You are on page 1of 85

‫‪1‬‬ ‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.

doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬

‫وهي عبارةة عن ثالثاة أشرطة صوتية‬

‫قام بتفريغها وتنقيحها وتخريج أحاديثها‬


‫الفقير إلى الله تعالى‬
‫أبو إسحاق الحياني‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫المقةدماة‬
‫إن الحمد لله تعالى نحمده‪ ،‬ونستعين به ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بالله تعالى من شرور‬
‫أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده الله فل مضل له‪ ،‬ومن يضلل فل هادى له‪،‬وأشهد‬
‫أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ‪0‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن } ‪{,‬يَا أيّهَا‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬‫م ْ‬‫م ُ‬‫ن إ ِ ّل وَأنْت ُ ْ‬
‫موت ُ ّ‬ ‫حقّ تُقَاتِهِ وَل ت َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫منُوا اتّقُوا الل ّ َ‬ ‫ين آ َ‬‫{ يَا أيّهَا الّذ ِ َ‬
‫جال ً‬ ‫ما ر ِ َ‬‫منْهُ َ‬
‫ث ِ‬‫جهَا وَب َ ّ‬ ‫منْهَا َزوْ َ‬ ‫حدَةٍ وَخَلَقَ ِ‬ ‫ْس وَا ِ‬
‫ٍ‬ ‫ن نَف‬‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫م الّذِي خَلَقَك ُ ْ‬ ‫س اتّقُوا َربّك ُ ُ‬ ‫النّا ُ‬
‫م َرقِيبا } ‪ {,‬يَا‬ ‫ن ع َلَيْك ُ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬
‫ه كَا َ‬ ‫م إِ ّ‬‫حا َ‬‫ال َ ْر َ‬
‫ن بِهِ وَ ْ‬‫ساءَلُو َ‬ ‫ه الّذِي ت َ َ‬ ‫ساءً وَاتّقُوا الل ّ َ‬ ‫كَثِيراًً وَن ِ َ‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬ ‫‪2‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫أَيها الّذين آمنوا اتقُوا اللّه وقُولُوا قَول ً سديداً‪ ،‬يصلِح لَك ُ َ‬
‫م‬ ‫ف ْر لَك ُ ْ‬
‫م ذ ُنُوبَك ُ ْ‬ ‫مالَك ُ ْ‬
‫م وَيَغْ ِ‬ ‫م أع ْ َ‬‫ْ‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫َ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ِ َ َ ُ‬ ‫َّ‬
‫ه فَقَد ْ فَا َز فَوْزا ً عَظِيما }ً‬
‫سول َُ‬‫ه وَ َر ُ‬ ‫ّ‬
‫ن يُط ِ ِع الل َ‬
‫م ْ‬
‫وَ َ‬
‫أمًًا بًًعًد ‪000‬‬
‫فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى‪ ،‬وأحسن الهدى هدى محمد ‪ r‬وشر المور‬
‫محدثاتها‪ ،‬وكل محدثة بدعه‪ ،‬وكل بدعة ضلله‪ ،‬وكل ضللة في النار ‪0‬‬
‫فبضل الله ونعمته يسر الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬تفريغ هذه المادة العلمية ‪ ,‬التي هي‬
‫شرح كتاب الدروس المهمة لعامة المة لفضيلة الشيخ العلمة عبد الكريم الخضير ‪,‬‬
‫ول يخفى على كثير من المسلمين ما لهذا الكتاب من أهمية بالغة في بابه ؛ حيث إنه‬
‫كتاب مختصر ويشمل على مسائل مهمة في الدين ؛ لنه في الصل أُلف للعوام‬
‫حيث أن السواد العظم من المسلمين هم من عامة الناس ‪ ,‬ولذلك انتبه الشيخ‬
‫‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬فألف ما يناسبهم ‪ ,‬وهذاً من فقه العلماء على مر العصور حيث‬
‫إنهم يعالجون كل مشكلة أو معضلة بما أتاهم الله من فضله من البصيرة في الدين‬
‫‪ ,‬وكذلك إنطلقا ً من تفسير ابن عباس في قوله تعالى‪ { :‬بل كونوا ربانيين‪ }..‬قال‪:‬‬
‫)هو الذي يعلم صغار العلم قبل كباره( أخرجه البخاري معلقا ً وسيأتي تخريجه ‪ ,‬نعم‬
‫‪ ,‬وهذا ما يحتاجه الناس اليوم من التبصر والتفقه في دينهم ‪ ,‬وكما أخبر النبي ‪)) : r‬‬
‫من يرد الله به خيرا ً يفقه في الدين (( ومعنى ذلك كما قال الشيخ ابن باز ‪-‬رحمه‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫الله‪ ) :-‬الذي ل يريد الله به خيرا ل يفقه في الدين ( ‪ ,‬بل ل بد على المسلم أن‬
‫يتعلم ما ل يسعه جهله من أحكام الصلة والزكاة والصيام والبيع والشراء ‪...‬والى‬
‫غيرها من أحكام التي يتداولها المسلم يوميا ً ؛ لنه محتاج إلى التفقه فيها لكي‬
‫يعرف الحلل والحرامً والمباح منها ‪ ,‬ويبتعد عن الشبهات ‪ ,‬وبذلك قد طبق حديث‬
‫النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪.. )) -‬فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ‪((..‬‬
‫وهو في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير ‪. r‬‬
‫والله المسؤول بفضله أن ينفع به كما نفع بأصله وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم‬
‫وزلفى لديه في جنات النعيمً المقيم‪.‬‬
‫عملناة في هذا الكتاب ‪:‬‬
‫‪ -1‬تفريغ المادة العلمية المشروحة من الشرطة إلى طباعة ‪ ,‬ومطابقة المتن مع‬
‫الشرح ‪ ,‬وإخراجها من عالم المسموعات إلى عالم المطبوعات ‪ ,‬وهذاً ل يعني‬
‫الستغناءً عن الشرطة ‪.‬‬
‫‪ -2‬عزو السور وترقيم اليات إلى مواضعها ‪.‬‬
‫‪ -3‬تنقيح المادة العلمية مع ضبط ما يُشكل من الكلمات ‪ ,‬وكذلك جعلنا المتن‬
‫بالخط الغامق ‪ ,‬وألمحنا في بدايته بحرف ) م ( التي تعني المتن ‪ ,‬وبحرف ) ش (‬
‫والتي تعني الشرح ‪.‬‬
‫‪ -4‬حذف بعض العبارات المكررة من الشرح ‪ ,‬مع التصرف اليسير لكي يستقيم‬
‫المعنى للقارئ الكريم‬
‫‪ -5‬تخريج الحاديث وعزوها إلى مواضعها ‪ ,‬وقد أشرنا إلى الصحابي الذي روى‬
‫ندع الستطرادً في التخريج ‪,‬‬ ‫ِ‬ ‫من خرج الحديث من أهل العلم ‪ ,‬ولم‬ ‫الحديث مع بيان َ‬
‫ولكن ذكرنا ما يُبن صحة أو ضعف الحديث فقط ‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫‪ -6‬ذكر الحديث كامل ً ‪ ,‬سواء ذ ُكر الحديث أم ذ ُكر قطعه منه فقط ‪ ,‬لكمال الفائدة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -7‬أضفنا بعض التعليقات والفوائد المهمة التي يستفيد منها العامي ويرجع إليها‬
‫المنتهي ‪.‬‬
‫مالحظة ‪ :‬بعد أن أكملنا تفريغ الشرح من الشرطة ‪ ,‬وجدنا أن بعض الخوة قد قام‬
‫بتفريغها ‪ ,‬ونشرها على الشبكة العنكبوتية ‪ ,‬ولكن فيها بعض السقط والخطاء ‪,‬‬
‫فقمنا بمراجعتها أيضا ً مع تفريغنا لكي نقلل من الخطأ في التفريغ ‪.‬‬
‫شكر وتقدير ‪:‬‬
‫إلى شيخنا الدكتور ماهر ياسين فحل بمساعدتي بهذا البحث المتواضع ‪ ,‬وبفتح‬
‫مكتبته العامرة ‪-‬إن شاء الله‪ -‬في مدينة الرمادي الجريحة ‪ ,‬شافاها الله من كل‬
‫سوء ‪ ,‬وكذلك أشكر كل من يعمل بهذه المكتبة وكل من ساعدني ‪ ,‬هذا وأسأل الله‬
‫التوفيقً والسداد فأن أصبت فمن الله جل جلله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان ‪.‬‬

‫الفقير إلى عفو ربه‬


‫سهيل بن نجم‬ ‫عمار بن ُ‬
‫بعد ظهر ‪ 1429 / /‬هً‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫المقةدماة‬
‫إن الحمد لله تعالى نحمده‪ ،‬ونستعين به ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بالله تعالى من شرور‬
‫أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده الله فل مضل له‪ ،‬ومن يضلل فل هادى له‪،‬وأشهد‬
‫أن ل إله إل الله وحده ل شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ‪0‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س‬
‫ن ‪r ,r‬يَا أيّهَا النّا ُ‬ ‫مو َ‬ ‫سل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ن إ ِ ّل وَأنْت ُ ْ‬‫موت ُ ّ‬ ‫حقّ تُقَاتِهِ وَل ت َ ُ‬ ‫ه َ‬‫منُوا اتّقُوا الل ّ َ‬ ‫‪ r‬يَا أيّهَا الّذ ِ َ‬
‫ين آ َ‬
‫جال ً كَثِيرا ً‬ ‫ما ر ِ َ‬‫منْهُ َ‬
‫ث ِ‬ ‫جهَا وَب َ ّ‬ ‫منْهَا َزوْ َ‬ ‫حدَةٍ وَخَلَقَ ِ‬ ‫ْس وَا ِ‬ ‫ن نَف‬ ‫م ْ‬‫م ِ‬ ‫م الّذِي خَلَقَك ُ ْ‬ ‫اتّقُوا َربّك ُ ُ‬
‫ٍ‬
‫م َرقِيبا‪ r , r‬يَا أَيّهَا‬ ‫ن ع َلَيْك ُ ْ‬‫ه كَا َ‬ ‫ن الل ّ َ‬‫م إِ ّ‬ ‫حا َ‬‫ال َ ْر َ‬
‫ن بِهِ وَ ْ‬‫ساءَلُو َ‬ ‫ه الّذِي ت َ َ‬ ‫ساءً وَاتّقُوا الل ّ َ‬ ‫وَن ِ َ‬
‫َ‬
‫م ذ ُنُوبَك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ف ْر لَك ُ ْ‬
‫م وَيَغْ ِ‬ ‫مالَك ُ ْ‬ ‫م أع ْ َ‬ ‫ح لَك ُ ْ‬ ‫صل ِ ْ‬‫سدِيداً‪ ،‬ي ُ ْ‬ ‫ه وَقُولُوا قَوْل ً َ‬ ‫منُوا اتّقُوا الل ّ َ‬ ‫الّذ ِ َ‬
‫ين آ َ‬
‫ه فَقَد ْ فَا َز فَوْزا ً عَظِيما ً‪r‬‬ ‫سول َ ُ‬ ‫ه وَ َر ُ‬‫ن يُط ِ ِع الل ّ َ‬ ‫م ْ‬‫وَ َ‬
‫أمًًا بًًعًد ‪000‬‬
‫فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى‪ ،‬وأحسن الهدى هدى محمد ‪ r‬وشر المور‬
‫محدثاتها‪ ،‬وكل محدثة بدعه‪ ،‬وكل بدعة ضلله‪ ،‬وكل ضللة في النار ‪0‬‬
‫فبضل الله ونعمته يسر الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬تفريغ هذه المادة العلمية ‪ ,‬التي هي‬
‫شرح كتاب الدروس المهمة لعامة المة لفضيلة الشيخ العلمة عبد الكريم الخضير ‪,‬‬
‫ول يخفى على كثير من المسلمين ما لهذا الكتاب من أهمية بالغة في بابه ؛ حيث إنه‬
‫كتاب مختصر ويشمل على مسائل مهمة في الدين ؛ لنه في الصل أُلف للعوام‬
‫حيث أن السواد العظم من المسلمين هم من عامة الناس ‪ ,‬ولذلك انتبه الشيخ‬
‫‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬فألف ما يناسبهم ‪ ,‬وهذاً من فقه العلماء على مر العصور حيث‬
‫إنهم يعالجون كل مشكلة أو معضلة بما أتاهم الله من فضله من البصيرة في الدين‬
‫‪ ,‬وكذلك إنطلقا ً من تفسير ابن عباس في قوله تعالى‪ r :‬بل كونوا ربانيين‪ r..‬قال‪:‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬ ‫‪4‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫)هو الذي يعلم صغار العلم قبل كباره( أخرجه البخاري معلقا ً وسيأتي تخريجه ‪ ,‬نعم‬
‫‪ ,‬وهذا ما يحتاجه الناس اليوم من التبصر والتفقه في دينهم ‪ ,‬وكما أخبر النبي ‪)) : r‬‬
‫من يرد الله به خيرا ً يفقه في الدين (( ومعنى ذلك كما قال الشيخ ابن باز ‪-‬رحمه‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫الله‪ ) :-‬الذي ل يريد الله به خيرا ل يفقه في الدين ( ‪ ,‬بل ل بد على المسلم أن‬
‫يتعلم ما ل يسعه جهله من أحكام الصلة والزكاة والصيام والبيع والشراء ‪...‬والى‬
‫غيرها من أحكام التي يتداولها المسلم يوميا ً ؛ لنه محتاج إلى التفقه فيها لكي‬
‫يعرف الحلل والحرامً والمباح منها ‪ ,‬ويبتعد عن الشبهات ‪ ,‬وبذلك قد طبق حديث‬
‫النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪.. )) -‬فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ‪((..‬‬
‫وهو في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير ‪ , r‬والله المسؤول بفضله أن ينفع‬
‫به كما نفع بأصله وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم وزلفى لديه في جنات النعيمً‬
‫المقيم‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫عملناة في هذا الكتاب ‪:‬‬
‫‪ -1‬تفريغ المادة العلمية المشروحة من الشرطة إلى طباعة ‪ ,‬ومطابقة المتن مع‬
‫الشرح ‪ ,‬وإخراجها من عالم المسموعات إلى عالم المطبوعات ‪ ,‬وهذاً ل يعني‬
‫الستغناءً عن الشرطة ‪.‬‬
‫‪ -2‬عزو السور وترقيم اليات إلى مواضعها ‪.‬‬
‫‪ -3‬تنقيح المادة العلمية مع ضبط ما يُشكل من الكلمات ‪ ,‬وكذلك جعلنا المتن‬
‫بالخط الغامق ‪ ,‬وألمحنا في بدايته بحرف ) م ( التي تعني المتن ‪ ,‬وبحرف ) ش (‬
‫والتي تعني الشرح ‪.‬‬
‫‪ -4‬حذف بعض العبارات المكررة من الشرح ‪ ,‬مع التصرف اليسير لكي يستقيم‬
‫المعنى للقارئ الكريم ‪.‬‬
‫‪ -5‬تخريج الحاديث وعزوها إلى مواضعها ‪ ,‬وقد أشرنا إلى الصحابي الذي روى‬
‫ندع الستطرادً في التخريج ‪,‬‬
‫ِ‬ ‫من خرج الحديث من أهل العلم ‪ ,‬ولم‬ ‫الحديث مع بيان َ‬
‫ولكن ذكرنا ما يُبن صحة أو ضعف الحديث فقط ‪.‬‬
‫‪ -6‬ذكر الحديث كامل ً ‪ ,‬سواء ذ ُكر الحديث أم ذ ُكر قطعه منه فقط ‪ ,‬لكمال الفائدة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -7‬أضفنا بعض التعليقات والفوائد المهمة التي يستفيد منها العامي ويرجع إليها‬
‫المنتهي ‪.‬‬

‫مالحظة ‪ :‬بعد أن أكملنا تفريغ الشرح من الشرطة ‪ ,‬وجدنا أن بعض الخوة قد‬
‫قام بتفريغها ‪ ,‬ونشرها على الشبكة العنكبوتية ‪ ,‬ولكن فيها بعض السقط والخطاء ‪,‬‬
‫فقمنا بمراجعتها أيضا ً مع تفريغنا لكي نقلل من الخطأ في التفريغ ‪.‬‬

‫شكر وتقدير ‪:‬‬


‫إلى شيخنا الدكتور ماهر ياسين فحل بمساعدتي بهذا البحث المتواضع ‪ ,‬وبفتح‬
‫مكتبته العامرة ‪-‬إن شاء الله‪ -‬في مدينة الرمادي الجريحة ‪ ,‬شافاها الله من كل‬
‫سوء ‪ ,‬وكذلك أشكر كل من يعمل بهذه المكتبة وكل من ساعدني ‪ ,‬هذا وأسأل الله‬
‫التوفيقً والسداد فأن أصبت فمن الله جل جلله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان ‪.‬‬

‫م‬
‫خوف من الله ناد ُ‬
‫ٍ‬ ‫وما كنت أهل ً للذي قد كتبته‪ ....‬وإني لفي‬
‫‪1‬‬
‫م‬‫ولكني أرجو من الله ع َفوه ُ ‪ .....‬وإني لهل العلم ل شك خاد ُ‬

‫الفقير إلى عفو ربه‬


‫سهيل بن نجم‬
‫عمار بن ُ‬
‫بعد ظهر ‪ / 1/‬شعبان ‪ 1429 /‬هً‬

‫‪ - 1‬انظر النكت الجياد المنتخبه من كلم شيخ النقاد ‪.‬‬


‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬ ‫‪6‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته ‪:‬‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ‪ ,‬ونعوذ بالله من شرور‬
‫أنفسنا ‪ ,‬ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فل مضل له ‪ ,‬ومن يضلل فل هادي له ‪,‬‬
‫وأشهد ان ل اله ال الله وحده ل شريك له ‪ ,‬وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله ‪ ,‬وأمينه‬
‫على وحيه وصفيه على خلقه ‪ ,‬صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسلميا ً كثيراًً‬
‫‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫ة لطلب الخوة المنظمين لهذه الكلمات في هذا المسجد‪ ,‬والصل‬ ‫فاستجاب ً‬
‫)كلمات( ومعنى الكلمات يعني ) وجيزات مختصرات( وليس دروس كما ع ُلّق في‬
‫العلن على هذا أتفقنا ‪ ,‬وهي كلمات يسيرة يُعلّق فيها على كتاب لسماحة شيخنا‬
‫العلمة عبد العزيز بن عبدالله بن باز ‪-‬رحمه الله‪ -‬والكتاب خُدم فَشُ رح من قِب َ ِ‬
‫ل‬
‫بعض طلبة العلم ويوجد في السواق شرحان أولهما‪ :‬للشيخ‪:‬أحمد الطويان ‪,‬‬
‫سجلت في دورات علمية حول هذا‬ ‫وثانيهما‪ :‬للشيخ ‪:‬محمد العرفج وهناك أشرطة ُ‬
‫الكتاب‪ ,‬وفيها شي من البسط والتوضيح فنحيلً المستمعين إليها‪ ,‬وهي أكثر من‬
‫سجلت‬ ‫وشاركت في اثنتين منها‪ ,‬أولهما‪:‬في جامع ابن القيم في حي المنار و ُ‬‫ُ‬ ‫دورة ‪,‬‬
‫الشرطة ووزعتً وانتشرت انتشارا ً واسعاً‪ ,‬وأخرى في الخرج وكذلك حضرها جمع‬
‫غفير‪ ,‬وعلى كل حال الكتاب مثل ما ذكرت‪ ,‬إنما اُلف في الصل للعوام )لعامة‬
‫المة( وعلى هذا فلحديث سوف يكون مختصرا ً مقتضباً‪ ,‬وليس المجال مجال بسط‬
‫على مسائل الكتاب؛لن هذا يرتقي على مستوى العامة ‪ ,‬وإن كان أكثر الحاضرين‬
‫من طلبة العلم ‪.‬‬

‫على كل حال الكتاب فريد في بابه ‪ ,‬وإن كان هناك محاولت ممن تقدم مثل‪:‬‬
‫) فتح المعين لفهم الضروري من علوم الدين ( لكنه كتاب فقه وشرح بمجلدات‬
‫وهناك‪ ):‬معرفة ل بد منه من أمور الدين ( المقصود أن الباب مطروق‪,‬لكن بهذا‬
‫القدر وبهذا الحجم الذي يتناسب مع عوام المسلمين فريد في بابه‪ ,‬فرحمة الله‬
‫على الشيخ رحمة واسعة ‪ ,‬ومما ينبغي التنبه له أن بعض الطبعات تخلو من‬
‫ة له ‪ ,‬ول يليق‬
‫م َ‬
‫المقدمة‪ ,‬وأعتمدها بعض الشارحين فشرح الكتاب على أن ل تَقد ِ َ‬
‫بالشيخ ‪-‬رحمه الله ‪ -‬أن يبدأ دون بسملة ولحمدله‪ ,‬وهناك طبعات أخرى فيها‬
‫مقدمة يسيرة نقرأها على الخوة ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫شرح المقدماة ‪:‬‬
‫يقول ‪ -‬رحمه الله ‪ : -‬بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫م‪ /‬مقدمة ‪:‬‬
‫الحمد لله رب العالمين ‪ ,‬والعاقبة للمتقين ‪ ,‬وصلى الله وسلم على عبده ورسوله ‪,‬‬
‫نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ‪.‬‬
‫يقول ‪ :‬أما بعد ‪:‬‬
‫فهذه كلمات موجزة في بيان بعض ما يجب أن يعرفه العامة عن دين السلمً‪,1‬‬
‫سميتها ) الدروس المهمة لعامة المة ( ‪.‬‬
‫ش‪ /‬فقوله‪ :‬سميتها يدل على أن هذه المقدمة من وضع الشيخ وإن خلت منها بعض‬
‫الطبعات هذه ليس فيها مقدمة إطلقا وبعض الشارحين شرح على أن الكتاب ل‬
‫ة له ‪.‬‬
‫م َ‬
‫تَقد ِ َ‬
‫م‪ /‬وهنا يقول أما بعد ‪ :‬فهذه كلمات موجزة في بيان بعض ما يجب أن يعرفه العامة‬
‫عن دين السلمً ‪ ,‬سميتها‪ ):‬الدروس المهمة لعامة المة ( ‪ ,‬وأسأل الله أن ينفع بها‬
‫المسلمين ‪ ,‬وأن يتقبلها مني إنه جواد كريم ‪.‬‬
‫مؤلفه ‪-‬رحمه الله – آمين ‪.‬‬
‫ش ‪ /‬لشك أن العوام المقصود بهم الذين ل يقرؤون ول يكتبون على حسب‬
‫مستوى الكتاب ؛ لنه بدأ الكتاب بتلقين الفاتحة وقصار السور ‪ ,‬ومثل هذا ل يخاطب‬
‫به من يقرأ ويكتب ؛ لنه يقرأ بنفسه ول يقتصر على نفسه من السور التي أشار‬
‫اليها الشيخ ‪-‬رحمه الله ‪ , -‬والناس الى وقت قريب لسيما أهل العلم وأئمة‬
‫المساجد لهم عناية بالعوام ‪ ,‬فيلقنوهمً الضروري من علوم الدين ‪ ,‬لسيما ما يتعلق‬
‫بالعقائد الصلية ‪ ,‬كالصول الثلثة مثل ً ‪ ,‬وما يتعلق بكلمة التوحيد إل أن هذا مع‬
‫السف الشديد هُجر منذ أزمان فلِمن يُترك عامة الناس ‪ ,‬أهل الشر يقذفون‬
‫بشرهم من كل جانب ‪ ,‬وأهل العلم يؤدون بعض ما عليهم في تعليم العلم لهله‬
‫ولطلبته ‪ ,‬أما عامة الناس فل تجد من يلتفت اليهم ‪ ,‬إل في كلمة عابرة ‪ ,‬أو موعظة‬
‫مختصرة تتجه الى القلب من الرقائق ونحوها ‪ ,‬أما تعليمهم ما يجب أن يتعلموه وما‬
‫يجب عليهم أن يعرفوه ‪ ,‬هذا انتبه له الشيخ ‪ -‬رحمه الله ‪ -‬فألف هذه الرسالة‬
‫المختصرة ‪ ,‬والرسالة إبتدأها كما سمعنا الشيخ ‪-‬رحمه الله‪ -‬بالبسملة والحمدله‬
‫إقتداء بالقران الكريم ‪ ,‬وعمل ً بالحديث الذي يحسنه جمع من أهل العلم )) كل‬
‫عمل ذي بال ل يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع ((‪ 2‬هذه الروايه حسنها جمع من أهل‬
‫العلم وإن حكم بعضهم على الحديث بجميع طرقه وألفاظه بالضعف ‪.‬‬
‫على كل حال ‪ ,‬لو لم يكن في ذلك ال القتداء بالقران فالقران مفتتح بالبسملة‬
‫والحمدله ‪ ,‬ثم أعقب ذلك بالصلة والسلم على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬وهذا‬

‫‪ - 1‬في طبعة رئاسة ادارة البحوث العلمية والفتاءً ) أن يعرفهً العامة عن دين السلم ( ‪.‬‬
‫‪ - 2‬لم أقف على اللفظ الذي ذكره الشيخ ولكن ورد هذا الحديث بلفظ ) كل كلم أو كل أمر‪ (..‬فأخرجه أحمد‬
‫في المسند )‪ , ( 309 /2‬وأبو داود رقم )‪ ( 4840‬والنسائي في الكبرى رقم )‪ (10328‬وابن ماجه رقم )‪1894‬‬
‫( وابن حبان في صحيحه )‪ (1‬والدارقطني في سننه صفحة )‪ (1‬وغيرهم كلهم بروايات مختلفة عن أبي هريرة ‪,‬‬
‫وقد حسنه ابن الصلح والنووي وصححه السبكي في طبقات الشافعية )‪ (20 -1/5‬بما ل ينهض به حجه كما قال‬
‫شعيب الرنؤوط في صحيح ابن حبان صفحة )‪ , (174‬وحكم عليه جمع من أهل العلم بالضعف‪ .‬راجع إرواء‬
‫الغليل )‪. (30 /1‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬ ‫‪8‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫سنة مؤكدة أمر الله به ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬في كتابه وجاءت الحاديث بالحث عليه ‪,‬‬
‫يصل عليه ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مع ذكره ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬ولم‬ ‫س ِ‬
‫من َ‬ ‫بل ذم َ‬
‫وجمع ‪-‬رحمه الله‪ -‬بين الصلة والسلم لمتثال المر فأن المر ل يتم إمتثاله إل‬
‫من أفراد السلم دون الصلة ‪ ,‬أو الصلة‬ ‫بالجمع بينهما ‪ ,‬جمع بين الصلة والسلم‪ ,‬فَ َ‬
‫دون السلم ‪ ,‬أطلقً النووي في ذلك الكراهةً ‪ ,‬وإن خصه ابن حجر ‪-‬رحمه الله‪ -‬إن‬
‫خص الكراهةً بمن كان ديدنه ذلك ‪ ,‬بإن يصلي على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬
‫مطلقا ً ول يسلم عليه ‪ ,‬أو يسلم عليه فيقول‪ :‬عليه السلم ول يصلي عليه دائما ً ‪,‬‬
‫من كان يجمع بينهما تارة ‪ ,‬ويفرد الصلة تارة ‪ ,‬ويفرد السلم تارة فإنه ل تتناوله‬ ‫أما َ‬
‫الكراهةً حينئذ ‪.‬‬

‫م ‪ /‬وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد ‪:‬‬


‫ش ‪ /‬وهذه كلمة يؤتى بها للنتقال من إسلوب الى آخر وهي سنة استعملها النبي‬
‫‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬في خطبه ومكاتباته‪ ,‬ووردت في أكثر من ثلثين حديثا ً‬
‫)فهذه( الفاء واقعة في جواب )أما( ‪.‬‬
‫م ‪ /‬كلمات موجزة ‪:‬‬
‫ش ‪ /‬يعني مختصرة قليلة ‪ ,‬فاليجاز هو ‪ :‬التعبير عن المعنى بألفاظ قليلة ‪ ,‬يقابله‬
‫الطناب ‪ :‬بإن تكون اللفاظ اكثر من المعاني‪ ,‬والثالث المساواة ‪ :‬أن تكون‬
‫اللفاظ على قدر المعاني ‪ ,‬وهنا ألفاظ وكلمات موجزة ‪ ,‬يعني مختصرة في بيان‬
‫بعض ما يجب أن يعرفه العامة عن دين السلم ‪.‬‬
‫م ‪ /‬بعض ما يجب أن يعرفه العامة ‪:‬‬
‫ش ‪ /‬يعني في أهمً المهمات ‪ ,‬وإن كان شيء كثير من المهمات ‪ ,‬ذكر أهل العلم‬
‫من نواقض السلم ‪ :‬العراض عن دين السلمً ل يتعلمه ول يلقي له بال ً ‪ ,‬واذا‬
‫دُعي اليه أعرضً نسأل الله العافية ‪.‬‬
‫م ‪ /‬يقول سميته ) الدروس المهمة لعامة المة ( وأسال الله أن ينفع بها المسلمين‬
‫‪ ,‬وأن يتقبلها مني إنه جواد كريم ‪.‬‬
‫ش‪- /‬رحمه الله رحمة واسعة ‪. -‬‬
‫‪9‬‬ ‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس الول‬
‫يقول رحمه الله‪ :‬منهج الدروس المهمة لعامة المة ‪ ,‬الدرس الول ‪:‬‬
‫م‪ /‬سورة الفاتحة وماا أماكن مان قصار السور مان سورة الزلزلة الى‬
‫ما يجب‬ ‫سورة الناس ‪ ,‬تلقينا ً وتصحيحا ً للقراءة ‪ ,‬وتحفيظا ً وشرحا ً ل ِ‬
‫فهمه ‪.‬‬
‫ش ‪/‬سورة الفاتحة أعظم سورة في كتاب الله ‪ ,‬ول تصح الصلة بدونها في‬
‫الصحيحين وغيرهما من حديث عبادة بن الصامت )) ل صلة لمن لم يقرأ بفاتحة‬
‫الكتاب ((‪ 1‬فهي ركن من أركان الصلة تجب على المام والمأموم والمنفرد دون‬
‫المسبوق عند جمهور العلماء ‪ ,‬فالمسبوق تسقط عنه لحديث أبي بكر‪ ,‬وأما من‬
‫أدرك قراءتها ولوكان مأموما فإنه يجب عليه أن يقرأها‪ ,‬في حديث أبي سعيد بن‬
‫المعلى في الصحيح أن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬وعَدَه أن يخبره قبل أن يخرج‬
‫من المسجد بأعظم سورة في القران ‪ ,‬فلما أراد أن يخرج سأله عنها فقال‪ )):‬هي‬
‫فاتحة الكتاب ‪ ,‬هي السبع المثاني والقران العظيمً الذي اُتيته (( ‪ , 2‬واذاً كانت‬
‫الصلة التي هي الركن الثاني من أركان السلم ل تصح بدونها عند جمهور العلماء ‪,‬‬
‫فحريً بكل مسلم أن يحفظها‪ ,‬ويحافظ عليها ‪ ,‬وجاء في فضلها أحاديث كثيرة‪ ,‬وقد‬
‫رقّى بها أبو سعيد الخدري ‪ r‬سيد القوم الذي لُدغ فبرئً كأنما نشط من ع ُقال ‪,‬‬
‫وحديثه في الصحيح قرأت عليه الفاتحه فبرئً ‪ , 3‬كأن لم يكن به وجع ‪ ,‬في الترمذي‬
‫) أنه قرأ عليه سبع مرات ( ‪ ,‬المقصود أن هذه السورة لبد من تعلمها لتصحيح‬
‫الصلة ‪.‬‬
‫فاذا عرفناً فضلها فعلينا أن نحفظها‪ ,‬وأن نتقنها ونجودها‪ ,‬وأن نعربها العراب‬
‫حفظت على الخطأ استمر الخطأ‪ ,‬فل بد أن تلقن صحيحه بمدودها‬ ‫التام‪ ,‬فاذا ُ‬
‫انعمت عليهم(‬
‫ُ‬ ‫وشداتها وحركاتها‪ ,‬يعني إذا قرأ القارئ في الصلة )الصراط الذين‬
‫صلته باطلة ‪ ) ,‬أهدِنا الصراط( كذلك ‪ ,‬لبد من ضبطها واتقانها ‪ ,‬والكلمً هذا وإن‬
‫كان معروفا لدى طلبة العلم إل أن الكتاب مؤلَف لعامة المسلمين ‪ ,‬وعلى أئمة‬
‫المساجد وطلبة العلم التبعه في تلقين عوام المسلمين هذه السورة‪ ,‬وحثهم عليها‪,‬‬
‫وإذاً كانت البيوت مملوة بمن يقرأ القران من ذكور وإناث ‪ ,‬صغار وكبار ‪ ,‬وحلقات‬
‫التحفيظ ‪-‬ولله الحمد‪ -‬كثيرة متوافرة في كل حي ‪ ,‬فما بقي لحد عذر ‪,‬لم يبقَ لحد‬
‫من يعلمه‬ ‫عذر ‪ ,‬ول عيب ول ضير على أحد سواء كان كبيرا ً أو صغيرا ً أن يجلس الى َ‬
‫القران ‪ ,‬ففي الحديث الصحيح )) خيركم من تعلم القران وعلمه ((‪. 4‬‬
‫‪ - 1‬أخرجه البخاري برقم )‪ ( 756‬ومسلم برقم )‪ (394‬وأبو داود )‪ (822‬والنسائي )‪ (2/137‬والترمذي )‪(247‬‬
‫وإبن ماجه )‪ , (837‬وغيرهم من حديث عبادة بن الصامت ‪. r‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه البخاري )‪ , (4474‬وأحمد )‪ (3/450‬و)‪ , ( 4/211‬وأبو داود )‪ (1458‬والدارمي )‪ (1492‬وغيرهم‬
‫عن أبي سعيد بن المعلى ‪. r‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه البخاري )‪ (2276‬ومسلم )‪ (2201‬عن أبي سعيد الخدري إن ناسا َ من أصحاب النبي ‪ r‬أتوا على حي‬
‫من أحياء العرب فلم يقروهم فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك فقالوا‪ :‬هل معكم من دواء أو راق ؟ فقالوا‪:‬‬
‫إنكم لم تقرونا ول نفعل حتى تجعلوا لنا جعل فجعلوا لهم قطيعا من الشاء فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقهً‬
‫ويتفل فبرأ فأتوا بالشاء فقالوا‪ :‬ل نأخذه حتى نسأل النبي ‪ r‬فسألوه فضحك وقال‪)) :‬وما أدراك أنها رقية خذوها‬
‫واضربوا لي بسهم ((‪ ,‬وأبو داود )‪ ( 3901‬عن خارجه بن أبي الصلت عن عمه ‪ r‬وغيرهم ‪ ) .‬يقروهم (‬
‫يضيفوهم ‪ ) .‬الشاء ( الغنم ‪ ) .‬يتفل ( يخرجً بزاقه من فمه مع نفس ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أخرجه البخاري )‪ (5027‬وأحمد )‪ (1/69‬وأبو داود )‪ (1452‬والترمذي )‪ (2907‬وإبن ماجه )‪ (211‬عن‬
‫عثمان بن عفان ‪ ,‬والترمذي )‪ (2909‬أيضا عن علي بن ابي طالب‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 10‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫م‪ /‬وماا أماكن مان قصار السور مان سورة الزلزلة إلى سورة الناس‪:‬‬
‫ش ‪ /‬تفسير الفاتحه يحتاج الى أوقات وما فيها من العلوم لن علوم الكتب‬
‫السماوية كلها جمعها القران الكريم ‪.‬‬
‫ويقول أهل العلم إن جميع علوم القران الكريم في الفاتحه ‪ ,‬وعلم الفاتحه في‬
‫ين ‪]r‬الفاتحة‪ [5:‬فتفسيرها وتوضيحها يحتاج الى‬ ‫ع ُ‬
‫ست َ ِ‬ ‫وإِي ّ َ‬
‫اك ن َ ْ‬ ‫عبُدُ َ‬ ‫قوله ‪ r‬إِي ّ َ‬
‫اك ن َ ْ‬
‫وقت طويل فكيف إذا قُرن معها سور؟! بضعه عشر سورة‪ :‬الزلزلة والعاديات‬
‫والقارعه والتكاثر والعصر والهمزة والفيل وقريش الماعون الكوثر الكافرون النصر‬
‫تبت الخلصاً المعوذتين ‪ ,‬هذا يحتاج الى وقت طويل ‪ ,‬وعلىً كل حال إذا عرفناً‬
‫منزلة القران علينا أن نهتم به ‪ ,‬وأن نديم النظر في كتاب الله وأن نُليه عناية تامة ‪,‬‬
‫فاذا كان عموم المسلمين ينظرون في الصحف والمجلت الساعات الطوال ‪,‬‬
‫وليس لكتاب الله نصيب ‪ ,‬هذا مسخ للقلوب ‪-‬نسأل الله العافية‪ , -‬فضل كلم الله‬
‫على سائر الكلم كفضل الله على خلقه ‪ ,‬المر ليس بالسهل ‪ ,‬فل بد من إدامة‬
‫ور‬
‫صدُ ِ‬ ‫في ُ‬ ‫ات ِ‬
‫ات بَيّن َ ٌ‬
‫و آي َ ٌ‬
‫ه َ‬ ‫النظر في كتاب الله وحفظ ما يمكن حفظه ‪ r‬ب َ ْ‬
‫ل ُ‬
‫م‪] r‬العنكبوت‪ :‬من الية ‪ [49‬القلب الذي ليس فيه شي من‬ ‫ين أُوتُوا ال ْ ِ‬
‫عل ْ َ‬ ‫ذ َ‬‫ال ّ ِ‬
‫القران كالبيت الخرب ‪ ,‬فعلينا أن نعتني بحفظ القران وإدامة النظر فيه‪ ,‬وملزمة‬
‫تلوته ‪ ,‬وأن نجعل لنا حزب يومي ل تغيب شمس اليوم إل بقراءته ‪ ,‬وعلينا أن نقرأ‬
‫مع الفهم والتدبر ؛ لنه كلم الله ‪ ,‬وكلم موجه إليك ‪ ,‬افعلً أو اترك ‪ ,‬فكيف تفعل أو‬
‫تترك وأنت ل تفهم ؟‬
‫والعلوم كلها تحت تدبر القران ‪ ,‬يقول ابن القيم ‪-‬رحمه الله ‪: -‬‬
‫‪1‬‬
‫فتدبر القران إن رمت الهدى ‪ ....‬فالعلم كله تحت تدبر القران‬
‫الن لو جاء نظام موجه لعموم الموظفين لتطبيقه ‪ ,‬تجد أول ما يرد هذا النظام‬
‫مدير الدائرة ‪ ,‬ووكلؤهً ورؤساء القسام يحتجبون عن الناس لمدارسة هذا النظام‬
‫وفهمه ‪ ,‬وهو نظام بشر ‪ ,‬لكن تمر عليهم اليات والكلمات التي تحتاج الى فهم ‪,‬‬
‫تحتاج الى توضيح واستيضاح من أهل العلم والرجوع الى الكتب ‪ ,‬تمر كأنها ل تعني‬
‫القارئ أو ل تعني السامع ‪.‬‬
‫م ‪ /‬يقول‪ ... :‬وماا أماكن مان قصار السور مان الزلزلة الى سورة الناس ‪:‬‬
‫ش ‪ /‬ول أعرف لتخصيص هذا القدر بالنسبة لعامه الناس أصل ‪ ,‬وكأن الشيخ‬
‫‪-‬رحمة الله ‪ -‬نظر الى أن سورة البينه صعبة على كثير من الناس فقصر المر دونها‬
‫‪.‬‬
‫نعم يروي الترمذي ‪ -‬وإن كان الحديث فيه مقال‪ -‬أن اعرابيا ً سأل النبي ‪ -‬عليه‬
‫الصلة والسلم‪ -‬ماذا يحفظ من القرآن ؟ لنه كبر سنه ‪ ,‬وصعب عليه الفهم‬
‫والحفظ ‪ ,‬ولسانه ل يطاوعه ‪ ,‬فقال‪ :‬إقرأ من ذوات ))الًمً أو الًر (( فذكر أنه ل‬
‫يستطيع ذلك ‪ ,‬فقال‪)) :‬إقرأً حًم (( فأعاد عليه ‪ ,‬فقال‪)) :‬إقرأً اذا زلزلت(( ‪.‬‬
‫فان كان الشيخ إعتمد على هذا النص وإل فل أعرف لتخصيص هذه القدر من‬
‫الزلزلة الى الناس أصل ‪ ,‬فعلى كل انسان أن يحفظ من القران ما يتيسر له حفظه‬
‫‪ ,‬ما ل يعجزعنه يحفظه ‪ ,‬وإذاً عرفنا فضل القران وفضل قراءة القران ‪ ,‬له بكل‬
‫حرف عشر حسنات ‪ ,‬يعني لو تقرأ جرائد الدنيا وش لك من الحسنات ؟‬

‫‪ - 1‬انظر الشافية الكافية في النتصار للفرقة الناجية ‪.‬‬


‫للشيخ ‪11‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫كتب العالم كلها ما فيها أجر مرتب على حروفها إل هذا الكتاب ‪ ,‬حتى السنة ليس‬
‫فيها مثل هذا الجر ‪ ,‬نعم من قرأ السنة ليتفقه ويتعلم يُرجى له ما يرجى لهل العلم‬
‫‪ ,‬ويرجى له ما يُرجى لمن سلك طريقا ً يلتمس فيه علما ً ‪ ,‬لكن كل حرف عشر‬
‫حسنات ! الختمة الواحدة ) ثلثة مليين حسنة ( بل أكثر شيء عظيمً ‪ ,‬ل يفرط فيه‬
‫إل محروم‪ ,‬لكن الذي ل يستطيع ل يكلف الله نفسا ً إل وسعها ‪.‬‬
‫شخص يعالج نفسه اليام والشهور والعوامً ليحفظ القران ما استطاع ل يكلف‬
‫الله نفسا ً إل وسعها ‪ ,‬لكن عليه أن يحفظ ما يستطيع فيبدأً بالفاتحه لما ذكرنا ويبدأ‬
‫بالمعوذتين وسورة الخلصاً وقل ياأيها الكافرون ‪ ,‬ومن المهم ما أهمله الشيخ آيه‬
‫الكرسي ‪ ,‬وأواخر سورة البقرة ‪ ,‬وأواخرً الحشر ‪ ,‬وعشر آيات من سورة الكهف‬
‫من أولها ‪ ,‬أو من آخرها ‪ ,‬فاذا حفظ هذا القدر واستطاع أن يحفظ غيره فإن استكثر‬
‫فالله أكثر ‪ ,‬لكن ل نقول‪ :‬أن هذا الشخص لبد أن يحفظ من الزلزلة الى الناس هذا‬
‫عامي هذا فرضه ‪ ,‬هذا نصيبه‪ ,‬ل ‪ ,‬يحفظ ما تيسر إن حفظ هذا القدر يزيد عليه ‪,‬‬
‫وليس هناك حد محدود للقدر الذي يحفظه ‪ ,‬وأعتادً الناس أن يلقنوا الصبيان‬
‫المفصل يبدءون به قبل أن يدخلونهم في بقيه العلوم ‪ ,‬ثم يحفظون الباقي مع‬
‫التدريج مع بقيه العلوم والفنون الخرى ‪ ,‬وهذه طريقة المشارقة ‪ ,‬يخلطون القرآن‬
‫بغيره في أول المر وأما طريقة المغاربة فل يلتفتون الى شيء من العلوم قَبل‬
‫حفظ القران كامل ً ‪.‬‬
‫م ‪ /‬مان سورة الزلزلة الى سورة الناس تلقينا ً ‪:‬‬
‫من‬
‫من ؟ فيمن ل يقرأ ول يكتب ‪ ,‬يحرصا على َ‬ ‫ش ‪ /‬لن المسائل مفترضه في َ‬
‫أخ أو إمام المسجد ‪ ,‬أو عالم يتصدى‬ ‫بنت أو زوجةٍ أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫يلقنه هذه السور ‪ ,‬من إبن او‬
‫لقراءً الناس ‪ ,‬والملحظ أن العلماء ل ينتبهون ول يلتفتون لمثل هذه المور ‪ ,‬بل‬
‫يتركونها لغيرهمً ‪ ,‬قصار السور يقرؤها المقرءون وأنا أتفرغ لكبار العلم‪ ,‬ل‪ ,‬العالم‬
‫الرباني كما في الصحيح عن ابن عباس معلق )) الذي يبدأ بتعليم صغار العلم قبل‬
‫كباره ((‪ 1‬فيجعل من وقته للمبتدئين ‪ ,‬ويجعل من وقته قسطا ً للمتوسطين ‪ ,‬ويخص‬
‫أيضا طلبة العلم المدركين بجل وقته ‪,‬كما هو معروف ‪.‬‬

‫م ‪ /‬تلقينا ً وتصحيحيا ً للقراءة وتحفيظا ً وشرحا ً لما يجب فهمه ‪:‬‬


‫ش ‪ /‬هناك الكلمات في هذه السورة وفي غيرها تحتاج الى حلها ‪ ,‬ويحتاج الى‬
‫تفهيمها وشرحها وتوضيحها وبسطها ‪ ,‬وهناك تفاسير ميسرة يفهمها طالب العلم ‪,‬‬
‫ويفهما العامي ويفهما المبتدئ المتوسط ‪ ,‬ويستفيد منها المنتهي ‪ ,‬فتفسير الشيخ‬
‫ابن سعدي ‪-‬رحمه الله‪ -‬ميسر مسهل ‪ ,‬مبسوط بأبسط عبارة ‪ ,‬تفسير الشيخ‬
‫فيصل بن المبارك ‪-‬رحمه الله‪ -‬تفسير نفيس يستفيد منه طلب العلم ‪ ,‬فعلينا أن‬
‫نراجع تفسير هذه السور وغيرها مما يُشكل هذه الكتب المذكورة ‪ ,‬أما التصدي‬
‫لتفسير هذه السور السبعة عشر سورة ‪ ,‬سورة سورة مع الفاتحه هذا يحتاج الى‬
‫وقت طويل ‪ ,‬يحتاج الى دورات بل ليس لدورة واحدة ‪ ,‬لكن يُحال الخوة الى‬
‫التفاسير الميسورة السهلة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه البخاري تعليقا في كتاب العلم باب‪ ) :‬العلم قبل القول والعمل ( ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 12‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس الثاني ‪:‬‬
‫وينبغي أن يكون أوله الدرس الول ‪ ,‬وإنما أُخر ‪ ,‬أخره الشيخ لما يتعلق به ‪ ,‬وإل‬
‫فأول واجب على المكلف قبل الفاتحه وغير الفاتحه شهادة أن ل اله ال الله ‪ ,‬وأن‬
‫محمدا ً رسول الله‪ ,‬أول واجب على المكلف التلفظ بالشهادتين خلفا ً لما يقوله‬
‫المبتدعه )إن أول واجب على المكلف النظر ‪ ,‬أو القصد الى النظر ‪ ,‬أو بعضهم قال‬
‫إن أول واجب الشك ‪ ,‬أول ما يجب عليك تشك ثم بعد ذلك تبحث ( ‪ ,‬ل ‪ ,‬ل ‪ ,‬قلنا ‪:‬‬
‫إن هذا ل دليل عليه ‪ ,‬إنما أول واجب على المكلف أن يقول‪ :‬أشهد أن ل إله إل الله‬
‫وأشهد أن محمدا ً رسول الله ‪ ,‬وبهذا يدخل في السلم بشرح معانيها ‪:‬‬
‫ل إله ‪ :‬معروف أن ) ل( نافية ‪ ,‬نافيه جميع ما يعبد من دون الله ‪) ,‬ل اله( تنفي‬
‫جميع الله من أي نوع ‪ ,‬من أي صنف كانت ‪ ,‬سواء كانت من الحجارة أو من‬
‫الشجار أو من الملئكة أو من البشر أو من الملوك أو من الرؤساء أو العظماء من‬
‫الحبار والرهبان وغيرهم ‪) ,‬ل اله ال الله ( تثبت العبادة لله وحده ل شريك له ‪ ,‬فبعد‬
‫أن نفى العبادة عن جميع ما سوى الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬أثبتها لله ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬‬
‫‪ ,‬فاذا قال المكلف‪) :‬ل اله ال الله (‪ ,‬أو )اشهد أن ل إله ال الله ‪ ,‬وأشهد أن محمدا ً‬
‫رسول الله ( دخل في السلمً ‪ ,‬وهذاً خلف ما يقوله المبتدعه من أنه قد يقول‪ :‬ل‬
‫إله ثم يموت من غير أن يُكمل فينفي جميع الله ول يتمكن من إثباتها لله ‪-‬سبحانه‬
‫وتعالى‪ -‬فهو يقتصر على لفظ الجللة )الله( ‪ ,‬ويغلوا بعضهم ويزيد فيقول‪ :‬قد‬
‫يموت بعد النطق ببعض الكلمة دون بعض فيقتصر على الضمير‪):‬هو‪ ,‬هو( نسأل‬
‫الله العافية ‪ ,‬والضلل ل نهاية له‪ ,‬فنسأل الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬أن يهدينا الصراط‬
‫المستقيم ‪ ,‬وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم ‪ ,‬والضالين ‪ ,‬يقول بعضهم‪ :‬في‬
‫اليوم الواحد مائة الف مرة ) الله ‪ ,‬الله ( هل الكلمه مفيده ؟! الكلم المفيد الذي‬
‫يحسن السكوت عليه ‪ ,‬فاذا قلت‪) :‬الله( فيقول القائل‪ :‬ماذا عن الله ؟‬
‫أخبرنا فاللفظ المفرد ل تقع به الفائده ول تكمل به الفائدة وبعضهم ليل نهار ‪ :‬هو‬
‫هو ‪ ,‬هو هو ‪ .‬نسأل الله العافية ‪ ,‬ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ً ‪ ,‬واذاً كان إمامهم‬
‫مهم يقول ‪:‬‬‫ومقد َ َ‬
‫بذكر الله تزداد الذنوب ‪ .....‬وتنطمس البصائر والقلوب‬
‫مهم ويدّعون فيه الولية ‪ ,‬بل يُعبد من دون الله نسأل الله‬ ‫هذا إمامهم ومقد َ َ‬
‫العافية ‪ ,‬فل بد أن ينطق بها على هذه الكيفية كما وردت في النصوصا ومعناها‪ ) :‬ل‬
‫اله ( شرحها الشيخ ‪-‬رحمه الله ‪ -‬باختصار‪ ,‬نافيا ً جميع ما يعبد من دون الله ‪ ),‬إل‬
‫الله ( مثبتا ً العبادة لله وحده ل شريك له ‪ ,‬وبعضهم يقدر ) ل إله موجود ( وهذا‬
‫التقدير خطأ لوجود الله التي تعبد من دون الله ‪,‬‬
‫) ل إله ( قد يقول القائل‪ :‬كيف نفى مع وجود الله ؟‬
‫نقول‪ :‬هذه الله وإن ادعى عابدوها بأنها آلهة فهي في الحقيقة ليست آلهة وجودها‬
‫مثل عدمها ‪.‬‬

‫م ‪ /‬بشرح ماعانيها ماع بيان شروط ل اله ال الله ‪.‬‬


‫ش ‪ /‬شروط ل اله ال الله ‪ ,‬أركان ل اله ال الله ؟ أيش نعم ‪ .‬النفي والثبات ‪ ,‬نعم ‪.‬‬
‫للشيخ ‪13‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫شروط ل اله ال الله سبعة ‪ ,‬وأضاف بعضهم شرطا ً ثامنا ً ‪:‬‬
‫أولها ‪ :‬العلم المنافي للجهل‪ :‬ل بد أن نعلم معنى ل اله ال الله ‪ ,‬وإل الذي ل يعرف‬
‫معنى ل اله ال الله يقع فيما يضادها ‪ ,‬وهو ل يشعر ‪ ,‬تجد الشخص يقول‪ :‬ل اله ال‬
‫الله وهو مع ذلك يطوف بالقبر يزاول الشرك وهو يقول‪ :‬ل اله ال الله ‪ ,‬هذا دليل‬
‫على معرفته وعلمه بً) ل اله ال الله ( أو دليل على جهله ؟‬
‫ما قيل لهم‪ :‬قولوا ‪ ,‬قالوا ‪:‬‬ ‫دليل على جهله ‪ ,‬الذين يعرفون معنى ل اله ال الله ل ّ‬
‫أجعل الله إلها واحدا ً ‪ ,‬أنكروا ‪ ,‬وحال كثير ممن ينتسبوا الى السلم دون حال أبي‬
‫جهل في معرفةِ معنى‪:‬ل اله ال الله ‪ ,‬يطوف بالقبر ويقول‪ :‬ل اله ال الله ‪ ,‬تنفعه ل‬
‫اله ال الله ؟ ل ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اليقين المنافي للشك‪ :‬اذا كان شخص يتردد ‪ ,‬مرة يقول‪ :‬ل اله ال الله ‪ ,‬ومرة‬
‫يأتي بما يناقضها ‪ ,‬ومرة على مزاجه ‪ ,‬إن شاء قالها ‪ ,‬وإن شاء نقضها ‪ ,‬هذا ليس‬
‫على يقين منها ‪ ,‬ول من الثواب المرتب عليها ‪ ,‬فالذي يتردد هو الشاك ‪ ,‬فالشك هنا‬
‫يشمل ما يحتمله النقيض بجميع صوره ‪ ,‬فيشمل الظن المقصود به الصطلحيً ‪,‬‬
‫ويشمل الشك ويشمل الوهم ‪ ,‬فما يحتمل النقيض يقابله اليقين ؛ لن اليقين هو‬
‫العلم الذي ل يحتمل النقيض‪ ,‬الجازم بنسبة مائه بالمائه اذا نزلت النسبة عن مائه‬
‫بالمائه قابلت اليقين ‪ ,‬وهنا يعبرون بالشك ‪ ,‬والشك في اصطلح أهل العلم هو‪:‬‬
‫الحتمال المساوي ‪ ,‬يعني أن الخبر يحتمل النقيض مع المساواة ‪ ,‬يعني اذا كانت‬
‫نسبة خمسين بالمئه قالوا‪ :‬شك ‪ ,‬واذاً ارتفعت النسبة من خمسين الى ما يقرب‬
‫من مائه هذا ظن ‪ ,‬والحتمال الراجح فاذا نزل عن خمسين فهو وهم ‪ ,‬فهل معنى‬
‫الكلم هنا المنافي للشك أنه إذا نزلت النسبة عن المائه يعني موقن بنسبة أو معتقد‬
‫بنسبة تسعين بالمائه عنده شكوك بنسبة عشرة بالمائه عشرين بالمائه نقول‪ :‬هذا‬
‫محقق لً) ل اله ال الله (‬
‫ين‬
‫ذ َ‬ ‫إذا عرفناً الظن الصطلحيً وهو ما يحتمل النقيض‪ ,‬فماذا عن قوله تعالى‪r :‬ال ّ ِ‬
‫قو ربهم َ‬ ‫َ‬
‫ون‪) r‬البقرة‪ (46:‬هذا ظن ويكفي‬ ‫ع َ‬ ‫اج ُ‬ ‫م إِلَي ْ ِ‬
‫ه َر ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫مال ُ َ ّ ِ ْ َ‬
‫وأن ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫يَظُن ّ َ‬
‫ون أن ّ ُ‬
‫هذا الظن ‪ ,‬نقول‪ :‬الظن هنا بمعنى اليقين ‪ ,‬الظن هنا عند اهل العلم بمعنى اليقين‬
‫والعتقادً الجازم ‪ ,‬وإل فمن يشك في لقاء الله ‪ ,‬او يتردد في لقاء الله او هناك نسبة‬
‫ولو يسيرة في احتمال أنه ل يلقي ربه ‪ ,‬هذا ل يصح إيمانه ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الخلصاً المنافي للشرك ‪ :‬الخلصا لبد منه ‪ ,‬وهو شرط لكل عبادة ‪ ,‬فل‬
‫عبادة مقبوله إل مع الخلصاً ‪ ,‬ولبد من إضافة شرط ثان وهو المتابعة ‪ ,‬فل بد أن‬
‫يكون العمل ومنه ما نحن بصدده أن يكون خالصا لوجه الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪, -‬‬
‫يقول‪) :‬ل اله ال الله ‪ ,‬مخلص لله ( ل بتأثير قريب أو بعيد ‪ ,‬كبير أو صغير ‪ ,‬متبوع‬
‫رئيس قل‪ :‬ل اله ال الله !‪.‬‬

‫مان الطرائف ‪//‬‬


‫وجدنا شخص من يقود السيارات لبعض الُسر في المسجد يصلي ‪ُ ,‬‬
‫سئل هل هو‬
‫مسلم ؟‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 14‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫لنهم يغلب على الظن أنه ليس مسلم ! فقال‪ ) :‬بابا مسلم ( كفيله مسلم ‪ ,‬وهذاً‬
‫ة لله‬
‫ل ينفعه ‪ ,‬ل ينفع مثل هذا لبد من أن تكون أنت مسلم أن تكون صلتك خالص ً‬
‫‪-‬سبحانه وتعالى‪ , -‬فالذي ينافي الخلصا الشرك ‪.‬‬
‫للشيخ ‪15‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫رابعا ‪ :‬الصدق المنافي للكذب ‪ :‬يقول هذه الكلمة صادقا في قولها ‪ ,‬مصدقا بها ‪,‬‬
‫عامل بمقتضاها ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬المحبة المنافية للبغض ‪ :‬محبة الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ ,-‬وما يصدر عن الله ‪,‬‬
‫من يحب احدا ً كحبه لله هذا شرك ‪ ,‬هذا شرك أو يبغض ما جاء عن الله ‪ ,‬سواء‬ ‫أما َ‬
‫أبغض الله أو ما جاء عن الله فهذا ينقض ) ل اله ال الله ( لن هذه المحبة شرط من‬
‫شروط ل اله ال الله ‪ ,‬من شروط صحتها ‪ ,‬ونفعها للمكلف ‪ ,‬وإل اذا أبغض ما جاء‬
‫عن الله في كتابه أو على لسان رسوله‪ r ,‬ذَل ِ َ َ‬
‫هوا ‪ r‬أيش ؟ طالب‪r :‬‬ ‫م كَ ِ‬
‫ر ُ‬ ‫ه ْ‬
‫ك بِأن ّ ُ‬
‫م ‪] r‬محمد‪.[9:‬‬ ‫مال َ ُ‬
‫ه ْ‬ ‫ط أَ ْ‬
‫ع َ‬ ‫حب َ َ‬ ‫ل اللّه ‪َ َ r r‬‬
‫فأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ماا أَن ْ َز َ‬
‫َ‬
‫فكراهية الله أو كراهية ما جاء عن الله أو كراهية الدين أو كراهيةً الرسول أو كراهية‬
‫دين الرسول أو بعض ما جاء عن الرسول هذا منافي لقول‪ :‬ل اله ال الله ‪ ,‬قد يقول‬
‫قائل ‪:‬‬
‫من يأمر بالشعائر ‪ ,‬بعض الناس‬ ‫نرى كثير من الناس يكره بعض الشعائر ‪ ,‬أو بعض َ‬
‫يكره اللحية ‪ ,‬ويتقزز من رؤيتها وحاملها ‪ ,‬هذا على خطر عظيمً ‪ ,‬هذه سنة‬
‫المصطفى ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ,-‬بعض الناس يكره الذين يأمرون بالمعروف ‪,‬‬
‫وينهون عن المنكر ؛ لنهم يأمرونه بتطبيق دين الرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪, -‬‬
‫وهذا على خطر عظيم إذا كان يكرههم للمر والنهي ‪ ,‬أما اذا كان يكره شخص من‬
‫حسبة ؛ لنه حصل بينه وبينه قضية هذا أمر سهل ثاني غير الول ‪,‬‬ ‫الناس من أهل ال ُ‬
‫أما إذا كان كرهه وأبغضه لنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر هذا خطر عظيمً بل‬
‫شك ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬النقياد المنافي للترك ‪ :‬لبد أن ينقاد المسلم ويستسلم لله ‪-‬سبحانه‬
‫وتعالى‪ -‬فالسلم هو الستسلم والنقياد والذعان‪ ,‬وإل فما معنى مسلم ل ينقاد‬
‫لوامر الله ‪ ,‬ول يستسلم لوامره ‪ ,‬قد يقول قائل‪:‬‬
‫كثير من المسلمين ل ينقادون ‪ ,‬هل معنى هذا أنهم غير مسلمين ؟‬
‫إذا كانوا ل ينقادون مع أعترافهم بأنهم مخالفون ‪ ,‬ارتكبوا معاصي ‪ ,‬ولكن اذا‬
‫استحلوا الترك والمأمور به دليله قطعي هذا يخرجون من الدين ‪ ,‬اذا أنكروا أمرا ً‬
‫صل قال ‪ :‬ما أصلي ‪ ,‬واذاً قيل قل‪) :‬ل اله‬ ‫ِ‬ ‫معلوم من الدين بالضرورة ‪ ,‬اذا قيل له‬
‫ال الله( قال ‪ :‬ما أنا بقائل ‪ ,‬هذا تارك ‪ ,‬لكن هل تركه للصلة مع جحد وجوبها يكفر‬
‫قول ً واحدا ً ؟‬
‫اذا كان تركه للصلة تكاسل وتهاون هذه المسألة خلفية ‪ ,‬والمفتى به ‪ ,‬والمعمول‬
‫به عند جمع من أهل التحقيق أنه يكفر اذا ترك ولو أقر بوجوبها ‪ ,‬لكن نفترض‬
‫مسألة ثانية قيل له صم رمضان قال ‪ :‬ما أنا بصائم ‪ .‬لماذا ؟‬
‫قال ‪ :‬الصيام ما هو بواجب ‪ ,‬قلنا ‪ :‬كافر ؛ لن وجوب الصيام معلوم من الدين‬
‫بالضرورة ‪ ,‬لكن لو قال‪ :‬والله حر ‪ ,‬وأنا عندي عمل ‪ ,‬وعنديً اسرة أنفق عليهم ‪ ,‬ما‬
‫من يرى أنه يكفر‬ ‫أنا بصائم ارتكب امرا ً عظيما ً ‪ ,‬وعلىً خطر كبير ‪ ,‬من أهل العلم َ‬
‫بترك الركان ‪ ,‬لكن المعتمد عندهم ل يوجد ما يكفر به إل ترك الصلة من الركان ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 16‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫سابعا ً ‪ :‬القبول المنافي للرد‪ :‬لبد أن تقبل ل اله ال الله ‪ ,‬وأن تقبل جميع ما تلزمك‬
‫به ل اله ال الله ‪ ,‬فل ترد شي من مقتضيات ل اله ال الله ‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬والكفر بما يعبد ن دون الله ‪ :‬هذا الثامن الكفر بما يعبد من دون الله ‪ ,‬هذا هو‬
‫الشرط الثامن ‪ ,‬ولذا جاءت هذه الشروط مجموعه في بيتين ‪ ,‬السبعه في بيت‬
‫ثان ‪:‬‬
‫واحد ‪ ,‬والثامن في بيت ٍ‬

‫علم يقين واخلصا وصدقك مع‪ ....‬محبة وانقياد والقبول لها‬


‫علم‪ ،‬يقين‪ ،‬إخلصا‪ ،‬صدق‪ ،‬محبة‪ ،‬انقياد‪ ،‬قبول‪ ،‬سبعة‪.‬‬
‫وزيد ثامنها الكفران منك بما ‪ ....‬سوى الوثان من الله ما ألها‬
‫لبد أن يكفر بما يعبد من دون الله ‪ ,‬ل يتصور أن شخصا ً يعبد الله بهذه الشروط‬
‫السبعه ‪,‬يقول‪ :‬ل اله ال الله ول يكفر بما يعبد من دون الله ‪ ,‬لبد من اليمان بالله ‪,‬‬
‫والكفر بالطاغوت هما ركنا اليمان ‪ ,‬هما ركنا ل إله إل الله ‪ ,‬ول تصح شهادة ل إله إل‬
‫الله ‪ ,‬إل بالكفر بجميع ما يعبد من دون الله كائن من كان ‪ ,‬مهما كانت منزلته عند‬
‫الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪. -‬‬
‫ثم ذكر الشيخ ‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬في الدرس الثاني الشهادتين ومعناهما وشروط ل‬
‫إله إل الله ‪.‬‬
‫للشيخ ‪17‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫ثم في الدرس الثالث ‪:‬‬
‫ثم ذكر الشيخ ‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬في الدرس الثاني الشهادتين‪ ،‬ومعناهما‪،‬‬
‫وشروط ل إله إل الله‪ ،‬ثم في الدرس الثالث ذكر ‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬أركان اليمان‪،‬‬
‫وقال‪:‬‬
‫م ‪ /‬هي أن تؤمن بالله وملئكته ‪ ,‬وكتبه ‪ ,‬ورسله ‪ ,‬وباليوم الخر ‪ ,‬وتؤمن بالقدر‬
‫خيره وشره من الله تعالى ‪.‬‬
‫ش‪ /‬أول ً ‪ :‬اليمان في الصل ‪ :‬التصديق الجازم ‪ ,‬وهو في الشرع ‪ :‬قول باللسان ‪,‬‬
‫وأعتقادً بالجنان ‪ ,‬وعمل بالركان ‪ ,‬وهو عند المحققين يزيد وينقص ‪ ,‬كما قرره‬
‫سلف هذه المة ‪ ,‬والركان المتعلقه باليمان ستة ‪ :‬ذكرت في مواضع من القران ‪,‬‬
‫ما سأله جبريل عن‬ ‫وأجاب النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬بها في تعريف اليمان ل ّ‬
‫اليمان قال‪ )) :‬أن تؤمن بالله وملئكته وكتبه ورسله وباليوم الخر وتؤمن بالقدر‬
‫(( ‪.‬‬

‫‪ -1‬اليمان بالله ‪ :‬أن تعرف بوجود الله ‪ ,‬وأن وتقر وتعتقد إعتقادا ً جازما ً أنه‬
‫من سواه ‪ ,‬وأن تذعن للوامر ‪ ,‬وأن‬ ‫موجود ‪ ,‬وأنه هو المستحق للعبادة وحده دون َ‬
‫تجتنب نواهيه ‪.‬‬
‫‪ -2‬اليمان بالملئكة ‪ :‬أن تعتقد إعتقاداًً جازما ً ليساوره أدنى شك أن لله ملئكة‬
‫جاء وصفهم في الكتاب والسنة بأنهم ليعصون الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ ,-‬وأنهم في‬
‫عبادته وخدمته‪ ,‬وأنهم عدد كبير ‪ ,‬وجمع غفير ‪ ,‬فنؤمن بمن نعرف إسمه من‬
‫الملئكة‪ ,‬ونؤمن بالبقية إجمال وأن لله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬ملئكة عدد كبير كما جاء‬
‫في الخبار في حديث الطيط )) أطت السماء وحق لها أن تئط ‪ ,‬فما فيها موضع‬
‫قدم إل وفيه ملك ساجد أو قائم (( ‪ , 1‬والبيت المعمور ‪ :‬يدخله في اليوم سبعون‬
‫ألف ملك ‪ ,‬كل يوم يدخله سبعون ألف ملك ل يعيدون عليه آخر ما عليهم ‪.‬‬
‫فالملئكة‪ :‬خلق نوراني ‪ ,‬خلق من نور‪ ,‬خلقهم الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬لخدمته‬
‫وعبادته‪ ,‬والمقصود بالخدمه ليعني أنها من حاجه ‪ ,‬الخلق كلهم خلقهم الله‬
‫‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬من غير حاجة إليهم ‪ ,‬ول يزيدون في ملكه ‪ ,‬ول ينقصون منه شيئا ً‬
‫‪ ,‬فلو كان الخلق كلهم جنهم وإنسهم ‪ ,‬حيهم وميتهم ‪ ,‬قديمهم وحديثهم ‪ ,‬كانوا على‬
‫أفجرً قلب رجل واحد ما ضر من ملك الله شيء ‪ ,‬وبالعكس لو كانوا على أتقى قلب‬
‫ه – سبحانه وتعالى‪ -‬للملئكةِ ولغيرهم من المخلوقات لحاجة‬ ‫رجل ‪ ,‬فليس خَلقَ الل ُ‬
‫‪2‬‬

‫إليهم ‪ ,‬بل هو الغني الغنى المطلق ‪.‬‬


‫‪ -3‬اليمان بالرسل ‪ :‬ركن من أركان اليمان ل يتم إل به ‪ ,‬فنعتقد اعتقاداًً جازما ً‬
‫‪ ,‬ونوقن يقينا ً ل يساوره أدنى شك بأن الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬أرسل الرسل الى‬
‫المم ليحذرهمً وينذرهم ‪ ,‬وأن عددهم كما جاء في حديث أبي ذر على ما فيه من‬
‫الكلم أكثر من ثلثمائة ‪ ,3‬وأما النبياء فجمً غفير ‪ ,‬ونؤمن بما عرفناً اسمه من هؤلء‬
‫الرسل‪ ,‬وعلينا أن نؤمن بالرسل كلهم ‪ ,‬سواء عرفناً أسمائهم أو لم نعرف أسمائهم‬
‫‪ - 1‬أخرجه أحمد في المسند )‪ , (5/173‬والترمذي )‪ , (2312‬وابن ماجة برقم )‪ , (4190‬والحاكم )‪, (2/510‬‬
‫والبيهقي )‪ , (7/52‬وقال الترمذي حسن غريب ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ثبت هذا من حديث أبي ذر الغفاري الذي أخرجه مسلم برقم )‪ (2577‬وأحمد )‪ (21405‬والترمذي )‪(2495‬‬
‫والحاكم )‪ (7606‬والبيهقي في الكبرى )‪ (11283‬والشعب )‪ , (7088‬انظرً الجامع الصغير )‪. (4345‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 18‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫‪ ,‬ووظيفة الرسول بأنه يأمر الخلق بطاعة الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬وعبادته ‪-‬عز‬
‫وجل‪ , -‬وليس عليهم إل البلغ ول يجوز أن يصرف لهم أي حق من حقوق الله ‪-‬‬
‫سبحانه وتعالى‪ , -‬وأفضل الرسل كما هو معروف محمد ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬
‫وهو رسول مرسل من عند الله –سبحانه وتعالى‪ -‬وهو أيضا في الوقت نفسه عبد‬
‫من عباد الله ‪ ,‬ذكره الله –سبحانه وتعالى‪ -‬بالعبوديه في أشرف المقامات ‪r‬‬
‫ه‪]r‬السراء‪ :‬من الية ‪َ r ,[1‬‬ ‫َ‬
‫عبْدُ الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫ام َ‬
‫ق َ‬ ‫ه لَ ّ‬
‫ما َ‬ ‫وأن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫د ِة‬
‫عب ْ ِ‬
‫س َرى ب ِ َ‬ ‫ان ال ّ ِ‬
‫ذي أ ْ‬ ‫ح َ‬‫سب ْ َ‬
‫ُ‬
‫يَدْعُوهُة ‪]r‬الجًن‪ :‬من الية ‪ [19‬الى غير ذلك ‪ ,‬فل يجوز أن يُصرف له ‪ ,‬ول لغيره من‬
‫الرسل والنبياء أي شيء مما يجب صرفه لله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬فهم خلق من خلقه‬
‫‪.‬‬
‫شرفهم الله بحمل هذه الرسالة ‪ ,‬لكن ل يجوز أن‬ ‫ّ‬ ‫نعم لهم ميزة على بقية الخلق‬
‫يُصرف لهم شي من حقوق الله ‪-‬سبحانه تعالى‪.-‬‬
‫‪ -4‬واليمان بالرسل ‪ :‬ول سيما نبينا ‪ -‬عليه الصلة والسلم‪ -‬يستلزم اليمان به‪:‬‬
‫طاعتة فيما أمر ‪ ,‬وتصديقه فيما أخبر ‪ ,‬واجتناب ما نهى عنه وزجر ‪ ,‬وأن ل يعبد الله‬
‫إل بما شرع ‪ -‬عليه الصلة والسلم‪. -‬‬

‫‪ -5‬وباليوم الخآر ‪ :‬نؤمن أن هناك يوم آخر ‪ ,‬وأنه بعد الموت بعث ‪ ,‬لبد من‬
‫اليمان بالبعث بعد الموت ‪ ,‬نؤمن به كما جاء في النصوصا ‪ ,‬وأن الله يعيد الخلق‬
‫بعد موتهم ‪.‬‬

‫‪ -6‬واليمان بالقدر خآيره وشره مان الله تعالى ‪ :‬وأنه كل شي بقدر ‪ ,‬أنه ل‬
‫يصيب النسان ‪ ,‬ول يصيب الشعوب والمم إل شيء كتبه الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬‬
‫عليهم ‪,‬ل يكون في خلقه ما ل يريده ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬اليمان بالقدر أن تعلم وتوقن‬
‫وتجزم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ‪ ,‬وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ‪ ,1‬وأن المم‬
‫لو اجتمعت عليك ليضروك بشيء لم يكتبه الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬عليك فإنهم ل‬
‫يستطيعون ذلك ‪ ,‬ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يقدره الله لك ولم يكتبه‬
‫لك لم يستطيعوا ذلك ‪.2‬‬

‫‪ - 3‬يشير الشيخ إلى الحديث الذي أخرجهً أحمد )‪ (22342‬وأبو نعيم في الحلية )‪ (1/167‬والهيثمي في مجمع‬
‫الزوائد )‪ (725‬بأسانيد ضعيفة ‪ ,‬وصححهً اللباني في المشكاة )‪ (5737‬بلفظ‪ :‬عن أبي ذر قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول‬
‫الله أي النبياء كان أول ؟ قال‪ )) :‬آدم (( قلت‪ :‬يا رسول الله ونبي كان ؟ قال‪ )) :‬نعم نبي مكلم (( قلت‪ :‬يا‬
‫جما غفيراً (( ‪.‬‬
‫ً‬ ‫رسول الله كم المرسلون ؟ قال ‪ )) :‬ثلثمائة وبضع عشر‬
‫‪ - 1‬قطعة من حديث أخرجها المام أحمد )‪ (2804‬والطبراني في الكبير )‪ (11243‬والحاكم )‪ (6303‬والبيهقي‬
‫في شعب اليمانً )‪ (10001‬من حديث ابن عباس ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجهً الترمذي )‪ (2516‬وأبو يعلى )‪ (2556‬والبيهقي في الشعب )‪ (195‬انظر الجامع الصغير )‪(7957‬‬
‫والمشكاة )‪ (5302‬من حديث ابن عباس ايضا ً ‪.‬‬
‫للشيخ ‪19‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس الرابع ‪ :‬أقسام التوحيد وأقسام الشرك‬
‫م ‪ /‬أقسام التوحيد ‪ ,‬وهي ثالثاة ‪ :‬توحيد اللوهية ‪ ,‬وتوحيد الربوبية ‪,‬‬
‫وتوحيد السماء والصفات ‪.‬‬
‫ش‪/‬‬
‫‪ -1‬توحيد اللوهية ‪ :‬هو توحيد الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬وإفراده بالعبادة ‪ ,‬هذا‬
‫‪1‬‬

‫ه ‪-‬عز وجل‪ -‬بعبادته بأن ل يصرف لغيره شيئا ً مما يختص به‬ ‫توحيد العبد وإفراده َرب َ ُ‬
‫‪-‬سبحانه وتعالى‪. -‬‬
‫فل يجوز أن يعبد ول يؤلّه غير الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬فل يُنذر إل له‪ ,‬ول يستغاث إل‬
‫به‪ ,‬ول يُدعى سواه ‪ ,‬ول يُصلى إل له ‪ ,‬وهكذاً جميع أنواع العبادة ل يجوز صرفها لغير‬
‫الله ‪-‬عز وجل‪ -‬وبهذا يتم تحقيق توحيد اللوهية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أماا توحيد الربوبية ‪ , 2‬والقرارً بوجوده وأنه الرب الخالق الرزاقً المتصرف‬
‫الذي ل شريك له في هذا الباب في الخلق ول في الرزق ‪ ,‬والقرارً به والعتراف‬
‫بتوحيد الربوبية ل يكفي وحده دون تخليص توحيد اللوهية من الشوائب ‪ ,‬لنه لو‬
‫ما َ قاتل النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬الكفار حتى يقولوا‪ :‬ل إله إل الله ‪,‬‬ ‫كان كافيا ً ل َ‬
‫هم يعترفون بوجود الله ‪ ,‬وإنه ل خالق غيره ‪ ,‬ول رازق سواه ‪ ,‬ولكنهم يشركون‬
‫معه غيره ‪.‬‬

‫‪ -3‬وأماا توحيدة السماء والصفات ‪ : 3‬فالله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬له السماء‬


‫حسنى وله الصفات العلى ‪ ,‬يجب اليمان بجميع ما جاء عن الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬‬ ‫ال ُ‬
‫بكتابه وعلى لسان رسوله ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬كما جاءت‪ ,‬وأن ل نتعرض لتأويلها‬
‫ول تحريفها ول التكييف ‪ ,‬نؤمن بأن الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬له السماء الحسنى‬
‫ونؤمن بجميع ما جاء في النصوصا مما صح عن الله وعن رسوله ‪-‬عليه الصلة‬
‫والسلم‪ , -‬على ما يليق بجلله وعلى عظمته ‪ ,‬ونؤمن بأن له الصفات الكاملة‬
‫الكمال المطلق الذي ل يعتريه نقص بوجه من الوجوه ‪ ,‬وكذلك اليمان بالصفات‬
‫ف ول نُسمي الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ , -‬إل بما سمى نفسه أو‬ ‫يكون توقيفيا ً ‪ ,‬فل ن َ ِ‬
‫ص ُ‬
‫وصفه بها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ذكر الشيخ ابن باز في ماتن الكتاب على توحيد اللوهية ‪ :‬فهو اليمان بأن الله –سبحانه‪ -‬هو‬
‫المعبود بحق ل شريك له في ذلك ‪ ,‬وهو معنى ل اله ال الله ‪ ,‬فان معناها ‪ :‬ل معبود ال الله ‪ ,‬فجميع العبادات من‬
‫صلة وصوم وغير ذلك يجب إخلصها لله وحده ‪ ,‬ول يجوز صرف شيء منها لغيره ‪.‬‬
‫‪ - 2‬ذكر الشيخ ابن باز في ماتن الكتاب على توحيد الربوبية ‪ :‬فهو اليمان بأن الله –سبحانه‪ -‬الخالق‬
‫لكل شيء ‪ ,‬والمتصرفً في كل شيء ‪ ,‬ول شريك له في ذلك ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ذكر الشيخ ابن باز في ماتن الكتاب على توحيد السماءة والصفات ‪ :‬فهو اليمانً بكل ما ورد‬
‫القران الكريم ‪ ,‬او الحاديث الصحيحة من اسماء الله وصفاته ‪ ,‬واثباتها لله وحده على الوجه اللئق به –سبحانه‪-‬‬
‫هو الل ّ َ‬
‫ه‬‫حدٌ * الل ّ ُ‬
‫هأ َ‬ ‫ُ‬ ‫ق ْ‬
‫ل ُ َ‬ ‫من غير تحريف ‪ ,‬ول تعطيل ‪ ,‬ول تكييفً ‪ ,‬ول تمثيلً عمل بقول الله سبحانه ‪ُ r :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مثْل ِ ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫سك ِ‬ ‫حدٌ‪] r‬الخلصا‪ ,[4 -1:‬وقوله عز وجل‪ r:‬لي ْ َ‬ ‫فوا ً أ َ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه كُ ُ‬ ‫ول َ ْ‬
‫م يَك ُ ْ‬ ‫م يُولَدْ * َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫مدة* ل َ ْ‬
‫م يَلِدْ َ‬ ‫ص َ‬
‫ال ّ‬
‫ير ‪] r‬الشورى‪ [11:‬وقد جعلها بعض أهل العلم نوعين ‪ ,‬وادخل توحيد السماء‬ ‫ص‬
‫َ ِ ُ‬ ‫ب‬‫ْ‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫ي‬
‫ّ ِ ُ‬‫م‬‫الس‬ ‫و‬
‫ش ْ َ َ‬
‫ه‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ٌ‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫والصفات في توحيد الربوبية ول مشاحة في ذلك ؛ لن المقصود واضح في كل التقسيمين ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 20‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫ثم ذكر ‪ -‬رحمه الله ‪: -‬‬
‫م ‪ /‬أقسام الشرك ‪ ,‬وأنها ثالثاة ‪ :‬شرك أكبر ‪ ,‬شرك أصغر ‪ ,‬شرك خآفي‬
‫ش‪/‬‬
‫‪ -1‬شرك أكبر ‪ :‬أن تعبد مع الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬غيره وهذا الشرك المحبط‬ ‫‪1‬‬

‫مل ُ َ‬
‫ك‬ ‫ع َ‬‫ن َ‬ ‫حبَطَ ّ‬ ‫ت لَي َ ْ‬ ‫ش َرك ْ َ‬‫ن أَ ْ‬‫للعمل ‪,‬هو الذي يوجب الخلود في النار ‪ r‬لَئ ِ ْ‬
‫ك‬‫ش َر َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ولَتَكُونَن مان الْخَاسرين ‪]r‬الزمر‪ :‬من الية ‪ r,[65‬إن اللّه ل يغ ِ َ‬
‫ْف ُر أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ‬ ‫ِ ِ َ‬ ‫ّ ِ َ‬ ‫َ‬
‫شا ء ُ ‪. r‬‬ ‫ن يَ َ‬
‫م ْ‬ ‫ون ذَل ِ َ‬
‫ك لِ َ‬ ‫ماا دُ َ‬‫ْف ُر َ‬
‫ويَغ ِ‬
‫ه َ‬
‫بِ ِ‬
‫‪ -2‬وأماا الشرك الصغر ‪ :‬فأمره أسهل من الشرك الكبر ‪ ,‬وإن كان خطرا ً‬ ‫‪2‬‬

‫عظيما ً حتى قال بعضهم‪ :‬أنه ل يغفر ول يدخل تحت المشيئة كالكبائر‪ ,‬كبائر الذنوب‬
‫التي يقترفها المسلم داخلة تحت المشيئة إن شاء ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬عذبه وإن شاء‬
‫غفر له ‪ ,‬لكن الشرك الصغر اطلقً الشرك عليه يقتضي أنه ل يغفر بل يدخل في‬
‫شا ء ُ ‪r‬‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ون ذَل ِ َ‬ ‫ش َر َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫قوله تعالى‪ r :‬إن اللّه ل يغ ِ َ‬
‫م ْ‬‫ك لِ َ‬ ‫ماا دُ َ‬ ‫ْف ُر َ‬
‫ويَغ ِ‬‫ه َ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫ْف ُر أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ‬
‫وعلى كل حال هو ل يقتضي الخلود في النار ول يخرج من الملة ‪ ,‬فصاحبه إذا ع ُذب‬
‫ونُقي من هذا الشرك فإنه مآله الى الجنة ‪-‬إن شاء الله تعالى‪. -‬‬
‫‪ -3‬الشرك الخفي ‪ : 3‬وهو الرياء ومن أمثلة الشرك الصغر ‪ :‬الحلف بغير الله ‪,‬‬
‫وقول ما شاء الله وشاء فلن ‪ ,‬ولول الله وفلن ‪ ,‬هذا شرك أصغر ‪.‬‬
‫والشرك الخفي وهو الرياء ‪ ,‬مرآة الغير بعمل الخير ‪ ,‬تطيل الصلة ‪ ,‬تَسكن في‬
‫ما ترى من نظر غيرك إليك ‪ ,‬هذا نسأل الله العافية من‬ ‫صلتك ‪ ,‬تخشع في قراءتك ل ِ‬
‫أنواع الشرك ‪ ,‬وهو في هذه المة أخفى من دبيب النمل ‪ ,‬وله كفارة كما جاء الخبر‬

‫‪ - 1‬قال الشيخ ابن باز في ماتن الكتاب على الشرك الكبر ‪ :‬يوجب حبوط العمل والخلود في النار لمن‬
‫ون ‪] r‬النعام‪ , [88:‬وقال سبحانه‬ ‫مل ُ َ‬ ‫ع َ‬‫ماا كَانُوا ي َ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬‫ط َ‬ ‫حب ِ َ‬‫ش َركُوا ل َ َ‬ ‫و أَ ْ‬ ‫مات عليه ‪ ,‬كما قال الله َ تعالى ‪ r‬وَل َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ت‬ ‫حبِط ْ‬ ‫ك َ‬‫ر أولئ ِ َ‬ ‫ف ِ‬‫م بِالك ُ ْ‬ ‫ه ْ‬‫س ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ين عَلى أن ْ ُ‬ ‫د َ‬ ‫ه ِ‬‫شا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫اجدَة الل ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م ُروا َ‬ ‫ع ُ‬‫ن يَ ْ‬ ‫ين أ ْ‬ ‫رك ِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ان لِل ْ ُ‬
‫‪ r‬ماَا ك َ َ‬
‫ون‪] r‬التوبة‪ ,[17:‬وإن من مات عليه فلن يغفر له ‪ ,‬والجنة عليه حرام ‪ ,‬كما‬ ‫م خآَالِدُ َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ار ُ‬ ‫ِ‬ ‫في الن ّ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫ه ْ‬‫مال ُ ُ‬ ‫أَ ْ‬
‫ع َ‬
‫شاءُ ‪] r‬النساء‪ ,[48:‬وقال‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ون ذَل ِ َ‬ ‫ش َر َ‬‫ن يُ ْ‬ ‫قال الله عز وجل ‪ r:‬إن اللّه ل يغ ِ َ‬
‫م ْ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫ماا دُ َ‬ ‫ْف ُر َ‬ ‫ويَغ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫ْف ُر أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ّ‬
‫صار ‪r‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ن يُ ْ‬
‫ن أن ْ َ‬ ‫ما ْ‬
‫ين ِ‬
‫م َ‬ ‫ماا لِلظال ِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ار َ‬‫واهُ الن ّ ُ‬ ‫ماأ َ‬ ‫و َ‬
‫ة َ‬ ‫جن ّ َ‬‫ه ال َ‬ ‫ه عَلي ْ ِ‬ ‫م الل ُ‬ ‫ح ّر َ‬
‫ه فقدْ َ‬ ‫رك بِالل ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ما ْ‬‫ه َ‬‫سبحانه ‪ r :‬إِن ّ ُ‬
‫]المائدة‪ [72:‬ومن أنواعه ‪ :‬دعاء المواتً ‪ ,‬والصنام ‪ ,‬والستغاثة بهم ‪ ,‬والنذر لهم ‪ ,‬والذبح لهم ‪ ,‬ونحو ذلك ‪.‬‬
‫‪ - 2‬قال الشيخ ابن باز في ماتن الكتاب على الشرك الصغر‪ :‬فهو ما ثبت بالنصوصا من الكتاب او‬
‫السنة تسميتهً شركا ً ‪ ,‬ولكنه ليس من جنس الشرك الكبرً ‪ ,‬كالرياء في بعض العمال ‪ ,‬والحلف بغير الله ‪,‬‬
‫وقول‪ :‬ما شاء الله وشاء فلن ‪ ,‬ونحو ذلك ‪ ,‬لقول النبي ‪ )): r‬أخوف ما أخاف عليكم الشرك الصغر (( فسأل‬
‫عنه ‪ ,‬فقال‪ ) :‬الرياء ( ‪ ,‬أخرجه المام أحمد )‪ (5/428‬و)‪ ,(5/429‬والطبرانيً في الكبير )‪ (4301‬بأسانيد جيدة‬
‫عن محمودً بن لبيد عن رافع بن خديج عن النبي ‪. r‬‬
‫وقوله ‪ )): r‬من حلف بشيء دون الله فقد أشرك (( أخرجه المام أحمد بإسناد أعله الرنؤوط )‪ (1/47‬في‬
‫المسند ‪ ,‬عن عمر بن الخطاب ‪ , r‬وأخرجه ابو داود )‪ ,(3251‬والترمذي )‪ (1535‬باسناد صحيح من حديث ابن‬
‫عمر ‪ r‬عن النبي ‪ r‬انه قال‪ )) :‬من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك (( ‪ ,‬وقوله ‪ )) :r‬ل تقولوا‪ :‬ما شاء الله وشاء‬
‫فلن ‪ ,‬ولكن قولوا ‪ :‬ما شاء الله ثم شاء فلن (( أخرجه أبو داود )‪ (4980‬بإسناد صحيح عن حذيفة بن اليمان ‪, r‬‬
‫وهذا النوع ل يوجب الردة ‪ ,‬ول يوجب الخلود في النار ينافي كمال التوحيد الواجب ‪.‬‬
‫‪ - 3‬قال الشيخ ابن باز في ماتن الكتاب على الشرك الخفية‪ :‬وهو الشرك الخفي‪ ,‬فدليله قول النبي ‪:r‬‬
‫)) أل أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟(( قالوا ‪ :‬بلى يا رسول الله ‪ ,‬قال )) الشرك‬
‫الخفي‪ ,‬يقوم الرجل فيصلي فيزينً صلته لما يرى من نظر الرجل اليه (( أخرجه المام أحمد في مسنده)‬
‫‪ ,(3/30‬عن أبي سعيد الخدري ‪ , r‬ويجوز أن يقسم الشرك الى نوعين فقط ‪ :‬أكبر وأصغر ‪ ,‬أما الشرك الخفي‬
‫فانه يعمهما ‪ ,‬فيقع في الكبر ‪,‬كشرك المنافقين ؛ لنهم يخفون عقائدهم الباطلة ‪ ,‬ويتظاهرون بالسلم رياء ً ‪,‬‬
‫وخوفا ً على أنفسهم ‪.‬‬
‫ويكون في الشرك الصغر ‪ ,‬كالرياء ‪ ,‬كما في حديث محمود بن لبيد النصاري المتقدم ‪ ,‬وحديث ابي سعيد‬
‫المذكور ‪ ,‬والله ولي التوفيق ‪.‬‬
‫للشيخ ‪21‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫تقول‪ )) :‬اللهم إني أعوذ بك أن أشرك وأنا أعلمً واستغفرك لما ل أعلم (( هذا فيما‬
‫‪1‬‬

‫تخشى أن تقع فيه ؛ لنه خفي والشيطان حريص على إحباط أعمال النسان ‪ ,‬وهذا‬
‫الرياء وهذا الشرك إذا خالط العمل الصالح إن لم يبطله ويحبطه نقص ثوابه ‪ ,‬فان‬
‫قارنه من أوله الى آخره فل شك في بطلنه ‪ ,‬وإن طرأ على المصلي أو الصائم أو‬
‫الحاج أو غير ذلك ثم قاومه فأنه ل يضره ‪-‬إن شاء الله تعالى‪.2 -‬‬
‫فائدة ‪ :‬من أنواع الشرك ما يسمى بالتشريك في العبادة ‪ ,‬تعمل العمل لله ولغيره‬
‫نعم ‪ ,‬هذا تشريك في العبادة تعمل لله ولغيره فمن التشريك ما يضر بالعبادة ومنه‬
‫شركت بها أمرا ً مباحا ً فالمر‬‫ّ‬ ‫ما ل يضر ‪ ,‬إذاً شركت بالعبادة أمرا ً محرما ً ضر ‪ ,‬وإن‬
‫شركت عبادة بعبادة فالمر ‪-‬إن شاء الله‪ -‬ل شي فيه ‪ ,‬لو قُدر إن شخصا ً‬ ‫ّ‬ ‫أسهل وإن‬
‫تزوج لقضاء الوطر ‪ ,‬نقول‪ :‬يؤجر فهو في عبادة وإن كان تزوج من أجل قضاء‬
‫شهوته كما جاء في الحديث‪ )):‬وفي بضع أحدكم صدقة (( قالوا‪ :‬أيأتي أحدنا شهوته‬
‫شرك العبادة‬ ‫ّ‬ ‫ويكون له فيها أجر قال‪ ً)):‬نعم أرأيتمً لو وضعها في حرام ‪ , 3 (( ..‬فاذا‬
‫بغيرها ‪ ,‬طاف بالبيت ويقصد بذلك ثواب هذا الطواف ‪ ,‬ويقصد مع ذلك التخفيف‬
‫نصحه الطباء بأن يمشي يكثر المشي مثل ‪ ,‬فقال‪ :‬بدل ً أن أمشي بالسواق‬
‫والطرقات أمشي بالمطاف ‪ ,‬له أجر وإل ليس له أجر ؟‬
‫نعم ‪ ,‬له أجر ؛ لن عدوله من المشي في الطرقات الى المطاف لشك أنه عدول‬
‫الى خير ‪.‬‬
‫لو اُمر بحمية ‪ ,‬فقال‪ :‬أصوم بدل أن افطم نفسي بدون أجر ‪ ,‬أصوم واحتمي في‬
‫الوقت نفسه يؤجر ‪-‬إن شاء الله تعالى‪ -‬؛ لنه عدوله الى هذه العبادة خير له ‪ ,‬لكن‬
‫من خلصت نيته للعبادة ل شك إنه أعظم أجراً‪ ,‬تطويل الركوع من أجل الداخل هذا‬
‫تشريك في العبادة لكن فيه مصلحة لخيك المسلم من أجل أن يدرك الركعه ‪ ,‬فل‬
‫شيء فيه عند أهل العلم مالم يضر بالمصلين‪.‬‬
‫وإن قال القرطبي‪ :‬ونقل عن المالكية أنه من التشريك المذموم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ - 1‬أخرجهً البخاري في الدب المفرد رقم )‪ (716‬ولفظه ‪ :‬عن معقل بن يسار يقول‪ :‬انطلقت مع أبي بكر‬
‫الصديق ‪ r‬إلى النبي ‪ r‬فقال‪)) :‬يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل (( فقال‪ :‬أبو بكر وهل الشرك إل‬
‫من جعل مع الله الها آخر قال النبي ‪ )) :r‬والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل أل أدلك على شيء‬
‫إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره قال‪ :‬قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما ل أعلم (( ‪,‬‬
‫وأخرجه وأبو يعلى في المسند ) ‪ ( 61‬والهيثميً في مجمع الزوائد )‪ (10/385‬وقال الشيخ اللباني‪):‬صحيح (‬
‫انظرً حديث )‪ (3731‬في صحيح الجامع الصغير وزيادته ولفظه ‪ )) :‬الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل‬
‫وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول‪ :‬اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك و أنا أعلم‬
‫و أستغفرك لما ل أعلم‪ ) ((..‬تقولها ثلث مرات(‪.‬‬
‫‪ - 22‬هناك شريط قيم لفضيلة الشيخ سعد بن عبدالله الحميد " الرياء والعجب السباب والعلج " فراجعه فأنه‬
‫نفيس في بابه ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ناسا من أصحاب النبي ‪ r‬قالوا للنبي ‪r‬‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬أخرجهً مسلم رقم )‪ (1006‬وأحمد )‪ ( 5/167‬كلهما عن أبي ذر أن‬
‫يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال‪:‬‬
‫)) أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ؟ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل‬
‫تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة (( قالوا‪ :‬يا رسول الله أياتي‬
‫أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال‪ )) :‬أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها‬
‫في الحلل كان له أجرا ((‪ ,‬انظر صحيح الترغيب والترهيب لللباني ) ‪. (2304‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 22‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫م ‪ /‬يقول الشيخ ‪-‬رحمه الله‪ : -‬فالشرك الكبر يوجب حبوط العمل ‪,‬‬
‫ماا كَانُوا‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ط َ‬ ‫حب ِ َ‬ ‫ش َركُوا ل َ َ‬ ‫و أَ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫والخلودة في النار‪,‬كما قال تعالى‪َ r :‬‬
‫َ‬
‫ن‬‫ين أ ْ‬ ‫رك ِ َ‬ ‫ش ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ان لِل ْ ُ‬ ‫ماا ك َ َ‬ ‫ون‪] r‬النعام‪ :‬من الية ‪ [88‬وقال سبحانه‪َ r :‬‬ ‫مل ُ َ‬ ‫ع َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ر أولئ ِ َ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫م بِالك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ين عَلى أن ْ ُ‬‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫حبِط ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ِ‬‫ف ِ‬ ‫د َ‬ ‫ه ِ‬‫شا ِ‬ ‫اجدَ الل ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م ُروا َ‬ ‫ع ُ‬ ‫يَ ْ‬
‫ون ‪] r‬التوبة‪. [17:‬‬ ‫م خآَالِدُ َ‬ ‫ه ْ‬‫ار ُ‬ ‫في الن ّ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫مال ُ ُ‬ ‫ع َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ش ‪ /‬لشك إن عمارة المساجد من أفضل العمال‪ ,‬لكن لبد أن يقترن بالعمارة‬
‫ه ‪] r‬التوبة‪ :‬من‬ ‫ن بِالل ّ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ه َ‬ ‫اجدَ الل ّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م ُر َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬‫الحسية العمارة المعنوية ‪ r‬إِن ّ َ‬
‫الية ‪ [18‬قد يقول القائل‪ :‬لماذا هذا الحصر ؟‬
‫ن‬
‫ما َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ه َ‬ ‫اجدَ الل ّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م ُر َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫ما المانع أن يتبرع كافر في بناء مسجد نقول‪ r:‬إِن ّ َ‬
‫ه ‪ r‬أما عمارة الكافر في بناء مسجد ل تنفعه بل هي حابطه ؛ لنه مشرك ‪,‬‬ ‫بِالل ّ ِ‬
‫َ‬
‫ارةَة‬‫م َ‬ ‫ع َ‬ ‫و ِ‬ ‫ج َ‬ ‫حا ّ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫قاي َ َ‬ ‫س َ‬ ‫م ِ‬ ‫علْت ُ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫وبعض الناس يذم من يعمر المساجد ويقول‪ r :‬أ َ‬
‫ه ‪]r‬التوبة‪ :‬من الية ‪ [19‬يرددها بعض الناس‪,‬‬ ‫ن بِالل ّ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫نآ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ح َرام ِ ك َ َ‬ ‫د ال ْ َ‬ ‫ج ِ‬‫س ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ويقول‪ :‬إن عماره المسجد الحرام‪ ,..‬نعم هي ليست كمن آمن بالله ‪ ,‬لكن اذا‬
‫قارنت اليمان فهي من أفضل العمال ‪ ,‬أما اذا صارت قسيما ً لليمان ‪ ,‬عمارة‬
‫المساجد أو اليمان بالله ‪ ,‬فعمارة المساجد وسقاية الحاج ل خير فيها دون اليمان ‪,‬‬
‫ول أجر فيها ول ثواب بدون اليمان؛ لن اليمان شرط لقبول جميع العمال ‪ ,‬وهذا‬
‫عمل من أعمال الخير ‪.‬‬
‫مان ماات عليه فلن يغفر له والجنة عليه حرام قال الله ‪-‬عز‬ ‫يقول ‪ :‬وإن َ‬
‫َ‬
‫شا ء ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫ون ذَل ِ َ‬ ‫ماا دُ َ‬ ‫ْف ُر َ‬ ‫ويَغ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫ش َر َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ْف ُر أ ْ‬ ‫ه ل يَغ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫وجل‪ r -‬إ ِ ّ‬
‫م الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫ح ّر َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ك بِالل ّ ِ‬ ‫ر ْ‬ ‫ش ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫ه َ‬ ‫‪]r‬النساء‪ :‬من الية ‪ . [48‬وقال سبحانه‪ r :‬إِن ّ ُ‬
‫َ‬ ‫ةو ْ‬
‫صار ‪]r‬سورة المائدة‪:‬من الية‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ين ِ‬ ‫م َ‬ ‫ماا لِلظّال ِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ار َ‬ ‫واهُ الن ّ ُ‬ ‫ماأ َ‬‫جن ّ َ َ َ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫عَلَي ْ ِ‬
‫‪ [72‬نسأل الله العافية ‪.‬‬

‫م ‪ /‬يقول الشيخ‪ :‬ومان أنواعه دعاء الماوات والصنام ‪ ,‬والستغاثاة بهم‬


‫‪ ,‬والنذر لهم ‪ ,‬والذبح ونحو ذلك ‪.‬‬
‫ش ‪ /‬وغير ذلك من انواع العبادة التي ل يجوز صرف شيء لغير الله ‪-‬سبحانه‬
‫وتعالى‪ , -‬التوكل على غير الله ‪ ,‬السجود لغير الله ‪ ,‬نسأل الله العافية كل هذا من‬
‫الشرك الكبرً ‪.‬‬
‫م ‪ /‬اماا الشرك الصغر فيقول‪ :‬ماا ثابت في النصوص مان الكتاب والسنة‬
‫تسميته شركا ‪ ,‬لكنه ليس مان جنس الشرك الكبر كالرياء في بعض‬
‫العمال ‪ ,‬والحلف بغير الله ‪ ,‬وقول‪ :‬ماا شاء الله وشاء فلن ‪ ,‬ونحو‬
‫ذلك لقول النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬ة‪ )) :‬أخآوف ماا أخآاف عليكم‬
‫الشرك الصغر (( ‪ 1‬فسأل عنه فقال ‪ ):‬الرياء ( رواه الماام احمد‬
‫والطبراني والبيهقي عن ماحمود بن لبيد النصاري ‪ r‬باسناد جيد ‪,‬‬
‫ورواه الطبراني ‪ 2‬باسانيدة جيده عن ماحمود بن لبيد عن رافع بن خآَديج‬
‫عن النبي ‪.r‬‬
‫‪ - 1‬أخرجه أحمد في المسند برقم )‪ (5/429‬والبيهقي في شعب اليمان )‪ ( 6831‬وصححه اللباني في‬
‫السلسلة الصحيحةً )‪. (951‬‬
‫‪ - 2‬سبق تخريجه هامش صفحة )‪. (16‬‬
‫للشيخ ‪23‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬

‫ش ‪ /‬مرة يروى عن محمود بن لبيد بدون واسطة ومرة بواسطة رافعً بن خَديح ‪,‬‬
‫ومحمود بن لبيد معروف أنه صحابي صغير جدا عقل المجه التي مجها النبي ‪-‬عليه‬
‫الصلة والسلم‪ -‬في وجهه وهو ابن خمس سنين‪ ,‬فل يُبعد أن يروي عن النبي ‪-‬عليه‬
‫الصلة والسلم‪ -‬بواسطة ‪.‬‬
‫م‪ /‬وقوله ‪ )): r‬مان حلف بشيء دون الله فقد أشرك (( رواه الماام‬
‫أحمد باسناد صحيح عن عمر بن الخطاب ‪ ,1 r‬ورواه ابو داود والترماذي‬
‫باسناد صحيح مان حديث ابن عمر ‪-‬رضي الله عنهما‪ -‬عن النبي ‪-‬عليه‬
‫الصلة والسلم‪ )) -‬مان حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ((‪ ,2‬وقوله‬
‫‪ )): r‬ل تقولوا‪ :‬ماا شاء الله وشاء فلن ‪ ,‬ولكن قولوا‪ :‬ماا شاء الله ثام‬
‫شاء فلن ((‪ . 3‬اخآرجه ابو داود بإسناد صحيح عن حذيفة بن اليمان ‪. r‬‬
‫ش ‪ /‬وهذه أمثلة للشرك الصغر ‪.‬‬
‫م ‪ /‬يقول ‪-‬رحمه الله‪ : -‬وهذا النوع ل يوجب الردة ‪ ,‬ول يوجب الخلود‬
‫في النار ‪ ,‬ولكنه ينافي كمال التوحيدة الواجب ‪.‬‬
‫ش ‪ /‬هذا النوع ل يوجب الردة ‪ ,‬ول يوجب الخلود في النار ‪ ,‬ل يحبط العمل ‪ ,‬ول‬
‫يلزم منه ان يخلّد ‪ ,‬يبقى خالدا ً في النار ل يخرج منها ‪ ,‬والجنة ليست عليه حرام ‪,‬‬
‫إنما يُعذ ّب بقدر شركه هذا الصغر ‪ ,‬ثم إذا نُقّي يدخل الجنة ‪-‬إن شاء الله تعالى‪. -‬‬
‫م ‪ /‬ومانه الثالث‪ :‬وهو الشرك الخفي فدليله قوله ‪ )) r‬أل اخآبركم بما‬
‫أخآوف عليكم عندي مان المسيح الدجال ؟ (( قالوا‪ :‬بلى يا رسول قال‪:‬‬
‫)) الشرك الخفي ‪ ,‬يقوم الرجل فيصلي فيزين صلته لما يرى مان نظر‬
‫الرجل اليه (( رواه الماام أحمد في ماسنده عن أبي سعيد الخدري ‪.4‬‬
‫ش ‪ /‬هذا هو الرياء الذي هو نوع من أنواع الشرك الصغر ‪ ,‬هذا الخفي مع دقته‬
‫وخفائه على المسلم أن يلحظه ‪ ,‬وأن يراقب قلبه ‪ ,‬فل يجعله يشرد ويذهب يمينا ً‬
‫وشمال ً ‪ ,‬بل عليه أن يُخلص وجهه لله ‪-‬سبحانه وتعالى‪. -‬‬
‫قسم الشرك الى نوعين فقط‪ :‬أكبر وأصغر ‪ ,‬أماا الشرك‬ ‫ّ‬ ‫م ‪ /‬ويجوز أن ي ُ‬
‫الخفي فانه يعمهما ]يعني يدخآل في الكبر وفي الصغر [ فيقع في‬
‫‪5‬‬

‫الكبركشرك المنافقين؛ لنهم يخفون عقائدهمة الباطلة ‪ ,‬ويتظاهرون‬


‫بالسلمة رياءً وخآوفا ً على أنفسهم ‪ ,‬ويكون في الشرك الصغر كالرياء‬
‫كما في حديثة ماحمود بن لبيد النصاري المتقدمة ‪ ,‬والله اعلم ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه أحمد برقم )‪ ( 1/47‬وعبدالرزاق في مصنفه )‪ (8/467‬والحاكم )‪.(1/117‬‬


‫‪ - 2‬أخرجه أحمد في المسند )‪ (2/125‬وأبو داود برقم )‪ ( 3251‬والترمذي )‪ (1535‬والحاكم )‪ (4/296‬والبيهقي‬
‫في السنن )‪ (29 /10‬والحديث صحيح راجع تخريجً ظلل الجنة لللباني الجزء الول صفحة )‪ , (515‬وهو مخرجً‬
‫في السلسلةالصحيحة برقم )‪ (2042‬عن ابن عمر ‪. r‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه أحمد رقم )‪ (5/394‬وأبو داود )‪ (4980‬والنسائي في الكبرى )‪ (10821‬وابن أبي شيبة في المصنف‬
‫)‪ (27105‬و)‪ (30066‬وأبو داود الطيالسي في مسنده )‪ (430‬بلفظ ))‪..‬ولكن قولوا‪ :‬ما شاء الله وحده ((‬
‫والبيهقي في السنن الكبرى )‪ (5601‬كلهم عن حذيفة بن اليمان ‪ ,r‬راجع الصحيحةً ومشكاة المصابيح تحقيق‬
‫اللباني ‪-‬رحم الله الجميع‪. ً-‬‬
‫‪ - 4‬أخرجه أحمد برقم )‪ (3/30‬وابن ماجه )‪ (4204‬عن أبي سعيد الخدري ‪ , r‬وحسنه اللباني في الجامع الصغير‬
‫وزيادته برقم )‪ (2607‬وكذلك حسنه في صحيح الترغيب والترهيب )‪ (27‬والمشكاة )‪.(5333‬‬
‫‪ - 5‬ما بين المعكوفتينً مداخله من الشارح وليس من المتن ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 24‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫سم الى ثلثة أنواع أكبر وأصغر‬
‫ش ‪ /‬مقصود الشيخ ‪-‬رحمه الله‪ -‬أن الشرك يق ّ‬
‫وخفي ‪ ,‬ويمكن أن يجعل الخفي من النوعين ‪ ,‬قسم من النوع الول ‪ ,‬وقسم من‬
‫النوع الثاني ‪ ,‬داخل في النوع الول ‪ ,‬فما ظهر من الشرك الكبرً يكون شرك جلي ‪,‬‬
‫وما خفي من الشرك الكبرً يكون شركا ً خفيا ً ‪ ,‬وما ظهر من الشرك الصغر يكون‬
‫شرك أصغر جلي وما خفي منه يكون شرك أصغر خفي ‪ ,‬وعلىً كل حال التقسيم‬
‫مجرد اصطلح ‪ ,‬والحصر مردّه الستقراءً ‪.‬‬
‫للشيخ ‪25‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس الخامس ‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫بعد هذا تعرض الشيخ ‪-‬رحمه الله‪ -‬في الدرس الخامس لركان السلمً ‪ ,‬وهي‬
‫خمسة جاءت في الصحيحين ‪ ,‬وغيرهما من حديث ابن عمر‪ )) :‬شهادة أن ل اله ال‬
‫الله ‪ ,‬وأن محمدا ً رسول الله ‪ ,‬وأقام الصلة ‪ ,‬وإيتاء الزكاة ‪ ,‬وصوم رمضان ‪ ,‬وحج‬
‫بيت الله الحرام من استطاع اليه سبيل (( ‪ ,‬وفي الصحيح من حديث ابن عمر يقول‪:‬‬
‫)) بُني السلم على خمس‪ :‬شهادة أن ل إله إل الله ‪ ,‬وأن محمدا ً رسول الله ‪,‬‬
‫وأقام الصلة ‪ ,‬وإيتاء الزكاة ‪ ,‬وصوم رمضان ‪ ,‬وحج البيت لمن استطاعً اليه سبيل ((‬
‫‪,2‬‬
‫وفي صحيح البخاري )) وحج البيت ‪ ,‬وصيام رمضان (( ‪ ,3‬بتقديم الحج على الصيام ‪,‬‬
‫وعلى كل حال هي أركان خمسة ‪ ,‬شأنها عظيمً جدا ً ‪ ,‬من ترك شيئا ً منها فهو على‬
‫خطر عظيم ‪ ,‬أما من ترك الشهادتين فأنه ليس بمسلم أصل ومن ترك الصلة وإن‬
‫اعترفً بوجوبها وأقر به فهو كافر عند جمع من أهل التحقيقً ‪ ,‬وأما إيتاء الزكاة فاذا‬
‫اعترفً بوجوبها ولم يدفعها فانه ل يكفر عند جمهور العلماء ‪ ,‬وإن قيل بكفره ككفر‬
‫تارك بقية الركان ‪ ,‬فالقول بكفر تارك الركان الخمسة أو واحد منها قول معتبر عند‬
‫أهل العلم ‪ ,‬وهو قول في مذهب المام أحمد ‪ ,‬يكفر بترك الزكاة ‪ ,‬يكفر بعدم صيام‬
‫رمضان وإن اعترفً بوجوبه يكفّر بترك الحج ‪ ,‬وعلى كل حال هذه دعائم السلم ‪,‬‬
‫ل يقوم السلم إل عليها ‪ ,‬ولذا بُني السلمً عليها ‪ ,‬وأي بناء دون أركان فانه ليثبت ‪,‬‬
‫فتارك شيء منها على خطر عظيمً ‪ ,‬فمن ترك هذه الركان فعليه أن يبادر بالتوبة‬
‫والستغفارً وأن يؤديها على الوجه المطلوب ؛ لن الكفر شأنه عظيم ‪ ,‬وأمره خطير‬
‫‪ ,‬المعاصي تحت المشيئة بل شك ‪ ,‬وهي أيضا بريد الى الكفر ‪ ,‬لكن أمرها أخف من‬
‫الكفر الموجب للخلود في النار ‪ ,‬فترك الصلة المقرر عند أهل العلم المحققين‬
‫منهم أنه كفر ‪ ,‬فمن يترك الصلة فهو كافر وإن إعترف بوجوبها ‪ ,‬أما بقية الركان‬
‫الثلثة فقيل بكفره ‪ ,‬والجمهور على أنه ل يكفر ‪ ,‬لكنه على خطر عظيمً ‪ ,‬وجاء‬
‫الوعيد الشديد بمن اعطاه الله من المال ما يقوم به ‪ ,‬أو ما تقوم به حياته ومصالحه‬
‫ومع ذلكم يبخل بالقدر اليسير الذي فرضه الله عليه ‪ ,‬ومن عافاه الله في بدنه‬
‫وأقرهً في وطنه ولم يصم في رمضان هذا أيضا ً على خطر )) من أفطرً في يوم من‬
‫رمضان من غير عذر‪ ,‬لم يقضه صيام الدهر وإن صامه((‪ , 4‬فالمر جد خطير ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الشيخ ذكر أركان السلم في الدرس الثاني ‪ ,‬وفي متن كتاب الشيخ ‪-‬رحمه الله‪ -‬في الدرس الخامس ذكر‪:‬‬
‫ركن الحسان ‪ ,‬ولكن ربما سها الشيخ الخضير ‪ -‬حفظه الله ورعاه وعفا الله عنا وعنه ‪ -‬وكرر شرح أركان‬
‫السلم ‪ ,‬وترك ركن الحسان ‪ ,‬وهو‪ :‬أن تعبد الله كأنك تراه ‪ ,‬فإن لم تكن تراه فهو يراك ‪ ,‬وهناك شرح نفيس‬
‫للشيخ صالح ال الشيخ في شرحه للربعين النووية ‪ ,‬فراجعه إن شئت ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه مسلم ) ‪ ( 16‬والترمذي ) ‪ ( 2609‬وغيرهما عن ابن عمر ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه البخاري ) ‪ ( 8‬ومسلم ) ‪ ( 16‬وأحمد )‪ (2/120‬والنسائي ) ‪ ( 8/107‬من حديث ابن عمر ايضا ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أخرجه البخاري تعليقا ً في ) باب اذا جامع في رمضان ( قال‪ :‬ويذكر عن أبي هريرة رفعه )) من أفطر يوما‬
‫من رمضان من غير عذر ول مرض لم يقضه صيام الدهر وإن صامه (( ‪ ,‬وبه قال ابن مسعود ‪ ,‬وقال سعيد بن‬
‫يوما مكانه ‪ .‬قال الحافظ في الفتح ‪ :‬ووصله‬ ‫ً‬ ‫المسيب والشعبي وابن جبير وإبراهيم وقتادة وحماد يقضي‬
‫أصحاب السنن الربعةً وصححه بن خزيمة من طريق سفيان الثوري وشعبة كلهما عن حبيب بن أبي ثابت عن‬
‫عمارة بن عمير عن أبي المطوسً عن أبيه عن أبي هريرة نحوه ‪ ,‬وهو عند ابي داود )‪ (2396‬والترمذي )‪(723‬‬
‫وابن ماجه )‪ (1672‬ووصله النسائي في الكبرى برقم )‪ (3278‬وكل هذه الطرق لتصح فقد حكم عليها المام‬
‫اللباني في السنن الربعة بالضعف بهذه الرقام ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 26‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫وحج البيت جاء الوعيد الشديد لمن ترك الحج مع القدرة عليه وجاءت الثار والخبار‬
‫المرفوعه والموقوفه في التشديد بالنسبة ‪ ,‬فيمن ترك مع القدرة عليه ‪ ,‬وجاءت‬
‫الثار والخبار المرفوعة والموقوفة في التشديد بالنسبة لمن تركه مع القدرة عليه ‪،‬‬
‫جدة ولم يحج فاليضربوا‬ ‫من كان ذا ِ‬ ‫عمر بن الخطاب كتب الى الفاق أن ينظروا َ‬
‫عليه الجزية ‪ ,‬ما هم بمسلمين ولذا ذيل الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬آية وجوب الحج‪:‬‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫ن كَ َ‬
‫ف َر َ‬ ‫ما ْ‬
‫و َ‬‫سبِيلًة َ‬ ‫ع إِلَي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫استَطَا َ‬
‫ن ْ‬‫ما ِ‬
‫ت َ‬‫ج الْبَي ْ ِ‬
‫ح ّ‬
‫اس ِ‬
‫ِ‬ ‫ه عَلَى الن ّ‬ ‫ولِل ّ ِ‬
‫‪َ r‬‬
‫من كفر لم يحج وهذه من أدله من يقول‬ ‫ين ‪] r‬آل عمران‪َ [97:‬‬ ‫م َ‬‫عال َ ِ‬ ‫َن ال ْ َ‬
‫يع ِ‬ ‫غن ِ ّ‬‫َ‬
‫بكفر تارك الحج ‪.‬‬

‫الدرس السادس‬
‫م‪ /‬يقول ‪-‬رحمه الله‪ -‬الدرس السادس ‪ :‬شروط الصلة ‪ ,‬شروط الصلة‬
‫تسعه ‪:‬السلم ‪ ,‬والعقل ‪ ,‬والتمييز ‪ ,‬ورفع الحدث وازاله النجاسة ‪,‬‬
‫وستر العورة ‪ ,‬ودخآول الوقت ‪ ,‬واستقبالة القبلة ‪ ,‬والنية ‪.‬‬
‫ش‪/‬‬
‫الشرط ‪ :‬ما يلزم من عدمه العدم ‪ ,‬فاذا ع ُدم الشرط ع ُدم المشروط ولو وجدت‬
‫صورته ‪ ,‬لو صلى شخص غير مسلم ‪ ,‬نعم ‪ ,‬ماذا نقول ؟‬
‫‪ -1‬السلم ‪ :‬شرط في صحة الصلة ‪ ,‬لكن هم يقولون‪ :‬إن صلى فمسلم حكما ً ؛‬
‫لن الصلة متضمنة للشهادتين يكون قد تشهد فكيف يكون السلمً شرط لصحة‬
‫من صلى فمسلم حكما ً ‪ ,‬نقول‪ :‬هو مسلم حكما ً يُعامل‬ ‫الصلة ‪ ,‬وهمً يقولون‪َ :‬‬
‫معاملة المسلمين ‪ ,‬وليس مسلم حقيقة إن استمر فله ما للمسلمين وعليه ما‬
‫عليهم ‪ ,‬وإن نقض مقتضى هذه الصلة فأنه يُقتل مرتدا ً وأمره أعظمً من المشرك‬
‫يصل ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الذي لم‬
‫المشرك الكافر الصلي ‪ ,‬المرتد أشد ‪ ,‬فالسلم لشك أنه شرط ‪.‬‬
‫‪ -2‬والعقل ‪ :‬أيضا ً شرط لصحة الصلة ؛ لن غير العاقل سواء كان مجنونا ً أو‬
‫صغيرا ً ل يميز فأنه ل يعقل هذه الصلة ‪ ,‬ول يمكن أن يؤديها على الوجه المطلوب ‪.‬‬
‫‪ -3‬والتمييز ‪ :‬التمييز شرط لصحة الصلة أيضا ً ‪ ,‬فعدم المميز داخل أيضا في‬
‫من ل يعقل ‪ ,‬ولذا جاء الحديث‪ُ )) :‬رفع القلم عن ثلثه‪:‬النائم حتى يستسقيظ ‪,‬‬ ‫حكم َ‬
‫والمجنون حتى يفيق ‪ ,‬والصبي ‪ -‬الصغير‪ -‬حتى يبلغ (( هؤلء رفع القلم عنهم‪,‬‬
‫‪1‬‬

‫فالنائم رفعه مؤقت حتى يستيقظ ‪ ,‬والمجنون كذلك حتى يفيق ‪ ,‬والصغير حتى يبلغ‬
‫‪ ,‬كيف يقولون‪ :‬حتى يبلغ ويكلف وهنا يُشترط للصلة التمييز وليس البلوغ ؟‬
‫هذا شرط صحة وذاك شرط وجوب ‪ ,‬نعم فالصبي إذا ميز بأن بلغ سبع سنين يؤمر‬
‫بالصلة بالتمرين عليها ‪ ,‬ولكنه ل يأثم بتركها ‪ ,‬فليس بشرط للوجوب ‪ ,‬التمييز يكون‬
‫بسبع سنين ‪ ,‬وإن ميز وعرف قبل السبع بأن كان عمره خمس سنين ويفهم ‪,‬‬
‫يفهم السؤال ويرد الجواب المطابق ‪ ,‬لكنه ل يؤمر بالصلة حتى يتم له سبع سنين ؛‬
‫لن هذا تشريع عام ولو ترك للناس والى تمييز كل واحد بحسبه ما إنظبطت المور ‪,‬‬
‫‪ - 1‬ورد بروايات متعددة ولعله أقرب اللفاظ الذي أخرجه أحمد )‪ (1/118‬والترمذي )‪ (1423‬كلهما عن علي ‪,‬‬
‫وأبو داود )‪ (4398‬والنسائي)‪ (6/156‬وإبن ماجه )‪ (2041‬وغيرهم عن عائشة ‪ ,‬انظرً إرواء الغليل وصحيح‬
‫الجامع الصغير وزيادته )‪ , (3512‬ولفظ أبي داود )) رفع القلم عن ثلثة‪ :‬عن النائم حتى يستسقظ ‪ ,‬وعن‬
‫المبتلى حتى يبرأً ‪ ,‬وعن الصبي حتى يكبر (( ‪.‬‬
‫للشيخ ‪27‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫تجد الناس من شفقتهم على أولدهمً قد يتم عشر سنين ‪ ,‬وإذاً قيل له إبنك لماذا ل‬
‫يصلي ؟‬
‫قال ما بعد ميز ‪ ,‬لكن ربط بسبع سنين ؛ لن هذا تشريع عام يعم الناس كلهم ومثله‬
‫البلوغ ربط بعلمات ظاهرة ‪.‬‬
‫‪ -4‬ومان شروط الصلة رفع الحدث ‪ :‬سواءً كان أكبر أو أصغر ‪ ,‬فالحدث الكبر‬
‫يرفع بالغسل والحدث الصغر يرفع بالوضوء ‪ )) ,‬ل يقبل الله صلة من أحدث حتى‬
‫م إِلَى‬ ‫هكُم َ‬
‫ديَك ُ ْة‬‫وأي ْ ِ‬
‫جو َ ْ َ‬ ‫سلُوا ُ‬
‫و ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫فا ْ‬‫ة َ‬ ‫صل ِ‬ ‫م إِلَى ال ّ‬ ‫مت ُ ْ‬
‫ق ْ‬‫يتوضأ ((‪..r ,1‬إِذَا ُ‬
‫م َ‬
‫ن‪] r‬المائدة‪ :‬من الية‬ ‫عبَي ْ ِ‬‫م إِلَى الْك َ ْ‬‫جلَك ُ ْ‬
‫وأ ْر ُ‬ ‫وسك ُ ْة َ‬‫ؤ ِ‬ ‫حوا ب ِ ُر ُ‬ ‫س ُ‬‫ما َ‬
‫وا ْ‬ ‫ق َ‬
‫ف ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫م َرا ِ‬
‫‪. [6‬‬
‫من على بدنه أو‬ ‫ه ْر ‪]r‬المدثر‪ [4:‬ل تصح الصلة َ‬ ‫فطَ ّ‬ ‫ك َ‬ ‫وثاِيَاب َ َ‬
‫‪ -5‬ازالة النجاسة ‪َ r :‬‬
‫ثوبه نجاسة أو في بقعته التي يصلي عليها ‪ ,‬لبد من تطهير المكان ‪ ,‬ولبد من‬
‫تطهير الثوب ‪ ,‬ولبد من تطهير البدن من هذه النجاسة ‪ ,‬لكن لو نسي وصلى قبل‬
‫أن يرفع الحدث ‪ ,‬هذا شخص نسي فصلى نسي الوضوء فصلى ؟ وآخر نسي‬
‫النجاسة على ثوبه أو بدنه فصلى هل هناك فرق أو ما في فرق ؟‬
‫كلهما شرط ‪ ,‬فعندنا اثنان‪ :‬شخص صلى من غير طهارة ناسيا ‪ ,‬وآخر على بدنه أو‬
‫ثوبه نجاسة نسي فصلى بهذه النجاسة ‪ ,‬الصلة صحيحة وإل باطلة ؟ هم يقولون‪:‬‬
‫سينَا‬ ‫خآذْنَا إ ِ ْ‬
‫ن نَ ِ‬ ‫ؤا ِ‬ ‫رفع الحدث وإزالة النجاسة شرط ‪ ,‬والناسي له حكم ‪َ ..r‬ربّنَا ل ت ُ َ‬
‫و أَخآْطَأْنَا ‪]r‬البقرة‪:‬من الية ‪ [286‬فهل نقول‪:‬ما دام ناسي تصح صلته ولو صلى‬ ‫أ ْ‬
‫َ‬
‫بغير طهارة ولو صلى ولو على بدنه نجاسة ؟‬
‫أو نقول‪ :‬إن هذا شرط لبد من تحققه فل تصح صلة بغير طهارة كما قال النبي‬
‫‪-‬عليه الصلة والسلم‪ )) -‬ل يقبل الله صلة من أحدث حتى يتوضا ((* كما أنها ل‬
‫من على ثوبه أو بدنه نجاسة حتى يتخلص من هذه النجاسة ‪ ,‬أو هناك‬ ‫تصح صلة َ‬
‫ما صلى بالنعلين فيهما‬ ‫فرق بين المسألتين ؟ الرسول ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬ل ّ‬
‫‪2‬‬
‫نجاسة أعاد الصلة وإل أمر بخلعهما ؟‬
‫أُمر بخلعهما‪ ,‬فدل على أن الصلة ‪ ,‬صلة الناسي مع النجاسة صحيحة ‪ ,‬وإل لو‬
‫كانت باطلة لمر بخلعهما ؛ لن النسيان يقرر أهل العلم‪ :‬أنه ينزل الموجود منزلة‬
‫المعدوم ‪ ,‬هذه النجاسة الموجودة نسيانا ً تنزل منزلة المعدوم كأنها غير موجوده ‪,‬‬
‫أما المعدوم الذي هو الوضوء معدوم ‪ ,‬فان النسيان ل ينزل المعدوم منزلة الموجود‬
‫‪ ,‬وعلى هذا لو صلى بغير طهارة ‪ ,‬لبد أن يعيد هذه الصلة ولو صلى ناسيا ً وعلى‬
‫بدنه نجاسة فإنه ل يلزمه إعادتها ‪ ,‬المسألة عند الحنابلة كما هو معروف والمشهور‬
‫عندهمً أنه إن علمها ثم جهلها أو نسيها أعاد ‪ ,‬هذا المقرر عندهم ‪ ,‬لكن الصواب أن‬

‫‪ - 1‬أخرجه البخاري )‪ (135‬ومسلم )‪ (225‬وأبو داود )‪ (60‬وأخرجه عبد الرزاق في المصنف برقم )‪ (530‬عن‬
‫أبي هريرة ‪.‬‬
‫* تقدم تخريجه ‪ ,‬انظر التخريج السابق ‪.‬‬
‫‪ - 2‬يشير الشيخ ‪-‬حفظه الله‪ -‬الى حديث الذي أخرجه أبو داود برقم )‪ (650‬وابن خزيمةً )‪ (1017‬والحاكم في‬
‫المستدرك )‪ (955‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ‪ ,‬من حديث أبي سعيد الخدري‪:‬‬
‫بينما رسول الله ‪ r‬يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه ‪,‬فوضعهما عن يساره ‪,‬فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم ‪,‬فلما‬
‫قضى رسول الله ‪ r‬صلته قال‪ )) :‬ما حملكم على إلقائكم نعالكم (( ؟ قالوا‪ :‬رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا‬
‫فقال رسول الله ‪ )) :r‬إن جبريل‪-‬عليه السلم‪ -‬أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا (( أو قال‪ )) :‬أذى (( وقال‪)):‬إذا‬
‫جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر‪ ,‬فإن رأى في نعليه قذراً أو أذى فليمسحهً وليصل فيهما (( هذا لفظ أبي داود ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 28‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫ن‬‫خآذْنَا إ ِ ْ‬ ‫النسيان كما قال الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬في آخر البقرة ‪َ ..r‬ربّنَا ل ت ُ َ‬
‫ؤا ِ‬
‫و أَخآْطَأْنَا ‪ r‬وقال ) قد فعلت (‪ 1‬في حديث‪ُ )) :‬رفعت عن أمتي الخطأ‬ ‫َ‬
‫سينَا أ ْ‬
‫نَ ِ‬
‫‪2‬‬
‫والنسيان وما استكرهواً عليه ((‬
‫‪ -6‬ستر العورة ‪ :‬شرط لصحة الصلة والعورة بالنسبة للرجل من السرة الى‬
‫الركبة ‪ ,‬فاذا صلى وقد بدأ شيء من هذا القدر فأن صلته ل تصح ‪ ,‬من السرة الى‬
‫الركبة ‪ ,‬ويجب عليه ستر المنكبين أو أحدهما لحديث‪ )) :‬ل يصلي أحدكم في الثوب‬
‫الواحد ليس على عاتقيه منه شيء ((‪ , 3‬اذا ً كيف يقولون‪ :‬العورة من السرة الى‬
‫الركبة ول يدخلون أحد المنكبين ؟‬
‫نقول‪ :‬فرق بين أن يكون الشيء واجبا ً وبين أن يكون شرطا ً ‪ ,‬فاذا كان واجبا ً‬
‫وصلى بدونه ‪ ,‬صلته صحيحة لكن يأثم ‪ ,‬أما إذا قلنا‪ :‬إنه شرط فأن الصلة ل تصح ‪,‬‬
‫فيجب على الرجل أن يستر المنكبين ‪ ,‬كما جاء في بعض الروايات‪ )) :‬ليس على‬
‫منكبيه منه شيء ((‪ 4‬أو أحدهما كما جاء في الرواية الخرى )) ليس على منكبه منه‬
‫شيء ((‪ 5‬على كل حال ل بد من أن يستر المنكبين أو على أقل الحوال أحد‬
‫المنكبين ‪ ,‬فأما العورة المشترط سترها للصلة للرجل فمن السرة الى الركبة ‪,‬‬
‫وأما بالنسبة للمرأة فجميع بدنها عورة إل الوجه إذا لم يكن لديها رجال أجانب فإنها‬
‫تصلي كاشفة الوجه ‪ ,‬ل بد أن تكشف وجهها ‪ ,‬نعم ‪.‬‬
‫أما إذا وجد هناك رجال أجانب فإنها يجب عليها أن تستر وجهها ‪ ,‬وقال بعضهم‪ :‬بأن‬
‫الكفين لهما حكم الوجه فلو كشفت كفيها فل بأس حينئذ ٍ ‪ ,‬وألحق بعضهم وهو‬
‫مذهب الحنفية ويميل إليه شيخ السلم ‪-‬رحمه الله‪ -‬الرجلين ) يعني ( لو صلت‬
‫وبطون قدميها ظاهرتين ) يعني ( يتجاوز في ذلك ‪ ,‬لكن الحوط أن تستر جميع‬
‫بدنها ل يخرج منه شيء ‪ ,‬هذا هو الحوط ‪ ,‬تستر جميع بدنها ل يخرج ل يدين ول‬
‫رجلين و ل يخرج ول يظهر إل الوجه ‪ ,‬على كل حال هذه مسألة ‪ ,..‬بالنسبة لليدين‬
‫والرجلين المر أخف لكن ما عدا ذلك ل بد من ستره ‪ ,‬نعم ‪.‬‬
‫سؤال تخمين ‪ : 6‬عورة المرأة عند المرأة كعورة الرجل من السرة الى الركبة ؟‬
‫هذا قالوا‪ :‬عند النساء نعم ‪ ,‬مع إنه قول مرجوح ‪,‬كما هو معروف ‪ ,‬بل عورة المرأة‬
‫عند النساء كعورتها عند محارمها ‪ ,‬يعني عند أخيها تكشف من السرة الى الركبة ؟‬

‫‪ - 1‬أخرجهً مسلم )‪ (126‬والنسائي في الكبرى )‪ (11059‬والترمذي )‪ (2992‬والحاكم )‪ (3132‬وابن حبان )‬


‫‪ (5069‬والبيهقي في شعب اليمانً )‪ (2407‬من حديث ابن عباس قال‪ :‬لما نزلت هذه اليةً ‪ r‬وإن تبدوا ما في‬
‫أنفسكم أوتخفوه يحاسبكم به الله ‪ r‬قال‪ :‬دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء فقال‪ :‬النبي ‪r‬‬
‫قولوا‪)) :‬سمعنا وأطعنا وسلمنا قال‪ :‬فألقى الله اليمان في قلوبهم فأنزل الله تعالى ‪ r‬ل يكلف الله نفسا إل‬
‫وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ‪ r‬قال‪) :‬قد فعلت( ‪r‬ربنا ول تحملً علينا‬
‫إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ‪ r‬قال‪) :‬قد فعلت ( ‪r‬واغفر لنا وارحمنا أنت مولنا ‪ r‬قال‪) :‬قد فعلت ( ((هذا‬
‫لفظ مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه ابن ماجه عن ابن عباس )‪ (2045‬وابن حبان في صحيحه )‪ (7219‬والبيهقي في السنن الكبرى )‬
‫‪ (7/356‬وصححه اللباني في سنن ابن ماجه ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه البخاري برقم ) ‪ ( 359‬بدون لفظة (منه)‪ ,‬ومسلم )‪ (516‬واللفظ له ‪ ,‬وأبو يعلى )‪,( 6262‬‬
‫والبيهقي في السنن الكبرى )‪ (2/223‬عن أبي هريرة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أخرجها أحمد )‪ (2/243‬وأبو داود برقم )‪ (626‬عن أبي هريرة ‪ ,‬وغيرهما ‪.‬‬
‫‪ - 5‬أخرجه ابن حبان في صحيحه برقم ) ‪ ( 6559‬في قصة إرسال كتاب رسول الله ‪ r‬الى اليمن ‪ ,‬والطحاوي )‬
‫‪ (1/382‬في معاني الثار ‪ ,‬كما نقل الحافظ العيني في عمدة القارئ )‪.(4/66‬‬
‫‪ - 6‬سؤال أحد الطلبة غير واضح في الشريط ‪ ,‬وربما أراد الذي اثبته ‪ .‬أهً بتصرفً يسير ‪.‬‬
‫للشيخ ‪29‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫ن‪r‬‬ ‫َ‬
‫ه ّ‬ ‫سائ ِ ِ‬‫و نِ َ‬‫يجوز أن تكشف من السرة الى الركبة ؟ ل يجوز ولذا النساء ‪ r‬أ ْ‬
‫]النور‪ :‬من الية ‪ [31‬في الية عطفت على المحارم ‪.‬‬
‫ت عَلَى‬ ‫صلةَ كَان َ ْ‬‫ن ال ّ‬
‫‪ -7‬ودخآول الوقت شرط لصحة الصلة ‪ r :‬إ ِ ّ‬
‫قوتا ً‪] r‬النساء‪ :‬من الية ‪[103‬‬
‫و ُ‬ ‫ين كِتَابا ً َ‬
‫ما ْ‬ ‫مان ِ َة‬
‫ؤ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫م ْ‬
‫يعني مفروضا ً في الوقات ‪ ,‬والصلوات الخمس لها أوقات محددة ‪ ,‬لها أول ولها‬
‫آخر ‪ ,‬فاول صلة الظهر التي هي الصلة الولى من زوال الشمس الى مصير ظل‬
‫الشيء مثله ‪ ,‬الى أن يكون ظل الشيء مثله ‪ ,‬ووقتً صلة العصر من مصير ظل‬
‫الشيء مثله الى غروب الشمس ‪ ,‬كل هذا الوقت يشمل الختيار والضرورة ‪,‬‬
‫ووقت صلة المغرب من غروب الشمس الى مغيب الشفق ‪ ,‬ووقت صلة العشاء‬
‫من مغيب الشفق الى منتصف الليل ‪ ,‬ووقتً صلة الصبح من طلوع الفجر الى‬
‫طلوع الشمس ‪ ,‬ويدل على هذا حديث عبد الله بن عمرو في صحيح مسلم ‪ ,‬ومن‬
‫أدلة المواقيت حديث إمامة جبريل للنبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬في أول المر ‪ ,‬نعم‬
‫فيه إختلف يسير بين حديث إمامة جبريل وحديث عبدالله بن عمرو ؛ لن في حديث‬
‫عبد الله بن عمرو ينتهي وقت صلة العشاء الى نصف الليل الوسط ‪ ,‬وفي حديث‬
‫أُمامة جبريل الى ثلث الليل ‪ ,‬على كل حال حديث عبد الله بن عمرو متأخر ‪ ,‬وهو‬
‫أقوى منه لن هذا في الصحيح ‪ ,‬وذاك في السنن ‪ ,‬والمقصود أن هذه الوقات‬
‫إجمال ً ‪ ,‬ول تصح الصلة قبل وقتها بحال ‪ ,‬بل يجب على من صلى الصلة قبل‬
‫دخول وقتها أن يعيد الصلة ‪ ,‬ما لم يكن ممن يسوغ له جمع التقديم ‪,‬كما أنه ل يجوز‬
‫له أن يؤخر الصلة عن وقتها ‪ ,‬يحرم عليه أن يؤخر الصلة عن وقتها إل لعذر‪ ,‬أما إذا‬
‫لم يكن ثَم عذر فإنه قد إرتكب أمرا ً عظيما ً حتى قال جمع من أهل العلم‪ :‬إنه اذا‬
‫أخرجها عن وقتها عمدا ً فإنه ل يصلي‪ ,‬ل تنفعه صلته ‪,‬كما لو صلها قبل دخول‬
‫الوقت‪ ,‬لكن مذهب جمهور العلماء أنه يجب عليه قضاء هذه الصلة‪ ,‬إذا خرج وقتها‬
‫يجب عليه قضاؤها‪ ,‬وهو الحوط ‪.‬‬
‫‪ -8‬إستقبال القبلة ‪ :‬شرط لصحة الصلة ‪ ,‬ل تصح الصلة إل مع إستقبال القبلة ‪,‬‬
‫والمقصود بإستقبال القبلة جهة الكعبة ‪ ,‬ل عينُها وإن قال بعض أهل العلم‪ :‬إن‬
‫المطلوب إستقبال عين الكعبة‪ ,‬وهذا فيه مشقه شديدة‪,‬وأما إستقبال الجهة‬
‫فهوكافي لحديث‪ )) :‬بين المشرق والمغرب قبلة ((‪ 1‬دل على أن الختلف اليسير‬
‫أمره يسير ‪-‬إن شاء الله تعالى‪ ,-‬بل على النسان أن يتحرى أن يصيب الجهة ‪ ,‬ول‬
‫يستثنى من ذلك إل التطوع في السفر على الراحلة ‪ ,‬إذا كان النسان مسافر وعلى‬
‫راحلة فله أن يتطوع ولو إلى غير جهة القبلة ‪ ,‬ويخصه الجمهور بالسفر ‪ ,‬ولعل في‬
‫حكمه الحضر إذا طالت المسافة ‪ ,‬يعني إذا كان هناك سره في سيارة وإل شيء ‪,‬‬
‫ويعرف أنه يصلي ركعتين الى أن ينفك السرة ‪ ,‬وش المانع ؟‬
‫يلحق بالسفر ‪-‬إن شاء الله تعالى‪ , -‬والتطوع في هذا الباب واسع ‪ ,‬أما الفريضة‬
‫فل ‪ ,‬فل تصح إل مع الستقبال ‪ ,‬نعم ؟ المريض الذي ل يستطيع مع المكان‬
‫فسا ً‬ ‫ه نَ ْ‬‫ف الل ّ ُ‬ ‫المقصود المكان ‪ ,‬إمكان الستقبال ‪ ,‬أما مع عدم المكان ‪ r‬ل يُكَل ّ ُ‬

‫‪ - 1‬أخرجه مالك في الموطأ برقم )‪ (256‬من قول عمر موقوفا ً ‪ ,‬والترمذي مرفوعا ً برقم ) ‪ ( 342‬وابن ماجه )‬
‫‪ (1011‬ونص النسائي في المجتبىً على نكارته )‪ (4/171‬والبيهقي في السنن الكبرى )‪ (2/9‬وصححه اللباني‬
‫في سنن ابن ماجه رقم )‪ (826‬انظرً إرواء الغليل )‪ (292‬ومشكاة المصابيح )‪ (715‬من حديث أبي هريرة‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 30‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫ها ‪]r‬البقرة‪ :‬من الية ‪ [286‬لو مريض مربّط على سرير ووجهه الى‬ ‫ع َ‬‫س َ‬ ‫إ ِ ّل ُ‬
‫و ْ‬
‫الشرق يصلي ‪ ,‬يصلي على حسب حاله ‪.‬‬
‫‪ -9‬النية ‪ :‬شرط لصحة الصلة ‪ ,‬فل تصح الصلة إل بنية ‪,‬كما أنه ل يصح سائر‬
‫العمال المشروعه إل بنية لحديث عمر ‪ r‬في الصحيحين وغيرهما‪ )):‬إنما العمال‬
‫بالنيات ‪ ,‬وإنما لكل امرئ ما نوى ‪ ,‬فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى‬
‫الله ورسوله ‪ ,‬ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها‪ ،‬أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر‬
‫إليه (( ‪. 1‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه البخاري )‪ (1‬و )‪ (6689‬وكذلك في عدة مواطن من صحيحهً ‪ ,‬ومسلم )‪ (1907‬وأبو داود )‪(2201‬‬
‫وابن ماجه )‪ (4227‬والبيهقي في السنن الكبرى )‪ (1/41‬وابن الجارود في " المنتقى " ) ‪ ( 64‬وأحمد )‪(1/25‬‬
‫مرفوعا للنبي ‪ )) : r‬إنما العمال بالنيات ‪ ,‬وانما لكل امرئ ما نوى فمن‬
‫ً‬ ‫و)‪ (1/43‬من حديث عمر بن الخطاب ‪r‬‬
‫كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرتهً إلى الله ورسوله ومن كانت هجرتهً الى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها‬
‫فهجرته إلى ما هاجر إليه ((‪ ,‬انظر صحيح سنن ابي داود ) ‪ ( 1927‬و صحيح ابن ماجه ) ‪. ( 4217‬‬
‫للشيخ ‪31‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس السابع في أركان الصلة ‪:‬‬
‫والن في الدرس السابع في أركان الصلة ‪:‬‬
‫م‪ /‬أركان الصلة وهي أربعة عشر‪ :‬القيام ماع القدرة ‪ ,‬وتكبيرة الحرام‬
‫‪ ,‬وقراءة الفاتحة ‪ ,‬والركوع ‪ ,‬والعتدال بعد الركوع ‪ ,‬والسجود على‬
‫العضاء السبعة ‪ ,‬والرفع مانه ‪ ,‬والجلسة بين السجدتين ‪ ,‬والطمأنينة‬
‫في جميع الفعال ‪ ,‬والترتيب بين الركان ‪ ,‬والتشهد الخآير ‪ ,‬والجلوس‬
‫له ‪ ,‬والصلة على النبي ‪ , r‬والتسليمتان ‪.‬‬
‫ش ‪ /‬والركن كالشرط ل تصح الصلة إل به ‪ ,‬لكن الفرق بين الركن والشرط إن‬
‫الركن داخل الماهية ‪ ,‬داخل الصلة والشرط خارج الماهية يعني خارج الصلة ‪ ,‬ول‬
‫يمنع من استمراره كونه شرط ل يمنع من الستمرارً ‪ ,‬لكن الصل أن وجوده خارج‬
‫الصلة ‪ ,‬فشروط الصلة التي تقدمت تسعة ‪ ,‬وأركانها أربعة عشر ‪.‬‬
‫‪ -1‬أول هذه الركان ‪ :‬القيام مع القدرة ‪ ,‬فالقيام بالنسبة للقادر المستطيع ركن‬
‫من أركان الصلة ‪ ,‬ل تصح الصلة إل به ‪ ,‬والمقصود بذلك صلة الفريضة ‪ ,‬لقوله‬
‫‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬في حديث عمران بن حصين‪ )) :‬صل قائما ً ‪ ,‬فإن لم تستطع‬
‫فقاعدا ً ‪ ,‬فان لم تستطع فعلى جنب ((‪ 1‬فل تصح الصلة ) أعنيً ( الفريضة من‬
‫قعود بالنسبة لمن يستطيع القيام ‪ ,‬ول على جنب بالنسبة لمن يستطيع القعود ‪ ,‬هذا‬
‫كله بالنسبة للفريضة ‪ ,‬أما النافلة فتصح من قعود مع الستطاعةً ‪ ,‬لكن على النصف‬
‫من اجر صلة القائم ‪ ,‬الشخص الذي يصلي قاعدا ً وهو يستطيع القيام إن كانت‬
‫الصلة فريضة فالصلة باطلة ‪ ,‬وإن كانت نافلة فالصلة صحيحة‪ ,‬لكن له نصف‬
‫الجر فقط‪ ,‬وجاء في الحديث الصحيح‪ ً)):‬صلة القاعد على النصف من أجر صلة‬
‫القائم (( وهذا محمول على النافلة لما تقدم في حديث عمران بن حصين ‪ ,‬ولِما‬
‫جاء في سبب ورود الحديث الثاني أن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬دخل المسجد‬
‫محمة ) يعني ( فيها شيء من الحمى ‪ ,‬والناس يصلون من قعود دخل‬ ‫والمدينة ِ‬
‫المسجد وهم يصلون من قعود‪ ,‬فقال ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ )): -‬صلة القاعد على‬
‫النصف من صلة القائم (( فتجشمً الناس الصلة قياما ً ‪ , 2‬فدل سبب الورود أن‬
‫هذه الصلة نافلة ؛ لن صلة الفريضة لم يكونوا يفتاتون عليه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬
‫ويصلون قبل حضوره‪ ,‬إل في حالت خاصة ‪ ,‬مع علمهم أنه سوف يتأخر ‪ ,‬بل أناب‬
‫صا بمن يستطيع القيام ‪ ,‬بدليل قوله ‪ )):r‬فتجشم‬ ‫من يصلي عنه ‪ ,‬وأيضا النص خا ٌ‬
‫الناس الصلة قياما ً (( وأما الذي يصلي النافلة من قعود وهو ل يستطيع القيام‬
‫فأجره تام ‪-‬إن شاء الله‪. -‬‬
‫‪ -2‬تكبيرة الحرام ‪ :‬أيضا ركن من أركان الصلة ‪ ,‬ل تصح الصلة إل به ‪ ,‬وهذاً‬
‫قول جماهير أهل العلم أن تكبيرة الحرامً ركن ‪ ,‬وعند الحنفية كما هو معروف‬
‫شرط ‪ ,‬قد يقول قائل‪ :‬إيش الفرق بين مذهب الحنفية وقول الجمهور ؟ نعم ‪,‬‬
‫الصلة ل تصح بدون تكبيرة الحرام سواءً قلنا‪ :‬ركن أو شرط ما الفرق ؟‬

‫‪ - 1‬أخرجه البخاري )‪ (1117‬وأحمد )‪ (426 /4‬وأبو داود )‪ ( 952‬والترمذي )‪ (372‬وابن ماجه )‪ (1223‬وانظر‬
‫صحيح ابي داود )‪ (878‬وصحيح ابن ماجه )‪ (1008‬والرواءً )‪ (299‬عن عمران بن حصين ‪ r‬قال‪ ) :‬كانت بي‬
‫بواسير فسالت النبي ‪ r‬عن الصلة فقال‪ :‬صل‪ (..‬هذا لفظ البخاري ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه أحمد برقم )‪ (136 /3‬وأبو يعلى في مسنده )‪ (3583‬كلهما من حديث أنس بن مالك ‪ ,r‬ورواه‬
‫الطبرانيً في الكبير‪ , (688) 20/291 ً:‬من حديث أبي وداعه ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 32‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫ألمحنا سابقا ً أن الركن داخل الماهية والشرط خارج الماهية ‪ ,‬فعلى هذا لو كبر‬
‫تكبيرة الحرام وهو حامل نجاسة فوضع النجاسة مع نهاية التكبير صلته عند‬
‫الجمهور إيش ؟ صحيحة وإل باطلة ؟ باطلة ؛ لنه حمل النجاسة داخل الصلة ‪,‬‬
‫وصلته عند الحنفية صحيحة ؛ لن حمله النجاسة خارج الصلة ‪ ,‬أيضا ً لو قلب نيته‬
‫قبل نهاية التكبير الى فرض أو نفل صحت عند الحنفية ‪ ,‬ول تصح عند الجمهور ‪,‬‬
‫تكبيرة الحرام بأن يقول‪ :‬الله اكبر ‪ ,‬ل يصح ‪ ,‬ول يجزئ غير هذا اللفظ ‪ ,‬فل يصح‪) :‬‬
‫الله الكبرً ( أو ) الله الكبير ( كما يقول الشافعية ‪ ,‬أو ) الله العزً ( ‪ ,‬أو ) الله الجل‬
‫( كما يقول الحنفية ‪ ,‬ل‪ ,‬لبد من التيان بهذا اللفظ؛ لنه هو المأثور المتواتر عنه‬
‫‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬وعن خلفائه من بعده ولو جاز غير هذا اللفظ لفعله النبي‬
‫‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬ولو مرة واحدة لبيان الجواز فلما واظب عليه وداوم عليه‬
‫خلفائه من بعده نعم دل على أنه ل يجزئ غيره ‪.‬‬
‫‪ -3‬وقراءة الفاتحة ‪ :‬ركن من أركان الصلة في حديث عباده بن الصامت‪ )) :‬ل‬
‫صلة لمن ل يقرأ بفاتحه الكتاب (( ‪ 1‬فالذي يصلي ول يقرأ بفاتحه الكتاب صلته غير‬
‫صحيحة ‪ ,‬ويستوي في ذلك المام والمأموم والمنفرد ‪ ,‬على الجميع أن يقرأ فاتحه‬
‫الكتاب دون المسبوق ‪ ,‬المسبوق‪ :‬الذي دخل والمام راكع ‪ ,‬أو لم يتمكن من‬
‫ستثن من النص إل‬
‫َ‬ ‫قراءةً الفاتحة قبل الركوع هذا ل يلزمه أن يقرأ الفاتحة ‪ ,‬ولم ي ُ‬
‫هذا ‪ ,‬بدليل حديث أبي بكرة ‪ ,‬حينما ركع دون الصف دخل والنبي ‪-‬عليه الصلة‬
‫والسلم‪ -‬راكع فركع دون الصف ‪ ,‬ثم مشى الى الصف وهو راكع ‪ ,‬هنا لم يأمره‬
‫النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬بالعادة فدل على أن المسبوق لم تلزمه الفاتحة ‪.‬‬
‫‪ -4‬والركوع ‪ :‬الركوع ركن من أركان الصلة ل تُدرك الركعة إل بإدراكه يعني لو‬
‫فات القيام وفاتت قراءةً الفاتحة وأدرك الركوع مع المام‪ , ..‬الركوع ركن عظيم‬
‫تُدرك به الركعه ‪ ,‬بمعنى أن يستوي المأموم راكعا ً قبل أن يشرع المام في الرفع‬
‫من الركوع ‪.‬‬
‫‪ -5‬والرفع مانه ‪ ,‬كذلك ‪ :‬يعني بعد قوله‪ ) :‬سمع الله لمن حمده ( ينهض من‬
‫الركوع هذا ايضا ً ركن ‪.‬‬
‫‪ -6‬والعتدال بعد الركوع‪ :‬يعني ل يكفي أن ينهض ثم يسجد مباشرة ‪ ,‬بل ل بد‬
‫أن يعتدل قائماً‪,‬كما في حديث المسيء ‪ ,2‬قد يقول قائل‪ :‬لماذا جعل الرفع‬
‫والعتدالً ركنين ولم يجعلهما ركن واحد ؟ نعم ‪ ,‬قد يحصل الرفع من الركوع بأدنى‬
‫ما ينطبق عليه هذا اللفظ ‪ ,‬لكن ل يحصل منه العتدالً بعد الركوع ‪ ,‬فل بد من فصل‬
‫أحدهما عن الخر ‪.‬‬
‫‪ -7‬والسجود على العضاء السبعة ‪ :‬ركن من أركان الصلة ‪ ,‬ل تتم الصلة إل‬
‫به ‪ ,‬ول بد من تمكين العضاء السبعة على ما يسجد عليه ‪ ,‬العضاء السبعة‪ :‬الجبهة‬
‫مع النف واليدين والركبتينً وأطراف القدمين ‪ ,‬لحديث‪ )) :‬أُمرت أن أسجد على‬
‫سبعة أعظم (( ‪ 3‬وأشار بيده الى جبهته وأنفه ويديه وركبتيه وأطرافً قدميه‪.‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه البخاري )‪ (756‬ومسلم )‪ (394‬وابن خزيمةً )‪ (488‬وابن حبان )‪ (1782‬والبيهقي في شعب اليمان‬
‫)‪ (2866‬والسنن الكبرى )‪ (2/127‬كلهم عن عبادة بن الصامت ‪.‬‬
‫‪ - 2‬سيأتي تخريجه ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه البخاري )‪ (812‬ومسلم )‪ (490‬والنسائي )‪ (2/209‬وابن ماجه )‪ (883‬وابن خزيمة )‪ (633‬وابن‬
‫حبان )‪ (1925‬والطبراني في المعجم الكبير )‪ (10861‬والبيهقي في السنن الكبرى )‪ (2/103‬كلهم عن ابن‬
‫للشيخ ‪33‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫وكثير من الناس إذا سجد يرفع رجليه ‪ ,‬أو يرفع واحده ‪ ,‬هذه صلته فيها خلل كبير ؛‬
‫لن مقتضى هذا القول أنها ل تصح صلته ‪ ,‬صلته باطلة ‪ ,‬لكن لو رفعها رفعا ً يسيرا ً‬
‫رفع إحدى رجليه أو رجليه ثم أعادهما هذا ل يؤثر ‪ ,‬لكنه حركة ل تنبغي أن توجد في‬
‫الصلة إل لحاجة ‪ ),‬يعني ( يحتاج أن يحك إحدى رجليه بالخرى اظطر الى ذلك ‪,‬‬
‫لكن عليه أن يعود الى تمكين أطرافً القدمين من الرضً ‪.‬‬
‫‪ -8‬والرفع مانه ‪ :‬الرفع من السجود أيضا ً ركن من أركان الصلة ‪ ,‬والمقصود‬
‫بالسجود القدر المطلوب منه ‪ ,‬يكفي أن يقال‪) :‬سبحان ربي العلىً ( ‪ ,‬ومثله في‬
‫مكّن أعضاءه السبعة من الرضً ‪ ,‬وقال )سبحان ربي‬ ‫الركوع إذا استوى راكعا ً و َ‬
‫العلىً ( ولو مرة واحدة أجزأه مثل هذا السجود ‪ ,‬وما عدا ذلك فهو سنة يأتي بيانه‬
‫في السنن ‪-‬إن شاء الله تعالى‪. -‬‬
‫‪ -9‬والجلسة بين السجدتين ‪ :‬أيضا ركن ل تتم الصلة إل به ‪.‬‬
‫‪ -10‬والطمأنينةة ‪ :‬في جميع الفعالً ‪ ,‬كما علّم النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬
‫المسيء في صلته )) إركع حتى تطمئن راكعا ً ‪ ,‬إرفعً حتى تطمئن ‪ ,‬إسجد حتى‬
‫تطمئن ‪ 1((...‬ل بد من الطمأنينة ‪ ,‬فالطمأنينة ركن من أركان الصلة ‪.‬‬
‫‪ -11‬التشهد الخآير والجلوس له‪ :‬التشهد الخير ركن ل تصح الصلة إل به ‪,‬‬
‫بخلف التشهد الول ‪ ,‬التشهد الخير يُراد به الذكر الذي يقال عندما يجلس الشخص‬
‫في نهاية الصلة في آخر الصلة ‪ ,‬هذا هو التشهد الخير ‪ ,‬ولذا قالوا‪ :‬التشهد الخير‬
‫والجلوس له فالتشهد الخير غير الجلوس للتشهد فالتشهد هو الذكر ‪ ,‬وأما التشهد‬
‫الول فسيأتي في الواجبات ‪.‬‬
‫والصلة على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬ركن عند جمع من أهل العلم ‪ ,‬وإن كان‬
‫جمع أيضا من أهل العلم يقولون‪ :‬بوجوب الصلة على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬
‫دون أن تكون ركنا ً ‪,‬كما في قوله‪ :‬سبحان ربي العظيمً وسبحان ربي العلى ‪.‬‬
‫‪ -12‬والتسليمتان‪ :‬أيضا ً ركن ‪ ,‬وهي العلمة على إنتهاء الصلة‪ ,‬وهي تحليل‬
‫الصلة ‪ )),‬تحريمها التكبير وتحليلها التسليم ((‪.2‬‬
‫وقول‪ :‬السلم عليكمً ورحمة الله من جهة اليمين وجهة الشمال ‪ ,‬مرتين على‬
‫اليمين وعلى الشمال ركن على هذا الكلم ‪ ,‬على كلم الشيخ ‪ ,‬وهو المعتمد عند‬
‫الحنابلة ‪ ,‬وإن كان جمع من أهل العلم يرون أن التسليم يتم بواحدة ‪ ,‬والثانية سنة ‪,‬‬
‫لكن ل شك أن الحوط قول‪ :‬السلم عليكم ورحمة الله على اليمين والسلم عليكم‬
‫ورحمة الله على جهة الشمال ‪.‬‬

‫عباس أن رسول الله ‪ r‬قال‪ )) :‬أمرت أن أسجد على سبعة أعظم الجبهةً ) وأشار بيده على أنفه ( واليدين‬
‫والرجلين وأطراف القدمين ول نكفت الثياب ول الشعر (( ‪ ,‬وهذا لفظ مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 1‬أخرجه البخاري )‪ (793‬ومسلم )‪ ( 397‬وأحمد )‪ (2/437‬وابو داود )‪ (856‬والترمذي )‪ (303‬والنسائي )‬
‫‪ (2/124‬و)‪ (2/193‬و)‪ (3/60‬وابن ماجه )‪ (1060‬من حديث ابي هريرة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجهً أحمد )‪ (1006‬وأبو داود )‪ (61‬والترمذي )‪ (3‬وابن ماجه )‪ (275‬والدارمي )‪ (687‬عن علي ‪ r‬قال‪:‬‬
‫قال رسول الله ‪ )) :r‬مفتاح الصلة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم (( ‪ ,‬وفي الباب عن جابر وأبو‬
‫سعيد به ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 34‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس الثامن‪ :‬واجبات الصلة ‪:‬‬
‫م‪ /‬واجبات الصلة ‪ ,‬وهي ثمانية ‪ :‬جميع التكبيرات غير تكبيرة الحرام ‪ ,‬وقول‪:‬‬
‫) سمع الله لمن حمده ( للمام والمنفرد ‪ ,‬وقول ‪ ) :‬ربنا ولك الحمد ( للكل ‪,‬‬
‫وقول‪ ) :‬سبحان ربي العظيم ( في الركوع ‪ ,‬وقول‪ ) :‬سبحان ربي العلىً ( في‬
‫السجود وقول‪ ) :‬رب اغفر لي ( بين السجدتين ‪ ,‬والتشهد الول ‪ ,‬والجلوس له ‪.‬‬
‫ش ‪ /‬الفرق بين الواجب والركن ‪ ,‬الركن ل بد أن يؤتى به ‪ ,‬ومن شك فيه فكأنه‬
‫تركه ‪ ,‬شك في قراءةً الفاتحة ‪ ,‬شك في الركوع ‪ ,‬شك في السجود ‪ ,‬ل بد أن يأتى‬
‫به ‪ ,‬وإذاً فات محله بطلت الركعة التي هو منها ‪ ,‬وإذا طال الفصل بطلت الصلة‬
‫كلها ‪ ,‬يعيد الصلة من الجديد ‪ ,‬لو قال شخص‪ :‬أنا نسيت سجدة من الركعة الثالثة‬
‫من الصلة نقول‪ :‬تأتي بركعة كاملة ‪,‬‬
‫أما إذا طال الفصل فتأتي بالصلة كلها ‪ ,‬لكن لو قال‪ :‬نسيت تكبيرة من التكبيرات ‪,‬‬
‫فكبرً للركوع نسي أن يكبر ‪ ,‬هوى للركوع من غير تكبير ‪ ,‬هوى للسجود من غير‬
‫تكبير ‪ ,‬نسي التشهد الول ‪ ,‬نسي أن يقول سبحان ربي العظيمً ‪ ,‬نقول‪ :‬ل تعيد‬
‫الصلة ‪ ,‬بل عليك أن تسجد للسهو ‪ ,‬فالواجب يجبر بسجود السهو بخلف الركن و‬
‫الشرط والله أعلمً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السلم عليكم ورحمة الله وبركاته‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ‪ ,‬ونعوذ بالله من شرور أنفسنا‬
‫ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فل مضل له ومن يضلل فل هادي له وأشهد أن ل‬
‫إله ال الله وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله وأمينه على وحيه‬
‫وصفيه على خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسلميا ً كثيراًً أما بعد ‪:‬‬
‫يقول الشيخ ‪-‬رحمه الله‪ -‬الدرس الثامن‪ :‬واجبات الصلة‪ :‬وهي ثمانية ‪:‬‬
‫م‪ /‬جميعة التكبيرات ماا عدا تكبيرة الحرام ‪:‬‬
‫ش ‪ /‬تكبيرة الحرامً ليست واجبة ؟ هنا يقول‪ :‬واجبات الصلة ‪ :‬جميع التكبيرات‬
‫واجبة غير تكبيرة الحرامً ‪ ,‬غير واجبة تكبيرة الحرام ‪ ,‬المر أعظم من ذلك هي‬
‫ركن من أركان الصلة على ما تقدم ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وقول‪ :‬سمع الله لمن حمدهة للماام والمنفرد ‪:‬‬
‫ش ‪ /‬يعني دون المأموم بدليل قوله ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ )) :-‬وإذاً قال‪ :‬سمع الله‬
‫لمن حمده ‪ ,‬فقولوا‪ :‬ربنا ولك الحمد (( ما قال‪ :‬قولوا‪ :‬سمع الله لمن حمده ‪ ,‬فدل‬
‫على أن المأموم ل يقول‪ :‬سمع الله لمن حمده ‪ ,‬المام والمنفرد يقول‪ :‬سمع الله‬
‫لمن حمده وأما المأموم فيقول‪ :‬ربنا ولك الحمد ومثله المام والمنفرد ‪ ,‬فقول‪ :‬ربنا‬
‫ولك الحمد ‪ ,‬أو ربنا لك الحمد بدون واو‪ ,‬أو اللهم ربنا ولك الحمد‪ ,‬أو اللهم ربنا لك‬
‫مصل ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الحمد ‪ ,‬أربع صيغ يقولها كل‬

‫‪ - 1‬بداية الشريط الثاني ‪.‬‬


‫للشيخ ‪35‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫يقتصر على إحداها ‪ ,‬ان شاء قال‪ :‬ربنا ولك الحمد المام والمأموم والمنفرد ‪ ,‬وإن‬
‫شاء قال‪ :‬ربنا لك الحمد بدون واو ‪ ,‬وإن شاء زاد اللهم والواو ‪ ,‬أو اللهم بدون الواو‬
‫مصل ‪ ,‬فالمام إذا قال‪ :‬سمع الله لمن حمده يقول‪ :‬ربنا ولك الحمد‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ,‬للكل ‪ ,‬لكل‬
‫والمأموم إذا قال‪ :‬المام سمع الله لمن حمده ‪ ,‬فإنه يقول‪ :‬ربنا ولك الحمد ‪,‬‬
‫وكذلك المنفرد ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وقول سبحان ربي العظيم في الركوع ‪ ,‬وقول سبحان ربي‬
‫العلى في السجود ‪:‬‬
‫ش ‪/‬كل هذه واجبات من واجبات الصلة تجبر بسجود السهو‪ ,‬وإن كان جمع من‬
‫أهل العلم على أنها سنن ل تؤثر في الصلة‪ ,‬لكن على المسلم أن يحافظ عليها ‪,‬‬
‫ومثله الدعاء بين السجدتين‪ )) :‬رب اغفر لي ‪ ,‬وارحمني ‪ ,‬وارزقني ‪ ,‬واجبرني‪...‬‬
‫الخ ((‪.1‬‬
‫م ‪ /‬والتشهد الول ‪ ] ,‬والجلوس له [ ‪.‬‬
‫ش‪ /‬قلنا‪ :‬في التشهد الثاني ‪-‬أو الخير‪ -‬ركن والتشهد الول واجب ‪ ,‬والجلوس له‬
‫واجب‪ ,‬لماذا ل نقول ركن كالتشهد الخير ؟ لن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬تركه‬
‫ولم يرجع إليه ‪ ,‬بل جبره بسجود السهو ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه أحمد )‪ (1/315‬وابن ماجه )‪ (898‬وأصله عند أبي داود والترمذي ‪ ,‬ورواه الطبرانيً في المعجم‬
‫الكبير )‪ (12363‬وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى )‪ (2/122‬انظر صحيح أبي داود )‪ (796‬وصحيح ابن ماجه‬
‫)‪ (732‬كلهم عن ابن عباس ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 36‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس التاسع بيان التشهد ‪.‬‬
‫ثم بين ‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬في الدرس التاسع بيان التشهد ‪ ,‬والتشهد جاء على‬
‫صيغ متعددة عن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬جاء تشهد ابن مسعود ‪ ,‬وتشهد ابن‬
‫عباس ‪ ,‬وتشهد عمر ‪ ,‬يعني من رواية ابن مسعود من رواية ابن عباس من رواية‬
‫عمر من رواية غيرهم من الصحابة وهم كلهم مضاف الى النبي ‪-‬عليه الصلة‬
‫والسلم‪ -‬ليس معنى هذا أنه موقوف على عمر أو على ابن عباس أو على ابن‬
‫مسعود ‪ ,‬ل ‪ ,‬هو مرفوع الى النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ,-‬لكن اضيف إلى روايه ‪,‬‬
‫وكل واحد من الئمة إختار تشهدا ً من هذه التشهدات ‪ ,‬تشهد عمر إختاره جمع من‬
‫أهل العلم ‪ ,‬تشهد ابن مسعود الذي هو معنا الن إختاره جمع من أهل العلم‬
‫كالحنابلة وغيرهمً ‪ ,‬واعتمده الشيخ ‪ ,‬وتشهد ابن عباس أيضا ً إختاره الشافعية ‪,‬‬
‫وبعض أهل العلم ‪ ,‬وعلى كل حال من حفظ هذه التشهدات كلها جميع الصيغ ‪ ,‬وراحً‬
‫بينها ‪ ,‬بأن جاء مرة بتشهد ابن مسعود ‪ ,‬ومرة بتشهد عمر ‪ ,‬ومرة بتشهد ابن عباس‬
‫‪ ,‬كان أولى ؛ لنها كلها ثابته عن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ , -‬والختلف بينها‬
‫إختلف تنوع ‪ ,‬وليس إختلف تضاد ‪ ,‬ليرجح بينها‪ ,‬كما يقال مثل ذلك في الستفتاح ‪,‬‬
‫جاء عنه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬في الستفتاح أكثر من ذكر فعلى النسان أن يعتني‬
‫بجميع ما جاء عن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ,-‬يقول هو ‪:‬‬
‫م ‪ /‬التحيات لله ‪ ,‬والصلوات والطيبات ‪ ,‬السلم عليك أيها النبي ورحمة‬
‫الله وبركاته ‪ ,‬السلم عليناة وعلى عباد الله الصالحين ‪ ,‬أشهد أن ل إله‬
‫ال الله ‪ ,‬وأشهد أن ماحمدا ً عبده ورسولهة ‪.‬‬
‫ش ‪ /‬ول نحتاج أن نقول‪ :‬أشهد أن ) سيدنا ( محمدا ً عبده ورسوله ‪ ,‬وإن كان يقوله‬
‫من أراد‬‫بعض عوام المسلمين من باب الحترام للنبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬لكن َ‬
‫أن يحترم النبي حق الحترامً فليقتد ِ به ‪.‬‬
‫النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬علمنا هذه الصيغة في ذكرٍ متعبد به في عبادة ‪ ,‬فكيف‬
‫نزيد على ما أرشدنا اليه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ ,-‬نعم إذا كنت خارج الصلة أنت في‬
‫سعة تقول‪ ):‬سيدنا ( وهو الذي يقول‪ )) :‬أنا سيد ولد آدم ول فخر ((‪ 1‬لكن في‬
‫الذكار التي تعبدت بتلوتها وبقراءتها وبحفظها ل تزيد على ما جاء عنه ‪-‬عليه الصلة‬
‫والسلم‪ ,-‬فالمحبة هي التباع ‪.‬‬

‫لو كان حبك صادقا لطعته ‪ ....‬ان المحب لمن يحب مطيع‬
‫‪2‬‬

‫م‪ /‬ثام يصلي على النبي ‪ r‬ويبارك عليه فيقول‪ :‬اللهم صل على ماحمد ‪,‬‬
‫وعلى ال ماحمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد‬
‫ماجيد‪ ,‬وبارك على ماحمد وعلى ال ماحمد ‪ ,‬كما باركت على ابراهيم‬
‫وعلى ال ابراهيم انك حميد ماجيد ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه مسلم )‪ (2278‬وأحمد )‪ (10985‬وأبو داود )‪ (4673‬عن أبي هريرة ‪ ,‬والترمذي )‪ (3148‬وابن ماجه‬
‫)‪ (4308‬انظر الصحيحةً )‪ (1571‬والجامع الصغير )‪ (1467‬عن أبي هريرة ‪ ,‬و) ‪ (1468‬عن أبي سعيد ‪ ,‬وصفة‬
‫الصلة )‪. (1/172‬‬
‫ل في‬ ‫حبّه ‪ ...‬هذا محا ٌ‬ ‫تطهر‬
‫ُ ُ‬ ‫وأنت‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫الل‬ ‫تعصي‬ ‫‪:‬‬ ‫قوله‬ ‫هو‬ ‫قبله‬ ‫الذي‬ ‫والبيت‬ ‫للشافعي‬ ‫‪ - 2‬هذا البيت‬
‫القياس بديع‬
‫ِ‬
‫للشيخ ‪37‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫ش ‪ /‬هذا يقال في التشهد الول والثاني ‪ ,‬وإن اقتصر على قوله‪ :‬أشهد أن ل إله إل‬
‫الله ‪ ,‬وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله ‪ ,‬ولم يصل في التشهد الول فل بأس‪ ,‬وإن‬
‫وبكل قال جمع من أهل‬
‫ٍ‬ ‫صلى على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬فل بأس أيضا ً ‪,‬‬
‫العلم ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 38‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫م ‪ /‬ثام يستعيذة بالله في التشهد الخآير مان عذاب جهنم ومان عذاب‬
‫القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال ثام يتخير مان الدعاء‬
‫ماا شاء ‪.‬‬
‫ش ‪ /‬ثم في التشهد الخير بعد نهاية الصلة على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬
‫يستعيذ بالله من أربع ‪ ,‬والستعاذة بالله من هذه الربع سنة ‪ ,‬من عذاب جهنم ‪,‬‬
‫ومن عذاب القبر ‪ ,‬وفتنة المحيا والممات ‪ ,‬وفتنة المسيح الدجال ‪ , 1‬وهي سنة عند‬
‫جمهور العلماء ‪ ,‬وإن قال طاووس‪ :‬بأنها واجبة ‪ ,‬والستعاذة بالله من أربع واجبة ‪,‬‬
‫ما لم يستعذ بالله من هذه الربع ‪ ,‬لكن هي‬ ‫بل أمر إبنه عبد الله أن يعيد الصلة ل ّ‬
‫سنة مؤكدة ينبغي المحافظة عليها والمداومة عليها ‪ ,‬ثم يتخير من الدعاء ما شاء ‪,‬‬
‫ولسيما المأثور بعد أن ينتهي من التشهد والصلة على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬
‫في التشهد الخير ويستعيذ بالله من أربع يختار من المسألة ما شاء ‪.‬‬
‫م‪ /‬ثام يتخير مان الدعاء ماا شاء‪ ,‬ول سيما المأثاور مان ذلك‪ ,‬ومانه ‪)):‬‬
‫اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ((‪ )) ,2‬اللهم إني‬
‫ظلمت نفسي ظلما ً كثيرا ً ‪ ,‬ول يغفر الذنوب إل أنت فاغفر لي ماغفرة‬
‫مان عندك ‪ ,‬وأرحمني أنك أنت الغفور الرحيم ((‪. 3‬‬
‫ش ‪ /‬فيعتنيً بالمأثور‪ ,‬ومن ذلك‪ )):‬اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‬
‫((‪ ,‬في حديث معاذ )) إني أحبك فل تدع أن تقول في دبر كل صلة‪ :‬اللهم أعنيً‬
‫على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ((‪ ,‬دبر الصلة يحتمل أن يكون قبل السلم ‪,‬‬
‫ويحتمل أن يكون بعدها ‪ ,‬فلو قال‪ :‬قبل السلم‪ )) :‬اللهم اعني على ذكرك وشكرك‬
‫وحسن عبادتك(( كما إختاره الشيخ هنا فل بأس ‪ ,‬وإن أخره لِما بعد السلم أيضا فل‬
‫بأس ؛ لن اللفظ محتمل‪ )) ,‬اللهم إني ظلمت نفسي ظلما ً كثيراً‪ ً((..‬أيضا ً هذا وارد‬
‫سمع منه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ )) -‬ول يغفر الذنوب إل أنت فاغفر لي مغفرة من‬ ‫‪,‬و ُ‬
‫ما سأله ذكرا ً أو دعاءا ً‬‫عندك (( وهذاً علّمه النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬أبا بكر ‪ ,‬ل ّ‬
‫يقوله في صلته ‪ ,‬قال‪ )) :‬اللهم اني ظلمت نفسي ظلما ً كثيرا ً(( وفيً رواية ))‬
‫كبيراًً (( ‪ )) ,4‬ول يغفر الذنوب إل أنت فاغفر لي مغفرة من عندك ‪ ,‬وأرحمني إنك‬

‫‪ - 1‬أخرجه مسلم )‪ (588‬وأحمد )‪ (2/237‬وأبو داود )‪ (983‬وابن ماجه )‪ (909‬وابن خزيمةً ) ‪ (721‬وابن حبان )‬
‫وانظر صحيح أبي داود )‪ (903‬وصحيح الترمذي )‪(2776‬‬ ‫‪ (1967‬والبيهقي في السنن الكبرى )‪(2/154‬‬
‫وصحيح ابن ماجه )‪ (741‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله ‪ )): r‬اذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع ‪.‬‬
‫يقول‪ :‬اللهم ! إني أعوذ بك من عذاب جهنم ‪,‬و من عذاب القبر ‪ ,‬ومن فتنة المحيا والممات ‪ ,‬ومن شر فتنة‬
‫المسيح الدجال ((‪ ,‬هذا لفظ مسلم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه أحمد )‪ (5/244‬وأبو داود )‪ (1522‬والنسائي في الكبرى )‪ (9937‬وابن خزيمة )‪ (751‬وابن حبان )‬
‫‪ (2020‬في صحيحيهما ‪ ,‬والحاكم )‪ (1/407‬وقال‪ :‬صحيحً على شرط الشيخينً ‪,‬عن معاذ بن جبل ‪ r‬أن رسول‬
‫يوما ثم قال‪ )) :‬يا معاذ والله إني لحبك (( فقال له معاذ‪ :‬بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا والله‬
‫ً‬ ‫الله ‪ r‬أخذ بيده‬
‫أحبك قال‪ )):‬أوصيك يا معاذ ل تدعن في دبر كل صلة أن تقول‪ :‬اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك‬
‫(( وأوصى بذلك معاذ الصنابحي وأوصى بها الصنابحي أبا عبد الرحمن ‪ ,‬وأوصى بها عبد الرحمن عقبة بن‬
‫مسلم‪ ,‬هذا لفظ النسائي‪ ,‬وصححه اللباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته )‪ (7969‬وفي صحيح الترغيب‬
‫والترهيب )‪.(1596‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه البخاري )‪ (7387‬و )‪ (7388‬ومسلم )‪ (2705‬وأحمد )‪ (1/3‬و)‪ (1/7‬والترمذي )‪ (3531‬والنسائي )‬
‫‪ (2/53‬وفي الكبرى )‪ (7710‬وابن ماجه )‪ (3835‬والبيهقي في السنن الكبرى )‪ (2/154‬انظرً صحيح الترمذي‬
‫وصحيح ابن ماجه والحديث عن أبي بكر الصديق ‪.‬‬
‫‪ - 4‬عند مسلم ) ‪ (2705‬والنسائي في الكبرى )‪ (1225‬عن أبي بكر ‪. r‬‬
‫للشيخ ‪39‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫أنت الغفور الرحيم (( ‪ ,‬وإذا قال‪ :‬بعد الصلة وبعد التسبيح ‪ ,‬أو قبله )) رب قني‬
‫عذابك يوم تبعث عبادك ((‪ 1‬فهذا وارد ثابت عنه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪. -‬‬
‫الدرس العاشر في سنن الصلة ‪:‬‬
‫من هذه السنن ‪:‬‬
‫‪ -1‬الستفتاح ‪ :‬والستفتاح جاء على صيغ عنه عليه الصلة والسلم ففي‬
‫الصحيحين من حديث أبي هريرة )) اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين‬
‫المشرق والمغرب ‪..‬الخ ((‪ 2‬وهذا من أصح ما يذكر به هنا أو يُدعى به في هذا‬
‫الموضع لنه في الصحيحين ‪ ,‬متفق عليه ‪.‬‬
‫وجاء من حديث عمر )) سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك إسمك وتعالى جدك ول إله‬
‫غيرك ((‪ 3‬هذا الستفتاح ثابت عن عمر موقوف عليه ‪ ,‬ويروى عن النبي ‪-‬عليه‬
‫الصلة والسلم‪ -‬مرفوع ‪.‬‬
‫هناك إستفتاحات خاصة بدعاء الليل‪ )) :‬اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ‪,‬‬
‫كل ‪ ,‬الستفتاحات‬ ‫فاطر السموات والرضً عالم الغيب والشهادة ‪...‬الخ (( ‪ ,‬على ٍ‬
‫‪4‬‬

‫عنه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬متنوعه‪ ,‬والختلف بينها إختلف تنوع‪ ,‬وليس إختلف‬
‫تضاد ‪ ,‬يعني ينبغي للمسلم أن يحفظ جميع هذه النواع ‪ ,‬ويراوح بينها ‪ ,‬أحيانا ً يقول‪:‬‬
‫كذا ‪ ,‬وأحيانا يقول‪ :‬كذا ؛ ليعمل بجميع ما ثبت عنه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪. -‬‬
‫‪ -2‬ومن السنن جعل كف اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر حين‬
‫القيام ‪ :‬ويشمل القيام ما قبل الركوع وما بعده ‪,‬‬

‫ظلما كثيراً وطلب‬


‫ً‬ ‫قال الكرمااني ‪ :‬وهذا الدعاء من الجوامع إذ فيه اعتراف بغاية التقصير وهو كونه ظالماً‬
‫غاية النعام التي هي المغفرة والرحمة إذ المغفرة ستر الذنوب ومحوها والرحمة إيصال الخيراتً ‪ ,‬فالول‬
‫عبارة عن الزحزحة عن النار والثاني إدخال الجنة وهذا هو الفوز العظيم ‪ .‬انظر عمدة القارئ للعيني )‪(22/292‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ - 1‬أخرجه مسلم )‪ (709‬وأحمد )‪ ( 4/290‬و) ‪ (4/304‬عن البراء بن عازب وابن خزيمةً )‪ (1563‬و)‪(1565‬‬
‫والبيهقي في السنن الكبرى )‪ (2/182‬انظرً صحيح الترغيب والترهيب ) ‪ (500‬عن البراء قال‪ :‬كنا اذا صلينا‬
‫خلف رسول الله ‪ r‬أحببنا أن نكون عن يمينهً ‪ ,‬يقبل علينا بوجهه ‪ ,‬قال فسمعته يقول‪)) :‬رب قني عذابك يوم‬
‫تبعث ) أو تجمع ( عبادك (( ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه البخاري )‪ (744‬ومسلم )‪ ( 598‬واللفظ له ‪ ,‬وأحمد )‪ (2/231‬و)‪ (2/494‬وأبو داود )‪ (781‬والنسائي‬
‫) الدعاء بين التكبيرة والقراءة ( رقم )‪ (2/128‬وابن ماجه )‬ ‫)باب الوضوء بالثلج ( رقم )‪ (1/50‬وباب‬
‫‪ (805‬والدارمي )‪ (1244‬وغيرهم من حديث أبي هريرة كان رسول الله ‪ r‬إذا كبر في الصلة سكت هنية قبل‬
‫أن يقرأ فقلت‪ :‬يا رسول الله ! بأبي أنت وأمي ! أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ‪ ,‬ما تقول ؟ قال أقول‪)) :‬‬
‫اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم ‪ ,‬نقني من خطاياي كما ينقى الثوب‬
‫البيضً من الدنس اللهم ‪ ,‬اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد (( ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه مسلم )‪ (399‬عن عمر‪ ,‬وأبو داود )‪ (776‬والترمذي )‪ (243‬عن عائشة ترفعه‪ ً,‬والنسائي )‪(899‬‬
‫وابن ماجه )‪ (804‬عن أبي سعيد يرفعه ‪ ,‬وقال الدارقطني )‪ :(1/299‬والمحفوظ عن عمر من قوله ‪ ,‬كذلك‬
‫رواه إبراهيم عن علقمة والسود عن عمر ‪ ,‬وكذلك رواه يحيى بن أيوب عن عمر بن شيبة عن نافع عن بن عمر‬
‫عن عمر من قوله وهو الصواب ‪ ,‬فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف )‪ (1/231‬أي من طريق السود قال‪ :‬كان‬
‫عمر بن الخطاب ‪ r‬يجهرً بهؤلء الكلمات )يقول‪ :‬سبحانك اللهم‪ (..‬وأما لفظ النسائي‪ :‬عن أبي سعيد ‪ )) :‬أن‬
‫النبي ‪ r‬كان إذا افتتح الصلة قال سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ول إله غيرك (( ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أخرجه مسلم )‪ (770‬وابن ماجه )‪ (1357‬ولفظ مسلم‪ :‬قال أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف قال سألت‬
‫عائشة أم المؤمنين بأي شيء كان نبي الله ‪ r‬يفتتح صلته إذا قام من الليل ؟ قالت‪ :‬كان إذا قام من الليل افتتح‬
‫صلته )) اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين‬
‫عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم‬
‫(( ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 40‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫ما قبل الركوع أثناء القراءة وما بعد الركوع اذا رفع من الركوع إذا اعتدلً قائما ً يضع‬
‫يديه ‪ ,‬يده اليمنى على اليسرى فوق الصدر ‪.‬‬
‫‪ -3‬ومن السنن رفع اليدين ماضموماتي الصابع حذو مانكبيه ‪-‬يعني كتفيه‪ -‬أو‬
‫الذنين ‪ :‬لنه صح هذا وذاك ‪-‬عليه الصلة والسلم ‪ ,-‬يرفع الى فروع أذنيه أو حذو‬
‫منكبيه وكل هذا ثابت عنه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬فلو فعل هذا أو ذاك ل بأس ومنهم‬
‫من يقول أن رؤوس الصابع حذو فروعً الذنين ‪ ,‬وظهور الكف حذو المنكبين وعلى‬
‫كل حال تحصل السنة إذا حال ذلك المنكبين أو فروعً الذنين ‪.‬‬
‫عند التكبيرً الول يعني مع تكبير الحرام ‪ ,‬يرفع اليدين في مواضع الصلة ل على‬
‫سبيل الوجوب بل هو سنة ‪ ,‬عند تكبيرة الحرام ‪ ,‬وعند الركوع وعند الرفع منه ‪,‬‬
‫وعند القيام من الركعتين بعد التشهد الول ‪.‬‬
‫يقول الشيخ‪ :‬رفع اليدين مضمومتي الصابع حذو منكبيه أو الذنين عند التكبيرً الول‬
‫يعني تكبيرة الحرامً ‪ ,‬وعند الركوع والرفعً منه وعند القيام من التشهد الول للثالثة‬
‫فالمواضع أربعة ‪.‬‬
‫هذا الموضع الرابع ثابت في الصحيح صحيح البخاري ‪,‬كلها في الصحيحين ‪ ,‬لكن‬
‫‪1‬‬

‫الموضع الرابع ثابت في صحيح البخاري ‪.2‬‬


‫من حديث ابن عمر ‪ ,‬قد يقول قائل‪ :‬نحن ندرس في المختصرات على المذهب‬
‫لسيما ) الزاد ( في المعاهد العلمية ‪ ,‬أن المواضع ثلثة ‪,‬كيف يخفى على الصحاب‬
‫مثل حديث ابن عمر وهو في الصحيح ‪ ,‬نعم كيف يخفى عليهم مثل هذا ؟‬
‫نقول‪ :‬حديث ابن عمر وإن ثبت في صحيح البخاري ‪ ,‬هو في صحيح البخاري ول‬
‫لحد ٍ كلم ‪ ,‬ليس لحد كلم مادام الحديث في الصحيح ‪.‬‬
‫لكن البخاري ل يُلِزم المام أحمد بقوله ؛ لنه إمام مثله ‪ ,‬فحديث ابن عمر لم يثبت‬
‫عند المام أحمد مرفوعا ً ‪ ,‬فالمام أحمد يرى أنه موقوف على ابن عمر ‪ ,‬وعلى هذا‬
‫ل نقول‪ :‬الحنابلة وش عندهمً ؟ لن بعض الناس يجرؤ فيقول‪ :‬حديث في البخاري‬
‫ول يذكر في ) الزاد المستنقع ( وش يعني ؟‬
‫نعم ‪ ,‬نقول‪ ):‬زاد المستنقع ( معتمد مذهب وهو مذهب المام أحمد ‪ ,‬والمام‬
‫أحمد ل يثبت الخبر مرفوع إلى النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬بل هو من قول ابن‬
‫عمر عنده ‪ ,‬والثابت والمرجح عند المام البخاري أنه مرفوع ‪ ,‬وعلى كل حال هذه‬
‫أقوالً الئمة ‪ ,‬وهذه اجتهاداتهم ‪ ,‬ول يلزم بعضهم بقول بعض ‪ ,‬لكن على المتعبد‬
‫وعلى طالب الحق وناشد الحق أن يطلبه من مظانه ‪ ,‬ول يقلد في دينه الرجال ‪ ,‬ما‬
‫دام الخبر ثابت ‪ ,‬وفي صحيح البخاري فل مندوحة لنا من الخذ به ‪ ,‬ولكن هذا مجرد‬
‫اعتذار لمن يقل به من الصحاب ‪.‬‬
‫‪ -4‬من السنن ماا زاد عن واحدة في تسبيح الركوع والسجود‪ :‬عرفنا أن‬
‫التسبيح في السجود والركوع مرة واحدة واجب‪ ,‬لكن ما زاد على ذلك الى ثلث أو‬
‫‪ - 1‬وقد ثبت موضع خامس عند النسائي )باب رفع اليدين للسجود ( برقم ) ‪ (2/205‬عن مالك بن الحويرث أنه ‪:‬‬
‫رأى النبي ‪ r‬رفع يديه في صلته وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود حتى‬
‫يحاذي بهما فروع أذنيه ‪ ,‬قال اللباني صحيح ‪ ,‬وهو مخرج في ارواء الغليل )‪. (67 /2‬‬
‫‪ - 2‬برقم )‪ ( 739‬ولفظه‪ :‬أن ابن عمر كان إذا دخل في الصلة كبر ورفع يديه وإذا ركع رفع يديه وإذا قال ) سمع‬
‫الله لمن حمده (‪ .‬رفع يديه وإذا قام من الركعتين رفع يديه ورفع ذلك ابن عمر إلى نبي الله ‪ , r‬وهو عند‬
‫النسائي برقم )‪ (3/3‬وكذلك أخرجه برقم )‪ (3/2‬عن أبي حميد الساعدي قال‪ :‬كان النبي ‪ r‬إذا قام من‬
‫السجدتينً كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع حين افتتحً الصلة ‪.‬‬
‫للشيخ ‪41‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الى سبع سنة مستحبة‪ ,‬ل يأثم بتركه ول يسجد من أجله‪ ,‬لكن إن فعله ُرتب عليه‬
‫الثواب‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 42‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫‪ -5‬يقول‪ 1..‬ماا زاد عن واحدةة في الدعاء وبالمغفرة بين السجدتين ‪ :‬سنة‬
‫ولو قال‪ )) :‬رب إغفر لي ((‪ 2‬مرة واحدة ‪,‬خَلصا كفى تأدى به الواجب ‪ ,‬وإذا زاد‬
‫على ذلك فحسن ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -6‬جعل الرأس حيال الظهر في الركوع ‪ :‬يعني إذا ركع يستوي راكعا ‪ ,‬و ل‬
‫يشخص رأسه و ل يصوبه ‪ ,‬ل يرفع الرأس حال الركوع و ل ينزله ‪ ,‬بل يجعل الرأس‬
‫صب‬ ‫في مستوى الظهر ‪ ,‬وجاء في وصف ركوعه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ )) -‬أنه لو ُ‬
‫الماء على ظهره لستقر (( ‪.3‬‬
‫ونشاهد بعض الناس إما ينحني كثيراًً فيطأطأ رأسه ‪ ,‬أو يرفع رأسه ‪ ,‬وجاء في‬
‫حديث أبي حميد وغيره في صفة ركوعه ‪-‬عليه الصلة والسلم ‪ -‬أنه كان اذا ركع لم‬
‫ص رأسه ولم يصوبه ‪ , 4‬يشخص رأسه ‪ :‬يرفعه ‪ ,‬يصوبه ‪ :‬يطأطأ الى الرض‬ ‫يَشخ ْ‬
‫سمي ) المطر ( صيب ؛ لنه ينزل ‪.‬‬ ‫ينزله الى السفل ومنه ُ‬
‫‪ -7‬ماجافاة العضدين عن الجنبين والبطن عن الفخذين والفخذينة عن‬
‫الساقين في السجود ‪ :‬المجافاة سنة ‪ ,‬لكن بحيث ل يؤذي أحدا ً ‪ ,‬ومعنى أنه‬
‫من يصلي بجواره‪ ,‬أو يلزم عليه وجود فُرج في الصفوف‪,‬ل ‪ ,‬مع‬ ‫يجافي ويؤذي َ‬
‫المكان لن هذه سنن ‪ ,‬سمعنا أنك تُخل بواجب الذي هو التراصاً في الصف من‬
‫أجل المجافاة ‪ ,‬أو تؤذي ‪ ,‬إذاً ترتب على فعل السنة أذى لغيرك فالسنه في ترك‬
‫هذه السنة كما هو معروف ‪.‬‬
‫البطن عن الفخذين في السجود ‪ :‬بعض الناس إذا سجد اجتمع ‪ ,‬انضم بعضه‬
‫الى بعض ‪ ,‬والسنة المجافاة ‪ ,‬يرفع بطنه عن فخذيه ‪ ,‬ويجافي عضديه عن جنبيه ‪.‬‬
‫‪ -8‬رفع الذراعين عن الرض حين السجود ‪ :‬جاء النهي عن مشابهة الكلب ‪,‬‬
‫والنهي عن الفتراش كافتراشً السبع ‪ ,‬فرفع الذراعينً عن الرضً في السجود ‪,‬‬
‫يقول الشيخ‪ :‬إنه سنة ‪ ,‬ولو قيل‪ :‬بوجوبه لكن ل يلزم عليه سجود سهو هذا الشكال‬
‫من فعله يلزمه سجود‬ ‫‪ ,‬أنه ل ينظبط باعتبار أنه لو أدخلناه في الواجبات لقلنا‪َ :‬‬
‫سهو‪ ,‬لكن فعل المحظور– هذا محظور وليس واجب– ففعل المحظور يعفى عن‬
‫السهو والجهل وما أشبه ذلك ‪ ,‬ولكن من خالف النص نُهي عن الفتراشً كافتراش‬
‫عرض نفسه للثم ‪.‬‬ ‫م ّ‬‫السبع ويفعله ل شك أنه ُ‬

‫‪ - 1‬لم يذكر الشيخ في الشرح سنة ما زاد على قول ) ربنا ولك الحمد ( وما أراه إل قد فات الشيخ ‪-‬حفظه الله‬
‫‪.-‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه أحمد )‪ (1/315‬و )‪ (1/371‬وابن ماجه )‪ ( 898‬وهو في صحيح ابو داود )‪ (796‬عن ابن عباس قال‬
‫كان رسول الله ‪ r‬يقول بين السجدتينً في صلة الليل ) رب اغفر لي وارحمني واجبرنيً * وارزقني وارفعني (‬
‫وهذا لفظ ابن ماجه ‪ )) * ,‬واجبرني (( ‪ :‬من جبروت الوهن والكسر ‪ ,‬اذا أصلحته وجبروت المصيبةً ‪,‬اذا فعلت‬
‫مع صاحبها ما ينساها به ‪.‬‬
‫‪ُ - 3‬روي من حديث وابصة بن معبد عند ابن ماجه ‪ ,‬وفي اسناده ضعف ‪ ,‬راجع التلخيص الحبير )‪. (240 /1‬‬
‫‪ - 4‬أخرجهً مسلم )‪ (498‬وأحمد )‪ (6/194‬وأبو داود )‪ (783‬وابن ماجه )‪ (869‬والبيهقي )‪ (2/85‬عن أبي‬
‫الجوزاء عن عائشة قالت‪ :‬كان رسول الله ‪ r‬يستفتح الصلة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين وكان إذا‬
‫ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبهً ولكن بين ذلك وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما‬
‫وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي جالسا وكان يقول في كل ركعتين التحية وكان يفرش‬
‫رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى وكان ينهى عن عقبة الشيطان وينهى أن يفرش الرجل ذراعيه افتراشً‬
‫السبع وكان يختم الصلة بالتسليم ‪ ,‬هذا لفظ مسلم ‪ ,‬ولم أجده من حديث أبي حميد ‪ ,‬والله أعلم ‪.‬‬
‫للشيخ ‪43‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫‪ -9‬جلوس المصلي على رجله اليسرى مافروشة ونصب اليمنى في‬
‫التشهد الول وبين السجدتين‪ : 5‬يفترش ‪ ,‬يفرش رجله اليسرى‪ ,‬وينصب‬
‫اليمنى هذا في التشهد الول وبين السجدتين ‪ ,‬وفيً الصلة التي ليس فيها إل تشهد‬
‫واحد كالثنائية مثلً‪ ,‬وأما إذا كان في صلته أكثر من تشهد ‪ ,‬تشهد أول وثاني ففي‬
‫التشهد الخير يتورك ‪ ,‬بمعنى أنه يقدم رجله اليسرى ويجلس على مقعدته وينصب‬
‫اليمنى ‪.‬‬
‫‪ -12‬ومن السنن التي ذكرها الشيخ‪ :‬الصلة والتبريك على ماحمد وآل ماحمد‬
‫وعلى ابراهيم وعلى آل ابراهيم في التشهد الول‪ :‬وأما في التشهد الثاني‬
‫فهو أيش على ما تقدم ‪ ,‬ركن من أركان الصلة ‪ ,‬الصلة على النبي ‪-‬عليه الصلة‬
‫والسلم‪ -‬في التشهد الخير ركن ‪ ,‬وأما في التشهد الول فأثبته الشيخ ‪-‬رحمه الله‪-‬‬
‫مع السنن ‪.‬‬
‫‪ -13‬ومن السنن أيضا الدعاء في التشهد الخآير‪ :‬يعني )) ثم ليتخير من‬
‫المسألة ما شاء ((‪ 2‬نعم والستعاذةً بالله من أربع ‪ 3‬كلها سنن ‪.‬‬
‫‪ -14‬والجهر بالقراءة في صلة الفجر‪..‬وفي الركعتين الوليين في‬
‫صلة المغرب والعشاء‪ :‬يعني الجهر في صلة المغرب والعشاء والفجر سنة ‪.‬‬
‫‪ -15‬والسرار في الظهر والعصر والركعة الثالثة مان المغرب والثالثة‬
‫والرابعة مان العشاء سنة ‪ :‬شمعنى هذا أنه لو جهر أحيانا صلته صحيحة في‬
‫صلة الظهر‪ ,‬لو أسر أحيانا في صلة الفجر والمغرب والعشاء صلته صحيحة‪ ,‬لكن‬
‫خالف السنة ‪ ,‬النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬كان يُسمعهم الية أحيانا ً في صلة‬
‫سنة وفعله هذا‬‫الظهر أو العصر ‪ ,‬فدل على أن الجهر أو السرارً في هذه المواضع ُ‬
‫الجهر لبيان الجواز ‪ ,‬لكن لو قُدّر أن شخص طول عمره في صلة الصبح إمام ي ُ ّ‬
‫سر ‪,‬‬
‫ثم إذا جاء يصلي الظهر جهر سنة وإل ل ؟‬
‫نقول‪ :‬هذا مبتدع ‪ ,‬ما يكفي أن نقول‪ :‬ترك سنة‪ ,‬نقول‪ :‬هذا مبتدع‪ ,‬ل ينبغي أن‬
‫يتقدم إمام المسلمين ؛ لنه خالف الثابت عنه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬؛ لن الصرار‬
‫على ترك السنن والمعانده ل يكفي أن يقال‪:‬إنه ترك المشروع وعدل عنه الى‬
‫المكروه‪ ,‬ل ‪ ,‬إذاً تعمد ترك السنة وأصر عليه يُذم‪ ,‬يعرض نفسه للعقاب‪ ,‬ولذا جاء‬
‫عن المام أحمد ‪-‬رحمه الله‪ -‬وهو يقول‪ :‬بسنية الوتر‪ ,‬يقول‪ ):‬من ترك الوتر‪ -‬يعني‬
‫واظب على تركه‪ -‬رجل سوء ينبغي أن ل تقبل شهادته (‪ ,4‬لكن فعله أحيانا وتركه‬
‫أحيانا ً ل ضير عليه لكنه من السنن المؤكدة‪ ,‬السرار بالقراءة في الظهر والعصر‪,‬‬
‫وفي الثالثة من المغرب والخيرتين من العشاء على ما تقدم‪.‬‬

‫سنة العاشرة مع التاسعة وأما الحادية عشر وهي ) الشارة بالسبابة في التحيات (‬ ‫من الشيخ حفظه الله ال ُ‬
‫‪-5‬ض ّ‬
‫فلم يذكرها ربما سقطت منه سهوا ‪-‬عفا الله عنا وعنه‪. -‬‬
‫‪ - 2‬ورد من حديث ابن مسعود عند مسلم )‪ (402‬والنسائي الكبرى )‪ (7700‬في مسألة تخيرً الدعاء ‪.‬‬
‫‪ - 3‬يقصد الشيخ ‪-‬رحمه الله‪ -‬حديث عن أبى نضرة قال كان بن عباس على منبر أهل البصرة فسمعته يقول‪ :‬إن‬
‫)) أعوذ بالله من عذاب القبر ‪ ,‬وأعوذ بالله من عذاب‬ ‫نبي الله ‪ : r‬كان يتعوذ في دبر صلته من أربع يقول‪:‬‬
‫النار ‪ ,‬وأعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ‪ ,‬وأعوذ بالله من فتنة العور الكذاب (( رواه المام احمد )‬
‫‪ (1/292‬والطبرانيً في المعجم الكبير )‪. (12779‬‬
‫‪ - 4‬انظرً المغني )‪ , (1/877‬والشرح الكبير)‪ , (1/742‬والروض المربع )‪ , (1/112‬والنصاف )‪ , (2/177‬وشرح‬
‫منتهى الرادات )‪. (1/225‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 44‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫‪ -16‬قراءة ماا زاد عن الفاتحة مان القران ‪ :‬الركن قراءة الفاتحة ‪ ,‬لكن ما زاد‬
‫على ذلك فهو سنة ‪ ,‬مع مراعاة بقية ما ورد من السنن في الصلة سوى ما ذكرنا ‪.‬‬
‫سنة ثابته في الصحيحين وغيرها من‬ ‫من السنن ما يسمى بجلسة الستراحة ‪ُ ,‬‬
‫حديث مالك بن الحويرث ‪ ,‬أن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬إذا أراد أن ينهض الى‬
‫الثانية جلس ‪ ,‬وإذاً أراد أن ينهض الى الرابعة جلس ‪ ,‬فهذه الجلسة وإن سماها أهل‬
‫العلم استراحة إل إنها سنة ‪ ,‬وهي جلسة خفيفة جدا ً ‪ ,‬ل تعوق عن متابعة المام ولو‬
‫سنة علينا أن نقتدي به‬
‫لم يفعلها فما دامت ثابته عنه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬ففعلها ُ‬
‫‪-‬عليه الصلة والسلم‪. -‬‬
‫للشيخ ‪45‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس الحادي عشر ‪ :‬مبطلت الصلة‬
‫إذا عرفناً شروط الصلة ‪ ,‬وأركان الصلة ‪ ,‬وواجبات الصلة ‪ ,‬وسنن الصلة ‪ ,‬فما‬
‫الذي يبطل الصلة ؟ يبطلها ثمانية أشياء‪:‬‬
‫من‬ ‫‪ -1‬الكلم العمد ماع الذكر‪ )) :‬إن هذه الصلة ل يصلح فيها كلم الناس (( ف َ‬
‫‪1‬‬

‫تكلم وبآن من كلمه ما يُفهَم وما يؤدي الى معنى عالما ً عامدا ً صلته باطلة ‪ ,‬وأهل‬
‫العلم يعلقون البطلن ببيان حرفين ‪ ,‬نعم ‪ ,‬فيقول‪ ) :‬فبآن حرفان بطلت ( لو قال‪:‬‬
‫) لن ( ) ل ( )لم ( متعمدا ً للكلم ذاكر لصلته صلته تبطل ‪ ,‬أما الناسي والجاهل فل‬
‫تبطل صلته بذلك ‪ ,‬المظطر أو الذي تكلم عن غير قصد ‪ ,‬شخص يصلي فوقع عليه‬
‫شيء آلمه فقال‪ ) :‬أح ( بآن حرفين نقول‪ :‬صلته باطلة ؟‬
‫من‬‫مجبر على هذا الكلم ‪ ,‬ل شعور يقول هذا الكلم ‪ ,‬لكن الكلم على َ‬ ‫ل ‪ ,‬هذا ُ‬
‫إختار وتعمد الكلم وكان ذاكرا ً لصلته وهو يعرف في صلة ‪ ,‬لكن إذا تكلم وهو‬
‫يغلب على ظنه أنه انتهت صلته ‪ ,‬عنده أن الصلة انتهت ‪ ,‬صلى الظهر يصلي ثلث‬
‫ركعات وسلم ‪ ,‬وسولف مع جاره أو قال له جاره أنت ما صليت ال ثلث ‪ ,‬قال‪ :‬ل أنا‬
‫صليت أربع ‪ ,‬ثم حصل نقاش بينهم ‪ ,‬ثم ترجح عنده أنه صلى ثلث يأتي بالرابعة ول‬
‫يضره مثل هذا الكلم ‪ ,‬وهذاً جاء عنه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬في حديث ذي اليدين ‪,‬‬
‫صلى إحدى صلتي العشي فسلم من ركعتين ‪ ,‬وحاور الصحابة قالوا‪ :‬له اقصرت‬
‫س ولم تقصر ((‪ , 2‬فتكلم الرسول ‪-‬عليه الصلة‬ ‫الصلة أم نسيت ؟ قال‪)) :‬لم أن َ‬
‫والسلم‪ -‬وكلمه الصحابة هذا بناءا ً على غلبة الظن أن الصلة قد تمت ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬قطعة من حديث أخرجها مسلم رقم )‪ (537‬وابن أبي شيبة )‪ (2/192‬والمنتقى لبن الجارود )‪(212‬‬
‫والطبراني‪ , (948) 19/402 :‬والبيهقي ) ‪ (2/360‬وأبو بكر الشيباني في الحاد والمثاني )‪ (1398‬كلهم عن‬
‫معاوية بن الحكم السلمي قال‪ :‬بينا أنا أصلي مع رسول الله ‪ r‬إذ عطس رجل من القوم ‪.‬فقلت‪ :‬يرحمك الله !‬
‫فرماني القوم بأبصارهم ‪ .‬فقلت‪ :‬واثكل أمياه ! ما شأنكم ؟ تنظرون إلي ‪ ,‬فجعلوا يضربون بأيديهم على‬
‫أفخاذهمً ‪ ,‬فلما رأيتهم يصمتونني ‪ ,‬لكني سكت ‪ ,‬فلما صلى رسول الله ‪ r‬فبأبي هو وأمي ! ما رأيت معلما قبله‬
‫ول بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ول ضربني ول شتمني قال‪ )) :‬إن هذه الصلة ل يصلح فيها شيء‬
‫من كلم الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن (( أو كما قال رسول الله ‪ r‬قلت‪ :‬يا رسول الله إني‬
‫حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالسلم وإن منا رجال يأتون الكهان قال‪ )) :‬فل تأتهم (( قال‪ :‬ومنا رجال‬
‫يتطيرونً قال‪)) :‬ذاك شيء يجدونهً في صدورهم فل يصدنهم (( ) قال ابن المصباح فل يصدنكم ( قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫ومنا رجال يخطونً ‪,‬قال‪)) :‬كان نبي من النبياء يخط فمن وافق خطه فذاك (( قال وكانت لي جارية ترعى غنما‬
‫والجوانيّة فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني آدم ‪ ,‬آسف كما‬ ‫ّ‬ ‫ل أُحد‬
‫لي قَِب َ‬
‫فعظم ذلك عليّ قلت‪ :‬يا رسول الله أفل أعتقها ؟ قال‪:‬‬
‫ّ‬ ‫يأسفون ‪ ,‬لكني صككتها صكة فأتيت رسول الله ‪r‬‬
‫من أنا ؟ (( قالت‪ :‬أنت رسول الله‬ ‫))ائتني بها (( فأتيته بها فقال‪ :‬لها )) أين الله ؟ (( قالت‪ :‬في السماء قال‪َ )) :‬‬
‫قال‪)) :‬أعتقها فإنها مؤمنة ((‪ ,‬هذا لفظ مسلم‪.‬‬
‫‪ - 2‬يشير الشيخ إلى حديث أبي هريرة الذي أخرجهً البخاري رقم )‪ (6051‬ومسلم )‪ (573‬وأحمد )‪ (2/271‬وابو‬
‫داود )‪ (1008‬والنسائي )‪ (3/20‬والترمذي )‪ (399‬وابن ماجه )‪ , (1214‬ولفظ الحديث عند ابي داود عن محمد‬
‫بن سيرين عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله ‪ r‬إحدى صلتي العشي الظهر أو العصر قال فصلى بنا‬
‫ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يديه عليها إحداهما على الخرى ‪ ,‬يعرف في وجهه‬
‫الغضب ‪,‬ثم خرج سرعان الناس وهم يقولون‪ :‬قصرت الصلة قصرت الصلة وفي الناس أبو بكر وعمر ‪ ,‬فهاباه‬
‫أن يكلماه ‪ ,‬فقام رجل كان رسول الله ‪ r‬يسميهً ذا اليدين ‪ ,‬فقال‪ :‬يارسول الله أنسيت أم قصرت الصلة ؟ قال‪:‬‬
‫)) لم أنس ولم تقصر الصلة (( قال بل نسيت يارسول الله ‪ ,‬فأقبل رسول الله ‪ r‬على القوم فقال‪ )):‬أصدق ذو‬
‫اليدين (( فأومؤ ُوا ‪ ,‬أي نعم فرجع رسول الله ‪ r‬إلى مقامه فصلى الركعتين الباقيتين ثم سلم ثم كبر وسجد مثل‬
‫سجوده أو أطول ثم رفع وكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع وكبر قال فقيل لمحمد ) اي ‪ :‬ابن‬
‫سيرين ( سلم في السهو ؟ فقال‪ :‬لم أحفظه عن أبي هريرة ولكن نبئت أن عمران بن حصين قال ‪ :‬ثم سلم ‪".‬‬
‫س َرعان الناس " هو بفتحتينً ؛ أي اوائلهم الذين يتسارعون الى المشي ويقبلون عليه بسرعة ‪.‬‬ ‫َ‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 46‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫‪ -2‬الضحك ‪ :‬أيضا ً يبطل الصلة ؛ لنه يخالف من مقصود الصلة ‪ ,‬الصلة المقصود‬
‫منها المثول بين يدي الرب ‪ ,‬مع الخشوع والستكانه والتضرع ‪ ,‬فالضحك ينافي روح‬
‫الصلة ولُبها ‪ ,‬واذاً قلنا‪ :‬إنه يبطل الصلة ل يعني أنه يبطل الوضوء كما يقول‪:‬‬
‫الحنفية ‪ ,‬الحنفية يقولون‪ :‬إذا قهقه في الصلة يبطل وضوؤه فضل ً عن صلته ‪,‬‬
‫ويعتمدون في ذلك على حديث ضعيف ‪ ,‬ضعفه معلوم عند جمهور العلماء ‪.‬‬
‫‪ -4 , 3‬الكل‪ :‬أيضا ً يبطل الصلة ‪ ,‬تسامح بعض السلف في الشرب في النافلة ‪,‬‬
‫لكن ينبغي أن يعتني المسلم بصلته سواءٌ كانت نافلة أو فريضة ؛ لنه ل فرق بين‬
‫النافلة والفريضة إل ما خصه الدليل ‪ ,‬إنسان واقف بين يدي ربه ‪ ,‬يناجي ربه سواءٌ‬
‫كان في الفريضة أو النافلة ‪ ,‬فينبغيً أن يعتني بصلته ويقبل بِكُليته على ربه وينكسر‬
‫بين يديه ويتذلل ‪.‬‬
‫‪ -5‬انكشاف العورة ‪ :‬ستر العورة قلنا‪ :‬فيما تقدم شروط لصحة الصلة‪ :‬تقدم‬
‫تحديد العورة فإذا انكشف من هذه العورة شيء فإن كان من العورة المغلظة‬
‫السوءتين فتبطل الصلة مباشرة ‪ ,‬وإذاً كان مما خف مما دون السوءتين ‪ ,‬فإن‬
‫طال بطلت الصلة ‪ ,‬وإل إن غطاه فل ‪.‬‬
‫‪ -6‬النحراف الكثير عن جهة القبلة ‪ :‬قلنا‪ :‬إن استقبال القبلة شرط من‬
‫شروط الصلة ‪ ,‬والنحراف اليسير ل يضر ؛ لن المطلوب في الستقبال جهة‬
‫الكعبة ل عين الكعبة ‪ ,‬خلفا ً للشافعية الذين يقولون‪ :‬إنه لبد من إصابة عين الكعبة‬
‫بغلبة الظن ‪ ,‬يعني إذا غلب على ظنك أنك الى عين الكعبة تصلي يكفي ‪ ,‬أما‬
‫الجمهور فيقولون‪ :‬يكفي أن تتجه الى جهة الكعبة ‪ ,‬ويستدلون بحديث‪ )) :‬ما بين‬
‫المشرق والمغرب قبلة (( يعني إذا وضعت إحدى الجهات عن يمينك والخرىً عن‬
‫يسارك والقبلة تجاه وجهك ولو ملت يمينا ً او شمال ً مالم تقصد ‪ ,‬المقصود بهذا‬
‫من يشاهد الكعبة ففرضه ‪ ,‬إستقبال عينها ‪ ,‬ل يجوز له أن‬ ‫البعيد عن الكعبة ‪ ,‬أما َ‬
‫يحيد قيد أُنملة عن الكعبة ‪.‬‬
‫‪ -7‬العبث الكثير المتوالي في الصلة ‪ :‬ع ُرفا ‪ ,‬فاذا ع َده ُ الناس كثير فهو كثير ‪,‬‬
‫وإل فهو قليل ‪ ,‬وجمع من أهل العلم يَحدونه بثلث حركات في الركن الواحد ‪ ,‬يعني‬
‫إذا اجتمع في ركن واحد ثلث حركات صار كثير ‪.‬‬
‫‪ -8‬وانتقاض الطهارة ‪ :‬انتقاض الطهارة مبطل للصلة بل شك ؛ لن الله‬
‫‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬ل يقبل صلة من احدث حتى يتوضأ ولبد أن تستمر الطهارة الى‬
‫تمام الصلة ‪.‬‬
‫للشيخ ‪47‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس الثاني عشر ‪ :‬شروط الوضوء ‪:‬‬
‫معلوم أن الصلة هي الركن الثاني من أركان السلمً ‪ ,‬والصلة لها شروط تقدم‬
‫ذكرها ‪ ,‬منها‪ :‬الطهارة من الحدث الكبر والصغر ‪ ,‬لقوله ‪ )) :r‬ل يقبل الله صلة من‬
‫أحدث حتى يتوضأ ((‪ 1‬والوضوء المراد به رفع الحدث الصغر ‪ ,‬ويراد برفع الحدث‬
‫الكبرً الغسل ‪ ,‬وعندنا الن في هذا الدرس شروط رفع الحدث الصغر ‪.‬‬
‫م ‪ /‬فشروط الوضوء عشرة ‪:‬‬
‫‪ -1‬فالسلم ‪:‬‬
‫ش‪ /‬يعني لو توضأ الكافر يصح وضوؤه وإل ‪,‬ل ؟ ل يصح ؛ لن العمال بالنيات ‪,‬‬
‫النية شرط لصحة الوضوء والكافرً ليس من أهل النية ول من أهل القصد ‪ ,‬ليس من‬
‫أهل قصد التقرب الى الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬بهذه العبادة فل تصح هذه العبادة منه‪.‬‬
‫‪ -2‬العقل ‪:‬‬
‫ش‪ /‬لو توضأ مجنون او وُضئ المجنون ل يجزئ مثل هذا الوضوء ‪ ,‬بحيث لو أفاق‬
‫لزمه إعادة الوضوء من أجل الصلة ؛ لنه ل قصد له ‪ ,‬ول نية له ‪ ,‬والقلم مرفوع عنه‬
‫‪.‬‬
‫‪ -3‬والتميز ‪:‬‬
‫ش‪ /‬من شروط الوضوء‪ :‬التميز بأن يُكمل سبع سنوات حتى يطالب بالصلة التي‬
‫من أجلها يطلب رفع الحدث ‪ ,‬فالذي ل يميز ل يصح منه وضوء‪,‬كما أنه ل تصح صلته‬
‫مروا أولدكمً بالصلة لسبع واضربوهم‬ ‫‪ ,‬ول يطالب بها‪ ,‬ولذا جاء في الحديث‪ُ )):‬‬
‫عليها لعشر‪ 2((..‬والسبع مظنة لن يميز فيها الطفل ‪ ,‬غالب الطفال يميز لسبع ‪,‬‬
‫وكثير منهم يميز قبل ذلك ‪ ,‬والقليل النادر من يجاوز السابعة ولم يميز ‪ ,‬والشرع إذا‬
‫أرادً أن يثبت حكما ً نظر الى غالب الناس ؛ لن الحكم للغالب وإل فلو ميز قبل‬
‫السبع ل يطالب بالصلة ‪ ,‬ويؤمر بها ‪ ,‬لكنه يُبدأ بتعليمه ؛ لنه يَفهم ‪ ,‬فينبغيً أن يبادر‬
‫بتعليمه ولو لم يُكمل السبع كما هو معمول به الن ‪.‬‬
‫‪ -4‬والنية ‪:‬‬
‫ش‪ /‬شرط من شروط الوضوء لحديث عمر المتفق عليه في الصحيحين وغيرهما‪:‬‬
‫)) إنما العمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ‪ 3((...‬فل عمل إل بنية ‪ 4‬كما جاء‬
‫في بعض الحاديث ‪ ,‬ل عمل شرعي ال بنية ‪ ,‬فل تصح العمال الشرعية إل بالنيات ‪,‬‬
‫فاذا لم يقصد النسان ولم يخطر على باله هذا العمل فإنه ل يصح منه ‪ ,‬ولو كان‬
‫عمل ً عاديا ً ‪ ,‬فإنه ل يؤجر عليه إل إذا قصد به التقرب الى الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬‬
‫والستعانه به على طاعة الله ‪-‬عز وجل‪.-‬‬

‫‪ - 1‬سبق تخريجه صفحة رقم )‪.(22‬‬


‫‪ - 2‬أخرجه أحمد )‪ (187 /2‬وأبو داود ) ‪ ( 495‬والدارقطني ) ‪ ( 1/230‬والحاكم )‪ (1/197‬والبيهقي ) ‪(94/ 7‬‬
‫عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‪ :‬قال رسول الله ‪ )) :r‬مروا أولدكم بالصلة وهم أبناء سبع سنين‬
‫واضربوهم عليها وهم أبناء عشز وفرقوا بينهم في المضاجع (( واللفظ لبي داود ‪ ,‬وأخرجه بن أبي شيبة في "‬
‫المصنف ")‪.(2/346‬‬
‫‪ - 3‬سبق تخريجه صفحة رقم )‪.(24‬‬
‫‪ - 4‬قال المام سفيان الثوري‪ ) :‬لا يستقيم قول إل بعمل ‪ ,‬ول يستقيم قول وعمل إل بنيةً ‪ ,‬ول يستقيم قول و‬
‫عمل ونية إل بموافقةً السنة (‪ ,‬إنظرً حلية الولياء ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 48‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫‪ -5‬وإستصحاب حكمها ‪ ,‬حكم النية ‪ ,‬عندنا حكم وعندنا ذكر ‪ ,‬إستصحاب حكم‬
‫النية شرط لصحة الوضوء ‪ ,‬بأل ينوي قطع الطهارة حتى تتم ‪ ,‬وأما إستصحاب‬
‫ذكرها بمعنى أنها ل تعزب عن باله من بِدأ الوضوء الى نهايته هذا ليس بشرط ‪ ,‬نعم‬
‫هو مستحب ‪ ,‬إذا قصد النسان الى المغسلة ‪ -‬مثلً‪ -‬مغسلة اليدين ‪ ,‬وغسل يديه‬
‫وكفيه ووجه وذراعيه ومسح رأسه وغسل رجليه هذا وضوء ‪ ,‬لكن بعض الناس عنده‬
‫الوضوء روتين ‪ , 1‬قد ينتهي من غداءه أو عشاءه أو أكله ثم يذهب الى المغسلة فل‬
‫يشعر إل وقد أكمل الوضوء ‪ ,‬هو ما قصد أن يتوضأ ‪ ,‬قصد أن يغسل يديه فقط مثل‬
‫هذا الوضوء يصح وإل ما يصح ؟‬
‫ل يصح ؛ لنه غير منوي ‪.‬‬
‫شخص قصد المغسلة ‪ ,‬وهو قاصد أن يغسل يديه ويتوضأ بعد ذلك لصلة العصر مثل‬
‫‪ ,‬نوى أن يتوضأ ‪ ,‬ول يحتاج أن يقول‪ :‬نويت أن أتوضأ أو نويت أن‪...‬ل ما يحتاج ‪ ,‬بل‬
‫النطق بالنية بدعه ‪ ,‬قصد الوضوء قصد أن يغسل يديه من الغداء ويتوضأ لصلة‬
‫العصر ‪ ,‬نقول‪ :‬النية المشترطة لصحة هذه العبادة موجودة ‪ ,‬لكن يشترط لذلك أمر‬
‫آخر أن ل ينوي قطعها حتى تتم الطهارة ‪ ,‬وهو يتوضأ بعد أن غسل يديه كفيه‬
‫ووجهه وتمضمض واستنشق ‪ ,‬وغسل ذراعيه تحرك بطنه ‪ ,‬وجد حركة في بطنه‪,‬‬
‫فقال‪ :‬أعرض نفسي على الدورة لعله يخرج شيء ‪ ,‬ذهب الى الدورة ما خرج شيء‬
‫مل وإل يستأنف ؟‬ ‫يُك ّ‬
‫لبد من الستئناف ؛ لنه نوى قطع الطهارة قبل تمامها ‪.‬‬
‫لكن لو تمت الطهارة ‪ ,‬غسل كفيه ووجهه وتمضمض واستنشق وغسل ذراعيهً الى‬
‫المرفقين مسح رأسه وغسل رجليه ‪ ,‬فوجد هذه الحركة في بطنه ‪ ,‬فقال‪ :‬أعرض‬
‫نفسي على الدورة فلعله يخرج مني شيء بدل ما إذا ذهبت الى المسجد يمكن‬
‫أحتاج الى الدورة ‪ ,‬عرضً نفسه على الدورة ما خرج شيء ‪ ,‬يعني نوى قطع‬
‫الطهارة قبل كمالها ‪ ,‬ما تصح الطهارة ‪ ,‬لبد أن يستأنف‪,‬‬
‫نوى قطع الطهارة بعد كمالها ما يؤثر ‪ ,‬ولذا المشترط استصحاب الحكمً ‪ ,‬ومعنى‬
‫إستصحاب الحكمً أن ل ينوي قطعها حتى تتم الطهارة ‪ ,‬أما إستصحاب الذكر هذا‬
‫مستحب‪ ,‬يعني تستحضر أنك تتوضأ وتتقرب الى الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬بهذا‬
‫الوضوء‪ ,‬بهذه العبادة التي افترضها الله عليك هذه سنة إستصحاب الذكر ‪ ,‬ذكر‬
‫النية وإستصحاب القصد الى الوضوء ‪.‬‬
‫‪ -6‬وإنقطاع ماوجب الوضوء ‪:‬‬
‫ش‪ /‬الموجب للوضوء الحدث الصغر ‪ ,‬لبد أن ينقطع الموجب للوضوء ‪ ,‬بول غائط‬
‫‪ ,‬ريح ‪ ,‬سلس ‪ ,‬مذي ‪ ,‬وغير ذلك ‪ ,‬هذا لبد أن ينقطع قبل أن تشرع في الطهارة ‪,‬‬
‫ول بد أن تستنجي بعده ‪ ,‬أن تغسل فرجك وتنظفه من هذا الخارج ‪ ,‬ثم بعد ذلك‬
‫تتوضأ ‪.‬‬
‫‪ -7‬وإستنجاء وإستجمارة قبله ‪:‬‬
‫ش‪ /‬لنه ل يصح قبل الستنجاء أو الستجمار وضوء ول تيمم ‪ ,‬ل بد أن يسبق‬
‫الوضوء أو التيمم الستنجاء أو الستجمار‪ ,‬ولنعلم أن الستنجاءً أو الستجمار ليسا‬
‫من فروض الوضوء ‪ ,‬بعض الناس إذا أراد ان يتوضأ دخل الدورة وغسل ولو ما خرج‬

‫ملحظ كثيرا ً في هذه الزمان والله المستعان ‪.‬‬


‫‪ - 1‬يعني عادة وليس عبادة ‪ ,‬كما هو ُ‬
‫للشيخ ‪49‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫منه شيء ‪ ,‬ظانا ً منه أن الستنجاء من فروض الوضوء ‪ ,‬وهو ليس من فروضً‬
‫الوضوء ‪ ,‬إذاً أنت ما محتاج للدورة ما يحتاج تدخل ‪ ,‬إذا أنت حاقن ادخل الدورة‬
‫وانقض الوضوء واغسل فرجك ‪ ,‬عليك الستنجاءً ‪ ,‬لكن ما أنت محتاج للدورة ‪,‬‬
‫بعض الناس يظن أن الدخول للدورة وغسل الفرجين من فرائض الوضوء ‪ ,‬هذا‬
‫ليس بصحيح ‪ ,‬إذا لم يحتج الدورة يعمد الى مكان الوضوء ‪ ,‬الميضأة ويغسل كفيه‬
‫ووجهه وذراعيه ‪ ,‬ويمسح رأسه ورجليه ‪ ,‬هذا هو الوضوء ‪.‬‬
‫‪ -8‬طهورية مااء وإباحته ‪:‬‬
‫ش‪ /‬لبد أن يكون الماء الذي يتوضأ به طاهرا ً مباحا ً ‪ ,‬طاهراً‪:‬لم تقع فيه نجاسة ‪,‬‬
‫ومباحاً‪ :‬ليس بمغصوب ول مسروق‪ ,‬شخص أراد أن يتوضأ بحث عن ماء ما وجد ‪,‬‬
‫فاذا بجواره بقالة فذهب الى هذه البقالة فسرق قارورة ماء وضعها في جيبه ‪ ,‬قال‪:‬‬
‫السرقة أهون من أُصلي بدون وضوء ‪ ,‬نعم ‪ ,‬الصلة ل تصح إل بوضوء ‪ ,‬والسرقة‬
‫معصية ‪ ,‬سرقة ريال ريالين أهون من كون أن أُصلي بدون طهارة ‪ ,‬نقول‪ :‬ل ‪ ,‬تيمم‬
‫‪ ,‬غير قادر‪ ,‬والمسألة مفترضة ما هو في مسجد ما وجد فيه ماء والمسجد الثاني‬
‫بجواره أو بإمكانه أن يطرق باب أو ياخذ مال يتوضأ به ‪ ,‬المسألة المفترضة أنه ما‬
‫يوجد في البلد إل هذه القارورة ‪ ,‬قارورة الماء في البقالية ‪ ,‬بمعنى أنه إذا فقد هذه‬
‫القارورة التي سرقها يكون عادم للماء يعدل الى التيمم ‪.‬‬
‫فالماء غير المباح ل يرفع الحدث ‪ ,‬ل بد أن يكون مباحا ً ‪ ,‬طيب بحث عن ماء في‬
‫البرادة موقوفه‬
‫ّ‬ ‫براده الماء ‪ ,‬هذه‬‫دورات المياه حول المسجد ما وجد ‪ ,‬وجد ّ‬
‫للوضوء أو للشرب ؟ للشرب ‪ ,‬يجوز أن يتوضأ منها وإل ما يجوز ؟‬
‫نعم ألصل أنه ما يجوز؛ لن الواقف الذي وقف هذا الماء عين المصرِف ‪ ,‬وجعله‬
‫للشرب ل للوضوء ‪ ,‬لكن مثل هذا ل يقال أن الطهارة باطلة ‪ ,‬والصلة غير صحيحة ‪,‬‬
‫ل ‪ ,‬لكنه أساء ‪ ,‬تصرف في غير مصرف الوقف ‪ ,‬نعم ‪ ,‬قد يقول قائل‪ :‬هذه‬
‫الكراسيً التي يوضع عليها المصاحف ‪ ,‬وقفت من أجل المصاحف ‪ ,‬يوضع عليها‬
‫المصحف وتقرأ ‪ ,‬الواقف وضعها لهذا المر ‪ ,‬هل يجوز أن تصفطها وتجعلها وراء‬
‫ظهرك تستند اليها ؟ لن بعض الناس ما يرتاح للشيء الواقف مثل الجدار ذا ‪ ,‬فل بد ّ‬
‫أن يضع شيء منبسط من أجل أن يرتاح في جلوسه ‪ ,‬يصح وإل ما يصح ‪ ,‬يجوز وإل‬
‫ما يجوز ؟ الواقف إنما وقفها لي شيء ؟‬
‫للمصاحف وللقراءة ‪ ,‬ولكن هذا أمره أيسر من الماء‪ ,‬لن العين الموقوفة ل تتأثر‬
‫ول تنقص؛ شريطة أن ل يحتاج اليها للقراءة ‪ ,‬إذا وجد عدد كافي وقدر زائد ‪ ,‬فل‬
‫مانع أن تستعملها لتعينك على طاعة الله ‪ ,‬لكن الصل إنها هي موقوفة للمصحف ‪,‬‬
‫لو جاء شخص يريد أن يقرأ فهو أحق بها منك ‪.‬‬
‫‪ -9‬وإزالة ماا يمنع وصول الماء الى البشرة ‪:‬‬
‫ش‪ /‬شرط ‪ ,‬بَويا ‪ ,‬على اليد بويا ‪ ,‬البويا فيها مادة دُهنية ينبؤ عنها الماء ‪ ,‬أو دهن‬
‫مثل ‪ ,‬أو فكس أو فازلين ينبؤ الماء ما يصل الى البشرة ‪ ,‬ل بد من إزالته ليصل الماء‬
‫الى البشرة ‪ ,‬عجين مثل ً ‪ ,‬ما يسمى المناكير اللي يحط على الظفار‪ ,‬كل هذا ل بد‬
‫من إزالته ‪ ,‬كي يصل الماء الى البشرة ‪.‬‬
‫‪ -10‬دخآول وقت الصلة في حق مان حدثاه دائم ‪:‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 50‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫من حدثه دائم ‪ ,‬شخص به سلس ما يقف ‪ ,‬أراد أن يتوضأ قبل دخول الوقت ‪,‬‬ ‫ش‪َ /‬‬
‫نقول‪ :‬ل انتظر ‪ ,‬لبد أن يدخل عليك الوقت ؛ لن طهارتك ضرورة ‪ ,‬وليست طهارة‬
‫تامة ‪ ,‬تستبيح بها الصلة ‪ ,‬فانتظر حتى تقرب الصلة ‪ ,‬ولذا قالوا‪ :‬دخول وقت‬
‫من حدثه دائم مثل من به سلس ‪ ,‬المرأة المستحاضة التي يأتيها‬ ‫الصلة في حق َ‬
‫من به سلس ريح ‪ ,‬هذا‬ ‫النزيف باستمرار مثل هذه تنتظر حتى يدخل وقت الصلة ‪َ ,‬‬
‫من به سلس ريح ‪ ,‬يخرج منه‬ ‫موجود من بعض الناس ‪ ,‬نسأل الله العافية ‪ ,‬نعم ‪َ ,‬‬
‫الريح من غير إختياره ‪ ,‬مثل هذا ينتظر ؛ لن طهارته ضرورة ‪.‬‬
‫للشيخ ‪51‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس الثالث عشر‬
‫فروضً الوضوء ستة‪ :‬يقول الشيخ ‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬فروض الوضوء ‪-‬في الدرس‬
‫الثالث عشر‪... -‬ستة ‪:‬‬
‫غسل الوجه ومنه المضمضة والستنشاق ‪ ,‬طيب غسل اليدين قبل الوجه ‪ ,‬غسل‬
‫الكفين هذا من فروضً ؟ الوضوء إن غسلت فبها ونعمت ‪ ,‬وإن لم تغسل فل بأس ‪,‬‬
‫تغسل وجهك مباشرة ‪ ,‬لكن إذا كنت مستيقظا ً من النوم فل يجوز لك أن تدخل‬
‫يديك في الناء الذي فيه الماء حتى تغسلهما ثلثا )) إذا قام أحدكم من النوم‬
‫فليغسل يديه ثلثا قبل أن يغمسها في الماء فإنه ل يدري أين باتت يده ((‪ 1‬لبد من‬
‫غسلها لكن لو غمسها قبل أن يغسلها ما يتأثر ولكنه آثم لمخالفته هذا النهي‪,‬وغسل‬
‫الكفّين ‪ ,‬عرفناً أنه سنة وليس بواجب ‪ ,‬وليس من فروض الوضوء ‪ ,‬نعم ‪ ,‬قوله‪)) :‬‬
‫أين باتت يده (( المبيت غالبا ً في الليل ولذا خص بعض أهل العلم القيام من نوم‬
‫من يقول‪ :‬إن المبيت الصل فيه الليل ‪ ,‬ويلحق به ما‬ ‫الليل دون نوم النهار ‪ ,‬ومنهم َ‬
‫كان في حكمه من النوم الطويل ولو في النهار ‪.‬‬
‫‪ -1‬غسل الوجه ‪ ,‬ومنه المضمضة والستنشاق ‪:‬‬
‫م ‪]r‬المائدة‪ :‬من الية ‪ [6‬هذا‬ ‫هك ُ ْ‬‫جو َ‬ ‫سلُوا ُ‬
‫و ُ‬ ‫غ ِ‬‫فا ْ‬
‫ة َ‬‫صل ِ‬ ‫م إِلَى ال ّ‬
‫مت ُ ْ‬ ‫ش‪ r /‬إِذَا ُ‬
‫ق ْ‬
‫فرض اتفاقا ً ‪ ,‬منصوصا عليه في الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم ‪ ,‬ل يصح الوضوء‬
‫إل بغسل الوجه ‪.‬‬
‫المضمضة والستنشاق‪:‬جاء فيهما أخبار وأحاديث )) إذا توضأت فمضمض (( ))‬
‫‪2‬‬

‫بالغ في الستنشاق إل أن تكون صائما ً((‪ )) 3‬إذا قام أحدكم من النوم فليجعلً في‬
‫منخريه من الماء ثم لينتثر ((‪ 4‬كل هذا يدل على وجوب المضمضة والستنشاق ‪,‬‬
‫وأن المضمضة والستنشاق ) الفم والنف( داخلن في مسمى الوجه ‪ ,‬ول يتم‬
‫غسل الوجه إل مع المضمضة والستنشاق ‪ ,‬بخلف داخل العين فإنه ليس داخل في‬
‫مسمى الوجه ‪ ,‬فل يلزم النسان أن يغسل داخل عيونه ‪ ,‬ل يلزم هذا ‪.‬‬
‫وحد الوجه الواجب غسله المفترض غسله‪ :‬من منابت شعر الرأس الى الذقن طول‬
‫‪ ,‬ومن الذن الى الذن ع ُرضا ً ‪.‬‬
‫‪ -2‬وغسل اليدين الى المرفقين ‪:‬‬
‫ش‪ /‬يعني من أطراف الصابع الى المرفقً ‪ ,‬بعض الناس إذا غسل يديه قبل غسل‬
‫الوجه يكتفي بغسل الذراعين فقط ‪ ,‬نعم ‪,‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه الجماعة عن أبي هريرة خل ابن ماجه عن جابر ‪ ,‬فأخرجه البخاري رقم )‪ (162‬ومسلم )‪ (278‬عن‬
‫أبي هريرة أن رسول الله ‪ r‬قال ‪ )) :‬إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ثم لينثر ومن استجمر فليوتر وإذا استيقظ‬
‫أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه فإن أحدكم ل يدري أين باتت يده ((‬
‫وقال تقي الدين الندوي ‪ :‬في تحقيقه على الموطأ )‪ : (1/53‬وقد استنبط الفقهاء من هذا الحديث استنان‬
‫تقديم غسل اليدين إلى الرسغين عند بدايةً الوضوء وقالوا ‪ :‬قيد الستيقاظ من النوم اتفاقي ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه ابو داود )‪ (144‬والبيهقي في السنن الكبرى )‪ (1/52‬وهو في صحيح أبي داود لللباني )‪ (131‬عن‬
‫لقيط بن صبرة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه ابو داود )‪ (142‬و)‪ (2366‬وأنظر صحيح ابي داود )‪ (2073‬لللباني عن لقيط بن صبرة ‪ ,‬والحاكم في‬
‫المستدرك )‪ (525‬عن لقيط بن صبرة عن أبيه ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أخرجه مسلم )‪ (237‬والبيهقي في السنن الكبرى )‪ (1/49‬عن أبي هريرة بألفاظ متقاربة ولعل القرب الى‬
‫لفظ الحديث المذكور لفظ مسلم والبيهقي‪.‬‬
‫ولفظ مسلم‪ )):‬إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء ثم لينتثر (( ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 52‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫اليد يطلق يد من أطراف الصابع الى المرفقين ‪ ,‬فل بد من النتباه لذلك ‪ ,‬والمرفقً‬
‫داخل ؛ لن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه ‪ ,‬والمراد‬
‫بالمرفق‪ :‬المفصل ‪ ,‬المفصل هذا ‪ ,‬بعض الناس يسميه )كوع ( هذا خطأ ‪ ,‬ليس هذا‬
‫هو الكوع هذا هو المرفقً ‪ ,‬أين الكوع ؟‬

‫‪1‬‬
‫فعظمً يلي البهام كوع وما يلي‪ .....‬لخنصره الكرسوع والرسغ ما وسط‬
‫الرسغ هو الوسط ‪ ,‬فالذي يلي البهام كوع ‪ ,‬والذي يلي الخنصر الكرسوع ‪ ,‬وكثير‬
‫من الناس ما يعرف كوعه من كرسوعه ‪ ,‬وبعض الناس يقول‪ :‬ما يعرف كوعه من‬
‫بوعه ‪ ,‬نعم ‪.‬‬
‫‪ -3‬وماسح جميعة الرأس ومانه الذنان ‪:‬‬
‫ش‪ /‬مسح جميع الرأس ل يكفي أن يمسح البعض دون بعض ‪ ,‬وإن قال‪ :‬بالكتفاء‬
‫حوا‬
‫س ُ‬‫ما َ‬
‫وا ْ‬
‫ببعضه بعض أهل العلم ‪ ,‬لكن الرأس إنما يطلق على جميعه ‪َ r‬‬
‫م ‪ r‬فالمفترض مسح جميع الرأس والذنان من الرأس ‪ ,‬كما جاء في‬ ‫وسك ُ ْة‬
‫ؤ ِ‬‫ب ِ ُر ُ‬
‫بعض الحاديث )) الذنان من الرأس(( ‪ 2‬ول بد في مسح الرأس أن يُؤخذ له ماء‬
‫ضل بيديه ‪ ,‬أما الذنان باعتبار أنهما تبعا ً للرأس فيمسحان بما فضل‬‫جديد غير ما فَ َ‬
‫من الماء الذي مسح به الرأس‪.‬‬
‫‪ -4‬وغسل الرجلين الى‪ 3‬الكعبين ‪:‬‬
‫ش‪ /‬وهما العظمان الناتئان في جانبي القدم ‪ ,‬وكل رجل فيها كعبان ‪ ,‬وليس المراد‬
‫بالكعب العظم الناتئ في ظهر القدم الذي هو ) عقد الشراك ( كما يقوله بعض‬
‫المبتدعه ؛ لن لكل رجل كعبين ‪.‬‬
‫المرالثاني‪ :‬مما يدل على ذلك قوله ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ )) :-‬ويل للعقاب من‬
‫النار أسبغوا الوضوء (( ‪ 4‬وإذا قلنا‪ :‬أن المراد بالكعبين هما العظمان الناتئان على‬
‫ظهر القدم عند معقد الشراك ‪ ,‬ما يلزم غسل العقبين ‪ ,‬لكن لبد من غسل العقبين‬
‫الى الكعبين وهما العظمان في الناتئان في جانبي القدم ‪.‬‬
‫‪ -5‬والترتيب ‪:‬‬
‫ش‪ /‬الترتيب ل بد منه ‪ ,‬فرض من فرائض الوضوء ‪ ,‬لو مسح رأسه قبل وجهه يكفي‬
‫وإل ما يكفي ؟‬
‫ما يكفي ‪ ,‬لو غسل رجليه قبل يديه يكفي وإل ما يكفي ؟‬

‫ببثوع‬
‫ٍ‬ ‫رجل ملقب ‪....‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ - 1‬راجع حاشية الطحطاوي على المراقيً ‪ ,‬وبعد هذا البيت ‪ :‬وعظم يلي ابهام‬
‫فخذ بعلم واحذر من الغلط‬
‫‪ - 2‬أخرجه أحمد )‪ (5/264‬و)‪ (5/268‬عن أبي امامه ‪ ,‬والدارقطنيً )‪ (1/97‬وعبدالرزاق في مصنفه )‪(1/12‬‬
‫عن أبي هريرة وابن عمر وغيرهم ‪ ,‬وهذه الزيادة )الذنان من الرأس ( في الحديث ضعيفة كما صرح بها هؤلء‬
‫الئمة ‪ ,‬راجع تعليق شعيب الرنؤوط على المسند بنفس الهامش المذكور آنفا‪ .‬وللحديث طرق كثيرة خرجها‬
‫الحافظ ابن حجر في كتابه )النكت على ابن الصلح ( وانتهى الى قوة الحديث )‪. (409‬‬
‫‪ - 3‬اللفظ في الكتاب ) ‪ ..‬مع الكعبين ( ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أخرجه البخاري )‪ (60‬ومسلم )‪ (241‬وأبو داود )‪ (97‬ولفظه‪:‬عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ‪ r‬رأى‬
‫قوما وأعقابهم تلوح فقال )) ويل للعقاب من النار(( أسبغوا الوضوء ‪ ,‬والنسائي )‪ (1/77‬وابن ماجه )‪(450‬‬
‫ً‬
‫والدارمي )‪ , (706‬وأخرجهً البخاري بنحوه ‪.‬‬
‫للشيخ ‪53‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫م‬ ‫هك ُ ْ‬
‫جو َ‬
‫و ُ‬‫سلُوا ُ‬ ‫غ ِ‬‫فا ْ‬
‫ما يكفي ‪ ,‬ل بد من أن يرتب كما أمر الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪َ r -‬‬
‫ؤوسكُم َ‬ ‫َ‬
‫ن‪r‬‬ ‫م إِلَى الْك َ ْ‬
‫عبَي ْ ِ‬ ‫جلَك ُ ْة‬
‫وأ ْر ُ‬
‫ِ ْ َ‬ ‫حوا ب ِ ُر ُ‬
‫س ُ‬
‫ما َ‬
‫وا ْ‬
‫ق َ‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫م إِلَى ال ْ َ‬
‫م َرا ِ‬ ‫ديَك ُ ْة‬
‫وأي ْ ِ‬‫َ‬
‫]المائدة‪ :‬من الية ‪ [6‬على الترتيب كما ذكر ))توضأ كما أمرك الله(( الواو الصل‬
‫‪5‬‬

‫فيها أنها لمقتضى التشريك ول تفيد الترتيب ‪ ,‬لكن إدخال الممسوح بين المغسولت‬
‫لحكمة ‪ ,‬ول حكمة سوى إرادة الترتيب ‪ ,‬والنبيً ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬توضأ مرتبا ً‬
‫ولم يؤثر عنه ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬أنه خالف هذا الترتيب ‪.‬‬

‫‪ - 5‬هذه قطعة من حديث المسيء في صلته ‪ ,‬وقد سبق تخريجه صفحة )‪.(27‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 54‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫‪ -6‬والموالة ‪:‬‬
‫ش‪ /‬الموالة بين العضاء ‪ ,‬بحيث ل يترك عضو حتى ينشف قبل غسل العضو الخر‬
‫بل ل بد من الموالة بينها غسل وجهه ثم ذهب ) تكهوة ( رجع غسل يديه ‪ ,‬يصح وإل‬
‫ما يصح ؟‬
‫ما يصح ل بد من الموالة ‪ ,‬يغسل وجهه ‪ ,‬ثم يديه ‪ ,‬ثم رأسه ‪ ,‬ثم رجليه ل بد من‬
‫الموالة بين أعضاء الوضوء ‪.‬‬
‫م‪ /‬ويستحب تكرار غسل الوجه ‪ ,‬واليدين ‪ ,‬والرجلين ‪ ,‬ثالث مارات ‪,‬‬
‫وهكذا المضمضة ‪ ,‬والستنشاقة ‪ ,‬والفرض مان ذلك مارة واحدةة ‪ ,‬أماا‬
‫ماسح الرأس فل يستحب تكراره كما دلت على ذلك الحاديث الصحيحة‬
‫‪.1‬‬

‫‪ - 1‬لم يتصدى الشيخ حفظه الله لشرحها وهي واضحة كما وردت بذلك احاديث الوضوء في الصحيحينً وغيرهما‬
‫‪.‬‬
‫للشيخ ‪55‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس الرابع عشر‬
‫الدرس الرابع عشر نواقض الوضوء ‪:‬‬
‫نواقض الوضوء‪ :‬إذا تم الوضوء وتوافرت شروطه ووجدت صورته المشروحة في‬
‫الكتاب والسنة ‪ ,‬فما الذي ينقضه ؟ ينقضه ستة أشياء ‪:‬‬
‫‪ -1‬الخارج مان السبيلين‪ :‬والخارج من السبيلين يشمل المعتاد وغير المعتاد ‪,‬‬
‫مقتضى قوله‪ ) :‬الخارج من السبيلين ( كغيره من أهل العلم أنه يشمل المعتاد‬
‫يشمل البول والغائط وغير المعتاد لو خرج منه ] دود [ مثل ‪ ,‬أو خرج منه شيء‬
‫يابس )حصاة ( وإل شبهها ‪ ,‬هذا خارج من السبيل ‪ ,‬ناقض من نواقض الوضوء ‪.‬‬
‫‪ -2‬الخارج الفاحش النجس مان الجسد‪ :‬القيء مثل ‪ ,‬القيء نجس ‪ ,‬فاذا كثر‬
‫فإنه ناقض للوضوء ‪ ,‬والدم عند جمهور العلماء إذا كثر فإنه ينقض الوضوء ؛ لنه‬
‫نجس عند الجمهور وهو فاحش ‪ ,‬وعلى كلم الشيخ ناقض من نواقض الوضوء ‪.‬‬
‫‪ -3‬زوال العقل‪ :‬بنوم أو غيره ‪ ,‬النوم اذا كان مستغرق بحيث ل يحس بما حوله ‪,‬‬
‫فانه ينقض الوضوء ؛ لنه ل يدري لعله أحدث )) العين وكاء السهِ ‪ ,‬فمن نام فليتوضأ‬
‫((‪..)), 1‬إذاً نامت العينان استطلق الوكاء ((‪ , 2‬بغيره زال عقله بسكر ينقض وضوؤه‬
‫من باب أولى‪ ,‬زال عقله ببنج ‪,‬كل هذا ناقض للوضوء ‪ ,‬ولذا يقولون‪ :‬من نواقض‬
‫الوضوء زوال العقل بنوم أو غيره ‪.‬‬
‫من‬ ‫‪ -4‬ماس الفرج قبل كان او دبرا بغير حائل‪ :‬حديث بسرة في السنن )) َ‬
‫مس ذكره فليتوضأ ((‪ 3‬وهو حديث ل بأس به مقبول في مثل هذا ‪ ,‬يعارضه حديث‬
‫طلق بن عدي )) إنما هو بَضعَة منك (( لكن حديث بسرة أصح ‪.‬‬
‫ن نقض الوضوء من باب‬ ‫شيخ السلم يحاول الجمع بين الحديثين ليقول‪ :‬إ ّ‬
‫من مس ذكره فليتوضأ (( إستحباباً؛ لنه مظنة إن مسه أو عبث مظنة‬ ‫الستحباب )) َ‬
‫أن يخرج منه شيء فالولى و الحوط أن يتوضأ ‪.‬‬
‫‪ -5‬أكل لحم البل‪ :‬للمر به ‪ ,‬وثبت به حديثان صحيحان ‪ ,‬في صحيح مسلم أكل‬
‫لحم البل ‪ ,‬ويدخل في ذلك جميع ما حواه الجلد ‪ ,‬فمن أكل لحم البل فعليه أن‬
‫يتوضأ ‪ ,‬أنتوضا من لحم الغنم ؟ قال‪ )) :‬إن شئت (( قال‪ :‬نتوضأ من لحم البل ؟‬
‫قال‪ )) :‬نعم (( ‪ 5,4‬جاء في الحديث الخر )) كان آخر المرين ترك الوضوء مما‬

‫‪ - 1‬أخرجه ابن ماجه )‪ (477‬أنظر صحيح أبي داود )‪ (198‬وصحيح ابن ماجه )‪ (386‬والمشكاة )‪ (316‬والرواء )‬
‫‪ (113‬عن علي بن ابي طالب ‪. r‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه أحمد )‪ (4/96‬والدارمي )‪ (722‬والدارقطني )‪ (2‬والطبراني في الكبير )‪ (875‬وفي إسناده ضعف‬
‫كما قال شعيب الرنؤوط وحسين سليم اسد ‪.‬‬
‫) السه إسم من أسماء الدبر والوكاء بكسر الواو الرباط الذي تشد به القربة ونحوها من الوعية ( ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه المام أحمد )‪ (6/406‬وأبو داود )‪ (181‬والترمذي )‪ (82‬وابن ماجه )‪ (479‬والنسائي السنن الكبرى )‬
‫من مس‬ ‫‪ (159‬وصحيح أبي داود )‪ (174‬واللفظ له‪ :‬عن بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله ‪ r‬يقول ‪َ )):‬‬
‫ذكره فليتوضأ ((‪.‬‬
‫‪ - 4‬أخرجه مسلم )‪ (360‬وابن ماجه )‪ (495‬عن جابر بن سمرة ‪ ,‬وابو داود )‪ (184‬والترمذي )‪ (81‬عن البراء‬
‫بن عازب‪.‬‬
‫‪ - 5‬فائدة ‪ /‬قال اللباني ‪ :‬في السلسلة الصحيحةً تحت رقم )‪ (2322‬المرً في الحديث للستحباب إل في‬
‫لحم البل فهو للوجوب ؛ لثبوت التفريق بينه وبين غيره من اللحوم فإنهم سألوه ‪ r‬عن الوضوء من لحوم البل ؟‬
‫فقال‪ )) :‬توضؤوا (( وعن لحوم الغنم ؟ فقال‪ )) :‬إن شئتم ((‪ ,‬وهو مخرجً في الرواءً ‪ .‬اهً بتصرف يسير ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 56‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫مست النار (( ‪ 1‬ولحم البل تمسه النار ‪ ,‬لشك أن هذا عام مخصص بما جاء في‬
‫لحم البل على وجه الخصوصا ‪ ,‬فهو مقدم عليه ‪.‬‬
‫‪ -6‬الردة عن السلم‪ :‬أعاذنا الله والمسلمين من ذلك ‪ ,‬الردة تنقض الوضوء ؛‬
‫لنه بردته ‪-‬نسأل الله العافية‪ -‬حبط عمله‪ ,‬فاذا حبط العمل ومنه ‪ -‬من العمل‪-‬‬
‫الوضوء ‪ ,‬يعني بطل عمله ‪-‬نسأل الله العافية‪. -‬‬
‫كثير من الناس يتصور الردة إما يصير يهودي وإل نصراني وإل مشرك يلتحق‬
‫بالمشركين ‪ ,‬قد يرتد بكلمة ‪-‬نسأل الله العافية‪ -‬يستهزئ بما جاء عن الله ‪,‬‬
‫يستهزئ بالرسول ‪ ,‬أو بما جاء عن الرسول ‪ ,‬يكون مرتد ‪-‬نسأل الله العافية‪. -‬‬
‫م‪ /‬يقول الشيخ تنبيه هام ‪:‬‬
‫أماا غسل الميت فالصحيح أنه ل ينقض الوضوء ‪ ,‬وهو قول أكثر أهل‬
‫العلم لعدم الدليل على ذلك ‪ ,‬لكن لو أصابت يد الغاسل فرج الميت مان‬
‫غير حائل وجب عليه الوضوء ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫من غسل ميت فليغتسل ‪ ,‬ومن حمله فليتوضأ((‬ ‫ش‪ /‬الحديث الوارد فيه )) َ‬
‫ضعيف ‪ ,‬فمن غسل الميت ل شيء عليه ‪ ,‬وضوؤه صحيح ‪ ,‬ول ينقض وضوؤه ‪ ,‬لكن‬
‫لو اصابت يد الغاسل فرج الميت من غير حائل وجب عليه الوضوء ‪ ,‬كما لو مس‬
‫فرجه هو ‪ ,‬لو مس فرج نفسه ينتقض وضوؤه على ما إختاره الشيخ ‪-‬رحمه الله‬
‫تعالى‪ , -‬وعرفناً أن ذلك عند شيخ السلمً ابن تيمية على سبيل الستحباب ‪ ,‬على‬
‫سبيل اللزوم ‪.‬‬
‫م‪ /‬والواجب عليه أل يمس فرج الميت ال مان وراء حائل ‪:‬‬
‫ش‪ /‬ل يجوز للغاسل أن يباشر عورات الموات ‪ ,‬بل ل بد أن يوضع عليها حائل ‪,‬‬
‫ويمكن غسلها من وراء ذلك الحائل ‪.‬‬
‫ماس المرأة ل ينقض الوضوء ماطلقا ً سواء كان ذلك عن‬ ‫م‪ /‬وهكذا َ‬
‫شهوة أو غير شهوة في أصح قولي العلماء ‪.‬‬
‫ش‪ /‬لنه ثبت أن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬كان يقبل ويخرج الى الصلة ول يعيد‬
‫الوضوء ‪. 3‬‬
‫م‪ /‬ماا لم يخرج مانه شيء ‪:‬‬
‫ش‪ /‬إذا خرج منه شيء إنتقض وضوؤه من أجل ذلك الخارج ‪ ,‬ل من أجل مس‬
‫المرأة ‪ ,‬ولو كان بشهوة ؛ لن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ )) -‬قبّل بعض نسائه ثم‬
‫لم يتوضأ ((‪. 4‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه أبو داود ) ‪ (192‬والنسائي )‪ (1/108‬وصححه وابن خزيمةً )‪ (43‬وابن حبان )‪ (1134‬والطبراني في‬
‫الوسط )‪ (4663‬والصغير )‪ (662‬والبيهقي في السنن الكبرى )‪ (1/151‬وصححه اللباني في سنن أبي داود )‬
‫‪ (186‬عن جابر بن عبدالله ‪ ,‬ولفظ الحديث‪ :‬عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله قال‪)) :‬كان‬
‫آخر المرين من رسول الله ‪ r‬ترك الوضوء مما مست النار (( ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه ابن ماجه )‪ (1463‬وزاد أحمد )‪ (2/454‬وأبو داود )‪ )) : (3161‬ومن حمله فليتوضأ ((‪ ,‬انظر صحيح‬
‫ابي دواد )‪ (2707‬وصحيح ابن ماجه )‪ (1195‬عن أبي هريرة ‪ .‬تعليق شعيب الرنؤوط على مسند المام أحمد‬
‫تحت رقم )‪ :(2/454‬رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح مولى التوأمة صدوق كان قد اختلط وقد اختلف في‬
‫رفعه ووقفه ‪.‬وذكره الدارقطني وقال ‪ :‬فيه نظر ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه الدارقطني في سننه )‪ (491/1‬بلفظ‪ :‬عن الزبير أن رجل قال سألت عائشة عن الرجل يقبل امرأته‬
‫بعد الوضوء فقالت‪ :‬كان رسول الله ‪ r‬يقبل بعض نسائه ول يعيد الوضوء فقلت‪ :‬لها لئن كان ذلك ما كان إل منك‬
‫فسكتت ‪ .‬وصححهً اللباني في صحيح الجامع )‪.(4997‬‬
‫للشيخ ‪57‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫سا ء َ‬ ‫َ‬
‫م الن ّ َ‬ ‫ست ُ ُ‬‫ما ْ‬ ‫ول َ‬ ‫أما قوله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬في آيتي النساء والمائدة ‪ r:‬أ ْ‬
‫‪]r‬النساء‪ :‬من الية ‪ [43‬و]المائدة‪:‬من الية ‪ [6‬فالمراد به الجماع في الصح من‬
‫من يرى أن‬ ‫قولي العلماء ‪ ,‬وهو قول ابن عباس ‪ r‬وجماعه ‪ ,‬مع أن من أهل العلم َ‬
‫مس المرأة بشهوة أو بغير شهوة مجرد مس المرأة ناقض للوضوء ‪ ,‬لقوله تعالى‪r :‬‬
‫ساءَ ‪ r‬ينقض الوضوء ‪ ,‬عند جمع من أهل العلم ‪ ,‬ومنهم من يقيد‬ ‫َ‬
‫م الن ّ َ‬ ‫ست ُ ُ‬ ‫ما ْ‬ ‫ول َ‬ ‫أ ْ‬
‫ذلك بالشهوة ‪ ,‬فاذا وجدت الشهوة انتقض الوضوء ؛ لنه مظنة لن يخرج منه شيء‬
‫ساءَ ‪ r‬المراد به‬ ‫َ‬
‫م الن ّ َ‬ ‫ست ُ ُ‬ ‫ما ْ‬ ‫ول َ‬ ‫‪ ,‬والشيخ ‪-‬رحمه الله‪ -‬رجح أن المراد بالية‪ r:‬أ ْ‬
‫الجماع ‪ ,‬ومجرد المس ولو كان بشهوة فانه ل ينقض الوضوء ‪.‬‬
‫الدرس الخامس عشر‬
‫الخلقً المشروعة لكل مسلم ‪ :‬يشرع لكل مسلم أخلق وآداب وصفات ينبغي أن‬
‫يتحلى بها ‪ ,‬منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬الصدق ‪:‬‬
‫ش‪ /‬الصدق كما جاء في الحديث‪ ..)):‬يهدي الى البر ‪ ,‬والبر يهدي الى الجنة ‪,..‬‬
‫والكذب يهدي الى الفجور‪ ,‬والفجور يهدي الى النار ((‪ 1‬فالصدق خصلة حميدة على‬
‫علي او ألزمتني أن أُجانب‬ ‫ّ‬ ‫النسان أن يلتزم بها‪ ,‬ول يقول‪ :‬إن الظروف اقتضت‬
‫الصدق‪ ,‬الصدق منجاة ولو في أحلك الظروف نجا‪ ,‬وهذا شيء مجرب‪ ,‬قصة كعب‬
‫بن مالك في الثلثة الذين خُلّفُوا ‪ ,2‬صريحه في هذا‪ ,‬فالكذب حرام اتفاقاً‪ ,‬يُباح من‬
‫بعض الصور‪ ,‬للصلح بين الناس‪ ,‬والكذب على الزوجة في حدود ما يؤلف القلوب‪,‬‬
‫وما أشبه ذلك وأما ما عدا ذلك فالكذب حرام ‪ ,‬والكذب درجات ‪ ,‬الكذب على‬
‫الناس محرم بل شك ‪ ,‬وأعظمً منه الكذب على الله وعلى رسوله ‪ ,‬ومن الكذب‬
‫قولُوا لِما تَص ُ َ‬
‫سنَتُك ُ ُ‬
‫م‬ ‫ف أل ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ول ت َ ُ‬ ‫على الله الفتيا بغير علم ‪-‬نسأل الله العافية‪َ r -‬‬
‫ين كَذَبُوا‬ ‫ذ َ‬ ‫ة ت َ َرى ال ّ ِ‬ ‫ما ِ‬
‫قيَا َ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫و َ‬‫وي َ ْ‬‫لل ‪]r‬النحل‪ :‬من الية ‪َ r[116‬‬ ‫ٌ‬ ‫هذَا َ‬
‫ح‬ ‫ب َ‬ ‫ذ َ‬ ‫الْك َ ِ‬
‫من‬ ‫ودّةٌ ‪]r‬الزمر‪:‬من الية ‪ , [60‬كذبوا على الله ‪ ,‬أولى َ‬ ‫س َ‬ ‫ما ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬‫ه ُ‬ ‫جو ُ‬ ‫و ُ‬‫ه ُ‬ ‫عَلَى الل ّ ِ‬
‫من يفتي ويقول على الله بغير علم ‪.‬‬ ‫يدخل في هذا الباب َ‬
‫‪ -2‬الماانة ‪:‬‬
‫ش‪ /‬خُلقٌ واجب ‪ ,‬والخيانة حرام ‪ ,‬والخديعة مخادعة المسلمين وغشهم ‪ ,‬وجحد‬
‫ن الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫المانات والعواري كل هذا محرم بالكتاب والسنة ‪ ,‬وإجماع أهل العلم ‪ r‬إ ِ ّ‬
‫ضنَا‬ ‫ها‪]r‬النساء‪ :‬من الية ‪ r ,[58‬إِنّا ع ََر ْ‬ ‫ات إِلَى أ َ ْ‬
‫هل ِ َ‬ ‫ماان َ ِ‬ ‫ؤدّوا ْ َ‬
‫ال َ‬ ‫ن تُ َ‬ ‫مأ ْ‬
‫يأْمارك ُ َ‬
‫َ ُ ُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ن‬‫ق َ‬ ‫ف ْ‬
‫ش َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫ملْن َ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ن يَ ْ‬‫نأ ْ‬ ‫فأبَي ْ َ‬ ‫ال َ‬ ‫جب َ ِ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ات َ ْ‬
‫وال ْر ِ‬ ‫او ِ‬ ‫م َ‬ ‫الس َ‬
‫ّ‬ ‫ة عَلَى‬ ‫ماان َ َ‬
‫ال َ‬
‫هول ً‪] r‬الحزاب‪[72:‬‬ ‫ج ُ‬ ‫ان ظَلُوماا ً َ‬ ‫ه كَ َ‬ ‫ان إِن ّ ُ‬
‫س ُ‬ ‫الِن ْ َ‬ ‫ها ْ‬ ‫مل َ َ‬ ‫ح َ‬ ‫و َ‬ ‫ها َ‬ ‫مان ْ َ‬
‫ِ‬
‫‪ - 4‬أخرجه النسائي في سننه )‪ (1/104‬وابن ماجه )‪ (502‬والدارقطني )‪ (2/78‬والبيهقي في السنن الكبرى )‬
‫‪ (1/125‬وصححه اللباني في الجامع الصغير وزيادته )‪ (4997‬من حديث ام المؤمنين عائشة ‪ )) : r‬إن رسول‬
‫الله ‪ r‬قبّل بعض نسائه ثم خرج الى الصلة ولم يتوضأ (( قلت‪ :‬ماهي إل انت )) فضحكت (( هذا لفظ ابن ماجه ‪.‬‬
‫‪ - 1‬أخرجه البخاري )‪ (6094‬ومسلم )‪ (2607‬وأحمد )‪ (1/384‬و)‪ (1/432‬وأبو داود )‪ (4989‬والترمذي )‬
‫‪ (1971‬والدارمي )‪ (2715‬وصححه ابن حبان برقم )‪ (273‬والبيهقي في السنن الكبرى )‪ (10/191‬انظر‬
‫صحيح الجامع الصغير وزيادته )‪ . (4071‬ولفظ الحديث عند الشيخينً ‪,‬عن عبد الله بن مسعود قال‪ :‬قال رسول‬
‫الله ‪ )) : r‬عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرىً‬
‫الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ‪ .‬وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار‬
‫وما يزال الرجل يكذب ويتحرىً الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ((‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ين خُل ّ‬
‫ت‬ ‫ب‬‫ح‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ب‬ ‫ض‬
‫ْ ُ ِ َ َ ُ َ ْ‬‫ر‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِْ ُ‬ ‫ي‬ ‫َل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫ا‬‫ض‬‫َ‬ ‫َا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ى‬
‫َ ّ ِ‬‫ت‬‫ح‬ ‫ُوا‬ ‫ف‬ ‫‪ -‬يشير الشيخ حفظه الله الى قوله تعالى ‪ r‬وَع َلَى الثّلثَةِ الّذ ِ َ‬
‫‪2‬‬
‫ْ‬
‫م‪]r..‬التوبة‪ :‬من الية ‪.[118‬‬ ‫وضاقَت عَلَيه َ‬
‫سهُ ْ‬
‫م أنْفُ ُ‬
‫ِْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 58‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫لبد من أداء هذه المانة ‪ ,‬ومن المانات ما كلف به المسلم من الشرائع ‪ ,‬الصلة‬
‫أمانة ‪ ,‬والصيام أمانة ‪ ,‬والغُسل من الجنابة أمانة ‪ ,‬فل يجوز له أن يخون هذه المانة‬
‫بحال ‪.‬‬
‫‪ -3‬العفاف ‪:‬‬
‫ش‪ /‬لبد أن يكون النسان عفيفا ً بجميع ما تحتمله هذه الكلمة من صور ‪ ,‬ومن‬
‫معان فيكون عفيف القلب ‪ ,‬فل يحقد ول يحسد ‪ ,‬عفيف اللسان ‪ ,‬فل يتكلم بأحد إل‬ ‫ٍ‬
‫بحق ‪ ,‬ول يستطيل في أعراض المسلمين ‪ ,‬ول يكون صخابا ً في السواق ول غضوبا ً‬
‫لجلجا ً ‪ ,‬ويكون عفيفا ً عن المحارم كلها ‪ ,‬ومن أظهر صور العفة عفة الزار بإن ل‬
‫ل إزاره إل على ما أحله الله له وأباحه له ‪.‬‬‫يُح َ‬
‫للشيخ ‪59‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫‪ -4‬الحياء ‪:‬‬
‫يأت إل بخير ‪ ,‬وجاء في الحديث الصحيح‪ )) :‬إنما أدرك الناس من‬ ‫ِ‬ ‫ش‪ /‬الحياء ل‬
‫يأت إل بخير وهو‬
‫ِ‬ ‫الكلم النبوة الولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت (( فالحياء ل‬
‫‪1‬‬

‫خُلقٌ ينبغي أن يتجمل به المسلم ‪ ,‬يكمل به نفسه ‪ ,‬والمراد بالحياء‪ :‬الحياء الذي‬
‫يمنع من إرتكاب ما منع منه شرعا ً أو عرفا ً ‪ ,‬لكن الحياء الذي يمنع من إقامة‬
‫الواجبات أو يمنع من ترك المحظورات ‪ ,‬يمنع من المر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر ‪ ,‬يمنع من إرشاد الجاهل ‪ ,‬هذا يسمى حياء ؟‬
‫هذا خجل مذموم هذا نسأل الله العافية ‪.‬‬
‫‪ -5‬الشجاعة ‪:‬‬
‫جبن خلق ذميم ‪ ,‬تعوذ منه النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ , -‬وعلى كل مسلم‬ ‫ش‪ /‬ال ُ‬
‫أن يتعوذ منه ‪ ,‬فالشجاعة خُلقٌ ينبغي أن يتحلى به المسلم ‪ ,‬فيشرع لكل مسلم أن‬
‫يكون شجاعا ً ‪ ,‬قوال ً للحق عامل ً به ‪ ,‬شجاعا ً في مواطن الشجاعة ‪ ,‬في الحروب‬
‫في الكلمة ‪ ,‬الصدع بالحق عند الحاجة اليه وهكذا ‪. 2‬‬
‫‪ -6‬الكرم ‪:‬‬
‫طلب منه فيما‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ش‪ /‬البُخل خلق ذميم ‪ ,‬فعلى المسلم أيضا أن يكون كريما باذل لما ي ُ‬
‫ل يضر به ويشق عليه ‪.‬‬
‫‪ -7‬الوفاء ‪:‬‬
‫قو ِد ‪)]r‬المائدة‪ :‬من الية‬ ‫ع ُ‬ ‫ْ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫فوا بِال ُ‬ ‫مانُوا أ ْ‬
‫ين آ َ‬
‫ذ َ‬‫ها ال ِ‬
‫ش‪ /‬الوفاء بالعهود‪ r ,‬يَا أي ّ َ‬
‫‪ [1‬فل بد أن يكون المسلم وفيا ً لمن له عليه حق ‪ ,‬ولمن عاهده وعاقده على شيءٍ‬
‫‪ ,‬لبد أن يفي له بما التزم ‪.‬‬
‫‪ -8‬النزاهة ‪:‬‬
‫ش‪ /‬النزاهة عن كل ما حرم الله ‪ ,‬فكل ما حرم عليه ينبغي أن يبتعد عنه ويتنزه منه‬
‫‪ ,‬ول يزاول شيئا ً مما حرمه الله عليه سواء كان خاليا ً بمفرده أو كان بمجمع من‬
‫الناس ‪ ,‬ول شك أن العلنية أشد )) كل أُمتي معافى إل المجاهرين ((‪ 3‬لكن ايضا ً‬
‫إرتكاب المحرمات ‪ ,‬ولو كان النسان خاليا ً ‪ ,‬هذا أمر ُرتب عليه العقاب ‪ ,‬وهو تحت‬
‫المشيئة ‪ ,‬لكن أشد من ذلك المجاهرة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه البخاري في صحيحه )‪ (3483‬و)‪ (6120‬وفي الدب المفرد )‪ (597‬و)‪ (1316‬وأحمد )‪ (5/383‬وأبو‬
‫داود )‪ (4797‬وابن ماجه )‪ (4183‬وصححه ابن حبان في صحيحهً )‪ (607‬والطيالسي في مسنده )‪(621‬‬
‫والطبرانيً في الوسط )‪ (2311‬والبيهقي في السنن الكبرى )‪ (10/192‬وانظر السلسلة الصحيحةً )‪(684‬‬
‫وغيرها ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وفي هذا حديث يشير الى ذلك ‪ ,‬عن أبي هريرة ‪ r‬قال‪ :‬رسول الله ‪)) r‬المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من‬
‫المؤمن الضعيف وفي كل خير ‪ ,‬إحرصا على ما ينفعك واستعن بالله ول تعجز وإن أصابك شيء فل تقل لو أني‬
‫فعلت كان كذا وكذا ‪ ,‬ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ‪ ,‬فإن لو تفتح عمل الشيطان (( رواه مسلم )‪(2634‬‬
‫وغيره ‪ ,‬ومن ذلك قول المتنبي ‪:‬‬
‫وإذالم يكن من الموت ُبد ‪ ...‬فمن العجز أن تكون جبانا‬
‫‪ - 3‬أخرجه البخاري )‪ (6069‬ومسلم )‪ (2990‬والطبرانيً في المعجم الصغير )‪ (632‬والبيهقي في السنن‬
‫الكبرى )‪ (8/329‬وانظرصحيح الجامع )‪. (4512‬قال ابو هريرة ‪ :‬سمعت رسول الله ‪ r‬يقول )) كل أمتي معافى‬
‫إل المجاهرينً ‪ ,‬وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عمل ‪ ,‬ثم يصبحً وقد ستره الله فيقول‪ :‬يا فلن عملت‬
‫البارحة كذا وكذا ‪ ,‬وقد بات يستره ربه ‪ ,‬ويصبح يكشف ستر الله عنه (( ‪ .‬هذا لفظ البخاري ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 60‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫‪ -9‬حسن الجوار ‪:‬‬
‫ش‪ /‬فالجار له حقوق ‪ ,‬له حق الخوة في الدين ‪ ,‬له حق الجوار ‪ ,‬واذاً كان قريب‬
‫زاد حق ثالث ‪ ,‬وهو حق القرابة ‪ ,‬والنبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬يقول‪ )):‬ما زال‬
‫من ل يؤمن‬ ‫جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه(( ‪.. )),‬والله ل يؤمن َ‬
‫‪1‬‬

‫حسن الجوار وعدم التعرضً للجار بأي أذى ‪.‬‬ ‫جاره بوائقه((‪ ,2‬فل بد من ُ‬
‫‪ -10‬ماساعدة ذوي الحاجات حسب الطاقة ‪:‬‬
‫ش‪ /‬تعين صانع أو تصنع لخرق هذا من أفضل العمال ‪ ,‬ذوي الحاجات ‪ ,‬العمى‬
‫من يقوده ‪ ,‬تمسك بيديه فتقوده ‪ ,‬توصله الى المسجد الى البقالة ‪,‬‬ ‫الذي يحتاج الى َ‬
‫الى عمل ‪ ,‬الى ما يريد ‪ ,‬لكن بما ل يَشق عليك ول يعطل مصالحك ‪ ,‬أنت عندك‬
‫دوام ووجدت أعمى دوامه في جهة غير جهتك تترك دوامك وتروح توديه ؟‬
‫ل بما ل يشق عليك ويعطل مصالحك ‪ ,‬مساعدة ذوي الحاجة حسب الطاقة ‪ ,‬حسب‬
‫الجهد ‪ ,‬حسب المستطاع ‪ ,‬وغير ذلك من الخلقً التي دل عليها الكتاب والسنة‬
‫على مشروعيتها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه البخاري )‪ (6015‬ومسلم )‪ (2625‬من حديث ابن عمر ‪ ,‬وابو داود )‪ (5152‬من حديث عبد الله بن‬
‫عمرو أنه ذبحً شاة فقال‪ :‬أهديتم لجاري اليهودي ؟ فإني سمعت رسول الله ‪ r‬يقول )) ما زال جبريل يوصيني‬
‫بالجار حتى ظننت أنه سيورثه (( واللفظ له ‪ ,‬والترمذي )‪ (1943‬قال‪ :‬وفي الباب عن عائشة و ابن عباس‬
‫وأبي هريرة و أنس المقداد بن السود و عقبة بن عامر و أبي شرحبيل و أبي أمامة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه البخاري )‪ (6016‬ومسلم )‪ (46‬واحمد )‪ (2/288‬و)‪ (2/336‬و)‪ (4/31‬و)‪ (6/365‬والطبراني في‬
‫الكبير ‪ , (487)22/187:‬والطيالسي في مسنده )‪ ) , (1340‬بوائقه ( البوائق جمع بائقة وهي الغائلة‬
‫والداهية والفتك ‪.‬‬
‫للشيخ ‪61‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس السادس عشر‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫هنا الداب السلمية في الدرس السادس عشر منها ‪:‬‬


‫م ‪ /‬السلم ‪:‬‬
‫من ل تعرف ‪ ,‬وجاء على‬ ‫من تعرف و َ‬ ‫ش‪ /‬بذل السلم للعَالم من المسلمين ‪ ,‬على َ‬
‫ما يدل على أن السلم في آخر الزمان يكون حسب المعرفة ‪ ,‬تعرفه السلم عليكمً‬
‫‪ ,‬وما تعرفه ] ل تسلم عليه [ هذا ما ينبغي ‪ ,‬الجر ُرتب على إفشاء السلم ‪ ,‬إذا‬
‫قلت‪ :‬السلم عليكمً ) عشر حسنات ( تعرفه وإل ما تعرفه ‪ ,‬وكل ما زدت زاد الجر‬
‫‪ ,‬ورحمة الله ) عشرة ثانية ( وبركاته ) عشر ( ثلثين حسنة ‪ ,‬السلم عليكمً ورحمة‬
‫الله وبركاته ) ثلثين حسنة ( تضرك ؟ !‬
‫مر عليك واحد اثنين ثلثة كلهم اُسلم عليهم ما يضرك ول يكلفك شيء ول محسوب‬
‫عليك شيء ‪ ,‬فتبذل السلم‪ )) :‬أل أُخبركم بشيء اذا فعلتموه تحاببتم‪ ((...‬أو كما‬
‫جاء في الحديث ‪ ,‬قالوا‪ :‬بلى‪ ,‬قال‪ )) :‬أفشوا السلم بينكم ((‪. 2‬‬
‫وآكد من السلم رده ‪ ,‬فاذا سلمت كتب لك الثواب ‪ ,‬واذاً سلم عليك لزمك الجواب‬
‫‪ ,‬وعليك أن ترد السلم ‪ ,‬ترد التحية بمثلها أو أفضل منها ‪ ,‬واذا قيل السلم عليكم‬
‫ورحمته وبركاته ‪ ,‬ترد مثلها على أقل الحوال ‪ ,‬أو تزيد عليه تقول‪ :‬وعليكمً السلم‬
‫ورحمة الله وبركاته مرحبا ً ‪,‬كما أجاب النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬أم هانئ ‪ ,‬قال‪:‬‬
‫)) مرحبا ً بأم هانئ ((‪ 3‬فاذا زاد حصل له من الجر أكثر ‪.‬‬
‫م ‪ /‬البشاشة ‪:‬‬
‫ش‪ /‬البشاشة في وجه أخيك المسلم أمر مطلوب ‪ ,‬نعم المتزندق والمبتدع الكافر‬
‫ما تبش في وجهه إل بغرض الدعوة ‪ ,‬إذا كان غرضك صحيح ‪ ,‬بششت في وجهه من‬
‫أجل أن يقبل الدعوة ‪ ,‬ويهديه الله بك )) فلن يهدي الله بك رجل ً واحدا ً خير لك من‬
‫حمر النعم ((‪ 4‬وإل فالصل‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫ل تلقى مبتدعا ً ول متزندقا ً ‪....‬إل بعبسه مالك غضبان‬
‫ل بد من المصارمة ‪ ,‬ل بد المنافرة بينك وبين عدوك ‪ ,‬لكن اذا ترتب على هذه‬
‫البشاشة وهذا اللين مع العدو مصلحة من أجل دعوة فل بأس ‪ ,‬وأما فالمسلم فل‬

‫‪ - 1‬بدايةً الشريط الثالث ‪.‬‬


‫‪ - 2‬أخرجه مسلم )‪ (54‬وأحمد )‪ (2/391‬و) ‪ (2/442‬و)‪ (2/477‬و)‪ (2/495‬وابو داود )‪ (5193‬وابن ماجه )‪(68‬‬
‫وصححه ابن حبان في صحيحه )‪ (236‬والبخاري في الدب المفرد )‪ (980‬والبيهقي في الكبرى )‪(10/232‬‬
‫وانظرً صحيح ابي داود )‪ (4325‬وصحيح ابن ماجه )‪ (57‬وفي الرواء )‪ (777‬من حديث ابي هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول الله ‪ )): r‬ل تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا‪ ,‬ول تؤمنوا حتى تحابوا‪ ,‬أول أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم ؟‬
‫افشوا السلم بينكم(( هذا لفظ مسلم‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه البخاري برقم )‪ (357‬طرفه )‪ ,(280‬ومسلم )‪ (336‬واحمد )‪ (6/425‬والترمذي )‪ (2734‬والبيهقي‬
‫في الشعب )‪ (8888‬وفي الكبرى )‪ (9/94‬من حديث أم هانئ بنت ابي طالب قالت‪:‬ذهبت الى رسول الله ‪r‬‬
‫من هذه ؟(( فقلت ‪ :‬انا ام هانئ‬‫عام الفتح فوجدتهً يغتسل وفاطمة ابنتهً تستره قالت‪ :‬فسلمت عليه فقال‪َ )) :‬‬
‫بنت ابي طالب فقال ‪)) :‬مرحبا ً بام هانئ (( فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفا في ثوب واحد‬
‫فلما انصرفً قلت ‪ :‬يا رسول الله زعم ابن امي انه قاتل رجل قد اجرتهً فلن ابن هبيرة فقال رسول الله ‪)) : r‬‬
‫قد اجرنا من اجرت يا ام هانئ (( قالت ام هانئ ‪ :‬وذاك ضحى ‪ ,‬هذا لفظ البخاري ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أخرجه البخاري برقم )‪ (2942‬و)‪ (3009‬و)‪ (3701‬و)‪ (4210‬ومسلم )‪ (2406‬وأحمد في مسنده )‬
‫‪ (5/333‬والنسائي في الكبرى )‪ (8587) (8403) (8149‬وابن حبان )‪ (6932‬والطبرانيً في الكبير )‪(5818‬‬
‫عن سهل بن سعد الساعدي ‪. r‬‬
‫‪ - 5‬انظرً الشافية الكافية في النتصار للفرقة الناجية ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 62‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫يجوز أن تعبس في وجهه ‪ ,‬وجاء العتاب للنبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬بسورة ‪r‬‬
‫ال َ ْ‬
‫جاءَهُ ْ‬ ‫َ‬
‫مى ‪] r‬عبس‪ , [2 -1:‬عوتب النبي ‪-‬عليه الصلة‬ ‫ع َ‬ ‫ولّى * أ ْ‬
‫ن َ‬ ‫وت َ َ‬
‫س َ‬
‫عب َ َ‬
‫َ‬
‫والسلم‪ -‬وإن كان مشتغل ً بالدعوة ‪ ,‬بأمر يرى أنه أهمً من ذلك ‪ ,‬يبقى أن المسلم‬
‫له حق ‪ ,‬وهو أولى من غيره بالتقدير والحترامً ورعاية الحقوق‪.‬‬
‫م ‪ /‬والداب الشرعية يعني دخآول المسجد او المنزل والخروج مانهما ‪:‬‬
‫ش‪ /‬الداب عند دخول المسجد تقدم الرجل اليمنى ‪ ,‬وكذلك المنزل والخروجً منه‬
‫تقدم الرجل اليسرى ‪ ,‬وإذاً أردت دخول الدورة تقدم رجل اليسرى ‪ ,‬وإذا خرجت‬
‫تقدم اليمنى ‪ ,‬وهكذا‪,..‬كل هذه آداب ينبغي مراعاتها ‪.‬‬
‫وعند السفر تقول ما ورد عند دخول المسجد ‪ ,‬وعند دخول المنزل ‪ ,‬عندما تخرج‬
‫منهما ‪ ,‬وعند دخول الخلء ‪ ,‬وعند الخروج منه ‪ ,‬وعند إرادة السفر ‪ ,‬وعند الركوب ‪,‬‬
‫وأثناء السفر ‪ ,‬كل هذه أذكار خاصة أُلفت فيها كتب الذكار ‪ ,‬على المسلم أن يعتني‬
‫بهذه الذكار ‪ ,‬وهي ل تكلف شيء ل تكلف شيئا ً ‪ ,‬أمرها يسير لكن على من يسره‬
‫الله عليه‪ ,‬بعض الناس عنده إستعدادً يقرأ جرائد الدنيا ول يقول‪ :‬سبحان الله‬
‫وبحمده مرة واحدة ‪ ,‬سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيمً )) كلمتان خفيفتان‬
‫على اللسان ‪ ,‬ثقيلتان في الميزان ‪ ,‬حبيبتان الى الرحمن ‪ ,‬سبحان الله وبحمده‬
‫حطت‬ ‫سبحان الله العظيمً ((‪ )) 1‬من قال في يوم‪ :‬سبحان الله وبحمده مائة مرة ُ‬
‫عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ((‪ 2‬كم تأخذ ؟ ساعتين أو ثلث ؟‬
‫حطت عنه‬ ‫دقيقة ونصف))سبحان الله وبحمده مائة مرة (( دقيقة ونصف))‪ُ ..‬‬
‫خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر (( فعلينا أن نعتني بهذا الباب ‪ ,‬وبهذا الجانب ‪ ,‬حرز‬
‫من الشيطان أن تقول‪ :‬إذا أصبحت‪ )) :‬ل إله إل الله وحده ل شريك له ‪ ,‬له الملك ‪,‬‬
‫وله الحمد‪ ,‬وهو على كل شيء قدير‪ ,‬مائة مرة((‪ ,3‬تكتب لك مائة حسنة‪ ,‬وتحط‬
‫عنك مائة خطيئة ‪ ,‬وهي حرز لك من الشيطان‪.‬‬
‫م ‪ /‬الحسان ماع الوالدين ‪:‬‬
‫ش‪ /‬يعني بر الوالدين واجب شرعي ‪ ,‬صلة القارب والرحام ‪ ,‬والحسان الى‬
‫الجيران ‪ ,‬والكبار والصغار ‪ ,‬وتحسن الى الرجل الكبير من المسلمين ‪ ,‬وتعطف‬
‫على الصغير ‪ ,‬ول تكون فظا ً غليظا ً من رآك هابك وخافك )) شر الناس من ترك‬
‫الناس إتقاء شره (( ‪ 4‬فبر الوالدين أمر واجب ‪ ,‬كذلك صلة الرحام ‪ ,‬والتأدب مع‬
‫الجيران والكبار ‪ ,‬والعطف على الصغار ‪ ,‬والحسان الى المحتاجين ‪ ,‬كل هذه آداب‬
‫إسلمية مطلوبه جاءت نصوصا الكتاب والسنة ‪ ,‬تحث عليها وتؤكد هذه الحقوق ))‬
‫‪ - 1‬أخرجه البخاري برقم )‪ (6406‬و)‪ (6682‬و)‪ (7563‬ومسلم )‪ (2694‬وأحمد )‪ (2/232‬والترمذي )‪(3467‬‬
‫وابن ماجه )‪ (3806‬من حديث أبي هريرة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه البخاري )‪ (6405‬ومسلم )‪ (2691‬وأحمد )‪ (2/302‬و)‪ (5/515‬والترمذي )‪ ( 3466‬و )‪ (3468‬وابن‬
‫ماجه )‪ (3812‬عن أبي هريرة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه أحمد )‪ (4/60‬وأبو داود )‪ (5077‬وابن ماجه )‪ (3867‬والنسائي في الكبرى )‪ (9855‬والطبرانيً في‬
‫المعجم الكبير )‪ (5141‬انظرً الجامع الصغير وزيادته )‪ (6435‬وما بعده ‪ ,‬وصحيح الترغيب والترهيب )‪ (656‬عن‬
‫أبي عياش أن رسول الله ‪ r‬قال‪ )) :‬من قال إذا أصبح ل إله إل الله وحده ل شريك له ‪ ,‬له الملك وله الحمد وهو‬
‫على كل شيء قدير ‪ ,‬كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل ‪ ,‬وكتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ‪,‬‬
‫ورفع له عشر درجات ‪ ,‬وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي ‪ ,‬وإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى‬
‫يصبحً (( ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أخرجهً البخاري )‪ (6054‬ومسلم )‪ (2591‬وأبو يعلى )‪ (4832‬وابن حبان )‪ (4538‬وانظرً والجامع الصغير‬
‫وزيادته )‪ ( 7931‬والمشكاة )‪ (4829‬والصحيحةً )‪ (1049‬كلهم عن عائشة ‪.‬‬
‫للشيخ ‪63‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫من سره أن يبسط له في رزقه ‪ ,‬وينسأ له في أجله فليصل رحمه (( ‪ ,‬والعقوق‬
‫‪5‬‬
‫َ‬
‫موبقة من الموبقات ‪,‬كبيرة من كبائر الذنوب ‪ ,‬قطيعة الرحام أيضا كبيرة ‪ ,‬فل بد‬
‫من العناية بهذا الباب ‪ ,‬والله المستعان ‪.‬‬

‫‪ - 5‬أخرجه البخاري )‪ (2067‬و)‪ (5986‬ومسلم )‪ (2557‬وأبو داود )‪ (1693‬الطبراني في الوسط )‪ (3538‬و)‬


‫من أحب أن يبسط له في رزقه ‪ ,‬وينسأ له في أثره‬
‫‪ (5626‬من حديث أنس بن مالك ؛ أن رسول الله ‪ r‬قال‪َ )) :‬‬
‫‪ ,‬فليصل رحمه (( هذا لفظ مسلم ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 64‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫م ‪ /‬التهنئة بالمولودة ‪:‬‬
‫ش‪ /‬تهنئه بما يسر أخاك المسلم ‪ ,‬جاء مولود تهنئه وتدعو له ‪ ,‬وتدعو لولده ‪ ,‬حصل‬
‫له ما يسره تهنئه أيضا ً وتبارك له في ذلك ‪ ,‬وتدعو له ‪,‬كل هذا يزرع المودة والمحبة‬
‫بين المسلمين ‪ ,‬ويزيل البغضاء والشحناء بينهم ‪.‬‬

‫م ‪ /‬والتعزية بالمصاب ‪:‬‬


‫من مات له أحد سواء من أقاربك أو من غيرهم ‪ ,‬تعزيه وتواسيه بما فقده من‬
‫ش‪َ /‬‬
‫حبيب ‪ ,‬وغير ذلك من الداب السلمية التي مظنتها كتب الداب الشرعية ‪.‬‬
‫للشيخ ‪65‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس السابع عشر‬
‫التحذير من الشرك وأنواع المعاصي ‪:‬‬
‫م ‪ /‬الشرك ‪:‬‬
‫ن‬‫ش‪ /‬هو أعظمً ما ع ُصي الله به ‪-‬سبحانه وتعالى‪ ,-‬وهذا هو الظلم العظيمً ‪ r‬إ ِ ّ‬
‫يم‪]r‬لقمان‪ :‬من الية ‪ [13‬وهو أعظم الموبقات المهلكات‬ ‫عظ ِ ٌ‬‫م َ‬ ‫ك لَظُل ْ ٌ‬ ‫الش ْر َ‬
‫ّ‬
‫السبع ‪ ,‬ومن صوره السحر ‪.‬‬
‫م ‪ /‬والسحر ‪:‬‬
‫ش‪ /‬ملزم للشرك غالبا ً ‪ ,‬وأفردً للهتمام بشأنه ‪,‬كثير من الناس يتساهل بأمره‬ ‫ُ‬
‫وهو عظيم وهو شرك ‪.‬‬
‫م ‪ /‬قتل النفس التي حرم الله إل بالحق ‪:‬‬
‫م‬‫هن ّ ُ‬‫ج َ‬‫ؤهُ َ‬ ‫ج َزا ُ‬ ‫ف َ‬‫مدا ً َ‬ ‫ع ّ‬ ‫مانا ً ُ‬
‫مات َ َ‬ ‫ؤ ِ‬‫ما ْ‬‫ل ُ‬ ‫قت ُ ْ‬‫ن يَ ْ‬‫ما ْ‬ ‫ش‪ /‬قتل النفس عمدا ً وعدوانا ً ‪َ r‬‬
‫و َ‬
‫ها‪] r ..‬النساء‪ :‬من الية ‪ [93‬نسأل الله العافية ‪ ,‬حتى ذ ُكر عن ابن‬ ‫في َ‬ ‫خآَالِدا ً ِ‬
‫عباس ) أن توبته ل تقبل (‪ ,‬توبة القاتل العمد وإن كان جمهور العلماء على أنه تقبل‬
‫توبته ‪.‬‬
‫م ‪ /‬أكل ماال اليتيم ‪:‬‬
‫ش‪ /‬أكل أموال الناس بالباطل كله حرام ‪ ,‬لكن اليتيمً الذي ليس له من يدافع عنه‬
‫أشد ‪ ,‬ولذا جاءت النصوصا بالتشديد بمال اليتيمً ‪.‬‬
‫م ‪ /‬أكل الربا ‪:‬‬
‫ْ‬
‫ن‬
‫ما َ‬
‫ان ِ‬ ‫الشيْطَ ُ‬ ‫ّ‬ ‫خبّطُ ُ‬
‫ه‬ ‫ذي يَت َ َ‬ ‫وم ال ّ ِ‬
‫ق ُ‬ ‫ون إِل ّ ك َ َ‬
‫ما ي َ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫الربَا ل َ ي َ ُ‬
‫قو ُ‬ ‫ّ‬ ‫ين يَأكُل ُ َ‬
‫ون‬ ‫ذ َ‬ ‫ش‪ r /‬ال ّ ِ‬
‫س ‪] r‬البقرة‪ , [275:‬جمع من المفسرين يقولون‪ :‬آكل الربا يبعث مجنونا ً يوم‬ ‫م ّ‬ ‫ال ْ َ‬
‫القيامة ‪ ,‬وهو محارب لله ولرسوله ‪ْ َ r ,‬‬
‫ه‪r‬‬ ‫سول ِ ِة‬ ‫و َر ُ‬ ‫ه َ‬‫ن الل ّ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ح ْر ٍ‬‫فأذَنُوا ب ِ َ‬
‫ه‬
‫مل ُ‬‫ح َ‬ ‫]البقرة‪ , [279:‬هل له يدان بمحاربة الله ؟ العبد الضعيف المسكين ؟ ! َ‬
‫الطمع والجشع على أن يُرابي هل يستطيع أن يحارب الله ؟ الله المستعان ‪.‬‬
‫م ‪ /‬التولي يوم الزحف ‪:‬‬
‫ش‪ /‬يعني إذا إلتقى الصفان في الجهاد فيهرب واحد ‪ ,‬هذه كبيرة ‪ ,‬موبقة من كبائر‬
‫الذنوب ‪ ,‬قبل أن يحضر الى الصف أمره أسهل لكن إذا حضر يفتح باب لغيره ‪,‬‬
‫فالتولي يوم الزحف كبيرة وموبقة من كبائر الذنوب ‪ ,‬ويقصد بذلك الهرب عند‬
‫إلتقاء الصفين في القتال ‪ ,‬الجهاد في سبيل الله لِعلءً كلمة الله ‪.‬‬
‫م ‪ /‬قذف المحصنات الغافلت المؤمانات ‪:‬‬
‫ش‪ /‬رمي المرأة العفيفة بالزنا ‪-‬نسأل الله العافية‪ -‬هذا موبقة من الموبقات ‪ ,‬وقد‬
‫جاء في بعض الخبار أن قذف محصنة يحبط عبادة ستين سنة ‪ ,1‬المر ليس بالسهل‬
‫ول بالهين ‪ ,‬أن ترمي المحصنة الغافلة العفيفة بالزنا ‪ ,‬ومن ذلكم الزوجات ؛ لن‬
‫بعض الناس يتساهل ويقذف زوجته ‪-‬نسأل الله العافية‪ -‬هذا أمره عظيمً ‪ ,‬فاذا‬
‫قذفها إما أن يُجلد الحد ثمانين جلدة ‪ ,‬او يُلعن ليدرأ ُ عنه الحد ‪.‬‬
‫م ‪ /‬مان الكبائر عقوق الوالدين ‪ ,‬قطيعة الرحام ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه الطبرانيً في الكبير‪ , (3023)168 / 3 ً:‬والحاكم في المستدرك رقم )‪ (8712‬والهيثمي في مجمع‬


‫الزوائد )‪ (10682‬من حديث حذيفة )) إن قذف المحصنة ليهدم عمل مائة سنة (( ‪ ,‬لكن لم أجد اللفظ الذي‬
‫ذكره الشيخ ‪ ,‬والله أعلم ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 66‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫ش‪ /‬سبق الحديث عنهما ‪.‬‬
‫م ‪ /‬شهادة الزور ‪:‬‬
‫ش‪ )) /‬أل وشهادة الزور أل وشهادة الزور (( ما زال يكررها )) أل وقول الزور ((‬
‫‪1‬‬

‫تشهد لزيد من الناس بأن له حق على فلن ‪ ,‬والمر على خلف ذلك ‪ ,‬أو أن تشهد‬
‫بأن هذه الرض لفلن وهي ليست له ‪ ,‬وهذه شهادة الزور ‪ )) ,‬والمتشبع بما لم‬
‫يعط كلبس ثوبي زور ((‪ 2‬الذي يزعم أن عنده وعنده وعنده وفعل وترك ‪ ,‬كلبس‬ ‫َ‬
‫ثوبي زور ‪ ,‬لكن شهادة الزور أمرها عظيم ما زال النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬
‫يكررها حتى قالوا‪ :‬ليته سكت ‪.‬‬
‫م ‪ /‬اليمان الكاذبة ‪:‬‬
‫َ‬
‫م ‪]r‬البقرة‪ :‬من الية ‪ [224‬هذا في حال‬ ‫مانِك ُ ْ‬
‫ة ِلي ْ َ‬
‫ض ً‬‫ه ع ُْر َ‬‫علُواة الل ّ َ‬
‫ج َ‬
‫ول ت َ ْ‬
‫ش‪َ r /‬‬
‫الصدق ‪ ,‬في كل عمل أو في كل مقال تذكره تقول‪ :‬والله ‪ ,‬وبلى والله ‪ ,‬وتالله ‪,‬‬
‫لكن إذا كان اليمين كاذب فالمر أشد ‪ ,‬إذاً ترتب على هذه اليمين الكاذبة إقتطاع‬
‫حق إمرئ مسلم فالمر أعظم ‪ ,‬هذه اليمين الغموس ‪ ,‬إذا حلف على السلعة‬
‫لينفقها من أجل أن تدرج أيظا ً هذا أمره ليس بالهين ‪.‬‬
‫م ‪ /‬إيذاء الجار‪:‬‬
‫ش‪ /‬تقدم اللماح ما للجار من حق ‪ ,‬وإن الشرع أعتنىً به وأكد على حقه ‪.‬‬
‫م ‪ /‬وظلم الناس بالدمااء والماوال والعراض وغير ذلك ‪:‬‬
‫ش‪/‬كل هذا حرام ‪ ,‬لحديث أبي ذر اللهي القدسي‪ )) :‬يا عبادي إني حرمت الظلم‬
‫على نفسي وجعلته بينكم محرما ً فل تظالموا‪ , 3((..‬الله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬حرم‬
‫الظلم على نفسه ‪ ,‬والظلم‪ :‬وضع الشيء في غير موضعه ‪ ,‬والعتداءً على الناس‬
‫ل ذلك أو كثر‪ ,‬كله ظلم ‪-‬نسأل الله‬ ‫إما على دماءهم أو أموالهم أو أعراضهمً قَ َ‬
‫العافية‪ -‬وغير ذلك مما نهى الله عنه أو رسوله ‪. r‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه البخاري )‪ (2654‬ومسلم )‪ (87‬والترمذي )‪ (1901‬وأحمد )‪ (20401‬والبيهقي في الكبرى )‬


‫‪ (20365‬كلهم من حديث أبي بكرة عن أبيه ‪ ,‬والبيهقي في الشعب )‪ (7867‬عن أنس ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه البخاري )‪ (5219‬ومسلم )‪ (2130‬وأحمد )‪ (26974‬وأبو داود ) ‪ (4997‬كلهم من حديث أسماء ‪,‬‬
‫والترمذي )‪ (2034‬وغيره من حديث جابر ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه مسلم )‪ (2577‬وصححه ابن حبان في صحيحهً برقم )‪ (619‬والبيهقي في الشعب )‪ (7088‬ولفظ‬
‫مسلم ‪:‬عن النبي ‪ r‬فيما روى عن الله ‪-‬تبارك وتعالى‪ -‬أنه قال‪ )) :‬يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي‬
‫وجعلته بينكم محرما‪ ,‬فل تظالموا ‪ ,‬يا عبادي ! كلكم ضال إل من هديته ‪ ,‬فاستهدوني أهدكم ‪ ,‬يا عبادي ! كلكم‬
‫جائع إل من أطعمته ‪ ,‬فاستطعموني أطعمكم ‪ ,‬يا عبادي ! كلكم عار إل من كسوته‪ ,‬فاستكسوني أكسكم‪ ,‬يا‬
‫جميعا ‪ ,‬فاستغفروني أغفر لكم ‪ ,‬يا عبادي ! إنكم لن‬
‫ً‬ ‫عبادي ! إنكم تخطئونً بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب‬
‫تبلغوا ضري فتضروني‪ ,‬ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ‪ .‬يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم ‪,‬كانوا على‬
‫أتقى قلب رجل واحد منكم ‪ ,‬ما زاد ذلك في ملكي شيئا ‪ ,‬يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا‬
‫شيئا ‪ ,‬يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم‬
‫ً‬ ‫على أفجر قلب رجل واحد ‪ ,‬ما نقص ذلك من ملكي‬
‫قاموا في صعيد واحد ‪ ,‬فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ‪ ,‬ما نقص ذلك مما عندي إل كما ينقص المخيط‬
‫إذا أدخل البحر ‪ ,‬يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ‪ ,‬فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن‬
‫وجد غير ذلك فل يلومن إل نفس (( ‪.‬‬
‫للشيخ ‪67‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫طالب يسأل ‪...‬؟‬
‫أما بالنسبة بالصلة على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬جاء المر بها بالكتاب والسنة‬
‫سلِيما ً‪] r‬الحزاب‪ :‬من الية ‪ , [56‬ل‬ ‫َ‬
‫مواة ت َ ْ‬ ‫سل ّ ُ‬
‫و َ‬ ‫صلّوا عَلَي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫مانُوا َ‬
‫ين آ َ‬ ‫ذ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫‪ r‬أي ّ َ‬
‫بد أن يُصلي عليه ويُسلم ‪ ,‬ول يتم أمتثال هذا المر إل بالصلة والسلم ‪ ,‬يعني ما‬
‫يكفي أن تقول‪ :‬عليه الصلة أو عليه السلم فقط ‪ ,‬لكن إذا جمعت بينهما تارة‬
‫وأفردتً السلم تارة ل بأس ‪ ,‬أما أن تلتزم الصلة فقط ‪ ,‬أو السلم فقط ‪ ,‬ل يتم‬
‫َ‬
‫مواة‬ ‫سل ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫صلّوا عَلَي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫مانُوا َ‬‫ين آ َ‬‫ذ َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫امتثالك للمر الوارد في قوله تعالى‪ r :‬أي ّ َ‬
‫سلِيما ً‪ r‬لبد من الصلة عليه والسلم ‪.‬‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫هأ ْ‬ ‫ر ِ‬
‫ما ِ‬
‫َن أ ْ‬ ‫ون ع ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ين يُخَال ِ ُ‬
‫ذ َ‬‫ر ال ّ ِ‬‫حذَ ِة‬‫فلْي َ ْ‬
‫إمتثال المر واجب هذا الصل في المر ‪َ r‬‬
‫ة‪] r‬النور‪ :‬من الية ‪ [63‬فإمتثال المر واجب ‪ ,‬لكن كل ما ذ ُكر ‪-‬عليه‬ ‫فتْن َ ٌ‬
‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫صيب َ ُ‬ ‫تُ ِ‬
‫الصلة والسلم‪ -‬يُصلى عليه إستحبابا ً ‪ ,‬عند أكثر العلماء ‪ ,‬وإن قال بعضهم بوجوبه‪,‬‬
‫تجب الصلة على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬في مواطن مثل التشهد الخير على‬
‫ما تقدم ‪ ,‬وما عدا ذلك سنة ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 68‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫الدرس الثامن عشر‬
‫ومع الدرس الثامن عشر‪ :‬في تجهيز الميت والصلة عليه وهو آخر الدروس ‪.‬‬
‫الموت‪ :‬نهاية كل حي ‪ ,‬فل بد أن يمر على كل مخلوق ذي روح ‪ ,‬ولذا وجب على‬
‫المتعلمين تعلمه ‪ ,‬والمعلمين تعليمه ؛ لن ما يتعلق بالموت من فروض الكفايات ‪,‬‬
‫من تجهيز الميت وتغسيله وتكفينه والصلة عليه ودفنه ‪ ,‬وغير ذلك مما يتعلق به ‪.‬‬
‫م‪ /‬يقول‪ :‬وإليك تفصيل ذلك ‪:‬‬
‫ُ‬
‫وشد لحياهة ‪: 1‬‬ ‫‪ -2‬تجهيز الميت إذا تيقن الموت وأغمضت عيناه‬
‫ش‪ /‬لبد من تيقن خروج الروح ‪ ,‬ول يكفي موت الدماغ ‪ ,‬وإن قرر الطباءً أنه في‬
‫حكم الميت ‪ ,‬لكنه ليس بميت ‪ ,‬حتى تخرج روحه وعلى هذا ل يجوز أن يفعل به أي‬
‫شيء مما يتعلق بالموات ‪ ,‬أو يتسبب في موته ‪ ,‬مادامت الروح باقية ‪ ,‬ولو قرر‬
‫الطباءً أنه قد مات دماغيا ً ‪ ,‬فاذا تيقن الموت بخروج الروح والعلمات ظاهرة ‪,‬‬
‫يعرفها من زاولها ‪.‬‬
‫يقول‪ :‬اذا تُيقن الموت أغمضت عيناه ؛ لن العين إذا خرجت الروح تبعها‬
‫البصر وشخصت وحينئذ ٍ ‪ ,‬تغمض عيناه ‪ ,‬ليكون شكله مقبول ً ولئل يدخل في هذه‬
‫حرمة المسلم ‪,‬‬ ‫وشد لحياه لئل ينفتح فمه ‪ ,‬وهذاً كله من ُ‬ ‫ُ‬ ‫العين شيء الهوام ‪,‬‬
‫ليكون شكله بعد وفاته مقبول ً كشكله حال حياته ‪.‬‬
‫‪ -4‬صفة تغسيل الميت ‪:‬‬
‫ً‬
‫ش‪ /‬وعند تغسيله تستر عورته وجوبا ‪ ,‬ل يجوز أن تكشف عورة الميت ؛ لن حرمة‬
‫الميت كحرمة الحي ‪ ,‬ل يجوز أن تكشف العورة ‪ ,‬بل على غاسله أن يستر عورته‬
‫ول يباشر شيئا ً منها ‪ ,‬ثام يُرفع قليل ليخرج ما في بطنه ‪ ,‬ويعصر بطنه عصرا ً‬
‫رفيقا ل بشدة وقوة ‪ ,‬بل يكون برفق ‪ ,‬لكي يخرج ما يمكن خروجه من بطنه ‪ ,‬ثام‬ ‫ً‬
‫يلف الغاسل على يده خآرقه او نحوها فينجيه بها ‪ ,‬ينجيه يزيل ما على‬
‫مخرجه ‪ ,‬أو ما علِقَ بمخرجيه من نجاسة ‪ ,‬هذا إستنجاءً ‪ ,‬إزاله أثر النجاسة من‬
‫المخرج ‪ ,‬ثم يوضئه وضوء الصلة ‪ ,‬وقد جاء في حديث أم عطية أن النبي ‪-‬عليه‬
‫وهن بصدد غسل إبنته زينب‪ )) :‬إبدأن بميامينها ومواضع‬ ‫ّ‬ ‫ن‪,‬‬
‫الصلة والسلم‪ -‬قال لهُ ّ‬
‫الوضوء منها (( ‪ ,2‬فيوضأ الميت وضوء الصلة ‪ ,‬كما يفعل الحي إذا أراد الغتسال‬
‫المشروع ‪ ,‬يتوضأ وضوءا ً كامل ً ثم يغتسل ‪ ,‬ثام يغسل رأسه ولحيتهة بماء‬
‫وسدرة أو نحوه ‪ ,‬السدر ينظف البدن ‪ ,‬يقوم مقامه المنظفات الخرى مما يزيل‬
‫الوساخ كالصابون والشنان ‪ ,‬والشامبوا وما أشبه ذلك ‪ ,‬المقصود التنظيف ‪ ,‬ثم‬
‫يغسل شقه اليمن )) إبدأن بميامينها ((‬
‫ثام اليسر ‪ ,‬ثام يغسله كذلك مارة ثاانية وثاالثة ‪ ,‬يغسل الميت أولى وثانية‬
‫رأيتن‬
‫ّ‬ ‫وثالثة ‪ ,‬فإن رأى الغاسل الزيادة على ذلك فل بأس الى السبع ‪ ,‬للحاجة إن‬
‫ذلك )) إغسلن ثلثا أو خمسا ً او سبعا ً إن رأيتن ذلك (( وليس مرد هذه الرؤية الى‬
‫‪ - 1‬لم يتكلم الشيخ ‪-‬حفظه الله‪ -‬عن تلقين المحتضرً في المرً الول من تجهيز الميت ‪ ,‬ول عن شهيد المعركة‬
‫في المر الثالث من التجهيز وربما نسى الشيخ سهوا ً ؛ لنه هذا كما هو معلوم شرح صوتي وليس شرح مطبوع‬
‫‪ ,‬وفيه ما فيه من النسيان والسهو وهذا ملحظ كثيراًً في التفريغ الخير للشرطة والله المستعان ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه البخاري )‪ (167‬ومسلم )‪ (939‬وأحمد )‪ (5/85) , (5/84‬والترمذي )‪ (990‬وابن ماجه )‪(1458‬‬
‫والطبرانيً في الكبير‪ , (165) 25/67ً:‬والبيهقي )‪ , (4/5‬من حديث أم عطية ‪ :‬لما ماتت زينب بنت رسول الله‬
‫شيئا من كافور فإذا‬
‫ً‬ ‫كافورا أو‬
‫ً‬ ‫خمسا واجعلن في الخامسة‬
‫ً‬ ‫ثلثا أو‬
‫ً‬ ‫‪ r‬قال لنا رسول الله ‪)) : r‬اغسلنها وترا‬
‫مننِى (( قالت‪ :‬فأعلمناه فأعطانا حقوه وقال أشعرنها إياه ‪ .‬وهذا لفظ مسلم ‪.‬‬ ‫غسلتّنها فأعلِ َ‬
‫ُ‬
‫للشيخ ‪69‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫التشهي ‪ ,‬إن كان قريب يُزاد في غسله ليزداد التنظيف‪ ,‬ل‪ ,‬إن كانت الحاجة داعية‬
‫الى الزيادة على ثلث فليزدً عليها ‪ ,‬وليقطع على وتر ‪.‬‬
‫يمر في كل مارة يده على بطنه فان خآرج مانه شيء غسله وسد المحل‬
‫بقطن يعني إذا انتهى من هذه الغسلت ‪ ,‬سد المحل بقطن أو نحوه فاذا لم‬
‫حر ‪ ,‬طين حر ‪ ,‬أو ما يقوم مقامه‬ ‫ٍ‬ ‫يستمسك بالقطن خرج مع وجود القطن بطين‬
‫‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬أو بوسائل الطب الحديث كالزق ونحوه ‪.‬‬
‫وهناك أمور يسد بها هذا المخرج لئل يخرج منه شيء ‪ ,‬وموجود في المستشفيات‬
‫والصيدليات وغيرها ‪ ,‬فل يلزم أن يكون بالطين ‪ ,‬كان هذا معمول به عند المتقدمين‬
‫ما عندهم إل طين أو شبهه ‪ ,‬الطين الحر‪ :‬يعني يشبه السمنت في قوته وتماسكه ‪,‬‬
‫ينق‬
‫ِ‬ ‫ويعيدة وضوئه يعني إذا خرج منه شيء ؛ لنه في حكم المنتقض ‪ ,‬وإن لم‬
‫بثلث يزيد الى خآمس أو الى سبع ‪ ,‬كما سمعنا في حديث أم عطية ))‬
‫إغسلنها ثلثا أو خمسا ً أو سبعا ً إن رأيتن ذلك (( يعني إن كانت الحاجة داعية الى‬
‫سبع ‪ ,‬ثام ينشف بثوب ‪ ,‬ويجعل الطيب في ماغابنه ‪ ,‬وماواضع سجوده ))‬
‫إجعلن في الخرة كافورا ً أو شيئا ً من كافور (( ‪ ,‬الكافور‪ :‬طيب ‪ ,‬نوع من الطيب ‪,‬‬
‫فيه خاصية ايضا ً يطرد الهوام ‪ ,‬ويصلب الجسد ‪ ,‬الكافور يقوم مقامه الطياب‬
‫الخرى ‪ ,‬سواء كانت سائلة أو بخور ‪ ,‬يجعل الطيب في ماغابنه يعني الماكن‬
‫التي يغطي بعضها بعضا ‪ ,‬ومواضع سجوده لشرفها وإن طيّبه كله كان حسنا ً ‪ ,‬إذاً‬
‫كان الطيب يستوعب البدن كله أفضل ‪ ,‬ويجمر أكفانه بالبخور‪ ,‬وإن كان‬
‫شاربه أو اظافره طويل ً أخآذ مانها ‪..‬ول يسرح شعره لئل يسقط منه شيء ‪,‬‬
‫فيبقىً الشعر كما هو ‪ ,‬والمرأة يُظفر شعرها ثلثة قرون ‪ ,‬ويسدل من ورائها ‪,‬‬
‫يجعل شعر المرأة ثلث ظفائر تجعل خلف المرأة ‪ ,‬ثلث ‪ ,‬كما جاء في حديث أم‬
‫عطية ثم بعد ذلك تكفين الميت ‪.‬‬
‫‪ -5‬تكفين الميت ‪:‬‬
‫يقول‪ :‬الفضل أن يكفن الرجل في ثالثاة أثاواب بيض ليس فيها قميص‬
‫ول عماماة ‪:‬‬
‫ش‪ /‬كما ثبت في الصحيح ‪ 1‬في حديث عائشة إن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬كُفن‬
‫بثلثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ول عمامة ‪ ,‬هذا ما فعله الصحابة بالنبي‬
‫‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬وما كان الله ليختار لنبيه إل الفضل ‪ ,‬وبعضهم يرى أنه ل‬
‫بأس أن يُكفن في قميص ‪ ,‬بل الفضل أن يُكفن في قميص ؛ لن النبي ‪-‬عليه الصلة‬
‫والسلم‪ -‬كفن ابن اُبي بالقميص ‪ ,‬ول يفعل النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬إل الفضل‬
‫‪ ,‬النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪) -‬كُفن في ثلثة أثواب ( جاء النص على أنه ليس فيها‬
‫قميص ول عمامة ‪ ,‬فكيف يقال‪ :‬إنه يُكفن في القميص أفضل ؟‬
‫ما أعطى‬ ‫نعم النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬كَفن ابن اُبي في قميصه مكافئة له ‪ ,‬ل ّ‬
‫العباس قميصا ً كافأه النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬فكفنه بقمصيه وجبرا ً لخاطر‬

‫‪ - 1‬في صحيح البخاري )‪ (1264‬ومسلم )‪ (941‬وأحمد )‪ (6/93‬والنسائي )‪ (4/35‬من حديث عائشة أن رسول‬
‫الله ‪ُ)) r‬كفن في ثلثة أثواب يمانيةً بيض سحولية من ُكرسف ليس فيهنً قميص ول عمامة (( هذا لفظ البخاري‬
‫‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 70‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫ولده‪ ,‬يدرج فيها إدراجا ً يعني لف لف‪ ,‬وإن كفن في قميص وأزار ولفاف‬
‫فل بأس ‪,‬‬
‫المقصود أن يستر البدن ‪ ,‬لكن الفضل أن تكون ثلث أثواب ‪ ,‬إيش معنى أثواب ؟‬
‫لها أكمام ولها أزرارً ‪ .‬وإل ل ؟ نعم ‪ ,‬ل‬
‫ثلث قطع من القماش ‪ ,‬كل قطعه يقال‪ :‬لها ثوب ‪.‬‬
‫يقول‪:‬وإن كفن في قميص وازار ولفافه فل بأس يجوز ذلك ولكن الفضل‬
‫أن تكون ثلث أثواب ليس فيها قميص ول عمامة‪.‬‬
‫والمرأة تكفن في خآمسة أثاواب ؛ لن المرأة بحاجة الى الستر أكثر من الرجل‬
‫‪ ,‬فيزدادً في كفنها ‪ ,‬فتكفن في خمسة أثواب في درع وخآمار وازار ولفافتين ‪,‬‬
‫يكفن الصبي في ثاوب واحد الى ثالثاة اثاواب وتكفن الصغيرة في‬
‫قميص ولفافتين ‪.‬‬
‫يعني الصبي الذي لم يكلف ‪ ,‬أمره أخف من المكلف ‪ ,‬فاذا كان الرجل المكلف‬
‫يُكفن في ثلثة أثواب فالصبي من الذكور في ثوب واحد إن احتيج الى ثاني فل بأس‬
‫‪ ,‬وإن احتيج الى ثالث فل بأس ‪ ,‬لكن الصل واحد ‪ ,‬وتكفن الصغيرة في قميص‬
‫من أحق الناس بغسل الميت ؟‬ ‫ولفافتين ‪ ,‬بدل أن تكفن المكلفة بخمسة أثواب ‪َ ,‬‬
‫يعني عند المشاحة ‪.‬‬
‫يعني مو إذا جيء بميت الى مغسلة يُقال‪ :‬ل ‪ ,‬ل تغسله انتظر حتى يأتي الوصي‬
‫يأت الب ‪ ,‬يأتي البن ‪ ,‬يأتي القريب ‪ ,‬ل ‪ ,‬يُغسل في المغاسل ‪ ,‬لكن عند المشاحة‬
‫‪ ,‬إذا قال‪ :‬أنا وصاني الميت ‪ ,‬أو فلن يشهد وفلن أن الميت قال‪ :‬ل يغسلني إل‬
‫فلن ‪ ,‬فهو أولى من غيره ‪ ,‬وهذاً عند المشاحة كما هو معروف ‪.‬‬
‫‪ -6‬أحق الناس بغسله والصلة عليه ودفنه وصيه في ذلك‪:‬‬
‫ش‪ /‬يعني إذا قال الميت قبل وفاته‪ :‬يغسلني فلن ‪ ,‬ويصلي علي فلن ‪ ,‬ويدفنييً‬
‫فلن ‪ ,‬فهو أولى الناس بذلك ‪.‬‬
‫ثام الب ثام الجد ‪ ,‬يعني بحثوا عن الوصي ما وجدوا ‪ ,‬ينتظر حتى يأتي الوصي ؟ ل‬
‫‪ ,‬يقال للب أنت لك المرتبة الثانية بعد الوصي غسل إبنك ثام الجد ثام القرب‬
‫فالقرب مان العصبات ‪ ,‬والخ والعم وإبن الخ وما أشبه ذلك ‪.‬‬
‫والولى بغسل المرأة وصيتها يعني من النساء ‪ ,‬الولً وصيه من الرجال ‪,‬‬
‫والولىً بغسل المرأة وصيتها – يعني‪ -‬من النساء لو أوصت بإن يغسلها ولدها أو‬
‫أبوها تنفذ الوصية وإل ل ؟‬
‫ل ‪ ,‬ل تنفذ الوصية ؛ لن الرجال ليس لهم أن يغسلوا النساء ‪ ,‬ليس للرجال أن‬
‫يغسلوا النساء ‪ ,‬ول العكس إل الزوجين ‪ ,‬يجوز أن يغسل أحدهما الخر وما عدا ذلك‬
‫فل ‪ ,‬هذا بالنسبة إذا كان الميت تجاوز السبع من الرجال أوالنساء ‪ ,‬ثام الم ‪-‬بعد‬
‫الوصية‪ -‬ثام الجدة يعني مثل ما قيل الوصي ثم الب ثم الجد ثام القرب‬
‫فالقرب مان نسائها وهناك القرب فالقرب من العصبات ‪ ,‬وهنا القرب‬
‫فالقرب من نسائها ‪.‬‬
‫من ؟‬ ‫وللزوجين أن يغسل أحدهما الخر ؛ لن الصديق ‪ r‬غسلته زوجته ‪ ,‬زوجته َ‬
‫إسمها أيش ؟ أسماء بنت عميس غسلت أبا بكر الصديق ‪ r‬؛ ولن علي ‪ r‬غسل‬
‫للشيخ ‪71‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫زوجته فاطمة رضي الله عنها ‪ ,‬فيجوز للزوج أن يغسل زوجته ‪ ,‬وللزوجة أن تغسل‬
‫زوجها ‪.‬‬
‫‪ -7‬الصلة على الميت‪:‬‬
‫ش‪ /‬أما الصلة على الميت فيكبرً المام ويقرأ بعد – التكبيرة‪ -‬الولى الفاتحة ‪,‬‬
‫دون دعاء الستفتاح ‪ ,‬فيقول‪ :‬الله أكبر ‪ ,‬ثم يتعوذ ‪ ,‬ويسمي ‪ ,‬ويبسمل ‪ ,‬ثم يقرأ‬
‫الفاتحة ‪ ,‬إن قرأ ماعها سورة قصيرة أو آية فل بأس ؟ نعم ؟‬
‫ل بأس بذلك وإن لم يقرأ كفت الفاتحة ‪ ,‬للحديث الوارد عن ابن عباس ‪ 1 r‬في‬
‫قراءةً الفاتحة وسورة ‪ ,‬ثام يكبر الثانية‬

‫‪ - 1‬أخرجه البخاري )‪ (1335‬عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال‪ :‬صليت خلف ابن عباس ‪ r‬على جنازة فقرأ‬
‫بفاتحة الكتاب فقال‪ :‬ليعلموا أنها سنة ‪ ,‬ورواه البيهقي في الكبرى )‪ (4/38‬وقال البخاري في )باب قراءة فاتحة‬
‫الكتاب على الجنازة( وقال الحسن‪ :‬يقرأ على الطفل بفاتحة الكتاب ويقول‪ :‬اللهم إجعله لنا فرطا ً وسلفا ً‬
‫وأجرا ً ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 72‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫ويصلي على النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬كصلته عليه في التشهد ‪,‬‬
‫فيقول ‪:‬‬
‫)) اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيمً‬
‫إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيمً في‬
‫العالمين إنك حميد مجيد (( ‪.1‬‬
‫يعني كما يقول في التشهد ‪ ,‬ثام يكبر الثالثة ويدعو للميت ‪ ,‬فيقول‪ )):‬اللهم‬
‫اغفر لحينا ومايتناة ‪ ,‬وشاهدناة وغائبنا ‪ ,‬وصغيرنا وكبيرنا ‪ ,‬وذكرنا وانثانا‬
‫مان أحييته مانا فاحيه على السلم‬ ‫‪ ,‬إنك تعلم مانقلبناة وماثوانا ‪ ,‬اللهم َ‬
‫مان توفيته فتوفه على اليمان‪ (( ..‬الى آخر الدعاء المشهور وذكره الشيخ‬
‫‪2‬‬
‫و َ‬
‫‪-‬رحمه الله‪. -‬‬
‫يقول‪ ) :‬اللهم اغفر له وارحمه ‪ ,‬واعافه واعف عنه ‪ ,‬واكرمً نزله ‪ ,‬وأوسع مدخله ‪,‬‬
‫وغسله بالماء والثلج والبرد ‪ ,‬ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب البيض من‬
‫الدنس ‪ ,‬وجازه بالحسنات إحسانا ‪ ,‬وبالسيئات عفوا ورضونا ( المقصود أنه يدعو‬
‫للميت ‪ ,‬ويخلص الدعاء له ‪ ,‬وهذا من حق المسلم على المسلم ‪ ,‬والصلة على‬
‫من يكفي سقط الثم على الباقين ‪.‬‬ ‫الميت فرض كفاية إن حصل َ‬
‫للنسان إذا قام الواجب بغيره أل يصلي ‪ ,‬لكن كونه ل يصلي حرمان ؛ لن له بكل‬
‫صلة على جنازة قيراطً ‪ ,‬وهنا التفريط في القراريط ‪ , 3‬القيراط ليس أمره‬
‫بالسهل ‪ ,‬القيراط من الذهب كم ؟‬
‫خمسة ريال أو ست ؟ كم القيراط بأربعين ‪ ,‬الجنيه كان أربعين ثم صار القيراط‬
‫بأربعين ‪ ,‬والله المستعان ‪.‬‬
‫القيراط مثل جبل أُحد من الحسنات ‪ ,‬فمن ترك الصلة على الجنازة فهو محروم‬
‫لسيما مع يسرها وقربها منه ‪ ,‬إذا عرفناً هذا الجر ‪ ,‬والثواب العظيم المرتب على‬
‫الصلة على الجنازة فعلينا أن نقصدها للصلة عليها ‪ ,‬وإذا كان هناك أكثر من جنازة‬
‫أحيانا يصير خمس جنائز ست ‪ ,‬خمسة قراريط ستة قراريط في ثلث دقائق ‪ ,‬يعني‬
‫حرم التوفيقً ‪ ,‬وليس هذه‬ ‫حرم ‪ ,‬من ُ‬‫ما يعوق النسان من مصالحه ‪ ,‬فالمحروم من ُ‬
‫علمة توفيق أن يزهد النسان في مثل هذه المور فضل عن أن يسعى في قراريط‬
‫م‬‫عيَك ُ ْ‬
‫س ْ‬
‫ن َ‬
‫من يقتني كلب ‪ r‬إ ِ ّ‬‫السيئات وأن ينقص من أجره كل يوم قيراط ‪ ,‬كما َ‬
‫‪ - 1‬أخرجه البخاري )‪ (6357‬عن أبي حميد الساعدي ‪,‬ومسلم )‪ (406‬وأحمد )‪ (4/241‬وأبو داود )‪(978‬‬
‫والترمذي )‪ (483‬والنسائي )‪ (3/47‬وابن ماجه )‪ (904‬وغيرهم عن كعب بن عجرة ‪ ,‬ومسلم )‪ (405‬والترمذي‬
‫)‪ (3220‬والنسائي )‪ (3/45‬وأحمد )‪ (5/273‬عن أبي مسعود النصاري‪ :‬قال أتانا رسول الله ‪ r‬ونحن في‬
‫مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد‪ :‬أمرنا الله – تعالى‪ -‬أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي‬
‫عليك ؟ قال‪ :‬فسكت رسول الله ‪ r‬حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله‪ )) :r‬قولوا اللهم صل على محمد‬
‫وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في‬
‫العالمين إنك حميد مجيد والسلم كما قد علمتم (( ‪.‬هذا لفظ مسلم ‪ ,‬وهو أشمل ‪ ,‬والله اعلم ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه احمد )‪ (2/368‬وأبو داود )‪ (3201‬والنسائي )‪ (4/74‬والترمذي )‪ (1024‬وابن ماجه )‪ (1498‬كلهم‬
‫عن أبي هريره خل النسائي والترمذي عن أبي إبراهيم النصاري عن أبيهً أنه سمع النبي ‪ r‬به ‪ ,‬وفي الباب‬
‫أحاديث بهذا المعنى كثيرة فلتراجع ‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ - 3‬أخرج البخاري )‪ (1325‬ومسلم )‪ (945‬وأبو داود )‪ (3168‬والنسائي )‪ (4/76‬وفي مواضع أخر ‪ .‬والترمذي )‬
‫‪ (1040‬وابن ماجه )‪ (1539‬من حديث أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول الله ‪ )) r‬من شهد الجنازة حتى يصلى عليها‬
‫فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان (( قيل وما القيراطان ؟ قال‪)):‬مثل الجبلين العظيمين(( انتهىً‬
‫حديث أبي الطاهر وزاد الخران قال ابن شهاب قال سالم بن عبدالله بن عمر وكان ابن عمر يصلي عليها ثم‬
‫ينصرفً فلما بلغه حديث أبي هريرة قال ‪ :‬لقد ضيعنا قراريط كثيرة ‪ .‬هذا لفظ مسلم ‪.‬‬
‫للشيخ ‪73‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫شتّى ‪] r‬الليل‪ [4:‬بعض الناس يقصد المساجد التي يصلى فيها على الجنائز‬ ‫لَ َ‬
‫ليحصل هذه القراريط ‪ ,‬ومن الناس من يُبتلى بالكلب ينقص من أجره كل يوم‬
‫قيراطً ‪ ,‬ل شك أن الناس يتفاوتون تفاوتا بينا ٌ ‪ ,‬ونرى بعض الناس يُصلى على الميت‬
‫وهو جالس ‪ ,‬تنتهي الصلة وهو جالس ‪ ,‬ليس عنده شيء وليست فيه عله ‪ ,‬لكن‬
‫مشاهد ول سيما في بلد الحرمين ‪ ,‬يمل بعض‬ ‫الحرمان ‪ ,‬الحرمان ل نهاية له ‪ ,‬هذا ُ‬
‫الناس اذا قيل الصلة على الميت قام وصلى ثم مرة ثانية قال‪ :‬خلصا صلينا ‪,‬‬
‫استكثرواً فالله اكثر ‪ ,‬كل صلة فيها قيراطً ‪ ,‬كل ميت له قيراطً ‪ ,‬وفضل الله ل يُحد‬
‫‪ ,‬لكن النسان‪ )) ..‬كل الناس يدخل الجنة إل من أبى (( قالوا‪ :‬كيف يابى يا رسول‬
‫من عصاني فقد أبى (( ‪.1‬‬ ‫من أطاعني دخل الجنة و َ‬ ‫الله ؟ قال‪َ )) :‬‬
‫يُتصور النسان يقال له‪ :‬تعال إلى الجنة فيقول‪ :‬ل ؟ يعني عقل ً ما يُتصور ‪ ,‬لكن‬
‫من أطاعني‬ ‫حقيقة وواقعً الناس كُثر يقال لهم‪ :‬هلموا الى الجنة فيقولون‪ :‬ل ‪َ )) ,‬‬
‫دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى (( فكيف بمن تقام صلة الجنازة وهو جالس ؟ !‬
‫ل يهتم لذلك ‪ ,‬ويعرف أن الصلة فيها قيراط ‪ ,‬وقد تكون الجنازة في آن واحد ‪,‬‬
‫ولكل واحدة قيراطً ‪.‬‬
‫)) اللهم اغفر له وارحمه ‪ ,‬وعافه واعف عنه ‪ ,‬وأكرم نزله ووسع مدخله ‪ ,‬وغسله‬
‫بالماء والثلج والبرد ‪ ,‬ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب البيض من الدنس‬
‫‪ ,‬وأبدله دارا ً خيرا ً من داره ‪ ,‬وأهل ً خيرا ً من أهله ‪ ,‬وأدخله الجنة ‪ ,‬وأعذه من عذاب‬
‫القبر وعذاب النار ‪ ,‬وافسح له في قبره ونور له فيه ‪. 2((..‬‬
‫وإن زاد على ذلك كما جاء في السنن )) اللهم أنت ربه وأنت خلقته وأنت هديته‬
‫للسلم جئناك شفعاع فشفعنا فيه ‪ ,‬اللهم في ذمتك وحبل جوارك فقهِ فتنة القبر‬
‫وعذاب النار ((‪ , 3‬كل هذا ل بأس به ‪.‬‬
‫ثم بعد التكبيرة الرابعة إن قال‪ )) :‬اللهم ل تحرمنا أجره ‪ ,‬ول تفتنا بعده ‪ ,‬واغفر‬
‫لنا وله (( ‪ 4‬فحسن ‪ ,‬وإن قال ذلك تبعا ً للدعاء بعد الثالثة فل بأس ‪ ,‬ثام يكبر‬
‫الرابعة ويسلم تسليمة واحدة عن يمينه ‪ ,‬والتكبيرات أربع ‪ ,‬والخلف موجود‬
‫بين الصحابة والتابعين في عدة التكبيرات ‪ ,‬من ثلثة الى تسع ‪ ,‬فاذا كُبر على ميت‬
‫ثلث ‪ ,‬وعلىً آخر خمس ‪ ,‬سبع ‪ ,‬تسع ‪ ,‬هذا خلف موجود بين أهل العلم ‪ ,‬لكنه‬
‫استقر قول جماهير أهل العلم على الربع ‪ ,‬على أربع تكبيرات‪ ,‬بل نقل بعضهم‬
‫التفاق على ذلك ‪ ,‬فل ينبغي أن يزاد على الربع‪.‬‬
‫ويستحبة ان يرفع يديه ماع كل تكبيرة ‪ ,‬يقول‪ :‬الله أكبر ‪ ,‬يعني مثل ما يرفع‬
‫للصلة ‪ ,‬وفي ذلك الخبر الثابت عن ابن عمر موقوفا ً عليه خرجه البخاري معلقا ً‬
‫‪ - 1‬أخرجه البخاري )‪ (7280‬وأحمد )‪ (2/361‬وانظر الصحيحةً )‪ (2044‬و)‪ (3141‬من حديث أبي هريرة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه مسلم )‪ (963‬وأحمد )‪ (6/23‬والنسائي )‪ (4/73‬وابن ماجه )‪ (1500‬والطبرانيً في الكبير‪18/59 ً:‬‬
‫)‪ , (108‬والبيهقي في الكبرى )‪ (4/41‬وفي مواضع آخر من سننه ‪ ,‬ولفظ مسلم‪ :‬عن عوف بن مالك الشجعي‬
‫قال سمعت النبي ‪ ) r‬وصلى على جنازة ( يقول ‪ )) :‬اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع‬
‫مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب البيضً من الدنس وأبدله داراً خيراً من داره‬
‫وزوجا خيراً من زوجه وقهِ فتنة القبر وعذاب النار (( قال‪ :‬عوف فتمنيتً أن لو كنت أنا‬
‫ً‬ ‫وأهل خيراً من أهله‬
‫الميت لدعاء رسول الله ‪ r‬على ذلك الميت ‪.‬‬
‫‪ - 3‬عند الطبراني في الوسط )‪. (4135‬عن أبي هريرة عن النبي ‪ r‬أنه كان إذا صلى على الميت قال‪ )) :‬اللهم‬
‫أنت خلقته وأنت هديتهً للسلم وأنت قبضت روحه وأنت أعلم بسره وعلنيتهً جئنا نشفع له فشفعنا فيه (( ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أخرجه أبو داود )‪ (3201‬وابن ماجه )‪ (1498‬والنسائي في الكبرى )‪ (10919‬وأبو يعلى في مسنده )‬
‫‪ (6598‬والبيهقي في الكبرى )‪ (4/40‬عن أبي هريرة ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 74‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫مجزوما ً به ‪ ,‬وفيه خبر مرفوع ‪ ,‬لكنه ضعيف ‪ ,‬صح عن ابن عمر أنه كان يرفع يديه ‪,‬‬
‫وجاء خبر عن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬أنه كان يرفع يديه ‪ ,‬لكنه ضعيف ‪ ,‬فلذا‬
‫المتجه رفع اليدين في تكبيرات الجنازة ‪.‬‬
‫ولذا يقول الشيخ ‪-‬رحمه الله‪ -‬ويستحبة أن يرفع يديه ماع كل تكبيرة ‪ ,‬واذا‬
‫كان الميت امارأة يقال ‪ :‬اللهم اغفر لها ‪ ,‬هناك اللهم اغفر له وارحمه ‪ ,‬بناءا ً‬
‫على أنه ذكر ‪ ,‬واذا كان الميت امرأة‪ )) :‬اللهم اغفر لها وأرحمها وعافها وأعف عنها‬
‫ولكل ما يخص من الضمائر ‪ ,‬لكن إذا‬ ‫ٍ‬ ‫(( ‪ 1‬؛ لن الرجل له ضمير والمرأة لها ضمير ‪,‬‬
‫أشكل عليه المر ‪ ,‬جاؤوا والناس يصلون ما يدري أذكر أو إمرأة وقال‪ ) :‬اللهم‬
‫اغفر له ( يقصد الميت ل بأس ‪ ,‬والميت يحتمل أن يكون ذكر ‪ ,‬ويحتمل أن يكون‬
‫إمرأة أو )) اغفر لها (( يعني الجنازة ‪ ,‬سواء كانت ذكرا ً أو أُنثى فل بأس ‪.‬‬
‫إذا كان اثنين قال‪ ):‬اللهم اغفر لهما وارحمهما وعافهما واعف عنهما‪ (..‬واذا كانوا‬
‫جماعة قال‪ ):‬اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم ( ‪ ,‬فيكيف الضمير‬
‫على حسب مقتضى الحال ‪ ,‬وإذا كان الجنائز اثانين يقال‪ :‬اللهم اغفر لهما‬
‫وبالجمع اذا كانت أكثر ‪.‬‬
‫أماا اذا كان فرطا ً ) صغيرا ( فيقال‪ :‬بدل الدعاء بالمغفرة ‪ ,‬ما يقال‪:‬‬
‫ً‬
‫اللهم اغفر له وارحمه ‪ ,‬وعافه واعف عنه ‪ ,‬ليس له ذنوب لتطلب له المغفرة ‪,‬‬
‫ليس عنده ذنوب ‪ ,‬ولم يجر عليه قلم التكليف ‪ ,‬لتطلب له المغفرة والرحمة ‪,‬‬
‫فليس بحاجة الى ذلك ‪ ,‬بل يقال‪ )):‬اللهم اجعله فرطا ‪-‬يعني متقدماً‪ -‬وذخآرا‬
‫لوالديه ‪ ,‬وشفيعا ماجابا‪ ,‬اللهم ثاقل به ماوازينهما ‪ ,‬وأعظم به أجورهما‬
‫‪ ,‬وألحقه بصالح المؤمانينة ‪ ,‬وأجعله في كفالة ابراهيم وقه برحمتك‬
‫عذاب الجحيم (( ‪. 2‬‬
‫يقول ‪-‬رحمه الله‪ -‬والسنة أن الماام يقف حذاء رأس الرجل ‪ ,‬ووسط‬
‫المرأة ‪ ,‬هذه السنة بالنسبة للرجل يقف المام مقابل رأسه ‪ ,‬والمرأة يقف في‬
‫وسطها ‪ ,‬ولذا ينبغي عند صف الجنائز أن يكون وسط المرأة بإزاء رأس الرجل ‪,‬‬
‫فاذا قدر أن هذا رجل وهذه إمرأة وهذا وسط المرأة يكون هكذا بإزاء رأس الرجل ‪,‬‬
‫ليقف المام هنا ‪ ,‬موازيا لرأس الرجل ووسط المرأة ‪ ,‬وأن يكون الرجل ماما‬
‫يلي الماام ‪ ,‬الرجل هو الذي يلي المام ‪ ,‬وهو القرب إلى المام ‪ ,‬يعني إذا كان‬
‫هناك أكثر من جنازة ‪ ,‬رجال ونساء ‪ ,‬فالرجال هم المقربون الى المام ‪ ,‬وتليهم‬
‫النساء ‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬وأن يكون الرجل ماما يلي الماام اذا اجتمعت الجنائز ‪ ,‬والمرأة‬
‫قدم الصبي على المرأة ‪ ,‬يجعل‬ ‫ماما يلي القبلة ‪ ,‬وإن كان ماعهم أطفال ُ‬
‫الصبي هنا بين الرجل والمرأة ‪ ,‬والطفلة تجعل بعد المرأة ‪ ,‬ثام المرأة ثام‬
‫الطفلة ‪ ,‬الرجل ثم الطفل ثم المرأة ثم الطفلة ‪ ,‬واذا اجتمع رجال افترضنا أن‬
‫من نقدم ؟‬ ‫هذين رجلن َ‬
‫نقدم الحفظ لكتاب الله ‪ ,‬وهو المقدم ‪ ,‬يقدم الحفظ لكتاب الله ؛ لنه أحق ‪ ,‬فأهل‬
‫القرآن هم أهل الله وخاصته ‪.‬‬
‫‪ - 1‬انظر التخريج السابق ‪.‬‬
‫‪ - 2‬خرج جزء منه عبد الرزاق في المصنف برقم )‪ (6588‬و)‪ (6589‬عن الحسن موقوفا ‪ ,‬وابن ابي شيبة في‬
‫مصنفه )‪ (6/106‬عن سمرة بن جندب موقوفا ‪.‬‬
‫للشيخ ‪75‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫ويكون رأس الصبي حيال رأس الرجل ‪ ,‬ووسطة الطفلة حيال وسط‬
‫المرأة ‪ ,‬ووسط المرأة حيال رأس الرجل وهكذا الطفلة يكون رأسها‬
‫حيال رأس المرأة ‪ ,‬ويكون وسطها حيال رأس الرجل ‪ ,‬ويكون‬
‫المصلون جميعاة خآلف الماام ‪ ,‬المصلون كلهم خلف المام ‪ ,‬وينبغي أن تكثر‬
‫الصفوف ولولم تكمل ؛ لنه ورد فيمن صلى عليه ثلثة صفوف فأكثر ‪ ,‬ورد من جاء‬
‫من صلى عليه مائة من المسلمين شُ فعوا فيه ‪, 1‬‬ ‫فصلى عليه أربعون فأكثر ‪ ,‬ورد َ‬
‫فنحرصاً على تطبيق هذه السنن لننال من ذلك الجر الجزيل من الله ‪-‬سبحانه‬
‫وتعالى‪.-‬‬
‫ويكون المصلون جميعا ً خآلف الماام إل أن يكون واحدا ً لم يجد ماكان‬
‫خآلف الماام فيقف عن يمينه وهذا يحصل كثيرا ً ‪ ,‬أهل الميت اذا قاموا ليحضروا‬
‫الميت الى المام او الى موضع المام ‪ ,‬يجيء الناس يصفون في أماكنهم ‪,‬‬
‫يتقدمون الناس في أماكنهم ‪ ,‬وحينئذ ٍ ل يكون لهم مكان يصلون فيه ‪ ,‬يصلون بجوار‬
‫المام إما عن يمينه كلهم او خلفه مباشرة‪ ,‬بينه وبين الصف ‪ ,‬أو بعضهم عن يمينه‬
‫وبعضهم عن شماله ‪ ,‬إن أمكنهم أن يصلوا خلفه ولو ضاقت المسافة فل بأس ؛ لنه‬
‫ل يحتاجون إلى بُعد المسافة لركوع ول سجود ‪.‬‬
‫إل أن يكون واحدا ً ماكانه خآلف الماام فأنه يقف عن يمينه ‪.‬‬
‫‪ - 8‬صفة دفن الميت ‪:‬‬
‫يقول ‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬صفة الدفن‪ :‬المشروع تعميقة القبر الى وسط‬
‫الرجل ‪ ,‬يعني إلى سرة الرجل ‪ ,‬لماذا ؟‬
‫لئل تنبعث روائح منه ‪ ,‬إذا أُعمق القبر مهما طال الزمان ل تنبعث منه روائح من جهة‬
‫‪ ,‬ولئل تجرفه السيول والرياح مع الوقت ينكشف الميت ‪ ,‬والمقصود ستره ‪ ,‬فيسن‬
‫تعميقه الى نصف قامة الرجل وأن يكون فيه لحد مان جهة القبلة ‪ ,‬فاللحد‬
‫أفضل من الشق إذا تيسر ‪ ,‬أما اذا كانت الرضً هيار ما يمكن التلحيد فيها فالشق‬
‫يكفي ‪ ,‬وأن يكون فيه لحد مان جهة القبلة يعني حفرة داخل القبر الى جهة‬
‫القبلة ‪.‬‬
‫طالب يسأل ‪..‬؟‬
‫ل هم قالوا‪ :‬عند الحاجة ‪ ,‬إذا لم يتيسر اللحد ‪ ,‬إذا كان كلما لحدوه إنهار القبر ؛ لن‬
‫بعض الماكن ل يمكن تلحيده وإل لشك أن اللحد أفضل ‪.‬‬
‫وأن يوضع الميت في اللحد على جنبه اليمن ليكون مستقبل ً القبلة ‪ ,‬كما‬
‫ه‬‫جاءت السنة بذلك في الموته الصغرى ‪ ,‬التي هي )النوم( النوم موت ‪ r‬الل ّ ُ‬
‫ها ‪] r‬الزمر‪ [42:‬نعم ‪,‬‬ ‫ما َ‬
‫مانَا ِ‬
‫في َ‬
‫ت ِ‬
‫م ْ‬ ‫والّتِي ل َ ْ‬
‫م تَ ُ‬ ‫ها َ‬
‫وت ِ َ‬
‫ما ْ‬
‫ين َ‬
‫ح َ‬
‫س ِ‬
‫ف َ‬ ‫الَن ْ ُ‬
‫فى ْ‬ ‫و ّ‬
‫يَت َ َ‬
‫المقصود أن النوم موت ‪ ,‬شبه الموت ‪ ,‬فينبغي أن ينام على جنبه اليمن مستقبل‬
‫القبلة ‪ ,‬ومن باب أولى إذا مات يوضع في اللحد على جنبه اليمن ‪.‬‬
‫وتُحل عقد الكفن ‪ ,‬تُحل عقد الكفن ‪ ,‬وتبقى في مكانها ‪ ,‬ما تسحب ول تنزع ‪,‬‬
‫بل تترك ‪ ,‬ول يكشف وجهه ‪ ,‬سواء كان الميت رجل ً او اماراة ‪ ,‬من‬
‫‪ - 1‬ثبت هذا الخبر في مسلم )‪ (947‬والنسائي في المجتبى )‪ (1991‬والكبرى )‪ (2118‬من حديث عائشة ‪ ,‬وابن‬
‫ماجه )‪ (1488‬وابن أبي شيبة )‪ (11627‬والبيهقي في الشعب )‪ (9253‬عن أبي هريرة وانظر صحيح الجامع )‬
‫‪ ,(6356‬أما لفظ مسلم عن عبدالله بن يزيد رضيع عائشة عن النبي ‪ r‬قال‪ )) :‬ما من ميت تصلي عليه أمة من‬
‫المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إل شفعوا فيه ((‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 76‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫العجب أنه حضر شخص جنازة إمراة من عامة الناس ‪ ,‬ونسب إلى بعض أهل العلم‬
‫من العلماء المشهورين المعروفين عندنا قال‪ :‬إن الشيخ فلن يقول‪ :‬إجعلوها‬
‫مستلقيه على ظهرها واكشفوا وجهها ‪ ,‬تنظر الى السماء ‪ ,‬هذا جهل مركب ‪,‬‬
‫وافتراءً على هذا الشيخ ‪ ,‬على كل حال ما أطاعوه ‪ ,‬يعرفون أن هذا كله خطأ فطرة ً‬
‫هذا خطأ ‪.‬‬
‫ول يكشف وجهه سواء كان الميت رجل او امارأه ‪ ,‬ثام ينصب عليه‬
‫اللبن مو بحيث يضغط على الميت ‪ ,‬ل ‪ ,‬إنما إذا تصورنا أن اللحد فتحة في القبر‬
‫هكذا فينصب اللبن ‪-‬وقد رأيتموه كثيراً‪ -‬هكذا ‪ ,‬والميت داخل في اللحد هنا ‪ ,‬بحيث‬
‫ل يضغطه اللبن ‪ ,‬يُجعل فيه فرصه لئل يساء الى الميت ‪ ,‬ثم ينصب عليه اللبن‬
‫ويطين حتى يثبت يعني يجعل بين اللبنات طين لكي تثبت هذه اللبنات ‪ ,‬ول يكثر‬
‫ماؤها ‪ ,‬ول تكن لينه بحيث تؤثر على اللبن فينهارعلىً الميت ؛ لنه إذا أكثر الماء في‬
‫الطين أثر على اللبن ‪ ,‬ثم بعد ذلكم إنهار على الميت ‪ ,‬ويقيه التراب يقيه التراب‬
‫؛ لن لو لم نجعل الطين بين اللبنات لنهال عليه التراب ‪ ,‬والمقصود أن يحمى من‬
‫هذا التراب ‪ ,‬فأن لم يتيسر اللبن فبغير ذلك مان ألواح خشب إذا ما موجود‬
‫لبن ‪ ,‬لكن إذا وجد لبن فهو المتعين ‪ ,‬لكن إن لم يتيسر ما موجود لبن ل بأس خشب‬
‫‪.‬‬
‫يقول‪ :‬فبغير ذالك مان ألواح أو احجار أو خآشب يقيه التراب ‪ ,‬ثام يُهال‬
‫عليه التراب ‪ ,‬ويستحبة أن يقال عند ذلك‪ :‬بسم الله ‪ ,‬وعلى مالة رسول‬
‫الله ‪ ,‬ويرفع القبر قدر شبر فقط ‪ ,‬ل يُزاد على الشبر عن الرض ؛ لنه اذا‬
‫أشرف وزاد على ذلك فقد أمرنا بتسويته ‪ ,‬قد أمر النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬
‫علي بن أبي طالب أل ل يرى قبراًً مشرفا ً إل سواه ‪ 1‬ويوضع عليه حصباء إن‬
‫تيسر ذلك ؛ لنها تحفظ التراب من أن تذروه الرياح ويرش بالماء لكي يثبت ‪.‬‬
‫ويشرع للمشيعينة أن يقفوا عند القبر ‪ ,‬ويدعواة للميت –بالتثبيت‪ -‬؛ لن‬
‫النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬كان إذا فرغ مان دفن الميت وقف عليه ل‬
‫سيما إن كان من الصالحين ‪ ,‬فيتأكد في حقه أن يقف عند القبر‪ ,‬ويدعوا للميت ‪,‬‬
‫وقال‪ )) :‬استغفروا لخيكمً واسألوا له التثبيت ‪ ,‬فأنه الن يسأل (( ‪.2‬‬
‫ثم قال الشيخ ‪-‬رحمه الله تعالى‪: -‬‬
‫‪ -9‬ويشرع لمن لم يصل عليه أن يصلي عليه بعد الدفن‪ ,‬لن النبي‬
‫‪r‬فعل ذلك على أن يكون ذلك في حدودة شهر فأقل ‪:‬‬
‫ش‪ /‬النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬صلى على القبر ‪ 3‬بعد شهر ‪ ,‬فأخذ منه أهل العلم‬
‫الحد الى شهر‪ , 4‬لكن هل في هذا ما يدل على أنه ل يُصلى عليه بعد ذلك ؟‬

‫‪ - 1‬ثبت في صحيح مسلم )‪ (969‬وأحمد )‪ (1/96‬و)‪ (1/128‬وأبو داود )‪ (3218‬والترمذي )‪ (1049‬والنسائي )‬


‫‪ (4/88‬من حديث أبي هياج السدي قال‪ :‬قال لي علي بن أبي طالب أل أبعثك على ما بعثني عليه رسول ‪ r‬؟ ))‬
‫مشرفا إل سويته (( ‪.‬‬
‫ً‬ ‫أن ل تدع تمثال إل طمسته ول قبراً‬
‫‪ - 2‬أخرجهً أبو داود )‪ (3221‬والحاكم )‪ (1372‬والبيهقي في الكبرى )‪ (6856‬عن عثمان بن عفان قال‪ :‬كان‬
‫)) استغفروا لخيكم وسلوا له بالتثبيت ‪ ,‬فإنه الن يسأل ((‬ ‫النبي ‪ r‬إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال‪:‬‬
‫‪ ,‬وصححهً اللباني في سنن ابي داود )‪ (2758‬والجامع الصغير )‪. (945‬‬
‫‪ - 3‬أخرجه البخاري )‪ (1337‬ومسلم )‪ (956‬مطول ً ‪ ,‬وأبو داود )‪ (3203‬من حديث أبي هريرة ‪.‬‬
‫‪ - 4‬قال أبو عيسى في سننه تحت حديث )‪ : (1037‬حديث ابن عباس حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند‬
‫أكثر أهل العلم من أصحاب النبي ‪ r‬وغيرهم وهو قول الشافعي و أحمد و إسحق وقال بعض أهل العلم ل‬
‫للشيخ ‪77‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫هذا وقع من النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬إتفاقا ً ‪ ,‬وليس فيه ما يدل على أنه ل يُزاد‬
‫على ذلك ‪.‬‬
‫م‪ /‬يقول‪ :‬لنه لم ينقل عن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬ة صلى على قبر‬
‫بعد شهر مان دفن الميت ‪.‬‬
‫ش‪ /‬لكونه فعل بعد شهر ل يعني أنه ل يُزاد على الشهر ‪ ,‬وإن اقتصر على الشهر‬
‫كما فعل الشيخ ‪-‬رحمه الله‪ -‬فل بأس ‪.‬‬

‫‪ -10‬ل يجوز لهل الميت أن يصنعوا طعاماا ً للناس ‪ ,‬لقول جرير بن عبد‬
‫الله البجلي الصحابي الجليل ‪ )) :r‬كنا نعد الجتماعة الى أهل الميت ‪,‬‬
‫وصنعة الطعام بعد الدفن مان النياحه ((‪ 1‬رواه الماام أحمد بسند حسن‬
‫‪.‬‬
‫ش‪ /‬أما صنع الطعام لهم كون غيرهم يصنع الطعام لهم ‪ ,‬ولو شاركهم بعض‬
‫الوافدين عليهم ل بأس ‪ ,‬ما لم يكن الطعام من الميت أو مال الميت أو أهله ‪.‬‬

‫يصلى على القبر وهو قول مالك بن أنس وقال عبد الله بن المبارك‪ :‬إذا دفن الميت ولم يصل عليه صلي‬
‫على القبر ورأى ابن المبارك الصلة على القبر وقال أحمد و إسحق يصلى على القبر إلى شهر وقال أكثر ما‬
‫سمعنا عن ابن المسيب أن النبي ‪ r‬صلى على قبر أم سعد بن عبادة بعد شهر ‪ .‬إنظرً ابن ماجه )‪ (1530‬وهو‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫‪ - 1‬أخرجه المام أحمد في المسند )‪ (2/204‬وابن ماجه )‪ (1612‬وصححه اللباني في سنن ابن ماجه )‪(1308‬‬
‫عن جرير بن عبد الله البجلي وعند ابن ماجه بلفظ ))‪..‬كنا نرى ‪ ((..‬الحديث ‪ ,‬قال‪ :‬النووي في المجموعة )‬
‫‪ : ( 5/306‬وأما الجلوس للتعزية فنص الشافعي والمصنف وسائر الصحاب على كراهتهً قالوا‪ :‬يعني بالجلوس‬
‫ها أن يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم مَن أراد التعزية قالوا‪ :‬بل ينبغي أن ينصرفواً في حوائجهم فمن‬
‫صادفهم عزاهم ول فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها‪ .‬ونص الماام الشافعي الذي اشار‬
‫اليه النووي في كتاب الم ‪:‬باب القيام للجنازة )‪ :(1/467‬وأكره المآتم وهي الجماعة وإن لم يكن لهم بكاء‬
‫فإن ذلك يجددً الحزن ويكلف المؤنة مع ما مضى فيه من الثرً ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 78‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫م‪ /‬أما صنع الطعام لهم أو لضيوفهم فل بأس ‪ ,‬ويشرع لقاربه وجيرانه أن يصنعوا‬
‫لهم الطعام ؛ لن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬لما جاءه الخبر بموت جعفر بن أبي‬
‫طالب في الشام أمر أهله أن يصنعوا طعاما ً لهل جعفر‪ ,‬وقال‪ )) :‬إنه أتاهم ما‬
‫يشغلهم (( ‪: 1‬‬
‫من مات له ميت صنع له الناس من القارب والجيران‬ ‫ش‪ /‬وهذه سنه معمول بها ‪َ ,‬‬
‫الطعام ؛ لنهم في الحقيقه شغلوا ‪.‬‬
‫م‪ /‬يقول ‪ :‬ول حرج على أهل الميت أن يدعوا جيرانهم أو غيرهم للكل‬
‫مان الطعام المهدى اليهم ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ش‪ /‬ليس هذا من مظاهر الولئم ‪ ,‬لكنه بأعتبار أنه طعام أهدي اليهم فمن باب‬
‫إكرامً الجيران والقارب ؛ ولنه طعام فيه قدر زائد على الحاجه ‪ ,‬فل بأس ‪.‬‬
‫م‪ /‬يقول ‪ :‬وليس في ذلك وقت ماحدود فيما نعلم مان الشرع ‪.‬‬
‫ش‪ /‬يعني ليس له يوم يومين ثلثه ‪ ,‬ما له وقت محدود ‪.‬‬

‫‪ -11‬ل يجوز للمرأه الحداد على مايت أكثر مان ثالثاة أيام ال على زوجها‬
‫‪ ,‬فأنه يجب عليها أن تحد أربعة أشهر وعشرا ‪ ,‬إل أن تكون حامال ً فإلى‬
‫وضع الحمل ‪ ,‬لثبوت السنه الصحيحه عن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬ة‬
‫بذلك ‪.2‬‬
‫ش‪ /‬فالحامل تخرج من العده والحداد بوضع الحمل ‪ ,‬سواء كان لحظه يوم أقل‬
‫من يوم أو تسعة أشهركامله ‪ ,‬إذاً لم تكن حامل ً فبمضي أربعة أشهر وعشرة ليال‬
‫تخرج من الحدادً ‪.‬‬
‫أماا الرجل فل يجوز له أن يحد على أحد مان القارب أو غيرهم ‪ ,‬المرأه‬
‫تحد على أبيها على ولدها ثلثة أيام فأقل أما على الزوج فأربعة أشهر وعشرا ً ‪.‬‬

‫‪ -12‬يشرع للرجال زيارة القبور بين وقت وآخآر للدعاء لهم ‪ ,‬والترحم‬
‫عليهم ‪ ,‬وتذكر الموت بعده‪:‬‬
‫ش‪ /‬للحسان إلى الميت ‪ ,‬والدعاء له ‪ ,‬وللحسان على النفس بالتذكر والعتبارً‬
‫والتعاظ ‪ ,‬هذه الزياره المشروعه ‪ ,‬ل للتبرك ول للطواف ‪ ,‬ول لمزاولة عبادة في‬

‫‪ - 1‬أخرجه أحمد )‪ (1/205‬والترمذي )‪ (998‬وابن ماجه )‪ (1610‬والدارقطني )‪ (11‬والبيهقي )‪ (4/61‬وحسنه‬


‫اللباني في الجامع الصغير وزيادته رقم )‪ (1015‬من حديث عبدالله بن جعفر ؛ قال لما نعي جعفر قال رسول‬
‫الله ‪ )) :r‬اصنعوا لل جعفر طعاما ً فقد أتاهم ما يشغلهم (( أو )) أمر يشغلهم (( هذا لفظ ابن ماجه ‪ ,‬نقل‬
‫الماام اللباني في أحكام الجنائز عن الشافعي رحمه الله أنه قال‪ :‬وأحبُ لجيران الميت أو ذي قرابته‬
‫طعاما يشبعهم فإن ذلك سنة وذكر كريم وهو من فعل أهل الخير‬‫ً‬ ‫أن يعملوا لهل الميت في يوم يموت وليلته‬
‫قبلنا وبعدنا ‪ ,‬ونص المام الشافعي هذا في كتاب الم‪ ً:‬باب القول عند دفن الميت )‪. (1/465‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه البخاري )‪ (4909‬ومسلم )‪ (1485‬وغيرهم ‪ ,‬من طريق أبي سلمة قال‪ :‬جاء رجل إلى ابن عباس‬
‫وأبو هريرة جالس عنده فقال‪ :‬أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة فقال ابن عباس‪ :‬آخر الجلينً‬
‫قلت أنا‪ r :‬وأولت الحمال أجلهن أن يضعن حملهن ‪ r‬قال أبو هريرة‪ :‬أنا مع ابن أخى يعني أبا سلمة فأرسل ابن‬
‫عباس غلمه كريبا إلى أم سلمة يسألها فسألها فقالت‪ ) :‬قتل زوج سبيعة السلمية وهي حبلى فوضعت بعد‬
‫موته بأربعين ليلة فخطبتً فأنكحها رسول الله ‪ r‬وكان أبو السنابل فيمنً خطبها ( ‪ ,‬والسياق للبخاري ‪ ,‬وأنظر‬
‫إرواء الغليل )‪. (192 /7‬‬
‫للشيخ ‪79‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫المقبره ‪ ,‬كل هذا منهي عنه لقول النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ )) :-‬زورواً القبور‬
‫فأنها تذكركم الخره ((‪ 1‬خرجه المام مسلم في صحيحه ‪.‬‬
‫)) كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها (( وكان النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪-‬‬
‫يُعلّم أصحابه اذا زاروا القبور أن يقولوا )) السلم عليكم أهل الديار من المؤمنين‬
‫والمسلمين وإنا ‪-‬إن شاء الله‪ -‬بكم لحقون ‪ ,‬نسأل الله لنا ولكم العافيه ‪ ,‬يرحم الله‬
‫المستقدمين والمستأخرين (( ‪. 2‬‬
‫م‪ /‬أماا النساء فليس لهن زيارة القبور ؛ لن النبي ‪-‬عليه الصلة‬
‫والسلم‪-‬ة لعن زائرات القبور‪.‬‬
‫ش‪ /‬واللعن يقتضي التحريم ‪ ,‬والعله في ذلك ما يخشى من الفتنه ‪ ,‬في زيارة‬
‫منعت النساء فالمنع يشمل الكبار والصغار من النساء ‪,‬‬ ‫القبور وقله الصبر ‪ ,‬وإذاً ُ‬
‫نعم الصغيره ليست مكلفه فل يتجه إليها نهي ‪ ,‬ولكن النهي يتجه على وليها ‪ ,‬كما‬
‫يمنع الصبي مما يمنع الرجال كلبس الذهب والحرير ‪ ,‬المنع متجه الى وليه ‪ ,‬وكذلك‬
‫الصبيه تمنع من دخول المقبره ل لنها مؤاخذه ومعاقبه على دخولها ‪ ,‬لكن التكليف‬
‫متجه إلى وليها ‪ ,‬وهكذا فل يجوز لهن إتباع الجنائز الى المقبره ؛ لن‬
‫النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬نهاهن عن ذلك ‪.‬‬
‫أماا الصلة على الميت في المسجد أو في المصلى فهي ماشروعه‬
‫للرجال والنساء جميعا ً ‪ ,‬القيراط يحصل للرجل ويحصل للمرأة ‪ ,‬إذاً صلت على‬
‫الجنائز ‪ ,‬فالنساء شقائق الرجال ‪ , 3‬لهن من الجر في الصلة على الميت مثلما‬
‫للرجال ‪ ,‬لكن ل يجوز لهن أن يتبعن جنازه ول أن يدخلن المقبره ‪ ,‬ول يزرن القبور ‪.‬‬
‫الصلة على الميت في المسجد يكرهه بعض العلماء ؛ لنه يخشى أن يلوث المسجد‬
‫‪ ,‬لكن ثبت أن النبي ‪-‬عليه الصلة والسلم‪ -‬صلى على ابني بيضاء في المسجد ‪, 4‬‬
‫صلي عليه في المسجد ‪ , 6‬وهكذا ‪ ,..‬فل‬ ‫صلي عليه في المسجد ‪ ,‬وعمر ُ‬
‫‪5‬‬
‫وأبو بكر ُ‬
‫مصلى‬ ‫وجه لمنع الصلة على الميت في المسجد ‪ ,‬نعم أكثر ما تكون الصلوات في ُ‬
‫مصلى خاصا ‪ ,‬والصلة في المسجد جائزه ل إشكال فيها ‪.‬‬ ‫الجنائز ‪ ,‬الجنائز لهن ُ‬

‫‪ - 1‬أخرجه مسلم )‪ (977‬وأبو داود )‪ (3698‬والترمذي )‪ (1054‬والنسائي )‪ (4/89‬وفي مواضع أُخر ايضا ً ‪ ,‬عن‬
‫بريد بن حصيب ‪,‬انظر الصحيحةً )‪.(886‬‬
‫قوله ‪ )) r‬كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الموت (( رواه مسلم ‪ ,‬وللترمذي‪ )) :‬فإنها تذكر‬
‫الخرة (( ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه مسلم )‪ (974‬وأحمد )‪ (6/221‬والنسائي )‪ (4/91‬عن عائشة ‪ ,‬وفي لفظ لمسلم‪ )) :‬السلم عليكم‬
‫دار قوم مؤمنينً واتاكم ما توعدون غدا ً ‪ ,‬مؤجلون ‪ ,‬وإنا إن شاء الله بكم لحقون اللهم اغفر لهل بقيع الغرقد‬
‫(( ‪ ,‬ومسلم )‪ (975‬وابن ماجه )‪ (1547‬عن بريدة بن حصيب باللفاظ متقاربة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬هذه العبارة صحيحةً من حديث عائشة في قصة أم سليم قالت‪ :‬المرأة ترى ذلك ] أي الحتلم [ أعليها‬
‫غسل ؟ قال‪ )) :‬نعم النساء شقائق الرجال ((‪ ,‬عند أحمد )‪ (6/377‬وأبي داود )‪ (236‬والترمذي )‪(113‬‬
‫وصححها اللباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته )‪ (1983‬وفي الصحيحة رقم )‪. (2863‬‬
‫‪ - 4‬أخرجه مسلم )‪ (973‬من حديث عائشة لما توفي سعد بن أبي وقاصا قالت‪ :‬ادخلوا به المسجد حتى أصلي‬
‫عليه فأنكر ذلك عليها فقالت‪ :‬والله لقد صلى رسول الله ‪ r‬على ابني بيضاء في المسجد سهيل وأخيه ) قال‬
‫مسلم ( سهبل بن دعد وهو ابن البيضاء أمه بيضاء ‪ ,‬وأخرجه النسائي )‪ (4/68‬وابن ماجه )‪. (1518‬‬
‫صلي‬
‫‪ - 5‬أخرجه الحاكم في المستدرك )‪ (4473‬والبيهقي في الكبرى )‪ (4/52‬عن عروة بن الزبير‪ ً:‬أن أبا بكر ‪ُ r‬‬
‫عليه في المسجد و دفن ليلً إلى جنب رسول الله ‪ r‬في حجرة عائشة ‪ , r‬واللفظ للحاكم ‪.‬‬
‫‪ - 6‬أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف )‪ (3/44‬والطحاوي في شرح معاني الثار )‪ (1/492‬والحاكم في‬
‫صلي عليه في المسجد صلى عليه‬ ‫المستدرك )‪ (4572‬والبيهقي في الكبرى )‪ (4/52‬عن ابن عمر‪ :‬أن عمر ُ‬
‫صهيب ‪ . r‬واللفظ للحاكم ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 80‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫من زار ابويه يوم الجمعه كتب‬ ‫أما تخصيص يوم الجمعه فليس فيه إل خبر ضعيف )) َ‬
‫برا ً (( ‪ 1‬وهذا ضعيف ‪ ,‬لكن من خصص يوم الجمعه لنه تكثر فيه الجنائز ليشارك‬
‫مقصد صحيح أما تخصيصه لنه يوم الجمعه ‪ ,‬فل ‪,‬‬ ‫في الدفن مثل ً ‪ ,‬فل بأس ‪ ,‬هذا َ‬
‫يوم الجمعه ل يخص ل بصيام ول بقيام ول بغيره ‪.‬‬
‫أما توزيع الماء وكانت الحاجه قائمه إليه ‪ ,‬الناس يعطشون ‪ ,‬وقت حار ‪ ,‬فأحسن‬
‫إليهم أحد بتوزيع الماء على أن ل يكون عادة مطرده يعرف هذا به ل بأس ؛ لن هذه‬
‫حاجه قائمه ‪.‬‬
‫طالب يسأل ‪ ..‬؟‬
‫المحرم ل يخمر رأسه اذا كان رجل ؛ لنه يبعث يوم القيامه ملبيا ً كما جاء في‬
‫الحديث الصحيح في الرجل الذي وقصته دآبته ‪ )) ,‬كفنوه في ثوبيه ‪ ,‬ول تخمروا‬
‫رأسه ((‪ 2‬وفي رواية )) ول وجهه (( ‪ 3‬لنه يبعث يوم القيامة ملبيا ً ‪.‬‬
‫طالب يسأل ‪ ..‬؟‬
‫هو يبعث في ملبي ‪ ,‬يبعث في هيئة الملبي ‪ ,‬أما كون الناس يبعثون كلهم عراة وأول‬
‫من يُكسى يوم القيامة إبراهيمً وهذا ل إشكال فيه ‪ ,‬الشهيد أيضا ً يدفن في ثيابه‬ ‫َ‬
‫التي قتل فيها ‪ ,‬ومع ذلك يبعث عاري ‪.‬‬
‫طالب يسأل ‪ ..‬؟‬
‫الخارج الفاحش النجس كالدم مثل ‪ ,‬نعم ؟‬
‫القيء نجس عند جماهير أهل العلم ‪ ,‬والدم كذلك نقل عليه الجماع ‪ ,‬وبعضهم يرى‬
‫أنه طاهر لعدم الدليل على نجاسته وأن عمر ‪ r‬صلى وجرحه يثعب وما أشبه ذلك ‪,‬‬
‫لكن أجابوا عن ذلك بأنه صلى وجرحه يجري ‪ ,‬دمه من باب الضرورة كالمستحاضة ‪,‬‬
‫كمن حدثه دائم ‪ ,‬ل يستطيع أن يسده ليس هناك شيء تخاط به الجروح ‪ ,‬وما‬
‫أشبهه في وقتهم ‪ ,‬أما دم الحيض فهو نجس إتفاقا ً ‪ ,‬وهم يقولون‪ :‬ل فرق بين دم‬
‫الحيض وغيره ‪ ,‬نعم ؟‬
‫طالب يسأل ‪ ..‬؟‬
‫الحجامة إذا خرج من البدن دم كثير فهو دم نجس ‪ ,‬على القول بأن خروج الفاحش‬
‫النجس من البدن ‪ ,‬وعلى القول بنجاسته فأنه ينقض الوضوء ‪ ,‬ل فرق ‪ ,‬نعم ‪.‬‬
‫طالب يسأل ‪ ..‬؟‬
‫َ‬
‫ون‬
‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬
‫ماا ل ت َ ْ‬
‫ه َ‬ ‫قولُوا عَلَى الل ّ ِ‬ ‫ن تَ ُ‬‫وأ ْ‬‫ل الشرك بالله أعظم وإن كان ختمت الية ‪َ r‬‬
‫حمل هذا على القول على الله بل‬ ‫‪]r‬لعراف‪ :‬من الية ‪ [33‬والية فيها التدرج‪ ,‬لكن ُ‬
‫علم ‪ ,‬بإثبات الولد له ‪ ,‬وهو نوع من الكفر ‪ ,‬نسأل الله العافية ‪.‬‬
‫طالب يسأل ‪ ..‬؟‬
‫م ‪]r‬المائدة‪:‬‬ ‫هك ُ ْة‬ ‫جو َ‬ ‫سلُوا ُ‬
‫و ُ‬ ‫غ ِ‬‫فا ْ‬ ‫المضمضة والستنشاق ؟ نقول‪ :‬وارد في الية ‪َ r‬‬
‫من الية ‪ [6‬منه الفم والنف ‪,‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه البيهقي في شعب اليمان )‪ ( 7901‬بلفظ‪ :‬من زار قبر أبويه أو إحداهما في كل جمعة غفر له و كتب‬
‫برا ‪ ,‬قال الشيخ اللباني ‪ ):‬موضوع ( انظرً حديث رقم ‪ 5605 :‬في ضعيف الجامع ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أخرجه البخاري )‪ (1265‬ومسلم )‪ (1206‬من حديث ابن عباس ‪ r‬قال بينما رجل واقف بعرفةً ‪,‬إذ وقع عن‬
‫راحلته فوقصتهً أو قال فاوقصته ‪ ,‬قال النبي ‪)) : r‬اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ‪ ,‬ول تحنطوه ‪,‬‬
‫ولتخمروا رأسه فأنه يبعث يوم القيامة ملبيا ً ((‪.‬‬
‫‪ - 3‬هذه رواية مسلم )‪ (1206/ 98‬والنسائي )‪ (5/145‬وابن ماجه )‪.(3084‬‬
‫للشيخ ‪81‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫نقول‪ :‬هذه وارده في الية إضافة الى ما جاء في النصوصا الخرى من الحاديث ‪.‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 82‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫طالب يسأل ‪ ..‬؟‬
‫ألبان البل ل شيء فيها ‪ ,‬الكلمً على اللحم ‪ ,‬جاء في الترمذي‪ )) :‬توضؤا من اللبن‬
‫؛ لن له دسما ((‪ 1‬المقصود به المضمضة ‪ ,‬دسم تمضمض منه ‪.‬‬
‫كيفية التوبة ؟ ل بد أن تتوفر شروط التوبة ‪:‬‬
‫القلع ‪ ,‬الندم ‪ ,‬والعزم على أن ل يعود ‪ ,‬وإن كان تضمنت المعصية حق لدمي لبد‬
‫من رده ‪ ,‬وأن تكون في زمن المكان قبل الغرغرة ‪ ,‬وقبلً طلوع الشمس من‬
‫مغربها وأن يخلص في ذلك لله ‪-‬سبحانه وتعالى‪ , -‬اذا توفرت هذه المور صحت‬
‫التوبة ‪-‬إن شاء الله‪ , -‬وصارت نصوح‪.‬‬
‫والحمد لله وحده‪ ،‬والصلة والسلم على نبيه محمد وآله وصحبه وسلم تسليما ً‬
‫كثيراً‪.‬‬
‫وبهذا نكون قد أنهينا توضيح هذا الكتاب المختصر النافع المفيد فرحمة الله على‬
‫مؤلفه ‪ ،‬رحمه الله رحمة واسعة ‪ ،‬وجمعنا به في رحمته ومستقر جنته‪.‬‬

‫‪ - 1‬أخرجه أبو داود )‪ (196‬والنسائي )‪ (1/109‬والترمذي )‪ (89‬وابن ماجه )‪ (498‬عن ابن عباس ‪.‬‬
‫قال الترماذي ‪ :‬وقد رأى أهل العلم المضمضة من اللبن وهذا عندنا على الستحباب ولم ير بعضهم المضمضة‬
‫من اللبن ‪ ,‬وبَوب أبو داود في سننه باب الرخصة في ذلك وساق حديث أنس قال ‪ :‬إن رسول الله ‪ r‬شرب لبنا‬
‫فلم يمضمضً ولم يتوضأ وصلى ‪ .‬وحسنه اللباني عند أبي داود ‪.‬‬
‫للشيخ ‪83‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬

‫فهرس المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬أحكام الجنائز ‪ :‬محمد ناصر الدين اللباني ‪ ,‬المكتب السلميً ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪.4‬‬
‫‪ -‬إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ‪ :‬اللباني ‪ ,‬المكتب السلميً ‪,‬‬
‫بيروت ‪ ,‬ط ‪.2‬‬
‫‪ -‬الحاد والمثاني‪ :‬أبو بكر أحمد بن عمرو الشيباني ‪ ,‬تحقيق‪ :‬د‪/‬باسم فيصل أحمد‬
‫الجوابرة ‪ ,‬دار الراية – الرياض ‪ ,‬ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬الدب المفرد ‪ :‬محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي ‪ ,‬تخريج وتعليق‬
‫اللباني ‪ ,‬دار الصديق ‪ ,‬ط ‪.2‬‬
‫‪ -‬الم ‪ :‬المام محمد بن إدريس الشافعي ‪ ,‬تحقيق‪ :‬رفعت فوزي عبد المطلب ‪ ,‬دار‬
‫الوفاء ‪ ,‬ط ‪1422 ,1‬هً ‪2001 -‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬النصاف في معرفة الراجح من الخلف على مذهب المام أحمد بن حنبل ‪ :‬تأليف‬
‫العلمة الفقيه علء الدين أبي الحسن علي بن سليمان المرداويً ‪.‬‬
‫‪ -‬التلخيص الحبير في أحاديث الرافعيً الكبير‪ :‬أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل‬
‫العسقلني ‪ ,‬تحقيق‪ :‬السيد عبدالله هاشم اليماني المدني ‪ ,‬المدينة المنورة ‪.‬‬
‫‪ -‬الجامع الصغير وزيادته ‪ :‬اللباني ‪ ,‬المكتب السلمي ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪.3‬‬
‫مراد ‪ ,‬مؤسسة‬ ‫‪ -‬الروض الربع شرح زاد المستقنع ‪ :‬للعلمة البهوتي ‪ ,‬تحقيق يحيى ُ‬
‫المختار ‪ ,‬ط ‪1425 , 1‬هً ‪2005 ,‬م‪.‬‬
‫‪ -‬السلسلة الصحيحة ‪ :‬اللباني ‪ ,‬مكتبة المعارف ‪ ,‬الرياض ‪ ,‬ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬الشافية الكافية في النتصار للفرقة الناجية ‪ ,‬ابن القيم الجوزية ‪,‬‬
‫‪ -‬الشرح الكبيرً على متن المقنع ‪ :‬شمس الدين ابن قدامة ‪ ,‬دار الفكر ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط‬
‫‪.1‬‬
‫‪ -‬المجموع شرح المهذب‪ :‬المام أبو زكريا محي الدين بن شرف النووي ‪ ,‬تحقيق‬
‫محمد نجيب المطيعي‪ ,‬دار إحياء التراث العربي ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪1422 , 1‬هً ‪-‬‬
‫‪2001‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬المستدرك على الصحيحين ‪ :‬محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري‬
‫وبذيله تلخيص المستدرك للذهبي ‪ ,‬دار الكتاب العربي ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬المسند ‪ :‬المام أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني ‪ ,‬تحقيق‪ :‬شعيب الرنؤوط‬
‫ورفقائه ‪ ,‬مؤسسة الرسالة ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪.2‬‬
‫‪ -‬المعجم الوسط ‪ :‬سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني ‪ ,‬تحقيق‪ :‬أيمن‬
‫صالح شعبان ‪ ,‬وسيد أحمد إسماعيل ‪ ,‬دار الحديث ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬ط ‪. 1‬‬
‫‪ -‬المعجم الصغير ‪ :‬الطبراني ‪ ,‬تقديم وضبط‪ :‬كمال يوسف الحوت ‪ ,‬مؤسسة‬
‫الكتب الثقافية ‪ ,‬ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬المعجم الكبير‪ :‬الطبراني ‪ ,‬تحقيق‪ :‬حمدي بن عبدالمجيد السلفي ‪ ,‬مكتبة العلوم‬
‫والحكمً ‪ ,‬الموصل ‪ ,‬ط ‪1404 , 2‬هً ‪1983 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬المغني على متن المقنع ‪ :‬عبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسي ‪ ,‬دار الفكر ‪,‬‬
‫بيروت ‪ ,‬ط ‪.1‬‬
‫للشيخ‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc 84‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫‪ -‬المنتقى من السنن المسندة عن رسول الله ‪ : r‬عبد الله بن علي بن الجارود‬
‫النيسابوري ‪ ,‬حققه لجنة من العلماء بإشراف الناشر ‪ ,‬دار العلم ‪ ,‬ط ‪.1‬‬

‫‪ -‬الموطأ‪ :‬أبو عبدالله مالك بن أنس الصبحي‪ ,‬رواية يحيى بن يحيى الليثي‪,‬‬
‫تحقيق‪:‬د‪/‬بشار عواد معروف‪ ,‬دار العرب السلمي‪.‬‬
‫‪ -‬النكت الجياد المنتخبة من كلم شيخ النقاد عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني‬
‫‪ ,‬اعدادً وتعليق ‪ :‬أبو انس ابراهيمً بن سعد الصبيحي ‪ ,‬أضواء السلف ‪ ,‬الرياض ‪ ,‬ط‬
‫‪1420 1‬هً ‪ 2000 -‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬النكت على ابن الصلح ‪ :‬ابن حجر ‪ ,‬تحقيق‪ :‬د‪ /‬ربيع بن هادي المدخلي ‪ ,‬دار الراية‬
‫‪,‬ط‪.1‬‬
‫‪ -‬تخريج ظلل الجنة ‪ :‬اللباني ‪ ,‬المكتب السلميً ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪. 3‬‬
‫‪ -‬سنن ابن ماجه ‪ :‬محمد بن يزيد أبو عبدالله القزويني ‪ ,‬تحقيق‪ :‬بشار عواد معروف‬
‫‪ ,‬دار الجيل ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪. 1‬‬
‫‪ -‬سنن أبو داود‪ :‬سليمان بن الشعث السجستاني الزديً ‪ ,‬تحقيق محمد عبدالعزيز‬
‫الخالدي ‪ ,‬دار الكتب العلمية ‪ ,‬ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬سنن البيهقي الكبرى ‪ :‬أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ‪ ,‬دار المعرفة ‪ ,‬بيروت ‪,‬‬
‫ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬سنن الترمذي ‪ :‬أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي السلمي‪ ,‬تحقيق‪ :‬بشار عواد‬
‫معروف ‪ ,‬دار الغرب السلميً ‪ ,‬ط ‪.2‬‬
‫‪ -‬سنن الدارقطني ‪ :‬علي بن عمر أبو الحسن الدارقطنيً البغدادي ‪ ,‬تحقيق‪:‬السيد‬
‫عبد الله هاشم يماني ‪ ,‬دار المعرفة ‪ ,‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬سنن الدارمي ‪ :‬عبدالله بن عبدالرحمن أبو محمد الدارمي ‪ ,‬تحقيق‪ :‬الستاذ سيد‬
‫إبراهيم والستاذً علي محمد علي ‪ ,‬دار الحديث ‪ ,‬ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬سنن النسائي ‪ :‬أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي ‪ ,‬دار الكتب العلمية ‪,‬‬
‫بيروت ‪ ,‬ط ‪. 1‬‬
‫‪ -‬سنن النسائي الكبرىً ‪ :‬النسائي ‪ ,‬تحقيق‪ :‬د‪/‬عبد الغفار سليمان البنداريً ‪ ,‬سيد‬
‫كسروي حسن ‪ ,‬دار الكتب العلمية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬شرح معاني الثار‪ :‬أحمد بن محمد بن سلمة أبو جعفر الطحاوي ‪ ,‬تحقيق‪ :‬محمد‬
‫زهري النجار ‪ ,‬دار الكتب العلمية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬شرح منتهى الرادات ‪ :‬الفقيه الحنبليً منصور بن يونس بن ادريس البهوتي ‪ ,‬دار‬
‫الفكر ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬شعب اليمان البيهقي‪ :‬أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي‪ ,‬تحقيق‪ :‬محمد سعيد‬
‫زغلول‪ ,‬دار الكتب العلمية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬صحيح ابن حبان ‪ :‬محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي ‪ ,‬ترتيب ابن‬
‫بلبان ‪ ,‬تحقيق‪ :‬شعيب الرنؤوط ‪ ,‬مؤسسة الرسالة ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪. 3‬‬
‫‪ -‬صحيح ابن خزيمة ‪ :‬محمد بن إسحاق بن خزيمة أبو بكر النيسابوري ‪ ,‬تحقيق‪:‬‬
‫محمد مصطفى العظمي ‪ ,‬المكتب السلميً‪ ,‬بيروت ‪ ،‬ط ‪1390, 1‬هً ‪1970 -‬م ‪.‬‬
‫للشيخ ‪85‬‬ ‫‪ce6de9a8742e3199cf2e9dbf377c7473.doc‬‬
‫العلماة عبد الكريم الخضير‬
‫‪ -‬صحيح ابن ماجه ‪ :‬محمد ناصر الدين اللباني ‪ ,‬المكتب السلمي ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط‬
‫‪.1‬‬
‫‪ -‬صحيح أبي داود ‪ :‬محمد ناصر الدين اللباني ‪ ,‬المكتب السلميً ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪. 1‬‬
‫‪ -‬صحيح أبي عوانه ‪ :‬يعقوب بن إسحاق السفرائينيً ‪ ,‬تحقيق‪ :‬أيمن عارف‬
‫الدمشقي ‪ ,‬دار المعرفة ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪. 1‬‬
‫‪ -‬صحيح البخاري ‪ :‬أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي )الجامع الصحيح‬
‫المسند المختصر من أحاديث رسول الله وسننه وأيامه ( بترقيم محمد فؤاد عبد‬
‫الباقي ‪ ,‬بيت الفكار الدولية للنشر ‪ ,‬الرياض ‪1419 ,‬هً ‪1998 ,‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح الترغيب والترهيب ‪ :‬محمد ناصر الدين اللباني ‪ ,‬مكتبة المعارف ‪ ,‬الرياض‬
‫‪,‬ط‪.5‬‬
‫‪ -‬صحيح الترمذي ‪ :‬محمد ناصر الدين اللباني ‪ ,‬المكتب السلميً ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪. 1‬‬
‫‪ -‬صحيح النسائي ‪ :‬محمد ناصر الدين اللباني ‪ ,‬المكتب السلمي ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪. 1‬‬
‫‪ -‬صحيح مسلم‪ :‬أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ‪ ,‬بترقيم محمد‬
‫فؤاد عبد الباقي ‪ ,‬دار ابن رجب ‪ ,‬فرع المنصورة ‪ ,‬ط ‪. 1‬‬
‫‪ -‬صفة صلة النبي ‪ r‬من التكبيرً إلى التسليم كأنك تراها ‪ :‬اللباني ‪ ,‬مكتبة المعارف ‪,‬‬
‫الرياض ‪ ,‬ط ‪ 2‬من الجديدة ‪.‬‬
‫‪ -‬ضعيف الجامع الصغير وزيادته ‪ :‬محمد ناصر الدين اللباني ‪ ,‬المكتب السلمي ‪,‬‬
‫بيروت ‪ ,‬ط ‪. 3‬‬
‫‪ -‬طبقات الشافعية الكبرى‪ :‬تاج الدين السبكي ‪ ,‬تحقيق‪ :‬محمود محمد الطناجي و‬
‫عبدالفتاح الحلو‪ ,‬مطبعة عيسى البابي الحلبي‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬ط ‪1964 , 1‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬عمدة القارئ ‪ :‬للعلمة بدر الدين العيني ‪ ,‬دار إحياء التراث العربي ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط‬
‫‪.1‬‬
‫‪ -‬مجمع الزوائد الهيثمي ‪ :‬نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ‪ ,‬دار الكتب العلمية ‪,‬‬
‫بيروت – لبنان ‪ ,‬ط ‪. 3‬‬
‫‪ -‬مسند أبو يعلى ‪ :‬أحمد بن علي أبو يعلى الموصلي التميمي ‪ ,‬تحقيق‪:‬حسين سليم‬
‫أسد ‪ ,‬دار الثقافة العربية ‪ ,‬ط ‪.1‬‬
‫‪ -‬مسند الطيالسي ‪ :‬أبو داود سليمان بن داود الفارسي البصري الطيالسي ‪ ,‬دار‬
‫المعرفة ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬ط ‪. 1‬‬
‫‪ -‬مشكاة المصابيح ‪ :‬محمد بن عبد الله الخطيب التبريزي ‪ ,‬تحقيق اللباني ‪,‬‬
‫المكتب السلمي ‪ ,‬ط ‪. 3‬‬
‫‪ -‬مصنف ابن أبي شيبة ‪ :‬أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي ‪ ,‬تحقيق‪:‬‬
‫حمد بن عبدالله الجمعة ‪ ,‬ومحمد بن ابراهيمً اللحيدان ‪ ,‬مكتبة الرشد ‪ ,‬الرياض ‪ ,‬ط‬
‫‪1425 , 1‬هً ‪2004 -‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬مصنف عبد الرزاقً ‪ :‬أبو بكر عبد الرزاقً بن همام الصنعاني‪ ,‬تحقيق‪ :‬حبيب‬
‫الرحمن العظمي ‪ ,‬المكتب السلميً ‪ ,‬ط ‪.2‬‬

You might also like