلبية دالة احصائيا بين الهوية وكل من العدوان البدني والعدوان
ـ ـ ـ ـ ـ دراسة الباحث رشاد علي عبد العزيز موسي (بدون سنة) بعنوان "علم سيكولوجية الفروق
بين الجنسين" ،هدفت هذه الدراسة إلى دراسة الفروق بين الجنسين في مستويات العدوان
المختلفة في مرحلتي المراهقة والشباب.
أما الدراسة الثانية فقد تكونت العينة من ( )12طالبا في الفرقة الثانية شعبة الجغرافيا
بكلية التربية-جامعة "األزهر" ،وبلغ المتوسط الحسابي ألعمارهم ( )11.11و ( )12طالبة في
الفرقة الثانية شعبة علم النفس بكلية الدراسات اإلنسانية-جامعة " األزهر" ،وبلغ المتوسط
الحسابي ألعمارهن ( )11.13سنة ،حيث جميع أفراد العينة ينتمون إلى مستوى اقتصادي
منخفض وذلك بعد تطبيق استمارة جمع البيانات.
ولتحقيق أهداف الدراسة تم تطبيق على عينة الدراسة األولى مقياس العدوان للمراهقين
"لمديحة منصور سليم" ( )2992وكذلك مقياس العدوان للشباب من إعداد الباحث ،وبينت نتائج
12
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
الدراسة على فئة شباب الجامعة أن الذكور مرتفعي العدوان أكثر عدوانا من مرتفعات العدوان
ومنخفضات العدوان في حين أن اإلناث المرتفعات العدوان أكثر عدوانا من الذكور منخفضي
العدوان.
فنجد أن كل الدراسات ركزت على معرفة مدى ومستوى انتشار األلكسثيميا لدى أفراد
عينتهم ،بينما نالحظ االختالف فيها في بعض نتائج الدرجات والخصائص األخرى ،مثال
نجد دراسة نادرة حمد ( )1221قد توصلت إلى أن طلبة الجامعة لديهم مستوى متوسط في
األلكسثيميا ،بينما أثبتت دراسة الباحث محمد شعبان أحمد ( )1222عدم وجود فروق دالة
بين متوسط درجات الذكور ومتوسط درجات اإلناث في األلكسثيميا ،كما توصل إلى وجود
عالقة ارتباطية بين األلكسثيميا وسلوك المشاغبة ،ف ـ ـي ح ـ ـين أن دراسـ ـ ـة الب ـ ـاحثة داليا األلفي
( ،)1221أكدت عدم وجود فروق دالة احصائيا بين متوسط درجات الذكور واإلناث على
عينة من المراهقين المصابين بتشتت وفرط النشاط على مقياس األلكسثيميا ،باإلضافة كذلك
إلى وجود فروق بين متوسطي درجات المراهقين ذوي فرط النشاط وتشتت االنتباه والعاديين
على مقياس األلكسثيميا لصالح ذوي فرط النشاط وتشتت االنتباه.
13
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
في استخدام مقياس األلكسثيميا ،Tas-20حيث اعتمدنا عليه في الدراسة الحالية نظ ار ألنه
المالئم لتحقيق أغراضها.
أما فيما يخص السلوك العدواني فنجد دراسة الباحث رشاد علي موسي ،أنها توصلت
إلى أن الذكور مرتفعي العدوان أكثر عدوانا من اإلناث مرتفعات العدوان ،في حين توصل
الباحثان بشير معمرية وابراهيم ماحي ( )1222إلى أن هناك فروق بين الجنسين في العدوان
البدني والعدوان اللفظي والدرجة الكلية لصالح الذكور ،مع عدم وجود فروق بين الجنسين في
الغضب والعداوة ،وبصفة عامة فإن السلوك العدواني لدى عينة بحثهما تميزت بمستوى
سلوك عدواني متوسط ،على غرار دراسة بوشاشي سامية التي توصلت كذلك نتائج دراستها
بالنسبة لمستوى انتشار السلوك العدواني لدى الطلبة الجامعين إلى أن مستوى السلوك
العدواني لديهم متوسط ،مع وجود فروق بين الجنسين في السلوك العدواني كذلك لصالح
الذكور.
االنتشار ،وذلك بعدما أوضحت دراسة الباحث عبد اللطيف خليفة إلى أن هناك زيادة في
معدالت انتشار العدوان بين الجنسين ،وهذا ما اتفق معها أغلبية الدراسات التي تناولت العدوان
وأن الذكور أكثر عدوانا من اإلناث عامة ،وقد تم االتفاق فيما يخص دراستنا وكل الدراسات
سابقة الذكر والخاصة بالسلوك العدواني على اعتماد كال الجنسين كمتغير للبحث باإلضافة
إلى اتفاقنا مع دراسة الباحثة بوشاشي سامية ( )1223في استعمال نفس المقياس الخاص
بالسلوك العدواني.
وكما ذكرنا س ابقا حول اتفاق هذه الدراسات حسب المحاور المذكورة مع موضوع بحثنا
في احدى متغيراته ،حيث كشفت هذه الدراسات نقاط هامة توجه دراستنا الحالية حيث استفدنا
من جوانب عدة خاصة التي تتعلق باختيار المنهج المستخدم والمناسب ،وفيما يخص أدوات
القياس المناسبة وطريقة اختيار العينة وكيفية قياس المتغيرات الخاصة بالدراسة الحالية.
14
اإلطار العام للدراسة الفصل األول
فقد اعتمدت أغلب الدراسات على المنهج الوصفي ،كما اعتمدت على مقياس األلكسثيميا
Tas-20والسلوك العدواني وهذا ما جعلنا نوجه اه ـ ـتم ـ ـامـ ـاتنا على المقياسين في الدراسة
الحاليةَ ،كون أن أغلب الدراسات توصلت إلى نتائج متقاربة وهذا لتمتع المقياسين بخصائص
سيكومترية عالية.
كما وجهت هذه الدراسات السابقة الدراسة الحالية ألهمية دراسة كل من األلكسثيميا
وتناول السلوك العدواني ،وأيضا فيما يخص اختيار العينة.
ونستنتج في األخير أن هناك عوامل وخصائص نفسية ،واجتماعية ،وبيئية ،تتدخل في
ظهور كل من األلكسثيميا والسلوك العدواني ،لذا فالتحقيق من هتان المشكلتان يتطلب االهتمام
بتلك العوامل والخصائص المترابطة فيما بينها ،وعليه كانت الدراسة الحالية محاولة مــعرفــة
كــل م ـ ـ ــن مـ ـس ـت ــوى صـ ـ ـعـ ـ ـوبة الـ ـ ـتع ـ ـرف على الـ ــمشــاعــر (األلــكس ــثيم ـ ـيا) وال ــسل ـ ـوك
ال ـ ـع ـ ـدوانـ ـي ،باإلضافة إلى معرفة الفروق في درجة االلكسثيميا وأبعادها بين المراهقين العدوانيين
وغير العدوانيين.
15
الفصل الثاني :صعوبة التعرف على المشاعر
(األلكسثيميا)
-تمهيد.
-خالصة الفصل.
صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) الفصل الثاني
تمهيد:
تعتبر صعوبة التع ـ ــرف على المشاع ـ ـر(األلك ـ ــسثيميا) أحـ ـ ــد الـ ـ ـ ــمشكـ ــالت الح ــديثة
نس ـ ــبيا ،والمهمة والتي لها ارتباط بالكثير من المشكالت األخرى ،والمؤدية إلى ضعف العالقات
االجتماعية وتدني المودة والصداقة فهي ُمعرقلة للتوافق النفسي والجسدي واالجتماعي.
لذلك سوف نتطرق في هذا الفصل إلى كل من مفهوم صعوبة التعرف على
المشاعر(األلكسثيميا) وأبرز مكوناتها وأنواعها وأهم النظريات المفسرة لها وصوال إلى الطرق
تضخيم أو تخفيف أو المحافظة على قوة ردود األفعال االنفعالية ،وكما تتضمن
التفاعالت المتبادلة بين المجاالت المعرفية والحركية-التعبيرية والفيسيولوجية العصبية
لمنظومة االستجابة االنفعالية.
-ويعتبر سيفينوس " "Sifneosأول من أشار إلى مفهوم األلكسثيميا حيث عرفه على:
"أنه عجز الفرد عن التحديد والتعبير لفظيا عن مشاعره أو نقل مشاعره لآلخرين".
17
صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) الفصل الثاني
يتكون مفهوم صعوبة التعرف على المشاعر من ثالث عوامل أو مكونات رئيسية هي:
يشير هذا المكون إلى نقص كفاءة الشخص في تحديد أحاسيسه ،والغالب على هذه
األحاسيس كونها أع ارض جسمية يغيب عنها قدرة معرفية تعطي معنى لهذا اإلحساس الذي
تتم خبرته عبر الجسد.
يشير هذا المكون إلى نقص الكفاءة فيما يتعلق بالتعبير اللغوي عن األحاسيس ،ويعود
ذلك إلى هيمنة النشاط العصبي الفسيولوجي على االستجابات باالنفصال عن النظام المعرفي
والذي يشمل المخططات حيث يوجد بداخلها الترميز التخيلي التي تعطي الوصف والمسميات
لألحاسيس.
يشير هذا المكون إلى نقص الكفاءة التأملية لدى الشخص وبالتالي يتوجه تفكيره للخارج
لنقص كفاءته في تحديد ووصف أحاسيسه (زين العابدين.)32-31 :1222 ،
18
صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) الفصل الثاني
-1-3-2األلكسثيميا األولية:
والمشاعر وليس في االنفعاالت ،حيث يكون خلل في الجهاز اللمبي والقشرة الدماغية فاللحاء
القشري ال يستطيع أن يعطي الصورة الخيالية والتفكير الذي تستعمله اللغة من أجل
لتلك الموارد في جزء من وغير مألوفة الت ـ ـ ـعبير ،فتؤدي إلى استجابات غير متكيفة
األلكسثيميا ،فحسب سفينوس " "Sifneosاأللكسثيميا تنشأ من عوامل جينية وراثية وهذا ما
وجده عند توأم حقيقي.
فاأللكسثيميا عند بعض الباحثين تعرف بعطل التحويل بين نصفي الكرة المخية وهذا ما
أكد عليه " "Smithو" )1220( "Taylorفقد أظه ار أن هناك اختالفا بالنسبة لألفراد الذين
يعانون من األلكسثيميا واألشخاص العاديين أثناء االتصال الذي يحدث بين نصفي الكرة
المخية.
فحسب " "Guilbaudإن األلكسثيميا األولية راجعة إلى اضطرابات التقمص أو المشاركة
الوجدانية ).)Gerard, 2014: 75
-2-3-2األلكسثيميا الثانوية:
ال تنشأ عن أساس عصبي ولكن عن خبرات صدمية مدمرة والخبرات الصدمية الطفولية
ووضعيات الشدة ،قبل اكتساب اللغة التي يمكن أن تجعل الطفل ال يستطيع التعبير عن
انفعاالته عن طريق اللغة ،فهي تدخل في إطار التنظيم النفسي.
ف " )2011( "Maurice Corcosيرى أنها ال تظهر فقط لدى مرضى االضطرابات
النفس-جسدية ،وانما أيضا لدى األفراد الذين يعانون من الضغوط التالية للصدمة PTSD
19
صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) الفصل الثاني
واألشخاص المدمنين على المخدرات والكحول المزمن ،واألشخاص الذين لديهم قهم عقلي
والشراهة ،والسيكوباتيين والحاالت الحدية.
فهي رد فعل دفاعي ضد التعرف على االنفعاالت وتؤدي إلى تطور وحدة المرض ،فقد
الحظها " )1200( "Freybergerلدى األشخاص الذين يعانون من قصور كلوي وأيضا
لدى األشخاص الذين تم زرع لهم أعضاء ،فأقر أن هذه األلكسثيميا مرتبطة بصدمة انفعالية
مصحوبة بمكانيزمات دفاع خاصة منها اإلنكار ،الذي يحسن من المعاش الصعب للمريض
(.)Maurice, Gerard, 2011: 26
سوف نتطرق ألهم النظريات التي فسرت لصعوبة التعرف عن المشاعر (األلكسثيميا):
ميز فريبرجر " )1200( "Freybergerبين األلكسثيميا األولية التي تنتج عن فروق
بيولوجية أو وراثية ،واأللكسثيميا الثانوية التي تنتج عن التعرض لألحداث الص ـ ـ ــدمية النفسية،
وفي هذا الصدد أبرزت نتائج دراسة جورجينسن وآخرون ( )2000أن ما بين ( )%30إلى
( )%33من حاالت األلكسثيميا تعزى إلى الوراثة ،وما بين ( )%15إلى ( )%20من حاالت
األلكسثيميا يرجع إلى عوامل بيئية وراثية ،وما بين ( )%40إلى ( )%55ترجع إلى عوامل
بيئية غير وراثية (.)Taylor et al, 1997: 109
أشارت الدراسات العصبية المعرفية إلى احتمالية أن تعزى األلكسثيميا إلى اضطراب
التوصيل بين نصفي الدماغ األيمن واأليسر ،حيث النصف األيسر المسؤول عن اللغة والتعبير.
20
صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) الفصل الثاني
فالمشاعر الذاتية هي نتاج لنظام معالجة انفعالية أساسية ،والذي يعمل مستقل خارج
الخبرة الشعورية ،والمفتاح الرئيسي في هذا النظام الخاص بانفعاالت الخوف والغضب وهو
اللوزة Amygdalaالتي هي جزء من اللحاء األمامي الذي يقوم بتقدير الداللة الوجدانية
للمثيرات التي يواجهها الفرد ،متضمنة المثيرات من داخل العقل الخاصة بالتفكير والتخيل
والتذكر والمثيرات من البيئة الداخلية والخارجية ،ويكون تمثيل العواطف عن طريق الكلمات
والخيال والتأمل من خالل ممرات اللوزة اللحائية والفشل في نقل المعلومات الوجدانية من
النصف األيمن للمخ إلى النصف األيسر يمكن أن يسهم في مرض فيزيولوجي يصاحبه
األلكسثيميا (العراقي.)121 :1222 ،
-3-4-2النظرية التحليلية:
يعد علماء التحليل النفسي من أوائل الذين الحظوا مرضاهم المصابين باألمراض
السيكوسوماتية ،حيث يجدون صعوبات بالغة في التعبير عن انفعاالتهم بطريقة لفظية ،كما
أن لديهم نقص في التمثيالت الرمزية ،ومن ثم فإنهم يلجؤون إلى ترجمة مشاعرهم بدنيا.
ويرجع التحليليون األلكسثيميا إلى أنها آلية دفاعية ضد فرط االستثارة الطاقوية المتعلقة
بالجانب العاطفي أي عدم القدرة على ربط التمثيلية بالعاطفة ،حيث يكون هذا الدفاع غير
مرتبط بالجانب الذهاني بمعنى ليس الشكل النهائي إللغاء الجانب النفسي كليا وليس االستثمار
المضاد المتعلق بالعصاب والمكبوتات.
21
صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) الفصل الثاني
يستعمل الفرد الذي يعاني من األلكسثيميا اإلنكار واالنشطار فيظهر في خطابه وسلوكه
جمود وصورة فارغة وكأنه شاشة بيضاء ،هذه الدفاعات تتغلب على ميكانيزم الكبت الغير
كامل الذي يترك توزيع طاقوي حر غير صاد لإلثارات بالطريقة الكافية.
فالفرد ال يستطيع اسقاط العواطف ،سواء اإليجابية أو العواطف العدوانية ،كما ال يستطيع
التقمص ،أو التقمص بالمعتدي ،وهذا جد مشهور لدى الحاالت البينية ،فيظهر طابع عاطفي
عالئقي خاص ،فالفرد يشعر بالعدوانية لكن يوجهها بسلبية باردة وصامتة فهي ال تتعلق
بالموضوع الخارجي ولكن بالصورة الداخلية التي عليها ضباب.
يمكن أن تصف وجهة النظر الموقعية الفرضية التي تؤكد على مشكل النمو الغير الكامل
للغالف الجلدي لألنا ،فالجلد يغلف السطح بين الداخل والخارج ما يعادل ما قبل الشعور الذي
يتواجد ما بين الشعور والالشعور ،فهو مرتبط بمبدأ الفقر العالئقي المبكر مع تطور النمو
الفقير وفقر ما قبل الشعور وصلته مع الوعي والالوعي.
فالنشاط العقلي هذا ثابت لديه حواجز التفكير العملي الذي يعيق عمل الحلم ،الذي
يكون أساسه حمائي ،أما عمل الحداد الذي يرتكز على فقدان الموضوع وليس على فقدان
الذات للموضوع ،واآلثار الصدمية التي ت ـ ـؤدي إلـ ـ ـى تـ ـ ـفك ـ ـك عـ ـ ـاط ـ ـف ـ ـي ،فيصب ـ ـح األنـ ـ ـ ـ ـ ـا
مض ـ ـط ـ ـ ـرب ،فالموقعية منشطرة على أساس وظيفي ،يكون االنشطار في الموقعية الثانية بين
األنا والذات منشطرين ،أما على أساس الموقعية األولى فالشعور منشطر عنما قبل الشعور
والالشعور ،بينما تكون االنفعاالت ل ـي ـ ـست نـ ـ ـ ـوع ـ ـية من أجل الـ ـبعد عن اإلدراك ـ ـات
(.)Maurice, Gerard, 2011
22
صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) الفصل الثاني
تفسر األلكسثيميا من وجهة نظر دينامية حسب " )1220( "Taylorإلى محدودية األنا
فيما يخص القدرات الترميزية وعدم القدرة على ترميز الصراع ،وبالتالي تحدث حلقة مفرغة
تؤدي إ لى انقطاع نفسي مباشر ،حيث يتم اختزال الصراع في الجسد ،فيظهر نوع من التفكير
العملي الذي يقطع العالقة مع أي تمثيل نفسي بدون عواطف.
يظهر هناك عجز في األنا ،فال يستطيع تحقيق إرصان حيث يكون تصعيد للنشاط
االنفعالي الداخلي والذي من نتائجه ظهور اإلجهاد الذي يتحول إلى أعراض جسدية ،هذا
النشاط يختلف عن النشاط المتعلق بالهستيريا التحويلية الذي أساسه يكون راجع إلى قمع
يعانون من العقلي السيكوسوماتي لألشخاص الذين االرصان الهوامي ،بينما النشاط
األلكسثيميا راجع إلى نموذج العجز الذي يظهر سيرورات عقلية ال واعية ،والخوف من الصراع
يستوجب الجسدنة بدال من اآلالم النفسية ،لذلك الفرد الذي يعاني من األلكسثيميا يبدي جدوال
عياديا يتميز بعدم التلذذ وانكار األلم وكل العواطف المتعلقة باللذة ،فهو خالي من المعلومات
الحسية العاطفية التي من شأنها أن تحمي الـفـرد مـن الخط ـر اـلحالي الـ ـذي ي ـ ـ ـهدد األنـ ـ ـا
(.)Olivier, Nicolas, 2013: 85
-1-5-2العالجات الفردية:
يعتمد العالج الفردي على التواصل والتفاعل الذي يحدث بين الفرد والمختص ،حيث من
المهم أن يقوم المختص بشرح وتوضيح األمور من أجل زيادة فهم الذات ومواجهة المعاش
النفسي ،كما يساعد المفحوص على التعرف والتفريق بين االنفعاالت وتحمل ما يحدث للنفس
والسماح للمفحوص بمعرف انفعاالته والتعبير عنها ،وادراك المواقف وترجمة الوضعيات التي
يواجهها الفرد.
23
صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) الفصل الثاني
باإلضافة إلى االعتماد على العالجات النفسي ـ ـ ـ ـ ـ ـة التربوية وخاصة فيما يتعلق
بالذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور ،الذين يتميزون بمستوى من األلكسثيميا ،يجب تطوير ما لديهم أوال من مفردات
اللغة التي تعبر عن االنفعاالت ،ثانيا من تعليم قراءة انفعاالت ومشاعر اآلخرين ،ثالثا الحفاظ
على التاريخ الشخصي ،وتطوير الكفاءة في استخدام القد ارت االنفعالية والعاطفية المكتسبة
(.)Olivier, Nicolas, 2013: 138
النفسي ،لكنها تختلف عن النوم في أن المريض يستمر في االستماع إلى المعالج واالستجابة
لما يقوله ،وتكون هذه الحالة مناسبة لمساعدة الشخص على قبول ما يطلبه منه الطبيب دون
مقاومة ،وكل ظواهر التنويم المغناطيسي يمكن اعتبارها تنويما مغناطيسيا ذاتيا أي أن
الشخص بنفسه وقدرته الذاتية يدخل في هذه الحالة من الوعي أو الالوعي الذهني ولكن
عندما يدعو هذا الشخص شخصا آخر ليرشده إلى كيفية الوصول لهذه الحالة عند ذلك
يكون هذا الشخص الثاني بمثابة المنوم وتبدأ عالقتهما الشخصية العميق ـة ال ـ ـخاصة أث ـ ـناء
ه ـ ـذه ال ـ ـظ ـ ـاه ـ ـرة (خطاب.)2 :1229 ،
-3-5-2العالجات الجسدية:
مما هو معروف عن األفراد الذين يعانون من األلكسثيميا ،يظهر لديهم انخفاض في
تفسير االحساسات الجسدية ،بمعنى االحساسات الجسدية المصاحبة للتفعيل االنفعالي وهذا
راجع إلى المستوى المحدود للوعي بالذات وبالمعالجة المعرفية لالنفعاالت باإلضافة إلى
مشكل العجز في القدرات اإلستبطانية ،بمعنى فقر القدرات االدراكية للتعبير عن الحالة
الذاتية ،وكذلك جانب الـ ـتوازن والحـ ـرك ـات ال ـ ـوضـ ـعي ـة ،الـ ـذي يدل علـى العـ ـجز بال ـوع ـي
ب ـ ـالجسـ ـد والـ ـذي يـ ـح ـت ـوي عل ـ ـى مكـ ـونـ ـات م ـعرفي ـة مـ ـرتبـ ـطة بمـ ـعارف مـ ـخت ـلفة ب ـأج ـزاء مـ ـن
بالعادات المرتبطة والمكونات االنفعالية الج ـ ـسد ،ومعرفة الميكانيزمات الفيزيولوجية
24
صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) الفصل الثاني
والعواطف ،ف " "Olivier Luminetيذكر أن هناك عمل خاص في هذا المجال من أجل
تطوير الوعي واإلدراك الجسدي لألشخاص الذين يعانون من األلكسثيميا من أجل الوصول
إلى مستوى إدراكي للنشاط الجسدي ،أين يسمح التدليك الجسدي التركيز على الوضعية
الجسدية والتنسيق العضلي والتنفس واكتشاف حدود الجسم ،والقدرة على ارخاء العضالت
وتبديل النشاط الحركي ،تظهر نتائج هذا العالج خاصة عند األفراد الذين يعانون من تناذر
القولون العصبي الملتهب واضطرابات السيرة الغذائية .هذه الطريقة تظهر نتائج إيجابية ليست
فقط على األلكسثيميا وان ـ ـما أيـ ـضا علـ ـى ب ـع ـض الـ ـع ـوام ـل مثـ ـل ن ـقص االس ـتب ـصـ ـار ونـ ـق ـص
ال ـحـ ـ ـس الـ ـجسـ ـ ـدي ،وف ـي حـ ـالـ ـ ـة عـ ـ ـ ـدم الـ ـ ـ ـقـ ـدرة ع ـ ـ ـلـ ـى ال ـ ـ ـتـ ـعـ ـب ـ ـ ـيـ ـ ـ ـر االنـ ـفـ ـ ـ ـ ـعـ ـ ـ ـال ـي
(.)Olivier, Nicolas, 2013: 141
-4-5-2العالجات الجماعية:
إن استخدام العالج الجماعي ضروري من أجل التفاعل والتواصل اللفظي والغير لفظي
بين األشخاص ،فهو يسمح لألشخاص في تقاسم األفكار والمشاعر مع الغير ،وينمي المهارات
االجتماعية ،ويساعد في اتخاذ الق اررات ومواجهة المشكالت حيث تمنح المجموعة للفرد دور
السند والدعم للتعبير عن المشاعر ،ويعتبر العالج الجماعي مكمل للعالج الفردي خاصة لدى
األفراد الذين يعانون من األلكسثيميا ،فالمجموعة تسمح لهم بالتعرف على الخبرات االنفعالية
وفهم المعاش العاطفي.
خالصة الفصل:
عرفنا في هذا الفصل كيفية تأثير األلكسثيميا على الحياة النفسية والجسدية للفرد ،فهي
تعتبر اضطراب مفجر في بعض األحيان ،وكآلية دفاعية من جهة أخرى تستعمل اتجاه
األحداث الضاغطة ،كما أنها تحتوي على نوعين أولية وثانوية والتي سعى الكثير من الباحثين
والدراسات النظر وتفسير هذا االضطراب ،ونظ ار لتأثيرها أدرجنا العديد من العالجات التي
يمكن أن تعطي نتائج إيجابية.
25
الفصل الثالث :طبيعة السلوك العدواني
-تمهيد.
-خالصة الفصل.
طبيعة السلوك العدواني الفصل الثالث
تمهيد:
مما ال شك فيه أن االنسان يولد ولديه قدر كبير من العدوان والتدمير ،كما أن سلوك
العدوان يظهر لدى المراهقين بدرجات كبيرة ومتفاوتة ،وتكمن خطورته في أنه يؤدي إلى
االصطدام مع اآلخرين ،فهو ال يعترف برغباتهم وال بحقوقهم ،ولذلك فإن هذا السلوك يدل على
سوء التكيف مع المواقف االجتماعية المختلفة.
وفي هذا الفصل سوف نتطرق إلى السلوك العدواني من حيث األنواع واألسباب المؤدية
له ،وبعض النظريات المفسرة له إلى جانب التطرق إلى بعض طرق عالجه.
تعدد التعريفات التي تناولت مفهوم العدوان وذلك نظ ار ألن السلوك العدواني سلوك معقد
وأسبابه كثيرة ومتشابكة ،إضافة إلى أن هذا السلوك قد تناولته علوم كثيرة مثل علم النفس وعلم
االجتماع ،ولتوضيح مفهوم السلوك العدواني نعرض فيما يلي بعض التعريفات:
27
طبيعة السلوك العدواني الفصل الثالث
-3-1-3تعريف سكوت " :"Scottإن العدوان كأي استجابة أخرى سلـ ـوك متعلم أو
مكتس ـ ـ ـ ـ ـب ،فالبيئة السعيدة والمسالمة تخلق طفال عنده عادات مسالمة في عالقته بالناس
اآلخرين والعكس صحيح (العيسوي.)32 :1221 ،
-5-1-3تعريف هلجارد " :"Halgurdإن العدوان هو نشاط هدام يقوم به الفرد إللحاق
األذى باآلخرين سواء باالستهزاء أو الس ـ ـ ـخرية أو إحـ ـ ـ ـ ـ ـداث األذى واألل ـ ـم الجس ـ ـ ـ ـ ـ ـدي
(الشيخلي.)29 :1229 ،
-1-2-3العدوان اللفظي :عندما يبدأ الطفل بالكالم يظهر نزوعه نحو العنف بصورة الصياح
والقول والكالم أو يرتبط السلوك العنيف مع القول البذيء الذي غالبا ما يشمل السباب أو
الشتائم والتنابز باأللقاب ووصف اآلخرين بالعيوب والصفات السيئة واستخدام كلمات أو جمل
تهديد.
-2-2-3العدوان التعبيري :يستخدم بعض األطفال اإلشارات مثل إخراج اللسان أو حركة
قبضة اليد على اليد األخرى المنبسطة وربما استخدام البزاق وغير ذلك.
28
طبيعة السلوك العدواني الفصل الثالث
-4-2-3عدوان المنافسة :غالبا ما يكون السلوك العدواني حالة عابرة في سلوك األطفال
نتيجة المنافسة أثناء اللعب والغيرة والتحدي أثناء الدراسة وبعض المواقف االجتماعية.
-4-2-3العدوان المباشر :يقال للعدوان أنه مباشر إذا وجهه الطفل مباشرة إلى الشخص
مصدر اإلحباط ،وذلك باستخدام القوة الجسمية أو التعبيرات اللفظية وغيرها.
-5-2-3العدوان الغير مباشر :ربما يفشل الطفل في توجيه العدوان مباشرة إلى مصدره
األصلي خوفا من العقاب فيحوله إلى شخص آخر أو شيء آخر تربطه صلة بالمصدر
األصلي.
-6-2-3العدوان نحو الذات :يكون الهدف منها إيذاء النفس وايقاع الضرر بها وتتخذ صور
مختلفة :مثل تمزيق الطفل لمالبسه ،أو كتبه أو كراساته وغيرها.
-7-2-3العدوان العشوائي :يكون السلوك العدواني هنا أهوج وطائشا ذا دوافع غامضة غير
مفهومة وأهدافه مشوشة غير واضحة (الشربيني.)11 :1229 ،
ال يمكن إرجاع السلوك العدواني إلى عوامل الذات ،بل يرجع إلى عوامل متشابكة منها
عوامل شخصية وأخرى اجتماعية ويمكن توضيحها فيما يلي:
-تؤكد نظريات علم النفس والتحليل النفسي على أن إحباطات الحياة اليومية تثير الدافع
إلى العدوان.
-يرى بعض علماء النفس أن العدوانية تعتبر سلوكا متعلما ،فاألطفال يتعلمون كثي ار من
السلوكيات العدوانية عن طريق مالحظتهم آلبائهم ورفقائهم واخوانهم في اللعب ومشاهدة
أفالم العنف في السينما والتلفاز.
29
طبيعة السلوك العدواني الفصل الثالث
-كما يقوم العدوان على األشياء أو على نفسه نتيجة شعوره بالفشل والحرمان من العطف
ويأخذ العدوان على الذات مظاهر متعددة منها قضم األظافر ،اإلصابة بالجروح.
-عوامل نفسية :اإلهمال ،الحرمان ،الشعور بالنقص ،الحقد ،الكراهية.
-عوامل اجتماعية :فقر شديد ،غنى شديد ،تربية خاطئة ،جو منزلي متوتر ،التأخر
الدراسي ،اإلخفاق في حب الوالدين والمعلمين.
-أسباب جسمية :عاهة ،عور ،عرج ،تشوه عضوي مما يضعف قدرته على مواقف الحياة
أحيانا.
-عدم تحمل المسؤولية والشعور بمحاباة ذوي السلطة لغيره ،وتفضيل ذلك الغير عليه.
-حب إبراز القوة العقلية والجسمية لجذب انتباه اآلخرين.
-المبالغة في تقييد حرية الشخص والتدخل في شؤونه الداخلية الخاصة ،وعدم شعوره
باألمان وبالثقة.
-التعرض ألزمات نفسية ومواقف وتجارب جديدة انفعالية وعاطفية.
-العجز عن إقامة عالقات اجتماعية وتحقيق التوافق االجتماعي (همام.)223 :1221 ،
يعتبر العدوان من القضايا النظرية الهامة في مجال البحث العلمي وسيظل أحد
الموضوعات لجديرة بالبحث والدراسة ،حيث يرى كثير من الباحثين أن السلوك العدواني شأنه
شأن أي سلوك إنساني متعدد األبعاد متشابك المتغيرات متباين األسباب بحيث ال يمكننا رده
إلى تفسير واحد لذلك سنتطرف في اآلتي ألهم النظريات المفسرة للسلوك العدواني:
-1-4-3النظرية البيولوجية:
ذهب أصحاب هذا التوجه إلى أن العدوان والعنف جزء أساسي في طبيعة اإلنسان وأنه
التعبير الطبيعي لعدة غرائز عدوانية مكبوتة ،أن أي محاوالت لكبت عنف االنسان وعدوانيته
30
طبيعة السلوك العدواني الفصل الثالث
ستنتهي بالفشل ،بل أنها تشكل خطر النكوص االجتماعي فال يمكن للمجتمع اإلنساني أن
يستمر دون التعبير عن العدوان ،ألن كل العالقات اإلنسانية ونظم المجتمع وروح الجماعة
يحركها من الداخل هذا الشعور بالعدوانية (عكاشة.)291 :2991 ،
وترجع هذه النظرية أن سبب العدوان بيولوجي في تكوين الشخص أساسا ،كما يرى
أصحاب هذه النظرية أيضا اختالفا في بناء المجرمين الجسمـ ـ ـ ـاني عن غي ـ ـرهم من عامة
الناس ،وهذا االختالف يميل بهم ناحية البدائية فيقترب بهم من الحيوانات فيجعلهم يميلون
للشراسة والعنف ،واعتمدت في ذلك بعض الدراسات التي تمت على المجرمين من حيث
التركيب التشريحي وعدد الكروموسومات (الصبغيات) ( )xxy- 47( ،)xyy- 47ومن هذه
النظريات ما اتجه إلى دراسة الهرمونات والحظت ارتباطا بين زيادة هرمون الذكورة
" "Testosteroneوبين العدوان خاصة في حالة االغتصاب الجنسي ،كما لوحظ أن
خصاء الحيوانات يقلل من عدوانيتهم ،ومنها ما اتجه إلى دراسة الناقالت العصبية حيث أن
الناقالت الكاتيكوالمينية " "Cotecholaminerوالكولينية " "Cholinergicيشتركان معا
في إحداث العنف ،بينما ال ـ ـ ـسيروت ـ ـونين وال ـ ـجايا أمـ ـ ـينو بيوتريك " "G.A.E.Aتثبيط
العدوان ،ولوحظ حديثا أن نقص السيروتونين يرتبط بحدوث سرعة االستثارة ""Irritalbility
وزيادة العدوان لدى الحيوانات (حمودة.)311 :2993 ،
يـ ـرى فروي ـ ـ ـد " "Freudأن العـ ـدوانيـ ـة واحـ ـدة م ـن الغ ـرائز التـ ـي يـ ـم ـكن أن تـ ـتـ ـج ـه ض ـ ـد
العـ ـالـ ـم الخارج ـ ـي أو ضـ ـد الذات ،وهـ ـي تـ ـخـ ـدم ف ـي ك ـ ـثيـ ـر مـ ـن األح ـ ـ ـوال ذات ال ـ ـف ـ ـ ـ ـ ـ ـرد
( ،)Freud, 1959: 15ويمكن تقسيم محاوالت فرويد لتفسير العدوان إلى ثالث مراحل في
كل مرحلة جديدة أضاف شيئا جديدا دون رفض التأكيدات األولى:
31
طبيعة السلوك العدواني الفصل الثالث
رأى فرويد العدوان كمكون للجنسية الذكرية السوية التي تسعى إلى تحقيق هدفها للتوحد
مع الشيء الجنسي ،إن جنسية معظم الكائنات البشرية من الذكور تحتوي على عنصر العدوانية
وهي رغبة لإلخضاع والداللة البيولوجية لها ويبدو أنها تتمثل في الحاجة إلى التغلب على
مقاومة الشيء الجنسي بوسائل تختلف عن عملية التغزل وخطب الود والسادية كانت المكون
في هذه المرحلة ميز بين مجموعتين من الغرائز (األنا وغرائز حفظ الذات ،الغرائز
الجنسية) ،حيث الحظ فرويد أن الشخصيات النرجسية يخصصون معظم جهدهم للحفاظ على
الذات واألنا لديهم قدر كبير من العدوان رهن إشارتها.
والموت) ،فغرائز الحياة دوافعها الحب والجنس التي تعمل من أجل الحفاظ على الفرد وبين
غرائز الموت ودافعها العدوان والتدمير (العقاد.)222 :1222 ،
32
طبيعة السلوك العدواني الفصل الثالث
وهكذا يعتبر السلوكيون أن (العدوان) سلوك متعلم يمكن تعديله ،وكان أسلوبهم في التحكم
فيه ومنعه عن الظهور هو القيام بهدم نموذج التعلم العدواني واعادة بناء نموذج من التعلم
الجديد (السيد.)231-232 :2991 ،
-4-4-3نظرية اإلحباط-العدوان:
اهتم علماء هذه النظرية بالجوانب االجتماعية للسلوك اإلنساني ،وقد عرضت أول صورة
لهذه النظرية على فرض مؤداه وجود ارتبـ ـ ـاط بين اإلح ـ ـباط كمثير والعدوان كـ ــاستجابة ،كما
يتمثل جوهر النظرية في اآلتي:
فالعدوان من أشهر االستجابات التي تثار في الموقف اإلحباطي ،ويشمل العدوان البدني
اللفظي ،حيث يتجه العدوان غالبا نحو مصدر اإلحباط فعندما يحيط الفرد عدوانه إلى الموضوع
الذي يدركه كمصدر إلحباطه ،ويحدث ذلك بهدف إزالة المصدر أو التغلب عليه أو كرد فعل
انفعالي للضيق والتوتر المصاحب لإلحباط (كفافي.)312 :2992 ،
-معظم السلوك العدواني متعلم من خالل المالحظة والتقليد ،حيث يتعلم األطفال السلوك
العدواني بمالحظة نماذج وأمثلة من السلوك العدواني الذي يقدمها أفراد األسرة
33
طبيعة السلوك العدواني الفصل الثالث
حاول علماء النفس المعرفيون تناول السلوك العدواني لدى االنسان بالبحث والدراسة
بهدف عالجه ،وقد ركزوا في معظم دراستهم وبحوثهم حول ذلك على الكيفية التي يدرك بها
العقل اإلنساني وقائع أحداث معينة (في المجال اإلدراكي) أو الحيز الحيوي لإلنسان كما
يتمثل في مختلف المواقف االجتماعية المعاشة وانعكاسها على الحياة النفسية لإلنسان ،مما
يؤدي به إلى تكوين مشاعر الغضب والكراهية ،وكيف أن مثل هذه المشاعر تتحول إلى
(إدراك) داخلي يقود صاحبه إلى ممارسة السلوك العدواني ،ومن ثم كانت طريقتهم العالجية
للتحكم في هذا النوع من السلوك العدواني عن طريق التعديل اإلدراكي (أي تعديل إدراكات
الفرد) بتزويده بمختلف الحقائق والمعلومات المتاحة في الموقف مما يوضح أمامه المجال
اإلدراكي وال يترك فيه أي غموض أو إبهام ،مما يجعله مستبص ار بكل األبعاد والعالقات بين
السبب والنتيجة (السيد.)392 :2991 ،
34
طبيعة السلوك العدواني الفصل الثالث
وعندما يمارس األب العدواني سلـ ـ ـ ـطته فهـ ـ ـو يقوم بـ ـ ـذلك بطـ ـ ـريقة غي ـ ـر مناسبة وغير
متوقعة ،واستمرار هذا المزيج من ضعف العطف األبوي والعقاب البدني القاسي لفترة طويلة
من الزمن يؤدي إلى العدوانية والتمرد وعدم تحمل المسؤولية لدى الطفل.
-2-5-3تنمية الشعور بالسعادة :حيث تشير الدراسات إلى أن الناس الذين يمارسون
اتجاهات إيجابية سعيدة يميلون أن يكونوا لطيفين نحو أنفسهم ونح ـ ـو اآلخـ ـرين بطرق متعددة،
أما األطفال الذين يعي ـ ـشون فـ ـ ـي جو من ال ـ ـن ـ ـقد فإنـ ـهـ ـم ي ـ ـميـ ـلون كـ ـ ـثي ـ ـ ار إل ـ ـى ال ـ ـ ـعـ ـدوان
(الزعبي.)222 :1222 ،
-3-5-3إعطاء الطفل مجاال للنشاط الجسمي وغيره من البدائل :إذ أن من الضروري أن
ُيعطي األطفال فرصا كثيرة للتدريب والتمرينات الرياضية بحيث يتم من خاللها تصريف الطاقة
الزائدة والتوتر.
-4-5-3تغيير البيئة :يمكن أن يتم ذلك عن طريق إعادة ترتيب المكان الذي يعيش فيه
الطفل سواء داخل األسرة أو في المدرسة أو داخل حجرة الدراسة من حيث ترتيب المقاعد
مثال ،فكلما كان لدى األطفال حيز مكاني أوسع للعب قل احتمال العدوان لديهم ،ولذا فإن
اللعب الخارجي الذي يعطي فرصا كثيرة للحركة من موقع آلخر أمر هام يساعد على التخفيف
من حدة الع ـ ـ ـ ـ ـدوانية كـ ـ ـ ـما أن للـ ـ ـموسي ـ ـ ـ ـ ـقى تأثي ار مهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدئا على النزعات العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدوانية
(بوشناق.)131 :1222 ،
-5-5-3تعزيز السلوك المرغوب :كثي ار ما نفترض نحن الراشدين أن سلوك األطفال الطيب
أمر مفروغ منه ،وبالتالي ال تقوم بتعزيزه مع أن الخطوة األولى في معالجة السلوك العدواني
هي تعزيز السلوك الجيد الصادر من الطفل ،ففي كل مرة يقوم الطفل فيها باللعب مع أحد
أقرانه دون شجار أو صراخ يجب أن يـ ـ ـمتدح من طرف األب أو المعلم أو المرش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد
(الخطيب.)321 :2999 ،
35
طبيعة السلوك العدواني الفصل الثالث
-7-5-3اكتشاف الميول العدوانية :يمكن اكتشاف الميول العدوانية لدى األطفال إما
بمالحظتهم أثناء ممارسة النشاط الحر كاللعب أو الرسم أو باالستماع إلى قصصهم التلقائية
دون استخدام موجهات لها ،أو عند استخدام صور تعرض عليهم كنوع من المثيرات التي يسقط
الطفل عليه انفعاله.
خالصة الفصل:
مما سبق يمكننا القول أن السلوك العدواني من بين السلوكات الناتجة عن االضطرابات
النفسية ،واإلحباط والضغوطات النفسية التي يتعرض لها المراهق فكل هذه الحاالت النفسية
المتذبذبة تحوله إلى شخص غير سوي ،ومن السهل عليه إلحاق األذى بنفسه أو باآلخرين
دون مراعاته للعواقب المترتبة عن هذا العدوان التي قد تؤدي ربما حتى بحياته أو بحياة
اآلخرين.
ومن هنا نقول أن للسلوك العدواني أثر سلبي ومؤثر على الطفل والمراهق ،خاصة في
هذه األخيرة نظ ار لحساسية هذه السن والمليئة باالنفعاالت الجنسية والنفسية.
36
الفصل الرابع :منهجية الدراسة واجراءاتها
-تمهيد.
-1-4منهج الدراسة.
-2-4مجال الدراسة.
-خالصة الفصل.
منهجية الدراسة وإجراءاتها الفصل الرابع
تمهيد:
إن الجانب النظري ُيعد جانب مهم من أجل البحث ،فمن خالله يمكن وضع فرضيات
والوصول إلى حقائق أو فتح باب البحث الجديد ،لكن ال يمكن أن يكون هذا األخير كامال إال
من خالل جانب تطبيقي ،يؤكد على صحة هذه الفرض ــيات وصدقها ،وهذا ما نهدف تبنيه في
هذا الفصل التطبيقي ،وقد ارتأينا عرض أهم الخطوات واإلجراءات المنهجية ،من حيث المنهج
المتبع ،ومجتمع وعينة الدراسة وأس ـ ـ ــلوب ،باإلضــافة إلــى أدوات القياس المن ـ ــاسبة ،وختاما
تطرقنا لألساليب اإلحصائية التي تم تطبيقها في هذه الدراسة.
-1-4منهج الدراسة:
يشير المنهج إلى الكيفية أو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسة المشكلة وموضوع
البحث ،فهو مجموعة من القواعد التي يتم وضعها بقصد الوصول إلى الحقيقة في العلم.
وبشكل عام يمكن وصفه بأنه" :فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار العديدة ،إما من
أجل الكشف عن الحقيقة حيث نكون جاهلين بها ،واما من أجل البرهنة عليها لآلخرين الذين
ال يعرفونها" (شروخ.)92 :1223 ،
وبما أن المنهج المستخدم في أية دراسة يتحدد نوعه تبعا لنوع الدراسة وطبيعتها ،وبما
أن الدراسة الحالية تنتمي إلى نمط الدراسات الوصفية ،فإن المنهج الذي يعتمد هنا هو المنهج
الوصفي ،حيث يعتبر من أكثر المناهج استخداما ،خاصة في مجال العلوم التربوية والنفسية
واالجتماعية ،ألنه يقوم على دراسة وتحليل وتفسير الظاهرة من خالل تحديد خصائصها
وأبعادها وتوصيف العالقات القائمة بينها ،بهدف الوصول إلى وصف علمي متكامل لها.
38
منهجية الدراسة وإجراءاتها الفصل الرابع
-2-4مجال الدراسة:
-1-2-4المجال البشري:
تم إجراء هذه الدراسة على عينة من المراهقين نظ ار ألهمية هذه الفئة ،فمرحلة الم ارهقة
مرحلة حساسة في حياة الفرد ،فهي مرحلة الضغوط النفسية ،إذ تتميز بالتغيرات التي تحدث
في جميع النواحي ،وفيها يتوجه الفرد نحو استكمال بناء شخصيته.
-2-2-4المجال المكاني:
أجريت الدراسة الميدانية بثانوية عثمان ابن عفان الموجودة في والية المسيلة.
-3-2-4المجال الزماني:
بدأ البحث الميداني من ) (11جانفي إلى غاية ) (12مارس ،من سنة) .(1221
في دراستنا هذه اخترنا أن يكون مجتمع البحث من فئة المراهقين المتمدرسين في الصف
األول والثاني من التعليم الثانوي (ذكور ،إناث) ،ومن الشعبتين (أدب ،علوم) والذي تتراوح
أعمارهم ما بين ( 21-21سنة) ،وذلك من أجل معرفة مستوى كل من صعوبة التعبير عن
المشاعر (األلكسثيميا) والسلوك العدواني لديهم ،حيث بلغ عدد العينة ( )122فرد.
-1-3-4حجم العينة وخصائصها :وصلت حجم عينتا إلى ( )122مراهق ومراهقة ،يتوزعون
39
منهجية الدراسة وإجراءاتها الفصل الرابع
120
100
80
60
40
20
0
ذكور إناث
نستنتج من خالل الجدول رقم ( )22أن أغلبية عينة دراستنا إناث إذ بلغت النسبة
) ،(%57.5أما نسبة الذكور فبلغت ( )%42.5وفيما يلي توزيع أفراد العينة حسب التخصص:
150
100
50
0
آداب علوم
40
منهجية الدراسة وإجراءاتها الفصل الرابع
أما فيما يتعلق بخصائص أفراد العينة ،فهم تالميذ متمدرسين في مستوى األولى والثانية
من التعليم الثانوي ،تتراوح أعمارهم ما بين ( 21-21سنة) :الجدول رقم ( :)21يبين توزيع أفراد
الدراسة حسب السن:
80
60
40
20
0
أما فيما يخص المستوى التعليمي فقد تمثلت عينة بحثنا إلى فئتين أولى ثانوي وثانية
ثانوي والجدول رقم ( )21يبين لنا تقسيم أفراد الدراسة حسب المستوى التعليمي:
41
منهجية الدراسة وإجراءاتها الفصل الرابع
140
120
100
80
60
40
20
0
هو مقياس خاص بتقييم األلكسثيميا قام بإعداده تايلور " ،)2991( "Taylorيحتوي
المقياس على ( )12بند موزعة على ثالث محاور هامة ،المحور األول متعلق بصعوبة تحديد
األحاسيس ،أـما المحور الثاني فهو متعلق بصعوبة وصف األحاسيس ،أما المحور الثالث
متعلق بالتفكير الموجه نحو الخارج وهم كاآلتي :الجدول رقم ( )29يبين توزيع عبارات مقياس
األلكسثيميا على األبعاد الثالثة:
42
منهجية الدراسة وإجراءاتها الفصل الرابع
تمثل الدرجة ( )222الحد األعلى لنقاط مقياس ( )Tas-20والتي تعبر عن ارتفاع درجة
البالدة الوجدانية ،بينما تمثل الدرجة ( )12الحد األدنى للمقياس والتي تعبر عن انخفاض
البالدة الوجدانية ،ويحتوي هذا المقياس على خمس بدائل منقطة من (:)1-2
-صدق المحكمين:
بعد الـ ـ ـحص ـ ـ ــول ع ـ ـلـ ـ ــى إذن مـ ـن مصـ ـ ـ ــمم ومـ ــعد مقياس ( )Tas-20تاي ـ ـ ــلور
" ،"Taylorبترجمته من اللغة اإلنجليزية إلى اللغة العربية ،تم عرضه في صورته األولية
43
منهجية الدراسة وإجراءاتها الفصل الرابع
على أساتذة متخصصين في الترجمة للتحقق من اللغة العربية إلى اللغة اإلنجليزية ،بغرض
القيام بترجمة عكسية إلى اللغة اإلنجليزية للنسخة العربية التي سبق وأن ترجمتها ،ثم إجراء
التعديالت المناسبة بناء على الخطوتين السابقتين قامت بإنجاز الخطوة األخيرة والمتمثلة في
عرض المقياس في نسخته العربية المترجمة على بعض أساتذة علم النفس للتأكد من مدى
مالءمة البنود لقياس ما وضعت لقياسه في النسخة األصلية (زاغز.)122 :2014 ،
وقد قامت الباحثة بحساب صدق االتساق الداخلي للمقياس ،من خالل إيجاد معامالت
االرتباط لكل بند من بنود المقياس مع الدرجة الكلية لهذا المقياس ،تجدر اإلشارة إلى أن
حساب الخصائص السيكومترية لمقياس ( )Tas-20تم اجراءها على عينة قوامها ( )240فرد.
-جدول رقم ( :)22يبين معامالت االرتباط لكل بند من بنود المقياس مع الدرجة الكلية
لمقياس األلكسثيميا :Tas-20
مستوى معامل ارتباط البند بالدرجة رقم مستوى معامل ارتباط البند بالدرجة رقم
الداللة الكلية للمقياس البند الداللة الكلية للمقياس البند
47444 **4710 52 47444 **4714 5
47444 **4712 51 47444 **4711 3
47444 **4791 1 47444 **4715 1
47444 **4749 0 47444 **4710 1
47444 **4712 54 47444 **4714 9
47444 **4711 51 47444 **4712 53
47444 **4704 51 47444 **4712 54
47444 **4714 50 47444 **4711 2
47444 **4704 59 47444 **4710 4
47444 **4715 24 47444 **4711 55
** دالة عند مستوى داللة 0.01
44
منهجية الدراسة وإجراءاتها الفصل الرابع
-مقياس السلوك العدواني من إعداد الباحثان "معتز عبد هللا " و "صالح أبو عباة"
(:)5991
قام الباحثان بترجمة مقياس السلوك العدواني الذي أعده "أرنولد باص" ""A.buss
و"مارك بيري" " "M. perryسنة ( ،)2991إلى اللغة العربية وعرضه على مجموعة من
المحكمين بهدف مراجعة الترجمة والتأكد من أن الصياغة العربية للبنود تنقل المعنى في
إطار الثقافة السعودية ،ويتكون المقياس من ( )19عبارة خصصت لقياس أربعة أبعاد
افترض معد هذا المقياس أنها تمثل السلوك العدواني ،وهي العدوان البدني والعدوان اللفظي
والغضب والعداوة وأضيف لبعد العدوان اللفظي بندا واحدا حيث أصبح العدد الكلي لبنود
المقياس في صورته العربية (32بندا).
45
منهجية الدراسة وإجراءاتها الفصل الرابع
-جدول رقم ( )23يبين توزيع عبارات مقياس السلوك العدواني على األبعاد األربعة:
46
منهجية الدراسة وإجراءاتها الفصل الرابع
قامت الباحثة "بوشاشـ ـ ـ ــي سامي ـ ــة" بـ ـ ـ ـ ـ ــإجراء بعض التعديالت الضرورية في بنود
المقياس ،فقامت بعرضه على مجموعة من األساتذة والمحكمين وكان الغرض من التحكيم
هو ابداء رأيهم حول مدى مناسبة صياغة بنود المقياس لغويا ووضوحها ،ومدى قياسها
لمتغيرات البحث وكذلك مدى وضوح تعليمات المقياس ،وفي ضوء اقتراحات المحكمين
وآرائهم تم تعديل صياغة بعض البنود وحذف البند رقم ( )22والبند رقم ( )29وهي التي لم
تحصل على نسبة موافقة من المحكمين ،لذا أصبح المقياس ف ـ ـي شكـ ـ ـ ــله النه ـ ـ ـ ـ ــائي يتكون
-2الثبات:
-معامل الثبات بطريقة ألفا كرونباخ يساوي ( )2.19وبالتالي:
-أيضا معامل الثبات بطريقة التجزئة النصفية وباستعمال "سبيرمان براون" حيث
يساوي ( )2.92وبالتالي:
وبالنسبة لطريقة التصحيح في المقياس المعدل ،فإن درجة ( )212تمثل أعلى درجة
للمقياس وأدنى درجة فيه تساوي ( ،)19وقد تم تحديد ثالث مستويات ( )3للسلوك العدواني
وهذا ما سنوضحه في الجدول التالي:
47
منهجية الدراسة وإجراءاتها الفصل الرابع
خالصة الفصل:
تضمن هذا الفصل عرضا لمنهجية الدراسة واجراءاتها ،من خالل تبني المنهج المناسب
للدراسة ،باإلضافة إلى التعرف على المجتمع ،وتحديد مكان وزمان اجراء الد ارسـ ـ ـ ــة ،كما تم
تحديد حجم العينة ومن ثم وصف الخصائص السيكومترية للمقياسين المطبقان على العينة
لغرض الدراسة ،ثم تفريغ البيانات وتحليلها ألجل الوصول إلى النتائج كما سيأتي الحقا والتأكد
من صحة الفرضيات أو عدمها من خالل الفصل الموالي.
48
الفصل الخامس :عرض نتائج الدراسة
-تمهيد.
-خالصة الفصل.
عرض وتحليل نتائج الدراسة الفصل الخامس
تمهيد:
من خالل هذا الفصل سيتم عرض ما تم التوصل إليه من نتائج حول الفرضيات المقترحة،
من أجل تأكيدها أو نفيها ،وذلك بعد أن تم تفريغ استجابات أفراد عينة الدراسة في الحاسوب
باستخدام الحزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية (.)Spss
-الفرضية األولى:
-الفرضية الثانية:
-توجد فروق في درجة األلكسثيميا وأبعادها بين المراهقين العدوانيين وغير العدوانيين.
50
عرض وتحليل نتائج الدراسة الفصل الخامس
-1-1-5عرض النتائج الخاصة بالفرضية األولى:
تنص الفرضية الجزئية األولى على أن :مستوى صعوبة التعرف على المشاعر
(األلكسثيميا) لدى المراهقين متوسط والختبار هذه الفرضية تم استخدام التك اررات والنسب
المئوية:
-الجدول رقم ( )22يبين مستويات انتشار األلكسثيميا حسب النسب المئوية:
(األلكسثيميا المرتفعة) عالية مقارنة بالمستوى الثاني واألول وبالتالي يوجد ألكسثيميا لدى
أغلب أفراد عينة الدراسة حيث بلغ عدد التك اررات ( )223من مجموع عينة الدراسة ()122
وهذا ما تمثله النسبة المئوية المقدرة بـ ــ )%12.1( :أما المستوى الثاني والذي يمثل (األلكسثيميا
المتوسطة) نالحظ أن التك اررات بلغت بـ ــ )19( :بنسبة مئوية بلغت ( )%11أما المستوى األول
والذي يمثل (األلكسثيميا المنخفضة) بلغ عدد تك ارراتها ( )32بنسبة مئوية بلغت (.)%12.5
الكسثيميا مرتفعة
الكسثيميا متوسطة %56
%24
51
عرض وتحليل نتائج الدراسة الفصل الخامس
-2-1-5عرض النتائج الخاصة بالفرضية الثانية:
والتي نصت على أن :مستوى السلوك العدواني لدى المراهقين متوسط ،وللتحقق من هذا
الفرض تم استخدام التك اررات والنسب المئوية:
بارتفاع في السلوك العدواني بشكل كبير وذلك بنسبة ( )%45من مجموع أفراد العينة وهي
نسبة عالية مقارنة بنسبة المراهقين الذين يتصفون بانخفاض في مستوى السلوك العدواني
والذي تساوي نسبته ( ،)%12بينما العدوان المتوسط تمثلت نسبته في ( )%43وهي نسبة
قريبة جدا من نسبة المراهقين الذين لديهم سلوك عدواني مرتفع.
شكل رقم ( :)29يوضح مستويات انتشار السلوك العدواني بين أفراد الدراسة.
52
عرض وتحليل نتائج الدراسة الفصل الخامس
نصت الفرضية الثالثة على" :وجود فروق في درجة األلكسثيميا وأبعادها بين المراهقين
العدوانيين وغير العدوانيين " ،وللتحقق ومعالجة هاته الفرضية تم استخدام اختبار ""T test
كما هو مبين في الجدول التالي:
-الجدول رقم ( :)12يبين نتائج اختبار " "T testوداللتها اإلحصائية للفروق بين
متوسط درجات المراهقين العدوانيين وغير العدوانيين في درجة األلكسثيميا وأبعادها.
مستوى مستوى درجة قيمة T المتوسط االنحراف المراهقين التكرار األلكسثيميا
الداللة sig الحرية الحسابي المعياري وأبعادها
9.29 22.29 92 عدوانيين
دالة
2.222 221 -1.192 9.29 12.12 11 األلكسثيميا غير
2.22
عدوانيين
1.99 12.12 92 صعوبة تحديد عدوانيين
دالة
2.222 221 -9.321 1.22 21.12 11 غير األحاسيس
2.22
عدوانيين
4.05 21.33 92 صعوبة وصف عدوانيين
دالة
2.222 221 -1.211 3.11 23.21 11 غير األحاسيس
2.22
عدوانيين
1.19 11.29 92 التفكير الموجه عدوانيين
غير
2.122 221 -2.911 1.29 12.11 11 غير نحو الخارج
دالة
عدوانيين
يتضح من الجدول رقم ( )12الخاص بداللة الفروق في درجة األلكسثيميا وأبعادها
على المراهقين العدوانيين والمراهقين غير العدوانيين أنه توجد فروق ذات داللة إحصائية عند
مستوى داللة ( )2.22في درجة األلكسثيميا ككل لصالح المراهقين العدوانيين حيث بلغت قيمة
" )-1.192( "Tوهي دالة ألن مستوى الداللة ( )2.22أص ـ ـغ ـ ـر مـ ـن م ـ ـس ـت ـ ـوى الداللة
( ،)2.21وكان الفرق لصالح المراهقين العدوانيين ألنهم تحصلوا على متوسط ( )22.29وهو
أكبر من متوسط المراهقين غير العدوانيين ( )12.12وهذا يعني أن عينة دراستنا كان التغلب
فيها لصالح المراهقين العدوانيين على المراهقين غير العدوانيين.
53
عرض وتحليل نتائج الدراسة الفصل الخامس
كما يتضح أيضا وجود فروق ذات داللة إحصائية في بعد صعوبة تحديد األحاسيس
لصالح المراهقين العدوانيين حيث بلغت قيمة " )-9.321( "Tوهي دالة ألن مستوى الداللة
( )2.22أصغر من مستوى الداللة المعتمد في الدراسة ( ،)2.21وكانت الفروق لصالح
العدوانيين ويدل على ذلك المتوسط الحسابي حيث بلغ المتوسط الحسابي للعدوانيين ()12.12
وهو أكبر من المتوسط الحسابي للمراهقين غير العدوانيين الذي بلغ (.)21.12
كما أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية في بعد صعوبة وصف
األحاسيس لصالح المراهقين العدوانيين حيث بلغت قيمة " )-1.211( "Tوهي دالة ألن مستوى
في حين تظهر النتائج أنه ال توجد فروق ذات داللة إحصائية في بعد التفكير الموجه
نحو الخارج بين المراهقين العدوانيين والمراهقين غير العدوانيين حيث بلغت قيمة ""T
( )-2.911وه ـ ــي غ ـ ـ ـير دالـ ــة ألن ق ـ ـيمـ ـ ــة الدالل ـ ــة ( )2.122أكبـ ـر من مسـ ــتوى الداللة
( ،)2.21باإلضافة الى التقارب في المتوسطات الحسابية حيث بلغ المتوسط الحسابي للمراهقين
العدوانيين ( )11.29و ( )12.11بالنسبة للمراهقين غير العدوانيين.
وبالتالي تم رفض الفرض الصفري وقبول الفرض البحثي ،وبالتالي يمكن القول بأن
الفرضية البحثية تحققت مما يدل على أنه توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسطات
درجات المراهقين العدوانيين والمراهقين غير العدوانيين في درجة األلكسثيميا وأبعادها لصالح
المراهقين العدوانيين ،ما عدا البعد الثالث الذي عرف تقارب في درجات متوسطات المراهقين
العدوانيين وغير العدوانيين.
54
عرض وتحليل نتائج الدراسة الفصل الخامس
شكل رقم ( :)12يوضح درجات متوسطات المراهقين العدوانيين والمراهقين غير العدوانيين
في درجة األلكسثيميا وأبعادها.
خالصة الفصل:
تم في هذا الفصل التطرق إلى عرض النتائج الخاصة بالدراسة لكن قبل ذلك قمنا بالتذكير
بفرضيات الدراسة مع ذكر كل األساليب اإلحصائية المستخدمة والتي ساعدتنا في الوصول
إلى هاته النتائج وسنقوم في الفصل الموالي بمناقشة هاته النتائج وتفسيرها تبعا للدراسات
السابقة والخلفية النظرية.
55
الفصل السادس :مناقشة وتفسير نتائج
الدراسة
تمهيد.
خالصة الدراسة.
مناقشة وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
تمهيد:
يعتبر هذا الفصل متمم للفصل السابق ،حيث سنحاول في هذا الفصل مناقشة النتائج
التي طرحت في فصل عرض وتحليل نتائج الدراسة ،وتفسير كل فرضية على حدا انطالقا من
الفرضية األولى إلى الفرضية الثالثة.
من خالل النتائج المتحصل عليها والمتمثلة في أن أفراد عينة الدراسة انقسموا إلى
ثالث مجموعات ،حيث نجد النسبة المئوية األعلى تتعلق بالمستوى الثالث (ألكسثيميا
مرتفعة) مقارنة بالمستوى األول والثاني وبالتالي وجود ألكسثيميا مرتفعة لدى أغلب عينة
الدراسة ،حيث بلغ عدد التك اررات ( )223من مجموع ( )122وهذا ما تمثله النسبة المئوية
( ،)%12.1أما المستوى األول والذي يمثل (األلكسثيميا المنخفضة) نالحظ أن التك اررات
بلغت ( )39بنسبة مئوية قدرت ب ــ ،)%29.1( :أما المستوى الثاني والذي يمثل (األلكسثيميا
المتوسطة) بلغ عدد تك ارراته ( )48بنسبة مئوية بلغت ( ،)%24وعلـ ــيه لـ ــم تتحـ ــقق الفرض ــية،
واذا تأملنا جيدا فإننا نصل إلى أن أغلب المراهقين وفي معظم األحيان يعانون من صعوبة في
التعرف على المشاعر وذلك للعديد من األسباب كون أن المراهقين يمرون في هذه المرحلة
بمجموعة من التغيرات االنفعالية ،والنفسية ،والجسمية ،والتي تزيد من تأزم وضعيتهم وتجعلهم
يعانون من العديد من االضطرابات األخرى والمختلفة وهذا ما توصلت إليه نتائج دراستنا
حيث نجد ارتفاع األلكسثيميا لديهم حيث تسيطر عليهم العديد من الصعوبات في الجانب
الوجداني منها صعوبة في تحديد ووصف أحاسيسهم ومشاعرهم ،مما يؤدي إلى نقص تفاعل
وكفاءة المراهقين وغياب القدرة المعرفية في الغالب التي تعطي معنى لهاته األحاسيس كذا
57
مناقشة وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
تنقص أيضا كفاءتهم التأملية والتخيلية وبالتالي يتوجه تفكيرهم للخارج في قصور تحديد ووصف
أحاسيسهم وأحاسيس المحيطين بهم.
ورغم كل ما توصلنا إليه من نتائج حول فرضيتنا والمتمثلة في وجود ألكسثيميا مرتفعة
لدى المراهقين ورغم مجموعة النظريات واالتجاه ـ ـات ال ـتي فسرت هذا االضطراب ومدى
انتشاره ،إال أن دراسة الباحثة "نادرة حمد جميل" ( )1221توصلت نتائجها إلى أن مستوى
األلكسثيميا متوسطة بالنسبة للطلبة الجامعيين ،وأن هذا المستوى يبقى أيضا متوسط مع
اختالف الجنس (ذكر -أنثى) ،وهذا ما تعارض مع دراستنا وربما يرجع ذلك كون أن العينة
مختلفة فالمراهقين بين سن ( )21 -21غير المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين ()11-29
وكذلك الختالف المرحلة التعليمية فالجامعة تختلف عن الثانوي ،كما أن اختالف البيئة يلعب
دور فالمجتمع العراقي والمجتمع الجزائري لديهم ذهنيات مختلفة وطبوع ثقافية متنوعة.
أما بالنسبة لدراسة الباحث "أحمد شعبان" ( )1222فيأكد على إختالف انتشار األلكسثيميا
حسـ ــب المرحلة التعليمية ،حيث أجرى دراسته على ثالث مراحل تعليمية (إعدادية ،ثانوية،
جامعية) وأسفرت نتائجه إلى أنه توجد فروق في المراحل التعليمية في األلكسثيميا في اتجاه
المرحلة الثانية أال وهي المرحلة الثانوية ،وهذا ما يتوافق معنا ويعزز نتائجنا لما لهذه المرحلة
من اضطرابات وتغيرات تط أر على المراهق على عكس المراحل العمرية األخرى التي تتميز
باالستقرار ولو النسبي عن هذه المرحلة.
إذا فالمراهق في سن ( )21-21يتميز بألكسثيميا مرتفعة ،حيث يعاني الفرد هنا من عجز
في إسقاط عواطفه وأحاسيسه ،فهو خال من المعلومات الحسية العاطفية التي من شأنها أن
تحمي الفرد من الخطر الحالي الذي يهدد األنا.
58
مناقشة وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
وبالرجوع إلى المقاربات العيادية والنفسية نجد أن العديد من االتجاهات قامت في
البحث ومحاولة معرفة ما ينتاب الشخص التي تسيطر عليه صعوبة التعرف على األحاسيس
والمشاعر وأهم األسباب المولدة لهذا االضطراب ،وهنا نجد وجهة نظر الموقعية حيث
تمثلت رؤيتها لأللكسثيميا في أنها نشاط عقلي ثابت لديه حواجز التفكير العملي مما يعيق
عمل الحلم ،وأن اآلثار الصدمية وعمل الحداد هي التي تؤدي إلى تفكك العواطف
العصبي المعرفي بزعامة كل من االتجاه واضطراب األنا والبعد عن اإلدراكات ،أما
" "Hoppeو" "Bogenفإنه يفسر ظهور األلكسثيميا وصعوبة التعبير اللفظي عن
المشاعر على أنها ما هي إال نقص في النظام المعرفي و القشرة المخية ،وأن الفشل في نقل
المعلومات الوجدانية من النصف األيمن للمخ إلى النصف األيسر يمكن أن يسهم في مرض
فيزيولوجي تصاحبه األلكسثيميا.
ونستنتج من جميع هذه الن ـ ــظريات أن تــفس ــير األلكسـ ـ ـثيميا تـ ـ ـضارب بـ ـين التفسير
النفسي ،والعصبي ،وذلك كون أن هذا االضطراب ذو أهمية كبيرة تهافت العلماء لمعرفة خباياه
وأس ارره.
ومما هو معروف فإن األفراد الذين يعانون من األلكسثيميا ،يظهر لديهم انخفاض في
تفسير المشاعر واألحاسيس ،وفقد القدرات اإلدراكية للتعبير عن الحالة الذاتية ،إال أن هناك
العديد من الباحثين الذين يعملون من أجل تطوير الوعي واإلدراك لهؤالء األفراد من أجل
الوصول إلى مستوى إدراكي جيد ،وأمل أن تكون هذه األعمال في طريقها إلى إظهار نتائج
إيجابية على األفراد المصابين باأللكسثيميا للتخفيف من حدتها ومساعدتهم ،وكذلك محاولة
جـ ـ ــعل هؤالء األفـ ـراد يواجهـ ــون هذا ال ـ ـ ـمعاش االنفعـ ــالي والتعب ـ ــير ع ـ ــن مشـ ــاعرهم
وأحـ ـ ـاسيسهم ،وادراك المواقف وترجمة الوضعيات التي يواجهها الفرد وزيادة تفاعله واتصاله
مع غيره وتكوين عالقات اجتماعية.
59
مناقشة وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
الذين يتصفون بالعدوان بشكل متوسط ( ،)%43ثم تأتي نسبة المراهقين الذين لديهم عدوان
منخفض بنسبة تقدر ( ،)%12ومنه لم تتحقق الفرضية الثانية.
ومن هنا نالحظ أن المستوى الثالث احتل المرتبة األولى لدى عينة الدراسة ،وهذه
النتيجة تعد منطقية وطبيعية ،ويمكن تفسير ذلك بـ ـأن الـ ـمرحل ـ ـة ال ـ ـتي ي ـ ـمـ ـر بـ ـها ال ـ ـمراهقون
جد حساسة ،حيث أن العدوان يعد من بين االنفعاالت األولية التي يشعر بها أي شخص كان
عندما يتعرض للضغط النفسي ولمواقف اإلحباط والفشل أثناء التفاعل االجتماعي مع
األشخاص اآلخرين ،خاصة أن المراهقين يمرون بمرحلة عمرية جد صعبة ،والتي تعتبر
مرحلة انتقالية بدايتها نهاية مرحلة الطفولة ونهايتها بداية مرحلة الرشد ،حيث تتسع وتتنوع
لديهم الخبرات ،ويسعى المراهقون في هذه المرحلة إلى تحقيق آمالهم وطموحاتهم في شتى
مجاالت الحياة وحين يفشلون في الوصول إلى تحقيق هذه اآلمال والطموحات ينتابهم
الغضب والعدوانية وكل ما يشكل السلوك العدواني ويشعرون باإلحباط جراء ذلك.
كما يمكن أن تكون هناك عوامل أخرى مختلفة ومتشابكة ،منها الشخصية ومنها
االجتماعية التي تولد هذا السلوك ،حيث يرى بعض علماء النفس أن العدوانية تعتبر سلوك
متعلما ،يتعلمه األطفال والمراهقون بصفة خاصة عن طريق مالحظتهم آلبائهم ورفقائهم
واخوانهم في اللعب ،أو حتى من خالل مشاهدتهم للتلفاز ،فتتراوح العوامل بين النفسية
واالجتماعية ،فتتلخص في مجموعة من األحاسيس أو الظروف منها الحرمان والشعور
بالنقص باإلضافة إلى التأخر الدراسي واألصعب العيش في جو منزلي متوتر خالي من
60
مناقشة وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
العـ ـطف والحب ،كما ال ننسى العوامل الجسمية أو العاهات والتشوهات العضوية التي
تضعف لدى الفرد قدرته على مواجهة مواقف الحياة أحيانا.
ومن هنا قامت النظرية البيولوجية باالهتمام والبحث عن دواعي ظهور هذا السلوك لدى
الفرد ،حيث يفسرون العدوان على أنه ما هو إال تعبير طبيعي لـ ـع ـ ـدة غرائز ع ـ ـدواني ـ ـة
م ـ ـك ـ ـبوتـ ـة ،حيث ركز أصحاب هذا التوجه في الد ارس ــة الج ـ ــسمانية للمجـ ــرميـ ــن وأن س ـ ـب ــب
ال ـ ـعـ ــدوان بيولوجي ،وقاموا بدراسة الهرمونات وتوصلوا إلى ارتباط زيادة هرمون الذكورة بالعدوان
خاصة في حالة االغتصاب الجنسي.
بينما فسر فرويد في نظريته التحليلية للعدوان على أن العدوانية واحدة من الغ ارئز التي
تخدم في كثير من األحوال ذات الفرد ،وقد قام فرويد بتقسيمه إلى ثالث مراحل ،مرحلة أولى
هي مرحلة الحاجة إلى التغلب على مقاومته الشيء الجنسي بوسائل تختلف عن عملية
التغزل وخطب الود ،فالسادية كانت المكون العدواني للغريزة الجنسية التي أصبحت مستقلة
ومبالغا فيها ،أما المرحلة الثانية فإن فرويد قد ميز بين مجموعتين من الغرائز (األنا وغرائز
حفظ الذات ،الغرائز الجنسية) ،حيث الحظ أن الشخصيات النرجسية يخصصون معظم
جهدهم للحفاظ على الذات وذلك ألن لديهم قدر كبير من العدوان ،بينما أعاد فرويد تصنيف
الغرائز في المرحلة الثالثة حيث جاء الصراع بين غرائز الحياة المتمثلة في الحب والجنس
وغرائز الموت المتمثلة في العدوان والتدمير.
ولم يهتم أصحاب النظرية البيولوجية والتحليلية فقط بالعدوان بل تعدى ذلك إلى
السلوكيون حيث ركزت بحوثهم على أن السلوك برمته متعلم في البيئة ،وأن الخبرات التي
اكتسبها منها الشخص السلوك العدواني قد تم تدعيمهم بما يعزز ظهور االستجابة العدوانية
كلما تعرض لموقف محبط ،كما حاول علماء النفس المعرفيون تناول السلوك العدواني في
معظم دراساتهم وبحوثهم ،وق د رك ـ ــزوا على كيفيـ ــة إدراك العقل اإلنساني لوقائع احداث
61
مناقشة وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
معينة ،وانعكاسها على الحياة النفسية لإلنسان ،مما يؤدي به إلى تكوين إدراك داخلي يقود
صاحبه إلى ممارسة السلوك العدواني.
وتجدر اإلشارة إلى أن نتائج الدراسة الحالية تتعارض مع نتائج دراسة الباحثان "بشير
معمرية" و"إبراهيم ماحي" ( ،)1222فيما يخص السلوك العدواني ككل فقد اتضح أن لدى
طلبة الجامعة مستوى متوسط من السلوك العدواني ،وذلك بنسبة ( )%11.2وما يمكن أن
يفسر هذه النتيجة هو االختالف بين العينتين حيث أن الطالب الجامعي رغم أنه ال يزال في
مرحلة المراهقة كذلك إال أنه يختلف عن المراهق المتمدرس في المستوى الثانوي ،حيث أن
المراهق في هذه المرحلة يكون مشتت في هذا العالم الجديد المليء باالنفعاالت والصراعات
حول الدور الذي يلعبه ،أما الطالب الجامعي فهو أحسن حاال ألنه في طريق الشباب
والنضج باإلضافة إلى كونه في الطور الجامعي فهو إذا على خطى من تحقيق طموحاته
وبناء مستقبله على عكس المراهق في مرحلة الثانوي الذي يعد في بداية المشوار ،باإلضافة
إلى تعارض نتائج دراستنا ودراسة الباحثة "بوشاشي سامية" ( )1223وذلك بوصولها لنفس
نتائج الباحثان "معمرية وماحي" وذلك في أن مستوى السلوك العدواني متوسط بالنسبة
للطالب الجامعي لكن بنسبة مئوية بلغت (.)%11.1
إذا كما سبق آنفا فإن هناك العديد من العوامل المولدة للسلوك العدواني في هاته
المرحلة خاصة في السن ما بين ( )21-21لحساسيته وصعوبته وفي نفس السياق يضيف
الباحثان "عبد اللطيف خليفة" و "أحمد الهولي" ( )2003من خالل دراستهما حول أهم
مظاهر السلوك العدواني ومعدالت انتشاره وعالقته ببعض المتغيرات لدى عينة من طلبة
جامعة اليرموك ،أن هناك عالقة سالبة بين السلوك العدواني والصالة بانتظام وااللتزام
الديني ،فاالبتعاد عن الدين والصالة من شأنه أن يجعل الفرد يشعر بالتوتر الذي يؤدي به
إلى الغضب والذي بدوره يدفعه إلى ممارسة قدر واضح من العدوان وذلك حينما توجد
الفرصة المالئمة ،تعبي ار عن حالة اإلحباط التي يعيشها.
62
مناقشة وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
كما يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى قد تكون سياسية أو اقتصادية أو غيرها مما
تؤدي إلى ظهور السلوك العدواني.
للتحقق من الفرضية الثالثة التي مفادها "توجد فروق في درجة األلكسثيميا وأبعادها بين
المراهقين العدوانيين وغير العدوانيين" تم تطبيق اختبار " "Tلعينتين مستقلتين لداللة الفروق
بين المراهقين العدوانيين وغير العدوانيين ،وبالعودة إلى الجدول رقم ( )12يتبين أن هناك فروق
دالة بين المراهقين العدوانيين وغير العدوانيين ،في كل من صعوبة تحديد األحاسيس الذي
يشير إلى نقص كفاءة الشخص في تحديد أحاسيسه وغياب القدرة المعرفية التي تعطي معنى
لهذا اإلحساس ،باإلضافة إلى صعوبة وصف األحاسيس والذي يمثل نقص في كل ما يتعلق
بالتعبير اللـ ـ ـ ـ ـغ ـ ـوي ع ـ ـن األحـ ـاس ـ ـيس واأللكسثيميا بصفة عامة وهذا لصالح المراهقين
العدوانيين ،بينما وجد أنه ليس هناك فروق دالة بين المراهقين العدوانيين والمراهقين غير
العدوانيين في بعد التفكير الموجه نحو الخارج حيث يمثل هذا المكون قلة الكفاءة التأملية
لدى الشخص وبالتالي يتوجه تفكيره للخارج لنقص كفاءته في تحديد ووصف أحاسيسه.
ويمكن القول بأن الفرضية البحثية تحققت مما يدل على أنه توجد فروق في درجة
األلكسثيميا وأبعادها بين المراهقين العدوانيين والمراهقين غير العدوانيين وذلك لصالح المراهقين
العدوانيين ما عدا البعد الثالث ونسبة التأكد من هذه النتيجة هي ( )%25مع احتمال الوقوع
في الخطأ بنسبة ( ،)%5ومنه تحقق الفرضية الثالثة.
63
مناقشة وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
يتموضع التفكير العملي وظهور خلل التنظيم الجسدي ،فالفرد الذي يعاني من األلكسثيميا
يعرف بأنه ال يستطيع استثمار اآلخرين ،ف ـ ــيستجيب م ـ ــن خ ـ ــالل الع ـ ــدوان ألي صراع داخلي،
وألي ألم معنوي فيظهر جدول عيادي يتميز بانعدام التلذذ بمعنى إنكار االنفعاالت واأللم ،وكل
العواطف المتعلقة باللذة ،فيظهر وكأن الفرد خال من كل العواطف المتعلقة باللذة ،وخال من
كل المعلومات الحسية والعاطفية ،التي من شأنها أن تحمي ـ ـ ـه م ـ ـ ـن الخطر الحالي ،الذي يهدد
وفقدان األمل لم تخضع للتعقيل، األساسية كالغضب والقلق والحزن األنا ،فالعواطف
والتغيـ ـرات الرم ـ ـزية الخيالي ــة مل ـ ــغية ،فتـ ــختار الـ ـ ــطريق الب ـ ـ ــيولوجي أو السلوكي ،بمعنى
استجابة جسدية خالية من الدالئل الرمزية (.)Oliver, 2013: 85
كما أن طبيعة وشخصية المراهقين العدوانيين الذين يتميزون بالجرأة والقدرة الخاصة
والتحفيز لالعتداء على اآلخرين ،ال تظهر لديهم آلية للحياة العاطفية ،فنجد سلوكات غير
متكيفة مع الوضعيات الظاهرة ،الذي يدل على التوازن واالستقرار الداخلي بين نزوات الحياة
والموت.
وقد حدد تايلور " "Taylorمجموعة من الخصائص التي تعرف بها األلكسثيميا أهمها
العجز عن تمييز االنفعاالت (تحديد أسباب الحاالت االنفعالية وطبيعتها) ،صعوبة التعرف
عن االنفعاالت بصورة لفظية التفكير الموجه نحو الخارج ،فاألفراد ذوي صعوبة التعرف على
المشاعر ،أثناء مواجهتهم للمشكالت والمواقف الضاغطة ال يمكنهم الربط بين ما يشعرون به
اتجاه هذه الوضعيات وبين أسباب وطبيعة الوضعيات ،وحتى إن أدركوا ذلك فإنهم ال يبذلون
أي مجهود لتغيير انفعاالتهم والتحكم فيها ،مما يؤدي إلى زيادة التوتر االنفعالي وفي غياب
القدرة على التعبير اللفظي الصريح عن الحاالت االنفعالية واستخدام الوسائل الناجعة للتفريغ
االنفعالي فيلجأ األفراد إلى تفريغ انفعاالتهم بالعدوان والغضب والسلوكات الغير سوية.
64
مناقشة وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
وبالرجوع إلى الدراسات السابقة نجد دراسة الباحثة "داليا األلفي" ( )1221كذلك هدفت
إلى التعرف على الفروق بين متوسطات المراهقين ذوي فرط النشاط وتشتت االنتباه والمراهقين
العاديين في درجات األلكسثيميا ورغم اختالف النوع األول من دراستها ودراستنا حيث يكمن
هذا االختالف في كون الباحثة قامت بالدراسة على المراهقين ذوي فرط النشاط وتشتت االنتباه
والمراهقين العاديين بينما قامت دراستنا على المراهقين العدوانيين والمراهقين الغير عدوانيين إال
أنها تشبه إلى حد كبير مع بحثنا ،وتوصلت هذه إلى "وجد فروق دالة احصائيا بين متوسطي
والمراهقين العاديين في درجات فرط النشاط وتشتت االنتباه درجات المراهقين ذوي
األلكسثيميا لصالح المراهقين ذوي فرط النشاط وتشتت االنتباه" وهي بالتقريب نفس النتيجة
التي توصلنا إليها أال وهي "وجود فروق في درجة األلكسثيميا وأبعادها بين المراهقين العدوانيين
والمراهقين الغير عدوانيين لصالح العدوانيين ما عدا بعد التفكير الموجه نحو الخارج" ،مع
اختالف تركيزنا على األبعاد وعدم اعتمادها عليهم ،ومن هنا فقد ساعدتنا هذه الدراسة في
تعزيز نتائج الدراسة وتحليل بيانات هاته الفرضية.
خالصة الدراسة:
تبعا لنتائج الدراسة ،وفي ضوء ما تم عرضه من إطار نظري ودراسات سابقة ،واعتمادًا
على البيانات اإلحصائية المتحصل عليها في الجانب الميداني ،وانطالقا من أهداف الدراسة
وهو التأكد من "وجود فروق في درجة األلكسثيميا وأبعادها بين المراهقين العدوانيين وغير
العدوانيين" ،وانطالقا من االعتماد على كل من النظرية الموقعية والعصبية المعرفية في تفسير
األلكسثيميا والنظرية البيولوجية والتحليلية فيما يخص السلوك العدواني ،ومن خالل كل هذا
توصلت النتائج إلى ما يلي:
-لدى المراهقين صعوبة تعرف على المشاعر (ألكسثيميا) مرتفعة ،حيث توصلت نتائج
الدراسة إلى أن أغلبية المراهقين لديهم ألكسثيميا مرتفعة.
65
مناقشة وتفسير نتائج الدراسة الفصل السادس
-لدى المراهقين سلوك عدواني مرتفع ،حيث أكدت النتائج أن هؤالء المراهقين لديهم
مستوى مرتفع من السلوك العدواني كيف وال والمرحلة التي يمرون بها من أحرج وأصعب
المراحل.
-وجود فروق ذات داللة إحصائية في درجة األلكسثيميا وأبعادها بين المراهقين العدوانيين
وغير العدوانيين لصالح المراهقين العدوانيين ما عدا بعد التفكير ال ـ ـم ـ ـوجه نحو
ال ـ ـ ـخ ـ ـارج ،وهذا ما توقعناه حيث افترضنا وجود فروق دالة في درجة االلكسثيميا وأبعادها
لدى المراهقين العدوانيين وغير العدوانيين ،بدون استبعاد البعد الثالث أال وهو التفكير
الموجه نحو الخارج ،حيث وجدنا تقارب في درجاته لدى المراهقين العدوانيين وغير
العدوانيين.
وفي األخير فالنتائج التي أسفرت عليها الدراسة الحالية حول المراهقين ،قد اتفقت مع
نتائج بعض الدراسات واختلفت مع ما خلصت إليه دراسات أخرى ،وهذا يعود بالطبع إلى تباين
خصائص العينات وأدوات القياس المستخدمة ،وكذلك الزمان واألطر الثقافية واالجتماعية التي
تميزها دون األخرى ،ومنه تحقق الفرضية الثالثة وعدم تحقق كل من الفرضيتين األولى والثانية.
66
خاتمة
خاتمة
خاتمة :
فالمراهق يحاول ما بوسعه إيجاد مكانة له في األسرة والمجتمع الذي ينتمي إليه ،من
أجل تحقيق ذواتهم بالرغم من ما يتميز به عصرنا الحديث ،من صعوبات وضغوطات نفسية
واجتماعية ،وانفعاالت مستمرة تؤثر على صحتهم النفسية والجسدية ،فتغير أنماط الحياة في
العديد من الجوانب باإلضافة إلى أنماط التنشئة االجتماعية هي من العوامل المهمة التي
تساعد على إحداث تغيرات كبرى في السلوك النفسي االجتماعي لدى المراهق ،فتظهر عليهم
اضطرابات ومشاكل نفسية مختلفة من بينها صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا)
والسلوك العدواني والتي ارتكزت عليهما دراستنا.
وانطالقا من النتائج التي أسفرت عليها هاته الدراسة والتحقق من التساؤل المطروح والذي
مفاده" :هل توجد فروق في درجة األلكسثيميا وأبعادها بين الم ـ ـ ـراهقين العـ ـ ـ ــدوانيين وغير
العدوانيين" ،نستطيع أن نجيب عن هذا التساؤل المطروح بأنه "توجد فروق في درجة األلكسثيميا
وأبعادها بين المراهقين العدوانيين وغير العدوانيين لصالح المراهقين العدوانيين ما عدا البعد
الثالث والمتمثل في التفكير الموجه نحو الخارج".
وبعد ظهور كل من السلوك العدواني وصعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) لدى
المراهقين بـ ـدرجة مرتفعة ،هذا ما هو إال دلي ـ ــل عل ـ ــى أن المـ ـ ـراهقة تعد م ــن أه ــم مـ ـ ـراحل
الحـ ــياة ،التي وجب إعطاءها حيز من االهتمام والنظر في متطلبات هذه الفئة ودوافع ظهور
العديد من االضطرابات.
68
خاتمة
ولكن األهم من ذلك هو ترافق صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) والسلوك
العدواني واجتماعهما معا بدرجة مرتفعة في أواسط المراهقين ،حيث يعد خطر آخر يهدد كيان
المراهقين فهو يعرقل سير النشاط العقلي ،حيث ال يستطيع ويعجز المراهقون عن إيجاد الحلول
المناسبة لتلك الصراعات المحاطة بهم ،حيث يجدون أنفسهم أمام حالة ال مخرجية مصيرها
الوحيد هو خلل التنظيم التدريجي المستمر ،وعدم القدرة على إعادة التنظيم ال ـ ـ ـعادي ،مع زيادة
احتمال ظهور مشاكل أخرى تزيد من تأزم وضعيتهم ،وننهي دراستنا بمجموعة من االقتراحات
واآلفاق.
إقتراحات وآفاق:
-إلى كل من أثاره وشد انتباهه بحثنا ،نقترح إذا درس الموضوع مرة أخرى ،التطرق أو دراسة
عاطفيا ،لكي نستطيع
ً صعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) لدى المراهقات المحرومات
أن نعمم ظهور هذا المشكل لدى المراهقين ،كما يفضل دراسة مدى انتشار السلوك العدواني
لدى المراهق المنفصل والداه إثر الطالق.
-تقديم اإلرشاد النفسي التطبيقي بعواقب المراهقين بمخاطر السلوك العدواني وصعوبة التعرف
على المشاعر (األلكسثيميا) عن طريق إقامة ندوات لذلك.
-محاولة الكشف المبكر عن الحاالت التي تعاني من صعوبة التعرف على المشاعر
(األلكسثيميا) في أواسط المراهقين وانتشاره في الوسط المدرسي.
-إتاحة ا لفرصة للمراهق صاحب صعوبة التعرف على المشاعر ،بممارسة األدوار التي لها
معنى في الحياة وبمناقشة خطط مستقبلية معه ،من شأنه أن يفكك ويخفف الصعوبات التي
يجدها في تعبيره عن أحاسيسه ومشاعره.
69
خاتمة
-اإلكثار من البرامج الرياضية التي تسمح للمراهق بتفريغ شحناته السلبية بدال من لجوؤه إلى
تفريغها بالعدوان.
أخير أن يهتم الباحثين في مجاالت علم النفس خاصة ،بإجراء دراسات وبحوث على
-و ً ا
المراهقين ذوي السلوك العدواني وصعوبة التعرف على المشاعر(األلكسثيميا) ،والتعرف على
خصائصهم والصعوبات الشائعة لديهم وتوفير األدوات وتقديم البرامج واألنشطة المالئمة للتغلب
من حدة المشكالت السلوكية واالنفعالية والمعرفية ،واجراء دراسات مماثلة حول كل من السلوك
العدواني وصعوبة التعرف على المشاعر (األلكسثيميا) لدى عينة مختلفة كالمدمنين على
الفيسبوك.
70
قائمة المراجع
قائمة المراجع
-1أحمد سهير كامل ،)1224( ،سيكـــــــولوجية نـــــمو الـــــــطفــــــل ،النهض ـ ـ ـ ـ ـة العربيـ ـ ـ ـ ـة
المصرية ،القاهرة ،مصر.
-2أحمد عكاشة ،)1220( ،علم النفس الفيزيولوجي ،ط ،0دار المعارف ،القاهرة ،مصر.
-3أحمد محمد الزعبي ،)2000( ،األمراض النفسية والمشكالت السلوكية والمدرسية عند
الطفل ،دون طبعة ،دار زهران ،عمان ،األردن.
-4الالفي سعيد ،)2000( ،التكامل بين التقنية واللغة ،عالم الكتب ،القاهرة ،مصر.
-5جمال أبو دلو ،)2002( ،الصـــــــــــــــحة النفسيـــــــــــة ،ط ،1دار أس ـ ـ ـ ـ ـامة للنش ـ ـ ـ ـر
والت ـ ـ ـ ـ ـ ـوزيـ ـ ـ ـ ـع ،عمـ ـ ـ ـان ،االردن.
-0حسين علي فايد ،)2001( ،العدوان واالكتئاب في العصر الحديث ،مؤسس حوريس
للنشر ،اإلسكندرية ،مصر.
-0خالد خليل الشيخلي ،)2002( ،المشكالت السلوكية لدى األطفال ،ط ،1دار الكتاب
الجامعي للنشر والتوزيع ،العين ،االمارات العربية المتحدة.
-0رأفت محمد بشن ـ ـ ـاق ،)2001( ،دراســـــــــة في ســــلوك األطـــــفال واضــــــطراباتــهم
الــــنفسيــــة ،ط ،1دار النفاس للطباعة والنشر ،لبنان.
البحــــــــــث منــــهج في مقدمــــة (،)2000 الـ ـ ـعـ ـ ـ ـزاوي، يونـ ـ ـ ـ ـس -2رحـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم
العــــــــــــلمـــــــــــــي ،ط ،1دار دجـ ـ ـ ـ ـ ـلة ،عمان ،األردن.
-10زكريا الشربيني ،)2000( ،المشكـــــــــــالت النفســـــية عنــــــد األطفــــــــــال ،دار الف ـ ـ ـكر
العربـ ـ ـي ،القاهرة ،مصر.
-11سعيد رشيد األعظمي ،)2000( ،اضطــــــــــــرابــــــات الســـــــلوك تشـــــخيصــــــها والوقايــــة
منـــها ،ط ،2دار جليس الزمان للنشر والتوزيع ،عمان ،االردن.
72
قائمة المراجع
-12صالح الدين شروخ ،)2003( ،منهجية البحث العلمي للجامعيين ،دار العلوم للنشر
والتوزيع ،عنابة ،الجزائر.
-13عبد الرحمن العيسوي ،)2005( ،المشكالت السلوكية في الطفولة والمراهقة ،دار
النهضة العربية ،بيروت ،لبنان.
-14عبد العال السيد ،)1222( ،نظريات في علم النفس والمداخل األساسية لدراسة
السلوك اإلنساني ،مكتبة سعيد رأفت ،القاهرة ،مصر.
-15عصام عبد اللطيف العقاد ،)2001( ،سيكولوجية العدوانية وترويضها ،دار غريب
للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر.
-10عالء الدين كفافي ،)1220( ،الصــــــحة النفـــــــسيـــــــــة ،دار هـ ـ ـاجـ ـ ـر للـ ـ ـطباعـ ـ ـ ـ ـة
والنـ ـ ـشـ ـ ـر ،القاهرة ،مصر.
-10فادية همام ،)2002( ،مشكالت األطفال السلوكية والتربوية وكيفية مواجهتها
ومعالجتها من منظور إسالمي وتربوي ،ط ،1دار الزهراء ،القاهرة ،مصر.
-10قطب خليل ،)1220( ،سيكولوجية العدوان ،مكتبة الشباب ،القاهرة ،مصر.
-12لطفي الشربيني ،)2001( ،موســــــــــوعة شــــــــــرح المصطلــــــــحات النفســــــية ،دار
النـ ـ ـ ـهضة ،بيروت ،لبنان.
-20مجدي محمد الدسوقي ،)2000( ،صورة الجسم ،األسباب ،التشخيص ،الوقاية،
والعالج ،األنجلو المصرية ،القاهرة ،مصر.
-21مـ ـ ـ ـحمد حـ ـ ـ ـواء الخـ ـ ـ ـ ـطي ـ ـ ـ ـب ،)1220( ،التــــــوجيه واإلرشـــــــاد بيــــن النظرية
والتطبيق ،ط ،1مطابع المنصورة ،غزة ،فلسطين.
-22محمد خطاب ،)2002( ،التنويم المغناطيسي والتحليل النفسي.
-23محمد علي العمايرة ،)2000( ،برامج عالجية لخفض مستوى السلوك العدواني لدى
المراهقين ،دار الفتح لتجسيد التقني ،القاهرة ،مصر.
73
قائمة المراجع
-24مصطفى نوري القمش ،خليل عبد الرحمان المعايطة ،)2000( ،االضطرابات السلوكية
واالنفعالية ،دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان ،االردن.
-25معوض خليل ميخائيل ،)1224( ،سيكولوجية النمو الطفولة والمراهقة ،ط ،3دار
الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر.
-20منصور مح ـ ـ ـ ـمد جميل ي ـ ـ ـوسف وآخرون ،)1202( ،النـــــمو مــــــــــن الطفولة إلــــى
المراهقة ،ط ،1دار تهامة ،جدة ،السعودية.
-30صالح الدين العراقي ،)2000( ،دراسة العالقة بين عجز/نقص كلمات التعبير عن
المشاعر(االليكسيزيميا) والتعلق الوالدي لدى الراشدين ،مجلة كلية التربية ،جامعة
الزقازيق.
-31فارس زين العابدين ،)2010( ،صعوبة التعرف على المشاعر(األ لكسثيميا) ،مجلة
الجامع في الدراسات النفسية والعلوم التربوية ،مخبر المهارات الحياتية ،ع ،3جامعة
محمد بوضياف المسيلة.
74
قائمة المراجع
: المراجع األجنبية:رابعا
34- Bagby, R, Parker, J, et, Taylor, G, (1994), The Twenty –Item Toronto
Alexithymia Scale –I: Item Selection and cross –validation of The
factor structure, journal of Psychosomatic Research V 38 N (1).
35- Cilbert P, et al, (2014), Fears Of Happiness and compassion in
relationship with depression, alexithymia, and attachment security in
depressed sampel britsh , journal clinical psychology, V53, p 228-224.
36- Freud s, (1959), Beyond The Pleasure, Bantman New Yourk.
37- Gerard Pirlot, (2014), Alexithymie et Penseé Opératoire, la Revue
Hermés, edition C.N.R.S, P73 a 81, N68.
38- Maurice Corcos, Gerard Piriot, (2011), Quest-ce que l’ alexithymie ?
Dunod, paris.France.
39- Olivier Luminet, Nicolas Vermeulen, (2013), L’Alexithymie, Comment
Le manque d’émotion Speut affecter notre santé,1 ére édition de Boeck
Supérieur, Bruxelles. BELGIQUE.
40- Taylor, G, et Bagby, R, et Parker, J, (1997), Disorders of affect
regulation: Alexithymia inmedical and Psychiatric illness combridge,
England: combridge University Press.
75
المالحق
الملحق رقم ( )01التعليمة
المستخدمة في مقياسي
الدراسة
-التعليمة املستخدمة يف مقياسي الدراسة
يف إطار التحضري ملذكرة خترج لنيل شهادة املاسرت يف علم النفس العيادي بعنوان "مستوى صعوبة
التعرف على املشاعر (األلكسثيميا) دراسة عيادية مقارنة بني املراهقني العدوانيني وغري العدوانيني" ،يرجى
منكم االجابة بصدق وموضوعية عن أسئلة املقياسني املرفقني وذلك بـ ـوضع عالمة ( )xيف اخلانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
املناسبة ،حيث يعرض عليك فيما يلي جمموعة من العبارات اليت ميكن أن يشعر هبا أي منا يف مواقف احلياة
اليومية.
التعليمة :اق ـ ـرأ ك ـ ـل عبارة مث أجـ ـب حسب ما ينطبق عليك بوضع عالمة ( )xأمام اجلواب الذي
يناسبك ،مع العلم أنه ال توجد عبارة صحيحة وأخرى خاطئة ،ال ترتك عبارة بدون االجابة عليها ،أجب بصدق
وبكل موضوعية.
البياانت العامة:
السن...........:
التخصص...........:
املستوى الدراسي...........:
الملحق رقم ( )02مقياس
األلكسثيميا Tas-20من
إعداد تايلور " "Taylor
()1992
معارض معارض ال موافق موافق موافق العبارات
بشدة إبعتدال ال معارض إبعتدال بشدة
-1ال ميكنين متييز ما أشعر به من انفعاالت يف الكثري من األحيان.
-2يصعب عليا اجياد الكلمات املناسبة للتعبري عن مشاعري.
-3أشعر أبحاسيس يف جسدي حىت األطباء يعجزون عن تفسريها.
-4أستطيع وصف مشاعري بكل سهولة.
-5أفضل كثريا حتليل املشكالت على جمرد االكتفاء بوصفها.
-6حينما أكون متضايقا ال أعرف هل أما حزين أو مرعوب أو غاضب.
-7ارتبك كثريا حيال األحاسيس اليت تنتاب جسدي.
-8أفضل ترك األمور حتدث على أن أحاول فهم سبب حدوثها على هذا
النحو.
-9ال ميكنين حتديد بشكل اتم ودقيق ما أشعر به.
-10انه من األساسي ابلنسبة يل أن أهتم مبشاعري.
-11يصعب علي وصف مشاعري جتاه اآلخرين.
-12يطلب الناس مين وصف مشاعري أكثر.
-13ال أستطيع معرفة ما ينتابين من الداخل.
-14ال أعرف يف كثري من األحيان سبب شعوري ابلغضب.
-15أفضل أن أحتدث مع الناس خبصوص نشاطاهتم اليومية بدال من أن
أحتدث معهم عن أحاسيسهم.
-16أفضل مشاهدة الربامج الرتفيهية بدال من األعمال الدرامية.
-17يصعب علي الكشف عن مشاعري العميقة حىت لألصدقاء املقربني.
-18أشعر ابلقرب من شخص ما ،حىت يف حلظات الصمت.
-19أجد مراجعة أحاسيسي مفيدة يف حل املشكالت الشخصية.
-20البحث عن املعاين اخلفية يف األفالم واملسرحيات حيول دون االستمتاع
هبا.
الملحق رقم ( )03مقياس
السلوك العدواني من إعداد
الباحثان "معتز عبد هللا" و
"صالح أبو عباة" ()1995
ال تنطبق تنطبق تنطبق تنطبق تنطبق العبارات
اندرا بدرجة غالبا متاما
متوسطة
-1أشعر أحياان أبن الغرية تقتلين.
-2أشعر أحياان أنين أعامل معاملة فجة يف حيايت.
-3أشرتك يف العراك أكثر من األشخاص اآلخرين.
-4أعتقد أنه ال يوجد مربر مقنع لكي أضرب شخصا آخر.
-5عندما أختلف مع أصدقائي فإنين أخربهم برأيي فيهم بصراحة.
-6يصعب علي الدخول يف نقاش مع اآلخرين الذين خيتلفون معي يف الرأي.
-7ميكن أن أسب األشخاص اآلخرين دون سبب معقول.
-8أنفجر يف الغضب بسرعة وأرضى بسرعة أيضا.
-9يبدو االنزعاج علي بوضوح عندما أخفق (أحبط) يف شيء ما.
-10أجد لدي رغبة قوية لضرب أي شخص آخر بني احلني واحلني.
-11حياول األشخاص اآلخرين دائما أن يقتنصوا الفرص املتاحة.
-12أشك يف األشخاص الغرابء الذين يظهرون لطفا زائدا.
-13غالبا ما أجد نفسي خمتلفا مع األشخاص اآلخرين حول أمر ما.
-14أشعر أحياان كأنين قنبلة على وشك االنفجار.
-15يرى أصدقائي أنين شخص مثري للجدل واخلالف.
-16أتعجب لسبب شعوري ابملرارة (األمل) حنو األشياء اليت ختصين.
-17إذا غضبت فإنين رمبا أضرب شخصا آخر.
-18عندما يظهر األشخاص اآلخرين لطفا واضحا فإنين أتساءل عما يريدونه.
-19أان شخص معتدل املزاج (هادئ الطبع).
-20عندما يزعجين األشخاص اآلخرون فإنين أخربهم برأيي فيهم بصراحة.
-21أجلأ اىل العنف حلفظ حقوقي إذا تطلب األمر ذلك.
-22أعلم أن أصدقائي يتحدثون عين يف غيبيت.
-23عندما يشتد غضيب فإنين أحطم األشياء املوجودة حويل.
-24إذا ضربين شخص ما فال بد أن أضربه.
-25يعتقد بعض أصدقائي أنين شخص متهور.
-26يزعجين األشخاص اآلخرين حىت يصل األمر اىل حد الشجار.
-27أشعر أحياان أن األشخاص اآلخرين يضحكون علي يف غيبيت.
-28أخرج أحياان عن طوري بدون سبب معقول.
-29سبق يل أن هددت ابلضرب األشخاص اآلخرين الذين أعرفهم.
-30ال أستطيع التحكم يف انفعااليت.
الملحق رقم ( )04مقياس
السلوك العدواني المعدل من
طرف الباحثة "بوشاشي
سامية" ()2013
والمستخدم في الدراسة
الحالية
ال تنطبق تنطبق تنطبق تنطبق تنطبق العبارات
اندرا بدرجة غالبا متاما
متوسطة
-1أشعر أحياان أبن الغرية تقتلين.
-2أشعر أحياان أنين أعامل معاملة سيئة يف حيايت.
-3أشرتك يف العراك أكثر من األشخاص اآلخرين.
-4أعتقد أنه ال يوجد مربر مقنع لكي أضرب شخصا آخر.
-5عندما أختلف مع أصدقائي فإنين أخربهم برأيي فيهم بصراحة.
-6يصعب علي الدخول يف نقاش مع اآلخرين الذين خيتلفون معي يف الرأي.
-7ميكن أن أسب األشخاص اآلخرين دون سبب معقول.
-8أنفجر يف الغضب بسرعة وأرضى بسرعة أيضا.
-9يبدو االنزعاج علي بوضوح عندما أخفق (أحبط) يف شيء ما.
-10أجد لدي رغبة قوية لضرب أي شخص من حني آلخر.
-11أشك يف األشخاص الغرابء الذين يظهرون لطفا زائدا.
-12غالبا ما أجد نفسي خمتلفا مع األشخاص اآلخرين حول أمر ما.
-13أشعر أحياان وكأنين على وشك االنفجار.
-14يرى أصدقائي أنين شخص مثري للجدل.
-15أتعجب لسبب شعوري ابملرارة (األمل) حنو األشياء اليت ختصين.
-16إذا غضبت فإنين رمبا أضرب شخصا آخر.
-17أان شخص هادئ الطبع.
-18عندما يزعجين األشخاص اآلخرون فإنين أخربهم برأيي فيهم بصراحة.
-19أجلأ اىل العنف اجلسدي حلفظ حقوقي إذا تطلب األمر ذلك.
-20أعلم أن أصدقائي يتحدثون عين يف غيايب ابلسوء.
-21عندما يشتد غضيب فإنين أحطم األشياء املوجودة حويل.
-22إذا ضربين شخص ما فال بد أن أضربه.
-23يعتقد بعض أصدقائي أنين شخص متهور.
-24يزعجين األشخاص حىت يصل األمر اىل حد الشجار ابأليدي.
-25أشعر أحياان أن األشخاص اآلخرين يضحكون علي يف غيايب.
-26أخرج أحياان عن طبيعيت بدون سبب معقول.
-27سبق يل أن هددت ابلضرب األشخاص اآلخرين الذين أعرفهم.
-28ال أستطيع التحكم يف انفعااليت.
الملحق رقم ( )7خاص
بالفرضية الثالثة
مستوى االلكسثيميا التفكير صعوبة صعوبة مستوى السلوك العداوة الغضب العدوان العدوان أفراد
االلكسثيميا الموجه نحو وصف تحديد السلوك العدواني اللفظي البدني العينة
الخارج االحاسيس االحاسيس العدواني
معتدل 60 15 14 31 مرتفع 90 23 42 17 23 10
مرتفع 76 32 15 29 مرتفع 87 16 42 18 28 10
مرتفع 74 24 19 31 مرتفع 106 26 47 20 30 10
معتدل 60 23 18 19 مرتفع 87 16 39 16 29 10
مرتفع 64 27 16 21 مرتفع 97 23 41 14 29 10
مرتفع 65 23 17 25 مرتفع 109 26 51 26 31 10
مرتفع 74 30 16 28 مرتفع 91 23 38 11 27 10
مرتفع 66 23 20 23 مرتفع 84 14 37 14 29 10
معتدل 57 26 11 20 مرتفع 85 18 41 20 26 10
مرتفع 66 21 17 28 مرتفع 96 21 48 19 29 01
معتدل 58 29 12 17 مرتفع 102 26 43 15 32 00
مرتفع 62 29 12 21 مرتفع 80 15 34 19 29 00
معتدل 59 27 14 18 مرتفع 78 13 42 20 27 00
مرتفع 70 21 17 32 مرتفع 81 17 39 19 24 00
مرتفع 67 29 15 23 مرتفع 84 22 34 14 28 00
مرتفع 82 23 25 34 مرتفع 90 23 46 18 21 00
منخفض 51 22 10 19 مرتفع 95 21 45 23 31 00
مرتفع 70 24 18 28 مرتفع 103 24 51 25 28 00
مرتفع 70 20 20 30 مرتفع 108 26 49 19 31 00
مرتفع 77 23 21 33 مرتفع 80 20 36 11 23 01
مرتفع 67 16 21 30 مرتفع 107 26 50 16 28 00
منخفض 51 22 15 14 مرتفع 104 27 48 21 30 00
مرتفع 75 27 20 28 مرتفع 100 22 47 26 30 00
مرتفع 76 25 22 29 مرتفع 104 27 51 24 25 00
مرتفع 79 24 21 34 مرتفع 113 26 55 28 34 00
مرتفع 69 20 21 28 مرتفع 85 21 45 19 18 00
مرتفع 71 20 21 30 مرتفع 105 22 53 25 30 00
مرتفع 69 23 21 25 مرتفع 92 19 42 17 28 00
مرتفع 77 26 21 30 مرتفع 85 21 36 19 29 00
مرتفع 63 17 17 29 مرتفع 98 11 48 20 39 01
مرتفع 69 23 16 30 مرتفع 105 25 46 20 32 00
مرتفع 61 16 19 26 مرتفع 87 22 41 18 20 00
مرتفع 81 24 25 32 مرتفع 92 21 48 21 22 00
مرتفع 62 14 19 29 مرتفع 80 15 34 12 27 00
معتدل 57 16 19 22 مرتفع 80 14 41 14 24 00
مرتفع 85 25 25 35 مرتفع 84 18 44 15 22 00
مرتفع 69 28 19 22 مرتفع 81 17 39 14 21 00
مرتفع 68 16 25 27 مرتفع 98 21 44 19 30 00
معتدل 59 17 21 21 مرتفع 87 16 36 14 32 00
مرتفع 73 23 17 33 مرتفع 87 20 45 21 18 01
مرتفع 64 29 13 22 مرتفع 79 17 34 17 25 00
معتدل 56 20 9 27 مرتفع 109 22 50 21 38 00
مرتفع 75 19 25 31 مرتفع 84 19 40 14 25 00
مرتفع 68 21 19 28 مرتفع 84 24 40 20 20 00
معتدل 58 17 14 27 مرتفع 104 25 52 22 28 00
مرتفع 72 20 17 35 مرتفع 98 23 46 17 29 00
مرتفع 76 24 17 35 مرتفع 107 26 48 19 30 00
مرتفع 66 16 15 35 مرتفع 97 22 52 26 23 00
مرتفع 85 30 20 35 مرتفع 93 13 48 20 29 00
مرتفع 75 25 20 30 مرتفع 101 20 50 19 35 01
منخفض 46 15 5 26 مرتفع 118 22 54 27 42 00
مرتفع 63 30 17 16 مرتفع 83 18 33 16 31 00
مرتفع 72 24 21 27 مرتفع 108 28 48 22 32 00
معتدل 58 19 16 23 مرتفع 95 18 41 14 33 00
مرتفع 71 22 19 30 مرتفع 101 23 54 21 23 00
معتدل 59 19 11 29 مرتفع 78 9 35 14 30 00
منخفض 51 19 10 22 مرتفع 89 13 42 16 32 00
مرتفع 85 33 24 28 مرتفع 86 21 52 22 9 00
مرتفع 63 21 17 25 مرتفع 86 14 42 19 31 00
مرتفع 64 21 17 26 مرتفع 117 19 57 25 41 01
مرتفع 62 16 19 27 مرتفع 85 19 46 19 20 00
معتدل 52 24 12 16 مرتفع 81 14 38 20 27 00
معتدل 60 20 10 30 مرتفع 107 26 47 21 34 00
مرتفع 78 27 24 27 مرتفع 84 16 39 16 33 00
معتدل 57 22 16 19 مرتفع 87 16 48 24 20 00
مرتفع 68 22 19 27 مرتفع 84 17 39 15 27 00
مرتفع 66 17 17 32 مرتفع 81 15 43 19 19 00
مرتفع 65 24 15 26 مرتفع 85 14 39 17 29 00
مرتفع 62 16 17 29 مرتفع 117 24 53 21 40 00
معتدل 56 17 17 22 مرتفع 83 17 43 12 25 01
مرتفع 73 24 17 32 مرتفع 118 26 51 21 42 00
مرتفع 63 22 21 20 مرتفع 87 16 36 14 32 00
مرتفع 62 20 17 25 مرتفع 81 14 37 14 27 00
مرتفع 63 17 16 30 مرتفع 128 24 63 28 41 00
معتدل 60 18 18 24 مرتفع 93 21 45 18 26 00
مرتفع 76 30 20 26 مرتفع 84 17 44 19 19 00
معتدل 57 16 13 28 مرتفع 92 17 43 20 30 00
مرتفع 66 17 15 34 مرتفع 92 20 40 15 29 00
مرتفع 63 19 14 30 مرتفع 82 20 34 14 25 00
منخفض 46 20 9 17 مرتفع 89 13 48 21 28 01
معتدل 56 20 12 24 مرتفع 79 14 38 19 25 00
مرتفع 76 25 20 31 مرتفع 84 14 32 18 34 00
معتدل 59 21 14 24 مرتفع 78 10 34 9 30 00
منخفض 51 13 16 22 مرتفع 96 23 33 15 40 00
مرتفع 74 22 19 33 مرتفع 91 21 42 20 28 00
مرتفع 65 20 18 27 مرتفع 104 19 47 18 36 00
مرتفع 68 25 14 29 مرتفع 107 21 45 18 37 00
مرتفع 73 28 23 22 مرتفع 100 21 50 18 25 00
مرتفع 72 24 21 27 مرتفع 90 24 39 14 25 00
مرتفع 71 25 19 27 مرتفع 93 22 46 23 28 01
معتدل 57 25 13 19 منخفض 47 7 21 14 15 00
منخفض 48 23 10 15 منخفض 50 14 24 14 9 00
مرتفع 68 26 16 26 منخفض 54 11 26 14 13 00
معتدل 54 21 12 21 منخفض 39 8 16 6 15 00
مرتفع 62 25 19 18 منخفض 56 12 26 13 17 00
منخفض 49 21 15 13 منخفض 40 6 13 6 21 00
منخفض 43 21 10 12 منخفض 49 10 25 14 10 00
معتدل 58 20 17 21 منخفض 54 15 23 10 16 00
منخفض 40 17 11 12 منخفض 55 13 23 12 15 00
مرتفع 64 22 23 19 منخفض 50 9 29 14 9 011
معتدل 55 32 9 14 منخفض 54 10 23 10 21 010
معتدل 60 18 16 26 منخفض 50 15 22 7 13 010
منخفض 45 22 11 12 منخفض 54 7 30 15 19 010
منخفض 38 14 8 16 منخفض 39 6 20 6 13 010
منخفض 38 18 11 9 منخفض 51 10 24 15 13 010
منخفض 46 14 9 23 منخفض 54 13 28 13 11 010
معتدل 57 17 17 23 منخفض 48 13 18 7 16 010
منخفض 39 16 9 14 منخفض 46 8 24 11 14 010
منخفض 51 22 15 14 منخفض 56 14 22 11 16 010
مرتفع 65 26 15 24 منخفض 43 6 20 13 14 001
منخفض 43 20 10 13 منخفض 52 13 25 10 14 000
معتدل 60 23 15 22 منخفض 48 8 21 7 19 000
منخفض 49 25 11 13 منخفض 56 12 30 14 11 000
الملحق رقم ( )8خاص
بالسماح بإجراء دراسة
ميدانية بثانوية عثمان ابن
عفان