You are on page 1of 39

‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬


‫د‪ .‬خضره صباؿ توفيق‬
‫مدرس التاريخ اإلسالمي‬
‫كلية اآلداب – جامعة اؼبنيا‬

‫النلخص‪:‬‬
‫يتناكؿ البحث دراسة ؼبا قاـ بو الفاطميوف من نشر الشائعات َب مصر‪ ،‬كذلك قيامهم‬
‫بغزك البالد فكريان كنشر أفكارىم‪ ،‬كقد ضمت الدراسة تعريف مصطلحي الشائعات كالغزك‬
‫الفكرم‪ ،‬كما تناكؿ البحث كسائل نشر الشائعات ُب مصر الفاطمية‪ ،‬كما قاـ بو الفاطميوف من‬
‫إثارة البلبلة كاختالؽ األزمات كنشر الشائعات‪ ،‬كقد تعددت كسائلهم َب نشر الشائعات‪ ،‬فمن‬
‫ىذه الوسائل (اعبامع االزىر – دار اغبكمة – االحتفاالت‪ -‬اجملالس (ؾبالس الوعظ كؾبالس‬
‫القصص) ‪ -‬الدعاة – خزائن القصر)‪ٍ ،‬ب عرضنا لنماذج من الشائعات (شائعة نسبهم ‪ -‬ألوىية‬
‫اغباكم – نبوءة اؼبعز لدين اهلل)‪ ،‬ككذلك تناكلت الدراسة مظاىر الغزك الفكرم الفاطمي الىت‬
‫سبثلت َب اؼبؤلفات – الشعراء – القضاة‪ -‬الفلك كالتنجيم‪…… ،‬كختمت الدراسة بنتائج‬
‫الغزك الفكرم الفاطمي…‪..‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪The study deals with a study of what the Fatimids did in‬‬
‫‪spreading rumors in Egypt, as well as their intellectual‬‬
‫‪invasion of the country and spreading their ideas. The study‬‬
‫‪included the definition of the terms rumors, and intellectual‬‬
‫‪conquest, as well as the means of spreading rumors in Fatimid‬‬
‫‪Egypt, and what the Fatimids did in creating confusion,‬‬
‫‪fabricating crises and spreading rumors, Their means of‬‬
‫‪spreading rumors multiplied, among them are Al-Azhar‬‬
‫‪Mosque - Dar Al-Hikma - Celebrations - Councils‬‬

‫‪095‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫‪(Preaching Councils and Story Boards) - Preachers -‬‬


‫‪Treasury of the Palace, then we presented examples of‬‬
‫‪rumors (their lineage common - the ruler's divinity - the‬‬
‫‪prophecy of the Almighty to the religion of God), as well‬‬
‫‪The study dealt with the manifestations of the Fatimid‬‬
‫‪intellectual conquest represented in the literature - poets -‬‬
‫‪judges - astronomy and astrology, and concluded the study‬‬
‫‪with the results of the Fatimid intellectual invasion.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ذه ًخىرت اؼبكتبات بالدراسات الىت تناكلت تاريخ الدكلة الفاطمية َب مصر‪،‬كذلك لكثرة‬
‫األحداث الىت أثرت كما زالت موجودة َب اجملتمع اؼبصرل حىت َب بعض العادات كالتقاليد‪ ،‬كإف‬
‫كاف أغلب الدراسات قد ركزت على عمارة الفاطميُت كاغبياة الثقافية‪ ،‬كذلك اإلجتماعية‪ ،‬كمل‬
‫تتطرؽ ىذه الدراسات إىل الطريقة الىت قبح هبا الفاطميوف َب بناء ىذه اؼبكانة ؽبم َب مصر‪،‬‬
‫كذلك ؼبعرفتهم أف ؼبصر فضائل كثَتة منها أف اهلل عز كجل ذكرىا ُب كتابة العزيز‪ ،‬تارة بصريح‬
‫اللفظ كتارة إدياءن فقاؿ تعاىل‪":‬اىبطوا مصران فإف لكم ما سألتم "‪ ،‬كقاؿ تعاىل‪":‬ادخلو مصر إف‬
‫شاء اهلل آمنُت"‪ ،‬كقاؿ تعاىل ـبربان عن فرعوف إنو قاؿ‪ ":‬أليس يل ملك مصر كىذه األهنار ذبرم‬
‫من ربيت أفال تبصركف"‪ ،‬كقيل مل يكن ُب األرض ملك أعظم من ملك مصر‪ ،‬ككاف صبيع أىل‬
‫األرض حيتاجوف إىل مصر‪ .‬كأما األهنار فكانت قناطَت كجسور بتقدير كتدبَت حىت أف اؼباء جيرم‬
‫من ربت منازؽبا كافندهتا فيحبسونو حيث شاءكا (ُ)‪.‬‬
‫لذلك كانت مصر مطمعان لكل قول ترغب َب أف تزيد من قوهتا كمن إتساع رقعهتا من‬
‫خالؿ سيطرهتا على مصر؛ فكانت مصر تلوح للفاطميُت ككاهنا درة خضراء؛ نظران ؼبوقعها اعبغراُب‬
‫الفريد‪ ،‬كقرهبا من مراكز األمصار اإلسالمية (ِ)‪ ،‬ىذا إىل جانب كفرة خَتاهتا فبها من اؼبعادف‬
‫معدف الذىب‪ ،‬كالفضة‪ ،‬كالزمرد كالبقوؿ الىت ال تنبت اال هبا (ّ) ‪.‬‬
‫كلذلك استغل الفاطميوف ضعف اػبالفة العباسية لنشر شائعاهتم كإدعاءاهتم ُب مناطق‬
‫ـبتلفة من الدكلة مشلت فارس كاليمن كاؼبغرب كالعراؽ كمصركغَتىا‪ ،‬ككانت الواليات التابعة‬
‫للخالفة العباسية من الفوضى كالضعف بصورة مكنت للمذىب االظباعيلي أف يذيع‬

‫‪095‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫كينتشر(ْ)‪،‬كقد ىع ًٌت الفاطميوف عنايةن خاصة بغزك مصر؛ فإف موقع مصر اعبغراُب بُت الشرؽ‬
‫كالغرب‪ ،‬ككفرة ثركهتا قد ساعدا على ربقيق أغراض الفاطميُت من بث عقائد مذىبهم كافكارىم‪،‬‬
‫كنشر شائعاهتم كبسط سلطاهنم على البالد اإلسالمية ُب الشرؽ؛ ؽبذا ال نعجب إذا رأينا اػبلفاء‬
‫الفاطميُت منذ خالفة اؼبهدم*(ِٕٗ‪ِِّ-‬ىػ ‪ّّٗ-َٗٗ/‬ـ) يدأبوف على امتالؾ ىذه البالد‬
‫فَتسلوف اغبمالت الربية كالبحرية لفتحها؛ فقد أرسل عبيد اهلل اؼبهدم أكؿ اػبلفاء الفاطميُت‬
‫ثالث ضبالت لغزك مصر‪ :‬األكىل سنة َُّىػ ‪ُّٗ/‬ـ‪ ،‬كالثانية ُب سنة َّٕ ىػ ‪ُٗٗ/‬ـ‪ ،‬كمل‬
‫تنتو إال ُب سنة َّٗىػ‪ِِٗ/‬ـ؛ ُب حُت ابتدأت اغبملة الثالثة ُب سنة ُِّىػ‬
‫‪ِّٗ/‬ـ(ٓ)‪،‬كاستمرت حىت عهد القائم بن اؼبهدم سنة ِّْىػ ‪ّٗٓ/‬ـ‪ .‬كقد فشلت ىذه‬
‫اغبمالت الثالث ُب اإلستيالء على مصر كضمها إىل سلطاف الفاطميُت (ٔ)‪،‬كذلك ألهنم أيقنوا‬
‫أف بالد اؼبغرب ال تصلح ألف تكوف مركزان لدكلتهم؛ كذلك لضعف مواردىا ككثرة ما هبا من ثورات‬
‫كاضطرابات؛ ىذا باإلضافة إىل أف الدكلة الفاطمية كانت هتدؼ إىل القضاء على اؼبذىب‬
‫اؼبخالف ؼبذىبها (ٕ)؛ فقد كشفت ىذه اغبملة –رغم ما أصاهبا من فشل – عن ميل البعض من‬
‫اؼبصريُت إىل الدعوة الفاطمية بفضل دعاة اإلظباعيلية (ٖ)‪ ،‬إىل أف جاء القائد‬
‫جوىر*(ّٖٓىػ‪ٗٔٗ/‬ـ) إىل الفسطاط فخرج الناس للقائو فدخل يوـ ُٕ شعباف سنة ّٖٓق‬
‫(ٗ)؛ لذلك بدأكا يغزكف البالد فكريان كيبثوا شائعاهتم إىل جانب القول العسكرية‪ ،‬كقبحوا َب ذلك‬
‫كسيطركا على البالد‪.‬‬
‫كقد قسمت الدراسة إىل‪:‬‬
‫أكالن– تعريف مصطلحي الشائعات‪ ،‬كالغزك الفكرم‪.‬‬
‫ثانيان‪ -‬كسائل نشر الشائعات ُب مصر الفاطمية‪ :‬عمد الفاطميوف إىل إثارة البلبلة‬
‫كاختالؽ األزمات كنشر الشائعات‪ ،‬كمن كسائل نشر الشائعات‪ :‬اعبامع األزىر – دار اغبكمة‬
‫– االحتفاالت‪ -‬اجملالس( ؾبالس الوعظ كؾبالس القصص) ‪ -‬الدعاة – خزائن القصر‪.‬‬
‫ثالثان‪ -‬مناذج من الشائعات‪( :‬شائعة نسبهم ‪ -‬ألوىية اغباكم – نبوءة اؼبعز لدين اهلل)‬
‫رابعان – مظاىر الغزك الفكرم الفاطمي( اؼبؤلفات – الشعراء – القضاة‪ -‬الفلك كالتنجيم)‬
‫خامسان ‪ -‬نتائج الغزك الفكرم الفاطمي‪.‬‬
‫أكالن – تعريف مصطلحي الشائعات‪ ،‬كالغزك الفكرم‪:‬‬
‫شاعا‬
‫كم ن‬ ‫يوعا ى‬
‫كش ن‬
‫شيع‪ ،‬ىشٍيػ نعا ي‬
‫شاع يى ي‬
‫اؼبعٌت اللغول لكلمة شائعة كىى مفرد شائعات‪ ،‬ى‬
‫ذاع كفىشى فهى تعٌت ذاع كفشى أل نشر اػبرب كمل يكتم سره‬ ‫ددي و‬
‫كشيىعانان‪ ،‬ؿبركةن‪ :‬ى‬
‫ومة‪ ،‬ى‬ ‫عوعة‪ ،‬ىك ٍ‬
‫كشٍي ى‬
‫ى‬

‫‪095‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫(َُ)‬
‫شر‬
‫شيع ىشٍيعان كشيعانان كمشاعان كشيعوعة‪ ،‬فهو شائع‪ :‬انتي ى‬
‫شاع اػبرب ُب الناس يى ي‬
‫‪ ،‬كقيل أيضان ى‬
‫افًتؽ كذاع كظهر‪ ،‬كأشاعو ىو‪ ،‬كأشاع ًذكر الشيء‪ :‬أطاره كاظهره‪ ،‬كقوؽبم‪ :‬ىذا خرب شائع‪ ،‬كقد‬ ‫ك ى‬
‫شاع ُب الناس‪ ،‬معناه قد اتصل بكل أحد فاستول علم الناس بو‪ ،‬كمل يكن علمو عند بعضهم‬
‫دكف بعض ‪ .‬كالشائعة‪ :‬األخبار اؼبنتشرة ‪ .‬كُب اغبديث‪ :‬أيا رجل أشاع على رجل عورة ليشينوى هبا‪،‬‬
‫(ُُ)‬
‫أم أظهر عليو ما يعيبو‪ .‬كرجل مشياع أم مذياع ال يكتم سران‪.‬‬
‫أما عن اؼبعٌت اللغول لكلمة غزك فهى تعٌت أراده كطلبو كقصده‪،‬كالغزكه ما غزل كطلب‪،‬‬
‫كمغزل الكالـ مقصده(ُِ)‪،‬أما عن كلمة فكر فهى تعٌت إعماؿ النظر َب الشئ (ُّ)‪ ،‬أما تعريف‬
‫و‬
‫معتقدات كأفكاران ألمة‬ ‫مصطلح الغزك الفكرل‪:‬ىو أف تتبٌت أمة من األمم كخباصة األمة اإلسالمية‬
‫أخرل من األمم الكبَتة كىى غَت اسالمية دائما دكف نظر فاحص كتامل دقيق ؼبا يًتتب على‬
‫ذلك من ضياع غباضر األمة‪ ،‬فضال عما فيو من صرفها عن منهجها ككتاهبا كسنة رسوؽبا‪ ،‬كالغزك‬
‫الفكرل ىو أف تتخذ أمة من األمم مناىج الًتبية كالتعليم لدكلة من الدكؿ الكبَتة فتطبقها على‬
‫ابنائها كاجياؽبا فتشوه بذلك فكرىم كسبسخ عقوؽبم؛ (ُْ)فاغبركة اإلظباعيلية ىى نظاـ فكرل كاف‬
‫الغرض منو قلب النظاـ السياسى السائد اؼبسيطر على العامل االسالمى كربقيق ىدؼ رئيسى‬
‫إنقالىب َب األفكار كالنظم كاؼبعتقدات‪،‬ككاف ىذا النظاـ يوجب على اؼبستجيب أف يعًتؼ دببدأم‬
‫الظاىر كالباطن معان ألف اؼببدأين يشكالف ركح الدين كمها متصالف ببعضهما البعض‪ ،‬كمرتبطاف‬
‫سباـ االرتباط‪ ،‬ككاجباف على كل مستجيب كمؤمن‪ ،‬فالظاىر ىو اؼبفهوـ العاـ للتوصيات اؼبتعلقة‬
‫بقواعد عامل الدين‪ ،‬كالباطن ىو ركح الدين اؼبستور عن األنظار‪ ،‬كاؼبخصص لأللباب‪ ،‬كؽبذا فقد‬
‫كاف الدعاة االظباعيليوف يبشركف دببادئهم بطريقتُت كيدعوف لنظامهم الفكرل بفكرتُت‪:‬األكىل‪ :‬ما‬
‫كاف متعلقان بالنبوات كضركرة األخذ دبا جاءت بو من تعاليم كنصوص كشرائع بطريقة ظاىرة‪،‬‬
‫داعُت الناس اىل اتباعها بطريقة "اعبرب كالتقليد"‪ ،‬كالثانية‪ :‬بالدعوة اىل ما جاءت بو الكتب‬
‫السماكية عن طريق التأكيل الباطٌت (باالختيار كالوعد كالوعيد ) (ُٓ)‪.‬‬
‫ثانيان‪ -‬كسائل نشر الشائعات ُب مصر الفاطمية‪:‬‬
‫}اعبامع االزىر – دار اغبكمة – االحتفاالت‪ -‬اجملالس( ؾبالس الوعظ كؾبالس‬
‫القصص) ‪ -‬الدعاة – خزائن القصر{‬
‫عمل الفاطميوف منذ بداية دخوؽبم إىل مصر على جذب اؼبصريُت إىل مذىبهم؛كذلك عن‬
‫طريق خلق األزمات كإثارة الفنت كالبلبلة كنشر الشائعات َب البالد؛ فبا جعل الناس يبحثوف عن‬
‫منقذ ؽبم كىم الفاطميوف كمن ىذه األزمات الىت خلقوىا ىى ارتفاع األسعار كاحتكار الغالؿ‪،‬‬ ‫و‬

‫‪095‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫كديكن أف نضيف إىل جانب عامل االحتكار الذم يتسبب ُب ارتفاع األسعار اختالؿ األمن‬
‫كانتشار السلب كالنهب (ُٔ)‪ ،‬ككذلك قيامهم بنشر شائعات كعبارات سب الصحابة كسب‬
‫القرآف " كجاء ُب كتاب الكندم‪ " :‬كذلك أف الرعية كتبوا على أبواب اؼبسجد اعبامع ذكر‬
‫الصحابة كالقرآف (دبا ال يليق)؛فرضيو صبع من الناس ككرىو آخركف(ُٕ)‪ ،‬كقويت شوكة الشيعة‪،‬‬
‫كخفيت السنن‪ ،‬كظهرت البدع كانتشرت الشائعات(ُٖ)‪،‬كبدأكا يؤسسوف القواعد الىت سَتكا عليها‬
‫خطة غزكىم البالد فكريان‪ ،‬ككانت أكؿ األعمدة الىت قامت عليها ىذه اػبطة اؼبساجد متمثلة َب‬
‫إنشاء مساجد جديده‪ ،‬ككاف أمهها اعبامع األزىر‪.‬‬
‫ُ‪-‬اعبامع األزىر‪:‬‬
‫اؽبدؼ األكؿ للفاطميُت كاف غزك عقوؿ اؼبصريُت عن طريق نشر أفكارىم كمذىبهم‬
‫الشيعى كفعلوا ذلك بكافة الطرؽ ؼبا كجدكا عدـ قبوؿ اؼبصريُت ؼبذىبهم كنظرهتم العدائية؛ لذلك‬
‫عمدكا على فكرة غزكىم عقليان كبث فكرىم عن طريق اؼبساجد؛ فأكؿ ما فعلوا َب مدينتهم الىت‬
‫أقاموىا كجعلوىا عاصمة ؽبم كىى القاىرة* كإقامة اعبامع األزىر؛ إلدراكهم بدكر اؼبساجد؛‬
‫فكانت تقوـ مقاـ اؼبدارس كاعبامعات ُب أيامنا اغبديثة‪ ،‬كقد عرؼ الفاطميوف ىذه اغبقيقة فلم‬
‫يتوانوا ُب إزباذ اؼبساجد ؾباالن لنشر دعوهتم الدينية كبث عقائدىم اؼبذىبية‪ ،‬كلعل ىذا ىو السبب‬
‫الذم من أجلو أكثركا من بناء اؼبساجد كجعلها تتناسب مع عظم ملكهم أكالن كما أرادكه من‬
‫ازباذىا كسيلةن من كسائل نشر دعوهتم ثانيان؛ لذلك نرل القائد جوىر الصقلي عندما كضع أساس‬
‫مدينة القاىرة مل ينس أف يبٍت مسجده العتيد –اعبامع األزىر‪ -‬الذم أنشأه بأمر مواله اإلماـ اؼبعز‬
‫لدين اهلل ( ُّْ‪ّٔٓ-‬ق‪ٕٗٓ-ِٗٓ/‬ـ)*‪ ،‬كشرع ُب بنائو ُب ٔ من صبادم االكيل سنة ّٗٓق‬
‫‪َٕٗ/‬ـ‪ ،‬كًب بناؤهٗ رمضاف سنة ُّٔق ‪ِٕٗ/‬ـ‪ٍ ،‬ب جدد فيو العزيز باهلل*(ّٓٔ‪-‬‬
‫ّٖٔق‪ٗٗٔ-ٕٗٓ/‬ـ) كاغباكم بأمر اهلل (ّٖٔ ‪ُُْ-‬ق ‪ََُِ - ٗٗٔ /‬ـ) (ُٗ) الذم‬
‫كقف عليو رباعا دبصر‪.‬كُب اؼبسجد ازبذت الدعوة الفاطمية مكانان ؽبا‪ ،‬ففيو عقد أكؿ اجتماع‬
‫دبصر لالحتفاؿ بعيد الغدير‪ -‬كُب ذلك يركم اؼبقريزم(َِ) عن اؼبسبحي أنو ُب يوـ الغدير ُٖ من‬
‫ذم اغبجة سنة ِّٔىػ‪ِٕٗ/‬ـ‪ ،‬اجتمع الناس جبامع القاىرة كالقراء كالفقهاء كاؼبنشدكف فكاف‬
‫صبعان عظيمان أقاموا إىل الظهر ٍب خرجوا إىل القصر فخرجت إليهم اعبائزة‪ ،‬ككاف ىذا أكؿ ما عمل‬
‫دبصر‪ ،‬كباعبامع األزىر كاف داعي الدعاة يعقد ؾبلسان للنساء يلقي عليهن شيئان من علوـ أىل‬
‫البيت؛(ُِ) فكاف يشبو اؼبعاىد اػباصة لتعليم الفكر الشيعى (ِِ)‪ ،‬فيذكر القاضي النعماف *‪:‬إف‬
‫اػبليفة اؼبعز أمره أف يقرأ على الناس ُب كل يوـ صبعو ُب ؾبلس ُب قصره كتابان " من علم الباطن"‬

‫‪095‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫فكثر إزدحاـ الناس كعج هبم اؼبكاف‪ ،‬ككانوا جيتمعوف لقراءة كتاب دعائم اإلسالـ الذم بسطو‬
‫اؼبعز‪ ،‬كجعلو ُب ؾبلس من ؾبالس قصره‪ ،‬كأباح ؽبم حىت احبوا استماعو كانتساخو كقراءاتو كالتعلم‬
‫منو كالتفقيو فيو(ِّ)‪ ،‬كذلك ليكوف مكانان للًتكيج للفكر الشيعي كنشر شائعاهتم كادعائتهم‬
‫كإقامة دعوهتم بعيدان عن االصطداـ باؼبسلمُت السنة الذين كانوا يشكلوف غالبية سكاف مصر(ِْ)‪،‬‬
‫كعرؼ جبامع القاىرة كباعبامع األزىر تيمنان –حسب عادة الفاطميُت‪ -‬من إطالؽ األظباء التيمنية‬
‫على منشآهتم كمساجدىم‪ ،‬األزىر‪ ،‬كاألقمر (ِٓ)‪ ،‬أما تسميتو باعبامع األزىر فيظهر أهنا أطلقت‬
‫عليو ُب عصر العزيز بعد إنشاء القصور الفاطمية اليت كاف يطلق عليها اسم القصور الزاىرة‪ ،‬كقاؿ‬
‫آخركف إمنا ظبي بذلك ؼبا سيكوف لو من الشأف العظيم كاؼبكانة الكربل بإزدىار العلوـ فيو ‪.‬‬
‫على أنو ليس ببعيد أف يكوف الفاطميوف الذين ينتسبوف إىل فاطمة بن الرسوؿ"ص" ظبوه‬
‫األزىر إشارة بذكر جدهتم فاطمة الزىراء (ِٔ)‪ ،‬كبدأ األزىر يؤدل دكره ُب أكائل عهد العزيز باهلل‬
‫جلس الوزير يعقوب بن كلس* باعبامع األزىر‪ ،‬كقرأ على الناس رسالة ألفها ُب الفقو الشيعي على‬
‫اؼبذىب اإلظباعيلي‪ ،‬تسمى الرسالة الوزيرية‪ ،‬تضمنت ما ظبعو ُب ذلك من اؼبعز لدين اهلل ككلده‬
‫العزيز‪ ،‬ككاف يفد إىل ظباعو الفقهاء كالقضاة كأكابر رجاؿ الدكلة‪ ،‬كصار ابن كلس يعقد ؾبالسة‬
‫العلمية تارة باعبامع األزىر كطوران بداره‪ ،‬يقرأ فيها مصنفاتو على الناس‪ .‬كمالبث أف فاقت شهرة‬
‫اعبامع األزىر صبيع اؼبساجد اعبامعة ُب مصر منذ أف أشار الوزير يعقوب بن كلس سنة ّٖٕ ىػ‬
‫‪ٖٖٗ/‬ـ‪ ،‬على اػبليفة العزيز بتحويلو إىل معهد للدراسة بعد أف كاف مقصوران على إقامة الدعوة‬
‫الفاطمية‪ ،‬فأستأذنو ُب أف يعُت باألزىر بعض الفقهاء للقراءة كالدرس‪ ،‬كظل األزىر مركز الفقو‬
‫الفاطمي إىل أف بٌت جامع اغباكم بأمر اهلل‪ ،‬فانتقل إليو الفقهاء إللقاء دركسهم‪،)ِٕ( .‬ككاف‬
‫خطيب اؼبسجد أبا ؿبمد عبد اهلل بن اغبسُت الشمشاطى‪ ،‬كذلك جعل اآلذاف َب جامع ابن‬
‫طولوف حبى على خَت العمل‪ ،‬كىو أكؿ ما أذف دبصر‪ٍ ،‬ب أذف بعده َب اعبامع العتيق(ِٖ)‪ ،‬كىنا‬
‫يظهر ىدؼ الفاطميُت من جعل فكرىم الشيعى يغزك عقوؿ اؼبصريُت حىت لو من خالؿ اآلذاف ‪.‬‬
‫ب‪ -‬دار اغبكمة‪:‬‬
‫الوسيلة الثانية الىت استخدمها الفاطميوف لنشر معتقداهتم كشائعاهتم َب مصر كانت دار‬
‫اغبكمة الىت كانت ‪-‬كذلك‪ -‬من اؼبراكز الثقافية دبصر أسسها اغباكم بأمر اهلل سنة ّٓٗىػ‬
‫‪ََُْ/‬ـ‪ ،‬كأطلق عليها ىذه التسمية رمزان إىل الدعوة الشيعية؛ ألف ؾبالس الدعوة كانت تسمى‬
‫"ؾبالس اغبكمة" كقد عرفت ىذه اجملالس اليت كانت تعقد ُب قصور الفاطميُت باسم ؾبالس‬
‫اغبكمة التأكيليو(ِٗ)‪،‬فكانت جامعة علمية فتحت ابواهبا َب َُ صبادل ّٓٗق‪ََُْ/‬ـ‪ ،‬كأكعز‬

‫‪090‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫بنقل بعض الكتب الثمينة من مكتبة القصر اىل دار اغبكمة كأمها الناس على اختالؼ طبقاهتم‬
‫كتباين ثقافتهم‪ ،‬كخصص قسم منها الجتماع الدعاة كالفقهاء لتنظيم الدعوة‪ ،‬كاللقاء ؾبالس‬
‫اغبكمة التوحيدية التأكيلية‪ ،‬فأزدضبت دار اغبكمة باؼبستجيبُت(َّ)‪ ،‬كمن أمثلة أساتذة دار‬
‫اغبكمة ابن يونس اؼبنجم‪ ،‬كأيب على اغبسن بن اؽبيثم‪ ،‬كعلي بن رضواف (ُّ)‪،‬ككانت تلك‬
‫القاعات اليت خصصها الفاطميوف لبث الدعوة تسمى ب ػ " احملوؿ" حيث يعمدكف فيها إىل تلقُت‬
‫مبادلء الدعوة الفاطمية كربويل أىل السنة لألخذ دببادلء اإلظباعيلية من خالؿ نشر الشائعات‬
‫كبث األكاذيب‪ .‬ككاف اغباضركف ؽبذه اجملالس يقسموف إىل أقساـ حسب مرتبتو (ِّ)‪ ،‬ككانت‬
‫خزانة الكتب من أغٌت مكتبات العامل حوت مئات األلوؼ من الكتب‪ ،‬منها الكثَت خبطوط‬
‫مؤلفيها ؾبلدة بأفخم اعبلود‪ ،‬كصبعت ـبتلف العلوـ ُب الفقة كسائر اؼبذاىب‪ ،‬كالنحو كاللغة ككتب‬
‫(ّّ)‬
‫اغبديث كالتاريخ كالفلك‪.‬‬
‫جػ‪ -‬االحتفاالت‪:‬‬
‫كاف الفاطميوف أصحاب مذىب جديد كيريدكف كسب اؼبريدين إليو كاؼبؤيدين لو؛ ؽبذا‬
‫اذبهت سياستهم إىل اجتذاب اؼبصريُت على اختالؼ طبقاهتم كبكافة الوسائل كالسبل عن طريق‬
‫العطايا كاألرزاؽ كاؽببات كاألظبطة اليت تقاـ ُب األعياد‪ ،‬كمظاىر األهبة اليت تظهر ُب إقامة صالة‬
‫اعبمعة كصالة العيدين كاالحتفاالت اليت تقاـ ُب اؼبناسبات اؼبختلفة(ّْ)؛ فابتكركا حفالت صبعت‬
‫بُت رجاؿ اػبالفة كطرب الشعب كهبجتو‪ ،‬ككثَت من اغبفالت كالتقاليد الباقية إىل اآلف مدينة‬
‫بظهورىا إىل تلك الدكلة‪ ،‬كالتاريخ لن ينسى حفالهتا ُب مولد النيب "ص" كرأس السنة اؽبجرية‪،‬‬
‫ككفاء النيل كرؤية رمضاف كغَت ذلك؛ فمن خالؿ ىذه اغبفالت كاف جيتمع العامو كتنشر الفنت‬
‫كالشائعات اليت تدعو للغزك الفكرم الشيعي (ّٓ)‪ ،‬كأشهر االحتفاالت الىت أقامها الفاطميوف‬
‫االحتفاؿ بيوـ الغدير َب ُٖ ذل اغبجو‪ ،‬حيث جيتمع خلق من أىل مصر كاؼبغاربة للدعاء؛‬
‫عيد الغدير دبصر‪ .‬نبأ االحتفاؿ بعيد الغدير ُب عهد‬‫فأعجب اؼبعز ذلك‪ ،‬ككاف ىذا أكؿ ما عمل ي‬
‫اؼبعز عن ابن زكالؽ‪ ،‬ىذا كخم موضع بُت مكة كاؼبدينة بو غدير أك بطيحة‪ ،‬كحولو شجر كثَت‪،‬‬
‫كيقاؿ اف رسوؿ اهلل " صلى اهلل عليو كسلم " ؼبا عاد من مكة بعد حجة الوداع سنة َُىػ نزؿ‬
‫بغدير خم كآخى عليا بن أيب طالب ٍب قاؿ " علي مٍت كهاركف من موسى‪ ،‬اللهم كاؿ من كااله‬
‫كعاد من عاداه‪ ،‬كانصر من نصره كاخذؿ من خذلو‪ ،‬كيعلق الشيعة على ىذا اغبديث أمهية كربل‬ ‫ً‬
‫إذ يعتربكنو دبثابة مبايعة علنية من الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم قبيل كفاتو لعلي بن أيب طالب‬
‫(ّٔ)‪،‬كقد أثار إحياء الشعائر الشيعية ُب مصر استياء اؼبصريُت السنيُت؛ ؼبا كاف يقًتف هبا ُب كثَت‬

‫‪095‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫من األحياف من اعتداءات الشيعة كاؼبغاربة عليهم‪ ،‬فقد حدث عند االحتفاؿ بعيد غدير خم‬
‫(ُٖ ذم اغبجة سنة ِّٔىػ‪ِٕٗ/‬ـ ) أف قاـ اؼبغاربة بإثارة الشغب كاالضطرابات؛ فخرج جوىر‬
‫ليحوؿ دكف سباديهم ُب االعتداء على أمواؿ األىايل‪ ،‬كذلك أصاب اؼبصريُت السنة كثَت من‬
‫الضرر كاألذل بسبب إرغاـ الشيعيُت ؽبم على مشاركتهم ُب إظهار شعائرىم‪ ،‬ففي العاشر من‬
‫احملرـ سنة ّّٔىػ ‪ّٕٗ/‬ـ‪ ،‬سار صباعة من اؼبصريُت الشيعيُت كاؼبغاربة ُب موكبهم ينوحوف‬
‫كيبكوف على اغبسُت؛ كصاركا يعتدكف على كل من مل يشاركهم ُب مظاىر األسى كاغبزف؛ فبا أدل‬
‫إىل تعطل حركة األسواؽ كقياـ القالقل‪ ،‬فبا جعل البعض من أىل السنو حيتفلوف دبناسباهتم بعيد‬
‫عن الفاطميُت(ّٕ)‪.‬‬
‫د‪ -‬اجملالس( ؾبالس الوعظ كؾبالس القصص)‪:‬‬
‫كاف اإلظباعيلية يبالغوف ُب التخفي ُب نشر الشائعات كمبادئ دعوهتم كمذىبهم‪ ،‬على‬
‫شكل خطوات تتدرج من اؼبعلومات البسيطة حىت تصل باؼبستجيب إيل مبادمء فلسفية عميقة‪،‬‬
‫ال يفهمها إال القليلوف؛ حىت إف اؼبستجيب كاف ال يعرؼ شيئان عن الدرجات اليت تلي درجتو‪،‬‬
‫كإمنا كاف مهو الوصوؿ إىل درجة أعلى من الدرجة اليت كصل إليها‪ ،‬كأصبح كثَت من اإلظباعيلية ال‬
‫يعرؼ شيئان عن زمالئهم الذين انتظموا ُب سلك اؼبذىب اإلظباعيلى كخفى أمرىم على خصومهم‬
‫العباسيُت‪ ،‬كما برع اإلظباعيلية منذ نشأهتم ُب تنظيم دعوهتم تنظيمان رائعان حيت ينشركا شائعاهتم‬
‫كيصدؽ العامة ادعائتهم؛ فتظاىركا بالتقشف كالورع‪ ،‬كبالبالغة كالتضلع ُب العلم ‪ .‬كخصصوا‬
‫لكل منهم مبادمء يلقنها اؼبستجبُت‪ ،‬ككاف لنظاـ التخصص ىذا آثره ُب تكوين صباعة من‬
‫العلماء الدعاة الذين يتقنوف ناحية مذىبية خاصة‪ ،‬كيستطيعوف أف ديثلو شائعاهتم ُب أذىاف‬
‫سامعهم من اؼبستجبُت‪ ،‬ككاف دعاة عبيد اهلل اؼبنتشركف ُب كافة أكباء اؼبملكة اإلسالمية أشبو‬
‫جبواسيس ينقلوف إيل عبيد اهلل أسرار الدكلة العباسية كاخبار كالهتا‪ ،‬كحيذركنو اػبطر الذم قد‬
‫حيدؽ بو أك بدعوتو كدكلتو‪ ،‬كقد اعتمد عبيد اهلل على دعاتو اؼبقيمُت كعلى دعاتو السيارة اعتمادان‬
‫تامان (ّٖ)‪ ،‬فإف األئمة الفاطميُت –الذين كرث دعوهتم‪ -‬مل يسًتكا علومهم بل عملوا على نشرىا‬
‫كإذاعتها‪،‬كشجعوا العلم كالعلماء‪،‬ككانوا يطلبوف من العلماء تأليف الكتب‪ ،‬فبدأ التشيع يدخل‬
‫مصر‪ ،‬بل أخذ يقول كيشتد أزره‪ ،‬كأصبح الشيعة يؤثركف ُب اغبياة العامة دبصر كيقوموف بثورات‬
‫ضد الوالة ‪ .‬أضف إىل ذلك أف مصر‪ُ -‬ب ىذا العصر‪ -‬شاىدت عددان من العلماء الذين كانوا‬
‫يفضلوف عليا على الشيخُت‪ ،‬كخيلصوف ُب حبهم ألىل البيت كلعل الشافعي كىو ديثل أىل السنة‬
‫أصدؽ مثل لذلك‪ ،‬ففي شعره ما يدؿ على عاطفة ـبلصة قوية ألىل البيت‪ ،‬فهوؿ يقوؿ‪:‬‬

‫‪095‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫فرض من اهلل ُب القرآف أنزلو‬ ‫يا آؿ بيت رسوؿ اهلل حبكم‬


‫(ّٗ)‬
‫من مل يصل عليكم ال صالة لو‪.‬‬ ‫يكفيكم من عظيم الفخر أنكم‬
‫ىذا كقد عدت اجملالس بأنواعها كمجالس الوعظ كالقصص كالشعر من كسائل التسلية‬
‫كالًتفية كنشر الشائعات‪ ،‬كمنها‪:‬‬
‫ُ‪ -‬ؾبالس الوعظ ديكن اعتبار ؾبالس الوعظ ىي ؾبالس التسلية كالًتفيو من جهة‪ ،‬كمن‬
‫جهة أخرم ذات دكر إرشادم كسياسي كفكرم؛ فالواعظ جيتمع بالناس من أجل العظة‬
‫(َْ)‬
‫كالتذكرة كترىيب الناس من عذاب اهلل كحثهم على التمسك بأىداب الدين‪ ،‬فضالن‬
‫عن بث اؼبعتقدات كاألذباىات كاألفكار الفاطمية كما تتضمنو من شائعات كخرافات‬
‫كإدعاءات ُب نفوس اغباضرين‪ ،‬ككاف الوعاظ يعملوف على تغذية خياؿ العامة‬
‫اؼبتعطش‪ ،‬كما اعتربكىا كسيلة للتكسب ‪.‬‬
‫أما ؾبالس اػبلفاء الفاطميُت فكانت ىي األخرل ال زبلو من الوعاظ الذين يدعوف‬
‫للخليفة كألىل بيتو كغباشيتو كتأكيل عنهم الشائعات كاألساطَت كاػبرافات كاألؾباد‪ ،‬فكاف‬
‫حضورىم – الدعاة دائمان ‪ُ-‬ب ؾباؿ السحور اليت يقيمها اػبلفاء الفاطميوف ُب رمضاف‪ ،‬فبعد‬
‫االنتهاء من ظباط اإلفطار يوميان يبدأ االحتفاؿ الديٍت حبضور اػبليفة(ُْ)؛ فيقوـ القراء بقراءة آيات‬
‫من الذكر اغبكيم بصوت عذب ندم تطرب لو القلوب كاآلذاف‪ ،‬ككاف اذاهنم كما ذكر منفرد‬
‫على طريقة النياحة ثلث الليل األخَت‪،‬ككاف بُت العشائُت يكتظ اعبامع بالفقهاء كاألئمة كاىل‬
‫األدب ككاف ينعقد ؽبم ؾبلسُت َب نفس الوقت‪ ،‬ككاف ذلك َب صبيع اؼبساجد حىت ذكر أف عدد‬
‫اجملالس قد بلغ ما يقرب من مائة كعشرة ؾبلس(ِْ)‪ ،‬كاذا جاء موعد األذاف يقوـ اؼبؤذنوف بالتكبَت‬
‫كبياف فضائل السحور ٍب ينتهوف بالدعاء للخليفة‪ ،‬بعدىا يقوـ الوعاظ يذكركف اغبضور بفضائل‬
‫ىذا الشهر الكرًن كيسهبوف ُب مدح اػبليفة ككرمو كبطالتو كأؾباده ُب أثناء ذلك توزع على‬
‫اغباضرين أطباؽ كثَتة‪ ،‬فيها أنواع متعددة من اغبلول كاؼباء اؼبعطر بالبخور فيأكلوف منها كحيملوف‬
‫ما يستطيعوف ضبلها كاؼبتبقي يأخذه الفراشوف‪،‬كيتضح فبا تقدـ الدكر اإلرشادم كالسياسي كالديٌت‬
‫كالفكرم ُب الًتكيج للدعوة اإلظباعيلية فبا يقوـ بو أكلئك الوعاظ من تسليط الضوء على كرـ‬
‫اػبلفاء الفاطميُت كنشر شائعات بطوالهتم كأؾبادىم اػبارقة‪ ،‬كالًتيج لفكرىم الشيعي‪ .‬كما كاف‬
‫للوعظ حضور متميز يوـ عاشوراء ذكرل استشهاد اإلماـ اغبسُت‪ ،‬كأىل بيتو األطهار (عليهم‬
‫السالـ) ُب كاقعة فخ سنة ُٔىػ ‪َٖٔ/‬ـ؛ فكانوا يسهبوف ُب اغبديث عن مصرع اإلماـ اغبسُت‬
‫كأىل بيتو فضالن عن رثائهم هبذه اؼبناسبة األليمة‪.‬‬

‫‪095‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫ِ‪ -‬ؾبالس القصص‪ :‬حكايات القصاصُت قد استهوت خاصة الناس كعامتهم؛ فقد كانت‬
‫تستهويهم أكثر ما يستهويهم كالـ العلماء الغامض‪ ،‬فقد ذكر‪ :‬كتفقد العامة ُب‬
‫احتشادىا كؾبموعها فال تراىم الدىر إال مرقلُت إىل قائد يدب كضارب بدؼ كعلى‬
‫سياسة قرد أك متشوقُت إىل اللهو كاللعب أك ـبتلفُت إىل متعبد متنمس فبخرؽ أك‬
‫مستمعُت إىل قاص كذاب أك ؾبتمعُت حوؿ مضركب أك كقوفان عند مصلوب هبم…‬
‫فالقصة يفضلها اػباصة كالعامة ؼبا فيها من حكمة كفائدة‪ .‬فصاحب التوقيع بالقلم‬
‫الدقيق ُب اؼبظامل كىي كظيفة عليا ُب ديواف اإلنشاء‪،‬كُب العصر الفاطمي كانت لو مهاـ‬
‫كتابية‪ ،‬فضالن عن ذلك كاف ىذا الكاتب قارلء اػبليفة كجليسو؛ فكاف جيالس اػبليفة‬
‫ُب اكثر أياـ األسبوع كُب خلوتو يقرأ عليو أخبار االنبياء (عليهم السالـ) كاػبلفاء‬
‫السابقُت‪ ،‬كما يقرأ عليو مليح السَت كيكرر عليو ذكر مكارـ األخالؽ(ّْ)‪ .‬أما قصاصوا‬
‫العامة فقد كاف ؽبم دكر مهم كحيوم ُب حياة العامة؛ فقد كانوا جيمعوف الناس حوؽبم‬
‫ُب الطراقات كالفرقات كيسردكف ؽبم اغبكايات عن األقدمُت بذكر أياـ العرب كأخبار‬
‫األمم األخرم كسرد القصص الدينية كاألساطَت كالنوادر(ْْ) كنوادر جحا كقصص ىزلية‬
‫مثل قصص عاشق البقر كالقصص الغرامية كدىاء النساء كما شغلت قصص اغبب بُت‬
‫االنس كاعباف مكانان مهمان ُب تلك اغبكايات لقاء مبلغ من اؼباؿ جيود بو اؼبستمع على‬
‫اؼبتكلم‪،‬عرؼ العصر الفاطمي انواع عيدية من القصص منها الديٍت؛ فقد سردت تلك‬
‫القصص كثَتان من كرامات شيوخ الصوفية اليت يقوـ أتباعو بًتديدىا كالًتكيج ؽبا فيأخذىا‬
‫(ْٓ)‬
‫القصاصوف لتكوف مادهتم ُب تسلية كترفيو الناس‪.‬‬
‫ق‪ -‬الدعاة‪:‬‬
‫كانت مهمة الدعاة ىى تأكيد نسب الفاطميُت العلول كنشره‪،‬كقد راج ؽبم ما افًتكه ُب‬
‫تلك البالد‪ ،‬ككازره صباعة من اعبهلة‪ ،‬كصارت ؽبم دكلة (ْٔ)‪ ،‬ككاف ىناؾ من الصفات الىت جيب‬
‫توافرىا َب الداعي كقد ذكرت عن اؼبهدل َب كصفو‪ٍ :‬ب كلد ؼبيموف كلدان يقاؿ لو عبد اهلل‪ ،‬ككاف‬
‫أخبث من أبيو كأمكر كاعلم باغبيل ‪ .‬فعمل أبوابان عظيمة من اؼبكر كاػبديعة على بطالف‬
‫اإلسالـ‪ ،‬ككاف عارفان جبميع الشرائع كاؼبلل كالسنن‪ ،‬كصبيع علوـ اؼبذاىب كلها ما جعلو لإلنساف‬
‫من اؼبكر كاػبديعة تسع دعوات بدرجة من كاحدة إىل كاحدة‪ ،‬فإذا انتهى إىل الدعوة األخَتة‬
‫جعلو معرل من صبيع األدياف‪ ،‬ال يعتقد غَت تعطيل البارم جل ذكره‪ ،‬كإباحو أمة ؿبمد صلى اهلل‬
‫عليو كسلم كغَتىم من األمم‪ ،‬كال يرجو ثوابان كال خياؼ عقابان ‪.‬كماىويت نفسو ال يرجع عنو (ْٕ)‪.‬‬

‫‪099‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫كقد كضع الفاطميُت ُب دعوهتم نظامان ؿبكمان ال أكاد أجد لو مثيالن ُب تاريخ الدكؿ‬
‫كالدعوات حىت ُب عصرنا ىذا الذم عرؼ فيو للدعاية قدرىا كمكانتها‪ ،‬كلعل الفاطميُت ىم أكؿ‬
‫من أقاموا للدعاية مناصب رظبية ُب دكلتهم‪ ،‬كاعتمدكا على نشر الشائعات كالفنت كاػبرافات‪،‬‬
‫كأعتمدكا على التنجيم كالفلك أم من نظاـ دكرة الفلك كتقسيم السنة إىل شهور كأياـ كساعات‪،‬‬
‫فالسنة إثنا عشر شهران كالشهر ثالثوف يومان كاليوـ أربع كعشركف ساعة منها اثنتا عشرة بالنهار‬
‫كاثنتاعشرة بالليل‪ ،‬فكذلك قسمت مراتب الدعوة‪ :‬فالسنة اليت ذبمع الشهور كاألياـ مثل علي‬
‫النيب ُب عصره أك اإلماـ الذم جيمع صبيع مراتب الدعوة‪ ،‬كاالثنا عشر شهران مثل على رؤساء‬
‫الدعوة‪ ،‬كلكل داع من الدعاة أربعة كعشركف أذكنان أك مكاسران‪ ،‬كلكل مرتبة من ىذه اؼبراتب عمل‬
‫خاص بو‪ ،‬فاإلماـ خيتار من شيعتو أقواىم لسانان كأصدقهم جنانان كأغبنهم باغبجة كأغرزىم علمان؛‬
‫فيجعلو ُب مرتبة داعي الدعاة أك باب األبواب‪ ،‬كىذه اؼبرتبة أعلى مراتب الدعوة؛ ألهنا قلى مرتبة‬
‫اإلماـ مباشرة من الناحية اؼبذىبية فهو اؼبالك عبماعة اغبجج كالدعاة‪ ،‬كإليو اإلشراؼ على الدعوة‬
‫ُب صبيع األقطار‪ ،‬لكل إقليم أك جزيرة اليت قسموا إليها العامل حجة‪ ،‬ىو كبَت دعاة اإلقليم‬
‫كاؼبشرؼ على الدعوة فيو‪ ،‬كىو الذم ينوب عن باب األبواب ُب عقد ؾبالس اغبكمة كتالكة‬
‫اجملالس‪ ،‬كىذه اغبجة على صلة كثيقة بباب األبواب الذم اختاره اإلماـ ؛ فمكانة حجة اعبزيرة‬
‫ُب جزيرتو ال تقل عن مكانو الوايل أك القاضي‪ ،‬كلكل حجة جزيرة ثالثوف داعيان نقيبان يقوموف‬
‫هبداية الناس –على حد زعمهم‪ -‬كنشر الشائعات كبث دعوهتم ُب نفوس اؼبستجبُت‪ ،‬كىم الذين‬
‫يفاربوف الذين دخلوا ُب الدعوة بالعلم بعد أف يأخذكا عليهم العهد كاؼبيثاؽ‪ ،‬كىم الذين جيمعوف‬
‫النجول منهم كيكوف امرىم غبجة اعبزيرة‪ ،‬كلكل نقيب من ىؤالء النقباء أربعة كعشركف داعيان‬
‫مأذكنان مكاسرا‪ ،‬كىو الداعي الذم يشكك اؼبسلمُت ُب عقائدىم اؼبذىبية كيوقع الوىم كالشك ُب‬
‫نفوس اؼبتدينُت أهنم على ضالؿ‪ ،‬كال يزاؿ هبم حىت يطلبوا إليو أف يدؽبم على الصواب اؼببُت‪،‬‬
‫كلكنو حياكرىم كيداكرىم حىت إذا كثق من اقتناعهم بأهنم على ضالؿ أحاؽبم على الداعي أك‬
‫النقيب الذم يبدأ ُب مفاربتهم بأسرار الدم شيئان فشيئان بعد أف يأخذ عليهم العهود كاؼبواثيق‪،‬‬
‫كىكذا يصبح اؼبستجيب ُب زمرة الدعوة‪ ،‬كمن ذلك يتبُت أف الداعي اؼبأذكف ىو الذم يكاسر‬
‫الناس بأف ديطرىم بأسئلة ال يستطيعوف عليها‪ ،‬كلذلك يشًتط ُب من يتوىل ىذه اؼبرتبة أف يكوف‬
‫على علم كافر دبذاىب الفرؽ اإلسالمية صبيعها‪ ،‬كموضع الضعف ُب كل مذىب من اؼبذاىب‪،‬‬
‫كأف يكوف متمكنان من أصوؿ مذىبو‪ ،‬كأف يكوف لسانان ؾبادالن‪ .‬كقد حدد الفاطميوف الصفات اليت‬
‫جيب أف تتوافر الداعي الذم يقوـ بنشر الشائعات كخيتلق القصص كاػبرافات نلخصها ُب سعة‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫العلم كالثقافة كالقدرة على اجملادلة كحسن السياسة مع من يتصل هبم كالسيمان أتباعو‪ ،‬كىذه اؼبرتبة‬
‫ىي أقل مراتب الدعوة فما بالك بالشركط اليت جيب أف تتوافر ُب مراتب اغبدكد اليت ىي أعلى‬
‫شأنان من مرتبة اؼبكاسر‪.‬‬
‫(ْٖ)‬
‫كحيدثنا الداعي أضبد ضبيد الدين الكرماين ُب كتابو راحة العقل عن اغبدكد‬
‫اعبسمانية الذين إليهم أمر الدعوة كرتبهم بالًتتيب اآلٌب‪- :‬‬
‫الناطق كلو رتبة التنزيل‪ ،‬كاألساس كلو رتبة التأكيل‪ ،‬كاإلماـ كلو رتبة األمر‪ ،‬كالباب كلو رتبة‬
‫فصل اػبطاب‪ ،‬كاغبجة كلو رتبة اغبكم فيما كاف حقان أك باطالن‪ ،‬كداعي البالغ كلو رتبة االحتجاج‬
‫كتعريف اؼبعاد‪،‬الداعي اؼبطلق كلو رتبة تعريف اغبدكد العلوية كالعبادة الباطنية‪،‬كالداعي احملدكد كلو‬
‫رتبة تعريف اغبدكد السفلية كالعبادة الظاىرة‪ ،‬كاؼبأذكف اؼبطلق كلو رتبة أخذ العهد كاؼبيثاؽ‪،‬كاؼبأذكف‬
‫احملدكد الذم ىو اؼبكاسر كلو رتبة جذب األنفس اؼبستجيبة‪.‬‬
‫كمن أىم أعماؿ داعي الدعاة‪ ،‬عقد ؾبالس اغبكمة التأكيلية لقراءة علوـ أىل البيت على‬
‫صبهور اؼبؤمنُت‪ ،‬فأزبذت مراكز إللقاء ىذه اجملالس التأكيلية(ْٗ)‪ ،‬كال شك اف الدعوة للبيت‬
‫العلوم قد صادفت قباحان عظيمان ُب مصر؛ فقد أصبح فيها عدد غَت قليل يعتنق اؼبذىب الشيعي‬
‫كيعمل على نشره؛ كيرجع ذلك إىل ما كاف من إدماج الفاطميُت ُب صفوؼ جندىم الذين‬
‫أكفدكىم لفتح مصر‪ ،‬دعاة يعهدكف إليهم اإلختالط بالناس كنشر الفنت كالشائعات لنشر دعوهتم‬
‫الفاطمية‪ ،‬أضف إىل ذلك ما قاـ بو اػبلفاء الفاطميوف من تشجيع ىذه الدعوة بإرساؿ الكتب‬
‫كما فيها من بدع خبطهم مذيلة بإمضاءاهتم ؽبذه البالد يدعوف الناس فيها العتناؽ العقائد‬
‫الفاطمية (َٓ)‪،‬ككاف دبصر للمعز دعاة استدعوا خلقان ُب البلد؛ ككانوا يقولوف‪ " :‬إذا زاؿ اغبجر‬
‫األسود ملك موالنا اؼبعز لدين اهلل األرض كلها‪ ،‬كبيننا كبينكم اغبجر األسود –يعنوف كافور‬
‫اإلخشيدم "‪ ،‬فلما مات كافور أنفذ اؼبعز إىل دعاتو بنودان‪ ،‬كقاؿ‪ " :‬فرقوىا على من يبايع من‬
‫اعبند "‪ ،‬كأمرىم إذا قربت العساكر ينشركهنا‪ ،‬فلما قربت العساكر من اإلسكندرية صبع الوزير أبو‬
‫الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن ؿبمد ابن موسى بن اغبسن بن الفرات الناس كشاكرىم؛‬
‫فاتفقوا على مراسلة جوىر (ُٓ)‪.‬‬
‫اختًلف معو ُب رأم مسائل‬ ‫ككاف صبيع الدعاة ينهجوف هنج القاضى النعماف ُب فقهو‪ ،‬أك ي‬
‫الفقهية‪ ،‬كقد يكوف ذلك ألف النعماف قاؿ ُب كتابو اجملالس كاؼبسَتات‪ :‬إف اإلماـ اؼبعز لدين اهلل‬
‫طلب إليو أف يلقي على الناس شيئان من علم أىل البيت‪ ،‬فألف النعماف كتبو‪ ،‬ككاف يعرضها على‬
‫اؼبعز فصالن فصالن‪ ،‬كبابان بابان حىت أسبها‪ ،‬كُب كتابو ىذا كثَت من النصوص اليت تدؿ على أنو كاف‬

‫‪555‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫يعرض كتبو على اؼبعز قبل إذاعتها كنشرىا بُت الناس‪ ،‬كما أنو كاف يقرأ ؾبالس اغبكمة التاكيلية‬
‫كمن ىنا لقبو ابن زكالؽ بالداعي‪ ،‬كأنو كاف دعامة من دعائم الدعوة‪ ،‬كلكنو مل يصرح بأف‬
‫النعماف كيل مرتبة داعي الدعاة‪ ،‬كخييل إىل أف النعماف كاف داىية ُب سياسة التقرب إىل األئمة‪،‬‬
‫كأنو استطاع بعلمو كثقافتو أف جيذب إليو قلوهبم؛ فقربوه إليهم كعرؼ اسرارىم كنياهتم‪ ،‬فوضع‬
‫ىذه الكتب الكثَتة كادعى أف األئمة ىم الذين لقنوه إياىا‪ ،‬بل لعلي ال أغايل إذا قلت‪ :‬إف‬
‫النعماف ىو أكؿ من دكف فقو اؼبذىب الفاطمي‪،‬إف النعماف ألف ألىل البيت من الكتب آالؼ‬
‫أكراؽ بأحسن تاليف كاملح سجع‪ ،‬كعمل ُب اؼبناقب كاؼبثالب كتابان حسنان‪ ،‬كلو ردكد على‬
‫اؼبخالفُت‪ ،‬لو رد على أيب حنيفة كعلي مالك كالشافعي كعلى ابن صريح‪ ،‬ككتاب اختالؼ‬
‫(ِٓ)‬
‫الفقهاء ينتصر فيو ألىل البيت‪.‬‬
‫‪ ‬مناذج الدعاة‪:‬‬
‫من أبرز الدعاة القاضي نعماف‪ :‬ككبن نستبعد أف يكوف النعماف قد سبذىب منذ أكؿ‬
‫عمره بغَت مذىب اإلظباعيلية‪ :‬ذلك أف دخولو ُب خدمة الدكلة الفاطمية كاف مبكران‪ ،‬منذ سنة‬
‫ُِّىػ‪ِْٗ/‬ـ كاستمر كفاؤه ػبلفائها إىل يوـ كفاتو ّّٔق‪ ْٕٗ /‬ـ‪ ،‬بعد أف تقلب ُب كظائف‬
‫سامية بالقصر جبانب اػبلفاء األربعة‪ .‬كلعل أباه كاف داعيان من دعاة الفاطميُت‪ .‬كال نعرؼ شيئان‬
‫عن خدمتو للدكلة الفاطمية أكثر من أنو كاف يقوـ بنقل أخبار عاصمة اػبالفة إىل اؼبهدم ٍب‬
‫القائم‪،‬كلعل ىذه الوظيفة ىي ما يعرؼ ُب اؼبشرؽ بديواف اػبرب أك ديواف الرسائل‪،‬كُب أياـ اؼبعز‬
‫كانت شخصية النعماف تأخذ أبعادان غَت األبعاد الرظبية‪ ،‬فلم يعد ؾبرد قاضي القضاة اؼبوظف‪ ،‬بل‬
‫أصبح يسهم ُب تركيز الدعوة ُب كُب بسط عقيدهتا كتدكين فقهها‪ ،‬كتسجيل أؾبادىا كأحداثها دبا‬
‫جعل منو دعامة متينة للفقو الشيعي كالفكر اإلظباعيلي ‪ .‬فقد أعد اؼبعز ؾبلسان ُب قصره يلتئم إثر‬
‫صالة اعبمعة يقرأ فيو النعماف "كتابان من علم الباطن"‪ .‬فكثر إزدحاـ الناس كغص هبم اؼبكاف‪،‬‬
‫كخرج احتفاؽبم عن حد السماع‪ ،‬كمالكا اجمللس الذم أمر باجتماعهم فيو كطائفة من رحبة‬
‫الدربة الطويلة ُب خدمة اػبلفاء كالوفاء ؽبم لساف اؼبذىب كفقيهو(ّٓ)‪ ،‬كال‬ ‫القصر‪ ،‬كأصبح بعد ِّ‬
‫يفتأ النعماف يسند أعمالو إىل اػبليفة‪ ،‬فهو مسجل كناطق بلسانو كصادر عن معانيو‪ ،‬ككاف إذف‬
‫يعرض عليو ما يصنعو من كتب ُب الفقو كالفتيا لييسر العمل هبا بُت الناس‪ ،‬ككاف اؼبعز يراجعو ُب‬
‫مشاكلها كينبهو إىل احملرؼ عن األئمة الذم جيب أال يركل كال يتداكلو العامة‪.‬كبفضل الدعاة‬
‫ازدىرت الدعوة الفاطمية ُب اؼبشرؽ ازدىاران كليان؛ فهم عمدكا على نشر الشائعات مستغلُت‬
‫تثقيفهم كتفوقهم ُب كل علم كفن‪ ،‬لدرجة أف الناس كانوا يتسابقوف إىل االنتساب للدعوة‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫الفاطمية كاالنضواء ربت لواء ىؤالء الدعاة؛ فهذه العقيدة اليت تقوـ على أسس تنزيلية كتأكيلية‬
‫اجتذبت العديد من اؼبستجيبُت كالعلماء ُب العامل اإلسالمي؛ فعملوا على اعتناؽ مبادئها‪.‬‬
‫كاالضطالع هبا مسؤكلية كربل تتطلب التضحية فمن الواضح أهنا تقوـ على اسس قددية من‬
‫اؼبعرفة‪ ،‬كعلى دعائم ثابتة من البياف اجملحوب عن العامة(ْٓ)‪.‬‬
‫ككاف اؼبعز لدين اهلل الفاطمي خيتار دعاتو من العلماء األذكياء القادرين على نشر‬
‫الشائعات كاستهواء العامة كإقناعهم كالقياـ بدكرىم أحسن قياـ‪ )ٓٓ(،‬كذلك استغل اإلظباعيلية ‪-‬‬
‫كعلى رأسهم عبيد اهلل ‪ -‬مذىب التقية؛ فكانوا سنيُت مع اىل السنة‪ ،‬شيعيُت مع أىل الشيعة‪،‬‬
‫كمسيحيُت مع اؼبسيحيُت‪ ،‬كؾبوسيُت مع اجملوس‪ ،‬كبذلك انضم إىل عبيد اهلل ألوؼ مؤلفة من‬
‫اؼبسلمُت‪ ،‬كمل يشعر العباسيوف إال كقد حقق االظباعيلية أغراضهم بإقامة دكلة إظباعيلية خالصة‪،‬‬
‫ككاف لنظاـ أخذ العهود على اؼبدعوين أثر كبَت ُب جذهبم إىل اؼبذىب اإلظباعيلي كرؤسائو‪ ،‬كما‬
‫اف القيود اليت كانت تربطهم هبذا اؼبذىب برباط كثيق ال بنفصم‪ ،‬كذبعل اؼبستجبُت يًتكوف‬
‫معتقداهتم السابقة كيلتفوف حوؿ رئيس دعوهتم اعبديدة‪ ،‬ال تقل أثران ُب ىذا السبيل‪ ،‬ناىيك عن‬
‫اؼببادمء اػبالبة اليت كاف اإلظباعيلية ينادكف هبا‪ ،‬كما كاف ؽبا من أثر ُب النهوض باؼبذىب‬
‫اإلظباعيلي‪ ،‬كااللتفاؼ حوؿ عبيد اهلل اؼبهدم؛ فقد استغلوا مبدأ التأكيل‪ ،‬لينفركا الناس من أدياهنم‬
‫كمذاىبهم‪ ،‬كيربطوىم دببادمء اؼبذىب اإلظباعيلي برباط متُت‪ ،‬كينشركا كثَتان من الغموض ليملئوا‬
‫نفوس األتباع باألمل‪ ،‬كقد استغلوا ذلك اؼببدأ اعبذاب ليثبتوا للمأل كاألتباع أف مذىبهم إمنا كجد‬
‫حملاكلة فهم حقيقة الدين اإلسالمي كباطنو أك بعبارة أخرل أف اؼبذىب اإلظباعيلي دين الباطن‪،‬‬
‫كاإلسالـ دين الظاىر‪ ،‬ألف عليان صاحب التأكيل‪ ،‬كؿبمدان "صلى اهلل عليو كسلم" صاحب‬
‫(ٔٓ)‬
‫التنزيل‪.‬‬
‫كذلك فبن الدعاة يعقوب بن كلس كقد قدمنا تعريف لو من قبل‪،‬اليهودل الذل ادعى‬
‫اإلسالـ كتغلغل َب اؼبناصب َب الدكلة الفاطمية (ٕٓ) ىذاإىل جانب ما كاف يتصف بو من‬
‫مقدرتو على التفخيم كالتعظيم كذكر التهاكيل الرائعة ‪ ،‬إىل جانب كونو على دين اؼبلك كمذىبو‬
‫(ٖٓ) ككانت كفاتو ُب سنة َّٖق‪َٗٗ/‬ـ‪،‬كُب ىذا الزماف كانت البدع كاألىواء فاشية دبصر من‬
‫الرفض كاالعتزاؿ كالضالؿ‪ .‬كمصر"فإنو معلوـ من كوف خلفاء بٍت عبيد كانوا يظهركف الرفض‬
‫(ٗٓ)‬
‫كسب الصحابة‪ ،‬ككذلك صبيع أعواهنم كعماؽبم‬
‫كعلى ىذا ادرؾ الفاطميوف أف نشر مذىبهم بُت اؼبصريُت لن يكوف عمالن يسَتان كمن ىنا‬
‫بدءكا يرظبوف اػبطط كحيشدكف القول كالتأثَت ُب ىذا العناء أك قل العداء الذم أظهره اؼبصريوف‬

‫‪555‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫ضد التشيع منذ اللحظات األكىل ‪ .‬ككانت خطة الفاطميُت تشمل مرحلتُت‪ :‬اؼبرحلة األكىل مرحلة‬
‫التعليم كالتشريع‪ ،‬كاؼبرحلة الثانية مرحلة الدعوة السرية ‪ .‬كمل يكن فتح مصر عمالن سياسيان‬
‫للفاطمُت فحسب‪ ،‬بل كاف انتصاران للدعوة الشيعية اليت ما لبث بنو العباس يطاردكهنا زىاء قرنُت‪،‬‬
‫كاليت رفع لواءىا عبيد اهلل اؼبهدم جد اؼبعز ‪ .‬كبدأت ظفرىا السياسي بافتتاح اؼبغرب؛ فكانت‬
‫مسألة اإلمامة ما تزاؿ سند الفاطميُت ككاف عليهم أف يؤيدكا ىذه الدعوة كاف يثبتوا قدسيتها؛ كما‬
‫كاف ملكهم اعبديد ُب مصر يصطبغ بنفس الصبغة الدينية العميقة‪ ،‬كقد كانت الدعوة السرية‬
‫انفذ كسائل الفاطميُت إىل تبوئ اؼبلك‪ .‬فلما جنوا شبار ظفرىم األكىل كانت الدعوة السرية‬
‫كسيلتهم إىل ضبايتها كتدعيمها‪ ،‬فكاف ؽبم دعاة ُب سائر األقطار اإلسالمية‪ ،‬فكانت مصر منزؿ‬
‫ملكهم كخالفتهم –منرب ىذه الدعوة كمركزىا كؾبمعها‪ -‬تنساب معو إىل جنبات األمرباطوريات‬
‫(َٔ)‬
‫الشاسعة كإىل سائر األقطار اإلسالمية األخرل‪.‬‬
‫كذلك من الدعاء الفاطميُت الذين عملو على نشر الشائعات كالًتكيج للفكر الفاطمي‪:‬‬
‫ىو إبراىيم بن ؿبمد الشيباين البغدادم(ُٔ)‪ ،‬كنيتو " أبو اليسر‪ ،‬كلقبو "الرياضي"‪ ،‬كىو من أكؿ‬
‫العيوف اؼبشارقة‪ ،‬كقد غادر مسقط رأسو باؼبشرؽ كاذبو كبو األندلس غَت أف األمَت األموم ؿبمد‬
‫األكؿ بن عبد الرضبن الثاين (ِّٖ‪ِّٕ :‬ىػ ‪ٖٖ ِٖٓ:ٔ /‬ـ) كشف أمره فبا اضطره إىل مغادرة‬
‫األندلس‪ ،‬كاذبو إىل مصر كآخذ يدعو للمذىب اإلظباعيلي بُت أىايل مصر‪ ،‬فأمر أضبد بن طولوف‬
‫(َِٕ‪ِْٓ:‬ىػ ‪ٖٖٔ:ّٖٖ /‬ـ) حببسو‪ ،‬غَت أنو قبح ُب اؽبركب من السجن دبصر كفر إىل‬
‫القَتكاف حيث استقر بو اؼبقاـ‪ ،‬مل يكتف الفاطميوف بإرساؿ عيوهنم إىل األندلس‪ ،‬كإمنا أرسلوىا‬
‫كذلك إىل مصر؛ لنشر اؼبذىب الشيعي اإلظباعيلي كمعرفو أحواؽبا سبهيدان لغزكىا‪ ،‬كذلك خالؿ‬
‫ؿباكلتو االكيل لفتح مصر ؽبذا ما اف علم بذلك كايل مصر حىت كثف جهوده للكشف عن عيوف‬
‫الفاطميُت ُب مصر كمن يتصل هبم من سكاف مصر‪ ،‬كقد قبح ُب إلقاء القبض على الكثَت من‬
‫عيوف الفاطميُت‪ ،‬كقاـ بقطع أيدم كأرجل ؾبموعة أخرل باعتبارىم مفسدين ُب األرض (ِٔ)‪.‬‬
‫كذلك من دعاة الفاطميُت َب عهد اػبليفة اغباكم "الكرماىن َْٖىػ‪َُُٕ/‬ـ "كىو‬
‫يعترب شيخ فالسفة اؼبذىب ككصف أنو حجة العراقيُت‪،‬ككاف قد عُت رئيسان لدار اغبكمة كذلك‬
‫كلو َب الدعوة رسائل بلغ عددىا ما يقرب من تس وع كعشرين‪،‬كىو من صدؽ إمامة اغباكم‪،‬كأف ما‬
‫حدث ىو بإرادة اهلل المتحاف عبده(ّٔ) ‪.‬‬
‫كعندما توىل اػبليفة الظاىر إلعزاز دين اهلل*(ُُْ‪ِْٕ-‬ق‪َُّٓ-ََُِ/‬ـ) اىتم‬
‫بأمر الدعوة الفاطمية ليتابع سياسة كالده‪ ،‬كأمر الدعاة أف حيفظوا الناس كتاب دعائم اإلسالـ‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫للداعي الشيعي ؿبمد بن النعماف قاضي قضاة الدكلة الفاطمية أياـ اؼبعز لدين اهلل‪ ،‬ككتاب الفقة‬
‫الذم ألفو الوزير يعقوب بن كلس على مذىب آؿ البيت‪ ،‬كرصد مكافآت مالية ؼبن يقوـ حبفظ‬
‫ىذه الكتب‪،)ْٔ( .‬كذلك كاف على الدعاة صبع الضرائب الىت فرضت على الداخلُت َب مذىبهم‬
‫كىى ما تعرؼ بالفطرة كالنجول‪،‬ككانت ذبمع اثناء القاء داعى الدعاة الدركس للرجاؿ َب اعبامع‬
‫األزىر كالنساء أثناء الدرس ؽبن بالقصر(ٓٔ)‪.‬‬
‫ل‪ -‬خزائن القصر‪:‬‬
‫كاف للفاطميُت ُب القاىرة مكتبات‪ ،‬منها أربعوف خزانة ُب قصر اػبالفة كحده مألل‬
‫بنفائس اؼبؤلفات اعبليلة اؼبقدار كنوادرىا اؼبعدكمة اؼبثاؿ‪ ،‬ككانت ذبمع مائيت ألف ؾبلد ‪-‬كما قاؿ‬
‫اؼبقريزم ‪ُ -‬ب ـبتلف العلوـ كالفنوف‪ ،‬منها ستة آالؼ كطبسمائة ؾبلد ُب الفلك كالطب‪ ،‬ككاف‬
‫خيتلف إليها العلماء كالطالب الستعارهتا كمطالعتها كاالستفادة منها‪ ،‬أما خزائن القصر الداخلية‬
‫فكاف اإلطالع عليها ؿبظوران على العامة‪ ،‬كقد أصاب ىذه اػبزائن من احملن بتوايل الفنت مثل ما‬
‫اصاب مكتبة اإلسكندرية ُب عهد الركماف‪ ،‬فألقي بعضها ُب النار كالبعض ُب النيل كترؾ بعضها‬
‫ُب الصحراء؛ فسفت عليها الرياح حىت صار تالالن عرفت بتالؿ الكتب‪ ،‬كما جعلوا ُب القصر‬
‫مكتبة يعدت من مفاخر الفاطميُت؛ ألهنا كانت من عجائب الدنيا كمل يكن ُب صبيع بالد‬
‫اؼبسلمُت دار كتب أعظم من اليت كانت بالقاىرة ُب القصر‪ ،‬كيقاؿ إهنا كانت تضم ألف ألف‬
‫كستمائة ألف كتاب‪ ،‬تشتمل على يكتب ُب كل فن من الفنوف‪ ،‬فمن فقو على سائر اؼبذاىب إىل‬
‫كبو كلغة كيكتب تاريخ كحديث كرياضة كفلسفة ككيمياء كغَت ذلك من العلوـ اؼبختلفة‪ .‬فعناية‬
‫اػبلفاء الفاطميُت باقتناء ذخائر الكتب على ىذا النحو‪ ،‬كحرصهم على اف ذبمع خزائنهم‬
‫الطرائف كالنفائس ُب كل علم‪ ،‬كتشجيعهم العلماء كاؼبتعلمُت‪ ،‬جعل ُب مصر هنضة علمية كفنية‬
‫مل تشاىدىا مصر إال ُب عصرىم‪ ،‬كعلى تراث حياهتم الفكرية قامت الدراسات ُب مصر طواؿ‬
‫العهد الوسيط‪ ،‬بل ال يزاؿ العامل اإلسالمي يعتمد كثَتان على ما تركو علماء مصر ُب ىذا العصر‬
‫(ٔٔ)‬
‫الذم ندرسو‪.‬‬
‫ثالثان‪ -‬مناذج من الشائعات (شائعة نسبهم ‪ -‬ألوىية اغباكم – نبوءة اؼبعز لدين اهلل)‪:‬‬
‫أ‪ -‬شائعة نسبهم‪:‬‬
‫من أكؿ الشائعات الىت اطلقها الفاطميوف كجعلوا بعض خواصهم يركجوف ؽبا كانت‬
‫شائعة نسبهم كاختلف اؼبؤرخوف* حوؿ نسب الفاطميُت‪ ،‬كلكن ما يهمنا ىو ما زعمو الفاطميوف‬
‫انفسهم إلشاعة نسبهم‪،‬قيل اف أبا عبد اهلل الشيعى عندما دخل إفريقية مل يزؿ يعمل اغبيلة حىت‬

‫‪550‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫انتزع اؼبلك من آخر ملوؾ بٌت األغلب(ٕٔ) كقيل ايضان‪ :‬إف اؼبهدم ىو‪ :‬يع ٍبي يد اهلل ابن اغبسن بن‬
‫على بن‬
‫علي بن ؿبمد بن علي بن موسى بن إظباعيل بن جعفر بن ؿبمد بن علي بن اغبسُت بن ٌ‬
‫اؼبهدم ىو يع ٍبي يد اهلل بن ؿبمد بن إظباعيل بن جعفر بن‬
‫ٌ‬ ‫أيب طالب عليو السالـ‪ ،‬كقيل أيضان إف‬
‫علي بن‬
‫على بن اغبسُت بن علي ابن أيب طالب عليو السالـ‪ ،‬كقيل‪ :‬ىو عي ٍبي يد اهلل بن ٌ‬ ‫ؿبمد بن ٌ‬
‫علي بن أيب طالب عليو‬ ‫علي بن اغبسُت بن ٌ‬ ‫اغبسُت بن أضبد بن عبد اهلل بن اغبسن ابن ؿبمد بن ٌ‬
‫الرضى‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الوَب ابن‬
‫التقى ابن ٌ‬
‫السالـ‪ ،‬كقيل ىو‪ :‬يع ٍبي يد اهلل ابن ٌ‬
‫كقد كجدنا ىؤالء الذين تغلبو على اؼبغرب ٍب مصر‪ ،‬أعٍت سعيد بن اغبسُت كأكالده‪ ،‬كىو‬
‫باؼبهدم‪ ،‬ال يعرؼ ؽبم ذكران ال ُب األصوؿ كال ُب الفركع‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫الذم تسمى باؼبغرب يع ٍبي يد اهلل كتلقب‬
‫غَت ما يومهوف بو العامة كالرعاع من الناس أهنم من كلد علي بن أيب طالب عليو السالـ‪ ،‬كال‬
‫يذكركف ؽبم نسبان إليو‪.‬‬
‫كقد خفى أمرىم على أكثر الناس‪ ،‬كجيب على من كانت فيو عصبية آلؿ رسوؿ اهلل صلى‬
‫اهلل عليو كسلم أف يتحقق أمر نسبهم لتكوف عصبيتو فيهم ال ُب غَتىم‪ ،‬فأما من موه عليو بآؿ‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم ليعدؿ بو عن اغبق إىل الباطل كخيدع باإلدياف كالعهود كاؼبواثيق‪،‬‬
‫كيدخل ُب أمر مكتوـ قد غطى عليو‪ ،‬كىو ال يعلم‪ ،‬فإنو ترؾ اؽبدل كاتبع الضاللة‪ .‬كإنا ال قبد‬
‫عهودان كال مواثيق تكوف ُب شريعة من الشرايع بكتماف س ور‪ ،‬ألف اهلل عز كجل مل يأمر بكتماف‬
‫ىدل أنزلو على عباده‪ ،‬كقد جل اظبو‪ ( :‬ىذه سبيلي ادعو إىل اهلل علي بصَتة أنا كمن اتبعٍت ♣‬
‫كسبحاف اهلل ♣ كما أنا من اؼبشركُت)‪ .‬فما كاف من بصَتة فإمنا يريد اف يهدم هبا عباده بغَت سر‬
‫كال كتماف ‪ .‬كاىل العقوؿ كالبصائر يعلموف اف الكتماف ُب أمور الدين كالتنقل من حاؿ إىل حاؿ‬
‫ىو حد اإلربة‪ ،‬كىذا فبا أسسو عبد اهلل بن ميموف القداح لنفسو كلولده الذم صار إىل اؼبغرب‪،‬‬
‫كانتهى إىل كلد علي بن أيب طالب عليو السالـ‪ ،‬الدليل على كذب نسبهم‪:‬‬
‫فلما سبادل ُب السَت مع اؼبعز قاؿ الشريف ابن طباطبٌا للمعز‪ :‬إىل من ينتسب موالنا أعزه‬
‫اهلل ؟ فقاؿ لو اؼبعز‪ :‬سنعقد ؾبلسان كقبمعكم فيو كنسرد عليكم نسبنا إف شاء اهلل تعاىل‪،.‬كذلك‬
‫نشر الشائعات عن طريق اؼباؿ؛ فلما كاف بعد ذلك كاستقر بقصره صبع الناس ُب ؾبلس عاـ‬
‫كجلس ؽبم‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ىل بقى من رؤسائكم أحد ؟ فقالوا‪ :‬مل يبق معترب‪ .‬فسل عند ذلك نصف‬
‫سيفو كقاؿ‪ :‬ىذا نسيب‪ ،‬كنثر عليهم ذىبان كثَتان كقاؿ‪ :‬كىذا حسيب‪ ،‬فقالوا صبيعان‪ :‬ظبعنا كأطعنا‬
‫(ٖٔ)‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫على الرغم من ذلك ىناؾ من أيد شائعة نسبهم اىل على بن اىب طالب كأيد قولو بقوؿ‬
‫الرسوؿ"صلى اهلل عليو كسلم" أنو قاؿ‪ :‬اؼبهدم من نسلي من كلد فاطمة سيدة نساء ىذه األمة‬
‫طالت األياـ أـ قصرت‪ ،‬خيرج فيمأل األرض قسطان كعدالن كما ملئت جوران كظلمان ‪ .‬قيل‪ :‬كمىت‬
‫خيرج كأين خيرج يا رسوؿ اهلل ؟ قاؿ‪ :‬إذا كانت زالزؿ ُب أطراؼ األرض كارتشت القضاة كفجرت‬
‫األمة‪ ،‬خرج من اؼبغرب ‪ُ ،‬ب ساقة شامة‪ ،‬كبُت كتفو شامة‪ ،‬فردان غريبان ‪ .‬قيل‪ :‬ككيف يكوف فردان‬
‫غريبان يارسوؿ اهلل ؟ قاؿ‪ :‬ألنو ينفرد عن أىلو كيتغرب عن كطنو (ٗٔ)‪،‬كعن طريق الشائعات كاغبيل‬
‫كاػبديعة‪ ،‬كشاع بُت الناس أنو علول فاطمي من كلد إظباعيل بن جعفر‪ ،‬فاستعبدىم هبذا القوؿ‪،‬‬
‫كخفي أمر مذىبو عليهم إال من كشف لو من خاصتو كدعاتو ُب تعطيل البارمء‪ ،‬كالطعن على‬
‫صبيع األنبياء‪ ،‬كإباحة أنفس أفبهم كامواؽبم كحرديهم‪ ،‬كمع ما كانوا يظهركف مل يكن ؽبم جسارة أف‬
‫يذكركا ؽبم نسبان على منرب‪ ،‬كال ُب ؾبمع بُت الناس‪ ،‬سول ما يشيعوف أهنم من آؿ رسوؿ اهلل –‬
‫صلى اهلل عليو كسلم – بغَت نسب ينتسبونو‪ ،‬سبويهان على العامة‪ ،‬فذكر أف القاضى ابن النعماف‬
‫ساس األمر؛ ألنو كاف يلي أمر الدعوة كاؼبكاتبة ُب أمرىا‪ ،‬فنسب نزاران إىل آبائو‪ ،‬ككتب نسبو‪،‬‬
‫(َٕ)‬
‫كأمر بو أف يقرا على اؼبنابر فقرمء على منرب جامع دمشق صدر الكتاب‪.‬‬
‫كما حدث مع العزيز بن اؼبعز من انكار نسبو خَت دليل على كذب شائعة نسب‬
‫العبيديُت‪ ،‬كحيكي أف األموم صاحب األندلس كتب إليو نزار ىذا (يعٍت العزيز صاحب مصر)‬
‫كتابان يسبو فيو كيهجوه؛ فكتب إليو األموم‪ " :‬أما بعد‪ ،‬قد عرفتنا فهجوتنا‪ ،‬كلو عرفناؾ ألجبناؾ‬
‫كالسالـ " ‪ .‬قاؿ فآشتد ذلك على نزار اؼبذكور كأفحمو عن اعبواب ‪ .‬يعٌت انو غَت شريف كأنو ال‬
‫(ُٕ)‬
‫يعرؼ لو قبيلة حىت كاف يهجوه ‪.‬أنتهى كالـ أيب منصور‬
‫كىكذا أتى الفاطميوف مصر ففتحوىا بسيوفهم كما غزكىا بعقائدىم كميوؽبم‪ ،‬كازبذكا‬
‫لذلك طرقان تدؿ علي فرط ذكائهم؛ فاستعانوا على الًتكيج لدعوهتم بالسيف كبالقلم كنشر‬
‫الشائعات كبالسياسة كالعلم كالدين كاألدب صبيعان‪ ،‬كؽبذا فقد عاىن اػبلفاء الفاطميوف كثَتان كبذلوا‬
‫جهدان عظيمان إلزالة ما علق بأذىاف الناس ُب مصر من الشك ُب نسبهم‪ ،‬كمازالوا كذلك حىت‬
‫(ِٕ)‬
‫استقرت أمورىم هنائيان ُب تلك البالد‪ ،‬كامنوا على انفسهم مكر اػبالفة العباسية ُب بغداد‪.‬‬
‫ب‪-‬نبوءة اؼبعز لدين اهلل‪:‬‬
‫قد كصف القاضى النعماف اؼبعز لدين اهلل باؼبعلم الذل أيده اهلل بعلمو كأعطاه من‬
‫اؼبعجزات ما اتصف هبا عن غَته(ّٕ)‪ ،‬كاؼبعز كاف شاعران بالتنافر اغباصل بُت الدكلة الفاطمية‬
‫كرعاياىا فبن يسميهم " العامة" أم أىل السنة‪ ،‬فعمل على أف يظهر للناس دبظهر اؼبنقذ اؽبادم‬

‫‪555‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫الذل جاء ليخلص الدين من أعدائو سواء كانوا من النصارل البيزنطيُت‪ ،‬أك فبن يدعوف اإلسالـ‬
‫مثل بٍت أمية باألندلس كبٍت العباس ببغداد أك الربابرة باؼبغرب األكسط كاؼبغرب األقصى‪ ،‬كقد‬
‫استفحلت فيهم الدعوة اػبارجية؛ فصاركا يثوركف بُت الفنية كاألخرل فَتسل عليهم خلصاءه من‬
‫كتامة كعبيده الصقالبة(ْٕ)‪،‬ككاف مغرم بالنجوـ‪ ،‬كيعمل بأقواؿ اؼبنجمُت‪ ،‬قاؿ لو منجم إف عليو‬
‫قطعان ُب كقت كذا‪ ،‬كأشار عليو بعمل سرداب خيتفي فيو إىل أف جيوز ذلك الوقت‪ ،‬ففعل ما امره‪،‬‬
‫ماض إليو‪ ،‬كقد استخلفت عليكم ابٍت نزار‪،‬‬ ‫كأحضر قواده كقاؿ ؽبم‪ " :‬إف بيٍت كبُت اهلل عهدان أنا و‬
‫فاظبعوا لو كاطيعوا"‪ ،‬نزؿ اؼبعز لدين اهلل إىل السرداب؛ فكاف أحد اؼبغاربة إذا رأم سحابان‪ ،‬نزؿ‬
‫كأكمأ إليو بالسالـ ظنان منو أف اؼبعز فيو‪ ،‬فغاب سنة ٍب ظهر‪ ،‬كبقى مدة كمرض كتوَب‪ ،‬فسًت ابنو‬
‫نزار العزيز موتو إىل عيد النحر من السنة‪ ،‬فصلى بالناس كخطبهم‪ ،‬كدعا لنفسو‪ ،‬كعي ًزل بأبيو‪.‬‬
‫كذكر القاضي عبد اعببار البصرم ُب كتاب " تثبيت نبوة نبينان صلى اهلل عليو كسلم " اؼبعز لدين‬
‫اهلل‪ ،‬كقاؿ‪ " :‬كاحتجب عن الناس مدة‪ٍ ،‬ب ظهر كجلس ُب حرير فائق أخضر يم ىذىب‪ ،‬كعلى‬
‫كجهو اعبواىر كاليواقيت‪ ،‬كأكىم أنو كاف غائبان‪ ،‬كأف اهلل رفعو إليو‪ ،‬ككاف يتحدث دبا يأتيو أىل‬
‫األخبار ُب حاؿ غيبتو‪ ،‬كتوىم أف اهلل أطلعو على تلك الغيوب"‪ ،)ٕٓ(.‬كؼبا دخل اؼبعز إىل القاىرة‬
‫ا حتجب ُب القصر؛ فبعث عيونو ينقلوف إليو أخبار الناس كىو متوفر ُب النعم كاألغذية اؼبسمنة‬
‫كاالطلية اليت تنقي البشرة كربسن اللوف‪ٍ ،‬ب ظهر للناس بعد مدة كقد لبس اغبرير األخضر كجعل‬
‫على كجهو اليواقيت كاعبواىر تلمع كالكواكب‪ ،‬كزعم أنو كاف غائبان ُب السماء‪ ،‬كاف اهلل رفعو إليو؛‬
‫فأمتألت قلوب العامة كاعبهاؿ منو رعبان كخوفان‪،)ٕٔ(.‬حاكؿ بعض اػبلفاء الفاطميُت إضفاء حملة من‬
‫القداسة على شخصيتهم من خالؿ نشر شائعات كإدعاءات معرفة الغيب‪ ،‬مثل اػبليفة اؼبعز‬
‫لدين اهلل كلكن ُب الواقع اعتمد اػبليفة اؼبعز لدين اهلل على أصحاب اػبَت إلخباره دبا حدث‬
‫أثناء فًتة غيابو (ٕٕ)‪.‬‬
‫جػ‪-‬ألوىية اغباكم‪ُُْ:ّٖٔ( :‬ىػ ‪ََُِ :ٗٗٔ /‬ـ)‬
‫مل يكن اغباكم بأمر اهلل حُت ألو نفسو ثائرا على اؼبذىب اإلظباعيلي‪ ،‬كإمنا كاف ثائران على‬
‫ىذه السياسة اليت كضعها عبيد اهلل‪ ،‬من تظاىره لرعاياه السنيُت بعكس ما يعتقده اإلظباعيلي‬
‫اؼب خلص ؼبذىبو ‪ .‬كنعتقد أف ىذه السياسة اؼبزدكجو كانت السبب ُب بقاء الدكلة الفاطمية كبو‬
‫ثالثة قركف (ِٔٗ‪ٕٓٔ-‬ىػ‪ُُُٕ-َٖٗ/‬ـ) ‪ .‬كلو أف القائمُت هبذه الدكلة عملوا على تركيج‬
‫مبادمء اؼبذىب اإلظباعيلي السرية بُت العامة‪ ،‬ؼبا قدر ؽبا البقاء طويالن‪ُ ،)ٕٖ( .‬ب أكاخر عهد‬
‫اغباكم بأمر اهلل ظهرت دعول األلوىية‪ ،‬كاضطربت مصر بسببها‪ ،‬كحدث حريق مصر‪ ،‬ككقع‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫القتاؿ بُت العناصر العسكرية‪ ،‬كفقد اػبليفة السيطرة على جانب كبَت من العسكر‪ .‬فالشعب‬
‫اضطرب كماج بسبب دعول األلوىية‪ ،‬كأىل مصر طعنوا فيو كشنعوا عليو‪ ،‬كالعناصر العسكرية‬
‫اختلفت بُت يديو بُت منفذ ألكامره كمعًتض على ىذه األكامر‪ ،‬رأت ست اؼبلك أف تكتم خرب‬
‫كفاة أخيها اغباكم بأمر اهلل حىت سبكن نفسها‪ ،‬ككاف الناس قد اضطربوا الختفاء اغباكم كغيبتو؛‬
‫فأظهرت ؽبم أنو غائب كسيعود بعد فًتة كأف أكامره تصل إليها‪ ،‬كعبات إىل اغبيلة كالتمويو؛ فرتبت‬
‫رسالن يتظاىركف اهنم يذىبوف من عندىا إىل اغباكم كجييئوف من عنده إليها‪ ،‬ككاف ىؤالء ديوىوف‬
‫على الناس كيقولوف لكل من يسأؽبم " فارقناه ُب اؼبوقع الفالين كىو عائد يوـ كذا " كُب أثناء‬
‫ذلك كانت تستميل الرجاؿ كتتألف القلوب باألمواؿ علي يد ابن دكاس كامرتو أف يستحلف‬
‫الناس للظاىر ابن اغبكم ففعل ابن دكاس ذلك‪ ،‬فقويت شوكت شت اؼبلك ككف الناس عن‬
‫(ٕٗ)‬
‫االستقصاء ُب مصَت اغباكم‬
‫كقد اعتمد اػبليفة اغباكم بأمر اهلل على عيونو من الرجاؿ كالنساء ؼبراقبة حركات رجالو‬
‫كاالىايل ٍب خيربىم هبا ُب اليوـ التايل ليعلمهم أنو على علم بتحركاهتم كحىت يضفي على شخصيتو‬
‫ىالو من التقديس كاإلجالؿ‪ ،‬كالشيعة كانت ترل أف األئمة معصومُت عن اػبطا كيضيفوف عليهم‬
‫صفة التقديس‪ ،‬ىذا إىل جانب استغالؿ بعض أصحاب اػبرب منصبهم ُب إستنزاؼ األىايل‬
‫ماديان‪،‬كمل تتوفر ُب الغالبية العظمى من أصحاب اػبرب صفة الثقة ُب عهد اػبليفة اغباكم بأمر اهلل‪،‬‬
‫كما اف نفوسهم كانت ضعيفة‪ ،‬فكانوا يبتزكف األىايل ماديان‪ ،‬كذلك بتهديدىم بإلصاؽ هتم هبم‬
‫ىم منها أبرياء‪ ،‬كما أف علم اغباكم بامر اهلل بذلك حىت أمر بقتل أصحاب اػبرب عن آخرىم‬
‫لكذهبم على الناس ككاف ذلك سنة ّٗٗىػ ‪ََُٖ /‬ـ ‪ .‬كاألرجح انو امر بقتلهم النكشاؼ‬
‫أمرىم‪،)َٖ( .‬كَب نفس الوقت من أدعى أنو إلو كاف قد أمر َب عاـ ّٗٗىػ بًتؾ صالة الًتاكيح‬
‫كعندما صلى أمامان َب اؼبسجد باؼبسلمُت الًتاكيح قاـ بقتلو(ُٖ) ‪.‬‬
‫كأعلن اػبليفة الظاىر إلعزاز دين اهلل بعد مضى ثالثة أعواـ على كفاة اغباكم براءتو من‬
‫دعول األلوىية اليت قيلت ُب أبيو كأسالفو‪ ،‬كمل يسهم اؼبصريوف ُب نشر دعوة ألوىية اغباكم‪ ،‬بل‬
‫كاف أغلب القائمُت بنشرىا من الفرس حيث حاكلت بعض الطوائف إحياء كبلها القددية‪،‬‬
‫كازبذت ؽبا مبادمء كاف من أمهها مناكأة سلطاف اإلسالـ السياسي كإعادة ؾبد الدكلة الفارسية فبا‬
‫حيملنا على الظن أف ىؤالء الدعاة الذين كفدكا على مصر كحاكلوا نشر دعوة ألوىية اغباكم كانوا‬
‫ينتموف إىل ىذه الطوائف‪ ،‬كقد عمدكا من كراء دعوهتم اليت قاموا بنشرىا إىل إثارة الفنت كالقالقل‬

‫‪559‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫ُب القاىرة ليمهدكا بذلك للقضاء على الدكلة الفاطمية‪ ،‬غَت أف ؿباكلتهم سرعاف ما باءت‬
‫بالفشل(ِٖ)‪.‬‬
‫رابعان – مظاىر الغزك الفكرم الفاطمي(القضاة ‪ -‬الفلك كالتنجيم‪ -‬الشعر – اؼبؤلفات)‪:‬‬
‫سبثل الغزك الفكرل الذل قاـ بو الفاطميوف َب مصر قبل أف يكوف غزكان عسكريان َب غزك‬
‫العقوؿ كاألفكار كنشر الفنت كالشائعات‪ ،‬ككاف ذلك عن طريق اؼبؤلفات للفئة اؼبتعلمة كبالفلك‬
‫كالتنجيم للجهلة من العامة كعن طريق الشعراء كالقضاة ؼبن يتمردكف على أفكارىم‪.‬‬
‫القضاة‪:‬‬
‫كاف القضاة كاللعبة الىت حيركها اػبلفاء الفاطميُت للحصوؿ على ما يبغونو‬
‫من العامة‪ ،‬فمهمتهم ىى تنفيذ أكامر الدعوة الشيعية كليس اغبكم دبا جاء َب كتاب اهلل‪ ،‬كمن‬
‫قضاة الفاطميُت كدعاهتم كاف ابو اغبسن على بن النعماف بن ؿبمد بن حيوف‪،‬رد اليو العزيز باهلل‬
‫اغبكم الذل عهده كذلك عاـ ّٔٔق‪ٕٗٔ/‬ـ‪ ،‬كذلك كىل على بن النعماف بن حيوف كرد اليو‬
‫عهده العزيز باهلل اغبكم كقرل عهده َب اعبامع االزىر كذؿ عاـ ّٔٔق اىل اف توَب‬
‫ّْٕق‪ْٖٗ/‬ـ‪ ،‬عبد العزيز بن ؿبمد بن النعماف بن حيوف توىل عاه ّْٗق‪ََُّ/‬ـ‪ ،‬كقتل َب‬
‫رجب عاـ ّٖٗق‪ََُٕ/‬ـ‪َ ،‬ب اياـ اغباكم بأمر اهلل (ّٖ)‪،‬ككجد اغباكم بأمر اهلل اف أسرة النعماف‬
‫أصاهبا الفساد لذلك سعى إىل تعيُت قاض من أسرة أخرل عرؼ أفرادىا بالتفقو َب الشرع‬
‫اإلظباعيلى‪،‬فوىل مالك بن سعيد الفارقى َب ّٖٗىػ‪ََُٕ/‬ـ‪ ،‬كمنحو سلطات كاسعة كتوىل من‬
‫بعده أبناؤه‪ ،‬كمع ذلك اهتم القاضى بالفساد(ْٖ) ‪.‬‬
‫فقد ذكرنا من قبل عند حديثنا عن مناذج الدعاة القاضى النعماف‪ ،‬فلم يعد ؾبرد قاضي‬
‫القضاة اؼبوظف‪ ،‬بل أصبح يسهم ُب تركيز الدعوة ُب كُب بسط عقيدهتا كتدكين فقهها‪ ،‬كتسجيل‬
‫أؾبادىا كأحداثها دبا جعل منو دعامة متينة للفقو الشيعي كالفكر اإلظباعيلي (ٖٓ)‪ ،‬كؼبا آلت‬
‫اػبالفة إىل العزيز سنة ّٓٔىػ ‪ٕٗٓ/‬ـ عٌت كأبيو اؼبعز بنشر اؼبذىب الشيعي كحتم على القضاة‬
‫أف يصدركا احكامهم كفق ىذا اؼبذىب‪ ،‬كما قصر اؼبناصب اؽبامة على الشيعيُت‪ ،‬كأصبح لزامان‬
‫على اؼبوظفُت السنيُت الذين تقلدكا بعض اؼبناصب الصغَتة أف يسَتكا طبقان ألحكاـ اؼبذىب‬
‫اإلظباعيلي‪،‬كإذا ما ثبت على أحدىم التقصَت ُب مراعاهتا عزؿ عن كظيفتو‪ ،‬ككاف ذلك فبا دفع‬
‫الكثَتين من اؼبوظفُت السنة إىل اعتناؽ اؼبذىب الفاطمي‪ ،‬كذلك من بُت األسباب اليت جعلت‬
‫اىل السنة ُب مصر حيتفلوف دبذاىبهم كتقاليدىم تشريعات الوراثة اليت أدخلها الفاطميوف‪ ،‬إذ رأكا‬
‫فيها ما يتناَب مع ما نص عليو القرآف كما أثر عن السنة‪ ،‬فيجيز قانوف الشيعة للبنت أف ترث كل‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫ما تركو أبوىا إذا مل يكن ؽبا اخ أك أخت مع كجود ذكم العصبية‪ ،‬كىذا خيالف مذىب السنة‬
‫(ٖٔ)‬
‫الذم يقضي بأال ترث البنت أكثر من نصف الثركة‪.‬‬
‫الفلك كالتنجيم‪:‬‬
‫ازدىرت ىذه العلوـ كرعاىا اػبلفاء الفاطميوف؛ ألهنا كانت دعامة مذىبهم الديٍت‪ ،‬بل‬
‫كاف ىؤالء اػبلفاء من العلماء اؼبربزين ُب بعض ىذه العلوـ كخاصة ُب اإلؽبيات كُب الفلك؛‬
‫فاؼبؤرخوف يذكركف أف اؼبعز لدين اهلل كالعزيز كاغباكم كاغبافظ كانوا يرصدكف النجوـ؛الستقراء ما‬
‫كراءىا من أحداث ‪ .‬ككاف الفاطميوف ُب اؼبغرب يدَّعوف معرفة الغيب‪ ،‬كيذيعوف أف عندىم كتاب‬
‫"اعبفر" الذم بو يتنبئوف باؼبستقبل‪ ،‬فلما جاءكا مصر نشركا عن أنفسهم ىذه االدعاءات‪ ،‬فتهكم‬
‫اؼبصريوف هبم كأطلق اؼبصريوف هبم كاطلق اؼبصريوف نكاهتم على ىذا االدعاء‪ ،‬من ذلك ما ركم أف‬
‫العزيز باهلل صعد اؼبنرب ذات يوـ صبعة فرأم رقعة كتب فيها‪:‬‬
‫كليس بالكفر كاغبماقة‬ ‫بالظلم كاعبور قدر رضينا‬
‫فقل لنا كاتب البطاقة‬ ‫إف كنت اعطيت علم غيب‬
‫فأقلع العزيز باهلل عن ادعائو الغيب بعد ذلك‪ ،‬كاضطر أخوه األمَت سبيم الشاعر إىل اف‬
‫يقوؿ ُب إحدل قصائده‪:‬‬
‫كؼبا اختلفنا ُب النجوـ كعلمها كُب أهنا بالنفع كالضر قد ذبرم‬
‫(ٕٖ)‬
‫كمن مكثر فيها اعبداؿ كال يدرم‬ ‫فمن مؤمن منا هبا كمكذب‬
‫فنجد أف اؼبعز لدين اهلل رفع منزلة اؼبنجم أيب عبد اهلل بن القالين إىل أف توَب سنة ّٖٔىػ‬
‫‪ٗٗٔ/‬ـ‪ ،‬كأنشأ اغباكم باؼبقطم منزالن يرصد فيو النجوـ كعمل لو منجمو أبو اغبسن علي بن‬
‫يونس الزيج اغباكي ُب أربعة ؾبلدات‪ ،‬كيقوؿ ابن خلكاف عنو‪ :‬إنو مل ير ُب األزياج على كثرهتا‬
‫أطوؿ منو(ٖٖ)‪،‬كحذا اغباكم حذك أسالفو اؼبعز كالعزيز ُب االىتماـ برصد النجوـ كمعرفة ماكراءىا‬
‫من األحداث‪ ،‬كصار يشجع الفلكيُت كاؼبنجمُت كيغدؽ عليهم اؼبنح كالعطايا‪ ،‬كأخذ اؼبنجموف‬
‫يسيطركف على عقوؿ الكثَت من الناس حىت اضطر اغباكم سنة َْْىػ‪َُُّ/‬ـ‪ ،‬إىل إصدار‬
‫مرسوـ بتحرًن مهنة التنجيم ‪ ،‬لكنو مع ذلك ظل حريصان على رصد النجوـ‪ ،‬كما شغف بالتطلع‬
‫إىل معرفة أخبار رعاياه‪ ،‬كلكي يوىم الناس أنو كاقف على حركاهتم‪ ،‬ازبذ جواسيس يطوفوف‬
‫(ٖٗ)‬
‫باألسواؽ كالدكر‪ ،‬يرفعوف إليو تقاريرىم عما يقع ُب نواحي حاضرتو من األحداث‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫شعر الدعوة الشيعية اإلظباعيلية‪:‬‬


‫كاف للعقائد الفاطمية تأثَت ُب الشعر اؼبصرم؛ ذلك أف الشعراء الذين اتصلوا باألئمة‬
‫كانوا ديدحوهنم بالصفات اليت صبغها اؼبذىب على األئمة‪ ،‬كيتعمد الشاعر أف يستعمل ُب شعره‬
‫اؼبصطلحات اليت اصطلح عليها علماء اؼبذىب كدعاتو‪ ،‬ككلما أمعن الشاعر ُب استخداـ ىذه‬
‫اؼبصطلحات كإدخاؿ الصفات الدينية اػباصة ُب شعره ازدادت قيمة الشاعر عند األئمة ككبار‬
‫رجاؿ الدعوة ككثر عطاؤه كزاد جاريو‪ ،‬فكاف الشعراء على ىذا النحو دعاة لألئمة كالعقائد دكف‬
‫أف يكوف ؽبم ُب مراتب الدعوة شأف‪ .‬كُب الوقت نفسو كاف الشعراء سبب اهتاـ اؼبذىب الفاطمي‬
‫باػبركج عن الدين؛ فالشعر أسرع ُب االنتقاؿ على أفواه الناس من كتب العلماء‪ ،‬ككتب الدعاة ال‬
‫يقرهبا إال أتباع مذىبهم فقط‪ ،‬كؾبالس حكمتهم ال حيضرىا إال من استجاب ؽبم‪ ،‬فإذا كاف ذلك‬
‫كذلك فالشعر خيتلف؛ ألنو يسَت بُت الناس كيركيو الركاة؛ فإذا ظبع مستمع إىل تلك األبيات اليت‬
‫زخرت بعقائد الفاطميُت دكف أف يكوف لو إؼباـ بعقائد اؼبذىب كما فيها من تأكيالت باطنية فهو‬
‫ال يستطيع أف يدرؾ معٌت ما جاء ُب ىذا الشعر كما قصد إليو الشاعر ‪.‬‬
‫كنقرأ األف أقواؿ النقاد كاؼبؤرخُت عن ابن ىاينء األندلسي كما كصف بو من شدة الغلو‬
‫ُب مدح اؼبعز لدين اهلل الفاطمي حىت رماه بعضهم باػبركج عن الدين صبلة‪ ،‬فلو كاف النقاد‬
‫يعرفوف التأكيل الباطٍت لشعر ابن ىاينء‪،‬أك أهنم حاكلو معرفة ما أراده الشاعر كقصد إليو لرأيناىم‬
‫يرجعوف عن كثَت فبا قالوه ُب الشاعر‪ ،‬ىذا الشعر اؼبشحوف بالعقائد اإلظباعيلية كاف سببان ُب‬
‫ضياعو كعدـ إقباؿ الناس عليو؛ ألنو كفر ُب نظرىم حىت إف أصحاب ؾباميع الشعر اؼبصرم‬
‫رفضوا أف يتحدثوا عنو أك أف يستشهدكا بو‪ ،‬فالعماد األصفهاين مثالن عندما أراد أف جيمع ُب‬
‫خريدتو شعر شعراء اؼبائة اػبامسة قاؿ عن ابن الضيف الشاعر‪ " :‬ككنت عازمان لفرط غلوه على‬
‫(َٗ)‬
‫حطو؛ ألنو اساء شرعان كإف أحسن"‬
‫اؼبؤلفات‪:‬‬
‫كاف لداعى دعاة الفاطميُت القاضى النعماف اثناف كأربعوف كتابان‪ ،‬كفيضي حيصي منها‬
‫أربعة كأربعُت‪ ،‬كمعظم كتب النعماف ألفت ُب عهد اؼبعز‪ ،‬فيقوؿ إنو كتبها بطلب منو إذ ديده‬
‫دبادهتا كيلخصها لو‪ ،‬فيتبسط فيها النعماف‪ٍ ،‬ب يعرضها عليو فيستحسنها غالبان كينصحو أحيانان‬
‫بالزيادة فيها أك بالتشذيب منها‪ ،‬كيشَت عليو بتبسيطها أك ربوير عنواهنا(ُٗ)‪ ،‬كأمره بقراءة كتب‬
‫األئمة من آبائو‪ ،‬كنشر علومهم على أتباعو كأكليائو‪ ،‬كأف يرتبهم على مراتبهم‪ ،‬كيوليهم من منن‬
‫كيل اهلل حبسب علومهم كما ىو من كاجبهم (ِٗ)‪ ،‬كأمر الدعاة أف حيفظوا الناس كتاب دعائم‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫اإلسالـ للداعي الشيعي ؿبمد بن النعماف قاضي قضاة الدكلة الفاطمية أياـ اؼبعز لدين اهلل‪،‬‬
‫ككتاب الفقة الذم ألفو الوزير يعقوب بن كلس على مذىب آؿ البيت‪ ،‬كرصد مكافآت مالية ؼبن‬
‫يقوـ حبفظ ىذه الكتب(ّٗ)‪،‬كإف ركزنا على ىذه اؼبؤلفات فقط‪ ،‬كذلك ألهنا كانت األساس الذل‬
‫يسَت عليو من يعد مؤلفات الشيعة فيما بعد‪ ،‬فهى كانت مصدرىم األكؿ لنشر فكرىم ‪.‬‬
‫سادسان‪ -‬نتائج الغزك الفكرم الفاطمي‪:‬‬
‫من نتائج الغزك الفكرل أف أغرت الناس بالسكوت‪ ،‬كمنهم أغرهتم بالصرب‪ ،‬كمنهم‬
‫أغرهتم بأف يبايعوا‪ .‬كاؼبصريوف أميل الناس إىل األمن إال أف يفقدكا أسبابو كلها‪ ،‬كاحرصهم على‬
‫الطاعة إال أف يدفعوا إىل غَت الطاعة‪ ،‬كأكفاىم قلبان باحملبة إال أف سبحى من قلوهبم أسباب احملبة‪،‬‬
‫كأحب الناس ُب أف سبضي أمورىم رخاء ال جينحوف إىل االضطراب إال إذا ضبلوا عليو ضبالن‪ ،‬ىذا‬
‫خلقهم ال عن ضعف كاستكانة أك ذلة‪ ،‬كلكنهم حيبوف أال يستعجلوا التجربة‪ ،‬كأال يقطعوا عليها‬
‫سبيلها‪ ،‬كأال يثَتكا حوؽبا ما يفسدىا إىل أف تسقط التجربة نفسها؛ من أجل ذلك عاشوا ديوف‬
‫التجارب كاملة ال حيسوف لومان ُب دخيلتهم على ؿباكلة منهم كانت ضد ىذه التجارب اليت مرت‬
‫هبم‪ ،‬كىم على ذلك مفيدكف كاػباسر غَتىم‪ ،‬كىم أمة كاػباسر فرد أك أسرة‪ ،‬كاألمم ذات تاريخ‬
‫فبدكد‪ ،‬كاألسر ذات تاريخ ؿبدكد‪ ،‬كما زبسره األسر ينضم إىل تاريخ األمم عظة تنتفع هبا‪،‬‬
‫كدركسان تستملى منو تارخيها (ْٗ)‪.‬‬
‫كتركز االىتماـ ُب ربويل اؼبصريُت إىل اؼبذىب الشيعي‪ ،‬كاتبعت اػبالفة الفاطمية لذلك‬
‫عدة كسائل منها‪:‬‬
‫‪ ‬إسناد اؼبناصب العليا كخاصة القضاء إىل الشيعيُت‪.‬‬
‫‪ ‬ازباذ اؼبساجد الكبَتة مراكز للدعاة الفاطمية كنشر أفكارىم كبث شائعاهتم كنشر‬
‫أكاذيبهم‪ ،‬كىي كقنذاؾ مسجد عمرك بن العاص‪ ،‬كمسجد أضبد بن طولوف‪ ،‬كاعبامع‬
‫األزىر‪.‬‬
‫‪ ‬اىتمامهم بتعيُت أحد كبار اؼبتفقهُت ُب مذىب الشيعة للقياـ بنشر شائعاهتم‬
‫كإدعاهتم‪.‬‬
‫‪ ‬تعيُت داعي الدعاة ككانت منزلة ىذا الداعي الكبَت تلي قاضي القضاة كيتزيا بزيو‪،‬‬
‫ككاف يعاكنو اثنا عشر نقيبان كنواب ُب سائر البالد‪ ،‬كاشًتطوا فيو أف يكوف عاؼبان جبميع‬
‫(ٓٗ)‬
‫مذاىب أىل البيت ككثَتان ما تقلد رجل كاحد منصيب قاضي القضاة كالدعوة‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫كبالرغم من أف الدكلة الفاطمية زالت على يد األيوبيُت‪ ،‬كأف الدعوة الفاطمية اضمحل‬
‫أمرىا فلم يعد الدعاة يقوموف بنشاطهم‪ ،‬فإف الشعراء استمركا ُب مدحيهم ُب نفس التيار الذم‬
‫رأيناه عند الفاطميُت‪ ،‬بل خلعوا على سالطُت األيوبيُت نفس الصفات اليت خلعها الفاطميوف‬
‫على أئمتهم‪ ،‬كشعراء الفاطميوف كانوا يضمنوف ُب أشعارىم اآلية القرآنية‪ " :‬كاطيعوا اهلل كأطيعوا‬
‫الرسوؿ كاكيل األمر منكم "‪ ،‬كقاؿ الدعاة أف ىذه اآلية أنزلت ُب علي بن ايب طالب‪ ،‬فأخذ ابن‬
‫سناء اؼبلك ىذا اؼبعٌت كاكدعو شعره‪.‬‬
‫كمن الصفات اليت خلعها الفاطميوف على علي بن أيب طالب أنو قسم اعبنة كالنار‪ ،‬أم‬
‫أنو قسم الناس بُت اعبنة كالنار؛ فمبغضو ُب النار ككليو ُب اعبنة‪.‬‬
‫كالشيعة ذىبوا إىل أف ُب القرآف الكرًن عددان من اآليات أنزلت ُب أىل البيت‪ ،‬كعدكا‬
‫ذلك من فضائل أئمتهم كمن مناقبهم‪ ،)ٗٔ( .‬كقد ربوؿ كثَت من السنيُت بل كمن النصارل كاليهود‬
‫–بعد إسالمهم‪ -‬إىل اؼبذىب الشيعي طمعان ُب اؽببات اليت كاف الفاطميوف يغركف هبا الناس‬
‫لالنضماـ إىل مذىبهم كتقلد كثَت من اليهود بعد إسالمهم كتشيعهم أرقى اؼبناصب ُب الدكلة من‬
‫بينها منصب الوزارة‪.)ٕٗ( .‬‬
‫فنجد أف الفاطميوف قد قبحوا َب نشر شائعاهتم ككذلك قبحوا َب عمل غزك فكرل حىت‬
‫قبل الغزك العسكرل ؼبصر كاف دعاهتم جنود قائمة لدعوهتم‪ ،‬كمن خالؿ ذلك قبحوا َب إقامة‬
‫دكلة قوية ؽبم َب مصر ‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫أبػػي إ(اسمم نػػد بػػي أانػػد بػػي ا(ػػاس ال فػػى ابػػو ال ركػػات ت‪ٜٓٛ‬ق)‪ :‬نزهػػأل األمػػل ف ػ العجائ ػ‬
‫كال ك ػ ػ ػ ػ ػػل‪ ،‬ت قيػ ػ ػ ػ ػ ػ ‪:‬م ن ػ ػ ػ ػ ػػد ز(ػ ػ ػ ػ ػ ػ هل م ن ػ ػ ػ ػ ػػد ػ ػ ػ ػ ػػزب‪ ،‬مكت ػ ػ ػ ػ ػػة م ػ ػ ػ ػ ػػدبول الق ػ ػ ػ ػ ػػاهرة‪،‬‬
‫٘‪،ٜٜٔ‬صٕٕ‪.‬القلقش ػ ػ دلمابى الع ػ ػػاس اانػ ػػد القلقش ػ ػ دل)‪ :‬ص ػ ػ ع ا شػ ػػى‪،‬جٖ‪ ،‬دار‬
‫الكت الخد(و(ة‪ ،،‬النط عة ا مير(ة بالقاهرة ٕٕٖٔق‪ٜٔٔٗ/‬ـ‪ ،‬صٖ‪.ٕٛ‬‬
‫مٕ) خضر ااند طا اهلل‪ :‬ال ياة الفكر(ة ف مصر ف العصر الفاطن ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العرب ‪،‬‬
‫‪،ٜٜٔٛ‬ص‪.ٖٛ‬‬
‫مٖ) ابػػي يهيػػر ‪ :‬م اسػػي مصػػر كالقػػاهرة‪ ،‬ت قيػ ‪ :‬مصػػطفى السػػقا ككامػػن النه ػػدس‪ ،‬القػػاهرة‪ :‬دار الكتػ ‪،‬‬
‫‪،ٜٜٔٙ‬صٖٖٔ‪.‬‬
‫مٗ )‬
‫د اهلل م ند جناؿ الد(ي‪ :‬الدكلة الفاطنية قيامها ب الد النغرب كانتقالها إلى مصر إلى نها(ة القرف‬
‫الرابع الهجرم مع ا(ة خاصة بالجيش‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬القاهرة‪ٜٜٔٔ ،‬ـ‪،‬صٓ٘‪.‬‬
‫٭النهدل‪ :‬قين هو‪ْ ُ :‬ي ُد اهلل ابي ال سي بي ل بي م ند بي ل بي موسى بي إسنا ين بي جعفر بي‬
‫النهدم هو‬
‫ّ‬ ‫لى بي أب طال ليأل السالـ‪،‬كقين ا(ضان إف‬
‫م ند بي ل بي ال سيي بي ّ‬
‫لى بي ال سيي بي ل ابي أب‬ ‫ُ يْ ُد اهلل بي م ند بي إسنا ين بي جعفر بي م ند بي ّ‬
‫طال ليأل السالـ‪ ،‬كقين‪ :‬هو ُ يْ ُد اهلل بي ل ّ بي ال سيي بي أاند بي د اهلل بي ال سي‬
‫ابي م ند بي ل ّ بي ال سيي بي ل ّ بي أب طال ليأل السالـ‪،‬كقين هو‪ ُ :‬يْ ُد اهلل ابي‬
‫سعيد‬ ‫الرضى‪ ،‬كقد كجدنا هؤ ء الذ(ي تغل و لى النغرب ثل مصر‪ ،‬أ‬
‫ّ‬ ‫الوفى ابي‬
‫التقى ابي ّ‬
‫ّ‬
‫(عرؼ لهل‬ ‫بالنهدم‪،‬‬
‫بي ال سيي كأك د ‪ ،‬كهو الذم تسنى بالنغرب ُ يْ ُد اهلل كتلق‬
‫ّ‬
‫ذكران ف األصوؿ ك ف الفركع‪ ،‬غير ما (وهنوف بأل العامة كالر اع مي ال اس أنهل مي كلد‬
‫ل بي أب طال ليأل السالـ‪ ،‬ك (ذكركف لهل نس ان إليأل ‪.‬انظر‪:‬أب بكر بي د اهلل بي‬
‫أ( ك الدكادارم‪ :‬ك ز الدرر كجامع الغرر‪ ،‬ت قي صالح الد(ي الن جد‪ ،‬مركز كدكد‬
‫للنخطوطات‪ٜٔٙٔ ،‬ـ‪ ،‬ص‪ .ٚ‬كأكؿ مي ملك م هل النهدم‪ ،‬ككاف مي سلنية ادادان اسنأل‬
‫يد ككاف (هود(ان‪ ،‬فدخن بالد النغرب كتسنى بع د اهلل‪ ،‬كاد ى أنأل شر(ف لوم فاطن ‪،‬‬
‫كقاؿ ي نفسأل‪ :‬إنأل النهدم‪ ،‬كنا ذكر ذلك غير كااد مي العلناء كاألئنة‪ .‬أب الع اس‬
‫شهاب الد(ي أاند بي خلين "النعركؼ بابي الل ودم"‪ :‬ال جوـ الزكاهر ف معرفة األكاخر‪،‬‬
‫الجادر‪ ،‬مط و ات مجنع اللغة العربية بدمش ‪،‬‬ ‫ت قي مأموف الصاغرج ك م ند أد(‬
‫٘‪،ٜٜٔ‬ص‪.ٛٛ‬‬

‫‪550‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫م٘ )‬
‫النسعودلمابى ال سي لى بي ل سيي بي لى النسعودل ت‪ٖٗٙ‬ق‪ٜ٘ٚ/‬ـ)‪ :‬مركج الذه‬
‫كمعادف الجوهر‪ ،‬راجعأل‪ :‬كناؿ اسي مر ى‪ ،‬جٗ‪ ،‬النكت ة العصر(ة‪ ،‬صيدا بيركت‪،‬طٔ‪،‬‬
‫ٕ٘ٗٔق‪ٕٓٓ٘/‬ـ‪ ،‬ص‪.ٕٗٚ‬‬

‫م‪ )ٙ‬الك دل‪ :‬ك ة مصر‪ ،‬ت قي ‪ :‬اسيي نصار‪ ،‬بيركت‪ :‬دار صاد‪ ٜٜٔ٘ ،‬ـ‪،‬صر‪ ،ٖٓ٘،ٖٓٙ‬كذلك‬
‫انظر‪ :‬ل إبراهيل اسي‪ :‬تار(خ جوهر الصقل "قائد النعز لد(ي اهلل الفاطن "‪ ،‬مكت ة‬
‫ال هضة النصر(ة‪ ،‬القاهرة‪ ،ٜٖٔٙ ،‬صٕ٘‪.‬‬
‫م‪) ٚ‬‬
‫الك دل‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬صٖ٘ٓ‪ ،‬كذلك ‪( :‬ن ى رضواف‪ :‬أص اب الخ ر كالعيوف ف العصر‬
‫الفاطن م‪٘ٙٚ-ٕٜٚ‬هػ ‪ ٔٔٚٔ- ٜٜٓ /‬ـ )‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة الفيوـ‪ ،‬دف‪،‬صٓ‪.ٔٚ‬‬
‫م‪ )ٛ‬ابي زك ؽ‪ :‬فضائن مصر كاخ ارها كخواصها‪،‬ت قي ‪ :‬لى م ند نرمد)‪ ،‬مكت ة الخانجى‪ ،‬الهيئة‬
‫العامة للكتاب‪ ،‬صٖٗ‪ .‬النقر(زل‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬صٕٓٔ‪ ،‬م ند جناؿ الد(ي سركر‪:‬‬
‫تار(خ الدكلة الفاطنية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العرب ‪ٜٜٖٔ ،‬ـ‪،‬ص‪. ٙٙ،ٙٚ‬‬
‫٭ جوهر الصقلى‪ :‬كلد جوهر بجز(رة صقلية‪ ،‬إادل جزر الدكلة الركمانية ؛ فهو با ت ار مولد ركم األصن‬
‫؛ ككاف العرب (طلقوف لى أهال الدكلة الركمانية مالشرقية كالغربية ) اسل الركـ‪ ،.‬كاننا‬
‫بالقائد‪ ،‬كاب أل "اسيي" بقائد القواد ‪ ،‬انظر‪ :‬ل إبراهيل اسي‪ :‬تار(خ‬ ‫كجدنا "جوهران" (لق‬
‫جوهر الصقل "‪،‬صٔ‪ ،‬د اهلل م ند جناؿ الد(ي‪ :‬الدكلة الفاطنية قيامها ب الد النغرب‬
‫كانتقالها إلى مصر إلى نها(ة القرف الرابع الهجرم مع ا(ة خاصة بالجيش‪ ،‬دار الثقافة‪،‬‬
‫القاهرة‪ٜٜٔٔ ،‬ـ‪ ،‬ص‪.ٕٕٙ‬‬
‫م‪) ٜ‬‬
‫الك دم‪ :‬ك ة مصر‪،‬صٖ٘ٔ‪.‬‬
‫مٓٔ)‬
‫مجد الد(ي م ند بي (عقوب الفيركزآبادم‪ :‬القاموس الن يط ‪ ،‬راجعأل‪ :‬أنس م نػد الشػام كزكر(ػا‬
‫جابر أاند‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار ال د(ث‪،ٕٓٓٛ ،‬ص‪.ٜٓٙ‬‬
‫مٔٔ) ابي م ظورمابى الفضن جنػاؿ الػد(ي م نػد بػي مكػرـ ابػي م ظػور ا فر(قػى النصػرل )‪ :‬لسػاف العػرب‪،‬‬
‫النجلد األكؿ‪ ،‬دار صادر‪،‬بيركت‪ ،،‬ص‪ٕٖٚٛ‬‬
‫مٕٔ)‬
‫ابي م ظور ‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬ج‪ ،ٖٚ‬ص ٖٕٖ٘‪ ،‬الفيركز آبادل‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬ص‪.ٔٔٛٚ‬‬
‫مٖٔ) ابي م ظور‪ :‬النصدر الساب ‪،‬ج‪ ٛ‬صٖٔ٘ٗ‪ ،،‬كذلك‪ :‬الفيركز آبادل‪ :‬النصدر الساب ‪،‬‬
‫صٓ‪.ٕٔٙ‬‬
‫مٗٔ)‬
‫لى د ال ليل م نود مد)‪:‬الغزك الفكرل كالتيارات النعاد(ة لإلسالـ القسل ا كؿ‪،‬ادارة الثقافة‬
‫كالجامعة‪ ،‬جامعة ا ماـ م ند بي سعود‪ٔٗٓٔ ،‬هػ‪ٜٔٛٔ/‬ـ‪ ،‬ص‪.ٛ،ٜ‬‬
‫)٘ٔ)‬
‫ال عناف بي ايوف التنينى النغربى متٖ‪ٖٙ‬هػ)‪ :‬اساس التأك(ن‪،‬ت قي ‪ :‬ارؼ تامر‪ ،‬م شورات دار‬
‫الثقافة بيركت‪،‬ص‪.ٔٚ ،ٔٙ‬‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫م‪)ٔٙ‬‬
‫النقر(زلمتق ػ ػػى ال ػ ػػد(ي أان ػ ػػد ب ػ ػػي ل ػ ػػى النقر( ػ ػػزل )‪ :‬اتع ػ ػػاظ ال ف ػ ػػا باخ ػ ػػار ا ئن ػ ػػة الف ػ ػػاطنييي‬
‫الخلفػ ػػا‪،،‬ت قي ‪ :‬جنػ ػػاؿ ال ػ ػػد(ي الش ػ ػػياؿمد)‪،‬جٔ‪ ،‬القػ ػػاهرة‪،‬طٕ‪ٔٗٔٙ ،‬هػ ػ ػػ‪ٜٜٔٙ /‬ـ‪ ،‬ص‬
‫ٕٓٔ‪،‬أان ػػد الس ػػيد الص ػػاكم‪ :‬مجا ػػات مص ػػر الفاطني ػػة " أسػ ػ اب كنت ػػائ "‪ ،‬بي ػػركت‪ :‬دار‬
‫التضامي للط ا ة‪ ،‬طٔ‪،ٜٔٛٛ ،‬صٖٓ‪.‬‬
‫م‪)ٔٚ‬‬
‫ابي تغرل بردلم جناؿ الػد(ي أبػ الن اسػي (وسػف بػي تغػرم بػردم األتػابك )‪ :‬ال جػوـ الزاهػرة فػ‬
‫ملػػوؾ مصػػر كالقػػاهرة‪ ،‬تقػػد(ل كتعليػ ‪ :‬م نػػد اسػػيي ش ػنس الػػد(ي‪،‬جٖ بيػػركت‪ :‬دار الكتػ‬
‫العلنية‪ ،‬طٔ‪ ،ٜٜٕٔ ،‬ص‪ٕٓٛ‬هامش‪.‬‬
‫٭ النعز لد(ي اهلل‪ :‬هو أبو تنيل مع ّد بػي إسػنا ين الن صػور بػاهلل م نػد القػائل بػأمر ااهلل ابػي النهػدم‪ .،‬كلػد‬
‫بالنغرب بالنهد(ػة كأربعػة أخنػاس سػا ة مػي نيػوـ ا ث ػيي ال ػادم كالعشػر(ي مػي شػهر رمضػاف‬
‫س ػ ػ ة تسػ ػػع شػ ػػرة كثػ ػػالث مئػ ػػة تػ ػػولى بعػ ػػد أبيػ ػػأل س ػ ػ ة ٖٔٗق ككػ ػػاف نػ ػػر اربعػ ػػا ك ش ػ ػر(ي‬
‫س ػ ة‪.‬انظر‪:‬الدكدارلم اب ػ بكػػر بػػي ػػد اهلل بػػي أ( ػػك الػػدكادارم)‪ :‬ك ػػز الػػدرر كجػػامع الغػػرر‪،‬‬
‫ت قي ػ صػػالح الػػد(ي الن جػػد‪ ،‬مركػػز كدكد للنخطوطػػات‪ٜٔٙٔ ،‬ـ‪،‬صٓٗٔ‪،‬كػػذلك‪:‬انظػػر‪:‬‬
‫النقر(زل‪ :‬اتعاظ ال فاء‪ ،‬جٔ‪ ،‬صٖ‪.ٜ‬‬
‫٭ العز(ز باهلل‪ :‬هو نزار أبو م صور العز(ز باهلل بي النعز لػد(ي اهلل أبػ تنػيل معػد بػي الن صػور بػاهلل أبػ طػاهر‬
‫إسنا ين بي القائل بامر اهلل م ند بي النهدم اب م ند يد اهلل الع يدم الفاطن النغربػ‬
‫يد‪ ،‬كالخامس مي النهدم إليػأل منػي كلػ مػي آبائػأل‬ ‫ثل النصرم ف ثان خلفاء مصر مي ب‬
‫الخالفػػة بػػالنغرب‪ ،‬مولػػد بالنهد(ػػة مػػي القيػػركاف ب ػ الد النغػػرب ف ػ (ػػوـ اشػػوراء س ػ ة اربػػع‬
‫كأربعػػيي‪ ،‬كقيػػن سػ ة أث تػػيي كأربعػػيي كثالثنائػػة‪ ،‬كخػػرج مػػع أبيػػأل النعػػز مػػي النغػػرب إلػػى القػػاهرة‬
‫كداـ بهػػا إلػػى أف مػػات أبػػو النعػػز معػػد بعػػد أف هػػد إليػػأل بالخالفػػة‪ ،‬فػػول بعػػد فػ شػػهر ربيػػع‬
‫اآلخر س ة خنس كستيي كثالثنائة كلأل أث تاف ك شركف سػ ة‪ .‬انظػر‪ :‬ابػي تغػرل بػردل‪ :‬النصػدر‬
‫الساب ‪.،‬ص‪.ٔٔٙ‬‬
‫٭ ال اكل بأمر اهلل‪ :‬هو ال اكل بأمر اهلل ابو لى م صور ابػي العز(ػز بػاهلل أبػى الن صػور نػزار ابػي النعػز لػد(ي‬
‫اهلل ابػى تنػػيل معػػد كلػد فػػى القػػاهرة فػى ٖٕ ربيػػع ا كؿ ػػاـ ٘‪ٖٚ‬هػػ‪ ،‬تػػولى الخالفػػة ‪ٖٛٙ‬هػػ‪،‬‬
‫ككاف س أل ٔٔ س ة كخنسة أشهر انظر النقر(زل‪ :‬اتعاظ ال فاء‪ ،‬جٕ‪ ،‬ص ٗ‪ٖ،‬‬
‫)‪)ٔٛ‬‬
‫ابػػي العنادمشػػهاب الػػد(ي أبػػى الفػػالح ػػد ال ػػى بػػي أانػػد بػػي م نػػد العكػػرل ال لػػى الدمشػػقى‬
‫ٕٖٓٔ‪ٜٔٓٛ-‬ق)‪:‬شذرات الذه فى خ ر مي ذه ‪ ،‬جٗ‪ ،‬ت قي ‪ :‬د القادر األرنػاؤكط‪،‬‬
‫م نود ا رناؤكط‪،‬دار ابي كثير‪ ،‬دمش ‪ ،‬بيركت‪،،‬طٓٔٗٔ‪ٔ،‬ق‪ٜٜٔٛ/‬ـ‪،‬ص ‪.ٖٕٙ‬‬
‫م‪ )ٜٔ‬النقر(زل‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬ص‪ٖٔٛ‬‬
‫مٕٓ ) النصدر الساب ‪،‬صٕٗٔ‬

‫‪555‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫مٕٔ) م ند كامن اسيي‪ :‬ف أدب مصر الفاطنية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العرب ‪ٜٔ٘ٓ ،‬ـ‪،‬صٖٗ‪.‬‬
‫مٕٕ)‬
‫د الرؤكؼ جرار‪ :‬سقوط الدكلة الفاطنية ف النغرب كن ذ التشػيع‪ ،‬مجلػة جامعػة القػدس النفتواػة‬
‫لألب اث كالدراسات‪ ،‬عٕٓ‪ٕٓٔٓ،‬ـ‪،.‬صٕٓٔ‪.‬‬
‫ل بي ال عناف بي ايوف‪ ،‬كلد ف رجػ سػ ة ‪ٖٕٛ‬ه ػ بػالنغرب‪ ،‬كقػدـ مػع‬ ‫٭ القاضى ال عناف‪:‬هو القاض‬
‫النعز إلى مصر‪ ،‬فأمر بال ظر ف ال كل‪ ،‬فكاف ( كل هػو كأبػو الطاهرمالقاضػ السػاب ) إلػى‬
‫أف أصابأل الفال ‪ ،‬ففوض العز(ز بػي ال عنػاف ا نفػراد بالقضػاء‪ ،‬ككػاف ذلػك فػ سػ ة ‪ٖٙٙ‬ه ػ‪،‬‬
‫فػػأت ع ف ػ أاكامػػأل النػػذه اإلسػػنا يل ‪ ،‬النػػذه الشػػافع ‪ ،‬كهػػو أكؿ مػػي لق ػ بقاض ػ‬
‫القضػػا فػ مصػػر‪ ،‬تػػوفى فػ رجػ سػ ة ٗ‪ٖٚ‬ه ػ‪ ،‬كقػػو تػػولى ػػدد ك يػػر مػػي أسػػرتأل القضػػاء فػ‬
‫العصر الفاطنيانظر‪ :‬النقر(زم‪ :‬النصدر الساب ‪،‬جٔ‪،،‬صٖٔ‪.‬‬
‫مٖٕ) القاضػ نعنػػاف بػػي م نػػد‪ :‬تػػار(خ النجػػالس كالنسػػا(رات ‪ ،‬ت قيػ ‪ :‬ال يػ الفقػ كإبػػراهيل شػ وح‬
‫ػد النجيػد‬ ‫كم ند اليعالكم‪ ،‬دار الن تظر‪ ،‬بيركت‪ ،‬ل اف‪،‬صٖٔ‪،‬كذلك انظر‪ :‬اور(أل ػد‬
‫سػػالـ‪ :‬الق ػػات مصػػر ب ػ الد النغػػرب مػػي الفػػتع العربػػ اتػػى قي ػػاـ الدكلػػة الفاطنيػػة‪ ،‬رس ػػالة‬
‫دكتوراة‪،‬اش ػراؼ‪ :‬د‪/‬اسػػي اانػػد م نػػود‪ ،‬قسػػل التػػار(خ‪ ،‬اآلداب‪ ،‬جامعػػة القػػاهرة‪ٜٔٚٗ،‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.ٖٗٙ‬‬
‫مٕٗ)‬
‫يسى بي سيف بي انود‪ :‬سياسة الظاهر إل زاز د(ي اهلل فػ إدارة الدكلػة الفاطنيػة‪ ،‬رسػالة ماجسػتير‬
‫ف التار(خ‪ ،‬جامعة مؤتة‪،ٕٓٓ٘ ،‬ص٘٘‪.‬‬
‫مٕ٘) اسي د الوهاب‪ :‬اضارة الدكلة الفاطنية ك نارتها‪،‬القاهرة‪ :‬مكت ة اآلثار النصر(ة‪،ٜٔٙٔ ،‬‬
‫ص‪.ٛٚ-ٛٙ‬‬
‫٭ (عقوب بي كلس‪ :‬ككػاف الػوز(ر ابػي كلػس (هود(ػان مػي اهػن بغػداد خ يثػان ذا مكػر كايلػأل كدهػاء كذكػاء كفط ػة‬
‫ككاف ف قد(ل أمر خرج إلى الشاـ ف زؿ بالرملة فجلس ككيالن للتجار‪ ،‬فلنا اجتنعػ األمػواؿ‬
‫الت للتجار كسرها كهرب إلى مصر ف أ(اـ كافور ا خشػيدم صػاا مصػر ؛ فتػاجر كانػن‬
‫إليأل متا ان كثيران ؛ ك( اؿ بنالأل لػى ضػياع مصػر‪ ،‬ككػاف اذا دخػن ضػيعة ػرؼ غلتهػا كارتفا هػا‬
‫كيػػاهر أمرهػػا كباط هػػا‪ ،‬ككػػاف مػػاهران فػ إشػػغالأل (سػػأؿ ػػي شػ ء مػػي أمورهػػا إ أخ ػػر بػػأل ػػي‬
‫ص ة‪ ،‬فك رت االػأل‪ ،‬كخ ػر كػافور بخ ػر كمػا فيػأل مػي الفط ػة كالسياسػة‪ ،‬فقػاؿ‪ " :‬لػو كػاف هػذا‬
‫مسلنان لصالع أف (كوف كز(ران ؛ ف لغأل ما قاؿ كافور‪ ،‬فطنع ف الوزارة ؛ فدخن جامع مصر فػ‬
‫(وـ الجنعة‪ ،‬كقاؿ " أنا أسلل ل (د كػافور " ف لػا الػوز(ر ابػي ا زابػة – كز(ػر كػافور – مػا هػو‬
‫كمػػا طنػػع فيػػأل‪ ،‬فقصػػد ‪ ،‬كخػػاؼ م ػػأل‪ ،‬فهػػرب إلػػى النغػػرب ؛ كقصػػد (هػػودا كػػانوا ه ػػاؾ مػػع أبػ‬
‫تنيل النعز لد(ي اهلل –اص اب امر – فصارت لأل دهل ارمة‪ ،‬فلػل (ػزؿ معهػل إلػى اف اخػذ‬
‫النعز مصر ؛ فسار معأل إليها‪.‬انظر‪ :‬النقر(زم‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬جٔ‪ ،‬طٕ‪،‬ص‪.ٕٙٛ‬‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫م‪)ٕٙ‬‬
‫م ند جناؿ الد(ي سركر‪ :‬تار(خ الدكلة الفاطنية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العرب ‪ٜٜٖٔ ،‬ـ‪،‬‬
‫صٓ‪.ٚٔ،ٚ‬‬
‫م‪ )ٕٚ‬النقر(زل‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬صٗ هامش‪ٔٙ،‬كذلك انظر‪ :‬م ند جناؿ الد(ي سركر‪ :‬النرجع‬
‫الساب ‪،‬ص٘‪.ٔٚ‬‬
‫م‪) ٕٛ‬ابي األثير مابى ال سي لى بي ابى الكرـ م ند بي م ند د الكر(ل بي د الوااد الشي انى‬
‫تٖٓ‪ٙ‬هػ)‪ :‬الكامن ف التار(خ‪ ،‬جػ‪،ٚ‬راجعأل‪ :‬م ند (وسف الدقاؽمد)‪،‬دار الكت العلنية‪ ،‬بيركت‪ ،‬ل اف‪،‬‬
‫ص‪.ٖٔٓ ،ٖٜٓ‬‬

‫)‪ )ٕٜ‬ال عنػاف بػي ايػوف التنينػػى النغربػى متٖ‪ٖٙ‬هػػ)‪ :‬اسػاس التأك(ػػن‪،‬ت قي ‪ :‬ػارؼ تػامر‪ ،‬م شػػورات دار‬
‫الثقافة بيركت‪ ،‬صٗٔ‪.‬‬
‫مٖٓ ) الكرمػ ػ ػػانى مأانػ ػ ػػد انيػ ػ ػػد الػ ػ ػػد(ي الكرمػ ػ ػػانى )‪ :‬رااػ ػ ػػة العقػ ػ ػػن‪ ،‬ت قي ػ ػ ػ ‪ :‬مصػ ػ ػػطفى غال ػ ػ ػ ‪ ،‬دار‬
‫األندلس‪،‬بيركت‪ ،‬طٖ‪ٜٖٔٛ ،‬ـ‪،‬ص‪ٕٜ‬‬
‫مٖٔ) م ند جناؿ الد(ي سركر‪ :‬النرجع الساب ‪ ،‬ص‪.ٔٚٙ‬‬
‫د النجيد سالـ‪ :‬النرجع الساب ‪،‬ص‪.ٖٗٚ‬‬ ‫مٕٖ) اور(أل د‬
‫مٖٖ) اسي د الوهاب‪ :‬اضارة الدكلة الفاطنية ك نارتها‪،‬القاهرة‪ :‬مكت ة اآلثار النصر(ة‪،‬‬
‫ٔ‪،ٜٔٙ‬ص‪.ٛٙ‬‬
‫مٖٗ )‬
‫يسى بي سيف بي انود‪ :‬النرجع الساب ‪ ،‬ص‪.٘٘،٘ٙ‬‬
‫مٖ٘) اسي د الوهاب‪ :‬النرجع الساب ‪،‬ص‪.ٛٙ‬‬
‫م‪)ٖٙ‬‬
‫النقر(زم‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬جٔ‪،‬صٕٗٔ‪.‬‬
‫م‪ )ٖٚ‬م ند جناؿ الد(ي سركر‪ :‬النرجع الساب ‪ ،‬صٔ‪.ٛ‬‬
‫م‪)ٖٛ‬‬
‫اسي إبراهيل اسي ‪ ،‬كطأل أاند شرؼ‪ :‬يد اهلل النهدم أماـ الشيعة اإلسنا يلية كمؤسػس الدكلػة‬
‫الفاطنية ف بالد النغرب‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكت ة ال هضة النصر(ة‪،ٜٔٗٚ ،‬صٕٖٔ‪.ٖٖٔ ،‬‬
‫م‪ )ٖٜ‬م ند كامن اسيي‪ :‬ف أدب مصر الفاطنية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العرب ‪ ،ٜٔ٘ٓ ،‬صٕٔ‪.ٙ،‬‬
‫)ٓٗ)‬
‫الس ػ كى متػػاج الػػد(ي ػػد الوهػػاب الس ػ كى تٔ‪ٚٚ‬ق)‪:‬معيػػد ال ػ عل كم يػػد ال قل‪،‬مؤسسػػة الكت ػ‬
‫الثقافية‪ٔٗٓٚ،‬ق‪ٜٔٛٙ /‬ـ‪ ،‬طٔ‪ ،‬ص‪.ٔٔٚ،ٔٔٛ‬‬
‫مٔٗ) هيفاء اصل م ند‪ :‬كسائن التسلية كالترفيأل ف مصر ف العصػر الفػاطن ‪٘ٙٚ-ٖ٘ٛ‬ه ػ ‪-ٜٙٛ /‬‬
‫ٔ‪ٔٔٚ‬ـ‪ ،‬مجلػ ػػة كليػ ػػة التربيػ ػػة‪ ،‬الجامعػ ػػة النست ص ػ ػر(ة‪ ،‬م ػ ػ ٔ‪ ،‬ع ‪ ،ٕٓٔٙ ،ٙ‬ص ٔ‪-ٖٛ‬‬
‫ٕ‪.ٖٛ‬‬

‫‪559‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫مٕٗ )النقدسى‪ :‬ااسي التقاسيل ف معرفة األقاليل‪ ،‬مكت ة مدبولى‪ ،‬القاهرة‪،‬‬


‫طٔٔٗٔ‪ٖ،‬هػ‪ٜٜٔٔ/‬ـ‪،‬صٕ٘ٓ‪.‬‬

‫مٖٗ) هيفاء اصل م ند‪ :‬النرجع الساب ‪ ،‬ص ٔ‪.ٖٕٛ -ٖٛ‬‬


‫مٗٗ )‬
‫لى صافى اسيي‪ :‬ا دب الصوفى ف مصػر مابػي الصػ اغ القوصػى شػيخ التصػوؼ فػ القػرف السػابع‬
‫الهجرل)‪،‬دار النعارؼ بنصر‪ ،‬ص‪ٖٙ‬‬
‫م٘ٗ) هيفاء اصل م ند‪ :‬النرجع الساب ‪ ،‬ص ٔ‪.ٖٕٛ -ٖٛ‬‬
‫م‪ )ٗٙ‬الل ػػودلمأب الع ػػاس شػػهاب الػػد(ي أانػػد بػػي خليػػن "النعػػركؼ بػػابي الل ػػودم")‪ :‬ال جػػوـ الزكاهػػر ف ػ‬
‫معرفػػة األكاخػػر‪ ،‬ت قي ػ مػػأموف الصػػاغرج ك م نػػد أد( ػ الجػػادر‪ ،‬مط و ػػات مجنػػع اللغػػة‬
‫العربية بدمش ‪،ٜٜٔ٘ ،‬ص‪.ٛٛ‬‬
‫م‪ )ٗٚ‬الدكادارم‪ :‬النصدر الساب ‪،‬صٕ‪.ٔٛ ،‬‬
‫م‪ )ٗٛ‬الكرمانى‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬ص ‪.ٕ٘ٚ ،ٕ٘ٙ‬‬
‫م‪ )ٜٗ‬م ند كامن اسيي‪ :‬النرجع الساب ‪ ،‬ص‪.ٖٗ-ٖٛ‬‬

‫مٓ٘)‬
‫ل إبراهيل اسي‪ :‬تار(خ جوهر الصقل "‪،‬صٗ٘‪.٘٘ ،‬‬
‫مٔ٘) النقر(زم‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬جٔ‪،‬صٕٓٔ‪.‬‬
‫مٕ٘)‬
‫القاضػ ػػى ال عنػ ػػاف‪ :‬النجػ ػػالس كالنسػ ػػا(رات‪ ،‬ص‪ ،ٔٔ :ٜ‬كػ ػػذلك‪ :‬م نػ ػػد كامػ ػػن اسػ ػػيي‪ :‬النرجػ ػػع‬
‫الساب ‪،‬ص‪.ٙٚ ،ٙٙ‬‬
‫مٖ٘)‬
‫ػػارؼ ت ػػامر‪ :‬ت ػػار(خ اإلسػ ػػنا لية " الدكل ػػة الفاطني ػػة الك يػػػرة"‪ ،‬الهيئ ػػة العام ػػة لنكت ػػة اإلس ػػك در(ة‪،‬‬
‫ٔ‪ٜٜٔ‬ـ‪،‬صٖٗٔ‪.‬‬
‫مٗ٘) النرجع نفسأل‪.‬‬
‫م٘٘)‬
‫يسى بي سيف بي انود‪ :‬النرجع الساب ‪،‬ص٘٘‪.‬‬
‫م‪ )٘ٙ‬اسي إبراهيل اسي ‪ ،‬كطأل أاند شرؼ‪ :‬النرجع الساب ‪،‬صٖٖٔ‪.ٖٔٗ ،‬‬
‫م‪ )٘ٚ‬النقر(زم‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬جٔ‪،‬ص‪.ٕٙٛ‬‬
‫)‪ ) ٘ٛ‬ابي الصيرفى متاج الر(اسة أميي الد(ي ابو القاسل لى بي م ج بي سليناف الكات ٖ‪-ٗٙ‬‬
‫ٕٗ٘هػ‪ٔٔٗٚ-ٔٓٚٔ/‬ـ)‪ :‬اإلشارة إلى مي ناؿ الوزارة‪،‬ت قي ‪ :‬ا(ني فؤاد سيد‪ ،‬الدار النصر(ة الل انية‪،‬‬
‫طٔ‪ٔٗٔٓ ،‬هػ‪ٜٜٔٓ/‬ـ‪،‬ص‪.ٕٙ‬‬

‫م‪ )ٜ٘‬ابي تعزم بردم األتابكى‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬جٗ‪،‬صٕٓٔ‪.ٔٗ٘ ،‬‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫مٓ‪ )ٙ‬خض ػ ػػر اان ػ ػػد ط ػ ػػا اهلل‪ :‬ال ي ػ ػػاة الفكر( ػ ػػة فػ ػ ػ مص ػ ػػر فػ ػ ػ العص ػ ػػر الفاطن ‪،‬الق ػ ػػاهرة‪ :‬دار الفك ػ ػػر‬
‫العرب ‪،ٜٜٔٛ،‬صٖٗ‪.ٗٛ ،‬‬
‫)ٔ‪) ٙ‬‬
‫ابػػي ػػذارم مم نػػد بػػي ػزارم النراكش ػ كػػاف اي ػان ٕٔ‪ٚ‬ه ػػ)‪ :‬ال يػػاف النغػػرب فػػى أخ ػػار األنػػدلس‬
‫كالنغرب‪ ،‬جػٔ‪ ،‬ت قي ‪ :‬ج‪.‬س‪ .‬كو ف‪ ،‬ليف بركف ساؿ‪ٔٗٓٓ ،‬هػ‪ٜٔٛٓ/‬ـ‪ ،‬ص‪.ٜٔ٘‬‬
‫مٕ‪( )ٙ‬ن ى رضواف‪ :‬النرجع الساب ‪،‬صٔ‪.ٖٔٚ ،ٔٚ‬‬
‫لػ م صػور أمػأل أـ كلػد تػد ى رقيػة‪،‬‬ ‫ػزاز د(ػي اهلل‪ :‬أبػو ال سػي لػ ابػي ال ػاكل بػأمر اهلل أبػ‬ ‫٭ الظاهر‬
‫ك(قػاؿ اسػنها آم ػة ب ػ األميػر ػد اهلل بػػي النعػز‪ ،‬كإف سػ النلػػك سػلطانة‪ ،‬أخػ ال ػػاكل‪،‬‬
‫كان ػ تعػػادم آم ػػة هػػذ ‪ .‬كمولػػد بالقصػػر مػػي القػػاهرة لػػى مض ػ ثػػالث سػػا ات مػػي ليلػػة‬
‫األربعػػاء اشػػر شػػهر رمضػػاف‪ ،‬س ػ ة خنػػس كتسػػعيي كثلنثائػػة ؛ كبو(ػػع بالخالفػػة ف ػ (ػػوـ يػػد‬
‫شػرة سػ ة كثالثػة أشػهر كاتفػ فػ‬ ‫األض ى س ة إادل شرة كأربعنائة‪ ،‬كلػأل مػي العنػر سػ‬
‫هذا اليوـ أف صلى لل اكل ف خط ة العيد‪ ،‬ثػل بو(ػع الظػاهر بعػد ػودة القاضػ مػي النصػلى‪،‬‬
‫فكاف بيي الد اء ف الخط ػة لل ػاكل كبػيي أخػذ ال يعػة للظػاهر ثػالث سػا ات‪ ،‬كلػل (تفػ مثػن‬
‫ذلػػك‪ .‬كتػػوف سػ ة سػ ع ك شػػر(ي كأربعنائػػة‪ ،‬ك نػػر إاػػدل كثالثػػوف س ػ ة كأاػػد شػػر شػػهرا‬
‫كخنسة أ(اـ ‪ .‬كمدة خالفتأل خنػس شػرة سػ ة كثنانيػة أشػهر كخنسػة أ(ػاـ‪ ،‬انظػر‪ :‬النقر(ػزل ‪:‬‬
‫النصدر الساب ‪،‬جٕ‪،‬صٕٗٔ‪.ٕٔ٘ ،‬‬
‫)ٖ‪)ٙ‬‬
‫د الن عل ماجد‪ :‬ال اكل بأمر اهلل الخليفة النفترل ليأل‪ ،‬ص‪.ٔٔٙ،ٔٔٚ‬‬

‫مٗ‪)ٙ‬‬
‫يسى بي سيف بي انود‪ :‬النرجع الساب ‪،‬ص‪.٘ٙ‬‬
‫)٘‪) ٙ‬خضير نعنة هادل‪ :‬مصادر تنو(ن التعليل مي بي الناؿ فى العصر الفاطنى م‪-ٖ٘ٛ‬‬
‫‪٘ٙٚ‬هػ‪ٔٔٚٔ-ٜٙٛ/‬ـ)‪،‬قسل التار(خ‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬الجامعة النست صر(ة‪،‬العدد ‪ٕٓٔٙ ،ٙٚ‬ـ‪،‬‬
‫صٔ٘‪.‬‬

‫م‪ )ٙٙ‬م ند كامن اسيي‪ :‬النرجع الساب ‪،‬ص‪.ٔٓ٘ ،ٙٛ‬‬


‫* اختلػػف النؤرخػػوف اػػوؿ نس ػ هل‪ ،‬فن ػ هل مػػي (ػػرل ص ػ ة نس ػ هل آلؿ ال ي ػ انظػػر‪ :‬ابػػي خلػػدكف م ػػد‬
‫الراني بي م ند بي م نػد بػي إبػراهيل بػي م نػد بػي ػد الػراني ت ‪ٛٓٛ‬هػػ‪ٔٗٓٙ/‬ـ)‪:‬‬
‫تػػار(خ ابػػي خلدكف‪،‬النقدمػػة‪ ،‬دار إايػػاء التػراث العربػ ‪ ،‬بيػػركت‪ ،‬بػػدكف‪ ،‬صٗ‪ ٖٛ‬كمػػا بعػػدها‬
‫إدر(س ناد الد(ي‪ :‬تار(خ الخلفاء الفاطنييي بالنغرب‪ ،‬القسل الخاص‬ ‫‪.‬راجع كذلك‪ :‬الدا‬
‫مي كتاب يوف األخ ار‪ ،‬ت قي ‪ :‬م ند الػيعالكم مد)‪ ،‬دار الغػرب اإلسػالم ‪ ،‬بيػركت‪ ،‬ل ػاف‪،‬‬
‫طٔ‪ ٜٔٛ٘ ،‬ـ‪،‬ص‪ . ٕٗٛ‬راجػػع أ(ض ػان‪ :‬ابػػي أب ػ د( ػػارمأبو ػػد اهلل م نػػد بػػي أبػػى القاسػػل‬

‫‪555‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫الر ي ػػى القيركان ػ )‪:‬النػػؤنس ف ػ أخ ػػار إفر(قيػػا كتػػونس ‪ ،‬دار النسػػيرة‪ ،‬بيػػركت‪ ،‬بػػدكف‪ ،‬ص‬
‫‪ٔٔٚ‬‬
‫كه اؾ أ(ضان مي النؤرخيي مي (رل دـ ص ة نس هل آلؿ ال ي ‪ ،‬كدليلهل لى ذلك ما كرد فػ‬
‫تسلسػػن نس ػ هل نجػػدهل ( تس ػ وف إلػػى ال سػػيي بػػي م نػػد بػػي جعفػػر الصػػادؽ‪ ،‬ف ػ اػػيي أف م نػػد بػػي‬
‫إسنا ين هذا لل (كي لأل كلد اسنأل ال سيي‪ ،‬كهذا (ؤكد دـ ص ة نسػ هل‪ ،‬كمػ هل مػي ( سػ هل إلػى (هػود‬
‫سلنية ‪ .‬انظر‪ :‬النقر(زم‪ :‬النصدر الساب ‪،‬جٔ‪ ،‬صٖٕ‬
‫كنتف مع رأم الدكتور‪ :‬ػد ال لػيل ػو(س فػ إنهػل ( تنػوف آلؿ ال يػ كلكػ هل رك ػوا د ػوة‬
‫آؿ ال يػ للوصػػوؿ إلػػى ال كػػل‪ ،‬إذ أف هػػذ الػػد وة كانػ طر(قػان شػػر يان مػػي طػػرؽ الوصػػوؿ إلػػى ال كػػل ‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬قضية نس الفاطنييي‪ ،‬دار الص وة ‪ ،ٜٔٛٙ ،‬ص‪ٕٚ‬‬
‫)‪) ٙٚ‬ابي كثيرمابو الفداء ال افظ ابي كثير الدمشقى تٗ‪ٚٚ‬هػ)‪:‬ال دا(ة كال ها(ة‪،‬جػٔٔ‪،‬مكت ة‬
‫النعارؼ‪،‬طٕ‪ٔٗٔٔ ،‬هػ‪ٜٜٔٓ/‬ـ‪ ،‬ص‪.ٔٔٙ‬‬

‫م‪ )ٙٛ‬الدكادارم‪ :‬النصدر الساب ‪،‬ص‪.ٔٗٙ،ٔٗٚ،ٛ،ٚ‬‬


‫م‪ )ٜٙ‬إدر(س ناد الد(ي‪ :‬النصدر الساب ‪،‬ص‪.ٕٛ‬‬
‫مٓ‪ )ٚ‬النقر(زم‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬جٔ‪،،‬ص‪.ٖٔ،ٕٜ‬‬
‫مٔ‪ )ٚ‬ابي تعزم بردم األتابكى‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬جٗ‪،،‬ص‪.ٔٔٛ‬‬
‫مٕ‪ )ٚ‬خضػػر اانػػد طػػا اهلل‪ :‬ال يػػاة الفكر(ػػة ف ػ مصػػر ف ػ العصػػر الفػػاطن ‪ ،‬القػػاهرة‪ :‬دار الفكػػر العرب ػ ‪،‬‬
‫‪،ٜٜٔٛ‬صٕٗ‪.ٖٗ ،‬‬
‫مٖ‪ )ٚ‬القاضػ ػػى ال عنػ ػػاف‪ :‬افتتػ ػػاح الػ ػػد وة‪،‬ت قي ‪ :‬فراػ ػػات الدشػ ػػراكل‪ ،‬د(ػ ػػواف النط و ػ ػػات الجامعي ػ ػػة‪،‬‬
‫الجزائر‪،‬طٕ‪ ،‬ص‪،ٖٖٛ‬‬
‫مٗ‪ )ٚ‬القاض نعناف بي م ند‪ :‬تار(خ النجالس كالنسا(رات ‪،‬صٕٗ‪.‬‬
‫م٘‪)ٚ‬النقر(زم‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬جٔ‪،‬صٖٕٔ‪.‬‬
‫م‪ )ٚٙ‬ا بي تعزم بردم األتابكى‪ :‬النصدر الساب ‪ ،‬جٗ‪،‬ص‪.ٚٛ‬‬
‫م‪( )ٚٚ‬ن ى رضواف‪ :‬النرجع الساب ‪،‬صٖ‪.ٔٚ‬‬
‫م‪ )ٚٛ‬اسي إبراهيل اسي ‪ ،‬كطأل أاند شرؼ‪ :‬النرجع الساب ‪،‬صٖٗٓ‪.‬‬
‫م‪ )ٜٚ‬ا(نػػي ف ػػؤاد س ػػيد‪ :‬الدكل ػػة الفاطني ػػة ف ػػى مص ػػر متفس ػػيرجد(د )‪ ،‬مكت ػػة ا س ػػرة‪ٕٓٓٚ ،‬ـ‪ ،‬صٗ‪،ٔٚ‬‬
‫٘‪ ،ٔٚ‬كػػذلك‪:‬أانػػد كامػػن م نػػد صػػالع‪ :‬األميػػرة سػػلطانة س ػ النلػػك‪ ،‬اوليػػات كليػػة دار‬
‫العلوـ‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬ع٘ٔ‪ٜٜٕٔ ،‬ـ‪،‬ص ٗ‪..ٖٚ ،ٙ‬‬
‫مٓ‪( )ٛ‬ن ى رضواف‪ :‬النرجع الساب ‪،‬صٖ‪.ٔٚٗ ،ٔٚ‬‬
‫)ٔ‪ )ٛ‬ابي اآلثير‪ :‬الكاؿ ف التار(خ‪،‬جػ‪،ٛ‬ص‪.ٕٜٔ‬‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫مٕ‪ )ٛ‬م ند جناؿ الد(ي سركر‪ :‬تار(خ الدكلة الفاطنية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العرب ‪ٜٜٖٔ ،‬ـ‪،‬صٓٓٔ‪.‬‬
‫أل‪ :‬رف ػػي كسػ ػ ‪ ،‬مط ع ػػة اآلب ػػاء اليس ػػو ييي‪،‬بيركت‪ٜٔٓٛ ،‬ـ‪ ،‬ص‬ ‫مٖ‪ ) ٛ‬الك ػػدل‪ :‬ال ػػو ة كالقضاة‪،‬صػ ػ‬
‫‪.‬‬
‫ٗ‪ٜٗ٘،ٜٗٙ ،ٜٗ‬‬
‫)ٗ‪)ٛ‬‬
‫ػ ػػد النػ ػ ػ عل ماج ػ ػػد‪ :‬ال ػ ػػاكل ب ػ ػػأمر اهلل الخليف ػ ػػة النفت ػ ػػرل لي ػ ػػأل‪ ،‬مكت ػ ػػة ا نجل ػ ػػو النص ػ ػػر(ة‪،‬طٕ‪،‬‬
‫ٖ‪ٜٔٛ‬ـ‪،‬ص‪.ٜٙ‬‬
‫م٘‪ )ٛ‬القاض نعناف بي م ند‪ :‬تار(خ النجالس كالنسا(رات ‪،‬ص‪.ٕٗ ،ٕٔ ،ٛ ،ٚ‬‬
‫م‪ )ٛٙ‬م ند جناؿ الد(ي سركر‪ :‬النرجع الساب ‪،‬صٔ‪.ٛ٘ ،ٕٛ،ٛ‬‬
‫م‪)ٛٚ‬خضر أاند طا اهلل‪ :‬النرجع الساب ‪،‬صٖٔٔ‪..ٔٔٗ ،‬‬
‫م‪ )ٛٛ‬م ند كامن اسيي‪ :‬ف أدب مصر الفاطنية ‪،‬صٓٓٔ‬
‫م‪ )ٜٛ‬م ند جناؿ الد(ي سركر‪ :‬النرجع الساب ‪،‬ص٘‪.ٜ‬‬
‫مٓ‪ )ٜ‬م ند كامن اسيي‪ :‬النرجع الساب ‪ ،‬صٖ‪.ٔٚ‬‬
‫مٔ‪ )ٜ‬القاض نعناف بي م ند‪ :‬تار(خ النجالس كالنسا(رات ‪،‬ص‪.ٕٗ ،ٕٔ ،ٛ ،ٚ‬‬
‫مٕ‪ )ٜ‬إدر(س ناد الد(ي‪ :‬النصدر الساب ‪،‬ص‪.٘٘ٙ‬‬
‫مٖ‪)ٜ‬‬
‫يسى بي سيف بي انود‪ :‬النرجع الساب ‪،‬ص‪.٘ٙ‬‬
‫مٗ‪ )ٜ‬إبراهيل اإلبيارم‪ :‬نها(ة النطاؼ الدكلة الفاطنية‪ ،‬طٕ‪ ،‬دار القلل‪ ،‬القاهرة‪ٜٔٙٔ ،‬ـ‪،‬صٓ‪.ٚ‬‬
‫م٘‪ )ٜ‬القلقش ػ دل‪ :‬ص ػ ع ا شػػى‪ ،‬جٖ‪ ،‬ص ‪ ،ٗٛٛ ،ٗٛٚ‬كػػذلك‪ :‬م نػػد جنػػاؿ الػػد(ي سػػركر‪ :‬النرجػػع‬
‫الساب ‪،‬صٓ‪.ٛ‬‬
‫صػر األ(ػوبييي كالنناليػك‪ ،‬مجلػة كليػة اآلداب‪،‬‬ ‫م‪ )ٜٙ‬م ند كامن اسيي‪ :‬التشيع ف الشعر النصرم فػ‬
‫م ٘ٔ‪ ،‬جٔ‪ ،ٜٖٔ٘ ،‬ص ٗ‪.ٛٗ-ٙ‬‬
‫م‪ )ٜٚ‬خضر ااند طا اهلل‪ :‬النرجع الساب ‪،‬ص‪.ٖٛ‬‬

‫‪555‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫قائنة النصادر كالنراجع‬

‫أكالن‪ :‬اؼبصادر‪:‬‬
‫ُ‪ .‬ابػػن أيب دينػػار(أبو عبػػد اهلل ؿبمػػد بػػن أىب القاسػػم الػػرعيٌت القػػَتكاين)‪ :‬اؼبػػؤنس ُب أخبػػار‬
‫إفريقيا كتونس‪ ،‬دار اؼبسَتة‪ ،‬بَتكت‪ ،‬بدكف‪.‬‬
‫ِ‪ .‬ابػػن األثػػَت (اىب اغبسػػن علػػى بػػن اىب الكػػرـ ؿبمػػد بػػن ؿبمػػد عبػػد الكػػرًن بػػن عبػػد الواحػػد‬
‫الشيباىن تَّٔىػ)‪ :‬الكامل ُب التاريخ‪ ،‬جػٖ‪،ٕ،‬راجعػو‪ :‬ؿبمػد يوسػف الػدقاؽ(د)‪،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫ّ‪ .‬أبػػن إيػػاس (ؿبمػػد بػػن أضبػػد بػػن ايػػاس اغبنفػػى ابػػو الربكػػات تَٖٗى ػػ)‪ :‬نزىػػو األمػػم ُب‬
‫العجائب كاغبكم‪ ،‬ربقيق‪:‬ؿبمد زينهم ؿبمد عزب‪ ،‬مكتبة مدبويل القاىرة‪ُٗٗٓ ،‬ـ‪.‬‬
‫ْ‪ .‬ابػػن تغػػرل بردل(صبػػاؿ الػػدين أيب احملاسػػن يوسػػف بػػن تغػػرم بػػردم األتػػابكي )‪ :‬النجػػوـ‬
‫الزاىػػرة ُب ملػػوؾ مصػػر كالقػػاىرة‪ ،‬تقػػدًن كتعليػػق‪ :‬ؿبمػػد حسػػُت مش ػس الػػدين‪،‬جّ‪،‬جْ‬
‫بَتكت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬طُ‪ ُِٗٗ،‬ـ‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬القلقش ػ ػ ػػندل(اىب العب ػ ػ ػػاس اضب ػ ػ ػػد القلقش ػ ػ ػػندل)‪ :‬ص ػ ػ ػػبح االعش ػ ػ ػػى‪،‬جّ‪ ،‬دار الكت ػ ػ ػػب‬
‫اػبديوية‪ ،،‬اؼبطبعة االمَتية بالقاىرة ُِِّىػ‪ُُْٗ/‬ـ‪.‬‬
‫ٔ‪ .‬ابن خلػدكف (عبػد الػرضبن بػن ؿبمػد بػن ؿبمػد بػن إبػراىيم بػن ؿبمػد بػن عبػد الػرضبن ت‬
‫َٖٖى ػػ‪َُْٔ/‬ـ)‪ :‬ت ػػاريخ اب ػػن خلدكف‪،‬اؼبقدم ػػة‪ ،‬دار إحي ػػاء ال ػًتاث الع ػػريب‪ ،‬ب ػػَتكت‪،‬‬
‫بدكف‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬الػدكدارل(أيب بكػػر بػن عبػػد اهلل بػن أيبػػك الػدكادارم )‪ :‬كنػػز الػدرر كجػػامع الغػرر‪ ،‬ربقيػػق‬
‫صالح الدين اؼبنجد‪ ،‬مركز كدكد للمخطوطات‪ُُٗٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬اب ػػن زكالؽ‪ :‬فضػ ػػائل مص ػػر كاخبارىػ ػػا كخواص ػػها‪،‬ربقيق‪ :‬علػ ػػى ؿبم ػػد عمػ ػػر(د)‪ ،‬مكتبػ ػػة‬
‫اػباقبى‪ ،‬اؽبيئة العامة للكتاب‪،‬بدكف‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬السبكى(تاج الػدين عبػد الوىػاب السػبكى تُٕٕىػػ)‪:‬معيد الػنعم كمبيػد النقم‪،‬مؤسسػة‬
‫الكتب الثقافية‪َُْٕ،‬ىػ‪ُٖٗٔ /‬ـ‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫َُ‪ .‬اب ػػن الص ػػَتَب (ت ػػاج الرياس ػػة أمػ ػػُت ال ػػدين اب ػػو القاس ػػم علػ ػػى ب ػػن منج ػػب ب ػػن سػ ػػليماف‬
‫الكات ػػبّْٔ‪ِْٓ-‬ى ػػ‪ُُْٕ-َُُٕ/‬ـ)‪ :‬اإلش ػػارة إىل م ػػن ن ػػاؿ الوزارة‪،‬ربقي ػػق‪ :‬ادي ػػن‬
‫فؤاد سيد‪ ،‬الدار اؼبصرية اللبنانية‪ ،‬طُ‪َُُْ ،‬ىػ‪َُٗٗ/‬ـ‬
‫ُُ‪ .‬ابن ظهَته‪ :‬ؿباسن مصر كالقاىرة‪ ،‬ربقيق‪ :‬مصطفى السقا ككامل اؼبهندس‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار‬
‫الكتب‪ُٗٔٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫ُِ‪ .‬ابػػن عػػذارم (ؿبمػػد بػػن ع ػزارم اؼبراكشػػي كػػاف حي ػان ُِٕى ػػ)‪ :‬البيػػاف اؼبغػػرب َب أخبػػار‬
‫األندلس كاؼبغرب‪ ،‬جػُ‪ ،‬ربقيق‪ :‬ج‪.‬س‪ .‬كوالف‪ ،‬ليفي بركفنساؿ‪ََُْ ،‬ىػ‪َُٖٗ/‬ـ‪.‬‬
‫ُّ‪ .‬ابػػن العماد(شػػهاب الػػدين أىب الفػػالح عبػػد اغبػػى بػػن أضبػػد بػػن ؿبمػػد العكػػرل اغبنبلػػى‬
‫الدمشػػقى َُِّ‪َُٖٗ-‬ق)‪:‬شػػذرات الػػذىب َب خػػرب مػػن ذىػػب‪ ،‬جْ‪ ،‬ربقيػػق‪:‬عبػػد‬
‫القػ ػ ػ ػػادر األرنػ ػ ػ ػػاؤكط‪ ،‬ؿبمػ ػ ػ ػػود االرن ػ ػ ػ ػػاؤكط‪ ،‬دار ابػ ػ ػ ػػن كثػ ػ ػ ػػَت‪ ،‬دمشػ ػ ػ ػػق‪ ،‬ب ػ ػ ػ ػػَتكت‪،،‬طُ‪،‬‬
‫َُُْىػ‪ُٖٗٗ/‬ـ‪.‬‬
‫ُْ‪ .‬الداعى عماد الدين‪ :‬تاريخ اػبلفاء الفاطميُت بػاؼبغرب "القسػم اػبػاص مػن كتػاب عيػوف‬
‫األخبار"‪ ،‬ربقيق‪ :‬ؿبمد اليعالكم‪ ،‬دار اؼبغرب اإلسالمي‪ ،‬بَتكت‪ُٖٗٓ ،‬ـ‪.‬‬
‫ُٓ‪ .‬الفَتكزابادل(ؾبد الدين ؿبمد بػن يعقػوب الفَتكزآبػادم‪ :‬القػاموس احملػيط ‪ ،‬راجعػو‪ :‬أنػس‬
‫ؿبمد الشامي كزكريا جابر أضبد‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار اغبديث‪ََِٖ ،‬ـ‪.‬‬
‫ُٔ‪ .‬ابن كثَت(ابو الفداء اغبافظ ابن كثَت الدمشقى تْٕٕىػ)‪:‬البداية كالنهاية‪،‬جػُُ‪،‬مكتبة‬
‫اؼبعارؼ‪،‬طِ‪ُُُْ ،‬ىػ‪َُٗٗ/‬ـ‪.‬‬
‫ُٕ‪ .‬الكرماىن(أضب ػػد ضبي ػػد ال ػػدين الكرم ػػاىن )‪ :‬راح ػػة العق ػػل‪ ،‬ربقي ػػق‪ :‬مص ػػطفى غال ػػب‪ ،‬دار‬
‫األندلس‪،‬بَتكت‪ ،‬طّ‪ُّٖٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫ُٖ‪ .‬الكندل‪ :‬كالة مصر‪ ،‬ربقيق‪ :‬حسُت نصار‪ ،‬بَتكت‪ :‬دار صاد‪ُٗٓٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫ُٗ‪ .‬الكنػػدل (ابػػو عمػػر ؿبمػػد بػػن يوسػػف)‪ :‬الػػوالة كالقضاة‪،‬صػػححو‪ :‬رفػػن كسػػت‪ ،‬مطبعػػة‬
‫اآلباء اليسوعيُت‪،‬بَتكت‪َُٖٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫َِ‪ .‬ابن اللبودل(أيب العباس شهاب الدين أضبد بن خليل "اؼبعركؼ بػابن اللبػودم"‪ :‬النجػوـ‬
‫الزكاىر ُب معرفة األكاخر‪ ،‬ربقيق‪ :‬مػأموف الصػاغرجي ك ؿبمػد أديػب اعبػادر‪ ،‬مطبوعػات‬
‫ؾبمع اللغة العربية بدمشق‪ُٗٗٓ ،‬ـ‪.‬‬

‫‪550‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫ُِ‪ .‬اؼبقدس ػ ػ ػ ػ ػػى‪ :‬احس ػ ػ ػ ػ ػػن التقاس ػ ػ ػ ػ ػػيم ُب معرف ػ ػ ػ ػ ػػة األق ػ ػ ػ ػ ػػاليم‪ ،‬مكتب ػ ػ ػ ػ ػػة م ػ ػ ػ ػ ػػدبوىل‪ ،‬الق ػ ػ ػ ػ ػػاىرة‪،‬‬
‫طُُُْ‪ّ،‬ىػ‪ُُٗٗ/‬ـ‪.‬‬
‫ِِ‪ .‬اؼبقريػػزل( تقػػي الػػدين أضبػػد بػػن علػػي اؼبقريػػزم )‪ :‬اتعػػاظ اغبنفػػا بأخبػػار األئمػػة الفػػاطميُت‬
‫اػبلفا‪ ،‬ربقيق‪ :‬صباؿ الدين الشياؿ‪ ،‬جُ‪ ،ِ،‬طِ‪ ،‬القاىرة‪ُٗٗٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫ِّ‪ .‬اؼبسػػعودل(اىب اغبسػػن علػػى بػػن غبسػػُت بػػن علػػى اؼبسػػعودل تّْٔى ػػ‪ٕٗٓ/‬ـ)‪ :‬مػػركج‬
‫الػػذىب كمعػػادف اعبػػوىر‪ ،‬راجع ػػو‪ :‬كمػػاؿ حسػػن مرع ػػى‪ ،‬جْ‪ ،‬اؼبكتبػػة العص ػرية‪ ،‬ص ػػيدا‬
‫بَتكت‪،‬طُ‪ُِْٓ ،‬ىػ‪ََِٓ/‬ـ‪.‬‬
‫ِْ‪ .‬ابػػن منظػػور (اىب الفضػػل صبػػاؿ الػػدين ؿبمػػد بػػن مكػػرـ ابػػن منظػػور االفريقػػى اؼبصػػرل )‪:‬‬
‫لساف العرب‪ ،‬جُ‪،‬جّٕ‪ ،‬دار صادر‪،‬بَتكت ‪.‬‬
‫ِٓ‪ .‬النعمػػاف بػػن حيػػوف التميمػػى اؼبغػػرىب (تّّٔى ػػ)‪ :‬اسػػاس التأكيػػل‪،‬ربقيق‪ :‬عػػارؼ تػػامر‪،‬‬
‫منشورات دار الثقافة بَتكت‬
‫ِٔ‪ .‬القاضي نعماف بن ؿبمد‪ :‬تاريخ اجملػالس كاؼبسػايرات ‪ ،‬ربقيػق ‪ :‬اغببيػب الفقػي كإبػراىيم‬
‫شبوح كؿبمد اليعالكم‪ ،‬دار اؼبنتظر‪ ،‬بَتكت‪ ،‬لبناف‪.‬‬
‫ثانيان‪ :‬النراجع‪:‬‬
‫إبراىيم اإلبيارم‪ :‬هناية اؼبطاؼ الدكلة الفاطمية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬القاىرة‪ ،‬طُُٔٗ‪ِ،‬ـ‪.‬‬ ‫ُ‪.‬‬
‫أضبػػد السػػيد الصػػاكم (د)‪ :‬ؾباعػػات مصػػر الفاطميػػة " أسػػباب كنتػػائج "‪ ،‬بػػَتكت‪ :‬دار‬ ‫ِ‪.‬‬
‫التضامن للطباعة‪ ،‬طُ‪ُٖٖٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫أضبػػد كامػػل ؿبمػػد صػػا (د)‪ :‬األمػػَتة سػػلطانة سػػت اؼبلػػك‪ ،‬حوليػػات كليػػة دار العلػػوـ‪،‬‬ ‫ّ‪.‬‬
‫جامعة القاىرة‪ ،‬عُٓ‪ُِٗٗ ،‬ـ‬
‫ادين فؤاد سيد(د)‪ :‬الدكلة الفاطمية َب مصر (تفسَتجديد )‪ ،‬مكتبة االسرة‪ََِٕ ،‬ـ‪.‬‬ ‫ْ‪.‬‬
‫حس ػػن عب ػػد الوى ػػاب (د)‪ :‬حض ػػارة الدكل ػػة الفاطمي ػػة كعمارهتا‪،‬الق ػػاىرة‪ :‬مكتب ػػة اآلث ػػار‬ ‫ٓ‪.‬‬
‫اؼبصرية‪ُُٗٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫حسن إبراىيم حسػن (د)‪ ،‬كطػو أضبػد شػرؼ‪ :‬عبيػد اهلل اؼبهػدم أمػاـ الشػيعة اإلظباعيليػة‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫كمؤسس الدكلة الفاطمية ُب بالد اؼبغرب‪ ،‬القاىرة‪ :‬مكتبة النهضة اؼبصرية‪ ُْٕٗ ،‬ـ‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫الجزء األكؿ‬ ‫العدد الرابع كالثالثوف‬

‫ٕ‪ .‬حوريػػو عبػػده عبػػد اجمليػػد سػػالـ(د)‪ :‬عالقػػات مصػػر بػػبالد اؼبغػػرب مػػن الفػػتح العػػريب حػػىت‬
‫قيػػاـ الدكلػػة الفاطميػػة‪ ،‬رسػػالة دكتػػوراة ُب اآلداب‪ ،‬قسػػم التػػاريخ‪ ،‬كليػػة اآلداب‪ ،‬جامعػػة‬
‫القاىرة‪ُْٕٗ،‬ـ‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬خضػػر اضبػػد عطػػا اهلل (د)‪ :‬اغبيػػاة الفكريػػة ُب مصػػر ُب العصػػر الفػػاطمي‪ ،‬القػػاىرة‪ :‬دار‬
‫الفكر العريب‪ُٖٗٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬خضَت نعمة ىػادل‪ :‬مصػادر سبويػل التعلػيم مػن بيػت اؼبػاؿ َب العصػر الفػاطمى (ّٖٓ‪-‬‬
‫ٕٔٓىػػ‪ُُُٕ-ٖٗٔ/‬ـ)‪،‬قسػػم التػػاريخ‪ ،‬كليػػة اآلداب‪ ،‬اعبامعػػة اؼبستنصػرية‪،‬العدد ٕٔ‪،‬‬
‫َُِٔـ‪.‬‬
‫َُ‪ .‬ع ػػارؼ ت ػػامر(د)‪ :‬ت ػػاريخ اإلظباعلي ػػة " الدكل ػػة الفاطمي ػػة الكب ػػَتة"‪ ،‬اؽبيئ ػػة العام ػػة ؼبكتب ػػة‬
‫اإلسكندرية‪ُُٗٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫ُُ‪ .‬عبد اهلل ؿبمد صباؿ الد ين (د)‪ :‬الدكلة الفاطمية قيامهػا بػبالد اؼبغػرب كانتقاؽبػا إىل مصػر‬
‫إىل هناية القرف الرابع اؽبجرم مع عناية خاصة باعبيش‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬القاىرة‪ُُٗٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫ُِ‪ .‬عبػػد الػػرؤكؼ ج ػرار(د)‪ :‬سػػقوط الدكلػػة الفاطميػػة ُب اؼبغػػرب كنبػػذ التشػػيع‪ ،‬ؾبلػػة جامعػػة‬
‫القدس اؼبفتوحة لألحباث كالدراسات‪ ،‬عَِ‪ََُِ،‬ـ‪.‬‬
‫ُّ‪ .‬عبد اغبليم عويس(د)‪:‬قضية نسب الفاطميُت‪ ،‬دار الصحوة ‪ُٖٗٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫ُْ‪ .‬عبد اؼبنعم ماجد(د)‪ :‬اغباكم بأمر اهلل اػبليفة اؼبفًتل عليو‪ ،‬مكتبة االقبلو اؼبصرية‪،‬طِ‪،‬‬
‫ُّٖٗـ‬
‫ُٓ‪ .‬علي إبراىيم حسػن(د)‪ :‬تػاريخ جػوىر الصػقلي "قائػد اؼبعػز لػدين اهلل الفػاطمي "‪ ،‬مكتبػة‬
‫النهضة اؼبصرية‪ ،‬القاىرة‪ُّٗٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫ُٔ‪ .‬على عبد اغبليم ؿبمود (د)‪:‬الغزك الفكرل كالتيارات اؼبعادية لإلسالـ القسػم االكؿ‪،‬ادارة‬
‫الثقافة كاعبامعة‪ ،‬جامعة االما ـ ؿبمد بن سعود‪َُُْ ،‬ىػ‪ُُٖٗ/‬ـ‪.‬‬
‫ُٕ‪ .‬على صاَب حسُت(د)‪ :‬االدب الصوَب ُب مصر (ابن الصباغ القوصى شيخ التصوؼ ُب‬
‫القرف السابع اؽبجرل)‪،‬دار اؼبعارؼ دبصر‪.‬‬
‫ُٖ‪ .‬عيسػػى بػػن سػػيف بػػن ضبػػود‪ :‬سياسػػة الظػػاىر إلع ػزاز ديػػن اهلل ُب إدارة الدكلػػة الفاطميػػة‪،‬‬
‫رسالة ماجستَت ُب التاريخ‪ ،‬جامعة مؤتة‪ ََِٓ ،‬ـ‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫مجلة كلية اآلداب كالعلوـ اإلنسانية‬ ‫نشر الشائعات كالغزك الفكرل فى مصر الفاطنية‬

‫ُٗ‪ .‬ؿبم ػػد صبػ ػػاؿ ال ػػدين سػ ػػركر(د)‪ :‬تػ ػػاريخ الدكل ػػة الفاطميػ ػػة‪ ،‬الق ػػاىرة‪ ،‬دار الفكػ ػػر العػ ػػريب‪،‬‬
‫ُّٗٗـ‪.‬‬
‫َِ‪ .‬ؿبمد كامل حسُت (د)‪ُ :‬ب أدب مصر الفاطمية‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار الفكر العريب‪َُٗٓ ،‬ـ‪.‬‬
‫ُِ‪ .‬ؿبمػػد كامػػل حسػػُت(د)‪ :‬التشػػيع ُب الشػػعر اؼبصػػرم ُب عصػػر األيػػوبيُت كاؼبماليػػك‪ ،‬ؾبلػػة‬
‫كلية اآلداب‪ ،‬مجُٓ‪ ،‬جُ‪ُّٗٓ ،‬ـ‪.‬‬
‫ِِ‪ .‬ىيفػػاء عاصػػم ؿبمػػد (د)‪ :‬كسػػائل التسػػلية كالًتفيػػو ُب مصػػر ُب العصػػر الفػػاطمي ّٖٓ‪-‬‬
‫ٕٔٓى ػ ػ ػ ‪ُُُٕ-ٖٗٔ /‬ـ‪ ،‬ؾبل ػ ػػة كلي ػ ػػة الًتبيػ ػ ػة‪ ،‬اعبامع ػ ػػة اؼبستنصػ ػ ػرية‪ ،‬م ػ ػػجُ‪ ،‬ع ٔ‪،‬‬
‫َُِٔـ‪.‬‬
‫ِّ‪ .‬ديٌت رضواف(د)‪ :‬أصحاب اػبرب كالعيوف ُب العصر الفاطمي (ِٕٗ‪ٕٓٔ-‬ىػ ‪- َٗٗ /‬‬
‫ُُُٕ ـ )‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة الفيوـ‪ ،‬دف‪.‬‬

‫‪555‬‬

You might also like