You are on page 1of 22

‫( إغالق منافذ الشر )‬

‫عناصر الموضوع ‪:‬‬


‫‪ .1‬مقدمة في باب سد الذرائع‬
‫‪ .2‬األدلة على مفهوم سد الذرائع‬
‫‪ .3‬سد ذريعة الفواحش‬
‫‪ .4‬أبواب متفرقة في سد الذرائع‬
‫‪ .5‬سد ذريعة الفحشاء والبغضاء‬
‫‪ .6‬عمل الصحابة في باب سد الذرائع‬
‫‪ .7‬فتاوى عصرية في مسائل سد الذرائع‬
‫‪ .8‬سد الذرائع في الدعوة إلى اهلل وفي السياسة الشرعية‬
‫‪ .9‬التوسع في باب سد الذرائع‬
‫‪ .10‬مسألة فتح الذرائع إلى الخير من الشريعة‬
‫‪ .11‬األسئلة‬

‫إغالق منافذ الشر‪:‬‬


‫باب سد الذرائع له أهمية في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬والكتاب والسنة مليئان باألدلة التي توضح أهمية‬
‫هذا الباب‪ ،‬وقد ذكر الشيخ عدة أدلة من الكتاب والسنة على ذلك‪ ،‬كما تحدث عن كثير من القضايا‬
‫في باب سد الذرائع‪ ،‬وأتى أيضاً بعدة فتاوى للعلماء المعاصرين تدخل تحت هذا الباب‪.‬‬

‫مقدمة في باب سد الذرائع‪:‬‬


‫إن الحمد هلل‪ ،‬نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده‬
‫اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن‬
‫ِ‬ ‫اَّل‬ ‫محمداً عبده ورسوله‪ .‬يا َُّأيها الَِّذين آمُنوا اتَّقُوا اللَّه ح َّ ِ ِ‬
‫ون [آل‬ ‫ق تُقَاته َوال تَ ُموتُ َّن ِإ َو َْأنتُ ْم ُم ْسل ُم َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ق ِم ْنها َزو َجها وَب َّ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫الن ُ َّ‬ ‫عمران‪َ .]102:‬يا َُّأيهَا َّ‬
‫ث‬ ‫اس اتقُوا َرَّب ُك ُم الذي َخلَقَ ُك ْم م ْن َن ْفس َواح َدة َو َخلَ َ َ ْ َ َ‬
‫ان َعلَْي ُك ْم َر ِقيباً [النساء‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَأْلر َح َام ِإ َّن اللهَ َك َ‬
‫ون بِه َو ْ‬ ‫اء َواتَّقُوا اللهَ الذي تَ َس َ‬
‫اءلُ َ‬ ‫م ْنهُ َما ِر َجاالً َكثيراً َونِ َس ً‬
‫ِ‬ ‫صِل ْح لَ ُك ْم ْ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َِّ‬
‫وب ُك ْم َو َم ْن‬
‫َأع َمالَ ُك ْم َوَي ْغف ْر لَ ُك ْم ُذُن َ‬ ‫آمُنوا اتَّقُوا اللهَ َوقُولُوا قَ ْوالً َسديداً * ُي ْ‬‫ين َ‬‫‪َ .]1‬يا َُّأيهَا الذ َ‬
‫ُي ِط ِع اللَّهَ َو َر ُسولَهُ فَقَ ْد فَ َاز فَ ْوزاً َع ِظيماً [األحزاب‪ .]71-70:‬أما بعد‪ ..‬فإن أصدق الحديث كتاب‬
‫ٍ‬
‫محدثة بدعة‪ ،‬وكل‬ ‫اهلل‪ ،‬وخير الهدي هدي محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وشر األمور محدثاتها‪ ،‬وكل‬
‫ٍ‬
‫ضاللة في النار‪ .‬أيها اإلخوة‪ :‬السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪ ،‬وبعد‪ :‬فنحمد‬ ‫ٍ‬
‫بدعة ضاللة‪ ،‬وكل‬
‫اهلل سبحانه وتعالى أن عدنا جميعاً إلى هذا المكان وإ لى هذا الدرس‪ ،‬نسأل اهلل أن يجعله عوداً حميداً‬
‫وقوالً سديداً‪ ،‬وأن يشملنا وإ ياكم برحمة منه ومغفرة‪ ،‬وأن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً‬
‫وتفرقنا بعده تفرقاً معصوماً‪ ،‬وأال يجعل فينا شقياً وال محروماً‪ .‬أيها اإلخوة‪ ..‬هذا الدرس ‪-‬إن شاء‬
‫اهلل‪ -‬سيكون من اآلن وحتى الحج أو إجازة الحج درس أسبوعي في كل يوم أربعاء لقلة األسابيع‬
‫المتبقية وما سيعقب اإلجازة من توقف لظروف االمتحانات وغيرها‪ .‬وموضوعنا في هذه الليلة‬
‫موضوع مهم‪ ،‬موضوع من مباني هذه الشريعة‪ ،‬ومما يدل على عظمتها وتماسكها‪ ،‬ومما يدل على‬
‫إحكامها وإ تقانها من لدن حكيم خبير سبحانه وتعالى‪ ،‬وهذا الموضوع الذي أشير إليه بعنوان‬
‫"إغالق منافذ الشر" هو في الحقيقة كالم عن باب سد الذرائع في الشريعة‪ ،‬وسد الذرائع من األمور‬
‫المهمة جداً‪ ،‬ولهذا المفهوم تطبيقات كثيرة في الواقع نحتاج إليها‪ ،‬نحتاج أن نستلهم من الشريعة‬
‫طريقتها‪ ،‬نحتاج أن نستلهم من الشريعة طريقتها في معالجة األمور وفي أحكامها؛ ألن اإلنسان إذا‬
‫اهتدى بهدي الشريعة في واقعه فإنه يصل إلى خير كثير بإذن اهلل‪ .‬أما الذرائع‪ :‬فإنها المنافذ‬
‫والسبل‪ ،‬وفي اللغة‪ :‬الذريعة هي السبب الموصل إلى الشيء‪ ،‬والطريق المؤدي والباب والوسيلة‪،‬‬
‫الوسيلة إلى شيء تسمى ذريعة‪ ،‬وهي تحمل معنى التحرك واالنتقال من شيء إلى آخر‪ ،‬والذريعة‬
‫في اللغة‪ :‬كل ما يتخذ وسيلة إلى غيره‪ .‬وفي الشرع إن كان المقصود مصلحة فينبغي فتح الذرائع‬
‫إليه‪ ،‬وإ ن كان محرماً ينبغي سد الذرائع‪ ،‬إذاً هناك في الشريعة فتح ذرائع وسد ذرائع‪،‬الشريعة‬
‫جاءت لسد الذرائع وفتح الذرائع‪ ،‬سد الذرائع إلى المحرمات وفتح الذرائع إلى الخير والبر كما قال‬
‫الناظم‪:‬‬
‫حتم كفتحها إلى المنحتم‬ ‫سد الذرائع إلى المحرم‬
‫وهو الواجب حتم أيضا‪ .‬قال ابن القيم رحمه اهلل‪ :‬إذا حرم الرب شيئاً وله طرق تفضي إليه وتؤدي‬
‫إليه فإنه يحرم هذه الطرق والوسائل تحقيقاً لتحريمه وتثبيتاً له ومنعاً من االقتراب من حماه‪ .‬وفي‬
‫المقابل إذا أمر اهلل بشيء وأوجبه فإن الشريعة جاءت لفتح الطرق إليه‪ ،‬لفتح الذرائع إلى هذا األمر‬
‫وهذا الخير الذي أمر اهلل به‪ ،‬انظر مثالً إلى النظر إلى المرأة األجنبية‪ ،‬لما كان ذريعة إلى الزنا‬
‫صار محرماً‪ ،‬والسعي إلى البيت الحرام لما كان ذريعة للحج وأداء الفرض صار مأموراً به‬
‫يوصل إلى الحج المشروع‪ ،‬فالمنع من النظر إلى األجنبية سد للذريعة‪ ،‬والسعي إلى البيت الحرام‬
‫فتح للذريعة‪ .‬واألشياء التي جاءت الشريعة بتحريمها قد تكون حراماً لذاتها كالخمر‪ ،‬وقد يكون‬
‫حراماً إذا أدى إلى حرام مثل بيع العنب لمن يعصره خمراً‪ ،‬وهناك أمور قد أجمع العلماء على عدم‬
‫سدها‪ ،‬وأمور قد أجمع العلماء على سدها‪ ،‬وأمور قد حصل فيها الخالف‪ ،‬فمن األمور التي أجمع‬
‫العلماء على عدم سدها مثل‪ :‬منع زراعة العنب‪ ،‬ال يمنعون من زراعة العنب بحجة أنه ُيتخذ منه‬
‫الخمر؛ ألن العنب فيه فوائد كثيرة‪ ،‬فإنه يؤكل بالحالل ويؤخذ منه الزبيب وغير ذلك من األشياء‬
‫المباحة‪ .‬التجاور في البيوت والسكنى في العمائر قد يؤدي إلى الوقوع في المحرمات‪ ،‬ودخول‬
‫الجار على زوجة جاره بالحرام‪ ،‬لكن لم يمنع منه العلماء؛ ألن فيه فوائد عظيمة للناس‪ ،‬والناس‬
‫يحتاجون لالزدحام والسكن‪ ،‬يحتاجون إلى السكنى في العمائر والبيوت المتجاورة‪ ،‬فلم تحرم عند‬
‫العلماء من أجل أنها تؤدي إلى مفاسد؛ ألن المصالح التي فيها أعظم ال تقارن بالمفاسد‪ ،‬وكذلك بيع‬
‫السكاكين في األحوال العادية ليس محرماً‪ ،‬السكين فيها منافع كثيرة‪ ،‬فبها تذكى بهيمة األنعام‪،‬‬
‫ويستخدمها الناس في أشياء متعددة‪ ،‬فهل يقال بمنع بيع السكاكين ألنه ربما يستخدمها بعض الناس‬
‫في اإلجرام؟ الجواب‪ :‬ال‪ .‬لكن إذا صار وقت فتنة فال يباع السالح في وقت الفتنة‪ .‬هناك إذاً مفاسد‬
‫مهدرة ال يلتفت إليها بجانب حاجة الناس والمصالح العظيمة‪ ،‬وهناك أمور أجمع العلماء على سدها‬
‫مثل‪ :‬سب األصنام إذا كان يؤدي إلى أن يسب المشرك اهلل عز وجل‪ ،‬إذا سببت إلهه وصنمه سب‬
‫اهلل‪ ،‬فال يجوز لك أن تسب صنمه؛ ألنه يفضي إلى أمر أعظم‪ .‬وكذلك المنع من شهادة الخصم على‬
‫خصمه ألنه يخشى الشهادة بالباطل‪ ،‬وهناك أشياء اختلفوا فيها كبيع األجل‪.‬‬

‫األدلة على مفهوم سد الذرائع‪:‬‬


‫إن قال إنسان‪ :‬ما هي األدلة على هذا المفهوم ‪-‬يعني‪ :‬سد الذرائع وإ غالق منافذ الشر‪-‬؟ ولعلنا‬
‫سنركز على هذا الجانب وهو سد الذرائع‪ ،‬مع أن فتح الذرائع موضوع مهم جداً أيضاً لعلنا نذكر‬
‫منه طرفاً‪.‬‬

‫األدلة من القرآن‪:‬‬
‫َِّ‬
‫أما األدلة من القرآن على هذه القاعدة كثيرة‪ ،‬فمنها‪ :‬قول اهلل سبحانه وتعالى‪َ :‬وال تَ ُسُّبوا الذ َ‬
‫ين‬
‫ون اللَّ ِه فََي ُسُّبوا اللَّهَ َع ْدواً بِ َغ ْي ِر ِعْلٍم [األنعام‪ ]108:‬فنهينا عن سب آلهة المشركين إذا‬
‫ون ِم ْن ُد ِ‬
‫َي ْد ُع َ‬
‫كان سبها يؤدي إلى سب اهلل‪ .‬ومنع المسلمون من مخاطبة النبي صلى اهلل عليه وسلم بكلمة‬
‫(راعنا) حتى ال يستعملها اليهود والمنافقون شتيمة للنبي عليه الصالة والسالم ألنهم كانوا يقولون‪:‬‬
‫اعَنا َوقُولُوا ْانظُ ْرَنا‬‫يا محمد! راعناً ‪-‬يعني‪ :‬من الرعونة والطيش‪ n-‬يا َُّأيها الَِّذين آمُنوا ال تَقُولُوا ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫اس َم ُعوا َوِلْل َكاف ِر َ‬
‫ين‬ ‫[البقرة‪ ]104:‬ألن كلمة "انظرنا" ال تحتمل معنى سيئاً بخالف الكلمة األولى‪َ :‬و ْ‬
‫يم [البقرة‪ ]104:‬ومنع اهلل آدم وحواء من االقتراب من الشجرة‪ .‬أيها اإلخوة! أرجو أن‬ ‫ع َذ ٌ ِ‬
‫اب َأل ٌ‬ ‫َ‬
‫نتفطن لهذا المفهوم‪ ،‬هذا المفهوم دقيق ويحتاج إلى تفكير وتركيز‪ ،‬وفهمه يسهل فهم أشياء كثيرة‬
‫جداً‪ ،‬ويسهل عليك اتخاذ إجراءات كثيرة في حياتك‪ ،‬ويسهل عليك معرفة أحكام شرعية كثيرة‪،‬‬
‫ويسهل عليك فهم فتاوى العلماء في كثير من األحيان‪ .‬مفهوم "سد الذرائع" هذا له ارتباطات‬
‫اجتماعية ودعوية واقتصادية وغيرها كثير في الواقع‪ ،‬هذا المفهوم "سد الذريعة"‪ .‬منع اهلل آدم‬
‫وحواء من االقتراب من الشجرة حتى ال يكون ذلك ذريعة إلى األكل منها‪ ،‬فقال اهلل عز وجل‪َ :‬وال‬
‫الش َج َرةَ [البقرة‪ ]35:‬األصل المنع من أكلها‪ ،‬لكن سداً لذريعة قد يتوصل بها إلى األكل‬ ‫تَ ْقرَبا َه ِذ ِه َّ‬
‫َ‬
‫ين [البقرة‪ ]35:‬وغير ذلك من األمثلة‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫الشجرةَ فَتَ ُك َ ِ‬
‫ِ ِ َّ‬
‫ونا م َن الظالم َ‬ ‫نهياً عن االقتراب‪َ :‬وال تَ ْق َرَبا َهذه َ َ‬
‫الكثيرة في القرآن‪.‬‬

‫أدلة من السنة على باب سد الذرائع‪:‬‬


‫وأما في السنة فإن األدلة قد جاءت أيضاً بمفهوم سد الذرائع التي توصل إلى المحرمات‪ ،‬وعلى‬
‫رأسها الشرك‪ ،‬فمثالً‪ :‬نهى النبي صلى اهلل عليه وسلم أن يقول‪ :‬ما شاء اهلل وشاء محمد‪،‬‬
‫للشخص‪ ..‬حسماً لمادة الشرك وسداً لذريعة التشريك في المعنى‪ ،‬وقال لمن قال له‪ :‬ما شاء اهلل‬
‫وشئت قال‪( :‬أجعلتني هلل نداً؟) ونهت الشريعة عن رفع القبور‪ ،‬أكثر من شبر‪ ،‬وتعليتها ال تجوز‪،‬‬
‫ونهت عن تجصيصها وإ نارتها والكتابة عليها حتى ال تكون ذريعة إلى عبادة الموتى وتعظيمهم‬
‫وصرف أنواع من العبادة لهم كما حدث للكثيرين من المسلمين في هذا الزمان وغيره نتيجة بناء‬
‫األضرحة على القبور وتشييد المباني عليها وجعل الخدام والسدنة لها وهكذا‪ .‬نهت الشريعة عن‬
‫تعليق التمائم حتى ال يكون ذريعة للشرك‪ ،‬يعتقد الناس أن النفع من التميمة‪ ،‬وأن التميمة تؤثر‬
‫بذاتها‪ ،‬واألمثلة كثيرة في كتاب التوحيد للشيخ‪ /‬محمد بن عبد الوهاب رحمه اهلل‪ ،‬فإنه عقد في كتابه‬
‫هذا فصالً خاصاً بعنوان "باب ما جاء في حماية المصطفى صلى اهلل عليه وسلم جناب التوحيد‬
‫وسده كل طريق يوصل إلى الشرك" الحظ‪ ..‬وسده كل طريق يوصل إلى الشرك‪ ،‬وساق فيه حديث‬
‫(ال تجعلوا بيوتكم قبوراً وال تجعلوا قبري عيداً) وفي الشرح لهذا الحديث ذكروا حديث النبي عليه‬
‫الصالة والسالم‪( :‬ال تُشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد) فمنعنا من شد الرحال إال إلى ثالثة مساجد‪،‬‬
‫فال يجوز شد الرحال لزيارة مسجد آخر غير هذه الثالثة‪ .‬وكذلك أتى باألبواب في كتابه العظيم‬
‫مثل‪ :‬لبس الحلقة والخيط والرقى والتمائم والذبح في مكان يذبح فيه لغير اهلل‪ ،‬والعبادة في القبور‪،‬‬
‫نهينا عن الصالة في المقبرة؛ ألنها ذريعة إلى عبادة الموتى‪ ،‬ال يجوز الذهاب إلى العرافين‬
‫والكهان ولو كان اإلنسان غير معتقد أنهم يعلمون الغيب‪ ،‬ال يجوز إال إذا كان لإلنكار عليهم أو‬
‫إلفحامهم وإ قامة الحجة‪ ،‬أو ألخذهم وإ قامة التعزير ورفع أمرهم إلى القاضي ونحو ذلك‪ .‬لماذا نهينا‬
‫عن سب الدهر؟ ألنه يؤدي إلى سب اهلل عز وجل الذي خلق الدهر‪ ،‬الدهر ليس له تصرف‪ ،‬ال‬
‫يضر وال ينفع‪ ،‬اهلل الذي خلقه‪ ،‬يقلب األيام والليالي سبحانه وتعالى‪ .‬لماذا نهي السيد أن يقول‪:‬‬
‫عبدي وأمتي‪ ،‬وإ نما يقول‪ :‬فتاي وفتاتي وغالمي؟ نهينا عن الصالة عند طلوع الشمس وعند‬
‫غروبها حتى ال يكون ذريعة إلى مشاركة المشركين الذين يعبدون الشمس في ذلك الوقت‪ ،‬حتى في‬
‫األمور المتعلقة بالتطير وهذا له اتصال وثيق بالتوحيد‪ ،‬مثالً‪ :‬جاء النهي عن التسمي بأفلح ويسار‬
‫ورباح ونجيح‪ ،‬ألنه ذريعة إلى التطير والتشاؤم الذي كان موجوداً عند كثير من العرب في ذلك‬
‫الوقت‪ ،‬فإذا جاء وقال‪ :‬بركة موجودة أو موجود؟ قالوا‪ :‬ما في بركة‪ .‬تطير وتشاءم‪ ،‬ونحو ذلك من‬
‫األسماء‪ ،‬فإذا كان يخشى التطير والتشاؤم عند قوم فال يجوز التسمي بها بينهم‪ .‬وكذلك جاءت‬
‫الشريعة بسد الذرائع المؤدية إلى الوقوع في البدعة‪ ،‬ففكر معي اآلن لماذا نهينا عن تقدم صيام‬
‫رمضان بيوم أو يومين إال إذا وافق صوم اإلنسان؟ لماذا نهينا عن صيام يوم الشك وحرم علينا‬
‫صيام يوم العيد‪ ،‬واستحب لنا تعجيل الفطر وتأخير السحور‪ ،‬واألكل قبل عيد الفطر؟ والمصلي‪ n‬إذا‬
‫خرج من الفريضة ال يصلي وراءها مباشرة قد ورد النهي عن ذلك‪ ،‬يفصل بينها وبين النافلة إما‬
‫بكالم أو قيام‪ ،‬تغيير المكان أو الخروج من المسجد ويصلي في بيته‪ ،‬ال يصل صالة الجمعة بصالة‬
‫وراءها حتى يتكلم أو يخرج‪ ،‬نهينا عن الوصال في الصوم‪ ،‬نهينا عن الرهبانية والتبتل‪ ...‬كل ذلك‬
‫سداً لذريعة البدعة والزيادة في العبادة‪ .‬نهانا الشارع عن تصديق أهل الكتاب وتكذبيهم فيما لم‬
‫يوافق شرعنا أو يخالفه‪ ،‬ألنه إذا وافق شرعنا صدقنا وإ ذا خالف شرعنا كذبنا‪ ،‬لكن إذا لم يخالف‬
‫وال وافق فال نصدق وال نكذب؛ ألنه قد يكون حقاً فنكذبه أو يكون باطالً فنصدقه‪.‬‬

‫سد ذريعة الفواحش‪:‬‬


‫وتأمل طريقة الشارع الحكيم ‪-‬طريقة الشريعة‪ -‬في سد أبواب الفواحش فإن الشريعة لم تحرم‬
‫الزنا مثالً فقط وإ نما حرمت كل طريق‪ ،‬وسدت كل منفذ يؤدي إلى الوقوع في الفاحشة‪ ،‬تأمل قول‬
‫اهلل عز وجل مثالً‪ُ :‬ق ْل ِلْلم ِمنِين ي ُغ ُّ ِ‬
‫وجهُ ْم [النور‪ ]30:‬قول اهلل‪:‬‬ ‫ص ِار ِه ْم َوَي ْحفَظُوا فُُر َ‬
‫ضوا م ْن َْأب َ‬ ‫ُ ْؤ َ َ‬
‫اهِلَّي ِة اُأْلولَى‬
‫وال ي ْب ِدين ِز َينتَه َّن [النور‪ ]31:‬قول اهلل‪ :‬وقَرن ِفي بيوتِ ُك َّن وال تَب َّر ْجن تَب ُّرج اْلج ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ض ِر ْبن بَِأرجِل ِه َّن ِليعلَم ما ي ْخ ِف ِ‬
‫ين م ْن ِز َينت ِه َّن [النور‪ ..]31:‬فَال تَ ْخ َ‬
‫ض ْع َن‬ ‫ُْ َ َ ُ َ‬ ‫[األحزاب‪َ ..]33:‬وال َي ْ َ ْ ُ‬
‫َألوه َّن ِم ْن ور ِ‬
‫اء‬ ‫ََ‬ ‫اس ُ‬ ‫وه َّن َمتَاعاً فَ ْ‬
‫ض [األحزاب‪َ ..]32:‬وِإ َذا َسَأْلتُ ُم ُ‬ ‫ط َم َع الَِّذي ِفي َقْلبِ ِه َم َر ٌ‬
‫بِاْلقَ ْو ِل فََي ْ‬
‫اب [األحزاب‪ ]53:‬النهي عن خروج المرأة متعطرة تمر على رجال فهي زانية‪ ،‬سفر المرأة‬ ‫ِح َج ٍ‬
‫وحدها بغير محرم فيطمع فيها الفسقة‪ ،‬النظر إلى العورات‪ ،‬النهي عن الجلوس في الطرقات خشية‬
‫النظر إلى العورات‪ ،‬ولذلك أمر بغض البصر إذا كان ال بد من الجلوس؛ ألنه ليس له مجلس‪.‬‬
‫الخلوة باألجنبية‪( :‬ما خال رجل بامرأة إال كان الشيطان ثالثهما) وصف المرأة المرأة لزوجها‪،‬‬
‫وإ فشاء أسرار العالقة الزوجية‪ ،‬التفريق بين األوالد في المضاجع‪ .‬إذاً الشريعة فيها حكمة من‬
‫الحكيم الخبير‪ ،‬كل من منفذ يؤدي إلى الشر سدته‪ ،‬وهذا الكالم مهم جداً في هذه األيام التي عمت‬
‫فيها سبل الفاحشة من أفالم وتسهيل السفريات وغير ذلك من األشياء‪ ،‬لو قلت‪ :‬ما حكمها في‬
‫الشريعة؟ نقول‪ :‬انظر إلى ما تؤدي إليه‪ .‬قد تكون في األصل مباحة كالسفر‪ ،‬لكن لما كان يؤدي‬
‫إلى المحرمات صار حراماً؛ ألن الوسائل لها حكم المقاصد‪ ،‬إذا كان المقصد حراماً فالوسيلة حرام‪،‬‬
‫إذا كان المقصد مكروهاً فالوسيلة مكروهة‪ ،‬إذا كان المقصود واجباً فالوسيلة واجبة‪ ،‬وذلك هو ما ال‬
‫يتم الواجب إال به فهو واجب‪ ،‬إذا كان المقصد مستحباً فالوسيلة مستحبة‪ ،‬إذا كان المقصد مباحاً‬
‫فالوسيلة مباحة‪ .‬وتأمل لماذا ال تؤذن المرأة بين الرجال‪ ،‬وال تكون المرأة إمامة للرجال؟ صفوف‬
‫النسوة خلف صفوف الرجال‪ ،‬ال يرفع النساء أبصارهن إال بعد رفع الرجال‪ ،‬يعني‪ :‬ال يرفعن من‬
‫السجود إال بعد رفع الرجال حتى ال تظهر العورات‪ ،‬ألن الرجال كانوا يلبسون األزر‪ .‬وكذلك لو‬
‫قالوا‪ :‬ما حكم أن تدرس النساء عند رجل أحكام التجويد؟ قلنا‪ :‬إذا كانت المرأة تُحسِّن صوتها‬
‫وتزينه بحيث يؤدي إلى فتنة‪ ،‬فإن كان هناك من النسوة من ُيعلم ولو كان هؤالء النسوة ال يتقنها كل‬
‫اإلتقان‪ ،‬يعني‪ :‬ال يأتين باألشياء الدقيقة فنقول‪ :‬يكفين في تعليم النساء‪ .‬وكذلك لو راجعنا ما جاء‬
‫في الشريعة في مجال اجتناب مواطن التهم‪ ،‬أال يكون اإلنسان في موضع تهمة ُيظن به ظن سوء‪،‬‬
‫النبي عليه الصالة والسالم لما كان مع زوجته صفية ورآه رجالن من المسلمين يمشي معها أسرعا‬
‫المشي‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم‪( :‬على رسلكما‪ ،‬إنها صفية) قاال‪ :‬سبحان اهلل يا رسول اهلل!‬
‫يعني‪ :‬استعظما ذلك‪ ،‬فأخبرهم عليه الصالة والسالم أن الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم‪،‬‬
‫فإذاً اإلخبار أنها زوجته وأي واحدة من زوجاته؟ صفية ‪ ،‬وحددها باالسم سداً لذريعة إلقاء الشيطان‬
‫الشبهة أو الشك في نفس هذين الرجلين‪.‬‬

‫أبواب متفرقة في سد الذرائع‪:‬‬


‫لماذا ُينهى عن الخروج من المسجد بعد األذان وقبل الصالة؟ إذا أذن المؤذن ال تخرج من المسجد‬
‫حتى تصلي إال لحاجة أو ضرورة مثل أن يحتاج إلى الوضوء‪ ،‬أو صار له ظرف طارئ‪ ،‬لكن‬
‫األصل النهي ورد عن خروج الرجل من المسجد بعد األذان وقبل الصالة حتى ال يظن به ظن‬
‫سوء‪ .‬وكذلك إذا جئت إلى مسجد وهم يصلون وأنت قد صليت هل تجلس وراء الصفوف تتفرج‬
‫عليهم؟ ال‪ .‬كما ورد األمر بذلك في الصالة ولو صليت في رحلك وصليت في مسجد آخر ثم أتيت‬
‫مسجد جماعة فوجدتهم يصلون فصل معهم؛ ألن جلوسك وحدك وراءهم يسبب الشك والشبهة‬
‫والظن السيئ بك‪ ،‬كما قال النبي عليه الصالة والسالم ‪-‬الحديث في الصحيح‪ -‬لرجل‪ ( :‬ألست من‬
‫المسلمين؟ ) واحد أتى ما صلى معهم‪ ،‬أقيمت الصالة قاموا يصلون وهو ما صلى معهم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫(ألست من المسلمين؟ قال‪ :‬بلى يا رسول اهلل) لكن أنا صليت‪ .‬فأخبره عليه الصالة والسالم أنه إذا‬
‫جاء مسجد جماعة وهم يصلون فليصل معهم ولو كان صلى‪ ،‬تحسب له نافلة واألولى هي‬
‫الفريضة‪ .‬وهذا الباب يحتاجه الناس اآلن‪ ،‬اإلنسان ال بد أن يجلي موقفه‪ ،‬يستفيد من طريقة‬
‫الشريعة في توضيح األمور سداً لطريق الشيطان من إلقاء الظنون السيئة في نفوس اآلخرين‪ ،‬أوالً‪:‬‬
‫يجتنب أن يكون في مواضع التهم‪ ،‬فلو أن واحداً قال‪ :‬أكون واقفاً مع الفسقة في الشارع‪ ،‬أو في‬
‫مكان معروف أنه يرتاده الفساق‪ ،‬نقول‪ :‬إن جلوسك معهم ووقوفك معهم ذريعة للظن بك ظن‬
‫السوء‪ ،‬فإذا لم يكن هناك مصلحة راجحة من وقوفك‪ ،‬أو أن تستطيع توضيح موقفك لآلخرين فال‬
‫تقف هذه الوقفة‪ ،‬وال تجلس هذه الجلسة‪ ،‬وال تغش هذا المكان‪ ،‬وأماكن الشر التي يتردد عليها‬
‫الفساق كثيرة‪ ،‬مثالً‪ :‬هل يليق بشاب مسلم يخاف اهلل أن يذهب إلى مقهى من المقاهي التي تكون‬
‫فيها الشيشة‪ ،‬ولعب الورق‪ ،‬والطاولة وغير ذلك ويجلس فيها‪ ،‬يكون معهم؟ ال‪ .‬والشريعة كذلك‬
‫تحرص على معالجة النفوس وسد كل طريق من طرق الشحناء والبغضاء‪ ،‬لماذا نهينا عن تخطي‬
‫المسجد المجاور على فرض ثبوت حديث الذي فيه كالم للعلماء؟ لكن لو ثبت الحديث النهي عن‬
‫تخطي المسجد المجاور واالنتقال إلى المسجد اآلخر‪ .‬فذلك حتى ال يكون في ذلك ذريعة لهجر‬
‫المسجد‪ ،‬ألن الناس إذا تخطوا المسجد المجاور وذهبوا إلى مساجد أخرى هجروا مسجدهم‪ ،‬فبقي‬
‫المسجد بال رواد‪ ،‬وكذلك قد يكون فيه إيحاش لإلمام يقول‪ :‬هذا لماذا ال يصلي ورائي؟ هل يظن بي‬
‫سوءاً في ديني‪ ،‬أو خلالً في عقيدتي؟ لماذا ال يصلي ورائي؟ وكذلك يكون فيها تهمة للشخص؛ ألنه‬
‫من الحارة ومن الحي ومع ذلك ال يرى في المسجد‪ ،‬فأين هو؟ هل هو نائم في بيته؟ لماذا يتخلف‬
‫عن الصلوات؟‪ n‬فيظن به ظن سوء؛ ولذلك على اإلنسان أن يصلي من الصلوات‪ n‬ما يكون به ساداً‬
‫لذريعة ظن السوء به‪ .‬وكذلك نهى النبي صلى اهلل عليه وسلم عن الحديث بعد العشاء إال في طاعة‬
‫أو مجلس علم أو إكرام ضيف حتى ال يؤدي هذا السهر إلى تفويت قيام الليل أو إلى تفويت صالة‬
‫الفجر‪ .‬ثبت في الحديث النهي عن النوم قبل صالة العشاء حتى ال يؤدي إلى ترك صالة العشاء أو‬
‫تفويت وقتها‪ ،‬ولذلك اآلن أصحاب األعمال والدوام والنوبات الذين يعملون في الشركات‪ ،‬كمجال‬
‫الطيران وغيره‪ ،‬هؤالء قد يداومون في الليل ويحتاجون إلى نوم في النهار‪ ،‬فينبغي عليهم االنتباه‬
‫إلى أال يؤدي نومهم إلى تضييع الصالة‪ .‬وكذلك الطالب في أوقات االمتحانات بعضهم يسهر في‬
‫الليل للمذاكرة وينام في النهار مما يؤدي إلى تضييع صالة الظهر والعصر أحياناً‪ ،‬وهذا حرام ال‬
‫يجوز‪ ،‬فإذا كان العمل أو النوم مباحاً لكن إذا كان يؤدي إلى تضييع الصالة ال يجوز أن ينام حتى‬
‫يصلي‪ ،‬أو يتخذ من اإلجراءات ما يوقظه للصالة‪ .‬نهى الشارع أن يمدح الشخص أخاه المسلم في‬
‫وجهه؛ ألنه يؤدي إلى فتنته وإ دخال العجب والغرور في نفسه‪ .‬النهي عن االحتباء في الجمعة حتى‬
‫ال يؤدي إلى خروج الريح‪ ،‬أو انكشاف العورة‪ ،‬أو إلى النوم‪ ،‬أو هذه الجلسة تؤدي إلى جلب‬
‫النعاس‪ .‬ومنعت المعتدة من وفاة زوجها من الزينة والطيب‪ ،‬وال يجوز أن يصرح إنسان بخطبتها‪،‬‬
‫ألن النكاح محرم في العدة‪ ،‬فنهيت عن كل ما كان ذريعة إليه من التطيب والتزين والتصريح‪n‬‬
‫بالخطبة‪ .‬هذه قاعدة أيضاً معناها موجود في كثير من األدلة في العالقة الزوجية مثل الحائض فإنه‬
‫ال يأتيها إال إذا ائتزرت بإزار‪ ،‬ويستمتع بها ما فوق السرة وما تحت الركبة‪ ،‬وال تجوز المباشرة‬
‫في الفرج مطلقاً ألنه يؤدي إلى الوقوع في الجماع في الحيض وهذا محرم‪ .‬فنقول‪ :‬أحياناً يكون‬
‫الشيء مباحاً‪ ،‬ولكن يؤدي إلى شيء مذموم‪ ،‬هب أن إنساناً قدم بلداً وهو ما زال مسافراً سيمكث‬
‫فيها يوماً أو يومين في نهار رمضان‪ ،‬فإنه يجوز له اإلفطار‪ ،‬لكن ال يجوز له أن يفطر أمام الناس‬
‫لئال يظنوا به ظن السوء‪ ،‬ما أدراهم أنه مسافر؟ سيجلب التهمة إلى نفسه‪ .‬وكذلك ما ذكره العلماء‬
‫من عدم وضع السم في الطعام للفئران إذا كان في مكان تصل إليه يد األطفال مثالً‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫سد ذريعة الفحشاء والبغضاء‪:‬‬


‫أما في العالقات األخوية فإن سد الذرائع قاعدة موجودة واضحة في النصوص‪ ،‬فإن النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم نهى أن يبيع الرجل على بيع أخيه‪ ،‬إذا كان الواحد يساوم البائع فال يجوز إلنسان أن‬
‫يدخل بينه وبين البائع حتى تستقر األمور على شيء‪ ،‬إما أن تصل إلى طريق مسدود أو يتفقا‪ ،‬ال‬
‫يجوز إذاً أن تدخل في المساومة ‪-‬طبعاً هذا غير بيع المزايدة‪ ،‬بيع الحراج هذا أمر آخر‪ ،‬هذا جائز‬
‫في الشريعة‪ -‬لكن شخص يتفاوض مع البائع في الدكان على سلعة ال يجوز آلخر أن يدخل بينه‬
‫وبين البائع‪ ،‬إذا كان اتفق وإ ياه على السعر ولم يبق إال العقد واالستالم والتسليم فال يجوز أن يدخل‬
‫بينه وبين البائع‪ ،‬إذا تم العقد وهما في خيار المجلس ‪-‬يعني‪ :‬في الدكان ما غادراه‪ -‬يحق لكل‬
‫منهما الرجوع وال يجوز أن يأتي بائع آخر يقول من بعيد‪ :‬تعال‪ ،‬أنا أعطيك بأقل‪ ،‬افسخ البيع‬
‫وتعال‪ .‬أو إذا كانا في خيار الشرط‪ ،‬كأن يقول‪ :‬أشتريتها منك فإن لم تناسبني أرجعتها إليك بعد‬
‫يوم‪ ،‬فال يجوز أن يأتي شخص آخر يقول‪ :‬بكم اشتريتها؟ ردها إليه‪ ،‬وأنا أعطيك بأقل‪ ،‬كما أنه ال‬
‫يجوز لمشتر آخر أن يأتي إلى البائع ويقول‪ :‬افسخ البيع مع المشتري وأنا أشتريها منك بأكثر‪.‬‬
‫وإ نما نهي المسلم عن البيع على بيع أخيه والسوم على سوم أخيه سداً لذريعة البغضاء والشحناء‬
‫بين المسلمين‪ .‬ال يخطب على خطبة أخيه‪ ،‬لو علمت أن فالناً من إخوانك المسلمين تقدم لخطبة‬
‫فتاة‪ ،‬فال يجوز لك أن تتقدم إليهم تخطب البنت وأنت تعلم أن فالناً قد تقدم‪ ،‬حتى يردوه أو أنهم‬
‫يصرفوه ولو بالسكوت بمعنى‪ :‬أنهم لم يركنوا إليه‪ ،‬فإذا ركنوا إليه ال يجوز أن تدخل بينه وبينهم‪،‬‬
‫إذا لم يركنوا إليه فهم مترددون أو ردوه ورفضوه فيجوز لك أن تتقدم أو استأذنت منه فهذا جائز‪،‬‬
‫قلت‪ :‬يا أخي! ائذن لي أن أخطب هذه‪ ،‬أنت ستجد غيرها‪ ،‬أنت إنسان معروف وأنا غير معروف‬
‫وما عندي إال هذه الفتاة التي أتوقع أن يوافقوا لي عليها‪ ،‬فهل تأذن لي أن أتقدم وأخطبها؟ فإن أذن‬
‫جاز لك‪ ،‬وإ ن لم يأذن ال يجوز سداً لذريعة الشحناء والبغضاء‪ .‬النهي عن تناجي اثنين دون الثالث‪،‬‬
‫ألن ذلك يحزنه‪ ،‬هذه فيها ذريعة إلى البغضاء بين المسلمين‪ ،‬النهي عن الجلوس بين اثنين إال‬
‫بإذنهما‪ .‬كل ذريعة تؤدي إلى قطع الرحم فهي حرام‪ ،‬وقد منعت الشريعة نكاح المرأة على عمتها‬
‫والمرأة على خالتها؛ ألن ذلك يؤدي إلى قطع الرحم‪ ،‬ألن كالً منهما ستغار من األخرى‪ ،‬هذه عمتها‬
‫وهذه خالتها وستغار منها‪ ،‬وستكون القطيعة‪ ،‬فال يجوز الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها‪.‬‬
‫أما في المعامالت والبيوع مثالً‪ ،‬هذا ذكرنا طرفاً منه فيما يتعلق بآداب األخوة‪ ،‬وأيضاً الشريعة تسد‬
‫كل ذريعة إلى الربا‪ ،‬وكل طريق يوصل إليه‪ ،‬ولذلك ال يجوز بيع العينة‪ :‬وهي أن تبيع سلعة إلى‬
‫أجل ‪-‬إلى سنة‪ -‬بعشرة آالف ثم تقول‪ :‬تبعنيها نقداً بثمانية آالف هذا حرام‪ ،‬ال يجوز ألنه ذريعة‬
‫إلى الربا‪ .‬كذلك نهى النبي صلى اهلل عليه وسلم عن سلف وبيع‪ ،‬مع أن الشريعة تجيز السلف‬
‫لوحده وتجيز البيع لوحده‪ ،‬الحظ معي الشريعة تجيز السلف لوحده وتجيز البيع لوحده‪ ،‬لكن حرمت‬
‫السلف والبيع في آن واحد‪ ،‬ألنه إذا اجتمع سلف وبيع كان ذلك طريقة إلى القرض الذي يجر نفعاً‪،‬‬
‫فإذا قال‪ :‬أقرضك عشرة آالف على أن تبيعني ساعتك بكذا‪ .‬فال يجوز‪ ،‬لكن القرض لوحده جائز‬
‫والبيع لوحده جائز‪ ،‬هذا من الشواهد في السنة‪.‬‬

‫عمل الصحابة في باب سد الذرائع‪:‬‬


‫أما في عمل الصحابة رضوان اهلل عليهم فالشواهد كثيرة وكثيرة جداً‪ ،‬فمن ذلك أن الصحابة قتلوا‬
‫الجماعة بالواحد‪ ،‬اجتمع جماعة على واحد فقتلوه‪ ،‬لئال يكون ذريعة إال ضياع دماء المسلمين‪ ،‬كلما‬
‫أرادوا قتل واحد جاءت جماعة فقتلوه وضاع دمه‪ ،‬فالصحابة قضوا بقتل الجماعة بالواحد‪ .‬وكذلك‬
‫نفى عمر من كان سبباً في فتنة النساء بجماله؛ َسمع عمر أن فالناً يذكر على أنه أجمل أهل المدينة‬
‫علي به‪ .‬أتى به فحلق رأسه لعل الفتنة تزول‪ ،‬فازداد الرجل حسناً لما زال شعره وظهرت‬
‫فقال‪َّ :‬‬
‫جبهته كاملة‪ ،‬فقيل إنه عممه بعمامة فال زال جميالً! فقرر عمر أن يبعده إلى بلدة أخرى حتى ال‬
‫يكون سبباً لفتنة المسلمات في هذا البلد‪ ،‬وزوجه وأحسن إليه‪ ،‬ألنه رجل ليس بمذنب‪ ،‬فليس ذنبه أن‬
‫يكون جميل الخلقة فإن اهلل قد كتب أن يكون جميالً‪ ،‬لكن سداً لذريعة فتنة النساء مادام أن خبره‬
‫واسمه وذكره منتشر بين النساء ومتداول أبعده عمر‪ .‬قطع عمر رضي اهلل عنه شجرة بيعة‬
‫الرضوان التي تبايع الصحابة عندها في غزوة الحديبية ألجل أال يكون اجتماع الناس عليها ذريعة‬
‫إلى الشرك‪ .‬ولما وجد الصحابة قبر دانيال عليه السالم ‪-‬هذا أحد األنبياء‪ -‬في الفتوحات‪ ،‬وجدوه‬
‫عند قوم كان يستسقون به‪ ،‬يخرجون جسده وقت القحط‪ ،‬وأجساد األنبياء ال تأكلها األرض‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫مات منذ مئات السنين لكن ما تغير جسمه‪ .‬قالوا‪ :‬فحفرنا بالنهار ثالثة عشر قبراً متفرقة‪ ،‬فلما كان‬
‫بالليل دفنوه في واحد منها وسووا القبور كلها لتعميته على الناس حتى ال ينبشوه‪ ،‬كل هذا من‬
‫حرص الصحابة على سد ذرائع الشرك وتعظيم الموتى‪ .‬لماذا عزل عمر خالداً رضي اهلل عنهما؟‬
‫أخبر عمر أنه ما عزله عن سخط وال عن كره وال عن خيانة‪ ،‬لكن قال‪ :‬ولكن الناس فُتنوا به ِفخفت‬
‫أن يوكلوا إليه ‪-‬بدالً أن يتوكلوا على اهلل يقولون‪ :‬مادام أن الجيش فيه خالد فنحن منصورون‪-‬‬
‫فتنوا به فخفت أن يوكلوا إليه ويبتلوا به فأحببت أن يعلموا أن اهلل هو الصانع‪ ،‬هو الذي يصنع‬
‫النصر وهو الذي يقدر النصر سبحانه وتعالى‪ .‬من يخبرني لماذا أمر عمر ببناء الكوفة و البصرة؟‬
‫خاف عمر على المسلمين إذا سكنوا في بالد الفرس والروم أن يختلطوا ويتأثروا بعاداتهم‬
‫وأخالقهم‪ ،‬وقد يؤدي إلى الوقوع في شيء من المحرمات‪ ،‬أراد عمر أن يجعل بلداناً خاصة‬
‫للمسلمين‪ ،‬يكون المسجد في الوسط وحوله المساكن‪ ،‬ويجعل له قاضياً وإ ماماً‪ ،‬فـعمر خشي من‬
‫اختالط المسلمين إذا سكنوا في بلدان الكفرة أن يتفرق المسلمون فيها ويتأثرون بهم‪ ،‬فمصَّر‬
‫للمسلمين أمصاراً خاصة‪ .‬هذه بعض من أفعال الصحابة في مسألة سد الذرائع‪ ،‬وال زال العلماء‬
‫يفتون بقاعدة سد الذرائع‪ ،‬وهذا مشهور في المذاهب ومن أعظمها مذهب اإلمام مالك رحمه اهلل فإن‬
‫المالكية يعتمدون كثيراً على هذا الباب‪ ،‬لكن ينبغي أن يعلم أنه ال بد أن تكون الذريعة واضحة‬
‫للتحريم والمنع‪ ،‬ال متوهمة وال قليلة‪.‬‬

‫فتاوى عصرية في مسائل سد الذرائع‪:‬‬


‫ولنضرب أمثلة من فتاوى العلماء المعاصرين في مسائل سد الذريعة‪:‬‬

‫فتاوى في حكم االعتناء باآلثار‪:‬‬


‫قام واحد من الكتاب في إحدى الجرائد فذكر جواباً‪ ،‬وذكر فيه أن الدعوة إلى إعادة اآلثار وصيانة‬
‫هذه اآلثار وتسهيل الطرق إليها وجعل المرشدين والمصاعد وغير ذلك فيه مشابهة للكفار في‬
‫تعظيم آثار عظمائهم‪ ،‬وإ نفاق األموال في غير وجهها الشرعي‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وذكر من ضمن‬
‫األسباب أنها من وسائل الشرك ألنها تؤدي إلى تعظيم األماكن‪ ،‬ونقل عن شيخ اإلسالم ابن تيمية‬
‫رحمه اهلل كالماً في عدم مشروعية صعود جبل الرحمة ودخول القبة التي في أعاله المسماة بقبة‬
‫آدم‪ ،‬وعدم مشروعية إتيان المساجد التي عند الجمرات وزيارة المساجد غير المسجدين مثل‬
‫المسجد الذي تحت الصفا سابقاً‪ ،‬وفي سفح جبل أبي قبيس‪ ،‬والمساجد السبعة في المدينة‪ ،‬بعض‬
‫الناس يقول‪ :‬نذهب لنرى اآلثار‪ ،‬ونذهب لزيارة المساجد السبعة ونحو ذلك‪ ،‬ومعلوم ما نقل عن‬
‫الصحابة في المنع من إتيان جبل الطور مع أن جبل الطور جبل عظيم كلم اهلل عليه موسى‪ ،‬لكن‬
‫الصحابي نصح اآلخر قال‪ :‬لو علمت أنك ستذهب منعتك‪ ،‬وكذلك فعل عمر في قطع الشجرة التي‬
‫في بيعة الرضوان‪ n،‬لو كان االحتفاظ بهذه اآلثار اإلسالمية مشروعاً الحتفظ بها الصحابة وسيجوها‬
‫وسوروها وأصلحوا ما انهدم منها ونحو ذلك‪ ،‬فإذاً‪ :‬هي من ذرائع الشرك والبدع والوسائل‬
‫المفضية إليها‪.‬‬

‫فتوى في عدم جواز إظهار النصراني لدينه في الجزيرة‪:‬‬


‫وكذلك من فتاوى اللجنة الدائمة لإلفتاء ملخصات سريعة‪ :‬عدم جواز تمكين الكافر من إلقاء‬
‫محاضرات في المسائل الدينية في محافل المسلمين على مسمع من العامة‪ .‬ال يجوز أن يقام‬
‫مهرجانات يحضر فيها عوام المسلمين أو مؤتمرات يحضر فيها عوام المسلمين يقوم فيها نصراني‬
‫بالكالم عن صحة دين النصرانية‪ ، n‬وأصل دين النصرانية‪ ، n‬والدفاع عن دين النصرانية ‪ ،‬ألنه قد‬
‫يؤدي إلى تأثرهم‪.‬‬

‫فتوى في عدم جواز التجنس بجنسية‪ 9‬الدولة الكافرة‪:‬‬


‫وكذلك المنع من التجنس بجنسية الدولة الكافرة في غير الضرورة‪ n،‬وأن هذا التجنس وسيلة إلى‬
‫مواالتهم والموافقة على ما هم فيه من الباطل واإلقامة عندهم ونحو ذلك‪ ،‬قلنا‪ :‬في غير الضرورة‪،‬‬
‫المنع من التجنس بجنسية الدولة الكافرة‪.‬‬
‫فتوى في تحريم تمثيل‪ 9‬أدوار الصحابة في األفالم وغيرها‪:‬‬
‫وكذلك الفتوى التي جاءت في منع تمثل أدوار الصحابة في المسلسالت واألفالم أنه ال يجوز‪ ،‬هذه‬
‫الفتوى من هيئة كبار العلماء و اللجنة الدائمة لإلفتاء أيضاً‪ ،‬ألنه يؤدي إلى امتهانهم واالستخفاف‬
‫بهم والتعريض للنيل منهم‪ ،‬والحظ أن الذي يمثل دور الصحابي يكون قد دخل االستديو الذي قبله‬
‫ومثل في فلم حب وغرام‪ ،‬هو نفسه الممثل! يمثل دور صحابي وهو من أفسق وأفجر الناس‪،‬‬
‫وتخرج امرأة تمثل دور سمية أو دور إحدى أمهات المؤمنين وهي من أفسق وأفجر الممثالت‪ ،‬فال‬
‫يجوز تمثيل أدوار الصحابة‪.‬‬

‫فتوى في تحريم قيادة المرأة للسيارة في المدن‪:‬‬


‫كذلك الفتوى التي صدرت بتحريم قيادة المرأة للسيارات في المدن‪ .‬ذكر الشيخ‪ /‬عبد العزيز في‬
‫فتواه‪ :‬معلوم أنها تؤدي إلى مفاسد وذكر منها‪ :‬الخلوة واالختالط والسفور والزينة‪ ،‬وكشف الوجه‬
‫وترك البيوت‪ ،‬ونحو ذلك من األسباب التي تؤدي إليها قيادة المرأة للسيارة‪ ،‬يعني‪ :‬لو أنها قادت‬
‫في بر بعيد وما حولها أحد ال تقل إنه حرام‪ ،‬القيادة بحد ذاتها ليست بحرام‪ ،‬إمساك المرأة للمقود‬
‫وتبديل الناقلة في المحرك والدوس على دواسة البنزين والكابح ليس محرماً بحد ذاته‪ ،‬لكن لو أنه‬
‫سمح به في المدينة فال يجوز‪ ،‬النساء اليوم كثير منهن (مفلوتات) من غير قيادة فكيف لو قادت‬
‫بنفسها وذهبت إلى من تشاء‪ ،‬وواعدت الشاب‪ ،‬ال يحتاج إلى أن يذهب هو إليها‪ ،‬هي تأتي إليه وهي‬
‫تمشي‪ ،‬وإ ذا واحد أشار إليها وقفت‪ ،‬وإ ذا بنشر إطار نزلت وحسرت وغيرت وبدلت‪ ،‬وإ ذا خالفت‬
‫المخالفات المرورية تقف ويحاسبها شرطي المرور! المهم تصير المسألة امتهاناً‪ ،‬وفيها مساعدة‬
‫على انتشار الرذيلة والفساد واالختالط المحرم‪.‬‬

‫فتوى في تحريم دراسة المرأة لبعض التخصصات‪:‬‬


‫وكذلك ما صدر من فتوى عن الشيخ بتحريم دراسة المرأة لبعض التخصصات التي يعلم أنها‬
‫ستتوظف بعدها في مجال محرم‪ ،‬يعني مثالً‪ :‬ما حكم دراسة المرأة لتخصص في أعمال‬
‫السكرتارية؟ الطباعة والمراسالت والمقابالت‪ ،‬واختزال االجتماعات ونحو ذلك‪ ،‬دراسة المرأة‬
‫لهذا الحقل ماذا يؤدي إليه؟ ليس حراماً أن تتمرن عليه وتفتحه وتدرس المقررات فيها‪ ،‬لكن فكروا‬
‫يا جماعة‪ ،‬ألن أعداء اإلسالم يخططون‪ ،‬وهذا الباب مهم جداً "سد الذرائع" في إفشال مخططاتهم‪،‬‬
‫ووعي المسلم بعظمة دينه وشريعته‪ ،‬ومن مباني الشريعة سد الذرائع‪ ،‬وهو مهم في الرد عليهم‬
‫وفي إفحام أهل الباطل‪ ،‬فدراسة المرأة لبعض التخصصات التي ُيعلم أنها لو درستها بعد التخرج‬
‫ستتوظف في األماكن المحرمة ال يجوز دراسة التخصصات هذه أصالً‪ ،‬وهناك تخصصات مباحة‬
‫وجائزة مثل أن تتخصص في التدريس أو الخياطة ونحو ذلك‪ ،‬وهناك تخصصات يمكن أن تؤدي‬
‫إلى محرمات‪ ،‬كأن تختلط وتكشف‪ ،‬وهذا حرام‪ ،‬وممكن أنها تكون في مستوصف نسائي مثالً‬
‫تداوي النساء‪ ،‬أو مستشفى نسائي‪ ،‬أو ما تختلط بالرجال وال تكشف وال تلمس رجالً أجنبياً ونحو‬
‫ذلك‪ ،‬فنقول‪ :‬هذا مباح‪ .‬وهناك أعمال واضح جداً أنها بعد التخرج منها ستشتغل في األعمال‬
‫المحرمة‪ ،‬في تخصصات مثل تخصص السكرتارية مثالً‪.‬‬

‫فتوى بخصوص الزواج من الكتابيات‪:‬‬


‫وكذلك ما صدر من الفتوى بالزواج باألجنبيات ‪-‬الكتابيات‪ -‬هو مباح أم ال؟ الزواج بالكتابية ليس‬
‫مباحاً على إطالقه‪ ،‬وإ نما المحصنات من أهل الكتاب‪ ،‬إذا كانت معروفة بالعفة‪ ،‬وأما إذا كان لها‬
‫أصدقاء وتخرج وتذهب لتعاشر من شاءت فهذه ال يجوز الزواج منها‪ ،‬لكن افرض أنها محصنة في‬
‫ألمانيا والقانون األلماني يعطي الحق للزوجة في األوالد‪ ،‬لو اختلفت أنت وإ ياها‪ ،‬أنت المسلم وهي‬
‫الكافرة لو اختلفت فلجأت للقانون يأخذون منك األوالد بالقوة‪ ،‬وبسبب هذا تنصر كثير من أبناء‬
‫المسلمين‪ ،‬عمدتهم في الكنيسة وذهبت وصاروا نصارى‪ ،‬كبروا هناك وصاروا نصارى‪ ،‬هذه‬
‫حاالت كثيرة‪ ،‬والذين درسوا في الخارج واشتغلوا في الخارج وأقاموا في الخارج يعلمون هذا‬
‫جيداً‪ .‬فإذاً هل يقال‪ :‬هيا تزوج من الكتابية وهو معلوم أنه سيتسبب في أن يلحق أوالده بـالنصرانية‪n‬‬
‫أو يكون عليه تسلط من الكفار؟ واآلن في حياتنا االجتماعية لو قلت لي‪ :‬ما حكم نزول األوالد إلى‬
‫الشارع؟ ينزل األوالد يلعبون في الشارع‪ ،‬ما حكم لعب األوالد في الشوارع؟ في األصل أنه مباح‬
‫لكن إذا كنت أو علمت بالتجربة وبالعلم وبالخبر أن نزول األوالد إلى الشارع يسبب تعلم أوالدك‬
‫التدخين والمخدرات واأللفاظ البذيئة والفاحشة والوقوع في اللواط والخطف ‪ ...‬إلخ‪ ،‬وأنت تعلم‬
‫هذا من الواقع ومن الشواهد‪ ،‬فهل تترك أوالدك ينزلون إلى الشوارع ويقضون الساعات في‬
‫الشوارع؟ هذا باب سد الذرائع باب مهم جداً‪ .‬وكذلك لو قلنا‪ :‬ما حكم فتح وكالة سفريات؟ جاء‬
‫واحد يسأل قال‪ :‬أنا سأفتح وكالة سفريات‪ ،‬ما رأيكم؟ فتح وكالة سفريات إذا كان يؤدي إلى‬
‫محرمات مثل المشاركة في نقل الناس إلى عواقب الفساد في الصيف إلى مانيال وإ لى بانكوك‬
‫وغيرها‪ ،‬وإ ركابهم الطائرات في خطوط أجنبية تحمل الخمر والخنـزير‪ ،‬وذهاب المسلمين إلى بالد‬
‫الكفار وغير ذلك‪ ،‬إذاً ال يجوز فتحها‪ ،‬صار هذا عمالً محرماً‪ ،‬أنت تساعد على الفساد‪ .‬وكذلك لو‬
‫قلت‪ :‬ما حكم فتح محالت الكوافيرات؟ ما حكم تزيين المرأة لشعر امرأة أخرى؟ الجواب‪ :‬مباح‬
‫جائز‪ ،‬إال إذا حصل فيه محرم مثل النمص‪ ،‬والصبغ بالسواد ‪ ...‬إلخ‪ ،‬أو أنها تجعل شعرها على‬
‫قصة قصيراً جداً مثل الرجل أو مثل الكافرات ‪ ...‬إلخ المحاوالت الكثيرة الموجودة عند‬
‫الكوافيرات‪ .‬إذا الحظ اإلنسان أن الكوافيرة ستفتح مرتع فساد‪ ،‬وأنه سيكون من عملها نزع شعر‬
‫المرأة والكشف عن عورتها أو عن جزء أو شيء من العورة‪ ،‬وهذا معلوم‪ ،‬هذا ليس مبالغة‪ ،‬والذي‬
‫يعرف أخبار الكوافيرات يعلم أكثر من هذا بكثير جداً‪ ،‬فإذا الحظ أن هذا هو الذي سيحدث أو إذا‬
‫فتح ‪-‬مثالً‪ -‬معمل خياطة نسائي إذا كان يعلم أنه يؤدي إلى أن يكون مكان فساد فعدم فتحه من باب‬
‫سد الذرائع‪ .‬اتخاذ محالت ألعاب مثالً يضعون فيها ألعاباً ويأتي إليها هؤالء الشباب الذين يرتادون‬
‫محالت األلعاب العامة عادةً ماذا يكون حالهم؟ إذا الحظ اإلنسان أن المكان صار مكان فساد‪،‬‬
‫وتواعد على مواعيد اللواط؟ وهذا صار شيئاً معروفاً فما حكم فتح المحل؟ وما حكم االستمرار في‬
‫المحل؟ هو يرى أمامه أن هذا هو الحاصل‪ .‬انظر هذا باب سد الذرائع واهلل باب عظيم جداً من‬
‫أبواب الشريعة‪ ،‬ولو أن الناس فقهوا فيه والذين يعملون المشاريع وغير ذلك من الناس فهموه لكفينا‬
‫شراً كثيراً جداً‪ .‬مدينة مالهي‪ ،‬تعمل لك مدينة مالهي‪ ،‬ثبت لك بالتجربة والواقع أن مدينة المالهي‬
‫يعني تبرج النساء واالختالط ومواعدة الشباب للفتيات في هذه األماكن مثالً‪ ،‬نقول‪ :‬إذا غلب على‬
‫ظنك أن هذا هو الذي سيحدث فمنعهم ال شك فيه‪.‬‬

‫سد الذرائع في الدعوة إلى اهلل وفي السياسة الشرعية‪:‬‬


‫وفي مجال الدعوة إلى اهلل والسياسة الشرعية فسد الذرائع باب عظيم‪ ،‬فأنتم تعلمون حديث معاذ‬
‫في حق العباد على اهلل عز وجل أال يعذب من ال يشرك به شيئاً‪ ،‬قال‪( :‬قلت‪ :‬يا رسول اهلل! أفال‬
‫أبشر الناس؟ قال‪ :‬ال تبشرهم فيتكلوا) أي‪ :‬إذا بشرتهم كان ذلك ذريعة إلى اتكالهم‪ ،‬ولهذا قال علي‬
‫رضي اهلل عنه‪[ :‬حدثوا الناس بما يعقلون أتحبون أن يكذب اهلل ورسوله؟] في مجال الدعوة‬
‫والتعليم‪ ،‬ال تعط الناس كالماً فوق مستواهم وفوق عقولهم؛ ألنه يكون ذريعة إلى التفريط بأشياء‬
‫من الدين أو النفور من الدين ونحو ذلك‪ .‬وكذلك هجر الكافر وهو من الشريعة‪ ،‬لكن إذا كان هجره‬
‫يؤدي إلى زيادة في ابتعاده ومستغن عنك وعن أمثالك‪ ،‬ولو هجرته استراح منك ومن نصحك‪،‬‬
‫وقال‪ :‬الحمد هلل أني افتككت منك‪ ،‬هجر العاصي إذا كان يسبب زيادة معصيته ال يؤجر؛ ألنه يؤدي‬
‫إلى نفوره‪ ،‬لكن هجره إذا كان يؤدي إلى رجوعه إلى الحق وشعوره بالخطأ يؤجر‪ .‬كذلك المبتدع‬
‫األصل وجوب هجره واإلغالظ عليه‪ ،‬لكن إذا كان اإلغالظ عليه يؤدي إلى وقوع مقتلة‪ ،‬إراقة‬
‫دماء فال‪ ،‬فينبغي أن ُيفهم هذا‪ ،‬وهو من باب السياسة الشرعية‪ .‬ومثل ذلك أيضاً ترك البناء على‬
‫النوايا الخفية سداً لذريعة الفساد‪ ،‬مثل النبي صلى اهلل عليه وسلم ما قتل المنافقين مع أنه قد ثبت‬
‫لديه نفاق بعضهم‪ ،‬لكن لم يقم عليهم حد الردة؛ ألنه خشي أن يقول الناس‪ :‬إن محمداً يقتل أصحابه‪.‬‬

‫التوسع في باب سد الذرائع‪:‬‬


‫وفي نهاية المطاف في هذا الباب بقي عندنا نقطتان‪ :‬النقطة األولى‪ :‬أن التوسع في باب سد‬
‫الذرائع فيه محاذير ألنه قد يؤدي إلى تحريم أشياء لم تحرمها الشريعة‪ ،‬وكذلك ال بد من االنتباه إلى‬
‫أن تكون المفسدة حقيقية وليست مفسدة متوهمة‪ ،‬هل نمنع زراعة العنب في أرجاء األرض ألن‬
‫بعض الناس سيتخذونه خمراً؟ ال‪ .‬لكن هل تبيع العنب على صاحب مصنع خمر؟ ال‪ .‬إذاً ما هو‬
‫الفرق؟ منع زراعة العنب بالكلية‪ ،‬ومنع بيع العنب بالكلية‪ ،‬ومنع بيعه على من عنده مصنع خمر؟‬
‫ألن بيعه على صاحب مصنع خمر مفسدة واضحة‪ ،‬ألنه سيستخدمه في صنع الخمر‪ ،‬لكن ذاك ما‬
‫فيه مفسدة واضحة‪ ،‬الناس يأخذونه ويشربون عصيره ويصنعون منه زبيباً‪ ،‬فالمفسدة منه ليست‬
‫واضحة ومتأكدة‪ .‬نأخذ بعض المسائل والمفاسد المتوهمة التي يؤدي سدها إلى الوقوع في مفاسد‬
‫أخرى أشد‪ ،‬لو قال‪ :‬أخشى إن تزوجت أن أكون فقيراً أمد يدي إلى الناس‪ ،‬أخشى إن تزوجت أن‬
‫أصبح فقيراً وعندي أوالد ما عندي راتب يكفيني ومصروفات‪ ،‬وأصبح فقيراً أمد يدي إلى الناس‪،‬‬
‫وهو يعلم أنه لو ترك الزواج سيقع في المحرمات‪ ،‬فنقول‪ :‬ال‪ ،‬ال تقل‪ :‬أترك الزواج سداً لذريعة‬
‫الفقر‪ ،‬وإ نما افتح الذريعة وتزوج يغنيك اهلل من فضله‪ ،‬تزوج لتسد ذريعة الوقوع في الفاحشة‪.‬‬
‫كذلك مثالً من أمثلة المفاسد المتوهمة العصرية‪ ،‬المفاسد األقلية التي ال تراعى مثالً‪ :‬زراعة‬
‫الجراثيم في معامل األدوية والعقاقير لعمل األمصال الواقية‪ ،‬قد يحصل منه مفسدة وانتشار أشياء‪،‬‬
‫لكن هناك مصالح كثيرة في زراعة هذه الجراثيم وعمل األمصال الواقية والمضادة لها‪ .‬فإذاً من‬
‫الذي يقدر المسألة التي فيها مفسدة فنسد الباب ونمنع ويكون التحريم أو ما فيها مفسدة؟ ال بد أن‬
‫يكون صاحب علم شرعي طبعه معتدل‪ ،‬وصاحب عقل ال يقع في وسوسه؛ ألن بعض الناس ممكن‬
‫أن يوسوس في هذا الباب فيسد كل المنافذ؛ وبالتالي يعقد حياته وحياة من معه بحجة سد الذرائع‪،‬‬
‫فمثالً‪ :‬يقول للمرأة‪ :‬ال تخرجي من البيت نهائياً وال إلى بيت أهلك أو إلى الجيران أو إلى المحل‬
‫أبداً؛ ألنه يمكن أن تتعرضي للفساد‪ .‬فالقول بأنه ال تخرج المرأة نهائياً إال إلى القبر ما هو صحيح‪،‬‬
‫فمثل هذا الرجل عمل مفسدة‪ ،‬حيث توهم أن كل خروج فيه مفسدة‪ ،‬وهذا غير صحيح‪ ،‬المرأة إذا‬
‫كانت معروفة عند زوجها بعفتها وصالحها‪ ،‬فلماذا نمنعها من الخروج بالكلية؟ نعم‪ .‬ال ُنكثر من‬
‫خروجها؛ ألن اهلل قال‪َ :‬وقَ ْر َن ِفي ُبُيوتِ ُك َّن [األحزاب‪ ]33:‬قاله ألتقى نساء األرض ألمهات‬
‫المؤمنين‪َ :‬وقَ ْر َن ِفي ُبُيوتِ ُك َّن [األحزاب‪ .]33:‬فإذاً‪ ،‬إنسان ال يعرف أن يقدر المفسدة؛ يلجأ إلى‬
‫صاحب علم وعقل يقدر له المفسدة‪.‬‬

‫مسألة فتح الذرائع إلى الخير من الشريعة‪:‬‬


‫ذكرنا أن سد الذرائع من الشريعة‪ ،‬وينبغي أن يعلم أن فتح الذرائع ‪-‬أيضاً‪ -‬إلى الخير من‬
‫الشريعة‪ ،‬مثالً‪ :‬ففتح الذرائع إلى تعلم العلم مهم‪ ،‬السفر إلى العلماء‪ ،‬وحضور الدروس‪ ،‬تمكين‬
‫األوالد من حضور الدروس والمحاضرات‪ .‬يا أيها األب‪ :‬يجب أن تفتح الذريعة إلى الخير‪ ،‬انتشار‬
‫المعروف خير ال بد من فتح الذرائع إليه‪ ،‬التوعية‪ ،‬استخدام الشريط والكتاب ونحو ذلك‪ ،‬الولد ال بد‬
‫أن يصلح حاله‪ ،‬تفتح الذرائع إلى ذلك فتشجعه على الصلة بالشباب الطيبين وتسهل تعرفه عليهم‬
‫وتعرفهم عليه واإلتيان بهم‪ .‬فإذاً هذا الباب فتح الذرائع إلى الخير أيضاً باب عظيم وأصل مهم من‬
‫األصول الشرعية؛ كما أن سد الذرائع إلى المحرمات أصل عظيم وركن ركين من أركان هذه‬
‫الشريعة‪ .‬وكان هذا نهاية المطاف في ما لدينا من النقاط في هذا الموضوع الذي هو في الحقيقة‬
‫وفي نظري واجتهادي أنه موضوع مهم ينبغي علينا أن نتفقه فيه ألنه يوفر لنا كثيراً من‬
‫الحصانات‪ ،‬ويرشدنا إلى كثير من أسباب الوقاية‪ ،‬وأيضاً يسهل لك الرد على المبطلين‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫الجهاز هذا جهاز كهربائي‪ ،‬شاشة وهذا ليس فيه شيء‪ .‬تقول‪ :‬إنه ذريعة إلى الفساد والشر إذا كان‬
‫يستخدم في الشر‪ .‬فنسأل اهلل أن يلهمنا رشدنا‪ ،‬وأن يقينا شر أنفسنا‪.‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫حكم المأموم الذي سبقه اإلمام بركوع أو سجود دون علمه‪:‬‬
‫السؤال‪ :‬حدث ارتباك في الركعة األخيرة وال نعرف سبب ذلك‪ ،‬هل هو من مكبر الصوت؟‬
‫الجواب‪ :‬لعل هذا السؤال من النساء‪ ،‬أما عند الرجال فما حدث شيء‪ ،‬فهذا يعني أن ذلك من مكبر‬
‫الصوت عند النساء‪ .‬والمهم أنه إذا انقطع مكبر الصوت وفات على المصلي شيء من صالته فإنه‬
‫يأتي بما فاته إذا اكتشف صمته ويتابع اإلمام‪ ،‬كشخص قائم في الصالة على أن اإلمام يقرأ الفاتحة‬
‫في الركعة السرية‪ ،‬وفجأة سمع اإلمام يقول‪ :‬سمع اهلل لمن حمده؛ فماذا يفعل المأموم؟ يكبر فيركع‬
‫ثم يرفع ويتابع اإلمام‪.‬‬

‫حكم تزين الشاب الوسيم‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬هل يمكن أن يكون اللباس والتزين للشاب الوسيم وسيلة وذريعة إلى الفاحشة؟ الجواب‪:‬‬
‫نعم‪ .‬فإذا كان جميالً أو أمرد يخشى على نفسه فتنة فال يتزين ويتعطر ويتطيب ويخرج بين الفسقة‬
‫أو أهل األهواء‪ ،‬أو مثالً يحسر ثوبه عن ساقيه فقد يكون فيها فتنة أيضاً‪ ،‬وهذا ال يجوز‪ ،‬حرام‪ ،‬فإذاً‬
‫اإلنسان أدرى بنفسه ويعلم بالتجربة‪ ،‬هذه أشياء تعلم بالتجربة‪ ،‬ما فيها جواب واحد لجميع الناس‪.‬‬

‫حكم الجلوس مع أناس ال تظهر عليهم التقوى‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬الجلوس مع أناس يتعاطون الدخان أو أناس ال يتبين من مظاهرهم أنهم أهل التقوى؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان لنهيهم عن المنكر ينهاهم‪ ،‬وإ ذا ما انتهوا عن المنكر يتركهم‪ ،‬هذا ما يفعل‪.‬‬

‫تحريم كل عمل يوصل إلى حرام‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬األمور التي ليست حراماً في أصلها لكن نهي عنها سداً للذريعة هل يجوز أن نعملها؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان يؤدي إلى الحرام فال يجوز أن يعملها‪ ،‬أما إذا كان مقصود السائل شيئاً آخر فيأتي‬
‫ويبين ألن كل األمور إما أن تكون حراماً بذاتها أو حراماً لما تؤدي إليه‪.‬‬

‫الخروج من المسجد بعد األذان‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬ما هو الحديث الذي ورد وفيه النهي عن الخروج من المسجد بعد األذان؟ الجواب‪:‬‬
‫الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أنه رأى رجالً خرج من المسجد بعد األذان‬
‫وقبل الصالة فقال‪( :‬أما هذا فقد عصى أبا القاسم) صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫امرأة تدعو رجالً أجنبياً إلى اهلل‪:‬‬


‫ابتالء عظيماً‪،‬‬
‫ً‬ ‫مبتلى بمعاكسة النساء‬ ‫السؤال‪ :‬شخص غير ملتزم لكنه مقبل على الخير‪ ،‬وكان‬
‫ً‬
‫ُدعي إلى الفاحشة أكثر من مرة ولكنه لم يفعل شيئاً والحمد هلل‪ ،‬وقد أعجبت به إحدى الفتيات التي‬
‫يظهر عليها أنها متحجبة أو يقول‪ :‬يظهر عليها الحجاب‪ ،‬وأعطته هدية ورسائل فيها كالم طيب‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬انظر ‪ ..‬هذه ذريعة‪ ،‬فتاة أجنبية تعطي رجالً أجنبياً أشرطة وكتباً‪ ،‬وتقول له‪ :‬إذا صار‬
‫عندك أي أسئلة اتصل علي‪ ،‬وأصحيك لصالة الفجر ‪-‬أنا واهلل ال أمزح‪ ،‬أنا أقول‪ :‬واهلل من جد هذا‬
‫قد يحصل‪ -‬أصحيك لصالة الفجر‪ .‬هذا ذريعة للشر‪ ،‬أي نعم‪ ،‬هذا ذريعة للشر والفساد وأعلم يقيناً‬
‫حاالت وقع فيها أناس في محرمات من هذه الطريقة‪ ،‬ما هذه طريقة نصح الرجال للنساء والنساء‬
‫للرجال‪.‬‬
‫حكم الدش‪:‬‬
‫السؤال‪ :‬ما حكم اقتناء الدش؟ الجواب‪ :‬طبعاً هذا واضح‪ ،‬هذا فيه فتوى مثل الشيخ‪ /‬عبد العزيز‬
‫والشيخ‪ /‬محمد بن صالح بن عثيمين وغيرهم في تحريمه؛ ألنه ينقل إلينا المحرمات واألفالم‬
‫اإلباحية الموجودة في المحطات الكثيرة العالمية‪.‬‬

‫الضابط في تحريم األلعاب المسلية‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬ما الضابط في تحريم األلعاب المسلية‪ .‬الجواب‪ :‬نذكر بعض الضوابط‪ ،‬بعض األلعاب‬
‫نص الشارع على تحريمها كالزهر ‪-‬النرد‪ -‬كل لعبة فيها نرد ‪-‬النرد‪ :‬المكعبات المعروفة‪ -‬ورد‬
‫النص بتحريمها بقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬من لعب بالنرد فقد عصى اهلل ورسوله) (من‬
‫لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير أو دمه) فهذا واضح‪ .‬األلعاب التي فيها قمار‬
‫حرام‪ ،‬ألعاب تلهي عن ذكر اهلل حرام‪ ،‬ألعاب فيها صليب حرام‪ ،‬ألعاب فيها تماثيل‪ .‬األلعاب التي‬
‫تعتمد على التهديف‪ ،‬لنقل مثالً‪ :‬لعبة البولنج‪ ،‬اللعبة تعتمد على التهديف‪ ،‬تأخذ الكرة وترمي بها‬
‫مجموعة من القوارير ما عملت فيها مقامرة وال ألهتك عن الصالة ‪-‬مثالً‪ -‬أو التهديف بالسهام‬
‫ونحو ذلك‪ ،‬إذا كان ال يرمي بها في طريق إنسان؛ ألن بعض هذه األلعاب قد تكون مؤذية من‬
‫مجال أن فيها حداً يخرق ويجرح‪ ،‬فهذه إذا كانت مؤذية فال يجوز إعطاؤها لألطفال أصالً‪ ،‬يأثم‬
‫األب إذا أعطى ألوالده أشياء يجرحون بها أنفسهم‪ .‬األلعاب التي فيها تهديف‪ ،‬أو فيها جمع أشياء‬
‫وتركيبها‪ ،‬هذه أشياء مفيدة لألطفال‪ ،‬أو عمل سيارات أو طائرات أو محركات‪ ،‬هذه األلعاب فنية‬
‫وجيدة‪ ،‬الشاهد‪ :‬أن هناك ألعاباً كثيرة مباحة وألعاباً أخرى محرمة ذكرنا بعضها‪.‬‬

‫حكم إعفاء اللحية إذا ترتب عليها ضرر‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬ما حكم إعفاء اللحية إذا كان يترتب عليها ضرر؟ الجواب‪ :‬نقول‪ :‬إذا كان يترتب عليه‬
‫ضرر ال يتحمل كأن يسجن مدى الحياة أو سنوات طويلة‪ ،‬أو يضرب أو يجلد‪ ،‬أو يؤذى بأنواع من‬
‫اإليذاء أو يقتل‪ ،‬ففي هذه الحالة يجوز له حلقها‪ ،‬وأما إن كانت المسألة مساءلة وأشياء من التحقيقات‬
‫التي يتحملها اإلنسان في العادة فهذا ال يجوز له أن يحلقها‪.‬‬

‫مشكلة ضعف االلتزام‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬نرى في السنوات األخيرة كثرة إقبال الناس على اإلسالم والتمسك به‪ ،‬لكن هناك نوع من‬
‫الضعف والفتور في وسط كثير منا ‪-‬الملتزمين‪ n-‬عموماً في نواحي المحافظة على الوقت والخلطة‬
‫الزائدة‪ ،‬وفي الضعف في طلب العلم وتربية النفس وغير ذلك من النواحي؟ الجواب‪ :‬هذا ذكرناه‬
‫في محاضرات سابقة‪ ،‬مثالً‪ :‬ذكرناه في محاضرة منذ فترة ليست ببعيدة بعنوان "مظاهر نقص‬
‫االستقامة" فيمكن أن يرجع إليها أو "الجدية في التزام اإلسالم" محاضرة ‪-‬أيضاً‪ -‬منذ فترة سابقة‬
‫وقديمة‪.‬‬

‫الطريقة المثلى إلنكار التبرج‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬يوجد بعض المنكرات مثل‪ :‬تبرج النساء المسلمات‪ ،‬فكيف ينكر الشاب على المرأة؟‬
‫الجواب‪ :‬عليه أن يمشي فإذا رأى متبرجة يقول لها‪ :‬اتقي اهلل وتحجبي فقط‪ ،‬وال يقول‪ :‬تعالي‪ ،‬أريد‬
‫أن أكلمك كلمتين‪ ،‬وإ نما يقول‪ :‬اتقي اهلل يا بنت‪ ،‬أو يا فتاة‪ ،‬أو يا امرأة‪ ،‬وعليك أن تتحجبي‬
‫وتتغطي‪.‬‬

‫حكم تخطي المسجد المجاور إلى غيره بغرض طلب العلم‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬هل يجوز لواحد أن يتخطى مسجداً لكي يذهب في حلقة علم؟ الجواب‪ :‬نعم‪ .‬هو ما ذكرنا‬
‫في مسألة المواظبة على ترك المسجد المجاور‪ ،‬دائماً يتركه‪ ،‬أما أنه أحياناً يذهب لحضور حلقة‬
‫علم أو يستفيد فائدة أو يكون عنده موعد مع أحد الناس فهذا ال بأس به‪.‬‬

‫صيام أربعة أيام من شوال‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬إذا صام شخص أربعة أيام في شوال أو ثالثة فهل يحصل جزء من أجر الصيام؟ الجواب‪:‬‬
‫نعم‪ .‬ألن الحديث يقول‪( :‬الحسنة بعشر أمثالها) صيام ستة أيام في شوال بشهرين؛ ألن الحسنة‬
‫بعشر أمثالها‪ ،‬ستة في عشرة بستين‪ ،‬فإذا صام أربعة يكون له صيام أربعين يوماً‪.‬‬

‫تشريع سد الذرائع‪:‬‬
‫السؤال‪ :‬هل باب سد الذريعة تشريع حكمه كحكم القرآن والسنة؟ الجواب‪ :‬ال‪ .‬ليس بتلك الدرجة‪،‬‬
‫سد الذريعة أقل من القرآن والسنة واإلجماع والقياس‪ ،‬بل هو من األبواب التي حصل فيها خالف‪،‬‬
‫وحصل فيها إنكار من بعض أهل العلم‪ ،‬لكن الصحيح أنها من القواعد المعتمدة‪ ،‬وهي في درجة‬
‫االحتجاج‪ ،‬وليست مثل الكتاب والسنة واإلجماع والقياس‪ ،‬هي أقل‪.‬‬
‫نصيحة للنساء‪:‬‬
‫السؤال‪ :‬ما هي النصيحة التي توجهها للنساء في بيوتهن حيث يكثر الفراغ في هذه األيام؟ الجواب‪:‬‬
‫أنصح النساء بتقوى اهلل تعالى‪( :‬من صلت خمسها‪ ،‬وحصنت فرجها‪ ،‬وأطاعت زوجها‪ ،‬قيل لها‪:‬‬
‫ادخلي من أي أبواب الجنة شئت) طاعة الزوج بالمعروف‪ ،‬المحافظة على الصلوات‪ n،‬بعض النساء‬
‫يضيعن الصلوات‪ ،‬ما تصلي إال في آخر الوقت‪ ،‬أو تنشغل باألوالد والبيت وتهمل الصالة‪ ،‬أو‬
‫تخرجها عن وقتها‪ ،‬أو تنام عنها‪ ،‬وكذلك االستفادة من الوقت ربما تنشغل في المطبخ بأشياء‬
‫فلتجعل لها شريطاً تستمع إليه في هذا الوقت‪ .‬وكذلك أن تخالط النساء الطيبات الفاضالت التي‬
‫تتأثر بهن وتتعلم منهن أو يتعلمن منها‪ ،‬وكذلك فإن المرأة حارسة للقلعة فينبغي أن تصون البيت‬
‫سواء كان من لعب أطفال‪ ،‬أو من دخول أجانب أو أناس ال يرضاهم الزوج‪،‬‬
‫ً‬ ‫عن كل منكر ومحرم‬
‫أو ال يجيز الشرع دخول هذه األشياء إلى بيتها‪ ،‬فهي حارسة‪.‬‬

‫مسألة تقديم الدَّين على الحج أو العكس‪:‬‬


‫علي دين وأريد أن أحج‪ ،‬فأيهما أقدم؟ الجواب‪ :‬قدم سداد الدين على الحج‪.‬‬
‫السؤال‪َّ :‬‬

‫ال يجوز االتصال بالمشعوذات والمشعوذين‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬هناك امرأة تتصل بها وتخبرها ما بك‪ ،‬فتقول لك‪ :‬اتصل بعد ساعة‪ .‬فتتصل بعد ساعة‬
‫فتخبرك بمرضك؟ الجواب‪ :‬واضح أن هذه من المشعوذات الدجاالت الالتي ال يجوز االتصال بهن‬
‫وال الذهاب إليهن‪ ،‬ومن اتصل بها فعليه التوبة إلى اهلل والرجوع إلى اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬وفعله‬
‫حرام ويخشى على دينه وتوحيده‪.‬‬

‫إثم من لم يحج وعنده استطاعة‪:‬‬


‫علي إثم إذا لم أحج وعندي‬
‫السؤال‪ :‬لم أحج وعندي قدرة‪ ،‬وعمري سبعة عشر عاماً‪ ،‬هل َّ‬
‫استطاعة؟ الجواب‪ :‬يجب عليك أن تحج ولو خالفت أباك‪( :‬ال طاعة لمخلوق في معصية الخالق)‬
‫تذهب ولو لم يرض‪.‬‬

‫الصالة في المقابر محرمة‪:9‬‬


‫السؤال‪ :‬قلت‪ :‬إن الصالة على القبور محرمة‪ ،‬في بالدنا يصلون على الميت في المقبرة؟ الجواب‪:‬‬
‫ال‪ .‬هذا استثناء‪ ،‬واحد ما صلى على الميت صالة الجنازة يأتي عليه بعد ما يدفن ويصلي صالة‬
‫الجنازة فال حرج إذا كان في حدود شهر كما ذكر بعض أهل العلم‪ ،‬إذا كان العهد قريباً فال حرج‬
‫في ذلك‪ .‬أما أن يصلي صلوات الفرض أو النفل ونحو ذلك فال يجوز‪ ،‬وقد سبق أن جاء سؤال عن‬
‫عمال في المقبرة لهم بيت يصلون فيه‪ ،‬فقال الشيخ‪ /‬عبد العزيز ‪ :‬ال‪ .‬ال يصلون‪ ،‬يخرجوا خارج‬
‫المقبرة‪.‬‬

‫األشهر الحرم‪:‬‬
‫السؤال‪ :‬يقول‪ :‬هل نحن في األشهر الحرم؟ الجواب‪ :‬ال‪ .‬األشهر الحرم غير أشهر الحج‪ ،‬يجب‬
‫التفريق‪ ،‬أشهر الحج‪ :‬شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة‪ ،‬أما أشهر الحرم فهي ذو القعدة وذو‬
‫الحجة ومحرم‪ ،‬هذه ثالثة متوالية‪ ،‬ورجب من األشهر الحرم‪.‬‬

‫حكم سماع أشرطة أناشيد تثير‪ 9‬الشهوة‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬أستمع إلى بعض األشرطة فتثور عندي الشهوة؟ الجواب‪ :‬إذا وجد اإلنسان أن االستماع‬
‫إلى بعض األشرطة وقد تكون أحياناً ليست أشرطة غناء وال موسيقى ولكنه يثيره فال يجوز أن‬
‫يستمع إليه‪ ،‬نفرض أنه ‪-‬مثالً‪ -‬أحس بفتنة أو شيء من سماع شريط نشيد فال يجوز له أن يستمع‬
‫إليه؛ ألن الصوت قد يفتن‪ ،‬أو امرأة ‪-‬فتاة‪ -‬قد تصاب بعشق أو إعجاب أو شيء من هذا القبيل في‬
‫سماع شريط من هذه األشرطة مثل األناشيد‪ ،‬فتعلم عند ذلك أنه ال يجوز لك سماعه‪.‬‬

‫حكم مجالسة أهل البدع بقصد الدعوة‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬مجالسة أهل البدع بقصد دعوتهم؟ الجواب‪ :‬إذا كان جاداً في الدعوة وعنده علم فال بأس‬
‫بذلك‪.‬‬

‫ال تخن من خانك‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬أعمل في شركة‪ ،‬وحدث أن أصلحت جهازاً متعطالً على حسابي‪ ،‬وعند إحضار فاتورة‬
‫اإلصالح لم يتم صرف استحقاقي‪ ،‬وبعد فترة أخذت الجهازي معي إلى المنزل وعندي نية في عدم‬
‫رده‪ ،‬فما الحكم في ذلك؟ الجواب‪ :‬ال‪ .‬رده‪ ،‬ال تخن من خانك كما صدرت بذلك الفتوى‪.‬‬
‫حكم مخالطة أبناء األقارب وفيهم بعض الفساد‪:‬‬
‫السؤال‪ :‬زيارة األهل واألقارب تؤدي إلى رؤية األطفال التلفاز‪ ،‬ومخالطة أبنائهم وكسب بعض‬
‫األشياء السيئة؟ الجواب‪ :‬فإذاً تقصر الزيارة‪ ،‬وربما توضع في وقت ال يكون فيها أطفال قدر‬
‫اإلمكان‪ ،‬أو أن يشغل األطفال في غرفة أخرى بألعاب ونحو ذلك‪ ،‬أو أن يأخذهم األب وتزور األم‬
‫أقرباءها‪ ،‬وتأخذهم األم فيزور األب أقرباءه‪ ،‬المهم تحاشي هذا األمر‪.‬‬

‫حكم الجلوس في المقاهي‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬كنت أسافر مع مجموعة من الركاب في سيارة أجرة‪ ،‬فتوقفوا عند أحد المقاهي في‬
‫الطريق لشرب الشاي وقال السائق‪ :‬ال يبق أحد في السيارة‪ ،‬فهل يجوز الجلوس في المقهى؟‬
‫الجواب‪ :‬إذا كان المقهى في ذلك الوقت ال ترتكب فيه منكرات فال بأس من الجلوس فيه‪ ،‬أو يجلس‬
‫اإلنسان في مكان آخر أو عند الباب أو على جانب الطريق‪ ،‬أو في مسجد محطة مثالً إذا كان هناك‬
‫مسجد‪ ،‬أو يفترش األرض بجانب السيارة ويجعل بساطاً يجلس عليه‪.‬‬

‫حكم لبس الذهب المحلق‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬الذهب المحلق؟ الجواب‪ :‬الصحيح من أقوال العلماء أن لبسه ال بأس به‪.‬‬

‫حكم الصالة السببية‪ 9‬في وقت النهي‪:‬‬


‫السؤال‪ :‬هل يجوز صالة ركعتي السبب وفي وقت النهي؟ الجواب‪ :‬الصالة لسبب جائزة‪ ،‬صالة‬
‫األسباب جائزة‪ .‬وصلى اهلل وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

You might also like