You are on page 1of 35

1

‫بيانات الكتاب‬
‫اسم الكتاب ‪:‬‬

‫كٌؾ تكون فٌلسوفا ً ؟‬

‫اسم الكاتب ‪:‬‬

‫أ‪ .‬ماٌكل ٌوسؾ سلوانس‬

‫تصمٌم الؽالؾ ‪:‬‬

‫أ‪ .‬نورهان عصام همام‬

‫مراجعة لؽوٌة ‪:‬‬

‫د‪ .‬أحمد السٌد عمار‬

‫‪2‬‬
‫‪ +‬مقدمة ‪:‬‬
‫إن اإلنسان الذى ٌرى شٌئا ً فى هذه الحٌاة ‪ ،‬وٌسأل عن سببه ‪ٌ ،‬عتبر ضمن الراؼبٌن‬
‫فى تعلم الفلسفة ‪.‬‬
‫ألن الفلسفة فى حقٌقة أمرها هى التعرؾ على أسباب األشٌاء ‪ ،‬وعالقتها بحدوث‬
‫الظواهر ‪ ،‬ومن هنا كانت الفلسفة قدٌما ً أم العلوم ‪ ،‬ألنها كانت تضم العدٌد من العلوم‬
‫والمجاالت الكثٌرة ‪ ،‬إلى أن تم فصلها فى القرن السابع عشر ‪.‬‬
‫وٌقول أرسطو أنه ‪ :‬ال ٌمكن ألحد أن ال ٌتفلسؾ حتى الذٌن ٌعادون الفلسفة ‪ .‬فإذا‬
‫أردت أن تبٌن موقفك المعادى للفلسفة ‪ ،‬فستجد نفسك فى حقٌقة األمر أنخرطت فٌها‬
‫وقد شؽل ذهنى سؤال هام منذ سنوات كثٌرة ‪ ،‬وهو ما أهمٌة الفلسفة بالنسبة‬
‫للمواطن البسٌط فى هذا المجتمع ؟!‬
‫فما قٌمتها مثالً لرجل فقٌر جائع ‪ ،‬أو لعابر سبٌل ٌعبر الشارع ؟!‬
‫وبعد البحث الجاد عثرت أخٌراً على قول للفٌلسوؾ ( كٌركفارد ) أظن أنه كان‬
‫بمثابة إجابة شافٌة لتساؤلى هذا ‪ ،‬حٌث قال ‪ :‬إن الناتج هو ما نرٌد نحن أن نتابعه ‪.‬‬
‫فالتفلسؾ إذن هو ‪ :‬إٌجاد أسباب منطقٌة ألمر نقوم به فى المعتاد ‪ .‬فإذا طرحنا‬
‫سؤاالً مثل ‪ :‬لماذا أنا أعمل ؟ قد نجد أن اإلجابات تعددت واختلفت من شخص آلخر‬
‫ربما تكون اإلجابة لكى أحصل على المال ‪ ،‬أو أرٌد أن أحقق ذاتى ‪ ،‬أو لكى أسد‬
‫وقت فراؼى ‪ .‬وهكذا تعددت اإلجابات وكلها توحى بالمنطق الذى ٌسٌر صاحبه‬
‫على خطواته ‪....‬‬
‫وعلٌه فلٌس من المهم أن نتبنى فلسفات جدٌدة ‪ ،‬ولكن من المهم جداً أن تكون فلسفتنا‬
‫تجاه األشٌاء منطقٌة ‪ .‬وألن المنطق هو " علم ٌعصم الذهن من الوقوع فى الخطأ "‪.‬‬
‫علٌنا دائما ً أن ندرك بأن فكرنا البد أن ٌكون منطقٌا ً مرتبا ً بعناٌة ‪.‬‬
‫لذلك فإن الجهد الفلسفى أصبح أكثر ارتباطا ً بالبحث فى مشكالت اإلنسان والمجتمع‬
‫‪ ،‬تاركا ً مشكالت الكون والوجود خاصة بعد ازدٌاد تعقد الحٌاة االجتماعٌة فى‬
‫العصور الحدٌثة والمعاصرة ‪.‬‬
‫ولقد وضعت هذا الكتاب لٌكون بمثابة تطبٌق عملى للفلسفة فى واقعنا هذا ‪ ،‬فالكتاب‬
‫ال ٌزودنا بالكثٌر من المعلومات ‪ ،‬بقدر ما ٌوجهنا نحو ما الذى ٌجب عمله ‪ ،‬حتى‬
‫نصبح فالسفة حقٌقٌن ؟‬

‫‪3‬‬
‫" الفصل األول "‬
‫‪ +‬تعريف الفلسفة لغويا ً واصطالحيا ً ‪:‬‬
‫‪ +‬معنى فلسفة لغويا ً ‪:‬‬
‫هى كلمة ٌونانٌة قدٌمة مركبة من مقطعٌن هما " فٌلو " بمعنى حب ‪ ،‬وسوفٌا "‬
‫حكمة " وبذلك فإن كلمة " فٌلوسوفٌا " تعنى لؽوٌا ً " حب الحكمة " ‪ .‬وبهذا ٌكون‬
‫الفٌلسوؾ هو شخص محب للحكمة ‪.‬‬
‫والمقصود بالحكمة هنا ‪ :‬المعرفة العقلٌة الراقٌة واإلدراك الكلى لألشٌاء ‪.‬‬
‫‪ +‬تعريف الفلسفة اصطالحيا ً ‪:‬‬
‫ٌرى القدٌس أوؼسطٌنوس أن ‪ :‬الفلسفة هى النشاط العقلى الوحٌد القادر على إرشاد‬
‫اإلنسان للسعادة الحقٌقٌة ‪ ،‬متمثلة فى اللذة العقلٌة ولٌست المادٌة ‪...‬‬
‫بٌنما الفلسفة بمفهومها العام تعنى ‪ :‬كل تفكٌر عقلى خالص نظرى مجرد كلى فى‬
‫قضٌة من قضاٌا المعرفة أو الوجود أو القٌم ‪.‬‬
‫شرح التعرٌؾ السابق ‪:‬‬
‫‪ -1‬عقلى خالص ‪ .‬إن التفكٌر الفلسفى ٌعتمد على العقل ‪ ،‬كأداة خالصة فى‬
‫البحث فقط ‪ .‬فال ٌستخدم الفٌلسوؾ أجهزة أو أدوات أو معامل فى فلسفته ‪،‬‬
‫وإنما العقل وحده ‪.‬‬
‫‪ -2‬التفكٌر الفلسفى نظرى ‪ .‬معناه أن الفٌلسوؾ ٌضع نظرٌات لحل مشكالت‬
‫الفلسفة ‪ ،‬ولٌس من شأنه أن ٌطبق هذه النظرٌات على أرض الواقع ‪ ،‬والذٌن‬
‫ٌأخذون نظرٌات الفٌلسوؾ وٌطبقونها على أرض الواقع لٌس هم بفالسفة ‪،‬‬
‫وإنما هم علماء متخصصون فى مجالهم ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬لذلك فٌلسوؾ وضع نظرٌة فى علم االجتماع ‪ ،‬ثم ٌأتى بعد ذلك عالم‬
‫اجتماع وٌأخذ هذه النظرٌة وٌطبقها فى المجتمع ‪.‬‬
‫كما ٌمكن أٌضا ً للفٌلسوؾ أن ٌطبق النظرٌة على الواقع ‪ ،‬ولكنه فى هذه الحالة‬
‫ٌكون عالم وفٌلسوفا ً ولٌس فٌلسوفا ً فقط ‪ ،‬مثال لذلك ‪ :‬ابن خلدون وضع نظرٌة‬
‫فى علم االجتماع فى مقدمته ‪ ،‬ثم قام بطبٌقها فى كتابه العبارة ‪ ،‬وهنا أصبح‬
‫مؤرخا ً وفٌلسوفا ً ولٌس فٌلسوفا ً فقط ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -3‬التفكٌر الفلسفى تفكٌر كلى ‪ .‬أى صالح لكل زمان ومكان ولكل شخص أٌضا ً‪.‬‬
‫فالفٌلسوؾ ٌضع نظرٌات تصلح لجمٌع البشر ‪.‬‬
‫‪ +‬أهداف الفلسفة ‪:‬‬
‫‪ -1‬تنشط العقل والفكر ‪.‬‬
‫‪ -2‬تجعل اإلنسان ٌفكر أكثر عمقا ً ‪.‬‬
‫‪ -3‬تساعد فى نشر الفضٌلة ‪.‬‬
‫‪ +‬أهمية الفلسفة ‪:‬‬
‫‪ -1‬تثٌر الوعى عند الفرد ‪ ،‬وتجعله ٌتعقل حٌاته بدالً من أن ٌعٌشها على علتها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعمل الفلسفة على تنمٌة تفكٌر الفرد واالرتفاع بمستواه العقلى ‪.‬‬
‫‪ -3‬توقظ اإلنسان من سباته العمٌق ‪ ،‬وتساعده على إدراك ماهٌة نفسه وحدود‬
‫حرٌته ومكانته فى الوجود ‪.‬‬
‫‪ -4‬هى األداة التى تجٌب على كثرة األسئلة التى تتعلق بموضوعات اإلنسان‬
‫والكون ‪.‬‬
‫‪ -5‬تساهم فى تكوٌن الشخصٌة النقدٌة ‪.‬‬
‫‪ -6‬تعلم مهارة إثبات وجهات النظر والدفاع عنها ‪.‬‬
‫‪ -7‬تعلم كٌفٌة وضع األسئلة واإلجابة عنها بطرٌقة علمٌة ‪.‬‬
‫‪ +‬أساليب التفكير ومكانة األسلوب الفلسفى ‪:‬‬
‫الشك أن اإلنسان هو أرقى مخلوقات هللا عز وجل ‪ ،‬فهو الوحٌد الذى ٌعبر عن‬
‫تفكٌره بسلوك واع وطرق منظمة وأسالٌب متنوعة ‪....‬‬
‫إن التفكٌر ‪ :‬هو مجموعة من العملٌات العقلٌة التى ٌقوم بها اإلنسان مستهدفا ً حل‬
‫مشكلة ما ‪ ،‬أو تفسٌر موقؾ ؼامض ‪ .‬أما األسالٌب فهى الطرق المختلفة التى ٌعبر‬
‫بها اإلنسان عن التفكٌر ‪ ،‬والتى قد ٌكون بعضها بسٌطا ً بدائٌا ً ‪ ،‬بٌنما ٌكون اآلخر‬
‫دقٌقا ً متطوراً ‪.‬‬
‫وقد ٌتفق العدٌد معى فى أن أسالٌب التفكٌر تختلؾ من فرد إلى آخر ‪ ،‬هذا بالطبع‬
‫حسب كل بٌئة ومستوى تعلٌم وعمر وإدراك ‪ ،‬وؼٌرها من عوامل أخرى كثٌرة ‪.‬‬
‫فمثالً نالحظ أن طرٌقة تفكٌر الطفل تختلؾ عن طرٌقة رجل ناضج فى التفكٌر ‪،‬‬
‫وطرٌقة تفكٌر طفل الرٌؾ البسٌط ‪ ،‬مختلفة كذلك عن طرٌقة تفكٌر طفل المدٌنة ‪.‬‬
‫واألمر بالمثل فى أسالٌب التفكٌر ‪ ،‬فهى تختلؾ من زمن آلخر ومن بٌئة ألخرى ‪...‬‬
‫وفى وجهة نظرى تعددت أسالٌب التفكٌر اإلنسانى لتشمل خمسة أنواع هى ‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -1‬أسلوب خرافى‬
‫‪ -2‬أسلوب دٌنً‬
‫‪ -3‬أسلوب فلسفى‬
‫‪ -4‬أسلوب علمى‬
‫‪ -5‬أسلوب الشك ‪.‬‬
‫‪ -1‬األسلوب الخرافى ‪ .‬هو بالطبع أسلوب ؼٌر واقعى بالمرة ‪ ،‬حٌث لجأ إلٌه‬
‫اإلنسان قدٌما ً ‪ ،‬وذلك عندما عجز عن تفسٌر ما ٌحدث حوله من ظواهر ‪ ،‬ال‬
‫ٌعرؾ لها أسبابا ً حقٌقٌة ‪ .‬مثل ظاهرة البرق والرعد ‪ ،‬حٌث كانت تفسر‬
‫قدٌما ً قبل ظهور األدٌان فى الٌونان بؽضب اآللهة على البشر ‪!....‬‬
‫‪ -2‬األسلوب الدٌنى ‪ .‬هو ٌنسب تفسٌر كل ظاهرة إلى هللا الخالق عز وجل ‪ ،‬فهو‬
‫الذى خلق العالم بكلمة منه وبقدرته ‪ ،‬ولذلك عندما ٌنظر اإلنسان هنا لظاهرة‬
‫البرق والرعد ‪ٌ ،‬عتبرها دلٌالً على وجود هللا ‪ ،‬وقدرته التى تفوق البشر ‪.‬‬
‫وكذلك عندما ٌرى تعاقب اللٌل والنهار ‪ ،‬واختالؾ فصول السنة األربعة‬
‫نجده ٌرى برهان الخالق فى الطبٌعة ‪ ،‬وأنه ٌوجد وراءها مبدع عظٌم ومنظم‬
‫دقٌق هو هللا سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫‪ -3‬األسلوب الفلسفى ‪ .‬تمٌز الفالسفة عن ؼٌرهم من البشر فى موضوع التأمل‬
‫العقلى ‪ ،‬والتفكٌر المجرد والتفسٌر الكلى للظواهر واألشٌاء ‪ ،‬ومن هنا كانت‬
‫عقولهم أكثر نضجا ً فى محاولة تفسٌر وفهم الظواهر الؽرٌبة ‪ ،‬مثالً نجدهم قد‬
‫فسروا ظاهرة البرق والرعد على إنها ظاهرة طبٌعٌة جداً ‪ ،‬وإنها ترتبط‬
‫ببقٌة الظواهر الطبٌعٌة األخرى ‪.‬‬
‫‪ -4‬األسلوب العلمى ‪ .‬وهو أسلوب ٌستخدم فٌه األجهزة والحواس المختلفة ‪،‬‬
‫حٌث ٌجرى تجارب علمٌة الكتشاؾ األسباب‪ ،‬ثم ٌتوصل العالم إلى أكتشاؾ‬
‫قانون محدد لٌفسر ظاهرة البرق والرعد التى حٌرت الكثٌر من البشر ‪،‬‬
‫حٌث أقر هذا القانون بأن هذه الظاهرة عبارة عن تفرٌػ شحنات كهربٌة ؼٌر‬
‫متجانسة بٌن األجزاء العلوٌة والسفلٌة فى السحب ‪ ،‬مما ٌنتج عن ذلك حدوث‬
‫ضوء ( البرق ) وحدوث صوت ( الرعد ) ‪.‬‬
‫‪ -5‬أسلوب الشك ( النزعة الشكٌة ) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬ما الفرق بٌن الشك والتردد ؟‬
‫التردد ‪ :‬هو الوقوؾ دون اتخاذ قرار بٌن احتمالٌن أو متناقضٌن ‪.‬‬
‫مثال على التردد ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫كان هناك فٌلسوؾ فرنسً اسمه ( بلودوه ) ٌمتلك حماراً ‪ ،‬فوضع أمامه ماء‬
‫وطعام فى كل جانب على حدة ‪ ،‬وذلك بعد أن جوع الحمار لمدة ٌوم كامل ‪،‬‬
‫بحٌث كان الحمار واقفا ً فى المنتصؾ بٌنهما ‪.‬‬
‫كانت النتٌجة أن الحمار تردد ما بٌن الماء والطعام ‪ ،‬ولم ٌستطع أخذ قرار حتى‬
‫مات أخٌراً ‪ ،‬فهذا هو التردد ‪ .‬هو عدم االختٌار بٌن أمرٌن دون تفضٌل أحدهما‬
‫على اآلخر ‪ ،‬وبالتالى ٌمكن أن ٌعٌش اإلنسان متردداً فى حٌاته من أمر ما ‪.‬‬
‫أما الشك فهو تساؤل دائم عن معتقداتك ومن أٌن أتت ؟‬
‫وهل هذه األشٌاء التى تؤمن بها صحٌحة أم خاطئة ‪ ،‬مثلما قال ( دٌكارات ) أنا‬
‫أشك إذن أنا موجود ‪.‬‬
‫والشك مهم جداً ‪ ،‬فبدون شك لم ٌكن ٌستطٌع اإلنسان التوصل لمعارؾ جدٌدة ‪.‬‬
‫كما فعل ألبرت اٌنشتاٌن الذى شك فى نظرٌة نٌوتن ‪ ،‬وجاء بنظرٌة النسبٌة‬
‫وفٌزٌائه الجدٌدة ‪.‬‬
‫بدون شك لم تكن هناك آٌة ظهورات لألفكار العلمٌة الجدٌدة ‪.‬‬
‫وهناك سؤال ٌطرح نفسه هل اإلنسان الشكاك صاحب عقلٌة منؽلقة أم منفتحة ؟‬
‫اإلجابة ‪ :‬إنه صاحب عقلٌة متفتحة ‪ ،‬ألن الشخص الشكاك ٌأخذ بعض اآلراء‬
‫بشكل مؤقت ‪ ،‬وذلك ل حٌن إثبات صحتها بالدلٌل أو خطئها ‪ ،‬إذن الشكاك ٌرحب‬
‫بالرأى والرأى اآلخر ‪ ،‬لحٌن التحقق منه ‪.‬‬
‫‪ +‬تعريف علم المنطق ‪:‬‬
‫هو علم قوانٌن الفكر األساسٌة ‪ ،‬وقوانٌن الفكر األساسٌة هى مجموعة المباديء‬
‫التى ٌسٌر علٌها الفكر اإلنسانى ‪ .‬وتتمثل المبادىء فى اآلتى ‪:‬‬
‫‪ -1‬قانون الهوٌة ‪ .‬أى الشىء هو هو بمعنى أن الشخص هو نفسه ولٌس ؼٌره ‪.‬‬
‫‪ -2‬قانون عدم التناقض ‪ .‬فالشىء ال ٌتناقض مع نفسه ‪ ،‬فعصام موجود أو ؼائب‬
‫‪ -3‬قانون الثالث المرفوع أو الوسط الممتنع ‪ .‬وٌقر بأن الشىء إما أن ٌوصؾ‬
‫بصفة أو نقٌض الصفة ‪ ،‬وال وسط ( ثالث ) بٌن النقٌضٌن ‪.‬‬
‫مثال لذلك ‪ :‬إما أن تكون مفكراً أو ال ‪ ،‬فال ٌوجد وسط بٌنهما ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ +‬أسباب الوقوع فى الخطأ عند بيكون ‪:‬‬
‫أراد فرنسٌس بٌكون أن ٌعرفنا بعض األشٌاء التى تؤدى إلى وقوع اإلنسان فى‬
‫الخطأ ‪ ،‬وهذه األشٌاء ٌطلق علٌها اسم األوهام أو األوثان ‪ ،‬وهى أربعة أوهام كما‬
‫ٌراها هو على النحو التالى ‪:‬‬
‫‪ -1‬أوهام الجنس ‪.‬‬
‫‪ -2‬أوهام الكهؾ ‪.‬‬
‫‪ -3‬أوهام السوق ‪.‬‬
‫‪ -4‬اوهام المسرح ‪.‬‬
‫‪ -1‬أوهام الجنس ‪.‬‬

‫وهى تلك األخطاء التى ٌقع فٌها اإلنسان بحكم طبٌعته البشرٌة الناقصة ‪ ،‬وهى نوع‬
‫من األخطاء التى ٌشترك فٌها معظم الناس ‪ ،‬وذلك مثل التسرع فى الحكم والتوصل‬
‫إلى األحكام العامة دون أساس صحٌح ‪ ،‬وٌوصى الفٌلسوؾ بضرورة توخى الحذر‬
‫من هذا النوع ‪ ،‬حتى ال ٌقع اإلنسان فٌه ‪.‬‬
‫‪ -2‬أوهام الكهؾ ‪:‬‬
‫وهى تلك األخطاء التى ٌقع فٌها المرء بحكم طبٌعته ‪ ،‬فلكل فرد منا كهفه الخاص به‬
‫‪ ،‬وهذا بالطبع ٌرجع إلى عوامل نشأته وتربٌته ومهنته ‪ ،‬ومن شأن هذا االختالؾ‬
‫فى جمٌع تلك العوامل أن ٌؤدى إلى نوع من األخطاء ٌقع فٌه كل فرد نتٌجة له ‪.‬‬
‫والبد أن نكون على وعى بمثل هذه األخطاء حتى نستطٌع تجنبها ‪.‬‬
‫‪ -3‬أوهام السوق ‪:‬‬
‫وهى تلك األخطاء التى ٌقع فٌها المرء نتٌجة لالستخدام الخاطىء للؽة أو نتٌجة‬
‫لؽموض اللؽة والتباسها ‪ ،‬حقٌقة أن اإلنسان هو الذى وضع اللؽة ‪ ،‬وهو قادر على‬
‫أن ٌكٌفها كما ٌشاء ‪ .‬إال أن فرنسٌس بٌكون ٌرى أن الناس ٌعتقدون أن عقولهم‬
‫تتحكم فى األلفاظ التى ٌستخدمونها ناسٌن أن األلفاظ إلى جانب ذلك تعود فتتحكم‬
‫بدورها فى عقولهم ‪ ،‬وأن ذلك هو نفسه الذى أصاب ( الفلسفة ) والعلوم بالسفسطة‬
‫والجمود ‪.‬‬
‫‪ -4‬أوهام المسرح ‪:‬‬
‫وهى تلك األخطاء التى ٌقع فٌها المرء نتٌجة لتأثره بمشاهٌر المفكرٌن والفالسفة ‪،‬‬
‫فٌأخذ ما ٌقولونه دون تفكٌر ‪ ،‬وكأن عقله متفرج فى مسرح ٌشاهد الممثلٌن دون أن‬
‫‪8‬‬
‫ٌكون له دور أو هو ٌنفعل وال ٌفعل شٌئا ً ‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثٌرة فى تارٌخ العلم‬
‫‪ ،‬فقد رفض علماء القرن السابع عشر تصدٌق جالٌلٌو على بعض الحقائق ألن‬
‫أرسطو شكك فٌها ‪ ،‬وأقر بعكسها مثل موضوع كروٌة األرض على سبٌل المثال ‪،‬‬
‫وكانت النتٌجة لذلك إصدار حكم اإلعدام علٌه ‪ ،‬ألنه جاء بأقوال مخالفة للعلماء‬
‫السابقٌن لعهده ‪.‬‬
‫إن هذه األخطاء ٌنبهنا فرنسٌس إلٌها حتى نتجنبها ‪ ،‬وال تؤثر فى منهجنا ‪.‬‬
‫‪ +‬أخطاء الوقوع فى التفكير ‪:‬‬
‫‪ -1‬المبالؽة فى التعمٌم ‪ .‬أى تحكم على الموضوع من الجزء للكل ‪ ،‬مثل أنك‬
‫جربت منتجا ً صٌن ًٌّا مثال ‪ ،‬وكان المنتج سٌئا ً‪ ،‬فتقول إن جمٌع المنتجات‬
‫الصٌنٌة سٌئة جداً ‪.‬‬
‫‪ -2‬التفكٌر األبٌض واألسود ‪ .‬هذا الشًء جٌد أو سًء ‪ ،‬أى بمعنى تقبل الشًء‬
‫تماما ً أو ترفضه تماما ً ‪ ،‬مع أن الشًء نفسه ٌحتوى على ممٌزات وعٌوب‬
‫أٌضا ً ‪.‬‬
‫‪ -3‬القفز إلى النتائج ‪ .‬هو القٌام بعمل استدالل عن موضوع ‪ ،‬ال ٌملك دلٌالً علٌه‬
‫أو ربما ٌكون الدلٌل ضعٌفا ً ‪ .‬مثل انطون اتشٌخوؾ أعظم أدٌب روسى على‬
‫وجه األرض ‪ ،‬والدلٌل على ذلك أن أحد أصدقائى المثقفٌن قال لى هذا ‪.‬‬
‫‪ -4‬تهوٌن الشًء أو تهوٌل الشًء‪.‬والتهوٌن هو االستهتار واالستخفاؾ باألمور‬
‫‪ ،‬أما التهوٌل هو المبالؽة الكبٌرة فى األمور ‪.‬‬
‫‪ -5‬التشخٌص ‪ .‬هو التمركز حول الذات ‪ ،‬أى اعتقاد الشخص بأن هناك إناسا ً‬
‫ٌراقبونه وتحدثن عنه باستمرار بطرٌقة سٌئة ‪.‬‬
‫‪ -6‬المقارنة ؼٌر العادلة ‪ .‬وهى مقارنة ظالمة بالطبع ‪ ،‬ال تحتوى على مبدأ‬
‫تكافؤ الفرص ‪.‬‬
‫‪ -7‬التصفٌة ‪ .‬هو عندما ٌقوم اإلنسان بعمل تقٌٌم لنفسه ‪ ،‬فإنه ٌقوم بأمرٌن‪:‬‬
‫األول أن ٌركز على الجوانب السلبٌة من الموقؾ ‪ .‬والثانى أن ٌتجاهل‬
‫الجوانب السلبٌة وٌتحٌز للجوانب اإلٌجابٌة فقط ‪ .‬وهذا ؼٌر صحٌح ‪ ،‬فالبد‬
‫من التقٌٌم من خالل الصورة العامة اإلٌجابٌة والسلبٌة أٌضا ً ‪.‬‬
‫‪ +‬التفكير النقدى ‪:‬‬
‫هو نوع من أنواع التفكٌر المنطقى ‪ ،‬فهو وسٌلة من وسائل المعرفة ‪ ،‬والبد على‬
‫راؼب الفلسفة أن ٌتعلم التفكٌر النقدى ‪ ،‬حتى ٌستطٌع أن ٌطور فى مستواه العقلى‬
‫بشكل مستمر ‪ .‬وٌعبر عن رأٌه بشكل موضوعى نحو قضٌة ما ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ +‬الخطوات التى يجب اتباعها لكى يفكر اإلنسان تفكيراً ً‬
‫نقديا ‪:‬‬
‫‪ -1‬جمع سلسلة من الدراسات واألبحاث والمعلومات والوقائع المتصلة‬
‫بموضوع الدراسة ‪.‬‬
‫‪ -2‬استعراض اآلراء المختلفة المتصلة بالموضوع ‪.‬‬
‫‪ -3‬مناقشة اآلراء المختلفة لتحدٌد الصحٌح منها والخطأ أٌضا ً ‪.‬‬
‫‪ -4‬تمٌٌز بٌن اآلراء القوٌة والضعٌفة‬
‫‪ -5‬تقٌٌم هذه اآلراء بطرٌقة موضوعٌة بعٌداً عن الذاتٌة ‪.‬‬
‫‪ -6‬تقدٌم البرهان أو الحجة على الرأى الصحٌح ‪.‬‬
‫‪ +‬معايير التفكير الناقد ‪:‬‬
‫المعاٌٌر هى مجموعة شروط البد أن تتوفر فى الشًء ‪ ،‬حتى ٌكون‬
‫صحٌحا ً‪ .‬وٌجب على كل طالب فلسفة أن ٌعرؾ هذه المعاٌٌر ‪ ،‬وٌجعلها‬
‫قوانٌن له تساعده فى الحكم على طبٌعة األشٌاء ‪ .‬وهذه المعاٌٌر تتمثل فٌما‬
‫ٌلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوضوح‬
‫‪ -2‬الصحة‬
‫‪ -3‬الدقة‬
‫‪ -4‬الربط‬
‫‪ -5‬العمق‬
‫‪ -6‬االتساع‬
‫‪ -7‬المنطق‬
‫‪ -1‬الوضوح ‪ .‬البد أن تكون الفكرة واضحة حتى تكون صحٌحة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الصحة ‪ .‬أن تكون الفكرة موثوقا ً بها‪ .‬أى المعرفة التى حازت على أعلى‬
‫درجات فى احتماالت الصدق المحتمل ‪ .‬إذن هى معرفة موثوق بها‪.‬‬
‫‪ -3‬الدقة ‪ .‬أى الدقة فى التفكٌر ‪ ،‬واستٌفاء الموضوع حقه من المعالجة‬
‫والتعبٌر عنه بال زٌادة أو نقصان ‪.‬‬
‫‪ -4‬الربط ‪ .‬هو العالقة بٌن المشكلة والموضوع المطروح ‪ ،‬أو بمعنى آخر‬
‫عدم االنتقال إلى جزئٌة أخرى ‪ ،‬دون استٌفاء الجزئٌة الحالٌة حقها ‪.‬‬
‫‪ -5‬العمق ‪ .‬البد من معالجة الفكرة بعمق ولٌس بحل سطحى ‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلتساع ‪ .‬هو أخذ جمٌع جوانب المشكلة فى االعتبار ‪.‬‬
‫‪ -7‬المنطق ‪ .‬هو عملٌة تنظٌم وتسلسل لألفكار من مقدمات وصوالً إلى‬
‫النتائج ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ +‬صفات المفكر الناقد ‪:‬‬
‫‪ٌ -1‬فرق بٌن الرأى أى االعتقاد والحقٌقة أى المعرفة ‪ .‬فاالعتقاد ٌمثل الذاتٌة‬
‫‪ ،‬أما المعرفة فتعنى الموضوعٌة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ٌكون منفتحا ً على األفكار الجدٌدة ‪.‬‬
‫‪ٌ -3‬ستخدم مصادر علمٌة موثوقة وٌشٌر إلٌها ‪.‬‬
‫‪ٌ -4‬ستخدم أسلوب الشك فى المعتقدات واآلراء ‪.‬‬
‫‪ٌ -5‬ستخدم األسالٌب العلمٌة واإلحصائٌة‪.‬‬
‫‪ -6‬أن ٌكون تجرٌب ًٌّا ولٌس خٌالٌا ً ‪ .‬أى ٌقوم بعمل خبرة حسٌة ‪.‬‬
‫‪ -7‬أن ٌكون منطقٌا ً عقالنٌا ً ‪ ،‬ولٌس عاطفٌا ً وجدانٌا ً ‪.‬‬
‫" الفصل الثانى "‬
‫‪ +‬مباحث الفلسفة ‪:‬‬
‫ٌنبؽى على كل إنسان ٌرٌد أن ٌصٌر فٌلسوفا ً أن ٌعرؾ مباحث الفلسفة ‪ ،‬حتى‬
‫ٌتخصص فى واحد منها ‪ .‬والفلسفة لها أربعة مباحث رئٌسٌة هى المٌتافٌزٌقا‬
‫والمعرفة واألخالق والجمال ‪.‬‬
‫‪ -1‬مبحث المٌتافٌزٌقا ( ما بعد الطبٌعة ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬مبحث المعرفة ( اٌبستمولوجى )‬
‫‪ -3‬مبحث األخالق ( القٌم )‬
‫‪ -4‬مبحث الجمال ‪.‬‬
‫‪ -1‬مبحث الميتافيزيقا ( ما بعد الطبيعة ) ‪:‬‬
‫قدٌما ً كانت تبحث الفلسفة فى المٌتافٌزٌقا وهى تأمالت فى الكون والوجود ‪ ،‬إلى أن‬
‫جاء الدٌن لٌعالج مشكلة خلق العالم ومسائل ما بعد الموت ‪ .‬وبهذا تم رفض‬
‫المٌتافٌزٌقا من قبل الوضعٌة المنطقٌة التى ظهرت فى القرن العشرٌن ‪ ،‬نظراً ألنها‬
‫ال تحتمل الصدق أو الكذب ‪ ،‬وبالتالى فإن عبارات المٌتافٌزٌقا نسبٌة ولٌست مطلقة‬
‫‪ ،‬فهى نسبٌة ألنها تضاؾ إلى االنفعاالت التى تعبر عنها ‪ ،‬مثال لذلك سنفترض‬
‫وجود شًء ما ونقوم بوصفه ‪ ،‬فقد نتفق معا ً على أن هذه الصفات نظراً إلنها‬
‫موجودة فى هذا الشًء ‪ ،‬كالمربع مثالً نحن جمٌعا ً نعلم خواص المربع الرٌاضٌة ‪،‬‬
‫أما إذا قلنا أن المربع جمٌل فإننا سنختلؾ فى ذلك بالطبع ‪ ،‬ألن الجمال صفة نسبٌة‬
‫نسبة إلى قائلها ‪ ،‬فقد ٌأتى شخص آخر وٌرى أن شكل المربع الهندسى قبٌح أو ؼٌر‬
‫جمٌل ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -2‬مبحث المعرفة ( ايبستمولوجى ) ‪:‬‬
‫ٌهتم بنظرٌة المعرفة ومجاالتها ‪ ،‬وما هى وسائل المعرفة ؟ ‪ ،‬وما هو هدؾ المعرفة‬
‫اإلنسانٌة ؟ فلٌست الفلسفة معرفة فقط ‪ ،‬وإنما التفكٌر فى المعرفة ‪.‬‬
‫وهناك العدٌد من الفالسفة الذٌن تحدثوا عن المعرفة ‪ ،‬ولكننى أتفق تماما ً مع نظرٌة‬
‫المعرفة للفٌلسوؾ األلمانى ( لٌبنز ) ‪ ،‬وذلك ألن نظرٌته معاصرة ‪ ،‬وتتفق مع‬
‫األدٌان أٌضا ً ‪.‬‬
‫ٌتساءل ( لٌبنز ) ‪ :‬مم تتكون المعرفة ؟‬
‫وٌجٌب لنا عن هذا السؤال بأن المعرفة تتكون من الخبرة الحسٌة ‪ ،‬ومن الجانب‬
‫الفطرى الموجود فى العقل البشرى أٌضا ً ‪.‬‬
‫وبهذا نالحظ أنه جمع ما بٌن االتجاهٌن ‪ ،‬أى االتجاه التجرٌبى المتمثل فى الخبرة‬
‫الحسٌة ‪ ،‬واال تجاه المثالى المتمثل فى العقل ‪ .‬وٌمكن الوصول إلى المعرفة عن‬
‫طرٌق مجموعة من المبادىء األساسٌة هى ما ٌلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬مبدأ عدم التناقض ‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ العلة الكافٌة ‪.‬‬
‫‪ -3‬مبدأ المعرفة الواضحة ‪.‬‬
‫‪ -1‬مبدأ عدم التناقض ‪ٌ .‬عنى أن الشًء الزائؾ ٌتضمن تناقضا ً ‪ ،‬والشىء‬
‫الحقٌقى الصادق ال ٌحتوى على تناقض ‪ ،‬وال ٌمكن إنكاره بأى حال ‪.‬‬
‫‪ -2‬مبدأ العلة الكافٌة أو " السبب الكافى " ‪ .‬أى شًء أو أى حقٌقة البد لها من‬
‫وجود سبب كاؾ ‪ٌ ،‬برر وجودها على هذا النحو ‪.‬‬
‫‪ -3‬المعرفة الواضحة ‪ .‬هى القدرة على التمٌٌز بٌن الشًء وشًء آخر ٌشبهه ‪،‬‬
‫دون معرفة السمات التى جعلته مختلفا ً عن هذا الشًء اآلخر ‪.‬‬
‫‪ +‬مثال ‪:‬‬
‫نحن نستطٌع أن نفرق بٌن المربع والمستطٌل ‪ ،‬على الرؼم من إنهما متشابهان‬
‫لدرجة ما ‪ ،‬ولكننا ال نعرؾ بالضرورة الخواص الهندسٌة والسمات الرٌاضٌة لكل‬
‫واحد منهما ‪.‬‬
‫‪ -3‬مبحث األخالق ( القيم ) ‪:‬‬
‫هو ٌهتم بفلسفة األخالق ‪ ،‬وفٌه نهتم بدراسة األخالق من حٌث مصدرها ‪ ،‬وهل‬
‫هناك وصؾ للخلق أم ال ؟‬

‫‪12‬‬
‫و ٌعتبر سقراط أول فٌلسوؾ ٌبحث فى طبٌعة اإلنسان ‪ ،‬ألن الفالسفة الذٌن قبله‬
‫كانوا ٌنشؽلون بالبحث خارج اإلنسان ‪ ،‬كالبحث فى طبٌعة الكون وخالفه ‪ ،‬ولذا كان‬
‫ٌنادى قائالً ‪ :‬ا عرؾ نفسك بنفسك " ولذلك فهو ٌعتبر مؤسس علم األخالق ‪ ،‬ولكن‬
‫السؤال هنا ‪ :‬ما هو الطرٌق الذى ٌستطٌع أن ٌسٌر فٌه اإلنسان لمعرفة عٌوبه ؟‬
‫ٌجٌب الرازى قائال ‪ٌ :‬ستطٌع اإلنسان معرفة عٌوبه ‪ ،‬إذا كان معه رجل عاقل‬
‫ٌخبره بها ‪.....‬‬
‫بٌنما ٌذكر لنا الفٌلسوؾ جالٌنوس ‪ :‬أن األخٌار ٌنتفعون بأعدائهم ‪.‬‬
‫وٌعلق على ذلك أرسطو حٌث ٌقول ‪ :‬لٌس الؽرض الحقٌقى هو العلم نظرٌا ً بالقواعد‬
‫بل تطبٌقها ‪ .‬فال نكتفى مثال أن نعلم ماهٌة الفضٌلة ‪ ،‬بل البد من ممارستها ‪.‬‬
‫وٌرى الرازى أن طرٌق السٌر فى ممارسة الفضٌلة ال ٌتحقق إال إذا لزم اإلنسان‬
‫العدل والعفة وقلل االختالط الزائد مع الناس ‪ ،‬وأكثر من أعمال الرحمة ‪ ،‬فبهذا‬
‫ٌكون محبوبا ً من الجمٌع ‪.‬‬
‫بٌنما ٌرى الفٌلسوؾ زٌنون أن الحكماء ال ٌحتاجون إلى قوانٌن صناعٌة ‪ ،‬ألن‬
‫القوانٌن الطبٌعٌة قد تحكم أفعالهم ‪.‬‬
‫‪ +‬تعرٌؾ علم األخالق ‪:‬‬
‫تعرفه دائرة المعارؾ للمعلم " بطرس البستانى " بأنه ‪ :‬علم بالفضائل وكٌفٌة‬
‫اقتنائها لٌتحلى اإلنسان بها ‪ ،‬وبالرذائل وكٌفٌة توقٌها لٌتخلى عنها ‪.‬‬
‫وتعرؾ األخالق اصطالحا ً بأنها ‪ :‬ما ٌنبؽى أن ٌكون علٌه السلوك ‪ ،‬والسلوك هو‬
‫مجموعة األفعال التى ٌمكن أن نقٌمها سواء خٌراً أم شراً حسنا ً أم قبٌحا ً ‪ .‬أما‬
‫األخالق بمفهومها العام فال ٌوجد تعرٌؾ محدد لها ‪ ،‬فهناك من ربطها بالدٌن فرأى‬
‫أن األخالق هى التدٌن ‪ ،‬وهناك من قال‪ :‬إن األخالق هى الطباع ‪ ،‬فمنا جزء فطرى‬
‫ٌولد مع اإلنسان وآخر مكتسب من البٌئة المحٌطة ‪.‬‬
‫‪ +‬الهدؾ من علم األخالق ‪:‬‬
‫ٌتحقق الهدؾ من علم األخالق إذا كانت األخالق قابلة للتبدٌل والتؽٌٌر ‪ .‬والسؤال‬
‫هنا ‪ :‬هل حقا ً تتؽٌر األخالق أم ال ؟ وإذا كانت تتؽٌر فما هو الطرٌق لذلك ؟‬
‫هناك رأٌان فى هذا ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -1‬الرأى األول إنها ال تتؽٌر ‪ .‬ومؤٌده الؽزالى وٌستند فى قوله على الدلٌلٌن ‪:‬‬
‫الخلق صورة ظاهرة ‪ .‬وال ِخلقة‬ ‫‪ -1‬إن ال ُخلق صورة الباطن ‪ ،‬كما أن َ‬
‫الظاهرة ال ٌقدر على تؽٌٌرها ‪ ،‬فالقصٌر ال ٌقدر أن ٌجعل نفسه طوٌالً ‪ ،‬وال‬
‫الطوٌل ٌقدر أن ٌجعل نفسه قصٌراً ‪.‬‬
‫‪ -2‬حسن الخلق ٌكون بقمع الشهوة والؽضب ‪ .‬وقد جرب هذا بكثرة الجهاد ‪،‬‬
‫وعرؾ أن ذلك من المزاج والطبع ‪.‬‬
‫‪ -2‬الرأى الثانى أنها تتؽٌر ‪ .‬وٌؤكد على هذا الرأى سقراط مؤسس علم األخالق‬
‫ٌعتقد سقراط ‪ :‬أن الجهل مصدر الشر وأصل الفساد ‪ ،‬وأن العلم منبع الخٌر‬
‫ورأس الصالح ‪ ،‬وأن العلم والفضٌلة توأمان ال ٌفترقان ‪ ،‬فإذا عمل اإلنسان‬
‫الشر ‪ ،‬فما ذلك إال ألنه ٌجهل طرٌق الخٌر ‪ .‬فالفضٌلة فى نظره هى العلم ‪،‬‬
‫ومعرفة الخٌر كافٌة للعمل به ‪.‬‬
‫وٌؤكد على هذا الرأى هربارت الفٌلسوؾ األلمانى حٌث ٌقول ‪ :‬إن الؽاٌة‬
‫القصوى من التعلٌم إنما هى اكتساب الفضائل والتحلى بمكارم األخالق " ‪ .‬وكان‬
‫ٌؤكد على أن ‪ " :‬عقل اإلنسان كله مكتسب بالتربٌة والتعلٌم ‪.‬‬
‫ثم جاء بعده هربارت سبنسر فٌلسوؾ إنجلٌزى ‪ :‬أنكر فضل التعلٌم فى التهذٌب‬
‫‪ ،‬ونادى بأنه ال توجد عالقة بٌن العلم واألخالق ‪.‬‬
‫فكان ٌقول ‪ :‬هناك كثٌر من المتعلمٌن ال ٌوجد أخالق لهم ‪ ،‬فكم من خطٌب ٌقول‬
‫بفمه ما لٌس فى قلبه ‪ .‬وبجانب هؤالء نجد من الجهالء واألمٌٌن من هم على‬
‫جانب عظٌم من االستقامة والشرؾ واألخالق الحمٌدة ‪.‬‬
‫نالحظ هنا أن سبنسر خلط ما بٌن مفهومى التعلٌم والتربٌة ‪ ،‬هذا بالطبع فى‬
‫وجهة نظرى المتواضعة ‪ ،‬فالعلم بدون أخالق سالح ذو حدٌن ‪ ،‬فالبد من ربط‬
‫العلم باألخالق ‪ ،‬والخالصة أننى أؤٌد الرأى الثانى بأمكانٌة تؽٌٌر األخالق ‪ ،‬فإذا‬
‫لم تتؽٌر فما فائدة الوصاٌا والمواعظ والتأدٌبات والتعالٌم الدٌنٌة واألعراؾ‬
‫الخلقٌة إذن ؟!‬
‫‪ +‬األخالق عند أرسطو ‪:‬‬
‫ظهرت األخالق قدٌما ً فى كتاب أرسطو لألخالق ‪ ،‬الذى أقر بها بمفهوم السعادة ‪،‬‬
‫حٌث رأى أن السعادة هى تحقٌق الخٌر األقصى ‪ .‬فاالخالق عند اإلنسان تنبع من‬
‫اإلرادة واالختٌار العقلى ‪ ،‬والفضٌلة اختٌار عقلى ‪ ،‬ولٌست فطرٌة تماما ً ‪ ،‬وإنما‬

‫‪14‬‬
‫سلوك مكتسب ‪ ،‬ولذا البد من وجود معلم أو مرشد أخالقى ‪ .‬والبد أن ٌكون سلوك‬
‫اإلنسان فى الفضٌلة اختٌاراً دائما ً ‪.‬‬
‫ٌرى أرسطو أن الفضٌلة تكمن ما بٌن طرفٌن مرذولٌن ‪ .‬وأن مكانها الصحٌح فى‬
‫منتصفهما ‪ .‬مثال ‪ :‬فضٌلة الشجاعة تكمن ما بٌن الجبن والتهور ‪ ،‬فإذا قلت أصبحت‬
‫جبنا ً وخوفا ً ‪ ،‬وإذا زادت عن حدها أصبحت تهوراً من اإلنسان ‪ .‬ولذا فإن خٌر‬
‫األمور هو أوسطها ‪.‬‬
‫ٌقول أرسطو ‪ :‬إن الفضٌلة هى الوسط العدل بٌن طرفٌن كالهما مرذوالن ‪.‬‬
‫فالفضٌلة هى االعتدال فى الشًء ‪.‬‬
‫مثال آخر ‪ :‬الكرم هو ما بٌن البخل واإلسراؾ ‪.‬‬
‫وأدرك أرسطو أن هذا التحلٌل ال ٌصلح لكل الحاالت " الصفات " ‪ ،‬وإنما لكل‬
‫قاعدة شواذ أو استثناء ‪ .‬فهناك فضائل ال تصلح بالطبع بأن تكون أوساطا ً لرذائل ‪.‬‬
‫وذلك مثل الصدق فهو ضد الكذب ‪ .‬فال ٌوجد وسط بٌن طرفٌن من الرذائل ‪ .‬وكذلك‬
‫أٌضا ً العدل فهو ضد الظلم ‪ .‬كما أدرك أرسطو بطبائع الحال أن هناك رذائل ال‬
‫تصلح بأن تكون أطرافا ً لفضائل ‪ .‬وذلك مثل القتل والزنا ‪ .‬فال ٌمكن أن ٌوجد منهما‬
‫خٌر ‪ .‬توقؾ أرسطو عند فضٌلتٌن هامتٌن جداً هما الصداقة والعدل حٌث قال بأنه ‪:‬‬
‫لو ساد بٌن الناس الصداقة الحقٌقٌة ‪ ،‬لما احتجنا إلى قوانٌن أو إلى ثواب وعقاب ‪،‬‬
‫وكذلك العدل أٌضا ً ‪.‬‬
‫ولذا مٌز أرسطو بٌن نوعٌن من الصداقة ‪ :‬هما الصداقة الحقٌقٌة والصداقة المزٌفة‪.‬‬
‫فالصداقة الحقٌقٌة تنبع من اإلنسان آلخر بدون أى هدؾ نفعى أو مصلحة شخصٌة ‪،‬‬
‫وقد تبنى هذه الصداقة على الصدق الدائم ‪ ،‬أما المصلحة الشخصٌة فتعد بالطبع‬
‫صداقة مزٌفة ‪.‬‬
‫‪ +‬العدالة عند أرسطو ‪:‬‬
‫هناك نوعان من العدالة عند أرسطو هما العدالة الهندسٌة ‪ ،‬والعدالة الحسابٌة ‪.‬‬
‫‪ -1‬العدالة الهندسٌة ‪ٌ .‬مكن أن ٌختلؾ نصٌب اإلنسان عن آخر ‪ ،‬وذلك الختالؾ‬
‫القدرات بٌن البشر ‪ ،‬وعلٌه فقد تتعدد مناصب البشر العلمٌة ودخلهم المادى‬
‫ومركزهم االجتماعى ‪ .‬ولذا فإن وجود طبقات فى المجتمع أمر بدٌهى ال شك‬
‫فٌه ‪.‬‬
‫‪ -2‬العدالة الحسابٌة ‪ .‬أى العدالة القضائٌة فالناس جمٌعهم سواسٌة أمام القانون ‪،‬‬
‫والبد للمعتدى أن ٌنال جزاءه ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -4‬مبحث الجمال ‪:‬‬
‫وٌقصد به فلسفة الجمال ‪ .‬وهو من العلوم الجزئٌة المعٌارٌة ‪ .‬والعلوم المعٌارٌة ‪3‬‬
‫علم الجمال وعلم المنطق وعلم األخالق ‪ .‬قال بعض الفالسفة ‪ :‬إن الجمال فكرة‬
‫ؼٌر قابلة للتعرٌؾ ‪ .‬وأقصى ما ٌمكن أن ٌقال ‪ :‬إن الجمال ٌتصؾ به الشكل‬
‫والمحتوى والفكر والمادة ‪.‬‬
‫وقد وضع الفٌلسوؾ أفالطون شرطٌن لقبول الجمال هما ‪ :‬أن ٌحتوى على األخالق‬
‫‪ ،‬وأن ٌحاكى الواقع وٌبتعد عن الخٌال ‪.‬‬
‫‪ +‬عالقة الفن بفلسفة الجمال ‪:‬‬
‫ال ٌمكن للناقد الفنى أن ٌنقد عمالً ما سواء كان أدبٌا ً أو مسرحٌا ً أو سٌنمائٌا ً أو حتى‬
‫تشكٌلٌا ً ‪ ،‬إال أن ٌكون على قدر وعلم كبٌر من دراسة فلسفة الجمال ‪.‬‬
‫‪ +‬معاٌٌر الجمال ‪:‬‬
‫‪ -1‬الكمال الشكلى فى الشًء ‪ .‬فإذا توافر نظام ونسق فى الشًء ٌقال إنه جمٌل‬
‫‪ .‬وأكد على ذلك القدٌس أوؼسطٌنوس ‪ ،‬حٌث ساوى بٌن الجمال والكمال ‪.‬‬
‫وقد أٌده فى ذلك القدٌس توما األكوٌنً بعبارته ‪ :‬الشًء الكامل هو شًء‬
‫جمٌل ‪.‬‬
‫‪ -2‬المعٌار الوظٌفى ‪ .‬فٌعتمد الحكم على الجمال بأن البد أن ٌكون هناك وظٌفة‬
‫ما لهذا العمل أو الشًء الفنى ‪ .‬إال أن هذا المعٌار ٌعتبر ؼٌر جٌد فى الحكم‬
‫‪ ،‬ألن الفن التشكٌلى مثالً ال ٌوجد له وظٌفة ‪ ،‬كما أن شكل األجسام‬
‫وخصوصا ً األنؾ البشرى فى المناطق الحارة قد ٌكون ؼٌر جمٌل ‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فإن األنؾ قد تؤدى وظٌفتها على أكمل وجه ‪.‬‬
‫‪ -3‬معٌار المتعة ‪ .‬ح اول البعض تحدٌد المتعة فى الحواس ‪ ،‬فإذا كان الشًء‬
‫ممتعا ً بالنسبة للحواس ‪ ،‬فهو إذن شىء جمٌل ‪.‬‬
‫‪ +‬أٌن الجمال ‪:‬‬
‫اختلؾ الفالسفة فى الجمال ‪ :‬هل هو شىء موجود ‪ ،‬له عٌن وأثر خارج اإلنسان‬
‫ومشاعره ‪ ،‬أو أن الجمال مجرد شعور ذاتى فى أعماق اإلنسان ‪ ،‬نحو الشًء الذى‬
‫ٌرؼب فٌه ال لحسنه وجماله الطبٌعى ‪ .‬وبمعنى آخر ‪ :‬هل الجمال واقعى أم انفعالى‬
‫نفسً ؟‬

‫‪16‬‬
‫ذهب المادٌون إلى الرأى الثانى حٌث قالوا ‪ :‬إن اإلنسان ال ٌرى الشًء جمٌالً ‪ ،‬إال‬
‫لرؼبة فٌه أصٌلة تماما ً ‪ ،‬كالطعام فى نظر الجائع ‪ ،‬والمرأة فى عٌن المشتهى ‪.‬‬
‫ونحن مع أهل العلم والفكر القائلٌن بأن الجمال موضوعى وطبٌعى ‪ٌ ،‬كمن فى‬
‫الشًء حقا ً وواقعا ً تماما ً كرائحة المسك فى المسك ‪ ،‬وحالوة العسل فى العسل ‪.‬‬
‫وفى هذا ٌقول الشاعر ( طاؼور ) عن الفن والجمال ‪ :‬الفقٌه ٌفسر النصوص‬
‫وٌستخرج منها األوامر والنواهى ‪ ،‬والفٌلسوؾ ٌضع مذهبا ً عقلٌا ً ٌهتدى به إلى‬
‫الحقائق ‪ ،‬والعالم ٌكتشؾ قوانٌن الطبٌعة ‪ ،‬والفنان ٌكشؾ عن الجمال الموجود فى‬
‫الكون ‪ ،‬وٌملك القدرة على التعبٌر عنه ‪.‬‬
‫‪ -‬هناك بعض الدارسٌن أضافوا لهذه القٌم مباحث أخرى كفلسفة العلم والتارٌخ‬
‫والحضارة واللؽة وؼٌرها من فلسفات أخرى ‪ .‬والشك أن لكل علم فلسفته‬
‫الخاصة به ‪ .‬وكل علم له مشكالته وأدواته وقضاٌاه ‪.‬‬
‫وفٌما ٌلى سنتناول بالشرح الموجز هذه الفلسفات األخرى المتمثلة فى فلسفة العلم ‪،‬‬
‫التارٌخ ‪ ،‬الحضارة ‪ ،‬اللؽة ‪.‬‬
‫‪ +‬فلسفة العلم ‪:‬‬
‫هى مبحث أكادٌمى متخصص ومستقل عن نظرٌة المعرفة ‪.‬‬
‫إن النمو الحضارى للبالد ال ٌتحقق إال من خالل العلم وإتقانه ‪ ،‬لذا فالمنهج العلمى‬
‫ٌقوم على دعامتٌن أساسٌتٌن هما ‪ :‬الفرض والتجربة أى النظرٌة والتطبٌق من‬
‫خالل المالحظة ‪.‬‬
‫ولقد وجد الفٌلسوؾ ( كارل بوبر ) أن كل فالسفة العلم ٌنظرون إلى المعرفة العلمٌة‬
‫على كونها حقائق مثبتة ‪ ،‬فٌنشؽلون بها من حٌث نموها وتطورها ‪ .‬وهكذا ٌرى‬
‫بوبر أن فلسفة العلم ما هى إال نظرٌة للمنهج العلمى ‪.‬‬
‫إن العلم مرتبط بالثقافة ‪ ،‬فهو ال ٌعمل وحده فى فراغ ‪ ،‬فإذا لم ٌنشأ فى بٌئة ثقافٌة‬
‫فحتما ً سٌضعؾ وٌموت ‪ .‬فتفاعل العلم مع المجتمع حقٌقة ال ٌمكن إنكارها ‪ .‬فالعلم‬
‫ظاهرة ونشاط إنسانى ‪.‬‬
‫وٌقول عالم الفٌزٌاء النووٌة فٌرنر هٌزنبرج ‪ " :‬إن بناء نظرٌات العلم فى أى‬
‫مرحلة من مراحل هذه الحٌاة ‪ ،‬لٌس سوى حلقة حوار بٌن اإلنسان وتلك الطبٌعة‪.‬‬
‫فصل الفٌلسوؾ فرنسٌس بٌكون الفلسفة عن الرٌاضة والعلوم الطبٌعٌة ‪ ،‬وفى‬

‫‪17‬‬
‫العصر الحدٌث تم فصل العلوم االجتماعٌة عن الفلسفة أٌضا ً ‪ .‬وأكد فرنسٌس على‬
‫ضرورة تجرٌب العلم ‪ ،‬وعدم األخذ به كمسلمات فقط ‪.‬‬
‫فى القرن العشرٌن ظهرت نظرٌتان هدفتا لتطوٌر العلم هما نظرٌة النسبٌة ونظرٌة‬
‫الكوانتم ‪ .‬وأصبح بعدهما العلم نظرٌا ً وتطبٌقٌا ً ‪ ،‬حٌث جمع ما بٌن العقل والحواس‬
‫معا ً ‪.‬‬
‫والخالصة أن طبٌعة هذا العصر هى توظٌؾ المعلومات والنظم والتخصصات لسد‬
‫فجوة المعرفة المتزاٌدة باستمرار ‪.‬‬
‫‪ +‬منهج حل المشكالت عند جون دٌوي ‪:‬‬
‫ألؾ كتابا ً بعنوان المنطق ‪:‬آلٌة البحث العلمى ‪ .‬حٌث طرح فٌه سؤاالً هاما ً ‪ :‬متى‬
‫نفكر ؟‬
‫ثم قال ‪ :‬إننا نبدأ التفكٌر عندما نواجه بموقؾ أو صعوبة أو مشكلة ؼٌر مألوفة ‪،‬‬
‫ولكن إذا لم نصادؾ موقفا ً أو صعوبة فلماذا نفكر إذن ؟ والتفكٌر هنا ٌتم عن طرٌق‬
‫منهج لحل المشكلة ‪ ،‬وٌكون عبارة عن مجموعة خطوات هى ‪:‬‬
‫‪ -1‬ظهور المشكلة والوعى بها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحلٌل المشكلة ‪ .‬هو تنظٌم المشكلة وتحدٌدها ‪ ،‬وجمع معلومات عنها‬
‫‪ -3‬إٌجاد حلول ممكنة للمشكلة ‪ .‬أى فروض مقترحة للمشكلة ‪.‬‬
‫‪ -4‬فحص عقلى للحلول والفرضٌات المقترحة ‪.‬‬
‫‪ -5‬التحقق من حلول المشكلة من خالل المالحظة والتجرٌب للفروض ‪.‬‬
‫‪ +‬فلسفة التاريخ ‪:‬‬
‫تبنى الفٌلسوؾ الٌهودى ( فٌلون ) ولد عام (‪21‬ق ‪.‬م ) وتوفى عام ‪ 41‬بعد المٌالد ‪.‬‬
‫الفلسفة الؽائٌة ‪ .‬بمعنى أن التارٌخ ٌسعى إلى ؼاٌة وهدؾ محدد ‪ ،‬وهذه الؽاٌة ال‬
‫ٌتحكم فٌها األفراد المخلوقون ‪ ،‬وإنما ٌتحكم فٌها هللا عز وجل ‪.‬‬
‫ولقد قسم الفالسفة التارٌخ إلى مدرستٌن هما ‪:‬‬
‫‪ -1‬مدرسة الدورات ‪ .‬وتقر بأن التارٌخ ٌسٌر فى دورات متصلة أو منفصلة أحٌانا ً ‪.‬‬
‫وقد ٌنتمى ابن خلدون إلٌها ‪ ،‬حٌث ٌقول ‪ :‬إن الدول كاألشخاص لها أعمار ‪.‬‬
‫‪ -2‬مدرسة التقدم ‪ .‬والتى تقر بأن التارٌخ ٌسٌر فى خط صاعد باستمرار ‪ .‬وقد‬
‫رفض الفٌلسوؾ ( فٌلون ) فكرة الدورات التارٌخٌة ‪ ،‬أى أن التارٌخ ٌسٌر فى‬

‫‪18‬‬
‫دورات متكررة ‪ .‬وإنما التارٌخ له هدؾ ما ٌتحكم فٌه الخالق ‪ .‬ولٌس ٌحدث‬
‫بالصدفة أو ٌسٌر بطرٌقة عشوائٌة ‪ .‬وبهذا نستنتج أنه ٌنتمى فكرٌا ً لهذه المدرسة‬
‫والتارٌخ هو ‪ :‬دراسة التطور البشرى بكافة جوانبه االقتصادٌة والسٌاسٌة‬
‫واالجتماعٌة بمنهج علمى ‪ .‬ونحن ندرس التارٌخ ألن معرفة الماضى ضرورة لفهم‬
‫الحاضر ‪ ،‬كما ٌمكننا محاولة التنبؤ أٌضا ً بالمستقبل من خالل تحلٌل الماضى‬
‫وفلسفة التارٌخ ‪ :‬هى محاولة إٌجاد رؤٌة تفسر حركة التارٌخ ‪ ،‬وهناك أدوات‬
‫ٌستخدمها المؤرخون فى مناهجهم وهى ‪:‬‬
‫‪ -1‬الوثائق ‪ :‬حٌث تحتوى على معلومات هامة لها مصداقٌة كبٌرة ‪.‬‬
‫‪ -2‬علم اآلثار ‪ :‬حٌث تعتبر اآلثار من أهم أدوات البحث التارٌخى ‪.‬‬
‫‪ +‬فلسفة الحضارة ‪:‬‬
‫هناك أربعة أمور قد تؤثر فى الحضارة والوعى اإلنسانى وهى ‪:‬‬
‫‪ -1‬الفن ‪ .‬حٌث ٌقوم على مبدأ الخٌال فى كتابات األدباء والشعراء ‪.‬‬
‫‪ -2‬الدٌن ‪ .‬حٌث ٌقوم على مبدأ اإلٌمان باهلل ‪ ،‬ومعرفة أن هناك حسابا ً فى‬
‫اآلخرة ‪.‬‬
‫‪ -3‬العلم ‪ .‬وهو ٌقوم على القوة فى استخدام األشٌاء ‪.‬‬
‫‪ -4‬الفلسفة ‪ .‬وهى تقوم على الشك ألجل الوصول إلى الٌقٌن والحقٌقة ‪ .‬فالفلسفة‬
‫تقوم ببلورة الفن والدٌن والعلم ‪.‬‬
‫‪ -1‬الفن ‪ .‬فى اللؽة الٌونانٌة تأتى كلمة الفن عندما ٌتم صناعة أو إنتاج شًء ما ‪.‬‬
‫والفن كان موجوداً منذ العصر الحجرى ‪ ،‬حٌث تم العثور على بعض‬
‫الحفرٌات الموجودة داخل الكهوؾ ‪.‬‬
‫‪ -2‬الدٌن ‪ .‬كان هناك أختالط بٌن الدٌن واألسطورة ‪ ،‬وجاء الدٌن لٌعالج مشكلة‬
‫خلق العالم ومسائل ما بعد الموت ‪.‬‬
‫‪ -3‬العلم ‪ .‬تساءل العلماء مم صُنع هذا العالم ؟ ‪ ،‬حٌث جاء الفٌلسوؾ طالٌس فى‬
‫القرن السادس (ق‪.‬م ) وأهتم بأصل نشأة الكون ‪ ،‬وأقر بأن الماء هو أصل‬
‫كل شًء ‪.‬‬
‫ثم تطور الوعى والعلم وارتبطت العلوم عند الٌونان بالفلسفة لزمن طوٌل‬
‫إلى أن جاء فٌلسوؾ ٌسمً ( فرنسٌس بٌكون ) حٌث قام بفصلها ‪.‬‬
‫‪ -4‬الفلسفة ‪ .‬وتأتى بعد الفن والدٌن والعلم لتشكك فٌهم ‪ ،‬فالفلسفة تنقدهم لتعٌد‬
‫بناءهم على أساس عقلى منطقى ‪ .‬تبدأ الفلسفة بالشك لتنتهى بالٌقٌن ‪ ،‬مثلما‬
‫ٌرى الفٌلسوؾ ( رٌنٌه دٌكارات ) فٌلسوؾ القرن السابع عشر ‪ .‬والفلسفة‬
‫‪19‬‬
‫تهتم باإلنسان والكون ‪ .‬فالتفلسؾ نشاط فكرى ٌحاول فهم الحقائق الموجودة‬
‫والمحٌطة باإلنسان ‪.‬‬
‫‪ +‬فلسفة اللغة ‪:‬‬
‫ٌقول ( ابن جنى ) فى كتابه الخصائص ‪ :‬إن اللؽة هى أصوات ٌعبر بها كل قوم‬
‫عن أؼراضهم ‪.‬‬
‫وتعرؾ اصطالحٌا بأنها ‪ :‬عبارة عن كلمات معٌنة ٌتفق علٌها جماعة من الناس‬
‫نحو شًء معٌن ‪.‬‬
‫إن اللؽة تدل على الكلمات الشٌئٌة فى بعض الحاالت مثل قلم – كتاب – شجرة‬
‫وهكذا ‪ .‬ولكن لٌس بالضرورة أن كل اسم فى اللؽة ٌقابله شىء فى الواقع ‪ .‬ألن‬
‫هناك فى اللؽة كلمات مجردة مثل التقوى والشجاعة والعدالة ‪ .‬فهى كلمات‬
‫سقراطٌة لها معان ‪ ،‬ولكن لٌس لها ما ٌقابلها من أشٌاء فى العالم الخارجى ‪.‬‬
‫وفى هذا الصدد ٌقول الفٌلسوؾ ( فرجٌتشتاٌن ) ‪ :‬إن تخٌل اللؽة هو تخٌل‬
‫لصورة الحٌاة ‪.‬‬
‫‪ +‬مراحل تطور الفلسفة ‪:‬‬
‫‪ -1‬فلسفة ٌونانٌة قدٌمة ‪.‬‬
‫‪ -2‬فلسفة العصور الوسطى ‪.‬‬
‫‪ -3‬فلسفة عصر النهضة ‪.‬‬
‫‪ -4‬فلسفة حدٌثة ‪.‬‬
‫‪ -5‬فلسفة معاصرة ‪.‬‬
‫‪ -1‬فلسفة ٌونانٌة قدٌمة ‪:‬‬
‫وهى من القرن السادس قبل المٌالد ‪ ،‬وحتى القرن الخامس بعد المٌالد ‪ .‬وقد‬
‫انقسمت الفلسفة الٌونانٌة إلى قسمٌن فلسفة ما قبل سقراط ‪ ،‬وفلسفة ما بعد سقراط‬
‫كانت الفلسفة قبل سقراط تهتم بالبحث خارج اإلنسان ‪ ،‬حٌث كانت تهتم بالعالم‬
‫والطبٌعة المحٌطة باإلنسان ‪.‬‬
‫وعندما جاء سقراط اتجه بفلسفته لدواخل اإلنسان وأخالقه ‪ ،‬تاركا ً فى ذلك‬
‫الطبٌعة والكون ‪ ،‬فلم ٌشؽل ذهنه بقضٌة قدم العالم أو حدوثه ‪ ،‬أو من أى مادة‬
‫صنع هذا العالم ‪ ،‬إنما كان الذى ٌشؽله حقا ً هو موضوع اإلنسان ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وجاء بعد ه هرقلٌطس المسمً بفٌلسوؾ التؽٌٌر الذى أكد بأن ‪ :‬كل شًء موجود‬
‫فهو فى تؽٌٌر دائم ومستمر ‪ .‬وله عدة مقوالت هامة نذكر منها ما ٌلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬من ال ٌعرؾ أن ٌستمع ال ٌعرؾ أن ٌتكلم ‪.‬‬
‫‪ -2‬المنقبون عن الذهب ٌحفرون كثٌراً فى التراب ‪ ،‬وٌعثرون على القلٌل من‬
‫الذهب ‪ .‬أى أن الكم ال ٌتطابق مع الكٌؾ ‪ .‬فكل ما هو ضخم لٌس بالضرورة‬
‫أن ٌكون قٌما ً ‪.‬‬
‫‪ٌ -3‬ختار الممتازون بٌن كل األشٌاء الصٌت األبدى ‪ ،‬على خالؾ العامة‬
‫ٌشبعون مثل الحٌوانات ‪.‬‬
‫‪ -4‬الحكمة هى أن تعرؾ أن القول الحقٌقً ٌحكم الكل من خالل الكلمة ‪.‬‬
‫‪ -5‬ال شًء ٌستمر فى هذه الحٌاة سوى التؽٌٌر ‪.‬‬
‫‪ -2‬فلسفة العصور الوسطى ‪:‬‬
‫هناك بعض المبادىء التى ترتكز علٌها جمٌع أعمال الفالسفة فى العصور‬
‫الوسطى وهى ‪:‬‬
‫‪ -1‬استخدام المنطق والجدلٌة ‪ ،‬والتحلٌل الكتشاؾ الحقٌقة ‪.‬‬
‫‪ -2‬احترام رؤى الفالسفة القدماء ‪ ،‬وخاصة أرسطو من حٌث فكره ‪.‬‬
‫‪ -3‬االلتزام بتنسٌق الرؤى الفلسفٌة مع التعلٌم الدٌنً ‪.‬‬
‫وأشهر أعالم هذه الفترة هو الفٌلسوؾ المسٌحً ( القدٌس أوؼسطٌنوس ) حٌث‬
‫كان ٌبحث عن السعادة المطلقة للنفس ‪ ،‬واكتشؾ أخٌراً أنها تتمثل فى معرفة هللا‬
‫وهذا ما كان ٌسعى إلٌه أكثر من أى شًء آخر ‪ .‬اشتهر أوؼسطٌنوس بتسمٌة هللا‬
‫بالمنور العظٌم ‪ ،‬وشبهه بضوء الشمس ‪ .‬فهو ضرورى لنتمكن من رؤٌة األمور‬
‫فى العالم الخارجى ‪ ،‬فإن طرح اإلنسان فى الظلمة ‪ ،‬فال ٌستطٌع أن ٌرى شٌئا ً‬
‫من ؼٌر ضوء ‪.‬‬
‫ولذا ٌرى أوؼسطٌنوس أنه ‪ :‬ال ٌمكن لذهن اإلنسان أن ٌعرؾ شٌئا ً ‪ ،‬إال من‬
‫خالل هللا ذلك المنور العظٌم ‪.‬‬
‫‪ -3‬فلسفة عصر النهضة ‪:‬‬
‫ظهر فى هذا العصر الفٌلسوؾ الفرنسً الشهٌر ( جان جاك روسو ) الذى ألؾ‬
‫كتابه ( العقد اال جتماعى ) حٌث دعى فٌه إلى المساواة بٌن الطبقات ‪ ،‬وتحرر‬
‫الشعب من التعالٌم الخاطئة ‪ ،‬التى تمنع الناس من االجتهاد فى العلوم التجرٌبٌة‬
‫وإبداء آرائهم فٌها ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -4‬فلسفة حدٌثة ‪:‬‬
‫وهى فلسفة القرن التاسع عشر ‪ .‬حٌث ظهر فى هذه الفترة مذهب فلسفى جدٌد ٌسمى‬
‫بالوضعٌة المادٌة ‪ ،‬حٌث رأت الوضعٌة أن الفلسفة عبارة عن تحلٌل لنتائج العلوم‬
‫المختلفة ‪ ،‬واتخذت من نظرٌة التطور لتشارلز داروٌن دعامة وركٌزة أساسٌة لها ‪.‬‬
‫‪ -5‬فلسفة معاصرة ‪:‬‬
‫ٌرى الفٌلسوؾ األمرٌكً ( جوزاٌا روٌس ) أن هناك فكرتٌن تمٌز الفلسفة‬
‫المعاصرة بشكل عام ولٌس الفلسفة األمرٌكٌة بشكل خاص ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن معظم التٌارات الفلسفٌة المعاصرة هى مناهج ‪ ،‬ولٌست مذاهب ‪.‬ولعل السبب‬
‫فى ذلك ٌرجع إلى أن من سمات الفلسفة المعاصرة أصالً انهٌار المذهبٌة ‪ .‬سواء‬
‫كانت فلسفة أمرٌكٌة أو حتى أوروبٌة ‪....‬‬
‫فقدٌما ً منذ أفالطون وأرسطو إلى أن نصل للفٌلسوؾ األلمانى هٌجل ‪ ،‬كان كل واحد‬
‫منهم ‪ ،‬وما بٌنهم من فالسفة آخرٌن ‪ ،‬كان حرٌصا ً على أن ٌقدم مذهبا ً فلسفٌا ً ‪.‬‬
‫والمذهب بمعنى أن ٌؽطى الفٌلسوؾ موضوعات عدٌدة فى الفلسفة حتى ٌصبح‬
‫فٌلسوفا ً ‪ .‬وأهم هذه الموضوعات هى ‪:‬‬
‫‪ -1‬االنطولوجى ‪ .‬بمعنى الوجود ‪.‬‬
‫‪ -2‬االبستمولوجى ‪ .‬بمعنى المعرفة ‪.‬‬
‫‪ -3‬األكسوٌولوجى ‪ .‬بمعنى القٌم ‪.‬‬
‫فالمذهب الفلسفى ال ٌكتمل إال أن ٌتحدث الفٌلسوؾ فى هذه الموضوعات الثالثة ‪.‬‬
‫وتظهر مشكلة هنا مترتبة على هذا ‪ ،‬فقد ال ٌكون اهتمام الفٌلسوؾ محٌطا ً بهذه‬
‫المشكالت الثالثة ‪.‬‬
‫على سبٌل المثال نذكر هنا الفٌلسوؾ كانط حٌث ألؾ ثالثة كتب مهمة جداً فى‬
‫تارٌخ الفلسفة ‪:‬‬
‫‪ -1‬نقد العقل الخالص ‪ .‬وٌتحدث فٌه عن نظرٌته فى المعرفة ‪.‬‬
‫‪ -2‬نقد العقل العملى ‪ .‬وٌتحدث فٌه عن نظرٌته فى األخالق ‪.‬‬
‫‪ -3‬نقد ملكة الحكم ‪ .‬وٌتحدث فٌه عن فكرة الجمال ‪.‬‬
‫وبالنظر ألول كتابٌن سنجد إنهما من كالسٌكٌات الفلسفة ‪ .‬وهما من الكتب العظٌمة‬
‫‪ .‬وإذا قارنا هذٌن الكتابٌن بكتابه الثالث نقد ملكة الحكم ‪ ،‬نالحظ أنه ال ٌرتقى لهذٌن‬

‫‪22‬‬
‫الكتابٌن ‪ .‬ولعل السبب ٌرجع لكانط نفسه ‪ ،‬فلم ٌوجد لدٌه اهتمام بفلسفة علم الجمال‬
‫لكى ٌكتمل ثالوث النقد المعرفة واألخالق والجمال‪...‬‬
‫ونستنتج من هنا أن مبدأ المذهبٌة ٌجبر الفٌلسوؾ على الكتابة فى موضوعات محددة‬
‫‪ .‬وعندما سقطت هذه المذهبٌة فى الفلسفة المعاصرة ‪ ،‬شعر الفٌلسوؾ المعاصر‬
‫بالحرٌة ‪ ،‬فهو ؼٌر مجبر أو مضطر إلى أن ٌتحدث فى موضوعات ال ٌمٌل إلٌها أو‬
‫ٌهتم بها ‪ .‬والدلٌل على ذلك الفٌلسوؾ الكبٌر البرٌجماتى جون دٌوي ‪ ،‬كانت أكبر‬
‫اهتماماته بالتربٌة ‪ .‬حٌث ألؾ فٌها حوالى عشرة كتب ‪.‬‬
‫‪ -1‬التعمٌم األول ‪ :‬سقوط المذهبٌة فى الفلسفة المعاصرة كما ذكرنا سابقا ً ‪.‬‬
‫‪ -2‬التعمٌم الثانى ‪ :‬أن معظم التٌارات المعاصرة فى الفلسفة تتخذ موقفا ً من المثالٌة‬
‫‪ ،‬فهى تعتمد على الواقعٌة ‪.‬‬
‫والمثالٌة لها عدة صور وأشكال ‪ .‬ومن أعالمها جورج بركٌلى الذى ٌقر بأن الوجود‬
‫إدراك ‪ .‬فشرط الوجود أن ٌكون معرفا ً حتى ٌحدث اإلدراك ‪ .‬البد من وجود الذات‬
‫حتى تحدث المعرفة ‪ .‬فالمثالٌة مدفوعة بالدٌن ‪ ،‬بٌنما الواقعٌة تعتمد على العلم ‪.‬‬
‫فمن الخطأ أن ٌتحول الفٌلسوؾ إلى واعظ ‪ ،‬وإنما ٌحل المشكالت بالعلم ‪.‬‬
‫‪ -3‬التعمٌم الثالث ‪ :‬أن معظم التٌارات الفلسفٌة هى فلسفات علمٌة ‪ ،‬فٌما عدا الفلسفة‬
‫الوجودٌة ‪ .‬ومن النظرٌات والفلسفات العلمٌة هى ما ٌلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرٌة التطور ‪ .‬لتشارلز داروٌن ‪.‬‬
‫‪ -2‬نظرٌة النسبٌة ‪ .‬أللبرت اٌنشتاٌن ‪.‬‬
‫‪ -‬فالبد لإلنسان أن ٌسلك سلوك العالم فى أسلوبه بالبحث العلمى ‪ ،‬فال ٌفكر خرافٌا ً‬
‫‪ ،‬أو ٌفكر تفكٌر منفصالً او منعزالً عن حٌاة الناس والمجتمع ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫" الفصل الثالث "‬
‫‪ +‬ما هو التفلسف ‪:‬‬
‫التفلسؾ هو تلك العملٌة التساؤلٌة التى نحاور فٌها أنفسنا ‪ ،‬ونتجادل فٌها مع‬
‫اآلخرٌن ‪ .‬وهو أٌضا ً نشاط فكرى ٌحاول فهم الحقائق األساسٌة لإلنسان وكل ما‬
‫ٌحٌط به ‪.‬‬
‫‪ +‬خصائص السؤال الفلسفى ‪:‬‬
‫للسؤال الفلسفى خصائص أهمها ما ٌلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬قصدى ‪ .‬ألنه ٌهدؾ للوصول لمعرفة تتسم بالشمولٌة‬
‫‪ -2‬شكى ‪ .‬ألن المعرفة الفلسفٌة لٌست جاهزة ونهائٌة‬
‫‪ -3‬نقدى ‪ .‬ألنه ٌفتح المجال للشك كطرٌق للمعرفة‬
‫‪ -4‬تساؤلى ‪ .‬ألن كل سؤال ٌستدعى سؤاالً آخر ‪.‬‬
‫‪ +‬تمييز الحجج عبر التفكير الناقد ‪:‬‬
‫نستخدم اللؽة فى التعبٌر عن فكرنا وسلوكٌاتنا ‪ ،‬وفى كٌفٌة التعامل مع اآلخرٌن‬
‫والحوار معهم ‪ .‬فنحن إما نقنعهم بلؽة خطابٌة أو بحجج منطقٌة ‪.‬‬
‫أما الخطابة ( فهى كل محاولة لفظٌة أو مكتوبة إلقناع شخص ما بأن ٌعتقد أو‬
‫ٌرؼب أو ٌفعل شٌئا ً ما دون تقدٌم أسباب وجٌهة لهذا االعتقاد أو الفعل أو تلك‬
‫الرؼبة لكنها تحاول أن تثٌر االعتقاد أو الفعل أو الرؼبة من خالل قوة الكلمات التى‬
‫تستخدمها فقط ‪.‬‬
‫بٌنما الحجة المنطقٌة هى مجموعة من القضاٌا واحدة منها نتٌجة والباقى مقدمات‬
‫من المفترض أنها تدعم النتٌجة ‪ .‬ولنتوقؾ لندرك أن الحجة واإلقناع بالحجة تقدم لك‬
‫أسبابا ً لالعتقاد أو لفعل شًء ما ‪ ،‬فالحجج إذا تستدعى إمكاناتك النقدٌة وعقلك‬
‫الواعى ‪ ،‬بٌنما المحاولة أو األسلوب الخطابى ٌعتمد على القوة اإلقناعٌة لبعض‬
‫الكلمات أو التقنٌات اللفظٌة لتؤثر على معتقداتك ورؼباتك وأفعالك بالتركٌز على‬
‫رؼباتك ومخاوفك ومشاعرك األخرى ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ +‬مثال‪ :‬الفرق بين اإلقناع الخطابى واألسلوب المنطقى ‪:‬‬
‫إن التقنٌات الخطابٌة البد أن ٌكون فٌها ‪ :‬التهوٌل ‪ ،‬والتالعب باأللفاظ ‪ ،‬والقدرة‬
‫على إحداث التأثٌرات المباشرة على المخاطب ‪ .‬كما فى خطابات القادة العسكرٌٌن‬
‫لجنودهم حتى ٌنجحوا فى خوض المعركة واالنتصار فٌها على أعدائهم ‪ ،‬حٌث‬
‫ٌصؾ هؤالء األعداء بأفظع الصفات وٌصفهم بالجبن والجهل والؽرور فى ذات‬
‫الوقت ‪ ،‬وأن هزٌمتهم ممكنة على ٌد جنوده الجبارٌن األخٌار ‪...‬‬
‫إن محاوالت اإلقناع فى هذا األسلوب الخطابى أو ذاك إنما تسوغ حججا ً لٌست‬
‫برهانٌة فى شًء ‪ ،‬بل تستخدم األلفاظ الفخمة ‪ ،‬ذات التأثٌر العاطفى البالػ ‪.‬‬
‫إن الحجة المنطقٌة إنما تعتمد على قضاٌا تمثل المقدمات والنتائج ‪ ،‬حٌث إن كل‬
‫حجة منطقٌة مكونة من جزأٌن ‪ ،‬مقدمات ونتٌجة فماذا نعنى بالقضٌة ؟ وماذا نعنى‬
‫بالمقدمات ؟ وما هى النتٌجة ؟!‬
‫أما القضٌة ( فهى محتوى واقعى معبر عنه بجملة تقرٌرٌة تحمل معنى ٌمكن الحكم‬
‫علٌه بالصدق أو الكذب ‪ ،‬وٌمكن التعبٌر عن نفس القضٌة بجمل أو عبارات مختلفة‬
‫تحمل نفس المعنى ‪.‬‬
‫والحجة تتكون من أى عدد من القضاٌا حول أى موضوع ‪ ،‬لكن ٌنبؽى أن تقودنا‬
‫هذه القضٌة إلى نتٌجة واحدة نهائٌة ‪ .‬القضٌة أو العدد من القضاٌا تشكل مقدمات‬
‫الحجة سواء كانت قضٌة واحدة أو اثنتٌن أو ثالثة أو أى عدد من القضاٌا ‪ ،‬أما‬
‫القضٌة الواحدة النهائٌة ألى حجة فهى تمثل النتٌجة التى تنتهى بها الحجة وتقودنا‬
‫إلٌها مقدماتها ‪.‬‬
‫خذ مثالً هذه الحجة التى لها مقدمة واحدة فقط ‪:‬‬
‫أحمد له أختان‬
‫إذاً أحمد لٌس طفالً وحٌداً‬

‫وهذه الحجة التى لها مقدمتان ‪:‬‬


‫إن مساعدة شخص على االنتحار مثله مثل القتل‬
‫والقتل خطأ‬
‫لذلك فإن مساعدة شخص ما على االنتحار ٌعد خطأ‬

‫‪25‬‬
‫وهذه الحجة التى لها ثالث مقدمات ‪:‬‬
‫إن استخدام السٌارات ٌسبب ضرراً خطٌراً للبٌئة‬
‫تقلٌل استخدام السٌارات سوؾ ٌقلل من الخطر البٌئى‬
‫ٌجب علٌنا أن نحافظ على بٌئتنا‬
‫لذلك ٌجب أن تستخدم سٌارات أقل‬
‫وكما ترى فإن الحجج المنطقٌة تأخذ هنا شكالً ثابتا ً توضع فٌه المقدمات كمبررات‬
‫من أجل عملٌة البرهنة وتظهر النتٌجة فى األسفل ‪.‬‬
‫ولكى نحقق مزٌداً من الوضوح فى وضع أسس للحجة النموذجٌة والتى ٌمكن أن‬
‫تسمى شرٌط االستدالل ‪ٌ ،‬مكن تمٌٌز خطوات البرهنة أو االستدالل على النحو‬
‫التالى ‪:‬‬
‫‪ -1‬تمٌٌز المقدمات فى شرٌط االستدالل ‪ٌ ،‬مكن باستخدام الرموز م‪ ، 1‬م‪ ، 2‬م‪3‬‬
‫وهكذا للتعبٌر عن المقدمات ‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع خط ٌفصل بٌن هذه المقدمات أٌا ً كان عددها وبٌن النتٌجة ‪.‬‬
‫‪ -3‬التعبٌر عن النتٌجة بالحرؾ (ن) ‪.‬‬
‫وعلى ذلك ٌمكن أن نضع تلك الحجة السابقة فى الصورة النموذجٌة التالٌة ‪:‬‬
‫م‪ : 1‬استخدام السٌارات ٌدمر البٌئة‬
‫م‪ : 2‬تقلٌل استخدام السٌارات ٌقلل من تدمٌر البٌئة‬
‫م‪ٌ : 3‬جب علٌنا أن نقوم بما نستطٌع من أجل حماٌة البٌئة‬
‫ن ‪ٌ :‬جب أن نستخدم سٌارات أقل ‪.‬‬
‫‪ +‬كيف نمارس تمييز الحجج من النصوص المقروءة أو المسموعة ‪:‬‬
‫إن قراءة أى نص أو أى خطاب وتحلٌله تحلٌالً نقدٌا ً البد أن ٌبدأ أوالً من التساؤل‬
‫حول ما إذا كان هذا الكالم المكتوب أو الملفوظ ٌحتوى على حجة ٌرٌد أن ٌقنع بها‬
‫الكاتب أو المتحدث بها أم ال ؟‬
‫فالناس عادة ال ٌستطٌعون التعبٌر عن حجمهم بلؽة فٌها حجاج منطقى واضح ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫والصعوبة األولى ‪ :‬التى تواجهنا تتمثل فى الؽالب فى أنه ال توجد قواعد صارمة‬
‫وسرٌعة – فٌما ٌكتبه الكاتبون أو فٌما ٌقوله المتحدثون – تمكننا من التمٌٌز بٌن‬
‫المقدمات التى تشكل حجة ‪ ،‬وبٌن المقدمات التى تقوم بوظٌفة أخرى فى النص‬
‫المكتوب أو حتى فى الكالم الملفوظ ‪.‬‬
‫إن مسألة تحدٌد الحجج تكمن فى مسألة تحدٌد ما ٌقصده الكاتب أو المتكلم بكلماتهما‬
‫المكتوبة أو المتلفظ بها وهذا ٌتم بالممارسة ‪.‬‬
‫والصعوبة الثانية ‪ :‬تتمثل فى أن الكتاب والمتحدثٌن عادة ما ٌتركون بعض مقدملتهم‬
‫ؼٌر محددة ألنهم ٌعتقدون أن المستمع أو القاريء سٌعرؾ هذه المقدمات ‪ .‬ولذلك‬
‫فإن التحلٌل المنطقى لهذه الحجج ال ٌكتمل إال بأن نضٌؾ بعض المقدمات حتى‬
‫تكتمل بنٌة ومحتوى هذه الحجة ‪.‬‬
‫أما الصعوبة الثالثة ‪ :‬فتكمن فى أن الناس كتابا ً ومتحدثٌن ال ٌعبرون عادة عن حجتهم‬
‫بلؽة واضحة ‪ ،‬ولذلك فإن علٌنا أن نوضح كل قضٌة قبل أن نستطٌع تكوٌن وجهة‬
‫نظر كاملة وواضحة عن الحجة ككل ‪.‬‬
‫ولكى نتؽلب على هذه الصعوبات فى تحلٌل النصوص شفهٌة كانت أو مكتوبة حتى‬
‫تبدو فى صورة حجاج منطقى واضح المعالم علٌنا أن نتبع ما ٌلى ‪:‬‬
‫‪ -1‬تحديد النتيجة ( ن) ‪:‬‬

‫إن أول خطوة ٌنبؽى أن نتبعها لنستمر فى بٌان هذه الحجة أن نعرؾ النتٌجة بداٌة‬
‫وثمة عدد من المفاتٌح التى تسهل علٌك العثور على النتٌجة ‪:‬‬
‫مفتاح (‪ : )1‬اسأل عن المسألة األساسٌة فى هذا النص أو فى هذا الخطاب ألن‬
‫النتٌجة عادة ما تكون استجابة لمسألة ‪ ،‬وكلما نجحت فى إدراك هذه المسألة كلما‬
‫سهل علٌك العثور على النتٌجة ‪.‬‬
‫مفتاح (‪: )2‬‬

‫ابحث عن المؤشرات اللفظٌة للنتٌجة ‪ ،‬إذ ؼالبا ً ما تسبق النتٌجة مؤشرات لفظٌة‬
‫تنبًء بوجود النتٌجة وأنها قادمة ‪ ،‬ومن هذه المؤشرات اللفظٌة ‪:‬‬
‫وفق ذلك – لذا فإن – ٌلزم عن ذلك – ٌقترح أن – لنا أن نستنتج – األمر الذى‬
‫أحاول إقراره هو – حقٌقة األمر إذن هى ‪.‬‬
‫من ثم – هكذا – ٌبٌن أن – ٌتوجب أن – لنا أن نشتق أن – من المرجح أن –‬
‫ٌترتب على ذلك أن ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫الحقٌقة أن – وباختصار فإن – ٌشٌر ذلك إلى أن – ٌتبٌن من ذلك أن – تشٌر ِإلى‬
‫نتٌجة مفادها – ٌثبت أن – فى ضوء ذلك نجد أن ‪.‬‬
‫وبالتالى فإن – وهذا ٌعنى أن – وهذا ٌوضح أن – ٌتأكد لنا من ذلك أن – وذلك‬
‫ٌتضمن أن – وبناء على ذلك – وبالتالى فإن ‪.‬‬
‫مفتاح (‪: )3‬‬

‫ابحث فى المواضع المحتملة ‪ ،‬فالنتائج فى أى نص عادة ما تشؽل مواضع بعٌنها ‪،‬‬


‫وأول هذه المواضع إما أن ٌكون فى بداٌة النص أو فى نهاٌته ‪ ،‬إذ إن كثٌراً من‬
‫الكتاب عادة ما ٌستهلون مقاالتهم بجملة تحدد المقصود وتشتمل على ما ٌرٌدون‬
‫إثباته ‪ ،‬وآخرون ٌوجزون نتائجهم فى النهاٌة ‪.‬‬
‫مفتاح (‪: )4‬‬

‫ابتعد عما ال ٌمكن أن ٌكون النتٌجة ‪ ،‬إذ ال ٌمكن أن تكون للنتٌجة أٌا ً من اآلتى ‪:‬‬
‫األمثلة – اإلحصاءات – التعرٌفات – المعلومات – الشواهد‬
‫مفتاح (‪: )5‬‬

‫اسأل دائما ً السؤالٌن التالٌٌن ‪ ،‬وأنت تقرأ المقال أو النص ‪ ،‬أو وأنت تستمع إلى‬
‫الخطاب ‪ :‬وماذا بعد ؟ ومن ثم ؟ وهل ٌرٌد منا الكاتب أو المتحدث أن نستنبط هذه‬
‫النتٌجة التى أخفاها ؟ إذ أن كثٌراً من النصوص وخاصة الشفهٌة منها عادة ما تترك‬
‫للقارىء أو المستمع أن ٌستدل هو بنفسه علٌها ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحدٌد المقدمات ( أو مبررات النتٌجة ) ‪:‬‬
‫إن محاولة تحدٌد النتٌجة – كما أشرنا فٌما سبق – تشتمل أٌضا ً على اكتشاؾ بعض‬
‫أو كل المقدمات فى تلك الحجة ‪ ،‬ألن مراحل تحدٌد النتٌجة أو المقدمات لٌست‬
‫منفصلة كلٌا ً عن بعضها البعض ‪ ،‬وعلى كل حال فثمة مفاتٌح ٌمكن أن تساعدك‬
‫على تحدٌد مقدمات الحجة ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫مفتاح (‪: )1‬‬

‫هناك قائمة من المؤشرات اللفظٌة التى تساعد على تمٌٌز هذه المقدمات أو مبررات‬
‫نتٌجة الحجة ‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫نتٌجة لـ ‪ -‬ذلك أنه – اكتشؾ الباحثون أن – وهذا كذلك ألن‬

‫‪28‬‬
‫بسبب حقٌقة أن – مثال ذلك أن – والسبب هو‬
‫أوال – ثانٌا ً – ٌدعم ذلك أن – ودلٌلى على ذلك أن‬
‫مفتاح (‪: )2‬‬

‫هناك أنواع عدٌدة من المبررات وفقا ً لنوع المسألة موضوع الخطاب أو النص ‪،‬‬
‫وكثٌر من هذه المبررات أو المقدمات تصاغ فى جمل تعرض شواهد ‪ ،‬والشواهد‬
‫معلومات محددة تستخدم فى تأٌٌد إثباتات وبراهٌن على شًء تزعم صحته ‪ .‬وهذه‬
‫الشواهد أو تلك اإلثباتات مثل ‪ :‬اكتشافات بحثٌة ‪ ،‬أمثلة من الحٌاة الواقعٌة ‪،‬‬
‫إحصائٌات ‪ ،‬شهادات شخصٌة ‪ ،‬مقارنات ‪ ،‬أراء الخبراء والسلطات المختصة ‪.‬‬
‫مفتاح (‪: )3‬‬

‫أن تسأل نفسك وأنت تقرأ النص أو تستمع للخطاب ‪ ،‬ما هى أسباب الكاتب أو‬
‫المتحدث ِإلثبات أن النتٌجة صحٌحة ؟ فالقضاٌا التى تجد أنها تجٌب على هذا‬
‫السؤال تكون مقدمات الحجة المقصودة ‪.‬‬
‫‪ -3‬النتائج الوسٌطة ‪:‬‬
‫لنالحظ دائما ً أن الحجج المركبة أو شرٌط االستدالل الذى ٌتضمن عدداً كبٌر ًا‬
‫من المقدمات ‪ ،‬قد ٌتضمن بداخله نتائج لمقدمات ‪ ،‬تتحول هى ذاتها إلى مقدمات‬
‫ٌترتب علٌها نتائج ‪ ،‬إذ أن نتٌجة أى حجة ٌمكن أن تصبح مقدمة فى حجة تالٌة‬
‫ونتٌجة الحجة التالٌة ٌمكن أن تكون مقدمة لحجة أخرى وهكذا ‪ .‬خذ هذا المثال‬
‫البسٌط لتوضٌح ماذا نعنى بالنتائج الوسٌطة التى قد تصبح كما قلنا إحدى‬
‫مقدمات نتٌجة تالٌة ‪:‬‬
‫تٌتو قطة‬
‫كل القطط حٌوانات‬
‫لذلك فإن تٌتو حٌوان‬
‫وحٌث إن كل الحٌوانات هى من ذوات الدم الحار‬
‫فإن هذا ٌتبعه أن تٌتو من ذوات الدم الحار‬
‫فالنتٌجة الوسٌطة هنا فى هذه الحجة أن تٌتو حٌوان ‪ ،‬وقد استخدمت كمقدمة‬
‫لنتٌجة أبعد وٌمكن أن نتوسع فى أمثلة للحجج على هذا المنوال مثل ‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫م‪ : 1‬سوٌتى كلب‬
‫م‪ : 2‬كل الكالب حٌوانات‬
‫ن‪ : 1‬سوٌتى حٌوان‬
‫م‪ : 3‬كل الحٌوانات من ذوى الدم الحار‬
‫ن‪ : 2‬سوٌتى من ذوى الدم الحار‬
‫ومن الطبٌعى أنه فى مثل هذه الحجج فإن النتٌجة األخٌرة التى توصلنا إلٌها عبر‬
‫العدد األكبر من المقدمات تكون هى القضٌة التى ٌحاول المبرهن أن ٌؤكد علٌها‬
‫فهى تمثل بالنسبة له الهدؾ النهائى ‪ .‬ولذلك فهى تسمى ببساطة " نتٌجة الحجة "‬
‫فى حٌن أن أٌة نتائج سابقة كانت تمثل مراحل فى ذلك الطرٌق الطوٌل ‪ ،‬ومن ثم‬
‫فنحن نسمٌها نتائج وسٌطة ألنها تحولت فٌما بعد إلى مقدمة ‪.‬‬
‫‪ +‬من هو الفيلسوف ‪:‬‬
‫هو شخص ٌرى العالم واألشٌاء والوجود من منظور ؼٌر معتاد وخارج عن‬
‫المألوؾ ‪ .‬فبسبب التفلسؾ هنا أننا نندهش مثل األطفال ‪.‬‬
‫وهو أٌضا ً الشخص الذى ٌمارس الفلسفة وٌفكر من خاللها ‪ ،‬وٌحاول اإلجابة عن‬
‫األسئلة ‪ ،‬كما ٌضع حلوالً للمسائل الفلسفٌة ‪ ،‬التى ٌطرحها كل عصر من العصور‬
‫حول قضاٌا وأزمات ٌواجهها اإلنسان فى المجتمع ‪.‬‬
‫إن وظٌفة الفٌلسوؾ تقدٌم حلول للمشاكل ‪ ،‬والعمل على تنفٌذها‬
‫‪ +‬سمات الفيلسوف ‪:‬‬
‫‪ -1‬لٌس كل من درس الفلسفة صار فٌلسوفا ً ‪.‬‬
‫‪ -2‬البد أن ٌكون فى قلق وحٌرة ودهشة ‪.‬‬
‫‪ٌ -3‬نتقل الفٌلسوؾ بعد ذلك من حالة الدهشة إلى موقؾ من التأمل ‪.‬‬
‫‪ -4‬كل معرفة تقدم للفٌلسوؾ ٌشك فٌها شكا ً منهجٌا ً ‪.‬‬
‫‪ +‬خصائص عمل الفيلسوف ‪:‬‬
‫‪ -1‬الفٌلسوؾ ال ٌختلق المشكلة ‪ ،‬وإنما تكون المشكلة موجودة بالفعل ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تكون فلسفته فى فراغ ‪ ،‬بل تكون لها هدؾ ومتأثرة بالمعارؾ العامة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ٌ -3‬ستخدم المنهج التحلٌلى لكى ٌصل لطبائع األشٌاء ‪ .‬أى ٌحلل المشكلة‬
‫لجزٌئاتها األولٌة ‪.‬‬
‫‪ٌ -4‬ساهم فى حل المشكلة ‪ ،‬بواسطة البرهان العقلى ‪ .‬فٌقدم لنا فلسفته من خالل‬
‫األدلة والبراهٌن ‪.‬‬
‫‪ٌ -5‬نشؽل بالعدٌد من القضاٌا ‪ ،‬حسب رؤٌته العامة لطبٌعة اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ٌ -6‬رتب ما توصل إلٌه من نتائج خالل فكر مترابط ‪.‬‬
‫‪ +‬شخصية الفيلسوف ‪:‬‬
‫تعتبر شخصٌة الفٌلسوؾ من ضمن الشخصٌات العبقرٌة ‪ ،‬فعبقرٌة الفٌلسوؾ تكمن‬
‫فى تحقٌق الرقى بنفسه ‪.‬‬
‫فالتمرد على الواقع المألوؾ ‪ ،‬هو من أهم سمات العبقرٌة التى تحركها شهوة‬
‫االبتكار والتجدٌد ‪ .‬إن الفٌلسوؾ ٌأتى إلى الدنٌا بنهم شدٌد للمعرفة والبحث عن‬
‫الحقٌقة ‪ ،‬فهو ال ٌقبل كل ما ٌقدم إلٌه من أفكار ‪ ،‬فلوال تمرد الفٌلسوؾ على البٌئة‬
‫التى ولد بها ‪ ،‬لما تطورت تلك البٌئة وتقدمت ‪.‬‬
‫وعلى الفٌلسوؾ أن ٌكون ملما ً بالمعارؾ والفلسفات السابقة علٌه ‪ ،‬حتى ٌتمكن من‬
‫الربط بٌنهما وبٌن حلقات التطور المتوقع لها فى المستقبل ‪.‬‬
‫والفٌلسوؾ ال ٌسلم تسلٌما ً كامالً لألفكار والتعالٌم التى تمر علٌه ‪ ،‬وإنما ٌخضعها‬
‫للنقد والفحص والتحلٌل ‪ ،‬وقد ٌبنى فلسفته فى الحٌاة على نظرٌة " النجاح فى كل‬
‫شًء " ‪ .‬ونالحظ الفرق بٌن اهتمام الفٌلسوؾ والشخص العادى ‪ ،‬فالفٌلسوؾ ٌهتم‬
‫بالموضوعات " الكلٌة والشمولٌة " بٌنما الشخص العادى ٌنشؽل بأمور الحٌاة‬
‫الروتٌنٌة ‪.‬‬
‫‪ +‬كيف تكون فيلسوف ‪:‬‬
‫الفٌلسوؾ العظٌم هو الذى ٌكتشؾ طرٌقة جدٌدة لطرح األسئلة ‪.‬‬
‫إن الفلسفة فى أبسط تعرٌؾ لها هى وجهة نظر تعبر عن صاحبها فى موضوع ما ‪،‬‬
‫ولكى ٌكون لك وجهة نظر صحٌحة ‪ ،‬علٌك أن تكون عالما ً بما تقول ‪ ،‬وعلٌك أن‬
‫تتعلم كٌؾ تسمع الؽٌر لتستفٌد ‪ ،‬وأن تقرأ كثٌراً فى مختلؾ المعارؾ ‪ ،‬وأن تنوع‬
‫مصادر معارفك فتقرأ مثالً فى السٌاسة والدٌن والعلم والفلسفة والفلك ‪.‬‬
‫أن تكون عالما ً بما ٌجرى حولك فى هذه الدنٌا ‪ ،‬وأن تقول أقوال ٌهتم بها الجمٌع‬
‫تعلم من تجاربك الشخصٌة وأخطاء ؼٌرك ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫إن دراسة وجهات نظر الفالسفة ومعرفة آرائهم فى حل مشاكل الحٌاة ‪ ،‬البد أن‬
‫تساعد على تنمٌة تفكٌر الفرد واالرتقاء بعقلٌته ‪ ،‬ومن ثم عقلٌة المجتمع ‪.‬‬
‫رأٌى الخاص بالفلسفة هو أن تكون مثل النحلة التى تأخذ الرحٌق من كل األزهار‬
‫والنباتات وتهضمه ‪ ،‬ثم تسترجعه عسالً مكثفا ً ‪ ،‬ال أن تكون مثل طائر الطنان ٌأخذ‬
‫الرحٌق ‪ ،‬وال نحصل منه ؼٌر الطنٌن والضوضاء المزعجة ‪.‬‬
‫أقرأ مؤلفات الفالسفة وبراهٌنهم وحججهم فى إثبات فكرتهم ‪.‬‬
‫كن جاهزاً للقلٌل من النقاش فهذا ٌحسن فهمك ‪ .‬ولكن علٌك أن تشعر بمشاعر‬
‫اآلخرٌن وأنت تناقشهم ‪.‬‬
‫ا درس علم المنطق فهو علم ٌبحث فى القوانٌن العامة للفكر الصحٌح ‪ ،‬وٌساعدك‬
‫على تجنب الخطأ فى الفكر ‪ ( .‬يمكنك مراجعة كتابى المختصر فى علم المنطق متداول فى‬
‫مكتبة نور عبر اإلنترنت )‪.‬‬

‫ٌقول أفالطون ‪ :‬الفٌلسوؾ هو من ٌسعى دائما ً وراء الحق ‪ ،‬وأصبحت لذته‬


‫منحصرة فى الفكر والمعرفة ‪.‬‬
‫ٌقول حكٌم ‪ :‬من ٌسأل كثٌراً ال ٌحتاج للسٌر طوٌالً ‪ ،‬ومن أحسن السؤال علم ‪،‬‬
‫فالسؤال نصؾ العلم ‪.‬‬
‫ال تناقش ؼبٌا ً ‪ ،‬ألن الناس لن تعرؾ أٌكما الؽبى ‪ ( .‬سلفادور )‪.‬‬
‫قلٌل من العلم مع العمل به ‪ ،‬أنفع من كثٌر من العلم مع قلة العمل به ‪ ( .‬أفالطون )‪.‬‬
‫نجاح الشخص وسعادته ‪ٌ ،‬توقؾ فى مهارته فى التعامل مع الناس ‪.‬‬
‫إن لحظات فكر الفٌلسوؾ كلحظات إبداع الفنان ‪ ،‬لكل منها قٌمته الدائمة ‪.‬‬
‫وأما الفالسفة فإن كل ما ٌحرصون علٌه فى هذه الحٌاة ‪ ،‬هو االهتداء إلى الحقٌقة ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ +‬قائمة المراجع ‪:‬‬
‫مختار عطا هللا ‪ :‬التفكٌر الفلسفى ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة دار العلوم ‪ ،‬سنة ‪2116‬م‬
‫محمد جواد ‪ :‬مذاهب فلسفٌة ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪ ،‬سنة ‪2116‬م ‪.‬‬
‫أحمد عبد الحمٌد ‪ :‬مقدمة فى األخالق النظرٌة والتطبٌقٌة ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة‬
‫اآلداب ‪ ،‬سنة ‪2116‬م ‪.‬‬
‫صالح اسماعٌل ‪ :‬فلسفة اللؽة واألدب ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪ ،‬سنة ‪2116‬م‬
‫صالح اسماعٌل‪ :‬فلسفة العقل ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪ ،‬سنة ‪2116‬م ‪.‬‬
‫عصام جبل ‪ :‬مبادىء التفكٌر النقدى ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪ ،‬سنة ‪2116‬م‬
‫عفاؾ عمر حسٌن ‪ :‬اتجاهات الفلسفة الحدٌثة ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪ ،‬سنة‬
‫‪2116‬م ‪.‬‬
‫ؼادة اإلمام ‪ :‬اتجاهات الفلسفة األوربٌة المعاصرة ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪،‬‬
‫‪ ،‬سنة ‪2116‬م ‪.‬‬
‫نادر مصطفى ‪ :‬فلسفة الجمال ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪ ،‬سنة ‪2116‬م ‪.‬‬
‫عبد هللا الدسوقى ‪ :‬فلسفة وحوار الحضارات ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪ ،‬سنة‬
‫‪2116‬م ‪.‬‬
‫رجاء أحمد على ‪ :‬األخالق المهنٌة ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪ ،‬سنة ‪2116‬م ‪.‬‬
‫هدى الخولى ‪ :‬فلسفة ٌونانٌة حتى أفالطون ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪ ،‬سنة‬
‫‪2116‬م ‪.‬‬
‫مصطفى النشار ‪ :‬الفلسفة الٌونانٌة بعد أفالطون ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪،‬‬
‫سنة ‪2121‬م ‪.‬‬
‫اسماعٌل عبد العزٌز ‪ :‬المنطق التطبٌقى ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪ ،‬سنة‬
‫‪2116‬م ‪.‬‬
‫محمد مدٌن ‪ :‬الفلسفة األمرٌكٌة ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪ ،‬سنة ‪2116‬م ‪.‬‬
‫محمد مدٌن ‪ :‬الفكر الفلسفى ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪ ،‬كلٌة اآلداب ‪ ،‬سنة ‪2116‬م ‪.‬‬
‫أحمد سعد زاٌد ‪ :‬مقدمات فى فلسفة التارٌخ ‪ ،‬سنة ‪2113‬م‬
‫‪33‬‬
‫أحمد سعد زاٌد ‪ :‬قصة الفلسفة الٌونانٌة ‪ ،‬سنة ‪2112‬م‬
‫سماح رافع محمد ‪ :‬الفلسفة والمنطق ‪ ،‬للصؾ الثالث الثانوى ‪ ،‬سنة ‪2114‬م‬
‫آرسً سبرول ‪ :‬برنامج جددوا فكركم ‪ ،‬سنة ‪2112‬م‬

‫‪34‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪2....................................................................................‬‬
‫" الفصل األول " ‪3.......................................................................‬‬
‫‪ -1‬تعرٌؾ الفلسفة ‪3.....................................................................‬‬
‫‪ -2‬أهدافها وأهمٌتها ‪4....................................................................‬‬
‫‪ -3‬اسالٌب التفكٌر ومكانة األسلوب الفلسفى ‪4..........................................‬‬
‫‪ -4‬تعرٌؾ علم المنطق وقوانٌنه األساسٌة ‪6............................................‬‬
‫‪ -5‬أسباب الوقوع فى الخطأ عند فرنسٌس بٌكون ‪7....................................‬‬
‫‪ -6‬أخطاء الوقوع فى التفكٌر ‪8..........................................................‬‬
‫‪ -7‬التفكٌر النقدى ‪8.......................................................................‬‬
‫‪ -8‬الخطوات التى ٌجب اتباعها لكى ٌفكر اإلنسان تفكٌر نقدى ‪9......................‬‬
‫‪ -9‬معاٌٌر التفكٌر الناقد ‪9................................................................‬‬
‫‪ -11‬صفات المفكر الناقد ‪11..........................................................‬‬
‫" الفصل الثانى " ‪11.....................................................................‬‬
‫‪ -1‬مباحث الفلسفة ‪11....................................................................‬‬
‫‪ -2‬مراحل تطور الفلسفة ‪19 ............................................................‬‬
‫" الفصل الثالث " ‪23.....................................................................‬‬
‫‪ -1‬ما هو التفلسؾ ‪23....................................................................‬‬
‫‪ -2‬خصائص السؤال الفلسفى ‪23........................................................‬‬
‫‪ -3‬تمٌٌز الحجج عبر التفكٌر الناقد ‪23..................................................‬‬
‫‪ -4‬الفرق بٌن اإلقناع الخطابى واألسلوب المنطقى ‪24 ................................‬‬
‫‪ -5‬كٌؾ نمارس تمٌٌز الحجج من النصوص المقروءة أو المسموعة ‪25.............‬‬
‫‪ -6‬من هو الفٌلسوؾ ‪29.................................................................‬‬
‫‪ -7‬سمات وخصائص الفٌلسوؾ ‪29.....................................................‬‬
‫‪ -8‬شخصٌة الفٌلسوؾ ‪29................................................................‬‬
‫‪ -9‬كٌؾ تكون فٌلسوؾ ‪31..............................................................‬‬

‫‪35‬‬

You might also like