Professional Documents
Culture Documents
أما بعد:
2من 17
ِ
المطعومات أنواع هذه الدنيا ِ
للناس ومن رحمتِ ِه -سبحانَه -أن جعل في ِ
َ َ ُ
أشياء، ِ
أحل لهم منها َ والمشروبات من النباتات والحيوانات؛ لكنَّهُ -سبحانَهَُّ -
حر َمها اهللُ علينا؟ فلماذا ُخلِ َق
تتساء ُل :لماذا َّ
َ كفلعلَّ َ ِ
أشياء بعينهاَ .
وحر َم عليهم َ َّ
شاء اهللُ لما أوج َدهما.
تناولُهما؟ ولو َ الخمر ،ولماذا ُح ِّر َم ُ
ُ الخنزير؟ ولماذا ُو ِج َد
ُ
ِ
بالغيب ،م َّـمن الجوابَّ :
أن اهللَ خلَ َقها اختباراً وامتحاناً لبني آدم؛ ليُعلَ َم من يخافُهُ
هو في ٍ
ضالل ُمبين.
عبادهُ أاّل يأكلوا وال يَشربوا وال يَلبَسوا إاّل حالالً ،فقال تعالى - وقد َأم َر اهللُ َ
الرسل ُكلُوا ِمن الطَّيِّب ِ
ات ِ ِ
َ َ وخيرتُهم( :-يَا َُّأي َها ُّ ُ ُ
الخلق َ أفضل
ُ الر ُس َل وهم مخاطباً ُّ
صالِ ًحا ِإنِّي بِ َما َت ْع َملُو َن َعلِيم)[المؤمنون.]51:
َوا ْع َملُوا َ
خاطباً المؤمنين( :يا َُّأي َها الَّ ِذين آمنُواْ ُكلُواْ ِمن طَيِّب ِ
ات َما َر َزقْنَا ُك ْم َوا ْش ُك ُرواْ وقال م ِ
َ َ َ َ َ ُ
لِل ِّه ِإن ُكنتُ ْم ِإيَّاهُ َت ْعبُ ُدون)[البقرة.]172:
3من 17
ِ ِ
ض (ه َو الَّذي َخلَ َق لَ ُكم َّما في ْ
اَألر ِ بين أيدينا حالاًل كثيراً ،فقالُ :
وجعل سبحانهُ َ
َ
ص َو َر ُك ْم َو َر َزقَ ُكم ِّم َن ِ
س َن ُ
َأح َ
ص َّو َر ُك ْم فَ ْ
(و َ
َجميعاً)[البقرة ،]29:وقال جل وعالَ :
ات)[غافر.]64:الطَّيِّب ِ
َ
4من 17
ب وخروج ِ
المرء لِ َك ْس ِ ِ الحالل من ِ
أعظم العباداتُ ُ ، ُ الكسب
ُ أيُّها اإلخوةُ المؤمنون:
الصحابة لما َجلَسواِ -جل وعال ،-ألَم َت َر إلى بادةٌ يَت َق َّرب بها إلى ِ
اهلل ِ ِ
َّ الحالل ع َ ُ ُ
النبي -صلى اهلل عليه وسلم -يوماً ،فرأوا رجالً مجتَ ِهداً في َكس ِ ِ ِ
ب ِر ْزقه يَ ُ
عمل ْ َ َُ ُ مع ِّ َ
ول ِ
اهلل - ال َر ُس ُ يل ِ
اهلل؟ َف َق َ اهلل :ل َْو َكا َن َه َذا فِي َسبِ ِ ول ِ بجلَ ٍد و ُق َّو ٍة؛ َف َقالُوا :يَا َر ُس َ
َ
يل ِ
اهلل، صغَ ًارا َف ُه َو فِي َسبِ ِ َد ِه ِ
صلى اهلل عليه وسلمِ" :-إ ْن َكا َن َخرج يسعى َعلَى ول ِ
َ َ َ َ َْ
ِ
يل اهللَ ،وِإ ْن َكا َن ِ
ج يَ ْس َعى َعلَى ََأب َويْ ِن َش ْي َخ ْي ِن َكبِ َيريْ ِن َف ُه َو في َسبِ ِ
َوِإ ْن َكا َن َخ َر َ
اخ َرةً َف ُه َو فِي
اء َو ُم َف َ يسعى َعلَى َن ْف ِس ِه ي ِع ُّف َها َف ُهو فِي سبِ ِ ِ
يل اهللَ ،وِإ ْن َكا َن َخ َر َ
ج ِريَ ً َ َ ُ َ َْ
ان"(أخرجه الطبراني في المعجم). الش ْيطَ ِ
يل َّ َسبِ ِ
ِ
المسجد ٍ
لوقت النبي -عليه الصالة والسالم -رجالً جالساً في
لذلك لما رأى ُّ َ
ورآهُ ِمراراً قال" :ماذا يفعل هذا"؟ قالوا يتعبد .قال" :من ينفق عليه؟". ٍ
طويل َ
قالوا :أخوه ينفق عليه .فقال -عليه الصالة والسالم" :-أخوه خير منه"؛ فاألخ
فس ِه وأخيه هو خير من أخيه؛ وإن
الذي يسعى في األرض ويتكسب لينفق على نَ ِ
ُ
كان أكثر قراءة أو صالةً أو صوماً منه.
ِ
الكسب الحالل؛ أيُّها المسلمون :كان األنبياءُ -عليهم السالم -يَح ِرصو َن على
ونوح كان نجاراً ،ونبينا
وإدريس كان خيَّاطاًٌ ،
ُ فداود -عليه السالم -كان َحدَّاداً،
ُ
اشتغل في
َ -عليه وعليهم أفضل الصالة والسالم -اشتغل راعياً ،ثم بعد ذلك
ب فيها؛ فليس عيباً أن ِ وسافر ألجلها ،وكان ين ِز ُل إلى
يتكس ُ
األسواق َّ َ التجارة،
ٍ
بشيء من الحرام ،أو يكو َن عالةً يعمل ِ
العيب أن َ
َ لكن
كسب يدهَّ ، يأ ُك َل المرءُ من
كسب ِ
رزقه أو يِ ُ
سأل الناس. ِ عتم ُد على ِ
نفسه في ال ي ِ
َ
الر ُج ِل
"ع َم ُل َّ ولما ُسِئ َل النبي -صلى اهلل عليه وسلم -عن ِ
أطيب الكسب قالَ :
بِيَ ِد ِه َو ُك ُّل َب ْي ٍع َم ْب ُرو ٍر "(رواه أحمد).
ب
كس ُالحالل ،وال يَ َ َ يأكل إاّل
َ وكا َن نبيُّنا -عليه الصالة والسالم -حريصاً على أاّل
تأم ْل قولَهُ -صلى اهلل عليه وسلمِ" :-إنِّي َأَل ْد ُخ ُل إاّل الحالل ،ولِتُ ْد ِر َك هذا المعنى َّ
شى َأ ْن تَ ُكو َن ِم َن َّ
الص َدقَ ِة اشيَ ،فلَ ْواَل َأنِّي َأ ْخ َ َأج ُد التَّمرةَ م ْل َقاةُ َعلَى فِر ِ
َ َْ ُ
ب ْيتِي ،و ِ
َ َ
بيته ضمن آنيةٍ، الصدقات كانت تُجمع في ِ ِ َأَل َكل ُْت َها"(رواه البخاري ومسلم)؛ َّ
ألن
َ َُ
هي من ِّ ٍ ِ ِ
غير ُمتأكد هل َ أثناء وضعها ،أو رفعها و َق َعت منها هذه التمرةُ ،فهو ُ فربَّما َ
ِ
الصدقة ،فلم يأ ُكلْها. ومع ذلك يقول :أخشى أنَّها من تَم ِر ِ
الصدقة أم ال؟ َ
7من 17
يديك ويضعُها
بين َ ٍ
قبل إليك ،ويأخ ُذ تمرةً من إناء َ الصغير يُ ُ
َ ولك أن تتخيَّ َل ول َد َك
ص بها كاّل ! بل خوفاً عليه من ٍ
مرض أو أن ُيغَ َّ فمه ثم تُخرجها منه ال خوفاً ِ في ِ
ُ
فيه مع ِ
للتمرة من ِ ك ِ
إخراج َ ِ
سيعتص ُر َك عند فتصور كم من ِ
األلم عليه من الحرامَّ .
علمك برغبَتِه في أكلِها ،ولربَّما يكو ُن بين يديك -أحياناً -نوعٌ من الحلويات، ِ
أبقيت لنا شيئاً؟
َ فيقول لك :أما
ُ غ من أكلِها؛ عليك بعض ول ِ
َد َك بعد أن تَفر َ ويدخل َ ُ ُ
ِ
أكل ولدك ِ واهلل إنَّك لتتألَّم! وتتمنَّى أن ي ِ
رج َع الزما ُن َفتُْبقي لهُ شيئاً منها؛ َّ ِ
ألن َ َ
تلذذك بهذا الطعام.
َ أحب إليك من وتلذ ِذه ُّ
ُّ
الصباح قالت لهُ ابنتُه" :يا أبي اتَّ ِق اهللَ ج في ِ
ِ أراد أن يَ ْخ ُر َ
السلف إذا َ بعض
وكان ُ
حر النار"؛ أي :ال تُط ِْع ْمنا حراماً. نصبر على ِّ
الجوع ،وال ُ ِ نصبر على َح ِّر
فينا! فإننا ُ
ص على كا َن وال ُد أبي المعالي الجويني -إمام الحرمين -رجالً عالماً ،ويح ِر ُ
رضعُه، ويقول لزوجتِه :أرضعي ولَدي وال تَ َدعي أحداً غيرك ي ِ
ُ ِ
الكسب الحالل،
َ ُ َ
يأكل الول ُد إاّل خارج البيت؛ حرصاً على أاّل البيت ،وال تُ ِ
طعميه من ِ ِ
وأطعميه من ِ
َ
حالالً.
الصبي فأخذتهُ
ُّ فدخلت امرأةٌ يوماً عليها ،فذهبت ُّأمه لتُ ِ
حض َر ضيافةً لها ،فبَكى
الطعام وجذبت
َ فرض َع منها ،فأقبلت ُّأمهُ بضيافَتِها َ
فوض َعت المرأةُ ،وأل َقمتهُ ثَديَها َ
األمر عادياً ومما جرت به العادةُ الصبي منها ،وقالت :لم َ ِ ِ
أرض ْعته؟! -وكان هذا ُ َ َّ
ناديتِني ،ولم تُرضعيه ،ويلي من أبيه! ويلي
عن َدهم .-قالت :إنه بكى ،فقالت :لو َ
9من 17
أثناء
فأصبح عالماً من العُلَماء ،ولكنهُ كان أحياناً َ
َ ونشَأ أبو المعالي الجويني
يسكت ثم ويلتبس عليه الكالم ،-فكان المناظَر ِة يرتَ ُّج ِ
ُ ُ عليه -أي :يَث ُق ُل لسانُهُ َ َ
ِ
الرضعة المشؤومة" الشربَِة المشؤومة! هذا من تلك لك من َّ باهلل ،تِ َ
يقول" :أعوذُ ِ
فانظر كيف َّأث َرت فيه.
أي
وحيوان بالرزق في ِّ ٍ ٍ
إنسان لكل أيُّها األحبَّةُ الكرام :قد تَ َّ
كف َل اهلل -سبحانَهُِّ -
ض ِإالَّ َعلَى الل ِّه ِر ْز ُق َها َو َي ْعلَ ُماَألر ِ ٍِ ِ ٍ
(و َما من َدآبَّة في ْ
مكان كان ،قال تعالىَ :
ُم ْسَت َق َّر َها َو ُم ْسَت ْو َد َع َها)[هود.]6:
َّاس، ِ
وقال حذيفة -رضي اهلل عنه :-قَ َام النَّب ُّي -صلى اهلل عليه وسلم -فَ َد َعا الن َ
ب الْعال َِم ِ ِإ ِ "هلُ ُّموا ِإل َّ
ين ج ْب ِر ُ
يل ول َر ِّ َ َ "ه َذا َر ُس ُ
الَ :
سوا َف َق َ
َي" ،فََأقَْبلُوا ل َْيه فَ َجلَ ُ الَ :
َف َق َ
10من 17
اإلنسان أن يَقنَ َع بما آتاهُ اهلل،ِ مقسوم من اهلل -سبحانَهُ-؛ فعلى ٌ الرزق
َ ك َّ
أن وال َش َّ
والرزق ،قال -صلى اهلل عليه وسلم:- ِ
النعمة ِّ أسفل منهُ في ولينظُْر إلى من هو َ
ِ
َأس َف َل م ْن ُك ْمَ ،واَل َت ْنظُُروا ِإلَى َم ْن ُه َو َف ْوقَ ُك ْمَ ،ف ُه َو ْ
َأج َد ُر َأ ْن اَل "انْظُُروا ِإلَى َم ْن ْ
اهلل َعلَْي ُك ْم"(أخرجه البخاري ومسلم). َت ْز َدروا نِ ْعمةَ ِ
ُ َ
أستطيع أن هلل أني فالرجل قد يسكن في ُش َّق ٍة مستأجر ٍة فلي ُقل في ِ
نفسه :الحم ُد ِ
ُ َ َ ْ ُ ُ ُ
ليس لديه شقةٌ لكن عن َدهُ
وذاك الذي َ
إيجار الشقةَ ،
يملك َإيجارها ،فغيري ال ُ
أدفع َ
َ
بات في
إيجار غرفة ،وربما َ
يملك َاللهم لك الحم ُد فغيري ال ُ
غرفةٌ فليقلَّ :
ليس عنده
رب لك الحم ُد فغيري َ
الشوارع ،والذي عندهُ سيارةٌ قديمةٌ فليقلِّ :
أسفل منك في أم ِر الدنيا بل ْ
انظر إلى من هو َ أرفع َ
سيارة ...فال تَنظُْر إلى من هو ُ
منك.
ِ
كسب الحرام، قانع بما آتاني اهلل ،فال تدفعني نفسي إلى
فقل :الحمد هلل ،فأنا ٌ
الناس يُسافرون إلى
أن َ بحج ِةَّ :
ب حراماً َّ ِ
ك أن تكس َ نفس َ
لك ُ س ِّو َل َ
وإياك أن تُ َ
َ
ِ
االحتيال أو بي ِع المال عن ِ
طريق الخارج ويتمتَّعون ،وأنا أر ُقبُهم فقط! فتبدَأ بجم ِع ِ
ِ
َّن حرم اهللُ أو فيما أحلَّه اهلل ،قال تعالىَ :
(والَ تَ ُمد َّ ألجل أن تستعملَه فيما َ ِ
الحرام ِ
ْحيَ ِاة الدُّنيَا لَِن ْفتَِن ُه ْم فِ ِيه َو ِر ْز ُق َربِّ َ
ك اجا ِّم ْن ُه ْم َز ْه َرةَ ال َ
ك ِإلَى ما مت ِ
َّعنَا بِه َأ ْز َو ً
َ َ ْ َع ْيَن ْي َ
َخ ْي ٌر َو َْأب َقى)[طه.]131:
رزقَنا رزقاً حالالً طيِّباً ،وأن يُبا ِر َك لنا في أن ُف ِسنا وفيأسال اهللَ -تعالى -أن يَ ُ
ُ
الجوع ومن غَلَبَ ِة الدَّي ِن و َق ْه ِر ِّ
الرجال. ِ بك من ال َف ْق ِر ومن أموالِناَّ ،
اللهم إنا نعوذُ َ
ِ
رسول اهلل. صل وسلِّ ْم على
اللهم ِّ
َّ
كل ٍ
ذنب ،فاستغفروهُ العظيم لي ولكم من ِّ الجليل ِ
َ َ أقول ما تَسمعون ،وأستغف ُر اهللَ
ُ
وتوبوا ِ
إليه؛ إنَّهُ هو الغفور الرحيم.
12من 17
13من 17
الخطبة الثانية:
أما بعد:
الناس ليس بمقدا ِر أموالِهم أو مراك ِزهم أو ِ أيُّها اإلخوةُ الكرامَّ :
ألوان تفاض َل ِ َ
إن ُ
تعاملِهم.
وحس ِن ُ
ِ أنواع سياراتِهم؛ إنما ُ
تفاضل ِ
ُالناس بتقواهم وأخالقهم ُ ثيابهم ،أو ِ
شتري ِ ِ ِ
والفقر ليسا عيباً وال نَقصاً؛ فكم من غَن ّي ميسور لم يَستط ْع أن يَ َ ُ والحاجةُ
ٍ
إنسان فقي ٍر نفوسهم إليه؟! وكم من قلوب ِ ِ
ستميل َ َ ستطع أن يَ
الناس فتُحبَّه ،ولم يَ ْ َ
دار ذلك ِ ِ ِ ِ ِ ِ
وم ُ
جميع الناس؟! َ
َ بوطيب نفسه وصفاء قلبه أن يَكس َ بابتسامته
َ استطاع
َ
-ج َّل وعالِ( :-إ َّن َأ ْك َر َم ُك ْم ِع ْن َد اللَّ ِه َأْت َقا ُك ْم)[الحجرات.]13: ِ
َ ُكلِّه التقوى ،قال َ
اهلل ِ
عليه وال َي ُق ْل :ما عندي إاّل وازد ِ
راء نِعم ِة ِ الحرام ِ
ِ ِ
الكسب المسلم من ولْيَح َذ ِر
َ ُ
ِ
النعمة التي هو عليها. كذا ،وغيري أحسن مني! كاّل بل ي ِ
حمد اهللَ -تعالى -على َ ُ
خير منهُ حبيبَنا وسيِّ َدنا أصاب من هو ٌ َ ولْيَتَ َذ َّك ْر إ ْن كان قد أصابَهُ الجوعُ؛ فقد
اهلل -صلى اهلل عليه وسلم- ول ِ ج َر ُس ُ رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم ،-فقد َخ َر َ َ
"ما َأ ْخ َر َج ُك َما ِم ْن ُبيُوتِ ُك َماالَ : ات َي ْوٍم َْ -أو ل َْيلَ ٍة -فَِإ َذا ُه َو بَِأبِي بَ ْك ٍر َوعُ َم َرَ ،ف َق َ َذ َ
"وَأنَاَ ،والَّ ِذي َن ْف ِسي بِيَ ِد ِه،الَ :
ول ِ
اهلل ،قَ َ ْجوعُ يَا َر ُس َ اعةَ؟" ،قَااَل :ال ُ الس َ َه ِذ ِه َّ
ِ ِ ِ
صا ِر فَِإ ذَا ُه َو وموا"َ ،ف َق ُاموا َم َعهُ ،فََأتَى َر ُجاًل م َن اَأْلنْ َ َأَل ْخ َر َجني الَّذي َأ ْخ َر َج ُك َما ،قُ ُ
اهلل -صلى ول ِ ال ل ََها َر ُس َُتَ :م ْر َحبًا َو َْأهاًل َ ،ف َق َس فِي َب ْيتِ ِهَ ،فلَ َّما َرَأتْهُ ال َْم ْرَأةُ ،قَال ْ ل َْي َ
ِ ِ ِ
ب لَنَا م َن ال َْماء؛ ِإ ْذ َج َ
اء ب يَ ْسَت ْعذ ُ َتَ :ذ َه َ اهلل عليه وسلمَ" :-أيْ َن فُاَل ٌن؟ " قَال ْ
اهلل -صلى اهلل عليه وسلم -وص ِ
احَب ْي ِه ،ثُ َّم قَ َ ول ِ يَ ،فنَظَر ِإلَى ر ُس ِ صا ِر ُّ
ال: َ َ َ َ اَأْلنْ َ
15من 17
ُن َع ْن َه َذا الن َِّع ِيم َي ْو َم عندك سهل فقلِ :
واهلل لَتُ ْسَأل َّ واألمر َ ٌ ُ الشه ِر ألفاً وألفين
جهاز
فتستخدم َ َ ار في الخارج، والطقس َح ٌّ
ُ كتدخل إلى بيتِ َ ُ ال ِْقيَ َامة ..وإذا َ
كنت
ُن َع ْن َه َذا الن َِّع ِيم َي ْو َم جميل ،فقلِ :
واهلل لَتُ ْسَأل َّ وتجلس في َج ٍّو ٍ ُ
ِ
التكييف البارد،
وأنت ِ
آم ٌن ص ُل إلى بيتِك وترى زوجةً وولداً وطعاماً حاضراًَ ، ال ِْقيَ َامة ..إذا َ
كنت تَ ِ
عديد من الب ِ
لدان، ك مكروهٌ؛ كما ي َقع في ٍ وولدك من أن يُصيبَ َ نفسك ومالِك ِ على ِ
ُ َ ُ
ُن َع ْن َه َذا الن َِّع ِيم َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة. ف ُقلِ :
واهلل لَتُ ْسَأل َّ ْ
أيُّها المؤمنون :إذا اتَّقى اإلنسا ُن ربَّه -ج َّل وعالِ َ ،-
ب على ما وعل َم أنَّهُ ُم َ
حاس ٌ َُ َ
وسأل اهللَ -تعالى- ِ
الحالل َ ِ
كسب ب على مالِ ِهَ ،سعى في حاس ٌ
وم َ
ِ
دخ ُل إلى بطنهُ ،
يَ ُ
خير له من أن يَمتَأِل
صبر ويدعو اهللَ بالرزق ٌ
جوع اإلنسا ُن ويَ َ
رزقَه إيَّاه ،وأَل ْن يَ َ
أن يَ ُ
ِ
والكسب الحرام. ِ
بالحيلة والمساكين فاء ِ
َ ُّع َ
باألموال التي أخ َذها من الض َ حسابُهُ
اللهم
رزقَنا حالاًل طيباًَّ ،ينفعنا وإيَّاكم بما َس ِمعنا ،ويَ ُ
-جل وعال -أن َأسأل اهللَ َّ
ُ
صف َق ِة يَـميننا. َو ِّس ْع علينا في أرزاقِنا بالحاللَّ ،
اللهم با ِر ْك لنا في َ
ب المساكين.
وح ِّ ِ ِ ِ اللهم وفِقنا ِ
لفعل الخيرات وترك المنكرات ُ َّ
ِ
بالصحة على طاعتِك اللهم ِ
اغف ْر لنا وآلباِئنا وأمهاتِنا َّ
ِّعهُ
اللهم من كا َن منهم حياً فمت ْ َّ
ف له حسناتِه ِ
وضاع ْ وا ْختِ ْم لنا ولَه بخير ومن كان منهم َميِّتاً َف َو ِّس ْع له في َق ْب ِر ِه
17من 17
أحوال
َ أصلِ ْح
اللهم ْ واجمعنا ِبه في جنَّتِك يا َر َّ
ب العالمين َّ ْ وتَجاو ْز عن سيئاتِه
المسلمين في ُك ِّل مكان
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ،ونعوذ بك من النار وما
قرب إليها من قول أو عمل ،اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا ،ولمن له حق
علينا ،وللمسلمين أجمعين.