You are on page 1of 13

‫‪3341‬‬

‫هـ‬ ‫جمادى األولى‬


‫الجمعة ‪41 :‬‬ ‫الخطبــــــــة رقم ‪51) ( :‬‬
‫م‪2102‬‬ ‫الموافق ‪6 :‬أبريل‬ ‫نعمة الصحة‬ ‫عدد الصفحات ‪)8 ( :‬‬

‫محدا‬‫رية ً‬ ‫أمحده س بحانَه علَى نِع ِم ِه الكث ِ‬


‫َ‬ ‫ُ‬ ‫العالمين‪ُ ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫احْلَ ْم ُد لِلَّ ِه ربِّ‬
‫وحدهُ‬ ‫وَأشهد أ ْن الَ إلهَ ِإالَّ اهللُ َ‬ ‫ُ‬ ‫جبالل وج ِه ِه وعظي ِم سلطانِِه‪،‬‬ ‫يليق ِ‬
‫ُ‬
‫اهلل ورس ولُهُ‪ ،‬القائلُ‬ ‫أن س يِّ َدنا حمم داً عب ُد ِ‬ ‫هد َّ‬‫ريك لَ هُ‪ ،‬وَأش ُ‬ ‫ال َش َ‬
‫َ‬
‫س لُوا هَّللا َ ا ْل َع ْف َو َوا ْل َعافِ َي َة‪َ ،‬ف ِإنَّ َأ َح داً َل ْم ُي ْع َط َب ْع دَ‬ ‫‪َ «:‬‬
‫ص ِّل وس لِّ ْم وب ا ِر ْك علَى‬ ‫ِين َخ ْيراً مِنَ ا ْل َعافِ َي ِة » ف اللَّ ُه َّم َ‬
‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫ا ْل َيق ِ‬
‫سيدنَا ٍ‬
‫حممد‬ ‫ِ‬
‫بإحسان إىَل ِ‬
‫يوم الدِّي ِن‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وم ْن تَبِ َع ُه ْم‬ ‫وعلَى آلِِه وصحبِ ِه‬
‫أمجعني‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫هللا تع ا َلى‪،‬‬ ‫ونفس ي بتق َوى ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ َّما بع ُد‪ :‬فُأوص ي ُك ْم عب ادَ ِ‬
‫هللا‬
‫وأحث ُك ْم ع َلى طاع ِتهِ‪َ ،‬قا َل سبحا َن ُه‪َ :‬يا َأ ُّي َها ا َّلذِينَ آ َم ُن وا‬ ‫ُّ‬
‫ص ل ِْح َل ُك ْم َأ ْع َم ا َل ُك ْم‬ ‫س دِيدًا* ُي ْ‬ ‫ا َّتقُ وا هَّللا َ َوقُولُ وا َق ْوال َ‬
‫از َف ْو ًزا‬ ‫سو َل ُه َف َقدْ َف َ‬ ‫َو َي ْغف ِْر َل ُك ْم ُذ ُنو َب ُك ْم َو َمنْ ُيطِ ِع هَّللا َ َو َر ُ‬
‫(‪) 2‬‬
‫عظِ ي ًما‪. ‬‬ ‫َ‬
‫أي َه ا المس لمونَ ‪ :‬أنع َم هللاُ تع ا َلى علي َن ا ِبن َِع ٍم الَ ُتع ُّد والَ‬
‫حص ى‪ ،‬ق ا َل ع َّز وج َّل‪َ :‬وِإن َتعُ ُّدوا نِ ْع َم ةَ اللَّ ِه الَ‬ ‫ُت َ‬
‫وهي َأنْ‬
‫َ‬ ‫أكبر هذ ِه ال ِّن َع ِم نِعم ُة العافي ةِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وها‪ )3(‬و ِمنْ‬ ‫ص َ‬ ‫تُ ْح ُ‬
‫األسقام والبال َيا فِي عقلِ ِه وبد ِن ِه وأهلِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫يس َل َم اإلنسانُ م َِن‬
‫‪1‬‬
‫(?) الترمذي ‪3558 :‬‬
‫‪ )?(2‬األحزاب‪. 71-70 :‬‬
‫‪ )?(3‬النحل ‪. 18:‬‬
‫ب س عاد ِة الم ر ِء فِي ُدني اهُ‪ ،‬ف َمنْ‬ ‫وهي ِمنْ أس با ِ‬ ‫َ‬ ‫وول ِدهِ‪،‬‬
‫أدرك خيراً كثيراً‪َ ،‬قا َل َر ُس و ُل هَّللا ِ ‪َ «: ‬منْ‬ ‫َ‬ ‫أدر َك َها ْ‬
‫فقد‬ ‫َ‬
‫س ِدهِ‪ ،‬عِ ْن دَ هُ‬ ‫ص َب َح ِم ْن ُك ْم آمِن ا ً في ِس ْر ِبه‪ُ ،‬م َع ا ًفى في َج َ‬ ‫َأ ْ‬
‫(‪) 1‬‬
‫وت َي ْو ِمهِ‪َ ،‬ف َكَأ ّن َما ِح ْي َز ْت َل ُه ال ّدُ ْن َيا»‬ ‫قُ ُ‬
‫هي ِمنْ أوَّ ِل َم ا يُس أ ُل العب ُد عن ُه ي و َم‬ ‫ونِعم ُة الص ح ِة َ‬
‫القيامةِ‪َ ،‬قا َل َرسُو ُل هَّللا ِ ‪ِ «: ‬إنَّ َأ َّول َ َما ُي ْسَأل ُ َع ْن ُه َي ْو َم‬
‫ص َّح‬ ‫ِيم َأنْ ُي َقال َ َل ُه‪َ :‬أ َل ْم ُن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْلقِ َيا َم ِة ‪َ -‬يعْ نِى ْال َع ْب َد‪ -‬مِنَ ال َّنع‬
‫ار ِد »(‪.)2‬‬ ‫اء ا ْل َب ِ‬
‫َل َك ِج ْس َم َك َو ُن ْر ِوي َك مِنَ ا ْل َم ِ‬
‫وم‪،‬‬ ‫كان النبيُّ ‪ ‬يسألُ َها لنفسِ ِه ك َّل ي ٍ‬ ‫ِظ ِم نعم ِة العافي ِة َ‬ ‫ولِع َ‬
‫رضي هللاُ ع ْن ُه َم ا ‪ :‬أنَّ َر ُس ولَ هَّللا ِ ‪‬‬ ‫َ‬ ‫ُمر‬
‫روى ابنُ ع َ‬ ‫ف َق ْد َ‬
‫ِين يُصْ ِب ُح‪«:‬‬ ‫ِين يُمْ سِ ي َوح َ‬ ‫تح َ‬ ‫َل ْم َي ُكنْ َي َد ُع َهُؤ الَ ِء ال َّد َع َوا ِ‬
‫ال َّل ُه َّم ِإ ِّني َأ ْسَألُ َك ا ْل َعافِ َي َة ِفي ال ُّد ْن َيا َواآل ِخ َر ِة‪ ،‬ال َّل ُه َّم ِإ ِّني‬
‫ي َوَأهْ لِي َو َم الِي‬ ‫َأ ْسَألُ َك ا ْل َع ْف َو َوا ْل َعافِ َي َة فِي دِي ِني َو ُد ْن َيا َ‬
‫(‪) 3‬‬
‫اس ُت ْر َع ْو َر ِتي»‬ ‫ال َّل ُه َّم ْ‬
‫ان الرَّ ُج ُل ِإ َذا َأسْ َل َم‬‫وكان ‪ ‬يعلِّ ُم أصحا َب ُه َأنْ يسألُو َها‪ ،‬و َك َ‬ ‫َ‬
‫الص الَ َة‪ُ ،‬ث َّم َأ َم َرهُ َأنْ َي ْدع َُو ِب َه ُؤ الَ ِء‬ ‫َعلَّ َم ُه ال َّن ِبىُّ ‪َّ ‬‬
‫اغف ِْر لِي َو ْار َح ْم ِني َواهْ ِد ِني‪َ ،‬و َع افِ ِني‬ ‫ت‪ «:‬ال َّل ُه َّم ْ‬ ‫ْال َكلِ َما ِ‬
‫(‪) 4‬‬
‫َو ْار ُز ْق ِني»‬
‫‪ )?(1‬الترمذي ‪.2346 :‬‬
‫‪ )?(2‬الترمذي ‪.3358 :‬‬
‫‪ )?(3‬أبو داود ‪. 5074 :‬‬
‫‪ )?(4‬مسلم ‪.2697 :‬‬
‫وم َأنْ يق و َل اإلنس انُ ‪«:‬‬ ‫ار ال وارد ِة قب َل الن ِ‬ ‫وم َِن األذك ِ‬
‫ال َّل ُه َّم َخ َل ْق َت َن ْفسِ ي َوَأ ْن َت َت َو َّفاهَا‪َ ،‬ل َك َم َما ُت َه ا َو َم ْح َياهَا‪،‬‬
‫اغف ِْر َل َها‪ ،‬ال َّل ُه َّم ِإ ِّني‬ ‫اح َف ْظ َه ا َوِإنْ َأ َم َّت َه ا َف ْ‬ ‫ِإنْ َأ ْح َي ْي َت َها َف ْ‬
‫َأ ْسَألُ َك ا ْل َعافِ َي َة»(‪.)1‬‬
‫رع‬ ‫هللا‪ :‬وللمحافظ ِة ع َلى نِعم ِة الصح ِة والعافي ِة ش َ‬ ‫عبادَ ِ‬
‫ب الص حي ِة التِي ت دف ُع َع ِن‬ ‫اإلس ال ُم جمل ًة م َِن اآلدا ِ‬
‫رع‬ ‫رض‪ ،‬و ُت دي ُم علي ِه العافي َة‪ ،‬فش َ‬ ‫باب الم ِ‬ ‫اإلنسان أس َ‬ ‫ِ‬
‫واك‬‫َ‬ ‫الطه ارة والنظاف ة واالغتس ا َل‪ ،‬والوض و َء والس‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ير ذل َ‬ ‫واالستنشاق وإزال َة النجاس ةِ‪ ،‬وغ َ‬ ‫َ‬ ‫والمضمض َة‬
‫ائل الوقائي ةِ‪ ،‬و َق ْد أوص ا َنا َر ُس و ُل هَّللا ِ ‪َ ‬أنْ‬ ‫م َِن الوس ِ‬
‫ِ‬ ‫ُنحسِ َن‬
‫س ا َق ْب َل‬ ‫استثمار هذ ِه النعم ةِ‪َ ،‬ق ا َل ‪ «: ‬ا ْغتَن ْم َخ ْم ً‬ ‫َ‬
‫اك َق ْب َل‬ ‫ك‪َ ،‬و ِغنَ َ‬ ‫ك َق ْب َل َس َق ِم َ‬ ‫ك‪ ،‬و ِ‬
‫ص َّحتَ َ‬ ‫ِ‬
‫ك َق ْب َل َه َرم َ َ‬ ‫س‪َ :‬شبَابَ َ‬ ‫َخ ْم ٍ‬
‫تِك»(‪ .)2‬وإنَّ‬ ‫اتِك َق ْب َل َم ْو َ‬ ‫ك‪َ ،‬و َحيَ َ‬ ‫ك َق ْب َل ُش ْغلِ َ‬ ‫َف ْق ِر َك‪َ ،‬و َف َراغَ َ‬
‫عونا ً ل ُه ع َلى طاع ِة‬ ‫استثمار َها َأنْ يجع َل م ْن َها ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِمنْ حُسْ ِن‬
‫هللا تعا َلى‪ ،‬وَأنْ يس َعى ِب َه ا فِي خدم ِة مجتم ِع ِه ووط ِن هِ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫للناس‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الناس أنف ُع ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫فخي ُر‬
‫ُؤوس األص حا ِء‬ ‫ِ‬ ‫أي َها المؤمنونَ ‪ :‬إنَّ الصح َة ت ا ٌج ع َلى ر‬
‫هللا ع َلى نعم ِة العافي ةِ‪،‬‬ ‫المرض ى‪ ،‬فاش ُكرُوا َ‬ ‫َ‬ ‫الَ يراهُ إالَّ‬
‫األمراض‬ ‫ِ‬ ‫واعتب رُوا ِب َم ِن ا ْب ُتل َِي ب‬‫ِ‬ ‫ِظوا علي َه ا‪،‬‬ ‫وح اف ُ‬

‫‪ )?(1‬مسلم ‪.2712 :‬‬


‫‪ )?(2‬البيهقي في السنن الكبرى ‪.10/400‬‬
‫ْن مال كٍ رض َي هللاُ عن هُ‪َ :‬أنَّ ال َّن ِبيَّ‬ ‫سب ِ‬ ‫فعنْ أ َن ِ‬ ‫واألسقام‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫هَّللا‬ ‫ُ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫‪َ ‬مرَّ ِب َق ْو ٍم ُم ْب َتلي َْن‪َ ،‬ف َقا َل‪َ «:‬ما َك انَ َه ُؤ الَ ِء َي ْس لونَ َ‬ ‫َ‬
‫(‪) 1‬‬
‫ا ْل َعافِ َي َة ؟»‬
‫العالج‬
‫َ‬ ‫ؤمن‪ ،‬ف ِإ ِن ا ْب ُتل َِي َف ْل َي ْطلُ ِ‬
‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫فالعافية َمطلبُ ُك ِّل ُم‬ ‫ُ‬
‫داوي التماس ا ً‬ ‫والدوا َء‪ ،‬ف َق ْد َحضَّ َر ُس و ُل هَّللا ِ‪ ‬ع َلى الت ِ‬
‫ض ْع َدا ًء ِإالَّ‬ ‫للعافي ِة ف َقا َل‪َ «:‬تدَ َاو ْوا َفِإنَّ هَّللا َ َع َّز َو َجل َّ َل ْم َي َ‬
‫اء َوا ِح ٍد‪ ،‬ا ْل َه َر ُم»(‪ )2‬وعلي ِه َأنْ‬ ‫دَوا ًء َغ ْي َر َد ٍ‬ ‫ض َع َل ُه َ‬ ‫َو َ‬
‫هللا تع ا َلى َأنْ‬ ‫هللا تعا َلى‪ ،‬ويس َأ َل َ‬ ‫ويرضى بقضا ِء ِ‬ ‫َ‬ ‫يصب َر‬
‫ِ‬
‫ف ع ْن هُ‪ ،‬ويع َل َم نَّ فِي االبتال ِء تكف يرً ا للس يئاتِ‪،‬‬ ‫َأ‬ ‫يكش َ‬ ‫ِ‬
‫ش ْى ٍء‬ ‫وزياد ًة فِي الحسناتِ‪َ ،‬قا َل َرسُو ُل هَّللا ِ ‪َ «: ‬ما مِنْ َ‬
‫ش ْو َك ِة ُتصِ ي ُب ُه ِإالَّ َك َت َب هَّللا ُ َل ُه ِب َه ا‬ ‫يب ا ْل ُمْؤ مِنَ َح َّتى ال َّ‬ ‫ُيصِ ُ‬
‫س َن ًة َأ ْو ُح َّط ْت َع ْن ُه ِب َها َخطِ يَئ ة» ‪.‬‬
‫ٌ (‪) 3‬‬
‫َح َ‬
‫العفو والعافي َة فِي دي ِن َنا وَأنفُسِ َنا وأهلِي َنا َيا‬ ‫َ‬ ‫الل ُه َّم إ َّنا نسألُ َ‬
‫ك‬
‫العالمين‪ ،‬ونَس ألُك َأ ْن َتو ِّف َقنَا لطاعتِ ك وطاع ِة مَ ْن أمرتنَ ا‬ ‫َ‬ ‫ربَّ‬
‫َأطيع وا اللَّه و ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َأطيعُ وا‬ ‫ََ‬ ‫آمنُوا ُ‬ ‫ين َ‬ ‫ك‪ :‬يَا َُّأي َها الذ َ‬ ‫بطاعتِ ِه‪ ،‬عمالً بقول َ‬
‫(‪) 4‬‬
‫اَألم ِر ِمن ُك ْم‪‬‬ ‫الرس َ ِ‬
‫ول َو ُْأولي ْ‬ ‫َّ ُ‬
‫‪ )?(1‬رواه البزار في مسنده ‪ 194 /13‬وقال الهيثمي في جمع الزوائد ‪:10/147‬‬
‫رجاله ثقات‪.‬‬
‫‪ )?(2‬أبو داود ‪.3855 :‬‬
‫‪ )?(3‬مسلم ‪.2572 :‬‬
‫‪ )?(4‬النساء ‪.59 :‬‬
‫ونفعيِن وإي ا ُك ْم مِب َا في ِه ِم َن‬ ‫ِ‬
‫ب َار َك اهللُ يِل ول ُك ْم يِف الق رآن العظي ِم َ‬
‫ول ق ويِل ه َذا‬ ‫رمي ‪ ‬أق ُ‬‫والذ ْك ِر احلكي ِم وبِس ن َِّة نبي ِه الك ِ‬
‫ات ِّ‬ ‫اآلي ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الغفور‬
‫ُ‬ ‫وَأسَت ْغف ُر اهللَ يِل ول ُك ْم‪ ،‬فاستغف ُروهُ إنَّهُ َ‬
‫هو‬ ‫ْ‬
‫الْ ُخ ْطبَةُ الثَّانيةُ [فضائل الصحابة رضي هللا عنهم]‬
‫ُعطي‬ ‫ض َله ‪ ،‬وي ِ‬ ‫ض ٍل َف ْ‬ ‫ْال َح ْم ُد هَّلِل ِ َربِّ العالمين ‪ُ ،‬ي ْؤ ِتي ُك لَّ ذي َف ْ‬
‫هللا َوحْ َد ُه َ‬
‫ال‬ ‫ال ُ‬ ‫ال ِإل َه ِإ َّ‬‫حْس ٍن َج زا َء إحْس ا ِنه ‪ ،‬وَأ ْش َه ُد َأ ْن َ‬ ‫ُك لَّ ُم ِ‬
‫هللا َو َر ُس و ُلهُ‪ ،‬الل ُه َّم‬ ‫يك َل ُه‪ ،‬وَأ ْش َه ُد َأ َّن سي َد َنا ونبيَّ َنا ُم َح َّمدًا َع ْب ُد ِ‬
‫َش ِر َ‬
‫ار ْك ع َلى س ي ِد َنا ُمحم ٍد وع َلى آ ِل ِه وص ح ِب ِه‬ ‫ص لِّ وس ِّل ْم وب ِ‬ ‫َ‬
‫ِّين‪.‬‬
‫يوم الد ِ‬ ‫بإحسان إ َلى ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أجمعين‪ ،‬و َم ْن َت ِب َعه ُْم‬
‫َ‬
‫ونفس ي بتق َوى هللاِ تع الَى‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َأ َّما بعــدُ‪ :‬فُأوص ي ُك ْم عب ا َد هللاِ‬
‫الج ِميل ةَ‬ ‫والش َماِئ َل العظيم ةَ َ‬ ‫َّ‬ ‫ب‬‫واعلموا أ َّن الفضائ َل وال َمن اقِ َ‬
‫ين‬‫الص حاب ِة رضي هللاُ عنهم الَّ ِذ َ‬ ‫ف َّ‬ ‫الرَّائعةَ ُم ْنتَ ِش َرةٌ في َوصْ ِ‬
‫ص حْ بَ ِة نَبِيِّ ِه ص لى هللا علي ه وس لم وإع ِ‬
‫زاز‬ ‫اخت ا َرهُ ُم هللاُ لِ ُ‬
‫ض َل‬ ‫العزيز فَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِدينِه‪ ،‬وقد بَي ََّن هللاُ َج َّل َجاللُهُ في آي ٍة ِم ْن كتابِ ِه‬
‫وص حْ بَتُه فق ال ‪:‬‬ ‫هذا ال ِجي ِل الذي أنشأ ْتهُ تربي ةُ الرس و ِل ^ ُ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ َِّ‬
‫اء َعلَى اْل ُكفَّ ِار ُر َح َم ُ‬
‫اء َب ْيَنهُ ْم‬ ‫ين َم َع هُ َأش َّد ُ‬ ‫ﭽ ُم َح َّم ٌد َر ُس و ُل الله َوالذ َ‬
‫اه ْم ِفي‬ ‫يم ُ‬ ‫ِ‬
‫ض َو ًانا س َ‬ ‫ض اًل ِم َن اللَّ ِه َو ِر ْ‬ ‫ون فَ ْ‬ ‫َّدا َي ْبتَ ُغ َ‬‫اه ْم ُر َّك ًعا ُس ج ً‬ ‫تَ َر ُ‬
‫ك َمثَلُهُ ْم ِفي التَّْو َر ِاة َو َمثَلُهُ ْم ِفي اِإْل ْن ِجي ِل‬ ‫الس ُجو ِد َذِل َ‬
‫ُو ُج و ِه ِه ْم ِم ْن َأثَ ِر ُّ‬
‫ِ‬
‫اع‬
‫الز َّر َ‬ ‫ب ُّ‬ ‫استََوى َعلَى ُس و ِقه ُي ْع ِج ُ‬ ‫ظ فَ ْ‬ ‫استَ ْغلَ َ‬
‫طَأهُ فَ ََآز َرهُ فَ ْ‬
‫َأخ َر َج َش ْ‬
‫َك َز ْر ٍع ْ‬
‫ات ِم ْنهُ ْم َم ْغ ِف َرةً‬‫الص ِالح ِ‬ ‫ِ‬
‫َآمُن وا َو َعملُ وا َّ َ‬ ‫ين َ‬
‫َّ َِّ‬
‫ظ بِ ِه ُم اْل ُكفَّ َار َو َع َد اللهُ الذ َ‬‫ِلَي ِغي َ‬
‫َأجًرا َع ِظ ًيما ﭼ(‪. )1‬‬ ‫َو ْ‬
‫ت ُم ْو َجز ٍة عميق ِة‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم في كلم ا ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫وبَي ََّن‬
‫اب‬‫ال َّدالل ِة فَضْ َل أصحابِ ِه ال ذين ربَّاهم وز َّكاهم وعلَّمه ُم الكت َ‬

‫‪1‬‬
‫(?) الفتح ‪.29 :‬‬
‫اني فق ال‪:‬‬ ‫وال ِح ْكمةَ و َك َّو َن منهم أرو َع صور ٍة للكم ِ‬
‫ال اإلنس ِّ‬
‫ين يَلُــونَ ُهم»(‪.)1‬‬ ‫ين يَلُــونَ ُه ْم ثُ َّم الَّ ِذ َ‬‫« َخ ْي ـ ُر ُأ َّمتِي قَـ ْـرنِي ثُ َّم الَّ ِذ َ‬
‫صــ َحابِي فلو َأنَّ‬ ‫َســ ُّبوا َأ ْ‬
‫وق ال ص لى هللا علي ه وس لم‪«:‬اَل ت ُ‬
‫صيفَهُ»(‪.)2‬‬ ‫ق ِم ْث َل ُأ ُح ٍد َذ َهبًا ما بَلَ َغ ُم َّد َأ َح ِد ِه ْم وال نَ ِ‬ ‫َأ َح َد ُك ْم َأ ْنفَ َ‬
‫ض َي هللاُ عنهم ا‬ ‫فيان َر ِ‬
‫بن أبي س َ‬ ‫اويَ ةُ ُ‬ ‫عباد هللا‪ :‬وس ي ُدنا ُم َع ِ‬
‫وص ْه ُرهُ وك اتِبُ‬ ‫ص احبُ رس و ِل هللاِ ص لى هللا علي ه وس لم ِ‬
‫َوحْ ي ِه هو نموذ ٌج َرفِي ٌع له ذا ال ِجي ِل الفري ِد ال ذي َأثنَى علي ه‬
‫يين ص لى هللا‬ ‫ت فيه معجزةُ خ اتَ ِم النَّبِ َ‬ ‫َربُّ العالمين‪ ،‬وظَهَ َر ْ‬
‫أروع َمظا ِه ِرها ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عليه وسلم في‬
‫صى‪ ،‬ومنه ا‬ ‫أن تُحْ َ‬ ‫ضاِئ ُل سي ِدنا معاويةَ رضي هللا أكثر ِم ْن ْ‬ ‫وفَ َ‬
‫هللا‬
‫ول ِ‬ ‫ذين َش ِه ُدوا َغ ْز َوةَ حُ نَي ٍْن م ع رس ِ‬ ‫نين ال َ‬ ‫أن ه ِم َن المؤم َ‬
‫بي ص لى‬ ‫هللا َس ِكينَتَهُ عليهم مع الن ِّ‬ ‫وأنزل ُ‬
‫َ‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‬
‫هللا عليه وسلم ‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ثَُّم َْأن َز َل اللَّهُ َس ِك َينتَهُ َعلَى َر ُس وِل ِه‬
‫ين َكفَ ُروا َو َذِل َ‬
‫ك‬ ‫ودا لَم تَرو َها وع َّذ َِّ‬
‫ب الذ َ‬
‫ِ‬
‫َو َعلَى اْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ين َو َْأن َز َل ُجُن ً ْ َ ْ َ َ َ‬
‫ين ﭼ(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫اء اْل َكاف ِر َ‬
‫َج َز ُ‬
‫و ِم ْن فض اِئ ِل س ي ِدنا معاوي ةَ رضي هللا عنه أن هُ ِم َن ال َ‬
‫ذين‬
‫ف"‬ ‫ق في " ُحنَ ْي ٍن" و"الطَّاِئ ِ‬ ‫ُس نَى‪ ،‬فإن هُ أ ْنفَ َ‬
‫َو َع َدهُ ُم هللاُ الح ْ‬
‫وقَاتَ َل فيهما‪ ،‬قال تعالى‪:‬ﭽ ال َي ْس تَِوي ِم ْن ُك ْم َم ْن َْأنفَ َ‬
‫ق ِم ْن قَْب ِل اْلفَتْ ِح‬

‫‪1‬‬
‫(?) رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رواه البخاري ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) التوبة ‪. 26 :‬‬
‫ين َْأنفَقُ وا ِم ْن َب ْع ُد َوقَ اتَلُوا َو ُكاًّل َو َع َد‬ ‫ِ َِّ‬
‫ظ ُم َد َر َج ةً م َن الذ َ‬ ‫َأع َ‬‫ك ْ‬‫َوقَاتَ َل ُأولَِئ َ‬
‫ون َخبِ ٌير ﭼ(‪.)1‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫اللهُ اْل ُح ْسَنى َواللهُ بِ َما تَ ْع َملُ َ‬
‫و ِم ْن فض اِئ ِل س ي ِدنا معاوي ةَ رضي هللا عنه أن هُ ِم َن ال ذين‬
‫صهُم رس و ُل هللاِ ص لى هللا عليه وس لم بدعائ ِه المب ارك‪،‬‬ ‫َخ َّ‬
‫و ُدع ا ُء رس و ِل هللاِ ص لى هللا عليه وس لم ُمس تجابٌ وقُرْ بَ ةٌ‬
‫بن أبي ُع َم ْي َرةَ وكان‬ ‫ورحمةٌ لِ َم ْن دعا له‪ ،‬فعن عبدِ الرحمنِ ِ‬
‫ب رس ولِ هَّللا ِ ص لى هللا علي ه وس لم عن الن بيِّ‬ ‫ص َحا ِ‬ ‫ِمن َأ ْ‬
‫اج َع ْلـهُ َها ِديًا‬ ‫اويَ ةَ‪« :‬اللهم ْ‬ ‫صلى هللا عليه وسلم َأنَّهُ ق ال لِ ُم َع ِ‬
‫يس ْال َخ ْواَل نِ ِّي ق ال ‪ :‬لَ َّما‬ ‫َم ْهـ ِديًّا َوا ْهـ ِد بِ ـ ِه»(‪ .)2‬وعن أبي ِإ ْد ِر َ‬
‫ص َولَّى‬ ‫بن َس ْع ٍد عن ِح ْم َ‬ ‫ب ُع َم ْي َر َ‬ ‫بن ْال َخطَّا ِ‬ ‫َع َز َل ُع َم ُر ُ‬
‫اويَةَ‪ ،‬فقال ُع َم ْي ٌر‬ ‫اويَةَ فقال الناس ‪َ :‬ع َز َل ُع َم ْيرًا َو َولَّى ُم َع ِ‬ ‫ُم َع ِ‬
‫ُول الله ص لى‬ ‫اويَةَ إال بِ َخي ٍْر فَِإنِّي سمعت َرس َ‬ ‫‪ :‬اَل تَ ْذ ُكرُوا ُم َع ِ‬
‫هللا عليه وسلم يق ول‪ « :‬اللهم اهد بِـ ِه »(‪ .)3‬وعن ال ِعرْ بَ اض‬
‫ول هللاِ ص لى هللا علي ه‬ ‫اريَةَ رض ي هللا عن ه َأ َّن َر ُس َ‬ ‫بن َس ِ‬ ‫ِ‬
‫ان فق ال ‪َ « :‬هلُ َّم إلى‬ ‫ض َ‬ ‫ُور في َر َم َ‬ ‫الس ح ِ‬ ‫وس لم َد َع اهُ إلى َّ‬
‫ا ْل َغـــ َدا ِء ا ْلمبَـــا َر ِك» َو َس ِم ْعتُهُ يق ول ‪« :‬اللَّ ُه َّم َعلِّ ْم ُم َعا ِويَـــةَ‬
‫اب»(‪.)4‬‬ ‫اب َوقِ ِه ا ْل َع َذ َ‬ ‫س َ‬‫َاب َوا ْل ِح َ‬
‫ا ْل ِكت َ‬
‫أيها المؤمنون‪ :‬و ِم ْن فضاِئ ِل س ي ِدنا معاوي ةَ رضي هللا عنه‬
‫بي ص لى هللا علي ه وس لم‬ ‫ك الن ُّ‬ ‫ض ِح َ‬ ‫ين َ‬ ‫أن هُ واح ٌد ِم َن ال ِّذ َ‬
‫إعجاب ا ً بهم وفَ َرح ا ً لِ َما َرَأى لهُم ِم َن المنزل ِة الرفيع ة‪ ،‬فعن‬
‫ت‬‫ك رضي الل عنه عن َخالَتِ ِه ُأ ِّم َح َر ٍام ِب ْن ِ‬ ‫س بن َمالِ ٍ‬ ‫َأنَ ِ‬
‫‪1‬‬
‫(?) الحديد ‪.10 :‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) صحيح ‪ ،‬رواه الترمذي وأحمد ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) صحيح ‪ ،‬رواه الترمذي ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) رواه البزار وأحمد والطبراني ‪.‬‬
‫ان قالت‪ :‬نَا َم النبي صلى هللا عليه وس لم يَ ْو ًما قَ ِريبًا ِمنِّي‬ ‫ِم ْل َح َ‬
‫اس من ُأ َّمتِي‬ ‫ك؟ قال‪ُ« :‬أنَ ٌ‬ ‫ثُ َّم ا ْستَ ْيقَظَ يَتَبَ َّس ُم فقلت ‪ :‬ما َأضْ َح َك َ‬
‫وك على‬ ‫ضـ َر َكــا ْل ُملُ ِ‬ ‫ـون هــذا ا ْلبَ ْحـ َر اَأْل ْخ َ‬ ‫ضـوا َعلَ َّي يَ ْر َكبُـ َ‬ ‫ُع ِر ُ‬
‫ع هَّللا َ َأ ْن يَجْ َعلَنِي منهم ‪ ،‬فَ َد َعا لها‪ ،‬ثُ َّم نَ ا َم‬ ‫س َّر ِة» قالت‪ :‬فَا ْد ُ‬ ‫اَأْل ِ‬
‫الثَّانِيَةَ فَفَ َع َل ِم ْثلَهَا‪ ،‬فقالت ِم ْث َل قَ ْولِهَا‪ ،‬فََأ َجابَهَا ِم ْثلَهَا‪ ،‬فق الت ‪:‬‬
‫ين»‬ ‫ت من اَأْل َّولِ َ‬ ‫ال‪َ« :‬أ ْن ِ‬ ‫ع هَّللا َ َأ ْن يَجْ َعلَنِي منهم ‪ ،‬فق‬ ‫ا ْد ُ‬
‫ب‬ ‫ازيًا َأ َّو َل ما َر ِك َ‬ ‫ت َغ ِ‬ ‫الص ا ِم ِ‬ ‫بن َّ‬ ‫ت مع َز ْو ِجهَا ُعبَا َدةَ ِ‬ ‫فَ َخ َر َج ْ‬
‫ص َرفُوا من َغ ْز ِو ِه ْم‬ ‫اويَ ةَ ‪ ،‬فلما ا ْن َ‬ ‫ون ْالبَحْ َر مع ُم َع ِ‬ ‫ْال ُم ْس لِ ُم َ‬
‫ص َر َع ْتهَا‬ ‫ت ِإلَ ْيهَا َدابَّةٌ لِتَرْ َكبَهَا فَ َ‬‫ين فَنَ َزلُ وا الش ام فَقُ ِّربَ ْ‬ ‫قَ افِلِ َ‬
‫ْ (‪)1‬‬
‫فَ َماتَت» ‪.‬‬
‫و ِم ْن فضاِئ ِل سي ِدنا معاويةَ رضي هللا عنه أنهُ أ َّو ُل َم ْن غ زا‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‬ ‫ُّ‬ ‫أخبر‬
‫َ‬ ‫ك ِم َن الذين‬ ‫البحر فكان بذل َ‬ ‫َ‬
‫الجنَّة ‪ ،‬فعن‬ ‫ت لهم به َ‬ ‫أو َجبُ وا‪ ،‬أي فَ َعلُ وا فِ ْعالً َو َجبَ ْ‬ ‫أنهم قد ْ‬
‫ُأ ّمِ َح َر ٍام أنها َس ِم َعتِ الن بيَّ ص لى هللا عليه وس لم يق ول ‪:‬‬
‫ون ا ْلبَ ْح َر قد َأ ْو َجبُوا»(‪.)2‬‬ ‫ش من ُأ َّمتِي يَ ْغ ُز َ‬ ‫«َأ َّو ُل َج ْي ٍ‬
‫و ِم ْن فض اِئ ِل س ي ِدنا معاوي ةَ رضي هللا عنه أن هُ ك ان يَ ْكتُبُ‬
‫بي ص لى هللا‬ ‫ال َوحْ َي للنَّب ِّي ص لى هللا عليه وس لم ثِقَ ةً ِم َن النَّ ِّ‬
‫ض يلةً‬ ‫عليه وس لم بأ َمانتِ ِه و ِكفايَتِ ِه و َع ْقلِ ِه ‪ ،‬و َكفَى بها فَ ِ‬
‫و َم ْنقَبَة‪.‬‬
‫كان ِم ْن‬ ‫أن سي َدنا ُمعاويةَ رضي هللا عنه َ‬ ‫عبا َد هللا ‪ :‬واعلموا َّ‬
‫اس تَألِيف ا ً‬ ‫وأعظم الن ِ‬ ‫ِ‬ ‫الناس وَأصْ بَ ِر ِه ْم علَى ما يُْؤ ِذي ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َأحْ لَ ِم‬

‫‪1‬‬
‫(?) رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) رواه البخاري ‪.‬‬
‫ل َمن يُعا ِديه‪ ،‬و ِم ْن ُد َر ِر ِح َك ِم ِه وأقوال ِه ‪ :‬إني ألس تحي ِم َن ِ‬
‫هللا‬
‫ان رضي‬ ‫ب َأ َح ٍد ِم ْن َر ِعيَّ ِتي(‪ .)1‬وك َ‬ ‫ق ِح ْل ِمي َع ْن َذ ْن ِ‬ ‫ضي َ‬ ‫أن يَ ِ‬ ‫ْ‬
‫ص ِح ِهم‪ ،‬وَأ ْعلَ ِم ِهم وَأ ْفقَ ِه ِهم‬ ‫اس وَأ ْف َ‬ ‫ِ‬ ‫ب الن‬‫هللا عنه ِم ْن َأ ْخطَ ِ‬
‫وم ُج ُمع ٍة فق ال‪:‬‬ ‫ب في ي ِ‬ ‫ص ِهم علَى هداي ِة الن اس‪َ ،‬خطَ َ‬ ‫وَأحْ َر ِ‬
‫ص َّدقُوا‪،‬‬ ‫صفُوفَ ُكم في الصالة‪ ،‬تَ َ‬ ‫أيها الناسُ أقي ُموا ُوجُوهَ ُكم و ُ‬
‫ص َدقَةَ ال ُمقِ لِّ أفض ُل ِم ْن‬ ‫إن َ‬ ‫ال يَقُ ولَ َّن ال َّر ُج لُ‪ :‬إنِّي ُمقِ لٌّ‪ ،‬ف َّ‬
‫ول ال َّر ُج ُل‬ ‫وأن يق َ‬ ‫ت‪ْ ،‬‬ ‫ص نا ِ‬ ‫ف ال ُمحْ َ‬ ‫ص َدقَ ِة ال َغنِ ِّي إيَّا ُكم وقَ ْذ َ‬
‫َ‬
‫وح لَ ُس ِئ َل‬ ‫ف أح ُد ُكم امرأةً علَى عه ِد نُ ٍ‬ ‫سمعت وبَلَ َغنِي‪ ،‬فلو قَ َذ َ‬ ‫ُ‬
‫عنها يو َم القيامة ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫وح قائ ٌد كبيرٌ له فيها ي ٌد‬ ‫وسي ُدنا ُمعاويةُ رضي هللا عنه في الفُتُ ِ‬
‫وح ‪ ،‬ويَ ْن ُش َر‬ ‫أن ي َُس ي َِّر الفُتُ َ‬ ‫ياس ِت ِه ْ‬ ‫بيض اء ‪ ،‬فقد ك ان ِم ْن ِس َ‬
‫ال‬ ‫اس الع الَ َم ِبكم ِ‬ ‫الناس‪ ،‬وس َ‬ ‫َ‬ ‫اإلسال َم وي َُو ِّس َع ُر ْق َع ِته‪ ،‬وقد َسا َد‬
‫وش َّد ِة‬‫ص ا ِف ِه و َع ْد ِل ه‪ِ ،‬‬‫وس َع ِة نفس ِه‪ ،‬وِإ ْن َ‬ ‫عقل ِه وفَ رْ ِط ِح ْل ِم ِه‪َ ،‬‬
‫بن َح ْنبَل ع َّما‬ ‫اض ِعه‪ ،‬وقُ َّوة دهائ ه‪ .‬وقد ُس ِئ َل اإلم ا ُم أحم ُد ُ‬ ‫تَ َو ِ‬
‫ُأمةٌ‬ ‫ك َّ‬‫ي ومعاويةَ رضي هللا عنهما فقرَأ ‪ :‬ﭽ تِْل َ‬ ‫بين عل ٍّ‬ ‫َج َرى َ‬
‫ون‬
‫ون َع َّما َك ُانوا َي ْع َملُ َ‬
‫ت َولَ ُك ْم َما َك َس ْبتُ ْم َواَل تُ ْس َألُ َ‬
‫ت لَهَا َما َك َس َب ْ‬
‫قَ ْد َخلَ ْ‬
‫ﭼ(‪.)3‬‬
‫فرض َي هللاُ عن س ي ِدنا علَ ٍّى وس ي ِدنا معاوي ةَ وأرْ ض اهما‪،‬‬
‫يين‬
‫َ‬ ‫و َر َزقَنَا َم َحبَّتَهُم ا‪ ،‬و َح َش َرنا في ُز ْم َرتِ ِهما مع النَّبِ‬
‫أولئك َرفِيق ا‪ .‬ﭽ‬
‫َ‬ ‫وح ُس َن‬ ‫حين َ‬ ‫َّ‬
‫والص الِ َ‬ ‫ُّ‬
‫والش هدا ِء‬ ‫ديقين‬
‫ص َ‬ ‫وال ِّ‬
‫ان واَل تَ ْجع ْل ِفي ُقلُوبَِنا ِغاًّل‬ ‫ين َسَبقُ َ ِ ِإْل‬ ‫ِ َِّ‬ ‫ربََّنا ْ ِ‬
‫َ‬ ‫يم ِ َ‬
‫ونا با َ‬ ‫اغف ْر لََنا َوِإِل ْخ َوانَنا الذ َ‬ ‫َ‬

‫‪1‬‬
‫(?) (‪ )2‬البداية والنهاية البن كثير ‪ )3( .‬البقرة ‪. 134 :‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وف َر ِح ٌيم ﭼ‬ ‫َآمُنوا َربََّنا ِإَّن َ‬
‫ك َر ُء ٌ‬ ‫ين َ‬
‫َِِّ‬
‫للذ َ‬
‫ال‬
‫مبالئكتِِه ف َق َ‬
‫َ‬ ‫سِه َوَثنَّى ِ‬
‫فيه‬ ‫أمرُكْم ِبأَْمٍر َبَدَأ فيهِ بنفْ ِ‬ ‫اهلل َ‬ ‫عباد ِ‬
‫اهلل‪ :‬إنَّ َ‬ ‫َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬
‫آمنُ وا‬ ‫ين َ‬ ‫ص لُّو َن َعلَى النَّب ِّي يَا َُّأي َها الذ َ‬ ‫َت َعاىَل ‪ِ:‬إ َّن اللَّهَ َو َمال َكتَهُ يُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلُّوا َعلَْيه َو َسلِّ ُموا تَ ْسل ً‬
‫(‪) 2‬‬
‫يما‪‬‬ ‫َ‬
‫ص لَّى اللَّهُ َعلَْي ِه بِ َها‬ ‫ص الَةً َ‬ ‫ص لَّى َعلَيَّ َ‬ ‫ول اهلل ‪َ «:‬م ْن َ‬
‫وق اَل رس ُ ِ‬
‫(‪) 3‬‬
‫َع ْشراً»‬
‫ونبينَا حُمَ َّم ٍد وعلَى آلِ ِه وصحبِ ِه‬ ‫سيدنَا ِّ‬ ‫اللَّه َّم صل وسلِّم وبا ِر ْك علَى ِ‬
‫ُ َ ِّ ْ‬
‫ين َأيِب بَ ْك ٍر َوعُ َم َر َوعُثْ َم ا َن‬ ‫أمجعني‪ ،‬وارض اللَّه َّم ع ِن اخْل لَ َف ِاء َّ ِ ِ‬
‫الراشد َ‬ ‫َ َْ َ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تبع ُه ْم‬
‫وم ْن َ‬ ‫وع ِن الت َ‬
‫ابعني َ‬ ‫رمني‪َ ،‬‬‫وع ْن س ائ ِر الص حابِة األك َ‬ ‫َو َعل ٍّي َ‬
‫يوم الدي ِن‪.‬‬ ‫بإحسان إىَل ِ‬
‫ٍ‬
‫اآلخ َر ِة‪ ،‬اللَّ ُه َّم ْار ُزقْنَا‬‫ك الْع ْف و والْعافِي ةَ يِف ال ُّد ْنيا و ِ‬
‫َ َ‬ ‫اللَّ ُه َّم إنَّا نس َألُ َ َ َ َ َ َ‬
‫ك‪َ ،‬والت ََّو ُّك َل‬ ‫الث َق ةَ بِ َ‬‫ك‪َ ،‬و ِّ‬‫الر َج اءَ لَ َ‬ ‫ك‪َ ،‬و َّ‬ ‫ك َوالْ َو َج َل ِمْن َ‬ ‫اِإل نَابَ ةَ إلي َ‬
‫ِ‬
‫ك‬ ‫اب‪ ،‬اللَّ ُه َّم ِإنَّا نَ ْس َألُ َ‬‫ُّعاءَ الْ ُم ْس تَ َج َ‬
‫ك‪َ ،‬والْ َع َملَ الصَّال َح‪َ ،‬وال د َ‬ ‫َعلَْي َ‬
‫الس الََمةَ ِم ْن ُك ِّل ِإمْثٍ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬و َّ‬ ‫ك‪َ ،‬و َع َزاِئ َم َم ْغفَرتِ َ‬ ‫ات َرمْح َتِ َ‬‫وجب ِ‬
‫ُم َ‬
‫ك الْ َف ْو َز بِاجْلَن َِّة َوالنج اةَ ِم َن‬ ‫يم ةَ ِم ْن ُك ِّل بِ ٍّر‪ ،‬اللَّ ُه َّم ِإنَّا نَ ْس َألُ َ‬ ‫ِ‬
‫َوالْغَن َ‬
‫‪1‬‬
‫(‪ )2‬األحزاب ‪.56 :‬‬ ‫(?) الحشر ‪. 10 :‬‬
‫‪ )?(2‬األحزاب ‪. 56 :‬‬
‫‪ )?(3‬مسلم ‪.384 :‬‬
‫النَّا ِر‪ ،‬اللَّ ُه َّم الَ تَ َد ْع لَنَا َذ ْنبًا ِإالَّ َغ َف ْرتَ هُ‪َ ،‬والَ مَهًّا ِإالَّ َفَّر ْجتَ هُ‪ ،‬والَ‬
‫ض ْيَت َها‬ ‫اج ةً ِإالَّ قَ َ‬
‫مريض ا إالَّ ش ْفيتَهُ‪َ ،‬والَ َح َ‬ ‫َد ْينً ا إالَّ قض ْيتَهُ‪َ ،‬والَ ً‬
‫اآلخ َر ِة‬‫رب الع املني‪ ،‬ربَّنَا آتِنَا يِف ال ُّد ْنيا حس نَةً ويِف ِ‬ ‫ويس ْرَت َها يَ ا َّ‬ ‫َّ‬
‫َ ََ َ‬ ‫َ َ‬
‫اب النَّا ِر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َح َسنَةً َوقنَا َع َذ َ‬
‫ِئ‬ ‫يس الدول ِة‪َّ ،‬‬ ‫يِل ِ ِئ‬ ‫َّ‬
‫الش ْيخ خليف ة بن زاي د‪َ ،‬ونَا بَ هُ‬ ‫الل ُه َّم َوفِّ ْق َو َّ َْأمرنَ ا َر َ‬
‫ض اهُ‪َ ،‬وَأيِّ ْد ِإ ْخ َوانَ هُ ُح َّك َام‬ ‫ِ ِ‬
‫الش يخ حُمَ َّمد بن راش د ل َم ا حُت بُّهُ َوَت ْر َ‬ ‫ِّ‬
‫منه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات أمجعني‪ .‬اللَّه َّم ِ‬ ‫اِإل م ار ِ‬
‫للمسلمني واملسلمات األحياء ُ‬ ‫َ‬ ‫اغف ْر‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫والش ْيخ َمكْتُ وم‪ ،‬وإخواهِنِ َم ا‬ ‫للش ْي ِخ َزايِ د‪َّ ،‬‬ ‫وات‪ ،‬اللَّ ُه َّم اغف ر َّ‬ ‫واألم ِ‬
‫ك‪ ،‬اللَّ ُه َّم امْشَ ْل بعف ِو َك‬ ‫ذين انتقلُ وا إىَل رمحتِ َ‬ ‫ِ‬
‫يوخ اإلم ارات ال َ‬ ‫ش ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ورمحتِ َ‬ ‫وغفرانِ َ‬
‫وم ْن ك ا َن ل هُ‬ ‫ك آباءَنَ ا وأمهاتنَ ا ومجي َع أرحامنَ ا َ‬
‫انطني‪ ،‬اللَّ ُه َّم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جتع ْلنَ ا م َن الق َ‬ ‫الغيث والَ َ‬ ‫فض ٌل علينَ ا‪ .‬اللَّ ُه َّم اس قنَا َ‬
‫الس َم ِاء‬ ‫ات َّ‬ ‫َأغ ْثنَ ا‪ ،‬اللَّه َّم اس ِقنَا من بر َك ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫ُ ْ‬
‫َأغ ْثنَ ا‪ ،‬اللَّه َّم ِ‬
‫ُ‬
‫َأغ ْثنَ ا‪ ،‬اللَّه َّم ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ض‪.‬‬ ‫اَألر ِ‬
‫من َبَر َكات ْ‬ ‫ت لنَا ْ‬ ‫َوَأنْبِ ْ‬
‫ود َن ْفعُ هُ َعلَى ِعبَ ِاد َك‪ ،‬اللَّ ُه َّم‬ ‫ِ ِ‬
‫ك َو ْق ًف ا َيعُ ُ‬ ‫ف لَ َ‬ ‫اللَّ ُه َّم ا ْغف ْر ل ُك ِّل َم ْن َوقَ َ‬
‫ِ‬
‫ك العظي ِم‪ ،‬اللَّ ُه َّم إنَّا‬ ‫ب ا ِر ْك يِف َم ِال ُك ِّل َم ْن َز َّكى و ِز ْدهُ ِم ْن فض ل َ‬
‫اب لِ َم ْن َبىَن َه َذا الْ َم ْس ِج َد َولَِوالِ َديْ ِه‪َ ،‬ولِ ُك ِّل‬ ‫ِ‬
‫نَ ْس َألُ َ‬
‫ك الْ َم ْغف َر َة والث ََّو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ع ِم ل فِي ِه حِل‬
‫ك‬ ‫ص ا ًا َوِإ ْح َس انًا‪َ ،‬وا ْغف ِر اللَّ ُه َّم ل ُك ِّل َم ْن َبىَن لَ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪.‬‬‫َم ْسج ًدا يُ ْذ َك ُر ف ِيه امْسُ َ‬
‫واَألم ا َن َوعلَى َس اِئِر بِالَ ِد‬ ‫اَألم َن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللَّ ُه َّم َأد ْم َعلَى دول ة اإلم ارات ْ‬
‫ِ‬
‫كروهُ علَى نَِع ِم ِه‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬
‫يم يَ ْذ ُك ْر ُك ْم‪َ ،‬واش ُ‬ ‫ني‪ .‬ا ْذ ُك ُروا اللهَ الْ َعظ َ‬ ‫الْ ُم ْس لم َ‬
‫ش ِاء َوال ُْمن َك ِر‬ ‫الص ال َة ِإ َّن َّ‬
‫الص ال َة َت ْن َهى َع ِن ال َف ْح َ‬ ‫يَ ِز ْد ُك ْم ‪َ ‬وَأقِ ِم َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صَنعُو َن‪.)1(‬‬ ‫َولَذ ْك ُر اللَّه َأ ْكَب ُر َواللَّهُ َي ْعلَ ُم َما تَ ْ‬

‫‪1‬‬
‫(?) العنكبوت ‪. 45:‬‬
‫مركز الفتوى الرســمي بالدولة باللغــات ( العربية ‪ ،‬واإلنجليزية ‪ ،‬واألوردو) لإلجابة على‬
‫األسئلة الشرعية وقسم الرد على النساء‪ 800 24 22 .‬من الثامنة صباحا حــتى الثامنة‬
‫مساء عدا أيام العطل الرسمية‪ - .‬خدمة الفتوى عــبر الرســائل النصــية ‪ SMS‬على الــرقم‬
‫‪ . 2535‬من أراد أن يكتب خطبة فليكتبها وليرسلها مشكورا على فاكس ‪026211850‬‬
‫‪ :‬أو يرسلها على إيميل‪Alsaeed.Ibrahim@awqaf.ae‬‬
‫‪ -‬أضــــيفت خدمة جديــــدة لتطــــوير خطبة الجمعة على موقع الهيئة ‪www.awqaf.ae‬‬
‫وذلك من خالل اقــتراح عنــاوين جديــدة أو إثــراء للعنــاوين المعتمــدة أو إبــداء الــرأي في‬
‫الرقم‬ ‫الخطب التي ألقيت‪ .‬موقع الدائرة اإللكتروني – دبي – ‪: www.iacad.gov.ae‬‬
‫المجاني للفتوى دبي ‪. 8003336 :‬‬

You might also like