You are on page 1of 8

‫مكان قبر النبي‪ 

‬موسى‬
‫‪ Posted on 30‬مارس‪ 2016,‬بواسطة‪kadoshisrael ‬‬
‫آيات التوراة التي تصف موت موسى في سفر التثنية ‪ 34‬تخبرنا عن‬
‫دفنه في جبل نبو في األردن وتقرر بهذا ‪ ” :‬تثنية ‪ 6 – 34‬لم يعرف‬
‫انسان قبره الى هذا اليوم ” ‪ ,‬وبعكس هذا النص التوراتي ‪ ,‬هناك اتجاه‬
‫في التقليد اليهودي أن موسى ُدفن مع آباء األمة اليهودية في مكان‬
‫ما قريب لـــ ‪“ ‬مغارة المكفيلة מערת המכפלה ” ‪.‬‬

‫على مكان دفن موسى النبي وصلنا حسب التوراة تفاصيل متعددة‬
‫وبتعبير أدق تلميحات داخل تلميحات ورغم هذا نخلص بشكل مباشر‬
‫من فهم النصوص وتفسيرها تفسيراً بسيطاً مباشراً ‪ :‬ولم يعرف انسان‬
‫قبره الى هذا اليوم ‪ .‬وبسبب تكاسل موسى في قضية زمري بن‬
‫سالو ( سفر عدد وملوك أول ) ‪ ,‬ولهذا لم يعرف مكان قبره أحد كي‬
‫يعلمنا أن االنسان يجب أن يكون قويا كالنمر وسريعا خفيفا كالنسر في‬
‫عمل الرب وأن ال يتكاسل ‪ .‬ومن هنا نفهم أيضا أن الرب يدقق جدا مع‬
‫مك الشعرة ‪ .‬تفسير آخر إلخفاء‬ ‫س ْ‬‫الصديقين والقديسين تدقيق مثل ُ‬
‫قبر موسى هو إجالال كما قال الراباي רשב”י רבי שמעון בר יוחאי‬
‫شمعون بن يوحاي ‪ :‬إذا ُنقبت حفرة صغيرة في قبر موسى ‪ ,‬ال‬
‫يستطيع العالم كله أن يقف أمام قوة نوره ‪ .‬أهمية القبر وصلت لدرجة‬
‫مرتفعة جدا ‪ ,‬حتى كان بعض الكالم في التقليد ينحو بهذا االتجاه ‪,‬‬
‫وعلى ما يبدو من التقليد وبدون أن نطيل في هذه النقطة أن التفسير‬
‫األهم واألكثر إقناعاً هو الخشية أن يصبح القبر مقدساً إلسرائيل ‪,‬‬
‫وخصوصا مكاناً للعبادات الغريبة لألمميين ( لو عرفوا األمميين مكان‬
‫القبر لعلهم يتعبدوا له ) ‪ ,‬أيضا بني إسرائيل يذهبون ويتوسلون له‬
‫وهذا ال يجوز ولربما يبنون هناك هيكال ً ‪ ,‬ومذبحاً ‪ ,‬ويشتكون هناك ‪,‬‬
‫وحتى ال ينجسوا القبر أمم العالم في عباداتهم واصنامهم ‪.‬ال يجب‬
‫االستغراب هنا ‪ ,‬أن حزا”ل حاولوا يفسروا المكتوب في التوراة في‬
‫موضوع قبر موسى النبي في طرق عديدة للتساؤل عن مكانه ‪,‬‬
‫بالرغم من أن اآليات المذكورة ليست واضح ًة بالشكل الكافي والتي‬
‫تتحدث عن المكان ‪:‬‬

‫تثنية ‪ 6 – 34‬ودفنه في الجواء في ارض موآب مقابل بيت فغور ولم‬


‫يعرف انسان قبره الى هذا اليوم‬
‫إن كان قد قال في الجواء لماذا قال موآب ؟ وان قال موآب فلماذا قال‬
‫في الجواء ؟ للقول أن موسى توفى في االرض التي لنصيب رأوبين‬
‫وقُبر في األرض نصيب جاد ‪ .‬وعلى هذا هناك إضافة في المدراش ”‬
‫درس جيد לקח טוב ” ‪ :‬ومن َقبَره ؟ هو َقبَر نفسه ‪ .‬على النص القائل‬
‫‪ ” :‬ولم يعرف انسان قبره الى هذا اليوم ” قيل ‪ :‬حتى موسى نفسه‬
‫لم يعرف مكان قبره ‪ ,‬أوليس هو إنسان ورجل أيضا ؟ “آية (عد ‪:)3 :12‬‬
‫ين َعلَى‬
‫اس الَّ ِذ َ‬
‫ِ‬ ‫ميعِ ال َّن‬
‫ج ِ‬ ‫ًدا أَ ْك َث َر ِم ْ‬
‫ن َ‬ ‫ج ًّ‹‬
‫ما ِ‬
‫حلِي ً‬ ‫وسى َف َ‬
‫كانَ َ‬ ‫ل ُم َ‬‫ج ُ‬ ‫َوأَ َّما َّ‬
‫الر ُ‬
‫ض‪   ”.‬مما يعني أن موسى نفسه لم يعرف مكان قبره أيضاً ‪.‬‬ ‫ه األ َ ْر ِ‬
‫ج ِ‬‫َو ْ‬

‫في ظل عدم معرفة واضحة لمكان قبر موسى النبي ‪ ,‬واالهتمام الزائد‬
‫والمفهوم في معرفة المكان نرى ِذ ْكر لبعثة خاصة حاولت استكشاف‬
‫هذا األمر والقصة موجودة في األجاداه التلمودية ‪ ,‬وجاء فيها أن هناك‬
‫بعثة مرسلة من المملكة الرومانية وهناك مدراش ينص أن البعثة‬
‫ُأديرت على يد أدريانوس قيصر ذاته ‪ ,‬والذي ذهب ألرض موآب للبحث‬
‫عن مكان القبر وحاول الحفر في الجبل ‪ ,‬وفي نهاية القصة أن البعثة‬
‫لم تصل لمكان هذا القبر المقدس والمحبوب جدا للنبي موسى ‪.‬‬

‫وهنا ‪ ,‬األمر الذي يلفت النظر بشكل مذهل ‪ ,‬أن علم القاباالة תורת‬
‫הקבלה – والتي تقرر أن قبر موسى النبي ليس في المكان المقرر‬
‫ظاهرياً حسب نصوص التوراة ‪ ,‬ولكن في مدينة حبرون ( الخليل ) ‪,‬‬
‫وتحديدا في مكان ما في مغارة المكفيلة מערת המכפלה (الحرم‬
‫االبراهيمي) ‪ ,‬وهو مقبور بمكان ما قريب من مقابر اآلباء ‪ .‬في هذه‬
‫الروايات القابالية نرى عدة تنسيقات لنفس التوجه والتي تصب في‬
‫نفس االتجاه حول مكان قبر موسى والتي تفسر آيات التوراة بشكل‬
‫آخر وتستخلص منها ومن التلميحات الواردة فيها أن قبر موسى يختلف‬
‫عن المكان األولي الذي ُدفن فيه ‪.‬‬

‫في كتاب ” سفر الصورة ” القابالي قيل ‪ :‬في مغارة المكفيلة مقبورين‬
‫‪ 5‬أزواج ‪ 3 ,‬أزواج معروفين و ‪ 2‬أزواج غير معروفين ‪ ,‬وحسب تفسير‬
‫جانبي لهذا الكتاب ‪:‬‬

‫ال ‪ 2‬أزواج المخفية المقبورة هناك هم ‪ :‬آدم وحواء ‪ ,‬وموسى‬


‫وصفوره ‪ ,‬وأما النص القائل أن قبر موسى في الجواء ‪ ,‬هذا كالم مجاز‬
‫وضرب مثل لدفن أولي يختلف عن مكان القبر ‪ ,‬كما قيل ” لم يعرف‬
‫م حي ودقيق ‪ ,‬والحقيقة‬ ‫انسان قبره الى هذا اليوم ” وكالم الرب كال ٌ‬
‫فعال أن ال انسان يعرف مكان قبره وال حتى موسى ( اإلنسان ) أيضا ‪,‬‬
‫ولكن المالئكة تعلم ‪ ,‬ومالحظة أخرى أن النص يقول حين رأى موسى‬
‫األرض قال له الرب لهناك ” לא תבוא ال تأتي ” ‪ ,‬أي أنك ال تأتي أنت‬
‫بنفسك ‪ ,‬ولكن يأتون بك سريعا ويقبروك ( المالئكة ) داخل األرض ‪,‬‬
‫وعن آدم وحواء لدينا أدلة من كالم حزا”ل أيضاً ‪.‬‬

‫هذه الرواية مرت بقليل من التعديالت الطفيفة بإختالف اسلوب الكاتب‬


‫فقط ولكن كلها صبت في نفس هذا االتجاه ‪ ,‬من الكتاب المهمين جداً‬
‫مثال والذي يدعى راباي الياهو الكاهن ‪ ,‬يخبرنا عن نقل جثمان موسى‬
‫للقبر في مغارة المكفيلة على يد المالئكة ‪ ,‬ويأتي بتعليل إضافي ‪:‬‬
‫ويمكننا القول ان المقصود بكالم التوراة أن لم يعرف انسان مكان قبر‬
‫موسى ‪ ,‬وال حتى موسى االنسان نفسه ايضا ‪ ,‬والمقصود أنه دفن‬
‫عند موتة مقابل بيت فغور ويرى نفسه في مغارة المكفيلة (عند‬
‫القيامة) ! وال ُيعرف جوهر مكان قبره ‪ ,‬نرى أيضا حفيد الرامبام ( راباي‬
‫موسى ابن ميمون ) הרמב”ם ‪ ,‬واسمه الراباي داود كتب في هذا‬
‫االتجاه أيضاً ‪ ,‬وان موسى مقبور في مغارة المكفيلة ‪ ,‬في تفسيره‬
‫على التوراة في كتاب حياة سارة وفي تفسير اآلية من ” سفر التكوين‬
‫‪ 13 – 23‬فادفن ميتي هناك – ‘ואקברה את מתי שמה ” ‪ ,‬وجد‬
‫الراباي داود حفيد الرامبام في هذه اآلية رمزا عبقرياً وتلميحا إضافياً لن‬
‫ُيفهم إال اذا قرأنا النص األصلي لكلمة “هناك” التي وردت في اآلية =‬
‫שמה والتي تحتوي على نفس حروف اسم موسى بالعبرية משה ‪.‬‬

‫حسب الراباي شمعون بن يوحاي وكتاب مخيلتا מכילתא דרבי‬


‫שמעון בר יוחאי (רשב”י) ‪:‬‬

‫لقد كانت مغارة المكفيلة مخصصة فقط آلباء وأمهات ‪ ,‬فال يقبر بها إال ‪3‬‬
‫آباء وأيضا ‪ 3‬أمهات ‪ ,‬وبالرغم من هذا فقد عرف قدمائنا ‪ ,‬أن ليس فقط‬
‫الـ ‪ 3‬آباء واألمهات مقبورين هناك ‪ ,‬ولكن حتى آدم وحواء ‪ .‬وهنا يمكننا‬
‫فهم اصرار ابراهيم أن يشتري مغارة المكفيلة تحديدا ‪ ,‬وحين دخل‬
‫للمكان وجد جثمانيهما وكأنهم نائمين وشموع ُمنارة وعليهم رائحة‬
‫م َد هذا المكان جدا واتخذه قبرا أيضاً ‪.‬‬
‫ح َ‬
‫جيدة َع ِبقة في المكان ‪ ,‬ولهذا َ‬

‫من أين أتى الربط بين موسى وبين قبور اآلباء في مدينة حبرون‬
‫حسب التقليد اليهودي ؟‬

‫حسب النص الوارد في سفر التثنية ‪ , 3 / 1 – 34‬بعد صعود موسى‬


‫من عربات موآب الى جبل نبو الى راس الفسجة الذي قبالة اريحا فاراه‬
‫الرب جميع االرض من جلعاد الى دان ‪ ,‬ونجد هنا في تقليد حزا”ل ‪ ,‬أن‬
‫بين المناطق التي شاهدها موسى كانت أيضا قبور اآلباء ‪ ,‬ونرى كالما‬
‫مهما يقول ‪ :‬ومن أين نقول أنه رأى قبور اآلباء ونحن نرى بالنص أنه‬
‫رأى ” النقب = الجنوب ” ‪.‬‬

‫( נגב الجنوب تثنية ‪ 3 – 34‬والجنوب والدائرة بقعة اريحا مدينة النخل‬


‫الى صوغر ) ‪ ,‬وهل قبور اآلباء في النقب ( الجنوب ) ؟ فكما قيل ‪:‬‬
‫[במ’ יג‪:‬כב] “ויעלו בנגב ויבא עד חברון”‪ .‬سفر العدد ‪22 – 13‬‬
‫صعدوا الى الجنوب واتوا الى حبرون‪! .‬‬

‫ونرى أيضا النص التالي في سفر التثنية ‪ 4 – 34‬وقال له الرب هذه‬


‫هي االرض التي اقسمت ((( البراهيم واسحق ويعقوب قائال لنسلك‬
‫اعطيها ))) ‪.‬قد اريتك اياها بعينيك ولكنك الى هناك ال تعبر‪.‬‬

‫وفي التقليد نرى ان موسى يطلب من الرب أيضا أن يتحنن عليه‬


‫ويدخله األرض على األقل وهو ميت ‪ ,‬يدخلها ويقبر فيها ‪ ,‬وتحديدا أن‬
‫يدخلها من تحت نهر األردن ال من خالله من فوق حتى ال يكسر قول‬
‫الرب ” تثنية ‪ 2 – 31‬وقال لهم‪ .‬انا اليوم ابن مئة وعشرين سنة‪ .‬ال‬
‫استطيع الخروج والدخول بعد والرب قد قال لي ال تعبر هذا االردن‪, ” .‬‬
‫وبالتالي فقد طلب موسى من الرب حسب المدراش أن يدخلها من‬
‫نفق تحت النهر ( صيغة تحايل حتى ال يكسر قول الرب ) ‪ ,‬وحتى هذا‬
‫الطلب ُرفِض ‪ ,‬وأنه لن يدخلها حيا بأي شكل من األشكال ‪ ,‬ومن هنا‬
‫نرى بالتقليد أن دخوله حياة كان ممنوع فهذا ال يمنع دخول جثمانه‬
‫محموال من المالئكة من تحت النهر ال ( عبر النهر ) ‪ ‬وقبره مع اآلباء ‪,‬‬
‫وفي هذا نجد تلبية لرغبة قلب موسى أن يدخل األرض بأي طريقة‬
‫بدون كسر لكالم الرب ان ال يعبر نهر االردن وهذا لمنزلة موسى‬
‫العظيمة فقد كانت صيغة مناسبة لكي يرتاح قلبه حتى ولو لم يدخلها‬
‫وهو حي ‪.‬‬

‫كان يمكننا القول اننا بهذا ننهي الموضوع الخاص بالربط بين قبر‬
‫موسى وقبور اآلباء ‪ ,‬ولكننا نرى قصة غريبة أيضا في المدراش‬
‫(تنحوما) عن وفاة هارون ‪:‬‬

‫وفي ذلك اليوم قال هارون لموسى ‪ :‬أخي ! قل لي ماذا تريد مني ؟‬
‫فقال موسى ‪ :‬انتظر حتى نصعد للجبل ‪ .‬بعد أن صعدوا ‪ ,‬قال له ‪ :‬ما‬
‫الذي استأمنك عليه الرب ويطلبه منك ؟ قال له هارون ‪ :‬موسى‬
‫اخي ! خيمة االجتماع وادواتها مؤتمنة في يدي ‪ ,‬هل انقصت من‬
‫خدمتهم ؟ فقال له موسى ‪ :‬الشمعدان ( السراج ) وسبعة أنوارها‬
‫اعطاك الرب ‪ .‬وهو لم يكن يعرف او يحسب في قلبه أنه عن نسمة‬
‫حياته يتكلم ! ” أمثال ‪ 27 – 20‬نفس االنسان سراج الرب ” ‪ ,‬ولم‬
‫يشعر باألمر ‪ .‬قال له موسى ‪ :‬هارون أخي ‪ ,‬أتى وقت وفاتك من‬
‫العالم ‪ .‬حين سمع هذا وضع يديه على رأسه ‪ ,‬وكان يصرخ ويبكي‬
‫وكان يقول نفس كلمات ” المزمور ‪ 5 – 66‬هلم انظروا اعمال هللا‪ .‬فعله‬
‫ما بدخول المغارة ‪ ,‬قال له موسى ‪:‬‬ ‫المرهب نحو بني آدم‪ ”.‬وألنهم ه ّ‬
‫هارون أخي ! هناك ماتوا إبراهيم وإسحق ويعقوب ‪ ,‬وانت تلبس لبس‬
‫الكهنة ؟! أال تنجس ثيابك ( بسبب انه سوف يموت )؟ ارتدي انت ثياب‬
‫اليعازر ‪ ,‬واليعازر يلبس ثيابك ( االبن الثالث لهارون ) ‪ ,‬وندخل انا وانت‬
‫للمغارة ‪ ,‬وهكذا فعل ‪ .‬وعندما دخال ‪ ,‬شاهدا شمعة مضاءة وفرشاً‬
‫معروضاً ‪ .‬قال له موسى ‪ :‬هارون أخي ! اصعد على هذا الفرش ‪,‬‬
‫فصعد ‪ .‬قال له موسى ‪ :‬مد يديك ‪ ,‬واسترح ‪ .‬اغمض عينيك ‪ ,‬ففعل ‪.‬‬
‫اغلق شفتيك ‪ ,‬وهكذا فعل ‪ .‬وفي تلك اللحظة خرجت نسمة حياته ‪.‬‬
‫م َد طريقة موت هارون ( لم يكن بها عذاب‬ ‫ح َ‬
‫وألن موسى رأى هذا ‪َ ,‬‬
‫وألم ) ‪ .‬قال له الرب تبارك اسمه ‪ :‬وحياتك ! كما هذا ايضا موته يكون‬
‫موتك وانت تموت ( بنفس السهولة بال حبال موت وتلميح عن قبر‬
‫بنفس المكان أيضاً ) ‪ .‬كما قيل ‪ ” :‬تثنية ‪ 50 – 32‬ومت في الجبل‬
‫م الى قومك ) كما مات هرون اخوك في جبل‬ ‫الذي تصعد اليه ( وانض ّ‬
‫م الى قومه‪.‬כאשר מת אהרן אחיך בהר ההר ויאסף אל‬ ‫هور وض ّ‬
‫עמיו (דב’ לב‪ :‬נ)‪” .‬‬

‫هذه الرواية احدى الروايات المختصة في وفاة هارون والوظيفة ”‬


‫الكريمة ” عاطفيا التي قام بها موسى النبي ‪ ,‬حسب توجيه الرب ‪ ,‬ان‬
‫يبلغ األخ أخاه بأن وقت وفاته قد أتى ‪ ,‬ونرى فيها صلة بمغارة المكفيلة‬
‫مرة أخرى ‪ ,‬والملفت للنظر أن الرب أيضا يعد موسى بموت كهذا تماما‬
‫ليس فقط بسهولة خروج نسمة الحياة بل موت وقبر كما هارون تماماً ‪,‬‬
‫وفي نفس المكان ‪.‬‬

‫وهنا من الضروري أيضا أن نذكر مقطعا من مدراش آخر ‪ ,‬يتكلم عن‬


‫وفاة هارون أيضا ‪ ,‬وبه اختالف بسيط مع الرواية اعاله وفيها قيل ‪ :‬ولم‬
‫يعرف موسى كيف يخبر اخاه هارون عن اقتراب لحظة وفاته فقال له ‪:‬‬
‫هارون اخي ! للمغارة التي نحن داخلين لها ليس من الالئق الدخول‬
‫هناك ( = مع ؟ ) في ثياب الكهنوت التي عليك ‪ ,‬بسبب الوفاة سوف‬
‫تتنجس الثياب الكهنوتية ‪ ,‬والمغارة جميلة جدا ‪ ,‬بسبب المقبورين‬
‫األوائل الذين فيها ‪ .‬ما المقصود من قبور األوائل الذين فيها ؟ يبدو لي ‪,‬‬
‫بدون أن نخطئ في التحليل لهذا النص ‪ ,‬يمكننا الربط مع قبور اآلباء‬
‫في مغارة المكفيلة ‪ ,‬والذين كانوا هم األوائل في المغارة ‪ .‬أيضا في‬
‫هذا المدراش وغيره من التقليد نرى ‪ ,‬أن في مغارة المكفيلة مقبورين‬
‫ليس فقط اآلباء لألمة وللبشرية ‪ ,‬ولكن أيضا آباء األنبياء كذلك !‬

You might also like