You are on page 1of 5

‫‪ISSN: 2090 – 0449 Online‬‬

‫‪Type of License: CC BY-NC-ND‬‬


‫‪DOAJ API documentation: 359c88a5cecf4f7faa1c2f538c431346‬‬

‫ﻣﻘﺎﻻت‬

‫‪íéÓÖ^¹]ð^Û×ÂÌÎçÚ‬‬
‫‪ íéÃéÖ]íé×éÂ^ý]íéÛ^ËÖ]íÖæ‚Ö]àÚ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬
‫أستاذ مساعد التاريخ الوسيط‬
‫جامعة املسيلة‬
‫الجمهورية الجزائرية‬

‫‪ ‬‬
‫<‬ ‫<<‬ ‫“‪ ‬‬‫~ ‪ł‬‬
‫‪fl ׺ ÚŁ‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﻋﺮف دﻋﺎة اﻹﺳامﻋﻴﻠﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﻣﻊ ﺳﻜﺎن ﺑﻼد اﳌﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻓﺤﻘﻘّﻮا ﻫﺪﻓًﺎ ﻃﺎﳌﺎ ﻛﺎﻓﺤﻮا ﻣﻦ أﺟﻠﻪ‪ ،‬وذﻟﻚ‬
‫ﺑﻔﻀﻞ ﺳﻮاﻋﺪ أﺑﻨﺎء ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻛﺘﺎﻣﺔ اﻟﱪﺑﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﺖ ﻣﺬﻫﺐ واﺿﻊ أﺳﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻔﺎﻃﻤﻴﺔ اﻟﺪاﻋﻴﺔ أﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﺸﻴﻌﻲ واﺣﺘﻀﻨﺖ‬
‫دﻋﻮﺗﻪ وأﻗﺎﻣﺖ دوﻟﺘﻪ‪ ،‬واﻟﺬي اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻘﴤ ﻋﲆ أﻫﻢ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎمئﺔ ﰲ ﺗﻠﻚ اﳌﺮﺣﻠﺔ وأﻫﻤﻬﺎ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺮﺳﺘﻤﻴﺔ اﻷﺑﺎﺿﻴﺔ‬
‫اﳌﺬﻫﺐ ﰲ اﳌﻐﺮب اﻷوﺳﻂ‪ ،‬واﻟﺪوﻟﺔ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ اﳌﺬﻫﺐ ﰲ اﳌﻐﺮب اﻷدىن أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻬﺠﺮي‪ .‬وﻣﻊ ﻗﻴﺎم ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫ﺳﻠﻚ اﻟﻔﺎﻃﻤﻴﻮن ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺧﻠﻴﻔﺘﻬﻢ اﻷول ﻋﺒﻴﺪ ﷲ اﳌﻬﺪي ﻣﺴﻠ ًﻜﺎ ﻋﻨﻴ ًﻔﺎ ﺟ ًﺪا ﺗﺠﺎه اﻟﺴﻜﺎن‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺣﺮص ﻋﺒﻴﺪ ﷲ اﳌﻬﺪي ﻋﲆ ﻧﴩ‬
‫اﻟﺘﺸﻴّﻊ اﻹﺳامﻋﻴﲇ اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﺑﻜﻞ اﻟﻄﺮق مبﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻘﻮة واﻹﻛﺮاه‪ ،‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻗﺾ متﺎ ًﻣﺎ ﻣﻌﺘﻘﺪات اﻟﺴﻜﺎن اﻟﺴﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺳﺨﺖ ﰲ‬
‫اﳌﻨﻄﻘﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ ﺟﻬﻮد اﻟﻌﻠامء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ أﺷ ّﺪ اﻟﻨﺎس متﺴ ًﻜﺎ ﺑﺎﳌﺬﻫﺐ اﳌﺎﻟيك اﻟﺴﻨﻲ واﻟﺬﻳﻦ مل ﻳﺪﺧﺮوا ﺟﻬ ًﺪا ﰲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ‬
‫اﳌﺪ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻹﺳامﻋﻴﲇ اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﺑﺎذﻟني ﰲ ذﻟﻚ ﻣﺠﻬﻮدات ﺟﺒﺎرة ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻇﺮة وﺗﺄﻟﻴﻒ وﺗﺪرﻳﺲ وﺟﻬﺎد ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ‬
‫اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺘﺸﻴﻊ ﰲ ﺑﻼد اﳌﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺤﺪو ًدا ﺟ ًﺪا‪.‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻛﺘﺎﻣﺔ‬ ‫‪ ٢‬ﺃﺑﺮﻳﻞ ‪٢٠١٤‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺰﻳﺮﻳﻴﻦ‬
‫‪ ٩‬ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪٢٠١٤‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻗﺒــﻮﻝ ﺍﻟﻨﺸــﺮ‪:‬‬

‫‪‬‬
‫ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺯﺍﻭﻱ‪" ،‬ﻣﻮﻗﻒ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﻃﻤﻴﺔ ﺍﻹﺳﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ"‪ -.‬ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‪ -.‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ‬
‫ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ؛ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ .٢٠١٥‬ﺹ ‪.٢٤ - ٢٠‬‬

‫ً‬
‫ع ى قدر كب ﺮ من النشاط والعمل خاصة ٕالاسماعيليون م م الذين‬
‫‪₣íÚÿ đ‚Ïş ŁÚ‬‬
‫أسسوا أعظم دولة لهم ي تاريخ ٕالاسالم ي بالد املغرب ٕالاسالمي‬ ‫ً‬ ‫لقد عرفت بالد املغرب صر ً‬
‫)الجزائر ً‬ ‫مذهبيا منذ القرن الثاني‬ ‫اعا‬
‫حاليا( معتمدين ع ى ذكاء دعا م من جهة‪ ،‬وع ى جهل‬
‫الهجري‪ ،‬حيث وجد الخوارج والشيعة املنطقة مؤهلة لزرع أفكارهم‬
‫أبناء قبيلة كتامة ال ﺮبرية من جهة أخرى‪ ،‬فحققوا ما عجزوا عن‬
‫تحقيقه ي املشرق بقيادة الداعية أبي عبد ﷲ الشي ي الذي ّ‬ ‫ب ن سكا ا ال ﺮبر أو ٔالامازيغ الذين عرفوا بعدم الركون إ ى الظلم‬
‫نصب‬
‫مهديا وخليفة ع ى أس الدولة الفاطمية‪ ،‬وإذا علمنا ّ‬ ‫عبيد ﷲ ً‬ ‫والثورة ع ى الوالة ؤالامراء‪ ،‬ي الوقت الذي باءت فيه كل محاوالت‬
‫أن‬ ‫ر‬
‫الخوارج والشيعة ي املشرق الرامية للقضاء ع ى الخالفة ٔالاموية ثم‬
‫مذهب أهل السنة ي املغرب هو السائد كان من الطبي ي أن يحدث‬ ‫العباسية بالفشل‪ ،‬وقد تمكن الخوارج الصفرية من تأسيس أول‬
‫ّ‬
‫الصدام ب ن الطرف ن وكان علماء املالكية السنة ٔالاجالء ي الق ﺮوان‬
‫عملوا ع ى مواجهة هذا ّ‬ ‫إمارة تعتنق املذهب الخار ي ي سجلماسة أق جنوب املغرب‪،‬‬
‫املد الشي ي ٕالاسماعي ي‪ ،‬ففيم تمثلت‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ثم أعق ا نجاح آخر للخوارج تمثل ي قيام ٕالامارة الرستمية‬
‫جهود هؤالء ٔالاعالم؟ وما ي طرائق مقاوم م لإلسماعيلية الشيعة؟‬ ‫ٕالاباضية ي تاهرت ي املغرب ٔالاوسط‪ ،‬ولم يكن الشيعة بمعزل ّ‬
‫عما‬
‫وما ي نتائج هذﻩ املقاومة؟‬
‫يحققه أعداؤهم الخوارج من نجاحات‪ ،‬فقد كان الدعاة الشيعة‬

‫‪٢٠‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫ﻣﻘﺎﻻت‬
‫املسجد‪ ،‬وملّا قيل لهم‪ :‬كيف تدخلون خيولكم املسجد؟ ‪ ،‬قالوا‪ّ :‬‬
‫إن‬ ‫_‪ íéÛ^ËÖ]íÖæ‚×ÖíéÛ׊Ö]íéÓÖ^¹]íÚæ^ÏÚVğ÷æ‬‬
‫القيم ع ى‬ ‫أروا ا وأبوالها طاهرة أل ّ ا خيل املهدي‪ ،‬فقال لهم ّ‬ ‫تشتد املحنة ع ى‬ ‫ّ‬ ‫بقيـام الدولة الفاطمية سنة )‪ ٢٩٧‬هـ‪٩٠٩ /‬م(‬
‫إن الذي يخرج من املهدي نجس‪ ،‬فكيف بالذي يخـرج من‬ ‫املسجد‪ّ :‬‬ ‫أهل إفريقية واملغرب املالكية‪ ،‬فالعنصر الذي ّ‬
‫جد ي مناهض م كان‬
‫)‪(١٢‬‬ ‫خيله‪ ،‬فقالوا له‪ :‬طعنت ع ى املهدي‪ ،‬وأخذوﻩ ّ‬
‫ثم قتلوﻩ‪.‬‬ ‫قويا‪ ،‬فب عبيد إ ى جانب كرههم ألهل السنة كانوا حاكم ن وعملوا‬ ‫ً‬
‫وهذا ما دفع علماء الق ﺮوان إ ى إعالن معارض م الصريحة‬ ‫ع ى نشر مذه م‪ ،‬لذلك كان ع ى بالد املغرب أن تواجه هذﻩ‬
‫للعبيدي ن‪ ،‬وكان أبو يوسف جبلة بن حمود بن عبد الرحمان ع ى‬ ‫الدعوة ال سوف ال ت ﺮك وسيلة للنفاذ إال استنفذ ا‪ ،‬وع ى أهلها‬
‫)‪(١‬‬
‫رأس املعارض ن‪ ،‬حيث ترك رباطه وأتى الق ﺮوان ليسك ا‪ ،‬فسأل‬ ‫إذا أرادوا التمسك بمالكي م أن يالقوا التنكيل وال ﺮويع والقتل‪.‬‬
‫كنا نحرس عدوا بينه وبينه البحر ف ﺮكناﻩ‬ ‫عن سبب ذلك‪ ،‬فقال‪ّ :‬‬ ‫وحاول أبو عبد ﷲ الشي ي‪ (٢)،‬مؤسس الدولة العبيدية‪ ،‬ي أول‬
‫ألنه ّ‬ ‫ّ‬ ‫وأقبلنا ع ى حراسة هذا الذي ّ‬
‫أشد علينا من‬ ‫حل بساحتنا‪،‬‬ ‫أمرﻩ أن يقنع العلماء بمذهبه ويناظرهم عليه‪ ،‬و ي هذا ٕالاطار فقد‬
‫الـروم‪ ،‬ولم يكن ي وقته أك ﺮ منه اج ًـادا منه ي مجـاهدة عبيد ﷲ‬ ‫تناظر الشي ي مع أبي عثمان سعيد بن محمد بن صبيح الغساني‪،‬‬
‫وشيعته‪ ،‬وكان ال يداري ً‬ ‫يقر ّ‬
‫أحدا ي ذلك‪ (١٣)،‬وعندما حضر أول خطبة‬ ‫بأن محم ًـدا ليس بخـاتم النبي ن‪ ،‬فقال لـه‬ ‫فقال له‪ :‬القـرآن ّ‬
‫فلما سمع‬ ‫لهم ي جامع الق ﺮوان جلس عند املن ﺮ فسمع خطب م‪ّ ،‬‬ ‫َ َ ْ َ ُ َل ﱠ َ َ ََ‬
‫سعيد‪ :‬أين ذلك ؟ فقال له‪ :‬ي قوله تعا ى "ول ِكن رسو الل ِه وخاتم‬
‫ما ال يجوز سماعه قـام وكشف عن رأسه ح رآﻩ الناس وم من‬ ‫النبي ن غ ﺮ رسول ﷲ‪ ،‬فقال سعيد‪ :‬هذﻩ الواو‬ ‫النب ّي َن"‪ (٣)،‬فخاتم ّ‬ ‫ﱠ‬
‫ِِ‬
‫املنـ ﺮ إ ى آخر بـاب ي الجامع والنـاس ينظرون إليه وهو يقول‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ليست من واوات ٕالابتداء إنما ي من واوات العطف‪ ،‬كقوله تعا ى "‬
‫اط ُن َو ُه َو ب ُك ّل َ ْ ٍء َع ِل ٌ‬ ‫الظ َ ْ َ‬ ‫ُ َ َﱠ ُ َ ُ َ ﱠ‬
‫قطعوها قطعهم ﷲ‪ ،‬فمن حينئذ ترك العلماء حضور جمعهم‪ ،‬وهو‬ ‫يم"‪ (٤)،‬فهل‬ ‫ِ ِ‬ ‫اه ُر والب ِ‬
‫ٓالاخر و ِ‬ ‫هو ٔالاول و ِ‬
‫ّ‬
‫)‪(١٤‬‬
‫أول من ّنبه ع ى ذلك‪.‬‬ ‫يوما‪ ،‬فغضب‬ ‫من أحد غ ﺮ ﷲ يوصف ذﻩ الصفات‪ ،‬وتكلم عندﻩ ً‬
‫سلمه ﷲ من ٔالاذى‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫فإن أبا محمد بن‬ ‫وإذا كان أبو يوسف قد‬ ‫من كالمه رجل من كتامة يعرف بأبي موﺳ شيخ املشايخ‪ ،‬وقـام‬
‫ً‬
‫العباس بن الوليد املعروف بالهذ ي فقد ضرب عريانا ح سال‬ ‫إليه بالرمح‪ ،‬فمنعه أبو عبد ﷲ من ذلك‪ّ ،‬‬
‫ثم عطف إ ى أبي عثمان‬
‫عريانا وطيف به ي أسواق‬ ‫ً‬ ‫ثم أركب ع ى حمار‬ ‫الدم من رأسه‪ّ ،‬‬ ‫فقال له‪" :‬يا شيخ ال تغضب‪ ،‬إذا غضب هذا الشيخ غضب لغضبه‬
‫ثم حبس وتـرك بعد ذلك‪ ،‬وحدث لـه هذا بعد وشـاية‬ ‫الق ﺮوان‪ّ ،‬‬ ‫اثنا عشر ألف سيف"‪ (٥)،‬واش ر سعيد بن محمد بمناظراته وثباته‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مفادها أنه يف بمذهب املالكية ويطعن ع ى املهدي‪ (١٥)،‬وسجن‬ ‫ع ى الحق‪ ،‬لذلك عـال شأنه ب ن الناس‪ .‬وملا خرج أبو عبد ﷲ‬
‫القر لصالبته ي السنة وإنكارﻩ ع ى‬ ‫حكم بن محمد بن هشام ّ‬ ‫الشي ي ي طلب عبيد ﷲ استخلف أخاﻩ أبا العباس‪ ،‬فأطلق يد‬
‫)‪(١٦‬‬ ‫ّ‬ ‫أهل البدع‪ّ ،‬‬ ‫فتصلب وتك ّ ﺮ‪ ،‬وكانت أيامه صعبة ً‬ ‫ّ‬
‫واستقر ي ٔالاندلس‪ ،‬وكذلك فعل‬ ‫ثم هجر إفريقية‬ ‫جدا‪،‬‬ ‫محمد بن عمر املرودي‬
‫أن السنة‬ ‫يحدث ي ٔالاندلس ّ‬ ‫حباشة بن حسن اليحص الذي كان ّ‬
‫وأخاف أهل السنة وترك أك ﺮهم الصالة ي املساجد‪ ،‬وأخذ أموال‬
‫)‪(١٧‬‬
‫تعرض س ًرا ي الق ﺮوان‪.‬‬ ‫ٔالاحباس والحصون‪ ،‬وأخذ سالح الحصون ال ع ى البحر‪ ،‬وأمر‬
‫ولقي عروس املؤذن حتفه مقتـوال بالرماح بأمـر من عبيد ﷲ‬ ‫تشرق‪ (٦)،‬وأن يزال من‬ ‫الفقهاء أن ال يفتوا وال يكتبوا وثيقة إال من ّ‬
‫الشي ي سنة )‪ ٣٠٧‬هـ‪٩١٩ /‬م( بعد أن قطع لسانه وطيف به ي‬ ‫الحصون واملساجد اسم الذي بناها وأمر ا من السالط ن ويكتب‬
‫ّ‬ ‫)‪(٧‬‬
‫الق ﺮوان ولسانه ب ن عينيه‪ ،‬وذنبه أنـه لم يقل ي آذانـه ي ع ى خ ﺮ‬ ‫اسم املهدي‪.‬‬
‫وأما أبو عبد ﷲ محمد بن عبد ﷲ السدري املجاهر‬ ‫العمل‪ّ (١٨)،‬‬ ‫ي‬ ‫وقد كان العلماء من أوائل ضحايا الانتصار الشي ي الراف‬
‫بعداوة الشيعة املبايع ع ى جهادهم‪ ،‬فقد أرسل عبيد ﷲ الشي ي‬ ‫إفريقية وبالد املغرب‪ ،‬فقد قتل أبو العباس الشي ي شقيق أبي عبد‬
‫ّ‬
‫من يأتيه به إليه‪ ،‬وملا أوقف ب ن يديه قال له عبيد ﷲ‪ :‬أنت الشاتم‬ ‫ﷲ عامل ن فاضل ن هما ابن ال ﺮدون وابن هذيل‪ ،‬وطيف ما‬
‫عنا أنا أحدثنا ي ٕالاسالم الحوادث‪ ،‬فقال له‪ :‬نعم أنا‬ ‫لنا الذاكر ّ‬ ‫)‪(٨‬‬ ‫مربوط ن إ ى بغل مسحوب ن ع ى وجههما ي الق ﺮوان ّ‬
‫ثم صلبا‪.‬‬
‫القائل بذلك‪ ،‬فقال له‪ :‬وما الذي أيته ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بكل ما يعتقدﻩ‬ ‫منا؟ فأخ ﺮﻩ ّ‬ ‫ر‬ ‫وملا دخل عبيد ﷲ)‪ (٩‬الق ﺮوان ّاد ى أنه املهدي املنتظر‪ ،‬وأنه‬
‫وكل ما أحدث ف ما‪ ،‬فقال حينئذ عبيد ﷲ‬ ‫ي الدين وٕالاسالم ّ‬ ‫ٕالامام املعصوم‪ ،‬وجـاهر بسب أصحـاب الن ّ )‪ (‬وأزواجـه‬
‫)‪(١٩‬‬
‫ألوليائه‪ :‬اضربوا عنقه‪ ،‬فقتل رحمه ﷲ سنة )‪ ٣٠٩‬هـ‪٩٢١ /‬م(‪.‬‬ ‫الطاهرين‪ ،‬وحكم بكفرهم‪ ،‬وارتدادهم عن ٕالاسالم‪ ،‬ولم يست ن إال‬
‫وأما َم ْن لم يستطع املقاومة من العلماء فاختار الفرار بدينه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ونصب حسينا ّ‬ ‫مم ْن أيدﻩ وناصرﻩ‪ّ (١٠)،‬‬ ‫ً‬
‫وقليال َ‬ ‫ّ‬
‫السباب لعنه ﷲ‬ ‫عليا‬
‫فضل ر ي‬ ‫ومن هؤالء أبو محمد يونس بن محمد الورداني الذي ّ‬ ‫للسب بأسجاع ّلق ا يوصل م ا إ ى ّ‬ ‫ّ‬
‫سب الن‬ ‫تعا ى ي ٔالاسواق‬
‫بعيدا عن أع ن الشيعة‪ ،‬وذلك ح ن طلبـوا أهـل‬ ‫البقر ي البـوادي ً‬
‫)‪ ،(‬كقوله العنوا الغـار وما و ى والكساء وما حوى وغ ﺮ ذلك‪،‬‬
‫سببا ألن يكون‬ ‫العلـم والفضل‪ ،‬فخاف ع ى نفسه‪ ،‬وكان هذا ً‬ ‫ّ‬
‫وعلقت رؤوس ٔالاكباش والحمر ع ى الحوانيت عل ا قراطيس معلقة‬
‫)‪(٢٠‬‬
‫مخمول الذكر عند علماء الق ﺮوان‪.‬‬ ‫ف ا أسماء الصحابـة ر ﷲ ع م‪ (١١)،‬وقطع صـالة ال ﺮاويح‪،‬‬
‫وأبطل ٓالاذان الس ‪ ،‬وأبدلـه باآلذان الشي ي‪ ،‬وان كت حرمات‬
‫املساجد ي أيامه‪ ،‬فقد روي أن بعض أتباعه أدخلوا خيولهم‬

‫‪٢١‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫ﻣﻘﺎﻻت‬
‫أصحاب أبي يزيد ويقول‪ :‬هؤالء من أهل القبلة‪ ،‬فإن ظفرنا م –‬ ‫وأنكر أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي ٔالاسدي وكان من أئمة‬
‫أي بالشيعة العبيدي ن – لم ندخل تحت طاعة أبي يزيد‪ ،‬وﷲ‬ ‫املالكية ي املغرب ع ى معاصريه من أهل الق ﺮوان سكناهم ي‬
‫ّ )‪(٢٦‬‬ ‫ً‬ ‫يسلط عليه ً‬ ‫ّ‬ ‫وأنه كتب إل م ّ‬ ‫ّ‬
‫إماما عادال يخرجه عنا‪.‬‬ ‫مرة بذلك‪،‬‬ ‫مملكة ب عبيد وبقاؤهم ب ن أظهرهم‪،‬‬
‫فيم ْن خرج معه أبو الفضل املمﺴ‬‫وحكى أبو عبد ﷲ املالكي َ‬ ‫بأن بقاءهم مع َم ْن هناك من عامة املسلم ن تثبيت لهم‬ ‫فأجابوﻩ ّ‬
‫الذي كـان يقـول ّ‬ ‫وأنه لو خرج من إفريقية ّ‬ ‫ّ‬
‫إن الخـوارج من أهل القبلة ال يزول ع م اسم‬ ‫لتشيع‬ ‫ع ى ٕالاسالم وبقية صالحة لإليمان‪،‬‬
‫ٕالاسالم ويورثون ويرثون‪ ،‬وبنو عبيد ليسوا كذلك أل ّ م مجوس زال‬ ‫ّ )‪(٢١‬‬ ‫َم ْن بقي ف ا من العامة‪ّ ،‬‬
‫فرجحوا خ ﺮ الشرين‪.‬‬
‫ع م اسم ٕالاسالم‪ ،‬فال يتوارث معهم وال ينسب إل م‪ (٢٧)،‬وربيع بن‬ ‫وحامت حول بعض العلماء ش ة التعاطف مع ب عبيد‪ ،‬ومن‬
‫سليمان القطان الذي جعل ع ى نفسه أن ال يشبع من طعام ح‬ ‫هؤالء أبو القاسم بن خلف بن أبي القاسم ٔالاسدي املعروف‬
‫ّ‬
‫يقطع ﷲ دولة ب عبيد‪ ،‬وعندما عوتب ي خروجه قال‪ :‬كيف ال‬ ‫بال ﺮاد ي‪ ،‬حيث لم تحل له رئاسة ي الق ﺮوان رغم أنه كان من‬
‫يوما إشه ًـادا‬
‫أخرج وقد سمعت الكفـر بأذني‪ ،‬فمن ذلك أني حضرت ً‬ ‫مبغضا عند أصحابه‬ ‫ً‬ ‫حفاظ املذهب املالكي املؤلف ن فيه‪ ،‬وكان‬ ‫ّ‬
‫فيه جمع كث ﺮ أهل سنة ومشارقة‪ ،‬وكان بالقرب م ّ أبو قضاعة‬ ‫إن الفقهاء أفتوا برفض‬ ‫بسبب صحبة سالط ن الشيعة‪ ،‬ويقال ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدا ي‪ ،‬فأتى إليه رجل مشر ي من أعظم املشارقة‪ ،‬فقام إليه رجل‬ ‫كتبه وترك قراء ا ألنه وجد بخط يدﻩ ي ذكر بعض العبيدي ن‪ ،‬أو‬
‫ّ‬
‫م م وقال له‪ :‬إ ى ها هنا يا سيدي ارتفع إ ى جانب رسـول ﷲ‪ ،‬يع‬ ‫)‪(٢٢‬‬
‫أنه ألف كتابا ي تصحيح نس م وأ ّ م كانت تأت م إمامة‪.‬‬
‫أبا قضـاعة‪ ،‬فكيف يسع أن أتـرك القيـام عل م‪ (٢٨)،‬وأبو العرب‬
‫‪î×Â x׊¹] t憤] ±c íéÓÖ^¹] ðç¢ V^⁄éÞ^m‬‬
‫بن تميم الذي حسم ٔالامر عندما تناظر الناس حول شرعية‬
‫]‪ °éÛ^ËÖ‬‬
‫الخروج‪ ،‬فقال لهم‪ :‬اسكتوا‪ ،‬فسكت النـاس فقـال‪ :‬حدث عيﺴ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫إن سياسة ٕالاضطهاد ال اتبعها الفاطميون ي إفريقية وبـالد‬
‫بن مسك ن عن محمد بن عبد ﷲ يرفعه إ ى الن )‪ (‬أنه قال‪:‬‬
‫املغـرب لم تكن ضد السنة املالكية وحـدهم‪ ،‬بل شملت جميع‬
‫"يكون ي آخـر الزمان قوم يسمون الرافضة‪ ،‬فإن أدركتموهم‬ ‫ّ‬
‫فاقتلوهم فإ م ّ‬ ‫أخص صفا م الخروج‬ ‫املـذاهب ٔالاخرى السيما الخوارج الذين من‬
‫تم الحديث ك ّ ﺮ الناس وارتفعت‬ ‫كفار"‪ (٢٩)،‬فلما ّ‬
‫أصوا م ّ‬ ‫ع ى الحكام‪ ،‬فهم ال يحتاجون إ ى فتاوى كث ﺮة وتفك ﺮ عميق‬
‫ثم خرجوا‪ (٣٠)،‬وح أصحاب ٔالاعذار أرادوا املشاركة ي‬
‫ليفعلوا ذلك‪ ،‬وع ى النقيض م م أهل السنة والجماعة الذين‬
‫شاهرا السالح ي‬‫ً‬ ‫القتال ولو بشكل رمـزي‪ ،‬فأبو ميسرة الضرير م‬ ‫يضيقون هذا الباب كث ًﺮا‪ ،‬لذلك ّ‬
‫فإن الخوارج بعد أن استجمعوا‬ ‫ّ‬
‫ثم اجتمعوا وركبـوا بالسالح التام والبنود والطبول‪،‬‬ ‫الق ﺮوان‪ّ (٣١)،‬‬ ‫ّ‬
‫التمرد ضد الدولة‬‫ّ‬ ‫قواهم ونظموا أنفسهم لم يتأخروا ي إعالن‬
‫ّ‬
‫وأتوا ح ركزوا بنودهم قبالة الجامع وكانت سبعة بنود‪ ،‬وحضرت‬
‫الفاطمية مستغل ن وفاة عبيد ﷲ الشي ي‪ ،‬وعرفت ثور م هذﻩ‬
‫صالة الجمعة فخطب خطي م أحمد بن أبي الوليـد خطبة بليغة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بثورة صاحب الحمار أبي يزيد مخلد بن كيداد الخـار ي الزناتي‪،‬‬
‫وسب ب عبيد وأعلم الناس بالخروج‬ ‫وحرض الناس ع ى الجهاد‬ ‫ّ‬
‫خرج بناحية جبل أوراس وتلقب بشيخ املؤمن ن‪ ،‬وقاتله عساكر‬
‫من غدهم‪ ،‬فخرج الناس مع أبي يزيد لجهادهم‪ ،‬وحصروهم ي‬
‫القائم بأمر ﷲ العبيدي)‪ (٢٣‬صاحب املغرب‪ ،‬وعظم أمرﻩ ثم زحف‬
‫يشك ي غلبته أظهر ما أك ّنه‬‫ّ‬ ‫املهدية‪ ،‬فلما رأى أبو يزيد ذلك ولم‬
‫ع ى رقادة فامتلكها‪ ،‬ثم خضعت له القيـروان سنة )‪٣٣٣‬هـ‪٩٤٤ /‬م(‬
‫من الخارجية‪ ،‬فقال ألصحابه‪" :‬إذا لقيتم القـوم فانكشفوا عن‬
‫وحاصر الخليفة العبيدي ي املهدية‪ ،‬وبعدها بدأت هزائمه تتوا ى‬
‫علمـاء القـ ﺮوان ح يتمكن أعداؤهم م م"‪ ،‬فقتلـوا م م َم ْن أراد‬
‫بانتقاض بعض ال ﺮبر عليه‪ ،‬فرجع إ ى الق ﺮوان سنة )‪٣٣٤‬هـ‪/‬‬
‫ﷲ سعـادته ورزقه الشهـادة‪ ،‬فم م املمﺴ وربيع القطـان ي خمسة‬
‫‪٩٤٥‬م( وغنم أهل املهدية معسكرﻩ‪ ،‬وتوالت املعارك‪ ،‬ومات القائم‬
‫وثالث ن من الفقهـاء والصـالح ن‪ ،‬وذلك ي رجب سنـة )‪ ٣٣٣‬هـ‪/‬‬
‫)‪(٣٢‬‬ ‫ّ‬ ‫فتو ى ابنه املنصور)‪ (٢٤‬فأخفى موت أبـيه وخـرج من املهدية فالتقى‬
‫‪٩٤٤‬م(‪ ،‬ففارق الناس أبا يزيد وأظهروا السنة وحلقوا بالجامع‪،‬‬ ‫ً‬
‫بمخلد ي سوسة‪ ،‬فكانت الحرب سجاال‪ ،‬ثم ا زم مخلد وقتل من‬
‫وقالوا‪ :‬قتل أوليـاء ﷲ شهداء‪ ،‬واشت ّـد بغضهم له‪ (٣٣)،‬وكانت هذﻩ‬ ‫أصحابه عدد كب ﺮ‪ ،‬وتعقبه املنصور إ ى أن قبض عليه ً‬
‫حيا بعد أن‬
‫إحدى أهم ٔالاسباب ال ّأدت إ ى هزيمة أبي يزيد وقتله‪ ،‬وكما هو‬
‫أثخنته الجـراح‪ ،‬فجعل ي قفص من حديد‪ ،‬وحمل إ ى املهدية‪ ،‬ثم‬
‫متوقع لم يستتبع هذﻩ الثورة إال املزيد من العداء ب ن الفاطمي ن‬ ‫)‪(٢٥‬‬
‫قتله الخليفة وصلبه وأمر بسلخه سنة )‪٣٣٦‬هـ‪٩٤٧ /‬م(‪.‬‬
‫والعلماء‪.‬‬
‫وما يم ّ هذﻩ الثورة الخارجية عن غ ﺮها من الثورات مشاركة‬
‫‪gu^‘íμˆâ‚ÃeíéÓÖ^¹]íÚæ^Ϲ]…]†Ûj‰]V^⁄nÖ^m‬‬ ‫علماء أهل السنة املالكية ف ا‪ ،‬فقد رأى فقهاء الق ﺮوان‬
‫]‪ …^Û£‬‬ ‫أن الخروج مع أبي يزيد متع ّ ن لكفر ب عبيد‪ ،‬وم م‬ ‫وصلحاؤهم ّ‬
‫ً‬
‫بغضا‬ ‫أشد الناس‬ ‫أبو إسحاق السبائي من فقهاء الق ﺮوان ومن ّ‬
‫لقد بذل علماء املالكية السنة جهودا كب ﺮة للدفاع عن‬
‫عقيد م أمام ّ‬ ‫ّ‬
‫املد الشي ي ٕالاسماعي ي الذي اجتاح املنطقة‪،‬‬ ‫للشيعة‪ ،‬فقد روي عنه أنه كان إذا ر ي أحدا يقرأ ي رقيته الفاتحة‬
‫ووقفوا له باملرصاد وستستمر مقاوم م للشيعة الفاطمي ن ما بقيت‬ ‫ثم يقول ي آخر رقيته‪ :‬ببغ ب‬ ‫مرات‪ّ ،‬‬
‫كل سورة سبع ّ‬ ‫واملعوذت ن ّ‬
‫راي م تعلو ي سماء بالد املغرب وإفريقية‪.‬‬ ‫نبيك وأصحابه وأهل بيته‪ ،‬وكان يش ﺮ إ ى‬ ‫عبيد وذويه وح ّ ي ّ‬

‫‪٢٢‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫ﻣﻘﺎﻻت‬
‫ّ‬
‫}^‪ í³‬‬ ‫وملا اعت ى الحاكم)‪ (٣٤‬عرش الدولة الفاطمية أظهر من الكفر‬
‫وأخ ًﺮا يمكن أن نخلص إ ى النتائج التالية‪:‬‬ ‫ً‬
‫دارا وجعل لها‬ ‫مما أحدث أن ب‬‫والزندقة ما لم يظهرﻩ غ ﺮﻩ‪ ،‬فكان ّ‬
‫وسماها ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫وأطباقا وجعل ف ا ً‬‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ‬يعت ـ ـ ـ ــﺮ إعـ ـ ـ ــالن قيـ ـ ـ ــام الدولـ ـ ـ ــة الفاطميـ ـ ـ ــة ذات املـ ـ ـ ــذهب الشـ ـ ـ ــي ي‬ ‫جهنم‪ ،‬فمن ج‬ ‫قيودا وأغالال‬ ‫أبوابا‬
‫ّ‬ ‫جهنم"‪ ،‬وأمر أن يكتب ي الجوامع بس ّب‬ ‫جناية عندﻩ قال‪" :‬أدخلوﻩ ّ‬
‫حققــه‬ ‫ٕالاســماعي ي ــي بــالد املغــرب ٕالاســالمي أك ــﺮ انتصــار سياﺳ ـ‬
‫الشــيعة ٕالاســماعلية ــي ايــة القــرن الثالــث الهجــري وبدايــة القــرن‬ ‫الصحابة‪ ،‬وأرسل إ ى املدينة من ينبش ق ﺮ الن )‪ ،(‬وعندما سئل‬
‫الرابع الهجري‪.‬‬ ‫الفقيه القـ ﺮواني الزاهد ابن عذرة عن خطباء ب عبيـد‪ ،‬وقيل له‬
‫صل ع ى عبـدك‬ ‫إ ّ م يثنون عل م‪ ،‬قال‪" :‬أليس يقولون اللهم ّ‬
‫‪ ‬نجاح أبو عبد ﷲ الشي ي املؤسـس الحقيقـي للدولـة الفاطميـة ـي‬
‫ً‬ ‫الحاكم وو ّ ثه ٔالارض"‪ ،‬قالوا‪" :‬نعم"‪ ،‬قال‪" :‬أ أيتم لو ّ‬
‫نشـ ــر التشـ ـ ّـيع ب ـ ـ ن أف ـ ـراد قبيلـ ــة كتامـ ــة ال ﺮبريـ ــة مجهـ ــودات كب ـ ــﺮة‬ ‫خطيبا‬ ‫أن‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫خطب فأث ع ى ﷲ ثم قـال أبو جهل ي الجنة‪ ،‬أيكون كافرا"‪،‬‬
‫دعوي ــة ــي ب ــداي ا وسياس ــية وعس ــكرية بع ــد ذل ــك‪ ،‬منتص ـ ًـرا ع ــى‬
‫شر من أبي جهل"‪ ،‬وسئل الداودي عن‬ ‫قالوا‪" :‬نعم"‪ ،‬قال‪" :‬فالحاكم ّ‬
‫جميع العقبات ال اع ﺮضت طريقه بفضل ذكائه وقوة عزيمته‪.‬‬
‫ّ َ ْ ّ‬ ‫ً‬
‫‪ ‬تعت ــﺮ قبيلــة كتامــة ال ﺮبريــة العصــبية ٔالاساســية للدولــة الفاطميــة‬ ‫تقريبا وأضاف أن من ص ى‬ ‫املسألة نفسها فأحاب بمثل ذلك‬
‫ّ‬
‫أربعا‪ ،‬ثم ال يقيم إذا أمكنه الخروج وال‬ ‫ظهرا ً‬ ‫الجمعة وراءﻩ أعادها ً‬
‫ي بالد املغرب ٕالاسالمي‪.‬‬
‫)‪(٣٥‬‬
‫عذر له بك ﺮة عياله وال غ ﺮﻩ‪.‬‬
‫‪ ‬فشــل املح ــاوالت الش ــيعية ــي نش ــر املــذهب الشــي ي ــي غ ــﺮ قبيل ــة‬
‫وكان العبيديون قبل رحيلهم إ ى املشرق باتجاﻩ مصر سنة‬
‫كتام ــة رغ ــم املجه ــودات الكب ــﺮة املبذول ــة م ــن أج ــل تحقي ــق ه ــذﻩ‬ ‫ً‬
‫)‪ ٣٦١‬هـ‪٩٧١ /‬م( عينوا ع ى املغرب بلك ن بن زيري)‪ (٣٦‬عامال لهم‬
‫الغاية‪ٔ ،‬الامر الذي دفع عبيد املهدي إ ى تأسـيس مدينـة املهديـة ـي‬
‫ع ى البالد‪ ،‬وتوارث أبناؤﻩ الحكم‪ ،‬و ي عهد املعز بن باديس)‪ (٣٧‬أظهر‬
‫إفريقية واتخاذها عاصمة لدولته‪.‬‬
‫السنة ونبذ الرافضة‪ ،‬فجهر الناس بمعتقدا م وأقاموا شعائرهم‬
‫‪ ‬نج ــاح علم ــاء الس ــنة املالكي ــة ــي ال ــدفاع ع ــن عقي ــد م وإب ــدا م‬ ‫بحرية كب ﺮة‪ّ ،‬‬‫الدينية ّ‬
‫ثم قام املعز بتحريض من علماء السنة بقطع‬
‫مقاومــة شــديدة ــي ســبيلها ضــارب ن ــي ذلــك أروع صــور ٕالاخــالص‬
‫صالته السياسية بالفاطمي ن العبيدي ن الشيعة‪ ،‬وأعلن مبايعته‬
‫والص ـ ﺮ ــي ســبيل نصــرة مــذهب أهــل الســنة والجماعــة منــذ قيــام‬
‫للخليفة العباﺳ القائم ي بغداد سنة )‪ ٤٣٥‬هـ‪١٠٤٣ /‬م()‪ (٣٨‬وقام‬
‫الدولة الفاطمية إ ى غاية انتقالها إ ى مصر‪.‬‬
‫العبيديون بعد ذلك بإرسال أعراب ب هالل وب سليم إ ى بالد‬
‫‪ ‬مواصـ ــلة علمـ ــاء الس ـ ـنة املالكيـ ــة جهـ ــودهم الراميـ ــة للقضـ ــاء ع ـ ــى‬ ‫ّ‬
‫املغرب‪ ،‬فأحدثوا ف ا خر ًابا كب ًﺮا كما هو مذكور ي مظانه‪.‬‬
‫املـ ـ ـ ــذهب الشـ ـ ـ ــي ي بعـ ـ ـ ــد تـ ـ ـ ــو ي الزيـ ـ ـ ــري ن حكـ ـ ـ ــم إفريقيـ ـ ـ ــة باسـ ـ ـ ــم‬
‫الف ــاطمي ن‪ ،‬حي ــث كان ــت ه ــذﻩ الجه ــود إح ــدى أه ــم ٔالاس ــباب ال ـ‬ ‫‪ ‬‬
‫دفعــت املعــز بــن بــاديس رابــع ٔالام ـراء الزيــري ن إ ــى إعالنــه القطيعــة‬ ‫‪ ‬‬
‫ال ائيــة مــع الفــاطمي ن الشــيعة مبايعتــه للخليفــة العباﺳ ـ القــائم‬
‫ي بغداد سنة )‪ ٤٣٥‬هـ‪١٠٤٣ /‬م(‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪٢٣‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫ﻣﻘﺎﻻت‬
‫أيام ــه أب ــو يزي ــد الخ ــار ي‪ ،‬وم ــات وه ــو مح ــارب ل ــه س ــنة ‪ ٣٣٤‬هـ ـ )اب ــن حم ــاد‬ ‫‪V‬‬
‫‪Ł ŽÚ]ç‬‬
‫]‪ş‬‬
‫الص ا ي‪ ،‬أخبار ملوك ب عبيد‪ ،‬ص‪.(١٧٠‬‬ ‫)‪ (١‬أبو العرب تمـيم‪ ،‬طبقـات علمـاء إفريقيـة وتـونس‪ ،‬تحقيـق ع ـي الشـابي ونعـيم‬
‫)‪ (٢٤‬املنصـ ــور بـ ــاهلل‪ :‬إسـ ــماعيل بـ ــن أبـ ــي القاسـ ــم بـ ــن عبيـ ــد ﷲ‪ ،‬ثالـ ــث الخلفـ ــاء‬ ‫حســن اليــا ي‪ ،‬الــدار التونســية للنشــر‪ ،‬تــونس‪ ،‬الطبعــة الثانيــة‪ ،١٩٨٥ ،‬مقدمــة‬
‫العبيدي ن ي بالد املغرب وإفريقية‪ ،‬ولد ي مدينة املهديـة سـنة ‪٢٩٩‬ه ـ وقيـل‬ ‫املحقق‪ ،‬ص‪.١٧‬‬
‫ســنة ‪٣٠٢‬هــ‪ ،‬وو ــي بعــد وفــاة أبيــه القــائم بأمــر ﷲ ســنة ‪٣٣٤‬هــ‪ ،‬وتــو ي ســنة‬ ‫)‪ (٢‬أب ـ ــو عبـ ــد ﷲ الشـ ــي ي‪ :‬الحس ـ ـ ن بـ ــن أحمـ ــد بـ ــن محمـ ــد بـ ــن زكريـ ــا املعـ ــروف‬
‫‪٣٤١‬هـ‪) .‬ابن حماد الص ا ي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.(١٧٦‬‬ ‫بالشــي ي‪ ،‬مــن أهــل مدينــة صــنعاء ــي الــيمن‪ ،‬القــائم بدعــوة عبيــد ﷲ املهــدي‪،‬‬
‫)‪ (٢٥‬اب ــن حم ــاد الصـ ـ ا ي‪ ،‬املص ــدر الس ــابق‪ ،‬ص‪ ١٧١‬وم ــا بع ــدها‪ .‬اب ــن ع ــذارى‪،‬‬ ‫ّ‬
‫تمكـ ــن م ــن التوطي ــد لدول ــة العبي ــدي ن الباطني ــة ــي ب ــالد املغ ــرب‪ ،‬ومل ــا قام ــت‬
‫املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،١‬ص‪ ٢١٦‬وما بعدها‪.‬‬ ‫الدول ــة الفاطمي ــة الباطني ــة خ ــالف إمام ــه عبيـ ــد ﷲ وأض ــمر ل ــه الش ــر‪ ،‬فعل ــم‬
‫)‪ (٢٦‬امل ــالكي‪ ،‬املص ــدر الس ــابق‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪ .٤٦٩‬القا ـ عي ــاض‪ ،‬املص ــدر الس ــابق‪،‬‬ ‫ـدس عليـه َم ْن قتله وأخاﻩ أبا العباس أحمد ـي سـاعة واحـدة‬ ‫"املهدي" بذلك ف ّ‬
‫ج‪ ،٣‬ص ‪.٣٧٦‬‬ ‫سـ ــنة ‪٢٩٨‬هـ ــ‪) .‬أبـ ــو العبـ ــاس بـ ــن خلكـ ــان‪ ،‬وفي ـ ــات ٔالاعي ـ ــان‪ ،‬تحقيـ ــق إحسـ ــان‬
‫)‪ (٢٧‬املالكي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص ‪.٢٩٨‬‬ ‫عبـاس‪ ،‬دار الثقـافة‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص ‪.(١٩٢‬‬
‫)‪ (٢٨‬املالكي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪ ٣٢٣‬وما بعدها‪.‬‬ ‫)‪ٔ (٣‬الاحزاب‪ٓ ،‬الاية )‪.(٤٠‬‬
‫ـندا وبألف ـ ــاظ‬‫ومم ـ ــن رواﻩ مس ـ ـ ً‬‫)‪ (٢٩‬روي ه ـ ــذا الح ـ ــديث ـ ــي كت ـ ــب أه ـ ــل الح ـ ــديث‪ّ ،‬‬
‫)‪ (٤‬الحديد‪ٓ ،‬الاية )‪.(٣‬‬
‫مختلفــة الحــافظ أبــو بكــر عمــرو بــن أبــي عاصــم الشــيباني ــي كتابــه الســنة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫)‪ (٥‬أبــو بكــر عبــد ﷲ ب ــن محمــد املــالكي‪ ،‬ري ــاض النف ــوس‪ ،‬تحقيــق بش ـ ﺮ البكــوش‬
‫قــال‪ :‬بــاب ــي ذكــر الرافضــة أذلهــم ﷲ‪ ،‬وعلــق ع ــى أســانيدها الشــيخ محمــد‬
‫ّ‬
‫مبينــا ضــعفها‪ ،‬و ــي تخــريج الحــديث رقــم )‪ (٩٨١‬ونصــه‬ ‫ناصــر الــدين ٔالالبــاني ً‬ ‫ومحمـ ــد العروﺳ ـ ـ املطـ ــوي‪ ،‬دار الغـ ــرب ٕالاسـ ــالمي‪ ،‬ب ـ ــﺮوت‪ ،‬الطبعـ ــة الثانيـ ــة‪،‬‬
‫ً‬
‫كـامال‪ :‬ح ّـدثنا إسـماعيل بـن سـالم حــدثنا يـونس بـن محمـد حـدثنا عمـران بــن‬ ‫‪ ،١٩٩٤‬ج‪ ،٢‬ص ‪.٧٢‬‬
‫زي ــد ع ــن الحج ــاج ب ــن تم ــيم ع ــن ميم ــون ب ــن مهـ ـران ع ــن اب ــن عب ــاس ق ــال‪:‬‬ ‫)‪ (٦‬ق ــال القا ـ النعمــان‪ :‬واش ـ ر أمــر أبــي عبــد ﷲ ــي بلــد كتامــة وسـ ّـم املشــر ي‬
‫سـ ــمعت رسـ ــول ﷲ يقـ ــول‪" :‬يكـ ــون ـ ــي آخ ـ ــر الزم ـ ــان قـ ــوم ين ـ ـ ون الرافضـ ــة‬ ‫لقدومــه م ــن املش ــرق‪ ،‬ث ـ ّـم نس ــب إلي ــه ك ــل َم ـ ْـن بايع ــه ودخ ــل ــي دعوت ــه ّ‬
‫وسم ــوا‬
‫يرفض ـ ــون ٕالاس ـ ــالم ويلفظون ـ ــه ف ـ ــاقتلوهم ف ـ ــإ ّ م مش ـ ــركون"‪ .‬ق ـ ــال ٔالالب ـ ــاني‪:‬‬ ‫املشـارقـ ـ ــة‪) .‬القا ـ ـ ـ النعم ـ ــان‪ ،‬كتـ ـ ــاب افتتـ ـ ــاح الـ ـ ــدعوة‪ ،‬تحقيـ ـ ــق فرح ـ ــات‬
‫والحــديث أخرجــه أبــو يع ــى مــن طريــق أخــرى عــن عم ـران بــن زيــد بــه‪ ،‬وقــال‬ ‫الدش ـ ـ ـراوي‪ ،‬الش ـ ــركة التونس ـ ــية للتوزي ـ ــع‪ ،‬ت ـ ــونس‪ ،‬الطبع ـ ــة الثاني ـ ــة‪،١٩٨٦ ،‬‬
‫الهيثمـ رواﻩ أبــو يع ــى وال ـ ار والط ﺮانــي‪ ،‬ورجالــه وثقــوا و ــي بعضــهم خــالف‪،‬‬ ‫ص‪.(٧٩‬‬
‫ثـ ّـم ســاقه بلفــظ آخــر عنــه "يــا ع ــي ســيكون قــوم ــي أم ـ ينتحلــون حــب أهــل‬
‫)‪ (٧‬املالكي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.٥٥‬‬
‫البي ــت‪ ،‬له ــم ن ـ يس ــمون الرافض ــة‪ ،‬ق ــاتلوهم ف ــإ م مش ــركون"‪ ،‬وق ــال‪ :‬رواﻩ‬
‫)‪ (٨‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.٤٨‬‬
‫الط ﺮانـي وإسـنادﻩ حسـن‪) .‬أبـو بكـر عمـرو بـن أبـي عاصـم الض ّـحاك بـن مخلــد‬
‫الش ـ ــيباني‪ ،‬كت ـ ــاب السن ـ ــة‪ ،‬تخ ـ ــريج محم ـ ــد ناص ـ ــر ال ـ ــدين ٔالالب ـ ــاني‪ ،‬املكت ـ ــب‬ ‫)‪ (٩‬عبي ــد ﷲ الش ــي ي‪ :‬مؤس ــس الدول ــة العبيدي ــة ٕالاس ــماعيلية الباطني ــة ــي ب ــالد‬
‫ً‬
‫اختالفـا كث ًـﺮا ق ً‬
‫ٕالاسالمي‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،١٩٩٣ ،‬ص‪.(٤٦٠‬‬ ‫ـديما‬ ‫املغـرب ٕالاسالمي وأول خلفا م‪ ،‬اختلف النـاس ـي نسـبه‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫)‪ (٣٠‬املالكي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.٣٠٩‬‬ ‫وح ــديثا‪ ،‬ب ـ ن مؤي ــد مل ــا ادع ــاﻩ م ــن النس ــب الش ــريف‪ ،‬ق ــال اب ــن خلك ــان‪" :‬وأه ــل‬
‫)‪ (٣١‬القا عياض‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٣١٧‬‬ ‫العلــم باألنســاب مــن املحقق ـ ن ينكــرون دع ــواﻩ ــي النســب‪ ،‬كانــت والدتــه ســنة‬
‫)‪ (٣٢‬القا ـ ـ عي ـ ــاض‪ ،‬املص ـ ــدر السـ ــابق‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص ‪ .٣١٨‬وح ـ ــول مش ـ ــاركة علم ـ ــاء‬ ‫‪ ٢٥٩‬هـ ــ‪ ،‬وقي ــل ‪٢٦٠‬هـ ــ‪ ،‬وقي ــل ‪٢٦٦‬ه ـ ـ ــي مدين ــة س ــلمية ــي الش ــام‪ ،‬وقي ــل ــي‬
‫الس ـ ــنة املالكي ـ ــة ـ ــي ث ـ ــورة ص ـ ــاحب الحم ـ ــار‪ ،‬انظ ـ ــر ً‬
‫أيض ـ ــا‪ :‬امل ـ ــالكي‪ ،‬املص ـ ــدر‬ ‫الكوف ــة )اب ــن خلكـ ــان‪ ،‬املص ــدر الس ــابق‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪ ،(١١٧‬وك ــذلك اب ــن ع ــذاري‬
‫وأن انتسـابه للطـالي ن دعـوة‬ ‫املراك الذي قال‪" :‬وقال سائر النـاس ّإنـه د ّي‪ّ ،‬‬
‫السابق‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص ‪ ٣٤٠‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (٣٣‬ابن عذارى‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،١‬ص‪.٢١٨‬‬ ‫باطلــة‪) .‬اب ــن عــذارى املراك ـ ‪ ،‬البي ــان املغ ــرب ــي أخب ــار ٔالان ــدلس واملغ ــرب‪،‬‬
‫)‪ (٣٤‬الحاكم بأمر ﷲ‪ :‬أبو ع ي املنصور بن العزيز بن املعز بن املنصور بـن القـائم‬ ‫تحقيـ ــق ج‪.‬س كـ ــوالن‪ ،‬ل‪.‬بروفنسـ ــال‪ ،‬دار الثقافـ ــة‪ ،‬ب ـ ــﺮوت‪ ،‬الطبعـ ــة الثالثـ ــة‪،‬‬
‫بــن عبيــد ﷲ‪ ،‬ولــد ســنة ‪٣٧٥‬هـ ـ ــي القــاهرة‪ ،‬والﻩ أبــوﻩ العهــد ســنة ‪٣٨٣‬ه ــ‪،‬‬ ‫‪ ،١٩٨٣‬ج‪ ،١‬ص ‪.(١٥٨‬‬
‫وو ــي الخالفــة ســنة ‪٣٨٦‬هــ‪ ،‬تــو ي الحــاكم ســنة ‪٤١١‬ه ـ )ابــن خلكــان‪ ،‬املصــدر‬ ‫)‪ (١٠‬ابن عذارى املراك ‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،١‬ص‪.١٥٩‬‬
‫السابق‪ ،‬ج‪ ،٥‬ص‪.(٢٩٢‬‬ ‫)‪ (١١‬القا ـ عيــاض‪ ،‬ترتيــب املــدارك‪ ،‬تحقيــق د‪/‬أحمــد بك ــﺮ محمــود‪ ،‬دار مكتبــة‬
‫)‪ (٣٥‬القا عياض‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٧١٩‬‬ ‫الحياة‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،١٩٦٨ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٣١٨‬‬
‫)‪ (٣٦‬بلك ـ ن ب ــن زي ــري‪ :‬أب ــو الفت ــوح بلك ـ ن ب ــن زي ــري ب ــن من ــاد الحم ــﺮي الص ـ ا ي‪،‬‬ ‫)‪ (١٢‬ابن عذارى‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،١‬ص‪.٢٨٤‬‬
‫اســتخلفه املعــز العبيــدي ع ــى إفريقيــة‪ ،‬وكــان اســتخالفه ســنة ‪٣٦١‬ه ــ‪ ،‬وأمــر‬ ‫)‪ (١٣‬املالكي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.٣٧‬‬
‫النــاس بالســمع والطاعــة لــه‪ ،‬ولــم يــزل حســن الس ـ ﺮة تــام النظــر ــي مصــالح‬ ‫)‪ (١٤‬املـ ــالكي‪ ،‬املصـ ــدر السـ ــابق‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪ .٤٣‬القا ـ ـ عيـ ــاض‪ ،‬املصـ ــدر السـ ــابق‪،‬‬
‫دولتــه إ ــى ح ـ ن وفــاته ســتة ‪ ٣٧٤‬ه ــ‪) .‬ابــن الخطيــب‪ :‬أعمــال ٔالاعــالم "القســم‬ ‫ج‪ ،٣‬ص‪.٢٤٧‬‬
‫العب ــادي‪ ،‬دار الكتـ ــاب‪ ،‬ال ــدار البيض ــاء‪،‬‬ ‫الثال ــث"‪ ،‬تحقي ــق‪ :‬د‪ /‬أحم ـ ــد مخت ــار ّ‬ ‫)‪ (١٥‬املالكي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.٢٦٥‬‬
‫ص‪.(٩٩‬‬ ‫)‪ (١٦‬ابــن الفر ـ ‪ ،‬ت ــاريخ علمــاء ٔالان ــدلس‪ ،‬تحقيــق إبـراهيم ٔالابيــاري‪ ،‬دار الكتــاب‬
‫)‪ (٣٧‬املعـز بن باديس‪ :‬صاحب إفريقية ولد ي املنصورية سنة ‪٣٩٨‬هــ‪ ،‬وملـك بعـد‬ ‫اللبناني‪ ،‬ب ﺮوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،١٩٨٩ ،‬ج‪ ،١‬ص ‪ ،٢٢٢‬ترجمة رقم ‪.٢٧٥‬‬
‫وفاة أبيه سنة ‪٤٠٦‬هـ‪ ،‬حمل الناس ع ى مذهب ٕالامام مالـك وقطـع الخطبـة‬ ‫)‪ (١٧‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،١‬ص ‪ ،٢٣٦‬ترجمة رقم ‪.٣٩٣‬‬
‫للمستنصــر العبيــدي وخلــع طاعتــه‪ ،‬وخطــب للقــائم بــأمر ﷲ العباﺳـ ‪ ،‬تــو ي‬ ‫)‪ (١٨‬املالكي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص ‪.١٥٢‬‬
‫املعـز ســنة ‪٤٥٤‬ه ـ ـي الق ــﺮوان )ابــن خلكـان‪ ،‬املصــدر السـابق‪ ،‬ج‪ ،٥‬ص‪.٢٣٣‬‬ ‫)‪ (١٩‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.١٧٠‬‬
‫ابن الخطيب‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.(٧٢‬‬ ‫)‪ (٢٠‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،٢‬ص‪.٤٥‬‬
‫)‪ (٣٨‬اب ـ ــن ٔالاث ـ ــﺮ‪ ،‬الكام ـ ــل ـ ــي الت ـ ــاريخ‪ ،‬ج‪ ،٨‬ص‪ .٢٦٦‬وانظ ـ ــر‪ :‬ب ـ ــن زاوي ط ـ ــارق‪،‬‬ ‫)‪ (٢١‬القا عياض‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٧٠٩‬‬
‫استقالل املعز بن باديس عن الدولة الفاطمية )‪ ٤٠٦‬ه ـ‪ ٤٥٤ -‬ه ـ(‪ ،‬مـذكرة‬ ‫)‪ (٢٢‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،٣‬ص‪.٧٠٩‬‬
‫لنيــل شــهادة املاجســت ﺮ ــي التــاريخ الوســيط‪ ،‬جامعــة الجزائــر‪ ،‬كليــة العلــوم‬ ‫)‪ (٢٣‬القــائم‪ :‬أبــو القاســم بــن عبيــد ﷲ‪ ،‬ثــاني الخلفــاء الفــاطمي ن‪ ،‬ولــد ــي ســلمية‬
‫ٕالانسانية والاجتماعية‪ ،‬قسم التاريخ‪ ،٢٠٠٩ - ٢٠٠٨ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫مــن بــالد الش ــام ســنة ‪ ٢٨٠‬ه ــ‪ ،‬بويــع يــوم مــات أبــوﻩ ســنة ‪ ٣٢٢‬ه ــ‪ ،‬خــرج ــي‬

‫‪٢٤‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬

You might also like