You are on page 1of 8

‫‪ 1‬من ‪8‬‬

‫صفحات من حياة الحسن بن علي رضي اهلل عنهما‬ ‫عنوان الخطبة‬


‫‪ /1‬أول أحف ''اد الرس ''ول ص ''لى اهلل عليه وس ''لم وش ''بيهه ‪ /2‬تس ''مية الرس ''ول‬ ‫عناصر الخطبة‬
‫الك ' ' ''ريم للحسن بن علي وحبه له ‪ /3‬خالفة الحسن وس ' ' ''عيه في اإلص ' ' ''الح‬
‫حين تن' ' ''ازل لمعاوية بالخالفة ‪ /4‬نش' ' ''أة الحسن بن علي في بيت النب' ' ''وة ‪/5‬‬
‫بعض فضائل الحسن بن علي رضي اهلل عنهما‪.‬‬
‫محمد بن عبدالرحمن العريفي‬ ‫الشيخ‬
‫‪8‬‬ ‫عدد الصفحات‬

‫اخلطبة األوىل‪:‬‬

‫وحدهُ ال‬
‫وأشهد أن ال إلَهَ إاّل اهللُ َ‬
‫ُ‬ ‫جل ع ِن ِ‬
‫الشبيه والنظ ِري‪،‬‬ ‫هلل الذي َّ‬ ‫احلمد ِ‬
‫ُ‬
‫وخريتُهُ ِم ْن‬ ‫عبده ورسولُه ِ‬ ‫شريك لَهُ‪ ،‬وأشهد َّ‬
‫وخليلُهُ َ‬
‫وصفيُّهُ َ‬
‫ُ َ‬ ‫أن حُم مداً ُ ُ‬ ‫َ‬
‫العباد أمجعني؛‬‫خ ْل ِق ِه وأمينُه‪ D‬على وحيِ ِه‪ ،‬أرسلَه رمحةً للعاملني‪ ،‬وح َّجةً على ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وطاف ِ‬
‫بالبيت ِ‬ ‫ِ‬
‫باملشاع ِر‬
‫احلرام‪- ،‬‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫ووقَ َ‬ ‫أفضل من صلَّى َ‬
‫وصام‪َ ،‬‬ ‫فهو ُ‬
‫آله وصحبِ ِه ومن سار على هَن ِ‬
‫جه‬ ‫عليه وعلى ِ‬
‫وبارك ِ‬ ‫صلَّى اهللُ وسلَّ َم َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫واسنَت َّ بِ ُسنَّتِ ِه إىل يوم الدِّين‪ -‬أما ُ‬
‫بعد‪:‬‬ ‫واقت َفى أثََرهُ ْ‬
‫َ‬
‫‪ 2‬من ‪8‬‬

‫الصاحلني يَدفَ ُع‬


‫َ‬ ‫الكالم يف ِسرَيِ‬
‫َ‬ ‫ك أيُّها املسلمو َن َّ‬
‫أن‬ ‫أيُّها املؤمنون‪ D:‬ال َش َّ‬
‫ص اهللُ تعاىل علينا يف‬ ‫ات‪ ،‬ولقد قَ َّ‬ ‫ِ‬
‫س للطاعات ويَنهاها عن ال ُـمخالَـ َف ْ‬ ‫الن ْف َ‬
‫َّ‬
‫ف على‬ ‫ِ‬ ‫كتابه من أخبا ِر أنبياِئِ‪D‬ه ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اليوم نَق ُ‬
‫وحنن َ‬‫ور ُسله ما فيه ع َربةٌ وعظَةٌ‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫اهلل ‪-‬صلى اهلل‬ ‫رسول ِ‬
‫نت ِ‬ ‫ف على اب ِن بِ ِ‬ ‫عر ُ‬ ‫باب ِ‬
‫أهل اجلنة‪ ،‬نَتَ َّ‬ ‫سري ِة سيِّ ِد َش ِ‬
‫َ َ‬
‫عليه وسلم‪.-‬‬

‫نقف اليوم مع الـحس ِن ب ِن ‪-‬علي رضي اهلل عنهما‪ ،-‬وهو َّأو ُل أح ِ‬


‫فاد‬ ‫ْ‬ ‫ٍّ َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬ولِ َد َ ِ‬ ‫رسول ِ‬ ‫ِ‬
‫نني‪ ،‬وهو‬‫بعد اهلجر ِة بِثالث س َ‬ ‫ُ‬
‫احلسن‬ ‫عليه الصالةُ‪ D‬والسالم‪ ،‬وكا َن أبوبك ٍر حَي ِم ُل‬ ‫اهلل ِ‬
‫برسول ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ ْشبَهُ ِ‬
‫الناس‬
‫َ‬
‫العبُهُ‪ D‬بيَ َد ِيه ويقول‪:‬‬
‫يف ِصغَ ِر ِه وي ِ‬
‫ُ‬
‫س َشبيهاً بِ َعلي‬
‫َّيب****لَْي َ‬ ‫أيب َشبِيهٌ بالن ِّ‬‫ِ‬
‫ب ْ‬
‫ضحك‪.‬‬‫ينظر هلما ويَ َ‬
‫‪-‬رضي اهللُ عنهُ‪ُ -‬‬ ‫َ‬ ‫علي‬
‫وكا َن ٌّ‬

‫سني‪ ،‬وهو الذي‬ ‫احلس َن واحلُ َ‬ ‫ب َ‬ ‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬حُيِ ُّ‬ ‫وكا َن ُّ‬
‫صحيح َع ْن َعلِ ٍّي‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بإسناد‬ ‫احلسن هبذا االس ِم ؛ كما روى اإلمام أمحد‬ ‫َ‬ ‫مَسَّى‬
‫اهلل ‪-‬‬‫ول ِ‬ ‫‪-‬رضي اهللُ عنهُ‪ ،-‬قَ َال‪ :‬لَ َّما ُولِ َد احْلَ َس ُن مَسَّْيتُهُ َح ْربًا‪َ ،‬جاءَ َر ُس ُ‬‫َ‬
‫ت‪:‬‬‫"َأرويِن ابْيِن ‪َ ،‬ما مَسَّْيتُ ُموهُ؟" قَ َال‪ُ :‬ق ْل ُ‬‫ال‪ُ :‬‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪َ ،-‬ف َق َ‬
‫ول ِ‬
‫اهلل‬ ‫ال‪ :‬بَ ْل ُه َو َح َس ٌن؛ َفلَ َّما ُولِ َد احْلُ َسنْي ُ مَسَّْيتُهُ َح ْربًا؛ فَ َجاءَ َر ُس ُ‬
‫َح ْربًا قَ َ‬
‫‪ 3‬من ‪8‬‬

‫ت‬ ‫"َأرويِن ابْيِن ‪َ ،‬ما مَسَّْيتُ ُموهُ" قَ َ‬


‫ال‪ُ :‬ق ْل ُ‬ ‫ال‪ُ :‬‬‫‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬؛ َف َق َ‬
‫ال‪" :‬بَ ْل ُه َو ُح َسنْيٌ "‪.‬‬
‫َح ْربًا قَ َ‬

‫سني ويقول‪" :‬مُهَا‬


‫احلس َن واحلُ َ‬
‫ب َ‬ ‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬حُيِ ُّ‬
‫وكا َن ُّ‬
‫اي ِم َن ُّ‬
‫الد ْنيَا" (رواه اإلمام البخاري)‪.‬‬ ‫َرحْيَا َنتَ َ‬

‫ِ‬
‫‪-‬عليه‬ ‫النيب‬ ‫سنني اخلِالفَِة ؛ َ‬
‫وذلك َّ‬ ‫ِ‬
‫أن َّ‬ ‫واحلس ُن هو الذي َك َّم َل اهللُ به َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫‪-‬رضي اهللُ‬
‫َ‬ ‫قال‪ ،‬كما عند أمحد والرتمذي َع ْن َسفينَةَ‬ ‫والسالم‪َ D-‬‬
‫ُ‬ ‫الصالةُ‬
‫ول اللَّ ِه ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬اخلِاَل فَةُ يِف َُّأميِت‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫عنهُ‪ -‬قَ َال‪ :‬قَ َ‬
‫ك"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ك َب ْع َد َذل َ‬‫ثَاَل ثُو َن َسنَةً‪ ،‬مُثَّ ُم ْل ٌ‬

‫‪-‬ر ِض َي اهللُ عنهم‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫فكانت ِس ِ ِ‬


‫وعلي َ‬ ‫وعمر وعثما َن ٍّ‬ ‫نني خالفَة أيب بكر َ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪-‬رضي اهللُ‬
‫َ‬ ‫جَم موعُها ت ْس ٌع َوعشرو َن َسنَةً َوستَّةُ َأ ْش ُه ٍر‪ ،‬وأثْناءَ خالفَة ٍّ‬
‫علي‬
‫راق‪َ ،‬وكا َن‬ ‫عض ِ‬
‫البالد كاحلِجا ِز والعِ ِ‬ ‫اصراً على بَ ِ‬ ‫عنه‪ ،-‬كا َن حكْمه قَ ِ‬
‫ُ ُُ‬ ‫ُ‬
‫َّام؛ َفلَ ْم جَي تَ ِم ْع املسلمو َن على حاكِ ٍم‬ ‫‪-‬رضي اهللُ عنهُ‪ -‬حَي ُك ُم الش َ‬ ‫َ‬ ‫ُمعا ِويَةُ‬
‫ـح َس َن بْ َن َعلِ ٍّي‬
‫الناس ال َ‬
‫‪-‬رضي اهللُ عنهُ‪ ،-‬بَايَ َع ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ٌّ‬
‫فلما است ْش ِه َد علِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫؛‬ ‫ٍ‬
‫واحد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث يف اخلالفَة ستَّةَ أشه ٍر‪ ،‬مُثَّ تَ َ‬
‫ناز َل هبا لـ ُمعا ِويَةَ ‪-‬‬ ‫‪-‬رضي اهللُ عنهُ‪-‬؛ فَ َم َك َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رضي اهللُ عنهُ‪ -‬مَج عاً ل َكل َم ِة املسلمني‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ 4‬من ‪8‬‬

‫قال عن احلس ِن ب ِن‬ ‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪َ -‬‬ ‫أن َّ‬ ‫البخاري َّ‬
‫ُّ‬ ‫وقد روى‬
‫يمَتنْي ِ ِم َن‬ ‫علي‪ِ" :‬إ َّن ابيِن ه َذا سيِّ ٌد ولَع َّل اللَّه َأ ْن ي ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫صل َح به َبنْي َ فَئَتنْي َعظ َ‬
‫ْ َ َ ََ َ ُْ‬ ‫ٍّ‬
‫ني"‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫املُ ْسلم َ‬

‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه‬ ‫األحبَّ ـةُ الكرام‪ :‬عاش احلسن يف ِصغَ ِر ِه يف َكنَ ِ‬ ‫أيُّها ِ‬
‫ف ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫واحلسن عُ ُم ُرهُ مَث ا ُن‬
‫ُ‬ ‫والسالم‪-‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬عليه الصالةُ‪D‬‬ ‫وسلم‪َ -‬حىَّت تُويِّفَ ُّ‬
‫النيب‬
‫اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬ ‫رسول ِ‬
‫ذلك روى احلسن عن ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ومع َ َ‬ ‫َسنوات‪َ ،‬‬
‫سند بَِق ِّي ب ِن خَم لَ ٍد ثَالثَةَ َع َشَر حديثاً‪ ،‬رواها‬
‫األحاديث؛ فَفي م ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َع َدداً من‬
‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪.-‬‬ ‫احلسن عن ِّ‬ ‫ُ‬

‫السنَ ِن أربعةَ‬ ‫ويف م ِ‬


‫أصحاب ُّ‬
‫ُ‬ ‫أحاديث‪ ،‬وروى‬ ‫َ‬ ‫أمحد ب ِن َحنبل َع َ‬
‫شرةُ‬ ‫سند َ‬ ‫ُ‬
‫اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬؛ فانظُْر‬ ‫رسول ِ‬‫أحاديث ُكلَّها عن احلس ِن عن ِ‬ ‫َ‬
‫صغرياً مُثَّ َرواها َكبرياً‪ ،‬هذا يَ ُد ُّل على ذَكاِئِه‬ ‫ِ‬
‫كيف َحفظَها َو َوعاها َ‬ ‫َ‬
‫بن‬
‫احلسن ُ‬ ‫ُ‬ ‫الناس يف ِوتْ ِرهم‪ ،‬رواهُ‬
‫ِِ‬
‫احلديث الذي يَدعو به ُ‬ ‫َ‬ ‫وفِطنَتِه‪ ،‬بل َّ‬
‫إن‬
‫أمحد‬ ‫سند ِ‬ ‫‪-‬عليه الصالةُ‪ D‬والسالم‪ -‬كما يف م ِ‬ ‫ِ‬ ‫رسول ِ‬ ‫علي عن ِ‬
‫اإلمام َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اهلل‬ ‫ٍّ‬
‫رسول ِ‬
‫اهلل‬ ‫احلس َن قال‪" :‬يا‬ ‫صحيح ورواهُ الرتمذي وأبو داود َّ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫أن َ‬ ‫ٍ‬ ‫بإسناد‬
‫رسول ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه‬ ‫فقال لَهُ ُ‬ ‫صاليت‪َ ،‬‬ ‫َعلِّ ْمين ُد َعاءً أدعُو بِه يف َ‬
‫ت‪َ ،‬وَت َولَّيِن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‪َ ،‬و َعافيِن ف َ‬
‫يم ْن َعا َفْي َ‬ ‫وسلم‪ -‬قُ ْل‪" :‬اللَّ ُه َّم ْاهديِن ف َ‬
‫يم ْن َه َديْ َ‬
‫َّك َت ْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فِيم ْن َتولَّْي َ ِ‬
‫ضي‬ ‫ت‪ِ ،‬إن َ‬‫ضْي َ‬ ‫ت‪َ ،‬وقيِن َشَّر َما قَ َ‬ ‫َأعطَْي َ‬
‫يما ْ‬‫ت‪َ ،‬وبَار ْك يِل ف َ‬ ‫َ َ‬
‫‪ 5‬من ‪8‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬
‫ت‪َ ،‬تبَ َار ْك َ‬ ‫ك‪َ ،‬وِإنَّهُ اَل يَذ ُّل َم ْن َوالَْي َ‬
‫ت‪َ ،‬واَل يَعُّز َم ْن َع َاديْ َ‬ ‫ضى َعلَْي َ‬ ‫َواَل يُ ْق َ‬
‫ت"‪.‬‬ ‫َربَّنَا َوَت َعالَْي َ‬

‫وأست ْغ ِفر اهللَ اجلليل العظيم يل ولكم من ُك ِّل َذ ٍ‬


‫نب؛‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫سمعو َن َ ُ‬ ‫أقول ما تَ َ‬
‫ُ‬
‫الغفور الرحيم‪.‬‬ ‫هو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫فاستَغفروهُ وتوبوا إليه إنَّهُ َ‬
‫‪ 6‬من ‪8‬‬

‫اخلطبةُ الثانية‪D:‬‬

‫وأشهد أ ْن ال إلَه‬
‫ُ‬ ‫والشكر له على توفيقه وامتنانه‪D،‬‬ ‫هلل على إحسانه‪،‬‬ ‫احلمد ِ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫عبده ورسولُه‬ ‫أن حممداً ُ‬ ‫وأشهد َّ‬
‫ُ‬ ‫شريك له تعظيماً لشأنه‪،‬‬
‫َ‬ ‫وحده ال‬ ‫إاّل اهللُ َ‬
‫الداعي إىل رضوانه‪- ،‬صلى اهلل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه‬
‫أثرهُ واسنَت َّ بسنته إىل يوم‬ ‫ِ اَّل‬
‫وإخوانه وخ نه‪ -‬ومن سار على هنجه واقتفى َ‬
‫الدين أما بعد‪:‬‬

‫أيها اإلخوةُ الكرام‪ :‬كان احلسن بن علي ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬جواد كرمي‪،‬‬
‫اح َد مِبِاَئِة‬
‫الرجل الْو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َأج َاز احْلَ َس ُن بْ ُن َعل ٍّي َّ ُ َ َ‬ ‫"رمَّبَا َ‬‫ين‪ُ :‬‬ ‫قال حُمَ َّم ُد بْ ُن سري َ‬
‫ف"‪.‬‬ ‫َألْ ٍ‬
‫يد بْ ُن َعْب ِد الْ َع ِزي ِز‪" :‬مَسِ َع احلسن رجالً إىل جانبه يَ ْدعُو اللَّهُ َأ ْن‬ ‫ال َسعِ ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ث هِبَا ِإلَْي ِه"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مُي لِّ َكه عشر َة آاَل ِ ِ‬
‫ف د ْر َه ٍم؛ َف َق َام ِإىَل َمْن ِزل ِه؛ َفَب َع َ‬ ‫َ ُ َ ََ‬

‫يف لُْق َمةً َويُطْعِ ُم َك ْلبًا‬‫َأسو َد يْأ ُكل ِمن ر ِغ ٍ‬


‫َأن احْلَ َس َن َرَأى غُاَل ًما ْ َ َ ُ ْ َ‬ ‫"وذَ َك ُروا َّ‬‫َ‬
‫َأستَ ِحي ِمْنهُ َأ ْن آ ُك َل‬ ‫ال‪ِ :‬إيِّن ْ‬ ‫ك َعلَى َه َذا؟ َف َق َ‬ ‫ال لَهُ‪َ :‬ما مَحَلَ َ‬
‫اك لُْق َمةً‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ُهنَ َ‬
‫ب ِإىَل‬‫ك‪ ،‬فَ َذ َه َ‬‫ك َحىَّت آتِيَ َ‬ ‫ال لَهُ احْلَ َس ُن‪ :‬اَل َتْبَر ْح ِم ْن َم َكانِ َ‬
‫َواَل ُأطْعِ َمهُ‪َ ،‬ف َق َ‬
‫َأعَت َقهُ َو َملَّ َكهُ احْلَاِئ َط‪َ ،‬ف َق َال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َسيِّده فَا ْشَتَراهُ َوا ْشَتَرى احْلَاِئ َط الَّذي ُه َو ف ِيه‪ ،‬فَ ْ‬
‫ت احْلَاِئ َط لِلَّ ِذي َو َهبَْتيِن لَهُ"‪.‬‬
‫ي قَ ْد َو َهْب ُ‬
‫الْغُاَل ُم‪ :‬يَا َم ْواَل َ‬
‫‪ 7‬من ‪8‬‬

‫ومن عظيم فضائل احلسن ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬ما رواه البخاري بسنده‬
‫ول اللَّ ِه ‪-‬صلى اهلل‬ ‫ال ُكْنت مع رس ِ‬
‫َع ْن َأىِب ُهَر ْيَر َة ‪-‬رضى اهلل عنه‪" -‬قَ َ ُ َ َ َ ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ال " َأيْ َن‬ ‫ت َف َق َ‬ ‫صَرفْ ُ‬ ‫ف فَانْ َ‬ ‫صَر َ‬ ‫َأس َواق الْ َمدينَة فَانْ َ‬ ‫عليه وسلم‪ -‬يِف ُسوق م ْن ْ‬
‫لُ َك ُع –ثَالَثًا‪ْ -‬ادعُ احْلَ َس َن بْ َن َعلِ ٍّى؛ َف َق َام احْلَ َس ُن بْ ُن َعلِ ٍّى مَيْ ِشى؛ َف َق َ‬
‫ال‬
‫ال احْلَ َس ُن بِيَ ِد ِه‪َ ،‬ه َك َذا‬
‫النَّيِب ُّ ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬بِيَ ِد ِه َه َك َذا؛ َف َق َ‬
‫ب َم ْن حُيِ بُّهُ‪ ،‬قَ َال َأبُو ُهَر ْيَرةَ‬‫َأح َّ‬‫َأحبَّه‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫ال " اللَّ ُه َّم يِّن ُأحبُّهُ‪ ،‬فَ ُ َ‬ ‫فَالَْتَز َمهُ َف َق َ‬
‫ول اللَّ ِه ‪-‬‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ب ِإىَلَّ ِم َن احْلَ َس ِن بْ ِن َعلِ ٍّى َب ْع َد َما قَ َ‬
‫َأح َّ‬
‫َأح ٌد َ‬
‫فَ َما َكا َن َ‬
‫ال"‪.‬‬‫صلى اهلل عليه وسلم‪َ -‬ما قَ َ‬

‫اللهم ِ‬
‫اغف ْر لنا‬ ‫ب املساكني‪َّ ،‬‬ ‫وح ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اللهم وفِقنا ِ‬
‫لفعل اخلريات وترك املنكرات ُ‬ ‫َّ‬
‫بالصحة على طاعتِك‬
‫ِ‬
‫ِّعهُ‬
‫اللهم من كا َن منهم حياً فمت ْ‬ ‫وآلباِئنا وأمهاتِنا َّ‬
‫ف له‬ ‫ِ‬
‫وضاع ْ‬ ‫واختِ ْم لنا ولَه خبري ومن كان منهم َميِّتاً َف َو ِّس ْع له يف َقرْبِ ِه‬
‫ْ‬
‫اللهم‬
‫ب العاملني َّ‬ ‫وامجعنا ِبه يف جنَّتِك يا َر َّ‬ ‫ِ‬
‫اوز عن سيئاته ْ‬ ‫حسناتِه وجَت ْ‬
‫أحوال املسلمني يف ُك ِّل مكان‪.‬‬
‫َ‬ ‫أصلِ ْح‬‫ْ‬

‫َّين ع ِن‬ ‫ب ال َـمكْروبني واقْ ِ‬


‫ض الد َ‬ ‫ِّس َك ْر َ‬
‫الله َّم َفِّر ْج َه َّم ال َـم ْهمومني‪ ،‬و َنف ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ضى الـمـُسلمني‪.‬‬ ‫الـمدينني‪ ،‬وا ْش ِ‬
‫ف َم ْر َ‬ ‫َ‬
‫‪ 8‬من ‪8‬‬

‫اللهم ال تدع لنا يف مقامنا هذا ذنباً إال غفرته‪ ،‬وال مهّاً إال ّفر ْجته‪ ،‬وال‬
‫ّ‬
‫َديناً إال قضيته‪ ،‬وال مريضاً إال شفيته‪ ،‬وال مبتلى إال عافيته‪ ،‬وال عقيماً إال‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫ذرية صاحلةً رزقته‪ ،‬وال ولداً عاقّاً إال هديته وأصلحته يا َّ‬

‫اللهم إنا نسألك اجلنة وما قرب إليها من قول أو عمل‪ ،‬ونعوذ بك من‬
‫النار وما قرب إليها من قول أو عمل‪ ،‬اللهم إنا نسألك اجلنة لنا‬
‫ولوالدينا‪ ،‬وملن له حق علينا‪ ،‬وللمسلمني أمجعني‪.‬‬

‫صل على حممد وعلى آل حممد كما صليت على إبراهيم وعلى آل‬‫اللهم ّ‬
‫إبراهيم وبارك على حممد وعلى آل حممد كما باركت إىل إبراهيم وعلى‬
‫آل إبراهيم إنك محيد جميد‪.‬‬

‫ان َوِإيتَ ِاء ِذي الْ ُق ْرىَب َو َيْن َهى َع ِن‬


‫عباد اهلل‪ِ( :‬إ َّن اللَّه يْأمر بِالْع ْد ِل واِإْل حس ِ‬
‫َ َ ُُ َ َ ْ َ‬
‫الْ َف ْح َش ِاء َوالْ ُمْن َك ِر َوالَْب ْغ ِ‪D‬ي يَعِظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّكُرو َن) [النحل‪]90 :‬؛‬
‫فاذكروا اهلل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر اهلل أكرب واهلل‬
‫يعلم ما تصنعون‪D.‬‬

‫عما يصفون‪ D‬وسالم على املرسلني‪ ،‬واحلمد هلل‬


‫سبحان ربك رب العزة ّ‬
‫رب العاملني‪.‬‬

You might also like