Professional Documents
Culture Documents
بيانات الكتاب
اسم الكتاب :
2
+مقدمة :
إن اإلنسان الذى ٌرى شٌئا ً فى هذه الحٌاة ،وٌسأل عن سببه ٌ ،عتبر ضمن الراؼبٌن
فى تعلم الفلسفة .
ألن الفلسفة فى حقٌقة أمرها هى التعرؾ على أسباب األشٌاء ،وعالقتها بحدوث
الظواهر ،ومن هنا كانت الفلسفة قدٌما ً أم العلوم ،ألنها كانت تضم العدٌد من العلوم
والمجاالت الكثٌرة ،إلى أن تم فصلها فى القرن السابع عشر .
وٌقول أرسطو أنه :ال ٌمكن ألحد أن ال ٌتفلسؾ حتى الذٌن ٌعادون الفلسفة .فإذا
أردت أن تبٌن موقفك المعادى للفلسفة ،فستجد نفسك فى حقٌقة األمر أنخرطت فٌها
وقد شؽل ذهنى سؤال هام منذ سنوات كثٌرة ،وهو ما أهمٌة الفلسفة بالنسبة
للمواطن البسٌط فى هذا المجتمع ؟!
فما قٌمتها مثالً لرجل فقٌر جائع ،أو لعابر سبٌل ٌعبر الشارع ؟!
وبعد البحث الجاد عثرت أخٌراً على قول للفٌلسوؾ ( كٌركفارد ) أظن أنه كان
بمثابة إجابة شافٌة لتساؤلى هذا ،حٌث قال :إن الناتج هو ما نرٌد نحن أن نتابعه .
فالتفلسؾ إذن هو :إٌجاد أسباب منطقٌة ألمر نقوم به فى المعتاد .فإذا طرحنا
سؤاالً مثل :لماذا أنا أعمل ؟ قد نجد أن اإلجابات تعددت واختلفت من شخص آلخر
ربما تكون اإلجابة لكى أحصل على المال ،أو أرٌد أن أحقق ذاتى ،أو لكى أسد
وقت فراؼى .وهكذا تعددت اإلجابات وكلها توحى بالمنطق الذى ٌسٌر صاحبه
على خطواته ....
وعلٌه فلٌس من المهم أن نتبنى فلسفات جدٌدة ،ولكن من المهم جداً أن تكون فلسفتنا
تجاه األشٌاء منطقٌة .وألن المنطق هو " علم ٌعصم الذهن من الوقوع فى الخطأ ".
علٌنا دائما ً أن ندرك بأن فكرنا البد أن ٌكون منطقٌا ً مرتبا ً بعناٌة .
لذلك فإن الجهد الفلسفى أصبح أكثر ارتباطا ً بالبحث فى مشكالت اإلنسان والمجتمع
،تاركا ً مشكالت الكون والوجود خاصة بعد ازدٌاد تعقد الحٌاة االجتماعٌة فى
العصور الحدٌثة والمعاصرة .
ولقد وضعت هذا الكتاب لٌكون بمثابة تطبٌق عملى للفلسفة فى واقعنا هذا ،فالكتاب
ال ٌزودنا بالكثٌر من المعلومات ،بقدر ما ٌوجهنا نحو ما الذى ٌجب عمله ،حتى
نصبح فالسفة حقٌقٌن ؟
3
" الفصل األول "
+تعريف الفلسفة لغويا ً واصطالحيا ً :
+معنى فلسفة لغويا ً :
هى كلمة ٌونانٌة قدٌمة مركبة من مقطعٌن هما " فٌلو " بمعنى حب ،وسوفٌا "
حكمة " وبذلك فإن كلمة " فٌلوسوفٌا " تعنى لؽوٌا ً " حب الحكمة " .وبهذا ٌكون
الفٌلسوؾ هو شخص محب للحكمة .
والمقصود بالحكمة هنا :المعرفة العقلٌة الراقٌة واإلدراك الكلى لألشٌاء .
+تعريف الفلسفة اصطالحيا ً :
ٌرى القدٌس أوؼسطٌنوس أن :الفلسفة هى النشاط العقلى الوحٌد القادر على إرشاد
اإلنسان للسعادة الحقٌقٌة ،متمثلة فى اللذة العقلٌة ولٌست المادٌة ...
بٌنما الفلسفة بمفهومها العام تعنى :كل تفكٌر عقلى خالص نظرى مجرد كلى فى
قضٌة من قضاٌا المعرفة أو الوجود أو القٌم .
شرح التعرٌؾ السابق :
-1عقلى خالص .إن التفكٌر الفلسفى ٌعتمد على العقل ،كأداة خالصة فى
البحث فقط .فال ٌستخدم الفٌلسوؾ أجهزة أو أدوات أو معامل فى فلسفته ،
وإنما العقل وحده .
-2التفكٌر الفلسفى نظرى .معناه أن الفٌلسوؾ ٌضع نظرٌات لحل مشكالت
الفلسفة ،ولٌس من شأنه أن ٌطبق هذه النظرٌات على أرض الواقع ،والذٌن
ٌأخذون نظرٌات الفٌلسوؾ وٌطبقونها على أرض الواقع لٌس هم بفالسفة ،
وإنما هم علماء متخصصون فى مجالهم .
مثال :لذلك فٌلسوؾ وضع نظرٌة فى علم االجتماع ،ثم ٌأتى بعد ذلك عالم
اجتماع وٌأخذ هذه النظرٌة وٌطبقها فى المجتمع .
كما ٌمكن أٌضا ً للفٌلسوؾ أن ٌطبق النظرٌة على الواقع ،ولكنه فى هذه الحالة
ٌكون عالم وفٌلسوفا ً ولٌس فٌلسوفا ً فقط ،مثال لذلك :ابن خلدون وضع نظرٌة
فى علم االجتماع فى مقدمته ،ثم قام بطبٌقها فى كتابه العبارة ،وهنا أصبح
مؤرخا ً وفٌلسوفا ً ولٌس فٌلسوفا ً فقط .
4
-3التفكٌر الفلسفى تفكٌر كلى .أى صالح لكل زمان ومكان ولكل شخص أٌضا ً.
فالفٌلسوؾ ٌضع نظرٌات تصلح لجمٌع البشر .
+أهداف الفلسفة :
-1تنشط العقل والفكر .
-2تجعل اإلنسان ٌفكر أكثر عمقا ً .
-3تساعد فى نشر الفضٌلة .
+أهمية الفلسفة :
-1تثٌر الوعى عند الفرد ،وتجعله ٌتعقل حٌاته بدالً من أن ٌعٌشها على علتها .
-2تعمل الفلسفة على تنمٌة تفكٌر الفرد واالرتفاع بمستواه العقلى .
-3توقظ اإلنسان من سباته العمٌق ،وتساعده على إدراك ماهٌة نفسه وحدود
حرٌته ومكانته فى الوجود .
-4هى األداة التى تجٌب على كثرة األسئلة التى تتعلق بموضوعات اإلنسان
والكون .
-5تساهم فى تكوٌن الشخصٌة النقدٌة .
-6تعلم مهارة إثبات وجهات النظر والدفاع عنها .
-7تعلم كٌفٌة وضع األسئلة واإلجابة عنها بطرٌقة علمٌة .
+أساليب التفكير ومكانة األسلوب الفلسفى :
الشك أن اإلنسان هو أرقى مخلوقات هللا عز وجل ،فهو الوحٌد الذى ٌعبر عن
تفكٌره بسلوك واع وطرق منظمة وأسالٌب متنوعة ....
إن التفكٌر :هو مجموعة من العملٌات العقلٌة التى ٌقوم بها اإلنسان مستهدفا ً حل
مشكلة ما ،أو تفسٌر موقؾ ؼامض .أما األسالٌب فهى الطرق المختلفة التى ٌعبر
بها اإلنسان عن التفكٌر ،والتى قد ٌكون بعضها بسٌطا ً بدائٌا ً ،بٌنما ٌكون اآلخر
دقٌقا ً متطوراً .
وقد ٌتفق العدٌد معى فى أن أسالٌب التفكٌر تختلؾ من فرد إلى آخر ،هذا بالطبع
حسب كل بٌئة ومستوى تعلٌم وعمر وإدراك ،وؼٌرها من عوامل أخرى كثٌرة .
فمثالً نالحظ أن طرٌقة تفكٌر الطفل تختلؾ عن طرٌقة رجل ناضج فى التفكٌر ،
وطرٌقة تفكٌر طفل الرٌؾ البسٌط ،مختلفة كذلك عن طرٌقة تفكٌر طفل المدٌنة .
واألمر بالمثل فى أسالٌب التفكٌر ،فهى تختلؾ من زمن آلخر ومن بٌئة ألخرى ...
وفى وجهة نظرى تعددت أسالٌب التفكٌر اإلنسانى لتشمل خمسة أنواع هى :
5
-1أسلوب خرافى
-2أسلوب دٌنً
-3أسلوب فلسفى
-4أسلوب علمى
-5أسلوب الشك .
-1األسلوب الخرافى .هو بالطبع أسلوب ؼٌر واقعى بالمرة ،حٌث لجأ إلٌه
اإلنسان قدٌما ً ،وذلك عندما عجز عن تفسٌر ما ٌحدث حوله من ظواهر ،ال
ٌعرؾ لها أسبابا ً حقٌقٌة .مثل ظاهرة البرق والرعد ،حٌث كانت تفسر
قدٌما ً قبل ظهور األدٌان فى الٌونان بؽضب اآللهة على البشر !....
-2األسلوب الدٌنى .هو ٌنسب تفسٌر كل ظاهرة إلى هللا الخالق عز وجل ،فهو
الذى خلق العالم بكلمة منه وبقدرته ،ولذلك عندما ٌنظر اإلنسان هنا لظاهرة
البرق والرعد ٌ ،عتبرها دلٌالً على وجود هللا ،وقدرته التى تفوق البشر .
وكذلك عندما ٌرى تعاقب اللٌل والنهار ،واختالؾ فصول السنة األربعة
نجده ٌرى برهان الخالق فى الطبٌعة ،وأنه ٌوجد وراءها مبدع عظٌم ومنظم
دقٌق هو هللا سبحانه وتعالى .
-3األسلوب الفلسفى .تمٌز الفالسفة عن ؼٌرهم من البشر فى موضوع التأمل
العقلى ،والتفكٌر المجرد والتفسٌر الكلى للظواهر واألشٌاء ،ومن هنا كانت
عقولهم أكثر نضجا ً فى محاولة تفسٌر وفهم الظواهر الؽرٌبة ،مثالً نجدهم قد
فسروا ظاهرة البرق والرعد على إنها ظاهرة طبٌعٌة جداً ،وإنها ترتبط
ببقٌة الظواهر الطبٌعٌة األخرى .
-4األسلوب العلمى .وهو أسلوب ٌستخدم فٌه األجهزة والحواس المختلفة ،
حٌث ٌجرى تجارب علمٌة الكتشاؾ األسباب ،ثم ٌتوصل العالم إلى أكتشاؾ
قانون محدد لٌفسر ظاهرة البرق والرعد التى حٌرت الكثٌر من البشر ،
حٌث أقر هذا القانون بأن هذه الظاهرة عبارة عن تفرٌػ شحنات كهربٌة ؼٌر
متجانسة بٌن األجزاء العلوٌة والسفلٌة فى السحب ،مما ٌنتج عن ذلك حدوث
ضوء ( البرق ) وحدوث صوت ( الرعد ) .
-5أسلوب الشك ( النزعة الشكٌة ) .
أوال :ما الفرق بٌن الشك والتردد ؟
التردد :هو الوقوؾ دون اتخاذ قرار بٌن احتمالٌن أو متناقضٌن .
مثال على التردد :
6
كان هناك فٌلسوؾ فرنسً اسمه ( بلودوه ) ٌمتلك حماراً ،فوضع أمامه ماء
وطعام فى كل جانب على حدة ،وذلك بعد أن جوع الحمار لمدة ٌوم كامل ،
بحٌث كان الحمار واقفا ً فى المنتصؾ بٌنهما .
كانت النتٌجة أن الحمار تردد ما بٌن الماء والطعام ،ولم ٌستطع أخذ قرار حتى
مات أخٌراً ،فهذا هو التردد .هو عدم االختٌار بٌن أمرٌن دون تفضٌل أحدهما
على اآلخر ،وبالتالى ٌمكن أن ٌعٌش اإلنسان متردداً فى حٌاته من أمر ما .
أما الشك فهو تساؤل دائم عن معتقداتك ومن أٌن أتت ؟
وهل هذه األشٌاء التى تؤمن بها صحٌحة أم خاطئة ،مثلما قال ( دٌكارات ) أنا
أشك إذن أنا موجود .
والشك مهم جداً ،فبدون شك لم ٌكن ٌستطٌع اإلنسان التوصل لمعارؾ جدٌدة .
كما فعل ألبرت اٌنشتاٌن الذى شك فى نظرٌة نٌوتن ،وجاء بنظرٌة النسبٌة
وفٌزٌائه الجدٌدة .
بدون شك لم تكن هناك آٌة ظهورات لألفكار العلمٌة الجدٌدة .
وهناك سؤال ٌطرح نفسه هل اإلنسان الشكاك صاحب عقلٌة منؽلقة أم منفتحة ؟
اإلجابة :إنه صاحب عقلٌة متفتحة ،ألن الشخص الشكاك ٌأخذ بعض اآلراء
بشكل مؤقت ،وذلك ل حٌن إثبات صحتها بالدلٌل أو خطئها ،إذن الشكاك ٌرحب
بالرأى والرأى اآلخر ،لحٌن التحقق منه .
+تعريف علم المنطق :
هو علم قوانٌن الفكر األساسٌة ،وقوانٌن الفكر األساسٌة هى مجموعة المباديء
التى ٌسٌر علٌها الفكر اإلنسانى .وتتمثل المبادىء فى اآلتى :
-1قانون الهوٌة .أى الشىء هو هو بمعنى أن الشخص هو نفسه ولٌس ؼٌره .
-2قانون عدم التناقض .فالشىء ال ٌتناقض مع نفسه ،فعصام موجود أو ؼائب
-3قانون الثالث المرفوع أو الوسط الممتنع .وٌقر بأن الشىء إما أن ٌوصؾ
بصفة أو نقٌض الصفة ،وال وسط ( ثالث ) بٌن النقٌضٌن .
مثال لذلك :إما أن تكون مفكراً أو ال ،فال ٌوجد وسط بٌنهما .
7
+أسباب الوقوع فى الخطأ عند بيكون :
أراد فرنسٌس بٌكون أن ٌعرفنا بعض األشٌاء التى تؤدى إلى وقوع اإلنسان فى
الخطأ ،وهذه األشٌاء ٌطلق علٌها اسم األوهام أو األوثان ،وهى أربعة أوهام كما
ٌراها هو على النحو التالى :
-1أوهام الجنس .
-2أوهام الكهؾ .
-3أوهام السوق .
-4اوهام المسرح .
-1أوهام الجنس .
وهى تلك األخطاء التى ٌقع فٌها اإلنسان بحكم طبٌعته البشرٌة الناقصة ،وهى نوع
من األخطاء التى ٌشترك فٌها معظم الناس ،وذلك مثل التسرع فى الحكم والتوصل
إلى األحكام العامة دون أساس صحٌح ،وٌوصى الفٌلسوؾ بضرورة توخى الحذر
من هذا النوع ،حتى ال ٌقع اإلنسان فٌه .
-2أوهام الكهؾ :
وهى تلك األخطاء التى ٌقع فٌها المرء بحكم طبٌعته ،فلكل فرد منا كهفه الخاص به
،وهذا بالطبع ٌرجع إلى عوامل نشأته وتربٌته ومهنته ،ومن شأن هذا االختالؾ
فى جمٌع تلك العوامل أن ٌؤدى إلى نوع من األخطاء ٌقع فٌه كل فرد نتٌجة له .
والبد أن نكون على وعى بمثل هذه األخطاء حتى نستطٌع تجنبها .
-3أوهام السوق :
وهى تلك األخطاء التى ٌقع فٌها المرء نتٌجة لالستخدام الخاطىء للؽة أو نتٌجة
لؽموض اللؽة والتباسها ،حقٌقة أن اإلنسان هو الذى وضع اللؽة ،وهو قادر على
أن ٌكٌفها كما ٌشاء .إال أن فرنسٌس بٌكون ٌرى أن الناس ٌعتقدون أن عقولهم
تتحكم فى األلفاظ التى ٌستخدمونها ناسٌن أن األلفاظ إلى جانب ذلك تعود فتتحكم
بدورها فى عقولهم ،وأن ذلك هو نفسه الذى أصاب ( الفلسفة ) والعلوم بالسفسطة
والجمود .
-4أوهام المسرح :
وهى تلك األخطاء التى ٌقع فٌها المرء نتٌجة لتأثره بمشاهٌر المفكرٌن والفالسفة ،
فٌأخذ ما ٌقولونه دون تفكٌر ،وكأن عقله متفرج فى مسرح ٌشاهد الممثلٌن دون أن
8
ٌكون له دور أو هو ٌنفعل وال ٌفعل شٌئا ً ،واألمثلة على ذلك كثٌرة فى تارٌخ العلم
،فقد رفض علماء القرن السابع عشر تصدٌق جالٌلٌو على بعض الحقائق ألن
أرسطو شكك فٌها ،وأقر بعكسها مثل موضوع كروٌة األرض على سبٌل المثال ،
وكانت النتٌجة لذلك إصدار حكم اإلعدام علٌه ،ألنه جاء بأقوال مخالفة للعلماء
السابقٌن لعهده .
إن هذه األخطاء ٌنبهنا فرنسٌس إلٌها حتى نتجنبها ،وال تؤثر فى منهجنا .
+أخطاء الوقوع فى التفكير :
-1المبالؽة فى التعمٌم .أى تحكم على الموضوع من الجزء للكل ،مثل أنك
جربت منتجا ً صٌن ًٌّا مثال ،وكان المنتج سٌئا ً ،فتقول إن جمٌع المنتجات
الصٌنٌة سٌئة جداً .
-2التفكٌر األبٌض واألسود .هذا الشًء جٌد أو سًء ،أى بمعنى تقبل الشًء
تماما ً أو ترفضه تماما ً ،مع أن الشًء نفسه ٌحتوى على ممٌزات وعٌوب
أٌضا ً .
-3القفز إلى النتائج .هو القٌام بعمل استدالل عن موضوع ،ال ٌملك دلٌالً علٌه
أو ربما ٌكون الدلٌل ضعٌفا ً .مثل انطون اتشٌخوؾ أعظم أدٌب روسى على
وجه األرض ،والدلٌل على ذلك أن أحد أصدقائى المثقفٌن قال لى هذا .
-4تهوٌن الشًء أو تهوٌل الشًء.والتهوٌن هو االستهتار واالستخفاؾ باألمور
،أما التهوٌل هو المبالؽة الكبٌرة فى األمور .
-5التشخٌص .هو التمركز حول الذات ،أى اعتقاد الشخص بأن هناك إناسا ً
ٌراقبونه وتحدثن عنه باستمرار بطرٌقة سٌئة .
-6المقارنة ؼٌر العادلة .وهى مقارنة ظالمة بالطبع ،ال تحتوى على مبدأ
تكافؤ الفرص .
-7التصفٌة .هو عندما ٌقوم اإلنسان بعمل تقٌٌم لنفسه ،فإنه ٌقوم بأمرٌن:
األول أن ٌركز على الجوانب السلبٌة من الموقؾ .والثانى أن ٌتجاهل
الجوانب السلبٌة وٌتحٌز للجوانب اإلٌجابٌة فقط .وهذا ؼٌر صحٌح ،فالبد
من التقٌٌم من خالل الصورة العامة اإلٌجابٌة والسلبٌة أٌضا ً .
+التفكير النقدى :
هو نوع من أنواع التفكٌر المنطقى ،فهو وسٌلة من وسائل المعرفة ،والبد على
راؼب الفلسفة أن ٌتعلم التفكٌر النقدى ،حتى ٌستطٌع أن ٌطور فى مستواه العقلى
بشكل مستمر .وٌعبر عن رأٌه بشكل موضوعى نحو قضٌة ما .
9
+الخطوات التى يجب اتباعها لكى يفكر اإلنسان تفكيراً ً
نقديا :
-1جمع سلسلة من الدراسات واألبحاث والمعلومات والوقائع المتصلة
بموضوع الدراسة .
-2استعراض اآلراء المختلفة المتصلة بالموضوع .
-3مناقشة اآلراء المختلفة لتحدٌد الصحٌح منها والخطأ أٌضا ً .
-4تمٌٌز بٌن اآلراء القوٌة والضعٌفة
-5تقٌٌم هذه اآلراء بطرٌقة موضوعٌة بعٌداً عن الذاتٌة .
-6تقدٌم البرهان أو الحجة على الرأى الصحٌح .
+معايير التفكير الناقد :
المعاٌٌر هى مجموعة شروط البد أن تتوفر فى الشًء ،حتى ٌكون
صحٌحا ً .وٌجب على كل طالب فلسفة أن ٌعرؾ هذه المعاٌٌر ،وٌجعلها
قوانٌن له تساعده فى الحكم على طبٌعة األشٌاء .وهذه المعاٌٌر تتمثل فٌما
ٌلى :
-1الوضوح
-2الصحة
-3الدقة
-4الربط
-5العمق
-6االتساع
-7المنطق
-1الوضوح .البد أن تكون الفكرة واضحة حتى تكون صحٌحة .
-2الصحة .أن تكون الفكرة موثوقا ً بها .أى المعرفة التى حازت على أعلى
درجات فى احتماالت الصدق المحتمل .إذن هى معرفة موثوق بها.
-3الدقة .أى الدقة فى التفكٌر ،واستٌفاء الموضوع حقه من المعالجة
والتعبٌر عنه بال زٌادة أو نقصان .
-4الربط .هو العالقة بٌن المشكلة والموضوع المطروح ،أو بمعنى آخر
عدم االنتقال إلى جزئٌة أخرى ،دون استٌفاء الجزئٌة الحالٌة حقها .
-5العمق .البد من معالجة الفكرة بعمق ولٌس بحل سطحى .
-6اإلتساع .هو أخذ جمٌع جوانب المشكلة فى االعتبار .
-7المنطق .هو عملٌة تنظٌم وتسلسل لألفكار من مقدمات وصوالً إلى
النتائج .
11
+صفات المفكر الناقد :
ٌ -1فرق بٌن الرأى أى االعتقاد والحقٌقة أى المعرفة .فاالعتقاد ٌمثل الذاتٌة
،أما المعرفة فتعنى الموضوعٌة.
-2أن ٌكون منفتحا ً على األفكار الجدٌدة .
ٌ -3ستخدم مصادر علمٌة موثوقة وٌشٌر إلٌها .
ٌ -4ستخدم أسلوب الشك فى المعتقدات واآلراء .
ٌ -5ستخدم األسالٌب العلمٌة واإلحصائٌة.
-6أن ٌكون تجرٌب ًٌّا ولٌس خٌالٌا ً .أى ٌقوم بعمل خبرة حسٌة .
-7أن ٌكون منطقٌا ً عقالنٌا ً ،ولٌس عاطفٌا ً وجدانٌا ً .
" الفصل الثانى "
+مباحث الفلسفة :
ٌنبؽى على كل إنسان ٌرٌد أن ٌصٌر فٌلسوفا ً أن ٌعرؾ مباحث الفلسفة ،حتى
ٌتخصص فى واحد منها .والفلسفة لها أربعة مباحث رئٌسٌة هى المٌتافٌزٌقا
والمعرفة واألخالق والجمال .
-1مبحث المٌتافٌزٌقا ( ما بعد الطبٌعة ) .
-2مبحث المعرفة ( اٌبستمولوجى )
-3مبحث األخالق ( القٌم )
-4مبحث الجمال .
-1مبحث الميتافيزيقا ( ما بعد الطبيعة ) :
قدٌما ً كانت تبحث الفلسفة فى المٌتافٌزٌقا وهى تأمالت فى الكون والوجود ،إلى أن
جاء الدٌن لٌعالج مشكلة خلق العالم ومسائل ما بعد الموت .وبهذا تم رفض
المٌتافٌزٌقا من قبل الوضعٌة المنطقٌة التى ظهرت فى القرن العشرٌن ،نظراً ألنها
ال تحتمل الصدق أو الكذب ،وبالتالى فإن عبارات المٌتافٌزٌقا نسبٌة ولٌست مطلقة
،فهى نسبٌة ألنها تضاؾ إلى االنفعاالت التى تعبر عنها ،مثال لذلك سنفترض
وجود شًء ما ونقوم بوصفه ،فقد نتفق معا ً على أن هذه الصفات نظراً إلنها
موجودة فى هذا الشًء ،كالمربع مثالً نحن جمٌعا ً نعلم خواص المربع الرٌاضٌة ،
أما إذا قلنا أن المربع جمٌل فإننا سنختلؾ فى ذلك بالطبع ،ألن الجمال صفة نسبٌة
نسبة إلى قائلها ،فقد ٌأتى شخص آخر وٌرى أن شكل المربع الهندسى قبٌح أو ؼٌر
جمٌل .
11
-2مبحث المعرفة ( ايبستمولوجى ) :
ٌهتم بنظرٌة المعرفة ومجاالتها ،وما هى وسائل المعرفة ؟ ،وما هو هدؾ المعرفة
اإلنسانٌة ؟ فلٌست الفلسفة معرفة فقط ،وإنما التفكٌر فى المعرفة .
وهناك العدٌد من الفالسفة الذٌن تحدثوا عن المعرفة ،ولكننى أتفق تماما ً مع نظرٌة
المعرفة للفٌلسوؾ األلمانى ( لٌبنز ) ،وذلك ألن نظرٌته معاصرة ،وتتفق مع
األدٌان أٌضا ً .
ٌتساءل ( لٌبنز ) :مم تتكون المعرفة ؟
وٌجٌب لنا عن هذا السؤال بأن المعرفة تتكون من الخبرة الحسٌة ،ومن الجانب
الفطرى الموجود فى العقل البشرى أٌضا ً .
وبهذا نالحظ أنه جمع ما بٌن االتجاهٌن ،أى االتجاه التجرٌبى المتمثل فى الخبرة
الحسٌة ،واال تجاه المثالى المتمثل فى العقل .وٌمكن الوصول إلى المعرفة عن
طرٌق مجموعة من المبادىء األساسٌة هى ما ٌلى :
-1مبدأ عدم التناقض .
-2مبدأ العلة الكافٌة .
-3مبدأ المعرفة الواضحة .
-1مبدأ عدم التناقض ٌ .عنى أن الشًء الزائؾ ٌتضمن تناقضا ً ،والشىء
الحقٌقى الصادق ال ٌحتوى على تناقض ،وال ٌمكن إنكاره بأى حال .
-2مبدأ العلة الكافٌة أو " السبب الكافى " .أى شًء أو أى حقٌقة البد لها من
وجود سبب كاؾ ٌ ،برر وجودها على هذا النحو .
-3المعرفة الواضحة .هى القدرة على التمٌٌز بٌن الشًء وشًء آخر ٌشبهه ،
دون معرفة السمات التى جعلته مختلفا ً عن هذا الشًء اآلخر .
+مثال :
نحن نستطٌع أن نفرق بٌن المربع والمستطٌل ،على الرؼم من إنهما متشابهان
لدرجة ما ،ولكننا ال نعرؾ بالضرورة الخواص الهندسٌة والسمات الرٌاضٌة لكل
واحد منهما .
-3مبحث األخالق ( القيم ) :
هو ٌهتم بفلسفة األخالق ،وفٌه نهتم بدراسة األخالق من حٌث مصدرها ،وهل
هناك وصؾ للخلق أم ال ؟
12
و ٌعتبر سقراط أول فٌلسوؾ ٌبحث فى طبٌعة اإلنسان ،ألن الفالسفة الذٌن قبله
كانوا ٌنشؽلون بالبحث خارج اإلنسان ،كالبحث فى طبٌعة الكون وخالفه ،ولذا كان
ٌنادى قائالً :ا عرؾ نفسك بنفسك " ولذلك فهو ٌعتبر مؤسس علم األخالق ،ولكن
السؤال هنا :ما هو الطرٌق الذى ٌستطٌع أن ٌسٌر فٌه اإلنسان لمعرفة عٌوبه ؟
ٌجٌب الرازى قائال ٌ :ستطٌع اإلنسان معرفة عٌوبه ،إذا كان معه رجل عاقل
ٌخبره بها .....
بٌنما ٌذكر لنا الفٌلسوؾ جالٌنوس :أن األخٌار ٌنتفعون بأعدائهم .
وٌعلق على ذلك أرسطو حٌث ٌقول :لٌس الؽرض الحقٌقى هو العلم نظرٌا ً بالقواعد
بل تطبٌقها .فال نكتفى مثال أن نعلم ماهٌة الفضٌلة ،بل البد من ممارستها .
وٌرى الرازى أن طرٌق السٌر فى ممارسة الفضٌلة ال ٌتحقق إال إذا لزم اإلنسان
العدل والعفة وقلل االختالط الزائد مع الناس ،وأكثر من أعمال الرحمة ،فبهذا
ٌكون محبوبا ً من الجمٌع .
بٌنما ٌرى الفٌلسوؾ زٌنون أن الحكماء ال ٌحتاجون إلى قوانٌن صناعٌة ،ألن
القوانٌن الطبٌعٌة قد تحكم أفعالهم .
+تعرٌؾ علم األخالق :
تعرفه دائرة المعارؾ للمعلم " بطرس البستانى " بأنه :علم بالفضائل وكٌفٌة
اقتنائها لٌتحلى اإلنسان بها ،وبالرذائل وكٌفٌة توقٌها لٌتخلى عنها .
وتعرؾ األخالق اصطالحا ً بأنها :ما ٌنبؽى أن ٌكون علٌه السلوك ،والسلوك هو
مجموعة األفعال التى ٌمكن أن نقٌمها سواء خٌراً أم شراً حسنا ً أم قبٌحا ً .أما
األخالق بمفهومها العام فال ٌوجد تعرٌؾ محدد لها ،فهناك من ربطها بالدٌن فرأى
أن األخالق هى التدٌن ،وهناك من قال :إن األخالق هى الطباع ،فمنا جزء فطرى
ٌولد مع اإلنسان وآخر مكتسب من البٌئة المحٌطة .
+الهدؾ من علم األخالق :
ٌتحقق الهدؾ من علم األخالق إذا كانت األخالق قابلة للتبدٌل والتؽٌٌر .والسؤال
هنا :هل حقا ً تتؽٌر األخالق أم ال ؟ وإذا كانت تتؽٌر فما هو الطرٌق لذلك ؟
هناك رأٌان فى هذا :
13
-1الرأى األول إنها ال تتؽٌر .ومؤٌده الؽزالى وٌستند فى قوله على الدلٌلٌن :
الخلق صورة ظاهرة .وال ِخلقة -1إن ال ُخلق صورة الباطن ،كما أن َ
الظاهرة ال ٌقدر على تؽٌٌرها ،فالقصٌر ال ٌقدر أن ٌجعل نفسه طوٌالً ،وال
الطوٌل ٌقدر أن ٌجعل نفسه قصٌراً .
-2حسن الخلق ٌكون بقمع الشهوة والؽضب .وقد جرب هذا بكثرة الجهاد ،
وعرؾ أن ذلك من المزاج والطبع .
-2الرأى الثانى أنها تتؽٌر .وٌؤكد على هذا الرأى سقراط مؤسس علم األخالق
ٌعتقد سقراط :أن الجهل مصدر الشر وأصل الفساد ،وأن العلم منبع الخٌر
ورأس الصالح ،وأن العلم والفضٌلة توأمان ال ٌفترقان ،فإذا عمل اإلنسان
الشر ،فما ذلك إال ألنه ٌجهل طرٌق الخٌر .فالفضٌلة فى نظره هى العلم ،
ومعرفة الخٌر كافٌة للعمل به .
وٌؤكد على هذا الرأى هربارت الفٌلسوؾ األلمانى حٌث ٌقول :إن الؽاٌة
القصوى من التعلٌم إنما هى اكتساب الفضائل والتحلى بمكارم األخالق " .وكان
ٌؤكد على أن " :عقل اإلنسان كله مكتسب بالتربٌة والتعلٌم .
ثم جاء بعده هربارت سبنسر فٌلسوؾ إنجلٌزى :أنكر فضل التعلٌم فى التهذٌب
،ونادى بأنه ال توجد عالقة بٌن العلم واألخالق .
فكان ٌقول :هناك كثٌر من المتعلمٌن ال ٌوجد أخالق لهم ،فكم من خطٌب ٌقول
بفمه ما لٌس فى قلبه .وبجانب هؤالء نجد من الجهالء واألمٌٌن من هم على
جانب عظٌم من االستقامة والشرؾ واألخالق الحمٌدة .
نالحظ هنا أن سبنسر خلط ما بٌن مفهومى التعلٌم والتربٌة ،هذا بالطبع فى
وجهة نظرى المتواضعة ،فالعلم بدون أخالق سالح ذو حدٌن ،فالبد من ربط
العلم باألخالق ،والخالصة أننى أؤٌد الرأى الثانى بأمكانٌة تؽٌٌر األخالق ،فإذا
لم تتؽٌر فما فائدة الوصاٌا والمواعظ والتأدٌبات والتعالٌم الدٌنٌة واألعراؾ
الخلقٌة إذن ؟!
+األخالق عند أرسطو :
ظهرت األخالق قدٌما ً فى كتاب أرسطو لألخالق ،الذى أقر بها بمفهوم السعادة ،
حٌث رأى أن السعادة هى تحقٌق الخٌر األقصى .فاالخالق عند اإلنسان تنبع من
اإلرادة واالختٌار العقلى ،والفضٌلة اختٌار عقلى ،ولٌست فطرٌة تماما ً ،وإنما
14
سلوك مكتسب ،ولذا البد من وجود معلم أو مرشد أخالقى .والبد أن ٌكون سلوك
اإلنسان فى الفضٌلة اختٌاراً دائما ً .
ٌرى أرسطو أن الفضٌلة تكمن ما بٌن طرفٌن مرذولٌن .وأن مكانها الصحٌح فى
منتصفهما .مثال :فضٌلة الشجاعة تكمن ما بٌن الجبن والتهور ،فإذا قلت أصبحت
جبنا ً وخوفا ً ،وإذا زادت عن حدها أصبحت تهوراً من اإلنسان .ولذا فإن خٌر
األمور هو أوسطها .
ٌقول أرسطو :إن الفضٌلة هى الوسط العدل بٌن طرفٌن كالهما مرذوالن .
فالفضٌلة هى االعتدال فى الشًء .
مثال آخر :الكرم هو ما بٌن البخل واإلسراؾ .
وأدرك أرسطو أن هذا التحلٌل ال ٌصلح لكل الحاالت " الصفات " ،وإنما لكل
قاعدة شواذ أو استثناء .فهناك فضائل ال تصلح بالطبع بأن تكون أوساطا ً لرذائل .
وذلك مثل الصدق فهو ضد الكذب .فال ٌوجد وسط بٌن طرفٌن من الرذائل .وكذلك
أٌضا ً العدل فهو ضد الظلم .كما أدرك أرسطو بطبائع الحال أن هناك رذائل ال
تصلح بأن تكون أطرافا ً لفضائل .وذلك مثل القتل والزنا .فال ٌمكن أن ٌوجد منهما
خٌر .توقؾ أرسطو عند فضٌلتٌن هامتٌن جداً هما الصداقة والعدل حٌث قال بأنه :
لو ساد بٌن الناس الصداقة الحقٌقٌة ،لما احتجنا إلى قوانٌن أو إلى ثواب وعقاب ،
وكذلك العدل أٌضا ً .
ولذا مٌز أرسطو بٌن نوعٌن من الصداقة :هما الصداقة الحقٌقٌة والصداقة المزٌفة.
فالصداقة الحقٌقٌة تنبع من اإلنسان آلخر بدون أى هدؾ نفعى أو مصلحة شخصٌة ،
وقد تبنى هذه الصداقة على الصدق الدائم ،أما المصلحة الشخصٌة فتعد بالطبع
صداقة مزٌفة .
+العدالة عند أرسطو :
هناك نوعان من العدالة عند أرسطو هما العدالة الهندسٌة ،والعدالة الحسابٌة .
-1العدالة الهندسٌة ٌ .مكن أن ٌختلؾ نصٌب اإلنسان عن آخر ،وذلك الختالؾ
القدرات بٌن البشر ،وعلٌه فقد تتعدد مناصب البشر العلمٌة ودخلهم المادى
ومركزهم االجتماعى .ولذا فإن وجود طبقات فى المجتمع أمر بدٌهى ال شك
فٌه .
-2العدالة الحسابٌة .أى العدالة القضائٌة فالناس جمٌعهم سواسٌة أمام القانون ،
والبد للمعتدى أن ٌنال جزاءه .
15
-4مبحث الجمال :
وٌقصد به فلسفة الجمال .وهو من العلوم الجزئٌة المعٌارٌة .والعلوم المعٌارٌة 3
علم الجمال وعلم المنطق وعلم األخالق .قال بعض الفالسفة :إن الجمال فكرة
ؼٌر قابلة للتعرٌؾ .وأقصى ما ٌمكن أن ٌقال :إن الجمال ٌتصؾ به الشكل
والمحتوى والفكر والمادة .
وقد وضع الفٌلسوؾ أفالطون شرطٌن لقبول الجمال هما :أن ٌحتوى على األخالق
،وأن ٌحاكى الواقع وٌبتعد عن الخٌال .
+عالقة الفن بفلسفة الجمال :
ال ٌمكن للناقد الفنى أن ٌنقد عمالً ما سواء كان أدبٌا ً أو مسرحٌا ً أو سٌنمائٌا ً أو حتى
تشكٌلٌا ً ،إال أن ٌكون على قدر وعلم كبٌر من دراسة فلسفة الجمال .
+معاٌٌر الجمال :
-1الكمال الشكلى فى الشًء .فإذا توافر نظام ونسق فى الشًء ٌقال إنه جمٌل
.وأكد على ذلك القدٌس أوؼسطٌنوس ،حٌث ساوى بٌن الجمال والكمال .
وقد أٌده فى ذلك القدٌس توما األكوٌنً بعبارته :الشًء الكامل هو شًء
جمٌل .
-2المعٌار الوظٌفى .فٌعتمد الحكم على الجمال بأن البد أن ٌكون هناك وظٌفة
ما لهذا العمل أو الشًء الفنى .إال أن هذا المعٌار ٌعتبر ؼٌر جٌد فى الحكم
،ألن الفن التشكٌلى مثالً ال ٌوجد له وظٌفة ،كما أن شكل األجسام
وخصوصا ً األنؾ البشرى فى المناطق الحارة قد ٌكون ؼٌر جمٌل ،ومع
ذلك فإن األنؾ قد تؤدى وظٌفتها على أكمل وجه .
-3معٌار المتعة .ح اول البعض تحدٌد المتعة فى الحواس ،فإذا كان الشًء
ممتعا ً بالنسبة للحواس ،فهو إذن شىء جمٌل .
+أٌن الجمال :
اختلؾ الفالسفة فى الجمال :هل هو شىء موجود ،له عٌن وأثر خارج اإلنسان
ومشاعره ،أو أن الجمال مجرد شعور ذاتى فى أعماق اإلنسان ،نحو الشًء الذى
ٌرؼب فٌه ال لحسنه وجماله الطبٌعى .وبمعنى آخر :هل الجمال واقعى أم انفعالى
نفسً ؟
16
ذهب المادٌون إلى الرأى الثانى حٌث قالوا :إن اإلنسان ال ٌرى الشًء جمٌالً ،إال
لرؼبة فٌه أصٌلة تماما ً ،كالطعام فى نظر الجائع ،والمرأة فى عٌن المشتهى .
ونحن مع أهل العلم والفكر القائلٌن بأن الجمال موضوعى وطبٌعى ٌ ،كمن فى
الشًء حقا ً وواقعا ً تماما ً كرائحة المسك فى المسك ،وحالوة العسل فى العسل .
وفى هذا ٌقول الشاعر ( طاؼور ) عن الفن والجمال :الفقٌه ٌفسر النصوص
وٌستخرج منها األوامر والنواهى ،والفٌلسوؾ ٌضع مذهبا ً عقلٌا ً ٌهتدى به إلى
الحقائق ،والعالم ٌكتشؾ قوانٌن الطبٌعة ،والفنان ٌكشؾ عن الجمال الموجود فى
الكون ،وٌملك القدرة على التعبٌر عنه .
-هناك بعض الدارسٌن أضافوا لهذه القٌم مباحث أخرى كفلسفة العلم والتارٌخ
والحضارة واللؽة وؼٌرها من فلسفات أخرى .والشك أن لكل علم فلسفته
الخاصة به .وكل علم له مشكالته وأدواته وقضاٌاه .
وفٌما ٌلى سنتناول بالشرح الموجز هذه الفلسفات األخرى المتمثلة فى فلسفة العلم ،
التارٌخ ،الحضارة ،اللؽة .
+فلسفة العلم :
هى مبحث أكادٌمى متخصص ومستقل عن نظرٌة المعرفة .
إن النمو الحضارى للبالد ال ٌتحقق إال من خالل العلم وإتقانه ،لذا فالمنهج العلمى
ٌقوم على دعامتٌن أساسٌتٌن هما :الفرض والتجربة أى النظرٌة والتطبٌق من
خالل المالحظة .
ولقد وجد الفٌلسوؾ ( كارل بوبر ) أن كل فالسفة العلم ٌنظرون إلى المعرفة العلمٌة
على كونها حقائق مثبتة ،فٌنشؽلون بها من حٌث نموها وتطورها .وهكذا ٌرى
بوبر أن فلسفة العلم ما هى إال نظرٌة للمنهج العلمى .
إن العلم مرتبط بالثقافة ،فهو ال ٌعمل وحده فى فراغ ،فإذا لم ٌنشأ فى بٌئة ثقافٌة
فحتما ً سٌضعؾ وٌموت .فتفاعل العلم مع المجتمع حقٌقة ال ٌمكن إنكارها .فالعلم
ظاهرة ونشاط إنسانى .
وٌقول عالم الفٌزٌاء النووٌة فٌرنر هٌزنبرج " :إن بناء نظرٌات العلم فى أى
مرحلة من مراحل هذه الحٌاة ،لٌس سوى حلقة حوار بٌن اإلنسان وتلك الطبٌعة.
فصل الفٌلسوؾ فرنسٌس بٌكون الفلسفة عن الرٌاضة والعلوم الطبٌعٌة ،وفى
17
العصر الحدٌث تم فصل العلوم االجتماعٌة عن الفلسفة أٌضا ً .وأكد فرنسٌس على
ضرورة تجرٌب العلم ،وعدم األخذ به كمسلمات فقط .
فى القرن العشرٌن ظهرت نظرٌتان هدفتا لتطوٌر العلم هما نظرٌة النسبٌة ونظرٌة
الكوانتم .وأصبح بعدهما العلم نظرٌا ً وتطبٌقٌا ً ،حٌث جمع ما بٌن العقل والحواس
معا ً .
والخالصة أن طبٌعة هذا العصر هى توظٌؾ المعلومات والنظم والتخصصات لسد
فجوة المعرفة المتزاٌدة باستمرار .
+منهج حل المشكالت عند جون دٌوي :
ألؾ كتابا ً بعنوان المنطق :آلٌة البحث العلمى .حٌث طرح فٌه سؤاالً هاما ً :متى
نفكر ؟
ثم قال :إننا نبدأ التفكٌر عندما نواجه بموقؾ أو صعوبة أو مشكلة ؼٌر مألوفة ،
ولكن إذا لم نصادؾ موقفا ً أو صعوبة فلماذا نفكر إذن ؟ والتفكٌر هنا ٌتم عن طرٌق
منهج لحل المشكلة ،وٌكون عبارة عن مجموعة خطوات هى :
-1ظهور المشكلة والوعى بها .
-2تحلٌل المشكلة .هو تنظٌم المشكلة وتحدٌدها ،وجمع معلومات عنها
-3إٌجاد حلول ممكنة للمشكلة .أى فروض مقترحة للمشكلة .
-4فحص عقلى للحلول والفرضٌات المقترحة .
-5التحقق من حلول المشكلة من خالل المالحظة والتجرٌب للفروض .
+فلسفة التاريخ :
تبنى الفٌلسوؾ الٌهودى ( فٌلون ) ولد عام (21ق .م ) وتوفى عام 41بعد المٌالد .
الفلسفة الؽائٌة .بمعنى أن التارٌخ ٌسعى إلى ؼاٌة وهدؾ محدد ،وهذه الؽاٌة ال
ٌتحكم فٌها األفراد المخلوقون ،وإنما ٌتحكم فٌها هللا عز وجل .
ولقد قسم الفالسفة التارٌخ إلى مدرستٌن هما :
-1مدرسة الدورات .وتقر بأن التارٌخ ٌسٌر فى دورات متصلة أو منفصلة أحٌانا ً .
وقد ٌنتمى ابن خلدون إلٌها ،حٌث ٌقول :إن الدول كاألشخاص لها أعمار .
-2مدرسة التقدم .والتى تقر بأن التارٌخ ٌسٌر فى خط صاعد باستمرار .وقد
رفض الفٌلسوؾ ( فٌلون ) فكرة الدورات التارٌخٌة ،أى أن التارٌخ ٌسٌر فى
18
دورات متكررة .وإنما التارٌخ له هدؾ ما ٌتحكم فٌه الخالق .ولٌس ٌحدث
بالصدفة أو ٌسٌر بطرٌقة عشوائٌة .وبهذا نستنتج أنه ٌنتمى فكرٌا ً لهذه المدرسة
والتارٌخ هو :دراسة التطور البشرى بكافة جوانبه االقتصادٌة والسٌاسٌة
واالجتماعٌة بمنهج علمى .ونحن ندرس التارٌخ ألن معرفة الماضى ضرورة لفهم
الحاضر ،كما ٌمكننا محاولة التنبؤ أٌضا ً بالمستقبل من خالل تحلٌل الماضى
وفلسفة التارٌخ :هى محاولة إٌجاد رؤٌة تفسر حركة التارٌخ ،وهناك أدوات
ٌستخدمها المؤرخون فى مناهجهم وهى :
-1الوثائق :حٌث تحتوى على معلومات هامة لها مصداقٌة كبٌرة .
-2علم اآلثار :حٌث تعتبر اآلثار من أهم أدوات البحث التارٌخى .
+فلسفة الحضارة :
هناك أربعة أمور قد تؤثر فى الحضارة والوعى اإلنسانى وهى :
-1الفن .حٌث ٌقوم على مبدأ الخٌال فى كتابات األدباء والشعراء .
-2الدٌن .حٌث ٌقوم على مبدأ اإلٌمان باهلل ،ومعرفة أن هناك حسابا ً فى
اآلخرة .
-3العلم .وهو ٌقوم على القوة فى استخدام األشٌاء .
-4الفلسفة .وهى تقوم على الشك ألجل الوصول إلى الٌقٌن والحقٌقة .فالفلسفة
تقوم ببلورة الفن والدٌن والعلم .
-1الفن .فى اللؽة الٌونانٌة تأتى كلمة الفن عندما ٌتم صناعة أو إنتاج شًء ما .
والفن كان موجوداً منذ العصر الحجرى ،حٌث تم العثور على بعض
الحفرٌات الموجودة داخل الكهوؾ .
-2الدٌن .كان هناك أختالط بٌن الدٌن واألسطورة ،وجاء الدٌن لٌعالج مشكلة
خلق العالم ومسائل ما بعد الموت .
-3العلم .تساءل العلماء مم صُنع هذا العالم ؟ ،حٌث جاء الفٌلسوؾ طالٌس فى
القرن السادس (ق.م ) وأهتم بأصل نشأة الكون ،وأقر بأن الماء هو أصل
كل شًء .
ثم تطور الوعى والعلم وارتبطت العلوم عند الٌونان بالفلسفة لزمن طوٌل
إلى أن جاء فٌلسوؾ ٌسمً ( فرنسٌس بٌكون ) حٌث قام بفصلها .
-4الفلسفة .وتأتى بعد الفن والدٌن والعلم لتشكك فٌهم ،فالفلسفة تنقدهم لتعٌد
بناءهم على أساس عقلى منطقى .تبدأ الفلسفة بالشك لتنتهى بالٌقٌن ،مثلما
ٌرى الفٌلسوؾ ( رٌنٌه دٌكارات ) فٌلسوؾ القرن السابع عشر .والفلسفة
19
تهتم باإلنسان والكون .فالتفلسؾ نشاط فكرى ٌحاول فهم الحقائق الموجودة
والمحٌطة باإلنسان .
+فلسفة اللغة :
ٌقول ( ابن جنى ) فى كتابه الخصائص :إن اللؽة هى أصوات ٌعبر بها كل قوم
عن أؼراضهم .
وتعرؾ اصطالحٌا بأنها :عبارة عن كلمات معٌنة ٌتفق علٌها جماعة من الناس
نحو شًء معٌن .
إن اللؽة تدل على الكلمات الشٌئٌة فى بعض الحاالت مثل قلم – كتاب – شجرة
وهكذا .ولكن لٌس بالضرورة أن كل اسم فى اللؽة ٌقابله شىء فى الواقع .ألن
هناك فى اللؽة كلمات مجردة مثل التقوى والشجاعة والعدالة .فهى كلمات
سقراطٌة لها معان ،ولكن لٌس لها ما ٌقابلها من أشٌاء فى العالم الخارجى .
وفى هذا الصدد ٌقول الفٌلسوؾ ( فرجٌتشتاٌن ) :إن تخٌل اللؽة هو تخٌل
لصورة الحٌاة .
+مراحل تطور الفلسفة :
-1فلسفة ٌونانٌة قدٌمة .
-2فلسفة العصور الوسطى .
-3فلسفة عصر النهضة .
-4فلسفة حدٌثة .
-5فلسفة معاصرة .
-1فلسفة ٌونانٌة قدٌمة :
وهى من القرن السادس قبل المٌالد ،وحتى القرن الخامس بعد المٌالد .وقد
انقسمت الفلسفة الٌونانٌة إلى قسمٌن فلسفة ما قبل سقراط ،وفلسفة ما بعد سقراط
كانت الفلسفة قبل سقراط تهتم بالبحث خارج اإلنسان ،حٌث كانت تهتم بالعالم
والطبٌعة المحٌطة باإلنسان .
وعندما جاء سقراط اتجه بفلسفته لدواخل اإلنسان وأخالقه ،تاركا ً فى ذلك
الطبٌعة والكون ،فلم ٌشؽل ذهنه بقضٌة قدم العالم أو حدوثه ،أو من أى مادة
صنع هذا العالم ،إنما كان الذى ٌشؽله حقا ً هو موضوع اإلنسان .
21
وجاء بعد ه هرقلٌطس المسمً بفٌلسوؾ التؽٌٌر الذى أكد بأن :كل شًء موجود
فهو فى تؽٌٌر دائم ومستمر .وله عدة مقوالت هامة نذكر منها ما ٌلى :
-1من ال ٌعرؾ أن ٌستمع ال ٌعرؾ أن ٌتكلم .
-2المنقبون عن الذهب ٌحفرون كثٌراً فى التراب ،وٌعثرون على القلٌل من
الذهب .أى أن الكم ال ٌتطابق مع الكٌؾ .فكل ما هو ضخم لٌس بالضرورة
أن ٌكون قٌما ً .
ٌ -3ختار الممتازون بٌن كل األشٌاء الصٌت األبدى ،على خالؾ العامة
ٌشبعون مثل الحٌوانات .
-4الحكمة هى أن تعرؾ أن القول الحقٌقً ٌحكم الكل من خالل الكلمة .
-5ال شًء ٌستمر فى هذه الحٌاة سوى التؽٌٌر .
-2فلسفة العصور الوسطى :
هناك بعض المبادىء التى ترتكز علٌها جمٌع أعمال الفالسفة فى العصور
الوسطى وهى :
-1استخدام المنطق والجدلٌة ،والتحلٌل الكتشاؾ الحقٌقة .
-2احترام رؤى الفالسفة القدماء ،وخاصة أرسطو من حٌث فكره .
-3االلتزام بتنسٌق الرؤى الفلسفٌة مع التعلٌم الدٌنً .
وأشهر أعالم هذه الفترة هو الفٌلسوؾ المسٌحً ( القدٌس أوؼسطٌنوس ) حٌث
كان ٌبحث عن السعادة المطلقة للنفس ،واكتشؾ أخٌراً أنها تتمثل فى معرفة هللا
وهذا ما كان ٌسعى إلٌه أكثر من أى شًء آخر .اشتهر أوؼسطٌنوس بتسمٌة هللا
بالمنور العظٌم ،وشبهه بضوء الشمس .فهو ضرورى لنتمكن من رؤٌة األمور
فى العالم الخارجى ،فإن طرح اإلنسان فى الظلمة ،فال ٌستطٌع أن ٌرى شٌئا ً
من ؼٌر ضوء .
ولذا ٌرى أوؼسطٌنوس أنه :ال ٌمكن لذهن اإلنسان أن ٌعرؾ شٌئا ً ،إال من
خالل هللا ذلك المنور العظٌم .
-3فلسفة عصر النهضة :
ظهر فى هذا العصر الفٌلسوؾ الفرنسً الشهٌر ( جان جاك روسو ) الذى ألؾ
كتابه ( العقد اال جتماعى ) حٌث دعى فٌه إلى المساواة بٌن الطبقات ،وتحرر
الشعب من التعالٌم الخاطئة ،التى تمنع الناس من االجتهاد فى العلوم التجرٌبٌة
وإبداء آرائهم فٌها .
21
-4فلسفة حدٌثة :
وهى فلسفة القرن التاسع عشر .حٌث ظهر فى هذه الفترة مذهب فلسفى جدٌد ٌسمى
بالوضعٌة المادٌة ،حٌث رأت الوضعٌة أن الفلسفة عبارة عن تحلٌل لنتائج العلوم
المختلفة ،واتخذت من نظرٌة التطور لتشارلز داروٌن دعامة وركٌزة أساسٌة لها .
-5فلسفة معاصرة :
ٌرى الفٌلسوؾ األمرٌكً ( جوزاٌا روٌس ) أن هناك فكرتٌن تمٌز الفلسفة
المعاصرة بشكل عام ولٌس الفلسفة األمرٌكٌة بشكل خاص :
-1أن معظم التٌارات الفلسفٌة المعاصرة هى مناهج ،ولٌست مذاهب .ولعل السبب
فى ذلك ٌرجع إلى أن من سمات الفلسفة المعاصرة أصالً انهٌار المذهبٌة .سواء
كانت فلسفة أمرٌكٌة أو حتى أوروبٌة ....
فقدٌما ً منذ أفالطون وأرسطو إلى أن نصل للفٌلسوؾ األلمانى هٌجل ،كان كل واحد
منهم ،وما بٌنهم من فالسفة آخرٌن ،كان حرٌصا ً على أن ٌقدم مذهبا ً فلسفٌا ً .
والمذهب بمعنى أن ٌؽطى الفٌلسوؾ موضوعات عدٌدة فى الفلسفة حتى ٌصبح
فٌلسوفا ً .وأهم هذه الموضوعات هى :
-1االنطولوجى .بمعنى الوجود .
-2االبستمولوجى .بمعنى المعرفة .
-3األكسوٌولوجى .بمعنى القٌم .
فالمذهب الفلسفى ال ٌكتمل إال أن ٌتحدث الفٌلسوؾ فى هذه الموضوعات الثالثة .
وتظهر مشكلة هنا مترتبة على هذا ،فقد ال ٌكون اهتمام الفٌلسوؾ محٌطا ً بهذه
المشكالت الثالثة .
على سبٌل المثال نذكر هنا الفٌلسوؾ كانط حٌث ألؾ ثالثة كتب مهمة جداً فى
تارٌخ الفلسفة :
-1نقد العقل الخالص .وٌتحدث فٌه عن نظرٌته فى المعرفة .
-2نقد العقل العملى .وٌتحدث فٌه عن نظرٌته فى األخالق .
-3نقد ملكة الحكم .وٌتحدث فٌه عن فكرة الجمال .
وبالنظر ألول كتابٌن سنجد إنهما من كالسٌكٌات الفلسفة .وهما من الكتب العظٌمة
.وإذا قارنا هذٌن الكتابٌن بكتابه الثالث نقد ملكة الحكم ،نالحظ أنه ال ٌرتقى لهذٌن
22
الكتابٌن .ولعل السبب ٌرجع لكانط نفسه ،فلم ٌوجد لدٌه اهتمام بفلسفة علم الجمال
لكى ٌكتمل ثالوث النقد المعرفة واألخالق والجمال...
ونستنتج من هنا أن مبدأ المذهبٌة ٌجبر الفٌلسوؾ على الكتابة فى موضوعات محددة
.وعندما سقطت هذه المذهبٌة فى الفلسفة المعاصرة ،شعر الفٌلسوؾ المعاصر
بالحرٌة ،فهو ؼٌر مجبر أو مضطر إلى أن ٌتحدث فى موضوعات ال ٌمٌل إلٌها أو
ٌهتم بها .والدلٌل على ذلك الفٌلسوؾ الكبٌر البرٌجماتى جون دٌوي ،كانت أكبر
اهتماماته بالتربٌة .حٌث ألؾ فٌها حوالى عشرة كتب .
-1التعمٌم األول :سقوط المذهبٌة فى الفلسفة المعاصرة كما ذكرنا سابقا ً .
-2التعمٌم الثانى :أن معظم التٌارات المعاصرة فى الفلسفة تتخذ موقفا ً من المثالٌة
،فهى تعتمد على الواقعٌة .
والمثالٌة لها عدة صور وأشكال .ومن أعالمها جورج بركٌلى الذى ٌقر بأن الوجود
إدراك .فشرط الوجود أن ٌكون معرفا ً حتى ٌحدث اإلدراك .البد من وجود الذات
حتى تحدث المعرفة .فالمثالٌة مدفوعة بالدٌن ،بٌنما الواقعٌة تعتمد على العلم .
فمن الخطأ أن ٌتحول الفٌلسوؾ إلى واعظ ،وإنما ٌحل المشكالت بالعلم .
-3التعمٌم الثالث :أن معظم التٌارات الفلسفٌة هى فلسفات علمٌة ،فٌما عدا الفلسفة
الوجودٌة .ومن النظرٌات والفلسفات العلمٌة هى ما ٌلى :
-1نظرٌة التطور .لتشارلز داروٌن .
-2نظرٌة النسبٌة .أللبرت اٌنشتاٌن .
-فالبد لإلنسان أن ٌسلك سلوك العالم فى أسلوبه بالبحث العلمى ،فال ٌفكر خرافٌا ً
،أو ٌفكر تفكٌر منفصالً او منعزالً عن حٌاة الناس والمجتمع .
23
" الفصل الثالث "
+ما هو التفلسف :
التفلسؾ هو تلك العملٌة التساؤلٌة التى نحاور فٌها أنفسنا ،ونتجادل فٌها مع
اآلخرٌن .وهو أٌضا ً نشاط فكرى ٌحاول فهم الحقائق األساسٌة لإلنسان وكل ما
ٌحٌط به .
+خصائص السؤال الفلسفى :
للسؤال الفلسفى خصائص أهمها ما ٌلى :
-1قصدى .ألنه ٌهدؾ للوصول لمعرفة تتسم بالشمولٌة
-2شكى .ألن المعرفة الفلسفٌة لٌست جاهزة ونهائٌة
-3نقدى .ألنه ٌفتح المجال للشك كطرٌق للمعرفة
-4تساؤلى .ألن كل سؤال ٌستدعى سؤاالً آخر .
+تمييز الحجج عبر التفكير الناقد :
نستخدم اللؽة فى التعبٌر عن فكرنا وسلوكٌاتنا ،وفى كٌفٌة التعامل مع اآلخرٌن
والحوار معهم .فنحن إما نقنعهم بلؽة خطابٌة أو بحجج منطقٌة .
أما الخطابة ( فهى كل محاولة لفظٌة أو مكتوبة إلقناع شخص ما بأن ٌعتقد أو
ٌرؼب أو ٌفعل شٌئا ً ما دون تقدٌم أسباب وجٌهة لهذا االعتقاد أو الفعل أو تلك
الرؼبة لكنها تحاول أن تثٌر االعتقاد أو الفعل أو الرؼبة من خالل قوة الكلمات التى
تستخدمها فقط .
بٌنما الحجة المنطقٌة هى مجموعة من القضاٌا واحدة منها نتٌجة والباقى مقدمات
من المفترض أنها تدعم النتٌجة .ولنتوقؾ لندرك أن الحجة واإلقناع بالحجة تقدم لك
أسبابا ً لالعتقاد أو لفعل شًء ما ،فالحجج إذا تستدعى إمكاناتك النقدٌة وعقلك
الواعى ،بٌنما المحاولة أو األسلوب الخطابى ٌعتمد على القوة اإلقناعٌة لبعض
الكلمات أو التقنٌات اللفظٌة لتؤثر على معتقداتك ورؼباتك وأفعالك بالتركٌز على
رؼباتك ومخاوفك ومشاعرك األخرى .
24
+مثال :الفرق بين اإلقناع الخطابى واألسلوب المنطقى :
إن التقنٌات الخطابٌة البد أن ٌكون فٌها :التهوٌل ،والتالعب باأللفاظ ،والقدرة
على إحداث التأثٌرات المباشرة على المخاطب .كما فى خطابات القادة العسكرٌٌن
لجنودهم حتى ٌنجحوا فى خوض المعركة واالنتصار فٌها على أعدائهم ،حٌث
ٌصؾ هؤالء األعداء بأفظع الصفات وٌصفهم بالجبن والجهل والؽرور فى ذات
الوقت ،وأن هزٌمتهم ممكنة على ٌد جنوده الجبارٌن األخٌار ...
إن محاوالت اإلقناع فى هذا األسلوب الخطابى أو ذاك إنما تسوغ حججا ً لٌست
برهانٌة فى شًء ،بل تستخدم األلفاظ الفخمة ،ذات التأثٌر العاطفى البالػ .
إن الحجة المنطقٌة إنما تعتمد على قضاٌا تمثل المقدمات والنتائج ،حٌث إن كل
حجة منطقٌة مكونة من جزأٌن ،مقدمات ونتٌجة فماذا نعنى بالقضٌة ؟ وماذا نعنى
بالمقدمات ؟ وما هى النتٌجة ؟!
أما القضٌة ( فهى محتوى واقعى معبر عنه بجملة تقرٌرٌة تحمل معنى ٌمكن الحكم
علٌه بالصدق أو الكذب ،وٌمكن التعبٌر عن نفس القضٌة بجمل أو عبارات مختلفة
تحمل نفس المعنى .
والحجة تتكون من أى عدد من القضاٌا حول أى موضوع ،لكن ٌنبؽى أن تقودنا
هذه القضٌة إلى نتٌجة واحدة نهائٌة .القضٌة أو العدد من القضاٌا تشكل مقدمات
الحجة سواء كانت قضٌة واحدة أو اثنتٌن أو ثالثة أو أى عدد من القضاٌا ،أما
القضٌة الواحدة النهائٌة ألى حجة فهى تمثل النتٌجة التى تنتهى بها الحجة وتقودنا
إلٌها مقدماتها .
خذ مثالً هذه الحجة التى لها مقدمة واحدة فقط :
أحمد له أختان
إذاً أحمد لٌس طفالً وحٌداً
25
وهذه الحجة التى لها ثالث مقدمات :
إن استخدام السٌارات ٌسبب ضرراً خطٌراً للبٌئة
تقلٌل استخدام السٌارات سوؾ ٌقلل من الخطر البٌئى
ٌجب علٌنا أن نحافظ على بٌئتنا
لذلك ٌجب أن تستخدم سٌارات أقل
وكما ترى فإن الحجج المنطقٌة تأخذ هنا شكالً ثابتا ً توضع فٌه المقدمات كمبررات
من أجل عملٌة البرهنة وتظهر النتٌجة فى األسفل .
ولكى نحقق مزٌداً من الوضوح فى وضع أسس للحجة النموذجٌة والتى ٌمكن أن
تسمى شرٌط االستدالل ٌ ،مكن تمٌٌز خطوات البرهنة أو االستدالل على النحو
التالى :
-1تمٌٌز المقدمات فى شرٌط االستدالل ٌ ،مكن باستخدام الرموز م ، 1م ، 2م3
وهكذا للتعبٌر عن المقدمات .
-2وضع خط ٌفصل بٌن هذه المقدمات أٌا ً كان عددها وبٌن النتٌجة .
-3التعبٌر عن النتٌجة بالحرؾ (ن) .
وعلى ذلك ٌمكن أن نضع تلك الحجة السابقة فى الصورة النموذجٌة التالٌة :
م : 1استخدام السٌارات ٌدمر البٌئة
م : 2تقلٌل استخدام السٌارات ٌقلل من تدمٌر البٌئة
مٌ : 3جب علٌنا أن نقوم بما نستطٌع من أجل حماٌة البٌئة
ن ٌ :جب أن نستخدم سٌارات أقل .
+كيف نمارس تمييز الحجج من النصوص المقروءة أو المسموعة :
إن قراءة أى نص أو أى خطاب وتحلٌله تحلٌالً نقدٌا ً البد أن ٌبدأ أوالً من التساؤل
حول ما إذا كان هذا الكالم المكتوب أو الملفوظ ٌحتوى على حجة ٌرٌد أن ٌقنع بها
الكاتب أو المتحدث بها أم ال ؟
فالناس عادة ال ٌستطٌعون التعبٌر عن حجمهم بلؽة فٌها حجاج منطقى واضح .
26
والصعوبة األولى :التى تواجهنا تتمثل فى الؽالب فى أنه ال توجد قواعد صارمة
وسرٌعة – فٌما ٌكتبه الكاتبون أو فٌما ٌقوله المتحدثون – تمكننا من التمٌٌز بٌن
المقدمات التى تشكل حجة ،وبٌن المقدمات التى تقوم بوظٌفة أخرى فى النص
المكتوب أو حتى فى الكالم الملفوظ .
إن مسألة تحدٌد الحجج تكمن فى مسألة تحدٌد ما ٌقصده الكاتب أو المتكلم بكلماتهما
المكتوبة أو المتلفظ بها وهذا ٌتم بالممارسة .
والصعوبة الثانية :تتمثل فى أن الكتاب والمتحدثٌن عادة ما ٌتركون بعض مقدملتهم
ؼٌر محددة ألنهم ٌعتقدون أن المستمع أو القاريء سٌعرؾ هذه المقدمات .ولذلك
فإن التحلٌل المنطقى لهذه الحجج ال ٌكتمل إال بأن نضٌؾ بعض المقدمات حتى
تكتمل بنٌة ومحتوى هذه الحجة .
أما الصعوبة الثالثة :فتكمن فى أن الناس كتابا ً ومتحدثٌن ال ٌعبرون عادة عن حجتهم
بلؽة واضحة ،ولذلك فإن علٌنا أن نوضح كل قضٌة قبل أن نستطٌع تكوٌن وجهة
نظر كاملة وواضحة عن الحجة ككل .
ولكى نتؽلب على هذه الصعوبات فى تحلٌل النصوص شفهٌة كانت أو مكتوبة حتى
تبدو فى صورة حجاج منطقى واضح المعالم علٌنا أن نتبع ما ٌلى :
-1تحديد النتيجة ( ن) :
إن أول خطوة ٌنبؽى أن نتبعها لنستمر فى بٌان هذه الحجة أن نعرؾ النتٌجة بداٌة
وثمة عدد من المفاتٌح التى تسهل علٌك العثور على النتٌجة :
مفتاح ( : )1اسأل عن المسألة األساسٌة فى هذا النص أو فى هذا الخطاب ألن
النتٌجة عادة ما تكون استجابة لمسألة ،وكلما نجحت فى إدراك هذه المسألة كلما
سهل علٌك العثور على النتٌجة .
مفتاح (: )2
ابحث عن المؤشرات اللفظٌة للنتٌجة ،إذ ؼالبا ً ما تسبق النتٌجة مؤشرات لفظٌة
تنبًء بوجود النتٌجة وأنها قادمة ،ومن هذه المؤشرات اللفظٌة :
وفق ذلك – لذا فإن – ٌلزم عن ذلك – ٌقترح أن – لنا أن نستنتج – األمر الذى
أحاول إقراره هو – حقٌقة األمر إذن هى .
من ثم – هكذا – ٌبٌن أن – ٌتوجب أن – لنا أن نشتق أن – من المرجح أن –
ٌترتب على ذلك أن .
27
الحقٌقة أن – وباختصار فإن – ٌشٌر ذلك إلى أن – ٌتبٌن من ذلك أن – تشٌر ِإلى
نتٌجة مفادها – ٌثبت أن – فى ضوء ذلك نجد أن .
وبالتالى فإن – وهذا ٌعنى أن – وهذا ٌوضح أن – ٌتأكد لنا من ذلك أن – وذلك
ٌتضمن أن – وبناء على ذلك – وبالتالى فإن .
مفتاح (: )3
ابتعد عما ال ٌمكن أن ٌكون النتٌجة ،إذ ال ٌمكن أن تكون للنتٌجة أٌا ً من اآلتى :
األمثلة – اإلحصاءات – التعرٌفات – المعلومات – الشواهد
مفتاح (: )5
اسأل دائما ً السؤالٌن التالٌٌن ،وأنت تقرأ المقال أو النص ،أو وأنت تستمع إلى
الخطاب :وماذا بعد ؟ ومن ثم ؟ وهل ٌرٌد منا الكاتب أو المتحدث أن نستنبط هذه
النتٌجة التى أخفاها ؟ إذ أن كثٌراً من النصوص وخاصة الشفهٌة منها عادة ما تترك
للقارىء أو المستمع أن ٌستدل هو بنفسه علٌها .
-2تحدٌد المقدمات ( أو مبررات النتٌجة ) :
إن محاولة تحدٌد النتٌجة – كما أشرنا فٌما سبق – تشتمل أٌضا ً على اكتشاؾ بعض
أو كل المقدمات فى تلك الحجة ،ألن مراحل تحدٌد النتٌجة أو المقدمات لٌست
منفصلة كلٌا ً عن بعضها البعض ،وعلى كل حال فثمة مفاتٌح ٌمكن أن تساعدك
على تحدٌد مقدمات الحجة ،مثل :
مفتاح (: )1
هناك قائمة من المؤشرات اللفظٌة التى تساعد على تمٌٌز هذه المقدمات أو مبررات
نتٌجة الحجة ،مثل :
نتٌجة لـ -ذلك أنه – اكتشؾ الباحثون أن – وهذا كذلك ألن
28
بسبب حقٌقة أن – مثال ذلك أن – والسبب هو
أوال – ثانٌا ً – ٌدعم ذلك أن – ودلٌلى على ذلك أن
مفتاح (: )2
هناك أنواع عدٌدة من المبررات وفقا ً لنوع المسألة موضوع الخطاب أو النص ،
وكثٌر من هذه المبررات أو المقدمات تصاغ فى جمل تعرض شواهد ،والشواهد
معلومات محددة تستخدم فى تأٌٌد إثباتات وبراهٌن على شًء تزعم صحته .وهذه
الشواهد أو تلك اإلثباتات مثل :اكتشافات بحثٌة ،أمثلة من الحٌاة الواقعٌة ،
إحصائٌات ،شهادات شخصٌة ،مقارنات ،أراء الخبراء والسلطات المختصة .
مفتاح (: )3
أن تسأل نفسك وأنت تقرأ النص أو تستمع للخطاب ،ما هى أسباب الكاتب أو
المتحدث ِإلثبات أن النتٌجة صحٌحة ؟ فالقضاٌا التى تجد أنها تجٌب على هذا
السؤال تكون مقدمات الحجة المقصودة .
-3النتائج الوسٌطة :
لنالحظ دائما ً أن الحجج المركبة أو شرٌط االستدالل الذى ٌتضمن عدداً كبٌر ًا
من المقدمات ،قد ٌتضمن بداخله نتائج لمقدمات ،تتحول هى ذاتها إلى مقدمات
ٌترتب علٌها نتائج ،إذ أن نتٌجة أى حجة ٌمكن أن تصبح مقدمة فى حجة تالٌة
ونتٌجة الحجة التالٌة ٌمكن أن تكون مقدمة لحجة أخرى وهكذا .خذ هذا المثال
البسٌط لتوضٌح ماذا نعنى بالنتائج الوسٌطة التى قد تصبح كما قلنا إحدى
مقدمات نتٌجة تالٌة :
تٌتو قطة
كل القطط حٌوانات
لذلك فإن تٌتو حٌوان
وحٌث إن كل الحٌوانات هى من ذوات الدم الحار
فإن هذا ٌتبعه أن تٌتو من ذوات الدم الحار
فالنتٌجة الوسٌطة هنا فى هذه الحجة أن تٌتو حٌوان ،وقد استخدمت كمقدمة
لنتٌجة أبعد وٌمكن أن نتوسع فى أمثلة للحجج على هذا المنوال مثل :
29
م : 1سوٌتى كلب
م : 2كل الكالب حٌوانات
ن : 1سوٌتى حٌوان
م : 3كل الحٌوانات من ذوى الدم الحار
ن : 2سوٌتى من ذوى الدم الحار
ومن الطبٌعى أنه فى مثل هذه الحجج فإن النتٌجة األخٌرة التى توصلنا إلٌها عبر
العدد األكبر من المقدمات تكون هى القضٌة التى ٌحاول المبرهن أن ٌؤكد علٌها
فهى تمثل بالنسبة له الهدؾ النهائى .ولذلك فهى تسمى ببساطة " نتٌجة الحجة "
فى حٌن أن أٌة نتائج سابقة كانت تمثل مراحل فى ذلك الطرٌق الطوٌل ،ومن ثم
فنحن نسمٌها نتائج وسٌطة ألنها تحولت فٌما بعد إلى مقدمة .
+من هو الفيلسوف :
هو شخص ٌرى العالم واألشٌاء والوجود من منظور ؼٌر معتاد وخارج عن
المألوؾ .فبسبب التفلسؾ هنا أننا نندهش مثل األطفال .
وهو أٌضا ً الشخص الذى ٌمارس الفلسفة وٌفكر من خاللها ،وٌحاول اإلجابة عن
األسئلة ،كما ٌضع حلوالً للمسائل الفلسفٌة ،التى ٌطرحها كل عصر من العصور
حول قضاٌا وأزمات ٌواجهها اإلنسان فى المجتمع .
إن وظٌفة الفٌلسوؾ تقدٌم حلول للمشاكل ،والعمل على تنفٌذها
+سمات الفيلسوف :
-1لٌس كل من درس الفلسفة صار فٌلسوفا ً .
-2البد أن ٌكون فى قلق وحٌرة ودهشة .
ٌ -3نتقل الفٌلسوؾ بعد ذلك من حالة الدهشة إلى موقؾ من التأمل .
-4كل معرفة تقدم للفٌلسوؾ ٌشك فٌها شكا ً منهجٌا ً .
+خصائص عمل الفيلسوف :
-1الفٌلسوؾ ال ٌختلق المشكلة ،وإنما تكون المشكلة موجودة بالفعل .
-2ال تكون فلسفته فى فراغ ،بل تكون لها هدؾ ومتأثرة بالمعارؾ العامة.
31
ٌ -3ستخدم المنهج التحلٌلى لكى ٌصل لطبائع األشٌاء .أى ٌحلل المشكلة
لجزٌئاتها األولٌة .
ٌ -4ساهم فى حل المشكلة ،بواسطة البرهان العقلى .فٌقدم لنا فلسفته من خالل
األدلة والبراهٌن .
ٌ -5نشؽل بالعدٌد من القضاٌا ،حسب رؤٌته العامة لطبٌعة اإلنسان .
ٌ -6رتب ما توصل إلٌه من نتائج خالل فكر مترابط .
+شخصية الفيلسوف :
تعتبر شخصٌة الفٌلسوؾ من ضمن الشخصٌات العبقرٌة ،فعبقرٌة الفٌلسوؾ تكمن
فى تحقٌق الرقى بنفسه .
فالتمرد على الواقع المألوؾ ،هو من أهم سمات العبقرٌة التى تحركها شهوة
االبتكار والتجدٌد .إن الفٌلسوؾ ٌأتى إلى الدنٌا بنهم شدٌد للمعرفة والبحث عن
الحقٌقة ،فهو ال ٌقبل كل ما ٌقدم إلٌه من أفكار ،فلوال تمرد الفٌلسوؾ على البٌئة
التى ولد بها ،لما تطورت تلك البٌئة وتقدمت .
وعلى الفٌلسوؾ أن ٌكون ملما ً بالمعارؾ والفلسفات السابقة علٌه ،حتى ٌتمكن من
الربط بٌنهما وبٌن حلقات التطور المتوقع لها فى المستقبل .
والفٌلسوؾ ال ٌسلم تسلٌما ً كامالً لألفكار والتعالٌم التى تمر علٌه ،وإنما ٌخضعها
للنقد والفحص والتحلٌل ،وقد ٌبنى فلسفته فى الحٌاة على نظرٌة " النجاح فى كل
شًء " .ونالحظ الفرق بٌن اهتمام الفٌلسوؾ والشخص العادى ،فالفٌلسوؾ ٌهتم
بالموضوعات " الكلٌة والشمولٌة " بٌنما الشخص العادى ٌنشؽل بأمور الحٌاة
الروتٌنٌة .
+كيف تكون فيلسوف :
الفٌلسوؾ العظٌم هو الذى ٌكتشؾ طرٌقة جدٌدة لطرح األسئلة .
إن الفلسفة فى أبسط تعرٌؾ لها هى وجهة نظر تعبر عن صاحبها فى موضوع ما ،
ولكى ٌكون لك وجهة نظر صحٌحة ،علٌك أن تكون عالما ً بما تقول ،وعلٌك أن
تتعلم كٌؾ تسمع الؽٌر لتستفٌد ،وأن تقرأ كثٌراً فى مختلؾ المعارؾ ،وأن تنوع
مصادر معارفك فتقرأ مثالً فى السٌاسة والدٌن والعلم والفلسفة والفلك .
أن تكون عالما ً بما ٌجرى حولك فى هذه الدنٌا ،وأن تقول أقوال ٌهتم بها الجمٌع
تعلم من تجاربك الشخصٌة وأخطاء ؼٌرك .
31
إن دراسة وجهات نظر الفالسفة ومعرفة آرائهم فى حل مشاكل الحٌاة ،البد أن
تساعد على تنمٌة تفكٌر الفرد واالرتقاء بعقلٌته ،ومن ثم عقلٌة المجتمع .
رأٌى الخاص بالفلسفة هو أن تكون مثل النحلة التى تأخذ الرحٌق من كل األزهار
والنباتات وتهضمه ،ثم تسترجعه عسالً مكثفا ً ،ال أن تكون مثل طائر الطنان ٌأخذ
الرحٌق ،وال نحصل منه ؼٌر الطنٌن والضوضاء المزعجة .
أقرأ مؤلفات الفالسفة وبراهٌنهم وحججهم فى إثبات فكرتهم .
كن جاهزاً للقلٌل من النقاش فهذا ٌحسن فهمك .ولكن علٌك أن تشعر بمشاعر
اآلخرٌن وأنت تناقشهم .
ا درس علم المنطق فهو علم ٌبحث فى القوانٌن العامة للفكر الصحٌح ،وٌساعدك
على تجنب الخطأ فى الفكر ( .يمكنك مراجعة كتابى المختصر فى علم المنطق متداول فى
مكتبة نور عبر اإلنترنت ).
32
+قائمة المراجع :
مختار عطا هللا :التفكٌر الفلسفى ،جامعة القاهرة ،كلٌة دار العلوم ،سنة 2116م
محمد جواد :مذاهب فلسفٌة ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،سنة 2116م .
أحمد عبد الحمٌد :مقدمة فى األخالق النظرٌة والتطبٌقٌة ،جامعة القاهرة ،كلٌة
اآلداب ،سنة 2116م .
صالح اسماعٌل :فلسفة اللؽة واألدب ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،سنة 2116م
صالح اسماعٌل :فلسفة العقل ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،سنة 2116م .
عصام جبل :مبادىء التفكٌر النقدى ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،سنة 2116م
عفاؾ عمر حسٌن :اتجاهات الفلسفة الحدٌثة ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،سنة
2116م .
ؼادة اإلمام :اتجاهات الفلسفة األوربٌة المعاصرة ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،
،سنة 2116م .
نادر مصطفى :فلسفة الجمال ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،سنة 2116م .
عبد هللا الدسوقى :فلسفة وحوار الحضارات ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،سنة
2116م .
رجاء أحمد على :األخالق المهنٌة ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،سنة 2116م .
هدى الخولى :فلسفة ٌونانٌة حتى أفالطون ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،سنة
2116م .
مصطفى النشار :الفلسفة الٌونانٌة بعد أفالطون ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،
سنة 2121م .
اسماعٌل عبد العزٌز :المنطق التطبٌقى ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،سنة
2116م .
محمد مدٌن :الفلسفة األمرٌكٌة ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،سنة 2116م .
محمد مدٌن :الفكر الفلسفى ،جامعة القاهرة ،كلٌة اآلداب ،سنة 2116م .
أحمد سعد زاٌد :مقدمات فى فلسفة التارٌخ ،سنة 2113م
33
أحمد سعد زاٌد :قصة الفلسفة الٌونانٌة ،سنة 2112م
سماح رافع محمد :الفلسفة والمنطق ،للصؾ الثالث الثانوى ،سنة 2114م
آرسً سبرول :برنامج جددوا فكركم ،سنة 2112م
34
الفهرس
مقدمة 2....................................................................................
" الفصل األول " 3.......................................................................
-1تعرٌؾ الفلسفة 3.....................................................................
-2أهدافها وأهمٌتها 4....................................................................
-3اسالٌب التفكٌر ومكانة األسلوب الفلسفى 4..........................................
-4تعرٌؾ علم المنطق وقوانٌنه األساسٌة 6............................................
-5أسباب الوقوع فى الخطأ عند فرنسٌس بٌكون 7....................................
-6أخطاء الوقوع فى التفكٌر 8..........................................................
-7التفكٌر النقدى 8.......................................................................
-8الخطوات التى ٌجب اتباعها لكى ٌفكر اإلنسان تفكٌر نقدى 9......................
-9معاٌٌر التفكٌر الناقد 9................................................................
-11صفات المفكر الناقد 11..........................................................
" الفصل الثانى " 11.....................................................................
-1مباحث الفلسفة 11....................................................................
-2مراحل تطور الفلسفة 19 ............................................................
" الفصل الثالث " 23.....................................................................
-1ما هو التفلسؾ 23....................................................................
-2خصائص السؤال الفلسفى 23........................................................
-3تمٌٌز الحجج عبر التفكٌر الناقد 23..................................................
-4الفرق بٌن اإلقناع الخطابى واألسلوب المنطقى 24 ................................
-5كٌؾ نمارس تمٌٌز الحجج من النصوص المقروءة أو المسموعة 25.............
-6من هو الفٌلسوؾ 29.................................................................
-7سمات وخصائص الفٌلسوؾ 29.....................................................
-8شخصٌة الفٌلسوؾ 29................................................................
-9كٌؾ تكون فٌلسوؾ 31..............................................................
35