You are on page 1of 207

‫إجنــازات هائلة‬

‫وخسائر فادحة‬

‫إعداد‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬

‫الطبعة األوىل‬
‫‪ 1444‬هـ ‪2022 /‬م‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫الحمد اهلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والس�لام على نبينا محمد‬


‫وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫إن المس��لم يمر يف يومه وليله بعدة إنجازات هائله تقربه إلى ربه‬
‫وم��واله‪ ،‬وترف��ع درجته يف أعل��ى عليين‪ ،‬فينبغي علي��ه أن يتعرف‬
‫على هذه اإلنجازات ويعملها‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى يمر على المس��لم يف يومه وليله خس��ائر فادحة‪،‬‬
‫فيجب عليه أن يتعرف عليها وأن يجتنبها‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪3‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬املقصود باإلجنازات واخلسائر ‪L‬‬


‫ اإلجنازات اهلائلة‪:‬‬
‫ه��ي كل عمل صالح يقرب العبد إل��ى ربه ومواله ‪‬‬

‫ويأخ��ذ على هذا العمل األجر العظي��م والثواب الجزيل يف الدنيا‬


‫واآلخرة‪.‬‬
‫ *أما يف الدنيا‪ :‬فلما يرتتب على األعمال الصالحة من ثمرات‪،‬‬
‫كالطمأنينة والسعادة والراحة والرضا‪.‬‬
‫ *وأما يف اآلخرة‪ :‬فما ال عين رأت‪ ،‬وال أذن سمعت‪ ،‬وال خطر‬
‫على قلب بشر؛ جنة عرضها السموات واألرض‪.‬‬

‫ واخلسائر الفادحة نريد بها أمرين‪:‬‬


‫‪1 .1‬ما يفوت المس��لم من األجر العظي��م والثواب الجزيل إذا‬
‫قام ببعض األعمال الصالحة‪.‬‬
‫‪2 .2‬كل عمل س��يئ يبعد العبد من ربه‪ ،‬ويجلب له س��خط اهلل‬
‫وعقابه‪ ،‬ويرتتب عليه خسارة يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪4‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ *أما يف الدنيا‪ :‬فلما تجلبه المعاصي والسيئات من نكد العيش‬


‫واالكتئاب والقلق‪.‬‬
‫ *وأم��ا يف اآلخ��رة‪ :‬فالع��ذاب األلي��م والخ��زي والندام��ة‬
‫والفضيحة‪.‬‬
‫قال تعالى‪( :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ)((( ‪.‬‬
‫قال الش��يخ الس��عدي ‪ :‬الم��راد باألب��رار ه��م القائمون‬
‫بحق��وق اهلل وحق��وق عب��اده‪ ،‬المالزمون للرب يف أعم��ال القلوب‬
‫وأعم��ال الجوارح‪ ،‬فه��ؤالء جزاؤه��م النعيم يف القل��ب والروح‬
‫والبدن‪ ،‬يف دار الدنيا‪ ،‬ويف دار الربزخ‪ ،‬ويف دار القرار‪.‬‬
‫(ﮏﮐ) وإن الفج��ار الذين قصروا يف حقوق اهلل وحقوق‬
‫عب��اده‪ ،‬الذين فجرت قلوهبم ففج��رت أعمالهم (ﮑ ﮒ ) أي‪:‬‬
‫عذاب أليم يف دار الدنيا‪ ،‬ودار الربزخ‪ ،‬ويف دار القرار(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( [االنفطار‪.]14 - 13 :‬‬


‫((( تفسير السعدي (‪.)914‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪5‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬؟! ‪L‬‬
‫قد يتساءل البعض ويس��تغرب عندما يرى موضوعات الكتاب‬
‫المختلفة والمتنوعة؛ هل لها ارتباط ببعضها؟‬

‫أقول‪ :‬كرر النظر والتأمل يف فهرس الكتاب‪ ،‬وسوف تجد بعد‬


‫التأمل والتأين أن هناك ارتبا ًطا وثي ًقا بين هذه الموضوعات‪ ،‬وأهنا‬
‫كلها تتكل��م وتخدم قضية اإلنج��ازات والخس��ائر التي تمر على‬
‫المس��لم يف يومه وليله‪ ،‬والتي ينبغي أن يعيها كل مسلم ومسلمة؛‬
‫حتى يغتنم هذه اإلنجازات ويبتعد عن هذه الخسائر‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪6‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬ملاذا االهتمام بزيادة احلسنات ‪L‬‬


‫ ‪ ) 1‬رصيد كبري من احلسنات‪:‬‬
‫ليكون عند المس��لم رصي��د كبير من الحس��نات يزيد على ما‬
‫عليه م��ن حقوق للناس الذين أخطأ يف حقهم‪ ،‬والذين يس��توفون‬
‫حقوقهم يوم القيامة من حسناته‪.‬‬
‫قال ‪«َ :‬أ َتدْ ُرونَ َما ا ْل ُم ْف ِل ُس؟» َقا ُلوا‪ :‬ا ْل ُم ْفلِ ُس فِينَا َم ْن‬
‫س ِم ْن ُأ َّمتِي َي ْأتِي َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة‬ ‫ِ‬
‫��ال‪« :‬إِنَّ ا ْل ُم ْف ِل َ‬
‫اع‪َ ،‬ف َق َ‬
‫��م َل ُه َولاَ َم َت َ‬
‫لاَ د ْر َه َ‬
‫��ذا‪َ ،‬و َق َذ َف َه َذا‪َ ،‬و َأ َك َل َم َ‬
‫ال‬ ‫بِ َص اَل ٍة‪َ ،‬و ِص َيا ٍم‪َ ،‬و َز َك ٍاة‪َ ،‬و َي ْأتِي َقدْ َش��ت ََم َه َ‬
‫َه َذا‪َ ،‬و َس َف َك َد َم َه َذا‪َ ،‬و َض َر َب َه َذا‪َ ،‬ف ُي ْع َطى َه َذا ِم ْن َح َسنَاتِ ِه‪َ ،‬و َه َذا ِم ْن‬
‫َح َس��نَاتِ ِه‪َ ،‬فإِنْ َفنِ َي ْت َح َس��نَا ُت ُه َق ْب َل َأنْ ُي ْق َضى َما َع َل ْي ِه ُأ ِخ َذ ِم ْن َخ َطا َي ُ‬
‫اه ْم‬
‫َف ُط ِر َح ْت َع َل ْي ِه‪ُ ،‬ث َّم ُط ِر َح ِفي ال َّنا ِر»(((‪.‬‬

‫ ‪ ) 2‬إن احلسنات يذهنب السيئات‪:‬‬


‫الح َس َن َة َت ْم ُح َها‪.(((»...‬‬
‫الس ِّي َئ َة َ‬ ‫َ‬
‫قال ‪َ ...« :‬وأ ْتبِ ِع َّ‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2581‬‬


‫((( أخرجه الرتمذي (رقم ‪ )1987‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪7‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫قال ش��يخ اإلس�لام ‪ :‬فالكيس هو الذي ال يزال يأيت من‬


‫الحسنات بما يمحو السيئات(((‪.‬‬

‫ ‪ ) 3‬كسب حمبة اهلل تعاىل‪:‬‬


‫«‪...‬و َما َيزَ ُال َع ْب ِدي َي َت َق َّر ُب‬
‫َ‬ ‫ويف الحديث القدسي قال اهلل ‪:‬‬
‫إِ َل َّي بِال َّن َو ِافلِ َح َّتى ُأ ِح َّب ُه‪.(((»...‬‬
‫عبدا يحبه اهلل!‬
‫فهل هناك أعظم من أن تكون ً‬

‫ ‪ ) 4‬إن التطوع يكمل به النقص الذي يقع من املسلم يف أداء الفرائض‪:‬‬


‫��ي ٌء َق َ‬
‫ال‪ :‬ا ْن ُظ ُروا‬ ‫ص ِم ْن َها َش ْ‬ ‫ق��ال ‪َ ...« :‬وإِنْ َكانَ ا ْنت ُِق َ‬
‫��ال‪َ :‬أتِ ُّموا لِ َع ْب ِدي َف ِر َ‬
‫يض َت ُه‬ ‫��ن َت َط ُّو ٍع؟ َفإِنْ َكانَ َل ُه َت َط ُّو ٌع َق َ‬
‫��ل لِ َع ْب ِدي ِم ْ‬
‫َه ْ‬
‫ِم ْن َت َط ُّو ِعه ‪.(((»...‬‬
‫فيجب على المسلم الذي يريد النجاة من النار أن يزيد من التطوع‬
‫يف جميع المجاالت ليسد هبا العجز فيما نقص من الفرائض‪.‬‬

‫((( مجموع الفتاوى (‪.)655/10‬‬


‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪.)6502‬‬
‫((( س��نن أب��ي داود (رقم ‪ )864‬وأخرج��ه الرتمذي (رقم ‪ )413‬والنس��ائي (رقم ‪ )466‬واب��ن ماجه (رقم‬
‫‪ )1425‬قال الرتمذي‪ :‬حديث حسن‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪8‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬أسباب مضاعفة احلسنات ‪L‬‬


‫قال الش��يخ عبد الرحمن الس��عدي ‪ :‬أما مضاعفة العمل‬
‫بالحس��نة إلى عش��ر أمثالها فهذا البد منه يف كل عمل صالح‪ ،‬كما‬
‫قال تعالى‪( :‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ) ‪.‬‬
‫((( (((‬

‫وأم��ا المضاعف��ة بزي��ادة ع��ن ذلك إل��ى س��بعمائة ضعف إلى‬


‫أضعاف كثيرة‪ ،‬فلها أس��باب متعلقة إما بالعامل‪ ،‬أو بالعمل نفسه‪،‬‬
‫أو بزمانه‪ ،‬أو بمكانه‪ ،‬وآثاره‪.‬‬

‫ ‪ ) 1‬ما يتعلق بالعامل‪:‬‬


‫اإلخ�لاص للمعبود والمتابعة للرس��ول‪ ،‬ويك��ون القصد منه‬
‫وجه اهلل ورضاه‪ ،‬وصحة العقيدة‪ ،‬وقوة اإليمان باهلل ورسوله‪.‬‬

‫ ‪ ) 2‬ما يتعلق بالعمل‪:‬‬


‫أن يكون من األعمال التي لها نفع كبير لإلسالم والمسلمين؛ كطلب‬
‫العلم والدعوة إلى اهلل‪ ،‬والجهاد يف سبيل اهلل‪ ،‬والمشاريع الخيرية‪.‬‬

‫((( [األنعام‪]160 :‬‬


‫((( تفسير السعدي (‪.)625‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪9‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ ‪ ) 3‬ما يتعلق بالزمان‪:‬‬


‫كالعب��ادة يف رمض��ان‪ ،‬وعش��ر ذي الحج��ة‪ ،‬والص�لاة يف آخر‬
‫الليل‪ ،‬وصيام األيام الفاضلة‪.‬‬

‫ ‪ ) 4‬ومن أهم ما يضاعف به العمل‪:‬‬


‫االجتهاد يف تحقيق مقام اإلحسان‪ ،‬والمراقبة‪ ،‬وحضور القلب‬
‫يف العمل‪ ،‬فكلما كانت هذه األمور أقوى كان الثواب أكثر‪.‬‬

‫ ‪ ) 5‬إن اإلسرار بالعمل قد يكون سب ًبا ملضاعفة الثواب‪:‬‬


‫كما أن إعالنه قد يكون سب ًبا للمضاعفة كاألعمال التي تحصل‬
‫فيها األسوة واالقتداء (باختصار وتصرف)‪.‬‬

‫ق��ال الش��يخ ابن عثيمي��ن ‪ :‬كلما كان اإلنس��ان يف عبادته‬


‫أخل��ص هلل‪ ،‬كان أج��ره أكثر‪ ،‬وكلم��ا كان اإلنس��ان يف عبادته أتبع‬
‫للرس��ول كان��ت عبادته أكم��ل وثوابه أكثر‪ ،‬فالتف��اوت هذا يكون‬
‫بحسب اإلخالص هلل والمتابعة للرسول(((‪.‬‬

‫***‬
‫((( تفسير الفاتحة والبقرة (‪.)269 - 268/3‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪10‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬العادة وأثرها يف حياة الناس ‪L‬‬


‫ال أبال��غ إن قل��ت لك‪ :‬إن حي��اة الناس وأخالقهم وس��لوكهم‬
‫وتصرفاهتم وتعاملهم مبني على كلمة واحدة‪ ،‬هي العادة‪.‬‬

‫ تعريف العادة‪:‬‬
‫هو ما تعود عليه اإلنسان بتكرار فعل شيء ما‪.‬‬
‫وهذا الش��يء إم��ا أن يكون مطلو ًب��ا يف الش��رع‪ ،‬أو منه ًّيا عنه‪،‬‬
‫أومما هو مباح ليس فيه إثم‪.‬‬

‫ سؤال‪ :‬هل يمكن للعادة أن تتغير؟‬


‫الج��واب‪ :‬نع��م‪ ،‬وال��ذي يجي��ب بالنف��ي إنما دفع��ه إلى ذلك‬
‫ضعف همت��ه‪ ،‬وعدم تصوره إمكانية ح��دوث ذلك‪ ،‬وإال فإن اهلل‬
‫تعالى يقول‪( :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ) (((‪.‬‬
‫ويف األث��ر‪« :‬إِ َّن َما ا ْل ِع ْل ُم بِال َّت َع ُّل ِم‪َ ،‬وإِ َّن َما ا ْل ِح ْل ُم بِال َّت َح ُّل ِم»((( فالحلم‬
‫عادة طيبة إنما تكس��ب بالتمرين المس��تمر عليها‪ ،‬حتى تتأصل يف‬
‫النفس وتكون عادة محكمة‪.‬‬

‫((( [الرعد‪]11 :‬‬


‫((( أخرجه الطرباين يف المعجم االوسط (رقم ‪ )2663‬وحسنه األلباين يف السلسلة الصحيحة (رقم ‪.)342‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪11‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ سؤال‪ :‬من أين تكتسب العادة؟‬


‫الجواب‪ :‬من البيئة التي يعيش فيها اإلنسان‪ ،‬وخاصة الوالدين‬
‫أو القدوات الذين يتعلق المرء هبم‪.‬‬

‫ من أعجب األمور‪:‬‬


‫أمرا‬
‫أمرا دون أن يشعر به‪ ،‬أو أنه يعتاد ً‬
‫أن االنسان يعتاد أحيا ًنا ً‬
‫ال يرغب فيه‪ ،‬إما بس��بب قوة المؤثر‪ ،‬أو طول العش��رة‪ ،‬أو ضعف‬
‫شخصية المتأثر‪.‬‬

‫ أمثلة يرددونها وحيتجون بها‪:‬‬


‫عل��ى أن��ه م��ن الصعب تغيي��ر الع��ادة أو طبع اإلنس��ان‪ ،‬منها‪:‬‬
‫«الطبع يغلب التطبع»‪ ،‬و«من ش��ب على شيء شاب عليه» فكثير‬
‫من الناس يقتنعون هبا ويعملون بمقتضاها‪.‬‬

‫ والرد عليهم‪:‬‬
‫أن طبيعة هذا الدين طبيعة تغييرية‪ ،‬وهذا التغيير يحدث عندما‬
‫يعزم المرء على تغيير نفس��ه‪ ،‬ويبذل الس��بب يف التغيير‪ ،‬فيعينه اهلل‬
‫رأس��ا على عقب‪ ،‬وذلك لقوله‬
‫ويقل��ب طبيعته وعاداته ومألوفاته ً‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪12‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫تعالى‪( :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ) (((‪.‬‬


‫ول��و كان ح ًّقا م��ا ذهبوا إليه لما تغيرت طبيع��ة الصحابة؛ فقد‬
‫كانوا يقتلون البنات الصغيرات‪ ،‬ويعاقرون الخمر‪ ،‬ويعبدون آلهة‬
‫من الحجارة‪ ،‬فغير اإلس�لام طبيعتهم حت��ى أصبحوا قادة العالم‪،‬‬
‫ولم يذكر عن أحد منهم أنه غلب عليه الطبع فاشتاق إلى الزنى أو‬
‫الخمر أو قتل البن��ات‪ ،‬أو أخذ أموال الناس بالباطل‪ ،‬وغيرها من‬
‫أمور الجاهلية‪.‬‬

‫ وهذا س��ؤال مهم‪ :‬لماذا نس��تصعب األش��ياء؟ سواء فعل‬


‫الطاعات أو ترك المعاصي‪.‬‬
‫الجواب بكل سهولة‪ :‬ألننا لم نتعود عليها‪.‬‬

‫ نصحت إحدى الصاحلات من السلف بنيها فقالت هلم‪:‬‬


‫«تع��ود وأح��ب اهلل وطاعت��ه‪ ،‬ف��إن المتقين ألف��ت جوارحهم‬
‫الطاعة فاستوحش��ت من غيره��ا‪ ،‬فإذا أمرهم الملع��ون بمعصيته‬
‫مرت المعصية هبم محتشمة‪ ،‬فهم لها منكرون»‪.‬‬

‫((( [الرعد‪]11 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪13‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫جرب فسوف تجد ما وجده المتقون‪.‬‬


‫تم��ر علي��ك المعصي��ة وهي محتش��مة خائف��ة مس��تحية التتجرأ‬
‫عليك‪ ،‬فمن تعود عل��ى الصدق كره الكذب‪ ،‬ومن تعود على األمانة‬
‫ك��ره الخيان��ة‪ ،‬ومن تعود عل��ى الصراح��ة والوضوح ك��ره المراوغة‬
‫واللف والدوران‪ ،‬وهكذا بقية األخالق تأيت بالممارسة والتمرين‪.‬‬
‫كاف��را وهو ال يكذب وال يخون وال يغش‪،‬‬
‫ً‬ ‫فقد يكون الرجل‬
‫مس��لما وليس عنده هذه األخالق‪ ،‬والس��بب والس��ر‬
‫ً‬ ‫وق��د يكون‬
‫راجع إلى ما تعود عليه اإلنسان وتربى عليه‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫ توالد املعاصي‪:‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬ومنه��ا أن المعاصي تزرع أمثالها ويولد‬
‫بعضا‪ ،‬حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها‪ ،‬حتى‬
‫بعضها ً‬
‫تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة وصفات الزمة يصعب‬
‫عليه مفارقتها(((‪.‬‬
‫قال بعض الس��لف‪ :‬إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها‪ ،‬وإن من‬
‫ثواب الحسنة الحسنة بعدها‪.‬‬

‫((( الجواب الكايف (‪.)56‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪14‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■مثال واقعي على غلبة العادة‪:‬‬


‫لو س��ألت أكثر الناس‪ :‬هل تس��تطيع أن تش��رب الش��اي بدون‬
‫سكر؟ ال‪ ،‬سيستصعب األمر‪.‬‬
‫ولو قلت له‪ :‬لماذا تشرب القهوة بدون سكر؟‬
‫لكان الجواب كلمة واحدة‪ :‬تعودنا‪.‬‬
‫وهك��ذا بقي��ة تصرف��ات اإلنس��ان يف حيات��ه اليومي��ة مبنية على‬
‫«العادة» كالسرعة يف قيادة السيارة وغير ذلك‪.‬‬
‫ولقد انقسم الناس يف العادة الى صنفين‪:‬‬

‫ الصنف األول‪ :‬من تعود على الطاعات‪.‬‬

‫■ ■تنبيه‪:‬‬
‫المقصود بالتعود التمرين والتهذيب والتدريب والممارسة‪.‬‬
‫‪1 .1‬لو س��ألت أحد الصالحين‪ ،‬ممن اعتاد الصالة يف المسجد‪،‬‬
‫أن يصلي يف بيته لما اس��تطاع ولشعر بالضيق والقلق؛ ألن‬
‫المسجد أصبح جز ًءا من حياته اليومية‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪15‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪2 .2‬لو سألت أحد المتمس��كين بالسنة‪ ،‬وقد أعفى لحيته وقصر‬
‫ثوب��ه فوق الكعبي��ن‪ ،‬أن يحلق لحيته وأن يطي��ل ثوبه‪ ،‬لما‬
‫استطاع‪ ،‬ولشعر بالهم والغم‪.‬‬
‫‪3 .3‬لو س��ألت امرأة متحجبة الحجاب الش��رعي الكامل‪ ،‬بحيث‬
‫ال يخ��رج من جس��دها ش��يء‪ ،‬لوطلبت منها أن تكش��ف‬
‫عن بعض جس��دها أو وجهه��ا لصعب عليها ه��ذا األمر‪،‬‬
‫والس��بب هو أهنن تعودن على هذه الطاعات فال يستطعن‬
‫االستغناء عنها يف يوم من األيام‪.‬‬
‫وهك��ذا كل الطاعات والعبادات‪ ،‬م��ن تعود عليها يصعب عليه‬
‫أن يفارقها‪ ،‬ولو تركها لتعبت نفسه وقلقت روحه‪.‬‬

‫ الصنف الثاني‪ :‬من تعود على السيئات‪.‬‬


‫أحدا ممن تعود على س��ماع األغاين والنظر إلى‬
‫‪1 .1‬لو س��ألت ً‬
‫األفالم الس��اقطة أن يرتكها لما اس��تطاع‪ ،‬ولش��عر بالضيق‬
‫والقل��ق إن لم يمارس ه��ذه المعصية‪ ،‬والس��بب أنه تعود‬
‫عليها‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪16‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪2 .2‬لو س��ألت من تعود على المعاكسات والعالقات المحرمة‬


‫أن يبتعد عنها لما اس��تطاع‪ ،‬ولش��عر بالضي��ق أن تمر عليه‬
‫امرأة وال ينظر إليها أويالحقها‪.‬‬
‫‪3 .3‬ولو سألت امرأة متبرجة وسافرة أن تغطي بعض جسدها لما‬
‫اس��تطاعت‪ ،‬فضلاً أن تغطي جميع جسدها‪ ،‬ألهنا تعودت‬
‫على هذه المعصية‪ ،‬فأصبحت جز ًءا من حياهتا اليومية‪.‬‬
‫وهكذا كل المعاصي والس��يئات التي يفعلها غالب الناس إنما‬
‫فعلوها على س��بيل العادة‪ ،‬فاستقرت يف نفوسهم‪ ،‬وتعودت عليها‬
‫جوارحهم‪ ،‬فألفوها وصعب عليهم تركها‪.‬‬
‫علق هذه الحكمة يف بيتك وسيارتك‪.‬‬
‫قال الش��يخ ابن عثيمين ‪ :‬واعلم أنك إذا عودت نفس��ك‬
‫عل��ى التهاون اعت��ادت علي��ه‪ ،‬وإذا عودهت��ا على الح��زم والفعل‬
‫والمبادرة اعتادت عليه(((‪.‬‬
‫يقول علماء النفس والتربية‪ :‬أي أمر تريد أن تعود نفسك عليه‪،‬‬
‫س��واء م��ن العب��ادات أو الطاع��ات األخالقي��ات أو الس��لوكيات‬

‫((( الشرح الصويت لزاد المستقنع (‪.)808/1‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪17‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫والطبائ��ع أو غير ذلك‪ ،‬فما عليك إال أن تس��تمر عليه (‪ 21‬يو ًما)‪،‬‬
‫وبعد هذه المدة سوف تجد هذا األمر الذي كان يصعب عليك يف‬
‫البداية يف غاية السهولة واليسر إن شاء اهلل‪.‬‬
‫أق��دم وال تت��ردد‪ ،‬ج��رب فالتجربة خي��ر برهان‪ ،‬س��وف تنحل‬
‫العقدة بعد هذه المدة؛ عقدة الكسل والتسويف والخمول‪ ،‬األيام‬
‫األولى أقول لك‪ :‬صعبة وش��ديدة وعس��رة‪ ،‬لكن بع��د هذه المدة‬
‫سوف تجد من نفسك أن هذا األمر يف غاية السهولة‪.‬‬
‫برنامجا ‪ -‬لنقل «ش��هر ًّيا» ‪ -‬كل ش��هر تدخل‬
‫ً‬ ‫اجع��ل لنفس��ك‬
‫يف دورة م��ع ُخ ُل��ق أو طاع��ة أو عب��ادة‪ ،‬تعود نفس��ك عليها لمدة‬
‫(‪ ٢١‬يو ًم��ا)‪ ،‬وبع��د ه��ذه المدة س��وف تكون ه��ذه الطاعة وهذه‬
‫العبادة جز ًءا من حياتك اليومية ال تس��تطيع أن تس��تغني عنها‪ ،‬لو‬
‫لم تفعلها لضاقت نفسك وشعرت بالقلق وتأنيب الضمير‪.‬‬
‫وكذلك بالنس��بة لت��رك بعض المعاص��ي والس��يئات التي تعود‬
‫عليه��ا اإلنس��ان‪ ،‬أق��ول‪ :‬اتركها لم��دة (‪ ٢١‬يو ًما)‪ ،‬وس��وف تجد‬
‫نفس��ك بعد هذه الف�ترة أن األمر الذي تعودت عليه تس��تطيع أن‬
‫تقلع وتبتعد عنه‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪18‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫وهكذا تس��تطيع أن تغير من واق��ع حياتك وأخالقك وحياتك‬


‫بالدخول يف هذه الدورة (‪ ٢١‬يو ًما)‪.‬‬
‫وق��د ق��ال تعال��ى‪( :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ)((( فه��ذا وعد من اهلل بأن من جاهد نفس��ه فاهلل‬
‫يكون يف عونه ويهديه‪ ،‬واهلل ال يخلف الميعاد‪.‬‬
‫وكل ه��ذه األعم��ال التي س��وف نذكره��ا يف هذه الرس��الة ال‬
‫تس��تصعبها لكثرهت��ا‪ ،‬ولكن اس��تمر عليه��ا (‪ ٢١‬يو ًما)‪ ،‬وس��وف‬
‫تكون جز ًءا من حياتك اليومية بعون اهلل وتوفيقه‪ ،‬لن تس��تطيع أن‬
‫تستغني عنها‪.‬‬

‫***‬

‫((( [العنكبوت‪]69 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪19‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬األوقات الفاضلة يف اليوم والليلة ‪L‬‬


‫ هناك أوقات ثالثة حيثنا اهلل ‪ ‬على االجتهاد فيها‪.‬‬
‫يق��ول اهلل تعال��ى‪( :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ) (((‪.‬‬
‫ويؤكد على هذا المعنى رسولنا ‪‬؛ فعن أبي هريرة‬
‫ين‬ ‫��ر‪َ ،‬و َل ْن ُي َش��ا َّد ِّ‬
‫الد َ‬ ‫ين ُي ْس ٌ‬ ‫‪ ‬ع��ن النبي ‪« :‬إِنَّ ِّ‬
‫الد َ‬
‫الر ْو َح ِة‬ ‫َأ َح ٌد إِلاَّ َغ َل َب ُه‪َ ،‬ف َس ِّد ُدوا َو َقا ِر ُبوا‪َ ،‬و َأ ْب ِش ُروا‪َ ،‬و ْ‬
‫است َِعينُوا بِا ْل َغدْ َو ِة َو َّ‬
‫َو َش ْي ٍء ِم َن الدُّ ْل َج ِة»(((‪.‬‬
‫ق��ال الحاف��ظ ابن رج��ب ‪ :‬يعني ه��ذه األوق��ات الثالثة‬
‫تكون أوقات الس��ير إل��ى اهلل بالطاعات‪ ،‬وهي آخ��ر الليل‪ ،‬وأول‬
‫النه��ار وآخره‪ .‬وقد ذكر اهلل ه��ذه األوقات يف قوله‪( :‬ﰖ ﰗ ﰘ‬

‫ﰙ ﰚ ﰛ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ) (((‪.‬‬

‫((( [طه‪]130 :‬‬


‫((( صحيح البخاري (رقم ‪.)39‬‬
‫((( [اإلنسان‪]26 - 25 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪20‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ فهذه األوقات الثالثة منها وقتان‪ ،‬هما‪:‬‬


‫أول النهار وآخره‪ ،‬يجتمع يف كل من هذين الوقتين عمل‪ ،‬وهما‬
‫الربدان اللذان من حافظ عليهما دخل الجنة‪.‬‬
‫وأم��ا عمل التط��وع فهو ذكر اهلل بعد ص�لاة الصبح حتى تطلع‬
‫الشمس‪ ،‬وبعد صالة العصر حتى تغرب الشمس‪ ،‬وقد وردت يف‬
‫فضل��ه نصوص كثيرة‪ ...‬ويف فضل من ذكر اهلل حين يصبح وحين‬
‫يمسي‪.‬‬
‫أم��ا الوقت الثالث فهو اإلدالج س��ير آخر اللي��ل‪ ،‬والمراد به هنا‬
‫العم��ل يف آخ��ر اللي��ل‪ ،‬وهو وق��ت االس��تغفار‪ ،‬كما ق��ال تعالى‪:‬‬
‫(ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ) ((( وه��و آخر وقت الن��زول اإللهي(((‪.‬‬
‫انتهى كالمه‪.‬‬
‫ق��ال أحد الصالحين‪ :‬أمام��ك كل يوم لحظة بالغ��داة‪ ،‬ولحظة‬
‫بالعش��ي‪ ،‬ولحظة يف السحر‪ ،‬تستطيع أن تسمو فيها كلها بروحك‬
‫الطهور إلى المأل األعلى‪ ،‬فتظفر بخير الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫((( [الذاريات‪]18 :‬‬


‫((( مجموع رسائل ابن رجب (‪.)420 - 418/4‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪21‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬كيف تكون من الذاكرين اهلل كث ًريا ‪L‬‬


‫ومن اإلنجازات الهائلة أن يكتب المسلم عند اهلل من الذاكرين‬
‫كثي��را‪ ،‬وقد أمرنا اهلل بكث��رة ذكره فقال‪( :‬ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬
‫اهلل ً‬
‫ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ)((( أي‪ :‬عند الصباح والمساء‪.‬‬

‫ أخي الكريم‪:‬‬
‫كثي��را فعلي��ك باتب��اع‬
‫ً‬ ‫إذا أحبب��ت أن تك��ون م��ن الذاكري��ن اهلل‬
‫الخطوات التالية‪ ،‬اختلف السلف يف ذلك‪:‬‬
‫‪1 .1‬ع��ن ابن عباس ‪ ‬أنه ق��ال‪ :‬المراد‪ :‬يذكرون اهلل أدبار‬
‫وغدوا وعش�� ًّيا‪ ،‬ويف المضاجع وكلما اس��تيقظ‬
‫ًّ‬ ‫الصلوات‬
‫من نومه‪ ،‬وكلما غدا أو راح من منزله ذكر اهلل تعالى(((‪.‬‬
‫كثي��را‬
‫‪2 .2‬وق��ال مجاه��د ‪ :‬ال يك��ون م��ن الذاكري��ن اهلل ً‬
‫وقاعدا ومضطج ًعا(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫قائما‬
‫والذاكرات حتى يذكر اهلل ً‬

‫((( [األحزاب ‪]41‬‬


‫((( التفسير الوسيط للواحدي (‪.)471/3‬‬
‫((( مصنف عبد الرزاق (رقم ‪.)2344‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪22‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪3 .3‬سئل أبو عمرو ابن الصالح ‪ ‬عن القدر الذي يصير به‬
‫كثي��را والذاكرات فقال‪ :‬إذا واظب‬
‫ً‬ ‫العبد من الذاكرين اهلل‬
‫صباحا ومس��اء‪ ،‬يف األوقات‬
‫ً‬ ‫على األذكار المأثورة المثبتة‬
‫وهنارا‪ ،‬كان م��ن الذاكرين اهلل‬
‫ً‬ ‫واألح��وال المختلفة‪ ،‬لي�ًل�اً‬
‫كثيرا والذاكرات(((‪.‬‬
‫ً‬
‫‪4 .4‬ومن صف��ة هؤالء الص�لاة بالليل‪ ،‬عن أبي س��عيد الخدري‬
‫َ‬
‫‪ ‬ق��ال‪ :‬قال رس��ول اهلل ‪« :‬إِ َذا أ ْي َق َظ َّ‬
‫الر ُج ُل‬
‫َأ ْه َل�� ُه ِم َن ال َّل ْي��لِ َف َص َّل َي��ا‪َ ،‬أ ْو َص َّل��ى َر ْك َعت َْي ِن َج ِم ًيع��ا‪ُ ،‬كتِ َبا ِفي‬
‫ات»(((‪.‬‬ ‫الذ ِ‬
‫اك َر ِ‬ ‫ين َو َّ‬ ‫الذ ِ‬
‫اك ِر َ‬ ‫َّ‬

‫اهلل أكب��ر! تس��تيقظ من اللي��ل وتصلي ركعتي��ن ال تأخذان من‬


‫كثيرا‪.‬‬
‫وقتك خمس دقائق تكتب من الذاكرين اهلل ً‬
‫كثيرا والذاكرات هم المفردون‪ ،‬الس��ابقون إلى‬
‫إن الذاكرين اهلل ً‬
‫الخيرات‪ ،‬المحظوظون بأرفع الدرجات وأعلى المقامات‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َان رس ُ ِ‬
‫��ير‬
‫��ول اهلل ‪َ ‬يس ُ‬ ‫عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬ك َ َ ُ‬

‫((( فتاوى ابن الصالح (‪.)150/1‬‬


‫((( سنن أبي داود (رقم ‪ )1309‬وصححه األلباين‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪23‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ِ‬
‫«س ُيروا َه َذا‬
‫ان) َف َق َال‪ِ :‬‬ ‫في َط ِر ِيق َم َّكةَ‪َ ،‬ف َم َّر َع َلى َج َب ٍل ُي َق ُال َل ُه ُ‬
‫(ج ْم َد ُ‬
‫ول اهللِ َق َال‪:‬‬ ‫ُج ْم َدانُ ‪َ ،‬س�� َب َق ا ْل ُم َف ِّر ُدونَ » َقا ُلوا‪َ :‬و َما ا ْل ُم َف ِّر ُد َ‬
‫ون؟ َيا َر ُس َ‬
‫ات»(((‪.‬‬ ‫الذ ِ‬
‫اك َر ُ‬ ‫اك ُرونَ َ‬
‫اهلل َكثِ ًيرا َو َّ‬ ‫«الذ ِ‬
‫َّ‬

‫وأصل المفردين كما يقول ابن قتيبة وغيره‪ :‬الذين هلك أقراهنم‬
‫وانفردوا عنهم‪ ،‬فبقوا يذكرون اهلل تعالى(((‪.‬‬
‫قال إبراهيم الجنيد ‪ :‬كان يقال‪ :‬من عالمات المحب هلل‬
‫دوام الذكر بالقلب واللسان‪.‬‬
‫وقال ابن القيم ‪ :‬من أكثر ذكر اهلل برئ من النفاق(((‪.‬‬
‫قال الن��ووي ‪ :‬الذكر يكون يف القلب ويكون باللس��ان‪،‬‬
‫واألفضل ما كان بالقلب واللسان جمي ًعا‪ ،‬فإن اقتصر على أحدهما‬
‫فالقلب أفضل(((‪.‬‬
‫ثم ال ينبغي أن يرتك الذكر باللسان مع القلب خو ًفا من أن يظن‬
‫به الرياء‪ ،‬بل يذكر هبا جمي ًعا ويقصد به وجه اهلل تعالى‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2676‬‬


‫((( إكمال المعلم بفوائد مسلم (‪.)174/8‬‬
‫((( الوابل الصيب (‪.)80‬‬
‫((( األذكار للنووي (‪.)9‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪24‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬كيف تشعر بلذة العبادة ‪L‬‬


‫المقصود بلذة العبادة ما يجده المسلم من راحة النفس‪ ،‬وسعادة‬
‫القلب‪ ،‬وانشراح الصدر أثناء العبادة وعقب االنتهاء منها‪.‬‬

‫ مقدار هذه اللذة‪:‬‬


‫تتفاوت من ش��خص إلى شخص‪ ،‬حسب قوة اإليمان وضعفه‪،‬‬
‫وهذه اللذة تحصل بحدوث أسباهبا‪ ،‬وتزول بزوالها‪.‬‬

‫ أمثلة ملن وجدوا اللذة يف العبادة‪:‬‬


‫‪1 .1‬لق��د كان النبى ‪ ‬يقول لب�لال ‪َ « :‬يا بِ اَل ُل‬
‫الص اَل َة‪َ ،‬أ ِر ْحنَا بِ َها»((( لما يجد فيها من اللذة والس��عادة‬
‫َأ ِق ِم َّ‬
‫القلبي��ة‪ ،‬وإطالت��ه لصالة الليل دليل على م��ا كان يجده يف‬
‫الصالة من األنس والسرور بمناجاة ربه‪.‬‬
‫‪2 .2‬قال أحد الس��لف‪ :‬مس��اكين أه��ل الدنيا‪ ،‬خرج��وا فيها وما‬
‫ذاقوا أطي��ب ما فيها‪ .‬قيل‪ :‬وما أطي��ب مافيها؟ قال‪ :‬محبة‬
‫اهلل ومعرفته وذكره‪.‬‬

‫((( أخرجه أبو داود (رقم ‪ )4985‬وصححه األلباين‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪25‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ أسباب حتصيل لذة العبادة‪:‬‬


‫■ ■‪ ) 1‬جماهدة النفس على طاعة اهلل‪.‬‬
‫قال تعالى‪( :‬ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ )(((‪.‬‬
‫قال أحد الس��لف‪ :‬مازلت أس��وق نفس��ي إلى اهلل وهي تبكي‪،‬‬
‫حتى سقتها وهي تضحك‪.‬‬
‫فالب��د لمن أراد اللذة يف العبادة أن يجاهد نفس��ه‪ .‬جرب يف قيام‬
‫الليل أو الجلوس يف المسجد إلى طلوع الشمس أو غير ذلك من‬
‫العبادات‪ ،‬وس��وف تجد اللذة والس��رور والس��عادة يف قلبك أثناء‬
‫العبادة أو بعدها‪.‬‬
‫بعي��د أن يجاه��د اإلنس��ان نفس��ه على فع��ل الطاع��ات وترك‬
‫المحرمات وال يجد الراحة والسعادة واللذة واألنس‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن رجب ‪ :‬واعلم أن نفسك بمنزلة دابتك؛‬
‫إن عرف��ت منك الجد ج��دت‪ ،‬وإن عرفت منك الكس��ل طمعت‬
‫فيك‪ ،‬وطلبت منك حظوظها وشهواهتا(((‪.‬‬
‫قال الحسن البصري ‪ :‬أفضل الجهاد مخالفة الهوى‪.‬‬

‫((( [العنكبوت‪]69 :‬‬


‫((( مجموع رسائل ابن رجب (‪.)158/3‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪26‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 2‬البعد عن املعاصي صغريها وكبريها‪.‬‬


‫ق��ال اب��ن القي��م ‪ :‬من آث��ار المعاص��ي حرم��ان الطاعة‪،‬‬
‫فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة‪ ،‬كل واحدة منها خير من الدنيا‬
‫وما فيها(((‪.‬‬
‫أحدا صالة الجماعة‬
‫قال أبو سليمان الداراين ‪ :‬التفوت ً‬
‫إال بذنب‪.‬‬
‫وقيل للحس��ن البصري ‪ :‬يا أبا س��عيد‪ ،‬إين أبيت معا ًفى‪،‬‬
‫وأحب قيام الليل‪ ،‬فما بالي ال أقوم؟ فقال‪ :‬ذنوبك قيدتك‪.‬‬
‫فإذا كان المس��لم غير محترس من المعاص��ي‪ ،‬فحينئذ البد من‬
‫العق��اب‪ ،‬ويكون بأمور كثيرة‪ ،‬من بينها التفريط يف عمل الصالح‪،‬‬
‫والحرمان من لذة الطاعة‪.‬‬
‫قال أحد الس��لف‪ :‬راحة القلب يف قل��ة اآلثام‪ ،‬وراحة البطن يف‬
‫قلة الطعام‪ ،‬وراحة اللسان يف قلة الكالم‪.‬‬
‫قي��ل لوهيب ب��ن الورد ‪ :‬يجد طعم العب��ادة من يعصي؟‬
‫قال‪ :‬وال من يهم بالمعصية‪.‬‬

‫((( الجواب الكايف (‪.)54‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪27‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 3‬إطابة املطعم‪.‬‬
‫ويف الحدي��ث‪ ...« :‬إِنَّ َ‬
‫اهلل َط ٌِّي��ب لاَ َي ْق َب ُ��ل إِلاَّ َط ِّي ًب��ا‪ُ »...‬ث َّم َذك ََر‬
‫«أ ْش َ َ‬ ‫الر ُج َل يطِ ُيل الس�� َفر َ‬
‫الس َم ِ‬
‫اء‪َ ،‬يا َر ِّب‪َ ،‬يا‬ ‫��ع َث أ ْغ َب َر‪َ ،‬ي ُمدُّ َي َد ْي ِه إِ َلى َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫��ر ُب ُه َح َر ٌام‪َ ،‬و َم ْل َب ُس ُه َح َر ٌام‪َ ،‬و ُغ ِذ َي بِا ْل َح َرا ِم‪،‬‬
‫َر ِّب‪َ ،‬و َم ْط َع ُم ُه َح َر ٌام‪َ ،‬و َم ْش َ‬
‫اب لِ َذلِ َك!»(((‪.‬‬ ‫َف َأ َّنى ُي ْست ََج ُ‬

‫ سئل االمام أحمد بن حنبل ‪ :‬بم تلين القلوب؟‬


‫قال‪ :‬بأكل الحالل‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 4‬ترك فضول الطعام والكالم والنظر‪.‬‬


‫كثيرا‪،‬‬
‫كثي��را‪ ،‬فرتق��دوا ً‬
‫كثيرا‪ ،‬فتش��ربوا ً‬
‫ق��ال قائ��ل‪ :‬ال تأكل��وا ً‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫فتتحسروا عند الموت ً‬
‫ق��ال ابن عمر ‪« :‬ال تكث��روا الكالم بغي��ر ذكر اهلل؛ فإن‬
‫كثرة الكالم بغير ذكر اهلل قس��وة للقلب‪ ،‬وإن أبعد القلوب من اهلل‬
‫القلب القاسي»(((‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)1015‬‬


‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ )2411‬وضعفه األلباين‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪28‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ق��ال أحمد ب��ن حرب‪ :‬عبدت اهلل خمس��ين س��نة‪ ،‬فما وجدت‬
‫حالوة العبادة حتى تركت ثالث أشياء‪:‬‬
‫‪1 .1‬تركت رضا الناس حتى قدرت أن أتكلم بالحق‪.‬‬
‫‪2 .2‬وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين‪.‬‬
‫‪3 .3‬وتركت حالوة الدنيا حتى وجدت حالوة اآلخرة‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪29‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬مظاهر الفتور عن العبادات ‪L‬‬


‫ ‪ ) 1‬قسوة القلب‪:‬‬
‫الشعور بقس��وة القلب وخشونته‪ ،‬حتى ليحس االنسان بأن قلبه‬
‫صلدا‪ ،‬ال يرش��ح منه ش��يء‪ ،‬وال يتأثر بشيء‪ ،‬وال‬
‫حجرا ً‬
‫ً‬ ‫قد انقلب‬
‫يرق لشيء (ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ) (((‪.‬‬

‫ ‪ ) 2‬هجر القرآن‪:‬‬
‫ع��دم التأثر بآيات القرآن الكريم‪ ،‬وال بوعيده وتخويفه‪ ،‬وال من‬
‫أمره وهنيه‪ ،‬وال يف وصفه ليوم القيامة‪ ،‬فهو يسمعه كأي كالم آخر‪،‬‬
‫بل يضيق صدره‪ ،‬فال يستطيع أن يتلو القرآن دقائق معدودة فضلاً‬
‫عن تالوة الورد اليومي‪.‬‬

‫ ‪ ) 3‬ظلمة الروح‪:‬‬
‫ظلم��ة يف الروح تنعكس على وج��ه صاحبها‪ ،‬يبصرها أصحاب‬
‫الفراس��ة اإليمانية الذين يبصرون بنور اهلل‪ ،‬ومن ذلك ما يظهر من‬
‫ضجر وتأفف على اللسان‪.‬‬

‫((( [البقرة‪]74 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪30‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ ‪ ) 4‬التفريط بالنوافل‪:‬‬
‫تكاس��ل عن أعمال الخي��ر وعن العب��ادات والتفريط هبا وعدم‬
‫االهتم��ام‪ ،‬فالصالة يؤديها مجرد حركات قيام وقعود‪ ،‬ال أثر فيها‬
‫مطل ًق��ا‪ ،‬يتبع ذلك الرضا بالصفوف األخيرة‪ ،‬والتفريط يف الس��نن‬
‫الرواتب والشفع والوتر‪.‬‬

‫ ‪ ) 5‬إهمال الذكر‪:‬‬
‫غفلة هائلة عن اهلل تعالى‪ ،‬فال يذكره بلس��انه‪ ،‬وال يتذكره حينما‬
‫يرى مخلوقاته‪ ،‬بل قد يثقل عليه مجرد ذكر اهلل‪ ،‬ويثقل عليه مجرد‬
‫زاهدا بأوقات إجابة الدعاء كس�ًل�اً وإهمالاً‬
‫دعائ��ه‪ ،‬ومن ثم تجده ً‬
‫ليس إال‪.‬‬

‫ ‪ ) 6‬اعتياد فوات الطاعات‪:‬‬


‫عدم التحس��ر على فوات الطاعات‪ ،‬فتجد المس��لم يفوته السنة‬
‫الراتب��ة أو ص�لاة الفجر فال يحزن وال يتأل��م لذلك‪ ،‬بينما إذا رأى‬
‫غيره نال شي ًئا من حظوظ الدنيا اعترب نفسه مغبو ًنا وسيئ الحظ(((‪.‬‬

‫***‬
‫((( (کتاب آفات على الطريق)‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪31‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬أسباب تقصرينا بالعبادات ‪L‬‬


‫للتقصير بالعبادات أسباب تؤدي إليه وبواعث توقع فيه‪ ،‬نذكر‬
‫منها‪:‬‬

‫ ‪ ) 1‬التدنس باملعصية‪:‬‬
‫بأن يكون المسلم غير محرتس من المعصية‪ ،‬ال سيما الصغائر‪،‬‬
‫تلك التي يس��تهين هبا كثير من الناس‪ ،‬فتكون عاقبة ذلك العقاب‬
‫الدني��وي بإهم��ال النوافل وت�لاوة القرآن‪ ،‬ق��ال اهلل تعالى‪( :‬ﯽ‬
‫ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ) (((‪.‬‬
‫وقد وعى الس��لف مثل هذا الس��بب وأثره على حب العبادة‪،‬‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫ونبهوا إليه ً‬
‫أحدا حف��ظ القرآن ثم‬
‫فه��ذا الضحاك ‪ ‬يق��ول‪« :‬ما نعلم ً‬
‫نسيه إال بذنب»‪.‬‬
‫وه��ذا الثوري يقول‪« :‬حرمت قيام الليل خمس��ة أش��هر بذنب‬
‫أذنبته»‪.‬‬

‫((( [الشورى‪]30 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪32‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫وهذا الحسن يسأله رجل قائلاً ‪« :‬يا أبا سعيد‪ ،‬إين أبيت معا ًفى‪،‬‬
‫وأحب قيام الليل‪ ،‬وأعد طهوري‪ ،‬فما بالي ال أقوم؟ فقال‪ :‬ذنوبك‬
‫قيدتك»‪.‬‬

‫ ‪ ) 2‬التوسع يف املباحات‪:‬‬
‫وقد يكون التوسع يف المباحات من الطعام والشراب واللباس‬
‫والمراكب ونحوها هو السبب يف التقصير يف النوافل وغيرها؛ ذلك‬
‫أن هذا التوس��ع يورث الركون والنوم والراحة‪ ،‬األمر الذي يمكن‬
‫كثيرا‪،‬‬
‫أن ي��ؤدي إلى مثل هذا التفريط‪ ،‬وقد قال القائل‪« :‬ال تأكلوا ً‬
‫كثيرا»‪.‬‬
‫كثيرا‪ ،‬فتتحسروا عند الموت ً‬
‫كثيرا‪ ،‬فرتقدوا ً‬
‫فتشربوا ً‬

‫ ‪ ) 3‬الزهد يف األجر والثواب‪:‬‬


‫حينم��ا يزه��د المس��لم يف األج��ر والث��واب الحاص��ل ج��زاء‬
‫الطاع��ات‪ ،‬فإنه يضعف تدريج ًّيا حرصه على العبادات‪ ،‬ويس��تلذ‬
‫النوم والراحة‪ ،‬وال يتحس��ر على فوات ثواب النوافل وغيرها من‬
‫الطاعات‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪33‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ ‪ ) 4‬كثرة األعباء والواجبات‪:‬‬


‫وق��د ت��ؤدي كث��رة األعب��اء والواجبات إل��ى إهم��ال النوافل‬
‫وغيرها من األعمال التطوعية؛ ذلك أن االنس��ان يف زحمة العمل‬
‫وإلحاح الواجبات قد يهمل بحجة ضيق الوقت‪ ،‬وضرورة الفراغ‬
‫من هذه وتلك‪ ،‬ناس�� ًيا أو متناس�� ًيا أن زاده على الطريق هو حرصه‬
‫على العبادات‪.‬‬

‫ ‪ ) 5‬خمالطة املقصرين املهملني للعبادات‪:‬‬


‫الش��ك أن مخالطة المقصرين المهملين للعبادات سبب من‬
‫أس��باب التقصير‪ ،‬والمرء على دين خليله‪ ،‬ومن ذلك حينما ينظر‬
‫الش��اب الملتزم إلى قدواته وذوي األس��وة على هذه الحال‪ ،‬فإن‬
‫ه��ذه النظرة قد تحمله على محاكاهت��م والرضا هبذا القصور‪ ،‬ويف‬
‫ذلك خطورة ال تخفى‪.‬‬

‫ ‪ ) 6‬التسويف‪:‬‬
‫فإن الشيطان يكيد للمسلمين بأساليب عديدة‪ ،‬منها التسويف‪،‬‬
‫فكثير من الناس يلغون من حساباهتم النوافل حتى يتموا أشغالهم‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪34‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ويسوف البعض اآلخر بأنه سيتنفل يف البيت‪ ،‬ثم تكون‬


‫ِّ‬ ‫وأعمالهم‪،‬‬
‫النافلة بعد لحظات يف عالم النسيان(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( (كتاب آفات على الطريق)‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪35‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ 30000 J‬شجرة يف اجلنة ‪L‬‬


‫وم��ن اإلنجازات الهائلة يف اليوم والليلة ما يغرس��ه المس��لم من‬
‫األش��جار يف الجنان‪ ،‬وذلك بقولك‪ :‬سبحان اهلل والحمد هلل‪ ،‬وال‬
‫إله إال اهلل واهلل أكرب‪.‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ ‬أن النبي ‪َ ‬م َّر بِ ِه َو ُه َو َي ْغ ِر ُس‬
‫اس��ا لِي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫��ال‪َ « :‬يا أ َبا ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬م��ا ا َّل ِذي َتغْ ِر ُس؟» ُق ْل ُت‪ :‬غ َر ً‬
‫َغ ْر ًس��ا‪َ ،‬ف َق َ‬
‫اس َخ ْي ٍر َل َك ِم ْن َه َذا؟» َق َال‪َ :‬ب َلى َيا َر ُس َ‬
‫��ول‬ ‫«ألاَ َأ ُد ُّل َك َع َلى ِغ َر ٍ‬ ‫��ال‪َ :‬‬
‫َق َ‬
‫اهلل َأ ْك َب ُر)‬
‫اهلل‪َ ،‬و ُ‬
‫(س ْ��ب َحانَ اهلل‪َ ،‬وا ْل َح ْم ُد هلل‪َ ،‬ولاَ إِ َل َه إِلاَّ ُ‬‫اهلل‪َ .‬ق َال‪ُ « :‬ق ْل‪ُ :‬‬
‫اح َد ٍة َش َج َر ٌة ِفي ا ْل َج َّن ِة»(((‪.‬‬
‫س َل َك بِ ُك ِّل َو ِ‬
‫ُيغْ َر ْ‬

‫ أخي احلبيب‪:‬‬
‫إذا أردت أن يغرس لك يف كل شهر (‪ ٣٠‬ألف شجرة) يف الجنة‬
‫فعليك بالخطوات التالية‪:‬‬

‫ ‪ ) 1‬املواظبة على األذكار بعد الصلوات املفروضة‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫ * ‪ 33‬مرة «سبحان اهلل»‪.‬‬

‫((( سسن ابن ماجه (رقم ‪ )3807‬وصححه األلباين‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪36‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ *‪ 33‬مرة «الحمد هلل»‪.‬‬


‫ *‪ 33‬مرة «اهلل أكبر»‪.‬‬
‫ *وتختم بـ«ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك وله الحمد‪،‬‬
‫وهو على كل شيء قدير»‪.‬‬
‫فهذه ‪ ١٠٠‬ش��جرة بعد كل صالة فريض��ة‪ ،‬فيكون يف اليوم ‪٥٠٠‬‬
‫شجرة يف الجنة‪.‬‬

‫ ‪ ) 2‬من أذكار قبل النوم‪:‬‬


‫وفيها التس��بيحات التي علمها رس��ول اهلل علي بن أبي طالب‬
‫كما يف الصحيحين((( وهي‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫وزوجته فاطمة‬
‫ *‪ 33‬مرة «سبحان اهلل»‪.‬‬
‫ *‪ 33‬مرة «الحمد هلل»‪.‬‬
‫ *‪ 34‬مرة «اهلل أكبر»‪.‬‬
‫فهذه ‪ ١٠٠‬شجرة يف الجنة قبل النوم‪.‬‬
‫ومن المتعارف عليه أن غالب الناس ينام يف اليوم والليلة مرتين‪،‬‬

‫((( البخاري وسملم‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪37‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫فيكون المجموع ‪ 200‬ش��جرة يف الجنة؛ ألن الحديث عام‪ ،‬سواء‬


‫يف نوم النهار أم الليل‪.‬‬

‫ ‪ ) 3‬من أذكار الصباح واملساء‬


‫‪ ١٠٠‬مرة «سبحان اهلل وبحمده»‪.‬‬
‫ع��ن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪َ « :‬م ْن َق َ‬
‫ال‪:‬‬
‫ت‬‫��ب َحانَ اهللِ َوبِ َح ْم ِد ِه) ِما َئ َة َم َّر ٍة‪َ ،‬ل ْم َي ْأ ِ‬
‫(س ْ‬‫ين ُي ْم ِس��ي‪ُ :‬‬
‫ين ُي ْصبِ ُح َو ِح َ‬
‫ِح َ‬
‫ال َأ ْو َزا َد‬ ‫��ة بِ َأ ْف َض َل ِم َّما َج َاء بِ ِه‪ ،‬إِلاَّ َأ َح ٌد َق َ‬
‫��ال ِم ْث َل َما َق َ‬ ‫َأ َح ٌ‬
‫��د َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِ‬
‫َع َل ْي ِه»(((‪.‬‬
‫فهذه ‪ 200‬شجرة يف الجنة‪.‬‬

‫ ‪ ) 4‬أن تقول‪« :‬سبحان اهلل» ‪ 100‬مرة‪.‬‬


‫عن سعد بن أبي وقاص ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪:‬‬
‫��أ َل ُه َس��ائِ ٌل‬ ‫��ب‪ُ ،‬ك َّل َي ْو ٍم َأ ْل َف َح َس��ن ٍَة؟» َف َس َ‬ ‫��ز َأ َح ُد ُك ْم َأنْ َي ْك ِس َ‬ ‫َ‬
‫«أ َي ْع ِج ُ‬
‫ف َح َس��ن ٍَة؟ َق َال‪ُ « :‬ي َس ِّب ُح ِما َئ َة‬ ‫��ب َأ َح ُد َنا َأ ْل َ‬ ‫مِن ج َلس��ائِ ِه‪َ :‬كي َ ِ‬
‫ف َي ْكس ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫يح ٍة‪َ ،‬ف ُي ْكت َُب َل ُه َأ ْل ُف َح َسن ٍَة َأ ْو ُي َح ُّط َع ْن ُه َأ ْل ُف َخ ِطيئ ٍَة»(((‪.‬‬
‫َت ْسبِ َ‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2692‬‬


‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2698‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪38‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫«و ُت َح ُّط»‬
‫ورواه الرتمذي‪ ،‬وصححه‪ ،‬والنسائي‪ ،‬إال أهنما قاال‪َ :‬‬
‫بغير ألف قبل الواو(((‪.‬‬
‫فهذه ‪ 1000‬ش��جرة يف الجنة لم��ن واظب على هذه الخطوات‬
‫يف كل يوم وليلة‪ ،‬فيكون المجموع ‪ ٣٠‬ألف شجرة يف الشهر‪.‬‬
‫أليس من الخس��ارة الفادحة أن يفوت المس��لم على نفس��ة كل‬
‫شهر ‪ ٣٠‬ألف شجرة يف الجنة ال تأخذ من وقته إال دقائق معدودة!‬
‫أش��جار الجنة‪ ،‬وما أدراك ما أش��جار الجنة وس��يقاهنا وهباؤها‬
‫وجمالها ورائحتها وزينتها وثمراهتا وأوراقها!‬
‫هذا غير ما يزيده المس��لم على هذه الخط��وات التي ذكرت يف‬
‫أشجارا يف الجنة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ذهابه وإيابه فيزداد‬

‫■ ■وقفة يف فضل الذكر‪:‬‬


‫(((‬
‫‪.‬‬ ‫قال تعالى‪( :‬ﯩ ﯪ)‬
‫من نحن حتى يذكرنا اهلل ‪ ‬إن ذكرناه!‬
‫اهلل َت َع َالى‪َ :‬أ َنا ِع ْن َد َظ ِّن َع ْب ِدي بِي‪،‬‬
‫ول ُ‬ ‫قال النبي ‪َ « :‬ي ُق ُ‬

‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ )3463‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪ .‬وسنن النسائي الكربى (‪.)67/9‬‬
‫((( [البقرة‪]152 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪39‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫َو َأ َنا َم َع ُه إِ َذا َذ َك َرنِي‪َ ،‬فإِنْ َذ َك َرنِي ِفي َن ْف ِس ِه َذ َك ْر ُت ُه ِفي َن ْف ِسي‪َ ،‬وإِنْ َذ َك َرنِي‬
‫ل َخ ْي ٍر ِم ْن ُه ْم»(((‪.‬‬
‫ل َذ َك ْر ُت ُه ِفي َم إَ ٍ‬
‫ِفي َم إَ ٍ‬

‫كان خالد بن معدان يس��بح كل يوم ‪ ٤٠‬ألف تس��بيحة‪ ،‬سوى ما‬


‫ليغسل‪ ،‬فجعل يشير‬
‫يقرأ من القرآن‪ ،‬فلما مات وضع على سريره َّ‬
‫بأصبعه يحركها بالتسبيح‪.‬‬
‫وقيل لعمير بن هانئ‪ :‬نرى لسانك ال يفرت! فكم تسبح كل يوم؟‬
‫قال‪ :‬مائة ألف تسبيحة‪ ،‬إال أن تخطئ األصابع‪.‬‬
‫��ن آ َد َم‪ ،‬إِنْ َذ َك ْر َتنِي ِفي‬ ‫��ال ُ‬
‫اهلل‪َ :‬ي��ا ا ْب َ‬ ‫ويف الحدي��ث القدس��ي‪َ « :‬ق َ‬
‫ل ِم َن‬
‫��ك ِفي َم إَ ٍ‬
‫ل َذ َك ْر ُت َ‬‫��ك ِفي َن ْف ِس��ي‪َ ،‬وإِنْ َذ َك ْر َتنِي ِفي َم إَ ٍ‬ ‫َن ْف ِس َ‬
‫��ك َذ َك ْر ُت َ‬
‫ا ْل َم اَلئِ َك ِة‪َ ،‬أ ْو ِفي َم إَ ٍ‬
‫ل َخ ْي ٍر ِم ْن ُه ْم»(((‪.‬‬

‫ وقفة‪:‬‬
‫فالج��زاء م��ن جنس العم��ل‪ ،‬فمن ذكر اهلل يف نفس��ه ذكره اهلل يف‬
‫نفس��ه‪ ،‬ومن ذكر اهلل يف مأل ذكره اهلل يف مأل خير منهم‪ ،‬ومن نس��ي‬
‫اهلل نسيه اهلل‪.‬‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )7405‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)2675‬‬


‫((( المسند (‪.)397/19‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪40‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬آالف احلسنات وآالف السيئات ‪L‬‬


‫وم��ن اإلنجازات الهائلة يف اليوم والليلة ما يقوم به المس��لم من‬
‫تسبيح هلل تعالى يف عمل ال يستغرق من الوقت إال ‪ 3‬دقائق‪ ،‬تدخل‬
‫يف رصيده من الحس��نات على أقل تقدير ‪ ١٠‬آالف حس��نة وتحط‬
‫ألف سيئة‪.‬‬
‫عن سعد بن أبي وقاص ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪:‬‬
‫��أ َل ُه َس��ائِ ٌل‬ ‫��ب‪ُ ،‬ك َّل َي ْو ٍم َأ ْل َف َح َس��ن ٍَة؟» َف َس َ‬
‫��ز َأ َح ُد ُك ْم َأنْ َي ْك ِس َ‬ ‫َ‬
‫«أ َي ْع ِج ُ‬
‫ف َح َس��ن ٍَة؟ َق َال‪ُ « :‬ي َس ِّب ُح ِما َئ َة‬‫��ب َأ َح ُد َنا َأ ْل َ‬ ‫مِن ج َلس��ائِ ِه‪َ :‬كي َ ِ‬
‫ف َي ْكس ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫يح ٍة‪َ ،‬ف ُي ْكت َُب َل ُه َأ ْل ُف َح َسن ٍَة َأ ْو ُي َح ُّط َع ْن ُه َأ ْل ُف َخ ِطيئ ٍَة»(((‪.‬‬
‫َت ْسبِ َ‬

‫«و ُت َح ُّط»‬
‫ورواه الرتمذي‪ ،‬وصححه‪ ،‬والنسائي‪ ،‬إال أهنما قاال‪َ :‬‬
‫بغير ألف قبل الواو(((‪.‬‬
‫ونحن نطمع‪ ،‬بفضل اهلل ورحمته وجوده وعطائه‪ ،‬أن يكتب له‬
‫ألف حسنة ويحط عنه ألف خطيئة‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2698‬‬


‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ )3463‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪ .‬وسنن النسائي الكربى (‪.)67/9‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪41‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫فتصور عندما تقول‪« :‬س��بحان اهلل» مائة مرة يكتب لك ‪١٠٠٠‬‬


‫حسنة‪ ،‬والحسنة بعش��ر أمثالها على أقل تقدير‪ ،‬فيكون المجموع‬
‫‪10000=10×1000‬حسنة‪ ،‬واهلل يضاعف لمن يشاء‪ ،‬ويف نفس‬
‫الوقت يحط عنك ‪ 1000‬سيئة‪.‬‬
‫تص��ور لو أن��ك تقول ه��ذا الذك��ر كل ي��وم مرة فس��وف يكون‬
‫رصيدك الش��هري ‪ ٣٠٠‬ألف حسنة‪ ،‬ويحط عنك ‪ ٣٠‬ألف سيئة‪،‬‬
‫فكيف بمن يقول هذا الذكر يف اليوم عدة مرات!‬
‫أليس من الخس��ارة الفادحة أن يفوت المس��لم على نفس��ه كل‬
‫ش��هر آال ًفا تدخل يف رصيد الحسنات وآالف السيئات تسقط من‬
‫رصيده بعمل يسير ووقت قليل!‬
‫ق��ال اإلمام اب��ن القي��م ‪ :‬إن الذكر نور للذاك��ر يف الدنيا‪،‬‬
‫ونور له يف قربه‪ ،‬ونور له يف معاده‪ ،‬يس��عى بين يديه على الصراط‪،‬‬
‫فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر اهلل تعالى(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( الوابل الصيب (‪.)50‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪42‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬ما اليعد وال حيصى من احلسنات ‪L‬‬


‫اهلل أكبر! إهنا مليارات ومليارات ومليارات من الحسنات من‬
‫اإلنجازات الهائلة‪ ،‬يف اليوم والليلة‪ ،‬ما يكسبه المسلم يف ثوان‪ ،‬ال‬
‫دقائق‪ ،‬من مليارات الحسنات يف وقت قليل وعمل يسير‪.‬‬
‫فعليك باتباع الخطوات التالية‪:‬‬

‫ ‪ ) 1‬الذكر املضاعف‪:‬‬
‫ع��ن جويرية أم المؤمنين ‪ ‬أن النبي ‪َ ‬خ َر َج‬
‫��ج ِد َها‪ُ ،‬ث َّم َر َج َع‬
‫الص ْب َح‪َ ،‬و ِهي فِي مس ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫مِ ْن ِعن ِْد َها ُب ْك َر ًة ِحي َن َص َّ‬
‫ت َع َل��ى ا ْل َح ِ‬
‫ال ا َّلتِي‬ ‫��د َأ ْن َأ ْض َحى‪َ ،‬و ِهي َجال ِ َس��ةٌ‪َ ،‬ف َق َ‬
‫��ال‪َ « :‬ما ِز ْل ِ‬ ‫َب ْع َ‬
‫َ‬
‫��ت‪َ :‬ن َع ْم‪َ .‬ق َال النَّبِ��ي ‪َ :‬‬
‫«ل َقدْ ُق ْل ُت‬ ‫ُ��ك َع َل ْي َها؟» َقا َل ْ‬
‫ار ْقت ِ‬ ‫َف َ‬
‫ُّ‬
‫ت ُم ْن ُ‬
‫��ذ ا ْل َي ْو ِم‬ ‫ات‪َ ،‬ل ْو ُو ِز َن ْ‬
‫��ت بِ َما ُق ْل ِ‬ ‫��ر ٍ‬ ‫��ات‪َ ،‬ث اَل َث َم َّ‬ ‫��د ِك َأ ْر َب َ‬
‫��ع َك ِل َم ٍ‬ ‫َب ْع َ‬
‫��ه َو ِز َن َة َع ْر ِش ِ‬
‫��ه‬ ‫َل َو َز َن ْت ُه َّن‪ُ :‬س ْ‬
‫��ب َحانَ اهللِ َوبِ َح ْم ِد ِه‪َ ،‬ع َد َد َخ ْل ِق ِه َو ِر َضا َن ْف ِس ِ‬
‫َو ِم َدا َد َك ِل َماتِ ِه»(((‪.‬‬
‫فانظر إلى العبارة النبوية القصيرة كم اختصرت من الوقت!‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2726‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪43‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫لو أن االنس��ان أجهد نفسه يف التس��بيح المتواصل طوال اليوم‬


‫فل��ن تبلغ مئات اآلالف من المرات‪ ،‬فض�ًل�اً عن ماليين المرات‪،‬‬
‫ولك��ن جاء فضل اهلل عل��ى هذه األمة ليدلنا عل��ى كلمات قصيرة‬
‫جامعة يكتب اهلل هبا ثوا ًبا ال يحصيه العدد‪.‬‬
‫تخي��ل عدد خلق اهلل يف هذا الكون‪ ،‬وتخي��ل ضخامة هذا الرقم‬
‫الفلكي الذي يحوي باليين من اإلنس والجن والمالئكة والنجوم‬
‫والبهائ��م والطيور واألس��ماك والحش��رات والنبات��ات والرمال‪،‬‬
‫وغيره��م كثي��ر وكثير وكثي��ر! ال يمكن أن يحصيهم بش��ر‪ ،‬ولكن‬
‫«س ْب َحانَ اهللِ‬
‫اهلل يعطيك بعددهم حس��نات‪ ،‬إذا قلت ثالث مرات‪ُ :‬‬
‫َوبِ َح ْم ِد ِه‪َ ،‬ع َد َد َخ ْل ِق ِه َو ِر َضا َن ْف ِس ِه َو ِز َن َة َع ْر ِش ِه َو ِم َدا َد َك ِل َماتِ ِه»‪.‬‬
‫وتخيل م��ا مقدار حجم عرش الرحمن الذي س��تحظى بوزنه‬
‫حسنات إن شاء اهلل‪.‬‬
‫هل ستفارق هذه الحسنات الهائلة؟‬

‫■ ■شرح مفردات الكلمات‪:‬‬


‫«س ْ��ب َحانَ اهللِ َوبِ َح ْم ِد ِه»‪ :‬جمل��ة جمعت بين تنزيه اهلل‬
‫‪1 .1‬قوله‪ُ :‬‬
‫تعال��ى عن النقائ��ص والعيوب‪ ،‬وإثبات الكم��ال المطلق‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪44‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫هلل تعال��ى‪ ،‬وذل��ك باإلق��رار بمحامده الت��ي ال هناية لعدها‬


‫وإحصائها‪.‬‬
‫«ع َد َد َخ ْل ِق ِه»‪ :‬أي‪ :‬بعدد كل واحد من مخلوقاته‪ ،‬وهذا‬
‫‪2 .2‬قوله َ‬
‫شامل لما يف السموات واألرض ويف الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫«و ِر َضا َن ْف ِس ِه»‪ :‬أي‪ :‬أسبحه قدر ما يرضاه‪.‬‬
‫‪3 .3‬قوله َ‬
‫«و ِز َن َة َع ْر ِش ِ‬
‫��ه»‪ :‬أي‪ :‬أس��بحه بمقدار وزن عرشه‪ ،‬وال‬ ‫‪4 .4‬قوله َ‬
‫يعل��م وزن��ه إال اهلل ‪ ‬أي‪ :‬ل��و وزن ل��كان بكثرت��ه‬
‫وعظمته بقدر العرش العظيم‪.‬‬
‫��دا َد َك ِل َماتِ��ه»‪ :‬أي‪ :‬مثل عدد كلمات��ه يف الثواب‪،‬‬
‫«و ِم َ‬
‫‪5 .5‬قول��ه َ‬
‫وقيل‪ :‬مثلها يف أهنا ال تنفد‪ .‬والمداد هو ما يكثر به ويزداد‪.‬‬

‫■ ■تنبيه‪:‬‬
‫خاصا بأذكار الصباح والمس��اء‪ ،‬كما قد يفهمه‬
‫ه��ذا الذكر ليس ًّ‬
‫البع��ض عندم��ا يقرؤه يف كت��ب األذكار‪ ،‬بل يقوله المس��لم يف كل‬
‫وق��ت يف ذهاب��ه وإيابه وقيام��ه وقعوده‪ ،‬ويف جمي��ع أحواله‪ ،‬حتى‬
‫يدخل يف رصيده أكرب عدد من الحسنات يف وقت قصير‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪45‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■مالحظة‪:‬‬
‫إذا ش��عرت بالكس��ل والفتور‪ ،‬أو التثاقل عن بع��ض الطاعات‬
‫والعبادات‪ ،‬فما عليك إال أن تعوض هذا النقص بتكرار هذا الذكر‬
‫المضاعف‪ ،‬وإذا فاتك ش��يء من أبواب الخير الكثيرة والمتنوعة‬
‫فما عليك إال أن تلزم هذا الذكر المضاعف‪.‬‬

‫ ‪ ) 2‬االستغفار املضاعف‪:‬‬
‫ين َوا ْل ُمؤْ ِمن ِ‬
‫َات َكت َ‬
‫َب‬ ‫اس َتغْ َف َر لِ ْل ُمؤْ ِمنِ َ‬
‫قال النبي ‪َ « :‬م ِن ْ‬
‫ُ‬
‫اهلل َل ُه بِ ُك ِّل ُمؤْ ِم ٍن َو ُمؤْ ِمن ٍَة َح َس َن ًة»(((‪.‬‬

‫هل ترغب يف أن تكس��ب يف جملة واحدة على أقل تقدير ألف‬


‫مليون حسنة!‬

‫فكيف لو كررت ذلك أكثر من مرة!‬

‫كم تتوقع أن يرتفع رصيدك من الحسنات!‬


‫من المعلوم أن عدد المس��لمين اليوم يف العالم أكثر من مليار‪،‬‬
‫فما بالك باألموات من أبينا آدم ‪ ‬إلى يومنا هذا!‬

‫((( مسند الشاميين (رقم ‪.)2155‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪46‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫لو ظللت طول حياتك تسبح اهلل لما استطعت أن تصل إلى هذا‬
‫الرقم الخيالي من الحس��نات‪ ،‬فكيف لو قل��ت هذا الدعاء يف كل‬
‫دعاء لك! كم تتوقع أن تزداد حسناتك!‬

‫■ ■مناذج رائعة من الدعاء للغري‪:‬‬


‫‪1 .1‬أح��د الصالحي��ن وه��و يف الح��رم ي��رى الطائفي��ن يصلون‬
‫وهم يخرجون من أبواب الح��رم‪ ،‬وهم ألوف‪ ،‬يدعو لهم‬
‫بالمغفرة والرحمة والتوفيق‪.‬‬
‫‪2 .2‬وآخ��ر م��ن الصالحين إذا ذكر عنده أحد م��ن إخوانه دعا له‬
‫بالرحمة والمغفرة‪.‬‬
‫‪3 .3‬وأعجب من ذلك من إذا خطر على باله أحد إخوانه دعا له‬
‫بالخير‪.‬‬
‫‪4 .4‬ومنه��م م��ن إذا أرس��ل له أح��د رس��الة يف الج��وال دعا له‬
‫بالتوفيق‪.‬‬
‫‪5 .5‬وأع��رف أح��د الصالحين إذا وج��د يف قلبه ش��ي ًئا على أحد‬
‫إخوان��ه‪ ،‬جل��س أيا ًم��ا وه��و يدع��و ل��ه‪ ،‬كل ذل��ك إغاظة‬
‫للشيطان‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪47‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫فهل جعلت هذه الصفة هي شعارك ومنهجك يف حياتك اليومية‬


‫حتى يدعو لك الملك بمثل ذلك! صدقني سوف ترى التوفيق يف‬
‫حياتك والسعادة يف قلبك‪.‬‬

‫ ‪ ) 3‬تكرار سورة اإلخالص‪:‬‬


‫هل تعلم أنك يف وقت قصير ال يتجاوز نصف دقيقة يمكنك أن‬
‫تحصل على مثل ثواب ختم القرآن الكريم‪ ،‬وتحصل على ماليين‬
‫من الحسنات بتكرارك سورة اإلخالص ثالث مرات فقط‪.‬‬
‫عن أبي س��عيد الخدري ‪ ‬ق��ال‪ :‬قال النبي ‪‬‬
‫آن ِفي َل ْي َل ٍة؟» َف َش َّق َذل ِ َك‬ ‫لأِ َ ْص َحابِ ِه‪َ :‬‬
‫«أ َي ْع ِج ُز َأ َح ُد ُك ْم َأنْ َي ْق َر َأ ُث ُل َث ُ‬
‫الق ْر ِ‬
‫اهلل َأ َح ٌد‬
‫ول اهلل! َف َق َال‪ُ « :‬ق ْل ُه َو ُ‬ ‫َع َل ْي ِه ْم َو َقا ُلوا‪َ :‬أ ُّينَا ُيطِ ُيق َذل ِ َك َيا َر ُس َ‬
‫َت ْع ِد ُل ُث ُل َث ا ْل ُق ْر ِ‬
‫آن»(((‪.‬‬
‫فهل فكرنا يف أن نكسب يف اليوم الواحد عدة مرات ثواب ختم‬
‫القرآن يف زمن ال يتجاوز بضع دقائق!‬
‫ليس الهدف أن تعرف هذه المعلومات فحسب‪ ،‬ولكن الهدف‬
‫أيضا‪.‬‬
‫األسمى أن تعمل هبا ً‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪.)5015‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪48‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ه��ل استش��عرت عندما تأيت ي��وم القيام��ة ويف صحيفتك آالف‬


‫الختمات‪ ،‬حتى ليخيل للناظر إلى صحائفهم أهنم عمروا يف الدنيا‬
‫مئات السنين لختم هذا العدد من المرات للقرآن‪.‬‬

‫ س��ئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمي��ة واإلفتاء‪ :‬هل إذا‬


‫قرأ اإلنس��ان ثالث مرات س��ورة اإلخالص يحصل بذلك‬
‫فضيلة ختم القرآن الكريم كله ؟‬
‫الج��واب‪ :‬فضل اهلل واس��ع‪ ،‬وإن ثب��ت أن معن��ى الحديث أن‬
‫س��ورة االخ�لاص تعدل ثلث الق��رآن يف الفضيل��ة والثواب‪ ،‬كان‬
‫لقارئها ثالث مرات ثواب ختم القرآن(((‪.‬‬

‫ أخي احلبيب‪:‬‬
‫اجعل هذه األعمال الثالثة مالزمة لك يف ليلك وهنارك‪ ،‬وذهابك‬
‫وإيابك‪ ،‬ويف جميع أحوالك حتى يدخل يف رصيدك من الحسنات‬
‫رت مئات السنين‪.‬‬
‫باليين باليين‪ ،‬كأنك ُع ِّم َ‬

‫***‬
‫((( فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)28/4‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪49‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬آالف اجلوائز الربانية يف عمل واحد ‪L‬‬


‫ومن اإلنجازات الهائلة ما يقوم به المسلم من عمل واحد يأخذ‬
‫مقابله آالف الجوائز الربانية المتنوعة‪:‬‬
‫يك‬ ‫ال‪( :‬لاَ إِ َل َه إِلاَّ ُ‬
‫اهلل َو ْح َد ُه لاَ َش ِر َ‬ ‫‪1 .1‬عن أبي أيوب‪ :‬قال‪َ « :‬م ْن َق َ‬

‫َل ُه‪َ ،‬ل ُه ا ْل ُم ْل ُك َو َل ُه ا ْل َح ْم ُد َو ُه َو َع َلى ُك ِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير) َع ْش َر ِم َرا ٍر‬


‫اع َ‬
‫يل»(((‪.‬‬ ‫َكانَ َك َم ْن َأ ْعت ََق َأ ْر َب َع َة َأ ْن ُف ٍ‬
‫س ِم ْن َو َل ِد إِ ْس َم ِ‬

‫‪2 .2‬عن أب��ي هريرة ‪ ‬أن رس��ول اهلل ‪ ‬قال‪:‬‬


‫الم ْل ُك َو َل ُه‬
‫يك َل ُه‪َ ،‬ل ُه ُ‬
‫ال َش ِ��ر َ‬ ‫(ال إِ َل َه إِلاَّ ُ‬
‫اهَّلل‪َ ،‬و ْح َد ُه َ‬ ‫ال‪َ :‬‬
‫��ن َق َ‬
‫« َم ْ‬
‫��ي ٍء َق ِد ٌير) ِف��ي َي ْو ٍم ِما َئ َة َم َّر ٍة‪َ ،‬كا َن ْت‬
‫الح ْم ُد‪َ ،‬و ُه َو َع َلى ُك ِّل َش ْ‬
‫َ‬
‫اب‪َ ،‬و ُكتِ َب ْت َل ُه ِما َئ ُة َح َسن ٍَة‪َ ،‬و ُم ِح َي ْت َع ْن ُه ِما َئ ُة‬
‫َل ُه َعدْ َل َع ْش ِر ِر َق ٍ‬
‫َس�� ِّيئ ٍَة‪َ ،‬و َكا َن ْت َل ُه ِح ْر ًزا ِم َن َّ‬
‫الش ْي َط ِ‬
‫ان َي ْو َم ُه َذلِ َك َح َّتى ُي ْم ِس َي‪،‬‬
‫��د َع ِم َل َأ ْك َث َر ِم ْن‬
‫اء بِ ِه‪ ،‬إِلاَّ َأ َح ٌ‬ ‫ت َأ َح ٌد بِ َأ ْف َض َ‬
‫��ل ِم َّما َج َ‬ ‫��م َي ْأ ِ‬
‫َو َل ْ‬
‫َذلِ َك»(((‪.‬‬

‫((( أخرجه مسلم (رقم ‪.)2693‬‬


‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )3293‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)2691‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪50‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫قال القرطبي‪ :‬وذكر العش��ر رقاب يف بعضها واألربع يف بعض‪،‬‬


‫كان باعتب��ار الذاكرين يف اس��تحضارهم معاين األلف��اظ بالقلوب‬
‫واإلخالص لعالم الغيوب‪ ،‬فيكون اختالف مراتبهم باعتبار ذلك‬
‫وبحسبه(((‪.‬‬
‫فانظر ‪ -‬يا رعاك اهلل ‪ -‬إلى هذه الجوائز الربانية واإلنجازات الهائلة‪،‬‬
‫كم سيأخذ من داوم عليها يف خالل شهر من األجور والحسنات!‬

‫ ‪ ) 1‬اجلائزة الربانية األوىل‪ :‬ثواب عتق الرقاب‪:‬‬


‫��ل َم ًة‪َ ،‬أ ْعت ََق ُ‬
‫اهَّلل بِ ُك ِّل ُع ْض ٍو‬ ‫ق��ال ‪َ « :‬م ْن َأ ْعت ََق َر َق َب ًة ُم ْس ِ‬
‫ِم ْن ُه ُع ْض ًوا ِم َن ال َّنا ِر‪َ ،‬ح َّتى َف ْر َج ُه بِ َف ْر ِج ِه»(((‪.‬‬
‫المقص��ود بعتق رقبة منح الحرية للعب��د المملوك تقر ًبا إلى اهلل‬
‫تعالى‪.‬‬
‫عل��ى الرواية األول��ى‪ :‬إذا قال مائة مرة كل يوم‪ ،‬فيكون يف الش��هر‬
‫‪1200‬ثواب إعتاق رقبة‪ ٤٠ ،‬رقبة كل يوم = ‪ 1200 =30×40‬رقبة‪.‬‬
‫وعلى الرواية الثانية‪ 300=30×10 :‬رقبة‪.‬‬

‫((( المفهم لما أشكل يف صحيح مسلم (‪.)20/7‬‬


‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )6715‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)1509‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪51‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ ‪ ) 2‬اجلائزة الربانية الثانية‪:‬‬


‫يكتب كل يوم ‪ ١٠٠‬حس��نة‪ ،‬والحس��نة بعش��ر أمثالها‪ ،‬فيكون‬
‫‪1000‬حسنة‪ ،‬فيكون رصيدك الشهري ‪ ٣٠‬ألف حسنة‪.‬‬

‫ ‪ ) 3‬واجلائزة الربانية الثالثة‪:‬‬


‫ويمح��ى ‪ ١٠٠‬س��يئة‪ .‬فيك��ون مجم��وع م��ا يمح��ى منك من‬
‫السيئات يف الشهر ‪ ٣٠٠٠‬سيئة‪.‬‬

‫ ‪ ) 4‬اجلائزة الربانية الرابعة‪:‬‬


‫تكون محفو ًظا من الشيطان الذي هو مصدر إزعاج لالنسان‪،‬‬
‫يوسوس له ويحزنه ويغويه‪.‬‬

‫ ‪ ) 5‬اجلائزة الربانية اخلامسة‪:‬‬


‫ال أح��د يأيت يوم القيام��ة بأفضل منك‪ ،‬إال م��ن عمل أكثر من‬
‫ذلك‪.‬‬

‫■ ■تنبيه‪:‬‬
‫ق��ال النووي ‪( :‬األفضل أن يقال بعد صالة الصبح حتى‬
‫يكون محفو ًظا طيلة يومه من الشيطان)‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪52‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫أليس من الخس��ارة الفادحة أن يفوت المسلم على نفسه آالف‬


‫الجوائز الربانية المتنوعة‪ ،‬التي یكسب من ورائها آالف الحسنات‬
‫كل ش��هر يف عم��ل واحد ال يكلفه من الوقت والجهد إال الش��يء‬
‫اليسير!‬
‫اللهم ال تحرمنا فضلك‪ ،‬وأعنا على طاعتك‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪53‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬أكثر من ‪ 1000‬كنز يف اجلنة ‪L‬‬


‫وم��ن اإلنج��ازات الهائل��ة يف الي��وم والليلة ما يكس��به المس��لم‬
‫ويجعله يف رصيده األخروي من كنوز الجنة‪.‬‬
‫عن أبي موس��ى ‪ ‬أن رس��ول اهلل ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫«ألاَ‬
‫��ول اهللِ‪َ .‬ق َال‪:‬‬ ‫َأ ُد ُّل َ‬
‫��ك َع َلى َك ْن ٍز ِم ْن ُكنُو ِز ا ْل َج َّن ِة؟» َف ُق ْل ُت‪َ :‬ب َلى‪َ ،‬يا َر ُس َ‬
‫« ُق ْل‪ :‬لاَ َح ْو َل َولاَ ُق َّو َة إِلاَّ بِاهللِ»(((‪.‬‬
‫ومعن��ى الكنز‪ :‬أي ث��واب مدخر يف الجنة‪ ،‬وه��و ثواب نفيس‪،‬‬
‫كما أن الكنز أنفس أموال العباد‪ ،‬فإن المراد مكنوز ثواهبا عند اهلل‬
‫لك��م‪ ،‬وذلك ألهنا كلمة استس�لام وتفويض إل��ى اهلل تعالى‪ ،‬وأن‬
‫العبد ال يملك شي ًئا من األمر‪.‬‬

‫ أخي املبارك‪:‬‬
‫إذا أردت أكث��ر م��ن ‪ ١٠٠٠‬كن��ز يف الجنة يف كل ش��هر فعليك‬
‫باتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪1 .1‬المواظب��ة عل��ى الترديد خل��ف المؤذن يف قول��ه‪« :‬حي على‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )2405‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)2704‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪54‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫الص�لاة‪ ،‬حي على الفالح» ففي كل أذان يرددها المس��لم‬


‫‪ ٤‬مرات‪ ،‬فيكون المجموع مع األذان األول لصالة الفجر‬
‫‪ ٢٤‬مرة يكررها المسلم يف اليوم والليلة‪.‬‬
‫‪2 .2‬وكذل��ك المواظب��ة على التردي��د خلف المقيم للص�لاة‪ ،‬فيكون‬
‫مرتين‪ ،‬فيصبح المجموع ‪10‬مرات يف اإلقامة يف اليوم والليلة‪.‬‬
‫‪3 .3‬أن يردد بعد كل طعام وشراب‪« :‬ا ْل َح ْم ُد هلل ا َّل ِذي َأ ْط َع َمنِي َه َذا‬
‫َو َر َز َقنِ ِيه ِم ْن َغ ْي ِر َح ْو ٍل ِمنِّي َولاَ ُق َّو ٍة»(((‪.‬‬
‫‪4 .4‬أن يكرره��ا عند كل عمل ش��اق على نفس��ه‪ ،‬س��واء كان من‬
‫أمور الدنيا أو اآلخرة‪.‬‬
‫«أ َم َرنِي َأنْ ُأ ْكثِ َر ِم ْن َق ْو ِل‪( :‬لاَ َح ْو َل َولاَ‬
‫عن أبي ذر ‪ ،‬قال‪َ :‬‬

‫ش»(((‪.‬‬ ‫ُق َّو َة إِلاَّ بِاهلل) َفإِ َّن ُه َّن ِم ْن َك ْن ٍز َت ْح َت ا ْل َع ْر ِ‬

‫أم��را م��ن األم��ور الت��ي تواجه��ك يف حيات��ك‬


‫ف��إذا اس��تثقلت ً‬
‫االجتماعية أو االقتصادية أو النفس��ية‪ ،‬فعليك برتديد هذه الكلمة‬
‫حتى يمدك اهلل بالعون والتوفيق من عنده‪.‬‬

‫((( أبو داود (رقم ‪ )4023‬والرتمذي (رقم ‪ )3458‬وابن ماجه (رقم ‪ )3285‬وحسنه الرتمذي‪.‬‬
‫((( المسند (‪ )327/35‬وصححه األلباين يف السلسلة الصحيحة (رقم ‪.)2166‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪55‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫فيك��ون المجم��وع يف الي��وم والليل��ة ال يقل عن ‪ ٤٠‬م��رة يقولها‬


‫المس��لم ويردد هذا الكنز‪ ،‬فيدخر لك يف الجنة يف شهر واحد أكثر‬
‫من ‪ 1000‬كنز يف الجنة‪.‬‬
‫فيا ترى كيف يكون هذا الكنز! وما قيمته! وما حجمه! وما هو‬
‫جماله وروعته وبريقه وعظمته!‬
‫أليس من الخس��ارة الفادحة أن يفوت المسلم على نفسه يف كل‬
‫ش��هر أكثر من ‪ ١٠٠٠‬كنز يف الجنة‪ ،‬ال يستغرق من وقته إال دقائق‬
‫معدودة‪ ،‬يحصل فيها على هذه الكنوز العظيمة الجميلة!‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪56‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬عشرون حسنة عشرون سيئة ‪L‬‬


‫اهلل أكبر! ما أعظم فضل اهلل وسعة رحمته‪ ،‬كلمة واحدة يقولها‬
‫اإلنس��ان يكتب له فيها ‪ 20‬حسنة‪ ،‬والحسنة بعشر أمثالها‪ ،‬فيكون‬
‫المجموع ‪ 200‬حسنة‪ ،‬ويمحى عنه ‪ 20‬سيئة‪ .‬ال تأخذ من وقتك‬
‫إال ثانية! انتبه‪ ،‬ثانية!‬
‫عن أبي هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬إِنَّ َ‬
‫اهلل‬
‫��ب َحانَ اهللِ‪َ ،‬وا ْل َح ْم ُد هلل‪َ ،‬ولاَ إِ َل َه إِلاَّ ُ‬
‫اهلل‪،‬‬ ‫(س ْ‬‫اص َط َف��ى ِم َن ا ْل َك اَل ِم َأ ْر َب ًعا‪ُ :‬‬
‫ْ‬
‫(س ْ��ب َحانَ اهلل) ُكتِ َب َل ُه ِع ْش ُ��رونَ َح َس َن ًة َو ُح َّط ْت‬ ‫ال‪ُ :‬‬ ‫اهلل َأ ْك َب ُر) َف َم ْن َق َ‬
‫َو ُ‬
‫(اهلل َأ ْك َب ُر) َف ِم ْث ُل َذلِ َك‪َ ،‬و َم ْن َق َ‬
‫ال‪( :‬لاَ إِ َل َه‬ ‫ال‪ُ :‬‬ ‫َع ْن ُه ِع ْش ُرونَ َس ِّي َئ ًة‪َ ،‬و َم ْن َق َ‬
‫ال‪( :‬ا ْل َح ْم ُد هلل َر ِّب ا ْل َع َال ِم َ‬
‫ين) ِم ْن ِق َبلِ َن ْف ِس ِه‬ ‫إِلاَّ ُ‬
‫اهلل) َف ِم ْث ُل َذلِ َك‪َ ،‬و َم ْن َق َ‬
‫ُكتِ َب َل ُه َث اَل ُثونَ َح َس َن ًة َو ُح َّط ْت َع ْن ُه َث اَل ُثونَ َس ِّي َئ ًة»(((‪.‬‬
‫فتص��ور ‪ -‬أخي الكري��م ‪ -‬أنك لو قلت ه��ذه الكلمات األربع‬
‫مرة واحدة‪ ،‬فس��يكون لك من الحسنات على األقل ‪ ٩٠٠‬حسنة‪،‬‬
‫ال تأخذ من وقتك ثواين‪ ،‬ويسقط من رصيد سيئاتك ‪ ٩٠‬سيئة‪.‬‬

‫((( عمل اليوم والليلة (رقم ‪.)840‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪57‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ق��ال ابن الج��وزي ‪ :‬لي��س الذاكر من قال‪ :‬س��بحان اهلل‬


‫والحم��د هلل‪ ،‬وقلبه مصر عل��ى الذنوب‪ ،‬وإنما الذاك��ر من إذا َهم‬
‫بمعصية ذكر مقامه بين يدي عالم الغيوب(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( التذكرة يف الوعظ (‪.)86‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪58‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬آالف الصدقات اليومية ‪L‬‬


‫م��ن اإلنجازات الهائلة اليومية ما يقدمه المس��لم من الصدقات‬
‫شكرا هلل تعالى على ما أنعم به علينا من النعم‪.‬‬
‫غير المالية ً‬
‫وم��ن المعلوم أن اإلنس��ان في��ه ثالثمائة وس��تين مفصلاً ‪ ،‬وأن‬
‫الرس��ول ‪ ‬حثن��ا عل��ى تقدي��م صدق��ة يومي��ة عن كل‬
‫تعبيرا عن ش��كرنا هلل على‬
‫مفصل‪ ،‬وهو العظم من هذه المفاصل‪ً ،‬‬
‫هذه النعمة‪.‬‬
‫قال ‪ُ « :‬ي ْصبِ ُح َع َلى ُك ِّل ُس�َل�اَ َمى ِم ْن َأ َح ِد ُك ْم َص َد َق ٌة‪،‬‬
‫يد ٍة َص َد َق ٌة‪َ ،‬و ُك ُّل َت ْه ِل َيل ٍة َص َد َق ٌة‪َ ،‬و ُك ُّل‬
‫يح ٍة َص َد َق ٌة‪َ ،‬و ُك ُّل َت ْح ِم َ‬
‫َف ُك ُّل َت ْس��بِ َ‬
‫��ن ا ْل ُم ْن َك ِر َص َد َق ٌة‪،‬‬ ‫��ة‪َ ،‬و َأ ْم ٌر بِا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫وف َص َد َق ٌ‬
‫��ة‪َ ،‬و َن ْه ٌي َع ِ‬ ‫ي��ر ٍة َص َد َق ٌ‬
‫َت ْكبِ َ‬
‫الض َحى»(((‪.‬‬ ‫َان َي ْر َك ُع ُه َما ِم َن ُّ‬
‫َو ُي ْج ِز ُئ ِم ْن َذلِ َك َر ْك َعت ِ‬

‫فتص��ور أن صالة الضحى تس��اوي ‪ ٣٦٠‬صدقة‪ ،‬معن��ى هذا أنه‬


‫س��وف يكون رصيدك الش��هري من الصدق��ات يف صالة الضحى‬
‫‪ 10800=30×360‬صدقة‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)720‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪59‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫عن عائشة ‪ ‬قالت‪ :‬كان رسول اهلل ‪ ‬يصلي‬


‫الضحى أرب ًعا‪ ،‬ويزيد ما شاء اهلل(((‪.‬‬

‫■ ■أخي الكريم‪:‬‬
‫إذا أردت أن تدخ��ل يف رصي��دك آالف الصدق��ات غير المالية‬
‫فما عليك إال أن تتبع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪1 .1‬المواظبة على األذكار بعد الصلوات المفروضة‪ ،‬ومجموعها‬
‫‪ ٥٠٠‬صدقة؛ ألن يف كل تسبيحة وتحميدة وهتليلة وتكبيرة‬
‫صدقة‪.‬‬
‫‪2 .2‬المواظبة على التسبيحات قبل النوم‪ ،‬فيكون ‪ 100‬صدقة‪.‬‬
‫‪3 .3‬المواظبة على التس��بيحات‪ ،‬أي أذكار الصباح والمس��اء‪،‬‬
‫‪ 200‬صدقة‪ ،‬وهي «سبحان اهلل وبحمده»‪.‬‬
‫‪4 .4‬المواظبة على الصالة الضحى‪ ،‬وهي تعدل ‪ ٣٦٠‬صدقة‪.‬‬
‫‪5 .5‬الح��رص عل��ى االبتس��امة لمن تلق��اه من أهل��ك وإخوانك‬
‫وأبنائك‪ ،‬فهي صدقة‪.‬‬
‫قال ‪َ « :‬ت َب ُّس ُم َك ِفي َو ْج ِه َأ ِخ َ‬
‫يك َل َك َص َد َق ٌة»(((‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)719‬‬


‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ )1956‬وحسنه‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪60‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫أخي الحبيب‪ :‬هل جعلت االبتسامة هي شعارك عند اللقاء‬


‫مع القريب والبعيد والكبير والصغير والغني والفقير حتى‬
‫تحصل على أكرب قدر من الصدقات!‬
‫خيرا‪ ،‬بارك اهلل فيك‪ ،‬وفقك اهلل»‬
‫‪6 .6‬الكلم��ة الطيبة «جزاك اهلل ً‬
‫وغير ذلك من الكلمات المعروفة الدارجة‪ ،‬تأخذ مقابلها‬
‫صدقة‪.‬‬
‫الط ِّي َب ُة َص َد َق ٌة»(((‪.‬‬ ‫«و َ‬
‫الك ِل َم ُة َّ‬ ‫قال رسول اهلل ‪َ :‬‬
‫قال الش��يخ ابن عثيمين ‪ :‬الكلمة الطيبة تش��مل قراءة‬
‫القرآن‪ ،‬التس��بيح والتهليل‪ ،‬واألم��ر بالمعروف النهي عن‬
‫المنك��ر‪ ،‬تعليم العل��م‪ ،‬وكل ما تقرب به اإلنس��ان إلى ربه‬
‫من القول‪.‬‬
‫فه��ل بنيت حياتك من وقت أن تصبح إلى تمس��ي بالكلمة‬
‫الطيبة م��ع أهلك ومع أوالدك وإخوان��ك‪ ،‬حتى خدمك‪،‬‬
‫حتى تدخل يف رصيدك أكرب قدر ممكن من الصدقات غير‬
‫المالية بكل سهولة ويسر!‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )2989‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)1009‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪61‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪7 .7‬وبمشيك وخطوتك إلى المسجد صدقة‪ .‬قال ‪:‬‬


‫«‪َ ...‬و ُك ُّل َخ ْط َو ٍة َي ْم ِش َيها إِ َلى َّ‬
‫الص َال ِة َص َد َق ٌة ‪.(((»...‬‬
‫يس��يرا‪ .‬ق��ال‬
‫ً‬ ‫‪8 .8‬إماط��ة األذى ع��ن الطري��ق ول��و كان ش��ي ًئا‬
‫يق َص َد َق ٌة»(((‪.‬‬
‫الط ِر ِ‬ ‫يط َ‬
‫األ َذى َع ِن َّ‬ ‫«و ُي ِم ُ‬
‫‪َ :‬‬
‫��ر َر ُج ٌل‬
‫ويف الصحيحي��ن قال رس��ول اهلل ‪َ « :‬م َّ‬
‫��ال‪َ :‬واهللِ لأَ ُ َن ِّح َي َّن َه َذا َع ِن‬
‫يق‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫��ج َر ٍة َع َلى َظ ْه ِر َط ِر ٍ‬ ‫بِ ُغ ْص ِن َش َ‬
‫ين؛ لاَ ُيؤْ ِذي ِه ْم‪َ .‬ف ُأ ْد ِخ َل ا ْل َج َّن َة»(((‪.‬‬
‫ا ْل ُم ْس ِل ِم َ‬
‫عمل يس��ير دخل به الجنة‪ ،‬اهلل أكرب! ما أعظم س��عة رحمة‬
‫اهلل وفضله!‬
‫��ر َك َع ِن‬
‫‪9 .9‬أن تمس��ك عن الش��ر‪ .‬ق��ال ‪َ « :‬ت ُك ُّف َش َّ‬
‫اس َفإِ َّن َها َص َد َق ٌة ِم ْن َك َع َلى َن ْف ِس َك»(((‪.‬‬
‫ال َّن ِ‬
‫س��واء أكان ذاك القولي؛ الس��ب واللعن والغيبة والسخرية‬
‫والكذب‪ ،‬أو أذاك الفعلى؛ الضرب والقتل وأخذ الحقوق‪.‬‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )2891‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)1009‬‬


‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )2989‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)1009‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )652‬وصحيح مسلم (رقم ‪)1914‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )2518‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)84‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪62‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫«ك ُّل َم ْع ُر ٍ‬
‫وف َص َد َق ٌة»(((‪.‬‬ ‫‪1010‬كل معروف صدقة‪ :‬قال‪ُ :‬‬
‫أي‪ :‬كل ما يفعله من أعمال الرب والخير‪.‬‬
‫أليس من الخس��ارة الفادحة أن يفوت المس��لم على نفس��ه هذا‬
‫الك��م الهائل من الصدقات غير المالي��ة‪ ،‬التي تتكرر معه كل يوم‪،‬‬
‫يف ليله وهناره‪ ،‬وذهابه وإيابه‪ ،‬ويف جميع أحواله!‬

‫***‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )6021‬من حديث جابر‪ ،‬وصحيح مسلم (رقم ‪ )1005‬من حديث حذيفة‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪63‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬آالف الدرجات يف اجلنة ‪L‬‬


‫ومن اإلنجازات الهائلة يف اليوم والليلة ما يصعد به المس��لم من‬
‫الدرجات يف الجنة صالة الجماعة‪.‬‬
‫«ص اَل ُة‬
‫عن ابن عمر ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪َ :‬‬
‫اع ِة َأ ْف َض ُل ِم ْن َص اَل ِة ا ْل َف ِّذ بِ َس ْب ٍع َو ِع ْش ِر َ‬
‫ين َد َر َج ًة»(((‪.‬‬ ‫ا ْل َج َم َ‬

‫ مثال للتشويق والرتغيب‪:‬‬


‫يف صالة الجماعة لو تويف رجالن يف عمر واحد‪ ،‬أحدهما تعود‬
‫أن يصلي الفرائض يف البيت بمفرده طوال حياته‪ ،‬واآلخر يصليها‬
‫يف المس��جد‪ ،‬ل��كان مجموع ثواب ص�لاة الرجل الث��اين أكثر من‬
‫ثواب نظيره األول سب ًعا وعشرين مرة‪.‬‬
‫ألي��س الرجل الث��اين كأنه عمر ف�ترة أطول م��ن الرجل األول‬
‫بسبع وعشرين مرة؟‬
‫وبعب��ارة أخرى‪ :‬فإن م��ا يحصل عليه الفرد م��ن ثواب الصالة‬
‫المكتوبة خالل س��بع وعشرين سنة‪ ،‬يمكن أن تكسبه أنت يف سنة‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )645‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)650‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪64‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫واحد‪ ،‬لو صلى األول الفريضة يف بيته وصليتها أنت يف المس��جد‬


‫مع الجماعة‪.‬‬
‫كثي��را من الن��اس إذا أعطي زيادة يف الرات��ب على أن ينتقل‬
‫ً‬ ‫إن‬
‫إل��ى مدينة غير مدينته لتغرب عن أهله م��ن أجل تلك الزيادة‪ ،‬أال‬
‫يحس��ن بك أن تتغ��رب بضع دقائق عن بيت��ك لتصلي الفريضة يف‬
‫غانما!‬
‫سالما ً‬
‫ً‬ ‫بيت اهلل ثم تعود إلى بيتك‬
‫وال تظن المرأة المسلمة أهنا محرومة من هذا الثواب المضاعف‪،‬‬
‫ف��إن صالهتا يف بيتها أفضل لها من صالهتا يف المس��جد‪ ،‬ولو كان‬
‫هذا المسجد هو المس��جد النبوي الذي تضاعف فيه الصالة إلى‬
‫ألف صالة فيما سواه‪.‬‬
‫فتص��ور إذا كان يف كل ص�لاة فريض��ة ‪ 27‬درجة‪ ،‬فف��ي اليوم‬
‫‪ ،135=5×٢٧‬فيك��ون يف الش��هر = ‪ ٤٠٥٠=٣٠×١٣٥‬درجه يف‬
‫الجنة‪.‬‬

‫ حرص السلف على صالة اجلماعة‪:‬‬


‫خ��رج عمر اهلل ‪ :‬يو ًما إلى حائ��ط له‪ ،‬فرجع وقد صلى‬
‫الن��اس العصر‪ ،‬فقال عمر‪ :‬إنا هلل وإن��ا إليه راجعون! فاتتني صالة‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪65‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫العص��ر ىف جماعة‪ ،‬أش��هدكم أن حائطي على المس��اكين صدقة‪.‬‬


‫ليكون كفارة لما صنع عمر‪.‬‬
‫وقال سعيد بن المسيب‪ :‬ما أذن المؤذن منذ ثالثين سنة إال وأنا‬
‫يف المسجد‪.‬‬
‫أليس من الخس��ارة الفادحة أن يفوت المس��لم على نفس��ه كل‬
‫شهر ‪ ٤٠٥٠‬درجة يف الجنة‪.‬‬

‫ فوائد صالة اجلماعة‪:‬‬


‫‪1 .1‬اختب��ار للعباد وامتحان لهم ليعلم اهلل من يمتثل أوامره ممن‬
‫يعرض عنها ويتكرب‪.‬‬
‫‪2 .2‬التعارف والتآلف والترابط بين المسلمين ليكونوا كالجسد‬
‫الواحد‪.‬‬
‫‪3 .3‬تعليم الجاهل وتذكير الغافل‪ ،‬فالجاهل يرى العالم فيقتدي‬
‫به‪ ،‬والغافل يسمع الموعظة فينتفع هبا‪.‬‬
‫‪4 .4‬ما يش��عر ب��ه المصل��ي يف الجماع��ة م��ن الخش��وع والتدبر‬
‫واالنتفاع بالصالة‪ ،‬بخالف من يصلي يف بيته‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪66‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪5 .5‬م��ا يف الخروج من المس��جد من النش��اط والحركة ورياضة‬


‫البدن بكثرة المشي ذها ًبا وإيا ًبا‪.‬‬
‫‪6 .6‬إغاظ��ة أعداء اهلل وإرهابهم‪ ،‬وعلى رأس��هم إبليس وجنوده‬
‫من شياطين اإلنس والجن‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪67‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬كيف ترفع درجتك يف اجلنة ‪L‬‬


‫ مباذا تنال درجات اجلنة؟‬
‫ *ال تنال درجات الجنة بكثرة المال أو الجاه أو األوالد‪ ،‬وإنما‬
‫تنال باإليمان والعمل الصالح‪.‬‬
‫ *ق��ال تعال��ى‪( :‬ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬
‫ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ‬
‫ﯤ ﯥ)(((‪.‬‬
‫ *المقص��ود بالدرج��ة‪ :‬إن الدرج��ات الت��ي س��يرد ذكره��ا يف‬
‫األحاديث منها ما هو حسي‪ ،‬ويقصد هبا درجات الجنة التي‬
‫بي��ن الدرجة واألخرى مس��يرة مائة عام أوكما بين الس��ماء‬
‫واألرض‪ ،‬ومنه��ا ما هو معن��وي والمراد هبا علو القدر عند‬
‫اهلل تعالى‪ .‬قاله الحافظ ابن حجر ‪.(((‬‬
‫ *يتفاوت النعيم بين أهل الدرجات‪.‬‬

‫((( [سبأ‪]37 :‬‬


‫((( فتح الباري (‪.)327/2‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪68‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ *أدن��ى درج��ة يف الجنة كقدر مل��ك الدنيا إحدى عش��رة مرة‪،‬‬


‫فكيف بالدرجات التي أعلى من ذلك!‬
‫ *أعل��ى درج��ة يف الجنة‪ ،‬فهي الوس��يلة‪ ،‬وال تك��ون إال لرجل‬
‫واحد هو محمد ‪.‬‬

‫ أهم األعمال اليت ترفع درجة املؤمن يف اجلنة‪:‬‬

‫■ ■‪ ) 1‬اإلميان الراسخ باهلل ورسوله‪:‬‬


‫ف ِم ْن‬ ‫��ر ِ‬ ‫��ل ُ‬
‫الغ َ‬ ‫َ��ر َاء ْونَ َأ ْه َ‬ ‫الج َّن ِ‬
‫��ة َيت َ‬ ‫ق��ال ‪« :‬إِنَّ َأ ْه َ‬
‫��ل َ‬
‫الم ْش ِر ِق َأ ِو‬ ‫الغابِر ِفي ُ‬
‫األ ُف ِق‪ِ ،‬م َن َ‬ ‫َف ْو ِق ِه ْم‪َ ،‬ك َما َيت ََر َاء ْونَ َ‬
‫الك ْو َك َب الدُّ ِّر َّي َ َ‬
‫اء‬ ‫َ‬ ‫��ول اهَّللِ تِ ْل َك َمن ِ‬
‫َاز ُل األَ ْنبِي ِ‬ ‫ب‪ ،‬لِ َت َف ُ‬
‫اضلِ َما َب ْين َُه ْم» َقا ُلوا َيا َر ُس َ‬ ‫المغْ �� ِر ِ‬
‫َ‬
‫ال آ َمنُوا باهلل‬ ‫ال َي ْب ُل ُغ َها َغ ْي ُر ُه ْم؟ َق َال‪َ « :‬ب َلى‪َ ،‬وا َّل ِذي َن ْف ِس��ي بِ َي ِ‬
‫��د ِه‪ِ ،‬ر َج ٌ‬ ‫َ‬
‫الم ْر َس ِل َ‬
‫ين»(((‪.‬‬ ‫َو َصدَّ ُقوا ُ‬
‫ذكر ابن حجر أن فائدة ذكر المشرق والمغرب يف الحديث هو‬
‫بيان الرفعة وشدة البعد(((‪.‬‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )645‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)650‬‬


‫((( فتح الباري (‪.)327/6‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪69‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 2‬تقوى اهلل تعاىل‪:‬‬


‫ق��ال تعال��ى‪( :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬
‫(((‬
‫‪.‬‬ ‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ)‬
‫الغرف‪ :‬هي القصور العالية‪.‬‬
‫التقوى‪ :‬هي العمل بالطاعة وترك المعصية‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 3‬الصرب على البالء‪:‬‬


‫الر ُج َل َت ُكونُ َل ُه ا ْل َم ْن ِز َل ُة ِع ْن َد اهلل‪َ ،‬ف َما َي ْب ُل ُغ َها‬
‫قال ‪« :‬إِنَّ َّ‬
‫بِ َع َملٍ ‪َ ،‬ف اَل َيزَ ُال َي ْبت َِل ِيه بِ َما َي ْك َر ُه َح َّتى ُي ْب ِل َغ ُه َذلِ َك»(((‪.‬‬

‫■ ■املصائب اليت ترفع أصحابها إىل منزلة الشهداء‪:‬‬


‫ *الم��وت بالطاعون‪ ،‬الموت دفا ًعا عن النفس والدين والمال‬
‫واأله��ل لألحاديث يف ذلك‪َ « :‬م ْن ُقتِ َل ُدونَ َمالِ ِه َف ُه َو َش�� ِه ٌيد‪،‬‬
‫َو َم ْن ُقتِ َل ُدونَ َأ ْه ِل ِه‪َ ،‬أ ْو ُدونَ َد ِم ِه‪َ ،‬أ ْو ُدونَ ِدينِ ِه َف ُه َو َش ِه ٌيد»(((‪.‬‬
‫ *والمبط��ون والحريق والغريق وصاحب الهدم كلهم ش��هداء‪،‬‬
‫كما يف الحديث الصحيح(((‪.‬‬

‫((( [الزمر‪]20 :‬‬


‫((( المستدرك (رقم ‪ )1274‬وصححه األلباين يف السلسلة الصحيحة (رقم ‪.)2599‬‬
‫((( أخرجه الرتمذي (رقم ‪ )1421‬وابن ماجه (رقم ‪ )4772‬وصححه الرتمذي‪.‬‬
‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪ )653‬ومسلم (رقم (‪.)1914‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪70‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 4‬املشي إىل الصالة‪:‬‬


‫روى جاب��ر ب��ن عب��د اهلل ‪ ‬ق��ال‪ :‬كانت ديارن��ا نائية عن‬
‫المس��جد‪ ،‬فأردنا أن نبيع فنقرتب من المس��جد‪ ،‬فنهانا رسول اهلل‬
‫‪ ‬فقال‪« :‬إِنَّ َل ُك ْم بِ ُك ِّل َخ ْط َو ٍة َد َر َج ًة»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 5‬سد الفرج يف الصالة‪:‬‬


‫«و َم ْن َسدَّ ُف ْر َج ًة َر َف َع ُه ُ‬
‫اهلل بِ َها َد َر َج ًة»(((‪.‬‬ ‫قال ‪َ :‬‬

‫■ ■‪ ) 6‬االستكثار من النوافل‪:‬‬
‫َب ُ‬
‫اهلل َل ُه‬ ‫��ج َد ًة إِلاَّ َكت َ‬
‫��ج ُد هلل َس ْ‬ ‫قال ‪َ « :‬ما ِم ْن َع ْب ٍد َي ْس ُ‬
‫بِ َها َح َس�� َن ًة‪َ ،‬و َم َح��ا َع ْن ُه بِ َها َس�� ِّي َئ ًة‪َ ،‬و َر َف َع َل ُه بِ َها َد َر َج ًة‪َ ،‬ف ْ‬
‫اس��ت َْكثِ ُروا ِم َن‬
‫الس ُج ِ‬
‫ود»(((‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫وق��ال ‪ ‬ألح��د الصحاب��ة عندم��ا س��أله مرافقته يف‬
‫َ‬
‫الجنة‪َ « :‬فأ ِعنِّي َع َلى َن ْف ِس َك بِ َك ْث َر ِة ُّ‬
‫الس ُج ِ‬
‫ود»(((‪.‬‬
‫قال ابن حجر‪ :‬فمن ك ُثر سجوده حصلت له تلك الدرجة العلية‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)664‬‬


‫((( أخرجه ابن ماجه (رقم ‪ )995‬وصححه األلباين‪.‬‬
‫((( أخرجه ابن ماجه (‪ )1424‬وصححه األلباين‪.‬‬
‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)489‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪71‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■فهذه ثالث مثرات للسجدة الواحدة‪:‬‬


‫‪1 .1‬يكتب اهلل له هبا حسنة‪.‬‬
‫‪2 .2‬يمحو عنه هبا سيئة‪.‬‬
‫‪3 .3‬ويرفعه هبا درجة‪.‬‬
‫فهل بعد هذه الثمرات يستثقل المسلم أن يصلي ركعتين!‬

‫■ ■أخي احلبيب‪:‬‬
‫هل تريد أن تسجد يف اليوم والليلة ‪ 100‬سجدة؟‬
‫عليك بالخطوات التالية‪:‬‬
‫‪1 .1‬المحافظة على الفرائض الخمس‪ ،‬فهذه ‪ 17‬ركعة‪.‬‬
‫‪2 .2‬المحافظة على السنن الرواتب‪ ،‬وهي ‪ 12‬ركعة‪.‬‬
‫‪3 .3‬المحافظة على ‪ ١١‬أو ‪ 13‬ركعة يف قيام الليل‪.‬‬
‫‪4 .4‬المحافظ��ة عل��ى أربع ركعات قبل العص��ر‪ ،‬وركعتين قبل‬
‫المغرب‪ ،‬وركعتين قبل العشاء‪ ،‬فهذه ‪ ٨‬ركعات‪.‬‬
‫‪5 .5‬المحافظ��ة على ص�لاة الضحى‪ ،‬وأقلها ركعت��ان‪ ،‬وأكثرها‬
‫ثمانية‪ ،‬وقيل‪ :‬الحد ألكثرها‪ .‬فلو صليت الضحى ‪ ٤‬ركعات‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪72‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫على س��بيل المثال‪ ،‬فمجموع الس��جدات يف هذه الركعات‬


‫ال يقل عن ‪ ١٠٠‬سجدة؛ ألن يف كل ركعة سجدتين‪.‬‬

‫■ ■تنبيه‪:‬‬
‫وال تستثقل قيام الليل‪ ،‬فلو صليت ‪ 11‬ركعة وقرأت فيها بقصار‬
‫السور‪ ،‬ال تأخذ من وقتك نصف ساعة‪ ،‬لكان يف ذلك خير عظيم‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 7‬حسن اخللق‪:‬‬
‫قال ‪« :‬إِنَّ ا ْل ُمؤْ ِم َن َل ُيدْ ِر ُك بِ ُح ْس ِن ُخ ُل ِق ِه َد َر َج َة َّ‬
‫الصائِ ِم‬
‫ا ْل َقائِ ِم»(((‪.‬‬
‫كم��ا أعط��ي صاح��ب الخلق الحس��ن ثالث��ة قص��ور يف ثالث‬
‫مستويات يف الجنة‪.‬‬
‫��ة لِ َم ْن َت َر َك‬
‫��ض ا ْل َج َّن ِ‬
‫ت ِفي َر َب ِ‬ ‫«أ َنا َز ِع ٌ‬
‫ي��م بِ َب ْي ٍ‬ ‫ق��ال ‪َ :‬‬

‫��ط ا ْل َج َّن ِة لِ َم ْن َت َر َك ا ْل َك ِذ َب َوإِنْ‬


‫ت ِفي َو َس ِ‬ ‫��ر َاء َوإِنْ َكانَ ُم ِح ًّقا‪َ ،‬وبِ َب ْي ٍ‬
‫ا ْل ِم َ‬
‫َكانَ َما ِز ًحا‪َ ،‬وبِ َب ْي ٍت ِفي َأ ْع َلى ا ْل َج َّن ِة لِ َم ْن َح َّس َن ُخ ُل َق ُه»((( ‪.‬‬
‫المراء‪ :‬هو الجدل‪.‬‬

‫((( أخرجه أبو داود (رقم ‪ )4798‬وصححه األلباين‪.‬‬


‫((( أخرجه أبو داود (رقم ‪ )4800‬وصححه األلباين‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪73‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 8‬حفظ كتاب اهلل ‪.‬‬


‫��ل ا ْل َج َّن َة‪ :‬ا ْق َر ْأ‬
‫آن إِ َذا َد َخ َ‬
‫��ب ا ْل ُق ْر ِ‬
‫اح ِ‬ ‫ال لِ َص ِ‬ ‫ق��ال ‪ُ « :‬ي َق ُ‬
‫آخ َر َش ْي ٍء َم َع ُه»(((‪.‬‬ ‫اص َعدْ ‪َ .‬ف َي ْق َر ُأ َو َي ْص َع ُد بِ ُك ِّل آ َي ٍة َد َر َج ًة‪َ ،‬ح َّتى َي ْق َر َأ ِ‬
‫َو ْ‬
‫ت َع َلى َعائِ َش�� َة ‪‬‬ ‫َع�� ْن ُأ ِّم َّ‬
‫ال��د ْر َداء ‪َ ‬قا َل ْت‪َ :‬د َخ ْل ُ‬ ‫ِ‬

‫��م َي ْق َر ْأ ُه مِ َّم�� ْن َد َخ َل‬


‫آن َع َلى َم ْن َل ْ‬ ‫��ر َأ ا ْل ُق ْ‬
‫��ر َ‬ ‫��ت‪َ :‬م��ا َف ْض ُل َم ْن َق َ‬ ‫َف ُق ْل ُ‬
‫آي ا ْل ُقر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آن‪،‬‬ ‫ا ْل َجنَّةَ؟ َف َقا َل ْت َعائ َش��ةُ‪ :‬إِ َّن َع َد َد َد َرجِ ا ْل َجنَّ��ة َع َلى َع َدد ِ ْ‬
‫َف َل ْي َس َأ َح ٌد مِ َّم ْن َد َخ َل ا ْل َجنَّ َة َأ ْف َض َل مِ َّم ْن َق َر َأ(((‪.‬‬
‫ق��ال القرطب��ي‪ :‬صاحب القرآن ه��و الحافظ له‪ ،‬المش��تغل به‪،‬‬
‫المالزم لتالوته(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 9‬كفالة اليتيم‪:‬‬

‫الج َّن ِة َه َك َذا» َو َأ َش َ‬


‫��ار‬ ‫يم ِفي َ‬ ‫«و َأ َنا َو َك ِاف ُ‬
‫��ل ال َيتِ ِ‬ ‫ق��ال ‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫الو ْس َطى‪َ ،‬و َف َّر َج َب ْين َُه َما َش ْي ًئا(((‪.‬‬ ‫بِ َّ‬
‫الس َّبا َبة َو ُ‬

‫((( أخرجه أبو داود (رقم ‪ )3780‬وصححه األلباين‬


‫((( أخرجه ابن أبي شيبة يف المصنف (رقم ‪.)29952‬‬
‫((( المفهم لما أشكل يف صحيح مسلم (‪.)420/2‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪.)5304‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪74‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ق��ال ابن حج��ر‪ :‬يكفي يف إثبات ق��رب المنزلة م��ن المنزلة أنه‬
‫ليس بين الوس��طى والس��بابة إصب��ع أخرى‪ ،‬فهذا ي��دل على علو‬
‫منزلة كافل اليتيم(((‪.‬‬

‫■ ■‪ )10‬اإلصالح بني الناس‪:‬‬


‫الص اَل ِة‬ ‫«ألاَ ُأ ْخبِ ُر ُك ْم بِ َأ ْف َض َل ِم ْن َد َر َج ِة ِّ‬
‫الص َيا ِم َو َّ‬ ‫قال ‪َ :‬‬
‫ات ال َب ْي ِن‪َ ،‬فإِنَّ َف َسا َد َذ ِ‬
‫ات ال َب ْي ِن‬ ‫«ص اَل ُح َذ ِ‬ ‫الص َد َق ِة؟» َقا ُلوا‪َ :‬ب َلى‪َ .‬ق َال‪َ :‬‬
‫َو َّ‬
‫الحالِ َق ُة»(((‪.‬‬
‫ِه َي َ‬

‫■ ■‪ )11‬اجلهاد يف سبيل اهلل‪:‬‬


‫اه ِد َ‬
‫ين‬ ‫الج َّن ِة ِما َئ َة َد َر َج ٍة‪َ ،‬أ َعدَّ َها ُ‬
‫اهلل لِ ْل ُم َج ِ‬ ‫قال ‪« :‬إِنَّ ِفي َ‬
‫اء َو َ‬
‫ض»(((‪.‬‬ ‫األ ْر ِ‬ ‫ِفي َسبِيلِ اهلل‪َ ،‬ما َب ْي َن الدَّ َر َجت َْي ِن َك َما َب ْي َن َّ‬
‫الس َم ِ‬

‫■ ■‪ )12‬السعي على خدمة األرملة واملسكني‪:‬‬


‫اه ِد‬
‫ين‪َ ،‬كا ْل ُم َج ِ‬ ‫اعي َع َلى َ‬
‫األ ْر َم َل ِة َوال ِم ْس ِك ِ‬ ‫«الس ِ‬
‫قال ‪َّ :‬‬
‫ِفي َسبِيلِ اهلل‪َ ،‬أ ِو ال َقائِ ِم ال َّل ْي َل َّ‬
‫الصائِ ِم ال َّن َه َار»(((‪.‬‬

‫((( فتح الباري (‪.)436/10‬‬


‫((( أخرجه الرتمذي (رقم ‪ 2509‬وصححه‪.‬‬
‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪.)2790‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )5353‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)2982‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪75‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ )13‬تعويد اللسان الكالم الطيب‪:‬‬


‫��ن ِر ْض َو ِ‬
‫ان اهلل‪،‬‬ ‫��م بِ َ‬
‫الك ِل َم ِة ِم ْ‬ ‫��د َل َيت ََك َّل ُ‬ ‫ق��ال ‪« :‬إِنَّ َ‬
‫الع ْب َ‬
‫ات‪.(((»...‬‬ ‫َال ُي ْل ِقي َل َها َبالاً ‪َ ،‬ي ْر َف ُع ُه ُ‬
‫اهَّلل بِ َها َد َر َج ٍ‬

‫ق��ال ابن حجر‪ :‬أم��ا الكلمة التي ترفع هبا درج��ات ويكتب هبا‬
‫الرض��وان فهي التي يدفع هبا عن مس��لم مظلم��ة‪ ،‬أو يفرج هبا عنه‬
‫كربة‪ ،‬أو ينصر هبا مظلو ًما(((‪.‬‬

‫■ ■‪ )14‬الصالة على النيب حممد ‪:‬‬


‫َب ُ‬
‫اهلل َل ُه‬ ‫ق��ال ‪َ « :‬م ْن َص َّلى َع َل ْي َك ِم ْن ُأ َّمتِ َك َص اَل ًة َكت َ‬
‫ات‪،‬‬ ‫َات‪َ ،‬و َر َف َع َل ُه َع ْش َر َد َر َج ٍ‬
‫َات‪َ ،‬و َم َحا َع ْن ُه َع ْش َر َس�� ِّيئ ٍ‬
‫��ر َح َسن ٍ‬
‫بِ َها َع ْش َ‬
‫َو َر َّد َع َل ْي ِه ِم ْث َل َها»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ )15‬االشتغال بذكر اهلل تعاىل‪:‬‬


‫��م‪َ ،‬و َأزْ َك َ‬
‫اها ِع ْن َد‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ق��ال ‪« :‬ألاَ أ َن ِّبئ ُُك ْ‬
‫��م بِ َخ ْي�� ِر أ ْع َمالِ ُك ْ‬
‫الو ِر ِق‪،‬‬
‫ب َو َ‬ ‫الذ َه ِ‬ ‫يك ُك ْم‪َ ،‬و َأ ْر َف ِع َها ِفي َد َر َجاتِ ُك ْم َو َخ ْي ٌر َل ُك ْم ِم ْن إِ ْن َف ِ‬
‫اق َّ‬ ‫َم ِل ِ‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )6478‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)2988‬‬


‫((( فتح الباري (‪.)311/11‬‬
‫((( أخرجه اإلمام أحمد يف المسند (‪ )273/26‬وحسنه األلباين يف صحيح الرتغيب (رقم ‪.)1661‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪76‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫َو َخ ْي ٌر َل ُك ْم ِم ْن َأنْ َت ْل َق ْوا َع ُد َّو ُك ْم َفت َْض ِر ُبوا َأ ْعنَا َق ُه ْم َو َي ْض ِر ُبوا َأ ْعنَا َق ُك ْم؟»‬
‫«ذ ْك ُر اهلل َت َع َالى»(((‪.‬‬ ‫َقا ُلوا‪َ :‬ب َلى‪َ .‬ق َال‪ِ :‬‬

‫■ ■‪ )16‬طلب العلم الشرعي‪:‬‬


‫قال تعالى‪( :‬ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ) (((‪.‬‬

‫■ ■‪ )17‬كيف يرفع االبن درجة والديه‪:‬‬


‫ول‪َ :‬أ َّنى‬
‫الر ُج َل َلت ُْر َف ُع َد َر َج ُت ُه ِفي ا ْل َج َّن ِة َف َي ُق ُ‬
‫قال ‪« :‬إِنَّ َّ‬
‫َ َ ُ ِ ِ َ ِ َ ِ َ َ َ ((( (((‬
‫استغْ فار َولدك لك» ‪.‬‬ ‫َه َذا؟ ف ُيقال‪ :‬ب ْ‬

‫***‬

‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ )3377‬وصححه األلباين‪.‬‬


‫((( [المجادلة‪]11 :‬‬
‫((( أخرجه ابن ماجه (رقم ‪.)3660‬‬
‫((( (كتاب كيف ترفع درجتك يف الجنة)‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪77‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬فضل قراءة القرآن ‪L‬‬


‫يحرص كثير من الناس على أن يخصص جز ًءا من يومه لقراءة‬
‫الصحف والمجالت‪ ،‬ويعترب هذا ش��ي ًئا أساس ًّيا يف حياته اليومية‪،‬‬
‫بينما لو سألته‪ :‬هل تقرأ شي ًئا من القرآن؟ لكان الجواب‪ :‬ال‪.‬‬
‫يحرص على ق��راءة كالم المخلوق أكثر من حرصه على قراءة‬
‫كالم الخالق الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‪ ،‬وفيه‬
‫النور والهداية والرشاد والصالح‪ ،‬ويف كل حرف ‪ 10‬حسنات!‬
‫واألعجب من ذلك أنه هو الذي يذهب ويشرتي هذه الجريدة‪،‬‬
‫وعن��ده المصح��ف الذي ي��وزع مجا ًنا! لكن لألس��ف ال يقرأ فيه‬
‫نادرا! نسأل اهلل العافية!‬
‫إال ً‬

‫ أخي الكريم‪:‬‬
‫‪1 .1‬هل تعلم أن عدد آيات القرآن الكريم ‪ ٦٢٣٦‬آية؟‬
‫‪2 .2‬وهل تعلم أن عدد كلمات القرآن الكريم ‪ 77277‬كلمة؟‬
‫‪3 .3‬وهل تعلم أن عدد حروف القرآن الكريم ‪ 340740‬حرفًا؟‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪78‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ع��ن عب��د اهلل بن مس��عود ‪ ‬اهلل ق��ال‪ :‬قال ‪:‬‬


‫الح َس َ��ن ُة بِ َع ْش ِر َأ ْم َثالِ َها‪ ،‬لاَ‬ ‫« َم ْن َق َر َأ َح ْر ًفا ِم ْن ِكت ِ‬
‫َاب اهَّلل ِ َف َل ُه بِ ِه َح َس َ��ن ٌة‪َ ،‬و َ‬
‫ول {الم} َح ْر ٌف‪َ ،‬و َل ِك ْن َألِ ٌف َح ْر ٌف َولاَ ٌم َح ْر ٌف َو ِم ٌيم َح ْر ٌف»(((‪.‬‬
‫َأ ُق ُ‬

‫ أخي احلبيب‪:‬‬
‫تصور أن يف كل حرف ‪ 10‬حس��نات‪ ،‬وكما علمت أن يف القرآن‬
‫‪ 340740‬حر ًف��ا‪ ،‬فتص��ور عندما تختم القرآن يف كل ش��هر تأخذ‬
‫هذا الكم الهائل من الحسنات‪.‬‬
‫إنه لشيء عظيم باهر لو تأملناه‪ ،‬أن يخص اإلله الكبير المتعالي‬
‫مالك الملك سبحانه هذا اإلنسان الضعيف الصغير القليل بخطابه‬
‫وكالمه‪ ،‬وأن يحبوه ويمنحه شرف التحدث إليه ومناجاته‪.‬‬
‫وال ش��ك أن من أكرب الدالئ��ل على محبة القرآن الس��عي إلى‬
‫تفهمه وتدبره والتفكير يف معانيه‪.‬‬
‫قال عثمان بن عفان ‪( :‬لو طهرت قلوبكم ما شبعت من‬
‫كالم اهلل)(((‪.‬‬

‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪.)2910‬‬


‫((( فضائل الصحابة لإلمام أحمد (رقم ‪.)775‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪79‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ فائدة‪:‬‬
‫تذكر أنه يجتمع لك يف المناجاة بالقرآن خمس��ة معان مجموعة‬
‫يف قولك‪( :‬حرس مع)‪:‬‬
‫الحاء‪ :‬أن اهلل يحبك حين تقرأ القرآن‪.‬‬
‫الراء‪ :‬يراك‪.‬‬
‫السين‪ :‬معك‪.‬‬
‫الميم‪ :‬يمدحك‪.‬‬
‫العين‪ :‬يعطيك‪.‬‬
‫فاستحضر هذه المعاين حين القراءة‪ ،‬وال تدعها تفوت عليك‪.‬‬

‫ مثال واقعي‪:‬‬
‫لو أعلن عن كتاب من يخترب فيه وينجح يمنح عش��رة ماليين‪،‬‬
‫فكيف يكون حرص الن��اس وتعلقهم هبذا الكتاب! وكيف يكون‬
‫الطلب عليه واالشتغال بمذاكرته!‬
‫إن القرآن كتاب من ينجح فيه يمنح ً‬
‫ملكا ال حدود له‪.‬‬

‫***‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪80‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬هل أنا أحب القرآن ‪L‬‬


‫ إن بعض املسلمني لو سئل‪ :‬هل حتب القرآن ؟‬
‫يجيب‪ :‬نعم‪ ،‬أحب القرآن‪ ،‬وكيف ال أحبه!‬
‫لكن هل هو صادق يف هذا الجواب؟‬
‫كي��ف يحب الق��رآن وهو ال يطيق الجلوس مع��ه دقائق‪ ،‬بينما‬
‫تراه يجلس الساعات مع ما هتواه نفسه وتحبه من متع الحياة!‬

‫ عالمات حب القلب للقرآن‪:‬‬


‫‪1 .1‬الفرح بلقائه والجلوس معه أوقا ًتا طويلة دون ملل‪.‬‬
‫أمرا وهن ًيا‪.‬‬
‫‪2 .2‬طاعته ً‬
‫‪3 .3‬الشوق إليه متى بعد العهد منه‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪81‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬فضل الصالة على النيب ‪L ‬‬


‫يحرص اإلنس��ان عل��ى ثناء الناس عليه‪ ،‬وكلم��ا كان الذي يثني‬
‫وعظيم��ا وله منزل��ة ومكانة كان فرح اإلنس��ان أعظم‬
‫ً‬ ‫كبي��را‬
‫علي��ه ً‬
‫وسروره أكثر‪.‬‬
‫فه��ل فكرت ‪ -‬يا أخي المس��لم ‪ -‬وحرص��ت على أن يمدحك‬
‫ويثني عليك ملك الملوك وفاطر السموات واألرض!‬

‫ ما الوسيلة إىل ذلك؟‬


‫ع��ن عب��د اهلل بن عمرو بن العاص ‪ ‬أنه س��مع رس��ول‬
‫��ن َص َّلى َع َل َّي َص�َل�اَ ًة َص َّل��ى اهلل َع َل ْي ِه بِ َها‬
‫اهلل ‪ ‬يق��ول‪َ « :‬م ْ‬
‫َع ْش ًرا»(((‪.‬‬

‫ فائدة‪:‬‬
‫الس�� َّنة‪ :‬أن يجم��ع بي��ن الص�لاة والس�لام‪ ،‬لقول��ه تعال��ى‪( :‬ﭲﭳ‬
‫ُّ‬
‫ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ)(((‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)384‬‬


‫((( [األحزاب‪]56 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪82‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ قال احلافظ ابن اجلوزي ‪ ‬يف صالة اهلل علينا مخسة أقوال‪:‬‬
‫‪1 .1‬ثناؤه تعالى على العباد عند المالئكة‪.‬‬
‫‪2 .2‬تزكية اهلل تعالى العباد‪.‬‬
‫‪3 .3‬رحمة اهلل تعالى على العباد‬
‫‪4 .4‬كرامة اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪5 .5‬بركة اهلل تعالى(((‪.‬‬
‫من نحن حت��ى يثني علينا ربنا ‪ ‬يف المأل األعلى! نحن‬
‫العبيد المذنبون المقصرون! اهلل أكرب!‬

‫ املواطن اليت تشرع فيها الصالة على رسول اهلل ‪:‬‬


‫‪1 .1‬عقب إجابة المؤذن والمقيم‪.‬‬
‫‪2 .2‬عند الدعاء يف أوله بعد الثناء على اهلل‪.‬‬
‫‪3 .3‬يف صالة الجنازة بعد التكبيرة الثانية‪.‬‬
‫‪4 .4‬عند ذكره‪.‬‬
‫‪5 .5‬عند دخول المسجد وعند الخروج منه‪.‬‬

‫((( زاد المسير (‪.)398/6‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪83‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪6 .6‬يوم الجمعة وليلتها‪.‬‬


‫‪7 .7‬عند اجتماع القوم‪.‬‬
‫‪8 .8‬يف الصالة يف آخر التشهد‪.‬‬
‫‪9 .9‬أول النه��ار وآخ��ره‪ ،‬والحدي��ث مختل��ف فيه‪ ،‬عش��رة يف‬
‫الصباح وعشرة يف المساء‪.‬‬
‫وكل موط��ن من ه��ذه المواطن يف الصالة والس�لام على النبي‬
‫‪ ‬له دليل‪ ،‬ولكن طل ًبا لالختصار لم نذكر األدلة‪.‬‬

‫ فوائد الصالة على النيب ‪:‬‬


‫‪1 .1‬امتث��ال أم��ر اهلل تعالى القائ��ل‪( :‬ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬

‫ﭾ ﭿ ﮀ)(((‪.‬‬
‫‪2 .2‬موافقته ‪ ‬وموافقة المالئكة يف الصالة عليه‪.‬‬
‫‪3 .3‬حصول عشر صلوات من اهلل تعالى على المصلي مرة‪.‬‬
‫‪4 .4‬أن��ه يرفع له عش��ر درج��ات‪ ،‬ويكتب له عش��ر حس��نات‪،‬‬
‫ويمحو عنه عشر سيئات‪.‬‬

‫((( [األحزاب‪]56 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪84‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪5 .5‬أنه أدعى الستجابة دعائه إذا صلى على النبي ‪.‬‬
‫‪6 .6‬أهنا سبب لشفاعته إذا قرهنا بسؤاله الوسيلة‪.‬‬
‫‪7 .7‬أهن��ا س��بب ل��رد روح النب��ي ‪ ‬لي��رد الصالة‬
‫والسالم على المصلي عليه والمسلم عليه‪.‬‬
‫‪8 .8‬أهنا س��بب لطيب المجلس‪ ،‬وأال يكون حس��رة على أهله‬
‫يوم القيامة‪.‬‬
‫‪9 .9‬أهنا سبب للربكة يف ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب‬
‫مصالحه‪.‬‬
‫أليس من الخس��ارة الفادحة أن يفوت المس��لم على نفسه هذه‬
‫الثمرات والفضائل يف صالته على الرسول ‪ ‬يف هذه‬
‫المواطن التي تتكرر معه كل يوم وليلة عدة مرات!‬
‫هل تعلم أن من أس��باب زوال الهم والشدائد وطلب المغفرة‬
‫الصال َة على النبي ‪!‬‬
‫َان َر ُس ُ‬
‫��ول اهلل ‪‬‬ ‫ع��ن ُأ َبي ْب ِن َك ْع ٍ‬
‫��ب ‪َ ‬ق َال‪ :‬ك َ‬
‫ِّ‬
‫اهلل‪ ،‬ا ْذ ُك ُروا َ‬
‫اهلل‬ ‫ل َقا َم َف َق َال‪َ « :‬يا َأ ُّي َها ال َّن ُ‬
‫اس‪ ،‬ا ْذ ُك ُروا َ‬ ‫إِ َذا َذ َه َ‬
‫��ب ُث ُل َثا ال َّل ْي ِ‬
‫الم ْو ُت بِ َما‬ ‫��و ُت بِ َما ِف ِ‬
‫يه‪َ ،‬ج َاء َ‬ ‫الر ِاد َف ُة‪َ ،‬ج َاء َ‬
‫الم ْ‬ ‫اج َف ُة َت ْت َب ُع َها َّ‬
‫الر ِ‬ ‫��اء ِ‬
‫ت َّ‬ ‫َج َ‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪85‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ِ‬
‫الصلاَ َة َع َل ْي َك‪َ ،‬ف َك ْم‬
‫��ر َّ‬ ‫��ول اهلل‪ ،‬إِ ِّني ُأكْث ُ‬ ‫ي��ه» َق َال ُأ َبي‪ُ :‬ق ْل ُت‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ٌّ‬
‫ِف ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُب َع؟ َق َال‪:‬‬‫َأ ْج َع ُل َل َك م ْن َصلاَ تي؟ َف َق َال‪َ « :‬ما ِش��ئ َْت» َق َال‪ُ :‬ق ْل ُت‪ُّ :‬‬
‫ْت‪،‬‬ ‫ف؟ َق َال‪َ « :‬ما ِشئ َ‬ ‫« َما ِش��ئ َْت‪َ ،‬فإِنْ ِز ْد َت َف ُه َو َخ ْي ٌر َل َك» ُق ْل ُت‪ :‬الن ِّْص َ‬
‫ْت‪َ ،‬فإِنْ‬‫ت‪َ :‬فال ُّث ُل َث ْي ِن؟ َق َال‪َ « :‬ما ِش��ئ َ‬
‫َف��إِنْ ِز ْد َت َف ُه َو َخ ْي ٌر َل َك» َق َال‪ُ :‬ق ْل ُ‬
‫ت‪َ :‬أ ْج َع ُل َل َك َصلاَ تِي ُك َّل َها؟ َق َال‪« :‬إِ ًذا ُت ْك َفى‬ ‫ِز ْد َت َف ُه َو َخ ْي ٌر َل َك» ُق ْل ُ‬
‫َه َّم َك َو ُيغْ َف ُر َل َك َذ ْن ُب َك»(((‪.‬‬
‫قال ابن القيم ‪ :‬والمعنى ان من يجعل دعاءه صالة على‬
‫النبي ‪ ‬يكفيه اهلل ما أهمه من أمر دينه ودنياه‪.‬‬

‫***‬

‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ )2457‬وحسنه‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪86‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬ثواب قيام ليلة كاملة ‪L‬‬


‫ومن اإلنجازات الهائلة ما يقوم به المسلم يف يومه وليله من بعض‬
‫األعم��ال التي لو فعلها كتب له أج��ر قيام ليلة كاملة‪ ،‬وقد يصعب‬
‫أن يقوم اإلنس��ان ليلة كاملة كل يوم‪ ،‬لكن جاء فضل اهلل ورحمته‬
‫بأن اإلنسان قد يقوم بعمل يسير وسهل فيكتب له أجر ليلة كاملة‪،‬‬
‫فما هي الطريقة يا ترى؟‬

‫ صالة العشاء والفجر يف مجاعة‪:‬‬


‫عن عثمان بن عفان ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪:‬‬
‫��ة َف َك َأ َّن َما َقا َم نِ ْص َف ال َّل ْي��لِ ‪َ ،‬و َم ْن َص َّلى‬
‫اع ٍ‬‫��اء ِفي َج َم َ‬ ‫��ن َص َّلى ا ْل ِع َش َ‬
‫« َم ْ‬
‫اع ٍة َف َك َأ َّن َما َص َّلى ال َّل ْي َل ُك َّل ُه»(((‪.‬‬
‫الص ْب َح ِفي َج َم َ‬
‫ُّ‬
‫فتص��ور كم يكتب ل��ك من األجر ولم��دة س��نين طويلة وأنت‬
‫تواظب على صالة العشاء والفجر يف جماعة!‬
‫أليس من الخس��ارة الفادحة أن يفوت المس��لم على نفسه أجر‬
‫قي��ام ليلة كاملة كل يوم‪ ،‬بس��بب كس��له وتفريطه وع��دم حضوره‬

‫((( أخرجه مسلم (رقم ‪.)656‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪87‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫لصالة الجماعة يف العشاء والفجر التي ال تأخذ من وقت اإلنسان‬


‫إال دقائق معدودة!‬
‫بشارة سارة‪.‬‬

‫ فائدة‪:‬‬
‫يف قوله تعالى عن عباد الرحمن‪( :‬ﯟﯠﯡﯢ‬
‫ﯣﯤ)((( نقل القرطبي يف تفسيره عن ابن عباس ‪ ‬قال‪:‬‬
‫وقائما(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫ساجدا‬
‫ً‬ ‫من صلى ركعتين أو أكثر بعد العشاء‪ ،‬فقد بات هلل‬

‫ أخي احلبيب‪:‬‬
‫مهما أوتيت من قوة وعزيمة وهمة فلن تس��تطيع أن تحيي الليل‬
‫كله بشكل مستمر ولمدة سنوات‪ ،‬لكن بفضل اهلل ورحمته وكرمه‬
‫أن يعطيك على العمل اليسير األجر الكبير‪.‬‬

‫ مثرات وفضائل صالة الفجر‪:‬‬


‫■ ■‪ ) 1‬يكتب لإلنسان ثواب قيام ليلة كاملة‪:‬‬
‫كما مر معنا «مع العشاء»‪.‬‬

‫((( [الفرقان‪]64 :‬‬


‫((( تفسير القرطبي (‪.)72/13‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪88‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 2‬أنه يربأ من صفة املنافقني‪:‬‬


‫الص ِّف َ‬
‫األ َّو ِل‪،‬‬ ‫اس َما ِفي الن َِّد ِاء َو َّ‬ ‫��م ال َّن ُ‬ ‫«ل ْو َي ْع َل ُ‬
‫قال ‪َ :‬‬

‫��دوا إِلاَّ َأنْ َي ْس�� َت ِه ُموا َع َل ْي ِه َال ْس��ت ََه ُموا‪َ ،‬و َل ْ‬
‫��و َي ْع َل ُمونَ َما ِفي‬ ‫��م َل ْم َي ِج ُ‬
‫ُث َّ‬
‫الص ْب ِح لأَ َ َت ْو ُه َما‬ ‫ال َّت ْه ِجي ِر َال ْس َ��ت َب ُقوا إِ َل ْي ِ‬
‫��ه‪َ ،‬و َل ْو َي ْع َل ُمونَ َما ِفي َ‬
‫العت ََم ِ‬
‫��ة َو ُّ‬
‫َو َل ْو َح ْب ًوا»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 3‬عدم دخول النار‪:‬‬


‫��م ِ‬
‫س‬ ‫ار َأ َح ٌد َص َّلى َق ْب َل ُط ُل ِ‬
‫وع َّ‬
‫الش ْ‬ ‫ق��ال ‪َ :‬‬
‫«ل ْن َي ِل َج ال َّن َ‬
‫َو َق ْب َل ُغ ُروبِ َها»(((‪ .‬يعنى‪ :‬الفجر والعصر‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 4‬اجتماع املالئكة وثناؤهم عليهم يف الفجر والعصر‪:‬‬


‫الئِ َك ٌ‬
‫��ة‬ ‫الئِ َك ٌ‬
‫��ة بِال َّل ْي��لِ َو َم َ‬ ‫��م َم َ‬
‫يك ْ‬‫ق��ال ‪َ « :‬يت ََعا َق ُب��ونَ ِف ُ‬
‫الع ْص ِر‪ُ ،‬ث َّم َي ْع ُر ُج ا َّل ِذ َ‬
‫ين‬ ‫ال ِة َ‬‫ال ِة ال َف ْج�� ِر َو َص َ‬
‫بِال َّن َه��ا ِر‪َ ،‬و َي ْج َت ِم ُعونَ ِفي َص َ‬
‫يكم‪َ ،‬فيس َ‬
‫��أ ُل ُه ْم َو ُه َو َأ ْع َل ُم بِ ِه ْم‪َ :‬ك ْي َف َت َر ْكت ُْم ِع َب ِ‬
‫ادي؟ َف َي ُقو ُلونَ ‪:‬‬ ‫َبا ُتوا ِف ُ ْ َ ْ‬
‫َاه ْم َو ُه ْم ُي َص ُّلونَ »(((‪.‬‬ ‫َاه ْم َو ُه ْم ُي َص ُّلونَ ‪َ ،‬و َأ َت ْين ُ‬
‫َت َر ْكن ُ‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )615‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)437‬‬


‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)634‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )555‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)632‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪89‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 5‬سبب لدخول اجلنة‪:‬‬


‫قال ‪َ « :‬م ْن َص َّلى ال َب ْر َد ْي ِن َد َخ َل َ‬
‫الج َّن َة»(((‪.‬‬
‫البردان‪ :‬الفجر والعصر‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 6‬حفظ اهلل ورعايته‪:‬‬


‫الص ْب َح َف ُه َو ِفي ِذ َّم ِة اهلل‪.(((»...‬‬
‫قال ‪َ « :‬م ْن َص َّلى ُّ‬

‫■ ■‪ ) 7‬أنها سبب لرؤية اهلل يوم القيامة‪:‬‬


‫��ر ْونَ َه َذا ال َق َم َر‪،‬‬
‫ق��ال ‪« :‬إِ َّن ُك ْم َس��ت ََر ْونَ َر َّب ُك ْم‪َ ،‬ك َما َت َ‬
‫َال ُت َض ُّامونَ ِفي ُر ْؤ َيتِ ِه» أي‪ :‬ال يلحقكم مش��قة وتعب يف رؤيته « َفإِ ِن‬
‫س َو َق ْب َل ُغ ُروبِ َها‬
‫��م ِ‬ ‫وع َّ‬
‫الش ْ‬ ‫اس��ت ََط ْعت ُْم َأنْ َال تُغْ َل ُب��وا َع َلى َص َ‬
‫ال ٍة َق ْب َل ُط ُل ِ‬ ‫ْ‬
‫َفا ْف َع ُلوا»(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )574‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)635‬‬


‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)657‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )554‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)633‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪90‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ ١٥٠ J‬نزال يف اجلنة ‪L‬‬


‫وم��ن اإلنجازات الهائلة يف اليوم والليلة ما يقوم به المس��لم من‬
‫زيارة لبيت الملك الكريم ‪ ‬يف اليوم خمس مرات‪ ،‬فماذا‬
‫أعد اهلل له يا ترى!‬
‫عن أب��ي هريرة ‪ ‬عن النبي ‪ ‬ق��ال‪َ « :‬م ْن َغ َدا‬
‫اح»(((‪.‬‬ ‫الج َّن ِة ُك َّل َما َغ َدا َأ ْو َر َ‬ ‫اح‪َ ،‬أ َعدَّ ُ‬
‫اهلل َل ُه ُن ُز َل ُه ِم َن َ‬ ‫إِ َلى َ‬
‫الم ْس ِج ِد َو َر َ‬
‫قال النووي ‪ :‬الن ُُّز ُل القوت والرزق‪ ،‬وما ُيهيأ للضيف(((‪.‬‬
‫قوله‪« :‬غدا» الغدو هو الس��ير أول النه��ار‪ ،‬مثل أن يذهب إلى‬
‫المسجد لصالة الفجر‪.‬‬
‫قوله‪« :‬أو راح» الرواح هو الس��ير آخر النهار مثل الذهاب إلى‬
‫صالة الظهر أو العصر‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمين ‪ :‬وظاهر الحديث أن من غدا إلى‬
‫المسجد أو راح‪ ،‬سواء غدا للصالة أو لطلب العلم‪ ،‬أو لغير ذلك‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )662‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)669‬‬


‫((( شرح النووي على صحيح مسلم (‪.)170/5‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪91‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫من مقاصد الخي��ر‪ ،‬أن اهلل يكتب له يف الجنة ُن ُزلاً ‪ ،‬والنزل ما يقدم‬
‫للضيف من طعام ونحوه على وجه اإلكرام‪ ،‬أي أن اهلل تعالى يعد‬
‫صباحا أو مس��ا ًء‪ُ ،‬يعد له يف‬
‫ً‬ ‫لهذا الرجل الذي ذهب إلى المس��جد‬
‫الجنة ُن ُزلاً ؛ إكرا ًما له‪.‬‬
‫تص��ور لو زرت ً‬
‫مل��كا من ملوك الدنيا م��اذا تتصور أن يعد لك‬
‫من الطعام واإلكرام والضيافة! ال شك أنه شيء ال يتوقع هذا غير‬
‫الهدايا‪ ،‬فما بالك لو زرت ملك الملوك وأكرم األكرمين‪ ،‬وأجود‬
‫األجودين يف بيته وهو المس��جد! م��اذا تتصور أن يعد لك الكريم‬
‫الغني الحميد الرحيم الرحمن من حس��ن الضيافة! الش��ك أنه ال‬
‫يخطر على بال؛ ما ال عين رأت وال أذن سمعت‪.‬‬
‫فتص��ور أنك كلما ذهبت إلى المس��جد أعد لك هذا النزل‪ ،‬فلو‬
‫واظبت على الصلوات الخمس يف المس��جد لمدة شهر فسيكتب‬
‫ل��ك ‪١٥٠‬ن��زلاً يف الجنة‪ ،‬فم��ا بالك بمن يواظ��ب على الصالة يف‬
‫المسجد سنين طويلة‪ ،‬كم أعد اهلل له ُن ُزلاً يف الجنة!‬
‫أليس من الخسارة الفادحة أن يفوت المسلم على نفسه ضيافة‬
‫وإكرام أكرم األكرمين! إنه الحرمان ح ًّقا‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪92‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫وم��ن الغريب أنه لودعي أحدن��ا إلى وليمة عرس لحرص على‬
‫حضورها‪ ،‬ولو كان األمر يؤدي إلى أن يقطع المسافات البعيدة من‬
‫أجل الحضور والتلذذ واالستمتاع بما يقدم له من حسن الضيافة!‬

‫■ ■وقفة‪:‬‬
‫‪1 .1‬ق��ال قاضي الش��ام س��ليمان بن حم��زة المقدس��ي‪ :‬لم أصل‬
‫الفريض��ة منفر ًدا إال مرتي��ن‪ ،‬وكأين لم أصلهما قط‪ .‬مع أنه‬
‫قارب التسعين‪.‬‬
‫‪2 .2‬ق��ال س��فيان ب��ن عيينة‪ :‬إن م��ن توقي��ر الصالة أن ت��أيت قبل‬
‫اإلقامة‪.‬‬
‫مثال واقعي‪ :‬لو تأخر الموظف عن الحضور لعد هذا من عدم‬
‫احرتامه وتقديره للعمل‪.‬‬

‫■ ■السمكة والعصفور‪:‬‬
‫قال اإلمام مالك ‪ :‬مثل المؤمن يف المسجد كمثل السمكة‬
‫يف الماء‪ ،‬ومثل المنافق يف المسجد كمثل العصفور يف القفص‪.‬‬

‫***‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪93‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬خسائر يتكبدها املتأخر ‪L‬‬


‫إن التأخ��ر عن الص�لاة دليل على غفلة القلب‪ ،‬وحبه للكس��ل‬
‫والدعة‪ ،‬وبعده عن السبق والمسارعة‪.‬‬
‫قال اهلل تعالى‪ ( :‬ﭯ ﭰ) (((‪.‬‬
‫ولم��ا رأى النب��ي ‪ ‬قو ًم��ا تأخروا يف المس��جد عن‬
‫التقدم قال‪« :‬لاَ َيزَ ُال َق ْو ٌم َيت ََأ َّخ ُرونَ َح َّتى ُي َؤ ِّخ َر ُه ُم ُ‬
‫اهلل»(((‪.‬‬
‫قال الش��يخ ابن عثيمين ‪ :‬ألن اإلنس��ان إذا انفتح له باب‬
‫الخير أول مرة ولم يفعل‪ ،‬فإنه يوش��ك أن يؤخره اهلل ‪ ‬فينبغي‬
‫لإلنس��ان أن يبادر ويس��ارع يف الخير‪ ،‬كلما فتح له باب من الخير‬
‫حتى ال يعود نفسه الكسل‪.‬‬
‫ولقد ضرب الس��لف الصالح ‪ ‬أروع األمثلة يف التبكير‬
‫إلى الصالة‪.‬‬
‫فهذا التابعي الجليل س��عيد بن المس��يب ‪ :‬يقول‪ :‬ما أذن‬

‫((( [البقرة‪]148 :‬‬


‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)438‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪94‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫المؤذن منذ ثالثين َس��نَة إال وأنا يف المس��جد‪ ،‬وما فاتتنى التكبير ُة‬
‫األولى منذ خمسين سنة‪.‬‬
‫وق��ال إبراهي��م النخع��ي ‪ :‬إذا رأي��ت الرج��ل يتهاون يف‬
‫التكبيرة األولى‪ ،‬فاغسل يدك منه‪.‬‬
‫قال الش��يخ ابن جبري��ن ‪ :‬اعتاد أغل��ب المصلين التأخر‬
‫عن المساجد‪ ،‬فال يحضرون غال ًبا إال عند اإلقامة أو بعدها‪ ،‬وهذا‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫خيرا ً‬
‫التأخر يفوت عليهم ً‬

‫ ‪ ) 1‬ترك السكينة والوقار‪:‬‬


‫لا ِة‬ ‫إل َقا َم�� َة َفا ْم ُش��وا إِ َل��ى َّ‬
‫الص� َ‬ ‫ق��ال ‪« :‬إِ َذا َس�� ِم ْعت ُُم ا ِ‬
‫َ‬
‫الو َقا ِر‪َ ،‬و َال ُت ْس�� ِر ُعوا‪َ ،‬ف َما أ ْد َر ْكت ْ‬
‫ُ��م َف َص ُّلوا‪َ ،‬و َما‬ ‫��كين َِة َو َ‬
‫الس ِ‬ ‫َو َع َل ْي ُك ْ‬
‫��م بِ َّ‬
‫َفا َت ُك ْم َف َأتِ ُّموا»(((‪.‬‬
‫يفوت السكينة والوقار‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فالسعي الذي يفعله الكثيرون‬

‫ ‪ ) 2‬فوات كثرة اخلطا‪:‬‬


‫حيث يجيء أحدهم مس��ر ًعا‪ ،‬وقد قال ‪« :‬إِنَّ َل ُك ْم‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )636‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)602‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪95‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫بِ ُك ِّل َخ ْط َو ٍة َد َر َج ًة»(((‪.‬‬

‫ ‪ ) 3‬ف��وات اس��تغفار املالئكة ملن ينتظر الصالة يف املس��جد‪ ،‬وكونه يف‬


‫حكم املصلي‪:‬‬
‫ال ٍة َما‬
‫��ج َد‪َ ،‬كانَ ِفي َص َ‬ ‫الم ْس ِ‬ ‫ق��ال ‪َ ...« :‬وإِ َذا َد َخ َ‬
‫��ل َ‬
‫المالَئِ َك ُة « َما َدا َم ِفي َم ْج ِل ِس ِ‬
‫��ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َكا َن ْت َت ْحبِ ُس�� ُه‪َ ،‬و ُت َص ِّل��ي» َي ْعني َع َل ْي��ه َ‬
‫ا َّل ِذي ُي َص ِّلي ِف ِيه‪ :‬ال َّل ُه َّم ْاغ ِف ْر َل ُه‪ ،‬ال َّل ُه َّم ْار َح ْم ُه‪.(((»...‬‬

‫ ‪ ) 4‬يف التأخر فوات الصف األول غال ًبا‪ ،‬مع ما فيه من الفضل‪:‬‬
‫الص ِّف َ‬
‫األ َّو ِل‪،‬‬ ‫اس َما ِفي الن َِّد ِاء َو َّ‬ ‫��م ال َّن ُ‬ ‫«ل ْو َي ْع َل ُ‬
‫قال ‪َ :‬‬

‫��دوا إِلاَّ َأنْ َي ْس�� َت ِه ُموا َع َل ْي ِه َال ْس��ت ََه ُموا‪َ ،‬و َل ْ‬
‫��و َي ْع َل ُمونَ َما ِفي‬ ‫��م َل ْم َي ِج ُ‬
‫ُث َّ‬
‫الص ْب ِح‪ ،‬لأَ َ َت ْو ُه َما‬ ‫ال َّت ْه ِجي ِر َال ْس َ��ت َب ُقوا إِ َل ْي ِه‪َ ،‬و َل ْو َي ْع َل ُمونَ َما ِف��ي َ‬
‫العت ََم ِة َو ُّ‬
‫َو َل ْو َح ْب ًوا»(((‪.‬‬
‫ونق��ل ابن حجر عن العلماء عش��ر فوائ��د يف الصالة يف الصف‬
‫األول‪ ،‬فليرجع إليه(((‪.‬‬

‫((( أخرجه مسلم (رقم ‪.)664‬‬


‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )477‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)649‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )615‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)437‬‬
‫((( فتح الباري (‪.)244/2‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪96‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ ‪ ) 5‬يف التأخر غالبـًا فـوات تكبرية اإلحرام‪ ،‬وهي أفضل التكبريات‪:‬‬


‫عن أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال ‪َ « :‬م ْن َص َّلى لِ َّل ِه َأ ْر َب ِع َ‬
‫ين‬
‫ولى ُكتِ َب َل ُه َب َر َاء َت ِ‬
‫ان‪َ :‬ب َر َاء ٌة ِم َن ال َّنا ِر‪،‬‬ ‫اع ٍة ُيدْ ِر ُك ال َّت ْكبِير َة ُ‬
‫األ َ‬ ‫َي ْو ًما ِفي َج َم َ‬
‫َ‬
‫َو َب َر َاء ٌة ِم َن ال ِّن َف ِ‬
‫اق»(((‪.‬‬

‫■ ■فائدة‪:‬‬
‫قال الشيخ محمد المختار الش��نقيطي‪ :‬وتفوت تكبيرة اإلحرام‬
‫بشروع اإلمام يف القراءة‪.‬‬

‫ ‪ ) 6‬التأخر يفوت الس��نن الراتبة القبلية‪ ،‬كسنة الفجر وغريها من‬


‫السنن والنوافل‪:‬‬
‫ال ًثا لِ َم ْن َش َ‬
‫��اء»(((‪.‬‬ ‫��ن ُك ِّل َأ َذا َن ْي ِن َص َ‬
‫ال ٌة‪َ ،‬ث َ‬ ‫ق��ال ‪َ « :‬ب ْي َ‬
‫والمراد باألذانين األذان واإلقامة‪.‬‬

‫ ‪ ) 7‬التأخر يفوت وقت إجابة الدعاء‪ ،‬وهو ما بني األذان واإلقامة‪:‬‬


‫قال ‪« :‬لاَ ُي َر ُّد الدُّ َع ُاء َب ْي َن الأْ َ َذ ِ‬
‫ان َوالإْ ِ َقا َم ِة»(((‪.‬‬

‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ .)241‬حسنه ابن مفلح واأللباين‪ ،‬وضعفه آخرون‪.‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )624‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)838‬‬
‫((( أخرجه أبو داود (رقم ‪ )521‬والرتمذي (رقم ‪ )212‬وحسنه‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪97‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■تنبيه‪:‬‬
‫فينبغي للعبد أن يستغل هذا الوقت المبارك بالدعاء ولو لم يكن‬
‫يف المس��جد؛ كأن يكون يف طريقه إلى المسجد‪ ،‬ألن الحديث لم‬
‫يقيد إجابة الدعاء بمن كان يف المس��جد‪ ،‬وإن كان من يف المسجد‬
‫أح��رى باإلجابة م��ن غيره لفضيلة المكان وكون��ه يف صالة ما دام‬
‫ينتظر الصالة‪.‬‬

‫�يرا ما يفوت املتأخر متابعة املؤذن واملقيم والدعاء بعد األذان‬


‫ ‪ ) 8‬كث ً‬
‫واإلقامة‪،‬‬
‫وق��د جاء يف فض��ل ذلك أحاديث‪ ،‬وأهنا س��بب لدخول الجنة‬
‫ولشفاعة الرسول ومغفرة الذنوب‪.‬‬

‫ ‪ ) 9‬هذا التأخر يفوت االشتغال بالذكر والدعاء وقراءة ما تيسر من‬


‫القرآن‪:‬‬
‫فإن المتقدم إلى المس��جد وقت األذان أو بعده بقليل يبقى يف‬
‫المس��جد فرتة من الزم��ن‪ ،‬يتقرب إلى اهلل تعال��ى بأنواع العبادات‬
‫م��ن ذكر وقراءة للقرآن وانقطاع عن الدنيا وهمومها؛ ليكون ذلك‬
‫أدع��ى إلى اإلقبال على الصالة والخش��وع فيها‪ ،‬بخالف المتأخر‬
‫فإنه يصلي وقلبه منشغل هبمومه‪.‬‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪98‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■تأمل هذا الكالم جي ًدا‪:‬‬


‫قال الش��يخ ابن جبرين ‪ :‬ولو أن اإلنسان عود نفسه على‬
‫التقدم مرة بعد مرة لس��هل عليه األمر‪ ،‬وأصبح محبو ًبا عند نفسه‪،‬‬
‫يتلذذ بجلوس��ه يف المسجد‪ .‬فلنحرص على التقدم حتى ال نكون‬
‫َ‬
‫مم��ن ق��ال فيهم النب��ي ‪« :‬لاَ َيزَ ُال َق ْ‬
‫��و ٌم َيتَأ َّخ ُ‬
‫��رونَ َح َّتى‬
‫ُي َؤ ِّخ َر ُه ُم ُ‬
‫اهلل»(((‪.‬‬

‫ ‪ )10‬فوات التأمني مع اإلمام يف الصالة اجلهرية‪:‬‬


‫ويف إدراك ذل��ك فض��ل عظي��م‪ ،‬لقول��ه ‪« :‬إِ َذا َأ َّم َن‬
‫الئِ َك ِة ُغ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن‬
‫الم َ‬ ‫��ام َف َأ ِّمنُوا‪َ ،‬فإِ َّن ُه َم ْن َوا َف َق َت ْأ ِمينُ�� ُه َت ْأ ِم َ‬
‫ين َ‬ ‫ا ِ‬
‫إل َم ُ‬
‫َذ ْنبِ ِه» ‪.‬‬
‫((( (((‬

‫***‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)438‬‬


‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )780‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)410‬‬
‫((( (رسالة فضل التبكير إلى الصلوات الشيخ ابن جربين)‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪99‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬كل يوم بيت يف اجلنة ‪L‬‬


‫وم��ن اإلنج��ازات الهائلة يف الي��وم والليلة ما يفعله المس��لم كل‬
‫يوم حتى يبنى له بيوت يف الجنة‪ ،‬وإن اإلنس��ان ليفرح أن يكون له‬
‫يف ه��ذه الدنيا الفانية بيت هو ملك له‪ ،‬فكي��ف يف بيوت الجنة‪ ،‬ما‬
‫العين رأت وال خطر على قلب بشر!‬

‫ أخي الكريم‪:‬‬
‫إذا أحببت أن يبنى لك يف كل يوم بيت يف الجنة فما عليك إال أن‬
‫تتبع هذه الخطوة التالية‪:‬‬
‫ع��ن أم حبيب��ة ‪ ‬أهن��ا س��معت رس��ول اهلل ‪‬‬
‫يقول‪َ « :‬ما ِم ْن َع ْب ٍد ُم ْس ِل ٍم ُي َص ِّلي لِ َّل ِه ُك َّل َي ْو ٍم ثِ ْنت َْي َع ْش َر َة َر ْك َع ًة َت َط ُّو ًعا‪،‬‬
‫اهلل َل ُه َب ْيتًا ِفي ا ْل َج َّن ِة»(((‪.‬‬‫يض ٍة‪ ،‬إِلاَّ َبنَى ُ‬ ‫َغ ْي َر َف ِر َ‬

‫ويف لف��ظ‪« :‬نْ َص َّلى ِفي َي ْو ٍم َو َل ْي َل ٍة ثِ ْنت َْي َع ْش َ‬


‫��ر َة َر ْك َع�� ًة ُبنِ َي َل ُه َب ْي ٌت‬
‫��ن َب ْع َد َها‪،‬‬‫الظ ْه ِر‪َ ،‬و َر ْك َعت َْي ِ‬ ‫«أ ْر َب ًعا َق ْب َ‬
‫��ل ُّ‬ ‫��ة»((( وزاد تفصيلها َ‬ ‫الج َّن ِ‬
‫ِف��ي َ‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)728‬‬


‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪.)415‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪100‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫��اء‪َ ،‬و َر ْك َعت َْي ِن َق ْب َل َص اَل ِة‬ ‫ب‪َ ،‬و َر ْك َعت َْي ِن َب ْع َد ِ‬
‫الع َش ِ‬ ‫المغْ ِر ِ‬ ‫َو َر ْك َعت َْي ِ‬
‫��ن َب ْع َد َ‬
‫ا ْل َف ْج ِر َص اَل ِة ا ْل َغ َد ِاة» وهي التي تس��مى «السنن الرواتب» فاحرص‬
‫على أدائها حتى يبنى لك يف كل يوم بيت يف الجنة‪.‬‬
‫ق��ال بكر بن عبد اهلل الم��زين‪ :‬من مثلك يابن آدم! إذا ش��ئت أن‬
‫تدخ��ل على موالك بغي��ر إذن دخلت! قيل له‪ :‬وكيف ذلك؟ قال‪:‬‬
‫تس��بغ الوضوء وتدخ��ل محرابك‪ ،‬فإذا أنت دخل��ت على موالك‬
‫تكلمه بال ترجمان‪.‬‬
‫ومعن��ى هذا أنه س��يبنى لك يف كل ش��هر ‪ ٣٠‬بي ًت��ا يف الجنة‪ ،‬اهلل‬
‫أكرب! يا له من إنجاز عظيم وفوز كبير!‬
‫ق��ال اإلمام ابن القي��م ‪ :‬إن دور الجنة تبن��ى بالذكر‪ ،‬فإذا‬
‫أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت المالئكة عن البناء‪ ،‬فإذا أخذ يف‬
‫الذكر أخذوا يف البناء(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( الوابل الصيب (‪.)109‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪101‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬من تدعو هلم املالئكة ‪L‬‬


‫ومن اإلنجازات الهائلة يف اليوم والليلة أن يحرص المسلم على‬
‫دعاء المالئكة له؛ ألن دعاءهم مستجاب‪ ،‬فما األعمال التي يقوم‬
‫هبما المس��لم حتى تدعو له المالئكة؟وما المراد بصالة المالئكة‬
‫على العباد؟‬
‫قال الحافظ ابن الجوزي‪ :‬فيه قوالن‪:‬‬
‫‪ ) 2‬استغفارهم‪.‬‬ ‫‪ ) 1‬أهنا دعاؤهم‪.‬‬

‫ من أولئك السعداء الذين تصلي عليهم املالئكة؟‬


‫■ ■‪ ) 1‬استغفار امللك ملن بات طاه ًرا‪:‬‬
‫ات ِفي ِش َعا ِر ِه َم َل ٌك‪،‬‬ ‫اه ًرا َب َ‬ ‫ات َط ِ‬ ‫قال رسول اهلل ‪َ « :‬م ْن َب َ‬
‫اه ًرا»(((‪.‬‬ ‫ات َط ِ‬ ‫ال ا ْل َم َل ُك‪ :‬ال َّل ُه َّم ْاغ ِف ْر لِ َع ْب ِد َك ُف اَل ٍن َفإِ َّن ُه َب َ‬
‫َف َل ْم َي ْست َْي ِق ْظ إِلاَّ َق َ‬

‫اهلل أكرب! ما أيس��ره من عمل وم��ا أجله من جزاء! ال يأخذ من‬


‫وقت إالنسان إال دقيقتين فقط‪.‬‬
‫الشعار‪ :‬ما يلي بدن اإلنسان من ثوب وغيره‪.‬‬

‫((( صحيح ابن حبان (اإلحسان ‪.)6311‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪102‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 2‬صالة املالئكة على القاعدين يف انتظار الصالة‬


‫الص اَل َة‪ِ ،‬في َص اَل ٍة‪َ ،‬ما‬
‫��د َي ْنت َِظ ُر َّ‬ ‫ق��ال ‪َ :‬‬
‫«أ َح ُد ُك ْم َما َق َع َ‬
‫َل ْم ُي ْح ِد ْث‪َ ،‬تدْ ُعو َل ُه ا ْل َم اَلئِ َك ُة‪ُ :‬‬
‫الله َّم ْاغ ِف ْر َل ُه‪ُ ،‬‬
‫الله َّم ْار َح ْم ُه»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 3‬صالة املالئكة على أهل الصفوف املتقدمة يف الصالة‬


‫قال ‪« :‬إِنَّ َ‬
‫اهلل ‪َ ‬و َم اَلئِ َك َت ُه ُي َص ُّلونَ َع َلى ا َّل ِذ َ‬
‫ين َي ُلونَ‬
‫وف الأْ ُ َو َل»(((‪.‬‬
‫الص ُف َ‬
‫ُّ‬

‫■ ■‪ ) 4‬صالة املالئكة على ميامن الصفوف‪:‬‬


‫ام ِ‬
‫��ن‬ ‫ق��ال ‪« :‬إِنَّ َ‬
‫اهلل َو َم اَلئِ َكت َُ��ه ُي َص ُّل��ونَ َع َل��ى َم َي ِ‬
‫الص ُف ِ‬
‫وف»(((‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫وق��د كان الصحاب��ة ‪ ‬يحرص��ون عل��ى أن يكونوا عن‬
‫يمين رسول اهلل ‪ ‬عند صالهتم خلفه(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 5‬صالة املالئكة على من يصلون الصفوف‪:‬‬


‫ق��ال ‪« :‬إِنَّ َ‬
‫اهلل ‪َ ‬و َم اَلئِ َك َت ُه ُي َص ِّل��ونَ َع َلى ا َّل ِذ َ‬
‫ين‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)649‬‬


‫((( سنن أبي داود (رقم ‪.)543‬‬
‫((( سنن أبي داود (رقم ‪.)676‬‬
‫((( أخرجه مسلم (رقم ‪.)709‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪103‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫َي ِص ُلونَ ُّ‬


‫الص ُف َ‬
‫وف»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 6‬تأمني املالئكة عند قراءة اإلمام الفاحتة‪:‬‬


‫الئِ َك ُة ِفي‬‫الم َ‬ ‫ين) َو َق َال ِ‬ ‫��م ِ‬ ‫قال ‪« :‬إِ َذا َق َ َ‬
‫ت َ‬ ‫(آم َ‬ ‫ال أ َح ُد ُك ْ‬
‫«غ ِف َر َل ُه‬
‫األ ْخ َرى» أي وقت التأمين ُ‬ ‫ين) َف َوا َف َق ْت إِ ْح َد ُاه َما ُ‬ ‫اء ِ‬
‫(آم َ‬ ‫الس َم ِ‬
‫َّ‬
‫َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذ ْنبِ ِه»(((‪.‬‬
‫أي أن المالئك��ة تقول (آمين) عند هناية قراءة اإلمام الفاتحة‪.‬‬
‫ومعنى قولهم «آمين»‪ :‬اللهم استجب دعوهتم‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 7‬من وافق قوله‪« :‬مسع اهلل ملن محده» قول املالئكة‪:‬‬


‫��ام (ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫إل َم ُ‬ ‫ق��ال ‪« :‬إِ َذا َق َ‬
‫��ال ا ِ‬
‫الئِ َك ِة ُغ ِف َر َل ُه َما‬ ‫ين) َفإِ َّن ُه َم ْن َوا َف َق َق ْو ُل ُه َق ْو َل َ‬
‫الم َ‬ ‫ﭳ) َف ُقو ُل��وا ِ‬
‫(آم َ‬
‫َت َقدَّ َم ِم ْن َذ ْنبِه»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 8‬صالة املالئكة على من جلس يف مصاله بعد الصالة‪:‬‬


‫الئِ َك ُة ُت َص ِّلي َع َلى َأ َح ِد ُك ْم َما َدا َم ِفي ُم َص اَّل ُه‬
‫«الم َ‬
‫قال ‪َ :‬‬

‫((( سنن ابن ماجه (رقم ‪ )995‬وصححه األلباين‪.‬‬


‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )781‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)410‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )782‬وصحيح مسلم (رقم ‪)409‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪104‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫يه‪َ ،‬ما َل ْم ُي ْح ِد ْث» أي ما لم يبطل وضوؤه « َت ُق ُ‬


‫ول‪ :‬ال َّل ُه َّم‬ ‫ا َّل ِذي َص َّلى ِف ِ‬
‫ْاغ ِف ْر َل ُه‪ ،‬ال َّل ُه َّم ْار َح ْم ُه»(((‪.‬‬
‫ مس��ألة‪ :‬هل يش��ترط لحصول المرء على ص�لاة المالئكة‬
‫علي��ه بق��اؤه في المكان ال��ذي صلى في��ه‪ ،‬أم يحظى بذلك‬
‫تحول إلى بقعة أخرى من المسجد؟‬
‫حتى لو ّ‬
‫الجواب‪ :‬ق��ال الحافظ ابن حجر والعالم��ة العيني‪ :‬قوله‪« :‬يف‬
‫مصاله» أي‪ :‬يف المكان الذي أوقع فيه الصالة من المسجد‪ ،‬وكأنه‬
‫خ��رج مخرج الغالب‪ ،‬وإال فلو قام إلى بقعة أخرى من المس��جد‬
‫مستمرا على نية انتظار الصالة كان كذلك(((‪.‬‬
‫ًّ‬
‫ مسألة‪ :‬هل للنساء‪ ،‬إذا جلسن في مصالهن في البيوت بعد‬
‫الصالة نصيب من صالة المالئكة على الجالس في مصاله‬
‫بعد الصالة؟‬
‫الجواب‪ُ :‬يرج��ى بفضل اهلل تعالى ورحمته أن لهن ذلك؛ ألنه‬
‫ل��م يف��رض عليهن حضور المس��اجد‪ ،‬بل إن صالهت��ن يف بيوهتن‬
‫أفضل من صالهتن يف المس��اجد‪ ،‬وكذلك جلوسهن يف مصالهن‬

‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪ )445‬ومسلم (رقم ‪)649‬‬


‫((( فتح الباري (‪.)136/2‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪105‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫يف البيوت‪ ،‬يكون أفضل من الجلوس يف مصالهن يف المساجد‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 9‬استغفار املالئكة ملن صلى الفجر والعصر يف اجلماعة‪:‬‬


‫قال ‪َ « :‬ت ْج َت ِم ُع َم اَلئِ َك ُة ال َّل ْيلِ َو َم اَلئِ َك ُة ال َّن َها ِر ِفي َص اَل ِة‬
‫ا ْل َف ْج�� ِر َو َص اَل ِة ا ْل َع ْص ِر‪َ ،‬ف َي ْج َت ِم ُعونَ ِفي َص�َل�اَ ِة ا ْل َف ْج ِر‪َ ،‬فت َْص َع ُد َم اَلئِ َك ُة‬
‫ال َّل ْي��لِ ‪َ ،‬و َت ْث ُب ُت َم اَلئِ َك�� ُة ال َّن َها ِر‪َ ،‬و َي ْج َت ِم ُعونَ ِفي َص�َل�اَ ِة ا ْل َع ْص ِر‪َ ،‬ف َي ْص َع ُد‬
‫َ‬
‫��ت َم اَلئِ َك ُة ال َّل ْيلِ ‪َ ،‬ف َي ْس��أ ُل ُه ْم َر ُّب ُه ْ‬
‫��م‪َ :‬ك ْي َف َت َر ْكت ُْم‬ ‫َم اَلئِ َك�� ُة ال َّن َها ِر‪َ ،‬و َت ْث ُب ُ‬
‫��م َو ُه ْم ُي َص ُّلونَ ‪،‬‬ ‫��م ُي َص ُّلونَ ‪َ ،‬و َت َر ْكن ُ‬
‫َاه ْ‬ ‫��ادي؟ َف َي ُقو ُلونَ ‪َ :‬أ َت ْين ُ‬
‫َاه ْم َو ُه ْ‬ ‫ِع َب ِ‬
‫ين»(((‪.‬‬ ‫اغ ِف ْر َل ُه ْم َي ْو َم ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫َف ْ‬

‫ي��ن) يعني أن المالئك��ة تلتمس‬


‫الد ِ‬‫��و َم ِّ‬ ‫��ر َل ُه ْ‬
‫��م َي ْ‬ ‫اغ ِف ْ‬
‫قوله��م‪َ ( :‬ف ْ‬
‫المغفرة من اهلل تعالى لهؤالء الناس يوم القيامة‪.‬‬

‫■ ■‪ )10‬دعاء امللك ملن ُيدعى له بظهر الغيب والداعي له‪:‬‬


‫ب‬ ‫��ل ِم لأِ َ ِخ ِ‬
‫يه بِ َظ ْه�� ِر ا ْل َغ ْي ِ‬ ‫��ر ِء ا ْل ُم ْس ِ‬
‫��و ُة ا ْل َم ْ‬
‫ق��ال ‪َ « :‬د ْع َ‬
‫ال ا ْل َم َل ُك‬ ‫��ه َم َل ٌك ُم َو َّك ٌل ُك َّل َما َد َعا لأِ َ ِخ ِ‬
‫ي��ه بِ َخ ْي ٍر َق َ‬ ‫ُم ْس��ت ََجا َب ٌة‪ِ ،‬ع ْن َد َر ْأ ِس ِ‬
‫ين َو َل َك بِ ِمثْلٍ »(((‪.‬‬ ‫ا ْل ُم َو َّك ُل بِ ِه‪ِ :‬‬
‫آم َ‬

‫((( المسند (‪.)77 - 76/15‬‬


‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2733‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪106‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■معنى هذا احلديث‪:‬‬


‫المستفيد صنفان من الناس من دعاء الملك لهم‪:‬‬
‫‪1 .1‬فهو المدع��و له من قبل أخيه يف غيبت��ه؛ ألن الملك الموكل‬
‫بالداع��ي يقول عند دعائه‪« :‬آمين» أي‪ :‬اس��تجب له يارب‬
‫دعاءه ألخيه‪.‬‬
‫‪2 .2‬فهو الداعي ألخيه بظهر الغي��ب؛ ألن الملك الموكل يدعو‬
‫له بقوله‪« :‬ولك بمثل» أي‪ :‬أعطى اهلل لك بمثل ما س��ألت‬
‫ألخيك‪.‬‬
‫كان بعض السلف‪ :‬إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو ألخيه المسلم‬
‫بتلك الدعوة؛ ألهنا تستجاب ويحصل له مثلها‪.‬‬

‫■ ■‪ )11‬دعاء املالئكة للمنفق باخللف‪:‬‬


‫ان َي ْن ِز َال ِن‪،‬‬‫يه إِلاَّ َم َل َك ِ‬
‫الع َب ُاد ِف ِ‬
‫قال ‪َ « :‬ما ِم ْن َي ْو ٍم ُي ْصبِ ُح ِ‬
‫��ر‪ :‬ال َّل ُه َّم َأ ْع ِط‬ ‫ول َ‬
‫اآلخ ُ‬ ‫��ول َأ َح ُد ُه َما‪ :‬ال َّل ُه َّم َأ ْع ِ‬
‫��ط ُم ْن ِف ًقا َخ َل ًفا‪َ .‬و َي ُق ُ‬ ‫َف َي ُق ُ‬
‫ُم ْم ِس ًكا َت َل ًفا»(((‪.‬‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )1442‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)1010‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪107‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■اقرتاح‪:‬‬
‫مبلغ��ا من المال‪ ،‬وليكن مائة فل��س أو ريالاً ‪ ،‬كل‬
‫ل��و خصصت ً‬
‫ي��وم تضع��ه يف الحصالة عندك يف غرفة الن��وم عندما تصبح‪ ،‬حتى‬
‫تصيب دعوة الملك‪ ،‬وتفعل هذه القضية يف حياتك اليومية‪ ،‬لكان‬
‫يف ذلك خير عظيم‪ ،‬ومعنى ذلك أن يدعو لك الملك كل يوم‪.‬‬

‫■ ■‪ )12‬صالة املالئكة على املتسحرين‪:‬‬


‫قال ‪« :‬إِنَّ َ‬
‫اهلل َو َم اَلئِ َك َت ُه ُي َص ُّلونَ َع َلى ا ْل ُمت ََس ِّح ِر َ‬
‫ين»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ )13‬صالة املالئكة على عائد املريض‪:‬‬


‫ين‬ ‫قال ‪َ « :‬ما ِم ْن ُم ْس ِل ٍم َعا َد َأ َخا ُه إِال ا ْبت ََع َث ُ‬
‫اهلل َل ُه َس ْب ِع َ‬
‫ات ال َّن َها ِر َكانَ َح َّتى ُي ْم ِس َي‪َ ،‬و ِم ْن‬ ‫ك ُي َص ُّلونَ َع َل ْي ِه ِم ْن َأ ِّي َس َ‬
‫��اع ِ‬ ‫َأ ْل َف َم َل ٍ‬
‫َأ ِّي َس َ‬
‫اع ِ‬
‫ات ال َّل ْيلِ َكانَ َح َّتى ُي ْصبِ َح»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ )14‬صالة املالئكة على معلم الناس اخلري‪:‬‬


‫ات َو َ‬ ‫َ‬
‫األ َر ِض َ‬
‫ين‪َ ،‬ح َّتى‬ ‫الس َم َو ِ‬ ‫قال ‪« :‬إنَّ اهَّللَ َو َم اَلئِ َك َت ُه َوأ ْه َل َّ‬
‫اس َ‬
‫الخ ْي َر»(((‪.‬‬ ‫وت‪َ ،‬ل ُي َص ُّلونَ َع َلى ُم َع ِّل ِم ال َّن ِ‬ ‫الح َ‬ ‫ال َّن ْم َل َة ِفي ُج ْح ِر َها َو َح َّتى ُ‬

‫(( ( صحيح ابن حبان (اإلحسان ‪.)3467‬‬


‫((( المسند (‪.)150/2‬‬
‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ )2685‬وصححه‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪108‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ )15‬تأمني املالئكة على ما يقال عند املريض وامليت‪:‬‬


‫يض َأ ِو ا ْل َم ِّي َت َف ُقو ُلوا َخ ْي ًرا‪،‬‬
‫قال ‪« :‬إِ َذا َح َض ْر ُت ُم ا ْل َم ِر َ‬
‫َفإِنَّ ا ْل َم اَلئِ َك َة ُي َؤ ِّم ُنونَ َع َلى َما َت ُقو ُلونَ »(((‪.‬‬
‫قال اإلمام النووي ‪ :‬فيه الندب إلى قول الخير حينئذ من‬
‫الدعاء واالس��تغفار له‪ ،‬وطلب اللطف به والتخفيف عنه ونحوه‪،‬‬
‫وفيه حضور المالئكة حين تأمينهم(((‪.‬‬
‫أليس من الخس��ارة الفادحة أن يفوت المس��لم على نفسه هذه‬
‫الدع��وات العظيمات المب��اركات الطيبات م��ن المالئكة األبرار‬
‫عندم��ا يفرط يف هذه األعمال الجليل��ة الكبيرة‪ ،‬وهي ال تأخذ من‬
‫وقته إال الشيء اليس��ير‪ ،‬ويجد راح ًة يف تطبيقها‪ ،‬وتوفي ًقا يف حياته‬
‫وسعادة يف قلبه‪ ،‬وطمأنينة يف نفسه!(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)919‬‬


‫((( شرح النووي على صحيح مسلم (‪.)222/6‬‬
‫((( (كتاب من تصلي عليهم المالئكة)‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪109‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬من تدعو عليهم املالئكة ‪L‬‬


‫وحذرا مما يق��ع منه بعض‬
‫ً‬ ‫تتميما للفائ��دة‪،‬‬
‫ً‬ ‫أتين��ا بهذا الفص��ل‬
‫الناس من األعمال التي تسبب له دعاء المالئكة عليه‪.‬‬

‫ واملقصود بلعن املالئكة‪:‬‬


‫الطرد واإلبعاد على سبيل السخط‪.‬‬

‫ أما األشقياء الذين تلعنهم املالئكة أو تدعو عليهم‪:‬‬


‫■ ■‪ ) 1‬لعنة املالئكة على من سب الصحابة‪:‬‬
‫��ب َأ ْص َحابِي َف َع َل ْي ِه َل ْع َن ُة اهلل َوا ْل َم اَلئِ َك ِة‬
‫قال ‪َ « :‬م ْن َس َّ‬
‫اهلل ِم ْن ُه َص ْر ًفا َولاَ َعدْ لاً »(((‪.‬‬ ‫اس َأ ْج َم ِع َ‬
‫ين‪ ،‬لاَ َي ْق َب ُل ُ‬ ‫َوال َّن ِ‬

‫■ ■‪ ) 2‬لعنة املالئكة على من ادعى إىل غري أبيه‪:‬‬


‫ي��ه‪َ ،‬أ ِو ا ْنت ََمى إِ َلى َغ ْي ِر‬
‫«و َم ِن ا َّد َع��ى إِ َلى َغ ْي ِر َأبِ ِ‬
‫ق��ال ‪َ :‬‬
‫اهلل ِم ْن ُه َي ْو َم‬ ‫اس َأ ْج َم ِع َ‬
‫ين‪ ،‬لاَ َي ْق َب ُل ُ‬ ‫يه‪َ ،‬ف َع َل ْي ِه َل ْع َن ُة اهللِ َوا ْل َم اَلئِ َك ِة َوال َّن ِ‬
‫َم َوالِ ِ‬
‫ا ْل ِق َيا َم ِة َص ْر ًفا َولاَ َعدْ لاً »(((‪.‬‬

‫((( أخرجه اإلمام أحمد يف فضائل الصحابة (رقم ‪ )8‬وحسنه األلباين يف السلسلة الصحيحة (رقم ‪.)2340‬‬
‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)1370‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪110‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ق��ال الحاف��ظ ابن حج��ر ‪ :‬الجمه��ور عل��ى أن الصرف‬


‫الفريضة‪ ،‬والعدل النافلة(((‪.‬‬

‫■ ■تنبيه‪:‬‬
‫يدعون أهنم م��ن أقوام أو قبائل‪،‬‬
‫ومم��ا يش��اهد أن بعض الناس َّ‬
‫وهم ليسوا منها‪ ،‬ولبئس ما يفعلون لو كانوا يعلمون‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 3‬لعنة املالئكة على من نقض أمان مسلم‪:‬‬


‫اه ْم‪،‬‬ ‫��عى بِ َها َأ ْد َن ُ‬ ‫ين َو ِ‬
‫اح َد ٌة‪َ ،‬ي ْس َ‬ ‫الم ْس ِ‬
‫��ل ِم َ‬ ‫«و ِذ َّم ُة ُ‬ ‫قال ‪َ :‬‬
‫ين‪َ ،‬ال ُي ْق َب ُل‬ ‫اس َأ ْج َم ِع َ‬
‫الئِ َك ِة َوال َّن ِ‬ ‫َف َم ْن َأ ْخ َف َر ُم ْس ِل ًما‪َ ،‬ف َع َل ْي ِه َل ْع َن ُة اهَّلل ِ َو َ‬
‫الم َ‬
‫ِم ْن ُه َص ْر ٌف َو َال َعدْ ٌل»(((‪.‬‬
‫قول��ه ( َف َم ْن َأ ْخ َف َر ُم ْس ِ‬
‫��ل ًما)‪ ،‬أي نقض عهده وأمانه للكافر‪ ،‬بأن‬
‫قتل ذلك الكافر‪ ،‬أو أخذ ماله‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 4‬دعاء امللك على املمسك بالتلف‪:‬‬


‫ان َي ْن ِز َال ِن‪،‬‬‫يه إِلاَّ َم َل َك ِ‬
‫الع َب ُاد ِف ِ‬
‫قال ‪َ « :‬ما ِم ْن َي ْو ٍم ُي ْصبِ ُح ِ‬
‫��ر‪ :‬ال َّل ُه َّم َأ ْع ِط‬ ‫ول َ‬
‫اآلخ ُ‬ ‫��ول َأ َح ُد ُه َما‪ :‬ال َّل ُه َّم َأ ْع ِ‬
‫��ط ُم ْن ِف ًقا َخ َل ًفا‪َ .‬و َي ُق ُ‬ ‫َف َي ُق ُ‬

‫((( فتح الباري (‪.)86/4‬‬


‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )3179‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)1370‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪111‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ُم ْم ِس ًكا َت َل ًفا»(((‪.‬‬


‫قال الحافظ ابن حجر‪ :‬أما الدعاء بالتلف‪:‬‬
‫‪1 .1‬فيحتمل تلف ذلك المال بعينه‪.‬‬
‫‪2 .2‬أو تلف نف��س صاحب المال والمراد به فوات أعمال الرب‬
‫بالتشاغل بغيرها(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 5‬دعاء جربيل على ثالثة أصناف من الناس بأن يبعدهم اهلل تعاىل‪:‬‬
‫هناك ثالثة أصناف من الناس دعا عليهم جربيل‪ ،‬وأمن رس��ول‬
‫اهلل ‪ ‬على دعائه‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫‪1 .1‬من أدرك رمضان فلم يغفر له‪.‬‬
‫‪2 .2‬من أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار‪.‬‬
‫‪3 .3‬من ذكر عنده النبي فلم يصل عليه(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 6‬لعن املالئكه من أشار إىل مسلم بسالح‪:‬‬


‫يد ٍة‪َ ،‬ف��إِنَّ ا ْل َم اَلئِ َك َة‬ ‫��ار إِ َل��ى َأ ِخ ِ‬
‫يه بِ َح ِد َ‬ ‫قال ‪َ « :‬م ْن َأ َش َ‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )1442‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)1010‬‬


‫((( فتح الباري (‪.)305/3‬‬
‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ )3545‬وحسنه‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪112‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫َت ْل َع ُن ُه َح َّتى َي َد َع ُه‪َ ،‬وإِنْ َكانَ َأ َخا ُه لأِ َ بِ ِيه َو ُأ ِّم ِه»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 7‬لعن املالئكة املرأة اهلاجرة فراش زوجها‪:‬‬


‫اش ِه َف َأ َب ْت‪َ ،‬ف َب َ‬
‫ات‬ ‫الر ُج ُل ا ْم َر َأ َت ُه إِ َلى ِف َر ِ‬
‫قال ‪« :‬إِ َذا َد َعا َّ‬
‫الم َالئِ َك ُة َح َّتى ُت ْصبِ َح»(((‪.‬‬ ‫َغ ْض َبانَ َع َل ْي َها‪َ ،‬ل َع َن ْت َها َ‬

‫***‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2616‬‬


‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )3237‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)1436‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪113‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬مكفرات الذنوب يف اليوم والليلة ‪L‬‬


‫من فضل اهلل ‪ ‬علينا أن ش��رع لن��ا بعض األعمال التي‬
‫تكف��ر الذنوب وتمحو الخطايا‪ ،‬وهذا من أعظم اإلنجازات الهائلة‬
‫أن المسلم يأيت هبذه األعمال كل يوم‪ ،‬حتى ال يبقى من ذنوبه شيء‪.‬‬
‫وهن��اك مكف��رات للذنوب تتكرر مع المس��لم كل ي��وم يف ليله‬
‫وهناره‪ ،‬وهناك مكفرات قولية‪ ،‬وهناك مكفرات فعلية‪.‬‬

‫ املكفرات القولية‪:‬‬
‫■ ■‪ ) 1‬الذكر عند مساع املؤذن‪:‬‬
‫��م ُع ا ْل ُم َؤ ِّذنَ ‪َ :‬أ ْش َه ُد َأنْ لاَ إِ َل َه‬
‫ين َي ْس َ‬ ‫ال ِح َ‬‫قال ‪َ « :‬م ْن َق َ‬
‫يت بِاهللِ َر ًّبا‬‫يك َل ُه َو َأنَّ ُم َح َّم ًدا َع ْب ُد ُه َو َر ُسو ُل ُه‪َ ،‬ر ِض ُ‬ ‫إِلاَّ ُ‬
‫اهلل َو ْح َد ُه لاَ َش ِ��ر َ‬
‫َوبِ ُم َح َّم ٍد َر ُسولاً َوبِالإْ ِ ْس اَل ِم ِدينًا‪ُ .‬غ ِف َر َل ُه َذ ْن ُب ُه»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 2‬التسبيح‪:‬‬
‫(س ْب َحانَ اهللِ َوبِ َح ْم ِد ِه) ِفي َي ْو ٍم ِما َئ َة‬‫ال‪ُ :‬‬ ‫«و َم ْن َق َ‬
‫قال ‪َ :‬‬
‫َم َّر ٍة ُح َّط ْت َخ َطا َيا ُه َو َل ْو َكا َن ْت ِم ْث َل َز َب ِد ا ْل َب ْح ِر»(((‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)386‬‬


‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )6405‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)2691‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪114‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 3‬الذكر دبر كل صالة‪:‬‬


‫ين‪،‬‬‫اهلل ِفي ُد ُب ِر ُك ِّل َص�َل�اَ ٍة َث اَل ًثا َو َث اَلثِ َ‬‫ق��ال ‪َ « :‬م ْن َس َّ��ب َح َ‬
‫ين‪َ ،‬ف ْت ِل َك تِ ْس َ��ع ٌة َوتِ ْس ُعونَ ‪،‬‬ ‫ين‪َ ،‬و َك َّب َر َ‬
‫اهلل َث اَل ًثا َو َث اَلثِ َ‬ ‫َو َح ِم َد َ‬
‫اهلل َث اَل ًثا َو َث اَلثِ َ‬
‫اهلل َو ْح َد ُه لاَ َش ِر َ‬
‫يك َل ُه‪َ ،‬ل ُه ا ْل ُم ْل ُك َو َل ُه ا ْل َح ْم ُد‬ ‫ال َت َما َم ا ْل ِما َئ ِة‪( :‬لاَ إِ َل َه إِلاَّ ُ‬
‫َو َق َ‬
‫َو ُه َو َع َلى ُك ِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير) ُغ ِف َر ْت َخ َطا َيا ُه َوإِنْ َكا َن ْت ِم ْث َل َز َب ِد ا ْل َب ْح ِر»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 4‬الصالة على رسول اهلل ‪:‬‬


‫َب ُ‬
‫اهلل َل ُه‬ ‫ق��ال ‪َ « :‬م ْن َص َّلى َع َل ْي َك ِم ْن ُأ َّمتِ َك َص اَل ًة َكت َ‬
‫َات‪َ ،‬و َر َف َع َل ُه َع ْش َر َد َر َج ٍ‬
‫ات‪،‬‬ ‫َات‪َ ،‬و َم َحا َع ْن ُه َع ْش َر َس�� ِّيئ ٍ‬
‫��ر َح َسن ٍ‬ ‫بِ َها َع ْش َ‬
‫َو َر َّد َع َل ْي ِه ِم ْث َل َها»(((‪.‬‬
‫فهل استش��عرت وأنت تصلي على رسول اهلل ‪ ‬أنه‬
‫كفارة لذنوبك‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 5‬من وافق تأمينه تأمني املالئكة‪:‬‬


‫��ام َف َأ ِّمنُوا‪َ ،‬فإِ َّن ُه َم ْن َوا َف َ‬
‫��ق َت ْأ ِمي ُن ُه‬ ‫ق��ال ‪« :‬إِ َذا َأ َّم َن ا ِ‬
‫إل َم ُ‬
‫الم َالئِ َك ِة ُغ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذ ْنبِ ِه»(((‪.‬‬
‫ين َ‬‫َت ْأ ِم َ‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)597‬‬


‫((( أخرجه اإلمام أحمد يف المسند (‪ )273/26‬وحسنه األلباين يف صحيح الرتغيب (رقم ‪.)1661‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )780‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)410‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪115‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 6‬كفارة اجمللس‪:‬‬
‫ال َق ْب َل‬ ‫س َف َك ُث َر ِف ِيه َل َغ ُط ُه‪َ ،‬ف َق َ‬
‫س ِفي َم ْج ِل ٍ‬ ‫قال ‪َ « :‬م ْن َج َل َ‬
‫(س ْب َحا َن َك ال َّل ُه َّم َوبِ َح ْم ِد َك‪َ ،‬أ ْش َه ُد َأنْ لاَ إِ َل َه إِلاَّ‬
‫َأنْ َي ُقو َم ِم ْن َم ْج ِل ِس ِه َذلِ َك‪ُ :‬‬
‫َأ ْن َت‪َ ،‬أ ْس َتغْ ِف ُر َك َو َأ ُت ُ‬
‫وب إِ َل ْي َك) إِلاَّ ُغ ِف َر َل ُه َما َكانَ ِفي َم ْج ِل ِس ِه َذلِ َك»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 7‬ذكر غري خمصص بوقت وال مكان‪:‬‬


‫يك َل ُه‪،‬‬ ‫(ال إِ َل َه إِلاَّ ُ‬
‫اهلل‪َ ،‬و ْح َد ُه َال َش ِ��ر َ‬ ‫ال‪َ :‬‬
‫قال ‪َ « :‬م ْن َق َ‬
‫��و ٍم ِما َئ َة َم َّر ٍة‪،‬‬
‫��ي ٍء َق ِد ٌير) ِفي َي ْ‬
‫الح ْم ُد‪َ ،‬و ُه َو َع َلى ُك ِّل َش ْ‬
‫��ك َو َل ُه َ‬ ‫َل�� ُه ُ‬
‫الم ْل ُ‬
‫اب‪َ ،‬و ُكتِ َب ْت َل ُه ِما َئ ُة َح َس��ن ٍَة‪َ ،‬و ُم ِح َي ْت َع ْن ُه ِما َئ ُة‬
‫َكا َن ْت َل ُه َعدْ َل َع ْش�� ِر ِر َق ٍ‬
‫ت‬ ‫ان َي ْو َم ُه َذلِ َك َح َّتى ُي ْم ِس َي‪َ ،‬و َل ْم َي ْأ ِ‬ ‫الش ْي َط ِ‬‫َس�� ِّيئ ٍَة‪َ ،‬و َكا َن ْت َل ُه ِح ْر ًزا ِم َن َّ‬
‫َأ َح ٌد بِ َأ ْف َض َل ِم َّما َج َاء بِ ِه‪ ،‬إِلاَّ َأ َح ٌد َع ِم َل َأ ْك َث َر ِم ْن َذلِ َك»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 8‬الدعاء بعد الطعام‪:‬‬


‫��م َق َ‬ ‫ق��ال ‪َ « :‬م ْ َ‬
‫��د هلل ا َّل ِذي‬ ‫ال‪( :‬ا ْل َح ْم ُ‬ ‫��ن أ َك َل َط َعا ًما ُث َّ‬
‫يه ِم ْن َغ ْي ِر َح ْو ٍل ِمنِّ��ي َولاَ ُق َّو ٍة) ُغ ِف َر َل ُه َما‬ ‫َأ ْط َع َمنِ��ي َه َذا َّ‬
‫الط َعا َم‪َ ،‬و َر َز َقنِ ِ‬
‫َت َقدَّ َم ِم ْن َذ ْنبِ ِه َو َما َت َأ َّخ َر»(((‪.‬‬

‫(( ( جامع الرتمذي (رقم ‪.)3433‬‬


‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪ )3293‬ومسلم (رقم (‪.)2691‬‬
‫((( سنن أبي داود (رقم ‪ )4023‬وجامع الرتمذي (رقم ‪ )3458‬وحسنه‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪116‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ املكفرات العملية‪:‬‬
‫■ ■‪ ) 1‬الوضوء‪:‬‬
‫وء َخ َر َج ْت َخ َطا َيا ُه‬ ‫قال ‪َ « :‬م ْن َت َو َّض َأ َف َأ ْح َس َ‬
‫��ن ا ْل ُو ُض َ‬
‫ِم ْن َج َس ِد ِه‪َ ،‬ح َّتى َت ْخ ُر َج ِم ْن َت ْح ِت َأ ْظ َفا ِر ِه»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 2‬املشي إىل الصالة والرجوع منها‪:‬‬


‫اع ِة َف َخ ْط َو ٌة َت ْم ُحو‬ ‫اح إِ َلى َم ْس ِ‬
‫��ج ِد ا ْل َج َم َ‬ ‫قال ‪َ « :‬م ْن َر َ‬
‫اج ًعا»(((‪.‬‬ ‫َس ِّي َئ ًة‪َ ،‬و َخ ْط َو ٌة ُت ْكت َُب َل ُه َح َسن ٌَة‪َ ،‬ذ ِ‬
‫اه ًبا َو َر ِ‬

‫■ ■‪ ) 3‬الصلوات اخلمس‪:‬‬
‫��ن ا ْل ُو ُض َ‬
‫وء‪،‬‬ ‫ق��ال ‪« :‬لاَ َيت ََو َّض ُأ َر ُج ٌل ُم ْس ِ‬
‫��ل ٌم‪َ ،‬ف ُي ْح ِس ُ‬
‫َف ُي َص ِّلي َص اَل ًة‪ ،‬إِلاَّ َغ َف َر ُ‬
‫اهلل َل ُه َما َب ْي َن ُه َو َب ْي َن َّ‬
‫الص اَل ِة ا َّلتِي َت ِل َيها»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 4‬اإلكثار من السجود‪:‬‬
‫ود هلل‪َ ،‬فإِ َّن َك لاَ َت ْس ُج ُد لِ َّل ِه‬
‫��ج ِ‬
‫الس ُ‬ ‫«ع َل ْي َك بِ َك ْث َر ِة ُّ‬
‫قال ‪َ :‬‬
‫َس ْج َد ًة إِلاَّ َر َف َع َك ُ‬
‫اهلل بِ َها َد َر َج ًة‪َ ،‬و َح َّط َع ْن َك بِ َها َخ ِطي َئ ًة»(((‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)245‬‬


‫((( المسند (‪.)173/11‬‬
‫(( ( صحيح مسلم (رقم ‪.)227‬‬
‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)488‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪117‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 5‬حضور جمالس الذكر‪:‬‬


‫يدونَ‬ ‫اجت ََم ُعوا َي ْذ ُك ُرونَ َ‬
‫اهلل‪ ،‬لاَ ُي ِر ُ‬ ‫قال ‪َ « :‬ما ِم ْن َق ْ‬
‫��و ٍم ْ‬
‫ورا َل ُك ْم‪،‬‬ ‫اء‪َ :‬أنْ ُق ُ‬
‫وموا َمغْ ُف ً‬ ‫��ك إِلاَّ َو ْج َه ُه‪ ،‬إِلاَّ َنا َد ُاه ْم ُمن ٍ‬
‫َاد ِم َن َّ‬
‫الس َ��م ِ‬ ‫بِ َذلِ َ‬
‫َقدْ ُب ِّد َل ْت َس ِّيئَا ُت ُك ْم َح َسن ٍ‬
‫َات»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 6‬مصافحة املسلم أخاه‪:‬‬


‫ان إِلاَّ ُغ ِف َر‬ ‫��ل َم ْي ِن َي ْلت َِق َي ِ‬
‫ان‪َ ،‬ف َيت ََصا َف َح ِ‬ ‫قال ‪َ « :‬ما ِم ْن ُم ْس ِ‬
‫َل ُه َما َق ْب َل َأنْ َي ْف َت ِر َقا»(((‪.‬‬
‫بعيدا‪،‬‬
‫فصافح من تلقاه من إخوانك المسلمين‪ ،‬سواء كان قري ًبا أو ً‬
‫فقيرا‪ ،‬حتى زوجتك وأن��ت تدخل البيت‬
‫صغيرا‪ ،‬غن ًّي��ا أو ً‬
‫ً‬ ‫كبي��را أو‬
‫ً‬
‫كلما دخلت صافحها‪ ،‬حتى يغفر لك ذنبك‪ ،‬وكذا أوالدك‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 7‬صالة النافلة خبشوع وحضور قلب‪:‬‬


‫َ‬
‫��م ُي َص ِّلي َر ْك َعت َْي ِن‬ ‫��ن َت َو َّضأ ُو ُضوئِي َه َذا‪ُ ،‬ث َّ‬ ‫قال ‪َ « :‬م ْ‬
‫َال ُي َح ِّد ُث َن ْف َس ُه ِفي ِه َما بِ َش ْي ٍء‪ ،‬إِلاَّ ُغ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذ ْنبِ ِه»(((‪.‬‬

‫((( المسند (‪.)437/19‬‬


‫((( سنن أبي داود (رقم ‪ )5212‬وجامع الرتمذي (رقم ‪.)2727‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪.)1934‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪118‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 8‬صالة التوبة‪:‬‬
‫ور‪ُ ،‬ث َّم‬
‫الط ُه َ‬ ‫ق��ال ‪َ « :‬ما ِم ْن َع ْب ٍد ُي ْذنِ ُب َذ ْن ًبا‪َ ،‬ف ُي ْح ِس ُ‬
‫��ن ُّ‬
‫وم َف ُي َص ِّلي َر ْك َعت َْي ِن‪ُ ،‬ث َّم َي ْس َتغْ ِف ُر اهلل‪ ،‬إِلاَّ َغ َف َر ُ‬
‫اهلل َل ُه»(((‪.‬‬ ‫َي ُق ُ‬

‫■ ■‪ ) 9‬اإلتيان باحلسنة بعد السيئة‪:‬‬


‫قال تعالى‪ ( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ )(((‪.‬‬
‫الح َس َن َة َت ْم ُح َها ‪.(((» ...‬‬
‫الس ِّي َئ َة َ‬ ‫وقال ‪َ َ :‬‬
‫«وأ ْتبِ ِع َّ‬

‫ أخي احلبيب‪:‬‬
‫ه��ذه المكف��رات القولي��ة والعملية تتك��رر معك كل ي��وم‪ ،‬فهل‬
‫حرصت عليها وطبقتها يف واقع حياتك حتى تكفر عنك السيئات‬
‫وتوفق إلى فعل الحسنات!‬

‫***‬

‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪.)1521‬‬


‫((( [هود‪]114 :‬‬
‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ )1987‬وصححه‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪119‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬حمبطات األعمال ‪L‬‬


‫هن��اك أعم��ال إذا ق��ام بها اإلنس��ان فإهن��ا تحبط وتبط��ل عمله‪،‬‬
‫وال يقبله اهلل منه وال يؤجر عليه‪.‬‬
‫ول اهلل ‪‬‬ ‫َّاس َي ْس َأ ُل َ‬
‫ون َر ُس َ‬ ‫قال حذيفة بن اليمان‪ :‬ك َ‬
‫َان الن ُ‬
‫الش ِّر َم َخا َف َة َأ ْن ُي ْد ِركَنِي‪.(((.‬‬
‫الخ ْي ِر‪َ ،‬و ُكن ُْت َأ ْس َأ ُل ُه َع ِن َّ‬
‫َع ِن َ‬
‫فمعرفة محبطات ومبطالت األعمال أمر مهم‪ ،‬يس��اعد المسلم‬
‫على أن يجتنبها‪.‬‬
‫وهذه المبطالت والمحبطات لألعمال الصالحة نوعان‪:‬‬

‫ النوع األول‪:‬‬
‫محبطات عامة تحبط جميع األعمال‪ ،‬وتذهب بكل الحسنات‪،‬‬
‫وه��ي الردة عن اإلس�لام‪ ،‬أن يخرج المس��لم ع��ن الدين‪ ،‬وذلك‬
‫بإحدى المكفرات التالية‪:‬‬

‫■ ■صور من الكفر األكرب املخرج من اإلسالم‪:‬‬


‫‪1 .1‬محاربة أوكره أو االستهزاء بشيء مما أمر اهلل به‪ ،‬ولو عمل به‪.‬‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )3606‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)1847‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪120‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪2 .2‬اعتق��اد أن الدين فقط هو العبادات الكبيرة؛ الصالة والزكاة‬


‫والحج والصيام‪ ،‬وأنه ال يشمل كل جوانب الحياة‪.‬‬
‫‪3 .3‬االعتقاد أنه بوسع أحد أن يخرج من الدين أو من الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪4 .4‬اإلعراض الكلي والتام عن اإلسالم ال يتعلمه‪ ،‬وال يعمل به‪.‬‬
‫‪5 .5‬ترك الصالة وعدم اإلتيان هبا بتا ًتا‪.‬‬
‫‪6 .6‬م��ن ل��م يكف��ر المش��ركين أو أه��ل الكت��اب م��ن اليه��ود‬
‫والنصارى‪ ،‬أو شك يف كفرهم‪.‬‬
‫‪7 .7‬م��واالة الكفار م��ن النص��ارى واليهود وغيره��م بمحبتهم‬
‫ومعاونتهم على المسلمين‪.‬‬
‫‪8 .8‬االنتماء لألحزاب الجاهلي��ة والقوميات العنصرية المخالفة‬
‫لإلسالم‪.‬‬
‫‪9 .9‬تعلم السحر أو العمل به بواسطة الشياطين‪.‬‬
‫‪1010‬ادعاء علم الغيب‪ ،‬ومن صوره‪:‬‬
‫ *قراءة الكف والفنجان‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪121‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ *والنظر يف النجوم لمعرفة الغيب‪.‬‬


‫ *والكهانة والسحر‪.‬‬
‫يدعون علم الغيب يف المستقبل‬‫فهؤالء كلهم مش��عوذون َّ‬
‫أو الماض��ي أو الحاض��ر‪ ،‬ويس��تخدمون يف ذل��ك الج��ن‬
‫والشياطين‪ ،‬ويطلبون اسم المريض‪.‬‬
‫‪1111‬م��ن أنكر ما هو معلوم من الدي��ن بالضرورة‪ ،‬مع قيام الحجة‬
‫عليه من الكتاب والسنة‪ ،‬كحرمة الزنى والخمر‪.‬‬
‫‪1212‬من يرى أن القوانين الوضعية أحسن من االسالم‪ ،‬أو يرى أن‬
‫اإلسالم قديم ال يناسب عصرنا‪.‬‬

‫ النوع الثاني‪:‬‬
‫محبطات نس��بية تحبط بعض الحسنات واألعمال‪ ،‬ال كل عمل‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫فالكثي��ر مم��ن يعمل أعم��الاً صالحة س��يفاجأ ي��وم القيامة بأن‬
‫ه��ذه األعمال الصالحة ل��ن تنفعه؛ ألنه عمل عم�ًل�اً ذهب بثواهبا‬
‫وحسناهتا وأجرها‪ ،‬فكيف ينجو إ ًذا!‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪122‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 1‬التألي على اهلل‪:‬‬


‫حدث رسول اهلل ‪ ‬أن رجلاً قال‪ :‬واهلل ال يغفر‬
‫فقد َّ‬
‫��ي َألاَّ َأ ْغ ِف َر‬ ‫َ‬
‫اهلل لف�لان! وأن اهلل تعال��ى قال‪َ « :‬م ْن َذا ا َّل ِ��ذي َيتَأ َّلى َع َل َّ‬
‫لِ ُف اَل ٍن‪َ ،‬فإِ ِّني َقدْ َغ َف ْر ُت لِ ُف اَل ٍن‪َ ،‬و َأ ْح َب ْط ُت َع َم َل َك»(((‪.‬‬
‫فهذا الرجل قد تعدى على حق من حقوق اهلل تعالى‪ ،‬وحلف‬
‫أال يغف��ر اهلل لف�لان‪ ،‬وم��ا يدريه لع��ل اهلل يغفر له! فه��ل ألحد أن‬
‫يتدخل يف رحمة اهلل ومشيئته‪ ،‬أو يقول على اهلل بال علم!‬

‫■ ■‪ ) 2‬رفع الصوت فوق صوت النيب ‪:‬‬


‫قال تعالى‪( :‬ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪ‬
‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ)(((‪.‬‬
‫ق��ال أب��و بك��ر اب��ن العرب��ي ‪ :‬حرم��ة النبي ‪‬‬
‫ميتا كحرمت��ه ح ًّيا‪ ،‬وكالمه المأثور بعد موت��ه يف الرفع مثل كالمه‬
‫المس��موع من لفظ��ه‪ ،‬فإذا قرئ كالمه وجب عل��ى كل حاضر أال‬
‫يرفع صوته عليه وال يعرض عنه(((‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2621‬‬


‫((( [الحجرات‪]2 :‬‬
‫((( أحكام القرآن البن العربي (‪.)146/4‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪123‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫وليت األمر قد وقف عند رفع الصوت يف هذا الزمان‪ ،‬بل تجاوزه‬
‫إلى ت��رك هديه والضرب بقول��ه عرض الحائ��ط‪ ،‬وأخذت أقوال‬
‫اليه��ود والنص��ارى وحك��م هبا يف أم��وال المس��لمين وأعراضهم‬
‫ودمائهم‪ ،‬ونحن بعد ذلك ندعي حبه ‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 3‬االعتداء على حقوق املسلم‪:‬‬


‫لقد جعل اهلل تعالى االعتداء على حقوق المسلم من الذنوب‬
‫َ‬
‫س؟»‬ ‫التي تمحق حسنات العبد‪ ،‬قال ‪« :‬أ َتدْ ُرونَ َما ا ْل ُم ْف ِل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬‫��اع‪َ .‬ف َق َال‪« :‬إِنَّ ا ْل ُم ْف ِل َ‬ ‫َقا ُل��وا‪ :‬ا ْل ُم ْفلِ ُ‬
‫��س فينَا َم ْن لاَ د ْر َه َم َل ُه َولاَ َم َت َ‬
‫ِم ْن ُأ َّمتِي َي ْأتِي َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة بِ َص اَل ٍة‪َ ،‬و ِص َيا ٍم‪َ ،‬و َز َك ٍاة‪َ ،‬و َي ْأتِي َقدْ َشت ََم َه َذا‪،‬‬
‫��ر َب َه َذا‪َ ،‬ف ُي ْع َطى‬
‫ال َه َذا‪َ ،‬و َس�� َف َك َد َم َه َذا‪َ ،‬و َض َ‬ ‫��ذ َف َه َذا‪َ ،‬و َأ َك َل َم َ‬ ‫َو َق َ‬
‫َه َذا ِم ْن َح َس��نَاتِ ِه‪َ ،‬و َه َذا ِم ْن َح َسنَاتِ ِه‪َ ،‬فإِنْ َفنِ َي ْت َح َسنَا ُت ُه َق ْب َل َأنْ ُي ْق َضى‬
‫َما َع َل ْي ِه ُأ ِخ َذ ِم ْن َخ َطا َي ُاه ْم َف ُط ِر َح ْت َع َل ْي ِه‪ُ ،‬ث َّم ُط ِر َح ِفي ال َّنار»(((‪.‬‬
‫فمن أكل أموال الناس بالباطل بالغش والربا‪ ،‬أو اعتدى على‬
‫أعراضهم‪ ،‬فسيأخذون منه يوم القيامة حسنات‪ ،‬أو يطرحون عليه‬
‫من سيئاهتم‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (‪.)2581‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪124‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 4‬انتهاك حرمات اهلل يف السر‪:‬‬


‫لأَ َ‬
‫ق��ال ‪ْ « :‬ع َل َم َّن َأ ْق َوا ًم��ا ِم ْن ُأ َّمتِي َي ْأتُونَ َي ْ‬
‫��و َم ا ْل ِق َيا َم ِة‬
‫ورا»‬ ‫اهلل ‪َ ‬ه َب ًاء َم ْن ُث ً‬ ‫يضا‪َ ،‬ف َي ْج َع ُل َه��ا ُ‬ ‫ال تِ َها َم�� َة بِ ً‬ ‫َات َأ ْم َث ِ‬
‫ال ِج َب ِ‬ ‫بِ َح َس��ن ٍ‬
‫ون مِن ُْه ْم َو َن ْح ُن‬‫ول اهَّللِ ِص ْف ُه ْم َلنَا‪َ ،‬ج ِّل ِه ْم َلنَا َألاَّ َن ُك َ‬ ‫ان‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫َق َال َث ْو َب ُ‬
‫لاَ َن ْع َلم‪َ .‬ق َال‪َ :‬‬
‫«أ َما إِ َّن ُه ْم إِ ْخ َوا ُن ُك ْم َو ِم ْن ِج ْل َدتِ ُك ْم‪َ ،‬و َي ْأ ُخ ُذونَ ِم َن ال َّل ْيلِ‬ ‫ُ‬
‫َك َما َت ْأ ُخ ُذونَ ‪َ ،‬و َل ِك َّن ُه ْم َأ ْق َو ٌام إِ َذا َخ َل ْوا بِ َم َحا ِر ِم اهَّلل ِ ا ْنت ََه ُك َ‬
‫وها»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 5‬الرياء‪:‬‬
‫وهو أن يق��وم العبد بالعبادة التي يتقرب هبا إلى اهلل اليريد اهلل‬
‫عرضا دنيو ًّيا‪.‬‬
‫بل يريد مدح الناس أو ً‬
‫اهلل ‪َ :‬أ َنا َأ ْغنَى ُّ‬
‫الش َر َك ِ‬
‫اء َع ِن‬ ‫ال ُ‬ ‫قال النبي ‪َ « :‬ق َ‬
‫الش ْر ِك‪َ ،‬م ْن َع ِم َل َع َم اًل َأ ْش َر َك ِف ِيه َم ِعي َغ ْي ِري َت َر ْك ُت ُه َو ِش ْر َك ُه»(((‪.‬‬
‫ِّ‬

‫■ ■‪ ) 6‬املن واألذى يبطل الصدقة‪:‬‬


‫ب��أن يمن العب��د بصدقته ويؤذي م��ن تصدق علي��ه بالقول أو‬
‫الفعل‪.‬‬

‫((( سنن ابن ماجه (رقم ‪ )4245‬وصححه األلباين‪.‬‬


‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2985‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪125‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ق��ال اهلل تعال��ى‪( :‬ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬


‫ﯨ) (((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 7‬شرب اخلمر‪:‬‬
‫الخ ْم َر َل ْم ُت ْق َب ْل َل ُه َص�َل�اَ ٌة َأ ْر َب ِع َ‬
‫ين‬ ‫ق��ال ‪َ « :‬م ْن َش�� ِر َب َ‬
‫اب ُ‬
‫اهلل َع َل ْي ِه»(((‪.‬‬ ‫احا‪َ ،‬فإِنْ َت َ‬
‫اب َت َ‬ ‫َص َب ً‬
‫ق��ال العلماء‪ :‬يعني أن��ه ال يؤجر عليها إال أن يتوب إلى اهلل‪ ،‬وال‬
‫يعن��ي أنه ي�ترك الصالة ه��ذه الم��دة‪ ،‬ألن فريضتها عليه مس��تمرة‪،‬‬
‫ويجب أداؤها ولو لم يؤجر عليها‪ ،‬وإن برأت الذمة وسقط القضاء‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 8‬إتيان العرافني والسحرة‪:‬‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫��ي ٍء‪َ ،‬ل ْ‬
‫��م ُت ْق َب ْل َل ُه‬ ‫قال ‪َ « :‬م ْن أ َتى َع َّرا ًفا َف َس��أ َل ُه َع ْن َش ْ‬
‫َص اَل ٌة َأ ْر َب ِع َ‬
‫ين َل ْي َل ًة»(((‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 9‬ترك صالة العصر‪:‬‬


‫الع ْص ِر َف َقدْ َحبِ َط َع َم ُل ُه»(((‪.‬‬ ‫قال ‪َ « :‬م ْن َت َر َك َص َ‬
‫ال َة َ‬

‫((( [البقرة‪]264 :‬‬


‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ )1862‬وحسنه‪.‬‬
‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2230‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪.)553‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪126‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ق��ال ابن حجر‪ :‬وقي��ل‪ :‬المراد بالحبط نقص��ان العمل يف ذلك‬


‫الوقت الذي ترفع فيه األعمال إلى اهلل(((‪.‬‬

‫■ ■‪ )10‬البدعة‪:‬‬
‫قال ‪َ « :‬م ْن َأ ْح َد َث ِفي َأ ْم ِر َنا َه َذا َما َل ْي َس ِف ِيه َف ُه َو َر ٌّد»(((‪.‬‬
‫فمن تقرب إلى اهلل ‪ ‬بعبادة من العبادات لم يش��رعها‬
‫اهلل وال رسوله‪ ،‬فعمله باطل‪ ،‬ال يؤجر عليه‪ ،‬وال يقبله اهلل منه‪.‬‬

‫■ ■‪ )11‬االحتفاظ بالكلب إال كلب املاشية أو الزرع أو الصيد‪:‬‬


‫اش َي ٍة َأ ْو‬
‫قال رسول اهلل ‪َ « :‬م ِن ا ْق َتنَى َك ْل ًبا‪ ،‬إِلاَّ َك ْل َب َم ِ‬
‫ان»(((‪.‬‬ ‫اط ِ‬ ‫ص ِم ْن َع َم ِل ِه ُك َّل َي ْو ٍم ِق َير َ‬
‫َضا ِر ًيا‪َ ،‬ن َق َ‬

‫■ ■‪ )12‬نشوز املرأة على زوجها‪.‬‬


‫■ ■‪ )13‬إمام قوم وهم له كارهون‪.‬‬

‫■ ■‪ )14‬إباق العبد‪:‬‬
‫قال ‪َ « :‬ث اَل َث ٌة لاَ ُت َج��ا ِو ُز َص اَل ُت ُه ْم آ َذا َن ُه ْم‪َ :‬‬
‫الع ْب ُد اآلبِ ُق‬

‫((( فتح الباري (‪.)32/2‬‬


‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪ )2697‬ومسلم (رقم ‪.)1718‬‬
‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )5482‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)1574‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪127‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫َح َّت��ى َي ْر ِج َع‪َ ،‬وا ْم َر َأ ٌة َبا َت ْت َو َز ْو ُج َها َع َل ْي َها َس ِ‬


‫��اخ ٌط‪َ ،‬وإِ َم ُام َق ْو ٍم َو ُه ْم َل ُه‬
‫َكا ِر ُهونَ »(((‪.‬‬

‫■ ■‪ )15‬الكالم واإلمام خيطب اجلمعة‪:‬‬


‫الح َصى َف َقدْ َل َغا»(((‪.‬‬
‫س َ‬ ‫قال ‪َ :‬‬
‫«و َم ْن َم َّ‬
‫(ص ٍه) َف َقدْ َل َغا‪،‬‬
‫احبِ ِه‪َ :‬‬ ‫وقال ‪َ « :‬م ْن َق َ‬
‫ال َي ْو َم ا ْل ُج ُم َع ِة لِ َص ِ‬
‫َو َم ْن َل َغا َف َل ْي َس َل ُه ِفي ُج ُم َعتِ ِه تِ ْل َك َش ْي ٌء»(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ )360‬وحسنه‪.‬‬


‫((( أخرجه مسلم (رقم ‪.)857‬‬
‫((( سنن أبي داود (رقم ‪.)1051‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪128‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬األسباب الوقائية من األمراض النفسية ‪L‬‬


‫وهي مرحل��ة مهمة من مراحل الوصول إلى الصحة النفس��ية‪،‬‬
‫وذلك بما تتضمنه من برامج وأعمال تكون سب ًبا‪ ،‬بإذن اهلل تعالى‪،‬‬
‫يف الوقاية من األمراض النفسية وعموم عوارضها‪.‬‬
‫وألجل أن يستفيد المسلم من هذه المرحلة حق االستفادة ننبه‬
‫يف مقدمتها على أمور يجب أخذها بعين األهمية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪1 .1‬االس��تمرار يف تطبيق تلك األعمال‪ ،‬بحي��ث ال يكون تطبيق‬
‫المس��لم له��ا وقت ًّي��ا أو يف مرحلة م��ن مراحل العم��ر‪ ،‬إنما‬
‫يستمر عليها إلى أن يلقى اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪2 .2‬عدم التوقف عند حد األخذ بهذه األعمال الصالحة المذكورة‪،‬‬
‫وإنما عليه المس��ابقة والمسارعة إلى كل خير وطاعة‪ ،‬مع‬
‫شيء من التوازن المطلوب‪.‬‬

‫ أهم أنواع األعمال الصاحلة املفيدة يف هذا اجلانب‪:‬‬


‫■ ■‪ ) 1‬قراءة أذكار الصباح واملساء‪:‬‬
‫وهي باختصار‪ :‬قراءة آية الكرسي وسور اإلخالص والمعوذتين‬
‫(ثال ًثا) وبعض األدعية واألذكار النبوية المعروفة‪.‬‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪129‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫هذه األذكار س��بب ‪ -‬بإذن اهلل تعالى ‪ -‬من األس��باب الشرعية‬


‫الت��ي تحفظ قائلها م��ن األمراض النفس��ية والعضوية واألحداث‬
‫والمصائب األخرى‪.‬‬
‫فمثل قراءة س��ورة اإلخالص والمعوذتين ثالث مرات تكفي‬
‫اإلنسان من كل شيء(((‪.‬‬

‫��م اهَّلل ِ ا َّل ِذي لاَ َي ُض ُّر َم َع ْ‬


‫اس ِ��م ِه َش ْي ٌء‪،‬‬ ‫وأنه من قال‪َ « :‬م ْن َق َ‬
‫ال‪( :‬بِ ْس ِ‬
‫ات‪َ ،‬ل ْم‬
‫يم) َث�َل�اَ َث َم َّر ٍ‬‫يع ا ْل َع ِل ُ‬
‫الس ِ��م ُ‬ ‫الس َ��م ِ‬
‫اء‪َ ،‬و ُه َو َّ‬ ‫ِفي الأْ َ ْر ِ‬
‫ض َولاَ ِفي َّ‬
‫ات‪َ ،‬ل ْم‬ ‫ُت ِص ْب ُه َف ْج َأ ُة َب اَل ٍء‪َ ،‬ح َّتى ُي ْصبِ َح‪َ ،‬و َم ْن َق َال َها ِح َ‬
‫ين ُي ْصبِ ُح َث اَل ُث َم َّر ٍ‬
‫ُت ِص ْب ُه َف ْج َأ ُة َب اَل ٍء َح َّتى ُي ْم ِس َي»(((‪.‬‬
‫وقراءة هذا الذكر‪« :‬حس��بي اهلل ال إله إال هو عليه توكلت وهو‬
‫رب العرش العظيم» سبع مرات يكفي اهلل ‪ ‬قائله ما أهمه من‬
‫أمر الدنيا واآلخرة(((‪.‬‬
‫إلى آخر فضائل وآثار هذه األذكار التي عرف بركتها‪ ،‬وال يحس‬
‫بنفعها إال من التزم هبا كل صباح ومساء‪.‬‬

‫((( سنن أبي داود (رقم ‪.)5082‬‬


‫((( سنن أبي داود (رقم ‪.)5088‬‬
‫((( أخرجه أبو داود (رقم ‪.)5081‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪130‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 2‬احملافظة على أذكار األحوال واملناسبات‪:‬‬


‫وه��ي األذكار الت��ي يقولها المس��لم يف مختلف أحوال��ه اليومية‪،‬‬
‫كذكر دخول المنزل والخروج منه‪ ،‬ودخول المس��جد والخروج‬
‫منه‪ ،‬واألكل والنوم واللباس وغيرها من األحوال‪ ،‬وهذه األذكار‬
‫مثل س��ابقتها لها دور ‪ -‬بإذن اهلل ‪ -‬يف حفظ اإلنس��ان من المكاره‬
‫والمصائب‪ ،‬وعيشه يف اطمئنان قلبي وراحة نفسية‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 3‬النفث والتسبيح قبل النوم‪:‬‬


‫وهذه من الطاعات التي قل من يفعلها اليوم من المسلمين عند‬
‫نوم��ه مع أن النب��ي كان إذا أوى إلى فراش��ه كل ليلة جمع كفيه ثم‬
‫نفث فيهم��ا (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ) و(ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ) و(ﮀ ﮁ‬
‫ﮂ ﮃ) ثم يمس��ح هبما ما استطاع من جسده‪ ،‬يبدأ هبما على‬
‫رأسه ووجهه وما أقبل من جسده‪ ،‬يفعل ذلك ثالث مرات(((‪.‬‬
‫ف��إذا كان النبي ‪ - ‬وه��و المحفوظ من كل مرض‬
‫نفس��ي ومن ش��ر ش��ياطين اإلنس والجن ‪ -‬يحافظ على تحصين‬
‫نفس��ه هب��ذا الذك��ر كل ليل��ة‪ ،‬أليس م��ن األول��ى للذي��ن يريدون‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪.)5017‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪131‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫الحصول على الصحة النفسية‪ ،‬والسعادة القلبية‪ ،‬وتأمين أنفسهم‬


‫من كل الشرور واألمراض‪ ،‬أن يحرصوا على هذا التحصين!‬

‫■ ■‪ ) 4‬التهليل مائة مرة‪:‬‬


‫وه��ذا الذك��ر له أث��ر كبي��ر يف حف��ظ اإلنس��ان‪ ،‬وتحصي��ن قلبه‬
‫ونفس��ه من الش��يطان‪ ،‬الذي هو مصدر الهم والحزن والتش��كيك‬
‫والوسوس��ة‪ ،‬وتثبيط جوارح اإلنس��ان عن فع��ل كل طاعة وعبادة‬
‫ومعروف وإحس��ان‪ ،‬فإذا قال المس��لم هذا الذكر استطاع ‪ -‬بإذن‬
‫اهلل ‪ -‬االنتصار عليه‪ ،‬أو التخفيف من سيطرته‪ ،‬إضافة إلى ما ينتظر‬
‫قائل هذا الذكر يف اآلخرة من عظيم الحسنات وكثرة الدرجات‪.‬‬
‫كما جاء يف الحديث الذي رواه أبو هريرة ‪ ‬أن رس��ول‬
‫يك َل ُه‪َ ،‬ل ُه‬ ‫(ال إِ َل َه إِلاَّ ُ‬
‫اهَّلل‪َ ،‬و ْح َد ُه َال َش ِر َ‬ ‫«م ْن َق َال‪َ :‬‬
‫اهلل ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫الح ْم ُد‪َ ،‬و ُه َو َع َلى ُك ِّل َش ْي ٍء َق ِد ٌير) ِفي َي ْو ٍم ِما َئ َة َم َّر ٍة‪َ ،‬كا َن ْت‬ ‫الم ْل ُك َو َل ُه َ‬
‫ُ‬
‫اب‪َ ،‬و ُكتِ َب ْت َل ُه ِما َئ ُة َح َس��ن ٍَة‪َ ،‬و ُم ِح َي ْت َع ْن ُه ِما َئ ُة َس ِّيئ ٍَة‪،‬‬
‫َل ُه َعدْ َل َع ْش�� ِر ِر َق ٍ‬
‫ت َأ َح ٌد‬
‫��ي‪َ ،‬و َل ْم َي ْأ ِ‬ ‫��ي َط ِ‬
‫ان َي ْو َم ُه َذلِ َك َح َّتى ُي ْم ِس َ‬ ‫َو َكا َن ْت َل ُه ِح ْر ًزا ِم َن َّ‬
‫الش ْ‬
‫بِ َأ ْف َض َل ِم َّما َج َاء بِ ِه‪ ،‬إِلاَّ َأ َح ٌد َع ِم َل َأ ْك َث َر ِم ْن َذلِ َك»(((‪.‬‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )3293‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)2691‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪132‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫األفضل أن يقوله بعد صالة الصبح‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 5‬قيام الليل‪:‬‬
‫فهذه العبادة من أفضل الطاعات بعد أداء الفرائض‪ ،‬وذلك ألهنا‬
‫تقرب المس��لم م��ن اهلل ‪ ‬وتدعوه إلى خش��يته ومراقبته‪ ،‬كما‬
‫أهنا تورث النش��اط يف النفس‪ ،‬وانش��راح الصدر‪ ،‬وتطرد الكس��ل‬
‫والخمول‪ ،‬وتذهب الكرب والمقت الذي يس��ببه وجود الشيطان‬
‫يف حي��اة المس��لم‪ ،‬ف��إذا داوم على ه��ذه العبادة أعانت��ه على طرد‬
‫الشيطان من حياته واستعاد حيويته ونشاطه‪.‬‬
‫كما جاء يف الحديث الذي رواه أبو هريرة ‪ ‬أن رس��ول اهلل‬
‫الش��ي َطانُ َع َلى َق ِاف َي ِة َر ْأ ِ َ‬
‫س أ َح ِد ُك ْ‬
‫��م إِ َذا ُه َو َنا َم‬ ‫‪ ‬ق��ال‪َ « :‬ي ْع ِق ُد َّ ْ‬
‫اس��ت َْي َق َظ‬
‫يل‪َ ،‬ف ْار ُقدْ ! َفإِ ِن ْ‬ ‫��د ٍة‪َ :‬ع َل ْي َك َل ْي ٌل َط ِو ٌ‬
‫لا َث ُع َق ٍد‪َ ،‬ي ْض ِر ُب ُك َّل ُع ْق َ‬ ‫َث� َ‬
‫اهلل ا ْن َح َّل ْت ُع ْق َد ٌة‪َ ،‬فإِنْ َت َو َّض َأ ا ْن َح َّل ْت ُع ْق َد ٌة‪َ ،‬فإِنْ َص َّلى ا ْن َح َّل ْت ُع ْق َد ٌة‪،‬‬
‫َف َذ َك َر َ‬
‫س َك ْس َالنَ »(((‪.‬‬ ‫يث ال َّن ْف ِ‬‫س‪َ ،‬وإِلاَّ َأ ْص َب َح َخبِ َ‬ ‫يطا َط ِّي َب ال َّن ْف ِ‬‫َف َأ ْص َب َح َن ِش ً‬

‫■ ■‪ ) 6‬املداومة على االستغفار‪:‬‬


‫ومخرجا‪ ،‬ومن‬
‫ً‬ ‫فرجا‬
‫فلزومه يجعل لصاحبه من كل ش��دة وبالء ً‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )1142‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)776‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪133‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫كل حزن وهم ما يزيل عنه سببه‪ ،‬ويفتح له طري ًقا للنجاح يف الحياة‪،‬‬
‫والسرور القلبي والنفسي اللذين هما غاية كل إنسان‪.‬‬
‫وكان النبي ‪ ‬يس��تغفر اهلل ويتوب إليه يف اليوم أكثر‬
‫من سبعين مرة(((‪.‬‬
‫ول اهلل ‪‬‬ ‫وعن ابن عمر ‪ ‬قال‪ :‬إِ ْن ُكنَّا َلنَ ُع ُّد لِرس ِ‬
‫َ ُ‬
‫«ر ِّب ْاغ ِف ْر لِي َو ُت ْب َع َل َّي‪ ،‬إِ َّن َك َأ ْن َت‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫فِ��ي ا ْل َم ْجلِ ِ‬
‫س ا ْل َواحد ما َئ َة َم َّرة‪َ :‬‬
‫الر ِح ُيم»(((‪.‬‬
‫اب َّ‬
‫ال َّت َّو ُ‬
‫وإذا كان النبي ‪ ‬هبذا الحال من مداومة االستغفار‬
‫والتوب��ة إل��ى اهلل‪ ،‬م��ع أنه ق��د غفر له ما تق��دم من ذنب��ه وما تأخر‪،‬‬
‫فم��ا أحوجنا نح��ن الذين كثرت ذنوبنا ومعاصين��ا إلى اإلكثار من‬
‫االس��تغفار والمداوم��ة عليه��ا؛ ألن الذن��وب هي س��بب كل هم‬
‫وحزن‪ ،‬وب�لاء ومصيب��ة‪ ،‬واهلل ‪ ‬بفضله وكرم��ه وعد بمغفرة‬
‫نصوحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الذنوب لمن استغفره وتاب إليه توبة‬
‫ادي‪ ،‬إِ َّن ُك ْم ُت ْخ ِطئُونَ‬
‫ففي الحديث القدسي أن اهلل ‪ ‬قال‪َ « :‬يا ِع َب ِ‬
‫اس َتغْ ِف ُرونِي َأ ْغ ِف ْر َل ُك ْم»(((‪.‬‬
‫وب َج ِم ًيعا‪َ ،‬ف ْ‬ ‫بِال َّل ْيلِ َوال َّن َها ِر‪َ ،‬و َأ َنا َأ ْغ ِف ُر ُّ‬
‫الذ ُن َ‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪.)6307‬‬


‫((( سنن أبي داود (رقم ‪.)1516‬‬
‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2577‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪134‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ ) 7‬كثرة ذكر اهلل ‪:‬‬


‫ذك��ر ابن القيم ‪ ‬يف كتابه الفري��د «الوابل الصيب» قري ًبا‬
‫من ثمانين فائدة من فوائد الذكر‪ ،‬نستعرض منها ما يتعلق بالصحة‬
‫النفسية والسعادة القلبية‪ ،‬حيث قال من فوائده أنه يزيل الهم والغم‬
‫والحزن عن القلب‪ ،‬ويجلب له الفرح والس��رور ويوقيه ويحييه‪،‬‬
‫قال اهلل تعالى‪ ( :‬ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ)(((‪.‬‬
‫وكم��ا قال ابن تيمية ‪ :‬الذكر للقلب مثل الماء للس��مك‪،‬‬
‫فكيف حال السمك إذا فارق الماء!‬
‫وله��ذا ج��اء يف الحدي��ث أن النب��ي ‪ ‬كان يذكر اهلل‬
‫على كل أحيانه(((‪.‬‬
‫ويف الحديث اآلخر أن النبي ‪ ‬ش��به الذي يذكر ربه‬
‫بالحي‪ ،‬والذي ال يذكر ربه بالميت‪ ،‬فقال ‪َ « :‬م َث ُل ا َّل ِذي‬
‫الم ِّي ِت»(((‪.‬‬ ‫َي ْذ ُك ُر َر َّب ُه َوا َّل ِذي َال َي ْذ ُك ُر َر َّب ُه‪َ ،‬م َث ُل َ‬
‫الح ِّي َو َ‬

‫((( [الرعد‪]28 :‬‬


‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)737‬‬
‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪ )6407‬ومسلم (رقم ‪.)779‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪135‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫والذكر أنواع‪ ،‬منها قول‪ :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬وس��بحان اهلل‪ ،‬والحمد‬
‫هلل‪ ،‬واهلل أك�بر‪ ،‬وس��بحان اهلل العظيم‪ ،‬وس��بحان اهلل وبحمده‪ ،‬وال‬
‫حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬اللهم صل على نبينا محمد‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 8‬البسملة عند كل شيء‪:‬‬


‫من السنة أن يقول المسلم (باسم اهلل) عند إرادته البدء يف أي أمر من‬
‫خروجا‬
‫ً‬ ‫أموره‪ ،‬سواء كان لطعام أو شراب‪ ،‬أو دخول حمام‪ ،‬أو كان‬
‫من البيت‪ ،‬أو دخولاً له‪ ،‬أو يف أي ش��أن من شئون حياته؛ لما يف هذه‬
‫التس��مية من ن��زول الربكة والخير فيم��ا أراده من عمل‪ ،‬ومس��اعدته‬
‫على س��رعة اإلنجاز بيسر وس��هولة‪ ،‬كما أهنا تحفظ المسلم ‪ -‬بإذن‬
‫اهلل ‪ -‬من شر الجن وإيذائهم له بمختلف صوره وأشكاله‪.‬‬

‫■ ■‪ ) 9‬احملافظة على السنن الرواتب‪:‬‬


‫وهي اثنتا عشرة ركعة يؤديها المسلم كل يوم قبل أدائه الفرائض‬
‫أو بعدها‪ ،‬والمحافظة عليها تزيد يف إيمانه وتقربه من ربه‪ ،‬وحينها‬
‫سيش��عر أنه كلما ازداد من أية طاعة أو خير شعر بالفرح والسرور‬
‫واالطمئنان والرضا‪ ،‬وهذه ثمرة عاجلة للطاعة يف الدنيا‪ ،‬وما عند‬
‫اهلل له يف اآلخرة أعظم‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪136‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ع��ن أم حبيب��ة ‪ ‬أهن��ا س��معت رس��ول اهلل ‪‬‬


‫يقول‪َ « :‬ما ِم ْن َع ْب ٍد ُم ْس ِل ٍم ُي َص ِّلي لِ َّل ِه ُك َّل َي ْو ٍم ثِ ْنت َْي َع ْش َر َة َر ْك َع ًة َت َط ُّو ًعا‪،‬‬
‫اهلل َل ُه َب ْيتًا ِفي ا ْل َج َّن ِة»(((‪.‬‬‫يض ٍة‪ ،‬إِلاَّ َبنَى ُ‬ ‫َغ ْي َر َف ِر َ‬

‫■ ■‪ )10‬قراءة القرآن الكريم‪:‬‬


‫فق��راءة الق��رآن لها تأثيرها الكبي��ر على قلب ونفس كل إنس��ان‪،‬‬
‫فما من مس��لم يس��مع القرآن بإنصات وأدب وخش��وع وطمأنينة‬
‫إال وش��عر بالسعادة والسرور‪ ،‬كيف ال‪ ،‬وهو كالم اهلل ‪‬‬

‫الذي يق��ول عنه‪( :‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬


‫ﮒ ﮓ ﮔ) (((‪.‬‬
‫وأم��ا ما جاء يف ثواب قراءة القرآن فم��ن ذلك ما رواه عبد اهلل‬
‫بن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال ‪َ « :‬م ْن َق َر َأ َح ْر ًفا ِم ْن ِكت ِ‬
‫َاب‬
‫ول {الم} َح ْر ٌف‪َ ،‬و َل ِك ْن‬ ‫الح َس َن ُة بِ َع ْش ِر َأ ْم َثالِ َها‪ ،‬لاَ َأ ُق ُ‬
‫اهَّلل ِ َف َل ُه بِ ِه َح َسن ٌَة‪َ ،‬و َ‬
‫َألِ ٌف َح ْر ٌف َولاَ ٌم َح ْر ٌف َو ِم ٌيم َح ْر ٌف»(((‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)728‬‬


‫((( [الحشر‪]21 :‬‬
‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪.)2910‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪137‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫■ ■‪ )11‬التصبح بسبع مترات‪:‬‬


‫ومن األس��باب التي تحمي المس��لم من ش��ر الس��حر والسحرة‬
‫وش��ر الهوام وس��مومها ما جاء عن عامر بن سعد أن أباه قال‪ :‬قال‬
‫ات َع ْج َو ًة‪َ ،‬ل ْم‬
‫رسول اهلل ‪َ « :‬م ْن َت َص َّب َح ُك َّل َي ْو ٍم َس ْب َع َت َم َر ٍ‬
‫َي ُض َّر ُه ِفي َذلِ َك ال َي ْو ِم ُس ٌّم َو َال ِس ْح ٌر»(((‪.‬‬
‫ويف الوقاية من ذلك تحصل الصحة الجسمية والراحة النفسية‪.‬‬

‫■ ■‪ )12‬اإلحسان إىل اخللق‪:‬‬


‫وه��و تقدي��م المع��روف والخي��ر للن��اس‪ ،‬ونفعه��م بأي ش��يء‬
‫يس��تطيعه اإلنس��ان ويقدر عليه‪ ،‬س��واء كان بالم��ال‪ ،‬أو الجاه‪ ،‬أو‬
‫بالبدن‪ ،‬أو حتى باالبتس��امة والكلمة الطيبة‪ ،‬فإن الكريم المحسن‬
‫نفسا‪ ،‬وأنعمهم قل ًبا‪ ،‬والبخيل الذي‬
‫صدرا‪ ،‬وأطيبهم ً‬
‫ً‬ ‫أشرح الناس‬
‫صدرا‪ ،‬وأنكدهم ً‬
‫عيشا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ال يحس��ن إلى اآلخرين من أضيق الناس‬
‫هما‪.‬‬
‫وأعظمهم ًّ‬
‫يقول النبي ‪« :‬ات َُّقوا ال َّن َار َو َل ْو بِ ِش ِّق َت ْم َر ٍة»(((‪.‬‬

‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪ )5445‬ومسلم (رقم ‪.)2047‬‬


‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪ )1417‬ومسلم (رقم ‪.)1016‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪138‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫فالصدقة إحسان للنفس وإس��عاد لها قبل اإلحسان لآلخرين‬


‫وإسعادهم وبذل المال لهم(((‪.‬‬
‫قال الحسن البصري ‪ :‬إذا نظر إليك الشيطان فرآك مداو ًما‬
‫يف طاعة ربك‪ ،‬فبغ��اك وبغاك‪ ،‬فرآك مداو ًما‪ ،‬م َّلك ورفضك‪ ،‬وإذا‬
‫كنت مرة هكذا ومرة هذا طمع فيك‪.‬‬

‫***‬

‫((( (كتاب اإليمان والصحة النفسية)‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪139‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬غالب األمراض منشؤها الفراغ ‪L‬‬


‫َان َمغْ ُب��ونٌ ِفي ِه َما َكثِ ٌير ِم َن ال َّن ِ‬
‫اس‪:‬‬ ‫ق��ال النبي ‪« :‬نِ ْع َمت ِ‬
‫الص َّح ُة َوال َف َر ُاغ»(((‪.‬‬
‫ِّ‬
‫فف��ي الفراغ تنش��أ األم��راض النفس��ية‪ ،‬وتكث��ر فيه التس��لطات‬
‫صالحا للرذيلة واألم��راض الخطيرة‪،‬‬
‫ً‬ ‫الش��يطانية‪ ،‬وتكون م��أوى‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫��ده‬ ‫إن ال��ش��ب��اب وال���ف���راغ وال� ِ‬
‫��ج� َ‬
‫م���ف���س���دة ل���ل���م���رء أي م��ف��س��ده‬
‫وق��ال اإلم��ام الش��افعي ‪ :‬إذا ل��م تش��غل نفس��ك بالحق‬
‫شغلتك بالرذيلة‪.‬‬
‫فمش��اعر القل��ق والحس��د والخ��وف التس��تيقظ إال يف الفراغ‪،‬‬
‫فعليك بأن تش��حن وقتك كله بذك��ر اهلل حتى تطمئن هذه القلوب‬
‫الحائرة‪ .‬وليعلم المرء أنه محاسب يف كل وقت ضيعه يف غير ذكر‬
‫اهلل‪ ،‬ولم يستثن من الوقت إال دخول الخالء‪ ،‬حيث ال ينبغي ذكر‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪.)6412‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪140‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫اهلل فيه‪ ،‬ومع ذلك يقول العبد‪ « :‬غفرانك» بعد خروجه‪ ،‬مع أنه لم‬
‫يعمل معصية‪ ،‬أي‪ :‬يا رب إن هذا الموضع ال يليق ذكرك فيه‪.‬‬
‫وبهذا تعلم أنك مطالب بذكر اهلل يف جميع أوقاتك‪.‬‬

‫وقد أثنى اهلل‪ ‬على الذاكرين له بقوله‪( :‬ﮕ ﮖ ﮗ‬

‫ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ)(((‪.‬‬
‫وإذا داوم العب��د عل��ى ذك��ر اهلل ‪ ‬وارتبط قلبه ب��ه زالت عنه‬
‫العلل النفسية واألمراض المعنوية‪ ،‬وحصلت له الطمأنينة القلبية‬
‫( ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ)(((‪ .‬ويصب��ح متعل ًق��ا بربه‪ ،‬راج ًيا له‬
‫مفوضا أمره إليه‪ ،‬ي��ردد هذا الدعاء المبارك «اللهم‬
‫ً‬ ‫متضر ًع��ا إليه‪،‬‬
‫رحمتك أرجو فال تكلني الى نفسي طرفة عين‪ ،‬وأصلح لي شأين‬
‫كل��ه‪ ،‬ال إله إال أنت» واهلل تعالى يق��ول‪( :‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ‬

‫ﯰﯱﯲﯳﯴ)(((‪ .‬وبع��د ه��ذا‪ ،‬ف�لا مج��ال للقل��ق‬


‫والوساوس لديه‪.‬‬

‫((( [آل عمران‪]191 :‬‬


‫((( [الرعد‪]28 :‬‬
‫((( [يوسف‪]21 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪141‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬ورشة عمل ‪L‬‬


‫إن ي��وم المس��لم ينبغي أن يتحول إلى «ورش��ة عم��ل» فإما أن‬
‫يك��ون يف عب��ادة وطاع��ة‪ ،‬وإما أن يك��ون يف عمل��ه الدنيوي الذي‬
‫يعينه على طاعة اهلل تعالى‪ ،‬واإلنفاق على نفسه وبيته ويحفظه من‬
‫سؤال الناس‪.‬‬
‫والدنيا موصولة يف حياة المس��لم باآلخرة‪ ،‬ومن هنا يكون عمل‬
‫المسلم كله طاعة هلل تعالى‪ ،‬وابتغاء مرضاته‪.‬‬
‫ق��ال عب��د اهلل بن مس��عود ‪ :‬إين ألبغ��ض الرجل ليس يف‬
‫شيء من عمل الدنيا‪ ،‬وال من عمل اآلخرة‪.‬‬
‫إن اإلسالم ال يعترف بالفارغين الخاملين العاطلين عن خدمة‬
‫أنفس��هم ومجتمعاهتم وأمتهم‪ ،‬قال تعالى‪( :‬ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ)((( فهل يكون مع هذا التوجيه لدى المس��لم‬
‫(((‬
‫أوقات فراغ!‬

‫((( [الشرح‪]8 - 7 :‬‬


‫((( (كتاب حراسة األعمار)‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪142‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬والسابقون السابقون ‪L‬‬


‫قال تعالى‪( :‬ﭯ ﭰ)(((‪.‬‬
‫وع��ن أب��ي هري��رة ‪ ‬ق��ال النب��ي ‪َ « :‬ب ِ‬
‫��اد ُروا‬
‫الر ُج ُل ُمؤْ ِمنًا َو ُي ْم ِس��ي‬
‫��ح َّ‬ ‫بِالأْ َ ْع َم ِ‬
‫��ال ِف َتنً��ا َك ِق َط ِع ال َّل ْي��لِ ا ْل ُم ْظ ِل ِم‪ُ ،‬ي ْصبِ ُ‬
‫ض ِم َن الدُّ ْن َيا»(((‪.‬‬ ‫َك ِاف ًرا‪َ ،‬أ ْو ُي ْم ِسي ُمؤْ ِمنًا َو ُي ْصبِ ُح َك ِاف ًرا‪َ ،‬يبِ ُ‬
‫يع ِدي َن ُه بِ َع َر ٍ‬
‫قال ش��عبة بن الحج��اج ‪ :‬ال تقعدوا فرا ًغ��ا؛ فإن الموت‬
‫يطلبكم‪.‬‬
‫وقال الحس��ن البصري ‪ :‬من نافس��ك يف دينك فنافس��ه‪،‬‬
‫ومن نافسك يف دنياه فألقها يف نحره‪.‬‬
‫وقال وهيب بن الورد ‪ :‬إن اس��تطعت أال يسبقك إلى اهلل‬
‫أحد فافعل‪.‬‬
‫قال الشيخ السعدي ‪ : ‬يف قوله تعالى‪( :‬ﯖ ﯗ‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ)((( أي الس��ابقون يف الدني��ا إلى الخيرات‪،‬‬

‫((( [سورة البقرة‪ :‬آية ‪]148‬‬


‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)118‬‬
‫((( [الواقعة‪]11 - 10 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪143‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫هم الس��ابقون يف اآلخرة لدخ��ول الجنات‪ ،‬أولئك الذين وصفهم‬


‫المقرب��ون عند اهلل يف جن��ات النعيم‪ ،‬يف أعلى عليي��ن‪ ،‬يف المنازل‬
‫العاليات التي ال منزلة فوقها(((‪.‬‬
‫ق��ال إبراهي��م الحرب��ي ‪ :‬لق��د صحبت أحمد ب��ن حنبل‬
‫وهنارا‪ ،‬فما لقيته يف يوم إال وهو‬
‫ً‬ ‫عش��رين س��نة صي ًفا وش��تاء‪ ،‬ليلاً‬
‫زائد عليه باألمس‪.‬‬

‫***‬

‫((( تفسير السعدي (‪.)832‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪144‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬إجنازات عائلة يف حياة السلف ‪L‬‬


‫ه��ذه بع��ض المواقف التربوية م��ن حياة س��لفنا الصالح‪ ،‬نأخذ‬
‫منها العربة والدرس‪:‬‬

‫ ‪ ) 1‬اإلسرار يف األعمال‪:‬‬
‫لم��ا مات علي بن الحس��ين وج��دوه يعول مائ��ة أهل بيت يف‬
‫المدينة‪.‬‬
‫وقال الحس��ن البصري ‪ :‬كان الرجل يكون عنده زواره‪،‬‬
‫فيق��وم م��ن الليل يصل��ي ال يعلم ب��ه زواره‪ ،‬وكان��وا يجتهدون يف‬
‫الدع��اء وال يس��مع لهم صوت‪ ،‬وكان الرجل ين��ام مع امرأته على‬
‫وسادة فيبكي طول ليلته وهي ال تشعر‪.‬‬

‫ ‪ ) 2‬التحية والسالم‪:‬‬
‫كان اب��ن عمر ‪ ‬يدخل الس��وق‪ ،‬فال يمر بأحد إال س��لم‬
‫عليه‪.‬‬
‫وقال الحسن البصري ‪ :‬المصافحة تزيد المودة‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪145‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ ‪ ) 3‬حرصهم على الطاعات يف مجيع األوقات‪:‬‬


‫قال حماد بن س��لمة‪ :‬ما أتينا س��ليمان التيمي يف ساعة يطاع اهلل‬
‫تعال��ى فيه��ا إال وجدن��اه مطي ًعا‪ ،‬إن كان يف س��اعة ص�لاة وجدناه‬
‫عائدا‬
‫مصل ًي��ا‪ ،‬وإن لم تكن س��اعة صالة وجدناه إما متوض ًئ��ا‪ ،‬أو ً‬
‫قاعدا يسبح يف المسجد‪ ،‬وكنا ُنرى‬
‫لمريض‪ ،‬أو مشي ًعا لجنازة‪ ،‬أو ً‬
‫أنه ال يعصي اهلل ‪.‬‬

‫ ‪ ) 4‬احلذر من الغيبة‪:‬‬
‫ق��ال البخاري ‪ :‬س��معت أبا عاصم ب��ن الضحاك يقول‪:‬‬
‫أحدا قط‪.‬‬
‫منذ علمت أن الغيبة حرام ما اغتبت ً‬
‫وق��ال البخ��اري ‪ :‬أرج��و أن ألقى اهلل وال يحاس��بني أين‬
‫أحدا‪.‬‬
‫اغتبت ً‬

‫ ‪ ) 5‬صفات املرائي‪:‬‬
‫قال علي بن أبي طالب ‪ :‬للمرائي ثالث عالمات‪:‬‬
‫‪1 .1‬يكسل إذا كان وحده‪.‬‬
‫‪2 .2‬وينشط إذا كان يف الناس‪.‬‬
‫‪3 .3‬ويزيد يف العمل إذا أثني عليه وينقص إذا ذم به‪.‬‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪146‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ ‪ ) 6‬احللم‪:‬‬
‫ق��ال رجل لوه��ب بن منب��ه‪ :‬إن فال ًنا ش��تمك! فق��ال‪ :‬ما وجد‬
‫بريدا غيرك‪.‬‬
‫الشيطان ً‬
‫قال جعفر بن محمد‪ :‬إذا بلغك عن أخيك ما يسوؤك فال تغتم؛‬
‫فإن��ه إن كان كما يقول كانت عقوبة عجلت‪ ،‬وإن كان على غير ما‬
‫يقول كانت حسنة لم تعملها‪.‬‬

‫ ‪ ) 7‬عدم االفتخار على الغري‪:‬‬


‫ق��ال يحي��ى بن معی��ن ‪ :‬ما رأي��ت مثل أحمد ب��ن حنبل‪،‬‬
‫صحبناه خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الخير‪.‬‬

‫ ‪ ) 8‬العمل بالعلم‪:‬‬
‫قال الحسن البصري ‪ : ‬قد كان الرجل يطلب العلم‪ ،‬فال‬
‫يلبث أن يرى ذلك يف تخشعه وهديه‪ ،‬ويف لسانه وبصره وبره‪.‬‬
‫قال الشافعي ‪ :‬العلم ما نفع‪ ،‬وليس العلم ما حفظ‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪147‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬من صفات أهل اإلجنازات ‪L‬‬


‫ ‪ ) 1‬اإلخالص‪:‬‬
‫عن أب��ي العالية قال‪ :‬ق��ال أصحاب محم��د‪ :‬ال تعمل لغير اهلل‬
‫فيكلك اهلل ‪ ‬إلى من عملت له‪.‬‬

‫ ‪ ) 2‬االستغفار والتوبة‪:‬‬
‫قال الحس��ن البصري ‪ :‬أكثروا من االستغفار يف بيوتكم‪،‬‬
‫وعل��ى موائدك��م‪ ،‬ويف طرقك��م‪ ،‬ويف أس��واقكم ويف مجالس��كم‪،‬‬
‫وأينما كنتم؛ فإنكم ال تدرون متى تنزل المغفرة‪.‬‬

‫ ‪ ) 3‬األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪:‬‬


‫س��ئل حذيف��ة ‪ ‬عن مي��ت األحياء فق��ال‪ :‬ال��ذي ال ينكر‬
‫المنكر بيده‪ ،‬وال بلسانه وال بقلبه‪.‬‬
‫وقال شجاع بن الوليد‪ :‬كنت مع سفيان الثوري‪ ،‬فما يكاد لسانه‬
‫يفرت من األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذاه ًبا وراج ًعا‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪148‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ ‪ ) 4‬التواضع‪:‬‬
‫قي��ل للفضيل بن عياض ‪ :‬م��ا التواضع؟ قال‪ :‬أن تخضع‬
‫للحق وتنقاد له‪ ،‬وتقبله ممن قاله‪.‬‬
‫وقال الحس��ن البص��ري ‪ :‬المتواضع يخ��رج من بيته فال‬
‫مسلما إال ظن أنه خير منه‪.‬‬
‫ً‬ ‫يلقى‬

‫ ‪ ) 5‬حسن اخللق‪:‬‬
‫ق��ال يحيى ب��ن معاذ ال��رازي ‪ :‬ليكن ح��ظ المؤمن منك‬
‫ث�لاث‪ :‬إن لم تنفعه ف�لا تضره‪ ،‬وإن لم تفرحه ف�لا تغمه‪ ،‬وإن لم‬
‫تمدحه فال تذمه‪.‬‬

‫ ‪ ) 6‬سالمة الصدر‪:‬‬
‫قال الفضيل ب��ن عياض ‪ :‬ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة‬
‫الص�لاة والصي��ام‪ ،‬وإنم��ا أدرك عندنا بس��خاء األنفس وس�لامة‬
‫الصدور والنصح لألمة‪.‬‬

‫ ‪ ) 7‬الصرب على الشهوات‪:‬‬


‫وس��ئل عمر ب��ن الخطاب ‪ ‬ع��ن قوم يش��تهون المعصية‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪149‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫وال يعملون هبا‪ ،‬فقال‪ :‬أولئك قوم امتحن اهلل قلوهبم للتقوى‪ ،‬لهم‬
‫مغفرة وأجر عظيم‪.‬‬

‫ ‪ ) 8‬حفظ اللسان‪:‬‬

‫ق��ال األوزاع��ي ‪ :‬ان المؤمن يقول قلي�ًل�اً ويعمل ً‬


‫كثيرا‪،‬‬
‫كثيرا ويعمل قليلاً ‪.‬‬
‫وإن المنافق يتكلم ً‬
‫وقد قيل‪ :‬سالح اللئام قبح الكالم‪.‬‬
‫قال إبراهيم التيمي ‪ :‬أخربين من صحب الربيع بن خثيم‬
‫عشرين عا ًما ما سمع منه كلمة تعاب‪.‬‬

‫ ‪ ) 9‬املراقبة‪:‬‬
‫ق��ال حاتم األصم ‪ :‬تعاهد نفس��ك يف ث�لاث مواضع إذا‬
‫عمل��ت فاذك��ر نظر اهلل تعالى إليك‪ ،‬وإذا تكلمت فانظر س��مع اهلل‬
‫منك‪ ،‬وإذا سكت فانظر علم اهلل فيك‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪150‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬شجرة الشهوات ‪L‬‬


‫أضر األمور على العبد أن يقول‪ :‬س��وف أتوب‪ ،‬وس��وف أعمل‬
‫صالحا‪ ،‬ولكن الش��يطان يقول له‪ :‬إلى أن تكرب‪ ،‬أنت مازلت شا ًّبا‬
‫ً‬
‫فتمتع بش��بابك‪ .‬فيستمر على المعاصي‪ ،‬وقد يخطفه الموت وهو‬
‫يف ريعان الشباب‪.‬‬
‫وإذا عجز عن التوبة اليوم فهو يف المستقبل أعجز‪.‬‬

‫فمث��ل من يؤجل التوبة واإلقالع ع��ن الذنوب كمثل من أراد أن‬


‫يقلع ش��جرة من فن��اء داره‪ ،‬فوجدها راس��خة الجذور يف األرض‬
‫ثابت��ة‪ ،‬فق��ال‪ :‬أعود إليه��ا يف العام المقب��ل فأقتلعها‪ ،‬وم��ا علم أن‬
‫ً‬
‫رسوخا يف األرض‪ ،‬وسوف‬ ‫الش��جرة يف العام المقبل سوف تزداد‬
‫يزداد هو ضع ًفا كذلك‪.‬‬
‫شجرة الش��هوات كلما استمر العبد على المعاصي وأكثر منها‬
‫ً‬
‫رسوخا يف أرض قلبه‪ ،‬ويزداد هو بالمداومة على المعاصي‬ ‫تزداد‬
‫ضع ًفا‪ ،‬فال يزال العبد يزداد محبة للش��هوات وضع ًفا عن اإلقالع‬
‫عنها حتى ينزل عليه الموت وهو على هذه الحال‪.‬‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪151‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ق��ال ابن القيم ‪ :‬كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بما فيها‬
‫(((‬
‫بشهوة ساعة!‬
‫احذر أن ينطبق عليك هذا المثال‪.‬‬
‫وهذا مثل يضرب لإلنسان الغافل الالهي الذي ال يعبأ بمصيره‪،‬‬
‫فإن مثله كمثل الكبش الذي يأكل ويشرب‪ ،‬والسكين التي سيذبح‬
‫هبا تش��حذ أمامه‪ ،‬والتنور يسجر استعدا ًدا لطهيه‪ ،‬وهو مع ذلك ال‬
‫يرى إال شهوته‪ ،‬فإذا كان هذا الئ ًقا بالحيوان فإنه ال يليق باآلدمي‬
‫العاقل الذي يفهم ويقدر العواقب‪.‬‬
‫قال ثابت البناين ‪ :‬أي عبد أعظم حالاً من عبد يأتيه ملك‬
‫الموت وح��ده‪ ،‬ويدخل قربه وحده‪ ،‬ويوقف بين يدي اهلل وحده‪،‬‬
‫ومع ذلك ذنوب كثيرة ونعم من اهلل كثيرة‪.‬‬

‫***‬

‫((( الفوائد (‪.)31‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪152‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬كيف تواجه الشهوة ‪L‬‬


‫ ‪ ) 1‬تقوية الوازع اإلمياني‪:‬‬
‫باإلكث��ار من العب��ادات بجمي��ع أنواعه��ا؛ من ق��راءة القرآن‪،‬‬
‫وذك��ر اهلل‪ ،‬وحضور الدروس‪ ،‬والمحافظة على األذكار يف جميع‬
‫األوقات‪ ،‬والمواظبة على الصلوات يف المساجد‪.‬‬

‫ ‪ ) 2‬الصحبة والبيئة الصاحلة‪:‬‬


‫بعيدا عنها‪ ،‬فض�ًل�اً عن أن‬
‫الت��ي ال تذك��ر بالمعصية إذا كن��ت ً‬
‫تعينك على ارتكاهبا‪ ،‬والتي تذكرك إذا نس��يت أو غفلت‪ ،‬وتعينك‬
‫على كل خير وطاعة وكما قيل‪« :‬الصاحب ساحب»‪.‬‬

‫ ‪ ) 3‬االبتعاد عن األجواء احملركة للشهوات‪:‬‬


‫من رؤية النس��اء‪ ،‬أو االختالط هب��ن‪ ،‬أو مطالعة المجالت أو‬
‫الفضائيات التي تحرك الشهوات وتدعو إليها‪.‬‬

‫ ‪ ) 4‬كثرة الدعاء‪:‬‬
‫وكان من أدعية الرسول ‪ ‬بعد التشهد‪:‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪153‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫وف ْتن َِة َ‬


‫الم َم ِ‬
‫ات»(((‪.‬‬ ‫الم ْح َيا ِ‬ ‫«و َأ ُع ُ‬
‫وذ بِ َك ِم ْن ِف ْتن َِة َ‬ ‫ * َ‬

‫وب َث ِّب ْت َق ْلبِي َع َلى ِدينِ َك»(((‪.‬‬ ‫ *« َيا ُم َق ِّل َب ُ‬


‫الق ُل ِ‬

‫وب َص ِّر ْف ُق ُلو َبنَا َع َلى َط َ‬


‫اعتِ َك»(((‪.‬‬ ‫«الله َّم ُم َص ِّر َف ا ْل ُق ُل ِ‬
‫ * ُ‬

‫***‬

‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪ )832‬ومسلم (رقم ‪.)589‬‬


‫((( أخرجه الرتمذي (رقم ‪)2140‬‬
‫((( أخرجه مسلم (رقم ‪.)2654‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪154‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬حجبت النار بالشهوات وحجبت اجلنة باملكاره ‪L‬‬


‫ع��ن أب��ي هري��رة ‪ ‬أن رس��ول اهلل ‪ :‬ق��ال‪:‬‬
‫الج َّن�� ُة بِا ْل َم َكا ِر ِه»((( ويف رواية‬
‫ت َ‬ ‫الش َ��ه َو ِ‬
‫ات‪َ ،‬و ُح ِج َب ِ‬ ‫«ح ِج َب ِ‬
‫ت ال َّن ُار بِ َّ‬ ‫ُ‬
‫«ح َّف ْت» َب َد َل ُ‬
‫«حج َب ْت» وهو بمعناه‪.‬‬ ‫لمسلم‪َ :‬‬
‫ق��ال اإلمام الن��ووي‪ :‬أي َب ْينَ�� ُه َو َب ْينَها هذا الحجاب‪ ،‬ف��إذا َف َع َل ُه‬
‫َد َخ َل َها‪.‬‬
‫فاجتن��اب المحرم��ات وفعل الواجب��ات مكروه إل��ى النفوس‬
‫وش��ديد عليها‪ ،‬ف��إذا أكرهت نفس��ك على ترك ه��ذه المحرمات‬
‫وفعل الواجبات فهذا من أسباب دخول الجنة‪.‬‬
‫تأمل هذا الكالم ً‬
‫جيدا‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيميين ‪ :‬واعلم علم إنسان مجرب أنك‬
‫إذا أكرهت نفسك على طاعة اهلل أحببت الطاعة وألفتها‪ ،‬وصرت‬
‫بعدما كنت تكرهها تأبى نفسك إذا أردت أن تتخلف عنها‪.‬‬
‫ونح��ن نجد بعض الناس يكره أن يصلي م��ع الجماعة‪ ،‬ويثقل‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )6487‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)2822‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪155‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫علي��ه ذلك عندما يبدأ يف فعله‪ ،‬لك��ن إذا به بعد فرتة تكون الصالة‬
‫م��ع الجماعة قرة عينه‪ ،‬ولو تأمره أال يصلي ال يطيعك‪ ،‬فأنت عود‬
‫نفسك وأكرهها أول األمر وستلين لك فيما بعد وتنقاد‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪156‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬أسباب ضياع الوقت ‪L‬‬


‫هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى ضياع الوقت وهدره‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬

‫ ‪ ) 1‬اجلهل بقيمة الوقت‪:‬‬


‫فاإلنس��ان عدو ما جهل‪ ،‬فإذا جهل اإلنسان قيمة وقته أضاعه‬
‫وبدده ولم يعرف كيف يستثمره‪.‬‬

‫ ‪ ) 2‬اتباع الشهوات‪:‬‬
‫فالم��رء إذا كان متعل ًق��ا بالش��هوات‪ ،‬بخاص��ة المحرمة منها‪،‬‬
‫أض��اع وقته يف إدراك هذه الش��هوات‪ ،‬وكلما أدرك من ذلك ش��ي ًئا‬
‫عرضت له ش��هوات أخرى‪ ،‬فيبقى هكذا يجري وراء ش��هواته ال‬
‫يقنع وال يشبع‪.‬‬

‫ ‪ ) 3‬الغفلة‪:‬‬
‫فم��ن أهم صفات أه��ل الغفلة هي التفريط‪ ،‬كم��ا يف قوله تعالى‪:‬‬
‫(ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱ)((( وأعظم‬
‫التفريط كما ذكر ابن القيم ‪ ‬التفريط يف الوقت وإضاعته‪.‬‬

‫((( [الكهف‪]28 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪157‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ ‪ ) 4‬املراهقة وسن الشباب‪:‬‬


‫نظرا لما فيه من الش��هوة والطيش والخفة‪ ،‬ولكن على الشاب‬
‫ً‬
‫والفت��اة أن يعلم��ا أهنما يف مرحل��ة إحصاء ومحاس��بة‪ ،‬وأن زمان‬
‫الش��باب هو زم��ان العم��ل والطاعة واإلنت��اج والب��ذل والعطاء‪،‬‬
‫وليعلم��ا كذل��ك أن الموت يطرق الش��باب كما يطرق الش��يوخ‪،‬‬
‫وربم��ا كان الذي��ن يموتون م��ن الش��باب أكثر مم��ن يموتون من‬
‫الشيوخ‪.‬‬

‫ ‪ ) 5‬كثرة املغريات وامللهيات‪:‬‬


‫بخاص��ة يف ه��ذا العصر‪ ،‬ف��إن أدوات الرتفي��ة واللهو واللعب‬
‫ج��دا‪ ،‬فهن��اك التلفزي��ون‪ ،‬وهن��اك القن��وات الفضائية التي‬
‫كثي��رة ًّ‬
‫أس��رت النفوس وشتت القلوب‪ ،‬وهناك اإلنرتنت‪ ،‬ولو استجاب‬
‫كل إنسان لرغباته لضاع وقته بين هذه المغريات‪ ،‬بل إن وقته كله‬
‫ال يفي ببعضها‪.‬‬

‫ ‪ ) 6‬طول األمل‪:‬‬
‫وه��و من أعظم أس��باب تضييع العمر‪ ،‬فإن الم��رء إذا علم أنه‬
‫غدا بادر إلى العمل وسابق الدقائق والثواين‪ ،‬أما إن كان‬
‫س��يموت ً‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪158‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫أمله يف البقاء طويلاً فإنه ّ‬


‫يسوف ويعد نفسه بأنه سيعمل فيما بعد‪،‬‬
‫فالعمر أمامه طويل‪ ،‬والتوبة مقبولة يف أي وقت‪ ،‬فلماذا ال يستمتع‬
‫بحياته ويغرتف من لذاهتا حتى يش��بع‪ ،‬ثم بعد ذلك يتوب ويعمل‬
‫صالحا‪ ،‬وكأن العمر بيده وكأن التوبة بيده‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد حث النبي ‪ ‬على قصر األمل‪.‬‬
‫ع��ن اب��ن عم��ر ‪ ‬ق��ال‪ :‬أخ��ذ رس��ول اهلل ‪‬‬
‫يب َأ ْو َعابِ ُر َسبِيلٍ » َوك َ‬
‫َان ا ْب ُن‬ ‫«ك ْن ِفي الدُّ ْن َيا َك َأ َّن َك َغ ِر ٌ‬
‫بمنكبي وقال‪ُ :‬‬
‫اح‪َ ،‬وإِ َذا َأ ْص َب ْح َت َفالَ َتنْ َتظِ ِر‬ ‫ِ‬
‫ول‪ :‬إِ َذا َأ ْم َس ْي َت َفالَ َتنْ َتظ ِر َّ‬
‫الص َب َ‬ ‫ُع َم َر َي ُق ُ‬
‫الم َسا َء‪َ ،‬و ُخ ْذ مِ ْن ِص َّحتِ َك ل ِ َم َر ِض َك‪َ ،‬ومِ ْن َح َياتِ َك ل ِ َم ْوتِ َك(((‪.‬‬ ‫َ‬
‫فالواج��ب على المؤمن المب��ادرة باألعم��ال الصالحة قبل أال‬
‫يقدر عليها ويحال بينه وبينها‪ ،‬إما بمرض أو موت‪.‬‬
‫قال علي بن أبي طالب ‪ :‬طول األمل ينسي اآلخرة‪.‬‬
‫وقال الحسن البصري ‪ :‬ما أطال عبد األمل إال أساء العمل‪.‬‬
‫قال ابن الجوزي‪ :‬وقد روينا أن أكثر جنود إبليس (سوف)(((‪.‬‬

‫((( صحيح البخاري (رقم ‪.)6416‬‬


‫((( صيد الخاطر (‪.)206‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪159‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫وكان بعض العلماء يقول‪ :‬احذروا (سوف)‪.‬‬

‫ ‪ ) 7‬الكسل وتعجيل الراحة‪:‬‬


‫إن الكس��ل وإيثار الراح��ة على العمل والعط��اء وبذل الجهد‬
‫ي��ؤدي إل��ى تضييع األعم��ار يف توافه األمور وسفس��اف القضايا‪،‬‬
‫وه��و ي��دل على نف��وس دنيئة لم ترت��ق إلى تبن��ي القضايا الكربى‬
‫واالهتمام هبا‪.‬‬

‫ ‪ ) 8‬سوء التنظيم وعدم مراعاة الدقة والرتتيب‪:‬‬


‫كثي��را من األوقات‪ ،‬ومن مظاهر س��وء‬
‫ً‬ ‫م��ن األمور التي هتدر‬
‫التنظيم‪ ،‬عدم تحديد األولويات‪ ،‬والجهل بالمسئوليات‪.‬‬

‫ ‪ ) 9‬صحبة الفارغني‪:‬‬
‫من المعلوم أن الطبع يتأثر بخصال المخالطين وعاداهتم‪ ،‬فإذا‬
‫خالط اإلنس��ان من عرفوا بإهمال الوقت وإضاعة العمر تأثر هبم‪،‬‬
‫ومع م��رور األيام يصي��ر مثلهم؛ ولذلك ق��ال النبي ‪:‬‬
‫ين َخ ِل ِيل ِه‪َ ،‬ف ْل َي ْن ُظ ْر َأ َح ُد ُك ْم َم ْن ُي َخالِ ُل»(((‪.‬‬
‫«الر ُج ُل َع َلى ِد ِ‬
‫َّ‬

‫((( جامع الرتمذي (رقم ‪ )2378‬وحسنه‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪160‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫وم��ن هنا حرص العلماء والصالحون على حفظ أوقاهتم وعدم‬


‫تضييعها يف مجالس اللغو التي ليس من ورائها فائدة‪.‬‬

‫ فائدة‪:‬‬
‫قال ابن الجوزي‪« :‬أعوذ باهلل من صحبة البطالين» ‪.‬‬
‫((( (((‬

‫***‬

‫((( صيد الخاطر (‪.)240‬‬


‫((( (كتاب حراسة األعمار)‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪161‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬أعظم اإلضاعة ‪L‬‬


‫إن ق��وة األمم تقاس بم��دى احرتامها للوقت واس��تفادهتا منه‪،‬‬
‫ولق��د جهل أكثر المس��لمين قيم��ة الوقت‪ ،‬وغفلوا عن كونه س��ر‬
‫هنضتهم وسبب تقدمهم وتفوقهم على غيرهم من األمم‪ ،‬ولذلك‬
‫فإن أوقات كثير من الناس تضيع يف غير فائدة‪ ،‬بل فيما يضرهم يف‬
‫دينهم ودنياهم‪.‬‬
‫فك��م م��ن األوقات هت��در يف مش��اهدة األفالم والمسلس�لات‬
‫والقنوات الفضائية!‬
‫وك��م م��ن األوق��ات هت��در يف التج��ول ع�بر مواق��ع اإلنرتنت‬
‫المشبوهات!‬
‫وكم من األوقات هتدر يف متابعة المباريات والمسابقات!‬
‫وكم من األوقات هتدر يف األسواق والطرقات!‬
‫وكم من األوقات هتدر يف مناقشة القضايا التافهات!‬
‫إنن��ا ال نح��رم إال ما حرم��ه اهلل ورس��وله‪ ،‬ولكن الب��د أن يكون‬
‫للوقت قيمة وللزمن أهمية‪ ،‬أما أن يكون أرخص شيء لدى المرء‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪162‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ه��و وقته‪ ،‬فرتاه يعمل على قتله وتبديده بكل وس��يلة‪ ،‬فهذه كارثة‬
‫حقيقية؛ ألن هؤالء إنما يقتلون يف الحقيقة أنفسهم وأمتهم‪.‬‬
‫ق��ال ابن القي��م ‪ :‬اعل��م أن أعظم اإلضاع��ات إضاعتان‬
‫إضاع��ة القلب‪ ،‬وإضاع��ة الوقت‪ ،‬فإضاعة القلب م��ن إيثار الدنيا‬
‫على اآلخرة وإضاعة الوقت من طول األمل(((‪.‬‬
‫وقال ابن الجوزي ‪ :‬واعلم أن الزمان أشرف من أن يضيع‬
‫منه لحظة‪ ،‬فإن يف الصحيح عن رسول اهلل ‪ ‬أنه قال‪َ « :‬م ْن‬
‫يم َوبِ َح ْم ِد ِه) ُغ ِر َس ْت َل ُه َن ْخ َل ٌة ِفي َ‬
‫الج َّن ِة»((( فلم‬ ‫الع ِظ ِ‬
‫(س ْب َحانَ اهللِ َ‬ ‫َق َ‬
‫ال‪ُ :‬‬
‫يضيع اآلدمي من ساعات يفوته فيها الثواب الجزيل(((‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫والوق��ت أنف��س م��ا عني��ت بحفظ��ه‬
‫وأراه أس��ه��ل م���ا ع��ل��ي��ك يضيع‬
‫إن االس�لام دين الوس��يطة‪ ،‬ولذلك فقد ق��ام بمتطلبات الروح‬
‫والب��دن على أكم��ل الوج��وه‪ ،‬فلم يح��رم الضحكة‪ ،‬ول��م يضيق‬

‫((( الفوائد (‪.)112‬‬


‫((( أخرجه الرتمذي (رقم ‪ )3464‬وصححه‪.‬‬
‫((( صيد الخاطر (‪.)493‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪163‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫على الناس أو يكبت رغباهتم‪ ،‬ولكن أن يتحول يوم المس��لم كله‬


‫إلى سلس��لة ال تنتهي من الضحك واللع��ب والمزاح‪ ،‬والحديث‬
‫الذي ال ينتهي عرب الهاتف‪ ،‬والنوم والكسل والبطالة‪ ،‬فهذا إهدار‬
‫للوقت وإضاعة للعمر‪.‬‬
‫دخ��ل ق��وم على عاب��د فقالوا ل��ه‪ :‬لعلنا ش��غلناك! ق��ال‪« :‬نعم‪،‬‬
‫منعتموين من وردي»‪.‬‬
‫ال��ورد‪ :‬ما يواظب عليه اإلنس��ان م��ن األذكار وق��راءة القرآن‬
‫وسائر العبادات(((‪.‬‬

‫***‬

‫((( (کتاب حراسة األعمار)‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪164‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬نتائج املعصية ‪L‬‬


‫آثارا كثيرة وخسائر عظيمة لمن يرتكب‬
‫ذكر ابن القيم ‪ً :‬‬
‫المعاصي‪ ،‬منها‪:‬‬

‫ ‪ ) 1‬توالد املعاصي‪:‬‬
‫بعضا‪ ،‬حتى يعز‬
‫وأن المعاصي ت��زرع أمثالها‪ ،‬ويولد بعضه��ا ً‬
‫على العبد مفارقتها والخروج منها‪.‬‬

‫كما قال بعض السلف‪ :‬إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها‪ ،‬وإن‬
‫من ثواب الحسنة الحسنة بعدها‪.‬‬

‫ ‪ ) 2‬حرمان الطاعة‪:‬‬
‫فل��و لم يكن للذنب عقوب��ة إال أنه يصد عن طاعة تكون بدله‪،‬‬
‫وتقط��ع طريق طاعة أخرى‪ ،‬فينقطع علي��ه بالذنب طاعات كثيرة‪،‬‬
‫وه��ذا كرج��ل أكل أكلة أوجبت ل��ه مرضة طويلة منعت��ه من عدة‬
‫أكالت أطيب منها‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪165‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ ‪ ) 3‬املعاصي تزيل النعم‪:‬‬


‫فم��ا زالت عن العبد نعم��ة إال بذنب‪ ،‬وال حصلت له نقمه إال‬
‫بذنب‪.‬‬
‫قال علي بن أبي طالب ‪ :‬ما نزل بالء إال بذنب‪ ،‬وال رفع‬
‫إال بتوبة‪.‬‬
‫ق��ال اهلل تعالى‪( :‬ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬
‫ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ) (((‪.‬‬

‫ ‪ ) 4‬املعاصي متحق الربكة‪:‬‬


‫ومن عقوبتها أهنا تمحق بركة العمر‪ ،‬وبركة الرزق‪ ،‬وبركة العلم‪،‬‬
‫وبركة العمل‪ ،‬وبركة الطاعة‪ ،‬وبالجملة تمحق بركة الدين والدنيا‪.‬‬

‫ ‪ ) 5‬املعاصي تطبع على القلب‪:‬‬


‫فإذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين‪.‬‬
‫كما قال بعض الس��لف يف قوله تعالى‪( :‬ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬
‫(((‬
‫‪.‬‬ ‫ﮂ ﮃ)‬

‫((( [الشورى‪]30 :‬‬


‫((( [المطففين‪]14 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪166‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ق��ال الحس��ن البص��ري ‪ :‬هو الذن��ب بعد الذن��ب‪ ،‬حتى‬


‫يعمى القلب‪.‬‬
‫قال وهيب بن الورد ‪ :‬اتق اهلل أن يكون اهلل أهون الناظرين‬
‫إليك‪.‬‬

‫ ‪ ) 6‬الوحشة بينك وبني اهلل وبينك وبني الناس‪:‬‬


‫الوحش��ة يف قلب��ك‪ ،‬فإن��ك إذا عصي��ت اهلل استوحش��ت منه؛‬
‫كي��ف تدعوه وقد عصيته! وهذا يج��رك إلى معاص أخرى‪ ،‬وإلى‬
‫اإلعراض عن اهلل تعالى‪.‬‬

‫ ‪ ) 7‬الوحشة بينك وبني الناس‪:‬‬


‫فإن العاصي كأن بينه وبين الناس حجا ًبا‪ ،‬تجدهم ال يحبونه‪،‬‬
‫وال يثق��ون ب��ه‪ ،‬وال يطمئنون إلي��ه‪ .‬بخالف العب��د المطيع هلل فإن‬
‫الن��اس يألفون��ه‪ ،‬ويرتاحون إلي��ه‪ ،‬ويفرحون برؤيت��ه‪ ،‬ويثقون به‪،‬‬
‫ليس بينه وبينهم وحشة‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪167‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬خطورة اإلصرار على املعصية ‪L‬‬


‫ أخي احلبيب‪:‬‬
‫إنك إذا داومت على فعل المعصية فبعد حين لن تس��تقبحها بل‬
‫س��تصبح لك ع��ادة تستحس��نها‪ ،‬وتصير من الذين ق��ال اهلل تعالى‬
‫فيه��م‪( :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜ)(((ويكون ذلك س��ب ًبا يف هوانك عند اهلل‪ ،‬وسقوطك من‬
‫عينه سبحانه‪.‬‬
‫وربما كان سببا يف أن ُي ْط َبع على قلبك‪ ،‬قال اهلل تعالى‪( :‬ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫ﭾﭿﮀﮁﮂﮃ)((( ف��إذا طبع على قلب اإلنس��ان كان من‬
‫الغافلي��ن‪ ،‬وأصبح ال يعرف معرو ًفا‪ ،‬وال ينك��ر ً‬
‫منكرا‪ ،‬حتى لريما‬
‫ارتكب أبشع وأفظع الجرائم وهو يضحك وال يبالي‪ ،‬كأنه حيوان‪.‬‬

‫***‬

‫((( [فاطر‪]8 :‬‬


‫((( [المطففين‪]14 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪168‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬أسباب اإلصرار على املعاصي ‪L‬‬


‫ ‪ ) 1‬ضعف اخلوف من اهلل‪:‬‬
‫فل��و زاد وق��وي الخوف عن��ده م��ن اهلل تعالى لما أق��دم على‬
‫معاصيه‪ ،‬فالشعور باألمان سبب رئيس يؤدي إلى اإلصرار‪.‬‬

‫ ‪ ) 2‬التسويف بالتوبة‪:‬‬
‫فيحس��ب العمر كم��ا يري��د‪ ،‬فيغريه الش��يطان بتأخي��ر التوبة‪،‬‬
‫ليتمتع بشبابه أو بمصالحه‪.‬‬

‫ ‪ ) 3‬نسيان حلظة املوت‪:‬‬


‫موعدا محد ًدا ال يزيد عليه‪ ،‬وهذا النسيان هو‬
‫ً‬ ‫فهو ينسى أن له‬
‫الذي يجعله يصر على معاصيه‪.‬‬

‫ ‪ ) 4‬غلبة العادة‪:‬‬
‫لقد تعود على فعل هذه المعصية‪ ،‬حتى غدت جز ًءا من حياته‬
‫اليومية كالطعام والشراب بالنسبة له‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪169‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ ‪ ) 5‬دنو اهلمة‪:‬‬
‫فالدافع إلى إحداث التغيير عنده ضعيف‪ ،‬فهمته عالية باقرتاف‬
‫المعصية‪ ،‬وسافلة يف معالي األمور‪.‬‬

‫ ‪ ) 6‬خوف فوات بعض املصاحل‪:‬‬


‫فالمراب��ي يخش��ى قل��ة الرب��ح‪ ،‬والزاين يخش��ى ف��وات اللذة‬
‫والمتعة‪ ،‬والمتربجة تخش��ى فوات متعة التزين والتظاهر‪ ،‬وهكذا‬
‫تتعدد المصالح التي يدعيها صاحب المعصية‪.‬‬

‫■ ■تنبيه وحتذير‪:‬‬
‫واعلم أن من أسباب سوء الخاتمة اإلصرار على المعصية‪ ،‬كما‬
‫قصصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ذكر ذلك إبن القيم وذكر لذلك‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪170‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬حتى التكون أس ًريا ‪L‬‬


‫ أخى احلبيب‪:‬‬
‫ *إلى متى والمعصية هتينك‪ ،‬وتذلك‪ ،‬وتطؤك بقدمها!‬
‫ *أين شخصيتك وكرامتك وهمتك وشهامتك وعزتك!‬
‫ *إلى متى وأنت على هذه الحالة؛ أيام وش��هور وس��نين وأنت‬
‫أسير لهذه الشهوة ال تسطيع أن تنتصر عليها!‬
‫ *لماذا انتصر الصالحون على أنفس��هم وش��هواهتم ورغباهتم‬
‫وش��يطاهنم‪ ،‬وأن��ت ال ت��زال المعصي��ة والش��هوة تأس��رك‬
‫وتقيدك!‬
‫إن األسير الحقيقي هو من أسرته شهوته وهواه‪.‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪( :‬المحبوس من حبسه قلبه‬
‫عن ربه‪ ،‬والمأسور من أسره هواه)‪.‬‬
‫فعصوه‪ ،‬ولو عزوا‬
‫قال الحس��ن البصري ‪( :‬هانوا علي��ه َ‬
‫علي��ه لعصمهم‪ ،‬وإذا هان العب��د على اهلل لم يكرمه أحد)‪ ،‬قال اهلل‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪171‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫تعالى‪ ( :‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ )(((‪.‬‬


‫وكان من دعاء بعض السلف‪ :‬اللهم أعزين بطاعتك‪ ،‬وال تذلني‬
‫بمعصيتك‪.‬‬

‫***‬

‫((( [الحج‪]18 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪172‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬النفوس الشريفة‪ ،‬والنفوس الدنيئة ‪L‬‬


‫ *فما صفات وعالمات النفوس الشريفة؟‬
‫ *وما صفات وعالمات النفوس الدنيئة؟‬
‫قال اإلمام ابن القيم ‪ :‬صفات النفوس الشريفة الترضى من‬
‫األشياء إال بأعالها وأفضلها وأحمدها عاقبة‪ ،‬فهي الترضى بالظلم‬
‫وال بالفواحش وال بالسرقة والخيانة ألهنا أكرب من ذلك وأجل‪.‬‬

‫ صفات النفوس الدنيئة‪:‬‬


‫تح��وم ح��ول الدن��اءات‪ ،‬وتقع عليه��ا كما يق��ع الذباب على‬
‫األق��ذار؛ ألهن��ا نف��س مهين��ة وحقي��رة وخسيس��ة‪ ،‬فه��ي ترض��ى‬
‫بالفواحش والظلم والخيانة‪.‬‬
‫ف��كل نفس تميل إلى ما يناس��بها ويش��اكلها‪ ،‬وهذا معنى قوله‬
‫تعالى‪( :‬ﯢﯣﯤﯥﯦ)((( أي‪ :‬على ما يشاكله ويناسبه‪،‬‬
‫فهو يعمل على طريقته التي تناسب أخالقه وطبيعته ‪ .‬انتهى باختصار‪.‬‬

‫***‬
‫((( [اإلسراء‪]84 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪173‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬بركة الطاعة‪ ،‬وشؤم املعصية ‪L‬‬


‫■ ■قال الصحابي اجلليل عبد اهلل بن عباس ‪:‬‬
‫‪1 .1‬إن للحسنة ضياء يف الوجه‪.‬‬
‫ونورا يف القلب‪.‬‬
‫‪ً 2 .2‬‬
‫‪3 .3‬وسعة يف الرزق‪.‬‬
‫‪4 .4‬وقوة يف البدن‪.‬‬
‫‪5 .5‬ومحبة يف قلوب الخلق‪.‬‬
‫‪6 .6‬وإن للسيئة سوا ًدا يف الوجه‪.‬‬
‫‪7 .7‬وظلمة يف القلب‪.‬‬
‫‪8 .8‬ووهنًا يف البدن‬
‫ونقصا يف الرزق‪.‬‬
‫‪ً 9 .9‬‬
‫‪1010‬وبغضة يف قلوب الخلق‪.‬‬
‫قال بعض الس��لف‪ :‬إين ألعصي اهلل‪ ،‬فأرى ذلك يف خلق دابتي‬
‫وامرأيت‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪174‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫قال محمد بن سيرين ‪ :‬قلت لرجل‪ :‬يا مفلس! فعوقبت‪.‬‬


‫وق��ال يحيى الرازي ‪ :‬تس��تبطئ اإلجابة إذا دعوت‪ ،‬وقد‬
‫سددت طرقها بالذنوب!‬
‫وقال الحس��ن البص��ري ‪ :‬إن اهلل ليمتع بالنعمة ما ش��اء‪،‬‬
‫فإذا لم يشكر عليها قلبها عذا ًبا‪.‬‬
‫وقال ابن مسعود ‪ :‬إين ألحسب الرجل ينسى العلم كان‬
‫يعلمه بالخطيئة يعملها‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪175‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬شبهة شيطانية ‪L‬‬


‫اعلم أن الش��يطان يدعوك أولاً لترك العمل‪ ،‬فإن عجز دعاك إلى‬
‫خالصا‬
‫ً‬ ‫إخالصا قال لك‪ :‬هذا العمل ليس‬
‫ً‬ ‫رياء فيه‪ ،‬فإن وجد منك‬
‫وأنت ٍ‬
‫مراء‪ ،‬وتعبك ضائع! حتى يحملك على ترك العمل‪.‬‬
‫فانتبه‪ ،‬وال تطع الشيطان؛ فإنه عدو مضل مبين‪.‬‬
‫وله��ذا كان كثي��ر من الس��لف إذا ألهاهم الش��يطان ع��ن طاعة‬
‫فعلوها مضاعفة غي ًظا للشيطان‪.‬‬
‫يروى عن الفضيل بن غزوان أنه قيل له‪ :‬إن فال ًنا يذكرك بس��وء!‬
‫فق��ال‪ :‬واهلل ألغيظن من أمره‪ .‬قيل‪ :‬ومن أمره؟ قال الش��يطان‪ .‬ثم‬
‫قال‪ :‬اللهم اغفر له‪.‬‬
‫كف عنه خيفة أن يزيد‬
‫وإذا عرف الشيطان من إنسان هذه العادة‪َّ ،‬‬
‫يف حسناته‪.‬‬

‫■ ■كيف ترد كيد الشيطان إذا قال لك‪ :‬إنك ترائي؟‬


‫وقال بعض السلف‪ :‬إذا جاءك الشيطان وأنت تصلي فقال لك‪:‬‬
‫إنك ترائي! فزدها طولاً ‪.‬‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪176‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫وقال الش��يخ ابن عثيمين ‪ :‬واعلم أن الش��يطان قد يأتيك‬


‫عن��د إرادة عمل الخير‪ ،‬فيقول‪ :‬إنك إنم��ا تعمل هذا رياء! فيحبط‬
‫همت��ك‪ ،‬ولك��ن ال تلتفت إل��ى ه��ذا وال تطعه‪ ،‬ب��ل اعمل‪ ،‬ألنك‬
‫لو س��ئلت هل أنت اآلن تعمل رياء وس��معة؟ قل��ت‪ :‬ال‪ .‬إ ًذا فهذا‬
‫الوسواس الذي أدخله الشيطان يف قلبك ال تلتفت إليه‪.‬‬
‫ق��ال اإلمام النووي ‪ :‬ولو فتح اإلنس��ان على نفس��ه باب‬
‫مالحظة الناس واالحرتاز من تطرق ظنوهنم الباطلة‪ ،‬النسد عليه‬
‫عظيم��ا من مهمات‬
‫ً‬ ‫أكث��ر أب��واب الخير‪ ،‬وضيع على نفس��ه ش��ي ًئا‬
‫الدين‪ ،‬وليس هذا طريق العارفين‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪177‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬حيلة إبليسية ‪L‬‬


‫كثي��ر من الن��اس يضحك عليه��م إبليس‪ ،‬فعندم��ا تدعوهم إلى‬
‫فع��ل بعض الطاع��ات ال يفعلوهنا بحجة أهنم ق��د وقعوا يف بعض‬
‫المعاصي‪ ،‬ويقولون‪ :‬نحن ال نريد أن نكون منافقين‪.‬‬
‫فه��ل يلي��ق بالعاق��ل أن يبخ��ل على نفس��ه بدقائ��ق يقضيها يف‬
‫المس��جد‪ ،‬أو يف حضور محاضرة‪ ،‬أو مع بعض الرفقة الصالحين‬
‫من أجل وقوعه يف بعض المعاصي!‬
‫أليس هذا من حيل الشيطان التي يلبس هبا على بعض الناس!‬
‫فلي��س من الش��رع وال م��ن العقل أن ي�ترك المس��لم الطاعات‬
‫والعبادات بحجة أنه يقع يف بعض المنكرات والسيئات‪.‬‬
‫ق��ال تعال��ى‪( :‬ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫(((‬
‫‪.‬‬ ‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ)‬

‫حين يقول اإلنسان ذلك فإنه يكون قد اختار لنفسه طريق النار؛‬
‫ألن ترك الطاعة واإلقبال على المعصية هو طريق النار‪.‬‬

‫((( [هود‪]114 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪178‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫قال ابن عباس ‪ :‬الشيطان جاثم على قلب ابن آدم‪ ،‬فإذا‬
‫سهل وغفل وسوس‪ ،‬فإذا ذكر اهلل خنس‪ .‬أي‪ :‬ضعف وذل‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪179‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬كيف حتدد مصريك ‪L‬‬


‫عن جابر ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪ُ « :‬ي ْب َع ُث ُك ُّل َع ْب ٍد‬
‫ات َع َل ْي ِه»(((‪.‬‬
‫َع َلى َما َم َ‬

‫ أفاد احلديث‪:‬‬
‫‪1 .1‬حث اإلنسان على حسن العمل ليكون أنيسه يوم المحشر‪.‬‬
‫‪2 .2‬مالزمة س��نة النبي ‪ ‬يف عباداته وأخالقه وس��ائر‬
‫أحواله‪.‬‬
‫‪3 .3‬االزدياد من الطاعات يف سائر األوقات؛ الحتمال قرب الموت‪.‬‬
‫‪4 .4‬من حس��ن عمله يف آخر حياته كان له بش��ارة خير‪ ،‬ومن ساء‬
‫عمله يف آخر عمره‪ ،‬كان غير ذلك‪.‬‬
‫دائما نصب عينيك ‪.‬‬
‫اجعل هذه العبارة ً‬
‫ق��ال اإلم��ام ابن القيم ‪ :‬فمن كان مش��غولاً ب��اهلل وبذكره‬
‫ومحبت��ه يف ح��ال حياته‪ ،‬وجد ذلك أحوج ما ه��و إليه عند خروج‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2878‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪180‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫روح��ه إلى اهلل‪ ،‬ومن كان مش��غولاً بغيره يف ح��ال حياته وصحته‪،‬‬
‫فيعسر عليه اشتغاله باهلل وحضوره معه عند الموت(((‪.‬‬
‫وق��ال الحاف��ظ اب��ن كثي��ر ‪ :‬إن الذن��وب والمعاص��ي‬
‫والش��هوات تخذل صاحبها عند الموت مع خذالن الش��يطان له‪،‬‬
‫فيجتمع عليه الخذالن مع ضعف اإليمان‪ ،‬فيقع يف سوء الخاتمة‪،‬‬
‫قال تعالى‪ ( :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ) (((‪.‬‬

‫ صور من سوء اخلامتة‪ ،‬نقلها ابن القيم ‪: ‬‬


‫رجل ُعرف بحبه لألغاين وترديدها‪ ،‬فلما حضرته الوفاة قيل له‪:‬‬
‫ق��ل (ال إل��ه إال اهلل) فجعل يهذي بالغناء ويق��ول‪ :‬تنتنا تنتنا! حتى‬
‫قضى ولم ينطق بالتوحيد‪.‬‬
‫أخبرين بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده‪ ،‬وجعلوا‬
‫يلقنونه (ال إله إال اهلل) وهو يقول‪ :‬هذه القطعة رخيصة‪ ،‬وهذا مشرت‬
‫جيد‪ ،‬هذه كذا‪ ،‬حتى قضى‪ ،‬ولم ينطق بكلمة التوحيد‪ ،‬نس��أل اهلل‬
‫العافيه والسالمة من كل ذلك‪.‬‬

‫((( طريق الهجرتين (‪.)459‬‬


‫((( [الفرقان‪]29 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪181‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬احذر العجب والغرور ‪L‬‬


‫ أخي الكريم‪:‬‬
‫ولعل��ك تفرح بكثرة الحس��نات التي ستكس��بها‪ ،‬والتي س��تبلغ‬
‫الملي��ارات‪ ،‬إن ش��اء اهلل‪ ،‬لك��ن إي��اك والعج��ب والغ��رور بكثرة‬
‫ن هبا على ربك فرت َدى‪ ،‬وقد هنى اهلل ‪‬‬ ‫أعمالك الصالحة‪ ،‬فتم ّ‬
‫عن ذلك فقال‪( :‬ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ) (((‪.‬‬
‫فاح��ذر أن تصاب ب��داء العجب‪ ،‬فتحتقر الذن��ب الصغير الذي‬
‫تعمله إذا قارنته برصيد حس��ناتك الهائل‪ ،‬فيخدعك الشيطان بأن‬
‫هذه الس��يئة قطرة يف بحر حس��ناتك‪ ،‬ثم يب��دأ بإقناعك بأن الذنب‬
‫الصغير ال يضر أمام عفو اهلل‪ ،‬وأمام ما حصلت عليه من حس��نات‬
‫هائلة!‬
‫��ل َأ َح ًدا َع َم ُل�� ُه َ‬
‫الج َّن�� َة» َقا ُلوا‪َ :‬و َ‬
‫ال‬ ‫ق��ال ‪َ :‬‬
‫«ل ْن ُيدْ ِخ َ‬
‫«ال‪َ ،‬و َال َأ َن��ا‪ ،‬إِلاَّ َأنْ َيت ََغ َّم َدنِ��ي ُ‬
‫اهَّلل بِ َف ْضلٍ‬ ‫��ال‪َ :‬‬ ‫��ول اهَّللِ؟ َق َ‬ ‫َأ ْن َ‬
‫��ت َيا َر ُس َ‬
‫َو َر ْح َم ٍة»(((‪.‬‬

‫((( [المدثر‪]6 :‬‬


‫((( صحيح البخاري (رقم ‪ )5673‬وصحيح مسلم (رقم ‪.)2816‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪182‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ولقد حذر السلف من خطر العجب بالعمل‪.‬‬

‫قال عبد اهلل بن مسعود ‪ :‬النجاة يف اثنين؛ التقوى والنية‪،‬‬


‫والهالك يف اثنين؛ القنوط واإلعجاب‪.‬‬

‫ معنى اإلعجاب‪:‬‬
‫ *ق��ال عبد اهلل ب��ن المبارك ‪ :‬العج��ب أن ترى أن عندك‬
‫شي ًئا ليس عند غيرك‪.‬‬
‫ *وقال القرايف ‪ :‬العجب هو رؤية العبادة واس��تعظامها‬
‫من العبد‪.‬‬
‫ *يروى عن عائش��ة ‪ ‬أنه س��ألها رجل فقال‪ :‬متى أعلم‬
‫أين محس��ن؟ قالت‪ :‬إذا علمت أنك مسيء‪ .‬قال‪ :‬متى أعلم‬
‫أين مسيء؟ قالت‪ :‬إذا علمت أنك محسن‪.‬‬
‫وصدقت ‪ ‬إنما يرى أنه محسن إذا أعجب بعمله‪.‬‬
‫ *وقال الغزالي ‪ :‬العجب هو استعظام النعمة‪ ،‬والركون‬
‫إليها‪ ،‬مع نسيان إضافتها إلى المنعم‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪183‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ آفات العجب‪:‬‬
‫ *فيه سوء أدب مع اهلل تعالى‪ ،‬فإن العبد الينبغي له أن يستعظم‬
‫م��ا يتقرب به إلى س��يده‪ ،‬بل يس��تصغره بالنس��بة إلى عظمة‬
‫سيده‪ ،‬ال سيما عظمة اهلل تعالى‪.‬‬
‫ *العجب يدعو إل��ى الكبر‪ ،‬ومن الكرب اآلفات الكثيرة التي ال‬
‫تخفى‪.‬‬
‫ *والعجب يدعو إلى نسيان الذنوب وإهمالها‪.‬‬
‫ *ويفسد األعمال ويهلك العباد‪.‬‬
‫ *وينايف اإلخالص‪ ،‬ويجايف الذل واالفتقار إلى اهلل تعالى‪.‬‬

‫ سبب العجب‪:‬‬
‫‪1 .1‬الجهل بح��ق اهلل تعالى‪ ،‬وعدم تقدي��ر اهلل تعالى حق قدره‪،‬‬
‫وقلة العلم بأسماء اهلل وصفاته‪.‬‬
‫‪2 .2‬الغفلة ع��ن حقيقة النف��س‪ ،‬وقلة العلم بطبيعته��ا‪ ،‬والجهل‬
‫بعيوهبا‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪184‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ وقفة‪:‬‬
‫يقول شقيق البلخي‪ :‬إذا رأى العبد نفسه يف طاعة فليقل لنفسه‪:‬‬
‫علي‪ ،‬وإذا علم ذلك كسر العجب‪.‬‬
‫هذه من اهلل‪ ،‬وهو الذي من هبا ّ‬
‫ عالج العجب‪:‬‬
‫‪1 .1‬أن ي��رى التوفيق من اهلل تعالى‪ ،‬فإذا رأى التوفيق من اهلل فإنه‬
‫يشتغل بالشكر وال يعجب بنفسه‪.‬‬
‫‪2 .2‬أن يخ��اف أال يتقب��ل من��ه‪ ،‬فإذا اش��تغل بخ��وف القبول لم‬
‫يعجب بنفسه‪.‬‬
‫‪3 .3‬أن ينظ��ر يف ذنوبه التي أذنب قب��ل ذلك‪ ،‬فإذا خاف أن ترجح‬
‫س��يئاته على حس��ناته فقد قل عجبه‪ ،‬وكيف يعجب المرء‬
‫بعمله‪ ،‬وال يدري ماذا يخ��رج من كتابه يوم القيامة! وإنما‬
‫يتبين عجبه وسروره بعد قراءة الكتاب‪.‬‬
‫‪4 .4‬أن ينظر إلى النعماء التي أنعم اهلل بها عليه‪ ،‬فإذا نظر يف نعمائه‬
‫اشتغل بالشكر عليها‪ ،‬واستقل عمله ولم يعجب به‪.‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪185‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ حتذير وتنبيه‪:‬‬
‫ *قال بش��ر الح��ايف‪ :‬العجب هو أن تس��تكثر عملك وتس��تقل‬
‫عمل غيرك‪.‬‬
‫ *وقال سفيان بن عيينه‪ :‬من رأى أنه خير من غيره فقد استكرب‪.‬‬

‫ دعاء‪:‬‬
‫كان عتب��ه بن غزوان ‪ ‬يق��ول‪ :‬وأين أعوذ باهلل أن أكون يف‬
‫صغيرا‪.(((.‬‬
‫ً‬ ‫عظيما‪ ،‬وعند اهلل‬
‫ً‬ ‫نفسي‬

‫***‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2967‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪186‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬معني ال ينضب ‪L‬‬


‫م��ن فضل اهلل علينا ورحمته بنا ‪ -‬نحن الضعفاء ‪ -‬أن اإلنس��ان‬
‫عندما يقوم هبذه اإلنجازات الهائلة يف حياته اليومية‪ ،‬ثم يحدث له‬
‫صحيحا‬
‫ً‬ ‫عارض من مرض أو سفر أو شغل‪ ،‬كتب له ما كان يعمل‬
‫مقيما‪.‬‬
‫ً‬
‫ع��ن أب��ي موس��ى األش��عري ‪ ‬أن النب��ي ‪‬‬
‫يما‬ ‫الع ْب ُد‪َ ،‬أ ْو َس��ا َف َر‪ُ ،‬كتِ َ‬
‫��ب َل ُه ِم ْث ُل َم��ا َكانَ َي ْع َم ُل ُم ِق ً‬ ‫ض َ‬ ‫ق��ال‪« :‬إِ َذا َم ِر َ‬
‫َص ِح ً‬
‫يحا»(((‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن عثيمين ‪ :‬إذا كنت من عادتك أن تصلي مع‬
‫الجماع��ة‪ ،‬ثم مرضت ولم تس��تطع أن تصلي مع الجماعة‪ ،‬فكأنك‬
‫ٍّ‬
‫مصل مع الجماعة‪ ،‬يكتب لك سبع وعشرون درجة‪ ،‬ولو سافرت‪،‬‬
‫وكان م��ن عادتك وأنت مقي��م يف البلد أن تصل��ي نوافل‪ ،‬وأن تقرأ‬
‫الق��رآن‪ ،‬وأن تس��بح وهتل��ل وتك�بر‪ ،‬لكنك لما س��افرت انش��غلت‬
‫مقيما‪.‬‬
‫بالسفر عن هذا‪ ،‬فإنه ُيكتب لك ما كنت تعمله يف البلد ً‬

‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪.)2996‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪187‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ ويف هذا تنبيه‪:‬‬


‫عل��ى أن��ه ينبغ��ي للعاقل م��ا دام يف ح��ال الصحة والف��راغ أن‬
‫يح��رص على األعمال الصالحة‪ ،‬حت��ى إذا عجز عنها المرض أو‬
‫شغل كتبت له كاملة‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪188‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬ماذا يفعل من فاته شيء من األذكار والعبادات؟ ‪L‬‬


‫ق��ال اإلمام النووي ‪ :‬ينبغي لمن كان له وظيفة من الذكر‬
‫يف وق��ت من ليل أو هنار‪ ،‬أو عقيب ص�لاة‪ ،‬أو حالة من األحوال‪،‬‬
‫ففاتت��ه‪ ،‬أن يتداركه��ا ويأيت هبا إذا تمكن منه��ا وال يهملها؛ فإنه إذا‬
‫اعتاد المالزمة عليها لم يعرضها للتفويت‪ ،‬وإذا تساهل يف قضائها‬
‫سهل عليه تضييعها يف وقتها‪.‬‬
‫عن عمر بن الخطاب ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪:‬‬
‫« َم ْن َنا َم َع ْن ِح ْزبِ ِه‪َ ،‬أ ْو َع ْن َش ْي ٍء ِم ْن ُه‪َ ،‬ف َق َر َأ ُه ِف َ‬
‫يما َب ْي َن َص اَل ِة ا ْل َف ْج ِر َو َص اَل ِة‬
‫الظ ْه ِر‪ُ ،‬كتِ َب َل ُه َك َأ َّن َما َق َر َأ ُه ِم َن ال َّل ْيلِ »(((‪.‬‬‫ُّ‬

‫قال الشيخ ابن عثيمين ‪ :‬إن العبادة المؤقتة إذا فاتت عن‬
‫وقته��ا لعذر فإهنا تقضى‪ .‬أما العبادة المربوطة بس��بب فإنه إذا زال‬
‫س��ببها ال تقضى‪ ،‬ومن ذلك سنة الوضوء مثلاً ‪ ،‬إذا توضأ اإلنسان‬
‫فإن من الس��نة أن يصلي ركعتين‪ ،‬فإذا نس��ي ولم يذكر إال بعد مدة‬
‫طويل��ة س��قطت عن��ه‪ ،‬وكذلك إذا دخل المس��جد وجلس ناس�� ًيا‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)747‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪189‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ولم يذكر إال بعد مدة طويلة فإن تحية المس��جد تس��قط عنه‪ ،‬ألن‬
‫المقرتن بس��بب ال بد أن يكون موال ًيا للس��بب‪ ،‬ف��إن فصل بينهما‬
‫سقط‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪190‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬مشول العبادة يف اإلسالم ‪L‬‬


‫إن قص��ر مفه��وم العب��ادة عل��ى ركعات يركعه��ا الم��رء‪ ،‬أو أيام‬
‫يصومه��ا‪ ،‬أو آيات يتلوها‪ ،‬أو أذكار يرددها‪ ،‬أمر غير دقيق‪ ،‬بل هو‬
‫من قصر الش��يء على بعض مفرداته‪ ،‬فالعبادة يف االس�لام أوسع‬
‫من ذلك‪ ،‬وهي تستغرق جوانب الحياة كلها‪.‬‬
‫فاإلنس��ان يس��تطيع أن يقض��ي يومه كل��ه يف عب��ادة دون أن يخل‬
‫بوظيفته وتجارته وصناعته‪ ،‬وطعامه وش��رابه ونومه‪ ،‬ومعاش��رته‬
‫أهل��ه‪ ،‬وله��ذا ورد يف كت��اب اهلل تعال��ى قوله جل ذك��ره‪( :‬ﯓ ﯔ‬
‫ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‬
‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) (((‪.‬‬
‫فلي��س هناك تناقض بي��ن الدنيا واآلخرة يف اإلس�لام؛ ألن الدنيا‬
‫ينبغي أن تربط باآلخرة‪.‬‬
‫ق��ال اهلل تعال��ى‪( :‬ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ)(((‪.‬‬

‫((( [األنعام‪]163 - 162 :‬‬


‫((( [القصص‪]77 :‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪191‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫فاإلنس��ان يس��تطيع أن يجعل من وقت طعامه وش��رابه عبادة‪،‬‬


‫ويس��تطيع أن يجعل من نومه عبادة‪ ،‬ويستطيع أن يجعل من سعيه‬
‫على أهله وأبنائه عبادة‪.‬‬
‫وأعظم من ذلك أن اإلنسان يمكن أن يؤجر على جماعه أهله‪،‬‬
‫مع أنه يتلذذ بذلك‪ ،‬ويشعر هو وأهله بالنشوة واالرتياح‪.‬‬
‫«و ِفي ُب ْض ِع َأ َح ِد ُك ْم َص َد َق ٌة» َقا ُلوا‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫��ول‬ ‫ق��ال ‪َ :‬‬
‫«أ َر َأ ْيت ُْم َل ْو‬ ‫ون َل ُه فِ َيه��ا َأ ْج ٌر؟ َق َ‬
‫��ال‪َ :‬‬ ‫ِ ِ‬
‫اهلل‪َ ،‬أ َيأت��ي َأ َح ُد َن��ا َش ْ‬
‫��ه َو َت ُه َو َي ُك ُ‬
‫َو َض َع َها ِفي َح َرا ٍم َأ َكانَ َع َل ْي ِه ِف َيها ِوزْ ٌر؟ َف َك َذلِ َك إِ َذا َو َض َع َها ِفي ا ْل َح اَل ِل‬
‫َكانَ َل ُه َأ ْج ٌر»(((‪.‬‬
‫إن المطل��وب من كل ش��خص أن يس��تثمر وقته فيم��ا هو مفيد‬
‫لنفسه أو أسرته أو مجتمعه أو أمته‪ ،‬ولن يكون ذلك إال بإخالص‬
‫النية هلل تعالى‪ ،‬والعمل على مرضاته‪ ،‬والس��عي الحثيث الستعادة‬
‫أمجاد األمة والعودة هبا إلى محل الصدارة من جديد(((‪.‬‬
‫***‬
‫((( أخرجه مسلم (رقم ‪.)1006‬‬
‫((( (كتاب حراسة األعمار)‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪192‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬التوفيق‪ ،‬واخلذالن ‪L‬‬


‫اعل��م ‪ -‬رحم��ك اهلل ‪ -‬أنه ما وص��ل إليه أه��ل اإلنجازات من‬
‫تحقيق ه��ذه األعمال العظيمة إال بتوفيق اهلل وفضله‪ ،‬وما فاته من‬
‫فاته من هذه األعمال إال بسبب الخذالن‪.‬‬

‫ فما حقيقة التوفيق واخلذالن؟‬


‫قال اإلمام ابن القي��م ‪ :‬أجمع العارفون على أن كل خير‬
‫فأصله بتوفيق اهلل للعبد‪.‬‬
‫ومعن��ى التوفيق‪ :‬أال يكلك اهلل إلى نفس��ك‪ ،‬وهو بيد اهلل البيد‬
‫العبد‪.‬‬
‫ومفتاحه‪ :‬الدعاء واالفتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه‪.‬‬
‫ومعن��ى الخذالن‪ :‬هو أن يخلى بينك وبين نفس��ك‪ ،‬وكل ش��ر‬
‫فأصله خذالنه لعبده‪ ،‬وأن السيئات من خذالنه وعقوبته‪.‬‬
‫واهلل سبحانه أحكم الحاكمين‪ ،‬وأعلم العالمين‪ ،‬يصنع التوفيق‬
‫يف مواضع��ه الالئقة ب��ه‪ ،‬والخ��ذالن يف مواضعة الالئق��ة به‪ ،‬وهو‬
‫العليم الحكيم‪.‬‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪193‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫فتبته��ل إليه أال يكلك يف فعل الحس��نات وترك الس��يئات إلى‬


‫نفسك‪.‬‬
‫والمعون��ه من اهلل تنزل عل��ى العباد على ق��در هممهم وثباهتم‬
‫ورغبته��م ورهبتهم‪ ،‬والخ��ذالن ينزل عليهم على حس��ب ذلك‪.‬‬
‫انتهى باختصار‪.‬‬

‫ كرر هذا الدعاء دائ ًما‪:‬‬


‫ي��ا حي ي��ا قي��وم برحمتك أس��تغيث‪ ،‬أصل��ح لي ش��أين كله‪،‬‬
‫وال تكلني إلى نفسي طرفة عين‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪194‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬األتقياء األخفياء ‪L‬‬


‫اعل��م ‪ -‬رحم��ك اهلل ‪ -‬أن م��ن أه��م صفات أه��ل اإلنجازات‬
‫أهن��م ال يحبون أن يعرف أحد ش��ي ًئا عن طاعاهت��م وعباداهتم‪ ،‬أو‬
‫أن يمدحوا هبا‪ ،‬أو أن يفتخروا هبا‪ .‬فهم اليحبون أن تسلط عليهم‬
‫األض��واء‪ ،‬أو تفت��ح لهم الطرقات‪ ،‬أو أن يخدمه��م الناس‪ ،‬أو أن‬
‫يشار إليهم بالبنان‪ ،‬أو أن يذكروا يف المجالس‪.‬‬
‫ *قال سفيان بن عيينة ‪ :‬ليس يضر المدح من عرف نفسه‪.‬‬
‫ *وقال يحيى بن أبي كثير ‪ :‬إن ذكرك حسناتك ونسيانك‬
‫سيئاتك غفلة‪.‬‬
‫ *وق��ال مط��رف ب��ن عب��د اهلل ‪ :‬م��ا مدحن��ي أح��د ق��ط‬
‫إلي نفسي‪.‬‬
‫إال تصاغرت ّ‬
‫ *وعن وهب بن منبه قال ‪ :‬إذا سمعت من يمدحك بما‬
‫ليس فيك فال تأمنه أن يذمك بما ليس فيك‪.‬‬
‫أحدا من‬
‫ *وق��ال أبو بك��ر الصدي��ق ‪ :‬ال يحقرن أح��د ً‬
‫المسلمين؛ فإن صغير المسلمين عند اهلل كبير‪.‬‬
‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪195‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬
‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ *وق��ال الفضيل بن عياض ‪ :‬إذا ظفر إبليس من ابن آدم‬


‫بإحدى ثالث خصال قال‪ :‬ال أطلب غيرها‪:‬‬
‫‪1 .1‬إعجابه بنفسه‪.‬‬
‫‪2 .2‬واستكثاره عمله‪.‬‬
‫‪3 .3‬ونسيانه ذنوبه‪.‬‬
‫ *كان اإلمام س��فيان الثوری ‪ ‬شديد التواضع يف غير ذل‬
‫وال اس��تصغار‪ ،‬ومن كالم��ه‪ :‬أحب أن أك��ون يف موضع ال‬
‫مجلسا‪ ،‬ولكنه يجلس‬
‫ً‬ ‫أس�� َتذل‪ .‬وكان ال يتصدر‬
‫أعرف وال ْ‬
‫بين عامة الناس‪.‬‬
‫ *أفضل رجل بعد الصحابة ‪ ‬من التابعين أويس القرين‪.‬‬
‫قال له عمر بن الخط��اب ‪ :‬أين تريد؟ قال‪ :‬الكوفة‪.‬‬
‫ق��ال‪ :‬أال أكتب لك إلى عاملها؟ قال‪ :‬أكون يف غرباء الناس‬
‫إلي(((‪.‬‬
‫أحب ّ‬
‫«غ�براء الناس» ضعافه��م وصعاليكه��م وأخالطهم الذين‬
‫ال يؤبه لهم‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2542‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪196‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ *وقال اإلمام ابن القيم ‪ :‬ال يجتمع اإلخالص يف القلب‬


‫ومحب��ة الم��دح والثناء والطمع فيما عن��د الناس إال كما ال‬
‫يجتمع الماء والنار‪.‬‬
‫��ول اهللِ‬
‫ *وعن س��عد بن أبي وقاص ‪ ‬قال‪ :‬س��معت َر ُس َ‬
‫‪َ ‬ي ُقول‪« :‬إِنَّ َ‬
‫اهلل ُي ِح ُّب ا ْل َع ْب َد ال َّت ِق َّي ا ْل َغنِ َّي ا ْل َخ ِف َّي»(((‪.‬‬
‫قال الش��يخ ابن عثيمين ‪ ‬يف قول��ه «الخفي»‪ :‬هو الذي‬
‫ال يظهر نفس��ه‪ ،‬وال يهتم أن يظهر عند الناس‪ ،‬أو يش��ار إليه‬
‫بالبنان أو يتحدث الناس عنه‪.‬‬

‫علما أن يتقوقع يف‬


‫ولكن ال يعني ذلك أن اإلنسان إذا أعطاه اهلل ً‬
‫بيته وال يعلم الن��اس‪ ،‬هذا يعارض التقى‪ ،‬فتعليمه الناس خير من‬
‫أحدا بعلمه‪ ،‬أو يقع��د يف بيته وال ينفع‬
‫كون��ه يقب��ع يف بيته وال ينفع ً‬
‫الناس بماله‪.‬‬

‫لكن إذا دار األمر بين أن يلمع نفس��ه ويظهر نفسه ويبين نفسه‪،‬‬
‫وبين أن يخفيها‪ ،‬فحينئذ يختار الخفاء‪.‬‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2965‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪197‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫أما إذا كان البد من إظهار نفس��ه فالب��د أن يظهرها‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق نش��ر علمه يف الناس‪ ،‬وإقام��ة دروس العلم وحلقاته يف كل‬
‫م��كان‪ ،‬وكذلك عن طري��ق الخطابة يف يوم الجمع��ة والعيد وغير‬
‫ذلك‪ ،‬فهذا مما يحبه اهلل ‪.‬‬

‫ تنبيه وحتذير‪:‬‬
‫قال عون بن عبد اهلل‪ :‬كفى بك من الكرب أن ترى لك فضلاً على‬
‫من هو دونك‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪198‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬فضل العبادة يف اهلرج ‪L‬‬


‫وال تنس ‪ -‬أخي المسلم ‪ -‬وأنت تقوم هبذه اإلنجازات الهائلة‬
‫أنه يضاعف لك األجر؛ ألنك يف زمن «الفتن»‪.‬‬

‫عن معقل بن يس��ار ‪ ‬قال‪ :‬قال رس��ول اهلل ‪:‬‬


‫«ا ْل ِع َبا َد ُة ِفي ا ْل َه ْر ِج َك ِه ْج َر ٍة إِ َل َّي»(((‪.‬‬

‫قال الن��ووي ‪ :‬اله��رج االختالط والفتن‪ ،‬وس��بب كثرة‬


‫فضلها فيه أن الناس يغفلون عنها ويش��تغلون عنها‪ ،‬وال يتفرغ لها‬
‫إال األفراد(((‪.‬‬

‫وقال القرطبي ‪ :‬المتنسك يف ذلك الوقت والمنقطع اليها‬


‫المنعزل عن الناس أجره كأجر المهاجر إلى النبي ‪.‬‬

‫***‬

‫((( صحيح مسلم (رقم ‪.)2948‬‬


‫((( شرح النووي على صحيح مسلم (‪.)88/18‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪199‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬نداء ‪L‬‬
‫قال الحس��ن البصري ‪ :‬ليس يوم يأيت م��ن أيام الدنيا إال‬
‫يتكلم ويقول‪ :‬يا أيها الناس‪ ،‬أنا يوم جديد‪ ،‬وأنا علیکم شهيد‪ .‬ابن‬
‫خيرا‪ .‬فإذا هو أمسى قال‪ :‬اللهم‬
‫أبدا‪ ،‬فاعمل يف ً‬
‫آدم‪ ،‬إين لن أمربك ً‬
‫أبدا‪.‬‬
‫ال تردين إلى الدنيا ً‬

‫وقال عبد اهلل بن مسعود ‪ :‬إنكم يف ممر الليل والنهار يف‬


‫آجال منقوصة‪ ،‬وأعمال محفوظ��ة‪ ،‬والموت يأيت بغتة‪ ،‬فمن زرع‬
‫ش��را يوش��ك أن يحصد‬
‫خيرا يوش��ك أن يحصد رغبة‪ ،‬ومن زرع ًّ‬
‫ً‬
‫ندام��ة‪ ،‬ول��كل زارع ما زرع‪ ،‬ال يس��بق بط��يء بحظ��ه‪ ،‬وال يدرك‬
‫شرا‬
‫خيرا فاهلل أعطاه‪ ،‬ومن وقي ًّ‬
‫حريص ما لم يقدر له‪ ،‬فمن أعطي ً‬
‫فاهلل وقاه‪ ،‬والمتقون سادة‪ ،‬والفقهاء قادة‪ ،‬ومجالستهم زيادة(((‪.‬‬

‫ق��ال يحيى بن معاذ ‪ :‬الليل طوي��ل فال تقصره بمنامك‪،‬‬


‫والنهار نقي فال تدنسه بآثامك‪.‬‬

‫((( الزهد ألبي داود (رقم ‪.)159‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪200‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫قال أبو الدرداء ‪ :‬إنما أنت أيام‪ ،‬فكلما ذهب يوم ذهب‬
‫بعضك‪.‬‬

‫ق��ال ابن الج��وزي ‪ :‬واعل��م أن الراحة ال تن��ال بالراحة‪،‬‬


‫ومعالي األمور ال تنال بالفتور‪ ،‬ومن زرع حصد‪ ،‬ومن جد وجد(((‪.‬‬

‫ينبغي لإلنسان أن يعلم أن أعز األشياء شيئان؛ قلبه ووقته‪ ،‬فإذا‬


‫أهمل وقته وضيع قلبه ذهبت الفوائد والخيرات‪.‬‬

‫قال بعض العلماء‪ :‬كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم ش��هره‪ ،‬و‬
‫شهره يهدم س��نته‪ ،‬وسنته هتدم عمره! كيف يفرح من يقوده عمره‬
‫إلى أجله‪ ،‬وتقوده حياته إلى موته؟‬

‫***‬

‫((( مواعظ ابن الجوزي (‪.)57‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪201‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬بالقليل واليسري دخلوا اجلنة ‪L‬‬


‫المؤمن الذي همه األول واألكبر رضاء الرب ‪ ‬يعمل‪،‬‬
‫ويسيرا يف نظر الناس فهو عند اهلل كبير‪.‬‬
‫ً‬ ‫ولو كان هذا العمل قليلاً‬
‫يقول النبي ‪« :‬ات َُّقوا ال َّن َار َو َل ْو بِ ِش ِّق َت ْم َر ٍة»(((‪.‬‬
‫قال الش��يخ ابن عثيمين ‪ :‬الحمد هلل أن شق التمرة تنجي‬
‫من النار‪ ،‬وأن الكلمة الطيبة تنجي من النار‪.‬‬
‫ق��ال اإلمام عبد اهلل بن المب��ارك ‪ :‬رب عمل صغير تك ّثره‬
‫النية‪ ،‬ورب عمل كثير تص ّغره النية‪.‬‬
‫يق َو َج َد ُغ ْص َن‬ ‫يقول النبي ‪َ « :‬ب ْين ََما َر ُج ٌل َي ْم ِشي بِ َط ِر ٍ‬
‫اهلل َل ُه َف َغ َف َر َل ُه»((( ويف رواية « َف َأ ْد َخ َل ُه‬
‫يق َف َأ َّخ َر ُه‪َ ،‬ف َش َك َر ُ‬ ‫َش ْو ٍك َع َلى َّ‬
‫الط ِر ِ‬
‫ا ْل َج َّن َة»(((‪.‬‬
‫اهلل أكبر! عمل يس��ير أدخل الجنة وغفر اهلل له‪ ،‬بس��بب غصن‬
‫أزاله عن طريق المسلمين‪.‬‬

‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪ )1417‬ومسلم (رقم ‪.)1016‬‬


‫((( أخرجه البخاري (رقم ‪ )652‬ومسلم (رقم ‪.)1914‬‬
‫((( أخرجها أبو داود (رقم ‪.)5245‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪202‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ أخى احلبيب‪:‬‬
‫اجعل ش��عارك أنك ال تفرق بي��ن العمل الكبير والعمل القليل‬
‫واليس��ير‪ ،‬فما يدريك لعلك بالعمل القليل واليس��ير تدخل الجنة‬
‫ويغفر لك‪.‬‬
‫«اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»‪.‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪203‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫‪ J‬الفهرس ‪L‬‬
‫ املقصود باإلجنازات واخلسائر ‪4..................................................................................‬‬
‫ ؟!‪6.......................................................................................................................................‬‬
‫ ملاذا االهتمام بزيادة احلسنات‪7................................................................................‬‬
‫ أسباب مضاعفة احلسنات‪9..........................................................................................‬‬
‫ العادة وأثرها يف حياة الناس‪11....................................................................................‬‬
‫ األوقات الفاضلة يف اليوم والليلة‪20...........................................................................‬‬
‫ريا‪22..........................................................................‬‬
‫ كيف تكون من الذاكرين اهلل كث ً‬
‫ كيف تشعر بلذة العبادة‪25..............................................................................................‬‬
‫ مظاهر الفتور عن العبادات‪30........................................................................................‬‬
‫ أسباب تقصرينا بالعبادات ‪32.........................................................................................‬‬
‫ ‪ 30000‬شجرة يف اجلنة‪36.................................................................................................‬‬
‫ آالف احلسنات وآالف السيئات ‪41.................................................................................‬‬
‫ ما اليعد وال حيصى من احلسنات‪43.............................................................................‬‬
‫ آالف اجلوائز الربانية يف عمل واحد ‪50......................................................................‬‬
‫ أكثر من ‪ 1000‬كنز يف اجلنة‪54........................................................................................‬‬
‫ عشرون حسنة عشرون سيئة ‪57....................................................................................‬‬
‫ آالف الصدقات اليومية ‪59...............................................................................................‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪204‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ آالف الدرجات يف اجلنة‪64..............................................................................................‬‬


‫ كيف ترفع درجتك يف اجلنة ‪68....................................................................................‬‬
‫ فضل قراءة القرآن ‪78........................................................................................................‬‬
‫ هل أنا أحب القرآن‪81........................................................................................................‬‬
‫ فضل الصالة على النيب ‪82................................................................. ‬‬
‫ ثواب قيام ليلة كاملة ‪87.................................................................................................‬‬
‫ ‪ ١٥٠‬نزال يف اجلنة‪91.........................................................................................................‬‬
‫ خسائر يتكبدها املتأخر‪94..............................................................................................‬‬
‫ كل يوم بيت يف اجلنة‪100..................................................................................................‬‬
‫ من تدعو هلم املالئكة ‪102..................................................................................................‬‬
‫ من تدعو عليهم املالئكة ‪110.............................................................................................‬‬
‫ مكفرات الذنوب يف اليوم والليلة‪114.............................................................................‬‬
‫ حمبطات األعمال ‪120.........................................................................................................‬‬
‫ األسباب الوقائية من األمراض النفسية ‪129................................................................‬‬
‫ غالب األمراض منشؤها الفراغ‪140..................................................................................‬‬
‫ ورشة عمل‪142.......................................................................................................................‬‬
‫ والسابقون السابقون ‪143...................................................................................................‬‬
‫ إجنازات عائلة يف حياة السلف ‪145................................................................................‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪205‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ من صفات أهل اإلجنازات ‪148............................................................................................‬‬


‫ شجرة الشهوات ‪151..............................................................................................................‬‬
‫ كيف تواجه الشهوة‪153......................................................................................................‬‬
‫ حجبت النار بالشهوات وحجبت اجلنة باملكاره ‪155....................................................‬‬
‫ أسباب ضياع الوقت‪157.......................................................................................................‬‬
‫ أعظم اإلضاعة‪162..............................................................................................................‬‬
‫ نتائج املعصية ‪165................................................................................................................‬‬
‫ خطورة اإلصرار على املعصية ‪168.....................................................................................‬‬
‫ أسباب اإلصرار على املعاصي‪169......................................................................................‬‬
‫ريا ‪171........................................................................................................‬‬
‫ حتى التكون أس ً‬
‫ النفوس الشريفة‪ ،‬والنفوس الدنيئة ‪173.....................................................................‬‬
‫ بركة الطاعة‪ ،‬وشؤم املعصية ‪174...................................................................................‬‬
‫ شبهة شيطانية‪176..............................................................................................................‬‬
‫ حيلة إبليسية‪178.................................................................................................................‬‬
‫ كيف حتدد مصريك ‪180......................................................................................................‬‬
‫ احذر العجب والغرور ‪182....................................................................................................‬‬
‫ معني ال ينضب‪187.................................................................................................................‬‬
‫ ماذا يفعل من فاته شيء من األذكار والعبادات؟ ‪189..................................................‬‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪206‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬


‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

‫ مشول العبادة يف اإلسالم‪191...........................................................................................‬‬


‫ التوفيق‪ ،‬واخلذالن ‪193......................................................................................................‬‬
‫ األتقياء األخفياء ‪195.........................................................................................................‬‬
‫ فضل العبادة يف اهلرج ‪199.................................................................................................‬‬
‫ نداء ‪200...................................................................................................................................‬‬
‫ بالقليل واليسري دخلوا اجلنة‪202....................................................................................‬‬
‫ الفهرس‪204............................................................................................................................‬‬

‫***‬

‫الشيخ ‪ /‬خالد احلسينان‬ ‫‪207‬‬ ‫إجنازات هائلة وخسائر فادحة‬

You might also like