You are on page 1of 12

‫‪ 1‬من ‪12‬‬

‫وقفة مع العام الجديد‬ ‫عنوان الخطبة‬


‫‪ /1‬ت أمالت في انقض اء ع ام وب دء آخر ‪ /2‬الحي اة أنف اس مع دودة ‪ /3‬ه وان‬ ‫عناصر الخطبة‬
‫ال دنيا على اهلل تع الى ‪ /4‬الحث على اغتن ام األعم ار في الطاع ات ‪ /5‬فضل‬
‫صيام يوم عا ُشوراء‪.‬‬
‫محمد بن عبد الرحمن العريفي‬ ‫الشيخ‬
‫‪13‬‬ ‫عدد الصفحات‬
‫‪14684‬‬ ‫رقم الخطبة في الموقع‬

‫اخلطبة األوىل‪:‬‬

‫ص& ِ‬
‫فات‬ ‫فبِ‬ ‫ص& ِ‬ ‫احملام ِد تَعظيماً‪ ،‬وتَشريفاً‪ ،‬وثَناء‪ ،‬املتَّ ِ‬ ‫احملمود جبمي ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫احلمد ِ‬
‫هلل‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫فْع‬ ‫ول‪ ،‬وب & ِ&ه نُ ِّ‬
‫ؤم ُل َد َ‬ ‫&ول‪ ،‬وب & ِ&ه جَن ُ‬
‫&ال‪ِ ،‬ع & َّ&ز ًة‪ ،‬و ُق & َّ&و ًة‪ ،‬وكِرْبِ ي &&اءً‪ ،‬ب & ِ&ه نَص & ُ‬
‫ال َكم & ِ‬
‫ودرء اخلُ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضنَكاً وأَل واء‪.‬‬‫طوب َ‬ ‫ال ُكروب ش َّد ًة وبَالءً‪َ ْ َ ،‬‬

‫أن حمم&داً عب ُ&د ِ‬


‫اهلل‬ ‫&هد َّ‬ ‫ريك لَ&هُ‪ ،‬وأش ُ‬
‫ْدهُ ال َش& َ‬ ‫&هد أ ْن ال إلَ&هَ إاّل اهللُ‪ ،‬وح َ‬
‫وأش ُ‬
‫ص& & ِطفاءً‪،‬‬
‫وأعظمها قُ &&دوةً وا ْ‬
‫ُ‬ ‫األم ِة ِجه &&اداً وكف &&اء‪،‬‬ ‫ورس &&ولُه‪ ،‬أفض &&ل ه & ِ‬
‫&ذه َّ‬ ‫ُ‬
‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أرو َ‬
‫ض & &ربوا َ‬‫&ذين َ‬
‫&ارك علي& &&ه وعلى آل& &&ه وص& &&حبه‪ ،‬ال& & َ‬
‫&لم وب& & َ‬
‫ص& &&لى اهلل وس& & َ‬
‫وم ْن تَبِ َع ُهم وس & َ&ار على‬ ‫ِ ِ‬
‫&ابعني َ‬
‫ووف &&اءً‪ ،‬وطُهْراً‪ ،‬ونَق &&اءً‪ ،‬والت & َ‬
‫ص& &فاءً َ‬ ‫األمثلَ &&ة َ‬
‫‪ 2‬من ‪12‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هنْج ِهم؛ ْاهت& &&داءً‪ ،‬واقْت& &&داءً‪ ،‬ص& &&ال ًة ال تُطا ِوهُل ا ٌ‬
‫أرض أرض& &اً‪ ،‬وال مَس اءٌ مَس اء‪،‬‬
‫بعد‪:‬‬
‫وضياءً‪ ،‬أما ُ‬‫زيدنا هَب جةً ونُوراً ِ‬ ‫وسلَّ َم تَسليماً؛ يَ ُ‬
‫َ‬

‫ض &ى‪ ،‬ونَقوهُل ا يف‬ ‫&ل ع & ٍ&ام َم َ‬


‫&ال يف ُك& ِّ‬
‫&ات تُق & ُ‬
‫هي كلم & ٌ‬ ‫أيها اإلخ &&وةُ املؤمن &&ون‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ت بع & َ&د‬ ‫ض& ْ‬ ‫ص& &َّر َم؛ أقوام &اً َم ِر َ‬ ‫ك & ِّ&ل ع &&ام جدي &&د‪ ،‬ولقد َرأينا يف عامنا ال &&ذي تَ َ‬
‫ت بعد َه&&وان‪،‬‬ ‫ت بع& َ&د َك ٍ‬ ‫ِ ٍ‬
‫رام&&ة‪ ،‬و َك& ُ&ر َم ْ‬
‫َ‬ ‫ت بع& َ&د َم& َ&رض‪ ،‬وه&&انَ ْ‬ ‫ص & َّح ْ‬
‫ص & َّحة‪ ،‬و َ‬
‫&ار ِإ َّن يِف‬ ‫ت بع& & َ&د َف& & َ&زع‪( ،‬يُ َقلِّ ُ َّ َّ‬ ‫وفَ & & ِزعت بع& & َ&د أم ٍن‪ِ ،‬‬
‫َّه & َ‬
‫يْل َوالن َ&‬ ‫ب اللهُ الل َ‬ ‫وأمنَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ص& & &ار) [الن & &&ور‪َ ( ،]44 :‬وتِ َ‬ ‫َذلِ & & َ ِ‬
‫لْك األيَّ ُام نُ& & َ&دا ِوهُلَا َبنْي َ‬ ‫ُأِّلويِل اَألبْ َ‬
‫ْر ًة ْ‬ ‫&ك لَعب َ‬
‫&ذه ال&&دُّنيا ح&&الٌ‪ ،‬فَ ُس &ْبحا َن‬ ‫َّاس) [آل عم&&ران‪ ،]140 :‬وال ي &&دوم على ه& ِ‬ ‫الن ِ‬
‫َ ُ‬
‫َم ْن يُغَِّي ُر وال َيَتغَرَّي ‪.‬‬

‫&اة ال &&دنيا‪ ،‬وما ه & ِ‬


‫&ذه‬ ‫&ذه احلي & ِ‬ ‫ع &&ام كام &&ل تَص& &َّرمت أيَّام&&ه‪ ،‬هي رأمُس الِنا يف ه & ِ‬
‫ٌ َ َ ْ ُ‬ ‫ٌ‬
‫ٍ ٍ‬
‫وم ْش & ٍي‬
‫وح& َ&زن‪َ ،‬‬ ‫بني َي َقظَ &&ة ون &&وم‪ ،‬ولي & ٍ&ل وهنار‪ ،‬وس &&رو ٍر‪َ ،‬‬ ‫ب َ‬ ‫ال &&دنيا إاّل َت َقلُّ ٌ‬
‫(و ُه َو الَّ ِذي َج َع َل اللَّْي َل َوالن َ&‬
‫&ار ِخ ْل َف& ةً لِّ َم ْن ََأر َاد َأن يَ& َّ&ذ َّكَر َْأو ََأر َاد‬
‫َّه َ‬ ‫ووقوف َ‬ ‫ُ‬
‫ورا) [الفرقان‪.]62 :‬‬ ‫ُش ُك ً‬

‫ابن كث& & ٍري ‪-‬رمحهُ اهلل‪" :-‬جع & َ&ل اهللُ اللي & َ&ل والنه & َ&ار‪ ،‬يتَعاقَب &&ان؛&‬ ‫ظ ُ‬ ‫ق &&ال احلاف& & ُ‬
‫تَوقيت& &اً لِ ِ‬
‫&تدر َكهُ يف النه &&ار‪،‬‬ ‫فم ْن فاتَ &&هُ عم & ٌ&ل يف اللي & ِ&ل اس & َ‬
‫&ل‪َ ،‬‬
‫وج& َّ‬
‫عبادت &&ه َع & َّ&ز َ‬
‫َ‬
‫عمل يف النها ِر استدركهُ يف الليل"‪.‬‬ ‫ومن فاتهُ ٌ‬ ‫ْ‬
‫‪ 3‬من ‪12‬‬
‫ط يَ & َ&دهُ بِاللَّ ِ‬
‫يْل‬ ‫وق &&ال ‪-‬ص &&لى اهلل عليه وس &&لم‪ِ" :-‬إ َّن اهللَ ‪-‬عز وج &&ل‪َ -‬يْب ُس & ُ‬
‫&وب ُم ِس& &يءُ اللَّ ِ‬ ‫ط ي & َ&ده بِالن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يْل‪َ ،‬حىَّت‬ ‫َّه&&ا ِر ليَتُ & َ‬
‫َّه&&ا ِر‪َ ،‬و َيْب ُس& & ُ َ ُ َ‬
‫&وب ُمس& &يءُ الن َ‬
‫ليَتُ & َ‬
‫س ِم ْن َم ْغرِهِبَا" (رواه مسلم)‪.‬‬‫َّم ُ‬
‫تَطْلُ َع الش ْ‬

‫&ادةُ ‪-‬رمحهُ اهلل‪" :-‬فَ & ُ&أروا اهللَ ‪-‬تع &&اىل‪ -‬من أعم &&الِكم خ &&رياً يف ه &&ذا‬‫&ال قَت & َ‬
‫ق& َ‬
‫&ل بعي ٍ&د‪،‬‬ ‫الن الناس إىل آجاهلِم‪ ،‬تُ َقِّرب ِ‬
‫&ان ُك َّ‬ ‫َ‬
‫الليل والنهار‪ ،‬فإهَّن ما م ِطيَّ ِ‬
‫تان حَت ِم ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫يوم القيامة"‪.‬‬ ‫وعود إىل ِ‬
‫يئان بِ ُكل م ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫و ُتْبليان ُك َّل جديد‪ ،‬وجَت & ِّ َ‬

‫وأعمارنا تُطْوى وه َّن م ِ‬


‫راح ُل‬ ‫نِسري إىل اآلج ِال يف ِّ ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫كل حلْظَة *** ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وه َّن قَالِئ ُل‬ ‫ٍ‬
‫َتَر َّح ْل من الدنيا بِزاد من التُّقى *** َفعُ ْم ُر َك أيَّ ٌام ُ‬
‫ث هِب ا ح ٍاد إىل ِ‬
‫املوت قَ ِ‬
‫اص ُد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األيام إاّل َمراح ٌل *** حيُ ُّ َ‬ ‫وما هذه ُ‬
‫يء لو تَ َّأم ْلت أهَّن ا *** منا ِز ُل تُطْوى واملسافِر قَ ِ‬
‫اع ُد‬ ‫وأعجب ش ٍ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ َ‬

‫&ل‬ ‫أيها اإلخ &&وة الك &&رام‪ :‬ع &&ام كام &&ل تص &َّرمت أيام&&ه‪ُ ،‬ك& ٍ‬
‫&ل يَ &&وم ميُ &ُّ&ر‪ ،‬بَ & ْ&ل ُك& ُّ‬
‫ُّ‬ ‫ٌََ َ ْ ُ‬ ‫ٌ‬
‫من األجل‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫ساعة متْضي‪ ،‬كلها تُدين ْ‬
‫ذهب الليايل *** َّ‬
‫وإن َذ َهاهبُ َّن لهُ َذهابَاً‬ ‫املرءُ ما َ‬
‫يَ ُسُّر ْ‬

‫ذهب‬
‫&وم َ‬ ‫&ام ُكلَّما َ‬
‫ذهب ي& & ٌ‬ ‫أنت أي & & ٌ‬
‫ابن آدم إمنا َ‬
‫&ال احلس & & ُ&ن البَص & &&ري‪" :‬يا َ‬
‫ق& & َ‬
‫ك "‪.‬‬
‫ضَ‬‫َب ْع ُ‬
‫‪ 4‬من ‪12‬‬

‫اآلخ& َرة‪ ،‬حىت‬‫أن احلي &&ا َة س &&اعات يس &&ريو َن هبا إىل ال &&دا ِر ِ‬
‫ف &&العُ َقالءُ يَعلم &&و َن َّ‬
‫ٌ َ‬
‫وآخر َش ْربٍَة يَش&&ربوهَن ا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫س َيَتَنفَّسونَه‪ ،‬وآخَر لُْق َمة يأ ُكلوهَن ا‪َ ،‬‬‫آخر َن َف ٍ‬
‫َيْبلُغوا َ‬
‫وآخر لِ ٍ‬
‫باس يَلبَسونَه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وآخَر َخطْ َوة خَي طوهَن ا‪َ ،‬‬
‫ِ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬


‫إن ُمض& & ِّي اللي & ِ&ل والنه &&ار‪ ،‬يُباع & ُ&دنا ْ‬
‫من ال &&دنيا‪ ،‬ويُ َقِّربُنا إىل اآلخ& َرة‪ ،‬فَطُ &&وىَب‬
‫لِ َعْب ٍد َتنَبَّهَ لذلك‪.‬‬

‫&يب ‪-‬ص&&لى اهلل‬‫أخ َذ الن& ُّ‬


‫عمر ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬قال‪َ :‬‬ ‫روى البخاري عن ابن َ‬
‫&ريب‬
‫َّك غ & ٌ‬‫ابن عمر ُك ْن يف ال &&دنيا كأن َ‬ ‫&ال يل‪" :‬يا َ‬ ‫عليه وس &&لم‪ -‬مبَْن ِكيب مُثَّ ق & َ‬
‫&باح‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت فال َتْنتَظ& ْ&ر الص& َ‬‫ابن عم& َ&ر يق&&ول‪ ":‬إذا ْأم َس&ْي َ&‬ ‫أو َع&&اب ُر َس&بيل"‪ ،‬وك&&ا َن ُ‬
‫ك ملَر ِض&ك‪ ،‬ومن حياتِ& َ‬
‫&ك‬ ‫وخ& ْذ من ِص& َّحتِ َ‬ ‫ت فال تنتظ& ْ&ر املس&&اء‪ُ ،‬‬ ‫وإذا أصبَ ْح َ‬
‫َ‬
‫ملوتِك"‪.‬‬
‫الناس َي ْغدو َفبَاِئ ٌع َن ْف َسهُ فَ ُم ْعتِ ُقها أو ُموبِ ُقها"‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬فـ" ُك ُّل ِ‬

‫&اس‪ ،‬و َس&عِ َد في& ِ&ه‬ ‫ِ ِ‬


‫أيامه فال إل&&هَ إاَّل اهللُ َك ْم َش&ق َي في&&ه ُأن& ٌ‬‫ت ُ‬ ‫&ام كام& ٌ&ل تص& َّ&ر َم ْ‬ ‫ع& ٌ‬
‫آخرون‪.‬‬
‫الرتاب تَوارى!‬ ‫ومريض تَعاىف! وسقي ٍم يف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ت!‬ ‫ٍ‬ ‫كم ِط ٍ‬
‫َ‬ ‫َّم! وامرأة َتَر َّملَ ْ‬ ‫فل َتيَت َ‬
‫بيت يُ َشيِّعو َ&ن َميِّتاً! وآخرو َن َي ُزفُّو َن عروساً!‬ ‫أهل ٍ‬
‫ُ‬
‫مبولود! وأخرى ُت َعَّزى مبَْف ُقود!‬ ‫ٍ‬ ‫دار َت ْفَر ُح‬
‫ٌ‬
‫‪ 5‬من ‪12‬‬

‫(و َما احْلَيَ&اةُ ال ُّ&د ْنيَا ِإالَّ َمتَ&اع) َمت&اعُ‬ ‫أيُّها املسلمون‪ :‬الدنيا َس& َفٌر إىل اآلخ&رة‪َ :‬‬
‫(و َما احْلَيَ &&اةُ ال & ُّ&د ْنيَا ِإاَّل‬
‫م &&اذا؟ مت &&اعُ البَق &&اء‪ ،‬مت &&اعُ ال َف& َ&ر ِح وال ُّس& &رور‪ ،‬ق &&ال‪َ :‬‬
‫َّار ِ &‬
‫اآلخ َر َة‬ ‫(و َّن ال &&د َ‬
‫متَ &&اعُ الْغُ &&رو ِر) [آل عم&&ران‪ ،]185 :‬وق &&ال س &&بحانه‪ِ :‬إ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫هَلِ َي احْلََي َوا ُن)& [العنكبوت‪ ]64 :‬يعين احلياةَ احلقيقيةَ الباقية‪.‬‬

‫واعظ &اً هلم‪( :‬يَا َق& ْ&وِم ِإمَّنَا َ&ه ِ&ذ ِه احْلَيَ&&اةُ ال& ُّ&د ْنيَا‬ ‫&ؤم ُن ِآل فِْر َع&&ون ِ&‬
‫لقوم ِ&ه ِ‬ ‫وق&&ال م& ِ‬
‫ُ‬
‫اآلخَر َة ِه َي َد ُار الْ َقَرار) [غافر‪.]39 :‬‬
‫متَاع وِإ َّن ِ‬
‫َ ٌَ‬

‫&اس ال&ذي‬
‫إن اللب َ‬ ‫إن الش َّْربَةَ اليت نَ ْشَرهُب ا مُثَّ َنتََب َّوهُل ا‪ ،‬تق&ول‪ :‬إمَّن ا ال&دنيا َمت&اع‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫َن ْلبس& & &ه‪ ،‬مث َنْن ِزعه يق & &&ول‪ :‬إمنا ال & &&دنيا مت & &&اع‪ ،‬إمنا الص& & &يف وال ِّش & &تاء الل& & ِ‬
‫&ذان‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ‬
‫عاقبان علينا يقوالن‪ :‬إمَّن ا الدنيا متاع‪.‬‬ ‫يتَ ِ‬
‫َ‬

‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫إن هلل عباداً فُطَنا *** طَلَّقوا الدنيا وخافوا الفنَتَ‬
‫نَظَروا فيها َّ ِ‬
‫ت حلَ ٍّي َس َكنا‬‫فلما َعلموا *** أهَّن ا لَْي َس ْ‬
‫ِ‬
‫األعمال فيها ُس ُفنا‬ ‫خَّت‬
‫صاحلَ‬ ‫َج َعلوها جلَّةً وا َذوا *** َ‬

‫وم& ِ&ه‪" :‬يا أخي إمَّن ا‬


‫ق &&ال داود الط &&ائي ‪-‬رمحه اهلل تع &&اىل‪ -‬يوم& &اً لرج& ٍ&ل من قَ ِ‬
‫ُ‬
‫&ك‬
‫&اس َم ْر َحلَ &ةً َم ْر َحلَ&&ة‪ ،‬حىت يَنتهي& هبم ذل& َ‬ ‫&ار َمَر ِ &‬
‫اح ٌل‪َ ،‬تنْ ِز ُل بالن& ِ‬ ‫اللي& ُ&ل والنه& ُ‬
‫بني‬ ‫ٍ‬ ‫آخ ِر س& َف ِرهم‪ ،‬ف&&إ ْن اس&&تطَعت أ ْن ت َق&&دِّم يف ُك& ِ‬ ‫ِ‬
‫&ل يَ&&وم َم ْر َحلَ&&ة زاداً ملا َ‬
‫ِّ‬ ‫َ ْ َ ُ َ‬ ‫إىل & َ‬
‫ِ‬
‫يديه؛ فا ْف َعل"‪.‬‬
‫‪ 6‬من ‪12‬‬

‫األحبَّةُ الك& &&رام‪ :‬ع & &&ام كام & &&ل تَص & &َّرمت أيَّاُم& &&ه‪ ،‬فَم & &&اذا أود ْعنا يف ِ‬
‫عامنا‬ ‫أيُّها ِ‬
‫َْ‬ ‫ٌ َ َ ْ ُ‬ ‫ٌ‬
‫وذكْراً وأمْراً‬ ‫قات وتِالو ًة ِ‬ ‫وات وص & َد ٍ‬ ‫إن أقْوام &اً أودع&&وا في& ِ&ه ص &لَ ٍ‬ ‫ص & ِرم‪َّ &،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫املُْن َ‬
‫عروف وهنْياً عن ُمْن َك ٍر وبَِّراً لِوالِ َدين‪..‬‬ ‫مبَ ٍ‬
‫قات ونَِفاق& &اً و ُش& & ْر ِب مَخْ ٍر و ِرب &اً أو ظُْلم &اً‬‫وأق &&وام أودع &&وا في & ِ&ه رش &&ا ٍو وس& & ِر ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ‬
‫َأح& ُّ&ق بِ & ْ‬
‫&اَألم ِن ِإن ُكنتُ ْم َت ْعلَ ُم&&ون *‬ ‫َأي الْ َ&ف & ِري َقنْي ِ َ‬
‫&اس وأميَان& &اً َغموس& &اً (فَ& & ُّ‬ ‫للن & ِ‬
‫َّ ِ‬
‫اَألم ُن َو ُهم ُّم ْهتَ & & ُ&دون)‬
‫ك هَلُ ُم ْ‬ ‫ين َآمنُ& & &&واْ َومَلْ َي ْلبِ ُس & & &واْ ِإميَ& & &&ا َن ُهم بِظُْل ٍم ُْأولَِئ َ‬
‫الذ َ‬
‫[األنعام‪.]82 -81 :‬‬

‫أيها املس&&لمون‪ :‬ينبغي على العاقِ& ِ&ل أ ْن حُي ا ِس &ب َن ْفس &ه‪َ ،‬كم ِمن ي & ٍ‬
‫&وم فا ِض & ٍل‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫قيامها ما قُمناها‪ ،‬وكم من خ ٍري‬ ‫ساعة ٍ‬ ‫ِصيامه؛ ما صمناه‪ ،‬وكم من ٍ‬
‫فاضل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُُ‬
‫ضَّي ْعناه‪&.‬‬
‫َتيَ َّسَر لنا فَ َ‬

‫اَألج ِل‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫إنَّا لََن ْفَر ُح باأليَّام َن ْقطَعُها *** و ُك ُّل يوم َمضى يُ ْدين م ْن َ‬
‫ك َقبل امل ِ‬ ‫ِ‬
‫الع َم ِل‬
‫واخلسرا ُن يف َ‬
‫ْ‬ ‫وت ْجمتَ ِهداً *** فإمَّن ا ِّ‬
‫الربْ ُح‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فاع َم ْل لَن ْف ِس َ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫هرهُ يَه & ِ&د ُم‬ ‫&‬ ‫ش‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ه‬ ‫&‬ ‫&‬‫ش‬ ‫م‬ ‫&اء‪ :‬كي &&ف يف &&رح من يومه يه ِ‬
‫ْد‬ ‫&ال بعض احل َكم & ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق& َ ُ ُ‬
‫سنَتَه‪ ،‬وسنتُه هَت ِدم عمره‪ ،‬كيف يفرح من عم&&ره يق&&وده إىل ِ ِ‬
‫وحياتُ&&هُ‬‫أجل&&ه‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ ُ َ ُ َ ُُ‬ ‫ُ ُ ُ َُ‬ ‫َ‬
‫قودهُ إىل َموتِه‪.‬‬
‫تَ ُ‬
‫واأليام َمطَاياهُ *** َس َارتا بِِه وإ ْن ملْ يَ ِس ْر‬
‫ُ‬ ‫كانت الليايل‬
‫َم ْن ْ‬
‫‪ 7‬من ‪12‬‬

‫&عود ‪-‬رضي اهلل عن&&ه‪" :-‬إنَّكم يف مَمَ&ِّ&ر اللي& ِ&ل والنه&&ا ِر يف‬ ‫اهلل بن مس& ٍ‬ ‫ق&&ال ُ ِ‬
‫عبد ُ‬
‫واملوت ي &&أيت َب ْغتَ& &ةً‪ ،‬فَ َم ْن َي & ْ&ز َر ْع َخ&&رياً؛‬
‫ُ‬ ‫ص& & ٍة وأعم &&ا ٍر حَم فوظَ & ٍ&ة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫آج &&ال َمْن ُقو َ‬
‫ِ‬
‫&ل‬
‫ص& َد نَ َد َام& ةً‪ ،‬ل ُك& ِّ‬
‫ك أ ْن حَي ُ‬ ‫&زرع َش&َّراً؛ يُو ِش& ُ‬‫ص& َد َر ْغبَ&ةً‪ ،‬ومن يَ& ْ‬ ‫ك أ ْن حَيْ ُ‬‫يُو ِش& ُ‬
‫زار ٍ ِ‬
‫&ريص ما مل‬‫ع‪ ،‬وال يَ ْس & & &بِ ُق بَطيءٌ حبَظِّه‪ ،‬وال يُ & & & ْد ِر ُك َ&ح & & ٌ‬ ‫ثْل ما َز َر َ‬
‫ِع م َ‬ ‫َ‬
‫ُأعطي َش& & &َّراً فاهللٌ َوفَّاهُ‪،‬‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫&اه‬‫&‬ ‫&‬ ‫&‬ ‫ط‬ ‫أع‬ ‫فاهلل‬ ‫ا‬
‫ً‬ ‫&ري‬‫&‬ ‫&‬ ‫&‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ي َق& & &&دَّر لَ& & &&ه‪ ،‬فمن ِ‬
‫ُأعط‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬
‫بادة"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املُتَّقو َ&ن َس َادةٌ‪ ،‬وال ُف َقهاءُ قَ َادةٌ وجمَال ُس ُهم ع َ‬

‫&عود بكى ‪-‬رضي اهلل عن&&ه‪ ،-‬قي& َ&ل لَه‪ :‬ما‬ ‫اهلل بن مس& ٍ‬ ‫ملا حض&رت الوف&&اةُ َ ِ‬
‫عبد َ‬ ‫َ ََ ْ َ‬
‫رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪َ ،-‬أَتبكي على فِ& ِ‬
‫&راق‬ ‫كيك يا صاحب ِ‬ ‫يُْب َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫&ذه ب َكيت؛& إمَّن ا أبكي& على فَ ِ‬
‫&وات‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُدنيانا؟ قال‪ :‬واهلل ما على فراق ُدنياكم ه َ ْ ُ‬
‫&واج ِر‪- ،‬يعين األي&&ام ش&&ديد َة احل &ِّ&ر – وقِي& ِ&ام لي&&ايل ال ِّش & ِ‬
‫تاء‪ ،‬وجُم الَ َس & ِة‬ ‫يام اهل & ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص& ِ َ‬
‫ب التَّم ِر آكِلُه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب الكالم كما يَنتَقي& أطاي َ‬
‫أقْ ٍ‬
‫وام َيْنتَقو َن أطايِ َ&‬

‫&ام أبو َذ ٍّر الغِف&&اري ‪-‬رضي اهلل‬ ‫ق&&ال س&&فيا ُ&ن الث&&وري ‪-‬رمحه اهلل تع&&اىل‪" :-‬ق& َ‬
‫&اس أنا‬ ‫عن& &&ه‪ -‬عن& & َ&د الكعب& & ِ&ة‪ &،‬ق& &&ال فص& &&اح ب& &&أعلى ِ‬
‫ص & &وته‪ ،‬ق& &&ال‪ :‬يا أيُّها الن& & ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫&اس وأقبَل&&وا إلي&&ه‪،‬‬ ‫أخ نا ِص & ٍح أمني‪َ ،‬‬
‫فاكتَن َف&&هُ الن& ُ‬ ‫ب الغف&&اري َهلَ ُّموا إىل ٍ‬
‫ْد ُ‬
‫ُجن ُ‬
‫&ول اهلل ‪-‬ص&&لى اهلل عليه وس&&لم‪-‬؟ ق&&ال‪َ :‬أر ْأيتُم لو‬ ‫&احب رس& ِ‬ ‫ِ‬
‫يك يا ص& َ‬ ‫ما لَ َد َ‬
‫ص &لِ ُحهُ ويَُبلِّغُ &&ه؟ ق &&الوا‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫أليس َيت ِ &‬
‫َّخ ُذ من ال & َّ&زاد ما يُ ْ‬ ‫أراد َس & َفَراً‪َ ،‬‬
‫أح& َدكم َ‬
‫أن َ‬ ‫َّ‬
‫‪ 8‬من ‪12‬‬

‫ص &لِ ُحكم‪ ،‬ق &&الوا‪:‬‬ ‫فخ&&ذوا ما يُ ْ‬


‫ِ‬
‫القيام& &&ة ْأب َع& َ&د ما تُري &&دون؛ ُ‬‫بلى‪ ،‬ق &&ال‪ :‬فَ َس & َف ُر َ‬
‫ص &لِ ُحنا؟ ق &&ال‪ُ :‬ح ُّجوا َح َّجةً لِ َعظ &&اِئ ِم األم &&ور‪ ،‬وص &&وموا يوم &اً ش &&ديداً‬ ‫وما يُ ْ‬
‫واد اللي & ِ&ل لَِو ْح َش & ِة ال ُقب &&ور‪،‬‬
‫ني يف س & ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫كع&&ت ِ َ‬ ‫ص &لُّوا َر َ‬‫َح& ُّ&رهُ لط &&ول ي&&وم النُّش &&ور‪َ ،‬‬
‫&وف ي& & ٍ‬‫&وء تَس & & ُكت عنه & &&ا؛ لوق& & ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫&وم عظيم‪،‬‬ ‫َكل َ&م& & ةُ َ&خ& & ٍري تَقوهُل ا أو َكل َم& & ةُ س& & ْ ُ‬
‫اج َع & ْ&ل ال &&دنيا جَم لِ َس &ني‪ :‬جَم لِس &اً‬‫ك َتْنج &&وا من َعس& & ِريها‪ْ ،‬‬
‫تَص& &د ْ ِ‬
‫َّق مبال &&ك؛ َلعلَّ َ‬ ‫َ‬
‫ض &ُّر َك وال َيْن َفعُ &&ك؛‬ ‫ِ‬ ‫اآلخ ر ِة _ وجَم لِس &اً يف طَلَ ِ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ث يَ ُ‬ ‫ب احلالل‪ ،‬والث &&ال ُ‬ ‫لطَلَب & َ‬
‫&ك من ِحلِّك‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَال تَ& & & & & ِرده‪ ،‬اجع& & & & &&ل َ ِ‬
‫املال د ْرمَهَني‪ :‬د ْرمَه اً ُتْنف ُ&ق & & & &&هُ على ِعيَال & & & َ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح‬
‫ص& َ‬‫ض&ُّر َك وال َيْن َفعُ&ك؛ فَال تَ& ِر ْدهُ‪ ،‬مُثَّ َ‬ ‫ث يَ ُ‬ ‫آلخَرتِك‪ ،‬والث&&ال ُ‬ ‫ودرمهاً تُ َقدِّمه ِ‬
‫ُُ‬
‫ص ال تُ ْد ِركونَه أبَداً"‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بأعلى ِ‬
‫صوته فقال‪ :‬قد َقَتلَكم ح ْر ٌ‬ ‫َ‬

‫ض ْرتُهُ *** لِ ِكنَّين مَل أ ْنتَ ِف ْع حبُضوري‬


‫ت قد َح َ‬‫خلِيلَي َكم ِمن ميِّ ٍ‬
‫َ َّ ْ ْ َ‬
‫وشهو ِر‬‫ت ُ‬ ‫وكم من لَيايل قد أرتْين َعجاِئباً *** هَل َّن ٍ‬
‫وأيام َخلَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ت بِأمو ِر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ثرية *** وكم من أمو ٍر قد َجَر ْ‬ ‫نني قد طََوتين َك َ‬‫وكم من س َ‬
‫ذاك الذي ال يَ ْستَنريُ بِنو ِر‬‫عاش ِعْبَر ًة *** فَ َ‬ ‫وم ْن مل يَِز ْدهُ ِّ‬
‫الس ُّن ما َ‬ ‫َ‬

‫األعم& &&ا ِر اليت نَعي ُش & &ها‪ ،‬جعلَها اهللُ ‪-‬تع& &&اىل‪-‬‬ ‫أيها اإلخ& &&وة الك& &&رام‪ :‬أِل مهي& & ِ&ة ْ‬
‫(َأومَلْ نُ َع ِّم ْر ُكم َّما َيتَ& َذ َّك ُر فِي& ِ&ه‬ ‫&وم القيام&&ة‪ ،‬ف&إهَّن م يُق& ُ‬
‫&ال هلم‪َ :‬‬ ‫َت ْقريع&اً للكفَّا ِر ي& َ‬
‫َّذير فَ& ُذوقُوا فَما لِلظَّالِ ِمني ِمن نَّ ِ‬
‫ِ‬
‫ص&ري) [ف&اطر‪،]37 :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َمن تَ& َذ َّكَر َو َج&اء ُك ُم الن ُ‬
‫أعمارهم ُح َّجةً عليهم‪.‬‬ ‫فجعل اهللُ َ‬ ‫َ‬
‫‪ 9‬من ‪12‬‬

‫هبذه ال &&دنيا أعم &&اراً‪ ،‬لو ُكنتم ممَّن ي ِ‬


‫نتف& ُ&ع‬ ‫يق &&ول ابن كث &&ري‪" :‬أي أوما ِع ْش &تم ِ‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ََ‬
‫&ول العُ ُ&م & ِر‬ ‫النت َفعتُم ب & ِ&ه ُم & َّ&د َة عُمْ ِركم‪ .،‬وق &&ال قت &&ادة‪ْ :‬اعلَم &&وا َّ‬
‫أن طُ & َ‬ ‫&احلق َ‬
‫ب & ِّ‬
‫باهلل أ ْن نُعري بِ ِ‬
‫طول العُ ُمر"‪.‬‬ ‫ح َّجةٌ؛ فنعوذُ ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬

‫&يب عليه الص& &&الة‬ ‫وروى البخ& &&اري عن أيب هري& &&رة ‪-‬رضي اهلل عن& &&ه‪َّ -‬‬
‫أن الن& & َّ‬
‫ْرهُ حىت َبلَّغَ &&هُ‬
‫َأخَر عُم َ‬‫والس &&الم ق &&ال‪َ" :‬أعْ َذ َر اهللُ ‪-‬عز وج &&ل‪ -‬إىل امْ ِرٍئ ‪َّ ،‬‬
‫&وم القيام ِ&ة ما لَ&هُ عُ& ْذٌر‪ ،‬أ ْن يق َ‬
‫&ول‬ ‫أزال عُ& ْذ َرهُ‪ ،‬في َ‬
‫ِستِّني سنَةً"؛ أع َذر ِ‬
‫إليه أ ْي َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫طول عُمره‪.‬‬ ‫ب َغ َف ْلت ما تَ َذ َّكرت‪ ..‬فهذا ليس عُذراً مع ِ‬ ‫يا َر ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬

‫فاعمل في ِهما"‪.‬‬ ‫إن الليل والنهار ي ِ‬


‫ْ‬ ‫فيك‬
‫عمالن َ‬ ‫ََ‬ ‫عمر بن عبد العزيز‪َ َّ " :‬‬ ‫قال ُ‬
‫&باب إاّل بِ َش & ٍيء ك &&ا َن يف‬
‫ت الش & َ‬
‫أمحد ‪-‬رمحه اهلل‪" :-‬ما َش& &َّب ْه ُ‬
‫&ام ُ‬‫وق &&ال اإلم & ُ‬
‫ُك ِّمي فَ َس َق ْط"‪.‬‬

‫وزلَلَنا‪ ،‬وَت ْفريطَنا‪...‬‬ ‫ِ‬


‫نسأل اهللَ ‪-‬تعاىل‪ -‬أ ْن َي ْغفَر لنا َخطَأنا َ‬
‫ُ‬

‫&ل َذنْ ٍ‬
‫ب‬ ‫العظيم يل ولكم من ُك& & ِّ‬
‫َ‬ ‫&ول قَ& & &&ويل ه& & &&ذا‪ ،‬وأ ْس & & &َت ْغ ِف ُر اهللَ اجللي& & & َ&ل‬
‫أق& & & ُ‬
‫الغفور الرحيم‪.‬‬ ‫إليه إنَّهُ هو‬ ‫فاست ْغ ِفروه وتوبوا& ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫‪ 10‬من ‪12‬‬

‫اخلطبة الثانية&‪:‬‬

‫هلل على إحسانِه‪ ،‬والشُّكر له على تَ ِ‬


‫وفيقه وامتِنانِه‪،‬‬ ‫احلمد ِ‬
‫وأشهد أ ْن ال إلهَ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أن حمم& &&داً عب& & ُ&دهُ‬ ‫&ريك لَ& &&ه‪ ،‬تَعظيم & &اً لِش& &&أنِه‪ ،‬وأش& & ُ‬
‫&هد َّ‬ ‫إاّل اهللُ وح& & َ&دهُ ال ش& & َ‬
‫&ارك علي & ِ&ه وعلى آل & ِ&ه‬
‫&لم وب& & َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ورس& &&ولُهُ ال& &&داعي& إىل رض& &&وانه‪ ،‬ص& &&لى اهلل وس& & َ‬
‫نته إىل ي &&وم‬ ‫هنجه واقتَفى أثَ &&ره واس & َّ بس & ِ‬ ‫وخاَّل نِه ومن س &&ار على ِ‬ ‫وإخوانِه ِ‬
‫َ ُ ْ نَت ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الدين أما بعد‪:‬‬

‫&يب‬ ‫أيها اإلخوة الك&&رام‪ :‬نس&تقبل ِخ َ ِ ِ ِ‬


‫&امهُ الن ُّ‬
‫الل األي&ام القاد َم&&ة يوم&اً كرمياً؛ ص& َ‬ ‫ُ‬
‫&يامه‪ ،‬ففي ح&&ديث اب ِن عم َ&ر ‪-‬رضي اهلل‬ ‫‪-‬عليه الصالة& والسالم‪ -‬وأم&&ر بص& ِ‬
‫َ‬
‫&ود ك & &&انوا يُ َعظِّم & &&و َن ي & & َ‬
‫&وم َعا ُش & &وراءَ‪،‬‬ ‫&لم‪َّ :‬‬
‫أن اليه & & َ‬ ‫عنه‪ ،-‬ال & &&ذي رواهُ مس & & ٌ‬
‫&ك فرع &&و َن‬‫وم&&ه‪ ،‬وأهلَ & َ‬ ‫ِ‬
‫&وم جنَّى اهللُ في &&ه موسى وقَ َ‬ ‫&ك ألنَّه ي & ٌ‬
‫ويَص &&ومونَه& وذل & َ‬
‫وج&ل‪ ،‬فلما رأى‬ ‫هلل َعَّز َ&‬ ‫وشكراً ِ‬ ‫أولئك يصومونَه& تَعظيماً لَه ُ‬ ‫ومه‪ ،‬فكا َن َ‬ ‫وقَ َ‬
‫وص َامه‬
‫أح ُّق مبوسى منكم َ‬ ‫حنن َ‬ ‫النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ذلك قال‪ُ " :‬‬ ‫ُّ‬
‫بصيام ِه"‪.‬‬
‫‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬وأمر ِ‬
‫ََ‬

‫ب على‬ ‫و ص&&يام ي& ِ‬


‫&وم عاش&&وراء ق&&ال فيه عليه الص&&الة والس&&الم‪" :‬إيِّن ِ‬
‫أحتَس & ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اهلل أ ْن ي َكفِّر السنَةَ ِ‬
‫املاضيَة " (رواه مسلم)‪.‬‬ ‫ُ َ‬
‫‪ 11‬من ‪12‬‬

‫وقد ك&&ان النيب ‪-‬ص&&لى اهلل عليه وس&&لم‪ -‬حريص&اً على أاّل يُش&&ابِهَ الك&&افرين‬
‫&أمر ‪-‬ص&&لى اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫&افرين من اليه&&ود والنص&&ارى‪ ،‬ف& َ‬ ‫من عُبَّاد األص&&نام‪ ،‬وال الك& َ‬
‫وم َّن التا ِس& َع" (رواه‬
‫ص& َ‬‫ت إىل قَابِ& ٍ&ل أَل ُ‬
‫ِئ ِ‬ ‫ِ‬
‫عليه وسلم‪ -‬بصيامه وقال‪" :‬لَ ْن ع ْش& ُ‬
‫&وم يوم&اً قَبلَ&&هُ‪ ،‬التا ِس& َع والعا ِش&َر أو‬ ‫ِ‬
‫مسلم)‪ ،‬يعين م& َ&ع العاش&ر‪ ،‬فال ُّس&نةُ أ ْن يص َ‬
‫جاز‪.‬‬ ‫بعده فيصوم ِ‬
‫يوم عاشوراءَ َو ْح َدهُ َ‬ ‫صام َ‬ ‫واحلادي َع َشر‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫َ‬ ‫العاشَر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫&خَر جوا ِر َحنا ملرض& &&اتِه ‪.‬‬


‫&لح قلوبَن & &&ا‪ ،‬وأن يُس & & ِّ‬
‫&أل اهللَ ‪-‬تع & &&اىل‪ -‬أن يُص & & َ‬
‫نس & & ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬
‫ب املس&اكني‪ ،‬وإذا َأر ْد َ‬ ‫وح ِّ‬‫اللهم َو ِّف ْقنا لف ْع ِل اخلريات‪ ،‬وَت ْرك املنكرات‪ُ ،‬‬ ‫َّ‬
‫غري َخزايا وال َمفتونني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بعبادك فتنةً؛ فاقبِ ْ‬
‫إليك َ‬ ‫ضنا َ‬

‫ت أعم & &&اهلُم‪ ،‬وال جَت َع ْلنا مَّم ن‬


‫وح ُس& & &نَ ْ‬
‫&ارهم‪َ ،‬‬ ‫اجع ْلنا مَّم ن ط & &&الَ ْ‬
‫ت أعم & & ُ‬ ‫اللهم َ‬
‫َّ‬
‫ت أعماهلُم‪.‬‬ ‫أعمارهم‪ ،‬وساءَ ْ‬ ‫ت ُ‬ ‫طالَ ْ‬

‫اللهم َزيِّنا بزينَ& ِ&ة اإلميان‪،‬‬


‫&اس التق&&وى‪َّ .‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫اللهم أو ِز ْعنا ُشكْر نِ ِ‬
‫عمتك وألْبسنا لب& َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫عامنا اجلدي& َ&د‬ ‫واجع ْلنا هدا ًة مهتَ&&دين‪ ،‬غ&&ري ض&&الّني وال م ِ‬
‫اج َع ْ&ل َ‬ ‫اللهم ْ‬
‫ض&لّني‪َّ .‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫اجلالل واإلكرام‪.‬‬‫لإلسالم واملسلمني‪ ،‬يا ذا ِ‬
‫ِ‬ ‫وفالح‬
‫ٍ‬ ‫صالح‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫عام‬
‫َ‬

‫َّين ع ِن‬ ‫ب املكْروبني واقْ ِ‬


‫ض ال & &&د َ‬ ‫الله َّم َف& & & ِّ&ر ْج َه َّم امل ْهم& & &&ومني‪ ،‬ونَفِّس َ&ك & &&ر‬
‫ُ‬
‫ِ ْ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ضى املسلمني‪.‬‬ ‫ف َم ْر َ‬ ‫املدينني‪ ،‬وا ْش ِ‬
‫َ‬
‫‪ 12‬من ‪12‬‬

‫اللهم ال ت &&دع لنا يف مقامنا ه &&ذا ذنب &اً إال غفرت &&ه‪ ،‬وال مهّاً إال ّفر ْجت &&ه‪ ،‬وال‬
‫ّ‬
‫َدين &اً إال قض &&يته‪ ،‬وال مريض &اً إال ش &&فيته‪ ،‬وال مبتلى إال عافيت &&ه‪ ،‬وال عقيم &اً‬
‫رب العاملني‪.‬‬‫إال ذرية صاحلةً رزقته‪ ،‬وال ولداً عاقّاً إال هديته وأصلحته يا َّ‬

‫اللهم إنا نس&&ألك اجلنة وما ق&&رب إليها من ق&&ول أو عم&&ل‪ ،‬ونع&&وذ بك من‬
‫الن& & & & &&ار وما ق& & & & &&رب إليها من ق& & & & &&ول أو عم& & & & &&ل‪ ،‬اللهم إنا نس & & &&ألك اجلنة لنا‬
‫ولوالدينا‪ ،‬وملن له حق علينا‪ ،‬وللمسلمني أمجعني‪.‬‬

‫اللهم ص ّ&ل على حممد وعلى آل حممد كما ص&&ليت على إب&&راهيم وعلى آل‬
‫إبراهيم وب&&ارك على حممد وعلى آل حممد كما ب&&اركت إىل إب&&راهيم وعلى‬
‫آل إبراهيم إنك محيد جميد‪.‬‬
‫ان وِإيت & ِ‬
‫&اء ِذي الْ ُق & ْ&رىَب َو َيْن َهى َع ِن‬ ‫عب &&اد اهلل (ِإ َّن اللَّهَ يَ& &ْأ ُم ُر بِالْ َع& & ْد ِل َواِإْل ْح َس& & ِ َ َ‬
‫الْ َف ْح َش& & & & & & ِاء َوالْ ُمن َك& & & & & & ِر َوالَْب ْغ ِ&ي يَعِظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ & & & & & & َذ َّكُرو َن)؛ ف & & & &&اذكروا اهلل‬
‫ي &&ذكركم‪ ،‬واش &&كروه& على نعمه ي &&زدكم‪ ،‬ول &&ذكر اهلل أك &&رب‪ ،‬واهلل يعلم ما‬
‫تصنعون&‪.‬‬

You might also like