Professional Documents
Culture Documents
باهلل -تعاىل -من ُشرو ِر ستغفره ،ونعوذُ ِ ِ احلمد ِ َّ
مده ،ونَستعينُه ونَ ُ هلل حَن ُ إن َ
ضلِ ْل فالومن يُ ْ ِ ِِ ِ ِ
أن ُفسنا ،وسيئات أعمالنا ،من يَهده اهللُ فال ُمض َّل لَهَُ ،
ِ
ِ
الشبيه الشريك لَهَ ،ج َّل ع ِن ِ
َ حدهُ
وأشهد أن ال إلَهَ إاّل اهللُ َو َ
ُ ي له،
هاد َ
وص ِفيُّهُ وخليلُه،
عبدهُ ورسولُهَ ، أن حممداً ُ وأشهد َّ
ُ ِّد والنظري، وال َـم ِ
ثيل ،والن ِّ
آله الطيبني ،وأصحابِِه الغُِّر ال َـميامني، صلى اهلل وسلَّم وبار َك عليه ،وعلى ِ
ُ َ َ
سأل اهللَ أنالليل والنهار ،ونَ ُ ِ
ب ُ ذكرهُ الذاكرو َن األبرار ،وما تَعاقَ َ ما َ
مرتِه ،أما ُ
بعد: ِ
القيامة يف ُز َ
يوم َ
ِ
صالـحي َّأمته وأن حَي ُشَرنا َ
جَي علَنا ِمن ِ
َ َ
2من 11
فقال ُسبحانَهُ الذين حَي َفظونَهَ ، ك َ -ج َّل وعال -تَزكِيَةً ألولِئ َ وبنَّي َ اهللُ َ
َ
النيب - ِ ِ ات يِف ُ ِ َّ
وبنَّي َ ُّ ين ُأوتُوا الْع ْل َم) َ ص ُدور الذ َ ات َبِّينَ ٌ
وتَعاىل( :بَ ْل ُه َو آيَ ٌ
يوم ِ صلى اهلل عليه وسلمَّ -
أن القرآ َن يَرفَ ُع صاحبَهُ يف الدُّنيا ،وين َفعُهُ َ
القيامة ،فأما َرفعُهُ يف الدنيا فلقد قال عليه الصالة والسالمِ" :إ َّن اهللَ َي ْرفَ ُع
اب َأْقواما ،وي ِ ِ هِب
ين"(رواه مسلم). ض ُع بِه َ
آخ ِر َ َ َذا الْكتَ ِ َ ً َ َ َ
وقال عليه الصالة والسالمِ" :إ َّن ِم ْن ِإ ْجاَل ِل اللَّ ِه ِإ ْكَر َام ِذي الشَّْيبَ ِة
الس ْلطَ ِ
ان آن َغرْيِ الْغَايِل فِ ِيه َواجْلَايِف َعْنهَُ ،وِإ ْكَر َام ِذي ُّ الْمسلِ ِم ،وح ِام ِل الْ ُقر ِ
ْ ُْ ََ
رامةَ ِ
أهل ِِ
النيب -صلى اهلل عليه وسلمَ -ك َ الْ ُم ْقسط"0رواه أبوداود)؛ َفَبنَّي َ ُّ
دون ساِئِر الناس. وإكرامهم ِمن ِ ِ عظيم ِه لِشأهِن م،
مام ِه هبم وتَ ِ القرآن باهتِ ِ
ِ
3من 11
فقال ِ
بالقرآنَ ، ِ
القيامة تكو ُن يوم والسالم َّ وبنَّي ِ
فعةَ َالر َ
أن ِّ ُ عليه الصالةُ ََ
ِّل َك َما
ت ر و ، ق ب الْ ُقر ِ
آن :ا ْقرْأ ،و ْارتَ ِ اح ِال لِص ِ
ْ َ َ َ َ ْ عليه الصالة والسالم" :يُ َق ُ َ
آخ ِر آيٍَة َت ْقَرُؤ َها"(رواه الرتمذي ك ِعْن َد ِ الد ْنيَا ،فَِإ َّن َمْن ِزلَ َ
ِّل يِف ُّ
ت تَُرت ُ
ُكْن َ
وأبوداود).
النيب -صلى اهلل عليه وسلم -القرآ َن سواءً يف عاه َد ُّ
أيُّها املسلمون :لقد تَ َ
رمضا َن أو يف غ ِري رمضان ،وكا َن ِ
والسالم وأصحابُهُ
ُ عليه الصالةُ
راج َعةً وتَ َدبُّراً ،وكانوا يَهتمو َن ِبه يف
وم َ
ِ ِ
والتابعو َن يَهتَمو َن بالقرآن؛ تالوةً ُ
إن جربيل -عليه السالم،- مامهم ِبه يف غريه ،بل َّ
رمضا َن أكثر من اهتِ ِ
َ
النيب -صلى اهلل عليه وسلم -القرآ َن يف ُك ِّل رمضان ،مل س َّ ِ
كا َن يُدار ُ
4من 11
ِ
عظمة القرآن، لف الصالِح ،والتابعون هلم بإحسان ِسَّر الس ُ
أدرك َّ
لقد َ
فطاروا بعجائبه ،وعاشوا مواعظَه ،ويف املواسم الفاضلة يَزداد التعلُّق به،
أن ِ
الواح َد منهم وجدت َّ رأت يف ِسرَيِ همِ ُّ
َ ويشتد التسابُق إىل قراءته؛ فإذا ق َ
يستطيع أن
ُ ب هلعج ُ كا َن يَقرُأ يف رمضا َن الشيءَ الكثري ،حىت إن َ
َّك لَتَ َ
صنع ذلك؟! يَ َ
ِ ِ
وأستغفر اهللَ اجلليل العظيم من ُك ِّل َذ ٍ
نب؛ فاستَغفروهُ َ َ ُ أقول ما تَسمعو َن،
ُ
وتوبوا ِ
إليه؛ إنَّهُ هو الغفور الرحيم.
6من 11
اخلطبة الثانية:
ِ
لقراءة القرآن فضالً وأجراًَّ ،
فإن ِ أن لِقراءَ ِة
أيها اإلخوةُ الكرام :كما َّ
راءة القرآن: آداب قِ ِ
فمن ِ القرآن آداباًِ ،
ِ
عليه أو ِ
ألجل ِ هلل -سبحانَهُ وتعاىل ،-أاّل يقرَأ ِ اإلخالص ِ
ألجل أن يُثىَن ُ
صوتَهُ( ،فَ َمن ِِ ِ
الناس َ
دح ُ الوتَهُ أو َك َثر َة قراءَته أو أن مَي َ
الناس ت َ
أن مَي َد َح ُ
ِِ ِ ِ َكا َن يرجو لَِقاء ربِِّه َف ْليعمل عمالً حِل
صا ًا َوالَ يُ ْش ِر ْك بعبَ َادة َربِّه َ
َأح ًدا). َ ََْ ْ ََ َ َْ ُ
أخبَر َّ
أن احلديث الذي رواه مسلم َّ ِ
النيب -صلى اهلل عليه وسلمَ - أن َّ ويف
"ر ُجالً
وذكر منهم عليه الصالة والسالم َ النار ثالثةٌَ ، َّأو َل َمن تُ َس َّع ُر هبم ُ
ِِ ِ
قا ِرئاً للقرآن ،فيُجاءُ به فيَسألُهُ اهللُ -تعاىل -عن َع َمله؟ فيقولَ :قَر ُ
أت
7من 11
وتقول
ُ بت،
فيقول اهللُ -تعاىل -لهُ َك َذ َ
فيك القرآ َن وأقرأتُهُ للناسُ ، َ
ؤم ُر ِبه
قيل ،مثَّ يُ َ
هو قارٌئ فقد َ
ِ رأت لِيُ َ
قال َ كذبت ،وإمنا قَ َ
َ
ِئ
املال كةُ لهُ
باهلل ،-فاإلنسا ُن خُي لِ ِ -عياذاً ِفيسحب إىل النا ِر"ِ ،
ص هلل -سبحانهُ ُ ُ َ ُ
ِ ِ
ِّب
واألجر ال ُـمَتَرت َ
َ وتعاىل -إذا قَرَأ لرَي جوا َرمحَةَ اهلل –تعاىل -و ِرضوانَهُ
الوة القرآن. على تِ ِ
ِ ِ
ري على اللِّسان ُ
األحرف واأللفا ُظ، ِّالو َة البُ َّد أن جَت َ
فإن الت َالو ًة َّ
يُعتََب ُر ت َ
ِ
اآليات فهذا ِ
كم ِثل ك املصحف مث يـمُّر ِ
بعينيه فقط على أما من كا َن مُي ِس ُ
َ َُ
فظه ،أما ِ
راجع ِح ِ آية معيَّ ٍنة أو َكلِم ٍة ٍ
ٍ
ريد أن يُ َ معينة أو يُ ُ َ بحث عن ُ َ الذي يَ ُ
حبسنة واحلسنةُ بعش ِر أمثاهِل ا إىل سبعِ ِ
مائة حرف ٍ ريد األجرُ ،ك ُّل ٍ
َمن يُ ُ َ
ص َّح ِ
باأللفاظ نُطقاً صحيحاً حىت ي ِ عف فالب َّد أن حَي رص على أن ي ِ
نط َق ِض ٍ
َ َ ُ
لهُ أنهُ قرأ القرآ َن.
ِ ِ
وقع يف
ص ِّوبَهُ لو َ النيب -عليه الصالة والسالم -ويقرُأ َ
بني يديه القرآ َن ليُ َ ِّ
ِ
األخطاء. ٍ
شيء من
ِ ِ
ك ومن آداب القرآن -أيُّها الصائمون -أن حَت ِر َ
ص على أن تَضبُ َط ألفاظَ َ
أثناءَ قراءَتِك.
اللهم
أهل القرآنَّ ، -سبحانَهُ وتعاىل -أن جَي علَنا مجيعاً من ِ
نسأل اهللَ ُ
ُ
ِ ِ
اجعلهُ
اللهم َ اجع ِل القرآ َن لنا صاحباً يف الدنيا وشافعاً لنا َ
يوم القيامةَّ ، َ
الوتَهُ آناءَ ِ
الليل ِ
ارزقنا ت َ
اللهم ُ
يَنفعُنا ويَرفعُنا يف الدنيا ويف اآلخرةَّ ،
وأطراف النهار.
َ
بالص ِ
حة فمتِّعهُ ِّ اللهم ِ
اغفر لنا وآلباِئنا وأمهاتِناَّ ،
اللهم َمن كان منهم حياً َ َّ
طاعتِك واختِم لنا ولهُ خبري ،ومن كان منهم َميتاً َفو ِّسع لهُ يف قَ ِربه
على َ
وضاعف له حسناتِه وجَت َاوز عن سيئاتِه وامجَعنا به يف جنتك يا رب ِ
العاملني.