Professional Documents
Culture Documents
http://www.almeshkat.net/books
1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلة والسلم على أكرم المرسلين
وصحبه ...أما بعد :
لوحظ من خلل الستقراء أن من السباب المهمة التي
تعيق كثيرا من المسلمين من الكثار من الستخارة صعوبة
تمييز قرائن التيسير أو الصرف بعد الستخارة ،وهنا
سوف نحاول توضيح كيفية إتقـانـها.
المســـــــألة الولى :حـــالت المستخير بعد الستخارة
2
شبهـة ورد :قد يقول قائل ليس في هذا المثال ما يدل على
اللهام) (1؛ لن التيسير هنا كان واضحا ً وقد دل عليه
العقل ،وما دل عليه العقل فليس من اللهام ،باعتبار أن البيان
مقرون بالعقل ،واللهام مقرون بالقلب.
الجـــــــــــواب :
أ -ما الذي يجعله يعتقد بأن الله قد اختار له خيرا ً بهذا
الختيار غير اليمان الموجود في القلب ؟ وإل لما ُأعتـبر
هذا التيسير دليل ً على شيء.
ب -اللهام يأتي أيضا ً بمعنى البيان والتعريف قال تعـالى:
)) َ َ
ها(( ،فهذا النوع
وا َ وت َ ْ
ق َ ها َجوَر َ ها ُ
ف ُ م َ فأل ْ َ
ه َ
يشترك فيه الكافر والمؤمن والعقل والقلب ،ولكن جرى
العرف على أن يستعمل في إلهام القلوب وفي الخير ،
ومع ذلك فإن كثيرا ً من الناس ل يشعر بأنه من الملك كما
ل يشعر بوسواس الشيطان .
ج -ينبغي معرفة الدليل لغة واصطلحا ً ) (2حتى يسهل
التعامل مع المسائل بدقة ووضوح ،فالدليل لغة :هو
المرشد إلى المطلوب أكان حسيا ً كالمرشد إلى بلد
معين ،أم معنويا ً كالدلة الشرعية ،واصطلحًا :هو الذي
يمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى علم أو ظن وبناءً
عليه يشمل الدليل القطعي وهو المفيد للقطع ويشمل
الدليل الظني وهو المفيد للظن.
من خلل ما تقدم ُيعرف أن التيســير الــذي حصــل هــو مــن
الدلة المعنوية ؛ لن محلها القلب.
د -إذا كان اللهام ل يستخدم إل في المور التي يدل عليها
القلب ؛ لما كان هناك إلهام إيماني؛ لن المؤمن والكافر
يشتركان في اللهام الفطري والجتهادي الذي يدل عليه
العقل والقلب وحينها سيكون أيضا ً ما دل عليه العقل
فهو من اللهام .
المثـــــــــال الثانــــــــــــــــــــــــــــــــــي :
أن تتيسر السباب بطريقة غير مباشرة ثم يتحقق المر
ذ مثل الول ،ومثاله :رجل استخار على
فيلزمه حينئ ٍ
التصال بشخص لمصلحة ينشدها ،فكلما اّتصل فيه لم
يجده ،ثم بعد عدة أيام وجده في مكان ما وفتح معه ا
راجع المبحث الول من الكتاب ) الستخارة وحي هذه المة( (1
إتحاف ذوي البصائر بشرح روضه الناظر )م .(2/144) (84/ 1 ( )2
3
لمر.
إرشاد وتوجيه :
في مثل هذه الحالت ل يدل ذلك على الصرف ما لم يكن
قد أصبح معتقدا ً بأن الله قد صرفه وذلك لعدة احتمالت،
أهمها :
أ -قد يكون المستخير حينها ليس بحالة نفسية جيدة تسمح
له بطرح مسألته بشكل جيد ،وكان لمرور عدة أيام فائدة
في هدوء النفس وغير ذلك .
ب -قد يكون المتصل فيه خلل تلك الفترة ليس في حالة
تسمح له بالتفاعل اليجابي ،ومثل هذه الشياء ل يعلمها
إل علم الغيوب فينـزلها بقدر معلوم وبسبب .
ج -قد يكون الموضوع نفسه لــم ينضــج بعــد بشــكل كامــل
فكان لمرور عدة أيام فائدة في ذلك .
والفضل في مثل هذه المور أن يستخير على مدة
معينة كالسبوع أو أقل أو أكثر حسب ما يراه مناسبا ً ،
وكلما انتهت المدة التي حددها ؛ يستخير مرة أخرى على
مدة معينة إلى أن يحدث الله بعد ذلك أمرا ً بتيسير أو
صرف.
الحالــــــــــة الثانيـــــــــة :الصـــــــــــــــــرف
وفيها مثالن:
المثـــــــــــــــــــــــــــــــــال الول :
ذ أن
أن تتعسر السباب ويتحقق معه الصرف ،فيلزمه حينئ ٍ
ن الله قد صرف عنه شرا ً ويرضى
يعتقد اعتقادا جازما أ ّ
بذلك ويسلم تسليما ً ،ومثاله رجل تقدم لوظيفة ولم ُيقبل
.
المثــــــــال الثانــــــــــــــــــــــــــي :
أن تتيسر السباب ثــــــــــــــم تتعسر ،ومثاله رجل تقدم
لوظيفة وفيه الشروط المطلوبة ولم يوفق.
تنبيه مهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم :
إذا غلب على النسان الميل والرغبة في أمر وشعر من
نفسه أنه لن يعطي الستخارة حقها؛ فالواجــــــــب أن ل
يستخير ،بل يكثر من الدعـــــــاء أن يحقق له هذا المر
وأن يوفقه للخير الذي يرضاه الله له وأن يبارك له فيه ،
فالله بيده الخير كله ول يعجزه شيء ؛ لن المستخير يلزمه
التوكل والرضا.
وفي كل الحالين خير ولكن ثمار المستخير عاجلة وآجله ،
فهو موعود بأن يختار الله له خيرا ً أو يصرف عنه شرا ً في
4
الدنيا ،أما الداعي فقد يستجاب له في الدنيا ،وقد يؤخر
له الجابة إلى الخــرة.
الحـــــالة الثالثـــــــة :الشــــــــك والحيـــــــرة
وهي من أهم الحالت وأكثرها شيوعا نظرا لقلة التقـان
والخبرة وأمور كثيرة يصعب حصرها وذلك بأن تتيسر بعض
السباب ثـــــــــم تتعسر أو العكس فيصبح بعد ذلك في
شك وحيرة ،ومثاله :
استخار رجل لشراء منـزل أو سيارة أو أي شيء كان ،
فأعجبه ووجد سعره مناسبا ً ،ولكن وجد فيه
( )1جزى الله خيرا ً فضيلة الشيخ محمد الصادق الذي انتبه إلى هذه الجزئية ،فالعوام
10
ينبغي التعامل مع قرائن التيسير أو الصرف دون إفراط أو
تفريط؛ فل يهملها فيفوته ما فيها من تفهيم للقدام أو
وامة
م وحيرة في دُ ّ
الحجام ول يبالغ فيها فيصبح في ه ّ
ن الستخارة مبنية على التوكل وفهم الترجيحات ،وليعلم أ ّ
الجابة مبني على اللهام.
ثالثـــــــــًا :أسباب عامـــة وهامـــة:
وُيقصد بها تلك السباب التي تساعد على تمييز أسباب
وقرائن التيسير أو الصرف ،وأهمها:
-1الدعاء :
هو العبادة وهو مفتاح لكل خير ،وفي الحديث الصحيح
وأعجز الناس من عجز عن الدعاء) (1فلهذا ل تعجب إن
م
م الجابة وإنما 2أحمل ه ّ
قال عمر )): tإني ل أحمل ه ّ
الدعاء فإذا ألهمت الدعاء فإن الجابة معه(( .ومن
( )
الجهل.
/http://saaid.net
http://www.almeshkat.net/books