You are on page 1of 8

‫‪ 1‬من ‪8‬‬

‫من وصايا لقمان البنه وهو يعظه (‪)1‬‬ ‫عنوان اخلطبة‬


‫‪/1‬نعمة احلكمة وشكرها ‪/2‬أمهية وعظ اآلباء ألبنائهم‬ ‫عناصر اخلطبة‬
‫وتذكريهم ‪/3‬من وصايا لقمان عليه السالم البنه‬
‫‪/4‬التحذير من الشرك وعقوق الوالدين‪.‬‬
‫عمر املشاري‬ ‫الشيخ‬
‫‪8‬‬ ‫عدد الصفحات‬
‫اخلُطبةُ األُوىَل ‪:‬‬

‫وقص فيه القصص‬‫احلمد هلل ال ذي أن زل الق رآن وبنَّي فيه احلالل واحلرام‪َّ ،‬‬
‫واملواعظ‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد َّ‬
‫أن حممداً‬
‫عبده ورسوله صلى اهلل عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما‪.‬‬

‫أما بع د‪ :‬ف اتقوا اهلل حق التق وى‪ ،‬واستمس كوا من اإلس الم ب العروة‬
‫الوثقى‪َّ ،‬‬
‫فإن أجسادكم على النار ال تقوى‪.‬‬
‫‪ 2‬من ‪8‬‬

‫عب اد اهلل‪ :‬من عب اد اهلل الص احلني من آت اه اهلل احلكم ة‪ ،‬ف أنطق لس انه هبا‪،‬‬
‫فدرجت على ألسن الناس جيالً بعد جيل‪ ،‬ومن هؤالء الصاحلني وأوليائه‬
‫املتقني‪ ،‬لقمان احلكيم يقول اهلل ‪-‬تعاىل‪( :-‬ولََق ْد آَتينَا لُْقم ا َن ال ِ‬
‫ْح ْك َم ةَ)‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫[لقمان‪.]12 :‬‬

‫ومنَّة من اهلل‪ ،‬يُنعم هبا على من يش اء من عب اده‪ ،‬ق ال‬ ‫واحلكمة نعمة ِ‬
‫ت ال ِ‬
‫ْح ْك َم ةَ َف َق ْد أُوتِ َي‬ ‫ش اءُ َو َم ْن ُي ْؤ َ‬ ‫ْح ْك َم ةَ َم ْن يَ َ‬ ‫‪-‬تع اىل‪( :-‬ي ْؤتِي ال ِ‬
‫ُ‬
‫اب)[البقرة‪]269:‬؛ قال اإلمام ابن‬ ‫َخ ْيرا َكثِيرا َو َما يَ َّذ َّكر إِاَّل أُولُو اأْل َلْبَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ً ً‬
‫ك‬‫اه ٍد‪ ،‬ومالِ ٍ‬ ‫َة‪ ،‬قَو ُل جُم ِ‬
‫ْ َ‬
‫القيم ‪-‬رمحه اهلل‪" :-‬أَحس ن ما قِي ل يِف احْلِكْم ِ‬
‫ََ‬ ‫َْ َُ َ‬
‫َو ِل َوالْ َعم ِ‬ ‫ِ‬
‫َل"‬ ‫‪-‬رمحهما اهلل‪ :-‬إِن ََّها َم ْع ِرفَةُ احْلَ ِّق َوالْ َع َم ُل بِه‪َ ،‬واإْلِ َ‬
‫ص ابَةُ يِف الْق ْ‬
‫(مدارج السالكني‪.)2/448 :‬‬

‫عب اد اهلل‪َّ :‬‬


‫إن النعم اليت يُنعم هبا اهلل على عب اده ينبغي أن تُقابل بالش كر‪،‬‬
‫ل ذلك أمر اهلل لقم ان بالش كر‪ ،‬ق ال ‪-‬تع اىل‪َ ( :-‬ولََق ْد آَت ْينَا لُْق َم ا َن‬
‫له َو َم ْن يَ ْش ُك ْر فَِإنَّ َما يَ ْش ُك ُر لَِن ْف ِس ِه َو َم ْن َك َف َر فَِإ َّن‬
‫اش ُكر لِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْح ْك َم ةَ أَن ْ ْ‬
‫اهللَ غَنِ ٌّي َح ِمي ٌد)[لقم ان‪]12:‬؛ فاش كروا اهلل على نعمه العظيمة؛ نعمة‬
‫‪ 3‬من ‪8‬‬

‫اإلس الم‪ ،‬ونعم اخلريات وس عة األرزاق‪ ،‬ونعمة األمن والرخ اء‪ ،‬ونعمة‬
‫أن الش اكر لنعم اهلل مبنزلة الص ائم‬ ‫العافية يف ال دين وال دنيا‪ ،‬واعلم وا َّ‬
‫الش اكِ ُر بِ َم ْن ِزلَ ِة‬ ‫الص ابر‪ ،‬ق ال النيب ‪-‬ص لى اهلل عليه وس لم‪" :-‬الطَّ ِ‬
‫اع ُم َّ‬
‫الصابِ ِر"(أخرجه اإلمام أمحد والرتمذي وصححه األلباين)‪.‬‬‫الصائِ ِم َّ‬
‫َّ‬

‫واهلل ‪-‬س بحانه‪ -‬يرضى عن الش اكرين‪ ،‬ق ال ‪-‬تع اىل‪َ ( :-‬وإِ ْن تَ ْش ُك ُروا‬
‫ض هُ لَ ُكم)[الزم ر‪ ،]7:‬وق ال ‪-‬تع اىل‪( :-‬فَ ْابَتغُوا ِع ْن َد ِ‬
‫اهلل ال ِّر ْز َق‬ ‫َي ْر َ‬
‫ْ‬
‫َوا ْعبُ ُدوهُ َوا ْش ُك ُروا لَهُ إِلَْي ِه ُت ْر َجعُ و َن)[العنكبوت‪ ،]17:‬وقال ‪-‬تعاىل‪:-‬‬
‫(ب ِل اهلل فَا ْعب ْد و ُكن ِمن َّ ِ‬
‫ين)[الزمر‪]66:‬؛ قال اإلمام ابن تيمية‬ ‫الش اك ِر َ‬ ‫َ َ ُ َ ْ َ‬
‫دين كله رآه يرجع جبملته إىل الصرب‬ ‫‪-‬رمحه اهلل‪" :-‬إذا اعترب العبد ال‬
‫والشكر"(قاعدة يف الصرب‪ :‬ص‪.)90‬‬

‫إن لقم ان احلكيم ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬يف وعظه البنه دروس‬ ‫معاشر املس لمني‪َّ :‬‬
‫كثرية منها‪ :‬أمهية وعظ اآلباء ألبنائهم وبناهتم وتذكريهم باهلل ‪-‬تعاىل‪،-‬‬
‫وحثِّهم على العمل الص احل‪ ،‬وت وجيههم وإرش ادهم عن دما خيطئ أح دهم‬
‫يقص ر فيما أوجب اهلل علي ه‪ ،‬والصرب يف ذل ك‪ ،‬فاحرص وا على تربية‬ ‫أو ِّ‬
‫‪ 4‬من ‪8‬‬

‫هات وشهوات‪ ،‬زمن تزيَّنت‬ ‫أبنائكم فإنَّكم يف زمن كثرت فيه الفنت‪ُ ،‬ش بُ ٌ‬
‫جتر إىل إمث مل ذاهتا‪ ،‬وأغ رت بربيقها‬ ‫فيه ال دنيا بزخرفه ا‪ ،‬وألقت بأذياهلا ُّ‬
‫ال لُْق َما ُن اِل بْنِ ِه‪" :‬يَا بُيَنَّ‪ُّ ،‬‬
‫الد ْنيَا حَبْ ٌر‬ ‫غري َقها‪ ،‬فعظوا أبناءكم وانصحوهم‪ ،‬قَ َ‬
‫ك فِ َيها اإْلِ ميَا َن بِاهلل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ت أَ ْن تَ ُك و َن َس فينَتُ َ‬ ‫اس تَطَ ْع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُنَاس َكث ريٌ‪ ،‬فَِإن ْ‬
‫ِِ‬
‫غَ ِر َق فيه أ ٌ‬
‫ك‬‫َل‪َ ،‬و ِش َراعُ َها الت ََّو ُّك َل َعلَى اهلل؛ لَ َعلَّ َ‬ ‫َز َوج َّ‬ ‫وح ْش وها الْعمَل بِطَاع ِ‬
‫َة اهلل ع َّ‬ ‫َ َ َُ َ َ‬
‫َتْن ُجو" (التوكل على اهلل البن أيب الدنيا‪ :‬ص‪.)49‬‬

‫ال لُْق َما ُن اِل بْنِ ِه َو ُه َو يَِعظُهُ يَا ُبنَ َّي اَل‬
‫عباد اهلل‪ :‬قال اهلل ‪-‬تعاىل‪َ ( :-‬وإِ ْذ قَ َ‬
‫الش ر َك لَظُل ِ‬
‫ور‬
‫"قَال مُجْ ُه ُ‬ ‫َ‬ ‫يم)[لقم ان‪]13:‬؛‬ ‫ْم َعظ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫تُ ْش ِر ْك بِاهلل إِ َّن ِّ ْ‬
‫يَز ْل لُْقمَا ُن يَعِظُ هُ َحىَّت َآم َن‬ ‫ين‪ :‬إِ َّن ابْ َن لُْقمَا َن كَا َن ُم ْش ِر ًكا َفلَ ْم َ‬
‫الْ ُم َف ِّس ِر َ‬
‫بِاهلل َو ْح َدهُ"(التحرير والتنوير‪.)21/154 :‬‬

‫هذه هي الوصية األوىل من تلك املوعظة العظيم ة‪ :‬أنَّه أمره برتك الش رك‬
‫الذي من لوازمه القيام بالتوحيد وهو "إفراد اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬مبا خيتص به من‬
‫الربوبية واأللوهية واألمساء والص فات"(ينظر الق ول املفيد على كت اب‬
‫التوحيد‪.)1/11 :‬‬
‫‪ 5‬من ‪8‬‬

‫قال اإلمام السعدي ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن الشرك‪" :‬ووجه كونه عظيم اً‪ ،‬أنَّه ال‬
‫وسوى الذي‬ ‫أفظع وأبشع ممن َس َّوى املخلوق من تراب‪ ،‬مبالك الرقاب‪َّ ،‬‬
‫وسوى الناقص الفقري من مجيع‬ ‫ال ميلك من األمر شيئاً‪ ،‬مبن له األمر كله‪َّ ،‬‬
‫الوج وه‪ ،‬ب الرب الكامل الغين من مجيع الوج وه" (تفسري الس عدي‪ :‬ص‬
‫‪.)648‬‬

‫فالشرك ‪-‬يا عباد اهلل‪ -‬هو أعظم ذنب عند اهلل‪َ ،‬ع ْن َعْب ِد الله ابن مسعود‬
‫ب‬‫الذنْ ِ‬
‫َي َّ‬
‫ت النَّيِب َّ ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬أ ُّ‬ ‫‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬قَ َال‪َ :‬سأَلْ ُ‬
‫ك"(أخرجه‬ ‫قَال‪" :‬أَ ْن تَ ْج َع َل لِل ِه نِ ًّدا َو ُه َو َخلَ َق َ‬
‫اهلل؟ َ‬ ‫أ َْعظَم ِعْن َد ِ‬
‫ُ‬
‫الشيخان)‪.‬‬

‫اع ُد َك ِم ْن‬
‫ك ِمن اهلل‪ ،‬و ُتب ِ‬
‫ََ‬
‫يك خِبِ ٍ‬
‫ص ال ُت َقِّربُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫اِل ِ ِ‬
‫َويِف َوص يَّة لُْقمَا َن بْن ه‪" :‬أُوص َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ت‬ ‫سخ ِط ِه‪ :‬أَ ْن َتعب َد اهلل اَل تُ ْش ِر َك بِِه شيئا‪ ،‬وأَ ْن َترضى بِق َ ِ ِ‬
‫َحبَْب َ‬
‫يما أ ْ‬
‫َدر اهلل ف َ‬ ‫َ ًْ َ ْ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ََ‬
‫ت"‪ .‬مث ذكر اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬بعد هذه الوصية‪ ،‬الوصية بالوالدين‪ ،‬قال‬ ‫َو َك ِر ْه َ‬
‫س ا َن بَِوالِ َديْ ِه َح َملَْت هُ أ ُُّمهُ َو ْهنًا َعلَى َو ْه ٍن‬‫ص ْينَا اإْلِ نْ َ‬ ‫‪-‬تع اىل‪َ ( :-‬و َو َّ‬
‫‪ 6‬من ‪8‬‬

‫ص ُير * َوإِ ْن‬ ‫َ‬ ‫اش ُك ْر لِي َولَِوالِ َديْ َ‬


‫ك إِلَ َّي الْم ِ‬ ‫َن ْ‬‫وفِص الُهُ فِي َع ام ْي ِن أ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ْم فَاَل تُ ِط ْع ُه َما‬ ‫اك علَى أَ ْن تُ ْش ِر َك بِي ما لَيس لَ َ ِ ِ ِ‬
‫ك ب ه عل ٌ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫اه َد َ َ‬ ‫َج َ‬
‫اب إِلَ َّي ثُ َّم إِلَ َّي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬
‫يل َم ْن أَنَ َ‬ ‫ص اح ْب ُه َما في ال ُّد ْنيَا َم ْع ُروفًا َواتَّب ْع َس ب َ‬ ‫َ َ‬
‫َم ْر ِجعُ ُك ْم فَ أَُنبِّئُ ُك ْم بِ َما ُك ْنتُ ْم َت ْع َملُ و َن)[لقمان‪]15 ،14 :‬؛ قال احلافظ‬
‫"وإِمَّنَا يَ ْذ ُك ُر ‪-‬تع اىل‪ -‬تربي ةَ الْ َوالِ َد ِة َوَت َعَب َها‬ ‫ابن كثري ‪-‬رمحه اهلل‪َ :-‬‬
‫لَد بِِإ ْح َس اهِنَا الْ ُمَتقَدِِّم إِلَْي ِه‪،‬‬
‫َارا‪ ،‬ليُ ذ ّكر الْ َو َ‬‫َو َم َش قََّت َها يِف َس َه ِر َها لَْياًل َونَه ً‬
‫ص ِغ ًيرا)[اإْلِ ْس َر ِاء‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ب ْار َح ْم ُه َما َك َما َر َّبيَ اني َ‬‫قَال ‪-‬تعاىل‪َ ( :-‬وقُ ْل َر ِّ‬ ‫َك َما َ‬
‫ك ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬واَل مينعنَّك َذل َ‬ ‫بَل ِمْن ُه َما َذل َ‬
‫‪ ،]24‬وإن أم راك بالش رك "فَاَل َت ْق ْ‬
‫احَب ُه َما يِف ال ُّد ْنيَا َم ْع ُروفً ا"(ينظر تفسري ابن كث ري‪-6/336 :‬‬ ‫أَ ْن تُص ِ‬
‫َ‬
‫‪.)337‬‬

‫وبر الوال دين من مسات أهل اخلري والص الح‪ ،‬وهو من أعظم األعم ال‬
‫عق‬
‫الصاحلة وأحبِّها إىل اهلل‪ ،‬واملؤمن الصادق جياهد يف الرب هبما‪َّ ،‬أما من َّ‬
‫والديه فأغض بهما‪ ،‬ومل ي رع حقهم ا‪ ،‬فإنَّه آمث وقع يف كب رية من الكب ائر‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ق ال ابن القيم ‪-‬رمحه اهلل‪" :-‬لَي ِ‬
‫س م َن اإْلِ ْح َس ان َواَل م َن الْ َم ْع ُروف ت ْ‬
‫َر ُك‬ ‫ْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَبِي ِه وأ ُِّم ِه يِف َغ ِ‬
‫ور ِة َوالْ َفاقَة‪َ ،‬و ُه َو يِف َغايَة الْغىَن ‪َ ،‬وقَ ْد َذ َّم اهللُ‬
‫الض ُر َ‬
‫ايَة َّ‬ ‫َ‬
‫‪ 7‬من ‪8‬‬

‫َّها َوإِ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬


‫ب َحق َ‬ ‫بَار َك َوَتعَاىَل ‪ -‬قَاطعي ال َّرحم‪َ ،‬و َعظَّ َم قَط َيعَتهَا‪َ ،‬وأ َْو َج َ‬
‫‪َ-‬ت َ‬
‫ِ‬ ‫َّ َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اءلُو َن بِ ه َواأْل َْر َح َ‬
‫ام)‬ ‫سَ‬‫ت َكافَر ًة‪ ،‬قَ َال ‪-‬تعاىل‪َ ( :-‬و َّات ُقوا اللهَ الذي تَ َ‬ ‫َكانَ ْ‬
‫[النس اء‪ ]1:‬إىل أن ق ال‪" :‬و ِص لَةُ ال َّر ِح ِم و ِاجبَةٌ وإِ ْن كَانَ ِ ِ‬
‫ت لكَاف ٍر‪َ ،‬فلَهُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اص ِل ِدينُهُ"(أحكام أهل الذمة‪.)2/792:‬‬ ‫ِدينُه ولِْلو ِ‬
‫َُ َ‬

‫انَك‪َ ،‬ولْيَ ُك ْن‬ ‫وقَال لُْقمَا ُن اِل بنِ ِه‪" :‬أَي ب و ِ‬


‫اص ْل أَقْ ِربَاءَ َك‪َ ،‬وأَ ْك ِر ْم إِ ْخ َو َ‬ ‫َ‬
‫ْ ُيَنَّ َ‬ ‫ْ‬
‫ب هِبِ ْم"(اإلخوان البن أيب الدنيا‪:‬‬ ‫ك َم ْن إِ َذا فَ َار ْقَت ُه ْم َوفَ َارقُ َ‬
‫وك مَلْ ُت َع ْ‬ ‫َخ َدانُ َ‬
‫أْ‬
‫ص‪.)102‬‬

‫وإن من الرب بالوال دين‬ ‫فاجته دوا أيها األبن اء يف الرب باألمه ات واآلب اء‪َّ ،‬‬
‫خفض الصوت عندمها وحال خماطبتهما‪ ،‬وانتقاء أحسن األلفاظ وألينها‬
‫وأحبِّها إىل املسامع‪ ،‬ومن الرب قضاء حوائجهما واإلحسان إليهما‪ ،‬وتقدمي‬
‫ما حيبَّانه على ما حتبُّه النفس‪ ،‬وع دم إغض اهبما أو الت أفف عن دمها‪ ،‬ق ال‬
‫س انًا إِ َّما‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ك أَاَّل َت ْعبُ ُدوا إاَّل إيَّاهُ َوبال َْوال َديْ ِن إ ْح َ‬‫ض ى َربُّ َ‬‫‪-‬تع اىل‪َ ( :-‬وقَ َ‬
‫ُف َواَل‬‫َح ُد ُه َما أ َْو كِاَل ُه َما فَاَل َت ُق ْل لَ ُه َما أ ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َي ْبلُغَ َّن ع ْن َد َك الْكَب َر أ َ‬
‫‪ 8‬من ‪8‬‬

‫اح ال ُّذ ِّل ِم َن‬ ‫يما * َوا ْخ ِف ْ‬


‫ض لَ ُه َما َجنَ َ‬ ‫َت ْن َه ْر ُه َما َوقُ ْل لَ ُه َما َق ْواًل َك ِر ً‬
‫ص ِغ ًيرا)[اإلسراء‪.]24-23:‬‬ ‫ِ‬ ‫الر ْح َم ِة َوقُ ْل َر ِّ‬
‫ب ْار َح ْم ُه َما َك َما َر َّبيَاني َ‬ ‫َّ‬

‫ونستكمل بقية الوصايا يف مجعة قادمة ‪-‬إن شاء اهلل‪.-‬‬


‫اللهم علمنا ما ينفعنا‪ ،‬وانفعنا مبا علمتنا‪ ،‬وزدنا علماً ننتفع به‪.‬‬

‫ب ارك اهلل يل ولكم يف الق رآن العظيم ونفعين وإي اكم مبا فيه من اآلي ات‬
‫والذكر احلكيم‪ ،‬أقول قويل هذا وأستغفر اهلل يل ولكم ولسائر املسلمني‬
‫من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم‪.‬‬

You might also like