You are on page 1of 32

٢

‫أهمية احلياء‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم ىلع سيد املرسلني‬
‫الرمحن َّ‬
‫الرجيم بسم اهلل َّ‬ ‫َّ‬
‫الشيطان َّ‬ ‫ّ‬
‫الرحيم‬ ‫أما بعد! فأعوذ باهلل من‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وىلع آلك وأصحابك يا حبيب اهلل‬ ‫الصالة والسالم عليك يا رسول اهلل‬
‫ُ‬
‫والسالم عليك يا َّ‬ ‫ُ‬
‫وىلع آلك وأصحابك يا نور اهلل‬ ‫نيب اهلل‬ ‫الصالة‬
‫َّ‬ ‫(إن اكن ادلرس يف املسجد فليلقن ّ‬
‫االعتاكف‬
‫ِ‬ ‫املدرس احلارضين نية‬
‫بصيغة)‬
‫ُ‬
‫مادمت فيه‪...‬‬ ‫ُ‬
‫نويت االعتاكف يف املسجد‬
‫ّ‬
‫إخويت األحبة! علينا أن ننوي االعتاكف عند دخول املسجد ما‬
‫دمنا فيه ى‬
‫حَّت ال يفوتنا أجر االعتاكف واملكوث يف املسجد‪ ،‬ولكيال‬
‫ر‬ ‫نقع يف الكراهة إن فعلنا بعض املباحات‪ ،‬فإنىه يُ َ‬
‫كر ُه األكل والُّشب‬
‫والسحور واإلفطار داخل املسجد‪ ،‬لكن إذا نوينا االعتاكف‬ ‫ر‬ ‫وانلىوم‬
‫ِّ‬ ‫ر‬
‫جاز نلا ذلك كه تبعا للنيىة‪ ،‬وال ننوي االعتاكف من أجل األكل‬
‫ى‬ ‫ر‬
‫والُّشب وانلىوم فقط‪ ،‬وإنما ننوي االعتاكف ابتغاء رضوان اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫المعتَكف‪،‬‬
‫واألكل يف املسجد لغري ُ‬ ‫كر ُه انلى ُ‬
‫وم‬ ‫"رد املحتار"‪ :‬يُ َ‬ ‫ويف‬
‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫دخ َل فيَذك َر َ‬ ‫َ‬
‫اهلل تعاىل بقدر‬ ‫وإذا أراد ذلك ينبيغ أن يَنو َي االعتاكف في‬
‫فع َل ما َ‬ ‫ِّ‬
‫شاء(‪.)1‬‬ ‫ثم يَ َ‬ ‫ما نَ َوى أو يُ َ‬
‫صِّل ّ‬

‫(‪" )1‬الدر المختار مع رد المحتار"‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬باب االعتكاف‪.٥٠٦/٣ ،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫بعض انلصائح حول انلية‬
‫َّ ُ‬ ‫َْ َ ُ ََ‬ ‫ّ‬
‫إخويت األحبة! لقد قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬أفضل العم ِل انلِّية‬
‫ّ‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫َّ َ ُ‬
‫نتعود ىلع انلوايا احلسنة‪ ،‬وقد‬ ‫الصادِقة»(‪ .)1‬فقبل لك عمل ينبيغ أن‬
‫ِّ َّ ُ َ َ َ ُ ُ ْ ُ َ َ َ َ َّ َ‬
‫اجلنة»(‪ .)٢‬فتعالوا بنا نلنوي نوايا‬ ‫ورد‪« :‬انلية احلسنة تدخِل صاحِبها‬
‫حسنة قبل استماعنا لذه املحارضة ابتغاء وجه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ومن انلوايا املستحسنة عند استماع املحارضة‪:‬‬
‫اغضا بلرصي من ّ‬‫ًّ‬
‫أولا إىل آخرها‪.‬‬ ‫● أستمع لذه املحارضة‬
‫● أجلس ىلع هيئة جلسة التى ر‬
‫شهد قدر املستطاع بنيّة تعظيم العلم‪.‬‬
‫● ال أتكاسل يف استماع املحارضة‪.‬‬
‫ّ‬
‫● أستمع لا بغرض اإلصالح نلفس‪ ،‬وأبلغها إىل اإلخوة غري املوجودين‪.‬‬
‫فضل الصالة ىلع انل ّ‬
‫يب ﷺ‬
‫عمار بن ياس ريض اهلل عنه قال‪ :‬قال انلب ﷺ‪« :‬إ ىن َ‬ ‫ّ‬ ‫عن ّ‬
‫اهلل‬ ‫سيدنا‬
‫لَع َأ َح ٌد إ َىل يَوم الق َيامةَ‬ ‫ََ َ َ َُ َ َ‬
‫اع اخل َ َالئق‪َ ،‬ف َال يُ َص ِِّّل َ َ ى‬ ‫ىَ َ‬
‫َوَّك بقْبي ملاك أعطاه أسم‬
‫ى َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ى َ ََ‬
‫إال أبلغِن باسمه َواسم أبيه‪ ،‬هذا فالن ب ُن فالن‪ ،‬قد َصَّل َعليك»(‪.)3‬‬
‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫(‪" )1‬الجامع الصغير"‪ ،‬حرف الهمزة‪ ،‬ص ‪.)1٢٨٤( ،٨1‬‬


‫(‪" )٢‬الجامع الصغير"‪ ،‬حرف النون‪ ،‬ص ‪.)٩٣٢٦( ،٥٥٧‬‬
‫(‪" )٣‬مسند البزار"‪ ،‬مسند عمار بن ياسر‪.)1٤٢٥( ،٢٥٤/٤ ،‬‬

‫‪٢‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫أهميىة كبرية للحياء‪ ،‬حيث قال‬‫اإلسالم ِّ‬
‫ُ‬ ‫إخويت األحبة! لقد أعطى‬
‫ون ُشعبَة‪َ ،‬واحلَيَ ُ‬
‫اء‬
‫ٌ ََ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُمبَيِّنا ّ‬
‫أهميىته‪« :‬اإلي َمان بضع وسبع‬
‫ُ ٌ‬
‫شعبَة م َن اإلي َمان»(‪.)1‬‬
‫ويف رواية أخرى أخرجها اإلمام الرتمذي رمحه اهلل تعاىل يف‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫"سننه"‪ :‬قال سيّدنا رسول اهلل ﷺ‪« :‬استَحيُوا م َن اّلل َح ىق احلَيَاء»‪.‬‬
‫ى‬ ‫ى ََ‬ ‫قُلنَا‪ :‬يَا ى‬
‫نب اهلل! إنا لنستَحي َواحلَم ُد ّلل‪.‬‬
‫َ َ ََ‬ ‫اك‪َ ،‬ولَك ىن االستحيَ َ‬ ‫قال‪« :‬لَي َس َذ َ‬
‫اء م َن اهلل َح ىق احلَيَاء أن َتفظ‬
‫َ‬
‫الرأ َس َو َما َوَع‪َ ،‬وابلَط َن َو َما َح َوى»(‪.)٢‬‬
‫ى‬
‫املال يلع القاري رمحه اهلل تعاىل‪ :‬ليس ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حق احلياء من‬ ‫قال العالمة‬
‫َ َ ََ‬ ‫اهلل تعاىل ما ََت َسبُونه‪ ،‬بل أن ََي َف َظ َ‬
‫نفس ُه جبميع جوارحه‪« ،‬أن َتفظ‬
‫الرأ َس» أي‪ :‬عن استعماِل يف غري خدمة اهلل تعاىل بأَن ال ي َ ُ‬
‫سج َد ل َصنَم‪،‬‬ ‫ى‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫للرياء‪ ،‬وال ي َض َع به لغري اهلل تعاىل‪ ،‬وال‬ ‫صِّل ّ‬‫أو ألحد تعظيما ِل‪ ،‬وال يُ َ‬
‫َ َ َ‬
‫يَرف َع ُه تك رْبا‪.‬‬
‫ر‬ ‫ُ‬
‫واأل ُذن ّ‬ ‫ِّ‬ ‫« َو َما َو ََع» أي‪َ :‬ج ُع ُه ى‬
‫الر َ‬
‫عما ال َيل‬ ‫أس من الل َسان والعني‬
‫ّ َ‬ ‫ُ‬
‫استعماِلُ‪َ « ،‬وابلَط َن» أي‪ :‬عن أكل احلرام‪َ « ،‬و َما َح َوى» أي‪ :‬ما ات َصل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫اجت ُ‬
‫وايلدين والقلب‪.‬‬ ‫والرجلني‬ ‫ماعه به من الفرج‬

‫(‪" )1‬صحيح مسلم"‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب بيان عدد شعب‪...‬إلخ‪ ،‬ص ‪.)1٤٥( ،٤٥‬‬
‫(‪" )٢‬سنن الرتمذي"‪ ،‬كتاب صفة القيامة‪.)٢٤٦٦( ،٢٠٧/٤ ،‬‬

‫‪3‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌَ‬ ‫ّ‬
‫األعضاء ُمتّصلة باجلوف‪ ،‬وحف ُظها بأن ال يَستَعملها يف‬
‫َ‬ ‫فإن هذه‬
‫ر ّ‬
‫واحلق أن هذه انلِّ َع َم َتصل بعطاء اهلل‬ ‫املعايص‪ ،‬بل يف َمر َضاة اهلل تعاىل‪،‬‬
‫تعاىل وفضله وكرم نبّيِّه ﷺ(‪.)1‬‬
‫ما هو احلياء؟‬
‫ّ ى‬ ‫ّ‬
‫أيها األحبة! إن احلياء خلق يبعث ىلع الفعل احلسن وترك القبيح‪،‬‬
‫فعن سيّدنا عبد اهلل بن مسعود ريض اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬قال احلبيب‬
‫َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫املصطف ﷺ‪« :‬إ ىن م ىما أَد َر َك انلى ُ‬
‫اس من لَكم انلربُ ىوة‪ :‬إذا لم تستَْح‬
‫فَاصنَع َما شئ َ‬
‫ت»(‪.)٢‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وقال الشيخ العارف باهلل حممد إيلاس العطار القادري حفظه اهلل‬
‫َ ُ ُ‬
‫ين ت َدان‪،‬‬ ‫ئت فكما تد‬ ‫األمر هنا للتىهديد ى‬
‫واتلوبيخ أي‪ :‬افعل ما ش َ‬ ‫ُ‬ ‫تعاىل‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ومن يعمل سوءا ُيز به‪.‬‬
‫نفسك إىل‬‫وقال بعض السلف رمحه اهلل تعاىل البنه‪ :‬إذا َد َعتك ُ‬

‫فعل فارم‬ ‫ممن فيها‪ ،‬فإن لم تَ َ‬‫كبرية فَارم ببرصك إىل السماء واستَح ّ‬

‫ممن يف السماء‬ ‫كنت ال ّ‬‫َ‬ ‫ببرصك إىل األرض واستَح ّ‬


‫ممن فيها‪ ،‬فإن‬
‫نفسك يف َ‬ ‫ممن يف األرض تَستَْح‪ ،‬فاع ُدد َ‬
‫اف‪ ،‬وال ّ‬‫َ ُ‬
‫عداد ابلهائم(‪.)3‬‬ ‫َت‬

‫مختصرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫(‪" )1‬مرقاة المفاتيح"‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب تمني الموت وذكره‪،٧٤/٤ ،‬‬
‫(‪" )٢‬صحيح البخاري"‪ ،‬كتاب أحاديث األنبياء‪.)٣٤٨٤( ،٤٧٠/٢ ،‬‬
‫(‪" )٣‬تنبيه الغافلين بأحاديث سيد األنبياء والمرسلين"‪ ،‬باب الحياء‪ ،‬ص ‪.٢٥٩‬‬

‫‪4‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫احلياء هو خل ٌق يَمنَ ُع‬
‫ُ‬ ‫قال العالمة املال يلع القاري رمحه اهلل تعاىل‪:‬‬
‫الشخص من الفعل القبيح بسبب اإليمان(‪.)1‬‬‫َ‬
‫ّ‬
‫األحاكم الرشعية حول احلياء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يقول املفيت حممد رشيف احلق األجمدي رمحه اهلل تعاىل‪ :‬احلياء قد‬
‫يكون فرضا اكالستحياء من احلرام‪ ،‬وقد يكون مندوبا اكالستحياء‬
‫من املكروه تَزنيها‪ ،‬وقد يكون مباحا اكالستحياء من ُ‬
‫المباح(‪.)٢‬‬
‫عالقة احلياء بابليئة‬
‫َّ‬
‫كبري للبيئة والرتبيىة يف نُّش روح احلياء‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫األحبة! هناك ٌ‬
‫دور‬ ‫إخويت‬
‫َ ّ‬ ‫ّ‬
‫فإن العبد يسعد عندما يكون يف بيئة قد تغشاها احلياء‪ ،‬بينما‬
‫معارشة فاقد احلياء تؤثر ىلع طهارة القلب وابلرص ّ‬
‫ثم يصبح املرء قليل‬
‫ّ‬
‫احلياء معدوم الضمري‪ ،‬نسأل اهلل أن َيفظنا وإيّاكم‪ ،‬وذللك يقع‬
‫ى ى‬
‫أن احلياء سبب ّ‬
‫قوي يمنع‬ ‫ى‬
‫واملحرمات‪ ،‬وال شك‬ ‫السيِّئات‬
‫اإلنسان يف ى‬
‫ر‬
‫والسيِّئات‪ ،‬لكن عندما ينعدم احلياء فال يشء يردع من‬
‫اذلنوب ى‬ ‫من‬
‫السيِّئات‪ ،‬وهناك كثري من انلىاس ال يرتكبون املعايص خوفا من‬
‫ى‬
‫ِّ ّ‬ ‫ى‬
‫الفضيحة‪ ،‬ولكن لعدم احلياء اذلي ال يبايل باذللة والفضيحة‪،‬‬
‫ّ‬
‫فريتكب املعايص كها بوقاحة وجترؤ‪ ،‬ويتجاوز حدود األخالق‪ ،‬ويقع‬

‫(‪" )1‬مرقاة المفاتيح"‪ ،‬كتاب اإليمان‪.1٤٠/1 ،‬‬


‫(‪" )٢‬نزهة القاري شرح صحيح البخاري"‪ ،٣٣٤/1 ،‬تعريبًا من األردية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫السيِّئات وارتكاب‬‫يف َد َرك األخالق السيّئة‪ ،‬وال يستْح من فعل ى‬

‫الصاحلني وأهل اذلكر هم أصحاب احلياء‬ ‫الفواحش‪ ،‬يف حني أنّك ترى ى‬
‫احلقييق‪ ،‬وهم املتخلّقون بهذه ِّ‬
‫الصفة الكريمة دائما‪ ،‬وهنا تعالوا نستمع‬
‫قصة إيمانيىة عن حياء الصحايب اجلليل اخلليفة اثلالث سيّدنا‬ ‫إىل ى‬
‫ّ‬
‫عثمان بن عفان ريض اهلل تعاىل عنه‪.‬‬
‫ّ‬
‫حياء املالئكة من عثمان بن عفان ريض اهلل عنه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عن سيّدتنا اعئشة الصديقة ريض اهلل تعاىل عنها أنها قالت‪ :‬اكن‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ضطجعا يف بَييت‪ ،‬اكشفا َعن فخذيه أو َساقيه‪ ،‬فاستَأذن‬ ‫رسول اهلل ﷺ ُم َ‬
‫َ َ ََ َ ى َ‬ ‫ََ َ َُ َ ُ َ ََ‬ ‫َُ َ‬
‫كر فأذن ِل‪ ،‬وهو ىلع تلك احلال‪ ،‬فتحدث‪.‬‬ ‫أبو ب ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُى َ َ َ ُ َُ َ َ ُ ََُ َ َ ََ َ ى َ‬‫َ‬
‫حدث‪.‬‬ ‫ثم استأذن عمر فأذن ِل‪ ،‬وهو كذلك‪ ،‬فت‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُى َ َ َ ُ َ ُ َ َ َ‬
‫جل َس َر ُسول اهلل ﷺ‪َ ،‬و َس ىوى ثيَابَ ُه‪ ،‬ف َدخل‬ ‫ثم استأذن عثمان‪ ،‬ف‬
‫ََ َ ى َ‬
‫حدث‪.‬‬ ‫فت‬
‫َ َ َ َُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ََى َ َ َ َ َ‬
‫فلما خرج قالت سيدتنا اعئ ِشة ريض اهلل تعاىل عنها‪ :‬دخل أبو‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ََ ُ َ ََ َ َ ى َ َ ُ‬ ‫ََ َ َ ى َ َ ُ‬
‫بَكر فلم تهتش ِلُ َولم تبَاِل‪ ،‬ث ىم دخل عم ُر فلم تهتش ِلُ َولم تبَاِل‪ ،‬ث ىم‬
‫َ‬
‫يت ثيَابَك؟‬
‫ست َو َس ىو َ‬‫جلَ َ‬ ‫ان فَ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ ُ‬
‫دخل عثم‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فقال‪« :‬أال أستَْح من َر ُجل تستَْح من ُه ال َمالئكة!»(‪.)1‬‬

‫(‪" )1‬صحيح مسلم" ‪ ،‬كتاب فضائل الصحابة‪ ،‬باب من فضائل عثمان بن عفان‪،‬‬
‫ص ‪.)٢٦٠٩( ،1٠٠٤‬‬

‫‪6‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫قال املفيت أمحد يار خان انلعييم رمحه اهلل تعاىل‪ :‬ال يعِن أن‬
‫ّ‬
‫فخذه ﷺ اعرية‪ ،‬بل يمكن أن يكون املراد بكشف الفخذ َتلف‬
‫ّ‬
‫القميص عن الفخذ مع أن اإلزار ساتر لا(‪.)1‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫أيها األحبة! إن سيّدنا عثمان بن عفان ريض اهلل تعاىل عنه اكن‬
‫حَّت اكن رسول اهلل ﷺ يستحي منه‪ ،‬واكن سيّدنا‬ ‫رجال شديد احلياء ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عثمان بن عفان ريض اهلل عنه متسما بالصفات اجلميلة‪ ،‬بعيدا عن‬
‫السيِّئات من زمن اجلاهلية‪.‬‬
‫ى‬

‫كما ُروي عن سيّدنا سفيان بن عيينة رمحه اهلل تعاىل قال‪ :‬قال‬
‫يت وال َت ىم ُ‬ ‫َ‬
‫تغنى ُ‬ ‫ّ‬
‫نيت‪ ،‬وال‬ ‫سيّدنا عثمان بن عفان ريض اهلل تعاىل عنه‪ :‬ما‬
‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ست فريج بيميِن منذ‬ ‫رشبت مخرا يف جاهليّة وال إسالم‪ ،‬وال مس‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫بايعت رسول اهلل ﷺ(‪.)٢‬‬
‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫حياء انليب ﷺ‬
‫فكروا ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتأملوا‪ ،‬فإذا اكن هذا حال حياء الصحايب‬ ‫إخويت األحبة!‬
‫ب ﷺ؟! وقد ورد يف‬‫اجلليل ريض اهلل تعاىل عنه‪ ،‬فكيف حبياء انلى ِّ‬
‫سعيد اخلدري ريض اهلل تعاىل عنه‬
‫ٍ‬ ‫احلديث الُّشيف‪ :‬عن سيّدنا أيب‬

‫(‪" )1‬مرأة المناجيح"‪ ،٣٩٢/٨ ،‬تعري ًبا من األردية‪.‬‬


‫(‪" )٢‬تاريخ مدينة دمشق" البن عساكر‪ ،‬عثمان بن عفان‪...‬إلخ‪.٢٢٥/٣٩ ،‬‬

‫‪7‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫َ‬ ‫أش ىد حياء من َ‬‫َ‬
‫العذراء(‪ )1‬يف خدرها‪ ،‬فإذا رأى شيئا‬ ‫ر‬
‫انلب ﷺ‬ ‫قال‪ :‬اكن‬
‫عرفناهُ يف وجهه(‪.)٢‬‬‫كر ُه ُه َ‬
‫يَ َ‬
‫ّ‬
‫قال العالمة املال يلع القاري رمحه اهلل تعاىل يف رشح هذا احلديث‬
‫أشد حياء ّ‬‫ر‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫مما إذا اكنت‬ ‫العذراء إذا اكنت يف خدرها‬ ‫الُّشيف‪ :‬إن‬
‫الطبع أو من‬‫كر ُهه) أي‪ :‬من جهة ى‬ ‫خار َجة عنه‪( ،‬فإذا رأى شيئا يَ َ‬
‫ُ‬ ‫َر ََ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫ى‬
‫طريق الُّشع‪( ،‬عرفناه يف وجهه) أي‪ :‬من أثر اتلغري فأزنلاه‪ ،‬فإنه ما اكن‬
‫َ‬
‫دون احل ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫يُعاي ُن َ‬
‫رمة‪.‬‬ ‫أحدا خب ُصوصه يف أمر الكراهة‬
‫وقال اإلمام انلووي رمحه اهلل تعاىل يف رشح احلديث السابق‪:‬‬
‫وجه ُه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫تَكّم باليشء ّاذلي يُ َ‬
‫كر ُه حليائه بل يَ ّ ُ‬
‫تغري‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫معناه‪ :‬أنه ﷺ لم ي‬
‫فنَ َ‬
‫فه ُم كراهيَتَه(‪.)3‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫إخويت األحبة! املالحظ أنه كما امتد بنا الزمان وابتعدنا عن زمن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫الرسالة ازدادت الفجوة بعدا وظهرت قلة العلم وقلة احلياء وترك لبس‬
‫املحرمات اليت تهلك وتدمر جمتمعنا‪ ،‬وقد تَ َد َ‬
‫هورت‬ ‫ى‬ ‫احلجاب وانلىظر إىل‬
‫ّ‬
‫األرس املحجبة واملحتشمة‬ ‫األوضاع دلرجة أصبح فيها أن يقال عن‬

‫(‪ )1‬قوله‪( :‬من العذراء) أي‪ :‬البِكر‪ ،‬وقوله‪( :‬يف خدرها) أي‪ :‬يف سرتها‪.‬‬
‫(‪" )٢‬صحيح البخاري" ‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب من لم يوجه الناس بالعتاب‪،‬‬
‫‪.)٦1٠٢( ،1٢٧/٤‬‬
‫(‪" )٣‬مرقاة المفاتيح" ‪ ،‬كتاب الفضائل‪ ،‬باب فضائل سيد المرسلين ﷺ‪.٧٩/1٠ ،‬‬

‫‪8‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بادلين بأنها رجعيىة ومتخلفة استهزاء بها‪ ،‬يف حني أن النساء‬
‫وامللزتمة ِّ‬

‫املتْبجات السافرات انلارشات للفواحش يَلقني اهتماما كبريا‪.‬‬


‫ِّ‬
‫ر ى‬
‫ّ‬
‫انلبوية ويلبس العمامة‬ ‫بالسنة‬ ‫ّ‬
‫يتمسك‬ ‫بل إذا اكن هناك َمن‬
‫ويعيف حليته فيذهب إىل حفلة ويبتعد عن انلىظر إىل احلرام‪ ،‬فرتى‬
‫هناك من يستهزئ به من انلىاس‪ ،‬ويقدحون يف عرضه‪ ،‬ويقول ِل‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫بعضهم‪ :‬اخلع هذه العمامة‪ ،‬وابلعض يقول‪ :‬ات ُرك ذلك كه‪ ،‬حنن نعرف‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫املتحجبة‪ ،‬ويقولون لا‪:‬‬ ‫أنك متديّن ومتشدد! وكذلك يستهزؤون باملرأة‬
‫َ‬ ‫لقد ّ‬
‫تطور العالم‪ ،‬وأنت ما زلت بهذا األسلوب القديم‪ ،‬ال يوجد مثل‬
‫ّ‬
‫هذه التشدد يف ديننا‪.‬‬
‫ۡبيُوت ُ‬
‫ِك َّنۡ‬ ‫قال اهلل سبحانه وتعاىل يف حمكم تزنيله‪َ ﴿ :‬و َقرۡ َن ۡفي ُ‬
‫ِ‬
‫َٰ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َٰ َّ ُ َ‬
‫نۡتبرۡجۡۡٱلۡجهِل ِي ۡةِۡٱلۡأول ۡي﴾ [األحزاب‪.]33 :‬‬
‫ولاۡتبرجۡ ۡ‬
‫َ َ‬
‫ن﴾ ‪:‬‬ ‫قال اإلمام اخلازن رمحه اهلل يف تفسري قوِل تعاىل ﴿ َولاۡتبَ َّرجۡ َۡ‬
‫جَٰ ِهل َِّيةِۡ‬ ‫وأما قوِل‪ۡ﴿ :‬ٱلۡ َ‬
‫للرجال‪ّ ،‬‬ ‫قيل‪ :‬هو إظهار ِّ‬
‫الزينة وإبراز املحاسن ِّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َٰ‬ ‫ُ َ‬
‫ٱلۡأول ۡي﴾ فإن أهل اتلأويل اختلفوا فيه‪ ،‬فقال بعضهم اجلاهلية األوىل‪:‬‬
‫ر‬ ‫ما قبل اإلسالم‪ ،‬اكنت املرأة تتّخذ ى‬
‫ادلرع من اللؤلؤ‪ ،‬فتلبسه وتميش به‬
‫الرجال‪،‬‬ ‫وسط الطريق‪ ،‬ليس عليها يشء غريه‪ ،‬وتعرض نفسها ىلع ِّ‬

‫واجلاهليّة األخرى‪ :‬قوم يفعلون مثل فعلهم يف آخر الزمان(‪.)1‬‬

‫مختصرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫(‪" )1‬تفسير الخازن"‪[ ،٤٩٩/٣ ،‬األحزاب‪،]٣٣ :‬‬

‫‪9‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إنكار فرضية احلجاب بالَكيّة‬ ‫َ‬ ‫اعلموا أيها األحبة الكرام! إن‬
‫ُ ّ‬ ‫كفر‪ ،‬قال اإلمام أمحد رضا خان رمحه اهلل تعاىل‪ّ :‬‬
‫أما القول بأن‬
‫ّ‬ ‫ابلاطن ينبيغ أن يكون طاهرا نظيفا وال ّ‬ ‫َ‬
‫يرض فساد الظاهر‪ ،‬إنما هو‬
‫باطل(‪ ،)1‬ورد يف احلديث الُّشيف‪ :‬عن سيّدنا انلعمان بن بشري ريض‬
‫ى‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫سمعت احلبيب املصطف ﷺ يقول‪« :‬أال َوإن يف‬ ‫اهلل تعاىل عنه يقول‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُر‬ ‫َ‬ ‫اجل َ َسد ُمض َغة‪ :‬إ َذا َصلَ َ‬
‫حت َصل َح اجل َ َس ُد ك ُه‪َ ،‬وإذا ف َس َدت ف َس َد اجل َ َس ُد‬
‫َ‬
‫ب»(‪.)٢‬‬‫ِه ال َقل ُ‬‫ُكر ُه‪ ،‬أ َال َو َ‬
‫َ‬ ‫األحبة! اعدة ر‬ ‫ّ‬
‫يمر اإلنسان خالل حياته بثالث مراحل‪:‬‬ ‫إخويت‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫الطفولة والشباب والشيخوخة‪ ،‬ويميل طبع اإلنسان إىل اللعب يف‬
‫ر‬
‫صغره‪ ،‬وتضعف أعضاؤه يف كْبه‪ ،‬ويصاب باألمراض‪ ،‬وتقل رغبته يف‬
‫ُ ر‬ ‫ارتكاب املعايص‪ ،‬وتقبل ّ‬
‫همته ىلع عبادة اهلل تعاىل‪ ،‬ذللك تعد مرحلة‬
‫ّ‬ ‫الشباب مرحلة ى‬‫ى‬
‫هامة يف احلياة‪ ،‬تغلب فيها شهوات انلىفس؛ وألن‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أعضاء اجلسد تكون سليمة ى‬
‫اجلديد هدف حياته‬ ‫قوية‪ ،‬فينىس جيلنا‬
‫احلقييق‪ ،‬فال يقيض أوقات حياته اثلىمينة يف األعمال ى‬
‫الصاحلة اليت‬
‫تريض اهلل تعاىل‪ ،‬وإنّما يضيِّع حياته يف ى‬
‫السيِّئات والفواحش‪ ،‬فينبيغ‬
‫ىلع الشباب أن ُينبّوا أنفسهم الوقوع يف مزالق الشهوات والفواحش‪،‬‬

‫(‪" )1‬الفتاوى الرضوية"‪ ،٦٠٥/٢٢ ،‬تعري ًبا من األردية‪.‬‬


‫(‪" )٢‬صحيح البخاري"‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب فضل من استربأ لدينه‪.)٥٢( ،٣٣/1 ،‬‬

‫‪10‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اتبااع لسرية السلف الصالح رمحهم اهلل تعاىل‪ ،‬فإنهم قضوا شبابهم‬
‫ّ ّ‬
‫مريض ّلل ورسوِل ﷺ‪ ،‬فلم يرتكوا احلياء يف شبابهم‪،‬‬ ‫بأسلوب جيل‬
‫ومن أجل ذلك قد أنعم ُ‬
‫اهلل تعاىل عليهم بنعم كثرية‪ ،‬تعالوا نستمع إىل‬
‫قصة إيمانيّة عن شاب من أهل احلياء‪ ،‬ونأخذ منها انلصائح‪:‬‬
‫َ‬
‫ّ‬
‫أعطيت يل جنتان‬
‫ّ‬ ‫ُ َ ّ‬
‫وي أنه اكن يف َزمن سيدنا عمر بن اخلطاب ريض اهلل تعاىل عنه‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬
‫املسجد‪ ،‬واكن سيدنا عمر بن اخلطاب ريض اهلل‬ ‫شاب متعبِّد قد لزم‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫كبري‪ ،‬فاكن إذا صَّل العتَ َمة‬
‫ٌ‬ ‫عجبا‪ ،‬واكن ِلُ أ ٌب شيخ‬
‫تعاىل عنه به ُم َ‬
‫ُ‬
‫رصف إىل أبيه‪ ،‬واكن طريقه ىلع باب امرأة‪ ،‬فافتُتنَت به‪ ،‬فاكنت‬ ‫ان َ‬

‫نفسها ِل ىلع طريقه‪.‬‬ ‫ب َ‬ ‫تَنص ُ‬


‫َ‬
‫ابلاب‬ ‫فلما أىت‬ ‫حَّت تَب َعها‪ّ ،‬‬ ‫ذات يللة‪ ،‬فما زالت ُتغويه ّ‬ ‫َ‬
‫فمر بها‬ ‫ّ‬
‫ّ ََ ى‬ ‫اهلل ّ‬ ‫فذكر َ‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫عز وجل‪ ،‬وتذكر قول اهلل تعاىل‬ ‫دخلت‪ ،‬وذهب يدخل‬
‫َّ َّ‬ ‫ََُ‬
‫ف ۡمِ َنۡ‬
‫طئ ِ ۡ‬‫ِين ۡۡٱ َّت َقوۡۡا ۡإِذَا ۡ َم َّس ُهمۡ ۡ َ َٰٓ‬ ‫ُ‬
‫ومثلت هذه اآلية ىلع لسانه‪﴿ :‬إِن ۡۡٱلذ َۡ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ون ۡ‪[ ﴾٢٠١‬األعراف‪ .]٢01 :‬فخ ىر الف ََّت‬
‫َ‬
‫ص ُر ۡ‬ ‫ن ۡتَ َذ َّك ُر ۡ َ َ ُ‬ ‫َّ‬
‫ۡٱلشيۡ َطَٰ ِۡ‬
‫وا ۡفإِذا ۡهم ۡم ۡب ِ‬
‫َمغشيًّا عليه‪.‬‬
‫او َنتَا عليه‪َ ،‬‬
‫فحملتاه إىل بابه‪ ،‬واحتَبس‬ ‫فد َعت املرأةُ جارية لا فتَ َع َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫وه يطلبُه‪ ،‬فإذا به ىلع ابلاب َمغشيًّا عليه‪ ،‬فداع بعض‬ ‫ىلع أبيه‪ ،‬فخرج أب‬
‫أهله َ‬
‫فحملوه فأدخلوه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫فما أفاق ّ‬
‫عز وجل‪ ،‬فقال ِل أبوه! يا‬ ‫حَّت ذهب من الليل ما شاء اهلل‬
‫بُ ّ‬
‫ِن! ما لك؟‬
‫قال‪ٌ :‬‬
‫خري‪.‬‬
‫ّ‬
‫قال‪ :‬فإّن أسألك باهلل‪.‬‬
‫ْب ُه باألمر‪.‬‬‫فأَخ َ َ‬
‫َ‬ ‫ِن! ى‬‫قال‪ :‬يا بُ ى‬
‫وأي آية قرأت؟‬
‫فحر ُكوه فإذا هو َميِّ ٌ‬ ‫َََ َ َ‬
‫خ ىر َمغشيًّا عليه‪ ،‬ى‬ ‫َ‬
‫ت‪،‬‬ ‫فقرأ اآلية اليت اكن قرأ‪ ،‬ف‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫وأخرجوه ودفنُوه يلال‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فغ ىسلوه‬
‫ّ‬ ‫ُ َ‬
‫فلما أصبَحوا ُرف َع ذلك إىل سيّدنا عمر بن اخلطاب ريض اهلل تعاىل‬ ‫ّ‬
‫َ َ‬
‫فع ّزاه به‪ ،‬وقال‪ :‬أال آذنتَِن؟‬ ‫عنه‪ ،‬فجاء سيدنا عمر إىل أبيه‪َ ،‬‬
‫ى‬ ‫قال‪ :‬يا َ‬
‫أمري املؤمنني! اكن الليل‪.‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ‬
‫فقال سيدنا عمر بن اخلطاب ريض اهلل عنه‪ :‬فاذهبُوا بنا إىل قْبه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫فأىت سيدنا عمر ومن معه القْب‪ ،‬فقال سيدنا عمر بن اخلطاب ريض‬
‫ُ َ َ َ َ َ‬
‫انۡ‪[ ﴾٤٦‬الرمحن‪.]46 :‬‬ ‫امۡ َربِهِ ۡۦۡ َج َّنتَ ِۡ‬
‫افۡ َمق َۡ‬
‫اهلل عنه‪ :‬يا فالن! ﴿ول ِمنۡۡخ ۡ‬
‫ّ ّ ّ‬ ‫َ‬
‫الف ََّت من داخل القْب‪ :‬يا ُع َمر! قد أ َ‬ ‫َ‬
‫عز وجل‬ ‫عطانيهما رّب‬ ‫فأجابه‬
‫ّ ىَ‬
‫مرتني(‪.)1‬‬ ‫يف اجلنة‬

‫(‪" )1‬تاريخ مدينة دمشق" ‪ ،‬البن عساكر‪ ،‬عمرو بن جامع بن عمرو‪...‬إلخ‪،‬‬


‫‪ ،٤٥٠/٤٥‬و"جامع األحاديث"‪ ،‬للسيوطي‪.)٢٠٥٤( ،٥٩/1٤ ،‬‬

‫‪1٢‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫إخويت األحبة! الصاحلون رمحهم اهلل تعاىل قد عزموا عزما جازما‬
‫ى‬
‫يف فرتة الشباب ىلع عبادة اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬واجتناب املعصية وترك‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫لك قبيح وشنيع‪ ،‬واكنوا يقضون ُمعظ َم أوقاتهم يف عبادة اهلل سبحانه‬
‫ى‬
‫وتعاىل وخدمة الوادلين‪ ،‬وَيذرون من ماكئد الشيطان ووسوسته‪،‬‬
‫ر‬
‫وَيفظون بصائرهم عن احلرام مع القدرة ىلع اذلنوب‪ ،‬ويبتعدون عن‬
‫ٌ‬ ‫ٌّ‬ ‫ّ ى‬ ‫َ‬
‫مبني للمسلمني‪،‬‬ ‫عدو‬ ‫فعل القبائح والفواحش‪ ،‬واعلموا أن الشيطان‬
‫السيِّئات‪،‬‬
‫فهو َياول إبعادهم عن سبيل الصاحلني‪ ،‬يلوجههم إىل فعل ّ‬

‫يلنعدم احلياء من املجتمع‪ ،‬ويشيع الفحش وابلذاءة والوقاحة‪ ،‬ذللك‬


‫ى‬ ‫ى‬ ‫ِّ‬
‫ويشن محلة‬ ‫يتمسك بالصاحلني‪ ،‬ويهرب من غريهم‪،‬‬ ‫ىلع لك اعقل أن‬
‫ى‬ ‫ّ‬ ‫ّ ى‬
‫ضد الشيطان‪ ،‬وال يتبع خطواته‪ ،‬وال يستمع إىل وساوسه‪ ،‬ويقيض لك‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫يتعرفون ىلع ماكئد‬ ‫ساعة من سااعته مع عشاق الرسول ﷺ اذلين‬
‫ى‬
‫انلىفس وحيل الشيطان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اجلولة ادلعوية األسبوعية‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أحبيت يف اهلل! "اجلولة ادلعوية األسبوعية"‪ ،‬واملراد بها‪ :‬اذلهاب‬
‫ّ‬
‫املحالت اتلِّ ى‬
‫جارية وغريها وادلعوة إىل اهلل‪،‬‬ ‫إىل انلاس حيث هم يف‬
‫ومن خالل هذه اجلولة تنتُّش النشاطات ادلينيّة‪ ،‬ويلتحق اإلخوة‬
‫اجل ُ ُدد ببيئة مركز ادلعوة اإلسالميّة‪ ،‬وبسببها يصبح تارك ى‬
‫الصالة‬
‫َ‬ ‫حمافظا ىلع ى‬
‫الصالة‪ ،‬وينال بركة أدعيىة فضيلة الشيخ العارف باهلل‬

‫‪13‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حممد إيلاس العطار القادري حفظه اهلل تعاىل‪ ،‬وَتَ ىصل فرص ادلعوة‬
‫ٌ‬ ‫ّ ٌ‬ ‫ّ ّ‬
‫أهميّة عظيمة‪.‬‬ ‫إىل اهلل‪ ،‬وال شك أن لألمر باملعروف وانلىيه عن املنكر‬
‫لت‪ :‬يَا‬‫بنت أيب ل َ َهب ريض اهلل تعاىل عنها قالت‪ :‬قُ ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫فعن سيدتنا درة ِ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫َُ َ‬
‫ول اهلل! َمن َخ ُ‬
‫ري انلىاس؟‬ ‫رس‬
‫َ‬
‫لر ِّب‪َ ،‬وأو َصلُ ُهم ل ى‬ ‫َ‬
‫فقال رسول اهلل ﷺ‪« :‬أت َق ُ‬
‫آم ُر ُهم‬
‫لرحم‪َ ،‬و َ‬ ‫اهم ل ى‬
‫ُ َ (‪)1‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بال َمع ُروف‪َ ،‬وأنهاهم عن المنكر» ‪.‬‬
‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األحبة الكرام! تعالوا نستمع إىل ّ‬ ‫ّ‬
‫إيمانية اكنت من ثمرات‬ ‫قصة‬ ‫أيها‬
‫ّ‬
‫األسبوعية‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ادلعوية‬ ‫اجلولة‬
‫ّ‬
‫امتالء املسجد باملصلني‬
‫ّ‬
‫وصلت الرحلة ادلعوية َتت إرشاف مركز ادلعوة اإلسالميّة من‬
‫مدينة كراتيش إىل مسجد بمدينة بنجاب باكستان‪ ،‬فرأوا املسجد‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مغلقا‪ّ ،‬‬
‫مغلق‬ ‫فلما فتحوا بابه وجدوا الغبار يف لك ماكن‪ ،‬وكأن املسجد‬
‫ى ُ‬
‫منذ فرتة طويلة‪ ،‬فنظفوه جيعا‪ ،‬وبعد صالة العرص خرجوا إىل امللعب‬
‫الرياضيِّني يف‬ ‫ّ‬
‫دعوية‪ ،‬وقاموا بدعوتهم إىل اخلري أمام الالعبني ِّ‬ ‫جلولة‬
‫ى‬
‫ذلك املاكن‪ ،‬فوافق بعض الشباب ىلع دعوتهم‪ ،‬وحرضوا مبارشة‬

‫(‪" )1‬مسند أحمد بن حنبل"‪ ،‬حديث درة بنت أبي لهب‪،)٢٧٥٠٤( ،٤٠٢/1٠ ،‬‬
‫و"شعب اإليمان"‪ ،‬باب يف صلة األرحام‪.)٧٩٥٠( ،٢٢٠/٦ ،‬‬

‫‪14‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫املسجد معهم ألداء صالة املغرب واستماع ادلرس اذلي يتحدث فيه‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫عن ر‬
‫انلبوية‪ ،‬فعزموا ىلع ملء هذا املسجد باملصلني من خالل‬ ‫السنن‬
‫ٌ‬
‫كبري ِّ‬
‫الس ِّن يبيك بعد رؤية هذا املنظر‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ادلعوة الفرديّة‪ ،‬وبدأ رجل‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ملء املسجد باملصلني‪ ،‬ولكن لم يستجيبوا‬ ‫كنت أطلب من انلىاس‬
‫ى‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫ادلعوية‬ ‫يل‪ ،‬لكنه بفضل اهلل امتأل باملصلني اآلن وبْبكة هذه الرحلة‬
‫ادل ى‬
‫عوية‪.‬‬ ‫واجلولة ى‬

‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬


‫ّ ّ‬ ‫َّ‬
‫إخويت األحبة! ال شك أن للمرأة دورا كبريا يف صالح املجتمع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وفساده‪ ،‬فإذا اكنت املرأة صاحلة تقيىة َحييىة انتقلت صفاتها إىل ذ ّر ىيتها‪،‬‬
‫ّ‬
‫عنهن‬ ‫َ‬
‫املؤمنني ريض اهلل تعاىل‬ ‫فعَّل املرأة املسلمة أن تتىبع سريةَ ّ‬
‫أمهات‬
‫نفسها ىلع أن تبىق‬ ‫وبنات سيّدنا انلب ﷺ‪ ،‬فتلزتم باحلجاب وتُ ِّ‬
‫عود َ‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫داخل ابليت بدل أن ترتدي األزياء احلديثة املخالفة للُّشع‪ ،‬وبدل أن‬
‫سوق واملتاجر الكْبى دون حاجة رشعيىة‪ ،‬وَترج‬ ‫تذهب إىل مراكز التى ر‬
‫ى‬
‫اتلعليميىة املختلطة‪ ،‬وأماكن الفسق‬‫الرتفيهيىة واملراكز ى‬ ‫إىل األماكن‬
‫ّ‬ ‫ى‬
‫والفحش‪ ،‬وهؤالء الشخصيىات العظيمة اكنت أشد انلّاس حياء‪ ،‬وقد‬
‫بلغت سيِّدتنا فاطمة ّ‬
‫الزهراء ريض اهلل عنها من احلياء ذروته ومن‬
‫قمتها‪ ،‬فسريتُها قابلة لالتِّباع‪ ،‬تعالوا نستمع إىل ى‬ ‫ّ‬
‫قصة إيمانيىة عن‬ ‫العفة ّ‬
‫ى‬ ‫حياء سيِّدتنا فاطمة ى‬
‫الزهراء ريض اهلل تعاىل عنها اذلي ال مثيل ِل‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ر ّ‬ ‫ّ‬
‫حرص سيدتنا فاطمة ىلع التسرت حّت بعد موتها‬
‫َ ََ‬ ‫ى‬ ‫ُ ِّ‬
‫جعفر ريض اهلل تعاىل عنها قالت‪ :‬إن السيّدة فاطِمة‬ ‫ٍ‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫عن سيدتنا أ‬
‫حت َما يُصنَعُ‬‫اء! إ ِّّن قَد استَقبَ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫سم ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ول اهللِ ﷺ قالت‪ :‬يا أ‬ ‫بِنت رس ِ‬
‫ِّ َ َ ى ُ َ ُ َ َ َ َ ى ُ َ ُ‬
‫وب فيَصف َها‪.‬‬ ‫بالنساء‪ ،‬أنه يطرح ىلع المرأة اثل‬
‫ََ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اء‪ :‬يَا ب َ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫نت َر ُسول اهلل ﷺ! أال أريك شيئا رأيته بأرض‬ ‫سم ُ‬ ‫فقالت أ‬
‫َ‬
‫احلَبَشة‪.‬‬
‫ََ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ َ َ َ َى‬ ‫َ‬
‫يها ثوبا‪.‬‬ ‫حنت َها‪ ،‬ث ىم َط َر َحت عل‬ ‫ف َد َعت جبرائد رطبة ف‬
‫َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ََ َ‬
‫حس َن هذا َوأجَل ُه!‬ ‫فقالت سيّدتنا فاطِمة ريض اهلل تعاىل عنها‪ :‬ما أ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ى ُ ُ َ َ َ َ َ ََ ر َ‬ ‫ُ َُ‬
‫يلع ريض اهلل‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫نت‬ ‫أ‬ ‫ِن‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫اغ‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫ة‬ ‫رأ‬ ‫الم‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫الر‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫يعر‬
‫َ َ ََ‬
‫لَع أحدا‪.‬‬ ‫تعاىل عنه َوال تُدخِّل ى‬
‫َ َ ُ ِّ ِّ‬
‫اءت اعئ ِشة الصديقة ريض‬ ‫فَلَ ىما تُ ُو ِّفيَت ريض اهلل تعاىل عنها َج َ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ ََ َ َ‬
‫كر‬
‫اهلل تعاىل عنها تدخل‪ ،‬فقالت أسماء‪ :‬ال تدخِّل‪ ،‬فشكتها أليب ب ٍ‬
‫ودج َ‬ ‫َ َ َ َ َ ََ َ َ َ‬
‫الع ُروس‪.‬‬ ‫ريض اهلل تعاىل عنه‪ ،‬وقد جعلت لها مثل ه‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ َ َُ َ‬
‫كر ريض اهلل تعاىل عنه ف َوقف َىلع ابلَاب‪َ ،‬وقال‪ :‬يَا‬ ‫َ فجاء أبو ب َ ٍ‬
‫َ‬
‫ب ﷺ‪،‬‬ ‫ىلع ابنَة انلى ِّ‬ ‫َ ُ َ ََ‬
‫ب ﷺ يدخلن‬ ‫اج انلى ِّ‬ ‫زو َ‬‫اء! َما َمحَلَك أن َمنَعت أ َ‬ ‫سم ُ‬ ‫َ‬
‫أ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الع ُروس؟‬ ‫ودج َ‬ ‫َو َج َعلت لها مثل ه‬
‫ت‬ ‫لَع أَ َحدا َوأَ َريتُ َها َه َذا ىاذلي َصنَع ُ‬ ‫َ‬
‫َف َقالَت‪ :‬أ َم َرتِن أن َال تُدخِّل َ َ ى‬
‫َ‬
‫َ َ َ َ َ َ ََ َ َ َ َُ َ‬ ‫َ‬
‫ِه َحيى ٌة؛ فَأ َم َ‬ ‫َو َ‬
‫كر ريض اهلل تعاىل‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ب‬‫أ‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫ذ‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ِن‬ ‫ت‬ ‫ر‬

‫‪16‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫َ ي ََ َ‬
‫سم ُ‬ ‫عنه‪ :‬فَاصنَِع َما أَ َم َرتك‪ُ ،‬ث ىم َ َ‬
‫انرص َف َو َغ ىسلَ َ‬
‫اء ريض‬ ‫يلع‪ ،‬وأ‬
‫ِ‬ ‫سيدنا‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫اهلل تعاىل عنها(‪.)1‬‬
‫السيِّدة فاطمة َّ‬
‫أن ى‬‫ّ‬ ‫َّ‬
‫األحبة! معلوم بعد وفاة انلى ِّ‬
‫الزهراء‬ ‫بﷺ‬ ‫إخويت‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ريض اهلل تعاىل عنها غلب عليها احلزن طوال حياتها‪ ،‬ومع ذلك‬
‫حَّت بعد موتها‪ ،‬يك ال يقع ُ‬ ‫ر‬
‫التسرت ّ‬ ‫ّ‬
‫نظر‬ ‫تمسكت باحلياء وحرصت ىلع‬
‫ِّ‬
‫األجنب ىلع نعشها‪.‬‬ ‫ى‬
‫الرجل‬
‫ّ‬
‫احلياء مقدم ىلع فقدان االبن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َُ ُ‬
‫ب ﷺ يقال‬ ‫اءت إ َىل انلى ِّ‬‫وقد ورد يف احلديث الُّشيف‪ :‬أ ىن ام َرأة َج َ‬
‫غطت وجهها بانلقاب)‪ ،‬تَسأَ ُل َعن ابنهاَ‬ ‫ُ‬
‫ِه ُمنتَقبَ ٌة (أي‪ّ :‬‬ ‫ل َ َها‪ :‬أ رم َخ َّال ٍد‪َ ،‬و َ‬
‫ني َعن‬ ‫ب ﷺ‪ :‬جئت تَسأَل َ‬ ‫حاب انلى ِّ‬ ‫ال ل َ َها َبع ُض أَص َ‬‫ََُ َ ُ ٌ ََ َ‬
‫وهو مقتول‪ ،‬فق‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ابنك َوأنت ُمنتَقبَة؟‬
‫َ َ َ (‪)٢‬‬
‫ََ ُ َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ََ َ‬
‫فقالت‪ :‬إن أرزأ ابِن فلن أرزأ حيائ ‪.‬‬
‫َ َّ َّ‬ ‫َّ ّ‬
‫إخويت األحبة! إن سيِّدتنا أم خال ٍد ريض اهلل تعاىل عنها لم ترتك‬
‫ُ‬
‫خلع‬ ‫احلجاب اإلساليم رغم استشهاد ابنها‪ ،‬ولكن لألسف انتُّش‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫إغواء اإلنسان وأن‬ ‫احلجاب والفحش يف لك ماكن‪ ،‬ويريد الشيطان‬

‫(‪" )1‬السنن الكربى" للبيهقي‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب ما ورد يف النعش للنساء‪،٥٦/٤ ،‬‬
‫(‪ ،)٦٩٣٠‬و"حلية األولياء"‪ ،‬ذكر النساء الصحابيات‪.)1٤٥٥( ،٥٣/٢ ،‬‬
‫(‪" )٢‬سنن أبي داود"‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب فضل قتال الروم‪...‬إلخ‪،)٢٤٨٨( ،٩/٣ ،‬‬

‫‪17‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تكون املرأةُ عديمة احلياء واحلجاب‪ ،‬ويريد بإغواء الرجل أن يقع يف‬
‫ى‬ ‫ّ ّ‬ ‫ُ‬
‫عز وجل ونار جهنم‪،‬‬ ‫انلىظر احلرام‪ ،‬وبهذا يقع الرجل واملرأةُ بغضب اهلل‬
‫حرةٌ مثل ى‬ ‫ى‬
‫بأن املرأةَ ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ ى‬
‫الر ُجل‪ ،‬ذلا صار‬ ‫َ‬
‫وأتباعه يهتفون‬ ‫وذلا فإن الشيطان‬
‫كرمة ألجل هذه‬ ‫يغرهن بهذه الَكمة معتقدين أنىها ستصبح ُم ى‬‫النِّساء ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الَكمة‪ ،‬والدف من ذلك هو خداع املرأة واحلصول ىلع املنافع املاديىة‬
‫ُ ِّ‬
‫من خالل استغالل جالا‪ ،‬إىل أن أصبحت مصافحة النساء مقبولة يف‬
‫ّ‬
‫هذه األيىام دون استناكر‪ ،‬فنسأل اهلل احلفظ والسالمة‪ ،‬مع أنه ال ُيوز‬
‫ّ‬ ‫للرجل أن يصافح النِّ َ‬
‫ساء من غري حمارمه؛ ألنها من األمور املفضيىة إىل‬ ‫ى‬
‫ُ‬
‫الشديد عن ذلك يف احلديث الُّشيف‪:‬‬ ‫انلّار‪ ،‬وقد ورد انلى ر‬
‫يه‬
‫خميط من حديد‬
‫َ‬
‫يسار ريض اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل‬
‫ٍ‬ ‫بن‬ ‫عقل‬ ‫م‬ ‫عن سيّدنا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ﷺ‪« :‬ألن يطعن يف رأس أحدكم بمخيط من حديد خري ِل من أن‬
‫َ َ َ ر َ‬ ‫َ‬
‫ي َم ىس ام َرأة ال َتل ِلُ»(‪.)1‬‬
‫ّ‬
‫عقوبة مصافحة املرأة األجنبية‬
‫ُ َ ّ‬
‫صافح امرأة حراما ‪-‬أي‪ :‬أجنبيّة‪ -‬جاء َ‬
‫يوم القيامة‬ ‫َ‬ ‫وي‪ :‬أن َمن‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ُ ٌَ‬
‫ويدهُ مغلولة إىل ُعنُقه بسلسلة من نار(‪.)٢‬‬
‫ُ‬

‫(‪" )1‬المعجم الكبير"‪ ،‬من اسمه معقل بن يسار‪.)٤٨٦( ،٢11/٢٠ ،‬‬


‫(‪" )٢‬قرة العيون" ‪ ،‬للسمرقندي‪ ،‬الباب الثالث يف عقوبة الزنا‪ ،‬ص ‪.٣٨٩‬‬

‫‪18‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫أرضار وخماطر اإلنرتنت ىلع األسة واملجتمع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اخلاصة باتلواصل االجتمايع ِه‬ ‫إخويت األحبة! هذه الوسائل‬
‫ى‬ ‫ِّ ّ‬
‫اكلسكني ِل حدان‪ ،‬تستخدم استخداما صحيحا أو فاسدا‪ ،‬ولكن‬
‫لألسف! طىغ االستخدام الفاسد يف اتلواصل االجتمايع واإلنرتنت يف‬
‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫جمتمعنا‪ ،‬و ّ‬
‫املحرمة‬ ‫والصور والفيديوهات‬ ‫دمرت املجالت والقصص‬
‫ى‬
‫السيِّئة بني‬
‫للشهوة أخالق جيلنا اجلديد‪ ،‬وتنتُّش العادات ى‬ ‫املثرية‬
‫شبابنا من تضييع األوقات واألموال عْب وسائل ى‬
‫اتلواصل االجتمايع‬
‫والكذب وخداع انلّاس انتشار انلار يف الشيم‪ ،‬إىل غري ذلك من‬
‫القبائح والسيّئات‪ ،‬سابقا اكن استخدام وسائل اتلواصل واإلنرتنت‬
‫حمدودا‪ ،‬ولكن بعد تواجد هذه التىسهيالت ىلع ّ‬
‫اجلوال ابتِّل األطفال‬
‫ِّ‬
‫الصغار بهذا املرض اخلطري‪ ،‬وصاروا يضيِّعون مستقبلهم ودينهم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ويبتعدون عن ِّ‬
‫ادلراسة وحسن اخللق‪ ،‬ويقعون يف اذللة والوان يف‬
‫املجتمع بدل أن ينالوا ماكنة رفيعة ومزنلة عظيمة‪ ،‬دعونا نستمع إىل‬
‫بعض أرضار وسائل اتلواصل االجتمايع واإلعالم‪:‬‬
‫أرضار وسائل اتلواصل االجتمايع واإلعالم‬
‫(‪ )1‬الرضر ادليين الرويح‪:‬‬
‫يصعب االبتعاد عن انلىظر احلرام ملن يستخدم وسائل اتلواصل‬
‫ى ِّ‬ ‫ّ‬
‫االجتمايع‪ ،‬وبما أن املبتدعني والضالني يكِثون من استخدامها‪ ،‬ذلا‬

‫‪19‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والتشوش بأفاكرهم املنحرفة تزداد ىلع‬ ‫فإن خطورة االخنداع بهم‬
‫املسلمني من خالل متابعة واستخدام هذه الوسائل‪.‬‬
‫(‪ )2‬الرضر اجلسدي‪:‬‬
‫يستخدم انلىاس وسائل اتلواصل االجتمايع عْب ّ‬
‫اجلوال واحلاسوب‪،‬‬
‫ِّ‬
‫والكهما يؤثران أثرا سلبيًّا ىلع ابلرص واألعصاب‪.‬‬
‫(‪ )3‬الرضر ادلرايس‪:‬‬
‫ادلينيّة‬ ‫ال بُ ّد من استعمال الوقت صحيحا للنىجاح يف ِّ‬
‫ادلراسة ِّ‬

‫والعرصية‪ ،‬وال يشء يضيِّع الوقت أكِث من وسائل اتلواصل االجتمايع‪،‬‬


‫ّ‬
‫ىُ‬
‫ادلين املتقنني‪ ،‬وال األطبىاء‬
‫علماء ِّ‬
‫َ‬ ‫األمة يف املستقبل‬ ‫ربىما ال جتد‬
‫ّ‬
‫واملهندسني اخلبريين؛ ألن وسائل اتلواصل االجتمايع تضيِّع أوقات‬
‫ر ّ‬
‫الطالب كثريا فتقودهم إىل الفشل والرسوب‪.‬‬
‫(‪ )4‬الرضر االقتصادي‪:‬‬
‫ّ‬
‫إن تفعيل ابلاقات وتكرارها يسبِّب ضياع األموال الكثرية‪ ،‬يف‬
‫حني يمكن أن ِّ‬
‫يقوي اإلنسان نفسه باستخدام الوقت واملال بشلك‬
‫صحيح‪ ،‬نسأل اهلل تعاىل أن يرزقنا استغالل األوقات بالطاعة‪ ،‬آمني‪.‬‬
‫(‪ )5‬الرضر االجتمايع‪:‬‬
‫َ‬
‫يستطيع اإلنسان أن يتواصل مع جيع أفراد العالم عْب وسائل‬
‫ّ‬
‫فإن ذلك يبعده ّ‬
‫عمن هو‬ ‫اتلواصل االجتمايع‪ ،‬ولكن يف نفس الوقت‬

‫‪٢0‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫واألم والودل كهم منشغل حبسابه عْب وسائل اتلواصل‬ ‫قربه‪ ،‬فاألب‬
‫حَّت ّ‬
‫مما ُيب عليه فيه‪.‬‬ ‫االجتمايع‪ ،‬وال يعطي الوقت لآلخر ّ‬
‫ّ‬
‫إخويت األحبة! سمعتم كم من أرضار لوسائل اتلواصل االجتمايع؟!‬
‫وكيف ينتُّش الفساد بسببها يف املجتمع‪ ،‬فالعاقل يعطي الوقت ألهله بعد‬
‫يضيع وقته يف استخدام وسائل اتلواصل‬‫ِّ‬ ‫الفراغ من عمله‪ ،‬بدل أن‬
‫انلب ﷺ‬‫ِّ‬ ‫االجتمايع‪ ،‬ويقيض منه يف العبادة واذلكر والصالة ىلع‬
‫ى‬
‫إسالمية‪ ،‬والقيام‬ ‫واالستعداد لآلخرة وطاعة الوادلين وتربية األبناء ى‬
‫تربية‬
‫سيما كتب‬‫ادلينية ومطالعة كتب الصاحلني وال ّ‬
‫ادلعوية و ّ‬
‫ّ‬ ‫بالنشاطات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الشيخ حممد إيلاس العطار القادري حفظه اهلل وغريها من إصدارات‬
‫اإلسالمية‪ّ ،‬‬
‫وأما َمن هو حباجة إىل‬ ‫ّ‬ ‫"مكتبة املدينة" اتلابعة ملركز ادلعوة‬
‫استخدام وسائل اتلواصل االجتمايع‪ ،‬كمسؤويل املركز وعلماء ِّ‬
‫ادلين‬
‫ّ‬
‫وطالب العلم وغريهم فال حرج عليهم يف استخدامها‪ ،‬ولكن عليهم‬
‫ِّ‬
‫األخذ باحليطة يف استخدامها قدر احلاجة‪ ،‬يك ال يؤدي الشيطان بهم إىل‬
‫االستخدام الفاسد أو استخدامها بدون حاجة‪.‬‬
‫وهناك سؤال مطروح‪ :‬كيف يستفيد مسؤولو مركز ادلعوة‬
‫اإلسالميّة من وسائل اتلواصل االجتمايع؟ وكيف يدمون دين‬
‫اإلسالم عْبها؟ تعالوا نستمع إىل بعض الفوائد ّ‬
‫الامة لوسائل اتلواصل‬
‫االجتمايع اليت تساعد ىلع خدمة ادلين‪:‬‬

‫‪٢1‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫خدمة دين اإلسالم عرب وسائل اتلواصل االجتمايع‬
‫(‪ )1‬وسيلة للعوة إىل اخلري‪:‬‬
‫ٌ‬
‫سبب من أسباب‬ ‫االستخدام اإلُيايب لوسائل اتلواصل االجتمايع‬
‫كسب احلسنات الكثرية‪ ،‬ويمكن من خاللا دعوة الكثري من انلاس‬
‫ُ‬ ‫إىل اهلل يف ساعة واحدة‪ ،‬وإلقاء ى‬
‫ادلرس ألناس كثريين يف أماكن‬
‫خمتلفة يف وقت واحد‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )2‬مشاورة حول النشاطات ادلينية‪:‬‬
‫من ا الستخدامات املفيدة لوسائل اتلواصل االجتمايع‪ :‬تسهيل‬
‫املشاورة حول األمور ادلينيىة رغم تواجد انلىاس يف أماكن خمتلفة بعيدة‪.‬‬
‫ادلفاع عن اإلسالم‪:‬‬‫(‪ِّ )3‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يمكن الرد ىلع املاكئد ضد اإلسالم واملفاهيم اخلاطئة حوِل من‬
‫خالل وسائل اتلواصل االجتمايع‪.‬‬
‫ر‬
‫(‪ )4‬السهولة يف اتلواصل‪:‬‬
‫وسائل اتلواصل االجتمايع سهلت اتلواصل واملراسلة بني انلىاس‪،‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫الرسائل خالل ثوان عدة أل ِّي ماكن يف العالم‪.‬‬
‫وإرسال ى‬
‫ّ‬ ‫ر‬ ‫(‪ )5‬ر‬
‫ادلروس املليئة بالسنن انلبوية‪:‬‬
‫يمكن من خالل وسائل اتلواصل االجتمايع االستماع إىل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫دروس الشيخ العارف باهلل حممد إيلاس العطار القادري حفظه اهلل‬

‫‪٢٢‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ادلاعة يف مركز ادلعوة اإلسالميّة‪ ،‬ومشاهدتها أو العلماء‬
‫تعاىل وسائر ر‬
‫ّ‬ ‫و ر‬
‫ادلاعة املعتْبين من أهل السنة‪.‬‬
‫(‪ )6‬الربامج املليئة بالعلم واحلكمة‪:‬‬
‫ويمكن من خاللا مشاهدة الْبامج ادلينيّة املليئة باملعلومات‬
‫ّ‬
‫واملقاطع القصرية حول "كيفية عالج انلفس وتهذيبها"‪ ،‬وكذا قناة‬
‫مدّن الفضائيّة مبارشة‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )7‬األخبار اجلديدة حول مركز ادلعوة اإلسالمية‪:‬‬
‫االطالع ىلع األخبار اجلديدة حول مركز‬ ‫ويمكن من خاللا ِّ‬

‫ادلعوة اإلسالميّة‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )8‬مطالعة الكتب واملجالت مِن إصدرات مكتبة املدينة‪:‬‬
‫ى‬
‫ويمكن من خاللا مطالعة مئات من الكتب واملجالت من‬
‫ُ‬
‫إصدرات مكتبة املدينة اتلابعة ملركز ادلعوة اإلسالميّة ومن كتب‬
‫ّ‬
‫علماء أهل السنة‪.‬‬
‫مكتبة املدينة للطباعة والنرش‬
‫ى‬ ‫ّ‬
‫يتُّشف مركز ادلعوة‬ ‫أيها األحبة الكرام! حبمد اهلل سبحانه وتعاىل‬
‫َ‬
‫اإلسالميّة بنُّش اخلري يف العالم من خالل ثمانني قسما‪ ،‬منها‪" :‬قسم‬
‫مكتبة املدينة للطباعة والنرش"‪ ،‬وتقوم مكتبة املدينة ىلع نُّش ر‬
‫ادلروس‬
‫ِّ‬ ‫ى‬ ‫ّ‬ ‫املليئة ر‬
‫انلبوية وبطاقات اذلاكرة يف العالم كه‪ ،‬وقد وصلت إىل‬ ‫بالسنن‬

‫‪٢3‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أيدي انلّاس كتُب اإلمام أمحد رضا خان رمحه اهلل تعاىل وكتُب الشيخ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حممد إيلاس العطار القادري حفظه اهلل تعاىل وكذا كتُب املدينة‬
‫العلميّة للتأيلف واتلحقيق‪.‬‬
‫ّ‬
‫وحبمد اهلل سبحانه وتعاىل! لقد أنشئت "مكتبة املدينة العربية"‬
‫ّ‬ ‫الشيخ ّ‬ ‫ّ‬
‫العطار القادري حفظه اهلل‬ ‫حممد إيلاس‬ ‫بْبكة العارف باهلل‬
‫ًّ‬
‫تعاىل‪ ،‬ويمكن من خاللا رشاء الكتب العربيّة بسعر مناسب جدا‪،‬‬
‫منحها اهلل الْبكة‪ ،‬آمني يا ّ‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫آداب الصحبة الصاحلة‬


‫ّ‬
‫حبة الكرام! دعونا ّ‬
‫نتعرف ىلع بعض السنن واآلداب حول‬ ‫أيها األ‬
‫"الصحبة الصاحلة"‪:‬‬
‫(‪ )1‬عن سيّدنا عبد اهلل بن مسعود ريض اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬قال‬
‫َ ى (‪)1‬‬
‫َ ََ َ َ‬
‫رسول اهلل ﷺ‪« :‬المر ُء مع من أحب» ‪.‬‬
‫(‪ )2‬وعن سيّدنا أيب هريرة ريض اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل‬
‫َُ‬ ‫ىلع دين َخليله‪ ،‬فَليَن ُظر أَ َح ُد ُ‬
‫كم َمن يالل»(‪.)٢‬‬
‫َ ُ ََ‬
‫ﷺ‪« :‬المرء‬

‫(‪" )1‬صحيح مسلم" ‪ ،‬كتاب الرب والصلة واآلداب‪ ،‬باب المرء مع من أحب‪ ،‬ص‬
‫‪.)٦٧1٨( ،1٠٨٨‬‬
‫(‪" )٢‬مسند أحمد بن حنبل"‪ ،‬مسند أبي هريرة‪.)٨٤٢٥( ،٢٣٣/٣ ،‬‬

‫‪٢4‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫(‪ )3‬ويف رواية أخرى‪ :‬عن سيّدنا أيب موىس األشعري ريض اهلل‬
‫الصالح‪َ ،‬واجلَليس‬ ‫انلب ﷺ‪« :‬إ ىن َما َمثَ ُل اجلَليس ى‬ ‫ر‬ ‫تعاىل عنه قال‪ :‬قال‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫السوء‪َ ،‬ك َ‬
‫حامل المسك‪ :‬إ ىما أن َيذيَك‪،‬‬ ‫حامل المسك‪َ ،‬ونافخ الكري‪ ،‬ف‬ ‫ى‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫َوإ ىما أن تبتَاع من ُه‪َ ،‬وإ ىما أن جت َد من ُه رَيا َطيِّبَة‪َ ،‬ونافخ الكري‪ :‬إ ىما أن‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫َيرق ثيَابَك‪َ ،‬وإ ىما أن جت َد رَيا خبيثة»(‪.)1‬‬
‫ُ َ‬
‫(‪ )4‬وقد ُروي عن سيّدنا أيب جحيفة ريض اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬قال‬
‫ََُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اء‪َ ،‬وخال ُطوا‬ ‫اء‪َ ،‬و َسائلوا العلم‬ ‫كََ‬
‫ْب َ‬ ‫احلبيب املصطف ﷺ‪َ « :‬جال ُسوا ال‬
‫ك َم َ‬ ‫ُ َ‬
‫اء»(‪.)٢‬‬ ‫احل‬
‫ّ‬
‫(‪ )5‬وعن سيّدنا عبد اهلل بن عباس ريض اهلل تعاىل عنهما قال‪:‬‬
‫ول اهلل! أَ ري ُجلَ َسائنَا َخ ٌ‬
‫ري؟‬
‫َ َُ َ‬
‫قيل‪ :‬يا رس‬
‫َ ى ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ى َُ ُ َ ُ َُُ ََ َ‬
‫كم َمنطق ُه‪َ ،‬وذك َركم‬ ‫اد يف علم ُ‬ ‫قال‪« :‬من ذكركم اهلل رؤيته‪ ،‬وز‬
‫َ ُ‬
‫باآلخ َرة ع َمل ُه»(‪.)3‬‬
‫ّ‬
‫دينار رمحه اهلل تعاىل أن ُه قال خلَتَنه‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )6‬وعن سيّدنا مالك بن‬
‫ى‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫غريةُ! ان ُظر لك أخ لك‪ ،‬وصاحب لك‪،‬‬ ‫ُمغرية رمحه اهلل تعاىل‪" :‬يا م‬

‫(‪" )1‬صحيح مسلم" ‪ ،‬كتاب الرب والصلة واآلداب‪ ،‬باب استحباب مجالسة‬
‫الصالحين‪ ،‬ص ‪.)٦٦٩٢( ،1٠٨٤‬‬
‫(‪" )٢‬المعجم الكبير"‪ ،‬من اسمه أبو جحيفة السوائي‪.)٣٢٤( ،1٢٥/٢٢ ،‬‬
‫(‪" )٣‬مسند أبي يعلى"‪ ،‬مسند عبد اهلل بن عباس‪.)٢٤٣1( ،٤٣٢/٢ ،‬‬

‫‪٢5‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫منه يف دينك خريا‪ ،‬فانبذ عنك ُصحبَتَ ُه‪ ،‬فإنما‬
‫يد ُ‬‫وصديق لك‪ ،‬ال تَستف ُ‬
‫ذلك لك ُ‬
‫عد ٌّو"(‪.)1‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إن صحبة ى‬
‫الصديق الصالح ال تنفع يف ادلنيا فحسب وإنما يف‬ ‫(‪)7‬‬
‫القْب واآلخرة أيضا‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )8‬إن روح االلزتام بالعمل الصالح اليت َتصل عن طريق الصحبة‬
‫ّ‬ ‫الطيبة ّ‬
‫يف ابليئة ّ‬
‫انلقية الَتصل بغريها إال ملن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫(‪ )9‬ينبيغ إنشاء بيئة طيبة يقوم فيها جيع املشاركني بالوقوف‬
‫ّ‬
‫واجللوس واملحبّة واملودة ولقاء بعضهم بعضا فقط لرىض اهلل سبحانه‬
‫وتعاىل وحبيبه املصطف ﷺ‪.‬‬
‫(‪ )10‬ابليئة الطيّبة تصنع صحبة صاحلة‪.‬‬
‫الطيبة يسبّب تزكيّة انلفس وتطهريها‬
‫ّ‬ ‫(‪ )11‬االرتباط بابليئة‬
‫ظاهرا وباطنا‪.‬‬
‫(‪ )12‬اختيار ابليئة السيّئة يسبّب فقدان الكرامة واملزنلة يف‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫الطيبة ملركز ادلعوة اإلسالمية اليت تغرس‬ ‫أيها األحبة! إن ابليئة‬
‫ّ‬
‫روح العبادات والطااعت وَتث ىلع املحافظة ىلع الفرائض والواجبات‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫املحبة والرغبة يف زيارة بيت اهلل تعاىل وروضة‬ ‫والسنن واآلداب‪ ،‬وتنشئ‬

‫(‪" )1‬مساوئ األخالق" للخرائطي‪ ،‬باب ما يكره للرجل‪...‬إلخ‪ ،‬ص ‪.)٦٩٧( ،٣1٣‬‬

‫‪٢6‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫وانلقية‬ ‫حبيبيه ﷺ‪ ،‬ذلا االختيار واالرتباط بمثل هذه ابليئة الطاهرة‬
‫سعادة‪ ،‬نسأل اهلل سبحانه وتعاىل اتلوفيق لا‪ ،‬آمني ّ‬
‫يارب العاملني‪.‬‬
‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫لصالة ىلع انلِّ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬


‫يب ﷺ يف االجتماع األسبويع‬ ‫داعءان وست صيغ ل‬
‫َّ‬
‫الصالة ىلع انلَّ ِّ‬
‫يب ﷺ يللة اجلمعة‬ ‫(‪)1‬‬
‫يب ّ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ َّ ِّ‬
‫األّم احلبيب‪،‬‬ ‫حممد انلَّ ِّ‬ ‫هم صل وسلم وبارك ىلع سيدنا‬ ‫"الل‬
‫ِّ‬
‫العايل القدر العظيم اجلاه‪ ،‬وىلع آهل وصحبه وسلم"‬
‫ى‬ ‫ٌ‬
‫كثري من العارفني رمحهم اهلل تعاىل‪ :‬أن من داوم عليها يللة‬ ‫ذكر‬
‫مرة واحدة ينكشف لروحه مثال روح انلىب ﷺ عند‬ ‫اجلمعة ولو ى‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫املوت‪ ،‬وعند دخول القْب ى‬
‫حَّت يرى أن انلىب ﷺ هو اذلي يلحده(‪.)1‬‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫ب ّ ِّ‬
‫األيم احلبيب‪،‬‬ ‫حممد انلى ِّ‬ ‫صل وسلِّم وبارك ىلع سيِّدنا ى‬
‫ى ى ِّ‬
‫"اللهم‬
‫ِّ‬
‫العايل القدر العظيم اجلاه‪ ،‬وىلع آِل وصحبه وسلم"‪.‬‬
‫(‪ )2‬زاكة املسلم املعدم‬
‫سعيد اخلدري ريض اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول‬ ‫ٍ‬ ‫عن سيّدنا أيب‬
‫ُ َ‬ ‫َرَ ُ ُ ْ َ َ ُ ْ َ َ َ ٌَ ََُْ ْ‬
‫اهلل ﷺ‪« :‬أيما َرج ٍل مسل ٍِم ل ْم يكن هلُ صدقة فليقل ِيف داعئ ِ ِه‪" :‬امهلل‬

‫(‪" )1‬أفضل الصلوات علی سيد السادات"‪ ،‬للنبهاين‪ ،‬الصالة السادسة والخمسون‪،‬‬
‫مختصرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ص ‪،1٥1‬‬

‫‪٢7‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫َ ِّ َ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫َ ِّ َ َ ُ َ َّ َ ْ َ َ ُ َ‬
‫صل ىلع حمم ٍد عبدِك َورسول ِك َوصل ىلع المؤمِنِني َوالمؤمِن ِ‬
‫ات‬
‫َ َّ َ َ َ َ ٌ‬ ‫َ ُْ ْ َ‬ ‫ُْ ْ‬
‫ات"‪ ،‬فإِنها هلُ زاكة»(‪.)1‬‬
‫َوالمسلِ ِمني َوالمسلِم ِ‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫َ‬
‫ؤمنني‬
‫ِّ‬
‫وصل ىلع ُ‬
‫الم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫هم صل ىلع حم ّمد عبد َك ورسولك‬ ‫"اللى ى‬

‫والمسلمات"‪.‬‬ ‫َ‬
‫سلمني ُ‬ ‫والمؤمنات ُ‬
‫والم‬ ‫ُ‬

‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫(‪ )3‬من أفضل صيغ الصالة ىلع انليب ﷺ‬


‫عن سيّدنا عبد اهلل بن مسعو ٍد ريض اهلل تعاىل عنه موقوفا قال‪:‬‬
‫َّ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫َ َ َّ ْ ُ ْ َ َّ َ َ ْ ُ‬
‫سنوا الصالة‪ ،‬فإِنكم ال تدرون لعل ذل ِك يعرض‬ ‫«إِذا صليتم يلع فأح ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ َ َ َ َ َََْ َ َََ َ‬
‫ِك َىلع َس ِّيد ال ُم ْر َسل َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يلع‪ ،‬قولوا‪" :‬امهلل اجعل صالتك ورمحتك وبراكت‬ ‫َّ‬
‫َ َ ِ ْ ُ َّ َ َ َ َ َّ ِّ َ ُ َّ َ ْ َ َ َ ُ َ َ ِ ْ َ ْ‬
‫ري‪،‬‬‫وإِمام المت ِقني‪ ،‬وخات ِم انل ِبيني‪ ،‬حمم ٍد عبدِك ورسول ِك‪ ،‬إِمام اخل ِ‬
‫َْ ُ ُ‬ ‫َُْ‬ ‫َُْْ ََ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫َْ ْ َ َ ُ‬ ‫ََ‬
‫ول الرمحةِ‪ ،‬امهلل ابعثه مقاما حممودا يغبِطه ب ِ ِه‬ ‫ري‪ ،‬ورس ِ‬‫ِ‬ ‫اخل‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫ا‬ ‫وق‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫األ َّولون َواْلخ ُِرون"»(‪.)٢‬‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ى‬
‫ك ىلع سيِّد ُ‬
‫المرسلني‪،‬‬ ‫هم اج َعل صالتك ورمحتَك وبراكت‬ ‫الل ى‬ ‫"‬
‫حممد َعبد َك ُ‬
‫ورسولك‪ ،‬إمام اخلري‪،‬‬ ‫الم ّتقني‪ ،‬وخاتَم انلبيِّني‪ ،‬ى‬
‫وإمام ُ‬

‫(‪" )1‬المستدرك على الصحيحين"‪ ،‬كتاب األطعمة‪.)٧٢٥٧( ،1٧٩/٥ ،‬‬


‫(‪" )٢‬سنن ابن ماجه"‪ ،‬باب الصالة على النبي ﷺ‪.)٩٠٦( ،٤٨٩/1 ،‬‬

‫‪٢8‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ّ‬
‫حممودا يَغب ُط ُه به‬ ‫هم اب ُ‬
‫عثه َمقاما ُ‬ ‫الل ى‬ ‫وقائد اخلري‪ ،‬ورسول الرمحة‪،‬‬
‫ى َ‬
‫األولون واآلخ ُرون"‪.‬‬
‫َّ‬
‫ست مئة ألف صالة ىلع انلَّ ِّ‬
‫يب ﷺ‬ ‫(‪ )4‬ثواب‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ َّ ِّ‬
‫هم صل ىلع سيدنا حمم ٍد عدد ما يف علم اهلل‪ ،‬صالة دائمة‬ ‫"الل‬
‫ُ‬
‫بدوام ملك اهلل"‬
‫أن هذه ى‬‫ى‬
‫الصالة بستمائة‬ ‫نقل سيِّدي أمحد الصاوي رمحه اهلل تعاىل‪:‬‬
‫الف صالة(‪.)1‬‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫ى ى ِّ‬
‫صل ىلع سيِّدنا ى‬
‫حممد عدد ما يف علم اهلل‪ ،‬صالة دائمة‬ ‫"اللهم‬
‫بدوام ُملك اهلل"‪.‬‬
‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫(‪ )5‬املكيال األوف‬


‫َ ْ‬
‫انلب قال ﷺ‪« :‬من‬ ‫ِّ‬ ‫عن سيّدنا أيب هريرة ريض اهلل تعاىل عنه‪ ،‬عن‬
‫ََُْ ْ‬ ‫َ َّ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ‬
‫ت‪ ،‬فليقل‪:‬‬ ‫ال األوف‪ ،‬إِذا صَّل علينا أهل ابلي ِ‬ ‫سه أن يكتال بِال ِمكي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُ ْ َ َ ِّ َّ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ َ ُ َ َّ َ َ ْ‬
‫ات المؤمِنِني‪ ،‬وذريتِ ِه وأه ِل بيتِ ِه‪،‬‬ ‫ج ِه أمه ِ‬ ‫"امهلل صل ىلع حمم ٍد‪ ،‬وأزوا ِ‬
‫ْ َ َ َّ َ َ ٌ َ ٌ‬ ‫َ َ َ َّ ْ َ َ َ‬
‫جميد"»(‪.)٢‬‬
‫ِ‬ ‫ِيد‬ ‫مح‬ ‫ك‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ِيم‬ ‫ه‬ ‫ا‬‫ر‬‫ب‬ ‫إ‬
‫ِ ِ‬‫آل‬ ‫ىلع‬ ‫كما صليت‬

‫(‪" )1‬أفضل الصلوات علی سيد السادات"‪ ،‬الصالة الثانية والخمسون‪ ،‬ص ‪.1٤٩‬‬
‫(‪" )٢‬سنن أبي داود"‪ ،‬باب الصالة على النبي‪...‬إلخ‪.)٩٨٢( ،٣٦٩/1 ،‬‬

‫‪٢9‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫َ ُ‬ ‫حممد‪ ،‬وأزواجه ّ‬ ‫ّ ى ِّ‬
‫ؤمنني‪ ،‬وذ ّر ىيته وأهل‬ ‫أمهات ُ‬
‫الم‬ ‫صل ىلع ّ‬ ‫"اللهم‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ّ َ‬
‫إبراهيم إنك محيد جميد"‪.‬‬ ‫بيته‪ ،‬كما صلى َ‬
‫يت ىلع آل‬
‫َّ‬
‫الشفاعة ىلع انلَّ ِّ‬
‫يب ﷺ‬ ‫(‪ )6‬صالة‬
‫ثابت األنصاري ريض اهلل تعاىل عنه قال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫عن سيّدنا ُر َوي ِفع بن‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫وأنزهلُ المقعد‬
‫ِ‬ ‫قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬من قال‪" :‬الله َّم صل ىلع حممد‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫قرب عِندك يوم ال ِقيامة" َوجبت هلُ شفاع ِيت»(‪.)1‬‬ ‫الم‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫قر َب عندك يَوم القيَ َ‬ ‫قع َد ُ‬
‫الم ى‬ ‫الم َ‬ ‫ى ُ ى ِّ‬
‫صل ىلع ُحمَ ىمد وأنزِلُ َ‬
‫امة"‬ ‫"اللهم‬
‫(‪ )1‬حسنات ألف يوم‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اس ريض اهلل عنهما قال‪ :‬قال رسول اهلل‬ ‫عن سيدنا عبد اهلل بن عب ٍ‬
‫ُ َ َّ ُ َ َّ َ ُ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ني اكت ِبا‬ ‫ﷺ‪« :‬من قال‪" :‬ج َزى اهلل عنا حممدا ما هو أهله"‪ ،‬أتعب سب ِع‬
‫َ َ َ َ‬
‫اح»(‪.)٢‬‬‫ألف صب ٍ‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫َ ُ‬ ‫ُ َ ى َُ‬
‫اهلل عنا حم ىمدا َما ُه َو أهل ُه"‬ ‫" َج َزى‬

‫(‪" )1‬المعجم الكبير"‪ ،‬من اسمه رويفع بن ثابت األنصاري‪.)٤٤٨٠( ،٢٥/٥ ،‬‬
‫(‪" )٢‬المعجم الكبير"‪ ،‬من اسمه عبد اهلل بن عباس‪.)11٥٠٩( ،1٦٥/11 ،‬‬

‫‪30‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬
‫(‪ )2‬ادلاعء عند الكرب‬
‫َ َ‬ ‫ى‬ ‫َى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫انلب ﷺ اكن‬ ‫اس ريض اهلل عنهما‪ ،‬أن‬ ‫عن سيدنا عبد اهلل بن عب ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ ِّ ْ َ‬ ‫ُ َْ ُ ْ َ ُ ُ ْ َ َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ ُ‬
‫هلل رب العر ِش‬ ‫يقول عند الكرب‪« :‬ال إِهلَ إِال اهلل احللِيم الك ِريم‪ ،‬سبحان ا ِ‬
‫َ ِّ ْ َ ْ ْ َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ُْ َ َ‬
‫ان ا ِ َ ِّ َّ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ات السبعِ ‪َ ،‬ورب العر ِش الك ِر ِ‬
‫يم»(‪.)1‬‬ ‫هلل رب السمو ِ‬ ‫يم‪ ،‬سبح‬
‫الع ِظ ِ‬
‫ِّ‬
‫مرتفع‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫رددوا ميع‬
‫رب العرش العظيم‪،‬‬
‫َ‬
‫سبحان اهلل ِّ‬ ‫ُ‬
‫الكريم‪،‬‬ ‫ُ‬
‫احلليم‬ ‫"ال هلإ ّإال ُ‬
‫اهلل‬
‫رب السموات السبع‪ِّ ،‬‬ ‫َ‬
‫سبحان اهلل ِّ‬
‫ورب العرش الكريم"‪.‬‬
‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫داعء االستعاذة من فتنة النساء‬


‫وفقا جلدول حلقات السنن واآلداب يف االجتمااعت األسبوعيىة‬
‫اتلابعة ملركز ادلعوة اإلسالميّة الّيت تشتمل ىلع تعليم ر‬
‫السنن انلّ ى‬
‫بوية‬
‫الُّشيفة‪ ،‬سنقوم يف هذه ّ‬
‫املرة حبفظ "داعء االستعاذة مِن فتنة النساء"‪،‬‬
‫وهو كما يِّل‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ى ِّ‬
‫«الل ُه ىم إّن أ ُعوذ بك من فت َنة الن َساء‪َ ،‬وأ ُعوذ بك من َعذاب القْب»(‪.)٢‬‬
‫صلى الله على سيدنا محمد‬ ‫صلوا على الحبيب!‬

‫(‪" )1‬سنن ابن ماجه"‪ ،‬كتاب الدعاء‪ ،‬باب الدعاء عند الكرب‪.)٣٨٨٣( ،٢٩1/٤ ،‬‬
‫(‪" )٢‬اعتالل القلوب" ‪ ،‬للخرائطي‪ ،‬ذكر من فتنة النساء عن طاعة اهلل تعالى‪...‬إلخ‪،‬‬
‫ص ‪.)٢٠٠( ،1٠٣‬‬

‫‪31‬‬
‫‪www.arabicdawateislami.net‬‬

You might also like