You are on page 1of 4

‫مركز تدبير االختالف للدراسات واالبحاث‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫موضوع االستكتاب‪:‬‬

‫الوحدة السالمية‬
‫وجهود مفكري السالم في إعادة بنائها‬
‫قراءة في الفكر السالمي الحديث‬
‫والمعاصر‬
‫مقصد الوحدة اإلسالمية من المقاصد الكبرى التي أرشدنا إليها القرآن الكريم في‬
‫سياقات مختلفة تأسيسا لكلياته‪ ،‬وأكدته السنة النبوية بأقوال النبي ﷺ وأفعاله بيانا لهدايات‬
‫القرآن تلك وتقديما لنموذجه األرقى واألمثل‪ ،‬وحافظ الصحابة رضي هللا عنهم على هذه‬
‫الوحدة التي أقامها ﷺ‪ ،‬وخصوصا زمن سيدنا أبي بكر وعمر رضي هللا عنهما‪ ،‬لكن بعد هذا‬
‫وقع االختالف وكثرت أسبابه‪ ،‬فمنها ما كان محمودا‪ ،‬ومنها ما كان مذموما‪ ،‬وفي ظل هذا‬
‫الواقع قام العلماء والمفكرون في تاريخ اإلسالم بواجبهم في الدعوة إلى هذا المقصد‪ ،‬والعمل‬
‫على تضييق دائرة االختالف الداخلي‪ ،‬ومواجهة تدخل المخالف الخارجي بثقافته الدخيلة‪،‬‬
‫وخططه ومكايده‪ ،‬فقد قام الفقهاء‪ ،‬والمحدثون‪ ،‬وعلماء الكالم‪ ،‬واألدباء ‪ ...‬بمهمة جليلة في‬
‫هذا السياق‪ ،‬وبذلوا جهودا كبيرة رحمهم هللا جميعا‪.‬‬
‫وظل العلماء والمفكرون المخلصون في كل األقطار اإلسالمية على هذا المنوال‪،‬‬
‫يؤكدون على ضرورة إعادة بناء الوحدة اإلسالمية‪ ،‬وتضييق دائرة االختالفات بين المسلمين‬
‫ما أمكن‪ ،‬ويسهمون في ذلك البناء حسب اإلمكان والمكنة‪ ،‬وفي هذا السياق نجد مجموعة من‬
‫الكتابات‪ ،‬والمشاريع الفكرية التي اهتمت بقضية الوحدة االسالمية‪ ،‬سواء على مستوى‬
‫التشخيص لواقع االختالف؛ أي دراسة وضع األمة في العصور المتأخرة‪ ،‬وما طرأ عليها من‬
‫اختالفات‪ ،‬وما اسبابها الداخلية والخارجية‪ ،‬العلمية والسياسية‪ ،‬أو على مستوى مقترح البناء‪،‬‬
‫أي مقترحات بناء الوحدة اإلسالمية‪ ،‬عن طريق إعادة فهم االختالف وإفهامه‪ ،‬وتحقيق‬
‫مسائله‪ ،‬بالوقوف على ما يمكن استثماره‪ ،‬واالستفادة منه في إطار الجوامع‪ ،‬بعيدا عن‬
‫الطائفية والعصبية‪ ،‬وما يجب تجاوزه واطراحه‪ ،‬ألنه من التاريخ‪ ،‬وال فائدة منه لزماننا‬
‫وعصرنا‪ ،‬إال تأجيج الصراعات واالختالفات من جديد‪ ،‬ثم ما هي المقترحات العملية‪ ،‬على‬
‫مستوى الشكل والتنظيم‪ ،‬وما هي معالم فلسفتها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫مركز تدبير االختالف للدراسات واالبحاث‬

‫يجمع هؤالء العلماء التفكير في الخالص من هذا االفتراق واالختالف المضيع‬


‫للجوامع‪ ،‬يجمعهم التفكير في أسباب هذه الفرقة واالختالف بين أقطار األمة اإلسالمية‪ ،‬التي‬
‫أنتجت التدخل األجنبي في البالد اإلسالمية؟ يجمعهم التفكير في البديل الفكري‪ ،‬والفلسفي‪،‬‬
‫والسياسي‪ ،‬واالقتصادي‪ ،‬واالجتماعي ‪ ...‬إلعادة بناء الوحدة اإلسالمية‪ ،‬وكان كل مفكر‬
‫ينادي بالرجوع إلى الوحدة واالئتالف‪ ،‬واالجتهاد في طرح المقترح العلمي والعملي حسب‬
‫منهجه ورؤيته‪ ،‬وكلما تجددت الصدمات واألزمات في العالم االسالمي‪ ،‬يبعث هللا تعالى لهذه‬
‫األمة من يوجه ويرشد وينهض الهمم من جديد‪ ،‬نحو مقصد الوحدة االسالمية‪.‬‬
‫كان هؤالء العلماء يضعون نصب أعينهم فكرة الوحدة اإلسالمية‪ ،‬نظريا وعمليا‪،‬‬
‫نظريا بتقديم رؤية فكرية وتنظيمية لبناء هذه الوحدة‪ ،‬وعمليا عن طريق جهودهم الميدانية‪،‬‬
‫في عالقتهم بالعلماء اآلخرين‪ ،‬والنظم السياسية‪ ،‬والمذاهب الفكرية اإلسالمية القديمة‬
‫والحديثة‪ ،‬ومدافعة عوائق هذه الوحدة على المستوى الداخلي الظاهر منها والمضمر‪ ،‬الواعي‬
‫وغير الواعي‪ ،‬والمبادرات الميدانية التي قاموا بها للمساعدة في تقريب خطاب الوحدة‬
‫االسالمية‪ ،‬وتشخيص واقع االختالف اإلسالمي‪.‬‬
‫من مقاصد مركز تدبير االختالف‪ ،‬من خالل عرض هذه المقترحات العلمية والعملية‬
‫في فكرنا اإلسالمي الحديث والمعاصر‪ ،‬أوال‪ :‬وضع هذه المقترحات أمام علمائنا‪ ،‬وباحثينا‪،‬‬
‫ومؤسساتنا العلمية‪ ،‬وجامعاتنا‪ ،‬من أجل االستفادة من اجتهادات السابقين‪ ،‬وثانيا‪ :‬إعادة بث‬
‫اإلرادة والعزيمة في أفراد األمة‪ ،‬للتوجه نحو جمع الكلمة‪ ،‬وترميم البيت الداخلي‪ ،‬والعمل في‬
‫سبيل إعادة بناء الوحدة اإلسالمية‪ ،‬لتكون كل أعمالنا‪ ،‬ومشاريعنا‪ ،‬وبرامجنا التعليمية‬
‫واالقتصادية والسياسية ‪ ...‬خادمة لهذا المقصد الكلي الكبير‪ .‬وثالثا‪ :‬تجاوز االختالف السلبي‪،‬‬
‫واستثمار االختالف اإليجابي‪ ،‬الذي هو مظهر من مظاهر الحياة العقلية للمسلمين‪ ،‬وهذا‬
‫االختالف االيجابي ال ينافي الوحدة المقصودة‪ ،‬ألنها وحدة ال تلغي االختالف المحمود‪ ،‬بل‬
‫هي وحدة تنظم االختالف في إطار الجوامع والمشتركات‪ .‬ورابعا‪ :‬بيان أن الوحدة االسالمية‬
‫المقصودة‪ :‬هي االجتماع على المعاني والمقاصد الكلية الثابتة للدين اإلسالمي‪ ،‬وليست‬
‫األشكال المتغيرة بتغير وتبدل الواقع‪.‬‬
‫وعليه فإن قصد هذا االستكتاب‪ ،‬الوقوف على اجتهادات الفكر االسالمي الحديث‬
‫والمعاصر في تشخيص واقع االختالف اإلسالمي في زمانهم من جهة‪ ،‬ومقترحاتهم لمراجعة‬
‫هذا االختالف ونقده‪ ،‬ومقترح البناء للجامعة االسالمية‪ ،‬نظريا وعمليا‪ ،‬نظريا‪ :‬من خالل‬
‫طرح الرؤية الفلسفية لبناء الوحدة‪ ،‬وعمليا‪ :‬من خالل طرح مقترح البناء‪ ،‬من حيث الشكل‬
‫والتنظيم‪ .‬فمقصد الدراسة ليس الوقوف على معالم االجتهادات الفكرية لعلماء هذه الحقبة‬
‫بصفة عامة‪ ،‬بل المقصود هو ناحية وجانب من جوانب هذا االجتهاد الفكري‪ ،‬وهو المتعلق‬
‫بوضع تشخيص لواقع االختالف من جهة‪ ،‬ثم مقترح بناء الوحدة االسالمية من جهة ثانية‪.‬‬
‫ونلفت انتباه القارئ الكريم‪ ،‬وعموم الباحثين‪ ،‬إلى أن الكتاب الثاني في هذه السلسلة‪،‬‬
‫وهو "جهود مفكري اإلسالم في النقد والمراجعة لفقه االختالف في تراثنا اإلسالمي‪ :‬دراسة‬
‫في الفكر اإلسالمي الحديث والمعاصر"‪ ،‬والذي تم طبعه في السنة الماضية‪ ،‬قد تناول نفس‬
‫موضوع هذا االستكتاب تقريبا‪ ،‬كما يظهر للقارئ الكريم من عنوانه‪ ،‬ألن الكتاب السابق‬
‫قصد إلى النقد والمراجعة لفقه االختالف‪ ،‬وهذا االستكتاب يقصد إلى الوقوف على مقترح‬
‫‪2‬‬
‫مركز تدبير االختالف للدراسات واالبحاث‬

‫بناء الوحدة اإلسالمية‪ ،‬لكن المتأمل يجد الكتابان معا في نفس الموضوع‪ ،‬ألنه ال يمكن تناول‬
‫الوحدة اإلسالمية‪ ،‬بدون مناقشة واقع االختالف‪ ،‬وتشخيصه‪ ،‬بل ونقده ومراجعته‪.‬‬
‫وتناول الكتاب السابق دراسة تراث مجموعة من المفكرين وهم‪ :‬محمد بن الحسن‬
‫الحجوي الثعالبي‪ ،‬وعبد هللا دراز‪ ،‬ومحمد أبو زهرة‪ ،‬وعالل الفاسي‪ ،‬وإسماعيل الفاروقي‪،‬‬
‫وعلي عزت بيجوفيتش‪ ،‬وعبد هللا بن بيه‪ ،‬وهم علماء أجالء‪ ،‬يجمعهم االسالم‪ ،‬ويوحدهم‬
‫الدعوة الى مقاصده الكبرى‪ ،‬ومنها الوحدة االسالمية‪ ،‬قدم الباحثون دراسات علمية وافية‪،‬‬
‫خضعت للتحكيم والفحص‪ ،‬مع العلم أن هناك بحوث كثيرة قدمت للمركز‪ ،‬لكن لم يتيسر‬
‫طبعها‪ ،‬إما لرفضها من طرف هيئة التحكيم‪ ،‬أم لتأخر الباحثين في إرسال المراجعة‬
‫والتصحيح بعد التحكيم‪ ،‬أو ألسباب أخرى‪.‬‬
‫وبذلك كانت البحوث التي لم تنشر‪ ،‬أكثر من البحوث المنشورة‪ ،‬فلم يتيسر تناول‬
‫الكتاب لعلماء ومفكرين آخرين‪ ،‬رغم اشتغال الباحثين على مشاريعهم وتراثهم الفكري‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫السيد أحمد خان الهندي‪ ،‬والطاهر بن عاشور‪ ،‬والقرضاوي‪ ،‬والغزالي‪ ،‬وطه عبد الرحمن ‪...‬‬
‫وآخرون‪ ،‬لذلك نأمل أن يتضمن هذا العمل هؤالء المفكرين‪ ،‬استثمارا لمجهودات الباحثين‬
‫السابقة‪ ،‬أو يتناولهم باحثون آخرون بالدراسة والبحث‪ .‬مع العلم أن هذا االستكتاب عام‪ ،‬يشمل‬
‫هؤالء الذين سبق ذكرهم‪ ،‬وغيرهم من علماء الفكر االسالمي الحديث والمعاصر‪.‬‬

‫شروط المشاركة‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتسم البحث بالجدة واألصالة والعمق‪ ،‬وااللتزام بالشروط األكاديمية المتبعة في‬
‫األبحاث العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون البحث قد نشر من قبل أو قدم للنشر‪ ،‬أو نال به صاحبه درجة علمية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتناول البحث أحد مفكري االسالم الحديث والمعاصر‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقصد الباحث إلى التركيز‪ ،‬وحبك محاور الموضوع‪ ،‬والتركيز على ما يخدم‬
‫إشكال ورقته‪ ،‬بدون إطناب‪.‬‬
‫‪ -‬أن تسجل هوامش كل صفحة في أسفلها‪ ،‬وأن تفرد كل صفحة بترقيمها الخاص‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ -‬أن يقدم اسم الكتاب على اسم المؤلف عند توثيق النصوص في الحواشي‪ ،‬وكذلك في‬
‫ثبت المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪ -‬أن تثبت قائمة المصـادر والمراجع مستوفاة في آخر البحث‪ ،‬مرتبة على حروف‬
‫المعجم‪ ،‬وأن يعتمد الباحث على المصادر والمراجع المباشرة في الموضوع‪.‬‬
‫‪ -‬ذكر الخالصة ونتائج البحث‪.‬‬
‫‪Traditional‬‬ ‫– تسلم المشاركات مرقونة ببرنامج وورد – نوع الخط‬
‫‪Arabic‬مقاس‪ 16 :‬للمتن‪ ،‬و‪ 14‬للهامش‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مركز تدبير االختالف للدراسات واالبحاث‬

‫‪ -‬تخضع جميع األوراق العلمية للتحكيم العلمي‪ ،‬من طرف الهيئة العلمية للمركز‪.‬‬

‫التواريخ‪:‬‬
‫‪ -‬آخر موعد الستالم الملخصات‪ ،‬مرفقة بالسيرة المختصرة للباحث‪ ،‬هو‪:‬‬
‫‪2024/03/25‬‬
‫والملخص عبارة عن صفحة واحدة‪ ،‬تتضمن اسم المفكر المقترح‪ ،‬مع فكرة عامة عن‬
‫مشروعه الفكري عموما‪ ،‬وهل تناول قضايا االختالف وبناء الوحدة االسالمية خصوصا‪،‬‬
‫ألنها هي موضوع البحث‪.‬‬
‫‪ -‬موعد إعالن قبول الملخصات هو‪2024/03/30 :‬‬
‫‪ -‬آخر موعد الستالم البحوث كاملة هو‪2024/05/15 :‬‬

‫للتواصل واالستعالم‪:‬‬
‫‪ -‬لالستفسار يرجى االتصال بـالهاتف رقم‪00212677084904 :‬‬
‫‪ -‬ترسل الملخصات والبحوث كاملة عبر البريد اإللكتروني الخاص بالمركز‪:‬‬
‫‪centertadbir@gmail.com‬‬

‫عن مركز تدبير للدراسات واألبحاث‬

‫‪4‬‬

You might also like