You are on page 1of 8

‫الحم ُد ِ‬

‫هلل رب العالمين‬

‫هلل مص رف الش هور واألع وام‪ ،‬المل كِ الق ُّدوس الس الم‪ ،‬المُتف رِّ ِد بالعظم ِة والبق ا ِء‬ ‫الحم ُد ِ‬
‫رائع فأحْ ك َمه ا أيَّم ا إحْ ك ام‪،‬‬
‫وش َرع الش َ‬ ‫ور فأجْ راه ا على أحس ِن نظ ام‪َ ،‬‬ ‫وال َّدوام‪ ،‬ق َّدر األم َ‬
‫وبحكمت ه ورحمت ه تتع اقب اللي الِي واأليَّام‪ .‬ف اطر الس بع الطب اق‪ ،‬مقس م اآلداب واألرزاق‪،‬‬
‫الهادي ألحسن األخالق‪ ،‬مالك يوم التالق‪.‬نحم ده على آال ٍء تمأل اآلف اق ونِعم تط وق القل وب‬
‫شكر منْ طلب المزي َد َو َرام‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ت وجميل اِإلنعام‪ ،‬وأشكرُه‬ ‫جليل الصفا ِ‬
‫ِ‬ ‫واألعناق ‪ ،‬أحم ُدهُ على‬

‫اس َم َع الِ َم ْال َح ِّق ْالم ُِب ِ‬


‫ين‪َ ،‬و َج َع َل َل ُه ْم ”‬ ‫أشهد أن ال إل ه إالَّ هللا وح ده ال ش ريك ل ه‪َ .‬أ َب َ‬
‫ان لِل َّن ِ‬
‫رسال مبشرين ومنذرين ” َفَأرْ َس َل ِم ْن ُه ْم رسولنا الكريم ”بالنور المبين و رحمة للعالمين ”‪.‬‬

‫وأشهد أن سيدنا و حبيبنا و معلمنا محم د ابن عب د هللا المجت بى و رس وله المص طفي أدي‬
‫االمانة و بلغ الرسالة اللهم ص ِّل و سلم على سيدنا محمد سيد ولد آدم على اإلطالق‪ ،‬خير من‬
‫ركب البراق‪ ،‬وتمم مكارم األخالق‪.‬اللهم واجع ل جمعن ا ه ذا جمع ا مرحوم ا و انتش ارنا من‬
‫بع ده انتش ارا س اميا معص وما و ال تجع ل فين ا و ال من ا وال معن ا ش قيا و ال عاص يا و ال‬
‫محروما يا ارحم الرحمين‪.‬‬

‫أما بعد‬

‫ض َع ٍة‬ ‫َّاع ِة َشيْ ٌء َعظِ ي ٌم * َي ْو َم َت َر ْو َن َه ا َت ْذ َه ُل ُك ُّل مُرْ ِ‬


‫﴿ َيا َأ ُّي َها ال َّناسُ ا َّتقُوا َر َّب ُك ْم ِإنَّ َز ْل َز َل َة الس َ‬
‫ارى َو َلكِنَّ‬‫ارى َو َم ا ُه ْم ِب ُس َك َ‬ ‫اس ُس َك َ‬ ‫ت َح ْم ٍل َحمْ َل َه ا َو َت َرى ال َّن َ‬ ‫ض ُع ُك ُّل َذا ِ‬ ‫ت َو َت َ‬ ‫ض َع ْ‬ ‫َعمَّا َأرْ َ‬
‫اب هَّللا ِ َشدِي ٌد ﴾ [الحج‪،]2 ،1 :‬‬ ‫َع َذ َ‬
‫ف اتقوا هللا تع الى عب اد هللا‪ ،‬واعت بروا في س رعة م رور اللي الي واألي ام‪ ،‬واعلم وا أنه ا‬
‫بمرورها تأخذ من أعماركم‪ ،‬وتطوى بها صحائفُ أعمالكم‪.‬‬

‫ُون* َل َعلِّي َأعْ َم ُل َ‬


‫صالِحً ا‬ ‫ت َقا َل َربِّ ارْ ِجع ِ‬ ‫(ح َّتى ِإ َذا َجا َء َأ َح َد ُه ُم ْال َم ْو ُ‬
‫‪ ‬قال ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫اِئهم َبرْ َز ٌخ ِإ َلى َي ْو ِم ُي ْب َع ُث َ‬
‫ون)‬ ‫ت َكاَّل ِإ َّن َها َكلِ َم ٌة ه َُو َقاِئلُ َها َومِن َو َر ِ‬
‫فِي َما َت َر ْك ُ‬
‫أيها المسلمون‪ :‬وصية الرسول محمد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪" :-‬أ ْكثِروا من ذكر هادم اللَّ َّذات‪،‬‬
‫ضيق من العيش إال وس ََّعه‪ ،‬وال َس َع ٍة إال ض َّي َقها"‪ .‬كالم مختصر وجيز‪ ،‬قد‬
‫ٍ‬ ‫فما ذكره أحد في‬
‫جمع التذكرة‪ ،‬وأبلغ في الموعظة‪.‬‬
‫وقد قيل‪َ :‬من أكثر ذكر الموت ُأ ْك ِر َم بثالثة‪ :‬تعجيل التوبة‪ ،‬وقناعة القلب‪ ،‬ونشاط العبادة؛‬
‫ومن نسي الموت عوجل بثالثة‪ :‬تسويف التوبة‪ ،‬وترك الرضا بالكفاف‪ ،‬والتكاسل بالعبادة‪.‬‬
‫واعلموا أن تذ ّكر الموت ال يعني كثر َة الحزن وطول النحيب مع اإلقامة على التفريط‪ ،‬إن‬
‫تذكرنا للموت يجب أن يقترن بخوفنا من سوء الخاتمة‪ .‬واألعمال بالخواتيم‪ ،‬كما في حديث‬
‫ابن مسعود المتفق عليه‪ ،‬يقول الصادق المصدوق ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪" :-‬فوهللا الذي ال إله‬
‫غيره! إن أحدكم َليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إال ذراع‪ ،‬فيسبق عليه‬

‫‪1‬‬
‫الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها‪ ،‬وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه‬
‫وبينها إال ذراع‪ ،‬فيسبق عليه الكتاب‪ ،‬فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها"‪.‬‬
‫و في رواية لمسلم يقول " إن أحدكم َليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو‪" ...‬‬

‫ت‪ ،‬أضعناها في المغريات‪،‬‬ ‫َّت‪ ،‬وأياما ً قد ُ‬


‫ط ِو َي ْ‬ ‫ً‬
‫وغفلة قد طم ْ‬ ‫فإلى هللا نشكو قسو ًة قد عم ْ‬
‫َّت‪،‬‬
‫وقتلناها بالشهوات‪ ،‬كم من قريب دفناه‪ ،‬وكم من حبيب ودعناه‪ ،‬ثم نفضنا التراب من أيدينا‬
‫وعدنا إلى دنيانا‪ ،‬لنغرق في ملذاتها‪ .‬بل ربما ترى بعض المشيعين يضحكون ويلهون‪ ،‬أو‬
‫يكونون قد حضروا رياء وسمعة؛ بسبب الغفلة وقسوة القلوب‪.‬‬

‫فمما يرق ق القل وب التفك ر في الم وت وفي أحوال ه وفي الق بر وظلمات ه‪ ،‬فباهلل علي ك أخي‬
‫المسلم ه ل تفك رت يوم ا ً وأنت في مجلس من مج الس الس ؤ أن ك لن ترج ع إلى بيت ك م رة‬
‫ثانية‪ ،‬هل تفكرت أن هذا اليوم هو آخر يوما ً لك في الحياة‪ ،‬هل إذا أتاك ملك الم وت في ه ذا‬
‫راض عن هذا العمل الذي ستقابل به ربك؟ ه ل تخيلت‬ ‫ٍ‬ ‫اليوم أنت راض عن نفسك‪ ،‬هل أنت‬
‫حالك قبيل الموت كيف تكون؟ هل ستكون في طاعة هللا ام في معصيته هل تكون في مجلس‬
‫خير ام مجلس شر و العياذ باهلل فيا أخي المسلم أنت اآلن في مهلة فاغتنم فرصة العمل قب ل‬
‫ُون‪ ﴾ ‬فال تغفل أيها الغالي عن الموت‬ ‫انقضاء األجل‪ ،‬فوهللا ال ينفعك أن تقول‪َ  ﴿ :‬ربِّ ارْ ِجع ِ‬
‫فإنه ليس له مكان معين‪ ،‬وال زمن معين‪ ،‬وال سبب معين‪ ،‬وال عم ر معين ي أتيكم بغت ه وأنتم‬
‫ب‬ ‫ون ِم ْن ُه َفِإ َّن ُه ُماَل قِي ُك ْم ُث َّم ُت َر ُّد َ‬
‫ون ِإ َلى َع ال ِِم ْال َغ ْي ِ‬ ‫ال تشعرون ﴿‪ ‬قُ ْل ِإنَّ ْال َم ْو َ‬
‫ت الَّذِي َتفِرُّ َ‬
‫َوال َّش َها َد ِة َف ُي َن ِّبُئ ُك ْم ِب َما ُك ْن ُت ْم َتعْ َملُ َ‬
‫ون‪( ﴾ ‬الجمعة‪.)8 :‬‬

‫‪ ‬نعم أيها الناس يوم غفلنا عن الموت وسكرته والقبر وظلمته والسؤال وشدته ويوم القيامة‬
‫وكرباته والصراط وحدته‪ ،‬يوم غفلنا عن هذه األشياء قست القلوب‪.‬‬

‫فالموت يردع عن المعاصي‪ ،‬ويُلين القلب القاسي‪ ،‬فما الذي جرى للناس؟ ألم يقل طبيب‬
‫القلوب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪" :-‬أكثروا من ذكر هادم اللذات"؟ ألم يرو عنه ‪ -‬صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪" :-‬كفى بالموت واعظا"؟! فمن لم يعظه الموت ف َمن؟ ومن لم تعظه مشاهد‬
‫االحتضار فمن؟ ومن لم تعظه سكرات الموت فمن؟ ومتى العمل؟ يا غفالً عن الموت؟‬
‫أعند نزول الموت؟ أمبعد الموت؟ أم في القبر؟ هيهات هيهات! ال إله إال هللا! كيف ال نرى‬
‫حالنا؟ والموت أمامنا والقبر منامنا‪ ،‬والقيامة موقفنا‪ ،‬وال ندري ما يفعل بنا‪ .‬فيا كثير‬
‫السيئات! إن للموت سكرات! يا هاتك الحرمات! إن للقبر ظلمات! يا صاحب الشهوات! إن‬
‫للنار زفرات! اسأل نفسك ماذا أعددت لكل هذا؟ حسرات‪ ،‬عبرات‪ ،‬سكرات‪ ،‬قبور‬
‫موحشات‪ ،‬عظام نخرات‪ ،‬يا أسير الغفالت!‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فيا جامع المال والمجتهد في البنيان ليس لك وهللا من مالك إال األكفان‪ ..‬أين الذي جمعته من‬
‫المال؟ هل أنقذك من األهوال؟ إذا علمت هذا فاطلب فيما أعطاك هللا من الدنيا الدار اآلخرة‪.‬‬
‫ِير ْال َقب ِْر‬
‫س َع َلى َشف ِ‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم‪ -‬فِي ِج َن َ‬
‫از ٍة َف َج َل َ‬ ‫ُول هَّللا ِ ‪َ -‬‬
‫وعنْ ْال َب َرا ِء َقا َل‪ُ :‬ك َّنا َم َع َرس ِ‬
‫َ‬
‫الث َرى‪ُ ،‬ث َّم َقا َل‪َ :‬يا ِإ ْخ َوانِي لِم ِْث ِل َه َذا َفَأعِ ُّدوا‪( .‬رواه ابن ماجة)‪.‬‬ ‫َف َب َكى َح َّتى َب َّل َّ‬

‫فعجبًا لنا! كيف نتجرأ على هللا وأرواحنا بيده؟ وكيف نستغفل رقابته والموت بأمره؟‪.‬‬
‫وقد روي أن ملك الموت دخل على داود عليه السالم فقال‪ :‬من أنت؟ فقال ملك الموت‪ :‬أنا‬
‫َمن ال يهاب الملوك‪ ،‬وال تمنع منه القصور‪ ،‬وال يقبل الرشوة‪ ،‬قال‪ً :‬‬
‫فإذا أنت ملك الموت؟!‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أتيتني ولم أستع َّد بعد؟! قال‪ :‬يا داود‪ ،‬أين فالن قريبك؟ أين فالن جارك؟ قال‪:‬‬
‫مات‪ ،‬قال‪ :‬أما كان لك في هؤالء عبرة لتستعد؟!‪.‬‬
‫فمن منا اصبح مستعد ‪ ...‬من منا اعد الزاد الي يوم الميعاد‪.‬‬
‫كيف اصبحتم ايها الناس ‪ ...‬كيف اصبحتم و هللا يطالبكم بأداء الفرائض ‪ ...‬و النبي صلي‬
‫هللا عليه و سلم يطالبكم بأداء السنن ‪ ...‬و الملكان يطالبونكم بتصحيح العمل ‪...‬و النفس‬
‫تطالبكم بهواها ‪ ...‬و ملك الموت يطالبكم بقبض ارواحكم ‪ ...‬فيا جامع المال في الدنيا‬
‫لوارثه هل انت بالمال قبل الموت منتفع ‪ ....‬و يا نفس توبي فان الموت قد حان و اعصي‬
‫الهوى فان الهوى مازال فتان فاتعظوا ايها الناس من مشهد يوم عظيم‬
‫فان االنسان اذا نزلت به السكرات‪ ،‬وصار بين أهله وأصدقائه ينظر وال يفعل‪ ،‬ويسمع وال‬
‫ينطق‪ ،‬يقلب بصره فيمن حوله‪ ،‬من أهله وأوالده‪ ،‬وأحبابه وجيرانه‪ ،‬ينظرون إليه وهم عن‬
‫ُون َو َنحْ نُ َأ ْق َربُ‬ ‫ت ْالح ُْلقُو َم َوَأن ُت ْم حِي َنِئ ٍذ َت ُ‬
‫نظر َ‬ ‫إنقاذه عاجزون‪ ،‬يقول هللا تعالى ( َف َل ْوالَ ِإ َذا َب َل َغ ِ‬
‫ِإ َل ْي ِه مِن ُك ْم َو َلـاكِن الَّ ُت ْبصِ ر َ‬
‫ُون) [الواقعة‪.]83:‬‬
‫وال يزال يعالج سكرات الموت‪ ،‬ويشتد به النزع‪ ،‬حتى إذا جاء األجل‪ ،‬ونزل القضاء‪،‬‬
‫فاضت روحه إلى السماء‪ ،‬فأصبح جثة هامدة بين أهله‪.‬‬
‫هناك‪ ،‬ينقسم الناس عند الموت وشدته‪ ،‬والقبر وظلمته‪ ،‬وفي القيامة وأهوالها‪ ،‬ينقسمون إلى‬
‫ِين َقالُو ْا َر ُّب َنا هَّللا ُ ُث َّم اسْ َت َقـامُو ْا‬
‫فريقين‪ :‬أما الفريق األول فحالهم‪ :‬قوله تعالى(ِإنَّ الَّذ َ‬
‫ون)‬ ‫َت َت َن َّز ُل َع َلي ِْه ُم ْال َم َلـِئ َك ُة َأالَّ َت َخافُو ْا َوالَ َتحْ َز ُنو ْا َوَأ ْبشِ رُو ْا ِب ْل َج َّن ِة الَّتِى ُكن ُت ْم ُتو َع ُد َ‬
‫[فصلت‪ ،]30:‬أال تخافوا مما أمامكم من أهوال اآلخرة‪ ،‬وال تحزنوا على ما خلفكم في‬
‫ِين َقالُو ْا‬
‫الدنيا من األهل والولد ال يكفينا القول وحده بل يجب ان يقترن القول بالعمل " ِإنَّ الَّذ َ‬
‫َر ُّب َنا هَّللا ُ ُث َّم اسْ َت َقـامُو ْا "‬
‫‪3‬‬
‫فاستقم كما امرت يا عبد هللا ‪ ...‬استقم كما امرك هللا و ليس علي هواء النفس االمارة بالسؤ‬
‫"واسْ َتقِ ْم َك َما ُأ ِمرْ َ‬
‫ت ۖ َواَل َت َّت ِبعْ َأهْ َوا َء ُه ْم"‬ ‫يقول هللا تعالي في سورة الشورى ׃ َ‬
‫ُون فِى‬ ‫(و َل ْو َت َرى ِإ ِذ َّ‬
‫الظـالِم َ‬ ‫أما الفريق الثاني من الكفار والفجار‪ ،‬فحالهم‪:‬قوله تعالى َ‬
‫ِيه ْم َأ ْخ ِرجُو ْا َأنفُ َس ُك ُم ْال َي ْو َم ُتجْ َز ْو َن َع َذ َ‬
‫اب ْاله ِ‬
‫ُون‬ ‫طو ْا َأ ْيد ِ‬
‫ت َو ْل َم َلـِئ َك ُة بَاسِ ُ‬‫ت ْال َم ْو ِ‬
‫َغ َم َرا ِ‬
‫ُون) [األنعام‪.]93:‬‬ ‫ون َع َلى هَّللا ِ َغي َْر ْال َح ّق َو ُكن ُت ْم َعنْ ءا َيـا ِت ِه َتسْ َت ْك ِبر َ‬ ‫ِب َما ُكن ُت ْم َتقُولُ َ‬

‫ُون*)‬ ‫(ح َّتى ِإ َذا َجا َء َأ َحدَ ُه ُم ْال َم ْو ُ‬


‫ت َقا َل َربِّ ارْ ِجع ِ‬ ‫ايها المسلم تذكر دائما قوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫هممت بمعصية‪ ،‬تذ ّكر أماني الموتى‪ ،‬تذ ّكر أنهم يتم ّنون لو عاشوا ليطيعوا هللا‪ ،‬فكيف‬
‫َ‬ ‫‪ ‬فإذا‬
‫تعصي هللا؟ إذا فترت عن الطاعة‪ ،‬تذ ّكر أماني الموتى‪ ،‬واجتهد في الطاعة‪ ،‬وبادر إلى‬
‫التوبة قبل أن يأتيك الموت بغتة‪ ،‬فتقول‪ :‬يا ليتني قدمت لحياتي!‪ .‬واعلم أن ماليين الموتى‬
‫يتمنون مثل الدقيقة التي تمر من حياتك ليستثمروها في طاعة هللا‪ ،‬وذِكره‪ ،‬والتوبة إليه‪ ،‬فال‬
‫تضيِّع دقائق عمرك‪ ،‬لئال تتحسر في آخرتك‪َ( ،‬أنْ َتقُو َل َن ْفسٌ َيا َحسْ َر َتا َع َلى َما َفرَّ ْط ُ‬
‫ت‬
‫ين *) [الزمر‪.]58-56:‬‬ ‫ب هَّللا ِ َوِإنْ ُك ْن ُ‬
‫ت َل ِمنْ السَّاخ ِِر َ‬ ‫فِي َج ْن ِ‬
‫‪ ‬لقد وقف نبينا محمد على شفير قبر فبكى حتى ب َّل الثرى؛ ثم قال‪(( :‬يا إخواني‪ ،‬لمثل هذا‬
‫فأعدوا))؛ [رواه أحمد]‪ ،‬وسأله عليه الصالة والسالم رج ٌل فقال‪ :‬من أكيس الناس يا رسول‬
‫هللا؟ فقال‪(( :‬أكثرهم ذكرً ا للموت‪ ،‬وأشدهم استعدا ًدا له‪ ،‬أولئك هم األكياس‪ ،‬ذهبوا بشرف‬
‫الدنيا‪ ،‬وكرامة اآلخرة))؛ [رواه ابن ماجه]‪ ،‬فالكيس من دان نفسه وعمِل لِما بعد الموت‬
‫‪ ‬فكفى بالموت للقلوب مقطعًا‪ ،‬وللعيون مبكيًا‪ ،‬وللذات هادمًا‪ ،‬وللجماعات مفر ًقا‪ ،‬ولألماني‬
‫قاط ًعا‪ ،‬استبدل األموات بظهر األرض بط ًنا‪ ،‬وبالسعة ضي ًقا‪ ،‬وباألهل غربة‪ ،‬وبالنور ظلمة‪،‬‬
‫جاؤوها حفاة عراة فرادى‪ ،‬اللحود مساكنهم‪ ،‬والتراب أكفانهم‪ ،‬والرفات جيرانهم‪ ،‬ال يجيبون‬
‫داعيًا‪ ،‬وال يسمعون مناديًا‪ ،‬واستوى عندهم الليل والنهار‪ ،‬كانوا أطول أعمارً ا وأكثر آثارً ا‪،‬‬
‫فما أغناهم ذلك من شيء لما جاء أمر ربك‪ ،‬فأصبحت بيوتهم قبورً ا‪ ،‬وما جمعوا بورً ا‪،‬‬
‫وصارت أموالهم للوارثين‪ ،‬وأزواجهم لقوم آخرين‪ ،‬ح َّل بهم المنون‪ ،‬وجاءهم ما كانوا‬
‫يوعدون‪َ ﴿ :‬أ َف َحسِ ْب ُت ْم َأ َّن َما َخ َل ْق َنا ُك ْم َع َب ًثا َوَأ َّن ُك ْم ِإ َل ْي َنا اَل ُترْ َجع َ‬
‫ُون‪[ ﴾ ‬المؤمنون‪.]115 :‬‬

‫‪4‬‬
‫فتذكر ايها المسلم فمهما اتسعت لك الدنيا ذنوبا وشهوات و امواال و ممتلكات‪.‬‬
‫سيضيق عليك هذا المتر و نصف و ستضيق عليك هذه الحفرة المظلمة‪.‬‬
‫فمن الذي يحملك علي كتفيه انه اخوك انه جارك انه صاحبك ثم يهيل عليك التراب ثم يعود‬
‫ثم ينظر هللا اليك أ وما تسمع قرع نعالهم ! ستسمع ‪ ...‬ستسمع دوي نعالهم وهم يعودون الي‬
‫الدنيا و هم يعودون الي الشهوات ستسمع قرع نعالهم و هم يعودون الي موطن انت كنت‬
‫فيه قبل ساعات ‪.‬‬
‫ثم يناديك هللا عبدي ذهبوا و تركوك و في القبر وضعوك و لو ضلوا معك ما نفعوك‬
‫ولم يبق اال انا و انا الحي الذي ال يموت ‪.‬‬
‫حينها سيمر امام عينيك صوت اذان الفجر الذي سمعت و لم تلبي النداء‬
‫حينها سيمر امام عينيك صوت أمك و هي تناديك و انت تعوقها إرضاء لزوجتك‬
‫حينها سيمر امام عينيك اختك التي ظلمتها في الميراث‬
‫حينها سيمر امام عينيك اليتامى الذين ظلمتهم و اكلت حقهم‬
‫حينها سيمر امام عينيك رحمك الذي قطعته بسبب حطام الدنيا‬
‫حينها سيمر امام عينيك تلك الصلوات التي تركتها و ضيعتها‬
‫حينها سيمر امام عينيك تلك الخلوات التي كنت تختلي بها بعيدا عن اعين الناس و تغضب‬
‫رب الناس‬
‫حينها ستتذكر كل موقف اغتبت فيه فالن و تجرأت عن عرض فالن‬
‫لن تنسى هذا ابدا و ستتذكر هذه المشاهد ستنسى اسمك و تتذكر هذه المواقف‪.‬‬
‫فلماذا ال نتذكرها االن و نحن احياء ‪ ...‬لما ال نراجع انفسنا و نحن احياء‬

‫‪ ‬‬
‫أال فاتقوا هللا رحمكم هللا‪ ،‬واحفظوا هللا ما إستحفظكم‪ ،‬وكونوا أمناء على ما استودعكم؛ فإنكم‬
‫عند ربكم موقوفون‪ ،‬وعلى أعمالكم مجزيون‪ ،‬وعلى تفريطكم نادمون‪:‬‬
‫و تذكروا قوله تعالي‬
‫ار َوُأ ْد ِخ َل ْال َج َّن َة‬ ‫ت َوِإ َّن َما ُت َو َّف ْو َن ُأج َ‬
‫ُور ُك ْم َي ْو َم ْالقِ َيا َم ِة َف َمنْ ُزحْ ِز َح َع ِن ال َّن ِ‬ ‫س َذاِئ َق ُة ْال َم ْو ِ‬
‫﴿‪ُ  ‬ك ُّل َن ْف ٍ‬
‫ُور‪[ ﴾ ‬آل عمران‪.]185 :‬‬ ‫از َو َما ْال َح َياةُ ال ُّد ْن َيا ِإاَّل َم َتا ُع ْال ُغر ِ‬
‫َف َق ْد َف َ‬

‫جعلني هللا و إياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه‬


‫َأقُو ُل َق ْولِي َه َذا َوَأسْ َت ْغفِ ُر َ‬
‫هللا ال َعظِ ي َم لِي َو َل ُك ْم ِمنْ ُك ِّل َذ ْنبً َفاسْ َت ْغفِرُوهُ ِإ َّن ُه ه َُو ال َغفُو ُر الرَّ حِي ُم‬

‫‪5‬‬
‫الخطبة الثانية‬

‫الحمد هلل رب العالمين و الصالة و السالم علي اشرف المرسلين و باهلل ثقة نستعين و ال‬
‫حول و ال قوة اال باهلل العلي العظيم‬
‫أما بعد‪  ‬أيها المسلمون‬
‫روى البخاري عن مجاهد بن جبر‪ ،‬عن عبدهللا بن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬أخذ رسو ُل‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم بمنكبي‪ ،‬فقال‪ُ (( :‬كنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابر سبيل))‪ ،‬وكان‬
‫أصبحت فال تنتظر المساء‪ ،‬و ُخ ْذ من‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أمسيت فال تنتظر الصباح‪ ،‬وإذا‬ ‫ابن عمر يقول‪( :‬إذا‬
‫صحتك لمرضك‪ ،‬ومن حياتك لموتك))؛ (البخاري حديث‪.)6416 :‬‬
‫ولما َم ِرض أبو هُريرة َم َرض موته بكى‪ ،‬فسأله الناس عن سبب بُكائه‪ ،‬فقال لهم إنه يبكي‬
‫لقلة زاده وبُعد سفره‪ ،‬وتم ّنى لقاء هللا ‪-‬تعالى‪ ،-‬وطلب منه أن يُعجّ ل له فيه‪ ،‬و ُتو ّفي بعدها‬
‫بلحظات‪ " .‬سيدنا ابو هريرة اكثر من روي الحديث يبكي من قلت الزاد فمن نحن اليوم‬
‫حتي نطمئن و نغتر "‬
‫أيها اإلخوة‪ :‬أين الخائف من قلة الزاد؟ وأين المتخ ِّفف من أثقال الدنيا؟ أين َ‬
‫الو َج ُل من بُعْ ِد‬
‫السفر ووحشة الطريق؟‬
‫ال تغتر بصالتك و صيامك و حجك و ال تعتقد ابدا انك تدخل الجنة بهذه االعمال و انت‬
‫هتكت ستر هذا و تكلمت في عرض هذا‬
‫خطب عثمان بن عفان ‪ ،‬فقال‪ :‬ابن آدم! اعلم أن ملك الموت الذي و ِّكل بك لم يزل يخلفك‬
‫ويتخطى إلى غيرك مذ أتيت في الدنيا‪ ،‬وكأنه قد تخطى غيرك إليك وقصدك‪ ،‬فخذ حذرك‬
‫واستعد له‪ ،‬وال تغفل فإنه ال يُغفل عنك‪ ،‬واعلم يا ابن آدم أنك إن غفلت عن نفسك ولم تستعد‬
‫لها‪ ،‬لن يستعد لها غيرك وال بد من لقاء هللا‪ ،‬فخذ لنفسك وال تكل نفسك إلى غيرك‪.‬‬
‫فلنتزود بتقوى هللا‪ ،‬فإنه زا ٌد سيصبح ثمنه غالياً‪ ،‬وترتفع سوقه‪ ،‬ويربح طالبه‪َ ( :‬و َت َزوَّ ُدوا‬
‫ون َيا ُأولِي اَأْل ْل َبابِ) [البقرة‪.]197:‬‬
‫الزا ِد ال َّت ْق َوى َوا َّتقُ ِ‬
‫َفِإنَّ َخي َْر َّ‬

‫فاتقوا هللا رحمكم هللا‪ ،‬وارجوا الدار اآلخرة‪ ،‬فتلك دار – َل َع ْم ُر إلهنا ‪ -‬ال يموت سكانها‪ ،‬وال‬
‫يهرم شبابها‪ ،‬وال يبلى نعيمها‪ ،‬وال يتغير حسنها وإحسانها وحِسانها‪،‬‬ ‫يخرب بنيانها‪ ،‬وال َ‬
‫ك اللَّ ُه َّم َو َت ِح َّي ُت ُه ْم فِي َها َساَل ٌم‬
‫يتقلب أهلها في رحمة أرحم الراحمين؛ ﴿‪ ‬دَعْ َوا ُه ْم فِي َها ُسب َْحا َن َ‬
‫ِين‪[ ﴾ ‬يونس‪.]10 :‬‬ ‫َوآ ِخ ُر دَعْ َوا ُه ْم َأ ِن ْال َح ْم ُد هَّلِل ِ َربِّ ْال َعا َلم َ‬

‫جعلني هللا و إياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه‬

‫‪6‬‬
‫هذا و صلوا و سلموا علي النبي المختار فقد أمرتم بالصالة و السالم عليه في محكم التنزيل‬
‫صلُّوا َع َل ْي ِه َو َسلِّمُوا َتسْ لِيمًا‪" ‬‬ ‫ِين آ َم ُنوا َ‬ ‫ون َع َلى ال َّن ِبيِّ ۚ َيا َأ ُّي َها الَّذ َ‬ ‫صلُّ َ‬ ‫فقال " ِإنَّ هَّللا َ َو َماَل ِئ َك َت ُه ُي َ‬
‫اللهم ص ّل على سيدنا محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪،‬‬
‫وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪ ،‬في العالمين‬
‫إنك حميد‬
‫َأ‬ ‫َّ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬
‫ْ‬
‫مْرنا‪َ ،‬و صْ لِحْ لِنا ُدن َيانا التِي فِي َها َم َعاشنا‪َ ،‬و صْ لِحْ لنا‬ ‫اللَّ ُه َّم صْ لِحْ لنا دِيننا الذِي ه َُو عِ صْ َمة ِ‬
‫َّ‬
‫اح ًة لنا ِمنْ ُك ِّل‬ ‫ت َر َ‬ ‫الح َيا َة ِز َيادَ ًة لنا فِي ُك ِّل َخي ٍْر َواجْ َع ِل ال َم ْو َ‬ ‫آخ َِرتِنا الَّتِي فِي َها َم َعادِنا‪َ ،‬واجْ َع ِل َ‬
‫اح َو َخي َْر الع ِْل ِم َو َخي َْر ال َع َم ِل َو َخي َْر‬ ‫َأ‬ ‫َشرٍّ ‪ .‬اللَّ ُه َّم ِإ ِّننا َنسْ َألُ َ‬
‫ك َخي َْر ال َمسْ ل ِة َو َخي َْر ال ُّد َعا ِء َو َخي َْر ال َّن َج ِ‬
‫َّ‬
‫ازيننا َو َح ِّق ْق ِإي َماننا َوارْ َفعْ د ََر َجتنا َو َت َق َّب ْل‬ ‫ت َو َث ِّب ْتنا َو َث ِّق ْل َم َو ِ‬‫الح َيا ِة َوخي َْر ال َم َما ِ‬ ‫ب َو َخي َْر َ‬ ‫الث َوا ِ‬
‫الج َّن ِة ‪.‬‬
‫ك ال ُعاَل م َِن َ‬ ‫اغفِرْ َخطِ يَئ اتِنا َونسْ َألُ َ‬ ‫صالَتنا َو ْ‬ ‫َ‬
‫ك َوال َّسالَ َم َة ِمنْ ُك ِّل ِإ ْث ٍم َوال َغنِي َم َة ِمنْ ُك ِّل ِبرٍّ‬ ‫اِئم َم ْغف َِر ِت َ‬
‫ِك َو َع َز ِ‬ ‫ت َرحْ َمت َ‬ ‫ك مُو ِج َبا ِ‬ ‫اللَّ ُه َّم ِإ ِّنا َنسْ َألُ َ‬
‫ُور ُكلِّ َها‪َ ،‬وأ ِجرْ َنا ِمنْ خ ِْزيِ ال ُّد ْن َيا‬ ‫ُأل‬ ‫َأ‬
‫ار‪.‬اللَّ ُه َّم حْ سِ نْ َعاقِ َب َت َنا فِي ا م ِ‬ ‫الج َّن ِة َوال َّن َجا َة م َِن ال َّن ِ‬
‫َوال َف ْو َز ِب َ‬
‫ض ْي َت ُه َواَل‬‫ب اآلخ َِر ِة ‪ .‬اللَّ ُه َّم اَل َتدَ عْ َل َنا َذ ْنبًا ِإاَّل َغ َفرْ َت ُه َواَل َهمَّا ِإاَّل َفرَّ جْ َت ُه َواَل َد ْي ًنا ِإاَّل َق َ‬ ‫َو َع َذا ِ‬
‫ض ْي َت َها َيا َأرْ َح َم الرَّ ا ِحم َ‬
‫ِين‪.‬‬ ‫اِئج ال ُّد ْن َيا َواآلخ َِر ِة ِإاَّل َق َ‬ ‫اجة ِمنْ َح َو ِ‬
‫َح َ ً‬
‫اللهم إنا نسألك علما ً نافعا ً وقلبا ً خاشعا ً ولسانا ً ذاكراً‪ .‬اللهم إنا نعوذ بك من علم ال ينفع ومن‬
‫قلب ال يخشع ومن عين ال تدمع ومن دعوة ال تسمع‪.‬‬
‫اللهم إنا نسألك البر والتقوى ومن العمل ما ترضى‪ .‬اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن‬
‫عبادتك‪ .‬اللهم اختم بالصالحات أعمالنا واقرن بالسعادة غدونا وآصالنا واجعل إلى جنتك‬
‫مصيرنا ومآلنا‪ .‬اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّ ب إليها من قول أو عمل‪ ،‬ونعوذ بك من النار‬
‫ك‪َ  ‬عن‪ ‬حرامِك و بطاعتك عن‬‫وما قرَّ ب إليها من قول أو عمل‪ .‬اللَّه َّم‪ ‬اكفِنا‪ ‬بحاللِ َ‬
‫ك‬‫معصيتك‪ ‬وأغنِني بفضلِك عمَّن سوا َ‬
‫اللهُم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهُم استرنا فوق األرض وتحت األرض‬
‫ويوم العرض عليك‪.‬‬

‫اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات األحياء منهم واألموات‬


‫ِين مِن‬ ‫َر َّب َنا الَ ُتَؤ اخ ِْذ َنا ِإن َّنسِ ي َنا َأ ْو َأ ْخ َطْأ َنا َر َّب َنا َوالَ َتحْ ِم ْل َع َل ْي َنا ِإصْ رً ا َك َما َح َم ْل َت ُه َع َلى الَّذ َ‬
‫نت َم ْوالَ َنا َفانصُرْ َنا‬ ‫اغفِرْ َل َنا َوارْ َحمْ َنآ َأ َ‬ ‫َق ْبلِ َنا َر َّب َنا َوالَ ُت َحم ِّْل َنا َما الَ َطا َق َة َل َنا ِب ِه َواعْ فُ َع َّنا َو ْ‬
‫نت ال َّسمِي ُع ْال َعلِي ُم ”‬ ‫ك َأ َ‬ ‫ين “ َر َّب َنا َت َق َّب ْل ِم َّنا ۖ ِإ َّن َ‬‫َع َلى ْال َق ْو ِم ْال َكاف ِِر َ‬
‫ض َعنْ َ‬
‫ص َحا َب ِت ِه َو َع ِن‬ ‫ِين‪.‬اللَّ ُه َّم ارْ َ‬ ‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َع َلى َن ِب ِّي َنا م َُح َّم ٍد َو َع َلى آلِ ِه ِوَأصْ َح ِاب ِه َأجْ َمع َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ِين‪ ..‬و‬ ‫ك َيا َأرْ َح َم الرَّ ا ِحم َ‬ ‫ك َو َك َر ِم َ‬ ‫ك َو َم ِّن َ‬‫ين‪َ ،‬و َع َّنا َم َعهُم ِب َع ْف ِو َ‬ ‫عي ِهم ِإ َلى َي ْو ِم ال ِّد ِ‬
‫ِين َو َت ِاب ِ‬ ‫ال َّت ِابع َ‬
‫اخر دعوانا ان الحمد هلل رب العالمين‬

‫‪7‬‬
‫ْأ‬
‫ان َوِإي َتا ِء ذِي ْالقُرْ َب ٰى َو َي ْن َه ٰى َع ِن ْال َفحْ َشا ِء َو ْالمُن َك ِر‬ ‫عباد هللا " ‪ِ ‬إنَّ هَّللا َ َي ُم ُر ِب ْال َع ْد ِل َواِإْلحْ َس ِ‬
‫ُون (‪")90‬‬ ‫َو ْال َب ْغي ۚ َيع ُ‬
‫ِظ ُك ْم َل َعلَّ ُك ْم َت َذ َّكر َ‬ ‫ِ‬
‫أذكروا هللا يذكركم و اشكروه علي نعمه يزيدكم و لذكر هللا اكبر و هللا يعلم ما تصنعون‪.‬‬
‫قوموا الي صالتكم يرحمكم هللا‬

‫‪8‬‬

You might also like